الترغيب والترهيب لقوام السنة

إسماعيل الأصبهاني

مقدمة المؤلف

مقدمة المؤلف قال الشيخ الإمام الحافظ، قوام السنة، موفق الإسلام، الأستاذ: أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني: الحمد لله عالم الغيوب، وسائر العيوب، وغافر الذنوب، والمطل على ضمائر القلوب. ويجزل الثواب فضلاً، ويكثر العقاب عدلاً. {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون} . خصنا بدين الإسلام، وجعلنا من أمة محمد عليه السلام -صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها، وأطيبها وأنماها، وصلى على آله وأصحابه- ثم.. إنكم معشر طلبة العلم -أحسن الله توفيقكم- أكثرتم مسألتكم إياي أن أجمع لكم كتاباً، يشتمل على الترغيب في الأعمال الصالحة، والأقوال الحسنة والنيات الخالصة. وعلى الترهيب من الأعمال السيئة، والأقوال القبيحة، والنيات الفاسدة، ويتضمن ما ورد في ذلك من الثواب والعقاب. وذكرتم أن الكتب المصنفة في هذا الباب مطولة بكثرة الأسانيد والتكرار، أو مختصرة غاية الاختصار، لا يظفر طالب العلم منها بالمراد ولا يشفي بها غليل الفؤاد.

فترددت في ذلك زماناً، ليتقرر لي ترتيب أبواب الكتاب، ثم وقع الاختيار على أن أجمعه على حروف: أ، ب، ت، ث ليسهل على الطالب الاهتداء إليه، وأقدم في كل باب ما ورد فيه من الترغيب، ثم أتبعه ما ورد فيه من الترهيب. ولا أراعي في الحروف: أزائدة هي -أم- من الكلمة؟ نحو: باب ((الإخلاص)) وباب ((الحسبان)) أذكرهما في باب الألف لا في باب الخاء والحاء. فإن لم يقع في باب الترغيب والترهيب معاً. اقتصرت على واحد منهما وأسأل الله تعالى أن ينفعني والمستفيدين بذلك، إنه لنعم المفضل.

باب الألف

باب الألف باب في الترغيب في الإيمان وفضله 1- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو طاهر المخلص قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي قال: أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن خالد الشيباني -رضي الله عنه- ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة قال: أخبرني أبو جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: ((قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهم بالإيمان بالله -عز وجل- قال: أتدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وأعطوا الخمس من المغنم)) .

2- أنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا أبو النضر، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: ((كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع، فأتى رجل منهم فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك. قال: صدق. قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله. قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله. قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال: الله. قال: فمن جعل فيها هذه المنافع؟ قال: الله. قال: فبالذي خلق السماء والأرض ونصب الجبال وجعل فيها هذه المنافع آلله أرسلك؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صدقة في أموالنا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر في سنتنا؟ قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلاً. قال: صدق. قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن: -فلما مضى- قال: لئن صدق ليدخلن الجنة.

3- أنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنا الفضل بن عبيد الله، ثنا -[59]- عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن محمد بن صخر، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا الليث، حدثني سعيد عن شريك بن عبد الله بن نمر أنه سمع أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول: ((بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ -ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكئ بين أظهرهم- فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد أجبتك! فقال الرجل: إني يا محمد سائلك، فمشدد عليك في المسألة، فلا تجدن عليك في نفسك. فقال: سل عن ما بدا لك. فقال الرجل: نشدتك بربك ورب من قبلك، الله أرسلك إلى الناس كلهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم. قال: نشدتك بالله، الله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: اللهم نعم. قال: فنشدتك بالله؛ الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم نعم. فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا: ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر)) .

4- أنا علي بن أحمد بن فورجة قال: أنا محمد بن عبد الله بن -[60]- الصالح، ثنا أبو الشيخ، ثنا الوليد، حدثني أبو نعيم، ثنا النضر بن زرارة، ثنا أبو الخناب، عن زاذان، عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررنا إلى الصحراء، فإذا راكب يوضع مقبلاً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أين أقبل الراكب؟ قال: أقبلت من مالي وولدي وعشيرتي. قال: وأين تريد؟ قال: أردت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قد أصبت. قال: يا رسول الله، علمني الإسلام. فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه، أطفنا ببعيره -فقال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. قال: أقررت. قال: وتقيم الصلاة المكتوبة. قال: أقررت. قال: وتؤتي الزكاة المفروضة. قال: أقررت. قال: وتحج البيت. قال: أقررت. قال: هذا الإسلام. وتقع يد بعيره في شبكة جرذان، فأهوى الجمل، ووقع الرجل على رأسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل، فوثب عمار وحذيفة -رضي الله عنهما- فأقعداه، فقالا: قبض الرجل يا رسول الله، فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يعرض، ثم أقبل عليهم، فقال: أما رأيتم إعراضي عن الرجل؟ قالوا: بلى! والله لقد رأينا إعراضك عنه. قال: فإني قد رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعرفت أن الرجل مات جائعاً، هذا والله من الذين قال: {ولم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن وهو مهتدون} )) . قال الإمام: قوله (يوضع) أي يسير ناقته بسرعة، (وشبكة جرذان) جحر الفأر. وقوله: (يدسان في فيه) أي يدخلان فيه بجهد.

5- أنا محمد بن أبي الطاهر الخرقي، أنا الفضل بن عبيد الله، ثنا -[61]- عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن محمد بن صخر، ثنا عبد الله بن يزيد، ثنا سعيد -هو ابن أبي أيوب- حدثني عبد الله بن الوليد عن أبي الربيع -رجل من أهل المدينة- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: ((أن أعرابياً أقبل على راحلته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له، فقال: يا رسول الله، إن الله الذي له ملك السموات والأرض أرسلك إلى عباده، تبشرهم بحياة لا موت فيها، وشباب لا كبر فيه، وفرحٍ لا حزن فيه، وأمانٍ لا خوف فيه، وبمطاعم ومشارب، ولباسهم فيها حرير. وتنذرهم ناراً موقدة. يصب من فوق رؤوسهم الحميم، ويقطع لهم ثياب من نار، فأخبرني بأعمال أعمل بهن تبلغني هذا، وتنجيني من هذا؟ قال: ((تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئاً، وإقام الصلاة المكتوبة، وإيتاء الزكاة المفروضة، وصيام رمضان، كما كتبه الله على الأمم من قبلكم، وتحج البيت، وتمامهن ما كرهت أن يأتيه إليك الناس فلا تأته إليهم)) . فقال الأعرابي: إني إذن أرفض ما بين المشرق والمغرب وراء ظهري، وأعمل بما يبلغني هذا، وينجيني من هذا)) .

فصل آخر في فضائل الإيمان والمؤمنين

فصل آخر في فضائل الإيمان والمؤمنين 6- أنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، أنا عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن البجيري، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق -أو- من المغرب لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى، والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)) .

7- أنا أبو محمد، أنا عبد الصمد، ثنا أحمد بن محمد -[63]- البجيري، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا محمد بن عبادة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سليم بن حيان -أثنى عليه- ثنا سعيد بن مينا، قال: ثنا -أو- سمعت جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول: ((جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، فقال بعضهم: هو نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلاً، فاضربوا له مثلاً. فقالوا: مثله كمثل رجل بنى داراً، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعياً؛ فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة. فقالوا: أولوها يفقهها. قال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان. قالوا: فالدار: الجنة، والداعي: محمد صلى الله عليه وسلم فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله، ومن عصى محمداً فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس)) .

فصل في ذكر شعب الإيمان

فصل في ذكر شعب الإيمان 8- أنا محمد بن أحمد بن موسى الحافظ، أنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا الحسين بن مكرم، ثنا علي بن عاصم، ثنا سهيل، عن عبد الله بن دينار قال: وحدثني أبو صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وستون -أو- بضع وسبعون -يعني شعبة- أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) .

9- أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي -[65]- أنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن عوف، ثنا المغيرة، ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي -رضي الله عنه- قال: ((قلت: يا رسول الله، اطلعت غنيمة لي ترعاها جارية لي في ناحية أحد، فوجدت الذئب قد أصاب منها شاة؛ وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون، فصككتها صكة، ثم انصرفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فعظم على ذلك. فقلت: يا رسول الله، ألا أعتقها؟ قال: ائتني بها؛ فأتيته بها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: إنها مؤمنة، أعتقها، فإنها مؤمنة)) .

10- أنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنا أبو طاهر الزيادي أنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن يعقوب الكرماني، حدثنا -[66]- يحيى بن سعيد القطان، ثنا حسين المعلم، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده؛ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه -أو لجاره- ما يحب لنفسه)) .

11- أنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنا أبو طاهر الزيادي، ثنا عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، قال: أخبرنا يحيى بن بحر الكرماني، ثنا حماد بن زيد، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ألا إن مثل المؤمنين، ومثل توادهم وتحابهم وتراحمهم، كمثل الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى سائره بالسهر والحمى)) .

12- أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا سعيد بن أحمد بن جعفر بن سعيد الفهري، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا صدقة بن عبد الله، عن إبراهيم بن مرة، عن أيوب بن سليمان، عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[67]- ((أغبط الناس عندي: مؤمن؛ خفيف الحاذ؛ ذو حظ من الصلاة؛ غامص في الناس؛ وكان رزقه كفافاً وصبر عليه؛ عجلت منيته؛ وقل تراثه؛ وقلت بواكيه)) . قال الإمام -رحمه الله- قوله: (خفيف الحاذ) أي خفيف الحال، أي قليل الأهل والمال، وقوله: (غامص في الناس) أي خفي غير مشهور.

13- أنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي، أنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أبو مسعود، ثنا أبو حذيفة، ثنا زهير بن محمد عن صالح بن كيسان، عن عبد الله بن أبي أمامة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البذاذة من الإيمان)) . قال الإمام: قال أهل اللغة: البذاذة: التواضع في اللباس والرضا بالدون من الثياب.

14- أنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي، أنا أبو يحيى علي بن سليمان الخرقي، ثنا أبو قلابة، ثنا عمرو بن خليفة، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء من الإيمان؛ والإيمان: في الجنة، والبذاء من الجفاء؛ والجفاء في النار)) . قال الإمام: البذاء: الفحش في المنطق وقلة الحياء. والجفاء: سوء الأدب، وترك الأخذ بأدب الله وأدب الرسول.

15- أنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم، ثنا أبو بكر، ثنا عبد الله بن نمير (ح) . قال ابن مردويه: وحدثني محمد بن عبد الله بن الحسين، ثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، ثنا عثمان بن محمد، ثنا محمد بن بشر، قالا: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم حدثني ابن كعب بن مالك عن أبيه -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح مرة، وتصرعها مرة، وتعدلها أخرى متى تهيج؛ ومثل المنافق كمثل الأرزة المجذبة على أصلها؛ لا يقصفها شيء حتى يكون انجعافها مرة واحدة)) . قال الإمام: الخامة: الغضة. تفيئها: تميلها. وهاج النبت، إذا يبس. والأرزة: شجرة الصنوبر. والمجذبة: الثابتة. والانجعاف: الانقلاع.

16- أنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه وإبراهيم بن محمد بن الطيان قالا: أنا إبراهيم بن خرشيذ ((قولة)) ، قال: ثنا أبو بكر -[69]- النيسابوري، ثنا أحمد بن منصور ((زاج)) ، ثنا علي بن الحسن، ثنا الحسين بن واقد، ثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت ابن الزبير يخطب يقول: سمعت عمر بن الخطاب يخطب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: ((أكرموا أصحابي؛ ثم -الذين يلونهم؛ ثم -الذين يلونهم؛ ثم: يظهر الكذب حتى يشهد الرجل ولا يستشهد، ويحلف الرجل ولا يستحلف، فمن أحب منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد: وهو مع الاثنين أبعد. ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما؛ ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو المؤمن)) .

17- أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا محمد بن محمد بن الأزهر، ثنا الحارث، ثنا يونس بن محمد، ثنا -[70]- الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد أبي الخير -أنه سمعه- أن رجلاً حدثه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((حين سأله: ما الإيمان يا رسول الله؟ قال: الإيمان: أن تؤمن بالله عز وجل ورسوله. ثم سأله الثانية. فقال: مثل ذلك؛ ثم سأله الثالثة، فقال: أتحب أن أخبرك ما صريح الإيمان؟ قال: ذاك والله ما أردت. فقال: إن صريح الإيمان إذا ظلمت أحداً -عبدك أو أمتك أو أحداً من الناس- صمت أو تصدقت)) .

18- أنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي، أنا أحمد بن إبراهيم بن جامع بمصر، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد بن المهاجر، عن حميد بن ميمون، عن حمزة بن الزبير، عن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أفضل إيمان المرء: أن يعلم أن الله معه حيث كان)) .

19- أنا محمد بن أحمد بن علي وإبراهيم بن محمد قالا: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا علي بن أحمد، ثنا -[71]- محمد بن إسماعيل، حدثني عبد الله بن سلمة، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن أبا مالك الأشعري كان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في أوسط أيام التشريق: ((أليس هذا اليوم بحرم؟ قالوا: بلى؛ يا رسول الله. قال: فإن حرمتكم بينكم إلى يوم القيامة كحرمة هذا اليوم؛ وكحرمة هذا الشهر. وأنبئكم من المسلم: من سلم المسلمون من يده ولسانه؛ وأنبئكم من المؤمن: من أمنه المؤمنون على أموالهم ودمائهم؛ وأنبئكم من المهاجر: من هجر السيئات مما حرم الله –عز وجل- والمؤمن حرام على المؤمن كحرمة هذا اليوم؛ لحمه: عليه حرام؛ وأن يأكله بالغيب ويغتابه؛ وعرضه عليه حرام أن يحرقه؛ وأذاه عليه حرام أن يؤذيه؛ ووجهه عليه حرام أن يلطمه؛ وحرام عليه أن يدفعه دفعة تعنته)) .

فصل في صفة الإيمان والمؤمنين

فصل في صفة الإيمان والمؤمنين 20- أنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، أنا أبو الحسن بن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا سويد أبو حاتم، ثنا عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: ((كنت قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله؛ ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة. قال: فأي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً)) .

21- وأخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد أبي رجاء، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام –يعني الدستوائي- عن يحيى، -[73]- عن زيد بن سلام، عن جده ممطور؛ عن أبي أمامة –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما الإيمان؟ قال: إذا سرتك حسنتك؛ وساءتك سيئتك فأنت مؤمن. قال: يا رسول الله، ما الإثم؟ قال: إذا حاك في صدرك شيء فدعه)) . قال الإمام: قوله (حاك في صدرك) أي لم يطمئن به صدرك، أي اترك ما يريبك، وافعل ما لا يريبك.

22- أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ببغداد، ثنا أبو الحسن بن رزقويه، ثنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا محمد بن أحمد بن البراء؛ ثنا المفضل بن حازم، حدثني عيسى بن عبد الله، ثنا ضمرة عن عبد الله بن شوذب، عن رجاء بن جميل الأيلي، عن الحسن قال: ((دخل حارثة الأنصاري صلاة الغداة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت يا رسول الله مؤمناً حقاً؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لكل حق حقيقة؛ فما حقيقة إيمانك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بدأ بالداء فحسمه. قال: وصرت كأني أنظر إلى عرش ربي؛ وإلى أهل الجنة يتزاورون؛ وإلى أهل النار يتعاوون فيها؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مؤمن، نور الله قلبه؛ عرفت فالزم)) . -[74]- قال الإمام: (عزفت نفسي) أي صرفتها، فكأن العزوف النظر إلى الشيء تقززاً.

23- أنا عبد الرحمن بن محمد بن زياد ومحمد بن أحمد الأبهري، قالا: حدثنا أحمد بن محمد بن المرزبان، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم، ثنا محمد بن سليمان ((لوين)) ؛ ثنا عيسى بن يونس، عن مصعب بن ثابت: من ولد الزبير، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن بين أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ يألم المؤمن لما يصيب أهل الإيمان كما يألم الرأس لما يصيب الجسد)) .

24- أنا أبو بكر السمسار، أنا أبو ذر الطبراني، ثنا -[75]- عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا محمد بن جعفر، ثنا حمزة الزيات عن أبي سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علم الإيمان الصلاة، فمن فرغ لها قلبه، وحاذ عليها بحدها، ووقتها، وسننها: فهو المؤمن)) . قال الإمام: قوله: (حاذ عليها) أي حافظ عليها. يقال: حاذ عليه واستحوذ عليه، أي غلبه عليه؛ وأصل الكلمة من قولهم: حاذ الإبل إذا حسن سوقها؛ والأحوذي: الحاذق في الأمر المتعهد له. قالت عائشة –رضي الله عنها-: في وصف عمر –رضي الله عنه-: (كان أحوذياً نسيج وحده) .

25- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنا أحمد بن موسى، ثنا دعلج علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد قال: بلغني عن ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي سليمان الليثي، عن أبي سعيد الخدري –رض الله عنه- يرفعه: ((مثل المؤمن والإيمان كمثل الفرس في أخيته؛ يجول ثم يرجع إلى أخيته؛ وإن المؤمن يسهو ثم يرجع إلى الإيمان)) . قال الإمام: الأخية: الحبل تشد به الدواب، ويرخى له الحبل -[76]- ليجيء ويذهب؛ يمنعه الحبل عن مجاوزة قدر ذلك؛ فإذا بلغ نهاية ذلك رجع إلى ابتداء الأخية.

26- أنا محمد بن الحسن الحاكم؛ أنا علي بن أحمد الخطيب، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن علي بن مهدي، ثنا محمد بن سليمان بن بزيع، ثنا مصعب بن المقدام، عن أبي معاذ، عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مؤمن إلا وله ذنب لا يفارقه الفينة بعد الفينة حتى يفارق الدنيا؛ إن المؤمن نساء إذا ذكر ذكر)) . قال الإمام: الفينة بعد الفينة؛ أي الوقت بعد الوقت، والساعة بعد الساعة.

فصل

فصل 27- أنا محمد بن أحمد بن علي وإبراهيم بن محمد ((الطيان)) ؛ -[77]- قالا: ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ((قولة)) ، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو بكر بن صالح، ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا رجل يقال له: عطاء بن دينار، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر؛ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام)) .

28- أنا سليمان بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن، قالا: ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن أحمد بن علي، وعبد الله بن محمد بن إسحاق المكي؛ قالا: ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، ثنا أبي؛ ثنا هشام بن سليمان عن ابن جريج، حدثني زياد بن سعيد، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري أنه سمع أباه يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره؛ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه؛ ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت)) .

29- أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن الحسين النيسابوري، أنا محمد بن موسى، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا عبد الحكم، ثنا إسحاق –هو ابن بكر عن أبيه، عن جعفر بن ربيعة، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن رويفع بن ثابت الأنصاري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر –أو: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر- فلا يسق ماءه ولد غيره)) . قال الإمام: المراد من الحديث: النهي عن وطء الحامل إذا سبيت، حتى تضع حملها.

فصل في استكمال الإيمان

فصل في استكمال الإيمان 30- أنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن كثريه المعلم، وغيره، قالا: حدثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا نعيم بن حماد، أنا بعض مشايخنا: هشام أو غيره، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يستكمل مؤمن إيمانه حتى يكون هواه تبعاً لما جئتكم به)) .

31- أنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو بكر بن أبي نصر، أنا أبو الشيخ، ثنا أبو الحريش، أنا ابن المقري، أنا مروان بن معاوية، عن عطاء بن عجلان، ثنا محمد بن سيرين، عن أنس - -[80]- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يستكمل رجل حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه)) .

32- أنا محمد بن عمر الطهراني سنة سبع وستين وأربعمائة، أنا أبو عبد الله بن منده أنا سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري، أنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمحي، أنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا صدقة بن عبد الله، عن يحيى بن الحارث الزماري، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان)) .

33- أنا محمد بن أحمد بن علي، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ((قولة)) ، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا أبو زرعة، ثنا عمر بن علي، ثنا صباح –يعني ابن محارب- عن سالم المرادي، عن حميد الحمصي، عن أبي عمرو الشيباني عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في الله لومة لائم؛ ولا يرائي بشيء منه عمل؛ ومن إذا عرض عليه أمران: أحدهما للدنيا، والآخر للآخرة، آثر أمر الآخرة على الدنيا)) .

فصل في ضعف الإيمان

فصل في ضعف الإيمان 34- أنا محمد بن إبراهيم الكرخي بقزوين؛ أنا عبد الله بن عمر بن زاذان، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق؛ أنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا عبد الحميد بن محمد، ثنا مخلد، ثنا مالك، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكراً فغيره بيده فقد برئ؛ ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيره بلسانه فقد برئ؛ ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برئ؛ وذلك أضعف الإيمان.

فصل في علامة الإيمان

فصل في علامة الإيمان 35- أنا حكيم بن أحمد الإسفراييني؛ أنا جدي: أبو الحسن علي بن محمد الإسفراييني أنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور الضرير بنيسابور؛ ثنا أبو جعفر محمد بن عبيد بن هارون المقرئ الكوفي؛ ثنا محمد بن عبد الرحمن بن بشمين –أخو عبد الحميد، ثنا أبو إسحاق الخميسى؛ عن مالك بن دينار، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حب أبي بكر وعمر إيمان؛ وبغضهما كفر)) .

36- أنا أحمد بن علي بن خلف؛ أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت -[83]- عن زر بن حبيش قال: سمعت علياً –رضي الله عنه- يقول: ((والذي فلق الحبة؛ وبرأ النسمة؛ لعهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لا يحبك إلا مؤمن؛ ولا يبغضك إلا منافق)) .

37- أنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف؛ أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا الحسين بن معاذ بن حرب، ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة؛ عن عبد الله بن عبيد الله بن جبر قال: سمعت أنساً –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آية الإيمان حب الأنصار؛ وآية النفاق بغض الأنصار)) .

فصل

فصل 38- أنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني؛ ثنا علي بن محمد بن ميلة، ثنا محمد بن علي بن أسيد، ثنا محمد بن غالب بن حرب؛ حدثني إسحاق بن عبد الواحد، ثنا هشيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن محارب بن دثار، عن صلة بن زفر، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النظرة سهمٌ من سهام إبليس، فمن تركها من خوف الله: أثابه الله –عز وجل- إيماناً يجد حلاوته في قلبه)) .

39- ثنا الشريف أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي –رحمه الله- إملاء بمكة حرسها الله في الحجر تحت الميزاب، أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي، ثنا محمد بن عمرو بن البختري، ثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان؛ عن أبيه عن أبي الضحي. عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال العباس –رضي الله عنه: ((ما نلقي يا رسول الله من قريش؛ إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مشرقة؛ وإذا لقيناهم لقونا بغير ذلك؛ فقال: والذي نفسي يده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ورسوله، أترجو مراد شفاعتي؛ ولا يرجوها بنو عبد المطلب)) . قال الإمام: (مراد) قبيلة من العرب ليست في الذروة العليا في النسبة.

40- أنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وأحمد بن علي بن المرزبان؛ قالا: ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنا صاحب بن أحمد الطوسي؛ ثنا عبد الله بن هاشم الطوسي؛ ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا شعبة؛ ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن يغار، والله –عز وجل- أشد غيرة)) .

41- وأنا أحمد بن عبد الرحمن؛ وأحمد بن علي؛ قالا: أنا -[85]- أبو عبد الله الجرجاني، أنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهران بن خالد اليزدي؛ ثنا علي بن قادم؛ أنا سفيان الثوري؛ عن الحجاج بن فرافصة، عن يحيى بن أبي كثير يرفعه إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن غر كريم؛ والفاجر خب لئيم)) . الغر: الذي ينخدع، والخب: الذي لا ينخدع.

42- أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، ثنا أبو ذر محمد بن سليمان بن أحمد الطبراني؛ ثنا عبد الله بن جعفر؛ ثنا أحمد بن يونس؛ ثنا يعلى ومحاصر قالا: ثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا؛ ولن تحصوا؛ واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة؛ ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)) . قوله: ولن تحصوا؛ أي لن تطيقوا أن تستقيموا حق الاستقامة.

43- أنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف؛ أنا أحمد بن -[86]- موسى الحافظ، أنا إبراهيم بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين الموصلي، ثنا عبد الله المنجوفي، ثنا روح ثنا عوف، قال أحمد بن موسى: -وثنا إبراهيم، ثنا أبو طالب بن عوانة؛ ثنا سليمان بن سيف، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عوف، عن محمد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً فلزمها حتى يصلى عليها وتدفن؛ فإنه يرجع حين يرجع بقيراطين من الأجر؛ كل قيراط مثل أحد؛ ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فله قيراط)) .

44- أنا الشريف أبو نصر الزينبي؛ أنا أبو طاهر المخلص؛ ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو نصر التمار؛ ثنا القاسم بن الفضل الحداني؛ عن النضر –يعني ابن شيبان- قال: قلت لأبي سلمة: حدثني بشيء سمعته من أبيك يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: حدثني أبي في شهر رمضان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فرض الله عليكم شهر رمضان، وسننت لكم قيامه؛ فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً: خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) .

45- أنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة؛ أنا أبو بكر بن أبي نصر؛ أنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا هشام، قال: حدثني محمد بن شعيب، عن معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام عن جده: -[87]- أبي سلام، عن عبد الرحمن بن غنم: أن أبا موسى الأشعري –رضي الله عنه- حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إسباغ الوضوء شطر الإيمان؛ والحمد لله تملأ الميزان؛ والتكبير والتسبيح يملآن السموات والأرض؛ والصلاة نور، والصدقة برهان؛ والصبر ضياء، والقرآن –أو قال والفرقان- حجة لك، أو عليك. كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)) .

46- أنا محمد بن عمر الطهراني، أنا أبو عبد الله بن منده؛ أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ومحمد بن الحسين، قالا: ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء، قال: سمعت علي بن غنام يقول: أتيت سعير بن الخمس فسألته عن ((حديث الوسوسة)) : فلم يحدثني –فأدبرت أبكي، ثم لقيني، فقال لي: تعال ثنا المغيرة بن الحسن، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: ((سألت النبي – صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يجد الشيء: لو خر من السماء فتخطفه الطير كان أحب إليه من أن يتكلم به؛ فقال: ذلك محض –أو صريح- الإيمان)) .

47- وفي رواية سهيل؛ عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه. فقالوا: يا رسول الله، إنا نجد في أنفسنا الشيء، يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم! قال: ذلك صريح الإيمان)) . -[88]- قيل: استعظامه أن يتكلم به؛ هو صريح الإيمان.

48- أنا أحمد بن أحمد الصيرفي وأحمد بن محمد بن عمر النقاش؛ قالا: أنا أبو عبد الله بن منده، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد البغدادي؛ ثنا الحسن بن عرفة بن يزيد، ثنا إسماعيل بن عياش الحمصي؛ عن المغيرة بن قيس اليماني؛ عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي الخلق أعجب إيماناً؟ قالوا: الملائكة. قال: وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم –عز وجل- قالوا: فالنبيون. قال: وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم. قالوا: فنحن! قال: وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم. قال: فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أعجب الخلق إيماناً لقوم يكونون بعدكم يجدون صحفاً فيها كتاب يؤمنون بما فيه)) .

فصل في صفة الإسلام والمسلمين

فصل في صفة الإسلام والمسلمين 49- حدثنا محمد بن الحسن بن سليم، ثنا أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ إملاء، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن الجهم السمري؛ ثنا يعلى بن عبيد، ثنا حجاج بن دينار، عن شعيب بن خالد، عن الحسين بن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) .

50- أنا والدي محمد بن الفضل، أنا سعيد بن أبي سعيد، ثنا محمد بن عمر المروزي، ثنا محمد بن يوسف الفربري؛ ثنا محمد بن إسماعيل البخاري؛ ثنا عمرو بن خالد، ثنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-: ((أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت؛ وعلى من لم تعرف)) .

51- ثنا محمد بن الحسن بن سليم، ثنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو الحافظ إملاء، ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن حماد القاضي بالأهواز؛ ثنا إسماعيل بن محمد بن عيسى المزني، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين؛ ثنا زكريا بن أبي زائدة؛ عن عامر قال: سمعت عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم: من سلم المسلمون من يده ولسانه؛ والمهاجر: من هجر ما نهى الله عنه)) .

فصل

فصل 52- أنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا علي بن ماشاذة؛ أنا عبد الله بن محمد بن سهل الصفار؛ ثنا أحمد بن محمد بن علي بن أسيد الخزاعي؛ ثنا قرة بن حبيب، ثنا عبد الحكم؛ عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يأمن جاره بوائقه؛ يبيت حين يبيت وهو آمن من شره؛ وإن المؤمن الذي نفسه منه في عناء؛ والناس منه في راحة)) .

53- أنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا علي بن ماشاذة، ثنا محمد بن -[91]- أحمد بن علي، ثناء أبو عوانة موسى بن يوسف بن موسى القطان الكوفي؛ ثنا سعيد بن أبي الربيع البصري؛ أخبرني حماد بن بشير بن عبد الله بن رجاء العبدي؛ ثنا أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يكون قلبه مع لسانه سواء؛ ويكون لسانه مع قلبه سواء؛ ولا يخالف قوله عمله؛ ويأمن جاره بوائقه)) .

54- أنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو بكر بن أبي نصر؛ أنا أبو الشيخ، ثنا علي بن الحسن، ثنا محمد بن غالب، ثنا عبد الصمد بن النعمان؛ ثنا ركن أبو عبد الله، عن مكحول، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بمؤمن من تخاف غوائله)) .

فصل

فصل 55- أنا عبد الرزاق بن عبد الكريم؛ أنا أبو بكر بن مردويه؛ ثنا دعلج بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد قال: بلغني عن ابن المبارك؛ عن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ عن محمد بن زيد بن مهاجر يرفعه: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه عجوز؛ فسأل بها وأحفى وقال: إنها كانت تأتينا أزمان خديجة؛ وإن حسن العهد من الإيمان)) .

56- أنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا القاضي أبو القاسم بن المنذر؛ ثنا محمد بن عمرو بن البختري؛ ثنا أحمد بن الوليد الفحام؛ ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا كثير بن زيد؛ عن عمرو بن تميم؛ عن أبيه؛ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أظلكم شهركم هذا لمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ما مر على المسلمين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه؛ لمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يكتب أجره ونوافله من قبل أن يدخله؛ وذلك لأن المؤمن يعد فيه النفقة للقوة في العبادة؛ ويعد فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين؛ واتباع عوراتهم؛ فهو غنم للمؤمنين؛ ويغتنمه الفاجر)) . يعني – شهر رمضان.

57- أنا أبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي –بمكة في المسجد الحرام؛ وأبو نصر عبد السيد بن محمد الصباغ- صاحب كتاب الشامل –بأصبهان؛ قالا: ثنا محمد بن الحسين بن الفضل؛ وأخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد؛ أنا أبو عمرو بن مهدي؛ قالا: ثنا إسماعيل بن -[93]- محمد الصفار؛ ثنا الحسن بن عرفة؛ حدثني خالد بن حيان الرقي: أبو زيد، عن فرات بن سلمان؛ وعيسى بن كثير –كلاهما- عن أبي رجاء عن يحيى بن أبي كثير؛ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بلغه عن الله –عز وجل- شيء فيه فضيلة فأخذ به إيماناً به؛ ورجاء ثوابه؛ أعطاه الله ذلك، وإن لم يكن كذلك)) .

58- أنا إبراهيم بن محمد الطيان؛ أنا إبراهيم بن عبد الله التاجر، ثنا الحسين بن إسماعيل؛ ثنا يوسف؛ ثنا إبراهيم بن الهيثم؛ ثنا حماد بن سلمة؛ عن محمد بن عمرو؛ عن أبي سلمة؛ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أذن خمس صلوات إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه؛ ومن أم أصحابه خمس صلوات إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

59- أنا أحمد بن علي المقرئ؛ أنا هبة الله بن الحسن اللالكائي، ثنا علي بن محمد بن عمر الفقيه إملاء؛ أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ ثنا الحسين بن عبد الله الواسطي –إمام مسجد العوام- أنا عبد الرزاق، ثنا معمر؛ عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر؛ عن عمار بن ياسر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: الإنفاق في الاقتار، وبذل السلام للعالم، وإنصاف الناس من نفسه)) .

60- أنا محمد بن أحمد بن علي، أنا موسى بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن علي بن زياد؛ ثنا سعيد بن سليمان؛ ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ عن صهيب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبت لأمر المؤمن، إن الله لا يقضي له بقضاء إلا كان خيراً له، وليس ذاك إلا للمؤمن؛ إن أصابه خير شكر لله؛ كان خيراً له؛ وإن أصابه ضرٌّ صبر لله؛ كان خيراً له)) .

فصل

فصل 61- أنا محمد بن عمر الطهراني؛ أنا أبو عبد الله بن منده؛ أنا محمد بن الحسن: أبو طاهر؛ ثنا أبو البختري، عن عبد الله بن محمد بن شاكر؛ ثنا أبو أسامة؛ ثنا يزيد بن عبد الله؛ عن أبي بردة؛ عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً - وشبك بين أصابعه)) .

62- أنا أحمد بن علي بن خلف؛ أنا عبد الله بن يوسف؛ أنا أحمد بن محمد بن زياد البصري، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ ثنا محمد بن الصباح؛ ثنا شريك عن منصور عن ربعي بن خراش؛ عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[95]- ((لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وبالبعث بعد الموت، وبالقدر)) .

63- أنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة؛ أنا أبو بكر بن أبي نصر؛ أنا أبو الشيخ؛ ثنا إبراهيم بن شريك الأسدي، أنا أحمد بن يونس؛ ثنا أبو بكر بن عياش؛ عن الحسن بن عمر، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه؛ عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان؛ ولا الفاحش؛ ولا البذيء)) .

64- قال: وأنا أبو الشيخ، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث؛ ثنا عيسى بن حماد؛ ثنا الليث بن سعد؛ عن محمد بن عجلان؛ عن سهيل، عن أبيه؛ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع في جوف مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم؛ ولا يجتمع في جوف عبدٍ الإيمان والحسد)) .

65- قال: وأنا أبو الشيخ، أنا أبو يعلى الموصلي؛ ثنا كامل؛ -[96]- ثنا أبو هلال، عن قتادة عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)) .

فصل

فصل 66- أنا الشريف أبو نصر الزينبي؛ أنا محمد بن عمر بن خلف الوراق، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أحمد بن حنبل، وحدثني زهير بن حرب، وسريج بن يونس؛ وابن المقرئ قالوا: ثنا سفيان بن عيينة؛ عن الزهري عن سالم عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان)) .

67- أنا أحمد بن علي المقرئ؛ أنا عبد الله بن الحسين؛ أنا علي بن محمد بن عمر؛ ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ ثنا يونس بن عبد الأعلى؛ ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان. قال الله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} )) .

68- أنا محمد بن الحسن بن سليم، أنا عبد الله بن أحمد المعروف -[97]- بابن حمدويه ببغداد، ثنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن جعفر القدسي العطار إملاء، ثنا أبو الطيب أحمد بن الممتنع القرشي، ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقاد بمصر، حدثني يزيد بن عبد الرحمن –يعني الثقفي- عن حميد الطويل؛ عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال: ((مثل المؤمن كمثل السنبلة، تميل أحياناً، وتستقيم أحيانا)) .

69- أنا محمد بن أحمد بن علي؛ أنا أبو بكر بن مردويه؛ ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمود بن صبيح، ثنا عبد الله بن سعيد، ثنا عمي، حدثني ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال: أخبرني ابن المسيب عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يلدغ المؤمن من الجحر الواحد مرتين)) .

70- أنا محمد بن أحمد بن علي؛ أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ((قولة)) ؛ ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، أنا الربيع بن سليمان؛ ثنا ابن وهب؛ عن سليمان بن بلال؛ عن كثير بن زيد؛ عن الوليد بن رباح؛ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن مرآة المؤمن؛ والمؤمن أخو المؤمن حيث لقيه؛ يكف عليه ضيعته؛ ويحوطه من ورائه)) .

71- أنا إبراهيم بن علي بن محمد الطيان؛ أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ((قولة)) ؛ أنا عبد الله بن محمد بن زياد؛ ثنا ابن أبي الحناجر؛ ثنا مؤمل؛ ثنا سفيان؛ ثنا عبد الملك بن أبي بشير –وكان شيخ صدق- ثنا عبد الله بن أبي المساور قال: سمعت ابن عباس –رضي الله عنهما- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن الذي يبيت شبعان؛ ويبيت جاره إلى جنبه جائعاً)) .

72- أنا أبو الفتح الصفار؛ ثنا أبو عبد الله الجرجاني؛ أنا محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا علي بن الحسن الدارابجردي، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد؛ عن مرة الهمذاني، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى قسم بينكم أخلاقكم، كما قسم بينكم أرزاقكم. وإن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب؛ ولا يعطي الدين إلا لمن يحب. فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه؛ ولا والذي نفسي بيده لا يسلم أو لا يسلم عبد حتى يسلم – أو يسلم: قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فيتصدق منه فيتقبل منه؛ ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله تعالى لا يمحو السيء بالسيء؛ ولكن يمحو السيء بالحسن؛ إن الخبيث لا يمحو الخبيث)) .

73- أنا سليمان بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن قالا: ثنا -[99]- أحمد بن موسى بن مردويه إملاء؛ ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الكراني؛ ثنا أبو عثمان عمرو بن سعيد بن سنان، ثنا عباد بن صهيب، أنا سعيد بن أبي عروبة، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما؛ وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يعاد في الكفر بعد إذ نجاه الله منه؛ ولا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)) .

74- أنا محمد بن أحمد بن علي؛ أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي أنا عبيد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي؛ ثنا أبو الربيع، قال أبو بكر بن مردويه: وثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن أحمد بن موسى؛ ثنا محمد بن عبيد بن جسبار قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب؛ عن أبي الخليل الضبعي؛ عن مجاهد عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً لأصحابه: ((أخبروني عن شجرة مثلها مثل المؤمن. قال: فجعل القوم يسمون شجراً من شجر البادية –وألقي في نفسي: أنها النخلة –فرأيت أسنان القوم فجعلت أهابهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة)) . قوله: (أسنان القوم) : أي ذوي أسنانهم – يعني أكابرهم وشيوخهم.

75- أنا حمزة بن العباس العلوي؛ أنا أبو أحمد المكفوف، أنا أبو محمد بن حيان؛ أنا الحذاء؛ أنا علي بن المديني؛ ثنا جرير؛ عن ليث؛ عن محمد بن طارق، عن مجاهد قال: صاحب ابن عمر –رضي الله عنهما.. قال أبو محمد بن حيان: وحدثنا إسحاق بن بنان الأنماطي؛ ثنا أبو همام بن شجاع؛ ثنا بقية؛ عن حسان بن سليمان؛ عن أبي عبيدة، قال: حدثني حميد قال: صحبت ابن عمر –رضي الله عنهما- إلى مكة؛ فحدثني بأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن مثل النخلة؛ إن شاورته نفعك؛ وإن صاحبته نفعك؛ وإن شاركته نفعك، وإن جالسته نفعك؛ فكل شيء من المؤمن منافع؛ وكل شيء من أمر النخلة منافع)) .

76- وأخبرنا حمزة؛ أنا أبو أحمد، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس بن أيوب؛ ثنا أحمد بن عبد الرحمن الدمشقي؛ ثنا عبد الرزاق؛ ثنا معمر عن مطر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي سبرة، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده؛ إن مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب؛ نفخ عليها صاحبها فلم يتغير ولم ينقص؛ والذي نفس محمد بيده؛ إن مثل المؤمن كمثل النحلة؛ أكلت طيباً؛ ووضعت طيباً؛ ووقعت فلم تكسر؛ ولم تفسد)) .

باب في الترهيب من الكفر والشرك والنفاق

باب في الترهيب من الكفر والشرك والنفاق 77- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق؛ أنا والدي: محمد بن إسحاق؛ أنا أحمد بن عمرو أبو طاهر؛ ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب؛ ثنا عمرو بن الحارث؛ عن أبي يونس عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفسي بيده ما يسمع بي من هذه الأمة: يهودي أو نصراني؛ ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار))

78- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي؛ أنا أبو بكر بن مردويه؛ ثنا دعلج بن أحمد؛ ثنا إبراهيم بن علي؛ ومحمد بن عمرو بن النضر؛ -[102]- قالا: ثنا يحيى بن يحيى؛ ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار؛ سمع ابن عمر –رضي الله عنهما- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر؛ فقد باء بها أحدهما؛ إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه)) .

فصل

فصل 79- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق؛ أنا والدي؛ أنا محمد بن محمد بن عبد الله بن المبارك، ثنا محمد بن عصام النيسابوري؛ ثنا حفص بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن داود بن أبي هند؛ عن الشعبي؛ عن النعمان بن بشير –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للأنصار ليلة العقبة: ((إن تشقيق الكلام عليكم شديد فأجملوا؛ فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله؛ ماذا تسألنا لنفسك؟ وما تسألنا لربك؟ وما لنا إذا نحن أعطيناك الذي تسأل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسألكم لنفسي: أن تواسوني بالقليل والكثير. وأن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم. وأسألكم لربي: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً. قالوا: لك ذلك. قال: فإذا -[103]- فعلتم ذلك فلكم الجنة على الله وعلى رسوله. قالوا: قد رضينا)) . قوله: (إن تشقيق الكلام) يعني التعمق فيه والتكلف. وقوله: (فأجملوا) أي فاختصروا.

80- أخبرنا عبد الملك بن عبد الله بنيسابور؛ ثنا عبد الرحمن بن محمد السراج؛ أنا أبو علي حامد بن محمد الهروي؛ ثنا محمد بن صالح الأشج؛ ثنا داود بن إبراهيم؛ ثنا شعبة، ثنا عثمان بن عبد الله بن موهب قال: سمعت موسى بن طلحة يقول: سمعت أبا أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- يقول: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بزمام ناقته؛ فقال: دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار؟ فقال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة؛ وتؤتي الزكاة؛ وتصل الرحم؛ خل سبيلها)) .

81- أخبرنا أبو طاهر الداراني –رحمه الله- أنا أبو الحسن بن عبد كويه؛ ثنا فاروق الخطابي؛ ثنا أبو مسلم؛ ثنا عمرو بن مرزوق؛ ثنا عمران؛ عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن معاوية الليثي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يصبح الناس مجدبين، فيأتيهم الله برزق من عنده؛ فيصبحون مشركين يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا)) .

82- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق؛ أنا والدي؛ -[104]- أنا علي بن الحسن بن علي، ثنا عبيد بن شريك، ثنا سعيد بن أبي مريم المصري؛ ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير؛ ثنا صالح بن كيسان؛ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ عن زيد بن خالد الجهني –رضي الله عنه-: ((أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية؛ فأصابنا مطر ذات ليلة؛ فلما انصرف من الصبح؛ فأقبل علينا؛ فقال: هل سمعتم ما قال ربكم؟ فقلنا: لا علم لنا إلا ما علمنا الله ورسوله؟ قال ذلك ثلاثاً قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا؛ فذلك مؤمن بالنجم كافر بي؛ وأما من قال: مطرنا برحمة الله؛ فذلك مؤمن بي وكافر بالنجم)) .

83- أخبرنا عبد الملك بن عبد الله الدشتي؛ ثنا أحمد بن الحسن الحيري؛ أنا دعلج بن أحمد السجزي؛ ثنا هشام بن علي السيرفي؛ أنا عبد الله بن رجاء؛ ثنا حماد بن شعيب؛ عن حبيب بن أبي ثابت؛ عن ميمون بن أبي شبيب قال: قال معاذ بن جبل –رضي الله عنه-: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك؛ فأصابنا الحر، فبعد القوم؛ فاغتنمت خلوته؛ فدنوت منه؛ فإذا النبي صلى الله عليه وسلم أدنى القوم إلي؛ فقلت: يا رسول الله؛ أي العمل يدخل الجنة؟ قال: لقد سألت عن عظيم؛ وإنه ليسير على من يسره الله –عز وجل- عليه: -[105]- تعبد الله ولا تشرك به شيئاً؛ وتقيم الصلاة؛ وتؤتي الزكاة؛ وتحج البيت وتصوم رمضان؛ وإن شئت أنبئك بخصال الخير: الصوم جنة؛ والصدقة تكفر الخطيئة؛ وقيام الرجل في جوف الليل ابتغاء وجه الله. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} وإن شئت أنبئك برأس الأمر وعموده؛ وذروة سنامه؛ أما رأس الأمر: فالإسلام؛ وأما عموده: فالصلاة؛ أما ذروة سنامه: فالجهاد في سبيل الله)) .

فصل

فصل 84- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ أنا والدي، ثنا محمد بن الحسين بن الحسن؛ ثنا أحمد بن يوسف السلمي، أنا عبد الرزاق؛ أنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه؛ قال: ما حدثنا أبو هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: كذبني عبدي، ولم يكن له أن يكذبني؛ وشتمني عبدي ولم يكن له ذلك؛ أما تكذيبه إياي أن يقول: لن يعيدنا كما بدأنا؛ وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً؛ وأنا الصمد؛ الذي لم ألد؛ ولم أولد؛ ولم يكن لي كفواً أحد)) .

85- أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي؛ أنا خيثمة بن سليمان؛ ومحمد بن سعيد قالا: ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان؛ ثنا زيد بن -[106]- الحباب، ثنا مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن أبيه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى المسجد؛ فوجدني على باب المسجد؛ فأخذ بيدي فأدخلني المسجد؛ فإذا رجل يصلي ويدعو؛ ويقول: اللهم إني أسالك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد، ولم يكن لك كفواً أحد؛ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لقد سأل ربه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى؛ وإذا دعي به أجاب)) .

86- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ أنا والدي؛ أنا الحسن بن محمد بن النضر؛ ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، قال أبو عبد الله: وثنا محمد بن يعقوب بن يوسف؛ ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي؛ قالا: ثنا الحسين بن علي الجعفي؛ ثنا حمزة بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم؛ أنه شهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري –رضي الله عنهما- إنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا قال العبد: لا إله إلا الله. قال الله –عز وجل-: صدق عبدي لا إله إلا أنا وحدي؛ وإذا قال العبد: لا إله إلا الله, والله أكبر. قال الله تعالى: صدق عبدي لا إله إلا أنا؛ وأنا أكبر؛ وإذا قال: لا إله إلا الله لا شريك له؛ قال الله تعالى: صدق عبدي؛ لا إله إلا أنا لا شريك لي؛ وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد. يقول الله تعالى: صدق عبدي، لا إله إلا أنا؛ لي الملك، ولي الحمد. وإذا قال: لا إله إلا الله؛ ولا قوة إلا بالله؛ قال: يقول الله: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا قوة إلا بي. قال: ثم قال شيئاً لم أفهمه)) . -[107]- فقلت لأبي جعفر الفراء: أي شيءٍ قال؟ قال: من رزقهن عند موته لا تمسه النار)) .

فصل

فصل 87- أخبرنا عبد الملك بن عبد الله بنيسابور؛ أنا أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان؛ أنا أبو الفضل صالح بن مقاتل؛ حدثني أبي، ثنا سليمان بن داود القرشي، ثنا خصيف؛ عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: بعثت إلى الناس كافة؛ وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً؛ ونصرت بالرعب بين يدي مسيرة شهر؛ وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي؛ وأوتيت الشفاعة فأخرتها إلى يوم القيامة؛ وهي نائلة من لا يشرك بالله شيئاً)) .

88- أخبرنا عبد الملك بن عبد الله، ثنا عبد الرحمن بن محمد السراج إملاء؛ أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني؛ ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي؛ ثنا يزيد بن هارون؛ أنا الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأكبر الكبائر؛ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين –ثم قعد؛ وكان متكئاً- فقال: ألا -[108]- وقول الزور، ألا وقول الزور)) .

89- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي أبو عبد الله؛ أنا أحمد بن إسحاق بن أيوب، أنا الحسن بن علي بن زياد؛ ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير؛ عن سهيل بن أبي صالح؛ عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يرضى لكم ثلاثاً؛ ويسخط لكم ثلاثاً. يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا لمن ولاه الله أمركم. وكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) .

90- أخبرنا أبو عمرو؛ أنا والدي؛ أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم –وغير واحد قالوا: حدثنا أحمد بن عصام؛ ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير؛ ثنا مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن طلحة بن مصرف، عن مرة بن شراحيل؛ عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى –وهي في السماء السابعة؛ وإليها ينتهي ما يعرج من الأرواح ويقبض- وإليها ينتهي ما يقبض من فوقها {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب. فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: الصلوات الخمس؛ وخواتيم سورة البقرة؛ وغفر لمن مات من أمته لا يشرك بالله شيئاً)) .

فصل في النفاق وذكر المنافقين

فصل في النفاق وذكر المنافقين 91- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ أنا والدي؛ أنا محمد بن علي بن محمد النيسابوري، ثنا عيسى بن أحمد بن وردان البلخي؛ ثنا عبد الله بن وهب؛ ثنا أسامة بن زيد؛ أن حفص بن عبيد الله بن أنس حدثه أنه: سمع أنس بن مالك –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بصلاة المنافق؟ يدع العصر حتى إذا كانت الشمس بين قرني شيطان أو على قرني شيطان قام فنقرها كنقرات الديك؛ لا يذكر الله فيهن إلا قليلاً.

92- أبو الخير بن زرا؛ أنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن؛ ثنا عبد الله بن جعفر؛ ثنا أحمد بن الفرات؛ ثنا يعلى بن عبيد؛ ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي الشعثاء قال: ((قلت لابن عمر –رضي الله عنهما-: إنا ندخل على أمرائنا فنقول -[110]- القول، فإذا خرجنا قلنا غيره. قال: كنا نعد ذلك نفاقاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

93- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي؛ ثنا جدي؛ أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي، نا عثمان: هو ابن سنقة؛ ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا داود بن مهران ومسدد قالا: ثنا فضيل بن عياض؛ عن الأعمش، عن أبي سفيان عن أبي الزبير؛ عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبت ريح منتنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ناساً من المنافقين اغتابوا ناساً من المؤمنين)) .

94- أخبرنا سليمان بن إبراهيم؛ ثنا علي بن محمد بن ميلة، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو حاتم؛ ثنا خالد بن يزيد الكاهلي، عن أبي قيس الجرمي عن الحسن –رحمه الله- قال: ((ما من مؤمن إلا وله جار منافق يؤذيه)) .

باب في الترغيب في الإخلاص؛ وإصلاح السريرة

باب في الترغيب في الإخلاص؛ وإصلاح السريرة 95- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي؛ أنا أبو طاهر المخلص؛ ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عبد الجبار - هو ابن عاصم -؛ ثنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة العقيلي، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: حدثني عقبة بن وساج، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله من سمع قولي ثم لم يزد فيه؛ ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله؛ ومناصحة ولاة الأمر؛ ولزوم جماعة المسلمين- فإن دعوتهم تحيط من وراءهم)) . قوله: نضر الله؛ أي جعله ناضراً ناعماً حسناً؛ والرواية بالتخفيف أكثر؛ والمعنى: نعمة الله وحسنه؛ (ويغل) –بفتح الياء -[112]- وكسر الغين؛ ومعناها: لا يحقد عليهن؛ أي لا يكون بينه وبين هذه الخصال الثلاث عداوة.

96- أخبرنا أبو طاهر الداراني –رحمه الله- أنا أبو الحسن بن عبد كويه؛ ثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكجي؛ ثنا القعنبي؛ ثنا مالك؛ عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص؛ عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله؛ ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها –أو امرأة يتزوجها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه)) .

97- أخبرنا أحمد بن عبد الله الرصاص؛ ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني؛ أنا محمد بن الحسين القطان؛ ثنا أحمد بن يوسف السلمي؛ ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عبيدة بن حميد؛ ثنا عبد العزيز بن رفيع؛ عن تميم بن طرفة؛ عن الضحاك بن قيس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول: ((أنا خير شريك؛ من أشرك بي فهو لشريكي)) . يا أيها الناس: أخلصوا أعمالكم لله؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما خلص، ولا تقولوا: هذا لله وللرحم؛ فإنه للرحم وليس لله منه شيء؛ ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم؛ فإنما هو لوجوهكم وليس لله منه شيء)) .

98- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الله الصحاف؛ ثنا محمد بن عمرو الحافظ؛ ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان إملاء؛ ثنا الحسن بن علي بن زياد؛ ثنا عبيد بن إسحاق العطار؛ ثنا قطري الخشاب؛ عن عبد الوارث؛ عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم القيامة صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصاً؛ وفرقة يعبدون الله رياء؛ وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس؛ فإذا جمعهم قال للذي كان يستأكل الناس: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك أستأكل بها الناس؛ قال: لم ينفعك ما جمعت شيئاً؛ انطلقوا به إلى النار؛ ثم يقول للذي كان يعبد رياء: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك أردت بها رياء الناس؛ قال: لم يصعد إلي منه شيء؛ انطلقوا به إلى النار؛ ثم يقول للذي كان يعبد خالصاً: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك: أنت أعلم بذلك مني. أردت به وجهك وذكرك. قال: صدق عبدي؛ انطلقوا به إلى الجنة)) .

99- أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد التاجر؛ أنا محمد بن موسى الصيرفي؛ أنا محمد بن عبد الله الصفار؛ ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد؛ نا أحمد بن عيسى المصري، ثنا عبد الله بن وهب، حدثني يحيى بن أيوب، عن ابن زحر، عن ابن أبي عمران؛ عن عمرو بن -[114]- مرة؛ عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه-: ((أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن: يا رسول الله أوصني، قال: أخلص دينك، يكفك القليل من العمل)) .

100- أخبرنا أحمد بن محمد؛ أنا محمد بن موسى؛ أنا محمد بن عبد الله؛ ثنا عبد الله بن محمد؛ حدثني أبو حاتم الرازي، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي، عن مسعر، عن طلحة، عن مصعب بن سعد؛ عن أبيه: ((أنه ظن أن له فضلاً على من دونه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما نصر الله هذه الأمة بضعيفها؛ بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)) .

101- أخبرنا أحمد بن أبي الربيع الإستراباذي، أنا علي بن عمر الإستراباذي، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني؛ أنا الحسين بن عبد الله القطان، ثنا الوليد بن عتبة؛ ثنا بقية بن الوليد، عن بجير بن سعير؛ عن خالد بن معدان قال: قال أبو ذر –رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان؛ وجعل قلبه سليماً؛ ولسانه صدقاً؛ ونفسه مطمئنة؛ وخليقته مستقيمة؛ وجعل أذنه مستمعة؛ وعينه ناظرة. فأما الأذنان فقمع؛ والعين فمقرة ما يوعي القلب؛ قد أفلح من جعل الله له قلباً واعياً)) .

102- حدثنا محمد بن الحسن بن سليم؛ أنا أبو الحسين أحمد بن -[115]- الحسين بن أحمد الواعظ ببغداد، قال: سمعت أبا زرعة الطبري بشيراز قال: سمعت ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله –ونحن بين يديه؛ إذ أقبل أصحاب الحديث ومعهم المحابر؛ فقال: قال سهل: ((اجتهدوا ألا تلقوا الله إلا ومعكم هذه المحابر)) . فغموت بعضهم وقلت له: يملي شيئاً. فقال: يا أيها الشيخ قد مدحتها؛ فذكرنا بشيء فقال: ((اكتبوا.. ..: الدنيا كلها لا شيء؛ إلا ما كان منها علم؛ والعلم كله حجة إلا ما كان منه عمل؛ والعمل كله هباء إلا ما كان منه إخلاص؛ وأهل الإخلاص على وجل – ثم تلا: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ} )) .

فصل

فصل 103- أخبرنا أبو عبد الله محمود بن محمد بن مسعود بنيسابور؛ أنا أبو بكر: أحمد بن علي الحافظ؛ أنا أبو حامد أحمد بن الحسين قدم حاجاً من مروان؛ أن أبا بكر أحمد بن محمد بن عمر المنكدري أخبرهم: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد الحراني القردواني؛ ثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي؛ ثنا معاوية بن سلام الألهاني؛ عن هوذ بن عطاء؛ قال: سمعت شداداً يقول: سمعت أبا أمامة –رضي الله عنه- يقول: -[116]- ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ أرأيت الرجل يلتمس الخير والذكر ما له؟ فقال: لا شيء له؛ -قال ذلك ثلاث مرات: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما يخلص له؛ ويبتغي به وجهه)) .

104- أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان –ببغداد؛ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه إملاء؛ ثنا أبو عبد الله الحسين بن أيوب الهاشمي؛ ثنا أبو طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي بأنطاكية؛ ثنا عامر بن يسار؛ ثنا عدي بن الفضل؛ عن عثمان البتي؛ عن نعيم بن أبي هند عن أبي مسهر؛ عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- قال: ((دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي قبض فيه؛ وعلي –رضي الله عنه- مسنده إلى صدره؛ فقلت له: دعني أسنده؛ فقد سهرت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه يليني؛ هو أحق منك يا حذيفة. ادن مني – فدنوت. فقال: يا حذيفة؛ من ختم له بصيام يوم يريد به وجه الله أدخله الله الجنة)) .

فصل

فصل 105- أخبرنا أبو محمد التميمي؛ أنا أبو الحسين بن بشران؛ ثنا محمد بن عمرو بن البختري ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري؛ ثنا كثير بن هشام؛ ثنا جعفر بن الزبرقان؛ ثنا يزيد بن الأحمر عن -[117]- أبي هريرة -رضي الله عنه- يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم؛ ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)) .

106- أخبرنا أبو الخير بن رزا؛ أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم، ثنا أبو إبراهيم بن محمد بن إسحاق؛ ثنا أبو بكر البصري - بمكة؛ ثنا عمر بن عامر التمار البصري، ثنا جعفر بن سليمان الهاشمي؛ عن أبيه؛ عن جده؛ عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ بركاب من لا يرجوه ولا يخافه دخل الجنة)) .

107- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ أنا والدي؛ أنا محمد بن سعيد؛ ثنا أحمد بن عصام؛ ثنا مؤمل بن إسماعيل؛ ثنا شعبة؛ عن زياد بن علاقة؛ عن أسامة بن شريك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما كرهت أن يراه الناس منك؛ فلا تعمله إذا خلوت)) .

فصل

فصل 108- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي؛ ثنا أحمد بن -[118]- عبد الرحمن؛ ثنا فاروق بن عبيد الكبير؛ ثنا هشام بن علي؛ ثنا ابن عمر الضرير؛ ثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق، عن منذر الثوري قال: كان الربيع بن خثيم يقول: ((السرائر؛ السرائر؛ اللاتي تخفون على الناس وهي عند الله -عز وجل- بواد التمسوا دواءهن وما دواؤهن إلا أن تتوب ثم لا تعود)) .

109- أخبرنا محمد بن عبد الجبار؛ أنا أبو سعيد بن حسنويه، ثنا محمد بن عمر بن البراء، أنا أحمد بن محمد الخزاعي قال: سمعت بشر بن الحارث، قال: سمعت المعافى يقول: قال رجل لمحمد بن النضر الحارثي: ((أنى أعبد الله؟؛ قال: أصلح سريرتك؛ واعبده حيث شئت)) .

110- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار؛ أنا حفص بن محمد الفقيه؛ ثنا علي بن الحسن القاضي؛ ثنا محمد بن إبراهيم؛ ثنا بكر بن بكار؛ ثنا حماد بن زيد؛ عن علي بن زيد بن جدعان قال: رأى علي سعيد بن المسيب جبة خز؛ فقال لي: ((إنك لجيد الجبة؛ قلت: وما تغني؛ وقد أفسدها علي أبو عبد الله سالم؛ قال: أصلح قلبك؛ والبس ما شئت)) .

111- أخبرنا أبو المكارم الفضل بن محمد بن سعيد الهروي؛ -[119]- قدم عليها –أنا إسحاق بن إبراهيم العدل، ثنا أحمد بن محمد الأزهر؛ ثنا محمد بن يعقوب؛ ثنا محمد بن محمود قال: سمعت يحيى بن معاذ –رحمه الله- وسئل عن هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة} . فقال يحيى: استقاموا عليه فعلاً؛ كما أقروا به قولاً؛ ثم قال يحيى: كونوا عباد الله بأفعالكم كما زعمتم أنكم عبيد الله بأقوالكم.

112- أخبرنا أبو المحاسن بن أبي محمد بنيسابور، أنا أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي، ثنا الفقيه إبراهيم بن أحمد؛ أنا أحمد بن يوسف؛ ثنا عبد الله بن سعيد؛ ثنا عبد الله بن حبيق؛ حدثني عبد الملك بن سعيد الدمشقي؛ قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ((أعربنا الكلام فما نلحن؛ ولحنا في الأعمال فما نعرب)) .

113- حدثنا سلمان بن إبراهيم؛ ثنا أبو سعيد النقاش؛ أنا محمد بن أحمد بن شاذان البجلي؛ ثنا يوسف بن الحسين الرازي؛ قال سمعت ذا النون المصري وهو يوصي أخاه ذا الكفل: ((يا أخي، كن بالخير موصوفاً؛ ولا تكن للخير وصافاً)) .

114- أخبرنا أبو العلاء عبد الصمد بن أحمد الكرجي سنة ثمان وستين؛ أنا جدي أبو أحمد عبد الله بن عمر الكرجي؛ قال: حدثني أبو الحسين: الحسن بن محمد بن داود، ثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد بن إسحاق؛ أنا أبو طالب بن سوادة؛ ثنا عبد العزيز قال: قال النباجي: ((إن أشرف ساعاتك: ساعة لا يكون بك عارض فيما بينك وبين الله –عز وجل- وقال النباجي: ما التنعيم إلا في الإخلاص؛ ولا قوة إلا في التقوى؛ ولا الراحة إلا في التسليم)) .

115- أخبرنا المطهر بن محمد البيع؛ أنا أبو سعيد النقاش؛ ثنا عيسى بن يوسف الصوفي؛ ثنا العباس بن يوسف الشكلي؛ ثنا علي بن محمد الخزاعي، قال: سمعت سري بن المغلس يقول: ((اتصل من اتصل بالله بأربعةٍ. وانقطع من انقطع عن الله بخصلتين؛ فأما الأربع التي اتصل بها المتصلون: فلزوم الباب والتشمير في الخدمة؛ والنظر في الكسرة؛ وصيانة الكرامات، إذا وهب لك شيئاً لا يحب أن يطلع إلى غيره. وأما الخصلتان اللتان انقطع بهما المنقطعون: فتخط إلى نافلة بتضييع الفريضة؛ والثانية: عمل بظاهر الجوارح، ولم يعط عليه صدق القلب)) .

116- أخبرنا عبد المحسن بن علي البغدادي ببغداد؛ أنا علي بن عمر الحراني الصواف، ثنا حمزة بن محمد الكناني الحافظ إملاء؛ ثنا محمد بن عون الكوفي؛ ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثني أخي محمد قال: قال علي بن الفضيل لأبيه: ((يا أبت؛ ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: يا بني؛ وتدري لم حلا؟ لأنهم أرادوا به الله تعالى)) .

باب في الترهيب من الرياء والنفاق

باب في الترهيب من الرياء والنفاق 117- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن؛ أنا أحمد بن موسى الحافظ؛ ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم؛ ثنا محمد بن مسلم بن فزارة؛ ثنا محمد بن سعيد بن سابق؛ ثنا عمرو بن أبي قيس، عن غيلان المحاربي؛ عن حميد الشامي؛ عن محمود بن ربيعة قال: رأيت شداد بن أوس –رضي الله عنه- وهو يبكي وهو يقول: ((لا يبعد الله الإسلام. يا بؤس العرب؛ قال: قلت: يا شداد هذه نفسك قد بكيت عليها فما بال العرب؟ قال: إني أخاف عليها أن يهلكوا بخصلتين. قلت: وما هما؟ قال: الشرك، والشهوة الخفية. قلت: أما الشرك فلا سبيل إليه. وأما الشهوة فعسى. فضرب صدري ضربة؛ ظننت أنه قد دقها. فقلت: بسم الله؛ قال: أتعسك الله. فذهبت أقوم. فأخذ بيدي؛ فقال: اجلس، أتقول هذا؟ وقد قام به فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً. أو حدثنا هكذا –إن الله -[123]- يجمع الأولين والآخرين ببقيع واحدٍ؛ فينفذهم البصر؛ ويسمعهم الداعي. فيقول: أنا خير شريك في كل عمل كان عمل لي في دار الدنيا؛ كان لي فيه شريك. فأنا أدعو اليوم لشريكي ولا أقبل اليوم إلا خالصاً؛ ثم قال: إلا عباد الله المخلصين {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} )) .

118- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن موسى؛ ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن علي؛ ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس؛ ثنا عبد الحميد بن بهرام؛ عن شهر بن حوشب؛ عن ابن غنم قال: قال شداد بن أوس –رضي الله عنه-: ((إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس؛ ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الشهوة الخفية؛ والشرك. فقال عبادة بن الصامت وأبو الدرداء –رضي الله عنهما-: ما هذا الشرك الذي يخوفنا به يا شداد؟ فقال شداد: أرأيتكم لو رأيتم رجلاً صلى لرجل؛ ويصوم له – أو تصدق له؛ أترونه قد أشرك؟ قالوا: نعم والله؛ من صلى لرجل؛ أو صام له، أو تصدق له؛ فقد أشرك. فقال شداد: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى يرائي فقد أشرك؛ ومن صام يرائي فقد أشرك؛)) فقال عوف بن مالك: أفلا يعمد الله إلى ما أبتغي به وجهه من ذلك العمل كله. فيتقبل منه ما خلص له؛ يدع ما أشرك به؛ فقال شداد عند ذلك: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يقول: أنا خير قسيم؛ فمن أشرك بي شيئاً فإن جسده وعمله وقليله وكثيره لشريكه الذي أشرك؛ وأنا عنه غني)) .

119- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن؛ أنا أحمد بن موسى؛ ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن حماد بن زغبة؛ ثنا سعيد بن أبي مريم؛ ثنا ابن لهيعة؛ عن عمارة بن غزية؛ عن يعلى بن شداد بن أوس؛ عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر)) .

120- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن؛ ثنا أحمد بن موسى؛ ثنا دعلج بن أحمد؛ ثنا حامد بن محمد؛ ثنا سريج بن يونس؛ ثنا إسماعيل بن جعفر؛ عن العلاء بن عبد الرحمن؛ عن أبيه؛ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء، يوم يجازي الله العباد بأعمالهم. فيقول: اذهبوا إلى الذي كنتم تراءون في الدنيا؛ انظروا هل تصيبون عندهم خيراً؟)) .

121- أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عثمان الإبريسيمي بنيسابور؛ ثنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال: ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب –هو ابن عطاء-؛ أنا عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج؛ أنا يونس بن يوسف؛ عن سليمان بن يسار قال: ((تفرق الناس عن أبي هريرة –رضي الله عنه- فقال له قائل: أخو أهل الشام حدثنا حديثاً سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: -[125]- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد، فأتى به الله تعالى فعرفه نعمه فعرفها؛ فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت في سبيلك حتى استشهدت.. قال: كذبت؛ إنما أردت أن يقال: فلان جريء فقد قيل؛ فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن؛ فأتى به الله تعالى فعرفه نعمه فعرفها. فقال: ما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك. قال: كذبت؛ إنما أردت أن يقال: فلان عالم وفلان قارئ وقد قيل، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل آتاه الله من أنواع المال؛ فأتى به، فعرفه نعمه فعرفها. قال: ما عملت فيها؟ قال: ما تركت من شيء يحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك. قال: كذبت، إنما أردت أن يقال: فلان جواد؛ فقد قيل. فأمر به فسحب على وجهه؛ حتى ألقي في النار)) .

122- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب في كتابه؛ أنا أبو محمد الحسن بن محمد المديني؛ ثنا أبو الحسن البناني؛ ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد؛ حدثني العباس بن جعفر، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي؛ ثنا الحارث بن غسان؛ ثنا أبو عمران الجوني عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم القيامة؛ جاءت الملائكة بصحف مختمة؛ فيقول الله تعالى: ألقوا هذا واقبلوا هذا؛ فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما كان؛ فيقول: إن هذا كان لغيري؛ ولا أقبل اليوم إلا ما كان لي)) .

فصل

فصل 123- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن؛ أنا علي بن محمد الفقيه، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو حفص النسائي؛ ثنا ابن جنيق قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: ((إني لأحسب أن الفاسق خير مني؛ لأني لو قلت للفاسق: يا فاسق، احتمل مني. ولو قال لي: يا مرائي غضبت)) .

124- أخبرنا أبو المحاسن بن أبي محمد المحمي بنيسابور؛ أنا أبو عبد الله بن باكويه؛ حدثني محمد بن أحمد؛ قال: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت محمد بن منصور يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قال يحيى بن أبي كثير: ((من خالط الناس داراهم؛ ومن داراهم راءاهم)) .

125- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد؛ أنا أبو الحسين بن بشران، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا؛ قال: سمعت سعيد بن سليمان يحدث عن ابن المبارك بن فضالة؛ عن الحسن قال: -[127]- ((كانت شجرة تعبد من دون الله؛ فجاء إليها رجل؛ وقال: لأقطعن هذه الشجرة فجاء إليها ليقطعها غضباً لله؛ فلقيه الشيطان في صورة إنسان؛ فقال: ما تريد؟ قال: رأيت أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله تعالى. قال: إذا أنت لم تعبدها فما يضرك من عبدها؟ قال: لأقطعنها. قال له الشيطان: هل لك فيما هو خير لك، لا تقطعها؛ ولك ديناران كل يوم؛ إذا أصبحت عند وسادتك. قال: فمن لي بذلك. قال: أنا لك بذلك؛ فرجع؛ فأصبح فوجد دينارين عند وسادته ثم أصبح فلم يجد شيئاً. فقام غضبان ليقطعها. فتمثل له الشيطان في صورته. فقال: ما تريد؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة التي تعبد من دون الله –عز وجل- قال: كذبت. ما لك إلى ذلك سبيل. فذهب ليقطعها فضرب به الأرض وخنقه حتى كاد أن يقتله. وقال: تدري من أنا؟! أنا الشيطان. جئت أول مرة غضباً لله تعالى فلم يكن لي عليك سبيل؛ فخدعتك بالدينارين؛ فتركتها؛ فلما فقدتهما جئت غضباً للدينارين؛ فسلطت عليك)) .

126- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن؛ ثنا علي بن محمد بن ميلة؛ ثنا عبد الله بن الحسن بن بندار؛ ثنا أحمد بن مهدي؛ ثنا أبو اليمان؛ ثنا أبو بكر بن أبي مريم؛ عن حبيب بن عبيد؛ عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر الزمان: قوم؛ أخوان العلانية؛ أعداء السريرة. قيل: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: لرغبة بعضهم إلى بعض؛ ورهبة بعضهم من بعض)) .

فصل في النفاق وعلامة النفاق

فصل في النفاق وعلامة النفاق 127- أخبرنا أبو الخير بن رزا؛ أنا أبو بكر بن مردويه؛ ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم؛ ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل؛ ثنا أيوب بن سليمان بن بلال؛ حدثني أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال؛ عن عبد الملك بن قدامة؛ عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات عن سعيد المقبري عن أبيه؛ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتهم لعنة؛ وطعامهم نهبة؛ وغنيمتهم غلول؛ لا يقربون المساجد إلا هجراً؛ ولا يأتون الصلاة إلا دبراً مستكبرين؛ لا يألفون؛ ولا يؤلفون؛ خشب بالليل؛ صخب بالنهار)) .

128- أخبرنا سليمان بن إبراهيم؛ ثنا أبو سعيد النقاش الحافظ -[129]- إملاء؛ ثنا إبراهيم بن علي الهجيمي إملاء؛ أبو قلابة الرقاشي؛ ثنا الأزهر بن مروان؛ ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر؛ عن نافع؛ عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين؛ لا تدري إلى أيهما تذهب)) . قال أهل اللغة: (العائرة) : المترددة. وقوله (بين الغنمين) : أي بين القطيعين وجماعتين من الغنم قال الله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} .

129- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني؛ أنا أبو عبد الله؛ محمد بن إسحاق الحافظ؛ أنا محمد بن الحسين؛ ثنا أبو الأزهر؛ قال أبو عبد الله: حدثنا أبو حاتم محمد بن عيسى الرازي، وعبدوس بن الحسين وأبو عمرو بن حكيم قالوا: أخبرنا أبو حاتم الرازي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري؛ ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن؛ عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان ذا لسانين في الدنيا؛ كان له لسانان من نار يوم القيامة)) .

130- أخبرنا أبو الخير بن رزا؛ أنا أبو بكر بن مردويه؛ ثنا -[130]- محمد بن عيسى المديني؛ وعبد الله بن خالد التيمي قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان؛ ثنا أبو عمر الضرير؛ ثنا النعمان بن عبد السلامي التيمي؛ ثنا مالك بن مغول؛ عن واصل بن الأحدب عن أبي وائل قال: ((قيل لحذيفة –رضي الله عنه- المنافقون اليوم أكثر؛ أم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هم اليوم أكثر كثيراً أضعافاً؛ فإنهم كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرونه واليوم يعلنونه)) .

131- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنا إسحاق بن محمد السوسي؛ ثنا محمد بن يعقوب الأصم؛ قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ((إن المؤمن يقول قليلاً ويعمل كثيراً؛ وإن المنافق يقول كثيراً ويعمل قليلاً)) .

132- وقال الحسن: ((من النفاق اختلاف اللسان والقلب؛ واختلاف السر والعلانية؛ واختلاف الدخول والخروج)) . قال الإمام –حرسه الله- سنذكر فصلاً مستوفى في ذكر النفاق؛ في باب النون؛ إن شاء الله تعالى.

باب الترغيب في الإحسان

باب الترغيب في الإحسان 133- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق؛ أنا والدي؛ ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف؛ ثنا أبو غسان مالك بن يحيى؛ ثنا عبد الوهاب؛ ثنا كهمس بن الحسن؛ عن عبد الله بن بريدة؛ عن يحيى بن يعمر، عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: ((أن جبريل –عليه السلام- سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان. فقال: أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) .

134- أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي؛ أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي؛ ثنا أبو خالد يزيد بن محمد بن حماد العقيلي؛ ثنا عبد الرحيم بن حماد الثقفي؛ ثنا الأعمش؛ عن إبراهيم عن علقمة أن ابن مسعود- رضي الله عنه - قال: ((بينا نحن عند رسول الله وهو يحدثنا؛ إذ أقبل رجل في هيئة أعرابي كأنه مسافر فقال: السلام عليك يا رسول الله؛ السلام عليكم؛ فرد -[132]- رسول الله صلى الله عليه وسلم ورددنا عليه. فقال: أدنو منك يا رسول الله؟ فقال له: نعم. فدنا رتوة أو رتوتين. حتى وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا رسول الله؛ أخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال: صدقت – فتعجبنا من قوله: ((صدقت)) . كأنه قد علم ذلك – ثم قال: ما الإسلام؟ قال: إقام الصلاة؛ وإيتاء الزكاة؛ وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً؛ وصيام شهر رمضان؛ والاغتسال من الجنابة. قال: صدقت -فتعجنا من قوله: ((صدقت)) كأنه قد علم ذلك- قال: فأخبرني عن الإحسان ما هو؟ قال: ((إن تعمل لله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) . قال: صدقت – فتعجبنا من قوله - قال: فأخبرني متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل؛ قال: ثم انصرف الرجل؛ ونحن نراه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم علي بالرجل؛ فثرنا في أثره فما حسسنا له أثراً؛ - أو: ما رأينا شيئاً - فأعلمنا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ذاكم جبريل يعلمكم دينكم؛ وما أتاني في صورة قط إلا وأنا أعرفه فيها قبل هذه الصورة)) . قوله: (رتوة أو رتوتين) : أي خطوة أو خطوتين. وقوله: (علي بالرجل) : أي جيئوني به. (فثرنا) : أي عدونا. يقال: ثار الغبار إذا هاج؛ (فما حسسنا) : أي فما وجدنا.

135- أخبرنا سعيد بن أحمد الواحدي بنيسابور؛ أنا علي بن محمد المطرازي؛ ثنا محمد بن مؤمل بن الحسن؛ ثنا الفضل بن محمد بن المسيب؛ ثنا ابن أبي مريم؛ ثنا يحيى بن أيوب؛ عن عبيد الله بن -[133]- زحر عن علي بن يزيد؛ عن القاسم؛ عن أبي أمامة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ؛ ذو حظ من صلاة؛ أحسن عبادة ربه؛ وأطاعه في السر والعلانية؛ وكان غامصاً في الناس لا يشار إليه بالأصابع؛ وكان عيشه كفافاً؛ فصبر على ذلك –ثم نقد بيده. فقال: عجلت منيته؛ وقلت بواكيه)) . قوله: (خفيف الحاذ) : أي خفيف الحال، قليل الأهل والمال. وقوله: (غامضاً) : أي خفياً غير معروف. (كفافاً) : ما لم يكن فيه فضل عن الكفاية. وقوله: (نقد بيده) : أي حك إحدى أصبعيه بالأخرى.

136- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف؛ أنا أبو يعلى المهلبي؛ قال: أخبرنا أبو علي الثقفي؛ قال ثنا علي بن الحسن – هو الدارابجردي؛ ثنا أزهر بن القاسم؛ ثنا هشام، عن يحيى؛ عن عامر العقيلي: أنه حدثه أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة؛ وأول ثلاثة يدخلون النار؛ فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده؛ وعفيف متعفف ذو عيال. وأما أول ثلاثة يدخلون النار: أمير مسلط؛ وذو ثروة من مال لا يعطي حق ماله؛ وفقير فخور)) .

137- أخبرنا أبو بكر السراج بنيسابور؛ أنا أبو بكر أحمد بن -[134]- الحسن الحيري؛ أنا أبو محمد: هو يحيى بن منصور؛ ثنا محمد بن أحمد بن أنس؛ ثنا يحيى بن يحيى أنا هشيم؛ عن خالد الحذاء؛ عن أبي قلابة؛ عن أبي الأشعث الصغاني؛ عن شداد بن أوس –رضي الله عنه- قال: ((حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتين. قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة؛ وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة؛ وليحد أحدكم شفرته؛ وليرح ذبيحته)) .

138- أنا أبو سهل أحمد بن أحمد بن عمر الصيرفي، أنا أبو عبد الله بن منده؛ ثنا محمد بن علي بن الحسن البلخي؛ ثنا إسحاق بن الهياج؛ ثنا محمد بن جعفر البلخي؛ ثنا موسى بن عمير، عن الحكم بن عتيبة؛ عن إبراهيم؛ عن الأسود؛ عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ((الخلق عيال الله؛ وأحب الناس إلى الله من أحسن إلى عياله)) .

139- أنا أحمد بن علي بن خلف؛ أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ؛ ثنا محمد بن عبد الله بن موسى السني –بمرو؛ ثنا أبو الموجه؛ ثنا عبدان؛ ثنا أبو حمزة وابن عيينة وابن المبارك قالوا: ثنا صالح بن صالح قال: ((سأل رجل من أهل خراسان عامراً؛ فقال: يا أبا عمرو: كيف تقول في رجل كانت له وليدة، فأعتقها فتزوجها؟ فإنا نقول عندنا: هو كالراكب بدنته؟! فقال: حدثنا أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له -[135]- وليدة فأدبها؛ فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها؛ ثم أعتقها فتزوجها: فله أجران. وأيما عبد مملوك أدى حق الله؛ وحق مواليه: فله أجران)) .

140- أخبرنا عبد الغفار بن محمد بن الشيروي؛ أنا أحمد بن الحسن الحيري؛ ثنا محمد بن يعقوب؛ ثنا العباس بن محمد –هو الدوري؛ ثنا محمد بن سابق؛ ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة؛ عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر؛ عن عبد الملك بن عمير قال: قال معاوية –رضي الله عنه-: ((والله ما حملني على الخلافة إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم لي: يا معاوية، إن ملكت فأحسن)) .

141- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ أنا والدي؛ أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن معاوية، ثنا أحمد بن عبد الجبار؛ ثنا أبو بكر بن عياش؛ عن الأعمش؛ عن أبي سفيان عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: ((أحسنوا الظن بالله تعالى)) .

142- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم؛ أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم؛ ثنا أحمد بن سلمان؛ ثنا ابن أبي الدنيا؛ أنا حاجب بن -[136]- الوليد، ثنا الوليد بن محمد الموقري؛ عن الزهري عن عروة؛ عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة فمسحها؛ فقال: يا عائشة أحسني جوار نعم الله؛ فإنها تقل ما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم)) .

143- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي؛ ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف الشيباني؛ ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان؛ ثنا يزيد بن هارون؛ ثنا ورقاء بن عمرو، عن منصور بن المعتمر؛ عن أبي وائل؛ عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: ((قيل يا رسول الله: أرأيت من أسلم منا؛ أيؤاخذ بما عمل في الجاهلية؟ فقال: من أحسن منكم في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية؛ ومن أساء منكم في الإسلام: أخذ بالأول والآخر)) .

فصل

فصل 144- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ببغداد؛ أنا أبو عمر بن مهدي؛ ثنا المحاملي، ثنا محمد بن عمرو بن حبان؛ ثنا بقية؛ ثنا عمر بن خثعم؛ قال: حدثني عمرو بن قيس قال: سمعت عبد الله بن بسر –رضي الله عنه- يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((طوبى لمن طال عمره وحسن عمله)) .

145- أخبرنا مبارك بن محمد الواسطي؛ أنا عبد الله بن نظيف -[137]- الفراء - بمصر؛ ثنا أبو الفوارس الصابوني؛ ثنا إبراهيم بن مرزوق؛ ثنا عثمان بن عمر بن فارس؛ عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن المنكدر؛ عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بخياركم من شراركم؟ خياركم: أطولكم أعمراً وأحسنكم أعمالاً)) .

146- أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر: سبط أبي بكر القصار؛ ثنا علي بن محمد بن ميلة؛ ثنا غياث بن محمد؛ ثنا الحسن بن المثنى؛ ثنا عفان؛ ثنا حماد بن سلمة؛ عن ثابت؛ عن أبي عثمان؛ عن عائشة –رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا: استبشروا؛ وإذا أساءوا: استغفروا)) .

فصل في الإحسان إلى البنات

فصل في الإحسان إلى البنات 147- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي؛ أنا أحمد بن موسى؛ ثنا أحمد بن محمد بن زياد؛ ثنا عبد الكريم بن الهيثم؛ قال أحمد بن موسى: وحدثنا عبد الله بن جعفر؛ ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود قالا: ثنا أبو اليمان؛ أنا شعيب أنا الزهري؛ أخبرني عبد الله بن أبي بكرة أن عروة بن الزبير أخبره: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((جاءتني امرأة معها ابنتان لها تسألني: فلم أجد عندي شيئاً غير: تمرة واحدة؛ فأعطيتها إياها؛ فأخذتها؛ فقسمتها بين ابنتيها؛ ولم تأكل منها شيئاً؛ ثم قامت فخرجت وابنتاها؛ فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته بحديثها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)) .

فصل في الإحسان إلى الجار

فصل في الإحسان إلى الجار 148- أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان – ببغداد؛ أنا محمد بن يحيى البيع؛ ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي؛ ثنا عبد الله بن أيوب؛ ثنا يحيى بن هاشم؛ ثنا عمرو بياع القصب؛ عن سعيد بن جير؛ عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر عليك بالورع تكن أعبد العابدين؛ أبا ذر: عليك بالقنوع تكن أشكر الشاكرين؛ وأقل من الضحك فإنه ممرضة للقلب؛ وأحسن إلى جارك، فإذا قال: قد أحسنت، فقد أحسنت)) .

فصل في الإحسان إلى المملوك

فصل في الإحسان إلى المملوك 149- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد السمسار؛ ثنا جعفر بن محمد بن جعفر الفقيه؛ ثنا عبد الله بن محمد؛ ثنا عبد الرحمن بن -[139]- محمد بن حماد؛ ثنا سلمة؛ ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري؛ حدثني أبي؛ عن أبي بكر بن المنكدر؛ عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه فقد نشر الله عليه كنفه وأدخله رحمته: رفق بالضعيف، وشفقة بالوالدين؛ وإحسان إلى المملوك. وثلاث من كن فيه أظله الله تعالى تحت ظل العرش، يوم لا ظل إلا ظله: الوضوء في المكاره؛ والمشي إلى المساجد في الظلم؛ وإطعام الجائع)) .

150- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن؛ أنا أبا بكر بن مردويه؛ ثنا محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم؛ ثنا علي بن قادم، ثنا الحسن بن عمارة؛ عن طلحة؛ عن أبي عمار عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغنم بركة على أهلها؛ والإبل عز لأهلها؛ والخيل معقود في نواصيها الخير. والعبد: أخوك فأحسن إليه – وإن رأيته مغلوباً فأعنه)) .

فصل

فصل 151- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور؛ أنا الحاكم أبو الحسن الإسفراييني أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بنسا؛ ثنا -[140]- أحمد بن عثمان؛ ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي؛ حدثني سويد؛ ثنا سليم بن أخضر قال: ((أردت السفر إلى مكة؛ فأتيت ابن عون لأودعه. فقال: يا سليم: اتق الله، عليك بالإحسان؛ فإن المحسن معان: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} )) .

152- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ببغداد؛ ثنا أبو الحسن العتقي؛ ثنا محمد بن المظفر بن موسى الحافظ؛ ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي؛ ثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((من أحسن فيما بقي: غفر له ما مضى وما بقي؛ ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى –ثم بكى الفضيل- فقال: أسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يحسن فيما بقي)) .

153- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ ثنا أبو عمر بن عبد الوهاب؛ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن شهاب؛ ثنا يحيى بن حاتم؛ ثنا أبو نصر عبد الوهاب بن عطاء الخفاف؛ عن أبي عبيدة الناجي؛ سمع الحسن بن أبي الحسن البصري يقول: ((إن المؤمن لا يصبح إلا خائفاً، وإن كان محسناً؛ ولا يمسي إلا خائفاً وإن كان محسناً؛ ولا يصلحه إلا ذلك؛ لأنه بين عافيتين: بين ذنب قد مضى لا يدري ما يصنع الله فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما يصيب فيه من الهلكات)) .

154- أخبرنا محمد بن أحمد الفقيه؛ أنا أبو علي بن البغدادي؛ ثنا أحمد بن محمد بن عمر العبدي؛ ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ ثنا أبي؛ عن هشيم؛ ثنا المغيرة؛ عن الشعبي قال: ((كان عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم يقول: إن الإحسان ليس هو أن تحسن إلى من أحسن إليك؛ إنما ذلك مكافأة بالمعروف؛ ولكن الإحسان: أن تحسن إلى من أساء إليك)) .

155- وقال قرة: ((دخلنا على الفضيل بن عياض مكة؛ فقال لي: من أنتم؟ قلنا: من أبناء أهل خراسان؛ قال: اتقوا الله وكونوا من حيث شئتم؛ واعلموا أن العبد لو أحسن الإحسان كله؛ وكانت له دجاجة فأساء إليها لم يكتب من المحسنين)) .

باب في الترهيب من الإساءة

باب في الترهيب من الإساءة 156- أخبرنا محمد بن أحمد التاجر؛ أنا محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان؛ ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي؛ ثنا أبو سعيد المديني: عبد الله بن شبيب؛ ثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي؛ ثنا فليح؛ حدثني محمد بن جعفر بن أبي كثير؛ عن زيد بن أسلم؛ عن أبي صالح المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم؛ فإنها تعرض على أوليائكم من أهل القبور)) .

157- قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد؛ ثنا محمد بن الحسين؛ ثنا يحيى بن إسحاق البجلي؛ ثنا عبد الله بن المبارك، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي: أن أبا الدرداء –رضي الله عنه- كان يقول: ((إن أعمالكم تعرض على موتاكم فيسرون ويساءون؛ وكان -[143]- أبو الدرداء يقول عند ذلك: اللهم إني أعوذ بك أن أعمل عملاً أخزى به عند الله عبد الله بن رواحة)) .

158- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: ثنا محمد بن الحسين؛ ثنا خالد بن عمرو القرشي؛ ثنا صدقة بن سليمان الجعفري قال: ((كانت لي شرة سمجة؛ فمات أبي؛ فأنبت وندمت على ما فرطت، ثم زللت أيضاً زلة؛ فرأيت أبي في المنام. فقال: أي بني، ما كان أشد فرحي بك وأعمالك تعرض علينا فنشبهها بأعمال الصالحين؛ فلما كان هذه المرة؛ استحيت لذلك حياءً شديداً؛ فلا تخزني فيمن حوالي من الأموات. قال خالد: فكان بعد ذلك قد نسك وخشع. فكنت أسمعه يقول في دعائه في السحر –وكان لنا جاراً بالكوفة-: أسألك إنابة لا رجعة فيها ولا حور؛ يا مصلح الصالحين وهادي الضالين، وراحم المذنبين)) .

159- أخبرنا سليمان بن إبراهيم؛ ثنا علي بن محمد بن ميلة؛ ثنا عبيد الله بن يحيى؛ ثنا محمد بن جعفر؛ ثنا سعيد بن يعقوب قال: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: ((من لم تعجبه حسناته لا تكاد تسوءه سيئاته)) .

160- أخبرنا أحمد بن محمد الصوفي المعروف بالخباز؛ ثنا محمد بن الحسين بن جرير، ثنا أحمد بن هشام بن حميد الحصري بالبصرة؛ ثنا يحيى بن أبي طالب؛ ثنا علي بن عاصم؛ ثنا عوف؛ عن الحسن: ((في قوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} قال: إن العمل الصالح يرفع إلى الله –عز وجل- وإذا كان عمل سوء لم يرفع)) .

161- أخبرنا أبو محمد التميمي؛ أنا أبو الحسين بن بشران؛ ثنا الحسين بن صفوان؛ أبو بكر بن أبي الدنيا؛ ثنا محمد بن عبد المجيد التميمي؛ عن سفيان بن عيينة قال: ((كان رجل من السلف يأتي الأخ من إخوانه فيقول: ما هذا: اتق الله؛ وإن استطعت أن لا تسيء إلى من تحب فافعل؛ فقال له رجل: وهل يسيء الإنسان إلى من يحب؟ قال: نعم؛ نفسك أعز الأنفس عليك؛ وإذا عصيت الله فقد أسأت إليها)) .

162- أخبرنا أبو الحسن المديني بنيسابور؛ أنا أبو عبد الرحمن السلمي؛ ثنا سلميان بن محمد بن ناجية؛ ثنا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق؛ ثنا عفان؛ ثنا همام؛ عن فرقد السبخي؛ عن قرة الطيب؛ عن أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[145]- ((لا يدخل الجنة سيء الملكة)) . قال الإمام: قال أهل اللغة: يقال فلان سيء الملكة؛ إذا كان سيء الصنيعة إلى مماليكه، وفلان حسن الملكة: إذا كان حسن الصنيعة إلى مماليكه.

163- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه؛ أنا أبو إسحاق بن خرشيذ قولة؛ أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، أنا العباس بن الوليد؛ أخبرني عقبة بن علقمة؛ ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ((من أحسن فليرج الثواب؛ ومن أساء فلا يستنكر الجزاء. ومن أخذ عزاً بغير حق أورثه الله تعالى ذلاً بحق؛ ومن جمع مالاً بظلم أورثه الله فقراً بغير ظلم)) .

164- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر –بن أبي علي؛ ثنا أبو القاسم الأسداباذي؛ أنا أبو بكر عبد الله بن يوف المعدل بالدينور؛ ثنا الحسن بن علي بن زخر؛ ثنا عثمان بن طالوت ثنا الأصمعي: ((دخلت البادية؛ وإذا أنا بأعرابية من أحسن الناس وجهاً؛ تحت أقبح الناس وجهاً؛ فقلت: يا هذه أترضين أن تكوني تحت مثل هذا؟ فقالت: يا هذا بئس ما قلت؛ لعله أحسن فيما بينه وبين ربه تعالى فجعلني ثوابه! وأنا أسأت فيما بيني وبين ربي –عز وجل- فجعله عقوبتي)) .

باب في الترغيب في قصر الأمل

باب في الترغيب في قصر الأمل 165- أخبرنا أبو الحسن الخطيب الإمام؛ أنا أبو الحسين بن بشران؛ أنا أبو علي بن صفوان؛ ثنا ابن أبي الدنيا؛ ثنا مسلمة بن شبيب؛ ثنا مروان بن محمد؛ عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب؛ عن أبيه؛ عن جده –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نجا أول هذه الأمة باليقين والزهد، ويهلك آخر هذه الأمة بالبخل والأمل)) .

166- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، ثنا والدي، أنا محمد بن الحسين القطان، عبد الرحمن بن بشر، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنتان: الحرص والأمل)) .

167- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسنابادي، ثنا أحمد -[147]- بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن عبد الله المعري، ثنا الحسين بن الكميت، ثنا غسان بن الربيع، أنا سليم مولى الشعبي، عن الشعبي، عن سلمان –رضي الله عنه- قال: ((أضحكني ثلاث، وأبكاني ثلاث، فأما الذي أبكاني: فراق محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، وموقفي بين يدي الله يوم تكون السريرة علانية، فلا أدري إلى النار أصير أم إلى الجنة. والذي أضحكني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه، لا يدري أرضى الله تعالى أم أسخطه)) .

فصل

فصل 168- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن رزا، ثنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم المؤدب، ثنا علي بن سعيد، ثنا محمد بن يزيد البزار، ثنا محمد بن شقيق بن إبراهيم البلخي، قال: قال أبي: ((رأيت إبراهيم بن أدهم، وأهدى إليه يوماً سلة من تين، وهو عند غروب الشمس، فقسم على جيرانه وعلى الفقراء؛ فقال له بعض أصحابه: ألا تدع لنا شيئاً؟ قال: ألستم صواماً؟ قالوا: بلى. قال: سبحان الله أما لكم حياء، أما لكم أمانة، أما تخافون من الله العقوبة بسوء ظنكم بالله تعالى وطول الأمل إلى المساء، ثقوا بالله وأحسنوا الظن بموعد الله، فإن الله تعالى يقول: {ما عندكم ينفد وما عند الله باق} )) .

169- أخبرنا أبو سعيد: حكيم بن أحمد الإسفراييني، قدم علينا، أنا جدي الحاكم أبو الحسن: علي بن محمد بن شاذان الفقيه، أنا أبو محمد، الحسن بن محمد بن إسحاق، أنا خالي يعقوب بن إبراهيم بن يزيد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا -[148]- السري بن يوسف الأنصاري، عن محمد بن أبي توبة قال: ((أقام معروف الصلاة، ثم قال لي: تقدم. تقدم. فقال محمد: إني إن صليت بكم هذه الصلاة لم أصل بكم غيرها، فقال له معروف: وأنت تحدث نفسك أن تصلي صلاة أخرى، نعوذ بالله من طول الأمل، فإنه يضيع خير العمل)) .

170- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنا عبد الله بن يوسف، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا سليمان بن عبد الله أبو محمد الخراساني قال: ((سمعت الفضل بن عياض يقول: إنما أمس مثل، واليوم عمل، وغداً أمل)) .

باب في الترهيب من طول الأمل

باب في الترهيب من طول الأمل 171- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنا عبد الله بن منده، أنا عمير بن علي بن الحسن التنيسي، أنا أحمد بن عيسى التنيسي، ثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا مصعب بن ماهان، عن سفيان، عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا ابن آدم، وهذا أجله، ووضع يده عند قفاه، ثم بسط يديه، وقال: وثم أمله، وثم أمله)) .

172- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا محمد بن حسان، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى منذر الثوري، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال- قال: ((خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط داخل ذلك الخط -[150]- المربع خطأ، وخط إلى جانب ذلك الخط خطوطاً، وخط خارج ذلك الخط المربع خطاً، ثم قال: هذا الخط المربع ابن آدم، وهذا الخط الذي داخل الخط المربع أجله. هذه الخطوط إلى جانب الخط الأعراض إن أخطأته هذه نهشته هذه، والخط الخارج أمله)) .

173- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنا أبو علي بن شاذان، أنا عبد الله بن إسماعيل الهاشمي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو خيثمة، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، ثنا أبي، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً، وخط وسطه وخط خطوطاً هكذا إلى جانب الخط، وخط خطاً خارجاً، قال: أتدرن ما هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا الإنسان، للخط الذي وسط الخط، وهذا الأجل محيط به، وهذه الخطوط الأعراض تنهشه، إن أخطأه هذا نهشه هذا، وذلك الأمل، للخط الخارج)) . قال أهل اللغة: الأعراض: الآفات والأمراض. وتنهشه: أي تصيبه.

174- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو هريرة الصيرفي، ثنا حرمي بن عمارة، عن علي بن علي الرفاعي، ثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقبله قال: ((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً، فغرز عوداً بين يديه، والآخر إلى -[151]- جنبه، وأما الثالث فأبعده. فقال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا الإنسان، وهذا الأجل، وهذا الأمل، يتعاطاه ثم يختلجه الأجل دون الأمل)) .

175- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا العباس بن جعفر، ثنا محمد بن المصفى، ثنا محمد بن حمير، أنا ابن أبي مريم، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: ((اشترى أسامة بن زيد وليدة بمائة دينار إلى شهر، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا تعجبون من أسامة المشتري إلى شهر؟ إن أسامة لطويل الأمل، والذي نفسي بيده ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفرتي لا تلتقيان حتى يقبض الله روحي، ولا رفعت طرفي وظننت أني واضعه حتى أقبض ولا لقمت لقمة إلا ظننت أني لا أسيغها حتى أغص بها من الموت، والذي نفسي بيده إنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين)) .

فصل

فصل 176- أخبرنا تميم بن علي الواعظ، أنا علي بن شجاع، أنا محمد بن عبد الرحمن الغزال الحافظ، حدثني عبد الملك بن بحر المكي، ثنا ابن أبي مسرة، ثنا خلاد، ثنا سفيان، عن يزيد الباجي، عن مهاجر العامري، عن علي –رضي الله عنه- قال: ((أخوف ما أخاف عليكم ثنتان: اتباع الهوى، وطول الأمل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة. وارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا -[152]- من بني الآخرة، ولا تكونوا من بني الدنيا، اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل)) .

177- قال: وحدثنا محمد بن عبد الرحمن الغزال، ثنا الحسن بن محمد بن دكة، أنا أحمد بن الفرات، ثنا أبو الوليد، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن رجاء بن حيوة قال: قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: ((تجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تدركون، وتبنون ما لا تسكنون، كالذين من قبلكم بنوا شديداً، وجمعوا كثيراً، وأملوا بعيداً، فأصبح جمعهم بوراً، وبيوتهم قبوراً وأملهم غروراً)) . قال أهل اللغة: رجل بور، وقوم بور: أي موتى هلكى.

178- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا محمد بن يعقوب الشيباني، أنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب، ثنا جعفر بن عون قال: سمعت مسعر بن كدام يقول: ((كم من مستقبل يوماً ليس مستكمله، ومنتظر غداً ليس من أجله، لو رأيتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره)) .

179- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا عبد الخالق المؤذن، أنا إسماعيل بن نجيد، ثنا مسدد بن قطن، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا الفيض قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: ((ما أطال رجل الأمل إلا أساء العمل)) .

باب في الترغيب في الإصلاح بين الناس

باب في الترغيب في الإصلاح بين الناس 180- أخبرنا أحمد بن علي الجيراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن خوله، ثنا أبو عمرو بن حكيم أنا أبو أمية، أنا كثير بن مناد، عن المسعودي، عن أبي جناب، عن رجل، عن أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها؟ قال: قلت: بلى بأبي أنت وأمي. قال: تصلح بين الناس، فإنها صدقة يحب الله تعالى موضعها)) .

181- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن المقري البيروتي، أنا الحسن بن جرير الصوري، أنا سليمان بن عبد الرحمن، أنا محمد بن الحجاج القرشي الدمشقي، أنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[154]- ((ما عمل شيء أفضل من مشي إلى صلاة، وصلاح ذات البين، وخلق جائز بين المسلمين)) .

182- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا المثنى بن معاذ، ثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، أنه سمع أبا الدرداء –رضي الله عنه- يقول: ((ألا أخبركم بخير لكم من الصدقة والصيام، إصلاح ذات البين، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة)) .

183- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا قال: ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي حكيم، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخير لكم من كثير من الصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إصلاح ذات البين)) .

184- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثني محمد بن عثمان العجلي، ثنا خالد بن مخلد، عن عبد الله بن عمر مولى عفرة، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا أيوب، ألا أدلك على صدقة يرضى الله تعالى موضعها؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: تسعى في إصلاح ذات بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا)) .

185- أخبرنا سليمان بن إبراهيم في كتابه، ثنا أبو سعد الماليني، أنا عبد الرحمن بن محمد بن محبوب، ثنا زكريا بن يحيى البزار، ثنا محمد بن يحيى، ثنا محمد بن المبارك، ثنا عمرو بن واقد، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((امش ميلاً عد مريضاً، امش ميلين اصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال زر أخاً في الله تعالى)) .

186- قال: وحدثنا زكريا بن يحيى البزار، ثنا عبيد بن هاشم الجوزجاني، ثنا محمد بن الأزهر –عن أبي فضالة، عن موسى بن جابان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصلح بين اثنين أصلح الله أمره، وأعطاه بكل كلمة تكلم بينهما عتق رقبة، ورجع مغفوراً له ما تقدم من ذنبه)) .

187- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنا علي بن محمد الفقيه، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا محمد بن مسلم بن وارة، ثنا أبو صالح بن سلمة –وكان ثقة- ثنا إبراهيم بن صرمة، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه –يعني أم كلثوم، رضي الله عنها-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس بكاذب من أصلح بين اثنين، فقال خيراً أو نمى خيراً)) .

باب في الترهيب من التحريش بين الناس والإفساد

باب في الترهيب من التحريش بين الناس والإفساد 188- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا أبو سعيد: الهيثم بن كليب، ثنا عيسى بن أحمد بن وردان البلخي، ثنا أصرم بن حوشب، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم)) . قال أهل اللغة: التحريش: الإغراء والإفساد.

189- أخبرنا موسى بن عمران بنيسابور، أنا محمد بن الحسين بن داود، أنا حاجب بن أحمد بن سفيان الطوسي، ثنا محمد بن حماد الأبيوردي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة؟ قلنا: بلى. قال: إصلاح ذات البين –وفساد ذات البين هي الحالقة-)) . -[157]- الحالقة: أي المهلكة المضرة بالدين.

190- أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الفقيه، أنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو قال: أخبرنا الإمام أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا داود العطار، عن ابن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى. قال: خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله. ألا أخبركم بشراركم؟ قالوا: بلى. قال: فإن شراركم المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الأحبة، الباغون البرءاء العنت)) . قال أهل العربية: البرءاء جمع البريء، والعنت: الفساد والمشقة. أي يشقون ويشددون على من لا يستحق أن يشق عليه ويشدد.

باب في الترغيب في إكرام المؤمن وغيره من خلق الله

باب في الترغيب في إكرام المؤمن وغيره من خلق الله 191- أخبرنا أبو سهل أحمد بن أحمد الصيرفي، أنا أبو عبد الله بن منده، أنا محمد بن عبد الله بن معروف، ثنا أسلم بن سهل، ثنا محمد بن أبان بن عمران، ثنا عمران بن خالد الخزاعي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((دخل سلمان –رضي الله عنه- على عمر بن الخطاب وهو متكئ على وسادة، فألقاها له، فقال سلمان: الله أكبر صدق الله ورسوله. فقال عمر: حدثنا يا أبا عبد الله. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يدخل على أخيه المسلم فيلقي له وسادة إكراماً له، إلا غفر له)) .

192- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الأنباري ببغداد، أنا -[159]- أبو عمر بن مهدي، أنا إسماعيل الصفار، ثنا جعفر بن أحمد بن بسام، ثنا أبو صفوان المديني، ثنا الثقة حفص بن غياث، عن معبد بن خالد، عن أبيه، عن جده أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((دخل جرير بن عبد الله –رضي الله عنه- على النبي صلى الله عليه وسلم، فضن الناس بمجالسهم، فلم يوسع له أحد، فرماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردته وقال: اجلس عليها يا جرير، فلقيها بوجهه ونحره فقبلها وردها على ظهره، وقال: أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جلسائه فقال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر –قالها ثلاثاً- فإذا أتاه كريم قوم فليكرمه)) .

193- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنا جدي، ثنا أبو مسلم محمد بن معمر بن ناصح، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا الخليل بن سلم، ثنا محمد بن ربيعة، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه)) .

194- أخبرنا أبو نصر عبد الرحمن بن محمد السمسار، أنا علي بن محمد بن أحمد الفقيه، ثنا عبد الله بن يحيى، ثنا محمد بن نصر هو الصائغ الصوفي، ثنا أبو همام، ثنا بقية، عن يحيى بن مسلم، عن موسى بن أنس، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[160]- ((إذا أتاكم الزائر فأكرموه)) .

195- قال: وحدثنا أبو همام، ثنا بقية، عن يحيى بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكرم أخاه المؤمن فإنما يكرم الله تعالى)) .

196- أخبرنا أبو الحسن بن أيوب ببغداد، أنا عبد الغفار بن محمد المؤدب، ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن يحيى الرهاوي، نا الضحاك بن حجرة، نا أبو قتادة، نا عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء، فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله)) .

197- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه في كتابه، أنا أبو سعيد النقاش، نا أبو بكر بن السني، نا محمد بن علي بن حرب، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا سهل بن عامر، ثنا مبارك بن فضالة، عن أبي الزبير، عن جابر. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعظيم جلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم)) .

198- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي ببغداد، -[161]- أخبرنا جدي أبو الحسن محمد بن طلحة النعالي، ثنا أحمد بن إبراهيم القدسي، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا يزيد بن بيان المعلم، ثنا أبو الرجال، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه)) .

199- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا محمد بن عمرو، ثنا عبد الرحمن بن الحارث الغنوي، حدثني عبد الله بن محمد بن فرج، ثنا يحيى بن أبي ميسرة، ثنا عمر بن إبراهيم بن محمد، عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا الشهود، فإن الله تعالى يدفع بهم الظلم، ويستخرج بهم الحق)) .

200- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا أبو الوليد محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: ذكر مالك بن أنس، عن يحيى بن محمد بن طحلاء، عن أبيه، عن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير بيوتكم بيت فيه يتيم مكرم)) .

فصل

فصل 201- أخبرنا أبو حفص السمسار، أنا أبو سعيد النقاش، أنا -[162]- إبراهيم بن محمد بن حمزة، نا أبو جعفر محمد بن إلياس، نا محمد بن جعفر أبو عيسى، نا رزق الله بن موسى، نا وكيع، عن مسعر، وسفيان، عن علقمة بن مرثد، عن مجاهد، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى خلتين: عند الحاجة والغائط)) .

202- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا عبد الله بن فروخ، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا بيوتكم ببعض صلواتكم)) .

203- أخبرنا أبو حفص السمسار، أنا أبو سعيد النقاش، أنا عمر بن أحمد بن القاسم، نا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا ابن نمير، نا عبيد الله بن موسى، عن خالد بن إلياس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا الشعر)) .

204- أخبرنا أبو حفص السمسار، أنا أبو سعيد النقاش، أنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإسماعيلي النيسابوري، نا محمد بن إبراهيم بن موسى الصغاني قدم علينا حاجاً، نا أبو الليث: نصر بن الحسن، نا عبد الرحيم، نا إسحاق بن نجيح، عن عطاء، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا الخبز ولا تضيعوه، فإنه ما ضيعه قوم إلا ابتلاهم الله تعالى بالجوع)) .

باب في الترهيب من إهانة المؤمن، وإهانة غيره

باب في الترهيب من إهانة المؤمن، وإهانة غيره 205- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا عبد الله بن يوسف، أنا سعيد بن الأعرابي، نا محمد بن إسماعيل، نا الهيثم بن خارجة، نا الحسن بن يحيى الخشني، عن صدقة الدمشقي، عن هشام الكناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل –عليه السلام-، عن ربه –تبارك وتعالى- قال: ((من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما ترددت في شيء أنا فاعله ما ترددت في قبض المؤمن، يكره الموت، وأكره مساءته، ولا بد له منه، وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتنفل لي حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً ومؤيداً، دعاني فأجبته، وسألني فأعطيته، ونصح لي فنصحت له، وإن من عبادي لمن لا يصلح له إلى الغنى، لو أفقرته أفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالفقر، لو بسطت له أفسده ذلك، وإن من عبادي -[165]- لمن يريد باباً من العبادة فأكفه عنه لأن لا يدخله العجب فيفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلحه إلا الصحة، ولو أسقمته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أصححته لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي بقلوبهم، إني عليم خبير)) .

باب في الترغيب في الاستغفار

باب في الترغيب في الاستغفار 206- أخبرنا أبو السنابل ابن أبي الصهباء بنيسابور، أنا أبو طاهر محمد بن محمد الزيادي، أنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، نا علي بن الحسين الهلالي، نا أبو جابر محمد بن عبد الملك، نا الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن جحادة، عن الحر بن الصباح، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير، فقال: استغفروا الله. فاستغفرنا، فقال: أتموها سبعين مرة، يعني فأتممناها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد ولا أمة يستغفر الله كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد أو أمة عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب)) .

207- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه، أنا محمد بن الفضل القسطاني، أنا شيبان بن أبي شيبة، أنا بحر -[167]- بن كنيز، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت أبا بكر الصديق –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشرك ما هو أخفى من دبيب الذر على الصفا. قال أبو بكر –رضي الله عنه-: يا رسول الله، كيف المنجى –أو المخرج- من ذا؟ قال: ألا أخبرك بشيء إذا أنت قلته برئت من قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)) .

208- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا علي بن محمد بن ميلة، نا أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي، نا أبو عوانة موسى بن يوسف، نا أبو الربيع الزهراني، نا أبو شهاب الحناط، عن سعيد الجريري عن عمران العمي قال: ((جاء رجل إلى حذيفة –رضي الله عنه- فقال له: يا أبا عبد الله، إني أخشى أن أكون منافقاً. فقال: تصل إذا خلوت، وتستغفر إذا أذنبت؟ قال: نعم. قال: اذهب فما جعلك الله منافقاً)) .

209- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسنابادي، أنا أبو الحسين بن بشران، نا إسماعيل بن محمد الصفار، نا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء الله تعالى بقومٍ يذنبون، فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم)) .

210- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، نا أحمد بن عبد الله النرسي، قال أحمد بن موسى: وحدثنا عبد الله بن جعفر، نا أحمد بن يونس، قالا: نا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جلس مجلساً فكثر لغطه، فقال قبل أن يقوم: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك ثم أتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك)) .

211- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الكافحي الساوي، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل، نا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب، ثنا سهل بن عمار العتكي، نا أبو معاوية، نا عبد الله بن أبي سليم، عن عامر بن تميم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استبطأ الرزق فليكثر من الاستغفار، ومن كثر همه وغمه فليكثر من التكبير)) .

فصل في أمن المستغفرين من العذاب

فصل في أمن المستغفرين من العذاب 212- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنا الفضل بن محمد بن سعيد، نا عبد الله بن محمد بن جعفر، نا إسماعيل بن عبد الله وجعفر -[169]- قالا: نا ابن حميد، ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبيه عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد عرضت علي الجنة والنار، حتى جعلت أنفخها، وخفت أن تغشاكم، وجعلت أقول؛ رب ألم تعدني ألا تعذبهم وأنا فيهم، ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون)) .

213- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن علي، نا سليمان بن داود القزاز، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان، نا ثابت البناني قال: ((كان شاب في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس ويتهيأ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر وشمر في العبادة. قالوا: لو كان ما فعلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي لقرت عينه بك. فقال: أما إنه كان لي أمانان فمضى أحدهما، وبقي الآخر. قال الله –عز وجل-: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} فقد مضى أحد أماني، وقال الله –عز وجل-: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} فلا أزال أجتهد)) .

214- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو حميد الحمصي، نا عبد السلام بن محمد، نا بقية بن الوليد، عن أبي الحجاج المهدي، عن معاوية بن سعيد التجيبي قال: سمعت فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العبد آمن من عذاب الله تعالى ما استغفر الله)) .

فصل

فصل 215- نا أبو نصر محمد بن سهل السراج بنيسابور، نا أبو طاهر بن محمش، نا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى، نا يحيى بن الربيع المكي، نا سفيان بن عيينة، نا أبو إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة بن اليمان قال: ((شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذرب لساني، فقال: أين أنت عن الاستغفار، إني أستغفر الله تعالى في اليوم والليلة مائة مرة)) .

216- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد الله محمد بن إسحاق، أنا محمد بن عبد الله بن يوسف العماني، نا أحمد بن محمد بن نصر اللباد، نا سعيد بن داود بن زنبر، نا عبد العزيز بن أبي حازم، نا عبد العزيز الدراوردي قال: إنا لجلوس عند جعفر بن محمد إذ استأذن عليه سفيان الثوري، فأذن له فدخل عليه، فسلم، ثم جلس، فقال جعفر: يا سفيان. فقال: لبيك. فقال: إنك رجل يطلبك السلطان، وأنا رجل أتقي السلطان، فقم عني غير مطرود. فقال سفيان: تحدثني وأقوم، فقال: أخبرني أبي، عن جدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن حزبه أمر فليقل: لا حول ولا قوة إلا بالله)) . ثم قام سفيان فناداه جعفر فقال: يا سفيان. قال لبيك. قال: -[171]- خذهن ثلاث، وأي ثلاث.

217- أخبرنا أبو بكر التفليسي، أنا أبو يعلى المهلبي، أنا أبو عمرو بن مطر، نا إبراهيم بن دحيم الدمشقي بمكة، نا هشام بن عمار، ثنا الوليد، نا الحكم بن مصعب القرشي قال: سمعت محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، يحدث عن أبيه، عن جده ابن عباس –رضي الله عنه-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب)) .

218- أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن إبراهيم بن ميلة، نا أبو علي الحسن بن علي البغدادي، نا الحسن بن علي بن مرداس الهمذاني، نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا عثمان بن هارون الأنماطي، نا عصام بن قدامة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)) .

219- أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني ببغداد، أنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، نا محمد بن غالب بن حرب، نا موسى بن إسماعيل، نا أبان، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((والله إني لأعلم في القرآن آية هي خير لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم} )) .

فصل

فصل 220- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي بنيسابور، أنا أبو يعلى المهلبي، أنا علي بن محمد بن حبيب المروزي بها، نا أبو أحمد سيف بن قيس بن ريحان، أنا النضر بن شميل، أنا بهز بن حكيم، حدثني أبي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الاستغفار في الصحيفة نور يتلألأ)) .

221- وأخبرنا محمد بن إسماعيل، أنا أبو يعلى المهلبي، أنا أبو العباس محمد بن محمد بن محمود القبساني، أنا أحمد بن محمد الماسرجسي أبو العباس، نا شيبان بن فروخ، نا سلام، عن قتادة، قال: ((إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، أما داؤكم فالذنوب والخطايا، وأما دواؤكم فالاستغفار)) .

222- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنا أبو علي بن البغدادي، نا محمد بن علي بن الحسين بن يزيد، نا إبراهيم بن الحسين بن علي، ثنا داهر يعني ابن نوح، نا أبو الأشهب العطاردي، عن أبي المنهال قال: ((ما جاور عبد في قبره من جار أحب إليه من استغفار كثير)) .

223- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنا أبو الحسين بن بشران، أن الحسن بن رضوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا هارون بن سفيان، نا يزيد بن هارون، أنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: ((طوبي لمن وجد في صحيفته نبذاً من استغفار)) . النبذ: الشيء اليسير.

باب في الترغيب في أداء الأمانة

باب في الترغيب في أداء الأمانة 224- أخبرنا أبو سهل علي بن أحمد بن عبد الله بن قولويه وجماعة قالوا: نا أبو عبد الله الجرجاني، نا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا العباس بن محمد الدوري، نا طلق بن غنام النخعي، ثنا شريك النخعي، وقيس، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)) .

225- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السمسار، أنا علي بن محمد بن ماشاذة، نا عبد الله بن جعفر بن أحمد، نا أحمد بن عمرو، نا سعيد بن يحيى بن سعيد، نا محمد بن حمزة الجزري، عن الخليل بن مرة، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[174]- ((ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فلا تعبؤوا شيء من عمله: من لم يكن له ورع يحجزه عن معاصي الله، أو حلم يكف به السفيه، أو خلق يعيش به في الناس. وثلاث من كان فيه واحدة منهن زوج من الحور العين: رجل ائتمن على أمانة خفية شهية فأداها من مخافة الله تعالى، ورجل عفا عن قاتله، ورجل قرأ: قل هو الله أحد، في دبر كلا صلاة. وثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن أكون خصمه أخصمه: رجل استأجر أجيراً فظلمه ولم يوفه أجره، ورجل حلف بالله فغدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن كفل ثلاثة أيتام كان كالذي قام الليل وصام النهار، ورجل خرج شاهراً سيفه في سبيل الله، فأنا وهو في الجنة كهاتين - وأشار إلى السبابة والتي تليها)) .

226- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا ظفر بن محمد العلوي، أنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الكاتب بالكوفة، نا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا هيثم بن حماد، نا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((أسألك العفة والأمانة، وحسن الخلق، ورضاً بالقدر)) .

227- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد الله محمد بن إسحاق، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، نا إسحاق بن إبراهيم الختلي، نا أبو عمرو القاسم بن عمر بن -[175]-[مالك بن] أبي أيوب الأنصاري، نا داود بن أبي هند، حدثني عامر الشعبي، عن طاوس عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أداء الحقوق وحفظ الأمانات ديني ودين النبيين من قبلي، وقد أعطيت ما لم يعط أحد قبلي من الأمم: أن جعل الله قربانكم الاستغفار، وجعل صلواتكم الخمس بالأذان والإقامة، ولم تصل أمة قبلكم، فحافظوا على صلواتكم، وأي عبد صلى الفريضة واستغفر الله –عز وجل- عشر مرات لم يقم من مقامه حتى يغفر الله تعالى له ذنوبه ولو كانت مثل رمل ((عالج)) وجبال ((تهامة)) لغفرها)) .

228- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البغدادي ببغداد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا عبد الكريم هو ابن الهيثم، نا أبو توبة، نا يزيد بن ربيعة الرحبي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي عثمان الصنعاني، عن ثوبان –رضي الله عنه-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث معلقات بالعرش: الرحم، تقول: اللهم إني بك فلا أقطع، والأمانة تقول: اللهم إني بك فلا أختان، والنعمة تقول: اللهم إني بك فلا أكفر)) .

فصل

فصل 229- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، نا أبو -[176]- سعيد النقاش، نا عبد الله بن عمر بن علي الجوهري بمرو، نا أبو علي الحسين بن منصور بن عبد الرحمن الرماني، بالمصيصة، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا حكيم بن نافع، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، ورب مصل لا خير فيه)) .

230- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنا جعفر بن محمد الفقيه، نا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم إملاءً، نا يعقوب بن أبي يعقوب، نا محمد بن معاوية، نا محمد بن سلمة الحراني، عن خصيف عن مجاهد، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون في آخر الزمان قوم أكثر وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، أمثال الذئاب الضواري، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة، سفاكين للدماء، لا يرعون عن قبيح، إن تابعتهم واربوك، وإن تواريت عنهم اغتابوك، وإن حدثوك كذبوك، وإن ائتمنتهم خانوك، صبيهم عارم، وشابهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الاعتزاز بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر، الحليم فيهم غاوٍ، والآمر فيهم بالمعروف متهم، والمؤمن فيهم مستضعف، والسنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، فعند ذلك يسلط عليهم شرارهم، فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم)) . -[177]- قال أهل اللغة: واربه: خادعه، وورع بكسر الراء، يرع، فهو ورع إذا عف وكف. وعرم الصبي فهو عارم: إذا قل حياؤه.

231- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا معافى بن سليمان، ثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((بينما النبي صلى الله عليه وسلم يحدث القوم حديثاً، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث. قال: فقال بعض القوم: سمع ما قال، فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: يا رسول الله وكيف إضاعتها؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)) . قوله: أسند: أي فوض، وإذا فوض الأمر إلى غير أهله لم تؤد فيه الأمانة، وإذا لم تؤد فيه الأمانة، فقد ضيعت الأمانة، وذلك علامة اقتراب الساعة.

232- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي العلاف ببغداد، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقري، نا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن جعفر بن حطيط، نا إبراهيم بن محمد بن عبد الله الحضرمي، نا أحمد بن عمرو بن عيسى بن يونس، عن أبيه، عن هلال -[178]- بن خباب، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وصاروا هكذا –وشبك بين أصابعه- فالزم بيتك وعليك أمر خاصة نفسك، وذر عنك أمر العامة، وخذ ما تعرف، ودع عنك ما تنكر)) . قال صاحب المجمل: مرجت عهودهم: فسدت. ومرج الخاتم في اليد: قلق.

فصل

فصل 233- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن عمارة بن عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف بكم وزمان يوشك أحدكم أن يأتي عليه زمان يغربل فيه الناس، فتبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا، فكانوا هكذا –وشبك بين أصابعه- قالوا: كيف بنا يا رسول الله إذا كان ذلك، فقال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم)) . قال أهل اللغة: الحثالة: الرديء من التمر والبر.

فصل

فصل 234- قريء على أبي الخير محمد بن أحمد بن هارون وأنا أسمع، قيل له: أخبركم أبو بكر بن مردويه، نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، نا أحمد بن عبيد بن ناصح، ثنا شبابة بن سوار، ثنا ركن بن عبد الله الدمشقي، عن مكحول الشامي، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن، مشى معه أكثر من ميل يوصيه. قال: يا معاذ أوصيك بتقوى الله العظيم، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، وخفض الجناح، ولين الجناح، ورحمة اليتيم، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة. يا معاذ، لا تفسد أرضاً، ولا تشتم مسلماً، ولا تصدق كاذباً، ولا تعص إماماً عادلاً، يا معاذ، أوصيك بذكر الله عند كل شجر وحجر. وأن تحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية. يا معاذ، إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لها، يا معاذ، إني لو أعلم أنا نلتقي إلى يوم القيامة لقصرت لك من الوصية، ولكني لا أرانا نلتقي إلى يوم القيامة. يا معاذ، إن أحبكم إلي لمن لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها)) .

235- أخبرنا أبو نصر سهل بن محمد بن معروف النيسابوري، أنا أبو عبد الرحمن الشاذيافي، أنا محمد بن عبد الله بن زكريا، نا أبو العباس الدغولي، ثنا أبو جعفر الصائغ، ثنا عبد الله بن -[180]- عبد المجيد الحنفي، نا عمران القطان، نا قتادة وأبان كلاهما، عن خليد العصري، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمسٌ من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس، على ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وأعطى الزكاة من ماله طيب النفس بها. وكان يقول: وايم الله لا يفعل ذلك إلا مؤمن. من صام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلاً، وأدى الأمانة - قالوا: يا أبا الدرداء، ما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة. فإن الله تعالى لم يأتمن ابن آدم على شيء من دينه غيرها)) .

236- أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ببغداد، أنا أبو عمر بن مهدي، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يوسف بن موسى، نا أبو معاوية، نا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: ((حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر. حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة. فقال: ينام الرجل النومة فترفع الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء. قال: ثم أخذ حصى فدحرجه على رجله. قال: فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد رجل يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجل أمين، وحتى يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله، وما في قلبه حبة خردل من إيمان، ولقد أتى علي -[181]- زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً ليردنه علي دينه، ولئن كان يهودياً أو نصرانياً ليردنه علي ساعيه، فأما اليوم فما كنت لأبايع منكم إلا فلاناً وفلاناً)) . قال أهل اللغة: الجذر: الأصل. والوكت مثل النقطة. والمجل: مصدر مجلت يده تمجل إذا تنفطت. وقيل المجل بفتح الجيم. والساعي: العريف. وقوله: ليردنه علي ساعيه: أي ينصفني ويأخذ حقي منه، وقوله منتبراً: أي منتفخاً. وروي منبتراً بتقديم الباء على التاء، والأول أولى.

237- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنا الفضل بن محمد بن سعيد، أنا أبو الشيخ، أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا أبو زرعة، نا قبيصة، عن سفيان، عن أبي حمزة، عن الحسن، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء)) .

فصل

فصل 237م- أخبرنا أبو سهل الدشتي، أنا أبو طاهر الزيادي، نا أبو بكر الفحام، ثنا محمد بن يحيى، نا عبيد الله بن موسى، عن مسعر، عن وديعة الأنصاري قال: قال عمر –رضي الله عنه-: ((لا تعترض لما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا ما يخشى الله –عز وجل- ولا تصحب الفاجر لتعلم فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى)) .

238- أخبرنا أبو طاهر: واضح بن محمد بن ابرويه، أنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، نا عبد الله بن جعفر، نا أحمد بن عصام، نا أبو أحمد الزبيري، نا مالك بن مغول، عن سيار أبي الحكم قال: قال عبد الله –رضي الله عنه-: ((انظروا إلى حلم المرء عند غضبه، وإلى أمانته عند طمعه، وما علمك بحلمه إذا لم يغضب، وما علمك بأمانته إذا لم يطمع، ولا يعجبنكم صاحبكم حتى تنظروا على أي شقيه يقع، أي حتى تنظروا إلى أي شيء تؤول عاقبته، إلى الخير أم إلى الشر)) .

239- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا أحمد بن محمد بن زياد، وإسماعيل بن محمد قالا: نا سعدان بن نصر، نا سفيان يعني ابن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن ميمون بن مهران قال: ((ثلاث يؤدين إلى البر والفاجر: الرحم توصل برة كانت أو فاجرة، والأمانة ترد إلى البر والفاجر، والعهد يوفى به للبر والفاجر)) .

240- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا الحسين بن محمد بن إسحاق، ثنا سعيد بن عثمان بن عباس قال: سمعت سري بن مغلس يقول: ((أربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: صدق الحديث، وحفظ الأمانة، وعفاف الطعمة، وحسن الخليقة)) .

باب في الترهيب من الغش والغلول والخيانة

باب في الترهيب من الغش والغلول والخيانة 242- أخبرنا محمد بن عبد الواحد المصري، أنا الفضل بن عبيد الله، ثنا إسحاق بن أحمد بن قولويه، نا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، نا طالوت بن عباد، ثنا أبو هلال، عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه- قال: ((ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)) .

_ * هكذا ورد الترقيم في المطبوع بدون رقم (241)

243- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا عبد الله بن شبيب، حدثني إسحاق، حدثني محمد بن جعفر، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر -رضي الله عنه-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والخيانة فإنها بئست البطانة، وإياكم والظلم فإن الظلم هو -[184]- الظلمات بعد العهد، وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم، قطعوا به أرحامهم، وسفكوا به دماءهم)) .

244- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي بقزوين، أنا عبد الله بن عمر بن زاذان، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا محمد بن العلاء، ثنا ابن إدريس، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة)) . البطانة: صاحب سر الرجل، وها هنا يريد به الذي يصاحبك.

245- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسباور، أنا حمزة بن عبد العزيز المهلبي، نا أبو عثمان البصري، نا إبراهيم بن محمد الصيدلاني، ثنا تميم بن المنتصر الواسطي، نا إسحاق -وهو ابن يوسف الأزرق-، عن شريك، عن الأعمش، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها -أو قال: يكفر كل ذنب- إلا الأمانة، يؤتى بصاحب الأمانة فيقال: أد أمانتك. فيقول: أنى يا رب وقد ذهبت الدنيا، ثلاث مرات مثل ذلك -فيقال: اذهبوا به إلى الهاوية. فيذهب بها إليها فيهوي فيها حتى ينتهي إلى قعرها، فيجدها -[185]- هناك كهيئتها، فيحملها فيضعها على عاتقه، ثم يصعد بها في نار جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج زلت، فهوت وهو في أثرها أبد الآبدين. قال: والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الوضوء، والأمانة في الحديث، وأشد من ذلك الودائع. فلقيت البراء فقلت: ألا تسمع إلى ما يقول أخوك عبد الله؟ قال: صدق)) . [ألم تسمع الله تعالى يقول: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} ] . قال شريك: حدثنا عياش العامري، عن زاذان، عن عبد الله بنحو منه، ولم يذكر الأمانة في الصلاة، والأمانة في كل شيء.

فصل

فصل 246- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، وعبد الباقي بن قانع، قالا: نا أبو عبد الله محمد بن يوسف الصابوني، ثنا ثمال بن إسحاق بن أبي حفصة اليماني، نا محمد بن جابر، عن عمار الدهني، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة، ولا ظنين، ولا ذي غمر على أخيه، ولا محدود في الإسلام)) . قال أبو عبد الله: خائن ولا خائنة. فالخيانة تدخل في أشياء كثيرة سوى الخيانة في المال، منها أن يؤتمن على فرج فلا يؤدي فيه الأمانة، وكذلك إن استودع سراً يكون إن أفشاه فيه عطبه المستودع، أو فيه شينه، وكذلك إن اؤتمن على حكم بين اثنين فلم يعدل. قال: ومما يبين لك أن السر أمانة حديث يروى. -[186]- 246م- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدث الرجل بالحديث، ثم التفت فهو أمانة)) . فقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة، ولم يستكتمه، فكيف إذا استكتمه. 247- ومنه قوله: ((إنما تجالسون بالأمانة)) ومنه الحديث الآخر: ((من أشاع على مؤمن فاحشة فهو مثل من أبداها)) فصار ها هنا كفاعليها لإشاعته إياها، وهو لم يستكتمها إياه، فهذه الخصال كلها وما ضاهاها لا ينبغي أن يكون أصحابها عدولاً في الشهادة على تأميل هذا الحديث وأما قوله: ولا ذي غمر، الغمر: الشحناء والعداوة. والظنين: المتهم. 248- وفي رواية: ((ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)) . قال أبو عبيد: هو الذي يتهم بالدعاوة إلى غير أبيه، والمتولي غير مواليه. قال أبو عبيد: وقد يكون أن يتهم في شهادته لقريبه، كالوالد للولد. وقيل: الظنين: المتهم في دينه، والمحدود: الذي قد ضرب الحد في الإسلام.

249- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنا أبو سعيد النقاش، أنا أبو أحمد العسال، نا إبراهيم بن زهير الحلواني، نا مكي بن إبراهيم، نا عباد بن كثير، حدثني معصب بن شرحبيل، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[187]- ((من ابتاع سرقة، وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في عارها وإثمها، ومن ابتاع خيانة وهو يعلم أنها خيانة فقد شرك في عارها وإثمها)) .

فصل في الترهيب من الغش

فصل في الترهيب من الغش 250- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، أنا الفضل بن عبيد الله، أنا أبو بكر أحمد بن محمود بن خرزاذ، بالأهواز، ثنا أحمد بن سهل بن أيوب، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، نا حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي -كرم الله وجهه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا، وليس منا من غشنا، ولا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب للناس ما يحب لنفسه)) .

251- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي بنيسابور، أنا أبو طاهر الزيادي، أنا بو حامد بن بلال، نا يحيى بن الربيع المكي، ثنا سفيان بن عيينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاماً. فقال: كيف تبيع؟ فأخبره، فأوحي إليه: أن أدخل يدك فيه. فأدخل فإذا هو مبلول. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا)) .

252- أخبرنا أبو بكر الواحدي، أنا أحمد بن الحسين الحيري، -[188]- ثنا محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة، والليث، عن عبيد الله بن أبي حفص، أن صفوان بن سليم أخبره: ((أن أبا هريرة -رضي الله عنه- مر بناحيه الحرة، فإذا بإنسان يحمل لبناً يبيعه، فنظر إليه أبو هريرة، فإذا قد خلطه بالماء. فقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: فكيف بك إذا قيل لك يوم القيامة: خلص الماء من اللبن)) .

فصل

فصل 253- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو عمر بن مهدي، نا عبد الله بن حمدان، نا سوادة بن الأسود القيسي، عن أبيه، عن معقل بن يسار، أنه قال لعبيد الله بن زياد وعاده في مرضه الذي مات فيه. فقال له معقل بن يسار: إن كنت لتكرمني في الصحة وتعودني في المرض، وسأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولولا ما أنا فيه ما حدثتك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما راع غش رعيته فهو في النار)) .

254- أخبرنا أبو نصر عبد الله الحسين بن هارون بنيسابور، أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي، ثنا محمد بن المظفر الحافظ، نا أبو عمرو أحمد بن محمد بن هارون، نا صهيب بن محمد بن عباد، نا بشر بن إبراهيم، نا عباد بن كثير، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: -[189]- ((قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثماني سنين، فانطلقت بي أمي إليه فقالت: يا رسول الله، إنه ليس أحد من الأنصار إلا وقد أتحفك بهدية، وإني لم أجد شيئاً أتحفك به غير ابني هذا، فأحب أن تقبله مني يخدمك ما بدا لك. قال أنس: فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ما ضربني ضربة، ولا سبني سبة قط، ولا انتهرني قط، ولا عبس في وجهي قط، وقال: يا بني، اكتم سري تكن مؤمناً. قال: وكانت أمي تسألني عن الشيء من سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرها به، وإن كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخبرت به، وما أنا بمخبر سر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً حتى أموت. قال: وقال: يا بني عليك بإسباغ الوضوء يزد في عمرك، ويحبك حافظاك. يا بني بالغ في غسلك من الجنابة، فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة. قلت: يا رسول الله، وما المبالغة في الغسل؟ قال: أن تبل أصول الشعر، وتنقي البشرة، يا بني، كن إن استطعت أن تكون على وضوء فافعل، فإنه من أتاه ملك الموت وهو على وضوء أعطى الشهادة، يا بني، إن استطعت أن لا تزال تصلي، فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت تصلي، يا بني، إياك والالتفات في الصلاة فإنها هلكة. يا بني، إذا ركعت فارفع يديك عن جنبيك، وضع كفيك على ركبتيك. يا بني، إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو موضعه، فإن الله تعالى لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده. يا بني إذا قعدت بين السجدتين فابسط ظهور قدمك على الأرض، وضع إليتيك على عقبيك، فإن ذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة، ولا تقع كما يقعي الكلب، ولا تنقر كما ينقر الديك. يا بني، إذا خرجت من منزلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه. فإنك ترجع وقد زاد في حسناتك يا بني إن استطعت أن تمسي وتصبح وليس -[190]- في قلبك غش لأحد فافعل، فإنه أهون عليك في الحساب. يا بني، إن حفظت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت)) . قال أهل اللغة: الانتهار: الزجر. والإقعاء: أن يفضي بإليتيه إلى الأرض وينصب ساقيه كما يفعل الكلب.

فصل في الغلول، وأكثر ما يستعمل ذلك في الخيانة والمغنم

فصل في الغلول، وأكثر ما يستعمل ذلك في الخيانة والمغنم 255- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي بقزوين، أنا عبد الله بن عمر بن زاذان، أنا أبو بكر بن السني، نا أبو عبد الرحمن النسائي، نا عبيد الله بن سعيد، نا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن أبي عمرة، عن زيد بن خالد -رضي الله عنه-، قال: ((مات رجل بخيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلوا على صاحبكم، إنه غل في سبيل الله. ففتشنا متاعه، فوجدنا فيه خرزاً من خرز اليهود ما يساوي درهمين)) .

256- أخبرنا أبو الحسن سبط أبي بكر بن أبي علي، أنا أبو بكر بن مردويه، نا عبد الرحمن بن الحسن الأسدي، ثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري قال: -[191]- ((كان أبو هريرة -رضي الله عنه- يحدث، وكعب الأحبار جالس عنده. فقال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن نبياً من الأنبياء قاتل أهل مدينة، حتى إذا كاد أن يفتحها خشي أن تغرب الشمس. فقال للشمس: إنك مأمورة وإني عزمت عليك لتركدن لي ساعة من نهار، فحبسها الله عليه حتى افتتح المدينة فاحذوا الغنيمة، فقربوها وقاموا يصلون ويدعون الله تعالى فلم تنزل نار، ولم تأكلها. فقالوا: لنبيهم: يا نبي الله. ما لنا لا يتقبل منا؟ فقال لهم النبي: لأن عندكم غلولاً. قالوا: يا نبي الله فكيف لنا أن نعلم عند من الغلول. فقال لهم نبيهم وهم اثنا عشر سبطاً: ليبايعني رأس كل سبط. فبايعوه، فلزق كف النبي -عليه السلام- بكف رجل منهم، فقال له: عندك الغلول. قال: يا نبي الله، فكيف لي أن أعلم عند من هو؟ فقال له النبي: بايع سبطك رجلاً رجلاً. فبايعهم، فلزقت كفه بكف رجل، فقال له: ويحك، عندك الغلول. فقال الرجل: عندي والله الغلول. قال: ويلك ما هو؟ قال: رأس ثور من ذهب غللته. فجاء به فجعله في الغنائم، فجاءت النار فأكلته. فقال كعب: صدق الله وصدق رسوله، هكذا والله هو في الكتاب. ثم قال كعب: يا أبا هريرة: هل حدثكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نبي هو؟ قال: لا. قال كعب: فإنه يوشع بن نون. فهل حدثكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مدينة هي؟ قال: لا. قال كعب: فإنها مدينة أريحا)) .

فصل

فصل 257- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسنابادي، أنا أبو محمد بن جولة، نا أبو عمرو بن حكيم، نا أبو أمية، نا يزيد بن هارون، عن أصبغ بن يزيد، حدثني منصور، عن ثور بن يزيد، عن -[192]- يزيد بن شريح، عن أبي حي المؤذن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر في قعر بيت حتى يستأذن، فإن فعل فقد دمر، ولا يحل لامرئ مسلم يؤم قوماً إلا بإذنهم، ولا يخص نفسه بدعوة دونهم، فإن فعل فقد خانهم)) . قال أهل اللغة: دمر، أي دخل، والدمور الدخول. أي من تعرض للنظر في دار غيره فكأنما تعرض للدخول دار غيره، لأن المنع من الدخول في دار الغير لئلا يطلع على عورة. فكذا إذا نظر في دار غيره خيف الاطلاع على عورة في داره.

258- أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبدوس الهمذاني أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه الطوسي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، نا محمد بن عتبة بن علقمة قال: قال عباد: وحدثني ليث بن أبي سليم، عن سليمان، عن عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن أبيه، عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس منا من حلف بالأمانة، وليس منا من خان امرأ مسلماً في أهله وخادمه. ومن قال حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أشهدك بأنك أنت الله، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك، أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب -[193]- غيرك. فإن قالها من يومه ذلك حين يصبح فمات من يومه ذلك قبل أن يمسي مات شهيداً)) . قال أهل اللغة: باء بذنبه، أي اعترف به وأقر.

259- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا عثمان بن أحمد البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا شاذان، ثنا سعيد بن الصلت، ثنا عبد القدوس بن حبيب هو الشامي عن عكرمة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر إخواني. تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضاً فإن خيانة الرجل في علمه أشد من خيانته في ماله. وإن الله تعالى سائلكم عنه)) .

260- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري في كتابه، أنا عبد العزيز بن أحمد في كتابه، أنا سفيان بن محمد، ثنا ابن شاهين، نا عبد الله بن محمد، نا الحسن بن علي بن صالح، نا سفيان، عن هشام، عن أبيه قال: ((ما انتقصت أمانة عبدٍ إلا انتقص إيمانه)) .

فصل

فصل 261- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن معمر، نا عبد الله بن ناجية، ثنا محمد بن عبد المجيد التميمي -[194]- ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال أحمد بن موسى، وحدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، نا محمد بن إبراهيم بن أبان، ثنا بكر بن بكار، نا عمرو بن ثابت، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي مالك الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض. قال: تجدون الرجلين جارين في الأرض أو الدار، فيقتطع أحدهما من خط صاحبه ذراعاً، وإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين)) .

باب في الترغيب في الأذان، وفضل المؤذنين

باب في الترغيب في الأذان، وفضل المؤذنين 262- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، نا عبد الواحد بن غياث أبو بحر المربدي، ثنا الفضل بن ميمون، ثنا منصور بن زاذان، عن أبي عمر، وهو زاذان الكندي، أنه سمع أبا هريرة، وأبا سعيد الخدري -رضي الله عنهما- يقولان: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ثلاثة يوم القيامة على كثيب مسك أسود لا يهولهم فزع، ولا ينالهم حساب حتى يفرغ الله مما بين الناس: رجل قرأ القرآن وأم به قوماً ابتغاء وجه الله تعالى، ورجل أذن، ودعا إلى الله -عز وجل- ابتغاء وجه الله -عز وجل-، ورجل مملوك ابتلي بالرق في الدنيا، فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة)) .

263- أخبرنا أبو طاهر روح بن محمد الرازي، أنا أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم الكجي، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا عبيد الله يعني -[196]- الوصافي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة -رضي الله عنها- في قوله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين} . قالت: هم المؤذنون. قال أهل التفسير: يعني دعا إلى الصلاة، وصلى بين الأذان والإقامة، وقيل: هو المؤذن الذي إذا قال: حي على الصلاة، فقد دعا إلى الله تعالى، وإذا صلى فقد عمل صالحاً، وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله فهو من المسلمين.

264- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنا محمد بن عمر بن علي الوراق، ثنا محمد بن السري القمار، نا عبد الله بن أحمد بن موسى، نا يوسف بن المسلم، نا حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المؤذن داعي الله، والإمام نور الله، والصفوف أركان الله، والقرآن كلام الله، فأجيبوا داعي الله، واقبلوا نور الله، وكونوا أركان الله، وتعلموا كلام الله، ألا إن الأئمة والمؤذنين يفزع الناس ولا يفزعون، ويرعب الناس ولا يرعبون، وهم الآمنون من عذاب الله تعالى)) .

265- أخبرنا أبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أنا أحمد بن محمد بن المرزبان، نا محمد بن إبراهيم بن يحيى، نا أحمد بن -[197]- شاهين الطيان، نا إسماعيل بن يزيد القطان، نا خلف بن الوليد نا سلام الطويل، عن عباد بن كثير، عن أبي الزبير، عن جابر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤذنين والملبين يخرجون من قبورهم يوم القيامة، يؤذن المؤذن، ويلبي الملبي، ويغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل من سمع صوته من حجر أو مدر أو رطب أو يابس، ويكتب للمؤذن بكل إنسان يصلي معه في ذلك المسجد مثل حسناتهم ولا ينقص من حسناتهم، ويعطيه الله ما بين الأذان والإقامة كل شيء سأل ربه، إما أن يعجله في دنياه، وإما أن يدخر له في الآخرة، وهو ما بين الأذان والإقامة كالمتشخط في دمه في سبيل الله، ويكتب له في كل يوم يؤذن مثل أجر خمسين ومائة شهيد، وله مثل أجر القائم بالليل الصائم بالنهار، وله مثل أجر الحاج والمعتمر، وجامع القرآن، والفقه، ومثل أجر الصلاة المكتوبة والزكاة المفروضة، وله مثل أجر من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وصلة الرحم، وأول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم، ثم محمد، ثم النبيون والمرسلون، ثم يكسى المؤذنون، وتلقاهم يوم القيامة على نجائب من ياقوتة حمراء، أزمتها من زمرد أخضر، ألين من الحرير، رحالها من الذهب الأحمر، حاشيتها -أو قال: حافتاها- مكلل بالدر والياقوت والزمرد، عليها المياثر من السندس والإستبرق، ومن فوق ذلك حرير أخضر، يحلى كل واحد منهم بثلاثة أسورة: سوار من ذهب، وسوار من فضة، وسوار من لؤلؤ، وفي أعناقهم الذهب مكلل بالدر والياقوت، والزمرد، عليهم التيجان مكللة بالدر والياقوت والزمرد، ومن تحت التيجان أكاليل مكللة بالدر والياقوت والزمرد، ونعالهم من الذهب شراكها من الدر، لنجائبهم أجنحة، تضع خطوها مد بصرها، على كل واحدة منها فتى شاب، أمرد، جعد الرأس، له جمة على ما اشتهت نفسه، حشوها المسك الأذفر، لو -[198]- انتثر منها مثل دينار بالمشرق لوجد ريحها جميع من بالمغرب، أبيض الجسم، أنور الوجه، أصفر الحلي، أخضر الثياب. يتبعهم من قبورهم سبعون ألف ملك إلى المحشر، يقولون: تعالوا ننظر إلى حساب بني آدم، وبني إبليس. كيف يحاسبهم ربهم، وبين يدي كل واحد منهم سبعون ألف حربة من نور، حتى يوافوا بهم المحشر، فذلك قوله -عز وجل- {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً} هذا حديث غريب لا أعرفه إلا من هذا الوجه.

فصل

فصل 267- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنا أبو الحسين العطار، نا أبو أحمد جعفر بن عيسى الحلواني، نا علي بن الحسين، نا يحيى بن إسحاق عن شريك، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة، اللهم أرشد الأئمة، واغفر للمؤذنين)) .

_ * هكذا ورد الترقيم في المطبوع ليس فيه رقم (266) .

268- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، نا أبو عبد الله بن منده، نا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، نا سهل بن عمار العتكي، نا يزيد بن هارون، نا حسام بن مصك، عن قتادة، عن القاسم بن ربيعة، عن زيد بن أرقم –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[199]- ((نعم المرء بلال سيد المؤذنين يوم القيامة، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة)) .

269- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنا أبو سعيد النقاش، أنا محمد عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو يعلم الناس ما في النداء أو الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً)) . وروي أن قوماً اختلفوا في الأذان فأقرع بينهم سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه-. قال أهل اللغة: حبواً: أي زحفاً على استاهم.

270- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أنا أبو الحسن بن عبد كويه، أنا فاروق بن عبد الكبير، أنا أبو مسلم الكشي، أنا أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة، عن أبان، عن أنس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤذنون يفضلون الناس يوم القيامة بطول أعناقهم)) .

271- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة بن عبد العزيز، نا محمد بن يعقوب الأصم، نا أبو الدرداء: هاشم بن محمد بن يزيد، نا عتبة بن السكن الحمصي عن إسماعيل بن عباس عن سلمان بن عامر، -[200]- عن أبي عثمان الأصبحي، عن أبي هريرة الدوسي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للمؤذن فضل على من صلى معه عشرون ومائة حسنة فإذا أقام فأربعون ومائتا حسنة إلا من قال مثل ذلك)) .

272- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، أنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن شاذان، أنا أبو الطيب محمد بن محمد بن عبد الله الحناط، ثنا محمد بن أحمد بن أنس القرشي، ثنا حفص بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن طهمان عن أبان، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان حتى لا يسمع النداء، وفتحت أبواب السماء وأبواب الجنان واستجيب الدعاء)) .

فصل

فصل 273- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار؛ أنا أبو سعيد النقاش، أنا أبو بكر بن إسحاق السني. ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا محمد بن سلمة، أنا ابن القاسم، عن مالك، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري المازني عن أبيه عن جده أن أبا سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال له: ((إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة)) قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

274- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة بن عبد العزيز أنا أبو الحسن الجوهري، نا أبو الفضل العباس بن علي بن العباس النسائي ببغداد، ثنا يزيد بن عمر بن البراء الغنوي، نا معقل بن مالك، ثنا عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري؛ قال: سألت عبيد الله بن أنس عن المؤذن. فقال: حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المؤذن إذا قال: الله أكبر الله أكبر –فتحت أبواب الجنة- وإذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله –تزينت أبكار الجنة، وإذا قال: أشهد أن محمداً رسول الله قالت الملائكة: ارفع حوائجك إلى الله –عز وجل- إن الله تعالى يقضي لك الحوائج)) .

275- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري في كتابه، أنا علي بن شجاع في كتابه، أنا محمد بن علي بن حسنويه، أنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن حمدان، نا يعرب بن خيران، نا حبيب وابن محمد النسائي من مرو؛ نا مسلم بن خالد الزنجي، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهما- قال: لما أن وقف بلال لأول أذان أذنه نزل جبري –عليه السلام- على محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا محمد ها هو ذاك إبليس في ملأ من جنوده بسيف البحر، فلما أن قال بلال: الله أكبر الله أكبر. قال إبليس: أمر حدث، فلما قال: أشهد ألا إله إلا الله أشهد ألا إله إلا الله. قال إبليس: عبد الرب تعالى. فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله. -[202]- قال إبليس: نبي يبعث، فلما أن قال: حي على الصلاة حي على الصلاة، قال إبليس: فريضة نزلت. فلما أن قال: حي على الفلاح؛ حي على الفلاح. قال إبليس: قد أفلح من أجاب. فلما أن قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. ولى إبليس وله هرج ودرج حتى هبط اللجة الخضراء. فقال جبريل: يا محمد إن الله تعالى: هو الضامن لمن أذن من أمتك سنة حسبة وقربة، أن يقيه الفزع الأكبر، فإن الله تبارك وتعالى يبعث المؤذن إذا بعثه من مرقده فيقال له: أذن أذانك الذي كنت تؤذن به في الدنيا، فإذا انتهى إلى آخر أذانه قيل له ادخل الجنة)) .

276- قال: وأخبرنا أبو عثمان بن حمدان؛ حدثني أبو عبد الله محمد بن الحسن؛ نا محمد بن عبد الله بن الحسن، نا سلمة بن شبيب، نا يونس بن موسى السامي البصري، ثنا الحسن بن حماد الكوفي؛ نا زياد بن المنذر الهندي، عن محمد بن علي بن زحر بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: ((لما أراد الله -تبارك وتعالى- أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل -عليه السلام- بدابة يقال لها: البراق. فذهب يركبها فاستصعبت عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: ائتني بدابة ألين من هذه. قال: فأتاه ببرقة فقال: هذه ألين من هذه قال: فلما أراد أن يركبها استصعبت عليه. فقال لها جبريل -عليه السلام- اسكني برقة فما ركبك عبد أكرم على الله تعالى من محمد؛ قال: فركبها حتى انتهت به إلى الحجاب الذي يلي الرحمن تعالى، فبينما هما كذلك إذ خرج ملك من الحجاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما هذا؟ فقال جبريل: والله يا حبيب الله والذي بعثك بالحق إني لأقرب الخلق مكاناً من الله تعالى، وإن هذا الملك ما رأيته -[203]- منذ خلقت قبل ساعاتي هذه، قال: فقال الملك: الله أكبر الله أكبر: قيل من وراء الحجاب: صدق عبدي؛ أنا أكبر أنا أكبر، ثم قال الملك: أشهد أن لا إله إلا الله، قيل من وراء الحجاب: صدق عبدي لا إله إلا أنا؛ ثم قال الملك: أشهد أن محمداً رسول الله، قيل من وراء الحجاب: صدق عبدي أنا أرسلت محمداً. ثم قال الملك: حي على الصلاة، حي على الفلاح قد قامت الصلاة - فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي، ودعا لعبادتي. ثم قال الملك: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: فقيل له من وراء الحجاب: صدق عبدي لا إله إلا أنا. قال: ثم أخذ الملك بيد محمد صلى الله عليه وسلم فقدمه فأم أهل السماء فيهم: إبراهيم ونوح صلى الله على نبينا وعليهما)) . قال أبو جعفر هو محمد بن علي: فيومئذ أكمل الله لمحمد الشرف على أهل السماء وأهل الأرض. الحديثان غريبان لا أعرفهما إلا من هذا الوجه. قال أهل اللغة: يقال هرج إذا أتى بفعل غير معهود أو غير محمود، وهرج إذا مشى مشياً غير مستقيم ولا موزون.

فصل في تفسير الأذان

فصل في تفسير الأذان قوله: الله أكبر الله أكبر، أي الله أعظم ثم الله أعظم وعمله أوجب فاستغنوا بعمله واتركوا غيره. وقوله: أشهد أن لا إله إلا الله: أي أشهد أنه واحد لا شريك له ومعناه أن الله يأمركم بأمر فاتبعوه، فإنه لا ينفعكم أحدٌ إلا الله ولا ينجيكم من عذابه إن لم تؤدوا أوامره، وقوله: أشهد أن محمداً رسول الله: أي أشهد أن محمداً رسول الله إليكم لتؤمنوا به وتصدقوه، -[204]- ومعناه: قد أمركم بالصلاة أو الجماعة. فاتبعوا ما أمركم به. وقوله: حي على الصلاة: أي أسرعوا إلى أداء الصلاة، ومعناه: حان وقت الصلاة فلا تؤخروها عن وقتها. وقوله: حي على الفلاح: أي أسرعوا إلى النجاة والسعادة، ومعناه: أن الله تعالى جعل الصلاة سبباً لنجاتكم وسعادتكم لتنجوا من عذاب الله. وقوله: الله أكبر، الله أكبر: أي أعظم وأجل وعمله أوجب فلا تؤخروا عمله. وقوله: لا إله إلا الله: أي اعلموا: أنه واحد لا شريك له، ومعناه: أخلصوا وابتغوا بصلاتكم وجه الله تعالى.

فصل في الترغيب في إجابة المؤذن

فصل في الترغيب في إجابة المؤذن 277- أخبرنا عبد الرحمن إسماعيل الصابوني؛ أنا عبد الغافر بن محمد؛ أنا محمد بن عيسى، نا إبراهيم بن محمد بن سفيان؛ نا مسلم بن الحجاج، نا محمد بن سلمة المرادي، نا عبد الله بن وهب؛ عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب، وغيرهما: عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن، فقولوا: مثل ما يقول. ثم صلوا علي، فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة)) .

278- قال: وحدثنا مسلم، ثنا محمد بن رمح بن المهاجر، ثنا الليث، عن الحكيم بن عبد الله قال مسلم: وحدثنا قتيبة، ثنا الليث، عن الحكيم بن عبد الله، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال حين يسمع المؤذن، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً غفر له ذنبه)) .

279- قال: وحدثنا مسلم بن الحجاج، حدثني إسحاق بن منصور، أنا أبو جعفر محمد بن جهضم الثقفي، أنا إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، عن حبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم، عن أبيه، عن جده: عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر. فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله. قال: أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله. قال: أشهد أن محمداً رسول الله. ثم قال: حي على الصلاة. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: حي على الفلاح. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: الله أكبر الله أكبر. قال: الله أكبر الله أكبر. ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله –من قلبه- دخل الجنة)) .

280- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة بن عبد العزيز -[206]- المهلبي، أنا عبد الله بن محمد الرازي الشعراني، نا محمد بن أحمد بن سعيد البزاز الواسطي، نا هشام بن عمار، نا الوليد بن مسلم؛ نا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نادى المؤذن فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء، فمن تزايد كربه أو شدته فليتحر المنادي؛ إذا نادى فليقل مثل مقالته: الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله. حي على الصلاة حي على الفلاح ثم ليقل: اللهم رب هذه الدعوة التامة الصادقة الحق المستجاب لأهلها دعوة الحق وكلمة التقوى أحينا عليها وأمتنا عليها، واجعلنا من خيار أهلها محياً ومماتاً ثم يسأل حاجته)) .

281- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة؛ أنا عبد الله بن برويه؛ أنبأنا الفضل محمد بن الشعراني، أنا أبو الوليد هشام بن إسماعيل المخزومي، نا موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عمه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سمع المؤذن يؤذن فقال كما يقول ثم يقول: رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وبالقرآن إماماً وبالكعبة قبلة؛ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم قال: اللهم اكتب شهادتي هذه في عليين. وأشهد عليها ملائكتك المقربين وأنبياءك والمرسلين وعبادك الصالحين. واختم عليها بآمين. واجعل لي عندك عهداً توفينه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. مدت له بطاقة من تحت العرش فيها مكتوب عتقت من النار مثل الرقعة القصيرة)) .

فصل

فصل 282- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم؛ ثنا أحمد بن كامل؛ ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا صالح بن سليمان، حدثنا عتاب بن عبد الحميد السدوسي، عن مطر الوراق؛ عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي وقاص، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم اغفر للمؤذنين، اللهم اغفر للمؤذنين، اللهم اغفر للمؤذنين. قال: قلت: يا رسول الله تركتنا نتجالد على الأذان بالسيوف. قال: كلا يا عمر إنه يأتي على الناس زمان يتركون الأذان على ضعفائهم وتلك لحوم حرمها الله على النار: لحوم المؤذنين)) .

283- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا حمزة بن عبد العزيز، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، أنا أبو جعفر محمد بن الحجاج الوراق، أنا إبراهيم بن رستم، أنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أذن خمس صلوات إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن أم أصحابه خمس صلوات إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

فصل

فصل 284- أخبرنا أبو سهل الوشتي، أنبأنا أبو بكر الحيري، أنبأنا أبو عبد الله بن إسماعيل القاسمي، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن -[208]- الحسين قال: حدثني عبد الله بن محمد، ثنا عمرو بن الزبير قال: ((مات سلمة بن عباد بن منصور، وحزن له أبوه حزناً شديداً فاجتمعنا عنده الغد فقال له رجل: أريت سلمة البارحة فيما يري النائم فقلت له: ما صنعت؟ قال: غفر لي. قلت: بماذا؟ قال: مررت بمؤذن آل فلان يوماً وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله: فشهدت معه)) .

285- أخبرنا أبو عبد الله الحميدي، أنا عبد العزيز بن الحسن الضراب، أنا والدي الحسن بن إسماعيل، حدثنا أحمد بن مروان، ثنا أحمد بن عباد؛ حدثني أبي عن موسى بن طريف قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول: ((بلغني أن الرجل إذا أقيمت الصلاة، فلم يقل: اللهم رب هذه الدعوة المستمعة المستجاب لها. صل على محمد وعلى آل محمد، وزوجنا من الحور العين. قلن حور العين: ما أزهدك فينا)) .

286- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن؛ أنا علي بن ماشاذه، أنا أبو عمرو أحمد بن محمد، أنا أبو أمية، أنا علي بن عياش؛ ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع المؤذن فقال: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة. آت محمداً الوسيلة والفضيلة والرفعة، وابعثه مقاماً محموداً. حلت له شفاعتي يوم القيامة)) .

باب الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

باب الترغيب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 287- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم؛ أنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرقي، ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن غالب، ثنا موسى بن مسعود؛ ثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل، عن مالك بن مرثد عن أبيه قال: قال أبو ذر –رضي الله عنه-: قلت: يا نبي الله ماذا ينجي العبد من النار؟ قال: ((الإيمان بالله. قلت: يا نبي الله: إن مع إيمان عملاً؟ قال: يرضخ مما رزقه الله. قلت: يا نبي الله: أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضخ؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قال: قلت: يا رسول الله إن كان عيباً لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؟ قال: يصنع لأخرق. قال: قلت: يا نبي الله أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً؟ قال: يعين مغلوباً. قال: قلت: يا رسول الله، إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مغلوباً قال: ما تريد أن تترك في صاحبك من خير. قال: فليمسك أذاه عن الناس. قلت: يا نبي الله إن فعل ذلك -[210]- ما له؟ قال: ما من مسلم –أو مؤمن- يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة)) . الترضيخ: الصدقة اليسيرة؛ والأخرق: الذي لا يحسن كسبه ولا يستطيع عملاً.

288- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأنا علي بن ميلة؛ ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا محمد بن مسلم بن وارة؛ ثنا محمد بن سعيد بن سابق، ثنا عمرو بن أبي قيس؛ عن سماك، عن عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم، فقال رجل من القوم: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من أشد ما أتيتنا به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمراً بمعروف، ونهياً عن المنكر: صلاة، وحملك عن الضعيف: صلاة، وإنحاء القذر عن الطريق: صلاة، وكل خطوة إلى الصلاة: صلاة)) . كذا في كتابي ((ميسم)) فإن كان محفوظاً فمعنى الميسم: العلامة. أي على كل عضو موسوم صنع الله تعالى. وإن كانت الرواية: ((على كل منسم)) –بالنون- فالمراد به العظم.

289- أخبرنا أبو الخير بن رزا. نا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، ثنا إبراهيم بن فهد بن حكيم، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا عكرمة بن عمار، عن سماك أبي زميل عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر –رضي الله عنه- يرفعه قال: -[211]- ((إفراغ من دلوك في دلو أخيك. صدقة، وأمر بالمعروف ونهيك عن المنكر: صدقة وتبسمك في وجه أخيك: صدقة؛ وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن طريق الناس: لك صدقة؛ وهداك الرجل في الأرض الضالة: لك صدقة)) . يريد بالضالة: المضلة.

290- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي سنة خمس وسبعين، أنا محمد بن علي بن عمرو، أنا عمر بن أحمد بن القاسم. ثنا محمد بن علي بن شعيب؛ ثنا الحسن بن بشر؛ ثنا المعافى بن عمران، عن أبي سنان المدني، عن عبادة بن نسي؛ عن الأسود بن ثعلبة عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم على بينة من ربكم ما لم يظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب العيش وأنتم تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله. وستتحولون عن ذلك إذا ظهر فيكم حب الدنيا فلا تأمرون بمعروف ولا تنهون عن منكر وتجاهدون في سبيل الله، فالقائمون يومئذ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار)) .

291- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنا علي بن محمد الفقيه، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قلنا يا رسول الله: ((والله إن لم نأمر بالمعروف وننه عن المنكر حتى لا يبقى من المعروف شيئاً إلا أتيناه ولا يبقى من المنكر شيء إلا تناهينا عنه، لم نأمر بمعروف ولم -[212]- ننه عن منكر أبداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تناهوا عنه كله)) .

292- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ ((قولة)) ، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا عبد الله بن شعيب، قال: حدثني أبو بكر بن شبيب قال: حدثني يونس بن يحيى، حدثنا الحارث بن يحيى الفهري، عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن [عبد العزيز] عن أنس -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم عدواً من غيركم ثم تدعونه فلا يستجيب لكم)) .

293- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف؛ أنا أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، حدثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا أبو داود عن شعبة عن قيس بن مسلم سمع طارق بن شهاب يذكر عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكراً فلينكره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) .

294- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا الحسن علي بن محمد بن أحمد بن يزيد بن أبي العوام، -[213]- قال: حدثني أبي، ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب، ثنا عمار بن زريق، عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: جمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت آخر من جاء فقال: ((إنكم ستصيبون فتوحاً وغنائم فاتقوا الله وصلوا الأرحام ومروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) .

295- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحنابازي، أنا أبو محمد بن جولة، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا داود بن عبد الله الجعفري، قال: حدثني عبد العزيز بن محمد، عن عبد الله بن سليمان عن أبي اليمان: أنه دخل بيت ابن محيمر وسمعهم يتحدثون عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل البيت فتوضأ أو اغتسل وصعد المنبر فقال: ((إن ربكم تعالى يقول: إياكم والتظالم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تسألوني فلا أعطيكم وتدعوني فلا أستجيب لكم وتستنصروني فلا أنصركم)) .

فصل

فصل 296- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أنا أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا يحيى بن أبي يحيى الحماني، ثنا شريك، ثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن مسروق قال: قال عبد الله –رضي الله عنه-: ((إذا لم تستطع أن تعين على الفاجر فاكفهر في وجهه)) .

باب في الترهيب من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

باب في الترهيب من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 297- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنا أبو طاهر الزيادي، أنا محمد بن إبراهيم المعمري، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا وهب بن كريب ثنا شعبة. وأخبرنا أبو الفتح الصحاف ولفظ الحديث له: أنا أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبيد الله بن جرير البجلي يحدث عن أبيه –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من قوم يعمل بينهم بالمعاصي –وفي رواية الواحدي- يعمل فيهم بالمعاصي، هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله –عز وجل- بعقابه)) .

298- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنا والدي، أنا محمد بن عمرو بن البختري، ثنا محمد بن الحسن الختلي، ثنا عبد الله بن -[215]- صالح العجلي، ثنا عبثر بن القاسم، عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه من كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل الخطيئة نهاه الناهي منهم تعذيراً حتى إذا كان من الغد وانسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئة بالأمس فلما رأى الله –عز وجل- ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم –عليهما السلام- والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد المسيء ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله –عز وجل- قلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم)) . (والتعذير) : التقصير يقول: ينهاه بغير جد، وقوله: (لتأطرنه) أي لتعطفنه على الحق وترجعنه إليه.

299- أخبرنا أبو الفتح الصحاف؛ أنا أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص؛ ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة، أنا أبو إسحاق الفزاري عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من كان قبلكم من بني إسرائيل كانوا إذا عمل العامل منهم خطيئة نهاه ناه ومنعه تعذيراً، فإذا كان من الغد: واكله وشاربه، كأنه لم يره على خطيئة بالأمس. فلما رأى الله –عز وجل- ذلك منهم صرف قلوب بعضهم على بعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم –عليهما السلام- ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، فوالذي نفسي بيده: لتأمرن -[216]- بالمعروف، ولتنهن عن المنكر ولتأخذن على يدي المسيء ولتأطرنه على الحق أطراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم)) .

فصل في الترهيب من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فصل في الترهيب من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 300- أخبرنا سليمان بن إبراهيم وغيره قالا: ثنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا زهير –يعني ابن معاوية- ثنا عمرو بن قيس، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يحقرن أحدكم يعني نفسه يرى أمراً لله فيه مقال أن يقول فيه فيبعثه الله –عز وجل- يوم القيامة، فيقول: ما منعك إذ رأيت كذا وكذا أن تقول فيه؟ فيقول: أي رب خفت. فيقول: إياي كنت أحق أن تخاف)) .

301- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي، أبو عبد الله، أنا محمد بن إبراهيم بن الفضل أبو بكر النيسابوري، ثنا محمد بن يحيى الذهلي؛ ثنا جعفر بن عون ويعلى بن عبيد قالا: حدثنا الأعمش عن الشعبي عن النعمان بن بشير –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل الواقع في حدود الله والمداهن فيها كمثل قوم استهموا في سفينة، فأصاب بعضهم سفل وأصاب بعضهم علو، وكان الذين في السفل يستقون -[217]- من العلو فيمرون عليهم، فيؤذونهم. فقال الذين في العلو: قد آذيتمونا، تصبون علينا الماء. فأخذوا فأساً فجعلوا يحفرون في السفينة. فقال الذين في العلو: ما تصنعون؟ فإن تركوهم وما يريدون غرقوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً)) .

302- أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن إبراهيم، أنا أبو علي الحسن بن علي البغدادي أنا الحسن بن علي الكسائي؛ ثنا إبراهيم بن مسعود، ثنا محمد بن بكير؛ ثنا حبيب بن حبيب أخو حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام ثمانية أسهم، الإسلام: سهم، والصلاة: سهم، والزكاة: سهم، والحج: سهم، والجهاد: سهم؛ وصوم رمضان: سهم، والأمر بالمعروف: سهم، والنهي عن المنكر: سهم وخاب من لا سهم له)) .

303- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا علي بن الحسن؛ ثنا أبو حاتم، ثنا الأنصاري؛ قال: حدثني سليمان التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يمنعن أحدكم هيبة الناس، أن يقول الحق إذا رآه أو سمعه)) .

فصل

فصل 304- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنا أبو طاهر المخلص؛ ثنا البغوي، ثنا عبد الجبار بن عاصم ثنا حفص بن ميسرة الصنعاني؛ عن -[218]- زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والجلوس بالطرقات؛ قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها. فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم: فإن أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: يا رسول الله وما حق الطريق؟ قال: غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)) .

305- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني؛ أنا أحمد بن موسى، ثنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني، ثنا علي بن عاصم؛ ثنا الحسين بن قيس أبو علي الرحبي. عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه لا ينبغي لرجل مسلم يشهد مقاماً. فيه مقال حق. لا يتكلم به فإنه لن يقدم أجله ولن يحرم رزقاً هو له)) .

306- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا علي بن محمد بن ماشاذة؛ أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم دنوقا، ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس اؤمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم؛ وقبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم؛ إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقاً ولا يقرب أجلاً؛ وإن الأحبار من اليهود والنصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ثم عموا بالبلاء)) .

307- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور؛ أنا الحاكم أبو الحسن السقا؛ أنا أبو الطيب محمد بن محمد الحناط؛ ثنا جعفر بن سهل، ثنا محمد بن زياد، ثنا العمري، عن إبراهيم بن طهمان عن أبان عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزل لا إله إلا الله تنفع من قالها وترد عنهم العذاب والنقمة ما لم يستخفوا بحقها قالوا: يا رسول الله. وما الاستخفاف بحقها؟ قال: يظهر العمل بمعاصي الله فلا ينكر ولا يغير)) .

فصل

فصل 308- أخبرنا الشيخ أبو طاهر واضح بن محمد المديني؛ أنا أبو الحسن علي بن يحيى، ثنا محمد بن القاسم العسال، ثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي، ثنا محمد بن أبي زياد، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان؛ قال سمعت مالك بن دينار يقول: ((من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينه فهو شريكه)) .

باب في الترهيب من الاحتكار

باب في الترهيب من الاحتكار 309- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنا أبو بكر بن أبي علي. ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن نصير؛ ثنا الهيثم بن رافع الباهلي؛ ثنا أبو يحيى المكي –لقيته بمكة- عن فروخ مولى عثمان بن عفان: ((أن طعاماً ألقي عند باب المسجد، فخرج عمر بن الخطاب –رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين يومئذ- فقال: ما هذا الطعام؟ قالوا: طعام جلب إلينا –أو علينا- فقال: بارك الله فيه ومن جلبه إلينا –أو علينا- فقال له بعض الذين معه: يا أمير المؤمنين قد احتكر، قال: ومن احتكره؟ قالوا: فروخ وفلان مولى عمر بن الخطاب. فأرسل إليهما فأتياه. فقال: ما حملكما على احتكار طعام المسلمين؟ قالوا: يا أمير المؤمنين نشتري بأموالنا ونبيع. فقال عمر –رضي الله عنه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام وبالإفلاس)) فقال عند ذلك فروخ: يا أمير المؤمنين فإني أعاهد الله، وأعاهدك: أني لا أعود في -[221]- احتكار طعم أبداً فتحول إلى بر مصر، وأما مولى عمر فقال: نشتري بأموالنا ونبيع. فزعم أبو يحيى أنه رأى مولى عمر مجذوباً مشدوخاً.

310- أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسين بن أبي بكر؛ ثنا أبو سعيد بن حسنويه، ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا سليمان بن داود، ثنا عبد الملك أبو العباس، ثنا الهيثم بن رافع، ثنا أبو يحيى المكي مولى عثمان قال: سمعت عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من احتكر على المسلمين طعاماً ضربه الله بالإفلاس أو بالجذام)) .

311- قالوا: ثنا سليمان بن داود، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا إسرائيل، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الجالب مرزوق والمحتكر ملعون)) .

312- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا المعتمر قال: سمعت زيداً أبا العلى يحدث عن الحسن: أن عبد الله بن زياد سمع أن معقل بن يسار وجع فأتاه فقال معقل بن يسار-رضي الله عنه-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أدخل شيئاً في أسعار المسلمين ليغلي عليهم كان حقاً على الله أن يقذفه في معظم جهنم)) .

313- أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن سليم، أنا أبو علي -[222]- الحسن بن أحمد بن شاذان ببغداد، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي، ثنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي بواسط سنة ثلاث وسبعين ومائتين، ثنا يزيد بن هارون، أنا الأصبغ بن زيد، ثنا أبو بشر، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر –رضي الله عنه-، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اشترى طعاماً فتربص به أربعين يوماً فقد برئ الله –عز وجل- منه وبرئ من الله –عز وجل- وأيما أهل عرصةٍ ظل في ناديهم امرؤ من المسلمين جائعاً فقد برئت منهم ذمة الله –عز وجل-)) .

فصل فضل من يجلب طعاما إلى المسلمين من بلد إلى بلد ليبعه بسعر يومه

فصل فضل من يجلب طعاماً إلى المسلمين من بلد إلى بلد ليبعه بسعر يومه 314- حدثنا أحمد بن محمد بن علي الجيراني، أنا أبو عبد الله الجرجاني، أنا محمد بن يعقوب، ثنا الربيع، ثنا ابن وهب، عن سليمان هو ابن بلال، عن إسماعيل بن عبد الرحمن أبي ربيعة عن أبيه: ((إن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- خرج إلى السوق فرأى ناساً يحتكرون بفضل أدهانهم فقال: لا، ولا نعمة عين يأتينا الله بالرزق حتى إذا نزل بسوقنا قام قوم فاحتكروا بفضل أدهانهم عن الأرملة والمسكين إذا خرج الجلاب فيتحكمون على نحو ما يريدون من التحكم، ولكن أيما جالب جلب على عمود كبده في الشتاء والصيف حتى ينزل سوقنا فذلك ضيف لعمر، فليبع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء الله)) . قوله: على عمود كبده: أي على ظهره.

باب في الترغيب في اصطناع المعروف

باب في الترغيب في اصطناع المعروف 315- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في كتابه، أنا الحسن بن محمد بن أحمد المديني، ثنا أبو الحسن اللنباني، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ثنا عمرو بن هاشم الجنيحي، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء وعليكم بصدقة السر فإنها تطفيء غضب الله –عز وجل-)) .

316- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنا أبو طاهر الزيادي أنا أبو الحسن علي بن حمشاذ، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عاصم بن علي، ثنا عبد الحكيم بن منصور، ثنا حسين بن قيس عن -[224]- عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه إلى من يصنع المعروف في ماله)) .

317- أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد الصيرفي أنا أبو سهل الصفار الفقيه، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا محمد بن بكير، ثنا عبد الله بن حسان، عن حبان بن عاصم وصفية ودحيبة، عن حرملة أنه حدثهم أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان عنده ثم ارتحل قال: فقلت لنفسي والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأزداد من العلم فأقبلت أمشي حتى قمت بين يديه ثم قلت: ((يا رسول الله ما تأمرني أن أعمل؟ قال: يا حرملة ائت المعروف واجتنب المنكر. ثم ذهبت حتى أتيت راحلتي ثم رجعت حتى قمت مقامي أو أقرب منه. فقلت: يا رسول الله ما تأمرني أن أعمل؟ قال: يا حرملة ائت المعروف واجتنب المنكر وانظر الذي يعجبك أن يقول لك أهل المجلس إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي تكره أن يقول لك أهل المجلس إذا قمت من عندهم فاتركه، فلما رجعت إذا هما لم يتركا شيئاً من إتيان المعروف واجتناب المحارم)) . هذا ما حضر ذكره في هذا الباب في الوقت وسنذكر فصلاً مستوفى في باب الميم من باب المعروف إن شاء الله.

باب في الترهيب من الاستماع إلى المزامير والمعازف

باب في الترهيب من الاستماع إلى المزامير والمعازف 318- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنا أبو سعيد بن حسنويه أنا عبد الله بن محمد بن عيسى ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان ثنا سهل بن عثمان، ثنا المحاربي، عن نصر بن طريف، عن يحيى بن إسحاق، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((قال رجل: يا رسول الله: هل في الجنة سماع فإني أحب السماع قال: نعم والذي نفسي بيده إن الله ليوحي إلى شجر الجنة أن أسمعي عبادي الذي شغلوا أنفسهم عن المعازف والمزامير بذكري فتسمعهم بأصوات ما سمع الخلائق مثلها قط بالتسبيح والتقديس)) .

فصل في الترغيب في تنزيه النفس عن اللهو والمزامير

فصل في الترغيب في تنزيه النفس عن اللهو والمزامير 319- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنا أبو عمرو بن فيلة، ثنا أبو الحسن اللنباني، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر قال: ((إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين الذين كانوا ينزهون أنفسهم عن اللهو ومزامير الشيطان، أسكنوهم رياض المسك، ثم يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي وثنائي وأعلموهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)) .

باب في الترغيب في الاستعاذة من الشيطان والنفاق وسوء الأخلاق وغير ذلك

باب في الترغيب في الاستعاذة من الشيطان والنفاق وسوء الأخلاق وغير ذلك 320- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عاصم العنزي، حدث عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فكبر فقال: ((الله أكبر ثلاث مرات، الحمد لله كثيراً ثلاث مرات، سبحان الله بكرة وأصيلاً ثلاث مرات، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة ونفثه ونفخه)) . قال عمرو بن مرة: نفخه: الكبر، ونفثه: الشعر، وهمزه: الموتة: يعني الجنون.

321- أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الكرجي، أنا -[228]- عبد الله بن عمر بن زاذان، أنا أبو بكر بن السني، أنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا محمد بن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثني صيفي مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبي الأسود السلمي هكذا قال: وإنما هو عن أبي اليسر السلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الفرق والخوف، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً، وأعوذ بك أن أموت لديغاً)) .

322- قالوا: أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، ثنا ضبارة، عن دويد بن نافع قال: قال أبو صالح: قال أبو هريرة –رضي الله عنه-: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق)) .

323- قال أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الله بن إدريس، ثنا ابن عجلان وذكر آخر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، ومن الخيانة فإنها بئست البطانة)) .

324- أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا قتيبة، ثنا خلف، عن حفص، عن أنس –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات: -[229]- ((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع. ودعاء لا يسمع. ونفس لا تشبع.. .. ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع)) .

325- قالوا: أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا بقية، قال: حدثني أبو سلمة: سليمان بن سليم الحمصي، قال: حدثني الزهري، عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر التعوذ من المغرم والمأثم، فقيل له: يا رسول الله إنك تكثر التعوذ من المغرم والمأثم فقال: ((إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف)) .

326- قالوا: أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب قال: حدثني حيي بن عبد الله، قال: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الكلمات: ((اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء)) .

327- قالوا: أخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من سوء القضاء وشماتة الأعداء ودرك الشقاء وجهد البلاء)) .

328- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا عمرو بن علي، -[230]- ثنا يحيى، ثنا محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعوذ بالله من جار السوء في دار المقام فإن جار البادي يتحول عنك)) .

329- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا المعتمر، عن أبيه، عن حصين بن سياد [عن هلال بن يساف] ، عن فروة بن نوفل قال: قلت لعائشة –رضي الله عنها- حدثيني بشيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به، قالت: كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل)) .

330- قالوا: وأخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا عمرو بن منصور، ثنا الفضل بن دكين، عن عبادة قال: حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم أن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)) . قال جبير: وهو الخسف.

331- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، ثنا زيد بن الحباب: أن معاوية بن صالح، قال: حدثني أزهر بن سعيد، عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة –رضي الله عنها-: بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح قيام الليل؟ قالت: سألتني عن شيء ما سألني أحد عنه: كان يكبر عشراً ويسبح عشراً ويستغفر عشراً، ويقول: -[231]- ((اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة)) .

332- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا أحمد بن سليمان، ثنا جعفر بن عون، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبي عمر، عن عبيد بن خشخاش، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فجئت، فجلست إليه فقال: يا أبا ذر: ((تعوذ من شياطين الجن والإنس قلت: وللإنس شياطين؟ قال: نعم)) .

333- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن، أنا أبو داود، ثنا أبو الوليد، ثنا أبو عوانة، عن يعلى بن عطاء عن أبيه، عن أبي علقمة قال: حدثني أبو هريرة –رضي الله عنه- من فيه إلى في قال: وقال: يعني النبي صلى الله عليه وسلم: ((استعيذوا بالله من خمس: من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال)) .

334- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال: حدثني العلاء بن هلال، ثنا عبيد الله، عن زيد، عن عمرو بن مرة، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: طلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في فراشي فلم أصبه فضربت بيدي على رأس الفراش فوقعت يدي على أخمص قدمه فإذا هو ساجد يقول: -[232]- ((اللهم إني أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بك منك)) .

335- أخبرنا ابن منان الحداد ببغداد، أنا محمد بن محمد بن مخلد، ثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، ثنا الحارث، ثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن عاصم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن أبا بكر –رضي الله عنه- قال: يا رسول الله: مرني بشيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: ((قل: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه. قله إذا أصبحت وإذا أمسيت)) .

فصل في الاتكال على النفس والحول والقوة

فصل في الاتكال على النفس والحول والقوة 336- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو عمرو بن مهدي، ثنا المحاملي، ثنا محمد بن عثمان، عن كرامة، ثنا أسامة قال: حدثني جرير بن أيوب، ثنا أبو حصين الأسدي قال: قال أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا أن تقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله)) .

337- قال: وحدثني المحاملي، ثنا محمد بن إسحاق والعباس بن -[233]- محمد قالا: ثنا الفضل بن دكين ثنا عبد الله بن عامر يعني الأسلمي عن أبي الزناد، عن سعد أو سعيد بن سليمان، عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((ألا أدلكم على كنز من كنوز الجنة؟ تكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)) .

338- قال: وحدثنا المحاملي، ثنا محمد بن إشكاب، ثنا عبد الصمد، ثنا أبي، عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: ألقى إلي عبدي بالسلم)) . قال أهل اللغة: السلم: الاستسلام والانقياد.

339- قال: وحدثنا المحاملي، أنا محمد بن أبي مذعور، ثنا عمر بن يونس، ثنا عيسى بن عون بن حفص بن فرافصة الحنفي، ثنا عبد الملك بن زرادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنعم الله –عز وجل- على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد فيقول: ما شاء الله. لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت وكأنه يستقبل نعمة)) .

340- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا محمد بن علي -[234]- الحافظ، أنا إسماعيل بن سعيد الجرجاني، ثنا عمران بن موسى الجرجاني، ثنا هدبة بن خالد، ثنا الأغلب بن تميم، ثنا الحجاج بن فرافضة عن طلق قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء –رضي الله عنه- فقال: يا أبا الدرداء احترق بيتك. فقال: ما احترق، ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء احترق بيتك. فقال: ما احترق، ثم جاء آخر فقال: يا أبا الدرداء لما انتهت النار إلى بيتك طفئت. قال: قد علمت أن الله عز وجل لم يكن ليفعل فقال يا أبا الدرداء: ما ندري أي كلامك أعجب. كلامك: ما احترق أو قولك: إن الله لم يكن ليفعل. قال: ذلك بكلمات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قالهن حين يصبح لم تضره مصيبة حتى يمسي، ومن قالهن حين يمسي لم تضره مصيبة حتى يصبح. ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت رب العرش الكريم عليك توكلت وأنت رب العرش الكريم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)) .

باب في الترغيب في الاقتداء والاتباع

باب في الترغيب في الاقتداء والاتباع 341- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السمرقندي، ثنا أحمد بن شيبان الرملي، ثنا سفيان بن عيينة، عن زائدة بن قدامة عن [عبد] الملك [ابن] عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتدوا باللذين من بعدي: أبو بكر وعمر)) .

342- أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي، أنا خيثمة بن سليمان، ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، ثنا بقية بن الوليد، ثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعظهم يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال رجل: يا رسول الله هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا؟ فقال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان حبشياً فإنه من -[236]- يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)) .

343- أخبرنا طلحة بن الحسين الصالحاني، أنا جدي أبو ذر الصالحاني، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا محمد بن حبيب بن سليمان، ثنا أزهر، عن ابن عون قال: سمعت ابن سيرين يقول: سمعت ابن عمر –رضي الله عنه- يقول: ((لا يزال الناس على الطريق ما اتبعوا الأثر)) .

344- قالوا: وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو بكر الفريابي، ثنا محمد بن عوف الحمصي، ثنا أبو المغيرة، ثنا جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: ((الدين دين محمد صلى الله عليه وسلم ولن تضل ما أخذت بالأثر)) .

فصل في الترهيب من الاختلاف والانتزاع

فصل في الترهيب من الاختلاف والانتزاع 345- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أنا أحمد بن المرزبان، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم، ثنا محمد بن سليمان، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم، عن عائشة –رضي الله عنها-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: (( {منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وآخر متشابهاتٌ} )) فقال: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منهم فهم الذين سمى الله فاحذروهم)) .

346- قالوا: حدثنا أبو الشيخ، أنا علي بن سراج المصري، ثنا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير، ثنا أبي رشدين، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((قلت: يا رسول الله {الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه} قال: هم أهل الجدال في القرآن هم الذين عنى الله)) .

347- قالوا: وحدثنا أبو الشيخ، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس الرملي، ثنا مؤمل، عن حماد بن زيد قال: سمعت أيوب يقول: ((لا أعلم أحداً من أهل الأهواء إلا يخاصم بالمتشابه)) .

348- حدثنا عمر بن أحمد السمسار، أنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود، ثنا أبو أسامة، عن مسعر، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك –رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: ((اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء)) .

349- أخبرنا أبو طاهر الداراني، ثنا أبو بكر بن أبي نصر، ثنا أبو الشيخ، ثنا أبو الحريش الكلابي وعبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن يحيى قالوا: ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو أسامة، عن شبل، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد: -[238]- {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} . قال: البدع والشبهات.

فصل

فصل 350- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي، ثنا حماد بن زيد، ثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً فقال: ((هذا سبيل الله)) ثم خط خطوطاً عن يمين الخط وعن شماله فقال: ((هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه)) قال: ثم تلا: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} لتلك الخطوط.

351- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنا المحاملي، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: حدثني ابن أبي أويس عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما هلك من كان قبلكم، بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم، فإنما هلك الذين من قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)) .

352- وأخبرنا محمد: أنا أبو بكر، ثنا يونس، أنا ابن وهب -[239]- قال: أخبرني يونس قال ابن شهاب أخبرني أنس بن مالك الأنصاري –رضي الله عنه- أنه اجتمع لغزوة أذربيجان وأرمينية أهل الشام وأهل العراق فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة فركب حذيفة بين اليمان –رضي الله عنه- لما رأى اختلافهم إلى عثمان –رضي الله عنه- فقال: إن الناس اختلفوا في القرآن حتى إني والله لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف، قال ففزع لذلك عثمان فزعاً شديداً فأرسل إلى حفصة فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر –رضي الله عنه- أمر بجمعها فنسخ منها مصاحف فبعث بها إلى الآفاق.

باب في الترغيب في الاقتصاد

باب في الترغيب في الاقتصاد 353- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنا أحمد بن محمد بن سليم المخرمي، ثنا الزبير بن بكار، ثنا سعيد بن سعيد، عن أخيه، عن جده، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث منجيات وثلاث مهلكات. فأما المنجيات: فخشية الله في السر والعلانية، والحكم بالحق عند الغضب والرضا، والقصد عند الغنى. وأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)) . قال أهل اللغة: القصد ضد الإسراف: يقال: قصد في معيشته واقتصد إذا لم يسرف.

354- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب؛ أنا والدي؛ أنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يونس، ثنا محمود بن محمود بن حكيم، ثنا عبد الله بن الجراح، ثنا زافر بن سليمان، عن طعمة بن عمرو قال: قال عمر بن عبد العزيز –رحمة الله عليه-: ((إن من أحب الأمور إلى الله تعالى ثلاثاً: الاقتصاد في الجدة والعفو في المقدرة والرفق في الولاية)) . قال أهل اللغة: الجدة بتخفيف الدال الغني.

باب في الترغيب في الأضحية والعمل في أيام العشرة

باب في الترغيب في الأضحية والعمل في أيام العشرة 355- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا علي بن ماشاذة، ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن علي الأسواري، ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سعيد بن زيد، ثنا عمرو بن خالد مولي بني هاشم، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي –رضي الله عنه- وربما قال عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك فإن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب، أما إنها تجاء بدمها ولحمها فيوضع في ميزانك سبعين ضعفاً. فقال أبو سعيد: يا رسول الله هذا لآل محمد خاصة فإنهم أهل لما اختصوا به من الخير أو لآل محمد والمسلمين عامة؟ قال: لآل محمد خاصة والمسلمين عامة)) .

356- أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الذكواني، ثنا علي بن محمد الفقيه، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سلام بن مسكين، ثنا عائذ الله، عن أبي داود، عن زيد بن أرقم، أنهم قالوا: يا رسول الله: هذه الأضاحي ما هي؟ قال: ((سنة أبيكم إبراهيم –عليه السلام- قالوا: فما لنا فيها؟ قال: بكل شعرة حسنة قالوا: فالصوف. قال: إن بكل صوفة حسنة)) .

357- حدثنا الشريف أبو المعالي قدم علينا رسولاً، أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن كردي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله البزار، ثنا عبد الله بن ناجية، ثنا داود بن رشيد وابن الأقطع قالا: ثنا محمد بن ربيعة، عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن عمر، وعن طاوس، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد)) .

358- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنا علي بن محمد الفقيه، ثنا أحمد بن محمد بن نصير، ثنا الهيثم بن بشر، ثنا عمرو بن علي، -[243]- ثنا زيد بن الحباب قال: حدثني عبد الله بن عياش قال: حدثني عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له مالٌ فلم يضح فلا يقربن مصلانا)) .

فصل

فصل 359- أخبرنا محمد بن أحمد بن الفقيه، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنا أبو بكر: عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: حدثني هشام بن سعد حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسي، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الكفن الحلة وخير الضحية الكبش الأقرن)) .

360- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنا عبد الله بن عمر بن زاذان، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، عن عبد العزيز وهو ابن صهيب، عن أنس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان يضحي بكبشين.. قال أنس –رضي الله عنه- وأنا أضحي بكبشين)) .

361- قالوا: ثنا أحمد بن شعيب، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما)) . -[244]- قال صاحب المجمل: كبش أملح: أبيض، والملاحة: بياض يخالطه سواد. والأقرن: الكبير القرن. وصفحة الوجه: جانبه، والجمع: صفاح.

362- أخبرنا أبو عيسى عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن زياد، أنا أحمد بن محمد بن المرزبان، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم، ثنا محمد بن سليمان بن حبيب، ثنا إبراهيم بن عبد الملك القناد، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني محمود بن عمرو أن النعمان بن أبي فاطمة –رضي الله عنه- اشترى كبشاً أعين أقرن، وأن النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال: ((كان هذا الكبش الذي ذبح إبراهيم –عليه السلام-)) . فعمد معاذ بن عفراء فاشترى كبشاً أعين أقرن فأهداه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحى به.

فصل

فصل 363- أنا سليمان بن إبراهيم، ثنا علي بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن عيسى، ثنا سهل بن عبد الله، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا سعيد بن سنان، عن عقبة البصري، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان لا يأكل يوم الأضحى حتى يأكل من لحم أضحيته)) .

364- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنا إبراهيم بن -[245]- عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا عمر بن أحمد القطان، ثنا محمد بن إسماعيل الحساني، ثنا ابن أبي وكيع، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأكل أحدكم من لحم أضحيته)) .

فصل في الترغيب في العمل في أيام العشرة

فصل في الترغيب في العمل في أيام العشرة 365- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي أبو عبد الله محمد بن إسحاق، أنا أبو عمرو أحمد بن إبراهيم، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا مصعب بن سعيد أبو خيثمة، ثنا موسى بن أعين، عن الأعمش، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل فيهن أحب إلى الله –عز وجل- من هذه الأيام –يعني العشرة- قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله تعالى؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع منه بشيء)) .

366- أخبرنا محمد بن علي الفقيه، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنا أبو حفص عمر بن أحمد القطان، ثنا محمد بن إسماعيل الحساني، ثنا يزيد هو ابن هارون، ثنا أصبغ بن زيد، عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أزكى ولا أحب إلى الله –عز وجل- ولا أعظم منزلة -[246]- من خير عمل في العشر من الأضحى. قيل: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله. قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل جاهد بماله ونفسه فلم يرجع من ذلك بشيء)) . وكان سعيد بن جبير يعمل فيهن ما لا يعمل في غيرهن. قال: وكان لا يقدر عليه في تلك الأيام.

367- وأخبرنا أبو عمرو، أنا والدي، أنا البصري خيثمة بن سليمان، ثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا المكي، ثنا عبد الحميد بن غزوان، ثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا العمل فيهن أحب إلى الله –عز وجل- من هذه الأيام –يعني أيام عشرة- فأكثروا فيها التهليل والتحميد)) .

368- أنا أبو العلاء الغرني، أنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا أحمد بن جعفر بن سعيد، ثنا أحمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن نافع، ثنا مسعود بن واصل، ثنا النهاس بن قهم، عن قتادة عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل فيها أفضل من أيام العشر –يعني عشر ذي الحجة- صيام يوم منها يعدل صيام سنة، وقيام ليلة منها يعدل قيام ليلة القدر فأكثروا من التسبيح والتهليل وذكر الله)) .

369- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب الأنباري -[247]- ببغداد، ثنا محمد بن أحمد بن رزقويه، ثنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، ثنا أحمد بن محمد بن عاصم الرازي، ثنا عثمان بن هارون، ثنا حفص بن عمر القتاد، ثنا يونس بن أبي عمرة المكي، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل يوم من أيام العشر يعدل صومه صوم سنة، وعرفة سنتين، وعاشوراء سنة. وليلة جمع تعدل بليلة القدر)) .

370- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد الهاشمي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوم أيام العشر من ذي الحجة، كل يوم كفارة شهر، وصوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين)) .

371- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنا الحاكم أبو عبد الله، أنا أبو نصر أحمد بن معقل الفقيه ببخاري، أنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ، ثنا محمد بن عمرو بن جبلة، ثنا حرمي بن عمارة قال: حدثني هارون بن موسى قال: سمعت الحسن يحدث عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة: عشرة آلاف يوم قال: يعني في الفضل)) .

372- أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، ثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس، أنا أبو إسحاق: إبراهيم بن محمد بن حمدان البخاري قدم علينا، ثنا عثمان بن عبد الله، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الأعمال إلى الله –عز وجل- ما عمل في عشر ذي الحجة العمل يضاعف فيها ما لا يضاعف في غيرها، صيام يوم منها يعدل صيام سنة وقيام ليلة منها يعدل قيام ليلة القدر)) .

فصل في فضل ليلتي العيد

فصل في فضل ليلتي العيد 373- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد عثمان الصيدلاني الكوفي، ثنا المنذر بن محمد بن المنذر، ثنا أحمد بن موسى الأسدي، ثنا عمر بن هارون البلخي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحيا ليلتي العيد إيماناً واحتساباً لم يمت قلبه حتى تموت القلوب)) .

374- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أنا أبو سعيد النقاش الحافظ، أنا أبو ذر: الحسين بن الحسن بن علي الكندي بالكوفة، ثنا الحسين بن أحمد المالكي، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن زيد، -[249]- عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة، ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة النصف من شعبان)) .

فصل في ذكر العيدين وأيام التشريق

فصل في ذكر العيدين وأيام التشريق 375- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا محمد بن علي بن عمرو، أنا محمد بن حميد المخرمي ببغداد، ثنا الهيثم بن خلف الدوري، ثنا يحيى بن عياش، ثنا العباس بن الفضل البلخي، ثنا شعبة: عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عيد فصلى بنا ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ثم أتى النساء ومعه بلال فقال: تصدقن، فجعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها)) . قال أهل اللغة: الخرص: الحلقة الصغيرة من الحلي، والسخاب: خيط ينظم فيخرز تلبسه الجواري.

376- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن اشتة، أنا أبو منصور محمد بن سليمان بن دواد ثنا علي بن الفضل بن شهريار، ثنا محمد بن أيوب، أنا عبد الله بن محمد القسي، ثنا عبد الواحد، ثنا الحجاج، ثنا عطاء، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: -[250]- ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في العيدين ويخرج أهله –أو قال نساءه- ويصلي بغير أذان وإقامة ثم يخطب ثم يأتي النساء فيخطب عليهن ومعه بلال فيأمرهن بالصدقة، فكانت المرأة تنزع تومنها فتصدق بها)) .

377- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، ثنا أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، ثنا أبو مالك الأشجع، ثنا نبيط بن شريط، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((شهدت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى. فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: فأي بلد أحرم، قالوا: هذا البلد: قال: فأي شهر أحرم؟ قالوا: هذا الشهر. قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا. ألا هل بلغت، قالوا: اللهم نعم)) . قوله: أحرم أي: أعظم حرمة.

فصل

فصل 378- أنبأنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا علي بن الحسين بن محمد الكاتب، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا سفيان بن بشر الكوفي، أنا حفص بن غياث، عن حجاج بن أرطأة، عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان يلبس بردة الأحمر في العيدين والجمعة)) .

379- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن علي دحيم، ثنا أحمد بن حازم، ثنا أبو نعيم، وأبو غسان النهدي قالا: ثنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: ((من السنة أن يخرج الرجل إلى المصلى يمشي)) .

380- وروي عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غدا إلى العيد غدا ماشياً وإذا رجع رجع راكباً)) .

381- أخبرنا الحسين بن أحمد السمرقندي؛ أنا أبو العباس المستغفري، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن أبي توبة المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا يحيى بن أكثم، ثنا حاجب بن الوليد، ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت عبد الله بن بسر وعبد الرحمن بن عائذ، وجبير بن نفر وخالد بن معدان يقال لهم في أيام الأعياد: ((تقبل الله منا ومنكم، ويقولون ذلك لغيرهم)) .

382- أخبرنا واقد بن الخليل بقزوين، ثنا أبي عن جدي ومحمد بن إسحاق قالا: ثنا مخلد، ثنا الفتح بن شخرف، ثنا عمر بن منصور بن أخت بشر بن الحارث، قال: سمعت بشر بن الحارث قال: ((خرجت مع وكيع يوم الأضحى إلى المصلى فسمعت وكيعاً يقول: قال سفيان: أحق ما ابتدأ به الرجل اليوم أن يغض بصره)) .

فصل في ذكر يوم عرفة

فصل في ذكر يوم عرفة 383- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أنا أبو سعيد النقاش، أنا أبو العباس الحسن بن سعيد بن جعفر المقري، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان بن مسلم، ثنا سكين قال: حدثني أبي قال: سمعت عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- يقول: ((كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة قال: فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجهه من خلفه مراراً، قال: وجعل يلاحظ النساء وينظر إليهن. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ابن أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له)) .

384- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الترمذي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا مرزوق مولى طلحة، عن أبي الزبير، عن جابر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم عرفة ينزل الله إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً من كل فج عميق، أشهدكم -[253]- أني قد غفرت لهم، فيقول الملائكة: يا رب فلان مرهق فيقول: قد غفرت لهم فما من يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة)) . قال الإمام –رحمه الله-: سبيل الأخبار الواردة في الصفات أن يؤمن بها ولا يتعرض لها وتمضي كما أمضاها الأسلاف من غير تمثيل ولا تأويل. قال أبو عبد الله: هذا إسناد متصل حسن من رسم النسائي. ومرزوق روى عنه الثوري وغيره. قال أهل اللغة: المرهق: المتهم بالسوء. والرهق: السفه، وفي فلان رهق: أي خفة وحدة. وقيل في فلان رهق: أي غشيان للمحارم. يقال: رهق فلان الذنب ورهقته أنا: أن نسبته إلى الرهق. وروى بعضهم: فلان مرهق بسكون الراء وكسر الهاء من باب أرهق إذا صار ذا رهق.

385- أنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد، أنا أبو محمد بن يحيى، أنا المحاملي، ثنا أبو هشام الرقاعي ويوسف بن موسى قالا: ثنا وكيع، ثنا موسى بن عبيدة، عن أنس –رضي الله عنه- قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. اللهم اجعل في سمعي نوراً وفي بصري نوراً، وفي قلبي نوراً. اللهم اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري واشرح لي صدري، اللهم إني أعوذ بك من وسواس الصدر ومن شتات الأمر ومن عذاب القبر. اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار وشر ما تهب به الرياح وشر بوائق الدهر)) .

386- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنا والدي أبو عبد الله، -[254]- أنا أحمد بن إسحاق بن أيوب النيسابوري، ثنا أحمد بن داود بن جابر الأحمسي، ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، ثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعائي ودعاء الأنبياء قبلي عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) . هذا إسناد حسن.

387- وقيل لسفيان بن عيينة: هذا ثناء لا دعاء. فقال: هو التعرض للسؤال، أما سمعت قول القائل: أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء وقال آخر: وإذا طلبت إلى كريم حاجة ... فلقاؤه يكفيك والتسليم وإذا مررت ببابه عرف الذي ... حملته فكأنه ملدوم

فصل آخر في الأضحية

فصل آخر في الأضحية 388- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: ثنا إبراهيم بن عبد الله التاجر، أنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو قتيبة، عن كدام الكوفي، عن أبي كباش سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[255]- ((نعم الضحية الجذع من الضأن)) .

389- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو عبد الله محمد بن جعفر اليزدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، ثنا أحمد بن خالد، ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة –رضي الله عنها- أنها قالت: ((لأن أضحي بالجذع من الضأن أحب إلي من أن أضحي بالمسنة من المعز)) . قال أهل العلم: يستحب أن يكون أبيض، فإن لم يكن فأعفر وهو الأغبر، فإن لم يكن فالذي بعضه بياض وبعضه سواد فإن لم يكن فالأسود. قالوا: ولأن الأبيض أطيب لحماً ويستحب أن يكون سميناً لما روي عن ابن عباس –رضي الله عنه- في قوله تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} . قال: تعظيمها. استسمان الهدي واستحسانه. قال الشافعي –رحمه الله- في المبسوط: وكل ما غلا من الرقاب كان أفضل وأحب إلي مما رخص.

390- روي عن سالم، عن أبيه قال: أهدى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- نجيبة له أعطي بها ثلاثمائة دينار فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله - إني أهديت نجيبة وإني أعطيت بها ثلاثمائة دينار فأبيعها وأشتري بثمنها بدناً وأنحرها. قال: -[256]- ((لا. انحرها إياها)) .

391- روي أن ابن المبارك اشترى فرساً بأربعة آلاف فأنفدها إلى طرسوس فقيل له: لو اشتريت بدله عشرة أفراس قال: الناقد بصير

فصل

فصل قال أهل الفقه: والعيوب في الأضحية على ضربين: أحدهما: يمنع الإجزاء. والآخر: يوجب الكراهة. فأما ما يمنع الإجزاء فهو العمى والعور والجرح البين، والمريضة البين مرضها والعجفاء. 391م- وفي حديث عبيد بن فيروز قلت للبراء -رضي الله عنه-: فإني أكره أن يكون نقص في القرن والأذن قال: فما كرهته منه فدعه ولا تحرمه على أحد. قال أهل اللغة: إذا دخل ولد الشاة في السنة الثانية فهو جذع، فإذا دخل في السنة الثالثة فهو ثني، وقيل: اسم الجذع يقع عليه قبل أن يثني بسنة. والأثناء أن ينبت له سن، والجذع من الضأن ينزو فيلقح. ومن المعز لا يلقح حتى يصير ثنياً. ويقال له عند ذلك: مسن ومسنة.

392- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر -رضي الله عنه- قال: -[257]- ((أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة فقدم علي -رضي الله عنه- من اليمن فأشركه في بدنه بالثلث، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ستاً وستين بدنة وأمر علياً -رضي الله عنه- فنحر أربعاً وثلاثين. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كل جزور ببضعة فطبخت فأكلا من اللحم وحسيا من المرق)) . قال سفيان: وأهل العربية يقولون: وحسوا.

393- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الباقي، ثنا محمد بن عبد الرحيم الشافعي، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا زياد بن يونس، ثنا ابن لهيعة، عن ابن أنعم، عن عتبة بن حميد، عن عبادة بن نسي، عن ابن غنم، عن معاذ –رضي الله عنه- قال: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نطعم من الضحايا الجار والسائل والمتعفف)) .

394- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو الطاهر أحمد بن عمرو المصري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنا معن بن عيسى القزاز، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية حدير بن كريب، عن جبير بن نفير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذبح أضحيته ثم قال: ((يا ثوبان أصلح لحم هذه الأضحية. فلم أزل أطعمه منها حتى قدم المدينة)) .

395- أخبرنا إبراهيم بن محمد القطان، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، أنبأ أبو بكر النيسابوري، ثنا يونس، ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج أنه حدثه أن معاذ بن عبد الله بن خبيب حدثه عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: ((ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجذاع من الضأن)) . قيل: الجذع ما تمت له سنة، وقيل: الجذع من الضأن يجذع لثمانية أشهر.

396- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد العاصمي، أنبأ محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا محمد بن معمر، ثنا حرمي بن عمارة، ثنا مرجى بن رجاء، ثنا عبد الله بن أبي بكر –شك حرمي- عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الفطر لم يغد حتى يأكل، وإذا كان يوم النحر لم يأكل حتى يغدو –وفي رواية- حتى يأكل من لحم أضحيته)) .

باب في الترغيب في إطعام الطعام

باب في الترغيب في إطعام الطعام 397- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمرو الوراق، أنبأ أبو بكر بن أبي داود، ثنا علي بن المنذر الطريقي، ثنا ابن فضيل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها. فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: هي لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام)) .

398- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا محمد بن عمرو بن البختري، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون ثنا قيس، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: قلت -[260]- يا رسول الله: دلني على ما يوجب الجنة؟ قال: ((تطعم الطعام وتفشي السلام)) .

399- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أبو الطاهر أحمد بن عمرو المصري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا إدريس بن يحيى الخولاني، ثنا رجاء بن أبي عطاء، عن واهب بن عبد الله الكعبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أطعم أخاه خبزاً حتى يشبعه وسقاه من ماء حتى يرويه. بعده الله من النار سبعة خنادق. بعد ما بين خندقين مسيرة خمسمائة سنة)) .

400- أخبرنا أبو عيسى بن زياد، أنبأ أحمد بن محمد بن محمد بن المرزبان، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحكم، ثنا محمد بن سليمان لوين، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال عمر –رضي الله عنه- لصهيب –رضي الله عنه-: أي رجل أنت لولا خصال ثلاث فيك؟ قال: وما هن؟ قال: اكتنيت وليس لك ولد، وانتهيت إلى العرب وأنت من الروم، وفيك سرف من الطعام. قال: أما قولك اكتنيت ولم يولد لك ولد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى، وأما قولك انتميت إلى العرب وأنت من الروم فإني رجل من النمر بن قاسط، سبتني الروم من الموصل بعد إذ أنا غلام قد عرفت نسبي، وأما قولك فيك سرف من الطعام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خياركم من أطعم الطعام)) .

401- أخبرنا إسماعيل بن عبد الله الناصحي بنيسابور، أنبأ عبد الله بن يوسف أنبأ أبو إسحاق: إبراهيم بن أحمد بن فراس، أنبأ علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، ثنا الفضل بن دكين، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي، ثنا طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((علمني عملاً يدخلني الجنة فقال: أطعم الجائع، واسق الظمآن وامر بالمعروف وانه عن المنكر فإن لم تطق ذلك فكف لسانك إلا من خير)) .

402- أخبرنا أبو نصر محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا الصاغاني، ثنا يحيى بن معين، ثنا مروان بن معاوية، ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم اليوم صائماً؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم اليوم مسكيناً قال أبو بكر: أنا، قال: من عاد مريضاً قال أبو بكر: أنا، قال: فمن شهد منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعن في رجل هذه الخصال إلى دخل الجنة)) .

فصل

فصل 403- أخبرنا أحمد بن أبي الربيع الإستراباذي، أنبأ أبو عبد الله -[262]- الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا عمر بن يونس اليماني، ثنا عكرمة هو ابن عمار، عن يزيد الرقاشي، عن أنس –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أن تدعو أخاك المسلم فيأكل من طعامك أعظم لأجرك عند الله من أن تصدق بخمسة وعشرين درهما)) .

404- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمرو بن خلف، ثنا محمد بن السري التمار، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا هشيم، ثنا عبد الرحمن بن يحيى، عن حبان بن أبي جبلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أسرع صدقة إلى السماء أن يضع الرجل طعاماً طيباً ثم يدعو عليه ناساً من إخوانه)) .

405- قالوا: حدثنا محمد بن السري التمار، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبي، ثنا أسباط بن محمد، عن ليث، عن محمد بن بشر، عن ابن الحنفية، عن علي –رضي الله عنه- قال: ((لأن أجمع نفراً من أصحابي على صاع أو صاعين أحب إلي من أن أخرج إلى سوقكم هذه فأعتق رقبة)) .

406- أنبأنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسين بن الحارث، ثنا محمد بن علي بن عمرو الحافظ قال: أخبرنا عبد الله بن -[263]- محمد بن جعفر الوراق، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا أبو عبيدة بن أبي الشفع، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدثني زربي مؤذن هشام بن حسان قال: سمعت أنس بن مالك –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عمل أفضل من إشباع كبير جائع)) .

407- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن قريش الأسدي، قال: وجدت في كتاب الفرج بن اليمان، ثنا عمر بن يزيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((قال رجل: يا رسول الله: أي الأعمال أفضل؟ قال: أن تدخل على مسلم فرحاً أو تنفس عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطعمه خبزاً)) .

408- أخبرنا لاحق بن محمد التميمي، أنبأ محمد بن علي بن عمرو في كتابه، أنبأ أبو بكر بن السني قال: أخبرني أبو عوانة، ثنا أحمد بن المبارك الإسماعيلي، ثنا أبو موسى العمراوي وأحمد بن جميل المروزي قالا: ثنا عمار بن محمد الثوري عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ قال: ((أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً أو تقضي عنه ديناً أو تطعمه خبزاً)) .

فصل

فصل 409- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن -[264]- أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا معاذ بن عوذ الله البصري، ثنا عوف الأعرابي، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- قال: لما أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله فقالوا: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت في الناس لأنظر إلى وجهه. فلما أن رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس وجه كذاب فكان أول شيء سمعته تكلم به أن قال: ((يا أيها الناس أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)) .

410- أخبرنا محمد بن عبد الله بن المؤذن، أنبأ علي بن محمد الفقيه، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو أمية، ثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: قال سليمان بن موسى عن نافع عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفشوا السلام وأطعموا الطعام وكونوا إخواناً كما أمركم الله)) .

411- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرقي، ثنا أبو عمرو بن هلال بن العلاء بن هلال، ثنا أبي، ثنا عمر بن حفص البصري ثنا حوشب ومطر الوراق عن الحسن عن عمران بن حصين –رضي الله عنه- قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرف عمامتي من ورائي فقال: ((يا عمران إن الله يحب الإنفاق ويبغض الإقتار فأنفق وأطعم ولا تصر صراً فيعسر عليك الطلب، واعلم أن الله يحب النظر الناقد عند مجيء -[265]- الشبهات والعقل الكامل عند نزول الشهوات، ويحب السماحة ولو على تمرات، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية)) .

412- أخبرنا أبو نصر محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا الحسن بن علي بن عفان وإبراهيم بن مسعود القرشي الهمذاني، قال: ثنا ابن نمير عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أطعمت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة فلها أجرها وله مثله، وللخازن مثل ذلك له بما احتسب، ولها بما أنفقت)) .

413- قالوا: حدثنا أبو عوانة، ثنا عباس الدوري، ثنا سعيد بن شرحبيل، ثنا الليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا نساء المسلمين لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) .

فصل

فصل 414- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ عثمان بن أحمد بن هارون التنيسي، بها ثنا أحمد بن شيبان الرملي، ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- يبلغ به أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يزرع زرعاً فيأكل منه طائر ولا جن ولا إنس ولا أحدٌ إلا كانت له صدقة)) .

باب في الترهيب من الإمساك عن الطعام

باب في الترهيب من الإمساك عن الطعام 415- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا عبد القدوس بن عبد الكبير بن شعيب بن الحجاب بالبصرة، ثنا سعيد بن سويد، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الشبعان ويحبس عنها الجائع)) .

416- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أخبرنا أبي، أنبأ الحسن بن يوسف الطرائقي، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عذبت امرأة في هرة أمسكتها حتى ماتت من الجوع. فلم تكن تطعمها ولا ترسلها فتأكل من خشاش الأرض)) . -[267]- قيل: خشاش الأرض: الفأر والحشرات ونحو ذلك.

417- أخبرنا أحمد بن إسماعيل بن أبي نصر الصفار البخاري قدم علينا، ثنا أبو عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري إملاءً ببخاري، أنبأ أبو العباس إبراهيم بن محمد بن موسى السرخسي بسرو، ثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي، ثنا سويد بن سعيد، ثنا داود بن الزبرقان، عن أبي عبد الله الفلسطيني، عن عطاء، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله فليس جاره ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لا يؤمن جاره بوائقه، قالوا: يا رسول الله ما حق الجار؟ قال: إن استقرضك أقرضته وإن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن دعاك أجبته وإن استعان بك أعنته، وإن أصابه خير سرك وهنيته، وإن أصابه مصيبة شاركته وعزيته، ولا تطل البناء عليه فتسد عنه الريح أو تشرف عليه إلا بإذنه، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها، وإذا اشتريت فاكهة فلا تخرج منها شيئاً، وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. والجيران ثلاثة: جار له ثلاثة حقوق، وجار له حقان، وجار له حق. فأما الذي له حقوق ثلاثة فحق الإسلام وحق القرابة وحق الجوار. وأما الذي له حقان فحق الإسلام وحق الجوار. وأما الذي له حق واحد فالذي له حق الجوار)) .

باب في الترغيب في الاستقامة

باب في الترغيب في الاستقامة 418- أخبرنا أبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنبأ أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة، عن ابن المبارك، أنبأ معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن سفيان بن عبد الله الثقفي: قال: ((قلت: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: قل ربي الله ثم استقم. قال: قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخوف علي؟ قال: فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا)) .

419- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا محمد بن حماد الغازي، ثنا أبو معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)) .

باب في الترهيب من ترك الاستقامة

باب في الترهيب من ترك الاستقامة 420- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو محمد الثقفي، ثنا أبو مسعود عبد الرحمن بن الهيثم البصري، ثنا جرير بن عبد الحميد الضبي، ثنا جويبر بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: جاء جبريل –عليه السلام- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أتيتك بهدية من عند ربك لك ولأمتك تقر بها عينك قال: ما هي؟ إنك لتسرني فيهم كثيراً، قال: قالت اليهود: ربنا الله، ثم لم يستقيموا حتى قالوا: يد الله مغلولة وعزير ابن الله. وقالت النصارى: ربنا الله، ثم لم يستقيموا حتى قالوا: عيسى ابن الله، وقالت أمتك يا محمد: ربنا الله، ثم استقاموا عليه فلم يشوبوا به غيره ولم يخلطوا به سواه تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا مما تقدمون عليه ولا تحزنوا لمن تخلفون من دين أو عيال، فإن الله خليفتكم فيهم، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون لقول: لا إله إلا الله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أقررت عيني يا جبريل قال: أقر الله عينك يا محمد)) .

باب الباء

باب الباء باب في الترغيب في بر الوالدين 421- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يوسف هو ابن موسى، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو إسحاق الشيباني قال المحاملي: وثنا يوسف، ثنا هشام بن عبد الله، ثنا شعبة. قال المحاملي: وحدثنا يوسف، ثنا الفضل بن دكين المسعودي، كلهم، عن الوليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني وقال شعبة في حديثه: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: ((الصلاة لميقاتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله، فما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسأله إلا إرعاءً عليه)) . قوله: إلا إرعاء عليه: أي إلا إبقاء عليه وشفقة أن يشق عليه.

422- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ حمزة بن -[271]- عبد العزيز، أنبأ محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا بشر بن محمد، ثنا عبد الله هو ابن المبارك، أنبأ يحيى بن أيوب، ثنا أبو زرعة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما تأمرني؟ قال: بر أمك، ثم عاد فقال: بر أمك. ثم عاد فقال: بر أمك. ثم عاد الرابعة فقال: بر أباك)) .

423- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، ثنا أبي ورقبة بن مصقلة جميعاً، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((انطلق ثلاثة نفر يمشون فدخلوا في غار فأرسل الله عليهم صخرة فأطبقت الغار عليهم، فقال بعضهم لبعض: تعالوا فلينظر كل واحد منا أفضل عمل عمله فيما بينه وبين ربه فليذكره فليدع الله لعله أن يفرج عنا ما نحن فيه [من] عناء هذه الصخرة فقال رجل منهم: اللهم إنك تعلم أنه كانت لي بنت عم فطلبت منها نفسها فقالت: لا والله لا أفعل حتى تعطيني مائة دينار فجمعتها من جسٍّ وبسٍّ حتى أتيتها بها فلما قعدت منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت وبكت وقالت: يا عبد الله اتق الله ولا تفتح هذا الخاتم إلا بحقه فقمت عنها وتركتها. فإن كنت تعلم أني تركتها من مخافتك فافرج عنا منها فرجة نرى السماء ففرج الله عنهم منها فرجة فنظروا إلى السماء. وقال الثاني: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أبوان وكان لي ولد صغار وكنت أرعى على أبوي وكنت أجيء بالحلاب فأبدأ بأبوي -[272]- فأسقيهما ثم أجيء بفضله إلى ولدي وإني جئت ليلة بالحلاب فوجدت أبوي نائمين والصبيان يتضاغون من الجوع فلم أزل بهم حتى ناموا ثم قمت بالحلاب عليهما حتى قاما فشربا، ثم انطلقت إلى الصبية بفضله فسقيتهم. فإن كنت تعلم أني صنعت ذلك من مخافتك فافرج عنا منها فرجة قال: ففرج الله عنهم منها فرجة. وقال الثالث: اللهم إنك تعلم أنه كان لي أجير فأعطيته أجره فغمطه وذهب وتركه فعملت له بأجره حتى صار له بقر وراعيها، قال: فأتاني يطلب أجره فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها وخذها فقال: يا عبد الله اتق الله ولا تهزأ بي فقلت: انطلق فخذها، فانطلق فأخذها. فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك من مخافتك، فألقها عنا، فألقاها الله عنهم فخرجوا يمشون)) . قوله من جس وبس: أي بجهد ومشقة. وقوله. فغمطه. أي احتقره. وقوله: يتضاغون أي يصيحون.

424- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو عمران موسى بن عبد الرحمن المقري البيروتي وأحمد بن عبيد الحمصي قالا: ثنا أحمد بن علي بن سعيد الحمصي، ثنا أحمد بن عيسى التستري، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا شبيب بن سعيد، ثنا شعبة عن أبان، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء، أن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح مرضياً لوالديه أصبح له بابان مفتوحان إلى الجنة، وإن كان واحداً فواحداً، ومن أمسى مرضياً لوالديه فمثل ذلك، وإن أصبح مسخطاً لوالديه أصبح وله بابان مفتوحان إلى النار وإن كان واحداً فواحداً وإن أمسى فمثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن ظلماه وإن ظلماه)) .

425- وأخبرنا عبد الوهاب، أنبأ أبي، أنبأ محمد بن القاسم الكوفي، ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن حريث، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أولى الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك)) . قال سفيان بن عيينة: فيروى أن للأم الثلثين من البر.

426- وأخبرنا عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا أبو عتبة: أحمد بن الفرج، ثنا بقية بن الوليد، ثنا بجير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يوصيكم بأمهاتكم، ثم يوصيكم بآبائكم ثم الأقرب فالأقرب)) .

فصل

فصل 427- أنبأنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا سعدان بن نصر، ثنا عمر، عن شبيب، عن عبد الله بن عيسى بن حفص وعيينة وعبد الله ابن أخي سالم ابني أبي الجعد، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان -[274]- مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) .

428- قال ثوبان: إن في التوراة مكتوباً: ((يا ابن آدم: اتق ربك ربك وبر والديك، وصل رحمك، أمد لك في عمرك وأيسر لك عسرك وأصرف عنك يسرك)) .

429- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا أبو يعلى المهلبي، ثنا أبو عمرو محمد بن محمد بن عبدوس الأنماطي، ثنا إبراهيم بن أحمد الهروي صاحب الموطأ، ثنا أبو سلمة: يحيى بن المغيرة المخزومي؛ قال: حدثني أخي محمد بن المغيرة عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن الزهري الوقاصي، عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص الرزق، والدعاء يرد القضاء)) .

430- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ محمد بن أحمد بن دلويه، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا محمد بن سعيد الخزاعي، ثنا حزم بن أبي حزم القطعي قال: سمعت ميمون بن سياه قال: سمعت أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه)) . -[275]- هذا حديث صحيح. ويعارضه ما:

431- روي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثم يؤمر الملك بأربع كلمات رزقه وعمله، وفي رواية، وأجله وشقي أو سعيد)) . وفي رواية حذيفة بن أسيد: ((فلا يزاد عليه ولا ينقص)) . والجمع بين الخبرين أن يقال: إن الله إذا أراد أن يخلق النسمة جعل أجلها إن برت والديها كذا وكذا، وإن لم تبر والديها كذا وكذا دون ذلك. وإن عملت كذا حرمت كذا، وإن لم تعمله رزقت كذا، ويكون ذلك مما يكتب في الصحيفة. التي لا يزاد على ما يزاد فيها ولا ينقص، ومثل ذلك لا يرد القضاء إلا الدعاء، يقال: إن أراد الله أن يخلق النسمة قال: إن كان منها الدعاء رد عنها كذا وكذا، وإن لم يكن منها الدعاء نزل بها كذا وكذا.

فصل

فصل 433- أنبأ محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله التاجر، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا أبو فضيل، ثنا عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: كان في الحي فتى من أهل بيت فلم تزل به أمه حتى زوجته ابنة عم له فعلق منها معلقاً ثم قالت له: طلقها فقال: لا أستطيع علقت منها معلقاً ما أستطيع -[276]- طلاقها فقالت: طعامك وشرابك عليّ حرام حتى تطلقها، فخرج إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه- بالشام فذكر له شأنه فقال: ما أنا بالذي آمرك بأن تعق والدتك ولا آمرك بأن تطلق امرأتك، فأعاد عليه فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوالد أوسط أبواب، الجنة فإن شئت فاحفظه وإن شئت ضيعه)) . قال: فرجع وقد طلقها.

_ * هكذا ورد الترقيم في المطبوع ليس فيه رقم (432) .

434- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا أبو نصر بن حمدويه، ثنا محمود بن آدم، ثنا سفيان، ح. وأخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، ثنا حمزة بن عبد العزيز، ثنا محمد بن أحمد بن دلويه، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أتيتك أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان، قال: ((ارجع إليهما فأضحكمها كما أبكيتهما)) . لفظ الحديث للسمسار.

435- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا أبو حفص الأبار عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: جاء رجل -[277]- يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: ((أبواك حيان؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد)) .

فصل

فصل 436- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا الحسن بن محمد بن الحسن السكوني، ثنا القاسم بن محمد بن حماد، ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، ثنا عبد الله بن فراس، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي عن أبيه، عن مالك بن ربيعة الأنصاري، قال: جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله هل بقي علي من بر والدي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: ((نعم أربع خصال بقين عليك: الدعاء والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما)) .

437- أخبرنا أبو بكر أحمد بن أبي الحسين، ثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الرازي، ثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، ثنا محمود بن علقمة المازني، ثنا أحمد بن عبد الله الخلال، ثنا يحيى بن عقبة البصري، ثنا محمود بن جحادة، ثنا أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليموت أبواه أو أحدهما وإنه لهما عاق، فما يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله براً)) .

438- وأخبرنا أحمد بن أبي الحسين، ثنا أبو بكر محمد بن -[278]- أحمد بن عبد الرحمن، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا سريج بن النعمان، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –عز وجل- ليبلغ العبد الدرجة فيقول: يا رب أنى لي هذه الدرجة؟ فيقول: باستغفار ولدك لك)) .

فصل

فصل 439- أخبرنا أبو نصر بن صاعد، ثنا أحمد بن الحسن القاضي، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا السري بن يحيى، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا رياح بن عمرو، ثنا أيوب عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا شاب من الثنية فلما رمينا بأبصارنا قلنا: لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله قال: فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتنا فقال: ((وما سبيل الله إلا في الجهاد، إلا من سعى على والديه ففي سبيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله، ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان)) .

440- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، ثنا أبو زكريا؛ يحيى بن إبراهيم المزكى، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، ثنا جعفر بن عون، ثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله -[279]- عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بخمسة دنانير بأفضلها ديناراً وأحسنها ديناراً؟ أفضل الخمسة الدنانير الذي تنفقه على والدتك، وأفضل الأربعة الدنانير الذي تنفقه على والدك، وأفضل الثلاثة الدنانير الذي تنفقه على نفسك وأهلك، وأفضل الدينارين الذي تنفقه على قرابتك، وأحسنها وأقلهما أجراً الذي تنفقه في سبيل الله)) .

441- أخبرنا أحمد بن مردويه، ثنا علي بن يوسف الشيرازي، ثنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس الكاتب، ثنا علي بن عبد الله بن مبشر، ثنا محمد بن حرب، صلة بن سليمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج عن أبويه أو قضى عنهما مغرماً بعث يوم القيامة مع الأبرار)) .

442- أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، ثنا أبو يعلى المهلبي، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء؛ ثنا أحمد بن يزيد بن دينار العوام، ثنا محمد بن إبراهيم عن أبي حنظلة عن أبي سفيان السدوسي، عن عبد العزيز بن عبيد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج عن والديه بعد وفاتهما، كتب الله له عتقاً من النار، وكان للمحجوج عنهما أجر حجة تامة من غير أن ينتقص من أجورهما شيء)) .

443- وقال صلى الله عليه وسلم: -[280]- ((ما وصل ذو رحم رحمه بأفضل من حجة يدخلها عليه بعد موته في قبره)) .

444- أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ببغداد، ثنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف الوراق، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: من صدقة جارية، أو علم منتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) .

فصل

فصل 445- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، ثنا أبو علي بن البغدادي، ثنا الفضل بن الخصيب، ثنا أبو كريب محمد بن العلاء، ثنا رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره)) .

446- أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب أن ناعماً مولى -[281]- أم سلمة، حدثه أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله قال: ((فهل من والديك أحد حي؟ قال: نعم بل كلاهما، قال: فتبتغي الأجر من الله –عز وجل-؟ قال: نعم. قال: فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)) .

447- أخبرنا أبو سهل الدشتي، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ أبو عثمان البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا الحسين بن الوليد، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رضى الله مع رضى الوالدين، وسخط الله مع سخط الوالدين)) .

448- أخبرنا أحمد بن مردويه، ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسين المقري، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر. ثنا القاسم بن فورك، ثنا محمد بن حرب، ثنا منصور بن مهاجر، عن أبي النضر الأبار، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الجنة تحت أقدام الأمهات)) .

449- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار. أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، ثنا أحمد بن عيسى الخواص، ثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي الجحيم، ثنا علي بن قتيبة، ثنا مالك، عن أنس، عن أبي الزبير -[282]- عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه فلم يقبل، لم يرد على الحوض يوم القيامة)) . قال أهل اللغة – التنصل: الاعتذار.

450- أخبرنا أحمد بن مردويه، ثنا أبو بكر بن الرباطي، ثنا محمد بن محمد بن أبي دارة المعدل الكوفي، ثنا إسحاق بن محمد بن مروان، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا إبراهيم بن هراسة، عن سفيان، عن منصور، عن عبيد بن علي، عن أبي سلامة السلابي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوصي امرأ بأمه ثلاث مراتٍ. أوصي امرأ بأبيه مرتين، أوصي امرأ بمولاه الذي يليه وإن كان عليه منه أذى يؤذيه)) . مولاه: ابن عمه وقريبه وذو رحمه.

451- أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن محمد بن النعمان بن شبل قال: حدثني أبي محمد بن النعمان، عن يحيى بن العلاء الرازي، عن عبد الكريم أبي أمية، عن مجاهد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب براً)) .

452- أخبرنا محمد بن إسماعيل، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ -[283]- محمد بن أحمد بن دلوية، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجزي ولدٌ والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه)) .

453- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الحميد بن موسى القناد الواسطي، ثنا إبراهيم بن عبد السلام العنبري، ثنا أبو حصن حميد بن يونس الأنصاري، ثنا عصمة بن محمد الأنصاري، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن حسن الخلق وبر الوالدين وصلة الرحم يزدن في الأعمار ويعمرن الديار ويكثرن الأموال وإن كان القوم فجاراً)) .

454- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، قال أحمد بن موسى، وحدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن محمد بن صخر قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا حيوة بن شريح قال: حدثني أبو عثمان الوليد بن أبي الوليد – عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه)) .

455- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ حمزة بن -[284]- عبد العزيز، ثنا ابن دلويه، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث قال: حدثني إبراهيم بن أعين، قال عبد الله وقد سمعت من إبراهيم، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للولد عتق نسمةٍ)) .

فصل

فصل 456- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن عيسى الخفاف، ثنا أحمد بن يونس، ثنا محاضر بن المورع، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه في هذه الآية {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} . قال: يكون لهما ذلولاً لا يمتنع من شيء أحباه.

457- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، أنبأ أبو بكر بن أبي زكريا البلخي ببلخ، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي قال: حدثني أبي صالح محمد بن أحمد بن يوسف الزيادي، حدثني عبد الله بن محمود المروزي، ثنا حبان بن موسى قال: سألت عبد الله بن المبارك، عن الوالد والوالدة إذا أمرا بشيء فقال: ((الأب أحق بالطاعة والأم أحق بالبر)) .

458- أخبرنا أحمد بن أبي الحسين، أنبأ محمد بن عبد الله الرباطي -[285]- ثنا أحمد بن عبيد الله بن القاسم بن سوار، ثنا إبراهيم بن عبد الوهاب بن الخصيب الأبزاري، ثنا سويد بن سعيد، ثنا سلمان، عن أيوب قال: سمعت عبد الله بن صفوان يحدث عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: ((إن في الألواح التي كتب الله لموسى –عليه السلام-: موسى وقر والديك فإنه من وقر والديه مددت في عمره ووهبت له ولداً يبره، ومن عق والديه قصرت في عمره ووهبت له ولداً يعقه)) .

باب في الترهيب من عقوق الوالدين

باب في الترهيب من عقوق الوالدين 459- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمار بن محمد بن عبد الله بن صهبان، عن عطية عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة عاق ولا منان ولا مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قتات.. .. قيل: يا رسول الله وما القتات؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الذي يسعى بأموال الناس ودمائهم)) .

460- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو أمية، ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان، عن فراس، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: ما الكبائر؟ ((قال: الإشراك بالله. قال: ثم ماذا؟ قال: عقوق الوالدين، قال -[287]- ثم ماذا؟ قال: ثم اليمين الغموس)) . قلت لعامر: ما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال مرئ مسلم بيمين وهو كاذب.

461- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن حوب المقري، ثنا مسلم بن إبراهيم قال ابن مردويه: وثنا عبد الباقي، ابن قانع، ثنا علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب. قال ابن مردويه: وثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن غالب بن حرب قالا: ثنا موسى بن إسماعيل قال: ثنا جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن سيرين يحدث عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى ابن مريم، وكان في بني إسرائيل رجل يقال له: جريج، وكان عابداً، فابتنى صومعة فجعل يصلي فيها فأتته أمه يوماً وهو يصلي فنادته فقال: يا رب صلاتي أو أمي، ثم أقبل على صلاته. قال: وجاءت يوماً آخر ففعل مثل ذلك. ثم جاءت يوماً ثالثاً ففعل مثل ذلك. فقالت: اللهم لا تمته حتى يرى أو ينظر في وجوه المومسات. قال: فذكر قوم من بني إسرائيل جريجاً وفعله فقالت بغي من بغايا بني إسرائيل: إن شئتم لأفتننه، قالوا: قد شئنا. فانطلقت فتعرضت لجريج فلم يلتفت إليها فأتت راعياً كان يأوي إلى ظل صومعة جريج بغنمه فأمكنته من نفسها فحملت فولدت غلاماً فقالت: هو من جريج، فأتاه بنو إسرائيل فضربوه وشتموه وهدموا صومعته فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيت بهذه البغي وولدت غلاماً قال: فأين الغلام؟ فجيء به فقام فصلى ودعا ثم انصرف -[288]- إلى الغلام فطعنه بأصبعه، وقال: بالله يا غلام من أبوك؟ قال أبي الراعي، فوثب إليه الناس فجعلوا يقبلونه وقالوا: نبني صومعته من ذهب، قال: لا حاجة لي في ذلك ابنوها كما كانت. قال: وبينما امرأةٌ جالسة في حجرها ابن لها ترضعه إذ مر بها راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثل هذا. فترك ثديها ثم أقبل على الراكب فنظر إليه ثم قال: اللهم لا تجعلني مثل هذا. ثم أقبل على ثديها يمصه. قال أبو هريرة –رضي الله عنه- فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي مصة إصبعه في فيه فجعل يمصها ثم مر بأمةٍ معها الناس تضربها فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه. فترك ثديها ونظر إليها وقال: اللهم اجعلني مثلها، فعند ذلك تراجعا.. .. الحديث. فقالت: أي بني مر بي الراكب ذو الشارة فقلت: اللهم اجعل ابني مثل هذا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله ثم مر بهذه الأمة فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه. فقلت: اللهم اجعلني مثلها. قال: يا أمتاه إن الراكب الذي مر بك جبار من الجبابرة فدعوت الله أن يجعلني مثله فقلت: اللهم لا تجعلني مثله، وهذه يقولون: سرقت ولم تسرق ويقولون: زنت ولم تزن وهي تقول: حسبي الله)) . قال ابن مردويه: واللفظ لمحمد بن غالب. قال أهل اللغة: الشارة: الهيئة الحسنة واللباس الحسن. والمومسة: الزانية والجمع مومسات.

462- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن يونس ثنا عبد الله بن يزيد المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب قال: أخبرني عمر بن عبد الله، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[289]- ((خمس من قواصم الظهر: عقوق الوالدين، وامرأة يأمنها زوجها وتخونه، ورجل وعد خيراً فأخلفه، وإمام يطيعه الناس ويعصي الله، ووقيعة المرء في أنساب الناس، وكلكم لآدم وحواء)) .

463- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا سليمان بن عتبة قال: سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة، عاق ولا مدمن خمر، ولا مكذب بالقدر)) .

464- قالوا: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا محمد بن بشر بن محمد، أنبأ عبد الله هو ابن المبارك، ثنا محمد بن شعيب قال: حدثني عمر بن يزيد النصري عن أبي سلام أخبره، عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر)) .

465- قالوا: أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل قال: حدثني الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله. قال: -[290]- الإشراك بالله وعقوق الوالدين. وجلس وكان متكئاً، فقال: ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)) .

466- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار وعبد الواحد بن عبد الله بن مندويه قالا: ثنا علي بن ماشاذة، ثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمرو بن مرة الجهني أن رجلاً قال: يا رسول الله. أرأيت إن صليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وأديت زكاة مالي وحججت البيت إن استطعت إليه سبيلاً فماذا لي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فعل ذلك كان مع النبيين والصديقين والشهداء إلا أن يعق والديه)) .

467- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن محمد البحيري، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير عن منصور، عن الشعبي، عن وراد، عن المغيرة بن شعبة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حرم عقوق الأمهات. ووأد البنات، ومنعاً وهات. وكره لكم، قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال)) .

468- أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو محمد عبد الله بن قدامة -[291]- بن محمد بن قدامة، ثنا أبو محمد بن ديان، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا خالد بن خداش، ثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبها قبل الممات في الدنيا)) .

فصل

فصل 469- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، ثنا علي بن محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ محمد بن هلال قال: حدثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احضروا، فحضرنا فلما أن ارتقى درجة قال: آمين، ثم لما ارتقى درجة ثانية قال: آمين، ثم لما ارتقى ثالثة قال: آمين، فلما فرغ فنزل عن المنبر، قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه، فقال: إن جبريل –عليه السلام- عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان ولم يغفر له. قلت: آمين. فلما رقيت الثانية قال: بعد من إذا ذكرت عنده لم يصل عليك قلت: آمين. فلما رقيت الثالثة قال: بعد من أدرك أبواه الكبر أو أحدهما عنده فلم يدخلاه الجنة. فقلت: آمين)) .

470- أنبأ أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ليث، عن ابن العماد، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن -[292]- عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الكبائر شتم الرجل والديه. قيل: أو يشتم الرجل والديه؟! قال: نعم. يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)) .

فصل

فصل 471- أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمذاني، أنبأ محمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي: قدم علينا همذان، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف إملاء، قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم الهروي بالسافريه، ثنا محمد بن عبد العزيز الواسطي، ثنا شهاب بن خداش الحوشبي عن عمه العوام بن حوشب قال: ((نزلت مرة جباً، وإلى جانب ذلك الجب مقبرةً. فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس الحمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات، ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعراً أو صوفاً فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا. قلت: وما كان قصته؟ قالت: كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله. إلى متى تشرب الخمر؟ فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار، قالت: فمات بعد العصر، قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر يوم يوم فينهق نهقات ثم ينطبق عليه القبر)) . .. .. حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور، بمشهد من الحفاظ وأهل العلم فلم ينكروه.

472- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، أنبأ الحاكم أبو الحسن السقا ثنا محمد بن أبي أحمد بن يوسف، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا سيار ثنا جعفر قال: سمعت مالكاً يقول: ((قرأت في التوراة: لا تقطع من كان يصل أباك فيطفأ لذلك نورك)) .

باب في الترهيب من البدعة

باب في الترهيب من البدعة 473- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد البيع، أنبأ عبد العزيز بن أحمد بن قاذويه، ثنا عبد الله بن محمد بن مندويه، ثنا عمر بن سهل الدينوري، ثنا محمد بن غالب قال: حدثني إسحاق بن عبد الواحد، ثنا يحيى بن سليم، عن أبي خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر –رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ((إن أحسن الهدي، هدي محمدٍ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعةٍ ضلالةً)) .

474- قالوا: أنبأ عبد الله بن محمد بن مندويه، أنبأ إسحاق بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن منيع، ثنا يوسف بن عطية البصري عن ميمون أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أنه كان يخطب كل عشية خميس بهذه الخطبة، وكنا نرى أنها خطبة النبي صلى الله عليه وسلم: -[294]- ((أيها الناس إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمدٍ وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعةٍ ضلالة)) .

475- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن أنبأ علي بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا جعفر بن عون العمري، ثنا إبراهيم الهجري، عن الأحوص، عن عبد الله قال: ((إنما هما ثنتان: الهدي والكلام، فأصدق الحديث كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) .

476- قالوا: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى ومحاضر قالا: ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي عبد الرحمن قال: قال عبد الله –رضي الله عنه-: ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)) . قال محاضر في حديثه: وكل بدعة ضلالة.

477- أخبرنا أحمد بن علي المقري، أنبأ هبة الله بن الحسن، أنبأ عبد الله بن محمد بن أحمد قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الرياحي، ثنا أبي، ثنا سعيد بن سعيد الخراساني، عن سفيان الثوري، عن مغيرة عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- يقول: ((إياكم وما يحدث للناس من البدع فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرةٍ ولكن الشيطان يحدث له بدعاً حتى يخرج الإيمان من قلبه، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام ويتكلمون في ربهم –عز وجل- فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب)) . ((قيل: يا أبا عبد الرحمن فإلى أين؟ قال: إلى لا أين. يهرب بقلبه ودينه، ولا تجالس أحداً من أهل البدعة)) .

فصل

فصل 478- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو الحسن علي بن سليمان المقري، ثنا بشر بن موسى، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: قال أبو قلابة: ((لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما تعرفون)) .

479- أخبرنا محمد بن عبد الوهاب المؤذن، أنبأ علي بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا طلحة عن خصيف قال: ((أشهد أن في التوراة: يا موسى لا تخاصم أهل الأهواء فيقع في قلبك شيء فيدخلك النار)) .

480- قال: وحدثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى، ثنا طلحة عن مجاهد قال: ((لا تجالس أهل الأهواء فإن لهم عرة كعرة الجرب)) .

481- قال: وحدثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا -[296]- الأعمش عن مجاهد قال: ((ما أدري أي النعمتين أفضل. أن هداني إلى الإسلام أو عافاني من الأهواء)) .

فصل

فصل 482- أخبرنا أبو العباس بن أشتة، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر، ثنا أبو الشيخ، ثنا محمد بن يحيى بن مندة، ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن صلة بن زفر، عن عبد الله قال: ((كان أهل الكتاب أول ما يتركون السنة. وآخر ما يتركون الصلاة وكانوا يستحيون من ترك الصلاة)) .

483- قالوا: وحدثنا محمد بن مندة، ثنا أحمد بن معاوية، ثنا إبراهيم بن أيوب عن أبي هانئ، عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى الشيباني، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: ((تعلموا هذا العلم قبل أن يرفع. وإن رفعه ذهاب أهله، وإياكم والبدع والتبدع والتنطع وعليكم بالأمر القديم)) .

484- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي -[297]- ثنا علي بن المديني، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن جريج قال: حدثني سليمان بن عتيق، عن طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هلك المتنطعون. وقالها ثلاث مرات)) . التنطع: مجاوزة الحد في الكلام وترك الاقتصاد فيه، وفيه الترهيب من تعمق أهل البدع وخوضهم فيما لم يخض فيه السلف.

باب في الترغيب في الاعتصام بالسنة

باب في الترغيب في الاعتصام بالسنة 485- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد. أنبأ عبد العزيز بن أحمد بن قاذويه، ثنا عبد الملك بن محمد بن مندويه، أنبأ عبد الله بن محمد بن عمران، ثنا عرون بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم وعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، فقال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافاً كثيراً، وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) .

486- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن عمران قال: سمعت الحسين بن الحسن المروزي، وحدثنا بهذا الحديث عن الوليد عن ثور بن يزيد. فذكر نحوه وقال: الخلفاء الراشدين المهديين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - -[299]- رضي الله عنهم-.

487- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، أنبأ علي بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا عاصم بن علي، عن أبيه، عن حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل عمل شرةً ولكل شرةٍ فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك)) .

488- أخبرنا عبد الكريم الصحاف، أنبأ أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة، عن ابن المبارك، أنبأ الربيع بن أنس، عن أبي داود عن أبي بن كعب –رضي الله عنه- قال: ((عليكم بالسبيل والسنة فإنه ما على الأرض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله فيعذبه الله)) .

489- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر، ثنا أبو الشيخ، ثنا محمد بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن عمر، ثنا -[300]- سعيد بن عامر قال: حدثني أسماء بن عبيد قال: سمعت يونس بن عبيد يقول: ((ليس شيء أعز من درهم طيب أو رجل يعمل على سنةٍ)) .

فصل في ذكر البدعة والمبتدع

فصل في ذكر البدعة والمبتدع 490- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ عثمان بن محمد العثماني، ثنا أبو بكر الجواربي الواسطي، ثنا الحسن بن ثواب البغدادي قال: قال لي أحمد بن حنبل: ما أعلم الناس في زمان أحوج منهم إلى طلب الحديث من هذا الزمان. قلت: ولم؟ قال: ظهرت بدع فلو لم يكن عنده حديث وقع فيها.

491- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا محمد بن علي، أنبأ حبيب بن الحسن القزاز، ثنا أحمد بن الحسن قال: سمعت مردويه الصائغ قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: ((إن لله ملائكة يطلبون حلق الذكر، فانظر مع من يكون مجلسك لا يكون مع صاحب بدعة فإن الله لا ينظر إليهم)) .

492- وحدثنا محمد قال: ((وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة)) .

493- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح قال أبو بكر بن مردويه، أنبأ أبو إسماعيل -[301]- وإسحاق الحربي قالا: ثنا الحسن بن سوار، ثنا ليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، وأخبرنا سهل بن محمد النيسابوري، ولفظ الحديث له، أنبأ أبو عبد الرحمن الشاذياخي، أنبأ أبو بكر الجرزقي، أنبأ أبو الجناس الدغولي ثنا أبو الأزهر، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية هو ابن صالح أن عبد الرحمن بن جبير هو ابن نفير حدثه، عن أبيه، عن نواس بن سمعان –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط ستور مرخاة وفي رواية ابن مردويه -وعلي جنبي الصراط سور فيه أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داعٍ يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً- وفي رواية الشاذياخي: ولا تتعوجوا وداع يدعو من دون الصراط، فإذا أراد فتح شيء من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط الإسلام، والستور حدود الله، والأبواب المفتحة محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم)) .

494- أخبرنا أحمد بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، أنبأ أحمد بن محمد بن عمر البجيري، ثنا محمد بن بشار، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: ((يا معشر القراء استقيموا ولئن استقمتم لقد سبقتم سبقاً بعيداً ولئن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً)) .

باب في الترغيب في البكاء

باب في الترغيب في البكاء 495- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا عبد الرحمن هو الطوسي، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)) .

496- أنبأنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، أنبأ أبو علي الثقفي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن سليمان بن يزيد، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون تنجون أم لا تنجون)) .

497- أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن -[303]- مردويه، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ثنا أبي، ثنا داود بن عطاء المدني، قال: حدثني عمر بن محمد بن صهبان قال: حدثني صفوان بن سليم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل عين باكية يوم القيامة إلا عيناً غضت عن محارم الله، وعيناً سهرت في سبيل الله، وعيناً خرج منها مثل رأس الذبابة من خشية الله –عز وجل-)) .

498- أخبرنا أبو عبد الوهاب أنبأ والدي، أنبأ محمد بن يونس المقري، ثنا محمد بن إبراهيم البوسنجي، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا سالم بن نوح، عن عمرو بن المنهال، عن صفوان بن سليم عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليمرض المرض فيرق قلبه، فيذكر بعض ذنوبه التي سلف منه فيتقاطر من عينه مثل الذباب من الدمع، فيطهره الله من ذنوبه، فإن بعثه بعثه مطهراً وإن قبضه قبضه مطهراً)) .

فصل

فصل 499- أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار سنة خمس وسبعين، أنبأ جعفر بن محمد الفقيه سنة سبع وتسعين، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا الحسين بن حماد أبو علي، ثنا أبو مالك عمرو بن هشام، عن الضحاك، عن ابن عباس –رضي الله عنه- -[304]- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ناجى موسى –عليه السلام- بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام وصايا كلها فلما سمع موسى كلام الأميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب –عز وجل- وكان فيما ناجاه أن قال له: يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم. ولم يتعبد لي المتعبدون بمثل البكاء من خيفتي. قال موسى: يا إله البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والإكرام ماذا أعددت لهم؟ وماذا جزيتهم؟ قال: أما الزاهدون في الدنيا فأنجيهم حتى يتبؤوا منها حيث شاءوا، وأما الورعون عما حرمت عليهم فإذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته الحساب وفتشه عما في يديه إلا الورعين فإني أجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب. وأما البكاءون من خيفتي فأولئك لهم الرفيع الأعلى أو قال: الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه)) .

500- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد البرجي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، ثنا أبو جعفر محمد بن عاصم، ثنا عبدة عن آدم، ثنا سليمان بن حيان، ثنا سعيد الفزاري قال: بلغني أن الله –تبارك وتعالى- أوحى إلى موسى –عليه السلام-: ((يا موسى ما تعبد لي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي، وما تزين لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا، وما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم. قال: يا أكرم الأكرمين: ماذا أثبتهم؟ قال: يا موسى أما البكاءون من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشاركهم فيها أحد. وأما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم الجنة بحذافيرها. وأما الورعون فإني أفتش الناس ولا أفتشهم استحياءً منهم. قال موسى: يا أكرم الأكرمين، اجعل لي قلباً يخشاك ولساناً يرضاك)) .

فصل

فصل 501- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأنا محمد بن علي بن عمرو، أنبأنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري، والحسين بن علي بن يحيى التميمي قالا: ثنا محمد بن نسيب، ثنا الربيع بن محمد اللاذقي، ثنا محمد بن يزيد السكوني، ثنا أبان بن المحبر قال: حدثني عنبسة بن سليمان، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأحب خطوتين إلى الله –عز وجل-؟ خطوة عبدٍ في صلة رحم، وخطوة عبدٍ إلى مسجد جماعةٍ يصلي فيه. وأحب قطرتين إلى الله؛ قطرة دم أهريقت في سبيل الله، وقطرة من عين ذرفت من خشية الله. وأحب جرعتين إلى الله؛ جرعة كاظم أو صابر عند مصيبة)) .

502- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأنا والدي، أنبأنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أحمد بن معاذ السلمي، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا عمر بن ذر أراه عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن سمرة –رضي الله عنه- قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: ((رأيت الليلة عجباً. رأيت رجلاً من أمتي يعذب في القبر فأتاه الوضوء فاستنقذه. ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فاستنقذته صلاته. ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً، كلما ورد حوضاً منع فاستنقذه صيامه)) .

503- وذكر الحديث وقال فيه: ((ورأيت رجلاً من أمتي هوى من الصراط في جهنم فاستنقذه -[306]- دموعه من خوف الله –عز وجل-)) .

فصل

فصل 504- أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ببغداد، ثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز الحنبلي، ثنا محمد بن الحسن الكوفي، ثنا محمد بن يونس القرشي، ثنا سهل بن حماد أبو عتاب، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا ثابت البناني، عن أنس –رضي الله عنه- قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {ناراً وقودها الناس والحجارة} . وبين يديه رجل أسود فهتف بالبكاء فنزل عليه جبريل –عليه السلام- فقال: من هذا الباكي بين يديك؟ قال: رجل من الحبشة وأثنى عليه معروفاً. قال: فإن الله –عز وجل- يقول: ((وعزتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكين عين عبدٍ في الدنيا من خشيتي إلا أكثرت ضحكها في الجنة)) .

505- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، أنبأ أبو الحسن الإسفراييني، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا خالي، ثنا عبد الله بن محمد القرشي قال: حدثني الحسن بن يحيى، ثنا حازم بن جبلة بن أبي نضرة العبدي، عن أبي سنان، عن الحسن، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: كان شاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي عند ذكر النار حتى حبسه ذلك في البيت. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فدخل عليه. فلما نظر إليه الشاب قام إليه فاعتقنه وخر ميتاً فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((جهزوا صاحبكم فإن الفرق من النار فلذ كبده، والذي نفسي بيده أعاذه الله -[307]- عز وجل منها. من رجا شيئاً طلبه، ومن خاف شيئاً هرب منه)) .

فصل

فصل 506- أخبرنا أبو طاهر أحمد بن عمر النقاش، أنبأنا أبو عبد الله ابن مندة، أنبأنا عباس بن محمد بن معاذ، ثنا علي بن أبي عيسى، ثنا إسحاق بن عيسى، ثنا محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مؤمن يخرج من عينيه دمع من خشية الله وإن كان مثل رأس الذباب فيصيب حر وجهه إلا حرَّمه الله تعالى على النار)) .

507- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في كتابه، أنبأ أبو محمد بن حيوة المديني، ثنا أبو الحسن اللبناني، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو جعفر الكندي، ثنا يوسف بن الغرق، عن أيوب الحبطي عن نفيع بن الحارث، عن زيد بن أرقم –رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله بم أتقي النار؟ قال: ((بدموع عينيك بكت من خشية الله، فإن عيناً بكت لا تمسها النار أبداً)) .

508- أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو طالب محمد بن علي بن الفتح، ثنا إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي، ثنا محمد بن سفيان الصفار، ثنا سعيد بن رحمة، ثنا ابن المبارك، عن إسماعيل بن عياش -[308]- عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أبي عمران الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة أعين لا تحرقها النار أبداً: عين بكت من خشية الله، وعين سهرت بكتاب الله، وعين حرست في سبيل الله)) .

509- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأنا أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا المغزي، عن المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبداً)) .

فصل

فصل 510- أخبرنا أبو الخير بن رزا أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ أبو طاهر المحمد أباذي، ثنا الكديمي، ثنا أبو بكر بن محمد القرشي، ثنا عمران بن خالد الخزاعي، ثنا محمد بن واسع قال: ((إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة من خوف الله، وامرأته معه ما تشعر ببكائه)) .

511- وقال ابن فضالة: سمعت أبا عبيدة الخواص بعد ما كبر وهو آخذ بلحيته ويبكي يقول: ((قد كبرت فأعتقني يا مولاي)) .

512- أخبرنا أبو محمد رزق الله التميمي أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، ثنا زيد بن الحباب، ثنا زائدة بن قدامة قال: كان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت: رجل قد أصيب بمصيبة، ولقد قالت له أمه: ما هذا الذي تصنع بنفسك تبكي الليل عامته ولا تكاد أن تسكت؟ لعلك يا بني أصبت نفساً. قتلت قتيلاً، فيقول: يا أمه أنا أعلم بما صنعت بنفسي.

513- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا سفيان عن مالك بن مغول قال: كان رجل يبكي فيقول له أهله: لو قتلت قتيلاً ثم جئت أهله تبكي لعفوا عنك، فيقول: إنما قتلت نفسي.

514- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو سعيد النقاش، ثنا أبو مسلم يوسف بن محمد بن آدم القصار، ثنا أحمد بن محمد بن المسكين، ثنا محمد بن حسان الأزرق، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن، عن يزيد بن جابر، عن عطاء بن قرة السوائي قال: كان أبو الدرداء إذا سمع أصوات المتهجدين بالقرآن في جوف الليل يقول: ((يأبى النّواحون على أنفسهم في الدنيا قبل يوم القيامة)) .

515- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي -[310]- أنبأ أبو محمد بكر بن عبد الرحمن الخلال بمصر، ثنا عبد الرحمن بن معاوية، ثنا محمد بن الفرج الصدفي، ثنا جعفر بن هارون، عن مسلمة بن جعفر، عن الحسن بن أبي الحسن قال: ((إن لله –عز وجل- عباداً قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم حفيفة، صبروا أياماً فصاروا إلى راحة طويلة أما الليل فصافة أقدامهم تسيل دموعهم على خدودهم يقولون: ربنا –وأما النهار فعلماً وحلماً بررة أتقياء، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بهم مرض ولقد خالط القوم أمرٌ عظم)) .

516- أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المديني. ثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء، أنبأ أبو الحسن علي بن بندار الصيرفي، ثنا عمرو سباع بن علي، ثنا أبو يعلى السباحي، ثنا الأصمعي، ثنا حزم القطعي عن الحسن قال: ((حقيق على من كان الموت موعده والقيامة مورده والوقوف والحساب عند الله مشهده أن يطول بكاؤه وحزنه)) .

517- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، أنبأ القاضي أبو محمد عم أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن يزيد، ثنا سعيد بن عامر عن جعفر. عن سليمان عن مالك بن دينار قال: كان بمكة امرأة حسنة العينين تبكي فيبكي النساء فقيل لها: الآن تذهب عيناك فقالت: -[311]- ((إن كانت لي عند الله –عز وجل- خيراً أبدلني خيراً منها، وإلا فما حزني عليهما)) .

518- أخبرنا عبد الله بن زكريا الدقاق ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو بكر الآجري بمكة، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد العسكري قال: حدثني يحيى بن بسام قال: دخلت مع نفر من أصحابنا على عفيرة العابدة. وكانت قد تعبدت وبكت حتى عميت، فقال بعض أصحابنا لرجل إلى جنبه: ما أشد العمى على من كان بصيراً، فسمعت عفيرة قوله فقالت: ((يا عبد الله عمى القلب والله أشد من عمى العين عن الدنيا، والله لوددت أن الله وهب لي كنه محبته، وإنه لم يبق مني جارحة إلا أخذها)) .

فصل

فصل 519- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، أنبأ محمد بن يعقوب المعقلي، ثنا الخضر بن أبان بالكوفة، ثنا سيار ثنا عبيد الله بن شحيط عن أبيه قال: كتب سعيد بن جبير إلى أبي السوار العدوي: ((أما بعد يا أخي: فاحذر الناس واكفهم نفسك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك، وإذا رأيت عاثراً فاحمد الله الذي عافاك، ولا تأمن الشيطان أن يفتنك ما بقيت)) .

520- أخبرنا أبو عبد الله الطبري بمكة ثنا إسماعيل الصابوني، -[312]- ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، ثنا يوسف بن عاصم، ثنا صالح بن حاتم بن وردان، ثنا يزيد بن زريع، ثنا المسعودي عن القاسم قال: قال رجل لعبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أوصني قال: ((ليسعك بيتك وكف لسانك وابك من ذكر خطيئتك)) .

521- قال: وحدثنا يوسف بن عاصم، ثنا صالح بن حاتم عن يحيى بن راشد قال: حدثني سعيد بن إياس الجريري عن العباس الجشمي قال: رأى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يبكي وهو يمسح الدمع عن وجهه فقال: ((لا تمسحه، دعه يتفتت على وجهك)) .

522- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أنبأ أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة، عن ابن المبارك. أنبأ مسعد، عن عبد الأعلى التميمي قال: ((إن من أوتي من العلم ما لا يبكيه لخليق أن لا يكون أوتى علماً ينفعه. إن الله –عز وجل- نعت العلماء فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله.. ..} إلى قوله: {ويخرون للأذقان يبكون} )) .

523- أخبرنا عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسين المدائني بمصر، ثنا أبو يعلى الساجي، عن الأصمعي قال: ذكر أعرابي قوماً فقال: ((تركوا والله نعيم الدنيا لينعموا في الآخرة لهم عبرات متدافقة وزفرات متتابعة لا تراهم إلا في وجه وجيهٍ عند الله عز وجل)) .

524- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد، أنبأ عثمان بن أحمد البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة عن ابن المبارك، ثنا صالح المري، ثنا أبو عمران الجوني، عن أبي الجلد قال: -[313]- قرأت في مسألة داود –عليه السلام- ربه عز وجل: ((إلهي ما جزاء من بكي من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجهه؟ قال: جزاؤه أن أحرم وجهه على لفح النار. وأن أومنه يوم الفزع)) .

525- قال: وحدثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة عن يزيد بن خلف عن أبي الصباح، عن أبي علي، عن كعب قال: ((من أراد أن يبلغ شرف الآخرة فليكثر التفكر يكن عابداً وليرض بقوت يومه يكن غنياً، وليكثر بكاه عند ذكر خطاياه يطفئ الله عنه بحور جهنم)) .

باب في الترهيب من كثرة الضحك وقلة البكاء

باب في الترهيب من كثرة الضحك وقلة البكاء 526- حدثنا محمد بن أحمد الفقيه، ثنا أبو عمر، القاسم بن جعفر الهاشمي، ثنا علي بن إسحاق المادراي، ثنا عباس بن محمد بن إسحاق بن منصور، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد عن مورق، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تسمعون ما أسمع أطت السماء وحق لها أن تئط والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك ساجد لله تعالى - ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولصعدتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ربنا.. .. فقال أبو ذر –رضي الله عنه-: ليتني شجرة تعضد)) . قوله: تجأرون: أي ترفعون أصواتكم بالدعاء. وقوله: تعضد: أي تقطع.

527- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد، أنبأ عثمان بن أحمد البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا أبو يحيى الحماني -[315]- عن عمران بن أبي يحيى الثعلبي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك. –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون حتى يصيروا جداول في وجوههم فينفد الدموع فيبكون دماً فتقرح العيون، فلو أن السفن أجريت فيها لجرت)) .

528- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أن محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم قال: حدثني حرملة بن يحيى، أنبأ ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب وهو يذكر الحجر مساكن ثمود، قال سالم بن عبد الله: إن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذراً أن يصيبكم مثل ما أصابهم ثم زجر ناقته حتى خلفها)) .

529- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق أنبأ والدي أنبأ حاجب بن أبي بكر، ثنا أبو عبد الرحمن عبدان بن نبيت، ثنا عبد الله بن المبارك أبو عبد الرحمن المروزي، ثنا الزبير بن سعيد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة يُضحّك بها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا)) .

فصل

فصل 530- أخبرنا هبة الله الأنصاري، أنبأنا هلال الحفار، ثنا -[316]- الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا إبراهيم بن مجشر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود –عليه السلام- لابنه: ((يا بني لا تكثر الغيرة على أهلك فترمى بالشر من أجلك، وإن كانت بريئة، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تستخف فؤاد الرجل الحليم.. .. قال: وعليك بخشية الله –عز وجل- فإنها غلبت كل شيء)) .

531- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو الحسن علي بن حمد الفقيه، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا يعقوب بن حماد المدني، عن إبراهيم بن عيسى قال: لما أراد موسى –عليه السلام- فراق الخضر –عليه السلام- قال له موسى أوصني. قال: ((انزع عن اللجاجة، ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك إلا من عجب، ولا تعير الخطائين، وابك على خطيئتك يا ابن عمران)) .

532- أنبأ أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، أنبأ الحاكم أبو الحسن السقا الإسفراييني ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف، ثنا أحمد بن عثمان، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا حماد، عن ثابت قال: كان يقول: ((ضحك المؤمن غفلة من قلبه)) .

533- أخبرنا أبو عبد الله الطبري بمكة، ثنا إسماعيل الصابوني، أنبأ عبد الصمد بن عبد الله المعمري بهراة، ثنا حاتم بن محبوب البيامي، ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبيد الله القواريري، ثنا المنهال بن عيسى، ثنا غالب -[317]- القطان، قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول: ((من أتى الخطيئة وهو يضحك دخل النار وهو يبكي)) .

534- أخبرنا أبو عبد الله الطبري، ثنا إسماعيل الصابوني، أنبأ أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو عبد الله الصفار، ثنا ابن أبي الدنيا، قال حدثني أبو عبد الرحمن الأزدي، عن عبدان بن عثمان، عن عبد الله بن المبارك أنه كان يتمثل: ((وكيف تحب أن تدعى حكيماً ... وأنت لكل ما تهوى ركوب وتضحك دائماً ظهراً لبطنٍ ... وتذكر ما عملت ولا تتوب)) .

باب في الترهيب من البخل

باب في الترهيب من البخل 535- أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الفقيه، أنبأنا أبو إسحاق ابن خرشيذ قولة، أنبأ الحسن بن إسماعيل المحاملي، ثنا ابن أبي مذعور ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، ثنا محمد بن المنكدر عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((أتيت أبا بكر –رضي الله عنه- أسأله فمنعني، ثم أتيته أسأله فمنعني. فقلت: إما أن تبخل وإما أن تعطني قال: قلت تبخل وأي داءٍ أودى من البخل، ما أتيتني من مرةٍ إلا وأنا أريد أن أعطيك ألفاً قال: فأعطاني ألفاً وألفاً وألفاً)) .

536- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله أنبأ والدي، أنبا عبد الله بن جعفر الفارسي، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عبد العزيز الأويسي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن -[319]- عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: جد بن قيس قال: بم تسودونه؟ قالوا: إنه أكثرنا مالاً وإنا على ذلك لنزنه بالبخل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأي داءٍ أدوى من البخل ليس ذا سيدكم. قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: سيدكم بشر بن البراء)) . قوله: لنزنه: أي لنتهمنه.

537- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد بن علي بن مكرم قال: حدثني أبو عبيدة قال: حدثني وهب بن منبه، ثنا عثمان البري، ثنا قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: ((إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا، ألا إن كل مال نحلته عبدي حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم. وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب. فقال لي: يا محمد: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك. وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء فاقرأه نائماً ويقظاناً، وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً فقلت: يا رب إذاً يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة فقال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك وأنفق ننفق عليك وابعث جيشاً نبعث خمسة أمثالهم وقاتل بمن أطاعك من عصاك، وأصحاب الجنة ثلاثة: إمام مقسط مصدق وموفق، ورجل رقيق القلب رحيم بكل ذي -[320]- قربى ومسلم، وفقير متعفف، وأصحاب النار خمسة: الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبع لا يبغون فيكم أهلاً ولا مالاً قال: قلت: يا أبا عبد الله من هم هؤلاء؟ قال: الذين يقع بعضهم على بعض أهل سفاح غير نكاح، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك، ورجل يخفي له طمع وإن دق إلا خانه والشنظير الفاحش، وذكر الكذب والبخل)) . قوله: فاجتالتهم عن دينهم: أي أحالتهم. ويثلغوا: أي يشدخوا. والضعيف الذي لا زبر له: أي لا رأي له ولا حلم له.

فصل

فصل 538- أخبرنا أبو السنابل هبة الله بن أبي الصهباء بنيسابور، أخبرنا عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد البصري، ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صدقة بن موسى، ثنا مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب. عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق)) .

539- أنبأ أبو نصر بن هارون بنيسابور، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني زفر بن عبد الرحمن بن أردك عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[321]- ((والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول وتظهر التحوت. قالوا: يا رسول الله وما الوعول؟ قال: الوعول وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم)) .

540- أخبرنا أبو بكر القماط الطبراني، أنبأ محمد بن إسحاق الحافظ، أنبأ محمد بن قريش بن سليمان المروزي، ثنا بكر بن عبد الله بصنعان، ثنا أيوب بن سالم. ثنا يوسف بن حماد بن مليكة الصنعاني، عن نبيه بن عمر بن عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن الحسن الجعفي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ((ألا إن كل جواد في الجنة حتمٌ على الله وأنا به كفيل، ألا وإن كل بخيل في النار حتم على الله وأنا به كفيل. قالوا: يا رسول الله من الجواد؟ ومن البخيل؟ قال: الجواد من جاد بحقوق الله في ماله، والبخيل من منع حقوق الله وبخل على ربه، وليس الجواد من أخذ حراماً وأنفق إسرافاً)) .

فصل

فصل 541- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ عبد الرحمن بن يحيى ومحمد بن حمزة ومحمد بن محمد بن يونس وغيرهم، قالوا: ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، قال أبو عبد الله: وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن نافع، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم قالا: ثنا -[322]- الأسود بن شيبان عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن أخيه مطرف بن عبد الله قال: كان الحديث يبلغني عن أبي ذر -رضي الله عنه- فكنت أشتهي لقياه فلقيته فقلت: يا أبا ذر إنه كان يبلغني عنك الحديث فكنت أشتهي لقاك، فقال: لله أبوك فقد لقيت فهات، قلت: بلغني أنك تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم أن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة فقال: ما أحال أن أكذب على خليلي، فقلت: فمن الثلاثة الذين يحب؟ فقال: ((رجل لقي العدو فقاتل وإنكم لتجدون في كتاب الله عندكم: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص} . قلت: ومن؟ قال: رجلٌ له جار سوءٍ فهو يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أبو بموت. قال: قلت: ومن؟ قال: رجل مع قوم في سفرٍ فنزلوا فعرسوا وقد شق عليهم الكد والنعاس ووضعوا رءوسهم وناموا، وقام فتوضأ وصلى رهبة لله ورغبة إليه. قال: قلت: فمن الثلاثة الذين يبغض؟ قال: البخيل المنان، والمختال الفخور وإنكم لتجدون ذلك في كتاب الله {إن الله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ} . قلت: فمن الثالث؟ قال: التاجر الحلاف أو البياع الحلاف)) . قال أبو عبد الله: لفظ حديث أبي داود، وهو حديث مشهور عن الأسود بن شيبان، ورواته مشاهير ثقات، مقبولة عند الجميع.

542- وأخبرنا أبو بكر سعيد بن أحمد الواحدي بنيسابور أنبأ أبو الحسن علي بن محمد الطرازي، أنبأ أحمد بن علي بن حسنويه المقري -[323]- ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الجيشاني بحديث غريب غريب، ثنا محمد بن يوسف أبو قرة عن سعد القاص. عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن في الجنة شجرة يخرج من أعلاها ورق حلل ومن أسفلها خيول بلق من ذهب سرجها وزمامها الدر والياقوت وهن ذوات الأجنحة لا تروث ولا تبول، فيركبها أولياء الله فتطير بهم حيث شاءوا فيقول الذين أسفل منهم: يا رب قد أطفأوا نورنا هؤلاء، من هؤلاء؟ هذه الكرامة لهم؟ فيقال: إنهم كانوا ينفقون وكنتم تبخلون. وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون أنفسكم))

543- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد أنبأ أبو عمرو بن مهدي، ثنا المحاملي، ثنا أبو الأشعث، ثنا المعتمر قال: سمعت أبي، ثنا قتادة عن خليد بن عبد الله العَصَري، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: - ((ما طلعت شمسٌ قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان من على الأرض غير الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا آبت إلا وبجنبتيها ملكان يناديان: اللهم من أنفق فأعقبه خلفاً ومن أمسك فأعقبه تلفاً)) .

فصل

فصل 544- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ -[324]- أبو عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عباد بن زياد الأسدي، ثنا زهير عن أبي إسحاق عن نافع قال: ((عطس رجل عند ابن عمر -رضي الله عنهما- فقال له ابن عمر: لقد بخلت هلا حيث حمدت الله صليت على النبي صلى الله عليه وسلم)) .

545- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنبأ أبو علي بن البغدادي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا أبو أمية الطرسوسي بطرسوس، ثنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان قال: حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي)) .

فصل في الشح

فصل في الشح 546- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي بمكة أبو نصر عبد السيد بن محمد الصباغ قالا: أنبأ محمد بن الحسين بن الفضل، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة، عن بكر بن عبيد الله المزني، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[325]- ((إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، فإنما أهلك من كان قبلكم الشح أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا. فقام رجل فقال: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال: أي الجهاد أفضل؟ قال: يهراق دمك ويعقر جوادك. قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: تهجر ما كره ربك وهما هجرتان: هجرة للبادي وهجرة للحاضر. فأما هجرة البادي فإذا دُعي أجاب وإذا أمر أطاع. وأما هجرة الحاضر فأشدهما بلية وأعظمها أجراً)) .

547- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والده، أنبأ محمد بن عبد الله بن العباس أبو عيسى، ثنا محمد بن مسيلمة، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن صفوان بن سليم عن حصين بن اللجلاج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع الشح والإيمان في جوف رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم)) .

فصل

فصل 548- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا يحيى بن عبد الصمد، ثنا مالك، عن أنس، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: -[326]- ((قال: إما موسى وإما عيسى: يا رب ما علامة رضاك؟ قال: إني أنزل عليهم الغيث إبان زرعهم، وأمنعه إبان حصادهم، وأجعل أمرهم إلى حلمائهم، وفيئهم إلى سمائحهم، قال: يا رب وما علامة السخط؟ قال: أن أنزل عليهم الغيث إبان حصادهم وأمنعه إبان زرعهم، وأجعل أمرهم إلى جهالهم، وفيئهم إلى بخلائهم)) .

549- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر بن عبد الرحمن بن الفضل، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ثنا يحيى بن معين، ثنا المبارك بن سعيد الثوري قال: حدثني زيد الكوفي عن رجل من أهل العلم قال: ((كان يقال: خمس خصال هن أقبح شيء فيمن كن فيه: الحدة في السلطان، والكبر في ذي الحسب، والبخل في ذي الغني، والحرص في العالم والقسوة في الشيخ، وثلاث هن أحسن شيءٍ فيمن كن فيه: تؤدة في غير ذل، وجود لغير إسرافٍ. ونصب لغير الدنيا)) .

باب في الترغيب في السخاء

باب في الترغيب في السخاء 550- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثني أبو قتادة العذري حدثني جرير بن رزيق بن ثعلبة، عن ابن المنكدر وصفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جاءني جبريل فقال: إن الله ارتضى هذا الدين لنفسه ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما صحبتموه)) .

551- أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، أنبأ عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا الحسن بن البزار، ثنا سعيد بن محمد الوراق، عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[328]- ((السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة، بعيد من النار. والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار. ولسخي جاهل أحب إلى الله من عابدٍ بخيل. وأكبر الداء البخل)) .

باب في ثواب البلاء، وأنه كفارة للذنوب

باب في ثواب البلاء، وأنه كفارة للذنوب 552- أخبرنا إسماعيل بن عثمان النيسابوري، أنبأ محمد بن موسى بن الفضل، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا عبيد الله بن عمر الجشمي وأبو خيثمة وغيرهما، قالوا: ثنا يحيى بن سعيد، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن زينب بنت كعب، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ماذا لنا بها؟ قال: ((كفارات، فقال أبيّ بن كعب: يا رسول الله، وإن قلّت؟ قال: شوكة فما فوقها)) . فدعا أبيّ على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى يموت على ألا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد في سبيل الله، ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مس رجل [جلده] بعدها إلا وجد حرها حتى مات.

553- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد. ثنا عبيد الله -[330]- بن عمر الجشمي، ثنا يزيد بن زريع قال: حدثني حجاج الصواف، ثنا أبو الزبير، ثنا جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب أو أم المسيب، شك أبو الزبير وهي تزفزف فقال: ((ما لك تزفزفين؟ قالت: الحمى. لا بارك الله فيها. قال: - ((لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكبر خبث الحديد)) . قال أهل اللغة: الوعك: الحمى. والزفزفة: الرعدة الشديدة.

554- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو الأشعث ثنا خالد بن الحارث، عن شعبة قال: أخبرني جبير قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن عمته فاطمة أنها قالت: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء نعوده. فإذا سقاء معلق نحوه يقطر ماؤه عليه من شدة ما يجد من الحمى فقلنا: يا رسول الله، لو دعوت الله -عز وجل- فكشف عنك. فقال: ((إن من أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) .

فصل

فصل 555- ثنا أبو نصر السمسار، أنبأ علي بن محمد الفقيه، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك قال: حدثني حماد –يعني ابن أبي حميد- عن مسلم بن -[331]- أبي عقيل، عن عبد الله بن أبي إياس بن أبي فاطمة، عن أبيه، عن جده قال: ((كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يحب أن يصح فلا يسقم؟ فقالوا: نحن يا رسول الله فقال: أتحبون أن تكونوا كالحمر الصيالة، ألا تحبون أن تكونوا أصحاب بلاء وأصحاب كفارات. والذي نفسي بيده إن الله ليحب أن يبتلي العبد بالبلاء ويحبه. وقد كتب له الدرجة من الجنة ما يبلغها بشيء من عمله دون أن [يبتليه بالبلاء] حتى يبلغه تلك الدرجة)) . الحمر الصيالة: العير الذي في الفلاة يصول البعض على البعض وبعض البعض على البعض وهي أصح الحيوان جسماً.

556- وأخبرنا العاصم بن الحسن، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ثنا عمرو بن خليفة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: جاءت امرأة من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يشفيني، قال: ((إن شئت دعوت الله فشفاك وإن شئت فاصبري ولا حساب عليك. قالت: بل أصبر ولا حساب علي)) .

557- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ أبو الحسن علي بن المظفر بن علي الأصبهاني ببغداد، ثنا أبي أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وفيها مات، ثنا محمد بن غالب قال: حدثني عبد الصمد بن النعمان، ثنا أبو غسان محمد بن مطرف، عن أبي الحصين، -[332]- عن أبي صالح، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحمى من كبر جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار)) .

فصل

فصل 558- أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا حاجب بن الوليد، ثنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المريض إذا برأ وصح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في صفائها ولونها)) .

559- أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عثمان، أنبأ محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني أبي بكر، ثنا الحكم بن نافع، ثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء وهو أعلم. كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار، فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز –فذلك الذي نجاه من السيئات ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك، فذلك الذي يشك بعض الشك، ومنهم من يخرج كالذهب الأسود فذلك الذي قد افتتن)) .

560- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أمينة أنها سألت عائشة –رضي الله عنها- عن هذه الآية {من يعمل سوءاً يجز به} قالت: ما سألني عن هذه الآية أحد منذ سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم. سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا عائشة هذه مبايعة الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة والشوكة حتى البضاعة يضعها في كمه فيفزع لها فيجدها في ضبته حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير)) . قوله: فيجدها في ضبته يريد فيجدها في مؤخر كمه.

فصل آخر في ثواب المريض والمبتلى

فصل آخر في ثواب المريض والمبتلى 561- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا آدم، ثنا بكر بن خنيس، ثنا ضرار بن عمرو، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا أحب عبداً أو أراد أن يصافيه صب البلاء عليه صباً وثجه عليه ثجاً، فإذا دعا قالت الملائكة: صوت معروف. وقال جبريل: يا رب عبدك فلان اقض حاجته، فيقول الله: دعه فإني أحب أن أسمع -[334]- صوته. قال: يا رب قال الله: لبيك عبدي وسعديك وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك ولا تسلني شيئاً إلا أعطيتك، إما أن أعجل لك ما سألت وإما أن أدخر لك عندي أفضل منه وإما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه.. .. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتنصب الموازين يوم القيامة فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين. ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين، قال: ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل وذلك قوله: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} )) .

562- أخبرنا أبو طاهر الرازاني، أنبأ أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا القعنبي، ثنا مالك بن أنس، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال: سمعت سعيد بن يسار أبا الحباب يقول: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يصب منه)) . أي: يوجه إليه مصيبة ويصيبه ببلاء.

563- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ أحمد بن محمد بن -[335]- غالب الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا سعيد بن عامر، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة. عن أبي هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله –عز وجل- وما عليه من خطيئة)) .

564- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو أحمد الكرجي، ثنا أحمد بن إسحاق الفقيه، ثنا أحمد بن عمرو الضحاك، ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، ثنا عبد الله بن وهب عن محمد بن أبي حميد، عن مسلم بن أبي عقيل قال: دخلت على عبد الله بن أبي إياس بن أبي فاطمة فحدثني عن أبيه، عن جده قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –عز وجل- ليبتلي المؤمن بالبلاء وما يبتليه إلا لكرامته عليه إن الله –عز وجل- يريد أن يبلغه منزلة لم يبلغها بشيء من عمله إلا بما يبتليه فيبلغه تلك المنزلة)) . كذا في هذه الرواية محمد بن أبي حميد، عن مسلم بن أبي عقيل.

فصل

فصل 565- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن عبد الواحد النحوي، ثنا محمد بن زياد بن مهران السمسار، ثنا إسحاق بن كعب الحلبي، ثنا موسى بن عمير، عن -[336]- الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((داووا مرضاكم بالصدقة وحصنوا أموالكم بالزكاة وأعدوا للبلاء الدعاء)) .

566- أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن الحسين بن إسماعيل المؤدب، ثنا حذيفة بن غياث، ثنا الوليد، ثنا همام بن يحيى وسليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل ما صنع الله للمسلم خير إن أصابه سراء فشكر آجره الله وإن أصابه ضراء فصبر آجره الله)) .

567- أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت العيزار بن حريث يحدث عن عمر بن سعد، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((عجبت للمؤمن إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، وإذا أصابه خير حمد وشكر وخير في كل شيء)) .

فصل

فصل 568- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، -[337]- أنبأ أبو الأسود عبد الرحمن بن الفيض قال: لما نزلت هذه الآية: {من يعمل سوءاً يجز به} قال أبو بكر –رضي الله عنه-: يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ قال: ((يرحمك الله يا أبا بكر ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست يصيبك البلاء؟ ألست تنكب؟ قال: بلى. قال: فذلك بذاك)) .

569- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ أبو نصر بن حمدويه المروزي، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو، ثنا عبد الله بن عثمان، عن عبدان، عن أبي حميدة السكري، عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي قال: قال أبو بكر –رضي الله عنه-: كيف الصلاح بعد هذه الآية يا رسول الله؟ قال: أية آية؟ قال: يقول الله –عز وجل- {ليس بأمانيكم ولا بأماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به} فكل سوء عملنا جزيناه – فقال: ((غفر الله لك يا أبا بكر ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست يصيبك البلاء؟ قال: فهو ما تجزى به)) .

570- أخبرنا أبو الفتح المطهر بن محمد البيع، ثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم التاجر، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا محمد –هو ابن أبي حميد- عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: كنت -[338]- جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم. فقلنا: يا رسول الله مم تبسمت. قال: ((عجبت للمؤمن، وجزعه من السقم ولو يعلم ما له من السقم أحب أن يكون سقيماً حتى يلقى ربه)) . قال: ثم تبسم الثانية ورفع رأسه إلى السماء فقالوا: يا رسول الله لم تبسمت ورفعت رأسك إلى السماء فقال: ((عجبت لملكين نزلا يلتمسان عبداً مؤمناً في مصلى، كان يصلي فيه فلم يجداه فعرجا إلى الله فقالا: يا رب عبدك المؤمن فلان كنا نكتب له كل يوم كذا وكذا من العمل قد حبسته في حبالتك –يعني المرض- فقال لهما: اكتبا لعبدي عمله الذي كان يعمل في يومه وليلته ولا تنقصوا منه شيئاً، علي أجر ما حبسته وله أجر ما عمل)) .

فصل

فصل 571- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء، ثنا خالد بن مخلد، ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا كفر الله –عز وجل- عنه بها خطيئة)) .

572- أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عثمان النيسابوري، أنبأ -[339]- محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا خالد بن خداش، ثنا عبد الله بن وهب، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو محموم فقلت: ما أشد حماك يا رسول الله. قال: ((إنا كذلك معشر الأنبياء يضاعف علينا الوجع ليضاعف لنا الأجر. قال: قلت: يا رسول الله: فأي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء. قلت: ثم أي؟ قال: ثم الصالحون، إن كان الرجل ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة فيجوبها فيلبسها، وإن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله القمل وكان ذلك أحب إليهم من العطاء إليكم)) . قوله يجوبها: أي يقطعها ويجعل لها شبه الجيب.

573- أخبرنا أبو القاسم الحسن بن عبد الله الطبسي البزار بنيسابور، أنبأ إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، ثنا علي بن محمد بن عبد الله القزويني بنيسابور، ثنا عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن الزيات البغدادي، ثنا حفص بن عمر الربالي، ثنا يحيى بن ميمون، ثنا ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مرض المؤمن كفارة لما خلا ومستعتب فيما يبقى، وإن مرض الكافر كمثل البعير يعقله أهله فلا يدري لأي شيء عقلوه ويطلقونه فلا -[340]- يدري لأي شيء يطلقونه)) . المستعتب: طلب الرضى أي يندم على ما مضى، فيتوب، وطلب رضا الله فيما بقي.. .. وقوله: يعقله أهله أي يشد رجله حتى لا يذهب.

574- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البغدادي ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا أبو أسامة، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد مريضاً من وعكٍ به، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اصبر، فإن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن ليكن حظه من النار)) .

575- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار في كتابه، أنبأ محمد بن علي بن الفتح، ثنا عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا علي بن محمد الزيادأبادي، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرض العبد بعث الله –عز وجل- إليه ملكين فيقول: -[341]- انظروا ما يقول العواد؟ فإن هو إذا دخلوا عليه حمد الله تعالى رفعوا ذلك إلى الله –عز وجل- وهو أعلم. فيقول: لعبدي إن أنا توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيته أن أبدله لحماً خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه وأن أكفر عنه سيئاته)) .

576- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن علي بن زيد، ثنا عبد العزيز بن يحيى، ثنا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن عيسى، عن سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم، عن طاوس، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: لأن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء، وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا المصيبة. وليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يكن في غم ما لم يكن في الصلاة. قالوا: ولم يا رسول الله؟ قال: لأن المصلي يناجي ربه –عز وجل- وإذا كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم)) .

فصل

فصل 577- أخبرنا إسماعيل بن عثمان النيسابوري، أنبأ محمد بن موسى بن الفضل، ثنا أبو عبد الله الصفار الأصبهاني، ثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثني أبو جعفر الآدمي، ثنا أبو اليمان، عن أبي بكر –يعني ابن أبي مريم- عن عطية –يعني ابن قيس- قال: مرض كعب فعاده رهط من أهل دمشق فقالوا: كيف تجدك يا أبا إسحاق؟ قال: بخير جسد أخذ بذنبه إن شاء ربه عذبه وإن شاء رحمه، وإن بعثه بعثه خلقاً جديداً لا ذنب له.

578- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني إبراهيم بن راشد، ثنا أبو ربيعة، ثنا حماد، عن ثابت، عن مطرف بن عبد الله أن كعباً قال: ((أجد في التوراة. لولا أن يحزن عبدي المؤمن لعصبت الكافر بعصابة من حديد. لا يصدع أبداً)) .

579- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني إبراهيم بن راشد، ثنا أبو ربيعة، ثنا حماد عن أبي حمزة قال: سمعت قيس بن عباد يقول: ((ساعات الوجع يذهبن الخطايا)) .

580- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن إسحاق الصيني، ثنا عمرو بن عبد الغفار، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: وقعت الأكلة في رجله –يعني في رجل عروة- فقيل له: ألا ندعو لك طبيباً؟ قال: إن شئتم. فجاء الطبيب فقال: أسقيك شراباً يزول فيه عقلك. فقال: امض لشأنك، ما ظننت أن خلقاً يشرب شراباً يزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه. قال: فوضع المنشار على ركبته اليسرى ونحن حوله فما سمعنا له حساً. فلما قطعها جعل يقول: لئن أخذت لقد أبقيت، ولن ابتليت لقد عافيت. قال: وما ترك جزءاً من القرآن تلك الليلة.

581- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبو جعفر -[343]- الآدمي، ثنا معاذ عن عمران، يعني ابن حدير قال: كان أبو مجلز يقول: ((لا تحدث المريض إلا بما يعجبه، قال: وكان يأتيني وأنا مطعون. فيقول: عد، واليوم في الحي كذا وكذا، ممن أفرق وعدوك فيهم. قال: فأفرح بذلك)) . المطعون: الذي أصابه الطاعون، وقوله: في الحي أي في القبيلة. وقوله: ممن أفرق: أي ممن أفاق وبرأ.

فصل

فصل 582- أنبأ أحمد بن الربيع وأبو سهل بن قولويه قالا: أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا حبان بن هلال، ثنا مبارك عن الحسن قال: ((دخلنا على عمران بن حصين في وجعه ذاك الشديد فقال له رجل: يا أبا نجيد، والله لأبتئس لك من بعض ما بك، قال: لا تفعل، فإن أحبه إلي. أحبه إلى الله قال الله –عز وجل- {ما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} هذا بما كسبت يداي ويأتي عفو ربي فيما يبقى)) .

583- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري في كتابه، ثنا عبد العزيز بن قاذويه في كتابه: أنبأ عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا يحيى بن محمد ثنا الحسين، ثنا عبد الله بن المبارك قال: بلغني أن عيسى –عليه السلام- قال: -[344]- ((يوشك أن يفضي بالصابر البلاء إلى الرخاء، وبالفاجر الرخاء إلى البلاء)) .

584- أنشدنا سهل بن عبد الله قال: أنشدنا أبو بكر القاضي والدي: أنشدني أبو عيسى البرشجان: إذا نزلت بي خطة ورأيت ... ما جرى لي منها فوق ما بي من الجهد رأيت الذي بي نعمة فشكرتها ... ولم أدر لله من نعمة عندي

باب في الترهيب من البهتان والغيبة

باب في الترهيب من البهتان والغيبة 585- أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ علي بن جعفر، ثنا فاروق الخطابي، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا بشر بن المفضل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة فقال: ((أن تقول لأخيك ما يكره، فإن كنت صادقاً لقد اغتبته، وإن كنت كاذباً فقد بهته)) .

586- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو محمد جعفر بن إبراهيم المقريء بمكة، ثنا محمد بن يونس القرشي، ثنا عثمان بن عمر، ثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قلت لأخيك ما فيه فقد اغتبته، وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته)) .

587- أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا الحسين بن السني، ثنا شعيب بن شعيب الدمشقي، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، ثنا راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) .

588- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن يحيى بن النضر، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم)) . قال أهل اللغة: (الاستطالة) : البغي والتكبر، واستطالة المرء في عرض أخيه: طلب الفضل عليه والوقوع في عرضه وذكره إياه بما لا يحل له.

589- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ -[347]- عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر، ثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، سمع أسامة بن شريك –رضي الله عنه- يقول: شهدت الأعراب يسألون النبي صلى الله عليه وسلم: هل علينا من جناح في كذا؟ قال: ((عباد الله وضع الله الحرج إلا من امرئ اقترض من عرض أخيه شيئاً فذلك الذي حرج. قالوا: يا رسول الله ما خير ما يعطى العبد؟ قال: خلقٌ حسن)) . معنى (اقترض من عرض أخيه شيئاً) : أي وقع فيه وعابه، وأصل الكلمة من القرض وهو القطع. وقوله حرج: أي أثم واستوجب العقوبة.

590- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو كريب، ثنا -[348]- أبو معاوية، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الربا سبعون حوباً أهونها وقوع الرجل على أمه، وأربا الربا وقوع الرجل في عرض أخيه)) . قال أهل اللغة: (الحوب) الإثم.

591- أخبرنا أحمد بن مردويه، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا أبو أحمد القاضي، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، أنبأ محمد بن القاسم الأسدي، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن صفوان بن ذكوان، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)) .

592- أخبرنا أحمد بن مردويه. أنبأ علي بن يحيى بن جعفر، ثنا فاروق الخطابي، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب، عن يعلى بن سيابة أن النبي صلى الله عليه وسلم وأتى على قبر يفتن صاحبه فقال: ((إن هذا كان يأكل لحوم الناس ثم دعا بجريدة رطبة فوضعها على قبره فقال: لعله أن يخفف عنه ما دامت هذه رطبة)) .

باب في ذكر البنين والبنات وحق الأولاد على الآباء

باب في ذكر البنين والبنات وحق الأولاد على الآباء 593- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله خرشيذ قولة، أنبأ حمزة بن الحسين السمسار، ثنا الحكم بن عمرو، ثنا علي –هو ابن عياش-، ثنا سعيد بن عمارة قال: حدثني الحارث بن النعمان الليثي ابن أخت سعيد بن جبير، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم)) .

594- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو الفرج -[350]- البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، ثنا عبد الرحمن بن علقمة، ثنا عامر الخراز قال: حدثني أيوب بن موسى، عن أبيه عن جده –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نحل والد ولده نحلاً أفضل من أدبٍ صالح)) .

595- قال: وحدثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، ثنا المضاء، عن عطاء، عن الحسن بن عمارة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويعلمه الكتاب ويزوجه إذا أدرك)) .

596- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، ثنا أبو بكر بن القاضي، أنبأ عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي، ثنا محمد بن مخلد العطار، ثنا أبو الحسن علي بن شاذان –يعرف بابن مكرم-، ثنا عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد قال: أخبرني أبي، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من حق الولد على الوالد ثلاث خصال: أن يحسن اسمه، -[351]- وأن يحسن أدبه، وأن يفقهه إذا بلغ)) . وهكذا في رواية شيخنا هذا: وأن يفقه، ورواه غيره فقال: وأن يعفه.

597- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، ثنا محمد بن مخلد، ثنا علي بن شاذان، ثنا عبد الله بن عبد العزيز قال: أخبرني أبي، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من حق الولد على والده أن يحسن أدبه وأن يحسن اسمه وأن يعفه إذا بلغ)) .

فصل

فصل 598- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا محمود –هو ابن غيلان-، ثنا أبو داود، ثنا الحكم عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله -[352]- عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم)) .

599- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن يعقوب المقري، ثنا علي بن إسحاق الأردني، ثنا محمد بن يزيد المستملي، ثنا ابن أبي فديك، عن جهم بن عثمان السلمي، عن ابن جشيب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من تسمى باسمي يرجو بركتي ويمني غدت عليه البركة وراحت إلى يوم القيامة)) .

600- أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله البندنيجي بمكة –حرسها الله- أنبأ أبو إسحاق البرمكي، أنبأ أبو عمر بن حيويه، أنبأ أبو محمد السكري، أنبأ أبو محمد بن قتيبة قال: حدثني أحمد بن الخليل، عن عمران بن موسى، عن يحيى بن صالح، عن محمد بن -[353]- المهاجر، عن عقيل بن شبيب، عن أبي وهب الكلاعي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سموا أولادكم أسماء الأنبياء، وأحسن الأسماء: عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها: الحارث وهمام، وأقبحها: حرب ومرة)) . قال ابن قتيبة: أصدق الأسماء (الحارث) لأن الحارث الكاسب، يقال: حرث فلان إذا كسب، وليس من أحد إلا وهو يحرث. قال الله –عز وجل- {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} أي من كان يريد كسب الآخرة يضاعف له كسبه يريد تضعيف الحساب، ومن كان يريد كسب الدنيا نؤته منها. وأما (همام) فهو من هممت بالشيء إذا أردته وليس من أحد إلا وهو يهم إما بخير وإما بشر. وقوله: (وأقبحها حرب) لما في الحرب من المكاره. وأما (مرة) فللمرارة، وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الصالح والاسم بالحسن.

601- وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتب إلى أمرائه: - ((إذا أبردتم إلي بريداً فاجعلوه حسن الوجه حسن الاسم)) . قال أهل اللغة: البريد: الرسول.

