البلدانيات للسخاوي

السخاوي، شمس الدين

الباب الأول جدة

الْبَاب الأَوَّل جدة وقدمت للضَّرُورَة وَهِيَ بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة ثُمَّ هَاء بليدَة بشاطئ الْبَحْر عَلَى مرحلَتَيْنِ من مَكَّة بَينهمَا أَرْبَعُونَ ميلًا وَهِيَ مرساتها وفرضتها بل ساحلها الْأَعْظَم ومِنْهَا يركب الْمُسَافِر فِي الْبَحْر إِلَى الْبِلَاد وَأول من جعلهَا ساحلًا عُثْمَان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَعْد استشارته النَّاس فِي ذَلِك لما سُئِلَ فِيهِ فِي سنة سِتّ وَعشْرين من الْهِجْرَة وَكَانَ سَاحل مَكَّة قبل ذَلِك الشعيبة ويروى فِي فَضلهَا - مِمَّا لَا يَصح - عَنِ ابْن عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - مَرْفُوعا يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان يكون أفضل الرِّبَاط رِبَاط جدة

وَعَن عَلِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - رَفعه أَيْضا أَرْبَعَة أَبْوَاب من أَبْوَاب الْجنَّة مفتحة فِي الدُّنْيَا أولهنَّ الْإسْكَنْدَريَّة وعسقلان وقزوين وعبادان وَفضل جدة عَلَى هَؤُلَاءِ كفضل بَيت اللَّه الْحَرَام عَلَى سَائِر الْبيُوت ذكرهمَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَعَن عَمْرو بْن شُعَيْب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جده رَفعه أَيْضا مَكَّةُ رِبَاطٌ وَجَدَّةُ جِهَادٌ أخرجه الفاكهي وَسَنَده ضَعِيف جدا وَهُوَ عِنْده عَنِ ابْن جريج من قَوْله وَقَالَ ابْن جريج عقبه إِنِّي لأرجو أَن يَكُون فضل المرابط بهَا عَلَى غَيرهَا كفضل مَكَّة عَلَى سَائِر الْبلدَانِ وَعِنْده أَيْضا من جِهَة ابْن جريج عَنْ عَطَاء قَالَ إِنَّمَا جدة خزانَة مَكَّة

وَإِنَّمَا يُؤْتِي بِهِ إِلَى مَكَّة وَلَا يخرج بِهِ مِنْهَا وَمن جِهَة ضوء بْن فجر قَالَ كنت جَالِسا مَعَ عباد بْن كثير فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فَقُلْتُ الْحَمد لِلَّهِ الَّذِي جعلنَا فِي أفضل الْمجَالِس وَأَشْرَفهَا قَالَ وَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ جدة الصَّلَاة فِيهَا سَبْعَة عشر ألف صَلَاة وَالدِّرْهَم فِيهَا مئة ألف وأعمالها بِقدر ذَلِكَ يغْفر للنَّاظِر فِيهَا مد بَصَره قُلْت رَحِمك اللَّه مِمَّا يَلِي الْبَحْر فَقَالَ مِمَّا يَلِي الْبَحْر وَمن جِهَة عُبَيْد اللَّهِ بْن سَعِيد بْن قنديل قَالَ جَاءَنَا فرقد السبخي بجدة فَقَالَ إِنِّي رجل أَقرَأ هَذِه الْكتب وَإِنِّي لأجد فِيمَا أنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ من كتبه جدة أَوْ جَدِيدَة يَكُون بهَا قَتْلَى وشهداء لَا شَهِيد يَوْمئِذٍ عَلَى ظهر الأَرْض أفضل مِنْهُم وَذكر ابْن جُبَيْر أَنه رأى بهَا أثر سور محدق بهَا وَأَنه كَانَ بهَا مَوضِع فِيهِ قبَّة مشيدة عتيقة يذكر أَنَّهَا منزل حَوَّاء أم الْبشر زوج آدم عَلَيْهِمَا السَّلام فَلَعَلَّهُ

الْمَكَان الَّذِي يُقَال لَهُ الْآن قبر حَوَّاء وَقَدْ قَالَ ابْن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَمَا عِنْدَ الفاكهي إِن قبرها بجدة وَمِمَّا ذكره ابْن جريج أَن بهَا مسجدين ينسبان لعمر بْن الْخَطَّاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُقَال لأَحَدهمَا مَسْجِد الأبنوس لساريتين فِيهِ من خشب الأبنوس وَهُوَ مَعْرُوف إِلَى الْآن وَأَمَّا الآخر فَيمكن أَن يَكُون هُوَ الْمَسْجِد الَّذِي تُقَام فِيهِ الْجُمُعَة بهَا وَهُوَ من عمَارَة المظفر صَاحب الْيمن فِيمَا قيل وَهِيَ من الْبِلَاد الَّتِي سمع بهَا الطَّبَرَانِي عَلَى بَعْض شُيُوخه وَأَبُو حَيَّان عَلَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الحراز الزبيدِيّ وَكَذَا شَيخنَا وإليها ينْسب جَمَاعَة مِنْهُم أَحْمَد بْن سَعِيد بْن فرقد وَجَابِر بْن مَرْزُوق أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ وَحَفْص بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ وَعبد الْملك بْن إِبْرَاهِيمَ وَعلي بْن مُحَمَّد الْقطَّان شيخ لأبي مُحَمَّد الْأَكْفَانِيِّ وَفِي الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - من ينتسب الجدي - بِفَتْح الْجِيم - لكَون بَعْض أجداده من اسْمه الْجد وَكَذَا فِي الألقاب الجدي بِضَم الْجِيم وَفتح الْمُهْملَة وتثقيل الْيَاء لسَعِيد بْن عَبدُوس الأندلسي بَل وَفِي الْأَسْمَاء عدَّة كَذَلِك وَالله الْمُوفق 1 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍ الْيَمَانِيُّ ثُمَّ الْمَكِّيُّ الشَّافِعِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَنْزِلِ الْخَوَاجَا جَمَالِ الدِّينِ الدَّقُوقِيُّ مِنْ بَنْدَرِ جَدَّةَ - حَرَسَهُ اللَّهُ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ - قُلْتُ لَهُ قَرَأْتُ عَلَى الإِمَامِ

