البلغة الى أصول اللغة

صديق حسن خان

المقدمة

المقدمة الحمد لله الذي تفتتح بحمده كل رسالة ومقالة، والصلاة على محمد المصطفى صاحب النبوة والرسالة، وعلى آله وأصحابه الهادين من الضلالة. وبعد، فاللغة العربية لا تنفك تؤلف الكتب اللغوية الكثيرة والعديدة فيها؛ لتحمي نفسها من نسيان الأيام وتغيير اللسان، حتى أضحت كنزاً كبيراً يصوغه علماء الشرق كيفما أرادوا، يحرسونها من الضياع والفقدان في كل البلدان فألفوا فيها قديماً وحديثاً، فأصبحت أجمل حديثٍ يتناقله الباحثون والدارسون. ومن بين الكتب، كتابٌ أردت دراسته وتحقيقه لأنه أحد تواليف فقه اللغة، وهو (البُلغة الى أصول اللغة) لمحمد صديق حسن خان بهادر القَنُّوجي البخاري الهندي، وهو من علماء القرن الثالث عشر للهجرة ملك مملكة بهويال الهندية. والذي دعاني الى تحقيقه كونه من مؤلفات فقه اللغة التي تعد قليلة قياساً بالنحو والصرف، وقيمة الكتاب التي امتازت بالتنوع، والشمول، والإيجاز. ومنهجي في هذا البحث يعتمد على دراسة وصفية وتحليلة ثم تحقيق ما خَلّفه محمد صديق حسن خان. اشتملت الدراسة على مبحثين، تناولت في المبحث الأول: سِيرة محمد صديق حسن خان، حيث تكلمت فيه على: اسمه، ونسبه، وكنيته، ولقبه وشيوخه، وتلاميذه، وأسرته، وعلمه، ومكانته وقدرته العلمية، وصفاته وأقوال العلماء فيه. وأحصيت مؤلفاته التي غصت بها كتب التراجم المختلفة، واعتمدت في ترجمة حياته على ما ذكره عن نفسه، فهو من أولئك الذين ترجموا لأنفسهم. وتكلمت في المبحث الثاني: أولاً: على منهجه العام في مؤلفاته. ثانياً: على منهجه في الباب الأول، ويتضمن خطبة الكتاب، ومنهجه في المقدمة، ووصف عام للباب الأول، وما أرآده لكتابه، وما نقله وما خالف فيه السيوطي، ومناقشة آرائه. ثالثاً: على منهجه في الباب الثاني: وتضمن مصادر حظيت بالإهتمام ومصادر لم يذكرها المؤلف، والمصادر الجديدة، ومن ثم أهمية الكتاب ونسختي البُلغة، ومنهج التحقيق، والخاتمة. اشتمل الكتاب الذي حققته على بابين، الأول: في موضوعات فقه اللغة، والآخر: في ذكر عددٍ من المصادر اللغوية، وخاتمة الكتاب التي جاءت في اعجاز القرآن. واعتمدت على مصادر كثيرة، منها: الصاحبي في فقه اللغة، والخصائص، والمزهر، وكشف الظنون، وإيضاح المكنون، فضلاً عن مصادر أخرى، وفي موضوعات متنوعة بعيداً عن اللغة العربية كأمثال مصادر أصول الفقه وغيرها، مما أعطى الموضوع صعوبة ناتجة عن اتساعه وضخامته.

ولكون الموضوع في التحقيق، فقد تطلب دقةً وعمقاً في التوثيق والتنظيم، وتحري الصحة والضبط بالرجوع الى المصادر التي وثقت منها، ومن بين الصعوبات صعوبة الحصول على المصادر، وقلتها وعدم تمكني من الحصول على النسخة الأصلية لعدم توافرها بعد أن بحثت عنها في أكثر من مكتبة، فضلاً عن تنوع الموضوع ما بين لغة وتراجم وخاتمة في الإعجاز. وأخيراً أتوجه بالشكر والعرفان لمن قرأ البحث، وقَوَّمه الأستاذ المشرف الدكتور أحمد خطاب العمر وأدعو له بالصحة، وطول العمر. وأشكر لوالديّ وأدعو لهما بالصحة وطول البقاء. وأشكر للسيد عز الدين الغلام الرفاعي الذي زودني بالنسخة الأولى من (البُلغة الى أصول اللغة) وشكري الجزيل لمدير مكتبة الشيخ عبد القادر الكيلاني الذي ساعدني في الحصول على النسخة الثانية، المصورة، وأشكر لأساتذة قسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات وأشكر لأسرة مكتبة كلية التربية للبنات، ومكتبة سامراء العامة، ولكل من ساعدني من الأساتذة والزميلات والطالبات والمعارف من الناس تسهيل مهمة انجاز البحث. وعذراً إن كنت قصرت هنا أو هناك في هذه الرسالة أو بدت فيها هنات، فلا يملك الإنسان من كل أمره الكمال، بل الكمال لله وحده، وأسأله سبحانه أن يجعل جهدنا وبحثنا خالصاً لوجهه، وختام الكلام الصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وعلى آله وصحبه. الطالبة سهاد حمدان أحمد السامرائي 29/صفر/1425هـ - 20/ 3 /2004 م

التمهيد

التمهيد البُلغة لغة: بَلَغَ الشيءُ يَبْلُغُ بُلُوغاً وبلاغاً، وصل وانْتَهى، وهذا بلاغٌ وبُلْغَة وتَبَلُّغٌ أي: كفاية، وتَبَلّغَ بالقليل أكتَفَى به.

والبُلْغةُ: ما يُتَبَلَّغُ به من العيش ولا فضلَ فيه (¬1). مما سبق يتبين أن البُلغة: اكتفاء الشيء عن غيره، واكتماله بحيث إن المرء لا يحتاج الى سواها، فهي مكتملة كافية لا فضلِ فيها ولا زآئد عنها. ومن هذه المادة أخذَ محمد صديق حسن خان (ـ 1307هـ) عنوان كتابه (البُلغة الى أصول اللغة) والذي نحن بصدد دراسته وتحقيقه وتقديمه الى الدارسين كتاباً من كتب فقه اللغة العربية. وألحق أن هذا المصطلح قد استعاره كثيرون سبقوا هذا المؤلف ووضعوه عنوانات لمؤلفاتهم في مختلف الفنون اللغوية، والصرفية، والفقهية، والطبية، والتاريخية، وعلم الحديث، والأصول، والأخلاق، والتصوف. وقد وجدت أن أول من استخدم هذا المصطلح هو في غير اللغة العربية وتتبعت ذلك في كتاب كشف الظنون وإيضاح المكنون وهذه بعض المؤلفات في غير اللغة العربية مرتبة حسب قدمها. 1. " البُلغة في حفظ الصحة: للشيخ أحمد بن إبراهيم ابن الجزار الأفريقي (ـ400هـ) " (¬2). 2. " بلغة المقاصد في التصوف: لأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري الشافعي (ـ 465هـ) " (¬3). 3. " بُلغة المستعجل في التاريخ: لأبي عبد الله محمد (بن فرج بن عبد الله) بن أبي نصر الحميدي الأندلسي (ـ 488هـ) " (¬4). 4. " البُلغة في الفروع: لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي، ابن الجوزي البغدادي الحنبلي (ـ 597 هـ) " (¬5). 5. " بلغة الساغب وبغية الراغب في الفروع: تأليف فخر الدين أبي عبد الله محمد بن الخضر الحراني الحنبلي (ـ621هـ) " (¬6). 6. " بلغة الغواص في الأكوان الى معدن الاخلاص: للشيخ محيي الدين محمد علي، ابن العربي (ـ 638هـ) " (¬7). ¬

_ (¬1) ينظر: اساس البلاغة للزمخشري: 50، ينظر: لسان العرب لابن منظور: 1/ 258،259 مادة (بلغ). (¬2) كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة: 1/ 253. (¬3) إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون إسماعيل باشا البغدادي: 1/ 194. (¬4) كشف الظنون: 1/ 252. (¬5) المصدر نفسه: 1/ 253. (¬6) إيضاح المكنون: 1/ 193. (¬7) كشف الظنون: 1/ 252.

7. " بلغة الظرفاء الى معرفة الخلفاء: للشيخ أبي الحسن الروحي (ـ 640هـ) " (¬1). 8. " البلغة والإقناع في حل شبه مسألة السماع: للشيخ عماد الدين أحمد بن إبراهيم الواسطي الحنبلي (ـ 711هـ) " (¬2). 9. " بلغة السؤال عن مراتب أهل الكمال: لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد التونسي المعروف بابن زغدان المالكي (ـ881هـ) " (¬3). 10. " بلغة المحتاج في مناسك الحاج: لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ـ911 هـ) " (¬4). 11. " بلغة الحثيث الى علم الحديث: تأليف أبي عبد الله محمد العيزري فرغ منها سنة (1079هـ) " (¬5). 12. بلغة الأريب في مطلع آثار الحبيب: للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي الحنفي المصري (ـ 1205هـ) (¬6). وممن ألّف في موضوع اللغة العربية وكان أسبق من غيره في استخدام هذا المصطلح أبو يوسف يعقوب بن أحمد الكردي (الأديب النيسابوري) (ـ474هـ) في كتابه البلغة في اللغة (¬7). وهناك (البُلغة) دون معرفة موضوعها: لأبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني المعروف بإمام الحرمين (ـ478هـ)، ولأبي العباس أحمد بن محمد الجرجاني الشافعي (ـ482هـ) ولأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري (ـ538هـ) (¬8). والبُلغة في أساليب اللغة: لابن الأنباري أبي البركات عبد الرحمن (ـ577هـ) وبُلغة المحب في المذكر والمؤنث، لابن الأنباري أيضاً (¬9). والبُلغة الى أصول اللغة، جرجي زيدان (1861 - 1914م). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 252، ينظر: معجم المطبوعات العربية والمعربة، يوسف اليان سركيس: 301. (¬2) كشف الظنون: 1/ 252. (¬3) إيضاح المكنون: 1/ 193. (¬4) كشف الظنون: 1/ 252. (¬5) إيضاح المكنون: 1/ 193. (¬6) ينظر إيضاح المكنون: 1/ 193، ينظر معجم المطبوعات العربية: 1727 وفيه بلغة الغريب. (¬7) ينظر كشف الظنون: 1/ 253. (¬8) ينظر المصدر نفسه: 1/ 253. (¬9) ينظر بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي: 2/ 87، ينظر إيضاح المكنون: 1/ 193.

والبُلغة في شذور اللغة، مجموعة رسائل باعتناء الأب لويس شيخو (¬1). والبُلغة الى أصول اللغة: لمحمد صديق حسن خان وهو الكتاب الذي بين أيدينا (¬2). ومما سبق يتبين ان هذا المصطلح قلما استعمله علماء اللغة مقارنة بعلماء الفقه والحديث والأصول، عدا ما استعمله أبو البركات الأنباري. وأول ما استخدم في الطب إلا إنَّ المشهور من هذه المؤلفات هو كتاب البُلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: لمجد لدين الفيروزآبادي (ـ817هـ) (¬3). ¬

_ (¬1) ينظر معجم المطبوعات العربية: 985، 175. (¬2) ينظر إيضاح المكنون: 1/ 192، ينظر معجم المطبوعات العربية: 1202. (¬3) ينظر كشف الظنون: 1/ 252،253.

المبحث الأول سيرة محمد صديق حسن خان

المبحث الأول سيرة محمد صديق حسن خان نبذة تاريخية: علاقة الهند بالحضارة العربية الإسلامية: حياته: اسمه، كنيته، لقبه، نسبه مولده ونشأته أسرته علمه، مكانته وقدرته العلمية صفاته وأقوال العلماء فيه مؤلفاته

نبذة تاريخية

نبذة تاريخية: علاقة الهند بالحضارة العربية الإسلامية: الهند تلك الأرض البعيدة عن مهد الإسلام إلا إنها لم تكن بعيدة عن روحه وفلسفته، وعلى الرغم من عدم وجود " رواية صحيحة نستطيع ان نعتمد عليها، تفيد أن أحداً من الصحابة قد وصل الى الهند داعية للاسلام في عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولكن توجد بعض الروايات التي تفيد وصول بعض الصحابة الى الهند في عهد سيدنا عمر (رضي الله عنه) " (¬1). حتى رواة الأحاديث، قيل أنهم دخلوا السند، عندما انتصرت عليها عساكر إسلامية في عهد الحجاج سنة (711م) حينما أرسل حملة بقيادة محمد بن قاسم الى مصب السند واحتل المسلمون اقليم السند، واتصل هؤلاء الرواة بالهند، بشكل مباشر أو غير مباشر منهم نفران أو ثلاثة، وهم أبو حفص بن ربيع، وهو من تابعي التابعين ومن ثقات الرواة، ومنهم أبو معشر مولى أم موسى (¬2). إلا أنَّ دخول الاسلام الى الهند بشكل مباشر كان على يد سلطان أفغانستان سبكتجين في أوآخر القرن العاشر للميلاد (986 م) حيث بدأ الأفغان والترك بشن الغزوات والغارات على الهند، حتى سيطروا عليها ونشروا الإسلام فيها (¬3). والذي يهمنا هو دور العلماء الهنود في رفد الحضارة الإسلامية فقد وضعت الهند مؤلفات إسلامية عربية عن طريق علمائها الأجلاء الذين اسهموا في نشر الفكر الإسلامي وتطوره. ومن أشهر علماء الهند حسن بن الحسن الصغاني (ـ650هـ) صاحب العباب وكتابه أسنى الأعمال وأثمنها براعة، وصاحب كنز العمال للبرهان بوري (ـ975 هـ) حيث قيل أنه أكثر من التصنيف فيقال عن كتبه الموضوعة أنها تزيد على المائة، ومن أكثر علماء الهند شهرة عبد الحق الدهلوي (ـ1052هـ) كان محدثاً بارعاً بارزاً في عصره وضع كتاباُ في الحديث هو: (لمعات التنقيح على مشكاة المصابيح) (¬4)، فضلاً عن محمد صديق حسن خان القنّوجي الذي اشتهر بكثرة التأليف وها نحن بصدد درآسته. ¬

_ (¬1) العرب والهند في عهد الرسالة تأليف أطهر مباركيوري الهندي: 127. (¬2) ينظر: (مقال) الى الأدب العربي، بقلم د. زبيد أحمد، مجلة ثقافة الهند، يصدرها مجلس الهند للروابط الثقافية مجلد 4 سنة 1953:51،52، ينظر: الهند تاريخها تقاليدها جغرافيتها محمد مرسي أبو الليل: 115. (¬3) ينظر: الهند: 115. (¬4) ينظر: (مقال) الى الأدب العربي: 57، 58.

حياته

محمد صديق حسن خان / حياته / مؤلفاته اسمه وكنيته ولقبه ونسبه محمد بن صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسيني القَنُّوجي البخاري هذا اسمه كما نقلته عدد من كتب التراجم (¬1) وكما هو مثبت على نسخة ب و ق من كتاب البُلغة الى أصول اللغة. وفي كتابه أبجد العلوم حين ترجم لنفسه ذكر صديق بن حسن بن علي الحسيني القَنّوجي البخاري (¬2)، ونقل تلميذه نعمان الآلوسي (ـ1317 هـ) هذا الاسم في (جلاء العينين في محاكمة الأحمدين (¬3) وصاحب حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر (¬4) ومصحح الروضة الندية شرح الدرر البهية (¬5) أحمد محمد شاكر القاضي الشرعي وكلاهما صحيح، فشأن الهنود المسلمين أن يضعوا اسم محمد على أسماء علمائهم. ويعد محمد صديق حسن خان من رجال النهضة الإسلامية المجددين، ونعته تلميذه نعمان الآلوسي، بشيخنا الإمام الكبير، السيد العلامة الأمير البدر المنير، البحر الحبر في التفسير، والحديث والفقه والأصول، والتاريخ والأدب والشعر والكتابة، والتصوف والحكمة والفلسفة وغيرها (¬6). كنيته: أبو الطيب ولقبه: القَنّوجي: نسبة الى مدينة قَنّوج (¬7) في بلاد الهند. نسبه: يعود نسبه كما نقل ذلك عن نفسه " الى الإمام زين العابدين علي بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " (¬8). ¬

_ (¬1) ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1201، ينظر إيضاح المكنون: 1/ 192، ينظر هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين اسماعيل باشا البغدادي: 2/ 388، ينظر الاعلام: خير الدين الزركلي:7/ 36. (¬2) ينظر: أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم لمحمد صديق حسن خان: 3/ 271. (¬3) ص: 48. (¬4) عبد الرزاق البيطار: 2/ 738. (¬5) لمحمد صديق حسن خان: 3/ أ، ب. (¬6) ينظر: جلاء العينين: 48، ينظر: الاعلام: 7/ 36. (¬7) معجم البلدان: 4/ 409. (¬8) أبجد العلوم: 3/ 271.

مولده ونشأته

مولده ونشأته: ولد محمد صديق حسن خان سنة (1248هـ)، ببلدة بريلِّي (¬1) موطن جده القريب من جهة الأم، ثم جاءت به أمه من بريلِّي الى بلدة قَنّوج موطن آبائه الكرام، ذوي العلاء والإحترام ولما طعن في السنة السادسة انتقل والده الشريف الى رحمة الله، وبقي في حجر أمه يتيماً ونشأ على العفاف والطهارة (¬2). وهو من بيت من بيوت العلم " أخذ العلم من أكابر أطراف وطنه ثم ارتحل الى مدينة دهلي، وهي إذ ذاك مشحونة بعلماء الدين " (¬3). شيوخه وتلاميذه: اخذ عن شيوخ مدينة دهلي في المعقول والمنقول ولا سيما من آخرهم وأفضلهم الشيخ محمد صدر الدين خان الدهلوي تلميذ عبد العزيز بن مسند الوقت الأجل أحمد ولي الله المحدث الدهلوي (ـ1176هـ) (¬4). أشار المؤلف الى شيوخه من بلاد اليمن والهند حيث قال: " واستفاد العلوم الملية من التفاسير والأحاديث، وما يليهما من مشيخة اليمن الميمون والهند منهم: الشيخ القاضي حسين ابن محسن السبعي الأنصاري تلميذ الشيخ الماهر محمد بن ناصر الحازمي (ـ 1283هـ) تلميذ القاضي الإمام العلامة المجتهد الرباني محمد بن علي بن محمد اليمني الشوكاني (ـ1255هـ). وهؤلاء من علماء اليمن. والشيخ المعمر الصالح عبد الحق بن فضل الله الهندي (ـ1052 هـ) والشيخ التقي محمد يعقوب المهاجر الى مكة المكرمة أخو الشيخ محمد اسحاق حفيد الشيخ عبد العزيز المحدث الدهلوي رحمهم الله تعالى (ـ1200هـ) وكلهم أجازوا له مشافهة وكتابة اِجازة مأثورة عامة تامة " (¬5). وأشار الى شيوخه السيد نعمان الآلوسي حيث قال: " ارتحل الى بهويال (¬6) وسافر الى الحجاز، وحجَّ وزار النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخذ من علماء اليمن الميمون تلاميذ العلامة المجتهد المطلق: محمد بن علي الشوكاني (رحمه الله تعالى) وجمع في ذلك كتاباً ¬

_ (¬1) باريلِّي: مدينة هندية في أوتَّر برادش، المنجد في اللغة والاعلام: لويس المعلوف: 105. (¬2) ينظر الروضة الندية شرح الدرر البهية لمحمد صديق حسن خان، من المصحح أحمد محمد شاكر:3/أ، ب. (¬3) جلاء العينين: 48. (¬4) ينظر: أبجد العلوم 3/ 271،272، ينظر: جلاء العينين: 48، 49. (¬5): أبجد العلوم 3/ 272. (¬6) بهويال: مدينة هندية، عاصمة مادهيا برادش وهي ولاية في وسط الهند بين سهل الغانج وشمالي الدكن عاصمتها بهويال من مدنها جابليور، بيلاسبور، برهانبور، المنجد: 141،509.

أسرته

سماه (سلسلة العسجد في ذكر مشايخ السند) ذكر من أخذ عنه ومن أجاز له، والأسانيد التي تلقاها عن شيوخه وبقي عاكفاً في الحرمين نحو ثمانية أشهر " (¬1). واستجاز منه " المحدث الفاضل الشيخ يحيى بن محمد بن أحمد بن حسن الحازمي قاضي عدن أجاز له حسب اقتراحه في ذي الحجة سنة (1295هـ)، والشيخ العلامة زينة أهل الإستقامة السيد نعمان الآلوسي خير الدين الآلوسي زادة مفتي بغداد أجاز له سنة (1296هـ) " (¬2). ثم عاد الى بهويال بعد رجوعه من الحج طلباً للمعيشة ففاز بثروة وافرة (¬3) قال في ترجمة نفسه: " ثم ألقى عصا التسيار والترحال بمحروسة بهويال من بلاده مالوة الدكن فنزل بها نزول المطر على الدمن وأقام بها وتوطن وأخذ الدار والسكن، وتمول وتولد واستوزر وناب وألّف وصنف، وعاد الى العمران من بعد خراب وكان فضل الله عليه عظيماً جزيلاً" (¬4) لقد جعلته ملكة مملكة بهويال وهي شاهجان بيكم ويقال إنها ملكة إقليم الدكن وزيراً لها وتزوج بها سنة (1288هـ) فلقبَّ بنوابَّ عالي الجاه أمير الملك خان بهادر (¬5). واستوطن واستقر هنالك بنشر العلم ويفيد العلماء وينصر السنة المطهرة ويروِّج كتبها ويؤلف (¬6). أسرته: والده: خرج محمد صديق حسن من أسرة في مدينة قَنّوج اشتهرت بالعلم كما ينقل ذلك في ترجمة والده فقال: " سيدي الوالد الماجد المرحوم حسن بن علي بن لطف الله الحسيني البخاري القَنّوجي، وهو ابن السيد الأمير الكبير نواب أولاد علي خان بهادر أنورجنك، المتوفى بأرض حيدر آباد الدكن جده القريب السيد أبو عبد الله جلال الدين حسين المعروف بمخدوم جهانيان جهان كشت، ونسبه الأقصى ينتهي الى سيدنا زين العابدين علي أصغر بن الحسين الشهيد بكربلاء " (¬7). ¬

_ (¬1) جلاء العينين: 49. (¬2) أبجد العلوم: 3/ 272. (¬3) ينظر: جلاء العينين: 49، ينظر: الإعلام: 7/ 37. (¬4) أبجد العلوم: 3/ 273. (¬5) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 284، ينظر: حلية البشر: 2/ 739، ينظر معجم المطبوعات العربية: 1202، ينظر: الاعلام: 7/ 37. (¬6) ينظر: جلاء العينين: 49. (¬7) أبجد العلوم: 3/ 267.

أخذ أوائل العلوم من الشيخ عبد الباسط القنوجي ورحل الى لكنؤ (¬1) بعد وفاة الشيخ فاكتسب عن الشيخ محمد نور وغيره من علماء عصره وسافر في سنة (1233هـ) الى دهلي وتلمذ على الشيخ عبد العزيز، والشيخ رفيع الدين ابني الشيخ الأجل الشاه ولي الله المحدث الدهلوي. وأخذ الاجازة لكتب التفسير والحديث وغيرهما وصحب السيد العارف أحمد البريلوي مجدد المائة الثالث عشر، وبايعه واستفاض منه فيوضاً كثيرة، وجاهد معه في سبيل الله وصار خليفة له في دعوة الحق الى دين الله تعالى فرجع الى الوطن وتمكن به للدرس والإفادة والوعظ الى آخر العمر، وكان في التقوى والديانة واتباع الحق واقتداء الدليل وردّ الشرك والبدع، قدرة كاملة. وله مؤلفات بالألسنة الثلاثة: الهندية، والفارسية، والعربية. منها: راه سنت، وهداية المؤمنين. نور الوفاء من مرآة الصفا. رسالة في معنى الكلمة الطيبة. رسالة في رد التعزية والضريح. رسالة في آداب التذكير. رسالة في آداب البيعة. كتاب في الحدود والقصاص سماه بالإختصاص. وتقوية اليقين في الرد على عقائد المشركين الى غير ذلك مما يعسر عدّها، توفي سنة (1253هـ) (¬2). ويبدو بأن شيوخ المؤلف محمد صديق حسن خان هم أيضاً كانوا شيوخ والده وخاصة في علم الحديث فهم أسرة تتوارث العلم وخاصة علم الفقه والحديث وعلوم الشريعة. ¬

_ (¬1) لكناو: مدينة هندية على الغانج عاصمة أُوتر يرادش كانت عاصمة مملكة أودة الشيعية، المنجد: 494. (¬2) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 267.

أخوه الكبير

أخوه الكبير: السيد أحمد بن حسن بن علي العرشي القنوّجي، نقل ترجمته محمد صديق حسن خان حيث ذكر أنه كان فاضلاً بارعاً في العقليات والنقليات، ولد في التاسع عشر من رمضان يوم السبت سنة (1246هـ). أخذ العلوم والفنون الدرسية من بلاد شتى وأساتذة متعددين كبلدة دهلي وغيرها، تلمذ على المولوي عبد الجليل الكولي، وأجاز له الشيخ العارف عبد الغني المجددي الدهلوي نزيل المدينة المنورة، وسمع منه الحديث المسلسل سنة (1271هـ) (¬1). وكان ناظماً للقصائد باللغة الفارسية والعربية، نظمه رائق، وشعره فائق يربو على نظم الأدباء المتقدمين والبلغاء المتأخرين، وذكر محمد صديق حسن خان جملة صالحة منها في كتابه (إتحاف النبلاء) وتذكرته المسماة (بشمع انجمن) كما كانت له اليد الطولى في الرد على المقلدة كما يلوح ذلك من كتابه (حديث الأذكياء) الملقب بالشهاب الثاقب، توفي وهو في طريقه الى الحج في بلدة برودة من أرض كجرات حيث مرض بالحمى وأنجرَّ الى الاسهال وكان هنالك الوباء فتوفي في التاسع من جمادى الأولى يوم الجمعة من شهور سنة (1277هـ)، وكان عمره ثلاثين سنة، فحزنت عليه أمه وقد ذكر محمد صديق حسن خان حزنه الشديد على أخيه حيث قال: وكنت إذ ذاك ببلدة بهويال المحمية والله يعلم ماذا صبّ عليّ من المصائب والأحزان والنوائب، ولا مفر لأحد من تقدير العزيز العليم (¬2). زوجه: شاهجان بيكم شاهجان بيكم بنت جهانكيرخان المتخلصة (بعفت) ملكة بهويال من ممالك الهند (¬3) ترجم لها محمد صديق حسن خان في كتابه (أبجد العلوم) حيث قال: ولدت بحصن إسلام نكر على ثلاثة فراسخ من بهويال سنة (1254هـ)، وجلست مجلس أبيها بالإستحقاق وهي ابنة تسع سنين سنة (1263هـ)، وأتت إليها خلعة فاخرة من جهة الملكة البريطانية حاكمة الهند والانكلند، وربت في حجر أمها نواب سكندر بيكم (اقتدار) وحَصّلت الفنون الفارسية، وتعلمت الخط والكتابة، وامتازت بالقدرة على ترجمة القرآن، وتحرير الرسائل الدينية، وتقرير المسائل الدولية، يضرب بها المثل في الذكاء والحفظ والكرم والرحمة والجود (¬4). ¬

_ (¬1) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 268. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 3/ 268 - 270. (¬3) ينظر: هدية العارفين: 1/ 415. (¬4) ينظر: 3/ 284.

قال عمر رضا كحالة فيها: " أميرة من أميرات الهند أدارت إمارة بهويال إدارة صالحة وساستها سياسة رشيدة، فرتعت البلاد في بحبوحة من العدل والرفاهية، وانصرفت الى إنجاز جميع القضايا المتراكمة وعددها 4086، وذلك بسبب طول مرض والدتها وغيابها في مكة لأداء فريضة الحج " (¬1). توفيت والدتها سنة (1285هـ) فجلست على مسند الرياسة، وشرفت محل السياسة من جهة الأبوين، وهي من الطبقة العليا في الهند، كما نقل ذلك محمد صديق حسن (¬2) "وتجولت في بلاد إماراتها سنة (1287هـ - 1869م) لتشرف على حالة الفلاحين بنفسها وتتحق الشكاوى الكثيرة التي قدمت إليها على موظفي الحكومة وأذاعت بياناً قالت فيه: إنها مستعدة لسماع كل شكوى تقدم إليها، ومن كان يشتكي أمراً، فليتقدم بلا خوف ولا وجل، وقد اعتادت أن تباشر أعمال الحكومة بنفسها يومياً من الساعة التاسعة حتى الثانية عشرة صباحاً ومن الساعة الثالثة الى الساعة السادسة مساء، فكانت تفض جميع المراسلات بنفسها، وكانت تستقبل الناس سافرة حتى وفاة زوجها الأول سنة (1285هـ-1867م)، ثم عادت فأسدلت الحجاب لما تزوجها وزيرها السيد محمد صادق سنة (1288هـ-1871م)، وعلى الرغم من حجابها كانت تعلم بكل شاردة وواردة من أخبار وشؤون بلادها " (¬3). وقال محمد صديق حسن خان: تزوجت بي بعد ما أجازته بذلك السلطنة البريطانية في عهد حكومة لارد ميو حاكم الهند نزيل دار الامارة في كلكته. وكان لها تقديرٌ كبيرٌ عند وزراء وأمراء وجنرالات بريطانيا حيث أعطوها الهدايا النفيسة، كما أرسل إليها خطاب ووسام من الدرجة الأولى من السلطان عبد الحميد خان ملك الدولة العثمانية (¬4). وقد أشاد محمد صديق حسن خان بأعمالها، فذكر بأنها عمرت الديار، وقررت الوظائف، وغرست الحدائق والأشجار، وأحدثت العمائر الكبار، وأعطت الفقراء والمحاويج وقررت لهم الوظائف، وأعطت العفاة الواردين بمملكتها من الحجاج والغزاة والمسافرين. وكان لها إهتمامٌ بالجانب العلمي والفكري والديني، فأحيت المدارس العلمية بعد دروسها وتبابها، وبَنتْ المساجد العظيمة، وأحيت السنن وأماتت البدع وقلعت أسباب الفجور والفسوق وجمعت من نفائس الكتب على اختلاف أنواعها، وتباين علومها وما يعظم قدره ¬

_ (¬1) أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام: 2/ 283. (¬2) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 284. (¬3) أعلام النساء: 2/ 284. (¬4) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 284 - 286.

أولاده

ويجل وصفه، وأعطت الطلبة الوفاء من المصاحف والرسائل الدينية مجاناً، وأعطت الطلبة والمساكين الأموال والأقمشة والبيوت (¬1). قال ليبل غرفن: إنها أميرة تدير أمور الحكومة من وراء حجاب لكنها تعلم كل صغيرة وكبيرة من أخبار البلاد، وهي بلا استثناء أقدر امرأة في الهند في عصرها، وبالحقيقة إن مقدرتها الطبيعية تفوق مقدرة كثيرين من الأمراء الرجال الذين يحكمون اليوم، وهي سريعة الخاطر جداً حتى إن من يخاطبها يجب أن يكون على جانب عظيم من الذكاء ليستطيع مجاراتها في الحديث توفيت في 16 حزيران سنة (1318هـ - 1901م) (¬2). قال محمد صديق حسن خان: " لها يد عاملة في النظم فارسياً كان أو هندياً ويمنى جارحة في النثر انشاءاً سوياً، ونظمها مضبوط في ديوان الشعر، وفي تذكرة الشعراء " (¬3). لها مؤلفات هي: تاج الاقبال في تاريخ بهويال بلسان أردو في مجلد مطبوع. تهذيب النسوان. خزينة اللغات (¬4). وربما أطلت في ترجمة حياتها؛ وذلك لدورها في رفد الحركة العلمية عن طريق تشجيع الطلبة بمساعدتهم من الناحية المادية، والعلمية ولدورها في طبع مؤلفات محمد صديق حسن خان ونشرها بين الأقطار العربية والاسلامية حتى إنّ مؤلفاته كانت تطبع في دار الرياسة نفسها ببلدة بهويال، وقسطنطينية، وكذلك مؤلفات أولاده. كما انها جمعت كثيراً من العلماء وهم غرباء من بلاد شتى في بلدة بهويال، وكانوا ملازمين للرياسة اجتمعوا على سدتها مستجدين للعطاء كما نقل ذلك محمد صديق حسن خان (¬5). أولاده: 1. ولد المؤلف الكبير: أبو الخير مير نور الحسن خان الطيب، ولد ببلدة بهويال سنة (1278هـ)، نشأ على الطاعة والصلاح، وشغل العلم بقدر الاستطاعة، وبرع في الذكاء والفطرة. تلمذ على جمع من أهل العلم الحاضرين ببلدة بهويال الملازمين للرئاسة، منهم: الشيخ المفتي محمد أيوب، والشيخ المولوي أنور علي المراد آبادي، والمولوي إلهي ¬

_ (¬1) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 286. (¬2) ينظر: أعلام النساء: 2/ 284. (¬3) أبجد العلوم: 3/ 286. (¬4) ينظر: هدية العارفين: 2/ 415، ينظر: إيضاح المكنون: 1/ 209. (¬5) ينظر: أبجد العلوم: 2/ 283 - 284.

ولد المؤلف الصغير

بخش الفيض آبادي، والمولوي محمد بشير الدين العثماني القَنّوجي، والشيخ العالم محمد بشير السهسواتي، وشيخ والده المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني، ووالده محمد صديق حسن خان، له تأليفات منها: رسالة النهج المقبول من شرائع الرسول. وكتاب عرف الجادي من جنان هدى الهادي، وهما في فقه السنة. وتذكرة في شعراء الفرس سماه نكارستان سخن. وتذكرة أخرى في شعراء الهند. له شعر حسن بالفارسية وكلام بليغ في العبائر الأدبية، جمع له والده من الكتب النفيسة العزيزة الوجود خزينة، ومن الأموال المحللة عدة يعيش بها، وخاطبته الرئيسة شاهجان بيكم (بالخان) ترجم له والده في إتحاف النبلاء، وشمع انجمن للشعراء (¬1). 2. ولد المؤلف الصغير: أبو نصر مير علي حسن خان الطاهر، ولد ببلدة بهويال سنة (1283هـ) ونشأ بها في أرغد نعمة وأطيب أمنية، قرأ الفارسي على الحكيم المولوي محمد أحسن البلجرامي، مؤلف ارتنك فرهنك وأخذ الصرف والنحو. يحفظ من النظم العربي والفارسي قسطاً كبيراً، حرر تذكرة لشعراء الفرس سماها صبح كلشن، وإليه ينسب شرح المرقاة في المنطق، استفاده من المولوي إلهي بخش الفيض آبادي شيخ أخيه الكبير، له حواشٍ على مؤلفات والده كما لأخيه، ورسالة في حكم التقليد كما لأخيه في الاجتهاد طبعتا في مطبعة الجوائب بالقسطنطينية، عليه شفقة من ملكة بهويال وخاطبته (بالخان)، وأعطته من المعايش ما يكفي لمؤن الزمان، وذكر المؤلف بأنه أحبُّ أولاده إليه لكنه قليل الاعتناء بالعلم، ثم قال: وكم دعوت له ولأخيه وأخته في الحرمين الشريفين وأماكن الإجابة، ترجم له والده في اتحاف النبلاء، وشمع انجمن (¬2). علمه: جمع محمد صديق حسن خان في اكتسابه العلم بين الأخذ عن الشيوخ والأخذ عن الكتب في مختلف العلوم فلم يترك علماً من العلوم الاّ وطالعه، ولا فناً من الفنون إلاّ ومَرَّ عليه، وهذا واضح في تنوع مؤلفاته حيث يخبرنا عن اكتسابه العلم بمطالعته: " كتباً كثيرة ودواوين شتى في العلوم المتعددة، والفنون المتنوعة ومرّ عليها مروراً بالغاً على اختلاف أنحائها، وأتى عليها بصميم همته وعظيم نهمته بأكمل ما يكون حتى حصل منها على فوائد ¬

_ (¬1) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 282. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 3/ 282.

مكانته وقدرته العلمية

كثيرة وعوائد أثيرة، أغنته عن الاستفادة عن أبناء الزمان، وأقنعته عن مذاكرة فضلاء البلدان " (¬1). كما جمع من نفائس العلوم، والكتب ومواد التفسير، والحديث وأسبابها ما يعسر عدّه ويطول حده، أهلته لتدوين أحكام الكتاب العزيز، وعلوم السنة المطهرة من العبادة والمعاملة وغيرها خالصة عن آراء الرجال نقية عن أقوال العلماء في كتبه المختصرة والمطولة كالروضة الندية ومسك الختام شرح بلوغ المرام وعون الباري وفتح البيان ورسالة القضاء والإفتاء والإمامة والغزو والفتن والنار (¬2). وكان جمعه للأحكام التي نطقت بها أدلة الكتاب وحجج السنة من غير تعصب لعالم من أهل العلم ومذهب من المذاهب وألفّ في كل باب من أبواب الشريعة الحقة الصادقة المحمدية ما لم يؤلف مثله لهذا العهد الأخير، وانتفع به أجيال من الناس كثير (¬3). مكانته وقدرته العلمية: ذكر عن مقدرته العلمية تلميذه نعمان الآلوسي: " بأنه فصيح سريع القراءة، سريع الكتابة، سريع الحفظ والمطالعة " (¬4)، وقال عنه آخرون: وفي الكتابة سرعة عجيبة، وفي التأليف ملكة غريبة بحيث يكتب الكراريس العديدة في يوم واحد ويصنف الكتب الضخمة في أيام قليلة (¬5). وكانت له مكانة مرموقة عند الملوك والسلاطين في ذلك العهد لسعة علمه حيث أهدى الى السلطان عبد الحميد خان ملك الدولة العثمانية تفسيره (فتح البيان في مقاصد القرآن) وكتب اليه كتاباً في ذلك، فجاء من الباب العالي جوابٌ عليه مع وسامٌ من الدرجة الثانية المسمى (بمجيدية). فهذا المؤلف قد فتح الله عليه كما يقول بنفسه " من المال الكثير، والحكم الكبير، والآل السعداء، والأخلاف الصلحاء، والنسب الحميد، والحسب المزيد ما يقصر عن كشفه ¬

_ (¬1) أبجد العلوم: 3/ 272. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 3/ 273. (¬3) ينظر: الروضة الندية شرح الدرر البهية من المصحح: 3/ أ. (¬4) جلاء العينين: 50. (¬5) ينظر: الروضة الندية شرح الدرر البهية من المصحح: 3/ أ.

صفاته وأقوال العلماء فيه

لسان اليراع، ولو كشف عنه الغطاء ما ازداد الواقف عليه الا يقيناً وأن يأباه بعض الطباع " (¬1) مع ما أبتلي به " من سياسة الرياسة وقلة الشغل بالعلم والدراسة وفقد الأحبة والأنصار الا عداء الجاهلين بالقضايا والأقدار " (¬2) ثم استدرك فقال: الحمد لله الذي جعله محسوداً ولم يجعله حاسدا، وخلقه صابراً شكوراً ولم يخلقه فظاً غليظ القلب عانداً، لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله (¬3). وقام مقام السيدة شاهجهان بيكم في إنفاذ الأوامر السُنية، وفي الأمور الدولية، وانتفع الناس بجوده وبذله وعلمه وحكمه وفضله، وذلك لأنه كان مليئاً بالعلوم، متضلعاً منها بالمنطوق والمفهوم، مجتهداً في اشاعتها، مجدداً لاذاعتها وأحيا السنن الميتة في ذلك المكان بالأدلة البيضاء من السنة والفرقان، فهو سيد علماء الهند في زمانه وابن سيدهم الذي برع فضلاً في عصره وأوانه (¬4). صفاته وأقوال العلماء فيه لقد نعتته بعض التراجم " بمحيي السنة قامع البدعة شريف النجار عظيم المقدار الذي افتخرت به بهويال على جميع الأقطار، وانتشرت بوجوده علوم السنة والآثار، وصنف في ذلك الأسفار الكبار " (¬5). أكثرت المصادر من الثناء على محمد صديق حسن خان ولكن أكثر الأقوال أهمية ما ذكره تلميذه نعمان؛ لصلته المباشرة به فذكر مقدرته العلمية وصفاته الأخلاقية والخلقية ومدحه وأثنى عليه كثيراً فقال: " اذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف استدل ورجح، ويحق له الاجتهاد لاجتماع شروطه فيه، وما رأيت أسرع انتزاعاً للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشدَّ استحضاراً للسنة المطهرة وعزوها منه، هذا مع ما هو عليه من الكرم والجود والشجاعة، وجمع الفؤاد والبراعة، والفراغ من ملاذ النفس، ومن خالطه وعرفه ينسبني إلى التقصير فيه، ومن نابذه وخالفه قد ينسبني الى التغالي فيه " (¬6). وقال عنه " لا يبالي في الله لومة لائم من أهل الابتداع، ولا يمنعه صولة صائل في تحرير الحق الحقيق بالاتباع ولا يناظر أحداً من الناس، ولا يخاطبهم بشيء من الرد لكونهم ¬

_ (¬1) أبجد العلوم: 3/ 284. (¬2) المصدر نفسه: 3/ 284. (¬3) ينظر: المصدر نفسه: 3/ 284. (¬4) ينظر: حلية البشر: 2/ 746. (¬5) الروضة الندية شرح الدرر البهية: 3/ أ. (¬6) جلاء العينين: 49،50.

مكابرين لا مناظرين، وجاهلين لا عالمين، وليس له خصوم إلا بعض المقلدة وأهل البدعة المقصرين عن بلوغ رتبته في الدنيا والدين " (¬1). وكان متواضعاً لكل الناس ويرى نفسه كأحد المعلمين ويتحاشى عن الدنيا وزخارفها ويتجافى بقلبه عن مراقيها (¬2). ومما ذكر عن صفاته الخُلقية أنه كانت لديه مناظرات في الفقه بين الشيخ عبد الحي أبو الحسنات اللكنوي (ـ 1304هـ) وانجرت الى ما تأباه الفطرة السليمة، ومع ذلك لما توفي الشيخ عبد الحي تأسَّف - السيد صِدّيق حسن خان - بموته تأسفاً شديداً وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلى عليه صلاة الغَيبة (¬3). قال عبد الفتاح أبو غُدَّة: " لقيت في رحلتي الى الهند وباكستان في سنة (1382هـ) حفيد صديق حسن خان: الشيخ رشيد الحسن فحدّثني أن السيد أمَرَ بإغلاق بلدة بهوبال التي هو مَلكُها ثلاثة أيام حُزناً على الشيخ أبي الحسنات! وقال: اليوم مات ذوقُ العلم! وما كان بيننا من منافسات إنما كان للوقوف على المزيد من العلم والتحقيق " (¬4). وأما عن صفاته الخِلقية فتحدث عنها فقط تلميذه نعمان الآلوسي فقال: هو أبيض ربعة من القوم، قليل الشيب، شعره الى شحمة أذنيه، ولبعضهم كتاب وسيط في ترجمته سماه: قطر الصِّيب في ترجمة الامام أبي الطيب (¬5)، وتَرجَم له أحمد فارس الشدياق (¬6) (ـ1305هـ) صاحب المواهب وكنز الرغائب في قرة الأعيان ومسرة الأذهان في مآثر الملك الجليل النواب محمد صديق حسن خان (¬7). وربما أطلت في حياته وذلك لتوفر مصادر غزيرة المعلومات عنه وعن مؤلفاته جعلتني لا أضيع كلمة واحدة أراها مهمة. ¬

_ (¬1) جلاء العينين: 50. (¬2) ينظر: حلية البشر: 2/ 746. (¬3) ينظر: الرفع والتكميل في الجرح والتعديل عبد الحي اللكنوي من مقدمة المحقق عبد الفتاح أبو غدة:33. (¬4) المصدر نفسه من هامش المحقق: 33. (¬5) ينظر: جلاء العينين: 49. (¬6) أحمد الشدياق اللبناني من أسرة مارونية من قرى كسروان بلبنان أسلم وسُمي أحمد فارس، معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية عمر رضا كحالة: 2/ 42. (¬7) ينظر: معجم المطبوعات العربية من هامش الكتاب: 1201، ينظر: جلاء العينين: 49.

مؤلفاته

مؤلفاته: ألّف محمد صديق حسن خان كتباً في مختلف العلوم والمعارف، كما أسلفنا وبلغات ثلاث العربية والفارسية والهندية (الأردوية)، وقد طبعت أغلبها واشتهرت " وسارت بها الركبان الى أقطار العالم من العرب، والعجم كالحجاز واليمن وما إليها ومصر، والعراق والقدس، وطرابلس، وتونس، والجزائر، ومدن الهند، والسند، وبلغار، ومليبار، وبلاد الفرس " (¬1). وطبعت مؤلفاته في بهويال ومصر والقسطنطينية والشام، وكانت منسوبة إليه مطبعة معنونة (بالصديقية)، ويبدو ان جميع كتبه مطبوعة. وقد كتب إليه كما يقول بنفسه علماء الآفاق ومحرروها ومحدثو الديار ومفسروها كتباً كثيرة أثنوا فيها على تلك التواليف (¬2). وذكر تلميذه نعمان ان مؤلفاته تربو على ستين كتاباً، وقد سرد أسماء كتبه صاحب المواهب وكنز الرغائب، في كتاب قرة الأعيان ومسرة الأذهان، وانتقد بعض مصنفاته أبو الحسنات عبد الحي اللكنوي في كتابين له (إبراز القي في شفاء العي، وتذكرة الراشد لرد تبصرة الناقد) (¬3). وتنقل بعض المصادر المتأخرة التي أشارت الى وفاة محمد صديق حسن خان ان مصنفاته بلغت 222 مصنفاً، فيها 40 باللغة العربية و 45 بالفارسية و8 و103 باللغة الهندية (أوردو) (¬4). وهذه مؤلفاته مرتبة حسب التسلسل الألفبائي: - أبجد العلوم (ع) (¬5) جمعه مؤلفه سنة (1290هـ) جزء 3 طبعة بهويال (1296هـ) وجملة صحائفه 970 (¬6). - إتحاف النبلاء المتقين باحياء مآثر الفقهاء المحدثين (ف) (¬7). ¬

_ (¬1) أبجد العلوم: 3/ 274. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 3/ 274،275. (¬3) ينظر: جلاء العينين: 49، ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1202. (¬4) معجم المطبوعات العربية من هامش الكتاب: 1202. (¬5) ع، ف، هـ، رموز استعملها محمد صديق خان في أبجد العلوم وتعني (ع) مؤلف باللغة العربية (ف) بالفارسية (هـ) بالهندية: 3/ 275. (¬6) أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741،هدية العارفين:2/ 389، ينظر معجم المطبوعات العربية:1202. (¬7) أبجد العلوم: 3/ 275، حلية البشر: 2/ 741، هدية العارفين: 2/ 389.

- الاحتواء على مسألة الاستواء (هـ) (¬1). - الادراك لتخريج أحاديث رد الإشراك (ع) (¬2). - الاذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة (ع). زعم صاحب معجم المطبوعات أنه كتاب العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة وهو أيضاً مؤلف بالعربية بهويال (1293هـ) ص68،استانة (1293هـ) ص164 (¬3). - أربعون حديثاً في فضائل الحج والعمرة (ع) (¬4). - إفادة الشيوخ بمقدار الناسخ والمنسوخ (ف) (¬5). - الاقليد لأدلة الاجتهاد والتقليد (في علم الأصول) مطبعة الجوائب- استانة (1295هـ) (¬6) - الاكسير في أصول التفسير (ف) (¬7). - اكليل الكرامة في تبيان مقاصد الامامة (ع) بهويال (1294هـ) ص 248 (¬8). - الانتقاد الرجيح في شرح الاعتقاد الصحيح (ع)، طبع حجر بالهند - بهامش جلاء العينين في محاكمة الأحمدين (¬9). - بدور الأهلة من ربط المسائل بالأدلة (ف) (¬10). - بغية الرائد في شرح العقائد (ف) (¬11). - البُلغة الى أصول اللغة (ع)، بهويال (1394هـ)، ص154 ومطبعة الجوائب استانة (1296هـ) ص 189 (¬12). - بلوغ السول من أقضية الرسول (ع) (¬13). ¬

_ (¬1) ينظر: أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741،هدية العارفين:2/ 389. (¬2) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 275، 2/ 741، 2/ 389. (¬3) أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية:1202. (¬4) أبجد العلوم: 3/ 275، حلية البشر: 2/ 741، هدية العارفين: 2/ 389. (¬5) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 275، 2/ 741، 2/ 389. (¬6) أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية:1202. (¬7) أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741، جلاء العينين: 49، هدية العارفين:2/ 389. (¬8) أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية:1202. (¬9) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 275، 2/ 741، 2/ 389، ص: 1202. (¬10) أبجد العلوم:3/ 275، حلية البشر:2/ 741، هدية العارفين:2/ 389. (¬11) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 275، 2/ 741، 2/ 389. (¬12) أبجد العلوم:3/ 275،حلية البشر:2/ 741،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية:1202، الاعلام: 7/ 37. (¬13) أبجد العلوم:3/ 275، حلية البشر:2/ 741، هدية العارفين:2/ 389.

- التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول (¬1). - تميمة الصبي في ترجمة الأربعين من أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) (هـ) (¬2). - ثمار التنكيت في شرح أبيات التثبيت (ف) (¬3). - الجنة في الأسوة الحسنة بالسنة (ع) (¬4). - حجج الكرامة في آثار القيامة (ف) (¬5). - الحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون (ع) (¬6). - حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة (ع) مطبعة الجوائب استانة (1301هـ) ص424 (¬7). - حصول المأمول من علم الأصول (ع)، مطبعة الجوائب سنة (1296هـ) ص 214 (¬8). - الحطة بذكر الصحاح الستة (ع)، طبعة الهند سنة (1283هـ) (¬9). - حل الأسئلة المشكلة (ف) (¬10). - خبية الأكوان في إفتراق الأمم على المذاهب والأديان (ع) (¬11). - خلاصة الكشاف (ع) وهو مختصر الكشاف للزمخشري (ـ538هـ) لكناهور سنة (1289هـ) ص 342، وذكر صاحب الأعلام: أنه في اعراب القرآن (¬12). - الدين الخالص: وعَدّه صاحب معجم المطبوعات العربية منسوباً لصديق حسن خان وقال: وهو لأحد تلامذة ابن تيمية (ـ622هـ) جزء2دهلي2/سنة (1301هـ) وطبع بهامش الجزء الثاني من كتاب اكتفاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية (¬13). ¬

_ (¬1) هدية العارفين:2/ 389. (¬2) أبجد العلوم:3/ 275، حلية البشر:2/ 741، هدية العارفين:2/ 389. (¬3) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 276، 2/ 742، 2/ 389. (¬4) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 276، 2/ 742، 2/ 389. (¬5) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 276، 2/ 742، 2/ 389. (¬6) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 276، 2/ 742، 2/ 389. (¬7) ينظر معجم المطبوعات العربية: 1203، ينظر: الاعلام: 7/ 37. (¬8) أبجد العلوم:3/ 276،حلية البشر:2/ 742،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية:1203 (¬9) أبجد العلوم:3/ 276، حلية البشر:2/ 742، هدية العارفين:2/ 389، وفي: معجم المطبوعات العربية الخطة في ذكر الصحاح الستة: 1203. (¬10) أبجد العلوم:3/ 276، حلية البشر:2/ 742، هدية العارفين:2/ 389، ايضاح المكنون 1/ 192. (¬11) أبجد العلوم:3/ 276، حلية البشر:2/ 742، هدية العارفين:2/ 389. (¬12) معجم المطبوعات العربية: 1203، الأعلام: 7/ 37. (¬13) معجم المطبوعات العربية: 1203.

- دليل الطالب الى أرجح المطالب (ف) (¬1). - ذخر المحتي من آداب المفتي (ع) (¬2). - رحلة الصديق الى البيت العتيق (ع)، طبعة الهند سنة (1289هـ) (¬3). - الروضة الندية شرح الدرر البهية (ع) طبعة بولاق سنة (1297هـ) ص 417 وسنة (1317هـ) ص 417 (¬4). - رياض الجنة في تراجم أهل السنة (ع) (¬5). - السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم (ع) وهو القسم الثاني من أبجد العلوم (¬6). - السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن حجاج، طبعة الهند سنة (1302هـ) (¬7). - سلسلة العسجد في ذكر مشائخ السند (ف) (¬8). - شمع أنجمن در ذكر شعراء زمن (ف) (¬9). - الصافية في شرح الشافية (ف) في علم الصرف (¬10). - ضالة الناشد الغريب من بشرى الكئيب في شرح المنظوم المسمى بتأنيس الغريب (ف) (¬11). - الطريقة المثلى في الارشاد الى ترك التقليد، استانة سنة (1296هـ) ص59 (¬12). - ظفر اللاضي بما يجب في القضاء علي القاضي (ع) (¬13). - العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة (ع) يقول صاحب معجم المطبوعات العربية: أنه كتاب الإذاعة المذكور سابقاً (¬14). ¬

_ (¬1) أبجد العلوم:3/ 276، حلية البشر:2/ 742، هدية العارفين:2/ 389. (¬2) ينظر المصادر نفسها: 3/ 276، 2/ 742، 2/ 389. (¬3) أبجد العلوم:3/ 276،حلية البشر:2/ 742،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية:1203 (¬4) ينظر المصادر نفسها: 3/ 276، 2/ 742، 2/ 389: ص 1203. (¬5) أبجد العلوم:3/ 277، حلية البشر:2/ 742، هدية العارفين:2/ 389. (¬6) ينظر: المصادر نفسها:3/ 277، 2/ 742، 2/ 389. (¬7) معجم المطبوعات العربية: 1304. (¬8) أبجد العلوم:3/ 277، حلية البشر:2/ 742، هدية العارفين:2/ 389. (¬9) ينظر: المصادر نفسها:3/ 277، 2/ 743، 2/ 389 وتعنى في ذكر شعراء الزمن. (¬10) أبجد العلوم:3/ 277،هدية العارفين:2/ 389. (¬11) أبجد العلوم:3/ 277، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389. (¬12) معجم المطبوعات العربية: 1203،1204، ينظر: الاعلام 7/ 37. (¬13) أبجد العلوم:3/ 277، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389. (¬14) أبجد العلوم:3/ 277،حلية البشر:2/ 743،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1304

- العلم الخفاف من علم الإشتقاق (ع) - (في علم الصرف) مطبعة الجوائب سنة (1296هـ) ص48 (¬1). - عون الباري بحل أدلة البخاري (ع) أربع مجلدات طبعة بهويال سنة (1299هـ) ص750 - وطبع بهامش نيل الأوطار للشوكاني طبعة بولاق سنة (1297هـ) (¬2). - غصن البان المورق بمحسنات البيان (ع) مطبعة الجوائب سنة (1296هـ) ص 102 وفي الهند سنة (1294هـ) (¬3). - الغنة ببشارة أهل الجنة (تصوف) طبعة بولاق سنة (1302هـ) ص108 (¬4). - غنية القاري في ترجمة ثلاثيات البخاري (هـ) (¬5). - فتح البيان في مقاصد القرآن (ع)، عشرة أجزاء، طبعة بولاق سنة (1300هـ) (¬6). - فتح العلام بشرح بلوغ المرام، بجزئين طبعة بولاق سنة (1302هـ) ص 348 و406 (¬7). - فتح المغيث بفقه الحديث (هـ) (¬8). - الفرع النامي من الأصل السامي (ف) طبعة الهند سنة (1291هـ) (¬9). - قصد السبيل الى ذم الكلام والتأويل (ع) (¬10). - قضاء الإرب في مسألة النسب - من جهة الأم والأب (ع) طبعة الهند سنة (1283هـ) (¬11). - قطف الثمر من عقائد أهل الأثر (ع) (¬12). ¬

_ (¬1) أبجد العلوم:3/ 277،حلية البشر:2/ 743،هدية العارفين:2/ 389،ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1304. (¬2) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 277، 2/ 743، 2/ 389، ص: 1304. (¬3) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 278، 2/ 743، 2/ 389، ص: 1204. (¬4) معجم المطبوعات العربية: 1304. (¬5) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389. (¬6) أبجد العلوم:3/ 278،حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389، معجم المطبوعات العربية: 1204. (¬7) معجم المطبوعات العربية: 1204. (¬8) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389. (¬9) أبجد العلوم:3/ 278،حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389، معجم المطبوعات العربية:1204. (¬10) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389. (¬11) أبجد العلوم:3/ 278،حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389، معجم المطبوعات العربية:1205. (¬12) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 278، 2/ 743، 2/ 389، ص 1205.

- كشف الالتباس عما وسوس به الخناس في رد الشيعة بالهندية (¬1). - لف القماط على تصحيح بعض ما استعملته العامة من الأغلاط (ع) طبعة بهويال سنة (1291 هـ) ص 268 (¬2). - لقطة العجلان مما تمس الى معرفته حاجة الانسان (ع)، طُبع مع خبيئة الأكوان في افتراق الأمم على المذاهب والأديان، مطبعة الجوائب سنة (1296هـ) ص318 وفي الهند سنة (1291هـ) (¬3). - مثير ساكن الغرام إلى روضات دار السلام (ع) (¬4). - مراتع الغزلان من تذكار أدباء الزمان (ع) (¬5). - مسك الختام من شرح بلوغ المرام (ف) مجلدان ضخمان (¬6). - منهج الوصول الى إصلاح أحاديث الرسول (ف) (¬7). - الموعظة الحسنة بما يخطب به شهور السنة (ع)، طبعة بولاق سنة (1301هـ)، طبعة الهند (1295هـ) ص330 (¬8). - نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار، مطبعة الجوائب سنة (1301هـ) ص404 (¬9). - نشوة السكران من صهباء تذكار الغزلان (ع)، مطبعة الجوائب سنة (1296هـ) ص112 (¬10). - نفح الطيب من ذكر المنزل والحبيب (¬11). ¬

_ (¬1) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389. (¬2) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 743، هدية العارفين:2/ 389،معجم المطبوعات العربية 1205. (¬3) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 278، 2/ 744، 2/ 389، ص 1205. (¬4) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 744، هدية العارفين:2/ 389. (¬5) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 278، 2/ 744، 2/ 389. (¬6) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 278، 2/ 744، 2/ 389. (¬7) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 278، 2/ 744، 2/ 389. (¬8) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 744، هدية العارفين:2/ 390 معجم المطبوعات العربية 1205. (¬9) معجم المطبوعات العربية 1205. (¬10) أبجد العلوم:3/ 278، حلية البشر:2/ 744، هدية العارفين:2/ 390، معجم المطبوعات العربية 1205، الاعلام: 7/ 37. (¬11) هدية العارفين:2/ 390.

- نيل المرام من تفسير آيات الأحكام (ع)، طبعة لكناهور سنة (1292هـ) (¬1). - هداية السائل الى أدلة المسائل (ف) (¬2). - الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المنثور منها والمنظوم، وهو القسم الأول من كتاب أبجد العلوم (ع) (¬3). - يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار (ع) طبعة بهويال سنة (1294هـ) ص 135 (¬4). ¬

_ (¬1) أبجد العلوم:3/ 279،حلية البشر:2/ 744، هدية العارفين:2/ 390،معجم المطبوعات العربية1205. (¬2) أبجد العلوم:3/ 279، حلية البشر:2/ 744، هدية العارفين:2/ 390. (¬3) ينظر: المصادر نفسها: 3/ 279، 2/ 744، 2/ 390. (¬4) أبجد العلوم:3/ 279، حلية البشر:2/ 744، هدية العارفين:2/ 390،معجم المطبوعات العربية 1205.

المبحث الثاني منهجه في البلغة إلى أصول اللغة

المبحث الثاني منهجه في البُلغة إلى أصول اللغة أولاً: منهجه العام ثانياً: منهجه في الباب الأول ثالثاً منهجه في الباب الثاني

أولا: منهجه العام

أولاً: منهجه العام تميزت مؤلفات محمد صديق حسن خان بالتنوع حيث صنَّف في فنون عدة، وكانت له منهجية واضحة هي: الجمع والتوليف والتنوع في الموضوعات، وعدّ المؤلف مصنفاته توليفاً حيث قال: " وكتب إليه علماء الآفاق ومحرروها ومحدثو الديار ومفسروها، كتباً كثيرة أثنوا فيها على تلك التواليف " (¬1). وغالباً ما يذكر في مقدمات كتبه منهجه وما وضعه في كتابه من ذلك (الروضة الندية شرح الدرر البهية) وهو شرح على (الدرر البهية للقاضي الشوكاني) حيث يقول: "جعلته شرحاً ممزوجاً، وصيرته على منواله منسوجاً مستوعباً للفظه ومعناه، ومستصحباً لفحاويه ومبناه، مضيفاً إليه مذاهب الفقهاء ليظهر ضعفها أو قوتها، عند تقابل الأدلة وتعارضها بالآراء لا للأخذ بها على ما كان بأي حال، فإن الرجال تعرف بالحق لا الحق بالرجال ثم زدت عليه أشياء من حاشية المتن على شفاء الأوام التي سماها وبل الغمام، ومن غيرها عند النظر الثاني في هذا الكتاب. . .، هذا وقد أمليت هذا الشرح على طريق الارتجال بالاستعجال، ارشاداً إلى طرق من العلم طالما تركت، وهزاً لطبائع جامدة طالما ركدت " (¬2). فمنهجه التوليف فهو يجمع، ويضمن، ويشرح ويكون أحياناً في كتاب واحد ونرى ذلك في " نزل الأبرار بالعلم المأثور من الأدعية والأذكار، قال مؤلفه: جمعت هذا السفر المختصر وجئت بما تيسر لي وحضر بتجريد كتاب الأذكار عما زاد على أحاديث الدعوات والأذكار من دقائق الفقه ومهمات القواعد. . .، وضممت إليه ما في العدة وشرح التحفة والكلام الطيب وغيرها من الفوائد " (¬3). وفي كتابه (حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة) وصف مادة جمعه وسبب التأليف وهو بذلك يشرح منهجه في مقدمة الكتاب حيث يقول: " فهذا كتاب وسط في جمع آيات بينات، نزلت في أمور النساء وشؤونهن، وأحاديث طيبات، وردت في أطوارهن وفنونهن، أخذتها من الكتاب العزيز استقراء، وزدت عليها تفسير بعضها من فتح البيان، وهو الكتاب الأول من هذا المسطور، ثم أتبعتها أحاديث من الصحاح، والسنن، وموطأ ¬

_ (¬1) أبجد العلوم: 3/ 274. (¬2) الروضة الندية شرح الدرر البهية: 1/ 3،4. (¬3) معجم المطبوعات العربية:1205.

مالك، وكتاب رزين، وكتاب الترغيب والترهيب للمنذري (ـ656هـ) (رضي الله عنه) وهو الكتاب الثاني من هذا المزبور، وذكرت في خاتمة هذا الكتاب ما تخصصت به النساء من دون الرجال، وتميزت به منهم في مراتب الاهمال والأعمال، فجاء هذا السفر بحمده تعالى جامعاً لأشتات هذه الأبواب على نسق لم يسبق اليه " (¬1). ألفه نزولاً عند رغبة السيدة شاهجهان بيكم زوجته حيث يقول: " دعتني إلى تأليفه صاحبتي وعيبتي في حضرتي وغيبتي تاج الهند نواب شاهجهان بيكم، وهي من اللائي ملكن ناصية الحكومة والولاية في مملكة بهوبال المحمية منذ سنة (1120هـ)، وإنما حملها على اقتراح ذلك على أنها لما تلت القرآن الكريم مع ترجمته بلسانها وقرأت بعض كتب الحديث كمشكاة المصابيح وأتقنت بيانها سألتني أن أفرد لها ما نزل وورد فيهن من نصوص الكتاب والسنة بحيث لا يترك ذلك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فنهضت لذلك الخطب الخطير والأمر الكبير، وانتدبت إليه بإتيان ما تيسر عجالة، وضبطته في سلاسل التحرير " (¬2) فطريقة التوليف هذه تبدو بسيطة ويختفي فيها المؤلف وهذا غير صحيح، فهي تحتاج الى تبويب وتنسيق وابتكار جديد في الترتيب يتلاءم مع سبب التأليف، والموضوع، وعصر المؤلف، فكتاب (أبجد العلوم) لمحمد صديق حسن خان مقسم على ثلاثة أقسام: الأول: في (الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم) من حيث الفلسفة، والتوحيد، واللغة، والتاريخ. الثاني: (السحاب المركوم الممطر بأنواع الفنون وأصناف العلوم). الثالث: (الرحيق المختوم من ترجم أئمة العلوم) وهو من الكتب المفيدة جمعه سنة (1290هـ) (¬3). وله تفسيرٌ موسومٌ (بفتح البيان في مقاصد القرآن) وهو الجامع بين الرواية الصحيحة والدراية الصريحة (¬4)، وهو التفسير الذي أهداه للسلطان العثماني عبد الحميد خان كما مرّ سابقاً. وكتابه (غصن البان المورق بمحسنات البيان) ألفه باللسان العربي، يشتمل على ثلاثة علوم: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع، وفيه ثلاثة وعشرون نوعاً من البديع منقولة من لغة الهند (¬5). ¬

_ (¬1) حُسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة للمؤلف: 2. (¬2) المصدر نفسه: 3. (¬3) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 3، ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1202. (¬4) ينظر: جلاء العينين: 49. (¬5) ينظر: معجم المطبوعات العربية: 1204.

ثانيا: منهجه في الباب الأول

هذا التنوع في التأليف ناتج من اطلاعه وثقافته الواسعة فهو يؤلف بثلاث لغات، فضلاً عن مقدرته في التوليف وذكائه الذي أسعفه؛ فكثرت مؤلفاته وانتشرت وتوزعت حتى ذاع صيته بين البلاد، فكان القرآن الكريم سنده في كل ما ولف، والحديث النبوي الشريف وكتب الفقهاء؛ لذلك نراه امتلك أسلوبا متراصفاً فصيحاً جاءت كلماته في مواضعها، وعبر عن الفكرة التي يريد طرحها بوضوح واختصار. ثانياً: منهجه في الباب الأول: خطبة البُلغة: تقدم في الباب الأول من البُلغة، خطبة الكتاب التي تقابل المقدمة في الوقت الحاضر، والمقدمة في البُلغة مقابلة للتمهيد إلاّ أنها أي (مقدمة البُلغة) أكثر اتساعاً وتفصيلاً. ففي الخطبة ذكر محمد صديق حسن خان منهجه وسبب التأليف ومادة جمعه، وأِشار إلى عناية علماء السلف المبرزين وجلة من الخلف المتقنين بعلم اللغة، لكن لم يعنَ بأصولها وارتيادها كما يشير إلاّ واحد من الفحول هو السيوطي (ـ911 هـ) ووسمها بالأنواع خلافاً لصاحب البُلغة التي عدّها أصولاً وأسماها (البُلغة إلى أصول اللغة) (¬1)، فالسيوطي حاكى به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع كما يشير إلى ذلك في المزهر وكذا صاحب البُلغة (¬2). وقد وجدت أن السيوطي قد أخذ منهج كتابه هذا في كل تقسيماته وأنواعه الخمسين من كتاب معرفة علوم الحديث للإمام الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري (ـ405هـ). فمثلاً في النوع الثامن: وهو المرسل، والتاسع: وهو المنقطع لدى الامام النيسابوري، يماثل النوع الرابع: وهو معرفة المرسل والمنقطع لدى السيوطي (¬3)، وفي النوع الخامس والعشرين في معرفة الأفراد من الأحاديث للامام النيسابوري، يماثل النوع الخامس عشر في معرفة المفاريد لدى السيوطي (¬4) وهكذا لو تتبعنا العنوانات والأنواع في كلا المصدرين من معرفة علوم الحديث والمزهر في علوم اللغة وأنواعها، لوجدناها متماثلة لكن الأولى في الحديث والثانية في اللغة. ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 3،4. (¬2) ينظر: المزهر في علوم اللغة وأنواعها: 1/ 1، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 3،4. (¬3) ينظر: معرفة علوم الحديث: 25 - 27، ينظر: المزهر: 1/ 125. (¬4) ينظر: المصدران نفسهما: 96،: 1/ 248.

منهجه في المقدمة

منهجه في المقدمة: ذكر محمد صديق حسن خان في المقدمة تعريف القدماء للغة وهو قول ابن جني ... (ـ392هـ): أصوات يعّبر بها كلُّ قوم عن أغراضهم ونحوه (¬1)، والذي قال بمثله أبو الوفا الهوريني (¬2) وبما يقاربه حد الفن الذي على ما يبدو لم يتطرق إليه العلماء السابقون على هذه الشاكلة وكأنه أحد تعريفات علم البلاغة بقوله: " علم يبحث فيه عن مفردات الألفاظ الموضوعة من حيث دلالتها على معانيها بالمطابقة " (¬3). وعرفه صاحب الكشف بأنه " علم باحث عن مدلولات جواهر المفردات وهيئآتها الجزئية " (¬4) وتعريف الكشف يُعد أحد التعاريف المحدثة لعلم اللغة فقد خلط صاحب البُلغة بين تعريفات القدماء والمحدثين إلا أنه لم يرجح أحداً منها على الآخر، ذلك اشارة إلى صحة جميعها. وفي موضوع آخر من المقدمة وهو تصريف اللغة أطال فيه خلافاً للسيوطي في المزهر (¬5)، بايراده كلاماً للقدماء والمحدثين في حين محمد صديق حسن خان قد أراد من كتابه أن يكون كتاباً لغوياً خالصاً من الصرف بحذف ما أورده المزهر من الموضوعات الصرفية، ويبدو أنه عدها موضوعاً محتاجاً للمناقشة. وأورد في مسألة وضع اللغة ما قيل فيها من اصطلاح وتوقيف والاختلافات الموجودة في هذه القضية (¬6)، ولم يرجح أحدهما على الآخر. وهذه المقدمة السالفة الذكر تتكون من اثنتي عشرة مسألة في وصف اللغة وحدها وتصريفها وبعض مبادئ هذا العلم، وهي عند السيوطي تندرج ضمن النوع الأول من معرفة الصحيح ويقال له الثابت والمحفوظ (¬7). وسبب اختيار محمد صديق حسن خان للمزهر؛ لتنوعه وسعته ولاحتوائه على: "نفائس كثيرة تهتزها الطباع ولطائف شريفة تطرب لها الأسماع. . . فأردت انتقاءه على ذلك ¬

_ (¬1) ينظر: الخصائص: 1/ 33، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 7. (¬2) ابو الوفا الهوريني المصري: نصر بن نصر بن يونس الهوريني، الوفائي، الأحمدي، الأزهري، الأشعري، أديب لغوي، مفسر ت سنة (1291هـ-1874م)، معجم المؤلفين: 13/ 93. (¬3) البُلغة إلى أصول اللغة: 7. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1556، البُلغة إلى أصول اللغة: 7. (¬5) ينظر: المزهر: 1/ 7، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 8. (¬6) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 9 - 14. (¬7) ينظر: المزهر: 1/ 7 - 99، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 4 - 23.

وصف عام للباب الأول

النظام وأفرغته في قالب الايجاز بحسن الانسجام " (¬1) كما قال المؤلف، والسبب الذي دفعه للايجاز والاختصار هو تقاصر الدارسين عن استيعاب مجمل اللغة لضيق المجال حيث يقول: " لتقاصر هِمم أبناء الزمان عن بلوغ ذروة الكمال وتقاعدهم عن التمسك بأذيال كمال العرفان لضيق المجال مع التزام اتمام المعاني، وابرام قواعد المباني، لخصته مطروح الزوائد مجموع الفوائد، مع زيادة نزرة امتلأ بها الوطاب، وتصرف يسير اعتلى منه الخطاب، كذكر الكتب المؤلفة في هذا العلم وغير ذلك مما أوردته في هذا السفر المستطاب وأسميته (البُلغة إلى أصول اللغة) مضمناً إياه مقدمة وبابين وخاتمة " (¬2). ففي عبارات خطبة الكتاب (المقدمة) يظهر لنا منهج كامل يمثل بدايات التأليف المنهجي الحديث نوجزها بالآتي: أولاً: مدح لعلم اللغة وثناء ووصف لأهميته واعتناء العلماء به. ثانياً: شرحٌ في الخطبة (المقدمة) لطريقته في التأليف، والمادة التي جمع منها كتابه، والزيادات التي أضافها إليه وما تصرف به، وتسمية الكتاب. ثالثاً: سبب التأليف. رابعاً: تنسيقه وترتيبه للكتاب حيث جاء كما يقول مضِّمنا إياه مقدمة وبابين وخاتمة. وصف عام للباب الأول: تناول المؤلف كل موضوعات فقه اللغة ومصطلحاته متأثراً بمنهج المزهر، وصاحب المزهر بدوره تأثر بابن فارس، فذكر محمد صديق حسن خان خمسين مسألة من مسائل فقه اللغة وأوردها كالآتي: الاولى: معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت، فيقول: " وأمثلة هذا النوع كثيرة قال في الجمهرة: زعموا أن الشطشاط طائر وليس بثبت " (¬3). الثانية: في معرفة المتواتر والآحاد: ويقول " أما المتواتر فلغة القرآن وما تواتر من ألسنة وكلام العرب " (¬4). الثالثة: معرفة المرسل والمنقطع: يقول فيه " المرسل هو الذي انقطع سنده نحو أن يروى لابن دريد (ـ 321هـ) عن أبي زيد (ـ215هـ) " (¬5). ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 3،4. (¬2) المصدر نفسه: 3،4. (¬3) ينظر: جمهرة اللغة: لابن دريد: 1/ 206، البلغة إلى أصول اللغة: 23. (¬4) البُلغة إلى أصول اللغة: 24. (¬5) المصدر نفسه: 25.

الرابعة: في معرفة الأفراد ويقال له الآحاد: " وهو ما انفرد بروايته واحد من أهل اللغة " (¬1). الخامسة: في معرفة من تقبل روايته ومن ترد وفيها سبع مسائل منها: أن تؤخذ اللغة سماعاً من الرواة الثقات ذوي الصدق والأمانة (¬2). السادسة: في معرفة طرق الأخذ والتحمل وهي ستة منها: السماع، القراءة، السماع على الشيخ بقراءة غيره، الاجازة، والكتابة، والوجادة (¬3). السابعة: معرفة المصنوع: يقول فيه " الشعر مصنوع مُفْتَعل موضوع كثير لا خير فيه ولا حجة في غريبه " (¬4). الثامنة: معرفة الفصيح: يقول فيه: " إن مدار الفصاحة في الكلمة على كثرة استعمال العرب لها " (¬5). التاسعة: معرفة الفصيح من العرب يقول فيه: " أفصح الخلق على الإطلاق سيدنا ومولانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حبيب رب العالمين جلَّ وعلا " (¬6). العاشرة: معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات: يقول فيه: الضعيف ما انحطَّ عن درجة الفصيح، والمنكر منه أقلَ استعمالاً مثاله بلق الدابة، وهذا لا يعرف في أصل اللغة والمتروك ما كان قديماً من اللغات ثم تُرك واستعمل غيره (¬7). الحادية عشرة: معرفة الردئ المذموم من اللغات: مثاله الكَشْكَشة، والكسكسة، والعنعنة، والفحفحة مثالها في لغة قيس وتميم كعنك في انك، وعسلم في أسلم (¬8). الثانية عشرة: معرفة المطرد والشاذ: يقول فيه: هما على أربعة أضرب: مُطّرد في القياس والاستعمال، ومُطّرد في القياس شاذ في الاستعمال، ومُطّرد في الاستعمال شاذ في القياس، وشاذ في القياس والاستعمال جميعاً (¬9). الثالثة عشرة: معرفة الحوشي، والغرائب، والشواذ، والنوادر: يقول فيه " وحوشيُّ الكلام وَحْشيّة وغريبه، والغرائب جمع غريبة وهي بمعنى الحوشىّ " (¬10). ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 25. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 26، 27. (¬3) ينظر: المصدر نفسه: 27، 28. (¬4) المصدر نفسه: 28. (¬5) المصدر نفسه: 28، 29. (¬6) المصدر نفسه: 31. (¬7) ينظر: المصدر نفسه: 33. (¬8) ينظر: المصدر نفسه: 33، 34. (¬9) ينظر: المصدر نفسه: 34. (¬10) المصدر نفسه: 34، 35.

الرابعة عشرة: معرفة المستعمل والمهمل مثال المهمل: " كجيم تؤلِّف مع كاف أو كاف تقدّم على جيم، وكعين مع غين، وحاء مع هاء أو غين " (¬1). الخامسة عشرة: معرفة المفاريد وهو المسموع الفرد وأحواله وهل يقبل الاحتجاج به (¬2). السادسة عشرة: معرفة مختلف اللغة: ولها وجوه أحدها: الاختلاف في الحركات نحو نَستْعين بفتح النّون وكسرها (¬3). السابعة عشرة: معرفة تداخل اللغات: يقول: إذا اجتمع في الكلام الفصيح لغتان فصاعداً جاز للحاجة إليه في أوزان أشعار العرب (¬4). الثامنة عشرة: معرفة توافق اللغات: مثاله: ما وقع في القرآن من نحو المشكاة والقِسْطاس، والاستبرق، لا نُسَلِّم إنها غير عربية بل غايته إنَّ وضع العرب فيها وافق لغة أخرى (¬5). التاسعة عشرة: معرفة المعرب: هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها منها طه، والطور، واليم (¬6). العشرون: معرفة الألفاظ الاسلامية يقول فيه " كان مما جاء في الاسلام ذكر المؤمن، والمسلم، والكافر، والمنافق. . . ومما جاء في الشرع الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة " (¬7). الحادية والعشرون: معرفة المولد: وهو ما أحدثه المولدون الذين لا يُحْتَجُ بألفاظهم مثاله الطنز، والبرجاس، والتشويش (¬8). الثانية والعشرون: معرفة خصائص اللغة: وقصد به ما للعرب من الاستعارة، والتمثيل، والقلب، والتقديم والتأخير، والاتساع، والترادف في اللغة، والعروض وغيرها من سنن العرب في الكلام (¬9). ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 35. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 35، 36. (¬3) ينظر: المصدر نفسه: 36، 37. (¬4) ينظر: المصدر نفسه: 37. (¬5) ينظر: المصدر نفسه: 37. (¬6) ينظر: المصدر نفسه: 38، 39. (¬7) المصدر نفسه: 39. (¬8) ينظر: المصدر نفسه: 40، 41. (¬9) ينظر: المصدر نفسه: 41 - 45.

الثالثة والعشرون: معرفة الاشتقاق: يقول فيه: إنّ العرب تشْتقُ بعض الكلام من بعض، وإنّ اسم الجِنَّ مشتق من الاجتنان (¬1). الرابعة والعشرون: معرفة الحقيقة والمجاز: وفيه يقول: " الحقيقة: الكلام الموضوع موضعه الذي ليس باستعارة، ولا تمثيل، ولا تقديم وتأخير فيه كقول القائل: أِحْمَدُ الله على نِعَمه وإحسانه، وأما المجاز: ففيه تشبيه واستعارة وكف كقولنا: عطاءُ فلانٍ مُزنٌ " (¬2). الخامسة والعشرون: معرفة المشترك: وهو اللفظ الواحد الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر دلالةً على السواء عند أهل تلك اللغة، ولم يذكر مثالاً عليه (¬3). السادسة والعشرون: معرفة الأضداد: يقول فيه: من سنن العرب في الأسماء أن يُسموا المتضادين باسم واحد نحو: الجَوْن للأسود والأبيض (¬4). السابعة والعشرون: معرفة المترادف: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد: نحو: السيف، والمُهَنَّد، والحسام (¬5). الثامنة والعشرون: معرفة الاتباع: وهو أن تتبَع الكلمةُ الكلمةَ على وزْنها أو رويِّها اشباعاً وتأكيداً، وذلك كقولهم: عطشان نطشان (¬6). التاسعة والعشرون: معرفة العام والخاص: فالعام ما وضُع عامّاً واستعمل عامّاً فمن ذلك: كلّ ما علاكَ فأظلك فهو سماء، وأما ما وضع في الأصل خاصاً ثم استعمل عاماً فهو كثير كالوِرْد، فإن أصله إتيان الماء، ثم صار اتيان كلِّ شيءٍ وِرْداً (¬7). الثلاثون: معرفة المطلق والمقيد: يقول فيه: الأسماء التي لا تكون الا باجتماع صفات وأقلها ثنتان من ذلك: المائدة لا يقال لها مائدة حتى يكون عليها طعام (¬8). الحادية والثلاثون: معرفة المشجر: مثاله: العين: عين الوجه، والوجه: القصد والقصد: الكَسْر. . . الخ (¬9). ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 45 - 47. (¬2) المصدر نفسه: 47. (¬3) ينظر: المصدر نفسه: 48، 49. (¬4) ينظر: المصدر نفسه: 49. (¬5) ينظر: المصدر نفسه: 49، 50. (¬6) ينظر: المصدر نفسه: 50، 51. (¬7) ينظر: المصدر نفسه: 51، 52. (¬8) ينظر: المصدر نفسه: 52. (¬9) ينظر: المصدر نفسه: 52.

الثانية والثلاثون: معرفة الابدال: هو ابدال الحروف واقامة بعضها مقام بعض كَمَدَحَه ومَدَهَه، وفرس رِفَلّ، ورِفَنّ (¬1). الثالثة والثلاثون: معرفة القلب: وذلك يكون في الكلمة، ويكون في القصَّة فأما الكلمة فكقولهم: حَبَذَ وجَذَبَ (¬2). الرابعة والثلاثون: معرفة النحت: يقول فيه: " العرب تَنْحَت من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار، وذلك كرجل عَبْشمِيّ منسوب الى اسمين، والحيعلة من (حَيَّ عَلَى) " (¬3). الخامسة والثلاثون: معرفة الأمثال: وهي حكمة العرب في الجاهلية والإسلام كقولهم: اعط القوس بارِيها (¬4). السادسة والثلاثون: معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والاخوة والأخوات والأذواء والذوات مثاله على ذلك قولهم: نارُ أبي حُباحِبَ، وأم النجوم، وابن ذكاء، وبنات بخر، وتركته أخا الخير، ولقيته أول ذات يَدِين، وذو النورين، وذات الجنادع (¬5). السابعة والثلاثون: معرفة ما ورد في وجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف: مثاله: رجل صُلْب صَلْت، ويحوس ويجوس (¬6). الثامنة والثلاثون: معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب: مثاله ما ورد بالراء والغين، أو بالراء واللام، أو بالزاي والذال، من ذلك اللَّهْس لغة في اللَّحْس أو هَهّة، وإناء تَلِع لغة في تَرِع أو لثغة (¬7). التاسعة والثلاثون: معرفة الملاحن والألغاز: يقول فيه: وقد كانت العرب تتعّمد ذلك وتقصده إذا أرادت التَّوْرية أو التعمية، وهو من اللحن مثاله: ما كَلَمْتُه: أي ما جَرَحته (¬8). الأربعون: في معرفة الأشباه والنظائر: يقول: وفيه تُعْرَف نوادر اللغة وشواردها ولا يقوم به إلاّ مضطلع بالفن واسع الاطلاع، كثير النظر والمراجعة مثاله الأوزان والأبنية ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 52. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 52، 53. (¬3) المصدر نفسه: 53. (¬4) ينظر: المصدر نفسه: 53،54. (¬5) ينظر: المصدر نفسه: 54 - 56. (¬6) ينظر: المصدر نفسه: 56. (¬7) ينظر: المصدر نفسه: 56. (¬8) ينظر: المصدر نفسه: 56، 57.

المستثناة، والألفاظ التي استعملت معرفة لا تدخلها الألف واللام منها: شُعْوب: اسم للمنيَّة وغيرها كثير (¬1). الحادية والأربعون: في معرفة آداب اللغوي: يقول فيه: أول ما يلزمه الإخلاص وتصحيح النية، والتبحر في علم اللغة، وحفظ أشعار العرب ... الخ (¬2). الثانية والأربعون: في معرفة كتابة اللغة: وهو في الاختلاف في أول من كتب الكتاب العربي، فيروى أن أول من كتب الكتاب العربيُّ والسُّرياني، والكتب كلها آدم (عليه السلام) قبل موته بثلاثمائة سنة، وقيل إن الخط العربي توقيفٍ (¬3). الثالثة والأربعون: معرفة التصحيف والتحريف: وهو ما صحفه أهل الأرب من الشعر والألفاظ، مثاله: صحف الخليل يوم بغاث (بالغين المعجمة) وإنما هو بالمهملة (¬4). الرابعة والأربعون: معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء: وهو يختص ببيان مراتب اللغويين من الأئمة البصريين، والكوفيين، وبيان أسانيدهم ووفياتهم وكناهم (¬5). الخامسة والأربعون: معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب: وهو نوعان: أحدهما: فيما يتعلق بأئمة اللغة والنحو كالدؤلي، والثاني: فيما يتعلق بشعراء العرب (¬6). السادسة والأربعون: معرفة المؤتلف والمختلف: وهو ما يتعلق بأئمة النحو واللغة كالأنباري والإبياري، وما يتعلق بشعراء العرب، وما يتعلق بالقبائل (¬7). السابعة والأربعون: معرفة المتفق والمفترق: وهو فيما يتعلق بأئمة النحو واللغة كالأخفش، والثاني: يتعلق بشعراء العرب، والثالث: يتعلق بالقبائل (¬8). الثامنة والأربعون: معرفة المواليد والوفيات: مثاله: ولد أبو الأسود الدؤلي في الجاهلية، ومات في الطاعون الجارف سنة تسع وستين (¬9). ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 57 - 66. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 66 - 68. (¬3) ينظر: المصدر نفسه: 68 - 70. (¬4) ينظر: المصدر نفسه: 70، 71. (¬5) ينظر: المصدر نفسه: 71 - 75. (¬6) ينظر: المصدر نفسه: 75، 76. (¬7) ينظر: المصدر نفسه: 76. (¬8) ينظر: المصدر نفسه: 76. (¬9) ينظر: المصدر نفسه: 76، 77.

ما أراده لكتابه

التاسعة والأربعون: معرفة الشعر والشعراء يقول فيه: الشعر كلام موزون مقفى دالُّ على معنى، ويكون أكثر من بيت (¬1). الخمسون: في معرفة أغلاط العرب: مثاله: هَمْزُهُم مصائب وهو غلط منهم (¬2). ما أراده لكتابه: أراد محمد صديق حسن خان لكتابه أن يكون مُلخصاً مقتضباً لا يعالج إلاّ القضايا اللغوية، حيث يقول: " لخصته مطروح الزوائد مجموع الفوائد " (¬3) من ذلك حذفه للقضايا الصرفية، والزائدة على اللغة لديه، فمثلاً في الأصل السادس عشر من معرفة مختلف اللغة ذكر عدة وجوه لكنه لم يشر إليها كلها فحذف الهمز والتليين والاختلاف في الحرف الساكن، والتحقيق والاختلاس، والاختلاف في الزيادة، وغيرها (¬4). وحذفه للأمثلة الكثيرة في معرفة الاتباع فأشار إلى ذلك بقوله " وأمثلة الإتباع كثيرة ذكرها السيوطي في المزهر " (¬5) فاكتفى عن أن يورد تلك الأمثلة في كتابه. وفي معرفة المؤتلف والمختلف حذف الأمثلة المتعلقة بشعراء العرب والقبائل إلا المثال منها والمثالين (¬6)، وكذلك الحال في الاضمار في معرفة خصائص اللغة فقد اختصره اختصاراً شديداً، وفيه أمثلة عدة من القرآن والشعر، واقتصر على مثال واحد لكونه موضوعاً بلاغياً، وكذلك في موضوع آداب اللغوي ذكر من عجز لسانه عن الإبانة عن تفسير اللفظ فعدل إلى الاشارة، والتمثيل وإذا كان له مخالف فلا بأس بالتنبيه على خلافه دون أن يعطي مثالاً فأحياناً يعطي مثالاً وأحياناً لا (¬7). ومما استغنى عنه: القضايا الصرفية فحذف كثيراً من التفصيلات الصرفية في موضوع الأشباه والنظائر، ولم يشر إلا إلى الأوزان، فحذف الصرف مثلما حذف القضايا غير اللغوية (¬8). ¬

_ (¬1) ينظر: المصدر نفسه: 77 - 79. (¬2) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 79، 80. (¬3) المصدر نفسه: 4. (¬4) ينظر: المزهر: 1/ 255 - 262، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 36. (¬5) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 51. (¬6) ينظر: المصدر نفسه: 76. (¬7) ينظر: المصدر نفسه: 45، 68. (¬8) ينظر: المصدر نفسه: 58.