602- أنبأ الفضل بن محمد المؤدب، ثنا علي بن محمد بن -[354]- شاذان إملاء، ثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أبو شبل محمد بن محمد بن النعمان بن شبل الباهلي، سنة ثلاث ومائتين، قال: ثنا أبي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقبلت رأسه وجلست بين يديه فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله حدثني يزيد بن هارون أبو خالد الواسطي قال: أعرفه، قال: حدثني الجراح بن مليح أبو وكيع بن الجراح قال: أعرفه. قال: حدثني شيخ من أهل البصرة قال: فسكت صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي قوم كانت لهم شاةٌ حلوب أتاهم الله برزقها وزاد في أرزاقهم وقدسوا كل يوم تقديسه، وارتحل الفقر عنهم مرحلتين فإن كانت لهم ثلاث حلائب أتاهم الله بأرزاقها، وزاد في أرزاقهم وقدسوا كل يوم ثلاث تقديسات وارتحل الفقر عنهم، وأي قوم ولد فيهم مولود سموه محمداً لذكري نودي أن بورك عليكم أهل البيت)) والنبي صلى الله عليه وسلم منصت لي، فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله قلته أو تعرفه؟ قال: نعم. ثم انتبهت فصرت إلى يزيد بن هارون فاستأذنت عليه فأذن لي فدخلت عليه فقلت: يا أبا خالد: ليفرخ روعك وتنام عيناك. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فحدثته عنك فعرفك، وعن الجراح بن مليح فعرفه حتى أتيت على الحديث فصدقك، قال: فبكى بكاءً شديداً ودعا دعاءً كثيراً. قال: ورجعت إلى منزلي فاتخذت الشاء الصفايا، قال: فارتفع لي من ربحهما أربعمائة دينار، وولد له جماعة أولاد فسماهم محمداً محمداً وولد له ابنة فسماها محمدة. هذا حديث غريب لا أعرفه إلا من هذا الوجه.. .. وقوله: ليفرخ روعك: أي لا تخف فقد أمنت. والصفايا: الكثيرة الألبان.

فصل

فصل 603- أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، ثنا ابن مخلد، ثنا علي بن حرب، ثنا المعافى بن المنهال، ثنا الوليد بن سعد الربعي، عن زيد بن جبيرة بن محمود بن أبي جبيرة، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الولد سيد سبع سنين، وعبد سبع سنين، أراه قال: ووزير سبع سنين، فإن رضيت مكانفته لإحدى وعشرين، وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت إلى الله تعالى فيه)) .

604- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ علي بن عمر، عن إسحاق الأسدباذي، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري قال: أخبرني علي بن محمد بن عامر، ثنا أحمد بن إبراهيم القرشي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا بكار بن عمرو بن أبي الجاروذ البصري، -[356]- ثنا عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اضربوا على الصلاة لسبع واعزلوا فراشه لتسع وزوجوه لسبع عشرة، فإذا فعل ذلك فليجلسه بين يديه ثم ليقل: لا جعلك الله فتنةً في الدنيا ولا في الآخرة)) .

فصل

فصل 605- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ إبراهيم بن عمر البرمكي، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، ثنا ابن مخلد قال: حدثني أبو بكر بن محمد بن عبد الله. قال: سمعت داود قال: سمعت سفيان وسأله فضيل فقال: ((يا عبد الله نضرب أولادنا على الصلاة؟ قال: بل أرشدوهم)) . قال الفضيل: رحم الله أبا عبد الله ما علمته إلا رفيقاً.

فصل

فصل -قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً} قيل: التفسير: علموهم وأدبوهم. 606- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مروا الصبي بالصلاة لسبع واضربوه عليها لعشر)) . -[357]- قال علماء الشريعة: على الآباء والأمهات أن يؤدبوا أولادهم ويعلموهم الطهارة والصلاة ويضربوهم عليها إذا عقلوا لأن في تعليمهم ذلك قبل بلوغهم إلفاً واعتياداً لفعلها، وفي إهمالهم وترك تعليمهم ما يورث التكاسل عنها عند وجوبها، والتثاقل في فعلها وقت لزومه ولأنهم إذا بلغوا سبعاً ميزوا وضبطوا ما علموا وتوجه فرض التعليم على آبائهم، وإذا بلغوا عشراً وجب ضربهم على تركها في موضع يؤمن عليه الضرر من ضربه، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم جميع العبادة.

607- قال: وثنا ابن مخلد، ثنا محمد بن خشام الأصبهاني، ثنا سعيد ابن عفير، عن كهمس بن المنهال السدوسي قال: كان لسفيان الثوري بني فقال للبقال: أعطه ما أراد. قالوا: يا أبا عبد الله تفسد خلقه قال: إذا مت من يُدَلِّله.

608- قال: وحدثنا ابن مخلد، ثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري قال: حدثني عون بن عمارة، ثنا حماد بن أبي أيوب كان يشتري لأهله كل يوم فاكهة بنصف درهم فقيل له: إن هذا يشق عليك فقال: إني أذكر يتمهم بعدي.

فصل

فصل 609- أخبرنا أبو الحسين، أنبأ إبراهيم البرمكي، أنبأ إبراهيم الخرقي، ثنا محمد بن مخلد، ثنا علي بن محمد البصري، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا الأصمعي، عن أبيه، قال: كان يقال: ابنك سبع سنين ريحانتك، وسبع سنين خادمك، فإذا صار له أربع عشرة سنة، فإما أن يكون شريكك أو يكون عدوك. إن أحسنت إليه فهو -[358]- شريكك، وإن أسأت إليه فهو عدوك.

610- قال: وحدثنا ابن مخلد، ثنا أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري، ثنا بكير، عن الليث بن سعد، قال: يقال: من لم يصلح ما بينه وبين عشرين سنة لم يصلح بعدها.

611- قال: وحدثنا ابن مخلد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، ثنا مطلب بن زياد، ثنا محمد بن أبان قال: قال الحسن بن علي -رضي الله عنه- لبنيه ولبني أخيه: ((تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم وتكونون كبارهم غداً، فمن لم يحفظ منكم فليكتب)) .

612- قال: وثنا ابن مخلد، ثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، ثنا زيد بن أخزم قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: نول الرجل أن يكره ولده على طلب الحديث. وقال: ((ليس الدين بالكلام إنما الدين بالآثار)) . وقال في الحديث: ((من أراد به دنيا: دنيا، ومن أراد به آخرة: آخرة)) . نول الرجل: أي حقه.

باب في الترهيب من الجور بين الأولاد

باب في الترهيب من الجور بين الأولاد 613- أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن القاسم بن كوفي، ثنا يحيى بن واقد، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن النعمان بن بشير ورجل آخر، أنهما سمعا النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: نحلني أبي غلاماً فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم أشهده فقال: ((أكل أولادك أعطيت مثل هذا؟ قال: لا. قال: فاردده)) .

614- أخبرنا الفضل بن محمد المؤدب وأبو نصر محمد بن علي بن أحمد السكري قال: ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن عيسى الخفاف، ثنا أحمد بن يونس الضبي، ثنا محاضر بن المورع، ثنا مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: وهب لي أبي هبة، فقالت أمي: أشهد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق أبي آخذاً بيدي حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أم هذا الغلام سألتني أن أهب له هبة فوهبتها فقالت لي: أشهد عليها -[360]- رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيتك فقال: ((لا تشهدني على جور. إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم كما لك عليهم أن يبروك)) .

615- أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب، أنبا والدي أبو عبد الله، ثنا محمد بن القاسم الكوفي، ثنا يحيى بن واقد، ثنا سفيان، ثنا مالك بن مغول، عن أبي معشر، عن إبراهيم قال: ((كانوا يحبون أن يسووا بين بنيهم حتى في القبل)) .

616- وأخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، ثنا عثمان بن أحمد بن هارون، ثنا أحمد بن شيبان، ثنا سفيان، عن أبي نجيح قال: كان طاوس إذا سأله الرجل أفضل بين ولدي في النحل قال: ((أفحكم الجاهلية تبغون)) .

617- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، ثنا محمد بن القاسم بن كوفي، ثنا يحيى بن واقد، ثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي صالح، قال: -[361]- قسم سعد بن عبادة ماله بين ولده، وخرج إلى الشام فمات، وولد له ولد بعده، فجاء أبو بكر وعمر –رضي الله عنهما- إلى قيس بن سعد –رضي الله عنه- فقالا: إن سعداً مات، ولم يعلم ما هو كائن وإنا نرى أن ترد على هذا الغلام. قال قيس: ما أنا بمغير شيئاً فعله أبي. ولكن نصيبي له.

فصل في الترغيب في الشفقة على البنات والنفقة عليهن والرحمة لهن

فصل في الترغيب في الشفقة على البنات والنفقة عليهن والرحمة لهن 618- أخبرنا طراد بن محمد الصفدي، ثنا خالد بن عمرو السلفي، ثنا يمان بن عدي، ثنا أبو عبد الله سفيان الثوري، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي حية بن قيس، عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أمتي من أحد يولد له جارية فلم يسخط ما خلق الله إلا هبط من السماء ملك له جناحان أخضران موشح بالدر والياقوت في سلم من نور يدف من درجة إلى درجة حتى يأتيها بالبركة فيضع يده على رأسها وجناحه على جسدها ويقول: بسم الله، محمد رسول الله، ربي وربك الله، نعم الخالق الله، ضعيفة خرجت من ضعيفة، المنفق عليهما معان إلى يوم القيامة)) .

619- أخبرنا أبو نصر بن سمير ومحمد بن علي بن جولة قالا: ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ محمد بن الحسن أبو طاهر، ثنا أبو علي حامد بن محمود، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا فطر بن خليفة، عن شرحبيل بن سعد، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يكون له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبهما وصحبتاه إلا أدخلتاه الجنة)) .

620- أخبرنا أبو الحسن الخشنامي بنيسابور، أنبأ أبو طاهر الزيادي، ثنا عبد الله بن يعقوب الكرماني، ثنا يحيى بن بحر الكرماني، ثنا حماد بن زيد، عن زيد، عن ثابت، أظنه عن أنس –رضي الله عنه- قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عال ابنتين أو أختين أو ثلاثاً حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة هكذا. وأشار بأصبعيه الوسطى والسبابة)) . قوله: حتى يبن: حتى يفارقن ويتزوجن.

621- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبا والدي، أنبأ -[363]- أبو علي أحمد بن محمد بن هاشم ومحمد بن داود ومحمد بن صالح، قالوا: ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا بشر بن الحكم، ثنا عمر بن شبيب، عن عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، عن يونس العبدي وهو ابن عبيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من عال ثلاث بنات كن له حجاباً من النار)) . قوله: عال: أي قام بأمرهن والنفقة عليهن.

622- وأخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبا أبو محمد بن الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن سختويه التستري، عن أبيه، عن حفص بن عمر الرازي وهو الإمام، عن أبي حرة واصل بن عبد الرحمن، ثنا علي بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على صلة الرحم ثم قال: ((من كان له ثلاث بنات يكفهن ويؤويهن ويرحمهن دخل الجنة)) . فقال قائل: يا رسول الله وثنتين، قال: وثنتين. فقال علي بن زيد: فلو قال واحدة رجونا أن يقول واحدة. ثم قال علي بن زيد: ما كذبت على محمد ولا كذب محمد علينا بر ولا كذب جابر على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

باب التاء

باب التاء باب في الترغيب في التواضع 623- أخبرنا أبو المظفر موسى بن عمران بنيسابور، أنبأ أبو الحسين محمد بن الحسين بن داود، أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه المروزي، ثنا عبد الله بن حماد الآملي، ثنا الربيع بن روح، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام الصنعاني وعنبسة بن سعيد بن غنم، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى لمن تواضع من غير منقصة، وذل في نفسه من غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه من غير معصية، ورحم أهل الذل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن ذل في نفسه وطاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله)) .

624- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، أنبأ القاضي أبو سهل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الإسماعيلي، أنبأ -[365]- أبو بكر أحمد بن محمد بن بندار الأستراباذي بسمرقند، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن عفير الأنصاري، ثنا الحجاج بن يوسف الأصبهاني، ثنا بشر بن الحسين، ثنا الزبير بن عدي، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((إن العفو لا يزيد العبد إلا عزاً، فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماء فتصدقوا يرحمكم الله)) .

فصل في الترهيب من التكبر

فصل في الترهيب من التكبر 625- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد، ثنا محمد بن أحمد بن رزقويه، ثنا عثمان بن أحمد، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا عمر بن حفص بن غياث، ثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة وأبي سعيد –رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني- قال الله –عز وجل-: ((العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني شيئاً منهما عذبته)) .

626- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو علي الحسن بن محمد بن النضر، ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور ومحمد بن عجلان قال: سفيان وأنا لحديث محمد بن عجلان أحفظ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده، عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[366]- ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الناس يعلوهم كل شيء من الصغار يقادون إلى سجن في الناس يقال له: بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار)) .

627- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أخبرنا أبو عمرو بن مهدي، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أبو موسى محمد بن المثني، ثنا إسماعيل بن سنان، ثنا عكرمة بن عمار قال: حدثني محمد بن القاسم: ((زعم عبد الله بن حنظلة قال: مر بي عبد الله بن سلام في السوق وعلى رأسه حزمة من حطب فقال له ناس: ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عنه؟ قال: أدرت أن أدفع به الكبر وذاك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من كبر)) .

628- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ محمد بن عمرو البختري، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سالم –يعني ابن عبيد- عن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنه سمع ابن عباس –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما على الأرض من رجل يموت وفي قلبه من الكبر مثقال حبة من خردل إلا جعله الله في النار. فلما سمع ذلك عبد الله بن قيس الأنصاري -[367]- بكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن قيس لم تبكي؟ قال: من كلمتك يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشر فإنك في الجنة. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً فقتل شهيداً. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: إني أحب أن أتحمل بحماله سيفي وتغسل ثيابي من الدرن ويحسن الشراك والنعلين، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ليس ذلك أعني إنما أعني الكبر من سفه الحق وغمص الناس، فقال: هو الذي يجيء شامخاً بأنفه فإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يحسن إليهم تحقرةً لهم، فذلك الذي يغمص الناس، فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رفع ثوبه وخصف النعل وركب الحمار وعاد المملوك إذا مرض وحلب الشاء فقد برئ من العظمة)) .

629- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ محمد بن محمد بن سليمان في كتابه، أنبأ أبو الشيخ، ثنا أبو العباس الهروي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: حدثني الحارث بن نبهان، عن أبي معبد، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث هن أصل كل خطيئة فاتقوهن، واحذروهن، وثلاث إذا ذكرت فأمسكوا: إياكم والكبر فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم، وإياكم والحرص: فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد فإن ابن آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهن أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن. والثلاث: إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا)) .

فصل في تواضع النبي صلى الله عليه وسلم

فصل في تواضع النبي صلى الله عليه وسلم 630- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ السيد أبو منصور طفر بن محمد بن أحمد، أنبأ أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن مانيء، ثنا أحمد بن حازم، ثنا جعفر بن عون، عن مسلم الملائي، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الجنازة ويجيب دعوة العبد ويركب الحمار)) .

631- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد البعالي ببغداد، ثنا أبو الحسين بن بشران، ثنا محمد بن عمرو بن البحتري، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة قالت: قيل لعائشة –رضي الله عنها- ما كان يعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم بشراً من البشر، وذكرت كلمة –درست من الكتاب- ويحلب شاته ويخدم نفسه)) .

632- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ببغداد، أنبأ الحسن بن علي -[369]- التميمي الواعظ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا يعمر بن بشر، ثنا عبد الله بن المبارك، أنبأ الحجاج بن فرافصة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل عمل البيت وأكثر ما يعمل الخياطة)) .

633- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا أبو داود، عن ورقاء، عن منصور، عن إبراهيم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان يجيب دعوة المملوك ويركب الردف)) .

فصل آخر في الترهيب من الكبر

فصل آخر في الترهيب من الكبر 634- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا ابن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت عاصماً العنزي، يحدث عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه: ((أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فكبر فقال: الله أكبر كبيراً ثلاث مرات والحمد لله كثيراً ثلاث مرات، سبحان الله بكرة وأصيلاً ثلاث مرات، اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم: من همزه ونفثه ونفخه. قال عمرو: من نفخه: الكبر، ونفثه: الشعر، وهمزه: الموتة –يعني الجنون-)) .

635- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا أبو كرخويه، ثنا يزيد –يعني ابن هارون-، أنبأ البراء بن يزيد، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل جواظ، هم الذين لا يألمون رءوسهم)) . قوله: متضاعف: أي مستضعف يقال: تضعفته وتضعفته إذا استضعفته، والعتل: الأكول المنوع الجافي، والجواظ: المتكبر، قال صاحب المجمل: الجواظ: الكثير اللحم، المتكبر في مشيه. جاظ يجوظ جوظاناً.

636- أخبرنا أبو الحسن الخطيب الأنباري ببغداد، أنبأ عبد القاهر بن محمد بن عنزة الموصلي، ثنا محمد بن عامر، ثنا محمد بن شاذان الجوهري، ثنا عامر بن إبراهيم الأنباري، ثنا الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن مولى الزبير، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم أبناء فارس والروم سلط بعضهم على بعض)) . قال أهل اللغة: المطيطاء: مشية معها تكبر، وفيه لغة أخرى المطيطياء بزيادة ياء أخرى.

فصل آخر

فصل آخر 637- حدثنا سليمان بن إبراهيم الحافظ إملاء، ثنا إبراهيم بن طلحة بن غسان الحافظ بالبصرة، ثنا الحسن بن علي بن عمرو الحافظ، ثنا علي بن عبد الله الواسطي، ثنا أحمد بن سهيل، ثنا نعيم بن مورع، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل فقال: شربتان في شربة وإدامان في قدح لا حاجة لي فيه، أما إني لا أزعم أنه حرام ولكني أكره أن يسلني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة، تواضع فمن تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه الله)) .

638- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد البيع، أنبأ عبد الغفار بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا عمران بن هارون البصري، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا محمد بن طلحة بن -[372]- يحيى بن طلحة، عن أبيه، عن جده، عن طلحة بن عبيد الله –رضي الله عنه- قال: ((تمشى معنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهو صائم فأجهده الصوم فحلبنا له ناقة في قعب وصببنا عليه عسلاً نكرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فطره فلما غابت الشمس ناولناه القعب فلما ذاقه قال بيده كأنه يقول: ما هذا؟ قلنا: لبن وعسل أردنا أن نكرمك به. أحسبه قال: أكرمك الله بما أو كما أكرمتني أو دعوة هذا معناها، ثم قال: من اقتصد أغناه الله ومن بذر أفقره الله ومن تواضع رفعه الله ومن تجبر قصمه الله)) .

639- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا المقري، ثنا عبد الرحمن بن زياد، ثنا سلمان بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرأيتم سليمان بن داود وما أعطاه الله –عز وجل- من ملكه فإنه لم يكن يرفع رأسه إلى السماء تخشعاً حتى قبضه الله –عز وجل-)) .

فصل

فصل 640- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن زياد وأحمد بن محمد السري قالا: ثنا -[373]- إبراهيم بن عبد الله، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر)) . قال أهل اللغة: العائل: الفقير.

641- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا محمد بن عبيد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الذي يجر ثوبه من الخيلاء، لا ينظر الله إليه يوم القيامة)) .

فصل

فصل 642- أخبرنا أبو الفتح عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو الفرج البرجي عثمان بن أحمد، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا الحسين بن حفص، ثنا سفيان، عن يونس، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –عز وجل- أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد -[374]- على أحد، ولا يفخر أحد على أحد، وكونوا عباد الله إخواناً)) .

643- قال: وحدثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة، أنبأ عبد الله بن المبارك، أنبأ عمران بن زيد التغلبي، عن زيد العمي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع. ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه ولم ير مقدماً ركبتيه بين يدي جليس له)) .

644- قال: وحدثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة، عن وكيع، عن مسعر، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه عن الأسود بن يزيد عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((إنكم لتغفلون أفضل العبادة: التواضع)) . قولها: لتغفلون: أي لتتركون.

645- وحدثنا محمد بن عاصم، ثنا المقري، عن المسعودي، عن محمد بن أبان عن يحيى بن أبي كثير قال: ((كان يقال: رأس التواضع ثلاثة: أن تبدأ بالسلام على من لقيت، وأن ترضى بالدون من شرف المجلس، وأن تكره السمعة والمدحة والرياء بالبر)) . -[375]- قوله: من شرف المجلس أي ترك شرف المجلس أي وأن ترضى بالموضع الدون الذي يجلس فيه بدل المجلس الرفيع.

646- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو سعيد النقاش، ثنا عبد الله بن يوسف الدينوري، ثنا أبو طلحة الوساوسي أحمد بن محمد، ثنا عبد الله بن حبيق قال: قال الفضيل بن عياض وسألته عن التواضع قال: ((أن تخضع للحق وتنقاد له)) .

647- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر الآجري بمكة، ثنا العباس بن يوسف الشكلي قال: سمعت فتح بن شخرف يقول: رأيت علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في النوم فسمعته يقول: ((التواضع ترفع الفقير على الغني، وأحسن من ذلك تواضع الغني للفقير)) .

648- أخبرنا إسماعيل بن عمرو، ثنا عمي، ثنا محمد بن أحمد البجيري، ثنا أحمد بن محمد بن القاسم الفقيه قال: سمعت علي بن عمر النيسابوري قال: سمعت علي بن عبد الرحيم المروزي يقول: قال المأمون: ((أظلم الناس لنفسه: من عمل بثلاث، من يتقرب إلى من يبعده ويتواضع لمن لا يكرمه ويقبل مدح من لا يعرفه)) .

649- وأخبرنا إسماعيل بن عمر، ثنا محمد بن أحمد البجيري، -[376]- ثنا أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه، ثنا يوسف بن موسى المروزي، ثنا أحمد بن إبراهيم بن آدم، ثنا خلف بن تميم قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: ((لا ينبغي للرجل أن يرفع نفسه فوق قدره، ولا يضع نفسه دون درجته)) .

650- وأخبرنا إسماعيل بن عمرو البجيري، ثنا عمي سعيد بن محمد البجيري. نا والدي محمد بن أحمد البجيري قال: سمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم الشروطي يقول: سمعت علي بن محمد الوراق يقول: سمعت أبا الحسين المهلبي يقول: قال ذو النون المصري: ((علامات السعادة ثلاث: متى ما زيد في عمره نقص من حرصه، ومتى زيد في ماله زيد في سخائه، ومتى زيد في قدره زيد في تواضعه. وعلامات الشقاء ثلاث: متى ما زيد في عمره زيد في حرصه، ومتى ما زيد في ماله زيد في بخله، ومتى زيد في قدره زيد في تجبره وتكبره)) .

651- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن الحسين بن أيوب، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا فرج بن فضالة، عن أبي راشد، عن يزيد بن ميسرة قال: قال عيسى ابن مريم –عليه السلام- ((بحق أقول لكم: تواضعوا كذلك ترفعوا، وكما ترحمون كذلك ترحمون، وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضي الله حوائجكم)) .

باب في الترغيب في التوكل

باب في الترغيب في التوكل 652- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ عثمان بن أحمد البرجي، أنبأ أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا المقري، عن حيوة قال: أخبرني بكر بن عمرو، أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول: إنه سمع أبا تميم الجيشاني يقول: إنه سمع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً)) . قوله خماصاً: أي جياعاً، وتروح بطاناً: أي شباعاً.

653- أخبرنا موسى بن عمران بنيسابور، أنبأ محمد بن -[378]- الحسين بن داود، ثنا الحسن بن الحسين بن منصور السمسار، ثنا حامد بن أبي حامد، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله يقول الملك: هديت، فإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. قال الملك: وقيت أو قويت. وإذا قال: أتوكل على الله. قال الملك: كفيت. قال: فيقول الشيطان عند ذلك: كيف لنا بمن هدي وقوي أو وقي وكفي –الشك من حامد-)) .

654- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان، أنبأ أبو محمد بن يحيى، ثنا المحاملي، ثنا أحمد بن منصور، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا أبو جعفر –يعني الرازي- عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن صالح بن كيسان، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل يخرج من بيته يريد سفراً أو غيره فقال حين يخرج: بسم الله، أمنت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، إلا رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شر ذلك المخرج)) .

655- أخبرنا مكي بن منصور بن علان الكرجي، ثنا أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن -[379]- منصور الرمادي، ثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا شيبان –يعني النحوي- عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنهما-: قال: وحدثنا أحمد بن منصور، ثنا خلف بن موسى بن خلف، ثنا أبي، عن قتادة، عن الحسن والعلاء بن زيادة عن عمران بن حصين، عن عبد الله بن مسعود.

656- قال: وحدثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا هشام –يعني الدستوائي-، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن الحصين، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-:

657- وأخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي ولفظ الحديث له، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن قتادة، عن الحسن عن عمران بن حصين –رضي الله عنه- عن عبد الله بن مسعود قال: أكرينا الحديث عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ثم غدونا إليه فقال: ((عرضت علي الأنبياء الليلة بأممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة والنبي ومعه العصابة والنبي ومعه النفر والنبي ليس معه أحد حتى مر علي موسى –عليه السلام- ومعه كبكبة من بني إسرائيل فأعجبوني فقتل: من هؤلاء؟ قيل: هذا أخوك موسى ومن معه من بني إسرائيل، قال: فقلت: فأين أمتي؟ فقال: فقيل: انظر عن يمينك فنظرت فإذا الظراب قد سدت بوجوه الرجال. قال: ثم قيل لي: انظر عن يسارك فنظرت فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال فقيل لي: أرضيت؟ فقلت: رضيت يا رب رضيت يا رب. قال: فقيل لي: فإن مع هؤلاء سبعين ألفاً من أمتك يدخلون الجنة بغير حساب. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فدىً لكم إن استطعتم أن تكونوا من السبعين ألفاً فافعلوه، فإن قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن قصرتم -[380]- فكونوا من أهل الأفق فإني قد رأيت ثم أناساً يتهارشون. قال: فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني من السبعين. قال: فدعا له. قال: فقام رجل آخر فقال: ادع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال: ((قد سبقك بها عكاشة)) . قال: ثم تحدثنا فقلنا: من ترون هؤلاء السبعين ألفاً؟ قوم ولدوا في الإسلام لم يشركوا بالله شيئاً حتى ماتوا. قال: فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون)) . قوله: أكرينا الحديث أي أخرناه وأطلناه، والعصابة: الجماعة، والنفر: أي أكثر منهم، والكبكبة: أكثر من النفر، والظراب: الجبال، يتهارشون: أي يتقاتلون. وقوله: لا يكتوون: من الكي، ولا يسترقون: من الرقية، ولا يتطيرون: من التطير أي لا يطلبون الشفاء بالكي ولا بالرقية ولا يعتمدون على التطير.

658- أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة، ثنا أبو نعيم النخعي، ثنا أبو مالك عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله: إن بني فلان أغاروا علينا فأخذوا ابني وإبلي وغنمي فأمر لي بشيء. فقال: سل الله. فأعاد عليه فقال: سل الله مرات. وقال: ما عند آل محمد من طعام فأتى أهله فقالت له امرأته: -[381]- ما قال؟ فأخبرها. فقالت: ما أحسن ما قال لك، قال: فلم ألبث أن جاء فقال: يا رسول الله إن الله –عز وجل- قد رد عليّ ابني وغنمي وإبلي فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم تلا: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} ثم قال: يا أيها الناس سلوا الله –عز وجل- وعليكم بالتوكل)) .

659- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا أبو عمرو بن مهدي، ثنا عبد الله بن إسحاق المصري، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن الحكم، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد البصري عن أبي المقدام عن محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لكل شيء شرفاً وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة وإنما تجالسون بالأمانة لا تصلوا خلف النوام ولا المتحدثين واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة، ولا تستروا الجدر بالثياب. ومن نظر في كتاب أخيه فكأنما ينظر في النار ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يديه ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من نزل وحده وجلد عبده ومنع ردفه. ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنباً، ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى. قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره. إن عيسى ابن مريم -[382]- قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوا أهلها فتظلموهم، ولا تظلموا ولا تعاقبوا ظالماً بظلم فيبطل فضلكم إنما الأمر ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعه أو أمر تبين غيه فاجتنبه. أو اختلف فيه فاردده إلى الله –عز جل-)) .

660- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن أيوب، ثنا عبد الله بن سوار العنبري وداود بن إبراهيم قالا: ثنا هشام بن زياد أبو المقدام عن محمد بن كعب القرظي قال: ((قدمت على عمر بن عبد العزيز الشام، قال: وقد كنت عهدته وهو بالمدينة علينا أميراً وهو شاب غليظ البضعة ممتليء الجسم، فلما استخلف قدمت عليه فإذا حاله قد تغيرت، قال: فجعلت أنظر إليه ولا أصرف بصري عنه قال: والله إنك لتنظر إليّ نظراً لم تكن تنظره إلي من قبل. قال: فقلت: تعجبني، قال: فما أعجبك، قال: قلت: لما حال من لونك ونحل جسمك ونفي من شعرك، قال: فكيف لو رأيتني يابن كعب بعد ثالثة في قبري حين تقع حدقتاي على وجنتي ويسيل منخراي وفمي صديداً ودماً، كنت لي أشد نكرة، أعد علي حديثاً كنت حدثتنيه عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قلت: حدثنا ابن عباس –رضي الله عنه- ورفع الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لكل شيء شرفاً وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة وإنما تجالسون بالأمانة ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث. واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدار بالثياب، ومن نظر -[383]- في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله –عز وجل- أوثق منه بما في يديه، ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من نزل وحده ومنع رفده وجلد عبده، أفلا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من يبغض الناس ويبغضونه، أفلا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى. قال: من لا يقيل عثرة ولا يغفر ذنباً ولا يقبل معذرة، ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره، إن عيسى –عليه السلام- قام في قومه فقال: يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ألا ولا تظالموا ولا تكافئوا ظالماً بظلمه فيبطل فضلكم عند ربكم. يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله –عز وجل-)) . قال: اللفظ لعبد الله بن سوار.

فصل

فصل 661- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ العباس بن محمد بن معاذ النيسابوري، ثنا محمد بن -[384]- يزيد السلمي، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، ثنا هشام بن حسان عن الحسن، عن عمران بن حصين –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من انقطع إلى الله كفاه مؤنته ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها)) .

662- أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني ببغداد، أنبأ أبو عبد الله أحمد بن عبد الله المحاملي، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا شبابة بن سوار، ثنا قيس، عن الأعمش، عن أبي الضحي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: في قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجاً} قال: فالمخرج أن يعلم أن الله هو الذي يعطيه ويمنعه {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره} قال: قاضي أمره على من توكل ومن لم يتوكل، وجعل فضل من توكل على من لم يتوكل أن يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً..

663- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد البصري، ثنا محمد بن إسماعيل الأصبهاني -[385]- قال: سمعت أبا تراب يقول: سمعت حاتماً الأصم يقول: سمعت شقيقاً البلخي يقول: ((لكل واحد مقام: فمتوكل على ماله، ومتوكل على نفسه، ومتوكل على لسانه، ومتوكل على شرفه، ومتوكل على سلطنته، ومتوكل على الله –عز وجل- فأما المتوكل على الله –عز وجل- فقد وجد الاسترواح يوم لقاء ربه ورفع قدره، قال: وتوكل على الحي الذي لا يموت. فأما من كان مستروحاً إلى غيره فيوشك أن ينقطع فيبقى)) .

664- أخبرنا أبو الفتح عمر بن محمد بن علكويه، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا أبو بكر بن عمر الحافظ قال: حدثني أحمد بن زياد، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبيد الله بن موسى قال: قال سفيان الثوري: ((إن الله –تعالى- وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المنقطعين إليه)) .

باب في الترغيب في التفكر في آلاء الله –عز وجل- وخلق السموات والأرض

باب في الترغيب في التفكر في آلاء الله –عز وجل- وخلق السموات والأرض 665- أخبرنا أبو نصر محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا إبراهيم بن أبي داود الأسدي، ثنا يحيى بن صالح الوحاظي، ثنا سليمان بن بلال قال: حدثني شريك بن أبي نمر، عن كريب أنه أخبره أنه سمع ابن عباس –رضي الله عنه- يقول: ((بت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف من العشاء الآخرة انصرفت معه فلما دخل البيت ركع ركعتين خفيفتين، ركوعهما مثل سجودهما، وسجودهما مثل قيامهما، وذلك في الشتاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة، وأنا في البيت، فقلت: والله لأرمقن الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنظرن كيف صلاته قال: فاضطجع مكانه في مصلاه حتى سمعت غطيطه قال: ثم تعار فقام فنظر في أفق السماء وفكر ثم قرأ الخمس الآيات من سورة آل عمران)) . -[387]- قوله (لأرمقن) أي لأنظرن نظراً شديداً، (وتعار) : أي استيقظ وهب من منامه، (والغطيط) صوت يسمع من النائم خفيف.

666- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، ثنا أحمد بن علي الخزار، ثنا شجاع بن أشرس، ثنا حشرج بن نباتة الواسطي أبو مكرم، عن الكلبي، عن عطاء قال: انطلقت أنا وابن عمر وعبيد بن عمير إلى عائشة –رضي الله عنها- ودخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقالت: ما يمنعك من زيارتنا، قال: قول الشاعر زر غباً تزدد حباً، فقال ابن عمر: ذرنا أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت وقالت: ((كل أمره كان عجباً أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال: ذريني أتعبد لربي، قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك وإني لأحب أن تعبد لربك فقام إلى القربة، فتوضأ ولم يكثر صب الماء. ثم قام يصلي فبكي حتى بل لحيته، ثم سجد وبكى حتى بل الأرض ثم اضطجع على جنبه فبكي إذ أتاه بلال يوقظه لصلاة الصبح، قالت: فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر، قال: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل علي هذه الليلة: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)) .

667- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي بكر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه قال: حدثني عثمان بن محمد البصري، -[388]- ثنا أمية بن محمد الباهلي، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا أبو إلياس، عن أبيه، عن وهب بن منبه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينادي مناد يوم القيامة: أين أولو الألباب؟ قالوا: أي أولي الألباب تريد؟ قال: الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض، ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار، عقد لهم لواء فاتبع القوم لواءهم وقال لهم: ادخلوها خالدين)) .

فصل في الترهيب من التفكر في الله

فصل في الترهيب من التفكر في الله 668- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، أنبأ محمد بن عبد الله الطبري، أنبأ أبو جعفر إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الموسوي بمكة، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمد بن الوليد الأدمي بالرملة، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله فإن بين السماء والأرض وبين كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك)) .

669- قال: وحدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا محمد بن -[389]- سعيد بن غالب، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا موسى بن عبيدة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة، وما تسمع نفس شيئاً حس تلك الحجب إلا زهقت نفسه)) .

670- قال: وحدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا عباس بن محمد، ثنا عبد الحميد بن يحيى الحماني، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((أبصر النبي صلى الله عليه وسلم قوماً فقال: ما لكم؟ قالوا: نتفكر في الخالق. فقال لهم: تفكروا في خلقه ولا تفكروا في الخالق، لا تقدرون قدره)) .

671- أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي بنيسابور، -[390]- أنبأ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ثنا محمد بن حاتم الزمي، أنبأ علي بن ثابت، عن الوزاع بن نافع، عن سالم، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفكروا في آلاء الله –عز وجل- يعني عظمته – ولا تفكروا في الله –عز وجل-)) .

672- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا أبو الحسين بن بشران، ثنا أبو علي بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يتفكرون فقال: ((تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق)) .

673- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو الشيخ، ثنا يوسف بن يعقوب النيسابوري، ثنا أحمد بن عثمان أبو الجوزاء، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا عبد الجليل بن عطية القيسي، ثنا شهر بن حوشب، عن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- قال: -[391]- ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أناس من أصحابه وهم يتفكرون في خلق الله فقال: فيم تتفكرون؟ قالوا: نتفكر في خلق الله، قال: فلا تفكروا في الله ولكن تفكروا فيما خلق الله، فإنه خلق خلقاً، قدماه في الأرض السابعة السفلى ورأسه قد جاوز السماء العليا ما بين كتفيه إلى أخمص قدميه مسيرة ثلاثمائة عام، فالخالق أعظم من المخلوق)) .

فصل

فصل 674- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن الخليل بن ثابت، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا حماد –يعني ابن سلمة- عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة أسري بي انتهينا إلى السماء، ونظرت فوقي فإذا أنا برعد وبرق وصواعق ثم أتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات يرين خارجاً من بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا رأيت أسفل مني فإذا أنا بوهج ودخان وأصوات فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الشياطين يخرجون أو قال: يحرقون على أعين بني آدم ألا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب)) .

675- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن -[392]- بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبد الله بن واصل الأسدي قال: حدثني أحمد بن عاصم العباداني، أنبأ حفص بن عمر بن ميمون، عن عنبسة بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطوا أعينكم حظها من العبادة، قالوا: وما حظها يا رسول الله من العبادة؟ قال: النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه)) .

676- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر، أخبرني عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يحدث عن امرأة كانت في الجاهلية على رأس جبل معها ابن لها ترعى غنماً فقال ابنها: يا أمه من خلقك؟ قالت: الله. قال: فمن خلق أبي؟ قالت: الله، قال: فمن خلقني؟ قالت: الله، قال: فمن خلق السماء؟ قالت: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قالت: الله. قال: فمن خلق الجبل؟ قالت: الله، قال: فمن خلق الغنم؟ قالت: الله، قال: إني أسمع لله شأناً، ثم ألقى نفسه عن الجبل فتقطع، قال ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يحدثنا بهذا الحديث. وقال ابن دينار: كان ابن عمر كثيراً ما يحدثنا به)) .

فصل

فصل 677- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ -[393]- أنبأ أبو القاسم بن أبي النضر ببلخ سنة إحدى وثلاثين، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحمن البخاري ببلخ، ثنا إسحاق بن أحمد بن عبد الرحمن النسفي، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا عبد الله بن المبارك قال: قرأت على محمد بن شعيب، عن النعمان عن مكحول أن أبا الدرداء –رضي الله عنه- كان يقول: ((إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، ولهم بذلك أجر، ومن الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير وعليهم بذلك إصر، وتفكر ساعة خير من قيام ليلة)) .

678- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني حمزة بن العباس، أنبأ عبدان بن عثمان، ثنا عبد الله، ثنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن عائشة –رضي الله عنها- أنها كانت تقول: ((كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول: ما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هي صائرة إليه)) .

679- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو علي الشامي، قال: -[394]- قال بشر بن الحارث: ((لو تفكر الناس في عظمة الله –عز وجل- لما عصوا الله –عز وجل-)) .

680- وقال وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن إدريس، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا الوليد بن عتبة قال: سمعت الغربائي: ((في قوله: {سأصرف عن آياتي} قال: أمنع قلوبهم عن التفكير في أمري)) .

681- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي قال: سمعت أبي قال: سمعت شيخاً من الحي قال: كان الحسن يقول: ((من لم يكن كلامه حكماً فهو لغو، ومن لم يكن سكوته تفكيراً فهو سهو، ومن لم يكن نظره اعتباراً فهو لهو)) .

682- أخبرنا أحمد بن محمد بن علي بن خلف، أنبأ عبد الله بن يوسف قال: سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول: سمعت سلم بن عبد الله الخراساني يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((تفكروا واعلموا من قبل أن تندموا ولا تغتروا بالدنيا، فإن صحيحها يسقم، ونعيمها يفنى وشبابها يهرم)) .

فصل

فصل 683- قال محمد بن النضر الحارثي: بلغني أن عابداً تعبد في بني إسرائيل، وكان الرجل إذا تعبد منهم ثلاثين سنة أظلته غمامة، فتعبد الرجل ثلاثين سنة فلم ير شيئاً يظله، فشكا ذلك إلى والدته، فقال: يا أمه إني قد تعبدت ثلاثين سنة ولا أرى شيئاً يظلني، قالت: يا بني فكر هل عملت ذنباً مذ أخذت في عبادتك؟ قال: لا أعلمه. قالت: يا بني فكر هل هممت به؟ ففكر ثم قال: ولا هممت به. قالت: يا بني بقيت خصلة إن نجوت منها رجوت أن يظلك، قال: وما هي؟ قالت: هل رفعت بصرك إلى السماء ثم رددته بغير فكرة؟ قال: كثيراً قالت: فمن ذلك لم تظلك الغمامة.

684- وقال النضر أبو المنذر لإخوانه: زوروا القبور في كل يوم بقلوبكم، وشاهدوا الموقف بهمومكم، فإن ذلك كائن لا محالة.

باب في الترهيب من التجسس على المرء المسلم

باب في الترهيب من التجسس على المرء المسلم 685- أخبرنا أبو محمد: حمد بن عبد الله المعبر، أنبأ عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا عبيد بن أسباط، ثنا أبي، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: أتى رجل عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- فقال: هل لك في الوليد بن عقبة ولحيته تقطر خمراً. فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم: ((نهانا عن التجسس، وإن يظهر لنا نأخذه، وفي رواية: إن يظهر لنا شيئاً أخذناه به)) .

686- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا محمد بن عوف، ثنا الفريابي، عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن معاوية –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -[397]- صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت تفسدهم)) . قال أبو الدرداء –رضي الله عنه- كلمة سمعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها.

687- قال: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا الصغاني، ثنا أبو النضر، ثنا أبو سهل الخراساني، ثنا ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال المسروق منه في تهمة ممن هو بريء منه حتى يكون أعظم جرماً من السارق)) .

688- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو حامد بن بلال، محمد بن الوليد البغدادي، ثنا كثير بن هشام، ثنا عبد الله بن ميسرة، عن أبي جرير قال: ((نهى عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الناس أن يوقدوا النار في أخصاص القصب، وأن يجلسوا على النبيذ يعاقرونه، فأخبر بفتية من قريش قد جلسوا على النبيذ يعاقرونه وهم يوقدون النار في أخصاص القصب، فجاء عمر بالدرة حتى قام عليهم فقال: يا أعداء الله نهيتكم عن أمرين فعصيتموني، نهيتك أن توقدوا النار في أخصاص القصب ففعلتم، ونهيتكم أن تجلسوا على النبيذ تعاقرونه فجلستم، فقام إليه رجل من قريش فقال: وأنت والله يا أمير المؤمنين قد عصيت الله في أمرين أعظم -[398]- مما عصيناه، أمرك أن تسلم وما سلمت، ونهاك عن التجسس فجسستنا، فقال عمر: ثنتين بثنتين اغفر فنغفر، قالوا: قد فعلنا ثم خرج)) . قوله: يعاقرونه: أي يديرون الكأس ويداومون على الشرب والأخصاص: أي جمع خص وهو بيت يبنى من القصب.

689- أخبرنا أحمد بن الحسين الصالحاني، أنبأ جدي محمد بن إبراهيم الصالحاني، ثنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن خالد الرازي، ثنا محمد بن حميد، ثنا نعيم بن ميسرة النحوي، عن السدي قال: ((خرج عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فإذا هو بضوء نار ومعه عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- فاتبع الضوء حتى دخل داراً فإذا سراج في بيت فدخل –وذاك في جوف الليل- فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه فلم يشعر حتى هجم عليه فقال عمر –رضي الله عنه-: ما رأيت كالليلة منظراً أقبح من شيخ ينتظر أجله، فرفع الشيخ رأسه إليه فقال: بل يا أمير المؤمنين ما صنعت أنت أقبح، إنك قد تجسست وقد نهي عن التجسس، ودخلت بغير إذن فقال عمر –رضي الله عنه-: صدقت. ثم خرج عاضاً على يديه يبكي، وقال: ثكلت عمر أمه إن لم يغفر له ربه. تجد هذا كان يستخفى بهذا من أهله فيقول: الآن رآني عمر فيتابع فيه، قال: وهجر الشيخ مجالس عمر –رضي الله عنه- حيناً فبينا عمر بعد ذلك حين جالس إذا هو به قد جاء شبه المستخفي حتى جلس في أخريات الناس، فرآه عمر –رضي الله عنه- فقال: علي بهذا الشيخ، فأبى فقيل له: أجب، فقام وهو يرى أن عمر سيؤنبه بما رأى منه فقال له عمر –رضي الله عنه-: ادن مني فما زال يدنيه حتى أجلسه -[399]- بجنبه، وقال له: ادن مني أذنك فالتقم أذنه وقال: أما والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما أخبرت أحداً من الناس بما رأيت منك ولا ابن مسعود، فإنه كان معي، فقال: يا أمير المؤمنين ادن مني أذنك، فالتقم أذنه فقال: ولا أنا والذي بعث محمداً بالحق رسولاً ما عدت إليه حتى جلست مجلسي هذا. فرفع عمر –رضي الله عنه- صوته يكبر ما يدري الناس من أي شيء يكبر)) .

فصل

فصل 690- قال النبي صلى الله عليه وسلم لهزال: ((أما إنك لو كنت سترت عليه كان خيراً لك، يقولها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات)) .

691- وعن ابن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فجاء رجل فاطلع في بيته فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم سهماً من كنانته فسدد به نحوه فانصرف الرجل.

692- وعن مجاهد: {ولا تجسسوا} قال: خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر الله.

693- وعن الضحاك في قوله –عز وجل- {ولا تجسسوا} قال: لا تلتمس عورة أخيك.

694- وقال الحسن: من وجد دون أخيه ستراً فلا يكشفه ولا تجسس أخاك وقد نهيت أن تجسسه.

695- وقال الوليد بن مسلم: سألت الأوزاعي قلت: الرجل يظهر منه خربة في دينه أذكره عند أصحابه؟ فقال: لا، لأن حرمة الستر لا تذكره. قال الشيخ: الخربة: الزلة والعيب.

باب في الترغيب في التعفف عن السؤال والترهيب من كثرة السؤال

باب في الترغيب في التعفف عن السؤال والترهيب من كثرة السؤال 696- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ عبد الله بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن حمدويه ببغداد، ثنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا محمد بن الفرج، ثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا موسى بن عبيدة، عن القاسم بن مهران عن عمران بن حصين –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب عبده المتعفف الفقير أبا العيال)) .

697- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنبأ أبو علي البغدادي، ثنا أبو الأسود عبد الرحمن بن الفيض، ثنا أحمد بن عمر بن الحسين بن حفص، ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان، عن إبراهيم بن مسلم، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأيدي ثلاثة: يد الله العليا، والمعطي التي تليه، واليد السفلى إلى -[401]- يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واستعفف عن المسألة، ومن أتاه الله خيراً فلير أثره عليه، وابدأ بمن تعول، وارتضح من الفضل، ولا تلام على كفاف، ولا تعجز عن نفسك)) . قوله: واستعفف عن السؤال: أي كف نفسك عن السؤال. وقوله: فلير أثره عليه –يعني أثر ذلك الخير يعني المال يقول: فلينفق منه على نفسه وليلبس منه، وليظهر نعمة الله عليه، وأبدأ بمن تعول: أي بالعيال، وارتضح من الفضل: أي وأعط من فضل مالك لو كان قليلاً يعني ولو كان الذي تعطيه قليلاً. يقال: ارتضح إذا أعطى قليلاً قليلاً، ولا تلام على كفاف: أي ولا يتوجه عليك اللوم من الله إذا لم يكن لك فضل من القوت، وكان لك قوت يوم بيوم، ولا تعجز عن نفسك: أي وأنفق على نفسك ولا تضيعها.

698- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأنا والدي، أنبأ عبد الله بن يعقوب الكرماني، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، ثنا حسان بن إبراهيم ويحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيذهب فيأتي بحزمة على ظهره فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)) .

699- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا عيسى بن حماد، أنبأ الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن المنكدر، أن أبا سعيد -[402]- الخدري –رضي الله عنه- قال: ((أقبلت لأسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فوجدته يقول: من يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، قال: قلت: ما أنا بسائلك اليوم)) .

700- أخبرنا أبو عمر، أنبأ والدي، أنبأ عبد الله بن يعقوب الكرماني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان قال: حدثني سعيد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا بكر: ما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة)) .

701- أخبرنا والدي محمد بن الفضل –رحمه الله- وكان من خيار عباد الله، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأ جعفر بن عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن هارون، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو داود قال: حدثني محمد بن أبي حميد قال: أخبرني إسماعيل الأنصاري، عن أبيه، عن جده، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني وأوجز، قال: ((عليك بالإياس مما في أيدي الناس فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر منه)) .

باب الترغيب في التقوى

باب الترغيب في التقوى 702- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ القاسم بن القاسم بن عبد الله بن مهدي السياري بمرو، ثنا سليمان بن سلام بن أسد أبو داود النيسابوري، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا خارجة بن مصعب، عن أبي عامر الخزاز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- قال: ((ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا تلا هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً} إلى آخر الآية)) .

703- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، ثنا محمد بن السري التمار، ثنا نصر بن شعيب، ثنا أبو سعد الأنصاري، عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام قال: قال الزبير بن العوام –رضي الله عنه-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((العباد: عباد الله، والبلاد: بلاد الله، فحيث وجدت خيراً فأقم واتق الله)) .

704- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا الصغاني، ثنا أبو النصر، ح. وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا جعفر الصايغ، ثنا عفان. 704م- وأخبرنا أحمد بن علي بن خلف ولفظ الحديث له، أنبأ أبو منصور: ظفر بن محمد العلوي، أنبأ عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني، ثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا آدم بن أبي إياس قالوا: حدثنا شعبة، ثنا عون بن أبي جحيفة قال: سمعت منذر بن جرير بن عبد الله البجلي يحدث عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صدر النهار فجاء قوم حفاة عراة مجتابي النمار عليهم العباء والسيوف، عامتهم أو كلهم من ((مضر)) قال: فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير لما بهم من الفاقة، فقام فدخل المنزل فأمر بلالاً فأذن وأقام ثم خرج فصلى بهم فخطب وقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} إلى آخر الآية {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} إلى آخر الآيتين. تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه أن تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من ثياب وطعام فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنها مذهبة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها من بعده كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئاً، ومن سن سنة سيئة فعمل بها من -[405]- بعده كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئاً)) . قال أهل اللغة: النمار: جمع النمرة وهي كساء أسود غليظ. وقوله: مجتباي النمار: أي لابسي هذه الأكسية أي جعلوا لها جيباً وألقوها في عنقهم، يقال: جببته واجتبيته: أي قطعته. وقوله: كومين من ثياب وطعام أي مثل تلين من ثياب وطعام يريد كثرة ذلك. وقوله يتهلل: أي يتلألأ ويبرق، والمذهبة: صحيفة منقشة بالذهب أو ورقة من القرطاس مطلية بالذهب يصف حسنه وتلألؤه، وقوله: كأنها يريد قسمة الوجه أو سنة الوجه أو دارة الوجه.

705- أخبرنا أبو الفتح: عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو الفرج عثمان بن أحمد البرجي، أنبأ أبو جعفر: محمد بن عمر بن حفص، ثنا أبو جعفر: محمد بن عاصم الثقفي، ثنا المقري هو أبو عبد الرحمن، عن سليمان بن المغيرة، عن حميد قال: حدثني أبو قتادة وأبو الدهماء، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقال البدوي: ((أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعلمني مما عمله الله قال: فكان فيما حفظت عنه أنه قال: لن تدع شيئاً اتقاء الله إلا أعطاك الله خيراً منه)) .

706- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، -[406]- ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا عباد بن يعقوب الرواجبي، ثنا محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (( {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: أما والله ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقاً ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم ينظر الخلائق إلى مثلها، رحالها الذهب وأزمتها الزبرجد فيقعدهم عليها حتى يقرعوا باب الجنة)) .

707- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو منصور: معمر بن أحمد، أنبأ أبو بكر: عبد المنعم بن حيان، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا إبراهيم بن يعقوب، ثنا هشام بن عمار قال: حدثني يحيى بن حمزة، حدثني مغيث بن سمي عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((قلت يا رسول الله: من خير الناس؟ قال: ذو القلب المخموم واللسان الصدوق، قلنا: يا رسول الله عرفنا اللسان الصدوق، فما القلب المخموم؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد، قلنا: فمن على أثره؟ قال: الذي يشنؤ الدنيا ويحب الآخرة. قلنا: فمن على أثره؟ قال: مؤمن في خلق حسن)) . قال أهل اللغة: المخموم: الذي خم، أي طهر، من قولك خممت البيت: أي كنسته. وقوله يشنؤ: أي يبغض.

708- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد الله -[407]- إسحاق بن محمد السوسي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، أنبأ العباس بن الوليد، قال: أخبرني أبي، ثنا الأوزاعي قال: حدثني الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أي الناس أفضل؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فأعادها ثلاث مرات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جاهد بماله ونفسه في سبيل الله، قال: ثم من؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ثم مؤمن معتزل في شعب يتقي ربه ويدع الناس من شره)) .

709- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن إدريس، عن أبيه وعمه، عن جده، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: الأجوفان: الفم والفرج)) .

710- أنبأ أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو حامد بن بلال، أنبأ محمد بن الوليد البغدادي، ثنا علي بن يحيى القطان، ثنا قتادة: هو ابن الفضل بن عبد الله بن قتادة بن عياش قال: حدثني أبي، عن عمه هشام، عن قتادة –رضي الله عنه- قال: ((لما عقد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومي أتيته مودعاً له فقال: -[408]- جعل الله التقوى زادك وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث تكون)) .

711- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا عبد الله بن أبي داود قال: حدثني أحمد بن حفص حدثني إبراهيم: هو ابن طهمان، عن الحجاج، عن قتادة، عن عبيد الله بن عمرو، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ولا ييأس ويحيا فيها ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه)) .

712- أخبرنا أبو الفضايل، محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق الموصلي ببغداد، أنبأ القاضي أبو القاسم: علي بن عبد المحسن التنوخي، ثنا محمد بن العباس بن حيويه، أنبأ محمد بن خلف بن المرزبان، ثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني أبو بكر بن شيبة المدني حدثني: عبد الله بن نافع، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كرم المرء تقواه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه)) .

فصل

فصل 713- أنبأ الشريف أبو النصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا هدبة بن خالد، ثنا سهيل بن حزم، ثنا ثابت، عن أنس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[409]- في هذه الآية {هو أهل التقوى وأهل المغفرة} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول ربكم –عز وجل- أنا أهل أن أتقى، فلا يشرك بي عبدي وأنا أهل لمن اتقى أن يشرك بي أن أغفر له)) .

714- أخبرنا أبو العباس: أحمد بن محمد بن علي الحيراني، ثنا أبو عبد الله: محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا سليمان بن بلال، أخبرني عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة، أنه سمع معاذ بن عبد الله الجهني يحدث عن أبيه، عن عمه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وعليه أثر غسل وهو طيب النفس، فظننا أنه ألم بأهله، فقلنا: يا رسول الله نراك أصبحت طيب النفس؟ فقال: أجل والحمد لله، ثم ذكرنا الغني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا بأس بالغني لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطيب النفس من النعم)) .

715- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو حفص عمير بن الحسين، ثنا أحمد بن عيسى التنيسي، ثنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، عن يزيد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن العلاء الغنوي، عن مسلم بن يسار، عن معاوية بن قرة، عن عبيد بن عمير، عن أبي بن كعب –رضي الله عنه- رفعه قال: ((ما ترك عبد شيئاً لا يدعه إلا لله إلا أتاه الله بما هو خير له منه)) .

فصل

فصل 716- أنبأ محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا اليمان بن نصر الكعبي، ثنا عبد الله أبو سعيد المديني قال: حدثني محمد بن المنكدر، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف قال: ((لما ولي أبو بكر –رضي الله عنه- أمر الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إني قد وليت عليكم أمركم هذا، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن زغت فقوموني. الصدق أمانة والكذب خيانة، أكيس الكيس التقى وأنوك النوك الفجور. الضعيف فيكم القوي عندي حتى آخذ له الحق، والقوي عندكم: الضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، لا يدع قوم الجهاد في الله تعالى إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله تعالى بالبلاء. أطيعوني ما أطعت الله تعالى ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم)) .

717- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ عبد الله بن محمد بن الحارث، ثنا الفضيل بن عمير بن تميم المروزي، ثنا عبيد الله بن محمد العيشي، ثنا أبي، عن مزيدة بن قعنب الرهاوي قال: ((كنا عند عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- إذ جاءه قوم فقالوا: إن لنا إماماً يصلي بنا العصر فإذا صلى صلاته يغني بأبياتٍ، فقال -[411]- عمر –رضي الله عنه- قوموا بنا إليه. فاستخرجه عمر –رضي الله عنه- من منزله فقال له: إنه بلغني أنك تقول أبياتاً إذا قضيت صلاتك فأنشدنيها فإن كانت حسنة قلتها معك، وإن كانت قبيحة نهيتك عنها. فقال الرجل: وفؤادي كلما أنبهته ... عاد في اللذات يبغي تعبي لا أراه الدهر إلا لاهياً ... في تماديه فقد برح بي يا قرين السوء ما هذا الصبي ... فني العمر كذا باللعب وشبابه بان مني فمضى ... قبل أن أقضي منه أربي ما أرجى بعده إلا الفنا ... ضيق الشيب على مطلبي نفس لا كنت ولا كان الهوى ... اتقي الموت وخافي وارهبي فقال عمر –رضي الله عنه-: نعم.. .. نفس لا كنت ولا كان الهوى وهو يبكي ويقول: اتقي الموت وخافي وارهبي. ثم قال عمر –رضي الله عنه-: من كان منكم مغنياً فليتغن هكذا)) .

718- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا أبو علي الحسين بن علي الوراق، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس بن بكار، ثنا عبد الله بن سليمان المزني، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- يخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((عباد الله الموت ليس منه فوت. إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، الموت معقود بنواصيكم فالنجا النجا، والوحا الوحا فإن وراءكم طالب حثيث، القبر احذروا ضنكه وظلمته وضيقه ألا إن القبر حفرة من حفر جهنم أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتكلم في كل -[412]- يوم ثلاث مرات فيقول: أنا بيت الظلمة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود، ألا وإن وراء ذلك اليوم أشد من ذلك اليوم، النار حرها شديد وقعرها عميق وحبلها حديد، ليس لله فيه رحمة. فبكى المسلمون حوله بكاء شديداً فقال: إن من وراء ذلك جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين، أجارنا الله وإياكم من العذاب الأليم)) .

فصل

فصل 719- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبيد بن جرير العتكي قال: حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا محمد بن مسلم، ثنا محمد بن مطرف أن عيسى ابن مريم –عليه السلام- قال: ((يا ابن آدم الضعيف اتق الله حيثما كنت، وكن في الدنيا ضيفاً، واتخذ المساجد بيتاً وعلم عينك البكاء وجسدك الصبر وقلبك التفكير، ولا تهتم برزق غد)) .

720- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن إسماعيل العسكري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح قال: قال سليمان بن داود –عليه السلام-: ((أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعلمنا مما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئاً هو أفضل من تقوى الله في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب والقصد في الغنى والفقر)) .

721- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي، ثنا عثمان بن أبي شيبة قال: سمعت أبا نعيم قال: سمعت سفيان الثوري: وكتب إلى ابن أبي ذئب، من سفيان بن سعيد إلى محمد بن عبد الرحمن: ((سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأوصيك بتقوى الله، فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله شيئاً، فعليك بتقوى الله)) .

722- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، ثنا أبو سعيد النقاش، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن محمد بن مطر قال: سمعت أبا بكر بن عون قال: سمعت معروفاً الكرخي يقول: سمعت بكر بن خنيس يقول: ((كيف يكون متقياً من لا يدري ما يتقي)) .

723- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حبيب بنيسابور، أنبأ الحاكم أبو الحسين الإسفراييني، أنبأ أبو بكر: محمد بن يوسف بنيسابور، أنبأ أحمد بن عثمان، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أحمد بن شجاع، ثنا سعيد بن اليمان، عن ابن المبارك قال: ((ودع ابن عون رجلاً فقال: عليك بتقوى الله فإن المتقي ليست عليه وحشة)) .

724- أخبرنا أبو الخير بن رزا، أنبأ أبو عبد الله الجرجاني أخبرنا أبو طاهر المحمدأباذي، ثنا زكريا بن يحيى الحلواني، ثنا أبو الطاهر: أحمد بن عمرو بن السرح، ثنا ابن وهب عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم قال: ((كان يقال: من اتقى الله حبه الناس وإن كرهوا)) .

باب في الترهيب من التطير

باب في الترهيب من التطير 725- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن أبي مريم قال: حدثنا: ((أن سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- كان غازياً فبينما هو يسير إذ أقبل في وجوههم ظباء يسعين فلما اقتربن منه ولين مدبرات، فقال له رجلٌ: انزل أصلحك الله، فقال له سعد: من ماذا تطيرت؟ أمن قرونها حين أقبلت؟ أم من أذنابها حين أدبرت؟ إن هذه الطيرة لباب من الشرك فلم ينزل سعد ومضى)) . قال الشيخ: كانت العرب تتطير بالسوانح والبوارح، فالسانح: ما أتاك عن يمينك وكانوا يتطيرون به، والبارح: ما ولاك مياسره يعني من الظباء.

726- أخبرنا مكي بن منصور الكرخي. أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر عن عوف، عن حيان، عن قطن بن قبيصة، عن أبيه –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العيافة والطيرة والطرق من الجبت)) . قال أهل اللغة: زجر الطير وهو ضرب من التكهن، والطيرة والتطير وأصل ذلك من الطير، وذلك أن العرب كانوا إذا أتى الطير من جهة اليمين أو من جهة الشمال قالوا: عاقبة هذا الأمر محمودة وعاقبة هذا الأمر مذمومة، شيء استشعروه من قبل أنفسهم، قال الله تعالى: {وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه} أي يتشاءموا بموسى وقومه، {ألا إنما طائرهم عند الله} : أي شؤمهم جاء من قبل الله، هو الذي قضى عليهم ذلك وقدره. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ولا يتطير. وقال: إذا ظننتم فلا تحققوا، إذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا وقال تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه} أي ما قضى أنه عامله وصائر إليه وما يجري على رأسه من سعادة وشقاوة. والطرق: الضرب بالحصى، هو ضرب من التكهن. قال لبيد: لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع والجبت: السحر.

727- قال: وحدثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا طيرة وخيرها الفأل، قيل: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)) . قوله (لا طيرة) : أي لا حقيقة لها أبطل الحكم بها.

727م- قال: وأخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لا يعجزن ابن آدم: الطيرة وسوء الظن والحسد قال: فينجيك من الطيرة أن لا تعمل بها، وينجيك من سوء الظن أن لا تتكلم به، وينجيك من الحسد أن لا تبغي أخاك سوءاً)) .

728- قال: وأخبرنا معمر، عن قتادة قال: قال ابن عباس –رضي الله عنه-: ((إن مضيت فمتوكل، وإن نكصت فمتطير)) .

729- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم المقري، ثنا موسى بن الحسن بن أبي عباد النسائي، ثنا أبو نعيم: الفضل بن دكين، ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل، عن عيسى بن عاصم، عن زر، عن -[418]- ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطيرة شرك وما منا ولكن الله –عز وجل- يذهبه بالتوكل)) . وفي الحديث إضمار والتقدير: وما منا إلا وقد يقع في قلبه من ذلك شيء –يعني قلوب أمته- ولكن الله يذهب ذلك عن قلب كل من يتوكل على الله ولا يثبت على ذلك.

730- أخبرنا مكي بن منصور، أنبأ أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار، ثنا الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: ((إنا لواقفون مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- على الجبل بعرفة إذ سمعت رجلاً يقول: يا خليفة، فقال أعرابي خلفي من لهب: ما لهذا الصوت قطع الله لهجته، والله لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام هاهنا أبدأ، قال: فشتمته وآذيته فلما رمينا الجمرة مع عمر –رضي الله عنه- أقلت حصاة فأصابت رأسه ففتحت عرقاً من رأسه، فقال رجل أشعث: أمير المؤمنين لا والله لا يقف بعد هذا العام أبداً فالتفت فإذا هو ذلك اللهبي. قال: فوالله ما حج عمر –رضي الله عنه- بعدها)) .

باب في الترغيب في التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير

باب في الترغيب في التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير 731- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أخبرنا والدي، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا عبد الله بن هاشم الطوسي، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه: ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فقال رجل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا كل يوم ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة ويكفر عنه ألف خطيئة)) .

732- أنبأ أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى بن عمر، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب وأبو كريب ومحمد بن طريف البجلي قال: وثنا محمد بن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: -[420]- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) .

733- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أبو علي بن البغدادي، ثنا أبو الحسن: أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، ثنا الحارث بن محمد، ثنا روح بن عبادة القيسي، ثنا زكريا بن إسحاق، ثنا الزبير، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) .

734- أخبرنا أبو سهل الدستي بنيسابور، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، أخبرنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، حدثني عبد الله بن الحارث المكي المخزومي، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن بشر بن عاصم، عن عاصم –يعني أباه- عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: ((قلت يا رسول الله: سبقنا أصحاب الأموال سبقاً بيناً يصلون ويصومون كما نصلي ونصوم وعندهم أموال يتصدقون بها وليست عندنا أموال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بعمل إن أخذت به أدركت من كان قبلك وفت من يكون بعدك إلا أحداً أخذ بمثل عملك، تسبح خلاف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وتكبر ثلاثاً وثلاثين، وتحمد أربعاً وثلاثين)) . قوله: خلاف كل صلاة: يعني خلف كل صلاة.

735- أنبأ طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبد الرحمن بن أبي صالح قال: حدثني المحاربي، عن أبي معشر، عن مسلم بن أبي مريم قال: ((جاءت أم هانئ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: إني قد ثقلت عن العمل، فعلمني شيئاً أقوله وأنا جالسة. قال: كبري الله –عز وجل- مائة مرة خير لك من مائة بدنة مقلدة مجللة، وسبحي الله مائة مرة خير لك من مائة فرس مسرج ملجم يحمل عليه في سبيل الله واحمدي الله –عز وجل- مائة مرة خير لك من مائة رقبة من بني إسماعيل تعتقينها لله –عز وجل- وهللي الله –عز وجل- مائة مرة لا تذر ذنباً ولا يسبقها عمل)) .

فصل

فصل 736- أنبأ عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، ثنا أبو بكر بن السني، ثنا النسائي، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا أبو سلمة الخزاعي، ثنا خلاد بن سليمان، قال أبو سلمة وكان من الخائفين، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنها-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلساً أو صلى تكلم بكلمات فسألته عائشة –رضي الله عنها- عن الكلمات، فقال: إن تكلم بخير كان طابعاً عليه إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له: سبحانك الله وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك)) .

737- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة: ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أحمد بن عيسى الكراجكي، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير، ومن يعمل بهما قليل، الصلوات الخمس يسبح الله أحدكم أو الرجل دبر كل صلاة عشراً ويحمد عشراً ويكبر عشراً فتلكم خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان، ويسبح الله أحدكم عند منامه ثلاثاً وثلاثين، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويكبره أربعاً وثلاثين فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يعمل أو يكسب في كل يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة قالوا: يا رسول الله كيف لا يحصيها قال: يأتي الشيطان أحدكم وهو في صلاته فيقول: اذكر حاجة كذا، اذكر حاجة كذا حتى ينصرف ولا يسبح، ويأتي أحدكم عند منامه فلا يزال ينومه حتى ينام ولا يسبح)) .

738- أخبرنا أبو عثمان: إسماعيل بن عثمان الإبريشيمي بنيسابور، أنبأ أبو سعيد: محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا أسد –هو ابن موسى- ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تحدث أن فاطمة –رضي الله عنها- جاءت إلى -[423]- رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن يرزقك الله شيئاً يأتك، وسأدلك على خير من ذلك إذا لزمت مضجعك، فسبحي الله ثلاثاً وثلاثين وكبري ثلاثاً وثلاثين واحمدي أربعاً وثلاثين، فذلك مائة فهو خير لك من الخادم، وإذا صليت صلاة الصبح فقولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير وهو كل شيء قدير عشر مرات بعد صلاة الصبح وعشر مرات بعد صلاة المغرب، فإن كل واحد منهن تكتب عشر حسنات، وتحط عشر سيئات، وكل واحدة منهن كعتق رقبة من ولد إسماعيل ولا يحل الذنب كسب ذلك اليوم أن يدركهن إلا أن يكون الشرك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهن حرسك ما بين أن تقولينه غدوة إلى أن تقولينه عشية من كل شيطان ومن كل سوء)) .

739- أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الطهراني، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق، أنبأ أحمد بن سلمة بن الضحاك بمصر، ثنا محمد بن ميمون بن كامل الزيات، ثنا محمد بن إسحاق الأسدي، ثنا الأوزاعي، عن عروة بن رويم اللخمي، قال: سمعت أبا أمامة الباهلي –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله من عدو حضر؟ قال: لا، خذوا جنتكم من النار، الباقيات الصالحات المنجيات من النار، يعني سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر)) .

740- أخبرنا سليمان بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني قالا: ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أبو الحسن: عباد بن العباس الطالقاني، ثنا محمد بن حيان المازني، ثنا يوسف بن العنبسي اليماني، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه والعدو أن تجاهدوه فلا تعجزوا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن الباقيات الصالحات)) .

741- قال: وحدثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا إبراهيم بن علي بن عبد الله البصري، ثنا القاسم بن الحسن بن يزيد الصايغ، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ مسعود الجريري، عن أبي عبد الله العنزي، عن ابن الصامت، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: ((قلت يا رسول الله: أي الكلام أحب إلى الله؟ قال: ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده سبحان الله وبحمده يقولها ثلاث مرات)) .

742- أخبرنا الشريف أبو الفوارس: طراد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو غسان، ثنا روح، ثنا شعبة، عن محمد بن عبد الله مولى آل طلحة قال: سمعت كريباً مولى ابن عباس يحدث عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث قالت: -[425]- ((أتى عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم غدوة وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع قريباً من نصف النهار، فقال: ما زلت قاعدة؟ قلت: نعم. قال: ألا أعلمك كلمات لو عدلت بهن لعدلتهن ولو وزنت بهن وزنتهن –يعني: بجميع ما سبحت- سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه ثلاث مرات، سبحانه الله مداد كلماته ثلاث مرات)) .

743- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عصمة بن الفضل، ثنا زيد بن الحباب، عن محمد بن مسلم الطائفي، عن لوط بن أبي لوط قال: ((بلغني أن تسبيح السماء الدنيا سبحان ربنا الأعلى، والثانية سبحانه وتعالى، والثالثة سبحانه وبحمده، والرابعة سبحانه لا حول ولا قوة إلا بالله، والخامسة سبحان محيي الموتى وهو على كل شيء قدير، والسادسة سبحان الملك القدوس، والسابعة سبحان الذي ملأ السموات السبع والأرضين السبع عزة ووقاراً)) .

744- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو صالح: أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر المقدمي قال: حدثني جعفر بن سليمان، عن هارون بن رئاب، عن شهر بن حوشب قال: ((إن حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت حسن رخيم، فأربعة يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك، وأربعة يقولون: سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك لما يرون من ذنوب بني آدم)) .

745- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، -[426]- ثنا ميمون بن إسحاق بن الحسن، ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الرجل: سبحان الله، قال الملك: والحمد لله، وإذا قال: سبحان الله والحمد لله، قال الملك: ولا إله إلا الله وإذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، قال الملك: والله أكبر، وإذا قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال الملك: يرحمك الله)) .

فصل

فصل 746- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو هاشم: هانئ بن المتوكل الإسكندراني، ثنا حيوة بن شريح التجيبي، عن ابن عجلان، عن رجاء بن حيوة، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي صالح السماك، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قال: ((أتى فقراء المسلمين إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله ذهب ذوو الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يعتقون ولا نجد ما نعتق ويتصدقون ولا نجد ما نتصدق وينفقون ولا نجد ما ننفق، فقال: ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه أدركتم به من كان قبلكم وفتم به من بعدكم؟ قالوا: بلى [قال] : تسبحون الله تعالى وتحمدونه وتكبرونه على أثر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين مرة. فلما صنعوا ذلك سمع الأغنياء بذلك فقالوا مثل ما قالوا، فذهب الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم قد قالوا مثل -[427]- ما قلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)) . قوله: فتم به أي سبقتم به من قولك فاته يفوته، أي سبقه.

747- أخبرنا أبو محمد الحسين بن أحمد السمرقندي بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: حدثنا علي –رضي الله عنه-: ((أن فاطمة –رضي الله عنها- شكت ما تلقى من الرحى فأتي النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده ووجدت عائشة –رضي الله عنها- فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة –رضي الله عنها- بمجيء فاطمة –رضي الله عنها- فجاء إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري وقال: ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعاً وثلاثين وتسبحاه ثلاثاً وثلاثين وتحمداه ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم)) .

747م- أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عثمان الإبريسيمي بنيسابور، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، قال الربيع بن سليمان، ثنا أسد –هو ابن موسى-، ثنا عبد الحميد بن عبد الله عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة تحدث أن فاطمة رضي الله عنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي إليه الخدمة.

748- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ثنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فمر على شجرة يابسة الورق فجعل يضرب بسوطه على الشجرة فيتساقط الورق فقال: إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط ورق هذه الشجرة)) .

749- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، (ح) ، وأخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إسحاق، أنبأ أبو القاسم: عبد الرحمن بن عمر بن عثمان البلوي بالإسكندرية، ثنا محمد بن ميمون بن مرزوق اليافعي، ثنا عبد الله بن يحيى البرلسي، ثنا عبد الله بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سبحان الله نصف الميزان، والحمد لله ملء الميزان، والله أكبر ملء السموات والأرض، ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها –عز وجل-)) .

750- أخبرنا أبو بكر: عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد الفارسي، ثنا محمد بن عيسى بن عمرويه، -[429]- ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج قال: حدثني محمد بن عبد الملك الأموي، ثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)) .

751- قال: وثنا مسلم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) .

فصل

فصل 752- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ علي بن محمد بن نصر وعلي بن عيسى قالا: ثنا محمد بن سعيد، ثنا أمية، ثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن منصور، عن هلال، عن الربيع بن عميلة، عن سمرة –رضي الله عنه- أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من الكلام شيء أحب إلى الله من الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا إله إلا الله، هن أربع كلمات لا يضرك بأيهن بدأت)) .

753- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، -[430]- أنبأ محمد بن أيوب بن حبيب، ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، ثنا أبو النضر (ح) قال أبو عبد الله: وأخبرنا عبدوس بن الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا آدم قالا: ثنا شعبة، عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الوتر قال: سبحان الله الملك القدوس ثلاث مرات)) .

754- أخبرنا محمد بن علي بن جولة الأبهري، وأحمد بن عبد الله بن نمير رجلان صالحان قالا: حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصفار، ثنا همام بن محمد بن النعمان، ثنا عبيد بن يعيش، ثنا سفيان بن عقبة العامري، عن مسعر بن كدام، عن مجاهد بن رومي، عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- قال: ((رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أحرك شفتي فقال: ما تقول يا أبا أمامة؟ فقلت: أذكر الله –عز وجل- فقال: ألا أدلك على ما هو أفضل من ذكرك الله –عز وجل- الليل مع النهار والنهار مع الليل؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق والحمد لله عدد ملء ما خلق، والحمد لك عدد ما في السموات والأرض والحمد لله ملء ما في السموات والأرض وسبحان الله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك والله أكبر مثل ذلك)) .

755- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن سمير وأحمد بن عبد الرحمن الذكواني قالا: ثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، أنبأ محمد بن الحسن -[431]- أبو طاهر، حدثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن هلال بن يساف، عن ربيع بن عميلة، عن سمرة بن جندب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الكلام أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا عليك بأيهن بدأت)) .

756- أخبرنا سليمان بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن وغيرهما قالوا: ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، ثنا أبو يحيى أحمد بن عصام الأنصاري، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا مسعر بن كدام، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد الله ابن أبي أوفى –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه نسيان القرآن، فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله قال: فعدهن في يده وضم أصابعه جميعاً، ثم قال: يا رسول الله هذا لله فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني، قال: فعدهن في يده وضم أصابعه الأخرى، فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد ملأ يده خيرا)) .

757- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمرو بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد العطار، ثنا الحسن بن عرفة، حدثني المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري، عن (عمر) بن سعد الثوري، -[432]- عن مطر الوراق، عن عطاء الخرساني، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: لأحدثنكم بحديث لو أني لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً، حتى بلغ سبع مرات لم أحدثكم به: ((من قال: سبحان الله وبحمده أثبتت له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة أثبتت له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، من استغفر غفر الله له، ومن أعان على خصومة بظلم فقد باء بغضب من الله حتى ينزع، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله قد ضاد الله في حكمه، ومن قذف مؤمناً أو مؤمنة حبس في طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج، ومن مات وعليه دين أخذ من حسناته ليس ثم دينار ولا درهم)) .

758- أخبرنا أبو نصر بن صاعد، أنبأ أحمد بن الحسن، ثنا حميد بن عياش الرملي ثقة، ثنا المؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله اصطفى من الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، من قال: سبحان الله كتب له عشرون حسنة ومحي عنه عشرون سيئة، ومن قال: الله أكبر، فهي جلال الله كتب له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة، ومن قال: الحمد لله فهي ثناء الله كتب له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة، ومن قرأ عشر آيات من كتاب الله في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين)) .

759- قال سهيل: وأخبرني أخي، عن أبي هريرة - -[433]- رضي الله عنه- وزاد فيه: ((ومن أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق)) .

760- أخبرنا أبو عمرو بن عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن سعيد بن غالب، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن كريب، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عند جويرية وهي في مصلاها، فرجع إليها، فقال: لم تزالي في مصلاك هذا؟ قالت: نعم لم أزل فيه. قال: قد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بها لوزنتهن، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عشره ومداد كلماته)) . قوله: لوزنتهن: أي لكانت أكثر في الوزن منهن، أي كانت أكثر ثواباً من ثواب كلماتك التي ذكرتهن.

فصل

فصل 761- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو علي البغدادي، ثنا أحمد بن موسى الأنصاري، ثنا أحمد بن حرب، ثنا حرمي بن حفص (ح) . قال أبو علي بن البغدادي: وثنا ابن بليل الهمذاني، ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا حرمي بن حفص القسملي، ثنا عبيد بن مهران قال: سمعت الحسن يحدث عن عمران بن حصين –رضي الله عنه- قال: -[434]- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم عملاً مثل أحد قالوا: يا رسول الله ومن يستطيع أن يعمل كل يوم عملاً مثل أحد. قال: كلكم يستطيعه، قالوا: ماذا يا رسول الله؟ قال: سبحان الله أعظم من أحد والحمد الله أعظم من أحد والله أكبر أعظم من أحد)) .

762- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي بنيسابور، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أحمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا محمد بن أيوب، ثنا مسدد، ثنا خالد بن عبد الله، ثنا سهيل، عن أبي عبيد، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سبح لله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. تمام المائة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر)) .

763- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا الحسن بن إسماعيل المحاملي، ثنا يوسف بن موسى، ثنا عبيد الله بن موسى، أنبأ إبراهيم بن الفضل، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ركع أحدكم فليضع يده على ركبتيه ثم يمكث حتى يطمئن كل عظم في مفاصله ثم يسبح ثلاث مرات، فإنه يسبح لله –عز وجل- من جسده ثلاثة وثلاثون وثلاثمائة عظم وثلاثة وثلاثون وثلاثمائة عرق، وإذا -[435]- سجد فليسبح ثلاثاً، فإنه يسبح من جسده مثل ذلك)) .

764- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنبأ أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكى، أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، ثنا جعفر بن عون، ثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلة، عن كعب بن عجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((معقبات في دبر كل صلاة لا يخيب قائلهن أو فاعلهن يسبح الله –عز وجل- ثلاثاً وثلاثين ويحمده ثلاثاً وثلاثين ويكبره أربعاً وثلاثين)) .

765- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن، ثنا القاضي أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن المنذر، ثنا أبو سهل بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي –هو ابن المديني-، ثنا يونس بن محمد المعلم، ثنا مصعب بن حيان أخو مقاتل بن حيان، عن مقاتل بن حيان، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي، عن رافع بن خديج –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قلنا: يا رسول الله إن هذه الكلمات أحدثتهن؟ قالوا: أجل جاءني جبريل –عليه السلام- بهن فقال: يا محمد هن كفارات المجلس-)) .

766- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا أبو جعفر محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا أبو معاوية: محمد بن خازم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب الكلام إلى الله –عز وجل- أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، وإن أبغض الكلام إلى الله –عز وجل- أن يقول الرجل للرجل: اتق الله فيقول: عليك بنفسك)) .

فصل

فصل 767- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحسن بن علي بن المؤمل، ثنا عمرو بن عبد الله البصري، ثنا الفضل بن محمد البيهقي، ثنا الحارث بن أبي الزبير المديني قال: حدثني أبو يزيد اليماني، عن طاووس بن عبد الله بن طاووس اليماني، عن أبيه، عن جده طاووس، عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا أصبح: سبحان الله وبحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله –عز وجل- وكان آخر يومه عتيقاً من النار)) .

768- أخبرنا محمد بن علي بن خلف في كتابه، أنبأ أبو عبيد الله في كتابه، ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، ثنا أبو المثنى، ثنا محمد بن -[437]- عبد الله الخزاعي، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرساً له، فقال: ما تصنع يا أبا هريرة؟ قال: أغرس غرساً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلك على غرس خير لك منه؟ قلت: ما هو؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة)) .

769- أخبرنا أحمد بن علي بن المرزبان، ثنا علي بن محمد بن ميلة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا عثمان بن طالوت بن عباد، ثنا أيوب بن روح المطوعي قال: حدثني أبي، حدثني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أطفئوا الحريق بالتكبير)) .

فصل

فصل 770- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن إسماعيل العسكري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان بن عيينة قال: قلت لابن طاووس: ما كان أبوك يقول عند الرعد. قال: يقول: ((سبحان من سبحت له)) .

771- وأخبرنا عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن يحيى البزار، ثنا عبد الرحمن بن بشر، ثنا سفيان، سمع عمراً يقول: -[438]- ((تسبيحة بحمد الله في صحيفة المؤمن خير له من جبال الدنيا تسير معه ذهباً)) .

772- أخبرنا علي بن فورجة، أنبأ محمد بن عبد الله بن صالح، ثنا أبو الشيخ، ثنا الوليد، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا قبيصة، ثنا سفيان بن سعيد، عن أبي حيان، عن أبيه قال: ((كان شيخ لنا إذا سمع السائل يقول: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً} ؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، هذا القرض الحسن)) .

773- أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر في كتابه، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر، أنبأ عبيد الله بن محمد المعداني، ثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم ثنا نصر بن علي قال: حدثني محمد بن خالد، ثنا علي بن نصر قال: ((رأيت الخليل بن أحمد في النوم، فقلت في المنام: لا أرى أحداً هو أعقل من الخليل، فقلت: ما صنع الله بك؟ قال: أرأيت ما كنا فيه فإنه لم يكن شيئاً [و] لم نجد شيئاً أفضل من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)) .

باب في الترغيب في التوبة

باب في الترغيب في التوبة 774- أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد التاجر، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا بن أبي الدنيا، ثنا يعقوب بن عبيد، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا علي بن مسعدة الباهلي، ثنا قتادة عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)) .

775- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا الفضل بن سهل، ثنا علي بن عاصم، عن سعيد، عن قتادة عن الحسن بن أبي الحسن، عن أبي بن كعب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –عز وجل- خلق آدم رجلاً طوالاً كأنه نخلة سحوق -[440]- كثير شعر الرأس لا يرى عورته. فلما ذاق الشجرة سقط عنه رياشه فكان أول شيء بدا له من جسده أنه رأى عورته، فلما رآها انطلق يستتر في الجنة فمر بشجرة فأخذت بعشر رأسه، فأخذ ينازعها وناداه الرحمن، يا آدم أمني تفر؟ قال: لست أفر منك ولكني أستحي منك يا رب، قال: إن أنا تبت ورجعت أتتوب علي؟ قال: نعم يا آدم. قال: فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم)) .

776- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثني القاسم بن هاشم، ثنا عصمة بن سليمان، ثنا فضيل بن يونس، عن شيخ من أهل البصرة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول من لبى الملائكة، قال الله: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك} قال: فردوه فأعرض عنهم، فطافوا بالعرش ست سنين، يقولون: لبيك لبيك اعتذاراً إليك، لبيك لبيك نستغفرك ونتوب إليك)) .

777-أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا سعيد بن عثمان التنوخي، ثنا علي بن الحسن السامي من بني سامة بن لؤي، ثنا سفيان، عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا بردة يحدث أنه سمع الأغر –رجلاً من مزينة- يحدث عبد الله بن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[441]- ((أيها الناس توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إلى الله كل يوم مائة مرة قيل لسفيان: فكيف يتوب إلى الله كل يوم مائة مرة؟ قال: كأنه استغفار)) .

778- أنبأ أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنبأ عبد الخالق بن علي المؤذن، ثنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، ثنا أبو بكر: محمد بن خشنام، ثنا أبو صالح العباس بن زياد، ثنا سعدان (الختلي) عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله حفظة ذنوبه وأنسى ذلك جوارحه ومعالمه من الأرض حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه شاهد من الله بذنب)) .

779- أخبرنا القاضي أبو نصر بن صاعد، أنبأ أبو حسان المزكى، ثنا أبو بكر، محمد بن علي بن إسماعيل الفقيه، ثنا أبو عبد الله أحمد بن منصور ببغداد، ثنا عبد الله بن إبراهيم الكوفي، ثنا ثابت بن محمد قال: سمعت سفيان الثوري يقول: حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النادم ينتظر من الله الرحمة، والمعجب ينتظر من الله المقت، واعلموا عباد الله أن كل عامل سيقدم على عمله: ولا يخرج من الدنيا حتى يرى عمله وسوء عمله، وإنما الأعمال بخواتيمها، والليل والنهار -[442]- مطيتان فأحسنوا السير عليهما إلى الآخرة، واحذروا التسويف فإن الموت يأتي بغتة، ولا يغترن أحدكم بحلم الله –عز وجل- فإن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره} .

780- أخبرنا أبو عيسى: عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أنبأ أحمد بن محمد بن المرزبان، ثنا محمد بن يحيى بن الحكم، ثنا لوين، ثنا عبيد الله بن عمرو وغيره، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن جراح، عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي على عبد الله –رضي الله عنه- فقال إبي لعبد الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الندم توبة؟ قال: نعم)) .

781- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا عبد الله بن عمران العابدي المخزومي، ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة يخاف أن يقتله بها العطش)) .

782- أخبرنا أبو نصر: أحمد بن عبد الله بن سمير المقري شيخ صالح، ثنا ابن محمد الفقيه، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن -[443]- مهدي، ثنا عيسى بن إبراهيم التركي، ثنا سعيد بن عبد الله مولى خزاعة، ثنا نوح بن ذكوان أبو أيوب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((جاء حبيب بن الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني رجل مقراف للذنوب، فقال: تب إلى الله يا جبيب، فقال: يا رسول الله إني أتوب ثم أعود، قال: فكلما أذنبت فتب، قال: إذاً يا رسول الله تكثر ذنوبي، قال: غفر الله أكثر من ذنبك يا جبيب بن الحارث)) . جبيب بالجيم مضمومة، ومقراف مفعال من قرفت الذنب، أي: اكتسبته أي أنا رجل كثير الذنب.

783- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد، أنبأ أبو محمد بن يحيى البيع، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يوسف بن موسى، ثنا الحسين بن الربيع، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الرجوع -يعني من سفره- قال: آيبون تائبون، وإذا دخل على أهله قال: توباً توباً لربنا لا يغادر علينا حوباً)) . التوب مصدر تاب يتوب توباً، والحوب مصدر حاب يحوب حوباً. قال أهل اللغة الحوب: الإثم.

فصل

فصل 784- أخبرنا خاقان بن المطهر بنيسابور، أنبأ أبو سعيد -[444]- الصيرفي، ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني الفضل بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا فضيل بن سليمان النميري، ثنا موسى بن عقبة، قال: حدثني عبيد بن سليمان الأغر، عن أبيه، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه، فإذا أخطأ خطيئة فأحب أن يتوب إلى الله، فليأت بقعة رفيعة فليمدد يديه إلى الله ثم يقول: [اللهم] إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبداً، فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك)) .

785- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي، عن الحسين بن علي الجعفي، عن أبي رجاء الخراساني، عن سعيد بن جبير: (( {فتلقى آدم من ربه كلمات} قال: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك رب عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك عملت سوءاً وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك رب عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم)) .

786- أخبرنا أبو الحسين: أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أبو عبد الجرجاني، ثنا حاجب بن أحمد، ثنا محمد بن حماد الغازي، ثنا أبو معاوية الضرير: محمد بن خازم، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[445]- ((يدا الله تبسطان لمسيء الليل يتوب بالنهار ولمسيء النهار يتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها)) محمد بن خازم بالخاء المعجمة: حافظ كبير.

787- أخبرنا أبو الحسين: أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، ثنا إبراهيم بن سليمان الزيات، ثنا هشام –وهو عندي ابن سعد-، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي واقد الليثي –رضي الله عنه- قال: ((كنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل شيء يحدثنا: فقال لنا يوماً: إن الله قال: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، ولو أن لابن آدم واديين من مال لأحب أن يكون إليهما الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب)) .

788- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ محمد بن موسى الصيرفي، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا محمد بن غالب، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان، عن وائل بن داود، عن أبيه، عن الزهري قال: أخبرني أربعة: عورة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعبيد لله بن عبد الله بن عتبة، وعلقمة بن وقاص الليثي، عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((إذا كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار)) .

789- أخبرنا أبو الوفا محمد بن فارس الصوفي، أنبأ علي بن محمد بن أحمد الفقيه، ثنا أبو عمرو: أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو أمية: محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن مصعب القرقسائي، ثنا سلام بن مسكين ومبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عرف الحق لأهله)) .

فصل

فصل 790- أخبرنا أبو محمد: رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ببغداد، ثنا أبو الفضل: عبد الواحد بن عبد العزيز الحنبلي، ثنا أبو علي؛ محمد بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا عمرو بن علي الفلاس، ثنا الفاضل بن العلاء الكوفي، ثنا سفيان، عن حميد، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من كف غضبه كف الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه ستر الله عورته، ومن اعتذر إلى الله قبل الله عذره)) .

791- أخبرنا أبو سهل: علي بن أحمد بن قولويه، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أبو محمد: غياث بن محمد بن غياث، ثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة، ثنا الحسن بن الصباح، ثنا خلف بن تميم، -[447]- عن عمرو بن الرحال، عن العلاء بن المسيب، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن علي –رضي الله عنه- قال: ((ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يكثر عملك و [لا] تباهي الناس في عبادة ربك، إن أحسنت حمدت الله تعالى، وإن أسأت استغفرت الله تعالى، لا خير في الدنيا إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوباً فهو يتدارك ذلك بتوبة أو يسارع في دار الآخرة)) . قال: وقال علي –رضي الله عنه-: ما قل عمل مع التقوى وكيف يقل ما يتقبل.

792- أخبرنا محمد بن أحمد التاجر، أنبأ محمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم، حدثني صالح المري، عن مالك بن دينار قال: ((قرأت في الحكمة: أن الله –عز وجل- يقول: أنا الله مالك الملوك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم)) .

793- أخبرنا المعلى العرفجي بمكة –حرسها الله- أنبأ عبد العزيز بن بندار، ثنا أبو الحسن بن جهضم، ثنا أبو القاسم: عبد السلام بن محمد، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: سمعت قاسم بن عثمان الجوعي يقول: ((من أصلح فيما بقي من عمره غفر له ما مضى وما بقي، ومن أفسد فيما بقي من عمره أخذ بما مضى وما بقي)) .

باب في فضل التاجر الأمين والترغيب في الصدق في المعاملة

باب في فضل التاجر الأمين والترغيب في الصدق في المعاملة 794- أخبرنا عبد السلام بن محمد ببغداد، أنبأ عبد الجبار بن أحمد قال: حدثني أبو بكر: محمد بن إبراهيم بن الحسن بن كوهة المؤذن بخان النجاد، ثنا أبو جعفر: محمد بن عمر أبو حفص الضرير، ثنا يحيى بن شبيب، ثنا حميد، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة)) .

795- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسين، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو الشيخ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا -[449]- إسحاق بن رزيق، ثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني، ثنا محمد بن أبي ثور، عن يحيى بن العلاء، عن بشر بن نمير أنه سمع مكحولاً يقول: حدثني يزيد بن عبد الله عن صفوان بن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اعلم أن عون الله مع صالحي التجار)) .

796- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنبأ إبراهيم بن عبد الله التاجر، ثنا الحسين بن الحسن الحراني ببغداد، ثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو تقي، هشام بن عبد الملك اليزني، ثنا بقية بن الوليد، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يمدحوا وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا)) .

797- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ الحسين بن (إسماعيل) الفارسي ببخارى، أنبأ عيسى بن عمرو بن الجنيد البخاري، ثنا أحمد بن الجنيد، ثنا عيسى بن موسى: أبو أحمد البخاري، عن أبي رجاء الهروي: واسمه عبد الله بن واقد، عن خصيف الجزري، عن أبي غالب، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن التاجر إذا كان فيه أربع خصال طاب كسبه: إذا اشترى لم يذم، وإذا باع لم يمدح، ولم يدلس في البيع، ولم يحلف فيما بين ذلك)) .

798- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ثنا سالم بن نوح، عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن حكيم بن حزام –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن بينا وصدقا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)) .

799- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت الحاكم أبا الحسين: محمد بن أحمد الصفار الفقيه بمرو يقول: سمعت نفطويه يقول: سمعت أحمد بن يحيى يقول: قال المبرد: قال جعفر بن محمد الصادق: ((من اتجر فليجتنب خمسة أشياء: اليمين، وكتمان العيب والمدح إذا باع، والذم إذا اشترى، والدخول في سري غيره)) .

فصل في الترهيب من الخيانة في المعاملة والحلف في التجارة

فصل في الترهيب من الخيانة في المعاملة والحلف في التجارة 800- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا عبدان بن محمد، أنبأ ابن المبارك أنبأ معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن جده -[451]- قال: كتب معاوية –رضي الله عنه- إلى عبد الرحمن بن شبل –رضي الله عنه- أن علم الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تعلموا القرآن، فإذا علمتموه فلا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به، ثم قال: إن التجار هم الفجار، قالوا: يا رسول الله أليس قد أحل الله البيع وحرم الربا؟ قال: بلى ولكنهم يحلفون ويأثمون، ثم قال: إن الفساق هم أهل النار، قالوا: يا رسول الله ومن الفساق؟ قال: النساء، قالوا: يا رسول الله أو لسن أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا؟ قال: بلى ولكنهن إذا أعطين لم يشكرن، وإذا ابتلين لم يصبرن، ثم قال: ليسلم الراكب على الراجل، والراجل على الجالس، والأقل على الأكثر، فمن أجاب السلام كان له، ومن لم يجب فلا شيء عليه)) .

801- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، ثنا أبو عبيد الرحمن السلمي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن شقيق، عن قيس بن أبي غرزة –رضي الله عنه- قال: ((كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نشتري في الأسواق، ونسمي أنفسنا السماسرة، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمانا باسم هو أحسن منه، فقال: يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره الكذب واللغو فشوبوه بالصدقة)) .

802- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ الحاكم أبو الحسن -[452]- الإسفرائيني، أنبأ محمد بن محمد بن بندوني، ثنا أبو جعفر العسكري، ثنا عمر بن يزيد، ثنا أبو سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل السوق بالمدينة فقال: ألا إن التاجر فاجر، ثم عاد إليهم فقال: يا معشر التجار، إنكم تحلفون فتكذبون، وتقولون فتأثمون، ألا شوبوا أيمانكم بالصدقة)) .

فصل بلا إسناد في أحكام التجار وما يتصل بذلك من كلام علماء السلف

فصل بلا إسناد في أحكام التجار وما يتصل بذلك من كلام علماء السلف 803- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من طلب الدنيا حلالاً تعففاً عن المسألة وسعياً على عياله وتعطفاً على جاره لقي الله تعالى ووجهه كالقمر ليلة البدر)) .

804- وقال ابن مسعود –رضي الله عنه-: ((إني لأمقت الرجل أراه فارغاً لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة)) .

805- وقال إبراهيم النخعي: ((كان الصانع بيده أحب إليهم من التاجر، وكان التاجر أحب إليهم من البطال)) .

806- وسئل علي بن إبراهيم عن التاجر الصدوق أهو أحب إليك أو المتفرغ للعبادة؟ فقال: ((التاجر الصدوق أحب إلي لأنه في جهاد، يأتيه الشيطان من طريق المكيال والميزان ومن قبل الأخذ والإعطاء فيجاهده)) . وخالفه الحسن البصري في هذا.

807- وقال بعض السلف: ((اتجر فبع واشتر ولو برأس المال، يجعل لك من البركة ما لا يجعل لصاحب الزرع)) .

808- وقال الفرغاني: ((كنا يوماً عند الجنيد فجرى ذكر ناس يجلسون في المساجد ويتشبهون بالصوفية، ويقصرون عما يجب عليهم من حق الجلوس، ويعيبون من يدخل السوق. فقال الجنيد: كم ممن هو في السوق حكمه أن يدخل المسجد بإذن من بعض من فيه فيخرجه ويجلس مكانه، إني لأعرف رجلاً يدخل السوق ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة وثلاثون ألف تسبيحة)) .

809- قالوا: ((وإذا كان من أهل السوق فعليه أن يتعلم علم البيع والشراء ومعاملة الناس ومعرفة أبواب الربا، فإن لم يفعل ذلك دخل عليه الربا والبيوع الفاسدة)) .

810- وقد كان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يطوف في الأسواق يضرب بعض التجار بالدرة، ويقول: ((لا يبيع في سوقنا إلا من تفقه وإلا أكل الربا شاء أو أبى)) . .. .. قالوا: ((وليجعل بكوره إلى العالم قبل غدوه إلى السوق فيسأله عن وجوه -[454]- المعاملة ثم ينصرف فيدخل فيما هو فيه من تجارة أو صناعة تصدق معاملته وتصح في مبايعه، وليتوفى طلب المعاش كف النفس عن المسألة، والاستغناء عن الناس، ويكون مقدماً للتقوى في كل شيء، فإذا انتظمت دنياه بعد ذلك حمد الله –تعالى- وكان ذلك ربحاً، وإن تعذرت دنياه لذلك كان قد أجر عن دينه وحفظ رأس ماله من تقواه، لأن من ربح دنياه وخسر دينه فما ربحت تجارته وهو عند الله من الخاسرين)) .

811- وقال بعض العلماء: ((من دخل السوق ليشتري ويبيع وكان درهمه أحب إليه من درهم أخيه لم ينصح المسلمين في المعاملة)) .

812- أنبأ عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عاصم، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان، ثنا سهيل قال: سمعت عطاء بن يزيد الليثي، يحدث عن تميم الداري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة. قيل: يا رسول الله لمن؟ قال: لله ورسوله، ولكتابه ولدينه، ولأئمة المسلمين ولعامتهم)) .

813- وقال معاذ بن جبل –رضي الله عنه- في وصية: ((إنه لا بد لك من نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فابدأ بنصيبك من الآخرة فخذ فإنه سيمر على نصيبك من الدنيا فينتظمه لك انتظاماً ويزول معك حيث ما زلت)) . وفي بعض الآثار: كنا نترك سبعين باباً من الحلال مخافة باب واحد من الحرام.

814- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا ابن أبي فديك قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال بحرام أو حلال)) .

فصل جامع في هذا الباب

فصل جامع في هذا الباب 815- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا أبو كريب، ثنا إسحاق بن سليمان، ثنا المغيرة بن مسلم، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى يحب سمح الشراء سمح القضاء)) .

816- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا أبو عبد الله المحاملي، ثنا أخو كرخويه، ثنا وهب بن جرير قال: حدثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن شماسة، عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[456]- ((المسلم أخو المسلم، فلا يحل لمسلم باع من أخيه بيعاً فعلم به عيباً إلا بينه)) .

817- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو حامد بن بلال، ثنا يحيى بن الربيع، ثنا سفيان بن عيينة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاماً، فقال: ((كيف تبيع؟)) فأخبره، فأوحي إليه: أن أدخل يدك فيه، فأدخل يده فيه فإذا هو مبلول، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من غش)) .

818- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنبأ أبو محمد بن جولة الأبهري، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا محمد بن عيسى الأنصاري بواسط، ثنا الحجاج بن منهال وابن عائشة، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث عن أبي الخليل، عن حكيم بن حزام –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، ويد الله على الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإن صدقا وبينا وجبت البركة بينهما، وإن كتما وكذبا محقت البركة من بيعهما)) .

819- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن سمعان، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[457]- ((قاتل الله يهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا ثمنها)) .

820- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن أبي عمران، ثنا أبو نعيم: محمد بن جعفر بالرملة، ثنا صالح بن محمد الرازي، ثنا أبو الأحوص: محمد بن حيان، ثنا عبدة، ثنا مسعر، عن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الله بن بابا، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: ((كان يقال: من كانت تجارته الطعام ليس له تجارة غيره كان خاطئاً وكان طاغياً)) .

821- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أحمد بن محمد بن الحسين الخداشي، ثنا أبو شيبة: إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي قال: حدثني الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه تمراً كان له فتشدد عليه الأعرابي وقال له: أحرج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه فقالوا: ويحك تدري من تكلم فقال: إني طالب حق، فقال –يعني النبي- صلى الله عليه وسلم – ألا هل مع صاحب الحق كنتم، ثم أرسل إلى خولة بنت قيس وقال لها: ((إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك)) فقالت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فأقرضته فقضي للأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت أوفى الله لك، قال: أولئك خيار الناس لا قدست أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه غير متعتع)) . -[458]- يعني: بغير مشقة.

822- أخبرنا أبو بكر بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، أنبأ أبو الحسين الخداشي، ثنا أبو شيبة، ثنا محمد بن أبي عبيدة قال: حدثني أبي، عن الأعمش، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله قال: ((أدانت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة درهم، فقال لها أهلها: أتستدينين وليس عندك ما تقضين؟ قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أدان ديناً وهو يحدث نفسه بقضائه أعانه الله عليه)) .

823- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة)) .

824- قال: وحدثنا أبو حفص البجيري، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عمي، قال: أخبرني يونس، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((لما استخلف أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- قال: لقد علم قومي أن حرفتي لم تعجز عن مؤنة أهلي وقد شغلت بأمر المسلمين فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال ويحترف للمسلمين فيه)) .

825- قال: ابن شهاب: وأخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة –زوج النبي صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها قالت: ((لما استخلف عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أكل هو وأهله من المال واحترف في مال نفسه)) .

826- قال البجيري: وقال قتادة: ((كان القوم يتجرون ويتبايعون ولكن إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله حتى أدوه إلى الله تعالى)) .

باب الثاء

باب الثاء باب في الترغيب في الثناء على الله -عز وجل- 827- أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ببغداد، أنبأ عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا القعنبي، عن مالك، عن (العلاء) بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا السائب يقول: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله -عز وجل-: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرءوا الحمد لله رب العالمين، يقول الله -عز وجل-: حمدني عبدي. يقول: الرحمن الرحيم، يقول: أثنى علي عبدي، يقول: مالك يوم الدين، يقول الله -عز وجل-: مجدني عبدي، وهذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين -[461]- أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فهذه لعبدي ولعبدي ما سأل)) .

828- قال: وأنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: حدثني عبد الجبار بن أحمد السمرقندي، ثنا محمد بن عزيز، ثنا سلامة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي السائب: مولى هشام ابن زهرة، أن أبا هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى صلاة فلم يقرأ بأم القرآن فهي خداج غير تمام، فقلت: يا أبا هريرة فإني أكون وراء الإمام. قال: ويحك يا فارس اقرأ في نفسك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله –عز وجل- قال: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي. فإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي، وما بقي فهو له، يقول: إياك نعبد وإياك نستعين، فهذا لعبدي ولعبدي ما سأل)) . وفي رواية ابن عجلان عن عبد الرحمن مولى الحرقة عن أبي السائب: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فأولها لي وأوسطها بيني وبين عبدي: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فهذا لعبدي ولعبدي ما سأل.

829- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب قالا: ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو أسامة قال: حدثني عبيد الله بن عمر، عن محمد بن -[462]- يحيى بن حيان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فانتهيت إليه وهو ساجد وقدماه منصوبتان وهو يقول: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)) .

باب الجيم

باب الجيم باب الترغيب في الجهاد 830- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسين، ثنا أحمد بن الأزهر، ثنا يونس بن محمد، ثنا فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، قال فليح: ولا أعلمه إلا قال وابن أبي عمرة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن -عز وجل-)) .

831- قال: وثنا فليح بهذا الحديث مرة ثانية فذكره عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة –رضي الله عنه- بنحوه ولم يشك، وهكذا رواه أصحاب فليح.

832- أخبرنا أبو الحسين: أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ -[464]- أبو بكر: محمد بن أحمد بن زنجويه، أنبأ أحمد بن جعفر بن حمدان السقطي، ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، ثنا محمد بن معاوية أبو عبد الله، ثنا مسلم بن خالد، ثنا شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الشهداء ثلاثة رجال: رجل خرج بماله ونفسه محتسباً في سبيل الله لا يريد أن يقتل ولا يقتل ليكثر سواد المسلمين، فإن مات أو قتل غفرت ذنوبه كلها وأجير من عذاب القبر وأومن من الفزع الأكبر وزوج من الحور العين، ووضع على رأسه تاج الوقار، ورجل جاهد بنفسه وماله يريد أن يقتل ولا يقتل فإن مات أو قتل كانت ركبته مع ركبة إبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله –عز وجل- في مقعد صدق عند مليك مقتدر، والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسباً يريد أن يقتل ويقتل فإن مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهراً بسيفه واضعه على عنقه والناس جاثون على الركب يقول: ألا فأفسحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا وأموالنا لله –عز وجل- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو قالوا ذلك لإبراهيم خليل الرحمن أو لنبي من الأنبياء لتنحى لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور عن يمين العرش ويجلسون ينظرون كيف يقضي بين الناس لا يجدون غم الموت، ولا يغتمون في البرزخ ولا يفزعهم الصيحة ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ينظرون كيف يقضى بين الناس ولا يسألون شيئاً إلا أعطوه ولا يشفعون –يعني في أحد- إلا شفعوا فيه، ويعطى من الجنة ما أحب وينزل من الجنة حيث أحب)) .

833- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا أحمد بن محمد بن هانئ، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة: أن أبا حصين حديثه، أن ذكوان حدثه، أن أبا هريرة –رضي الله عنه- حدثه قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني عملاً يعدل الجهاد؟ قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ قال: لا أستطيع ذلك، قال أبو هريرة –رضي الله عنه-: إن فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات)) . قوله يستن: أي يجيء ويذهب، والطول: الحبل الذي يشد فيه يقال له بالفارسية طوله.

834- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو سعيد بن زياد، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثغب دماً، اللون لون الدم والريح ريح المسك)) . قوله: لا يكلم: أي لا يجرح. يثغب دماً: أي: يسيل دماً.

835- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي الخطاب، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك يخطب الناس وهو مسند ظهره إلى راحلته قال: ((ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس. إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلاً فاجراً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه)) . قوله: لا يرعوي أي لا ينزجر ولا يرجع عن ذنبه.

فضل

فضل 836- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان قالا: ثنا ابن وهب قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، -[467]- ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، قال أبو بكر: يا رسول الله ما على أحد يدعى من تلك الأبواب كلها –يعني من ضرورة- فهل يدعى من تلك الأبواب كلها أحد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم وأرجو أن تكون منهم)) .

837- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو الطاهر: أحمد بن عمرو المصري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه، قال: سمعت عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أول ثلاثة يدخلون الجنة الفقراء المهاجرون الذين تتقى بهم المكاره وإذا أمروا سمعوا وأطاعوا، وإن كانت للرجل منهم حاجة إلى السلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره وإن الله –عز وجل- ليدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: أين عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي؟ ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير حساب، وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون: ربنا نحن نسبح بحمدك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الرب –عز وجل- هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار)) .

838- أخبرنا عبد الله بن طاهر التميمي، أنبأ جدي -[468]- عبد القاهر، أنبأ محمد بن جعفر بن مطر، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس قال: سمعت أبي –وهو بحضرة العدو- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف، فقام رجل رث الهيئة فقال: يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا؟ قال: نعم. قال: فرجع إلى أصحابه فقال: اقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مشى بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قتل)) .

839- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، ثنا أبو النضر: ثنا أبو عقيل: عبد الله بن عقيل، ثنا موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، عن سبرة بن فاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك فعصاه فأسلم. ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك، فإنما مثل المجاهد كمثل الفرس في الطول، فعصاه وهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد، وهو جهاد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه، فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، ومن قتل كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، أو وكصته دابته كان حقاً على الله أن يدخله الجنة)) .

840- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الأسود بن قيس، عن جندب البجلي -رضي الله عنه- قال: ((أصاب حجرٌ أصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدميت فقال: هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت)) .

فصل

فصل 841- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو سعيد: عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم الدمشقي، ثنا أبو هشام: إسماعيل بن عبد الرحمن الكناني، ثنا الوليد بن الوليد القلانسي، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من جرح في سبيل الله جرحاً جاء يوم القيامة ريحه ريح المسك ولونه لون زعفران وعليه طابع الشهداء، ومن سأل الله الشهادة مخلصاً أوتي أجر شهيد وإن مات على فراشه، ومن قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة)) .

842- أخبرنا أبو عمرو البجيري، أنبأ أبو طاهر بن محمش، -[470]- أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن همام، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون كهيئتها يوم القيامة يوم طعنت تفجر دماً اللون لون الدم والعرف عرف المسك)) . العرف: يعني الرائحة.

843- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم قال: حدثني حسن بن علي الحلواني، ثنا أبو توبة، ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني النعمان قال: ((كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج، وقال آخر: ما أبالي أن لا أعمل عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام، وقال الآخر: الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم، فزجرهم عمر –رضي الله عنه- قال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الجمعة، ولكن إذا صليت الجمعة دخلت المسجد فأستفتيه فيما اختلفتم فيه فأنزل الله –عز وجل: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} .

فصل

فصل 844- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، أنبأ -[471]- أبو الحسين بن بشران، ثنا أبو سهل بن زياد، ثنا محمد بن بشر أخو خطاب، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب؟ فقال الله –عز وجل-: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله –عز وجل- {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} إلى آخر الآية)) .

845- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا أبو بكر بن نافع، ثنا بهز، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بالرجل من أهل الجنة فيقول الله –تبارك وتعالى- له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول: أي رب خير منزل، فيقول: سل وتمن، فيقول: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات، لما يرى من فضل الشهادة)) .

فصل

فصل 846- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا عمران بن يزيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهيد لا يجد مس القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها)) .

847- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج قال: حدثني زهير بن حرب، ثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة –عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تضمن الله –عز وجل- لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسولي، فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده، ما من كلم يكلمه في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة كهيئته حين كلم، لونه دم وريحه مسك، والذي نفسي بيده، لولا أن يشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن يتخلفوا عني، والذي نفس محمد بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل)) .

848- قال: وحدثنا مسلم، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن أبي قتادة، أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل الأعمال. فقام رجل فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر إلا الدين. فإن جبريل قال لي ذلك)) .

849- أخبرنا عبد الرحمن الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ محمد بن عبد الله الهروي، ثنا علي بن محمد الخزاعي، ثنا أبو اليمان أنبأ شعيب، عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مثل المجاهد في سبيل الله، والله أعلم بما يجاهد في سبيله، كمثل الصائم القائم. وتكفل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه فيدخله الجنة أو يرجعه سالماً بما نال من أجر أو غنيمة)) .

850- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أو حفص البجيري، ثنا -[474]- محمد بن عوف، ثنا ابن المبارك، ثنا يحيى بن حمزة، عن زيد بن أبي مريم قال: حدثني عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج، قال: حدثني أبو عيسى –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسهما النار)) .

851- أخبرنا أبو الطيب: محمد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبو علي بن البغدادي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد المقري، أنبأ عمرو بن أبي قيس، عن إبراهيم، عن أبي بكر بن حفص، عن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيل الله، والحاج إلى بيت الله، والمعتمر وفد الله –عز وجل- سألوا الله فأعطاهم ودعوه فأجابهم)) .

852- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ عبد الله بن محمد بن إسحاق المكي بمكة، ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، ثنا العلاء بن عبد الجبار، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن أبي إسحاق الهمذاني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قلت: ((يا رسول الله: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله –عز وجل- ولو استزدته لزادني)) .

853- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ أبو الحسن الإسفراييني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الكريم بن الحارث عن أبي عبيدة بن عقبة، عن شرحبيل بن السمط، عن سلمان الخير –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من رابط يوماً وليلة في سبيل الله كان له أجر صيام شهر وقيامه، ومن مات مرابطاً جري له مثل ذلك من الأجر وأجري الرزق وأمن الفتان: منكراً ونكيراً)) .

854- أنبأ محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثني أبو النضر، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، ولروحة يروحها العبد في سبيل الله، ولغدوة خير من الدنيا وما فيها، وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها)) .

855- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا حاجب بن أحمد، ثنا محمد بن حماد الغازي، ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: -[476]- ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب خادماً له قط، ولا ضرب امرأة له قط، ولا ضرب بيده شيئاً إلا أن يجاهد في سبيل الله –عز وجل- ولا نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن يكون لله، فإن كان لله انتقم له، ولا عرض عليه أمران إلا أخذ الذي هو أيسر حتى يكون إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه)) .

856- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا محمد بن الحسن بن الفرج، ثنا مسلم بن عيسى بن مسلم المؤذن، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، ثنا مسعر بن كدام، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تطعم النار رجلاً بكى من خشية الله أبداً حتى يرد اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخر رجل مسلم أبداً)) .

فصل في فضل الجهاد في البحر

فصل في فضل الجهاد في البحر 857- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي الوراق، أنبأ عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا عيسى بن حماد، أنبأ الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حيان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن خالته أم حرام ابنة ملحان أنها قالت: -[477]- ((نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً ثم استيقظ فتبسم فقلت: يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة، قالت: فادع الله –عز وجل- أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية ففعل مثلها، فقالت مثل قولها فأجابا مثل جوابه الأول، قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين. قال: فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- فلما انصرفوا من غزواتهم قافلين فنزلوا الشام قربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت –رضي الله عنها-)) .

858- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أبو بكر بن السني، أنبأ أبو عبد الله النسائي، أنبأ محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن أبي القاسم، قال: حدثني مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب إلى قباء يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه. وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فأطعمته وجلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك فقالت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله في البحر يركبون ثبج هذا البحر ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة –شك إسحاق- فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام ثم استيقظ فضحك فقالت: يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: ناس من أمتي عرضوا -[478]- عليَّ غزاة في سبيل الله ملوكاً على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة، كما قال في الأول، فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: ((أنت من الأولين)) فركبت البحر في زمان معاوية –رضي الله عنه- فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت)) . ثبج البحر: أي ظهر البحر ووسط البحر.

فصل في الترهيب من ترك الجهاد

فصل في الترهيب من ترك الجهاد 859- أخبرنا محمد بن أحمد، أنبأ علي بن البغدادي، ثنا الحسين بن الكسائي، ثنا إبراهيم بن مسعود، ثنا محمد بن بكير، ثنا حبيب بن حبيب: أخو حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإسلام ثمانية أسهم، الإسلام سهم، والصلاة سهم، والزكاة سهم، والجهاد سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وخاب من لا سهم له)) .

860- أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري، أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي، قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم، أنبأ سلمة بن سليمان، أنبأ ابن المبارك، أنبأ وهيب، قال: أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق)) .

باب في حق الجار والترغيب في حق الجوار

باب في حق الجار والترغيب في حق الجوار 861- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص الأصبهاني، ثنا إبراهيم بن ناصع المديني، ثنا النضر بن شميل، ثنا عوف بن أبي جميلة، عن الحسن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: يا أبا هريرة اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً، وأحبب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً، وإياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)) .

862- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، ثنا علي بن محمد -[480]- الفقيه، ثنا نصر مولى أحمد بن رستة، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا الحميدي ثنا سفيان، ثنا بشير بن سلمان أبو إسماعيل، عن مجاهد: ((أن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- أمر بشاة فذبحت فقال لقيمه: هل أهديت لجارنا اليهودي شيئاً؟ مرتين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننا أنه سيورثه)) .

863- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، ثنا أبو الحسن الإسفرائيني، أنبأ محمد بن محمد بن بندوني، ثنا أبو جعفر العسكري، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن حيان، عن إسماعيل بن رافع، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره. قالوا: يا رسول الله وما حق الجار؟ قال: إن سألك فأعطه، وإن استغاثك فأغثه، وإن استقرضك فأقرضه، وإن دعاك فأجبه، وإن مرض فعده، وإن مات فشيعه، وإن أصابته مصيبة فعزه، ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها، ولا ترفع عليه البناء لتسد عليه الريح إلا بإذنه)) .

864- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد، أنبأ أبو محمد بن يحيى، ثنا أبو عبد الله المحاملي، ثنا عبد الله بن أيوب، ثنا يحيى بن هاشم، ثنا عمرو بياع القصب، عن سعيد بن جبير، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبا ذر: عليك بالورع تكن أعبد العابدين، أبا ذر: عليك -[481]- بالقنوع، تكن أشكر الشاكرين، وأقل من الضحك فإنه ممرضة للقلب، وأحسن إلى جارك فإذا قال قد أحسنت فقد أحسنت)) .

865- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ جدي، ثنا القاضي أبو بكر: محمد بن عمر البغدادي، ثنا محمد بن بكر بن عمرو الباهلي من كتابه، ثنا محمد بن المنهال (ح) .

866- قال القاضي: وثنا الهيثم بن خلف، ثنا عمرو بن علي، قالا: ثنا يزيد بن زريع، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سأل أحدكم جاره أن يضع خشبة في جداره فلا يمنعه)) .

867- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا حسين المعلم، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه، أو لجاره ما يحب لنفسه)) .

868- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم، ثنا أبو كامل الجحدري وإسحاق بن إبراهيم، واللفظ لإسحاق، قالا: أنبأ عبد العزيز بن عبد الصمد العمري، ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال -[482]- رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)) .

869- أخبرنا عبد الرحمن، أنبأ جدي، ثنا أبو عبد الله أحمد بن بندار، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو كريب، ثنا وكيع، عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: الصلاة في وقتها، وإن أمر علي عبد حبشي مجدع الأطراف أن أسمع له وأطيع، وقال: إذا طبخت لحماً فأكثر المرق ثم انظر إلى أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف)) .

870- ذكر الحسن بن سفيان في مسنده، ثنا الحسين بن عيسى البسطامي، ثنا محمد بن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن فضيل، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن جابر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الجيران ثلاثة: جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقاً، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقاً. فأما الذي له حق، فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان، فجار مسلم لا رحم له، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الإسلام وحق الجوار وحق الرحم. وأدنى حق الجار ألا تؤذي جارك بقتار قدرك إلا أن تقدح له منها)) . -[483]- قتار القدر: رائحة القدر وقوله إلا أن تقدح له منها: أي إلا أن تغرف له منها. يقال للمغرفة: المقدحة.

871- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو بكر: محمد بن علي بن محمد المروزي، ثنا أحمد بن بكر بن سيف المروزي، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله دلني على عمل إذا عملت به دخلت الجنة ولا تكثر علي، فقال: لا تغضب. قال: وأتاه آخر فقال: يا نبي الله دلني على عمل إذا عملت به دخلت الجنة، فقال: كن محسناً. قال: وكيف أعلم أني محسن؟ فقال: سل جيرانك فإن قالوا: إنك محسن فإنك محسن، وإن قالوا: إنك مسيء فأنت مسيء)) .

872- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا أبو علي: أحمد بن عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا مصفى، ثنا بقية، ثنا الضحاك بن حمزة، عن صالح المليكي، عن حميد، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من ميت يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان: اللهم إنا لا نعلم إلا خيراً إلا قال الله لملائكته: أشهدكم أني قد قبلت شهادتهما وغفرت له ما لا يعلمان)) .

فصل

فصل 873- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، -[484]- ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم السليطي، ثنا محمد بن هاشم بن الطرماح الطوسي، ثنا الحسن بن عيسى، أنبأ ابن المبارك، أنبأ حيوة بن شريح، قال: أخبرني شرحبيل بن شريك، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي، يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره)) .

874- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن بشر بن مطر، ثنا زكريا بن يحيى الخراز، قال: حدثني عامر بن أبي عامر الخزاز، قال: حدثني أبي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: لي جاران هما في الجوار سواء، أحدهما بابه عن يمين بابي، أو قالت: إلى جنب بابي، والآخر بابه قبالة بابي، بحق أيهما أبدأ؟ قال: بحق الذي بابه قبالة بابك)) .

فصل في الترهيب من سوء الجوار

فصل في الترهيب من سوء الجوار 875- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا سعيد بن سليمان، عن موسى بن خلف، ثنا أبان، عن عطاء، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[485]- ((كم من جار متعلق بجاره يقول: يا رب سل هذا لم أغلق عني بابه ومنعني فضله؟)) . أبان هو: ابن بشر المكتب.

876- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، ومحمد بن أحمد بن علي الفقيه، قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ، قولة، أنبأ أبو بكر: عبد الله بن زياد النيسابوري، ثنا ابن أبي الحناجر، ثنا مؤمل، ثنا سفيان، ثنا عبد الملك بن أبي بشير وكان شيخ صدق، ثنا عبد الله بن أبي المساور قال: سمعت ابن عباس –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بمؤمن الذي يبيت شبعان ويبيت جاره إلى جنبه جائع)) .

877- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ، قولة، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا العباس البحراني، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله إن لي جاراً يؤذيني، قال: اذهب فأخرج متاعك فضعه على الطريق. قال: ففعل، قال: فجعل الناس يمرون فيقولون: يا فلان ما شأنك؟ فيقول: شكوت جاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخرج متاعي فأضعه على الطريق. فجعلوا يقولون: اللهم العنه اللهم اخزه. فبلغ ذلك جاره فأتاه فقال: ارجع إلى منزلك فوالله لا أوذيك أبداً)) .

فصل

فصل 878- أخبرنا أبو الحسن بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن الحمامي المقري، أنبأ أحمد بن سلمان، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن أبي بريدة، عن أبي سبرة الهزلي قال: ((ذكر الحوض عند ابن زياد فبعث إلى رجال فيهم ابن عمر المزني وبعث إلى أبي برزة فجاء في بردين فقال ابن زياد: إن محدثكم لدحداح حتى سمعها الشيخ، فقال: ما ظننت أني أعيش حتى أعير بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، فاستلقى ابن زياد وكان إذا استحى من الشيء استلقى فقال له رجل: إن الأمير دعاك يسألك عن الحوض، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكره؟ قال: نعم سمعته، فمن كذب به فلا سقاه الله منه، فقال أبو سبرة: بعثني أبوك إلى معاوية –رضي الله عنه- في مال فلقيت عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- فحدثني حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم يعنيه وكتبته بيدي، فقال له ابن زياد: أقسمت عليك لتركبن البرذون فلتعرفنه حتى تأتيني بالكتاب. قال: فركبته حتى أتى ((زيتالجة) لي حتى استخرجت الصحفية فأتيته بها فقال: عرفت البرذون قلت: نعم فقرأ الصحيفة بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما حدث عبد الله بن عمرو عن محمد صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يحب الفاحش والمتفحش. ثم قال: والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الأرحام وحتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن، ثم قال: مثل المؤمن مثل النحلة وقعت فأكلت طيباً ثم سقطت فلم تفسد ولم تكسر، ومثل المؤمن كمثل -[487]- الذهب الأحمر إذا دخل النار نفخ عليها فلم تغير، ووزنت فلم تنقص، والذي نفسي بيده إن أفضل الشهداء المقسطون وأفضل المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده، وأفضل الهجرة من هجر ما حرم الله ورسوله قال: وموعدكم حوض عرضه كطوله سعته ما بين أيلة إلى مكة، أباريقه عدد نجوم السماء، شرابه أشد بياضاً من الفضة، من ورده شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً)) . الدحداح: المجتمع الخلق، الكثير اللحم. والزيتالجة: مثل الخريطة الكبيرة.

879- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السمسار، أنبأ أبو الحسن بن ماشاذة، ثنا أحمد بن الحسن بن أيوب، ثنا يحيى بن مطرف، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا أشعث بن براذ الهجمي، ثنا علي بن زيد، عن عمارة بن قيس، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعوذوا بالله من ثلاث فواقر: تعوذوا بالله من مجاورة جار السوء. إن رأى خيراً دفته وإن رأى شراً أذاعه. تعوذوا بالله من زوجة السوء، إن دخلت عليها لسنتك وإن غبت عنها خانتك. وتعوذوا بالله من إمام السوء، إن أحسنت لم يقبل منك وإن أسأت لم يغفر لك)) . الفاقرة: الداهية التي تكسر الظهر والجمع فواقر. ولسنتك: أي أخذتك بلسانها وآذتك بكلامها.

880- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أخبرنا أبو الحسن بن -[488]- بشران، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا أبو نصر التمار، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحميد، عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤمن من أمنه الناس، المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء. والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه)) .

881- ذكر إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا ابن نمير، ثنا محمد بن فضيل، عن محمد بن سعد بن أبي ظبية، عن المقداد بن الأسود –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تقولون في السرقة؟ قلنا: حرام حرمها الله –عز وجل- فقال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره، قال: فما تقولون في الزنا؟ قلنا: حرام حرمه الله –عز وجل- ورسوله. قال: لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره)) .

باب في الترغيب في الجوع وقلة الأكل

باب في الترغيب في الجوع وقلة الأكل 882- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأشناني بسرخس، ثنا محمد بن أبي صالح الهروي، ثنا معاذ بن عيسى الهروي، ثنا شقيق بن إبراهيم البلخي، ثنا إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالساً فقلت: يا رسول الله أراك تصلي جالساً فما أصابك؟ فقال: الجوع يا أبا هريرة، فبكيت. فقال؟ لا تبك يا أبا هريرة، فإن شدة الجوع لا تصيب الجائع إذا احتسب)) .

883- أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد السمرقندي، ثنا عبد الصمد العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا حنظلة بن أبي سفيان، ثنا سعيد بن مينا، قال: سمعت جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- يقول: -[490]- ((لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه وسلم خمصاً شديداً فانكفأت إلى امرأتي فقلت: إني رأيت برسول الله خمصاً شديداً فأخرجت جراباً فيه صاع من شعير –يعني فطحنته- ولنا بهيمة داجن فذبحتها ففرغت إلى فراغي وقطعتها في برمتها ثم وليت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله: إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت ونفر معك. فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أهل الخندق إن جابراً قد صنع سوراً فجيء هلا بكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك. فقلت: قد فعلت الذي قلت فأخرجت له عجيناً فبسق فيه وبارك ثم عمد إلى برمتنا فبسق فيها ثم بارك ثم قال: ادعوا لي خابزة فلتخبر معك واقدحي من برمتكم فلا تنزلوها، وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وإن برمتنا لتغط كما هي وإن عجيننا ليخبز كما هو)) . قوله: (خمصاً شديداً) : الخمض والخمص: ضمور البطن من الجوع، يقال: خمص خمصاً. (فانكفأت) : فانقلبت وانصرفت. (بهيمة) : تصغير بهيمة يقال لصغار الغنم بهم والداجن التي تعلف في البيت ولا ترسل إلى الرعي. وقوله: إلى فراغي: أي مع فراغي. وقوله: (سوراً) : هي كلمة فارسية معناها الضيافة. وقوله: جيء هلا بكم: أي استعجلوا وبادروا. تقدم الناس: أي يتقدم الناس. بسق: بالسين والصاد. لغتان. وبارك يعني دعا، واقدحي يعني واغرفي يقال للمغرفة: المقدحة -[491]- لتغط: لتغلي.

884- قال: وحدثنا أبو حفص البجيري، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أنه قال: ((لما حفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق وأصاب الناس والمسلمين جهد شديد وجوع شديد حتى ربط النبي صلى الله عليه وسلم على بطنه صخرة من الجوع. قال جابر –رضي الله عنه- فانطلقت إلى أهلي فقلت: لقد رأيت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجوع فذبحت عناقاً لنا وأمرت أهلي فخبزوا شيئاً من دقيق شعير كان عندهم. ثم طبخت العناق، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فدعوته فأخبرته بالذي صنعت. فقال انطلق فهيىء ما عندك حتى آتيك. فذهبت فهيأت ما كان عندنا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش جميعاً فقلت: يا رسول الله إنما هي عناق صنعتها لك ولنفر من أصحابك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائت بقصعة، فجئت بقصعة فقال: ائتدم بها ففعلت. ثما دعا عليه بالبركة، ثم قال: بسم الله ثم قال: أدخل عليَّ عشرة رجال، ففعلت فإذا طعموا خرجوا فأدخل عشرة أخرى حتى شبع الجيش جميعاً والطعام كما هو)) . العناق: الجدي للأنثى. وقوله: (ائتدم بها) : من الإدام.

فصل

فصل 885- أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن بن الصلت الأهوازي، ثنا محمد بن مخلد العطار، ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن المروزي، قال: سمعت بشراً يقول: -[492]- ((إن الجوع يصفي الفؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق)) .

886- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن العباس المقري، ثنا أبو القاسم عبد الله بن يحيى العثماني، ثنا أحمد بن عبد الله المزني ببخاري، أنبأ أبو العباس أحمد بن محمد قاضي فيد قال: ((كان بالمدينة جماعة من المتصوفة فأصابتهم مخمصة –يعني مجاعة- فشكا واحدٌ منهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني جائعٌ. فلما أصبحوا وافاهم طاهر بن يحيى العلوي بجفنة مملوءة طعاماً، فقال: أين هؤلاء المتصوفة؟ فأرشد إليهم، فقال لهم: كلوا، فلما أكلوا قال: من شكا منكم البارحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه رجل، فقال أنا يا طاهر. فقال: لا تشك بعدها فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام وهو يقول: يا طاهر أطعم هؤلاء المتصوفة، وقل لهم: من لم يصبر على الجوع فليخرج عن جواري)) .

887- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم وعبد الله بن محمد أبو طاهر الكيال، قالا: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن سنان، ثنا أبو عاصم النبيل عن النجم بن فرقد قال: قال أويس القرني رحمه الله: ((اللهم إني أبرأ إليك من كل كبدٍ جائعة، فإنه ليس لي إلا ما في -[493]- بطني، اللهم إني أبرأ إليك من كل جنب عار، فإنه ليس لي إلا ما على جنبي)) .

888- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، ثنا عثمان بن أحمد أبو عمرو، ثنا محمد بن عثمان العبسي، ثنا عمي القاسم، ثنا الأصمعي، عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ((من ضبط بطنه ضبط الأخلاق الصالحة)) .

فصل

فصل 889- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ سليمان بن محمد بن ناجية المديني، ثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي، ثنا أبو خالد الفراء، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرض علي ربي –عز وجل- أن يجعل لي بطحاء مكة ذهباً قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً فإذا جعت تضرعت إليك، وإذا شبعت حمدتك وذكرتك)) .

890- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا محمد بن نصر بن أشكاب الزعفراني البخاري، ثنا حامد بن سهل، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن علي –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها-: ((لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع)) .

891- وأخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الفرج أحمد بن محمد بن المسلمة قال: حدثني أبي محمد بن عمر بن الحسن بن المسلمة قال: حدثني محمد بن يوسف، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو قطن، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: ((كان ناس من بني إسرائيل يتعبدون، فكان إذا كان فطرهم قام عليهم قائم فقال: لا تأكلوا كثيراً فإنكم إذا أكلتم كثيراً نمتم كثيراً، وإن نمتم كثيراً صليتم قليلاً)) .

باب في فضل الجمعة والترغيب في العمل يوم الجمعة

باب في فضل الجمعة والترغيب في العمل يوم الجمعة 892- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو سعيد عبد الرحمن بن عمرو بن دحيم الدمشقي، ثنا أبو هشام إسماعيل بن عبد الرحمن الكتاني، ثنا الوليد بن الوليد، ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن سالم بن عبد الله أنه سمع أنس بن مالك –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أتاني جبريل –عليه السلام- وفي يده كهيئة المرآة البيضاء، فيها نكتة سوداء فقلت: ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة، بعث بها إليك ربك تكون لك عيداً ولأمتك من بعدك. فقلت: ما لنا فيها؟ قال: خير كثير أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة. وفيها ساعة لا يوافقها عبد يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، فقلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هذه الساعة تقوم يوم الجمعة ونحن نسميه عندنا يوم المزيد)) .

893- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ خيثمة بن سليمان ومحمد بن سعيد، واللفظ له، قالا: ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا زياد بن -[496]- خيثمة، عن عثمان بن أبي مسلم، وهو ابن عمير، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما خرج قلنا له: لقد احتبست قال: ذاك أن جبريل –عليه السلام- أتاني كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء، فقال: إن هذه الجمعة فيها ساعة خير لك ولأمتك وقد أرادها اليهود والنصارى فأخطأوها، فقلت: يا جبريل ما هذه النكتة السوداء؟ فقال: هذه الساعة التي في يوم الجمعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه أو ذخر له مثله يوم القيامة، أو صرف عنه من السوء مثله، وإنه خير الأيام عند الله، وإن أهل الجنة يسمونه يوم المزيد. قلت: يا جبريل. وما يوم المزيد؟ قال: إن في الجنة وادياً أفيح فيه مسك أبيض. ينزل الله تعالى في كل جمعة فيضع كرسيه ثم يجاء بمنابر من نور فتوضع خلفه فيحف به الملائكة، ثم يجيء بكراسي من ذهب فتوضع، ويجيء النبيون والصديقون والشهداء والمؤمنون أهل الغرف فيقول الله –عز وجل-: أي عبادي سلوا فيقولون: نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم فسلوا، فيسألون مناهم فيعطيهم ما شاءوا وأضعافها فيعطيهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم يقول: ألم أنجزكم عدتي وأتم عليكم نعمتي، وهذا محل كرامتي. ثم ينصرفون إلى غرفهم ويعودون كل يوم جمعة، قلت: يا جبريل وما غرفهم؟ قال: من لؤلؤةٍ بيضاء أو ياقوتة حمراء أو ذبرجدة خضراء مقورة فيها أبوابها، مطردة فيها أنهارها)) . قوله: نكتة سوداء: النكتة كالنقطة، والأفيح: الواسع. فتحف به. فتحيط به، مقورة من قولك قورت جيب القميص. مطردة: أي جارية.

894- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا يونس، ثنا ابن وهب أن مالكاً حدثه، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه تقوم الساعة، وما من دابة إلا وهي مسيخة يوم الجمعة من حين يصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا الجن والإنس، وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه)) . قوله: إلا وهو مسيخة: أي مستمعة، يقال: أساخ وأصاخ بالسين والصاد إذا استمتع. وقوله: شفقاً أي خوفاً. وقوله: لا يصادفها: أي لا يجدها.

895- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، أنبأ إسحاق بن منصور، ثنا حسين الجعفي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه نفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة -[498]- علي، فقالوا: يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ -يقولون: قد بليت-، قال: إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء-صلوات الله عليهم-)) . وقد أرمت: كان أصل الكلمة أرممت فأدغمت إحدى الميمين في التاء وهي لغة قوم، وهي مأخوذة من الرمة: العظم البالي.

896- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفايجابي، ثنا جدي: عيسى بن إبراهيم الطرسوسي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شيبان بن أبي معاوية، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن كعب الأحبار قال: ((إن الله –عز وجل- اختار الشهر فاختار شهر رمضان، واختار الأيام فاختار يوم الجمعة، واختار الليالي فاختار ليلة القدر، واختار الساعات فاختار ساعات الصلوات، والجمعة تكفر ما بينها وبين الجمعة الأخرى ويزيد ثلاثاً، ورمضان يكفر ما بينه وبين رمضان والحج يكفر ما بينه وبين الحج والعمرة تكفر ما بينها وبين العمرة، ويموت الرجل بين حسنتين: حسنة قضاها وحسنة ينتظرها، يعني صلاتين ويصفد الشيطان في رمضان، ويغلق فيه أبواب النار، ويفتح فيه أبواب الجنة ويقال فيه: يا باغي الخير هلم رمضان أجمع، وما من ليال أحب إلى الله فيهن العمل من ليالي العشر)) .

فصل في غسل يوم الجمعة وفضله

فصل في غسل يوم الجمعة وفضله 897- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، ثنا أبو عمر -[499]- الهاشمي –إملاء بالبصرة سنة عشر-، ثنا أبو العباس أحمد بن داود الهاشمي الكوفي، ثنا أبو أسامة عبد الله بن أسامة الكلبي، ثنا علي بن عبد الحميد الشيباني، ثنا مندل، عن عبد الله بن مروان بن بعجة، عن أبيه، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد هلاك امرئ مسلم فكأنما صام يوماً في سبيل الله، واليوم بسبعمائة يوم، ومن شهد جنازة امرئ مسلم فكأنما صام يوماً في سبيل الله، واليوم بسبعمائة يوم، ومن عاد امرأ مسلماً فكأنما صام يوماً في سبيل الله، واليوم بسبعمائة يوم، ومن شهد امرأ مسلماً - قال أبو أسامة: يعني دفنه -فكأنما صام يوماً في سبيل الله- واليوم بسبعمائة يوم، ومن اغتسل يوم الجمعة فكأنما صام يوماً في سبيل الله، واليوم بسبعمائة يوم)) .

898- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا الحسن بن أبي الربيع، وأبي أمية، والصاغاني، قالوا: حدثنا شبابة، ثنا هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله حقاً على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوماً وإن كان له طيبٌ مسه)) .

899- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، -[500]- أنبأ والدي، أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد، ثنا محمد بن شعيب بن شابور، ثنا النعمان بن المنذر، عن سليمان بن موسى، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدركته الجمعة فغسل واغتسل وابتكر ثم دنا من الإمام: كان له بكل خطوة كعمل سنة صيامها وقيامها)) .

900- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني هارون بن عبد الله، ثنا الحسن بن سواد، ثنا الليث، ثنا خالد، عن سعيد، عن أبي بكر بن المنكدر، أن عمرو بن سليم أخبره: عن عبد الرحمن بن سعيد، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الغسل يوم الجمعة على كل محتلم والسواك، وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه)) . قوله: على كل محتلم: أي على كل بالغ.

فصل

فصل 901- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو بكر بن الطيب بن سعيد الصباغ ببغداد، أنبأ أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا حجاج بن منهال، ثنا همام بن يحيى، ثنا مطر الوراق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - -[501]- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تقعد الملائكة على أبواب المسجد يوم الجمعة يكتبون مجيء الناس حتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام طويت الصحف ورفعت الأقلام، قال: فتقول الملائكة بعضهم لبعض ما حبس فلاناً وما حبس فلاناً. قال: فتقول الملائكة بعضهم لبعض: اللهم إن كان مريضاً فاشفه، وإذا كان ضالاً فاهده، وإن كان غائباً فأعنه)) .

902- أخبرنا أبو الفتح الحسناباذي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، أنبأ إسماعيل بن علي بن إسماعيل، ثنا محمد بن الحسين الأنماطي، ثنا إسحاق بن المنذر، ثنا فرات بن السائب الجزي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة دفع إلى الملائكة ألوية الحمد إلى كل مسجد يجمع فيه ويحضر جبريل المسجد الحرام، مع كل ملك كتاب ووجوههم كالقمر ليلة البدر معهم أقلام من ذهب وقراطيس فضة يكتبون الناس على منازلهم، فمن جاء قبل الإمام كتب من السابقين، ومن جاء بعد الإمام كتب شهد الخطبة، ومن جاء حين تقام الصلاة كتب شهد الجمعة، فإذا سلم الإمام تصفح الملائكة وجوه القوم، فإذا فقد الملك منهم رجلاً كان فيما خلا من السابقين قال: يا رب إنا قد فقدنا فلاناً ولسنا ندري ما خلفه اليوم فإن كنت قبضته فارحمه، وإن كان مريضاً فاشفه، وإن كان مسافراً فأحسن صحابته، ويؤمن من معه من الكتاب)) .

903- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سهل الصفار -[502]- ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، ثنا زهير: هو ابن محمد عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأنصاري، عن أبي لبابة بن عبد المنذر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها وهو أعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خلال: خلق الله فيه آدم وأهبط فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئاً إلا أعطاه الله، ما لم يسأل حراماً، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك ولا أرض ولا سماء ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهو يشفق من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة)) .

904- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، ثنا محمد بن علي بن عمرو، أنبأ جدي. أحمد بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة. قال: حدثني هارون بن داود البريعي، ثنا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: ((خلق الله آدم –عليه السلام- يوم الجمعة وأدخل الجنة يوم الجمعة وأخرج منها يوم الجمعة، وتقوم الساعة يوم الجمعة، وبعث الله موسى –عليه السلام- يوم الجمعة، وأخرج يوسف –عليه السلام- من السجن يوم الجمعة، ويزور أهل الجنة ربهم يوم الجمعة)) .

فصل

فصل 905- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا أحمد بن أبي خيثمة، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا -[503]- عبد الله بن عمرو، عن معمر بن راشد، عن يحيى بن كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- وأبي سعيد –رضي الله عنه- أنهما حدثاه: أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبدٌ وهو يصلي يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه إياه)) .

906- قال أبو سلمة: فخرجت فلقيت عبد الله بن سلام فقلت: إني سمعت أبا هريرة وأبا سعيد –رضي الله عنهما- يقولان ذلك، فلم يعرض عبد الله بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((النهار في كتاب الله اثنتا عشرة ساعة وإنها لفي آخر ساعةٍ من النهار، قلت: فإنهما قالا: وهو يصلي وليست تلك ساعة صلاة قال: أو ما بلغك أو ما سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العبد في صلاة ما انتظر الصلاة)) .

907- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ الحسين بن علي، ثنا محمد بن أحمد بن راشد، ثنا إبراهيم بن عبد الله المصيصي، ثنا حجاج بن محمد، ثنا أبو غسان محمد بن مطرف، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة آخر ساعة من يوم الجمعة قبل غروب الشمس أغفل ما يكون الناس)) .

908- قال: وأخبرنا والدي، أنبأ محمد بن أيوب بن حبيب -[504]- الرقي، ثنا هلال بن العلاء، ثنا أبو سليم عبيد بن يحيى، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؟ انتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجمعات)) .

909- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه أبو حفص، أنبأ عمر بن أحمد الفقيه أبو سهل، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، ثنا حيوة، ثنا بقية، ثنا معاوية بن سعيد التجيبي، قال: سمعت أبا قبيل يقول: سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، وقي فتان القبر وربما قال: فتنة القبر)) .

910- أخبرنا محمد بن عبد الله الكاذي، ثنا الحسين بن محمد الهاشمي، ثنا عبد الله بن يعقوب القساملي، ثنا محمد بن أستاذ، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن عبد الله بن سنان القزاز -[505]- البصري، ثنا قرة بن حبيب، ثنا الحكم بن عطية، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي في يوم الجمعة ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة)) .

911- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد –شيخ صالح-؛ ثنا أبو الحسن بن رزقويه إملاء، ثنا محمد بن جعفر الآدمي القاري، ثنا عبد الله بن الحسن الحراني، ثنا يحيى البابلي، ثنا أيوب –يعني بن نهيك- قال: سمعت محمد بن قيس المزني أبا حازم، قال: سمعت بن عمر –رضي الله عنه- يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صام يوم الأربعاء والخميس ويوم الجمعة، ثم تصدق يوم الجمعة بما قل من ماله أو كثر غفر له كل ذنب عليه حتى يصير كيوم ولدته أمه من الخطايا)) .

912- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد، ثنا جعفر بن مكرم، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن منصور قال: سمعت مجاهداً يحدث عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نهي عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله أو بعده)) .

913- أخبرنا أبو محمد التميمي ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، -[506]- ثنا محمد بن مخلد الدوري، ثنا ظافر بن خالد بن نزار الأيلي، ثنا أبي، عن إبراهيم بن طهمان قال: حدثني الحجاج بن الحجاج، عن قتادة، عن عياش بن عبد الله، عن أبي قتادة العدوي أنه قال: ((ما مر يوم أكره إلي أن أصومه من يوم الجمعة، ولا أحب إلي من أن أصومه من يوم الجمعة، فقيل: وكيف ذلك؟ قال: يعجبني أن أصومه في أيام متتابعة لما أعلم من فضيلته، وأكره أن أخصه من بين الأيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن - يختص وحده من بين الأيام)) .

914- أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي: أبو عبد الله، أنبأ محمد بن إبراهيم بن الفضل، وأحمد بن إسحاق بن أيوب قالا: ثنا أحمد بن سلمة النيسابوري، ثنا قتيبة، ثنا بكر بن مضر، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: أتيت الطور فوجدت ثم أتيت كعباً فمكثت أياماً أحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحدثني عن التوراة فقلت له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط، وفيه تيب عليه وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة، وما على الأرض دابةٌ إلا وهي تصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة إلا ابن آدم، فيه ساعة لا يصادفها مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، قال كعب: ذاك في كل سنة، قلت: بل هي في كل جمعة. فقرأ ثم قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في كل جمعة فخرجت فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال: من أين جئت؟ فقلت: من الطور فقال: لو لقيتك من قبل أن تأتيه لم تأته، قلت: لم؟ قال: لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد. فقدمت -[507]- فلقيت ابن سلام فقلت: لو رأيتني خرجت إلى الطور فلقيت كعباً فقلت له في ساعة الجمعة: فقال كعب: هي في كل سنة، فقال ابن سلام: كذب كعب. قلت: ثم قرأ كعب فقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في كل جمعة، فقال عبد الله بن سلام: صدق كعب إني لأعلم تلك الساعة. فقلت: يا أخي حدثني بها. قال: هي آخر ساعة من يوم الجمعة قبل أن تغيب الشمس. قلت: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يصادفها مؤمن يصلي؟ قال: أليس قال: من جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة)) . اختلف علماء السلف في هذه الساعة التي في الجمعة، فروي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: هي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. وقال أبو الحسن وأبو العالية: هي عند زوال الشمس. وقال أبو ذر –رضي الله عنه-: هي ما بين أن تزيغ الشمس بشبر إلى ذراع. وقالت عائشة –رضي الله عنها-: هي إذا أذن المؤذن بالصلاة. وقال ابن عمر –رضي الله عنه-: هي الساعة التي اختار الله فيها الصلاة. وقال أبو أمامة –رضي الله عنه-: إني لأرجو أن تكون في هذه الساعة: إذا أذن المؤذن، أو إذا جلس الإمام على المنبر، أو عند الإقامة. وقال الشعبي: هي ما بين أن يحرم البيع إلى أن يحل. وقال أبو موسى –رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم-: هي ما بين أن يجلس الإمام إلى انقضاء الصلاة. فأما حجة من قال: إنها بعد العصر، فقوله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم، قالوا: فهذه الساعة وقت عروج الملائكة وعرض الأعمال على الله –عز وجل- فيوجب الله فيه مغفرته للمصلين. وروي عن علي –رضي الله عنه- رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا فاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله تعالى حوائجكم -[508]- فإنها ساعة الأوابين، ومن ذهب إلى قول عبد الله بن سلام: وأنها ما بين العصر إلى غروب الشمس. قال: شدد النبي صلى الله عليه وسلم فيمن حلف عن سلعته بعد العصر: لقد أعطى رباً كذا وكذا تعظيماً لهذه الساعة وفيها يكون اللعان والقسامة.