الزَّيْنِيِّ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَرَاغِيِّ بِالرَّوْضَةِ الشَّرِيفَةِ مِنْ طِيبَةَ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ - فَأَقَرَّ بِهِ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا الْخَطِيبُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ قَالا حَدَّثَنَا الصَّدْرُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَيْدُومِيُّ قَالَ الأَوَّلُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ وَقَالَ شَيْخِي وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَضَرْتُهُ عَنْدَهُ قَالَ ثَنَا النَّجِيبُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَن بن عَليّ ابْن الْجَوْزِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ النَّيْسَابُورِيِّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا وَالِدِي أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ الْبَزَّازُ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكْمِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ قَالَ ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ سُفْيَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ هَذَا حَدِيث حَسَنٌ بَلْ صَحَّحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ

رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالْحُمَيْدِيُّ فِي مُسْنَدَيْهِمَا عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَالْبُخَارِيِّ فِي الأَدَبِ الْمُفْرَدِ وَغَيْرِهِ مِنْ تَصَانِيفِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ وَالْبَيْهَقِيِّ فِي السُّنَنِ وَغَيْرِهَا مِنْ تَصَانِيفِهِ عَنْ أَبِي طَاهِرِ بْنِ مَحْمَشٍ فَوَافَقْنَاهُمْ فِي شُيُوخِهِمْ بِعُلُوٍّ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُود فِي الأَدَبِ مِنْ سُنَنِهِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ومسدد وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْبر من جَامعه أتم من هَذَا عَنْ الْعَدَنِيِّ ثَلاثَتِهِمْ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَاليًا وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ إِنَّهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ

قُلْت وَهُوَ مِمَّا انْفَرد بِهِ ابْن عُيَيْنَة فَمن فَوْقه أَعنِي بِتَمَامِهِ وَإِلَّا فَقَدْ روى بعضه حبَان - بِكَسْر الْمُهْملَة ثُمَّ مُوَحدَة - ابْن زَيْد الشرعبي - بِالْمُعْجَمَةِ وَالْمُوَحَّدَة - وَيُقَال إِنَّه صَحَابِيّ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُول ارحموا ترحموا واغفروا يغْفر لكم أخرجه أَحْمَد وَعبد وَغَيرهمَا وَسَنَده جيد وَعَن ابْن عُيَيْنَة اشْتهر فَرَوَاهُ عَنْهُ جَمَاعَة انْفَرد بتسلسله من بَينهم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بشر بْن الحكم وَمن سلسله عَنْ أحد مِمَّن فَوْقَ سُفْيَان - فضلا عَنْ جَمِيعهم - فَهُوَ إِمَّا مُخطئ أَوْ كَذَّاب وَهُوَ من أصح المسلسلات إِسْنَادًا وَإِنَّمَا اقتصرت فِي الْكَلام عَلَيْهِ اكْتِفَاء بِمَا يسره اللَّه تَعَالَى فِي أول المتباينات مِمَّا لَا مزِيد عَلَيْهِ

وَالْعَادَة جَارِيَة فِي الِابْتِدَاء بِهِ قصدا لاستمرار التسلسل فِيهِ كَمَا أَنه اسْتحبَّ الِابْتِدَاء بحَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ لعظم موقعه وشرفه وأنشدكم مَا أنشدنيه شَيخنَا أَبُو الْحَسَنِ الْمَذْكُور لفظا من نظمه أَلا لَيْت شعري هَل أرى قبَّة بهَا حبيب لرب الْعَالمين رَسُول مُحَمَّد الْمُخْتَار من نسل هَاشم وَهل لي إِلَى تِلْكَ الديار وُصُول

البلد الثاني مكة

الْبَلَد الثَّانِي مَكَّة وَهِيَ بَلْدَة شريفة متسعة فضائلها متنوعة فِي بطن وَاد لعظم بركته يتسارع إِلَيْهِ الْعِبَاد محدق بهَا جبال هِيَ لَهَا كالسور العال وفيهَا بَيْت اللَّه الْحَرَام الَّذِي تحط بِهِ عَنْ قاصده الأوزار والآثام ويأمن من المخاوف دَاخله ولاترد مسَائِله ووسائله وَهُوَ قبْلَة الْمُسْلِمِينَ أَحيَاء وأمواتًا ونحلة الملبين جمعا وأشتاتًا وَقَدْ قَرَأت الْحَدِيث فِيهِ وَفِي الْحجر ومقام سيدنَا إِبْرَاهِيم الْوَجِيه وبمقام الْحَنَفِيَّة المكرم وعَلى شَفير زَمْزَم الْمُعظم وبسقاية سيدنَا الْعَبَّاس وعَلى جبل أَبِي قبيس بِدُونِ إلباس وبالمكان الْمَأْثُور لمولد الْمُصْطَفى وَغَيرهَا من الْأَمَاكِن الزَّائِدَة فخرًا وشرفًا يسر اللَّه إِلَى الْعود إِلَيْهَا سَبِيلا وَنشر عَلَى أَهلهَا ظلا ظليلًا 2 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الثَّقِة أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَدَنِيُّ الشَّهِيرُ بِالْمَرَاغِيُّ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ زَادَهَا اللَّهُ تَعَالَى شَرَفًا وَتَعْظِيمًا وَأَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاهِرِيُّ - إِذْنًا - كِلاهُمَا عَنِ الإِمَامِ الْحَافِظِ الْبَهَاءِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَلِيلٍ قَالَ الثَّانِي سَمَاعًا أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ بِيبَرْسُ الْعُدَيْمِيُّ بِقَرَاءَتِي أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الْكَاشْغَرِيُّ أَنا الشَّيْخَانِ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي ابْن الْبَطِيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ تَاجِ الْقُرَّاءِ قَالا أَنا

أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَانَيَاسِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ ثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ إِمْلاءً ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْرَقِيُّ هُوَ الإِمَامُ مُؤَرِّخُ أَخْبَارِ مَكَّةَ حَدَّثَنِي جَدِّي هُوَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَحَدُ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ وَأَوْصِيَاءُ الشَّافِعِيِّ ثَنَا سُفْيَانُ - هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَا بَنِي عَبْدِ مِنَافٍ إِنْ وُلِّيتُمْ مِنْ هَذَا الأَمْرِ شَيْئًا فَلا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ فَصَلَّى أَيَّ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أخرجه أَبُو دَاوُود فِي سُنَنِهِ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ وَالْفَضْلِ بْنِ يَعْقُوبَ وَالتِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَلِي بْنِ خَشْرَمٍ زَادَ التِّرْمِذِيُّ وَعَنْ أَبِي عَمَّارٍ الْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيْثٍ وَزَادَ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ وَعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلاءِ وَالنَّسَائِيُّ فِي سُنَنِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الزُّهْرِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ وَالدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ وَابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ عَنْ يَحْيَي بْنِ حَكِيمٍ

وَالطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مَعَانِي الآثَارِ لَهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى وَأَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ كُلُّهُمْ - وَهُمْ اثْنَا عَشَرَ - عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَاليًا وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ إِنَّهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَصَححهُ آخَرُونَ مِنْهُم الْحَاكِم وَقَالَ إِنَّه عَلَى شَرط مُسْلِم يَعْنِي دون الْبُخَارِي لِأَنَّهُ إِنَّمَا أخرج لأبي الزُّبَيْر مَقْرُونا نعم الظَّاهِر أَنه أَشَارَ إِلَى هَذَا الْحَدِيث بقوله بَاب الطّواف بَعْد الصُّبْح وَالْعصر وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَد والشَّافِعِي والْحميدِي وَابْن منيع عَنِ ابْن عُيَيْنَة عَلَى الْمُوَافقَة وَكَذَا رَوَاهُ الْحَسَن بْن عَرَفَة وَهَارُون بْن مَعْرُوف وَغَيرهمَا عَنْ ابْن

عُيَيْنَة بَل رَوَاهُ ابْن جريج وَعَمْرو بْن الْحَارِث كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْر وَوَقع فِي حَدِيث غَيْر وَاحِد تَصْرِيح أَبِي الزُّبَيْر بِسَمَاعِهِ لَهُ من عَبْد اللَّهِ بْن بابيه فأمن تدليسه مَعَ أَنه لَمْ ينْفَرد بِهِ بَل تَابعه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيح عَنِ ابْن بابيه لَكِن رَوَاهُ أَبُو العطوف الْجراح بْن منهال - وَهُوَ ضَعِيف - عَنْ أَبِي الزُّبَيْر فَقَالَ عَنْ نَافِع بْن جُبَير بن مطعم بدل ابْن بابيه وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح وَعِكْرِمَة بْن خَالِد وَعَمْرو بْن دِينَار ثَلَاثَتهمْ عَنْ نَافِع ثُمَّ إِن الْجُمْهُور عَنْ أَبِي الزُّبَيْر كَمَا تقدم وَرَوَاهُ أَبُو بَكْر بْن عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب

- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - عَنْهُ بِدُونِ وَاسِطَة بَينه وَبَين جُبَيْر وَرَوَاهُ معقل بْن عُبَيْد اللَّهِ وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الزُّبَيْر فجعلاه من حَدِيثه عَنْ جَابِر وَقيل عَنْ أَيُّوب مُرْسلا وَرَوَاهُ ثُمَامَة بْن عُبَيْدَة - وَهُوَ ضَعِيف - عَنْ أَبِي الزُّبَيْر فَجعله عَنْ عَلِي بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس عَنْ أَبِيهِ وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن مجمع - وَهُوَ ضَعِيف أَيْضا - عَنْ أَبِي

الزُّبَيْر فَجعله عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سابط عَنْ جدته عَنِ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَالأَوَّل أصح وَبِالسَّنَدِ الْمَذْكُور إِلَى أَبِي إِسْحَاق الْهَاشِمِي ثَنَا أَبُو سَعِيد الْأَشَج ثَنَا ابْن الْأَجْلَح هُوَ عَبْد اللَّهِ عَنْ مُجَاهِد قَالَ طلبنا هَذَا الْعلم وَمَا لنا فِيهِ كَبِير نِيَّة ثُمَّ رزق اللَّه تَعَالَى النِّيَّة بَعْد

البلد الثالث المدينة

الْبَلَد الثَّالِث الْمَدِينَة وَهِيَ الَّتِي إِلَيْهَا هَاجر الرَّسُول وَبهَا قَبره الشريف الْمُشْتَمل عَلَى كُل خير مَنْقُول وَالثَّابِت فِي شرِيف السّنة أَن مَا بَينه وَبَين منبره رَوْضَة من رياض الْجَنَّة وَفِي تربَتهَا وحيطانها وهوائها من الرَّائِحَة الطّيبَة مَا لَا يتناهى وَلذَا كَانَ طابة وطيبة والمطيبة من أسمائها ليطابق ذَلِكَ مسماها وَهِيَ محروسة عَنِ الْأَعْوَر الدَّجَّال ومأنوسة على ممر الْأَيَّام والليال من أحدث فِيهَا حَدثا أَوْ