ما نقله وما خالف فيه السيوطي

لقد أدرك محمد صديق حسن خان أن الدارس والطالب لا يستطيع أن يُلمَ بكل الموضوعات التي طرحها كتاب المزهر لسعته فعمد إلى الانتقاء منه، وأضاف إليه بعض الموضوعات، لكنه حذف نسبة الأقوال إلى أصحابها مما دعاني للرجوع إلى المزهر لمعرفة مصادر الكلام المراد توثيقه. ما نقله وما خالف فيه السيوطي من بين القضايا التي نقلها محمد صديق حسن خان كلاماً للمناوي (¬1) في شرحه على القاموس، وهو بذلك يدمج في كتابه كما مرَّ سابقاً بين القديم والحديث وينقل من مؤلفات المحدثين ما يتصل بالموضوع حيث يقول: " من منافع فن اللغة: التوسع في المخاطبات، والتمكن من إنشاء الرسائل بالنظم والنثر، ومن عجائبه التصرف في تسمية الشيء الواحد بأسماء مختلفة؛ لاختلاف الأحوال كتسمية الصغير من بني آدم: ولداً وطفلاً، ومن الخيل: فلواً ومهراً، ومن الإبل: حواراً وفصيلاً، ومن البقر: عجلاً، ومن الغنم: سخلة وحملاً وعناقاً، ومن الغزال: خشفاً ورشاً، ومن الكلاب: جرواً، ومن السباع: شبلاً، ومن الحمير: حجشاً وتولباً وهنبراً،، وتقول نبح الكلب، وصرخ الديك، وهمهم الأسد وزأر، وهيثم الريح، وكَطَعنة بالرمح، وضربة بالسيف، ورماه بالسهم، ووكزه باليد وبالعصا " (¬2) فوضع محمد صديق حسن خان هذه العبارة في وصف اللغة وعدَّ اللغة " باباً واسعاً لا يحيط به إنسان ولا يستوفي التعبير به لسان، ولولا معرفة المترادفات لما اقتدر صاحب القاموس على ما أجاب به علماء الروم عن معنى. . . الخ " (¬3). والحكاية في البُلغة تدل على سعة وتمكن صاحب القاموس حتى يستطيع ان يجيب عن اللغز بآخر مثله مستعملاً اللغة العربية بما أمدته من مرادفات. وأما القضايا التي خالف فيها السيوطي: ففي موضوع الترادف، فقد أورد الألفاظ المترادفة والمتواردة فقال: " فالمترادفة: كما يسمى الخمر: عَقَاراً وَصهْباء، وقَهْوَة، والسبع: لَيْثاً، وأسداً وضِرْغاماً، والمتواردة: هي التي يقام لفظ مقام لفظ لمعان متقاربة يجمعها معنى واحد، كما يقال: أُصلح الفاسَد، ولمّ الشّعث، ورتَقَ الفتق، وشَعَبَ الصَّدع " (¬4) فالمترادف والمتوارد لديه نقيض ما أورده السيوطي، فالسيوطي عدَّ المتواردة: تسمى الخمر: عَقاراً وصهباء ... الخ، والمترادفة: هي التي يقام لفظ مقام لفظ ... الخ، وقال ¬

_ (¬1) المناوي: محمد بن عبد الرؤوف المناوي أحد شراح القاموس ت سنة 1031هـ، كشف الظنون 2/ 1309. (¬2) ينظر: المخصص لأبن سيده: 2/ 46، 47،64، 72، 78، البُلغة إلى أصول اللغة: 6. (¬3) ينظر: بغية الوعاة: 2/ 275، البُلغة إلى أصول اللغة: 6. (¬4) البُلغة إلى أصول اللغة: 50.

السيوطي عنه تقسيم غريب وأورده على هذه الصيغة في موضعين: الأول في بيان الحكمة في وضع اللغة والآخر: في الترادف (¬1)، كذلك محمد صديق حسن خان، أوردها في الموضعين نفسيهما إلا أنه في الموضع الثاني: وهو الترادف خالف فيه السيوطي في تعريف المرادفة والمواردة كما أشِرنا آنفاً (¬2). فردف في اللغة نجدها أكثر التصاقاً ووضوحاً بالمعنى المشار إليه، في كون المرادفة لفظ مقام لفظ. فالرَّدْف: ما تَبعَ الشيء، وكل شيء تَبِع شيئاً فهو رِدْفَه وإذا تتابع شيء خلف شيء فهو الترادف، والترادف التتابع، في حين لم تكن " ورد " أوضح من كونها ورود الماء للساقية (¬3)، وقد يكون في ورد الماء شيء من التتابع، فنجد هذا التداخل والتقارب بين اللفظتين. والمهم أن الترادف، وكثرة المفردات، وتنوع الدلالات، جعل اللغة العربية واسعة التعبير، وغنية في أصول كلماتها على معاني متشعبة، قديمة وحديثة، فقد اتيح للغة القرآن من الظروف والعوامل ما وسع طرائق وأساليب اشتقاقها وتنوع لهجاتها، فانطوت على محصول لغوي لا نظير له في لغات العالم (¬4). وفي مخالفته للسيوطي في موضوع معرفة الأشباه والنظائر حينما ذكر ألفاظاً اختلفت فيها لغة الحجاز ولغة تميم قال: هيهات عند أهل الحجاز وعند تميم أَيْهات، مخالفاً السيوطي الذي أشار إلى أن تميماً تقول هيهات وأهل الحجاز أَيْهات (¬5). وفي لسان العرب: إيه، وهيه على البدل، ومن العرب من يقول أَيْهات بمعنى هَيْهات، أو هي لغة فيها، ولم يذكر في لسان العرب مَنْ من العرب من يقول أَيْهات والآخر هَيْهات (¬6). إلا إن المعروف في لغة الحجاز تسهيل الهمز ولغة تميم تحقيق الهمز، والذي أشار إليه المؤلف هي لغة تحقيق الهمز فهي لتميم خلافاً للسيوطي. ¬

_ (¬1) ينظر: المزهر: 1/ 37،406. (¬2) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 50. (¬3) ينظر: الأفعال: لابن القوطية: 102،303، ينظر: لسان العرب مادة (ردف): 1/ 1152، ومادة (ورد): 3/ 908. (¬4) ينظر: دراسات في فقه اللغة د. صبحي الصالح: 343. (¬5) ينظر: المزهر: 2/ 275 - 276، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 66. (¬6) ينظر: مادة (إيه): 1/ 148، ومادة (هيه): 3/ 859.

مناقشة آرائه

مناقشة آرائه آراء محمد صديق حسن خان تبدو قليلة في كتابه لكونه في الأصل فقيهاً محدثاً يجتهد في الفقه والأصول، ولا أزعم أنه أراد أن يكون لغوياً في كتابه، إلا أن لديه عدداً من الآراء القليلة التي امتازت بالجرأة استقاها من ثقافته الإسلامية، فهذه الثقافة أثرت في آرائه، كما يبدو أن الموضوعات اللغوية التي لها صلة بالدين قد أعطى رأيه فيها. ففي موضوع مبدأ اللغة العربية، وحينما ذكِر الاختلاف في لغة العرب ومنهم من قال: " هي أول اللغات، وكل لغة سواها حدثت بعدها إما توقيفاً أو إصطلاحاً، واستدلوا بأن القرآن كلام الله وهو عربي، وهو دليل على أن لغة العرب أسبق اللغات وجوداً " (¬1). فأشار إلى رأيه بالقول: " قلت لا دليل في كون القرآن (كلام الله) على أن لغة العرب أول اللغات وأسبقها؛ لأن صحف إبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى نزلت قبل القرآن وكلها كلام الله، فما أبرد هذا الدليل، نعم فيه دليل على أن لغة العرب أفضل اللغات وأحسنها؛ لأن سيد المرسلين نطق بها ونزل القرآن بلسانه، وسينطقون أهل الجنة بهذه اللغة الشريفة كما ورد به الخبر المأثور " (¬2). قصد المؤلف بذلك أن القرآن وهو (كلام الله) لم يُعْطنا دليلاً، بأن اللغة العربية كانت أول اللغات في العالم، والسبب في أن الكتب السماوية: صحف إبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى هي من كلام الله، وسبقت القرآن ولم تكن باللغة العربية، وهذا رأي صحيح. وأقول أن الشيء المشترك في الكتب السماوية نزولها باللغات السامية فقط، ونقلت إلى غيرها من اللغات عن طريق الترجمة. ومن آرائه رداً على قول ابن الأنباري: " يشترط أن يكون ناقل اللغة عدلاً، رجلاً كان أو امرأة حراً كان أو عبداً، كما يشترط في نقل الحديث. . . فإن كان ناقل اللغة فاسقاً لم يقبل نقله " (¬3). قال محمد صديق حسن خان: " وهذا باطل عندي بل المعتبر في النقل صدق الناقل وضبطه دون عدالته وتقواه، كما حققنا ذلك في كتابنا (هداية السائل إلى أدلة المسائل) ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 14. (¬2) المصدر نفسه: 14. (¬3) لمع الأدلة في أصول النحو: 85، البُلغة إلى أصول اللغة: 25.

وكتابنا (منهج الوصول الى اصطلاح أحاديث الرسول) ولا جرح في نقلة اللغة ورواة الحديث إلا الكذب وسوء الحفظ " (¬1). وفي هذا النص يُفرق المؤلف بين عدالة التقوى، وعدالة النقل ولا يعتد بعدالة التقوى، وقد يكون هذا النوع أقل درجات المحدثين. " وأصل عدالة المحدث: أن يكون مسلماً لا يدعو الى بدعة ولا يُعلن من أنواع المعاصي ما تسقط به عدالته، فإن كان مع ذلك حافظاً لحديث فهي أرفع درجات المحدثين " (¬2). وتحدث المؤلف عن المعرب من المزهر وأردفه بنقله عن وجود المعرب في القرآن ومعضلته عن إرشاد الفحول للشوكاني، وترك كلاماً كثيراً نقله السيوطي في المزهر عن العلماء في المعرب (¬3). فالسيوطي لم يناقش وجود المعرب في القرآن لأنه قد ذكره في كتابه الإتقان، وأورد في كتابه الذي أسماه (بالمتوكلي) أنماطاً مما ورد في القرآن بالرومية، والفارسية، والهندية، والسريانية، والحبشية، والنبطية، والعبرية، وحتى التركية (¬4). واختار محمد صديق حسن خان ما أشار إليه الشوكاني، فيقول في ارشاد الفحول: "وقد استدل للنافين بأنه لو وجد فيه ما ليس بعربي لزم أن لا يكون كله عربياً وقد قدمنا الجواب في هذا، وبالجملة فلم يأت الأكثرون بشيء يصلح للاستدلال به في محل النزاع، وفي القرآن من اللغات الرومية، والهندية، والفارسية، والسريانية ما لا يجحده جاحد ولا يخالف فيه مخالف، حتى قال بعض السلف أن في القرآن من كل لغة من اللغات " (¬5). وفي اشارة إلى رأيه وما اختاره يقول محمد صديق حسن خان: " وهذا هو الصواب الذي لا يخالطه خطأ، ولا ينافي ورود العجمة في القرآن كونه عربياً؛ لأن أكثر القرآن عربي وللأكثر حكم الكل لدى العقل والنقل فليعلم " (¬6). فهذه الألفاظ الأعجمية لديه لا تؤثر في عربية القرآن طالما كان الغالب من الألفاظ عربياً، كما أنه لا ينفي وجودها في القرآن. ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول النحو: 25. (¬2) معرفة علوم الحديث: 53. (¬3) ينظر: المزهر: 1/ 270 - 294، ينظر ارشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول للشوكاني: 32، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 38، 39. (¬4) ينظر: الاتقان في علوم القرآن للسيوطي: 1/ 288، ينظر: دراسات في فقه اللغة: 369. (¬5) 32. (¬6) البُلغة إلى أصول اللغة: 39.

وعلماء اللغة القدماء عدوا المعرب ليس أعجمياً؛ لأن العرب قد عربته بألسنتها فأصبح عربياً وهو قول أبي عبيد (ـ224هـ) نقله الجواليقي (ـ540هـ) في المعرب (¬1). وفي هذا المعنى أشار المحدثون في قضية المعرب في القرآن حيث يقول صبحي الصالح: " أن بُعُد قريش عن بلاد العجم من جميع جهاتها لم يحل دون تسرب بعض الألفاظ الفارسية والرومية إليها، وأن مقدرة لغة ما على تمثل الكلام الأجنبي، تعد ميزة وخصيصة لها إذا هي صاغته على أوزانها وأنزلته على أحكامها، وجعلته جزءاً لا يتجزأ من عناصر التعبير فيها ... لكن اللغويين العرب حين ألفوا الكتب في المعرب والدخيل، لم يحسنوا دائماً التمييز بين العربي والأعجمي، فكثيراً ما نفوا أعجمية لفظٌ لأن القرآن نزل به، وليس في القرآن عندهم دخيل، وكثيراً ما زعموا عجمة لفظ من غير أن يقيموا عليها الدليل " (¬2). ولم تلجأ العربية كما تقول د. عائشة بنت الشاطئ " الى الدخيل إلا عند الضرورة وبعد إخضاعه للصيغ العربية من الحاق أو تغيير نطقه إشعاراً بأنه صار ملكاً لها، واستطاع علماء اللغة من عصر التدوين أن يستخلصوا قواعد لمعرفة المعرب، فالأمر لم يترك لفوضى بل خضع لقواعد تجري عليها فيما تأخذه من اللغات الأخرى من هنا جاز لبعض اللغويين أن يرفضوا القول بأن في القرآن ألفاظاً غير عربية، لا يعنون بذلك أن هذه الألفاظ لم تكن في أصولها من لغات رومية أو سريانية أو حبشية أو فارسية ولكنهم يعنون أن العرب عربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية، ثم نزل القرآن الكريم، وقد دخلت هذه الحروف من كلام العرب " (¬3). لكن محمد صديق حسن خان لم يشر الى هذه الناحية بل إلى كثرة الألفاظ العربية وغلبتها عن غيرها من الألفاظ في القرآن الكريم. ¬

_ (¬1) ينظر: المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور الجواليقي: 5، ينظر: دراسات في فقه اللغة: 368 - 371. (¬2) دراسات في فقه اللغة: 366، 370 - 371. (¬3) لغتنا والحياة: 45.

في معرفة خصائص اللغة: يقول ابن فارس (ـ395هـ): " لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها لقوله تعالى: {بلسان عربي مبين} (¬1) ... فيقول: لما خصَّ سبحانه وتعالى، اللسان العربي بالبيان عُلم أنَّ سائر اللغات قاصرة عنه وواقعة دونه، وأين لسائر اللغات من السَّعة ما للغة العرب؟ وهذا ما لا خفاء به على ذي نهْية. وقال بعض أهل العلم حين ذُكِر ما للعرب من الاستعارة، والتمثيل، والقلب، والتقديم والتأخير، وغيرها من سنن العرب في القرآن، وكذلك لا يَقدر أحدٌ من التراجم على أن ينقله الى شيء من الألسنة، كما نُقِل الإنجيل عن السريانية الى الحبشية والرومية، وتُرْجمت التوراة والزبور، وسائر كتب الله عز وجل بالعربية، لأن غير العرب لم تَتَسِّع في المجاز إتساع العرب " (¬2). قال محمد صديق حسن خان تعليقاً على كلام ابن فارس معطياً رأيه في هذه المسألة: " قلت فضل اللسان العربي على لغات العجم كلها مسلم، وأما عدم القدرة على نقله إلى شيء من الألسنة على أي وجه كان، ففيه نظر واضح فقد ترجم جمعٌ من أهل العلم واللسان القرآن الكريم إلى الفارسية والهندية والتركية بل الانجريزية وغيرها من الألسنة، وهي تؤدي معناه وتبين فحواه بلا شك، وان لم تكن من استقصاء المعاني كلها، ومراتب الفصاحة أو البلاغة جلها بمكان العربية. ولسان الهنادكة في كتبهم القديمة التي يقال لها سنسكرت أوسع من جميع الألسنة لأن فيها صيغ المذكر، والمؤنث، والخنثى على حده بخلاف العربية، فإنها ليست فيها صيغة للخنثى كما ليست في الفارسية صيغة للمؤنث، نعم لسان العرب أفضل اللغات وأشرفها، وأجود الألسنة وأكملها بوجوه وخصائص توجد فيه ولا توجد في غيره، وبعده لسان الفرس وبعده لسان الهند المحدث من عساكر سلاطين الهند، وكان حدوثه عند مخالطة الفرس وغيرهم مع أهل الهند وغيرهم، وقد اشتمل على لغات الألسنة كلها، ووقع من القبول والشهرة بمكان عظيم، وهو سهل التناول والإستعمال، لذيذ التكلم، عذب الإنتحال، ليس ¬

_ (¬1) الشعراء / 195 (¬2) الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها: 40 - 43، البُلغة إلى أصول اللغة: 41.

بثقيل مثل لسان الأهاند، والنصارى ولا بخفيف ومهانٍ مثل لسان أهل البادية الجفاة، وفيه الشعر والنظم وكل شيء من العلوم والفنون " (¬1). وسأقوم بمناقشة النص السابق ودراسته لمحمد صديق حسن خان، الذي يمثل رأيه في اللغة ففي النص السابق اتفق صاحب البُلغة مع ابن فارس في كون لغة العرب أفضل اللغات فهو أمرّ مسلم به لديه، الا أنه لم يتفق معه في عدم القدرة على نقل القرآن الى اللغات الأخرى لأن القرآن قد ترجم إلى لغات عديدة حتى الانجريزية كما يقول محمد صديق حسن خان (¬2). لكنه يؤيد ابن فارس في قضية البلاغة وقدرة العربية على البيان فابن فارس يعلل عدم نقل القرآن الى اللغات الأخرى بالقول: " لأن غير العرب لم تتسَّع في المجاز اتساع العرب" (¬3) ومحمد صديق حسن خان يقول: " وإن لم تكن من استقصاء المعاني كلها ومراتب الفصاحة أو البلاغة جلها بمكان العربية " (¬4) فنقل القرآن تفسيراً ومعنىً ممكن، إلا إنه لا يصل إلى المستوى البلاغي والبياني الإعجازي للغة العربية؛ لكون العرب توسعوا في المجاز والبيان كما ذكر ابن فارس ووافقه محمد صديق حسن خان. وعدَّ المؤلف لسان الهنادكة في كتبهم القديمة التي يقال لها سنسكرت أوسع من جميع الألسنة. فهذه اللغة تنتمي الى الفصيلة (الهندية الأوربية) وبالذات اللغات (الآرية) بفرعيها: الهندي والإيراني، وهي من اللغات التحليلية (المتصرفة) والرسم الهجائي فيها يعتمد على الأصوات بعكس العربية (¬5). لكن علي عبد الواحد وافي يرآها لغة ميتة، في حين يرآها حسين علي محفوظ موجودة لكنها مقتصرة على البيوتات القديمة في الهند (¬6). والسنسكريتية بقدمها أثرت في العربية وأمدتها بعدداً من الألفاظ كالشطرنج، والقرنفل، والفلفل، والمسك، والكافور وغيرها (¬7). ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 42. (¬2) ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 41، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 42. (¬3) الصاحبي في فقه اللغة: 41. (¬4) البُلغة إلى أصول اللغة: 42. (¬5) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 42، ينظر: دراسات في فقه اللغة: 35، ينظر: آراء في العربية عامر رشيد السامرائي: 45، ينظر: اللغة والمجتمع علي عبد الواحد وافي: 22، 46. (¬6) ينظر: اللغة والمجتمع: 40، ينظر (بحث) أثر اللغة العربية باللغة الأردوية د, حسين علي محفوظ، مجلة كلية الآداب بغداد، عدد: 21، مجلد 1، سنة 1977: 130. (¬7) ينظر: اللغة العربية كائن حي، جرجي زيدان: 37 - 45.

كما إنها أي السنسكريتية دونت قبل العربية الا أن معجماتها خالية من التبويب والتنظيم، ونحوها هو الآخر سبق النحو العربي، فظهر في القرن الرابع للميلاد على يد بانيني فضلاً عن الدراسة الصوتية التي كانت دقيقة ومتطورة وتدعو الى الدهشة، وظهرت كعلم مستقل عن علم اللغة، والترتيب الهجائي للحروف يعتمد على الصوت، فهي لغة سبقت العربية في التأليف (¬1). فمن المرجّح أن تكون السنسكريتية لغة واسعة كما يقول محمد صديق حسن خان. اجرى محمد صديق حسن خان مقارنة مختصرة بين العربية والسنسكريتية عدَّ فيها السنسكريتية أوسع من جميع الألسنة، ولم يستبعد العربية من هذا التعميم، واعتبار السنسكريتية أوسع من العربية لا يمكن القطع به، واستند إلى قوله هذا: " لأنَّ فيها صيغ المذكر والمؤنث والخنثى على حده، بخلاف العربية، فإنها ليست فيها صيغة للخنثى، كما ليست في الفارسية صيغة للمؤنث " (¬2) واعتمد المؤلف على وجود صيغة للخنثى في السنسكريتية التي تفتقدها العربية في اعتبار السنسكريتية أوسع من العربية، إلا إن الشاهد الواحد لا يصح أن يعتمد عليه في تعميم القاعدة، ومحمد صديق حسن خان مُطّلع على اللغتين وخصوصاً السنسكريتية، ومع ذلك لم يوسع هذه المقارنة لعلّنا استطعنا أن نرجح أو ننفي كلامه، لكنه وفي خاتمة الكتاب يُقر أن العربية أوسع اللغات (¬3). تعد هذه المقارنة بداية محدودة للموازنات في العصر الحديث في الشرق بين لغتين من فصيلتين مختلفتين الواحدة عن الأخرى، وهي العربية التي تنتمي إلى السامية (الجزرية) والسنسكريتية التي تنتمي الى الهندية - الأوربية. وأجرى علي عبد الواحد وافي مقارنة بين الفصيلتين السامية (الجزرية) والهندية - الأوربية فهو لا يرى أي إتفاق بين الفصيلتين بل يرى أنهما مختلفتان، لكنه لم يُشر إلى سعة اِحدهما على الأخرى فهذه مسألة إحصائية طويلة وتحتاج إلى وقت والمام باللغتين، واعتمد في التفرقة بين الفصيلتين على القواعد لأنها تمثل المظهر الثابت المستقر، ولم يعتمد على المفردات التي تمثل المظهر المتقلب والمتنقل بين اللغات (¬4). وإذا عدنا إلى نص محمد صديق حسن خان الذي صنف فيه اللغات من حيث أفضلها وأشرفها وأجودها وأكملها، فوضع اللغة العربية كأفضل اللغات، وبعدها لسان الفرس الذي ألف فيه كتب السُنة من الفقه الحديث، وبعده لسان الهند المحدّث من عساكر سلاطين الهند ¬

_ (¬1) ينظر: البحث اللغوي عند الهنود د. أحمد مختار عمر: 40،42،242،237. (¬2) البُلغة إلى أصول اللغة: 42. (¬3) ينظر: المصدر نفسه: 147. (¬4) ينظر: علم اللغة: 197، 203، 204.

كما يصفهم أو هي لغة الجيش، وقد أشار المؤلف الى دور الاختلاط مع الفرس وغيرهم في تكوين هذه اللغة فضلاً عن الثقافة الإسلامية العربية وبالدرجة الأولى (¬1). وكما يرى بعض الباحثين نتيجة تأثير واختلاط الهندوس بالإسلام وأخذهم لبعضاً من الألفاظ الفارسية مما أدى إلى ظهور لغة تجمع بين الهندية والفارسية وهي المعروفة بالأوردو، وتحتوي على كثير من الألفاظ العربية، وقد بدأت تنتشر في الهند في القرن الثالث عشر للهجرة (وهو عصر المؤلف) وخاصة بين المسلمين، وهي ثانية لغات الهند، واليوم هي اللغة الرسمية الأولى لباكستان ومنذ الإستقلال عن الهند سنة 1947 (¬2). " فالأردوية تتألف من عناصر تمثل خمس لغات أساسية هي: العربية والهندية والفارسية، والسنسكريتية، والتركية، ثم دخلتها ألفاظ من الإنكليزية، والفرنسية، والبرتغالية، والروسية، لكن نصيب العربية فيها يكاد يبلغ نصيب الهندية والفارسية معاً " (¬3). وأثنى المؤلف على هذه اللغة التي ألف فيها، وألفت زوجته شاهجهان بيكم فيها، فهذه اللغة عنده سهلة التناول والاستعمال، فيها الشعر والنظم. فهناك (جكرمرا آبادي) وهو شاعر مشهور، ورئيس المتغزلين كما يلقبه أدباء الهند (¬4). ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 42. (¬2) ينظر: الهند: 91، ينظر (بحث) أثر اللغة العربية في اللغة الأردوية: 131. (¬3) (بحث) أثر اللغة العربية في اللغة الأردوية: 134. (¬4) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 42، ينظر (بحث) أثر اللغة العربية في اللغة الأردوية: 132.

ثالثا: منهجه في الباب الثاني

ثالثاً: منهجه في الباب الثاني قام المؤلف في الباب الثاني بتعداد أسماء الكتب المؤلفة في اللغة حصراً دون غيرها من المؤلفات النحوية، والصرفية، والبلاغية، وعلم العروض فوضع فهرسة واسعة فيه مرتباً هذه المصادر ترتيباً ألفبائياً جامعاً كتب اللغة في الألسنة العربية، والتركية، والفارسية، والهندية مستهدياً كشف الظنون مضيفاً إليه بعض المصادر التي لم يذكرها صاحب الكشف والايضاح، وأود أن أشير الى القضايا البارزة في هذا الباب، فمن الملاحظ أن هناك حروفاً في اللغة العربية لم يرد فيها اسم كتاب في اللغة في هذه الفهرسة وكما ذكر محمد صديق حسن خان وهي: باب الثاء المثلثة، وباب الذال المعجمة، وباب الظاء المعجمة، لكنه في باب الطاء المهملة ذكر طبقات النحويين واللغويين، ولا يُعد من مؤلفات اللغة وإنما في علماء وأئمة اللغة وكذلك بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، فهذا يدل على عدم وجود اسم كتاب في اللغة يحويه هذا الباب (¬1). ويبلغ عدد الكتب التي ذكرها أكثر من ثلاثمائة واثني عشر مؤلفاً في اللغة. - مصادر حظيت بالإهتمام - هناك بعض المصادر حظيت بالاهتمام من قبيل الشرح، والاختصار، والتعليق، والنقد ودراسة مناهجها ومضمونها من علماء البلدان، فأكثر المصادر التي حظيت بهذا الاهتمام المعجمات العربية وهي: كتاب العين، والصحاح، ولسان العرب، والقاموس المحيط، وتاج العروس، فضلاً عن فصيح ثعلب وكتاب الغريبين (¬2). وقد كانت للعلماء مقارنات نقلها المؤلف ما بين الصحاح والقاموس فبعضٌ يميل إلى الصحاح، وبعض إلى القاموس، لم يذكرها صاحب الكشف أو الايضاح من ذلك قول أبي الوفا الهوريني: " أعظم كتاب ألف في اللغة بعد عصر صاحب الصحاح، كتاب (المحكم ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 89،95،105،106. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 85، 98، 108 - 111، 129.

والمحيط الأعظم) لأبي الحسن علي بن سيده الضرير الأندلسي المتوفى سنة 458هـ عن ستين سنة ثم كتاب العباب للامام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني الذي وصل فيه إلى (بكم) ومات سنة 650هـ ثم كتاب القاموس، ولم يصل واحد من هذه الثلاثة إلى ما وصل إليه صاحب الصحاح ولا نقصت رتبة الصحاح، ولا شهرته بوجود هذه؛ وذلك لالتزامه ما صح فهو في اللغة نظير صحيح البخاري (ـ 256هـ) في الحديث، وليس المدار في الاعتماد على كثرة الجمع بل على شرط الصحة، قلت - والكلام لمحمد صديق حسن خان - وقد شهد له صاحب القاموس في ديباجته " (¬1). ويلاحظ أن العلماء كثيراً ما اهتموا بشرح القاموس وتعداد محاسنه وتهذيبه وتفضيله على الصحاح حتى أن السيوطي ألّف (الافصاح في زوائد القاموس على الصحاح) (¬2)، ويذكرون أوجه تفضيله على الصحاح بالقول: " وأما فضل القاموس على الصحاح فله وجوه منها: كثرة اللغات كأنها ضعف ما في الصحاح، ومنها تكثير المعاني للألفاظ بالنسبة إليه مع حسن التعبير والايجاز، ومنها تخليص الواوي من اليائي " (¬3) وغيرها. لكن العلامة المحدث عبد القادر بن احمد اليمني (ـ1207هـ) شيخ المؤلف وصاحب كتاب فلك القاموس قال: " في زماننا قد نقصت رتبة الصحاح وشهرته واكتفى الناس بالقاموس لثلاثة أمور - الأول: لجهلهم أن الصحاح أصح الكتب في اللغة حتى توهموا أنه كثير الغلط لما سمعوا أن فيه تصحيفاً يسيراً، ولم يعلموا أن ذلك لا يخلو منه إلا كتاب الله تعالى، وأنه يمكن أن يعرفه كل مشتغل باللغة، الثاني: لجهلهم من عيوب القاموس حتى صار عندهم جميع ما فيه قطَّعيّا، الثالث: جهلهم من محاسن الصحاح، وما ادعى المجد أن الجوهري وَهِمَ فيه فهي دعوى مجردة وأوهام الصحاح يسيرة كما نص عليه الأئمة، ولذلك اعتمد عليه أئمة اللغة بخلاف القاموس، وأن أكبَّ عليه أهل عصرنا على أنا تتبعنا كثيراً مما ادعى المجد وغيره أن الجوهري وهم فيه فوجدناه صحيحاً، وقد أبان ذلك شيخنا ابن الطيب في شرح القاموس ومنهم الشيخ نصر أبو الوفا الهوريني المصري، ومنهم جمع من علماء اليمن الميمون، والحق الصراح الذي لا محيد عنه، أنه لا فضل لأحدهما على الآخر في كل باب " (¬4). ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 102. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 114. (¬3) المصدر نفسه: 118. (¬4) المصدر نفسه: 118، 119.

مصادر لم يذكرها المؤلف

يقول محمد صديق حسن خان موافقاً شيخه: " ووجدنا في كثير من نسخ الصحاح مثل ما قال صاحب الفلك، وقد انتقد جماعة من أهل العلم باللغة واللسان على القاموس. . . والنقد على الصحاح قليل جداً بل لا يوجد عند الانصاف والتتبع البليغ " (¬1). نقل المؤلف عن (القول المأنوس في صفات القاموس) للشيخ المفتي محمد سعد الله الهندي (ـ1293هـ) نقل عنه أوهاماً وأخطاءً وقع فيها صاحب القاموس دون أن ينكر فضله كما أن الصحاح هو الآخر وقعت فيه بعض الأخطاء والأغلاط، ويعقب محمد صديق حسن خان، بأن هذه الأخطاء جاءت من الناسخين لا من الجوهري، والقاموس لا يخلو أيضاً من سقم ووهم، موافقاً في ذلك صاحب القول المأنوس الذي لم يُذكر في كشف الظنون، وذكر محمد صديق حسن خان وصفه وثناءه على كتاب (سر الليال في القلب والابدال) لأحمد فارس الشدياق، في حين اقتصر صاحب الايضاح على ذكر اسم الكتاب ومؤلفه (¬2). مصادر لم يذكرها المؤلف ومن اللافت للانتباه أن هنالك مصادر لم يذكرها المؤلف على الرغم من كونها مصنفات لغوية بحتة، وهي كتب النوادر التي ذكرها صاحب الفهرست (¬3). والمؤلفات الأخرى تشترك مع علم الحديث أمثال كتب غريب الحديث، وهي كثيرة ذكرها صاحب الفهرست، علماً أن محمد صديق حسن خان لم يذكر إلا كتاباً أو كتابين هما: الفائق في غريب الحديث، والنهاية في غريب الحديث (¬4). وأهمل معجمين مهمين هما: أساس البلاغة، ومعجم مقاييس اللغة لكن ذلك لا ينقص من ضخامة الجهد المبذول في تنسيق وترتيب وإيراد الكثير والعديد من مصادر اللغة في هذا الباب. ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 120. (¬2) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 96، 97، 118، 121، ينظر: ايضاح المكنون: 2/ 11،349. (¬3) ينظر: الفهرست لابن النديم: 88، ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 139،140. (¬4) ينظر: المصدران نفسهما: 91 - 97، 109، 140،: 139، 140.

المصادر الجديدة

المصادر الجديدة من المصادر التي لم يذكرها صاحب كشف الظنون، وصاحب إيضاح المكنون، مصادر ذكرها المؤلف لأول مرة وهي: - البرهان القاطع في لغة الفرس: لمحمد حسين التبريزي الحيدرآبادي (¬1). - بهار عجم في إصطلاحات لسان الفرس: تيك جندبهار الأوجيني (¬2). - بنج أهنك: لميرزا غالب الدهلوي الشيعي (¬3). - خالق باري: لأمير خسرو والدهلوي (¬4). - خالق باري: لميرزا غالب الدهلوي (¬5). - دري كشا: لنجف علي الججري (¬6). - رسالة العنقاء المغرب الواقع في القاموس: للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الدنوشري الشافعي المتوفى بمصر سنة خمسة وعشرين وألف (¬7). - سرمه سليماني في اللغة الفارسية (¬8). - صفوة المصادر: لمصطفى خان بن روش خان اللكنوي (¬9). - ضوء القابوس في زوائد الصحاح على القاموس في اللغة (¬10). ¬

_ (¬1) البُلغة إلى أصول اللغة: 84. (¬2) المصدر نفسه: 85. (¬3) المصدر نفسه: 85. (¬4) المصدر نفسه: 93. (¬5) المصدر نفسه: 93. (¬6) المصدر نفسه: 94. (¬7) المصدر نفسه: 95. (¬8) المصدر نفسه: 96. (¬9) المصدر نفسه: 105. (¬10) المصدر نفسه: 105.

- فرهنك نامه في اللغة فارسي: لفخر الدين إبراهيم بن قوام القواس ولأستاذه الشيخ محمد بن الشيخ لالا (¬1). وجميع كتب فرهنك المذكورة في باب الفاء (¬2). - القابوس في ترجمة القاموس بالفارسية: للشيخ حبيب الله القنوجي الهندي، وهي ترجمة للقاموس باللغة الفارسية (¬3). - قاطع برهان: لميرزا أسد الله المتخلص بغالب الدهلوي (ـ 1285هـ) (¬4). - كوهر منظوم: للشيخ محمد علي المولوي جمع فيه اللغة العربية بالنظم الفارسي (¬5). - مفيد نامه: لشاه محمد ولد مسيح الزمان الهانسوي في اللغة الفارسية (¬6). - منتخب اللغات: جمعه منولال الهندي (¬7). - منتخب اللغات شاهجهاني: لملا عبد الرشيد الحسيني المدني ذكر فيه اللغة العربية وفسرها بالفارسية وأخذ عن القاموس، والصحاح، والصراح (¬8). - ناب ناباني: للشيخ محمد إسحاق ابن المرحوم خير الدين الأنصاري (¬9). - نار نوروز: في ضوابط لسان الفرس لخصه من كتب القواعد (¬10). - نصاب الصبيان: للشيخ محمد بدر الدين الفراهي السجستاني (¬11). - نور الصباح في أغلاط الصراح: رسالة فارسية: للشيخ محمد سعد الله المراد آبادي (¬12). - نوادر المصادر في اللغة (¬13). ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 109. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 109. (¬3) البُلغة إلى أصول اللغة: 111. (¬4) المصدر نفسه: 111،112. (¬5) المصدر نفسه: 128. (¬6) المصدر نفسه: 136. (¬7) المصدر نفسه: 136. (¬8) المصدر نفسه: 136. (¬9) المصدر نفسه: 138. (¬10) المصدر نفسه: 138. (¬11) المصدر نفسه: 138. (¬12) المصدر نفسه: 140. (¬13) المصدر نفسه: 140.

أهمية الكتاب

- نونوا: للشيخ محمد إسحاق الأنصاري البوفالي (¬1). - وجيز: لغة فارسية: لمحمد قاسم ابن الحاج محمد كاشاني المدعو بسروري (¬2). - هفت قلزم: ألفه قبول أحمد لأبي الظفر معز الدين شاه غازي الدين حيدر (¬3). ومن الملاحظ أن أكثر المصادر الجديدة التي لم تذكرها فهارس الكتب هي مؤلفات فارسية أو بقواعد اللغة الفارسية، التي ألّف بها محمد صديق حسن خان العديد من كتبه. والثقافة الفارسية جاءت الى الهند عن طريق المغول الذين بنوا حضارة راقية في الهند، وكانوا متشعبين بالحضارة الفارسية، وجاء معهم كثير من رجال الثقافة والفن من فارس في سنة 1256م (¬4). أهمية الكتاب تأتي أهمية الكتاب في أسلوب تأليفه، وما ضمه من موضوعات، فقد ضمَّ الباب الأول موضوعات في فقه اللغة منها حد اللغة ووصفها، ووضعها، والمتواتر منها، وطرائق الأخذ والتحمل، والفصيح، والضعيف، والحوشي والشاذ، والمعرب، والمولد، والاشتقاق، والمشترك، والمترادف، والاتباع، والابدال، والقلب، والنحت، والأمثال والتصحيف وغيرها، مضيفاً إليها بعضاً من آرائه وما نقله عن علماء اللغة، فهي موضوعات من الضروري أن يعرفها دارس فقه اللغة. وأتبعه الباب الثاني بما ضمه من الكتب المؤلفة في علم اللغة، العربية، والفارسية والتركية، والهندية مستبعداً علوم النحو والصرف والبلاغة والعروض وغيرها، وهذه الكتب اللغوية مرتبة حسب الألفبائية، والجديد هو هذا المنهج الذي جمع بين البابين، مما دل على جهد كبير مبذولٍ في الترتيب والتصنيف والتنظيم، فجاء كتاب البُلغة كما قال بعضهم: "الاختصار إذا جمع ثلاثة أشياء أحدها: الاستقصاء في الصفة، والثاني: الاهتمام في المعنى، والثالث: الإيجاز كانت المادة بذلك أبلغ " (¬5). ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 140. (¬2) المصدر نفسه: 141. (¬3) المصدر نفسه: 141. (¬4) ينظر: الهند: 163. (¬5) كشف الظنون من هامش الكتاب: 2/ 1625.

وكان في كثير من الكتب التي ذكرها في الباب الثاني يفصل في تسميتها وضبط تلك التسمية، ويعرض موضوعاتها وطريقة مؤلفيها فيها، ثم يذكر من استدرك عليها أو خطأها مثل فعله بكتاب الصحاح والعين. وجاءت الخاتمة مغايرة لما احتوى الباب الأول والثاني، فجاءت في بيان إعجاز القرآن والعلوم المستبطة من الفرقان، وفيها مسألتان: الاولى: في إعجاز الكتاب الكريم، والثانية في العلوم المستبطة من القرآن وفيهما كلامٌ طويلٌ عن الاعجاز القرآني (¬1). قال محمد صديق حسن خان عن هذه الخاتمة: " فإن قلت كيف ختمت هذه المقالة التي وضعتها في علوم اللغة هذه الخاتمة التي إشتملت على ذكر إعجاز القرآن وعلومه؟ قلت ختمتها بتلك؛ لأن القرآن نزل من عند الله بلسان العرب وقضى من الجامعية التي في لغتها منتهى الإرب، وهذا دليل على أنَّ اللغة العربية أفضل اللغات وأوسعها وأجمعها وأكملها بلا ريب لا يساويها لُغى العجم عند علماء الأدب " (¬2). فللكتاب قيمة كبيرة في موضوعه مع قلة الكتب في مادته، فالمكتبة العربية تكاد لا تفي بما يريده الباحث، فجاء هذا الكتاب مشتملاً على مصطلحات فقه اللغة في بابه الأول، وعلى الكتب المؤلفة فيه في بابه الثاني فسد الفراغ الذي تشكو منه مكتبتنا العربية في موضوعه. ¬

_ (¬1) ينظر: البُلغة إلى أصول اللغة: 142 - 145. (¬2) البُلغة إلى أصول اللغة: 147.

نسختا البلغة إلى أصول اللغة

نسختا البُلغة إلى أصول اللغة النسخة الأولى التي اعتمدت عليها في النسخ استطعت الحصول عليها من مكتبة السيد عز الدين الغلام الرفاعي، وجعلتها النسخة الأولى، أما النسخة الأخرى فهي طباعة حروف استطعت الحصول على صورة منها من المكتبة القادرية بوساطة مدير المكتبة، وجعلتها نسخة ثانية: 1. امتازت النسخة الأولى التي اعتمدت عليها بكونها طبعة حجرية بهويال الهند طبعت في زمن الرئيسة شاهجهان بيكم ملكة مملكة بهويال وهي زوجة المؤلف، امتازت بأنها أقدم من النسخة الأخرى، أكمل تأليفها في 20 رجب سنة (1292هـ) في بلدة بهويال المحمية دار الرياسة العلية وطبعت سنة (1294هـ)، ناسخها المنشي محمد أحمد حسين الصفي فوري ورمزت لها بالرمز (ب) نسبة الى بهويال، واعتبرتها النسخة الأولى، تقع في (154) صفحة، طول الصفحة (23) سنتمتراً، عرضها (15) سنتمتراً وقد رقمت بالأرقام الفارسية، يوجد في كل صفحة (21) سطراً، معدل الكلمات في السطر الواحد يتراوح بين (11 - 18) كلمة، كتبت الأبواب بالخط الكبير البارز، والخط الذي نسخت به يشبه خط الرقعة وهو جيد ومشكول، وموحد في جميع النسخة ونسخة (ب) تشبه المخطوطة، الا أن تاريخ نسخها غير موجود، أما تاريخ تأليفها وطبعها فقد أشرنا إليهما سابقاً. تميزت نسخة (ب) بجانب كبير من الصحة والضبط، وعلق عليها تعليقات على الهامش السيد ذو الفقار أحمد، وعدوها تصحيحاً وشركه النظر الثاني محمد عبد الصمد الفشاوري، ومدحها وأثنى عليها وأرخ تاريخ طبعها شعراً باللغة الفارسية الحافظ خان محمد خان وحررها وقدم لها حسين بن محسن اليمني شيخ محمد صديق حسن خان وجاء هذا التقديم بعد الخاتمة، وأثنى شيخ المؤلف على البُلغة ومؤلفها ثناءاً حسناً.

وكانت غالب تعليقات السيد ذو الفقار مأخوذة من المزهر وبعضها من القاموس المحيط وتاج العروس، وهي قليلة قرابة خمس صفحات وهذه التعليقات تكون إما توضيحاً أو زيادة على النص. كما أن نسخة (ب) وردت فيها طريقة في كتابة الهمز نحو: عايشة، ومداين، وقآرية، والدئلي بدلاً من الدؤلي، وتخطيه، ومسئلة، والمسئول. وأحياناً تسقط الهمزة من الإسم الممدود متأثرين باللغة الأردوية نحو: شعرا، العفا، ابن ذكا، خطبا، فنا، علماً أن قصر الممدود لهجة عربية فصيحة. 2. أما النسخة الأخرى: فهي مطبوعة، طبعت في قسطنطينية سنة (1296هـ) ورمزت لها بالرمز (ق) نسبة إلى قسطنطينية، وجاءت أرقام تسلسلها في المكتبة القادرية ببغداد هي: 8151، 1080، 9539، علماً أن هذا الكتاب لا يعد معروفاً أو مشهوراً على الرغم من وجود ثلاث نسخ في هذه المكتبة، تقع في (188) صفحة طول الصفحة (13) سنتمتراً، عرضها (20) سنتمتراً عدد الأسطر (20) في كل صفحة، تتراوح عدد الكلمات في السطر الواحد من (10 - 14) كلمة. وقد اشتملت على الموضوعات نفسها ما عدا خاتمة الطباعة فهي تخص مطبعة الجوائب. وردت النسختان (ب) و (ق) في معجم المطبوعات العربية بالنسخ نفسها وعدد الصفحات ولا يوجد غيرهما (¬1). لقد ذكرنا أن محمد صديق حسن خان غالب مؤلفاته مطبوعة ومن البعيد أن أجد نسخة المخطوطة الأصلية، فقد كان هذا المؤلف يمتلك مطبعة في بهويال دار الرياسة منسوبة إليه معنونة (بالصديقية) (¬2). والنسخة التي اعتمدت عليها تشبه المخطوطة إلى حد كبير، وطبعت في زمان المؤلف وفي مدينته. وقابلت بين النسختين ووجدت فيهما بعض الاختلاف الذي لم يؤثر في منهج الكتاب وترتيبه من حيث الموضوعات والأبواب. ¬

_ (¬1) ينظر: معجم المطبوعات العريبة: 1202. (¬2) ينظر: أبجد العلوم:2/ 291.

منهج التحقيق

منهج التحقيق: 1. تأكدت من نسبة الكتاب إلى مؤلفه عن طريق الرجوع إلى المصادر وفهارس الكتب التي تحدثت عنه وعن مؤلفاته، حيث اتفقت هذه المصادر على نسبة الكتاب إليه وأهمها (أبجد العلوم) للمؤلف الذي سرد فيه آثاره، وهذا أمر لا شك ولا لبس فيه. 2. فيما يخص اسم الكتاب اتفقت التراجم على تسمية الكتاب (البُلغة إلى أصول اللغة) بدلاً من تسمية (البُلغة في أصول اللغة) المثبت عنواناً في بداية النسختين فضلاً عن أن المؤلف في نسخة بهويال صدّر كتابه بمقدمة وصف فيها منهجه في تأليف هذا الكتاب وقال أسميته (البُلغة إلى أصول اللغة)، مخالفاً في ذلك عنوان الكتاب في الصفحة الأولى أما في نسخة قسطنطينية، فجاءت مقدمة المؤلف في تسمية (البُلغة في أصول اللغة) مطابقاً لعنوان الكتاب، وقد رجحت ما جاء في مقدمة نسخة بهويال لأنها قد وردت في عدة مصادر منها أبجد العلوم للمؤلف نفسه، وجلاء العينين لنعمان الآلوسي تلميذه، وهدية العارفين، وإيضاح المكنون، والأعلام للزركلي (¬1). فضلاً عن المعنى اللغوي في كون الى أصح من في. 3. وثقت الآيات القرآنية من القرآن الكريم والمعجم المفهرس ووضعتها بين أقواس مزهرة، وخرجت الأحاديث النبوية من مصادرها. 4. وثقت الأشعار من الدواوين إن وجدت فيها أو من مصادر أدبية ولغوية أساسية. 5. وثقت جميع النصوص اللغوية من مصادرها وأهمها: جمهرة اللغة والخصائص، والصاحبي في فقه اللغة، والصحاح، والمزهر فضلاً عن كتب أصول الفقه، كما وثقت أسماء المؤلفات اللغوية من مصادر التراجم وفهارس الكتب أمثال كشف الظنون وغيره. 6. ترجمت لأسماء العلماء غير المشهورين، وأشرت إلى مصادر تراجمهم وتركت بعضهم لكثرة أسمائهم وخشية إثقال الهوامش. 7. 8. ¬

_ (¬1) ينظر: أبجد العلوم: 3/ 275، ينظر: جلاء العينين: 49، ينظر هدية العارفين: 2/ 389، ينظر: إيضاح المكنون: 1/ 192، ينظر: الأعلام: 7/ 37.

الخاتمة

9. أضفت إلى النص ما يقتضيه السياق، ووضعته بين قوسين معقوفتين [] ونوهت عن ذلك في الهامش. 10. اعتمدت في النسخ على (ب) لأنها أقدم وأشبه ما تكون بالمخطوطة وأثبت أرقام نسخة (ب) ووضعتها بين قوسين لتدل على نهاية الصفحة، وكان ترقيم الدراسة عليها. 11. قمت بتصحيح أخطاء الهمز الواقعة في النسخة. 12. فرقت بين همزة الوصل والقطع عن طريق رسم همزة القطع بهذا الشكل (أ) وأغفلت همزة الوصل غير مُعلمة. الخاتمة لم يشتهر هذا الكتاب بين كتب فقه اللغة قبل أن أعمل على دراسته وتحقيقه، ومن خلال دراستي ظهر لي أنه يمكن أن يسد باباً في المكتبة العربية يفيد منه الدارسون لأنه جمع قواعد ضرورية لهؤلاء الدارسين وكذلك وصلت إلى عدد من النتائج المهمة أضعها على الوجه الآتي: 1. أضفت كتاباً في فقه اللغة إلى المكتبة العربية، الذي يُعد توليفاً ومن أولى المؤلفات في موضوع فقه اللغة في العصر الحديث، وجاء هذا الكتاب حسن التنظيم والترتيب ومنتقى بشكل دقيق. 2. عَرّفت وقدمت محمد صديق حسن خان ملك مملكة بهويال الهندية مؤلفاً في علم اللغة، وهو الذي اشتهر فقيهاً ومحدثاً بين علماء الشريعة؛ ولذلك اقتصرت معرفته على طلاب الفقه والمذاهب فهو من رجال النهضة المجددين، ومن بيت من بيوت العلم وعُدَّت مؤلفاته في اللغة قليلة قياساً الى مؤلفات الفكر العربي الاسلامي. 3. أثر الفكر الاسلامي في عقول شعوب ليست عربية وحضاراتها وعلى الرغم من بعدها المكاني عن منبع الإسلام وهي الجزيرة العربية، إلا إن الهنود العرب وغير العرب صنفوا مؤلفاتٍ باللغة العربية تأثرت بمنهج التأليف عند العرب وهذه المؤلفات كثيرة، فصاحب البُلغة محمد صديق حسن خان بلغت مؤلفاته نيفاً وستين مصنفاً بالعربية والاردوية والفارسية، وكما قال الدكتور حسين علي محفوظ: إنَّ العلماء الهنود بالغوا في التصنيف، والتأليف، والتدقيق. 4. تنظيم الكتاب منهجي علمي وزع المفردات على أبوابها، حيث جاء الباب الأول متضمناً خمسين أصلاً من أصول اللغة مكوناً من موضوعات فقه اللغة المعروفة في كتاب المزهر، والباب الثاني: جاء سرداً لأسماء مصادر اللغة فقط دون الصرف، والنحو، والعروض، والبلاغة، وخاتمة آراد لها المؤلف أن تكون في الاعجاز القرآني، فاتصف الكتاب بالتنوع والشمول فهو كتابان في كتاب واحد وهذا المنهج يُعد جديداً. 5. 6.

7. جاءت آراؤه جريئة على الرغم من قلتها في المعرب، ومبدأ اللغة، وخصائص اللغة، وطرق الأخذ والتحمل. 8. أضاف الكتاب بعض القضايا المهمة للقارئ، وخاصة في مجال المعجمات العربية وشروحاتها، حيث اهتم الهنود بالجانب اللغوي، وخاصة القاموس المحيط من بين الكتب اللغوية. 9. أمطت اللثام عن فترة زمنية يحسبها كثيرون عهداً مظلماً إلا أنها ليست كذلك، فهي بداية النهضة الفكرية الحديثة التي شاركت في بلورتها الطباعة وخاصة طبع الكتب القديمة بالطبع الحجري، فقد شاركت الهند في طبع المخطوطات العربية في مختلف العلوم. 10. اكتسبت معرفة في اسلوب التحقيق بوصفه أحد وسائل احياء المخطوطات العربية القديمة والحديثة. 11. كانت حياة المؤلف محمد صديق حسن خان مليئة بالعلم، والمعرفة والدرس، والتأليف، وأكثرت التراجم في مدحه والثناء عليه وعلى زوجته الملكة شاهجهان بيكم التي أوصلته الى المكانة العلمية والسياسية المرموقة وجعلت توليفاته تشتهر بين البلدان. 12. اللغة العربية شاركت في تكوين لغات جديدة ظهرت في القرن الثالث عشر للهجرة، وهي اللغة الأردوية، كما أن السنسكريتية من اللغات القديمة والمتطورة في اسلوب دراستها أثرت في اللغة العربية عبر سنين تقدمها، كما يشير إلى ذلك حسين علي محفوظ. 13. نقل محمد صديق حسن خان من مؤلفات من عاصرهم، ومن تلك التي لم يذكرها صاحب الكشف مثل: فلك القاموس لشيخ المؤلف، وكتاب القول المأنوس في صفات القاموس لسعدي افندي، ونقل إلينا عن المناوي في شرحه على القاموس وعن أبي نصر الهوريني، فضلاً عن كون المصادر التي أشار إليها في الباب الثاني تعطي أفقاً كبيراً وواسعاً ومساعداً في معرفة المصادر اللغوية. أضع هذا الكتاب بين يدي القارئ؛ ليفيد منه فقد قلَّت كتب هذا العلم إذ تكاد تعد على الأصابع، أدعو الله أن يجعل احياءه ونشره لخدمة لغتنا العزيزة، لغة القرآن الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

البلغة إلى أصول اللغة

البُلغة إلى أصول اللغة بسم الله الرحمن الرحيم أبلغ لغة نطقت بها جُلة البلغاء في سوح الحواضر وفساح البوادي، وأفصح كلمة تكلمت بها العرب العرباء لدى الروائح والغوادي، حمد عليهم أفاض النعم الجمْة والأيادي،

خطبة الكتاب

للمجتدي والجادي، وثناء كريم أشبع وسقى كل طاوٍ وصادٍ، بالكرم العريض الممادي الذي جعل لسان العرب ألسن اللُّسن الهوادي. وبعث منهم نبيه الرؤوف الرحيم المهدي الهادي، الناطق بالصواب والمتكلم بالصحاح الصراح من كلم اللسان الضادي، المرسل الى كل صنف من أهل المدن والقرى، والأهاضيب الثوادي (¬1) محمد المصطفى وأحمد المجتبى خير من صدر في المجالس، وحضر النوادي، وأكمل من أتم الحجة البالغة الى كل مؤآلف ومعادي، وموافق ومضادي، صلى الله تعالى (¬2) عليه وسلم وعلى صحبه نجوم الدَّآديِّ (¬3) وآله (¬4) شموس الهدى وبدور القوادي صلاة طيبة وسلاماً قائماً يفوق شذاهما العَبْهر (¬5) والجُلّ (¬6) والجَادِي (¬7)، ما غنى الطير الشادي وارتجز بأذناب القلائص (¬8) الحادي أنال بهما أمنية فؤادي، يوم ينادي المنادي. وبعد:. . . . فان للعلم شعاباً وطرائق وهضاباً وشواهقَ، ينزل عن كل سماء منه جبريل الفضل والكمال، ويسفر عن كل صبح منه ذكاء الأماني (2/) والآمال. وأن علم اللغة من أشرف العلوم والفنون قدراً وأفضلها مذاكرة، وأكرمها ذكرا وأكثرها شرفاً وفخراً، وأعظمها ادخاراً وذخراً، إذ بها تعرف معانيَ كتب الله العزيز ومبانيها، وتصطاد بها أقاصي سنة رسوله المطهرة وأدانيها، وهو الكفيل بابراز الضمائر، والضمين لأظهار السرائر، وبيان الشريعة الحقة الصادقة بأسرها، وتبيان ملة الإسلام الكاملة بقلها وكثرها، وقد اعتنى به أولو الأيدي والأبصار، من العرب والعجم في جميع الأكناف والأقطار، واستمسك به أصحاب الأنفس الزاكية، وأرباب الهمم العالية، واشتغلوا بحفظ أشعار العرب وخطبهم ونثرهم وغير ذلك من أمرهم. وكان (صللم) (¬9) يستحسن ذلك وينشد بين يديه ويستزيده كما هو معلوم مقرر، في دواوين الحديث والسيَّر، وكتب رجال الخبر والأثر، وكان هذا الإعتناء في زمن الصحابة ¬

_ (¬1) الثوادي: المكان النَّدِيُّ، لسان العرب مادة (ثأد): 1/ 344. (¬2) تعالى سقط من ق. (¬3) الدَّآديَّ: الليلة المظلمة لإختفاء القمر فيها، لسان العرب: مادة (دأدأ): 1/ 936. (¬4) في ق قدّم الآل على الأصحاب. (¬5) العَبْهر: الياسمين، لسان العرب مادة (عَبْهر): 2/ 673. (¬6) الجُلَّ: الورد أبيضه، وأحمره وأصفره فمنه جَبَليّ ومنه قرَويّ واحدته جلَّه، لسان العرب مادة (جلل): 1/ 489. (¬7) الجَادِيُّ: الزعفران، لسان العرب مادة (جدا): 1/ 422. (¬8) القلائص: قَلصَ القوم اجتمعوا فساروا فهو الركب، لسان العرب: مادة (قلص): 3/ 150. (¬9) في ق صلى الله عليه وسلم، وهذا جارٍ على كل نسخة ب، وبعد مقابلتها بنسخة ق لذلك لا داعي للتكرار.

المشهود لهم (¬1) بالخير المصون عن الضير مع كونهم أفصح العرب لساناً، وأبلغهم نسباً وداراً وميزآنا، وأعرفهم باللغة وعطفها ومفاهيمها استظهاراً وعرفاناً. وكان حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس وعائشة الصديقة (رضي الله عنهما) أجمعين يحفظون من اللغات والأشعار، ما هو معروف عند أهل العلم الكبار، والعلماء مُجْمعون على الدعاء إليها، والثناء عليها، حتى شرطوها في المبنى، وضبطوها في المعنى، قال ابن الأثير في النهاية: وهذا الفن عزيز شريف لا يُوفق له الا السعداء. . . فجهل الناس من هذا المُهِمّ ما كان يلزمُهم معرفَتُه، وأخّروا منه ما كان يجب عليهم تَقْدمَتُه، واتخذوه ورآءهم ظهْريّاً فصار لديهم نَسْياً منْسيّاً، والمشتغل به عندهم بعيداً قصيّاَ، وذلك أن الجهل قد عمَّ، والخطب قد تم ... انتهى (¬2). وبالجملة فعلم اللغة مصدرها لسان العرب، وعلومها منقسمة الى: نقلية هي الشريعة، وعقلية هي الأدب، وكل منهما متوقف على معرفة أصولها التي مَنْ وقف على مثلها ورسومها، فقد نال من كل فضل أبوابها وفصولها. وقد عَنِيَ بعلم اللغة ثلة من السلف المبرزين وجُلة من الخلف المتقنين، ولم يُعنَ بأصولها وارتيادها الا واحد فيما علمت من الفحول ومع ذلك لم يُسْمه بالأصول بل وسمه بأنواع (3/ ... ). وحاكى به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع، وأتى فيه بنفائس كثيرة تهتزها (¬3) الطباع ولطائف شريفة تطرب لها (¬4) الأسماع، وهو الجلال السيوطي في المزهر أجزل الله له الأجر الوافر فأردت انتقاءه على ذلك النظام وأفرغته في قالب الايجاز بحسن الانسجام لتقاصر همم أبناء الزمان، عن بلوغ ذروة الكمال وتقاعدهم عن التمسك باذيال كمال العرفان، لضيق المجال مع التزام اتمام المعاني، وإبرام قواعد المباني. ولخصته مطروح الزوائد، مجموع الفوائد، مع زيادة نزرة امتلأ بها الوطاب، وتصرف يسير اعتلى منه الخطاب، كذكر الكتب المؤلفة في هذا العلم وغير ذلك مما أودعته في هذا السفر المستطاب، وأسميته (البُلغة الى أصول اللغة) (¬5) مُضمناً إياه مقدمة وبابين وخاتمة، والمرجو ممن عثر على عثار طغى به القلم، أو دحضت به القدم، أن يستر زلَله، ويسد بسداد كرمه خلله، فإن أَوّلَ ناسٍ أول الناس، ونعوذ بالله من شر الجِنّة والناس، وكأني ¬

_ (¬1) في الأصل له والصواب ما أثبتناه. (¬2) ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/ 5. (¬3) في ق تهتز لها. (¬4) في ق بها. (¬5) في ق البلغة في أصول اللغة.

(المقدمة) في وصف اللغة وحدها وتصريفها وبعض مبادئ هذا العلم وفيها مسائل

بالعالم المنصف قد اطلع عليه فارتضاه، وأجال في ساحته نظرة ذي علق فاجتباه، ولم يلتفت الى حدوث عهده وقرب ميلاده، لأنه إنما يستجاد الشيء ويسترذل لجودته ورداءته في نفسه لا لقدمه وحدوثه وايجاده، وبالجاهل المشط قد سَمع به فسارع الى تمزيق فروته وتوجيه المثالب اليه بناءاً على كبر العلم وثروته، ولمّا يعرف نبعه من غربه ولا عجم عودَه ولا نفض تهائمه ونجوده، والذي غره أنه عمل محدث من حديث العهد لا عملٌ قديمٌ أو صنع جديد من معاصره لا صنع عتيق كريم وحسبك أن الآشياء تُنتَقد أو تُبهرَج لأنها تليدة أو طارفة، وأظلالها طامسة أو وارفة، وبالله التوفيق وبيده أزمّة الجمع والتفريق. (المقدمة) في وصف اللغة وحدها وتصريفها وبعض مبادئ هذا العلم وفيها مسائل الأولى: في وصف اللغة قال محمد بن يعقوب في القاموس: إنَّ عِلْمَ اللُّغة هو الكافل بابراز أسْرَار الجميع، والحافل بما يَتَضَلَّعُ منهُ القَاحِلُ، والكَاهِلُ، والفَاقُع، والرَّضيع، وإنَّ بَيانَ الشَّريعة لمَّا كان مصدرُهُ عن لسان العرب، وكان العَمَل بموجبه لا يَصحُّ الاّ بأحكام العلم بمُقَدّمتِه (¬1) (4/) وَجَبَ على رُوَّام العِلم وطُلاَّب الأثر أن يَجْعَلُوا عُظَم اجتِهادِهم واعتمادهم، وأن يَصرفُوا جُلَّ عنايتهم في ارتيادهم، الى علم اللّغة والمعرفة بوجُوهها، والوُقُوف على مُثلها ورُسُومها وَقَدْ عُني به من الخَلفَ والسَّلَف في كلّ عصر عصابة، هم أهل الإصابة، أحَرزُوا دَقائقَهُ، وأبرَزُوا حقائقه، وعَمرّوا دِمَنَه وفَرعُوا قُنَنَه، وقَنَصَوا شواردَه، ونَظَمُوا قَلائَده وأرْهَفُوا مَخاذَم البَرَاعَة، وارعَفُوا مَخَاطَم اليَرَاعَة، فألَّفُوا وأفادوا، وصَنَّفوا وأجادوا وبَلَغُوا من المقاصد قاصِيتَها وَمَلكوُا من المَحاسن ناصِيَتَها، جَزاهُمُ الله رضوانه، وأحَلَّهم من رياض القُدس ميطانه (¬2). قال: وهذه اللُّغَة الشَّريفة التي لم تَزَل تَرفَعُ العَقِيرَة غرّيدَة بآنها، وتَصُوغ ذات طوقها بقّدر القُدرَة فُنُون ألحانها، وإن دارَت الدَّوائر على ذويها، وأخْنَتْ على نَضَارَة رياض عَيْشهم تُذويها، حتى لا لها اليَوْمِ دَارس، سِوى الطَّلَل في المدارس، ولا مُجاوِبَ الاّ الصَّدَى ما بَيْنَ أعْلامها الدَّوَارس، ولكن لم يَتَصَوَّح في عَصف تلك البوارح نبت تلك الأباطح أصلاً ورَاسَاً، ولم تُسْتَلَب الأعْواد المُورِقَة عن آخرها وإن أذْوَت اللَّيالي غراساً ولا تَتساقَطُ عن ¬

_ (¬1) القاموس المحيط للفيروزآبادي: 1/ 2. (¬2) المصدر نفسه: 1/ 3.

عذبات أفنان الألسنة ثمارُ اللّسان العربي، وما اتَّقَتْ مصادَمَة هُوِج الزَّعازع بمُناسَبة الكتاب ودَوْلَة النَّبي (¬1). ولا يَشنأ هذه اللّغَة الشَريفة الاَّ من اهتافَ (¬2) به الريحُ الشَّقاء، ولا يَختارُ عليها الاَّ من اعتاضَ السّافَيةَ (¬3) من الشَّجْواء (¬4)، افادَتها ميامن أنفاس المُستَجنّ بطَيْبَة طيبا، فَشَدَت بها أيكيَّةُ النُطق على فَنَن اللّسان رطيبا، يَتَداوَلُها القَوْم ما ثَنَت الشَّمَالُ معاطِفَ غّصْن، وَمَرّت الجنُوبُ لقَحةَ مُزِن، وما أجدر هذا اللسان وهو حَبيبُ النَّفس، وعَشيقُ الطَّبع وسَميرُ ضَمير الجمع، والى اليَوْم نالَ به القومُ المَراتبَ والحُظُوظ، وَجَعَلوا حَمَاطَة جُلجُلانهم لَوحَهُ المحفوظ، وفاحَ من زهر تلك الخمائل وإن أخطأهُ صوبُ الغُيُوث الهَواطل ما تَتَولَّعُ به الأرواحُ لا الرياح، وتُزهي به الألسُن، لا الأغصُن، ويُطلع طَلْعَة البشر، لا الشَّجَر، ويَجْلوهُ المَنطقُ السَّحَّار لا الاسْحار، تُصانُ عن الخبط أوراقٌ عليها اشتَمَلَتْ، ويَتَرفّعُ عن السُّقُوط نَضيجُ ثمرٍ أشجارُهُ أحتَمَلَتْ، من لُطف بَلاغَة لسانهم ما يَفضَحُ فُرُع الآس رَجَّل جَعْدَها ماشِطةُ الصَّبا، ومِن حُسنِ بيانهم (5/) ما اسْتَلَب الغُصْنَ رشاقَتَهُ فَقَلَق اضطراباً شاء أو أبى ... انتهى حاصله (¬5). وقال الجوهري في أول الصحاح: هذه اللغة التي شرف الله تعالى منزلتها وجعل علم الدين والدنيا منوطا بمعرفتها ... انتهى (¬6). وقال السيوطي في المزهر: لاشك أن علم اللغة من الدين، لأنه من فروض الكفايات وبه تعرف معاني ألفاظ القرآن والسنة (¬7). ¬

_ (¬1) القاموس: 1/ 4،5. (¬2) اهتاف: الهيف سرعة السير، لسان العرب مادة (هتف): 3/ 813. (¬3) السافياءُ: الريح تَحْملُ تراباً كثيراً على وجه الأرض تَهْجًمُه على الناس، لسان العرب مادة (سفا): 2/ 162. (¬4) في الأصل الشحواء والصواب ما أثبتناه عن القاموس: 1/ 5، والشَّجْوُ: الهم والحُزْنُ، ومَفازَة شجواء: صعبة المَسْلَك مَهْمْة، ولم ترد (شحا) ممدودة في اللسان، لسان العرب مادة (شجا) و (شحا): 2/ 275،279. (¬5) القاموس: 1/ 5. (¬6) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: للجوهري: 1/ 33. (¬7) المزهر: 2/ 302.

وعن عمر بن الخطاب (رض) قال: لا يقريء القرآن الا عالم باللغة، وعن ابن عباس إذا سألتم عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر فإنَّ الشعر ديوان الأدب (¬1). قال الفارابي في خطبة كتابه ديوان الأدب: القرآن كلام الله، وتنزيله فَصَّل فيه مصالح العباد في معاشهم، ومعادهم مما يأتون وَيَذَرُون، ولا سبيل إلى علمه وإدراك معانيه الا بالتَّبحرُّ في علم هذه اللغة (¬2)، وقال بعض أهل العلم: حفظ اللغات علينا ... فرض كفرض الصلاة ... (¬3) فليس يضبط دين ... إلا بحفظ اللغات وقال ثعلب في أماليه: الفقيه يحتاج الى اللغة حاجة شديدة ... انتهى (¬4). وقال المناوي في شرحه على القاموس: من منافع فن اللغة التوسع في المخاطبات والتمكن من إنشاء الرسائل بالنظم والنثر، ومن عجائبه التصرف في تسمية الشيء الواحد بأسماء مختلفة لاختلاف الأحوال كتسمية الصغير من بني آدم ولداً وطفلاً، ومن الخيل: فلواً، ومهراً، ومن الإبل: حواراً، وفصيلاً، ومن البقر: عجلاً، ومن الغنم: سخلة، وحملاً، وعناقاً، ومن الغزال: خشفاً، ورشاً، ومن الكلاب: جرواً، ومن السباع: شبلاً، ومن الحمير: جحشاً، وتولباً، وهنبراً،، وتقول نبح الكلب، وصرخ الديك، وهمهم الأسد وزأر، وهيثم الريح، وكَطَعنَة بالرمح، وضربة بالسيف، ورماه بالسهم ووكزه باليد وبالعصا (¬5). وبالجملة فهو باب واسع لا يحيط به انسان، ولا يستوفي التعبير به لسان، ولولا معرفة المترادفات، لما اقْتدر صاحب القاموس على ما أجاب به علماء الروم عن معنى كلام الامام علي (عليه السلام)، ذكر أبو الوفا الهوريني المصري: إنه جاء برديف كلامه (كرم الله وجهه) على الفور من غير توقف لما سألوه عن قول علي لكاتبه: إلصق روانفك بالجبوب، وخذ المزبر بشَناتِرك، واجعل حُنْدُورتَيْك (6/) الى قَيْهَلي، حتى لا انغَى نَغْية (¬6) الا أودعتها بحَماطَة جلجلانك، فقال معناه: إلزق عَضْرطك بالصَّلّة ¬

_ (¬1) ايضاح الوقف والابتداء لأبي البركات الأنباري: 39،62، والمزهر: 2/ 302. (¬2) ديوان الأدب للفارابي: 1/ 73، والمزهر: 2/ 302، أعادة في ص 66،67. (¬3) المزهر: 2/ 302. (¬4) ينظر: مجالس ثعلب: 1/ 216، وفيه ذكر أمثلة عديدة على ارتباط الفقه باللغة فقط. (¬5) ينظر: المخصص: 2/ 46، 47،64، 72، 78. (¬6) بغية الوعاة: 1/ 274، تاج العروس من جواهر القاموس لمرتضى الزبيدي:1/ 14، وفيهما الروانف: المعقدة، الجبوب: الأرض، الِمزْبر: القلم، الشّناتر: الأصابع، الحنْدُورتان: الحدقتان، قيْهِلي: أي وجهي، أنغى: أي أنطق.

الثانية: في حد اللغة

وخذ المسطر (¬1) بأبا خسك، واجعل جُحْمتْيك الى أُثعباني، حتى لا أنبس نَبْسة إلا وعيتها في لَمْظة رِباطك، فعجب الحاضرون من سرعة الجواب بما هو أغرب من السؤال (¬2). الثانية: في حد اللغة قال أبو الفتح ابن جني في الخصائص حد اللغة: أصوات يُعبّر بها كلُّ قوم عن أغراضهم، وبنحوه في المزهر (¬3). وبمثله قال أبو الوفا الهوريني: وهذا الحد للغة من حيث هي، وأما حدّ الفن: فهو علم يبحث فيه عن مفردات الألفاظ الموضوعة من حيث دلالتها على معانيها بالمطابقة. وقد علم بذلك أن موضوع علم اللغة المفرد الحقيقي، ولذلك حده بعض أهل العلم بأنه: علم الأوضاع الشخصية للمفردات، وغايته الاحتراز عن الخطأ في حقائق الموضوعات اللغوية، والتمييز بينها وبين المجازات والمنقولات العرفية. قال بعض أهل التحقيق: معرفة مفردات اللغة نصف العلم، لأن كل علم تتوقف إفادته واستفادته عليها، وحكمه أنه من فرض الكفايات. وقال صاحب كشف الظنون: علم اللغة هو علم باحث عن مدلولات جواهر المفردات وهيئآتها الجزئية، التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المدلولات بالوضع الشخصي، وعما حصل من تركيب كل جوهر وهيئتة، من حيث الوضع والدلالة على المعاني الجزئية، وغايته الاحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية، والوقوف على ما يُفهِم من كلمات العرب، ومنفعتة الإحاطة بهذه المعلومات، وطلاقة العبارة وجزالتها، والتمكن من التفنن في الكلام، وإيضاح المعاني بالبيانات الفصيحة والأقوال البليغة. فإن قيل علم اللغة: عبارة عن تعريفات لفظية والتعريف من المطالب التصورية وحقيقة كل علم مسائلة، وهي قضايا كلية والتصديقات بها وأياما كان فهي من المطالب التصديقية، فلا تكون اللغة علماً اجيب بأن التعريف اللفظي لا يقصد به تحصيل صورة غير حاصلة، كما في سائر التعاريف من الحدود، والرسوم الحقيقية أو الأسمية بل المقصود من التعريف اللفظي: تعيين صورة من بين الصور الحاصلة لِيلتفت إليه ويعلم أنه موضوع له ¬

_ (¬1) في بغية الوعاة المصطر:1/ 274، وجاءت في تاج العروس المسطر: 1/ 14. (¬2) بغية الوعاة:1/ 274، تاج العروس: 1/ 14، وفيهما الحماطة: الحبة، الجُلجلان: القلب، الالزاق والالصاق واحد، والجبوب: الارض كالصَلّة (بفتح الصاد وتشديد اللام)، المسطر والمزبر: كمنبر القلم، والأباخس: كالشناتر، جمع شنترة ما بين الأصابع، والجحمة: العين والأثعبان (بضم الهمزة): كلقيهل الوجه، ونبس: كضرب تكلم فأسرع، والحماطة: سوداء القلب أو حبته، واللمظة: النكتة البيضاء في سواد والسواد في بياض، والرباط بالكسر: القلب. (¬3) الخصائص: 1/ 33، والمزهر: 1/ 7.

الثالثة: في تصريف اللغة

اللفظ، فما له إلى التصديق بان هذا اللفظ موضوع بازاء ذلك المعنى فهو من المطالب التصديقية، لكن يبقى أنه حينئذ (7/) يكون علم اللغة: عبارة عن قضايا شخصية حكم فيها على الألفاظ المعينة المشخصة، بأنها وضعت بأزاء المعنى الفلاني والمسألة لابد وأن تكون قضية كلية ... انتهى (¬1). قال ابن خلدون: علم اللغة هو بيان الموضوعات اللغوية ... انتهى (¬2). وقال ابن الحاجب في مختصره (¬3): حدُّ اللغة كلُّ لفظ وُضع لمعنى، وقال الأسنوي (¬4) في شرح منهاج الأصول: اللغات: عبارة عن الألفاظ الموضوعة للمعاني (¬5). الثالثة: في تصريف اللغة وهي فُعْلة من لغوت أي تكلمت؛ وأصلها لُغْو (¬6) ككرة، وقُلَةٍ، وثُبَة قاله ابن جني (¬7)، أي قبل الأعلال والتعويض ثم استثقلت الحركة على الواو فنقلت للساكن قبلها، وهو الغين، فبقيت الواو ساكنة فحذفت، وعوض عنها هاء التأنيث، ووزنها بعد الأعلال (فعة) بحذف اللام وقوله ككرة تشبيه لها بها بعد الأعلال والتعويض وإلاَ لقال ككرو واعلالهما واحد، والكرة: كل شيء أدرته، والقلة عودان يلعب بهما الصبيان، والعوام تسميها عقلة خطأ، وقد لعب بها العباس (رضي الله عنه) وطول أحد العودين نحو ذراع والآخر صغير فيضربون الأصغر بالأكبر. والثبة بمعنى الجماعة لا بمعنى وسط الحوض، فان تلك محذوفة العين لا اللام وكلها لاماتها واوات، وهو المشهور الذي عليه الجمهور، وقيل لاماتها ياآت كما في الصحاح (¬8) والمصنّف، ولهذا لما قال السعد التفتازاني (¬9)، أصلها لغو ولغي ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1556. (¬2) مقدمة ابن خلدون: 455. (¬3) ابن الحاجب: عثمان بن عمر الفقيه المالكي، كان كردياً اشتغل بالعربية والقراءات له مختصر في علم الأصول والجدل ت سنة 646هـ، وفيات الأعيان:3/ 248 - 250. (¬4) الأسنوي: الامام جمال الدين بن عبد الرحيم بن حسن (صاحب المهمات) له شرح منهاج الأصول للبيضاوي وسماه نهاية السول في شرح منهاج الأصول ت سنة 772هـ، كشف الظنون:2/ 1879. (¬5) ينظر المزهر: 1/ 8. (¬6) لغو سقط من ق، وفي الخصائص لُغْوه:1/ 33. (¬7) الخصائص: 1/ 33، والمزهر: 1/ 7. (¬8) في الصحاح: 6/ 2291، التي أصلها ثُبىّ بمعنى الجماعة، والتي أصلها ثُوَبٌ بمعنى وسط الحوض، وكلتاهما ثُبة. (¬9) سعد الدين مسعود بن عمر: عالم بالنحو والتصريف والمعاني والبيان، شافعي له شرح تصريف العزي ت سنة 792هـ، بغية الوعاة:2/ 285.

والهاء عوض (¬1)، كتب عليه الناصر اللقاني (¬2) أو للشك العارض من لغي لجواز أن تكون ياؤه أصلية، أو منقلبة عن واو كرضي، وجرد الأصل من الهاء لقوله، والهاء عوض إذ لا يجمع بين العوض والمعوض، وقد يذكر الأصل مقروناً بها، ونية العوضية تكون بعد الحذف ... انتهى. وبها يندفع الاعتراض على قول المصباح، وأصلها لغوة كغرفة (¬3)، بأن فيه جمعاً بينهما فإن قلت ما الفرق بين لغة حيث حذفوا لامها، وبين خطوة حيث لم يحذفوها؟ قلت: إن الكلمة بنيت على الهاء في الخطوة، فبعدت الحركة الاعرابية عن الواو لعدم تطرفها فلم تُسْتثقل، وصارت الهاء في الخطوة لغير تعويض بخلاف هاء اللغة، بقي إن ضم لام اللغة هو المتواتر، وقد نطق اعرابي بها بكسر اللام بين يدي عمر بن الخطاب وأصحابه (رضي الله عنهم) لما قال له: يا أمير المؤمنين أيظحى بظبي فقال له: وما عليك (8/ ... ) لو قلت أيضحى بظبي؟ فقال: إنها لغة (بكسر اللام) فكان عجبهم من كسرها أشد من إبدال الضاد ظاء وعكسه. وقيل منها لغي يلغى إذا هذى أي تكلم باللغو وخلط في الكلام، والماضي حينئذ كسعى أو كرضى، ومنه قوله تعالى حكاية عن قول الذين كفروا: {لا تَسمَعوا لِهَذا القرآن والغَوا فيه} (¬4) وإن قصره في شرح مسلم على إن ماضيه كرضى أخذاً من رواية ابن مسعود: إذا قلت صه عند الخطبة فقد لغيت (بكسر الغين) أو كما قال: وقرئ أيضاً والغُوا فيه (بضم الغين). والحاصل أن الفعل فيه ثلاث لغات من باب: دعى، وسعى، ورضى، وكل منها فصيح لكن الماضي من باب سعى يكتب بالياء لا الألف ذكره أبو الوفا الهوريني المصري. قال ابن جني: وقالوا فيها: لُغاتٌ ولُغُون كُثبات، وثُبُون (¬5)، وقيل منها لَغِي يَلْغَى (بفتح غين مضارعة) إذا هَذى قال الشاعر: وربَّ أسراب حجيجٍ كُظَّم ... عن اللَّغا وَرَفَث التَّكَلُّم (¬6) ¬

_ (¬1) ينظر: شرح التفتازاني على التصريف العزي: 2، وفيه التاء عوض. (¬2) الناصر اللقاني: محمد المالكي ناصر الدين أبو عبد الله، فقيه، أصولي، صرفي، له حاشية على التصريف للزنجاني ت سنة 958هـ، معجم المؤلفين: 11/ 167. (¬3) ينظر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للفيومي: ص555. (¬4) فصلت / 26. (¬5) في الخصائص كُكرات وكُرون: 1/ 33. (¬6) الخصائص: 1/ 33، لسان العرب مادة (سرب) وفيه حجيج نظم: 2/ 127.ومادة (رفث) وفيه حجيج كُظَّم:1/ 1195، والبيت منسوب لرؤبة بن العجاج ولم أجده في ديوانه، المزهر: 1/ 7.

الرابعة: في بيان واضع اللغة وهل هي توقيف ووحي، أو اصطلاح وتواطؤ؟

وكذلك اللغو قال تعالى: {وإذا مَرّوا باللَّغو مَرُّوا كراماً} (¬1). أي بالباطل (¬2)، وقال إمام الحرمين (¬3) في البرهان: اللغة من لَغِي يَلْغَى إذا لهج بالكلام، وقيل من لَغَى يَلْغى ... انتهى (¬4). الرابعة: في بيان واضع اللغة وهل هي توقيف ووحي، أو اصطلاح وتواطؤ؟ واختلف في ذلك على أقوال: الأول: إنَّ الواضع هو الله سبحانه وتعالى واليه ذهب الأشعري (¬5) وأتباعه وابن فورك (¬6) قال ابن فارس: دليل ذلك قوله تعالى {وعَلَّمَ آدم الأَسْماء كَلَّها} (¬7) ... انتهى، قال ابن عباس: وهي هذه الأسماء التي يتعارفها الناس؛ من دابّة، وأرض، وسهل، وجبل، وجمل، وحمار، وأشباه ذلك من الامم وغيرها، وقال مجاهد: علَّمه اسم كلِّ شيء، حتى القَصْعَة والقُصَيْعَة، والفَسْوَة والفُسَيْوَة، وعن سعيد بن جبير: حتى البعير، والبقرة، والشاة، واسم الإنسان، واسم الدابة، واسم كل شيء، وعن قتادة: علم آدم من أسماء خَلْقه، ما لم يُعَلَّم الملائكة، فسمَّى كل شيء باسْمه، وألجأ كُلَّ شيء إلى جنسه. وعن عطاء: {قال ياآدمُ أَنْبِئهُم بأسمائِهِم} (¬8)، فقال [آدم] (¬9): هذه ناقة، جمل، بقرة، نعجة، شاة، فرس، وهو من خَلْق ربي، فكلُّ شيء سَمَّى آدم فهو اسمه الى يوم القيامة، وجعل يدعو كل شيء باسمه، وهو يمرُّ بين يديه، فعلِمت الملائكة أنه أكرمُ على الله وأعلم منهم. قال السيوطي: وفي هذا فضيلة عظيمة ومَنْقَبَة شريفة لِعلْمِ اللغة (¬10). ¬

_ (¬1) الفرقان / 72. (¬2) الخصائص: 1/ 33. (¬3) امام الحرمين: عبد الملك بن أبي عبد الله، أبو المعالي الجُويني، فقيه شافعي امام في الأصول له البرهان في أصول الفقه ت سنة 478هـ، وفيات الأعيان 3/ 167 - 170. (¬4) المزهر: 1/ 8. (¬5) الأشعري: أبو الحسن علي بن اسماعيل صاحب الأصول، والقائم بنُصْرة مذهب السنة واليه تنسب الطائفة الأشعرية، له ايضاح البرهان ت سنة 330هـ، وفيات الأعيان: 3/ 284. (¬6) ابن فورك: الأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن المتكلم الأصولي الأديب النحوي الواعظ ت سنة 406هـ وفيات الأعيان: 3/ 272. (¬7) البقرة / 31. (¬8) البقرة / 33. (¬9) زيادة يقتضيها السياق من المزهر: 1/ 29. (¬10) ينظر: الصاحبي في فقه اللغة:31، 33، ينظر: البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي: 2/ 14، ينظر: المزهر: 1/ 16،28 - 30.

وعن عطية بن بشر قال: علَّمه في تلك الأسماء ألْفَ حِرْفةٍ (9/)، وقال ابن زيد علَّمه أسماء ذُرِّيِّته أجمعين، وقال الربيع بن أنس: علَّمه أسماء الملائكة، وقال حميد الشامي: علَّمه أسماء النجوم (¬1)، وقال القاضي ثناء الله الفاني: فتى علَّمه أسماءه الحسنى فقط. قال ابن فارس: والذي نذهب إليه ما قاله ابن عباس ... انتهى، فالأسماء كلها معلمة من عند الله بالنص، وقال: فلما عَرَضَهم، ولم يقل عَرضَهُنَّ أو عرضَها لأنه غلّبَ ما يعقل وهي سنة من سنن العرب، والدليل على صحته إجْماعُ العلماء على الاحتجاج بلُغَة القوم فيما يخْتلفون فيه، أو يَتَّفقون عليه، ثم احتِجاجُهم بأشعارهم؛ ولو كانت اللغة مُوَاضَعة واصْطلاحاً، لم يكن أولئك في الاحتجاج بهم بأَوْلَى منَّا في الاحتجاج بنا لو اصْطَلحنا على لغة اليَومْ ولا فَرْق، ولم يبلغنا أن قوماً من العرب في زمان يُقاربُ زماننا، أجْمعوا على تَسْميَة شيءٍ من الأشياء مُصْطلِحين عليه، فكنّا نستدل بذلك على اصطلاح قد كان قَبْلَهم، وقد كان في الصحابة – وهم البُلَغاء والفُصَحاء – من النظر في العلوم الشريفة ما لا خفاءَ به، وما عَلِمناهم اصطلحوا على إختراع لغة واحدة أو إحْدَاث لفظة لم تَتَقدَّمهْم، ومعلوم أنَّ حوادثَ العالم لا تَنْقَضي إلاّ بانْقِضائه ولا تزول إلاّ بزواله، وفي كل ذلك دليل على أنّ أصل اللغة. وحي وتوقيف لا تواضع واصطلاح (¬2). وأن الله سبحانه ذَمَّ قوماً على تسميتهم بعض الأشياء من دون توقيف بقوله: {إنْ هي إلاّ أسماءٌ سَمَيْتُمُوها أنتُم وآباؤُكم ما أَنْزَلَ الله بها من سُلْطان} (¬3) فلو لَمْ تكن اللغة توقيفية لما صح هذا الذم، وأيضاً قال تعالى: {ومِنْ آياتِهِ خَلْقُ السّماوات والأرْض واخْتِلافُ ألسِنَتِكُم وألوانِكُم} (¬4) والمراد اختلاف اللغات لا اختلاف تأليفات الألسن، لعدم اختلافها؛ ولأن بدائعَ الصُّنْع في غيرها أكثر، فالمراد هي اللغات، دون الألْسنة اللُّحْمانية (¬5). قال ابن جني: إنني تأمّلت حال هذه اللغة الشريفة، الكريمة اللطيفة، فوجدت فيها من الحكمة، والدِّقَّة، والإرهاف (¬6)، والرّقة، ما يملك علىَّ جانب الفكر، حتى يكاد يطمحُ به أمام غَلْوَة السِّحْر، فعرفت بتَتَابُعه وانقياده على (¬7) بُعْد مَراميه وآماده صحّة ما وُفِّقوا لتقديمه منه، ولُطْف ما أسعِدوا به، وفُرِق لهم عنه، وانضاف الى ذلك وارد الأخبار ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 30. (¬2) الصاحبي في فقه اللغة: 32 - 34. المزهر: 1/ 8 - 10. (¬3) النجم / 23. (¬4) الروم / 22. (¬5) ينظر: الابهاج في شرح المنهاج للتاج السبكي: 1/ 198، ينظر: المزهر: 1/ 17،18. (¬6) في الأصل الارهاب والصواب ما أثبتناه من الخصائص: 1/ 47. (¬7) في المصدر نفسه وبعد مراميه: 1/ 47، 48.

المأثورة، بأنها من عند الله، فَقَويَ في نفسي اعتقادْ كونها من الله تعالى وأنها وحي ... انتهى. وقد قيل: إنه تعالى علَّم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات: العربية (10/) والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، وغير ذلك؛ فكان آدمُ وولده يتكلمون بها ثم إنّ ولده تفرقوا في الدنيا، وعلق كل واحد منهم بلغة من تلك اللغات، فَغَلبتْ عليه واضمحلَّ عنه ما سواها، لبُعْد عهدهم بها، وإذا كان الخبرُ الصحيح قد ورد بها وجب تَلَّقيه باعتقاده، والإنطواء على القول به (¬1)، وإذا ثبت التوقيف في الأسماء ثبت أيضاً في الأفعال والحروف إذ لا قائل بالفرق، وأيضاً الاسم إنما سميّ اسماً لكونه علامة على مسماه، والأفعال والحروف كذلك [فهي أسماء] (¬2) وتخصيص الإسم ببعض أنواع الكلام اصطلاح للنحاة ولأن التكلم بالأسماء وحدها متعذر (¬3). القول الثاني: إن الواضع هو البشر وإليه ذهب أبو هاشم (¬4) ومن تابعه من المعتزلة وعلى ذلك ايضاً اختلفت أقلام ذوي اللغات كما اختلفت ألسن الأصوات المرتبة على مذاهبهم في المواضعات، والدليل على ذلك قوله سبحانه: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسولِ إلاّ بِلِسانِ قَوْمِهِ} (¬5) أي بلغتهم، وهذا يقتضي تقدم اللغة على بعثة الرسل فلو كانت اللغة توقيفية لم يتصور ذلك إلاّ بالإرسال فيلزم الدور، وفيه إنَّ ذلك إنما يوجب سبق الإرسال على التوقيف، لا سبق الإرسال على اللغات، حتى يلزم الدور، وأيضاً إنَّ آدم عُلَّمها لا قوم رسول فلا دور (¬6)، وقال بعضهم إنَّ أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدَوِيّ الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء، وشحيج (¬7) الحمار، ونعيق الغراب، وصهيل الفرس، ونزيب الظبي ونحو ذلك، ثم وُلِّدت اللغات عن ذلك فيما بعد. القول الثالث: إنَّ إبتداء اللغة وقع بالتعليم من الله سبحانه والباقي بالاصطلاح. ¬

_ (¬1) ينظر: الخصائص: 1/ 41،47، ينظر: المزهر: 1/ 11، 15. (¬2) الزيادة من الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 198. (¬3) الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 198، المزهر / 1/ 11. (¬4) ابو هاشم: عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي المتكلم المعتزلي، المشهور ت سنة 321هـ وفيات الأعيان: 3/ 183،184. (¬5) إبراهيم / 4. (¬6) ينظر: البحر المحيط: 2/ 14، ينظر: المزهر: 1/ 16، 18،19. (¬7) في الأصل شجيج والصواب ما أثبتناه عن ق والخصائص: 1/ 45،46، والمزهر: 1/ 15.

القول الرابع: إنَّ إبتداء اللغة وقع بالاصطلاح والتتمة من الله وبه قال الأستاذ الإسفرائيني (¬1)، و قيل إنه قال بالذي قبله. القول الخامس: إن نفس الألفاظ دلتّ على معانيها بذاتها، وهو مذهب عباد بن سليمان الصيمري، واحتجَّ بأنه لولا الدّلالة الذاتية لكان وضعُ لفظ من بين الألفاظ بآزاء معنىً من بين المعاني ترجيحاً بلا مُرَجِّح، وهو محال. وجوابه: إنّ الواضع إن كان هو الله فتخصيصه الألفاظ بالمعاني كتخصيص العالم بالإيجاد في وقت من بين سائر الأوقات، وإن كان هو الناس فلعلَّة لتعيّن الخطران بالبال؛ ودليلُ فساده إن اللفظ (11/ ... ) لو دلَّ بالذات لَفهِم كل واحد كلَّ اللغات، لعدم إختلاف الدلالات الذاتية واللازم باطل فالملزوم كذلك (¬2). القول السادس: انه يجوز كل واحد من هذه الأقوال من غير جزم بأحدها، وبه قال الجمهور، كما حكى الرازي في المحصول (¬3)، وتبعه تاج الدين الأرموي في الحاصل (¬4)، وسراج الدين الأرموي في التحصيل (¬5)، وإليه ذهب المحققون من أهل الأصول واللغات وعلم الألسن، واحتجوا بان هذه الأدلة التي استدل بها القائلون لا يفيد شيء منها القطع بل لم ينهض شيء منها لمطلق الأدلة، فوجب عند ذلك الوقف لأن ما عداه هو من التقول على الله بما لم يقل، وإنه باطل، قال الشوكاني: وهذا هو الحق. قال السيوطي: ودليل إمكان التوقف احتمال خَلْق الله تعالى الألفاظ وَوَضْعها بأزاء المعاني، ودليل إمكان الاصطلاح أن يتولّى واحد أو جمعٌ وضعَ الألفاظ لمعان، ثم يُفْهموها لغيرهم بالإشارة، كحال الوالدات مع أطفالهن، وهذان الدليلان هما دليلا إمكان التوزيع ... انتهى. ¬

_ (¬1) الأستاذ أبو اسحاق الإسفرائيني، اسحاق بن موسى بن عمران، الفقيه الشافعي المحدّث، ت سنة 284هـ، تهذيب تاريخ دمشق، عبد القادر بدران: 2/ 457. (¬2) ينظر الإبهاج في شرح المنهاج: 1/ 196،197، ينظر: البحر المحيط: 2/ 15، ينظر المزهر: 1/ 16،17. (¬3) الرازي: محمد بن عمر بن الحسين فخر الدين، الفقيه الشافعي، له المحصول في أصول الفقه ت سنة 606هـ، وفيات الأعيان: 4/ 248 - 252. (¬4) تاج الدين الأرموي: محمد بن الحسين، تلميذ فخر الدين الرازي، فقيه أصولي له حاصل المحصول في أصول الفقه ت سنة 656هـ، سير أعلام النبلاء للذهبي:25/ 334 معجم المؤلفين: 12/ 244. (¬5) سراج الدين الأرموي: محمود بن أبي بكر بن حامد، فقيه، شافعي، أصولي، له مختصر المحصول لفخر الدين الرازي في أصول الفقه سماه التحصيل، معجم المؤلفين: 12/ 155.