فصل

فصل 915- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده، أنبأ محمد بن يعقوب بن يوسف، أنبأ عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن زياد بن كليب، عن إبراهيم، عن علقمة، عن قريع الضبي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تدري ما يوم الجمعة؟ قلت: الله ورسوله أعلم؟ قال: هو اليوم الذي جمع الله فيه بين أبويكم، لا يتوضأ عبدٌ يحسن الوضوء ثم يأتي المسجد الجمعة إلا كانت كفارة ما بينها وبين الجمعة الأخرى ما اجتنبت الكبائر)) .

916- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله: محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن وديعة، عن أبي ذر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة فأحسن الغسل، وتطهر فأحسن الطهر، -[509]- ولبس من خير ثيابه، ومس ما كتب الله له من طيب أو دهن أهله، ولم يفرق بين اثنين إلا غفر الله له إلى الجمعة الأخرى)) .

917- أخبرنا أبو الوفا محمد بن عبد السلام بن علي بن عفان الواعظ البغدادي، قدم علينا، ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي إملاء، ثنا أحمد بن سلمان النجاد إملاء قال: قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع قال: حدثنا حماد بن مسعدة. ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة وتطهر ما استطاع من الطهور ثم ادهن بدهنه أو تطيب من طيب بيته أو أهله ثم راح ولم يفرق بين اثنين فإذا خرج الإمام أنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) .

918- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا الربيع، أنبأ الشافعي، أنبأ مالك عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)) . -[510]- قوله: غسل الجنابة: أي كغسل الجنابة. وفي الحديث دليل على أن المسارعة إلى طاعة الله والسبق إليها أعظم أجراً. وقوله: فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة تكتب من حضر الجمعة. يدل على أن من أتى الجمعة والإمام يخطب فهو أقل أجراً ممن أتى قبله لأن الملائكة لم تكتبه وإنما يكون له أجر من أدرك الصلاة لا أجر المسارع. قال جماعة من العلماء: الساعات المذكورة التي يكون الرواح فيها من أول طلوع الشمس وقال مالك: لا يكون الرواح إلا بعد الزوال، وقال: هي ساعة واحدة يقع فيها هذه الساعات. قال بعض العلماء في معنى قول مالك: هو كما تقول جئت من ساعة وقعدت عند فلان ساعة يريد به جزءاً من الزمان غير معلوم دون الساعات التي هي أوراد الليل والنهار وأقسامها.

919- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو إسحاق بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان يوم الجمعة قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأول، فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشاً، حتى ذكر الدجاجة والبيضة، فإذا جلس الإمام طووا الصحف واستمعوا الخطبة)) . قال أهل اللغة: التهجير: الخروج وقت الهاجرة، والهاجرة والهجير: شدة الحر.

920- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، أنبأ عمرو بن عثمان بن كثير، ثنا الوليد عن عبد الله بن يزيد بن جابر، أنه سمع أبا الأشعث حدثه: أنه سمع أوس بن أوس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اغتسل يوم الجمعة وغسل وغدا وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وأنصت ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة)) . وقيل في قوله: وغسل: يعني رأسه، وابتكر: يعني أدرك أول الخطبة. واللغو: الكلام الذي لا فائدة فيه.

921- قال: وثنا أحمد بن شعيب، أنبأ سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نحن الآخرون السابقون بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم، وهذا اليوم الذي كتب الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له يعني يوم الجمعة، فالناس فيها تبع، اليهود غداً والنصارى بعد غدٍ)) . قوله: بيد أنهم: غير أنهم. وفي رواية أبي حازم، عن أبي هريرة وربعي، عن حذيفة –رضي الله عنه-: نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق.

فصل

فصل 922- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أحمد بن إسحاق ثنا الحسين بن علي، ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا عيسى بن يونس، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا نعس أحدكم يوم الجمعة في مجلسه فليتحول من مجلسه ذلك)) .

923- أخبرنا أحمد بن زاهر، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم، ثنا عبد الله بن مسلمة ويحيى بن يحيى وعلي بن حجر قالوا: حدثنا علي بن عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: ما كنا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة، زاد ابن حجر: في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

924- أخبرنا سعيد بن أحمد الواحدي النيسابوري، أنبأ علي بن محمد الطرازي، أنبأ محمد بن يعقوب، ثنا سعيد بن محمد قاضي بيروت، ثنا ابن أبي السري، ثنا رشدين بن سعد، ثنا زبان بن فايد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[513]- ((من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ لهم جسراً إلى جهنم)) .

925- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، أنبأ أحمد بن شعيب، أنبأ وهب بين بيان، ثنا ابن وهب قال: سمعت معاوية –وهو ابن صالح- عن أبي الزاهرية، عن عبد الله بن بسر –رضي الله عنه- قال: ((كنت جالساً إلى جانبه يوم الجمعة فقال: جاء رجلٌ يتخطى رقاب الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس فقد آذيت)) .

926- أخبرنا سهل بن عبد الله، أنبأ الفضل بن عبيد الله، ثنا أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن يزيد الشافعي الأهوازي بها، أنبأ عبد الله بن زيدان، ثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن نمير عن مجالد، عن الشعبي، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له: أنصت ليس له جمعة)) .

فصل

فصل 927- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا المزني قال: قال الشافعي: أنبأ مالك عن الزهري، عن ابن السباق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع: -[514]- ((يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيداً للمسلمين فاغتسلوا، ومن كان عنده طيبٌ فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك)) . في هذا الحديث دليل على استحباب استعمال الطيب يوم الجمعة. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس برده الأحمر يوم الجمعة ويمس من الطيب وكذلك في العيدين. وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أدركت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أصحاب بدر وأصحاب الشجرة، وإذا كان يوم الجمعة لبسوا أحسن ثيابهم وإن كان عندهم طيب مسوا منه ثم راحوا إلى الجمعة. وكان ابن عمر –رضي الله عنه- يجمر ثيابه كل يوم جمعة ويستحب الاستياك يوم الجمعة.

فصل

فصل 928- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي الحافظ، أنبأ أحمد بن إبراهيم، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا محمد بن عبد الله بن حماد، ثنا قاسم بن يزيد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد الله بن وديعة، عن سلمان –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من طهوره ويدهن من دهنه أو يمس طيباً من بيته ثم يروح فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب الله له ثم ينصت للإمام إذا تكلم، إلا يحط عنه ذنوبه ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) . -[515]- قال الإمام رحمه الله في قوله: لا يفرق بين اثنين حض على التبكير إلى الجمعة ليأخذ موضعه قبل اجتماع الناس، وفيه دليل على كراهية تخطي رقاب الناس.

929- روي عن عثمان بن أبي الأرقم عن أبيه، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ((الذي يتخطى رقاب الناس ويفرق بين اثنين يوم الجمعة بعد خروج الإمام كالجار قصبه في النار)) . القصب: الأمعاء.

930- وقال سلمان –رضي الله عنه-: ((إياك والتخطي، واجلس حيث بلغتك الجمعة)) .

930م- وقال أبو هريرة –رضي الله عنه-: ((لأن أصلي بالحرة أحب إلي من أن أتخطى رقاب الناس يوم الجمعة)) .

931- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ أبو حامد بن بلال، ثنا أبو الأزهر، ثنا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمران بن أبي يحيى، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اغتسل يوم الجمعة ومس من الطيب إن كان عنده، ولبس أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد، فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحداً، -[516]- ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى)) .

932- قال: وثنا أبو الأزهر، ثنا يعقوب قال: حدثني أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري، عن طاووس اليماني قال: قلت لعبد الله بن عباس –رضي الله عنه-: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اغتسلوا يوم الجمعة، واغسلوا رؤوسكم، وإن لم تكونوا جنباً، ومسوا من الطيب. قال: فقال له ابن عباس: نفى عنه الطيب فلا أدري وأما الغسل فنعم)) .

باب في الترهيب من ترك الجمعة

باب في الترهيب من ترك الجمعة 933- أخبرنا أحمد بن أبي الحسين بن أبي بكر، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا هارون بن سليمان، ثنا أبو عامر، ثنا زهير، عن أسيد، عن عبد الله بن أبي قتادة عن جابر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك الجمعة ثلاث مرار من غير ضرورة طبع الله على قلبه)) . أسيد بفتح الهمزة هو ابن أبي أسيد البراد.

934- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي بقزوين، أخبرنا عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، أنبأ يعقوب بن إبراهيم، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري –وكانت له صحبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه)) . عبيدة: بفتح العين.

935- قال: وحدثنا أحمد بن شعيب، أنبأ محمد بن معمر، ثنا حبان، ثنا أبان، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن لاحق، عن زيد، عن أبي سلام، عن الحكم بن مينا أنه سمع ابن عباس وابن عمر –رضي الله عنهما- يتحدثان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو على أعواد منبره: ((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن على قلوبهم ثم ليكتبن من الغافلين)) . حبان بفتح الحاء. وقوله: عن ودعهم أي عن تركهم. يقال: ودع ودعاً أي ترك تركاً.

936- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: أخبرنا إبراهيم بن خرشيذ قولة، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، أنبأ العباس بن الوليد قال: أخبرني ابن شعيب، أخبرني معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام، عن الحكم بن مينا أنه حدثه أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة –رضي الله عنهما- حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على أعواد منبره: ((لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن على قلوبهم ثم ليكوكنن من الغافلين)) .

937- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، أنبأ العباس قال: أخبرني ابن شعيب أخبرني عبد الرحمن بن سليمان، عن عطاء بن -[519]- عجلان أنه حدثه، عن محمد بن غياث المخزومي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس الميلين أو الثلاثة فتأتى عليه الجمعة فيدعها ثم تأتي عليه الجمعة فيدعها ثم تأتي عليه الجمعة فيدعها. فيطبع على قلبه)) . قال أهل اللغة: الصبة: القطعة من الغنم.

938- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا عبد الله بن محمد الفقيه بنسا، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن بشار، ثنا معدى بن سليمان، ثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فيتعذر عليه الكلأ فيرتفع حتى تجيء الجمعة الأخرى فلا يشهدها حتى يطبع على قلبه)) . قوله: فيتعذر عليه: أي فيتعسر عليه ويبعد.

939- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ أبو حامد بن بلال، ثنا أبو الأزهر، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن ابن إسحاق قال: حدثني تمامة بن قيس بن رفاعة الواقفي، عن هرمي بن عبد الله رجل من قومه كان ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم متوافرين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[520]- ((من سمع الأذان بالجمعة ثم لم يأتها كان في التي بعدها أثقل، فإن سمعه الثانية ثم لم يأتها كان في التي بعدها أثقل، فإن سمعه الثالثة ثم لم يأتها كان في الرابعة أثقل، فإن سمعه في الرابعة ثم لم يأتها طبع الله على قلبه)) .

940- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أخبرنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ أحمد بن إسحاق بنجاب، ثنا الحسن بن علي بن المتوكل، ثنا سريج بن النعمان، ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احضروا الجمعة وادنوا من الإمام فإن الرجل يتخلف عن الجمعة فيتخلف عن الجنة وإنه لمن أهلها)) .

941- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمرو بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أحمد بن نصر بن حماد، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ترك الجمعة بغير عذر لم يكن له كفارة دون يوم القيامة)) .

942- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ثنا عمرو بن خالد الحراني، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: -[521]- ((لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على قوم يتخلفون عن الجمعة بيوتهم)) .

943- أخبرنا أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنبأ أبو منصور الخطيب، أنبأ أبو محمد بن حبان ثنا هناد بن السري، ثنا المحاربي، ثنا الوليد بن بكير، عن عبد الله بن محمد العدوي، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب (ح) .

944- قال أبو محمد بن حيان، وأخبرنا بهلول بن إسحاق الأنباري، ثنا محمد بن معاوية النيسابوري قال: حدثني الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: ((يا أيها الناس توبوا إلى الله –عز وجل- قبل أن تموتوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة الصوم والصلاة وبكثرة الصدقة في السر والعلانية، تؤجروا وتنصروا وتجبروا وترزقوا، واعلموا أن الله –عز وجل- افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا في شهري هذا إلى يوم القيامة، فمن تركها جحوداً بها واستخفافاً بحقها، وله إمام عادل أو جائر، فلا جمع الله له شمله، ولا بارك له في أمره، ألا ولا صلاة له، ألا ولا صيام له، ألا ولا بر له، ألا ولا جهاد له، إلا أن يتوب. فإن تاب. تاب الله عليه. ألا ولا تؤمن امرأة رجلاً ولا يؤمن فاجر براً إلا أن يقهره بسوطه)) .

فصل

فصل 945- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري في كتابه، أنبأ علي بن شجاع في كتابه، أنبأ محمد بن علي بن حسنويه، ثنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن حمدان، أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، أنبأ إبراهيم بن فهد، ثنا حفص بن عمر المازني، ثنا فضال بن جبير، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ: حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بها بيتاً في الجنة)) .

946- قال: وحدثنا أبو عثمان، ثنا الحسن بن يزيد بن يعقوب الدقاق الهمذاني، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا يوسف بن محمد بن يزيد الكوفي، عن المعتمر بن سليمان، عن ليث، عن طاووس، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى بعد المغرب ركعتين في ليلة الجمعة يقرأ في كل واحدة منهما بفاتحة الكتاب مرة واحدة وإذا زلزلت خمس عشرة مرة هون الله عليه سكرات الموت، وأعاذه من عذاب القبر ويسر له الجواز على الصراط يوم القيامة)) .

947- قال: وحدثنا أبو عثمان، أنبأ أحمد بن يوسف المنجبي، ثنا عبد الله بن حبيق، ثنا يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات، عن عبد الواحد بن أيمن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة كان له من الأجر كما بين لبيداء وعروبا)) . -[523]- فالبيداء: الأرض السابعة. وعروبا: السماء السابعة.

948- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبد الله بن نصر بن طالوت، ثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحريري، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا زيد بن الحريش، ثنا الأغلب بن تميم، ثنا أيوب ويونس، عن الحسن عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ سورة يس في ليلة الجمعة غفر له)) .

فصل

فصل 949- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن إسماعيل العسكري بمصر، ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب، عن أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة ثم مس من طيب أهله إن كان لهم ولبس صالح ثيابه ولم يلغ عند الموعظة ولم يتخط رقاب الناس، كانت كفارة لما بينهما. ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهراً)) .

950- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد، ثنا الفضل بن يعقوب، ثنا يحيى بن المسك، ثنا شعبة، ثنا عتبة أبو العميس، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير –رضي الله عنه- قال: -[524]- ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان قال: وكان يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والتي يذكر فيها المنافقون)) .

951- أخبرنا أحمد بن زاهر، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم، ثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالوا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغى)) .

فصل في فضل الجمعة حذفت منه الأسانيد اختصارا

فصل في فضل الجمعة حذفت منه الأسانيد اختصاراً 952- روي عن عائشة –رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سلمت الجمعة، سلمت الأيام كلها، وما من سهل ولا جبل ولا شيء إلا يستعيذ بالله من يوم الجمعة)) .

953- وعن علي –رضي الله عنه- قال: ((إذا كان يوم الجمعة، غدت الشياطين براياتها فيأخذون الناس -[525]- بالربائت فيذكرونهم الحاجات)) . قال أهل اللغة: الربائت: ما يعرض للإنسان فيحبسه.

954- وعن أبي قيس قال: ((دخل عبد الله –رضي الله عنه- يوم الجمعة المسجد وعليه ثيابٌ بيض نقاء حسان، فنظر إلى مكان فيه سعةً فجلس ولم يتخط أحداً قال: وخرج الإمام فإذا رجلان يتكلمان فأخذ من الحصى فرماهما، فنظرا إليه فسكتا فلما نزل الإمام قال: ألم تعلما أنكما في صلاة)) .

955- وعن أبي قتادة –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة فإن جهنم لا تسجر يوم الجمعة)) .

956- وعن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي يوم جمعة وليلة جمعة مائة من الصلاة، قضى الله له مائة حاجة: سبعين من حوائج الآخرة، وثلاثين من حوائج الدنيا، ووكل الله بذلك ملكاً يدخله علي قبري كما يدخل عليكم الهدايا، إن علمي بعد موتي كعلمي في الحياة)) .

957- وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقةٌ أبداً)) . فكان ابن مسعود –رضي الله عنه- يأمر بناته بأن يقرآن بها كل ليلة.

958- وروي عن سعيد بن أبي الحسن قال: ((رأيت كأني قدمت إلى الحساب فلم أجد شيئاً أنفع لي من أنه قيل: كان يغدو إلى الجمع فقلت: حجي صلاتي صيامي، قال: والله ما وجدت شيئاً كان أثقل في ميزاني ولا خيراً لي من الجمع)) .

959- وعن يحيى بن سعيد بن أبان قال: ((بينما نحن بالكوفة في جمعة من الجمع وقد صلوا، والناس يخرجون من المسجد وأعرابي قائم على باب المسجد يقول: تالله ما رأيت كاليوم جمعاً أكثر منه، تالله ما رأيت كاليوم جمعاً أكثر منه، والله لو مشى هؤلاء إلى ألئم أهل الأرض لشفعهم، كيف وإنما جاءوا إلى أجود الأجودين)) .

960- وعن مطرف بن الشخير: ((أنه كان يبدو من البصرة على فرسخ أو فرسخين، فكان يركب إلى الجمعة قدر ما يوافي صلاة الصبح بالبصرة، فجاء وقتاً وعليه ليل فلما أن كان قريباً حيث يسمع الأذان نزل عن دابته فصلى ركعتين فخففهما ثم وضع رأسه فرأى فيما يري النائم كأن أهل القبور جلوس صفاً حلقاً فسلم، فلم يردوا السلام، فسمعهم يقولون: هذا رجل صالح، هذا جاء يريد الجمعة، فقلت: أراكم تكلمون، وسلمت فلم تردوا السلام، فقالوا: إن السلام حسنة وإنا لا نستطيع أن نزيد في حسنة، قال: قلت: وتعرفون الجمعة قالوا: نعم، ونعلم ما يقول الطير فيه، قال قلت: وما يقول الطير فيه. قال: يقول: ((يوم صالح يوم صالح من كل أمر سلام. قالوا: أما أنا قد رأيناك صليت ركعتين وخففتهما ولو أن أحدنا كانت له الدنيا فسئلها على أن يصلي ركعتين أعطاها كلها وصلى ركعتين ولكنكم تعلمون ولا تعملون، ونعلم ولا نقدر على العمل)) .

باب في فضل الجماعة والترغيب في لزومها

باب في فضل الجماعة والترغيب في لزومها 961- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا الحسن بن عرفة العبدي، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة –رضي الله عنه- قال: ((خطب عمر –رضي الله عنه- الناس بالجابية فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من مقامي هذا فقال: أحسنوا إلى أصحابي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم يحلف أحدهم على اليمين قبل أن يستحلف عليها، ويشهد على الشهادة قبل أن يستشهد، فمن أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأةٍ فإن ثالثهما الشيطان، ومن كان منكم تسره حسنته وتسوؤه سيئته فهو مؤمن)) .

962- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ أبو الحسن السقا الإسفراييني، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا إبراهيم بن سليمان، ثنا -[528]- عمر بن خالد، ثنا مجاهد بن سعيد بن أبي زينب الأصبحي أبو حرب قال: حدثني عبد الله بن مالك الأشتر النخعي، عن أبيه، عن جده قال: لما قدم عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بعث إلى الناس فنودوا أن الصلاة جامعة عند باب الجابية، فلما صلوا، قام فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحق عليه ذكره ثم قال لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن يد الله على الجماعة والفذ من الشيطان، وإن الحق أصل في الجنة، وإن الباطل أصل في النار، وإن أصحابي خياركم، فأكرموهم ثم القرن الذين يلونهم ثم القرن الذين يلونهم ثم يظهر الكذب والهرج)) .

963- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثنا حماد بن زيد، ثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: ((خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً خطاً فقال: هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمين الخط وعن شماله فقال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه. قال: ثم تلا: {وأن هذا صراطي مستقيما} –للخط الأول- {فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} - لتلك الخطوط-. صراط الله المستقيم: طريق أهل السنة والجماعة، وما خالف ذلك سبل الشيطان.

964- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ -[529]- عبد الله بن يوسف، أنبأ إبراهيم بن أحمد بن قرانس المالكي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، أن ضمرة بن حبيب حدثه أن عبد الرحمن بن عمرو السلمي حدثه أنه سمع العرباض بن سارية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ بعدها إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)) .

965- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو، أنبأ محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، أخبرنا علي بن مسهر، عن الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أشبه الأمم ببني إسرائيل أمتي مثلاً بمثل حذو النعل بالنعل، حتى لو أن كان في بني إسرائيل من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يفعل ذلك، وإن بني إسرائيل افترقوا على ثنتين وسبعين فرقة تزيد عليهم أمتي فرقة واحدة كلها في النار إلا واحدة فقيل له: يا نبي الله فمن الناجي منها؟ فقال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي)) .

966- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان، أنبأ أبو محمد بن يحيى، ثنا أبو عبد الله المحاملي، ثنا أخو كرخويه، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني بسر بن عبد الله الحضرمي، حدثني أبو إدريس أنه سمع حذيفة –رضي الله عنه- يقول: -[530]- ((كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخنٌ. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قدموه فيها. قلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك. قال: فالزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام، قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على كذلك. قلت: يا رسول الله: صفهم لنا. قال: هم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) . يقال للشيئين اللذين يتماثلان: هما مثلان، حذو النعل بالنعل وشبه القذة بالقذة. والدخن: الفساد مأخوذ من الدخان أي خير يتضمن فساداً ويخالطه فتنة. وقوله: من جلدتنا: أي على خلقتنا. وقوله: يتكلمون بألسنتنا. يمكن أن يراد به أنهم يتكلمون بالعربية ويمكن أن يراد به أنهم من بني آدم خلقوا كما خلقنا ويتكلمون كما نتكلم.

فصل

فصل 967- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد الحداد، أنبأ عبد العزيز وعبد الواحد، أنبأ أحمد بن فاذويه قالا: ثنا أبو محمد بن مندويه، ثنا محمد بن إبراهيم الأبهري، ثنا أحمد بن سهل البغدادي، ثنا الوليد بن شجاع، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن الأوزاعي قال: ((كان يقال خمسٌ كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون -[531]- بإحسان: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن. والجهاد في سبيل الله)) .

968- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ ابن مردويه، ثنا أحمد بن عثمان بن يحيى، ثنا محمد بن ماهان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز –رحمة الله عليه-: ((إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة)) .

969- قال: وحدثنا محمد بن ماهان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن جعفر بن برقان، أن عمر بن عبد العزيز قال لرجل وسأله عن الأهواء فقال: ((وعليك بدين الصبي الذي في الكتاب والأعرابي وَالْهُ عما سواه)) . وقال عمرو بن قيس في تفسير السواد الأعظم فقال: هو بحمد الله الذي عليه المرأة والصبي والأعرابي والجماعة يعني هؤلاء لا يعرفون إلا الإسلام.

970- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ إسحاق بن محمد السوسي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت أبي يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ((عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت منه على صراط مستقيم)) .

971-أخبرنا أبو مطيع في كتابه، أنبأ أبو منصور معمر في كتابه، أنبأ أبو بكر بن ممجة، ثنا محمد بن سهل بن الصباح، ثنا رستة بن عمر، ثنا سفيان، قال: حدثني زرارة بن يحيى، حدثني الفضيل بن يونس الكوفي قال: -[532]- ((ما تكلم فيه السلف فتركه جفاء، وما تكلم فيه السلف فالكلام فيه تكلف)) .

فصل في الترهيب من مفارقة الجماعة

فصل في الترهيب من مفارقة الجماعة 972- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا محمد بن هارون أبو نشيط، ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي، ثنا الزهري، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- دخل على عبد الله بن مطيع حين هاجت الفتنة فقال: مرحباً بأبي عبد الرحمن ضعوا له وسادة، فقال: إني لم آتك لأقعد، ولكني جئت لأحدثك كلمتين سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من نزع يداً من طاعة فإنه يأتي يوم القيامة لا طاعة ولا حجة ومن مات مفارقاً للجماعة فقد مات موتة جاهلية)) .

973- أخبرنا أحمد بن عبد الله الأديب، ثنا علي بن محمد الفقيه، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا دحيم، ثنا ابن وهب، ثنا أبو هانئ، عن عمرو بن مالك، عن فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصياً، وعبد أو أمة أبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم)) .

باب في الترهيب من الجدال والمراء والخصومة

باب في الترهيب من الجدال والمراء والخصومة 974- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا أزهر بن مروان الرقاشي، ثنا مسكين أبو فاطمة، ثنا رجاء أبو يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله حتى ينزع)) .

975- قال: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع، ثنا ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم)) .

976- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله بن -[534]- منده، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب بن حبيب، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا حجاج بن دينار، عن أبي غالب، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون} )) .

977- أخبرنا أبو محمد التميمي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا ابن البحتري، ثنا أحمد بن زهير، ثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا مسعود بن سعد، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أخوف ما أتخوف على أمتي ثلاث: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، ودنيا تقطع أعناقكم، فاتهموها على أنفسكم)) .

فصل

فصل 978- أنبأ محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنبأ أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي بواسط، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حريز بن عثمان، ثنا كثير بن شنظير أو غيره قال: قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: ((من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثر خصومته لم يسلم دينه)) .

979- أخبرنا أبو الخير بن رزا، أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، -[535]- أنبأ أبو طاهر المحمداباذي، قال: سمعت أبا أحمد الفراء قال: سمعت أحمد بن عبد الله بن يونس الشيخ الصالح ابن أخت الفضيل بن عياض قال: ((سمعت الثوري وسأله رجل أو صبي: يا أبا عبد الله، قال: إياك والأهواء، إياك والخصومات، إياك والسلطان)) .

980- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، قال: قال عمر بن عبد العزيز: ((من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل)) .

981- قال: وحدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني عبد الرحمن بن صالح، ثنا حفص بن غياث، عن ليث، عن الحكم، عن محمد بن علي، قال: ((لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله)) .

982- قال: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن الحسين العاصي، أنبأ أبو النضر هاشم بن القاسم، عن الأشجعي، ثنا الربيع قال: سمعت أبا جعفر يقول: ((إياكم والخصومة فإنها تمحق الدين، وحدثني من سمعه يقول: تورث الشنآن وتذهب الاجتهاد)) .

983- قال: وثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبي وأحمد بن منيع قالا: ثنا مروان بن شجاع، عن عبد الكريم بن أبي أمية قال: ((ما خاصم ورعٌ. يعني: في الدين)) .

984- قال: وثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبو بكر محمد بن هانئ، حدثني أحمد بن شبوبه، حدثني سليمان بن صالح، حدثني عبد الله بن المبارك، عن جويرية بنت أسماء، عن مسلم بن قتيبة قال: ((مر بي بشر بن عبيد الله بن أبي بكرة، فقال: ما يجلسك؟ قلت: خصومة بيني وبين ابن عم لي ادعى شيئاً من داري، قال: فإن لأبيك عندي يداً، وإني أريد أن أجزيك بها وإني والله ما رأيت شيئاً أذهب للدين ولا أنقص للمروءة ولا أضيع للذة ولا أشغل للقلب من خصومة، قال: فقمت لأرجع فقال خصمي: مالك؟ قلت: لا أخاصمك. قال: عرفت أنه حقي. قلت: لا. ولكن أكرم نفسي عن هذا)) .

باب في الترغيب في الجنة والتشمير لطلبها

باب في الترغيب في الجنة والتشمير لطلبها 985- أنبأ أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا سليمان بن داود، ثنا ابن وهب، أنبأ عمرو يعني ابن الحارث أن سليمان بن حميد حدثه أن عامر بن سعد بن أبي وقاص حدثه، قال سليمان: لا أعلم إلا أنه حدثه عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لو أن ما أقل ظفر من الجنة برز للدنيا لتزخرفت له ما بين السماء والأرض)) .

986- أخبرنا إسماعيل بن عمرو البجيري، أنبأ أبو حسان المزكي، أنبأ محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((موضع سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها)) .

987- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ عمر بن أحمد بن القاسم، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن حميد قال: سمعت أنساً –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها)) . قال أهل اللغة: النصيف: المقنعة.

988- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو إسحاق: إسماعيل بن عمرو، ثنا محمد بن حامد بن حميد، ثنا علي بن إسحاق، ثنا محمد بن مروان، عن سعد بن طريف، عن عون بن عبد الله، عن عتبة عن الحارث، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله –عز وجل- إذا أسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث الروح الأمين إلى أهل الجنة فقال: يا أهل الجنة: إن ربكم يقرئكم السلام ويأمركم أن تزوروه إلى فناء الجنة، وهو أبطح الجنة ترابه المسك وحصباؤه الدر والياقوت، وشجرة الذهب الرطب وورقه الزبرجد، فيخرج أهل الجنة مستبشرين مسرورين غانمين سالمين من مجتمعهم ثم تحل بهم كرامة الله والنظر إلى وجهه وهو موعود الله أنجزه لهم، فعند ذلك ينظرون إلى وجه رب العالمين فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك قال: فيقول: كرامتي أمكنتكم من وجهي وأحلتكم داري)) .

989- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أحمد بن -[539]- موسى بن مردويه، ثنا دعلج، ثنا محمد بن علي بن زيد، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة قمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم بعد ذلك منازل، لا يتغوطون ولا يبولون ولا يتمخطون ولا يبزقون، أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، وأخلاقهم على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعاً)) . قال أهل اللغة: الألوة: العود الذي يبخر به الثياب.

فصل

فصل 990- أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي –رحمه الله- أنبأ أبو بكر محمد بن عمر بن علي الوراق، أنبأ أبو بكر بن أبي داود السجستاني، ثنا علي بن المنذر الطريفي، ثنا ابن فضيل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي؟ قال: لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام)) .

991- قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا سليمان بن داود، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه -[540]- عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء)) .

992- قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن الحجاج، عن قتادة، عن عبيد الله بن عمرو، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتقى الله دخل الجنة ينعم فيها ولا ييأس ويحيى فيها ولا يموت ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه)) .

993- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، ثنا حبيب بن الحسن القزاز، ثنا عمر بن حفص، ثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه –رضي الله عنه- أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله هل في الجنة خيل؟ قال: إن يدخلك الله الجنة فلا تشأ أن تركب على فرس من ياقوتة حمراء يطوف بك في الجنة إلا ركبت، فقال: يعني آخر –يا رسول الله. قيل: في الجنة إبل، فلم يقل له مثل ما قاله لصاحبه. قال: إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولدت عينك)) .

994- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخرج بين يديك مشوياً)) .

995- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري، ثنا عبد الرزاق، أنبأ الثوري عن عبد الرحمن بن زياد، عن عطاء بن يسار، عن سلمان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من الله لفلان ابن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية)) .

996- أخبرنا أبو نصر البندنيجي بمكة –حرسها الله- ثنا أبو الحسن علي بن المظفر بن بدر البندنيجي، ثنا أبو النعمان عبد الأعلى بن أحمد بن عبد الله البجلي، ثنا الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عثمان بن سعيد، عن ربيع بن صبيح، عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أهل الجنة إذا اشتاق الإخوان إلى الإخوان سار سرير هذا -[542]- وسرير هذا ويلتقيان ويتذاكرون ويقول: أخي تذكر متى غفر الله لنا لما اجتمعنا في دار الدنيا فدعونا غفر لنا)) .

997- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، ثنا أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو إسحاق: سعد بن إسحاق الصيرفي، ببغداد –ثنا محمد بن يوسف التركي، ثنا الحكم بن موسى، ثنا سوير بن عبد العزيز، عن داود بن عيسى، عن الصباح بن يحيى، عن أبي علقمة، عن أبي هريرة قال: ((قال رجل: يا رسول الله هل في الجنة سماع؟ قال: نعم. يوحي ربك عز وجل إلى ورق الجنة أسمعي عبادي الذين نزهوا عن أنفسهم عن البرابط والمزامير والمعازف، قال: فتأتي بأصوات من التسبيح والتقديس والتهليل لم يسمع الخلائق أصواتاً أحسن منها)) .

998- أخبرنا الفضل بن محمد المؤدب في كتابه، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد السلمي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبي، ثنا علي بن بشر، ثنا عبد الرزاق، عن الثوري، عن أبان، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- لم يرفعه، قال: ((إن الرجل من أهل الجنة يتمنى الولد فيكون حمله ورضاعه وفطامه وشبابه في ساعة واحدة)) .

999- قال: وحدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبي، ثنا سلمة، ثنا عبد الرزاق، ثنا عمر أن أبا الدرداء –رضي الله عنه- قال: ((ليس في الجنة مني ولا منية)) . المنية: الموت.

فصل

فصل 1000- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي، ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني، ثنا محمد بن بشار ونصر بن علي قالا: ثنا أبو عبد الصمد العمي، ثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وبين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم –عز وجل- إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)) .

1001- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، ثنا محمد بن معمر وأحمد بن عمرو العصفري قال: ثنا يحيى بن كثير العنبري، ثنا إبراهيم بن المبارك، عن القاسم بن مطيب، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل –عليه السلام- فذكر يوم المزيد وقال: فيوحي الله –عز وجل- إلى حملة العرش أن يفتحوا الحجب فيما بينه وبينهم، فيكون أول ما يسمعون منه تعالى: أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري؟ سلوني فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارض عنا ويرجع في قوله: يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم جنتي. هذا يوم المزيد -[544]- فسلوني، فيجتمعون على كلمة واحدة، أرنا وجهك ننظر إليه. قال: فيكشف الله الحجاب فيتجلى لهم تعالى فيغشاهم من نوره لولا أن الله قضى ألا يموتوا لاحترقوا، ثم يقال لهم: ارجعوا إلى منازلكم فيرجعون إلى منازلهم ولهم في كل سبعة أيام يوم وذلك يوم الجمعة)) .

1002- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أبو أحمد، ثنا علي بن الحسين بن الجنيد، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب. قال أحمد بن موسى، وثنا محمد بن معمر، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله –عز وجل- يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك فيقول: أولا أعطيتكم أفضل من ذلك؟ قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ يقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً)) .

فصل

فصل 1003- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي عن محمد بن مهاجر، عن الضحاك المعافري، عن سليمان بن موسى، -[545]- قال: حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا هل مشمر للجنة، فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وتمرة ناضجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية. قالوا: نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها، قال: قولوا: إن شاء الله. قال القوم: إن شاء الله)) . قوله: لا خطر لها: أي لا مثل لها ولا قيمة لها لعظم منزلتها. ومطرد: جارٍ. وحبرة: سرور ونعمة. تنعم وبهية: ذات بهاء وحسن.

1004- قال: وثنا ابن أبي داود، ثنا إسحاق بن شاهين، ثنا خالد بن الجريري، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بين كل مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبع سنين)) .

1005- قال: وثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا حماد بن الحسن، ثنا سيار، ثنا جعفر عن مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، عن سعيد بن عامر بن حذيم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت -[546]- الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر)) .

1006- قال: وحدثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا سليمان بن داود، ثنا ابن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله ما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها.

1007- قال: وثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا محمد بن مصفى، ثنا محمد بن المبارك، أنبأ يحيى بن حمزة قال: حدثني ثور بن يزيد، حدثني حبيب بن عبيد، عن عتبة بن عبد السلمي –رضي الله عنه- قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أسمعكم تذكرون في الجنة شجرة لا أعلم شجرة أكثر شوكاً منها: يعني: الطلح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود، فيها: سبعون لوناً من الطعام لا يشبه لون آخر)) . الخصوة: الخصية. الملبود: الذي قد اجتمع شعره بعض على بعض.

1008- قال: وثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ شريك عن محمد بن جحادة، عن عطاء، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام)) .

1009- قال: وثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا سليمان بن داود، ثنا ابن وهب، أنبأ عمرو بن الحارث أن دراجاً أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات من أهل الجنة من صغير أو كبير يردون بني ثلاثين سنة في الجنة لا يزيدون عليها أبداً. وكذلك أهل النار)) . وفي رواية أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة أبناء ثلاث وثلاثين سنة)) . ((وفي رواية أنس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة)) .

1010- قال: وثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا الربيع بن سليمان المرادي، ثنا أيوب بن سويد قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في أفق المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم، قالوا: يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال: بل والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين)) .

فصل

فصل 1011- أنبأ الفضل بن محمد المؤدب في كتابه، أنبأ جعفر -[548]- الفقيه، أنبأ أبو عمر عبد الوهاب، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبي، ثنا محمد بن سليمان، ثنا معاوية بن صالح قال: حدثني محمد بن النضر، حدثني هاشم بن القاسم، ثنا أبو علي الثقفي عبد الله بن عقيل، ثنا يزيد بن سنان، ثنا بكير بن فيروز قال: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة. ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة)) .

1012- قال: وثنا عبد الله، ثنا ابن حميد، ثنا جرير، عن الفضيل بن غزوان، قال: قال الحسن البصري –رحمه الله-: ((من قال: إني أحب الجنة فقد كذب، لو أحب الجنة لعمل بعمل أهل الجنة)) .

1013- قال: وثنا أبي، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا عثمان بن اليمان البصري، ثنا عبد الله بن يزيد العقيلي، عن رجل يقال له: عوسجة قال: ((أوحى الله –تبارك وتعالى- إلى عيسى –عليه السلام- يا عيسى لو رأت عينك ما أعددت لعبادي الصالحين لذاب قلبك وزهقت نفسك اشتياقاً إليه)) .

1014- قال: وثنا أبي، ثنا سلمة، ثنا إسحاق، قال: سمعت فضيل بن عياض، عن أبي سهل، عن الحسن قال: ((ما حليت الجنة لأحد ما حليت لهذه الأمة، ولا أرى لها عاشقاً)) .

1015- قال: وثنا أبي جعفر، ثنا سليمان بن داود، ثنا الربيع بن نافع، ثنا محمد بن مهاجر عن عروة بن رويم اللخمي، عن -[549]- رجاء بن حيوة قال: ((كنت جالساً عند عبد الملك بن مروان فأتاه خالد بن يزيد فجلس وقال: خرجت في حاجة لي وأخذت على الجزيرة، وإذا في بعض نواحيها جماعات من قسيسين ورهبان وشمامسة فقلت: لو ملت إلى هؤلاء، ونظرت ما جماعتهم وكان معنيًّا بالعلم قال: فأتيتهم فسألتهم، فأخبروني أن سائحاً يأتيهم في كل سنة مرة واحدة في هذا اليوم فنجتمع فيعلمنا ويذكرنا قلت: وأين هو؟ قال: في تلك الجماعة، فأتيتهم فلما نظر إلي قال: أما إنك لست منهم، من أنت؟ قلت: من المسلمين قال: من أمة محمد؟ قلت: نعم. قال: فمن علمائهم أنت أو من جهالهم؟ قلت: ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم. قال: تقولون: إنكم في الجنة تأكلون وتشربون ولا تتغوطون ولا تبولون؟ قال: قلت: نعم. إنا نقول ذلك وهو كذلك. قال: فإن لذلك مثلاً في الدنيا فما هو؟ قلت: الولد في الرحم يسوق الله تعالى إليه رزقه فيأكل ويشرب ولا يتغوط ولا يبول فاربد وجهه وقال: ألست زعمت أنك لست من علمائهم؟ قلت: نعم. قال: تزعمون أنكم تأكلون في الجنة وتشربون، ولا ينقص ذلك من ثمارها شيء؟ قلت: نزعم ذلك وهو كذلك، قال: فإن لذلك مثلاً في الدنيا فما هو؟ قلت: الرجل يعلمه الله القرآن فيعلمه من آتاه من الناس لا ينقص ذلك من القرآن ولا من الرجل شيئاً. فاسود وجهه وقال: ألست تزعم أنك لست من علمائهم؟ قلت: بلى، قال: ثم أقبل على أصحابه فقال: إن هؤلاء فتح لهم في العمل والدعاء ما لم يفتح لأحد من الأئمة ثم التفت إلي فقال: أليس فيما ترون عليكم من الحق أن تقولوا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات؟ فقلت: نعم. فقال: فإنه لا يبقى مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حملة العرش ألا أدركته منه حسنة قال: وترون من الحق عليكم أن -[550]- تقولوا: السلام علينا من ربنا وعلى عباد الله الصالحين؟ قلت: نعم. قال: فإنه ما أخذ من عمل آدم –عليه السلام- إلى أن تقوم الساعة من عبد صالح من ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حملة العرش إلا أدركته منه حسنة، ثم قال: إن لذلك مثلاً فما هو؟ قلت: الرجل يمر بالعشرة فيسلم عليهم فيردون عليه بأجمعهم السلام وعلى المائة مثل ذلك وعلى الألف مثل ذلك وأكثر من ذلك فقال: ما رأيت الذي هو أعلم منك ثم قال: هل يقوم اليوم منكم لابن القرن طفل من أطفاله فيضرب ظهره ويشتم عرضه ولا يغير ذلك عليه ولا ينكر؟ قلت: نعم قال: هذا حين رق دينكم وآثرتم دنياكم على آخرتكم وعصيتم ربكم)) . قال أهل العلم: ابن القرن: ابن ستين سنة وقيل ابن سبعين سنة.

باب في الترهيب من جهنم والنار

باب في الترهيب من جهنم والنار 1016- أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي –رحمه الله- ببغداد، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف؛ ثنا عبد الله بن أبي داود السجستاني، ثنا زياد بن أيوب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((احتجت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والمساكين فأوحى الله تعالى إلى الجنة أنت رحمتي أسكنك من شئت، وقال للنار: أنت عذابي أنتقم بك ممن شئت، ولكل واحد منكما ملؤها فأما النار فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ ثم يلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فيها فتقول: قط قط)) . هذا حديث صحيح وذكر ((القدم)) فيه مما يجب الإيمان به ولا يتعرض له بالتأويل والتكييف.

1017- وقال: وثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا علي بن المنذر؛ ثنا ابن فضيل؛ ثنا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - -[552]- رضي الله عنه- (ح) .

1018- وعن ربعي بن خراش –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف الجنة وذكر إلى أن قال: وفي حافتي الصراط كلاليب متعلقة مأمورة بأخذ من أمرت، فمخدوش ناج ومكوكس في النار - والذي نفس أبي هريرة بيده، إن قعر جهنم لسبعون خريفاً)) . هذا حديث صحيح، والمكوكس: يقال كوسه الله في النار وكوكسه فيها.

1019- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ح) قال: وثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا محمد بن عيسى بن السكن (ح) قال: وثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قالوا: أنبأ عمر بن حفص بن غياث، ثنا أبي، عن العلاء بن خالد الكاهلي، عن شقيق، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بجهنم يوم القيامة تجر لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك)) . هذا حديث صحيح، وشأن جهنم هائل أعاذنا الله منها.

1020- قال: وأخبرنا أحمد بن موسى، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن علي بن زين، ثنا سعيد بن منصور، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن -[553]- عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله، قال: إنها فضلت عليها بتسعة وتسعين جزءاً كلهن مثل حرها)) .

1021- قال: وأنبأنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ح) وثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، عن إسحاق بن الحسن الحربي؛ قالا: ثنا الحسين بن محمد المروزي، ثنا شيبان، عن قتادة يحدث عن سمرة أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن منهم من تأخذه النار إلى كفيه؛ ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته؛ ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته)) . هذا حديث صحيح، وقوله: إن منهم: يعني من المؤمنين المذنبين يعاقبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون من النار.

1022- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري الفقيه بمكة؛ ثنا أبو بكر محمد بن الحسن إملاء، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبدوس الحيري، ثنا محمد بن حمدون بن خالد، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا القاسم بن الحكم، عن عبد الله بن المختار، عن ابن سيرين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: -[554]- ((اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً؛ فجعل لها نفسين: نفساً في الصيف ونفساً في الشتاء؛ فنفسها في الشتاء شدة البرد، ونفسها في الصيف شدة الحر)) .

1023- أخبرنا أبو طيب بن سلمة؛ أنبأنا أبو علي البغدادي؛ ثنا الفضيل بن الخصيب محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي؛ ثنا صفوان بن عيسى، ثنا أبو نعامة العدوي، عن خالد بن عمير والشولسي قالا: بعث عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- عتبة بن غزوان أخا بني مازن فقال: ((انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى مملكة العرب، وذكر الفتح إلى أن قال: فرفعوا له منبراً فخطبهم يعني عتبة فقال: ((إن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء، وإنكم منتقلون منها إلى دار قرار فانتقلوا بخير ما بحضرتكم؛ ولقد ذكر لي: أن لو ألقي حجراً في جهنم لهوى سبعين خريفاً. أو عجبتم؟؟ ولقد ذكر لي: أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعون سنة، وليأتين عليه يوم وله كظيظ)) . هذا حديث صحيح عال، وقوله: حذاء: أي سريعة، وله كظيظ: أي امتلاء وازدحام.

1024- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي؛ أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر عبد الله بن يحيى بلخي بالكوفة؛ ثنا الحسين بن جعفر، ثنا عبد الله بن أبي زياد؛ ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران قال: ((بلغني أن جبريل –عليه السلام- جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو -[555]- يبكي فقال: ما يبكيك يا جبريل؟ قال: ما يبكيني يا محمد! ما جفت لي عين منذ خلق الله –تعالى- جهنم مخافة إن عصيته فيلقيني فيها)) .

1025- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأنا أحمد بن موسى ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن أيوب، ثنا حماد بن زاذان، ثنا مروان بن معاوية، ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمعنا وجبة فزعنا لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهذا حين وقع أسفلها فسمعتم وجبتها)) . هذا حديث صحيح، ووجبتها: صوتها.

1026- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنبأنا أبو علي البغدادي، ثنا محمد بن علي بن الحسين الهمذاني؛ ثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك الدينوري، ثنا أبو بكر بن أبي الأسود، ثنا حيان بن عبد الله أبو جيلة؛ ثنا حميد الطويل، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بأنعم الناس من أهل الدنيا يوم القيامة، فيغمس في النار غمسة فيخرج حمماً أسود. فيقال له: هل مرت بك نعمة قط أو رفاهية؟ فيقول: لا. لم أزل في هذا منذ خلقتني. قال: ويؤتى بأشد الناس بلاءً في الدنيا فيغمس غمسة في الجنة، فيخرج كأن وجهه القمر ليلة البدر، فيقال له: هل مر بك شدة قط أو بلاء؟ فيقول: لم أزل في هذه النعمة منذ خلقتني)) .

1027- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني؛ أنبأنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن زياد؛ ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، ثنا وهب بن جرير، عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد عن ابن عباس –رضي الله عنهما-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته} فلو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا. أفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه؟)) .

1028- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور؛ أنبأ حمزة بن عبد العزيز؛ ثنا علي بن بندار الصيرفي، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن؛ ثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي؛ ثنا محمد بن حرب قال: حدثني الزبيدي، عن سليم بن عامر الخبائري عن فرات البهراني، عن أبي عامر –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أهل النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله سألت عن عظيم؟ كل شديد قعبري، فقال: وما القعبري يا رسول الله؟ قال: الشديد على الأهل، الشديد على العشيرة الشديد على الصاحب. قال: من أهل الجنة؟ قال: سبحان الله لقد سألت عن عظيم: كل ضعيف مزهد)) . المزهد: القليل المال.

1029- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه؛ ثنا دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، ثنا الحكم بن مروان، ثنا سلام الطويل، عن الأجلح بن عبد الله الكندي، عن عدي بن عدي قال: قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: -[557]- ((أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في حين لم يكن يأتيه فيه. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل، مالي أراك متغير اللون؟ فقال: إني لم آتك حتى أمر الله بنفخ النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا جبريل صف لي النار، وانعت لي جهنم قال: إن الله أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى احمرت؛ ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء شررها، ولا يطفأ لهبها. وقال: والذي بعثني لو أن حلقة من حلق السلسلة التي نعت الله في كتابه وضعت على جبال الدنيا لأذابتها؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي يا جبريل لا يتصدع قلبي، فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جبريل يبكي. فقال: يا جبريل تبكي وأنت من الله بالمكان الذي أنت به منه؛ قال: وما يمنعني أن أبكي، وأنا لا أدري لعلي أكون في علم الله على غير هذه الحال، وقد كان إبليس مع الملائكة وقد كان هارون وماروت من الملائكة، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يبكي وجبريل –عليه السلام- حتى نوديا: يا محمد ويا جبريل: إن الله قد آمنكما أن تعصياه. قال فارتفع جبريل –عليه السلام- فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فمر بقوم من أصحابه يتحدثون ويضحكون. فقال: تضحكون وجهنم من ورائكم؟! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولخرجتم إلى الصعابات تجأرون إلى الله –فأوحى الله إلى محمد إني بعثتك مبشراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبشروا وسددوا وقاربوا)) . هذا حديث حسن وإسناده جيد.

1030- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ -[558]- أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا خالد بن يزيد الأزدي، ثنا هشام بن خالد الدمشقي، ثنا الحسن بن يحيى الخشني، عن أبي عبد ربه، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي العقيق؛ فقال: يا أنس خذ هذه المطهرة املأها من هذا الوادي، فإنه واد يحبنا ونحبه، فأخذتها فملأتها وعجلت ولحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد علي –رضي الله عنه- فلما أن سمع حسي التفت إلي فقال: يا أنس قد فعلت ما أمرتك؟ قلت: نعم يا رسول الله، فأقبل على علي –رضي الله عنه- فقال: يا علي ما من حبرة إلا ستتبعها عبرة؛ ((يا علي كل هم منقطع إلا هم النار؛ يا علي كل نعيم يزول إلا نعيم الجنة)) .

1031- أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله البندنيجي بمكة –حرسها الله- أنبأ أبو إسحاق البرمكي، أنبأ أبو بكر بن حيويه، ثنا أبو محمد السكري، ثنا أبو محمد بن قتيبة قال: حدثني أحمد بن الحباب، عن علي بن إبراهيم المروزي، عن عبد الله بن المبارك، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أهل الجنة الضعفاء المغلوبون؛ وأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع)) . قال أهل اللغة: الجعظري: الشديد؛ الغليظ. والجواظ: الصياح، وقيل: الأكول.

1032- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق؛ ثنا أبو داود ووهب بن جرير قالا: ثنا شعبة عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: ((أنذرتكم النار، أنذرتكم النار؛ حتى لو أن رجلاً كان بالسوق يسمعه من مقامي هذا حتى وقعت خميصة كانت على عاتقه عند رجليه)) . قال الإمام: قال أهل اللغة الخميصة: كساء صغير له علمان.

1033- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي؛ أنبأ عبد الله بن يوسف؛ أنبأ أبو بكر الطلحي بالكوفة: ثنا الحسين بن جعفر؛ ثنا عبد الله بن أبي زياد؛ ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت قال: بلغنا أن داود -رضي الله عنه- كان يقول: ((أوه قبل الوقوع في النار: قبل أن لا ينفع أوه)) . نهاية حرف الجيم

باب الحاء

باب الحاء باب الترغيب في الحج 1034- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن إسحاق، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن إسماعيل العسكري بمصر، ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني، ثنا عبد الله بن وهب عن مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه قال: سمعت سهيل بن أبي صالح يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وفد الله -عز وجل- ثلاثة: الغازي والحاج والمعتمر)) .

1035- وأخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن سلمة بن الضحاك المصري، ثنا محمد بن ميمون بن كامل، أنبأ محمد بن إسحاق الأسدي، عن الأوزاعي، عن مكحول، سمع أبا أمامة وواثلة بن الأسقع –رضي الله عنهما- يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعةٌ حق على الله تعالى عونهم: الغازي والمتزوج والمكاتب والحاج)) .

1036- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ -[6]- أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن كامل بن خلف، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا سلام بن سليمان المدائني، ثنا سلام بن مسلم الطويل، عن زياد، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل من الأنصار يسأل النبي صلى الله عليه وسلم وجاء رجل من ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أخا ثقيف إن أخا الأنصار قد سبقك بالمسألة فاجلس نبدأ بحاجة الأنصاري قبل حاجتك، فتغير وجه الثقفي، فقام الأنصاري فقال: يا رسول الله ابدأ بحاجة الثقفي قبل حاجتي، فإني رأيته آنفاً أخاف أن يكون وجد عليك وأن لي كذا وكذا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصاري بخير ثم قال: يا أخا ثقيف سلني عما بدا لك وإن شئت أنبأتك بالذي جئت تسأل عنه فقال: يا رسول الله فأخبرني فهو أعجب إلي. قال: جئت تسأل أي الشهر تصوم وأي الليل تقوم؟ جئت تسألني كيف تصنع في ركوعك؟ وكيف تصنع في سجودك؟ قال: والذي بعثك بالحق للذي أردت أن أسألك عنه، قال: فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، وقم أول الليل وقم أوسط الليل وقم آخر الليل، فإن قمت في وسطه إلى آخره فأنت أنت إذاً، فإذا ركعت فضع يديك على ركبتيك وفرق بين أصابعك، فإذا سجدت فلتمكن جبهتك من الأرض، ولا تنقر نقراً، ثم قال: يا أخا الأنصار سلني عما بدا لك، وإن شئت أنبأتك بالذي جئت تسألني عنه فقال: يا رسول الله حدثني كما حدثت صاحبي فهو أعجب إلي. قال: جئت تسألني عن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام ما لك فيه؟ وجئت تسألني عن حلقك رأسك ما لك فيه؟ وجئت تسألني عن طوافك بالبيت ما لك فيه؟ أجئت تسألني عن شيء غيره؟ قال: والذي بعثك بالحق إنه للذي أردت أن أسألك عنه، قال: فإن خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام يكتب الله لك بكل خطوة تخطوها حسنة ويحط عنك بها خطيئة، ويرفع لك بها درجة، وأما وقوفك بعرفات فإن الله تعالى يطلع إلى أهل عرفات فيقول: عبادي أتوني شعثاً غبراً أتوني من كل -[7]- فج عميق فيباهي بهم الملائكة، فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل ((عالج)) ونجوم السماء وقطر البحر والمطر غفرها الله لك، وأما رميك الجمار فإنه مذخور لك عند ربك أحوج ما تكون إليه، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تقع منك نوراً يوم القيامة، وأما طوافك بالبيت، فإنك تصدر حين تصدر وأنت من ذنوبك كهيئة يوم ولدتك أمك)) .

1037- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الجلاب بهمدان، ثنا أحمد بن إسماعيل البياسي، ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة، ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- أنه قال: ما آسى على شيء إلا أني لم أحج ماشياً لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة، والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة من حسنات الحرم)) .

1038- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا يحيى بن اليمان عن شريك عن أبي إسحاق عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) .

1039- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الحميد بن موسى القناد الواسطي، ثنا محمد بن سعيد بن محمد بن عمرو الدورقي، ثنا عبد الله بن موسى بن زياد المدني، ثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم القيامة زفت الكعبة بيت الله الحرام إلى قبري فيقول: السلام عليك يا محمد فأقول: وعليك السلام يا بيت الله، ما صنع بك أمتي بعدي؟ فيقول: يا محمد من أتاني فأنا أكفيه وأكون له شفيعاً ومن لم يأتني فأنت تكفيه له شفيعاً)) .

1040- أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي جبير، أخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جرير، عن حبيب وهو ابن أبي عمرة، عن عائشة بنت طلحة قالت: أخبرتني أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((قلت: يا رسول الله ألا نخرج فنجاهد معك فإني لا أرى عملاً في القرآن أفضل من الجهاد؛ قال: لا، ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور)) .

فصل

فصل 1041- أنبأ عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو الحسن بن -[9]- عبدكويه، ثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفايجاني، ثنا عيسى بن إبراهيم الطرموسي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا إسماعيل بن عياش، عن المغيرة بن قيس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- قال: ((من توضأ فأسبغ الوضوء ثم أتى الركن ليستلمه خاض الرحمة، فإذا استلمه فقال: بسم الله والله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، غمرته المحبة، فإذا طاف بالبيت كتب الله له بكل قدم سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة وشفع في سبعين من أهل بيته، فإذا أتى مقام إبراهيم فصلى عنده ركعتين إيماناً واحتساباً كتب الله له عتق أربعة عشر محرراً من ولد إسماعيل وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) .

1042- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد: أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة، ثنا عياش بن محمد الدوري، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السائب، عن أبي زهير الضبعي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه بريدة الأسلمي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله سبعين ضعفاً)) .

فصل

فصل 1043- أنبأ أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنبأ أبو منصور -[10]- الخطيب، أنبأ أبو الشيخ، ثنا زكريا الساجي وعلي بن إسحاق قالا: ثنا الحسن بن قزعة، ثنا سفيان بن حبيب؛ ثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استمتعوا بهذا البيت، فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة)) .

1044- قالوا: أنبأ أبو الشيخ، أنبأ إسحاق بن خالويه الواسطي، ثنا علي بن زياد أبو معاوية، ثنا الحسن بن عمرو النعيمي، عن مهران أبي صفوان، عن ابن عباس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد الحج فليتعجل)) .

1045- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن عمرو (ح) . قال أبو بكر بن مردويه: وثنا أحمد بن محمد بن عبد الله البزار، ثنا عبد الله بن أحمد بن موسى قالا: ثنا أبو بكر عن نافع، ثنا الفضل بن العلاء، ثنا أشعث بن سوار، عن أبي إسحاق، عن مسروق قال: قال عبد الله: ((أمرتم بإقامة أربع: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأتموا الحج والعمرة إلى البيت والحج الأكبر والعمرة الحج الأصغر)) .

1046- أخبرنا محمد بن أبي سعد البغدادي، ثنا أبو الفتح -[11]- علي بن محمد بن عبد الصمد بن دليل، ثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا الحسين بن أحمد بن فيل الأنطاكي، ثنا نوح بن حبيب، ثنا عبد الرزاق، ثنا الثوري عن إسماعيل الملائي، عن فضيل بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعجلوا إلى الحج –يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)) .

1047- ثنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج قال: حدثني زهير بن حرب، ثنا يزيد بن هارون. أنبأ الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم، لوجبت ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فذروه)) .

1048- أخبرنا المطهر بن محمد الصحاف إملاء، ثنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو، وثنا أحمد بن الحسن بن أيوب، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا عبد السلام بن مطهر، ثنا أبو هرمز عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[12]- ((أوحى الله تعالى إلى آدم –عليه السلام- أن يا آدم حج هذا البيت قبل أن يحدث بك حدث، قال: وما يحدث علي يا رب قال: ما لا تدري وهو الموت. قال: وما الموت؟ قال: سوف تذوق. قال: ومن أستخلف في أهلي؟ قال: أعرض ذلك على السموات والأرض والجبال، فعرض ذلك على السموات فأبت وعرض على الأرض فأبت وعرض على الجبال فأبت وقبله ابنه قاتل أخيه فخرج آدم –عليه السلام- من أرض الهند حاجاً فما نزل منزلاً أكل فيه وشرب إلا صار عمراناً بعده وقرى حتى قدم مكة فاستقبلته الملائكة بالبطحاء فقالوا: السلام عليك يا آدم بر حجك، أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام. قال أنس –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والبيت يومئذ ياقوتة حمراء جوفاء لها بابان من يطوف يرى من في جوف البيت ومن في جوف البيت يرى من يطوف فقضى آدم نسكه فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم قضيت نسكك؟ قال: نعم يا رب. قال: فسل حاجتك تعط. قال: حاجتي أن تغفر لي وذنب ولدي، قال: أما ذنبك يا آدم فقد غفرناه حين وقعت بذنبك، وأما ذنب ولدك فمن عرفني وآمن بي وصدق رسلي وكتابي غفرنا له ذنبه)) .

1049- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أحمد بن معاذ السلمي، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا عمر بن زرارة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن –رضي الله عنه- قال: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: رأيت الليلة عجباً، رأيت رجلاً من أمتي يعذب في القبر فأتاه الوضوء فاستنقذه، ورأيت -[13]- رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب فاستنقذته صلاته، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع فاستنقذه صيامه، ورأيت رجلاً بين يديه ظلمة فاستنقذه حجه وعمرته، ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة رحمه فاستنقذته حتى كلموه. ورأيت رجلاً جاثياً على ركبتيه قد حجب عن النور فاستنقذه حسن خلقه، ورأيت رجلاً أعطي كتابه بشماله فاستنقذه خوفه من الله فأعطيه بيمينه، ورأيت رجلاً على شفير جهنم فاستنقذه وجله من الله، ورأيت رجلاً من أمتي هوى من الصراط في جهنم فاستنقذه وجله من الله، ورأيت رجلاً من أمتي تلفح وجهه شرر النار فاستنقذته صدقته، ورأيت رجلاً من أمتي أخذته الزبانية فاستنقذه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ورأيت رجلاً من أمتي يرعد على الصراط فاستنقذه حسن ظنه بالله، ورأيت رجلاً من أمتي لا يجوز على الصراط فاستنقذته صلاته –يعني صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم - ورأيت رجلاً من أمتي انتهى به إلى [باب] الجنة فأغلق عنه فاستنقذته شهادة أن لا إله إلا الله، ورأيت أعجب العجب ناساً تقرض شفاههم، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء المشاؤون بالنميمة بين الناس، ورأيت رجالاً معلقين بألسنتهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا)) .

1050- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو علي بن البغدادي، ثنا أبو عبد الله أحمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا علي بن سهل بن المغيرة، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إبراهيم بن طهمان، ثنا منصور بن المعتمر، عن هلال بن يسار، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) .

1051- أخبرنا أبو سهل الرشتي بنيسابور، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، أنبأ أبو عبد الله الصفار، عن أحمد بن حنبل، ثنا حسين، عن فضيل بن عياض عن هشام عن أبي العوام عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عمل بين السماء والأرض بعد الجهاد في سبيل الله أفضل من حجة مبرورة لا رفث فيها ولا فسوق ولا جدال)) .

1052- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ غانم بن العلاء، أنبأ علي بن الفضل بن شهريار، ثنا محمد بن أيوب الرازي، أخبرنا ابن الجماني، ثنا إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحج المبرور ليس له ثواب عند الله إلا الجنة. قيل: يا رسول الله ما بره؟ قال: العج والثج، قيل: فإن لم يكن. قال: فطيب الكلام وإطعام الطعام)) .

1053- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا الحسن بن علان بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن سلمة، ثنا محمد بن ثوبان، ثنا حصين بن مخارق، ثنا يونس بن عبيد، عن -[15]- شهر بن حوشب، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فمن فرض فيهن الحج فلا رفث، قال: لا جماع، ولا فسوق، قال: المعاصي والكذب)) .

1054- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو مروان: عبد الله بن محمد القاضي بمدينة الرسول، ثنا عبد الله بن زيدان البجلي، ثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد عن أيوب السختياني، عن عبيد الله بن عمر قال: ثم لقيت عبيد الله بن عمر فحدثني عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العمرتان تكفران ما بينهما، والحج المبرور ليس له ثواب، أو قال: جزاء إلا الجنة، قال: وزاد أيوب في حديثه: وما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة)) .

1055- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ عبد الرحمن بن يحيى بمكة، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا حسين بن حفص الأصبهاني، ثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعتهما يزيدان في الرزق والعمر، وينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)) .

1056- قال: وأخبرنا عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرضخ والأخميمي بمكة، أنبأ عليك ابن أحمد العنزي، قال: حدثني أبي أحمد بن يزيد بن عليك، أنبأ أسد بن موسى، ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((حج رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته عليها رحل رث وقطيفة لا تساوي أربعة دراهم ثم قال صلى الله عليه وسلم: اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة)) .

فصل

فصل 1057- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن عمرو بن سليمان، ثنا يزيد بن زريع، ثنا رجاء أبو يحيى، ثنا مسافح بن شيبة قال: سمعت عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- يقول بين الركن والمقام: أشهد بالله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله –عز وجل- نورهما، ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق –يعني- والمغرب)) .

1058- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، ثنا علي بن محمد الفقيه، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا سريج بن النعمان، ثنا ابن المؤمل، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- -[17]- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس له لسان وشفتان)) .

1059- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، ثنا علي بن محمد الفقيه، ثنا غياث بن محمد، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليبعثن الله الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما يشهد على كل من استلمه بحق)) .

1060- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ أبو الفضل منصور بن نصر الكاهدي، بسمرقند، أنبأ أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن حمزة البغدادي، ثنا بشر بن موسى بن صالح، ثنا الحميدي، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي، عن أبيه قال: قلت لابن عمر –رضي الله عنه- إني أراك تصنع شيئاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعه، رأيتك تزاحم على هذين الركنين، فقال ابن عمر –رضي الله عنه-: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مسحهما كفارة للخطايا)) قال: وسمعته يقول: ((من طاف بالبيت سبعاً إحصاء كان كعدل رقبة)) . قال: وسمعته يقول: ((ما من رجل يطوف فيرفع قدماً ويضع أخرى إلا كتب له بكل خطوة حسنة ومحا عنه بها سيئة ورفع له بها درجة)) .

فصل

فصل 1061- أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ الهيثم بن كليب الشاشي ببخاري، ثنا أبو هشام القديدي محمد بن سليمان بن الحكم بقديد، عن عمه أيوب بن الحكم، عن مسلم بن خالد الزنجي، عن أبان بن صالح، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من مات بين الحرمين حشره الله يوم القيامة من الآمنين وكتب شهيداً وشفيعاً يوم القيامة)) .

1062- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو أحمد الكرجي، أنبأ أبو بكر الآجري، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا يحيى بن أيوب العابد، ثنا محمد بن صبيح بن السماك، عن عائذ بن بشير، عن عطاء عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات في هذا الوجه من حاج أو معتمر لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له: ادخل الجنة. وقالت عائشة –رضي الله عنها-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يباهي بالطائفين)) .

1063- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ أبو بكر بن أبي زكريا إمام جامع بلخ، أنبأ إسحاق المستملي، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن خلف الخواري بخوار، ثنا أبو يزيد -[19]- عصمة بن يزيد الهروي، ثنا عمران بن سهل أبو سعيد البلخي، ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، ثنا أبو معشر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مات في طريق مكة ذاهباً أو راجعاً لم يعرض ولم يحاسب أو غفر له)) . شك أبو زيد.

فصل

فصل 1064- أخبرنا أبو محمد التميمي ومحمد بن إسحاق الباقرجي قالا: أنبأ ابن المتيم، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا حميد بن الربيع، ثنا خالد بن نافع قال: حدثني حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم قال: ((كان يقال: صافحوا الحاج قبل أن يتلطخوا بالذنوب)) .

1065- أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني، أنبأ أبو عبد الله الجمال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا شيبان، عن جابر، عن مجاهد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج)) .

1066- أنبأ أبو عبد الله الحميدي، أنبأ عبد العزيز بن الحسن -[20]- الضراب، أنبأ أبي، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا محمد بن عبد الرحمن، ثنا الحميدي قال: ((كنا عند سفيان بن عيينة، فحدثنا بحديث ((زمزم)) أنه لما شرب له، فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال له: يا أبا محمد أليس الحديث صحيحاً الذي حدثتنا به في زمزم أنه لما شرب له؟ فقال سفيان: نعم. فقال الرجل: فإني قد شربت الآن دلواً على أن تحدثني بمائة حديث، فقال سفيان: اقعد، فحدثه بمائة حديث)) .

فصل

فصل 1067- أنبأ الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن بلال –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بين العمودين تلقاء وجهه في جوف الكعبة)) .

1068- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن غالب، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلزق وجهه وصدره بالملتزم)) .

فصل في فضل يوم عرفة

فصل في فضل يوم عرفة 1069- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، أنبأ أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا أبو علي الصواف، ثنا عبد الله محمد بن ناجية، ثنا عثمان بن حفص أبو عمرو، ثنا محمد بن مروان، ثنا هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أفضل من يوم عرفة يباهي الله –عز وجل- بأهل الأرض أهل السماء، يقول: انظروا إلى عبادي شعثاً غبراً، جاءوا من كل فج عميق لم يروا رحمتي ولا عذابي، فلم ير يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة)) .

1070- أخبرنا عبد الواحد، ثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا مخلد بن جعفر، ثنا محمد بن جرير، ثنا أحمد بن الفرج الحمصي، ثنا عبد الملك بن الماجشون، ثنا مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما رؤي إبليس يوماً هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحض ولا أغيظ من يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزيل الرحمة والعفو عن الذنوب إلا -[22]- ما رأى يوم بدر قالوا: يا رسول الله وما رأى يوم بدر؟ قال: أما إنه رأى جبريل يزع الملائكة)) .

فصل

فصل 1071- أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، ثنا أبو بكر بن السني، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ محمد بن رافع، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((سأل رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله، ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور)) .

1072- أخبرنا الحسن بن أحمد في كتابه، أنبأ سفيان بن محمد بن الحسن في كتابه، ثنا عمر بن أحمد الواعظ، ثنا أحمد بن المغلس، ثنا عمرو بن علي، ثنا عمر بن أبي خليفة العبدي، ثنا داود أبو سعيد قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد ما الحج المبرور؟ قال: أن ترجع زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة. وقال حماد بن زيد: تعلمون ما معنى استلام الحجر؟ هو أن لا تعاود معصية. وقال محمد بن مخلد: قدمت مكة فبت مع قومي، فدعتني نفسي إلى أمر سوء، فسمعت هاتفاً من ناحية البيت: ويحك ألم تحج؟ ويلك ألم تحج؟ فعصمني الله بذلك.

فصل

فصل 1073- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، ثنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن دليك، ثنا إبراهيم بن فرقد، ثنا بشر بن عبيد الداري، ثنا إبراهيم بن يزيد. عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل الله كل يوم على حجاج بيته الحرام عشرين مائة رحمة، ستين للطائفين، أربعين للمصلين، وعشرين للناظرين)) .

1074- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا محمد هو ابن عبد الملك، ثنا بكر بن بكار، ثنا محمد بن ثابت، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر ابن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة، قال: قيل: وما بر الحج؟ قال: إطعام الطعام وطيب الكلام)) .

1075- أخبرنا حكيم بن أحمد الإسفرائيني، قدم علينا، أنبأ جدي أبو الحسن السقا الإسفرائيني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا الربيع، ثنا الشافعي، ثنا سفيان عن أبي لبيد، عن محمد بن كعب القرظي وغيره قال: ((حج آدم –عليه السلام- فلقيته الملائكة. فقالوا: بر حج يا آدم، فقد حججنا قبلك بألفي عام)) .

فصل

فصل 1076- أنبأ محمد بن عبد الواحد المصري، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد بن سنان البصري، ثنا محمد بن عمر بن حفص عباد المصري بمصر، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا الدجين بن ثابت اليربوعي، ثنا أسلم مولى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج بمال حرام، فقال: لبيك اللهم لبيك: قال الله تعالى له لا لبيك ولا سعديك حجك مردود عليك)) .

باب في الترهيب فيمن يستطيع الحج ولا يحج

باب في الترهيب فيمن يستطيع الحج ولا يحج 1077- أنبأ أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنبأ أبو منصور الخطيب، أنبأ أبو الشيخ، ثنا الوليد، ثنا إسحاق بن إبراهيم ويحيى بن مطرف ويحيى بن عبدك، قالوا: أنبأ مسلم بن إبراهيم، ثنا هلال بن عبد الله الباهلي. ثنا أبو إسحاق الهمداني عن الحارث، عن علي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ملك زاداً وراحلة تبلغه إلى بيت الله فلم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً، وذلك بأن الله يقول: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} )) .

1078- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب. أنبأ والدي أبو عبد الله. أنبأ أحمد بن إسماعيل، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان، عن -[26]- أبي جناب، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ما من أحد لم يؤد زكاة ماله ولم يحج، إلا سأل الكرة. فقالوا: يا ابن عباس ما تزال تأتينا بشيء ما ندري ما هو؟ قال: أقرأ عليكم في كتاب الله {وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق} قال: أؤدي الزكاة – {وأكن من الصالحين} قال: أحج)) .

1079- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ محمد بن علي، ثنا أحمد بن حازم، أنبأ الحكم بن سليمان، ثنا ابن يزيد الهمذاني، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد ولا أمة يضن بنفقة ينفقها فيما يرضي الله، إلا أنفق أضعافها فيما يسخط الله، وما من عبد يدع الحج لحاجة عرضت له من حوائج الدنيا إلا رأى المخلفين قبل أن يقضي الله له تلك الحاجة –يعني حجة الإسلام- وما من عبد يدع المشي في حاجة أخيه المسلم، قضيت أو لم تقض، إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر فيه)) .

باب الترغيب في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

باب الترغيب في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم 1080- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الخوخاني، ثنا الحسن بن الطيب البلخي، ثنا علي بن حجر، ثنا حفص بن سليمان، عن ليث، عن المجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي)) .

1081- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو القاسم بن حبيب، ثنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكار البخاري، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، عن موسى بن هلال العنزي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[28]- ((من زار قبري وجبت له شفاعتي)) .

1082- أنبأ المعلى بن إبراهيم العرفجي بمكة –حرسها الله- أنبأ عبد العزيز بن بندار الشيرازي، ثنا علي بن عبد الله بن جهضم قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن جابان، قال: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: ((حججت في بعض السنين فجئت المدينة فتقدمت إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. فسلمت عليه، فسمعت من داخل الحجرة: وعليك السلام)) .

1083- وأخبرنا المعلى، أنبأ عبد العزيز، أنبأ أحمد بن محمد البزار، ثنا محمد بن الحسين، ثنا محمد بن مخلد، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا يحيى بن سليمان بن نضلة قال: ((قال هارون الرشيد لمالك بن أنس: كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالك: كقرب قبريهما من قبره بعد وفاته، فقال: شفيتني يا مالك)) .

1084- قال: وثنا محمد بن مخلد، ثنا إسحاق بن يعقوب العطار، ثنا سوار بن عبد الله قال: قال رجل لمالك بن أنس: ((يا أبا عبد الله إني أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسلم على أحد معه، فقال له مالك –رحمه الله-: اجلس فقال: تشهد حتى قال: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين: فقال مالك: هما من عباد الله الصالحين، فسلم عليهما يعني –أبا بكر وعمر –رضي الله عنهما)) .

باب في الترغيب في الحب في الله والبغض في الله

باب في الترغيب في الحب في الله والبغض في الله 1085- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ علي بن الحسن بن علي، ثنا إسحاق بن ميمون، ثنا سريج بن النعمان، ثنا سليمان، عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –عز وجل- يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظله)) .

1086- أنبأ محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا أبو داود، ثنا زهير وعثمان بن أبي شيبة قالا: ثنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[30]- ((إن من عباده ناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الناس لمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله خبرنا من هم؟ قال: هم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يخزنون إذا حزن الناس ثم قرأ {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} )) .

1087- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ عبد الملك بن محمد بن بشران، أنبأ أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة، ثنا حمدون بن أحمد السمسار، ثنا الأزرق بن علي، ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا زهير بن محمد بن عبيد الله بن عمر وموسى بن عقبة، عن نافع سمعت ابن عمر –رضي الله عنه- يقول: ((بينا أنا جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فسلم عليه، فقلت: يا رسول الله إني والله أحب هذا لله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهل أعلمته؟ فقلت: لا، فقال: فأعلم ذاك أخاك، قال: فاتبعته فأدركته فأخذت بمنكبه وسلمت عليه فقلت: والله إني لأحبك لله، قال هو: وأنا والله أحبك لله قال: قلت له: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أعلمك لم أفعل)) .

1088- أخبرنا أحمد بن الفضل بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن حجاج الأسود عن شهر بن حوشب أن رجلاً قدم حمص يلقى معاذاً –رضي الله عنه- فحدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[31]- ((المتحابون في الله عز وجل في ظل العرش يوم القيامة)) .

1089- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، أنبأ علي بن محمد الفقيه، ثنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير بن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قال رجل: ((دخلت المسجد –أراه قال: بالشام- فإذا وضاح الثنايا في حلقة وهم يسمعون منه وليس بأسن القوم وفي القوم أسن منه. قال: فقعدت إليه وهو يحدثهم، ثم تفرقوا قبل أن أعلم من هو، فندمت أن لا أكون علمت من هو، قال: فرجعت عشية، فإذا أنا به قائم يصلي، قال: فقعدت إلى جنبه فأخف من صلاته، ثم نظر فسلم علي، ثم قال: لكأنك رجل غريب بهذا البلد. قلت: أعلم من أنت؟ قال: أنا معاذ بن جبل، قال: إني أحببتك، قال: لم أحببتني؟ قلت: لله –عز وجل- قال: فاستحلفني ثلاث أيمان، فحلفت له ثلاث أيمان، ما أحببتك إلا لله –عز وجل- قال: أفلا أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: بلى. قال: فادن إذاً، قال: فدنوت حتى مست ركبتي ركبته فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله –عز وجل-: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتواضعين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، فأبشر ثم بشر ثم أبشر)) .

1090- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ عبد الملك بن محمد بن بشران، أنبأ أحمد بن الفضل بن العباس، ثنا عامر بن محمد بن -[32]- المتقمر المعدل العسكري، ثنا كامل بن طلحة، ثنا المبارك بن فضالة عن عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاري، قال: أخبرني حفص بن عاصم قال: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل –أو قال: حكم عدل-، وفتى نشأ بعبادة الله –عز وجل- ورجل طلبته امرأة ذات حسب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل قلبه معلق بالمساجد ورجل تصدق بيمينه فأخفاها عن شماله، ورجل ذكر الله في خلاء ففاضت عيناه ورجلان تحابا في الله اجتمعا على حب الله وتفرقا على حب الله)) .

1091- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا أحمد بن محمد بن أبي الرجال الصلحي إملاء سنة سبع وعشرين، ثنا محمد هو ابن عبدوس، ثنا المعافى، ثنا حكيم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تحابا الرجلان في الله جمع الله بينهما)) .

1092- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو القاسم بن بشران، ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المكي، ثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة، ثنا أحمد بن محمد الأزرقي، ثنا عبد الله بن عبد العزيز الليثي، عن سليمان بن عطاء، عن أبيه، عن أبي أيوب –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[33]- ((إن المتحابين في الله يوم القيامة على كراسي من ياقوت حول العرش)) .

1093- أنبأ عمر بن عبد الكريم الدهستاني الحافظ، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن حمدون، ثنا علي بن عمر الحافظ، أنبأ أبو الفضل العباس بن أحمد بن منصور المقري، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد له على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال له الملك: فأين تريد؟ قال: أردت، أو قال: أزور أخاً لي في هذه القرية، قال: فهل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله أحبك كما أحببته)) . قوله: فأرصد الله له على مدرجته: أي فأقام الله له على طريقه، وقوله: تربها: أي تؤدي حقها، وتكافيء بها، والمفعول من ذلك مربوب.

فصل

فصل 1094- أنبأ أبو نصر بن صاعد، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد العزيز الجوزي، أنبأ أبو محمد الحسن بن رشيقة المصري بها، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي، ثنا حسين بن مرزوق الموصلي -[34]- ثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار؛ عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب حفظ الود القديم)) .

1095- أخبرنا المعلى بن إبراهيم العرفجي بمكة –حرسها الله- أنبأ عبد العزيز بن بندار الشيرازي، أنبأ علي بن جهضم، ثنا محمد بن علي أبو بكر الكرجي قال: حدثني أبو محمد الرصافي قال: ((خرج أبو حمزة يشبع بعض الغزاة فسمع قائلاً يقول: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأولي قال: فسقط مغشياً عليه)) .

باب في الترغيب في أكل الحلال ولبس الحلال

باب في الترغيب في أكل الحلال ولبس الحلال 1096- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني، ثنا محمد بن زكريا البصري، ثنا الحكم بن أسلم، أنبأ أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سعيد بن حبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم أغنني بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك)) .

1097- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، ثنا علي بن ((الحسن)) بن أبي عيسى الهلالي، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ثنا ابن جريج عن أبي الزبير –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس -[36]- وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم)) .

1098- وأخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا محمد بن يوسف بن موسى، ثنا محمد بن الحسن بن معلى بن زياد القردوسي، ثنا الحسن بن عجلان، عن ليث عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني الروح الأمين فنفث في روعي أنها لا تموت نفس حتى تستوفي رزقها، فأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يتناول ما حرم الله عليه، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته)) .

1099- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا أبو نعيم، ثنا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً} ، {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم} ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك)) .

فصل

فصل 1100- أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، -[37]- أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو البختري، ثنا سعدان بن نصر، ثنا غسان بن عبد الموصلي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليأتين على الناس زمان لا يبالي أحدهم بما أخذ المال بحلال أم بحرام)) .

1101- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو حامد بن علي الحري، ثنا محمد بن يزيد السلمي، ثنا [أبو] محمد بن شداد، ثنا إسماعيل بن عياش، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة، الإيمان أصلها، والزكاة فرعها، والصيام عروقها، والتآخي في الله نباتها، وحسن الخلق ورقها. والكف عن محارم الله –عز وجل-)) .

1102- أخبرنا أبو طاهر تميم بن عبد الواحد الواعظ، أنبأ علي بن محمد بن ميلة، ثنا عبيد الله بن يحيى، ثنا محمد بن هارون بن عيسى الهاشيمي، ثنا محمد بن الحسن بن سلميان، ثنا إبراهيم بن رشيد قال: حدثني أحسن العلاء بن رشيد، ثنا داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له)) .

فصل

فصل 1103- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن نصير، ثنا أبي، ثنا علي بن ثابت قال: حدثني عون بن حسين، عن عتبة بن يزيد قال: ((قال عيسى ابن مريم –عليه السلام-: ابن آدم الضعيف اتق الله حيث ما كنت، وكل كسرتك من حلال، واتخذ المسجد بيتاً، وكن في الدنيا ضيفاً، وعود نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسمك الصبر، ولا تهتم لرزقك غداً فإنها خطيئة تكتب عليك)) .

1104- أخبرنا إسماعيل بن علي الرازي جارنا، ثنا محمد بن علي بن ممويه الواعظ إملاء. ثنا عبيد الله بن ماهان قال: سمعت ابن الموفق قال: ((سئل محمد بن يوسف: هل يجوز للرجل أن يهتم لرزقه؟ قال: نعم، قيل: كيف يهتم له؟ قال: يهتم له أيجيئه من حلال أو من حرام، فأما أن يهتم هل يرزق أم لا، فهذا لا، لأن الله –عز وجل- ضمن أرزاق المؤمنين والكافرين)) .

1105- أخبرنا أبو الحسن بن قريش، أنبأ أبو الحسن بن الصلت الأهوازي قال: قرئ على أبي عبد الله محمد بن مجلد العطار وأنا أسمع، ثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا عبد الصمد قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق وطلب الحلال، فقال له علي: يا أبت إن الحلال عزيز. قال الفضيل: يا بني فإن قليله هذا والله كثير)) .

1106- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبا عثمان بن أحمد -[39]- أبو عمرو، ثنا محمد بن عثمان العبسي، ثنا عمر القاسم، ثنا الأصمعي عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ((من ضبط بطنه ضبط الأخلاق الصالحة)) .

1107- ثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا علي بن ماشاذة، ثنا محمد بن أسيد، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، قال: سمعت المثنى بن عبد الرحمن الجرجرائي، ثنا وكيع قال: ((سمعت سفيان الثوري يسأله رجل فقال: يا أبا عبد الله تأمر الناس بالزهد وتأكل الطباهجات! قال: ومن منعك من أن تأكل الطباهجات إنما قلت لك: انظر من أي موضع تأكل وكل ما شئت)) .

1108- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا عبد الله بن بشر بن صالح، ثنا أبو سعيد الكندي، ثنا أبو خالد الأحمر قال: سمعت الثوري: يقول: ((كان أقوام يدعون إلى الحلال فلا يقبلونه، وإنهم لفي جهدٍ يقولون: نخاف منه على أنفسنا)) .

باب الترهيب من أكل الحرام ولبس الحرام

باب الترهيب من أكل الحرام ولبس الحرام 1109- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ علي بن العباس، ثنا أبو قرصافة، ثنا زكريا بن نافع، ثنا عبد العزيز العمي عن روح بن القاسم عن عبد الله بن حنش، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نبت لحمه من سحتٍ فالنار أولى به)) .

1110- قرئ على أبي عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، وأنا أسمع، أخبركم أبو طاهر عمر بن إبراهيم بن الفاخر السريجاني، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف بن الحكم القزويني الشيباني، ثنا هارون بنهزاري، ثنا عبد الرحيم النيسابوري عن أبي عثمان العتكي، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك قال: قلت: -[41]- ((يا رسول الله اجعلني مستجاب الدعوة، قال: يا أنس أطب كسبك تستجاب دعوتك؛ فإن الرجل يرفع اللقمة إلى فيه من حرام، فلا يستجاب له دعوة أربعين يوماً)) .

1111- أخبرنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأ أبو عبد الله الجمال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو عامر، ثنا سليمان بن بلال، عن سهيل، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي حميد الساعدي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لامرئ أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفسه، قال: وذلك لشدة ما حرم الله تعالى من مال المسلم على المسلم)) .

1112- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ محمد بن عمرو بن البختري وأحمد بن محمد بن زياد قالا: ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، ثنا الأعمش عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال: ((أي يوم أعظم حرمة؟ قالوا: يومنا هذا، قال: فأي شهر أعظم حرمة؟ قالوا: شهرنا هذا، قال: فأي بلد أعظم حرمة، قالوا: بلدنا هذا، قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا. هل بلغت! قالوا: نعم. قال: اللهم أشهد)) . قوله: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام: أي دماء بعضكم على بعض حرام وأموال بعضكم على بعض حرام.

1113- وأخبرنا محمد بن عمر، أنبأ أبو عبد الله، ثنا سعيد بن أحمد بن حفص الفهري، ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا صدقة بن عبد الله عن محمد بن يزيد عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه - عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هل تدرون من المفلس؟ قالوا: الذي لا درهم له ولا متاع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وكان ضرب هذا وشتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيقتص لهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن نفذت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذت من خطاياهم بقدرها فطرحت عليه ثم طرح في النار)) .

فصل

فصل 1114- أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ، أنبأ عثمان بن أحمد البرجي، ثنا محمد بن عمر بن جعفر، أنبأ إسحاق بن إبراهيم، ثنا أبو داود، ثنا عبد الواحد بن زياد عن أسلم الكوفي عن مرة الهمذاني، عن زيد بن أرقم، عن أبي بكر الصديق، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام)) .

1115- أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد الكامخي السلوف، قدم علينا، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن -[43]- شعيب، ثنا سهل بن عمار، ثنا محمد بن يعلى، ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما أنا بشر، ولعل بعضكم، أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قطعت له من مال أخيه قطعة، إنما أقطع له قطعة من النار)) .

1116- أخبرنا محمد بن علي وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ أبو بكر النيسابوري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: أخبرني حيوة وابن لهيعة عن أبي الأسود أنه سمع النعمان بن عياش الأنصاري أنه سمع خولة بنت تامر تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الدنيا خضرة حلوة، وكم من متخوض في مال الله بغير حق، له يوم القيامة النار)) . وفي رواية عبيد: سنوطا عن خولة بنت قيس امرأة حمزة بن عبد المطلب: ورب متخوض من مال الله ومال رسول الله له النار يوم القيامة أي: ورب متصرف في مال بيت مال المسلمين بغير حق.

فصل

فصل 1117- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ أحمد بن عبيد بن إبراهيم، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا -[44]- عيسى بن مينا، ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن يزيد بن عبد الله، عن عيسى بن أبي عامر الشعبي، عن النعمان بن بشير –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك مشتبهات، فمن تركهن كان أوفر لعرضه ودينه، ومن رتع فيهن أوشك أن يقع في الحرام، كمن وقع في حلال في جانب حمى يوشك أن يقع فيه، إن لكل ملك حمى وإن حمى الله في الأرض محارمه)) .

1118- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في كتابه، أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه، أنبأ أبو الحسن اللبناني، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني القاسم بن هاشم حدثني الخطاب بن عثمان الفوزي، كان يقال: إنه من الأبرار، ثنا عبيد بن القاسم الأسدي عن العلاء بن ثعلبة الأسدي، عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع –رضي الله عنه- قال: ((قد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف، فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة تنح عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فإنما جاء ليسأل قال: فقلت: بأبي وأمي تفتينا بأمرٍ نأخذه عنك من بعدك قال: لتفتك نفسك قلت: وكيف لي بذاك؟ قال: ضع يدك على قلبك فإن الفؤاد ليسكن بالحلال ولا يسكن بالحرام، وإن الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير)) . قوله: تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك: أي متجاوزاً إلى ما لا يريبك، أي تترك ما تشك فيه وتعمل ما لا تشك فيه.

باب الترغيب في الحياء

باب الترغيب في الحياء 1119- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن زنبور، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب وشريح بن يونس وابن المقري، قالوا: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان)) .

1120- قال: وثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا علي بن الجعد، ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يعظ أخاه في الحياء، كأنه يريد صرفه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان)) .

1121- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني وسليمان بن -[46]- إبراهيم قالا: أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا جرير بن سهيل، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان)) .

1122- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عمر بن عبد الوهاب، أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الزهري، ثنا عمر بن عبد الرحمن بن عمر رستة ثنا ابن أبي عدي، ثنا شعبة عن قتادة عن أبي السوار، عن عمران بن حصين –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يأتي الحياء إلا بخير)) . قال: فقال بشير بن كعب: إنا لنجد في الحكمة مكتوباً إن من الحياء وقاراً، وإن من الحياء حكمة. قال: فقال عمران بن حصين –رضي الله عنه- أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن صحفك؟!

1123- أنبأ محمد بن أحمد بن علي، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا أحمد بن عيسى الخواص، ثنا القاسم بن المغيرة الجوهري، ثنا الوليد بن صالح، أنبأ موسى بن خلف، عن قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: -[47]- ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظ أصحابه، فإذا ثلاثة نفر يمرون، فجاء أحدهم فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومشى الثاني قليلاً وجلس، وأما الثالث فإنه مضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم عن هؤلاء الثلاثة؟ أما هذا الذي جاء فجلس إلينا فإنه تاب، فتاب الله عليه، وأما الذي مشى فجلس فإنه استحيى فاستحيى الله منه، وأما الذي مر على وجهه فإنه استغنى، فاستغنى الله عنه، والله غني حميد)) .

فصل في الترهيب من ترك الحياء

فصل في الترهيب من ترك الحياء 1124- أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد أحمد بن المديني بقراءتي عليه بمدينة أصبهان، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا عثمان بن صالح وأبو الأسود قالا: ثنا ابن لهيعة عن جميل الأسلمي، عن سهل بن سعد الساعدي –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم لا يدركني زمان ولا أدركه لا يتبع فيه العليم ولا يستحيي فيه من الحليم قوم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب)) .

1125- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن إسحاق التنوخي، ثنا لوين، ثنا حسين بن بسطام جليس لأبي بكر بن عياش قال: أخبرني أبو مالك الأسدي بشر بن غالب عن الزهري، عن مجمع بن جارية، عن -[48]- عمه يزيد بن جارية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الحياء شعبة من شعب الإيمان، ولا إيمان لمن لا حياء له)) .

1126- قال: وأنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني إبراهيم بن بركة البلخي، ثنا واصل بن إبراهيم البخاري، ثنا إسماعيل بن نوح قال: حدثني أبي عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من لم يكن له حياء فلا دين له، ومن لم يكن له حياء في الدنيا لم يدخل الجنة)) .

1127- أخبرنا أحمد بن علي المقرئ، أنبأ هبة الله بن الحسن الحافظ، أنبأ منصور بن علي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عبد الله بن عون الخراز، ثنا هشيم، أنبأ منصور عن الحسن، عن أبي بكرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، البذاء من الجفاء، والجفاء في النار)) . البذاء: فحش الكلام وقلة الحياء، والجفاء: سوء الأدب والعمل بخلاف السنة.

فصل

فصل 1128- أخبرنا أبو بكر التفليسي، أنبأ أبو عبد الرحمن -[49]- السلمي، أنبأ عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا أبو الوليد، ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير سمع سعيد بن زيد. ((أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: استحي الله كما تستحيي رجلاً صالحاً من قومك)) .

1129- أنبأ أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي علي، أنبأ محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن الحسين القطان، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: ذكر سفيان عن بهز بن حكيم عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به الناس. ويل له ويل له، قال: قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك ثم أمك ثم أباك، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك. قال: قلت: أفرأيت إن كان بعضنا في بعض؟ قال: فإن استطعت أن لا يراها أحد فلا يرينها. قلت: أرأيت إذا كان أحدنا خالياً؟ قال: فالله أحق أن يستحيى من الناس)) .

1130- أخبرنا أبو سعد عبيد الله بن محمد بن حسكويه، أنبأ أحمد بن الحسن الحيري، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا العباس هو الدوري، ثنا الحكم بن موسى، ثنا عيسى بن يونس، ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: -[50]- ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى ناساً ركباناً، فقال: ألا تستحيون إن ملائكة الله يمشون على أقدامهم وأنتم على ظهر الدواب؟)) .

1131- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا الحسين بن الربيع، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا مروان بن معاوية عن سعد بن طريف الحنظلي، عن عمير العطاردي وكانت عمته امرأة الحسن بن علي قال: سمعت الحسن بن علي –رضي الله عنه- يقول: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أدمن الاختلاف إلى المساجد أصاب أخاً مستفاداً أو رحمة منتظرة وكلمة تدله على هدى وأخرى تصرفه عن ردى، يترك الذنوب حياء أو خشية)) .

فصل

فصل 1132- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ محمد بن عبد الله بن الحسن بن مهروبة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا هارون بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت عبد الله بن أبي عتبة قال: سمعت أبا سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه)) .

1133- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو الحسن -[51]- العتيقي، ثنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ، ثنا أيوب المستضيء بدمشق قال: رأيت هشام بن عمار إذا مشى أطرق إلى الأرض لا يرفع رأسه إلى السماء حياء من الله –عز وجل-.

باب في الترهيب من الحسد وذم الحاسد

باب في الترهيب من الحسد وذم الحاسد 1134- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا يحيى بن المغيرة، ثنا ابن فديك عن عيسى بن أبي عيسى الحناط، عن أبي الزناد، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار)) .

1135- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن الحسين بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق قال أبو عبد الله، أخبرنا خيثمة وأحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن محمد بن الأزهر قالوا: أنبأ إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر قال أبو عبد الله بن المبارك: عن معمر بن راشد عن -[53]- الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة، فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي وأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث فقال: نعم، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم في الليل شيئاً، غير أنه إذا تعار من الليل وتقلب على فراشه ذكر الله حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث، وكنت أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فاطلعت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك، فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت قال: فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت إلا أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشاً، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه، قال عبد الله: هذه التي نفعتك وهي التي لا نطيق)) .

1136- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى -[54]- الحافظ، أنبأ الحسن بن إسحاق، ثنا أحمد بن جعفر الأشعري، ثنا حجاج بن يوسف بن قتيبة، ثنا حماد بن زيد، ثنا النعمان عن سفيان عن حجاج بن أرطأة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كاد الفقر أن يكون كفراً وكاد الحسد أن يغلب القدر)) .

1137- أخبرنا أبو نصر عبد الله بن الحسن بن محمد بن هارون بقراءتي عليه بنيسابور، أنبأ أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ محمد بن أحمد الميداني، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني، أنبأ معمر عن الزهري عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث)) .

1138- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف بنيسابور، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير، عن يعيش بن الوليد، عن الزبير بن العوام –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، هي الحالقة: حالقة الدين والذي نفس محمد بيده، لا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أنبئكم بأمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)) .

1139- ثنا سليمان إبراهيم، ثنا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عمر أبو سعيد الحسن بن أحمد بن جعفر، ثنا محمد بن عمر التاجر، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا خالد بن يزيد بن جعفر الأنصاري الكوفي، ثنا محمد بن أبي زيد عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يأتي على أمتي زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضاً، ويغار بعضهم على بعض كتغاير التيوس بعضها على بعض)) .

فصل

فصل 1140- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ عمر بن الحسن بن مالك البغدادي، ثنا محمد بن عيسى الواسطي، ثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان بن عيينة قال: قال أبو حازم المديني: ((ليس لملول صديق ولا لحسود راحة، والنظر في العواقب يفتح العقول)) .

1141- قال ابن عيينة: فذاكرت الزهري بهذه الكلمات فقال: ((كان أبو حازم جاري وما علمت أنه يحسن مثل هذه الكلمات)) .

1142- أخبرنا عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسين المدايني، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا الأصمعي، ثنا سفيان قال: قال رجل: -[56]- ((إياك والحسد، فإنه ينبس عليك ولا ينبس على من تحسده)) .

1143- وأخبرنا عبد الوهاب، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني، ثنا محمد بن زكريا المصري، ثنا محمد بن سلام الجمحي قال: قال عبد الله بن المقفع: ((إن الحسد خلق دنيء، وإن دناءته أو يوكل بالأدنى فالأدنى)) .

فصل

فصل 1144- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر القطان، ثنا علي بن الحسن، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، ثنا معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل أتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل والنهار)) .

1145- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في كتابه، أخبرنا أبو طاهر السريجاني في كتابه، ثنا علي بن عبد الله بن يوسف، ثنا أبو ذر القاسم بن داود، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني الحسين بن علي، ثنا محمد بن حميد، ثنا جرير عن أبي حازم رجل من أهل الكوفة صاحب غريبة قال: -[57]- ((قال إبليس لنوح –عليه السلام- حين عرض عليه التوبة قال: تنصحني؟ قال: أنصحك. قال: إن عندي اثنين وإن شئت أربعاً، فأوحى الله إليه أن سله عن الاثنين ولا تسأله عن أربع، فسأله. فقال: ليس هذا من عندك لا تحسد الناس فإن الحسد منعني أن أسجد لآدم، فصرت بهذه الحال، وإياك والحرص فإن الحرص هو الذي حمل آدم على أن أكل من الشجرة حين نهي عنها فأخرج من الجنة)) .

باب الترهيب من الحلف الكاذب

باب الترهيب من الحلف الكاذب 1146- أخبرنا محمد بن علي، أنبأ أبو علي بن البغددي، ثنا عمر أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا سهل بن بكار، ثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن أبي الأحوص، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين صبر متعمداً فيها للإثم ليقتطع مالاً بغير حق، فإنه يلقى الله –عز وجل- وهو عليه غضبان)) .

1147- أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا: أنبأ محمد بن جعفر، عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[59]- ((ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات فقال أبو ذر –رضي الله عنه-: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)) .

1148- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي ببخاري، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن البجيري، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا عبد الله بن حميد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا العوام بن حوشب قال: حدثني إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي أنه سمع عبد الله بن أبي أوفى –رضي الله عنه- يقول: ((أقام رجل سلعته فحلف بالله لقد أعطى بها ما لم يعط بها ليوقع فيها مسلم فنزلت {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} )) .

1149- قال: وثنا عمر بن البحيري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة)) .

1150- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الأخميمي بمصر، ثنا غسان بن سليمان، ثنا إبراهيم بن هاني الخولاني عن أبيه هاني بن عبد الرحمن، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء –رضي الله -[60]- عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اليمين الكاذبة التي يقتطع بها الرجل مال أخيه تدع الديار بلاقع)) .

1151- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد، أنبأ أبو محمد بن يحيى البيع، ثنا أبو عبد الله المحاملي، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا أسباط، ثنا عجلان عن نافع عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: ((سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحلفوا بآبائكم، ومن حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض بالله فليس من الله)) .

1152- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، ثنا محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن سماك بن حرب، عن علقمة بن وائل بن حجر الحضرمي، عن أبيه قال: ((جاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الحضرمي: يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرض كانت لي، فقال الكندي: هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي: ألك بينة؟ قال: لا، قال: لك يمينة)) ؟ قال: إنه ليس له يمين. قال: ليس لك منه إلا ذلك، قال: فانطلق ليحلفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه إن حلف على مالك ظلماً ليأكله لقي الله –عز وجل- وهو عنه معرض)) .

فصل

فصل 1153- أخبرنا أبو سعد عبيد الله بن محمد بن حسكويه، أنبأ أبو بكر أحمد بن الحسن الجيري، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا العباس، هو الدوري، ثنا الحكم بن موسى، ثنا ابن أبي الرجال عن أبيه، عن أمه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((دخلت امرأة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: بأبي وأمي إني ابتعت أنا وابن فلان من رجل ثمرة ماله، لا والذي أكرمك بما أكرمك به ما أصبنا منه شيئاً إلا شيئاً نأكل في بطوننا أو نعطيه مسكيناً رجاء البركة، فجئنا نستوضعه ما نقصنا، فحلف بالله لا يصنع لنا شيئاً فقال صلى الله عليه وسلم: تألى لا أصنع خيراً، ثلاث مرات، فبلغ ذلك صاحب الثمر فقال: بأبي وأمي إن شئت وضعت ما نقصوا وإن شئت من رأس المال فوضع لها ما نقصوا)) .

1154- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني إسماعيل، حدثني أخي عن سليمان، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت رجلين علت أصواتهما بالباب، وإذا أحدهما يستوضح الآخر ويسترفقه في شيء، والآخر يقول: والله لا أفعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين المتألي على الله أن لا يفعل المعروف؟ قال: فقال الرجل: أنا رسول الله، وله أي ذلك أحب، وله أي ذلك أحب)) .

باب في الترغيب في قضاء حوائج المسلم

باب في الترغيب في قضاء حوائج المسلم 1155- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا يحيى بن المغيرة ثنا ابن أبي فديك عن عيسى بن أبي عيسى الحناط، عن أبي الزناد، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الله في حاجة المرء ما لم يزل في حاجة أخيه)) .

1156- وأخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا محمد بن السري التمار، ثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم، ثنا عمر بن الوليد، ثنا عيسى بن يونس، عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لله –عز وجل- عبيداً استخصهم لنفسه لقضاء حوائج الناس -[63]- ثم آلى على نفسه ألا يعذبهم، فإذا كان يوم القيامة جلسوا على منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب)) .

1157- قال: وثنا محمد بن السري التمار، ثنا محمد بن يونس الكريمي، ثنا أبو عاصم الكلابي، ثنا جدي عبيد الله بن الوزاع عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلقان يحبهما الله –عز وجل- وخلقان يبغضهما الله –عز وجل- فأما اللذان يحبهما الله: فالسخاء والسماحة، وأما اللذان يبعضهما الله –عز وجل-: فسوء الخلق والبخل وإذا أراد الله بعبده خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس)) .

1158- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ جدي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا القاضي أبو محمد عم أبي، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي، ثنا بقية بن الوليد قال: حدثني المتوكل القشيري عن حميد بن العلاء، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قضى لأخيه حاجة كان بمنزلة من خدم الله عمره)) .

1159- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا المحاملي، ثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثني إسماعيل، حدثني أخي عن سليمان، عن عبد الله بن عامر، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن -[64]- زيد بن خالد –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه)) .

فصل

فصل 1160- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ علي بن محمد بن عبد الله المروزي، ثنا هشام بن هاشم المروزي، ثنا العلاء بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي قال: سمعت يحيى بن عقيل قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى –رضي الله عنه- يقول: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر، ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف، أو قال: لا يستنكف أن يمشي مع الضعيف والأرملة فيفرغ لهم من حاجتهم)) .

1161- أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثنا مالك عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر)) .

1162- أخبرنا محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إسحاق، أنبأ أبوبكر محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، ثنا سهل بن -[65]- عمار العتكي، ثنا عبد الرحمن بن قيس أبو معاوية، ثنا سكين بن أبي سراج، ثنا عمرو بن دينار المكي عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله –عز وجل- سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً، لأن أمشي مع أخ في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد –يعني مسجد المدينة- شهراً، ومن كظم غيظه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه –ولو شاء أن يمضيه أمضاه - ملأ الله قلبه يوم القيامة رضاً ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام)) .

1163- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو العباس محمد بن نصر بن مكرم الشاهد ببغداد، ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خنيس، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا يحيى بن هاشم، ثنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من موجبات المغفرة إدخال السرور على أخيك المسلم وإشباع جوعته وتنفيس كربته)) .

1164- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، ثنا أبو بكر بن أبي علي -[66]- ثنا القاضي، أبو أحمد ثنا موسى بن إسحاق، ثنا أبو حجية، ثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن موسى بن عبيدة الربذي عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحسن الصدقة جاز على الصراط مدلاً ومن قضى حاجة أرملة خلفه الله في تركته)) . قوله: مدلاً: أي آمناً غير خائف، والإدلال: الانبساط والوثوق بما يأتي ويفعل، وقوله: خلف الله –أي كان خليفه، وأبو حجية: اسمه: علي بن يزيد بن بهرام، كوفي.

فصل

فصل 1165- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، ثنا محمد بن عمر بن زنبور، ثنا محمد بن عبد الله البغوي، ثنا جدي، ثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن الهجيمي عن جابر بن سليم –رضي الله عنه- قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه، فقلت: أيكم رسول الله فأومأ بيده إلى نفسه. أو أومأ أصحابه بأيديهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتبي ببرده قد سقط هدبها على قدميه، فقلت: يا رسول الله إني أجفو عن أشياء فعلمني، فقال: اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه بوجهك ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وإياك والمخيلة، فإن الله –عز وجل- لا يحب المخيلة وإذا شتمك بأمر يعرف فيك فلا تشتمه بأمر تعلمه فيه ولا تسبن أحداً)) . الاحتباء بالثوب أن يجمع أسفل ظهره وساقيه بالثوب ثم يشده وقد يقال: احتبي بيديه: إذا نصب ساقيه في حال الجلوس ثم جمعها بيديه -[67]- يمسك إحدى يديه بالأخرى، والبردة: الثوب أو الإزار، وقوله: أجفو عن أشياء أي أجهل أشياء يقال: جفا عنه وتجافى عنه، أي تباعد عنه أي أني أبعد عن أشياء ولا أهتدي إليها فعلمني، وقوله: لا تحقرن من المعروف شيئاً: لا تزهد في قليل المعروف وكثيره فإنك إن استصغرت صغير المعروف فتركته تترك معروفاً كثيراً وفي المثل (من حقر حرم) أي من احتقر النوال قطع الأفعال، وقوله: وأنت منبسط: انبساط الوجه: طلاقة الوجه وبشاشته، وقوله: ولو أن تفرغ، يقال: أفرغ الماء في الإناء إذا صب فيه، ولفظة إياك: تحذير، والمخيلة: الكبر.

1166- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام، ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد بن سهل العماني الشاهد، ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال سمعت أبا بكر بن عياش يحدث عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الجنة صفوفاً وأهل النار صفوفاً، قال: فينظر الرجل من صفوف أهل النار إلى الرجل من صفوف أهل الجنة فيقول: يا فلان أما ترى يوم صنعت إليك في الدنيا معروفاً فيأخذه بيده ويقول: اللهم إن هذا اصطنع إلي في الدنيا معروفاً فيقال له: أدخله الجنة برحمتي. قال أنس: من أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله)) .

1167- أخبرنا أبو الحسين الذكواني وأحمد الغزال قالا: أنبأ -[68]- أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا الفضيل بن حماد، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج خلق من أهل النار فيمر الرجل بالرجل من أهل الجنة فيقول: يا فلان أما تعرفني؟ فيقول: ومن أنت؟ فيقول: يا فلان أما تعرفني. أنا الذي استوهبتني وضوءاً فوهبت لك فيشفع فيه ويمر الرجل فيقول: يا فلان أما تعرفني؟ فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا الذي بعثتني في حاجة كذا وكذا فقضيتها لك فيشفع له فيشفع فيه)) .

فصل

فصل 1168- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة أنبأ حمزة بن الحسن السمسار، ثنا أحمد بن كثير الخطيب، ثنا أبو منصور الحارث بن منصور، ثنا بحر السقا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس عن أخيه المسلم كربة نفس الله عنه كربةً من كرب الآخرة)) .

1169- أخبرنا سليمان بن إبراهيم وأحمد بن عبد الرحمن قال: ثنا أبو عبد الله الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدمياطي، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن الحارث عن أبي نعيم عمر بن صبح عن عطاء السلمي عن الحسن عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[69]- ((ما من رجل طلب حاجة لأخيه المسلم فقضاها له وفرح بها قلبه إلا قال الله تعالى لبعض ملائكته: بشروا عبدي هذا بالجنة ثم ((يجعل لكل عضو من أعضائه ومفصل من مفاصله سبعين لساناً يحمدون الله –عز وجل- ويمجدونه ثم يقدسونه بتلك الألسن كلها ويكتب ذلك في ملكوت السموات)) .

1170- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ جدي أبو بكر بن أبي علي، ثنا أبو بكر محمد بن عمر البغدادي، قال: حدثني أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر، حدثني أبي، عن أبيه محمد بن عبد الله، عن أبيه محمد، عن أبيه عمر، عن أبيه علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للمسلم على المسلم ثلاثون حقاً ولا براءة له منها إلا بالأداء أو العفو، يغفر له زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته ويشمت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويطيب كلامه، ويبر إنعامه، ويصدق أقسامه، وينصره ظالماً أو مظلوماً، ويواليه ولا يعاديه، وأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه ولا يسلمه ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر ما يكره لنفسه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئاً فيطالبه به يوم القيامة. -[70]- فقال أمير المؤمنين: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أحدكم ليدع تشميت [العاطس] إذا عطس فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له عليه)) .

فصل

فصل 1171- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب في كتابه، أنبأ الحسن بن محمد بن أحمد المديني، ثنا أبو الحسن اللبناني، ثنا ابن أبي الدنيا، أنبأ محمد بن حسان السمتي، ثنا أبو عثمان عبد الله بن زيد الكلبي قال: حدثني الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله قوماً يختصهم لمنافع العباد ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم فيحولها إلى غيرهم)) .

1172- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثني الوليد بن شجاع، ثنا أبو يحيى الثقفي عن الحارث النميري عن أبي هارون عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب عباد الله إلى الله –عز وجل- من حبب إليه المعروف وحبب إليه فعله)) .

1173- أخبرنا أبو منصور طاهر بن محمد بن محمد الليثي، ثنا أبو الحسن الليث بن الحسن الليثي، أنبأ زاهر بن أحمد، أنبأ أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب عن سعيد بن الخمس عن سليمان التيمي عن -[71]- أبي عثمان عن أسامة بن زيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صنع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء)) .

1174- أخبرنا أبو القاسم الواحدي أنبأ أبو طاهر الزيادي أنبأ أحمد بن محمد بن يحيى، ثنا أبو الأزهر، ثنا أبو المغيرة، ثنا محمد بن المنكدر عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قاد مكفوفاً أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

1175- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ جدي أبو بكر بن أبي علي، ثنا أبو مسلم محمد بن معمر، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا محمد بن بحر الهجيمي، ثنا عبد الرحيم بن زيد عن أبيه عن الحسن عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من مشى في حاجة أخيه المسلم كتب الله له بكل خطوة سبعين حسنة ومحا عنه سبعين سيئة إلى أن يرجع من حيث فارقه، فإن قضيت حاجته على يديه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وإن هلك فيما بين ذلك دخل الجنة بغير حساب)) .

1176- أخبرنا سليمان بن إبراهيم أنبأ أبو الحسن بن علي عبد الله بن روزبه الرفا بشيراز، ثنا أبو يحيى بكر بن أحمد بن علي بن -[72]- مخلد، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم، ثنا عمرو بن محمد العثماني. ثنا عبد الله بن نافع عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن الحسن بن أبي الحسن عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نظر في حاجة أخيه نظر الله في حاجته)) .

1177- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن أنبأ جدي، ثنا أبو مسلم محمد بن معمر بن ناصح، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا إبراهيم بن المستمر، ثنا أبو همام الخارقي، ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن وهب بن منبه. عن أخيه –عن معاوية- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشفعوا تؤجروا، وإن الرجل ليسألني فأرده كي تشفعوا إلي فتؤجروا)) .

1178- قال: وأنبأ جدي، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا جيرون بن عيسى المقربي، ثنا يحيى بن سليمان المغربي، ثنا فضيل بن عياض عن سفيان الثوري عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أن معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه- ضرب على الناس بعثاً. فخرجوا فرجع أبو الدحداح –رضي الله عنه-، فقال له معاوية: ألم تكن خرجت مع الناس قال: بلى ولكنني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً يقول: ((من ولي منكم عملاً فحجب بابه عن ذي حاجة من المسلمين حجبه الله أن يلج باب الجنة)) . قوله (ضرب على الناس بعثاً) أي أرسل جيشاً إلى الغزو.

1179- قال: وأخبرنا جدي أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن أبي سعيد الحكم بن محمد عن أبي سليط رجل من أهل الشام قال: غزونا الروم فلما رجعنا قال عبد الله بن محيريز لرجاء بن حيوة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من رفع حاجة ضعيف إلى ذي سلطان لا يستطيع رفعها إليه ثبت الله –عز وجل- قدميه يوم القيامة)) .

1180- قال: وأخبرنا جدي، ثنا مسلم بن ناصح، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان وصلة لأخيه إلى سلطان في مبلغ بر أو مدفع مكروه رفعه الله في الدرجات)) .

1181- قال: وأخبرنا جدي، ثنا الطبراني، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا يوسف بن يونس الأفطس، ثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا كان يوم القيامة دعا الله عز وجل – عبداً من عبيده فيسأله -[74]- عن جاهه كما يسأله عن ماله)) .

فصل

فصل 1182- أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الواحدي: أنبأ أبو طاهر الزبادي، ثنا علي بن حماد بن حقويه أنبأ علي بن عبد العزيز، ثنا عاصم بن علي، ثنا عبد الحكم بن منصور، ثنا حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يبعث أشد أصحابه وأقوى أصحابه إلى من يصنع المعروف في ماله)) .

1183- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسين المدائني بمصر، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا الأصمعي، ثنا هشام بن سعد الخشاب صاحب المحامل عن أبيه قال: قال حكيم بن حزام –رضي الله عنه-: ((ما أصبحت يوماً وببابي طالب حاجة إلا علمت أنها من منن الله –عز وجل- علي وما أصبحت وليس ببابي طالب حاجة إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله –عز وجل- الأجر عليها)) .

1184- أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن أحمد البصري ببغداد، أنبأ أبو الحسن بن رزقويه، أنبأ أحمد بن سليمان قال: سمعت هلال بن العلاء الرقي بالرقة يقول: ومحمد بن جبلة الرافقي قالا جميعاً: سمعنا فيض بن إسحاق يقول: ((كنت عند الفضيل بن عياض إذ جاء رجل فسأله حاجة فألح في السؤال عليه، فقلت: لا تؤذي الشيخ. فقال لي الفضيل: اسكت يا فيض أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتحول. ألا تحمد ربك أن جعلك موضعاً تسأل ولم يجعلك موضعاً تسأل)) .

باب في الترغيب في الحلم

باب في الترغيب في الحلم 1185- أنبأ أحمد بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو الحسن أحمد بن أيوب الرملي بمكة، ثنا أحمد بن داود بن عبد الغفار بمصر قال: حدثني مطرف بن عبد الله، حدثني مالك بن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((وجبت محبة الله على من أغضب فحلم)) .

1186- أخبرنا أبو نصر محمد بن سهل السراج، ثنا أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي، ثنا أبو سهل بشر بن أبي يحيى -[76]- المهرجاني، ثنا عبد الله بن ناجية، ثنا أحمد بن يحيى الخلال، ثنا محمد بن الحسن عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الحلم بالتحلم وإنما العلم بالتعلم. ومن يثمر الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه)) .

1187- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني أبي ثنا علي بن عاصم عن الحريري عن أبي السليل قال: قال عمرو بن العاص –رضي الله عنه-: ((ليس الحليم من يحلم عمن يحلم عنه ويجاهل من جاهله. ولكن الحليم من يحلم عمن يحلم عنه ويحلم عمن جاهله)) .

1188- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا خلف بن هشام، ثنا أبو شهاب عن العلاء بن المسيب عن أبي إسحاق عن تميم قال: -[77]- ((بلغني أن موسى عليه السلام قال: رب أي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكراً. قال: رب أي عبادك أعلم؟ قال: عالم يلتمس العلم قال: رب أي عبادك أحلم قال: أملكهم لنفسه عند الغضب قال: رب. أي عبادك أصبر؟ قال: أكظمهم للغيظ)) .

1189- أخبرنا أحمد بن الحسين النعالي ببغداد، وثنا أبو الحسين بن بشران، ثنا محمد بن عمرو بن البختري، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا علي بن الحسن بن محمد بن سلام الجمحي أنبأ يونس بن حبيب قال: لاقى رجل من المسلمين مجوسياً مرة فشق عليه المسلم، فقال له المجوسي: إن الحليم ليقصر لسانه عندما يتذكر من اختراق الدود فيه قال: فأبكى والله من حضر.

فصل

فصل 1190- أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن عبد الله بن معروف، ثنا سهل بن عبد الله الدوري أبو علي، ثنا أبو عمران موسى بن عيسى الحصاص قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: ((جلساء الرحمن يوم القيامة من جعل فيهم خصالاً: الكرم والحلم والعلم والحكمة والرحمة والرأفة والفضل والصفح والإحسان والعفو والبر واللطف)) .

1191- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السمسار أنبأ علي بن محمد بن ماشاذه، ثنا عبد الله بن يحيى، ثنا محمد بن يوسف البنا، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث عن فضيل بن عياض قال: ((يقال: من أخلاق الأنبياء الأصفياء الخيار الطاهرة قلوبهم خلائق ثلاث: الحلم والأناة وحظ من قيام الليل)) .

1192- أخبرنا أبو طاهر عبد الرحمن بن عليك، أنبأ أبو الربيع طاهر بن عبد الله الإيلاقي، ثنا أبو الفضل السليماني، ثنا محمود بن إسحاق، ثنا عمر بن حفص، أنبأ علي بن الحسن، أنبأ خارجة عن ثور بن يزيد عن سليمان بن موسى عن أبي إدريس الخولاني قال: ((ما أرى شيء إلى شيء خير من حلمٍ إلى علمٍ)) .

1193- وأخبرنا أبو طاهر بن عليك، أنبأ أبو الحسين عبد الله بن محمد الفارسي أنبأ أبو علي الحسين بن علي البردعي، ثنا محمد بن محمد بن صابر البخاري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا أبو عمير النحاس، ثنا كثير بن الوليد عن الأوزاعي أنه مر بقبر الزهري قال: ((يا قبر كم فيك من حلمٍ وعلمٍ)) .

1194- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن -[79]- بشران أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا سهل بن محمود، ثنا عمر بن حفص، ثنا شيخ قال: ((لما ولي عمر بن عبد العزيز خرج ليلة ومعه حرس فدخل المسجد فمر في الظلمة برجل نائم، فعثر به فرفع رأسه إليه، فقال: أمجنون أنت؟ قال: لا، فهم به الحرس، فقال له عمر: مه، إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت: لا)) .

1195- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا الحسين بن علي الصدائي، ثنا أبي، ثنا أبو طالب بن عبد الوارث عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- في قوله تعالى: (( {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} قال: الرجل يشتمه أخوه، فيقول: إن كنت صادقاً فغفر الله لي. وإن كنت كاذباً فغفر الله لك)) .

1196- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، حدثني بشر العتكي، حدثني عطاء بن مسلم الخفاف قال: قال لي سفيان: ((يا عطاء احذر الناس وأنا فاحذرني، فلو خالفت رجلاً في رمانة فقال: حامضة، وقلت: حلوة، أو قال: حلوة، وقلت: حامضة، لخشيت أن يشيط بدمي)) .

فصل في فضل الأناة والرفق

فصل في فضل الأناة والرفق 1197- أخبرنا أحمد بن إسماعيل الصفار البخاري قدم علينا، أنبأ أبو عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري قدم علينا بخاري، أنبأ أبو سعيد: عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي بمرو، أنبأ أحمد بن عمير الدمشقي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرنا مالك بن أنس أن الأوزاعي حدثه عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب الرفق في الأمر كله)) .

فضل في ذم العجلة والخرق

فضل في ذم العجلة والخرق 1198- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، أنبأ الفضل بن عبد الله، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن زيد بن هارون -[81]- المكي، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ثنا أبو غرارة محمد بن عبد الرحمن التيمي عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الرفق يمن، والخرق شؤم، وإن الله –عز وجل- إذا أراد بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق، وإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه، وإن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة، ولو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً وإن الفحش من الفجور وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلاً لكان رجل سوء، وإن الله لم يجعلني فاحشاً)) .

1199- أخبرنا أبو الفضيل أحمد بن محمد البيع، ثنا علي بن محمد الفقيه، ثنا محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا عبد الله بن المبارك قال: ((كتب معاوية إلى عمرو بن العاص: أما بعد، فإن الرشيد من رشد عن العجلة، وإن الخائب من خاب عن الأناة، وإن المتثبت مصيب أو كاد أن يكون مصيباً، وإن العجل مخطئ أو كاد أن يكون مخطئاً ومن لا ينفعه الرفق يضره الخرق، ومن لا ينفعه التجارب لا يبلغ المعالي، ولا يبلغ رجل مبلغ الرأي حتى يغلب صبره شهوته وحلمه غضبه)) .

باب الخاء

باب الخاء باب في فضل حسن الخلق والترغيب في تحسينه 1200- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أبو حاتم محمد بن عيسى الرازي، ثنا أبو هشام إسماعيل بن عبيد الله بصنعاء، ثنا محمد بن بسطام البصري، ثنا جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن أبي حسين عن الحارث بن جميلة عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أفضل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق)) .

1201- أخبرنا أبو الطيب بن سلة، ثنا أبو علي بن البغدادي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكيم المصري، ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، ثنا حيوة، ثنا ابن الهاد، أن عمرو بن أبي عمرو حدثة عن المطلب بن عبد الله، -[83]- عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل وصائم النهار)) .

1202- أنبأ أبو محمد التميمي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا محمد بن عمرو البختري، ثنا محمد بن عبيد الله، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، وقال: إن من أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقاً)) .

1203- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ أبو علي وعبد الله بن محمد قالا: ثنا أحمد بن علي التميمي، ثنا عمرو بن حصين العقيلي، ثنا يحيى بن العلاء، ثنا صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي وزال مني ما شان من غيري)) .

1204- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ زاهر بن محمد الفقيه، ثنا علي بن محمد بن الفرج -[84]- الأهوازي، ثنا سليمان بن الربيع الخزاز، ثنا كادح بن رحمة عن أبي أمية بن يعلى، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أوحى الله -عز وجل- إلى إبراهيم -عليه السلام- أنك خليلي حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار، فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظلله تحت عرشي وأسكنه حظيرة قدسي وأدنيه من جواري)) .

1205- أخبرنا أبو عمرو قال: أنبأ والدي. أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أحمد بن معاذ السلمي، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا عمرو بن ذر، أراه عن مجاهد عن عبد الرحمن بن سمرة -رضي الله عنه- قال: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: رأيت الليلة عجباً، ورأيت رجلاً جاثياً على ركبتيه قد حجب عن النور فاستنقذه حسن خلقه)) .

1206- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن المقري ببغداد، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا إسماعيل بن الفضل البلخي، ثنا الحسن بن عمرو بن شقيق، ثنا عبد الله بن سلمة بن الأفطس، عن إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل ما أكثر ما يلج به الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، قال: فما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: -[85]- الأجوفان: الفرج والفم)) .

1207- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو الوفا مهدي بن أحمد البغدادي، ثنا أبو طاهر أحمد بن عبد الله بن مهرويه الفارسي المقيم بمرو، ثنا علي بن أحمد بن محمد الفقيه، ثنا حماد بن أحمد السلمي، ثنا صخر بن حاجب القرشي، ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، عن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عقل كالتدبير في رضا الله، ولا ورع كالكف عن محارم الله، ولا حسب كحسن الخلق)) .

1208- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمرو بن مهدي، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا الأسود بن سالم، ثنا ابن إدريس، عن أبيه، عن جده، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)) .

1209- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، ثنا أبو طاهر السريجاني، ثنا محمد بن شجاع القزويني، ثنا عبد الله بن وهب الدينوري قال: حدثني محمد بن الأسود العمي، ثنا إبراهيم بن سليمان العبدي، ثنا مجاعة بن الزبير عن الحسن بن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاءني جبريل -عليه السلام- فقال: يا محمد إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما)) .

1210- أخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني، ثنا الحسن بن أنس بن عثمان، ثنا أحمد بن حمدان بن إسحاق العسكري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس الشبائي ومسعر وليث عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته: ما خير ما أعطي الإنسان؟ قال: خلق حسن)) .

1211- أنبأنا أبو بكر التفليسي بنيسابور، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ أبو علي حامد بن محمد الرخاء، ثنا موسى بن الحسن، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ميمون بن شبيب عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) .

1212- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ حاجب بن أبي بكر الطوسي، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا سعيد بن عامر، ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائكم)) .

1213- أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الفقيه، أنبأ محمد بن علي، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، ثنا محمد بن حمدان بن سفيان، ثنا داود بن سليمان بن أبي حجر الأيلي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا أبو العباس بن أبي شملة قال: حدثني أبو أويس عبد الله بن عبد الله عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأكملكم إيماناً؟ أحاسنكم أخلاقاً الذين يألفون ويؤلفون))

1214- وأخبرنا عمر بن أحمد، أنبأ محمد بن علي، أنبأ حبيب بن الحسن بن داود القزاز، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أطولكم أعماراً وأحسنكم أخلاقاً)) .

فصل

فصل 1215- أخبرنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار، أنبأ -[88]- محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، أنبأ عمر بن محمد بن علي الزيات، ثنا أبو عيسى أحمد بن محمد بن موسى العراد، ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي، ثنا أبو عبيدة الحداد، ثنا أبو خلدة، عن المسيب بن رافع قال: ((إن كان أبو هريرة -رضي الله عنه- من حسن خلقه ليواكل الصبيان)) .

1216- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ جدي أبو بكر بن علي، ثنا أبو محمد بن حيان إملاء، ثنا محمد بن يحيى البصري، ثنا أبو بكر العنبري عن أبيه، ثنا أبو الحسن المدايني عن جعد بن المديني قال: قال حكيم من الحكماء لابنه: ((يا بني الأدب خير ميراث، وحسن الخلق خير قرين، والتوفيق خير قائد، والاجتهاد أربح بضاعة، ولا مال أعود من العقل ولا ظهير أوثق من المشورة ولا وحدة أوحش من العجب، ولا فقر أشد من الجهل، ولا عدم أعدم من قلة العقل)) .

1217- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف الأصبهاني، ثنا أبو جعفر الجمحي، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ((مكتوب في الحكمة: ليكن وجهك بسطاً وكلمتك طيبة تكن أحب إلى الناس من الذي يعطيهم العطاء)) . -[89]- وقال سفيان بن عيينة: أبني إن البر شيء هين: وجه طليق وكلام لين. وقيل: البشاشة قصيرة المودة، قال بعض السلف: من لانت كلمته وجبت محبته. قال الشاعر: لو أنني خبرت كل فضيلة ... ما اخترت غير محاسن الأخلاق

1218- أخبرنا أبو الحسن المديني، ثنا أبو عبد الرحمن بن إسحاق بن منصور قال: عمرو بن مطر قال: سمعت محمد بن موسى الحلواني، ثنا أحمد بن إسحاق بن منصور قال سمعت أبي يقول: قلت لأحمد بن حنبل رحمه الله: ((ما حسن الخلق؟ قال: هو أن تحتمل ما يكون من الناس)) .

باب في ذم سوء الخلق والترهيب من استعماله

باب في ذم سوء الخلق والترهيب من استعماله 1219- أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو جعفر محمد بن شاذان التاجر، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، ثنا أبو أسامة عن مسعر بن كدام، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من الأهواء والأدواء، اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء)) .

1220- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي بقزوين، أخبرنا عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ عمرو بن عثمان ثنا بقية، ثنا صنبارة عن دوية بن نافع قال: قال أبو صالح: ثنا أبو هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان يدعو: اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق)) .

1221- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الوهاب -[91]- المديني، أنبأ أبو عبد الله الجمال، أنبأ عبد الله بن جعفر، أنبأ أبو اليمان هو حذيفة بن غياث، ثنا عمرو بن حكام، ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن رجل من مدينة أو جهينة قال: ((سأل رجل: يا رسول الله ما خير ما أعطي الناس؟ قال: خلق حسن. قال: فما شر ما أعطي الناس؟ قال خلق سيء، وانظر الذي تكره أن يحدث عنك إذا عملته في بيتك فلا تعمله)) .

1222- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد السمسار، ثنا أبو طاهر السريجاني، ثنا محمد بن شجاع القزويني، ثنا عبد الله بن وهب الدينوري، قال: حدثني عبيد الله بن يوسف، ثنا إسماعيل بن حكيم الهمذاني، ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري –رضي الله عنه- قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الشؤم؟ قال: سوء الخلق)) .

1223- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسين المقري ببغداد، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا الحسن بن حسان العبدي، ثنا صالح المري، عن مالك بن دينار، عن عبد الله بن غالب، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق)) .

1224- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن سوار، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الله بن أبي بدر، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن مروان بن سالم عن رجل من أهل الجزيرة، عن ميمون بن مهران، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من ذنب أعظم عند الله –عز وجل- من سوء الخلق، وذلك أن صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في ذنب)) .

1225- أخبرنا جعفر بن يحيى التميمي المكي، أنبأ ابن صخر، ثنا عمر بن محمد بن سيف، ثنا سعيد بن عبد الرحيم الضرير المقري، ثنا أبو عمر حفص بن عمر المقري الضرير قال: حدثني عمرو بن جميح، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء إلا له توبة إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا عاد في شر منه)) .

فصل

فصل 1226- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا إبراهيم بن أبان بن أستة، ثنا أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، ثنا هاشم بن القاسم الحراني، ثنا عبد الله بن وهب عن موسى بن علي، عن أبيه، قال: سمعت عمرو بن العاص –رضي الله عنه- يقول: ((لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي ولا أمل دابتي ما حملت رجلي، إن الملالة من سيء الأخلاق)) .

1227- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسن بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني القاسم بن هشام، ثنا حماد بن مالك الأشجعي الدمشقي، ثنا عبد العزيز بن حصين قال: بلغني أن عيسى ابن مريم –عليه السلام- قال: ((من ساء خلقه عذب نفسه، ومن كثر كذبه، ذهب جماله، ومن لامه الرجال سقطت كرامته، ومن كثر همه سقم بدنه)) .

1228- أخبرنا أبو عبد الله بن مسعود بنيسابور، أنبأ أحمد بن علي الأصبهاني، أنبأ أبو أحمد محمد بن أحمد بن توبة المروزي أن أبا النضر محمد بن أحمد الخلقاني المدوزي أخبرهم، ثنا مهذاد، ثنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضل بن عياض يقول: ((من ساء خلقه ساء أدبه وحسبه ومروءته)) .

باب في الترهيب من شرب الخمر وعقوبة شاربها

باب في الترهيب من شرب الخمر وعقوبة شاربها 1229- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن عمرو أبو الطاهر المصري، ثنا أبو موسى يونس بن عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن شعيب حدثه عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك الصلاة سكراً مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها، ومن ترك الصلاة أربع مرات سكراً كان على الله أن يسقيه من طينة الخبال، قيل: يا رسول الله: وما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل جهنم)) .

1230- أخبرنا أبو بكر الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز –يعني الدراوردي- عن عمارة بن غزية، عن جابر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: -[95]- ((كل مسكر حرام: إن على الله عهداً لمن شرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال، قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار)) .

1231- قال: وثنا مسلم بن الحجاج، ثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من شرب الخمر في الدنيا حرمها في الآخرة)) .

1232- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو عمرو بن فيلة، أنبأ أبو الحسن اللبناني، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبو إسحاق الأزدي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أحد ولد أنس بن مالك وعن غيره، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليبيتن رجال على آكل وشرب وعزف يصبحون على أريكتهم ممسوخين قردة وخنازير)) .

1233- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو خيثمة، ثنا علي بن الحسن بن شقيق علي الحسين بن واقد، عن علي بن ثابت، عن فرقد السبخي، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: ((يبيت قوم على شرب الخمور وضرب القيان فيصبحون قردة)) .

1234- أنبأ أبو الطي محمد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبو علي الحسن بن علي البغدادي، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بلبل الهمذاني، ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو بكر القطان، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق ثنا يعقوب بن عبد الله، ثنا ليث بن أبي سليم، عن سالم عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لعن الخمر بعينها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وشاربها وآكل ثمنها)) .

1235- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: أخبرني محمد بن القاسم المؤدب ببغداد، ثنا محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي، ثنا إدريس بن علي الرازي، ثنا يحيى بن الضريس، ثنا سفيان عن محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حرم عليكم عبادة الأوثان وشرب الخمر، والطعن في الأنساب، ألا وإن الخمر لعن شاربها وعاصرها وساقيها وبائعها وآكل ثمنها فقام إليه أعرابي، فقال: يا رسول الله: إني كنت رجلاً كانت هذه تجارتي فاعتقرت من بيع الخمر مالاً فهل يضعني ذلك المال إن حملت فيه بطاعة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن أنفقته في حج أو جهاد أو صدقة -[97]- لم يعدل عند الله جناح بعوضة، إن الله لا يقبل إلا الطيب، وأنزل الله تعالى تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثيرة الخبيث} والخبيث: الحرام)) .

1236- أخبرنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن إبراهيم: أنبأ أبو علي بن البغدادي، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد الهمذاني، ثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري، ثنا معلى بن أسد، ثنا الربيع بن نذير، ثنا هارون بن رياب، عن مجاهد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((إن رائحة الجنة لتوجد من خمسمائة عام ولا يجد ريحها عاق ولا منان ولا مدمن خمر ولا عابد وثن)) .

1237- حدثنا أحمد بن أحمد الصيرفي وأحمد بن محمد النقاش قالا: أنبأ أبو عبد الله ابن منده، أنبأ الهيثم بن كليب، ثنا عيسى بن أحمد بن وردان، ثنا أصرم بن حوشب، ثنا فضيل بن معاذ عن أبي جرير، عبد الله بن الحسين عن أبي بردة، عن أبي موسى –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر)) .

فصل

فصل 1238- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا دعلج أبي أحمد، ثنا هشام بن علي بن هشام، -[98]- ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام قال: حدثني موسى بن جبير، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن آدم –عليه السلام- لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله: هلموا ملكين منكم نهبطهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان؟ قالوا: ربنا هاروت وماروت، قال: وهبطا إلى الأرض فبدت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر، فجاءتهما فسألاها نفسها. قالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة بكلمة الإشراك، قالا: والله لا نشرك بالله أبداً، فذهبت عنهما، ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، قالا: والله لا نقتله أبداً، فذهبت، ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها، قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشرباها فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلما أفاقا قالت المرأة لهما: والله ما تركتما شيئاً مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين سكرتما، فخيرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا)) .

1239- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ أبو عمرو الحسين بن أحمد بن فيلة، أنبأ أبو الحسن اللبناني، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا الربيع بن ثعلب ثنا الفرج بن -[99]- فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن علي عن علي –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا عملت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء، قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: إذا كان المغنم دولاً، والأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً وأطاع الرجل زوجته وعق أمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذ القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ثلاثاً: ريحاً صفراء أو خسفاً أو مسخاً)) .

1240- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن حفص النيسابوري، ثنا إسحاق بن عبد الله بن رزيق، ثنا جعفر بن عبد الله، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس بعث جنوده إلى المسلمين فقال: أيكم أضل رجلاً ألبسه التاج، فإذا رجعوا قال لبعضهم: ما صنعت؟ قال: ألقيت بينه وبين أخيه عداوة، قال: ما صنعت شيئاً سوف يصالحه، ثم يقول للآخر: فأنت ما صنعت؟ قال: ما زلت به حتى طلق امرأته، قال: ما صنعت شيئاً عسى يتزوج أخرى، فقال للآخر: ما صنعت؟ قال: لم أزل به حتى شرب الخمر، قال: أنت أنت، ثم يقول للآخر: فأنت ما صنعت؟ فيقول: ما زلت به حتى زنى، قال: أنت أنت، ثم يقول للآخر: فأنت ما صنعت؟ قال: ما زلت به حتى قتل: فيقول: أنت أنت)) .

فصل

فصل 1241- أنبأ أبو بكر الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا محمد بن عباد وزهير بن حرب، واللفظ لابن عباد، قالا: ثنا أبو صفوان، ثنا يونس، عن الزهري قال: قال ابن المسيب: قال أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أتي ليلة أسري بي بإيلياء بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما، فأخذ اللبن، فقال له جبريل: أحمد الله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر غوت أمتك)) .

1242- أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه، أنبأ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد عمر الصفار، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا هاشم بن عمار، ثنا عمرو بن واقد، ثنا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس عن معاذ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول شيء نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان: شرب الخمر وملاحاة الرجال)) .

1243- قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان، أنبأ المروزي، ثنا أبو بلال الأشعري، ثنا عبد الرحمن بن واقد، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن الفضل بن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياك والخمر، فإنها مفتاح كل شر)) .

1244- قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن واقد، ثنا فرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن علي بن الحنفية، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا شربت الخمور ولبست الحرير واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً صفراء أو خسفاً أو مسخاً)) .

1245- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، بنيسابور، أنبأ عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو بكر أحمد بن سعيد الأخميمي بمكة، أنبأ أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا عاصم بن عمر، قال: أخبرني أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ألا أحدثكم حديثاً لا يحدثكموه أحد بعدي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنى ويقل الرجال ويكثر النساء حتى لا يكون لخمسين امرأة إلا قيم واحد)) .

1246- أخبرنا أسعد بن مسعود بن علي العتبي بنيسابور، أنبأ أحمد بن الحسن البصري، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا أبو همام، ثنا إسماعيل بن عياش، عن ثعلبة بن مسلم -[102]- عن يحيى بن منقذ، عن عروة بن الزبير، عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من شرب الخمر سخط الله عليه أربعين صباحاً، فإن عاد فمثل ذلك، وما يدريه لعل منيته تكون في تلك الليالي، فإن عاد سخط الله عليه أربعين صباحاً، وما يدريه لعل منيته تكون في تلك الليالي، فإن عاد الله سخط عليه أربعين صباحاً، وما يدريه لعل منيته تكون في تلك الليالي، فإن عاد سخط الله عليه أربعين صباحاً، فهذه عشرون ومائة ليلة، فإن عاد فهو في ردغة الخبال يوم القيامة، قيل: وما ردغة الخبال؟ قال: عرق أهل النار وصديدهم)) .

1247- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، وأبي سعيد بن حسنويه قالا: ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أبو بكر البزاز، ثنا محمد بن عبد الأعلى، وأزهر بن جميل قالا: ثنا المعتمر بن سليمان قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، عن أبي بردة حدث عن حديث أبي موسى –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر، ومن مات مدمناً للخمر سقاه الله من نهر الغوطة، قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار)) .

1248- أخبرنا محمد بن عبد الواحد المصري، أنبأ أبو بكر ابن أبي نصر في كتابه، ثنا أبو الشيخ، أنبأ أبو يعلى، ثنا موسى بن -[103]- محمد بن حيان، ثنا عبد القدوس بن الحواري، ثنا أبو هدبة، عن أشعث الحداني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر وهو سكران، وبعث من قبره سكران، وأمر به إلى النار سكران إلى جبل يقال له: ((سكران)) فيه عين يجري منها القيح والدم وهو طعامهم وشرابهم ما دامت السموات والأرض)) .

فصل

فصل 1249- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ عبد العزيز بن هدبة بن هزة المديني، أنبأ أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو الجواب، ثنا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن سعد الطائي، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة صاحب خمس: مدمن سكر، ولا مؤمن سحر، ولا قاطع رحم، ولا منان، ولا كاهن)) .

1250- أخبرنا الخضر بن الفضل، أنبأ علي بن القاسم، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا يوسف بن فورك، ثنا محمد بن عاصم، عن -[104]- المؤمل بن إسماعيل، ثنا يزيد بن زريع، ثنا بشر بن نمير، عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاق، ومنان، ومدمن الخمر، والمكذب بالقدر)) .

باب في الترغيب في الخوف والخشية

باب في الترغيب في الخوف والخشية 1251- أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ علي بن سليمان، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا علي بن يزيد أبو حجية، ثنا عبد الملك بن أبي كريمة، عن أبي حاجب، عن عبد الرحمن بن عنم، وغالب، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معاذ: إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من هوي نفسه وشهواته، وحال بينه وبين أن يهلك فيما يهوى بإذن الله، يا معاذ: إن المؤمن لا يأمن قلبه، ولا تسكن روعته، ولا يطمئن من اضطرابه، يخاف جسر جهنم، يا معاذ: إن المؤمن يتوقع الموت صباحاً ومساءً، يا معاذ: إن المؤمن يعلم أن عليه رقباء على سمعه وبصره ولسانه ورجليه ويديه وبطنه وفرجه حتى اللمحة ببصره، وفتات الطين بأصابعه وكحل عينيه، وجميع سعيه، فالتقوى رقيبه، والقرآن دليله، والخوف محجته، والشوق مطيته، والوجل شعاره، والصلاة كهفه، والصوم جنته، والصدقة -[106]- فكاكه، والصدق وزيره، والحياء أميره، وربه وراء ذلك بالمرصاد، يا معاذ: إني أحب لك ما أحب لنفسي، وقد أنهيت إليك ما أنهى إلي جبريل، فلا أعرفك غداً توفيني يوم القيامة وآخر أسعد بما آتاه الله منك)) .

1252- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو طاهر الريحاني، ثنا عبد الله بن إسماعيل الهاشمي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا عبد الله بن زياد الكوفي، ثنا سيار، ثنا جعفر، ثنا ثابت، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله –عز وجل- ما يرجو وأمنه ما يخاف)) .

1253- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، ثنا يوسف بن يعقوب بن بهلول، ثنا الزبير بن بكار، ثنا عبد الله بن نافع الصائغ (ح) . وأخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله في كتابه، أنبأ أبو علي الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن بشر الدينوري، ثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عبد الله بن نافع، حدثني عبد الله بن مصعب بن خالد بن زيد بن خالد الجهني، عن أبيه، عن جده زبير بن خالد قال: نافع قال: حدثني عبد الله بن مصعب محمد الدينوري قال: حدثني إبراهيم سلام المديني، ثنا عبد الله بن نافع قال: حدثني -[107]- عبد الله بن مصعب، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك سمعته يقول: ((أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم –صلوات الله عليه- وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى الضلالة ضلالة بعد الهدى، وخير العمل ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة عند الحضور الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا نزراً، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجراً، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والارتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنم، والخمر جماع الإثم، والفساد حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المال أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، والأمر إلى الآخرة وملاك الأمر خواتمه، وشر الروايا رواية الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن تألى على الله كذب، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يرحم يرحمه الله، ومن يعفو يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرؤية يعرضه الله، اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، ثلاثاً)) . -[108]- قال الإمام –رحمه الله- سياق الحديث للحاكم، ورواية ابن خرشيذ قولة مختصرة، والهدي: السيرة والطريقة، والمعذرة: العذر، والنزر: القليل، والهجر: الترك، والغلول: الخيانة، وملاك الأمر: قوامه، والروايا: جمع راوية. والهاء للمبالغة، والرزية: المصيبة، وتألى على الله: أي وحكم بما هو غيب لا يعلمه إلا الله، والحبائل: جمع حبالة وهي الفخ، والأمر إلى آخره: يعني القيامة، وإن روي: إلى آخره؛ فمعناه: فيخر إلى آخره، فيقف عنده أي الاعتبار بالخاتمة.

فصل

فصل 1254- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا محمد بن سعيد بن سياف، ثنا عبد الله بن المبارك، عن وهيب بن الورد قال: قال عيسى –عليه السلام- يقول: ((حب الفردوس وخشية جهنم يورثان الصبر على المصيبة، ويبعدان العبد من راحة الدنيا)) .

1255- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو طاهر السريجاني، أنبأ عبد الله بن إسماعيل الهاشمي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عبد الله المزني، ثنا معتمر بن سليمان، عن شيخ له قال: قال مطرف بن عبد الله: ((لو جيء بميزان تريص فوزن خوف المؤمن ورجاؤه كان سواء، -[109]- يذكر رحمة الله فيرجو، أو يذكر عذاب الله فيخاف)) .

1256- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبد الله بن عمر بن محمد، ثنا حسين بن علي الجعفي، عن سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور، قال: ((قال لقمان لابنه: يا بني خف الله –عز وجل- خوفاً يحول بينك وبين الرجاء، وارجه رجاء يحول بينك وبين الخوف قال: فقال: أي أبي، إن لي قلباً واحداً إذا لزمته الخوف شغله عن الرجاء، وإذا لزمته الرجاء شغله عن الخوف، قال: أي بني إن المؤمن له قلب كقلبين يرجو الله بأحدهما ويخافه بالآخر)) .

1257- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن عمرو بن البختري، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا سعيد بن سليمان، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن أنه قال: ((والله لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أنفق أحدهم عدد الفضا لخشي أن لا ينجو لعظم الذنب في نفسه)) .

باب الدال

باب الدال باب في الترغيب في الدعاء 1258- أخبرنا أبو نصر: محمد بن أحمد بن التاجر، أنبأ أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبو خيثمة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن زر عن يسيع الحضرمي، عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء هو العبادة، ثم قرأ هذه الآية {ادعوني أستجب لكم} )) .