آوى بهَا مُحدثا فَهُوَ مَلْعُون مُسْتَحقّ للشديد من الْعَذَاب الْهون وبمزيد الْبركَة فِيهَا دَعَا الشَّارِع وشوهد بهَا مِنْهَا مَا تقر بِهِ الْعُيُون وتلذ بِذكرِهِ المسامع وَقَدْ قَرَأت الْحَدِيث هُنَاكَ تجاه الْحُجْرَة المعظمة وتشرفت بِذَاكَ أَيْضا فِي عدَّة من أماكنها المحترمة حقق اللَّه لنا إِلَيْهَا الرُّجُوع ووفق لسلوك تِلْكَ الْمعَاهد والربوع 3 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الْبَدْرُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْيَعْمُرِيُّ الْمَغْرِبِيُّ الْمَدَنِيُّ قَاضِيهَا الْمَالِكِيُّ وَيُعْرَفُ كَأَسْلافِهِ بِابْنِ فَرْحُونٍ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ تِجَاهَ الْحُجْرَةِ الشَّرِيفَةِ عَلَى سَاكِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ قُلْتُ أَخْبَرَكَ الْمُسْنِدُ أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَدَنِيُّ السَّقَّاءُ سَمَاعًا فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ أَخْبَرَتْنَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْعِزِّ إِبْرَاهِيمِ بْنِ أَبِي عُمَرَ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيلٍ الأَدَمِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ اللَّخْمِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوَازِينِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْمَعَالِي بْنُ الذَّهَبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ أَنا أَبُو هُرَيْرَة ابْن الْحَافِظِ الذَّهَبِيُّ الدِّمَشْقِي بِهَا أَنا الْبَهَاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيُّ أَنا عَمُّ أَبِي الْعِزِّ النَّسَّابَةَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ تَاجِ الأُمَنَاءِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيِّ أَنا عَمُّ أَبِي الْحَافِظِ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيِّ إِذْنًا وَأَبُو طَالِبٍ

الْخَضْرُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ سَمَاعًا قَالا أَنا الشَّرِيفُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُسَيْنِيُّ خَطِيبُ دِمَشْقَ قَالا أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُلْوَانَ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍ أُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ أَبِي حَفْصِ بْنِ جَمَاعَةَ بِقَرَاءَتِي وَالْعَلاءُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَعْلِيُّ إِذْنًا كِلاهُمَا عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ الْمَرَاغِيِّ قَالَ الثَّانِي سَمَاعًا أَنا الْفَخْرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زَيْدٍ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ وَأُمِّ هَانِئٍ عَفِيفَةَ ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ الأَوَّلُ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَاذَشَاهِ وَقَالَ الآخَرَانِ أَخْبَرَتْنَا أُمُّ إِبْرَاهِيمَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْزَدَانِيَّةُ قَالَتْ أَنا أَبُوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ قَالا أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالا أَنا أَبُو مِسْهَرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مِسْهَرٍ الْغَسَّانِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم} قَالَ إِنَّكُم ستجندون أَجْنَادًا فَجُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ فَقَالَ الْحَوَالِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} عَلَيْكَ بِالشَّامِ زَادَ الْهَاشِمِيُّ فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ

فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ فَكَانَ أَبُو إِدْرِيسَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْتَفَتَ إِلَى ابْنِ عَامِرٍ فَقَالَ مَنْ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِهِ فَلا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ مُسَلْسَلٌ مِنْ طَرِيقِنَا الثَّانِي بِالدِّمَشْقِيِّينَ فِي جَمِيعِ رِجَالِهِ وََقَدْ دَخَلْتُهَا وَكَذَا نَزَلَهَا ابْنُ حَوَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ وَهُوَ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ وَالْحَاكِمِ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَقَالَ صَحِيحُ الإِسْنَادِ مِنْ حَدِيثِ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَكِنَّهُمَا قَالا عَنْ مَكْحُولٍ بَدَلَ رَبِيعَةَ وَهَكَذَا رَوَاهُ عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَنْ سَعِيدٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُمَا فَقَدْ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْهُمَا

مَعًا لَكِنْ بِدُونِ أَبِي إِدْرِيسَ نَبَّهَ عَلَيْهَا الْمِزِّيُّ فِي أَطْرَافِهِ وَهُوَ مُنْقَطِعٌ فَرَبِيعَةُ لَمْ يُدْرِكْ ابْنَ حَوَالَةَ وَمَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَقَدْ روينَاهُ فِي فَضَائِل الشَّام لأبي مُحَمَّد الربعِي من طَرِيق الْوَلِيد بْن مُسْلِم بِإِثْبَات أَبِي إِدْرِيس فَكَأَنَّهُ سَهْو فَقَدْ روى أَحْمَد طَرِيق مَكْحُول خَاصَّة من طَرِيق مُحَمَّد بْن رَاشد عَنْهُ بِدُونِهِ وَمِمَّنْ روى هَذَا الْحَدِيث عَنِ ابْن حِوَالَة سلمَان أَوْ سُلَيْمَان بْن سمير ومرثد أَبُو قتيلة وَكِلَاهُمَا عِنْدَ أَحْمَد فِي مُسْنده والطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَثَانِيهمَا عِنْدَ أَبِي دَاوُود فِي سنَنه وَالْبَغوِيّ وَابْن شاهين فِي مُعْجم الصَّحَابَة لَهما وَكَذَا رَوَاهُ بسر بْن عُبَيْد اللَّهِ الْحَضْرَمِيّ وَصَالح بن رستم كِلَاهُمَا عَنِ ابْن حِوَالَة بِنَحْوِهِ