والجواب عن القول الأول: إن المراد من تعليم الأسماء الإلهام إلى وضعها وأيضاً لا حجّة فيه من جهة القطع؛ فإنه عموم؛ والعموم ظاهر في الاستغراق، وليس بنص وذمهم لأنهم سموا الأصنام آلهة واعتقدوها كذلك (¬1). قال القاضي (¬2): وأما الجواز فثابت من جهة القطع وأما كيفية الوقوع فأنا متوقف، فإن دلَّ دليل من السَّمْع على ذلك ثبت به. وقال الغزالي: قوله {وعَلَمَ آدم الأَسْماء كَلَّها} (¬3) ظاهر في كونه توقيفاً، وليس بقاطع، ويُحْتَمل كونُها مصطلحاً عليها من خَلْق الله تعالى قبل آدم ... انتهى (¬4). وقال ابن الحاجب: الظاهر من هذه الأقوال قول الأشعري، قال التاج السبكي (¬5) معناه: القول بالوقْف عن القَطْع بواحد من هذه الاحتمالات وترجيح مذهب الأشعري بغلبة الظن ثم قال: والانصاف أن الأدلة ظاهرة فيما قاله الأشعري فالمتوقف إن توقف لعدم القطع فهو مصيب، وان ادعى عدم الظهور فغير مصيب، هذا هو الحق الذي فاه به جماعة من المتأخرين، ومنهم ابن دقيق العيد (¬6) في شرح العنوان. وقال في رفع الحاجب: اعلم أنَّ للمسألة مقامين أحدهما الجواز فمن قائل لا يجوز أن تكون اللغة إلاّ توقيفاً، ومن قائل لا يجوز أن تكون إلاّ اصطلاحاً، والثاني إنه ما الذي وقع على تقدير جواز كل من الأمرين (¬7) (12/ ... ). والقول بتجويز كل من الأمرين هو رأي المحققين، ولم أرَ من صَرحّ عن الأشعري بخلافه والذي أراه إنه إنما تكلَّم في الوقوع، وإنه يجوّز صدور اللغة اصطلاحاً، ولو منع الجواز لنَقَله عنه القاضي، وامام الحرمين، وابن القُشَيري، والاشعري (¬8) في مسألة مبدأ ¬

_ (¬1) ينظر الإبهاج في شرح المنهاج: 1/ 196 - 200، ينظر: المزهر: 1/ 16 - 21. (¬2) القاضي: أبو بكر محمد بن الطيب المعروف بالباقلاني متكلم على مذهب الأشعري، صنف في علم الكلام ت سنة 403هـ، وفيات الأعيان: 3/ 269 - 270. (¬3) البقرة / 31. (¬4) ينظر: المنخول من تعليقات الأصول للإمام الغزالي: 71، ينظر: المزهر: 1/ 21 - 23. (¬5) التاج السبكي: الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي، له رفع الحاجب عن شرح مختصر ابن الحاجب ت سنة 771 هـ، كشف الظنون: 2/ 1855. (¬6) ابن دقيق العيد: تقي الدين محمد بن علي الشافعي له شرح عنوان الوصول في الأصول ت سنة 702هـ. كشف الظنون: 2/ 1176. (¬7) ينظر: الإبهاج في شرح المنهاج: 1/ 197،200، ينظر المزهر: 1/ 23،24. (¬8) في الأصل ابن القشيري الاشعري والصواب ما أثبتناه بتصحيح عن المزهر: 1/ 24، وابن القشيري: هو ابن نصر القشيري عبد الرحيم بن عبد الكريم، فقيه، محدث، عالم بالأصول واعظ، وكان متعصباً للأشاعرة ت سنة 514هـ، وفيات الأعيان: 3/ 208، البداية والنهاية لابن كثير: 12/ 87.

اللغات البتّة، وذكر امام الحرمين الإختلاف في الجواز، ثم قال: إن الوقوع لم يَثْبُتْ وتَبِعه القُشَيري وغيره (¬1). قال في رفع الحاجب: عندي انه لا فائدة لهذه المسألة، وهو ما صحَّحه ابن الأنباري (¬2) وغيره، ولذلك قيل ذكرها في الأصول فضول، وقيل: فائدتها النظر في جواز قَلْب اللغة فحُكي عن بعض القائلين بالتَّوقيف منع القَلْب مطلقاً فلا يجوز تسمية الثَّوْب فرساً والفرس ثوباً، وعن القائلين بالاصطلاح تجويزه. وأما المتوقِّفون قال المازري (¬3): فاختلُّفوا، فذهب بعضهم الى التجويز كمذهب قائل الاصطلاح، وأشار الصّابوني الى المَنْع، وجوز كون التوقيف وارداً على انه ما وجب أن يقع النطق الا بهذه الألفاظ، قال ابن السبكي: واليه يشير كلام المازري أنه لا تعلق لهذا بالأصل السابق فان التوقيف لو تمَّ ليس فيه حجر علينا حتى لا ينطق بسواه، فإن فرض حجر فهو أمر خارجي، والفرع حكمه حكم الأشياء قبل ورود الشرائع فأنا لا نعلم في الشرع ما يدل عليه ما ذكره الصابوني من الإحتمال مدفوع. قال المازري: وقد علم أن الفقهاء المحققين لا يحرمون الشيء بمجرد احتمال ورود الشرع بتحريمه، وانما يحرِّمونه عند انْتهاض دليل تحريمه، قال: وإن اسْتُند في التحريم الى الاحتياط فهو نظر في المسألة من جهة أخرى؛ وهذا كلّه فيما يؤدي قلبه الى فساد النظام، وتغييره الى اختلاط الأحكام؛ فإن أدَّى الى ذلك قال المازري: فلا تختلف في تحريم قلبه، لا لأجل نفسه، بل لأجل ما يُؤدِّى اليه (¬4). وقال في شرح المنهاج: إنّ بناء المسألة على هذا الأصل غير صحيح؛ فإن هذا الأصل في أن هذه اللغات الواقعة بين أظْهُرنا، هل هي بالاصطلاح أو التوقيف؟ لا في شخص خاصٍ اصطلح مع صاحبه على اطلاق لفظ الثوب على الفرس مثلاً (¬5). ¬

_ (¬1) ينظر: البحر المحيط: 2/ 17، والمزهر: 1/ 24. (¬2) ابن الأنباري: أبو البركات عبد الرحمن بن محمد النحوي، له الفصول في معرفة الأصول: في النحو ذكر فيه أوضاع الأصول المتشابهة لأصول الفقه ت سنة 577هـ، كشف الظنون: 2/ 1271. (¬3) المازري: محمد بن علي بن عمر أبو عبد الله المازري الفقيه المالكي، المحدث، له ايضاح المحصول في برهان الأصول ت سنة 536هـ، وفيات الأعيان: 4/ 285. (¬4) المزهر: 1/ 26،27. (¬5) الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 202.

الخامسة: في مبدأ اللغة العربية

الخامسة: في مبدأ اللغة العربية حكى الاستاذ أبو منصور (¬1) قولاً: إن التوقيف وقعَ في الابتداء على لُغَة واحدة، وما سواها من اللغات وقعَ التوقيف عليها، بعد الطوفان من الله تعالى في أولاد نوح حين تفرقوا في أقطار الأرض قال: وقد روى (13/ ... ) عن ابن عباس: أنَّ أول من تكلم بالعربية المحضة اسماعيل، وأراد به عربية قريش التي نزل بها القرآن، وأما عربية قَحْطان وحِمْير فكانت قبل اسماعيل (عليه السلام). وقال في شرح الأسماء: قال الجمهور الأعظم من الصحابة والتابعين من المفسرين: إنها كلها توقيفٌ من الله تعالى، وقال أهل التحقيق من أصحابنا: لابدّ من التوقيف في أصل اللغة الواحدة، لاسْتِحالة وقوع الاصطلاح على أوَّل اللغات من غير معرفة من المصطلحين بعين (¬2) ما اصطلحوا عليه، وإذا حصل التوقيف على لغة واحدة جاز أن يكون ما بعدها من اللغات اصطلاحاً، وان يكون توقيفاً، ولا يّقْطع بأحدهما إلا بدلالةٍ، قال: واختلفوا في لغة العرب؛ فمن زعم: أنّ اللغات كلّها اصطلاح، فكذا قوله في لغة العرب، ومن قال بالتّوقيف على اللغة الأولى، وأجاز الاصطلاح فيما سواها من اللغات، اختلفوا في لغة العرب، فمنهم من قال: هي أول اللغات، وكلُ لغةٍ سواها حدثَتْ بعدها؛ إما توقيفاً أو اصطلاحاً؛ واستدلوا بأن القرآن كلامُ الله، وهو عربيّ، وهو دليل على أن لغة العرب أسبق اللغات وجوداً. ومنهم من قال: لغة العرب نوعان: أحدهما عربية حِمْير، وهي التي تكلموا بها من عَهْد هود ومَنْ قبله، وبقى بعضها إلى وقتنا. والثانية: العربية المحْضَة التي نزل بها القرآن، وأولُ من أطلق لسانه بها إسماعيل فعلى هذا القول يكون توقيف إسماعيل على العربية المحْضَة يَحْتَمل أمرين: إما ان يكون اصطلاحاً بينه وبين جُرْهم النازلين عليه بمكة، وأما ان يكون توقيفاًٍ من الله تعالى، وهو الصواب ... انتهى (¬3). قلت ولا دليل في كون القرآن (كلام الله) على أن لغة العرب أول اللغات وأسبقها لأن صحف إبراهيم، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، نزلت قبل القرآن، وكلها كلام الله، فما أبرد هذا الدليل، نعم فيه دلالة على أنّ لغة العرب أفضل اللغات وأحسنها، لأن سيد ¬

_ (¬1) الأستاذ: أبو منصور محمد بن الحسين بن أبي أيوب الأستاذ حجة الدين أبو منصور المتكلم تلميذ ابن فورك وختنه له مصنفات مشهورة منها تلخيص الدلائل ت سنة 420هـ الوافي بالوفيات للصفدي: 3/ 10. (¬2) يعني في البحر المحيط: 2/ 16. (¬3) البحر المحيط:2/ 16، المزهر: 1/ 27،28، النص نقله السيوطي بالحرف من البحر المحيط.

المرسلين نطق بها ونزل القرآن بلسانه، وسينطقون (¬1) أهل الجنة بهذه اللغة الشريفة كما ورد به الخبر المأثور، نعم روي عن ابن عباس: إن آدم كانت لغته في الجّنة العربية، فلما عَصَى سَلبه الله العربية فتكلّم بالسريانية، فلما تاب ردَّ الله عليه العربية (¬2). قال عبد الملك بن حبيب (¬3): كان اللسان الأول الذي نزل به آدم من الجنة عربياً، إلى أن بَعُد العهد وطال، فَحُرِف وصار سُريْانياً، وهو منسوب (14/ ... ) الى أرض سورنه (¬4)، وهي أرض الجزيرة، بها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغرق، قال: وكان يُشاكِل اللسان العربي، إلا أنه مُحرّف، وهو كان لسان جميع مَنْ في السفينة إلاّ رجلاً واحداً يقال له جُرهم، فكان لسانه العربي الأول فلما خرجوا من السفينة تزوّج أرمَ بن سام، بعض بناته، فمنهم صار اللسان العربي في ولده عَوْص أبي عاد وعَبيل، وجائر أبي ثمود وجديس، وسُمِّيَت عاد باسم جرهم، لأنه كان جدّهم من الأم، وبقي اللسان السرياني في ولد ارْفَخَشْد ابن سام، الى أن وصل الى يشجب بن قحطان من ذريته، وكان باليمن فنزل هناك بنو اسماعيل؛ فتعلّم منهم بنو قحطان اللسان العربي (¬5). وقال ابن دِحْية (¬6): العرب أقسام الأول: عاربة وعرباؤهم الخلص، وهم تسع قبائل من ولد ارم بن سام بن نوح، وهي: عاد، وثمود، وأمَيم، وعبيل، وطَسْم، وجَديس، وعِمْلِيق، وجُرهم، ووبار، ومنهم تعلّم إسماعيل (عليه السلام) العربية. الثاني: المتعربة: قال في الصحاح وهم الذين ليسوا بخُلَّص وهم بنو قحطان. الثالث: المستعربة: وهم الذين ليسوا بخلص أيضاً، كما في الصحاح قال ابن دِحية: وهم بنو اسماعيل، وهم ولد مِعدّ بن عدنان بن أدد. ¬

_ (¬1) وهذا على لغة أكلوني البراغيث والصواب وسينطق. (¬2) المزهر: 1/ 30. (¬3) عبد الملك بن حبيب السُّلميّ الأندلسي، جمع علم الفقه، والحديث، والاعراب، واللغة، والتصرف في فنون الأدب ت سنة 239هـ، بغية الوعاة: 2/ 109، انباه الرواة على أنباء النحاة للقفطي: 2/ 206. (¬4) سُوى او سوريانه في المزهر: 1/ 30، وسُورَا: موضع بالعراق من أرض بابل، وهي مدينة السريانيين، معجم البلدان: 3/ 78، أما القاموس: 2/ 53 فذكر سُورى بالعراق من بلد السريانيين من أعمال بغداد. (¬5) المزهر: 1/ 30،31. (¬6) ابن دحية: عمر بن الحسين بن علي الأندلسي محدث نحوي عارف بآيام العرب وأشعارها له التنوير في مدح مولد السراج المنير ت 633هـ، وفيات الاعيان: 3/ 448 - 450.

وقال ابن دريد في الجمهرة: العرب العاربة سبع قبائل: عاد، وثمود، وعِمْلِيق، وطُسْم وجَديس، وأمَيم، وجاسم، وقد انْقرض أكثرهم إلاّ بقايا متفرقين في القبائل قال: وسُمي يعرب بن قحطان، لأنه أول من انعدل لسانه عن السُّريانية الى العربية. وهذا معنى قول الجوهري في الصحاح أول من تكلم بالعربية يعرب بن قحطان (¬1). وعن بريدة في قوله: {بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِين} (¬2) قال بلسان جرهم (¬3). وقال يونس بن حبيب: أوّل من تكلم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم. وقال ابن سلام: أول من تكلَّم بالعربية ونَسِي لسَانَ أبيه، إسماعيل (¬4). وعن جابر: أن رسول الله (صللم) تلا {قُرآناً عَرَبياً لقومٍ يعلَمون} (¬5) ثم قال: " أُلهِمَ إسماعيل هذا اللسان العربيّ الهاماً " اخرجه الحاكم في المستدرك وصححه البيهقي في شعب الايمان (¬6). عن أبي عمرو بن العلاء قال: العربُ كلُّها وَلَدُ إسماعيل، إلا حِمْير وبقايا جُرهم وكذلك يُرْوى أن إسماعيل جاوَرهم، وأصهر إليهم، ولكنَّ العربيَّة، التي عَني محمد بن علي، اللسانُ الذي نزل به القرآن؛ وما تكلّمت به العرب على عَهْد النبي (صللم)، وتلك عربية أخرى غير كلامنا هذا (¬7). وقال الحافظ ابن كثير (¬8) في تاريخه (15/ ... ) قيل إنَّ جميع العرب ينسبون الى اسماعيل والصحيح، المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل، وهم: عاد، وثمود، وطَسم، وجديس، وأَمَيم، وجُرهم، والعماليق، وأمم آخرون لا يعلمَهم إلا الله، كانوا قبل الخليل، وفي زمانه أيضاً، فأما العرب المستعربة وهم عربُ الحجاز، فمن ذرِّية إسماعيل، وأما عرب اليمن وحمْير فالمشهورُ أنهم من قحطان واسمه مهَّزم (¬9). ¬

_ (¬1) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 319، والصحاح: 1/ 178، والمزهر: 1/ 31،32. (¬2) الشعراء / 195. (¬3) المستدرك على الصحيحين للحاكم: 2/ 439. (¬4) طبقات فحول الشعراء: 1/ 9، والمزهر: 1/ 32،33. (¬5) فصلت / 3. (¬6) المستدرك: 2/ 439، وكنز العمال في سنن الأقوال للهندي: 11/ 490، والمزهر: 1/ 32،33. (¬7) طبقات فحول الشعراء: 1/ 9،10، المزهر: 1/ 33. (¬8) ابن كثير: اسماعيل بن كثير أبو الفداء، مؤرخ، مفسر، فقيه، وتاريخه البداية والنهاية ت سنة 774هـ، معجم المؤلفين: 2/ 283. (¬9) في الأصل مهّرم والصواب ما أثبتناه عن البداية والنهاية: 2/ 156.

السادسة: في بيان الحكمة الداعية إلى وضع اللغة

قاله ابن ماكولا (¬1)، وأنهم كانوا أربعة أخوة: قحطان، وقاحط، ومقحط، وفالغ. وقَحْطان بن هود وقيل هود، وقيل أخوه، وقيل من ذريته، وقيل إن قحطان من سُلالة اسماعيل، والجمهور على ان العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة اسماعيل (¬2). وعن النبي (صللم) قال: أول مَنْ فتق لسانه العربية المبينة اسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة (¬3). رواه الشيرازي (¬4) في الألقاب. وعن عمر بن الخطاب انه قال: يا رسول الله، مَالَكَ أفصحنا، ولم تَخْرج من بين أَظْهُرِنا؟، قال: " كانت لغة إسماعيل قد دَرَست فجاء بها جبريل (عليه السلام) فحفَّظَنيها فحفظتُها " (¬5)، أخرجه ابن عساكر في تاريخه وأبو أحمد الغطريف (¬6) في جزئه. وعن أبي رافع قال: قال رسول الله (صللم): " عُلِّمْت الأسماء كلها كما عُلِّم آدمُ الأسماء كلها " (¬7). اخرجه الديلمي في الفردوس. السادسة: في بيان الحكمة الداعية إلى وضع اللغة وذلك أن الإنسان لمّا لم يكن مكتفياً بنفسه في معايشه ومقيماته لم يكن له بدُّ من أن يسترفد المعاون من غيره، فوضعوا الكلام دلالةً، ووجدوا اللسان أسرع الأعضاء حركة، وقبولاً للتّرداد فقطّعوه على حركات أعضاء الانسان التي يخرج منها الصوت، فوجدوه تسعة وعشرين حرفاً لا تزيد على ذلك ثم رَأوْا أن الكفاية لا تقعُ بهذه الحروف، ولا يحصل له المقصود بإفرادها؛ فركّبوا منها الكلام، ودعت الحاجة الى وضع الأسماء المشتركة، فجعلوا عبارةً واحدةً لمسَمَّيات عدَّة، ثم وضعوا على نقيضه كلمات لمعنىً واحد؛ ولو كُرّرَ اللفظ لسَمُجَ ومُجَّ، وخالفوا بين الألفاظ والمعنى واحد ثم قسموها الى متواردة ومترادفة. فالمتواردة: كالخمر تسمَّى عُقاراً، وصَهْباء، وقهوة، وسلسالا والسبعُ ليثاً وأسداً، وضِرْغاماً. ¬

_ (¬1) ابن ماكولا: الامير سعد الملك علي بن هبة الله، مؤرخ، محدث ت سنة نيف وسبعين وأربعمائة. وفيات الأعيان: 3/ 305 - 306. (¬2) البداية والنهاية: 2/ 156، والمزهر: 1/ 33،34. (¬3) البداية والنهاية: 1/ 162، كنز العمال: 11/ 490. (¬4) الشيرازي: ابو بكر أحمد بن عبد الرحمن له ألقاب الرواة، ت سنة 407هـ، كشف الظنون: 1/ 157. (¬5) كنز العمال 12/ 419، المزهر: 1/ 35. (¬6) أبو أحمد الغِطْريفي: محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن الجهم الرباطي، محدث حافظ من تصانيفه المسند الصحيح على صحيح البخاري ت سنة 377هـ، معجم المؤلفين: 8/ 254. (¬7) المزهر: 1/ 35 بحثت عنه ولم أقف عليه.

السابعة: في حد الوضع وما يفاد به

والمترادفة: هي التي يُقام لفظ مقام لفظٍ؛ لمعانٍ مُتَقَاربة، يجمعها معنىً واحد، كما يقال: أصْلّح الفاسِدَ، ولُمّ الشَّعَثَ، ورتَقَ الفَتْقَ، وشعب الصَّدْع، ويقال خطيب مِصْقَع، وشاعر مُفْلِق ثم رأوْا أنه يضيق نِطاقُ النُّطقِ عن (16/ ... ) استعمال الحقيقة في كل اسم فعدلوا إلى المجاز والاستعارات (¬1). السابعة: في حد الوضع وما يفاد (¬2) به وهو عبارة عن تخصيص الشيء بالشيء، بحيث إذا أُطلق الأوَّل فُهِمَ منه الثاني قال التاج السبكي: وهذا تعريف سديد، فإنك إذا أطلقت قولك، قام زيد فُهِمَ منه صُدُور القيام منه، والمفيد في الحقيقة إنما هو المتكلم، واللفظ كالآلة الموضوعة لذلك (¬3). قال الرازي وابن الحاجب وابن مالك (¬4) وغيرهم: ليس المركَّب بموضوع؛ وإلاّ لتوقَّف استعمال الجمل على النَّقْل عن العرب كالمفردات، ورَجَّحَ القَرَافي (¬5) والتاج السبكي وغيرهما من أهل الأصول، أنه موضوع لأن العرب حَجَرت في التراكيب كما حَجَرت في المفردات، والأول أولى ولا يجب أن يكون لكلِّ معنى لفظ لأنَّ المعاني لا تَتََنَاهى، والألفاظ متناهية، لكن ما تكثُر الحاجة إليه من المعاني، لا يَخْلُو عن الألفاظ، التي تَنْدُر الحاجة إليها، يجوز أن يكون لها ألفاظ وأن لا يكون، وليس الغرضُ من الوَضْع افادة المعاني المفردة بل إفادة المركْبَات، والنسب بين المفردات كالفاعليّة والمفعولية وغيرهما وإلاّ لَزِم الدَّور (¬6). قال أبو اسحاق الشيرازي: اللفظ موضوع بآزاء الماهيات الخارجية، وهو المختار، وقال الرازي وأتباعه: إنه موضوع بأزاء الصور الذهنية التي تصورها الواضع في ذهنه عند ارادة الوضع، وقال الأسنوي: هو موضوع بأزاء المعنى من حيث هو مع قطْع النظر عن كونه ذهنيّاً أو خارجيّاً، قال الزركشي (¬7): والحقُّ ان العرب إنما وَضَعَت أنواع المركَّبات ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 36 - 38. (¬2) في الأصل يقاد به والصواب ما أثبتناه عن ق. (¬3) ينظر: الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 192،193، ينظر: المزهر: 1/ 38 - 39. (¬4) ابن مالك: أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بإمام النحاة وحافظ اللغة، له شرح المفصل ت سنة 672هـ، بغية الوعاة: 1/ 30 - 36، كشف الظنون: 2/ 1774. (¬5) القرافي أحمد بن إدريس، فقيه، أصولي له شرح محصول فخر الرازي ت سنة 684هـ، معجم المؤلفين: 1/ 158. (¬6) ينظر: البحر المحيط: 2/ 10،11، ينظر: الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 195، ينظر المزهر:: 1/ 40،41. (¬7) الزركشي: محمد بن بهادر بن عبد الله المصري الشافعي (بدر الدين) فقيه، اصولي، محدث ت سنة 794هـ، معجم المؤلفين: 9/ 121.

الثامنة: في أن اللغة لم توضع كلها في وقت واحد

إما جزئيات الأنواع فلا، والظاهر أن المثنى والمجموع موضوعان، لأنهما مفردان، وصَرَّح ابن مالك بأنهما غير موضوعين وقال [ابن الجويني] (¬1): الظاهر إن التثنية وضع لفظها بعد الجَمع لمسيس الحاجة إلى الجمع كثيراً، ولهذا لم يوجد في سائر اللغات تثنية، والجمع موجود في كل لغة، ومن ثم قال بعضهم: أقل الجمع اثنان، قال عضد الدين الايجّي (¬2): الوضع كلي، والموضوع له مشخص، وقال عباد الصيمري: إن بين اللفظ ومدلوله مناسبة طبيعية حاملة للواضع على أن يضع، وأنكره الجمهور وكاد أهل اللغة والعربية يطبقون على ثبوت المناسبة بين الألفاظ، والمعاني، لكن الفرق بين مذهبهما أن عباداً يراها ذاتية موجبة بخلافهم (¬3). وقد عقد ابن جني في الخصائص باباً لذلك، وقال: هذا موضوع شريف (17/ ... ) نبَّه عليه الخليل وسيبويه، وتلقته الجماعة بالقبول، قال الخليل، كأنهم توهمّوا في صوت الجُنْدُب استطالة فقالوا صَرَّ، وفي صوت البازي تقطيعاً فقالوا: صرصر (¬4). وقال سيبويه: في المصادر التي جاءت على الفَعَلان: إنها تأتي للإضطراب والحركة؛ نحو الغليان، والغثيان (¬5)، فقابلوا بتوالي حركات الأمثال توالي حركات الأفعال، قال: ابن جني وقد وجدت أشياء كثيرة من هذا النمط، ثم ذكر لها أمثلة يطول ذكرها، قال: فانظر الى بديع مناسبة الألفاظ لمعانيها، وكيف فاوتت العرب في هذه الألفاظ المقترنة المتقاربة في المعاني، فجعلت الحرف الأضعف فيها، والألين والأخفى والأسهل والأهمس لما هو أدنى، وأقل وأخف عملا أو صوتا، وجعلت الحرف الأقوى، والأشد والأظهر، والأجهر لما هو أقوى عملاً وأعظم حِسَّا، وذلك في اللغة كثير جداً (¬6). الثامنة: في أن اللغة لم توضع كلها في وقت واحد ¬

_ (¬1) زيادة يقتضيها السياق من البحر المحيط: 2/ 11، وابن الجويني إمام الحرمين. (¬2) عضد الدين الايجيّ: عبد الرحمن بن أحمد، له شرح مختصر ابن الحاجب المسمى منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل ت سنة 756هـ كشف الظنون: 2/ 1853، الاعلام: 5/ 28. (¬3) ينظر: البحر المحيط: 2/ 11،12، ينظر: الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 194،196، ينظر: المزهر: 1/ 42،45 - 47. (¬4) الخصائص: 2/ 152 وفيه باب إمساس الألفاظ أشباه المعاني، ينظر: شرح ديوان المتنبي (الفِسر) لابن جني: 304، المزهر: 1/ 47 - 48. (¬5) الكتاب لسيبويه: 4/ 15، ينظر: الخصائص: 2/ 152 - 153. (¬6) ينظر: الخصائص: 2/ 152 - 153،168، المزهر: 1/ 48،53.

التاسعة: في الطريق الى معرفة اللغة

بل وقعت متلاحقة متتابعة سواء قلنا: بالتوقيف أم بالاصطلاح وصوّبه ابن جني وهو رأي أبي الحسن الأخفش (¬1)، وأما أي الأجناس الثلاثة: الاسم، والفعل، والحرف وُضِع قبل؟ فلا يدرى ذلك، ويحتمل في كل من الثلاثة أنه وضع قبل، وبه صرّح أبو علي (¬2). التاسعة: في الطريق الى معرفة اللغة قال الرازي وأتباعه: هي إما النقل المحض كأكثر اللغة أو استنباط العقل من النقل، وأما العقل الصرف فلا مجال له في ذلك، والنقل إما متواتر أو آحاد وسيأتي الكلام فيهما، ولم يذكر ابن الحاجب والآمدي (¬3) سوى النقل المحض. وقال الرازي والآمدي: أكثر ألفاظ القرآن من المتواتر، وقال ابن جني: من قال: إنَّ اللغة لا تعرف إلاّ نقلاً محضاً فقد أخطأ فانها قد تعلم بالقرائن أيضاً، فإن الرجل إذا سمع قول الشاعر: طارُوا إليه زُرافات ووحْدانا (¬4) يعلم أنَّ الزرافات بمعنى الجماعات (¬5). وقال أبو الفضل بن عبدان (¬6)، وتبعه الجيلي (¬7): لا تلزم اللغة إلاَّ بخمس شرائط: أحدها: ثبوت ذلك عن العرب بسند صحيح يوجب العمل. والثاني: عدالة الناقلين كما تعتبر في الشرعيات. والثالث: أن يكون النقل عن من قوله حجة في أصل اللغة كالعرب العاربة مثل قحطان ومعدّ وعدنان، فأما إذا نقلوا عمن بعدهم بعد فساد لسانهم واختلاف المولدين فلا، قال الزركشي: ووقع في كلام الزمخشري، وغيره الاستشهاد بشعر أبي تمام بل في ¬

_ (¬1) أبو الحسن الاخفش: علي بن سليمان بن الفضل النحوي الأخفش الصغير كان حافظاً للأخبار توفي ببغداد سنة 315هـ، طبقات النحويين واللغويين للزبيدي: 116، الفهرست: 83. (¬2) ينظر: الخصائص: 2/ 28، 30،31، ينظر المزهر: 1/ 55،56. (¬3) الآمدي: ابي الحسن علي بن أبي محمد المعروف بسيف الدين الشافعي له أحكام الأحكام في أصول الأحكام ت سنة 631هـ، كشف الظنون: 1/ 17. (¬4) ديوان الحماسة لأبي تمام: 29، والبيت لقريظ بن أنيف العنبريّ، صدره: قوم إذا الشرُّ أبدى ناجذَيْه لهم. (¬5) ينظر: الخصائص: 2/ 42،43،270، البحر المحيط: 2/ 22، ينظر المزهر: 1/ 57،58. (¬6) أبو الفضل بن عبدان: عبد الله بن عبدان الشافعي له شرائط الأحكام في مجلد متوسط ت سنة 430هـ، كشف الظنون: 2/ 1030. (¬7) الجيلي: ضياء الدين عبد العزيز بن عبد الكريم بن عبد الكافي المعروف بالمعيد الشافعي له الاعجاز في الألغاز ت سنة 629هـ، ايضاح المكنون:1/ 98.

العاشرة: في أن اللغة هل تثبت بالقياس

الإيضاح (18/ ... ) للفارسي (¬1)، ووجه بأن الاستشهاد بتقرير النقلة كلامهم وأنه لم يخرج عن قوانين العرب. وقال ابن جني: يستشهد بشعر المولدين في المعاني كما يستشهد بشعر العرب في الألفاظ. والرابع: أن يكون الناقل قد سمع منهم حسا، وأما بغيره فلا. والخامس: أن يسمع من الناقل حساً ... انتهى. قال عبد اللطيف البغدادي (¬2): إنَّ اللغوي شأنه أن ينقل ما نطقت به العرب ولا يتعداه، والنحوي شانه أن يتصرف فيما ينقله اللغوي ويقيس عليه، قال ابن جني: يجوز لنا أن نقيس منثورنا على منثورهم وشعرنا على شعرهم (¬3). العاشرة: في أنّ اللغة هل تثبت بالقياس قال الكيا الهراسي (¬4): الذي استقر عليه آراء المحققين من الأصوليين: إنّ اللغة لا تثبت قياساً، ولا يجري القياس فيها، وقال كثير من الفقهاء: يجري، وعُزي هذا الى الشافعي، ولم يدل عليه نصُّه وإنما دلّت عليه مسائلة، وقيل أسماء الأعلام الجامدة، والألقاب المحضة، لا يجري القياس فيها، لأنه لا يفيد وصفاً للمسمى وإنما وضعت لمجرد التعيين والتعريف، وكذا المصادر المشتقة من الأفعال نحو: ضرب يضرب ضرباً فهو ضارب، فهذا ليس بقياس بل هو معلوم ضرورة من لغتهم ونطقهم به على هذا الوجه، ولكنّ محل الخلاف الأسماء المشتقة من المعاني كما يقال في الخمر: إنه مشتق من المخامرة أو التخمير، وهذا باطل (¬5). قال أبو الفتح ابن برهان (¬6): لا يجوز اجراء القياس في الأسماء اللغوية المشتقة خلافاً للقاضي، وابن سُرَيْج (¬7)، وطوائف من الفقهاء، فإنهم أثبتوا الأسامي بالقياس، وقالوا ¬

_ (¬1) وفيات الأعيان: 1/ 101،120. (¬2) عبد اللطيف البغدادي: موفق الدين صاحب ذيل فصيح الثعلب، وفيات الأعيان:6/ 76،77. (¬3) ينظر: الخصائص: 1/ 323، ينظر: العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني:2/ 236، البحر المحيط:2/ 22 - 24، المزهر: 1/ 59. (¬4) الكيا الهراسي: أبو الحسن علي بن محمد الفقيه الشافعي، محدث، أصولي، ت سنة 504هـ، وفيات الأعيان: 3/ 286 - 289. (¬5) المزهر: 1/ 59 - 60. (¬6) أبو الفتح بن برهان: أحمد بن علي بن محمد الوكيل، عالم في الأصول والفروع والمتفق والمختلف ت سنة 520هـ، وفيات الأعيان: 1/ 82. (¬7) الأصل ابن شريح والصواب ما أثبتناه عن كتب أصول الفقه، وابن سُرَيْج: أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج من جملة الشافعيين وفقهائهم ومتكلميهم، له كتاب التقريب بين المزني والشافعي ت سنة 305هـ، الفهرست: 313.

الحادية عشرة: في سعة اللغة

النبيذ يسمى خمراً، واللواط يسمى زناً، وذكر الدليل على رده، وقال امام الحرمين في البرهان: والذي نرتضيه إن ذلك باطل (¬1). الحادية عشرة: في سعة اللغة قال بعض الفقهاء كلام العرب لا يُحيط به إلا نبي، قال ابن فارس: وهذا كلام حَريُّ أن يكون صحيحاً، وما بلغنا أنّ أحداً ممَّن مضى ادّعى حِفْظ اللغة كلّها وأمّا قول الخليل في آخر الكتاب المنسوب إليه هذا آخر كلام العرب فمأول أو مفترى عليه (¬2). وقال الشافعي: لسان العرب أوسع الألْسِنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلم أن يحيط بجميع علمه إنسان غير نَبيّ، ولكنه شيء لا يذهب منه شيءٌ على عامَّتها، حتى لا يكون موجوداً فيها مَنْ يَعْرِفه، والعلم به عند العرب كالعلم بالسُنة (19/ ... ) عند أهل الفقه، لا يعلم رجل جميع السُّنن فلم يّذْهب منها عليه شيء فإذا جُمِع علمُ عامَّة أهل العلم بها أَتَى على السُّنن، وإذا فُرّقَ كل واحد منهم ذَهَبَ عليه الشيء منها، ثم كان ما ذَهَبَ عليه منها موجوداً عند غيره، وهم في العلم طبقات: منهم الجامعُ لأكثره، وإن ذَهَبَ عليه بعضُه، ومنهم الجامع لأقَلُّ مما جمع غيره، وليس قليل ما ذَهَبَ من السُّنن على مَنْ جمع أكثرها، دليلاً على أن يطلب علمه عند غير طبقته من أهل العلم، بل (¬3) يطلب عند نُظرائه ما ذهب عليه حتى يُؤْتَى على جميع سنن رسول الله (صللم) بأبي هو وأمي. فتفرد جملة العلماء بجَمْعها (¬4) وهم درجات فيما وَعَوْا منها، وهذا لسان العرب عند خاصَّتها وعامَّتها لا يَذهبُ منه شي عليها، ولا يُطلبُ عند غيرها، ولا يَعْلمه إلاَّ من قَبِلَه منها، ولا يَشْركها فيه إلاّ من اتّبعها وقَبِله منها، فهو من أهل لسانها وعِلْمُ أكثر اللسان في أكثر العرب أعَمُّ من علم أكثر السُنن في العلماء، هذا نص الإمام الشافعي بحروفه ... انتهى (¬5). قال ابن فارس إنّ لغة العرب لم تنته إلينا بكلّيتها، وإن الذي جاءنا عن العرب قليل من كثير، وإنَّ كثيراً من الكلام ذهب بذهاب أهله، ولو جاءنا جميع ما قالوه لجاءنا شعر ¬

_ (¬1) ينظر: البحر المحيط: 2/ 27،29، المزهر: 1/ 59 - 62. (¬2) الصاحبي في فقه اللغة: 37، والمزهر: 1/ 64. (¬3) في الأصل بأن والصواب ما أثبتناه عن الرسالة للامام الشافعي: 42،43. (¬4) في الأصل بحملتها والصواب ما أثبتناه عن المصدر نفسه: 43. (¬5) الرسالة: 42 - 44، والمزهر: 1/ 65،66.

كثير وكلام كثير، قال: وعلماء هذه الشّريعة وإن كانوا اقتصروا من عِلْم هذا على معرفة رَسْمه دون علم حقائقه، فقد اعتاضوا عنه دقيق الكلام في أصول الدين وفروعه من الفِقْه والفرائض، ومن دقيق النحو وجليله، ومن علم العروض الذي يربأ بحُسنْه ودقّته واستقامته على كل ما تَبْجَح به الناسبون أنْفُسَهم الى الفَلْسفة ولكلّ زمان علم، وأشرف العلوم علوم زماننا هذا ولله الحمد (¬1). واما عدة أبنية الكلام ففيها كلام لابن دريد في الجمهرة وللخليل في كتاب العين ومختصره للزبيدي ذكره في المزهر (¬2)، قلت: عدة مستعمل الكلام كله ومهملة: ستة آلاف الف وستمائة الف وتسعة وخمسون ألفاً وأربعمائة، والمستعمل منها خمسة آلاف ألف وستمائة وعشرون ألفاً، والمهمل ستة آلاف ألف وستمائة ألف وثلاثة وتسعون ألفاً وسبعمائة وثمانون، عدة الصحيح منه ستة آلاف ألف وستمائة ألف وثلاثة وخمسون ألفاً وأربعمائة، والمعتل ستة آلاف، المستعمل من الصحيح ثلاثة آلاف ألف (20/ ... ) وتسعمائة وأربعة وأربعون ألفاً [والمهمل منه ستة آلاف ألف وثمانون ألفاً وأربعمائة] (¬3) وستة وخمسون والمستعمل من المعتل ألف وستمائة وستة وسبعون والمهمل منه أربعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وعشرون. عدة الثنائي سبعمائة وخمسون، المستعمل منه أربعمائة وتسعة وثمانون، والمهمل مائتان وواحد وستون، الصحيح منه ستمائة والمعتل مائة وخمسون، المستعمل من الصحيح أربعمائة وثلاثة، والمهمل مائة وسبعة وتسعون، المستعمل من المعتل ستة وثمانون، والمهمل أربعة وستون. وعدة الثلاثي: تسعة عشر ألفاً وستمائة وخمسون، المستعمل منه أربعة آلاف ومائتان وتسعة وستون، والمهمل خمسة عشر ألفاً وثلاثمائة وواحد وثمانون، الصحيح منه ثلاثة عشر ألفاً وثمانمائة، والمعتل سوى اللفيف خمسة آلاف وأربعمائة، واللّفيف أربعمائة وخمسون، المستعمل من الصحيح ألفان وستمائة وتسعة وسبعون، والمهمل أحد عشر ألفاً ومائة وواحدٌ وعشرون، والمستعمل من المعتل سوى اللفيف ألف وأربعمائة وأربعة وثلاثون، والمهمل ثلاثة آلاف وسبعمائة وستة وستون، والمستعمل من اللفيف مائة وستة وخمسون، والمهمل مائتان وأربعة وتسعون. ¬

_ (¬1) الصاحبي في فقه اللغة: 62،67، والمزهر: 1/ 66 - 70. (¬2) ينظر: المزهر: 1/ 71 - 75. (¬3) الزيادة من المصدر نفسه: 1/ 75، وهي سقط من هـ، و ق، وتاج العروس: 1/ 6.

الثانية عشرة: أول من صنف في جمع اللغة

وعدة الرباعي: ثلاثمائة ألف وثلاثة آلاف وأربعمائة، المستعمل ثمانمائة وعشرون، والمهمل ثلاثمائة ألف وألفان وخمسمائة وثمانون. وعدة الخماسي: ستة آلاف ألف وثلاثمائة ألف وخمسة وسبعون ألفاً وستمائة، المستعمل منه اثنان وأربعون، والمهمل ستة آلاف وثلاثمائة ألف وخمسة وسبعون ألفاً وخمسمائة وثمانية وخمسون. قال الزبيدي: وهذا العدد من الرباعي والخماسي على الخمسة والعشرين حرفاً من حروف المعجم خاصة دون الهمزة، وغيرها وعلى أن لا يتكرر في الرباعي والخماسي حرف من نفس الكلمة ثم قال: وعدة الثنآئي الخفيف والضربين من المضاعف على نحو ما ألحقناه في الكتاب ألفا حرف ومائتا حرف وخمسة وسبعون حرفا، المستعمل من ذلك مائة واثنان، والمهمل ألفا حرف ومائة حرف وثلاثة وسبعون حرفا، الصحيح من ذلك ألف حرف وثمانمائة وخمسة وعشرون، والمعتل أربعمائة وخمسون، المستعمل من الصحيح تسعة وخمسون، والمهمل ألف وسبعمائة وستة وستون، والمستعمل من المعتل ثلاثة وأربعون، والمهمل أربعمائة وسبعة كذا في تاج العروس (¬1). الثانية عشرة: أول من صنف في جمع اللغة الخليل بن أحمد ألف في ذلك كتاب (21/ ... ) العين المشهور وقدح الناس فيه كما سيأتي في ذكر كتب اللغة، وألف بعده أبو بكر بن دريد كتاب الجمهرة (¬2) ونسجه على منوال العين، وفيه أيضا اضطراب وفساد، وطعن الناس عليه ثم ألّف أتباع الخليل وأتباع اتباعه وهلم جراً كتباً شتى في اللغة ما بين مطول، ومختصر، وعام في أنواع اللغة، وخاص بنوع منها: كالأجناس للأصمعي، والنوادر واللغات لأبي زيد الأنصاري، والنوادر للكسائي، والنوادر واللغات للفراء، واللغات لابي عبيدة معمر بن المثنى، والجيم، والنوادر، والغريب المصنف لأبي عمرو اسحاق بن مرار الشيباني، والغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام، والنوادر لأبن الإعرابي، والبارع للمفضل بن سلمة، واليواقيت لأبي عمر الزاهد غلام ثعلب، والمنضد لكراع، والمقصد لابنه سويد (¬3) والتذكرة لأبي علي الفارسي، والتهذيب للأزهري، والمجمل لابن فارس وديوان الأدب للفارابي، والمحيط للصاحب بن عباد، والجامع للقزاز (¬4). ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 75،76، تاج العروس: 1/ 6،7. (¬2) ينظر: الفهرست: 61، والمزهر: 1/ 76. (¬3) ينظر: المصدران نفسهما: 55،65،67،54 68، 71، 88، 73، 10، 76، 58،:1/ 96،97. (¬4) ينظر: وفيات الأعيان: 2/ 81، 4/ 324، 1/ 230، 2/ 134، 1/ 118، والمزهر: 1/ 97.

وغير ذلك مما لا يحصى حتى حكي عن الصاحب: أنّ بعض الملوك أرسل إليه رسالة يسأله القدوم عليه، فقال له في الجواب: أحتاج إلى ستين جملاً أثقل عليها كتب اللغة التي عندي، وقد ذهب كل الكتب في الفتن الكائنة من التتار وغيرهم بحيث إن الكتب الموجودة الآن في اللغة من تصانيف المتقدمين والمتأخرين لا تجيء حمل جمل واحد، وغالب هذه الكتب لم يلتزم فيها مؤلفوها الصحيح، بل جمعوا فيها ما صح وغيره وينبهون على ما لم يثبث غالباً، وأول من التزم الصحيح مقتصراً عليه الامام أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري، ولهذا سمى كتابه بالصحاح (¬1). قال أبو زكريا الخطيب التبريزي اللغوي: يقال كتاب الصّحاح (بالكسر) وهو المشهور وهو جمع صحيح، ويقال (بالفتح) وهو مفرد نعت كصحيح، وقد جاء فعال (بفتح الفاء) لغة في فعيل كصحيح وصحاح، وشحيح وشحاح، وبري وبراء. وأعظم كتاب ألف في اللغة بعد عصر الصحاح كتاب المحكم والمحيط الأعظم لأبي الحسن علي بن سيده الأندلسي الضرير المتوفى سنة 458 ثم كتاب العباب للرضي الصغاني ووصل فيه الى (بكم) ثم كتاب القاموس للامام مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي شيخ شيوخ السيوطي، ولم يصل واحد من هذه الثلاثة في كثرة التداول الى ما وصل إليه الصحاح ولا (22/ ... ) نقصت رتبته ولا شهرته بوجود هذه الكتب، وذلك لإلتزامه ما صح فهو في كتب اللغة نظير صحيح البخاري في كتب الحديث، وليس المدار في الإعتماد على كثرة الجمع بل على شرط الصحة (¬2). قال السيد مرتضى (¬3) في تاج العروس قلت وقوله ولم يصل واحد من الثلاثة ... الخ. أي هذا بالنسبة الى زمانه، فأما الان فإن القاموس بلغ في الاشتهار مبلغ اشتهار الشمس في رابعة النهار، وقصر عليه اعتماد المدرسين وناط به قصوى رغبة المتحدثين، وكثرت نسخه حتى إني اعدت درسه في زبيد حرسها الله تعالى على سيدنا الإمام الفقيه اللغوي رضي الدين عبد الخالق بن أبي بكر الزبيدي الحنفي متع الله بحياته، وحضر (¬4) العلماء والطلبة فكان كل واحد منهم بيده نسخة. ¬

_ (¬1) ينظر وفيات الأعيان: 3/ 108، المزهر: 1/ 97. (¬2) ينظر وفيات الأعيان: 3/ 330، بغية الوعاة: 1/ 274، المزهر: 1/ 100،101. (¬3) السيد مرتضى: محمد بن عبد الرزاق الحسيني، لغوي نحوي، محدِّث، أصولي أديب أصله من واسط في العراق ونشأ في زبيد باليمن ت سنة 1205هـ، معجم المؤلفين: 11/ 282. (¬4) في الأًصل حضرت والصواب ما أثبتناه.

الباب الأول: في أنواع اللغة وفيه مسائل،

ثم قال السيوطي: ومع كثرة ما في القاموس من الجمع للنوادر والشوارد فقد فاتته أشياء ظفرت بها في أثناء مطالعتي لكتب اللغة، حتى هممت أن أجمعها في جزء مذيلاً عليه ... انتهى (¬1). قلت قد يسر الله هذا المقصد للسيد مرتضى صاحب تاج العروس فجمع ما ظفر من الزوائد عليه في مسودة لطيفة، وقال سهل الله عليَّ اتمامها وما ذلك عليه بعزيز ... انتهى. وسيأتي ذكر الكتب المؤلفة في اللغة على وجه الاستقصاء ان شاء الله تعالى في الباب الثاني. الباب الأول: في أنواع اللغة وفيه مسائل، الأولى: في معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت والسبب فيه عدم اتصال سنده لسقوط راوٍ منه، أو جهالته، أو عدم الوثوق بروايته لفقد شرط القبول فيه، أو للشك في سماعه وأمثلة هذا النوع كثيرة منها ما في الجمهرة قال: زعموا أن الشطشاط (¬2) طائر، وليس بثبت، قال: وزعم قوم من أهل اللغة ان الحَرّ يعني خلاف البرد يجمع أحارر (¬3) ولا أعرف ما صحته؟، وكذا المُحاح (¬4) بمعنى الجوع، والجم بمعنى الصدف، والمج والبج بمعنى فرخ الحمام (¬5). قال الأموي (¬6): المني، والمذي، والودي مشددات الياء والصواب إنَّ المني وحده بالتشديد والآخران مخففان. قال ابن القوطية (¬7): ولولا حسن الظن باهل العلم لترك كثير مما حكاه ابن دريد (¬8). الثانية: في معرفة المتواتر (23/) والآحاد قال ابن الأنباري في لمع الأدلة: أما المتواتر فلغة القرآن وما تواتر من السنة وكلام العرب، وهذا القسم دليل قطعي من أدلة النحو، يفيد العلم ... انتهى، أي العلم الضروري إليه ذهب الأكثرون وقيل إنه نظري وإليه ذهب الآخرون والأول أولى، وزعمت طائفة قليلة أنه لا يفضي إلى علم البتة وهذا باطل، والآحاد: ما تفرد بنقله بعض أهل اللغة، ولم يوجد ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 103. (¬2) في الأصل الشطشاة والصواب ما أثبتناه عن جمهرة اللغة: 1/ 206، والمزهر: 1/ 103. (¬3) في الأصل أحار والصواب ما أثبتناه عن المصدرين نفسيهما: 1/ 96 و: 1/ 108،109. (¬4) في الأصل المجاج والصواب ما أثبتناه عن جمهرة اللغة: 1/ 102. (¬5) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 92، ينظر: المزهر: 1/ 103 - 109. (¬6) الأموي: ابو محمد عبد الله بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، لغوي، إنباه الرواة: 2/ 120. (¬7) ابن القوطية: أبو بكر بن محمد بن عمر الأندلسي، أعلم أهل زمانه باللغة العربية وكان حافظاً للحديث والفقه والخبر ت سنة 367هـ، وفيات الأعيان: 3/ 368،369. (¬8) المزهر: 1/ 109 - 13.

فيه شرط التواتر وهو دليل مأخوذ به، واختلفوا في إفادته، فذهب الأكثرون: الى أنه يفيد الظن، وزعم بعضهم: أنه يفيد العلم، وليس بصحيح لتطرق الاحتمال فيه، وقيل إن اتصلت به القرائن أفاد العلم ضرورة، وشرط التواتر أن يبلغ عدد النقلة الى حد لا يجوز على مثلهم الاتفاق على الكذب في لغة القرآن وما تواتر من ألسنة العرب، واليه ذهب الأكثرون، وذهب قوم إلى أن شرطه عدد كذا وكذا، والصحيح هو الأول [سبعون] (¬1) قال: قوم من الأصوليين إنهم أقاموا الدلائل على خبر الواحد أنه حجة في الشرع ولم يقيموا الدلالة على ذلك في اللغة فكان هذا أولى (¬2). وأورد الرازي في المحصول على كل منهما اشكالات ثم أجاب عنها، وقال: إنّ اللغة والنحو والتصريف ينقسم الى قسمين: منه متواتر، والعلم الضروري حاصل بأنه كان في الأزمنة الماضية موضوعاً لهذه المعاني، فأنا نجد أنفسنا جازمة بأن السماء والأرض كانتا مستعملتين في زمانه (صللم) في معناهما المعروف، وكذلك الماء، والنار، والهواء وأمثالها، وكذلك لم يزل الفاعل مرفوعاً، والمفعول منصوباً، والمضاف إليه مجروراً ثم قال: وقسم منه مظنون وهو الألفاظ الغريبة والطريق الى معرفتها الآحاد، وأكثر ألفاظ القرآن ونحوه وتصريفه من القسم الأول، والثاني فيه قليل جداً فلا يتمسك به في القطعيات ويتمسك به في الظنيات ... انتهى (¬3). وتابعه عليه الأرموي تاج الدين صاحب الحاصل فأورده برمته ولم يتعقب منه حرفاً، وتعقب الأصفهاني (¬4) في شرح المحصول بعضه، والحق أن أهل اللغة والأخبار لم يهملوا البحث عن أحوال اللغات وروايتها جرحاً وتعديلاً بل فحصوا عن ذلك وبينوه كما بينوا ذلك في رواة الأخبار، ومن طالع الكتب المؤلوفة في طبقات اللغويين والنحاة وأخبارهم وجد ذلك، وقد ألف (24/) أبو الطيب اللغوي كتاب مراتب النحويين بيّن فيه ذلك، وميَّز أهل الصدق من الكذب والوضع، وسُيمّر بك في هذا الكتاب بعض من ذلك، وأمثلة ما تواتر على ألسنة الناس من زمن العرب الى اليوم، وليس هو في القرآن والأسماء التي فارسيتها منسية وعربيتها محكية مستعملة كثيرة، ذكرها السيوطي في المزهر (¬5). ¬

_ (¬1) الزيادة من لمع الأدلة في أصول النحو لأبي البركات الأنباري: 84،85، والمزهر: 1/ 114. (¬2) لمع الأدلة: 83 - 85، المزهر: 1/ 113،114. (¬3) المزهر: 1/ 118. (¬4) الأصفهاني: شمس الدين محمد بن محمود الأصبهاني له شرح المحصول في أصول الفقه ت سنة 678هـ كشف الظنون: 2/ 1615. (¬5) المزهر: 1/ 118، 120،121.

الثالثة: في معرفة المرسل والمنقطع

الثالثة: في معرفة المرسل والمنقطع (¬1). قال ابن الأنباري في لمع الأدلة: المرسل هو الذي انقطع سنده نحو أن يَرْوى ابن دريد عن أبي زيد، وهو غير مقبول؛ لأن العدالة شرط في قبول النقل، وانقطاع سند النقل يوجب الجهل بالعدالة، فإنَّ من لم يذكر لا تعرف عدالته، وذهب بعضهم الى قُبُول المُرْسَل لأن الإرسال صدَر ممن لو أسند لقُبل ولم يُتّهم في اسناده فكذلك في ارساله، وهذا اعتبار فاسد لأن المسند قد صُرِّح فيه بإسم الناقل فأمكن الوقوف على حقيقة حاله، بخلاف المرسل فبانَ بهذا أنه لا يلزم من قبول المُسْند قبول المرسل ... انتهى (¬2). مثاله ما في الجمهرة يقال: فَسَأتُ الثوبَ أفسَؤه فَسْأ. إذا مددته حتى يتفزَّز وأخبر الأصمعي عن يونس قال: رآني أعرابيَّ محتبياً بطيلسان فقال: علامَ تَفْسؤه؟ وابن دريد لم يدرك الأصمعي (¬3). وعن أبي عبيدة قال: اجتمع عند يزيد بن معاوية أبو زبيد الطائي، وجميل بن معمر العذري، والأخطل التغلبي فقال: أيكم يصف لي الأسد صفة في غير شعر، فقال: الى آخر الحكاية وهذا منقطع وأبو عبيدة لم يدرك يزيد (¬4). الرابعة: في معرفة الأفراد ويقال له الآحاد وهو ما انفرد بروايته واحد من أهل اللغة، ولم ينقله أحد غيره، وحكمُهُ القبول إن كان المتفرد به من أهل الضبط والإتقان، كأبي زيد، والخليل، والأصمعي، وأبي حاتم وأبي عبيدة، وأضرابهم، وشرطُه أن لا يخالفه فيه من هو أكثر عدداً منه، ومثاله: المنَشْبَةَ (¬5) المال، قاله أبو زيد ولم يقله غيره، والبَداوة قال ثعلب: لا أعرف بالفتح إلا عن أبي زيد وحدَه، وأمثلة ذلك كثيرة جداً في أقوال أهل اللغة (¬6). قال الأزهري: أهل اللغة اتفقوا على أن معنى سائر الباقي، ولا التفات الى قول الجوهري: سائر الناس جميعهم فإنه ممن لا يقبل ما يتفرد به ... انتهى، وقد انتصر له بأنه قال: الجواليقي: أن سائراً بمعنى الجميع. ¬

_ (¬1) في لمع الأدلة: 90 جاء العنوان: المرسل والمجهول. (¬2) لمع الأدلة:90،91. (¬3) جمهرة اللغة: 2/ 1102، المزهر: 1/ 125. (¬4) ينظر: المزهر: 1/ 125 - 129، توفي أبو عبيدة سنة 209هـ، وتوفي يزيد بن معاوية وهو ثاني ملوك بني أمية سنة 64هـ، المعارف لابن قتيبة: 53. (¬5) في الأصل النشبة والصواب ما أثبتناه عن جمهرة اللغة: 1/ 346. (¬6) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 346، الصحاح: 6/ 2287، المزهر: 1/ 129،130.

الخامسة: في معرفة من تقبل روايته ومن ترد

وقال ابن دريد: سائر الناس يقع على (25/) مُعْظَمه وجُلِّه (¬1)، ومن الأفراد هلم جراً ذكره الجوهري وأنكره ابن هشام وقال: عندي توقف في كون هذا التركيب عربيّاً محضاً؛ لأنَّ أئمة اللغة المعتمَد عليهم لم يتعرَّضوا له حتى صاحب المُحْكم مع كثرة استيعابه وتتبّعه، وإنما ذكره صاحب الصحاح، وقال ابن الصلاح (¬2) إنه لا يقبل ما تفرد به (¬3). الخامسة: في معرفة من تقبل روايته ومن ترد وفيها مسائل: الأولى: قال ابن فارس: تؤخذ اللغة سماعاً من الرّواة الثقات، ذوي الصِّدق والأمانة، ويُتَّقى المظنون؛ قال الخليل: إنّ النَّحارير ربما أدْخَلوا على الناس ما ليس من كلام العرب، إرادة اللَّبْس والتَّعنيت (¬4). وقال ابن الأنباري: يُشتَرط أن يكون ناقل اللغة عدلاً، رجلاً كان أو امرأة، حراً كان أو عبداً؛ كما يشترط في نقل الحديث، وإن لم يكن في الفضيلة من شكله، فإن كان ناقل اللغة فاسقاً لم يقبل نقله ... انتهى (¬5). قلت وهذا باطل عندي بل المعتبر في النقل صدق الناقل وضبطه دون عدالته وتقواه، كما حققنا ذلك في كتابنا (هداية السائل إلى أدلة المسائل) وكتابنا (منهج الوصول الى اصطلاح أحاديث الرسول) (¬6)، ولا جرح في نقلة اللغة ورواة الحديث الا الكذب وسوء الحفظ. الثانية: قال ابن الأنباري: يُقْبل نقل العَدْل الواحد، ولا يشترط أن يُوافقهَ غيرُه في النقل، وزعم بعضهم أنه لابد من نقل اثنين كالشهادة وهذا ليس بصحيح (¬7). الثالثة: قال عز الدين بن عبد السلام (¬8): اعْتُمد في العربية على أشعار العرب وهم كفار لبُعْد التدليس فيها كما اعتُمِد في الطب، وهو في الأصل مأخوذ عن قوم كّفار لذلك ¬

_ (¬1) ينظر: الصحاح: 2/ 692، ينظر: درة الغواص في أوهام الخواص للحريري:11،12، المزهر: 1/ 136. (¬2) ابن الصلاح: أبو عمر عثمان الملقب تقي الدين، فقيه، شافعي، محدِّث، ناقل للغة، له مقدمة في علوم الحديث، وله اشكالات على كتاب الوسيط في الفقه ت سنة 643هـ، وفيات الأعيان:3/ 243،244. (¬3) ينظر: الفاخر لأبي طالب المفضل بن سلمة: 32، ينظر: ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان الأندلسي: 3/ 212، المزهر: 1/ 136. (¬4) ينظر: العين:1/ 59، الصاحبي في فقه اللغة: 62،63، المزهر: 1/ 137،138. (¬5) لمع الأدلة: 85، المزهر: 1/ 138. (¬6) أبجد العلوم: 278،279. (¬7) لمع الأدلة: 85،86، المزهر: 1/ 138. (¬8) عز الدين بن عبد السلام: عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي الدمشقي، فقيه أصولي، شافعي بلغ رتبة الإجتهاد ت سنة 660هـ، الأعلام: 4/ 144،145.

انتهى، ويُؤخذ من هذا أن العربيَّ الذي يُحْتَجُّ بقوله لا يشترط فيه العَدالَة؛ وكذا البلوغ؛ ولذا أخذوا عن الصبيان بخلاف راوي الأشعار واللغات (¬1). الرابعة: قال ابن الأنباري: نقل أهل الأهواء مقبول في اللغة وغيرها، إلاّ أن يكونوا ممن يَتديَّنون بالكذب كالخطابية (¬2) من الرافضة (¬3). الخامسة: قال ابن الأنباري: المجهول الذي لم يُعْرف ناقله نحو حدثني رجل عن ابن الأعرابي، غير مقبول، وذهب بعضهم الى قبوله، وهذا ليس بصحيح، وذكر في الإنصاف إنّه لا يحتّج بشعر لا يُعرَف قائله خوفاً من أن يكون لمولد (¬4). السادسة: التعديل على الإبهام نحو: أخبرني الثقة، هل يقبل فيه خلاف بين العلماء؟ وقد استعمل ذلك سيبويه كثيراً (26/ ... ) في كتابه يعني به الخليل، وغيره، وعن أبي زيد: كان سيبويه يأتي مجلسي فإذا سمعته يقول: وحدثني من أثق بعربيته فإنما يريدني. وكان يونس يقول: حدثني الثقة عن العرب، فقيل له: من الثقة؟ قال أبو زيد، قيل له، فلم لا تسّميه؟ قال: هو حيّ بعدُ (¬5). السابعة: إذا قال: أخبرني فلان وفلان وهما عدلان احتّج به، فإن جهل عدالة أحدهما أو قال فلان وغيره لم يحتّج. (فرع) إذا سئل العربيّ أو الشيخ عن معنى لفظ فأجاب بالفعل لا بالقول يكفي قال عيسى بن عمر: سألت ذا الرُّمَّة عن النَّضْنَاض فلم يَزدْني على أن حرَّك لسانه في فيه ... انتهى (¬6). وقال الزجاجي: سُئل رُؤْبة عن الشَّنَب، فأراهم حبَّة رُمّان، وسئل الأصمعي عن العارِضَيْن من اللِّحية؛ فوضع يَده على ما فوق العوارض من الأسنان (¬7). ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 140. (¬2) الخطابية: أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، عزا نفسه الى جعفر الصادق فلما رأى غلوه تبرأ منه، قتله صاحب المنصور بالكوفة، الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 300،301. (¬3) لمع الأدلة: 86،87، المزهر: 1/ 141. (¬4) لمع الأدلة: 90،91، الإنصاف في مسائل الخلاف لأبي البركات الأنباري: 1/ 214، المزهر: 1/ 141. (¬5) ينظر مجالس ثعلب: 2/ 802، المزهر: 1/ 142،143. (¬6) ينظر: الأبدال لابن السكيت: 123، ينظر جمهرة اللغة:1/ 212، ينظر سر صناعة الإعراب لابن جني:221، المزهر: 1/ 143،144. (¬7) ينظر: خلق الإنسان لأبي اسحاق الزجاج ضمن رسائل في اللغة: 16، كتاب الأمالي لأبي علي القالي: 1/ 120، المزهر: 1/ 144.

السادسة: في معرفة طرق الأخذ والتحمل

السادسة: في معرفة طرق الأخذ والتحمل وهي ستة: أحدها: السماع من لفظ الشيخ، أو العربي، أو الملقن، أو الرواة الثقات، وللأداء والرواية بهذه الطرق صيغ: أعلاها أن يقول أَمْلَى عليّ فلانٌ، أو أمَلّ، ويلي ذلك سمعت نحو: سمعت الفراء يحكي عن الكسائي، ويلي ذلك أن يقول حدثني فلان أو حدثنا، ويليه [أخبرني فلان وأخبرنا فلان ويليه] (¬1) قال لي فلان، ويلي ذلك قال فلان بدون لي، ويليه أن يقول عن فلان، ومثل " عن " إنّ فلانا قال: وقد يستعمل في الشعر حدثنا، وسمعت، ونحوهما (¬2). ثانيها: القراءة على الشيخ، ويقول عند الرواية: قرأت على فلان، ويجوز في القراءة والتحديث تقديم المتن أو بعضه على السند، وقد كانت الأئمة قديماً يتصدون لقراءة أشعار العرب عليهم وروايتها (¬3). وأخرج الخطيب البغدادي عن ابن عبد الحكم قال: كان أصحاب الأدب يأتون الشافعي فيقرؤون عليه الشعر، فيفسره، وكان يحفظ عشرة آلاف بيت من شعر هذيل بإعرابها وغريبها ومعانيها، وفي الباب روايات. ثالثها: السماع على الشيخ بقراءة غيره، ويقول عند القراءة: قرئ على فلان، وأنا أسمع، ويستعمل في ذلك أيضا: أخبرنا قراءة عليه وأنا أسمع، وأخبرني فيما قرئ عليه، وأنا أسمع، وقد يستعمل في ذلك حدثنا. رابعها: الإجازة وذلك في رواية الكتب والأشعار المدوَّنة قال ابن الأنباري: الصحيح جوازها لأن النبي (صللم) كتب كُتُباً الى الملوك، وأخبرت بها رسله، وُنزَّل ذلك مَنْزله قوله وخطابه، وكتب صحيفة الزكاة والدِّيات، ثم صار الناس يخبرون بها عنه (27/ ... ) ولم يكن هذا إلاّ بطريق المناولة والإجازة، فدلَّ على جوازها، وذهب قوم إلى أنها غير جائزة لأنه يقول: أخبرني ولم يوجد ذلك، وهذا ليس ¬

_ (¬1) زيادة يقتضيها السياق والترتيب من المزهر: 1/ 150. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 1/ 145 - 157. (¬3) ينظر: مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: 64، المزهر: 1/ 158 - 160.

السابعة: معرفة المصنوع

بصحيح، فإنه يجوز لمَنْ كتب إليه إنسان كتاباً، وذكر له فيه أشياء أن يقول: أخبرني فلان في كتابه بكذا وكذا، ولا يكون كاذبا فكذلك المرء ههنا ... انتهى (¬1). خامسها: الكتابة: قال ثعلب في أماليه: بعث بهذه الأبيات اليّ المازني وذكرها. سادسها: الوجادة، قال القالي: قال أبو بكر بن أبي الأزهر (¬2) وجدت في كتاب أبي حدثنا الزبير بن عباد ... الخ وأمثلته كثيرة (¬3). السابعة: معرفة المصنوع قال محمد بن سلام الجمحي في أول طبقات الشعراء: في الشعر مصنوع مُفْتَعَل موضوع كثير لا خير فيه ولا حُجَّة في غريبه (¬4)، ولا غريب (¬5) يستفاد، ولا مَثَل يُضْرب، ولا مَدْح رائع، ولا هجاء مُقْذع، ولا فخر مُعْجِب، ولا نسيب مُسْتَطرف، وقد تداوله قوم من كتابٍ إلى كتاب، لم يأخذوه عن أهل البادية، ولم يَعْرِضوه على العلماء، وليس لأحدٍ - إذا أجمع أهل العلم والرّواية الصحيحة على إبطال شيء منه - أن يَقْبَل من صحيفة، ولا يَرْوى عن صُحُفي، واختلف العلماء في بعض الشعر كما اختلفت في سائر الأشياء؛ فأمَّا ما اتَّفقوا عليه، فليس لأحد أن يخرج مِنْه، وللشِّعر صناعة وثقافة يعرفُها أهل العلم، كسائر اصناف العلم والصناعات، منها ما تثَقْفَه العين، ومنها ما تثَقْفُه الأذن ومنها ما تثَقْفَه اليد، ومنها ما يثَقْفَه اللسان، من ذلك: اللُّؤلؤ والياقوت، لا يُعْرَف بصفة ولا وزْن دون المُعَاينة ممن يُبْصره، ومن ذلك الجَهْبَذَةُ، فالدِّينار، والدِّرهم لا يُعْرَف جودتُهما بلونٍ ولا مَسّ ولا طراق (¬6) ولا جَنسّ ولا صِفَة (¬7) ويعرفُه الناقد عند المُعاينة، فيعرفُ بَهْرَجها وزائفها، ومنه البَصَرُ بغريب النَّخْل، والبصر بأنواع المتاع وضروبه واختلاف بلاده، وتَشابه لونه حتى يضاف كلُّ صنف منها الى بلده الذي خرج منه، وكذلك بَصَرُ الرقيق، والدابة، وحسن الصوت يعرفُ ذلك العلماء عند المعاينة والإستماع له بلا صفة يُنْتَهَي إليها ولا علم يوقف عليه، وإنّ كثرة المداومة لتُعِين على العلم به، فكذلك الشِّعر يعرفُه أهلُ العلم به. ¬

_ (¬1) لمع الأدلة: 92، ينظر مقدمة ابن الصلاح: 66،64،72، المزهر: 1/ 160 - 167. (¬2) أبو بكر بن أبي الأزهر: أديب بارع من أصحاب المبِّرد، بغية الوعاة: 1/ 467. (¬3) مجالس ثعلب: 1/ 176، ينظر: مقدمة ابن الصلاح: 86،87، المزهر / 1/ 167. (¬4) في طبقات فحول الشعراء لابن سلام عرَبيَّة: 1/ 4. (¬5) في المصدر نفسه ولا أدب: 1/ 5. (¬6) في المصدر نفسه ولا طِراز: 1/ 5. (¬7) في المصدر نفسه وّسْم: 1/ 6.

الثامنة: معرفة الفصيح

وقال قائل لخلف (¬1): إذا سمعتُ أنا بالشعر واستحسنته فلا أبالي ما قلته أنت فيه وأصحابك، وأمثلة المصنوع كثيرة جداً لا تكاد تنحصر (¬2). الثامنة: معرفة الفصيح الفَصحُ: خُلُوصُ الشيء مما يَشُوبهُ، وأصله في اللَّبن، يقال: (28/ ... ) فَصُحَ اللَّبنُ وأفْصَحَ فهو فصيح ومُفْصِح، إذا تعرَّى من الرَّغْوة، ومنه استُعيرَ فَصُحَ الرَّجُلُ جادَتْ لُغَتُه، وأفْصَح تكلَّم بالعربية، وقيل بالعكْس والأول أصح (¬3). والمفهوم من كلام ثعلب: إنّ مدار الفصاحة في الكلمة على كَثْرَة استعمال العرب لها؛ ومثله قال القزويني في الإيضاح: ولا شك أن ذلك هو مدار الفصاحة، ورأي المتأخرون من أرباب علوم البلاغة إنّ كل أحدٍ لا يمكنُه الاطلاع على ذلك؛ لتَقادُم العهد بزمان العرب؛ فحرَّروا لذلك ضابطاً يُعْرَف به ما أكثرت العربُ من استعماله من غيره فقالوا: الفصاحة في المفرد: خلوصه من تَنَافُر الحروف، ومن الغَرابة ومن مخالفة القياس اللغوي. فالتنافر: منه ما تكون الكلمة بسببه مُتناهية في الثِّقل على اللسان، وعُسر النُّطْق بها. والغرابة: أن تكون الكلمة وحْشّية لا يظهر معناها؛ فيحتاج في معرفتّها الى أن يُنَقْر عنها في كتب اللغة المبسوطة. ومخالفة القياس: كالأجلل موضع الأجَلّ، وزاد بعضهم في شروط الفصاحة: خلوصه من الكراهة في السَّمْع، بأن يمجَّ الكلمة وينبو عن سماعها؛ كما ينبو من سماع الأصوات المُنكِرَة، فإن اللَّفظ من قبيل الأصوات، والأصوات منها ما تستلذّ النفس بسماعه، ومنها ما تكره سماعه. وبالجملة المراد بالفصيح ما كثر استعماله في ألسنة العرب، والغرابة: قلة الإستعمال، وإذا كانت مخالفة القياس لدليل فلا يخرج عن كونه فصيحاً، كما في (سرر) فإن القياس (الأسره) والتحقيق أن المخل هو قلة الاستعمال وحدها فرجعت الغرابة ومخالفة القياس الى اعتبار قلة الاستعمال والتنافر، كذلك وكل ضرورة ارتكبها شاعر فقد أخرجت الكلمة عن ¬

_ (¬1) خلف: خلف الأحمر مولى أبي بردة أعلم الناس بالشعر، طبقات النحويين واللغويين: 161. (¬2) طبقات فحول الشعراء: 1/ 4 - 7، المزهر: 1/ 171 - 173. (¬3) المفردات في غريب القرآن للأصفهاني: 338، المزهر: 1/ 184،185.

الفصاحة، وأشد ما تستوحشه تنوين (أفعل) قال الخفاجي: صرف غير المنصرف وعكسه في الضرورة مخلُّ بالفصاحة (¬1). قال بهاء الدين (¬2): ولا تكون الكلمة مُبتذلة، إما لتغيير العامَّة لها إلى غير أصل الوضح كالصُّرْم للقَطْع، جعلته العامة للمحلِّ المخصوص، وإما لسخافتّها في أًصل الوضع والابتذال في الألفاظ، وما تدل عليه ليس وصفاً ذاتياً، ولا عَرَضا لازماً، بل لاحقاً من اللَّواحق المتعلِّقة بالاستعمال في زمان دون زمان، وصُقْع دون صقع (¬3). والحروف إذا تقاربت مخارجها كانت أثقل على اللِّسان منها إذا تباعدت، ولا يكاد يجئ في الكلام ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة (29/ ... ) واحدة لصعوبة ذلك على ألسنتهم؛ وأصعبها حروف الحَلْق، وأحسن الأبنية أن يبنوا بامْتزاج الحروف المتباعدة؛ ألا ترى أنك لا تجدُ بناء رباعياً مُصْمَتَ الحروف لا مزاج له من حروف الذّلاقة، إلاّ بناءً يجيئك بالسين، وهو قليل جداً مثل عَسْجَد، وإن أكثر الحروف استعمالاً عند العرب الواو، والياء، والهمزة وأقلّ ما يستعملونه على ألسنتهم لثقلها الظاء ثم الذال ثم الثاء ثم الشين ثم القاف ثم الخاء ثم العين [ثم الغين] (¬4) ثم النون ثم اللام ثم الراء ثم الباء ثم الميم، فأخفَّ هذه الحروف كلِّها ما استعملته العرب في أصول أبنيتهم من الزوائد لإخْتلاف المعنى (¬5). وفي عروس الأفراح: رُتَبُ الفصاحة مُتَفَاوتة؛ فإن الكلمة تخفُّ وتَثْقُل بحَسَب الإنتقال من حرف الى حرف لا يُلاَئمه قُرْباً أو بُعْداً، فإن كانت الكلمة ثلاثية فتراكيبها اثنا عشر فذكرها، ثم قال: وأحسن التراكيب وأكثرها استعمالاً ما انحدر فيه من الأعلى الى الأوسط الى الأدنى، ثم ما انتقل فيه من الأوسط الى الأدنى الى الأعلى، ثم من الأعلى الى الأدنى [الى الأوسط] (¬6). وأقلُّ الجميع استعمالاً ما انتقل فيه من الأدنى الى الأعلى الى الأوسط، وهذا إذا لم ترجع الى ما انتقلتَ عنه، فإن رجعت فإن كان الإنتقالُ من الحرف ... [الأول] (¬7) الى الحرف الثاني في انحدار من غير طَفْرةٍ - والطّفْرة الإنتقال من الأعلى الى ¬

_ (¬1) ينظر: الايضاح في علوم البلاغة للقزويني: 7 - 9، ينظر: المزهر: 1/ 185 - 189. (¬2) بهاء الدين: العلامة أبو حامد أحمد بن علي بن عبد الكافي في تمام السُّبكي، محدث له اليد الطُّولى في اللسان العربي والمعاني والبيان له عَرُوس الأفراح في تلخيص المفتاح ت سنة 773هـ، بغية الوعاة: 1/ 342،343. (¬3) المزهر: 1/ 189 - 191. (¬4) زيادة يقاضيها السياق من جمهرة اللغة: 1/ 46. (¬5) جمهرة اللغة: 1/ 46،49،50، المزهر: 1/ 197. (¬6) زيادة يقتضيها السياق من المزهر: 1/ 197. (¬7) زيادة يقتضيها السياق من المصدر نفسه: 1/ 197.

التاسعة: في معرفة الفصيح من العرب

الأدنى، أو عسكه - كان التركيبُ أخفَّ وأكثر وإلا كان أثقل وأقل استعمالاً وأما ما انتقل فيه من الأدنى الى الأوسط الى الأعلى أو منه (¬1) الى الأدنى فهما سيَّان في الاستعمال، وقد تُنْقل الكلمة من صيغة لأخرى أو من وزن الى آخر، أو من مُضِيّ الى استقبال، وبالعكس، فتحسن بعد أن كانت قبيحة وبالعكس، والثلاثي أحسن من الثُّنائي، والأحادي، ومن الرباعي، والخماسي. وذكر حازم القرطاجي (¬2) وغيره من شروط الفصاحة: أن تكون الكلمة متوسطة بين قلَّة الحروف وكثرتها، والمتوسطةُ ثلاثة أحرف ... انتهى (¬3). وليس لكل معنى كلمتان فصيحة وغيرها، بل منه ما هو كذلك، وربما لا يكون للمعنى إلاّ كلمةُ واحدةٌ فصيحةٌ أو غير فصيحة؛ فيضطر الى استعمالها، وحيث كان للمعنى الواحد كلمتان ثلاثية ورباعية لا مُرَجِّح لإحداهما على الأخرى كان العدول الى الرباعيّة عدولاً عن الأفصح، ولم يوجد هذا في القرآن الكريم (¬4). قال الراغب: ألفاظ القرآن هو لُبَُ كلام العرب وزُبْدَتُه وواسطَتُهُ وكَرائمُه وعليها اعتمادُ الفقهاء (30/ ... ) والحُكماء في أحكامِهم وحِكَمهِم، وإليها مَفْزَعُ حُذَّاق الشعراء والبُلغاء في نَظْمِهِم وَنَثْرهِم، وما عداها، أو ما عدا الألفاظ المُتَفَرعات عنها والمنتقاة (¬5) - منها هو بالاضافة إليها كالقُشُور والنَّوَى بالاضافة الى أطايب الثَّمَرة وكالحُثالَة والتَّبْن بالنسبة الى لُبُوب الحِنْطه ... انتهى (¬6). وألف ثعلب كتابة الفصيح المشهور، التزمَ فيه الفصيحَ والأفصحَ مما يجري في كلام الناس وكُتُبهم، وسيأتي ذكر هذا الكتاب عند ذكر الكتب اللغوية، وليس كل ما ترك الفصحاء استعماله بخطأ فقد يتركون استعمال الفصيح لاستغنائهم بفصيح آخر، أو لعلة غير ذلك (¬7). التاسعة: في معرفة الفصيح من العرب ¬

_ (¬1) أي من الأوسط الى الأعلى الى الأدنى فهما سيّان في الاستعمال. (¬2) حازم القرطاجني: حازم بن محمد بن حسن، أديب له شعر، وله (سراج البلغاء) في البلاغة ت سنة 684هـ، الاعلام: 2/ 163. (¬3) المزهر: 1/ 197 - 200. (¬4) المصدر نفسه: 1/ 200 (¬5) في المفردات في غريب القرآن المُشتَقَّات: 3. (¬6) المصدر نفسه: 3، 4. (¬7) المزهر: 1/ 201.

قال أبو الفضل: أفصح الخَلْق على الاطلاق سيدنا ومولانا رسول الله (صللم) حبيب رب العالمين جلَّ وعلا، قال رسول الله (صللم): " أنا أفصح العرب " رواه أصحاب الغريب ورَوَوْه أيضاً بلفظ: " أنا أفصَحُ من نَطق بالضاد بَيْد أني من قريش " وإن تكلم في الحديث (¬1). وعن محمد بن ابراهيم التيمي: أنّ رجلاً قال: يا رسول الله؛ ما أفْصَحَك! فما رأينا الذي هو أعْرَبُ منك، قال: " حقَّ لي فإنما أنزل القرآن عليّ بلسان عربي مبين " (¬2). وقال الخطابي: إن الله لما وضع رسوله (صللم) موضع البلاغ من وَحْيه، ونَصَبه مَنْصِب البيان لدينه، اختار له من اللغات أعربَها، ومن الألْسُن أفصَحها وأبينَها؛ ثم أمدَّه بجوامع الكلم، ومن فصاحته أنه تكلَّم بألفاظٍ اقتضبها لم تُسْمَع من العرب قبله ولم توجد في مُتقدّم كلامها؛ كقوله: مات حَتْفَ أنْفه، وحَمَى الوطيس، ولا يُلْدَغ المؤمنُ من جحْر مرَّتين في ألفاظ عديدة تجْري مَجْرى الأمثال، وقد يدخل في هذا إحداثُه الأسماء الشرعية ... انتهى (¬3). قال ابن عباس: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمْسٌ بلغة العَجُز من هَوَازَن وهم خمس قبائل أو أربع منها، سَعْد بن بكر، وجُشَم بن بكر، ونَصْر بن معاوية وثقيف، قال أبو عبيد: أفصح هؤلاء بنو سَعْد بن بكر؛ قال إسماعيل بن أبي عُبَيْد الله: أجْمَع علماؤنا بكلام العرب، والرُّواة لأشعارهم والعلماء بلُغاتهم، وأيّامهم ومَحالِّهم أنَّ قُرَيشاً أفصح العرب ألْسِنةً، وأصفاهم لغةً، وذلك أن الله اختارًهم من جميع العرب واختارَ منهم محمداً (صللم) فجعل قريشاً سُكان حَرَمه، ووُلاة بَيْته؛ فكانت وفود العرب من حجَّاجها وغيرهم يَفِدون الى مكة للحجّ، ويتحاكمون الى قريش، وكانت قريشٌ مع (31/ ... ) فصاحتها وحسْن لغاتها ورِقَّة ألسنتها، وإذا أتَتْهم الوفود من العرب تخيّروا من كلامهم وأشعارهم أحسنَ لغاتِهم، وأصفى كلامهم؛ فاجتمع ما تخيّروا من تلك اللّغات الى سلائقهم التي طُبعوا عليها؛ فصاروا بذلك أفصح العرب. ألا ترى إنك لا تجد في كلامهم عَنْعَنة تميم ولا عَجْرفة قيس، ولا كَشْكشَة أسد، ولا كَسْكَسَة ربيعة. قال أبو عمرو بن العلاء: أفصح العرب عُلْيا هوازن وسُفْلى تميم، وكان ابن مسعود يُسْتَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المصاحف من مُضَر، وقال عمر: لا يُمْلينَّ في مصاحفنا إلاّ ¬

_ (¬1) غريب الحديث لأبي عبيد: 1/ 140، والغريبين للهروي أحمد بن محمد:1/ 231، والفائق في غريب الحديث للزمخشري: 1/ 141، النهاية في غريب الحديث والأثر: 1/ 171. (¬2) تفسير ابن كثير: 3/ 347، في سورة الشعراء. (¬3) المزهر: 1/ 209.

غِلْمانُ قُرَيْش وثَقيف، وقال عُثْمان: اجعلوا المُمْلي من هُذَيل، والكاتبَ من ثَقيف، قال أبو عبيدة: فهذا ماجاء في لغات مُضر، وقد جاءت لغاتٌ لأهل اليمن في القرآن معروفة (¬1). وقال ثعلب: ارتفعت قريشٌ في الفصاحة عن عَنْعَنَة تميم، وتَلْتَلَة بَهْراء وكَسْكَسَة ربيعة، وكَشْكَشَة هوازن وأسد، وتَضَجُّع قيس (¬2)، وعَجْرَفيّة ضبّة وقَيْس، وكسر أسد، وقيس وفسّر تَلْتَلة بَهْراء بكسْر أوائل الأفعال المضارعة (¬3). وقال أبو نصر الفارابي: كانت قريشٌ أجود العرب انتقاداً للأفْصح من الألفاظ، وأسهلها على اللسان عند النُّطق، وأحسنها مسموعا، وأبّينها ابانةً عمّا في النفس؛ والذين عنهم نُقِلت اللغة العربية، وبهم اقْتُدِي، وعنهم أخذ اللسان العربيُّ من بين قبائل العرب هم: قيس، وتميم، وأسد؛ فإن هؤلاء هم الذين عنهم أكثر ما أُخِذ ومعظمة، وعليهم اتُّكل في الغريب، وفي الاعراب والتصّريف؛ ثم هذيل، وبعض كنانة، وبعض الطائيين، ولم يؤخذ عن غيرهم من سائر قبائلهم، وبالجملة فإنه لم يؤخذ عن حضَريّ قط، ولا عن سكّان البَرَاري ممن كان يسكنُ أطراف بلادهم المجاورة لسائر الأمم الذين حولهم؛ فإنه لم يؤخذ لا من لَخْم، ولا من جذام؛ لِمُجاورتهم أهل مصر والقِبْط؛ ولا من قُضاعة، وغسّان، وإياد لمجاورتهم أهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرؤون بالعبرانية؛ ولا من تَغلب واليمن؛ فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان، ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس؛ ولا من عبد القيس وأزد عُمان لأنهم كانوا بالبحرين، مُخالطين للهند والفُرس؛ ولا من أهل اليمن لمخالطتهم للهند والحبشة، ولا من بني حنيفة، وسُكان اليمامة، ولا من ثقيف، وأهل الطائف؛ لمخالطتهم تجَّار اليمن المقيمين عندهم؛ ولا من حاضرة الحجاز لأن الذين نقلوا اللغة صادفوهم حين ابتدأوا ينقلون لغة العرب (32/ ... ) قد خالطوا غيرهم من الأمم، وفسدت ألسنتهم، والذي نقل اللغة واللسان العربيَّ عن هؤلاء وأثبتها في كتاب فصيّرها عِلْماً وصناعة هم أهل البصرة والكوفة فقط من بين أمصار العرب ... انتهى (¬4). ورُتَبُ الفصيح متَفاوتةٌ ففيها فصيحٌ وأفصح كالبُرُّ أفصح من القَمْح والحنطة، وانصَبَه المرضُ أعلى من نَصَبَه، واللغوب أفصح من اللغب، والحبر (بالكسر) أفصح من الحبر (بالفتح)، وضربة لازب أفصح من لازم. ¬

_ (¬1) الصاحبي في فقه اللغة: 52،53،57،58، ينظر: درة الخواص: 151،152، المزهر: 1/ 210،211. (¬2) في الأصل قريش والصواب ما أثبتناه عن مجالس ثعلب: 1/ 100، والخطأ قد ورد في المزهر أيضاً. (¬3) مجالس ثعلب: 1/ 100،101، ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 57،58، ينظر: سر صناعة الاعراب: 1/ 234، المزهر: 1/ 211. (¬4) المزهر: 1/ 211،212.

العاشرة: معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات

قال ابن خالويه: قد أجمع الناس جميعاً: إنَّ اللغة إذا وَرَدت في القرآن فهي أفصحُ مما في غير القرآن، لا خلافَ في ذلك (¬1). العاشرة: معرفة الضعيف والمنكر والمتروك من اللغات. فالضعيف: ما انحطَّ عن درجة الفصيح، والمُنْكر أضعف منه وأقلُّ استعمالاً بحيث أنكره بعضُ أئمة اللغة ولم يَعْرْفه، والمتروك: ما كان قديماً من اللغات ثم تُرك، واسْتُعمِل غيره، وأمثلةُ ذلك كثيرة في كتب اللغة، كأنْبَذ نبيذاً لغة ضعيفة في نَبَذَ، وانْتُقِعَ لونه لغة ضعيفة في امْتُقِع، وتَمَنْدّل بالمنديل ضعيفة في تّنَدَّل، وواخاه في آخاه، والامْتِحاء في الامْحاء، والأمّات في الأمهات، ومن أمثلة المنكر بَلق الدابة وهذا لا يعرف في أصل اللغة، وَجَرَعْتُ الماء بالفتح لغة أنكرها الأصمعي، والمعروف بالكسر (¬2)، والمتروك كمضّنى كلام قديم قد تُرِك وكان أمضنى هو المستعمل، وجَفَأتُ القدر ولا تقل أجْفَأتها (¬3). الحادية عشرة: معرفة الرديء المذموم من اللغات وهو أقبحُ اللغات وأنزَلها درجة، ومن ذلك الكَشْكَشَةُ؛ وهي في ربيعة ومضر؛ يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شيناً كرَأَيْتُكش، وعليكش وبكش، والكسكسة يجعلون بعد الكاف أو مكانها في المذكر سينا على ما تقدّم، والعَنْعَنَة وهي في كثير من العرب في لغة قيس وتميم كعنك في إنك وعسلم في أسلم، وعُذُن في أذن. والفَحفَحة في لغة هذيل، وهي جعل الحاء عيناً، والوكم في لغة ربيعة، وهم قوم من كلب، يقولون: عليكم وبكم، حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة، والوهْم في لغة كلب، كمنهم وعنِهم، وان لم يكن قبل الهاء ياءٌ ولا كسرة. والعَجْعَجَة في لغة قضاعة؛ يجعلون الياء المشدّدة جيماً كتميمِجّ في تميمي، والاستنطاء في لغة سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس، والأنصار، بجعل العين الساكنة نوناً (33/) إذا جاورت الطاء كأنْطي في أعطى، والوتم في لغة اليمن، بجعل السِّين تاء كالنات في الناس، والشَّنشنة بجعل الكاف شيناً كلبّيْش اللهم لبَّيْش أي لبيك، ومن العرب من يجعل الكاف جيماً كالجعْبة يريد الكعبة (¬4). ¬

_ (¬1) ينظر: الصحاح: 2/ 2608، 1/ 219، المزهر: 1/ 212،213. (¬2) ينظر: ديوان الأدب: 2/ 411، 460، ينظر: الإبدال والمعاقبة والنظائر: للزجاجي: 100، ينظر: الصحاح: 3/ 1195، ينظر: المزهر: 1/ 214،215. (¬3) ينظر: الصحاح: 1/ 41، ينظر: المزهر: 1/ 218،219. (¬4) ينظر: غريب الحديث: 4/ 406،448، ينظر: مجالس ثعلب: 1/ 101، ينظر: فقه اللغة وأسرار العربية للثعالبي: 73، ينظر: درة الغواص: 151.