1259- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني هارون بن سفيان، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء)) .

1260- أخبرنا أبو القاسم: الفضل بن محمد بن أحمد المعلم، ثنا علي بن محمد بن ثميلة، ثنا محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا الحسين بن العباس، ثنا محمد بن مهران، ثنا عيسى بن يونس، ثنا عمران بن سليمان، ثنا أبو نصر، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه-: ((من يكثر قرع باب الملك يوشك أن يفتح له، ومن يدعو الله في الرخاء يستجيب له عند الكرب)) .

1261- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أبو إسحاق، إسماعيل بن عمرو السمرقندي، ثنا المسيب بن شريك، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سليمان الفارسي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليستحيي أن يمد العبد يديه فيسأله فيردهما خائبتين)) .

1262- أخبرنا عمرو بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ عمر بن أحمد النهاوندي، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا خالد بن يزيد العمري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عيسى، عن -[112]- عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)) .

1263- أخبرنا أبو القاسم: عبد الله بن طاهر بن محمد البلخي، قدم علينا، أنبأ جدي عبد القاهر بن طاهر التميمي، أنبأ أبو عمرو، محمد بن جعفر بن مطر، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي الذهلي المعدل، ثنا أبو زكريا يحيى بن يحيى التميمي، ثنا يحيى بن المتوكل، عن يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يوشك أن تظهر فتنة لا ينجي منها إلا الله أو دعاء كدعاء الغرقي)) .

1264- أخبرنا أبو نصر: - محمد بن أحمد التاجر، أنبأ أبو سعيد، محمد بن موسى، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، ثنا زكريا بن منظور، عن عكاف بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ينفع حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة)) .

1265- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن يزيد الجعدي، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: حدثني جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((قرأ: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية فقال: ((اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك: أشهد أنك فرد أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها وأنك تبعث من في القبور)) .

فصل

فصل 1266- أخبرنا أبو سعد: هبة الله بن علي بن محمد الكواز ببغداد، ثنا أبو القاسم بن بشران، أنبأ دعلج، أنبأ محمد بن غالب، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن طليق بن قيس، عن ابن عباس –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في دعائه: ((اللم أعني ولا تعن علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغي -[114]- علي، اللهم اجعلني لك ذكاراً لك مطواعاً لك رهاباً إليك مخبتاً أواهاً منيباً. رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي. وسدد لساني واسلل خيمة قلبي)) . قال الإمام –رحمه الله-: الحوبة: الذنب، وقوله: واسلل، بلامين: أي انزع، والسخيمة: الحقد، والمخبت: المتواضع، والأواه: الكثير الدعاء والتأوه.

1267- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن إسحاق بن منجاب: ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب، عن سعيد بن معروف، عن عمرو بن أبي قيس، عن أبي الجوزاء، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((من كانت له إلى الله حاجة، فليصم الأربعاء والخميس والجمعة فإذا كانت يوم الجمعة تطهر وراح إلى الجمعة فتصدق بصدقة قلت أو كثرت فإذا صلى الجمعة قال: اللهم إني أسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة وأسألك باسمك بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله لا إله إلا هو الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم الذي ملأت عظمته السموات والأرض، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات -[115]- ووجلت القلوب من خشيته أن تصلي على محمد وأن تعطيني حاجتي وهي كذا وكذا فإذا يستجاب له إن شاء الله. قال: وكان يقال: لا تعلموا هذا الدعاء سفهاءكم لا يدعون به على مأثم أو قطيعة رحم)) .

1268- ثنا أبو علي: الحسين بن علي بن إسحاق الوزير، إملاءً، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الوكيل، ثنا أبو القاسم محمد بن أبي زكريا، ثنا أبو جعفر المستملي، ثنا أبو عبد الله المخزومي، ثنا عبد الله بن الوليد، ثنا محمد بن جميل، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن محرر عن يزيد بن الأصم، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: ((بينا أنا أطوف بالكعبة إذا رجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطه المسائل، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين، أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك، فقال علي –رضي الله عنه- أعد عليَّ هذا الكلام يا عبد الله، قال سمعته؟ قال: نعم. قال: والذي نفس الخضر بيده –وكان هو الخضر عليه السلام- ما من عبد يقولهن في دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفر له ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج أو مثل زبد البحر أو ورق الشجر)) .

فصل في الدعاء عند الخوف من السلطان الجائر

فصل في الدعاء عند الخوف من السلطان الجائر 1269- أنبأ محمد بن أحمد التاجر، أنبأ محمد بن موسى بن شاذان، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، قال: حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، عن أبي سعيد التيمي، عن -[116]- عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من دخل على ذي سلطان فقال: بسم الله ربي، الله الله الله، لا إله إلا الله، وقاه الله شره)) .

1270- وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا أبو خيثمة، عن جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله –رضي الله عنه-: ((إذا خاف أحدكم السلطان الجائر فليقل: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جاراً من فلان بن فلان وأتباعه من خلقك من الجن والإنس أن يفرط علي أحد منهم أو أن يطغى، عز جارك، جل ثناؤك، لا إله إلا أنت)) .

1271- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد الله العزيز المهلبي، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله حفدة عباس بن حمزة، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عمرو بن مرزوق، أنبأ عمران القطان، عن قتادة، عن أبي بردة. عن أبي موسى: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قوماً قال: اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم)) .

1272- وأخبرنا أحمد، أنبأ حمزة، أنبأ أبو الفضل: عبدوس بن الحسين، ثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي أبو إسحاق، ثنا أبو نعيم، ثنا يونس، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: -[117]- ((إذا أتيت سلطاناً مهيباً تخاف سطوته فقل: الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعاً، الله أعز مما أخاف وأحذر. أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو الممسك السموات أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جاراً من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك. تبارك اسمك، ولا إله غيرك، ثلاث مرات)) .

1273- أنبأ محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا الحسين بن معاذ بن حرب، ثنا عبد الأعلى بن حماد النرس، ثنا علي بن أمية الكوفي، عن الربيع الحاجب قال: ((بعث أمير المؤمنين إلى جعفر بن محمد يحمل إليه من المدينة. فلما وصل إلى باب أمير المؤمنين قال لي: -اخرج إليه فقل له: - يقول لك أمير المؤمنين: -والله لأقتلك ولأقتلن أهلك بالمدينة ولأخربن المدينة حتى لا أترك ديكاً يصرخ ولا كلباً ينبح ولا جداراً قائماً، فإذا قلت له ذلك فأذن له، قال الربيع: فخرجت إليه فأبلغته ما قال أمير المؤمنين وأذنت له فلما رآه من بعيد حرك شفتيه بشيء لم أفهمه منه، فجعل أمير المؤمنين كلما دنا منه جعفر بن محمد سكن غضبه ورحب به ورفعه حتى أقعده إلى جنبه ثم قال له: -تدري لماذا بعثت إليك؟ لأشاورك في أمر حاك في صدري وبلغني عن أهلك بالمدينة وقد كنت على أن أخربها وأستأصل شأفتهم جميعاً فما ترى؟ فقال جعفر بن محمد: -ولم لا تكون كآبائك وأسلافك؟ قال: ومن أولئك؟ قال جعفر بن محمد: -إن يوسف ظلم فغفر وإن يعقوب -[118]- ابتلي فصبر، وإن سليمان أعطى فشكر، فهؤلاء أسلافك وأنت أحق الناس اقتداء بهم، فقال له أمير المؤمنين: صدقت وأصبت الرأي وفقك الله يا عبد الله فإني قد وهبت ذنوبهم وما كان منهم من إساءة لك. فأمر له بألف دينار فقال جعفر بن محمد: إني لفي غناء فلم يزل يزيده حتى بلغ أربعة آلاف دينار. فقال جعفر بن محمد: فيأذن أمير المؤمنين أن أصيرها صلة منك في أهلي وقرابتك؟ فأذن له في ذلك ثم قال: ألك حاجة؟ قال: نعم يأذن لي أمير المؤمنين في الرجوع من حيث جئت، قال: قد أذنت لك فاكفني من قبلك من أهلك، فودعه جعفر بن محمد وخرج، قال الربيع: فتبعته فقلت: إني رجل كما تراني أخدم السلطان فقد رأيتك حركت شفتيك بشيء وقد كان أمير المؤمنين في غاية الغضب عليك ثم قد رأيته وما قد لقيك به من التعظيم فقال جعفر بن محمد: نعم، قلت شيئاً حدثني به أبي عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: - ((يا علي إذا حزبك أمر فقال: -اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك حتى لا أهلك وأنت رجائي، رب كم نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل عندي نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من رآني على البلايا فلم يفضحني، يا ذا المعروف الذي لا ينقضي أبداً، ويا ذا النعماء التي لا تحصى أبداً، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وبك أدرأ في نحور الأعداء والجبارين، اللهم أعني على ديني بالدنيا وعلى آخرتي بالتقوى، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي فيما حظرته علي، يا من لا تضره الذنوب ولا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني ما لا ينقصك، إنك وهاب، أسألك فرجاً قريباً وصبراً عاجلاً ورزقاً واسعاً والعافية من جميع البلايا يا كريم)) . -[119]- قال: عبد الأعلى النرسي قال علي بن أمية: عن الربيع أن أمير المؤمنين أمر بضرب عنقه ثلاث مرات، كل ذلك يقول هذا الدعاء فيعفى عنه، فلم يمر بي كرب ولا مكروه إلا قلته: فأذهبه الله عنه.

1274- أخبرنا محمد بن أحمد التاجر، أنبأ محمد بن موسى بن شاذان، أنبأ محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني أبو الحسين الشيباني: -أحمد بن عبد الأعلى، عن شيخ من أهل الكوفة، عن خالد بن طهمان، عن محمد بن بشر الهمداني قال: ((أرسلني محمد بن الحنفية إلى الحجاج فقال: -قل له: يقول لك آل محمد: ما لنا وما لك أما تتقي الله؟ قال: قلت: أخاف أن يقتلني، قال: إذا وقعت عيناك عليه فقل: اللهم إني أسألك مما سألك ملائكتك المقربون وأنبياؤك المرسلون وعبادك الصالحون أن تصرف عني شره قال: فلما وقعت عيناي عليه دعوت بها ثم دنوت منه فأبلغته الرسالة فقال: أو إنك لتقول ذا، ثم قال: إنما أنت رسول فانصرف)) .

1275- قال: -وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: - حدثني الحسين بن علي بن الأسود العجلي، عن محمد بن فضيل، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عامر الشعبي قال: ((كنت جالساً مع زياد بن أبي سفيان فأتى رجل ما نشك بقتله -[120]- قال: فرأيته يحرك شفتيه بشيء ما ندري ما هو قال: فخلي سبيله فقام إليه بعض القوم فقال: -لقد جيء بك وما نشك في قتلك فرأيناك حركت شفتيك بشيء ما ندري ما هو فخلي سبيلك قال: قلت: اللهم رب إبراهيم ورب إسحاق ويعقوب ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم ادرأ عني شر زياد قال: فخلي سبيلي)) .

فصل في الدعاء إذا خرج من بيته

فصل في الدعاء إذا خرج من بيته 1276- أخبرنا أبو الخطاب: نصر بن أحمد بن البطرل، أنبأ عبد الله بن عبيد الله بن يحيى، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا أحمد بن منصور، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا أبو جعفر –يعني الرازي- عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عن صالح بن كيسان، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يخرج من بيته يريد سفراً أو غيره فقال حين يخرج: بسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، إلا رزق خير ذلك المخرج وصرف عنه شر ذلك المخرج)) .

1277- وقال وحدثنا المحاملي، ثنا الحسن بن أبي الربيع، ثنا أبو عامر، ثنا داود عن عون بن عبد الله بن عتبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا خرج الرجل من بيته، أو أراد سفراً فقال: بسم الله، حسبي الله، توكلت على الله، قال الملك: كفيت وهديت ووهبت)) .

فصل في الدعاء إذا دخل السوق

فصل في الدعاء إذا دخل السوق 1278- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو نصر: أحمد بن محمد [بن المسلمة أبو الفرج] ، ثنا ابن عمرو البختري، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا إسماعيل بن أبان الوراق قال: حدثني محمد بن أبان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل السوق قال: بسم الله، اللهم إني أسألك خير هذه السوق وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها صفقة خاسرة)) .

فصل في الدعاء إذا دخل قرية

فصل في الدعاء إذا دخل قرية 1279- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان، أنبأ أبو محمد بن يحيى، ثنا المحاملي، ثنا الحسن بن محمد والعباس بن محمد وإبراهيم بن -[122]- هانيء، قالوا: حدثنا سعيد بن عبد الحميد ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن مغيث الأسلمي حدثه قال: -قال كعب: ((ما أتى محمد صلى الله عليه وسلم قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها-: اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين فإنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها)) . قال: فقال كعب: إن صهيباً حدثه هذا الدعاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب: ((إنما كانت دعوة داود –عليه السلام- حين يرى العدو)) .

فصل في دعاء الدين

فصل في دعاء الدَّين 1280- أنبأ محمد بن أحمد التاجر، أنبأ أبو سعيد الصيرفي ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا أبو أسامة، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: ((جاءت فاطمة –رضي الله عنها- إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم، تسبحين الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وتكبرين الله أربعاً وثلاثين تكبيرة، وتحمدين ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وتقولين: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر -[123]- كل شيء أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين واغنني من الفقر)) .

1281- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو موسى بن المثنى البصري، ثنا الحجاج بن المنهال، ثنا عبد الله بن عمر النميري عن يونس بن يزيد الأيلي قال: حدثني الحكم بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة –رضي الله عنه- قالت: ((دخل علي أبو بكر –رضي الله عنه- فقال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء علمتيه، قلت: ما هو؟ قال: كان عيسى ابن مريم –عليه السلام- يعلمه أصحابه قال: -لو كان على أحدكم جبل ذهب ديناً فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه، اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني، فارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك، فقال أبو بكر –رضي الله عنه-: وكان علي بقية من الدين وكنت للدين كارهاً، وكنت أدعو الله بذلك فأتاني الله بفائدة فقضاه عني، قالت عائشة: -وكان لأسماء بنت عميس علي دينار وثلاثة دراهم، وكانت تدخل علي فأستحيي أن أنظر في وجهها، لأني لا أجد ما أقضيها، فكنت أدعو بذلك فما لبثت إلا يسيراً حتى رزقني الله رزقاً ما هو بصدقة تصدق بها علي ولا ميراث ورثته، فقضاه الله عني وقسمت في أهلي قسماً حسناً وحليت؟ .. بنت عبد الرحمن بثلاث أواقٍ ورق، وفضل لنا فضل حسن)) .

فصل في الدعاء إذا ركب الدابة

فصل في الدعاء إذا ركب الدابة 1282- أخبرنا نصر بن أحمد بن البطرل، أنبأ عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المحاملي، ثنا زكريا بن يحيى بن زكريا الباهلي، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان قال: حدثني أبو إسحاق عن علي بن ربيعة قال: ((كنت ردف علي –رضي الله عنه- فلما ركب كبر ثلاثاً وحمد ثلاثاً ثم قال: {سبحان الله سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} ، ثم قال: سبحانك لا إله إلا أنت إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم استضحك فقلت: -ما يضحكك؟ فقال: - كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ففعل كما فعلت ثم استضحك فقلت: -ما يضحكك؟ فقال: - يعجب الرب أو ربنا –عز وجل- إذا قال العبد: -سبحانك لا إله إلا أنت إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)) .

فصل في الدعاء إذا اشتد الريح

فصل في الدعاء إذا اشتد الريح 1283- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن -[125]- بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن يزيد، ثنا ابن فضيل، ثنا الأعمش، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الريح فزع وقال: اللهم إني أسألك خير ما أمرت به وأعوذ بك من شر ما أرسلت به)) .

1284- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه قال: ((كان ابن عمر –رضي الله عنه- إذا عصفت الريح يقول: شددوا التكبير فإنها تذهب)) .

فصل في دعاء المكروب

فصل في دعاء المكروب 1285- أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ عبد الرحمن بن يحيى، ثنا أبو مسعود، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ شعبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعاء الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم)) .

1286- أخبرنا خاقان بن المطهر بنيسابور، أنبأ محمد بن -[126]- موسى بن شاذان، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدثني سعيد بن منصور، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن محمد بن عجلان، عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: ((لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات إن نزل بي شدة أو كرب أن أقولهن: لا إله إلا الله الحليم الكريم -سبحانه وتعالى- تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين)) . وكان عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- يلقنها الميت - وينفث بها على الموعوك، ويعلمها المعتربة من بناته.

1287- قال: وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، ثنا النضر بن إسماعيل البجلي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن القاسم بن عبد الرحمن [عن أبيه] عن عبد الله قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث)) .

فصل

فصل 1288- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ حمزة بن محمد الكناني ومحمد بن سعد قالا: ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ قتيبة، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن -[127]- أبي حبيب، عن أبي الخير: مرثد بن عبد الله، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)) .

1289- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو الحسن: علي بن بندار الصيرفي، ثنا جعفر الغريابي، ثنا أبو أيوب: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا محمد بن يزيد الرحبي، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن شداد بن أوس الأنصاري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد كنزوا الذهب والفضة فأكثر من هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم، وأنت علام الغيوب)) .

1290- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله: الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، -[128]- ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، ثنا عبد الله بن يزيد المقري، ثنا حيوة قال: سمعت عقبة بن مسلم التجيبي، ثنا أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- أنه قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي يوماً ثم قال: يا معاذ إني لأحبك. فقال معاذ: بأبي وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك. فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادك)) . قال: وأوصى بذلك معاذ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلي، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم.

فصل في الدعاء إذا دخل الشهر والسنة

فصل في الدعاء إذا دخل الشهر والسنة 1291- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، ثنا محمد بن (عبيد) الله بن إبراهيم السليطي، ثنا إبراهيم بن علي الذهلي، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ عبد الله بن لهيعة، عن زهرة بن معبد، عن عبد الله بن السائب –رضي الله عنه- وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعلمون هذا الدعاء كما يتعلمون -[129]- القرآن إذا دخل الشهر والسنة: اللهم أدخله بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وجوارٍ من الشيطان ورضوان من الرحمن)) .

فصل في الدعاء إذا أراد أن ينام وإذا استيقظ

فصل في الدعاء إذا أراد أن ينام وإذا استيقظ 1292- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ ابن محمد بن نصر، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام قال: بسم الله أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور)) .

1293- وأخبرنا عبد الوهاب، أنبأ والدي، ثنا الحسن بن الخضر وحمزة بن محمد الكناني قالا: ثنا أبو عبد الرحمن: أحمد بن شعيب، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن هانيء النيسابوري، ثنا محمد بن جعفر ((غندر)) ، عن شعبة، عن خالد الحذاء قال: ((سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- أنه أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه قال: اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها، لك محياها ولك مماتها، فإن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر -[130]- لها فقال رجل: سمعت هذا من عمر؟ فقال: من خير من عمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

1294- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ عبدوس بن الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا معاذ بن فضالة، ثنا هشام الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان يقول الشيطان: افتح بشر. ويقول الملك: افتح بخير. فإن ذكر الله ذهب الشيطان وبات الملك يكلؤه، فإذا استيقظ من منامه ابتدره ملك وشيطان يقول الشيطان: افتح بشر. ويقول الملك: افتح بخير، فإن قال: الحمد لله الذي رد إلي نفسي من بعد موتها ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه. إن الله بالناس لرؤوف رحيم، الحمد لله الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير، فإن خر من منامه فمات أو من فراشه –شك هشام- مات شهيداً، فإن قام فصلى ظل في الفضائل)) .

1295- وأخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ عبدوس بن الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا زهير بن معاوية، ثنا أبو إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)) .

1296- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو القاسم الأسد أباذي، ثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن منصور، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا فضل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يظن يحيى قال: ((من قال إذا استيقظ من منامه: سبحان الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير، اللهم اغفر لي ذنوبي يوم تبعثني من قبري، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، قال الله –عز وجل-: صدق عبدي وشكر)) .

فصل في الدعاء لحفظ القرآن

فصل في الدعاء لحفظ القرآن 1297- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو الحسن: أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو أيوب، سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، عن ابن عباس –رضي الله عنه-: ((بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- فقال: بأبي وأمي أنت يا رسول الله، تفلت هذا القرآن -[132]- من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن، وينفع به من علمته ويثبت ما تعلمته في صدرك؟ فقال: أجل يا رسول الله فعلمني، فقال: إذا كانت ليلة الجمعة فإن استطعت أن تقوم في ثلث الليل الآخر فإنها ساعة مشهورة والدعاء فيها مستجاب، وهو قول أخي يعقوب لبنيه: (سوف أستغفر لكم ربي) حتى تأتي ليلة الجمعة فإن لم تستطع فقم في أولها، فإن لم تستطع فقم في وسطها فصل أربع ركعات فاقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل، وفي الركعة الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله، وأحسن الثناء عليه وصل علي وأحسن وعلى سائر النبيين، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان، ثم قل في آخر ذلك: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري، وأن تطلق به لساني وأن تفرج به عن قلبي وأن -[133]- تشرح به صدري، وأن تستعمل به بدني، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ولا يؤتينيه إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أبا الحسن تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمساً أو سبعاً تجاب بإذن الله، والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمناً قط، قال عبد الله –رضي الله عنه-: والله ما لبث علي –رضي الله عنه- إلا خمساً أو سبعاً حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك المجلس فقال: يا رسول الله إني كنت فيما خلا لأتعلم أربع آيات أو نحوهن فإذا قرأتهن مع نفسي يتفلتن، وأنا اليوم أتعلم أربعين آية أو نحوها، فإذا قرأتها مع نفسي فكأنما كتاب الله بين عيني، ولقد كنت أسمع الحديث فإذا أردته تفلت، وأنا اليوم أسمع الأحاديث، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: مؤمن ورب الكعبة أبو الحسن)) .

فصل

فصل 1298- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ علي بن محمد بن نصر، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عثام بن علي، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار)) . التضور: التقلب في الفراش مع الكلام.

1299- أخبرنا أبو الطيب: محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب، أنبأ أبو علي البغدادي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم. -[134]- ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأ ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الله بن الوليد، عن ابن المسيب، عن عائشة –رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا الله، سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، زدني علماً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب)) .

فصل

فصل 1300- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو الفضل: عبدوس بن الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أبو صالح كاتب الليث، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، عن أبي يزيد، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان مولى رسول الله قال: ((خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربي قال: يا محمد قل تسمع وسل تعط قال: قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت في قوم فتنة فتوفني إليك وأنا غير مفتون، اللهم أسألك حبك وحب من يحبك وحباً يبلغني حبك)) .

1301- أخبرنا أبو الحسن المديني-شيخ زاهد بنيسابور- أنبأ أحمد بن علي الحافظ، أنبأ إبراهيم بن عبد الله، أنبأ محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو قطن، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن قدامة بن موسى، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: -[135]- ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي واجعل الموت راحة لي من كل شر وسوء، واجعل حياتي زيادة لي في كل خير)) .

فصل في الدعاء إذا تهجد من الليل

فصل في الدعاء إذا تهجد من الليل 1302- أنبأ أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح أبو علي الزعفراني، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو إذا تهجد من الليل: ((اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ضياء السموات والأرض ومن فيهن. ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله)) . كذا في كتابي: سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، والمحفوظ: سفيان بن عيينة، عن سليمان الأحول من غير ذكر ابن جريج بينهما.

1303- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، -[136]- أنبأ عبد الملك بن الحسن الإسفراييني، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو إسماعيل: محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان بن سعيد، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ((بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته ثم غسل يديه ووجهه ثم مال إلى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءاً بين الوضوءين لم يكثر، وقد أبلغ، ثم قام يصلي فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أرقبه، فقمت فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ برأسي فحولني عن يمينه أو قال: فأخذ بأذني حتى أدارني وكنت عن يمينه فتكاملت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة. ثم نام النبي صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة فقام يصلي ولم يتوضأ وكان في دعائه: اللهم اجعل في قلبي نوراً وفي سمعي نوراً وفي لساني نوراً وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً ومن تحتي نوراً ومن فوقي نوراً وبين يدي نوراً ومن خلفي نوراً وأعظم لي نوراً، قال كريب: وست عندي مكتوبات في التابوت، ومخي وعقبي وشعري وبشري وعظامي)) . الشناق: الخيط الذي يشد على فم القربة، وقوله: لم يكثر منه وقد أبلغ: أي لم يكثر صب الماء وقد أسبغ الوضوء، والتابوت: بيت صغير من خشب يوضع فيه الكتب وغيرها كالصندوق. ومن فائدة الحديث: أن أفضل ما يعطى العبد: النور الذي يستنير به جوارحه ويصل إلى مرضاة ربه.

فصل في الدعاء إذا أصابه هم أو غم

فصل في الدعاء إذا أصابه هم أو غم 1304- أخبرنا خاقان بن المطهر بنيسابور، أنبأ محمد بن موسى بن شاذان، ثنا محمد بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الله بن محمد بن -[137]- عبيد، ثنا سعيد بن سليمان، نا فضيل بن مرزوق، ثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب مسلم قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن أمتك ناصيتي في يدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرجاً، قالوا: يا رسول الله ألا نتعلم هذه الكلمات؟ قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)) .

1305- أخبرنا أبو الخير بن رزا، وأبو العباس الحيراني، قالا: ثنا أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، ثنا المضاء، قال: حدثني عبد العزيز، عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا علي: ألا أعلمك دعاء إذا أصابك غم أو هم تدعو بهن ربك ويستجاب لك بإذن الله، ويفرج عنك؟ توضأ وصل ركعتين واحمد الله وأثن عليه وصل على نبيك واستغفر لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ثم قل: اللهم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله الله الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم كاشف الغم ومفرج الهم مجيب دعوة المضطر إذا دعاك، رحمن الدنيا والآخرة أنت رحيمهما، فارحمني في حاجتي هذه بقضائها ونجاحها، ورحمة تغنيني بها -[138]- عن رحمة من سواك))

1306- قال: وثنا إسحاق بن الفيض، ثنا المضاء، ثنا عبد العزيز بن زياد، عن أنس -رضي الله عنه-: ((أن علياً -رضي الله عنه- كان إذا دعا يقول: اللهم يا موضع كل دعوى وشاهد كل نجوى، ويا صريخ الأخيار، ويا ولي الأبرار ويا حرز الضعفاء ويا كنز الفقراء، ويا مجلي الظلمات ويا محل النعماء، ويا عادل القضاء، يا ذا النور والبهاء)) .

1307- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، ثنا محمد بن زكريا البصري، ثنا الحكم بن أسلم، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاءني جبريل بدعوات فقال: إذا نزل بك أمر من أمر دنياك فقدمهن ثم سل حاجتك، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا صريخ المستصرخين، يا غياث المستغيثين، يا كاشف السوء يا أرحم الراحمين، يا مجيب دعوة المضطرين، يا إله العالمين، بك أنزل حاجتي، وأنت أعلم بها فاقضها)) .

1308- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن محمد الوراق، ثنا أحمد بن محمد البري، ثنا أبو معمر (ح) . -[139]- قال أبو عبد الله: وثنا علي بن الحسن، ثنا أحمد بن محمد، ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا شيبان بن عبد الرحمن قال: - حدثني مسعر بن كدام، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن أبيه، عن جده، عن أسماء -رضي الله عنها- قال: -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل في البيت إلا أنتم يا بني عبد المطلب؟ قلنا: لا، قال: إذا نزل بأحدكم هم أو غم أو كرب أو أرل أو لأواء -قال: وذكر السادسة فنسيتها- فليقل: -الله ربي لا أشرك به شيئاً)) . الأرل: الضيق، واللأواء: الشدة.

فصل

فصل 1309- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الروبي، أنبأ القاضي أبو نصر الكسار، ثنا أبو بكر بن السني، ثنا محمد بن الحسن بن مكرم، ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا خالد بن طهمان، ثنا نافع، عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح ثلاث مرات: -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى يمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، فإن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة)) .

1310- قال: وثنا ابن السني قال: - أخبرني جعفر بن عيسى، ثنا العباس بن محمد، ثنا علي بن قادم، ثنا جعفر الأحمر، عن ثعلبة بن يزيد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: -[140]- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا أصبح وإذا أمسى: - ربي الله توكلت عليه وهو رب العرش العظيم، لا إله إلا الله العلي العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً، ثم مات، دخل الجنة)) .

1311- وحدثنا ابن السني قال: أخبرني أبو عروبة، ثنا محمد بن المصفي، ثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، عن أبي لهيعة، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((في قوله: {وإبراهيم الذي وفى} قال: كان – عليه السلام- يقول إذا أصبح أو أمسى: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السموات والأرض وعشياً وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون)) .

فصل

فصل 1312- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا معاذ بن هشام، ثنا شريك (ح) . قال البغوي: ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي، ثنا شريك، عن هاشم الواسطي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: ((صلى عمار –رضي الله عنه- بالقوم صلاة أخفها، فكأنهم -[141]- أنكروها فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قالوا: بلى. قال: أما أني دعوت فيها بدعاء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يدعو به: - اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق، أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، وأسألك نعيماً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك وأعوذ بك من ضراء مضرة وفتنةٍ مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين)) .

1313- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، ومحمد بن عمر الطهراني، قالا: - أنبأ أبو عبد الله: محمد بن إسحاق. أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا محمد بن عيسى بن حيان ثنا محمد بن الفضل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات: -خلقت ربنا فسويت، وقدرت ربنا فهديت، وعلى عرشك استويت، وأمت وأحييت، وأطعمت وأسقيت، وأشبعت وأرويت، وحملت في برك وبحرك وعلى فلكك وعلى دوابك وأنعامك، فلك الحمد ربنا على ما قضيت، اللهم اجعل لي عندك قربةً واجعل لي عندك وسيلة، واجعل لي عندك وليجة، واجعل لي عندك زلفى وحسن مآب، واجعلني ممن يخاف مقامك ويخاف وعيدك، وممن يرجو لقاءك ويرجو أيامك، واجعلني أتوب إليك توبةً نصوحاً، وأسألك عملاً متقبلاً وعملاً نجيحاً وسعياً مشكوراً وتجارةً لا تبور)) . أيام الله: نعم الله، والنجيح: - الصواب، ولا تبور: لا -[142]- تكسد، والوليجة: - المنزلة.

1314- وأخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو أمية، ثنا الأسود بن عامر، ثنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق السبيعي، عن مالك بن مغول، ح. قال أبو عبد الله: وأخبرنا محمد بن محمد بن يونس، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا أبو سفيان: صالح بن مهران، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا مالك بن مغول، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: ((اللهم إني أسألك بأنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم تولد ولم يكن لك كفواً أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد دعوت الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى)) .

فصل

فصل 1315- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، ثنا أبو القاسم عبيد بن إبراهيم، ثنا أبو محمد: عبد الوهاب الفراء، ثنا محاضر، ثنا عاصم، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد بن أرقم –رضي الله عنه- قال: ((قلنا: علمنا أو حدثنا، قال: أعلمكم ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن وعذاب -[143]- القبر، اللهم آت أنفسنا تقواها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قلبٍ لا يخشع ونفسٍ لا تشبع وعلمٍ لا ينفع ودعوةٍ لا يستجاب لها)) .

1316- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو علي الثقفي، ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا عبد الصمد، ثنا أبو جعفر، عن محمد بن أبي موسى الكندي، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)) .

1317- أنبأ عمر بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، نا إسحاق بن إسماعيل، عن عثمان بن زائدة، عن القاسم بن الوليد، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((قل ما صلى أبو بكر –رضي الله عنه- إلا وأنا بين أذنيه وكان إذا سلم قال: اللهم اجعل خير عملي آخره، اللهم اجعل خواتيم عملي على رضوانك، اللهم اجعل خير أيامي يوم ألقاك)) .

فصل

فصل 1318- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، ثنا أبو العباس: جعفر بن محمد المستغفري، أنبأ أبو سعيد: جعفر بن محمد التاجر السرخسي بها، ثنا أبو العباس: -[144]- محمد بن عبد الرحمن الدغولي، أنبأ محمد بن مشكان، ثنا أبو داود، ثنا شعبة قال: -أخبرني الأعمش- قال: سمعت ثمامة بن عقبة يحدث عن الحارث بن سويد قال: قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: ((إذا خشيت من أمير لغطرسته وظلمه فليقل أحدكم: اللهم رب السموات السبع ورب العرش كن لي جاراً من فلان وأشياعه من الجن والإنس أن يفرطوا علي وأن يطغوا، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك، فإنه لا يصل إليه منه شيء يكرهه)) . التغطرس: شدة الظلم ومجاوزة الحد في الكبر.

1319- قال: وثنا أبو العباس الدغولي، ثنا علي بن الحسن الهلالي، ثنا إبراهيم –يعني ابن الأشعث- قال: سمعت الفضيل يقول: ((إن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أسره العدو، فأراد أبوه أن يفديه فأبوا عليه إلا بشيء كثير، فلم يطقه، فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: -اكتب إليه فليكثر من قوله-: توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً، قال: فكتب بها الرجل إلى ابنه فجعل يقولها، فغفل العدو عنه فاستاق أربعين بعيراً فقدم بها إلى أبيه)) .

1320- قال: وحدثنا أبو العباس الدغولي قال: حدثني محمد بن حاتم، حدثني هارون بن عبد الله، حدثني ابن أبي فديك، عن علي بن أبي علي، عن حسين بن علي، عن أبيه عن علي –رضي الله عنه- أنه كان يقول إذا كرب: ((يا قدوس يا قدوس، يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا رب العالمين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا رحمن يا رحمن يا رحمن، أعوذ -[145]- بك من ذنب – يحبط العمل وأعوذ بك من ذنب يريك الأعداء، وأعوذ بك من ذنب يقطع الرجاء، وأعوذ بك من ذنبٍ يمنع النعم)) .

1321- أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد التاجر، أنبأ أبو سعيد: محمد بن موسى شاذان، ثنا أبو عبد الله: -محمد بن عبد الله الصفار الأصبهاني، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال-: حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني أبو الحسين، عن أبي سعيد التيمي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال: قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) : ((من دخل على ذي سلطانٍ فقال: - بسم الله، ربي الله، الله الله لا إله إلا الله، وقاه الله شره وسدده في منطقه)) .

فصل

فصل 1322- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنا والدي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، ثنا عفان بن مسلم، ثنا شعبة بن الحجاج، عن يعلى بن عطاء قال: -سمعت عمرو بن عاصم يقول-: سمعت أبا هريرة يقول: - قال أبو بكر الصديق –رضي الله عنه-: ((قلت يا رسول الله: شيء أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت قال: قل: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه. وأمره أن يقولها إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه)) .

1323- قال: وأخبرنا والدي أبو عبد الله، أنبأ جعفر بن محمد العلوي، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ح. قال أبو عبد الله: أخبرنا محمد بن عمر، ثنا إبراهيم بن عبد الله الجمحي، قالا: ثنا يعلى بن عبيد، عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: ((جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله علمني كلاماً أقوله. قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، فقال: هؤلاء لربي فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني وارزقني)) .

1324- قال: وأخبرنا والدي، أنبأ إبراهيم بن صالح وغيره، قالا: ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو، ثنا سعيد بن منصور، ثنا خلف بن خليفة، عن حفص بن (عمرو) ابن أخي أنس بن مالك، عن أنس بن مالك قال: ((كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ دخل رجل فصلى ركعتين ثم قال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى)) .

فصل

فصل 1325- أخبرنا أبو العلاء: خاقان بن المظهر بنيسابور، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، نا أبو عبد الله الصفار، نا ابن أبي الدنيا، نا محمد بن يحيى الدلال، نا عمرو بن جرير، عن إبراهيم بن أبي زياد الواسطي، عن غالب القطان قال: ((مكثت عشر سنين أدعو الله أن يعلمني اسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، فأتاني آت ثلاث ليالٍ متوالية يقول: يا غالب قل: يا فارج الهم يا كاشف الكرب، يا صادق الوعد يا موفياً بالعهد، يا حي لا إله إلا أنت)) .

1326- قال وحدثنا ابن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إسماعيل، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر قال: قال الشعبي: ((اسم الله الأعظم: يا الله)) .

فصل

فصل 1327- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، ثنا عبدوس بن الحسين، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا محمد بن أبي عمر العدني، ثنا بشر بن السري، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: ((اللهم لا سهل إلا ما جعلت سهلاً، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً)) .

1328- وأخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ عبد الله بن محمد الرازي، نا أحمد بن نجدة، نا سعيد بن منصور، نا فرج بن فضالة، نا عبد الرحمن بن أنعم، عن أم معبد، [عن مولى أم معبد] ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو: ((اللهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة. فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)) .

1329- وأخبرنا أحمد بن علي، أنبأ حمزة بن عبد العزيز، أنبأ أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني، نا أبو محمد: عبيد الله بن محمد بن زكريا، وأبو علي: الحسين بن جهضم بن مصقلة، وأبو العباس: الفضل بن أحمد بن شيرازدشي، قالوا: نا إسماعيل بن عمرو البجلي، نا سفيان الثوري، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة قال: ((أصابت علي بن أبي طالب خصاصة، فقال لفاطمة: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته، فأتته وهو عند أم أيمن فقومت الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم أيمن: إن هذا لدق فاطمة، وقد أتتنا في ساعة ما عودتنا -[149]- أن تأتينا في مثلها، قومي فافتحي لها الباب، ففتحت لها الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة أتيتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيح والتحميد فما طعامنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق ما اقتبس آل محمد ناراً منذ ثلاثين يوماً وقد أتينا أعنز فإن شئت أمرنا لك بخمس أعنز وإن شئت علمناك خمس كلمات علمهن جبريل، قالت: بل علمني الخمس كلمات التي علمكهن جبريل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قولي: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين ويا راحم المساكين، فانصرفت فدخل علي بن أبي طالب فقال لها: ما وراءك؟ قالت: ذهبت من عندك إلى الدنيا وأتيت بالآخرة، فقال علي بن أبي طالب: خير أيامك خير أيامك)) .

فصل

فصل 1330- أخبرنا محمد بن أحمد التاجر، نا محمد بن موسى بن الفضل، نا محمد بن عبد الله الصفار، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني أحمد بن حاتم الطويل، عن زفر بن سليمان، عن بكر بن خنيس، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن رجلاً من بني هلال –يدعى قبيصة- أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله: كبرت سني ورق عظمي، وضعفت عن عملٍ كنت أعمله من حج أو جهاد أو صوم، فجئتك لتعلمني كلمات ينفعني الله بهن في الدنيا والآخرة، فقال: ما قلت يا قبيصة؟ فأعاد، -[150]- قال: والذي بعثني بالحق ما حولك من شجر ولا مدر إلا وقد بكى لمقالتك، قل حاجتك، قال: جئت لتعلمني كلمات ينفعني الله بهن في الدنيا والآخرة. قال: أما الدنيا فقل: سبحان الله العظيم؛ لا حول ولا قوة إلا بالله، يصرف عنك ثلاث بلايا عظام من الجنون والجذام والبرص، وأما لآخرتك فقل إذا أصبحت: اللهم اهدنا من عندك وأفض علينا من فضلك وانشر علينا رحمتك وأنزل علينا بركاتك، فقبض على أصابعه هكذا، فقال أبو بكر –رضي الله عنه-: قد قبض على أصابعه قال: لئن وافى بهن يوم القيامة ليفتحن له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء)) .

1331- أخبرنا إسماعيل بن عمرو البحيري، ثنا أبو حسان المزكي، ثنا محمد بن إسحاق الصيفي، ثنا يعقوب بن إسحاق بن الحجاج، ثنا عمرو بن علي، ثنا عبيد الله بن واقد، ثنا سعيد بن عطية الليثي، ثنا شهر بن حوشب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يستجاب دعوته في الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء)) .

باب الترهيب من الغفلة عن الدين والاستعاذة من غلبته

باب الترهيب من الغفلة عن الدَّين والاستعاذة من غلبته 1332- أخبرنا أبو عمر النهاوندي –قدم علينا- أنبأ أبو الفضل بن حمدان، أنبأ محمد بن إسحاق التمار، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا سعيد بن سلمان، ثنا المبارك بن فضالة، عن كثير بن محمد، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صاحب الدين مأسور يوم القيامة يشكو إلى ربه (الوحدة)) ) . قال أهل اللغة: - المأسور: المحبوس.

1333- أنبأ أحمد بن زاهر الطوسي –قدم علينا- أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم، ثنا قتيبة، ثنا ليث، عن سعيد [بن أبي سعيد] ، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبي قتادة، أنه سمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنه قام فيهم فذكر لهم أن الجهاد في سبيل الله والإيمان بالله أفضل -[152]- الأعمال، فقام رجل فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قتلت في سبيل الله يكفر عني خطاياي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أيكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا الدين، فإن جبريل –عليه السلام- قال ذلك)) . في هذا الحديث تشديد أمر الدين والترهيب منه.

1334- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، ثنا أبي، ثنا حيوة –وذكر آخر- قالا: ثنا سالم بن غيلان التجيبي، أنه سمع دراجاً أبا السمح، أنه سمع أبا الهيثم، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أعوذ بالله من الكفر والدين، قال رجل: يا رسول الله أتعدل الدين بالكفر؟ قال: نعم)) .

1335- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن غالب، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن جابر الجعفي وإسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن سمرة بن جندب –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الصبح فقال: ((أها هنا أحد من بني فلانٌ؟ فإن صاحبكم قد احتبس عن باب الجنة بدين عليه)) .

1336- أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحسين الناصحي –قدم علينا- أنبأ أبو سعيد: محمد بن موسى الصيرفي، ثنا أبو عبد الله: محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا يحيى بن منصور، ثنا سويد بن نصر، ثنا ابن المبارك، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما تزال نفس المؤمن معلقة ما كان عليه دين)) .

1337- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا أبو عوف، عبد الرحمن بن مرزوق البزوري، ثنا روح بن عبادة، ثنا صالح بن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ في صلاته من المغرم قال: ((إن الغارم إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف)) .

1338- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ أحمد بن عمرو بن السراج، ثنا ابن وهب، قال حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: ((اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء)) .

فصل في الترغيب في تعجيل قضاء الدين

فصل في الترغيب في تعجيل قضاء الدين 1339- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو الحسين الخداش، ثنا أبو مريم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الحبسي بالكوفة، ثنا محمد بن أبي عبيدة، ابن معن المسعودي قال: حدثني أبي، عن الأعمش، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله قال: ((ادانت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة درهم، فقال لها أهلها: أتستدينين وليس عندك ما تقضين؟ قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ادان ديناً وهو يحدث نفسه بقضائه أعانه الله عليه)) .

1340- قال: وثنا محمد بن أبي عبيدة قال: حدثني أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجلٌ أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه تمراً كان له عليه فتشدد عليه الأعرابي وقال: أحرج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه فقالوا: ويحك تدري من تكلم، فقال: إني طالب حق فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا هل -[155]- مع صاحب الحق كنتم!!! ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: إن كان عندكم تمراً فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك، فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله، فأقرضته فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت أوفى الله لك، قال: أولئك خيار الناس، أنه لا قدست أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه غير متعتع)) . غير متعتع: أي بغير مشقة تلحقه.

1341- أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الفقيه، أنبأ محمد بن علي بن عمرو الحافظ، أنبأ أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، ثنا يونس بن محمد، ثنا الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، قال: ائتني بشهداء أشهدهم. قال: كفى بالله شهيداً، قال: ائتني بكفيل، قال: كفى بالله وكيلاً قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته ثم التمس مركباً يقدم عليه للأجل الذي أجله فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة معها إلى صاحبها ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر ثم قال: اللهم إنك قد علمت أني استسلفت فلاناً ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً فرضي بك، وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً فرضي بك، وأني قد جهدت أن أجد مركباً أبعث فيها إليه بالذي أعطاني فلم أجد مركباً وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يطلب مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً يجيئه -[156]- بماله فإذا الخشبة التي فيها المال فأخذها حطباً، فلما كسرها وجد المال والصحيفة، وقدم الرجل الذي كان تسلفه منه فأتاه بألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلي بشيء؟ قال: ألم أخبرك أني لم أجد مركباً قبل هذا الذي جئت فيه؟ قال: فإن الله أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة، فانصرف بالألف راشداً)) . المركب: السفينة، قوله: زجج موضعها: أي سواها، وقيل: جعل فيها زجاً، وولجت: دخلت.

فصل

فصل 1342- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف السمسار، أنبأ علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عمران بن عبدٍ المعافري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل دين مأخوذ من حسنات صاحبه إلا من أدان في ثلاث: رجل ضعفت قوته في سبيل الله فتقوى على عدوه بدين فمات ولم يقض، ورجل مات عنده رجل مسلم فلم يجد ما يكفنه إلا بدين فمات ولم يقض، ورجل خاف على نفسه العزوبة فاستعف بنكاح امرأةٍ بدين ولم يقض، فإن الله –عز وجل- يقض عنهم)) .

1343- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو علي: الحسن بن العباس الجوهري البغدادي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا الفضل بن دكين، ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: ((أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ليصلي عليها، فتقدم ليصل، فالتفت إلينا فقال: هل على صاحبكم دين؟ قالوا: نعم، قال: هل ترك من وفاء؟ قالوا: لا، قال: صلوا على صاحبكم، قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: علي دينه يا رسول الله، فتقدم فصلى عليه. فقال: جزاك الله يا علي خيراً، كما فككت رهان أخيك، ما من مسلم فك رهان أخيه إلا فك الله رهانه يوم القيامة)) .

1344- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا أبو عمر بن مهدي، أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن عبد الحميد، عن صهيب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصدق امرأة صداقاً وهو مجمع أن لا يوفيها إياه ثم مات ولم يوفها إياه، لقي الله وهو زانٍ، من ادان ديناً وهو مجمع على ألا يؤديه إلى صاحبه لقي الله –عز وجل- وهو سارق)) .

1345- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن شاذان، أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا جندل بن والق، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن جاهدت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، فقتلت. أدخل الجنة؟ قال: نعم. فلما ولى، قال: إلا أن يكون عليك دين ليس عندك قضاؤه)) .

فصل

فصل 1346- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ خيثمة، ثنا أبو قلابة، ثنا بشر بن عمر، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- قال: ((استسلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفاً، فآتاه مال البحرين، فأرسل إلى ابن أبي ربيعة فقال: هاك مالك، بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والوفاء)) . السلف: القرض، الوفاء: حسن قضاء الدين.

1347- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا خالد بن الحارث، ثنا شعبة، عن سلمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: -[159]- ((أن رجلاً كان له على النبي صلى الله عليه وسلم بعير، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فأغلظ له، فهم به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لصاحب الحق مقالاً، اشتروا له سناً فأعطوها إياه. قالوا: لا نجد إلا سناً أفضل من سنه، قال: فاشتروها فأعطوها إياه، فإن خيركم أو من خيركم أحسنكم قضاءً)) .

فصل في الترغيب في الإنظار وحسن التقاضي

فصل في الترغيب في الإنظار وحسن التقاضي 1348- أخبرنا أبو الحسن بن أيوب ببغداد، أنبأ محمد بن عمر بن بكير، ثنا أحمد بن يوسف، ثنا محمد بن العباس، ثنا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة قال: أخبرني أبو جعفر، عن محمد بن كعب، عن أبي قتادة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نفس من غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة)) .

1349- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة؛ ثنا المحاملي، ثنا أبو يحيى: محمد بن عبد الرحيم صاعقة، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا إسرائيل بن يونس، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غفر لرجل ممن كان قبلكم كان سمحاً إذا باع سمحاً إذا اقتضى)) .

1350- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ -[161]- عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا عمرو بن يزيد الجرمي، ثنا غندر، ثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلاً مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل فإما ذكروا وإما ذكر. قال: إني كنت أبايع الناس، وكنت أنظر المعسر، وأتجوز في السكة، أو في النقد، فقال أبو مسعود: وأنا سمعته)) . الإنظار: تأخير الأجل، والتجوز: المساهلة والمسامحة.

باب الذال

باب الذال باب في الترغيب في ذكر الله تعالى 1351- أخبرنا طراد بن محمد بن علي الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان البردعي، نا ابن أبي الدنيا، أنبأ هارون بن معروف، نا أنس بن عياض، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن زياد بن أبي زياد، عن أبي بحرية، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من إعطاء الذهب والورق، وإن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم، قالوا: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله -عز وجل-)) . قال: وقال معاذ بن جبل: ما عمل أحد من عملٍ أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله -عز وجل-.

1352- قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا علي بن الجعد، وسعيد بن سليمان قالا: ثنا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن -[163]- قيس السكوني، عن عبد الله بن بسر المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتى أعرابيان النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، وقال الآخر: أي الأعمال أفضل؟ قال: أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله تعالى)) .

1353- أخبرنا الحسين بن علي الطبري بمكة –حرسها الله- نا إسماعيل الصابوني، نا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، نا يوسف بن عاصم الرازي، نا أبو موسى: محمد بن المثني، نا صفوان بن عيسى، نا بشر بن رافع، عن أبي عبد الله [الدوس ابن عم أبي هريرة قال: قال] أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبق المفردون، قيل: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: المتهترون في ذكر الله يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافاً)) .

1354-[.. ..] ثنا أبو عبد الله الجرجاني، ثنا أبو طاهر النيسابوري، نا أبو البختري (ح) . قال أبو عبد الله الجرجاني، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، نا أحمد بن عبد الحميد الحارثي، قالا: نا أبو أسامة، نا بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: ((كسفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقام فزعاً يخشى أن تكون الساعة، حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط، ثم قال: إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته، -[164]- ولكن الله –تعالى- يرسلها يخوف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئاً فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره)) .

1355- أخبرنا محمد بن علي بن جولة، نا أبو عبد الله الجرجاني، أخبرنا حاضر بن أحمد الطوسي، نا محمد بن حماد الغازي، نا وكيع، عن أسامة بن زيد الليثي، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر الخفي)) .

1356- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، نا محمد بن إبراهيم بن جعفر، نا محمد بن يعقوب، نا أحمد بن عبد الحميد، نا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل البيت الذي يذكر الله –عز وجل- فيه والبيت الذي لا يذكر الله –عز وجل- فيه مثل الحي والميت)) .

1357- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليمان، ثنا أبو بكر بن أبي نصر، نا أحمد بن بندار بن إسحاق، نا محمد بن زكريا، نا محمد بن كثير، نا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي ظبية الشامي، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بات على طهارةٍ على ذكرٍ ثم تعار من الليل لا يسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه)) . -[165]- تعار: أي هب من نومه واستيقظ.

فصل

فصل 1358- أخبرنا عبد الملك بن عبد الله الدشتي بنيسابور، ثنا أبو طاهر الزيادي، ثنا أبو طاهر: محمد بن الحسين البزاز، نا أبو قلابة الرقاشي، نا معاذ بن فضالة، نا هشام بن أبي عبد الله، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان، فقال الملك: اختم بخير، وقال الشيطان: اختم بشر، فأيهما قضى الله –عز وجل- فإن ذكر الله طرد الملك الشيطان، فإذا أصبح ابتدره ملك وشيطان، فقال الملك: افتح بخير، وقال الشيطان: افتح بشر، فإن ذكر الله طرد الملك الشيطان، وظل الملك يكلؤه)) . قوله: [] (¬1) . ¬

_ (¬1) ما بين المعقوفتين: مقدار سطر طمس غير واضح.

1359- أخبرنا أبو القاسم: يحيى بن أحمد بن محمد ببغداد، أنبأ أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، نا محمد بن عبد الله الشافعي، نا الحارث بن محمد، نا روح، نا ابن جريج، أخبرني عطاء، أنه سمع جابراً بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها -[166]- شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم)) . جنح الليل: إذا أقبل ظلامه، وإيكاء القربة: أن يشد فمها بخيط، خمر: أي غطي، ولو أن تعرضوا عليها: أي تنصبوا عليها بالعرض.

1360- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي بمكة –حرسها الله-، وأنبأ محمد بن الحسين بن الفضل، نا إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن عرفة، حدثني يحيى بن سليم الطائفي قال: سمعت عمران بن مسلم وعباد بن كثير يحدثان عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين مثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحاق من الصديد، وذاكر الله في الغافلين يعرفه الله مقعده في الجنة، وذاكر الله في الغافلين يغفر له بعدد كل فصيحٍ وأعجم)) . قال: الفصيح: بنو آدم، والأعجم: البهائم، قوله: من الصديد –هكذا في كتابي بالدال، وفي كتاب غيري: من الضربر، بالضاد المعجمة والباء- قال أهل اللغة: صرد يصرد صرداً: إذا وجد البرد، ورجل مصراد: لا يصبر على البرد، وقالوا: والضربر: الثلج، وقيل: الصقيع، يقال: ضربت الأرض فهي مضروبة إذا أصابها الصقيع، وتفسير الفصيح والأعجم في الحديث من كلام الراوي.

فصل

فصل 1361- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، نا أحمد بن موسى -[167]- الحافظ، نا أحمد بن محمد بن زياد، نا يحيى بن أبي طالب، ثنا كثير بن هشام، ثنا عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيب، حدثني الحكم بن عمرو صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: من نام على تسبيح أو تهليل أو تمجيد يبعث عليه يوم القيامة.

1362-[.. ..] هارون الوراق بنيسابور، نا أبو سعد.. .. النضروي: عمر بن إبراهيم بن مردويه الكرخي بها، نا أبو سعيد جعفر البصيري، نا أحمد بن سعيد الثقفي، نا سفيان بن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح وأمسى ولسانه رطب من ذكر الله –عز وجل- يمسي ويصبح وليس عليه خطيئة)) .

فصل

فصل 1363- أنبأ عمر بن الحسن بن سليم، أنبأ علي بن عمر بن إسحاق الهمذاني، أنبأ أبو بكر: -أحمد بن محمد بن إسحاق السني، نا أبو بكر بن مكرم، نا عبد الأعلى بن حماد، نا يعقوب بن عبد الله، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أوصني، قال: عليك بتقوى الله إنه جماع كل خير، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين، وعليك بذكر الله –عز وجل- وتلاوة كتابه فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء، واخزن لسانك إلا من خيرٍ، فإنك بذلك تغلب الشيطان)) .

1364- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، نا إبراهيم بن خرشيذ قولة، أنبأ عمر بن أحمد القطان، نا محمد بن إسماعيل الحساني، نا أبو سفيان الحميري، عن الضحاك بن حمزة، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه –عز وجل- قال: ((من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين)) .

1365- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا أحمد بن موسى، نا أحمد بن جعفر بن أحمد ومحمد بن أحمد بن الحسن الثقفي قالا: ثنا عبد الله بن عمران، نا إسحاق بن سليمان الرازي، عن معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يفضل الذكر الذي لا يسمعه الحفظة على الذكر الذي يسمعه الحفظة سبعين ضعفاً)) .

1366- أخبرنا طراد بن محمد بن علي الزينبي، ثنا أبو الخير بن [] ، ثنا الحسين بن صفوان، نا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا محمد بن الفرج، نا محمد بن الزبرقان، عن ثور بن يزيد، عن أبي بكر والضحاك كلاهما من أهل الشام قالا: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أهل المسجد خير؟ قال: أكثرهم -[169]- ذكراً لله –عز وجل- قال: فأي أهل الجنة خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله، قال: فأي الحجاج خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله، قال: فأي المجاهدين خير؟ قال: أكثرهم ذكراً لله تعالى)) . [.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ذهب الذاكرون لله بالخير كله)) .

1367- قال وثنا ابن أبي الدنيا، نا عبد الرحمن بن صبيح [الأزوي] حدثني عبد الرحمن المحاربي، عن الأحوص بن حكيم، عن عبد الله بن علي، عن أبي أمامة رفعه قال: ((من صلى الفجر ثم ذكر الله –عز وجل- حتى تطلع الشمس لم تمس النار جلده أبداً)) .

1368- قال وحدثنا ابن أبي الدنيا، نا أبو بكر بن إسحاق، نا سعيد بن سليمان، نا إسماعيل بن زكريا، ثنا سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون التميمي، قال: أتيت الحسن بن علي –رضي الله عنه- فقال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى صلاة الفجر ثم قعد في مجلسه حتى تطلع الشمس ستره الله –عز وجل- من النار، وستره الله –عز وجل- من النار، وستره الله –عز وجل- من النار)) .

1369- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، نا محمد بن يزيد العجلي أبو هاشم، نا المحاربي، نا حصين بن منصور الأسدي، عن ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، له الحمد، يحيي ويميت، بيده الملك، وهو على كل شيء قدير عشر مرات: أعطي بهن سبع خصال، كتب له بهن عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حرزاً من المكروه، وعصمة من الشيطان، ولم يلحقه في ذلك اليوم ذنب إلا الشرك بالله –عز وجل- ومن قالهن بعد المغرب أعطي مثل ذلك حتى يصبح)) .

فصل

فصل 1370- أخبرنا إسماعيل بن عبد المصور اليماني، ثنا سعد بن علي، ثنا علي بن محمد الحنائي، أنا صدقة بن المظفر الأنصاري، نا محمد بن داود الرقي قال: سمعت الجريري يقول: ((كان [] إذا قام قال: الله، وإذا قعد قال: الله فعثر يوماً عشرةً فانقطعت إصبعه فانكتب في الأرض الله ألف لام لام هـ)) .

1371- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو سعيد النقاش، ثنا الوليد بن أحمد بن الوليد، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا الحسن بن حماد، ثنا الجعفي، عن ابن السماك قال: ((رأيت مسعراً في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: مجالس الذكر)) .

فصل في فضل مجالس الذكر

فصل في فضل مجالس الذكر 1372- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن موسى، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي قال: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((المجالس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب، فالغانم الذي يكثر ذكر الله في مجلسه، والسالم الذي يسكت لا له ولا عليه، والشاجب الذي يكون كلامه وعمله في معصية الله –عز وجل-)) .

1373- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبيد بن الحسن، ثنا سليمان بن داود، ثنا -[172]- عبد الله بن وهب، ثنا عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المجالس ثلاثة: سالم وغانم وشاجب. قال سليمان: السالم: الساكت، والغانم: الذي يذكر الله، والشاجب: الذي يخاصم)) . قال أهل اللغة: الشاجب: الهالك.

1374- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا محمد بن عبيد الله البغوي، ثنا عبد الله بن عوف الخزاز، ثنا أبو عبيدة الحذاء، ثنا محمد بن ثابت البناني قال: سمعت أبي: يحدث عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ وقال: مجالس الذكر)) .

1375- قال الشيخ قرئ على أبي عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق –وأنا أسمع- أخبركم والدك أبو عبد الله: محمد بن إسحاق، أنبأ جعفر بن محمد بن هشام الكندي بدمشق، ثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا أبو شيبة المقدسي: شعيب بن زريق، عن عطاء الخراساني، عن الحسن البصري، عن أبي رزين العقيلي –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا رزين: ألا أدلك على ملاك الأمر الذي تصيب به خير الدنيا والآخرة؟ قال: بلى، قال: عليك بمجالس الذكر، وإذا خلوت -[173]- فحرك لسانك بذكر الله –عز وجل- ما استطعت وأحب لله وأبغض لله، يا أبا رزين: أشعرت أن الرجل إذا خرج من بيته زائراً أخاه في الله –عز وجل- شيعه سبعون ألف ملك يصلون عليه. يقولون: -ربنا إنه قد رحل فيك فصله، فإن استطعت أن تعمل جسدك في ذلك فافعل)) .

فصل

فصل 1376- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، ثنا علي بن عيسى بن عبدويه وعلي بن محمد بن نصر قالا: ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله ملائكة فضلاً يبتغون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلساً فيه ذكر جلسوا معهم حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء، فيسألهم الله وهو أعلم فيقول: من أين جئتم؟ فيقولون: -أتيناك من عند عبادٍ لك في الأرض يحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويسبحونك ويسألونك، قال: وما يسألون؛ قالوا: يسألون جنتك، فيقول: وهل رأوا جنتي؟ فيقولون: لا أي رب. فيقول: كيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيروني؟ فيقولون: من نارك، قال: فيقول: وهل رأوا ناري؟ قال: فيقولون: لا يا رب. قال: فيقول: كيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: يقول: قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا فيقولون: فيهم عبدك الخطاء إنما مر فقعد، فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)) .

1377- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله –عز وجل- ملائكة فضلاً عن كتاب الله يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله –عز وجل- يتبادرون: هلم إلى حاجتكم فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم ربهم –عز وجل- وهم أعلم منهم-: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يكبرونك ويسبحونك ويمجدونك ويحمدونك، قال: وهل رأوني؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوك، قال: فيقول: كيف لو أنهم رأوني؟ قال: فيقول: لو رأوك كانوا لك أشد عبادةً وأشد تحميداً وتمجيداً وأكثر لك تسبيحاً فيقول: - ما يسألوني؟ فيقولون: يسألونك الجنة؛ فيقول-: وهل رأوها؛ فيقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: -فكيف لو رأوها؟؛ فيقولون: لو رأوها كانوا عليها أشد حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً فيقول: مم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد منها هرباً وأشد منها مخافةً، قال: فإني أشهدكم أني غفرت لهم، فيقول ملك من الملائكة: إن فيهم فلاناً ليس منهم إنما جاء لحاجةٍ، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)) .

1378- قال: -وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عمرو بن محمد -[175]- الناقد، ثنا مرحوم بن عبد العزيز العطار، ثنا أبو نعامة السعدي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي سعيد الخدري قال: ((خرج معاوية بن أبي سفيان على أصحابه فقال: -ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله –عز وجل-. قال: والله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك. قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلتي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثاً عنه مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم يذكرون الله –عز وجل- فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله –عز وجل- وما من به علينا من الإسلام، وهدانا بك، فقال: والله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: -والله ما أجلسنا إلا ذاك قال-: أما إني أستحلفكم تهمة لكم، ولكن جبريل أتاني فأخبرني أن الله –عز وجل- يباهي بكم الملائكة)) .

1379- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ علي بن محمد بن نصر، وأحمد بن إسحاق، قالا: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد بن مسرهد، ثنا أبو الأحوص: سلام بن سليم، ثنا أبو إسحاق، عن الأغر أبي مسلم قال: أشهد علي أبي سعيد وأبي هريرة –رضي الله عنهما- قالا: نشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: ((ما جلس قوم يذكرون ربهم إلا حفت بهم الملائكة، ونزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده)) .

1380- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن أجلس مع قوم يذكرون الله –عز وجل- من غدوةٍ إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس)) .

1381- قال: -وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة أن خالد بن عبد الله بن صفوان أخبره، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس ارتعوا في رياض الجنة، قيل: يا رسول الله؛ وما رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر، قال: اغدوا وروحوا واذكروا، من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله –عز وجل- فلينظر كيف منزلة الله عنده، فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه)) .

فصل في الترهيب من ترك الذكر

فصل في الترهيب من ترك الذكر 1382- أخبرنا الحاجب أبو الحسن بن العلاف ببغداد، أنبأ أبو الحسن الحمامي المقري، أنبأ إبراهيم بن أحمد القرميسيني بالموصل، -[177]- قال: قرئ على أبي العلاء: محمد بن أحمد بن جعفر الكوفي قال: حدثكم عمر بن السكن الواسطي، ثنا محمد بن يزيد، عن عبد الرحمن بن زياد عن خديج بن صومي الحميري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الغفلة في ثلاثٍ: الغفلة عن ذكر الله، والغفلة من لدن يصلي صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس، وأن يغفل الرجل عن نفسه في الدين حتى يركبه)) .

1383- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو القاسم: الحسن بن محمد بن حبيب، ثنا ابن مطر، ثنا جعفر بن محمد بن المستفاض، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا يزيد بن يحيى القرشي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعةٍ مرت بهم لم يذكروا الله –عز وجل- فيها)) .

1384- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان، ثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[178]- ((ما اجتمع قوم في مجلسٍ فتفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرةً يوم القيامة)) .

1385- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا حامد بن سهل، ثنا معل بن أسد، ثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار وكان ذلك المجلس عليهم حسرةً)) .

1386- وأخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو عاصم، ثنا محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اضطجع مضجعاً لم يذكر الله فيه، كانت عليه فيه ترة يوم القيامة، ومن قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت عليه فيه ترة يوم القيامة ومن مشى ممشىً لم يذكر الله فيه كانت عليه فيه ترة يوم القيامة)) . قوله: ترة: أي خسران ونقص.

فصل

فصل 1387- أنبأ أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، -[179]- أنبأ عمر بن الربيع بن سليمان، ثنا بكر بن سهيل، ثنا عبد الله بن يوسف (ح) . قال أبو عبد الله، وأنبأ محمد بن يعقوب البيكندي، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا عبد الله بن مسلمة، قالا: ثنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالسٌ في المسجد والناس معه إذا أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأما أحدهما فرأى فرجةً في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهباً، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن الثلاثة النفر، أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيى الله فاستحيى الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه)) .

فصل

فصل 1388- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا أبو بكر محمد بن علي بن حمويه الواعظ، أنبأ محمد بن الحسن بن حسنويه، ثنا محمد بن عبدٍ السمرقندي، ثنا عصام بن يوسف، ثنا سفيان الثوري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم)) .

1389- أنبأ طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا علي بن إشكاب، ثنا أبو النضر، ثنا أبو عقيل، عن عبد الله بن يزيد، عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ذكر الله شفاء، وإن ذكر الناس داء)) .

1390- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أحمد بن يحيى، ثنا نصر بن حماد، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: ((كان رجل يجالس أهل الذكر فتركهم فأتي في منامه فقيل له: أتركتهم وقد غفر لهم أكثر من سبعين مرة، قال: فعاد إليهم)) .

فصل

فصل 1391- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار –سنة خمس وسبعين- أنبأ جعفر بن محمد الفقيه، أنبأ أبو عمر: أحمد بن الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن يونس الضبي، ثنا الأحوص بن جواب، ثنا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: ((لما نزل في الذهب والفضة ما نزل، قال المهاجرون: فأي المال نكنز؟ فقال عمر –رضي الله عنه-: أنا أسأل لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله، -[181]- فقال: لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وزوجةً مؤمنةً تعين أحدكم على دينه)) .

1392- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا إبراهيم بن راشد، عن يعقوب بن محمد الزهري، ثنا محمد بن عامر بن خارجة بن عبد الله بن سعد بن أبي وقاص، عن محمد بن عبد الملك بن زرارة الأنصاري، عن أبي عبد الرحمن الشامي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: ((أكثروا ذكر الله –عز وجل- على كل حال فإنه ليس عملٌ أحب إلى الله –عز وجل- ولا أنجى للعبد من ذكر الله –عز وجل- في الدنيا والآخرة)) .

1393- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا يعقوب بن عبيد، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ العوام بن حوشب، عن عمرو بن عبسة –رضي الله عنه- قال: ((من أوى إلى فراشه وهو طاهر فذكر الله –عز وجل- حتى تغلبه عيناه – وكان أول ما يقول إذا استيقظ: سبحانك لا إله إلا أنت اغفر لي. إلا انسلخ من خطاياه كما تنسلخ الحية من جلدها)) .

1394- أخبرنا أبو محمد: رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، أنبأ أبو الحسين بن منصور، ثنا إسرائيل عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: ((إن الرجل وعبده ليدخلان الجنة، فيكون عبده أرفع منه، فيقول: رب هذا كان عبدي في الدنيا، فقال: إنه كان أكثر ذكراً لي منك)) .

فصل

فصل 1395- أخبرنا أبو حفص: عمر بن الحسن بن سليم، أنبأ علي بن عمر بن إسحاق الهمداني، أنبأ أبو بكر: أحمد بن محمد بن إسحاق السني، قال: أخبرني محمد بن سعيد البزوري، ثنا عبد الله بن أيوب، ثنا روح بن عبادة، ثنا الأشعث، عن الحسن أن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: ((يا رسول الله: أوصني، قال: إن قدرت أن تموت يوم تموت ولسانك رطب من ذكر الله فافعل)) .

1396- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن مسعر، عن عون بن عبد الله قال: قال عبد الله –رضي الله عنه-: ((إن الجبل لينادي الجبل باسمه: أمر بك اليوم أحد يذكر الله –عز وجل-؟ فإذا قال: نعم، استبشر)) .

1397- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا خلف بن هشام، ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال: قال مسروق: ((إذا كان قلب العبد في ذكر الله فهو في صلاةٍ وإن كان في سوقٍ)) .

1398- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا علي بن مسلم، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: ((ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله –عز وجل-)) .

باب الراء

باب الراء باب الترهيب من الربا 1399- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق بن العباس، ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، ثنا يحيى بن محمد الجاري، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن مسلم بن الوليد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: ((صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: لا أقسم، لا أقسم ثم نزل، فقال: أبشروا أبشروا، من صلى الصلوات الخمس، واجتنب الكبائر السبع نودي من أبواب الجنة: ادخل -قال عبد العزيز: لا أعلمه إلا قال: ((بسلام)) - فسمعت عمر بن عبد العزيز يسأل عبد الله بن عمرو: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن؟ قال: نعم، عقوق الوالدين، وإشراك بالله، وقتل النفس، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، وأكل الربا)) .

1400- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا السري بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن رشيد، ثنا مجاعة بن الزبير، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لما عرج به إلى السماء نظر في سماء الدنيا، فإذا رجال بطونهم كأمثال البيوت العظام قد مالت بطونهم وهم منضدون على سابلة آل فرعون، يوقفون على النار كل غداة وعشي، يقولون: ربنا لا تقم الساعة أبداً. قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء أكلة الربا من أمتك لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)) . قوله (منضدون) : أي طرح بعضه على بعض: و (السابلة) : المارة أي يتوطؤهم آل فرعون الذين يعرضون على النار كل غداة وعشي.

1401- قال: وأنبأ أحمد بن موسى، ثنا علي بن الحسين بن محمد، ثنا أحمد بن الحسن بن سعيد، ثنا أبي، ثنا حصين بن مخارق، عن حمزة الزيات، عن أبان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي آكل الربا يوم القيامة مخبلاً يجر شقه، ثم قرأ: {لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} )) . -[186]- (الخبل) : الجنون و (المخبل) : المفلوج. وقوله: ((الذي يتخبطه الشيطان من المس)) أي: يستولي عليه الشيطان فيصرعه فيجن.

1402- أنبأ محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا هارون بن سليمان، ثنا روح بن عبادة، ثنا عوف، عن أبي رجاء، عن سمرة بن جندب –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقول لأصحابه: هل رأى منكم أحد رؤيا؛ فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداةٍ: إنه أتى الليلة آتيان، إنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما وإذا رجل مضطجع وإذا آخر قائم بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة فيثلغ رأسه فيتهدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فما يرجع إليه حتى يصح رأسه فيعود عليه فيفعل به كما فعل المرة الأولى. قال: قلت: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق. فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي فمه وإذا هو يشرشر شدقه إلى قفاه وعينيه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ذلك فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح الجانب الأول. كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى، فقلت: سبحان الله ما هذا؟! قالا: انطلق، انطلق. فانطلقنا فأتينا على مثل بناء التنور –قال عوف: وأحسبه أنه قال: فإذا فيه لغط وأصوات- قال: فانطلقنا فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا هم أتاهم ذلك اللهب ضوضوا قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق، انطلق قال: فانطلقنا -[187]- وأتينا على نهر –أحسبه قال: أحمر- مثل الدم وإذا رجل يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا السابح يسبح، ثم يأتي الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً، ثم ينطلق، فكلما رجع إليه فغر فاه فألقمه حجراً. قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق. قال: فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلاً وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها قال: قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق، انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على روضة معشبة فيها من كل لون الربيع وإذا بين ظهراني الروضة رجل قائم طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء وإذا حوله أكثر ولدان رأيتهم قط قال: قلت: ما هذه؟ وما هؤلاء؟ قال: قالا: انطلق، انطلق فانطلقنا، فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها فقالا لي: ارق فيها. فارتقينا فيها، فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبنة من ذهب ولبنة من فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتح لنا فدخلناها فتلقانا فيها رجال شطر خلقهم كأحسن ما رأيت، وشطر خلقهم كأقبح ما أنت راءٍ فقالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا نهر معرض يجري كأنه ماءه المحص في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا فذهب ذلك السوء عنهم، وصاروا في أحسن صورة قال: قالا لي: هي جنة عدن، وهذا منزلك. قال: فسما بصري في السماء صاعداً فإذا قصر مثل الربابة البيضاء فقالا لي: هذا منزلك. فقلت لهما: بارك الله فيكما ذراني فلأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قال: فقلت لهما: إني رأيت هذه الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك: أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه فإنه الرجل يأخذ القرآن ثم يرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعيناه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة -[188]- تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي يسبح في النهر فيلقم الحجر فإنه آكل الربا، وأما الرجل الذي عنده النار، الكريه المرآة فإنه ((مالك)) خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم –عليه السلام- وأما الولدان الذين حوله فإنه كل مولود مات على الفطرة، فقال بعض القوم: يا رسول الله: وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين، قال: وأما القوم الذين شطر خلقهم حسن، وشطر خلقهم قبيح؛ فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً تجاوز الله عنهم)) . قوله: (يثلغ رأسه) : أي يشدخ ويشج. (ابتعثاني) : أقاماني. (يهوي بالصخرة) : يقصد الصخرة. (فيتهدهده الحجر) : فيتدحرج ويتدور. (يشرشر) : يشق. (ضوضوا) : ضجوا وصاحوا. (يفغر) : يفتح. (والمرآة) : المنظر. (اللغط) : الجلبة. (الدوحة) : الشجرة العظيمة. (وسما بصري) : أي ارتفع ونظر إلى فوق. (والربابة) : السحابة البيضاء. وقوله: (على الفطرة) : أي على الإسلام الذي قضي عليه في اللوح المحفوظ.

1403- وأخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ أبو علي بن شاذان، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عمرو بن عون الواسطي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن الركين بن الربيع بن عميلة، عن أبيه، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أكثر أحد من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلةٍ)) .

باب آخر الترهيب من الربا أيضا

باب آخر الترهيب من الربا أيضاً 1404- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن خليل بن ثابت، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا حماد –يعني ابن سلمة- عن علي بن زيد، عن أبي الصلت، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة أسري بي انتهينا إلى السماء ونظرت فوقي فإذا برعدٍ وبرقٍ وصواعق، ثم أتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات يرين خارجاً من بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، فلما نزلت إلى السماء الدنيا رأيت أسفل مني فإذا أنا بوهجٍ ودخان وأصواتٍ فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الشياطين يخرجون على أعين بني آدم، ألا يتفكروا في ملكوت السموات والأرض، ولولا ذلك لرأوا العجائب)) .

1405- قال: وأخبرنا أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن الجهم السمري، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب أن عمر –رضي الله عنه- قال: ((من آخر ما أنزل الله آية الربا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يفسرها لنا، فدعوا الربا والريبة)) .

1406- أخبرنا أبو نصر بن صاعد، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ محمد بن عبد الله الزبيري، ثنا سفيان، عن أبي قيس عن هذيل بن شرحبيل، عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والموشومة، والواصلة والموصولة، والمحل والمحلل له، وآكل الربا ومطعمه)) . قال الإمام (الواشمة) : التي تغرز اليد بإبرة، ثم تجعل فيها النيلج، (والموشومة) : التي يفعل بها ذلك، (والواصلة) : التي تصل شعرها بشعر غيرها، (والموصولة) : التي يفعل بها ذلك (والمحل) : الذي يتزوج المرأة ليحلها لزوجها الأول، (والمحلل له) : الذي يتزوج لأجله.

1407- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا يزيد بن هارون، -[191]- ثنا جرير بن حازم قال: سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن سمرة بن جندب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرضٍ فضاءٍ، فانطلقت معهما فإذا نهر دم فيه رجل، وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة فيقبل الرجل الذي في النهر، فإذا دنا ليخرج رمى في فيه فرجع إلى مكانه، فهو يفعل به ذلك، قلت: ما هذا؟ فقالا: أما الذي رأيت في النهر فذلك آكل الربا)) .

1408- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، ثنا عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن زياد، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا شبابة بن سوار، ثنا يونس، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي –رضي الله عنه- قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه والمحل والمحلل له)) .

1409- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن نضير، ثنا أبي، ثنا سليمان بن داود، ثنا ابن أبي زائدة، أنبأ عبد الله بن سعيد المقبري، عن جده عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الربا سبعون حوباً، أهونها وقوع الرجل على أمه، وأربى الربا وقوع الرجل في عرض أخيه)) . -[192]- الحوب: الإثم.

1410- قال: وأنبأ أحمد بن موسى، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي يقول: حدثني أبو مجاهد، عن ثابت، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الربا وعظم شأنه، فقال: الدرهم يصيبه الرجل من الربا أشد عند الله –عز وجل- من ستة ثلاثين زنية)) .

باب الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله –عز وجل-

باب الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله –عز وجل- 1411- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عاصم، ثنا أبو أسامة قال: حدثني طلحة بن يحيى، حدثني أبو بردة بن أبي موسى، عن أبي موسى –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل، فقيل: هذا فداؤك من النار)) .

1412- وأخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا إبراهيم بن محمد قال: ثنا أحمد بن علي، ثنا إبراهيم بن محمد بن عروة، ثنا حرمي بن عمارة، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوبٍ أمثال الجبال يغفرها الله –عز وجل- ويضعها على اليهود والنصارى - فيما أحسب قال -[194]- أبو روح هو حرمي بن عمارة -: لا أدري الشك مني أو منه قال أبو بردة: فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال: أبوك حدثك بهذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: نعم، وفي غير هذه الرواية: فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله ثلاث مرات أن أبا موسى حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديثان في صحيح مسلم. وفي ذلك رجاء عظيم للمؤمن إذ يدفع إليه فداؤه من الكفار فإن قيل: كيف يضع الله –تعالى- ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى، وقد قال الله –تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وقال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} ؟ وقالوا أيضاً: هذا يرده العقل. والجواب: إن الخبر إذا صح وجب قبوله، وقد قال الله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم} قال بعض العلماء: لله –تعالى- بالمسلمين من الألطاف ما لا يصل إليه أوهامهم ولا يتصورها عقولهم، ومن شديد النقمة للكفار ما لا يقدر قدره، وإذا جاز أن يكفر الإنسان مدة يسيرة فيعاقبه الله في النار أبد الأبد فلم لا يجوز أن يضع عليه من ذنوب المسلمين ما لم يفعله)) .

1413- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا عبد الله المنادي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، ثنا سعيد الجريري عن عقبة بن وساج قال: ((كان لأبي مسلم الخولاني جار يهودي يكنى فكان يمر به ويقول: يا أبا مسلم أسلم تسلم فيقول: إن لي ديناً خير من دينك، قال: فمر به ذات يوم وهو قائم يصلي، فلما انصرف قال له: يا أبا مسلم ألم أكن أدعوك إلى هذا الدين فتأبى علي؟ قال: بلى، ولكن قرأت في التوراة غير المبدلة: إن هذه الأمة تأتي يوم القيامة على ثلاثة أصناف، صنف يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، وصنف يحاسبون حساباً يسيراً، -[195]- ويبقى صنف أوزارهم على ظهورهم كأمثال الجبال، فيقول الله لملائكته: يا ملائكتي من هؤلاء! فيقولون: هؤلاء عباد من عبادك كانوا يشهدون أن لا إله إلا أنت، قال: فيقول تبارك وتعالى، خذوا أوزارهم وضعوها على المشركين فيدخلون الجنة)) .

1414- أخبرنا أبو نصر بن هارون بنيسابور، ثنا الإمام أبو عثمان الصابوني، إملاءً، أنبأ حاتم بن محمد بن يعقوب الهروي، ثنا أبو العباس الفربري، ثنا محمد بن الحسين بن سماعة، ثنا أبو نعيم قال: ((رأيت أعرابياً وقد أقبل بجنازة فقال: بخٍ بخٍ طوبى لك، فقلت: أعرابي أتعرفه؟ قال: لا، ولكن علمت أنه قدم على أرحم الراحمين)) .

فصل

فصل 1415- سمعت عبد الصمد بن أحمد بن أبي جابر النيسابوري قال: سمعت الإمام أبا عثمان الصابوني، قال: سمعت أبا بكر: محمد بن أحمد بن عبدوس قال: سمعت أبا بكر: محمد بن حمدون بن خالد يقول: سمعت أحمد بن الوليد أبا بكر البغدادي بالرملة يقول: سمعت سعيد بن نصير يقول: سمعت سيار بن حاتم يقول: سمعت جعفر بن سليمان الضبعي يقول: سمعت محمد بن المنكدر يقول: سمعت جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مر رجل فيمن كان قبلكم بجمجمةٍ فنظر إليها فقال: يا رب -[196]- أنت أنت وأنا أنا: أنت العواد بالمغفرة، وأنا العواد بالذنوب، ثم خر ساجداً فقيل له: ارفع رأسك، أنا العواد بالمغفرة، وأنت العواد بالذنب، فرفع رأسه فغفر له)) .

1416- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار (سنة خمس وسبعين) ، أنبأ أبو محمد: جعفر بن محمد بن جعفر الفقيه قراءة عليه في داره (سنة سبع وتسعين) ، ثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن محمد الحافظ، ثنا أحمد بن علي، ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن آخر من يدخل الجنة رجل يمشي على الصراط مرةً ويكبو مرة وتسفعه النار مرةً، فإذا التفت إليها قال: الحمد لله الذي نجاني منك لقد أعطاني الله –عز وجل- شيئاً لم يعطه أحداً من الأولين ولم يعطه أحداً من الآخرين، فترفع له شجرة فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها، ويقول الله –عز وجل-: يا ابن آدم لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله، وربه –عز وجل- يعلم أنه سيسأله غيرها، لأنه يرى ما لا صبر عليه، فيدنيه الله –عز وجل-: منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من تلك الشجرة الأولى فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله –عز وجل- يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ فيقول: بلى يا رب، ولكن هذه الشجرة لا أسألك غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه –عز وجل- يعلم أنه سيسأله غيرها، وربه –عز وجل- يعذره أنه يرى -[197]- ما لا صبر له عليه، فيدنيه الله –عز وجل- منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة على باب الجنة هي أحسن من الشجرتين الأوليين فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها وأشرب من مائها. ويقول الله –عز وجل-: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها. فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله –عز وجل-: لعلي إن أدنيتك منها أن لا تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه –عز وجل- يعلم أنه سيسأله غيرها، وربه –عز وجل- يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلني الجنة فيقول الله –عز وجل- أيسرك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: أي رب أتستهزئ بي، وأنت رب العالمين؟ قال: - لا أستهزئ بك، ولكني على ما أشاء قدير)) .

1417- أخبرنا أبو الحسين الهمداني، أنبأ أبو الحسن الفقيه، ثنا غياث، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا أبو بكر البغدادي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، نا جعفر بن عبد الصمد بن معقل قال: ((سمعت رجلاً يسأل عمي وهباً في المسجد الحرام فقال: حدثني عن زبور داود –عليه السلام- فقال: -وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يحبني أدخلته الجنة، يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يخاف عذابي لم أعذبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو مستحيي من معاصي أنسيت حفظته ذنوبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً ثم ندم حلب شاةٍ فاستغفرني مرةً واحدةً فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبط المطر إلى الأرض. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً -[198]- من عبادي أتاني بحسنةٍ واحدةٍ حكمته في جنتي. قال داود –عليه السلام-: إلهي من أجل ذلك لمن عرفك أن يقطع رجاءه منك. يا داود: إنما يكفي أوليائي السير من العمل كما يكفي الطعام من الملح. هل تدري يا داود متى أتولاهم؟ إذا طهروا قلوبهم من الشرك ونزعوا من قلوبهم الشك وعلموا أن لي جنةً وناراً وأنا أحيي وأميت وأبعث من في القبور، ولم أتخذ صاحبةً ولا ولداً، فإن توفيتهم بسير من العمل وهم يوقنون بذلك، جعلته عظيماً، هل تدري يا داود من أسرع الناس مراً على الصراط: الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري. هل تدري يا داود أي المؤمنين أحب إلي؟ الذي إذا قال: لا إله إلا الله اقشعر جلده، إني أكره له الموت كما يكره الوالد لولده، ولا بد له منه، إني أريد أن أسره في دار سوى هذه، فإن نعيمها فيها بلاء، ورخاءها فيها شدة فيها عدو ولا يألونهم فيه خبالاً، من أجل ذلك عجلت أوليائي إلى الجنة لولا ذلك ما مات آدم وولده حتى ينفخ في الصور. يا داود ما تقول في نفسك؟ تقول: قطعت عليهم عبادتهم، أما تعلم ما أتيت عبدي المؤمن على عثرةٍ يعثرها فكيف إذا ذاق الموت، وهو من أعظم المصيبات، وهو بين أطباق التراب. إنما أحبه طول ما أحبه لأعظم له الأجر، وأجري عمله أحسن ما كان يعمل إلى يوم القيامة. يا داود من أجل ذلك سميت نفسي: أرحم الراحمين)) .

باب الترغيب في الرضا بقضاء الله

باب الترغيب في الرضا بقضاء الله 1418- أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بقراءتي عليه ببغداد، أنبأ أبو عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا روح بن عبادة، ثنا محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده سعد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة ابن آدم رضاؤه بما قضى الله. من شقاوة ابن آدم تركه استخارة لله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله)) .

1419- أنبأ عبد الكريم الصحار، أنبأ أبو الفرج البرجي، ثنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، ثنا المقري، ثنا -[200]- سعيد، ثنا عياش بن عباس، عن مالك بن عمرو المعافري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا ابن مسعود لا تكثر همك، وما يقدر يكن، ما يرزق يأتيك)) .

فصل في الرضى ودرجة الراضي

فصل في الرضى ودرجة الراضي 1420- قال فضيل: الراضي لا يتمنى فوق منزلته.

1421- وقال أبو عثمان النيسابوري: منذ أربعين سنةً ما أقامني الله –عز وجل- في حال فكرهته ولا نقلني إلى غيره فسخطته.

1422- واشتكى عمران بن حصين –رضي الله عنه- بطنه سنين كثيرة فدخلوا عليه يعودونه فقالوا له: منعنا من الدخول عليك طول شكايتك فقال: لا تفعلوا ذلك، فإن أحبه إلى ربي أحبه إلي.

1423- وقال داود –عليه السلام- يا رب دلني على رضاك، فقال: رضائي في كراهيتك إلى أن ترضى، فإذا رضيت فإنك لا تكره بعده مقضياً.

1424- وقال أحمد بن عطاء: الرضى نظر القلب إلى قديم اختيار الله –عز وجل- للعبد أنه يختار له الأفضل فيرخي به.

1425- وسئل الجنيد عن الرضى فقال: رفع الاختيار.

1426- وقال ذو النون: الرضى سرور القلب بمر القضاء. وقيل: الرضا أن يكون قلب العبد ساكناً تحت حكمه. وروي أن الله –تعالى- بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.

1427- وقال المحاسبي: الرضا سكون القلب تحت جريان حكمه.

1428- وقال أبو عمر الدمشقي: الرضا نهاية الصبر.

1429- وقال الواسطي: الرضا هو النظر إلى الأشياء بعين الرضا حتى لا تسخط شيئاً إلا ما سخط مولاك.

1430- وقال يحيى بن معاذ، إن عذبني عذبني من أحبه، وإن نجاني نجاني من أحبه، رضيت بما يرضاه فإنه ربي –عز وجل-. وقيل في تفسير قوله: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} رضي الله عنهم بما كان سبق لهم من الله –تعالى- من العناية والتوفيق، ورضوا عنه، بما من عليهم بمتابعتهم لرسوله صلى الله عليه وسلم وقبول ما جاء به.

1431- وقال الجريري: ((من رضي بدون قدره، رفعه الله فوق غايته)) .

1432- وقال أبو تراب: ((ليس ينال الرضا من كان للدنيا عنده قدره)) .

1433- وقال أبو سليمان: ((رضي عن قوم فاستعملهم بعمل أهل الرضا، وسخط على قومٍ فاستعملهم بعمل أهل السخط)) . وأنشدوا: رضيت بما قسم الله لي ... وفوضت أمري إلى خالقي لقد أحسن الله فيما مضى ... كذلك يحسن فيما بقي

باب الترهيب من الرغبة في الدنيا وذمها

باب الترهيب من الرغبة في الدنيا وذمها 1434- أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر وأبو سهل: حمد بن أحمد بن عمر قالا: أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ أبو عبد الله: محمد بن يعقوب الشيباني، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن سليمان، أنبأ يزيد بن هارون، أنبأ عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع على حصير فأثر في جنبه فقلنا: يا رسول الله لو علمنا بسطنا تحتك شيئاً ألين من هذا، فقال: مالي وللدنيا وما أنا منها، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب سار حتى إذا كان من الظهيرة رفعت له شجرة فاستظل تحتها، حتى إذا كان العشي راح وتركها)) .

1435- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ أبو إسحاق، إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ أبو سعيد ابن الأعرابي بمكة، ثنا إبراهيم –هو ابن الوليد- الجشاش، ثنا -[203]- عبد الله بن الجراح القهستاني، ثنا عبد الملك بن عمرو، عن سفيان بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما كان لله –عز وجل-)) .

1436- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا هارون بن موسى الفروي، ثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة، عن المسور بن مخرمة أخبره، أن عمرو بن عوف –وهو حليف بن عامر بن لؤي - وكان شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه فوافت صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال: أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيءٍ، قالوا: أجل قال: فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم)) . قوله: (فوافت) : أي جاءت وحضرت، وقوله: (فتنافسوها) : أي فتتنافسوها، حذفت منها إحدى التاءين، ومعنى التنافس: التحاسد والحرص.

1437- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن خلف الوراق، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا عيسى بن حماد، أنبأ الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال: إني فرطكم وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها)) .

1438- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى، نا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم، ثنا محمد بن مثنى، ثنا وهب –يعني ابن جرير- ثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحدٍ، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات فقال: إني فرطكم على الحوض، وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة، إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم)) . قال عقبة: فكان آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر.

1439- أخبرنا أبو بكر: سعيد بن أحمد الواحدي، أنبأ أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا النضر بن شميل، أنبأ شعبة، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية: {ألهاكم التكاثر} قال: يقول ابن آدم: مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت)) .

1440- قال: وثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا النضر بن شميل، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: ((إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، ما أظنهما إلا مهلكاكم)) .

1441- أخبرنا أبو بكر: محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله، محمد بن إسحاق الحافظ، أنبأ أحمد بن مهران الفارسي، ثنا جامع بن سوداة، ثنا زياد بن يونس الإسكندراني الحضرمي، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[206]- ((من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى)) .

1442- أخبرنا أبو بكر: أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، ثنا علي بن بندار الصيرفي، ثنا عمر بن محمد أبو حفص الهمداني، ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا إسماعيل بن خالد، ثنا قيس بن أبي حازم قال: سمعت المستورد أخا بني فهر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما مثل الدنيا في الآخرة كرجل غمس يده في اليم ثم أخرجها فلينظر بم ترجع إليه)) .

1443- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، ثنا حفص بن عبد الرحمن، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى قبةً فقال: لمن هذه القبة؟ قلت: لفلان، قال: كل بناءٍ وبالٌ على صاحبه إلا بناء مسجدٍ، فأخبرت صاحبها فهدمها، ثم خرجت معه، فقال: يا أنس ما فعلت –يعني القبة- قلت: يا رسول الله أخبرته فهدمها، قال: رحمه الله)) .

1444- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، أنبأ محمد بن محمد بن حامد الترمذي، ثنا محمد بن حبال الصغاني، ثنا خالد بن يزيد العمري، ثنا سفيان الثوري، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)) .

فصل

فصل 1445- أخبرنا أبو الفتح، عمر بن محمد بن عمر بن علكويه، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا هارون بن سليمان، ثنا أبو داود، ثنا هشام، عن أبي حمزة قال: قال ابن مسعود –رضي الله عنه-: ((الدنيا دار من دار له، ومال من لا مال له، ويسعى لها من لا عقل له)) .

1446- أخبرنا أبو عمرو، عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا إسحاق بن عبد الله بن رين، ثنا حفص بن عبد الرحمن، ثنا المغيرة بن مسلم، عن أبان، عن الأحوص بن حكيم: ((أن أبا الدرداء –رضي الله عنه- بنى حشاً وهو بحمص، فبلغ -[208]- عمر –رضي الله عنه- أن أبا الدرداء بنى بناءً، قال: فكتب إليه: أن يا عريمر لك في بناء الروم وفارس ما يشغلك أن تبني وتجدد الدنيا، عزمت عليك بحقي عليك لما خرجت من حمص وخرجت إلى دمشق، فسيره)) . قوله (بنى حشاً) هذه الكلمة ما أراها محفوظة، وأظن الصواب بنى بناءً، والحش في اللغة: بستان النخيل، ولما بالتشديد: يعني إلا.

1447- أنبأ محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، ثنا أحمد بن الحسن بن أيوب، ثنا يعقوب بن أبي يعقوب، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: ((ما يصيب أحد من الدنيا شيئاً إلا نقص من درجاته عند الله، وإن كان عليه كريماً)) .

فصل

فصل 1448- أخبرنا سعيد بن أحمد الواحدي، أنبأ أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا النضر بن شميل، أنبأ عوف، عن أوفي بن دلهم، ثنا العلاء بن زياد قال: ((رأيت في النوم ناساً كثيراً قياماً على عجوز متغضنة الجلد عمشاء، عليها من كل زينةٍ، وإذا الناس معجبون بها، قال: فجئت فنظرت وتعجبت من نظر الناس إليها، قال قلت: ويلك من أنت؟ قالت: أما تعرفني؟ قلت: لا والله من أنت؟ قالت: أنا الدنيا، قلت لها: فإني أعوذ بالله من شرك، قالت: إن سرك أن يعيذك الله من شري فابغض الدراهم)) . المتغضنة: التي تكسر جلدها لكبرها، والغضون: مكاسر الجلد.

1449- أنبأ أبو عمرو، عبيد الله بن عمرو البجيري، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، أنبأ جعفر بن نصير، ثنا أحمد بن مسروق، ثنا الرياش، ثنا الأصمعي، ثنا أبو عمرو بن العلاء قال: ((قال أعرابي لأخيه وكان كثير المال: يا أخي، إن مالك إن لم يكن لك كنت له، فكله قبل أن يأكلك)) .

1450- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي علي، أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا محمد بن الفضيل قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((حزن الدنيا للدنيا يذهب بهم الآخرة، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة)) .

1451- أنبأ أبو القاسم بن أبي جابر التميمي –قدم علينا- قال: سمعت أبا عثمان الصابوني قال: حدثني أبو يعقوب: إسحاق بن إبراهيم العدل بهراة، ثنا محمد بن عمرو بن علي البصري قال: سمعت أبو الفرج الصوفي البغدادي يقول: سمعت أبا عمرو غلام ثعلب ينشد: قد نادت الدنيا على نفسها ... لو كان في العالم من يسمع كم واثق بالمال واريته ... وجامع فرقت ما يجمع

1452- وأخبرنا أبو القاسم بن أبي جابر قال: سمعت أبا عثمان الصابوني قال: أنشدني أبو الفضل، أحمد بن الحسن الهمذاني الملقب بالبديع لنفسه: أفٍ للدنيا الدنية ... خبثت فعلاً ونيه ولعيشٍ حشوه غم ... وعقباه منية

1453- قال: وسمعت أبا عثمان الصابوني قال: أنشدني إسحاق بن إبراهيم العدل قال: أنشدني عمر بن أبي عمر النوقاني لنفسه: طلق الدنيا ثلاثاً ... إنما الدنيا دنيه كل عيشٍ وإن ... امتد فعقباه منيه

فصل

فصل 1454- أخبرنا أبو بكر: محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو بكر الأخميمي، ثنا الوليد بن حماد، ثنا عبد الله بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان قال: حدثني أبي الفضل، عن أبيه عاصم، عن أبيه عمر، عن أبيه قتادة بن النعمان –رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل الله –عز وجل- علي جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورةٍ فقال: إن السلام يقرئك السلام يا محمد ويقول لك: إني أوصيت إلى الدنيا أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي، كي يحبوا لقائي، وتحببي وتسهلي وتوسعي وتصفي لأعدائي كي يكرهوا لقائي، فإني خلقتها سجناً لأوليائي وجنة لأعدائي)) .

1455- وأخبرنا أبو عمرو، عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو عمرو مولى بني هاشم، ثنا محمد بن أيوب الأنماطي بحلب، ثنا إبراهيم بن عبد الجبار المصري، ثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني، ثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: -[211]- ((من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان ممقوتاً في ملكوت السموات، ومن صبر على القوت الشديد صبراً جميلاً، أنزله الله من الفردوس حيث شاء)) .

1456- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أنبأ علي بن عياش، ثنا سعيد بن سنان قال: حدثني أبو الزاهرية، عن أبي شجرة، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً متلفعاً بعطاف، مسنداً بين رجلين من أهل بيته من أثر شكاةٍ كانت به، حتى أتى مقامه في المسجد فقال بيده للناس تأخروا ورددها ثلاثاً، فإنكم لا تقدمون الملائكة، ثم أقبل بوجهه على الناس وقال: إن ربي –عز وجل- قد رفع لي الدنيا وأنا أنظر إليها، وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة، كما أنظر إلى كفي هذه جليان من الله –عز وجل- لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما جلي للنبيين قبله، فسلوني رددها ثلاثاً، وايم الله لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به، فقضي أن أحداً لا يجترئ على مسألة رسول الله صلى الله عليه وسلم مرثية له من شكاته وهيبة له، فطفق باسطاً كفيه رجاء أن يسأله أحد، قال: أما إذا لم تسألوني فلا يلقى الله أحد يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلا أدخل الجنة ما لم يخلط معها غيرها، رددها ثلاثاً، فقال قائل من قاصية الناس: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! وما يخلط معها غيرها؟ قال: حب الدنيا، وأثرة لها وجمعاً لها، ورضى بها وعمل الجبارين)) . قوله: (متلفعاً) : أي مشتملاً، و (العطاف) : الرداء، و (الشكاة) : العلة، و (جليان) : أي إظهار وكشف، وقوله (من قاصية الناس) : أي من بعيد و (الأثرة) : الإيثار والاختيار، -[212]- و (المرثية) : الرحمة والشفقة.

1457- أخبرنا أبو الخير بن رزا، أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن السري، ثنا المنذر بن محمد بن المنذر قال: حدثني أبي، حدثني عمي، الحسين بن أبي الجهم، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن علي أبو أيوب الأفريقي قال: حدثني ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي، فقال: يا عبد الله بن عمر، كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك في الموتى)) . قال مجاهد: وقال لي عبد الله بن عمر: يا مجاهد إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وإذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء.

1458- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا إبراهيم بن الهيثم قال: حدثني عتبة بن السكن الفزاري، حدثني صفوان بن عمرو قال: حدثني شريح بن عبيد، أن أبا مالك الأشعري –رضي الله عنه- لما حضرته الوفاة قال لأناس من الأشعريين: ((ليبلغ شاهدكم غائبتكم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: حلاوة الدنيا مرارة الآخرة، ومرارة الدنيا حلاوة الآخرة)) .

باب الزاي

باب الزاي باب الترغيب في أداء الزكاة 1459- أنبأ أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا حفص بن عمرو الربالي، ثنا بهز بن أسد، ثنا شعبة قال: حدثني محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان، أنهما سمعا موسى بن طلحة يحدث عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه-: ((أن رجلاً قال: يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال القوم: ما له ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرب ما له، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعبد الله، ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم، ذرها. قال: كأنه كان على راحلته)) . قوله: أرب، خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ وخبره محذوف والتقدير: له أرب، وقوله: ما له إعادة لكلامهم على طريق الإنكار.

1460- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو طاهر -[214]- الزيادي، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا علي بن الحسن الدار بجردي، ثنا أبو جابر، ثنا الحسن بن أبي جعفر قال: حدثني محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي المنتفق –رضي الله عنه- قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى، فقالوا: هو بعرفات، فأتيت ومعه ركب من أصحابه، فلما دنوت منه قال لي أصحابه: إليك يا عبد الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأرب ما له: أي فحاجة ما له؟ قال: فجئت حتى اختلفت عنق راحلتي وراحلته، قال: قلت: يا رسول الله جئت أسألك عن عمل يدخلني الجنة وينجيني من النار، قال: فأكب رسول الله صلى الله عليه وسلم فظننا أنه ينتظر الوحي، ثم رفع رأسه فقال: لئن كنت أوجزت المسألة لقد أبلغت، فافقه ما يقال لك: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتصلي الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، ما أحببت أن يفعل الناس بك من خير فافعل بهم، وما كرهت أن يفعل الناس بك من شر فدع الناس منه، خلي زمام رحالتي)) . (الركب) : جمع راكب، وقوله: (فأرب ما له) : ما صلة زائدة والمعنى فأرب له، وقيل: ما هذه يقتضي التقليل، وقوله: (أوجزت) : الإيجاز: الاختصار، وقوله: (لقد أبلغت) : أي أتيت بكلام بليغ المعنى إن كنت اختصرت الكلام فقد بالغت في المعنى.

1461- أخبرنا أبو طاهر: عبد الله بن محمد الكيال، وأبو طاهر، أحمد بن أبي الربيع الإستراباذي قالا: أنبأ محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا محمد بن سنان، -[215]- ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا أبو جعفر الرازي، ثنا الربيع بن أنس، قال: سمعت أنس بن مالك –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فارق الدنيا على الإخلاص وعبادة الله لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فهذا الله عنه راضٍ)) . قال أنس –رضي الله عنه-: ((وهو دين الله الذي جاءت به الرسل، وبلغوه عن ربهم قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء، وتصديق ذلك في كتاب الله وفي آخر ما أنزل الله تعالى: {فإن تابوا} يقول: خلعوا الأوثان وعبادتها {وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} وقال في آيةٍ أخرى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} )) .

1462- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي بن عمرو الحافظ، ثنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا يحيى بن سعيد –وهو أبو حيان التيمي- وعن أبي زرعة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن أعرابياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! دلني على عملٍ إذا عملته دخلت الجنة، قال: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى رجلٍ من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)) .

1463- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، ثنا والدي، أنبأ محمد بن أيوب بن حبيب الرقي، ثنا هلال بن العلاء، ثنا حجاج بن محمد، عن شعبة، عن الحكم بن عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: ((قلت: يا رسول الله أخبرني بعملٍ يدخلني الجنة، قال: بخٍ بخٍ، سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، صل الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة)) . قال شعبة: وثنا الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- نحوه.

1464- أخبرنا أبو الفتح: عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا أبو الفرج، عثمان بن أحمد البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم الثقفي، ثنا عبده، عن ابن المبارك، أنبأ عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال: حدثني عبد الرحمن بن غنم أن معاذاً –رضي الله عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله: أي الأعمال أفضل؟ الصلاة بعد الصلاة المفروضة؟ قال: لا، ونعم ما هي، قال: فالصوم بعد صيام رمضان؟ قال: لا، ونعم ما هو، قال: فالصدقة بعد الصدقة المفروضة؟ قال: لا، ونعم ما هي، قال: يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: فأخرج -[217]- رسول الله صلى الله عليه وسلم لسانه ثم وضع عليه إصبعه فاسترجع معاذ، فقال: يا رسول الله: أنؤاخذ بما نقول كله ويكتب علينا؟ قال: فضرب رسول الله منكب معاذ مراراً، فقال له: ثكلتك أمك يا ابن جبل، وهل يكب الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم)) .

1465- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، أنبأ أبو الفتح المحاملي، ثنا علي بن عمر الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وعلي بن شعيب قالا: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ همام بن يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: حدثني شيبة الخضري أنه شهد عروة بن الزبير، يحدث عمر بن عبد العزيز، عن عائشة –رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله ذا سهمٍ في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة والصيام والزكاة، ولا يتولى الله عبداً في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قوماً إلا كان معهم، والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم: لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة)) . فقال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعتم هذا من مثل عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحفظوه.

1466- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن المغيرة، ثنا عبد الرحمن بن أحمد الختلي بالبصرة، ثنا الحارث، ثنا أبو النضر: هاشم بن القاسم، ثنا الليث، عن خالد بن -[218]- يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بن مالك أنه قال: ((أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم من بني تميم فقال: يا رسول الله إني رجل ذو مال كثير وذو أهل وولدٍ وحاضرة، أخبرني كيف أصنع وكيف أتصدق؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج الزكاة من مالك فإنها طهور يطهرك، وتصلي وتعرف حق السائل، والجار، والمسكين، وابن السبيل، ولا تبذر تبذيراً، قال: حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله –عز وجل- ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ولك أجرها، وإثمها على من يليها)) .

1467- أنبأ محمد بن عبد الواحد المصري، ثنا أبو بكر بن أبي نصر في كتابه، أنبأ أبو الشيخ، ثنا عبدان، ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا بقية، عن الضحاك بن حمزة الأملوكي [عن أبان] ، عن حطان الرقاشي، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الزكاة قنطرة الإسلام)) .

1468- أخبرنا عمر بن الحسن بن عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي نصر، ثنا أبو محمد: عبد بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[219]- ((ما من عبدٍ إلا له ثلاثة أخلاء: فأما خليل فيقول: ما أنفقت فلك، وما أمسكت فليس لك وذلك ماله، وأما خليل فيقول: أنا معك فإذا أتيت باب الملك تركتك ورجعت، فذلك أهله وحشمه، أما خليل فيقول: أنا معك حيث دخلت وحيث خرجت، فذاك عمله، فيقول: إن كنت لأهون الثلاثة علي)) .

باب الترهيب من منع الزكاة

باب الترهيب من منع الزكاة 1469- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني قال: قرأنا على عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: حدثني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من صاحب إبل لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قط وأقعد لها بقاع قرقرٍ تستن عليه بقوائمها وأخفافها، ولا صاحب بقرٍ لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقرٍ تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها، ولا صاحب غنم لا يفعل فيها حقها، إلا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت وأقعد لها بقاع قرقرٍ تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ليس فيها جماء ولا مكسور قرنها، ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعاً أقرع يتبعه فاتحاً فاه، فإذا أتاه فر منه فيناديه، خذ كنزك الذي خبأته فأنا عنه غني، فإذا رأى أن لا بد منه سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل)) . -[221]- (القاع القرقر) : الصحراء الواسعة المستوية، (وتستن) : تعدو بنشاط، و (الجماء) التي لا قرن لها، و (الشجاع) : الحية العظيمة، و (الأقرع) : الذي لا شعر على رأسه لكثرة سمه، و (سلك يده) : أي أدخلها، وقوله (فيقضمها) : أي يكسرها كما تكسر الدابة الشعير إذا أكلته.

1470- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي الحافظ، أنبأ عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن مهدي (ح) . قال محمد بن علي: وأخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد، ثنا علي بن محمد بن عيسى الحكاتي قالا: ثنا أبو اليمان، أنبأ شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة –رضي الله عنه- قال: ((لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر: يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه، وحسابه على الله، قال أبو بكر –رضي الله عنه-: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها، قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق)) .

1471- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن زياد، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، -[222]- ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي –رضي الله عنه- قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة: آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه والواشمة والمستوشمة ومانع الصدقة والمحل والمحلل له)) .

1472- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو طاهر بن محسن، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا أبو الأزهر، ثنا عبد الله بن جعفر الرقي، ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن جبلة بن سحيم، عن أبي المثنى العبدي، عن بشير بن الحضامية السدوسي قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتصلي الخمس، وتصوم رمضان، وتؤدي الزكاة، وتجاهد في سبيل الله قلت: يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما، فوالله ما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهم، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله، فأخاف إذا حضرني الموت كرهت وجشعت نفسي. قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم حركها، ثم قال: لا صدقة ولا جهاد؟ فبم تدخل الجنة؟! قال: قلت: يا رسول الله أبايعك عليهن: قال: فبايعني عليهن كلهن)) . (الرسل) : اللبن، و (الحمولة) : التي تحمل الأحمال، (وجشعت) أي: حرصت على الحياة.

1473- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ محمد بن علي الحافظ، أنبأ أحمد بن إبراهيم، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا يعقوب بن -[223]- إبراهيم، ثنا ابن علية، عن الجريري؛ عن العلاء بن الشخير، عن الأحنف بن قيس قال: قدمت المدينة فإذا أنا بحلقة فيها ملأ من قريش، إذ جاء رجل حسن الثياب أخشن الجسد أخشن الوجه فقام عليهم فقال: ((بشر الكنازين برضفٍ يحمى عليه من نار جهنم فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه ويوضح على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه يتجلجل. قال: فوضع القوم رؤوسهم فما رأيت أحداً منهم رجع إليه شيئاً. قال: وأدبر فاتبعته حتى جلس إلى سارية فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت. قال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئاً وإن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني: يا أبا ذر، فأجبته، قال: ترى أحداً؟ فنظرت ما عليه من الشمس وأنا أظن أن يبعثني في حاجةٍ له قال: ما يسرني أن لي مثله ذهباً أنفقه كله إلا ثلاث دنانير، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئاً. قلت: مالك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: وربك لا أسألهم، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله)) . (الرضف) : الحجارة المحماة، و (حلمة الثدي) : الشاخص من الثدي، و (نغض الكتف) : الشاخص من الكتف، وقول: (يتجلجل) أي: يتحرك، وقوله (لا تعتريهم) : أي لا تأتيهم ولا تقصدهم.

1474- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف –فيما أرى-، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنى العنبري، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني عامر العقيلي أن أباه أخبر أنه سمع -[224]- أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عرض علي أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف ذو عيال. وأما أول ثلاثة يدخلون النار فأمير متسلط، وذو ثروة من مالٍ لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور)) .

فصل

فصل 1475- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا أبو بسطام عن الضحاك قال: ((لا ينزل بأحدٍ الموت لم يحج أو لم يؤد الزكاة إلا تمنى الرجعة، وأقرأ عليكم بذلك قرآنا: {لولا أخرتني إلى أجلٍ قريب فأصدق وأكن من الصالحين} قال: الصدقة: الزكاة، والصلاح: الحج)) .

1476- أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي، ثنا هبة الله بن الحسن الطبري، أنبأ محمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا سويد، ثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: ((أمرتم بالصلاة والزكاة فمن لم يزك فلا صلاة له)) .

1477- وأخبرنا أحمد بن علي، أنبأ هبة الله، أنبأ محمد بن رزق، أنبأ أحمد بن عمر بن زياد، ثنا الحسين بن العباس، ثنا ابن مهران، ثنا عيسى بن يونس، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن -[225]- أبي الأحوص، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((من أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة فليس بمسلم ينفعه عمله)) .

1478- أخبرنا محمد بن عبد الواحد المصري، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر في كتابه، أنبأ أبو الشيخ، ثنا عبدان، ثنا هشام بن عمار، ثنا عراك بن خالد قال: حدثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن أبي عبلة يحدث عن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له وهو قاعد في (الخطيم) بمكة: يا رسول الله أتى على مال فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تلف مالٌ في برٍ ولا بحرٍ إلا بمنع الزكاة فأحرزوا أموالكم بالزكاة)) .

1479- وقال: وأنبأ أبو الشيخ: ثنا محمد بن عبد الله بن رستة، ثنا بشر بن الوليد، ثنا مسور بن الصلت، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه: ((في قوله تعالى: {وأما من بخل واستغنى} يعني: من بخل بماله أن يصدق أو يزكي، واستغنى: وأرى به غناه {وكذب بالحسنى} قال: بما وعد الله –عز وجل- {فسنيسره للعسرى} قال: بالإمساك، {وما يغني عنه ماله} الذي أمسك، {إذا تردى} إذا هلك)) .

باب الترهيب من الزنا

باب الترهيب من الزنا 1480- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنبأ أبو علي البغدادي، ثنا أبو العباس: الفضل بن الخصيب الزعفراني، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن الأعمش، ومنصور، وواصل عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: ((قلت: يا رسول الله أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل له نداً وهو خلقك، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم أن تزاني بحليلة جارك)) .

1481- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنبأ أبو علي البغدادي، ثنا أبي: علي بن أحمد بن سليمان، ثنا أبو حاتم، محمد بن إدريس، ثنا أبو الجماهر: محمد بن عنان، ثنا خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية: -[227]- ((أنه لقي عثمان بن أبي العاص –رضي الله عنه- فقال له: ما جاء بك؟ قال: استعملت على عشور (الأبلة) فقال عثمان –رضي الله عنه-: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله –عز وجل- يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفره إلا لبغي بفرجها أو لعشار)) .

1482- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا أبو الأحوص، ثنا سعيد بن عفير، ثنا مسلمة بن علي الخشني، عن أبي عبد الرحمن الكوفي، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن حذيفة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا معشر المسلمين إياكم والزنا، فإن فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا، وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فذهاب البهاء، ودوام الفقر، وقصر العمر، أما التي في الآخرة: فسخط الله، وسوء الحساب، والخلود في النار ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون} )) .

1483- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، أنبأ أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد السني، ثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب، قال: حدثني عمي ابن وهب، حدثني الماضي بن محمد الغافقي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الزنا يورث الفقر)) .

فصل

فصل 1484- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ عبد الملك بن محمد بن بشران، أنبأ أحمد بن الفضل بن عباس بن خزيمة، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا أبو صالح قال: حدثني معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر أنه حدثه: أن أبا أمامة –رضي الله عنه- حدثه أنه قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إني رأيت رؤيا –وهي حق- فاعقلوها: أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى جبلاً وعراً طويلاً فقال لي: ارقه: قلت: لا أستطيع فقال: إني سأسهله لك، فجعلت كلما رفعت قدمي وضعتها على درجةٍ حتى استوينا على سواء الجبل قال: فانطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ مشققة أشداقهم قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء يقولون ما لا يفعلون. ثم انطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ مسمرة أعينهم وآذانهم فقلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء يرون أعينهم ما لا ترى ويسمعون آذانهم ما لا يسمعون قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بنساءٍ معلقاتٍ بقراقيبهن، مصوبة رؤوسهن، تنهش أثداءهن الحيات قلت: ما هؤلاء؟! قال: هؤلاء الذين يمنعن أولادهن ألبانهن. فانطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ معلقين بعراقيبهم مصوبة رؤوسهم يلحسون من ماءٍ قليل وحماة. قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون، ثم يفطرون قبل تحلة صومهم. قال: ثم -[229]- انطلقنا فإذا نحن برجالٍ ونساءٍ أقبح شيء منظراً وأقبحه لبوساً وأنتنه ريحاً كأنما ريحهم ريح المراحيض قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزناة. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخاً وأقبحه ريحاً قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخاناً ونسمع روعاً. قال: قلت: ما هذا؟ قال: هذه جهنم فدعها، ثم انطلقنا فإذا نحن برجالٍ تحت ظلال الشجر قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بغلمان وجوارٍ يعلبون بين نهرين، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين. قال: ثم انطلقنا، فإذا نحن برجالٍ أحسن شيءٍ وجوهاً، وأحسنه لبوساً، وأطيبه ريحاً كأن وجوههم القراطيس، قال: قلت: ما هؤلاء؟! قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون. قال: ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاث نفر يشربون حمراً لهم ويتغنون، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذلك زيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة، فملت قبلهم فقالوا لي: قد أنى لك ثلاث مرات. قال: ثم رفعت رأسي فإذا ثلاث نفرٍ تحت العرش، قال: قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذلك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى –عليهم السلام- وهم ينظرونك)) . قوله (سواء الجبل) : أي وسطه على أعلاه و (أثداء) : جمع ثدي، و (العراقيب) : جمع العرقوب، وهو مؤخر القدم، و (مصوبة) : منكسة. و (تنهش) : تلسع، و (الأشداق) : جمع شدق وهو جانب الفم. و (مسمرة) : مسدود بمسامير. (قبل تحلة صومهم) أي: قبل انقضاء صومهم وقبل خروج وقت صومهم. و (المراحيض) : جمع المرحاض وهو موضع غسالة النجاسات. و (الروع) : الحركة والارتعاش، يريد حركة وصوتاً، وقوله (قد أنى لك) : أي قرب خروجك من الدنيا) .

1485- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، أنبأ أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد السني، ثنا محمد بن عوف، ثنا أبو المغيرة، ثنا حريز بن عثمان، ثنا سليم بن عامر قال: حدثني أبو أمامة الباهلي –رضي الله عنه-. وأخبرنا عمر بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر –أراه عن أبي أمامة- رضي الله عنه-. وأنبأ محمد بن أحمد بن عامر التاجر، أنبأ علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا عبيد الله بن يحيى المديني الزاهد، نا محمد بن يوسف بن معدان البناء، ثنا سلمة، ثنا عبد القدوس، ثنا جرير، ثنا سليم بن عامر –أو قال: سليمان بن عامر- الجنائزي، قال: سمعت أبا أمامة –رضي الله عنه- يقول: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام شاب فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا فصاح الناس وقالوا: مه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقروه، أدنوه. فأتى حتى جلس بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتحبه لأمك؟ قال: لا. قال: وكذا الناس لا يحبون لأمهاتهم. أتحبه لابنتك؟ قال: لا. قال: وكذلك لا يحب الناس لبناتهم، أتحبه لأختك؟ قال: لا. قال: وكذلك الناس لا يحبون لأخواتهم. أتحبه لعمتك؟ قال: لا. قال: وكذلك الناس لا يحبون لعماتهم. أتحبه لخالتك؟ قال: لا. قال: وكذلك الناس لا يحبون لخالاتهم؛ فاكره لهم ما تكره لنفسك وحب لهم ما تحب لنفسك. فقال: يا رسول الله ادع الله أن يطهر قلبي. فوضع -[231]- رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال: اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه وحصن فرجه. قال: فلم يكن يلتفت إلى شيء)) .

1486- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة: أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا إبراهيم بن إسماعيل الطلحي، ثنا مختار بن غسان، ثنا إسماعيل بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والزنا فإن فيه أربع خصال: يذهب بالبهاء عن الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن –عز وجل- والخلود في النار)) .

فصل

فصل 1487- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا أحمد بن داود المكي، ثنا معاوية بن عطاء الخزاعي، ثنا شعبة، عن عوف، عن أبي رجاء العطاردي، عن سمرة بن جندب –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما أصبح قال لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال: وإنه أصبح ذات يومٍ فقال: إني رأيت كأن آتيان أتياني فقالا: انطلق انطلق، فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى شيخ أبيض الرأس واللحية كئيب حزينٍ عنده نار وهو يحشها ويصلح ويصلح منها، فقلت: يا بارك الله فيكما من هذا الشيخ وما هذه النار؟! -[232]- فقالا لي: انطلق، انطلق، فانطلقت معهما حتى انتهيا إلى رجلٍ، وإذا رجل قائم على رأسه، وإذا بيده كلوب من حديد وهو يشرشر فمه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يفعل بهذه الناحية الأخرى فما يفرغ منها حتى تعود تلك الناحية كأصح ما كانت. فقلت: يا بارك الله فيكما ما هذان الرجلان؟! فقالا لي: انطلق. انطلق فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى رجلٍ مستلق على قفاه وإذا رجل قائم على رأسه بيده صخرة وهو يثلغ بها رأسه فيدهده الحجر ملكان أتاك أتاك فيذهب فيأخذ فما يرجع إلى صاحبه حتى يرجع رأسه كأصح ما كان فيفعل نحو ما فعل. فقلت: يا بارك الله فيكما ما هذان؟ قالا: انطلق انطلق. فانطلقت معهما حتى انتهينا إلى شبه البركة وإذا فيها رجل يسبح وإذا رجل قائم على شفة البركة بيده صخرة فيجيء السابح فيفغر فاه فيلقمه ذلك الحجر، فقلت: يا بارك الله فيكما ما هذان؟! قالا: انطلق انطلق. فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى شبه التنور وإذا فيه رجال ونساء فيأتيهم لهبٌ أسفل منهم فيضوضون فقلت: يا بارك الله فيكما ما هؤلاء؟ فقالا لي: انطلق انطلق، فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى أرضٍ بيضاء كأنها الفضة وإذا فيها من كل نور الربيع، وإذا رجل أبيض الرأس واللحية كأجمل ما أنت راءٍ من الرجال، وإذا عنده ولدان حمر يحوشهم ويصلح منهم، فقلت: يا بارك الله فيكما ما هذا الشيخ وما هؤلاء الولدان؟ قالا لي: انطلق [انطلق] فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى أرض بيضاء كأنها الفضة، وإذا فيها نهر يجري ويجيء قوم نصف أجسادهم كأحسن ما أنت راءٍ، ونصف أجسادهم كأقبح ما أنت راءٍ، فيدخلون في ذلك النهر كلما أمروا به ويخرجون منه كأنما دهنوا بالدهان، فقلت: يا بارك الله فيكما ما هؤلاء؟ قالا: انطلق انطلق فانطلقت معهما حتى انتهيا بي إلى سدرة المنتهى، وهي جنة عدن، -[233]- قالا: ذاك منزلك. قلت: يا بارك الله فيكما: دعاني فأدخله. قالا: لا، وأنت داخله. قلت: يا بارك الله فيكما إني رأيت منذ الليلة عجباً! قالا: نخبرك. أما الذي رأيت الأبيض الرأس واللحية فذلك (مالك) خازن جهنم، وأما الذي يشرشر فمه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه فذلك رجل يخرج من منزله يكذب الكذبة فتشيع في الآفاق، وأما الذي رأيت يثلغ رأسه فيترك كأنه خبزة فذلك الرجل النمام. وأما الذي رأيت في البركة يلقم حجراً فذلك الرجل يأكل مال اليتيم، وأما الذي رأيت في شبه بناء التنور فأولئك الزواني والزناة، وأما الذي رأيت الأبيض الرأس واللحية فذلك إبراهيم خليل الله، والولدان الذين رأيت ولدان المسلمين وكل مولودٍ يولد على الفطرة)) . قوله (يحشها) : أي يوقدها. وقوله (فقلت: يا بارك الله فيكما) : أي يا هذان بارك الله فيكما، المنادى محذوف وحرف النداء يدل عليه (يشرشر) : يشقق (يثلغ) : يكسر، (يدهده) : يدق، (أتاك أتاك) أي: يقولان: أتاك أتاك أي يعود الحجر إليك سريعاً، و (يفغر) : يفتح (ولدان حمر) أي: قرب عهدهم بالولادة وفي الحديث (كل ابن آدم تلده أمه أحمر ليس عليه قشر) أي توب لم يرزقه الله، فالولد حين يولد يضرب لونه إلى الحمرة. و (يحوشهم) : أي يجمعهم، و (الدهان) : جمع الدهن، يريد أنهم يخرجون من النهر، وقد ذهب عنهم ما كان بأجسادهم من الأثر القبيح والسواد وفي هذا دليل أن المسلمين يخرجون من النار فيدخلون الجنة وقوله: (وكل مولود يولد على الفطرة) أي: مولود علم الله منه أنه يسلم إذا بلغ.

1488- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ أبي، أنبأ -[234]- حاجب بن أبي بكر الطوسي، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا أبو صالح قال: حدثني الليث، حدثني جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز قال: قال أبو هريرة –رضي الله عنه- يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كل بني آدم أصاب الزنا لا محالة، فالعين زناها النظر، واليد زناها البطش، والنفس تهوى وتحدث، ويصدقه أو يكذبه الفرج)) .

1489- أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم –قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم- شيخ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر)) .

فصل في الترغيب في ترك الزنا

فصل في الترغيب في ترك الزنا 1490- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[235]- ((بينما نفر ثلاثة يتماشون أخذهم المطر، فمالوا إلى غارٍ في الجبل، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل، فأطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله –عز وجل- صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها عنا. فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران ولي صبية، وكنت أرعى عليهم، فإذا رحت عليهم فحلبت بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه نأى بي الشجر يوماً فلم آت حتى أمسيت فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب فجئت بالحلاب فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا فرجة نرى منها السماء، ففرج الله فرجةً رأوا منها السماء، فقال الآخر: اللهم إنه كان لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجل النساء، فطلبت إليها نفسها، فأبت حتى آتيها بمائة دينارٍ، فسعيت حتى جمعت مائة دينارٍ، فجئتها بها، فلما وقعت بين رجليها قالت: يا عبد الله! اتق الله، ولا تفتح الخاتم إلا بحقه، فقمت عنها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة، وقال الآخر: اللهم إني كنت استأجرت أجيراً بفرق أرز، فلما قضى عمله، قال: أعطني حقي فعرضت عليه حقه فتركه ورغب عنه، فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقراً وراعيها، فجاءني فقال: اتق الله ولا تظلمني وأعطني حقي، فقلت: اذهب إلى ذلك البقر وراعيها فخذه، فقال: اتق الله، ولا تهزأ بي، فقلت: إني لا أهزأ بك، خذ ذلك البقر وراعيها، فأخذها فانطلق بها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج ما بقي، ففرج الله عنهم)) . قوله: (رحت) : من الرواح، والرواح بالعشي، و (الحلاب) : قعب يحلب فيه، وقوله: (دأبي ودأبهم) : أي -[236]- شأني وشأنهم، و (نأى) : أي بعد، و (يتضاغون) : أي يتصايحون، و (الفرق) : مكيال كبير.

1491- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو عبد الله الجمال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا أبو طلحة الأعمى، عن رجل قد سماه، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا فتيان قريش لا تزنوا، فإنه من سلم الله له شبابه دخل الجنة)) .

1492- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، أنبأ أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد بن السني، ثنا محمد بن.. .. أخو كرخويه، ثنا أبو نعيم، عن سلمة، عن عبيد الله بن أبي الجعد، عن كعب الأحبار قال: ((إن في الجنة لداراً فوق دارٍ، درة فوق درةٍ، ولؤلؤة فوق لؤلؤة، فيها سبعون ألف قصر، في كل قصرٍ سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيتٍ، لا ينزلها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو محكم في نفسه أو إمام عادل)) . قال سلمة: سألت عبيداً عن المحكم في نفسه، قال: هو الرجل يطلب الحرام من النساء أو من المال فيعرض له، فإن ظفر به فإن شاء أقدم، وإن شاء تركه مخافة الله، فذلك المحكم في نفسه.

فصل

فصل 1493- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ إبراهيم بن -[237]- خرشيذ قولة: ثنا المحاملي، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، قال: قال عبد الله –رضي الله عنه-: ((قال رجل: يا رسول الله! أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله نداً وهو خلقك، قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحليلة جارك، قال: فأنزل الله –عز وجل- تصديقها: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً} )) .

1494- أخبرنا أحمد بن علي، أنبأ هبة الله بن الحسن، أنبأ الحسن بن عثمان، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا الحارث بن محمد، ثنا أبو النضر، ثنا شيبان، نا منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس الأشجعي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((ألا إنما هن أربع: لا تشركوا بالله، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا)) .

فصل

فصل 1495- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، ثنا إسحاق بن عبد الله بن رزين، ثنا حفص بن عبد الله السلمي، ثنا إبراهيم، عن -[238]- عطاء بن السائب، عن أبي موسى –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن إبليس يبعث جنوده إلى المسلمين فقال: أيكم أضل رجلاً ألبسته التاج، فإذا رجعوا قال لبعضهم: ما صنعت؟ قال: ألقيت بينه وبين أخيه عداوةً، قال: ما صنعت شيئاً سوف يصالحه، ثم يقول للآخر: ما صنعت؟ قال: ما زلت به حتى طلق امرأته، قال: ما صنعت شيئاً سوف يتزوج أخرى، فقال للآخر: ما صنعت؟ قال: لم أزل به حتى شرب الخمر، قال: أنت أنت، ثم يقول للآخر: ما صنعت؟ فيقول: ما زلت به حتى زنى، قال: أنت أنت، ثم يقول للآخر: فأنت ما صنعت؟ قال: ما زلت به حتى قتل، فيقول: أنت أنت)) .

1496- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، أنبأ أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد، ثنا ابن أبي مذعور، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، ثنا مالك بن دينار، عن عكرمة: ((في قوله: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض} قال: - هم الزناة)) .

1497- قال: وأنبأ أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد، ثنا أبو القاسم بن سلام طرسوس، ثنا يزيد بن هارون، ثنا فصيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: -[239]- ((استأذنت عمر –رضي الله عنه- في الجهاد، فقال: إني أخاف عليك الزنا، قال: قلت: أتقول هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، أخاف أن تنزلوا على حصن من حصون المشركين فيفتح الله لكم، فيقول عبد الله ابن أمير المؤمنين: انظروا أفضل جارية في الفيء فادفعوها إليه، فيعطونك جارية، لله ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فيها حق، فتطؤها فإذا أنت زانٍ)) .

1498- قال: وأنبأ أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد، ثنا أبو همام، الوليد بن شجاع، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن القرشي، عن خالد الحذاء، عن محمد بن سيرين، عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان، وإذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان)) .

باب الترغيب في الزهد في الدنيا

باب الترغيب في الزهد في الدنيا 1499- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا أبو الوليد بن برد الأنطاكي، ثنا محمد بن كثير الصنعاني، عن سفيان الثوري، عن أبي حازم المدني، عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا عملته أحبني الله وأحبني الناس، قال: ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)) .

1500- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو الحسن بن عبد كويه، أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن سلمويه العجلي الصوفي - -[241]- رحمه الله- وكان من خيار الناس، ثنا أبو العباس: حاجب بن أركين الفرغاني الضرير، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن أبي فروة، عن أبي خلاد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهداً في الدنيا وقلة منطقٍ فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة)) .

1501- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ أبو حسان؛ محمد بن أحمد بن جعفر المزكي، نا إسماعيل بن محمد إملاءً، ثنا أبو العباس: أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا شيبان –وهو ابن فروخ- ثنا جرير –وهو ابن حازم- ثنا الحسن قال: ((لما مرض سلمان الفارسي –رضي الله عنه- أتاه سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه- يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ فقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت معه! قال: أما والله ما أبكي جزعاً على الدنيا، ولا حرصاً على الرجعة إليكم، ولكن ذكرت عهداً عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرانا إلا قد ضيعنا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا ليكن بلاغكم من الدنيا كزاد الراكب، أما أنت أيها الأمير فاتق الله في حكمك إذا حكمت، وفي قسمك إذا قسمت، وفي همك إذا هممت فقم عني)) . قال الحسن: وها هنا والله زاد الركبان كثير.

فصل

فصل 1502- أخبرنا محمد بن علي بن جولة، ثنا أبو عبد الله -[242]- الجرجاني، ثنا حاجب بن أحمد، ثنا أبو الأزهر، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا أبو منين، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيامٍ تباعاً من خبز حنطةٍ)) .

1503- أخبرنا أبو القاسم: الحسين بن محمد بن سلمان بالكوفة، أنبأ زيد بن جعفر، أنبأ محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم، ثنا إسماعيل بن أبان، ثنا كثير بن سليم، ثنا أنس بن مالك قال: ((ما رفع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم شواء قط، ولا حملت له طنفسة يجلس عليها)) .

1504- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو بكر البرقاني الحافظ، قال: قرأت على محمد بن أحمد بن حمدان: حدثكم محمد بن أيوب، ثنا مسلم بن إبراهيم (ح) . قال البرقاني: وقرأت على ابن ماسي: حدثكم أبو مسلم الكشي، ثنا مسلم، ثنا هشام بن أبي عبد الله، ثنا قتادة عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((مشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخةٍ، ولقد رهن درعه بشعير، ولقد سمعته يقول: ما أصبح لآل محمد ولا أمسى إلا صاع، وإنهم يومئذٍ لتسعة أبيات)) . (الإهالة) : الشحم المذاب، و (السنخة) : المتغيرة الطعم.

فصل

فصل 1505- أنبأ محمد بن عبد الرحمن بنيسابور، أنبأ محمد بن علي الخبازي، أنبأ أبو الفضل: نصر بن أبي العطار، ثنا إبراهيم بن إسحاق بالمصيصة، ثنا مقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني الماضي بن محمد، عن أبان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((طوبى لمن زهد في الدنيا ورغب في الآخرة، وويل للمترفين إذا نزل بهم ما يكرهون، وفارقوا من دنياهم ما كانوا يحبون)) .

1506- أنبأ أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ عبد الله بن جعفر بمصر، وإسحاق بن إبراهيم قالا: ثنا الحسين بن حميد، ثنا زهير بن عباد، ثنا يزيد بن عطاء، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- على المنبر: ((ألا إن الزهادة في الدنيا فراغ للقلب وراحة للبدن، ألا وإن الرغبة في الدنيا شغل للقلب وتعب للبدن، ألا ومن عرف الله لم يكن عليه فاقة ولا وحشة، لا فاقة من الرزق ولا وحشة من الأنس)) .

1507- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو جعفر البجيري، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا ابن المبارك، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم: ((أن عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- أتي بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني فكفن في بردةٍ، إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه وأراه قال: وقتل -[244]- حمزة وهو خير مني - يعني فكفن في بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشينا أن تكون حسناتنا قد عجلت بنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام)) .

1508- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أنبأ أبو الفرج: عثمان بن أحمد البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا أبو جعفر: محمد بن عاصم الثقفي، ثنا المقري –هو أبو عبد الرحمن- عن الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه وجمع شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه وشتت عليه أمره ولم يؤته منها إلا ما كتب له)) .

فصل

فصل 1509- أنبأ عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبو حاتم، ثنا إسحاق بن البهلول، ثنا عباية بن كليب، قال: حدثني عباد المنقري عن الحسن قال: ((طلبوا اللذة فأخطؤوها، إنما اللذة هناك)) .

1510- أنبأ محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو بكر البرقاني قال: قرأت على أبي الحسن بن لؤلؤ: أخبركم إبراهيم بن هاشم، ثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك - -[245]- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)) .

1511- أخبرنا أبو الحسن: علي بن الحسين بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن بن الصلت الأهوازي قال: قرئ على أبي عبد الله: محمد بن مخلد العطار، وأنا أسمع، ثنا العباس بن محمد، ثنا قبيصة، ثنا سفيان عن الأعمش: (( {وما الحياة الدنيا في الآخرة لا متاع} قال: مثل زاد الراعي)) .

1512- أنبأ أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، ثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال: حدثني أحمد بن أبي الحواري، ثنا أبو جعفر البصري قال: ((أوحى الله إلى داود –عليه السلام- يا داود: تزعم أنك تحبني فأخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلبٍ واحد)) .

1513- وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو علي: الحسين بن علي، ثنا محمد بن زكريا، ثنا عبيد الله عن عائشة قال: ((قال لقمان لابنه: أظهر اليأس من الناس، فإن ذلك هو الغنى، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وصل صلاتك كأنك مودع، وإياك وما يعتذر منه)) .

1514- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف قال: سمعت أبا سعيد بن الأعرابي يقول: سمعت سالم بن عبد الله الخراساني يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((تفكروا واعملوا قبل أن تندموا، ولا تغتروا بالدنيا، فإن صحيحها يسقم، وجديدها يبلى، ونعيمها يفنى، وشبابها يهرم)) .

1515- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، وأنبأ أبو الحسن بن بشران، أنبأ أبو علي بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني سلمة بن شبيب، ثنا الحميدي، عن سفيان بن عيينة، عن أبيه قال: سمعت مسلمة بن عبد الملك يقول: ((إن أقل الناس هماً في الآخرة أقلهم هماً في الدنيا)) .

1516- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أبو جعفر الآدمي قال: قال بشر بن الحارث: ((لا تغتم إلا بما يضرك غداً، ولا تفرح إلا بما ينفعك غداً)) .

1517- وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني جعفر الآدمي قال: قال سيار أبو الحكم: ((الفرح بالدنيا والحزن بالآخرة لا يجتمعان في قلب عبدٍ، إذا سكن أحدهما القلب خرج الآخر)) .

باب الترغيب في طاعة الزوج وتعظيم حق الزوج

باب الترغيب في طاعة الزوج وتعظيم حق الزوج 1518- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، ثنا أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن أحمد بن السكن صاحب الطعام، ثنا إسحاق بن محمد بن هشام التمار أبو يعقوب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب وابن عون، عن القاسم الشيباني، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن معاذ بن جبل –رضي الله عنه- قال: ((قدمت بلداً –فذكره- فرأيتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أتيت بلداً فرأيتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم أفلا نسجد لك؟ قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي امرأة حق الله –عز وجل- حتى تؤدي حق زوجها)) .

1519- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحسن بن علي بن المؤمل، ثنا عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا يوسف بن عدي، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن -[248]- يحيى بن سعيد، عن بشير بن يسار، أن حصين بن محصن الأنصاري أخبره: أن عمته أخبرته: أنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ فلما فرغت قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أذات زوجٍ أنت؟ قالت: نعم، قال: كيف أنت له؟ قالت: ما آلوه إلا ما عجزت عنه. قال: انظري أين أنت منه فإنه جنتك ونارك)) .

1520- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أنبأ الحاكم أبو الحسن الإسفراييني، أنبأ أبو محمد: الحسن بن محمد الأزهري، ثنا عبد الله بن أحمد بن خلاد، ثنا عبد الرحمن بن عمرو الباهلي، حدثتنا مسيكة بنت مرة قالت: حدثتني جدتي أنها سمعت عائشة –رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: ((يا فاطمة اتقي الله وأطيعي زوجك تدخلي الجنة بسلامٍ)) .

1521- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة: ثنا المحاملي، ثنا خلاد بن أسلم، أنبأ النضر، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً من حوائط الأنصار، فإذا حملان يصرفان، فدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فوضعا خديهما بالأرض، فقال قائل من الناس: سجدا له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ينبغي لأحدٍ -[249]- أن يسجد لأحدٍ، ولو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، مما عظم الله من حقه عليها)) . الصريف: صوت الأسنان.

1522- أنبأ محمد بن عبد الله المؤذن، ثنا أبو سهل: عمر بن أحمد الصفار، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يحيى بن حاتم العسكري، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ يوسف بن عطية، ثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً غزا وامرأته في علو، وأبوها في السفل، وأمرها زوجها أن لا تخرج من بيتها، فاشتكى أبوها، فأرسلت إلى رسول الله فأخبرته واستأذنته فأرسل إليها، أن اتقي الله وأطيعي زوجك، ثم إن أباها مات، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأذنه: فأرسل إليها: أن اتقي الله وأطيعي زوجك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى على أبيها فقال: إن الله –عز وجل- قد غفر لأبيك بطواعيتك لزوجك)) .

فصل

فصل 1523- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا علي، ثنا الربيع، عن يزيد، عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت)) .

1524- أنبأ محمد بن إبراهيم الكرخي بقزوين، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أبو بكر بن السني، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث؛ عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((قيل لرسول الله: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره)) .

1525- أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الفقيه، ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن الجعد بن الوشاء البغدادي، ثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا إبراهيم بن زياد، عن أبي حازم، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أنبئكم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله، فقال: النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزروه إلا لله، في الجنة، ثم قال: ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: كل ودودٍ ولود إذا غضبت أو أسيئ إليها أو غضب –يعني زوجها –قالت: هذه يدي في يديك لا أكتحل بغمض حتى ترضى)) .

1526- أخبرنا نصر بن البطر ببغداد، أنبأ أبو الحسن بن -[251]- رزقويه، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا محمد بن طلحة، عن الحكم، عن ضرار بن عمرو، عن أبي عبد الله الشامي، عن تميم الداري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حق الرجل على زوجته أن تطيع أمره، وأن تبر قسمه، ولا تهجر فراشه، وأن لا تخرج إلا بإذنه، وأن لا تدخل عليه من يكرهه)) .

فصل في ذكر الزوجة السوء

فصل في ذكر الزوجة السوء 1527- أخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، أنبأ أبو بكر: أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني، أنبأ أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال: حدثني موسى بن علي، عن أبيه، عن أبي أذينة الصدفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير نسائكم الولود الودود المواتية المواسية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المختالات، إنهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم)) . (المواتية) : الموافقة لزوجها، (المواسية) : المعاونة، و (المتبرجة) : أي تظهر الزينة لغير زوجها، و (المختالات) : المتكبرات المتبخترات، و (الغراب الأعصم) : هو الأبيض الجناحين، وقيل: هو الأبيض الرجلين.

1528- أخبرنا موسى بن عمران بنيسابور، أنبأ محمد بن الحسين العلوي، أنبأ أحمد بن محمد بن بلال، ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال: حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن يونس بن -[252]- عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: ((خطب عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- الناس فقال: ما استفاد عبد بعد إيمانٍ بالله من امرأة حسنة الخلق ودود ولود، وما استفاد عبد بعد كفرٍ بالله فائدةً شراً من امرأة حديدة اللسان سيئة الخلق، والله إن منهن غنماً ما يحذى منه، وإن منهن لغلاً لا يفدى منه)) . قوله: (ما يحذى منه) : أي ما يعطى منه لعزته، وقوله (لا يفدى منه) : أي لا يتخلص منه لشدته.

1529- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، ثنا أبو بكر الشافعي، أنبأ أبو يحيى: زكريا بن يحيى الناقد، ثنا سعيد بن سلمان، عن إبراهيم بن عثمان، عن العباس بن ذريح، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من السعادة: الزوجة الصالحة، والمركب الهنيء والمسكن الصالح ومن الشقاء: الزوجة السوء، والمركب السوء، والمسكن السوء)) .

1530- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه، ثنا أحمد بن زهير بن حرب، ثنا محمد بن محبوب، ثنا سراد بن مجشر، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[253]- ((لا ينظر الله إلى امرأةٍ لا تعرف حق زوجها وهي لا تستغني عنه)) .

1531- أنبأ سليمان بن إبراهيم، وأحمد بن عبد الرحمن وغيرهما قالوا: ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، ثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة السكري، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد بن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- قال: ((جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابن لها وأخت تقوده، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سألته شيئاً إلا أعطاه إياها، فلما انطلقت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حاملاتٌ والداتٌ رحيماتٌ لولا ما يأتين إلى أزواجهن دخلت مصلياتهن الجنة)) .

باب الترغيب في زيارة الأحباء في الله –عز وجل-

باب الترغيب في زيارة الأحباء في الله –عز وجل- 1532- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، وأحمد بن عبد الله المؤدب قالا: أنبأ علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا موسى بن داود الضبي، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عثمان –يعني ابن أبي سودة- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا زار المسلم أخاه في الله –تعالى- أو عاده قال الله –تبارك وتعالى-: طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً)) .

1533- أخبرنا أبو بكر الصابوني، أنبأ عبد الغافر بن محمد بن الفارسي، ثنا محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: -[255]- ((أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية، قال: هل له عليك نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) . (المدرجة) : الطريق، وقوله (فأرصده الله) : معناه: فأقعده الله، يقال: أرصدت الشيء: إذا أعددته، والمرصاد: الطريق الذي ممرك عليه، وقوله (تربه) : أي تقوم بشكره وإصلاحه، يقال: رب النعمة يربها: أي قام بشكرها.

1534- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السمسار، أنبأ علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا أبو علي: أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ثنا سريج بن النعمان، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الرماني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله –عز وجل-)) .

باب الترغيب في زيارة الأموات

باب الترغيب في زيارة الأموات 1535- أنبأ محمد بن إبراهيم الكرجي بقزوين، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني محمد بن قدامة، ثنا جرير، عن أبي فروة، عن المغيرة بن شبيع قال: حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه أنه كان في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إني كنت نهيتكم أن تأكلوا لحوم الأضاحي إلا ثلاثاً، فكلوا وأطعموا وادخروا ما بدا لكم، ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزوره فليزره ولا تقولوا هجراً)) . (الهجر) : الكلام القبيح.

1536- أخبرنا أبو الفتح الصحاف في كتابه، أنبأ محمد بن عبد الله بن صالح، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن أبي سنان، عن محارب بن -[257]- دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها)) .

1537- قال: وثنا ابن أبي عاصم، ثنا إسماعيل بن هود، ثنا إسحاق، عن شريك، عن سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن بريدة، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها تذكركم بالآخرة)) .

1538- قال: وثنا ابن أبي عاصم، ثنا هارون بن محمد بن بكار، ثنا محمد بن عيسى، ثنا زيد بن واقد، ثنا سليمان بن موسى، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((نهيتكم عن زيارة القبول فزوروها واعتبروا)) .

1539- قال: وثنا ابن أبي عاصم، ثنا الحسين بن الحسن، ثنا أبو الجواب، ثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن الزبير بن عدي، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن أراد زيارة القبور فليزرها فإنها تذكركم الآخرة)) .

1540- قال: وثنا ابن أبي عاصم، ثنا عقبة بن مكرم، ثنا عبد الغفار بن داود، ثنا زهير، عن زبير، عن محارب بن دثار، عن ابن بريدة، عن أبيه، عن النبي قال: ((ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، ولتذكركم زيارتها خيراً)) .

1541- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن -[258]- زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، أنبأ أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ قتيبة، ثنا محمد بن عبيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((زار رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، وقال: استأذنت ربي –عز وجل- في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)) .

1542- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا يوسف بن سعيد، ثنا حجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة يقول: سمعت عائشة –رضي الله عنها- تحدث، قالت: ((ألا أحدثكم عني وعن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى، قالت: لما كانت ليلتي التي هو عندي –يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - انقلب فوضع نعليه عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فلم يلبث إلا ريثما ظن أني قد رقدت، ثم انتعل رويداً، وأخذ رداءه رويداً، ثم فتح الباب رويداً، وخرج رويداً، وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري، وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت وسبقته، فليس إلا أني اضطجعت فدخل فقال: ما لك حشياً رابية؟ قالت: لا، قال: لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير، قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته الخبر، قال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم، قالت: فلمزني في صدري لمزة أوجعتني ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت: مهما يكتم الناس فقد -[259]- علمه الله، قال: فإن جبريل –عليه السلام- أتاني حين رأيت ولم يدخل علي وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيت منك أن قد رقدت، وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي، فأمرني أن آتي البقيع فأستغفر لهم، قلت: كيف أقول يا رسول الله؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله لاحقون)) . قوله: (إلا ريثما ظن) : أي إلا قدر ما ظن، وقوله: (ثم انتعل رويداً) : أي متمهلاً غير مستعجل، (الدرع) : قميص المرأة، (الإحضار) : نوع من الإسراع وكذلك الهرولة، وقوله (حشياً رابية) : أي قد وقع عليك الحشا والربو، يقال: حشا يحشي إذا أصابه البهر، وهو أن يغلب عليه النفس من عدو أو جهدٍ، (السواد) : الخيال والشخص، وقوله: (فلمزني) : أي فضربني، وقوله: (وقد وضعت ثيابك) : أي في تلك الحال، و (الحيف) : الجور.