وَرَوَاهُ جُبَيْر بْن نفير والْحَارث بْن الْحَارِث الْحِمصِي وَعبد اللَّه بْن عَبْد الثمالِي وَكثير بْن مرّة وَآخَرُونَ أَن ابْن حِوَالَة قَالَ فَذكر نَحوه وَلَفظ رِوَايَة أَبِي قتيلة عَلَيْك بِالشَّام فَإِنَّهُ خيرة اللَّه من أرضه يجتبي إِلَيْهَا خيرته من عباده فَإِن أَبَيْتُم فَعَلَيْكُم بيمنكم واسقوا من غدركم فَإِن اللَّه قَدْ توكل لي بِالشَّام وَأَهله وَلَهُ شَاهد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء وواثلة بْن الْأَسْقَع وَابْن عُمَر وَغَيرهم من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم وَبِالسَّنَدِ الأَوَّل إِلَى أَبِي بَكْر الْهَاشِمِي ثَنَا أَبُو مسْهر ثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز لَعَلَّه عَنْ ربيعَة بْن يَزِيد قَالَ قَالَ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ رَحمَه اللَّه الْمَسَاجِد مجَالِس الْكِرَام

البلد الرابع بيت المقدس

الْبَلَد الرَّابِع بَيْت الْمُقَدّس واسْمه أَيْضا إيليا وَهُوَ بلد فضائله لَا تستقصى وشمائل بهجتها زَائِدَة بمسجده الشريف الْأَقْصَى ثَالِث الْحَرَمَيْنِ وَثَانِي المسجدين وَأول الْقبْلَتَيْنِ ذِي الصَّخْرَة المعظمة والقبة النضرة المحترمة لَا تشد الرّحال بَعْد المسجدين إِلَّا إِلَيْهِ وَلَا تعقد الخناصر بَعْد الموطنين إِلَّا عَلَيْهِ وَبِهِ صلى

الرَّسُول بالأنبياء - عَلَيْهِم السَّلام - لَيْلَة الْإِسْرَاء وعرج بِهِ مِنْهُ إِلَى السَّمَاء بِدُونِ شكّ وامتراء الصَّلَاة فِيهِ مَعَ الْإِخْلَاص وَعدم الِاشْتِبَاه تفضل عَلَيْهَا فِي غَيْر المسجدين بِخمْس مئة أَو بِأَلف صَلَاة ولشرفه سَأَلَ الكليم مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلام - عِنْدَ وَفَاته ربه الدنو مِنْهُ ليفوز بِتِلْكَ الْقرْبَة بَل استوطنه وورده خلق من الْأَنْبِيَاء وَالصَّحَابَة والأعيان جديرون بإفرادهم فِي ديوَان وَكنت مِمَّن تشرف بسلوكه وتعرف بِالْأَخْذِ عَنْ أجلاء السَّنَد فِيهِ وملوكه تفضل اللَّه الْكَرِيم بِالْعودِ إِلَيْهِ وتطول بِمَا الْمعول فِي تَحْقِيقه عَلَيْهِ 4 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخَانِ الإِمَامُ التَّقِيُّ أَبُو بَكْرٍ وَأَسْمَاءُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْقَلْقَشَنْدِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ قُلْت لَهُمَا أَخْبَرَكُمَا الشِّهَابُ أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي سَعِيدٍ الْعَلائِيُّ سَمَاعًا لِلْمَرْأَةِ وَإِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا لِلآخَرِ قَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَافِظِ عَبْدُ الْغَنِي وَالْعِمَادُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الرَّضِيُّ وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي التَّائِبِ الأَنْصَارِيُّ وَحَبِيبَةُ ابْنَةِ الزّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَزَيْنَبُ ابْنَةُ الْكَمَالِ وَعَائِشَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسْلِمِ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسِى الذَّهَبِيُّ سَمَاعًا قَالُوا أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ زَادَ الثَّالِثُ وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَكِّيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ بْنِ مَكِّيِّ بْنِ عَلانَ قَالَ أَوَّلُهُمَا أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْخَرَقِيُّ وَقَالَ ثَانِيهُمَا أَنا الْفَضْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَانَيَاسِيُّ قَالا أَنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَازِنِيُّ أَنا الْفَضْلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُؤَذِّنُ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَرَجِ أَنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مسْهر ثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ مَيْمُونَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - مَوْلاةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ قَالَت كَيْفَ وَالرُّومُ إِذْ ذَاكَ فِيهِ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا فَابْعَثُوا بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِي قَنَادِيلِهِ هَذَا حَدِيثٌ حسن

أخرجه أَبُو دَاوُود فِي الصَّلاةِ مِنْ سُنَنِهِ عَنِ النُّفَيْلِيِّ عَنْ مِسْكِينِ بْنِ بُكَيْرٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ كِلاهُمَا عَنْ سَعِيدٍ بِهِ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَسَكَتَ عَلَيْهِ أَبُو دَاوُدَ فَهُوَ عَلَى قَاعِدَتِهِ صَالِحٌ وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ سَعِيدٌ فَقَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ زِيَادٍ أخرجه الطَّبَرَانِي فِي المعجم الْكَبِير وَعنهُ أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة بِلَفْظ قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا عَنْ بَيْت الْمُقَدّس فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أَرض الْمَحْشَر والمنشر ائتوه فصلوا فِيهِ فَإِن الصَّلَاة فِيهِ كألف صَلَاة قَالَ فَقُلْتُ أَرَأَيْت يَا رَسُولَ اللَّهِ من لَمْ يطق أَن يتَحَمَّل إِلَيْهِ أَن يَأْتِيهِ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَإِنْ لَمْ يطق ذَلِكَ فليهد إِلَيْهِ زيتا يسرج فِيهِ فَمن أهدي إِلَيْهِ كَانَ كمن صلى فِيهِ وَكَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث سَعِيد وَعُثْمَان بْن عَطَاء الْخُرَاسَانِي كِلَاهُمَا عَنْ زِيَاد وَلَفظه أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ من لَمْ يَأْتِ بَيت