الثانية عشرة: معرفة المطرد والشاذ

الثانية عشرة: معرفة المطرد والشاذ أصل مواضع (ط ر د) في كلامهم التتابع والاستمرار؛ وأصل موضع (ش ذ ذ) التَّفَرُّق والتفرد، وهذا أصل هذين في اللغة ثم قيل ذلك من الكلام والأصوات، فجعل أهلُ عِلم العرب ما استمرّ في الكلام في الاعراب وغيره من مواضع الصّناعة مُطَّردا، وجعلوا ما فارق ما عليه بقِيّه بابه، وانفرد من ذلك الى غيره شاذّاً حَمْلاً لهذين الموضعين على أحكام غيرهما، وهما على أربعة أضرب: مُطَّرِد في القياس والاستعمال جميعاً؛ وهذا هو الغاية المطلوبة، نحو قام زيد، وضربت عمراً، ومررتُ بِسعدٍ، ومُطَّرِد في القياس، شاذُّ في الاستعمال؛ وذلك نحو الماضي من يَذَر ويّدَع، ومُطَّرد في الاستعمال، شاذ في القياس كاستْصَوبت الشيء ولا يقال استصبت، ومنه استَحْوذَ واغْيلت المرأة، واستَنْوق الجمل، والشاذ في القياس والاستعمال جميعاً، وهو كتتميم مفعولٍ مما عينه واو، أو ياء نحو ثوب مَصْوُون، ومسك مَدْوُوف، وفرس مَقْوُود، ورجل معْوود من مَرَضه، وكل ذلك شاذَ فيهما فلا يسوغ القياس عليه ولا ردُّ غيره اليه، وللشاذ في القياس المطرد في الاستعمال أمثلة ذكرها السيوطي في المزهر (¬1). الثالثة عشرة: معرفة الحوشي والغرائب والشواذ والنوادر وهذه الألفاظ متقاربة، وكلها خلاف الفصيح وحُوشيُّ الكلام وَحْشِيّه وغريبه؛ قال ابن رشيق: هومن الكلام ما نَفَر عنه السمع، وإذا كانت اللفظة خَشِنْة (¬2) مُسْتغربة لا يعلمها إلاّ العالم المبّرز، والاعرابي القحُّ، فتلك وّحْشية (¬3). والغرائب جمع غريبه، وهي بمعنى الحوشيّ، والشوارد جمع شاردة، وهي أيضاً بمعناها، وقد قابل بها صاحب القاموس الفصيح حيث قال مشتملاً على الفصيح والشوارد والنوادر جمع نادرة. وقد ألف الأقدمون كُتُباً في النوادر كنوادر أبي زيد، ونوادر ابن الأعرابي، ونوادر أبي عمرو الشيباني وغيرهم، وفي آخر الجمهرة أبواب معقودة (34/ ... ) للنوادر، وفي الغريب المصنف لأبي عبيد بابُ لنوادر الأسماء والأفعال، وألف الصغاني كتاباً لطيفاً في شوارد اللغة، ومن عبارات العلماء المستعملة في ذلك النادرة، وهي بمعنى الشوارد (¬4). ¬

_ (¬1) الخصائص: 1/ 96 - 97، ينظر: المزهر: 1/ 226،227. (¬2) في الأصل حسنة والصواب ما أثبتناه عن العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني: 2/ 265. (¬3) العمدة: 2/ 265،266، المزهر: 1/ 233،234. (¬4) ينظر: الفهرست: 88،55، المزهر: 1/ 234.

الرابعة عشرة: معرفة المستعمل والمهمل

من نوادر الأسماء البرْت: الرجل الذليل، والحرش: الأثر، والعَيْقَة: ساحل البحر، والصُّمَادح: الخالص من كل شيء؛ ومن نوادر الأفعال: مَتَعْتُ بالشيء أي ذهبت، وتَشَاولَ القوم: أي تناول بعضهم بعضاً عند القتال، وأكبّ لوجهه أي سقط وكَبّه الله، ولّبُبْتَ يا رجل أي صرت ذا لُبّ، وهو نادر لا نظير له في المضاعف، وطاف الخيال يطوف، ومن الشوارد الأجيار جمع جيران، ومن الغرائب الخَازباز السِّنَّور، والوَطْبُ وِعاء اللبن، وأبوال البغال: السراب، والجود: الجوع (¬1). الرابعة عشرة: معرفة المستعمل والمهمل والمهمل على ضربين: ضَرْبٌ لا يجوز ائتلاف حروفه في كلام العرب البّتة، وذلك كجيم تؤلَّف مع كاف، أو كاف تقدّم على جيم، وكعين مع غَيْن، أو حاء مع هاء أو غين، فهذا وما أشبهه لا يأتلفِ، والآخر: ما يجوز تألُّف حروفه؛ لكنَّ العرب لم تقل عليه، كعضخ، فهذا ما يجوز تألّفه وليس بالنَّافر، ألا تراهم قد قالوا خَضَعَ؟ لكن العرب لم تقل عضخ وأهل اللغة لم يذكروا المهمل في أقسام الكلام، وإنّما ذكروا في الأبنية المهملة التي لم تقل عليها العرب (¬2). قال ابن جني: أما إهمال ما أٌُهْمِل مما تحتمله قسمةُ التركيب في بعض الأصول المتصوّرة أو المستعملة، فأكثره متروك للاستثقال، وبقية ملحقةٌ به ومقَفَّاة على إثره، نحو سص وصص، وطت وتط لنُفُور الحسٍّ عنه، والمشقَّة على النفس لتكلّفه وكذلك قج، وجق، وكق، وقك، وكج، وجِك؛ وكذلك حروف الحَلق هي من الائتلاف أبْعَد؛ لتَقَارب مخارجها عن مُعظَم الحروف، أعني حروف الفم، وبسط ابن جني في بيان ذلك (¬3). الخامسة عشرة: معرفة المفاريد قال ابن جني: المسموع الفرد هل يقبل ويحتج به؟ له أحوال: أحدها: أن يكون فرداً، بمعنى إنه لا نظير له في الألفاظ المسموعة، مع إطباق العرب على النُّطق به، فهذا يُقْبَل ويحتِجُّ به، ويُقاس عليه إجماعاً كما قيس على قولهم شَنُوءة شَنَئىّ، مع أنه لم يُسْمع غيرُه؛ لأنه لم يُسْمع ما يخالفه وأطبقوا على النُّطق به. ¬

_ (¬1) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 288، 289، 362، 3/ 722، ينظر: مجمل اللغة لابن فارس: 1/ 202، ينظر: العباب الزاخر واللباب الفاخر للصغاني مادة طاف (حرف الفاء): 404، ينظر: المزهر: ... 1/ 136 - 139. (¬2) الصاحبي في فقه اللغة: 82، المزهر: 1/ 240. (¬3) ينظر: سر صناعة الاعراب: 1/ 24، المزهر: 1/ 240،241.

السادسة عشرة: معرفة مختلف اللغة

الثاني: أن يكون فرداً، بمعنى أن المتكلم به من العرب واحد، ويخالف ما عليه الجمهور، فينظر في حال هذا المنفرد به؛ فإن كان (35/) فصيحاً في جميع ما عدا ذلك القدرْ الذي انفرد به، وكان ما أورده مما يقبلُه القياس، إلا أنه لم يُرِد به استعمالُ الا من جهة ذلك الإنسان، فإنّ الأولى في ذلك أن يحسن الظن به، ولا يحمل على فساده (¬1). الثالث: أن ينفرد به المتكلِّم ولا يُسْمع من غيره، إلا ما يوافقه ولا ما يخالفه، والقول فيه أنه يجب قبولُه إذا ثبتت فصاحتُه؛ كالسِّب في لغة هذيل: الحَبْل (¬2)، والرُّحُم: الرَّحْمَة، وابن أجْلَى في معنى ابن جَلاَ، والحوْصَلاء بمعنى: الحَوْصلة والكَتْر بمعنى السَّنام، والشَّمَل بالتحريك في الشَّمْل بالتسكين، والكَرِاض بمعنى حَلَقُ الرَّحِم (¬3). السادسة عشرة: معرفة مختلف اللغة وهي من وجود أحدها: الاختلافُ في الحركات نحو نَستْعين (بفتح النون وكسرها) الأول: لغة قريش، والثاني لغة أسد وغيرهم (¬4)، والإختلاف في الحركة والسكون نحو مَعْكُم ومَعَكم، وفي إبدال الحروف: أولئك وأُولالِك، وإنّ زيدا ًوعَنّ زَيداً. وفي التقديم والتأخير نحو: صاعِقَة وَصَاقِعَةٌ، وفي الحذف والإثبات نحو: اسْتَحْيَيْت واستَحيْتُ، وصدَدْتُ وأصْدَدْتُ وفي الحَرْف الصَّحيح يُبْدَلُ حَرْفاً مُعْتلاً نحو أمَّا زيْدٌ وأَيْما زَيْدَ. وفي الإمَالَة والتفخيم مثل قَضِى ورمِى؛ وفي التذكير والتأنيث نحو: هذه البَقر، وهذه النخل (¬5)، وفي الإدغام نحو: مُهْتَدون ومُهَدُّون، وفي الاعراب نحو: ما زيدٌ قائم وقائماً، وأنَ هذين وهذان وفي صورة الجمع نحو أسْرى وأُسارى، وفي الوقف على هاء التأنيث نحو: هذه أمّهْ وهذه أمَّتْ (¬6). قال ابن جني: اللغاتُ على اختلافها كلّها حجة؛ الا ترى أن لغةَ الحجاز في إعمال (ما) ولغة تميم في تَركِه كلُّ منها يَقْبلُه القياس؛ فليس لك أن تردّ احدى اللغتين بصاحبتها؛ ¬

_ (¬1) ينظر: الخصائص: 1/ 115، المزهر: 1/ 248. (¬2) ينظر: لسان العرب: 2/ 79 مادة (سبب). (¬3) ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 1000، 1044، 1178، ينظر: الصحاح: 2/ 751، 5/ 1739، ينظر كتاب الآمالي: 2/ 253، ينظر: المزهر: 1/ 248،250 - 253. (¬4) في الصاحبي في فقه اللغة مفتوحة في لغة قَيْس وأسد وغيرهم يقولونها بكسر النون:48. (¬5) وهذا البقر وهذا النخل الوجه الاخر لم يذكره. (¬6) الصاخبي في فقه اللغة: 20،48 - 50، ينظر: المزهر: 1/ 255 - 257.

السابعة عشرة: معرفة تداخل اللغات

لأنها ليست أحقَّ بذلك من الأخرى، لكن غايةُ مَالَك في ذلك أن تتخيَّر احداهما.، فتقوِّيها على أختها، وتعتقد أن أقوى القياسين أقبلُ لها وأشدُّ أَنسْاً بها، فأما ردّ اِحداهما بالاخرى فلا، ألا ترى الى قوله (صللم): " نزل القرآن بسبع لغاتٍ كلُّها شافٍ كافٍ " (¬1)، هذا إذا كانت اللغتان في القياس سواء، أو متقاربتين، فإن قلّت إِحداهما جدَّاً، وكثرت الأخرى جدا أخذتَ بأوسعهما رواية وأقواهما قياساً، ومع ذلك لو استعمله إنسان لم يكن مُخْطِئاً لكلام العرب فان الناطق على قياس لغة من لغات العرب مصيب غير مخطئ لكنه مخطئ لأجود اللغتين فإن احتاج لذلك في شعر أو سجع فإنه غير ملوم (36/ ... ) ولا منكر عليه ... انتهى قال ابو حيان (¬2): كلّ ما كان لغة لقبيلة قِيسَ عليه (¬3). السابعة عشرة: معرفة تداخل اللغات اذا اجتمع في الكلام الفصيح لغتان فصاعداً كقوله: وأشْرَبُ الماء ما بي نَحْوهُ عطشٌ ... إلاّ لأن عُيونَهْ سال واديها (¬4) فقال: نحوه بالإشباع، وعيونه بالإسكان، جاز للحاجة إليه في أوزان أشعار العرب وسَعة تصّرف أقوالها، وهذا إذا كانت اللفظتان في كلامه متساويتين في الاستعمال كثرتهما واحدةٌ، ويجوز أن تكون [لغته] (¬5) في الأصل إحداهما ثم إنه استفاد الأخرى من قبيلةٍ أخرى، وطال بها عهدُه، وكثر استعماله لها، فلحقت - لطول المدّة واتساع الاستعمال - بلغته الأولى؛ وإذا كانت إحدى اللفظتين أكثر في كلامه من الأخرى، فالكثيرة هي الأولى الأصلية. قال الفراء وغيرُه من أهل العربية: فَعِل يفعُل لا يجيء في الكلام إلاّ في هذين الحرفين: مِتّ تَمُوت في المعتل، ودمِتَ تَدُوم، وفي السالم فَضِل يَفْضُل، أخذوا من لغة من قال يفضَل، وأخذوا يموت من لغة من قال يفضُل، ولا ينكر أن يؤخذ بعض اللغات من بعض (¬6). ¬

_ (¬1) غريب الحديث: 3/ 159، جامع البيان في تفسير القرآن للطبري: 1/ 15. (¬2) أبو حيان الأندلسي: محمد بن يوسف بن علي الامام (أثير الدين)، نحويّ، لغوي، مفسّر، محدث، مقرئ، مؤرخ وأديب له التذييل والتكميل في شرح التسهيل ت سنة 745هـ، بغية الوعاة: 1/ 280 - 285 (¬3) ينظر: الخصائص: 1/ 10 - 12، المزهر: 1/ 258. (¬4) في الخصائص: 1/ 371، رواه قطرب، المزهر: 1/ 262. (¬5) زيادة يقتضيها السياق من المصدرين نفسيهما: 1/ 371، 372 و: 1/ 262. (¬6) ينظر المصدران نفسهما: 1/ 371 - 378 و: 1/ 262 - 265.

الثامنة عشرة: معرفة توافق اللغات

الثامنة عشرة: معرفة توافق اللغات قال الجمهور: ليس في كتاب الله سبحانه - شيء بغير لغةِ العرب؛ كقوله تعالى: {إنّا جَعَلْنَاهُ قُرآناً عَرَبيّاً} (¬1) وقوله: {بِلِسانٍ عَرَبيٍّ مُبين} (¬2) وادَّعى ناسٌ إن في القرآن ما ليس بلغةِ العرب، حتى ذَكَروا لُغَة الرّوم، والقبط، والنَّبط. قال أبو عبيدة: وَمن زعم ذلك فقد أكْبَرَ القول، بل قد يوافق اللفظُ اللفظَ ويقاربه ومعناهما واحدٌ وأحدهما بالعربية، والآخر بالفارسية أو غيرها، فمن ذلك " الإسْتَبْرق " (¬3): وهو الغليظُ من الدِّيباج، وهو اسْتَبْرهَ بالفارسية أو غيرها، وأهل مكّة يسمُّون المِسْح الذّي يَجْعَل فيه أصحاب الطّعام البُرّ: البَلاس، وهو بالفارسية بلاس، فأمالوها وأعربوها، فقاربت الفارسية العربية في اللفظ [والمعنى] (¬4) ثم ذكروا الألفاظ كالبالغاء (¬5). والدَّسْت والدَّشْت، والخِيم، والسَّخْت، وقال: كلُّه من لغات العرب وإن وافَقه في لفظه ومعناه شيء من غير لغاتهم، قال ابن فارس هذا كما قاله أبو عبيدة (¬6)، قال الرازي وأتباعه: ما وقع في القرآن من نحو " المِشْكاة " (¬7)، و " القِسْطاس " (¬8)، و " الإسْتَبرق "، و " السجِّيل " (¬9)، لا نُسَلِّم إنها غير عربية، بل غايتُه إن وَضّع العرب فيها وافق لغةً أخرى كالصابون و" التنّور " (¬10) فإن اللغات فيها متفقة، والفرق بين هذا النوع وبين (37/ ... ) المعرب أن المعرب له اسم في لغة العرب والأعجمي الذي استعملوه بخلاف هذا (¬11). التاسعة عشرة: معرفة المعرب ¬

_ (¬1) الزخرف / 3 (¬2) الشعراء / 195. (¬3) الكهف / 31، الدخان / 53، الدهر: 21. (¬4) زيادة يقتضيها السياق عن الصاحبي في فقه اللغة: 59. (¬5) الأصل الباقلاء والصواب ما اثبتناه عن المصدر نفسه: 59،60. (¬6) الصاحبي في فقه اللغة: 59،60، المعرب: 5،15،36، المزهر: 1/ 266. (¬7) النور / 35. (¬8) الاسراء / 35، الشعراء / 182. (¬9) هود / 82، الحجر / 74، الفيل / 4. (¬10) هود / 40، المؤمنون / 27. (¬11) المزهر: 1/ 266،267.

هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها، قال الجوهري: تعريب الإسم الأعجمي أن تتفوَّه به العرب على مِنْهاجها، تقول: عَرَّبَتْه العرب وأعْرَبته أيضاً. قال أبو عبيد: أما لغاتُ العَجَم في القرآن فإنَّ الناسَ اختلفوا فيها؛ فرُوي أنهم قالوا في أحْرُف كثيرة إنّها بلغات العَجَم، منها قوله: "طه" (¬1)، و" اليمّ " (¬2)، و " الطور " (¬3)، و" الرَّبانيُّون " (¬4)، فيقال: إنها بالسُّريانيّة، و " الصِّراط " (¬5)، "القِسْطاس " والفردوس (¬6)، يقال إنها بالرُّومية و" مشْكاة "، و " كِفْلَيْن " (¬7)، يقال: إنهما بالحبشيّة و {هَيْتَ لك} (¬8)، يقال: إنّها بالحورانية، فهذا قولُ أهل العلم من الفقهاء، وزَعَم أهْلُ العربيّة أنَّ القرآن ليس فيه من كلام العجم شيءٌ، لقوله تعالى {قُرآناً عرَبياً} (¬9) {بِلسَان عَرَبيّ مبين} (¬10). قال أبو عبيد: والصواب عندي مذهبٌ فيه تَصْديقُ القولين جميعاً، وذلك أنَّ هذه الحروف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء، إلا أنّها سقطت الى العرب فأعْرَبتها بألسنتها، وحوَّلتْها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربيةً، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فَمنْ قال: إنّها عربية فهو صادق، ومَنْ قال: عجميّة فهو صادق ... انتهى. وذكر الجواليقي مثله وقال: فهي عجمية باعتبار الأصل، عربيةٌ باعتبار الحال ويطلق على المعَّرب دخيل؛ وكثيراً ما يقعُ ذلك في كتاب العَيْن والجمهرة وغيرهما (¬11). ¬

_ (¬1) طه / 1. (¬2) الأعراف / 136، طه / 39، 78، 97، القصص / 7،40. (¬3) البقرة / 63،193، النساء / 154، مريم / 52، طه / 80. (¬4) المائدة / 44،63، آل عمران / 79. (¬5) الفاتحة / 6،7، البقرة / 142،213، آل عمران / 101، ومواضع أخرى كثيرة. (¬6) الكهف / 107، المؤمنون / 11. (¬7) الحديد / 28. (¬8) يوسف / 23. (¬9) الزخرف / 3. (¬10) الشعراء / 195. (¬11) ينظر: الخصائص: 1/ 357، الصاحبي في فقه اللغة:60،61، ينظر: الصحاح: 1/ 179، ينظر: المعرب: 5، ينظر: البحر المحيط: 2/ 172 - 174، المزهر: 1/ 268،269، ينظر: الاتقان: 1/ 288.

العشرون: معرفة الألفاظ الإسلامية

وقال الإمام العلامة الرباني القاضي محمد بن علي الشوكاني (رح) في إرشاد الفحول: في بحث المعرب هل هو موجود في القرآن أم لا؟ والمراد به ما كان موضوعاً لمعنى عند غير العرب ثم استعملته العرب في ذلك المعنى، كاسماعيل وإبراهيم وإسحاق ويعقوب، ونحوها، ومثل هذا لا ينبغي أن يقع فيه خلاف والعجب ممن نفاه، وقد حكى ابن الحاجب، وشراح كتابه: النفي، لوجوده عن الأكثرين ولم يتمسكوا بشيء سوى تجويز أن يكون ما وجد في القرآن من العرب مما اتفق فيه اللغتان: العربية والعجمية، وما أبعد هذا التجويز، ولو كان يقوم بمثله الحجة في مواطن الخلاف، لقال من شاء ما شاء لمجرد التجويز، وتطرق المبطلون الى دفع الأدلة الصحيحة بمجرد الاحتمالات البعيدة واللازم باطل بالاجماع فالملزوم مثله. وقد أجمع أهل (38/ ... ) العربية على أن العجمة علة من العلل المانعة للصرف في كثير من الأسماء الموجودة في القرآن، فلو كان لذلك التجويز البعيد تأثير لما وقع منهم هذا الاجماع، وقد استدل للنافين بأنه لو وجد فيه ما ليس بعربي لزم أن لا يكون كله عربياً، وقد قدمنا الجواب عن هذا. وبالجملة فلم يأت الأكثرون بشيء يصلح للإستدلال به في محل النزاع وفي القرآن من اللغات الرومية، والهندية، والفارسية، والسريانية ما لا يجحده جاحد، ولا يخالف فيه مخالف، حتى قال بعض السلف: إن في القرآن من كل لغة من اللغات، ومن أراد الوقوف على الحقيقة فليبحث كتب التفسير في مثل المشكاة والاستبرق والسجيل، والقسطاس، و"الياقوت" (¬1)، و " أباريق " (¬2)، والتنور انتهى كلامه (رحم) (¬3). وهذا هو الصواب الذي لا يخالطه خطأ ولا ينافي ورود العجمة في القرآن كونه عربياً لأن أكثر القرآن عربي، وللأكثر حكم الكل لدى العقل والنقل فليعلم، وقد بسط في المزهر في بيان العجمة ووجوهها وطرق الابدال والقلب، لا نطول الكلام بذكرها وعقد فصلاً في المعرب الذي له اسم في لغة العرب، وفي ألفاظ شك في إنها عربية، أو معربة وحكم الاشتقاق من المعرب (¬4). العشرون: معرفة الألفاظ الإسلامية ¬

_ (¬1) الرحمن / 58. (¬2) الواقعة / 18. (¬3) إرشاد الفحول: 32. (¬4) ينظر: المزهر: 1/ 270 - 294.

كانت العرب في جاهليّتها على إرْثٍ من إرْث آبائهم، في لغاتهم وآدابهم ونَسَائِكِهم وقرابينهم، فلما جاء الإسلام حالت أحوالٌ، ونُسِخَتْ ديانات، وأبْطلت أمورٌ، ونُقِلَت من اللغة ألفاظٌ عن مواضع الى مواضع أُخر بزياداتٍ زِيدَتْ، وشرائع شُرِعت، وشرائط شُرِطت، فعَفَّى الآخر الأول فكان مما جاء في الاسلام ذكرُ المؤمن، والمُسْلم، والكافر، والمنافق. وأنّ العربَ إنما عرفتْ المُؤمَن من الأمان والإيمان، هو التّصديق، ثم زادت الشريعةُ شرائطُ وأوصافاً، بها سُّمِّي المؤْمن بالإطلاق مُؤْمنا، وكذلك الإسْلام والمُسْلم إنَما عَرَفَتْ منه إسْلامَ الشّيء، ثم جاء في الشّرْع من أوصافه ما جاء، وكذلك كانت لا تَعْرف من الكُفْر الا الغِطاء والسَّتْر، فأما المنافقُ فاسم جاء به الاسلام لقوم أبْطنَوا غير ما أظهِروه، وكان الأصل من نَافِقَاء اليَربْوع، ولم يعرفوا في الفِسْق إلاّ قولهم: فَسَقَتِ الرُّطَبْة اذا خرجت من قِشْرها، وجاء الشرع بأن الفِسْق الإفحاش في الخروج عَنْ طاعة الله. ومما جاء في الشَّرْع: الصلاة: (39/) والصوم، والحج، والزكاة، فإن أصلها في لغتهم الدعاء، والامساك، والقصد، والنمو، وزاد الشَّرْعُ فيها ما زاد، وعلى هذا سائر أبواب الفقه؛ فالوَجْه في هذا إذا سُئل الانسانُ عنه أن يقول فيه اسمان: لُغوي، وشَرْعي، ويذكر ما كانت العرب تعرفهُ، ثم ما جاء الاسلام به، وكذلك سائر العلوم كالنَّحْو، والعروض، والشعر، كلُّ ذلك له اسمان: لُغوي وصناعيّ قاله ابن فارس. وقد كانت حدثت في صدر الاسلام أسماء، وذلك قولهم لمن أدرك الاسلام من أهل الجاهلية مُخَضْرم، ومن الأسماء التي كانت فزالت بزوال معانيها قولهم المِرْباع (¬1)، والنَّشِيطة (¬2)، والفضول (¬3)، وزال اسم الصفّي (¬4) لما توفي (صللم) ومما تُرك أيضاً: الاتاوة، والمَكسْ، والحُلوان، وقولُهم: أنْعِمْ صَباحاً، وأنعِمْ ظلاماً، وأبَيْتَ اللعن، وقول المملوك لمالكه: رَبِّي، وتسمية من لم يحجّ صَرورَة، وللابل التي تُساق في الصَّداق: النَّوافج، وممّا كُرِه في الاسلام من الألفاظ قول القائل: خَبُثَتْ نفسي، واستَأثَر الله بفلان، وحِجْراً مَحْجُوراً (¬5). والصحيح في الأسماء أن رسول الله (صللم) نَقْلها من اللغة الى الشرع، ولا تخرج بهذا النقل عن أحد قسمي كلام العرب، وهو المجازُ، وكذلك كل ما استَحدثه أهل العلوم والصناعات من الأسامي؛ كأهل العَرُوض، والنحو، والصرف، والفقه وتَسْمِيتهم النقض والمنع، والكَسر، والقلْب وغير ذلك، والرفع، والنصب، والخفض، والمديد، والطويل، ¬

_ (¬1) المِرّباع: رُبْعُ الغنيمة وهو ما يأخذه الرئيس، لسان العرب مادة (ربع) 1/ 1109. (¬2) النَشيطة ما أنَشَطَه الرئيس قبل قَسْم الغنيمة، نظام الغريب: 237، لسان العرب مادة (ربع): 1/ 1109. (¬3) الفضول: ما عُجزَ أن يقسم لقلته وخصَّ به، لسان العرب مادة (ربع): 1/ 1109. (¬4) الصفي: ما يَصطفِيه الرئيس، لسان العرب مادة (ربع): 1/ 1109. (¬5) الصاحبي في فقه اللغة: 78 - 81، 90 - 93، المزهر: 1/ 294 - 298.

الحادية والعشرون: معرفة المولد

وصاحب الشرع إذا أتى بهذه الغرائب التي اشتملت الشريعة عليها من علوم حار الأوّلون والآخرون في معرفتها مما لم يخْطر ببال العرب، فلابدَّ من أسامي تدل على تلك المعاني، وصَحَّح القول بالنقل الشيخ أبو اسحاق الشيرازي والِكْيا. وقال الرازي وأتباعه: وقع النقلُ من الشارع في الأسماء دون الأفعال والحروف، فلم يوجد النّقل فيهما بطريق الأصالة بالإسْتِقْراء، بل بطريق التَّبعيَّة فإن الصلاة تستلزِمُ صَلّى، ولم يوجد النقلُ في الأسماء المترادفة، لأنها على خلاف الأصْل فتَتقدَّر، بقدر الحاجة، وقال الصفي الهندي (¬1): بل وجُد فيها في الفَرْض والواجب والتزويج والانكاح (¬2). الحادية والعشرون: معرفة المولد وهو ما أحدثه المولدون الذين لا يُحْتجّ بألفاظهم، والفرق بينه وبين المصنوع، أنّ المصنوع يورده صاحبه على أنه عربي فصيح، وهذا بخلافه. وقال الزبيدي: المولد من الكلام المحدث، وقال الفارابي: هذه عربية وهذه مولَّدة، كالحُسْبان الذي ترمى به السهام (40/ ... ) الصِّغار، والنِّحْريرُ وأيام العَجوز والقاقُزَّة، وهي إناء الشراب، والقحبة والطنز والبرجاس، وهذا مجانس لهذا والمُجانسة والتجنيس، والمَهْبوت، وأخُّ، والكابوسْ، والماش، والعَفْصُ، والفطرة: موضع صدقة الفطر، وأجمع أهل اللغة على أن التَّشْويش لا أصل له في العربية وأنه مولّد، وخطئ الليث فيه، والطُّفَيْلي لغة مُحْدَثة لا توجد في العتيق من كلام العرب، كان رجل بالكوفة يقال له طُفيل يَأتي الولائم من غير أن يُدْعَى إليها فَنُسِب إليه، والزَبُون للغبي مولدة ليست من كلام أهل البادية (¬3). قال الزبيدي: بَسْ بمعنى حسب غير عربية وفي القاموس: الكُسُّ لَلحْر لَيْسَ هو من كلامهم إنما هو مُوَلَّد، وقيل إنه عربي ورجحه أبو حيان، وقيل معربٌ وهو رأي الجمهور (¬4). قال ابن خالويه: العامِّة تقول: النُّقْل بالضم للذّي يُتَنَقَلُ به على الشراب وإنما هو النَّقْل بالفتح (¬5). ¬

_ (¬1) الصفي الهندي: الشيخ صفي الدين الهندي الأموي المتكلم على مذهب الآشعري وهو أعلم الناس بمذهبه له النهاية في أصول الفقه والفائق فيه ت سنة 715هـ، أبجد العلوم: 1/ 120،121. (¬2) المزهر:: 1/ 298،299. (¬3) ينظر: فصيح ثعلب: 92، جمهرة اللغة: 1/ 277،257،2/ 1206، ديوان الأدب: 2/ 16، ينظر: الصحاح: 1/ 198، 3/ 883، 915، 1020، 1045، 2/ 908، 5/ 1752، ينظر: المعرب:273،328، ينظر: المزهر: 1/ 304 - 308. (¬4) ينظر: القاموس: 2/ 198،344، ينظر: المزهر: 1/ 309،310. (¬5) ينظر: الصحاح: 5/ 1834، المزهر: 1/ 320، لم أجده في كتاب ليس في كلام العرب لابن خالويه الجزء المطبوع منه.

الثانية والعشرون: معرفة خصائص اللغة

وقال الموفق البغدادي: اللَّحن يتولد في النواحي، والأمم بحسب العادات والسيرة، ومنه قول المتكلمين: المحْسوسات، والصواب: المحسّات من أحسَسْت الشيء أدركته، وقولهم: ذاتّيَّ والصفات الذاتّية مخالف للأوضاع العربية، لأن النسبة الى ذات ذَوَوِيّ (¬1)، وفي هذا النوع وما يقاربه، ألفّنا كتاب (لف القماط لتصحيح بعض ما استعملته العامة من الأغلاط). الثانية والعشرون: معرفة خصائص اللغة قال ابن فارس: لغة العرب أفضلُ اللغات وأوسعُها، قال تعالى: {بِلسَان عَرَبيّ مبين} (¬2). فوصفه بأبلغ ما يُوصفُ به الكلام، وهو البيان، وقال تعالى: {خَلَقَ الإنْسانَ عَلَمَهُ البَيَان} (¬3) فقدّم - سبحانه - ذِكْرَ البيان على جميع ما تَوَحَّد بخلْقِهِ، وتفَّرد بإنشائه؛ من الخلائق المُحْكَمَة والنَّشايا المُتْقنَة، فلما خصَّ - سبحانه - اللّسانَ العربي بالبيان عُلِم أنَّ سائرِ اللّغات قاصرةٌ عنه وواقِعَة دونه، وأين لسائر اللغات من السّعة ما للغة العرب؟ هذا ما لا خفاء به على ذي نُهْية. وقال بعض أهل العلم حين ذَكَر ما للعرب من الاستعارة، والتمثيل، والقلب، والتقديم والتأخير وغيرها من سنن العرب في القرآن، وكذلك لا يَقْدر أحد من التَّراجم على أنْ ينقله الى شيء من الألسنة، كما نُقِل الإنجيل عن السّريانية الى الحبشية والرومية، وتُرْجمت التُوراة والزَّبور، وسائر كتب الله عز وجل بالعربية، لأن غير العرب لم تَتَّسع في المجاز إتِّساع العرب وقد تأتي الشعراءُ بالكلام الذي لو أراد مُريد نَقْلَه لاعْتاضَ، وما أمكن الا بمَبْسوط من القول، وكثير من اللَّفظ، ولو أراد (41/ ... ) مُعبِّرٌ بالأعجمية أن يُعَبّر عن الغنيمة والاخْفاق، واليَقين، والشّكّ، والظَّاهر، والباطن، والحَقّ، والباطل، والمُبين، والمُشْكل، والاعتزاز، والاسْتِسلام، لَعَّي به والله تعالى أعلم حيث يجعل الفضل ... انتهى (¬4). ¬

_ (¬1) ذيل فصيح ثعلب موفق الدين عبد اللطيف البغدادي:2، 5، 24، ينظر: المزهر: 1/ 320،321. (¬2) الشعراء / 195. (¬3) الرحمن / 4. (¬4) الصاحبي في فقه اللغة: 40 - 43، المزهر: 1/ 321 - 324.

قلت فضل اللسان العربي على لغات العجم، كلها مُسَلم، وأما عدم القدرة على نقله إلى شيء من الألسنة على أي وجه كان، ففيه نظر واضح، فقد ترجم جمع من أهل العلم واللسان القرآن الكريم بالفارسية، والهندية، والتركية (¬1) بل الانجريزية (¬2) وغيرها من الألسنة وهي تؤدي معناه وتبين فحواه بلا شك، وإن لم تكن من استقصاء المعاني كلها ومراتب الفصاحة أو البلاغة جلها بمكان العربية. ولسان الهنادكة في كتبهم القديمة التي يقال لها سنسكرت أوسع من جميع الألسنة لأن فيها صيغ المذكر، والمؤنث، والخنثى على حدة بخلاف العربية، فإنها ليست فيها صيغة للخنثى كما ليست في الفارسية صيغة للمؤنث نعم لسان العرب أفضل اللغات وأشرفها، وأجود الألسنة وأكملها بوجوه وخصائص توجد فيه، ولا توجد في غيره، وبعده لسان الفرس، وبعده لسان الهند المحدث من عساكر سلاطين الهند، وكان حدوثه عند مخالطة الفرس وغيرهم مع أهل الهند وغيرهم، وقد اشتمل على لغات الألسنة كلها، ووقع من القبول والشهرة بمكان عظيم، وهو سهل التناول والاستعمال لذيذ التكلم عذب الانتحال ليس بثقيل مثل لسان الأهاند، والنصارى (¬3) ولا بخفيف ومهانٍ مثل لسان أهل البادية الجفاة، وفيه الشعر والنظم وكل الشيء من العلوم والفنون. نعم طالع العرب رفيع حيث بعث خاتم الأنبياء (صللم) منهم، وهذا فضل عظيم وشرف جسيم لا يساويه شيء من المفاخر العليا، والمآثر الحسنى. واختصت العرب بأشياء منها قَلْبُهم الحروف عن جهاتها، ليكون الثاني أخَفَّ من الأول، نحو قولهم: ميعاد، ولم يقولوا مِوْعاد، ومنها تركُهم الجَمْع بين الساكِنيْن، وقد يجتمع في لغة العَجَم ثلاث سواكن، ومنه قولهم: يا حَار مَيْلاً الى التَّخْفيف، ومنها اختلاسهم الحركات في مثل: فاليوم أشْرَبْ غير مُسْتَحْقِب (¬4) ومنه الإدغام وتخفيف الكلمة بالحذف نحو: لم يكُ، ولم أُبَلْ، ومنها اضْمارهم الأفعال ومما لا يمكنُ نَقْلهُ البَتّة أوصاف السَّيْف والأسد، والرُّمح، وغير ذلك من الأسماء ¬

_ (¬1) التركية سقط من ق. (¬2) في ق اللغات الافرنجية. (¬3) في ق الافرنج. (¬4) الكتاب: 2/ 297، الخصائص: 1/ 74، شرح ديوان امرئ القيس لابي جعفر النحاس: 850، في لسان العرب مادة (حقب) فاليوم أسْقى: 1/ 679، عجزه: إثماً من الله ولا واغل.

المترادفة (42/ ... ) ومَعْلوم أنّ العجم لا تعرف للأسد اسماً غير واحد، فأمّا نحن فُنَخرج له خمسين ومائة اسم (¬1). وقال ابن خالويه: جمعت للأسد خمسمائة اسم، وللحية مأتين، وقد جمعَ حَمَزة الأصبهاني من أسماء الدواهي ما يزيد على أرْبَعمائة، وذَكَر أن تكاثُر أسماء الدَّواهي من الدَّواهي، ومن العجائب أن أمّة وَسَمتْ معنىً واحداً بِمئَين من الألفاظ (¬2). قال ابن فارس: فأين لسائر الأمم ما للْعرب؟ ومن ذا يُمكنُه أنْ يُعَبِّر عن قولهم: ذات الزُّمَيْن وكثْرَة ذاتِ اليد، ويَدَ الدَّهْر، وتَخَاوَصَت النُّجوم، ومَجَّت الشَّمْسُ ريَقَها، وذَرّ الفَيْء، ومَفاصلُ القَوْل، وأتى الأمر من فَصِّه، وهو رَحْبُ العَطَن، وغَمْرُ الرِّداء، وهو جُذَيْلُها المُحَكك، وعُذَيْقُها المُرَجَّب، وما أشْبه هذا من بارع كلامهم، ومن الايماء اللّطيف، والإشارة الدّالّة، وما في كتاب الله تعالى من الخطاب العالي أكثر وأكثر، كقوله: {وَلَكُمْ في القِصاصِ حَياة} (¬3)، {يَحْسَبُون كُلَّ صَيْحَة عَلَيْهم} (¬4)، {وَأُخْرى لَمْ تَقْدِروا عَلَيْها قَدْ أحاطَ اللهُ بها} (¬5)، {إنْ يَتَّبعُون إلاّ الظَّنَّ وإنَّ الظَّنَّ لا يُغني من الحَقّ شَيْئاً} (¬6)، {إنَما بَغْيُكُم على أَنْفُسِكُم} (¬7)، {ولا يُحيقُ المَكرُ السّيئ إلاّ بأَهْلِهِ} (¬8) وهو أكثر من أن نأتي عليه، وللعرب بعد ذلك كلَم تلوح في أثناء كلامهم كالمصابيح في الدُّجى، كقولهم هذا أمر قاتم الأعماق، أسود النَّواحي وله قَدَم صِدقٍ، وذا أمر أنت أردتَه ودَبَّرتَه، وتقاذَفَتْ بنا النوى واشْتَفَّ (¬9) الشراب، وأقبلت مَقاصِرُ الظّلام الى غير ذلك، وهذه كلمات من قُدْحةٍ واحدة، فكَيْف إذا جال الطّرْف في سائر الحروف مجاله؟ ولو تقصَّينا ذلك لجاوزنا الغَرَض، ولما حوته أجلادٌ. واختصت العرب من العلوم الجليلة التي اختصت بها الإعرابُ الذي هو الفارقُ بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يُعرَف الخَبر الذي هو أصل الكلام، ولولاه ما مُيِّزَ فاعل من ¬

_ (¬1) الصاحبي في فقه اللغة: 43، المزهر: 1/ 324،325. (¬2) ينظر: فقه اللغة للثعالبي: 200، نزهة الألباء في طبقات الأدباء: لأبي البركات الأنباري: 312، ينظر: المزهر: 1/ 325. (¬3) البقرة / 179. (¬4) المنافقون / 4. (¬5) الفتح / 21. (¬6) النجم / 28. (¬7) يونس / 23. (¬8) فاطر / 43. (¬9) في الأصل استف والصواب ما أثبتناه، لسان العرب مادة (شفف): 2/ 335.

مَفْعول، ولا مُضاف من منعوت، ولا تعّجب من استفهام ولا صَدْر من مَصْدر، ولا نَعت من تأكيد. وزعم قوم أن الفلاسفة قد كان لهم إعراب ومؤلَّفات نَحْو، وهو كلام لا يَعَّرج على مثله وإنّما تشبَّه القوم آنفاً بأهل الإسلام، فأخذوا من كتب علمائنا وغيَّروا بعض ألفاظها، ونسبُوا ذلك الى قوم ذوي أسماءَ مُنكرة، بتراجم بَشِعَة، لا يكاد لسانُ ذي دينٍ ينطق بها وادَّعَو مع ذلك أن للقوم شعراً، وقد قرأناه فوجدناه قليل المآثر والحلاوة، غير مستقيم الوزن (¬1). ثم للعرب العَروض التي هي ميزانُ الشِّعْرِ، وبها يُعْرف صحيحه (43/ ... ) من سقيمه ولهم حِفْظ الأنساب، وما يُعْلَمُ أحدٌ من الأمم عُنَي بحفظ النَّسب عناية العرب، ثم انفردت بالهَمْز في عَرْض الكلام مثل قرأ، ولا يكون في شيء من اللغات إلا إبتداء واختصت لغتهم بالحاء والظاء، وزعم قومٌ: أن الضاد مقصورة على العرب دون سائر الأمم وانفردت بالألف واللام للتَّعريف كقولنا: الرّجل والفرس؛ وليستا في شيء من لغات الأمم غير العرب، ولهم التَّصريف، والإعراب، وفي الإعراب تُميَّزُ المعاني، ويُوقَف على أغراض المتكلمّين وذلك إنّ ما أحسن زيدٌ غير مُعْربٍ، لا يُوقف على مراده فإذا قال: ما أحسن زيداُ، بانَ بالإعراب المعنى الذي أرآده، وللعَرَب في ذلك ما ليس لغيرهم، فهم يُفَرّقُون بالحركات وغيرها بالمعاني، يقولون: مِفْتَح للآلةِ ومَفْتَح لموضعِ الفَتْح، وامرأة طاهرٌ من الحَيْض، وطاهرة من العيوب، لأن الرجل لا يشركها في الحيض، ويشركها في الطهارة، الى غير ذلك من الأمثلة ومَنْ فاته علم التصريف فاتَه المُعْظم لإنا نقول: وَجد، وهي كلمة مُبْهَمَة فإذا صَرفت أفصحتَ، فقلت في المال: وُجْدا، وفي الضّالة: وجدانا، وفي الغضب: مَوْجِدَةً، وفي الحُزْن: وَجْدا، ويقال: القاسط للجائر، والمُقْسِط للعادل، فتحَّول المعنى بالتصريف من الجَوْر الى العَدْل، وأمثلة ذلك كثيرة لا تكاد تنحصر، ولهم باب النظم لا يقوله غيرهم، كعادَ فلانٌ شيخاً، وهو لم يكن شيخاً قط، وعادَ الماء آجناً، وهو لم يكن آجناً فيعود (¬2). ومن سننهم مخالفة ظاهر اللفظ معناه كقوله عند المدح: قاتله الله ما أشْعره، والاستعارة كانْشقَّتْ عَصَاهم إذا تفرَّقوا، وكشَفَتْ عن ساقها الحربُ، وللبليد حمار. ¬

_ (¬1) الصاحبي في فقه اللغة:43،47،77، ينظر: فقه اللغة الثعالبي: 200، المزهر: 1/ 325 - 328. (¬2) الصاحبي في فقه اللغة: 78،100،190،191،266، ينظر: المزهر 1/ 328 - 330.

والحذف والاختصار: كوالله أفعلُ ذلك، أي لا أفعل، وأتانا عِنْد مَغيبِ الشمس، والزيادة نحو: {ليس كَمثله شَيءٌ} (¬1) و {شَهِدَ شَاهِد من بَني إسرائيل عَلَى مِثْلِه} (¬2) أي عليه، وتكون الزيادة في الأسماء، والأفعال، والحروف (¬3). ومن سننهم التكرير والإعادة، ارادة الابلاغ بحسب العناية بالأمر، واضافة الفعل الى ما ليس فاعلاً في الحقيقة، وذكر الواحد، والمراد الجمع، كقولهم للجماعة ضيف، وعَدُوّ وأمثلة ذلك كثيرة في القرآن، وذكر الجمع والمراد الاثنان نحو: امرأة ذات أوراك ومآكِم، ومخاطبة الواحد بلفظ الجمع نحو: {رَبّ ارجِعُون} (¬4) والخبر عن جماعة، وواحد بلفظ الاثنين كقوله: {إنّ السموآت والأرضَ كَانَتَا رتقاً} (¬5)، وتحويل الخطاب من الشاهد الى الغائب (44/ ... ) وبالعكس وهو الالتفات وهذا في القرآن كثير، ومنها أن تنسب الفعل الى اثنين وهو لأحدهما، والى الجماعة، وهو لأحدهم، وإلى أحد اثنين وهو لهما، ومنها أن تأمر الواحد بلفظ أمر الاثنين نحو: افعلا ذلك، ويكون المخاطب واحداً ونحو يا صاحبي وياخليلي، والاتيان بلفظ الماضي، وهو حاضر أو مستقبل، وبالعكس نحو: {أتَى أَمر الله} (¬6) أي يأتي {وكُنتم خَيرَ أُمَّة} (¬7) أي أنتم، ووصف الشيء بما يقع فيه نحو: يَوْمُ عاصِف، وليْلٌ نائم، أو ساهرٌ، والتوهم والإيهام، وذلك كثير في أشعارهم، والفرق بين الضدَّين بحرف أو حركة كيُدْوي من الداء، ويُدَاوي من الدواء، والبسط بالزيادة في عدد حروف الإسم والفعل، ولعل أكثر ذلك لإقامة الوزن كفرقود في فرقد ويرقود في يرقد، والاضمار للأسماء أو للأفعال، أو للحروف والتعويض نحو: {فَضرْبَ الرِّقاب} (¬8) وتقديم الكلام، وهو مؤخر في المعنى وبالعكس، والاعتراض بين الكلام، والاشارة الى المعنى نحو: طويلُ النِّجاد، والكفُّ عن الخبر اكتفاء بما يدل عليه الكلام، واعادة الشيء ما ليس له، كقوله: مَرَّ بَيْنَ سَمْع الأرض وبَصَرها، واجراء ما لا يعقل مجرى بني آدم، والمحاذاة كالغدايا والعشايا، والاقتصار على ¬

_ (¬1) الشورى / 11. (¬2) الأحقاف / 10. (¬3) ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 199، 204 - 206، ينظر: المزهر: 1/ 330 - 331. (¬4) المؤمنون / 99. (¬5) الأنبياء / 30. (¬6) النحل / 1. (¬7) آل عمران / 110. (¬8) محمد / 5.

الثالثة والعشرون: معرفة الاشتقاق

ذكر بعض الشيء والمراد كله، وقد جاء القرآن بجميع هذه السُّنن لتكون حجة الله عليهم أكد (¬1). وقال الفارابي: هذا اللسانُ كلام أهل الجنة وهو المُنَزَّه من بين الألسنة من كلِّ نقيصه، والمُعلَّى من كلِّ خسيسة، والمهذَّب مما يُسْتَهجن أو يُسْتَشْنَع فَبُنى مَبَاني باينَ بها جميع اللغات من إعراب أوجده الله له، وتأليف بين حركة وسكون حلاَّه به، والعرب تميل عن الذي يُلزِم كلامها الجَفاء الى ما يُلين حواشيه ويُرِقها، وقد نزّه الله لسانها عما يجفيه ... انتهى (¬2). ولم تكن الكُنَى لشيء من الأمم إلا للعرب، وهي من مفاخرها، والكُنية إعظام وما كان يُؤْهَل لها إلا ذو الشرف ثم ترقّوْا عن الكُنَى الى الألقاب الحسنة فقلَّ من المشاهير في الجاهلية والإسلام مَنْ ليس له لقب، إلا أنّ ذلك ليس خاصّا بالعرب، فلم تزل الألقاب في الأمم كلِّها من العرب والعجم يقال: اختصَّ الله العرب بأربع: العمائم تيجانها، والحبا (¬3) حيطانها، والسيوف سيجانها (¬4)، والشعر ديوانها (¬5). الثالثة والعشرون: معرفة الاشتقاق أجمع أهل اللغة - إلا من شذَّ منهم - أن للغة العرب قياساً، وأنّ العرب تَشْتقُّ بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجِنِّ (45/ ... ) مشتقُّ من الاجْتنان، وأنّ الجيم والنّون تَدُلاّن أبداً على السَّتْر، وأنَّ الإنس من الظهّور وعلى هذا سائر كلام العرب، عَلِم ذلك من عَلِم، وجَهِله من جهل ونكتة الباب أن اللغة لا تُؤْخذ قياساً نقيسه الآن نحن (¬6). والإشتقاق من أغْرَب كلام العرب، وهو ثابت عن الله تعالى بنَقْل العُدول عن رسول الله (صللم) لأنه أوتي جَوَامع الكَلِم، وهي جمعُ المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة، ومن ذلك قوله فيما صح عنه: يقول الله: " أنا الرحمن خلقتُ الرُّحم وشققت لها من اسمي " (¬7) وغير ذلك من الأحاديث. ¬

_ (¬1) ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 207 - 213، 17 - 227، 230 - 257، ينظر: المزهر: 1/ 331 - 342. (¬2) ديوان الأدب: 1/ 72، المزهر: 1/ 342،343. (¬3) في الاصل الحبى والصواب ما أثبتناه، لسان العرب مادة (حبا): 1/ 560. (¬4) السيجان جمع الساج وهو الطيلسان الأخضر والأسود من تعليق للسيد ذو الفقار أحمد في حاشية البلغة، ينظر: القاموس: 1/ 194. (¬5) المزهر: 1/ 343،344. (¬6) الصاحبي في فقه اللغة: 67، المزهر: 1/ 345،346. (¬7) السنن الكبرى للبيهقي: 7/ 26، فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني: 10/ 12.

الرابعة والعشرون: معرفة الحقيقة والمجاز

والاشتقاق أخْذُ صيغة من أخرى مع اتفاقهما معنىً ومادةً أصلية، وهيئة تركيب لها، ليُدل بالثانية على معنى الأصل بزيادة مفيدة، لأجلها اختلفا حروفاً أو هيئة، كضارب من ضرب، وطريق معرفته تقليب تصاريف الكلمة حتى يرجع منها الى صيغة هي أصل الصِّيغ دلالة اطراداً وحروفا غالباً: كضرب فإنه دال على مطلق الضرب فقط أما ضارب، ومضروب، ويَضْرب واضرب فكلُّها أكثر دلالة وأكثر حروفاً، وضرب الماضي مساوٍ حروفاً وأكثرُ دلالة، وكلّها مشتركة في (ض، ب، ر) وفي هيئة تركيبها، وهذا هو الاشتقاق الأصْغَر المحتجُّ به، وأما الأكبر فيحفظ فيه المادّة دون الهيئة فيجعل (ق، و، ل) و (و، ل، ق) و (و، ق، ل) و (ل، ق، و) تقاليبها الستة بمعنى الخّفة والسرعة، وهذا مما ابتدعَه الامام أبو الفتح ابن جني، وكان شيخه أبو علي الفارسي يأنس به يسيراً، وليس معتمداً في اللغة، ولا يصحّ أن يُستنبط به اشتقاق في لغة العرب، ثم التغييرات بين الأصل المشتق منه والفرع المشتق خمسة عشر ذكرها السيوطي في المزهر، وإذا تردّدت الكلمة بين أصْلين في الاشتقاق طلب الترجيح وله وجوه ذكرها في المزهر أيضاً، وهي تسعة، والأعلام غالبها منقولٌ بخلاف أسماء الأجناس، فلذلك قلَّ أن يُشتقّ اسم جنس لأنه أصل مُرْتَجل قال بعضهم: فإن صح فيه اشتقاقٌ حمل عليه قيل: ومنه غُرَاب من الاغتراب وجراد من الجَرْد (¬1). والأصل في الاشتقاق أن يكون من المصادر، وأصدقُ ما يكون في الأفعال المزيدة والصفات منها، وأسماء المصادر، والزّمان والمكان ويغلبُ في العَلَم، والتصريف أعمُّ من الاشتقاق، لأن بناء مثل قردد من الضّرب يسمى تصريفاً (46/ ... ) ولا يسمى اشتقاقاُ، لأنه خاصُّ بما بنَتْه العرب (¬2). وأفرد الاشتقاق بالتأليف جماعة منهم الأصمعي، وقُطْرب، وأبو الحسن الأخفش، وأبو نصر الباهلي، والمفضّل بن سلمة، والمبّرد، وابن دريد، والزَّجاج، وابن السراج، والرماني، والنحاس، وابن خالويه، ومما ينبغي أن يُحْذَر كل الحذَر أنْ يَشْتَقَّ من لغة العرب شيء من لغة العَجَم، فيكون بمنزلة مَن ادَّعى أن الطير وَلَد الحوت (¬3)، وقد ألّفت في ذلك كتاباً مفرداً (¬4). الرابعة والعشرون: معرفة الحقيقة والمجاز ¬

_ (¬1) ينظر: المزهر: 1/ 346 - 350. (¬2) ارتشاف الضرب: 1/ 15، المزهر: 1/ 350،351. (¬3) ينظر: المعرب: 5،4، المزهر: 1/ 351. (¬4) وهو العلم الخفاق من علم الاشتقاق لمحمد صديق حسن خان، هدية العارفين: 2/ 389.

الحقيقة: الكلام الموضوع موضعه الذي ليس باستعارة، ولا تمثيل ولا تقديم فيه ولا تأخير كقول القائل: أحْمَدُ الله على نِعَمه وإحْسانه، وهذا أكثر الكلام وأكثر آي القرآن، وشعر العرب على هذا، وأما المجاز فهو: ما فيه تشبيه، واستعارة، وكفٍ ما لَيْس في الأول كقولنا: عطاءُ فلانٍ مُزْنٌ وأكفٌ وهذا تشبيه وقوله تعالى: {سَنَسِمُه عَلَى الخُرطُوم} (¬1) استعارة، وإنما يعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثة: وهي الاتساع، والتوكيد، والتشبيه، فإن عُدمت الثلاثة تعيَّنت الحقيقة، ومن ذلك قوله (صللم) في الفَرس: " هو بحر " (¬2) فالمعاني الثلاثة موجودة فيه، وكذلك قوله تعالى: {وَأدْخَلناه في رَحْمَتِنا} (¬3) هو مجاز وفيه المعاني الثلاثة (¬4). ومن المجاز في اللغة أبواب الحذف، والزيادات، والتقديم، والتأخير، والحمل على المعنى والتحريف: نحو: {وسْئَل القَريَة} (¬5) وأكثر اللغة مع تامِّله مجاز لا حقيقة وذكر الرازي وأتباعه: جهاتُ المجاز على اثني عشر وجهاً أوردها في المزهر (¬6). وفي تاج العروس من جواهر القاموس قالوا: ولا يدخل المجاز بالذات إلاّ على أسماء الأجناس، أما الحَرْف فلا يفيد وحده، بل إن قُرِن بالملائم كان حقيقة، وإلاّ كان مجازاً في التركيب، وأما الفعل فإنه يدل على المصدر واستناده الى موضوع، والمجاز في الإسناد عقلي، وفي المصدر يستتبع تجوّز العقل، فلا يكون بالذات وأما الأسماء فالأعلام منها لم تُنقل بعلاقة فلا مجاز فيها والمشتقات تَتْبع الأصول، فلم يبق إلاّ أسماء الأجناس، والمجاز أما لأجل اللفظ أو المعنى أو لأجلهما، ولا يدخل في الأعلام التي تلمح فيها الصفة كالأسْوَد، والحرث. والمجاز خلافُ الأصل، ولكل مجاز حقيقة ولا عكس، والفرق بينهما لا يعلم من جهة العقل، ولا من السمع بل بالرجوع الى أهل اللغة، مثلاً يُوِقفنا أهل اللغة على أنه مجاز (47/ ... ) ومستعمل في غير ما وضُع له، وهذا من أقوى الطرق لذلك، ومنها أن تكون ¬

_ (¬1) القلم / 16. (¬2) قول الرسول عليه الصلاة والسلام: " إنما فَرَسي هذا بَحْرُ " المعجم الكبير لأبي القاسم الطبري ت سنة 360هـ: 10/ 183. (¬3) الأنبياء / 75 (¬4) الصاحبي في فقه اللغة: 197،198، ينظر: أسرار البلاغة للجرجاني: 303، المزهر: 1/ 355، 356. (¬5) يوسف / 82. (¬6) ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 246،205،206، ينظر: الايضاح: 299، ينظر: المزهر: 1/ 357،359،360.

الخامسة والعشرون: معرفة المشترك

الكلمة تصرَّف بتثنية، وجمع، واشتقاق، وتعلّق بمعلوم، ثم تجدها مستعملة في موضع لا تثبت ذلك فيه، فيُعْلم بذلك أنها مجاز، ومنها أن تطَّرد الكلمة في موضع ولا تطَّرد في موضع آخر من غير مانع، فيستدل بذلك على كونه مجازاً، وتقوية الكلام بالتأكيد من علامات الحقيقة دون المجاز (¬1) كقوله تعالى: {وَكَلّمَ اللهُ موسى تَكلِيماً} (¬2). وذكر القاضي أبو بكر فروقاً بين الحقيقة والمجاز، منها: أنَّ الحقيقة يقاس عليها والمجازُ لا يقاس عليه، والحقيقة يشتق منها النعوت، والمجاز لا يشتق منه وهما يفترقان في الجمع فإنَّ جمع الأمر الذي هو ضدٌّ للنهي، أوامر، وجمع الأمر الذي هو بمعنى القَصْد الأمور، واللغة مشتملة عليهما، وقال أبو اسحاق الاسفرائيني: لا مجاز في اللغة، وهو قول محجوج فقد تواتر النقل عن العرب إنهم يقولون: استوى فلان على مَتْن الطريق، ولا مَتَنَ لها، وفلان على جَناح السفر ولا جناحَ له، وشابَتْ لَّمةُ الليل، ولا لمة له، وهذه كلها مجازات، ومنكرها في اللغة جاحد للضرورة ومبطل مَحَاسِن لغة العرب (¬3). وقال الرازي وأتباعه: اللفظ يجوز خلّوه عن الوصفين، فيكون لا حقيقةً ولا مجاز لغوياً، فمن ذلك اللفظ في أول الوَضع قبل استعماله فيما وُضع له أو في غيره، ليس بحقيقة ولا مجاز، لأنَّ شرط تحقق كلِّ واحد منهما الاستعمال؛ فحيث انْتفَى الاستعمال انتفيا ... انتهى، وقد يجتمعُ الوصفان في لفظٍ واحد، أمّا بالنسبة إلى مَعْنيين وهو ظاهر، وأما بالنسبة الى معنى واحد، ومن هذا يعرف أنّ الحقيقة قد تصير مجازاً وبالعكس، فالحقيقة متى قلَّ استعمالها صارت مجازاً عُرْفاً، والمجاز متى ما كثرَ استعماله صار حقيقة [عُرْفاً] (¬4) وأما بالنسبة الى معنى واحد من وَضْع واحد فمحال لاسْتِحالة الجمع بين النفي والاثبات (¬5). الخامسة والعشرون: معرفة المشترك وهو اللفظ الواحد الدالُّ على معنيين مختلفين فأكثر، دلالةً على السواء عند أهل تلك اللغة [واختلف الناس فيه] (¬6) والأكثرون على أنه مُمْكنُ الوقوع؛ لنَقْل اللغة ذلك في كثير من الألفاظ ومن الناس من أوجب وقوعه (¬7). ¬

_ (¬1) ينظر: الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 314،315، المزهر: 1/ 360 - 362. (¬2) النساء / 164. (¬3) البحر المحيط: 2/ 180، المزهر: 1/ 364. (¬4) زيادة يقتضيها السياق من المزهر: 1/ 368. (¬5) ينظر: البحر المحيط: 2/ 231، المزهر: 1/ 367،368. (¬6) زيادة يقتضيها السياق من المزهر: 1/ 369. (¬7) الصاحبي في فقه اللغة: 269، الابهاج في شرح المنهاج:1/ 248، ينظر: المزهر: 1/ 369.

السادسة والعشرون: معرفة الأضداد

وقال بعضهم أن الاشتراك أغلب لأن الحروف بأسْرها مشتَركة بشهادة النُّحَاة والأفعال الماضية مشتركة بين الخبَر والدُّعاء، والمضارع بين الحال والإستقبال والأسماءَ كثيرٌ فيها الاشتراك، فإذا ضمَمَناها الى قسمي الحروف والأفعال كان الإشتراك أغلب (48/ ... ) ورُدَّ بأن أغلب الألفاظ الأسماء؛ والاشتراك فيها قليل بالاستقراء ولا خلاف أن الاشتراك على خلاف الأصل (¬1). السادسة والعشرون: معرفة الأضداد هو نوع من المشترك، قال ابن فارس: من سُنن العرب في الأسماء أن يُسَمُّوا المتضادَّين باسم واحد، نحو الجَوْن للأسود، والأبيض وأنكرَ ناسٌ هذا المذهب. قال المبرد: مِنْ كلام العرب اختلافُ اللفظتين لإخْتَلاف المَعْنَيَيْن، واختلافُ اللفظتين والمعنى واحد، واتفاق اللفظتين واختلاف المعنيين، فالأول: كذَهَب، وجاء، وقام، وقعد، والثاني: كقعدَت، وجلست، وذِرَاع، وساعد، والثالث: كوجدت من الوجدان والموجدة (¬2). قال سعيد بن أوس الأنصاري: النَّاهل في كلام العرب: العطشان، والريان، والسُّدْفَةُ في لغة تميم، الظّلمة، وفي لُغَة قَيْس (¬3): الضَّوْء (¬4)، وأمثلة ذلك كثيرة لا تكاد تنحصر، وألفَّ في الأضداد جماعة من أئمة اللغة منهم قطرب، وابن الانباري، وابن الدهان وغيرهم، وهذا يدل على إتساع العرب في كلامهم، وأنَّ مذاهبهم لا تضيقُ عليهم عند الخطاب والإطالة والإطناب (¬5). السابعة والعشرون: معرفة المترادف هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد، والفرقُ بينه وبين التوكيد أنَّ أحدهما يُفيدُ ما أفاده الآخر، كالإنسان والبشر، وفي التوكيد يفيد الثاني تقوية الأوَّل، والفرق بينه وبين التابع أن التابع وحدَه لا يفيد شيئا كقولنا: عَطْشان نطشان، وزعم قوم أنّ كلَّ ما يظن من المترادفات فهو من المُتباينات التي تتباين بالصفات، كما في الإنسان والبشر فإن الأول موضوع له باعتبار النسيان، أو الأُنْس، والثاني باعتبار أنه بادي البشرة، وكذا الخَنْدَرِيس والعُقَار؛ فإن الأول: باعتبار العتق والثاني: باعتبار عَقْر الدُّنِّ لشدة ما فيها (¬6). ¬

_ (¬1) البحر المحيط: 2/ 125، المزهر: 1/ 370. (¬2) المزهر: 1/ 388. (¬3) وفي لُغَة قَيْس سقط من ب. (¬4) ينظر: الأضداد للأصمعي ضمن ثلاث كتب في الأضداد: 35 - 37، ينظر: الصاحبي في فقه اللغة:97،98، ينظر: فقه اللغة للثعالبي: 247، ينظر: المزهر: 1/ 387. (¬5) ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 312،342، المزهر: 1/ 397. (¬6) الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 241، المزهر: 1/ 402،403.

الثامنة والعشرون: معرفة الإتباع

وبه قال ابن فارس وثعلب: وقالوا يُسَمَّى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو: السيف والمُهَنَّد، والحُسَام، والذي نقوله في هذا إن الإسم واحدٌ وهو السيف وما بعده من الألقاب صفاتٌ، معناها غير معنى الأخرى (¬1). والحاصل أنّ من جَعَلها مترادفة نظر الى اتحاد دلالتها على الذات، ومن منع نظر الى اختصاص بعضها بمزيد معنى، فهي تُشْبه المترادفة في الذات، والمتباينة في الصفات: قال بعض المتأخرين: ينبغي أن يكون هذا قسماً آخر، وسماه المتكافئة قال: وأسماء الله، وأسماءُ رسوله من هذا النوع قال الكيا (49/ ... ) في تعليقه على الأصول: الألفاظ التي لمعنى واحد تنقسم الى ألفاظ مترادفة وألفاظ متواردة (¬2). فالمترادفة كما يسمى الخمر عَقَارا، وصَهْباء، وقَهْوَة، والسبع لَيْثا وأسداً وضِرْغاما والمتواردة هي التي يقام لفظ مقام لفظ لمعان متقاربة يجمعها معنى واحد كما يقال: أصلح الفاسد، ولمّ الشّعث، ورتَقَ الفتق، وشَعَبَ الصَّدع ... انتهى (¬3). ولوقوع الترادف أسباب وفوائد منها أن تكثر الوسائل والطرق الى الاخبار عما في النفس، فإنه ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النطق به، كالألثغ لا ينطق بحرف الراء (¬4)، ومنها: التوسُّع في سلوك طرق الفصاحة وأساليب البلاغة في النظم والنثر، وقد يكون أحدُ المترادفين أجْلَى من الآخر، فيكون شرحاً للآخر الخفيِّ وقد ينعكس الحالُ بالنسبة الى قوم دون آخرين، وزعم كثيرٌ من المتكلمين أن التحديدات كلّها كذلك، لأنها تبديل اللّفظ الخفيِّ بلفظ أجلى منه، ولعل ذلك يصح في البسائط دون المركبات (¬5). وممن ألفَّ في المترادف العلامة مجد الدين الفيروزآبادي، ألفّ فيه كتاباَ سمّاهُ الروض المَسْلُوف، فيما له اسمان الى ألوف، وأفرد خلْقٌ من الأئمة كتباً في أسماء أشياء مخصوصة، فألفّ ابنُ خالويه كتابا في أسماء الأسد، وكتابا في أسماء الحية (¬6). الثامنة والعشرون: معرفة الإتباع ¬

_ (¬1) الصاحبي في فقه اللغة: 96، المزهر: 1/ 404. (¬2) المزهر: 1/ 405،406. (¬3) المصدر نفسه: 1/ 407، ذكر الترادف والتوارد بشكل معكوس عن المزهر، وأظنها متقاربة. (¬4) الكلام عن الألثغ في المزهر: 1/ 406، وقد كان بعض الأذكياء في الزمن السالف ألْثَغ فلم يَحْفَظ عنه أنه نطق بحرف الراء. (¬5) المزهر: 1/ 406،407. (¬6) ينظر: وفيات الأعيان:1/ 274، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، المزهر: 1/ 407.

التاسعة والعشرون: معرفة العام والخاص

وهو أن تُتْبعَ الكلمةُ الكلمةَ على وزْنِها أو رَويِّها إشباعاً وتأكيداً، وسئل بعض العرب عن ذلك فقال: هو شيءٌ نَتِدٌ به كلامَنا، وذلك: قولهم ساغِب لاغِب، وهو خَبُّ ضَبُّ، وخراب يَبَاب، وحسن بسن، وقد شاركت العجم العرب في هذا الباب (¬1). وللسيوطي فيه تأليف سماه الالماع في الاتباع، وفي قوله (صللم): " انه حَارُّ يارُّ" (¬2) كقولهم عطشان نطشان، وجائع نائع، ومثله كثير في الكلام، وإنما سُمِّي إتباعاً، لأنّ الكلمة الثانية إنما هي تابعة للأولى، على وَجْه التوكيد لها، وليس يتكلم بالثانية منفردة فلهذا قِيل إتباع، وظنَّ بعض الناس أن التابع من قبيل المَتَرادف لشَبَهه به، والحقُّ الفرق بينهما فأنهما يفيدان فائدة واحدة من غير تَفَاوت، والتابعُ لا يفيد وحْده شيئاً، بل شرط كونه مفيداً تقدّم الأول عليه كذا قاله الرازي، وقال الآمدي: التابع لا يفيد معنى أصلاً، وقال السبكي: والتحقيق أن التابع يفيد التَّقْوية، فإن العرب لا تضعه سدىً والفرق بينه وبين التأكيد، أن التأكيد يفيدُ مع التقوية نَفْىَ احتمال المجاز، وأيضاً التابع من شرطه أن يكون على زِنة المتبوع (50/ ... ) والتأكيد لا يكون كذلك (¬3). وقال القالي: الإتباع على ضربين: ضرب فيه الثاني بمعنى الأول، فيُؤْتَى به توكيدا، لأن لفظَه مخالفٌ للأول، وضرب فيه معنى الثاني غير معنى الأوَّل، فمن الأول قولهم: رجل قسِيم وسيم، وكلاهما بمعنى الجميل، وضَئِيل بئيل، وجديد قشِيب (¬4)، وهما بمعنى ومُضيع مُسيع، وشيطان لَيْطان وأمثلة الاتباع كثيرة ذكرها السيوطي في المزهر (¬5). التاسعة والعشرون: معرفة العام والخاص العامُّ الباقي على عُمومه، وهو ما وُضع عامَّا، واستعمل عامَّا وقد عقد له الثعالبي باب الكليات فمن ذلك: كلّ ما عَلاك فأظلَّك فهو سَمَاء، وكلُّ أرض مستوية فهي صَعِيد، وكل حاجز بين شيئين فهو مَوْبق، وكل بناء مُرَبَّع فهو كعبة وكل بناءٍ عال فهو صَرْح، وكلُّ ما ارتفع من الأرض فهو نجد، الى غير ذلك من الأمثلة وهي كثيرة جداً. ¬

_ (¬1) ينظر: مجالس ثعلب: 1/ 81، الصاحبي في فقه اللغة:270، ينظر فقه اللغة للثعالبي: 248، المزهر: 1/ 414. (¬2) غريب الحديث: 2/ 279، المزهر: 1/ 414. (¬3) ينظر: غريب الحديث: 2/ 279، الابهاج في شرح المنهاج: 1/ 239،240، المزهر: 1/ 415،416. (¬4) وجديد قشيب سقط من ق. (¬5) ينظر: ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه للأصمعي: 46، ينظر: كتاب الامالي: 2/ 208،210،211، ينظر: المزهر: 1/ 416 - 425.

الثلاثون: معرفة المطلق والمقيد

وأما العام المخصوص فهو ما وُضع في الأصل عاما ثم خُصّ في الإستعمال ببعض أفراده كالسبت فإنه في اللغة الدهر، ثم خُصَّ في الاستعمال لغة بآخر (¬1) أيام الأسبوع وهو فرد من أفراد الدهر وأمثلته عزيزة الوجود (¬2). وأما ما وضع في الأصل خاصاً ثم استعمل عاماً فهو كثير كالوِرْدِ فإن أصله اتيان الماء، ثم صار اتيان كلِّ شيء ورْدا، والقُرْب: طَلَبْ الماء، ثم صار يُقال لكلِّ طلب، فيقال: هو يَقْربُ كذا أي يَطْلُبه، وهذا كله توقيف. وأما العموم والخصوص فعقد له الثعالبي في فقه اللغة فصلاً وقال: البُغْض عامُّ والفِرْك فيما بين الزوجين خاصُّ والتَّشهَّي عام، والوَحَم للحُبْلى خاصّ.، والنّظر الى الأشياء عامُّ والشَّيْمُ للبرق خاصُّ، والخدمة عامَّة، والسّدانة للكعبة خاصّة، الى غير ذلك وأمثلته كثيرة جداً (¬3). وأما ما وضع خاصاً لمعنى خاص، فاللعرب كلامٌ بألفاظٍ، تختصُّ به معان لا يجوز نقلها الى غيرها، تكونُ في الخير والشرَّ والحُسْن وغيره، وفي اللّيل والنّهار وغير ذلك: فمن ذلك قولهم مكانَكَ كلمةٍ وضُعِت عَلى الوعيد و {أوْلَى لَكَ} (¬4) تهديد، وظل أوبات فلان يفعل كذا إذا فَعَلَه نهاراً أو ليلاً (¬5)، ومن الخصائص في الأفعال قولهم ظَنَنْتَني، وحَسِبتني، وخِلْتُني، لا يقال إلاّ فيما فيه أدنى شك ومن الباب ما لا يقالُ إلا في النفي كقولهم: ما بها أَرَم: أي أحد، وهذا كثير (¬6). وكتاب فقه اللغة للثعالبي كله في هذا النوع، فان موضوعه ذلك وأمثلة ذلك كثيرة جداً، يقال: فُلْكٌ مَشْحون، كأس دِهاق، وادٍ زَاخر، بحرٌ طامٍ، نهر طَافِح، جَفْن مُتْرع، عَيْنٌ سَكْرَى، فؤاد (51/ ... ) مَلآن، مجلس غاصُّ بأهله، والشعر للانسان، والصُّوْف للغنم، والوَبَرُ للإبل، والعِفاء للحمار، والرّيش للطَّير، والزّغَب للفَرْخ، والزِّفّ للنِعِّام؛ والهُلْب للخِنْزير، وكما يقال فلان جَائع الى الخُبْز، قَرِم الى اللَّحم، عَيَمان الى اللَّبن، بَرِد الى التمر، جَعِم الى الفاكهة شَبِق الى النكاح (¬7). الثلاثون: معرفة المطلق والمقيد ¬

_ (¬1) في المزهر: 1/ 427 بأحد. (¬2) فقه اللغة للثعالبي: 12، المزهر: 1/ 426،427. (¬3) ينظر: المصدران نفسهما: 95،96،202 و: 1/ 429. (¬4) القيامة / 34،35. (¬5) ظل يفعل كذا للنهار، وبات يفعل كذا الليل. (¬6) الصاحبي في فقه اللغة:264 - 266، المزهر: 1/ 435، 436. (¬7) فقه اللغة للثعالبي: 45،64،112، المزهر: 1/ 445.

الحادية والثلاثون: معرفة المشجر

وعقد له ابن فارس في فقه اللغة باباً فقال: الأسماء التي لا تكون إلا بأجتماع صفات وأقلها ثنتان من ذلك: المائدة لا يقال لها مائدة حتى يكون عليها طعام، وإلاّ فاسُمها خِوَان، والكَأسُ لا تكون كأَساً حتى يكون فيها شراب، وإلاّ فهو قَدَح أو كوب، ومنها الحُلّة، والظعّينة، والسَّجْل، واللِّحْية، والأريكة، والذَّنُوب، والقلم والكوز الى غير ذلك (¬1). الحادية والثلاثون: معرفة المشجر ألفَّ فيه جماعة من أئمة اللغة كتباً سمَّوْها شجر الدر، منها: لأبي الطيب اللغوي مثاله العَيْنُ: عين الوَجْه، والوَجْه: القَصْد، والقَصْد: الكَسْر، والكَسْر: جانب الخِباء، والخِباء: مصدر خابأت الرجل، والخَبْء: السحاب، والسّحاب: اسم عِمامَة كانت للنبي (صللم) والنَّبي: التّلّ العالي، والتل: مصدر التَّليل، وهو المصروع على وجهه، والتليل: صَفْح العُنق، والعُنق: الرِّجل من الجراد، والرِّجل: العهد، والعهد (¬2): المطر المُعَاود، والمُعَاود: المريض الذي يَعُودك في مَرَضك وهلم جراً، وتمام هذا المثال يطول ذكره جداً، وفي الكتب المؤلفة في هذا النوع أمثلة كثيرة طويلة من ذلك (¬3)، قال السيوطي: وهذا النوع يناظره من علم الحديث نوع المسلسل (¬4). الثانية والثلاثون: معرفة الابدال وهو مهم وفيه إبدال الحروف، وإقامة بعضها مقام بعض: كَمَدحَة ومَدَهَة، وفرس، رِفَلّ ورِفَنّ، وهو كثير مشهور، وقد ألف فيه العلماء منهم ابن السكيت قال أبو الطيب الطبري (¬5): ليس المراد بالإبدال أنَّ العرب تَتَعَمَّد تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغات مختلفة لمعانٍ متفقة، تَتَقارَبُ اللفظتان لمعنى واحد، حتى لا تختلفا إلا في حرف واحد. وقال ابن الضَّائع (¬6): قلما نجد حرفاً إلاّ وقد جاء فيه البدل، ولو نادراً وأمثلة الإبدال كثيرة جداً لا تكاد تنحصر، وقد أطنب السيوطي في المزهر في بيان حروف الإبدال وأمثلتها (¬7). ¬

_ (¬1) الصاحبي في فقه اللغة: 98،99، المزهر: 1/ 449،445. (¬2) في الأصل الفهد والصواب ما أثبتناه. (¬3) شجر الدّرّ في تداخل الكلام بالمعاني المختلفة، أبو الطيب اللغوي:152 153، ينظر: المسلسل في غريب لغة العرب للبسطي: 98، 168،84، المزهر: 1/ 454،455. (¬4) المسلسل في الحديث: عبارة من تتابع رجال الاسناد وتواردهم فيه واحداً بعد واحد على صفة أو حالة واحدة، مقدمة علوم الحديث ابن الصلاح: 138، المزهر: 1/ 459. (¬5) أبو الطيب الطبري: طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري البغدادي، فقيه، أصولي، جدلي له شرح مختصر المزني في فروع الفقه الشافعي وله المجرد ت سنة 450هـ، معجم المؤلفين: 5/ 38. (¬6) ابن الضَّائع: علي بن محمد الاشبيلي عالم بالعربية ت سنة 680هـ، الإعلام: 5/ 154. (¬7) ينظر: الأبدال: 63،90، ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 203، ينظر: فقه اللغة للثعالبي: 247، ينظر: 1/ 460،475.

الثالثة والثلاثون: معرفة القلب

الثالثة والثلاثون: معرفة القلب وذلك يكون في الكلمة، ويكونُ في القصَّة (¬1)، فأما الكلمة فكقولهم: جَبَذَ وجَذَبَ، وبَكلَ، ولَبَك، وهو كثير، وقد صنف فيه علماء اللغة منهم (52/ ... ) ابن السكيت، وليس في القرآن شيء من هذا فيما أظن قاله ابن فارس، وأورد السيوطي لذلك أمثلة كثيرة في المزهر كما هو عادته في كل نوع وذكر بعض أهل اللغة: إنّ الجاه مَقْلوب من الوجْه، وفصَلُوا بينهما بالقلب. وأنكر ابن درستويه القلب، وألف فيه كتابا سماه إبطال القلب، وقال النحاس: القلب الصحيح عند البصريين مثل شاكي السلاح وشائك، وجرف هارٍ وهائر وأما ما يسمّيه الكوفيون القلب، نحو جَبَذ وجذب، فليس هذا بقلب عندهم وإنما هما لغتان، وليس بمنزلة شاك وشائك؛ وأهل اللغة يقولون: إن ذلك كله مقلوب (¬2). الرابعة والثلاثون: معرفة النحت والعرب تَنْحَت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جِنْسٌ من الاختصار، وذلك كرجل عَبْشَمِيّ منسوب إلى اسمين، والحيعلة من (حيّ على) وهذا مَذْهَبُنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاثة أحرف فأكثرها مًنْحوتُ، مثل قول العرب للرَّجل الشديد ضِبَطر من ضَبَط وَضبَر، وصَهْصَلِق من صَهَلَ وصَلَق، والصَّلْدم من الصَّلد والصَّدْم (¬3). وقد ألّف في هذا النوع أبو علي الظهير بن الخطير الفارسي العُماني كتاباً سمَّاه تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب (¬4). يقال قد أكثر من البسملة إذ أكثر من قول: " بسم الله " ومن الهَيللة إذا أكثر من قول " لا إله إلا الله " ومن الحَوْلقة والحَوْقَلة إذا أكثر من قول " لا حَوْل ولا قُوّة إلا بالله "، ومن الحمْدَلة: أي من الحمد لله، ومن الجَعْفَدة أي من جُعِلْتُ فداك، ومن السَّبْحَلة أي من سبحان الله، والحسبلة قول: حسبي الله، والمشألة قول ما شاء الله، والسَّمْعَلة: سلام عليكم، والطَّلْبقة: أطال الله بقاك، والدَّمْعَزة: أدام الله عزّك، قال الشاعر: ¬

_ (¬1) أي في الجملة أو العبارة. (¬2) ينظر: ذيل الآمالي والنوادر، لأبي علي القالي: 11، ينظر: الصاحبي في فقه اللغة: 202، ينظر: الصحاح: 1/ 1594، ينظر: فقه اللغة للثعالبي: 247، ينظر: الشوارد في اللغة للصغاني: 219، المزهر: 1/ 467،481. (¬3) الصاحبي في فقه اللغة: 271، فقه اللغة للثعالبي:136،253، المزهر: 1/ 482. (¬4) معجم الأدباء: 8/ 103، بغية الوعاة: 1/ 502.

السادسة والثلاثون: معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والأخوة والأخوات والأذواء والذوات

لا زلت في سَعْدٍ يدومُ ودَمعزة وينسب الى الشافعي مع أبي حنيفة شفعنتي، وإلى أبي حنيفة مع المعتزلة حنفلتي (¬1). الخامسة والثلاثون: معرفة الأمثال وهي حكمةُ العربُ في الجاهلية والإسلام وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولَتْ من حاجاتها في المنطق بكنايةٍ غير تصريح، فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال: إيجاز اللفظ، واصابة المعنى، وحسن التشبيه، وقد ضربها النبي (صللم) وتمثّل بها هو ومن بعده من السلف. قال الفارابي: المثلُ ما تراضاه العامّة والخاصة في لفظه ومعناه حتى ابْتَذَلُوه فيما بينهم، وفَاهُوا به في السّرّاء والضرّاء، واستدرُّوا به الممتنع (¬2) (53/ ... ) من الدّر، ووصلوا به الى المطالب القَصِيّة، وتفَرَّجوا به عن الكرب والمُكرِمة، وهو من أَبْلغِ الحِكمة؛ لأنَّ الناسَ لا يجتمعون على ناقص، أو مُقَصِّر في الجودة، أو غير مبالغ في بُلُوغ المَدَى في النَّفَاسة. قال: والنادرة حكمة صحيحة تُؤَدِّي ما يُؤَدِّي عنه المَثَل، إلا أنَّها لم تَشعْ في الجمهور، ولم تَجْرِ إلا بين الخواصّ، وليس بينها وبين المثل إلا الشيوع وحده ... انتهى (¬3). والأمثال لا تغير بل تجري كما جاءت وإن كانت ملحونة، ولا يستعمل فيها الإعراب وتخرج عن القياس فتحكى كما سمعت، ألاَ ترى أن قولهم: " إعط القوس باريها " تُسكَّن ياؤه، وإن كان التحريك الأصل، لوقوع المثل في الأصل على ذلك، وكذلك قولهم: " الصيفَ ضَيّعتِ اللبن " لمَّا وقع في الأصل للمؤنث لم يُغيرُّ من بعد، وإن ضُرِب للمذكر (¬4). وكذا قولهم: " أطِرِّي فإنَّك ناعِله "، يضَربُ للمذكر والمؤنث والاثنين والجميع على لفظ التأنيث، وقد ألف في الأمثال جماعة منهم الزمخشري، وأحسن ما جمع فيه وأجمعه كتاب الأمثال للميداني (¬5). وهو موجود عندي ولله الحمد والثناء. السادسة والثلاثون: معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات ¬

_ (¬1) إصلاح المنطق لابن السكيت:303، ينظر الفاخر:31، ينظر: تهذيب إصلاح المنطق للخطيب التبريزي: 2/ 144، ينظر: المسائل والأجوبة لابن السيد البطليوسي ضمن رسائل في اللغة: 116، المزهر: 1/ 482،483. (¬2) في ديوان الأدب: 1/ 74 المتمنع. (¬3) ديوان الأدب: 1/ 72،74، المزهر: 1/ 486. (¬4) ينظر: جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري: 1/ 76،575، ينظر مجمع الأمثال للميداني:2/ 345،434، المزهر: 1/ 487 - 488. (¬5) تهذيب اصلاح المنطق: 2/ 115، مجمع الأمثال: 2/ 282، المزهر: 1/ 488 - 505.

والأخوة والأخوات والأذواء والذوات وقد ألفّ في هذا النوع جماعة، فمن المتقدمين: أبو العباس الأحول، قال أبو الحسن الأخفش: ولا أعلم أحداً سبقه إلى تأليف هذا الكتاب، وكتابه خاصّ بالأربعة الأول، وألف ابن السكيت كتاب المثنى والمكنى والمبنى والمواخي، وما ضمّ إليه، ولابن الأثير كتاب سماه (المرصع) (¬1)، وقد لخصه السيوطي قديماً دون الأذواء والذوات في تأليف لطيف سمّاه (المنى في الكنى) أما الآباء فكقولهم: هذه نارٌ أبي حُبَاحِبَ، كان رجلاً بخيلاً يُخْفي ناره خوفَ الأضياف فضربت به الأمثال، وقولهم أبو ضَوْطَري سب يسب به الرجل، وأبو دراص، وأبو ليلى لمن يُحّمق، وأبو الحِسْل أو الحسيل، وابو الحُصَين فاشيةُ عندهم، وأبو جعدة: الذئب، وأبو دراس: اسم للفرج، وأبو البيت: ربُّ البيت، وأبو مَثْواك: الذي تَنزل عليه، وأبو مالك: السّغب والهَرَم، وأبو الحرث: كُنية الأسد، وأبو عاصم: كُنية السوّيق، وأمثلة ذلك كثيرة اشتمل عليها كتب اللغة وغيرها (¬2). وأما الأمهات فقال الأخفش: كل شيء انْضمّت إليه أشياء فهو أمُّ لها، وبذلك سمى رئيس القوم أمّاً لهم، وأم الدّماغ: مجتمعه، وأم النجوم: المجرَّة، وأم الكتاب: سورة الحمد، وأم القرى: (54/ ... ) مكة، يقال ما أَمُّك وأَمُّ الباطل أي ما أنت والباطل، وأم الكتاب: اللوح المخطوط، وأمُّ القرآن: كلُّ آية محكمة، وأمّ راشدٍ: كنية الفأرة، وأمّ خُرمان: بركة بطريق حاجّ البصرة: ويقال للدنيا: أم خَنُّور، وأم شَملة، وأم إحدى وعشرين: الدجاجة، والأمهات كثيرة جداً (¬3). وأما الأبناء فقال الأصمعي: ابن جَمير: الليل المُظْلم، وابنُ ثمير (¬4): الليل المُقْمر وابنا سَمير الليل والنهار، وابن ذكاء: الصُّبْح، وابن جلا: الرّجل المنكشف الأمر، ويقال: أنا من هذا الأمر فالج بن خلاوة أي أنا مُتَخَلي بريء منه، ويقال للخُبْز: جابر بن حَبَّة، ¬

_ (¬1) ينظر: وفيات الأعيان: 7/ 326، المزهر: 1/ 506. (¬2) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 533، جمهرة الأمثال: 1/ 43،44، القاموس: 2/ 213، المزهر:1/ 506،509. (¬3) ينظر: مجالس ثعلب: 2/ 266، ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 591، ينظر: الصحاح: 2/ 474، جمهرة الأمثال:1/ 46 - 45، ينظر: كفاية المتحفظ وغاية المتلفظ في اللغة: لابن الاجدابي:63، ينظر: المزهر: 1/ 512 - 516. (¬4) الأصل نمير والصواب ما أثبتناه عن جمهرة الأمثال: 1/ 40.

وابنا طِمِر: جبلان، وكذا ابنا شمام، وابن الأرض: الذئب، وابن برّة: الخبز، وابن بُهلْلُ: الباطل، وابن خفا: من ولد ليلاً. وابن جلا: من ولد نهاراً وهذه أيضاً كثيرة جداً (¬1). وأما البنات فقال ابن السكيت: بنات بَخْر (¬2) وبنات مَخْر: سحائب يجئن قُبُل الصيف مُنْتَصِبات رقاق، ويقال: إحدى بنات طَبَق، يضرب مثلاً للدَّاهية، وبنات الليل: الأحلام، وبناتُ الصدر: الهموم، ويقال للنساء: بنات نَقَري، وللرجال: بنات نَظَري، وبنتُ الأرض، وبنت الجبل: الحصاة، وبنت السَّير: الإبل، وبنت دَجْلة: السَّمَك، وبُنَيَّات الطَّريق هي: الطُّرُق الصغار، تنشعب من الجادّة وهي التُرهَّات الى غير ذلك من الأمثلة وهي كثيرة جداً (¬3). وأما الأخوة فكما يقال: تركته أخا الخير، أو الشر أي هو بخير أو شرٍ، وقال بعض الصحابة للنبي (صللم): لا أكلمك إلا أخا السِّرَار، وتركته أخا الفراش، وأخا الموت، وأخا سقم، وهو أخو رغائب أي يرغب في العطاء الى غير ذلك من الأمثلة. وأما الأذواء والذوات فكما يقال للمرأة: وضعت ذا بَطْنها أي حَمْلها، وما فلان بذي طعم: إذا لم يكُن له نَفْس، ولقيتُه أول ذات يَدِين: أي أول شيء، أو ذات العُويَم: أي من عام أول، ولقيته ذات صبحة أي بكرة، وإني لألْقي فلانا ذات مَرار، أي أحياناً المرَّة بعد المرَّة وذات الجنْب: داء، وذات أوعال: جبل، تقول لقيتهُ ذات يومٍ وذات ليلة، وذات غَدَاة وذات العِشاء ولم يقولوا ذات شهر ولا ذات سنة (¬4). وعقد ابن دريد في الوشاح (¬5): بابا للأذواء من الناس، ذكر فيه خَلْقا منهم: ذو النون يونس، وذو الكِفْل: نبي، وذو القَرْنين: الاسكندر، وذو النُّورَين: عثمان، وذو الجَنَاحين: جعفر، وذو الشهادتين: خزيمة (¬6)، ومن هذا النوع {عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُور} (¬7) {وَأصلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُم} (¬8) (55/ ... ) و {تَزاورُ عن كَهْفِهِمْ ذاتَ اليَمين} (¬9) أراد الجهة، ¬

_ (¬1) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 493،2/ 759، جمهرة الأمثال: 1/ 35،36،39،40، ينظر: المزهر: 1/ 518 - 523. (¬2) في الأصل بحر والصواب ما أثبتناه عن جمهرة الأمثال: 1/ 41. (¬3) الابدال: 70، ينظر: إصلاح المنطق: 203، ينظر: الصحاح: 6/ 2287، ينظر: جمهرة الأمثال:1/ 41،42، ينظر: المزهر: 1/ 524 - 527. (¬4) ينظر: الصحاح: 6/ 2552، المزهر: 1/ 529 - 532. (¬5) وفيات الأعيان: 4/ 324. (¬6) خزيمة بن ثابت: أبو عمارة الانصاري صحابي من أشراف الأوس في الجاهلية والإسلام شهد صفين، فقتل فيها ت سنة 37هـ، الاعلام: 2/ 351. (¬7) المائدة / 7. (¬8) الأنفال / 1. (¬9) الكهف / 17.