1543- أخبرنا أبو الفتح الصحاف في كتابه، أنبأ محمد بن عبد الله بن صالح، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبد الله الأسدي، ومعاوية بن هشام، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر كان قائلهم يقول: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع، ونسأل الله لنا ولكم العافية)) . -[260]- وقوله: (إن شاء الله) : ولم يقع الاستثناء على الموت وإنما وقع الاستثناء على قرب اللحوق بهم، و (الفرط) : المتقدمون، وفي رواية: أنتم لنا سلف.

1544- قال: وأخبرنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو جعفر، أحمد بن محمد المروزي، ثنا يونس بن محمد، عن أبي كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم غفر الله لنا ولكم، أنت لنا سلف)) .

باب السين

باب السين باب في السخاء والجود وفضل السخي 1545- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، ثنا أبو طاهر السريجاني، ثنا محمد بن شجاع القزويني، ثنا عبد الله بن وهب الدينوري، قال: حدثني محمد بن الأسود العمي، ثنا إبراهيم بن سليمان العبدي، ثنا مجاعة بن الزبير، عن الحسن، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاءني جبريل -عليه السلام- فقال: يا محمد إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما)) .

1546- أخبرنا أبو منصور: سعد بن علي العجلي قدم علينا، أنبأ أبو طالب، محمد بن علي بن الفتح، ثنا علي بن عمر الدارقطني، ثنا أبو عبد الله: الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، ثنا عبد الرحمن -[262]- بن الحارث جحدر، ثنا بقية بن الوليد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنه- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الجنة داء الأسخياء)) .

1547- قال: وثنا الدارقطني، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا علي بن أبي سليمان، ثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، ثنا بقية، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما جبل ولي الله تعالى إلا على السخاء)) .

1548- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ عبد الرحمن بن يحيى بن هارون الزهري بمكة، ثنا أبو خالد، يزيد بن محمد العقيلي، ثنا عبد الرحمن بن حماد، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده ما عثر)) .

1549- أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، ثنا عبد الله بن محمد القباب، ثنا الوليد بن أبان، ثنا الحسن بن أحمد بن ليث، ثنا الحسن بن الصباح البزاز، ثنا سعيد بن -[263]- محمد الوراق، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، وإن البخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل، وأكبر الداء البخل)) .

فصل

فصل 1550- أخبرنا أحمد بن محمد بن فودك النيسابوري –قدم علينا- أنبأ أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ أبو علي الميداني، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس بن محمد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيه جبريل أجود من الريح المرسلة)) .

1551- أخبرنا المبارك بن عبد الجبار ببغداد، أنبأ محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، ثنا أبو حفص، عمر بن محمد الزيات، ثنا أبو عيسى، أحمد بن محمد العراد، ثنا محمد بن المثني، ثنا خالد بن الحارث، أنبأ حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: -[264]- ((ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً قط إلا أعطاه فجاءه رجل يسأله، فأمر له بغنم بين جبلين فرجع فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة)) .

فصل

فصل 1552- أنبأ محمد بن عمر الطهراني، أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ محمد بن قريش بن سليمان، ثنا أبو عبد الله، بكر بن عبد الله الشعباني بصنعاء، ثنا أيوب بن سالم، ثنا يوسف بن حماد بن مليكة الصنعاني، عن نبيه بن عمر بن عبد الرزاق، عن عبد الوهاب بن الحسن الحنفي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا إن كل جوادٍ في الجنة، حتم على الله، وأنا به كفيل، ألا إن كل بخيل في النار، حتم على الله، وأنا به كفيل، قالوا يا رسول الله: من الجواد ومن البخيل؟ قال: الجواد من جاد بحقوق الله في ماله، والبخيل من منع حقوق الله وبخل على ربه، وليس الجواد من أخذ حراماً وأنفق إسرافاً)) .

1553- أخبرنا أبو بكر: محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنبأ أبو بكر الأخميمي، ثنا موسى بن الحسن، ثنا أبو ظفر، ثنا أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((كنت قاعداً مع النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ثلاثة عشر رجلاً عليهم ثياب -[265]- السفر، فسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: من السيد من الرجال يا رسول الله؟ قال: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم –عليهم السلام- قالوا: فما في أمتك سيد؟ قال: بلى، رجل أعطي مالاً حلالاً ورزق سماحة، فأدنى الفقير وقلت شكايته في الناس)) .

1554- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف، ثنا محمد بن السري التمار، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا أبو عاصم الكلابي، ثنا جدي: عبيد الله بن الوازع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلقان يحبهما الله –عز وجل- وخلقان يبغضهما الله –عز وجل- فأما اللذان يحبهما الله –عز وجل- فالسخاء والسماحة، وأما اللذان يبغضهما الله –عز وجل- فسوء الخلق والبخل، وإذا أراد الله بعبده خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس)) .

فصل

فصل 1555- أخبرنا أبو نصر بن صاعد، أنبأ الأستاذ أبو الحسن الطرازي، أنبأ محمد بن محمد بن إسحاق النيسابوري، ثنا الحسين بن أحمد ببغداد، ثنا واقد بن محمد الواقدي، ثنا أبي قال: رفع الواقدي رقعة إلى المأمون يذكر فيها كثرة الدين وقلة صبره عليه، فوقع المأمون: أنت رجل فيك خلقان، السخاء والحياء، فالسخاء أطلق ما في يديك، والحياء منعك من إبلاغنا ما أنت عليه، وقد أمرت لك بمائة ألف، -[266]- فإن كنت أصبت إرادتك فازدد في بسط يديك، وإن لم تصب إرادتك فبجنايتك على نفسك، وأنت كنت حدثتني إذ كنت على قضاء الرشيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن أنس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مفاتيح أرزاق العباد بإزاء العرش، يبعث الله إلى عباده على قدر نفقتهم، من قلل قلل له، ومن كثر كثر له)) . قال الواقدي: فلمذاكرة أمير المؤمنين أعجب إلي من الجائزة.

1556- أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، أنبأ عبد الله بن محمد القباب، ثنا الوليد بن أبان، نا المستجر بن الصلت، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا عبيد الله بن الوليد، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: ((أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال: إن أخي فلاناً وعياله أحوج إلى هذا منا، فبعث إليه، وآخر إلى آخر حتى تداولها أهل سبعة أبيات، حتى رجعت إلى الأول، قال: فنزلت {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} إلى آخر الآية)) .

1557- قال: وحدثنا الوليد قال: حدثني أبو أحمد، يزيد بن مخلد، ثنا الأنصاري، عن أبي يونس القشيري قال: -[267]- ((حدثني حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة ارتثوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بماء يشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوه إلى عكرمة، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا وما ذاقوه)) . قال أهل اللغة: الارتثات أن يجرح الرجل فيسقط فلا يكون به نهوض.

1558- قال: وثنا الوليد، ثنا الحسن: هو ابن أحمد بن ليث، ثنا محمد بن عبادة، ثنا أبو سفيان الحميري، عن عبد الحميد بن جعفر قال: قال رجل من ولد ذي الجناحين: ((إن الجواد ليس الذي يعطي بعد المسألة، لأن ما يبذل الرجل من وجهه وكلامه أعظم مما يجود به المسئول من نائلة، وإنما الجواد الذي يبتدئ بالمعروف)) .

1559- وأنبأ أبو القاسم الواحدي، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان قال: سمعت يوسف بن الحسين، وسئل عن الكرم والجود فقال: ((الجود أن تتفضل بما لا يجب عليك، والكرم أن تتفضل بترك ما يجب لك)) .

1560- أخبرنا موسى بن عمران بنيسابور، أنبأ محمد بن الحسين بن داود، ثنا محمد بن محمد بن سهل بن نوح الهروي الشعراني، ثنا أبو الحسين بن أبي علي الخلادي، ثنا محمد بن موسى السمري، عن حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي، قال علي بن عبد الله بن عباس - -[268]- رحمة الله عليه: ((سادة الناس في الدنيا الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء)) .

1561- أخبرنا محمود بن إسماعيل، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، أنبأ عبد الله بن محمد القباب، ثنا الوليد بن أبان قال: حدثني أحمد بن محمد بن عاصم، ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان، عن مسعر، عن محارب بن دثار قال: ((صحبت القاسم بن عبد الرحمن فغلبنا بثلاث: كثرة الصلاة، وطول الصمت، وسخاء النفس)) .

1562- أخبرنا أبو نصر البندنيجي بمكة، أنبأ محمد بن علي الخياط، ثنا أبو علي: الحسن بن الحسين بن حمدان الفقيه الشافعي، قال: سمعت محمد بن أبي زكريا الفقيه بهمدان يقول: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت الربيع يقول: قال الحميدي: ((قدم الشافعي -رحمه الله- مرة من اليمن ومعه عشرون ألف دينار، فضرب خيمته خارجاً من مكة فأقام حتى فرقها كلها)) . -[269]-

باب في الترغيب في السواك

باب في الترغيب في السواك 1563- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنبأ أبو الربيع الإستراباذي الحافظ، أنبأ أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا الحسن بن جحدر الصيدلاني، ثنا حمدون الخزاز، ثنا عباس بن الوليد أبو الفضل، ثنا شعبة، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي -رضي الله عنه- أنه كان يأمر بالسواك ويقول: ((إن الرجل إذا أقام في الصلاة استدار الملك حتى يضع فاه على فيه، فلا يخرج من فيه آية إلا وقعت في في الملك، قال: قلت: هو عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، إن شاء الله)) .

1564- وأخبرنا أبو الحسين قال: أنبأ الربيع، ثنا عمر بن نعيم وكيل المتقي من أصل سماعه، ثنا حمدون بن الحارث بن ميمون -[270]- المقري، ثنا العباس بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي، ثنا شعبة، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السملي، عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام يصلي وقد تسوك أتاه الملك فقام خلفه، فلا يخرج من فيه شيء إلا دخل جوف الملك، فطهروا أفواهكم بالسواك)) .

1565- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا المحاملي، ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن زيد بن خالد الجهني –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) . فكان يضع السواك منه موضع القلم من أذن الكاتب، لا يقوم لصلاة إلا استن ثم يصلي. قوله: إلا استن: أي إلا استاك.

1566- قال: وثنا المحاملي، ثنا عبيد الله بن سعد الزهري، ثنا عمي، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن سالم بن عبد الله، عن أبي الجراح مولى أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن أم حبيبة –رضي الله عنها- أنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[271]- ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة كما يتوضؤون)) .

1567- أخبرنا عمر بن الحسن بن سليم، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسحاق بن إسماعيل الفلفلاني، عن معاوية، هو ابن يحيى الصدقي، عن الزهري عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفاً)) .

1568- وعن الزهري، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن جبريل صاحبي يأمرني بالسواك حتى خشيت أن أحفى فمي)) . قوله: أن أحفى: يعني أن يذهب أطراف أسناني، وقيل: التقدير، أن أحفى أسنان فمي، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

1569- ثنا محمد بن ثابت بن الحسن، أنبأ والدي، ثنا محمد بن أحمد المفيد، ثنا الحسن بن علي بن شبيب، ثنا أبو طاهر، ومحمد بن سلمة قالا: ثنا ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، -[272]- عن عمرو مولى المطلب، عن المطلب بن عبد الله، عن عائشة –رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لزمت السواك حتى خشيت أن يدردني)) . قال أهل اللغة: الدرد: سقوط الأسنان.

1570- أخبرنا أبو بكر التفليسي بنيسابور، أنبأ أبو يعلى المهلبي، ثنا أبو حامد: أحمد بن علي بن الحسن المقري، ثنا أبو هاشم: خالد بن يزيد، ثنا عثمان بن سعيد أبو بكر الصيدلاني، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا عيسى بن ميمون، عن القاسم بن محمد، عن عائشة –رضي الله عنها- وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب –عز وجل-)) .

1571- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن عبد الله بن صفوان النصري بدمشق، ثنا إبراهيم بن دحيم، عن أبيه، عن ابن أبي فديك، عن عمر بن محمد الأسلمي، عن مليح بن عبد الله السعدي، عن أبيه، عن جده –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر)) . قيل: جد مليح هذا اسمه: بدر.

1572- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي بقزوين، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا وكيع، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة –رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عشر من الفطرة: قص الشارب، وقص الأظفار، وغسل البراجم، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. قال مصعب: ونسيت العاشر إلا أن تكون المضمضة)) . قوله: من الفطرة: - أي من شعار الإسلام، وانتقاص الماء: الاستنجاء بالماء.

فصل في الترهيب من ترك السواك

فصل في الترهيب من ترك السواك 1573- أنبأ محمد بن ثابت بن الحسن، أنبأ والدي، أنبأ الأصم، ثنا ابن عبد الحكم، ثنا ابن وهب قال: أخبرني إسماعيل بن عياش، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أنه قيل: ((يا رسول الله: لقد أبطأ عنك جبريل فقال: ولم لا يبطئ وأنتم حولي لا تستنون، ولا تقلمون، ولا تقصون شواربكم، ولا تنقون رواجبكم)) . قوله: لا تستنون: أي لا تستاكون، وقوله: لا تقلمون: يعني أظفاركم، والرواجب: ما بين البراجم وهي العقد المتشنجة، الواحدة: راجبة.

باب الشين

باب الشين باب الترغيب في الشفقة في خلق الله والرحمة عليهم 1574- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ عبد الله بن يعقوب الكرماني، أنبأ يحيى بن بحر الكرماني، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم الأحول، ثنا أبو عثمان النهدي، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: ((بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رسول إحدى بناته أن صبياً لها في الموت، فقال للرسول: ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب، قال: فرجع الرسول فقال: يا رسول الله: إنها قد أقسمت لتأتينها، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وفلان وفلان وقمت معهم، قال: فدفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنٍ، ففاضت عيناه، فقال له سعد: أي رسول الله: ما هذا؟ قال: هذه رحمة جعلها الله تعالى في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)) .

1575- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ جدي، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا محمد بن بكير، ثنا عيسى بن جعفر التميمي، ثنا زاخر، عن أبي عبد الرحمن، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوا الحوائج عن ذي رحمة، فإن فيهم رحمته، وإياكم والقاسية قلوبهم فإن فيهم سخطة)) .

1576- أخبرنا الفضل بن علي الحنفي، أنبأ محمد بن علي بن عمرو الحافظ، أنبأ محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، ثنا يعقوب بن إسحاق، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا شعبة قال: سمعت أبا عثمان مولى المغيرة بن شعبة قال: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم الصادق المصدوق صاحب هذه الحجرة يقول: ((لا تنزع الرحمة إلا من شقي)) .

1577- أخبرنا أبو عيسى بن زياد وأبو بكر بن ماجة قالا: أنبأ أحمد بن محمد بن المرزبان الآمدي، أنبأ محمد بن إبراهيم بن يحيى، ثنا محمد بن سليمان المصيصي، ثنا الوليد بن أبي ثور، عن عبد الملك بن عمير، عن النعمان بن بشير –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[276]- ((إنما مثل المسلمين في تواصلهم وتراحمهم، والذي جعل الله تعالى بينهم، كمثل الجسد إذا وجع بعضه وجع كله بالسهر والحمى)) .

1578- قال: وحدثنا محمد بن سليمان، ثنا ابن عيينة، عن محمد بن المنكدر قال: ((جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن لها موضع تقعد فيه، فقام رجل فجلست، فلما قضت حاجتها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أبينك وبينها قرابة؟ قال: لا، قال: فتعرفها؟ قال: لا، قال: فرحمتها رحمك الله، قالها ثلاثاً)) .

1579- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ علي بن محمد بن ميلة، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن سنان البصري، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن فضالة، ثنا بكر بن عبد الله المزني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: ((إن امرأة دخلت على عائشة معها صبيان لها، فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت كل صبي تمرة، وأمسكت هي لنفسها تمرة، فأكل الصبيان تمرتيهما ثم نظرا إلى أمهما، فأخذت المرأة فشقتها بنصفين، فأعطت ذا نصفاً وذا نصفاً، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته عائشة –رضي الله عنها- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وما أعجبك من ذلك؟ فإن الله رحمها برحمتها صبييها)) .

1580- أخبرنا الفضل بن علي الحنفي، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو بكر الشافعي، ثنا أحمد بن محمد بن منصور الحاسب، -[277]- علي بن الجعد، ثنا عدي بن الفضل، عن يونس بن عبيد، عن معاوية بن قرة، عن أبيه: ((أن رجلاً قال: يا رسول الله: إني آخذ شاة وأريد أن أذبحها فأرحمها، قال: - والشاة إن رحمتها رحمك الله)) .

1581- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ علي بن ماشاذة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، ثنا محمد بن يعقوب بن شبيب، ثنا يوسف بن بحر، ثنا خالد بن عمرو القرشي، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن الصنابحي، عن أبي بكر –رضي الله عنه- قال: - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني قال الله تعالى: ((إن كنتم تريدون رحمتي فارحموا خلقي)) .

1582- أخبرنا الفضل بن علي الحنفي، أنبأ أبو سعيد النقاش، ثنا محمد بن عبد الله الشافعي نا محمد [.. ..] إبراهيم الدمشقي، نا عمار بن عمرو [الجنبي قاضي مرو] ، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أبي ظبيان، عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)) . كذا في كتاب الشافعي، عن زيد بن وهب، عن أبي ظبيان والصواب: وأبي ظبيان.

فصل

فصل 1583- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن موسى، -[278]- ثنا أحمد بن هشام، ثنا يحيى بن جعفر، أنبأ علي بن عاصم، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مر رجل فيمن كان قبلكم بشوكٍ ملقى على ظهر الطريق، فقال: والله لأؤخرن هذا عن طريق المسلمين لا يؤذي منهم أحداً، فغفر الله له)) .

1584- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن القاسم الكوفي، ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مر رجلٌ بغصن شوكٍ فرفعه عن طريق المسلمين فغفر له)) .

1585- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا القعنبي، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينا رجل يمشي في طريق اشتد عليه العطش فوجد بئراً، فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلبٌ يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغني، فنزل البئر فملأ خفه فأمسكه بفيه حتى رقى، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له)) .

1586- قال: وأخبرنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن أحمد، -[279]- ثنا موسى، ثنا أبو بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن امرأة بغياً رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها يعني فسقته، فغفر لها)) . قوله: أدلع: أي أخرج، والموق: الخف.

فصل في الترهيب من ترك الشفقة على خلق الله

فصل في الترهيب من ترك الشفقة على خلق الله 1587- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا دعلج قال: حدثني محمد بن علي بن زيد، ثنا محمد بن حسن، ثنا حرملة، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن نملةً قرصت نبياً من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة واحدة أهلكت أمةً من الأمم تسبح)) .

1588- وأخبرنا محمد بن أحمد، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا دعلج، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ومحمد بن علي بن زيد قالا: ثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عذبت امرأة في هرةٍ ربطتها حتى ماتت جوعاً، فدخلت النار فيها، قال: ويقال لها: -والله أعلم-: لا أنت أطعمتها، ولا سقيتها ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض)) . -[280]- قال: -خشاش الأرض-: هوامه وحشراته.

فصل

فصل 1589- أنبأ عمر بن الحسن بن سليم، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا القاضي أبو أحمد العسال، ثنا محمد بن أيوب، أنبأ إبراهيم بن عيسى بن يونس، عن يحيى بن عبيد الله قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يلج الجنة إلا رحيم، فقال بعض أصحابه: كلنا يا رسول الله رحيم، قال: ليس رحمة أحدكم خاصةً حتى يرحم الناس عامةً)) .

1590- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ جدي، ثنا أبو محمد بن حيان إملاءً، ثنا القاسم بن سليمان الثقفي، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار، ثنا موسى بن سعد الراسبي، ثنا هلال بن جبلة، عن أبي عبد السلام، عن أبيه، عن كعب قال: ((قال الله تبارك وتعالى: (يا موسى أتريد أن أملأ مسامعك يوم القيامة مما يسرك، ارحم الصغير كما ترحم ولدك، وارحم الكبير كما ترحم الصغير، وارحم الغني كما ترحم الفقير، وارحم المعافى كما ترحم المبتلى، وارحم القوي كما ترحم الضعيف، وارحم الجاهل كما ترحم الحليم)) .

باب الترغيب في الشكر

باب الترغيب في الشكر 1591- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو الحسين: [أحمد بن جعفر] بن أبي داود وأحمد بن محمد بن زياد وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل قالوا: حدثنا سعدان بن نصر، ثنا عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني، عن مسعر بن كدام، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تفطر قدماه، فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً)) . قوله: تفطر: أي تشقق.

1592- أخبرنا أبو الحسين: عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا سعيد، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى، عن صهيب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[282]- ((عجب لأمر المؤمن كله خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابه خير شكر وكان خيراً له، وإن أصابه ضر صبر وكان خيراً له)) .

1593- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن عثمان بن يحيى، ثنا محمد بن أبي العوام، ثنا أبي، ثنا المشمعل بن ملحان القيسي، عن موسى بن عقبة، عن إسحاق بن يحيى بن الوليد بن عبادة، عن أبيه، عن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آتي باب الجنة فأستفتح، فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً شكراً له، فقال: ارفع رأسك، قل تطاع واشفع تشفع، فيخرج من النار من قد احترق برحمة الله وشفاعتي)) .

1594- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن عمر بن يحيى الهمداني، ثنا إبراهيم بن المعمر الصنعاني، ثنا ميمون بن الحكم قال: حدثني عبد القدوس بن إبراهيم بن مرداس، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن لا يرحم لا يرحمه الله –عز وجل- ومن لا يغفر لا يغفر الله له)) .

فصل

فصل 1595- أخبرنا أبو سهل الدشتي بنيسابور، ثنا أبو القاسم -[283]- السراج قال: سمعت أبا نصر السراج الصوفي يقول: أخبرنا أبو عبد الله: أحمد بن عطاء الروذباري، ثنا أحمد بن الفضل أنه سمع محمد بن عمر أبا بكر الوراق يقول: ((اجعل مراقبتك عمن لا تغيب عن نظره إليك، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك، واجعل طاعتك لمن لا تستغني عنه، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه)) .

1596- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ العباس بن محمد بن معاذ، ثنا علي بن الحسين بن أبي عيسى، ثنا إبراهيم الأشعث قال: قال فضيل بن عياض: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلاً، فقال له: ((أكثر ذكر الموت يشغلك عما سواه، وأكثر الدعاء فإنك لا تدري متى يستجاب لك، وأكثر الشكر فإنه زيادة)) .

فصل في ذكر الحمد وقد مضى

فصل في ذكر الحمد وقد مضى وفي باب الحاء فيه أحاديث 1597- أخبرنا أبو الحسين: أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن الحسن بن محمد بن زياد المقري، ثنا يحيى بن ساسويه، ثنا سويد بن نصر، ثنا عبد الكبير بن دينار الصائغ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- قال: -[284]- ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكنا نتناوب الرعية بيننا، فلما كان يوم نوبتي سرحت ثم رحت فجئت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فسمعته يقول: ما من رجل يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم إلى الصلاة فيصلي صلاة يعلم ما يقول فيها إلا انفتل كيوم ولدته أمه من الخطايا، ليس له ذنب، فوالله ما ملكت نفسي أن قلت: بخٍ بخٍ، فقال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- وكنت إلى جنبه: فقد قال قبل أن تجيء ما هو أجود من هذا، قلت: ما هو فداك أبي وأمي، قال: قال: من أسبغ الوضوء ثم يقول عند فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له ثمانية أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء قال: ويجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينقذهم البصر، ويقول: سيعلم الجمع لمن الكرم اليوم ثلاثاً، ثم يقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون، ثم ينادي المنادي ثلاثاً: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، ثم يقول: أين الذين لم يكن يلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، ثم يقول ثلاثاً: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، فيقول: أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم –عز وجل-)) .

باب الصاد

باب الصاد باب الترغيب في الصبر 1598- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أحمد بن محمد بن إبراهيم الوراق، ثنا عبد الله بن رواح المدائني، ثنا شبابة بن سوار، ثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف تصنع يا أبا ذر إذا بلغ الناس من الجهد ما يعجز الرجل أن يقوم من فراشه إلى مصلاه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تصبر يا أبا ذر، كيف تصنع إذا كثر الموت حتى يصير البيت بالعبد؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تصبر، كيف تصنع يا أبا ذر إذا كثر القتل حتى تغرق أحجار المدينة بالدماء؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: تلحق بمن أنت منه، قال: قلت: ألا أحمل معي السلاح؟ قال: - شاركت القوم إذاً ولكن إن خفت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمه وإثمك)) . -[286]- قيل: البيت: القبر؛ أي يباع موضع قبر بعبد لكثرة الموتى، وقوله: يبهرك: أين يغلبك.

1599- أخبرنا أبو الحسين: المبارك بن عبد الجبار في كتابه، ثنا محمد بن علي بن الفتح، ثنا عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا أحمد بن محمد بن شيبة، ثنا محمد بن عمرو بن حنان ثنا بقية، عن معاوية بن يحيى، عن سفيان الثوري، عن رجل، عن مكحول، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((قيل: يا رسول الله: هل من رجلٍ يدخل الجنة بغير حسابٍ؟ قال: نعم كل رحيمٍ صبور)) .

1600- قال: وأخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا صبح بن دينار، ثنا المعافى بن عمران، عن سفيان وإسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كان الصبر رجلاً كان كريماً)) .

1601- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب بنيسابور، أخبرنا أبو الحسن: علي بن محمد بن علي، ثنا أبو بكر: محمد بن يعقوب بن سليمان، ثنا الفضل بن حباب، ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[287]- ((كان فيمن كان قبلكم ملك، وكان له ساحر، فلما كبر الساحر قال للملك: إني قد كبرت سني وحضر أجلي، فادفع إلي غلاماً أعلمه، فدفع إليه غلاماً فعلمه، وكان بين الملك وبين الساحر راهب، فأتى الغلام على الراهب فجلس إليه فسمع من كلامه فأعجبه نحوه فكان إذا مر بالراهب جلس إليه فاحتبس، فإذا أتى الساحر ضربه الساحر وقال: ما حبسك؟ وإذا أتى أهله جلس إلى الراهب فيضربه أهله ويقولون: ما حبسك؟ فشكا ذلك إلى الراهب، فقال له: إذا أراد الساحر أن يضربك فقل: حبسني أهلي وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل: حبسني الساحر، فبينما هم كذلك إذا دابة عظيمة فظيعة قد حبست الناس لا يستطيعون أن يجوزوا، فقال: اليوم أعلم أمر الساحر أفضل أم الراهب، فأخذ حجراً، فقال بسم الله، اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل الدابة، فرماها رمية فقتلها ومضى الناس، فأتى الغلام الراهب فأخبره بذلك، فقال: يا بني أنت أفضل مني وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدل علي، وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي من هذه الأدواء، فعمى جليس الملك، فسمع بالغلام فأتاه، وأتاه بهدايا كثيرة، فقال: اشفني ولك ما هاهنا، فقال له: ما أشفي أنا أحداً، إنما يشفي الله –عز وجل- إن آمنت بالله دعوت لك الله فشفاك، فآمن فدعا له فشفاه، فجلس إلى الملك نحو ما كان يجلس، فقال له الملك: يا فلان من رد عليك بصرك، قال: ربي، قال: أنا؟ قال: لا، قال: لك رب غيري؟ قال: نعم ربي وربك الله، فأخذه بالعذاب حتى دل على الغلام، فبعث إلى الغلام، فقال: أي بني بلغ من سحرك أنك تبرئ الأكمه والأبرص وتداوي من هذه الأدواء، فقال الغلام: ما أشفي أنا أحداً إنما يشفي الله –عز وجل-، فقال له: ألك رب غيري؟ قال: نعم، ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه حتى دل على -[288]- الراهب فبعث إليه، فقال له: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه، قال: وقال للأعمى: ارجع عن دينك، فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه، وقال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فدفعه إلى قومٍ وقال: اذهبوا به فاصعدوا به إلى جبل كذا وكذا، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه، فذهبوا به فلما بلغوا ذروة الجبل قال: اللهم اكفنيهم بما شئت فتدهدؤوا أجمعين وجاء الغلام حتى دخل على الملك، قال: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله، فبعث معه نفراً، فقال: لججوه في البحر، فإذا بلغتم اللجة فإن رجع عن دينه وإلا فغرقوه، فذهبوا به فلما بلغوا اللجة قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام حتى دخل على الملك، فقال: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فقال له الغلام: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به وإلا فلا تستطيع أن تقتلني، فقال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيدٍ ثم تصلبني على جذعٍ ثم تأخذ سهماً من كنانتي ثم تقول: بسم الله رب الغلام، ففعل فأخذ سهماً من كنانته فوضعه في كبد قوسه فقال: بسم الله رب الغلام فرماه رميةً فوقع السهم في صدغه، فوضع يده على موضع السهم، فقتله، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فقيل له: ما صنعت؟ قد والله نزل بك ما كنت تحذره قد آمن الناس كلهم، فأمر بأفواه السكك فخدت فيها الأخدود وأضرم فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه وإلا فأقحموه فيها، فجعلوا يقتحمون فيها حتى جاءت امرأة بصبي لها فتقاعست، فقال لها الصبي: اصبري يا أماه إنك على الحق فاقتحمته)) . قوله: فأعجبه نحوه: أي سمته وسيرته. وقوله: فظيعة: أي هائلة، وذروة الجبل: أعلاه. فدهدهوه: فدحرجوه ودوروه، -[289]- فتدهدؤوا: فتدحرجوا وتدوروا وكأن الهمزة بدل من الهاء، وقوله: لججوا: أي اذهبوا به إلى لجة البحر وهي معظم الماء، فانكفأت: فانقلبت، فأقحموه: فألقوه بشدة، فتقاعست: أي تأخرت وتنحت، فخدت: فشقت، والأخدود: الحفرة.

فصل فيما أعد الله للصابرين

فصل فيما أعد الله للصابرين 1602- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ أبو عمرو مولى بني هاشم، ثنا محمد بن أيوب الأنماطي بحلب، ثنا إبراهيم بن عبد الجبار المصري، ثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني، ثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته –يعني يوم القيامة ومن مد عينيه إلى زينة المترفين كان ممقوتاً في ملكوت السموات، ومن صبر على القوت الشديد صبراً جميلاً أنزله الله من الفردوس حيث شاء)) .

1603- أخبرنا أبو محمد التميمي، أنبأ أبو الحسن: علي بن أحمد الحمامي المقري، ثنا أحمد بن سلمان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو سعيد المدني، ثنا أبو بكر بن شيبة الخرامي، ثنا أبو سعيد: محمد بن إبراهيم بن المطلب، ثنا زهرة بن عمرو، عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عباس –رضي الله عنه-: -[290]- ((يا غلام ألا أعلمك كلمات تنتفع بهن قال: بلى يا رسول الله، قال: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن، فلو جهد العباد أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد العباد أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)) .

1604- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، ثنا إسماعيل بن سيف البصري، ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: ((دخلت على علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- إلى الحسن بن علي –رضي الله عنه- نعوده، فقال له علي: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: أصبحت بحمد الله بارئاً، قال: كذاك إن شاء الله، ثم قال الحسن: أسندوني، فأسنده علي إلى صدره، فقال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في الجنة شجرة يقال لها: شجرة البلوى، يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة فلا يرفع لهم ديوان ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صباً، وقرأ {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حسابٍ} )) .

فصل

فصل 1605- أخبرنا سليمان بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، ثنا -[291]- محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، ثنا محمد بن شعيب قال: أخبرني عتبة بن أبي حكيم قال: حدثني عمرو بن جارية، عن أبي أمية قال: ((سألنا أبا ثعلبة الخشني –رضي الله عنه- فقلنا: كيف نصنع بهذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} . فقال: أما والله لقد سألت عنها خبيراً، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورأيت أمراً لا يدان لك به؛ فعليك بنفسك ودع أمر القوم، فإن من ورائكم أيام الصبر، الصبر فيهم مثل القبض على الجمر، للعامل فيهم كأجر خمسين رجلاً يعملون مثل عمله)) .

1606- أخبرنا الحافظ أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصم، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا عمرو بن عثمان، ثنا بشر قال: أخبرني أبي عن الزهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أن أبا سعيد الخدري –رضي الله عنه- أخبره: ((أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفذ ما عنده، فقال لهم حين أفنى كل شيء بيده: ما يك عندي من خير لا أدخره عنكم، ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يصبر يصبره الله، ولن تعطوا عطاءً خيراً وأوسع من الصبر)) .

1607- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو يعلى: محمد بن الصلت، ثنا سفيان بن عيينة، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- يرفعه قال: ((يؤتى الرجل من قبره فإذا أتي من قبل رأسه دفعه تلاوة القرآن، وإذا أتي من قبل يديه دفعه الصدقة، وإذا أتي من قبل رجليه دفعه مشيه إلى المساجد، والصبر حجرة، وقال: أما لو رأيت خللاً لكنت صاحبه)) . قوله: حجرة أي ناحية أي واقف ناحية في القبر يقول: إن كان لا يقدر تلاوة القرآن والصدقة والمشي إلى المسجد دفع المكروه عنه من جوانبه؛ دفعت أنا عنه.

1608- أخبرنا أبو الحسن الخوشنامي بنيسابور، ثنا أبو طاهر الزيادي، ثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل المعمري، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا أبو المغيرة، ثنا عفير بن معدان، ثنا سليم بن عامر، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: ((إذا رأيتم أمراً لا تستطيعون غيره فاصبروا حتى يكون الله –عز وجل- هو الذي يغيره)) .

1609- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا القاضي أبو بكر: محمد بن عمر البغدادي، ثنا جعفر بن محمد بن سليمان أبو الفضل، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الأنماطي، وعبد الله بن صالح البخاري قالوا: ثنا يعقوب بن حميد، نا محمد بن خالد المخزومي، عن سفيان، عن زبيد، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله)) .

1610- أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد الهروي في كتابه، نا إسماعيل بن إبراهيم المصري، ثنا الهروي، ثنا منصور بن العباس، ثنا الحسين بن سفيان، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الحلبي، نا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال: الصبر والسماح)) .

1611- قال: وحدثنا إسماعيل بن إبراهيم، أنبأ أبو حاتم: محمد بن يعقوب، [] ، أنبأ محمد بن إبراهيم.. ..، ثنا ابن أبي الدنيا.. ..، عن أبي الأشهب، عن الحسن قال:.. .. ما الصبر والسماح؟ قال: ((السماح بفرائض الله والصبر على محارم الله)) .

1612- أخبرنا عمر بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو عبد الله الجمال، ثنا أبو محمد: عبد الرحمن بن منشاة، نا عبد الله بن -[294]- أحمد بن سواء، نا عبد الله بن حبيق قال: سمعت عبد العزيز يقول: ((أوحى الله –عز وجل- إلى داود: يا داود اصبر على المؤنة تأتك المعونة)) .

1613- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، ثنا والدي أبو عبد الله، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا سفيان بن عيينة، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي أن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: ((خذوا عني هؤلاء الكلمات فلو رحلتم فيه المطي حتى تضنوه لم تبلغوه: لا يرجو العبد إلا ربه، ولا يخشى إلا ذنبه، ولا يستحي إذا كان لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم، واعملوا أن الصبر مع الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس له)) .

1614- أخبرنا عبد الأعلى بن عبد الواحد بن أحمد الهروي في كتابه، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا بشر بن أحمد بن بشر، ثنا محمد بن يحيى المروزي، نا عاصم بن علي، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: ((الصبر صبران: أحدهما أفضل من الآخر، الصبر عند المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عما نهى الله عنه، والذكر ذكران: أحدهما أفضل من الآخر ذكر باللسان حسن، وأفضل منه الذكر عما نهى الله عنه)) .

1615- قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا الحسين بن أحمد الثقفي، نا أحمد بن الحسين بن طياب، نا أحمد بن أبي الحواري قال: ((ذاكرت أبا سليمان: أتصبر؟ فقال: والله ما نصبر على ما نحب فكيف نصبر على ما نكره)) .

قال الإمام -رحمه الله-: وبلغني عن سهل بن عبد الله أنه قال: ((لا معين إلا بالله، ولا دليل إلا رسول الله، ولا زاد إلا التقوى، ولا عمل إلا بالصبر، وما الصبر إلا بالله قال تعالى: {واصبر وما صبرك إلا بالله} )) .

باب في الترغيب في الصدق وما أعد الله للصادقين

باب في الترغيب في الصدق وما أعد الله للصادقين 1616- أخبرنا الشريف أبو نصر، نا محمد بن عمر.. .. ثنا سفيان، ثنا عمرو بن مرة، ثنا أبو عبيدة قال: ((قام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعام على المنبر فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام قبل وفاته بعام، فقال: إن ابن آدم لن يعطى شيئاً أفضل من العافية، فسلوا الله العافية وعليكم بالصدق والبر، فإنهما في الجنة، وإياكم والكذب والفجور فإنهما في النار)) .

1617- أخبرنا أبو القاسم الواحدي بنيسابور، ثنا عبد الله بن يوسف، نا أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا روح بن عبادة، نا شعبة أخبرني يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط البجلي، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- قال: -[296]- ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام -عام أول- مقامي، فبكى أبو بكر، فقال: سلوا الله العفو والعافية واليقين، فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً خيراً من العافية، وعليكم بالصدق فإنه في الجنة، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً كما أمر الله -عز وجل-)) .

1618- أخبرنا أبو الحسين: عاصم بن الحسن بن محمد ببغداد، ثنا أبو الحسين: علي بن محمد بن بشران، نا أبو الحسين: أحمد بن محمد بن الجوزي، نا أبو بكر: عبد الله بن محمد أبي الدنيا، حدثني هارون بن عمر القرشي أبو عمرو، نا يحيى بن حسان، نا ابن لهيعة، نا الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن مجيرة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث إذا كن فيك لم يضرك ما فاتك من الدنيا: صدق حديث، وحفظ أمانة، وعفة في طعمة)) .

1619- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد بن حيان، نا عبد الرحمن بن داود، نا أبو عبد الله عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك، حدثني سعيد بن إبراهيم، حدثني عبد الله بن رجاء بن صبح الربعي، عن شرحبيل بن الحكم، عن عامر بن نابل، عن كثير بن مرة، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يعط الله أحداً من الناس شيئاً هو خير من أن يسلك في قلبه اليقين والصدق، وعند الله مفاتيح القلوب؛ فإذا أراد الله عبد خيراً فتح -[297]- له قفل قلبه، فجعل في قلبه الإيمان واليقين والصدق، وجعل قلبه وعاءً واعياً لما سلك فيه، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة، ولم يؤت الله أحداً من الناس شيئاً هو شر من أن يسلك في قلبه الريبة وجعل عينه شرهة مشرفة متطلعة لا ينفعه المال، وإن أكثر له، وغلق الله القفل على قلبه فجعله ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء)) .

1620- أخبرنا أبو رجاء بندار، أنبأ محمد بن أحمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا سليمان بن الربيع بن هشام قال: سمعت كادح الزاهد ويكنى أبا عبد الله، رأيته بقزوين من خمسين سنة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: ((وضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثماني عشرة كلمة حكمة، قال: ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة بيده، وعليك بإخوان الصدق تعيش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعترض فيما لا يعنيك، ولا تسل عما لم يكن، فإن فيما كان شغلاً عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلا ممن يحب نجاحك، ولا تتهاون بالحلف الفاجر، ولا تصاحب الفجار فتعلم فجورهم، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، واستعصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله قال الله -عز وجل-: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} )) .

فصل

فصل 1621- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، أنبأ أبو محمد: بن حيان، ثنا عبد الله بن عبد الكريم، ثنا المنذر بن شاذان، ثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي ثنا أبي، عن الخليل بن مرة قال: ((بينا رجل يبيع سلعة له وهو يكثر الكلام فيها، إذ أتى عليه آت فقال: يا عبد الله إن كثرة الكلام لا تزيد في رزقك شيئاً، وإن قلة الكلام لا ينقص من رزقك شيئاً، قال: عليك شأنك يا عبد الله، قال: هذا شأني، ثم ولى الرجل فلحقه، فقال: يا عبد الله قلت لي قولاً فأحب أن تفسره لي، قال: إن من الإيمان أن تؤثر الصدق على الكذب وإن ضرك، وأن تدع الكذب وإن نفعك، وألا يكون لقولك فضل على عملك، قال: يا عبد الله: إني أحب أن تكتب لي هذا، فإني أخاف أن أنساه، قال: فبينا أنا أكلمه إذ غاب عني فلم أره، فلقيت رجلاً من آل عمر فأخبرته، فقال: هذا من قول إلياس -عليه السلام-)) .

1622- قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان، أنبأ أبو يعلى قال: سمعت عبد الصمد بن يزيد يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول: ((لم يتزين العباد بشيء أفضل من الصدق، والله سائل الصادقين عن صدقهم، فكيف بالكذابين المساكين)) .

1623- قال: وأخبرنا محمد بن حيان، أنبأ إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن عمرو -وهو ابن العباس- ثنا النضر بن شميل، عن عوف الأعرابي، عن أبي العالية قال: ((إذا رأيت التاجر صدوقاً فهو خليق أن يكون من أهل الجنة)) .

1624- قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان، ثنا القاسم بن فورك، ثنا علي بن سهل، ثنا ضمرة وأيوب بن سويد أو أحدهما، عن ابن شوذب، عن مطر قال: ((خصلتان إذا كانتا في عبد كان سائر عمله تبعاً لهما: حسن الخلق وصدق الحديث)) .

1625- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، ثنا أبو سعيد النقاش، أنبأ يزيد بن عبد الله بن عبد الكبير الخطابي بن أمهرمز، ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم الصيرفي، ثنا أبو حاتم الرازي قال: ((قلت لأحمد بن حنبل: كيف نجوت من سيف الواثق وعصا المعتصم؟ فقال لي: يا أبا حاتم بالصدق، لو وضع الصدق على جرح لبرأ)) .

باب الترغيب في الصدقة وفضل المتصدقين

باب الترغيب في الصدقة وفضل المتصدقين قال الله -عز وجل-: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار} الآية. 1626- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا عمر بن شبة، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا عبيد الله بن عمر (ح) قال أبو عوانة: وحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبيد الله بن عمر (ح) . قال أبو عوانة: وثنا هلال بن العلاء، ثنا القعنبي، عن سعيد بن الأبيض (ح) قال أبو عوانة: وثنا أبو أمية، ثنا أبو داود الطيالسي، عن مبارك بن فضالة، كلهم قالوا: عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله -عز وجل-، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان -[301]- تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله -عز وجل-، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها لم تعلم يمينه ما تنفق شماله، ورجل ذكر الله -عز وجل- خالياً ففاضت عيناه)) .

1627- أخبرنا الفضل بن محمد المؤدب، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، ثنا عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا بنان بن أبي الخطاب، ثنا إسحاق بن بهلول الأنباري، ثنا أبو المطرف: المغيرة بن المطرف، عن الحارث النميري، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صدقة السر تطفيء غضب الرب -عز وجل-)) .

1628- أخبرنا أبو عيسى بن زياد وأبو بكر بن ماجة قالا: أنبأ أحمد بن محمد بن المرزبان، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن سليمان، ثنا بقية بن الوليد، عن بجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معديكرب –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة)) .

1629- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، -[302]- عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا قد كان لفلان)) .

1630- قال: وحدثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا أبو عاصم، ثنا سعدان بن بشر الجهني، ثنا أبو مجاهد الطائي، ثنا محل بن خليفة، عن عدي بن حاتم –رضي الله عنه- قال: ((كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء إليه رجلان، يشكو إليه أحدهما العيلة، ويشكو الآخر قطع السبيل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قطع السبيل فلا يأتي عليك إلا قليل حتى تخرج العير من الحيرة إلى مكة بغير خفير، أما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يخرج الرجل صدقة ماله فلا يجد من يقبلها، ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب يحجبه ولا ترجمان يترجم له فيقولن: ألم أوتك مالاً؟ فليقولن: -بلى، فيقول: ألم أرسل إليك رسولاً؟ فليقولن: بلى، ثم ينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة)) .

فصل

فصل 1631- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر -[303]- الوراق، أنبأ عبد الله بن سليمان الأشعث، ثنا عيسى بن حماد، أنبأ الليث، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن أبي ذر –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله وجهاد في سبيله، قال: فأي الرقاب خير؟ قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها، قال: أرأيت إن لم أستطع بعض العمل؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق، قال: أرأيت إن ضعفت؟ قال: فتدع الناس من شرك فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك)) .

1632- قال: وأخبرنا الليث، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن حكيم بن حزام بن خويلد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اليد العليا خير من اليد السفلى، وليبدأ أحدكم بمن يعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غني، ومن يستعف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)) .

1633- قال: وأخبرنا الليث، عن هشام بن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة قالت: ((يا رسول الله هل لي من أجر في بني أبي سلمة؟ فإني أنفق عليهم وإنما هم بني فلست بتاركتهم هكذا وهكذا، قال: نعم، لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم)) .

1634- قال: -وأخبرنا الليث، عن هشام، عن عروة، عن -[304]- عبيد الله بن عبد الله، عن رائطة بنت عبد الله امرأة عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- وكانت امرأة صناع، وليس لعبد الله بن مسعود مال، قال: وكانت تنفق عليه وعلى ولده منها، فقالت: ((والله لقد شغلتني أنت وولدك عن الصدقة فما أستطيع أن أصدق معكم بشيء فقال: ما أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي شيئاً، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي وهو، فقالت: يا رسول الله إني امرأة ذات صنعة أبيع منها وليس لزوجي ولا لولدي شيء فيشغلوني فلا أتصدق، فهل لي فيهم أجر؟ قال: لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم، فأنفقي)) .

1635- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا إبراهيم بن عبد الصمد، ثنا الحسين بن الحسن المروذي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا سفيان الثوري، عن محرز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء)) .

1636- أنبأ أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا حرمي بن عمارة، ثنا شعبة، عن معبد بن خالد قال: سمعت حارثة بن وهب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تصدقوا فيوشك الرجل أن يخرج بماله فلا يجد من يتصدق عليه)) .

1637- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء، من صدقة جارية أو علم منتفع به أو ولد صالح يدعو له)) .

فصل

فصل 1638- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ حاجب بن أبي بكر، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الصدقة عن ظهر غني، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول)) .

1639- أخبرنا أبو عيسى بن زياد، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن سليمان، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا يحيى بن هانئ أبو حذيفة، عن عبد الملك بن محمد، عن عبد الرحمن بن علقمة قال: ((قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم ومعهم هدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما هذه؟ معكم هدية أم صدقة؟ فإن الصدقة يبتغى بها وجه الله، وإن الهدية يبتغى بها وجه الرسول وقضاء الحاجة، فقالوا: لا، بل هدية، فقبلها منهم)) .

1640- قال: وحدثنا محمد بن سليمان، ثنا عبد الحميد بن سليمان، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئ يتصدق بصدقة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا طيباً، حتى ولو بتمرة إلا أخذها الله –عز وجل- بيمينه ثم رباها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى يوفيه يوم القيامة مثل الجبل العظيم)) .

1641- أخبرنا الفضل بن محمد المؤدب، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، ثنا عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا علي بن سعيد العسكري، ثنا عباد بن الوليد، ثنا مطهر بن الهيثم بن الحجاج، ثنا علقمة بن أبي حمزة الصنيعي، عن أبيه، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكل طهوره ولا صدقته التي يتصدق بها إلى أحد، هو الذي يتولاهما بنفسه)) .

1642- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا معافي بن سليمان، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن أبي عبد الملك، عن القاسم، عن أبي أمامة: ((أن أبا ذر –رضي الله عنه- سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[307]- يا رسول الله: أي الصدقة أفضل؟ قال: سر إلى فقير أو جهد من مقل ثم قرأ: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} - الآية)) .

1643- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن عاصم، ثنا عمران بن عبد الرحيم، ثنا محمد بن الصباح الدولابي، ثنا موسى بن عمير القرشي، عن الشعبي قال: ((لما نزلت هذه الآية {إن تبدوا الصدقات فنعما هي} إلى آخر الآية، جاء عمر –رضي الله عنه- بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الناس، وجاء أبو بكر –رضي الله عنه- بماله أجمع يكاد أن يخفيه من نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: عدة الله وعدة رسوله، قال: يقول عمر لأبي بكر: بنفسي أنت أو بأهلي أنت ما استبقنا باب خير قط إلا سبقتنا إليه)) .

فصل

فصل 1644- أخبرنا أبو نصر: محمد بن أحمد التاجر، ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا محمد بن أحد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا عبد الله بن سعيد قال: حدثني عبد الله بن عبد الكريم، عن حماد بن أبي حنيفة قال: ((كانت تخدم داود الطائي مولاة له، فقالت له: إنما تأكل هذا الخبز في هذه المطهرة بالماء فلو طبخت لك دسماً، فقال: افعلي، فطبخت له شحماً ثم جاءته به فقال: ما فعل أيتام بني فلان؟ قالت: على حالهم، قال: اذهبي به إليهم، قالت: إنما تأكل هذا الخبز في هذا الماء فلو -[308]- أكلت هذا الدسم، قال: إنهم إذا أكلوا كان لي عند الله مدخوراً، وإذا أكلته كان في الحش ملقى)) .

1645- وأخبرنا أبو نصر، ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الراشدي، ثنا أحمد بن خشنام، ثنا بكر بن بكار، ثنا قيس بن مسلم، ثنا علقمة بن مرثد قال: ((أتي ابن عمر –رضي الله عنه- بحوت اشتهاه، فجاء سائل فقال: من يتصدق فإن الله يجزي المتصدقين؟ فقال ابن عمر –رضي الله عنه- احملوا هذا الحوت إليه، فقالت زوجته: نعطيه درهماً مكان هذا الحوت واقض شهوتك، قال: شهوتي أريد)) .

1646- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم، أنبأ جناح بن نذير، ثنا عبيد الله بن أبي قتيبة، ثنا أحمد بن موسى، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الرحمن قال: حدثني نسير قال: ((جاء سائل يسأل على باب الربيع بن خثيم، فقال: أطعموا هذا السائل السكر، قال أهله: إنما يريد أن نطعمه كسرة، قال: لا، أطعموه السكر، فإن الربيع بن خثيم يحب السكر)) .

فصل

فصل 1647- ثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر، ثنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، ثنا أبو سعيد، قطن بن إبراهيم، ثنا حفص بن عبد الله السلمي قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن شعبة، عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[309]- ((المسلم إذا أنفق على أهله نفقة يحتسبها كانت له صدقة)) .

1648- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا ابن أبي مسرة، ثنا المقرئ، أنبأ الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((أعتق رجل من بني عذرة عبداً له عن دبر، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألك مال غيره؟ قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم، فجاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فبأهلك فإن فضل شيء عن أهلك ففي ذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك فهكذا وهكذا يقول بين يديه وعن يمينه وعن شماله)) .

فصل

فصل 1649- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ خيثمة، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني- وكان أول أهل مصر يروح إلى المسجد وكان لا يأتيه أبداً إلا ومعه شيء يتصدق به فكان يأتي بالخبز والفلوس حتى إذا كان ليأتي بالبصل يتصدق به، فقلت: يا أبا الخير، إن هذا ينتن عليك ثيابك، فقال: يا ابن أبي حبيب، إنه لم يكن في بيتي شيء أتصدق به وإن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[310]- ((ظل المؤمن صدقته يوم القيامة)) . هكذا رواه محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد، عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه، ورواه حرملة بن عمران والليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم:

1650- أنبأ أبو محمد، الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا محمد بن عثمان، ثنا خالد، عن مغيرة، ثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال رجل: لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية، قال: اللهم لك الحمد لأتصدقن الليلة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق، فقال: اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على غني فقال: اللهم لك الحمد على زانية، وعلى سارق، وعلى غني فأتي –يعني في المنام- فقيل له: أما صدقتك فقد قبلت منك، أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها، ولعل السارق يستعف بها عن سرقته، ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله)) .

1651- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ -[311]- عبد الله بن يوسف، ثنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا سعدان بن نصر المخرمي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لحيي سبعين شيطاناً)) .

1652- وأخبرنا عبد الرحمن الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد المقري قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير الصدقة ما كان منها عن ظهر غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، قال: ومن أعول يا رسول الله؟ قال: امرأتك تقول: أطعمني وإلا فارقني، خادمك يقول: أطعمني واستعملني، ولدك يقول: إلى من تتركني؟)) .

1653- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي بن الفقيه، وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا يوسف –هو ابن موسى- ثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[312]- ((إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجر بما أنفقت ولزوجها أجر بما اكتسبت، وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئاً)) .

1654- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا زيد بن الحباب قال: حدثني معاوية بن صالح قال: حدثني كثير بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عدي بن حاتم –رضي الله عنه- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي الصدقة أفضل؟ قال: خدمة عبد في سبيل الله، أو ظل فسطاط، أو طروقة فحل في سبيل الله)) .

1655- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ علي بن يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبو زرعة، عبد الرحمن بن عمرو، ثنا علي بن عياش، ثنا جرير بن عثمان الرجي عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن يسر بن جحاش قال: ((بصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كفه ثم وضع عليه إصبعه السبابة ثم قال: يقول الله تعالى: (أنَّى تعجزني يا ابن آدم وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد ثم جمعت ومنعت حتى بلغت نفسك إلى هاهنا) –وأشار إلى حلقه- قلت: أتصدق، وأنى أوان الصدقة)) .

1656- أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنبأ أبي، أنبأ أبو الحسن: محمد بن علي بن سهل الماسرجي، أنبأ أبو طالب: عمر بن الربيع بن سليمان بمصر، ثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، ثنا زهير بن عباد، ثنا عبد الله بن المغيرة قال: حدثني أسد بن الفرات، عن سفيان الثوري، عن مجالد بن سعيد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة: ((من تصدق اليوم بصدقة؟ قال أبو بكر –رضي الله عنه-: أنا يا رسول الله، قال: من أصبح اليوم منكم صائماً؟ قال أبو بكر –رضي الله عنه-: أنا يا رسول الله، قال: من شيع اليوم منكم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا يا رسول الله؟ قال: يا أبا بكر الجنة لك وأنت للجنة أهل، قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: ألا تسألني ما فعلت أنا اليوم يا رسول الله؟ قال: ما الذي فعلت يا أبا الدرداء؟ قال: أصبت أهلي وشهدت معكم الجمعة، قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بإصبعه ويقول: بخٍ بخٍ يا أبا الدرداء نلت ما نال أبو بكر)) .

1657- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو علي: أحمد بن الفضل بن خزيمة، ثنا إسماعيل الترمذي، ثنا يحيى بن يعلى المحاربي، ثنا زائدة بن قدامة، ثنا إبراهيم البحري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله وأبو بكر عنده جالس: ((ما من مسلم ينفق نفقة في سبيل الله –عز وجل- ألا أتت -[314]- الملائكة يوم القيامة معهم الريحان يختلجونه على أبواب الجنة فيقولون: يا عبد الله يا مسلم هلم، فقال أبو بكر: يا رسول الله إن ذلك لرجل ما على ماله توى، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن تكون منهم)) . قال الشيخ: -التوى: الهلاك والخسران.

1658- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ عبد الله بن يعقوب الكرماني، ثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني، ثنا أبو الوليد، ثنا الليث، ثنا سعيد بن أبي سعيد، عن عبد الرحمن بن بجيد أن جدته أم بجيد –وكانت ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم - قالت: ((يا رسول الله: إن المسكين ليأتي على بابي فما أجد شيئاً أعطيه إياه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لم تجدي شيئاً تعطينه إياه إلا ظلفاً محترقاً فادفعيه في يده)) .

1659- قال: وثنا محمد بن أبي يعقوب، ثنا عبد الرحمن، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سألكم بالله فأعطوه)) .

1660- قال: وثنا محمد بن أبي يعقوب، ثنا عاصم بن سليمان، -[315]- عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعط السائل وإن جاءك على فرس)) .

1661- أخبرنا أبو الحسين: سبط أبي بكر بن أبي علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا يزيد بن هارون، ثنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لما خلق الله الأرض جعلت تميد، وخلق الجبال فألقي عليها فاستقرت، فتعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد، قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار، قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار؟ قال: نعم، الماء، قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الماء؟ قال: نعم، الريح، قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم يتصدق بيمينه يخفيها عن شماله)) .

1662- أخبرنا أبو نصر الخشنامي: سبط أبي نصر الفامي، ثنا أبو طاهر بن محسن، ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم -[316]- بن مرزوق البصري بمصر، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرف بن عبد الله، عن أبيه –رضي الله عنه-: ((أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ {ألهاكم التكاثر} قال: يقول ابن آدم: مالي مالي، وما لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت، أو أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت)) .

1663- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ جدي، أنبأ أبو محمد بن حيان إملاءً، ثنا أبو الحريس: أحمد بن عيسى الكلابي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد المقدسي، ثنا عبد الله بن ميمون القداح، ثنا إسماعيل بن رافع، عن المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفئ غضب الرب –تبارك وتعالى- وصلة الرحم تزيد في العمر، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء)) .

1664- أخبرنا أبو عبد الله الحميدي، أنبأ عبد العزيز بن الحسن الضراب، أنبأ أبي، أنبأ أحمد بن مروان، ثنا محمد بن عبد العزيز، ثنا أبي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: ((بلغني أن ابن أم مكتوم كان إذا تصدق بصدقة قام بنفسه فوضع الصدقة من يده في يد السائل، وكان يقول: بلغني أن ذلك يدفع ميتة السوء)) .

1665- قال: وأخبرنا أحمد بن مروان، أنبأ ابن أبي الدنيا، ثنا عبد الرحمن بن واقد، ثنا ضمرة، أنبأ هلال قال: ((ربما أمر منصور بن المعتمر للسائل بالدرهم أو بشيء ونحن في الحلقة، فتمر على أيدينا حتى أكون أنا آخر من تمر على يده، يريد أن يشركنا في الأجر)) .

باب الترغيب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

باب الترغيب في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 1666- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن الجوزجاني، ثنا محمد بن أحمد بن سهل الحداد بمكة، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا محمد بن مروان عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي عند قبر سمعته، ومن صلى علي نائياً أبلغته)) .

1667- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن عمر بن جميل أبو الأحرز الطوسي بها، ثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري قال: حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار قالت: حدثني أبي: عثمان، عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي -[318]- في دار الدنيا صلاة، إنه قد كان في الله وملائكته كفاية، إن الله قال: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً} خص بذلك المؤمنين ليثبتهم عليه)) .

1668- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو مسلم: محمد بن عمر بن ناصح الأديب الذهلي، ثنا أحمد بن أبو الحسين المري، ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا ذواد بن علبة، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا من الصلاة علي، فإنها زكاة، وإذا سألتم الله فسلوه الوسيلة، فإنها أرفع درجة في الجنة وهي لرجل وأنا أرجو أن أكونه)) .

1669- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو الحسين بن عبد كويه، أخبرتنا عاتكة بنت أحمد بن عمرو بن أبي عاصم قالت: ثنا أبي، ثنا الحسن بن البزاز، ثنا شبابة، ثنا مغيرة بن مسلم عن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا علي، فإن الصلاة علي كفارة لكم، فمن صلى علي صلى الله عليه)) .

1670- أخبرنا سليمان بن إبراهيم الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن غالب الحافظ قال: قرئ على أبي الحسن: محمد بن محمود -[319]- المروزي، ثنا أبو رجاء: محمد بن حمدويه السنجي، ثنا أبو الأحوص: إسماعيل بن إبراهيم النيسابوري، ثنا محمد بن سواء، عن مغيرة بن مسلم، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا علي، فإن الصلاة علي درجة لكم، من صلى علي عشر مرات صلى الله عليه عشراً)) .

1671- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، ثنا أبو بكر بن القاضي، أخبرنا أحمد بن محمد بن مهران المعدل، ثنا حاجب بن أركين، ثنا محمد بن عمر بن هياج، ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن نعيم بن ضمضم قال: سمعت عمران بن الحميري يقول: سمعت عماراً –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لله –تعالى- ملكاً أعطاه سمع العباد كلهم، فما من أحد يصلي علي صلاة إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي –عز وجل- أن لا يصلي علي أحد منهم صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها، وإن الله –عز وجل- أعطاني ذلك)) .

1672- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو القاسم: موسى بن محمد بن علي الشيباني بالدينور، ثنا عبد الله بن محمد بن سنان، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد السلام بن عجلان، ثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[320]- ((إن لله سيارة من الملائكة إذا مروا بحلق الذكر قال بعضهم لبعض: اقعدوا، وإذا دعا القوم أمنوا على دعائهم، فإذا صلوا على النبي صلوا معهم حتى يفرغوا، ثم يقول بعضهم لبعض: طوبى لهؤلاء يرجعون مغفوراً لهم)) .

1673- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، أنبأ أبو الحسن الحمامي المقري، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة قال: حدثني محمد بن هشام، ثنا محمد بن ربيعة الكلابي، عن أبي الصباح النميري قال: حدثني سعيد بن عمير، عن أبيه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي صلاة صادقاً من نفسه صلى الله عليه عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات)) .

1674- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي: أبو عبد الله، أنبأ محمد بن عمر بن جميل، ثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري قال: حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار، عن أبيها عثمان، عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي في يوم جمعة وليلة جمعة مائة من الصلاة؛ قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا، ووكل الله –عز وجل- بذلك ملكاً يدخله علي قبري كما يدخل عليكم -[321]- الهدايا، إن علمي بعد موتي كعلمي في الحياة)) .

فصل

فصل 1675- أنبأ سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسن الجوزجاني، ثنا القاضي أبو بكر: أحمد بن محمود بن خرزاد، ثنا عبد الله بن أحمد بن أسيد الأصبهاني، ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي، ثنا سعيد بن الخمس، عن عبد الله بن حسن، عن أمه، عن جدته قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد حمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج حمد الله، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك)) .

1676- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، ثنا أبو بكر بن مردويه، ثنا إسحاق بن محمد بن علي المقري الكوفي، ثنا الحسين بن الحكم الحبري، ثنا يحيى بن هاشم الغساني، ثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله فإنه يطهر جسده كله، وإن لم يذكر أحدكم اسم الله على طهوره لم يطهر منه إلا ما مر عليه الماء، فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ثم ليصل علي فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة)) .

فصل

فصل 1677- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، ثنا أبو سعيد النقاش إملاءً، أنبأ أبو نصر، منصور بن جعفر بن محمد النهاوندي، بها، ثنا الحسن بن علي: نصر الطوسي، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا الوليد بن بكير، عن سلام الخزاز، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من دعاءٍ إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل محمد، فإذا فعل ذلك انحرق ذلك الحجاب ودخل الدعاء، وإن لم يفعل ذلك رجع الدعاء)) .

1678- أخبرنا لاحق بن محمد بن التميمي، أنبأ أبو سعيد النقاش في كتابه، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي الأحمر الناقد، ثنا نصر بن علي، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة فإنه أتاني جبريل –عليه السلام- آنفاً عن ربه –عز وجل- قال: ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشراً)) .

1679- أخبرنا محمد بن أحمد بن عمر التاجر، أنبأ أحمد بن الحسن الجيري، ثنا حاجب بن أحمد، ثنا عبدان، ثنا ابن المبارك، ثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[323]- ((من صلى علي صلاة صلت عليه الملائكة ما صلى فليقل عبد من ذلك أو ليكثر)) .

فصل

فصل 1680- أخبرنا أبو القاسم بن سلمان بالكوفة، أنبأ زيد بن جعفر، ثنا محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم، أنبأ عون بن سلام، ثنا أبو إسحاق الحميسي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة، فإن صلاتكم تعرض علي)) .

1681- أخبرنا أبو طاهر: عبد الرزاق بن محمد بن منجويه، أنبأ علي بن محمد بن ميلة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، ثنا أبو طالب: عبد الله بن أحمد بن سوادة، ثنا ابن أبي المضاء، ثنا زهير بن عباد قال: حدثني محمد بن يوسف العابد الأصبهاني، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: قال لي ابن مسعود –رضي الله عنه-: ((يا زيد بن وهب لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة تقول: اللهم صل على محمد النبي الأمي)) .

فصل

فصل 1682- أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، ثنا الإمام أبو عثمان: إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني إملاءً، ثنا أبو محمد: الحسن بن أحمد المخلدي إملاءً، أنبأ أبو الوفاء: المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجي، ثنا عمرو بن محمد بن يحيى العثماني، ثنا عبد الله بن نافع، عن ابن أبي فديك، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، -[324]- عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ونحن في مسجد المدينة، فقال: رأيت البارحة عجباً، رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرده عنه، ورأيت رجلاً من أمتي قد سلط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه فاستنقذه منه، ورأيت رجلاً من أمتي قد أوحشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع فجاءه صيامه فسقاه وأورده، ورأيت رجلاً من أمتي والنبيون قعود حلقاً كلما دنا إلى حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذه بيده وأقعده إلى جنبي، ورأيت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة، وعن يمينه ظلمة، وعن شماله ظلمة، ومن فوقه ظلمة، ومن تحته ظلمة، فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور، ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءه صلة الرحم، فقالت: يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلاً لرحمه، فكلمه المؤمنون وصالحوه، ورأيت رجلاً من أمتي يتقي النار وحرها وشررها بيده عن وجهه فجاءته صدقته فصارت ستراً على وجهه وظلاً على رأسه، ورأيت رجلاً من أمتي أخذته الزبانية من كل مكان فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من أيديهم وسلماه إلى ملائكة الرحمة، ورأيت رجلاً من أمتي هوت صحيفته قبل شماله فجاء خوفه من الله فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءته أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفر جنهم فجاءه وجله من الله –تعالى- فأنقذه منها، ورأيت رجلاً من أمتي هوى إلى النار فجاءته دموعه التي بكاها من خشية الله فاستخرجته من النار، ورأيت رجلاً من أمتي يرعد على الصراط كما ترعد السعفة -[325]- فجاءته صلاته علي فسكنت رعدته، ورأيت رجلاً من أمتي غلقت أبواب الجنة دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له أبواب الجنة)) .

فصل

فصل 1683- أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، أنبأ الحافظ أبو محمد: عبد الله بن جعفر الخبازي، ثنا أبو الحسن: علي بن أحمد بن الحسين التميمي، ثنا أبو العباس: أحمد بن جعفر بن نصر بالري، ثنا رشدين معاوية بن صالح، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عن أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- قال: ((الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من مهج الأنفس، أو قال: من ضرب السيف في سبيل الله)) .

1684- أخبرنا أبو الفضل: أحمد بن محمد بن عبد الله البيع، أنبأ أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم بن جعفر، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا أبو العلاء، خالد بن طهمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي صلاة واحدة قضيت له مائة حاجة)) .

1685- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ عبد الخالق بن الحسن السقطي، ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ثنا محمد بن حفص بن غياث قال: حدثني أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[326]- ((من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة)) .

1686- أخبرنا محمد بن أحمد الكامخي: قدم علينا: أنبأ منصور بن الحسين، ثنا محمد بن إسحاق الصبغي، ثنا سهل بن عمار، ثنا إبراهيم بن سليمان –وهو الزيات- عن عبد الحكم، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة –رضي الله عنهما- قال: ((دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فلم أره أشد استبشاراً منه يومئذ ولا أطيب نفساً، قلت: يا رسول الله ما رأيتك قط أطيب نفساً ولا أشد استبشاراً منك اليوم، فقال: ما يمنعني وهذا جبريل قد خرج من عندي آنفاً قال: قال الله تعالى: من صلى عليك صلاةً صليت عليه بها عشراً، ومحوت عنه عشر سيئاتٍ وكتبت له عشر حسناتٍ)) .

1687- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا الحسن: علي بن أحمد الرفاء الواعظ البصري، ثنا أبو الحسن: علي بن موسى الحافظ إملاءً، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي سعيد، ثنا إبراهيم بن محمد بن أبي الحجيم قال: حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار، عن أبيها عثمان عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم علي صلاة في دار الدنيا)) .

1688- أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل الروياني، أنبأ أبو محمد -[327]- الخبازي، ثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن عيسى بن الفضل المقري، ثنا أبو الحسين: محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، ثنا محمد بن عمارة بن صبيح، ثنا خالد بن مخلد القطواني قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن كيسان، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أولى الناس بي يوم القيامة أكثركم علي صلاة)) .

1689- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو الحسن الجرجاني، ثنا أحمد بن محمد بن سهل بن بكير الحداد، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل، ثنا شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يصلي علي صلاة إلا صلت عليه الملائكة ما صلى علي فليقل العبد من ذلك أو أكثر)) .

فصل

فصل 1690- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ أبو بكر بن أبي زكريا البلخي ببلخ، ثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن أحمد المستملي، ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن أيوب الجواليقي، ثنا أبو حامد: أحمد بن العباس بن محمد الصوفي –بلخي- ثنا أحمد بن سلمة أبو الفضل النيسابوري، ثنا يزيد بن مسلم الحريزي –يماني- قال: سمعت وهب بن منبه يقول: ((الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة)) .

1691- أخبرنا أحمد بن عبد القادر بن يوسف ببغداد، أنبأ مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري المؤدب قال: قال لنا أبو سليمان: محمد بن الحسين الحراني: ((قال لي رجل من جيراني يقال له: الفضل –وكان كثير الصوم والصلاة-: كنت أكتب الحديث ولا أصلي على النبي فرأيته في المنام فقال: إذا كتبت أو ذكرت فلم لا تصل علي؟ ثم رأيته صلى الله عليه وسلم مرة من الزمان فقال: بلغني صلاتك علي، فإذا صليت علي أو ذكرت فقل: صلى الله عليه وسلم)) .

فصل

فصل 1692- أخبرنا محمد بن عبد الواحد خوروست، ثنا محمد بن علي بن عمرو الحافظ، أنبأ أبو عمرو: حمدان بن الجيري، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن ذكوان، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من قوم يقعدون مقعداً لا يصلون فيه على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة)) .

1693- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، ثنا أبو علي بن البغدادي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا أبو أمية الطرسوسي، ثنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان قال: حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال: سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[329]- ((إن البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي)) .

1694- أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أنبأ محمد بن عبد الله بن محمد القباب، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أحمد بن محمد أبو جعفر المروزي، ثنا يحيى بن يزيد النوفلي قال: حدثنا أبي، عن أبي سلمة، ويزيد بن رومان، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل –عليه السلام- فقال: شقي امرؤ أو تعس امرؤ ذكرت عنده فلم يصل عليك)) .

1695- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة: ثنا المحاملي، ثنا سلم بن جنادة ويوسف ين موسى قالا: ثنا وكيع بن الجراح، ثنا موسى بن عبيدة، عن إبراهيم بن محمد التيمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوني كقدح الراكب، فإن الراكب يملأ قدحه ويضعه ويرفع متاعه، فإن احتاج إلى الشرب شرب أو إلى الوضوء توضأ وإلا أهراقه، ولكن اجعلوني في أول الدعاء وأوسطه وآخره)) .

1696- أخبرنا أبو الحسن: علي بن أحمد المؤذن المديني الزاهد بنيسابور، ثنا أحمد بن علي الحافظ، ثنا أبو بكر: محمد بن الحسين بن جعفر البخاري –قدم حاجاً- أن أبا حسان: عيسى بن عبد الله حدثهم قال: ثنا محمد بن رزام، ثنا محمد بن عمرو، ثنا -[330]- مالك بن دينار وأبان، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي في كل يوم جمعة أربعين مرة محا الله عنه ذنوب أربعين سنة، ومن صلى علي مرة واحدة فتقبلت منه، محا الله عنه ذنوب ثمانين سنة، ومن قرأ: قل هو الله أحد أربعين مرة حتى يختم السورة بنى الله له مناراً في جسر جهنم حتى يجاوز الجسر)) .

1697- أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل، أنبأ أبو محمد الخبازي ثنا أبو محمد: عبد الله بن أحمد الحفصي، ثنا إبراهيم بن إسماعيل الزاهد –المعروف بالخزاز- ثنا عبد السلام بن محمد المصري بمصر، ثنا سعيد بن عفير قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن أمية القرشي المديني، عن عبد الرحمن بن عبد الله الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمي في ذلك الكتاب)) .

1698- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص النيسابوري، ثنا محمد بن موسى القرشي، ثنا عبد الملك بن قريب الأصمعي، ثنا محمد بن مروان السدي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي عند قبري وكل الله بها ملكاً يبلغني، وكفى أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيداً أو شفيعاً)) .

1699- أخبرنا أبو الفضل بن سليم، أنبأ علي بن القاسم، أنبا أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف، ثنا أبو حامد: أحمد بن جعفر بن محمد بن العباس بن الحسن الهاشمي قال: حدثني سليمان بن الربيع، ثنا كادح بن رحمة، ثنا نهشل بن سعيد، عن الضحاك، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى علي في كتاب لم تزل الصلاة جارية له ما دام اسمي في ذلك الكتاب)) .

فصل

فصل 1700- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو يعلى المهلبي، أنبأ أبو عبد الله الصفار الأصبهاني، ثنا أبو سعيد: الحسن بن علي بن بحر، ثنا جعفر بن عيسى القاضي –قاضي الري- ثنا رشيد بن سعد، ثنا معاوية بن صالح، عن جعفر بن محمد، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: جزى الله محمداً عنا ما هو أهله، أتعب سبعين كاتباً ألف صباح)) .

1701- وحدثنا الشريف أبو المعالي: محمد بن محمد بن زيد العلوي إملاءً، ثنا الشيخ الصالح أبو عبد الله: الحسين بن محمد بن بطحا، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا يحيى بن كثير الناجي، ثنا ابن لهيعة، عن دراج أبي السمح، عن -[332]- أبي الهيثم، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ورفعنا لك ذكرك، قال: قال لي جبريل –عليه السلام-: قال الله –عز وجل-: إذا ذكرت ذكرت معي)) .

1702- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أحمد الفقيه، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو يحيى بن زنجويه بن جعد بن حمدان النصري الإسفراييني، ثنا محمد بن المسيب الأرغياتي، ثنا يوسف بن سعيد، قال: سمعت محمد بن مسعود الأحول قال: نعى وكيع إلي عبد الرحمن بن مهدي فقال –رحمه الله-: ثنا وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلوا على أنبياء الله، فإن الله بعثهم كما بعثني)) .

فصل

فصل 1703- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، ثنا أبو عبد الله الرازي، ثنا علي بن أحمد بن صالح، ثنا محمد بن عبد بن عامر، ثنا محمد بن حفص ثنا الحكم بن سنان، عن الفرج بن عبد الرحمن، عن كعب العجلي، عن كعب الأحبار قال: ((أوحى الله –عز وجل- إلى موسى –عليه السلام- في بعض ما أوحى إليه: يا موسى: لولا من يحمدني ما أنزلت من السماء قطرة ولا أنبت من الأرض ورقة، يا موسى: لولا من يعبدني ما أمهلت من يعصيني طرفة عين، يا موسى لولا من يشهد أن لا إله إلا الله لسيلت جهنم على الدنيا، يا موسى: إذا لقيت المساكين فعاملهم كما تعامل -[333]- الأغنياء فإن لم تفعل ذلك، فاجعل كل شيء علمت –أو قال: عملت- تحت التراب، يا موسى: -أتحب ألا يأتيك من عطش يوم القيامة؟ قال: إلهي نعم، قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم)) .

1704- أخبرنا شيخ لي نسيت اسمه، عن هبة الله بن محمد العدل بواسط قال: - سمعت أبا الحسن بن علي الميموني يقول: ((رأيت الشيخ أبا علي: الحسن بن عيينة –رحمه الله- في المنام بعد موته وكان على أصابع يديه شيئاً مكتوب بلون الذهب، أو بلون الزعفران، فسألته عن ذلك، فقلت: يا أستاذ أرى على إصبعيك شيئاً مليحاً مكتوباً ما هو؟ فقال: يا بني: هذا لكتابتي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو قال: لكتابتي: صلى الله عليه وسلم، في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

1705- أخبرنا عبد الواحد بن إسماعيل الروياني في كتابه، أنبأ أبو محمد الخبازي قال: سمعت أبا الحسن النهاوندي الزاهد في ديار المغرب يقول: ((لقى رجل خضراً النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: أفضل الأعمال اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة عليه، قال الخضر: وأفضل الصلوات عليه ما كان عند نشر حديثه وإملائه يذكر باللسان ويكتب في الكتاب ويرغب فيه شديداً ويفرح به كثيراً، وإذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم)) .

1706- قال: وأنبأ أبو محمد الخبازي: قال: سمعت أبا محمد: إسماعيل بن محمد الزاهد يقول: سمعت أبا علي: الحسين بن علي، سنة تسعين ومائتين يقول: ((علامة أهل السنة كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

1707- قال: وأخبرنا أبو محمد الخبازي قال: -قال أبو الحسن الحراني: ((كان أبو عروبة الحراني لا يترك أحداً يقرأ عليه الأحاديث إلا ويصلي على النبي ويسلم، ويبين ذلك وكان يقول: بركة الحديث كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا، ونعيم الجنة في الآخرة إن شاء الله)) .

1708- قال: وأخبرنا أبو محمد الخبازي، قال: سمعت أبا أحمد: عبد الله بن بكر بن محمد العالم الزاهد بالشام في جبل لبنان يقول: ((أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعاً في الدين والدنيا بعد كتاب الله –عز وجل- أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فيها من كثرة الصلوات عليه، وإنها كالرياض والبساتين تجد فيها كل خير وبر وفضل وذكر)) .

1709- قال: وأخبرنا أبو محمد الخبازي قال: سمعت أبا سعيد: عبد الرحمن بن محمد بن خيران بهمدان يقول: سمعت أبا عبد الله: محمد بن حمدان الطرائفي يقول: سمعت أبا الحسن الشافعي ببغداد يقول: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم، فقلت: يا رسول الله بم جزي محمد بن إدريس الشافعي –رحمة الله عليه- حين يقول في ذكر الصلاة عليك في كتاب الرسالة: وصلى الله على محمد كلما ذكر ذاكر وغفل عن ذكره غافل؟ قال: جزي أنه لا يوقف للحساب يوم القيامة)) .

باب الترغيب في الصمت وحفظ اللسان

باب الترغيب في الصمت وحفظ اللسان 1710- أخبرنا الحسين بن أحمد البغدادي ببغداد، أنبأ أبو القاسم: الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر، أخبرنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الله بن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صمت نجا)) .

1711- قال: وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا هارون بن عبد الله، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عمر بن حفص، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يسلم فليلزم الصمت)) .

1712- قال: وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا شجاع بن -[336]- الأشرس، ثنا ليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) .

1713- قال: وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا داود بن عمرو الضبي وسعدويه عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زهر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال عقبة بن عامر –رضي الله عنه-: ((قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما النجاة؟ قال: أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) .

1714- قال: وثنا عبد الله بن محمد بن عبيد قال: حدثني حمزة بن العباس، ثنا عبدان بن عثمان، أنبأ عبد الله –هو ابن المبارك- أنبأ معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: ((قلت: يا رسول الله! حدثني بأمر أعتصم به، قال: قل: ربي الله ثم استقم، قال: قلت: يا رسول الله: ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسانه ثم قال: هذا)) .

1715- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا أبو عتبة، ثنا بقية، ثنا إسماعيل بن عياش، -[337]- عن عطاء –وهو ابن عجلان- عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يستكمل أحدكم حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه)) .

1716- أخبرنا أبو بكر: إسماعيل بن أحمد الخطيب بالري، ثنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني، أنبأ أبو الحسن: أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، ثنا أبو سعيد: عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا هشام بن عمار، ثنا الحكم بن هشام العقيلي، ثنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلاد –وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيت الرجل المؤمن قد أعطي زهداً في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة)) .

1717- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب قال: أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن علي المقري، ثنا أبو الأزهر، ثنا هاشم بن القاسم أبو النضر، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله -عز وجل- لا يلقي لها بالاً يرفعه الله -عز وجل- بها درجة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله -عز وجل- لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم)) . هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي كتابي: لا يلقى، بفتح الياء والقاف، والصواب: لا يلقي، بضم الياء وكسر القاف. قال أهل اللغة: البال: القلب، والمعنى: لا يحضر لها قلبه، -[338]- يتكلم بها من غير فكرة. قال الله -عز وجل-: {أو ألقى السمع وهو شهيد} أي شاهد القلب.

1718- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن أحمد بن حسن بن علي، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز بن محمد، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)) . التبيين: - التثبيت.

1719- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا محمد بن علي بن عمرو، ثنا أبو يوسف: رافع بن عبد الله بقصر أحنف بن قيس، ثنا يوسف بن موسى بن عبد الله المروزوذي، ثنا محمد بن موسى الحرشي، ثنا حماد بن زيد، ثنا أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا)) . التكفير: الخضوع والانقياد، وقوله: فإنما نحن بك: أي ننجو بك ونهلك بك.

1720- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن عبد الله بن علي، عن سليمان بن حبيب قال: حدثني أسود بن أصرم المحاربي قال: ((قلت: أوصني يا رسول الله، قال: املك يدك، قال: قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: املك لسانك، قال: قلت: فما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: فلا تبسط يدك إلا في خيرٍ، ولا تقل بلسانك إلا معروفاً)) .

1721- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا زهير بن حرب، ثنا شبابة بن سوار، عن المغيرة بن مسلم، عن هشام بن إبراهيم، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كف لسانه ستر الله عورته، ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه، ومن اعتذر إلى ربه قبل الله عذره)) .

1722- قال: -وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو عمر التميمي قال: - حدثني أبي، عن أبي بكر النهشلي، عن الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أنه كان على الصفا يلبي ويقول: ((يا لسان قل خيراً تغنم، أو أنصت تسلم من قبل أن تندم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن هذا شيء تقوله أو سمعته؟ قال: لا، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)) .

فصل في هذا المعنى بغير إسناد

فصل في هذا المعنى بغير إسناد 1723- روي عن الربيع بن خثيم قال: ((اخزن لسانك إلا مما لك ولا عليك)) .

1724- وعن إبراهيم التيمي قال: -أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين سنة، فلم يتكلم بكلام لا يصعد.

1725- عن أبي حيان التيمي، عن أبيه قال: ما سمعت الربيع بن خثيم يذكر شيئاً من أمر الدنيا قط.

1726- وعن العوام بن حوشب قال: ما رأيت إبراهيم التيمي رافعاً رأسه إلى السماء في صلاة ولا غيرها، ولا سمعته يخوض في شيء من أمر الدنيا.

1727- وقال إبراهيم التيمي: ((المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان كلامه له تكلم، وإن كان عليه أمسك، والفاجر إنما لسانه رسلاً رسلاً)) .

1728- وعن صدقة بن عبدويه قال: -[341]- ((لما كبر آدم –عليه السلام- جعل بنو بنيه يعبثون به، فيقول له آباؤهم: ألا تنهاهم؟ فيقول: -يا بني إني رأيت ما لم تروا، وسمعت ما لم تسمعوا، رأيت الجنة وسمعت كلام ربي، وقال لي حين أخرجني منها: إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها)) .

1729- عن يحيى بن أبي كثير قال: أثنى رجل على رجل، فقال له بعض السلف: وما يعلمك به؟ قال: رأيته يتحفظ في لسانه.

1730- وروى عن أبي بكر بن عياش قال: التقى أربعة من الملوك: ملك فارس وملك الهند، وملك الروم، وملك الصين: فتكلموا بأربع كلمات فكأنما رمين من قوس واحدة، فقال أحدهم: لا أندم على ما لم أقل وقد أندم على ما قلت، وقال الآخر: إذا قلتها ملكتني وإذا لم أقلها ملكتها، وقال الثالث: أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلت. وقال الرابع: عجبت ممن يتكلم بالكلمة إن رفعت عليه ضرته وإن لم ترفع لم تنفعه.

فصل

فصل 1731- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو منصور: محمد بن أحمد، ثنا أبو بكر: عمر بن عبد الله بن أحمد، ثنا أبو بكر: يوسف بن محمد بن الإمام، ثنا أبو مسعود، ثنا علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زهر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن -[342]- عقبة –رضي الله عنه- قال: ((قلت: يا رسول الله: ما النجاة؟ قال: املك عليك لسانك، وليسعك بيتك، ولتبك على خطيئتك)) .

فصل في الترهيب من فضول الكلام

فصل في الترهيب من فضول الكلام 1732- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر المروزي، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا مهدي بن حفص، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطعم بن المقدام الصنعاني، عن عنبسة بن سعيد الكلاعي، عن نصيح العنسي عن ركب المصري –رضي الله عنه- قال: -قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: ((طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأسمعك الفضل من قوله)) .

1733- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو منصور: معمر، ثنا أبو بكر: عمر بن عبد الله بن أحمد، ثنا يوسف بن محمد بن يوسف الإمام، ثنا أبو مسعود، ثنا داود، ثنا شعبة، عن الحكم، عن عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) . قوله: حصائد ألسنتهم-: أي ما تتكلم به ألسنتهم ويحصده، -[343]- شبه الكلام من غير فكر بما يحصد الحاصد فيقطعه قطعاً من غير تؤدة وسكون.

1734- قال: وأخبرنا أبو منصور: -معمر، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن إسماعيل العطار، ثنا صهيب بن عباد، ثنا فهدي، ثنا وهيب بن الورد المكي، عن محمد بن زهير، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عند لسان كل قائل فليتق الله عبد ولينظر ما يقول)) .

1735-أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني أحمد بن عبيد الله التميمي، ثنا عبيد الله بن محمد التميمي، ثنا زيد بن مجاشع، عن غالب القطان، عن مالك بن دينار، عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ((من كثر كلامه كثر سقطه)) .

1736- قال: وثنا ابن أبي الدنيا عن علي بن أبي مريم، عن أحمد بن إسحاق الحضرمي، ثنا جعفر الخزاز قال: سمعت محمد بن واسع يقول لمالك بن دينار: ((يا أبا يحيى حفظ اللسان أشد على الناس من حفظ الدنانير والدراهم)) .

1737- أنبأ أبو الفتح الصحاف، أنبأ أبو القاسم الهمذاني، -[344]- أنبأ أبو بكر بن السني قال: حدثني عمر بن سهل، ثنا عبد الله بن الفضل، ثنا عون بن سلام، ثنا شريك، عن أبي المحجل، عن معفر، عن ابن شيبة، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: ((إملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر، والجليس الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من جليس السوء)) .

1738- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي: أبو عبد الله، أنبأ محمد بن أيوب بن حبيب، ثنا هلال بن العلاء، ثنا فيض بن إسحاق قال: قال فضيل بن عياض: ((قيل لحذيفة –رضي الله عنه- ما لك لا تتكلم؟ قال: إن لساني سبع أتخوف إن تركته يأكلني)) .

1739- أنبأ عاصم، أنبأ أبو الحسين، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني علي بن أبي مريم، عن زيد بن الحباب، ثنا محمد بن حوشب قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: ((إنما لسان أحدكم كلب، فإذا سلطته على نفسك أكلك)) .

1740- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا إسحاق –هو ابن إسماعيل- ثنا سفيان قال: ((قالوا لعيسى ابن مريم –عليه السلام-: دلنا على عمل ندخل به الجنة، قال: لا تنطقوا أبداً، قالوا: لا نستطيع ذلك، قال: فلا تنطقوا إلا بخير)) .

1741- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو منصور: معمر، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا الحواصي، ثنا بقية بن وليد، عن أرطأة بن المنذر قال: ((تعلم رجل من الحكماء الصمت بحصاةٍ وضعها في فيه، لا ينزعها إلا عند الطعام والشراب أربعين سنة)) .

1742- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أحمد بن محمد الجوزي، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني ابن أبي مريم، عن يحيى بن أبي بكير، عن عمارة بن زاذان الصيدلاني قال: سمعت زياداً النميري يقول: قال أنس –رضي الله عنه- لرجل – وبعثه في حاجة: ((إياك وكل أمر تريد أن تعتذر منه، وإذا أردت أن تتكلم بكلامٍ فانظر فيه قبل أن تتكلم به، فإن كان لك فتكلم به، وإن كان عليك فالصمت عنه خير لك)) .

فصل

فصل 1743- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد الجوزي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أحمد بن جميل، أنبأ عبد الله بن المبارك، أنبأ السري بن يحيى، عن ثابت البناني قال: ((قال شداد بن أوس –رضي الله عنه- لغلامه: ائتنا بسفرتنا نعبث ببعض ما فيها، فقال له رجل من أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك أرى أن يكون فيها شيء غير هذا، قال: صدقت، ما تكلمت -[346]- بكلمة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أزمها وأخطمها، وايم الله لا تذهب مني هكذا، فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله)) .

1744- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا سهل بن عاصم، عن الأوزاعي: قال: قال سليمان بن داود –عليه السلام-: ((إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب)) .

1745- وقال أبو حاتم: طلب رجلان العلم، فلما علما، صمت أحدهما وتكلم الآخر، فكتب المتكلم إلى الصامت: وما شيء أردت به اكتساباً ... بأجمع في المعيشة من لسان فكتب إليه الصامت: وما شيء أردت به كمالاً ... أحق بطول سجن من لسان

1746- وقال سفيان بن عيينة: خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خيرٌ ... لك من داء الكلام إنما السالم من الجم ... فاه بلجام

باب الترغيب في الصوم

باب الترغيب في الصوم 1747- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا يحيى بن المغيرة، ثنا ابن أبي فديك، عن عيسى بن أبي عيسى الحناط، عن أبي الزناد، عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الخطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار)) .

1748- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا أيوب بن إسحاق بن سافري، ثنا خالد بن مخلد، ثنا سليمان بن بلال قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة باباً يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون، فيقومون فيدخلون منه، فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل أحد)) .

1749- أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن الحسن القاضي، نا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن أويس أبو أويس المدني، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة –رضي الله عنه- كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير فتعال، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. قال أبو بكر –رضي الله عنه- يا رسول الله بأبي أنت ما على الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة، فهل أحد يدعى من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم)) . قوله: من ضرورة: أي من ضرر وشدة ومشقة.

1750- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا شعبة قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي قال: سمعت أبا نصرة يحدث، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: مرني بعملٍ يدخلني الجنة، فقال: عليك بالصوم فإنه لا عدل له)) .

1751- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو بكر بن -[349]- مردويه، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، ثنا فيض بن الفضل، ثنا عمرو بن أبي المقدام عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل حسنة يعملها ابن آدم فإنها تضاعف له ما بين العشرة الأضعاف إلى سبعمائة ضعفٍ إلا الصوم، فإنه لا يدري أحدٌ ما فيه، يقول الله –عز وجل-: عبدي ترك شهوته من الطعام والشراب والجماع وغض بصره من أجلي وكف لسانه، فالصوم لي وأنا أجزي به، فرحتان للصائم: عند إفطاره، وفرحة عند لقاء الله، ولخلوف فم الصائم إذا هو أخلف أطيب عند الله من ريح المسك)) . كذا في كتاب: أخلف: وهو لغة، واللغة المشهورة: خلف، والخلوف: تغير الفم من الإمساك عن الطعام وغير ذلك.

1752- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، ثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا ابن قولويه-وهو إسحاق بن أحمد أصبهاني- ثنا إبراهيم –هو ابن يوسف الهسنجاني- ثنا ابن أبي الحواري، ثنا أبو سليمان قال: جاءني أبو علي الأحمر بأحسن حديث سمعته في الدنيا قال: ((يوضع للصوام مائدة يأكلون والناس في الحساب، قال: فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهؤلاء يأكلون قال: فيقول: طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم)) .

فصل في فضل رمضان وصيام رمضان

فصل في فضل رمضان وصيام رمضان 1753- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ جعفر بن محمد -[350]- الفقيه، أنبأ أبو أحمد: محمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا عبد الله بن يونس الكتاني، ثنا علي بن حجر المروزي، ثنا يوسف بن زياد، ثنا همام بن يحيى المحلمي، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهرٍ، جعل الله تعالى صيامه فريضةً وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلةٍ من خصال الخير كان كمن أدى فريضةً فيما سواه ومن أدى فيه فريضةً كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه، ومن فطر صائماً كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قلنا: يا رسول الله ليس كلنا يجد من يفطر الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على مذقة لبنٍ أو تمرة أو شربة ماءٍ، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما اللتان لا غنى لكم عنهما فتسألون الله تعالى الجنة، وتعوذون به من النار)) .

1754- أخبرنا تميم بن عبد الواحد، ثنا علي بن ماشاذة، ثنا -[351]- سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سيف بن محمد، عن ضرار بن عمرو، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استهلوا شعبان أكبوا على المصاحف فعرضوها، وأخرج المسلمون زكاة أموالهم يقوون المسكين والضعيف على صيام شهر رمضان، ودعت الولاة أهل السجون فمن كان عليه حد أقاموه عليه وإلا خلوا سبيله، حتى إذا نظر المسلمون إلى هلال شهر رمضان اغتسلوا واعتكفوا، وبعث الله –عز وجل- ملائكة في أول الليلة من شهر رمضان فغلوا فيه أعفار الجن وفتحت فيه أبواب السماء، وغلق فيه أبواب النار، وبسط فيه الرزق للعباد، ورفع فيه العذاب عن أهل القبور، فمن صام يوماً من شهر رمضان تباعد من النار مسيرة مائة عام ومن قام من شهر رمضان كان له مثل أجر ليلة القدر، ومن قام ليلة القدر كان صلاته تلك عمل ثلاث وثمانين سنة وكان المسلمون في رمضان أما النهار فصيام وتسبيح وصدقة وأما الليل فتلاوة القرآن والركوع والسجود والقيام)) .

1755- أخبرنا أحمد بن علي الحراثي، أنبأ أبو عبد الله: محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا وهب، عن سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن عمرو بن تميم، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دنا رمضان يقول: ((أظلكم شهركم هذا، ومحلوف أبي القاسم الذي يحلف به ما مر -[352]- على المسلمين شهر خير لهم منه ولا مر على المنافقين شهر شر لهم، ومحلوف أبي القاسم الذي يحلف به إن الله ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخلهم، وذلك أن المؤمن يعد نفقته وقوته للعبادة وأن الفاجر يعد لغفلة المسلمين وعثورهم فهو غنم للمؤمن نقمة للفاجر)) .

1756- أخبرنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن الحسين الحيري، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني، ثنا شعيب بن حرب، ثنا يونس بن عمر، ثنا المغيرة بن عبد الله، عن أبيه قال: ((غدوت لحاجة إلى المسجد فإذا بجماعة في السوق فملت إليهم، فإذا برجل يحدثهم ويقول: وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصفت لي صفته، فعرضت له على قارعة الطريق بين عرفات ومنى ورفع إلي ركب وعرفته بالصفة، فهتف بي رجل من القوم فقال: أيها الراكب خل عن وجوه الركاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوا الراكب فأرب ما له؟ قال: فجئت حتى أخذت بزمام الناقة أو خطامها، فقلت: بأبي يا رسول الله ما يقربني إلى الجنة ويباعدني من النار؟ فقال لي: وذلك أعملك أو أنصبك؟ قال: قلت: نعم، قال: فاعقل إذاً أو افهم، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتأتي إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك، وتكره للناس ما تكره أن يؤتى إليك، خل زمام الناقة أو خطامها)) . قوله: فأرب ما له: أي فحاجة له، وما زائدة، وقوله: أعملك أي أنصبك. قيل في التفسير {وجوه يومئذ خاشعة عاملة} . معنى عاملة: ناصبة أيضاً.

1757- أخبرنا المطهر بن محمد البيع، أنبأ أبو سعيد: محمد بن علي بن عمرو، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا ميمون بن الهيثم، ثنا هشام بن زياد أبو المقدام، عن محمد بن الأسود، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطهن أمة كانت قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك، ويستغفر لهم الملائكة حتى يفطرون، ويصفد مردة الشياطين فلا يصلون فيه إلى ما كانوا يصلون إليه، ويزين الله جنته في كل يوم فيقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويغفر لهم في آخر ليلة في رمضان، قالوا: يا رسول الله هي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل إنما يوفى أجره عند انقضاء عمله)) .

فصل

فصل 1758- أخبرنا ابن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الخفاف، ثنا علي بن خشنام، ثنا إسحاق بن أحمد الخزاز الرازي، ثنا الحارث بن مسلم، ثنا زياد بن ميمون، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما سمي رمضان لأن رمضان يرمض الذنوب)) .

1759- وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا غياث بن محمد، ثنا الحسين بن إسحاق الدقيقي التتري، ثنا عمير بن خالد المخزومي، ثنا عمير بن راشد، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام يوماً من رمضان فسلم من ثلاث ضمنت له الجنة، فقال أبو عبيدة بن الجراح: يا رسول الله على ما فيه سوى ثلاث؟ قال: على ما فيه سوى الثلاث: لسانه وبطنه وفرجه)) .

1760- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا محمد بن علي، ثنا موسى بن يوسف بن موسى القطان، ثنا الحسين بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا الحسن بن صالح، عن أبي بشر الحلبي، عن الزهري قال: ((تسبيحة في شهر رمضان أفضل من ألف تسبيحة في غيره)) .

1761- وأخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ أحمد بن محمد بن نصير، ثنا أحمد بن عصام قال: سمعت معلى بن الفضل يقول: ((كانوا يدعون الله –عز وجل- ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ويدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم)) .

فصل في فضل من فطر صائما

فصل في فضل من فطر صائماً 1762- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو عبد الله الجرجاني -[355]- ثنا محمد بن يعقوب الأحمر، ثنا حميد بن عياش الرملي، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من فطر صائماً أو جهز غازياً فله مثل أجره)) .

1763- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ علي بن محمد الفقيه، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو أمية الطرسوسي، ثنا عمرو بن سفيان القطعي، ثنا الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن يزيد، عن سعيد، عن سلمان –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من فطر صائماً على طعام أو شراب من حلال في شهر رمضان صلت عليه الملائكة في ساعات رمضان، وصافحه جبريل –عليه السلام- ليلة القدر، وسلم عليه ودعا له، ومن صافحه جبريل –عليه السلام- رزق دموعاً ورقة، قال سلمان: يا رسول الله من لم يكن معه إلا فضل عشاء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان من فطر على كسرة خبز أو شربة لبن أو شربة ماء أجزأ ذلك عنه)) .

1764- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، ثنا جعفر بن محمد الفقيه، ثنا أبو الحسن اللبناني، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: حدثني الصلت بن بسطام التميمي، عن أبيه قال: ((كان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنساناً فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً)) .

فصل

فصل 1765- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أخبرنا جعفر بن -[356]- محمد الفقيه، أنبأ أحمد بن الحسن بن إسماعيل الشروطي، ثنا محمد بن زكريا، ثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا جرير، عن الشعبي، عن نافع، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وقد أهل رمضان: ((لو يعلم العباد ما في رمضان تمنت أن يكون رمضان السنة كلها، فقال رجل من خزاعة: حدثنا، قال: إن الجنة تزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول حتى إذا كان أول يوم من رمضان هبت ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة، فتنظر الحور العين إلى ذلك فيقلن: يا رب اجعل لنا من عبادك أزواجاً في هذا الشهر تقر أعيننا بهم وقرر أعينهم بنا، قال: وما من عبدٍ يصوم رمضان إلا زوج زوجةً من الحور العين في خيمة من درة مجوفة مما نعت الله –عز وجل-: {حور مقصوراتٌ في الخيام} . على كل امرأة منهن سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى، وتعطى سبعين لوناً من الطيب ليس منها لون على ريح الآخر، لكل امرأة منهن سبعين سريراً من ياقوتة حمراء موشحة بالدر على كل سرير سبعون فراشاً بطائنها من إستبرق وفوق الفرش سبعون أريكة لكل امرأة منهن سبعون ألف وصيفة لحاجاتها وسبعون ألف وصيف مع كل وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام يجد لآخر لقمة منها لذة لا يجد لأولها ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر عليها سواران من ذهب مكلل من ياقوت أحمر، قال: هذا لمن صام رمضان سوى ما حمل من الحسنات)) .

1766- أخبرنا: عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو الفتح ابن أبي الفوارس، ثنا أبو بكر محمد بن منذر الكبير، ثنا حماد بن -[357]- مدرك، ثنا عثمان بن عبد الله الشامي، ثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه وإذا نظر الله إلى عبدٍ لم يعذبه أبداً، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله فإذا كان ليلة الفطر ارتجت الملائكة وتجلى الجبار بنوره مع أنه لا يصفه الواصفون فيقول للملائكة وهم في عيدهم من الغد: يا معشر الملائكة –يوحى إليهم- ما جزاء الأجير إذا أوفى عمله؟ تقول الملائكة: يوفى أجره فيقول الله تعالى: أشهدكم أني قد غفرت لهم)) .

1767- أخبرنا أبو السنابل: هبة الله بن أبي الصهباء بنيسابور، ثنا أبو زكريا المعدل، ثنا أبو محمد: عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العدل، ثنا الحسن بن عليل، ثنا هشام بن يونس، ثنا محمد بن مروان السدي، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة العبدي، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب السماء فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان فليس من عبد مؤمن يصلي في ليلة -[358]- إلا كتب الله له ألف وخمسمائة حسنة بكل سجدة، ويبني له بيتاً في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل منها قصر من ذهبٍ موشح بياقوتة حمراء، فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له كل يوم ما تقدم إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان، ويستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام)) .

1768- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي ببغداد، أنبأ محمد بن عبد الله بن محمد الحنائي، أنبأ أبو عمرو: عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا إسحاق بن إبراهيم الختلي، ثنا أبو عمرو: العلاء بن عمرو الخراساني المعروف بالسني، ثنا عبد الله بن الحكم البجلي قال: أبو عمرو: فشككت في شيء من هذا الحديث فكتبته من الحسن بن يزيد وكنت سمعته أنا والحسن من عبد الله بن الحكم، ثنا القاسم بن الحكم العرني، عن الضحاك عن ابن عباس –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها: المثيرة، فيصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لا يسمع السامعون أحسن منه، فيشرفن الحور العين حتى يقفن على شرف الجنة: هل من خاطب إلى الله –عز وجل- فيزوجه، ثم يقلن: يا رضوان ما هذه الليلة؟ فيجيبهن بالتلبية ثم يقول: يا خيرات حسان، هذه أول ليلة من شهر رمضان يفتح أبواب الجنان للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم -[359]- ويقول الله تبارك وتعالى: يا رضوان افتح أبواب الجنان، يا مالك غلق أبواب الجحيم، عن الصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، يا جبريل اهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين وغلهم في الأغلال ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على أمة حبيبي، قال: ثم يقول الله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات: هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض الممليء غير المعدم؟ الوفي غير الظلوم قال: ولله في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار، فإذا كان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أعتق الله في كل ساعة منها ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجب العذاب، فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق الله –عز وجل- بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله –عز وجل- جبريل فيهبط في كبكبةٍ من الملائكة ومعه لواء أخضر فيرتكز اللواء على ظهر الكعبة، وله ستمائة جناح، يعني منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب، قال: ويبث جبريل والملائكة في هذه الأمة فيسلمون على كل قائم وقاعد وذاكر، فيصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبريل –عليه السلام-: يا معشر الملائكة الرحيل الرحيل، فيقولون: يا جبريل ما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: إن الله تعالى نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهؤلاء الأربعة: رجل مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، ومشاحن، فقيل: يا رسول الله وما المشاحن؟ قال: -المصارم، فإذا كانت ليلة الفطر سميت ليلة الجائزة، فإذا كانت غداة الفطر يبعث الله –عز وجل- الملائكة فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمعه جميع من -[360]- خلق الله إلا الجن والإنس فيقولون: يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يغفر العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله –عز وجل- يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ فيقول الملائكة: إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره، فيقول الله تعالى: أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضائي ومغفرتي، ويقول الله: سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم هذا لآخرتكم إلا أعطيتكموه ولا لدنيا إلا نظرت لكم، وعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني، وعزتي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود أو الجدود –شك أبو عمرو- انصرفوا مغفوراً لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم، قال: فتفرح الملائكة ويستبشرون بما يعطي الله هذه الأمة بما أفطروا)) .

فصل في الترهيب من قول الزور والغيبة والبهتان والشتم يوم الصوم

فصل في الترهيب من قول الزور والغيبة والبهتان والشتم يوم الصوم 1769- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ جعفر بن محمد الفقيه، أنبأ أبو عمرو: أحمد بن الحسن بن إسماعيل، ثنا أحمد بن عصام، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي صالح الزيات، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله –تبارك وتعالى-: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله أحد فليقل: إني امرؤ صائم، فوالذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربه)) . -[361]- الرفث: فحش القول، الصخب: الصياح والجلبة والخصومة.

1770- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن علي بن الحسن المقري، ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الربيع بن بدر، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جنة ما لم يخرقه، قيل: وبم يخرقه، قال: بكذبٍ أو بغيبةٍ)) .

1771- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ محمد بن يزيد الآدمي، ثنا معن، عن خارجة بن سليمان، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام جنة من النار، فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه وليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) .

1772- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا الحسين بن شجاع، -[362]- ثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة –قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) .

1773- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشته، ثنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أبو بكر محمد بن عمر، ثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن خالد الوالبي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فلا حاجة لله بأن يدع طعامه وشرابه)) .

1774- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن إسحاق الفقيه، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن عطاء بن مينا، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الصيام من الطعام والشراب؛ إنما الصيام من اللغو والرفث)) .

فصل

فصل 1775- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو محمد الزهري، ثنا عبد الله بن سعدويه المروزي، ثنا محمد بن عثمان العثماني، ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل –عليه السلام- وكان يلقاه جبريل كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، فيعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة)) . قوله: أجود بالخير: أي أسخى ببذل المال، وقوله: من الريح المرسلة: وذلك أن الريح تذرو ما تأتي عليه أي كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرق ما نالت يده من المال في المستحقين.

1776- حدثنا سليمان بن إبراهيم أبو القاسم بن بشران، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا محمد بن عبد المجيد التميمي، ثنا أبو داود، ثنا قرة بن خالد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عائشة –رضي الله عنه- قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان تغير لونه، وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء وأشفق منه)) .

1777- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا طلحة بن علي بن -[364]- الصقر، ثنا عمر بن أحمد بن سلم، ثنا يعقوب بن يوسف المطوعي، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا سفيان، ثنا أبو يعفور، ثنا مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان أيقظ أهله وأحيا وشد المئزر)) .

فصل

فصل 1778- أخبرنا أبو رجاء بندار بن محمد، أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الصفار، ثنا أبو الحسين: عبيد الله بن محمد بن أحمد بن معدان العصفوري، ثنا المحاملي، ثنا أحمد بن محمد بن منصور بن زاج، ثنا عبد الرحمن بن قيس، ثنا هلال بن عبد الرحمن، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ذاكر الله –عز وجل- في رمضان مغفور له، وسائل الله –عز وجل- فيه لا يخيب)) .

1779- أخبرنا أبو طاهر بن عليك، ثنا عبد الله بن محمد الفارسي، ثنا أحمد بن الحسن بن زرارة التميمي، ثنا أحمد بن سعيد المعداني، ثنا الحسين بن مصعب، ثنا أبو بكر بن خالد بن خداش قال: حدثني عبيد بن واقد، عن بشير أبي إسماعيل، عن أبي داود الدارمي، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: سمعت -[365]- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فضل الجمعة في شهر رمضان على سائر أيامه كفضل رمضان على سائر الشهور)) .

1780- حدثنا أبو الفتح الحسناباذي، ثنا والدي، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا صدقة بن موسى عن ثابت، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصدقة أفضل؟ قال: صدقة في رمضان)) .

1781- أنبأ أبو بكر بن سهل البرجي، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا عبويه بن مهران، ثنا يحيى بن موسى، عن مسعود بن الحارث أخي خالد بن الحارث، عن حسان بن عيسى، عن أبيه، عن إبراهيم النخعي قال: ((صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة في رمضان، أفضل من ألف تسبيحة، وركعة في رمضان أفضل من ألف ركعة)) .

فصل

فصل قال بعض علماء السلف -رحمه الله-: ينبغي للناس إذا دنا رمضان أن يفرحوا ويستبشروا بدنوه ويدعوا الله تعالى ويسألوه أن يبلغهم إياه، ويوفقهم لصيام أيامه وقيام لياليه، ويجنبهم فيه الفسوق والعصيان ويوطنوا نفوسهم أن يتشمروا لأداء حقه وأن يتراءوا هلاله -[366]- ليلة الثلاثين من شعبان فعل من يستعجل لقدوم غائب كريم، ويقولون ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند رؤية الهلال: ((اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والإسلام، ربي وربك الله)) . وروي أنه كان يقول: ((الله أكبر ثم يدعو)) ، وفي رواية ((أسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى)) .

1782- وروي أن علياً -كرم الله وجهه- كان لا يستشرف لهلال إلا لهلال رمضان. وكان إذا نظر إليه قال: ((اللهم أدخله علينا بالسلامة والإسلام والصحة من الأسقام، والفراغ من الأشغال ورضنا فيه باليسير من النوم)) .

1783- وروي عن ابن عباس: أنه كان يكره أن ينتصب للهلال انتصاباً، ولكن يعترض ويقول: الله أكبر، الحمد لله الذي ذهب بهلال كذا وجاء بهلال كذا، وقال بعض السلف: لا يقوم في وجه الهلال يدعو بل يعرض عنه ويقول ما يقول وهو لا ينظر إليه أو منطلقاً عنه، وكره مجاهد الصوت والإشارة عند رؤية الهلال.

1784- وقال عبد العزيز بن مروان: كان المسلمون يقولون عند حضرة شهر رمضان: اللهم قد أظل شهر رمضان فسلمه لنا وسلمنا له وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وأعذنا فيه من الفتن، ووفقنا فيه لليلة القدر واجعلها لنا خيراً من ألف شهر، وكانوا يجتهدون في إحراز حظوظهم من خيره وبركته ويتقربون إلى الله بموجبات رحمته ومغفرته وبالله التوفيق.

فصل في الترغيب في صلاة التراويح

فصل في الترغيب في صلاة التراويح 1785- أخبرنا أبو بكر التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف، -[367]- أنبأ إبراهيم بن محمد الديبلي، ثنا عامر بن محمد بن عبد الرحمن المكي، ثنا عتيق بن يعقوب الزهري قال: حدثني مالك بن أنس، عن أبي شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام شهر رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

1786- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو القاسم بن بالويه: عبيد الله بن إبراهيم، ثنا زكريا: يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القارئ قال: ((خرجت مع عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- ليلةً في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إني لأرى لو جمعت هؤلاء على قارئ لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب –رضي الله عنه-)) .

1787- قال: وثنا أبو زكريا، ثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن يزيد بن رومان قال: ((كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- بثلاث وعشرين ركعة)) .

1788- قال: وأخبرنا أبو زكريا، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد: -[368]- ((أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أمر رجلاً أن يصلي بهم عشرين ركعة)) .

1789- قال: وثنا أبو زكريا، ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن حسن بن صالح، عن عمرو بن قيس، عن أبي الحسناء: ((أن علياً –رضي الله عنه- أمر رجلاً أن يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة)) .

1790- قال: وثنا أبو زكريا، ثنا أبو بكر، ثنا حميد بن عبد الرحمن، عن حسين –يعني ابن صالح- عن عبد العزيز بن رفيع قال: ((كان أبي بن كعب –رضي الله عنه- يصلي بالناس في رمضان –عشرين ركعة)) .

1791- قال: وثنا أبو زكريا، ثنا وكيع، عن نافع قال: ((كان ابن أبي مليكة يصلي بنا في رمضان عشرين ركعة)) .

1792- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان، أنبأ أبو الحسين بن رزقويه، ثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، ثنا محمد بن عبد الله سليمان الحضرمي، ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد –حدثنا سيار –يعني ابن حاتم- ثنا جعفر بن سليمان، ثنا قطن أو فطر القطعي، عن أبي إسحاق الهمداني قال: ((خرج علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في أول ليلة من شهر رمضان فسمع القراءة في المساجد، ورأى القناديل تزهو في المساجد، فقال: نور الله لعمر بن الخطاب –رضي الله عنه- في قبره كما نور مساجد الله بالقرآن)) .

فصل في فضل السحور

فصل في فضل السحور 1793- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني، قال: حدثني إدريس بن يحيى، عن عبد الله بن عياش، حدثني عبد الله بن سليمان، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين)) .

1794- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن المهرجاني، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان قالا: ثنا ابن وهب قال: أخبرنا موسى بن علي، عن أبيه، عن أبي قيس، عن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) .

1795- قال: -وثنا أبو عوانة، ثنا أبو الأزهر، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بالبركة في السحور وفي الثريد)) .

1796- ثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أحمد بن موسى الحافظ، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا أبو علي الحنفي، ثنا زمعة بن صالح –عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((استعينوا على قيام الليل بقيلولة النهار، واستعينوا على الصوم بأكلة السحر)) .

1797- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن زياد، أنبأ أحمد بن محمد بن المرزبان، ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى، ثنا محمد بن سليمان لوين، ثنا المطلب بن زياد، عن محمد –يعني ابن أبي ليلى-، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تسحروا فإن في السحور بركة)) . قيل البركة هاهنا: الزيادة في العمر، وقيل: الزيادة في اكتساب الطاعة، فإن من بركة السحور أن المتسحر إذا قام للسحور ربما تطهر -[371]- وصلى فإن لم يفعل سمى الله ودعا، وقيل البركة هاهنا: الرخصة وذلك أنه لم يكن مباحاً في أول الإسلام ثم رخص فيه ومثله ما روي في حديث التيمم ((ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر)) يعني: الرخصة في التيمم، سمى الرخصة بركة.

فصل في فضل ليلة القدر

فصل في فضل ليلة القدر 1798- أخبرنا أبو نصر بن صاعد، قدم علينا، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو العباس بن الأصم، ثنا العباس بن الوليد أنبأ عقبة بن علقمة قال: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

1799- أنبأ أبو سهل بن أبي القاسم بنيسابور، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ محمد بن الحسين القطان، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن الجريري، عن ابن بريدة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((قلت: يا رسول الله إذا أنا وافقت ليلة القدر ما أسأل الله؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)) .

1800- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ الفضل بن عبد الله، ثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا أبو عثمان الزارع، ثنا ابن عائشة، ثنا حماد، عن ثابت البناني: -[372]- ((أن تميماً الداري –رضي الله عنه- كانت له حلة اشتراها بألف درهمٍ كان يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر)) .

1801- قال: وحدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا محمد بن عثمان الزارع، ثنا عبيد الله ابن عائشة قال: قال حماد بن سلمة: ((كان ثابت وحميد يلبسان أحسن ثيابهما ويتطيبان ويطيبون المسجد بالنضوح والدخنة في الليلة التي يرجى فيها)) . النضوح: ماء الورد، الدخنة: العود.

1802- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه في كتابه، أنبأ علي بن محمد الفقيه في كتابه، ثنا أبو أحمد العسال، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا أبو سفيان البصري قال: ((كان عندنا رجل بالبصرة أخرس، قد رأيته كذلك ثلاثين سنة، فدعا الله –تبارك وتعالى- ليلة سبع وعشرين، فأطلق لسانه، قال: فأنا أتيته فكلمته وكلمني)) .

1803- قال: -ثنا هارون بن إسحاق، ثنا المحاربي، ثنا فضيل بن غزوان قال: ((كانت عندنا امرأة مقعدة يقال لها: أم الحكم فدعت الله –تعالى- ليلة سبع وعشرين أن يطلقها، فأطلقها فأنا رأيتها)) .

فصل في الدعاء وقت الإفطار

فصل في الدعاء وقت الإفطار 1804- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي: أبو عبد الله، أنبأ أبو بكر: محمد بن علي بن محمد المروزي، ثنا -[373]- أحمد بن بكر بن سيف المروزي، ثنا علي بن الحسن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، ثنا مروان المقفع قال: رأيت عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- وسمعته قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)) .

1805- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو سعيد النقاش، ثنا أبو يعلى الزبيري، ثنا إسحاق النحوي، ثنا هلال بن العلاء، ثنا أبي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن للمؤمن عند إفطاره دعوةً مستجابةً، فكان ابن عمر –رضي الله عنه- إذا كان عند إفطاره وحضر طعامه، دعا أهله وعياله، ثم دعا)) .

1806- أخبرنا أبو الطيب: محمد بن أحمد بن إبراهيم، أنبأ أبو علي: الحسن بن علي البغدادي، ثنا محمد بن عبد الرحمن الباطرقاني، ثنا محمد بن سليمان الباغندي، ثنا محمد بن يزيد بن جنيس العابد المكي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: ((كان يقال: لكل صائم دعوة مستجابة عند فطره، قال: فكان ابن عمر –رضي الله عنه- يقول إذا أفطر: يا واسع المغفرة اغفر لي)) .

1807- أخبرنا أبو عبد الله: الحسين بن علي الطبري بمكة، -[374]- ثنا إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، أنبأ أبو عبد الله الحافظ، أنبأ عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس، ثنا محمد بن علي بن زيد، ثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن للصائم دعوةً ما ترد)) .

1808- قال ابن أبي مليكة: وسمعت عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- يقول عند فطره: ((اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي)) .

1809- أخبرنا أبو الفتح: عبدوس بن عبد الله الهمداني قدم علينا، ثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن حمرويه الطوسي قدم علينا همذان، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا العباس، ثنا محمد، ثنا عقبة، ثنا حماد قال: حدثني من سمع عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مؤمنٍ ولا مؤمنةٍ أصبح أو أمسى صائماً إلا وله عند الله دعوة مستجابة عند إفطاره، إما أن يعطيه في عاجل دنياه، وإما أن يعطيه في آجل آخرته. قال: وكان عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- يقول: كانوا يستحبون أن يقول: يا واسع المغفرة اغفر لي)) .

فصل

فصل 1810- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن أحمد بن -[375]- عثمان الحافظ ببغداد، ثنا أبو الحسن: علي بن محمد بن أحمد الحافظ، ثنا محمد بن جرير، ثنا محمد بن عمر المقدمي، ثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من وجد تمراً فليفطر عليه، ومن لا يجد فليفطر على ماءٍ، فإنه طهور)) .

1811- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أبو مسلم: محمد بن الحسن بن محلة المقري التستري بها، ثنا مخلد بن جعفر الباقرجي، ثنا محمد بن حنيفة الواسطي، ثنا الحسن بن جبلة الشيرازي، ثنا عمران بن إسحاق الكوفي، عن يحيى بن سعيد، عن أنس –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر عند أهل بيت قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة)) .

1812- أنبأ أبو الحسن: علي بن محمد الأنباري ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا إسماعيل الصفار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن ثابت، عن أنس أو غيره: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة: فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال سعد: -وعليكم ورحمة الله، ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلم ثلاثاً، فرد عليه سعد ولم يسمع، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فأتبعه سعد، فقال: يا رسول الله: بأبي أنت ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك ولم أسمعك. أحببت أن أستكثر من سلامك ومن -[376]- البركة، ثم دخل البيت، فقرب لهم زبيباً، فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ قال: أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون)) .

فصل في فضل الاعتكاف في العشر الأواخر

فصل في فضل الاعتكاف في العشر الأواخر 1813- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا مسلم بن الحجاج ببغداد، ودرست بن سهل أبو سهل التستري وكان حافظاً قالا: ثنا سهل بن عثمان العسكري، ثنا عقبة بن خالد السكوني، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان)) .

1814- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قولة، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا المزني قال: قال الشافعي –رحمه الله- أنبأ مالك، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط من شهر رمضان، فلما كان ليلة إحدى وعشرين ليلة، وهي الليلة التي كان يخرج في صبيحتها من اعتكافه قال: من اعتكف معي فليعتكف في العشر -[377]- الأواخر، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في صبيحتها في ماءٍ وطين، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وترٍ، فأمطرت السماء من تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، قال أبو سعيد –رضي الله عنه- فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين في صبيحة إحدى وعشرين)) . قوله: على عريش؛ أي مبنياً على سقف من جريد النخل، ووكف المسجد: أي قطر الماء من سقفه وسال.

فصل

فصل 1815- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو الفضل: عباد بن عيسى الدينوري بها، ثنا أبو محمد: عبد الله بن حمدان بن وهب، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان الثوري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سلم رمضان سلمت السنة، وإذا سلمت الجمعة سلمت الأيام)) .

1816- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، أنبأ ابن وهب، أنبأ محمد بن عمرو، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى قال: قال جابر بن عبد الله –رضي الله عنه-: -[378]- ((إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من المحارم ولسانك من الكذب، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقاراً وسكينة، ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء)) .

1817- أنبأ محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الزعفراني، ثنا ربعي بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رغم أنف رجلٍ ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجلٍ أتى شهر رمضان فلم يغفر له، ورغم أنف رجلٍ أدرك أبويه الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة)) .

1818- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الرحمن عبد الله الفامي، ثنا علي بن عبد العزيز (ح) . قال أحمد بن موسى: وثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، ثنا إبراهيم بن فهد (ح) . قال أحمد بن موسى: وثنا أحمد بن محمد بن نصير، ثنا أسيد بن عاصم قالوا: ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت صحف إبراهيم أول ليلةٍ من رمضان، وأنزلت التوراة لستٍ مضين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثماني عشر خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان)) .

1819- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أحمد بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا علي بن الحسن المقري، ثنا يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((أنزل القرآن في النصف من شهر رمضان إلى سماء الدنيا، فجعل في بيت العزة، ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس)) .

1820- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي بنيسابور، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن زياد، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا عبد الوهاب الخفاف، ثنا الهيثم بن الحواري، عن زيد العمي، عن أبي نضرة قال: سمعت جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- يقول: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي، أما واحدة فإذا كان أول ليلة في شهر رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية فإن خلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة فإن الملائكة تستغفر لهم في كل يومٍ وليلةٍ، وأما الرابعة فإن الله يأمر جنته فيقول لها: استعدي وتزيني لعبادي أوشك أن يسترحوا من تعب الدنيا إلى داري وكرامتي، وأما الخامسة فإنه إذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعاً، فقال رجل من القوم: أهي ليلة القدر؟ فقال: لا، ألم تر إلى العمال يعملون فإذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم)) .

فصل

فصل 1821- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه. قال: حدثني محمد بن حسين، ثنا الوليد بن أبان، ثنا عبد الرزاق بن محمد الطبري، ثنا داود بن إسماعيل بن جعفر من قرى مروروذ، ثنا هشيم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها-: ((قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ما شهر رمضان؟ أو ما رمضان؟ قال: أرمض الله فيه ذنوب المؤمنين، وغفرها لهم، قيل: يا رسول الله فشوال؟ قال: شالت فيه ذنوبهم فلم يبق فيه ذنب إلا غفره)) . أرمض: أحرق، شالت: ارتفعت.

1822- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ جعفر بن محمد الفقيه، ثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا أحمد بن زنجويه القطان، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا يحيى بن سليم قال: حدثني الأزور بن غالب، عن سليمان التيمي، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –تبارك وتعالى- يعتق في كل ليلة جمعةٍ أو قال في كل جمعةٍ ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار)) .

1823- أخبرنا بندار بن محمد، أنبأ محمد بن أحمد الصفار، -[381]- ثنا أبو الحسين العصفري، أنبأ الفضل بن الخصيب، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا حفص بن عبد الرحمن، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن فيما أحسب قال: ((إن لله –عز وجل- في كل ليلةٍ من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان آخر ليلةٍ أعتق بعدد ما مضى من الليالي)) .

فصل

فصل 1824- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو عمرو: أحمد بن سلمة بن الضحاك بمصر، ثنا محمد بن ميمون بن كامل الزيات، ثنا محمد بن إسحاق الأسدي، ثنا الأوزاعي، عن مكحول والقاسم بن مخيمرة وعبدة بن أبي لبابة قالوا: سمعنا أبا أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع وعبد الله بن بسر –رضي الله عنهم- سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الجنة تزين من الحول إلى الحول لشهر رمضان، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صان نفسه ودينه في شهر رمضان زوجه الله من الحور العين وأعطاه قصراً من قصور الجنة، ومن عمل سيئة أو رمى مؤمناً ببهتان أو شرب مسكراً في شهر رمضان أحبط الله عمله سنةً. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا شهر رمضان؛ لأنه شهر الله، جعل لكم أحد عشر شهراً تشبعون فيها وتروون، وشهر رمضان شهر الله فاحفظوا فيه أنفسكم)) .

1825- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن محمد بن حمرويه، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن أحمد بن -[382]- أبي العوام، ثنا أبي، ثنا خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أمتي لن يخزوا أبداً ما أقاموا شهر رمضان، فقال رجل من الأنصار: وما خزيهم من إضاعتهم شهر رمضان؟ فقال: انتهاك المحارم ومن عمل سوءاً أو زنى وسرق فلن يقبل منه شهر رمضان، ولعنه الرب –عز وجل- والملائكة إلى مثلها من الحول، فإن مات قبل شهر رمضان فليبشر بالنار، فاتقوا شهر رمضان، فإن الحسنات تضاعف فيه وكذلك السيئات)) .

1826- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد فأردت أن أحدث بحديثٍ، وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأنه أولى بالحديث فحدث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في رمضان تفتح أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب النار، ويصفد فيه كل شيطان مريد، وينادي مناد كل ليلة: يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسك)) .

1827- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن علي بن الحسن المقري، ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الربيع بن بدر، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، -[383]- عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام جنة ما لم تخرقه، قيل: وبم يخرقه؟ قال: بكذبٍ أو غيبةٍ)) .

فصل

فصل 1828- أنبأ أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو زكريا المزكي، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، ثنا ابن وهب، أنبأ عمرو بن الحارث، عن أبي الأسود: محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن أبي مراوح، عن حمزة الأسلمي –رضي الله عنه- أنه قال: ((يا رسول الله: إني أجد بي قوةً على الصوم في السفر فهل علي جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رخصة من الله –تعالى- فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه)) .

فصل

فصل 1829- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ عبد الله بن الحسن بن بندار، ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو نصر بن علي الجهضمي، ثنا النضر بن شيبان أنه لقي أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال: ((حدثني بشيء سمعته في رمضان، فقال أبو سلمة: حدثنا عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان وفضله على الشهور بما فضله الله، فقال: إن شهر رمضان شهر فرض الله صيامه على المسلمين وسننت قيامه، فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج -[384]- من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) .

فصل في ذكر ليلة القدر

فصل في ذكر ليلة القدر 1830- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا العباس بن الوليد بن مسلم قال: حدثني أبي قال: سمعت الأوزاعي، حدثني عبدة بن أبي لبابة، حدثني زر بن حبيش قال: سمعت أبي بن كعب –رضي الله عنه- وبلغه أن ابن مسعود –رضي الله عنه- يقول: ((من قام السنة أصاب ليلة القدر، فقال أبي: ((والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف بذلك ثلاث مرات. ثم قال: والله الذي لا إله إلا هو إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقومها، ليلة صبيحة سبع وعشرين، وآية ذلك أن تطلع الشمس لا شعاع لها)) .

1831- أخبرنا أبو الطيب: محمد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب أنبأ أبو علي: الحسن بن علي البغدادي، ثنا الفضل بن الخصيب، ثنا عمرو بن سعيد الجمال، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا زمعة بن صالح، ثنا سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليلة القدر ليلة طلقة لا حرةً ولا باردة، تطلع الشمس من يومها قمراء ضعيفةً)) .

1832- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص: سلام بن سليم، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- وقال: ((أتيت في منامي فقيل لي: إن الليلة ليلة القدر، فقمت وأنا ناعس فتعلقت ببعض أطناب فسطاط رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فنظرت في الليلة فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين)) .

1833- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو عبد الله: أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني وعبيد الله بن عمر القواريري قالا: ثنا معاذ بن هشام الدستوائي قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إني شيخ كبير يشق علي القيام، فمرني بليلة لعل الله أن يوفقني فيها لليلة القدر، قال: عليك بالسابعة)) .

1834- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: -[386]- ((ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم مضى من الشهر؟ قلنا: مضى اثنتان وعشرون وبقي ثمان، قال: لا بل بقي سبع، الشهر تسع وعشرون، ثم قال بيده حتى عد تسعاً وعشرين ثم قال: التمسوها الليلة)) .

1835- أخبرنا الحسين بن أحمد بن طلحة، أنبأ أبو الحسن بن زرقويه، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني عمار بن محمد، عن ليث بن أبي سليم، عن مغيرة بن حكيم، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بقي لأمتي من الدنيا إلا كمقدار الشمس إذا صليت العصر، إن حوضي ما بين أيلة إلى المدينة أو ما بين المدينة إلى بيت المقدس فيه عدد النجوم من أقداح الذهب والفضة، وقال: التمسوا ليلة القدر في العشر الباقيات من رمضان في التاسعة والخامسة)) .

فصل

فصل 1836- ثنا سليمان إبراهيم إملاءً، ثنا محمد بن جعفر بن محمد بن يوسف الهمداني، ثنا الفضل بن الفضل الكندي، ثنا محمد بن سهل العطار، قال: حدثني عبد الله بن محمد البلوي، حدثني إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء، عن زيد بن الحسين، عن أبيه، عن جده عن علي –رضي الله عنه- قال: ((لما كان أول ليلةٍ من رمضان قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى على الله وقال: أيها الناس قد كفاكم الله عدوكم من الجن ووعدكم الإجابة وقال: {ادعوني أستجب لكم} ألا وقد وكل الله بكل شيطانٍ مريد -[387]- سبعة من الملائكة، فليس بمحلولٍ حتى ينقضي شهر رمضان، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه إلى آخر ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبول حتى إذا كان أول ليلة من العشر شم وشد المئزر، وخرج من بيته واعتكفهن وأحيا الليل، قلنا: وما يعني شد المئزر؟ قال: كان يعتزل النساء فيهن)) .

1837- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف أنبأ أبو نصر: أحمد بن محمد بن عبد الله القيسي، أنبأ الفضل بن عبد الله بن مسعود، ثنا مالك بن سليمان، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي عبد الله الشامي، عن تميم –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمس من أتى بهن دخل من أي أبواب الجنة شاء، صلاة خمسكم وصوم شهركم، وحج بيتكم، وأداء زكاتكم، وطاعة ولاة أمركم، وخمس من أتى بهن لم يحجب عن الجنة، النصيحة لله، والنصيحة لكتاب الله، والنصيحة لأنبياء الله، والنصيحة لجماعة المسلمين والنصيحة لولاة الأمر)) .

1838- أخبرنا أبو الخير بن هارون، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن سلمان بن الحسن، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى البدني، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عمرو بن حمزة بن أسيد القيسي، ثنا خلف بن الربيع، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((لما حضر شهر رمضان قال النبي صلى الله عليه وسلم: سبحان الله ماذا يستقبلكم؟ وماذا تستقبلون؟ قالها ثلاث مرات، فقال عمر –رضي الله عنه-: يا نبي الله وحي نزل أو عدو حضر؟ قال: لا ولكن الله يغفر في أول ليلةٍ من رمضان لكل أهل هذه القبلة، قال: ورجل من ناحية -[388]- القوم يهز رأسه ويقول: بخٍ بخٍ، فقال له النبي: كأنه ضاق صدرك مما سمعت؟ قال: لا والله يا رسول الله ولكن ذكرت المنافقين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: المنافق كافر وليس لكافرٍ في ذا شيء)) .

فصل

فصل 1839- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، ثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب –من أصل كتابه- ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: قرئ على عبد الله بن وهب حدثك يحيى بن أيوب وغيره، عن عبد الله بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له)) .

1840- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسن أبو طاهر النيسابوري، ثنا عباس بن محمد بن حاتم الدوري، ثنا محمد بن جعفر أبو عمر المدائني، ثنا حمزة بن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصةٍ ولا مرضٍ لم يقضه صوم الدهر وإن صامه)) .

1841- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا الحسين بن شجاع، ثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) .

1842- أخبرنا أبو بكر التفليسي، أنبأ عبد الله بن يوسف، ثنا أبو العباس هو الأصم، ثنا بحر هو الخولاني قال: قرئ على ابن وهب أخبرنا مالك بن أنس وأسامة بن زيد وابن سمعان أن نافعاً حدثهم عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((نهى عن الوصال فقيل: إنك تواصل، فقال: إني لست كهيئتكم، إني أطعم وأسقى)) . في هذا الحديث بيان دليل الخصوص إذا ظهر وجب اتباعه، وفيه الخصوصية بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الخلق كلهم إذ كان يطعم من طعام الآخرة، ويسقى من شراب الآخرة، وهذه الفضيلة خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

1843- حدثنا أبو بكر التفليسي بنيسابور، أنبأ أبو بكر الحيري، ثنا حاجب بن أحمد، ثنا محمد بن يحيى، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، - -[390]- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكل أو شرب ناسياً فإنما أطعمه الله وسقاه فليتم صومه)) . هذا حديث صحيح، والصائم إذا أكل أو شرب ناسياً أجزأ صومه، والصوم مخصوص بهذا لا يقاس عليه غيره، وقال مالك: عليه قضاؤه وقال الأوزاعي: يقضيه احتياطاً، واتباع الحديث أولى، ولا قول لأحدٍ مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1844- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا خلاد بن أسلم، ثنا عبد الرحمن بن قيس الحضرمي، ثنا سعيد بن عبد الجبار، عن سعد بن أوس، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان غداة الفطر قامت الملائكة على أفواه الطرق، فنادوا: يا معشر الناس اغدوا إلى رب رحيمٍ يمن بالخير ويثيب الجزيل، أمركم بصوم النهار فصمتموه فإذ أطعتم ربكم فاقبضوا أجوركم، قال: فإذا صلوا نادى منادٍ من السماء: ارجعوا إلى منازلكم راشدين فقد غفرت ذنوبكم، ويسمى ذلك اليوم في السماء الجائزة)) .

فصل في زكاة الفطر وصيام ستة أيام من شوال

فصل في زكاة الفطر وصيام ستة أيام من شوال 1845- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن أحمد البجيري، ثنا سليمان بن داود، ثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني حفص بن ميسرة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، -[391]- عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه أمر بإخراج زكاة الفطر قبل الغدو إلى الصلاة)) .

1846- أخبرنا محمد بن سهل السراج بنيسابور، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: حدثني سعيد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان وأتبعه بستٍ من شوال فذلك صيام الدهر، قال: قلت: لكل يومٍ عشرة؟ قال: نعم)) . قال أبو عوانة: فهذا الحديث دليل أن من صام من شوال يعني ستة أيام من أيه كان، فقد دخل في هذه الفضيلة، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحسنة بعشر أمثالها، رمضان بعشرة أشهر، وستة أيام بشهرين.

فصل في فضل صوم رجب

فصل في فضل صوم رجب 1847- أخبرنا سليمان بن إبراهيم وغيره قالا: ثنا أبو سعيد النقاش، ثنا أبو أحمد العسال، ثنا جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا محمد بن المغيرة، ثنا منصور –يعني ابن زيد- ثنا موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: سمعت -[392]- أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة نهراً يقال له: رجب أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، من صام يوماً من رجب سقاه الله تعالى من ذلك النهر)) .

1848- أخبرنا أبو نصر بن صاعد الحوشي، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن سليمان، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا عامر بن شبل قال: سمعت أبا قلابة يقول: ((في الجنة قصر لصوام رجب)) .

1849- أخبرنا عبد الملك بن الحسن الأنصاري بمكة، أنبأ عبد العزيز بن بندار، أنبأ أحمد بن إبراهيم بن فراس، ثنا أحمد بن الحسن بن هارون الدينوري الوراق، ثنا أبو جعفر: محمد بن هشام، ثنا أبو همام، ثنا عثمان بن مطر، عن عبد الغفور بن سعيد، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رجب شهر عظيم تضاعف فيه الحسنات، فمن صام يوماً من رجب، كان كصيام ستة أيامٍ، ومن صام سبعة أيام أغلق عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة، ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله –عز وجل- شيئاً إلا أعطاه، ومن صام خمسة عشر يوماً نادى منادٍ من السماء: أن قد غفر لك ما قد سلف فاستأنف العمل، وبدلت السيئات بالحسنات)) .

1850- أخبرتنا أم حبيب: أروى بنت محمد بن عبد الرزاق –امرأة صالحة من أهل بيت صالحين رحمهم الله- قالت: حدثنا أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو أحمد: محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، ثنا إبراهيم بن محمد الفرائضي بيناس، ثنا سعيد بن رزيق، ثنا إسماعيل بن يحيى، ثنا مسعر بن كدام، عن عطية العوافي، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رجب من أشهر الحرم وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يوماً وجود صومه بتقوى الله نطق الباب ونطق اليوم فقال: يا رب اغفر له، فإذا لم يتم صومه بتقوى الله لم يستغفر له وقال له: خدعت نفسك)) .

1851- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، أنبأ أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا عمر بن أحمد الوراق، ثنا محمد بن هارون بن عبد الله، ثنا محمد بن يحيى الأزدي، ثنا محمد بن هانئ، ثنا عبد الله بن أبي سباق، عن الزهري قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة وهو عامله على البصرة: ((أن عليك بأربع ليالٍ من السنة، فإن الله –عز وجل- يفرغ فيهن الرحمة إفراغاً، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى)) .

1852- أنبأ عبد الواحد بن عبد الله بن مندويه، ثنا علي بن محمد بن ميلة، ثنا محمد بن أحمد –هو الأسواري- ثنا محمد بن موسى -[394]- الكسائي، ثنا ابن مقدم، ثنا زائدة بن أبي الرقاد، ثنا زياد النميري، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال: هذه ليلة غراء ويوم الجمعة يوم أزهر)) .

1853- حدثنا سليمان بن إبراهيم، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد الصالحاني، ثنا أبو جعفر بن زهير التستري، ثنا محمد بن عبد الله، عن عبيد بن عقيل، ثنا إبراهيم بن سليمان الدباس، ثنا لاحق بن النعمان، عن عبد العزيز، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((وفي رجب أمر الله نوحاً بالسفينة، وأمر من معه فصاموا رجباً، وأحب شهور الله إلى الله –عز وجل- شهر الله الأصم يضاعف فيه الحسنات، ويجاوز فيه عن السيئات، فمن صام منه يوماً عدل سنة، ومن صام منه سبعة أيام غلقت عليه أبواب جهنم السبعة، ومن صام ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية، ومن صام عشرة أيامٍ لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه، ومن صام خمسة عشر يوماً نادى منادٍ: أن بدلت سيئاتك حسنات فاستأنف فيما بقي، ومن زاد زاده الله)) .

فصل في فضل صيام شعبان وفضل ليلة النصف من شعبان

فصل في فضل صيام شعبان وفضل ليلة النصف من شعبان 1854- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، نا أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا عبد الله بن أحمد بن -[395]- حنبل، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن نصر بن كثير، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((لما كانت ليلة النصف من شعبان انسل النبي صلى الله عليه وسلم من مرطي ثم قال: والله ما كان مرطها من حرير، ولا قز ولا كتان ولا كرسف ولا صوف، قلنا: سبحان الله، فمن أي شيء كان؟ قال: إن كان سداه من شعر وإن كان لحمته من وبر الإبل –فأحست نفسي أن يكون أتى بعض نسائه فقمت ألتمسه في البيت، فوقعت يدي على قدميه وهو ساجد، فحفظت من دعائه وهو يقول: سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي أبوء لك بالنعم وأعترف لك بالذنب، ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت، أعوذ بعفوك من عقوبتك وأعوذ برحمتك من نقمتك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك، قالت: فما زال قائماً وقاعداً حتى أصبح وقد اصفرت قدماه، فإني لأغمزهما وأقول: بأبي أنت وأمي أليس قد فعل الله بك أليس أليس؟ قال: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً، هل تدرين ما في هذه الليلة؟ قلت: وما فيها؟ قال: يكتب كل مولودٍ في هذه السنة، وفيها يكتب كل ميتٍ، وفيها تنزل أرزاقهم، وفيها ترفع أعمالهم، قلت: يا رسول الله. ما أحد يدخل الجنة إلا برحمة الله، قال: ما، قلت: ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني منه برحمةٍ، ومسح يده على هامته إلى وجهه)) .

1855- وأخبرنا عاصم: أنبأ أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا -[396]- النضر بن إسماعيل البجلي، عن محمد بن سوقة، عن عكرمة: ((في قول الله –تعالى-: {فيها بفرق كل أمرٍ حكيم} قال: في ليلة النصف من شعبان يدبر الله أمر السنة، وينسخ الأحياء من الأموات، ويكتب حاج بيت الله فلا يزيد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد)) .

1856- أخبرنا محمد بن عبد الوهاب، أنبأ أبو بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة –رضي الله عنها-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يصوم من السنة شهراً سوى شهر رمضان إلا شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله)) .

1857- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، ثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا يوسف بن إسحاق البابي وكان ثقة، ثنا محمد بن بشير البغدادي، ثنا قران بن تمام، عن يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام يوماً من رجب عدل له بصوم سنتين، ومن صام النصف من رجب عدل له بصوم ثلاثين سنة)) . وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رجب شهر الله –عز وجل- وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي)) .

1858- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن زكريا، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا عمر بن موسى الوجيهي، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل الله ليلة النصف من شعبان فيغفر لكل مسلمٍ إلا لمشركٍ أو مشاحن أو قاطع رحمٍ أو امرأة تبغي في فرجها)) .

1859- أخبرنا عاصم، أنبأ أبو الفتح، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا محمد بن حرب بواسط، ثنا أبو مروان، يحيى بن أبي زكريا، عن هشام بن الغاز، عن عمير بن هانئ قال: ((سألت ابن ثوبان عن المشاحن، فقال: هو التارك لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الطاعن على أمته، السافك لدمائهم)) .

1860- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الفتح بن أبي الفوارس، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن محمد البزار، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا عبد الرزاق، ثنا أبو بكر بن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محرر، عن معاوية بن عبد الله، عن أبيه، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله –عز وجل- ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء فيقول: ألا مستغفر أغفر له، ألا مسترزق أرزقه حتى يطلع الفجر)) .

فصل

فصل 1861- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن المغيرة، ثنا عبيد الله بن يحيى الزاهد، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا هشام بن عمار، ثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني ثور بن يزيد أن خالد بن معدان حدثه قال: حدثني ربيعة بن الغاز أنه سأل عائشة –رضي الله عنها- عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ((كان يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان، وكان يتحرى صيام الاثنين والخميس)) .

1862- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا أبو السائب، ثنا حسين، عن زائدة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً كاملاً منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان)) .

1863- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمرو بن مهدي، ثنا المحاملي، ثنا علي بن أحمد الجواربي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي، ثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: -[399]- ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى أقول: لا يفطر، ويفطر حتى أقول: لا يصوم، وكان أكثر صيامه في شعبان)) .

1864- أخبرنا الفضل بن محمد المديني، أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا العباس بن الوليد، ثنا عقبة بن علقمة قال: أخبرني الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني أبو هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقدموا بين يدي رمضان بيومٍ أو بيومين إلا رجل كان يصوم صياماً فليصمه)) .

1865- أخبرنا الفضل بن عبد الواحد بن قدامة، أنبأ أبو طاهر: الحسين بن علي بن سلمة، أنبأ أبو بكر: أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، أنبأ عمرو بن علي، عن عبد الرحمن، ثنا ثابت بن قيس –شيخ من أهل المدينة- قال: حدثني أبو سعيد المقبري قال: حدثني أسامة بن زيد –رضي الله عنه- قال: ((قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) .

فصل في فضل صوم عاشوراء

فصل في فضل صوم عاشوراء 1866- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أنبأ أبو الحسن بن -[400]- عبدكويه، أنبأ فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عمرو بن مرزوق، أنبأ شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس-رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة يوم عاشوراء فإذا اليهود صيام، فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم غرق الله فيه فرعون وأنجى موسى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أولى بموسى، فأمر بصومه)) .

1867- أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسين بن الحارث، ثنا أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو سعيد: محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الإيادي بهراة، ثنا محمد بن إبراهيم بن خالد، ثنا محمد بن الهيثم القاضي، ثنا يحيى بن سليم، ثنا يحيى بن يمان، ثنا سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر يوم عاشوراء فلما انصرف قال: من كان منكم أصبح صائماً فليتم صيامه ومن لن يصبح صائماً فلا يأكل شيئاً فإن هذا يوم نصر فيه موسى على فرعون فصامه اليهود شكراً، فنحن أحق بالشكر)) .

1868- أخبرنا أبو نصر بن سمير، ثنا محمد بن علي الحافظ، أنبأ جدي: أحمد بن الحسين، ثنا أبو طالب بن سوادة البغدادي، إملاءً، ثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، ثنا عبد العزيز بن مسلم القسملي، ثنا ضرار بن عمرو، عن أبي رافع، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: -[401]- يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل، واليوم الذي ولد فيه عيسى، صيامه يعدل سنة مبرورة)) .

1869- أخبرنا أبو نصر بن صاعد، ثنا أحمد بن علي الحافظ، أنبأ أبو عمرو بن أبي جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحميد بن مسعدة قال: أخبرنا بشر بن المفضل، ثنا خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: ((أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليصم بقية يومه، زاد حميد قال: فكنا بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار، ونذهب بهم إلى المسجد ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه حتى يكون عند الإفطار)) .