الْمُقَدّس يُصَلِّي فِيهِ فليبعث بِزَيْت يسرج فِيهِ ووصفت مَيْمُونَة فِي هَذِه الرِّوَايَة بِأَنَّهَا زوج النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَهُوَ وهم فَهَؤُلَاءِ جَمَاعَة متفقون عَلَى أَنه عَنْ زِيَاد عَنْ مَيْمُونَة بِلَا وَاسِطَة لَكِن رَوَاهُ ثَوْر بْن يَزِيد وَصدقَة بْن يَزِيد وَيزِيد بْن يَزِيد بْن جَابِر كلهم عَنْ زِيَاد بِإِثْبَات عُثْمَان أخي زِيَاد بَينهمَا فحَدِيث صَدَقَة عِنْدَ الطَّبَرَانِي فِي الْكَبِير وحَدِيث ثَوْر عِنْده أَيْضا وَكَذَا عِنْدَ أَحْمَد فِي مُسْنده وَابْنه عَبْد اللَّهِ فِي زوائده وَابْن ماجة فِي سنَنه كلهم من حَدِيث عِيسَى بْن يُونُس عَنْهُ وَرَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحصين عَنْ يحيي بْن الْعَلَاء عَنْ ثَوْر فَجعل الْوَاسِطَة أَبَا أُمَامَة وَنسب مَيْمُونَة ابْنة الْحَارِث وَأَنَّهَا زوج النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَكِن عَمْرو وَشَيْخه ضعيفان جدا وَهَذَا الْإِسْنَاد خطأ من أَحدهمَا وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ ثَوْرٍ فَقَالَ عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ

مَيْمُونَةَ سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} عَنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} نِعْمَ الْمَسْكَنُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَمَنْ صَلَّى فِيهِ صَلاةً كَانَتْ بِأَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ قَالَتْ فَمَنْ لَمْ يُطِقْ ذَلِكَ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَلْيُهْدِ زَيْتًا وَهَذَا مُرْسَلٌ فَظَاهره شُهُود مَكْحُول سُؤال مَيْمُونَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وعَلى تَقْدِير رِوَايَته لَهُ عَنْهَا فَهُوَ لَمْ يسمع مِنْهَا وَالَّذِي قبله أصح وَزِيَاد وثقة ابْن حبَان ومروان بْن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي وَكَذَا وثقا أَخَاهُ عُثْمَان وَهُوَ مَشْهُور بالرواية عَنِ الصَّحَابَة وَبَاقِي رِجَاله أَيْضا ثِقَات وَلذَا قَالَ النَّوَوِيّ فِي شرح الْمُهَذّب عَنْ سَنَد ابْن ماجة إِنَّه لَا بَأْس بِهِ بَل قَالَ العلائي إِنَّه حَدِيث حسن أَوْ صَحِيح إِن شَاءَ اللَّه قَالَ وَهُوَ أقوى مَا ورد فِي مِقْدَار المضاعفة فِي الصَّلَاة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَحِينَئِذٍ فَقَوْل الْحَافِظ عَبْد الْحق إِنَّه لَيْسَ بِقَوي وَكَذَا قَوْل الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه إِنَّه مُنكر جدا فِيهِ نظر ومقالة

أَولهمَا أخف وَكَأن ثَانِيهمَا استنكره من جِهَة تضمنه إهداء الزَّيْت من الْحجاز إِلَى الشَّام وَهَذَا لَا يصير الْخَبَر مُنْكرا خُصُوصا وَلَا يمْتَنع حمله عَلَى إرْسَال ثمن لشراء ذَلِكَ أَخْبَرَنِي الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ عَنْ أم مُحَمَّد حفيدة الْفَخر أَنبأَنَا جدي الْفَخر ابْن الْبُخَارِي حُضُورًا وَإِجَازَةً أَنا أَبُو البركات بْن ملاعب أَنا الشريف أَبُو جَعْفَر العباسي الْمَكِّي أَنا أَبُو عَلِي الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الشَّافِعِي أَنا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن فراس العبقسي أَنا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن قُتَيْبَة الْعَسْقَلَانِي ثَنَا دهثم بْن الْفَضْل بْن خلف الرَّمْلِيّ قَالَ سَمِعت ضَمرَة بْن ربيعَة يَقُول مَا رَأَيْت لَذَّة الْعَيْش إِلَّا فِي خَصْلَتَيْنِ أكل الموز بالعسل فِي ظلّ صَخْرَة بَيْت الْمُقَدّس وحَدِيث إِبْرَاهِيم بْن أَبِي عبلة فَلم أر أفْصح مِنْهُ