السابعة والثلاثون: معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف

وذوو الآكال: سادة الأحياء، وذات الجنادع (¬1) الداهية، وذو علق اسم جبل، وذات عرق: موضع بالبادية، ويقال الروم: ذوات القُرُون الى غير ذلك من الأمثلة (¬2). السابعة والثلاثون: معرفة ما ورد بوجهين بحيث يؤمن فيه التصحيف كالذي ورد بالباء والتاء، أو بالباء والثاء أو بالتاء والثاء، أو بالجيم والحاء، أو بالجيم والخاء، أو بالحاء والخاء، أو بالدال والذال، أو بالراء والزاي، أو بالسين والشين، أو بالصاد والضاد وهلم جراً. قال السيوطي وقد رأيت من عدة سنين في هذا النوع مؤلفاً في مجلد لم يكتب عليه اسم مؤلفه، ورأيت لصاحب القاموس تأليفاً لطيفاً سماه تحبير الموشحين فيما يقال بالسين والشين (¬3)، عن ابي عمرو قال: أنشَدْتُ يَزيدَ بن مِزْيد عَدوفاً، فقال: صَحَّفْتَ يا أبا عَمرو! فَقُلتُ لم أُصحِّف؛ لُغُتكُمْ عَذُوف وَلُغَةُ غيركم عَدوف (¬4). وهذا نوع مهمّ يجب الإعتناءُ به لأن به يندفع إدّعاء التصحيف على أئمة أجلاّء وهذا النوع والذي بعده من جملة باب الإبدال، ومثال الوارد بالباء والتاء: رجل صُلْب وصَلْت بمعنى واحد (¬5)، والبَرَى والثَرَى: التراب، والدَّبْر والدَّثْر: المال الكثير، وألْببت بالمكان الباباً، والْثَثت به إلثاثا: إذا أقمتَ به ولم تبرحه، والكَرْثُ مثل الكَرْب، يقال: كَرَبني وأكْرَثني، ولا يقال كَرَثني، وارضٌ رَغاث ورغاب: لا تَسيل إلا من مَطَرٍ كثير، ويجوس ويحوس أي يدوس، ومِنْشار ومِيْشار، وصَّنْدلاني وصَّيْدلاني، وهذا الباب واسع جداً (¬6). الثامنة والثلاثون: معرفة ما ورد بوجهين بحيث إذا قرأه الألثغ لا يعاب ¬

_ (¬1) في الأصل الخنادع والصواب ما أثبتناه عن جمهرة اللغة: 2/ 1136. (¬2) ينظر جمهرة اللغة: 2/ 1136، ينظر: مجمل اللغة: 1/ 100، 3/ 749، ينظر الصحاح: 4/ 1523، 1529، المزهر: 1/ 532،533. (¬3) بغية الوعاة: 1/ 274. (¬4) الابدال: 81، كتاب الأمالي: 2/ 91، المزهر: 1/ 537. (¬5) النوادر لابن الاعرابي: 2/ 472، وفيه صات صيت شديد الصوت بعيده، المزهر: 1/ 538. (¬6) ينظر: الابدال:97،، ينظر: اصلاح المنطق: 41، ينظر: ديوان الأدب: 2/ 102، ينظر: الصحاح: 6/ 2151، ينظر: تهذيب الاصلاح: 1/ 138، ينظر: تصحيح التصحيف وتحرير التحريف للصفدي: 146، المزهر:1/ 538 - 556.

التاسعة والثلاثون: معرفة الملاحن والألغاز

وذلك كالذي وَرد بالراء والغين، أو بالراء واللام، أو بالزاي والذال، الى غير ذلك مثاله اللَّهْس لغة في اللَّحْس أو هَهّة والثَّرْط (¬1) مثل الثلط لغة أو لثغة وهو إلقاء البَعْر رقيقاً. ويقال: إناء تَلعِ لغة في تَرِع أو لثغة، وعاذور لغة في عاثُور، والوَطْث في الوَطس، والرَّمَص في العين والغَمَص واحد، والغادَة والرَّادة المرأة الناعمة، والطَّرْس والطَلْس: الصحيفة والتَلصيص والتَّرْصيص، وعَثا الشيخ وعَسا، وفاظت نفسه وفاضت. واللثغة في اللسان أن تقلب الراء غينا، والسين ثاء، والضاد ظاء، والقاف طاء، أو كافا، والكاف همزة، واللام ياء، والأرَتّ: أن يجعل اللام تاء (¬2). التاسعة والثلاثون: معرفة الملاحن والألغاز وقد ألف في الملاحن ابن دريد (¬3) تأليفاً لطيفاً (56/ ... ) وقد كانت العرب تتعمَّد ذلك وتقصده إذا أردت التَّوْرية أو التعمية، وهو من اللحن مثاله: ما كلَّمته أي ما جَرَحته، ولا أخذت منه كلباً: أي مسماراً في قائم السيف ولا جارية أي السفينة، ولا كسرت له سنّا أي عشباً ولا ظلمتُ فلانا أي ما سقيته ظليماً وهو اللبن قبل ان يَروب، ولا أتلفت لفلان تَمَرة: أي طرف السوط، وما رَوَيت هذا الحديثَ ولا دريته، فرَوَيْت بمعنى شَدَدت بالرِّواء وهو الحبل ودريت أي ختلت (¬4). والألغاز أنواع قصدتها العربُ وقصدَتها أئمة اللغة، وهي نوعان من حيث المعاني، وألفّ فيه ابن قتيبة مجلداً حسناً، وسموه أبيات المعاني، لأنها تحتاج الى أن يسأل عن معانيها ولا تفهم من أول وهلة، ومن حيث اللفظ والتركيب والاعراب. وذكر السيوطي من كل نوع من هذه الأنواع عدة أمثلة على غير ترتيب لا نطول بذكرها فمن شاء الاطلاع عليها فليرجع الى المزهر (¬5). وأما ألغاز أئمة اللغة فعن الخليل قال: رأيت أعرابيّاً يسألُ أعرابياً عن البَلصُوص ما هو؟ فقال طائر، قال: فكيف تجمعه؟ قال البَلَنْصَي قال الخليل: فلو ألغز رجل فقال: ما البَلَصُوص يَتْبَعُ البَلَنْصَي (¬6) ¬

_ (¬1) الأصل الشرط والصواب ما أثبتناه عن الصحاح: 3/ 1117. (¬2) ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 744، ينظر مجمل اللغة: 2/ 802، ينظر: ديوان الأدب: 3/ 110، ينظر: الصحاح: 1/ 296، 2/ 740، 943،976،471،517، 3/ 1041،1056،1192. (¬3) وفيات الأعيان: 4/ 324. (¬4) جمهرة اللغة: 1/ 376،981، 2/ 934، ينظر المزهر: 1/ 567،72،73،575. (¬5) ينظر: المزهر: 1/ 578،590. (¬6) الكتاب: 4/ 420، ليس من كلام العرب لابن خالويه: 31، لسان العرب: مادة (بلص): 1/ 256، المزهر: 1/ 591.

الأربعون: في معرفة الأشباه والنظائر

كان لغزاً، وعقد للسيوطي في هذا النوع فصلاً في فتيا فقيه العرب؛ وذلك أيضاً ضرب من الألغاز، وقد ألفّ فيه ابن فارس تأليفاً سماه بهذا الاسم. وللحريري مقامة في ذلك وهي المقامة الثانية والثلاثون، وذكر الرازي في مناقب الشافعي (¬1): أنه سئل عن بعض المسائل بألفاظ غريبة، فأجاب عنها في الحال، من ذلك قيل له كم قرا أم فلاح؟ فأجاب على البديهة: من ابن ذكاء ال أم شملة، القرا: الوقت، وأم فلاح: الفَجْر، وهو كنية للصلاة، وابن ذُكاء: الصُّبْح، وأم شَمْلَة: كنية الشمس (¬2). الأربعون: في معرفة الأشباه والنظائر وهذا نوع مهمّ، ينبغي الاعتناء به، فيه تُعْرَف نوادر اللغة وشواردها، ولا يقوم به إلا مضطلع بالفن، واسع الإطلاع، كثير النظر والمراجعة، وقد ألفّ ابن خالويه كتاباً حافلاً في ثلاث مجلدات ضخمات، سماه كتاب ليس، موضوعة: ليس في اللغة كذا إلا كذا، وتعقب عليه الحافظ مُغْلَطائي (¬3) مواضع منه في مجلد سماه: الميس على ليس، ويقع لصاحب القاموس في بعض تصانيفه أن يقول عند ذكر فائدة: وهذا يدخل في باب ليس، وذكر السيوطي في المزهر في هذا النوع ما يقضى الناظر فيه العجب، وأتى فيه (57/ ... ) ببدائع وغرائب إذا وقف عليها الحافظ المطلع، يقول: هذا منتهى الإرب، وذكر أبنية الأسماء والأفعال ونوادر من التآليف وضوابط، واستثناءات في الأبنية وغيرها (¬4). فمن المستثناة فُعِل لا تكون الا للفُعِل، وقد جاء عليه حرف واحد وهو الدُّئِل، وليس في الكلام فِعَل وصف إلاّ في حرفين من المعتل، يوصف به الجمع وذلك: قَوْم عُدَى، ومكان سُوى، وزادوا عليه دين قِيمَ، ولَحم زِيَم، أي متفرق وماء رِوىً، أي كثير (¬5). ولا يعرف أفْعِلاَء الا يوم الأرْبِعاء والأرْمِداء وأريحاء، وأنصباء، وكذا يُفْعُول إلا يُسْرُوع، وكذا مِفْعِل الا مٍنْخِر، ومَيْسرة ولا مُفْعول بضم الميم الا مُغْرُود ومُغْفُور، ومُغْثُور ومُنْخُور ومُعْلوق وهذه الأبواب واسعة جداً (¬6). ¬

_ (¬1) ينظر: وفيات الأعيان: 1/ 200. (¬2) ينظر: نظام الغريب: 185، ينظر: المزهر: 1/ 591،622،636. (¬3) مغلطائي: الحافظ علاء الدين مغلطائي المصري، كتب الكثير وصنف وجمع ت سنة 762هـ، البداية والنهاية:14/ 282. (¬4) ينظر: المزهر: 2/ 3،49. (¬5) ينظر: الكتاب: 4/ 244، وفيه قومٌ عِدىً، أدب الكاتب: 473، ينظر: ديوان الأدب: 1/ 81، وفيه قد عدَّ فُعِل من المهملات، ينظر: كتاب الأمالي: 2/ 230، ينظر: المزهر: 2/ 39،50. (¬6) الكتاب: 3/ 642،604، 4/ 265،94،273،274، أدب الكتاب:475،476، ديوان الأدب: 1/ 308، ينظر ليس في كلام العرب:17،30، المزهر:2/ 50،51.

ثم ذكر ما جاء على فُعالة وعلى فَعَنْلَى، وعلى فَعَالَى، وعلى فَاعُول، وعلى أفْعُول، وعلى أفْعولة، وعلى فَعْول، وعلى فَعْولة، وعلى فَعَال بالفتح والتخفيف، وعلى فَعال مبني على الكسر، وعلى فُعَلِل وفُعالل، وعلى فعْوعَل من المقصور، وعلى تِفْعال، وعلى فَيْعَل، وعلى فَيْعال، وعلى فَوْعال، وعلى فَوْعل، وعلى فِعِّيل، وفِعِّيلي، وعلى فُعَلاء بالضم والمد، وعلى إفْعيل، وعلى فَعْلَليل وفَنْعَليل، وعلى فُعَل - المعدول، وعلى فُعالية بالضم، وتخفيف الياء، وعلى فَعاليَة بفتح الفاء وتخفيف الياء، وما جاء من المصادر على تَفْعلِة، وعلى يَفْعول، وعلى تَفْعُول، وعلى فُعَلة في النعت، وفي الأسماء وعلى فِعَلْنه، وعلى فَعْلَلُول، وعلى فيعَلول (¬1). ثم ذكر الألفاظ التي استعملت معرفة لا تدخلها الألف واللام وعكسه منها: شَعْوب: اسم للمنيَّة، وهُنَيدْة: مائة من الإبل، وهَبَّت مَحْوَة: اسم للشَّمال، وخضارة: اسم للبحر و [جابر] (¬2) بن حَبَّة اسم للخُبْز، وبَرَّة: اسم للبَّر، وفَجَار: اسم للفُجور، وأنا ابن خلاوة، وهذه ذكاءٌ طالعة: اسم للشمس، وأَسامة: اسم للأسد، وشبوة: اسم للعقرب الصغير، وغضيا مائة من الإبل، وعراج وغثار: إسمان للضبع، ويوم عَرفة، وعبرت دَجْلة وحَضَوْضي: أي النار، وَجرْب: أي السماء، ويوم عروبة: [الجمعة] (¬3)، وبصاق: موضع، وقضيب: واد، وبَقْعاء: موضع، ولُبْن: جبل معروف، وبرقع: اسم السماء السابعة، وخَزْرج: هي ريح الجنوب، وهاوية: اسم للنار، وكل وبعض وبذلك نزل القرآن، وكذلك هو في أشعار القدماء (¬4). وقول العوام والخواص الكل والبعض غلط، وغير وكافة، وقاطبة، وفعل ذلك من رأس وهي رأس عين، وليل التِّمام بالكسر لا غير ووُلِد الوالد، والبتة: وبتة ردية (58/ ... ) وهي الكبرى والصغرى (¬5). ¬

_ (¬1) ينظر: الكتاب: 4/ 249،254،256،260،264،265،269 - 293،274،277،278،294،336،407، ينظر: الاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية والزيادات للزبيدي:12،20،29،38، ينظر: المزهر:2/ 50 - 156. (¬2) زيادة يقتضيها السياق عن اصلاح المنطق:336. (¬3) زيادة يقتضيها السياق عن جمهرة اللغة: 1/ 319. (¬4) ينظر: إصلاح المنطق:335 - 336، ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 1023،1123، 1/ 319،348،355، 1/ 364،379. ينظر: ديوان الأدب: 2/ 4، ينظر: الصحاح:1/ 310، 6/ 2539، المزهر:2/ 158. (¬5) فصيح ثعلب:84، المزهر: 2/ 158،159.

ثم ذكر الألفاظ التي لا تستعمل إلا في النفي كما بالدّارِ أَحَدٌ، وما بها صَوَّاتٌ، وما أدْري أيُّ النَّاس هو، الى غير ذلك وهي كثيرة، ثم ذكر الأسماء التي لا يتصرف منها فعل منها الحجَى: العقل وامرأة خود؛ وهي الناعمة، ووَيْل ووَيْح ووَيْس ووَيْب، وبِطريق، ومزية، ونَّدْل الى غير ذلك (¬1). ثم ذكر الألفاظ التي وردت مثناة كالمَلَوين، والجديدين ومنها الأجدّان، والعَصْران والرِّدْفان، والصِّرعان، والحَجران، والأسودان، والأبيضان، والأحمران، والأَصْمَعان، والأزهران، والأقهبان، والمسجدان، مسجد مكة والمدينة وهي كثيرة جداً (¬2). ثم ذكر المثنى على التغليب ومنه العَمْران: عمرو بن جابر، وبدر بن عمرو، والزَّهْدَمان: زَهْدمُ وقيس، والعمران: أبو بكر وعمر، والحُرَّان: حُرّ وأخوه [أُبَيّ] (¬3)، وهذا باب واسع (¬4). ثم قال ومن أسماء غير الناس: المَبْركان لمَبْرك ومناخ [نَقْبَين] (¬5)، والبَصْرتان: الكوفة والبصرة، والأذانان: الأذان والإقامة، والعشاءان: المغرب والعشاء، والمشرقان: المشرق والمغرب، وثُبَيْران: ثُبَيْر وحِراء الى غير ذلك (¬6). ثم ذكر الألفاظ التي وردت بصيغة الجمع والمعنى بها واحد أو اثنان كما يقال: ألقاه في لَهَوات الليث، وإنما له لَهاة واحدة، وهو رجل عظيم المناكب، وإنما له مَنْكِبان الى غير ذلك. ثم ذكر المثنى الذي لا يعرف له واحد، قال أبو عبيد: المِذْروان: أطراف الاليتين، وليس لهما واحد، والاثنان لا واحد لهما والواحد لا تثنية له والانثيان، وقولهم جاء يضرب ازْدَرية، ويقال الشيء حوالينا، ومن ذلك دَوَاليك وحَنانيك وهَذَاذيك أي هَذّا بعد هذا، ولبّيَك ¬

_ (¬1) ينظر: الكتاب:1/ 318، ينظر: اصلاح المنطق:391، ينظر: جمهرة اللغة:1/ 4431، ينظر: أمالي الزجاجي:199، ينظر: المنصف لابن جني:2/ 198، ينظر: مجمل اللغة: 3/ 862، ينظر: المزهر: 2/ 160،170،171. (¬2) اصلاح المنطق:394 - 397، أدب الكاتب:36،37، المزهر: 2/ 173،174. (¬3) زيادة يقتضيها السياق من إصلاح المنطق:401. (¬4) اصلاح المنطق:400 - 402، المزهر: 2/ 185،186. (¬5) زيادة يقتضيها السياق من المزهر: 2/ 186. (¬6) ينظر: المثنى لأبي الطيب اللغوي:8،9،12،13، المزهر:2/ 186.

وسَعْديك وحَجَازيك، وخِصْيان ولا يقال خُصِيّ وعَقَل بعيره بثنايين، وهَجَاجَيْك والأصدغان والمقراضان والجَلَمان لا يفرد لهما واحد (¬1). ثم ذكر الجموع التي لا يعرف لها واحد منها خَلابِيس وهو الشيء الذي لا نظام له، لم يعرف البصريون له أحداً، وقال البغداديون: خِلْبيس وليس بِثَبَت وسمَاهيج: موضع، وسمَادِيرُ العين: مايراه المغمَى عليه من حُلم، وهراميت آبار (¬2) مجتمعة بناحية الدهناء (¬3)، ومعاليق: ضرب من التمر، وأيافث: موضع باليمن، وأثارب: موضع بالشام، ومَعافر: موضع باليمن، وعَبادِيد وعَبابيد، وشماطيط، وأساطير، وأباطيل، وهزاهز: أي الشدائد، وذعاليب، وتعاجيب، وتعاشيب، وذهب القوم شعارير: أي تفرقوا، والنَّمَاسِي: الدواهي والحراسين، والمقاليد، والمذاكير، والمسَاومُّ، وَمَراقُّ البطن، والمحاسن (59/ ... ) والمساوى، والممادح، والمقابح، والمعايب، والأباسق (¬4). ثم ذكر الألفاظ التي معناها الجمع ولا واحد لها من لفظها منها [الثَّول] (¬5): النحل والعَرم، والخيل، والقوم، والرهط، والفُور، والتَّنوخ، والرِّكاب، والنَّبْل، والغنم، والزِّمْزِيم، والقِمقْام، والناس، والسَّنَوَّر، والأرْجاب، والأَشُدّ، والخَشْرَم، والدَّبْر، والصَّوْر جماعة النحل، وكذا الحائش، وَرَبْرَب، وصوار، وابل، والأثاث، والبقر، والخموس، والذَّوْد، والألى: بمعنى الذين، وأولو بمعنى أصحاب واحدها ذو، وأولات واحدها ذات، وقال الكسائي: من قال في الإشارة أُلاك فواحده ذاك، ومن قال أولئك فواحدة ذلك (¬6). ¬

_ (¬1) ينظر: اصلاح المنطق:311،116،168، ينظر: مجالس ثعلب: 1/ 157، ينظر جمهرة اللغة:1/ 437، 2/ 695، ينظر: أمالي الزجاجي:129،132، ينظر: الصحاح:1/ 438، 6/ 4346، ينظر: المزهر: 2/ 191 - 196. (¬2) في الأصل آثار والصواب ما أثبتناه عن لسان العرب مادة (هرمت): 3/ 800. (¬3) ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 1138،1191، ينظر: كتاب الأمالي: 2/ 159،313، ينظر: المزهر: 2/ 197. (¬4) ينظر: الكتاب: 3/ 379، ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 259،359،2/ 766،940،713،1191، ينظر: الصحاح: 1/ 182،177،2/ 700، ينظر: كتاب الأمالي: 2/ 177، ينظر: ذيل الأمالي والنوادر:64، ينظر: فقه اللغة للثعالبي:252، ينظر: المزهر:2/ 197 - 199. (¬5) زيادة يقاضيها السياق من المزهر:2/ 199، والثَّوْل جماعة النحل لا واحد له العين:8/ 238. (¬6) ينظر: أدب الكاتب:86،87، ينظر الفاخر:199، ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 326،379، 2/ 621،977، 773،761،788،962،722، ينظر: مجمل اللغة: 1/ 131،78، ينظر: الصحاح: 2/ 471، ينظر: المزهر: 2/ 199،200.

ثم ذكر ما يفرد ويثنى ولا يجمع يقال: هذا بَشَر، وهما بَشَران، ولا يقال ثلاثة بَشَر وهذا مَرْءٌ، وهما مَرْآن، ولا يجمع على لفظه، وكذا امرأة وامرأتان. ثم ذكر ما يفرد ويجمع ولا يثنى كسواء، وقالوا في الجمع سَواسِية وكذا ضِبْعان للمذكر، يجمع ولا يثنى (¬1). ثم ذكر ما لا يثنى ولا يجمع كالعَنَم واحده وجمعه سواء، واليّم، والواحد، والقَبُول، والدَّبُور، وأنا برآء منه، وعرق الانسان وغيره لم يسمع له جمع (¬2). ثم ذكر ما اشتهر جمعه واشكل واحده كذَّرَاريح: واحدها ذُرُحْرُح وذُرَّاح وذُرُّوح، والمصارين: واحدها مُصْرَان (بضم الميم) وواحده مَصِير، وأفواه الأزِقَّة والأنهار: واحدها فُوَّهة،، والغرانيق: واحده غِرْنَوف، وهو الرجل الشابُّ الناعم، وفُرَادَى: جمع فَرْد وآوِنَة جمع أوَان وعِلْية الرجال: واحدها عَليّ، والشمائل: واحدها شِمال، والزَّبانية واحدها زِبْنية (¬3). ثم ذكر ما اشتهر واحده وأشكل جمعه: كدُّخَان جمعه دواخن، وعثان جمعه عواثن، وامرأة نُفَسَاء جمعها نِفَاس، وناقة عُشَرَاء جمعها عِشار وجمع رُؤْيا رُؤىً، والدنيا دُنى الى غير ذلك (¬4). ثم ذكر ما استوى واحده وجمعه كالشُّكاعي: شجرة ذات شوك، واحدتها شُكاعى أيضاً مثل الجمع سواء ومنه الحُلاوَي: شجر، والشُّقَارى، والسَّلوَى (¬5). ثم ذكر الجموع على التغليب مثل قوله تعالى: {سَلامٌ على إل ياسِينَ} (¬6) فجمعه على لفظ إِلْياسَ ومنه المسامِعة، والمهالِبة، والمناذرة، والأصامعة، والأشعرون، والمعاول والقُتَيبات، والرقيدات، والجَبَلات جمعوا على اسم الأب ونسبوا إلى أبيهم (¬7). ¬

_ (¬1) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 310، وينظر: الصحاح: 1/ 72، ينظر: المزهر: 2/ 200،201. (¬2) ينظر: مجالس ثعلب: 1/ 119، ينظر: ديوان الأدب: 1/ 231، ينظر: مجمل اللغة: 4/ 1523، ينظر: الصحاح: 1/ 36، ينظر: المزهر: 2/ 201. (¬3) ينظر: الكتاب: 3/ 619، ينظر: أدب الكاتب:85 - 87 وفيه غرنوق إذا كانت وصفاً والأصل غِرَنيق، ينظر: المزهر: 2/ 201،202. (¬4) ينظر: الكتاب: 3/ 485، أدب الكاتب:84، ينظر: المزهر: 2/ 202. (¬5) ينظر: النوادر لأبي زيد الأنصاري:216، ينظر: الصحاح: 6/ 2380،1381، ينظر: المزهر: 2/ 203. (¬6) الصافات / 130. (¬7) ينظر: الكامل في اللغة والأدب للمبرد: 1/ 144، ينظر المثنى: 55، ينظر: المزهر: 2/ 204.

ثم ذكر ما جاء بالهاء من صفات المذكر كرجل راوية الشعر، وعلاَّمة ونَسَّابة، ومجذامة، ومِطرَابة، ومِعْزَابة (¬1) في المدح، ولحَّانة، وهِلْباجة، وفَقَاقة، وصَخَّابة (¬2) في القدح كأنهم أرادوا به بهيمة، ورجل طلابة، وسيف مهذامة، ورجل رَبْعَة (60/ ... ) وامرأة رَبْعة وكذا مَلُولَة فيهما وفَرُوقة، وصَرُورة وهُمَزَة ولُمَزَة في حروف كثيرة لا تُنْزَع منها الهاء وأما راوية، ونسَّابة، وعَلاَّمة فحذف الهاء فيها جائز، ولا يبلغ في المبالغة ما تَبْلُغُهُ الهاء (¬3). ثم ذكر ما جاء من صفات المؤنث من غير هاء كجارية كاعِب، وناهد، ومُعْصر وعارك، وطَامِث، ودارس، وحائض، كله سواء وجارية جالع: إذا طرحت قِناعها وامرأة قاعد: إذا قعدت عن الحيض والولادة، ومُغِيل، وحامل، ومُسْقط ومُسْلب: إذا مات ولدها الى غير ذلك من الألفاظ من صفات الظباء، والنوق، والخيل، والاتان، والنساء وغير ذلك (¬4). وما كان على فَعِيل نَعْتاً للمؤنث فهو في تأويل مَفْعُول بغير هاء نحو: كفٌّ خَضيبٌ، ومِلْحَفَة غَسِيل، وإذا لم يجز فيه مفعول فهو بالهاء نحو: ظريفة، مريضة، وأما ريح خَرِيق وناقة سَديس، وكَتِيبة خَصِيف فشاد، وإن كان فعيل بمعنى فاعل فَمؤنثه بالهاء، نحو: رحيمة كريمة، وإذا كان فَعُول في معنى فاعل كان مؤنثه، بغير هاء نحو: امرأة صَبُور وشَكور وغَدُور (¬5) الا حرفا نادراً نحو: [هي] (¬6) عَدُوَّة الله، وإن كانت في تأويل مَفْعولة جاءت بالهاء، نحو الحَمُولَة والرَّكُوبَة (¬7). وما كان على مِفْعِيل فهو بغير هاء، نحو امرأة مِعْطِير، وفَرَس مِحْضِير، وشذ امرأة مِسْكينة، وما كان على مِفْعال فهو بغير هاء، نحو: امرأة مِعْطار ومِعْطاء، ومِفْعَل كذلك، نحو: امرأة مِرْجَم إلاّ أن يكون مُفْعِل مما لا يوصف به المذكر، نحو مُرْضِع، وظبية مُشْدِن فهو بغير هاء، وما كان على فاعل كذلك فهو بغير هاء، كحائض وطالق، فإذا أرادوا الفعل فيهما قالوا: مرضعة وطالقة. ¬

_ (¬1) في الأصل مِغرابة والصواب ما أثبتناه عن فصيح ثعلب:75. (¬2) في الأصل جخابة والصواب ما أثبتناه عن المصدر نفسه: 75. (¬3) ينظر: الكتاب: 3/ 237، ينظر: الكامل في اللغة: 1/ 192، ينظر: فصيح ثعلب:75، ينظر: المزهر: 2/ 204 - 606. (¬4) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 365،482،340،567، 2/ 687،739،661، ينظر: كفاية المتحفظ:36، ينظر: المزهر: 2/ 206 - 209. (¬5) في الأصل عذور والصواب ما أثبتناه عن أدب الكاتب: 229. (¬6) زيادة يقتضيها السياق عن المصدر نفسه: 229. (¬7) ينظر: الكتاب: 3/ 637،638،611، ينظر: اصلاح المنطق:343،357، ينظر: أدب الكاتب:228،229، ينظر: تهذيب الاصلاح: 2/ 212، ينظر: المزهر: 2/ 216.

وقد جاءت أشياء على فاعل تكون للمذكر المؤنث بلا فرق بينهما، نحو: جمل ضامر وناقة ضامر، ورجل عاشق وامرأة عاشق، وما كان من النعوت على مثال فَعْلان فانثاه فَعْلى في الأكثر، نحو غَضْبان، وغَضْبى ولغة بني أسد سَكْرانة، وما كان على فُعلان فمؤنثه بالهاء نحو عُرْيان وعُرْيانة (¬1). ثم ذكر ما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث، نحو: ثوب خَلقَ، وشاب وجارية أملود، وبعير سَدَس وسَديس، وبعير بَازِل وبَزُول، ورجل وامرأة عَروس الى غير ذلك. ثم ذكر إناثاً ما شهر منه الذكور كالأنثى من الذئاب سِلْقة، ومن الثعالب ثُرْمُلة، ومن الوعول أَرْوِيَّه، ومن القرود قِشَّة، ومن الأرانب عِكْرِشة، ومن الأسود لُبُؤَة. ثم ذكر ذكوراً ما شهر منه الإناث كاليَعَاقيب ذكور الحْجَل واحدها يَعْقُوب والخَرَب: (61/ ... ) ذكر الحُبَارَى، وساق حُرّ: ذكر القَمَارى، والصَّدى: ذكر البوم (¬2)، واليَعسوب: ذكر النحل الى غير ذلك (¬3). ثم ذكر الأسماء المؤنثة التي لا علامة فيها للتأنيث، كالسماءُ، والأرض، والقَوْس، والحرْب الى غير ذلك، وهي كثيرة جداً، وفيه تأليف لابن الحاجب، وابن قتيبة وغيرهما. ثم ذكر الأسماء التي تقع على الذكر والأنثى، وفيها علم التأنيث كالسَّخْلة وهي ولد الغنم ساعة يوضع، والعِسْبارة (¬4) ولد الضَّبع، والبطة، والحمامة، والنعامة، والدجاجة. ثم ذكر الأسماء التي تقع عليهما من غير علامة تأنيث: كالانسان، والفرس، والجُزُور، والذُبابُ، وغير ذلك وهي كثيرة جداً (¬5). ثم ذكر ما يذكر ويؤنث: كالقَلِيبُ، والسِّلاح، والصِّاع، والعُنُق، والسَّبيل والطَّريق وهي كثيرة جداً (¬6). وللسيد ذو الفقار أحمد البهويالي سلمه الله تعالى رسالةٍ مفيدة في ذلك، ثم ذكر الأسماء التي جاء مفردها ممدوداً وجمعها مقصوراً: كصحراء وصحارى وعذراء وعذارى، ¬

_ (¬1) ينظر: الكتاب: 3/ 640، 4/ 23، ينظر اصلاح المنطق: 358، ينظر: أدب الكاتب: 229،230، ينظر: المزهر: 2/ 217. (¬2) ينظر: أدب الكاتب: 81، ينظر: لسان العرب مادة (صدي): 2/ 423. (¬3) ينظر: الكتاب: 3/ 638، ينظر: أدب الكاتب: 81،83، ينظر: الصحاح:: 2/ 947، ينظر: المزهر: 2/ 218،220،221. (¬4) في الأصل العشبارة والصواب ما أثبتناه عن أدب الكاتب: 226. (¬5) ينظر: العين: 8/ 178، ينظر: أدب الكاتب:225 - 227، ينظر: الصحاح:1/ 313، 2/ 612، ينظر: المزهر:2/ 221 - 223. (¬6) اصلاح المنطق: 360 - 362، المزهر: 2/ 224.

وصَّلفْاء وصَّلافى وهي الأرضُ الغليظة، وخُبْراء وخَبَارى، وهي أرض فيها ندوة وسَّبْتاء وسَبَاتَى وهي الأرض الخَشِنَة الى غير ذلك لكنها قليلة جداً (¬1). ثم ذكر الأفعال التي جاءت على لفظ ما لم يسم فاعله كما يقال: وُثِئت يده فهي مَوْثوءة، وزُهي فلان فهو مَزْهُوّ، وكذلك نُخِيَ من النّخْوة فهو مَنْخُوّ وعُنِيتُ بالشيء أعْنَى به، ونُتِجت الناقة، ووُكِسْت وشُدِهت، وبُهتّ وسُقِط في يدي، وهذا الأخير لم يسمع قبل القرآن ولا عرفته العرب ولم يوجد ذلك في أشعارهم، ولما سمعه شعراء الإسلام، واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجه الاستعمال لأن عادتهم لم تَجْرِبه (¬2). ثم ذكر الأفعال التي تتعدى ولا تتعدى منها: النقص ضد الزيادة، ونّزَفْتُ البئر، وسَرَحْتْ الماشَية، وفَغَر فاه أي فتحه، ودلع لسانه، ورفع البعير في سيره، وأدْنَفَه المرض الى غير ذلك. ثم ذكر ما أتى على فاعل وتفاعل من جانب واحد كما يقال ضاعفت الشيء وباعدته تذاءبت الريح: جاءت مرة من هنا ومرة من هنا، وامرأة مُناعِمة، واللَّهم تجاوز عني، وقاتلهم الله، وعافاك الله، وعاقبت الرجل، وطارقت نعليّ، ودابة لا ترادف: أي لا تحمل رديفاً (¬3). ثم ذكر ألفاظ جاءت بلفظ المفرد والمثنى: كالفُرْق [لغة في] (¬4) الفرقان، والخسر والخسران، والهجر والهِجْران، والرَّتك والرَّتَكان، والكفر والكُفْران. ثم ذكر ما اتفق في جمعه فُعول وفِعال: كسُموم وسِمام جمع سَمّ، ثم ما أوائله مفتوح وأوائل أضدادها مكسور: كالجَدْب وضده الخِصْب (بالكسر) (62/ ... ) والحَرْب وضده السِّلم (بالكسر) وماء عَذْب وضده المِلْح (بالكسر)، والفَقْر وضده الغِنَى، والجَهْل وضده العِلْم (¬5). ثم ما جاء بوجهين في المعتل: كقال وقيل، ورارورير، وهو المخ، وقار وقَيْر، وعاب وعيْب، وذام وذَيْم، وقاد رمح وقَيْد رمح، وقاب وقيب، وصاع وصوع وقِيت وقُوت ¬

_ (¬1) ينظر: الكتاب: 3/ 422، ينظر: الشوارد في اللغة: 357، ينظر لسان العرب مادة (سبت): 2/ 80، ينظر: المزهر: 2/ 225،226. (¬2) ينظر: أدب الكاتب:310،311، ينظر: المزهر:: 2/ 233،235. (¬3) ينظر: ديوان الأدب:2/ 174،314،209،195،203، ينظر: الصاحبي في فقه اللغة:222، ينظر المزهر: 2/ 236،238. (¬4) زيادة يقتضيها السياق. (¬5) ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 294، ديوان الأدب: 2/ 17 - 19، كتاب الأمالي: 2/ 152، ينظر: المزهر: 2/ 238،239.

، وحور وحير جمع حوراء، الى غير ذلك، ويلحق بهذا الباب فعال وفَعِيل، نحو: صَحاح وصحيح، وعَقام وعَقيم، وبَجَال وبَجِيل، ويلحق به فَعيل وفُعال، نحو نَّهيق ونُّهاق، وخفيف وخفاف، وطويل وطُوَال، وعَريض وعُراض، ويلحق به أيضاً فُعول وفُعال نحو: سُّكوت وسُّكات وكُلوح وكُلاح، وصُلوح وصَلاح، وفُرُوسَة وفَرَاسة، وجُلُودَة وجَلادَة (¬1). ثم ذكر الألفاظ المفردة التي جاءت على فِعَلة – بكسر الفاء وفتح العين، وهو بناء نادر لأن الأغلب على هذا البناء الجمع، إلا أنه قد جاء للواحد، وهو قليل نحو: العِنَبة، والتِّولة، والطِّيَبة، والخِيَرَة (¬2). ثم ذكر أبنية المبالغة، وهي على اثني عشر بناء: كَفَساق، وغُدَر، وغدّار وغّدور، ومِعْطير ومِعْطار، وهُمزَة ولُمزَة، ومَلولة، وعلاَّمة، وراوِية، وخائنة، وبَقّاقة، ومجذَامة. ثم ذكر الألفاظ التي تقال للمجهول: كقل بن قل، وضل بن ضل، وذل بن ذل [ويقال]: للرجل الذي لا يعرف أبوه: وهَيّ بن بَيّ، وهَلْمَعة بن قَلْمَعة، وطامر بن طامر لمن لا يُعرف ولا يُدري من أين هو (¬3). ثم ذكر الألفاظ التي سقط فاؤها وعوض منها الهاء أخيراً: كرِقَة، وقُلة، ولُمة وقحِة (¬4) ودّعة، وثُبة، وضِعة، وبُرَة ونحو ذلك وهي كثيرة جدا. ثم ذكر المصادر التي جاءت على مثال مفعول نحو: حلفت مَحْلوفاً، وكذا المعقول والميسور، والمعسور، والمجلود (¬5). ثم ذكر الألفاظ التي جيء بها توكيداً مشتقة من اسم المؤكد، كقولهم: كان ذلك في الجاهلية الجهلاء، ووَتِد واتد، ووبْل وابل، وليل لائل، وشغل شاغل، وشيب شائب، وموت مائت، وويل وائل، وذيل ذائل، وصِدق صادق، وجُهد جاهد، وشِعْر شاعر، ¬

_ (¬1) ينظر جمهرة اللغة: 1/ 369، 2/ 1076،1015،1067،1060،703، ينظر: اصلاح المنطق: 11، 108، 110، تهذيب الاصلاح: 1/ 125 - 127، 310، 311، 333، ينظر: المزهر: 2/ 239 - 243. (¬2) الصحاح: 1/ 189، المزهر: 2/ 243. (¬3) ينظر: اصلاح المنطق: 33، ينظر: فصيح ثعلب: 76، ينظر: ديوان الأدب: 1/ 349، ينظر: المزهر: 2/ 243،244. (¬4) في الأصل لقحة والصواب ما أثبتناه عن ديوان الأدب: 3/ 220. (¬5) ديوان الأدب: 3/ 220،221، ينظر: المزهر: 2/ 244،246.

وزِبْرج مُزبرج، وظل ظليل، وليل أليل، وعَجَب عاجب وعَجِيب، ودَاهية دهْياء ودَهْواء، وألْف مُؤْلف، وسيل سائل، ورَماد رِمْديد (¬1). ثم ذكر على ما جاء على لفظ المنسوب: كالبَرْدي، والخِطْميّ، والقَلْعيُّ: الرصاص والبُخْتِي (63/ ... ) وخُرْثيّ المتاع: سقطه، والحُردْيّ: واحد حَرادِيٌ القصب ودُرْدِيّ الزيت، والسِّخْري من السخرة، واللَّوْذَعيُّ، والالمعي، والعَبْقريُّ والجَعْظرِيّ، والأحْوزيُّ، والجَهْوَريُّ، وعيش دغْفَلِيُّ، وبَحْرُ لُجِّيَّ، وكَوْكبٌ دُرِّيُّ، وما بها دبي أي أحد، والنُّمِّي: الفلوس، والأحوري: الناعم، والأريحيّ: الذي يرتاح للندى، وقَعْسَر وقعسري بمعنى واحد (¬2). ثم ذكر طرائق النسب كالرازي الى الري، ودآروردي الى دار أبْجِرد (¬3)، ومَرْوزيّ الى مَرو (¬4)، وسبكري الى سُبْك (¬5)، وفي الصحاح الهنادكة: الهنود، والكاف زائدة نسبوا الى الهند على غير قياس. قال الأزهري: يقال سيوف هندكية، قال ياقوت: ولم أسمع بزيادة الكاف إلا في هذا الحرف (¬6). ثم ذكر ما ترك فيه الهمز وأصله الهمز وعكسه، قال أبو عبيدة: تركت العرب الهمز في أربعة أشياء لكثرة الإستعمال في الخابية، والبَريَّة، والنبي، والذُرِّيَّة زاد في الصحاح إلا أهل مكة فإنهم يهمزونها ويخالفون العرب في ذلك ومنه روية، وأيدْي سبا بلا همز (¬7). ثم ذكر الألفاظ التي وردت على هيئة المصغر: كالخُلَيقاء، والغُزَيراء، والسُّويطاء والشويلاء، والمُرَيطاء، والهُشيماء، والسويداء، والغُمَيصاء، والحُمَيّا، والثُّريا، والحُدَيّا، ¬

_ (¬1) ينظر: الكتاب: 3/ 385، ينظر: ديوان الأدب: 2/ 11،477، 3/ 461، ينظر: كتاب الأمالي: 66، تهذيب الإصلاح: 1/ 359، ينظر: المزهر: 2/ 246،247،249. (¬2) ينظر: ديوان الأدب: 1/ 147،148،39،175،176،202،273، 2/ 33،46، 3/ 28،63،64،347، ينظر: الصحاح: 2/ 797، ينظر: المزهر: 2/ 250،251. (¬3) دار أبجرد: ولاية بفارس ينسب إليها كثير من العلماء معجم البلدان: 2/ 419. (¬4) في الأصل مزو والصواب ما أثبتناه، ومرو أشهر مدن خراسان معجم البلدان: 5/ 113. (¬5) سبك علم مرتجل لأسم موضع، معجم البلدان: 3/ 185. (¬6) الصحاح: 4/ 1616، ينظر: المزهر: 2/ 251،252. (¬7) ينظر: اصلاح المنطق: 158،159، ينظر: الصحاح: 6/ 2347، 2541، 2/ 663، ينظر: العباب (حرف الهمزة): 95،117، المزهر: 2/ 252.

والحُذيّا، والحبيا، والحُجَيّا، والبُقَّيْري، والحُمَيْمق، ومُهَيْمن، ومُخَيِمر، ومُسَيْطر، ومُبَيْطر، ومُبَيْقر، والكُميْت، وأُوَيْس، ولُّجَيْن، والكُعَيْت الى غير ذلك وهي كثيرة (¬1). ثم ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها الميم: كُزرْقُم من الزَّرَق، وسُتْهم عظيم الاست، وصِلْدم من الصَّلد، وفُسْحم من الفساحة، وَخَلْجَم من الخلْج، وسَلْطم من السَّلاطه، وهو الطول، وقَشْعَم، وشُبْرمَ، وابنم، وشَدْقم، وحِلَّسْم، ودِّقْعم، ودِّلْقم (¬2). ثم ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها اللام، قال ابن مالك: اللام زيدت آخراً في فًحْجَل وعَبْدل، وهَيْقل، وطَيْسل، وزيدل، وفَيْشل، وعَنْسل، وهَدْمل، ونَهْشل، وعثول وهو الطويل اللحية (¬3). ثم ذكر الألفاظ التي زادوا في آخرها النون وهي أربعة أحرفٍ من الأسماء رَعْشن وضَيْفَن، وخَلْبن، وعَلْجن. ثم ذكر ما يقال أفعلته فهو مفعول نحو: أحبه الله فهو محبوب، ومثله محزون ومجنون، ومزكوم، ومقرور، وأزعقته فهو مزعوق، وأبرزته فهو مبروز، وأنبته الله فهو منبوت، وأضعف الشيء فهو مضعوف (¬4). ثم ذكر إيمان العرب: يقال لحَقُّ لآتيك؛ يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت اللام، ويقال: (64/ ... ) وحجة الله لا أفعل ذلك، وقولهم لعمرك، وقعدك الله آتيك، وجَيْر لا آتيك وقولهم: لا وقَائِت نَفَسي القصير، لا والذي لا أتقيه الا بمَقْتله، لا ومقطِّع القطر (¬5)، لا وفالق الإصباح، لا وفاتق الصباح، لا ومُهِبِّ (¬6) الرياح، وحرام الله لا آتيك، وأما ما يدعى به عليه فكقولهم: ماله آمَ وعام؛ وماله حَرِب وجَرِب، وثُلّ عرشه، وأبرد الله مخّه، ¬

_ (¬1) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 560،443،619، 2/ 880،650،759،1048، ينظر: نظام الغريب: 70، ينظر: الصحاح: 1/ 262، 3/ 906،6/ 2193، المزهر: 2/ 253،254. (¬2) ينظر: الكتاب: 4/ 272، 273،325، ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 1157،708،1183، ينظر: المنصف: 1/ 58،150،151، ينظر: الصحاح: 3/ 1208،919،1476، ينظر: المزهر: 2/ 254، 257،258. (¬3) ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 1118، المزهر: 2/ 259، ينظر: غاية الاحسان في خلق الانسان للسيوطي: 236. (¬4) ينظر: الصحاح: 1/ 268، ينظر: المزهر: 2/ 259 - 261. (¬5) في الأصل الفطر والصواب ما أثبتناه عن ذيل الأمالي والنوادر: 57. (¬6) في الأصل مميت والصواب ما أثبتناه عن المصدر نفسه: 57.

وجعل رزقه فوت فمه وقطع الله به السبب، ولا أهدى الله له عافته، وسحقه الله ولا أبقى الله لهم سارحاً ولا جارحاً وهي كثيرة جداً (¬1). ثم ذكر الألفاظ التي بمعنى جميعاً يقال: جاؤا قَضَّهم بقَضِيضهم، أي بآخرهم (¬2) إنقضَّ آخرهم على أولهم انْقضاضا، ويقال جاء القوم بلَفِّهم ولفيفهم، أي جاؤوا أخلاطهم وجاؤوا على بَكْرة أبيهم، أي جميعاً (¬3). ثم ذكر باب هيَّن وهيْن يقال هيَّن وهيْن، ولَيِّن وليْن (¬4)، وخيِّر وخيْر، وسيِّد وسيْد، وميِّت وميْت، وضيِّق وضيْق، وصيِّب وصيْب (¬5). ثم ذكرها الألفاظ التي اتفق مفردها وجمعها وغُيِّر الجمع بحركة كالدُّلامز (بالضم) القول الماضي والجمع دَلامز (بالفتح)، والوَرَشان والكَرَوان: طائران، والجمع (بكسر الواو وسكون الراء) وكِرْوان على غير قياس، الجُلادَح: الطويل والجمع جَلادح، وحكي في جمع دُخان دِخان، ثم ذكر ما يقال فيه قد فعل نفسه نحو: رَشِدْت أمرَك، ووفِقت أمرَك، وبَطِرت عيشك، وغَبِنْت رأيك، وألِمَتَ بَطْنَك، وسَفِهت نفسَك (¬6). ثم ذكر باب مالَ ومالَة يقال: رجل مال وامرأة مالة، ونال ونالة كثير المال، والنوال، وداء وداءة، وهاع لاع وهاعة لاعة، وصاتُ صاتَةٌ أي شديد الصوت، وإنه لفالُ الفرِاسة أي ضعيف، وإنه لطافٌ بالبلاد وخاطٌ للثياب، وصام الى أيام، وصاح بالرجال، ورجل جافٌ، ورجل ماس، وأرض شَاكَة، ومكان طانٌ: كثير الطِّين، ورجل خال ذو خُيْلاء، وجُرْف هارٍ أي منهار (¬7). ثم ذكر المجموع بالواو والنون من الشواذ، يقال: رِثة ورِثون، وقُلة وقُلون، ومائة ومِئون، ويقال: عِضَة وعِضُون، ولغة ولغون، ورِقة ورقون، وبُرة وبُرون، ويقال: لقيت منه الفَتَكرِين والفُتَكرْين، والأَمرِّين؛ والثلاثة من أسماء الداهية، ولا أفعله أبد الآبدين ¬

_ (¬1) ينظر: ديوان الأدب: 1/ 230، 3/ 9، ذيل الأمالي والنوادر: 50، 51، 55، 57، 58، المزهر: 2/ 261 - 266. (¬2) في ق وديوان الأدب: 3/ 8 بأجمعهم. (¬3) ينظر اصلاح المنطق:425، ينظر: الفاخر: 25، ينظر: ديوان الأدب: 3/ 8،9 المزهر: 2/ 270. (¬4) ليْن سقط من ب. (¬5) ينظر اصلاح المنطق: 32، ينظر: سر صناعة الإعراب: 1/ 306، المنصف: 2/ 15، ينظر: الصحاح: 1/ 267، 6/ 2198، 2218، المزهر: 2/ 270. (¬6) ينظر: الصحاح: 3/ 878، 1026،، 6/ 2474، المزهر: 2/ 270،271. (¬7) ينظر: الصحاح: 4/ 1339، ينظر: تهذيب الاصلاح: 1/ 274،275، المزهر: 2/ 272.

وعَملِت به العِملِّين، وبلغت به البُلغِين، وجاء فلان بالتَّرْحين والبَرْحين، أي بالداهية، ويقال في جمع لُغة وكُبة: لغين وكبين (¬1). ثم ذكر فاعلاً بمعنى ذي كذا: كخابز، وتامر، ولابن، وتارس، وفارس، وماحض ودارع (65/ ... ) ورامح، ونابل، وشاعل، وناعل، وشاعر، وَيُقال: القَومُ سامِنُون زابدون إذا كَثُر سَمْنُهُم وَزُبدُهُم، ورجل شاحم لاحم (¬2). ثم ذكر ألفاظاً اختلفت فيها لغة الحجاز ولغة تميم كخمس عشْرة أهل الحجاز لا يحركون الشين وتميم تثقِّل وتكسر الشين؛ ومنهم من يفتحها وهَيْهات عند أهل الحجاز وعند تميم أَيْهات (¬3)، وتخذت ووخذت وعند تميم اتخذت وأمثلة ذلك كثيرة (¬4). ثم ذكر الأفعال التي جاءت لاماتها بالواو وبالياء وعقد لها ابن السكيت بابا في إصلاح المنطق وابن قتيبة بابا في أدب الكاتب (¬5)، وقد نظمها ابن مالك في أبيات أولها: قل إن نَسبْتَ عزوته وعزيْته ... وكنْوت أحمد كُنْيةُ وكَنيْتةُ وأخرها: عيني هَمَت تهمو ويهمي دَمْعُها ... وحَمَوْته المأكول مثل حميته وتمامها في المزهر (¬6). ثم ذكر الفرق بين الضاد والظاء بوجوه، وقال شاركت الطاء والظاء في النَّاظور، والظَّمَخ، وبني ناعِظ، والظبن والوَقْظ، وظَلْف الدم، واعَظألَّ الشيء، واظل: أي أشرف وشاركتهما الضاد في اظّان واجلنظى، وذهب دمه بظرا، ولبعضهم أبيات في ذلك ذكرها في المزهر أولها (¬7). ايها السَّائِلي عن الظاء والضا ... د لِكَيْلا تُضِلَّهُ الألفاظ (¬8) ذكر فيها جملة صالحة من تلك الألفاظ. ¬

_ (¬1) ينظر: إصلاح المنطق: 134، ينظر: مجالس ثعلب: 1/ 92،2/ 588، ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 1018، ينظر: المزهر: 2/ 273، 274. (¬2) ينظر: النوادر لأبي زيد الأنصاري: 99، ينظر: أدب الكاتب: 253، ينظر: الصحاح: 1/ 366، 2/ 910،957، 5/ 1735، 1823، المزهر: 2/ 274،275. (¬3) ذكر في المزهر إنّ تميما تقول هيهات وأهل الحجاز أيْهات: 2/ 276. (¬4) المزهر: 2/ 275،276. (¬5) ينظر: إصلاح المنطق: 135 - 144، أدب الكاتب: 364، المزهر: 2/ 279. (¬6) المزهر: 2/ 279،282. (¬7) ينظر: الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد، ابن مالك الأندلسي:52،95،96،98،41،81،82،63، 90،99،100، ينظر: المزهر: 282 - 286. (¬8) شرح مقالات الحريري لعبد المؤمن الشريشي: 4/ 202، المزهر: 2/ 286.

الحادية والأربعون: في معرفة آداب اللغوي

ثم ذكر جملة من الفروق وقال: لم أقصد الى استيفائها، لأن ذلك لا يكاد يحاط به وقد ألف في هذا جماعة، قال القالي: الوِرثْ في الميراث، والإرْث في الحسب والسَّرى: ما كان في أول الليل، والنَّدى: ما كان في آخره، والرِّحلة: الارتحال، والرُّحْلُة الوِجْه تقول: انتم رُحْلَتي والحَثّ: يكون في السَيْر والسَوْق، وكل شيء، والحض لا يكون فيهما، والمَرْفق في الأمر والمِرْفق في اليد الى غير ذلك مما لا يحصى كثرة (¬1). الحادية والأربعون: في معرفة آداب اللغوي أول ما يلزمه الإخلاص وتصحيح النية: لقوله (صللم): " الأعمال بالنيات " (¬2) ثم التحرّي في الأخذ عن الثقات مع الدأب والملازمة عليهما لقوله (صللم): " إن هذا العلم دِين فانظروا عمن تأخذون دينكم " (¬3) ولا شك إن علم اللغة من الدِّين، لأنه من فروض الكفايات، وبه تعرف معاني ألفاظ القرآن والسنة (¬4). قال عمر بن الخطاب: لا يُقْرِئ القرآن إلاّ عالم باللغة، وعن ابن عباس قال: إذا سألتم عن شيء من غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب (¬5). وقال الفارابي: لا سبيل الى علم القرآن، وإدراك معانيه (66/ ... ) إلاّ بالتبحر في علم هذه اللغة (¬6). وقال بعض أهل العلم حفظ اللغات علينا ... فرض كفرض الصلاة ... (¬7) فليس يضبط دين ... الا بحفظ اللغات وليكتب كل ما يراه ويسمعه فذلك أضبط له وليرحل في طلب الفوائد كما رحل الأئمة، ومن لم تكن استفادُة الأدب أحَبَّ اليه من الأهل والمال لم يَنْجُب، وليعتن بحفظ أشعار العرب مع تفهم ما فيها من المعاني واللطائف، فان فيها حكما ومواعظ وآدابا وبه يستعان على تفسير القرآن والحديث (¬8). ¬

_ (¬1) ينظر: جمهرة اللغة: 2/ 784، ينظر: كتاب الأمالي: 2/ 222، ينظر: مجمل اللغة: 1/ 214، ينظر: تهذيب الاصلاح: 1/ 318، ينظر: نظام الغريب: 154، ينظر: المزهر: 2/ 288،289. (¬2) صحيح البخاري: 1/ 58. (¬3) سنن الدارمي: 1/ 113. (¬4) المزهر: 2/ 302. (¬5) ايضاح الوقف والإبتداء:39،62، المزهر: 2/ 302. (¬6) ديوان الأدب: 1/ 73. (¬7) المزهر: 2/ 302. (¬8) كتاب الأمالي: 1/ 171، ينظر: المزهر: 2/ 303،305،309.

قالت عائشة: " الشعر منه حَسَنُ ومنه قبيح، خذ الحسن ودع القبيح " رواه البخاري في الأدب المفرد (¬1). ولقد رويت من شعر كعب بن مالك أشعاراً منها القصيدة فيها أربعون بيتاً أو دون ذلك، وعن الشريد استنشدني النبي (صللم) شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته، فأخذ النبي (صللم) يقول: هِيه هِيه حتى أنشدته مائة قافية (¬2). ودفع عبد الملك بن مروان ولده الى الشَّعْبي يؤدبهم فقال: عَلّمْهم الشعر يَمْجُدوا ويَنْجدوا، ولا يقتصر على رواية الأشعار من غير تفهم ما فيها من المعاني، واللطائف وإذا سمع من أحد شيئاً فلا بأس أن يتثبت فيه (¬3). قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول عطس فلان فخرج من أنفه جُلُعْلِعَة فسألته عن الكلمة فقال: هي خُنفساء نصفها حيوان ونصفها طين، قال: فلا أنسى فرحي بهذه الفائدة (¬4). وليترفق بمن يأخذ عنه ولا يطول بحيث يضجر، فإذا بلغ الرتبة المطلوبة صار يدعى الحافظ، كما أن من بلغ الرتبة العليا من الحديث يسمى الحافظ، وعلم الحديث واللغة أخوان يجريان من واد واحد، ووظائف الحافظ في اللغة أربعة: أحدها: وهي العليا: الاملاء، وقد أملى حفاظ اللغة من المتقدمين الكثير، فأملى ثعلب مجالس عديدة في مجلد ضخم، وأملي ابن دريد، وابن الأنباري، وولده أبو بكر، وابو علي القالي وغيرهم ما لا يحصى، وطريقتهم في الاملاء، كطريقة المحدّثين سواء. وقد كان هذا في الصدر الأول فاشيا كثيراً، ثم مات الحفاظ، وانقطع املاء اللغة من دهر مديد واستمر املاء الحديث. والوظيفة الثانية: الافتاء في اللغة، وليقصد التحري، والإبانة، والإفادة والوقوف، عندما يعلم، وليقل فيما لا يعلم: لا أعلم، وإذا سئل عن غريب، وكان مفسراً في القرآن فليقتصر عليه (¬5). ثم ذكر السيوطي في المزهر (67/ ... ) من سئل من علماء العربية عن شيء، فقال: لا أدري، ومن سئل عنه فلم يعرفه فسأل من هو أعلى منه، ومن ظن شيئاً، ولم يقف فيه على الرواية فوقف عن الاقدام عليه ومن قال قولاً ورجع عنه، وإذا تبين له الخطأ في جواب ¬

_ (¬1) الأدب المفرد للبخاري: 173، المزهر: 2/ 309. (¬2) المصدران نفسهما: 174 و: 2/ 309. (¬3) ينظر: المزهر: 2/ 309 - 312. (¬4) جمهرة اللغة: 2/ 1223، المزهر: 2/ 312. (¬5) المزهر: 2/ 313،314.

الثانية والأربعون: في معرفة كتابة اللغة

غيره من العلماء فلا بأس بالرد عليه ومناظرته ليظهر الصواب، وإذا كان المسؤول عنه من الدقائق التي مات أكثر أهلها، فلا بأس أن يسكت عن الجواب اعزازاً للعلم واظهاراً للفضيلة، ولا بأس بالسكوت إذا رأى من الحاضرين ما لا يليق بالأدب، وليثبت كل التثبت في تفسير غريب وقع في القرآن أو في الحديث (¬1). وكان الأصمعي لا يفسِّر شعراً يوافقُ تفسيرهُ شيئاً من القرآن، وكان لا ينشد ما كان فيه ذكر الأنواء لقوله (صللم): " إذا ذُكِرُتْ النُّجُوم فَأمْسِكوا " (¬2) وكان لا يُفَسِّرُ ولا يُنْشِدُ شعراً يكون فيه هجاء (¬3). ثم ذكر من عجز لسانه عن الابانة عن تفسير اللفظ، فعدل الى الإشارة والتمثيل، واذا كان له مخالف فلا بأس بالتنبيه على خلافه. ثم ذكر التثبيت إذا شك في اللفظة: هل هي من قول الشيخ أو رواها عن شيخه وذكر التَّحَرَّي في الرواية، والفرق بين مثله ونحوه، وذكر كيفية العمل عند اختلاف الرواة، والتلفيق بين الروايتين، وذكر من روى الشعر فحرَّفه على غير ما روته الرواة، وذكر طرح الشيخ المسألة على أصحابه ليفيدهم، ولا بأس بامتحان من قدم؛ ليُعْرف محله في العلم ويُنزَل منزلته؛ لا لقصد تعجيزه وتبكيته فإنه حرام، ثم ذكر من سمع من شيخه شيئاً فراجعه فيه أو راجع غيره ليتثبت أمره (¬4). الثانية والأربعون: في معرفة كتابة اللغة يُرْوى أنَّ أول من كتب الكتاب العربيّ، والسُّرياني والكتب كلَّها آدم (عليه السلام) قبل موته بثلاثمائة سنة، كتبها في طينٍ وطَبَخَه، فلما أصاب الأرض الغرقُ وجد كل قوم كتاباً فكتبوه، فأصاب إسماعيل - الكتاب العربي، وقيل اسماعيل أول من وضع الكتاب العربي على لَفْظِه ومَنْطِقِه، وكان موصولا حتى فرق بينه ولده، يعني إنه وصل فيه جميع الكلمات ليس بين الحروف فرق، ثم فرقه هميسع وقيذر، وقيل مُرَامر (¬5) بن مرة، وأسلم ابن سدرة (¬6)، وهما من أهل الأنبار، وقيل حرب بن أمية وتعلم من أهل الحيرة (¬7). ¬

_ (¬1) ينظر: المزهر: 2/ 315 - 325. (¬2) اتحاف السادة المتقين بشرح أسرار احياء علوم الدين، محمد مرتضى الزبيدي: 9/ 402. (¬3) ينظر: الكامل في اللغة: 3/ 36، المزهر: 2/ 325،328. (¬4) ينظر: المزهر: 2/ 329 - 338. (¬5) في الأصل مرار والصواب ما أثبتناه عن الأوائل للعسكري:57. (¬6) في المصدر نفسه: 57 سلاه. (¬7) الأوائل: 57، الصاحبي في فقه اللغة: 34، المزهر: 2/ 341،342، ينظر: الوسائل الى معرفة الأوائل للسيوطي: 140.

قال ابن فارس: الروايات في هذا الباب تكثر وتختلف، والذي نقوله فيه: إنَّ الخطَّ توقيفٌ (68/ ... ) وذلك لظاهر قوله تعالى: {الذي عَلَّم بالقلم عَلَّمَ الإنسانَ ما لَم يَعْلَم} (¬1)، وقوله: {ن والقَلَم وَمَا يَسْطُرون} (¬2) وإذا كان كذا فليس بِبَعَيد أنْ يُوَقّف آدم أو غيره من الأنبياء على الكتاب، فأما أن يكون مُخْتَرعٌ اخترعه من تِلقْاء نفسه فشيء لا يُعْلمُ صِحَّته إلا مِنْ خبر صَحِيح. ويؤيده ما قال ابن عباس: أول كتاب أنزله الله من السماء أبو جاد، وعن أبي ذر مرفوعاً: أول من خط بالقلم إدريس أخرجه أحمد في مُسنده (¬3). وأسماء هذه الحروف داخلةٌ في الأسْماء التي أعلم الله تعالى أنه علمَّها آدم (عليه السلام) وقد قال: {عَلَّمَهُ البَيَان} (¬4) فهَلْ يكون أوّل البيان إلاّ علم الحروف التي يقع بها البيان؟ ولِمَ لا يكون الذّي عَلَّم آدم الأسماءَ كلَّها هو الذي علمَّه الألف، والباء، والجيم والدال؟ فأما من حُكِي عنه من الأعراب الذين لَمْ يَعْرِفوا الهمز، والجّر، والكاف، والدّال، فإنا لم نَزْعم أن العرب كلَّها - مَدَارا وَوَبَراً - قد عرفوا الكتابة كلَّهَّا، والحروف أجْمعها، وما العرب في قديم الزَّمان إلاّ كنحن اليوم. فما كلُّ أحد يّعْرف الكتابة، والخطَّ، والقراءة، وقد كان في الزَّمن الأطول مَنْ كان يعرف الكتابة ويخطّ ويقرأ وكان في أصحاب رسول الله (صللم) كاتبون منهم: عثمان، وعلي، وزيد، وغيرهم وقد عرضت المصاحف على عثمان؛ فأرسل بكتِف شاة الى أبَيّ بن كَعْب فيها حروف فأصلحها. والذي نقوله في الحروف، هو قوْلُنا في الإعراب والعَروض، فإن القوم قد تداولوا الإعراب، ومن قالوا إن أبا الأسود أوّلُ من وضع العربيّة، وأن الخليل أوّل من تكلّم في العروض، فنحن لا نُنْكِر ذلك، بل نقول إنَّ هذين العِلْمين قد كانا قديماً وأتَتْ عليهما الأيّام وقلاَّ في أيدي النّاس، ثُمّ جَدَّدهما هذان الإمامان ومن الدليل على عِرْفان القدماء من الصحابة وغيرهم بالعربية كتابتهُم المصحف على الذي يُعَلّله النّحْويّون في ذوات الواو، والياء، والهَمْز، والمدّ، والقَصْر، فكتبوها على أحوالها (¬5). ¬

_ (¬1) العلق / 4،5. (¬2) القلم / 1. (¬3) المعارف لابن قتيبة: 240، لم أجده في المسند لأحمد بن حنبل. (¬4) الرحمن / 4. (¬5) الصاحبي في فقه اللغة:34 - 38، المزهر: 2/ 343،346.

قال ابن عباس: في قوله تعالى: {أَثارَةٍ من عِلْمٍ} (¬1) الخط الحسن، وفي قوله: {إِنِّي حَفيظٌ عَليمٌ} (¬2) أي كاتب حاسب، وقال بعض المفسرين: في قوله: {يَزيدُ في الخَلْقِِ مَا يَشَاء} (¬3) أي الخط الحسن، وقيل الخط لليد لسان، وللخَلَد ترجمان فرداءَته زَمَانة الأدب، وجودته تبلغ بصاحبه شرائف الرتب، وفيه المرافق العظام التي مَنَّ الله بها على عباده، فقال جل ثناؤه: {وَرَبُّك الأَكْرَمُ الَّذي عَلَّمَ بالقَلَم} (¬4). وقال الضحاك (69/) في قوله تعالى: {عَلَّمَهُ البَيَان} (¬5) الخط وهو لمحة الضمير ووحي الفكر، وسفير العقل، ومستودع السر، وقيد العلوم والحكم، وعنوان المعارف وترجمان الهمم، ومن أهل الجاهلية نفر ذوو عدد كانوا يكتبون، والعرب إذ ذاك من عزّ بزّ؛ منهم أُكَيْدر (¬6) بن عبد الملك صاحب دُوْمَة الجَنْدَل، وسفيان بن أمية، وأبو قيس ابن عبد مناف، وعمرو بن عمرو بن عدس (¬7)، وممن اشتهر في الاسلام بالكتابة من عِلْية الصحابة عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، وأبو عبيدة، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، ويزيد بن أبي سفيان، وأقسم بالقلم في الكتاب الكريم، وأحسن عدّي حيث شبه به قرن الرّيم (¬8). تُزْجي أغَنَّ كأنَّ إبْرَةَ رَوْقِهِ ... قَلَمٌ أصاب من الدَّوَاة مِدَادَها (¬9) وهو أمضى بيد الكاتب من السيف بيد الكمّي، وقد أصاب ابن الرومي في قوله شاكلة الرمي: كذا قضى الله للأقلام إِذْ بُرِيَتْ ... إنَّ السيوف لها مذ أُرهِفَت خَدَمُ (¬10) ¬

_ (¬1) الاحقاف / 4. (¬2) يوسف / 55. (¬3) فاطر / 1 (¬4) العلق / 3،4. (¬5) الرحمن / 4. (¬6) في الأصل بشر والصواب ما أثبتناه عن معجم البلدان والخطأ ورد في المزهر أيضاً، وأُكيدر بن عبد الملك الكندي ملك دُوَمه الجندل وهي من أعمال المدينة، بعث الرسول (صللم) إليه خالد بن الوليد فأخذه أسيراً وقتل أخاه، فأسلم أكيدر وصالح النبي إلا أنه منع الصدقة بعد وفاة الرسول، معجم البلدان: 2/ 487،488. (¬7) يكنى أبا شريح شاعر جاهليّ قديم وكان أبرص، معجم الشعراء للمرزباني: 210. (¬8) المزهر: 2/ 351. (¬9) ديوان عدي بن الرقاع العاملي: 85، تزجي: تدفع، الروق: القرن. (¬10) ديوانه: 2/ 115.

الثالثة والأربعون: معرفة التصحيف والتحريف

وكان المأمون يقول: لله دَرُّ القلم كيف يحوك وشيَ المملكة! ووصفه ابن المعتز فقال: يخدم الإرادة، ولا يمل الاستزادة، فيسكت واقفاً، وينطق سائراً على أرضٍ بياضها مظلم وسوادها مضيء. وقال أرسطاطاليس: عقول الرجال تحت أسنان أقلامها، وقال أهل العلم: إنَّ أول من خط بالقلم ادريس (عليه السلام) فمتى وضع الخط العربي وسُطِّر المسند الحميدي، وقد ذكر إن لغة يونان عارية من حروف الحلق، ومخالفة لسائر لغات الخلق (¬1). الثالثة والأربعون: معرفة التصحيف والتحريف أفرده بالتصنيف جماعة من الأئمة منهم العسكري والدارقطني، فالأول: فيما صحف فيه أهل الأدب من الشعر والألفاظ، وغير ذلك، وأصل التصحيف أن يأخذ الرجل اللفظ من قراءته في صحيفة، ولم يكن سمعه من الرجال فيغيره عن الصواب، وقد وقع فيه جماعة من الأجلاء من أئمة اللغة وأئمة الحديث حتى قال الإمام أحمد بن حنبل: ومن يعرى من الخطأ والتصحيف؟ مثاله: صحف الخليل يوم بغاث (بالغين المعجمة) وانما هو بالمهملة وجَرْش طير الجنة بالشين وإنما هو جَرْس (بالسين) (¬2). ومن أسماء الشمس (يوح) وصحفه ابن الأنباري (بوح) وإنما البوح النفس، وصحف ابن دريد القَيْس وإنما هو فَيْش (¬3). وصحف حماد ثلاثة ألفاظ في القرآن لو قرئ بها لكان صواباً، وذلك أنه حفظ القرآن من مصحف ولم (70/) يقرأه على أحد، الأول (¬4): {وعدها أباه} (¬5) والثاني: {في غِرةٍ وشقاق} (¬6) والثالث: {يَومَئذ شأن يعنيه} (¬7) وأما ما تعقّب به المبرد كتاب سيبويه في المواضع التي سماها مسائل الغلط، فقلما يلزم صاحبَ الكتاب منه إلا الشيء النزر، وهو أيضاً مع قلته من كلام غير أبي العباس، وأما كتاب العين ففيه من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عنه نفسه وكذلك كتاب الجمهرة (¬8). ¬

_ (¬1) التنبيه على حدوث التصحيف حمزة الأصفهاني: 107،95، المزهر: 2/ 352. (¬2) ينظر: جمهرة اللغة: 1/ 260، ينظر: الصحاح: 2/ 912، ينظر: تصحيفات المحدثين لأبي هلال العسكري: 7، المزهر: 2/ 353. (¬3) المزهر: 2/ 365،368. (¬4) التنبيه على حدوث التصحيف:38،39، تصحيفات المحدثين: 33، المزهر: 2/ 368. (¬5) التوبة / 114، والصواب {وَعَدَها أيَّاهُ}. (¬6) ص / 2، والصواب {في عزَّة وشِقاق}. (¬7) عبس / 37، والصواب {يَومَئذٍ شَأنٌ يُغْنِيهِ}. (¬8) المزهر: 2/ 372.

الرابعة والأربعون: معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء

وذكر المحدثون أن من أنواع التصحيف، التصحيف في المعنى، وقد بيناه في كتابنا (منهج الوصول الى اصطلاح أحاديث الرسول) وهو بالفارسية. وذكر السيوطي في المزهر بعض ما أخذ على كتاب العين من التصحيف لا حاجة بنا الى ذكره هنا وكذا ما أخذ على صاحب الصحاح منه (¬1). الرابعة والأربعون: معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء وقد ألف في ذلك الكثير فمن ذلك طبقات النحاة لأبي بكر الزبيدي ولأبي سعيد السيرافي ومراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي. قال أبو الطيب: قد غلب الجهل وفشا، حتى لا يدرى المتصدر للعلم من رَوَى، ولا من رُوِي عنه؟، ولا مِنْ أين أخذ علمه، وحتى أن كثيراً من أهل دهرنا لا يفرقون بين أبي عُبَيْدة، وأبي عُبَيد، وبين الشيء المنسوب الى أبي سعيد الأصمعي أو أبي سعيد السكرَّي، ويحكون المسألة عن الأحمر، فلا يدرون أهو البصري أو الكوفي، ولا يفرقون بين الأخافش. وإن أكثر آفات الناس الرؤساء الجهال، والصدور الضلاّل، وهذه فتنة الناس على قديم الأيام وغابر الأزمان، فكيف بعصرنا هذا، وقد وصلنا الى كدر الكدر وانتهينا الى عكر العكر، وأُخِذ هذا العلم عَمَّن لا يعلم ولا يفقه، ولا يحسن يفهم الناس ما لا يفهم، ويعلمهم عن نفسه وهو لا يعلم، يتقلد كل علم ويدعيه، ويركب كل افك، ويحكيه، ويجهل، ويَرَى نفسه عالما، ويعيب مَنْ كان من العيب سالماً، ثم لا يرضى بهذا حتى يعتقد أنه أعلم الناس، ولا يقنعه ذلك حتى يظن: أن كل من أخذ عنه هذا العلم، لو حشروا لاحتاجوا الى التعلم، منه فهو بلاءٌ على المتعلمين، ووبال على المتأدبين. قال: وإنَّ أول ما اختل من كلام العرب وأحوج الى التعلم الإعراب، لأن اللحن ظهر في كلام الموالي، والمتعربين من عهد النبي (صللم) فقد روينا أَنَّ رجلاً لحن بحضرته فقال: " أرشِدُوا آخاكم فقد ضَلّ " (¬2). وقال أبو بكر: لئن أقرأ فأُسْقِط أحبُّ إليّ من أن أقرأ فألحن، وقد كان اللحن (71/ ... ) معروفا، بل قد روينا من لفظ النبي (صللم) أنه قال: " أنا مِن قريش ونشأت في بني سعد فأنِّى لي اللحن " (¬3)! وكتب كاتبٌ لأبي موسى الأشعري الى عمر فلحن، فكتب إليه عمر، ¬

_ (¬1) المزهر: 2/ 381،390،394. (¬2) مراتب النحويين: أبو الطيب اللغوي: 1،3،5، المزهر: 2/ 395،396. (¬3) جمهرة اللغة: 2/ 1019، الفائق في غريب الحديث: 1/ 141.

أن اضرب كاتبك سوطاً واحداً وكان عليٌّ بن المديني (¬1): لا يغّير الحديث، وإن كان لحْناً إلاّ أن يكون من لفظ النبي (صللم) فكأنه يجوّزُ اللحن على مَنْ سواه (¬2). قال السيد المرتضى في تاج العروس في بيان مراتب اللغويين من الأئمة البصريين وبيان أسانيدهم ووفياتهم وكُناهم نقل السيوطي في المزهر عن أبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي في كتابه (مراتب النحويين) ما حاصله: إنّ أول من رسم للناس النحو واللغة أبو الأسود الدؤلي، وكان أخذ ذلك عن علي (عليه السلام) وكان من أعلم الناس بكلام العرب مات في سنة 69، وزعموا أنه كان يجيب في كل اللغة، وهو أول من نقط المصحف، قال أبو حاتم أخذ ذلك عنه وتعلَّمَ منه جماعة منهم عطاء ابنه، ثم أبو سليمان يحيى بن يَعْمَرَ العدواني، ثم أبو عبد الله ميمون الأقرن، ثم عَنْبسة الفيل المهري قيل هو لقب أبيه وهو أبرع أصحابه، ثم توفي، وليس في أصحابه أحد مثل عبد الله بن أبي اسحاق الحضرمي (¬3)، وكان يقال هو أعلم أهل البصرة وأنقلهم ففرّع النحو وقاسَه، وتكلم في الهمز حتى عُمِل فيه كتاب ممّا أملاه وكان رئيس الناس وواحِدَهم (¬4). وكان عبد الله يقدَّم على أبي عمرو بن العلاء المازني في النحو، وأبو عمرو يُقَدَّم عليه في اللغة، واختلف في اسمه على أحد وعشرين قولاً أصحها زَبّان وقيل: اسمه كنيته، مات سنة 154، أخذ عن يحيى وميمون، وغيرهما وأخذ عن أبي عمرو جماعة منهم: أبو عمر عيسى بن يوسف الثقفي مات سنة 149، ويونس بن حبيب الضبي مات سنة 182 عن 72 سنة، وكان النحو أغلب عليه، وأبو الخطاب عبد المجيد بن الحميد الأخفش الكبير، فكان هؤلاء الثلاثة أعلم الناس وأفصحهم (¬5). وألف عيسى كتابين في النحو (الجامع والمكمل) وممن أخذ عن أبي عمرو أبو جعفر محمد بن الحسن الرؤاسي، عالم الكوفة وهو أستاذ الكسائي، فأخذ عن عيسى بن عمر، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي مات سنة 175، وكان أعلم الناس وأتقاهم وعنه وعن ¬

_ (¬1) علي بن المديني: علي بن عبد الله بن جعفر، كان عالماً بالحديث له كتاب المسند بعلله وكتاب المدلسين توفي بسرمّرى سنة 258هـ الفهرست: 231. (¬2) مراتب النحويين: 5،6،المزهر: 2/ 397. (¬3) في الأصل يحيى عبد الله والصواب ما أثبتناه , (¬4) مراتب النحويين: 6،9،11،12، ينظر: طبقات النحويين واللغويين: 26 - 33، المزهر: 2/ 397،398، تاج العروس: 1/ 10،11. (¬5) مراتب النحويين: 14 - 23، المزهر: 2/ 398،418، 399.

أبي الخطاب، ويونس الامام أبو زيد سعيد بن (72/ ... ) أوس الأنصاري مات سنة 215عن 93 سنة (¬1)، وقد أخذ عنه اللغة أكابر الناس منهم سيبويه (¬2). وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى أعلمهم بأيام العرب، وأخبارهم، وأجمعهم لعلومهم مات سنة 209 (¬3)، وأما الأصمعي أبو سعيد بن عبد الملك فكان أتقن القوم باللغة، وأعلمَهم بالشعر، وأحضرهم حِفظا ومات سنة 212 (¬4)، وأخذ الثلاثة هؤلاء (¬5)، عن أبي عمرو بن العلاء أولاً ثم عمن ذكر من تلاميذه، وأخذ الثلاثة أيضاً عن أبي مالك عمرو بن كركرة النميري، صاحب النوادر وابن الدقيش الأعرابي، وأخذ الخليل أيضاً عن هؤلاء، وكان أبو زيد أحفظَ الناس للّغة بعد أبي مالك، وعنه أخذ إمام النحو واللغة أبو بشر عمرو بن عثمان ابن قنبر الملقب بسيبويه مات بشيراز سنة 180 عن 32، وقال ابن الجوزي مات بساوه (¬6) 194 وقيل غير ذلك وإليه انتهى النحو. وأما أبو عبيدة فإنه أول من صنف الغريب، وكان أعلم الناس بأيام العرب وأخبارهم وعلومهم، وكان يقول ما التقى فَرَسان في جاهليّة أو اسلام إلاّ عرفتُهما، وعرفتُ فارسيَهما (¬7). وأما الأصمعي فكان تعلم نقد الشعر من خَلَف بن حَيَّان (¬8) الأحمر، وكان مولى أبي بُردة بن أبي موسى الأشعري مات سنة 180 في حدودها، وكان أخذ النحو عن عيسى بن عمر، واللغة عن أبي عمرو، وأخذ عن الخليل أيضاً حماد بن سلمة الراوية وأبو الحسن النَّضر بن شُمَيل مات سنة 203هـ، وأبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي مات بخراسان (¬9) سنة 202هـ عن 84، وأبو فند المؤرّج بن عمرو السَّدوسي مات سنة 195هـ، وأبو الحسن علي بن النضر الجَهْضَمِيّ، وأخذ عن يونس بن حبيب ممن اختص به دون غيره أبو علي محمد بن المستنير قُطْرُب مات سنة 202 هـ وأخذ عنه أيضاً، وعن خلف الأحمر، محمد بن سلاّم الجُمَحيّ صاحب الطبقات وأخذ عن سيبويه جماعة منهم أبو الحسن سعيد بن ¬

_ (¬1) في مراتب النحويين قد قارب المئة: 42،44. (¬2) ينظر: المصدر نفسه: 27،28،42،44. (¬3) في المصدر نفسه ت 210هـ: 44 - 46. (¬4) في المصدر نفسه ت 216هـ: 46 - 48. (¬5) أبو زيد، وأبو عبيدة، والأصمعي، مراتب النحويين: 40،41. (¬6) ساوه: مدينة بين الري وهمذان سُنّية شافعية، معجم البلدان: 3/ 179. (¬7) ينظر: مراتب النحويين: 42،44 - 46،48، المزهر: 2/ 401 - 403 - 462. (¬8) في الأصل حبان والصواب ما أثبتناه عن مراتب النحويين: 47. (¬9) خراسان: بلاد واسعة أول حدودها مما يلي العراق، معجم البلدان: 2/ 350.

مَسعدة المجاشعي الملقب بالأخفش، وكان غلام أبي شِمْر، وكان أسنَّ من سيبويه وأشعر من بالكوفة وأكثر وأجمع من بالبصرة، ولكن أكثره مصنوع ومنسوب الى من لم يقله، ولكن لم يأخذ عن الخليل مات سنة 210 وكان أخذ عن أبي مالك النميري (¬1). وممن أخذ عن أبي عبيدة، وأبي زيد والأصمعي، والأخفش: أبو عبد الله التوّزي، ويقال التوّجي مات سنة 238، وأبو علي الْحِرمازيّ، وأبو عمر صالح بن إسحاق الجَرْمي (73/ ... ) وهؤلاء أكبر أصحابهم، ومن دونهم في السن أبو اسحاق ابراهيم الزيادي، وأبو عثمان بكر بن محمد المازني مات سنة 245 وأبو الفضل العباس بن الفرج الرِّياشي قتله الزنج بالبصرة، وهو يصلي الضحى في مسجده في سنة 257، وأبو حاتم سهل بن محمد السِّجسْتاني مات سنة 250، ودون هذه الطبقة جماعة منهم أبو نصر أحمد بن حاتم الباهلي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن قريب الأصمعي، وهما ابنا اخي الأصمعي، وقد رويا عنه وأخذ عن المازني، والجرْمي جماعة منهم أبو العباس محمد بن زيد المبِّرد مات 282 وعنه أخذ أبو اسحاق الزجاج، وأبو بكر محمد بن السراج، ومحمد بن علي بن اسماعيل الملقب بمَبْرَمان (¬2). واختصَّ بالتّوجي أبو عثمان سعيد بن هارون الاشنانداني، وبرع من أصحاب أبي حاتم أبو بكر محمد بن الحسن بن دُرَيْد الأُزدي ولد سنة 223 ومات بعُمان سنة 321 وإليه انتهى علم لغة البصريين، تصدر في العلم سنة 260 وفي طبقته في السن والرواية أبو علي عيسى بن ذكْوان، وكان أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّيَنَوري أخذ عن أبي حاتم والرِّياشي وابن أخي الأصمعي ومات سنة 267. وقد أخذ ابن دريد عن هؤلاء كلهم وعن الأشنانداني فهذا جمهور ما مضى عليه علماء البصرة، وأما أئمة اللغة من الكوفيين وبيان أسانيدهم وألقابهم ووفياتهم، فكان لهم بأزاء من ذكر المفضل الضبّي ثم خالد بن كلثوم (¬3) وحماد الراوية (¬4)، وقد أخذ عنه أهل المصرين، وخلف الأحمر وروى عنه الأصمعي شعراً كثيراً، وهو حماد بن هرمز الديلمي، وقد تكلم فيه ثم أبو يحيى محمد بن عبد الأعلى بن كناسة توفي بالكوفة سنة 207 وكان إمامهم غير مدافع أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي مات بالري سنة 189 جزم به أبو الطيب ¬

_ (¬1) ينظر: مراتب النحويين: 46،47،66 - 68، ينظر: المزهر: 2/ 403،405،462،463. (¬2) ينظر: المصدران نفسهما: 75،76،82،83 و: 2/ 407 - 409، 464. (¬3) خالد بن كلثوم: لغويّ راوية لأشعار القبائل وأخبارها، انباء الرواة: 1/ 352. (¬4) هو حماد بن هرمز: لغوي كوفي من الطبقة الأولى، مشهور برواية الأشعار والأخبار، طبقات النحويين واللغويين: 191.

وقيل غير ذلك، ولم يزل أهل المصرين على هذا حتى انتقل العلم الى بغداد قريباً وغلب أهل الكوفة على بغداد فاختلط العلم (¬1). ثم أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء مات بطريق مكة سنة 207، أخذ عن الكسائي وعمن وثق بهم من الأعراب مثل ابن الجراح، وابن مروان وغيرهما، وأخذ عن يونس وعن أبي زيد الكلابي، وممن أخذ عن الكسائي أبو الحسن علي الأحمر، وأبو الحسن علي ابن حازم اللِّحياني صاحب النوادر، وقد أخذ اللِّحياني عن أبي زيد، وأبي عبيدة والأصمعي إلا أن عمدته الكسائي (74/ ... ) ومن علمائهم في عصر الفراء أبو محمد عبد الله بن سعيد الأموي أخذ عن الأعراب، وعن أبي زيد الكلابي، وأبي جعفر الرؤاسي ونبذا عن الكسائي، وله كتاب النوادر، وفي طبقته أبو الحسن علي بن المبارك الأخفش الكوفي مات سنة 210، وأبو عِكْرَمة الضّبي صاحب كتاب الخيل، وأبو عدنان الراوية صاحب كتاب القسى، وقد رَوَى عن أبي زيد (¬2). ومن أعلمهم باللغة وأكثرهم أخذاً عن الأعراب أبو عمرو اسحاق بن مرار الشيباني صاحب كتاب الجيم، وكتاب النوادر مات سنة 213 عن مائة وعشر سنين، روى عنه أبو الحسن الطوسي، وأبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، وأبو سعيد الضرير، وأبو نصر الباهلي، واللحياني، وابن السكيت. وأما أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي، فإنه أخذ العلم عن المُفَضِّل الضبي وعن البصريين، وعن أبي زيد، وعن أبي زياد وجماعة من الأعراب مثل الصّقيل وعُجْرُمة (¬3) وُلِد ليلة ولد الإمام أبو حنيفة (رضي الله عنه) ومات 231 (¬4). وأما أبو عبيد القاسم بن سلاّم فقد روى عن الأصمعي، وأبي عبيدة، ولم يسمع من أبي زيد شيئاً (¬5) مات سنة 223 (¬6)، واختص بعلم أبي زيد من الرواة ابن نجدة (¬7)، وبعلم أبي عبيدة أبو الحسن الأثرم، وكان أبو محمد سلمة بن عاصم راوية الفراء، وانتهى علم ¬

_ (¬1) ينظر: مراتب النحويين: 84، ينظر: المزهر: 2/ 409. (¬2) مراتب النحويين: 86،87،89 - 91، المزهر: 2/ 410،411،263، ينظر: بغية الوعاة: 2/ 185. (¬3) في الأصل الفضيل وعكرمة والصواب ما أثبتناه عن مراتب النحويين: 91. (¬4) مراتب النحويين:-91،92، المزهر: 2/ 411، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 439. (¬5) في مراتب النحويين:92،93 لعله سمع من أبي زيد شيئاً، وفي بغية الوعاة:2/ 253، ولا نعلمه سمع من أبي زيد. (¬6) وقيل توفي سنة 224هـ. (¬7) ابن نجدة: محمد بن الحُسَيْن بن محمد الطبري النَّحْويُّ، من أهل الأدب، طبقات النحويين واللغويين: 205.

الخامسة والأربعون: معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب

الكوفيين الى أبي يوسف يعقوب بن اسحاق بن السّكِّيت مات سنة 244، وأبي العباس أحمد ابن يحيى ثعلب ولد سنة 200 ومات سنة 291 أخذ الأول: عن أبي عمرو والفراء، وكان يحكي عن الأصمعي، وأبي عبيدة، وأبي زيد من غير سماع وقد أخذ عن ابن الاعرابي شيئاً كثيراً والثاني: اعتماده على ابن الاعرابي في اللغة، وعلى سلمة في النحو، وكان يروي عن ابن نَجْدَة كتب أبي زيد، وعن الأثرم كتب أبي عبيدة، وعن أبي نصر كتب الأصمعي وعن عمرو بن أبي عمرو كتب أبيه (¬1). وأما أبو طالب المفضل فأخذ عن أبيه سلمة، وعن يعقوب، وعن ثعلب فهذا جمهور ما مضى عليه أهل الكوفة (¬2). وأخذ عن الخليل جماعة منهم حماد بن سلمة، والنضر بن شميل، وأبو فند المؤرج ابن عمرو السدوسي مات سنة 195 إلا أن النحو انتهى الى سيبويه (¬3). الخامسة والأربعون: معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب وهو نوعان: أحدهما فيما يتعلق بأئمة اللغة والنحو، والثاني: فيما يتعلق بشعراء العرب الذين يُحتج بهم في العربية، والنوعان ذكرهما في المزهر. ثم ذكر فصلاً (75/ ... ) في معرفة كنية من اشتهر باسمه أو لقبه أو نسبه، وهم جماعة ثم عقد فصلاً في معرفة الألقاب وأسبابها. ثم ذكر من لقب ببيت شعر قاله، ثم ذكر من تعددت أسماؤُه، أو كناه أو ألقابه (¬4). ثم عقد فصلاً في معرفة الأنساب، وهو أقسام كالمنسوب الى القبيلة صريحا كالدؤلي، والمنسوب إليها ولاء كسيبويه، يقال له الحارثي لأنه مولى بني حارث، والمنسوب الى جدٍ له كالأصمعي نُسِب الى جده أصْمَع والمنسوب الى لباسه كالكسائي، ومنهم من نُسِب الى اسمه واسم أبيه كالنُّمَيْري هو ثقفي واسمه نمير بن أبي نمير، ومنهم من نسب الى مَن صَحِبه كيحيى اليزيدي نسب الى يزيد بن منصور لصحبته إياه، ومنهم من نسب الى مالك غير مُعْتِق كالرياشي هو مولى الهاشمي، ورياش: رجل من جذام، ومنهم من نسب الى بعض أعضائه لكبره كالرُّؤاسي لأنه كان كبير الرأس، واللِّحْياني لعظم لحيته، ومنهم من نُسِب الى أمه كأشْهَب بن رميلة (¬5). ¬

_ (¬1) مراتب النحويين: 93 - 96، ينظر: إنباه الرواة: 1/ 144، المزهر: 2/ 412،421،413. (¬2) مراتب النحويين: 97، المزهر: 2/ 413. (¬3) المصدران نفسهما: 66،67 و: 2/ 405. (¬4) ينظر: المزهر: 2/ 418،422،423،426،434. (¬5) ينظر: الصحاح: 6/ 3480، ينظر: المزهر: 2/ 443 - 447.