1870- أخبرنا أبو طاهر الرزاني، أخبرنا أبو الحسن بن عبد كويه، أنبأ فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثتنا علية بنت الكميت قالت: ((سمعت أمي منية تحدث أنها أتت واسط زمن الحجاج تطلب عطاءها، قالت: فلقيت ثم مولاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها: أمة الله بعث إليها الحجاج فجيء بها. قالت: وكانت أمها خادماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال لها: رزينة، قالت منية: فقلت يا أمة الله: أسمعت أمك تذكر في صوم عاشوراء شيئاً؟ قالت: نعم. حدثتني أمي رزينة أنها سمعت رسول الله -[402]- صلى الله عليه وسلم يعظمه حتى إن كان ليدعو بصبيانه وصبيان فاطمة المراضع في ذلك اليوم فيتفل في أفواههم ويقول لأمهاتهم: لا ترضعوهم إلى الليل، فكان ريقه صلى الله عليه وسلم يجزئهم)) .

1871- أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن شعيب، أنبأ قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان بن عبيد الله، سمع ابن عباس –رضي الله عنه- يسئل عن صيام يوم عاشوراء قال: ((ما علمت النبي صلى الله عليه وسلم صام يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا الشهر –يعني شهر رمضان- ويوم عاشوراء)) .

فصل

فصل 1872- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، ثنا محمد بن علي بن عمرو، ثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، ثنا الهيثم بن بشير، ثنا أبو الربيع، ثنا هيثم، عن ابن أبي ليلى، عن داود بن علي بن عبد الله، عن أبيه، عن جده عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوموا عاشوراء وخالفوا فيه اليهود، وصوموا قبله يوماً، وبعده يوماً)) .

1873- أخبرنا أبو نصر بن سمير، أنبأ محمد بن علي بن -[403]- عمرو، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا هارون بن سليمان، ثنا كثير بن هشام، ثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن حبيب، عن الوليد بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((من صام يوم الزينة يوم عاشوراء أدرك ما فاته من صيام السنة ومن تصدق يومئذٍ أدرك ما فاته من صدقة السنة)) .

1874- قال: وأخبرنا محمد بن علي بن عمرو، ثنا إبراهيم بن علي الهجيمي، ثنا محمد بن يونس بن موسى السامي، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، ثنا عبد الله بن أبي بكر بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته)) .

1875- روي عن الضحاك، عن ابن عباس قال: ((من اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينه)) .

1876- وعن قيس بن عباد قال: بلغني أن الوحش كانت تصوم عاشوراء.

1877- وقال الفتح بن شحرف –وكان من الزهاد- كنت أفت للنمل خبزاً في كل يوم، فلما كان يوم عاشوراء لم يأكلوا.

فصل في فضل صوم المحرم وصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم الاثنين والخميس

فصل في فضل صوم المحرم وصوم ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم الاثنين والخميس 1878- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أي الصلاة أفضل؟ قال: الصلاة في جوف الليل، قال: فأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ قال: شهر الله، الذي تدعونه المحرم)) .

1879- أخبرنا محمود بن إسماعيل، أنبأ محمد بن عبد الله بن شاذان، ثنا عبد الله بن محمد القباب، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر، ثنا أبو معاوية، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد قال: ((أتى علياً –رضي الله عنه- رجل فقال: يا أمير المؤمنين: -[405]- أخبرني بشهر أصومه، فقال: لقد سألتني عن شيء ما سمعت أحداً سأل عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رجلاً يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت صائماً شهراً بعد رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله، وفيه يوم تاب الله فيه على قومٍ ويتوب فيه على آخرين)) .

1880- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، أنبأ أبو الحسن بن ميلة، ثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، ثنا أحمد بن مهدي، ثنا علي بن الجعد، أنبأ هثيم، عن خالد الحذاء، ثنا أبو عثمان –يعني النهدي- قال: ((كانوا يفضلون ثلاث عشرات، العشر الأول من ذي الحجة، العشر الأواخر من شهر رمضان، والعشر الأول من المحرم)) .

1881- وقال وهب بن منبه: ((أوحى الله –عز جل- إلى موسى –عليه السلام- مر قومك يتقربوا إلي في هذه الأيام في أول شهر الله المحرم، فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إلي أغفر لهم)) .

1882- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرخي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: أخبرني عمرو بن عثمان، عن بقية، ثنا بحير، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير أن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى صيام الاثنين والخميس)) .

1883- قال: وثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ أبو بكر بن -[406]- علي، ثنا أبو نصر التمار، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن سوار، عن أم –سلمة- رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيامٍ الاثنين والخميس من هذه الجمعة والاثنين من المقبلة أي الجمعة المقبلة)) .

1884- أخبرنا الفضل بن عبد الواحد بن قدامة، ثنا أبو بكر بن السني، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا أبو قامل، ثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن رجل، عن الأسود بن هلال، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى، وألا أنام إلا على وترٍ، وصيام ثلاثة أيام من الشهر)) .

1885- قال: وثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ قتيبة بن سعيد، ثنا حماد، عن غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة –رضي الله عنه- قال: قال عمر –رضي الله عنه-: ((يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر، أو لم يصم ولم يفطر، قال: يا رسول الله كيف بمن يصوم يومين ويفطر يوماً؟ قال: أويطيق ذلك أحد؟ قال: فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يوماً، قال: -ذلك صوم داود –عليه السلام- قال: فكيف بمن يصوم يوماً ويفطر يومين، قال: وددت أن أطيق ذلك، قال: ثم قال: ثلاث من كل شهرٍ، ورمضان إلى رمضان هذا صيام الدهر كله)) .

1886- قال: وثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ محمد بن -[407]- بشار، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: رجل يصوم الدهر؟ قال: وددت أنه لم يطعم الدهر، قالوا: فثلثيه؟ قال: أكثرتم، قالوا: فنصفه؟ قال: أكثرتم ثم قال: ألا أخبركم بما يذهب وحر الصدر صوم ثلاثة أيام من كل شهرٍ)) . قوله: وحر الصدر: أي غله وغشه.

1887- قال: وحدثنا أبو عبد الرحمن قال: وفيما قرأ علينا أحمد بن منيع، ثنا هشيم، أنبأ حصين ومغيرة، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً)) .

1888- قال وحدثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا عمرو بن يحيى بن الحارث، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا القاسم بن معن، عن طلحة بن يحيى، موسى بن طلحة: ((أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب وكان النبي صلى الله عليه وسلم مد يده إليها، فقال الذي جاء به: إني رأيت بها دماً قال: فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر القوم أن يأكلوا وكان في القوم رجل منتبذ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما لك؟ قال: إني صائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فهلا ثلاث البيض ثلاث عشرةً، أربع عشرةً، وخمس عشرة)) . قوله: منتبذ: أي جالس ناحية.

باب في الترغيب في الصلاة

باب في الترغيب في الصلاة فصل في ابتداء وجوب الصلاة 1889- أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني ببغداد، أنبأ أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، أنبأ محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا محمد بن غالب بن حرب الضبي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا همام بن يحيى الهوذي قال: سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن مالك بن صعصعة –رضي الله عنه- حدثه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثه عن ليلة أسري به، قال: ((بينما أنا في الحطيم –وربما قال قتادة: في الحجر- مضطجعاً إذ أتاني آتٍ فجعل يقول لصاحبه الوسط بين الثلاثة، فأتاني ثم قعد، وسمعت قتادة يقول: فشق ما بين هذه إلى هذه، قال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته وقد سمعته يقول: من قصه إلى شعرته قال: فاستخرج قلبي وأتيت بطست من الذهب مملوء إيماناً وحكمة فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة -[409]- دون البغل وفوق الحمار أبيض، فقال له الجارود: أو هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم، يضع خطوه عند أقصى طرفه، قال: فحملت عليه فانطق بي حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، فقيل: مرحباً به ونعم المجيء جاء، قال: ففتح لي فلما خلصت فإذا فيها آدم، قال: هذا آدم سلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه قال: نعم، قال: مرحباً به ونعم المجيء جاء، ففتح فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة، قيل: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، قال: فسلمت فردا السلام ثم قالا: مرحباً بالأخ الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الثالثة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحباً به ونعم المجيء جاء، قال: ففتح، فلما خلصت فإذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به ونعم المجيء جاء، قال: ففتح فلما خلصت إذا إدريس، قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحباً به ونعم المجيء -[410]- جاء، فقال: ففتح فلما خلصت فإذا هارون فسلم عليه، قال: فسلمت عليه، فرد السلام فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد حتى أتى السماء السادسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: -جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قال: مرحباً به ونعم المجيء جاء، فقال: ففتح فإذا موسى. قال: هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما جاوزته بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي، قال: ثم صعد حتى أتى السماء السابعة، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، فقال: مرحباً به، ونعم المجيء جاء، ففتح له فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا إبراهيم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، فرفعت إلى شجرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قيل: هذه شجرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع إلى البيت المعمور، قال قتادة: فحدثنا الحسن عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أرى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون فيه –ثم رجع إلى حديث أنس، ثم أتيت بإناء من خمرٍ، وإناءٍ من لبن، وإناء من عسلٍ قال: فاخترت اللبن، قال: هذه الفطرة وأنت عليها وأمتك، قال: ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يومٍ، قال: فرجعت، فمررت على موسى، قال: بم أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يومٍ قال: أمتك لا تستطيع خمسين صلاة -[411]- وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: فرجعت فوضع عني عشراً قال: فرجعت إلى موسى فقال: بما أمرت؟ قلت: بأربعين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع أربعين صلاة إني قد خبرت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت إليه فوضع عني عشراً أخر فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: بثلاثين صلاة كل يومٍ، قال: إن أمتك لا تستطيع ثلاثين صلاة كل يومٍ، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشراً أخر، فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: بعشرين صلاة كل يومٍ. قال: إن أمتك لا تستطيع عشرين صلاة كل يومٍ، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: بعشر صلواتٍ كل يومٍ، قال: إن أمتك لا تستطيع عشر صلواتٍ، وإني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، ارجع إلى ربك فسله التخفيف: -قال: فرجعت إلى ربي، فأمرت بخمس صلوات كل يومٍ قال: فرجعت إلى موسى فقال: بم أمرت؟ قلت: بخمس صلواتٍ كل يومٍ قال: إني قد خبرت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، قال: قد سألت ربي حتى استحييت ولكن أرض وأسلم، فلما نفذت ناداني منادٍ: قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي)) .

فصل في الترغيب في الخشوع في الصلاة

فصل في الترغيب في الخشوع في الصلاة 1890- أخبرنا سهل بن عبد الله بن علي الغازي، ثنا أبو بكر: أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، أنبأ عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثنا عيسى بن إبراهيم العقيلي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا ابن نمير، ثنا أبو كثير، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله –تعالى-: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، ولم يتعاظم على خلقي وكف نفسه عن الشهوات ابتغاء مرضاتي، وقطع نهاره بذكري، ولم يبت مصراً على خطيئتي، يطعم الجائع، ويكسو العاري، ويرحم الصغير ويؤوي الغريب، فذلك الذي يضيء نور وجهه كما يضيء نور الشمس، يدعوني فألبي، ويسألني فأعطي، ويقسم علي فأبر وأجعل له في الجهالة حلماً، وفي الظلمات نوراً، أكلؤه بقوتي، وأستحفظه ملائكتي، فمثله عندي كالفردوس في الجنان لا يفنى ثمرها ولا يتغير حالها)) .

1891- أخبرنا محمد بن عبد الرحمن، أنبأ جدي، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو عروبة، ثنا إسحاق بن زيد، ثنا أبو قتادة، عن حنظلة بن أبي شقيق، عن طاوس، عن ابن عباس-رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله –عز وجل- يقول: إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي، وقطع نهاره بذكري وكف عن الشهوات ابتغاء مرضاتي، ولم يتعاظم على خلقي، ولم يبت مصراً على خطيئته، يطعم الجائع، ويؤوي الغريب، ويكسو العاري ويرحم المصاب، فذلك يضيء نور وجهه كما يضيء نور الشمس. يدعوني فألبي، ويسألني فأعطيه، مثله كمثل الفردوس في الجنان لا يتساقط ثمرها ولا تتغير عن حالها)) .

1892- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ أبو طاهر الزيادي، أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي، ثنا أبو عبد الرحمن المروزي، ثنا ابن المبارك، عن معمر أنه سمع الزهري يحدث، عن أبي الأحوص، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يحركن الحصى)) .

1893- أخبرنا أبو سهل بن أبي القاسم الدشتي، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن محمد البرتي، ثنا -[414]- أبو الوليد، ثنا إسحاق بن سعيد قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: كنا جلوساً عند عثمان بن عفان –رضي الله عنه- فدعا بماء يتوضأ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ يحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله)) .

1894- أخبرنا علي بن أحمد بن فورجه، أنبأ محمد بن عبد الله بن صالح، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله، عن أبيه، عن ليث، عن مجاهد: ((في قوله –عز وجل- {وقوموا لله قانتين} )) . قال: من القنوت: الركوع والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله، كان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة هاب الرحمن أن يشذ بصره إلى شيء أو يلتفت أو يقلب الحصى أو يعبث بشيء من جسده أو يحدث نفسه بشيء من أمر الدنيا إلا ناسياً حتى ينصرف.

فصل

فصل 1895- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن الوليد البغدادي، إملاء بمكة، ثنا يعلى بن عبيد الطنافسي، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[415]- ((مثل الصلوات الخمس مثل نهرٍ جارٍ على باب أحدكم يغتسل منه في كل يومٍ خمس مراتٍ فماذا يبقى من درنه؟)) .

1896- قال: وحدثنا محمد بن الوليد، ثنا محمد بن عبيد، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

1897- أخبرنا أبو سعيد بن حسكويه بنيسابور، ثنا أبو الحسن الطرازي، أخبرنا حامد بن حسنويه، ثنا أحمد بن محمد بن أبي رجاء المصيصي بالمصيصة، ثنا وكيع بن الجراح قال: حدثني الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)) . قوله: ولن تحصوا: أي ولن تطيقوا أن تستقيموا.

1898- أنبأ محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ عبد الله بن محمد بن سيرين، ثنا محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات كفارات الخطايا فاقرأوا إن شئتم {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} )) .

1899- قال: وثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن -[416]- أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفاراتٌ لما بينهن من الخطايا ما اجتنبت الكبائر)) .

1900- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ أبو ذر: محمد بن سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يونس بن محمد، ثنا الفضل بن عطاء، عن الفضل بن شعيب، عن أبي منصور، عن أبي معاذ، عن أبي كاهل –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا كاهل إنه من دخل حلاوة الصلاة قلبه حتى يتم ركوعها وسجودها كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة)) .

فصل في الترهيب من إساءة الصلاة وترك حقها

فصل في الترهيب من إساءة الصلاة وترك حقها 1901- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو حامد بن بلال، أنبأ محمد بن الوليد البغدادي إملاء بمكة، ثنا محمد بن المبارك الصوري، ثنا محمد بن يحيى الأطرابلسي عن الحكم، عن القاسم، عن أسماء قالت: ((حدثتني أم رومان –رضي الله عنها- قالت: رآني أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- أتميل في صلاتي فزجرني زجرة كدت أن أنصرف منها، وقال: إياك والميل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تمام الصلاة سكون الأطراف)) . -[417]- كذا في كتابي محمد بن يحيى، والصواب معاوية بن يحيى.

1902- أخبرنا أبو نصر: أحمد بن عبد الله بن أحمد، أنبأ أبو بكر: محمد بن عبد الرحمن بن جعفر المصري، أنبأ أبو بكر: محمد بن حفص المغازلي، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا سعدان بن يزيد، ثنا محمد بن المبارك الصوري، ثنا أبو مطيع: معاوية بن يحيى، عن الحكم بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن أسماء بنت أبي بكر –رضي الله عنها- عن أم رومان –رضي الله عنها- قالت: ((رآني أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- وأنا أتميل في صلاتي فزجرني زجرةً كدت أنصرف من صلاتي ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صلى أحدكم فليسكن أطرافه، ولا يتميل تميل اليهود، فإن سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة)) .

1903- أخبرنا أسعد بن مسعود العتبي، ثنا أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا أبو الدرداء، هاشم بن يعلى، ثنا عبد الجبار بن سعيد، ثنا سليمان بن محمد، عن أبي بكر بن عبد الله، عن سعد بن إسحاق ومحمد بن عجلان، عن محمد بن يحيى بن حيان، عن عبد الله بن محيريز، عن المحدجي، عن عبادة بن الصامت قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يقول: ((كتب الله على العباد خمس صلواتٍ، من جاء بهن لم يستخفف شيئاً من حقهن كان على الله عهد أن يدخله الجنة، ومن استخف شيئاً من حقهن لقي الله ولا عهد له، إن شاء أدخله الجنة وإن شاء عذبه)) .

1904- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه قال: حدثني أحمد بن عبد الله البيع، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن القرشي، ثنا إسحاق بن الفرات قاضي مصر، أنبأ يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر، عن خالد بن أبي عمران أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت عبد الله بن عباس –رضي الله عنه- يقول: ((يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، ولكن يقوم إليها طلق الوجه عظيم الرغبة شديد الفرح فإنه يناجي الله –عز وجل- وإن الله –عز وجل- أمامه يغفر له ويجيبه إذا دعاه، ويتلو هذه الآية: {إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى} )) .

فصل في الترهيب من الالتفات في الصلاة

فصل في الترهيب من الالتفات في الصلاة 1905- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي بمصر، ثنا علي بن سعيد بن بشير، ثنا حفص المهرقاني، ثنا سلم بن قتيبة، عن الصلت بن طريف، عن أبي شمر، عن ابن أبي مليكة، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تلتفت في الصلاة فإنه لا صلاة لملتفتٍ)) .

1906- أخبرنا أبو الغنايم بن أبي عثمان ببغداد، أخبرنا أبو محمد بن يحيى، ثنا المحاملي، ثنا أبو الأشعث، ثنا محمد بن بكر، ثنا ميمون المري، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: ((صحبت أبا الدرداء أتعلم منه، فلما حضره الموت قال: آذن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، وجئت وقد امتلأت الدار، فقال: أخرجوني، فأخرجناه، قال: أجلسوني، فأجلسناه، فقال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من توضأ فأسبع الوضوء ثم صلى ركعتين أعطى ما سأل معجلاً أو مؤخراً)) فقال أبو الدرداء –رضي الله -[420]- عنه-: يا أيها الناس إياكم والالتفاف في الصلاة فإنه لا صلاة لملتفتٍ، فإن غلبتم في التطوع فلا تغلبوا في الفريضة)) .

1907- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو ذر الطبري، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن عبيد عن أخيه عمر بن عبيد، عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد)) .

1908- أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد السمسار، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا محمد بن إشكاب، ثنا إسحاق –يعني ابن سليمان- ثنا إبراهيم الخوزي، عن عطاء ابن أبي رباح قال: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام في الصلاة فإنه بين عيني الرحمن –عز وجل- فإذا التفت قال له الرب: ابن آدم إلى من تلتفت؟ تلتفت إلى من خير لك مني، ابن آدم أقبل إلي أنا خير لك ممن تلتفت إليه)) . هذا حديث رواته مشهورون، سبيله أن يروى ويسلم ولا يتصرف فيه بمعقول ولا فكر.

1909- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، قال: حدثني أحمد بن عبد الله البيع، ثنا عبد الله بن محمد بن -[421]- بشر، ثنا أبو عمرو: محمد بن خلاد، ثنا يحيى بن راشد، ثنا إسماعيل بن مسلم، عن قتادة، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس –رضي الله عنه-: ((في قوله: {وقوموا لله قانتين} قال: كانوا يتكلمون في الصلاة، ويأمرون بالحاجة فنهوا عن الكلام والالتفات في الصلاة، وأمروا أن يخشعوا إذا قاموا في الصلاة، خاشعين غير ساهين ولا لاهين)) .

1910- قال وحدثنا عبد الله بن محمد بن بشر، ثنا محمد بن سليمان بن هشام، ثنا عبد الرحمن المحاربي، ثنا النضر أبو عمر الخزاز عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ثم يضع يمينه على شماله ويشخص ببصره إلى موضع سجوده، ثم يستفتح القراءة ثم قرأ: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} )) .

1911- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس قال: ((دخلنا على عائشة –رضي الله عنها- فسألناها، ما كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ثم قالت: تقرأون سورة المؤمنون؟ قلنا: نعم؛ فقرأت: {قد أفلح المؤمنون الذي هم في صلاتهم خاشعون} إلى قوله: {والذين هم على صلاتهم يحافظون} قالت: كذلك كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

فصل في عقوبة من لا يتم الصلاة

فصل في عقوبة من لا يتم الصلاة 1912- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو ذر الطبراني، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا محاضر، ثنا الأحوص بن حكيم، ثنا خالد بن معدان بن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت: حفظك الله كما حفظتني، ثم أصعد بها إلى السماء، لها ضوء ونور ففتحت لها أبواب السماء حتى تنتهي إلى الله فتشفع لصاحبها، فإذا ضيع وضوءها وركوعها وسجودها والقراءة فيها قالت: ضيعك الله كما ضيعتني ثم يصعد بها إلى السماء وعليها ظلمة فغلقت دونها أبواب السماء، ثم لفت كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها)) .

1913- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنبأ عبد الله بن يوسف، أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الزعفراني، ثنا أسباط بن محمد القرشي، ثنا موسى بن عبيدة الربذي عن ابن حنين [عن أبيه عن]-[423]- علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: ((نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس القسي والمعصفر وأن أفترش الميثرة وأن أقرأ وأنا راكع وقال: يا علي مثل الذي لا يتم الصلاة كمثل حبلى حملت، فلما دنا نفاسها أسقطت فلا هي ذات ولدٍ ولا هي ذات حملٍ، مثل المصلي كمثل التاجر لا يخلص له ربحه حتى يخلص له رأس ماله كذلك المصلي لا تقبل نافلته حتى يؤدي الفريضة)) .

1914- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ أبو بكر بن أبي زكريا البلخي ببلخ، ثنا أبو إسحاق: إبراهيم بن أحمد المستملي، ثنا عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري ببغداد، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا الوليد بن عطاء عن عبد الله بن عبد العزيز، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مصلٍ إلا وملك عن يمينه وملك عن يساره، فإن أتمها عرج بها إلى السماء، وإن لم يتمها ضرب بها على وجهه)) .

1915- أنبأ محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر في كتابه، أنبأ محمد بن حيان، ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، ثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا النضر بن محمد، ثنا عكرمة، ثنا عبد الله بن بدر السحيمي، ثنا عبد الرحمن بن علي عن طلق بن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[424]- ((لا ينظر الله –عز وجل- إلى عبدٍ لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده)) .

1916- قال: وأنبأ أبو محمد بن حيان، أنبأ حامد بن شعيب، ثنا سريج بن يونس، ثنا هشيم، ثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أسوأ الناس سرقةً الذي يسرق صلاته، قيل: وكيف يسرق صلاته؟ قال: لا يتم ركوعها وسجودها ولا خشوعها)) .

1917- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو كويه، الربيع بن نافع، عن يزيد بن ربيعة، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أبي عثمان الصنعاني، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: ((أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ، ونهاني عن ثلاثٍ، أوصاني بثلاثة أيامٍ من كل شهر، وسبحة الضحى، ولا أنام إلا على وتر، ونهاني عن نقرة الغراب وإقعاء القرد، وتلفت الثعلب)) .

1918- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ عمر بن أحمد بن القاسم، ثنا محمد بن أيوب، ثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: -[425]- ((رأى حذيفة –رضي الله عنه- رجلاً لا يتم الركوع والسجود، فقال: منذ كم صليت هذه الصلاة؟ فقال: منذ أربعين سنة، قال: ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمداً صلى الله عليه وسلم، وإن الرجل يخفف الصلاة وهو يتم الركوع والسجود)) .

1919- أخبرنا سعد بن مسعود العتبي بنيسابور، أنبأ أحمد بن الحسن الحيري، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا أبو الدرداء: هاشم بن يعلى، ثنا عبد الجبار بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله المديني، ثنا سليمان بن محمد عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن محمد بن عبد الرحمن الأسدي، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للصلاة المكتوبة عند الله وزناً، من انتقص منها حوسب به فيها على ما انتقص)) .

فصل

فصل 1920- أنبأ عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال: حدثني سعيد المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل -[426]- ثلاثاً، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني، قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل في صلواتك كلها)) .

1921- أخبرنا أبو سهل: أحمد بن أحمد الصيرفي، أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ محمد بن أحمد بن جميل الطوسي، ثنا الحسين بن محمد بن أبي معشر، ثنا وكيع عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر، عن أبي مسعود الأنصاري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل صلبه فيها في الركوع والسجود)) .

فصل

فصل 1922- أخبرنا محمد بن عبد الواحد المصري، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر في كتابه، أنبأ أبو محمد بن حيان قال: حدثني أبو علي بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو الشعثاء، ثنا عبدة بن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليصلي ستين سنةً وما تقبل له صلاة ولعله يتم الركوع ولا يتم السجود ويتم السجود ولا يتم الركوع)) .

1923- أخبرنا جعفر بن عبد الواحد، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، ثنا أبو سلام الأسود قال: حدثني أبو صالح الأشعري قال: ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، ثم جلس في عصابةٍ منهم، فدخل رجل يصلي فجعل لا يركع وينقر في سجوده، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال: ترون هذا لو مات مات على غير فطرة محمدٍ ينقر صلاته كما ينقر الغراب، مثل الذي يصلي ولا يركع وينقر في سجوده كجائع لا يأكل إلا تمرة أو تمرتين فماذا يغنيان عنه؟ فأسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار، وأتموا الركوع والسجود)) .

1924- أخبرنا أبو القاسم: علي بن عبد الرحمن بن عليك النيسابوري، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة: يعقوب بن إسحاق الحافظ، ثنا الصاغاني، ثنا معاوية بن عمرو، ويحيى بن بكير (ح) . قال أبو عوانة: وثنا أمية، ثنا معاوية بن عمرو قال: ثنا زائدة، ثنا المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمدٍ بيده لو رأيتم ما رأيت لبكيتم كثيراً ولضحكتم قليلاً، قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار. وحضهم على الصلاة ونهاهم أن يسبقوه إذا كان يؤمهم بالركوع، والسجود -[428]- أن ينصرفوا قبل انصرافه من الصلاة، وقال لهم: إني أراكم من أمامي ومن خلفي)) .

1925- حدثنا محمد بن محمد بن زيد العلوي، أنبأ محمد بن عيسى بن عبد العزيز بهمدان، أنبأ علي بن أحمد الدينوري، أنبأ عبد الله بن وهب، ثنا عبيد الله بن يوسف، ثنا إسماعيل بن سعيد بن عبد الله الجريري قال: حدثني أبي قال: سمعت عكرمة يحدث عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سجد أحدكم فليضع وجهه وأنفه على الأرض، فإن الله –عز وجل- أوحى إلي أن أسجد على سبعة أعضاءٍ: الجبهة والأنف والكفين، والركبتين وصدور القدمين، وألا أكف شعراً ولا ثوباً، فمن صلى ولم يعط كل عضو منها حقه لعنه ذلك العضو حتى يفرغ من صلاته)) .

فصل في الترهيب من ترك الصلاة

فصل في الترهيب من ترك الصلاة 1926- أنبأ عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ علي بن محمد بن نصر البلخي، ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، ثنا علي بن إبراهيم عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بين العبد وبين الكبر ترك الصلاة)) .

1927- أخبرنا عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو عبد الرحمن: -[429]- محمد بن محمد بن مأمون المروزي، ثنا عون بن منصور المروزي، ثنا موسى بن بحر الكوفي، ثنا عمرو بن الغفار الفقيمي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، ثنا سعد بن سعيد الأنصاري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة الأنصاري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ترك صلاةً عمداً متعمداً أحبط الله عمله وبرئت منه ذمة الله حتى يراجع لله –عز وجل- توبةً)) .

1928- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ عبد الله بن محمد بن سين، ثنا محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو مسهر، ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول، عن أم أيمن قالت: ((أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أهله: لا تترك الصلاة عمداً، فإنه من يترك الصلاة عمداً فقد برئت منه ذمة الله –عز وجل-)) .

فصل

فصل 1929- أنبأ أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا عيسى بن حماد، ثنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن سليمان بن يسار، عن المسور بن مخرمة: -[430]- ((أنهم –يعني حين طعن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فزعوه بالصلاة فقالوا: الصلاة. ففزع وقال: نعم لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فصلى والجرح يثعب دماً)) .

1930- أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن، أنبأ محمد بن أحمد الطوسي، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن الوليد قال: أخبرني أبي قال: حدثني عبد الله بن شوذب، حدثني مطر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد هممت أن أبعث إلى الأمصار فلا يوجد رجل له جدة من مال لم يحج إلا وضعت عليه الجزية، والله لو تركوا الحج لقاتلتهم كما قاتلتهم على الصلاة والزكاة)) .

1931- قال: وحدثني عبد الله بن شوذب، حدثني همام بن قتادة، عن الحسن، عن عمر –رضي الله عنه- مثله.

1932- أخبرنا أحمد بن علي، ثنا هبة الله، ثنا محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي، ثنا عثمان بن محمد بن هارون، ثنا أحمد بن سنان، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- ولا أحسبه إلا رفعه قال: ((عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام، شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصوم رمضان، من ترك منهن واحدة فهو بها كافر، تجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافراً، ولا يحل دمه، وتجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافراً، ولا يحل دمه)) .

فصل في عقوبة تارك الصلاة

فصل في عقوبة تارك الصلاة 1933- حدثنا محمد بن محمد بن زيد العلوي، أنبأ الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن النعمان، أنبأ عبد الخالق بن الحسن السقطي، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، أنبأ قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة عن كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال: ((خمس صلواتٍ من حافظ عليهن كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم تكن له يوم القيامة نوراً ولا برهاناً، وكان يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون)) . هذا حديث غريب.

1934- حدثنا محمد بن محمد بن زيد العلوي، أنبأ الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري، أنبأ الحسين بن أحمد المعلم، ثنا -[432]- أحمد بن إبراهيم الغامي، ثنا محمد بن أحمد بن صديق الأصبهاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم السرخسي، ثنا علي بن شعيب، ثنا شجاع بن الوليد بن قيس، ثنا عبد الواحد بن راشد، عن أبيه راشد أنه سمع الحارث، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من تهاون بصلاته فإن الله –تعالى- يعاقبه بخمس عشرة عقوبة: ست منها قبل الموت، وثلاثة عند الموت، وثلاثة في القبر، وثلاثة عند خروجه من القبر، فأما الستة التي قبل الموت فأولها يرفع عنه اسم الصالحين، والثانية يرفع عنه بركة الحياة، والثالثة يرفع عنه بركة الرزق، والرابعة لا يقبل منه شيء من الخير حتى تكمل صلاته، والخامسة لا يستجاب دعاؤه، والسادسة لا يجعل له من دعاء الصالحين نصيب، وأما الثلاثة التي عند الموت فإنه يموت عطشان ولو صب في حلقه ماء سبعة أبحر ما روي، والثانية يموت بغتةً، والثالثة كأنه قد أثقل بحديد الدنيا وخشبها وأحجارها على رقبته وكتفيه، وأما الثلاثة التي في القبر، فيضيق عليه القبر والثانية يظلم عليه القبر، والثالثة تصير عيناه بالطول، وأما الثلاثة التي عند خروجه من القبر، فأولها يلقى الله –تعالى- وهو عليه غضبان، والثانية يكون حسابه شديداً، والثالثة يكون رجوعه من بين يدي الله –تعالى- إلى النار إلا أن يعفو الله –عز وجل-)) . هذا حديث غريب لم أكتبه إلا عن هذا السيد العلوي.

فصل في الترهيب من ترك صلاة الصبح والعصر

فصل في الترهيب من ترك صلاة الصبح والعصر 1935- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ -[433]- أبو علي: الحسن بن محمد بن النضر، ثنا أبو عثمان: سعيد بن عيسى البصري، ثنا يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون قالا: أنبأ إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي –رضي الله عنه- قال: ((كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا. ثم قرأ: {فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} )) . هذا حديث مخرج في الصحيح وقوله: لا تضامون من الضيم وهو الظلم، أي لا يلحقكم ظلم في رؤيته فيرى بعضكم ولا يرى بعضكم، بل يراه كلكم أيها المؤمنون. وقوله: فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها: يحثهم على المحافظة على صلاة الصبح وصلاة العصر ولم تضيعوها فقد تحقق إيمانكم وكنتم جدراً أن تروا ربكم.

1936- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن الحسن، ثنا العقبني، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)) . يعني سلب أهله وماله.

1937- أخبرنا عمر، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن أبي مليح قال: كنا مع بريدة –رضي الله عنه- في غزوةٍ في يوم ذي غيم فقال: بكروا بالصلاة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك صلاة العصر حبط عمله)) . قوله: حبط: أي بطل.

باب الترغيب في صلاة الليل

باب الترغيب في صلاة الليل 1938- أنبأ أبو نصر: محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا موسى بن سهل الرملي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا سليمان بن حيان، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد صلى ركعتين خفيفتين)) . قال أهل التفسير: التهجد: ترك الهجود للصلاة، فإن تركه لغير الصلاة، لم يكن متهجداً. وقال أهل اللغة: هجد: نام وتهجد: ترك النوم.

1939- قال: وثنا أبو عوانة: ثنا أبو أمية، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين)) .

1940- أخبرنا أبو بكر: سعيد بن أحمد الواحدي بنيسابور، أنبأ أبو الحسن: علي بن محمد الطرازي، أنبأ أحمد بن علي بن حسنويه المقري، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا داود بن علي البصري القرشي، ثنا الأوزاعي، عن أبي معاذ عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس)) .

1941- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عثمان –هو ابن أبي شيبة- ثنا عبد الله بن إدريس وجرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله –عز وجل- فيها خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلةٍ)) .

1942- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف، ثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني، ثنا علي بن -[437]- المنذر الطريفي، ثنا ابن فضيل، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعيد، عن علي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي؟ قال: هي لمن طيب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام)) .

1943- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو الفرج: عثمان بن أحمد البرجي، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو علي: المغيرة بن يحيى بالري، ثنا عيسى بن جعفر –قاضي الري- ثنا محمد –هو ابن جابر الحنفي- عن علي بن الأقمر، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كتبا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات)) .

فصل

فصل 1944- أنبأ أبو عمرو، أنبأ والدي أبو عبد الله، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفراييني، ثنا سعيد بن عثمان الخياط قال: سمعت السري بن مغلس يقول: سمعت عويذ بن أبي عمران الجوني يقول: ((كانت أمي تقوم الليل فتصلي حتى تعصب رجليها وساقيها بالخرق، فيقول لها أبو عمران: دون هذا يا هذه. فتقول له: هذا -[438]- عند طول القيام في الموقف قليل، فسكت عنها)) .

1945- أخبرنا أبو نصر البندنيجي بمكة، أنبأ أبو بكر محمد بن علي الخياط، ثنا أبو علي بن حمكان الفقيه قال: سمعت محمد بن أحمد بن زريق البغدادي يقول: سمعت يوسف بن الحسين يقول: سمعت إبراهيم بن متويه الأصبهاني يقول: كان إبراهيم بن أدهم يقول: ((إذا كنت بالليل نائماً وبالنهار هائماً وبالمعاصي دائماً فمتى ترضي من هو بأمرك قائماً)) .

1946- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا أبو الأحوص، ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: ((لقد أدركت أقواماً يشتدون بين الأغراض ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا جنهم الليل كانوا رهباناً)) .

1947- أخبرنا أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنبأ عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا ابن جابر: ((أنه كان يغازي مع عطاء الخراساني فكان يحيي الليل من أوله إلى نومة السحر، فكان كثيراً ما يقول: إذا ذهب من الليل أكثره أو نصفه أقبل علينا بوجهه فنادانا ونحن في.. ..: -يا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويا يزيد بن يزيد، ويا هشام بن الغاز قوموا وتوضئوا -[439]- وصلوا، قيام هذا الليل وصيام هذا النهار أنيس من شراب الصديد ومقطعات الحديد. ثم قال: الوحا الوحا، النبي النبي، ثم يقبل على صلاته)) .

1948- قال: وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو الطيب: أحمد بن روح الشعراني قال: حدثني عبد الرحيم بن خالد الإسكندراني، ثنا محمد بن سليمان النصيبي، عن أبي خزيمة الإسكندراني قال: ((نمت ليلةً عن وردي، فإذا قائل يقول: يا أبا خزيمة قم فصل، أما علمت أن مفاتيح الجنة بأيدي أصحاب الليل. ثم أقبل علي فقال: هم خزانها)) .

فصل

فصل 1949- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن محمد بن يوسف الطوسي، ثنا محمد بن نصر المروزي، ثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك بن أنس، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس -رضي الله عنه- أخبره: ((أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم -وهي خالته- قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل أو قبله بقليلٍ، أو بعده بقليلٍ استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيد. ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران -يعني {إن في خلق السموات والأرض} . ثم قام إلى شن معلقةٍ فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام -[440]- يصلي، قال ابن عباس -رضي الله عنه- فقمت فصنعت مثل ما صنع، فقمت إلى جنبه، فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني ففتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن فقام، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح)) .

1950- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي يحيى، سليم بن عامر الخبائري، وضمرة بن حبيب وأبي طلحة: نعيم بن زياد، كل هؤلاء سمعه من أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- يقول: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ قال: فقلت: يا رسول الله: من معك في هذا الأمر؟ قال: معي رجلان أبو بكر وبلال -رضي الله عنهما- قال: فأسلمت عند ذاك، ولقد رأيتني ربع الإسلام، وقال: قلت: يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي؟ قال: بل الحق بقومك فيوشك الله أن يأتي بمن تربي إلى الإسلام، ثم أتيته قبيل الفتح، فسلمت عليه، فقلت: يا رسول الله أنا عمرو بن عبسة، أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل عنه، وعما ينفعني ولا يضرك، فقال: يا عمرو بن عبسة إنك تريد أن تسألني عن شيء ما سألني عنه أحد ممن ترى، لن تسألني عن شيء إن شاء الله إلا أنبأتك به، قال: فقلت: يا رسول الله فهل من ساعةٍ أقرب من أخرى أو ساعة تتقى؟ قال: نعم، إن أقرب ما يكون العبد من الرب جوف الليل الأخير، -[441]- فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن، فإن الصلاة مشهودة، محضورة إلى طلوع الشمس، وإنها تطلع بين قرني الشيطان، وهي ساعة صلاة الكفار، فدع الصلاة حتى ترتفع قيد رمحٍ ويذهب شعاعها، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح لنصف النهار، فإنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر، فدع الصلاة حتى يفيء الفيء ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان، وهي صلاة الكفار، قال: قلت: يا رسول الله هذا في هذا فكيف الوضوء؟ قال: أما الوضوء فإنك إذا توضأت وغسلت كفيك فأنقيتهما خرجت خطاياك من بين أظفارك وبين أناملك، فإذا مضمضت واستنشقت في منخريك وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين ومسحت برأسك وغسلت رجليك إلى الكعبين اغتسلت من عامة خطاياك فإن أنت وضعت وجهك لله خرجت من خطاياك كيوم ولدتك أمك. قال: فقلت: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول كل هذا يعطى في مجلسٍ واحدٍ. قال: أما والله لقد كبر سني ودنا أجلي وما بي من فقرٍ أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سمعته أذناي ووعاه قلبي)) .

1951- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، ثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن جامع المصري، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، ثنا حكيم بن حزام الأزدي، عن أبي جناب الكلبي، عن عطاء بن أبي رباح قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة -رضي الله عنها- ومعنا عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- فقالت: -[442]- ((ما منعك من إتيانا فإنا نحب زيارتك وغشيانك، قال: لما قال القائل: زر غباً تزدد حباً، فضرب عبد الله بن عمر على فخذه فقال: دعونا من أباطيلكم، حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فبكت واشتد بكاؤها. فقالت: بأبي وأمي كان كل أمره عجباً أتاني في ليلتي بعدما أخذت مضجعي فدخل معي في لحافي وألصق جلده بجلدي ثم قال: يا عائشة أتأذنين لي فأتعبد لربي، فقلت: بأبي وأمي والله إني لأحب هواك وأحب قربك. فقام إلى قربةٍ في ناحية البيت فتوضأ فأحسن الوضوء وما أكثر صب الماء، ثم قام إلى المسجد فكبر وبكى حتى ظننت أن دموعه بلت لحيته، ثم قرأ وبكى، حتى ظننت أن دموعه بلت الأرض، ثم ركع وبكى، ثم سجد وبكى، ثم سجد وبكى، ثم سجد ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وبكى، فما زال كذلك حتى أتاه بلال يؤذنه بالصلاة وهو يبكي. قال بلال: ما يبكيك يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزلت علي هذه الآية {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} )) .

1952- أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا زيد بن الحباب قال: حدثني عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى بسورة الدخان ليلةً بات يستغفر له سبعون ألف ملك حتى يصبح)) .

فصل

فصل 1953- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو علي بن شاذان، أنبأ محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا هاشم بن عبد الواحد الجشاش، ثنا يزيد بن عبد العزيز بن سباه، عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله -عز وجل- يبغض كل جعظري جواظ صخاب في الأسواق، جيفة بالليل حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة)) . قال أهل اللغة: الجعظري: الشديد الغليظ، الجواظ: الأكحل، الصخاب: الصياح.

باب الترغيب في صلاة الضحى

باب الترغيب في صلاة الضحى 1954- أنبأ أبو نصر بن سمير، ثنا أبو عبد الله الجرجاني، أنبأ محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي، أنبأ محمد بن أحمد بن أبي العوام الواسطي الرياحي (ح) . قال أبو عبد الله الجرجاني، وأنبأ محمد بن عبد الله الأصبهاني واللفظ له، ثنا أحمد بن عاصم قال: ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال لأبي ذر الغفاري -رضي الله عنه-: ((يا عم أوصني، قال: يا ابن أخي إني قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني قال: إذا صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين، وإذا صليتها أربعاً كتبت من العابدين، وإذا صليتها ستاً لم يتبعك ذلك اليوم ذنب، وإذا صليت ثمانياً كتبت من القانتين، وإذا صليت اثنتي عشرة بنى الله لك بيتاً في الجنة، وما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا لله فيه صدقة يمن -[6]- بها على من يشاء من عباده، وما مَنَّ الله -عز وجل- على عبد بمثل الذي يلهمه ذكره)) .

1955- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ((ما أخبرني أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثمان ركعات، ما رأيته صلى صلاة أخف منها غير أنه يتم الركوع والسجود)) .

1956- قال: وحدثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة قال: سمعت عباس الجريري قال: سمعت أبا عثمان، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((أوصاني خليلي بثلاث: الوتر أول الليل، وركعتي الضحى، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر)) .

1957- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، أنبأ أبو القاسم: عبد الله بن إبراهيم بن بالويه، ثنا أبو زكريا: يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا عيسى بن إبراهيم البركي، ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كان له كحجة وعمرة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تامة تامة تامة)) .

1958- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي ببغداد، ثنا أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي، ثنا العباس بن يزيد البحراني، ثنا حكيم بن معاوية الزيادي، ثنا زياد بن عبد الله الزيادي، عن حميد، عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((.. .. صلى الضحى ست ركعاتٍ)) .

1959- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي عبد الله، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد بن حمدان الجلاب، ثنا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، ثنا خالد بن عبد الرحمن، ثنا يونس بن الحارث، عن أيوب بن يناق المدني، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: -[8]- ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لست مفرطاً فيهن حتى ألقاه، أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وسبحة الضحى مسافراً أو مقيماً، ولا أنام إلا على وتر)) .

1960- أخبرنا أبو طاهر، روح بن محمد الداراني، أنبأ أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم: إبراهيم بن عبد الله، ثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا عبد الأعلى السامي، ثنا برد بن سنان، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن قيس الجذامي، عن نعيم بن همار الغطفاني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه -عز وجل- قال: ((ابن آدم صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره)) .

1961- قال: وثنا أبو مسلم، ثنا عمرو بن حكام، ثنا شعبة عن يزيد الرشك، عن معاذة: ((أنها سألت عائشة -رضي الله عنها- هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: نعم أربعاً ويزيد ما شاء الله)) .

1962- وعن محمد بن المنكدر، عن جابر -رضي الله عنه- قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، قال: يا جابر سبحت -[9]- تسبيحة الضحى؟ قلت: لا، قال: فادخل فصل)) .

1963- وعن أنس -رضي الله عنه- قال: ((أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أنس: صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين من قبلي)) .

1964- أنبأ أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، قال: وقد قال إسحاق بن راهويه في كتاب عدد ركعات السنة والتطوع: ((إذا أحب أن يبتدئ صلاة الضحى صلى ركعتين إن أحب أن يقتصر عليهما فله ذلك، وإن أحب أن يزيد صلى أربعاً لا يفصل إلا في آخرها، وإن أحب أن يزيد شيئاً يفصل في كل ركعتين إن شاء أو في الأربع، ولا يصليهن حتى يسلم في الأربع أو الركعتين وإن شاء صلى ثمانياً، ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى يوماً ركعتين، ويوماً أربعاً، ويوماً ستاً ويوماً ثمانياً توسعةً على أمته صلى الله عليه وسلم)) .

1965- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا القاسم بن زكريا المطرز، ثنا أبو كريب، ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، عن موسى -[10]- هو ابن حمزة بن أنس - عن عمه ثمامة بن أنس عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنة)) .

1966- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا أحمد بن حسان بن موسى البلخي، ثنا أبي، ثنا سعد بن سعيد، ثنا سفيان الثوري (ح) . قال أبو بكر بن مردويه: وثنا علي بن محمد بن إبراهيم البيع، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا جعفر بن محمد بن السروب الزعفراني، ثنا أحمد بن صالح قال: حدثني عبد الله بن عيسى والوليد بن أبي النجم قال: ثنا سعد بن سعيد الساعدي، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى الضحى أربع ركعات في يوم جمعة في دهره مرة واحدة يقرأ بفاتحة الكتاب عشر مرات، وقل أعوذ برب الناس عشر مرات، وقل أعوذ برب الفلق عشر مرات، وقل هو الله أحد عشر مرات، وقل يا أيها الكافرون عشر مرات، وآية الكرسي عشر مرات، في كل ركعة فإذا تشهد سلم واستغفر سبعين مرة، وسبح سبعين مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى هذه الصلاة دفع الله عنه شر أهل السموات وشر أهل الأرض وشر الجن والإنس وشر سلطان جائر، وذكر الحديث قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا صلى هذه الصلاة بعث الله إليه بكل حرف -[11]- قرأ في هذه الصلاة ملائكة يكتبون له الحسنات، ويمحون عنه السيئات، ويرفعون له الدرجات، ويستغفرون الله له إلى أن يموت)) .

1967- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو عبد الله: محمد بن إسحاق بن الوليد، ثنا سلمة، ثنا عبد الله بن داود الواسطي، ثنا عبيد بن إسحاق، عن أبي اليمان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى الضحى فقرأ فيها بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشراً وآية الكرسي عشراً استوجب رضوان الله الأكبر)) .

1968- قال وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا أبو بدر، ثنا قيس بن حفص، ثنا محمد بن دينار، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أوَّاب)) . قال الإمام –حرسه الله- الأواب: السريع الرجوع إلى طاعة الله، الكثير الفرار إلى الله في النوائب.

1969- قال: وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، ثنا عمرو بن علي، ثنا رباح أبو سليمان قال: سمعت عون العقيلي يقول: (( {إنه كان للأوابين غفوراً} قال: الذين يصلون صلاة الضحى)) .

1970- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، ثنا أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو الحسن: علي بن حميد الواسطي، ثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا خالد بن يزيد، ثنا سفيان الثوري، عن سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون قال: سمعت الحسن بن علي –رضي الله عنه- يقول: سمعت أبي: علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من صلى الغداة فجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجاباً من النار)) .

1971- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي، ثنا عبد الجبار بن عاصم، ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي، ثنا تمام بن نجيح، عن الحسن، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من حافظين يرفعان إلى الله –عز وجل- حفظاً يرى الله –عز وجل- في أول الصحيفة خيراً أو في آخرها خيراً إلا قال الله –عز وجل- لملائكته: أشهدكم أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة)) .

1972- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو بكر: أحمد بن محمد بن أيوب المالكي بالبصرة، ثنا الحسن بن المثني، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صدقة بن موسى، ثنا يزيد -[13]- الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد صلى صلاة الصبح ثم جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس ثم يقوم فيصلي ركعتين أو أربع ركعات إلا كان خيراً له مما طلعت عليه الشمس، وما من عبد صلى العصر ثم جلس في مجلسه يذكر الله حتى يصلي المغرب إلا كان خيراً له من ثمانية يعتقهم من ولد إسماعيل –عليه السلام- دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً)) .

1973- أخبرنا الفضل بن محمد المؤدب، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو القاسم: حبيب بن الحسن القزاز، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا علي بن عاصم، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدؤلي، عن أبي ذر –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((على كل سلامى أحدكم صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ويجزئ عن ذلك ركعتان، الضحى)) .

فصل في صلاة التسبيح

فصل في صلاة التسبيح 1974- أنبأ سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، ثنا شيبان بن -[14]- فروخ، ثنا نافع أبو هرمز، عن عطاء، عن ابن عباس: - ((جاء العباس –رضي الله عنه- إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لم يكن يأتيه فيها، فقيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا عمك على الباب، قال: ائذنوا له فقد جاء لأمر فلما دخل عليه قال: ما جاء بك يا عماه هذه الساعة؟ ليست ساعتك التي كنت تجيء فيها؟ قال: يا ابن أخي ذكرت الجاهلية وجهلها فضاقت علي الدنيا بما رحبت؟ فقلت: من يفرج عني؟ فعرفت أنه لا يفرج عني أحد إلا الله –تعالى- ثم أنت، قال: الحمد لله الذي أوقع هذا في قلبك، وددت أن أبا طالب أخذ بنصيبه ولكن الله يفعل ما يشاء، قال: أحبوك؟ قال: نعم، قال: أعطيك؟ قال: نعم، قال: أجيرك؟ قال: نعم، قال: فإذا كانت ساعة يصلى فيها ليس بعد العصر ولا قبل طلوع الشمس فيما بين ذلك فأسبغ طهورك ثم قم إلى الله فاقرأ بفاتحة الكتاب وسورة وإن شئت جعلتها من أول المفصل، فإذا فرغت من السورة فقل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشر مرات، فإذا ركعت فقل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات، فإذا سجدت فقل ذلك عشر مرات، فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات فإذا سجدت فقل ذلك عشر مرات؟ فإذا رفعت رأسك فقل ذلك عشر مرات، فإذا جلست فقل ذلك عشر مرات فهذه خمس وسبعون مرة، ثم خذ في كل ركعة أخرى، فإذا فرغت من ركعة أخرى مثلها فتشهد ثم قم فهذه خمسون ومائة في الركعتين ثم خذ في ركعتين أخراوين فاصنع فيهما ما صنعت في هاتين. فهذه ثلاثمائة مرة، فإذا فرغت منه فإن كانت ذنوبك مثل عدد نجوم السماء محاها الله، وإن كانت مثل عدد رمل عالج محاها الله، وإن كانت مثل زبد البحر محاها الله فإن استطعت فكل يوم مرة، وإن لم تستطع فكل جمعة مرة، فإن لم تستطع فكل سنة مرة ما دمت حياً، فقال: فرج الله عنك يا ابن أخي كما فرجت عني فقد سويت ظهري)) .

فصل في صلاة الاستخارة

فصل في صلاة الاستخارة 1975- أنبأ أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ عبد الله بن جعفر البغدادي بمصر، ثنا يحيى بن أيوب ثنا ابن أبي مريم (ح) . قال أبو عبد الله: وأنبأ محمد بن سعيد وحمزة بن محمد قالا: ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ قتيبة، ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن، يقول: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير فريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر –يسميه بعينه- خيراً لي في عاجل أمري وآجله وديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره ثم بارك لي فيه وإلا فاصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان وارضني به)) .

فصل في الترغيب في المشي إلى الصلاة

فصل في الترغيب في المشي إلى الصلاة 1976- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عبد الجبار بن عاصم قال: حدثني عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت الأنصاري، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله –عز وجل- ليقضي فريضة من فرائض الله –عز وجل- كانت خطاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة)) .

1977- أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد المؤدب، ثنا عمر بن أحمد بن عمر الفقيه، أنبأ محمد بن الفضل بن الخصيب، أنبأ علي بن جبلة، ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أنيس، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[17]- ((ما من أحد يغدو أو يروح إلى المسجد ويؤثره على ما سواه إلا وله عند الله نزل يعدله في الجنة كلما غدا أو راح، كما لو أن أحدكم زاره من يحب زيارته لاجتهد له في كرامته)) .

1978- أخبرنا سهل بن عبد الله بن علي الغازي، أنبأ أبو بكر: أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر، أنبأ عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو موسى عيسى بن إبراهيم العقيلي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا سليمان بن حيان عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا توضأ العبد فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة فيه لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط بها خطيئة حتى يدخل المسجد)) . قوله: ينهزه: أي يحركه ويرغبه.

1979- أخبرنا أبو بكر الصابوني، أنبأ عبد الغافر الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج، ثنا حجاج بن الشاعر، ثنا روح بن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، ثنا أبو الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: ((كانت ديارنا نائية من المسجد فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لكم بكل خطوة درجة)) .

فصل

فصل 1980- أنبأ جعفر بن يحيى المكي، أنبأ محمد بن علي بن -[18]- صخر، ثنا الحسن بن علي بن الحسن الحافظ إملاء، ثنا محمد بن الحسين بن مكرم، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح قال: حدثني سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة –رضي الله عنه- يقول: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس على ناقته الجدعاء في حجة الوداع فتطاول في غرز الركاب فقال: ألا تسمعون؟ فقال رجل من القوم: وما تقول؟ وما تريد؟ قال: أطيعوا ربكم، وصلوا خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم، فقلت لأبي أمامة: مذ كم سمعت هذا الحديث؟ قال: سمعته وأنا ابن ثلاثين سنة)) .

1981- قال: أخبرنا أبو صخر، ثنا عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي إملاء، ثنا أبو نصر: الليث بن محمد بن الليث المروزي، ثنا محمد بن حمدويه المروزي، ثنا سورة بن شداد المروزي، عن الصلت بن دينار، عن برد: أبي العلاء، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حضرت صلاة قط إلا نادت الملائكة: يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها بصلاتكم)) .

1982- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ علي بن يعقوب بن إبراهيم الدمشقي، ثنا أحمد بن علي بن يزيد، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا عبد ربه بن ميمون، ثنا الربيع بن خطيان -[19]- عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: ((ينادي منادٍ عند حضرة كل صلاة، يا بني آدم: قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فينادي ملك عند صلاة الصبح فيقول: يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم، فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم، ثم ينادي عند صلاة الأولى: يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم فيتطهرون ويصلون فيغفر لهم ما بينهما، فإذا صلى العصر مثل ذلك، فينامون ولا ذنب لهم، ثم يصبحون فمدلج في خير ومدلج في شر)) .

1983- أخبرنا أبو الخير بن رزا، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن الضحاك، ثنا أبو داود، ثنا سليمان بن معاذ الضبي، عن أبي يحيى القتات، عن مجاهد، عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مفتاح الصلاة الوضوء، ومفتاح الجنة الصلاة)) .

1984- أخبرنا جعفر بن يحيى المكي، أنبأ محمد بن علي بن صخر، ثنا الحسن بن علي الحافظ، ثنا أبو يزيد: خالد بن النضر القرشي وإسماعيل بن يعقوب الصفار ومحمد بن هارون: أبو حامد الحضرمي واللفظ لحديث أبي يزيد، ثنا بشر بن آدم، ثنا أشعث بن أشعث، ثنا عمران القطان، ثنا سليمان التميمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سليمان -[20]- الفارسي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المسلم يصلي وخطاياه موضوعة على رأسه، كلما سجد تحانت فيفرغ حين يفرغ وقد تحانت خطاياه)) .

1985- أخبرنا أبو غالب الباقلاني ببغداد، أنبأ أحمد بن عبد الله المحاملي، ثنا أحمد بن يوسف النصيبي، ثنا محمد بن غالب، ثنا كبير بن يحيى، ثنا بشار بن إبراهيم، ثنا غيلان عن مطرف قال: ((دخلت مسجد بيت المقدس فإذا بشيخ يصلي، جعلت أتعجب من صلاته لا يستريح، فلما انصرف قلت: يا شيخ، والله ما أراك تدري كم صليت؟ قال: يا بني الله –تعالى- يدري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سجد لله سجدة غفر له بها ذنباً، ورفع له بها درجة، فلما خرج اتبعه الناس، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر –رضي الله عنه-)) .

1986- أخبرنا أبو سهل بن القاسم الرشتي بنيسابور، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، أنبأ أبو عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن محمد البرني، ثنا أبو الوليد، ثنا إسحاق بن سعيد قال: حدثني أبي عن أبيه قال: كنا جلوساً عند عثمان –رضي الله عنه- فدعا بماء ليتوضأ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من امرئ يحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله)) .

فصل

فصل 1987- أنبأ أبو القاسم: علي بن عبد الرحمن النيسابوري، أنبأ عبد الملك بن الحسن، ثنا أبو عوانة، ثنا يزيد بن سنان، ثنا أبو داود (ح) . قال أبو عوانة: وثنا الزعفراني والصاغاني، قالا: ثنا سليمان بن داود الهاشمي، قالا: أنبأ إبراهيم بن سعد، ثنا ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد عن حمران مولى عثمان: ((أنه رأى عثمان بن عفان –رضي الله عنه- دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاث مرات ويديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشيء غفر له ما تقدم من ذنبه)) .

1988- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ عبد الله بن محمد بن سين، ثنا محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن عبيد، ثنا جويبر، عن الضحاك، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا صلاة لمن لم يطع الصلاة، وطاعة الصلاة النهي عن الفحشاء والمنكر)) .

فصل

فصل 1989- أخبرنا أبو طاهر النقاش وأبو سهل الصيرفي قالا: أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ أبو القاسم: عبد الرحمن بن عمرو البلوي بالإسكندرية، ثنا محمد بن ميمون بن مرزوق، ثنا عبد الله بن يحيى البرله، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عمران بن عبد المعافري وكان قد أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا تقبل منهم صلاة: من تقدم قوماً وهم له كارهون، ورجل أتى الصلاة دباراً –والدبار أن يأتي بعد أن يفوت الوقت- ورجل أعبد محرراً)) .

1990- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن كامل، ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا ابن أبي مريم قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، قال: أخبرني أبو علي الهمذاني –سكن الإسكندرية- قال: خرجت في سفر ومعنا عقبة بن عامر –رضي الله عنه- فقلنا له: أمنا، فقال: لست بفاعل، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم، ومن انتقص من ذلك شيئاً فعليه ولا عليهم)) .

فصل

فصل 1991- أنبأ أبو الفضل: أحمد بن محمد بن عبد الله البيع، -[23]- أنبأ أبو عبد الله: محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا حسين –هو الجعفي- عن زائدة، عن إبراهيم –هو الهجري-، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحسن الصلاة حيث يراه الناس وأساءها حيث خلوا، فتلك استهانة يستهين بها ربه)) .

1992- أخبرنا أبو الحسين: عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر: عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنبأ عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري، ثنا إبراهيم بن أبي داود، ثنا أبو اليمان، ثنا صفوان بن عمرو بن خالد بن معدان قال: ((ليأتين على الماشي بين يدي أخيه في صلاته يوم يود أنه لو كان مشى من المشرق إلى المغرب وكان أحب إليه من أن يقطع صلاة رجل مسلم)) .

فصل

فصل 1993- أنبأ الحسن بن أحمد بن السمرقندي الحافظ، أنبأ عبد الصمد العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم فإذا صلاة الفجر نزلت ملائكة -[24]- النهار فشهدوا معكم الصلاة جميعاً، ثم صعدت ملائكة الليل ومكثت معكم ملائكة النهار، فيسلهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول: ما تركتم عبادي يصنعون؟ قال: فيقولون: جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، قال: فحسبت أنهم يقولون: فاغفر لهم يوم الدين)) .

1994- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا خلف بن هشام، ثنا عبيس بن ميمون عن عون بن أبي شداد، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من غدا إلى صلاة الصبح أعطي ربع الإيمان، ومن غدا إلى السوق أعطي راية إبليس، وهو مع أول من يغدو وآخر من يروح)) .

1995- أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسين بن الحارث، ثنا محمد بن علي بن عمرو، أنبأ أبو أحمد: يوسف بن محمد بن محمد بن أبي نصر الطوسي، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن عبد الله الباسلي، ثنا القاسم بن غصن، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل يتوضأ في بيته ثم يأتي مسجداً فيصلي فيه إلا كان زائراً لله –عز وجل- وحق على المزور أن يكرم زائره)) .

1996- أخبرنا أبو منصور بن سعد بن علي العجلي قدم -[25]- علينا، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس السراج، ثنا أبو محمد: عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسه إملاء، ثنا أبو برزة: الفضل بن محمد الحاسب، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا ابن المبارك، عن عبد الله بن عقبة قال: حدثني أبو قبيل عن أبي عشانة المعافري، عن عقبة بن عامر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من خرج من بيته إلى المسجد كتب الله له بكل خطوة يخطوها عشر حسنات، والقاعد في المسجد ينتظر الصلاة كالقانت ويكتب من المصلين حتى يرجع)) .

1997- أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا داود بن سليمان بن مسلم الهنائي، ثنا أبي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بشر المشائين في ظلم الليل إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) .

1998- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، ثنا عبد الصمد بن نصر العاصمي ثنا أحمد بن محمد بن عمر البجيري، ثنا عمر بن محمد البجيري، ثنا سلم بن جنادة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضع وعشرون درجة، وذلك لأن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة –لا يريد إلا الصلاة- لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة وحط -[26]- عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم ارحمه، اللهم تب عليه ما لم يؤذ، ما لم يحدث)) .

1999- أخبرنا أبو نصر: محمد بن هبة الله البندنيجي بمكة، أنبأ أبو محمد الجوهري ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى –يعني ابن أبي كثير- عن محمد بن إبراهيم، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى العشاء في جماعة فهو كمن قام نصف الليل، ومن يصلي الصبح في جماعة فهو كمن قام الليل كله)) .

فصل

فصل 2000- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشته، ثنا أبو سعيد النقاش، ثنا أبو الحسن: علي بن حميد الواسطي، ثنا موسى بن إسحاق الأنصاري، ثنا خالد بن يزيد، ثنا سفيان الثوري، عن سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون قال: سمعت الحسن بن علي –رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلى الغداة فجلس في مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجاباً من النار)) .

2001- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو بكر أحمد بن محمد بن أيوب المالكي بالبصرة، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا صدقة بن موسى، ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد صلى صلاة الصبح، ثم جلس في مجلسه حتى تطلع الشمس، ثم يقوم فيصلي ركعتين أو أربع ركعات إلا كان خيراً له مما طلعت عليه الشمس، وما من عبد صلى العصر، ثم جلس في مجلسه يذكر الله حتى يصلي المغرب إلا كان خيراً له من ثمانية يعتقهم من ولد إسماعيل –عليه السلام- دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً)) .

2002- أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن الحسين بن الحارث، ثنا محمد بن علي عمرو الحافظ، أنبأ أبو محمد بن محمد بن أحمد الحافظ، ثنا محمد بن عبد الله البيروتي، ثنا إسحاق بن سويد الرملي، ثنا الوليد بن النضر، ثنا القاسم بن غصن، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل يكون بأرض فيء فيؤذن بحضرة الصلاة ويقيم الصلاة فيصلي إلا صلى خلفه من الملائكة ما لا يرى قطراه، يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه)) . قوله: أرض فيء: أي خالية ليس بها أحد.

2003- أنبأ أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ أبو عثمان: عمرو بن عبد الله البصري، ثنا أحمد بن معاذ السلمي، ثنا حفص بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن طهمان، عن منصور بن المعتمر، عن الحكم بن عتيبة، عن طلحة بن مصرف، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول)) .

2004- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا عبد الله بن إسحاق المصري، ثنا بكار بن قتيبة، ثنا أبو عاصم: الضحاك بن مخلد، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقيموا الصف الأول والثاني فإن يكن نقص فليكن في المؤخر)) .

2005- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم الحسناباذي، أنبأ أحمد بن موسى الحافظ، أنبأ عثمان بن محمد العثماني، ثنا النعمان بن أحمد الواسطي، ثنا الحسن بن خلف بن زكريا البزاز، ثنا إسحاق –يعني الأزرق- عن القاسم بن عثمان أبي العلاء، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن صلحت صلاته صلح سائر عمله، وإن فسدت صلاته فسد سائر عمله، قال: وكان يقول: حاذوا المناكب في الصلاة، فإن الشيطان يتخلل الصفوف كما يتخلل الحجل، والصف الأيمن خير من الأيسر)) . -[29]- قوله: حاذوا من الحداء: وهو أن يجعل المنكب بجنب المنكب، والحجل: القبج.

2006- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنبأ عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد بن زربي، عن حماد، عن طلحة الهمداني، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا إذا أقيمت الصلاة يمسح عواتقنا ويقول: أقيموا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وليلني منكم أولو النهى، وزينوا القرآن بأصواتكم، وإن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم)) .

2007- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ أحمد بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن سعيد بن غالب، ثنا أبو قطن: عمرو بن الهيثم، ثنا شعبة عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو تعلموا ما في الصف الأول لكانت قرعة)) .

2008- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن عمرو أبو طاهر، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: أخبرني أسامة بن زيد، عن عثمان بن عروة بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[30]- ((إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف)) .

2009- أخبرنا عمر بن أحمد، أنبأ علي بن محمد الفقيه، ثنا عبيد الله بن يحيى، ثنا محمد بن الليث الجوهري، ثنا شعيب بن سلمة بن محمود الأنصاري، ثنا عصمة بن محمد، ثنا موسى بن عقبة عن المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سد فرجة في صف رفعه الله بها في الجنة درجة، وبنى له في الجنة بيتاً)) .

فصل

فصل 2010- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن شاذان التاجر، أنبأ أبو مسعود: أحمد بن الفرات، ثنا أبو سفيان سعيد بن يحيى، عن الضحاك بن حمرة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، عن أم حبيبة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى بالنهار ثنتي عشرة ركعة تطوعاً بني له بيت في الجنة)) .

2011- أخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، أنبأ أبو سعيد: محمد بن موسى بن الفضل، ثنا أبو عبد الله: محمد بن عبد الله الصفار، ثنا إسماعيل الترمذي، ثنا أبو زيد: معاذ بن فضالة، ثنا يحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان بن سليم، قال بكر: -[31]- حسبته عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء)) .

2012- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ عبد الله بن محمد بن سين، ثنا محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: لقي أبو هريرة –رضي الله عنه- رجلاً بالمدينة فقال: كأنك لست من أهل البلد؟ قال: أجل، قال: فهلا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى أن ينفعك، قال: بلى، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أول ما يحاسب به ابن آدم صلاته، يقول الله –عز وجل- لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، فإن وجدوها كاملة، وإن وجدوها قد انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل تجدون لعبدي تطوعاً فتكمل صلاته من تطوعه، وتؤخذ الأعمال على قدر ذلك)) .

2013- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، ثنا محمد بن عمر بن حفص النيسابوري ثنا سهل بن عمار، ثنا عمر بن عبد الله بن رزيق، ثنا سفيان بن حسين، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن حكيم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[32]- ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن كان أكملها وإلا أكملت له من تطوعه، ثم يصنع بالأعمال المفروضة مثل ذلك)) .

فصل

فصل 2014- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا الحسن بن راشد بن عبد ربه الواسطي قال: أخبرني أبي، ثنا نافع قال: سمعت ابن عمر –رضي الله عنه- يقول: ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله حدثني حديثاً واجعله موجزاً. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: صل صلاة مودع كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك وايأس مما في أيدي الناس تعش غنياً، وإياك وما يعتذر منه)) .

2015- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا المحاملي، ثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((كان آخر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يغرغر بها في صدره ما كاد يفيص بها لسانه الصلاة الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم)) . قوله يفيص: بالصاد غير المعجمة أي يبين، أي لم يقدر أن يتكلم بهذه الكلمة مبينة لما فيه من كرب الموت (صلى الله عليه وسلم) .

2016- أخبرنا أبو طالب البيع، ثنا علي بن محمد بن ميلة، ثنا محمد بن عبد الله بن أحمد بن أسيد، ثنا محمد بن سليمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن طارق، ثنا حبيب عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن أبي علي –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة عماد الإسلام، والجهاد سنام العمل)) .

فصل

فصل 2017- أخبرنا والدي –رضي الله عنه- أنبأ سعيد بن أحمد النيسابوري، أنبأ محمد بن عمر المروزي، ثنا محمد بن يوسف الفربري، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا عبد الله بن يوسف، أنبأ مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمر وسليم الزرقي، عن أبي قتادة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)) .

فصل

فصل 2018- أخبرنا الشريف أبو النصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي، ثنا هاشم بن الوليد: أبو طالب الهروي، ثنا أبو بكر بن عياش قال: قال عاصم: قال زر: قال عبد الله –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعلكم تدركون أقواماً يؤخرون الصلاة، فإن أدركتموهم فصلوا -[34]- في بيوتكم للوقت الذي تعرفون، وصلوا معهم واجعلوها سبحة)) .

2019- أخبرنا أبو الطيب: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سله، أنبأنا أبو علي بن البغدادي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا سعدان بن نصر، ثنا معتمر بن سليمان عن حجاج، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب –رضي الله عنه- قال: ((شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر فقال: شهد الصلاة فلان فلان فلان؟)) قالوا: لا، أو قالوا: نعم، قال: ((ما من صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا، ثم قال: صلاة الرجل مع الرجل خير من صلاته وحده، وصلاة الرجلين مع الرجل خير من صلاة الرجل مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله –عز وجل-)) .

2020- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد ثنا محمد بن زنبور المكي، ثنا فضيل بن عياض عن زياد بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) .

فصل في صلاة الحاجة

فصل في صلاة الحاجة 2021- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ الحاكم أبو عبد الله، -[35]- أنبأ محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي، ثنا محمد بن أشرس السلمي، ثنا عامر بن خداش النيسابوري ثنا عمر بن هارون البلخي عن ابن جريج، عن داود بن أبي عاصم، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اثنتا عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار، وتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فاثن على الله –عز وجل- وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم وحدك وكلماتك التامة، ثم سل حاجتك، ثم ارفع رأسك، ثم سلم يميناً وشمالاً، ولا تعلموها السفهاء فإنهم يدعون بها فيستجاب)) .

2022- قال الحاكم وثنا أبو زكريا: يحيى بن محمد العنبري قال: حدثني إبراهيم بن علي الذهلي قال: حدثني أحمد بن حرب وكتبه لي بخطه، ثنا عامر بن خداش فذكره بنحوه. وقال أحمد بن حرب: قد جربته فوجدته حقاً. وقال إبراهيم بن علي الذهلي: قد جربته فوجدته حقاً. وقال الحاكم: وقال لنا أبو زكريا: قد جربته فوجدته حقاً. قال الحاكم: قد جربته فوجدته حقاً. قال الحاكم: تفرد به عامر بن خداش وهو ثقة مأمون.

باب الضاد

باب الضاد فصل في الترغيب في الضيافة وإكرام الضيف 2023- أخبرنا محمد بن عبد الجبار الفرساني، أنبأ الحسن بن محمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد السني، ثنا هلال بن العلاء، ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: ((لما قدم وفد النجاشي على النبي صلى الله عليه وسلم قام يخدمهم فقال أصحابه: نحن نكفيك يا رسول الله، قال: إنهم كانوا لأصحابنا مكرمين، وأن أحب أن أكافئهم)) .

2024- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ ابن أبو الحسن بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو عبد الله العجلي، ثنا أبو أسامة، ثنا شبل عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {ضيف إبراهيم المكرمين} قال: خدمته إياهم بنفسه.

2025- قال وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش، عن خيثمة قال: ((كان عيسى ابن مريم –عليه السلام- إذا دعا أصحابه قام عليهم، ثم قال: هكذا اصنعوا بالقراء)) .

2026- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأ الفضل بن عبيد الله، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن صخر، ثنا عبد الله بن يزيد المقري، ثنا الليث، ثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي –رضي الله عنه- أنه قال: سمع أذني وبصر عيني حين يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قيل: وما جائزته؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاث، فما فوق ذلك فهو صدقة عليه، ثم قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) . وفي غير هذه الرواية ((الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، وجائزته يوم وليلة)) أي يقري ثلاثة أيام ثم يعطي ما يجوز مسافة يوم وليلة.

2027- وقال أشهب: ((سئل مالك بن أنس عن قوله: جائزته يوم وليلة، قال: يكرمه -[38]- ويتحفه ويخصه يوماً وليلة، وثلاثة أيام ضيافة، قيل: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره إلى ثلاثة أقسام، إذا نزل به الضيف أتحفه في اليوم الأول وتكلف على قدر وجده، فإذا كان اليوم الثاني قدم إليه ما يحضره، فإذا جاوز مدة الثلاث كان مخيراً بين أن يتم على عادته وبين أن يمسك فهو كالصدقة النافلة، وفي رواية: ولا يثوي عنده حتى يحرجه)) . قوله: يثوي: أي يقيم والثواء: الإقامة: أي لا يقيم عنده بعد الثلاث حتى يضيق صدره، يقال أحرجه: أي ضيق عليه أي لا يضيق عليه فتصير الصدقة على وجه المن والأذى، ولا أوجه لرواية من روى حتى يخرجه بالخاء المعجمة: قال أهل اللغة: الجائزة: العطية، والحرج: الضيق، قال الله –عز وجل-: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} أي لم يضيق عليكم في أحكامه فيكلفكم ما تعجزون عنه.

فصل

فصل 2028- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، ثنا أبو الجنيد الضرير، ثنا سالم أبو غياث الضبعي قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول: ((إذا أتاك ضيف فلا تنتظر ما ليس عندك، قدم إليه ما حضر، وانتظر به بعد ذلك ما تريد من إكرامه)) .

2029- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن -[39]- الحسين، حدثني الوليد بن مسلم، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب قال: ((مررت برجل من السلف جالساً على باب داره، وصرحة داره مملوءة موائد، عليها الناس يتغدون، فقلت له: قد رمقتك الجمعة، قال: قميص يجف، قلت: وما لك إلا قميص واحد؟ قال: لا، قال يزيد: ما له إلا قميص واحد وصرحة داره مملوءة موائد)) .

2030- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: أخبرني سويد بن سعيد، ثنا بقية عن حمزة بن حسان، عن عبد الحميد قال: سمعت أنس بن مالك –رضي الله عنه- يقول: ((إن زكاة الرجل في داره أن يجعل فيها بيتاً للضيافة)) .

فصل

فصل 2031- أنبأ أبو الحسن: علي بن محمد الخطيب الأنباري ببغداد، ثنا أبو عمر بن مهدي، ثنا محمد بن مخلد العطار، ثنا حاتم بن الليث، ثنا حسين بن محمد، ثنا سليمان بن قرم: ((ذهبت أنا وصاحب لي إلى سلمان –رضي الله عنه- فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن التكلف لتكلفت لكم، فجاءنا بخبز وملح، فقال صاحبي: لو كان في ملحنا سعتر، فبعث سلمان –رضي الله عنه- -[40]- مطهرته فرهنها فجاء بسعتر، فلما أكلنا قال صاحبي: الحمد الله الذي قنعنا بما رزقنا، فقال له سلمان –رضي الله عنه-: لو قنعت لم تكن مطهرتي مرهونة)) .

2032- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد السمسار، أنبأ علي بن محمد الفقيه، ثنا عبيد الله بن يحيى، ثنا محمد بن نصر، ثنا أبو همام، ثنا يوسف بن عطية عن ثابت البناني قال: ((جئت إلى أنس بن مالك –رضي الله عنه- لأبيت عنده، فلما تعشينا جاء الغلام بالطست فوضعه بين يدي أنس، فوضعه بين يدي فرددته إليه، فقال لي: يا ثابت إذا دخلت على أخيك المسلم فأكرمك فاقبل كرامته حيث أجلسك فاجلس وما قدم إليك فكل، فإن المؤمن إنما يكرم ربه –عز وجل-)) .

2033- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ بنيسابور، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البجيري، ثنا أبو حفص البجيري، ثنا محمد بن بشار ثنا جعفر بن عون، ثنا أبو العنبس عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سلمان وبين أبي الدرداء –رضي الله عنهما- فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال: ما شأنك متبذلة؟ قالت: إن أخاك أبا الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فلما جاء أبو الدرداء قرب إليه طعاماً وقال: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل. فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال -[41]- له سلمان –رضي الله عنه: نم فنام. ثم ذهب يقوم. فقال له: نم فنام، فما كان عند الصبح قال له سلمان: قم الآن. فقاما فصليا، فقال: إن لنفسك عليك حقاً ولربك عليك حقاً، وإن لضيفك عليك حقاً، وإن لأهلك عليك حقاً- فأعط كل ذي حق حقه. فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال: صدق سلمان)) .

2034- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، قال: أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن سعد، ثنا محمد بن أيوب (ح) . قال أبو عبد الله: وأنبأ إسحاق بن أيوب، ثنا معاذ بن المثنى. قالا: ثنا مسدد بن مسرهد، ثنا عبد الله بن داود عن فضيل بن غزوان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إلى نسائه فقلن: ما عندنا إلا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يضم أو يضيف؟ فقال رجل من الأنصار: أنا، فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمي ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ما عندنا إلا قوتنا للصبيان، فقال: هيئي طعامك وأصلحي سراجك ونومي صبيانك إذا أرادوا العشاء، فهيأت طعامها وأصلحت سراجها ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته، وجعلا يريانه كأنهما يأكلان، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقد ضحك الله الليلة أو عجب من فعلكما فأنزل {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} وهو ثابت بن شماس –رضي الله عنه-)) .

2035- أخبرنا أبو محمد التميمي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر، ثنا وكيع، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء قال: -[42]- ((كان إبراهيم –خليل الله- صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يتغذى طلب من يتغذى معه ميلاً في ميل)) وقال عطاء: ((أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي)) .

2036- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنبأ أبو عبد الرحمن، أنبأ محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو نعيم، ثنا مندل، عن عبد الله بن يسار، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة)) .

2037- أخبرنا أبو محمد التميمي ببغداد، أنبأ أحمد بن محمد بن يوسف العلاف، ثنا الحسين بن صفوان البردعي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عياد الملكي، ثنا محمد بن سليمان بن مشمول قال: سمعت القاسم بن مخول البهزي، ثم السلمي يقول: سمعت أبي وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام يقول: ((نصبت حبائل بالأبواء فوقع في حبل منها ظبي فأفلت به فخرجت في أثره، فوجدت رجلاً قد أخذه فتنازعنا فيه فتساوقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه نازلاً بالأبواء تحت شجرة مستظلاً بنطع، فاختصمنا إليه فقضي بيننا شطرين ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا قال: سيأتي على الناس زمان خير المال غنم بين المسجدين تأكل من الشجرة وترد المال، يأكل صاحبها من رسلها ويشرب من ألبانها، ويلبس من أشعارها أو قال من أصوافها، والفتن بين جراثيم العرب، والله ما يفتنون يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم -[43]- ثلاثاً، قلت يا رسول الله: أوصني، قال: أقم الصلاة وآت الزكاة، وصم شهر رمضان، وحج البيت، وبر والديك، وصل رحمك وأقر الضيف، ومر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل مع الحق حيث زال)) . قال الإمام: قوله حبائل: يعني شركاً، بالأبواء: موضع، فأفلت به: فذهب به، فتساوقنا: أي كل واحد منا يسوق صاحبه، شطرين: نصفين، بين المسجدين: مسجد مكة ومسجد المدينة، من رسلها: الرسل: اللين، يريد ما يتخذ منه من الجبن وغيره، جراثيم العرب: جماعات العرب.

2038- أخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، أنبأ أبو بكر: محمد بن محمد بن رجاء، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا حنظلة بن أبي سفيان، ثنا سعيد بن مينا قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((قوموا فقد صنع لكم جابر سؤراً)) . قال أبو العباس: وإنما يراد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بالفارسية قال الإمام: قلت: سؤر: كلمة فارسية معناها هنا الضيافة، وفيه دليل على فضيلة لسان أهل فارس والعجم إذ تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بلسانهم وفضيلة العجم أيضاً دلالة على جواز المطايبة وما يجري مجرى المزاح وفضيلة لجابر –رضي الله عنه-.

فصل

فصل 2039- أنبأ مكي بن منصور الكرجي، أنبأ أبو الحسين بن -[44]- بشران، ثنا إسماعيل، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث: ((أن ابن عباس –رضي الله عنه- أتاه الأعراب فقالوا: إنا نقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونحج البيت ونصوم رمضان، وإن ناساً من المهاجرين يقولون إنا لسنا على شيء. فقال ابن عباس –رضي الله عنه- من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج البيت وصام رمضان وقرى الضيف دخل الجنة)) .

2040- أخبرنا جعفر بن يحيى المكي بالري، أنبأ محمد بن علي بن صخر، ثنا عمر بن محمد بن سيف، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ثنا أبو خيثمة، ثنا يحيى بن سعيد ثنا حبيب بن شهاب قال: حدثني أبي قال: سمعت ابن عباس –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خطب الناس بتبوك: ((ما في الناس مثل رجل يأخذ برأس فرسه يجاهد في سبيل الله –عز وجل- ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل بادٍ في غنمه يقري ضيفه ويعطي حقه)) .

2041- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا محمد بن عاصم، ثنا كثير بن سليم عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[45]- ((الخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه من الشفرة إلى سنام البعير)) .

2042- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الباهلي عن عمه – قال: سمعت جعفر بن سليمان بن علي يقول: ((ما ساد منا إلا سخي على الطعام)) .

2043- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الرحمن، حدثني محمد بن قدامة الجوهري، ثنا وكيع عن سفيان، عن ابن جريج أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله يحب البيت الخصب)) .

2044- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، ثنا الفضل بن دكين، ثنا أبو خلدة قال: ((دخلنا على محمد بن سيرين أنا وعبد الله بن عون، فقال: ما أدري ما أتحفكم. كل رجل منكم في بيته خبز، ولكن سأطعمكم شيئاً لا أراه في بيوتكم، فجاء بشهدة فكان يقطع بالسكين ويلقمنا)) .

2045- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو أسامة، ثنا سفيان الثوري عن أبيه، عن عكرمة قال: ((كان إبراهيم –عليه السلام- يكنى أبا الضيفان وكان لقصره أربعة أبواب)) . قال أبو أسامة: فزادني معلى بن خالد عن سفيان، عن أبيه، عن عكرمة ((لكي لا يفوته أحد)) .

2046- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا علي بن شعيب، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج، عن علي بن زيد بن جدعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه)) .

2047- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني حفص بن عمر، ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن حبشي، عن شهر بن حوشب قال: -[47]- ((كان يقال إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل كل شيء من شأنه، إذا كان أوله حلالاً، وذكر اسم الله عليه حين يوضع، وكثرت عليه الأيدي، وحمد الله حين يفرغ منه)) .

2048- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، وثنا محمد بن الحسين قال: قال بعض القرشين: ((ليس شيء أضر بالضيف من أن يكون رب البيت شبعان)) .

2049- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني العباس بن جعفر، ثنا إسماعيل بن أبان، ثنا عثمان بن عبد الرحمن القرشي عن علي بن عروة الدمشقي، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من السنة أن يمشي الرجل مع الضيف إلى باب الدار)) .

2050- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، ثنا علي بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي، ثنا أبي، ثنا أبو يوسف، عن أبان، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستتبعن ولده ولا أحداً قريباً ولا بعيداً فإنه إن فعل كان بمنزلة من سرق)) .

فصل في آداب الأكل

فصل في آداب الأكل 2051- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا البغوي ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل وأنا متكئ)) .

2052- أخبرنا محمد بن ثابت بن الحسن، أنبأ أبي، أنبأ الخطابي، قال: حدثني طلحة بن عبيد الله العمري، ثنا أبو أمية الطرموسي قال: حدثني عبيد الله بن موسى، أنبأ العلاء بن إسماعيل، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا وضعت المائدة فليأكل الرجل مما يليه ولا يرفع يديه، وإن شبع وليعذر فإن ذلك يخجل جليسه)) . قال الخطابي: الإعذار: المبالغة في الأمر، قال: وبيان هذا -[49]- في حديثه الآخر أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل مع قوم كان آخرهم أكلاً، فأما التعذير: فهو التقصير.

2053- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن عمرو وأبو طاهر، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، أنبأ سعيد بن أبي أيوب، عن أبي عقيل: زهرة بن معبد، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له مخرجاً))

2054- أنبأ عبد الله بن الحسين السعيداني البصري –قدم علينا- أنبأ المبارك بن علي بن حمدان، ثنا إبراهيم بن علي الهجيمي، ثنا أبو قلابة، ثنا سهل بن بكار، ثنا وهيب، عن حميد الطويل: ((أن أنس بن مالك –رضي الله عنه- كان يكره أن يجمع بين الرطب والنوى في طبق)) .

2055- أنبأ عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا الحسين بن يحيى بن عباس، ثنا عبد الله بن أيوب، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكل أحدكم الطعام فليمص أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة)) .

فصل ذكره بعض العلماء في الضيافة وآدابها

فصل ذكره بعض العلماء في الضيافة وآدابها ((قال: ومن إكرام الضيف تعجيل الطعام له وتقديم ما حضر، قال الله -عز وجل-: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} قيل: أكرمهم بتعجيل الطعام من غير تربص، وقيل: أكرمهم بأن خدمهم بنفسه، قال الله -عز وجل-: {فما لبث أن جاء بعجل حنيذ} قال: وأفضل ما يكرمه به السمين النفيج، قال الله -عز وجل-: {فجاء بعجل سمين} قال: وتقديم الفاكهة قبل الطعام أوفق، قال الله -عز وجل-: {وفاكهة مما يتخيرون} وقيل: طلاقة الوجوه للضيف والضحك إليه أفضل من القرى، وقيل: إن سفيان الثوري دعا إبراهيم بن أدهم وأصحابه إلى طعام فقصروا في الأكل، فلما رفع الطعام قال له الثوري: إنك قصرت في الأكل، فقال إبراهيم: لأنك قصرت في الطعام. وقال جعفر الصادق: أحب إخواني إلي أكثرهم أكلاً وأعظمهم لقمة، وأثقلهم عليّ من يحوجني إلي تعاهده في الأكل. وكان بعض السلف يقول: مؤاكلة الأسخياء دواء ومؤاكلة البخلاء داء. وقال المروزي: سألت أبا عبد الله عن طعام المفاجأة فقال: فيه عن إبراهيم كراهية)) .

فصل

فصل 2056- أنبأ طراد بن محمد بن محمد الزينبي، أنبأ ابن بشران، ثنا أحمد بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، ثنا عمرو بن محمد العنقزي، عن سفيان، قال: قال الأحنف بن قيس: ((ثلاث ليس فيهن انتظار: الجنازة إذا وجدت من يحملها، والأيم إذا أصبت لها كفؤاً، والضيف إذا نزل لم تنتظر به الكلفة)) وقيل: شر الإخوان من تكلف له. وقيل: قدم ضيف على عبد الله بن عامر فأضافه أياماً، فلما ارتحل لم يعنه غلمانه على الرحلة. فلما ودعه قال له الضيف: ما أنبلك لولا سوء أدب غلمانك، فقال: ما أنكرت منهم؟ قال: لم يعينوني على شد الأثقال. فضحك عبد الله ثم قال: نحن لا نعين الضيف على الارتحال عنا، قال: فعجب الضيف من نبله وكرمه وأنشدوا: ولا أقول لضيفي حين يطرقني ... من أنت أم كم تطيل المكث يا رجل أقريه مالي وبشري ما أقام بنا ... والدمع يجري إذا قامت به الرحل

فصل

فصل 2057- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا الخليل بن محمد، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا محمد بن بشر بن بشير بن معبد الأسلمي قال: حدثني أبي عن جدي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنه كان بأذربيجان فأتوا الطعام، وعندهم ناس من الدهاقين، فلما فرغوا أتوا بماء يغسلون أيديهم وأتوا بأشنان فأخذ بيمينه فتغامزت -[52]- الدهاقين، فقال: إنا أمرنا أن نأخذ الخير بأيماننا)) . وروي: الضيف يحل فيأكل رزقه ويرتحل بذنوب أهل البيت. وروي: الخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه الطعام من السيل إلى مستقره.

باب الطاء

باب الطاء باب في الترغيب في الطهارة وإسباغ الطهارة 2058- أخبرنا أبو الحسن القاسم بن عليك، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة الإسفراييني، ثنا العباس بن محمد الدوري وأبو أمية قالا: ثنا خالد بن مخلد قال: حدثني سليمان بن بلال، حدثني عمارة بن غزية، عن نعيم بن عبد الله المجمر قال: ((رأيت أبا هريرة -رضي الله عنه- توضأ فغسل وجهه وأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، زاد العباس وقال لنا: أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله)) . ورواه غير سليمان عن عمارة فذكر فيه المضمضة والاستنثار، قال أهل اللغة: الاستنثار: الاستنشاق.

2059- أخبرنا الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، أنبأ عبد الصمد العاصمي، ثنا أبو العباس البختري، ثنا إبراهيم بن يوسف، ثنا ابن إدريس، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم قال: ((رأيت أبا هريرة –رضي الله عنه- توضأ حتى بلغ بالوضوء قريباً من إبطيه. قال: فقلت له، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الحلية تبلغ مواضع الطهور)) . ورواه عبيد الله بن موسى عن ابن إدريس قال: ((فيبلغ بالماء عضديه)) .

2060- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر الوراق، أنبأ عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا عيسى بن حماد –زغبه- أنبأ الليث بن سعد عن هشام بن عروة بن الزبير، عن حمران مولى عثمان قال: ((جلس عثمان –رضي الله عنه- على المقاعد، فجاء المؤذن للصلاة –صلاة العصر- فتوضأ ثم قال: والله لأحدثنكم حديثاً لولا أنه في الكتاب ما حدثتكموه، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى يصليها)) .

فصل في الترهيب من إساءة الوضوء

فصل في الترهيب من إساءة الوضوء 2061- أخبرنا أبو القاسم بن عليك، أنبأ عبد الملك بن -[55]- الحسن، ثنا أبو عوانة، ثنا خرذاذ وشعيب بن عمران العسكري، قالا: أنبأ سلمة بن شبيب، ثنا الحسن بن محمد بن أعين، ثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((أخبرني عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أن رجلاً توضأ فترك موضع ظفر على قدمه، فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ارجع فأحسن وضوءك) فرجع يعني ففعل – ثم صلى)) .

2062- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا جعفر الصائغ، ثنا عفان بن مسلم، حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((تخلف عنا النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة لما سافرناها فأدركنا وقد رهقتنا الصلاة –صلاة العصر- ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: ويل للأعقاب من النار. مرتين أو ثلاثاً)) .

فصل

فصل 2063- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن زياد، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا القعنبي، عن مالك، قال أحمد بن موسى: وحدثنا محمد بن أحمد. حدثنا عبد الله بن أحمد (قال) حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر وابن أبي عدي قالا: ثنا شعبة جميعاً، عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[56]- ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط)) .

2064- أخبرنا أبو القاسم بن عليك، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا محمد بن يحيى، والنفيلي: علي بن عثمان الحراني، قالا: ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب - حدثنا ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه)) . قال أهل اللغة: (الاستنثار) أن يستنشق الرجل بالماء ثم يستخرج من أنفه ما فيه. وروي: ((إذا توضأ أحدكم فليجعل الماء في أنفه ثم لينتثر)) و (النثر) . الاستنثار أيضاً. وروي أنه كنا يستنشق ثلاثاً ويستنثر، و (الاستنشاق) أن يبلغ الماء خياشيمه. قال أهل اللغة: ((استنشقت الريح)) إذا شمها، وقيل: نثر ينثر –بالكسر- إذا استنثر، ونثر السكر وينثر –بالضم-.

2065- أخبرنا أبو القاسم بن عليك، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، حدثنا أبو عوانة، أنبأ يونس عن ابن وهب أن مالكاً حدثه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[57]- ((إذا توضأ العبد المسلم –أو المؤمن- فغسل وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطرة الماء، فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطرة الماء، فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطرة الماء [قال] : حتى يخرج نقياً من الذنوب)) .

2066- قال: وحدثنا أبو عوانة، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو الوليد، ثنا عكرمة بن عمار، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار –وكان قد أدرك نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - عن عمرو بن عبسة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما منكم من رجل يقرب وضوءه ثم يتمضمض ثم يستنشق ويستنثر إلا خرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء، ثم يغسل وجهه كما أمر الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه كما أمره الله إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا خرجت خطايا قدميه مع أطراف أصابعه مع الماء، ثم يقوم فيحمد الله ويثني عليه بالذي هو [له] أهل، ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) . (الوضوء) : بفتح الواو -الماء الذي يتوضأ به- وقوله (خرت) : أي سقطت. وقوله: (بطشتها) أي: عملتها، والبطش: الأخذ بقوة.

فصل

فصل 2067- أخبرنا أبو سهل بن أبي القاسم الدشتي بنيسابور، أنبأ أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، أنبأ أبو عبد الله بن عبد الله الصفار، حدثنا أحمد بن محمد البرتي، حدثنا أبو الوليد، حدثنا إسحاق بن سعيد، حدثني أبي عن أبيه قال: ((كنا جلوساً عند عثمان بن عفان –رضي الله عنه- فدعا بماء ليتوضأ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرئ تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، وسجودها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله)) .

2068- أنبأ محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ علي بن عمر بن إسحاق، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرني أحمد بن الحسن بن هارون، حدثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، حدثنا أبي، حدثنا أبو سعد الأعور عن أبي سلمة عن ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال عند فراغه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين. فتح الله له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء)) .

2069- قال: وأخبرني أحمد بن محمد بن إسحاق [قال] : أخبرني أبو عروبة، ثنا المسيب بن واضح، ثنا يوسف بن إسباط، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن -[59]- أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال عند فراغه من وضوئه: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك)) ثم ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة)) .

2070- أخبرنا أبو القاسم بن عليك، أخبرنا عبد الملك بن الحسن الزهري، حدثنا أبو عوانة، ثنا يزيد بن سنان، ثنا وهب بن جرير (ح) . قال أبو عوانة: وثنا محمد بن يحيى، ثنا أبو عامر العقدي، قال أبو عوانة: ونا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود قالوا: نا شعبة، عن جامع بن شداد قال: سمعت حمران يحدث عن عثمان –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات المكتوبات كن كفارات لما بينهن)) .

2071- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنا أحمد بن موسى، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، نا القعنبي، عن مالك، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وددت أني قد رأيت إخواني)) قالوا: يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: -[60]- ((بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وإني فرطهم على الحوض)) قالوا: يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: ((أرأيت لو كان للرجل خيل غر محجلة في خيل دهم ألا يعرف خيله)) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((فإنهم يأتون يوم القيامة غراً محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض)) . قوله (غر) : جمع أغر، والغرة: بياض الوجه. و (المحجل) : الأبيض القوائم. قال صاحب (المحجل) : تحجيل الفرس أن تبلغ بياض قوائمه الأرساغ. و (دهم) جمع أدهم، والأدهم: الأسود.

2072- حدثنا محمد بن أحمد بن علي، أنا أحمد بن موسى الحافظ، نا محمد بن أحمد بن الحسن، نا بشر بن موسى، حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير أن زيد بن سلام حدثه أن أبا سلام حدثه عن أبي مالك الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، ولا إله إلا الله والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصوم ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو ففاد نفسه فموبقها ومبتاعها فمعتقها)) . (الشطر) : النصف. (فناد) : فاعل فداه يفديه. (فموبقها) : فاعل أوبق أي: أهلك.

باب الترغيب في إطعام الطعام

باب الترغيب في إطعام الطعام 2073- أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين، أنبأ هبة الله بن الحسن الحافظ، أنا علي بن أحمد بن حفص، ثنا أبو العباس أحمد بن علي بن محمد الرهبي، حدثنا أبو محمد الحسن بن علي أبو جعفر الصيرفي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا فطر عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عمار –رضي الله عنه- قال: ((ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان: إنصاف من نفسه، والإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم)) . قال البخاري في (الصحيح) : وقال عمار: ((ثلاث من جمعهن جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار)) .

2074- أخبرنا والدي: محمد بن الفضل –رحمه الله- أنا سعيد بن أحمد، ثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا قتيبة، حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن -[62]- عمرو –رضي الله عنه-: ((أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف)) .

2075- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن عثمان الآدمي، حدثنا أبو قلابة الرقاشي، ثنا وهب بن جرير، حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن خليد بن عبد الله، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما طلعت شمس قط إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعان الخلق غير الثقلين: أيها الناس، اتقوا الله، فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وما غربت شمس إلا وبجنبيتها ملكان يناديان: اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً)) .

2076- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ أبو إسحاق بن خرشيذ قولة، حدثنا المحاملي، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثني ابن أبي أويس، حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: يا ابن آدم أنفق أنفق عليك)) .

2077- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا مفضل بن صالح، حدثني سليمان الأعمش، عن طلحة بن مصرف -[63]- اليامي، عن مسروق بن الأجدع، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال أطعمنا. قال: ما عندي إلا صبرة من تمر خبأته لك. قال: ما تخشى أن يخسف الله –عز وجل- به في نار جهنم؟ أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً)) .

2078- أخبرنا مكي بن منصور الكرجي، أنبأ أبو الحسين بن بشران، حدثنا محمد بن إسماعيل الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن يحيى بن أبي كثير عن ابن معايق، عن أبي مالك الأشعري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألين الكلام، وأطعم الطعام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام)) . قوله (ألين) : يعني: ألان، وهو مما أخرج على الأصل.

2079- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، ثنا معاذ بن عوذ الله البصري، ثنا عوف الأعرابي عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- قال: ((لما أن قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله وقالوا: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله، فجئت في الناس لأنظر إلى وجهه فلما أن رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شيء سمعته تكلم به أن -[64]- قال: يا أيها الناس: أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)) .

2080- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، ثنا علي بن محمد الفقيه، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أبو أمية، ثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج: قال سليمان بن موسى، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخواناً كما أمركم الله)) .

2081- أخبرنا لاحق بن محمد التميمي، حدثنا محمد بن علي بن عمرو في كتابه، أنبأ أبو بكر بن السني، أنا أبو عروبة، حدثنا أحمد بن المبارك الإسماعيلي، ثنا أبو موسى الهروي وأحمد بن حميل المروزي قال: نا عمار بن محمد الثوري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ قال: أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطعمه خبزاً)) .

2082- أخبرنا أبو نصر محمد بن سهل السراج، أنا عبد الملك بن الحسن الأزهري، حدثنا أبو عوانة، حدثنا الحسن بن علي بن عفان، وإبراهيم بن مسعود القرشي الهمداني قالا: ثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أطعمت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة فلها أجرها وله مثله وللخازن مثل ذلك له بما اكتسب ولها بما أنفقت)) .

2083- قال: ونا أبو عوانة، حدثنا الحارث بن أبي أسلمة، ثنا أبو النضر، حدثنا الليث، حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) . قال أهل اللغة: فرسن الشاة بمنزلة الحافر للفرس والخف للجمل.

2084- أخبرنا أبو الطيب بن سلمة، أنا أبو علي بن البغدادي، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، نا محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا عمرو بن محمد العنقزي، أنبأ سفيان، ومسعر أراه عن منصور، قال أبو القاسم: (وسقط من كتابي) عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العمرتان تكفران ما بينهما من الذنوب، والحجة المبرورة، ليس لها جزاء إلا الجنة)) . قال سفيان: وتفسير ((المبرور)) طيب الكلام وإطعام الطعام.

2085- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ الحسن بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا إدريس بن يحيى عن أبي الأشيم –مؤذن دمياط، وكان شيخاً صالحاً- عن واهب بن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أطعم أخاه خبزاً حتى يشبعه وسقاه حتى يرويه بعده الله من النار سبع خنادق)) .

باب الترغيب في طاعة الخلفاء وولاة الأمر

باب الترغيب في طاعة الخلفاء وولاة الأمر 2086- قال بعض العلماء: نعم الله –عز وجل- على عباده لا تحصى: قال الله -عز وجل-: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فمن نعمه ما تفرد بها منها ما جعل بينه وبين المنعم عليه وسائط وأوجب الله حق الوسائط فأول ذلك - الرسل والأنبياء -صلوات الله عليهم أجمعين- أوجب الإيمان بهم والطاعة لهم قال: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله} فهم الوسائط فيما بين الله وبين خلقه في الدعاء إليه، والسفراء بينه وبينهم في البلاغ عنه. وأوجب حق الوالدين بقوله: {اشكر لي ولوالديك} إذ جعلهما سبب الإيجاد. وأوجب حق العلماء إذ جعلهم سبباً لما علمهم والمعلم في الحقيقة هو الله وأوجب حق السلطان إذ جعله سبباً للأمن في البلاد والحكم بين العباد قال الله –عز وجل- {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قيل: هم العلماء، وقيل: هم الأمراء. ولكل حق واجب، هم الوسائط أنعم عليك بهم –والمنعم في الحقيقة هو الله- قال الله: {وما بكم من نعمة فمن الله} فوجب عليك الشكر لله فيما أنعم به عليك ووجب عليك -[67]- شكر من جعله سبباً لنعمة النفع والدفع.

2087- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو عبد الرحمن: محمد بن مأمون المروزي، حدثنا عون بن منصور الطوساني المروزي، حدثنا موسى بن بحر الكوفي، حدثنا عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن سعد بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- قال: ((قلت يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجساد ما هو؟ قال: هو ظل الله في الأرض فإن أحسنوا فلهم الأجر وعليكم الشكر، وإن أساءوا فعليهم الإصر وعليكم الصبر، لا تحملنكم إساءته على أن تخرجوا من طاعته، فإن الذل في طاعة الله خير من خلود في النار لولا هم ما صلح الناس)) .

2088- أنا أبو عمرو، ثنا والدي، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي، حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من نزع يداً من طاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية، ومن خلعها بعد عهدها لقي الله لا حجة له)) . قال عبد الملك: سمعت علي بن المديني يقول سنة ست -[68]- ومائتين: ((لم يرو هذا الحديث هكذا عن هشام بن سعد غير بشر بن عمر الزهراني)) .

2089- أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي، أنا أبو عمرو: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأشناني بسرخس، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن مزيد السرخسي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((نهانا كُبَرَاؤُنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تعصوهم، واصبروا، واتقوا الله –عز وجل- فإن الأمر قريب)) .

باب الظاء

باب الظاء باب في الترهيب من الظلم 2090- أخبرنا أبو نصر عبد السيد بن محمد، المعروف بابن الصباغ، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار، عن محمد بن جحادة، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح فإنما أهلك من كان قبلكم الشح، أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالظلم فظلموا. قال: فقام رجل فقال: يا رسول الله أي الإسلام أفضل؟ قال: أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: يهراق دمك، ويعقر جواد. قال: أي الهجرة أفضل؟ قال: تهجر ما كره ربك)) .

2091- أخبرنا محمد بن عمر السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله التاجر المحاملي، ثنا العباس بن أبي طالب، نا سعد بن عبد الحميد بن جعفر، عن إبراهيم بن يزيد بن قدير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)) .

2092- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد ببغداد، أنبأ محمد بن محمد بن مخلد، ثنا محمد بن عمرو بن البختري، حدثنا أحمد بن ملاعب، حدثني عبد الصمد بن النعمان، حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب: دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب)) .

2093- أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسين بن مردويه، حدثنا أبو حفص الزعفراني، ثنا أبو أحمد العسال إملاء، ثنا محمد بن أحمد بن راشد بن معدان، حدثنا إبراهيم بن خالد المصيصي، ثنا حجاج بن محمد، ثنا أبو غسان واسمه محمد بن مطرف: عن صفوان بن سليم، عن عبد الله بن كعب، عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((إن الله تعالى لما خلق الخلق فاستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم فقالوا: يا رب مع من أنت؟ قال: مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه)) .

2094- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي بقزوين، أنبأ -[71]- عبد الله بن عمر بن زاذان، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، حدثني موسى بن شيبة، عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني جعفر بن عياض أن أبا هريرة –رضي الله عنه- حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تعوذوا بالله من الفقر، والقلة، والذلة، وأن تظلم أو تظلم)) .

2095- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله التاجر، أنبأ الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا عبد الله بن شبيب، حدثني إسحاق، حدثني محمد بن جعفر بن زيد بن أسلم، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والخيانة فإنها بئست البطانة، وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم قطعوا به أرحامهم وسفكوا به دماءهم)) .

2096- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبأ ابن وهب، أن مالكاً حدثه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه في مال أو عرض فليأته فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ من حسناته فإن لم تكن له حسنات أخذت من سيئات صاحبه فطرحت عليه)) .

2097- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا أبو أسامة عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته – ثم تلا {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة} )) .

2098- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد الدقاق، ثنا محمد بن عثمان، ثنا يوسف بن يعقوب الصفار، ثنا عبيد بين سعيد، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن أبيه، عن مجاهد، عن ابن عباس –رضي الله عنه-: ((أن ملكاً من الملوك خرج يسير في مملكته وهو مستخف من الناس حتى نزل على رجل له بقرة فراحت عليه تلك البقرة فحلبت فإذا حلابها مقدار ثلاثين بقرة، فحدث الملك نفسه أن يأخذها فلما كان الغد غدت البقرة إلى مرعاها، ثم راحت فحلبت فنقص لبها على النصف وجاء مقدار حلاب خمس عشرة بقرة، فدعا الملك صاحب منزله فقال: أخبرني عن بقرتك، أرعت اليوم في غير مراعاها بالأمس ولا شربت في غير مشربها بالأمس؟. فقال: ما رعت في غير مراعاها بالأمس ولا شربت في غير مشربها بالأمس. فقال: ما بال حلابها على النصف؟ قال: أرى الملك هم يأخذها فنقص لبنها، فإن الملك إذا ظلم أو همَّ بالظلم ذهبت البركة. قال: وأنت من أين يعرفك الملك؟ قال: هو ذاك كما قلت لك. قال: فعاهد الملك ربه –عز وجل- في نفسه أن لا يظلم، ولا يأخذها، ولا يملكها، ولا تكون في ملكه أبداً، قال: فعادت فرعت، ثم راحت ثم حلبت -[73]- فإذا لبنها قد عاد على مقدار ثلاثين بقرة، قال: فقال الملك بينه وبين نفسه واعتبر: أرى الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة، لا جرم لأعدلن فلأكونن على أفضل العدل)) .

2099- أخبرنا عبد الواحد بن علي بن فهد، أنا محمد بن محمد بن مخلد، ثنا محمد بن عمرو بن البختري، حدثنا أحمد بن ملاعب بن حيان، حدثني عبد الصمد بن النعمان، حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب: دعوة المظلوم، ودعوة المرء لأخيه بظهر الغيب)) .

2100- أخبرنا أحمد بن محمد بن صاعد، أنبأ أبو سعيد الصيرفي، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأ قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((غلا السعر بالمدينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال الناس: يا رسول الله غلا السعر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله المسعر القابض الباسط إني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة من دم ومال)) .

2101- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، حدثنا علي بن محمد بن ميلة، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا -[74]- موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن محمد بن إسحاق، عن عيسى بن مافيه. عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا فرغ الله من القضاء بين خلقه أقبل على البهائم فأقص بعضها من بعض من مظالمها حتى إنه ليجعل للجماء التي نطحتها ذات القرنين قرنين فتنطح بهما الأخرى، ثم يقول لها: ((كوني تراباً)) فعند ذلك يقول الكافر: يا ليتني كنت تراباً)) .

2102- أخبرنا عبدوس بن عبد الله الحمداني، أنبأ أبو عبد الله بن فنجويه، حدثنا عمر بن نوح البجلي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد، ثنا عبد الله بن رجاء الغداني، حدثنا أبو العوام –يعني القطان- عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ضرب سوطاً ظلماً اقتص منه يوم القيامة)) .

2103- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا يزيد بن هارون، ثنا همام بن يحيى، ثنا القاسم بن عبد الواحد، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- قال: بلغني حديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمعه منه قال: ((فابتعت بعيراً وشددت رحلي عليه وسرت إليه شهراً حتى أتيت الشام فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنماري –رضي الله عنه- فأرسلت -[75]- إليه أن جابراً بالباب، فرجع إلي رسوله فقال: جابر بن عبد الله؟ قلت: نعم. فدخل إليه الرسول، فخرج إلي ثم اعتنقته فقلت: ((حدثنا حديثاً بلغني أنك سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم أسمعه فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه)) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يحشر الله العباد يوم القيامة –وأومأ بيده نحو الشام- عراة، غرلاً، بهماً)) قلت: ما ((بهماً) ؟ قال: ليس معهم شيء. فينادي بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: ((أنا الملك.. أنا الديان.. لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطالبه بمظلمة حتى اللطمة) . قيل: وكيف وإنما نأتي الله عراة غرلاً؟ فقال: بالحسنات والسيئات)) .

فصل

فصل 2104- أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه، حدثنا إبراهيم بن محمد بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، ثنا هارون بن محمد الدمشقي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر –رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عن الله –تبارك وتعالى- أنه قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي وكلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار -[76]- وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاسغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) . قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.

2105- أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله البيع، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدثنا يحيى بن أبي بكير الكرماني، ثنا أبو فاطمة البصري، حدثنا المعلى الفردوسي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا في شفاعتي: سلطان غشوم عسوف، وغال مارق في الدين)) . قال الإمام: الغش والغشم: المبالغة في الظلم ومجاوزة الحد فيه.

2106- قال: وثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا داود بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء. قال: وما ذاك يا رسول الله؟! قال: أمراء يكونون من بعدي من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولن يردوا على حوضي. ومن لم يدخل عليهم فلم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون على حوضي. يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت، النار أولى به. يا كعب بن عجرة الصلاة برهان، والصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. يا كعب بن عجرة الناس غاديان، فبائع نفسه موبق رقبته، وغاد مبتاع نفسه معتق رقبته)) .

2107- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا القاضي أبو أحمد: محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا عبد الله بن سوار العنبري وداود بن إبراهيم قالا: ثنا هشام بن زياد أبو المقدام، عن محمد بن كعب القرظي قال: ((قدمت على عمر بن عبد العزيز الشام قال: وقد كنت عهدته وهو بالمدينة علينا أميراً وهو شاب غليظ البضعة ممتلئ الجسم، فلما استخلف قدمت عليه فإذا حاله قد تغيرت قال: فجعلت أنظر إليه ولا أصرف بصري عنه قال: ((والله إنك لتنظر إلي يا ابن كعب نظراً لم تكن -[78]- تنظره إلي من قبل)) ! قال: فقلت: تعجبني. قال: فما أعجبك؟ قال: قلت: لما حال من لونك، ونحل من جسمك، ونفى من شعرك. قال: ((فكيف لو رأيتني يا ابن كعب بعد ثالثة في قبري حين يقع حدقتاي على وجنتي، ويسيل منخراي وفمي صديداً ودماً كنت لي أشد نكرة. أعد علي حديثاً كنت حدثتنيه عن ابن عباس –رضي الله عنه- ورفع الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل شيء شرفاً، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما تجالسون بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث، واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده. أفلا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: لا يقيل عثرة، ولا يغفر ذنباً، ولا يقبل معذرة. ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره، إن عيسى –عليه السلام- قام في قومه فقال: ((يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم. ألا ولا تظالموا، ولا تكافئوا ظالماً بظلمه فيبطل فضلكم عند ربكم. يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة: أمر يقين رشده فاتبعوه، وأمر يقين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله)) . اللفظ لعبد الله بن سوار.

فصل

فصل 2108- أخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، أنا أبو بكر محمد بن علي بن جيد، ثنا أبو العباس الأصم، حدثنا محمد بن عيسى بن حيان، ثنا سلام بن سليمان الثقفي، ثنا ورقاء، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك –رضي الله عنه- قال: ((جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله هل علينا في كذا من حرج؟ فقال: عباد الله وضع الله [الحرج] إلا رجلاً اعترض رجلاً ظلماً فذلك الذي حرج وهلك. قالوا: يا رسول الله أفنتداوى؟ قالوا: تداووا عباد الله، فإن الله لم يترك داء إلا وقد أنزل له دواء إلا السام. قالوا: يا رسول الله فما خير ما يؤتى [به] العباد؟ قال: الخلق الحسن)) . قوله (اعترض رجلاً) أي: وقع في عرضه وذكره بقبيح.

2109- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد ثنا علي بن الحسين الدرهمي، ثنا عبد الأعلى عن سعيد، عن عبد الرحمن السراج عن الزهري، عن طلحة –يعني ابن عبد الله بن عوف- عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طوقه من سبع أرضين)) .

2110- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأ علي بن محمد بن ميلة، حدثنا ابن عمرو بن حكيم، ثنا محمد بن مسلم، ثنا -[80]- آدم بن أبي إياس، ثنا أبو شيبة، ثنا شعيب بن رزيق عن عطاء الخراساني –عن مالك السكسكي، حدثني معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لامرأة أن تأذن في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره ولا تطيع فيه أحداً، ولا تخشن بصدره، ولا تعتزل فراشه، ولا تصارمه، فإن كان زوجها أظلم فلتأته حتى ترضيه، فإن قبل قبل الله عذرها، وإن أبى أن يرضى عنها فقد أبلغت عذرها)) .

2111- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن يحيى الأودي، حدثنا إسحاق بن منصور، ثنا قيس عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أرفع الناس درجة عند الله –تعالى- يوم القيامة إمام عادل، وأوضع الناس يوم القيامة إمام غير عادل)) .

2112- أخبرنا عبدوس بن عبد الله الهمداني، أنبأ أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن فنجويه، ثنا عمر: عبيد الله بن يوسف، ثنا جعفر بن عيسى الحلواني، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا سهل بن عامر العجلي، ثنا فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من شرار الناس عند الله –عز وجل- وأبعدهم منه مجلساً إمام جائر، وأحب العباد إلى الله –عز وجل- وأقربهم منه مجلساً إمام عادل)) .

2113- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ جدي: أبو بكر بن أبي علي، ثنا القاضي: أبو محمد عم أبي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا سعيد بن رحمة المصيصي، ثنا محمد بن حمير، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله –عز وجل-)) .

2114- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أنبأ علي بن محمد بن ميلة، ثنا محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا محمد بن إسحاق الفروي، حدثنا مالك عن المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ من حسناته، فإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحن عليه)) . قوله (فليتحلله) أي: فليستحله، أي: يطلب منه أن يجعله في حل من تلك المظلمة.

2115- أخبرنا أبو نصر بن هارون بنيسابور، أنا أبو بكر الحيري، حدثنا محمد بن أحمد بن معقل، ثنا محمد بن يحيى، ثنا -[82]- عبد الرزاق عن معمر، عن ابن أبي ذئب، عن المقبري عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لي على قريش حقاً، وإن لقريش عليكم حقاً، ما حكموا فعدلوا، وائتمنوا فأدوا، واسترحموا فرحموا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله)) .

2116- أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، أنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، أنا محمد بن عبد الله بن المطلب ببغداد، أنا أحمد بن الحسن بن هارون بن سليمان، حدثنا الفضل بن إسحاق الدوري، ثنا علي بن غراب، عن سعد بن طريف، عن موسى بن طلحة قال سعد: وأدركته يحدث عن خولة امرأة حمزة قالت: ((كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقان من تمر لرجل من بني ساعدة من الأنصار فأتاه الساعدي يتقاضاه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يقضيه فأعطاه تمراً دون تمره فرده، فقال بلال: ترده على رسول الله؟ فقال: نعم، ومن أحق بالعدل من رسول الله؟ فقال رسول الله: صدق، ومن أحق بالعدل مني. واكتحلت عين رسول الله بدموعه، ثم قال: يا خولة عديه واقضيه فإنه ليس من غريم يرجع من عند غريمه راضياً إلا صلت عليه دواب الأرض ونون البحار، ولا غريم يلوي غريمه وهو يقدر عليه إلا كتب عليه كل يوم ذنب)) . قوله: ((غير متعتع)) أي: من غير مشقة، و ((يلوي)) أي: يمطل، و ((الغريم)) : يقع على الذي له الدين وعلى الذين عليه الدين.

2117- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن -[83]- مردويه، حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا سمويه، حدثنا أبو نعيم، حدثنا زهير بن معاوية، ثنا أبو الزبير عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((اقتتل غلامان غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار فنادى المهاجري المهاجرين، ونادى الأنصاري الأنصار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما هذا؟ دعوى أهل الجاهلية)) فقالوا: يا رسول الله إن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر. قال: فلا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً، فإن كان ظالماً فلينهه فإنه نصر، وإن كان مظلوماً فلينصره)) . قوله: فلا بأس: أي لا تخافوا عليه التلف من هذه الضربة، وقوله: ((كسع)) أي: ضرب دبره برجله.

2118- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن جعفر اليزدي، حدثنا أبو سعيد الزعفراني، حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد، حدثنا عباس بن الوليد، ثنا عقبة بن علقمة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ((من أحسن فليرج الثواب، ومن أساء فلا يستنكر الجزاء، ومن أخذ عزاً بغير حق أورثه الله ذلاً بحق، ومن جمع مالاً بظلم أورثه الله فقراً بغير ظلم)) .

باب العين

باب العين باب في الترغيب في عيادة المريض 2119- أخبرنا أبو نصر بن هارون، وأبو بكر بن أبي داود النيسابوريان قالا: ثنا أحمد بن الحسن القاضي، أنبأ أبو علي محمد بن أحمد بن معقل، ثنا محمد بن يحيى الذهلي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة)) .

2120- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، أنبأ علي بن ماشاذة، حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا موسى بن داود الضبي، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي سنان، عن عثمان – يعني: ابن أبي سودة، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[85]- ((إذا زار المسلم أخاه في الله –تبارك وتعالى- أو عادهُ قال الله –تبارك وتعالى-: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً)) .

2121- أخبرنا عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن عبد السلام البيروتي، ثنا الحسن بن عتيب المصري، حدثنا عمرو بن خالد الحراني، ثنا ابن لهيعة، عن إسحاق. قال أبو عبد الله: وأخبرنا عبد الله بن عمر [ثنا] أحمد بن محمد بن الحجاج، حدثنا يحيى بن بكير، ثنا عبد الله بن لهيعة، عن إسحاق بن أبي فروة، عن صفوان بن سليم، عن يوسف بن هاشم، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- قال: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من عاد مريضاً إيماناً واحتساباً وتصديقاً بكتابه وكل الله به تسعين ألف ملك يصلون عليه من حيث يصبح حتى يمسي ومن حيث يمسي حتى يصبح وكان ما كان قاعداً عنده في خراف الجنة)) . الخراف: جمع خريف وهو ما يخترف من ثمار الجنة. أي يجتبي.

2122- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم، ثنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن مليح -[86]- البخاري، حدثنا أسباط بن اليسع، ثنا حفص بن داود الربعي، حدثنا عبد الواحد بن عبد الله بن أيمن البخاري، حدثنا عباد بن كثير، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد رجلاً من أصحابه سأل عنه فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده بعد ثلاث، فسأل عن رجل من الأنصار فقيل له: يا رسول الله هو ملقى على فراشه. قال: انطلقوا نعوده. فدخل عليه فقعد عند رأسه فقال: يا فلان ما شأنك؟ فقال: والذي بعثك بالحق ما من شيء يدخل في إلا خرج مني. قال: ومم ذاك؟ قال: كنت منذ ليالٍ رأيتك تصلي بهم المغرب فلما بلغت {من خفت موازينه فأمه هاوية مما أدراك ما هيه نار حامية} قلت: ((اللهم ما كان لي عندك من ذنب تعذبني به فعجل عقوبته في الدنيا)) ، فابتليت بما ترى! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((هلا قلت: آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)) فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما نشط من عقال، ثم خرج من عنده فدنا إلى عمر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما لنا من الأجر في عيادة المريض؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا عاد المريض خاض في الرحمة إلى حقوه)) . قوله (نشط من عقال) أي: حل من حبل قد شد به. (والحقو) : الجنب.

فصل

فصل 2123- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، ثنا محمد بن شاذان التاجر، نا أبو مسعود، أنا يزيد بن هارون، أنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد جاراً له يهودياً)) .

2124- قال: نا أبو مسعود قال: نا سليمان بن أبي هوذة، عن ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زهر، عن علي بن يزيد – عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تمام العيادة أن تضع يدك على المريض)) .

2125- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ أبو القاسم الهمداني، أنا أبو بكر بن السني، أخبرني أبو عروبة، ثنا محمد بن بشار، ثنا شعبة، عن يزيد بن أبي خالد قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مسلم يعود مريضاً –ما لم يحضر أجله- فيقول سبع مرات: ((أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك)) إلا عوفي)) .

2126- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا عمر بن الربيع، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا مالك بن أنس، عن يزيد بن خصيفة، عن عمرو بن عبد الله بن كعب أن نافع بن جبير أخبره عن عثمان بن أبي العاص –رضي الله عنه- قال: ((جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني من وجع اشتد بي فقال: امسح بيمينك سبع مرات وقل: ((أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد)) . ففعلت. فأذهب الله ما بي)) .

فصل

فصل 2127- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أخبرنا عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس البختري، حدثنا أبو حفص البجيري، ثنا محمد بن بشار، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني)) . قوله [فكوا] أي: خلصوا، و [العاني] : الأسير.

2128- أخبرنا حكيم بن أحمد الإسفراييني، أنا جدي، الحاكم أبو الحسن الإسفراييني، أنا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، حدثني ابن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه: - ((هل أصبح منكم اليوم أحد صائماً؟ فسكتوا. فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: أنا يا رسول الله. قال: هل شهد أحد منكم اليوم جنازة؟ فسكتوا، فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استعلاه الضحك. فقال: والذي نفسي بيده ما جمعهن في يوم واحد مؤمن إلا دخل بذلك الجنة)) .

باب في الترغيب في العلم

باب في الترغيب في العلم قال الله تعالى: {والذين أوتوا العلم درجات} . وقال: {وقل رب زدني علماً} . وقال: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} . فبدأ بالعلم. وقال: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} . وقال: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} . ورحل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس -رضي الله عنهما- مسيرة شهر في حديث واحد. وقال مالك بن الحويرث: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: ((ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم)) . وقال في حديث وفد [عبد القيس] : ((وأخبروا من وراءكم)) . وقالت عائشة -رضي الله عنها-: ((نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)) . وقال مجاهد: ((لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر)) .

2129- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا يحيى بن بكير وأبو صالح قالا: ثنا الليث بن سعد عن عقيل، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم)) .

2130- أخبرنا أبو الخير بن هاورن. أنبأ أبو بكر بن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة عن بريد، عن جده، عن أبي موسى –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم كمثل غيث أصاب الأرض فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وزرعوا وسقوا. وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذاك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت له)) . قوله [أجادب] أي: أراضي لا نبات بها، مأخوذ من الجدوبة وهي القحط. وفي رواية [أجارد] ومعناه مواضع منجردة من النبات. يقال: مكان أجرد. و [قيعان] جمع قاع، والقاع المكان -[91]- الأملس المستوي. وقوله [لم يرفع بذلك رأساً] أي: لم يشتغل به ولم يبال له.

2131- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو عبد الله الجمال، أنا أبو عبد الله الكسائي، حدثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي مسلمة، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم وإنه يستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحوت في جوف البحر. وإن العلماء هم ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) .

2132- قال: وحدثنا ابن أبي عاصم ثنا أبو بكر، حدثنا عبد الله بن نمير، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهم انفعني بما علمتني. وعلمني ما ينفعني وزدني علماً)) .

2133- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا القاسم بن الحاكم العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن العوام بن جويرية البصري، عن الحسن قال: ((جاء رجل إلى أبي الدرداء –رضي الله عنه- فقال: إني أريد أن أطلب العلم وأخاف إذا علمت أن أضيعه فما ترى؟ فقال: إن الله -[92]- -عز وجل- يبعث الناس على علمهم فإن تبعث عالماً خير لك من أن تبعث جاهلاً. ثم أتى أبا ذر –رضي الله عنه- فقال: إني أريد طلب العلم وأخاف إذا علمت أن أضيعه. فما ترى؟ قال: إن تفترش العلم خير لك من أن تفترش الجهل. ثم أتى أبا هريرة –رضي الله عنه- فقال: إني أريد أن أطلب العلم وأخاف إذا علمت أن أضيعه فما ترى؟ قال: ((كفى بترك العلم إضاعة)) قال: فقال الحسن: فكان أبو هريرة من أحسن القوم كلاماً)) .

فصل

فصل 2134- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: أنبأ إبراهيم بن عبد الله، أنا عبد الله بن محمد بن زياد، حدثني موهب بن يزيد، أنا ابن وهب. قال ابن زياد: وأخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا عمي، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو يخطب وهو يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) .

2135- قال: وأنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا يونس أنبأ ابن وهب قال: أخبرني ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن سالم، عن أبي سالم الجيشاني عن معاوية بن معتب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه سمعه يقول: ((قلت: يا رسول الله ما رد إليك ربك في الشفاعة؟ فقال: والذي نفسي بيده لقد ظننت أنك أول من يسألني عن ذلك من أمتي -[93]- لما رأيت من حرصك على العلم والذي [نفسي بيده] لما يهمني من انقضاضهم على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي هي لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً وأن محمداً عبده ورسوله يصدق لسانه قلبه وقلبه لسانه)) . قال أهل اللغة [الانقضاض] : شدة الازدحام.

2136- أخبرنا أبو الخير بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد البزاز، حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، ثنا وهب بن منبه، حدثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((ضمني النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم علمه الحكمة)) .

2137- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، ثنا إبراهيم بن محمد بن صالح، حدثنا محمد بن سليمان بن هشام، حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش عن أبي صالح – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة)) .

2138- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا الحاكم أبو عبد الله قال: سمعت أبا بكر العنبري يقول: نا أحمد بن خالد الدامغاني، ثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[94]- ((عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع، ثم جمع بين إصبعيه الوسطي والتي تلي الإبهام هكذا ثم قال: العالم والمتعلم شريكان –يعني في الأجر- ولا خير في سائر الناس بعد)) . قال أبو زكريا: فالعالم والمتعلم شريكان في الأجر سيان كما أن الداعي والمؤمن في الدعاء شريكان.

2139- أخبرنا علي بن محمد الأنباري، أنا أبو عمر بن مهدي، أنا إسماعيل الصفار، ثنا عمر بن مدرك، حدثنا عبد السلام بن صالح، حدثنا يوسف بن عطية، حدثنا قتادة، عن الحسن، عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله على بني آدم)) .

فصل

فصل 2140- أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر النقاش و [محمد بن محمد] الصيرفي قالا: ثنا أبو عبد الله بن مندة، أنا دينار بن بيان الجوهري، حدثنا الحسن بن جرير الصوري، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عمر بن عمار المديني، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: ((العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنةٌ ماضية ولا أدري)) .

2141- أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي. أنبأ أبو غانم أحمد بن علي الكراعي، أنا عبد الله بن عمر بن عليك، أنبأ إبراهيم بن علي النيسابوري، حدثنا يحيى بن يحيى، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن عبد الرحمن بن زياد [بن أنعم، عن عبد الرحمن بن رافع] عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العلم ثلاثة وما سواهن فهو فضل: آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة)) .

2142- أخبرنا أبو الخير بن هارون، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا بشر بن يحيى المروزي أبو محمد، حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن علاثة، عن أبي سلمة الحمصي: ((أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: العلم –ثلاث مرات- قال: سألتك عن العمل، لم أسألك عن العلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمل قليل في علم خير من عمل كثير مع جهل)) .

2143- قال: وثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا القاسم بن الحكم، عن سلام عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فضل العالم على العابد سبعون درجة بين كل درجتين حضر الفرس -[96]- سبعين عاماً، وذلك لأن الشيطان يضع البدع للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادة ربه لا يتوجه لها ولا يعرفها)) . قوله: [لا يتوجه لها] أي: لا يقصد لدفعها. و [حضر الفرس] : عدو الفرس.

فصل

فصل 2144- أخبرنا أبو الخير بن رزا، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا الحارث بن عبد الله بن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: ((قال لقمان لابنه: يا بني جالس العلماء، فإن كان لم تعمل بعلمهم أخذت من أخلاقهم، وإن لم تأخذ من أخلاقهم نزلت الرحمة وأنت فيهم. يا بني اجتنب الأشرار، وإن كان لم تعمل بأعمالهم أخذت من أخلاقهم وإن لم تأخذ من أخلاقهم نزلت النقمة وأنت فيهم)) .

2145- قال: ونا إسحاق بن الفيض قال: حدثني محمد بن يوسف: أبو علي البلخي الملقب بمت أخو عصام، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن سعيد الخصاف عن أبي جعفر قال: ((لموت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابداً)) .

2146- قال: وثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا بشر بن أبي الأزهر، حدثنا خارجة بن مصعب، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن الأحنف قال: قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: ((تفقهوا قبل أن تسودوا)) .

2147- أخبرنا أبو نصر السمسار، حدثنا علي بن محمد الفقيه، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد العزيز بن عمران، حدثني هاشم بن القاسم الحراني، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن عباد بن كثير، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه قال: ((إن كان بينك وبين العلم بحور تغرقك ونيران تحرقك فلا تدع طلبه وإن غرقتك البحور وأحرقتك النيران)) .

2148- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو الحسين السماك الواعظ قال: سمعت أحمد بن عطاء الروذبادي يقول: ((من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم. ومن خرج إلى العلم يريد العمل بالعلم نفعه قليل العلم)) .

2149- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، حدثنا أحمد بن موسى الحافظ، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عبد الله بن أحمد بن سوادة. حدثني عبد الله بن حبيق، حدثني عبد الله بن السندي قال: قال إبراهيم بن أدهم: ((خرج رجل في طلب علم فاستقبله حجر فإذا فيه منقور: [اقلبني تعتبر] . فبقي الرجل لا يدري ما يصنع، فمضى ثم رجع فقلبه فإذا فيه منقور: أنت بما تعلم لا تعمل كيف تطلب علم ما لا تعلم)) .

فصل في الترهيب من الفتوى بغير علم

فصل في الترهيب من الفتوى بغير علم 2150- أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا -[98]- إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) .

2151- أخبرنا أبو طاهر النقاش، أنبأ أبو عبد الله بن مندة، أنبأ عمر بن الحسن، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا عبد الرحمن المحاربي، عن بكر بن خنيس، عن ضرار بن عمرو، عن ابن سيرين أنه قال: ((إن قوماً تركوا العلم ومجالسة العلماء واتخذوا محاريب فصلوا فيها حتى يبس جلد أحدهم على عظمه، ثم خالفوا السنة فهلكوا، والله ما عمل عامل بغير علم إلا ما يفسد أكثر مما يصلح)) .

2152- أخبرنا أبو الخير بن هارون، أنبأ أبو بكر بن مردويه ثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني قتادة، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((لأحدثنكم عن رسول الله حديثاً لا يحدثكم أحد بعدي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أشراط الساعة: أن يقل العلم، ويظهر الجهل والزنا، ويشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد)) .

2153- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، أنبأ علي بن محمد -[99]- الفقيه، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا ميمون بن مسلمة، حدثنا أبو نعيم الحلبي، ثنا إبراهيم بن المبارك، عن صالح المري، قال: سمعت الحسن يقول: ((لا عالم ولا متعلم طفئت والله)) .

2154- وأخبرنا محمد بن عبد الله، أنبأ علي بن محمد، أنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن محمد بن مرداس، ثنا عبيد الله القواريري، حدثنا حماد بن زيد قال: قال لي ابن عيينة: ((يا أبا إسماعيل ذهب بهاء العلم)) .

2155- قال: وأخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا يعقوب بن إسحاق بقرقيسيا، حدثنا محمد بن مصعب، ثنا سحيم قال: ((ما رأيت طاوساً إلا باكياً. فقلت: ما يبكيك؟! قال: أبكي على العلم والعلماء)) .

فصل في الترغيب في طلب العلم

فصل في الترغيب في طلب العلم 2156- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو عبد الله الجمال، أنبأ أبو عبد الله الكسائي، حدثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو سعيد دحيم، ثنا الوليد بن مسلم، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن ابن أيمن، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((وللعالم على العابد من الفضل كفضل القمر ليلة البدر على أصغر -[100]- كوكب في السماء)) .

2157- قال: وثنا ابن أبي عاصم، حدثنا الحلواني، حدثنا خازم بن خزيمة، عن عثمان بن عمر القرشي، عن مكحول، عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجاء بالعالم والعابد فيقال للعابد: ((ادخل الجنة)) ويقال للعالم: ((قف حتى تشفع للناس)) )) .

2158- قال: ونا ابن أبي عاصم حدثنا هشام بن عمار، ثنا منبه بن عثمان، عن صدقة بن عبد الله، عن طلحة بن زيد عن موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يبعث الله العباد يوم القيامة، ثم يميز العلماء فيقول: يا معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم إلا لعلمي بكم ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم انطلقوا فقد غفرت لكم)) .

فصل

فصل أنشدني بعض الفقهاء: وألذ ما طلب الفتى بعد التقى ... علم هذاك يزينه طلبه ولكل طالب لذة متنزه ... وألذ نزهة عالم كتبه وأنشدونا: أيها الطالب علماً ... ايت حماد بن زيد -[101]- فخذ العلم بحلم ... ثم قيده بقيد وذر البدعة من ... آثار عمرو بن عبيد

2159- أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن الحسين بن الحارث، ثنا القاضي أبو زرعة: روح بن [محمد] السني. أنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان أنبأ محمد بن القاسم الأنباري قال: قرأنا على أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي لأبي الأسود الدؤلي: العلم زين وتشريف لصاحبه ... فاطلب -هديت- فنون العلم والأدبا يا جامع العلم نعم الذخر تذخره ... لا تعدلن به دراً ولا ذهبا

فصل

فصل 2160- أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أخبرنا أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا أحمد بن موسى، حدثنا عبد الله بن ضرار بن عمرو، عن أبيه، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خرج في طلب باب من العلم يرجو به صلاح قلبه أو صلاح من يرجع إليه حفته الملائكة بأجنحتها، وصلت عليه الطير في السماء، والحيتان في البحر. ونزل من الله منازل سبعين من الشهداء)) .

فصل في الترهيب من طلب العلم لغير الله وترك العمل بالعلم

فصل في الترهيب من طلب العلم لغير الله وترك العمل بالعلم 2161- أخبرنا عمر بن أحمد بن عمر الفقيه، أنبأ الحسين بن إبراهيم التاجر، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الكسائي، حدثنا ابن أبي عاصم، ثنا رجاء بن عبد الله السقطي –بصري ثقة- حدثنا محمد بن عباد -[102]- الهنائي، عن علي بن المبارك، عن أيوب السختياني، عن خالد بن دريك، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من طلب هذا العلم لغير الله فليتبوأ مقعده من النار)) .

2162- قال: وحدثنا ابن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن زياد الواسطي، ثنا شيبان أبو معاوية عن قتادة عن أنس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار)) .

2163- قال: وحدثنا ابن أبي عاصم، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا خازم بن خزيمة، ثنا عثمان بن عمر القرشي، عن مكحول عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجاء بالعالم السوء يوم القيامة فيقذف في جهنم فيدور بقصبه –قال: قلت: ما قصبه؟ قال: أمعاؤه- كما يدور الحمار بالرحى فيقال: يا ويله بما لقيت هذا وإنما اهتدينا بك؟ قال: كنت أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)) .

فصل

فصل 2164- أخبرنا علي بن الحسين بن قريش ببغداد، أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، حدثنا محمد بن مخلد، ثنا ابن أبي الحسن، حدثنا يحيى بن أيوب ثنا أبو إسماعيل المؤدب عن الأعمش عن عطاء بن السائب -[103]- عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود –رضي الله عنه- قال: ((ليأتين قوم يشربون العلم شرب الماء الزلال لا يجاوز أيمانهم حناجرهم ثم قبض على حلقه بيده)) .

2165- أخبرنا واقد بن الخليل بقزوين، أنبأ والدي قال: سمعت محمد بن الحسن بن المغيرة الجرجاني بالري، قال: سمعت إسحاق بن إبراهيم الهجري يقول: سمعت هلال بن العلاء يقول: ((طلب العلم شديد. وحفظه أشد من طلبه، والعمل به أشد من حفظه، والسلامة منه أشد من العمل به، ثم أنشد يقول: يموت قوم ويحيي العلم ذكرهم ... والجهل يلحق أمواتاً بأموات)) .

2166- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف. أنبأ حمزة المهلبي، أخبرنا أبو طاهر المحمد أباذي، ثنا حامد بن محمود، ثنا إسحاق بن سليمان، حدثنا حريز بن عثمان، عن حبيب بن عبيد قال: ((تعلموا العلم واعقلوه وانتفعوا به. ولا تعلموه لتجملوا به فإنه يوشك إن طال بكم عمر أن يتجمل بالعلم كما يتجمل ذو البز ببزته)) .

2167- قال: وحدثنا إسحاق بن سليمان، ثنا مغيرة بن مسلم. قال إسحاق: أظنه عن زياد: أبي عمر، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: ((من تعلم علماً لا يعمل به لم يزده العلم إلا كبراً)) .

فصل

فصل 2168- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو عبد الله الجمال -[104]- ثنا أبو عبد الله الكسائي، ثنا أبو كامل ومحمد بن بكار قالا: ثنا أبو محصن، حدثنا حسين بن قيس، عن عطاء، عن ابن عمر، عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبرح قدما ابن آدم بين يدي الله –تعالى- حتى يسأل عن خمس خصال: شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وما عمل فيما علم)) .

2169- قال: وثنا ابن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعوذوا بالله من علم لا ينفع)) .

فصل في الترهيب من إعجاب المرء بعلمه والعمل بخلاف ما يأمر به

فصل في الترهيب من إعجاب المرء بعلمه والعمل بخلاف ما يأمر به 2170- أخبرنا عمر، أنبأ أبو عبد الله، حدثنا الكسائي، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا ابن كاسب، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن إبراهيم، عن ابنة الهاد أنها قالت: أخبرني العباس بن عبد المطلب –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يظهر الدين حتى يخاض البحار بالخيل، ثم يأتي من بعدكم قوم -[105]- يقرؤون القرآن يقولون: من أعلم منا؟! من أفقه منا؟! ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل في أولئك من خير؟ قالوا: لا. قال: فأولئك من هذه الأمة {أولئك هم وقود النار} )) .

2171- قال: وثنا ابن أبي عاصم، حدثنا هشام بن عمار، ثنا علي بن سليمان الكلبي قال هشام: وهو من أهل دمشق ثقة، حدث عن الوليد بن مسلم، ثنا الأعمش عن أبي تميمة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه)) .

فصل

فصل 2172- قال: وثنا ابن أبي عاصم، حدثنا أحمد بن عبد الواحد بن عبود، ثنا عبيد بن جناد، عن عطاء بن مسلم عن خالد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً لأهله)) .

باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين

باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين 2173- أخبرنا مكي بن منصور بن علان الكرجي أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر، عن ابن إسحاق أخبرنا كدير الضبي أن رجلاً أعرابياً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أخبرني بعمل يقربني من طاعته –أو قال: من الجنة- ويباعدني من النار. قال: أوهما أعلمناك؟ قال: نعم. قال: تقول العدل، وتعطي الفضل، قال: والله ما أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطي فضل مالي. قال: فتطعم الطعام وتفشي السلام. قال: وهذه أيضاً شديدة. قال: فهل لك إبلٌ؟ قال: نعم. قال: فانظر بعيراً من إبلك ثم اعمد إلى أهل أبيات لا يشربون الماء إلا غباً فاسقهم فلعلك أن لا تهلك بعيرك ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة. قال: فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيداً)) . قوله [أعلمناك] : يعني الكلمتين اللتين سأل عنهما، -[107]- ومعنى: [أعلمناك] : جهدناك وأنصبناك. قال أهل التفسير [وجوه عاملة] أي ناصبة: يعني شدة مقاساتها العذاب. وقوله: [لا يشربون الماء إلا غباً] أي: لا يشربون كل يوم. يشربون [يوماً] ولا يشربون يوماً.

2174- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي أنبأ أبو علي: الحسن بن محمد بن النضر، ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المقسطون عند الله –تعالى- يوم القيامة على منابر من نورٍ عن يمين العرش، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)) . (المقسطون) : العادلون. والقسط: العدل. وقال الله تعالى: {قائماً بالقسط} . وقال: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} . وقسط –بغير ألف- إذا جاز منه قوله –عز وجل-: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} . وقوله: (ولوا) –بضم اللام- من الولاية. يقال: ولي ولاية وفي الجمع: ولوا ولاية على وزن [رضوا] . قال الله تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} . قال أهل التفسير: كل من ولي عليك أمرك فهو مولاك. قال أهل اللغة: الولاية: الإمارة. يقال: [توليت الأمر] إذا وليته.

2175- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أنبأ خيثمة ومحمد بن يعقوب قالا: ثنا أبو عتبة، ثنا بقية بن الوليد. حدثنا عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي حسين المكي: وهو عمرو بن سعيد بن أبي حسين، عن القاسم بن محمد قال: سمعت عمتي عائشة –رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ولي منكم عملاً فأراد الله –عز وجل- به خيراً جعل له وزيراً صالحاً إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه)) .

2176- أخبرنا أبو طاهر: واضح بن محمد المديني، أنا أبو الحسن بن عبد كويه، أنا أبو بكر بن سياه العسال قال: نا يحيى بن سلم الرازي، حدثنا يحيى بن طلحة، حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا إسرائيل، عن محمد بن جحادة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة عدل عند سلطان جائر)) .

2177- أخبرنا أبو عبد الله النعالي ببغداد، أنبأ القاضي أبو القاسم بن المنذر، أنا عثمان بن علي بن إبراهيم الوكيل، حدثنا الحسين بن إسحاق –وهو التستري- حدثنا محمد بن فليح، حدثني سليم بن محمد اليساري، عن عمر بن راشد قال: سمعت عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي -[109]- يحدث عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجنة لدرجة لا ينالها إلا ثلاثة: إمام عادل، وذو رحم وصولٌ، وذو عيال صبورٌ، فقال له علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: وما صبر ذي العيال؟ قال: لا يمن على أهله بما ينفق عليهم)) .

2178- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد النيسابوري الواعظ –قدم أصبهان- حدثنا الحسن بن محمد المخلدي، ثنا أبو نعيم، عبد الملك بن محمد بن عدي، حدثنا أحمد بن عيسى التنيسي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن علي بن ثابت، عن محمد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - ((يا أبا هريرة: عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها. ويا أبا هريرة: جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله –عز وجل- من معاصي ستين سنة)) .

2179- أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو طاهر الحسناباذي حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد الشافعي، ثنا محمد بن يوسف البيروتي بدمشق، حدثني أحمد بن عيس بن زيد الخشاب، ثنا عمر بن أبي سلمة، حدثنا إبراهيم بن مالك الأنصاري، عن علي بن ثابت، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[110]- ((عدل يومٍ واحد أفضل من عبادة ستين سنة)) .

2180- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، ثنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا سليم بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن الحسين الصابوني، حدثنا زريق بن السحت، ثنا جعفر بن عوف، حدثنا عفان بن جبير الطائي، عن عكرمة، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يومٌ من إمام عدلٍ خيرٌ من عبادة ستين سنة، وحدٌّ يقام في الأرض بحقه أزكى من مطر أربعين صباحاً)) .

2181- أخبرنا أحمد بن مردويه، قال: قرئ على أبي بكر: محمد بن إبراهيم الذكواني، وأنا حاضر أسمع: حدثكم محمد بن عمر بن سليم، ثنا محمد بن الفضل بن عطية، عن سالم الأفطس، عن عمر بن عبد العزيز عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى ليحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله تعالى ويحب الإمام المقسط)) .

فصل

فصل 2182- أخبرنا أحمد بن مردويه، نا أبو عبد الله الرازي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الفتح، المصيصي ببغداد، ثنا محمد بن سفيان المصيصي [ح] . -[111]- قال ابن مردويه: وأخبرنا أبو بكر بن أبي علي، حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي بن حبيب الطرائفي قالا: ثنا محمد بن آدم المصيصي، حدثنا ابن المبارك، عن الثوري، عن جعفر بن برقان، عن عبد الله بن دينار، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من رفق بأمتي رفق الله به. ومن شق على أمتي شق الله عليه)) . وفي رواية الطبراني: ((اللهم من رفق بأمتي فارفق به، ومن شق عليهم فاشقق عليه)) .

2183- أخبرنا أحمد بن مردويه قال: قرئ على ابن سهل. الصفار وأنا حاضر أسمع: حدثكم عبد الله بن جعفر، نا محمد بن محمد بن صخر، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا ابن لهيعة، عن سنان بن سعد الكندي، عن أنس -رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [إن الله] أنزل رحمته على كل رحيم)) .

فصل

فصل 2184- أخبرنا أحمد بن مردويه. حدثنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، حدثنا إبراهيم بن فهد، حدثنا سليمان أبو الربيع العتكي، حدثنا الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد [ح] . قال ابن مردويه: وحدثنا أبو حفص الزعفراني حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا إسحاق بن بيان بن معن الأنماطي، ثنا إسحاق بن -[112]- أبي إسرائيل، حدثنا الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من الناس أحد أعظم أجراً من وزير صالح مع سلطان يأمره بذات الله فيطيعه)) .

2185- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا أبو الفضل: هارون بن محمد بن أحمد بن هارون، حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن الحسن الحراني، حدثنا جدي: أحمد بن أبي شعيب، حدثنا موسى بن أعين، عن سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، عن أبيه، عن جده، أن بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله قال لبنيه: ((إذا حضرتم عند ذي سلطان فأحسنوا المحضر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله –عز وجل- ليكتب الله –عز وجل- له بها سخطه إلى يوم يلقاه)) .