البلد الخامس بلد الخليل

الْبَلَد الْخَامِس بلد الْخَلِيل وَيُقَال لَهُ بلد حبرون بِفَتْح الْمُهْملَة ثُمَّ مُوَحدَة سَاكِنة ثُمَّ رَاء مُهْملَة وَآخره نون وَهُوَ فِي وهدة بَيْنَ جبال كثيفة الْأَشْجَار بِيَقِين أغلب فواكهها الزَّيْتُون والخرنوب والتين وَبَينه وَبَين الْقُدس بِدُونِ إِشْكَال سِتَّة أَمْيَال وَإِنَّمَا أضيف للخليل أَبِي الْأَنْبِيَاء الْكِرَام لشرفه بِكَوْنِهِ محلا لدفنه مَعَ وَلَده إِسْحَاق وحفيده يَعْقُوب عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَكَذَا لدفن زَوجته الصديقة سارة أم إِسْحَاق المتوفية قبله بِاتِّفَاق بَل كُل ذَلِكَ مِمَّا تَلقاهُ الجيل بَعْد الجيل من زمن بَنِي إِسْرَائِيل وَإِلَى هَذَا الْوَقْت بِدُونِ تَبْدِيل وَأَنَّهُمْ فِي المربعة الَّتِي بناها السَّيِّد سُلَيْمَان وَهِيَ المغارة الَّتِي اشْتَرَاهَا الْخَلِيل من قَرْيَة حبرون بِأَرْض كنعان وَهُوَ مَحل شرِيف مفضل منيف خُصُوصا تِلْكَ المربعة المتضمنة للقبور الشَّرِيفَة الْأَرْبَعَة عَلَى وَجه الْإِجْمَال لَا التَّعْيِين المزيل للاحتمال وَلذَا كَانَ الْمُتَعَيّن فِي جَمِيعهَا الإجلال وصون كُل مَوضِع مِنْهَا عَنْ أَن تدوسه النِّسَاء وَالرِّجَال وَقَدْ قَرَأت الْحَدِيث بِتِلْكَ الْبقْعَة راجيا بركَة ذَلِكَ ونفعه وَشهِدت ذَاك السماط المأنوس ووددت التفضل من الرب سُبْحَانَهُ بِإِدْرَاك الِاغْتِبَاط بِالْعودِ لِهَذَا الْمحل المحروس

5 - أَخْبَرَنِي الْمُقْرِئُ الْخَيْرِ صَلاحُ الدِّينِ خَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى بن الْعَلامَة صَلَاح الدَّين القيمري الْكُرْدِيِّ الْخَلِيلِيِّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَسْجِدِهَا الشَّرِيفِ قَالَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ السَّكَنْدَرِيُّ بِالْقَاهِرَةِ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِي الزَّرْزَارِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ التَّقِيُّ الإِسْعَرْدِيُّ حُضُورًا عَلَيْهِمَا وِإِجَازَةً (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التِّرْمِذِيُّ فِيمَا أَجَازَ بِهِ إِلَيْنَا مِنَ الْبَلَدِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ عَنِ الصَّدْرِ أَبِي الْفَتْحِ الْمَيْدُومِيُّ حُضُورًا وَإِجَازَةً قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا النَّجِيبُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الصَّيْقَلِ الْحَرَّانِيُّ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنِ كُلَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَيَانٍ الرَّزَّازُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَخْلَدٍ الْبَزَّارُ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ ثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ياأيها الَّذين ءامنوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الْأَحْزَاب 56 قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْنَا السَّلامَ عَلَيْكَ فَكَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وعَلى آل إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

قَالَ يَزِيد وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ يَقُول وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَمِنْ طَرِيقِهِ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَالْحُمَيْدِيُّ وَالْعَدَنِيُّ فِي مُسْنَدَيْهِمَا عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ كِلاهُمَا عَنْ يَزِيدَ وَالْقَاضِي إِسْمَاعِيل فِي الصَّلَاة النَّبَوِيَّة لَهُ عَنْ مُسَدّد وَأَبُو بكر بن عَاصِم فِي الصَّلَاة النَّبَوِيَّة لَهُ أَيْضا عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شيبَة كِلَاهُمَا عَنْ هُشَيْم فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَاليًا وَمن طَرِيق مُحَمَّد بْن فُضَيْل رَوَاهُ الْمحَامِلِي فِي الْجُزْء الثَّامِن من أَمَالِيهِ البغدادية وَمن طَرِيق ابْن عُيَيْنَة رَوَاهُ الخلعي فِي الثَّانِي من فَوَائده وَمن طَرِيق مُسَدّد وَابْن أَبِي شيبَة رَوَاهُ الطَّبَرَانِي أَيْضا

وَمن طَرِيق ثَانِيهمَا فَقَط ابْن بشكوال وَهَكَذَا أخرجه إسماعل الْقَاضِي من طَرِيق أَبِي الْأَحْوَص وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والمحاملي فِي الْجُزْء الْمشَار إِلَيْهِ من حَدِيث جرير كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيد وَفِي حَدِيث كُل مِنْهُم إِلَّا الْحميدِي قَوْل عَبْد الرَّحْمَنِ وَعَلَيْنَا مَعَهم وَلَكِن أبهم الْمحَامِلِي فِي رِوَايَته قَائِل ذَلِكَ فَالَّذِي فِيهَا بَعْد فرَاغ الْحَدِيث قَالَ وَنحن نقُول وَعَلَيْنَا مَعَهم بإضمار الْقَائِل وَزَاد أَحْمَد فِي رِوَايَته عَنْ يَزِيد أَنه قَالَ فَلَا أَدْرِي أَشَيْء زَاده عَبْد الرَّحْمَنِ من قبل نَفْسه أَوْ رَوَاهُ كَعْب وَمِمَّنْ روى هَذَا الْحَدِيث عَنْ يَزِيد خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ وَالثَّوْري وَأَبُو بَكْر بْن عَيَّاش كَمَا أخرجه الطَّبَرَانِي من حَدِيثهم وَيزِيد وَإِن تكلم فِيهِ فَهُوَ مِمَّن اسْتشْهد بِهِ مُسْلِم فِي صَحِيحه وَهُوَ هُنَا لَمْ ينْفَرد بالحَدِيث وَلَا بِزِيَادَة قَوْل عَبْد الرَّحْمَنِ بَل تَابعه عَلَيْهِ الحكم بْن عتيبة فَمرَّة بِالزِّيَادَةِ وَمرَّة بِدُونِهَا أما الأَوَّل فَهُوَ بهَا عِنْدَ النميري فِي فضل الصَّلَاة النَّبَوِيَّة لَهُ من طَرِيق عَبْد -