السادسة والأربعون: معرفة المؤتلف والمختلف

السادسة والأربعون: معرفة المؤتلف والمختلف وذلك على أنواع - الأول: فيما يتعلق بأئمة النحو واللغة كالأُبَّدي والأنْدي، الأول: بالباء الموحدة، والثاني: بالنون، والأنْباري والإبْياري، والجَريري، والحَريري، والرَّندي والزيدي، والسِّجْزي والشَّجَري وابن الصائغ وابن الضائع، والفالي والقالي (¬1). والثاني: فيما يتعلق بشعراء العرب كزياد بالزاي، وذياد بالذال المعجمة [فأما زياد] (¬2) جماعة منهم (¬3). والثالث: فيما يتعلق بالقبائل مثاله كل ما في العرب عُدَس (بقتح الدال) الا عُدُسَ بن زيد فإنه بضمها، وكذا كل سَدُوس (بفتح السين) الا سُدُوسَ بن أصْمَع في طيء (¬4). السابعة والأربعون: معرفة المتفق والمفترق وهي على أنواع: الأول: فيما يتعلق بأئمة اللغة والنحو كالأخفش فإنه أحد عشر نحوياً، وسيبويه أربعة، وثعلب اثنان، ونفطويه اثنان، وابن دريد اثنان والأعلم اثنان، وابن يعيش ثلاثة، وابن هشام جماعة. والثاني: فيما يتعلق بشعراء العرب كامرئ القيس جماعة، والأعشى جماعة، والطرماح اثنان، ونصيب ثلاثة (¬5). والثالث: فيما يتعلق بالقبائل مِثاله الضبيعات ثلاثة: ضبيعة بن قيس، وضبيعة بن عجل، وضبيعة بن ربيعة، وفي قَيْس عَيْلان شَكَل بن الحريث، وفي بني كلْب شَكَل بن يَرْبوع الى غير ذلك وهي كثيرة (¬6). الثامنة والأربعون: معرفة المواليد والوفيات كأبي الأسود الدؤلي مثلاً قال: (76/ ... ) أبو حاتم ولد في الجاهلية وقال غيره، مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين (¬7). ¬

_ (¬1) ينظر: المزهر: 2/ 447،448، ينظر: بغية الوعاة: 2/ 391،392. (¬2) زيادة يقتضيها السياق من المؤتلف والمختلف للآمدي: 131. (¬3) المؤتلف والمختلف: 131، المزهر: 2/ 449. (¬4) كتاب الأمالي: 2/ 190، المزهر: 2/ 449. (¬5) المؤتلف والمختلف: 9 - 20،148، المزهر: 2/ 453 - 457. (¬6) المزهر: 2/ 458. (¬7) ينظر: إنباه الرواة: 1/ 21، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1/ 76، المزهر: 2/ 461.

التاسعة والأربعون: معرفة الشعر والشعراء

والقاضي مجد الدين صاحب القاموس ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة ومات في شوال سنة سِت عشرة وثمانمائة (¬1). وهذا باب واسع جداً لا يكاد ينحصر في أمثال هذه المختصرات. التاسعة والأربعون: معرفة الشعر والشعراء قال ابن فارس في فقه اللغة: الشعر كلامُ موزون مُقَفىّ، دالّ على معنى ويكون أكثر من بيت، وقد ذكر ناس في هذا كلمات من كتاب الله كَرِهْنَا ذكَرْهَا، وقد نزَّه الله سبحانه كتابه عن شَبَه الشعر، كما نزّه نبيه (صللم) عن قوله، قال بعض العقلاءَ وسُئِل عن الشعر، فقال: إنّ هَزَل أضْحك، وإن جَدَّ كذب، فالشاعر بين كَذِبٍ وإضحْاك، وإذا كان كذا فقد نزّه الله نبيه عن هاتين الخَصْلَتَين، وعن كل أمر دَنيء. ثم قال ابن فارس: والشعر ديوان العرب، وبه حُفِظت الأنساب، وعُرِفت المآثر، ومنه تُعُلَّمت اللُّغة، وهو حُجَّة فيما أشكل من غريب كتاب الله، وغريب حديث رسول الله ... (صللم)، وحديث صحابته والتّابعين، وقد يكون شاعرٌ أشعَر وشِعْرٌ أحلى وأظرف فأمّا أن تتفاوت الأشْعار القديمة حتّى يتباعدَ ما بينها في الجودة فلا؛ وبكلّ يُحتَجّ، والى كلِّ يُحْتاج، فأمّا الاختيار الذي يراه الناس للنّاس فَشَهَواتٌ، كلُّ يستحسن شيئاً. والشعراء أمراء الكلام، يَقْصُرون الممدود، ويَمُدُّون (¬2) المقصور ويُقَدِّمون ويُؤَخِّرون، ويُومِئون (¬3) ويُشيرون، ويَخْتَلِسون، ويُعيرون، ويَسْتَعيرون، فأما لَحْنٌ في إعراب، أو إزالة كلمة عن نَهْج صواب فليس لهم ذلك (¬4). وقال ابن رشيق في العمدة: العرب أفضل الأمم، وحِكْمَتُها أشرف الحِكَم، كفضل اللسان على اليد، وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور؛ لكل نوع منهما ثلاث طبقات: جيّدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفقت الطبقتان في القَدْر، وتساويا، ولم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، كان الحكم للشعر ظاهراً في التسمية، لأن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة، ألا ترى أن الدُّرَّ وهو أخو اللفظ ونسيبُه، وإليه يقاس وبه يُشَبَّه إذا كان منظوماً يكون أظهر لحسنه وأصْونَ له، وكذلك اللفظ إذا كان منثوراً تَبَدَّد في الأسماء، وتَدَحْرَجَ في (¬5) الطباع، ولم يستقر منه الا المفرط في اللطف (¬6) فإذا أخذ سِلْكُ ¬

_ (¬1) المزهر: 2/ 468، بغية الوعاة: 1/ 273 - 275. (¬2) في الصاحبي في فقه اللغة ولا يَمُدّون المقصور: 275. (¬3) في الأصل يوشون والصواب ما أثبتناه عن المصدر نفسه: 275. (¬4) الصاحبي في فقه اللغة: 273 - 275، المزهر: 2/ 470،471. (¬5) في العمدة عن: 1/ 20. (¬6) في المصدر نفسه اللفظ: 1/ 21.

الوَزْن، وعِقْد القافية تآلفت أشتاته (77/ ... ) وازدوجت فوائده، وأمن السرقة والغَصْب، وقد أجمع الناس على أنّ المنثور في كلامهم أكثر، وأقل جيداً محفوظاً، وأنّ الشعر أقلُّ، وأكثر جيداً محفوظاً، لأن في أدناه من زنة (¬1) الوزن والقافية ما يقارب به جيد المنثور. وكان الكلام كله منثوراً، فاحتاجت العرب الى الغِناء بمكارم أخلاقها، وطَيِّب أعْرَاقِها، وذكر أيامها الصالحة، وأوطانها النازحة، وفرسانها الأنجاد وسُمَحائها الأجواد؛ لتَهتّز نفوسها (¬2) الى الكرم، وتدل أبناءها على حسن الشيم فتوهموا أعاريض فعملوها (¬3) موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً؛ لأنهم قد شعَروا به أي فطِنوا له، وقيل ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، فلم يحفظ من الموزون عُشره (¬4)، ولا ضاع من المنثور (¬5) عُشره، فإن احتج أحد على تفضيل النثر على الشعر بأن القرآن منثور، وقد قال تعالى: {وَمَا عَلَّمنَاه الشِّعْرَ وما يّنْبَغَي لَهُ} (¬6) فقيل: إنَّ الله بعث رسوله آية وحجة على الخلّق، وجعل كتابه منثوراً ليكون أظهرَ برهاناً بفضله على الشعر الذي من عادة صاحبه أن يكون قادراً على ما يحب من الكلام، وتحدَّى جميع الناس من شاعر وغيره بعمل مثله فأعجزهم ذلك، فكما أن القرآن أعجز الشعراء وليس بِشِعْر، كذلك أعجز الخطباء، وليس بخطبة، والمترسلين وليس بترسل، واعجازه الشعراء أشدُّ برهاناً، ألا ترى العرب كيف نسبوا النبي (صللم) الى الشعر لما غُلِبوا وتبين عجزهم فقالوا: هو شاعر! لما في قلوبهم من هيبة الشعر وفخامته (¬7)، وأنه يقع منه ما لا يُلْحَقُ، والمنثور ليس كذلك. فمن هنا قال تعالى: {وَمَا عَلَّمنَاه الشِّعْرَ وما يّنْبَغَي لَهُ} (¬8) أي لتقوم عليكم الحجة ويصح قبَلكم الدليل (¬9). قال ابن رشيق: وكانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها بذلك، وصنعت الأطعمة، واجتمع النساء يلعْبن بالمزاهر، كما يصنعن في الأعراس، وتتباشر ¬

_ (¬1) في العمدة زينة: 1/ 21، والمزهر أيضاً: 2/ 472. (¬2) في العمدة لتهز أنفسها: 1/ 21. (¬3) في المصدر نفسه جعلوها: 1/ 21. (¬4) في الأصل عقره والصواب ما أثبتناه عن العمدة: 1/ 21، والمزهر: 2/ 472. (¬5) في الأصل الموزون والصواب ما أثبتناه عن المصدرين نفسيهما: 1/ 21 و: 2/ 472. (¬6) يس / 69. (¬7) في الأصل وعجامته والصواب ما أثبتناه عن العمدة: 1/ 21، والمزهر: 2/ 472. (¬8) يس / 69. (¬9) العمدة: 1/ 20،21، المزهر: 2/ 471 - 473.

الرجال والولدان؛ لأنه حِماية لأعراضهم، وذَبُّ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم، وإشادة لذِكرِهم وكانوا لا يهنئون إلاّ بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنْتج (¬1). وقال محمد بن سلام الجمحي: لا يحاط بشعر قبيلة واحدة من قبائل العرب، وكان الشَّعْر في الجاهلية عند العرب ديوانَ علمهم، ومَنْتَهى حُكْمتهم به يأخذون، واليه يصيرون ... انتهى (¬2). قلت ولهذا قال: رسول الله (صللم): " إنّ من البيان لسحراً وإنّ من الشعر لحكمة " (¬3). وعن عمر بن الخطاب (78/ ... ) رضي الله عنه: كان الشِّعْر علَم قَوم لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه، فجاء الإسلام فتشاغَلَتْ عنه العرب، وتشاغلوا بالجهاد وغَزْو فارس والرُّوم، ولَهَتْ عن الشعر وروايته، فلما كَثر الإسلام، وجاءت الفتوح، واطمأنَّت العرب بالأمصار، راجَعوا رواية الشِّعر، فلم يؤولوا (¬4) الى مُدَوَّن، ولا كتاب مكتوب، وألْفَوا ذلك وقد هلكَ من العرب مَنْ هلك بالموت والقتل، فحفِظوا أقلَّ ذلك؛ وذهبَ عنهم منه كثيرٌ، وقد كان عند آل النُّعمان بن المًنْذِر، منه ديوانٌ فيه أشعارُ الفحول، وما مُدِح به هو وأهل بَيْته، فصار ذلك الى بني مروان، أو ما صَارَ منه. قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى اليكم ممَّا قالتِ العربُ إلاّ أقلُّه ولو جاءكم وافراً لجاءكم علمٌ وشعرٌ كثير (¬5). قال ابن رشيق: إنما سمي الشاعر شاعراً؛ لأنه يَشْعُر بما (¬6) لا يشعر له غيره (¬7). وإنما يتفاضل الكلام والشعر بحسن العبارة والدِّيباجة ورَوْنق الفصاحة، حتى تكون ألفاظهما كالزجاجة، وإلاّ فالمعاني مُعَرَّضة لكل جيل من أهل التوحيد والشرك، حتى للزَّنْج والتَّتَر والتُّرْك؛ لكنهم قصرت بهم ألسنتهم عن بلوغ ما رامُوه من أرَب، قد تهيأ على ألسنة العرب وأقلُّ ما يجب على المتكلم البيان لمخاطبه، وإلاّ كان كخابط الليل وحاطبه، يخاطب العربي بالعجمية، ويخاطب العجمي بالعربية، وصناعة الشعر أشد حصراً وأمد عصْرا، ¬

_ (¬1) العمدة: 1/ 65، المزهر: 2/ 473. (¬2) طبقات فحول الشعراء: 1/ 3،24، المزهر: 2/ 473. (¬3) المسند للإمام أحمد: 4/ 139. (¬4) الأول: الرجوع، لسان العرب مادة (أول): 1/ 130. (¬5) ينظر: طبقات فحول الشعراء: 1/ 24،25، المزهر: 2/ 473،474. (¬6) في الأصل لما والصواب ما أثبتناه عن العمدة: 1/ 116. (¬7) العمدة: 1/ 116، المزهر: 2/ 491.

الخمسون: في معرفة أغلاط العرب

وذلك أن الشاعر إنما هو راغب، أو راهب، أو مُعاتَب بين يدي ملك؛، فإن حكى عن نفسه وإلاّ كان جديراً بأن يَهْلِك. فان كان الشاعر مخاطباً مَنْ دون الملك الأشم بما لا يُفهم، وكان راغباً في دّرِّهم، كان ذلك سببا لبُطْلان حاجته، وغَيْض (¬1) مُجاجته (¬2) واستهجان شعره، وتحقير أمره والقدماء في هذا أعذر لأنها لغتهم (¬3). وقد أطال السيوطي (رح) في المزهر في بيان طبقات الشعراء لا حاجة بنا الى ذكرها (¬4). وبسط القول السيد غلام علي بن السيد نوح البلجرامي (رح) في مدح الشعر وجواب ذامّيه في أول كتابه (تسلية الفؤاد من قصائد آزاد) (¬5) بسطاً حسناً، وكلاماً لطيفاً، من شاء فليرجع إليه، وسأبسطه إن شاء الله تعالى في كتابي (مراتع الغزلان في ذكر أدباء الزمان). الخمسون: في معرفة أغلاط العرب عقد له ابن جني بابا في كتاب الخصائص قال فيه: كان أبو علي يرى وجه ذلك، ويقول: إنما دخل هذا النحوٌ كلامهم؛ لأنهم ليست لهم أصول يراجعونها، ولا قوانين يستعصمون بها؛ وإنما (79/ ... ) تهجُمُ بهم طباعهم على ما ينطقون به فربما استهواهم الشيء فزاغوا به عن القصد فمن ذلك مالك الموت موضع ملك الموت (¬6) في قول الشاعر: فماَلِك موت بالقضاء دهاني (¬7) فإن قلت: من أين لهذا الأعرابيّ مع جفائه، وغلظ طبعه معرفة التصريف حتى يبني من ظاهر لفظ مَلَك فاعلا، ويقول: مالك؟ قيل: هَبْهُ لا يعرف التصريف، ألا تراه لا يحسن بطبعه، وقوّة نفسه، ولطف حِسّه هذا القدر! هذا ما لا يجب أن يعتقده عارف بهم، أو آلِف لمذاهبهم، لأنه وإن لم يعلم حقيقة ¬

_ (¬1) في الأصل لا تغيض والصواب ما أثبتناه عن المزهر: 2/ 493. (¬2) المُجاجة: الريق الذي تمجه من فيك، لسان العرب مادة (مجج) 3/ 439. (¬3) المزهر: 2/ 493،494. (¬4) ينظر: المصدر نفسه: 2/ 489. (¬5) أبجد العلوم: 3/ 250. (¬6) الخصائص:3/ 273، المزهر: 2/ 294. (¬7) الخصائص: 3/ 373.

تصريفه بالصنعة، فإنه يجدها بالقّوة، وأنهم يلاحظون بالمُنَّة (¬1) والطباع ما لا نلاحظه نحن على طول المباحثة والسماع (¬2). ومن ذلك همزهم مصائب وهو غلط منهم، ومن أغلاطهم قولهم حلأت السَّوِيق، ورثأت زوجي بأبيات واستلأَمْتُ الحَجَر، ولَبّأتُ بالحج (¬3). ومنها إدمانة موضع أدماء في قول ذي الرمة والرجل آدم ولا يقال أدمانه (¬4) ومنها دوّمت في الأرض والصحيح دوّي (¬5). وقال ابن فارس: ما جعل الله الشّعراء معصومين يُوَقّوْن الغلط والخطأ، فما صح من شعرهم فمقبول، وما أبته العربية وأصولها فمردود (¬6) كقوله: ألَمْ يأتيكَ والأنْبَاءُ تَنْمِي (¬7) وقوله: لمّا جَفا إخْوانه مُصْعَباً (¬8) وقوله: قِفا عِنْدَ مِمّا تَعْرِفَان رُبُوع (¬9) فكله غلط وخطأ وقد استوفينا ما ذكرت الرواة أنَّ الشعراء غِلطوا فيه في كتاب "خُضَارَة " وهو كتاب نقد (¬10) الشعر (¬11). ¬

_ (¬1) في ق بالملكة. (¬2) الخصائص: 3/ 275،276، المزهر: 2/ 495،496. (¬3) ينظر: معاني القرآن لأبي زكريا الفراء: 1/ 459، الخصائص: 3/ 277، 279، المزهر: 2/ 496. (¬4) وهذا في قول ذي الرُّمة: / والجيدُ من أُدْمَانةٍ عَنُود /، وادماء وآدم للرجل ديوان ذي الرُّمة: 156، الخصائص: 3/ 296، المزهر: 2/ 497. (¬5) وهذا في قول ذي الرُّمة أيضاً: حتى إذا دَوّمَتْ في الأرض راجعه /، دوّي في الأرض، ودّوم في السماء ديوان ذي الرُّمة: 24، الخصائص: 3/ 296، المزهر: 2/ 497. (¬6) الصاحبي في فقه اللغة: 276، المزهر: 2/ 489. (¬7) الكتاب: 3/ 316، البيت لقيس بن زهير العبسي، الصاحبي: 276. وعجزه: بما لاقت لبون بني زياد. (¬8) شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك: 2/ 106 وفيه أخرّ المفعول عن الفاعل مع أن الفاعل ضمير يعود على المفعول، فعاد الضمير على متأخر لفظاً ورتبة. وعجزه: ... وكاد لو ساعد المقدور ينتصر (¬9) الصاحبي في فقه اللغة: 276، المزهر: 2/ 498. (¬10) في الصاحبي نَعْت الشعر: 275. (¬11) الصاحبي في فقه اللغة: 275،276، المزهر: 2/ 498.

وبسط في المزهر القول في أمثلة ذلك من الأشعارثم قال: ويلحق بهذا أكاذيب العرب وقد عقد لها أبو العباس المبرد باباً في الكامل ثم ذكر بعض الأكاذيب للتمثيل، وقال: قال التوزي: سألت أبا عبيدة عن مثل هذه الأخبار من أخبار العرب فقال: إنّ العجم تكذب أيضاً، فتقول: كان رجل نصفهُ من نحاس ونصفه من رصاص، فتعارضها العرب بهذا وما أشبهه (¬1). ثم ختم كتابه المزهر بذكر ملح ومقطعات من كلام فصحاء العرب ونسائهم، وصغارهم، وإمائهم ليس ذكرها من غرضنا في هذا المختصر ثم أورد حديث أم زرع وفسّر لغاته وأردفه ببعض مقالات القوم من العرب وقع في غاية الفصاحة والبلاغة (¬2). وبالله التوفيق وهو المستعان. ¬

_ (¬1) الكامل: 2/ 198 - 204، المزهر: 2/ 504،505. (¬2) ينظر: المزهر: 2/ 506 - 550.

الباب الثاني: في ذكر الكتب المؤلفة في علوم اللغة العربية الفارسية والتركية والهندكية على ترتيب حروف المعجم من الألف الى الياء التحتية

الباب الثاني: في ذكر الكتب المؤلفة في علوم اللغة العربية والفارسية ... (80/ ... ) والتركية والهندكية (¬1) على ترتيب حروف المعجم من الألف الى الياء التحتية (¬2) باب الألف - الأبدال في اللغة: لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي المقتول في سنة احدى وخمسين وثلاثمائة (¬3)، قال في أوله: هذا كتاب ذكرنا فيه كلام العرب ما جاء في حرف يقوم مقام غيره في أول كلمة أو آخرها أو وسطها وترجمناه بالأبدال (مفتوح الهمزة)، وإنما دعانا الى العدول عن كسرها والخلاف على من سبقنا اليه ذهابنا الى أنْ العرب في أكثر هذا الباب لم تتعمد تعويض حرف من حرف، وإنما هي لغات مختلفة لمعان متفقة تتقارب اللفظتان في لغتين لمعنى واحد حتى لا تختلفا إلاّ في حرف واحد. - أبنية الأسماء والأفعال والمصادر: مجلد للشيخ أبي القاسم علي بن جعفر بن القطاع السعدي المتوفى سنة خمس عشرة وخمسمائة (¬4)، جمعها من كتب اللغة والنوادر على طريق الاستيفاء، فأجاد، أوله: الحمد لله على ما أولانا من نعمه ... الخ. ذكر فيه أن سيبويه ممن جمعها، وذكر في كتابه للأسماء ثلاثمائة وثمانية أمثلة، وزاد أبو بكر بن السراج (¬5) على ما ذكره سيبويه اثنين وعشرين مثالاً، وزاد أبو عمر الجرمي أمثلة يسيرة، وزاد كذلك ابن خالويه. لكنهم تركوا كثيراً أو اضطربوا وخلطوا، وكذلك فعلوا في مصادر الثلاثي ذكر سيبويه وابن السراج منها ستة وثلاثين مصدراً وذكرت منها مائة مصدر مستوعباً، وذكر أنه فرغ في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة. - أبواب الأدب: في اللغة كذا في كشف الظنون، ولم يزد على ذلك (¬6). - إتحاف الأريب بما في القرآن من غريب: للشيخ أبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي، المتوفى سنة خمس وأربعين وسبعمائة (¬7). ¬

_ (¬1) في ق الهندية. (¬2) التحتية سقط من ب. (¬3) ينظر: معجم المؤلفين: 6/ 210، 13/ 403. (¬4) بغية الوعاة: 2/ 153،154. (¬5) أبو بكر بن السراج ت سنة 549هـ، ينظر: معجم المؤلفين: 12/ 130. (¬6) كشف الظنون: 1/ 4 - 6، ينظر: معجم المؤلفين: 7/ 52. (¬7) كشف الظنون: 1/ 6، وفي معجم المؤلفين: 12/ 130 تحفة الأديب.

- الاتساق في بقاء وجه الاشتقاق: للشيخ تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي، المتوفى سنة ست وخمسين وسبعمائة (¬1). - اخترى: كتاب في اللغة العربية مترجم باللغة التركية مُلخص من (81/ ... ) الصحاح، والدستور، والتكملة، والمجمل، والمغرب، وغير ذلك من كتب اللغة، لمصطفى بن شمس الدين قرة الحصاري الشهير باخترى (¬2)، أوله: الحمد لله الذي شرفنا بالنطق والبيان وفضلنا بالفصاحة والتبيان. - ارشاد في اللغة: لمحمد بن عبد ربه القرطبي (¬3). - الأريب في تفسير الغريب: للشيخ الامام أبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (¬4). - الأزهر الواضح في اللغة: لمصطفى بن عثمان الرومي، وهو مختصر فَسّر الكلمات العربية بالفارسية، أوله: الحمد لله الملك السبحان ... الخ (¬5). - استدراك الغلط الواقع في كتاب العين: لأبي بكر الزبيدي من علماء الأندلس، وهو مختصر لطيف أعجب الناس به كثيراً ولهجوا به مدة حتى عده بعضهم أول المختصرات الأربعة التي فضلت على أمهاتها الأربع بل فضله قوم لصغر حجمه على سائر ما ألف بعده على حروف المعجم كالجمهرة التي ألفت على منوال كتاب العين واشتهرت كثيراً، صنفها ابن دريد المتوفى سنة 321 عن نيف وتسعين عاما وفي المزهر غير ذلك (¬6). - أسماء الأسد: جمع نفر من الأدباء منهم ابن خالويه وأبو سهل محمد بن علي الهروي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة في مجلد ضخم ذكر فيه ستمائة اسم، والشيخ رضي الدين حسن بن محمد الصغاني المتوفى سنة خمسين وستمائة، والشيخ مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة (¬7) وللسيوطي وسماه فظام اللسد. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 7. (¬2) مصطفى الأختري، مؤرخ، فقيه، لغوي، من رجال عصر السلطان سليمان خان ت سنة 968هـ، معجم المؤلفين: 12/ 240. (¬3) كشف الظنون: 1/ 31، 68. (¬4) أبو الفرج: محدث، فقيه، حافظ ت سنة 597هـ، كشف الظنون: 1/ 71، معجم المؤلفين: 5/ 57. (¬5) كشف الظنون: 1/ 73. (¬6) المزهر: 1/ 87، معجم المؤلفين: 9/ 198،189. (¬7) توفي سنة 816هـ في بغية الوعاة: 1/ 274.

- أسماء الخمر والعصير: لمحمد بن الحسن بن رمضان النحوي (¬1). - أسماء الخيل: لأبي عبيدة معمر بن المثنى البصري المتوفى سنة تسع ومائتين. - أسماء الذئب: لرضي الدين حسن بن محمد الصغاني المتوفى سنة خمسين وستمائة، وجمع السيوطي جزءاً أسماه التهذيب في أسماء الذيب (¬2). - أسماء السيف: للشيخ أبي سهل محمد بن علي الهروي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. - أسماء النكاح: لمجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب القاموس المتوفى سنة سبع عشر وثمانمائة سماه أسماء السراح. - أسماء في الأسماء: لسعيد بن أحمد بن محمد الميداني المتوفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة أخذه من كتاب السامي في الأسامي لأبيه (¬3). - أسماء العادة في أسماء الغادة: لصاحب القاموس. - الاشارات (82/ ... ) الى ما وقع في المنهاج من الأسماء واللغات. - اشارة في غريب القرآن: لأبي بكر محمد بن الحسن المعروف بالنقاش الموصلي المتوفى سنة احدى وخمسين وثلاثمائة. - اصلاح خلل الصحاح: للجوهري يأتي في الصاد. - أصول اللغة: للشيخ عبد الواحد بن علي بن برهان اللغوي المتوفى سنة ثلاث وستين وأربعمائة (¬4). - الأضداد، والضد في اللغة يقع على معنيين متضادين، والمراد هاهنا الألفاظ التي توقعها العرب على المعاني المتضادة، فيكون الحرف منها مؤدياً لمعنيين مختلفين بدلالة السياق والسباق، كقولهم للأسود كافور قال الشاعر: كُلُّ شيءٍ ما خلا الموتَ جَلَل ... والفتى يَسْعى ويُلهِيْه الأَمْل (¬5) فدل ما قبل الجلل وما بعده على أن معناه كل شيء ما خلا الموت يسير ولا يتوهم ذو عقل، وتمييز أنّ الجلل ههنا معناه عظيم وصنف فيه جمع من الأدباء منهم: الشيخ أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي المتوفى سنة اثنتي عشرة ومائتين، وأبو علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب النحوي المتوفى سنة ست ومائتين، ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 87، ينظر: معجم المؤلفين: 11/ 60. (¬2) ينظر: الفهرست: 53، وفيات الأعيان: 5/ 235، كشف الظنون: 1/ 87. (¬3) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 1/ 88،90، معجم المؤلفين: 11/ 60. (¬4) ينظر: الفهرست: 33، كشف الظنون: 1/ 96، 98، 108، 114.، ايضاح المكنون: 1/ 80. (¬5) لسان العرب مادة (جلل): 1/ 487، وفيه نسبه ابن منظور الى لبيد، ولم أجده في ديوانه.

وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني المتوفى سنة خمسين ومائتين، وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. والامام أبو بكر محمد بن القاسم المعروف بابن الأنباري النحوي المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة. وسعيد بن المبارك ابن الدهان النحوي المتوفى سنة تسع وستين وخمسمائة. والامام أبو الفضائل حسن بن محمد الصغاني المتوفى سنة خمسين وستمائة ومختصر كتاب ابن الأنباري للقاضي تقي الدين عبد القادر التميمي المصري المتوفى سنة تسع وألف ثم رتب هذا المختصر ولده ملا حسن على الحروف أول المرتب: حمد المن بحكمته الباهرة ... الخ. - اعانة الانسان على أحكام اللسان: للقاضي عز الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن جماعة الكناني المتوفى سنة تسع عشرة وثمانمائة (¬1). - الافصاح في أسماء النكاح: لجلال الدين السيوطي من رسائله في اللغة وهي لغة صرف مبسوط بنقوله وشواهده في مجلد. - الافصاح في زوائد (83/) القاموس على الصحاح: للشيخ جلال الدين السيوطي ذكره في الفهرست. - اقنوم اللغة، فارسي مرتب على الحروف، أوله: الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ... الخ (¬2). - الالماع في الاتباع: كحسن بسن في اللغة للسيوطي. - أمثلة غريب اللغة: لعلي بن حسن الهنائي المعروف بكراع النمل (¬3) كتب كتابه المنضّد سنة سبع وثلاثمائة ذكره السيوطي (¬4). - الأنموذج في اللغة: لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني المتوفى سنة ست وخمسين وأربعمائة (¬5). ¬

_ (¬1) الفهرست: 55، انباه الرواة: 2/ 203، ينظر: نزهة الألباء في طبقات الأدباء: 285،264، كشف الظنون: 1/ 115،116،118، معجم المؤلفين: 10/ 176. (¬2) كشف الظنون: 1/ 133،132،140. (¬3) كراع النمل كان حياً سنة 307هـ معجم المؤلفين: 7/ 71. (¬4) ينظر الفهرست: 83، بغية الوعاة: 2/ 158، كشف الظنون: 1/ 158،168، معجم المؤلفين: 7/ 71. (¬5) وفيات الاعيان: 2/ 85، كشف الظنون: 1/ 185.

باب الباء الموحدة

- أنواء الغيث في أسماء الليث: لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة. - أنوار اللغات وأزهار الكلمات: تركي مرتب على الحروف كالاخترى، أوله: الحمد لله الذي خلق الإنسان. - الايضاح في حاشيه الصحاح: للجوهري يأتي (¬1). بَاب البَاء الموَحّدة - بابوس في ترجمة القاموس يأتي في القاف. - البارع في اللغة: للشيخ أبي طالب مفضل بن سلمة بن عاصم اللغوي (¬2) الآخذ عن ابن السكيت وثعلب قال أبو الوفا الهوريني: لما قدحوا في مختصر العين بأنه أخل بكتاب العين لحذفه الشواهد النافعة، صنف أبو علي القالي البغدادي المتخرج على بن دريد كتابه البارع أتى فيه بما في العين وزاد عليه (¬3). - بحر الغرائب في لغة الفرس: للقاضي لطف الله بن يوسف المشهور بالحليمي (¬4) جعله منظوما ومنثوراً، ثم صنف كتاباً آخر في توضيحه وهو المشهور بالقائمة (¬5) مشتملاً على دفترين الأول: في اللغة، والثاني: في العروض، والقوافي، والبديع (¬6). - البرهان القاطع في لغة الفرس: لمحمد حسين التبريزي الحيدر آبادي اشتمل على تسع قواعد وتسعة وعشرين مقالاً وجعل استخراج اللغة منه على الحرف الأول، والثاني، والثالث، والرابع. وقال في تاريخه (برهان قاطع) كتاب نافع يعني سنة 1061 الهجرية، أوله: بهترين لغتى كه متكلمان بديع البيان محفل زبان آرائي (84/ ... ) ونيكو ترين نكته كه منشيان انجمن سخن سراى زبان بلاغت تبيان ولسان فصاحت ترجمان رآيان متكلم ومترنم سازند حمد وسياس عليمى رادر خورست كه بحكمت بالغه وقدرت كامله خود شبستان حروف وكلمات رابنورمعاني رنكين ماننده نوبها رجين ساخت ... الخ. ¬

_ (¬1) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 1/ 186،195،214. (¬2) أبو طالب المفضل كان حياً سنة 290هـ، معجم المؤلفين: 12/ 314. (¬3) ينظر: الفهرست: 73، بغية الوعاة: 2/ 296 - 297، كشف الظنون: 1/ 216. (¬4) توفي الحليمي سنة 900هـ، معجم المؤلفين: 8/ 156،157. (¬5) في كشف الظنون بالقاسمية: 1/ 225. (¬6) كشف الظنون: 1/ 225، معجم المؤلفين: 8/ 156،157.

باب التاء الفوقية

وانتقد عليه أسد الله الغالب الدهلوي، وسماه قاطع برهان ورد عليه الشيخ رحيم وسماه ساطع برهان، وتعقبه نجف عليخان الججري الهندي وسماه دافع هذيان. - بصائر النظائر، في اللغة لم يزد في كشف الظنون على ذلك، ولم أقف عليه (¬1). - البغية في اللغة: لأبي جعفر أحمد بن يوسف الفهري اللبلى (¬2). - البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة: لأبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة (¬3). - البلغة في اللغة: لأبي يوسف يعقوب بن أحمد الأديب النيسابوري المتوفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ولمحمد بن أحمد بن محمد أيضاً جعله مجدولاً وأورد الألسنة الأربعة في مادة العربي، والفارسي، والتركي، والمقول (¬4). - البلغة المترجم في اللغة: لنوح بن مصطفى المفتي (¬5) بقُونِيه (¬6). - بهار عجم: في إصطلاحات لسان الفرس مسنداً بالأشعار ألفه تيك جندبهار الأوجيني أوله: بهار آفريني كه كلبرك زبان انسان را استعداد نكبهت سخن كرامت فرموده ... الخ، طبع في مطبعة العلوم بالهند سنة 1269 وهو كتاب مفيد نافع في بابه جداً. - بنج أهنك: لميرزا غالب الدهلوي الشيعي أوله: بعد تقديم نيايش داور جهان آفرين وتمهيد ستايش حضرت سيد المرسلين ... الخ، رتبه علي بخش خان بن الهي بخش خان من أخوه غالب، يشتمل على أربع زمازم ذكر في الرابعة اللغات الفارسية. باب التاء الفَوقية - تاج الأسماء في اللغة: مجلد، أوله: الحمد لله الذي علم آدم الأسماء ... الخ، جمع فيه الأسماء للزمخشري، وكتاب السامي للميداني، وصحاح الجوهري. وُرِتب ترتيب الصحاح (¬7). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 246. (¬2) المصدر نفسه: 1/ 251. (¬3) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 1/ 252. (¬4) في ق وكشف الظنون: 1/ 253 المغولي. (¬5) فقيه، صوفي، حنفي ت سنة 1070 هـ، كشف الظنون: 1/ 253، معجم المؤلفين 13/ 119. (¬6) قونية: من أعظم مدن الإسلام بالروم موضع مدينة القيروان، معجم البلدان: 4/ 415. (¬7) كشف الظنون: 1/ 268.

- تاج العروس من جواهر القاموس: للسيد أبي الفيض محمد مرتضى الحسيني الواسطي البلجرامي ثم الزبيدي (85/ ... ) المصري (¬1) المتوفى بمصر سنة 1205 عن ستين سنة كما في تاريخ الجبرتي (¬2). وقد أطال الكلام عليه في ترجمته وبلجرام قصبة على خمس فراسخ من قنوج موطن هذا العبد المؤلف، وأما التاج فهو مجلدت عشرة، لم يذكره صاحب كشف الظنون لكون مؤلفه متأخراً عنه في الزمان، أوله: أحمد من قلدنا من عقد صحاح جوهر آلائه وأولانا من سيب لباب مجمل احسانه وعطائه ... الخ (¬3)، وقد طبع خمس مجلدات من هذا الكتاب بمصر القاهرة في سنة 1286 وذكر في ديباجته أسماء ما يسَّر اللهُ تعالى له الوقوف عليها من كتب اللغة وحصل الأستمداد عليه منها، وهي كثيرة جدا، وهذا الشرح أفضل شروح القاموس، وقد رفع الله قدره بمنه وكرمه ونفع به كما نفع بأصله. قال صاحب الطبع: شرع في طبع القسم الثالث، والرابع في 3 ذي الحجة سنة 1285، وقد بلغ أرباب جمعية المعارف الآن ستمائة واحدى وستين زادهم الله كل حين ثم ذكر أسمائهم في آخر الجزء الأول منه طُبع القاموس مراراً في جملة بلاد بصور مختلفة مع ترجمته بألسن متعددة ومنفرداً حتى بلغ عدد نسخة الموجودة في الآفاق نحو الثمانين ألف نسخة. ومن جملة عنايتهم به أنّ بعضهم رتبه على نمط المصباح باعتبار الأول والثاني، والثالث وسماه منتهى الإرب، ولم يتعد ما أورده المجد ومع تعدد شروحه وحواشيه بالخط لم يطبع شيء منها الى الآن، على أن كل مطالع للقاموس يفتقر اليها ويضطر اليها لأن المجد أدمج واختصر حتى صارت عبارته كالألغاز وتحتاج إلى الايضاح فنحمد الله على ما سهل هذا المقصود وظهر هذا الشرح للوجود ... انتهى (¬4). - تاج المصادر في اللغة: لأبي جعفر أحمد بن علي المعروف بجعفرك المقري البيهقي المتوفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة وهو مجلد، أوله: الحمد لله رب العالمين حمداً يفوق حمد الشاكرين جمع فيه مصادر القرآن، ومصادر الأحاديث وجرّدها عن الأمثال، والأشعار وأتبعها الأفعال التي تكثر في دواوين العرب (¬5). ¬

_ (¬1) سقط من ق. (¬2) إيضاح المكنون: 1/ 15،210. (¬3) تاج العروس: 1/ 2. (¬4) لم أجد الكلام في كشف الظنون أو غيره. (¬5) ينظر: بغية الوعاة: 2/ 346، كشف الظنون: 1/ 269، معجم المؤلفين: 2/ 4.

- تاج المصادر في لغة الفرس: لرودكي الشاعر (¬1). - تاج اللغات: لمحمد اسماعيل اللندني ألفه لنصير الدين حيدر ملك لكنؤ، أوله: سبحان الذي علم آدم الأسماء بحذافيرها ... الخ وقد طبع في مجلدات. - تحفة الأريب فيما في القرآن من الغريب: للشيخ أبي حيان (86/ ... ) محمد بن يوسف الأندلسي النحوي المتوفى سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وهو مختصر مرتب على الحروف (¬2). - التحفة السنية الى الحضرة الحسينية في لغة الفرس بالتركية: لمحمد بن مصطفى بن لطف الله الدشيشي وهو في مجلد كبير جمعه من الكتب المصنفة في هذا الفن كالبحر، والوسيلة، ولغة نعمة الله، ودقائق الحقائق وضم إليه أشياء من التواريخ وغيرها، وسماه باسم حسن باشا أمير الأمراء بمصر، وذلك سنة ثمان وثمانين وتسعمائة ثم اشتهر بلغة الدشيشة وانتشر في أقطار (¬3) الروم لكونه أعظم ما صنف فيه. - تحفة الصبيان لغة فارسية (¬4). - تحفة العلائي، منظومة في اللغة الفارسية: لمحمد بن البواب، أولها: افتتاح مقال بحمد نعماى بيحد ... الخ، جعلها على اسلوب نصاب الصبيان ونصيب الفتيان. - تحفة الفقير: لغة فارسية منظوم مختصر، أوله: ابتداى سخن بنام خدا ... الخ. - تحفة اللغة: للحدادي (¬5). - تحبير الموشين فيما يقال بالسين والشين: لصاحب القاموس تتبع فيه أوهام المجمل في نحو ألف موضع (¬6). - تذكرة في اللغة: للشيخ تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم القيسي النحوي المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وهي في ثلاث مجلدات سماها الأوابد قاله السيوطي (¬7). - ترجمان الصحاح في اللغة يأتي. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 270، ايضاح المكنون: 1/ 210. (¬2) كشف الظنون: 1/ 362، في معجم المؤلفين: 12/ 130 تحفة الأديب. (¬3) اقطار سقط من ق. (¬4) كشف الظنون:: 1/ 367،368. (¬5) المصدر نفسه: 1/ 370 - 373. (¬6) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 1/ 354،، ايضاح المكنون: 1/ 230. (¬7) بغية الوعاة: 1/ 326،327، كشف الظنون: 1/ 393، معجم المؤلفين: 1/ 78.

- ترجمان اللغة: للشيخ علي بن نصرة بن داود، وهو مجلد أوله: الحمد لله الذي فضل لسان العرب بالفصاحة والبيان ... الخ جمع فيه الأسماء والأفعال، والحروف على ترتيب التهجي بالحركات الثلاث وبوبه أربعة وثمانين باباً من الألف الى الياء. - ترجمان في اللغة: بالتركية ثلاث مجلدات ليير محمد بن يوسف الأنقروي جمعه من صحاح الجوهري، والمغرب وغيرهما ورتبه على ثمانية وعشرين باباً. - ترجمان المترجم بمنتهى الارب في لغة الترك والعجم والعرب: للفاضل شهاب الدين أحمد بن محمد بن عرب شاه الدمشقي الحنفي المتوفى سنة أربع وخمسين وثمانمائة (¬1). - ترويح الأرواح في تهذيب الصحاح: للجوهري يأتي (¬2). - تفتيح المصادر في اللغة. - تقريب المرام في غريب القاسم بن سلام: للشيخ الامام محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري المتوفى سنة أربع وتسعين وستمائة كتبه (87/ ... ) على غريب الحديث لأبي عبيدة مبوباً على الحروف (¬3). - تكملة الصحاح يأتي (¬4). - تلخيص في اللغة: لأبي هلال حسن بن عبد الله العسكري المتوفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (¬5). - تلقيح العين في اللغة: لأبي غالب تمام بن غالب بن عمرو القرطبي اللغوي المتوفى سنة ست وثلاثين وأربعمائة، قال في القاموس: أديب صاحب الموعب، وقال صاحب الوفيات في ترجمته: وله كتاب جامع في اللغة سماه تلقيح العين ... انتهى، قلت: هو كتاب لم يؤلف مثله اختصاراً واكثار (¬6). - تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب: للظهير أبي علي حسن بن الخطير العماني الفارسي المتوفى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (¬7). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 397. (¬2) المصدر نفسه: 1/ 402. (¬3) المصدر نفسه: 1/ 465. (¬4) المصدر نفسه: 1/ 471. (¬5) المصدر نفسه: 1/ 479. (¬6) ينظر: وفيات الأعيان: 1/ 300، انباه الرواة: 1/ 260، كشف الظنون: 1/ 481. (¬7) معجم الأدباء: 8/ 103.

- تنبيه البصائر في أسماء أم الكبائر: لأبي الخطاب العلامة عمر بن حسين بن علي بن دحية الكوفي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وهو مختصر على الحروف، أوله: الحمد لله الذي رضي دين الاسلام لعباده المسلمين (¬1). - التنبيه والافصاح عما وقع في كتاب الصحاح لعبد الله بن بريّ العباسي المتوفى سنة اثنين وثمانين وخمسمائة (¬2). - تهذيب الأسماء واللغات: للامام محيي الدين يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة ست وسبعين وستمائة وهو كتاب مفيد مشهور في مجلد، أوله: الحمد لله خالق المصنوعات ... الخ جمع فيه الألفاظ الموجودة في مختصر المزني، والمهذب، والوسيط، والتنبيه والوجيز، والروضة. وقال: إن هذه الستة تجمع ما يحتاج إليه من اللغات وضم الى ما فيها جُملاً مما يحتاج اليه مما ليس فيها من أسماء الرجال، والملائكة، والجن ليعم الانتفاع ورُتب على قسمين: الأول في الأسماء، والثاني في اللغات. ثم إن الشيخ أكمل الدين محمد بن محمود الحنفي المتوفى سنة ست وثمانين وسبعمائة غيّر ترتيبه، ورتبه على اسلوب آخر، وكذا فعل الشيخ محيي الدين عبد القادر بن محمد القرشي الحنفي المتوفى سنة خمس وسبعين وسبعمائة، ولخصه الشيخ عبد الرحمن بن محمد البسطامي وسماه بالفوائد السنية. وللشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة احدى عشرة وتسعمائة مختصر ذلك الكتاب أيضاً (¬3). - تهذيب الطبع في نوادر اللغة: لأبي محمد قاسم بن محمد الأصفهاني (¬4). - تهذيب اللغة (88/ ... ): لأبي منصور محمد بن أحمد بن طلحة بن فرج الأزهري اللغوي المتولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين المتوفى سنة سبعين وثلاثمائة، وهو أستاذ صاحب الغريبين الهروي (¬5)، وهذا الكتاب عزيز الوجود قال المفتي سعد الله: ظفرت بنصفه الأخير، ترتيبه أعسر استخراجاً وتناولاً من اللغات يذكر في كل مادة من التقليبات، والاحتمالات العقلية ... انتهى. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 486. (¬2) ينظر: وفيات الأعيان: 3/ 108،109، معجم المؤلفين: 6/ 37. (¬3) كشف الظنون: 1/ 514. (¬4) كشف الظنون: 1/ 515، والأصبهاني القاسم الديمرتي ت سنة 355هـ معجم المؤلفين: 8/ 119. (¬5) ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 334،335، 6/ 192، كشف الظنون: 1/ 515.

باب الثاء المثلثة

أوله: الحمد لله ذي الحول والقدرة ... الخ، ابتدأ فيه بحرف العين وهو كتاب كبير من الكتب المختارة في اللغة وترتيبه على هذه: ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، د، ت، ظ، ذ، ث، ل، ن، ف، ب، م، و، أ، ي، و ذلك باعتبار المخارج ثم ترتيب الفصول كذلك يعني يشرع بعد " ع " بحرف "ح" ثم بحرف " هـ" وهكذا. وقدم المضاعف على الصحيح، وكتب في آخره حروف الجر وأدخل الهمزة معها في باب واحد، وأورد الفوائد العجيبة هناك ومختصره لعبد الكريم بن عطاء الله الاسكندري المتوفى سنة اثنتي عشرة وستمائة. - التهذيب في أسماء الذيب: لجلال الدين السيوطي وهو جزء أورده في ديوان الحيوان (¬1). - التهذيب في غريب الحديث: لأبي الحسن عبد الواحد بن اسماعيل الشافعي (¬2). - التيسير في اللغة: لمحمد بن حسن بن مقسم المتوفى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة (¬3). - تهذيب التهذيب (¬4): لأبي الثناء محمود بن أبي بكر بن حامد التنوخي الأرموي الدمشقي الشافعي في خمس مجلدات، وهي مسودة المصنف من وقف السميساطية بدمشق. قال السيد مرتضى في تاج العروس: ظفرت بها في خزانة الأشرف بالعنبرانيين، التزم فيه الصحاح، والتهذيب، والمحكم مع غاية التحرير والضبط المحكم، وقد حدث عنه الحافظ الذهبي وترجمه في معجم شيوخه، ولد سنة 647 وتوفي سنة 723 (¬5). بَاب الثاء المثلثة ليس في هذا الباب اسم كتاب في اللغة بَاب الجيم (89/ ... ) - جامع الفرس في اللغة: مختصر مفسر بالتركية لمصطفى بن محمد بن يوسف الاين كوتي (¬6) وهو على ثلاثة أقسام، الأول: في الأسماء، والثاني: في المصادر، والثالث: في القواعد، أوله: الحمد لله الذي أبرز بالعلم بهجة رياض الشرع (¬7). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 1/ 517. (¬2) المصدر نفسه: 1/ 518. (¬3) المصدر نفسه: 1/ 520. (¬4) المصدر نفسه: 1/ 514. (¬5) تاج العروس: 1/ 3،4. (¬6) في كشف الظنون: 1/ 566 الأينه كولي. (¬7) المصدر نفسه: 1/ 566.

- جامع اللغة: للسيد محمد بن السيد حسن بن السيد علي صاحب الراموز المتوفى سنة ستين وثمانمائة تقريباً، ذكر فيه إنَّ صِحاح الجوهري مشتمل على ما لا مدخل له في معرفة اللغة من الأشعار، والأمثال، والأنساب، واختصره بعضهم ولكنه أُخل كما أن الأصل أمل فأضاف إليه جميع ما أهمله من اللغة وألحق به غرائب من المغرب، والفائق، والنهاية، وبسط الكلام في معاني الأحاديث فسماه بالجامع معنوناً باسم السلطان محمد خان الفاتح، وكان فراغه من تأليفه ببلدة أوْدَنه (¬1) سنة أربع وخمسين وثمانمائة (¬2). - الجامع في اللغة: لأبي عبد الله محمد بن جعفر القزاز القيرواني المتوفى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وهو كتاب صغير لكنه قليل الوجود، وصنف الشيخ محمد بن عبد الله الكرماني المتوفى سنة ثلاثمائة جامعاً في اللغة جمع فيه ما أغفله الخليل في كتاب العين (¬3). - جامع اللغات: منظوم في اللغة. - جَليس الأنيس في أسماء الخندريس: مجلد للشيخ مجد الدين صاحب القاموس (¬4). - الجمع بين صحاح الجوهري وغريب المصنف: لأبي اسحاق ابراهيم بن قاسم البطليوسي المعروف بالأعلم النحوي المتوفى سنة ست وأربعين وستمائة (¬5). - الجمع بين العباب والمحكم في اللغة: لتاج الدين أبي محمد أحمد بن عبد القادر المعروف بابن مكتوم المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة، ثم لخّصه وسماه المشوق المعلم في تلخيص الجمع بين العباب والمحكم (¬6). - الجمهرة في اللغة: لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد اللغوي البصري الأزدي الشافعي المتولد سنة مائتين وثلاث وعشرين المتوفى سنة احدى وعشرين وثلاثمائة انتهت اليه لغة البصريين، وكان أحفظهم وأوسعهم وأقدر على الشعر، وهو كتاب معتبر في مجلد أوله: الحمد لله الحكيم، ذكر فيه أنه ألفه لأبي العباس اسماعيل بن عبد الله بن محمد (90/) بن ميكال أورد في أوله ذكر الحروف المعجمة، وذكر كتاب العين للخليل وصعوبته ومدحه ثم قال: اخترنا بناءه على تأليف حروف المعجم لكونها أنفذ، وكان علم العامة بها كعلم الخاصة فبدأ بالثنائي، ثم بالثلاثي، ثم بالرباعي، ثم ملحق الرباعي، - ¬

_ (¬1) الأصل أورنة والصواب ما أثبتناه، وأَوْدَنه: قريبة من قرى بخارى معجم البلدان: 1/ 277. (¬2) كشف الظنون: 1/ 572. (¬3) ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 324،374، كشف الظنون: 1/ 576. (¬4) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 1/ 593. (¬5) كشف الظنون: 1/ 600، ينظر معجم المؤلفين: 1/ 75. (¬6) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 327، كشف الظنون: 1/ 600، معجم المؤلفين: 1/ 278.

- وكذا الخماسي، والسداسي وملحقاتها، وجمع النوادر في باب مفرد قال: وسميناه بذلك؛ لأنا اخترنا له الجمهور من كلاب العرب. يقال أنه أملَى الجمهرةَ في فارس، ثم أملاها بالبَصْرة ثم بغداد في سنة 297 من حفظه ولم يستعن عليها بالنظر في شيء من الكتب الا في الهمزة واللفيف ولذلك تختلف النسخ والنسخة المعوّل عليها هي الأخيرة وأخر ما صح نسخة عبيد الله بن أحمد بن جخجخ (¬1)؛ لأنّه كتبها من عدة نسخ وقرأها عليه. قال بعضهم: وكفى عجباً أن يتمكن الرجل من علمه كل التمكن ثم لا يسلم مع ذلك من الألسن حتى قيل فيه: ابن دريد بقرة ... وفيه عيّ وشره ... (¬2) ويدعى من حمقه ... وضع كتاب الجمهرة وهو كتاب العين ... الا أنه غيّره قال الأزهري: ممن ألف الكتب في زماننا فرمي بافتعال العربية وتوليد الألفاظ أبو بكر بن دريد؛ وقد سألت عنه ابراهيم بن عَرفَة، يعني نفطويه فلم يعبأ به، ولم يوثقه في روايته، وهجاه بقوله ابن دريد بقرة ... الخ (¬3). قال السيوطي في المزهر: معاذ الله هو بريء، ومن طالع الجمهرة رأى تحريه في رواية لا يقبل فيه طعن نفطويه؛ لأنه كان بينهما منافرة عظيمة بحيث أن ابن دريد هجاه بقوله: لو أنزل الوحي على نفطويه ... لكان ذلك الوحي سخطا عليه ... (¬4) وشاعر يدعى بنصف اسمه ... مستأهل للصفع في أخدعيه أحَرَقه الله بنصف اسمِه ... وصيَّر الباقي صراخا عليه قال السيوطي: وظفرت بنسخة منها بخط أبي اليمن أحمد بن عبد الرحمن بن قابوس الطرابلسي اللغوي، وقد قرأها على ابن خالويه بروايته لها عن ابن دريد وكتب عليها حواشي، من استدراك ابن خالويه على مواضع منها، ونبه على بعض أوهام وتصحيفات. ¬

_ (¬1) في الأصل حجج والصواب ما أثبتناه وهو: أبو الفتح عُبيد الله بن محمد المعروف بجخجخ أخذ عن أبي بكر ابن دريد ت سنة 358هـ، نزهة الألباء: 305. (¬2) معجم الأدباء: 18/ 138. (¬3) ينظر: الفهرست: 61،81، بغية الوعاة: 1/ 77،78، كشف الظنون: 2/ 605،606. (¬4) انباه الرواة: 1/ 179.

وقال بعضهم: كان لأبي علي القالي نسخة من الجمهرة بخط مؤلفها وكان قد ... أعطي بها ثلاثمائة مثقال فأبى فاشتدت الحاجة به فباعها بأربعين مثقالاً وكتب عليها ... هذه الأبيات: أنست بها عشرين عاما وبعتها ... وقد (91/) طال وجدي بعدها وحنيني وما كان ظني أنني سأبيعها ... ولو خلدتني في السجون ديوني ولكن لعجز وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهل شوؤني فقلت ولم أملك سوابق عبرتي ... مقالة مكوى الفؤاد حزين وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين (¬1) قال: فأرسلها الذي اشتراها وأرسل معها أربعين ديناراً أخرى قال السيوطي: وجدت هذه الحكاية مكتوبة بخط صاحب القاموس على ظهر نسخة من العباب للصاغاني ونقلها من خط تلميذه أبو حامد محمد بن الضياء الحنفي ونقلتها من خطه، ثم اختصرها شرف الدين محمد بن نصر بن عنين الشاعر المتوفى سنة ثلاثين وستمائة، واختصرها أيضاً اسماعيل بن عباد الصاحب وسماها الجوهرة (¬2). - جنان الجنان في لغة الفرس: للمنشي (¬3) الشاعر. - جني الداني في حروف المعاني: للشيخ بدر الدين حسن بن قاسم المرادي المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وهو كتاب مفيد رتب على مقدمة مشتملة على خمسة فصول ثم أورد خمسة أبواب من الآحادي الى الخماسي وهو مأخذ المغني لابن هشام (¬4). - الجوهرة: مختصر كتاب الجمهرة (¬5) للصاحب بن عباد المتوفى سنة 385 قال في آخره لما فرغنا من نظام الجوهره ... أعورّت العين ومات الجمهرة (¬6) - جواهر اللغة: لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة سبع وعشرين وخمسمائة (¬7) نظمه مولانا محمد الحوافي (¬8). ¬

_ (¬1) المزهر:1/ 95. (¬2) المزهر: 1/ 95، كشف الظنون: 1/ 606. (¬3) الأصل المتنبي والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 1/ 606. (¬4) المصدر نفسه: 1/ 607. (¬5) في الأصل العين والصواب ما أثبتناه. (¬6) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 450، كشف الظنون: 1/ 606، 621. (¬7) وفاته سنة 538هـ بغية الوعاة: 2/ 280. (¬8) بغية الوعاة: 2/ 280، كشف الظنون: 1/ 616، ينظر: معجم المؤلفين: 12/ 186، ومن المفترض أن يتقدم كتاب جواهر اللغة على الجوهرة.

باب الحاء المهملة

باب الحَاء المهملةِ - حدائق الآداب في اللغة: لعبيد الله بن محمد المعروف بابن شاه مردان (¬1). - حسن السير فيما في الفرس من أسماء الطير: للجلال السيوطي ذكرها في ديوان الحيوان، قال: وهي خمسة وثلاثون اسما، وقد نظمتها أرجوزة (¬2). - حقائق اللغة: لم أقف على مؤلفه، ولم يذكره صاحب كشف الظنون أيضاً (¬3). باب الخاء المعجَمَة (92/ ... ) - خلق الانسان: أي في أسماء أعضائه وصفاته صنف فيه جماعة من الأدباء واللغويين، لأنه من اللغة، منهم ابن قتيبة عبد الله بن مسلم النحوي المتوفى سنة ست وسبعين ومائتين، وأبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي المتوفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وأبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي وأبو عبد الله محمد بن زياد بن الأعرابي، وأبو القاسم يوسف بن عبد الله الزجاجي، وأبو بكر محمد بن قاسم الأنباري النحوي الصوفي، وأبو مالك عمرو بن كركرة. والقاضي بيان الحق محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري، وأبو علي حسن عبد الله الأصبهاني المعروف بلكذة، وثابت بن علي الكوفي، وأبو القاسم محمد بن محمود النيسابوري، وأبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي، وأبو بكر محمد بن عثمان المعروف بالجعد، وأبو عمرو اسحاق بن مرار الشيباني، وأبو الطيب محمد بن أحمد الوشاء النحوي، وأبو علي اسماعيل بن القاسم القالي. وأبو اسحاق ابراهيم بن محمد الزجاج النحوي المتوفى سنة عشرة وثلاثمائة، وأبو موسى سليمان بن محمد المعروف بالحامض النحوي. وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، وأبو زيد سعيد بن أوس الخزرجي المتوفى سنة خمس عشرة ومائتين، وأبو جعفر محمد بن النحاس النحوي، وأبو القاسم عمر بن محمد بن الهيثم، ومحمد بن حبيب النحوي المتوفى سنة خمس وأربعين ومائتين، ¬

_ (¬1) عبيد الله بن شاه مردان: نحوي لغوي توفي سنة 600هـ من آثاره خلائق الأدب في اللغة عند صاحب معجم المؤلفين: 6/ 245، كشف الظنون: 1/ 632. (¬2) كشف الظنون: 1/ 666،667. (¬3) المصدر نفسه: 1/ 673.

باب الدال المهملة

وللشيخ أبي عبد الله محمد بن عيسى بن أصبع نظم فيه، ولشرف الدين الرحبي (¬1) لم يسبق الى مثله، ولجلال الدين عبد الرحمن السيوطي سماه غاية الاحسان (¬2). - خالق باري (¬3): لأمير خسرو والدهلوي معروف. - خالق باري: لميرزا غالب الدهلوي، أوله: الله خداي ... الخ. بَابُ الدال المهملة - الدرة المضيئة في اللغة التركية: منظومة لزين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر العيني المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة (¬4). - الدرر المكللة في الفرق بين الحروف المشكلة في اللغة للأزدي (¬5). - دستور اللغة: وهو من الكتب المختصرة، في هذا الفن (93/ ... ) لبديع الزمان حسين ابن ابراهيم النطنزي المتوفى سنة تسع وتسعين وأربعمائة، والنطنزي بنونين بينهما طاء وآخره زاي معجمة، أوله: الحمد لله الذي أبدع العالم بقدرته. وهو منقسم على ثمانية وعشرين كتاباً بعدد الحروف المناسبة لمنازل القمر وأورد في كل كتاب اثني عشر باباً بعدد شهور السنة (¬6). - دشيشة: في لغة الفرس اسمه التحفة السنية، مَرَّ في حرف التاء (¬7). - ديوان الأدب: في اللغة لاسحاق بن ابراهيم الفارابي خال الجوهري المتوفى قريباً من سنة خمسين وثلاثمائة وقيل: في حدود سنة سبعين ألفه لأتسز بن خوارزم شاه (¬8) وصدر اسمه في خطبته، وهو كتاب معتبر وهو على خمسة أقسام: الأول: في الأسماء، الثاني في الأفعال، الثالث: في الحروف، الرابع: في تصريف الأسماء، الخامس في تصريف الأفعال. ¬

_ (¬1) في الأصل الرجى والصواب ما أثبتناه: وشرف الدين الرحبي: علي بن يوسف بن حيدرة بن الحسن، طبيب، حكيم، أديب ت سنة 667 هـ معجم المؤلفين: 7/ 265. (¬2) ينظر: الفهرست: 77،78،55،58،75،44،54،61،79، ينظر: انباه الرواة: 2/ 202،360، كشف الظنون:1/ 722،723، معجم المؤلفين: 3/ 238، 8/ 231،234، 7/ 265، 10/ 287، حذف بعض الأسماء وهي كثيرة. (¬3) من المفترض أن يتقدم كتاب خالق باري على خلق الإنسان. (¬4) كشف الظنون: 1/ 744، معجم المؤلفين: 10/ 137. (¬5) محمد بن مكي بن محمد بن عبد الله الأنصاري المالكي، نحوي، لغوي ت سنة 565هـ، معجم المؤلفين: 12/ 49. (¬6) كشف الظنون: 1/ 754، معجم المؤلفين: 3/ 305،306. (¬7) كشف الظنون: 1/ 755. (¬8) جاء في خطبة ديوان الأدب: 1/ 72، ألفه للشيخ أبي الحسن أحمد بن منصور.

باب الذال المعجمة

قال في القول المانوس: قرأ الجوهري هذا الكتاب على خاله المؤلف وترتيبه لطيف. قال فيه: جعلته ستة كتب أولهن: كتاب السالم، والثاني: كتاب المضاعف، والثالث: كتاب المثال، والرابع: كتاب ذوات الثلاثة، والخامس: كتاب ذوات الأربعة، والسادس: كتاب الهمزة، وجعلت كل كتاب من هذه الكتب شطرين: أسماءً وأفعالاً، وقدمتُ الأَسماءَ في أَمْثِلَتِها، وأبوابها على الأَفعال، ثم تَلوْتها بالأَفعال مُبَوَّبَة على مراتبها ومَدارجها، مُقَدِّما بالأَحقَّ فالأَحقَّ منها، حتى أَتيتُ على آخرها ... انتهى (¬1). قال القفطي (¬2): إنه ألفه بمدينة زبيد، وأنه مات قبل أن يروى عنه. وذكر السيوطي من روى عنه فيبطل قوله، وقد لخصه وهذبه حسن بن مظفر النيسابوري المتوفى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة (¬3). وللامام أبي سعيد محمد بن جعفر ديوان الأدب في عشر مجلدات ضخام أخذ كتاب الفارابي وزاد عليه في أبوابه، فصار مفيداً لأنه هذبه وانتقاه وزاد فيه ما زَيَّنَه وحَلاّهُ، كذا قال ياقوت (¬4). - دري كشا: لنجف علي الججري وكان ملازماً لرئاسة بهويال على خدمة العدالة الديوانية زماناً يسيراً ثم عُزِل منها. بَابُ الذال المعجَمة (94/ ... ) لم يقع اسم كتاب في اللغة في هذا الباب، ولم يذكره صاحب الكشف أيضاً. بَابُ الرَّاء المهملة - الراموز: في اللغة للسيد محمد بن السيد حسن، يشتمل على جميع لغات الجوهري، والمغرب والفائق، والنهاية، أوله: الحمد لله حق حمده. قال: إن كتاب الصحاح لما كان فيه تطويل واطناب بايراد كثير مما يستغنى عنه من الأمثال، والشواهد، والأنساب، واختصره بعض الفضلاء ولكنه أخل كما إنَّ الأصل أسهب وزاد فيه فوائد فأضفت الى ما اختاره جميع ما أهمله من اللغة ثم ألحقت غرائب ألفيتها في المغرب وعثرت عليها في الفائق، والنهاية، وبسطت الكلام بعض البسط، ¬

_ (¬1) ديوان الأدب للفارابي: 1/ 75،77، كشف الظنون: 1/ 774،775. (¬2) القفطي: هو القاضي الأَشَرفُ يوسف بن ابراهيم، بن عبد الواحد الشَّيبَانيُّ القِفْطيُّ من بلاد اليمن وكان الفارابي قد سافر هناك وأقام، معجم الأدباء: 6/ 62 - 65. (¬3) معجم الأدباء: 6/ 65، كشف الظنون: 1/ 775. (¬4) ينظر المصدران نفسهما: 18/ 104،: 1/ 775.

باب الزاء المعجمة

ثم اني بعدما فرغت سمعت من واحد من العلماء أن نقل الجوهري مطعون (¬1)، وما نقلته من المختصر ليس مما يوجز مبانيه، وما زلت أسأل الله سبحانه وتعالى أن يطلعني على مواضع علمه، حتى وفقني الله سبحانه وتعالى الى المطالعة في القاموس، واطلعت فيه على ما ركب الجوهري فيه التصحيف، فشمرت عن ساق جدي على أن أقيم ما فيه من الأود حتى فرغت، فبيّنت ما غفل عنه وسها، ونقلت عنه أسماء المحدثين ونسبهم، واجتنبت عن الاطناب، فأشرت الى قول الله سبحانه وتعالى بحرف " ق "، والى الحديث بحرف " ح " والى الأثر بحرف " ر " والى الجمع بحرف " ج " والى الموضع بحرف "ع"، والى الجبل بحرف " ل " والى تأنيث الصفات التي تجري على مذكرها " بهاء " بحرفي " ثه " معناهما المؤنث بهاء، والى اسم رجل بحرفي " سم " وأشرت بحرفي " عز " الى ما يتعدى ويلزم (¬2). - رسالة العنقاء المغرب الواقع في القاموس: للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الدنوشري الشافعي المتوفى بمصر سنة خمس وعشرين وألف، أولها: الحمد لله رب المشرق والمغرب. - الرسالة النصيرية في لغة الفرس (¬3). - الروض المسلوف فيما له اسمان الى الألوف: للشيخ مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (95/ ... ) صاحب القاموس المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة (¬4). بَابُ الزَّاء المعجَمَة - زبدة اللغة: فارسي لعلاء الدين علي بن مراد الكاشي المتوفى سنة أربع وعشرين وستمائة جعله على قسمين الأول: في الأسماء، والثاني: في الأفعال (¬5). بَابُ السّين المهملة - سبب في حصر لغات العرب: لحسين بن المهذب المصري اللغوي (¬6). - سبحة الصبيان لغة منظومة بالتركي معروفة بالمحمودية. - سبعة أبحر في اللغة: منها زيادة على القاموس. ¬

_ (¬1) في كشف الظنون: 1/ 831، مما يؤمن متانته. (¬2) المصدر نفسه: 1/ 831. (¬3) المصدر نفسه: 1/ 896. (¬4) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 1/ 920. (¬5) كشف الظنون: 2/ 953. (¬6) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 540، كشف الظنون: 2/ 975.

- سدرة العرف في اثبات المعنى في الحرف: لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة احدى عشر وتسعمائة. - سر الفصاحة في اللغة: لأبي محمد عبد الله بن محمد بن سنان الخفاجي الشاعر (¬1). - سلك الجواهر: فارسي في اللغة منظوم لعبد الحميد بن عبد الرحمن الأنكوري ألفه في جمادى الآخرة، أخذه من نصاب الصبيان ونصاب الفتيان وغيرهما، أوله: الحمد لله الذي زين الانسان بالرأس والرأس بالانسان، أبياته خمسون وخمسمائة وقطعاته خمس وثلاثون (¬2). - سرمه سليماني في اللغة الفارسية. - سر الليالي في القلب والابدال: للعلامة أحمد فارس المعروف بالشدياق (¬3) نزيل قسطنطينية حالاً صاحب الجوائب، أوله: الحمد لله الذي أنزل القرآن وهو مبني على ثلاثة مقاصد: الأول: سرد الأفعال، والأسماء التي هي أكثر تداولاً وأشهر استعمالاً ونسقها بالنظر الى التلفظ بها لايضاح تناسبها وابداء تجانسها وكشف أسرار معانيها وأصل مدلولاتها. الثاني: ايراد الألفاظ المقلوبة، والمبدلة ويندرج في ذلك الألفاظ المترادفة. الثالث: استدراك ما فات صاحب القاموس من لفظ، أو مثل، أو ايضاح عبارة (96/ ... ) نسق ومادة، وقد أضاف الى هذا المقصد الأخير نقدين من كتابه الجاسوس على القاموس، أحدهما: فيما ذكره صاحب القاموس في غير محله المخصوص به، والثاني: فيما لم (¬4) يذكره مطلقاً، وقد اشتهر عند الأدباء والمؤلفين، وهذا الكتاب قد طبع بقسطنطينية بادارة المصنف في سنة 1284 في أيام السلطان عبد العزيز خان وظفرت به بالشراء ووجدته للظمآن كالماء، كتاب لم يسبق الى مثله الى الآن ولم تسمع بنظيره آذان الأزمان عدة للبلغاء وحياة لأهل اللّغْي ألف فأجاد وجمع فأوعى وأفاد. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 975،977،982،988. (¬2) المصدر نفسه: 2/ 997، وفيه سنة تأليفة (757هـ). (¬3) ايضاح المكنون: 2/ 11،349، معجم المؤلفين: 2/ 42. (¬4) لم سقط من ب.

باب الشين المعجمة

بَابُ الشين المعجَمَة - شوارد في اللغة: للامام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني المتوفى سنة خمسين وستمائة (¬1). - شمس العلوم في اللغة: ثمانية عشرة جزءاً لنشوان بن سعيد الحميري اليمني المتوفى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، سلك مسلكاً غريباً يذكر فيه الكلمة من اللغة، فإن كان لها نفع من جهة ذكره، وذكر في كل مادة أبواب الكلمة واستعمالاتها ثم اختصره ابنه في جزئين وسماه ضياء الحلوم في مختصر شمس العلوم أول ضياء الحلوم: أما بعد حمد الله مستحق الحمد ... الخ (¬2). - شمس اللغات: ألِّف لمستر جوزف بريتوجونير النصراني في سنة 1220 الهجرية، وطبع بكلكته، ثم طبع في سنة 1277 الهجرية في بمباي (¬3) بمطبع القاضي ابراهيم بجمع اللغة العربية، والفارسية وبعض التركية (¬4). بَابُ الصاد المهمَلة - الصاحبي في اللغة: لابن فارس أبي الحسين أحمد بن فارس الرازي اللغوي المتوفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. قال: هذا الكتاب الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، وإنما عنونته بهذا الاسم؛ لأني ألَّفته وأودعته خزانة الصاحب يعني ألَّفه للوزير (97/ ... ) اسماعيل بن عباد المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة (¬5). - صحاح العجم: لهندوشاه النخجواني (¬6) رتبه على ترتيب الصحاح العربي، وهو مختصران قديم معروف بديرنه وجديد. قال فيه: لما رأيت أكثر كتب المشايخ مدونة بلغة الفرس وكان أكثر راغبيها غير فارس، جمعت منها على وجه يسهل تناوله، وجعلت لكل حرف على الترتيب باباً ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1065، معجم المؤلفين 3/ 279. (¬2) المصدران نفسيهما: 2/ 1061، 13/ 86. (¬3) بمباي: مدينة هندية ساحلية مطلّة على بحر العرب. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1061، وهناك كتاب الشامل في اللغة لأبي منصور محمد بن علي الأصبهاني شارح الفصيح، ايضاح المكنون: 2/ 39. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1068،1069. (¬6) هندوشاه بن سنجر بن عبد الله الصاحبي النخجواني، فاضل من آثاره موارد الأدب كان حياً 730هـ معجم المؤلفين: 13/ 155.

مستقلاً، وقيدت الحروف على وجه لا يخفى وسميته به لكونه على اسلوب صحاح العربية (¬1)، وللشيخ يحيى الأميري الرومي القرشي (¬2). - الصحاح في اللغة: للامام أبي نصر اسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة كان من فاراب (¬3)، أخذ عن خاله ابراهيم الفارابي وعن السيرافي والفارسي ودخل بلاد ربيعة ومضر فأقام بها مدة في طلب علم اللغة ثم عاد الى خراسان وأقام بنيسابور مدة فبرز في اللغة، وتعلم الكتابة، وحسن الخط وتوفي مترديا من سطح داره، وقيل إنه تغير عقله وعمل له دفتين وشدهما كالجناحين، وقال أريد: أن أطير ووقع من علو، فهلك (¬4). ثم قال الخطيب التبريزي: وكتاب الصحاح هذا كتاب حسن الترتيب سهل المطالب لما يراد منه، وقد أتى بأشياء حسنة وتفاسير مشكلات من اللغة، الا أنه مع ذلك فيه تصحيف لا يشك في أنه من المصنف لا من الناسخ؛ لأن الكتاب مبني على الحروف ولا تخلو هذه الكتب الكبار من سهو يقع فيها، أو غلط غير أن القليل منه الى جنب الكثير الذي اجتهدوا فيه وأتعبوا أنفسهم في تصحيحه وتنقيحه معفو عنه ... انتهى (¬5). وقد بالغ جمع من الأدباء في مدح الجوهري، قال الثعالبي في اليتيمة: هذا كتاب الصحاح سيد ما ... صنّف قبل الصحاح في الأدب يشمل أبوابه ويجمع ما ... فرّق في غيره من الكتب (¬6) وقال ياقوت في معجم الأدباء: وهو الكتاب الذي بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم أحسن الجوهري تصنيفه وجوّد تأليفه، وهذا مع تصحيف فيه في عدة مواضع تتبعها المحققون، وقيل إن سببه أنه لما صنفه للأستاذ أبي منصور عبد الرحيم بن محمد البيشكي (¬7) سمع عليه الى باب الضاد المعجمة وعرض له وسوسة، فانتقل الى الجامع القديم بنيسابور فصعد سطحه (98/ ... ) وقال: أيها الناس إني عملت في الدنيا شيئاً ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1074. (¬2) العبارة ساقطة من ق من للشيخ الى القرشي. (¬3) فاراب: ولاية نهر سيَحون في تخوم بلاد الترك، معجم البلدان: 4/ 225. (¬4) ينظر: وفيات الأعيان: 3/ 108، بغية الوعاة: 1/ 446،447، كشف الظنون: 2/ 1071. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1072. (¬6) يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر للثعالبي: 4/ 469. (¬7) في الأصل البينسكي والصواب ما أثبتناه عن معجم الأدباء: 6/ 151، وكشف الظنون: 2/ 1071، وبيشك: قصبة كورة رُخّ من نواحي نيسابور معجم البلدان: 1/ 528،529.

لم أُسبق اليه، فسأعمل للآخرة أمراً لم أُسبق اليه، وضم الى جنبيه مصراعَيْ الباب وتأبطهما بحبل وصعد مكاناً عالياً وزعم أنه يطير، فألقى نفسه من سطح فمات سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وقيل في حدود الأربعمائة، فبقي سائر الكتاب مسودة غير منقّحة فبيضه تلميذه ابراهيم بن صالح الوراق فغلط فيه في مواضع (¬1)، وقيل هذا السبب يقتضي أن لا يكون تصحيفه الى باب الضاد، وقد ألف الامام أبو محمد عبد الله بن بري حواشيَ على الصحاح، وصل فيها الى أثناء حرف الشين ... انتهى، قيل سماها التنبيه والايضاح عما وقع من الوهم في كتاب الصحاح وهي أجود تأليفه، ذكر فيها الأغلاط البينة واستدرك في بعض ألفاظٍ واجبة الذكر، وبعض شواهد لازمة الفكر، وكان أستاذه علي بن جعفر بن القطاع ابتداها وبنى ابن بري على ما كتب ابن القطاع، وتوفي ابن بري في سنة اثنتين وثمانيين، أو سبعين وخمسمائة، واسم الحاشية الايضاح. قال الصفدي: لم يكمل هو حواشي الصحاح، وإنما وصل الى وبش، وهو ربع الكتاب، ومات قبل اتمامها سنة 576 فأكملها الشيخ عبد الله بن محمد البسطي نسبة الى بَسْطة (¬2) (بالفتح) من كورة جيان بالأندلس، وألف الامام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني التكملة على الصحاح، ذكر فيها ما فاته من اللغة وناقضة في بعض مواضع وهي أكبر حجماً منه، توفي سنة خمسين وستمائة (¬3). وممن كتب حواشي على الصحاح أيضاً ابن القطاع علي بن جعفر الصقلي المتوفى سنة خمس عشرة وخمسمائة، وأبو القاسم فضل بن محمد البصري، المتوفى سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ورضي الدين محمد بن علي الشاطبي المتوفى سنة أبع وثمانين وستمائة، وأبو العباس أحمد بن محمد المعروف بابن الحاج الاشبيلي المتوفى سنة احدى وخمسين وستمائة، وألف أبو الحسن علي بن يوسف القفطي كتاباً في اصلاح خلله، واختصره شمس الدين محمد بن حسن بن سباع المعروف بابن الصائغ الدمشقي المتوفى سنة عشرين وسبعمائة مجردا عن الشواهد، واختصره (99/) الجوابي في مجلدين صغيرين بدون حذف الشواهد، وهو موجود بالأزهر في خزانة البرماوي، واختصره الشيخ الامام محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (¬4)، وسماه مختار الصحاح (¬5). ¬

_ (¬1) معجم الأدباء: 6/ 151 - 159، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 447، كشف الظنون: 2/ 1071. (¬2) ينظر: معجم البلدان: 1/ 422. (¬3) ينظر: بغية الدعاة: 1/ 530، كشف الظنون: 2/ 1072. (¬4) الرازي: كان حيا سنة 666هـ، معجم المؤلفين: 9/ 112. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1072، 1073، معجم المؤلفين: 11/ 72، 2/ 64، 7/ 263، 9/ 192،112.

واقتصر فيه على ما لابد منه في الاستعمال، وحذف منه بعض فصول بالكلية، وضم اليه كثيراً من تهذيب الأزهري وغيره، وصدر زوائده بقلت وكل ما أهمله الجوهري من الأوزان ذكره بالنص على حركاته أو برده الى واحد من أوزانه العشرين التي ذكرها في كتابه، وهو مشهور متداول بين الناس، أوله: الحمد لله بجميع المحامد على جميع النعم، وقال في آخره: وافق فراغه عشية يوم الجمعة سنة ستين وستمائة (¬1) كذا في كشف الظنون. قال: واختصره المولى محمد المعروف بالعيشي (¬2) المتوفى سنة ست عشرة وألف وهو أنفع وأفيد من مختار الصحاح كذا قيل لكنه غير مشهور، ونقله الى التركي محمد ابن مصطفى الواني المعروف بوان قولي (¬3) المتوفى سنة ألف، قال: لما رأيت الاحتياج التام الى بيان اللغة، وكان صحاح الجوهري مقبولاً مسلماً عند الفحول غير أن عبارته على اسلوب البلغاء، ولسان العرب العرباء والمتصدي الى نقله كالأختري، وصاحب الصراح لم يأمن من الخبط والخطأ فأردت ترجمته حتى يكون سهل التعاطي، وذكر في أوله مقدمة فيها فصلان الأول: في بيان الأفعال ومتعلقاتها، والثاني: في جمع الأسماء والصفات. وخرج جلال الدين السيوطي أحاديثه في مختصر سماه (فلق الأصباح في تخريج أحاديث الصحاح) واختصره محمود بن أحمد الزنجاني (¬4)، قال: لما فرغت من كتاب ترويح الأرواح في تهذيب الصحاح، ووقع في حجمه موقع الخمس من كتابه بتجريد لغته من النحو والتصريف الخارجين عن فنه واسقاط ما لا حاجة اليه من الأمثال والشواهد، أوجزته ايجازاً ثانياً حتى وقع حجمه موقع العشر ... انتهى. ومن المختصرات منه كتاب نجد الفلاح، كالمختار بحذف الشواهد، ونفوذ السهم فيما وقع للجوهري من الوهم لخليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة أربع وستين وسبعمائة، وهو في رده واصلاح ما فيه من الخلل، أوله: الحمد لله الذي تنزه علمه عن الغلط ... الخ (¬5) (100/ ... ). ¬

_ (¬1) الأصل سبعمائة والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1073،وفيه: وافق فراغه عشية يوم الجمعة سنة ستين وستمائة:2/ 1073، لأن صاحب معجم المؤلفين: 9/ 112،ذكر بأنه كان حياً سنة 666هـ. (¬2) الأصل القيسي والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1073، والعيشي: محمد التيروي، مفسر، فقيه، واعظ له تفسير القرآن، معجم المؤلفين:9/ 143، 11/ 110. (¬3) محمد الواني: فقيه أصولي، فرضى له نقد الدرر حاشية على الدرر، معجم المؤلفين:12/ 33. (¬4) محمود الزنجاني: فقيه أصولي، مفسر، محدث، لغوي ت سنة 656هـ معجم المؤلفين:12/ 148. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1073،، معجم المؤلفين: 14/ 114، 12/ 148.

تَم تأليفه في رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة قال محشي القاموس: وقد قلد فيه ابن بري فلا يكاد يذكر مسألة من عنده إلاّ بعض أدبيات والأستدلال ببعض أبيات ... انتهى. وللصفدي حلي النواهد على ما في الصحاح من الشواهد، وذكر فيه ترجمة الصحاح ليبر محمد بن يوسف الأنقروي، ذكر أنه لما فرغ من كتابه المسمى بملتقط الصحاح رأى ميل الطالبين الى الترجمة فألفه وسماه الترجمان (¬1) وشاهد (¬2) نسخة من صحاح الجوهري بخط ياقوت الموصلي كاتب نُسخ الصحاح الموجودة ترجمته في تاريخ ابن خلكان (¬3)، وذكر في آخرها ما هذه صورته. يقول ياقوت: نقلت هذا الكتاب من خط الشيخ أبي سهل محمد بن علي الهروي النحوي رحمه الله تعالى، وذكر إنه نقله من خط المصنف ورواه عن اسماعيل بن محمد ابن عبدوس عن المصنف وشاهدت خط ابن عبدوس على النسخة التي نقلت منها ما هذا حكايته: قرأ على الشيخ أبو سهل محمد بن علي بن محمد الهروي أكثر هذا الكتاب وسمع ما فيه من لفظى بقرآتي عليه فصحَّ له سماع جميعه مني وروايته عني، وذلك في سنة احدى وعشرين وأربعمائة وكتبه اسماعيل بن محمد بن عبدوس الدهان النيسابوري (¬4) ويقول ياقوت: هذا الكتاب أرويه متصلاً الى ابن عبدوس عن المصنف فما صح في هذه النسخة فهو في الرواية من خطأ أو صواب وما خالفها من زيادة أو تغيير فهو من كلام غير المصنف، وقد استدرك أبو سهل وبين بعض ما صحفه المصنف. قال ياقوت: وقد أثبت ذلك في موضعه، ولي أيضاً مواضع قد نبهت عليها من سهو المصنف، ومن سهو وقع في خط أبي سهل على أن الكتب الكبار لا تخلو من ذلك ... انتهى. وأنت إذا تأملت كلام ياقوت وقفت على أنّ ما ذكره السيوطي من الاعتذار بعدم كون النسخة مبيضة الى آخرها غير جدير بالقبول من ابن الحنائي (¬5) ... انتهى من خطه (¬6). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1073. (¬2) قول السيوطي من هامش المصدر نفسه: 2/ 1073. (¬3) ينظر: وفيات الأعيان: 6/ 112 - 119. (¬4) أخذ عن الجوهري صاحب الصحاح برع في النحو واللغة والعروض بغية الوعاة: 1/ 245. (¬5) ابن الحنائي: حسن جلبي بن علي بن أمر الله ابن عبد القادر الحميدي الحنفي القاضي، له حاشية على درر الأحكام لملا خسرو ت سنة 1012هـ، هدية العارفين: 1/ 290. (¬6) كشف الظنون: 2/ 1073،1074.

قال السيوطي في المزهر: وألف أتباع الخليل، وأتباع أتباعه وهلم جرا كتباً شتى في اللغة ما بين مطول، ومختصر، وعام في أنواع اللغة، وخاص بنوع منها كالأجناس للأصمعي، والنوادر واللغات لأبي زيد الأنصاري، والنوادر للكسائي، والنوادر واللغات للفراء، واللغات لأبي عبيدة، والجيم (101/ ... ) والنوادر والغريب لأبي عمرو الشيباني، والغريب المصنف بفتح النون مشددة لأبي عبيد، والنوادر لابن الاعرابي، والبارع للمفضل بن سلمة، واليواقيت لأبي عمرو الزاهد المطرز غلام ثعلب المتوفى سنة 345، والمجرد لكراع، والمنضد لابنه سويد، والتهذيب للأزهري، والمجمل لابن فارس، وديوان الأدب للفارابي، والمحيط للصاحب بن عباد وهو سبع مجلدات على ما في الوفيات والجامع للقزاز وغير ذلك مما لا يحصى أي كالمصباح الذي ذكر في آخره من أسماء كتب الفن نحو سبعين تأليفا قبل وجوده (¬1). ثم قال في المزهر: وغالب هذه الكتب لم يلتزم فيها مؤلفوها الصحيح بل جمعوا فيها ما صح وغيره، وينبهون على ما لم يثبت غالباً، وأول من التزم الصحيح مقتصراً عليه الامام أبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري ولهذا سمى كتابه بالصحاح (¬2). قال أبو الوفا نصر الهوريني سلمه الله تعالى وكأنه عَبّر بالغالب نظراً لقوله بعد، وكان في عصر صاحب الصحاح ابن فارس، فالتزم أيضاً في مجمله الصحيح ثم قال: وأعظم كتاب ألف في اللغة بعد عصر صاحب الصحاح كتاب: المحكم والمحيط الأعظم لأبي الحسن علي بن سيده الضرير الأندلسي المتوفى سنة 458 عن ستين سنة ثم كتاب: العباب للامام رضي الدين حسن بن محمد الصغاني الذي وصل فيه الى بكم ومات سنة 650 ثم كتاب: القاموس، ولم يصل واحد من هذه الثلاثة الى ما وصل اليه صاحب الصحاح ولا نقصت رتبة الصحاح ولا شهرته بوجود هذه وذلك لالتزامه ما صح فهو في اللغة نظير صحيح البخاري في الحديث، وليس المدار في الاعتماد على كثرة الجمع بل شرط الصحة. قلت: وقد شهد له صاحب القاموس في ديباجته بقوله: ولما رأيت اقبال الناس على صحاح الجوهري، وهو جدير بذلك الى أن قال: واختصصتُ كتاب الجوهري، من بين الكتب اللغوية، لتداوله واشتهاره بخصوصه، واعتماد المدرسين على نقوله ¬

_ (¬1) ينظر: الفهرست: 55،65،67،54،68،71،88،73،76،85، انباه الرواة: 2/ 202، وفيات الأعيان: 1/ 230،118،128،228،4/ 334، 6/ 192، ينظر: المصباح المنير: 711، 712، المزهر: 1/ 96،97، معجم المؤلفين: 2/ 267. (¬2) المزهر: 1/ 97.

ونصوصه (¬1). وأما ما تعقبه به في قوله غير أنه فاته ثُلثا اللغة أو أكثر، فقد انتقدوه عليه من وجوه أولها: إن ادعاءه حصر الفوات في الثُلثين على ما في النسخة الناصرية التي نقل منها الجلال، أو النصف على النسخة المكية غير مقبول لأن اللغة لا يوصل الى منتهاها فلا يعرف لها نصف ولا غيره. وثانيها: ايهام كلامه أنه جمع اللغة في قاموسه، وهذا أمر متعذر كيف وقد قال الامام الشافعي رضي الله عنه: لا يحيط باللغة إلا نبي. على أنه لم يجمع (102/ ... ) فيه غير ستين ألف مادة، فلم يزد عن (¬2) الصحاح غير عشرين ألفا، وأين هذا من لسان العرب الذي جمع فيه مؤلفه ثمانين ألفاً، ولعل المجد لم يطلع عليه. وثالثها: إن الجوهري ما ادعى الاحاطة ولا سمى كتابه البحر ولا القاموس وإنما التزم أن يورد فيه ما صح عنده كما صرح هو بذلك أول خطبة كتابه فلا يلزمه كل الصحيح، ولا الصحيح عند غيره ولا غير الصحيح. وأما تخطئته للجوهري وتوهيمه إياه فقد ردّها عليه الأعلام، كالبدر القرافي (¬3) في شرحه المسمى المحاكمة بين الصحاح والقاموس آخذا له من خطوط الشيخ عبد الباسط وسعدي أفندي (¬4)، وكذلك الامام ابن الطيب الفاسي محشى القاموس قد انتصر للجوهري على المجد وشهد بأنه خطيب المنبر الصرفي وامام المحراب اللغوي، وقال: إنّ الله قد رزقه شهرة فاق بها كل من تقدمه، ومن تأخر عنه، ولم يصل شيء من المصنفات اللغوية في كثرة التداول والاعتماد على ما فيه، الى ما وصل إليه كتابه الصحاح، وإن فيه من الفوائد المهمة التي أهملها في القاموس كثيراً من القواعد الصرفية، والشواهد المحتاج اليها في العلوم الشرعية، والأدبية، وكذلك محشية ابن بري قال: إنَّ الجوهري أنحى اللغويين، ولقد أفرد للمحاكمة بعض محققي المغاربة كتاباً مستقلاً سماه (الوشاح وتثقيف الرماح في رد توهيم المجد الصحاح)، وقد طبع قريباً بمصر القاهرة ... انتهى. وما أحسن ما قال عبد الغني النابلسي: ¬

_ (¬1) القاموس: 1/ 3،4. (¬2) في ق على. (¬3) القرافي: محمد بن يحيى بن عمر بن يونس المصري المالكي (بدر الدين) ت سنة 1008هـ له بهجة النفوس بين الصحاح والقاموس، معجم المؤلفين: 12/ 108. (¬4) سعد الله أفندي (المعلم) كان حياً قبل 1315هـ، معجم المؤلفين: 4/ 216.