2186- حدثنا أحمد بن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو عبد الله: محمد بن سفيان المزني، حدثنا أحمد بن هارون بن روح، ثنا إسحاق بن يسار، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا قريب بن عبد الملك الأصمعي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- ((إن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عند الجمرة الوسطى فقال: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر)) .

فصل في الترهيب من الجور وذم الجائرين

فصل في الترهيب من الجور وذم الجائرين 2187- أخبرنا أحمد بن مردويه قال: قرئ على علي بن أبي حامد، وأنا حاضر أسمع: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، نا أبي [ح] . قال ابن مردويه: وثنا أبو سعيد بن حسنويه، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، ثنا أبي ثنا أبو حفص الأبار، عن محمد بن جحادة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمامٌ جائرٌ)) .

فصل

فصل 2188- أخبرنا أبو الفتح: عبدوس بن عبد الله الهمذاني، أنا أبو عبد الله: الحسين بن محمد بن فنجويه، ثنا محمد بن الحسن بن كوثر، ثنا محمد بن غالب بن حرب، نا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا سليمان -[114]- بن رجاء، حدثنا عبد العزيز بن مسلم بن أبي نضرة العبدي، عن أبي رجاء العطاردي قال: سمعت أبا بكر الصديق –رضي الله عنه- وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الوالي العادل المتواضع ظل الله –عز وجل- ورمحه في أرضه فمن نصحه في نفسه وفي عباد الله حشره الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ومن غشه في نفسه وفي عباد الله خذله يوم القيامة، ويرفع للوالي العادل المتواضع في كل يوم وليلة عمل ستين صديقاً كلهم عابدٌ مجتهد في نفسه)) .

2189- وأخبرنا ابن فنجويه، حدثنا محمد بن المظفر بن موسى، حدثنا أبو معمر: إسماعيل بن سعدان، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الديباجي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب الناس إلى الله –عز وجل- وأقربهم منه مجلساً الإمام العادل)) .

2190- قال: وأخبرنا ابن فنجويه، حدثنا عمر بن أحمد بن سمعان الرزاز، حدثنا أبو بكر: يوسف بن يعقوب بن الحسن المقرئ الواسطي، حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله، حدثنا فرج بن فضالة، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله –عز وجل- عنه يوم القيامة)) .

باب في الترغيب في عمارة المسجد

باب في الترغيب في عمارة المسجد 2191- أخبرنا سهل بن عبد الله الغازي، حدثنا أبو سعيد النقاش إملاءً، أنبأ أبو منصور: العباس بن الفضل بن زكريا بهراة، حدثنا أحمد بن نجدة بن العريان، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنا عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا عليه بالإيمان. قال الله {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} )) .

2192- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار. أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، حدثنا الحسن بن الربيع، ثنا الحسن بن عرفة، ثنا مروان بن معاوية. عن سعد بن طريف، عن عمير العطاردي، وكانت عمته امرأة الحسين بن علي –رضي الله عنه-[قالت: سمعتُ الحسن بن علي] يقول: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: - -[116]- ((من أدمن الاختلاف إلى المسجد، أصاب أخاً مستفاداً ورحمة منتظرة وكلمة تدله على هدى، وأخرى تصرفه عن ردى، وعلماً مستظرفاً، ويترك الذنوب حياءً أو خشية)) .

2193- أخبرنا أبو الفتح الحسناباذي وأبو الفتح قالا: ثنا عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، حدثنا أبو عمرو: عثمان بن محمد العثماني، ثنا محمد بن سليمان المالكي، ثنا عبدة بن عبد الله الصفار، ثنا عبد الصمد، عن عبد الملك بن قدامة، عن إسحاق بن بكر بن أبي الفرات، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للمنافقين علاماتٍ يعرفون بها: تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، لا يقربون المسجد إلا هجراً ولا يأتون الصلاة إلا دبراً مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون، خشبٌ بالليل سخبٌ بالنهار)) . [السخب، والصخب] : بالسين والصاد: الصياح والجلبة. و [الهجر] : الفحش، ورواه بعضهم: [هجراً] –بفتح الهاء- والهجر: الترك.

2194- أخبرنا خالد بن عبد الواحد، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا يعقوب بن أبي يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت إسماعيل الكحال، عن عبد الله بن أوس، عن بريدة الأسلمي –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) .

باب في الترغيب في العفو والعافية

باب في الترغيب في العفو والعافية 2195- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنا محمد بن عمر بن علي بن خلف، ثنا يحيى بن صاعد، حدثنا هارون بن موسى القروي والزبير بن بكار قالا: ثنا أنس بن عياض، عن أفلح بن حميد بن نافع قال: سمعت القاسم بن محمد يقول: ((صعد أبو بكر –رضي الله عنه- المنبر بعد أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول من هذا اليوم من هذا الشهر، ثم بكى ثم سري عنه، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أكثروا أن تسألوا الله –عز وجل- العفو والعافية في الدنيا والآخرة واليقين مع العافية)) . قوله: [سري عنه] أي: سكن بكاؤه.

2196- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأ الفضل بن عبيد الله، حدثنا عم أبي، علي بن الفضل، ثنا محمد بن أيوب بن يحيى، أنبأ علي بن محمد الطنافسي، حدثنا وكيع، ثنا عمارة بن مسلم الفزاري -[118]- عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال: سمعت ابن عمر يقول: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك هذه الدعوات حين يصبح وحين يمسي: ((اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي)) . قال وكيع: يعني: الخسف.

2197- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا صالح بن مهران، ثنا النعمان بن عبد السلام، ثنا سفيان، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((قلت: يا رسول الله إن أنا وافقت ليلة القدر أو رأيت، ما أسأل الله تعالى؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)) .

2198- أخبرنا أبو عبد الله: محمد بن أحمد بن محمد الكامخي الساوي، أنبأ أبو سعيد: محمد بن موسى بن الفضل، ثنا أبو حامد: أحمد بن محمد بن شعيب، ثنا سهل بن عمار، ثنا جعفر بن عون، ثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس –رضي الله عنه- يقول: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة. قال: وأتاه في اليوم الثاني فقال: أي الدعاء أفضل؟ قال: سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة فإنك إن أعطيت ذلك فقد أفلحت)) .

فصل

فصل 2199- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب النيسابوري، أنبأ أبو عبد الله بن فنجويه، أنا أبو بكر: عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ثنا محمد بن كثير الفهري، ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلب العافية لغيرك ترزقها لنفسك)) .

2200- أخبرنا أبو بكر التفليسي، أنا علي بن محمد البغدادي، ثنا علي بن الحسن بن أحيد البلخي قال: سمعت نوح بن الحسن الفارسي قال: سمعت عبد الصمد بن الفضل يقول: ((أخذ أعرابي بأستار الكعبة فقال: اللهم سائلك ببابك مضت أيامه، ونفقت آثامه، وانقطعت شهوته، وبقيت تبعته فارض عنه، وإلا ترض عنه فاعف عنه فقد يعفو السيد عن عبده وهو غير راضٍ عنه)) .

فصل

فصل 2201- أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسين بن مردويه، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عبيد بن الحسن، حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن قاص أهل فلسطين، عن عبد الرحمن بن عوف –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[120]- ((لا ينقص مال من صدقة فتصدقوا، ولا يعفو رجلٌ عن مظلمة إلا زاده الله به عزاً)) .

2202- أخبرنا أبو المكارم: الفضل بن محمد بن سعيد الهروي قدم علينا، أنا جدي، أنبأ الحسين بن أحمد الصفار، ثنا محمد بن إبراهيم المكتب، ثنا محمد بن محمود قال: سمعت يحيى بن معاذ –رحمه الله- يقول: ((لولا أن العفو من صفته ما عصاه أهل معرفته)) .

2203- أنشدنا عبد الغفار بن محمد قال: أنشدنا عبد القاهر بن طاهر قال: أنشدنا عبد الله بن عثمان المالكي قال: أنشدني أبي قال: أنشدنا الربيع بن سليمان الشافعي –رحمه الله-: ((لا تأس في الدنيا على فائتةٍ ... وعندك الإسلام والعافية إن فات شيء كنت تسعى له ... ففيهما من فائتٍ كافيه)) .

باب في الترهيب من عقوق الوالدين

باب في الترهيب من عقوق الوالدين 2204- أخبرنا محمد بن إسماعيل التفليسي بنيسابور، أنبأ حمزة بن عبد العزيز المهلبي، ثنا محمد بن أحمد بن دلوية الدقاق، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا بشر بن محمد: أنا عبد الله –هو ابن المبارك- ثنا محمد بن شعيب، حدثني عمر بن يزيد النصري، عن ابن سلام أخبره عن أبي أمامة الباهلي –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً: عاقٌّ، ومنان، ومكذب بالقدر)) . قال صاحب [الغريبين] : قال مكحول: [الصرف] : التوبة، و [العدل] : الفدية. وقال غيره: [الصرف] : النافلة، [العدل] : الفريضة.

2205- قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا سليمان بن عُتبة قال: سمعت -[122]- يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة عاق، ولا مدمن خمر، ولا مكذب بالقدر)) .

2206- قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، حدثني الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين –وجلس وكان متكئاً فقال: ألا وقول الزور- فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)) .

2207- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار وعبد الواحد بن عبد الله بن مندويه قالا: ثنا علي بن ماشاذة، ثنا سليمان بن أحمد إملاءً ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو اليمان، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمرو بن مرة الجهني أن رجلاً قال: ((يا رسول الله أرأيت إن صليت الصلوات الخمس وصمت رمضان، وأديت زكاة مالي، وحججت البيت إن استطعت إليه سبيلاً فماذا لي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل ذلك كان مع النبيين، والصديقين والشهداء إلا أن يعق والديه)) . قال أهل اللغة: أصل [العق] : القطع والشق. يقال: [عق ثوبه] أي شقه. وقال صاحب [المجمل] : عق فلان والديه يعقهما عقوقاً إذا -[123]- قطعهما، وفي الحديث أن أبا سفيان قال لحمزة حين مر به وهو مقتول يوم أحد: [ذق عقق] أي: ذق القتل يا عاق كما قتلت يوم بدر من قتلت.

2208- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنا عبد الصمد بن نصر العاصمي، حدثنا محمد بن أحمد بن عمران الشاشي، حدثنا عمر بن محمد البجيري حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، عن منصور، عن الشعبي، عن وراد، عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال)) . قال أهل اللغة: [الوأد] مصدره، وأد الرجل ابنته إذا دفنها وهي حية فهي موؤودة. وقوله: [ومنعاً وهات] : هو أن يأخذ ولا يعطي. و [القيل والقال] : كثرة الكلام فيما لا فائدة فيه. و [كثرة السؤال] : هو أن يكثر سؤال الناس ويطلب منهم. و [إضاعة المال] : إنفاقه فيما لا يحل.

2209- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، حدثنا علي بن محمد بن ميله، حدثنا محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ محمد بن هلال، حدثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبيه، عن كعب بن عجرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[124]- ((احضروا المنبر فحضرنا. فلما أن ارتقى درجة قال: آمين. ثم لما ارتقى درجةً ثانية قال: آمين. ثم لما ارتقى درجة ثالثة قال: آمين. فلما فرغ فنزل عن المنبر قلنا له: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه؟! فقال: إن جبريل –عليه السلام- عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان ولم يغفر له. قلت: آمين. فلما رقيت الثانية قال: بعد من إذا ذكرت عنده لم يصل عليك. فقلت: آمين. فلما رقيت الثالثة قال: بعد من أدرك أبواه الكبر أو أحدهما عنده فلم يدخلاه الجنة. فقلت: آمين)) .

فصل

فصل 2210- أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، حدثنا أبو بكر: محمد بن عبد الله الرباطي، ثنا أحمد بن عبيد الله بن القاسم بن سواد، حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب بن الخصيب الأبزاري، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا سليمان، عن أيوب قال: سمعت عبد الله بن صفوان يحدث عن أبيه، عن وهب بن منبه قال: ((إن في الألواح التي كتب الله لموسى –عليه السلام-: يا موسى وقر والديك، فإنه من وقر والديه مددت في عمره ووهبت له ولداً يبره، ومن عق والديه قصرت عمره ووهبت له ولداً يعقه)) .

2211- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا أبو محمد: عبد الله بن قدامة بن محمد بن قدامة، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن يحيى المروزي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يحدث عن أبي بكرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه قبل الممات في الدنيا)) .

2212- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنا محمد بن إبراهيم الفارسي، ثنا محمد بن عيسى بن عمرويه، حدثنا إبراهيم بن سفيان، حدثنا مسلم، ثنا قتيبة، ثنا ليث، عن ابن الهاد، عن سعد بن إبراهيم، عن حميد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من الكبائر شتم الرجل والديه. قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه)) .

فصل في تعظيم حق الوالدين وبرهما بعد موتهما

فصل في تعظيم حق الوالدين وبرهما بعد موتهما 2213- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا سفيان بن محمد بن حسنكويه، حدثنا محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن هلال، حدثنا الحسن بن يحيى الجرجاني، ثنا أصرم بن حوشب، ثنا مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه)) .

2214- أخبرنا أحمد بن مردويه، ثنا أبو عبد الله: الحسين بن أحمد بن محمد بن سعيد الرازي، ثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، ثنا أبو الحسن: أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، ثنا محمود بن علقمة المازني، ثنا أحمد بن عبد الله الخلال، ثنا يحيى بن عقبة البصري، حدثنا محمد بن جحارة، حدثنا أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[126]- ((إن الرجل ليموت أبواه –أو أحدهما- وإنه لهما لعاق فما يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله باراً)) .

2215- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن العباس المؤدب، ثنا سريج بن النعمان، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله –عز وجل- ليبلغ العبد الدرجة فيقول: يا رب أنى لي هذه الدرجة؟ فيقول: باستغفار ولدك لك)) .

2216- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا علي بن يوسف الشيرازي، ثنا أبو محمد: الحسن بن الحسين بن علي بن العباس الكاتب، حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا صلة بن سليمان، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حج عن أبويه أو قضى عنهما مغرماً بعث يوم القيامة مع الأبرار)) .

2217- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا أبو سعيد، ثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن محمد بن النعمان بن شبل، حدثني أبي، عن يحيى بن العلاء الرازي، عن عبد الكريم أبي أمية، عن مجاهد عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من زار قبر أبيه –أو أحدهما- في كل جمعة غُفر له وكتب براً)) .

باب في العتق

باب في العتق 2218- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا عبد الجبار بن عاصم، ثنا بقية، عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة –رضي الله عنه- أنه حدثهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعتق نفساً مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة)) .

2219- أخبرنا حكيم بن أحمد الإسفرائيني، أنبأ جدي الحاكم أبو الحسن الإسفرائيني، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا محمد بن إسحاق حدثنا عبد الله بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال: ((كنت جالساً بأريحاء فمر بي واثلة بن الأسقع متوكئاً على عبد الله بن الديلمي فأجلسه، ثم جاء إلي فقال: عجباً حدثني الشيخ –يعني واثلة بن الأسقع-؛ قلت: ما حدثك؟ قال: قال: -[128]- كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأتاه نفرٌ من بني سليم فقالوا: يا رسول الله إن صاحبنا قد أوجب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار)) . قال صاحب [الغريبين] : وفي الحديث من فعل كذا وكذا فقد أوجب أي: وجبت له النار. [والموجبات] : الأمور التي أوجب الله عليها النار أو الجنة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في الدعاء: ((أسألك موجبات رحمتك)) .

2220- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أنا أبو الحسن بن عبدكويه، ثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا أبو الوليد، ثنا شعبة قال: أنبأني عمرو بن مرة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث شرحبيل بن السمط عن كعب بن مرة –أو مرة بن كعب- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ مسلم أعتقد رقبةً مسلمةً إلا كان فكاكه من النار يجزي مكان كل عظم من عظامها عظماً من عظامه، وأيما رجل أعتق امرأتين مسلمتين إلا كانتا فكاكه من النار يجزي كل عظم من عظامهما عظماً من عظامه، وأيما امرأةٍ مسلمةٍ أعتقت امرأةً مسلمةً كانت فكاكها من النار يجزي كل عظم من عظامها عظماً من عظامها)) .

2221- وحدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا حجاج، ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة أن شرحبيل بن حسنة قال: ((من رجل يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمرو بن عبسة: أنا. فقال: لله أبوك، واحذر. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: -[129]- من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار، عظم من عظام [محرره] بعظم من عظامه، ومن أعتق رقبتين مسلمتين فهما فداؤه من النار عظمان من عظام محرره –أو قال: محررته- بعظمٍ من عظامه)) .

2222- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه حدثنا أبو عمرو: أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أبو أمية قال أبو بكر بن مردويه: وثنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا أبو قلابة قالا: ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، حدثني إسماعيل بن أبي حكيم عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق رقبةً مؤمنةً فهي فداؤه من النار حتى إنه ليعتق اليد باليد والرجل بالرجل والفم بالفم والفرج بالفرج. فقال له عليّ بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ قال: نعم. قال: ادعوا لي أفره غلماني مطرفاً فأعتقه)) . قوله: [أفره غلماني] أي: أكسبهم وأحذقهم. قال أهل التفسير في قوله: ((فارهين)) أي: حاذقين. و [مطرف] : اسم غلامه.

2223- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي. أنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا محمد بن محمد بن مالك، حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا محمد بن سابق وعاصم بن علي قالا: ثنا عاصم بن محمد عن زيد عن واقد بن محمد، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة –رضي الله -[130]- عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرئ مسلمٍ أعتق امرءاً مسلماً استنقذ الله بكل عضوٍ منه عضواً منه من النار. فقال سعيد بن مرجانة: سمعت هذا الحديث من أبي هريرة –رضي الله عنه- فانطلقت إلى علي بن الحسين فحدثته إياه فعمد إلى عبد له أعطاه به عبد الله بن جعفر ألف دينار فأعقته)) .

2224- أخبرنا أبو محمد: الحسن بن أحمد السمرقندي، أنبأ عبد الصمد بن نصر العاصمي، ثنا أبو العباس: أحمد بن محمد بن عمر البحيري، حدثنا أبو حفص البحيري، عمرو بن علي، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام بن عروة قال: أخبرني أبي أن أبا مراوح الغفاري أخبره أن أبا ذر –رضي الله عنه- أخبره أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وجهاد في سبيله، قال: فأي الدواب أفضل؟ قال: أغلاها ثمناً وأنفسها عند أهلها. قال: أرأيت إن لم أفعل؟ قال: تعين صانعاً أو تصنع لأخرق. قال: أرأيت إن ضعفت قال: تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك)) . قيل: [الأخرق] : الذي لا يحسن كسباً ولا صنعةً.

2225- قال: وحدثنا أبو حفص البحيري، حدثنا عبد الجبار، ثنا سفيان ثنا صالح بن حيّ قال: سمعت رجلاً من أهل خراسان يقول للشعبي: ((يا أبا عمرو إنا نقول: إذا أعتق الرجل الأمة ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته، فقال: حدثني أبو بردة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما رجل كانت له أمة فعلمها فأحسن تعليمها، ثم أدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها فله أجران – خذها بغير شيء فقد كان الرجل يرحل في أهون منها إلى المدينة!)) .

باب الغين

باب الغين في الترهيب من الغيبة 2226- أخبرنا أبو الحسن بن قريش ببغداد، أنبأ أبو الحسن بن الصلت حدثنا محمد بن جعفر المطيري، حدثنا علي بن حرب الطائي، ثنا أبو معاوية، عن أبي إسحاق الشيباني، عن حسان بن المخارق عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((جاءت امرأةٌ قصيرةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت بإبهامي كذا -وأشرت بإبهامي إلى النبي- فقال: لقد اغتبتيها)) .

2227- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ محمد بن عمر بن علي بن خلف، حدثنا محمد بن السري التمار، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم القطان، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عمه موسى بن يسار قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[132]- ((يؤتى بالرجل يوم القيامة الذي كان يغتاب الناس في الدنيا فيقال له: كل لحم أخيك ميتاً كما أكلته حياً. قال: فإنه ليأكله ويضج ويكلح)) . قوله: [يضج] أي: يصيح. و [الكلوح] : العبوس، وهو تقبض الوجه من الكراهية.

2228- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي علي أنا جدي حدثنا أبو محمد بن حيان إملاءً، حدثنا إبراهيم بن سعدان، حدثنا بكر بن بكار حدثنا محمد بن أبي حميد عن موسى بن وردان. عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: ((قام رجلٌ من عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأى في قيامه عجزاً فقالوا: ما أعجز فلاناً! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكلتم أخاكم واغتبتموه)) .

2229- قال: وحدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن عمر وابن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه قال: ((ما الغيبة يا رسول الله؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره. قال: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)) .

فصل في الترغيب في الذب عن عرض أخيك المسلم

فصل في الترغيب في الذب عن عرض أخيك المسلم 2230- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد قال: أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا الحسن بن عيسى، أنا عبد الله بن المبارك، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن سليمان: إسماعيل بن يحيى المعافري أخبره عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حمى مؤمناً من منافق بغيبةٍ بعث الله ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم ومن قفا مسلماً بشيء يريد به شينه حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج ما قال)) . قوله: [قفا مسلماً] أي: قال: خلفه ما يكرهه.

فصل

فصل 2231- أخبرنا أبو الفضل بن جهار ختان، حدثنا علي بن ماشاذة حدثنا أبو علي: أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، ثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: -[134]- ((أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضاً في الأسفار فكان مع أبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- رجلٌ يخدمهما فاستيقظ ذات يوم فلم يهيئ لهما طعاماً –وفي رواية وهو نائم لم يهيئ لهما طعاماً- فقال أحدهما لصاحبه: إن هذا ليوائم بينكم فانعطاه، فقالا: اذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه السلام واستأدمه لنا: فأتاه فقال: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام وهما يستأذنانك فأدمهما. قال: اذهب فأخبرهما أنهما قد ائتدما. فأخبرهما فقالا: ما ائتدمنا. فأتياه فقالا: يا رسول الله بعثنا إليك نستأدمك فزعمت أنا قد ائتدمنا. فبم ائتدمنا؟ قال: بلحم أخيكما! والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين ثناياكما! قالا: فاستغفر لنا يا رسول الله. قال: هو فليستغفر لكما)) . [الموائمة] : الموافقة، ومعناه: إن هذا النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر – عابوه بكثرة النوم. وقوله: [واستأدمه لنا] أي: اطلب منه الإدام لنا.

فصل

فصل 2232- أخبرنا بركة بن أحمد الواسطي ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله المحاملي، أنبأ أبو القاسم: عمر بن جعفر، حدثنا إبراهيم الحربي، حدثنا أبو بكر بن نافع، ثنا يحيى بن كثير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عطاء، عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأتى على قبرين يعذبان فقال: أما -[135]- إنهما يعذبان في غير كبير، كان أحدهما لا يتنزه من بوله وكان الآخر يغتاب المسلمين)) . قال إبراهيم الحربي: قول أبي بكر بن نافع: [عن عطاء] خطأ، وإنما هو عن [أبي الزبير] .

2233- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا محمد بن عبد الله الرباطي، حدثنا محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا، ثنا أبو الفوارس الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، حدثنا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس –رضي الله عنه- قال: ((مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يعذب في قبره من الغيبة، وبرجل يعذب في قبره من البول)) .

فصل في الترغيب فيمن نصر من اغتيب

فصل في الترغيب فيمن نصر من اغتيب 2234- أخبرنا مكي بن منصور الكرجي. أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر والثوري جميعاً، عن أبان، عن أنس –رضي الله -[136]- عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اغتيب عنده أخوه فاستطاع نصرته فنصره نصره الله في الدنيا والآخرة. فإن لم ينصره أذله الله في الدنيا والآخرة)) .

2235- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي علي، أنا جدي، ثنا أبو محمد بن حيان إملاءً، حدثنا علي بن إسحاق، ثنا حسين المروزي، ثنا ابن المبارك، أخبرنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فقالوا: ((لا يأكل حتى يُطعم ولا يرحل حتى يُرحَل له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اغتبتموه. فقالوا: يا رسول الله إنما حدثنا بما فيه. قال: حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه)) .

2236- أخبرنا بركة بن أحمد الواسطي أبو غالب، أنا أبو عبد الله: أحمد بن عبد الله المحاملي، أنا أبو القاسم: عمر بن جعفر بن سلم الختلي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا داود بن مهران ومسدد قالا: ثنا فضيل، عن سليمان، عن أبي سفيان، عن جابر –رضي الله عنه- قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبت ريحٌ منتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ناساً من المنافقين اغتابوا ناساً من المسلمين فلذلك هبت هذه الريح)) .

2237- قال: وحدثنا إبراهيم الحربي، حدثني يحيى، ثنا -[137]- عبد الوارث عن واصل –مولى ابن عيينة- عن خالد بن كثير، عن عرفطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله قال: ((كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفةٍ، فقال: هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين)) .

2238- قال: وثنا إبراهيم الحربي، ثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يحيى بن سعيد، ثنا عثمان بن غياث، حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان، حدثنا سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم أمروا بصيام فجاء رجل في بعض النهار فقال: ((يا رسول الله إن فلانة وفلانة قد جهدهما العطش، فأعرض عنه. ثم سأله فقال في الثانية أو الثالثة: ادعهما. فدعا بعسٍّ أو قدح فقال لإحديهما: قيئي فقاءت لحماً [أو دماً وصديداً] ولحماً عبيطاً وقيحاً دماً. ثم قال للأخرى: قيئي فقاءت مثل ذلك. فقال: إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرَّم الله عليهما أتت إحداهما الأخرى فلم تزالا تأكلان لحوم الناس حتى امتلأت أجوافهما!)) .

2239- قال: أنبأ إبراهيم الحربي، ثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر، حدثني جدي، حدثني عمار بن علثم المحاربي، عن أمه، عن أم سعيد بنت أسود المحاربي، عن أمها أنها أخبرتها: ((أنها دخلت على أم سلمة فسألتها عن الغيبة.. فأخبرتها أم سلمة أنها أصبحت يوم الجمعة وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأتتها جارة لها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم فاغتابتا وضحكتا برجال ونساء فلم تبرحا على حديثهما -[138]- من الغيبة حتى أقبل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفاً من الصلاة فلما سمعتا صوته سكتتا حتى قام بفناء البيت فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قال: أفٍ أفٍ.. .. اخرجا فاستقيئا ثم تطهرا بالماء. ففعلت أم سلمة الذي أمرها به من الاستقاء فقاءت لحماً كثيراً قد أصل، فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته في أول جمعتين قد مضيا أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على عظمٍ فنهشت منه بضعة فسألها عما قاءت، فقال: ذاك لحم ظلت تأكلينه، فلا تعودي أنت ولا صاحبتك فيما كنتما فيه من الغيبة. وأخبرتها صاحبتها أنها قاءت مثل الذي قاءت من اللحم)) . [العس] : القدح الكبير. و [اللحم الغاب] : ما قد بات ليلة، و [لحم غريض] أي: طريّ. وقوله: [أف أف] : قال ابن الأنباري: معناه لاستقذار لما شم. وقال أهل اللغة: يقال لكل ما يضجر منه ويستقل: [أف له] وقوله: [قد أصل] أي: قد أنتن. و [النهش] : أخذ ما على العظم من اللحم بأطراف الأسنان.

فصل

فصل 2240- أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، حدثنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن جعفر بن أعين، ثنا محمد بن أيوب المقابري، ثنا أسباط بن محمد، عن أبي رجاء الخراساني، عن عباد بن كثير، عن سعيد الجريري، عن -[139]- أبي نضرة، عن جابر وأبي سعيد الخدري –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغيبة أشد من الزنا. قيل: وكيف؟ قال: إن الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر الله له حتى يغفر له صاحبه)) .

2241- أخبرنا أحمد بن مردويه، حدثنا أبو الفرج القرشي، حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا بقية بن الوليد، حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن وقاص بن ربيعة، عن المستورد أنه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكل برجلٍ مسلمٍ أكلة في الدنيا أطعمه الله من جهنم مثلها)) .

2242- أنا بركة بن أحمد الواسطي ببغداد، أنبأ أبو عبد الله المحاملي، حدثنا عمر بن جعفر بن سلم، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريج، عن أبي برزة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه لا تغتابوا المسلمين. ولا تطلبوا عثراتهم فإنه من يتبع عورة المسلمين يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه)) .

فصل

فصل 2243- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أخبرنا أبو الحسين -[140]- بن بشران، أخبرنا أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو بكر بن هاشم بن القاسم، حدثنا سعيد بن عامر، عن حزم قال: ((كان ميمون بن سياه لا يغتاب ولا يدع أحداً عنده يغتاب ينهاه فإن انتهى وإلا قام)) .

2244- أخبرنا أبو بكر التفليسي، أنبأ أبو يعلى المهلبي، ثنا محمد بن أحمد بن دلويه، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: سمعت موسى بن إسماعيل قال: سمعت أبا عاصم يقول: ((ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها)) .

2245- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي علي، أنبأ جدي، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن سهل، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا داود بن المحبر، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن قال: ((والله للغيبة أسرع في دين المسلم من الأكلة في جسد ابن آدم)) .

2246- قال: وحدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا ابن وهب، حدثنا عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قوذر قال: قال كعب: ((الغيبة تحبط العمل)) .

2247- قال: وأنا محمد بن حيان، حدثنا أبو جعفر بن ماهان، حدثنا عبد الرحمن بن مسلم، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن رجاء ابن أبي سلمة قال: ((سأل رجلٌ مجاهداً عن الغيبة فقال: تنقض الوضوء، وتحبط العمل)) .

فصل

فصل 2248- أخبرنا أبو القاسم الواحدي، أنا عبد الله بن يوسف، أنبأ عبد الرحمن بن يحيى الزهري بمكة، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ حدثنا أبو خالد: عبد العزيز بن أبان الأموي، حدثنا عمرو: أبو عبد الله الجعفي، عن عبيد بن صيفي، عن زيد بن حسن عن زياد بن عثمان، عن عثمان بن عفان –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الغيبة والنميمة تحتان الإيمان كما يعضد الراعي الشجرة)) .

2249- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا علي بن يحيى بن جعفر، حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا الحكم بن مروان الكوفي، ثنا فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغيبة وعن الاستماع إلى الغيبة)) .

2250- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا عبد الواحد الباطرقاني، حدثني أبو بكر بن عبدان، حدثني محمد بن موسى، حدثني محمد بن منصور بن يزيد الكلبي، ثنا الحكم بن سليمان، عن محمد بن صبيح، عن السماك، عن الحسن بن دينار، عن الخصيب بن جحدر، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليؤتى كتابه منشوراً فيقول: يا رب فأين حسنات كذا وكذا عملتها. ليست في صحيفتي؟ فيقول له: محيت باغتيابك الناس!)) .

2251- أخبرنا أحمد بن مردويه، ثنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا سعيد بن عامر، حدثنا جسر: أبو جعفر، عن خالد الرياحي قال: ((ثلاث احفظهن عني: ترك الكذب –وترك الغيبة- وترك الحلف)) .

2252- أخبرنا أبو الحسين سبط أبي بكر بن أبي علي، أنبأ جدي، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن شعيب الهمداني، حدثنا ابن وهب، أخبرني محمد بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة بنت طلحة قالت: ((دخلت على عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- وعندها أعرابية فخرجت الأعرابية تجر ذيلها فقالت بنت طلحة: ما أطول ذيلها؟! فقالت لها عائشة –رضي الله عنها-: اغتبتها، أدركيها تستغفر لك)) .

فصل في الترغيب في ترك الغيبة

فصل في الترغيب في ترك الغيبة 2253- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق من كتابه، أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن دليل، ثنا أبو علي الصحاف، حدثنا أبو غالب: علي بن أحمد بن النضر، حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني مسلمة بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قل ماله وكثر عياله وحسنت صلاته ولم يغتب المسلمين جاء يوم القيامة وهو معي كهاتين)) .

باب في الترغيب في غض البصر عما لا يحل

باب في الترغيب في غض البصر عما لا يحل 2254- أخبرنا مكي بن منصور الكرجي، أنبأ أبو الحسين بن بشران حدثنا إسماعيل الصفار، حدثنا الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر عن ابن إسحاق، عن الزبير –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ضمن لي ستاً ضمنت له الجنة. قالوا: ما هن يا رسول الله؟ قال: من إذا حدث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا ائتمن أدَّى، ومن غضَّ بصره، وحفظ فرجه، وكف يده)) .

2255- أخبرنا أبو نصر الزينبي، حدثنا أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عبد الجبار بن عاصم، حدثنا حفص بن ميسرة الصنعاني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: -[144]- ((إياكم والجلوس في الطرقات. قالوا: يا رسول الله ما لنا بدٌ من مجالسنا نتحدث فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: يا رسول الله، وما حق الطريق؟ قال: غض البصر وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)) .

2256- أخبرنا أحمد بن عبد الله الأديب، حدثنا علي بن محمد بن ميلة، حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إبراهيم بن فهد، حدثنا غسان بن مالك السلمي، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن محمد بن رستم، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين والناس في الحساب: رجل لم تأخذه في الله لومة لائم، ورجل لم يمد يديه إلى ما لا يحل له، ورجل لم ينظر إلى ما حُرم عليه)) .

2257- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأ أبو سعيد النقاش، حدثنا عبيد الله بن يحيى، حدثنا يحيى بن محمد الحنائي، حدثنا طالوت بن عباد، ثنا فضال بن جبير، ثنا أبو أمامة –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة: إذا حدَّث أحدكم فلا يكذب، وإذا ائتمن فلا يخن، وإذا وعد فلا يخلف، غضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم)) .

2258- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي أنبأ أبو بكر بن مردويه، -[145]- حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا عبد الله بن زيدان، ثنا هناد بن السري، ثنا وكيع، عن سفيان، عن يونس بن عبيد، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، عن جرير –رضي الله عنه- قال: ((سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال: اصرف بصرك)) .

2259- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، حدثنا أبو سعيد النقاش، حدثنا أبو مسلم: محمد بن القاسم الصحاف، حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من نظر إلى محاسن امرأة فغض بصره أول مرة أحدث الله له عبادةً يجد حلاوتها في قلبه)) .

2260- أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أبو بكر بن السني، أنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنا محمد بن منصور، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فلينكح فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لا فليصم فإن الصوم له وجاء)) .

2261- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أخبرنا أبو القاسم الهمداني، أنبأ أبو بكر بن السني، أنبأ ابن منيع، حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، -[146]- حدثنا الأشجعي، عن سفيان، عن ثور بن يزيد، عن سليم بن عامر، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- قال: ((نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه بصره وفرجه ونفسه، وإياكم ومجالس السوء فإنها تلغي وتلهي)) .

باب في الترغيب في كف الغضب وكظم الغيظ

باب في الترغيب في كف الغضب وكظم الغيظ 2262- أخبرنا أبو الفضل التميمي المكي، أنبأ محمد بن علي بن صخر، ثنا أبو الطيب: عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العطار إملاءً، ثنا محمد بن محمد بن عزرة الجوهري، حدثنا جعفر بن أحمد الأودي، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا ثابت بن حماد العدوي، حدثنا خالد الحذاء، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يستكمل العبد الإيمان حتى يحسن خلقه ولا يشفي غيظه)) .

2263- أخبرنا سليمان بن إبراهيم في كتابه، أنبأ أبو سعيد الماليني، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن محبور، حدثنا زكريا بن يحيى البزاز ثنا علي بن الحسن، ثنا حفص، عن معبد بن خالد، عن عمر بن هشام، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذابه))

-[148]- 2264- قال: وثنا زكريا بن يحيى، حدثنا علي بن الحسين، ثنا حفص، عن عبد الله بن عمر، عن سالم أبي النضر قال: قال عثمان بن أبي العاص –رضي الله عنه- لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مرني بأمر أعمل به لا أسأل أحداً بعدك. قال: لا تغضب. قال: فأعاد عليه فقال: لا تغضب، فعاود فقال: لا تغضب. قال عثمان: فنظرت فإذا رأس كل شرٍّ الغضب)) .

2265- قال: وثنا زكريا، حدثنا زيد بن أحزم، حدثنا بشر بن عمر، حدثنا حماد، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من جرعةٍ أعظم عند الله أجراً من جرعة غيظ يكظمها عبد ابتغاء وجه الله)) .

2266- قال: وثنا زكريا بن يحيى، ثنا علي بن الحسن، ثنا أبو معاوية، عن العوام عن الحسن قال: ((أربع من كن فيه عصمه الله من الشيطان وحرمه على النار: من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب)) .

2267- قا: وثنا زكريا بن يحيى، حدثنا الحسين بن منصور، حدثنا يحيى بن يحيى، ثنا أبو جميع قال: قال الحسن بن آدم: ((كلما غضبت وثبت! أوشك أن تثب وثبةً تقع منها في النار)) .

2268- قال: وثنا زكريا، ثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو الوليد، حدثنا أبو الأحوص، حدثنا سعيد بن مسروق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الشديد من غلب الناس ولكن الشديد من غلب نفسه)) .

2269- قال: وثنا زكريا، ثنا علي بن الحسن، حدثنا حفص، عن أبي فضالة، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول قال: ((من كظم غيظاً وهو قادر على أن يمضيه حشا الله قلبه إيماناً كما تحشى الرمانة)) .

2270- قال: وثنا زكريا عن محمد بن يحيى، حدثنا هوذة، حدثنا عوف، عن الحسن: (( {ادفع بالتي هي حسن السيئة.. ..} . الآية قال: والله لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظاً ويصفح عن بعض ما يكره)) .

2271- قال: وثنا زكريا بن يحيى، ثنا محمد بن يحيى، ثنا سهل بن بكار، ثنا زريك بن أبي زريك، عن معاوية بن قرة قال: قال إبليس: ((أنا جمرةٌ في جوف ابن آدم إذا غضب حميته وإذا رضي منَّيته)) .

2272- قال: وثنا زكريا، ثنا محمد بن الفضل بن نباتة القرشي، حدثنا أبو داود الطيالسي، ثنا الحارث بن عبيد، عن ثابت قال: قال مورق: -[150]- ((ما قلت في الغضب شيئاً أندم عليه إذا رضيت)) . قال محمد بن الفضل: سمعت أبا إسحاق المؤدب يقول: بلغني عن عامر الشعبي قال: كان كثيراً يتمثل بهذا البيت: ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في حين الغضب

باب في الترهيب من الغل والغش

باب في الترهيب من الغل والغش 2273- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ أبو عمر بن مهدي، ثنا عبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري، حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، ثنا عبد الله بن حمران، ثنا سوادة بن أبي الأسود القيسي، عن أبيه، عن معقل بن يسار –رضي الله عنه- أنه قال لعبيد الله بن زياد وعاده في مرضه الذي مات فيه. فقال له معقل بن يسار: ((إن كنت لتكرمني في الصحة وتعودني في المرض فسأحدثك حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولولا ما أنا فيه ما حدثتك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أيما راعٍ غش رعيته فهو في النار)) .

2274- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا نعيم، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر بن راشد، عن الزهري، أخبرني أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: -[152]- ((كنا يوماً جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة. قال: فاطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه وقد علق نعليه في يده الشمال. فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فاطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان يوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً. فطلع الرجل على مثل حالته الأولى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاثاً. فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي الثلاث. فقال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعار من الليل وتقلب على فراشه ذكر الله حتى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث وكنت أحتقر عمله فقلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة. فاطلعت الثلاث مرات فأردت أن آوي إليك وأنظر ما عملك فأقتدي بك فلم أرك تعمل كبير عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: ما هو إلا ما رأيت. قال: فانصرفت عنه، فلما وليت دعاني فقال: ((ما هو إلا ما رأيت إلا أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشاً ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه)) . قال عبد الله: هذه التي بلغتك وهي التي لا نطيق)) .

2275- أخبرنا أبو محمد التميمي، أنا أبو الحسين بن بشران، ثنا محمد بن عمرو بن البحتري، حدثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان. حدثنا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة -[153]- –رضي الله عنه- يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم)) .

2276- أخبرنا أبو بكر الواحدي، أنبأ أحمد بن الحسين الحيري، ثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة والليث، عن عبيد الله بن جعفر: أن صفوان بن سليم أخبره أن أبا هريرة –رضي الله عنه- مر بناحية الحرة فإذ إنسان يحمل لبناً يبيعه، فنظر إليه أبو هريرة، فإذا هو قد خلطه بالماء فقال له أبو هريرة: ((كيف بك إذا قيل لك يوم القيامة: خلص الماء من اللبن)) .

باب في الترغيب في غسل الجنابة وغسل الحيض وغسل الميت

باب في الترغيب في غسل الجنابة وغسل الحيض وغسل الميت 2277- أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الحافظ، ثنا علي بن محمد بن عبد الله، حدثنا إسماعيل بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، ثنا يونس بن محمد، ثنا معتمر بن سليمان ثنا أبي، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر –رضي الله عنه- قال: سمعت عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يقول: ((بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس إذ جاء رجلٌ ليس عليه سحنا سفرٍ وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا للصلاة ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج، وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان. قال: فإن فعلت هذا فأنا مسلم؟ قال: نعم. قال: صدقت)) .

2278- أخبرنا أحمد بن علي الجيراني، أنا أحمد بن عبد الله -[155]- بن جولة، نا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو أمية، ثنا هشام بن عمار والهيثم بن خارجة قالا: ثنا يحيى بن حمزة، حدثني عتبة بن أبي حكيم، حدثني طلحة بن نافع حدثني أبو أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة وأداء الأمانة كفارة ما بينهما. فقلت له: وما أداء الأمانة؟ قال: غسل الجنابة فإن تحت كل شعرة جنابة)) .

2279- أخبرني أبو طاهر الداراني، أخبرنا أبو الحسن بن عبدكويه، أنبأ فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن زاذان، عن علي –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك موضع شعرة من جسده من جنابة لم يغسلها فعل بها كذا وكذا من النار. قال علي –رضي الله عنه-: فمن ثم عاديت شعري. وكان يجز شعره. وفي رواية: وكان يجز شعر رأسه)) .

2280- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي الفقيه، أنبأ الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان، ثنا أبو عبد الله: الحسن بن علي الكسائي، ثنا أبو صالح: سعيد بن عبد الله سيامرد، حدثنا أبو عبد العزيز المقري ثنا سعيد بن أبي أيوب، ثنا شراحبيل بن شريك المعافري، عن علي بن رباح -[156]- اللخمي، عن أبي رافع –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعون مرة، ومن كفن ميتاً كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميتٍ قبراً فأجنه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكنٍ أسكنه فيه إلى يوم القيامة)) .

2281- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن مندويه، ثنا علي بن ماشاذة، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا المقدمي، ثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، ثنا شراحبيل بن شريك، عن علي بن رباح قال: ولا أعمله إلا أني سمعت أبا رافع يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من غسل ميتاً فكتم عليه غفر الله له أربعين مرةً، ومن حفر له فأجنه كان له كأجر مسكن أسكنه إلى يوم القيامة، ومن كفنه كساه الله يوم القيامة من سندسٍ وإستبرق)) .

2282- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا أبو عيسى: بكار بن أحمد بن بكار المقري، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أبو مالك: كثير بن يحيى، ثنا سلام بن أبي مطيع، حدثنا جابر، عن الشعبي، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غسل ميتاً فأدى فيه الأمانة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) .

فصل

فصل 2283- أخبرنا محمد بن إبراهيم الكرجي، أنبأ عبد الله بن عمر بن زاذان، أنبأ أبو بكر بن السني، ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، ثنا هشام بن عمار، حدثنا سهل بن هشام، حدثنا الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة فإذا أدبرت فاغتسلي)) .

2284- قال: وحدثنا أبو عبد الرحمن النسائي، أنبأ محمد بن المثني، ثنا ابن أبي عدي، عن محمد بن عمرو، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش أنها كانت تستحاض، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان دم الحيض فإنه دم أسود يعرف فأمسكي عن الصلاة)) . وفي رواية حماد بن زيد، عن هشام: ((.. .. فإذا أدبرت فاغسلي عنك أثر الدم وتوضئي قبل الغسل. فإن ذاك لا يشك فيه أحدٌ)) .

فصل

فصل قال أصحاب الشافعي -رحمه الله-: والذي يوجب الغسل إيلاج الحشفة في الفرج، وخروج المني، والحيض، والنفاس. فإذا أراد الرجل أن يغتسل من الجنابة فإنه يسمي الله -تعالى- وينوي الغسل من الجنابة، ويغسل كفيه ثلاثاً قبل أن يدخلهما الإناء، ثم يغسل ما على فرجه من الأذى، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يدخل أصابعه العشر في الماء

ويغرف غرفة يخلل بها أصول شعره من رأسه ولحيته، ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات، ثم يفيض من الماء على سائر جسده، ويمر يده على ما قدر عليه من بدنه. والواجب من ذلك ثلاثة أشياء: النية، وإزالة النجاسة -إن كانت- وإفاضة الماء على البشرة الظاهرة وما عليها من الشعر حتى يصل الماء إلى ما تحته وما زاد على ذلك سنة. وإن كانت امرأة تغتسل من الجنابة، كان غسلها كغسل الرجل فإن كان لها ضفائر لا يصل الماء إليها بنقضها لزمها نقضها لأن إيصال الماء إلى الشعر والبشرة واجب، وإن كانت تغتسل من الحيض استحب لها أن تأخذ فِرْصه من المسك فتتبع بها موضع الدم. فصل وغسل الميت فرض على الكفاية، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليله أقرب أهله إليه إن كان يعلم، فإن كان لا يعلم فليله من ترون عنده حظاً من ورع وأمانةٍ، ولا يجوز للغاسل أن ينظر إلى عورة الميت لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي -رضي الله عنه- لا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت)) . والمستحب أن لا ينظر إلى سائر بدنه إلا فيما لا بد له منه ويستحب أن يكون بقرب الميت مجمرة حتى إن كانت له رائحة لم تظهر، وينبغي أن يكون الغاسل أميناً لما روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: ((لا يغسل موتاكم إلا المأمونون)) . قيل: لأنه ربما يستر -إذا لم يكن أميناً- ما يظهر من جميل

ويظهر ما يرى من قبيح، ويستحب أن يستر الميت عن العيون لأنه قد يكون في بدنه عيب كان يكتمه. ويستحب للغاسل إذا رأى من الميت ما أعجبه أن يتحدث به. وإذا رأى ما يكره لم يجز أن يتحدث به لما روى أبو رافع -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعون ذنباً)) . ويستحب لمن غسل ميتاً أن يغتسل لما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من غسَّل ميتاً فليغتسل ولا يجب ذلك)) .

باب الفاء

باب الفاء باب في فضل الفقر والترغيب فيه 2285- أنا أبو طاهر الداراني، أنا أبو الحسن بن عبد كويه، ثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا الحوضي، ثنا الضحاك بن يسار، حدثني يزيد بن عبد الله، عن مطرف، عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء، واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الضعفاء، والفقراء)) .

2286- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه الحنبلي، أنا عبد الله بن -[161]- محمد بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان، حدثنا مسعود بن سعيد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال سعيد بن عامر بن حذيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((فقراء المسلمين يدفون كما تدف الحمام فيقال لهم: قفوا للحساب فيقولون: هل أعطيتمونا شيئاً تحاسبونا عليه؟ فيقول الله –عز وجل-: صدق عبادي. فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاماً)) .

2287- قال: وأنبأ أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا هشام بن عمار، ثنا نصر بن علقمة، عن جبير بن نفير، عن عبد الله بن حوالة –رضي الله عنه- قال: ((كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنا من كثرة الشيء أخوف عليكم من قلته)) .

2288- قال: وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا -[162]- محمد بن عبد الله الشيباني ببغداد، أنا محمد بن الحسين الخثعمي، ثنا محمد بن يحيى الحجري، ثنا محمد بن إبراهيم السلمي، ثنا عيسى بن قرطاس، ثنا عمرو بن صليع قال: سمعت عائشة –رضي الله عنها- تقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كم من ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره)) . (الدفيف) : الطيران. و (الطمر) : الثوب الخلق. و (لا يؤبه له) أي: لا يبالى به ولا يلتفت إليه.

باب في ثواب من قدم فرطا

باب في ثواب من قدم فرطاً 2289- أخبرنا أحمد بن علي بن المرزبان، ثنا علي بن محمد بن ميلة، ثنا أحمد بن محمد بن عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا المقدمي، ثنا عبد ربه بن بارق الحنفي، ثنا سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس –رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة من كان له فرطان من أمتي أدخله الله الجنة قالت: يا نبي الله فمن كان له فرطٌ؟ قال: ومن كان له فرط، فقلت: يا نبي الله فمن لم يكن له فرطٌ من أمتك؟ قال: أنا فرط أمتي لم يصابوا بمثلي)) . (فرط الرجل) : ولده الذي يموت قبله فيتقدمه، يقال: فرطت القوم: أي تقدمتهم، وفي الحديث: (أنا فرطكم على الحوض) يقول: أنا أتقدم إليه وفي الصلاة على الطفل الميت: (اللهم اجعله لنا فرطاً) أي: أجراً يتقدمنا.

2290- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن علي بن دحيم، ثنا محمد بن الحسين، ثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، عن جده: طلق بن معاوية، عن أبي زرعة بن عمرو، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: ((يا رسول الله قد دفنت ثلاثة من ولدي؟ فقال: لقد احتظرت بحظار سديد من النار)) . (الحظار) : الحائط يجعل حول الشيء أي: جعله بينك وبين النار حجاباً وحائطاً يمنعك منها.

2291- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا أحمد بن ملاعب، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا جرير بن عثمان، عن شرحبيل بن شفعة، حدثنا عتبة بن عبد السلمي، –رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من رجل يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل)) . قال أهل اللغة: (بلغ الغلام الحنث) : أي الحد الذي يجري -[165]- عليه القلم بالحسنات والسيئات.

2292- أخبرنا لاحق بن محمد، أنبأ أبو علي بن يزداد، ثنا عبد الله بن جعقق، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عوف عن محمد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله وأبويهم الجنة. قال: يكونون على باب من أبواب الجنة فيقال لهم: ادخلوا الجنة. فيقولون: حتى يجيء آباؤنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة فيقولون: حتى يجيء آباؤنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم بفضل رحمة الله)) .

2293- أنبأ أحمد بن عبد الرحمن، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا محمد بن محمد بن مالك، نا إسماعيل بن أبي كثير، ثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا المثني بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أم مبشر –امرأة رجل من الأنصار-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي تصنع حيساً. قال: يا أم مبشر من هلك له ثلاثة من الولد فصبر واحتسب أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم. قالت: يا رسول الله أو اثنين؟ قال: أو اثنين يا أم مبشر)) . قيل: (الحيس) ثريد من أخلاط.

باب القاف

باب القاف باب في الترغيب في قراءة القرآن وثواب قارئ القرآن 2294- أنبأ محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، أنبأ أبو محمد بن حيان، أنبأ ابن أبي عاصم، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفاً من القرآن كتبت له حسنة، لا أقول {الم ذلك الكتاب} ولكن ((ألف)) حرف، و ((لام)) ، و ((ميم)) ، و ((الدال)) و ((الكاف)) )) .

2295- قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يعقوب الأهوزي، ثنا معمر بن سهل، ثنا عامر بن مدرك، ثنا محمد بن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ حرفاً من القرآن كتب الله له به عشر حسنات، إني لا -[167]- أقول {الم} حرف، ولكن ((ألف)) عشر، و ((لام)) عشر، و ((ميم)) عشر)) .

2296- قال: وأنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سهل، ثنا المحاربي، ثنا إسماعيل بن رافع عن عبد الرحمن بن أبي سهل الإسكندراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق. فما يقرأ آية إلا رفعه الله بها درجةً حتى ينتهي به القرآن إلى غرفة لها سبعة آلاف باب فيها أزواجه وخدمه وقهارمته، وفيها الأنهار مطردة والثمار متدلية، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فبينا هو فيها قد سرَّ وحبر وقرت عينه إذ دخل عليه من أول باب منها سبعون ألف ملك أحسن قوم رآهم وجوهاً وأطيبهم ريحاً، وكلهم معه هدية أهداها الله له وكل شيء من ذلك ريح ولون وطعم صاحبه فيقولون له: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار. قال: فيوضع بين يديه فيسر ويحبر وتقر عينه، فيأمر قهارمته، فيرفعونه، وما يفرغ حتى يدخل عليه من باب آخر مائة ألف وأربعون ألفاً هم أحسن من الذين كانوا من قبل، وأطيب أرواحاً منهم، وكلهم معه هدية أهداها الله –عز وجل- لكل شيء من ذلك لون وريح وطعم غير طعم صاحبه، فيقولون له: سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار. فيضعونه بين يديه، وتقر عينه، ويأمر قهارمته فيرفعونه، ثم يدخلون على قدر ذلك من التضعيف من الأبواب كلها. ثم يؤتى بأبويه إذا كانا مسددين، فيصنع بهما مثل ما صنع به تكرمة له)) . (المسدد) : من السداد، وهو استقامة الطريق. يقال: سدد الرجل: صار على طريقة مستقيمة.

2297- أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الفقيه، أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الصفار، أخبرنا أحمد بن بندار الشعار، أنبأ ابن أبي عاصم، ثنا كثير بن عبيد الحذاء، ثنا بقية، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن المهاجر بن حبيب، عن عمرة أو عبيدة المالكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((يا أهل القرآن لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته، من آناء الليل والنهار، وتغنوه، وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه فإن له ثواباً)) . قوله: (لا توسدوا القرآن) أي: لا تناموا الليل عن القرآن، فيكون القرآن متوسداً معكم لم تتهجدوا به، وروي (من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسداً للقرآن) ، يقال: توسد فلان ذراعه إذا نام عليه وجعله كالوسادة له. وقوله (وتقنوه: أي عدوه قنية من المال أي: أصلاً من المال. قال الله –عز وجل- {وأنه هو أغنى وأقنى} أي: أعطى قنية من المال أي: أصلاً من المال.

2298- قال: وأخبرنا ابن أبي عاصم، حدثنا إسماعيل بن سالم، ثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل الذي ليس في جوفه من القرآن شيء كالبيت الخرب)) .

فصل

فصل 2299- أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، ثنا أبو عبد الله: الحسين بن إبراهيم التميمي التاجر، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن الكسائي المقري، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان التميمي، ثنا أبو نعيم، ثنا بشير بن مهاجر، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: ((كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك! فيقول: أنا صاحبك القرآن –أظمأتك في الهواجر. فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن)) .

2300- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا أبو محمد: -[170]- عبد الله بن محمد بن قدامة، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا سهل بن زياد القطان، عن كثير بن سليم، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا بني أكثر من الدعاء، فإنه يرد القضاء المبرم، يا بني أكثر من قول لا إله إلا الله فإنها أثقل من سبع سموات ومن سبع أرضين وما فيهن، يا بني لا تغفل عن قراءة القرآن إذا أصبحت وإذا أمسيت، فإن القرآن يحيي القلب الميت، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، وبالقرآن تسير الجبال، يا بني أكثر من ذكر الموت زهدت في الدنيا ورغبت في الآخرة وإن الآخرة هي دار القرار، والدنيا غرارة لأهلها، والمغرور من اغتر بها)) .

2301- وأخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن الحسين، ثنا سلمان بن أحمد، ثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن شقيق قال: ((كان عبد الله –رضي الله عنه- يقل الصوم، فذكر له ذلك فقال: إني إذا صمت ضعفت عن القرآن، وتلاوة القرآن أحب إلي)) .

باب في الترغيب في القناعة

باب في الترغيب في القناعة 2302- أنبأ أبو الفتح الصحاف، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم، حدثنا المقري، حدثنا حيوة، أخبرني أبو هانئ أن أبا علي الجنبي أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد –رضي الله عنه- يقول: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافاً وقنعه الله بما أعطاه)) .

2303- أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، أنبأ علي بن عمر بن إسحاق، أنبأ أحمد بن محمد السني الدينوري، أخبرني عبد الله بن محمد بن سعيد الحمال، ثنا محمد بن عمار الرازي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن عطاء بن السائب، عن يحيى بن عمارة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ((اللهم قنعني بما رزقتني، وبارك لي فيه، وأخلف على كل غائبة لي بخير)) .

فصل

فصل 2304- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا عبد الله بن محمد بن شاكر، ثنا محمد بن بشر، ثنا مسعر، عن إسماعيل، عن قيس، عن المستورد أخي بني فهر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يدخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع)) .

2305- وأخبرنا أبو عمرو بن عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ أبو عمرو: أحمد بن محمد الوراق، حدثنا جعفر البردعي، ثنا المسيب بن واضح، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن عبد الله بن مغفل –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[173]- ((من كان له قميصان فليكس أخاه أحدهما)) ، أو قال: ((فليعط)) ، أو قال: ((فليهب)) .

2306- أخبرنا أبو الحسن العلاف ببغداد، أنبأ أبو القاسم بن بشران، أنبأ أبو العباس: أحمد بن إبراهيم الكندي البغدادي بمكة، حدثنا محمد بن جعفر السامري، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا عمرو بن خالد الحراني، ثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس القتباني، عن مالك بن عبادة الخافقي قال: ((مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن مسعود –وهو حزين- فقال: لا تكثر همك، ما يقدر يكن وما ترزق يأتيك)) .

2307- قال: وثنا محمد بن جعفر السامري، حدثنا أبو الفضل: أحمد بن عصمة النيسابوري، حدثنا إسحاق بن راهويه، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي السفر –واسمه: سعيد بن يحمد- عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه- قال: ((مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصاً لنا فقال: ما هذا؟ قلت: خص وهى فنحن نصلحه. قال: الأمر أعجل من ذلك)) . (الخص) : بيت يبني من قصب. وقوله: (وهى) : أي تعزق وانهدم، قال الله تعالى: {.. .. فهي يومئذٍ واهية} أي: ضعيفة جداً، ويقال للسقاء إذا انفتق خرزه: قد وهى بهن، وفي الحديث: -[174]- (المؤمن واه راقع) الواهي: المذنب، فيصير بمنزلة السقاء، الواهي: الذي لا يمسك الماء، والراقع: الذي يتوب فيرفع ما وهى بالتوبة.

فصل

فصل 2308- أخبرنا أبو بكر: أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه، أخبرنا علي بن عمر بن إسحاق، أنبأ ابن السني، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا إبراهيم بن مجشر، ثنا جرير، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس –رضي الله عنه-: ((قال: قال موسى –عليه السلام- يعني: يا رب أي عبادك أغنى؟ قال: الراضي مما أعطيه. قال: فأي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكراً. قال: يا رب فأي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم على نفسه بما حكم على الناس)) .

2309- قال: وأخبرنا ابن السني، ثنا أبو يعلى، ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن -[175]- المسيب، وعن حميد، عن مورق العجلي: ((أن سعد بن مالك وعبد الله بن مسعود –رضي الله عنهما- دخلا على سلمان –رضي الله عنه- يعودانه فبكى، فقالا: ما يبكيك أبا عبد الله؟ قال: عهدٌ عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحفظه أحد منا، قال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب. قال مورق: فنظرت في بيته فإذا أكاف وقرطاط وقيمة عشرين درهماً)) !!!. قال أهل اللغة: (القرطاط) : البرذعة التي تطرح على الدابة تحت الإكاف.

فصل

فصل 2310- أنبأ محمد بن أحمد بن علي وإبراهيم بن محمد الطيان قالا: ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنا عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا يزيد بن سنان، ثنا عبد الله بن إبراهيم الدالي قال: حدثني المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القناعة مال لا ينفد)) .

2311- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أحمد بن بندار بن إسحاق، حدثنا أحمد بن روح البغدادي، أنبأ أحمد بن هارون المهاجر، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار قال: ((خرج سليمان –عليه السلام- في موكبه فمر ببلبل على غصن شوك يصفر ويضرب بذنبه فقال: أتدرون ما يقول هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: فإنه يقول: قد أصبت اليوم نصف ثمرة، فعلى الدنيا السلام)) .

فصل

فصل 2312- أخبرنا إبراهيم بن محمد الطيان، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، أنبأ أبو بكر النيسابوري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين)) .

2313- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، ثنا جدي، ثنا أبو مسلم، ثنا محمد بن معمر بن ناصح، ثنا إبراهيم بن موسى التوزي، ثنا يحيى بن عثمان الحربي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة –رضي الله عنها-: ((أن أبا بكر الصديق –رضي الله عنه- لما حضره الموت قال لعائشة –رضي الله عنها-: إني لا أعلم عند آل أبي بكر من هذا المال إلا هذه اللقحة والغلام والصيقل. كان يعمل بسيوف المسلمين، فإذا مت فادفعيه إلى عمر –رضي الله عنه- فقال عمر –رضي الله عنه-: رحمه الله، لقد أتعب من بعده!!!)) . قال أهل اللغة: (اللقحة) : الناقة ذات اللبن.

فصل

فصل 2314- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، أنبأ أبو القاسم الهمداني، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرني أبو عروبة، حدثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي، ثنا الأعمش، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) .

2315- قال: وأخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثنا -[178]- علي بن عامر، حدثنا محمد بن الحارث بن عبد الحميد، ثنا زهير بن عباد، ثنا داود بن هلال، عن حبان بن علي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((استعينوا بغنى الله. قيل: وما هو؟ قال: عشاء ليلة أو غداء يوم)) .

2316- قال: وأخبرنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا علي بن محمد بن عامر، ثنا أحمد بن يحيى الحضرمي، ثنا أبو خالد: يزيد بن سعيد الصنابحي، ثنا عيسى بن واقد البصري قال: سمعت محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سددت كلب الجوع عنك برغيف وكوز ماء القراح فقل على الدنيا وأهلها الدمار)) .

فصل

فصل قيل: القناعة الرضى بالقسمة. يقال: قنع الرجل قناعة إذا رضي. قال أبو ذؤيب الهذلي: والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إلى قليل تقنع وقال آخر: وللرزق أسباب تروح وتغتدى ... وإني منها بين غادٍ ورائح فبعت بثوب العدم من حلة الغنى ... ومن باردٍ عذبٍ زلالٍ صالح وقال آخر: كن بما أوتيته مقتنعاً ... تكتفي غيش القنوع المكتفي -[179]- كسراج دهنه قوتٌ له ... فإذا غرقته فيه طفى وأنشدوا: اصبر على كسرة وملح ... فالصبر مفتاح كل زين ولا تقرض لمدح قوم ... يدعوا إلى ذلةٍ وشين واقنع فإن القنوع عز ... والذل في شهوة يدين

باب في الترغيب عن قطيعة الرحم

باب في الترغيب عن قطيعة الرحم 2317- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أحمد بن موسى بن مردويه، ثنا أحمد بن إسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر السقطي، ثنا جدي: محمد بن الفضل، حدثنا السري بن المغلس السقطي، حدثنا مروان بن معاوية، عن سليمان بن زيد أبي إدام المحاربي، ثنا عبد الله بن أبي أوفي -رضي الله عنه- قال: ((كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا يجالسنا اليوم قاطع رحم. فقام فتى من الحلقة: فإذا خالة له قد كان بينهما بعض الشيء، فاستغفر لها واستغفرت له، ثم عاد إلى المجلس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرحمة لا تنزل على قومٍ فيهم قاطع رحم)) .

2318- أخبرنا محمد بن أحمد السمسار، أنا إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ أبو نصر بن حمدويه، حدثنا محمود بن آدم، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي قابس، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء، الرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله)) . قيل: (شجنة من الرحمن) أي: تستعيذ بالله من القطيعة، وبيان هذا الحديث في الحديث الآخر: 2318م- ((قال الله -عز وجل-: أنا الرحمن وخلقت الرحم، وشققت لها اسماً من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته)) . وقد مضى فيما تقدم من باب الصاد، في باب (صلة الرحم) تمام هذا الباب.

باب في الترغيب في القرض

باب في الترغيب في القرض 2319- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل، حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، ثنا خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ((لما نزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له} قال أبو الدحداح الأنصاري: يا رسول الله وإن الله ليريد القرض؟ قال: نعم يا أبا الدحداح. قال: أرني يدك يا رسول الله. فتناول يده فقال: إني قد أقرضت ربي حائطي. قال: وحائط له فيه ستمائة نخلة، وأم الدحداح فيه وعيالها، قال: فجاء أبو الدحداح فناداها: يا أم الدحداح. فقالت: لبيك. قال: اخرجي فقد أقرضته ربي -عز وجل-)) .

2320- أخبرنا موسى بن عمران الصوفي بنيسابور، أنبأ محمد بن الحسين بن داود، أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه: ابن سهل، ثنا عبد الله بن حماد الأملي، حدثنا مالك بن سلام وهو بغدادي، ثنا الفضل بن عمار، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل: عامر بن واثلة، عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: ((لما نزلت: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} . قام رجل من الأنصار فقال: فداك أبي وأمي يا رسول الله، سبحانه يحتاج إلى القرض وهو عن القرض غني؟ قال: يريد أن يدخلكم بذاك الجنة. قال: فأقبل الأنصاري إلى أبي الدحداح فقال له: يا أبا الدحداح أنزل الله -عز وجل- على النبي صلى الله عليه وسلم آية محكمة فيها شفاء للصدور، يبلغ بها صاحبها دنياه وآخرته {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} فأقبل أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: فداك أبي وأمي يا رسول الله، أنزل الله عليك هذه الآية {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة} ؟ قال: نعم يا أبا الدحداح. قال: يا رسول الله يسأل الناس القرض وهو عن القرض غني؟ قال: يا أبا الدحداح يريد أن يدخلهم بذاك الجنة. قال: يا رسول الله فإن أقرضت الله -عز وجل- تضمن لي الجنة؟ قال: نعم يا أبا الدحداح. قال: وزوجتي؟ قال: وزوجتك. قال: وصبياني فإن الله واسع كريم؟ قال: والصبيان يا أبا الدحداح. قال: يا رسول الله فإني أشهدك أني جعلت حائطي لله سبحانه قرضاً. قال: يا أبا الدحداح إنا لم نسألك كليهما، فاجعل أحدهما لله، ويكون الآخر معيشة لك ولعيالك. قال: يا رسول الله فإني أشهدك أني قد جعلت خيرهما لله. فقال يا أبا الدحداح إذاً يجزيك الله به الجنة. قال: فانطلق أبو الدحداح الأنصاري يقول: -[184]- هداك الهادي إلى ... سبيل الخير والرشاد بيني من الحائط الذي بالوادي ... قد مضى قرضاً إلى التناد أقرضته الله على اعتمادي ... طوعاً بلا منّ ولا ارتداد إلا رجاء التضعيف في الميعاد ... فودع الحائط وداع الله وارتحلي بالفضل والأولاد ... واستبقى هديت للرشاد إن البر خيبر زاد ... قدمه المرء إلى المعاد قالت أم الدحداح: أما إذا بعت من الله ورسوله فبيع مربح ولا يقال ولا يستقال، ولولا ذاك -ايم الله- لم تملك إلا حصتك. قال: يا أم الدحداح لا يلتك الله شيئاً. فأنشدت تقول: مثلك أحدى ما لديه ونصح ... ولك الحظ إذا الحظ وضح قد متع الله عيالي ما صلح ... بالعجوة السوداء والزهو البلح والعبد يسعى وله ما قد كدح ... طول الليالي وعليه ما اجترح ثم أقبلت على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أفضت إلى الحائط الأخرى)) .

فصل في من أقرضه أخاه قرضا

فصل في من أقرضه أخاه قرضاً 2321- أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو سعيد النقاش، أنبأ أحمد بن إبراهيم، أخبرنا أبو بكر: محمد بن يحيى بن سليمان، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا الليث (ح) . قال أحمد بن إبراهيم: وأخبرني موسى بن العباس، ثنا أحمد بن الفضل العسقلاني، ثنا آدم، ثنا الليث، ثنا جعفر بن ربيعة، عن -[185]- عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رجلاً من بني إسرائيل سأل رجلاً أن يسلفه ألف دينار فقال له: ائتني بشهداء أشهدهم عليك. قال: كفى بالله شهيداً. قال: فائتني بكفيل. قال: كفى بالله كفيلاً. قال: صدقت. قال: فدفع إليه ألف دينار إلى أجل مسمى، فخرج في البحر وقضى حاجته وجاء الأجل الذي أجل له، فطلب مركباً فلم يجده، فأخذ خشبة فنقرها فأدخل فيها ألف دينار، وكتب صحيفة إلى صاحبها، ثم زجج موضعها ثم أتى بها البحر فقال: اللهم إنك قد علمت أني استسلفت من فلان ألف دينار، فسألني شهوداً وسألني كفيلاً فقلت: كفى بالله كفيلاً فرضي بك، وقد جهدت أن أجد مركباً أبعث إليه بحقه فلم أجد، وإني أستودعتكها. فرمى بها في البحر فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركباً يقدم بماله، فإذا هو بالخشبة التي فيها المال، فأخذها حطباً فلما كسرها وجد المال والصحيفة فأخذها. فلما قدم الرجل قال له: إني لم أجد مركباً يخرج. فقال: إن الله قد أدى عنك الذي بعثت به في الخشبة، فانصرف بالألف راشداً)) . قوله: (زجج موضعها) أي: سوى موضع النقر. و (السلف) : في هذا الحديث بمعنى القرض.

باب في الترهيب من قتل النفس بغير حق

باب في الترهيب من قتل النفس بغير حق 2322- أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد البرداني الحافظ ببغداد، أنبأ الشيخ الزاهد أبو الحسن: علي بن عمر القزويني الحربي، ثنا محمد بن مكرم الشاهد، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا محمد بن عامر بن إبراهيم، ثنا أبي، ثنا أبو داود، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن رجل من أهل المدينة وحماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: عثمان -رضي الله عنه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجلٌ زنى بعد إحصان -فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام- أو قتل -فوالله ما -[187]- قتلت- ورجل كفر بعد إسلامه -فوالله ما ابتغيت بديني بدلاً-)) .

2323- أخبرنا أبو طاهر النقاش، أنبأ أبو عبد الله بن منده، أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن العباس الطوسي، حدثنا تميم بن محمد، حدثنا عبد الله بن الجراح، حدثنا زافر بن سليمان، عن حمزة الحوزي، عن عمرو بن دينار، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لزوال الدنيا وما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن، ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار)) .

2324- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا محمد بن عباد المكي، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بشير بن مهاجر، عن ابن بريدة، عن أبيه -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)) .

2325- أخبرنا أبو الحسين الذكواني، حدثنا أحمد بن موسى الحافظ إملاءً، حدثنا أحمد بن كامل بن خلف، حدثنا محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي قال: حدثني عمي: الحسين بن الحسن، عن أبي سعيد -[188]- المؤدب، عن إدريس الأودي، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن النار سبعون جزءً، تسعة وستون جزءً للآمر، وجزء للقاتل وحسبه)) .

2326- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي، حدثنا محمد بن كناسة، حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال العبد في فسحةٍ من دينه ما لم يصب دماً حراماً)) .

2327- أخبرنا الشريف أبو نصر الزينبي، أنبأ أبو طاهر المخلص، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا عثمان -هو ابن أبي شيبة- ثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس الملائي، عن يحيى الجابر، عن سالم بن أبي الجعد، عن ابن عباس -رضي الله عنه-: ((أنه تلا هذه الآية: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم} حتى فرغ منها فقيل له: وإن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى؟ قال ابن عباس -رضي الله عنه-: وأنى له التوبة، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -[189]- يقول: ثكلته أمه، قاتل المؤمن إذا جاء يوم القيامة واضعاً رأسه على إحدى يديه آخذاً بالأخرى القاتل تخشب أوداجه قبل عرش الرحمن -عز وجل- فيقول: رب سل هذا فيم قتلني؟ قال: وما نزلت في كتاب الله آية نسختها)) . قوله: (تشخب أوداجه) : أي يسيل دم أوداجه.

2328- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، ثنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن سلام السواق، ثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول ما يقضى بين الناس في الدماء)) .

2329- أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا حمزة بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن داود الصوفي، حدثنا عبد الله بن نصر بن الصقر التميمي السكري، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، ثنا عبيد الله بن حفص بن ثروان، عن سلمة بن العيار، عن الأوزاعي، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أعان على دم امرئ مسلم بشطر كلمة كتبت بين عينيه يوم القيامة: آيس من رحمة الله)) . وفي رواية: 2329م- ((من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله مكتوباً بين عينيه: آيس من رحمة الله)) . -[190]- (شطر الكلمة) : نصفها. قال سفيان بن عيينة: هو أن يقول: (اق) يعني: لا يتم كلمة (اقتل) .

2330- أخبرنا سليمان بن إبراهيم وسعيد بن عبد الواحد بن دلويه قالا: ثنا علي بن محمد بن ماشاذة، ثنا محمد بن أحمد بن علي، ثنا عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، ثنا الحسن بن مراد، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن الثقلين اجتمعوا على قتل مؤمن لكبهم الله على مناخرهم في النار، وإن الله حرم الجنة على القاتل والآمر)) .

2331- أخبرنا أبو طاهر النقاش، أخبرنا أبو عبد الله بن منده، أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب، وعبد الرحمن بن عبد الله بن راشد قالا: ثنا بكار بن قتيبة، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا ثور بن يزيد، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت معاوية -رضي الله عنه- وكان قليل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا رجل يموت كافراً أو رجل قتل مؤمناً متعمداً)) .

2332- أخبرنا عبد الصمد بن أحمد بن زكريا وجماعة قالوا: ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، ثنا الربيع بن سليمان المرادي، ثنا عبد الله بن وهب، حدثنا -[191]- سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات. قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر، وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) .

2333- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو بكر بن مردويه، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب ويونس، عن الحسن، عن الأحنف بن قيس قال: ((ذهبت لأنصر هذا الرجل فلقيني أبو بكرة -رضي الله عنه- فقال: أين تريد؟ فقلت: أنصر هذا الرجل. قال: ارجع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)) .

2334- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أحمد بن موسى، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن شاذان الجوهري، حدثنا علي بن المديني -[192]- ثنا يحيى بن سعيد عن شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكبر الكبائر الإشراك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين)) .

2335- قال: وأخبرنا أحمد بن موسى، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا داود بن عمرو وخلف بن هشام ويحيى بن عبد الحميد قالوا: ثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سلمة بن قيس الأشجعي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إنما هن أربعة: أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا ولا تسرقوا)) .

2336- أخبرنا إسماعيل بن عبد الغافر في كتابه، أنبأ أبي، أنبأ أبو سليمان الخطابي، حدثنا ابن داسة، حدثنا أبو داود، حدثنا مؤمل بن الفضل، حدثنا محمد بن شعيب، عن خالد بن دهقان، حدثنا عبد الله بن أبي زكريا، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال المؤمن معنقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً، فإذا أصاب دماً حراماً بلح)) . قوله (معنقاً) أي: مسرعاً. وقوله (بلح) أي: وقف وانقطع سيره، وروي عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[193]- ((من مات ولم يشرك بالله شيئاً ولم يتند من دماء الحرام بشيء دخل من أي أبواب الجنة شاء)) . قوله: [لم يتند] أي: لم يصيب منها شيئاً، يقال: ما نديت بشيء أي: ما أصبت منه شيئاً.

2337- أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا إبراهيم بن الحارث (ح) قال أبو عبد الله: وأخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا الحسن بن مكرم قالا: ثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي: أن عبد الملك بن مروان قال لأيمن بن خريم -يقاتل ناساً من المسلمين- قال: ((إن أبي وعمي شهدا الحديبية، وإنهما عهدا إلي ألا أقاتل مسلماً - وقال أبياتاً: ولست بقاتل رجلاً يصلي ... على سلطانٍ آخر من قريش له سلطانه وعلي إثمي ... معاذ الله من جهلٍ وطيش أأقتل مسلماً في غير شيء ... فلست بنافعي ما عشت عيشي

باب الكاف

باب الكاف باب في الترهيب في الكذب وعقابه 2338- أخبرنا أبو نصر الزينبي ببغداد، أنبأ محمد بن عمر بن علي الوراق، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا محمد بن عون، حدثنا أبو المغيرة: عبد القدوس بن الحجاج، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم، حدثنا ابن صاعد، حدثنا سليمان بن سيف الحراني، حدثنا عبد الله بن واقد الحراني أبو قتادة، عن أبي بكر بن مريم، عن حبيب بن عبيد، عن أوسط البجلي، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا عام أول. فقال: عليكم بالصدق فإنه من البر، وإياكم والكذب فإنه من الفجور، ألا ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله، وسلوا الله العافية، فإنه لم يعط عبدٌ خيراً من العافية)) .

2339- أخبرنا عبد الرزاق بن عبد الكريم ومحمد بن أحمد بن ميسلة قالا: ثنا عبد الواحد بن أحمد الباطرقاني، حدثنا علي بن الفضل بن شهريار، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا مسدد، حدثنا عبد الله بن أبي داود، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) .

2340- ثنا محمد بن الحسن بن سليم، أنبأ علي بن المظفر بن علي الأصبهاني، ثنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا قزعة بن سوية، ثنا عبد الملك بن عمير، عن ابن الزبير قال: ((خطبنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على باب الجابية فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل ولم يستشهد، ويحلف ولم يستحلف، الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما، من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)) .

2341- أخبرنا أحمد بن زاهر الطوسي، أنبأ محمد بن إبراهيم -[196]- الفارسي، أنبأ محمد بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا مسلم بن الحجاج قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق، أنبأ ابن أبي مريم، أنبأ محمد بن جعفر، أنبأ العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من علامات المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)) .

فصل

فصل 2342- أخبرنا طراد بن محمد الزينبي بمكة، أنبأ محمد بن الحسين بن الفضل، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا الحسن بن عرفة قال: حدثني سعيد بن محمد الوراق، عن علي بن الخرور قال: سمعت أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمار بن ياسر -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: ((يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك)) .

2343- أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، أنبأ محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أحمد بن سهل بن عمر العسكري بالبصرة، حدثنا إبراهيم بن حرب، ثنا سهل بن عثمان، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الإمام الكذاب، والشيخ الزاني، والعائل المزهو)) . قال: قوله: (العائل المزهو) أي: الفقير المتكبر.

2344- أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنبأ محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، ثنا أحمد بن موسى، حدثنا الهذيل بن بلال المدائني، عن هشام بن خالد بن الوليد الأيادي، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ((كنت عاشر عشرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وسعد بن أبي وقاص، وأنا -فأقبل علينا بوجهه فقال: كيف أنتم إذا نزل بكم خمس خصال- وأعوذ بالله أن تدركوهن. ثم قال: ما فشت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا سلط الله عليهم الطاعون والأدواء التي لم تكن فيمن خلا من قبلهم، ولا منعوا الزكاة إلا مُنعوا قطر السماء، ولا نقص المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وجور السلطان، ولا نقضوا عهد الله وميثاقه -[198]- إلا سلط عليهم عدواً من غيرهم حتى ينزعوا بعض ما في أيديهم، ولا تحيروا في كتاب الله إلا حول الله بأسهم بينهم)) . ثم قال: فحدث بهذا الحديث معاذ -رضي الله عنه- فقال: ((كيف أنتم إذا نزلت فيكم خصالٌ خمس؟ قالوا: نشدناك بالله يا أبا عبد الرحمن ما هن؟ قال: هراقة الدم بغير حل، وإعطاء المال على أن يكذب ويفجر، وأن يشك الرجل في دينه، وإذا كانت الإمارات مواريث)) .

فصل

فصل 2345- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأ الفضل بن عبيد الله، أخبرنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن يحيى المروزي، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد -هو الرقاشي- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان كحلاً، ولعوقاً، ونشوقاً، فأما لعوقه فالكذب، وأما نشوقه فالغضب، وأما كحله فالنوم)) . قال الربيع: وكان يريد يفسره ويقول: أما كحله؛ فإنه يأتي أحدكم وهو في الصلاة أو في ذكر الله فيكحله الكحلة فما يستفيق نائماً، وما يكاد يعقل صلاته، ويأتي أحدكم فيلعقه اللعقة فما يزال يكذب حتى يمسي. وأما نشوقه؛ فإنه يأتي أحدكم فينشقه نشقة فلا يزال غضبان حتى يمسي. قال أهل اللغة: (اللعوق) : ما يجعل في الفم، و (النشوق) : ما يجعل في الأنف. و (الكحل) : ما يجعل في العين.

2346- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر في كتابه، حدثنا عبد الله بن محمد بن حيان، ثنا علي بن أحمد بن بسطام، ثنا محمد بن العباس البغدادي، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس، عن ابن أبي داود، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كذب العبد تباعد الملك منه ميلاً من نتن ما جاء به)) .

2347- قال: وثنا ابن حيان، حدثنا أبو العباس الهروي، حدثنا أبو الخطاب، حدثنا حاتم، حدثنا أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن عائشة قالت: ((ما كان شيء أشد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب)) .

فصل في هذا المعنى من كلام السلف ذكرته بلا إسناد

فصل في هذا المعنى من كلام السلف ذكرته بلا إسناد قال مطرف بن طريف: ما أحب أني كذبت وأن لي الدنيا وما فيها.

وقال يزيد بن ميسرة: إن الكذب يسقي نار كل شر كما يسقى الماء أصول الشجر. وقال محمد بن كعب: لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه. وقال الشافعي: ما أدري ما يقولون من كان كاذباً فهو منافق. وقال رافع بن أشرس: كان يقال: إن من عقوبة الكذاب ألا يقبل صدقه. وقال مبشر بن عبيد في قوله: {قتل الخراصون} يقول: لعن الكذابون. وقال مالك بن دينار: قال داود -عليه السلام-: تعالوا حتى أعلمكم خشية الله، أيما عبد منكم أحب أن يحيى ويرى الأيام الصالحة، فليحفظ عينيه أن تنظر إلى السوء، ولسانه أن ينطق بالإفك.

باب في فضل الكفاف من الرزق والترغيب فيه

باب في فضل الكفاف من الرزق والترغيب فيه 2348- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنا الفضل بن محمد بن سعيد، حدثنا أبو الشيخ، حدثنا محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا ابن وهب، أخبرني سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هانئ، عن أبي علي الجنبي، عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم من آمن بك وشهد أني رسولك، فحبب إليه لقاءك، وسهل عليه قضاءك، وأقلل له من الدنيا، ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك، ولا تسهل عليه قضاءك، وأكثر له من الدنيا)) .

2349- قال: وحدثنا أبو الشيخ، حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمر بن أبي عمرو، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن -[202]- معمر الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم ارزق آل محمد الكفاف، اللهم ارزق آل محمد يوماً بيوم، اللهم من أحبني وأطاع أمري فارزقه الكفاف، اللهم من أبغضني وعصى أمري فأكثر له من المال والولد)) .

2350- قال: ونا أبو الشيخ، أنبأ عبد الرحمن بن محمد بن حماد، ثنا علي بن المنذر، ثنا ابن فضيل، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن جده، عن أبي هريرة: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده للبلاء أسرع إلى من يحبني من الماء الجاري من قلة الجبل إلى حضيض الأرض، اللهم من أحبني فارزقه العفاف والكفاف، ومن أبغضني فأكثر ماله وولده)) . قال أهل اللغة: (قلة الجبل) أعلاه. و (حضيضه) : أسفله، و (الكفاف) : ما لم يكن فيه فضل. يقال: نفقته الكفاف أي: ليس فيه فضل. وفي الحديث: ابدأ بمن تعول، ولا تلام على كفاف.

2351- قال: ونا أبو الشيخ، ثنا الحسن بن محمد، حدثنا يحيى بن عبدك، حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني شرحبيل بن شريك، عن ابن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً ثم قنعه الله بما آتاه)) .

2352- قال: وثنا أبو الشيخ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن -[203]- أحمد الحصاص، ثنا أحمد بن إسماعيل السهمي، حدثنا كثير بن جعفر، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة، عن أنس بن مالك قال: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أحبك. قال: فاستعد للفاقة)) .

فصل في كراهية الإكثار من المال والترهيب فيه

فصل في كراهية الإكثار من المال والترهيب فيه 2353- أخبرنا أبو القاسم بن أبي حرب، أخبرنا الحاكم أبو الحسن الإسفرائيني، أنبأ أبو علي الرفاء، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حفص: عمر بن يزيد الرفاء، حدثنا شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما بال أقوام يشرفون المترفين، ويستخفون بالعابدين، ويعملون بالقرآن ما وافق هواهم، وما خالف هواهم تركوه؛ فعند ذلك يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض. يسعون في ما يدرك بغير سعي من القدر المقدور، والأجل المكتوب، والرزق المقسوم، ولا يسعون فيما لا يدرك إلا بالسعي من الجزاء الموفور، والسعي المشكور، والتجارة لا تبور)) .

2354- أخبرنا أبو نصر: محمد بن سهل السراج، أنبأ عبد الملك بن الحسن الأزهري، ثنا أبو عوانة، ثنا أبو داود الحراني، حدثنا -[204]- محمد بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة، فلما رآني قد أقبلت قال: الأخسرون ورب الكعبة -مرتين- فأخذني غم وجعلت أتنفس فقلت: هذا شيء حدث في، قال: قلت: من هم فداك أبي وأمي؟ قال: الأكثرون إلا من قال في عباد الله هكذا وهكذا -عن يمينه وعن يساره وخلفه- وقليل ما هم، ما من رجل يموت فيترك غنماً أو إبلاً أو بقراً لم يؤد زكاته إلا جاء يوم القيامة أعظم ما يكون وأسمنه حتى تطأه بأظلافها وتنطحه بقرونها حتى يقضى بين الناس)) .

باب في الترهيب من الكبر وذم المتكبرين

باب في الترهيب من الكبر وذم المتكبرين 2355- أنبأ أبو طاهر الداراني، ثنا أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا سليمان الشاذكوني، حدثنا صفوان بن عيسى، ثنا عبد السلام بن عجلان، عن عبيدة الهجيمي، عن أبي حرب: جابر بن سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينما رجل فيمن كان قبلكم يتبختر في بردين له إذ قال الله -عز وجل- للأرض: خذيه. فهو يتجلجل فيما بين الأرضين إلى يوم القيامة)) . 2355م- وفي رواية أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((لبس حلة، واختال فيها فخسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة)) . قوله: (اختال) : من الخيلاء وهو الكبر. و (يتجلجل) : أي يضطرب ويتحرك.

2356- قال: وحدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا عبد الله بن رجاء، أخبرنا عبد الحميد، عن شهر قال: سمعت رجلاً يحدث عن عقبة بن عامر الجهني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر تحل له الجنة يريح بريحها ولا يراها. فقال رجل يقال له: أبو ريحانة: يا رسول الله: إني لأحب الجمال حتى أني لأحبه في علاقة سوطي، وفي شراك نعلي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس ذلك كبراً: إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس)) . (علاقة سوطي) : يعني: السر الذي فيه، وقوله: (يحب الجمال) أي: النظافة. وقوله: (من سفه الحق) أي: من أنكر الحق. قال بعض علماء السلف: التواضع قبول الحق. وغمص الناس أي: احتقرهم ولم يبال بهم. وقوله: (أن يريح ريحها) - بفتح الياء و (ضمها) أي: أن يجد ريحها.

2357- قال: وحدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا الرمادي، ثنا سفيان، عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، قال: وثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن عمرو، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الناس يغشيهم الصغار من كل مكان ويساقون إلى سجن في النار يقال له: ((بولس)) -[207]- ويسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار)) .

2358- قال: وثنا أبو مسلم الكشي، ثنا سليمان بن داود، ثنا عمر بن يونس اليماني، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني محمد بن القاسم، عن عبد الله بن حنظلة قال: ((رأيت عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- في السوق وعلى رأسه حزمة حطب قال: فقيل له: أتفعل هذا وقد أغناك الله عنه؟! فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقل حبة من خردل من كبر. فأحببت أن أترك الكبر)) .

فصل

فصل 2359- أخبرنا المطهر بن محمد البيع، ثنا الحسن بن محمد بن عبد الله، حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، حدثنا يحيى بن مطرف، حدثنا علي بن قرين، حدثنا جعفر بن سليمان، ثنا فرقد قال: ((قرأت في التوراة: أمهات الخطايا ثلاث: أول ذنب عصي الله به: الكبر، والحسد، والحرص. فاستل من هؤلاء ست خصال: الشبع، والنوم، والراحة، وحب المال، وحب الجمال، وحب الرياسة)) .

2360- أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ محمد بن محمد بن سليمان في كتابه، أخبرنا أبو العباس الهروي، ثنا مؤنس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، حدثني الحارث بن نبهان، عن ابن معبد، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[208]- ((ثلاث هن أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن، وثلاث إذا ذكرن فأمسكوا: إياكم والكبر، فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم وإياكم والحرص، فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة. وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهن أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن. والثلاث: إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا)) .

فصل

فصل 2361- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنبأ والدي، أنبأ محمد بن الحسن أبو طاهر، ثنا عباس بن محمد الدوري، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، حدثنا حيوة بن شريح، أخبرني أبو هانئ الجنبي، أن أبا علي: عمرو بن مالك الجنبي، أخبره عن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء، وإزاره العزة، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمة الله)) .

2361م- وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني شيئاً منها ألقيته في النار)) . المنازعة: المجادلة والمغالبة، قال الله تعالى: {فلا ينازعنك في الأمر} أي: لا يجادلنك، وفي الحديث ((ما لي أنازع القرآن)) أي: أجاذب قراءتها كأنهم جهروا بالقراءة فشغلوه.

2362- أخبرنا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنبأ أبو بكر بن أبي نصر، حدثنا أبو الشيخ، حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا سهل بن بحر العسكري، حدثنا عمرو بن منصور، حدثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اختصمت الجنة والنار إلى ربها فقالت الجنة: يا رب إنما يدخلها ضعفاء الناس وسقاطهم، وقالت النار: يا رب إنما يدخلها الجبارون المتكبرون. فقال: أنت رحمتي أصيب بك من أشاء، وأنت عذابي أصيب به من أشاء، ولكل واحد منكما ملؤها. فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإن الله ينشئ لها ما شاء. وأما النار فيلقى الناس فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الجبار فيها قدمه فعند ذلك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط، قط)) . قوله: و (سقاطهم) : أي الذين يسقطون من أعين الأغنياء، و (القدم) : صفة من صفات الله تعالى يجب الإيمان به والتسليم له، ويترك التصرف فيه بالفكر والعقل. قال السلف: أمروها كما جاءت. وقوله: (قط. قط) أي: حسْب حسْب.

باب في الترغيب في كظم الغيظ واجتناب الغضب

باب في الترغيب في كظم الغيظ واجتناب الغضب 2363- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أنبأ أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا عمران بن ميسرة الأدمي، نا ابن إدريس، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علموا، ويسروا، ولا تعسروا، قال: وإذا غضبت فاسكت)) .

2364- قال: وحدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا الرمادي، حدثنا سفيان، حدثنا الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا رسول الله أوصني بكلمات أعيش لهن، ولا تكثر علي فأنسى. قال: اجتنب الغضب، فأعاد عليه. قال: اجتنب الغضب. فأعاد عليه. قال: اجتنب الغضب)) .

2365- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليمان، أنبأ أبو علي بن شاذان، ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عمرو بن راشد –كان ينزل ((الجار)) الموضع- ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن هشام بن عروة، عن محمد بن علي، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه، ونشر عليه رحمته، وأدخله في محبته. قيل له: ماذا يا رسول الله؟ قال: من إذا أعطي شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر)) .

2366- أخبرنا سلمان بن إبراهيم –في كتابه- أنبأ أبو سعيد الماليني، أنبأ عبد الرحمن بن محبوب، حدثنا زكريا بن يحيى البزاز، حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف قالا: ثنا عبد الرزاق، حدثنا داود بن قيس عن زيد بن أسلم، عن رجل من أهل الشام يقال له: عبد الجليل، عن عم له، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كظم غيظاً وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله أمناً وإيماناً)) .

باب في الترهيب من كفران النعمة

باب في الترهيب من كفران النعمة 2367- أخبرنا محمد بن الحسين بن سليم، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن سلمان، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا هشام بن عبد الملك، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة فقال: هل لك مال؟ قلت: نعم. قال: من أي المال؟ قلت: من كل المال، قد أتاني الله من الإبل والخيل والرقيق والغنم. قال: فإذا أتاك الله مالاً فلير عليك)) .

2368- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة وإبراهيم بن سعيد قالا: ثنا روح بن عبادة، ثنا شعبة، عن الفضيل بن فضالة، عن رجل من قيس، عن أبي رجاء العطاردي قال: ((خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز لم نره عليه قبل ولا بعد، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أنعم الله على عبدٍ -[213]- نعمة يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)) .

2369- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا حاجب بن الوليد، حدثنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: ((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاةً فمسحها وقال: يا عائشة أحسني جوار نعم الله، فإنها قل ما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم)) .

2370- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا خالد بن خداش، ثنا مهدي بن ميمون، عن شعيب بن الحجاب، عن الحسن بن أبي الحسن: (( {إن الإنسان لربه لكنود} قال: يعدد المصائب وينسى النعم)) . قال أهل اللغة: (رجل قشف الهيئة) : إذا كان اللباس غير متعهد له ولنفسه و (المطرف) : الرداء.

باب في الترهيب من كثرة الكلام فيما لا فائدة فيه

باب في الترهيب من كثرة الكلام فيما لا فائدة فيه 2371- أخبرنا إسماعيل بن علي الخطيب بالري، أنبأ أبو بكر: أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الصيدلاني، أنبأ أبو الحسن: أحمد بن عبدوس الطرائقي، حدثنا أبو سعيد: عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الحكم بن هشام العقيلي، حدثنا يحيى بن سعيد بن أبان القرشي، عن أبي فروة، عن أبي خلاد –وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الرجل المؤمن قد أعطي زهداً في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه، فإنه يلقن الحكمة)) .

2372- أخبرنا أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنبأ عبد الرحمن بن أبي بكر، أنبأ عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن عمرو، ثنا الحوضي، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا المطعم بن المقدام الصناعي، عن نصيح الشامي عن ركب المصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[215]- ((طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله)) .

2373- أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، أنبأ أبو محمد بن حيان، أنبأ عبد الله بن محمد بن سوار الهاشمي، حدثنا عون بن سلام، ثنا أبو بكر النهشلي، عن الأعمش، عن شقيق قال لنا عبد الله –رضي الله عنه- على الصفا ثم قال: ((يا لساني قل خيراً تغنم أو –يعني: اسكت- تسلم من قبل أن تندم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن بهذا شيء أنت تقوله أم سمعته؟ قال: لا، بل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه)) .

2374- قال: وأخبرنا أبو محمد بن حيان، حدثنا يوسف بن محمد، حدثنا أبو مسعود، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال: ((دخلنا على سفيان الثوري نعوده فدخل سعيد بن حسان المخزومي فقال له سفيان: أعد علي حديث أم صالح: فقال: أخبرتني أم صالح عن صفية بنت شيبة عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله –عز وجل-)) .

2375- أخبرنا أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنا عبد الرحمن بن أبي بكر، ثنا أحمد بن عمر، حدثنا إبراهيم بن حجاج الشامي، ثنا بشار بن الحكم أبو بدر، حدثنا ثابت عن أنس: -[216]- ((لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخليق بمثلها)) .

2376- قال: وثنا أحمد بن عمرو، حدثنا أبو موسى، ثنا عيسى بن شعيب الضرير أبو الفضل، ثنا الربيع بن سليمان النميري، عن أبي عميرة بن أنس بن مالك، عن أبيه –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من خزن لسانه ستر الله عورته، ومن كفّ غضبه كفّ الله عنه عذابه)) .

فصل ذكرته بلا إسناد

فصل ذكرته بلا إسناد 2377- قال عبد الله بن أبي زكريا: ((من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه)) .

2378- قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: ((من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثرت خصومته لم يسلم له دينه)) .

2379- وقال سعيد بن العباس: -[217]- ((إذا حفظت لسانك فقد حفظت جميع جوارحك، وإذا تواضعت فقد أدركت جميع فضائلك، وإذا أخلصت فقد أحكمت جميع عملك)) .

2380- وقال أحمد بن أبي الحواري: ((خرجت فرأيت راهباً من الرهبان على عنقه مخلاتان فربما أخذ حجراً فألقاه في المخلاة التي خلفه! فقلت: ما تصنع أيها الراهب!؟ فقال: إذا كان بالعشي عددتها فإن كان لغوي أكثر من ذكري، أمسكت عن الطعام فلم آكل شيئاً، وإن كان ذكري أكثر من لغوي أفطرت)) .

2381- وقال أبو إسحاق السبيعي: ((إن كان أحدهم ليخرج من منزله فيعرف ما يتكلم به حتى يرجع)) .

باب اللام

باب اللام باب في الترهيب من اللعن وذم اللاعنين 2382- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنبأ علي بن محمد بن بشران ثنا أحمد بن محمد الجوزي، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا أبو خيثمة، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن المهلب، عن عمران بن حصين قال: ((بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت، فلعنتها فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: خذوا ما عليها، ودعوها فإنها ملعونة)) . قال عمران: ((فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد)) .

2383- قال: وأنبأ ابن أبي الدنيا، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا المحاربي، عن العلاء بن المسيب، عن الفضيل بن عمرو -[219]- أن رجلاً لعن شيئاً فخرج ابن مسعود فقال: ((إذا لعن الشيء دارت اللعنة، فإن وجدت مساغاً قيل لها: ((اسلكيه)) فإن لم تجد مساغاً قيل لها: ((ارجعي من حيث جئت)) فحقت أن ترجع وأنا في البيت)) .

2384- قال: أنبأ ابن أبي الدنيا، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا يحيى بن حسان، حدثنا الوليد بن رباح قال: سمعت نمران يذكر عن أم الدرداء قال: ((سمعت أبا الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها)) .

2385- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو عمرو المقري، حدثنا ابن أبي مريم، ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني زيد بن أسلم، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء ولا شفعاء)) .

2386- قال: وأنبأ ابن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل، عن أبي خالد، عن حكيم بن حزام، قال: ((كان أبو الدرداء مضجعاً بين أصحابه وقد غطى وجهه فمر -[220]- عليه قس سمين فقالوا: اللهم العنه فما أغلظ رقبته. فقال أبو الدرداء: من هذا الذي لعنتم آنفاً؟! فأخبروه فقال: لا تلعنوا أحداً، فإنه لا ينبغي للعان أن يكون عند الله صديقاً يوم القيامة)) .

2387- قال: وحدثنا بن أبي الدنيا، ثنا بندار بن بشار، حدثنا أبو عامر، عن كثير بن زيد قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون المؤمن لعاناً)) .

2388- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا أبو النضر الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن قيس قال: ((إذا ركب الرجل الدابة قالت: اللهم اجعله بي رفيقاً رحيماً، فإذا لعنها قالت: على أعصانا لله، لعنة الله)) .

فصل في الترغيب في حفظ اللسان

فصل في الترغيب في حفظ اللسان 2389- أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني -[221]- محمد بن عمرو أبو بكر الباهلي، ثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، عن سليمان بن سحيم، عن أمة ابنة أبي الحكم الغفارية قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا قيد رمح فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء)) .

2390- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أخبرنا أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا حجاج بن منهال، ثنا حجاج عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن بلال بن الحارث –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يدري بلغت ما بلغت فيكتب الله سخطه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يدري بلغت ما بلغت فيكتب الله له بها رضاه إلى يوم القيامة)) .

2391- قال: وحدثنا الكشي، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة وما يرى أن تبلغ حيث بلغت، فيهوى بها في النار سبعين خريفاً)) .

2392- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أحمد بن جميل، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا السري بن يحيى، عن ثابت البناني قال شداد بن أوس لغلامه: ((ائتنا بسفرتنا نبعث ببعض ما فيها. فقال له رجل من أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك أرى أن يكون فيها شيء غير هذه. قال: صدقت، ما تكلمت بكلمة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أزمها وأخطمها إلا هذه، وايم الله لا تذهب مني هكذا – فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله)) .

2393- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني ابن أبي مريم، عن يحيى بن أبي بكير، عن عمارة بن زاذان قال: سمعت زياد النميري يقول: قال أنس بن مالك لرجل – وبعثه في حاجة: ((إياك وكل أمر تريد أن تعتذر منه، وإذا أردت أن تتكلم بكلام فانظر فيه قبل أن تتكلم فإن كان لك فتكلم به، وإن كان عليك فالصمت عنه خير)) .

2394- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا علي بن الحسن، عن حجاج بن نصير، حدثنا جسر أبو جعفر قال: سمعت ميمون بن سياه يقول: ((ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة لم أتدبرها قبل بها إلا ندمت عليها إلا ما كان من ذكر الله –عز وجل-)) .

2395- قال: وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن قدامة قال: حدثني أبو حفص الدمشقي، عن صدقة بن عبد الله قال: لما كبر آدم –عليه السلام- جعل بنو بنيه يعبثون به فيقول لهم آباؤهم: ألا تنهاهم! فيقول: ((يا بني إني رأيت ما لم تروا، وسمعت ما لم تسمعوا، رأيت الجنة وسمعت كلام ربي، وقال لي حين أخرجني منها: إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها)) .

باب الميم

باب الميم باب في الترغيب في المداراة والصبر على أذى الناس 2396- أخبرنا عاصم بن الحسن ببغداد، أنا علي بن محمد بن بشران، حدثنا الحسين بن صفوان، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني الفضل بن جعفر، ثنا المسيب بن واضح، حدثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مداراة الناس صدقةٌ)) .

2397- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني أبي هشيم، عن -[225]- علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأس العقل بعد الإيمان بالله تعالى مداراة الناس)) .

2398- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثني عبد الله بن جنادة الجهني عن حفص –شيخ له- حدثنا الشعبي عن النزال بن سبرة رفعه قال: ((ثلاث من كن فيه كان بدنه في راحةٍ: علم يرد به جهل الجاهل، وعقل يداري به الناس، وورع يحجزه عن معاصي الله)) .

2399- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، عن الحكم بن ظهير، عن زيد بن رافع رفعه قال: ((أمرت بمدارات الناس كما أمرت بالصلاة المفروضة)) .

فصل

فصل 2400- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، ثنا ابن صفوان، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه قال: قلت: ومن هو؟ قال: ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)) .

2401- قال: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو المطرف، مغيرة الشامي، عن العرزمي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جمع الله بين الخلائق يوم القيامة نادى منادٍ: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم ناس وهم يسيرون فينطلقون سراعاً إلى الجنة، فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظُلمنا صبرنا وإذا أسيء إلينا حلمنا. فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين)) .

2402- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أنبأ أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا الأنصاري، ثنا حميد، عن أنس قال: ((كان رجل يسوق يقال له: (أنجشة) بأمهات المؤمنين، قال: فاشتد بهم السير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنجشة رويدك أرفق بالقوارير)) . قيل: شبه النساء لضعفهن بالقوارير

2403- وحدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد، عن حميد ويونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف)) .

2404- قال: وثنا الكشي، ثنا القعنبي، حدثنا سفيان عن -[227]- الزهري، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: ((هل علمت أن الله يحب الرفق في الأمر كله)) .

2405- قال: وثنا الكشي، ثنا محمد بن صالح، ثنا يحيى الحماني، حدثنا أبو عوانة وأبو معاوية ووكيع، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)) .

2406- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، حدثنا ابن صفوان، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا محمد بن طلحة الطويل، حدثنا عبد المجيد بن أبي عيسى الحارثي، عن أبيه، عن جده قال: ((حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصدقة فقال علبة بن زيد –رجل من الأنصار- اللهم إني ليس لي مالٌ أتصدق به، فأيما رجل من المسلمين نال من عرضي شيئاً فهو عليه صدقة، فلما كان من الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين المتصدق بعرضه البارحة، فقام علبة بن زيد فقال: أنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قبل الله صدقتك)) .

2407- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني أبو هريرة: محمد بن فراس –بصري ثقة- حدثنا مؤمل بن إسماعيل، حدثنا سفيان، حدثنا أبو عباد بن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: -[228]- ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم حسن الخلق، وطلاقة الوجه)) .

2408- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا أبو ضمرة –أنس بن عياض- عن يحيى بن سعيد قال: قال أبو الدرداء: ((أدركت الناس ورقاً لا شوك فيه، فأصبحوا شوكاً لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك. قالوا: فكيف نصنع؟ قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك)) .

فصل في هذا المعنى ذكرته بلا إسناد

فصل في هذا المعنى ذكرته بلا إسناد 2409- روي عن عبد الوهاب بن الورد، قال: جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: ((إني قد حدثت نفسي أن لا أخالط الناس فما ترى؟ قال: لا تفعل، إنه لا بد للناس منك ولا بد لك منهم. لك إليهم حوائج ولهم إليك حوائج، ولكن فيهم أصم سميعاً أعمى بصيراً سكوتاً نطوقاً)) .

2410- وقال أيوب السختياني: ((لا ينبل الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس والتجاوز عما يكون منهم)) .

2411- وقال عروة بن الزبير: ((مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك طيبة ووجهك بسطاً تكن أحب الناس ممن يعطيهم العطايا)) .

2412- وحضر علي بن أصمع الوفاة فجمع بنيه فقال: ((أي بني: عاشروا معاشرةً. إن عشتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم)) .

2413- وعن أنس –رضي الله عنه- في قوله –عز وجل-: {فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} قال: ((الرجل يشتمه أخوه فيقول: إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك)) .

2414- وعن مجاهد في قوله تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: ((وإذا أوذوا صفحوا)) .

2415- وقال السدي {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} قال: ((إذا أوذوا صفحوا)) .

2416- وقال الربيع بن خيثم: ((الناس رجلان: مؤمن وجاهلٌ. فأما المؤمن فلا تؤذه، وأما الجاهل فلا تجاهله)) .

2417- وقال بكر بن عبد الله المزني: -[230]- ((إذا رأيت من هو أكبر منك فقل: هو أسبقني بالإيمان والعمل الصالح فهو خيرٌ مني، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل: سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خيرٌ مني، فإنك لا ترى أحداً إلا أكبر منك أو أصغر، وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل: هذا فضل أخذوا به، وإذا رأيت منهم تقصيراً فقل: هذا بذنب أحدثته)) .

باب في الترهيب من سوء الملكة

باب في الترهيب من سوء الملكة 2418- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أنا أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج بن نصير، ثنا همام عن فرقد السبخي، عن مرة الطيب، عن أبي بكر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة سيء الملكة)) . قيل: معناه الذي يسيء إلى مماليكه وما تحت يده)) .

2419- قال: وثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا عمرو بن حكام، حدثنا شعبة عن واصل الأحدب، عن المعرور بن سويد قال: ((رأيت أبا ذر –رضي الله عنه- بالربذة وعليه حلة، وعلى غلامه مثلها؛ فسألته عن ذلك فذكر لي أنه ساب رجلاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعيره بأمه فأتى ذلك الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنك امرؤٌ فيك جاهلية، إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان -[232]- أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم)) .

2420- أخبرنا أبو نصر الزينبي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا بحر بن نصر الخولاني، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيراً حدثه عن العجلان مولى فاطمة، حدثه عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((للملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل ما لا يطيق)) .

2421- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أخبرنا أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا ابن كثير، حدثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((أرقاءكم أرقاءكم أطعموهم مما تأكلون، واكسوهم مما تلبسون، وإن جاءوكم بذنب ولم تريدوا أن تغفروه، فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم)) . قال أهل النحو: (أرقاءكم) نصب بإضمار فعل والتقدير: احفظوا أرقاءكم، تعاهدوا أرقاءكم، وتكرير الكلمة لتأكيد الأمر بتعهدهم.

باب في الترهيب من المدح في الوجه

باب في الترهيب من المدح في الوجه 2422- أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو الحسن، حدثنا فاروق الخطابي، ثنا الكشي، حدثنا حجاج بن نصير، حدثنا شعبة، عن الحكم بن ميمون بن أبي شبيب قال: ((جاء رجل يثني على رجل عند المقداد، فحثا المقداد في وجهه التراب وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب)) .

2423- قال: وحدثنا الكشي، حدثنا أبو عمرو، حدثنا حماد أن خالداً الحذاء أخبرهم عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه أن رجلاً مدح رجلاً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: -[234]- ((قطعت عنق أخيك، إن كان أحدكم مادحاً أخاه لا محالة فليقل: إن فلاناً –ما علمت- كذا وكذا ولا أزكي على الله أحداً إن كان يعلم ذلك)) .

2424- قال: وحدثنا الكشي، حدثنا أبو عمرو، أخبرنا حماد أن سعيداً الجريري أخبرهم عن عبد الله بن شفيق العقيلي، عن محجن الأذرع، قال: ((كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهينا إلى باب المسجد فإذا رجل قائم يصلي فوضع يده على منكبي ثم أبده بصره وقال: أتقوله صادقاً؟! أتقوله صادقاً؟! أتقوله صادقاً؟! قال: قلت: يا رسول الله هذا فلان أعبد أهل المدينة، قال: اتق، لا تسمعه فتهلكه – ثلاثاً)) . قوله: (أبده بصره) أي: حدد النظر إليه. وقوله: (اتق، لا تسمعه) : خاف أن يعجب بنفسه وعبادته فيهلك.

باب النون

باب النون باب في الترهيب من النياحة وعقوبة النائحة 2425- أخبرنا أحمد بن زاهر، أنبأ محمد بن إبراهيم الفارسي، حدثنا محمد بن عيسى بن عمرويه، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا ابن نمير، حدثني أبي ومحمد بن عبيد كلهم عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب والنياحة على الميت)) .

2426- أخبرنا عبد الصمد بن أحمد بن زكريا، وأبو العباس: أحمد بن محمد الحراني قالا: أخبرنا أبو عبد الله الجرجاني، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله -[236]- بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، حدثني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أظنه رفعه – قال: ((ثلاثٌ من عمل الجاهلية لا يتركهن الناس أبداً: الطعن في النسب، والنياحة على الميت، والاستمطار بالنجوم)) .

2427- أخبرنا عمرو بن أحمد السمسار، حدثنا علي بن محمد بن ماشاذة، حدثنا محمد بن عبد الله بن أسيد، ثنا عبيد بن شريك، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد العزيز بن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((النوائح عليهن سرابيلٌ من قطران – يعني في النار)) .

2428- أخبرنا أبو الفتح الصحاف، أنبأ أبو عبد الله الجرجاني، حدثنا محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي، حدثنا بشر بن بكر، حدثنا الأوزاعي، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله، عن كريمة بنت الحسحاس المزنية، قالت: سمعت أبا هريرة –رضي الله عنه- في بيت أم الدرداء يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من الكفر بالله: النياحة، وشق الجيوب، والطعن في النسب)) .

2429- أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا محمد بن الحسين بن علي الدقاق البغدادي، حدثنا محمد بن الفضل بن سلمة، حدثنا محمد بن أبي غالب، حدثنا قيس بن الربيع، عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، عن ثابت بن قيس قال: ((أرسل أبو موسى –رضي الله عنه- إلى امرأته، وهو مريض، فلما أتته بكت. قال: مه، ألم تعلمي أني بريء ممن بريء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أنا مت فاغسليني وعلي قميص وليعنك ثابت بن قيس فإذا فرغت فاتركيه عني، وشقيه. قال: فغسلته وأعنتها عليه، فملا انقضى المأتم سألتها عن قوله: إني بريء ممن بريء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: أخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الحالقة والسالقة والخارقة)) . السالقة: بالسين والصاد – التي ترفع صوتها بالنياحة والبكاء.

2430- أخبرنا الخضر بن الفضل، أخبرنا علي بن القاسم، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف، حدثنا يوسف بن فورك، حدثنا محمد بن عاصم، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن أبي عياش، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((النائحة على طريق بين الجنة والنار سرابيلها من قطران، تغشى وجهها النار)) .

2431- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن مندويه، حدثنا علي بن محمد بن ميلة، حدثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الله الراشدي، حدثنا علي بن محمد بن سعيد الثقفي، حدثنا منجاب بن الحارث، حدثني عمرو بن العباس البصري، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة رن إبليس رنةً اجتمعت إليه ذريته فقال: ايئسوا أن ترتد أمة محمد إلى الشرك بعد يومهم هذا، ولكن افتنوهم في دينهم، وأفشوا فيهم النوح والشعر)) . قوله: (رن إبليس) أي: صاح: وا ويلاه! والرنة والرنين: المنكر يقال: رن فهو رانٌّ، وأرنّ فهو مرن.

2432- أخبرنا أحمد بن علي بن المرزبان، حدثنا علي بن ماشاذة، حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن عصام، حدثنا أبو داود، حدثنا عمران عن قتادة، عن أبي مرية، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصلي الملائكة على نائحة ولا مرنةٍ)) .

2433- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، حدثنا علي بن محمد بن ميلة، حدثنا أبو عمرو بن حكيم، حدثنا أبو أمية، حدثنا -[239]- أبو عاصم، عن شبيب بن بشر، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوتان ملعونان: صوت مزمار عند نعمةٍ، وصوت رنةٍ عند مصيبةٍ)) .

2434- أخبرنا محمد بن أحمد الفقيه، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا هبة الله بن محمد بن حنش، حدثنا محمد بن عثمان العبسي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا محمد بن ربيعة، حدثنا محمد بن الحسن بن عطية عن أبيه، عن جده، عن أبي سعيد –رضي الله عنه- قال: ((لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم النائحة والمستمعة)) .

2435- أخبرنا أبو الفتح الحسناباذي، أنبأ أبو محمد بن جولة الأبهري، حدثنا أبو عمرو بن حكيم، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب، أنبأ سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الميت يعذب في قبره ما نيح عليه)) .

باب في الترهيب من النميمة

باب في الترهيب من النميمة 2436- أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسن بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا مهدي بن ميمون، عن واصل بن الأحدب، عن أبي وائل قال: بلغ حذيفة –رضي الله عنه- عن رجل أنه يكثر الحديث فقال: ((سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة نمامٌ)) .

2437- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قتات)) . قال الأعمش: (القتات) : النمام.

2438- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق بن -[241]- إسماعيل، حدثنا جرير عن منصور، عن أبي هشام، عن أبي العالية –أو غيره- قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتاني البارحة رجلان فاكتنفاني فانطلقا بي حتى مرا بي على رجل في يده كلاب يدخله في رجل فيشق شدقه حتى يبلغ لحييه فيعود فيأخذ فيه، فقلت: من هذا؟! قال: هم الذين يسعون بالنميمة)) .

2439- أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، أخبرنا أبو سعيد النقاش، أخبرنا أحمد بن محمد بن حسنويه، حدثنا الحسين بن إدريس، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله. ثم أخذ عوداً فكسره باثنين ثم غرز كل واحدٍ منهما على قبرٍ ثم قال: لعله يخفف عنهما العذاب ما لم ييبسا)) .

2440- أخبرنا عبد الوهاب: ابن أبي عبد الله بن منده، أخبرنا والدي، أخبرنا أبو عثمان: عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا أحمد بن معاذ السلمي، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا عمرو بن زرارة، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقال: رأيت اليلة عجباً، رأيت رجلاً من أمتي يعذب في القبر فأتاه الوضوء فاستنقذه، ورأيت رجلاً -[242]- من أمتي احتوشته ملائكة العذاب فاسنقذته صلاته، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع فاستقذه صيامه، ورأيت رجلاً من أمتي بين يديه ظلمةٌ، وخلفه ظلمةٌ، وعن شماله ظلمةٌ فاستنقذه حجه وعمرته، ورأيت رجلاً من المؤمنين يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلة رحمه فاستنقذته حتى كُلِّم، ورأيت رجلاً جاثياً على ركبيته قد حجب عن النور فاستنقذه حسن خُلُقِهِ، ورأيت رجلاً أعطي كتابه بشماله، فاستنقذه خوفه من الله –عز وجل- فأعطيه بيمينه، ورأيت رجلاً على شفير جهنم فاستقذه وجله من الله –عز وجل- ورأيت رجلاً من أمتي هوى من الصراط في جهنم فاستقنذه دموعه من خوف الله، ورأيت رجلاً من أمتي تلفح وجهه شرر النار فاستنقذته صدقته، ورأيت رجلاً من أمتي أخذته الزبانية فاستنقذه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، ورأيت رجلاً من أمتي يرعد على الصراط فاستنقذه حُسْنُ ظنه بالله –عز وجل- ورأيت رجلاً من أمتي لا يجوز على الصراط فاستنقذته صلاته – يعني صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم ورأيت رجلاً انتهى به إلى الجنة فأغلق عنه فاستنقذته شهادة أن لا إله إلا الله، ورأيت أعجب العجب ناسٌ يقرضون شفاهم فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المشاؤون بالنميمة بين الناس، ورأيت رجالاً معلقين بألسنتهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يرمون المؤمنون والمؤمنات بغير ما اكتسبوا)) .

2441- أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا ابن أبي الدنيا، -[243]- حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، حدثني صالح المري، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحبكم إلى الله –عز وجل- أحاسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون، وإن أبغضكم إلى الله –عز وجل- المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الإخوان، الملتمسون للبرآء العثرات)) .

فصل

فصل 2442- أخبرنا أحمد بن الحسين الصالحاني –رحمه الله- أخبرنا أبو ذر الصالحاني، حدثنا أبو الشيخ، حدثنا أبو علي بن إبراهيم، حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا الحكم بن مروان، حدثنا فرات بن السائب عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نهى عن النميمة والاستماع إلى النميمة)) .

2443- قال: وحدثنا أبو الشيخ، حدثنا عبدان، ثنا محمد بن مصفي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن مسلم بن مشكم، عن أبي الدرداء –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ستةٌ من الأعمال يبغضها الله، وستة يقذرها الله: المشاؤون -[244]- بالنميمة، والقتالون النفوس بغير حق، والكنازون في قلوبهم الغل لإخوانهم، وإذا لقوهم لقوهم بالبشر في وجوههم، وإذا عُرِضَ لهم شيءٌ من أموال الناس اتقطعوه بشهادات الزور، والأيمان الكاذبة، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء، وإذا دعوا إلى الباطل كانوا سرعاً، والسادسة التي يقذرها التفريق بين الأحبة)) .

2444- أخبرنا عاصم بن الحسن، أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني هارون بن عبد الله، أخبرنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي، عن مسكين بن أبي فاطمة، عن شيخ من أهل البصرة، عن أبي الجوزاء قال: ((قلت لابن عباس –رضي الله عنه-: أخبرني من هذا الذي ندبه الله بالويل؛ فقال: {ويلٌ لكل همزةٍ} ؟ قال: هو المشاء بالنميمة المفرق بين الإخوان، المغري بين الجميع)) .

2445- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أحمد بن جميل، حدثنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن منصور عن مجاهد: (( {حمالة الحطب} قال: كانت تمشي بالنميمة)) .

2446- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان قال: سمعت ابن عباس –رضي الله عنه- يقول: ((في قوله –عز وجل- {فخانتاهما} . فقال: لم يكن زناً؛ ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل)) .

2447- قال ابن أبي الدنيا: حدثني فضيل، حدثنا بذيغ قال: سمعت الضحاك يقول: ((كانت خيانتهما بالنميمة)) .

2448- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن إدريس، حدثنا أصبغ بن الفرج، أخبرني ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قودر عن كعب قال: ((اتقوا النميمة، فإن صاحبها لا يستريح من عذاب القبر)) .

2449- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: ((لما تعجل موسى إلى ربه –عز وجل- رأى في ظل العرش رجلاً فغبطه بمكانه وقال: إن هذا لكريم على ربه؛ فسأل ربه أن يخبره باسمه، فلم يخبره. وقال: أحدثك عن أمره بثلاث: كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله، ولا يعق والديه، ولا يمشي بالنميمة)) .

باب في الترغيب في النصيحة

باب في الترغيب في النصيحة 2450- أخبرنا أحمد بن الحسين الصالحاني، أخبرنا أبو ذر الصالحاني، أخبرنا أبو الشيخ، حدثنا محمد بن أحمد بن معدان، حدثنا محمد بن سعيد بن عبد الملك الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول: أحب عبادة عبدي إلي النصيحة)) .

2451- قال: وثنا أبو الشيخ أخبرنا أبو يعلى، حدثنا كامل بن طلحة، حدثنا ابن لهيعة، ثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ستة للمسلم على المسلم: إن وقع أن يعوده، وإن غاب أن ينصح له، وإن لقيه أن يسلم عليه، وإذا عطس أن يشمته)) . -[247]- وفي غير هذه الرواية: وإذا مات أن يشهد جنازته.

2452- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أنبأ أبو سعيد: أحمد بن محمد بن زياد بمكة، قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا علي بن الحسن، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، وخليد بن دعلج عن قتادة، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمنون بعضهم لبعض نصحاء وادون وإن افترقت منازلهم وأبدانهم والفجرة بعضهم لبعض غششةً متباغضون وإن اجتمعت أبدانهم)) .

2453- أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي، أنا أبو سعيد: أحمد بن محمد بن زياد بمكة، قال: حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصحية، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولنبيه، ولأئمة المسلمين ولعامتهم)) .

2454- وعن زيد بن أسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله عباداً يجلسون بين يدي الرحمن يوم القيامة على منابر من نور ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لقرب مجالسهم من الله. قلنا: يا رسول الله من أولئك؟ قال: هم الذين يمشون في -[248]- الأرض بالنصيحة ويحببون الناس إلى الله؟ قال: يأمرون بطاعة الله فإذا أطاعوا الله أحبهم)) .

2455- وقال سفيان بن عيينة: ((عليك بالنصح لله في خَلْقِه فلن تلقاه بعمل أفضل منه)) .

2456- وقال الحسن البصري: ((والذي نفسي بيده، لئن شئتم لأقسمن لكم أن أحب عباد الله إلى الله الذين يحببون الله إلى عباده ويحببون عباد الله إلى الله)) .

باب في الترغيب في النكاح

باب في الترغيب في النكاح 2457- أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أخبرنا والدي، أنا الحسن بن محمد بن حكيم المروزي، حدثنا محمد بن عمرو بن الموجة، ثنا عبدان بن عثمان، حدثنا زافر بن سليمان، حدثنا إسرائيل عن خالد –وهو العبدي-، عن يزيد بن أبان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي)) .

2458- أخبرنا أبو عمرو، أنبأ والدي، أخبرنا الحسن بن يوسف الطرائفي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا وكيع بن الجراح عن محمد بن ثابت العبدي، عن هارون بن رئاب، عن أبي نجيح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: -[250]- ((مسكين مسكين رجل ليست له امرأة)) . قالوا: يا رسول الله وإن كان له كثير المال؟ قال: وإن كان كثير المال. ((مسكينة، مسكينة، مسكينة –ثلاث مرات- امرأةٌ ليس لها زوج. قالوا: يا رسول الله وإن كانت كثيرة المال؟ قال: وإن كانت كثيرة المال)) .

2459- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أنا والدي، أنا عبد الرحمن بن أحمد الحاجب بهمدن، ثنا يوسف بن إسماعيل الهروي، ثنا طارق بن عبد العزيز، عن محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة حقٌّ على الله عونهم: الناكح الذي يريد العفاف، والمجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء)) .

2460- أخبرنا عبد الوهاب، أخبرنا أبي، أنا أحمد بن سلمة بن الضحاك المصري، ثنا محمد ميمون بن كامل، حدثنا محمد بن إسحاق الأسدي، عن الأوزاعي، عن مكحول، سمع أبا أمامة، وواثلة بن الأسقع يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعة حق على الله عونهم: الغازي، والمتزوج، والمكاتب، والحاج)) .

2461- أخبرنا أبو الحسين بن رزا، أخبرنا أحمد بن موسى بن مردويه، أخبرنا أبو عمرو: أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا -[251]- محمد بن مسلم بن وارة، حدثنا عمر بن عاصم بن عبيد الله بن الوازع الكلابي، ثنا جدي: عبيد الله بن عبيد الله الوازع، عن أيوب السختياني، عن أبي الزبير، عن جابر قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله أن يعينه وأن يبارك له، من تزوج ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن سعى في فكاك رقبة ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله أن يعينه وأن يبارك له، ومن أحيا أرضاً ميتة ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله أن يعينه وأن يبارك له)) .

فصل

فصل 2462- أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب، أخبرنا أبي، أخبرنا محمد بن عمرو بن البختري ببغداد، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا عبيد الله بن عمر بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولدينها، ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك)) .

2463- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو بكر بن أبي علي وأبو سعيد بن حسنويه قالا: ثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عمر بن أحمد السني، ثنا يعقوب الدورقي، حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل: أي النساء خيرٌ؟ قال: التي تسر إذا نظر، وتطيع إذا أمر، ولا تخالفك فيما تكره في نفسها ولا مالها)) .

فصل في الترهيب من ترك النكاح وكراهة ذلك

فصل في الترهيب من ترك النكاح وكراهة ذلك 2464- أخبرنا أبو طاهر: واضح بن محمد بن أبردويه، أخبرنا الحسين بن إبراهيم الجمال، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عمر بن يزيد، ثنا محمد بن أبان، حدثنا معلى بن هلال، عن أبان، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره التبتل وينهى عنه نهياً شديداً ويقول: تزوجوا فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة)) . قال أهل العربية: (التبتل) : ترك النكاح.

2465- أخبرنا سليمان بن إبراهيم، أنبأ أبو سعيد بن حسنويه، حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، حدثنا عمر بن أحمد بن السني، حدثنا أحمد بن سعيد بن يعقوب أبو العباس بحمص، ثنا بقية بن -[253]- الوليد، ثنا معاوية بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن عطية بن بشر المازني قال: ((أتى عكاف الهلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عكاف ألك زوجة؟ قال: لا يا رسول الله. قال: ولا جارية؟ قال: لا. قال: وأنت صحيح موسر؟! قال: نعم والحمد لله. قال: فإنك إذاً إما أن تكون من إخوان الشياطين فأنت منهم، وإما أن تكون منّا فتصنع كما نصنع فإنّ من سنتنا النكاح، شراركم عزابكم وأراذل موتاكم عزابكم)) .

باب في الترهيب من اللعب بالنرد

باب في الترهيب من اللعب بالنرد 2466- أخبرنا أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار، أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد بن فيلة، أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد اللبناني، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، نا أبو خيثمة: محمد بن عبيد، نا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لعب بالنر فقد عصى الله ورسوله)) .

2467- قال: وثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا أبو خيثمة، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه)) .

2468- قال: وأنبأ أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثنا عبيد الله -[255]- بن عمر الجشمي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن موسى أنه سمع محمد بن كعب وهو يسأل عبد الرحمن: ما سمعت من أبيك يقول عن رسول الله: ((فقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي مثل الذي توضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلي، يقول: الله يقبل صلاته)) .

2469- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا زياد بن أبي أيوب، حدثنا زياد بن عبد الله البكائي، ثنا إبراهيم بن مسلم، عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتقوا هاتين اللعبتين الموسومتين اللتين يزجران زجراً فإنهما من ميسر العجم)) .

2470- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني بشر بن معاذ القديري، ثنا عامر بن يساف، عن يحيى بن أبي كثير قال: ((مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم يلعبون النرد فقال: قلوب لاهيةٌ، وأيدٍ عاملة، وألسنةٌ لاغية)) .

2471- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا أبو سلمة المنقري، حدثنا ربيعة بن كلثوم، حدثني أبي قال: ((خطبنا ابن الزبير –رضي الله عنه- فقال: يا أهلة مكة بغلني أن رجالاً منكم يلعبون لعبة يقال لها: النردشير، وإن الله –تعالى- يقول: -[256]- {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه} وإني أحلف بالله لا أوتى بأحد لعب بها إلا عاقبته في شعره وبشره وأعطيت سلبه من أتاني به)) .

2472- وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا سلام بن مسكين، ثنا قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه- قال: ((اللاعب بالنرد قماراً يأكل لحم الخنزير، واللاعب بها غير قمار كالمدهن بودك الخنزير)) .

2473- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، ثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، حدثنا علقمة بن أبي علقمة، عن أبيه، عن عائشة: ((أن قوماً كانوا يعلبون في دارها بالنرد فأرسلت إليهم لتخرجنها أو لأخرجن أهل البيت التي هي عندهم)) .

باب الهاء

باب الهاء باب في الترغيب في إهداء الهدية وقبولها والإثابة عليها 2474- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أخبرنا والدي، حدثنا عبد الله بن يعقوب بن إسحاق، حدثنا محمد بن أبي يعقوب، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويُثيبَ عليها)) .

2475- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد البيع، حدثنا أبو سهل عمر بن أحمد الصفار، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا محمد بن عمر الزهري، ثنا بكر بن بكار، ثنا عائذ بن سريج قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا فإن الهدية تُذهبُ السخيمة)) . -[258]- قال أهل اللغة: (السخيمة) : غل القلب والحقد.

2476- حدثنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن السري، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر، حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، حدثنا محمد بن داود بن عبد الجبار، عن أبيه عن العوام بن حوشب، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)) .

2477- أخبرنا محمد بن عبد الله المؤذن، حدثنا علي بن محمد الفقيه، حدثنا نصر بن علي مولى أحمد بن رسته، حدثنا أحمد بن يحيى، حدثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا بشر بن سلمان أبو إسماعيل، عن مجاهد أن عبد الله بن عمرو أمر بشاةٍ فذبحت فقال لقيِّمه: هل أهديت لجارنا اليهودي شيئاً –مرتين- فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) .

2478- أخبرنا محمد بن عبد الله، حدثنا علي بن محمد الفقيه، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد، حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسن، حدثنا محمد بن بكير، ثنا مسلم بن خالد الزنجي، أخبرني موسى بن عقبة، عن أبيه، عن أم كلثوم قالت: -[259]- ((لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة قال لها: إني قد أهديت للنجاشي أواقي من مسك وإني لا أراه إلا قد مات ولا أرى الهدية التي أهديت إليه إلا سترد فإنها إذا ردت إلي فهي لك. قالت: فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ردت إليه الهدية أعطى كل امرأة من نسائه منها وأعطى سائرها أم سلمة وأعطاها حلة)) .

فصل

فصل 2479- حدثنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي، ثنا أبو علي: حامد بن محمد الرفاء الحافظ، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو غسان: مالك بن إسماعيل، حدثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين)) .

2480- حدثنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا أبو بكر القاضي، حدثنا الحسين بن أحمد الصفار الهروي، حدثنا محمد بن أحمد بن رجاء بمصر، حدثنا علي بن محمد بن رباح، حدثنا الأصمعي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خرج أحدكم في سفر فقدم على أهله فليهد لهم فليطرفهم ولو بحجارة)) .

2481- حدثنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا أبو علي بن -[260]- شاذان، حدثنا حامد بن محمد الرفاء، حدثنا الفضل بن محمد بن عبد الله الحارث الأنطاكي بمكة، حدثنا محمد بن جابر بن أبي عياش، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا يعقوب بن القعقاع، عن مجاهد، عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هدية الأحياء إلى الأموات الاستغفار لهم)) .

2482- حدثنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ببغداد، حدثنا أبي، ثنا عمر بن الحر بن مالك، حدثنا عبد الله بن إسماعيل، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا علي بن الربيع، حدثنا عبد الصمد بن علي بن عبد الله، عن أبيه عن ابن عباس –رضي الله عنه- قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة)) .

2483- أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد البيع، حدثنا أبو سهل الصفار، حدثا أحمد بن جعفر بن معبد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن أبان، حدثنا بكر بن بكار، ثنا عائذ بن سريج الحضرمي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الملأ تهادوا فإن الهدية تُذهب السخيمة، ولو دعيت إلى كراع أو ذراع –شك عائذ- لأجبت، ولو أهديت إلي كراع أو ذراع –شك عائذ- لقبلت)) .

2484- حدثنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا أبو الحسن -[261]- علي بن محمد بن الحسين، حدثنا أبو أحمد بن عبد الله النحوي، حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن أبي الزعيزعة من أهل أدرعات، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تصافحوا فإن المصافحة تذهب السخيمة وتهادوا فإن الهدية تخرج الغل)) .

2485- أخبرنا محمد بن الحسن بن سليم، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد الله بن جعفر الفارسي، حدثنا يعقوب بن سفيان قال: ((قدم حسام بن مصك من مكة فأهدى إلى قتادة بن دعامة نعلاً فجعل قتادة يزنها بيده ويقول: إنك تستدل على سخف الرجل بسخف هديته)) .

باب في الترهيب من هجرة الأخ المسلم فوق ثلاث

باب في الترهيب من هجرة الأخ المسلم فوق ثلاث 2486- أخبرنا أبو طاهر الداراني، أخبرنا أبو الحسن بن عبد كويه، حدثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا سليمان التميمي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا هجرة بين المسلمين فوق ثلاثة أيام أو ثلاث ليال)) .

2487- قال: وحدثنا الكشي، حدثنا القعنبي، حدثنا ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال)) .

2488- قال: وثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا القعنبي، -[263]- حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)) .

2489- قال: وثنا الكشي، حدثنا عمرو بن حكام، حدثنا شعبة، عن يزيد الرشك، عن معاذ بن عامر –رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر مسلماً فوق ثلاث ليال وإنهما ناكثان عن الحق ما داما على صرامهما، فأولهما فيما يكون سبقهُ بألفي كفارة له وإن سلّم عليه فلم يقبل منه وردّ عليه سلامه ردّت عليه الملائكة ويرد عليه الآخر الشيطان، وإن ماتا على صرامهما لم يدخلا الجنة)) .

باب الواو

باب الواو باب في الترغيب في الوصية 2490- أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ إبراهيم بن خرشيذ قولة، أخبرنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب أن مالكاً أخبره عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلا ووصته مكتوبة عنده)) .

2491- قال: وأخبرنا أبو بكر النيسابوري، ثنا محمد بن عبد العزيز الأيلي، حدثنا سلامة بن روح، عن عقيل قال: قال ابن شهاب: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما حق امرئ مسلم يبيت ثلاث ليال إلا ووصيته عنده)) . قال أبو بكر النيسابوري: قال سالم: (ثلاث ليال) وقال -[265]- نافع: (ليلتين) . قال الشافعي في معنى الحديث: ما الحزم لامرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده، يريد أن من صواب الأمر للمرء أن لا تفارقه وصيته.

2492- أخبرنا أحمد بن أبي الفتح الخرقي، أنا محمد بن أحمد الكاتب، حدثنا علي بن عمر، ثنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا محمد بن عبد الله بن منصور الفقيه، حدثنا سليمان ابن بنت شرحبيل، حدثنا ابن عياش ثنا عتبة بن حميد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم بزياد في حسناتكم ليجعل لكم زكاة في أموالكم)) .

باب في الترغيب في الورع

باب في الترغيب في الورع 2493- أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، أخبرنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا أبو إسحاق بن فراس المالكي، حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد، ثنا أبو معاوية عن أبي رجاء الجزري، عن بدر بن سنان، عن واثلة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وأقلل الضحك فإن كثرة الضحك يميت القلب)) .

2494- أنبأ أبو عمرو، أنبأ والدي أبو عبد الله، أنبأ محمد بن عمر بن جميل الطوسي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري، حدثتنا حكامة بنت عثمان بن دينار قالت: حدثني أبي -عثمان بن دينار- عن أخيه مالك بن دينار، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -[267]- ((إن المسلم من سَلِمَ دينه وأمن الناس بواقيه، والورع سيد العمل)) .

2495- أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في كتابه، أخبرنا الحسن بن محمد المديني، أخبرنا أبو الحسن اللبناني، حدثنا ابن أبي الدنيا، أخبرنا أبو محمد العتكي، عبد الرحمن بن صالح، ثنا عمرو بن هاشم، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى لموسى -عليه السلام-: لم يتقرب المتقربون إلي بمثل الورع)) .

2496- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا كثير بن هشام، حدثني عيسى بن إبراهيم، عن مقاتل بن قيس الأزدي، عن علقمة بن مرثد، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جلساء الله غداً أهل الورع والزهد في الدنيا)) .

2497- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا القاسم بن هاشم، ثنا الخطاب بن عثمان، ثنا عبيد الله بن القاسم، ثنا العلاء بن ثعلبة الأسدي، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع قال: قلت: ((يا رسول الله من الوَرِع؟ قال: الذي يقف عند الشبهة)) .

2498- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن -[268]- هاشم، حدثني الخطاب بن عثمان التوزي -وكان يقال: إنه من الأبدال- حدثنا عبيد الله بن القاسم الأسدي، عن العلاء بن ثعلبة الأسدي، عن أبي المليح، عن واثلة بن الأسقع، قال: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف فقال لي أصحابه: إليك يا واثلة، تنح من وجه رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فإنما جاء ليسأل. قال: فقلت: بأبي أنت وأمي تفتينا بأمر نأخذه عنك من بعدك. قال: لتفتك نفسك قلت: وكيف لي بذلك؟! قال: تضع يدك على قلبك، فإن الفؤاد ليسكن للحلال، ولا يسكن للحرام، وإن الورع المسلم يدع الصغير مخافة أن يقع في الكبير)) .

2499- قال: وحدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني إبراهيم بن سعد، حدثني موسى بن أيوب النصيبي، ثنا مسكين بن بكير، عن أرطأة قال: ((قال عيسى -عليه السلام-: لو صمتم حتى تصيروا مثل الحنايا، وصليتم حتى تكونوا مثل الأوتاد، وجرى من أعينكم الدموع أمثال الأنهار، ما أدركتم ما عند الله إلا بورع صادق)) .

2500- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني سلمة بن شبيب، عن علي بن بكار، عن الحسن بن دينار، عن الحسن: ((في قوله: {يؤتي الحكمة من يشاء} قال: الورع)) .

2501- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني شريح حدثني عثمان بن مطر، عن هشام، عن الحسن قال: ((لقيت أقواماً كانوا فيما أحل الله لهم أزهد منكم فيما حُرِّم عليكم)) .

2502- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن هاشم، حدثنا إسحاق بن عباد، أخبرنا أبو إسماعيل المؤدب قال: ((جاء رجل إلى العمري فقال: عظني. فأخذ حصاةً من الأرض فقال: زنة هذا من الورع تدخله قلبك خير لك من صلاة أهل الأرض. قال: زدني. قال: كما تحب أن يكون الله لك غداً فكن له اليوم)) .

2502م- قال: وثنا ابن أبي الدنيا، حدثني القاسم بن هاشم، حدثني علي بن عباس، حدثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب، عن أبيه قال: ((لا تعجبنكم كثرة صلاة امرئ ولا صيامه، ولكن انظروا إلى ورعه فإن كان ورعاً مع ما رزقه الله من العبادة فهو عبد الله حقاً)) .

2503- أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أحمد بن محمد الجوزي، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني يحيى بن بسطام قال: قلت لجار لضيعم سمعت أبا مالك يذكر من الشعر شيئاً قال: ((ما سمعته يذكر إلا بيتاً واحداً قلت: ما هو؟ قال: قد يخزن الورع التقي لسانه ... حذر الكلام وإنه لمفوه)) .

باب اللام ألف

باب اللام ألف باب في الترغيب في قول: لا إله إلا الله 2506- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري في كتابه، أخبرنا علي بن شجاع في كتابه، أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا أبي: جعفر بن أحمد، حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا سنان بن هارون البرجمي، عن يزيد بن زياد ابن أخي سالم عن أبي الجعد، عن أبي صخرة، جامع بن شداد قال: ((كان فينا رجل يقال له: (طارق) قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو مرة رأيته بسوق ذي المجاز وقد دميت عرقوباه وهو على دابة يقول: يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا. قلت: من هذا؟ فقالوا: محمد صلى الله عليه وسلم)) .

_ * هكذا ورد الترقيم في المطبوع ليس فيه رقم (2504) ولا (2505) .

2507- قال: وحدثنا أبي: جعفر، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا هشيم، حدثنا كوثر بن حكيم، عن نافع عن ابن عمر، قال: -[271]- قال أبو بكر -رضي الله عنه-: ((يا رسول الله ما النجاة من هذا الأمر؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله)) .

2508- قال: وحدثنا أبي: جعفر، حدثنا يحيى بن حبيب بن العربي البصري، ويحيى بن خالد المخزومي المديني قالا: ثنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير قال: سمعت طلحة بن خراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله)) .

2509- قال: وحدثنا أبي: جعفر، حدثنا أبو مروان، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وإن أفضل ما أقول أنا وما قال النبيون من قبلي: لا إله إلا الله)) .

2510- قال: وثنا أبي: جعفر، حدثنا علي بن بشر، حدثنا يحيى، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا منشرهم وكأني -[272]- بأهل: لا إله إلا الله، ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون: {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} )) .

2511- قال: وحدثنا أبي: جعفر، حدثنا ابن حميد، حدثنا جرير، عن مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: لا إله إلا الله قال الله تعالى: اكتبوا لعبدي رحمتي كثيراً)) .

2512- قال: وحدثنا أبي: جعفر: ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود، عن يعلى بن شداد، حدثني أبي: شداد بن أوس، وعبادة بن الصامت حاضر يصدقه قال: ((كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل فيكم غريب؟ يعني أهل الكتاب. قلنا: لا. فأمر فغلق الباب فقولوا: لا إله إلا الله فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: الحمد لله، اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة إنك لا تخلف الميعاد. ثم قال: أبشروا فإن الله قد غفر لكم)) .

2513- قال: وثنا أبي: جعفر، ثنا سلمة، ثنا إبراهيم بن الحكم، حدثني أبي، حدثني ابن أبي عياش قال: ((من قال: لا إله إلا الله مائتي مرة بعثه الله -عز وجل- يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر)) .

2514- قال: وثنا أبي: جعفر، أنبأ ابن حميد، ثنا جرير، -[273]- عن حصين، عن مجاهد، قال: ((ما من شيء أكسر لظهر إبليس من: لا إله إلا الله)) .

2515- قال: وثنا أبي: جعفر، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا الحسين بن علي، ثنا عمرو بن مجهد، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال: ((كان رجل بالبادية قد اتخذ مسجداً وجعل في قبلتيه سبعة أحجار فكان إذا قضى صلاته قال: يا أحجار أشهدكن أن لا إله إلا الله. فمرض الرجل مرضاً شديداً وعرج بروحه، قال: فرأيت في منامي كأني أمر بي إلى النار، قال: فرأيت حجراً من تلك الأحجار قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم، ثم أتي بي الباب الآخر فإذا حجراً من تلك الأحجار أعرفه بعينه قد عظم فسد عني باباً من أبواب جهنم. قال: حتى فعل بي مثل ذلك بسبعة أبواب)) .

2516- قال: وحدثنا أبي: جعفر، ثنا ابن حميد، ثنا جرير عن ليث، عن شهر قال: ((إذا قال العبد: لا إله إلا الله قيل له: هديت)) .

2517- قال: وثنا أبي: جعفر، أنبأ سلمة، حدثنا إبراهيم، حدثني أبي عن عكرمة: ((أن داود -عليه السلام- يقوم على أطول سور في الجنة ينادي بصوته الذي أعطاه الله: لا إله إلا الله)) .

فصل

فصل 2518- أخبرنا هبة الله بن عبد الوارث الأنصاري ببغداد، أخبرنا أبو الفضل التميمي، حدثنا عبد الله بن إسحاق المعدل، حدثنا -[274]- محمد بن هارون بن عيسى الأزدي، حدثتنا حمادة بنت شهاب بن سهيل الأسدية قالت: حدثني أبو عبد الله المدني عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرنا أبو الفضائل محمد بن أحمد الموصلي -ولفظ الحديث له-، وأخبرنا محمد بن علي بن الفتح، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، حدثنا محمد بن محمد بن عثمان الزبيري بالبصرة، حدثنا عمر بن عليّ، حدثتنا حمادة بنت شهاب بن سهيل الأسدية قالت: حدثني أبو عبد الله المدني، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت البارحة عجباً، رأيت من أمتي رجلاً نزل به عذاب القبر فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي احتوشته الشياطين فجاء ذكر الله فخلصه من أيديهم، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشاً كلما ورد حوضاً منع منه فجاءه صيام رمضان فأرواه، ورأيت رجلاً من أمتي والنبيون حلق حلق كلما دنا إلى حلقة طرد فجاء اغتساله من الجنابة فأقعده إلى جانبهم، ورأيت رجلاً من أمتي أحاطت به الظلمات من كل جانب فتحير فيها فجاءه حجه وعمرته فاستخرجه من الظلمات وأدخله النور، ورأيت رجلاً يكلم المؤمنين فلا يكلمونه فجاءته صلته للرحم، فقالت: يا معشر المؤمنين كلموه فإنه كان واصلاً لرحمه فكلمه المؤمنون وصافحوه وكان معهم، ورأيت رجلاً من أمتي يتقي حر النار وشررها بيده ووجه فجاءت صدقته فصارت ظلاً على رأسه وستراً على وجهه، ورأيت رجلاً من أمتي احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم، ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبيته وبينه وبين الرب -جل جلاله- حجب فجاءه حسن خُلُقِهِ، -[275]- فأخذه بيده فأدخله على الله تعالى، ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله، فجاءه خوفه من الله تعالى فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنم فجاءه وجله من الله تعالى فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلاً من أمتي وهو في النار فجاءه دمعه الذي سال من خشية الله تعالى فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما يرعد السعف في يوم ريح عاصف فجاءه حُسْنُ ظنه بالله -عز وجل- فطفأ رعدته ومضى على الصراط، ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط يرجف -أو قال: يزحف- أحياناً ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته على رجليه، ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت دونه فجاءت شهادة أن لا إله إلا الله، ففتحت له أبواب الجنة)) .

2519- أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي بن زكريا الدقاق ببغداد، أنبأ أبو الحسين بن بشرن، أنا إسماعيل الصفار، ثنا سعدان بن نصر، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن أشياخه، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: ((قلت: يا رسول الله أوصني. قال: اتق الله، وإذا عملت سيئةً فأتبعها حسنةً تمحها. قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: من أفضل الحسنات)) .

2520- أنبأ أبو عمرو عبد الوهاب في كتابه، أنبأ أبي، نا عبد الله بن جعفر، نا أبي، نا ابن حميد، نا جرير عن.. .. قال: ذكر -[276]- عيسى ابن مريم أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال: ((أقل الناس أحلاماً، وأثقلهم في الميزان، أما خفة أحلامهم فإنهم يلعنون البهائم، وأما ثقل ميزانهم فزلة ألسنتهم بكلمة على من كان فيهم: لا إله إلا الله)) . آخر الكتاب ولله الحمد والمنة

§1/1