لما أتى القاموس فهو المفتري من قال قد بطلت صحاح الجوهري ... يفخر فمعظم فخره بالجوهري (¬1) قلت اسمه القاموس وهو البحران قلت: سمَّى الجوهري كتابه بالصحاح في اللغة أي اللغات الصحيحة. وقال في خطبته: أودعتُ في هذا الكتاب ما صحَّ عندي من هذه اللغة التي شَرف الله تعالى منزلتها، وجعل علم الدين والدنيا منوطاً بمعرفتها على ترتيب لم أسبق اليه، وتهذيب لم أغلب عليه بعد تحصيلها بالعراق رواية واتقانها دراية ومشافهتي بها العرب العاربة في ديارهم بالبادية ... انتهى (¬2). قال بعضهم: فالظاهر من كلامه أن اسمه الصحاح (بالكسر) لكونه صفة اللغات ومن ثم (103/ ... ) قال بعضهم: ذهبت صحاح الجوهري كأنها ... الخ. ويدل عليه كلام صاحب الصراح حيث قال: ظفرت بنسخة مصححة في أربع مجلدات ضخام صحاح كاسمها غير سقام. وقال أبو زكريا الخطيب التبريزي: يقال كتاب الصحاح بالكسر، وهو المشهور وهو جمع صحيح كظريف وظِراف، ويقال الصحاح (بالفتح) وهو مفرد نعت كصحيح، وقد جاء فعال بفتح الفاء لغة في فعيل كصحيح وصحاح، وشحيح وشحاح، وبريء وبراء (¬3). قال المناوي: الكتاب يروى بهما وقيل: إن المصنف سماه بالفتح لا غير. وقال ابن الطيب: ما معناه حيث لم يروِ عن المؤلف في تخصيص أحدهما: بالسند الصحيح ما يصار اليه ولا يعدل عنه فكلا الضبطين صحيح خلافاً لمن أنكر الفتح ولمن رجحه على الكسر، واعلم أنّ الجوهري أول من ضبط ما أراد جمعه من الكلم اللغوية على ترتيب لم يسبق اليه، كما قال في أول كتابه، فهذا الترتيب العجيب والتهذيب الغريب من مبتكراته فهو الامام المتقدم في هذا الشأن، وإياه تبع صاحب لسان العرب، وخلاصة المحكم وغيرها من المتأخرين كالقاموس ومن قواعده إنه إذا ذكر اسماً، وقال عِقبه بالكسر مثلاً فالضبط لأول الكلمة، والتسكين لا يكون بالضرورة إلا للثاني، وإذا قال محركاً أو بالتحريك فيكون بفتحتين كما يعبر صاحب المصباح بذلك، وإذا أعاد الكلمة وأتبعها بقوله أيضاً فتكون بالضبط السابق، وقد تكون في الكلمة لغتان أو أكثر فيكررها بحسب لغاتها ولو أربع مرات. ¬

_ (¬1) تاج العروس: 1/ 23. (¬2) الصحاح: 1/ 33. (¬3) المزهر: 1/ 97.

وأما في الأفعال فإذا ذكر فعلاً وقال عقبه بالضم أو غيره، فيكون الضبط لعين الفعل، وليس من قواعده التزام الترتيب الذي اعتمده المجد، ولذلك يدخل أحياناً بعض المواد في بعض قصداً للاختصار والمجد لم يطلع على أسرار اصطلاحاته، فكلما نعقت له ناعقة صعق لها صاعقة وليس ذلك دأب المحققين وتوهم المجد أصالة النون، فاعترض على الجوهري ولا يرد عليه، لأنه وإن قيل بأصالتها فالجوهري لا يرى ذلك فلا يعترض عليه بما لا يراه. ومن قواعد الجوهري: أنه يصف الاسم الذي لا ينصرف بأنه لا يجري بالبناء للمفعول، ويصف الكلمة غير المنصرفة بإنها غير مجراة، ومثله في ذلك (104/ ... ) صاحب القاموس، والتعبير بالمُجرى وغير المُجرى لسيبويه والكوفيين في مقابلة تعبير البصريين ما عدا سيبويه بالمنصرف وغير المنصرف كما في شفاء الغليل عند ذكر جهنم، ونقله ابن الطيب. - صحائف في اللغة الفارسية، مختصر مشتمل على اثني عشر باباً، أوله: الحمد لله، مبدع الأشياء بقدرته (¬1). - صراح اللغة: لأبي الفضل محمد بن عمر بن خالد القرشي المشتهر بجمال (¬2)، وهو ترجمة الصحاح بالفارسية (¬3)، وقد طبع مرتين بدار الامارة كلكته، الثاني: في سنة 1245الهجرية مع زيادة شريفة، وضميمة لطيفة من القاموس وغيره يبلغ عدد اللغات الى ألوف مؤلفة. - صفوة المصادر: لمصطفى خان بن روش خان اللكنوي، أوله: سبحانك لا علم لنا ... الخ جمع فيه مصادر اللغة الفارسية، وهو نافع جداً. بَابُ الضاد المعجمة - ضالة الأديب في الجمع بين الصحاح والتهذيب في اللغة: لتاج الدين محمود بن أبي الحواري اللغوي، وكان حياً في سنة ثمانين وخمسمائة انتقد فيه على الجوهري في مواضع (¬4). - ضوء الصباح في لغات النكاح: لجلال الدين السيوطي ذكره في فن اللغة (¬5). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1075. (¬2) في المصدر نفسه: 2/ 1077 المشتهر بجمالي. (¬3) المصدر نفسه: 2/ 1077. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1085، معجم المؤلفين: 12/ 161. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1089.

باب الطاء المهملة

- ضياء الحلوم في مختصر شمس العلوم. في اللغة (¬1) - ضوء القابوس في زوائد الصحاح على القاموس: في اللغة أيضاً (¬2). بَابُ الطاء المهمَلةِ - طبقات اللغويين والنحاة: لأبي بكر محمد بن حسن الزبيدي الاشبيلي المتوفى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، جمع فيه من أبي الأسود الى زمانه، ولأبي الطيب، ولأبي أحمد بن النحاس النحوي المتوفى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وفيه البلغة، وللسيوطي سماه بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة (¬3) (105/ ... ) باب الظّاء المعجَمة ليس في هذا الباب اسم كتاب في اللغة. باب العين المهمَلة - العالم واللغة: في مائة مجلد: لأحمد بن أبان الأندلسي اللغوي المتوفى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، رُتب على الأجناس بدأ فيه بالفلك لكونه أعظم الأجسام وختم بالذرة (¬4). - العباب الزاخر واللباب الفاخر: في اللغة في عشرين مجلداً: للامام حسن بن محمد بن حسن حيدر العمري رضي الدين أبي الفضائل الصغاني، مات سنة خمسين وستمائة قبل أن يكمله بلغ فيه الى الميم ووقف في مادة بكم، ولهذا قيل: إن الصغاني الذي ... حاز العلوم والحكم كان قصارى أمره ... أن انتهى الى بكم (¬5) وترتيبه كصحاح الجوهري، وقد جمع تاج الدين بن مكتوم أبو محمد أحمد بن ... عبد القادر القيسي الحنفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة بينه وبين المحكم (¬6)، والصغاني نسبة الى صغان من بلاد ما ورَاء النهر، ويقال الصاغاني نسبة الى صغانيان معرب جغانيان بلد وراء نهر جيحون (¬7). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1091. (¬2) من المفترض أن يتقدم ضوء القابوس على ضياء الحلوم. (¬3) ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 372، كشف الظنون: 2/ 1106 ملاحظة: وضع كتب التراجم ضمن المؤلفات اللغوية إلا أنه أختار فقط التراجم الخاصة باللغويين والنحاة. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1121، ينظر: معجم المؤلفين: 1/ 132. (¬5) المزهر: 1/ 100، بغية الوعاة: 1/ 520. (¬6) كشف الظنون: 2/ 1122، ينظر: معجم المؤلفين: 3/ 279. (¬7) معجم البلدان: 3/ 408.

باب الغين المعجمة

وفي القاموس النسبة صغاني وصاغاني معرب، جغانيان حنفي امام في اللغة والحديث، ولد بمدينة لاهور (¬1) سنة سبع وسبعين وخمسمائة جاء واحد من أسلافه من صغان الى لاهور وتوطن بها ونشأ بغَزْنة (¬2)، ودخل بغداد سنة خمس عشرة وستمائة، وذهب منها بالرياسة الشريفة الى صاحب الهند ثم الى بغداد (¬3). وله في اللغة تكملة الصحاح، وهي أكبر حجماً منها وحواشٍ عليه وجمع بينها، وبين الصحاح في مجمع البحرين في اثني عشر مجلداً ترجم له العلامة الأديب السيد غلام علي آزاد البلجرامي في مؤلفاته وأطال. - عقد الجواهر في اللغة لم يزد صاحب الكشف على ذلك (¬4). - عقود الجواهر (106/ ... ) لغة منظومة مشتملة على احدى وخمسين قطعة في ستمائة وخمسين بيتاً أوله: الحمد لله مبدع البدائع ومؤلفه أحمد (¬5) ألفه مختصراً موسوماً بحمد وثناء منسوباً الى الرشيد الوطواط بنظم سليس وضبط جيد وأهداه للسلطان مراد بن محمد خان في أثناء تعلمه (¬6). - عمدة في لغة الفرس: مختصر لشمس الدين أحمد بن محمد السيواسي. - عين اللغة: وهو كتاب العين يأتي في الكاف (¬7). بَابُ الغين المعجَمةِ - غاية الاحسان في خلق الانسان: رسالة لجلال الدين السيوطي ذكره في فهرس فن اللغة، أوله: الحمد لله الذي خلق الانسان ذكر فيه المؤلفات التي ظفر بها، فجمع ما فيها وزاد عليها أضعافاً من كتب شتى، وذكر فيه أنه جمع فيه كتب خلق الانسان للنحاس، ولأبي محمد ثابت، وللزجاج، ولأبي القاسم عمر بن محمد العصافي، ومحمد بن حبيب فذكر أسماء الأعضاء (¬8). ¬

_ (¬1) لاهور: مدينة في شمال شرقي باكستان على راقي عاصمة ينجاب، مركز ثقافي، جامعة اسلامية، المنجد:490. (¬2) الأصل عزة والصواب ما أثبتناه عن بغية الوعاة: 1/ 519. (¬3) بغية الوعاة: 1/ 519. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1151. (¬5) هو أحمد داعي الكرمياني، له شرح قصيدة الصرصري ت سنة 815هـ، كشف الظنون: 2/ 1340، معجم المؤلفين: 2/ 815. (¬6) كشف الظنون: 2/ 1156. (¬7) المصدر نفسه: 2/ 1171،1182. (¬8) ينظر: الفهرست: 61،69، ينظر: غاية الاحسان: 176، كشف الظنون: 2/ 1188،1189.

- غرائب اللغة: لسعيد بن أحمد الميداني النيسابوري المتوفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (¬1). - الغرر المثلثة والدرر المبثثة: للشيخ الامام مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب ... الفيروز آبادي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة مختصر، أوله: أشرف ما نطق به المصدع (¬2) ذكر فيه أنه جمع جميع ما في الكتب من الكلم (¬3) المثلثة كقطرب، والقزاز والبطليوسي، وابن مالك، وابن عبد الله الحنبلي، وابراهيم بن زهر البصري، وكتاب الباهر لابن عديس (¬4)، وذكر أنه كان قد وضعه على قسمين: الأول: في المثلث المتفق المعاني، والثاني: في المختلف المعاني، فجاء القسمان في خمس مجلدات، ثم أفردت القسم الأول في هذا التأليف على ترتيب الحروف (¬5). - غريب القرآن أفرد التأليف فيه جماعة غير ما ذكر ابن الأثير، وقد بسطنا الكلام على ذلك في كتابنا المسمى بالإكسير في أصول التفسير بالفارسية فليرجع اليه (¬6). - غريب اللغة: لابن أحمد الميداني سعيد المتوفى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ذكره (107/ ... ) السيوطي في حرف السين المهملة في طبقات النحاة (¬7)، وللحافظ أبي الحسين علي بن عمر الدارقطني المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وعليه أطراف لابن القيسراني محمد بن طاهر المقدسي المتوفى سنة سبع وخمسمائة (¬8). - الغريبين: يعني غريب القرآن والحديث لأبي عبيد أحمد بن محمد بن محمد الهروي المتوفى سنة احدى وأربعمائة، أوله: سبحان من له كلِّ شيءٍ شاهدٌ بأنه الهٌ واحد، قال: فإن اللغة الغريبة إِنما يُحْتاج اليها لمعرفة غريبَي القرآن والحديث والكتبُ المؤلَّفة فيها جَمَّةُ وافرة، والأَعمارُ قصيرة، فلم أجد أحداً عمل ذلك فعملته لمن حمل القرآن، وعرف الحديث، وهو موضوع على نَسَق الحروف المُعْجمة (¬9)، واختصره أبو المكارم الوزير - ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1197. (¬2) في الأصل المصقع والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1587. (¬3) الزيادة من ق. (¬4) وهو حفص عمر بن محمد بن عديس البلنسي القضاعي ت سنة 507 هـ، كشف الظنون: 2/ 1587، معجم المؤلفين: 7/ 307. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1201،1202، ينظر: معجم المؤلفين: 10/ 234. (¬6) ينظر: الفهرست: 35، كشف الظنون: 2/ 1207، وفيه ذكر كل العلماء الذين ألفوا في غريب القرآن وهم كُثر. (¬7) بغية الوعاة: 1/ 582، وفيه غرائب اللغة، كشف الظنون: 2/ 1208. (¬8) كشف الظنون: 2/ 1208. (¬9) ينظر: الغريبين: 2،5،6.

باب الفاء

- علي بن محمد النحوي المتوفى سنة احدى وستين وخمسمائة، وعليه زيادة لمحمد بن علي الغساني المالقي المعروف بابن عسكر المتوفى سنة ست وثلاثين وستمائة سماه المشرع الروي في الزيادة على الغريبين للهروي، وصنف الحافظ محمد بن عمر الأصبهاني المديني المتوفى سنة احدى وثمانين وخمسمائة تتمة، وتكملة له، وله كتاب آخر في هفوات كتاب الغريبين ذكره الفارقي في الأسانيد (¬1). - غلطات العوام: جمعها المولى مصطفى بن محمد المعروف بخسرو زاده المتوفى سنة ثمان وتسعين وتسعمائة (¬2). - الغنية في اللغة: لأبي سعيد محمد بن ابراهيم بن أحمد البيهقي (¬3). - غياث اللغات: للشيخ محمد غياث الدين بن جلال الدين بن شرف الدين الرامفوري الهندي (¬4) ألفه في سنة 1242 الهجرية، وجمعه من كتب اللغة العربية والفارسية والدواوين الدرسية في أربع عشرة سنة، يشتمل على الكنايات والاصطلاحات ومباحث بعض العلوم ينتفع به طلبة العلم عند المطالعة ودرس الكتب الفارسية المروجة من المنظوم، والمنثور طبع بالهند في سنة 1265 الهجرية، وبعد ذلك مراراً، أوله: صراح لآلى بيان وصحاح جواهر تبيان حمد محمود يست كه دريكتاى قاموس اسم ساميش تاج أسامي أرباب فرهنك ست ... الخ. باب الفاء (108/ ... ) - الفائق في غريب الحديث: للعلامة جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، أتمه في شهر ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمائة، أوله الحمد لله الذي فَتقَ لسانَ الذَّبيح بالعربية البينة والخِطاب الفصيح (¬5). - فرهنك نامه: في اللغة فارسي لفخر الدين ابراهيم بن قوام القواس، ولأستاذه الشيخ محمد ابن الشيخ لالا. ¬

_ (¬1) ينظر: وفيات الأعيان: 1/ 96، 4/ 286، كشف الظنون: 2/ 1209، معجم المؤلفين: 2/ 150، 11/ 7،76. ملاحظة: لم يضع مصنفات غريب الحديث (¬2) كشف الظنون: 2/ 1209. (¬3) المصدر نفسه: 2/ 1212. (¬4) ايضاح المكنون: 2/ 151، وفيه فارسي لغياث الراميوري الهندي وهذا الكتاب مطبوع. (¬5) ينظر: الفائق في غريب الحديث: 1/ 11، ينظر: وفيات الأعيان: 5/ 168، كشف الظنون: 2/ 1217.

- فرهنك جهانكيري: لعضد الدولة جمال الدين خان أنجو (¬1) من أمراء السلطان جهانكير الدهلوي ملك الهند يشتمل على اللغات الفارسية، والدرية، والفهلوية مع شواهد الأشعار من شعراء الفرس ألفه سنة 1009 وأتمه في سنة 1014 - فرهنك: اسكندري، فرهنك: حسين وفائي. - فرهنك: دستور، فرهنك: لغات ديوان خاقانى. - فرهنك: لغات شاهنامه، فرهنك: لمحمد بن قيس. - فرهنك: لعبد الله النيسابوري، فرهنك: لأبي المنصور علي بن منصور الأسدي البنارسي، فرهنك: نقاب الفضلاء لقاضي خان والد محمد الدهلوي المعروف بدهلي وال، فرهنك تحفة الأحباب: للحافظ أوبهي، فرهنك: حسيني، فرهنك: لحكيم قطران. - فرهنك: رسالة نصير، فرهنك: زفان كويا - فرهنك: شرفنامه لأحمد المنيري المعروف بابراهيم الفاروقي، - فرهنك: للشيخ عبد الرحيم البهاري، فرهنك: لشيخ زادة عاشق - فرهنك: لمحمود البهاري، فرهنك لضمير، فرهنك: لعاصي - فرهنك: عجائب، فرهنك: أعلى بيك، فرهنك: فوائد - فرهنك: لقاضي نظيري، فرهنك: مختصر، فرهنك: لميرزا ابراهيم بن ميرزا شاه حسين الأصفهاني، فرهنك: لسان الشعراء - فرهنك: لمحمد بن سيد شاه، فرهنك: لمعياد - فرهنك: لمنصور الشيرازي. - فرهنك: رشيدي (¬2) كل ذلك في اللغة الدرية الفارسية، ولم يذكرها صاحب كشف الظنون - فصل الشتاء في مختصر تهذيب الأسماء (¬3). - الفصيح: في اللغة واختلف في مؤلفه، فقيل للحسن بن داود الرقى وقيل لابن السكيت، والأصح أنه لأبي العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب الكوفي النحوي المتوفى سنة احدى وتسعين ومائتين وهو (109/ ... ) كتاب صغير الحجم كثير الفائدة اعتنى به الأئمة، فشرحه أبو العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتين، ... وابن درستويه عبد الله بن جعفر النحوي المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، - ¬

_ (¬1) ايضاح المكنون: 2/ 188، وفيه للمؤلف جمال الدين حسين بن فخر الدين حسن (من كتب الخديوية). (¬2) ايضاح المكنون: 2/ 189، وفيه فرهنك: رشيدي: في اللفظ لميرزا عبد الرشيد الهندي فرغ منه سنة 1064، فقط دون ما سبق، وهذا الكتاب مطبوع. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1260.

- ويوسف بن عبد الله الزجاجي المتوفى سنة خمس عشر وأربعمائة، وأبو الفتح عثمان بن جني المتوفى سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأبو سهل محمد بن علي الهروي المتوفى سنة احدى وعشرين وأربعمائة (¬1)، وأبو علي أحمد بن يوسف الفهري اللَبْلى النحوي المتوفى بتونس سنة احدى وتسعين وستمائة شرحين أحدهما: تحفة المجد الصريح في شرح كتاب الفصيح قال ابن الحنائي: وهو كتاب لم تكتحل عين الزمان بمثله في تحقيقه، وغزارة فوائده، ومنه يعلم فضل الرجل الذي ألفه وبراعته ... انتهى (¬2). وشرحه أبو علي عبد الكريم بن حسن السكري (¬3)، وحسن بن أحمد أبو علي الاسترآبادي (¬4)، وأبو البقاء عبد الله بن حسين العكبري المتوفى سنة ست عشرة وستمائة، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي المتوفى سنة احدى عشرة وخمسمائة، وأبو حفص عمر بن محمد القضاعي المتوفى في حدود سنة سبعين وخمسمائة. وأبو منصور محمد بن علي الأصفهاني، وكان حياً في حدود سنة ست عشرة وأربعمائة (¬5)، وابن هشام محمد بن أحمد اللخمي وكان حياً في سنة سبع وخمسين وخمسمائة (¬6)، وأحمد بن علي المعروف بابن المأمون المتوفى سنة ست وثمانين وخمسمائة، وتاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وأبو القاسم عبد الله، وقيل عبد الباقي بن محمد بن ناقيا، وقيل داود المعروف بالشاعر المتوفى سنة خمس وثمانين وأربعمائة قال في أوله: هذا كتاب أمليناه في شرح كتاب الفصيح وايضاحه وقد أكثر الناس الكلام فيه ونسبه قوم الى ابن الاعرابي. وذكر بعضهم أنه رآه بخطه يرويه الخزارة عنه قال: لما صنَّف يعقوب بن السكيت كتاب الاصلاح استعارة أبو العباس ثعلب فنظر فيه فلما أظهر كتابه الفصيح قال يعقوب: جَدع كتابي جدع الله أنفه، وشرحه أبو العباس أحمد بن عبد الجليل التدمري المتوفى سنة خمس (110/ ... ) وخمسين وخمسمائة، وأبو بكر محمد بن ادريس القضاعي المتوفى سنة سبع وسبعمائة، ونظمه أيضاً. ¬

_ (¬1) في بغية الوعاة ت سنة 433هـ: 1/ 195، وكذلك في معجم المؤلفين: 11/ 60. (¬2) ينظر: الفهرست: 74، كشف الظنون: 2/ 1272، 1273، ينظر: معجم المؤلفين: 2/ 212، 11/ 60. (¬3) لم أجد اسمه ووفاته في التراجم. (¬4) توفي الأسترآبادي سنة 717هـ، معجم المؤلفين: 3/ 196. (¬5) كان حياً قبل سنة 385هـ، معجم المؤلفين: 10/ 309. (¬6) توفي سنة 570هـ، معجم المؤلفين: 9/ 26.

باب القاف

وجمع أبو عمر محمد بن عبد الواحد غلام ثعلب ما فات الفصيح في جزء وتوفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ونظمه القاضي شهاب الدين محمد بن أحمد بن الخوي المتوفى سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وعز الدين عبد الحميد بن هبة الله المدايني المتوفى سنة خمس وخمسين وستمائة وأبو عبد الله محمد بن محمد البلباني، ومحمد بن أحمد المعروف بابن جابر الأعمى في ألف وستمائة وثمانين بيتاً سماء حلية الفصيح أتمه في بَيْرَة (¬1) سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وتوفي سنة ثمانين وسبعمائة، وذيل موفق الدين عبد اللطيف ابن يوسف البغدادي المتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة كتاب الفصيح وله نظمه أيضاً، وصنف أبو نعيم علي بن حمزة البصري اللغوي المتوفى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة في رد الفصيح (¬2). - فقه اللغة: لابن فارس أبي الحسين أحمد القزويني المتوفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وهو المسمى بالصاحبي لأنه ألفه للصاحب، وللثعالبي أيضاً فقه اللغة وهو المشهور المتداول (¬3). - فلك القاموس للشيخ عبد القادر بن أحمد اليمني، وهو من مشايخي في الحديث لم يذكره صاحب كشف الظنون (¬4). باب القاف - القابوس في ترجمة القاموس: بالفارسية للشيخ حبيب الله القنوجي الهندي كتبها في عهد السلطان محمد شاه، وأتمها سنة ألف ومائة وسبع وأربعين حيث قال في تاريخها: ماهِ رمضان بودكه كرديد تمام ... اين ترجمه عجيب قابوس بنام تاريخ زبهر سال آن يير خرد ... ماهِ رمضان بود بكفت اى علام ¬

_ (¬1) بيرة: بُليدة قريبة من ساحل البحر بالأندلس، معجم البلدان: 1/ 526. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1273،1274، ينظر: معجم المؤلفين: 1/ 260،9/ 34، 10/ 267، 8/ 294، 7/ 307، 5/ 75، 2/ 17، 1/ 278. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1288، معجم المؤلفين 7/ 83. (¬4) إيضاح المكنون: 2/ 201، وفيه هو عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر الكوكباني اليمني الشافعي ت سنة 1207هـ.

وله تصانيف أخرى في التصوف والسِّير توفي بقنوج وقبره بها يُزار (¬1) ... وعقد صاحب القول المانوس الصفة الرابعة والثلاثين في أوهامه، ذكر ثماني وعشرين وهماً. - قاطع برهان: لميرزا أسد الله المتخلص بغالب (111/ ... ) الدهلوي المتوفى سنة 1285 الهجرية أوله: بيزدان دانش بخش داد يسندمي يناهم ودانش ازخدا وداد از خلق ميخواهم، صحيح فيه أغلاط الكتاب برهان قاطع، وزاد فيه الألفاظ القديمة الفارسية، وما وافق منها باللغة الهندية وهو كتاب نافع جداً. - قاعدة البيان وضابطة اللسان: في اللغة العربية لأبي جعفر أحمد بن الحسن المالقي المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (¬2). - القاموس المحيط والقابوس الوسيط الجامع لما ذهب من كلام العرب شماطيط: للامام مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي الشيرازي المتوفى سنة سبع عشرة وثمانمائة في شوال (¬3)، أوله: الحمد لله منطق البلغاء باللُّغَى في البَوادي، ومُودع اللسان أَلْسَنَ اللُّسُن الهَوادي. قال في خطبته: وَكُنْتُ بُرْهَةً من الدَّهْر ألْتًمسُ كتاباً جامعاً بسيطاً ومُصَنَّفاً على الفُصَح والشَّوارد مُحيطا، ولَمَّا أعْياني الطُّلاب شَرَعْتُ في كتابي المَوْسُوم باللامع المُعْلَم العُجاب غَيْرَ أنّي خَمَّنْته في ستين سِفْراً يُعْجِزُ تَحْصيلُهُ الطُّلاب، فَصَرَفْتُ صَوْبَ هذا القَصْد عناني، وألَّفْتُ هذا الكتاب مَحْذُوفَ الشَّواهد مَطْرُوحَ الزَّوائدِ، لَخَّصْتُ كُلَّ ثَلاثينَ سفْراً في سِفْر وضَمَّنْتُه خُلاصَةَ ما في العُباب والمُحْكَم، وأخَفْتُ اليه زيادات مَنَّ الله سبحانه وتعالى عليَّ بها وأنْعَم، ولَمَّا رأيْتُ اقْبال الناس على صَحَاح الجَوْهَري، وهو جدير بذلك غَيْر أنَّهُ قد فاتَهُ نصْفُ اللُّغة أو أكْثَر اما باهمال المَادّة، أو بتَرك المعَاني الغَريبَة النَّادّة، أردْتُ أنْ يَظْهَرَ للنَّاظر باديء بَدْء فَضْلُ كتابي هذا عليه فَكَتَبْتُ بالحُمْرة المَادَّة المُهْمَلَة لَدَيْه، وإذا تَأمَّلْتَ صنيعي هذا وَجَدْتَهُ مشتملاً على فَرائد أثيرة، وفوائد كثيرة، من حُسْن الاختصار وتَقْريب العبارة، وتَهْذيب الكلام وإيراد المعاني الكثيرة في الألفاظ اليَسيرة، ومن أحْسَن ما اخْتَصَّ به هذا الكتاب تَخْليصُ الواو من الياء، وذلك قسْم يسمُ المُصَنَفْين بالعَيّ والاعياء، ومنها أنّي لا أذكْرُ مُا جاءَ من جَمْعِ فاعِلِ المُعْتَل العين على فَعَلَه، إلا أن يصحَّ مَوْضعُ العين منه كَجَوَلَة وَخَوَلة، وأما ما جاء منه معتلاً كباعَة (112/ ... ) وَسَادَة، فلا أذْكُرُه لا طّراده، ومن بديع اختصاره، انّي إذا ذَكَرْتُ صِيغة ¬

_ (¬1) ينظر: أبجد العلوم: 1/ 266، وفيه توفي سنة 1140هـ. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1305. (¬3) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 274، كشف الظنون: 2/ 1306،1307.

المُذَكَّر أتْبَعْتُها المؤَنَّثَ بقولي وهي بهاء ولا أُعيدُ الصّيغَةَ، وإذا ذكرتُ المَصْدَرَ مطلقا أو الماضي بدون الآتي ولا مانع فالفعل على مثال كَتَبَ، وإذا ذَكَرْتُ آتيَةُ بلا تَقْييد فَهُوَ على مثال ضَرَب على أنّي أذْهَبُ الى ما قال أبو زَيْد: إذا جاوَزْتُ المشاهير من الأفعال التي يأتي ماضيها على فَعَلَ فأنتَ في المُسْتَقْبَل بالخيار إن شئْتَ قُلْتَ يَفْعُلُ بضم العين، وإن شئتَ قُلْتَ يَفْعِلُ بكسرها وكَلُّ كَلمة عَرَّيْتُها عن الضَّبْط فإنَّها بالفتح إلاّ ما اشْتَهَرَ بخلافه إشْتهاراً رافعاً للنِّزاع من البَيْن، وما سِوَى ذلك فأقَيدُهُ بصَريح الكلام، غَيْرَ مُقْتَنع بتَوْشيح القلام، واكتفيت بكتابة ع، د، ة، ج، م، عن قولي: مَوْضع، وبَلَد، وقَرْيَة، والجَمْعُ، ومعروف، ونَبَّهْتُ فيه على أشْياء رَكَبَ فيها الجَوْهَريُّ خلاف الصواب، غَيْرَ طاعن فيه، واخْتَصَصْتُ كتابُ الجَوْهَري من بَيْن الكُتُب اللُّغَويَّة مع ما في غالبها من الأوْهام الواضحَة، لتَداوُله واشْتهاره بخُصُوصه، واعْتماد المُدَرّسينَ على نُقُوله ونُصُوصه (¬1). وقال في آخره: يَسَّرَ الله تعالى اتْمامَهُ بمنزلي على الصفا المُشَرَّفَة تُجاهَ الكعبة المُعَظَّمة، انتهى ما أوردته من كلام المصنف (¬2). وقال غيره: وقد ميز فيه زياداته على الصحاح بحيث لو أفردت لجاءت قدر الصحاح فتنافس الناس فيه كتابة، وشراء، وقريء عليه غير مرة، فكان أشهره آخر نسخة قرئت عليه، وأصل تاريخ كتابته في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، والنسخةَ التي قرئت عليه آخراً اشتملت على زيادات كثيرة في التراجم على سائر النسخ الموجودة حتى على النسخة التي بالقاهرة بخطه في أربع مجلدات بالمدرسة الباسطية، وهي عمدة الناس الآن بمصر وأمرها ظاهر في إنها حررت آخراً غير إنّ في آخرها قطعة من أثناء حرف النون من مادة (قمين) الى آخر الكتاب ليست على منوال ما يعني مؤلفه باعتبار أنها مخالفة للنسخ اللآتي بغير خطة مخالفة كثيرة بالتقديم والتأخير، والزيادة، والنقصان، وبحذف الكلمات التي جعلها موازين كشِداد، وبابه بكتب القرية، والبلد، والجمع بألفاظها (113/ ... ) وقد أسلف في الخطبة بإنه يرمز لها، والتزم ذلك فيما قبل هذه القطعة وبأنه يرمز في هذه القطعة للجبل: " ل " وللحديث: " ث " وغير ذلك مما لم يفعله قبل هذا الى غير ذلك من أمور كادت توجب القطع بأن هذه القطعة غيرت من أصل المصنف قاله البقاعي (¬3). ¬

_ (¬1) القاموس: 1/ 2 - 4، كشف الظنون: 2/ 1307. (¬2) المصدران نفسهما: 4/ 407: 2/ 1308. (¬3) البقاعي: ابراهيم بن عمر بن الحسين الرباط بن علي، ابن أبي البقاعي برهان الدين الشافعي، له النكت والفوائد على شرح العقائد لسعد الدين التفتازاني، ت سنة 885هـ، هدية العارفين: 1/ 22.

وقال السيوطي في المزهر: ومع كثرة ما في القاموس من الجمع للنوادر والشوارد فقد فاته أشياء ظفرت بها في أثناء مطالعتي لكتب اللغة حتى هممت أن أجمعها في جزء مذيلاً عليه ... انتهى (¬1). وجمع عبد الرحمن بن سيدي على الأماسي ما كتبه أستاذه المولى سعد الله بن عيسى المفتي المعروف بسعدي جلبي في هوامش القاموس ودوّنه في كتاب فصار حاشية، وتوفي الجامع سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، وعلق عيسى بن عبد الرحيم على ديباجته شرحاً. وكتب المولى القاضي أويس بن محمد المعروف بويسي أجوبة عن اعتراضاته على الجوهري، وسماه مرج البحرين وتوفي سنة سبع وثلاثين وألف (¬2). وكتب المولى محمد بن مصطفى الشهير بداوود زادة المتوفى سنة سبع عشرة وألف مختصراً سماه: الدر اللقيط في أغلاط القاموس المحيط. قال أردت أن أجمع الغلطات التي عزاها الى الجوهري، مع اضافة شيء من سوانح خاطري، أوله: سبحان من تنزه جلال ذاته من شوائب السهو، والغلط، والنسيان ... الخ (¬3). وللشيخ أحمد بن مركز ترجمته بالتركي وسماه البابوس وكتب الشيخ عبد الباسط عليه حاشية. وللسيوطي الافصاح في زوائد القاموس على الصحاح (¬4). وصنف الشيخ عبد الباسط بن خليل الحنفي المتوفى سنة عشرين وتسعمائة حاشية على القاموس وسماه: القول المأنوس. ومن الحواشي عليه حاشية نور الدين علي بن غانم المقدسي المتوفى سنة أربع وألف، دَوّنَها ولده من طرة القاموس (¬5) أولها: الحمد لله الذي أظهر بنور الدين الحنفي سبيل الرشاد ... الخ، جمع ما كتبه عليه من أوله الى آخره في مجلد متوسط كالجامي (¬6). ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 103، كشف الظنون: 2/ 1308. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1308، ينظر: معجم المؤلفين: 3/ 27. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1308. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1308، ينظر: معجم المؤلفين: 2/ 174. (¬5) في كشف الظنون من طرة قاموسه: 2/ 1372. (¬6) الجامي: نور الدين عبد الرحمن بن أحمد نور الدين الجامي صنف شرحاً لخص فيه ما في شروح الكافية من الفوائد على أحسن الوجوه وأكملها مع زيادات من عنده سماه الفوائد الضيائية ت سنة 898هـ، كشف الظنون: 2/ 1372.

وشرحه محمد بن عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة احدى وثلاثين وألف أوله: الحمد لله الذي جعل قاموس ... الخ، قال: ومن أعظم ما صنف في اللغة كتاب القاموس الذي ظهر في الاشتهار (114/ ... ) وكنت صرفت نبذة من العمر في تتبع نصوصه فالهمت أن أقيد تلك الفوائد المحررة فشرعت وكتبت المتن بالشرح وشرحه الى حرف الهاء المهملة، وله حاشية أخرى بالقول أولها: الحمد لله الذي أظهر بنور الدين الحنيفي ... الخ، ذكر فيها أن الشيخ نور الدين المقدسي كان يديم النظر ويكتب بخطه في طرة القاموس ما يظهر له ويرتضيه فسأله بعض الأعيان أن يجرده فأجاب وهو تعليقة تامة من أوله الى آخره، وعليه حاشية أولها: الحمد لله الذي زين من أراد بالتحلي بأشراف اللغات وأنعم عليه بها للتوصل ... الخ (¬1). قال جامعها: وكان القاموس أعظم ما صنف في اللغة غير أن فيه بعض عبارات تحتاج الى تنبيه وتحرير، وايضاح وتقرير، وقد أطلعني بعض أولي العناية على نسختين احداهما: موشحة بخط أحد الفضلاء الأنجاب لعبد الباسط سبط سراج الدين البلقيني، والأخرى بخط جمال العلماء الشهير بسعدي الرومي مفتي الروم، طلب مني جمع ما فيهما فأجبته وقيدت ما فيهما باللفظ على وفق أحكامه ذاكر السعدي بالعزو اليه، وما عداه فهو للسبط لكون المعظم له، ثم أضفتُ مواضع يسيرة جعلت الكاف علامة عليها وسميتها: القول المانوس بشرح مغلق القاموس. وحاشية أخرى مختصرة من المسماة بالقول المأنوس أولها: الحمد لله الذي أقام مجد الدين ورفع مقامه المتين ... الخ (¬2). وبعد فإن ممن حاز في اللغة أو في نصيب العلامة مجد الدين الفيروز آبادي في القاموس، وقد كنت في أوائل سنة 970 وقفت على بعض تقاييد بطرر هذا الكتاب بخط الشيخ عبد الباسط، وعلى بعض يسير بخط سعدي أفندي، فجمعت ذلك على وجه لطيف ثم أضفت اليه أشياء أُخر فصار مجموعاً حسناً، لكن لم يختلج (¬3) في خاطري الوقوف على شيء يتعلق بشرح الديباجة، فشرعت بترجمة المصنف من الضوء اللامع، وذكر في الديباجة أيضاً أن في تصميمه تأليفاً آخر مسمى ببهجة النفوس في المحاكمة بين الصحاح والقاموس. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1309، ينظر: معجم المؤلفين: 7/ 195، 4/ 284. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1309. (¬3) في المصدر نفسه: 2/ 1310 ثم اختلج.

وأما الخطبة فالنسخ فيها مختلفة جداً في كثير من تقديم وتأخير قاله البقاعي (115/) وعليها شروح كثيرة. قال السخاوي: وتعرض فيه لأكثر ألفاظ الحديث والرواية، ووقع له خطأ في ضبط كثير من الرواة، فإنه كما قال التقي الفاسي في ذيل التقييد: لم يكن بالماهر في الصنعة الحديثية، وله فيما يكتبه من الأسانيد أوهام ... انتهى من تلخيص القاموس للشيخ ابراهيم ابن محمد الحلبي (¬1) المتوفى سنة ست وخمسين وتسعمائة ... انتهى ما في كشف الظنون (¬2). وعلق عيسى بن عبد الرحيم على ديباجته شرحاً قال المفتي سعد الله: وهذا العبد ظفر بمطالعته، وهو شرح مختصر وبشرح آخر مبسوط لبعض الفضلاء، وبشرح متوسط لأحمد بن مسعود الحسيني الهركامي الهندي (¬3) وبشرح بالفارسية من أول القاموس، وكتب عليها شرحاً كافياً وافياً بما قل ودل ... انتهى. ولخطبة القاموس شرح لطيف للشيخ زين العابدين بن محسن الحديدي الأنصاري المفتي ببلدة بوفال حالاً، أجاد فيه، وأفاد أوله: الحمد لله الذي أقام مجد الدين، ورفع مقامه المتين بأقوام برهان ... انتهى. والسيد محمد مرتضى الواسطي البلجرامي ثم الزبيدي سمى جملةً ممن شرحه في أول شرحه على القاموس المسمى بتاج العروس كالنور المقدسي، وسعدي أفندي، وملا علي القاري، والمناوي، والقرافي، والسيد عبد الله الحسيني ملك اليمن، ثم قال: ومن أجمع ما كتب عليه مما سمعت ورأيت شرح شيخنا الامام اللغوي أبي عبد الله محمد بن الطيب ابن محمد الفاسي المتولد بفاس سنة 1110 والمتوفى بالمدينة المنورة سنة 1170، وهو عمدتي في هذا الفن، والمقلد جيدي العاطل بحلي تقديره المستحسن ... انتهى (¬4). قال الشيخ نصر أبو الوفا الهوريني المصري سلمه الله تعالى في رسالته التي كتبها في بيان حال القاموس: والكتب المؤلفة فيها أي في اللغة لا تحصى والصحاح، وإن كان أصحها إلا أنه لم يزد على أربعين ألف مادة، والقاموس وإن لم يبلغ الثمانين ألفاً التي بلغها كتاب لسان العرب بل ينقص عنه بعشرين ألفاً، إلاّ أنه أحسن منه في اختصار التعبير، هذا ولم يذكر المصنف اسمه في أوله تواضعاً وإنما ذكر آخر الكتاب على ما في ¬

_ (¬1) الحلبي: فقيه عالم بالعلوم العربية والتفسير والحديث والقراءات، معجم المؤلفين: 1/ 80. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1310. (¬3) الهركامي الهندي كان حيا سنة 1150هـ، معجم المؤلفين: 2/ 175. (¬4) تاج العروس: 1/ 3.

بعض النسخ ما نصه: قال مؤلفه الملتجئ الى حرم الله محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (116/ ... ) هذا آخر القاموس المحيط والقابوس الوسيط. قال الشارح في الآخر: وفيروز آباد التي نسب اليها قرية بفارس (¬1) منها والده وجده، وأما هو فولد بكارَزين (¬2) كما صرح بذلك في (ك، ر، ز) كما تكلم على فيروز آباد في (ف، ر، ز) ومن لم يعرف تركيب الأسماء، يقول: إن المصنف لم يذكر بلده في كتابه توهماً منه إن آخرها دال أي كما أن بعضاً ممن لم يعرف اصطلاحاته، يقول: أنه لم يذكر سَمَرْقَنْد (¬3) مع أنه ذكرها في فصل الشين المعجمة من باب الراء،، وأحال عليه في فصل القاف من باب الدال ... انتهى. ثم ذكر الأمور التي اختص بها القاموس، وهي سبعة ذكرها المجد في أوله وقد طبع القاموس بالهند في بلدة كَلكَتُه (¬4) سنة 1232 بتصحيح الشيخ أحمد بن محمد بن علي الأنصاري اليمني الشَّرْواني الزيدي (¬5)، وكان الشيخ أوحد الدين البلجرامي مُعينا له في التصحيح، والمطالعة، وأحضر لديه احدى عشرة نسخة من القاموس أيام تصحيحه، ومن الكتب المستحضرة مع ما ذكر كتاب الصحاح للجوهري، وشمس العلوم لنشوان بن سعيد الحميري، والنهاية لابن الأثير الجزري، وأساس البلاغة للزمخشري، والمصباح المنير للشهاب الفيومي، وديوان الأدب لاسحاق بن ابراهيم الفارابي، وتاج المصادر للبيهقي، وفقه اللغة للثعالبي والمزهر للسيوطي، ومجمع البحار، ونظام الغريب، وكفاية المتحفظ، وكتاب أنساب الأنصارَ، وشرح المقامات للشَّريشي، وشرح آخر للزمزمي، وشرح ديباجة القاموس للشيخ عيسى بن عبد الرحيم، وشرح آخر معلق عليها لبعض الفضلاء، ونحو عشرين كتاباً من كتب الفنون الأدبية ومع ذلك لم يسلم من أوهام كثيرة وإن أُشتهر في الهند واعتمد عليه الناس، وللشيخ الفقيه الحنفي المفتي محمد سعد الله الهندي (¬6) نزيل رامفور (¬7) سلمه الله تعالى رسالة سماها: القول المانوس في صفات ¬

_ (¬1) معجم البلدان: 4/ 283. (¬2) الأصل كازرون والصواب ما أثبتناه عن ق وكارزين من نواحي فارس، معجم البلدان: 4/ 428. (¬3) سمرقند: من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر، معجم البلدان: 3/ 246. (¬4) كَلْكَتُا: مرفأ في شرق الهند، على هوغلي ساعد دلتا الغانج، عاصمة البنغال الغربي مجمع سكّاني هام: كانت عاصمة الهند حتى 1912م المنجد: 466. (¬5) الزيدي الهمذاني: أديب، مؤرخ شاعر ت سنة 1256هـ، معجم المؤلفين: 2/ 129. (¬6) توفي سنة 1293هـ في بلدة رامفور، أبجد العلوم: 3/ 257. (¬7) راميور: مدينة هنديّة في أوتّر يرادش على الغانج شرقي دلهي، فيها مكتبة غنيّة بالمخطوطات العربية والفارسية، المنجد: 261.

القاموس (¬1) أولها: سبحان الذي قاموس علمه بكل شيء محيط، وسيأتي ذكرها. ... قال فيه: أقول مأخذه على ما قال المصنف ألفاً مصنف من كتب اللغة، واللسان لكن غالبها الصحاح، ومنها كتاب العين للخليل، وبعده كتاب الجمهرة لأبي بكر بن دريد البصري الشافعي، والمعلم لأحمد بن أبان اللغوي (117/ ... ) وديوان الأدب لاسحاق ابن ابراهيم الفارابي، والتهذيب والجامع لمحمد بن أحمد بن طلحة الأزهري، والمجمل لأحمد بن فارس القزويني، والمحكم والمحيط الأعظم لعلي بن سيده الأندلسي، والعباب الزاخر واللباب الفاخر لحسن بن محمد الصغاني، ولسان العرب لمحمد بن المكرم المصري، قال: وسمعت أن عليه حاشية أخرى تسمى برجل الطاووس ... انتهى. قلت: وعليه فلك القاموس ذكر فيه أن المجد خرج به أي بالقاموس الى اليمن فاستقر بزبيد يهذب القاموس، وزاد فيه فوائد جمة، فالنسخة المهذبة أحسن من الأولى لكن لا يعرف الأولى من الأخرى إلا الآحاد ... انتهى، ثم ذكر شيئاً من المواضع التي زادها في النسخة الثانية اليمانية على الأولى. وأما فضل القاموس على الصحاح فله وجوه: منها كثرة اللغات كأنها ضعف ما في الصحاح، ومنها تكثير المعاني للألفاظ بالنسبة اليه مع حسن التعبير والايجاز، ومنها تلخيص الواوي من اليائي، ومنها تعيين الأوزان، من الأفعال، والأسماء كلها سوى القياسية بالعبارة أو الاشارة من دون الاعتماد على نقوش الحركات التي ليس لها عبرة الا ما شاء الله، ومنها تمييز الرباعي عن الثلاثي، ومنها ما في الصحاح من الأوهام، ولذا اشتهر فوق الصحاح ومدحه غير واحد من الأدباء قال عبد الله الفيومي: لله قاموس بطيب وروده ... أغنى الورى عن كل معنى أزهر لفظ الصحاح بلفظه والبحر من ... عاداته يلقى صحاح الجوهري وقال نور الدين علي بن محمد العليف المكي الشافعي لما قُرئ عليه القاموس: مذ مدَّ مجد الدين في أيامه ... من بعض أبحر علمه القاموسا ذهبت صحاح الجوهري كأنها ... سحر المدائن حين ألقى موسى (¬2) وقال عبد الله بن علي الوزير: لمجد الدين في القاموس مجد ... وفخر لا يوازيه موازي وإن خلط الحقيقة بالمجاز ¬

_ (¬1) ينظر: ايضاح المكنون: 2/ 251. (¬2) ينظر: المزهر: 1/ 102،103، ينظر: تاج العروس: 1/ 23، ينظر: شرح ديباجة القاموس لأبي نصر الهوريني: 1/ 16.

أصح من الصحاح بغير شك وذهب بعضهم الى تفضيل الصحاح على القاموس منهم الشيخ المحدث العلامة عبد القادر بن أحمد اليمني، صاحب فلك القاموس. قال في زماننا قد نقصت رتبة الصحاح وشهرته واكتفى الناس بالقاموس (118/ ... ) لثلاثة أمور: الاول: لجهلهم إنّ الصحاح أصح الكتب في اللغة حتى توهموا أنه (¬1) كثير الغلط لما سمعوا أن فيه تصحيفاً يسيراً، ولم يعلموا أن ذلك لا يخلو منه إلاّ كتاب الله تعالى، وإنه يمكن أن يعرفه كل مشتغل باللغة. الثاني: لجهلهم من عيوب (¬2) القاموس حتى صار عندهم جميع ما فيه قطعّيّاً. الثالث: جهلهم من محاسن (¬3) الصحاح، وما ادعى المجد أن الجوهري وهِمَ فيه، فهي دعوى مجردة وأوهام الصحاح يسيرة كما نص عليه الأئمة؛ ولذلك اعتمد عليه أئمة اللغة بخلاف القاموس، وإن أكبَّ عليه أهل عصرنا على أنا تتبعنا كثيراً مما ادعى المجد وغيره أن الجوهري وهم فيه (¬4) فوجدناه صحيحاً، وقد أبان ذلك شيخنا ابن الطيب في شرح القاموس، ومنهم الشيخ نصر أبو الوفا الهوريني المصري سلمه الله تعالى، ومنهم جمع من علماء اليمن الميمون، والحق الصراح الذي لا محيد عنه أنه: لا فضل لاحدهما على الآخر في كل باب. قال في القول المأنوس: لا ينكر فضلُ القاموس بالوجوه الأربعة المتقدمة، كما لا ينكر فضل الصحاح من صحة اللغات، واسنادها الى أربابها من أعيان أهل اللسان، ووقوعها في أشعارهم ومحاوراتهم ... انتهى. قلتُ: أكثر المجد في القاموس بايراد اللغات العجمية التي ليست هي من لسان العرب في ورد ولا صدر كما يعرفه كل عارف بلسانها فالتفضيل بالوجوه المتقدمة فيه نظر، وأين العجم من العرب. قال في القول المانوس: وأما الأغلاط، والأوهام أي التي وقعت في الصحاح بمقتضى البشرية فمشتركة، والحكم بقلة الأوهام في أحدهما دون الآخر على التعيين عسير جداً ... انتهى. ¬

_ (¬1) أنه سقط من ب. (¬2) في ق بعيوب. (¬3) في ق بمحاسن. (¬4) فيه سقط من ب.

قلت: الظاهر أن هذه الأغلاط والأوهام الواقعة فيه هي من الناسخين له لا من الجوهري، وأيّ دليل على إنها صدرت منه لا من قلم الكاتب، وقد طبع القاموس في كلكته وبُولَغ في تصحيحه وهو لا يخلو عن سقم، ووهم، وغلط كما أثبته صاحب القول المانوس في الصفة الخامسة والثلاثين من كتابه، وهذه حجة نيرة على أن الأوهام غالبها من الكُتّاب لا من صاحب الكتاب. وقد ذكر الذهبي على ما نقله صاحب الفلك: أنه بقي من الصحاح مسودة بيضها تلميذه الوراق فغلط في مواضع حتى قال: (119/ ... ) الجراصل: الجبل فصحف، وعمل الكلمتين كلمة وإنما هي الجرُّ أصل الجبل ... انتهى (¬1). أقول: قد وجدنا في كثير من نسخ الصحاح مثل ما قال صاحب الفلك، وقد انتقد جماعة من أهل العلم باللغة واللسان على القاموس منها: الدر اللقيط في أغلاط القاموس المحيط الى غير ذلك. والنقد على الصحاح قليل جداً بل لا يوجد عند الانصاف والتتبع البليغ، وإن كان البشر لا يخلو عن سهو فإن الانسان يساوق النسيان والله سبحانه وتعالى أعلم بما وقع فيه وكان، وقد عقد صاحب القول المأنوس الصفة الرابعة عشرة في أوهام الحوالة. والخامسة عشرة: في نسيانه بعض المعدود في عد العدد المعدود وهو في ثلاثة مواضع، والسادسة عشرة: في أوهامه في حصر الأوزان، والسابعة عشرة: في أنه يغلط لفظاً في موضع ويأتي به في موضع آخر، وذلك في ثلاثة مواضع أيضاً، والثامنة عشرة: في أوهام العروض، والتاسعة عشرة: في أوهام التناقض، والعشرين: في أوهام الوزن والترتيب. والحادية والعشرين: في أوهام كتابه اللغات بالحمرة اشارة الى عدم ذكرها في الصحاح، مع انها مذكورة فيها، وهي على ما وجد أربعون لغة، والثانية والعشرين: في أوهام كتابة اللغات بالسواد اشارة الى أنها من الصحاح مع أنها ليست فيه، وهي في تسع مواضع. والثالثة والعشرين: في الأوهام المتفرقة، والرابعة والعشرين: في تخطئة الجوهري، وهو عنها برئ، والخامسة والعشرين: في أنه يعترض على الجوهري مع أنه يفعل ما فعله هو، والسادسة والعشرين: في نسيانه بعض اللغات المذكورة في الصحاح مع التزام احتوائها، والسابعة والعشرين: في نسيانه المعاني المذكورة في الصحاح مع عزم ¬

_ (¬1) نزهة الألباء في طبقات الأدباء: 345.

احرازها، والثامنة والعشرين: في تركه الألفاظ المشهورة في موادها، والتاسعة والعشرين: في اللغات الزائدة على لغات القاموس، والثلاثين: في التكرار والاعادة من غير افادة، والحادية والثلاثين: في أنه يترجم بعض اللغات بألفاظ لا يذكر معناها في مادتها، والثانية والثلاثين: في الاقتصار الى حد الاختلال يشتاق الناظر فيه الى تفصيل الاجمال، والثالثة والثلاثين: فيما عيب عليه ويمكن أن يعتذر من لديه (¬1) (120/ ... ) ... انتهى. أقول وهذا يدل على أن الصحاح أفضل وأرجح من القاموس بوجوه، والقاموس أسقم منه بأسباب كثيرةٍ كما أشرنا اليه، ثم أعلم أن المجد نسب الغلط والوهم الى الجوهري لفظاً، ومعنىً، وكتابةً، وترتيباً، وأصالة، وزيادة، وافراداً، وتركيباً، فبلغ ذلك على ما قيل نحو ثلاثمائة من أقسام ثمانية وغالبها يتعلق بالترتيب والاشتقاق وأكثرها مبني على التعنت والشقاق؛ ولذا بادر الأدباء الى دفعها فأجابوها (¬2) لفظاً لفظاً وردوها حرفاً حرفاً، منهم ابن الطيب في شرح القاموس ومنهم القاضي الويسي في مجمع البحرين، ومنهم أبو زيد المغربي في الوشاح وذكر منها صاحب القول المانوس، سبع عشرة مواضع ولأحمد فارس المعروف بالشدياق صاحب الجوائب الاستبولية حالاً (¬3) كتاب سماه الجاسوس على القاموس، وفيه نقدان: أحدهما فيما ذكره صاحب القاموس في غير محله المخصوص به، والثاني: فيما لم يذكره مطلقاً، وقد اشتهر عند الأدباء والمؤلفين وهو نفيس جداً. وللشيخ أبي الوفا نصر الهوريني المصري رسالتان مختصرتان في حال هذين الكتابين ألحقهما في أوائل الصحاح والقاموس المطبوعين بمصر القاهرة حالاً في سنة 1282 الهجرية لا تخلوان عن فائدة وحسن عائدة. - قانون الأدب في ضبط كلمات العرب، في لغة الفرس: للشيخ الأديب أبي الفضل حبيش ابن ابراهيم بن محمد التفليسي (¬4) أوله: سياس خداكه قادر بر كلمات ست، وهو كتاب نفيس لا نظير له في بابه في غاية الضبط والاتقان، بدأ من الأسماء أولاً بما كان أوله: حرف الألف وما كان آخره الحرف الممدود الى آخر الحروف، ثم أتى بالأفعال وجعل في أولها علامات بالحمرة وأشار الى الباب، وهكذا الى أن تم ذلك وكمل على أقرب وجه وأتم، وضع لتحصيل كل كلمة ووزنها ومحلها على وجه السهولة والتمييز (¬5). ¬

_ (¬1) في ق يعتذر عنه فيه. (¬2) في ق فأجابوا عنها. (¬3) في عصر المؤلف. (¬4) توفي التفليسي حوالي 600هـ كما ذكر صاحب معجم المؤلفين: 3/ 189. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1310.

- قانون في اللغة: لسليمان بن عبد الله النهرواني (¬1) النحوي المتوفى سنة أربع وتسعين وأربعمائة في عشر مجلدات لم يصنف مثله (¬2). - القصيدة الدامغة في اللغة: لحسن بن أحمد اللغوي الهمداني المتوفى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وشرحها في مجلد كبير (¬3). - قصيدة (121/ ... ) في غريب اللغة: لأبي عبد الله ابراهيم بن محمد الشهير بنفطويه النحوي المتوفى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، شرحها أبو عبد الله الحسين بن خالويه المتوفى سنة سبعين وثلاثمائة أولها: ألا هل هاجك الربع ... على الأقواء (¬4) [إذا قفز] (¬5) - قصيدة في اللغة: لشيت بن ابراهيم القفطي النحوي المتوفى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (¬6). - القول المانوس على القاموس مرّ (¬7). - القول المانوس في صفات القاموس (¬8): للشيخ سعد الله المفتي برامفور حالاً، أوله: سبحان الذي قاموس علمه بكل شيء محيط، ألفه على اسم النواب كلب عليخان بهادر وضمنه خمساً وثلاثين من الصفات التي تتعلق بالقاموس، وقد طبع في سنة 1287 الهجرية في رامفور، وقرَّظ عليه الشيخ خليل بن ابراهيم المدني الحنفي، وقد تعقب عليه وانتقد بعض علماء المغرب النزيل بالمدينة المنورة حالاً كما سمعنا ذلك من بعض الثقات والله أعلم. - القول المهذب (¬9) في بيان ما في القرآن من الرومي المعرّب: لمحمد بن يحيى الحلبي الحنفي التاذفي المتوفى سنة ثلاث وستين وتسعمائة (¬10). ¬

_ (¬1) في الأصل الهزواني والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1313، ومعجم المؤلفين: 4/ 239. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1313، ينظر: معجم المؤلفين: 4/ 239. (¬3) ينظر: المصدران نفسهما: 2/ 1338، 3/ 204. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1343. (¬5) زيادة عن المصدر نفسه يقتضيها السياق: 2/ 1344. (¬6) المصدر نفسه: 2/ 1344. (¬7) المصدر نفسه: 2/ 1364. (¬8) ايضاح المكنون: 2/ 251. (¬9) في كشف الظنون: 2/ 1365 المذَّهب (¬10) المصدر نفسه: 2/ 1365.

باب الكاف

- قيد الأوابد في اللغة: قصيدة مشهورة لاسماعيل بن ابراهيم الربعي المتوفى سنة ثمانين وأربعمائة شرحها أبو بكر بن علي الحدادي المذكور آنفاً (¬1). بَابُ الكاف - كاتبية: لغة منظومة في خمسمائة بيت وأصلها بالعربي، وتفسيرها بالفارسي وهي على الحروف أولها: الحمد لله بأفصح اللسان .. الخ، لمحمد بن ولي بن رضي الدين المشتهر بكتابي الأنقره وي، نظمها بمغنيسا (¬2) في شعبان سنة احدى وخمسين وثمانمائة، باشارة السلطان محمد بن مراد الفاتح (¬3). - الكامل في اللغة: لأبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد النحوي المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتين، شرحه محمد بن يوسف المازني (السرقسطي) المتوفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وروي عنه هذا الكتاب أبو الحسن علي بن سليمان (122/ ... ) الأخفش النحوي المتوفى سنة خمس عشرة وثلاثمائة: أوله الحمد لله حمداً كثيراً يبلغ رضاه ... الخ. قال هذا كتاب يجمع فنون الآداب بين منثور وشِعْر مَرصوف (¬4) ومَثَل سائرٍ، وموعظة بالغة، واختيار من خُطبة شريفة، ورسائل لطيفة، والنِّيَّة (¬5) فيه أن يُفَسِّرَ كلّ ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو معنى مُسْتغْلق، وأن نشرح ما يَعْرض فيه من الاعْراب شرحاً شافياً حتى يكون هذا الكتاب بنفسه مكتفياً، وعن أن يُرْجَعَ واحد في تفسيره الى غيره مستغنياً (¬6). - كتاب الابدال في اللغة: لأبي عبيدة (¬7). - كتاب أسماء جبال تهامة ومكانها: رواية أبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي المتوفى سنة ثمان وستين وثلاثمائة باسناده الى عرام (¬8) بن أصبع السلمي. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1367، 1368، معجم المؤلفين: 2/ 254. (¬2) مغنيسا: مدينة قديمة في آسيا الصغرى، المنجد: 540. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1368. (¬4) الأصل مردوف والصواب ما أثبتناه عن الكامل:1/ 1، وكشف الظنون: 2/ 1382. (¬5) الأصل وآلى والصواب ما أثبتناه عن الكامل: 1/ 1، وكشف الظنون: 2/ 1382. (¬6) الكامل: 1/ 1،2 ينظر: الفهرست 59، ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 314،318، كشف الظنون: 2/ 1382. (¬7) كشف الظنون: 2/ 1383. (¬8) في الأصل عوام والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1390.

- كتاب أسماء الله تعالى وصفاته: لأبي القاسم الصاحب اسماعيل بن عباد الوزير المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. - كتاب الأسماء والصفات: للبيهقي الحافظ الامام أحمد بن حسين المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. - كتاب اشتقاق أسماء الرياحين: لأبي القاسم يوسف بن عبد الله الزجاجي المتوفى سنة خمس عشرة وأربعمائة (¬1). - كتاب الاشتقاق: لأبي اسحاق ابراهيم بن السري الزجاجي النحوي، ولأبي جعفر أحمد ابن محمد النحاس النحوي المتوفى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة. ولأبي الحسن سعيد بن مسعدة البلخي الأخفش الأوسط المتوفى سنة احدى وعشرين ومائتين (¬2). وابن خالويه حسين بن أحمد اللغوي المتوفى سنة [سبعين وثلاثمائة] (¬3). وأبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد النحوي المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتين، وأبي بكر محمد بن الحسن المعروف بابن دريد اللغوي المتوفى سنة احدى وعشرين وثلاثمائة، وأبي علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب النحوي المتوفى سنة ست ومائتين. وأبي بكر محمد بن السري المعروف بابن السراج النحوي المتوفى سنة ست عشرة وثلاثمائة (¬4). - كتاب الأمكنة والجبال والمياه: لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة (¬5). - كتاب تسمية أعضاء الإنسان: لروفس الكبير (¬6). - كتاب الجمهرة: لابن دريد مرَّ في الجيم (¬7) (123/ ... ). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1390،1391. (¬2) توفي الأخفش الأوسط سنة خمس عشر ومائتين كما في الفهرست: 62، وطبقات اللغويين: 74. (¬3) زيادة يقتضيها السياق. (¬4) ينظر الفهرست: 59،61،53،62، كشف الظنون: 2/ 1391،1392. (¬5) كشف الظنون: 2/ 1398. (¬6) المصدر نفسه: 2/ 1404. (¬7) الفهرست: 61، كشف الظنون: 2/ 1409.

- كتاب الجيم: في اللغة لأبي عمرو اسحاق بن مرار الشيباني الكرماني المتوفى سنة ست ومائتين، وقيل لأبي عمرو شمر بن حمدويه الهروي، والمشهور في وجه تسميته أنه بدأ من حرف الجيم، لكن قال أبو الطيب اللغوي وقفت على نسخة منه فلم نجده بدأه من الجيم والله سبحانه وتعالى أعلم، روي أنه أودعه تفسير القرآن، وغريب الحديث، وكان ضنيناً به لم ينسخ في حياته ففقد بعد موته (¬1). - كتاب العين في اللغة، أختلف الناس في مؤلفه فقيل: للخليل بن أحمد النحوي العروضي اللغوي البصري المتولد في رأس المائة المتوفى سنة خمس وسبعين ومائة وهو أستاذ سيبويه (¬2). قال السيوطي في المزهر: وهو أول من صنف فيه، وهذا الكتاب أول التأليف، قال الامام فخر الدين في المحصول: أول الكتب في اللغة كتاب العين، وقد أطبق الجمهور على القّدْح فيه، ويُفهَم من كلام السيرافي في طبقاته أنه لم يكمله بل أكثر الناس أنكر كونه من تصنيفه. قال بعضهم: وإنما هو لليث بن نصير بن سيار الخراساني عمله باسم الخليل؛ ولذا وقع الغلط فيه، ولو كان من الخليل لم يكن كذلك، وقيل عمل الخليل قطعة من أوله الى آخر حرف العين، وكمّله الليث صاحبه، ولهذا لا يشبه أوله آخره (¬3). وعن ابن المعتز: كان الخليل منقطعاً الى اللّيث، فلما صنّفه وقع عنده موقعاً عظيماً فأقبل على حفظه وحفظ منه النّصف، ثم اتفق أنه احترق ولم يكن عنده نسخة أخرى، والخليل قد مات فأملى النّصف من حفظه وجمع علماء عصره، فكملوه على نمطه، أورد ذلك ياقوت في معجم الأدباء. وعن أبي الطيب اللغوي أنّ الخليل رتب أبوابه وتوفي من قبل أن يحشوه قال ثعلب: وقد حشاه قوم من العلماء. إلا أنه لم يؤخذ رواية عنهم فاختل لهذا. وعن ابن راهويه (¬4): كان الخليل عمل منه باب العين وحده وأحب الليث أن ينفق سوق الخليل، فصنف باقيه وسمى نفسه الخليل من حبه له، فهو إذاً قال فيه: قال الخليل بن أحمد فهو الخليل وإذا قال: قال الخليل مطلقاً فهو يحكي عن نفسه، ¬

_ (¬1) ينظر: الفهرست: 68، ينظر انباه الرواة: 1/ 224، كشف الظنون: 2/ 1410. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1441. (¬3) المزهر: 1/ 76،77، كشف الظنون: 2/ 1441،1442. (¬4) ابن راهويه: اسحاق بن ابراهيم، محدث، وفقيه ت سنة 237هـ، معجم المؤلفين: 2/ 228.

فجميع ما فيه من الخَلَل منه لا من الخليل، وقال النووي (¬1) في تحرير التنبيه: كتاب العين المنسوب الى الخليل، إنما هو من جمع الليث عن الخليل (¬2). وأما قدح الناس فيه (124/ ... ) فقال ابن جني في الخصائص: أما كتاب العين ففيه من التخليط، والخلل، والفساد ما لا يجوز أن يحمل على أصغر أتباع الخليل فضلاً عنه نفسه (¬3)، واختصره أبو بكر محمد بن الحسن بن مذحج الزبيدي بضم الزاي الأندلسي اللغوي المتوفى سنة تسع وسبعين وثلاثمائة في مختصر لطيف حذف منه الشواهد المختلفة والأبنية المختلة، وسماه استدراك الغلط الواقع في كتاب العين وقال فيه: إنه لم يصح أنه له و لا ثبت عنه وأكبر الظن فيه أن الخليل أثبت أصله ثم مات قبل كماله، فتعاطى اتمامه من لا يقوم في ذلك فكان ذلك سبب الخلل، والدليل على ما ذكره ثعلب اختلاف النسخ واضطراب روايات الكتاب. وعن أبي علي القالي: لما ورد كتاب العين من بلاد خراسان في زمن أبي حاتم أنكره هو وأصحابه أشد الانكار لأن الخليل لو كان ألفه لحمله أصحابه عنه، وكانوا أولى بذلك من رجل مجهول، ثم لما مضت بعده مدة طويلة ظهر الكتاب في زمان أبي حاتم، وذلك في حدود سنة خمسين ومائتين فلم يلتفت أحد من العلماء اليه، والدليل على كونه لغير الخليل أن جميع ما وقع فيه من معاني النحو إنما هو على مذهب الكوفيين بخلاف مذهب البصريين الذي ذكره سيبويه عن الخليل وسيبويه حامل علم الخليل، وفيه خلط الرباعي، والخماسي من أولهما الى آخرهما فهذبنا جميع ذلك في المختصر، وجعلنا لكل شيء منه باباً مختصراً، وكان الخليل أولى بذلك، انتهى كلام الزبيدي في صدور كتابه الاستدراك على العين (¬4). قال السيوطي: وقد طالعته فرأيت وجه التخطئة غالبة من جهة التصريف، والاشتقاق كذكر حرف مزيد في مادة أصلية، أو مادة ثلاثية في مادة رباعية ونحو ذلك، وبعضه ادعى فيه التصحيف وأما كون الخطأ في لفظة من حيث اللغة بأن يقال هذه اللفظة كذب ولا تعرف فمعاذ الله لم يقع ذلك وحينئذٍ لا قدح فيه فالانكار راجع الى ¬

_ (¬1) النووي: محيي الدين يحيى بن شرف (بن مري بن الحسن) الشافعي شرح غريب التنبيه في فروع الشافعية لأبي اسحاق الشيرازي، وسماه التحرير توفي النووي سنة 676 هـ، كشف الظنون: 1/ 490. (¬2) معجم الأدباء: 17/ 43،47،51، 11/ 72، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 260، ينظر: المزهر:1/ 77 - 79، كشف الظنون: 2/ 1442. (¬3) الخصائص: 3/ 288. (¬4) ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 372 - 374، المزهر: 1/ 84، كشف الظنون: 2/ 1442.

الترتيب والوضع الأولي، وهذا أمر هيّن وإن كان مقام الخليل ينزه عن ارتكاب مثل ذلك فلا يمنع الوثوق به، والاعتماد عليه في نقل اللغة، وأما التصحيف فمن ذا الذي سَلِم من التصحيف (¬1). وممن ألف الاستدراك على العين أبو طالب المفضل بن سلمة الكوفي (125/ ... ) وهو متقدم الوفاة على الزبيدي، قال ابو طيب: رَدّ أشياء من العين أكثرها غير مردود، وترتيبه ليس على الترتيب المعهود، وقد نظم أبو الفرج سلمة بن عبد الله المعافري (¬2) في ترتيبه أبياتاً منها: يا سائلي عن حروف العين دونكها ... في رتبة ضمها وزن واحصاء العين والحاء ثم الهاء والخاء ... والغين والقاف ثم الكاف اكفاء والجيم والشين ثم الضاد تتبعها ... صاد وسين وزاي بعدها طاء والدال أيضاً لها كالطاء متصل ... بالظاء ذال وتاء بعدها راء واللام والنون ثم الفاء والباء ... والميم والواو والمهموز والياء (¬3) وإنما سماه بكتاب العين باعتبار أول أجزائه كما سمى أبو تمام تذكرته بالحماسة؛ لكونها أول باب من أبوابها العشرة. وإنما اختار ذلك الترتيب الذي يقتضي تقديم الحروف الحلقية على الوسطية المتقدمة على الشفتية، لأن الصوت يخرج أولاً الى الحلق، ثم الى الوسط، ثم الى الشفة، فقدم الحروف الحلقية على الوسطية، والوسطية على الشفوية، باعتبار ترتيب حدوث الصوت والحروف. وأما تقديم العين على سائر الحلقية مع كونها متأخرة عن الهمزة، والهاء، والألف، فلما ذُكِر عن الخليل أنه قال: لم أبدأ بالهمزة لأنها يلحقها النقص، والتغير، والحذف، ولا بالالف لأنها لا تكون في ابتداء كلمة، ولا في اسم ولا فعل الا زائدة أو مبدلة، ولا بالهاء لأنها مهموسة خفية لا صوت لها، فنزلت الى الحّيز (¬4) الثاني وفيه العين، والحاء فوجدت العين أنصع الحرفين فابتدأت بها ليكون أحسن في التأليف (¬5). ¬

_ (¬1) المزهر: 1/ 84،85، كشف الظنون: 2/ 1443. (¬2) في الأصل المغافري والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1443. (¬3) المزهر: 1/ 89، كشف الظنون: 2/ 1443. (¬4) في ب الحلق والصواب من ق والمزهر: 1/ 90. (¬5) المزهر: 1/ 90، لم أجده في العين أو كشف الظنون.

قال أبو طالب المفضل: ذكر صاحب العين أنه بدأ بحرف العين لأنها أقصى الحروف مخرجاً قال: والذي ذكره سيبويه أن الهمزة أقصى الحروف مخرجاً (¬1). قال: ولو قالَ بدأت بالعين لأنها أكثر في الكلام وأشد اختلاطاً بالحروف لكان أولى. وقال السيوطي أيضاً في طبقات النحاة: بدأ بسياق مخارج الحروف ثم باحصاء أبنية الأشخاص، وأمثال احداث الأسماء فذكر ان عدد أبنية كلام العرب، المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي، والرباعي، والخماسي من غير تكرير، اثنا عشر ألف ألف (126/ ... ) وثلاثمائة ألف وخمسة آلاف وأربعمائة واثنا عشر ألفاً، الثنائي سبعمائة (¬2) وستة وخمسون، والثلاثي تسعة عشر ألفا وستمائة وخمسون، والرّباعي أربعمائة ألف واحدى وتسعون ألفا وأربعمائة، والخماسي أحد عشر ألف ألف وسبعمائة وثلاثة وتسعون ألفا وستمائة، ذكره حمزة الأصفهاني في الموازنة فيما نقله عنه المؤرخون، وهذا صريح في أنه أكمله، والله سبحانه وتعالى أعلم ... انتهى (¬3). أقول: وعليه مدخل لأبي الحسن النضر بن شميل النحوي من أصحاب الخليل وتوفي سنة أربع ومائتين، وصنف أحمد بن محمد الخارزنجي تكملة له وتوفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وجمع أبو عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب فائت العين، وصنف محمد بن عبد الله الاسكافي الخطيب كتاباً في غلط العين وفيه شيء كثير من أغلاط الأدباء، وصنف أبو غالب تمام بن غالب التياني كتاباً متعلقاً به سماه فتح العين (¬4)، قال السيوطي: وهو كتاب عظيم النفع ... انتهى (¬5). قال السيد محمد مرتضى: وأتى فيه بما في العين من صحيح اللغة دون الاخلال بشي من الشواهد المختلفة، ثم زاد فيه زيادات حسنة، وكان أبو العباس المبرد يرفع قدر كتاب العين للخليل ويرويه وكذا ابن درستويه، وقد ألف في الرد على المفضل فيما نسبه من الخلل اليه، ويكاد لا توجد لأبي اسحاق الزجاج حكاية في اللغة العربية إلا منه ... انتهى. ¬

_ (¬1) ينظر: العين: 1/ 64، ينظر: سيبويه: 4/ 433، ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 205، المزهر: 1/ 90، كشف الظنون: 2/ 1443. (¬2) في الأصل تسعمائة والصواب ما أثبتناه عن بغية الوعاة: 1/ 559، وكشف الظنون: 2/ 1443. (¬3) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 559، كشف الظنون: 2/ 1443. (¬4) تلقيح العين في معجم المؤلفين: 3/ 92. (¬5) ينظر: المزهر: 1/ 88، كشف الظنون: 2/ 1443، ينظر: معجم المؤلفين: 2/ 85، 10/ 211، 10/ 266.

واختصره أي فتح العين محمد بن حسن الزبيدي وهذبه، واشتهر بمختصر العين وفضلوه على أصله، أوله: الحمد لله حمداً يبلغ رضاه ويوجب الزلفى لديه ... الخ. قال: هذا كتاب أمرَّ بجمعه وتأليفه الأمير الحاكم المستنصر بالله تعالى فأخذ عيونه، وحذف حشوه، وأسقط فضول الكلام المكرر فيه، وأوقع كل شيء موقعه. فقال: إنّ الكتاب لم يصح له ولم يثبت عنه، وقد كان جلّة البصريين الذين أخذوا عن أصحابه وحملوا علمه رواية ينكرون هذا، ويرفضونه إذْ لم يرد الا عن رجل واحد غير مشهور من أصحابه، وأكثر الظن فيه أن الخليل بوّب أصله، ورام تثقيف كلام العرب ثم هلك قبل كماله، فتعاطي اتمامه من لا يقوم في ذلك مقامه، فبهذا سبب الخلل الواقع فيه (¬1) (127/ ... ). - كشف اللغات [والاصطلاحات] (¬2). - كتاب اللغات: لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي المتوفى سنة ست عشرة ومائتين (¬3). - كفاية المتحفظ في اللغة: نظمها القاضي شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الخويّي المتوفى سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ونظمها ابن جابر محمد بن أحمد الأعمى وفرغ منه في سنة سبعين وسبعمائة، ولأبي اسحاق ابراهيم بن اسماعيل بن أحمد الأجدابي الطرابلسي الأديب، أوله: الحمد لله رب العالمين، وهو مختصر فيما يحتاج اليه من غريب الكلام بدأ فيه من صفات الرجال المحمودة، وهو في كراستين وقفت عليه موجوداً عندي. ونظمها عماد الدين أبو الفدا اسماعيل بن محمد البعلي المتوفى سنة أربع وستين وسبعمائة، أوله: الحمد لله رب العالمين (¬4). - كنز اللغة، فارسي صنفه: محمد بن عبد الخالق بن معروف موشحاً بأسم السلطان محمد كيا بن ناصر كيا من سلاطين كيلان من الشرفاء وعصره القرن التاسع، أوله: جواهر كنوز لغات حمد وسياس ... الخ، ترجم فيه أكثر مهمات اللغة العربية بالفارسية باعتبار الأول والآخر، وفرق الأفعال والمصادر من كل باب وهو في مجلد (¬5). ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1444. (¬2) الزيادة من المصدر نفسه: 2/ 1494. (¬3) ينظر: الفهرست: 55، انباه الرواة: 2/ 203، كشف الظنون: 2/ 1454، ايضاح المكنون: 2/ 325،326. وفيه لعدة مؤلفين. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1500. (¬5) المصدر نفسه: 2/ 1518.

باب اللام

- كتاب الوشاح وتثقيف الرماح في رد توهيم المجد الصحاح (¬1): للشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن عبد العزيز نزيل مكة ومدرسها، أوله: الحمد لله الفتاح الوهاب الهادي من شاء من عباده الى صوب الصواب، مجلد لطيف طُبع في سنة 1281 بمصر، وشاع في كل بلد ومصر، رتبه على الأبواب، وهذبه تهذيباً جيداً، موجزاً على الحروف المعجمة في الكتاب. - كوهر منظوم: للشيخ محمد علي المولوي جمع فيه اللغة العربية بالنظم الفارسي وهو لطيف جداً طبع بالهند. بَابُ اللام - لُجة العجم من لغة الفرس ذكره صاحب وسيلة المقاصد (¬2). - لسان العرب في اللغة: للشيخ جمال الدين أبي الفضل محمد بن مكرم الأنصاري الخزرجي الأفريقي المصري المتوفى سنة ست عشرة وسبعمائة (¬3)، ويقال له ابن منظور ايضاً، ولد في المحرم سنة 690، وسمع من (128/ ... ) ابن المُقير وغيره، وروى عنه الحافظان الذهبي، والسبكي، وقيل توفي سنة 771. وهو في ستة مجلدات ضخام جمع فيه بين التهذيب، والمحكم، والصحاح وحواشيه، والجمهرة، والنهاية، وأمالي ابن بري، وهو ثلاثون مجلداً. قال السيد مرتضى في تاج العروس: وهو مادة شرحي هذا في غالب المواضع، وقد اطلعت منها على نسخة قديمة يقال إنها بخط المؤلف ... انتهى. ورتبه ترتيب الصحاح قيل فيه زيادات كثيرة على القاموس أوله: الحمد لله رب العالمين تبركاً بفاتحة الكتاب العزيز ... الخ. قال: ورأيت علم اللغة بين رَجُلين: إما من أحسن جمعه ولم يحسن وضعه، وإما من أجاد وضعه ولم يجد جمعه، ولم أجد في كتب اللغة أجمل من تهذيب اللغة لأبي منصور، ولا أكمل من المحكم وهما من أمهات كتب اللغة على التحقيق، غير أن كلا منهما مطلب عسر المهلك، ومنهل وعر المسلك، وكأن واضعه شرع للناس مورداً عذباً ومنعهم منه، قد أخر وقدم، وقصد أن يعرب فأعجم فأهمل الناس أمرهما، وانصرفوا عنهما، وليس لذلك سبب إلاّ سوء الترتيب وتخليط التفصيل، والتبويب، ورأيت الجوهري قد أحسن ترتيب مختصره، فخف على الناس أمره فتداولوا، غير أنه ¬

_ (¬1) ايضاح المكنون: 2/ 709. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1547. (¬3) احدى عشرة وسبعمائة في بغية الوعاة: 1/ 248.

باب الميم

في جو اللغة كالذرة وفي بحرها كالقطرة، وهو مع ذلك قد صحف وحرف فاتيح له الشيخ ابن بري فتتبع ما فيه، فأستخرت الله تعالى في جمع هذا الكتاب على ترتيب الصحاح مضيفاً الى ما فيه من آيات القرآن، والأخبار، والأمثال، والآثار، والأشعار حل عقده، ورأيت ابن الأثير قد جاء في ذلك بالنهاية، غير أنه لم يضع الكلمات في محلها، ولا راعى في ذلك زوائد حروفها من أصلها، فوضعت كلاً منها في مكانه، وجمعت فيه ما تفرق في كتبهم وأنا مع ذلك لا أدعي فيه شافهت أو سمعت، أو فعلت، أو وصنعت، أو رحلت أو نقلت، فكل هذه الدعاوي لم يترك فيها الأزهري، وابن سيده لقائل مقالاً، ولعمري إنهما قد جمعا فأوعيا، وليس لي في هذا الكتاب فضيلة سوى أنني جمعت فيه ما تفرق (¬1). قال محمد بن أبي شريف: وقد وقفت على لسان العرب بخزانة الأشرف برسبائ (¬2) بالمدرسة الأشرفية بالقاهرة بخط مؤلفه، وعليه خطوط جمع من العلماء بمدحه والثناء عليه، منهم أبو حيان والشهاب محمود (129/ ... ). قال السيد محمد المرتضى في تاج العروس: وهو مادة شرحي هذا في غالب المواضع، وقد اطلعت منه على نسخة قديمة يقال: إنها بخط المؤلف، وعلى أول جزء منها خط الشيخ جلال الدين السيوطي ... انتهى. وقد كتب الشيخ الرئيس ابن سينا كتاباً في اللغة، وهو المسمى بلسان لعرب في عشرة مجلدات، لكنه بقي في المسودة ولم يظهر وقد غلط من نسب الأول اليه (¬3). - لمعة الاشراق في الاشتقاق: للشيخ جلال الدين السيوطي (¬4). بَابُ الميم - مباديء اللغة: لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب الاسكافي المتوفى سنة احدى وعشرين وأربعمائة (¬5). - المتوكل (¬6): فيما في القرأن من اللغات العجمية للسيوطي (¬7). ¬

_ (¬1) من مقدمة المؤلف لسان العرب: 1/ خ، ذ، كشف الظنون: 2/ 1549، 1550، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 248. (¬2) برسبائ: موضع في القاهرة فيها مسجد وضريح، وبرسبائ سلطان المماليك في مصر، المنجد: 120 (¬3) كشف الظنون: 2/ 1550. (¬4) المصدر نفسه: 2/ 1564. (¬5) المصدر نفسه: 2/ 1579. (¬6) في المصدر نفسه: 2/ 1585 المتوكلي. (¬7) المصدر نفسه: 2/ 1585.

- المثلثات في اللغة، أول من وضع فيها أبو علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب النحوي المتوفى سنة ست ومائتين، وهي اثنان وثلاثون بيتاً أولها: يا مولعاً بالغضب ... الخ، شرحها سديد الدين أبو القاسم عبد الوهاب بن الحسين الوراق بالمدينة البهنسية (¬1) وتوفي سنة خمس وثمانين وستمائة، والشيخ ابراهيم اللخمي، وابن زهير، والقزاز: أبو عبد الله محمد بن جعفر القيرواني النحوي المتوفى سنة اثنتى عشرة وأربعمائة، وابن عُدَيس (¬2). - مثلث: لجمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك النحوي المتوفى سنة اثنتين وسبعين وستمائة، ولأبي محمد عبد الله بن محمد البطليوسي النحوي المتوفى سنة احدى وعشرين وخمسمائة، ولعز الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة المتوفى سنة تسع عشرة وتسعمائة، ولأبي حفص عمر بن محمد القضاعي المتوفى سنة سبعين وخمسمائة في عشرة أجزاء، وللشيخ مجد الدين صاحب القاموس، وهو كبير في خمسة مجلدات، وصغير في خمسة أجزاء، أوله: أشرف ما نطق المصدع المحدث ... الخ، رتبه على الحروف (¬3). - مجمع البحار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار: للشيخ محمد طاهر الصديقي الفتني المتوفى سنة ست وثمانين وتسعمائة، وله عليه ذيل وتكملة جرى فيه على طريق نهاية ابن الأثير (¬4) وقد بسطنا القول (130/ ... ) في هذا الكتاب في كتابنا المسمى (باتحاف النبلاء المتقين باحياء مآثر الفقهاء المحدثين). - مجمع البحرين: في اللغة في اثنى عشر مجلداً للامام حسن بن محمد الصغاني المتوفى سنة خمسين وستمائة، أوله: الحمد لله حمد الشاكرين ... الخ، ذكر فيه أنه جمع بين كتاب تاج اللغة، وصحاح العربية للجوهري، وبين كتاب التكملة، والذيل، والصلة من تأليفه فرد ما ذكره أولاً على ما سوده وعلامته "ص"، وأردف ما ذكره بالتكملة وعلامته "ت" ثم أردفهما بحاشية التكملة وعلامتها "ح" وسماه كتاب مجمع البحرين (¬5). - مجمل اللغة: لأبي الحسين أحمد بن فارس القزويني اللغوي النحوي على طريقة الكوفيين المتوفى سنة خمس أو ثمان وتسعين وثلاثمائة على ما قاله الذهبي كان شافعياً فتحول - ¬

_ (¬1) بَهْنسيا: مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي النيل، معجم البلدان: 1/ 516. (¬2) ينظر الفهرست: 53، ينظر وفيات الأعيان: 4/ 374،375، كشف الظنون: 2/ 1586، 1587، ينظر: معجم المؤلفين: 7/ 307. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1587، ينظر: معجم المؤلفين: 10/ 234، 9/ 11. (¬4) المصدران نفسهما: 2/ 1599، 10/ 100. (¬5) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 530، كشف الظنون: 2/ 1599، ينظر: معجم المؤلفين: 3/ 279.

- مالكياً، اعتبر الأبواب في أوله، والفصول في غيره كالمغرب، والتزم فيه الصحيح والواضح من كلام العرب دون الوحشي المستنكر وآثر فيه الايجاز، وهكذا ألف أتباع الخليل، وأتباع أتباعه هلم جرا كتباً شتى في اللغة، لكن غالب هذه الكتب لم يلتزم فيها مؤلفوها الصحيح بل جمعوا فيها ما صح وغيره، ونبهوا على ما لم يثبت غالباً، وأول من التزم الصحيح الجوهري في الصحاح هذا، وعليه كتاب للشيخ مجد الدين صاحب القاموس أورد فيه ألف سؤال، وأخذه عنه مع ثنائه عليه وحبه له. ذكر البرهان الحلبي (¬1): إن صاحب القاموس تتبع أوهام ابن فارس في المجمل في ألف موضع مع تعظيمه له وثنائه عليه (¬2). - مجموع الأنس في لغات الفرس (¬3). - المحكم والمحيط الأعظم: في اللغة لأبي الحسن علي بن اسماعيل الأمير المعروف بابن سيده اللغوي النحوي الأندلسي الضرير حافظ زمانه المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة عن ستين سنة قاله الأرنيقي، وهو كتاب كبير مشتمل على أنوع اللغة، أوله: يذكر الله تعالى نفتتح ... الخ. وذكر خطبة طويلة، ومن غرائب ما تضمنه تمييز أسماء الجموع، والتنبيه على الجمع المركب، والفرق بين التخفيف البدلي والتخفيف القياسي، وما انفرد به الفرق بين القلب والبدل ومنه التنبيه على شاذ النسب والجمع، والتصغير، والمصادر، والأفعال، والامالة (131/ ... ) والأبنية، والتصاريف، والادغام، وغير ذلك. قال: وليست الاحاطة بعلم كتابنا هذا إلاّ لمن مهر بصناعة الاعراب، والعروض، والقوافي ... الخ. ورتبه على نسق حروف أوائل كلمات هذه الأبيات: علقت حبيبا هنت خيفة غدره ... قليل كرى جفني شكا ضُرّصدِه سب زهوه طفلا ديانة تائب ... ظلامته ذنب ثوى ربع لحده نواظره فتاكة بعميده ... ملاحته أجرت ينابيع وجده (¬4) ¬

_ (¬1) ابن برهان الحلبي: محمد بن حجاز بن محمد الشافعي، فيه، أصولي، فرضي، نحوي، صرفي، جدلي، ناظم ت سنة 1205 هـ، معجم المؤلفين: 9/ 176. (¬2) ينظر: وفيات الأعيان: 1/ 118، ينظر: بغية الوعاة: 1/ 252، كشف الظنون: 2/ 1604،1605. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1616. (¬4) المصدر نفسه: 2/ 1616،1617 والأبيات لم ينسبها صاحب كشف الظنون ولم أقف عليها.

ونظم ناصر الدين محمد بن قرناص أيضاً في ترتيب حروفه هذه الأبيات: عليك حروفاً هن خير غوامض ... قيود كتاب جل شانا ضوابطه صراط سوى زل طالب دحضه ... تزيد ظهوراً إذا تناءت (¬1) روابطه لذلكم نلتذ فوزاً بمحكم ... مصنفه أيضا يفوز وضابطه وقد هذبه صفي الدين محمود بن محمد الأرموي العراقي المتوفى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة (¬2). - محمدية: لغة منظومة في جزء مفسرة بالفارسية: لبهاء الدين عبد الرحمن العامرة (¬3) وي نظمها لمحمد بن حاج بخش (¬4) الكتاهية وي وأتمها في محرم سنة خمس وثمانمائة (¬5). - المحيط بلغات القراءات: لأبي جعفر أحمد بن علي المعروف بجعفرك المتوفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة (¬6). - المحيط في اللغة: في سبع مجلدات لاسماعيل بن عباد الصاحب الوزير المتوفى سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، كثير اللفظ، وقليل الشواهد، وفي اللغة أيضاً لعبد الملك بن علي المؤذن الهروي المتوفى سنة تسع وثمانين وأربعمائة (¬7). - محيط اللغة: للمولى أحمد بن سليمان المعروف بابن كمال باشا المتوفى سنة أربعين وتسعمائة ترجم فيه اللغات بالفارسية، ورتبه على الحروف كالجوهري بالاشارة الى الثنائي، والثلاثي، والرباعي، والخماسي، بالمداد الأحمر رقماً (¬8). - مخزن: بلغة الترك لمير صدر الدين. - مخزن اللغة: مجلد لبعض العلماء ألفه لولده محمد أخذه من كتاب العين وديوان الأدب وديباج الأسماء، والبلغة، ورتبه على حروف المعجم للصبيان وترجم بالفارسية أوله: الحمد لله الذي أكرمنا بسنة نبيه وكتابه (¬9). ¬

_ (¬1) في الأصل ذا ثنآء والصواب ما أثبتناه من كشف الظنون: 2/ 1617. (¬2) المصدر نفسه: 2/ 1617. (¬3) في المصدر نفسه: 2/ 1619 المغلقره وي. (¬4) في الأصل محشى والصواب ما أتبناه عن المصدر نفسه:2/ 1619. (¬5) في المصدر نفسه: 2/ 1619، سنة 800 ثمانمائة. (¬6) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 346، كشف الظنون: 2/ 1619، ينظر: معجم المؤلفين: 2/ 4. (¬7) ينظر: وفيات الأعيان:1/ 230، كشف الظنون: 2/ 1621، ينظر معجم المؤلفين: 2/ 274. (¬8) كشف الظنون: 2/ 1621، ينظر معجم المؤلفين: 1/ 238. (¬9) كشف الظنون: 2/ 1639

- المخصص في اللغة: لابن سيده أبي الحسن علي بن اسماعيل اللغوي المتوفى سنة (132/ ... ) ثمان وخمسين وأربعمائة ألفه قبل المحكم ذكر في أوله: إنه على ترتيبه (¬1). - مدار الأفاضل في اللغة (¬2). - مرج البحرين: في أجوبة القاموس عن اعتراضات الجوهري (¬3). - مرقاة اللغة: أخذ مؤلفه من الجوهري أربع عشرة ألف كلمة من اللغة، ومن القاموس ست عشرة ألف كلمة من اللغة، ألفه بالعربي ثم ترجمه بالتركي (¬4). - المزهر في اللغة: لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة احدى عشرة وتسعمائة، أوله: الحمد لله خالق الألسن واللغات ... الخ. وقد أجاد وابتكر في ترتيبه، واخترع في تنويعه وتبويبه ما لم يسبق اليه، وهو على خمسين نوعاً، ثمانية منها راجعة الى اللغة من حيث الاسناد، وثلاثة عشر منها من حيث الألفاظ، وثلاثة عشر أيضاً من حيث المعنى، وخمسة منها من حيث لطائفها، والباقية منها راجعة الى رجال اللغة ورواتها انتهى ما في كشف الظنون (¬5). وقد طبع في هذا الزمن بمصر القاهرة ووقفنا عليه ولخصناه ووجدناه كتاباً عظيم النفع كثير الفائدة. - المسموع من غريب كلام العرب: لأبي الحسن محمد بن علي الدقيقي المولود في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة (¬6). - المشرع الروي في الزيادة على غريب الهروي – مرَّ في الغين (¬7). - مصادر القرآن: لابراهيم بن اليزيدي المتوفى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وليحيى بن زياد الفراء المتوفى سنة سبع ومائتين (¬8). ¬

_ (¬1) ينظر: انباه الرواة: 2/ 226، وفيات الأعيان: 3/ 330، كشف الظنون: 2/ 1639. (¬2) ايضاح المكنون: 2/ 453، تأليف فيض آله السهرندي الهندي كان في زمن أكبر شاه. (¬3) كشف الظنون: 2/ 1653 مَرَّ في القاف. (¬4) المصدر نفسه: 2/ 1657. (¬5) المصدر نفسه: 2/ 1660. (¬6) كشف الظنون: 2/ 1678، معجم المؤلفين: 11/ 9 وفيه توفي الدقيقي البغدادي سنة 440 هـ. (¬7) كشف الظنون: 2/ 1692. (¬8) ينظر الفهرست: 51، 97 وفيه المصادر في القرآن كثيرة، ينظر: انباه الرواة: 1/ 190، كشف الظنون: 2/ 1703.

- مصادر: ليحيى بن أبي بكر التنوسي المتوفى سنة أربع وعشرين وسبعمائة ولأبي الحسن نصر بن شميل النحوي المتوفى سنة أربع ومائتين، ولأبي زيد سعيد بن أويس الأنصاري، ولأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي، ولأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري المتوفى سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وليحيى بن أحمد بن أبي زكريا الباراني اللغوي كتاب المصادر، ولأبي عبد الله محمد بن محمد الزوزني، أوله: الحمد لله على سوابغ الآئه المتسابقة جرده عن شواهد الحديث والأشعار، والأمثال، وترجمه، ونقحه، وصدر كل باب بمصادر الأفعال الصحيحة ثم تبعها بالمصادر المعتلة وهلم جراً، وسَّع (¬1) في ترتيب كل نوع منها صاحب ديوان الأدب (¬2) (133/ ... ). - مصدر فيوض: ألفه نذير الدين شائق في زمان دولة الأمير نواب أحمد يار خان ببلدة بانس بريلي (¬3) طبع بكانفور في سنة 1290 الهجرية. - مصطلحات الشعراء (¬4): في اللغة لوارسته اللاهوري (¬5) عابد الصنم وكافر العجم. - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: للشيخ الامام أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، أوله: الحمد لله رب العالمين. جمع فيه غريب شرح الوجيز للرافعي، وأضاف اليه زيادات من لغة غيره، ومن الألفاظ المشتبهات وقسم كل حرف منها باعتبار اللفظ الى مكسور الأول ومضمومه ومفتوحه، والى أفعال بحسب أوزانها، ثم اختصره على النهج المعروف ليسهل تناوله، وفيه ما يحتاج الى تقييده بألفاظ مشهورة، ولم يلتزم ذكر ما وقع في الشرح وجمع أصله من نحو سبعين مصنفاً، ما بين مطول ومختصر، فرغ من تأليفه في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وتوفي سنة سبعين وسبعمائة، فصار ترتيبه كترتيب المغرب للحنفية (¬6)، وقد طبع بمصر الحال في سنة 1289 الهجرية طبعاً ثانياً، وهو عندي موجود. ¬

_ (¬1) في كشف الظنون: 2/ 1703 تقيل. (¬2) المصدر نفسه: 2/ 1703. (¬3) باريلِّي: مدينة هندية في أُوتَّر برادش المنجد: 105. (¬4) ايضاح المكنون: 2/ 495. (¬5) وارسته الشاعر اللاهوري، له مؤلفات رجم الشيطان في جواب تنبيه الغافلين باللغة الفارسية. وهو من أصحاب محمد علي حزين، ايضاح المكنون: 1/ 549. (¬6) كشف الظنون: 2/ 1710.

- المعرب عما في الصحاح والمغرب: في اللغة للشيخ عبد الوهاب بن ابراهيم الزنجاني الخزرجي، وفيه رموز أشار بالميم الى المغرب، وبالصاد الى الصحاح أتمه في صفر سنة سبع وعشرين (¬1) وستمائة في المدرسة القاهرية بالموصل (¬2). - المعلَم (¬3): بفتح اللام لأحمد بن أبان بن سيد اللغوي الآخذ عن أبي علي القالي المتوفى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، صنف المعلم في مائة مجلد مرتب على أجناس بدأ فيه بالفلك، وختم بالذرة (¬4). - المغرب: في اللغة: للامام أبي الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي المتوفى سنة عشرة وستمائة، أوله: أحمده على أن خوّل جزيل الطول ... الخ. قال: هذا ما سبق به الوعد من تهذيب مصنفي المترجم بالمغرب، وترتيبه على الحروف، وتلفيقه، اختصرته لأهل المعرفة بعدما سرحت الطرف في كتب لم يتعهدها في تلك النوبة نظري كالجامع لشرح أبي بكر الرازي، والزيادات بكشف الحلواني ومختصر الكرخي، وتيسير أبي الحسين، والفهدري، والمنتقى للحاكم وجمع التفاريق لشيخنا الكبير، والذي أتجه لتلفيقه اختيارى (134/) كتاب الغريبين، وهو الأكثر بينهم تداولاً والأسهل عندهم تناولاً (¬5). قال ابن خلكان: وهو للحنفية ككتاب الأزهري والمصباح المنير للشافعية تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء من الغريب. وقال ابن الشحنة (¬6) في هوامش الجواهر: وله المعرب بالمهملة أيضاً، وهو مطول، المغرب بالمعجمة وفيه فوائد جليلة ... انتهى (¬7). وكذا قال تقي الدين في طبقاته (¬8)، وقد عد السيوطي من تصانيفه المغرب في لغة الفقه، والمعرب بالعين المهملة في شرح المغرب ... انتهى (¬9). ¬

_ (¬1) في المصدر نفسه: 2/ 1738 ثلاثين. (¬2) المصدر نفسه: 2/ 1738. (¬3) في انباه الرواة: 1/ 31، وبغية الوعاة: 1/ 291، وكشف الظنون: 2/ 1121 العالم. (¬4) ينظر: انباه الرواة: 1/ 31، بغية الوعاة: 1/ 291، كشف الظنون: 2/ 1121، معجم المؤلفين: 1/ 132. (¬5) ينظر: وفيات الأعيان: 5/ 11، 370، كشف الظنون: 2/ 1747. (¬6) ابن الشحنة: ابراهيم بن محمد بن محمد أبو الوليد الحلبي الحنفي، له لسان الحاكم في معرفة الأحكام ت سنة 882هـ، هدية العارفين: 1/ 21. (¬7) ينظر: وفيات الأعيان: 5/ 370 وفيه المعرب في شرح المغرب. (¬8) تقي الدين: هو عبد الوهاب ابن السبكي، له طبقات الفقهاء الشافعية ت سنة 771هـ، هدية العارفين: 1/ 639. (¬9) ينظر: بغية الوعاة: 2/ 311، وفيه المعرب في لغة الفقه، المغرب في شرح المعرب.

وضبطه طاشكبرى زاده في نوادر الأخبار؛ المعرب بتشديد الراء في شرح المغرب، قال: وهو كبير قليل الوجود ... انتهى. ويؤيده ما في حاشية شرح العزي، وله كتاب في اللغة أيضاً أطول منه سماه بالمعرب بالمهملة يحيل بيان بعض اللغات اليه ... انتهى. أقول: لم يقف هذا القائل على كونه شرحا له، وظن أنه كتاب آخر، وذكر صاحب كنز الراغبين لغة كروبيون بتخفيف الراء، وقال: نص عليه الزمخشري، وتبعه المطرزي في المغرب بالغين المعجمة في ترتيب المعرب بالعين المهملة ... انتهى (¬1). - المغيث في تكملة غريبي الهروي (¬2). - مفتاح الأدب: في لغة الفرس لمطهر بن أبي طالب اللاذقي (¬3). - مفتاح البدائع: في لغة الفرس للوحيد التبريزي (¬4). - مفتاح اللغة: فارسي مختصر بالتركي للشيخ محمود بن أدهم، جمعه للسلطان بايزيد بن محمد خان العثماني (¬5). - مفتاح المعاني: في اللغة الفارسية لفسوني (¬6) الشاعر ابن عبد الله جَمَعَهُ من مفتاح الأدب ومشكلات الفرس، وقسمه قسمين الأول في الأسماء والثاني في الأفعال (¬7). - مفردات ألفاظ القرآن: في اللغة لأبي القاسم حسين بن محمد بن الفضل المعروف بالراغب الأصفهاني وسماه السيوطي في طبقات النحاة المفضل بن محمد وقال: كان في أوائل المائة الخامسة، ونقل عن خط الزركشي ما نصه: ذكر الامام فخر الدين الرازيّ في تأسيس التقّديس في الأصول أن الرّاغب من أئمة السُّنَّة وقَرَنه بالغزّالّي ... انتهى (¬8). أوله: الحمد لله رب العالمين. ذكر فيه أنّ أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن، العلوم اللفظية، ومنها تحقيق الألفاظ المفردة، وهو نافع في كل علم من علوم الشرع (135/ ... ) فأملاها على حروف التهجي معتبراً فيه أوائل الحروف الأصلية ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1748. (¬2) المصدر نفسه: 2/ 1754. (¬3) المصدر نفسه: 2/ 1758. (¬4) المصدر نفسه: 2/ 1760. (¬5) المصدر نفسه: 2/ 1770. (¬6) في الأصل غسوني والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1770. (¬7) كشف الظنون: 2/ 1770. (¬8) بغية الوعاة: 2/ 297، كشف الظنون: 2/ 1773، وفيه توفي سنة 502هـ.

والاشارة الى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات والمشتقات، وصنف فيه الامام محيي الدين محمد بن علي المعروف بالوزان الحنفي (¬1). - مفيد نامه: لشاه محمد ولد مسيح الزمان الهانسوي في اللغة الفارسية طبع بالهند في سنة 1288 الهجرية. - المقتضب من كلام العرب: في معتل العين لأبي الفتح عثمان بن جني الموصلي النحوي ولابن باذش (¬2) أبي الحسن علي بن أحمد الغرناطي النحوي شرحه، وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة (¬3). - مقدمة الأدب: في اللغة للعلامة جار الله أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي المتوفى سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ألفها لأبي المظفر أتسز بن خوارزم شاه، وجعلها على خمسة أقسام الأول: في الأسماء، الثاني: في الأفعال، الثالث: في الحروف، الرابع: في تصرف الأسماء، الخامس: في تصرف الأفعال، وترجمها بالتركية المولى أحمد بن خير الدين الكوزلحصاري (¬4) المشهور بخواجة اسحاق أفندي المتوفى سنة عشرين ومائة وألف، وسماه باقصى الارب في ترجمة مقدمة الأدب وهو مقبول بين العلماء والعوام ومعتبر جداً (¬5). - ملتقط صحاح الجوهري والملحق بمختار الصحاح: ليير محمد بن يوسف القرماني الأركلي، أوله: الحمد لله بكل ما حمده أقرب عباده اليه (¬6). - منتخب الفرس: لغة جمعها أبو الفتح بندار بن أبي نصر الخاطري، واستشهد في كل لغة بالأشعار (¬7). - منتخب النفائس: لغة هندية في الجدول ملخص من كتاب نفائس اللغات يأتي في النون، وقد طبع مراراً في بلدة لكنؤ. ¬

_ (¬1) كشف الظنون: 2/ 1773. (¬2) في الأصل بادنش والصواب ما أثبتناه عن بغية الوعاة: 2/ 142، وكشف الظنون: 2/ 1793. (¬3) ينظر: وفيات الأعيان: 3/ 247، بغية الوعاة: 2/ 142،143، كشف الظنون: 2/ 1793. (¬4) في الأصل الكورحصاري والصواب ما أثبتناه عن كشف الظنون: 2/ 1798، ومعجم المؤلفين: 1/ 218. (¬5) ينظر: وفيات الأعيان: 5/ 169، كشف الظنون:2/ 1798، معجم المؤلفين: 1/ 218. (¬6) كشف الظنون: 2/ 1813. (¬7) المصدر نفسه:2/ 1848.

- منتخب اللغات: جمعه منولال الهندي الوثني أفرط وفرط فيه على منتخب اللغات لعبد الرشيد، وألفه لأجل هنري تهويي يرنسب النصراني في سنة 1252 الهجرية وسنة 1836 العيسوية، وطبع بكلكته، أوله: آب بمعنى ماه تابستان رومي ست ... الخ. - منتخب اللغات شاهجهاني: لملا عبد الرشيد الحسيني المدني ذكر فيه اللغة العربية، وفسرها بالفارسية وأخذ عن القاموس، والصحاح، والصراح طبع بالهند. - المنتخب والمجرد: في اللغة مختصر لعلي بن حسن المعروف بكراع النمل المتوفى (136/ ... ) بعد سنة سبع وثلاثمائة (¬1). - منتهى الارب في لغات العرب: للشيخ الفاضل عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي فوري الهندي (¬2)، قال: كتابي حاوي لغات عرب از كتب معتبره مانند قاموس وصحاح اللغات وشمس العلوم، ونهاية جزري، ومجمع البحار، وديوان الأدب، وحياة الحيوان، وتاج الأسامي، وتاج المصادر للبيهقي، ومهذب، ومزهر، ومغرب، وغيره مستخرج ومستنبط، كرديده وتدوين لغات بر طرز ترجمه آن بعبارت فارسي سليس اختيار آمد وهر معنى ياماده لغت كه در قاموس موجود نبود آنرا از كتب سابقة بر آورده بجايش افزود ونظر بتسهيل استخراج لغت أين كتاب را برحرف أول وثاني ترتيب داده أول را باب وثاني را فصل مقرر ومعين كردانيد ونيزجون خلط بيان ميان أسماء وأفعال موجب تشتت خاطر طلاب بود اسما در ذكر تقديم يذير فت ومصدر وبعض صفات واسم مصدر در ذيل فعل مذكور كرديد ... انتهى حاصل ما قال في ديباجته وقد طبع هذا الكتاب بدار الامارة كلكته في سنة 1252 الهجرية وهو متداول مشهور في أربع مجلدات موجود عندي مغن عن الأسفار الكبار في هذا العلم أوله: {ربنا آتنا من لدنك رحمة} (¬3) الآية قال: بعد حمد مبدعي كه نقوش كواكب بر أوراق فلك ازقلم عنايت رقم اوست ... الخ. - منشأ اللغة ذكره في كنز اللغة (¬4) - المنصف: في اللغة المجردة لكراع النمل علي بن حسن المتوفى بعد سنة سبع وثلاثمائة (¬5). ¬

_ (¬1) ينظر: الفهرست: 83، كشف الظنون: 2/ 1850. (¬2) ايضاح المكنون: 2/ 571. (¬3) الكهف / 10. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1861، 2/ 1518. (¬5) المصدر نفسه: 2/ 1862.

باب النون

- منهاج ذوي الحسب في لغة العرب (¬1). - الموعَب: بفتح العين على صيغة اسم المفعول للامام ابن التياني أبي غالب واسمه تمام المتوفي سنة 436 بالأندلس (¬2)، كتاب عظيم الفائدة أتى فيه بما في العين من صحيح اللغة، مقتصراً على الشواهد الصحيحة طارحاً ما فيه من الشواهد المختلفة، والأبنية المختلة، والكلمات المصحفة، وزاد فيه ما زاده ابن دريد في الجمهرة فصار محتوياً على الكتابين جميعاً ولكن كلا من البارع والموعب قليل الوجود لأن الناس تركوا نقلهما مع كونهما من أصح ما ألف في اللغة على حروف المعجم، ومالوا الى ما ألف قبلهما وبعدهما كالجمهرة، والمجمل، والصحاح، والمحكم، وجامع القزاز، وأفعال ابن القوطية، وأفعال ابن طريف مع أن الكتب التي مالوا اليها قد تكلم فيها، وإن كانت الجمهرة قد أثنى عليها كثير من العلماء (137/ ... ). - مؤيد الفضلاء في اللغة (¬3). - مهذب الأسماء في مراتب الأشياء: في اللغة لمحمود بن عمر بن محمود بن منصور القاضي الزنجي السنجري الشيباني مجلد، أوله: الحمد لله الذي خلق الخلائق بقدرته ... الخ. التقط فيه المواد من الأسامي، والأسماء، والشهاب السعيدي، والبلغة، وكنز الأسامي، وترجمان القرآن، والروضة، واصلاح المنطق، وغريب المصنف، ودستور اللغة وغير ذلك وشرحه بالفارسية (¬4). - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة احدى عشرة وتسعمائة ذكره في اتقانه، ولخص منه في النوع الثامن والثلاثين (¬5). بَاب النُّون - ناب ناباي: للشيخ محمد اسحاق بن المرحوم خير الدين الأنصاري، أوله: همه افتد ستها كه فرزام خدا وندى است بسون خداى برتر بسياس توانا يزدان بستايش داور - ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 2/ 1872. (¬2) ايضاح المكنون: 2/ 607، معجم المؤلفين: 3/ 92. (¬3) في ايضاح المكنون: 2/ 603، موائد الفضلاء - في اللغة لمحمد بن لاو الدهلوي الهندي فرغ منه سنة 1001هـ احدى وألف. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1921. (¬5) ينظر: الاتقان: 1/ 288، كشف الظنون: 2/ 1914.

- داوران شيذر كركر تازه بنور زيون باد. افتتحه باللغات الهندية على ترتيب الحروف المعجمة، وأراد استيعاب اللغة الفارسية، وأخذه من الكتب الجمة المؤلفة في هذا اللسان، ولم يأل جهداً في جمعه، فجاء مفيدا أبلغ فائدة، وقد اختص في هذا البلد بمعرفة هذه اللغة لا يلفى نظيره في ذلك وله: - نار نوروز: في ضوابط لسان الفرس لخصه من كتب القواعد من كتب شتى وألفه في سنة 1282. - الناموس: لعلي بن محمد القاري الهروي المكي، وهو في اللغة لخصه من القاموس (¬1). - نجد الفلاح في مختصر الصحاح: في اللغة سبق (¬2). - نسيم الأحباب: لغة منظومة بالفارسية (¬3). - نصاب الصبيان في اللغة منظومة في مائتي بيت: لأبي نصر مسعود بن أبي بكر حسين ابن جعفر الأديب الفراهي كذا في نسخة، ولعله هو الصحيح وعليه تعليقه للسيد الشريف الجرجاني وشرحه بالفارسي كمال بن جمال بن حسام الهروي (¬4). - نصاب الصبيان: للشيخ محمد بدر الدين الفراهي السجستاني، أوله: همى كويد أبو نصر فراهى ... بتوفيق خداوند آلهي (138/ ... ) - نظام البلور في أسامي السنور: جزء لجلال الدين السيوطي ذكره في ديوان الحيوان بتمامه. - نظام الغريب: في اللغة لعيسى بن ابراهيم الربعي المتوفى سنة ثمانين وأربعمائة أفرد فيه ذكر لغات الأشعار، واقتصر عليها، ومختصره المسمى بتحفة البلغاء من نظام اللغى لجمال الدين يوسف بن عبد الله القاهري، أوله: الحمد لله مُوجد الأشياء (¬5). - نظام اللسد في أسماء الأسد: لجلال الدين السيوطي قال: ذكر له أبو سهيل الهروي في تأليفه ستمائة اسم وذكر الصفدي في أعيان العصر: إنه وقف على مجموع فيه للأسد خمسمائة اسم، ولولده الشبل ثلاثمائة اسم فتلك ثمانمائة اسم، وقد تتبعت في كتب اللغة فجمعت منها ¬

_ (¬1) تاج العروس: 1/ 3، معجم المؤلفين: 7/ 100، توفي القاري سنة 1014 هـ. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1930. (¬3) المصدر نفسه: 2/ 1951. (¬4) المصدر نفسه: 2/ 1954، وفيه سماه رياض الفتيات لمؤلفه الأديبي المتوفى سنة 640 هـ. (¬5) المصدر نفسه: 2/ 1959.

خمسمائة اسم، ثم وقفت والتقطت من ذيله المدّون لابن خالويه أكثر من مائة وخمسين أخرى، وأفردتها بتأليف سميته نظام اللسد (¬1). - نعمة الله: في لغة الفرس وهو من الكتب المترجمة بالتركية ألفه نعمة الله بن أحمد بن مبارك الرومي المتوفى سنة تسع وستين وتسعمائة وسماه باسمه جمع فيه لغات أقنوم العجم، وقائمة لطف الله، ووسيلة المقاصد، وصحاح العجم، ورتبه على ثلاثة أقسام الأول: في المصادر، الثاني: في قواعد الفرس، الثالث: في الأسماء الجامدة والمشتقة كترتيب الأقنوم وقدم المفتوحة، ثم المكسورة، ثم المضمومة (¬2). - نفائس اللغات: للشيخ الأديب أوحد الدين بن القاضي علي أحمد البلجرامي الهندي (¬3)، أوله: سياس وستايش نا محدود مالك الملكي راست كه كنجيتهء لغات مختلفهء بمفتاح لسان بكشاد قال في ديباجته: خامهء معجز نكار وقلم سحركار هيجيكى ازآنها لغات أردوئ، هندى، وفارسي را بعربي ترجمه نكرده تاهنديان وفارسيان رابي تجشم استقراء برجزئيات لغات وقوفى بهمر سيدي ازينجهت بندهء درين زمان محمد علي شاه ياد شاه غازي بتصفح أسفار لغات عربيه وفرهنكهائى فارسيه يرداخت وزبان أردوئ هندو ستانى راكه مركب ازفارسى، وهندى، وعربى، وبرخى، ازتركى است أصل لغت قرار داده عربي وفارسي آنرا بيان نمود وجائيكه هردوبهم نرسيد بريكى اكتفا كرد ولغاتى كه عربى وفارسى آن نبود بناجار ازان اعراض نمود وجاها بحكم وضرورت (139/ ... ) لغت مردم قصبات هم آورد انتهى حاصل ما قال. وهذا كتاب لم يسبق اليه نافع جداً، قد طبع مراراً بالهند واشتهر اشتهار الشمس في نصف النهار، وله ملخصات عديدة بعضها أحسن من بعض منها منتخب النفائس في الجدول، وأصل الكتاب يشتمل على الشواهد من الأبيات الفارسية للغة الفارسية، والمحاورات العربية للغة العربية، وهو موجود عندي مطبوع في سنة 1281 الهجرية في المطبعة المنسوبة الى محمد عبد الواحد خان بن مصطفى خان اللكنوي. - نور الصباح في أغلاط الصراح: رسالة فارسية: للشيخ المفتي محمد سعد الله المراد آبادي نزيل رامفور والقاضي بها، وقد طبعت في المطبع العلوي في سنة 1293 الهجرية. - نوادر اللغة فارسي لفرحي (¬4). ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 2/ 1960. (¬2) كشف الظنون: 2/ 1965. (¬3) إيضاح المكنون: 2/ 663. (¬4) كشف الظنون: 2/ 1979، في كشف الظنون لفرجى أو فرخى. ملاحظة: لا توجد كتب النوادر الموجودة في الفهرست 03: 88.

باب الواو

- نوادر المصادر في اللغة. - نونوا: للشيخ محمد اسحاق الأنصاري البوفالي في خالص الفرس، ألفه في سنة 1284هـ. - النهاية في غريب الحديث: وهي مجلدات للشيخ الامام أبي السعادات مبارك بن أبي الكرم محمد المعروف بابن الأثير الجزري المتوفى سنة ست وستمائة، أخذه من الغريبين للهروي، وغريب الحديث لأبي موسى الأصفهاني، ورتبه على حروف المعجم بالتزام الأول، والثاني من كل كلمة واتباعهما بالثالث وجعل على ما في كتاب الهروي " هاء " بالحمرة، وعلى ما في كتاب أبي موسى " سينا " وأما اضافة من غيرهما جعله مهملاً من غير علامة لتمييز ما فيهما أوله: الحمد لله على نعمه بجميع محامده ... الخ. ثم ذيله صفي الدين محمود بن أبي بكر الأرموي المتوفى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، واختصره عيسى بن محمد الصفوي المتوفى سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة في قريب من نصف حجمه، واختصره جلال الدين السيوطي وسماه الدر النثير، وله التذييل والتذنيب على نهاية الغريب، واختصره الشيخ علي بن حسام الدين الهندي الشهير بالملتقى المتوفى في مكة المكرمة (¬1). بَابُ الواو (140/ ... ) - وسيلة المقاصد في لغة الفرس لخطيب رستم المولوي، وعدد ما ذكر فيه من المصادر ألفاً ومائة إلاّ خمساً، ومن الأسماء عشرة آلافٍ (¬2). - الوشاح تقدم في باب الكاف. - الوجيز: لغة فارسية مرتبة على الحروف، أوله: ابتداى كلام هرد انشمند سخنور ... الخ: لمحمد قاسم ابن الحاج محمد كاشاني المدعو بسروري. قال: در تتبع أشعار بلاغت آثار اكابر بسيار كوشيده ودر ضمن آن لابد لغات عرب وفرس وانجه درميان بود ديدة. أما جون در تتبع أشعار بلغات فرس بيشتر اختياج واقع ميشت همت بر تفحص لغات فرس مصروف ساخته درسنه ثمان والف درشا نزده نسخه لغات فرس رابعربى مخلوط ساخته، ثم ذكر اسم الشاه عباس. - وصايا هوسج: وهو لغة فارسية (¬3). ¬

_ (¬1) ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 141، كشف الظنون: 2/ 1989، ينظر: معجم المؤلفين: 13/ 98. (¬2) كشف الظنون: 2/ 2010. (¬3) المصدر نفسه: 2/ 2013.

باب الهاء

(باب الهاء) - الهداية في اللغة: لأبي سعيد محمد بن أبي سعيد محمد بن ابراهيم البيهقي، ذكره السيوطي في طبقات النحاة (¬1). - الهدية في اللغة: لحسان بن نصوح فقيه لروم، ألفه في سنة خمسين وثمانمائة (¬2). - هفت قلزم: ويسمى بفرهنك رفعت، ألفه قبول أحمد لأبي الظفر معز الدين شاه غازي الدين حيدر والي لكنؤ في سبع مجلدات، وقد طبع بالهند من ابتداء سنة 1236 الى آخر سنة 1237 الهجرية كبير الحجم قليل النفع أول الجزء الأول: نام أو در هرزباني ديكرست ... اسم اودر هرمكاني ديكرست. وألحق باول كل جزء منه ديباجة ذكر فيها اسمه واسم ممدوحه. (باب الياء) - ينابيع اللغة: لأبي جعفر أحمد بن علي المعروف بجعفرك المتوفى سنة أربع وأربعين وخمسمائة (¬3). - يواقيت في اللغة: لأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد المطرز صاحب ثعلب المتوفى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، قال في آخره: لما فرغنا من نظام الجوهره ... اعورت العين ومات الجمهرة ووقف التصنيف عند القنطرة (¬4) - (141/ ... ) ¬

_ (¬1) بغية الوعاة: 1/ 8، كشف الظنون: 2/ 2040. (¬2) كشف الظنون: 2/ 2042 (¬3) ينظر: بغية الوعاة: 1/ 346، المزهر: 1/ 96، كشف الظنون: 2/ 2052. (¬4) ينظر: الفهرست: 76، ينظر: وفيات الأعيان: 4/ 330،331، كشف الظنون: 2/ 2053،2054.

الخاتمة للمؤلف محمد صديق حسن خان

الخاتمة في بيان إعجاز القرآن والعلوم المستنبطة من الفرقان وفيها مسألتان: - الأولى: في اعجاز الكتاب الكريم: وقد أفرده بالتصنيف خلائق منهم الخطابي، والرماني، والزملكاني، والرازي، وابن سراقة، والباقلاني وهذا معجزة مستمرة الى يوم القيامة، ومعجزات الأنبياء انقرضت بانقراض أعصارهم، ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله تعالى معجز لم يقدر أحدٌ على معارضته بعد تحديهم بذلك، ولما جاء به النبي (صللم) اليهم وكانوا أفصح الفصحاء، وأبلغ البلغاء ومصاقع الخطباء وتحدّاهم أن يأتوا بمثله، وأمهلهم طول السنين لم يقدروا عليه (¬1)، كما قال تعالى: {فَليَأتُوا بحدِيث مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صَادِقِين} (¬2). فلما عجزوا عن معارضته والاتيان بأقصر سورة بل آية تشبهه نادى عليهم بإظهار العجز واعجاز القرآن (¬3) فقال: {قُل لَّئن اجْتَمَعت الإنْسُ والجِنُّ على أن يأتُوا بِمِثل هذا القُرآن لا يأتُون بِمِثلِه ولو كَانَ بَعضُهُم لِبَعض ظَهيراً} (¬4). وهم الفصحاء اللدّ، وقد كانوا أحرص شيء على اطفاء نوره، واخفاء أمره وظهوره، فلو كان في مقدرتهم معارضته لعدلوا اليها قطعاً للحجة، ولم ينقل عن أحد منهم أنه حدث نفسه بشيء من ذلك ولا رآمَهُ، بل عدلوا الى العناد تارة، والى الاستهزاء أخرى. فتارة قالوا سحر، وتارة قالوا شعر، وتارة قالوا أساطير الأولين، كل ذلك من التحير والانقطاع، ثم رضوا بحكم السيف في أعناقهم وسبي ذراريهم وحرمهم، واستباحة ¬

_ (¬1) ينظر: معترك الأقران في اعجاز القرآن للسيوطي: 1/ 5، ينظر: الاتقان: 2/ 252 - 253. (¬2) الطور / 34. (¬3) ينظر: الاتقان: 2/ 253. (¬4) الاسراء / 88.

أموالهم، وهو في ذلك يحتج عليهم بالقرآن ويدعوهم صباحاً ومساءً الى أن يعارضوه، إن كان كاذباً. واختلف أهل العلم في وجوه الاعجاز ما هي بين محسن ومسيء، فزعم قوم أن التحدّي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات، وإن العرب تكلفت في ذلك ما لا يطاق به، وهو مردود (¬1). وزعم النظام أن اعجازه بالصرفة: وكان مقدوراً لهم، وهذا قول فاسد بسط القاضي أبو بكر في بيان إبطاله (¬2). وقال الجمهور وقع التحدي بالألفاظ (142/ ... ) وهو الصواب، وقيل وجه إعجازه ما فيه من الاخبار عن الغيوب المستقبلة، وقيل ما تضمنه من قصص الأولين، وسائر الأقدمين، حكاية من شاهدها وحضرها، وقيل الأخبار عن الضمائر من غير أن يظهر ذلك منهم بقول أو فعل كقوله: {إذ هَمَّت طائفَتَان مِنْكُم أن تَفْشَلا} (¬3) وقال القاضي أبو بكر: ما فيه من النظم، والتأليف، والترصيف، وإنه خارج عن جميع وجوه النظم المعتاد في كلام العرب، ومباين لأساليب خطاباتهم، وقيل الاعجاز المختص بالقرآن يتعلق بالنظم المخصوص، فإن القرآن جامع لمحاسن جميع مراتب تأليف الكلام (¬4). وقال السكاكي: اعجاز القرآن يدرك ولا يمكن وصفه كاستقامة الوزن تدرك ولا يمكن وصفها، وقيل الاعجاز فيه من جهة البلاغة لكن صعب عليهم تفصيلها (¬5). وأجناس الكلام مختلفة منها: البليغ الرصين الجزل، ومنها الفصيح القريب السهل، ومنها: الجائز الطلق الرسل، وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود فالأول: أعلاها، والثاني: أوسطها، والثالث: أدناها وأقربها، فحازت بلاغات القرآن من كل قسم حصة، وأخذت من كل نوع شعبة، لها بذلك نمط من الكلام يجمع صفتي الفخامة، والعذوبة، ليكون آية بينة للنبي (صللم)، وإذا تأملت القرآن، وجدت هذه الأمور في غاية الشرف والفضيلة، حتى لا ترى شيئاً من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه، ولا ترى نظماً أحسن تأليفاً وأشدّ تشاكلاً من نظمه. وأما معانيه فكل ذي لبّ يشهد له بالتقدم في أبوابه، والترقي الى أعلى درجاته، ولا توجد هذه الأوصاف مجموعة إلا في كلام العليم القدير (¬6). ¬

_ (¬1) ينظر: الاتقان: 2/ 253 - 255. (¬2) ينظر: اعجاز القرآن للباقلاني: 58،، ينظر: الاتقان: 2/ 255،256. (¬3) آل عمران / 122. (¬4) ينظر اعجاز القرآن: 65،88، ينظر: الاتقان: 2/ 256. (¬5) مفتاح العلوم: 196،، ينظر: معترك الأقران: 1/ 5، ينظر: الاتقان: 2/ 260. (¬6) ينظر: بيان اعجاز القرآن للخطابي: 23 - 25، ضمن ثلاث رسائل في اعجاز القرآن، ينظر الاتقان:2/ 261.

وقال ابن سراقة: ذكروا في ذلك وجوهاً كثيرة كلها حكمة وصواباً ما بلغوا في وجوه اعجازه جزءاً واحداً من عشر معشاره، فقال قوم: هو الايجاز مع البلاغة، وقيل هو البيان والفصاحة، وقيل: هو الوصف والنظم، وقيل: هو كونه خارجاً عن جنس كلام العرب وقيل: هو كون قارئه لا يكلّ، وسامعه لا يمل، وإن تكررت عليه تلاوته، وقيل: هو كونه جامعاً لأمور يطول شرحها ويشق حصرها (¬1). وقال الزركشي: إنَّ الاعجاز وقع بجميع ما سبق من الأقوال لا بكل واحد على (143/ ... ) انفراده، فمنها: الروعة التي له في قلوب السامعين وأسماعهم، ومنها أنه لم يزل ولا يزال غضاً طرياً في الأسماع، وعلى الألسنة، ومنها: جمعه بين الجزالة والعذوبة، وهما كالمتضادين لا يجتمعان غالباً في كلام البشر، ومنها: جعله آخر الكتب غنيا عن غيره، وجعل غيره من الكتب المتقدمة قد تحتاج الى بيان يرجع فيه اليه (¬2) وبسط القول القاضي عياض في الشفاء في بيان وجوه الاعجاز: منها ما سبق ومنها ما لم يسبق، قال: ومنها كونه آية باقية لا يعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله بحفظه، ومنها: أنه لا يخلق على كثرة الرد ومنها جمعه العلوم، ومعارف لم يجمعها كتاب، ولا أحاط بعلمها أحد في كلمات قليلة وأحرف معدودة، واختلف في قدر المعجز منه، فقيل يتعلق بجميع القرآن، وقيل بسورة طويلة كانت أو قصيرة، وقيل يتعلق بقليله وكثيره (¬3). وقال الأشعري: إنّ الأعجمي لا يمكنه أن يعلم اعجازه إلا استدلالاً، وكذلك من ليس ببليغ، والبليغ يعلم من نفسه ضرورة عجزه، وعجز غيره عن الاتيان بمثله، وجميع ما ورد في القرآن حكاية عن غير أهل اللسان من القرون الخالية، فإنما هو معرب عن معانيهم، وليس بحقيقة ألفاظهم كيف، وهذه الفصاحة لم تجر على لغة العجم والكلام في هذا المرام طويل جداً لا يسعه هذا المختصر (¬4). وحاصل القول فيه أن القرآن منطو على وجوه من الاعجاز كثيرة يعسر تحصيلها من جهة الضبط، ولا يكاد أحد يضبطها إلا الله سبحانه وتعالى. - الثانية: في العلوم المستنبطة من القرآن الكريم: ¬

_ (¬1) الاتقان: 2/ 262. (¬2) ينظر: البحر المحيط: 1/ 446 - 449، الاتقان: 2/ 263 (¬3) الاتقان: 2/ 264،265. (¬4) ينظر: اعجاز القرآن: 329، ينظر: معترك الأقران: 1/ 7، الاتقان: 2/ 266.

قال تعالى: {ما فَرَّطْنا في الكِتاب مِن شَيء} (¬1) وقال: {تِبْيانا لّكُلّ شَيءٍ} (¬2) وفي الحديث: " كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم بينكم " أخرجه الترمذي (¬3). وعن ابن مسعود قال: من أراد العلم فعليه بالقرآن، فإن فيه خبر للأولين والآخرين، قال البيهقي: يعني أصول العلم. وقال الشافعي: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة، وجميع السنة شرح للقرآن، وقال أيضاً: جميع ما حكم به النبي صللم فهو مما فَهِمه من القرآن. وقال سعيد بن جبير: ما بلغني حديث عن رسول الله (صللم) على وجه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله. وعن ابن مسعود: إذا حدثتكم بحديث أتينا لكم (¬4) بتصديقه من كتاب الله (144/ ... ). وقال الشافعي: ليست تنزل بأحد في الدين نازلة الا في كتاب الله، الدليل على سبيل الهدى فيها، وقال: سلوني عما شئتم أخبركم عنه من كتاب الله (¬5). وقال مجاهد: ما من شيء في العالم الا وهو في كتاب الله، فقيل له: فأين ذكر الخانات؟ فقال في قوله: {لَّيس عَلَيكمُ جُنَاحٌ أن تَدخُلوا بُيُوتاً غير مَسْكُونَة فِيها مَتَاع لَّكم} (¬6) فهي الخانات. وقال ابن برهان: وإنما يدرك الطالب من ذلك بقدر اجتهاده وبذل وسعه ومقدار فهّمه. وقال غيره: ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهمه الله حتى أن بعضهم استنبط عمر النبي (صللم) ثلاثاً وستين من قوله: {وَلَن يُؤَخّر الله نَفْساً إذا جَاءَ أجَلُها} (¬7) فانها راس ثلاث وستين سورة وعقبها بالتغابن ليظهر التغابن في فقده (¬8). قال ابن أبي الفضل المرسي (¬9): جمع القرآن علوم الأولين والآخرين بحيث لم يحط بها علماً حقيقة إلا المتكلم به. ¬

_ (¬1) الأنعام / 38. (¬2) النحل / 89. (¬3) الجامع الصحيح وهو سُنن الترمذي: 5/ 158، 159. (¬4) في الاتقان أنبؤكم: 2/ 271. (¬5) الاتقان: 2/ 271،272. (¬6) النور / 29. (¬7) المنافقون / 11. (¬8) الاتقان: 2/ 272. (¬9) المريسَي: هو شرف الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل الشافعي له تفسير كبير في عشرين مجلداً، قصد فيه ارتباط الآيات بعضها ببعض وبين وجوهه، وله تفسير وسط في عشرة أجزاء وصغير في ثلاثة أجزاء ت سنة 655 هـ، كشف الظنون: 1/ 458.

ثم رسول الله (صللم) خلا ما استأثر به سبحانه، ثم ورث عنه معظم ذلك سادات الصحابة وأعلامهم مثل الخلفاء الأربعة، وابن مسعود وابن عباس حتى قال: لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله. ثم ورث عنهم التابعون باحسان، ثم تقاصرت الهمم، وفترت العزائم وتضاءل أهل العلم، وضعفوا عن حمل ما حمله الصحابة والتابعون من علومه، وسائر فنونه، فنوّعوا علومه وقامت كل طائفة بفن من فنونه. فاعتنى قوم بضبط لغاته، وتحرير كلماته، ومعرفة مخارج حروفه وعددها، ... وعدد كلماته، وآياته، وسوره وأجزائه، وأنصافه وأرباعه، وعدد سجداته الى غير ذلك فسمّوا القُرَّاء. واعتنى النحاة بالمُعْرب منه والمبنى، وأوسعوا الكلام في الأسماء وتوابعها، وصرفوا الأفعال اللازمة والمتعدية، ورسوم خط الكلمات وجميع ما يتعلق به. واعتنى المفسرون بألفاظه، وأوضحوا معنى الخفي منه، وخاضوا في ترجيح أحد محتملات ذي المعنيين والمعاني، وأعمل كل منهم فكره وقال بما اقتضاه نظره (¬1). واعتنى الأصوليون بما فيه من الأدلة والشواهد وسموه أصول الدين وتأملت طائفة منهم معاني خطابه واستنبطوا منها أحكام اللغات من الحقيقة والمجاز، وتكلموا عليها وسموه أصول الفقه. وأحكمت طائفة صحيح النظر وصادق الفكر ما فيه من الحلال والحرام وسائر الأحكام، وسموه بعلم الفروع وبالفقه أيضاً (¬2). وتلمحت طائفة ما فيه (145/ ... ) من القصص السالفة وأخبار الأمم الخالية وجميع ما يتعلق بذلك، وسموه التاريخ. وتنبه آخرون لما فيه من الحكم، والأمثال، والمواعظ التي تقلقل قلوب الرجال وتدكدك الجبال، فاستنبطوا فصولاً وأصولاً وسُمّوا الخطباء والوعّاظ. واستنبط قوم منه أصول العبارة وسموه تعبير الرؤيا. وأخذ قوم مما في آية المواريث من ذكر السهام وأربابها وغير ذلك وسموه علم الفرائض. ¬

_ (¬1) الاتقان: 2/ 272. (¬2) المصدر نفسه: 2/ 273،274.

ونظر قوم الى ما فيه من الآيات الدالة على الحكم الباهرة في الأيام والكواكب وغيرها وسموه علم المواقيت. ونظر الكتّاب والشعراء الى ما فيه من جزالة اللفظ، وبديع النظم، وحسن السياق، والتلوين في الخطاب، والاطناب، والايجاز وغير ذلك وسموه علم المعاني، والبيان، والبديع (¬1). ونظر فيه أرباب الاشارة وأصحاب الحقيقة فلاح لهم من ألفاظه معان جعلوا لها أعلاما كالفناء، والبقاء، والأنس، والوحشة، والقبض، والبسط وما أشبه ذلك، وسموه علم التصوف، وهذه الفنون هي التي أخذتها الملة الاسلامية منه. وقد احتوى على علوم أخرى من علوم الأوائل مثل: الطب، والجدل، والهيئة، والهندسية، والجبر، والمقابلة، والنجامة، والتجارة، والغزل، والفلاحة، والصيد، والغوص، والصياغة، والزجاجة، والملاحة، والكتابة، والخبز، والطبخ، والغسل، والقصارة، والجزارة، والبيع، والشراء، والصبغ، والحجارة، والكيالة، والوزن، والرمي (¬2). وفيه من أسماء الآلات وضروب المأكولات والمشروبات والمنكوحات وجميع ما وقع ويقع في الكائنات ما يحقق معنى قوله: {ما فَرطَّنا في الكتابِ من شيء} (¬3) وأنه مع قلة الحجم متضمن للمعنى الجم، بحيث تقصر الألباب البشرية عن إحصائه والآلات الدنيوية عن استيفائه، كما نبّه عليه بقوله: {وَلَو أنَّما في الأَرض من شَجَرَةٍ أَقْلام والبَحُر يَمُدُّهُ من بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدت كَلِماتُ اللهِ} (¬4). وقال القاضي أبو بكر [بن العربي] (¬5): علوم القرآن خمسون علماً وأربعمائة علم، وسبعة آلاف علم، وسبعون ألف علم، عدد كلم القرآن مضروبة في أربعة إذ لكل كلمة ظهر، وبطن، وحد، ومقطع وهذا مطلق دون اعتبار تركيب وما بينهما من روابط، وهذا ما لا يحصى ولا يعلمه إلا الله (¬6). ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 2/ 274،275. (¬2) ينظر: الاتقان: 2/ 275،276، وفيه الآيات الدالة على هذه العلوم. (¬3) الأنعام / 38. (¬4) لقمان / 27. (¬5) زيادة يقتضيها السياق من الاتقان: 2/ 276. (¬6) الاتقان: 2/ 276،277.

وأم علوم القرآن ثلاثة: توحيد، وتذكير، وأحكام، ثم بسط (146/ ... ) في بيان هذه الثلاثة العلوم بسطاً حسناً، ذكره السيوطي في الاتقان (¬1). وبالجملة علوم الفرقان الكريم كثيرة يحتاج شرحها الى مجلدات ولم يستوعبهما أحد من الخلق إلا الله سبحانه وتعالى. فإن قلت كيف ختمت هذه المقالة التي وضعها في علوم أصول اللغة هذه الخاتمة التي اشتملت على ذكر اعجاز القرآن وعلومه؟. قلت: ختمتها بتلك لأن القرآن نزل من عند الله بلسان العرب، وقضى من الجامعية التي في لغتها منتهى الارب وهذا دليل على أن اللغة العربية أفضل اللغات وأوسعها وأجمعها وأكملها بلا ريب لا يساويها لُغى العجم عند علماء الأدب. هذا وأنا أتضرع الى الله جل جلاله وعم نواله كما منَّ باتمام هذا الكتاب أن يتم النعمة بقبوله، وأن يجعلنا في الآخرين من أتباع رسوله (صللم)، وأن لا يخيب سعينا، فهو الجواد الذي لا يخيب من أمله، ولا يخذل من انقطع عمن سواه وتبتل اليه وأمّ له. وقد فرغت من جمعه يوم الأحد لعشرةٍ بقينَ من رجب سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف الهجرية، على صاحبها ألف صلوة وتحية، في بلدة بهويال المحمية، دار الرياسة العلية صانها الله وأهليها عن كل نازلة وبلية بجاه محمد خير البرية، وصلى الله تعالى وسلم عليه وعلى آله وصحبه أولي الشيم الرضية. ¬

_ (¬1) المصدر نفسه: 2/ 277.

تحرير من العلامة الشيخ حسين بن محسن اليمني

تحرير من الإمام العلامة المحدث التكلامة عمدة الكرام ونخبة الليالي والأيّام عين الانسان وانسان العين مولانا (¬1) الشيخ حسين بن محسن اليمني كلأه الله عن كل مين وشين على هذه الرسالة الحمد لله الذي جعل ملابس العلم الشريف لا سيما علم اللغة للانسان أفضل زينة، وعَلَمَه البيان فكان فضله على سائر الحيوان حجة أنوارها مبينة، والصلاة والسلام ... (147/ ... ) على سيدنا محمد النبي الأمين أفصح من نطق بالضاد، وعلى آله الأطهار وأصحابه الراشدين الأمجاد. وبعد فقد تطفل الحقير الذليل بتسريح نظره القاصر الكليل في هذا المؤلف الفخيم الذي هو نتائج فكر مولانا الامام الكريم السيد السند والجناب المعتمد والأجاه أمير الملك: (نواب سيد محمد صديق حسن خان بهادر) عافاه الاله القادر، وتصفحت ما فيه فرأيته مؤلفاً، شافياً كافياً وافياً بالمراد فقد كشف لطف الله به قناع ما أبهم فيه، واختفى فصار واضحاً مبيناً، مكشوف الغطاء، وأوضح من أمره ما يزيل عن القلب العمى، وظل مصباحاً بعد أن كان مظلماً، ولقد استوعب فيه ما تفرق في غيره حتى صار الصيد كله في جوف الفرا، واحتوى على نفائس عزيزة، لم تبق للظامي شيئاً من الظمأ، فأشفى العليل وأروى الغليل وصار في حسن ترتيبه وتفصيله في ذكر جميل، كيف لا وقد صار مُولَفاً جامعاً لما تفرق في كتب اللغة بما أشتمل عليه من نكت وفوائد أبدتها قريحته فلله دره ما أبدعه حتى حسن أن يقال فيه قول القائل: جميع الكتب يدرك من قراها ... ملال أو فتور أو سآمة سوى هذا الكتاب فأن فيه ... معاني لا تمل الى القيامة ¬

_ (¬1) في ق حضرة.

وحق أن يقال فيه لأستجماعه الشروط الثمانية المطلوبة في كل تأليف، وإلاّ فهو ضرب من الهذيان وهي: معدوم قد اخترع، ومفرق قد جمع، وناقص قد كمل، ومجمل قد فصل، ومسهب قد هذب، ومخلط قد رتب، ومبهم قد بين، وخطأ قد عين. فلله در هذا المؤلِف اللبيب المبرز من أسرار اللغة العجب العجيب، كيف لا وهو ابن أمها وأبيها، وسلالة مدينة العلوم التي يسكن اليها السالك، ويأويها الذي لا يلحق له مبار بغبار، ولا يماريه ممار في مضمار، ولم يزل لسان حاله ينشد بفصيح قاله: وإني وإن كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل (¬1) البارع في سائر العلوم الجامع بين منطوقها، والمفهوم المستغني بكمال شهرته، وشهرة كماله عن تعديد مناقبه، ونشر أحواله وكم له من تآليف مفيدة (148/ ... ) ورسائل عديدة في كل فن من الفنون ما بين تفسير وحديث وغير ذلك أظهر فيها شموس البراهين واحتوت على جمل من الفوائد النفيسة للمستبصرين، فلقد أجاد فيها وأفاد وقرر ما نقله عن الجهابذة النقاد فعند ذلك أخرست براهينه ألسن المعترضين، وترقت نواصي حججه فظلت أعناقهم لها خاضعين، لا زالت فوائده في ترق وازدياد، وفضائله في العلوم لا تحصى بتعداد فلله دره من فطن نبيه لكن لا عجب فالشبل مثل أبيه: بأبِه اقْتَدَى عَدِيُّ (¬2) في الكَرمْ ... وَمَنْ يُشابِهْ أَبَهُ فَما ظَلَمْ (¬3) فإنه من البيت الذي لا ينكر فضله، ولا يجحد محله، ولقد جاء بما زآل به اللبس، وقر الناظر، وطابت به النفس، شكر الله سعيه في القيام بخدمة ذلك المقام، ورفع قدره ونصب رتبته على رؤوس الأعلام، تقبل الله منه ذلك، وسلك به فيما قصده أوضح المسالك، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله الأمين، وآله الطاهرين وأصحابه الراشدين وسلم تسليماً الى يوم الدين. ¬

_ (¬1) شروح سقط الزند: 2/ 252. (¬2) في الأصل علي والصواب ما أثبتناه. (¬3) أوضح المسالك لألفية ابن مالك بن هشام: 1/ 32.

خاتمة الطبع لمديره الكليل الطبع

خاتمة الطبع لمديره الكليل الطبع الحمد لله على الايمان حمداً بالغاً رضاء ربه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وصحبه وآله وحزبه. وبعد، فقد بلغ كتاب (البلغة) مبلغ الختام، وطلع بدر ختامه على التمام الذي هو من جمع السيد الامام ميزان الكلمة والكلام لسان البلغاء ويراع الفصحاء، تاج العترة المكلل وطراز المجد الرفيع الأول من باهت به بهويال على البلاد، وباهى أهله على العباد في ايصال المريد الى المراد، أعنى حضرة نواب والأجاه أمير الملك: سيد محمد صديق حسن خان بهادر أدام الله له العلم والتفاخر، وكان طبعه في عهد الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر رئيسة البلدة ووالية المملكة وقامعة الفساد والشر حامية حوزة الدين الأكبر التي عدلها قالع أصول النقم وذكرها تواريخ النعم (149/ ... ) حضرتنا: نواب شاهجهان بيكم بارك الله لها وفيها وعليها أنعم، وقد تم بتمامه شهر الربيع الآخر من شهور سنة أربع وتسعين ومائتين وألف من هجرة النبي الأكرم الفاخر (صلى الله عليه وعلى آله) ومن على منواله، تحت ادارة العبد القاصر البيان: محمد عبد المجيد خان ختم الله له بالغفران بتصحيح ذى المجد الأثيل والفضل النبيل نخبة السادة وعمدة القادة المولوي: ذو الفقار أحمد عافاه الله من شر كل حاسد إذا حسد. وشركه النظر الثاني من العارف بالمباني والمعاني الذكي اللوذعي والفطن الألمعي المولوي: محمد عبد الصمد الفشاوري، صانه الله عما شانه، وكتابة الناسخ الراسخ اليراع كبير الهمة عالي الباع عين الانسان وانسان العين المنشى: محمد أحمد حسين الصفي فوري، رقاه الله معارج الأمل المعنوي والصوري، وحين خَتَم كتب عليه الشيخ العلامة القاضي المحدث المفسر: حسين بن محسن الأنصاري اليماني الحديدي، عافاه الله تعالى عن كل بلاء قدرها الحق قبيل هذه الخاتمة، ثم انتدب لمدح الكتاب وجامعه باللسان الفارسي العذب فارس

مضمار الجدب والخصب الشاعر البالغ، والساحر النابغ عديم المثيل، وفقيد النظير الحافظ: خان محمد خان المتخلص بالشهير وأتبعه بتاريخ عام الطبع في رباعي مستنير، وعليه تمام هذا الكلام والسلام خير ختام قال الشهير حفظه القدير (150/ ... ). وقد انتهت المخطوطة بأبيات فارسية في مدحها وتاريخ طبعها.

المصادر والمراجع

المصادر والمراجع القرآن الكريم - آراء في العربية: لعامر رشيد السامرائي، ساعدت وزارة التربية على نشره، منشورات مكتبة النهضة - بغداد، مطبعة الارشاد، 1965م، د. ط. - أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم: لمحمد صدِّيق بن حسن القَنّوجي (ت1307هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان د. ت، د. ط. - الابدال: لأبي يوسف يعقوب بن السكيت (ت 244هـ) - تحـ: د. حسين محمد محمد شرف، مراجعة علي النجدي ناصف، مجمع اللغة العربية للمعجمات واحياء التراث، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، 1398هـ-1978، د. ط. - الابدال والمعاقبة والنظائر: لأبي القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي (ت 337هـ) - تحـ: عز الدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق، 1381هـ - 1962م. د. ط. - الابهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول الى علم الأصول للقاضي البيضاوي (ت 685هـ) تأليف: شيخ الاسلام علي بن عبد الكافي السبكي (ت 756هـ) وولده تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي (ت 771هـ) - دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الطبعة الأولى، 1404 هـ - 1984م. - اتحاف السادة المتقين بشرح أسرار احياء علوم الدين: لمحمد بن محمد الحسيني الزبيدي المشهور بمرتضى (ت 1205هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، د. ط، د. ت. - الاتقان في علوم القرآن: لأبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911 هـ)، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1407هـ-1987م.

- أدب الكاتب: لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) - تحـ: محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة السعادة بمصر، الطبعة الرابعة، 1382هـ-1963م. - الأدب المفرد: للامام الحافظ محمد اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي (ت 256هـ)، منشورات دار مكتبة الحياة بيروت - لبنان، 1980م، د. ط. - ارتشاف الضرب من لسان العرب: لمحمد بن يوسف بن علي بن يوسف الامام أبي حيان الأندلسي (ت 745هـ) - تحـ: د. مصطفى أحمد النمّاس، مطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر، توزيع مكتبة الخانجي بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1409هـ-1989م. - ارشاد الفحول الى تحقيق الحق من علم الأصول: لمحمد بن علي بن محمد الشوكاني (ت 1255هـ)، وبهامشه شرح الشيخ أحمد بن قاسم العبادي الشافعي على: شرح جلال الدين محمد بن أحمد المحلى الشافعي على الورقات في الأصول لامام الحرمين عبد الملك بن عبد الله الجويني الشافعي (ت 478 هـ)، دار الفكر، د. ط، د. ت. - أساس البلاغة: لجار الله محمود عمر الزمخشري (ت 538هـ)، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت، 1385هـ-1965م، د. ط، د. ت. - الاستدراك على سيبويه في كتاب الأبنية والزيادات على ما أورده فيه مُهذباً: لأبي بكر محمد بن الحسن الاشبيلي الزبيدي (ت 379هـ) - باعتناء المستشرق الايطالي اغناطيوس كويدي طُبع بروما سنة 1890 م، د. ط. - أسرار البلاغة في علم البيان: للامام عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني (ت471هـ) - تحـ: محمد رشيد رضا، دار المطبوعات العربية للطباعة والنشر والتوزيع، د. ط، د. ت. - اصلاح المنطق: لابن السكيت، تحـ: أحمد محمد شاكر، وعبد السلام محمد هارون، مطابع دار المعارف بمصر، ذخائر العرب الطبعة الثالثة، سنة 1970م. - الأضداد: لأبي سعيد عبد الملك بن قُرَيب الأصمعي (ت 223هـ) ضمن ثلاثة كتب في الأضداد للأصمعي، وللسجستاني، ولابن السكيت نشرها: د. اوغست هنفر، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان مطابع يوسف بيضون، د. ط، د. ت. - الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد: لجمال الدين بن مالك الأندلسي (ت 672هـ) _ تحـ: حسين تورال، وطه محسن، ساعدت وزارة التربية والتعليم على نشره، مطبعة النعمان، النجف الأشرف 1391هـ-1972م.

- اعجاز القرآن: للامام أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت 403هـ) - قدم له وشرحه وعلق عليه: محمد شريف سكر، دار احياء العلوم، بيروت، الطبعة الأولى، 1408هـ - 1988م. - الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين: لخير الدين الزركلي، الطبعة الثانية مزيدة ومحلاة، د. ت. - أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام: لعمر رضا كحالة المطبعة الهاشمية بدمشق، الطبعة الثانية، 1377هـ-1958م. - الأفعال: لمحمد بن عمر بن عبد العزيز بن ابراهيم المعروف بابن القوطية (ت367هـ) - تحـ: علي فودَه، اشراف السيد علي راتب، مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية، الطبعة الأولى، 1952م. - أمالي الزجاجي: لأبي القاسم عبد الرحمن بن اسحاق الزجاجي (ت 340هـ) - تحـ: عبد السلام هارون، مطبعة دار الجيل، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1407هـ-1987م. - انباه الرواة على أنباه النحاة: لجمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي (ت646هـ) - تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، دار الكتب المصرية، القاهرية الطبعة الأولى، 1369هـ-1950م. - الانصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين: لأبي البركات ... عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الأنباري (ت 577 هـ) - تحـ: محمد محيي الدين عبد الحميد، ناشره مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مطبعة حجازي بالقاهرة، مصر - القاهرة، الطبعة الثانية، 1953م. - الأوائل: لأبي هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري (ت بعد 395هـ)، الناشر دار الكتب اللبنانية، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1407هـ-1987م. - أوضح المسالك الى ألفية ابن مالك: لابن هشام الأنصاري المصري (ت 761هـ) - تحـ: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الندوة الجديدة، بيروت - لبنان، الطبعة السادسة، 1980 م. - الايضاح في علوم البلاغة: لمحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد جلال الدين القزويني (ت 739هـ) - تحـ: الشيخ بهيج غزاوي، دار احياء العلوم، بيروت - لبنان، 1408هـ-1988م، د. ط.

- ايضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لاسماعيل باشا البغدادي (ت 1339 هـ) تحـ: محمد شرف الدين يالتقايا، ورفعت بيلكه الكليسيّ، اعادت طبعه بالأوفست، المكتبة الاسلامية والجعفري تبريزي، بطهران - خيابان بوذر جمهري، الطبعة الثالثة، 1378هـ - 1947 م. - ايضاح الوقف والابتداء: لأبي بكر الأنباري، تحـ: محيي الدين رمضان، دمشق، 1390هـ - 1971م. - البحث اللغوي عند العرب مع دراسة لقضية التأثير والتأثر: د. احمد مختار عمر، كلية التربية - الجامعة الليبية، توزيع دار المعارف بمصر، مطابع سجل العرب، 1971م، د. ط. - البحر المحيط في أصول الفقه: لبدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي الشافعي (ت 794هـ) - تحـ: د. عمر سليمان الأشقر راجعه: د. عبد الستار أبو غدة، ومحمد سليمان الأشقر، وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الكويت، الطبعة الأولى، 1409هـ-1988م. - البداية والنهاية في التاريخ: للامام عماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (ت 774هـ)، طبع على نفقة مطبعة السعادة، والمطبعة السلفية، ومكتبة الخانجي، الطبعة الأولى 1351هـ- 1932م. - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: للسيوطي - تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، طبع بمطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الأولى، 1384هـ-1964م. - بيان اعجاز القرآن: لأبي سليمان حمد بن محمد ابراهيم الخطابي (ت 338هـ) ضمن ثلاث رسائل في اعجاز القرآن للرماني، والخطابي، وعبد القاهر الجرجاني، تحـ: محمد خلف الله، ومحمد زغلول سلام، دار المعارف بمصر، ذخائر العرب، د. ت، د. ط. - تاج العروس من جواهر القاموس: للسيد محمد مرتضى الزبيدي المطبعة الخيرية، مصر، سنة 1306هـ د. ط. - تصحيح التصحيف وتحرير التحريف: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت764هـ) - تحـ: السيد الشرقاوي، راجعه: د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي بالقاهرة، مطبعة المدني المؤسسة السعودية بمصر، الطبعة الأولى، 1407هـ-1987م. - تصحيفات المحدثين: لأبي هلال العسكري - طبعه وصححه: الأستاذ أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1408هـ-1988م.

- تفسير القرآن العظيم: للحافظ ابن كثير، مطبعة الاستقامة بالقاهرة، الطبعة الثالثة 1373هـ-1954م. - التنبيه على حُدُوث التصحيف: لحمزة بن حسن الأصفهاني (ت 360هـ) - تحـ: الشيخ محمد حسن آل ياسين، ساعد المجمع العلمي العراقي على نشره، مكتبة النهضة - بغداد، مطبعة المعارف - بغداد، الطبعة الأولى، 1387 هـ- 1967م. - تهذيب اصلاح المنطق: لأبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي (ت 502هـ) - تحـ: د. فوزي عبد العزيز مسعود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، مطبعة مركز تحقيق التراث، 1986م، د. ط. - تهذيب تاريخ دمشق الكبير: لأبي القاسم علي بن أبي محمد المعروف بابن عساكر (ت571هـ): هذبه ورتبه عبد القادر بدران (ت 1346هـ)، دار المسيرة، بيروت، الطبعة الثانية، 1399هـ - 1979م. - جامع البيان في تفسير القرآن: لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ)، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، اعيد طبعه بالأوفست، الطبعة الثانية، 1392هـ-1972م. - الجامع الصحيح وهو سُنن الترمذي: لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة (ت297هـ) - تحـ: أحمد محمد شاكر، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1408هـ-1987م. - جلاء العينين في محاكمة الأحمدين: لنعمان خير الدين الآلوسي البغدادي (ت1317هـ)، مطبعة المدني بالمؤسسة السعودية بمصر 1381هـ - 1961م، د. ط. - جمهرة الأمثال: لأبي هلال العسكري، تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، وعبد المجيد قطامش، دار الجيل، بيروت - لبنان الطبعة الثانية، 1408هـ-1988م. - جمهرة اللغة: لأبي بكر محمد بن الحسن بن دُرَيد (ت 321هـ) - تحـ: د. رمزي مُنير بعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان الطبعة الأولى، 1987م. - حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة: لمحمد صدّيق حسن خان بهادر، دار الرائد العربي، بيروت - لبنان، د. ط، د. ت. - حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر: للشيخ عبد الرزاق البيطار (ت 1335هـ) - تحـ: محمد بهجت البيطار (حفيده)، مطبوعات المجمع العلمي العربي، دمشق، 1382هـ-1963م د. ط. - الخصائص: لأبي الفتح عثمان بن جني (ت 392هـ) - تحـ: محمد علي النجار وآخرون، دار الهدى للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، د. ت.

- دراسات في فقه اللغة: د. صبحي الصالح، مطبعة جامعة دمشق، 1379هـ-1960م، د. ط. - درة الغوَّاص في أوهام الخواص: للقاسم بن علي الحريري (ت 516هـ) تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، دار الفكر العربي للطبع والنشر، القاهرة، رقم الايداع 5967، 1977م، د. ط. - ديوان ابن الرومي: شرح عبد الأمير علي مهنا، دار ومكتبة الهلال بيروت، الطبعة الأولى، 1991م. - ديوان الأدب: لأبي ابراهيم اسحاق بن ابراهيم الفارابي (ت 350هـ) تحـ: د. أحمد مختار عمر، مراجعة: د. ابراهيم أنيس، مجمع اللغة العربية المراقبة العامة للمعجمات، واحياء التراث، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1394هـ-1974م، د. ط. - ديوان الحماسة: لأبي تمام حبيب بن أوس الطائي (ت 231هـ) تحـ: د. عبد المنعم أحمد صالح، طباعة ونشر دار الشؤون الثقافية العامة، آفاق عربية، العراق - بغداد، 1987م، د. ط. - ديوان شعر ذي الرُّمَّة: لغيلان بن عُقبة العدوي، عُني بتصحيحه وتنقيحه: كارليل هنري هيس مكاتني، طبع على نفقة كلية كمبريج في مطبعة الكّلية، 1337هـ-1919م، د. ط - ديوان عدي بن الرقاع العاملي: جمع الامام أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب الشيباني (ت291هـ) تحـ: د. نوري حمودي القيسي، و د. حاتم صالح الضامن، الناشر: المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1407ـ-1987م، د. ط. - ذيل الأمالي والنوادر: لأبي علي اسماعيل القاسم القالي البغدادي (ت 356هـ)، دار الفكر، د. ط، د. ت. - ذيل فصيح ثعلب: لموفق الدين أبي محمد بن عبد اللطيف البغدادي (ت 629هـ)، ضمن فصيح ثعلب والشروح التي عليه جمع وتحقيق: الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي، مكتبة التوحيد بدرب الجماميز لصاحبها: علي خربوس، المطبعة النموذجية 6 سكة الشابوري بالحلمية الجديدة، 1368هـ - 1949. د. ط. - الرسالة: للامام محمد بن ادريس الشافعي المطلبي (ت 204هـ) تحـ: أحمد محمد شاكر، شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الأولى، 1358 - 1940م.

- الرفع والتكميل في الجرح والتعديل: للامام عبد الحي اللكنوي (ت 1304هـ) تحـ: عبد الفتاح أبو غدة، مكتبة المطبوعات الاسلامية حلب دار لبنان للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية 1388هـ-1968م. - الروضة الندية شرح الدرر البهية: لأبي الطيب صدِّيق بن حسن بن علي القنوجي تصحيح: أحمد محمد شاكر، أعادت المطبعة المنيرية طبعه، مصر د. ط، د. ت. - سر صناعة الاعراب: لابن جني، تحـ: لجنة من الأستاذ مصطفى السقا، ومحمد الزفزاف، وابراهيم مصطفى، وعبد الله أمين، وزارة المعارف العمومية ادارة احياء التراث القديم، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، الطبعة الأولى، 1374هـ -1954م. - سنن الدارمي: للامام أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام (ت255هـ)، دار احياء السُنة النبوية طبع دهمان محمد محمد، د. ط، د. ت. - السُنَن الكبرى: للامام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458هـ)، دار الفكر، د. ط، د. ت. - سير أعلام النبلاء: للامام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذّهبي (ت 748هـ) - ج23 تحـ: د. بشار عواد معروف، ومحيي هلال السرحان، طبع بمساعدة اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري في الجمهورية العراقية مطبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405هـ-1985م، د. ط. - شجر الدّرّ في تداخل الكلام بالمعاني المختلفة: لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي (ت 351هـ) تحـ: محمد عبد الجواد، ذخائر العرب، دار المعارف بمصر، 1957م، د. ط. - شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت1089هـ)، مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي، 1350هـ، د. ط. - شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: لعبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بهاء الدين بن عقيل الشافعي (ت 769هـ) - تحـ: محمد محيي الدين عبد الحميد، نشر وتوزيع دار التراث القاهرة، دار مصر للطباعة، الطبعة العشرون، 1400هـ-1980م. - شرح ديوان امرئ القيس: لأبي جعفر أحمد بن محمد بن اسماعيل النحاس (ت338هـ) - تحـ: د. عمر الفجاوي، وزارة الثقافة، عمان - الأردن، 2002، د. ط. - شرح ديوان المتنبي (الفِسِر): لابن جني، تحـ: د. صَفَاء خلوص، دار الشؤون الثقافية العامة، آفاق عربية، العراق - بغداد، 1988م، د. ط.

- شرح العلامة سعد الدين التفتازاني على التصريف العزي: لأبي الفضائل براهيم عبد الوهاب عماد الدين بن ابراهيم الزنجاني (كان حيا سنة 655 هـ) وبالهامش التصريف العزي المذكور، مطبعة التقدم العلمية بدرب الدليل، مصر المحمية، الطبعة الأولى، 1319هـ، د. ط. - شرح مقامات الحريري البصري: للامام أبي العباس أحمد بن عبد المؤمن القيسي الشريشي (ت620هـ) - أشرف على نشره وطبعه: محمد عبد المنعم خفاجي، الطبعة الأولى، 1372هـ-1952م. - شروح سقط الزند: لأبي زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن التبريزي (ت502هـ)، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي (ت 521هـ)، وأبي الفضل قاسم بن حسين بن محمد الخوارزمي (ت 617هـ) تحـ: مصطفى السقا، وعبد السلام هارون، وعبد الرحيم محمود، وابراهيم الابياري، وحامد عبد المجيد، باشراف طه حسين، الدار القومية للطباعة والنشر القاهرة، المكتبة العربية، الجمهورية العربية المتحدة، وزارة الثقافة والارشاد القومي، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب، 1365هـ-1946م، د. ط. - الشوارد في اللغة: لرضي الدين الحسن بن محمد الصغاني (ت650هـ) - تحـ: عدنان عبد الرحمن الدوري، المجمع العلمي العراقي، 1403هـ - 1983م، د. ط. - الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها: لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت395هـ) - تحـ: مصطفى الشويمي، المكتبة اللغوية العربية، ملتزم الطبع والنشر، مؤسسة أبدران، بيروت - لبنان، 1383هـ -1964م، د. ط. - الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية: لاسماعيل بن حماد الجوهري (ت 398هـ) - تحـ: أحمد عبد الغفور عطّار، دار العلم للملايين، الطبعة الرابعة، 1407هـ - 1987م. - صحيح البخاري: للامام البخاري، شرح وتحقيق: قاسم الشماعي الرفاعي، دار القلم، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1407 - 1987م. - طبقات فحول الشعراء: لمحمد بن سلام الجمحي (ت 231هـ) - قرأه وشرحه: أبو فهر محمود شاكر، مطبعة المدني، المؤسسة السعودية بمصر، رقم الايداع 1548، 1974م، د. ط - طبقات النحويين واللغويين، لأبي بكر الزبيدي، تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، دار المعارف بمصر، 1973م. د. ط.

- العباب الزاخر واللباب الفاخر للصغاني (حرف الفاء) - تحـ: محمد حسين آل ياسين دار الرشيد للنشر، منشورات وزارة الثقافة والاعلام - الجمهورية العراقية، سلسلة المعاجم والفهارس، دار الطليعة للطباعة والنشر - بيروت 1981م، د. ط. - العرب والهند في عصر الرسالة: للقاضي أطهر مباركفوري الهندي ترجمة: عبد العزيز عزت عبد الجليل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1973م، د. ط. - علم اللغة: لعلي عبد الواحد وافي، ملتزم الطبع والنشر لجنة البيان العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1369هـ-1950م. - العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده: لأبي علي الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي (ت456هـ) - تحـ: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الجيل للنشر والتوزيع والطباعة، بيروت - لبنان، الطبعة الرابعة، 1972م. - غاية الاحسان في خلق الانسان: للسيوطي، ضمن كتب خلق الانسان، تحـ: د. نهاد حسوبي صالح، وزارة الثقافة والاعلام، دار صدام للمخطوطات، مطبعة التعليم العالي بالموصل، رقم الايداع في المكتبة الوطنية ببغداد 370، 1989م. - غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224هـ) - تحت مراقبة: د. محمد عبد المعيد خان، طبع باعانة وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد، الدكن - الهند، الطبعة الأولى، 1387هـ - 1967م. - الغريبين غريبي القرآن والحديث: لأبي عبيد أحمد بن محمد بن محمد الهروي (ت401هـ) - تحـ: محمود محمد الطناحي، القاهرة، 1390هـ-1970م. - الفاخر: لأبي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم (ت 291هـ) - تحـ: عبد العليم الطحاوي، مراجعة: محمد علي النجار، دار احياء الكتب العربية، عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الاولى 1380هـ-1960م. - الفائق في غريب الحديث: للزمخشري - تحـ: علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل ابراهيم، عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الثانية، د. ت. - فتح الباري شرح صحيح البخاري: للامام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت852هـ) - تحـ: عبد العزيز بن باز، ومحمد فؤاد عبد الباقي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى:1410هـ - 1989 م.

- فقه اللغة واسرار العربية: لأبي منصور الثعالبي (ت 430هـ)، دار مكتبة الحياة، بيروت - لبنان، د. ط، د. ت. - الفهرست: لمحمد بن اسحاق بن النديم (ت 385هـ)، روائع التراث العربي، مكتبة خياط - بيروت - لبنان، 1964م د. ط. - القاموس المحيط: لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817هـ) نسخة مصورة عن الطبعة الثالثة، المطبعة الأميرية سنة (1320هـ) الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1400هـ - 1980م، و 1983م. - الكامل في اللغة والأدب: لأبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد (ت 285هـ) تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، والسيد شحاتة دار النهضة مصر للطبع والنشر. - الكتاب: لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر سيبويه (ت 180هـ) - تحـ: ... عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض، دار الجيل للطباعة، جمهورية مصر العربية، الطبعة الثانية، 1402هـ - 1982م. - كتاب الأمالي: لأبي القالي البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان. - كتاب العين: لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175هـ) ج1 من تحقيق: د. عبد الله درويش، ساعد المجمع العلمي على طبعه مطبعة العاني بغداد، 1967م، وج8 من تحقيق: د. مهدي المخزومي، و د. ابراهيم السامرائي، منشورات وزارة الاعلام، سلسلة المعاجم والفهارس، دار الحرية للطباعة - بغداد، 1985 م. - كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة (ت 1067هـ)، أعادت طبعه بالأوفست المكتبة الاسلامية والمكتبة الجعفرية بطهران، المطبعة الاسلامية بطهران، الطبعة الثالثة 1387 - 1967م. - كفاية المتحفظ وغاية المتلفظ في اللغة: لابن الأجدابي الطرابلسي (ت 470هـ) - تحـ: عبد الرزاق الهلالي، طباعة ونشر دار الشؤون الثقافية العامة - آفاق عربية، العراق - بغداد، الطبعة السابعة، 1986م. - كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: للعلامة علاء الدين المتقي بن حسام الدين البرهان فوري الهندي (ت 975هـ) - تحـ: الشيخ بكري حياني، والشيخ صفوة السقا، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، 1409هـ - 1989م. - لسان العرب المحيط: لابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الافريقي المصري (ت 711هـ)، اعداد وتصنيف: يوسف خياط، دار لسان العرب - بيروت. د. ط، د. ت.

- لغتنا والحياة: د. عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، معهد البحوث والدراسات العربية، جامعة الدول العربية مطبعة الجبلاوي، 1969م، د. ط. - اللغة العربية كائن حي: جرجي زيدان مطابع دار الهلال، د. ط، د. ت. - اللغة والمجتمع: د. علي عبد الواحد وافي دار نهضة مصر للطبع والنشر، الفجالة القاهرة، 1971م. - لمع الأدلة في أصول النحو: لأبي البركات عبد الرحمن كمال الدين بن محمد الأنباري (ت577هـ) ضمن رسالتان لابن الأنباري، تحـ: سعيد الأفعاني، مطبعة الجامعة السورية، دمشق 1377هـ-1957م، د. ط. - ليس في كلام العرب: لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت 370هـ) - تحـ: د. ديزيره سقال، دار الفكر العربي، المكتبة اللغوية بيروت - لبنان، 2000م، د. ط. - ما اختلفت ألفاظه واتفقت معانيه: للأصمعي، تحـ: مظفر سلطان طبع على نفقة وزارة المعارف السورية، المطبعة الهاشمية بدمشق، 1370هـ-1951م. د. ط. - المثنى: لأبي الطيب اللغوي، تحـ: عز الدين التنوخي، مطبوعات المجمع العلمي العربي، مطبعة الترقي، دمشق، 1380هـ - 1960م، د. ط. - مجالس ثعلب: لأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب (ت 291هـ)، تحـ: عبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، 1948م، د. ط. - مجالس العلماء: لأبي القاسم الزجاجي، تحـ: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، دار الرفاعي بالرياض، المدني المؤسسة السعودية بمصر، الطبعة الأولى، 1403هـ-1983م. - مجمع الأمثال: لأبي الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الميداني (ت 518هـ) - تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، دار الجيل، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1407هـ - 1987م. - المخصص: لأبي الحسن علي بن اسماعيل اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده (ت458هـ) - تحـ: لجنة احياء التراث العربي في دار الآفاق الجديدة، منشورات دار الآفاق الجديدة - بيروت، د. ط، د. ت. - مراتب النحويين: لأبي الطيب اللغوي، تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم مكتبة نهضة مصر ومطبعتها، الفجالة - القاهرة، د. ط، د. ت. - المزهر في علوم اللغة وأنواعها: للسيوطي، تحـ: محمد جاد المولى بك، ومحمد أبو الفضل ابراهيم، وعلي محمد البجاوي، المكتبة العصرية، صيدا - بيروت 1408هـ-1987م، د. ط.

- المسائل والأجوبة: لعبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي (ت 521هـ) ضمن رسائل في اللغة - تحـ: د. ابراهيم السامرائي، ساعدت جامعة بغداد على نشره، مطبعة الارشاد، بغداد، 1383هـ-1964م، د. ط. - المستدرك على الصحيحين: للامام الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري (ت 405هـ) دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، د, ط، د. ت. - المسلسل في غريب لغة العرب: لأبي الطاهر محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي (ت538هـ) - تحـ: محمد عبد الجواد، وابراهيم الدسوقي البسطي، الادارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والارشاد القومي، الاقليم الجنوبي، د. ط، د. ت. - المسند: للامام أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241هـ) شرحه ووضع فهارسه: أحمد محمد شاكر، دار المعارف، الطبعة الثانية، 1369هـ - 1960 م. - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي: لأحمد بن محمد بن علي المُقري الفيّومي (ت 770هـ) - تحـ: د. عبد العظيم الشناوي دار المعارف - كورنيش النيل، القاهرة، 1977م، د. ط. - المعارف: لابن قتيبة الدينوري، تحـ: محمد اسماعيل عبد الله الصَّاوي، طبع بنفقة السيد علي محمد عبد اللطيف صاحب المكتبة الحسينية المصرية، المطبعة الاسلامية، مصر - الأزهر، الطبعة الأولى 1353هـ- 1934م. - معاني القرآن: لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت 207هـ) - تحـ: أحمد يوسف نجاتي، ومحمد علي النجار، دار الكتب المصرية القاهرة، الطبعة الأولى، 1374هـ - 1955م. - معترك الأقران في اعجاز القرآن: للسيوطي، تحـ: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1408هـ - 1988م. - معجم الأدباء: لياقوت الحموي، مكتبة القراء والثقافة الأدبية دار مطبوعات المأمون، سلسلة الموسوعات العربية، راجعته وزارة المعارف العمومية، د. ط، د. ت. - معجم البلدان: لياقوت الحموي، دار صادر، بيروت 1376هـ - 1957م، د. ط. - معجم الشعراء: لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، تهذيب المستشرق: د. سالم الكرنكوي، مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي، د. ط، د. ت. - المعجم الكبير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360هـ) - تحـ: حمدي عبد المجيد السّلفي، مطبعة الزهراء الحديثة، العراق - الموصل، الطبعة الثانية، 1406هـ-1986م.

- معجم مجمل اللغة: لأحمد بن فارس، نحـ: زهير عبد المحسن سلطان، طبع بمساعدة اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر للهجرة في الجمهورية العراقية، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1406هـ-1986م. - معجم المطبوعات العربية والمعرّبة وهو شامل لأسماء الكتب المطبوعة في الأقطار الشرقية والغربية، جمعه ورتبه: يوسف اليان سركيس، الناشر: يوسف اليان سركيس وأولاده، مطبعة سركيس بمصر، 1346هـ - 1928 م. - المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: رتبه ونظمه لفيف من المستشرقين، نشره د. أ. ى ونسِنك، مكتبة بريل في مدينة ليدن، 1936م، د. ط. - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه محمد فؤاد عبد الباقي، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1364هـ-1944م. - معجم المؤلفين تراجم مُصَنفي الكتب العربية: لعمر رضا كحالة دار احياء التراث العربي، بيروت - لبنان، د. ط، د. ت. - المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم: لأبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي (ت 540هـ) - تحـ: أحمد محمد شاكر، مطبعة دار الكتب المصرية، القاهرة، الطبعة الأولى، 1361هـ. - معرفة علوم الحديث: للحاكم النيسابوري: تصحيح: السيد معظم حسين راكسن، منشورات دار الآفاق الجديدة - بيروت طبع على مطابع سرثي يرس، الطبعة الثالثة، 1979م. - مفتاح العلوم: لأبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي السكاكي (ت626هـ) - تحـ: أكرم عثمان يوسف، ساعدت جامعة بغداد بنشره، مطبعة دار الرسالة، الطبعة الأولى، د. ت. - المفردات في غريب القرآن في اللغة والأدب والتفسير وعلوم القرآن: لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني، مصححه: محمد الزهري الغمراوي، المطبعة الميمنية بمصر قرب الجامع الأزهر 1334هـ، د. ط. - مقدمة ابن خلدون المُسمى بكتاب المِبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر: للعلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المغربي (ت 808هـ)، دار العودة، بيروت، 1988م، د. ط. - مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث: لتقي الدين أبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح (ت 642هـ)، منشورات دار الحكمة، دمشق الحلبوني، مطابع أوفست كونوغرافيه، بيروت - لبنان، د. ط، د. ت.

- الملل والنحل: للامام أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (ت 548هـ) - تحـ: الأستاذ أحمد فهمي محمد، مكتبة الحسين التجارية، مطبعة حجازي بالقاهرة، الطبعة الأولى، 1368هـ-1948م. - المنجد في اللغة والأعلام: لويس معلوف، منشورات دار المشرق، بيروت - لبنان، 1986م، د. ط. - المنخول من تعليقات الأصول: للامام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي (ت505هـ) - تحـ: محمد حسن هيتو، ينشر لأول مرة عن ثلاث نسخ مخطوطة، دار الفكر دمشق، الطبعة الثانية، 1400هـ - 1980م. - المنصف: شرح الامام ابن جني لكتاب التصريف: للامام أبي عثمان المازني البصري، تحـ: ابراهيم مصطفى، وعبد الله أمين، ادارة احياء التراث القديم، ادارة الثقافة العامة، ملتزم الطبع والنشر، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الأولى 1373هـ -1954م. - المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم وأنسابهم: لأبي القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الثغوري الآمدي (ت 370هـ) - تحـ: المستشرق د. فريس كرنكو، عنيت بنشره مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي، د. ط، د. ت. - موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف: اعداد أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الفكر، عالم التراث للطباعة والنشر، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1981 م. - نزهة الألباء في طبقات الأدباء: لأبي البركات الأنباري، تحـ: محمد أبو الفضل ابراهيم، دار نهضة مصر، الفجالة - القاهرة، مطبعة المدني، د. ط، د. ت. - نظام الغريب: لعيسى بن ابراهيم الربعي (ت 480هـ) مطبعة هندية بالموسكي بمصر، الطبعة الأولى، د. ت. - النهاية في غريب الحديث والأثر: لأبي السعادات المبارك بن محمد بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606هـ) تحـ: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، دار احياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه، الطبعة الأولى، 1383هـ - 1963م. - النوادر: لمحمد بن زياد أبو مسحل الأعرابي (ت 231هـ) - تحـ: د. عزة حسن، مطبوعات مجمع اللغة العربية، دمشق، 1380هـ - 1961م.

- النوادر في اللغة: لأبي زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري (ت 215هـ) تحـ: سعيد الخوري الشرتوني اللبناني، المطبعة الكاثوليكية للأباء المرسلين اليسوعيين في بيروت، 1309هـ - 1894 م. - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين: لاسماعيل باشا البغدادي، طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة في مطبعتها البهية، استانبول، 1955 م، أعادت طبعه بالأوفست، مكتبة الاسلامية والجعفري تبريزي، بطهران خيابان بوذر جمهري، الطبعة الثالثة، 1387هـ- 1967 م. - الهند تاريخها وتقاليدها وجغرافيتها: لمحمد مرسي أبو الليل، الناشر مؤسسة سجل العرب، دار الاتحاد العربي للطباعة لصاحبها محمد عبد الرزاق، 1965م، د. ط. - الوافي بالوفيات: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (ت 764هـ)، باعتناء هلمون ريتر، دار النشر فرانز شتايز بقيسبادن، انتشارات جهان، تهران - ايران، الطبعة الثانية، 1381هـ-1961 م. - الوسائل الى معرفة الأوائل: للسيوطي، تحـ: عبد الرحمن الجوزو، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت - لبنان، طبعة جديدة منقحة ومذيلة بالحواشي، الطبعة الأولى، 1408هـ -1988 م. - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أُبَيّ بن خلكان (ت 681هـ) - تحـ: د. احسان عباس، دار صادر - بيروت 1397هـ - 1977م. - يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر: لأبي منصور عبد الملك الثعالبي النيسابوري (ت429هـ) - تحـ: مفيد محمد قميحة، الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، 1403هـ - 1983 م. المجلات: - مجلة ثقافة الهند (مقال) الى الأدب العربي، بقلم: د. زبيد أحمد يصدرها مجلس الهند للروابط الثقافية، حيدر آباد هاوس، دلهي الجديدة، طبعها خليل شرف الدين في مطبعة الهند - شارع محمد علي بمباي، مجلد 4، سنة 1953م. - مجلة كلية الآداب (بحث) أثر اللغة العربية في اللغة الاردوية، د. حسين علي محفوظ، مطبعة دار الجاحظ للطباعة والنشر - بغداد، مجلد 1، العدد 21، 1977م.

ملخص الرسالة باللغة الانكليزية

Abstract Al-Bulgha Access to the Principles of Linguistics By Mohammad Sidiq Hassan Khan Al-Hindi This thesis is an attempt to study the manuscript of Al-Buulgha Access , to the principles of linguistics by Mohammad Sidiq Hassan Khan Bahadir Al-Qanwli Al-Bukhari Al-Hindi King of the Indian Bahupal kingdom. who died in 1307 A.H - 1889 Ad - He was considered one of the scholars of the thirtien th of Hijra. What urged me to study and investigate linguistically this work was due to its rare existence in Philology as compared to the syntactic and morphological studies and its brevity as well. The procedure adopted by the researcher depends on an analytical and descriptive study of the Mohammad Khan's work. This study comprises two parts: The first part is concerned with the biography of Mohammad Sidiq Khan his name , his appellation , Surname , Scholars , his pupils , his family , his scientific background and ability , his characteristics and other scientists , opinion of him. I counted also his works which were ample and abundant. in translation and other fields of knowledge. I depended on his own writing on his biographies as he wrote them by himself. The second part , deals with his methodology of his work in the first chapter which contained the introduction of his bood , his methodology in his preface , and general description for the 1st chapter and what he argued and disagreed with the Scholar As -Sryuutti. His methodolog in dealt with in the second chapter which contains the basic references , the references which were not mentioned by the author himself , the new references , the importance of his book , the two copies of Al-Bulgha , the methodology of linguistic investigation and the conclusions.

His book contains a preface and an introduction which comprises the description of the language , it definition and its morphological structure , and who made the language etc. The first chapter contains subjects concerning the philology of language , and 50 principles of language , of which knowing what was orally transmitted and couldn't have been verified , knowing the classical the irregular , the transliterated into Arabic , the Islamic terms , the antonyms , the coinage and the proverbs , The second chapter deals with mentioning the linguistic references without any reference to the syntactic and the morphological , rehtoric and the prosodic reference , all these reference were alphabitcally arranged and the conclusion of the book regarding the miracle of the gracious Quran. The first copy of Al-Bulgha was Bahupal's copy which was stony (Hajari) publiched at the time of the Queen ... Shahij haan bikom (The author's wife) . I have got this copy from the library of ur , Izzaddin Al-Ghloam Al-Rifaai , which was adequate simalar to that of the exact manuscript. Where as the second copy was published in normal printing in Qastantina which I could get it from Al-Qaadiryya library by the assistance of the man who is in charge of the library. Finally I have contrasted the two copies without finding any discrepancy. Suhad Hamdan Ahmed Al-Samarrai The researcher

§1/1