مِمَّا لَمْ أره فِي مُسْنده - قَالَ ثَنَا يَحْيَى بْن آدم ثَنَا مَالِك بْن مغول ثَنَا الحكم عَنْ ابْن أَبِي ليلى بِهِ وَلَفظه قَالَ ابْن أَبِي ليلى وَأَنا ألحق وَعَلَيْنَا مَعَهم وأخرجها التِّرْمِذِي فِي جَامعه والسراج فِي مُسْنده من جِهَة زَائِدَة عَنْ الأَعْمَش عَنْ الحكم عَنْ ابْن أَبِي ليلى قَالَ وَنحن نقُول وَعَلَيْنَا مَعَهم وَكَذَا رَوَاهَا - لَكِن مدرجًا لَهَا فِي الْخَبَر - الطَّبَرَانِي من حَدِيث فطر بْن خَليفَة عَن الحكم وَلَفظه يَقُولُونَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم إِنَّك الحميد الْمجِيد وصل عَلَيْنَا مَعَهم وَبَارك عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيم إِنَّك الحميد الْمجِيد وَبَارك عَلَيْنَا مَعَهم وَالسَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته وَلَمْ يَأْتِ بهَا من أَصْحَاب الأَعْمَش سوى زَائِدَة وَلَا من أَصْحَاب مَالِك بْن مغول سوى يَحْيَى بْن آدم وَرِوَايَة فطر شَاهد لَهما

وَأَمَّا الثَّانِي فَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الحكم بِدُونِهَا الْأَجْلَح وَقيل عَنْهُ عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى لَا ذكر للْحكم فِيهِ وَإِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم وَحَمْزَة الزيات والأَعْمَش وَشعْبَة وَعبد اللَّه بْن مُحَرر وَعَمْرو بْن قيس وَقيس بْن سَعْد وَمَالِك بْن مغول ومجاعة بْن الزُّبَيْر وَمُحَمّد بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى ومسعر وَهُوَ من حَدِيث بَعْض هَؤُلَاءِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَكَذَا رَوَاهُ عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السّديّ وَالزُّبَيْر بْن عدي وَعبد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ الرَّازِيّ

وَعبد اللَّه بْن عِيسَى بْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَمْرو بْن مرّة وَمُجاهد وَقيل عَنْهُ عَنْ كَعْب بِلَا وَاسِطَة وَأَبُو سَعْد الْبَقَّال وَفِي عزوهم مَعَ مَا جَاءَ فِي الْبَاب عَنْ غَيْر كَعْب من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم طول وأنشدكم مَا رَأَيْته لِلْحَافِظِ أَبِي طَاهِر السلَفِي رَحمَه اللَّه دين الرَّسُول وشرعه أخباره وَأجل علم يقتني آثاره من كَانَ مشتغلا بهَا وبنشرها من الْبَريَّة لَا عفت آثاره

البلد السادس إسكندرية

الْبَلَد السَّادِس إسكندرية وَهِيَ من أجل المدن وأمتنها وضعا وأكمل السواحل الْمُحِيط بهَا الْبَحْر فِي التحصين عَنْ العدا طردًا ودفعًا بِحَيْثُ كَانَت قبل فتحهَا للمملكة محلا وَصَارَت لحفظ من يخلع من الْمُلُوك وشبههم فِي الْغَالِب وطنًا مُسْتقِلّا بَل دَخلهَا سُلْطَان وقتنا فِي قُوَّة سُلْطَانه بأمرائه وجنده وأمنائه المحفوفين برفده مَعَ تحليهم باللباس الْكَامِل وتخليهم عَنِ الإيناس بِمَا هُوَ عَنْ قصدهم عاطل فقلق من بهَا من الْعَدو لِذَلِكَ وَفرق أَن يَكُون مقدمه للمهالك وفاز هُوَ بِمَا اغتبط بِهِ أتم الِاغْتِبَاط وَحَازَ مَعَ أَتْبَاعه بِحسن النِّيَّة فَضِيلَة الرِّبَاط لاسيما وَقَدْ أَمر بِبِنَاء برج بهَا حافل هُوَ لتحصينها مَعَ الْعدَد وَالْعدَد كافل وَتمّ بَعْد ذَلِكَ عَلَى أعظم الْوُجُوه واهتم لرُؤْيَته من شَاءَ اللَّه من الْمُسْلِمِينَ وابتهجوه نصر اللَّه الإِسْلام بِوُجُودِهِ ونضر وَجهه بِبُلُوغِهِ فِي الْخَيْر غَايَة مَقْصُوده جمع للمقيم بهَا بِالْقَصْدِ الْحَسَن من الثَّوَاب مَا تقر بِهِ الْعين وَسمع تمني الأكابر كعمر بْن عَبْد الْعَزِيز - لَوْلَا الْخلَافَة - نُزُولهَا ليقبر بَيْنَ ذَيْنك الميناوين وَأظْهر عَطَاء إِلَيْهَا شوقا زَائِدا وَأشهر غَيره من بهاء بياضها ورونقها قولا متعاضدا وَإِن جدرها وأرضها كَانَت زَائِدَة الابتهاج لكسوتها بالرخام الْأَبْيَض المستغنية مَعَهُ عَنِ الإسراج فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ سخر شَأْنه لأَهْلهَا بلينه مَعَهم كالعجين إِلَى نصف النَّهَار فيفعل مِنْهُ مَا يرام ويشتهي ثُمَّ يشْتَد فَلَا يَمْتَد وَهِيَ من آخر

خد ديار مصر للمقرب عَلَى طرق بَحر الْمغرب وَكَانَ بهَا - فِيمَا قيل - رَأس مرقص أحد من كتب الأناجيل الْأَرْبَعَة فَكَانَ اليعاقبة من النَّصَارَى لَا يولون بطريكا حَتَّى يمْضِي إِلَيْهَا وتوضع هَذِه الرَّأْس فِي حجره ثُمَّ يرجع وَلَا تتمّ البطركة إِلَّا بِهَذِهِ الفعلة المستبدعة فاحتال بَعْض الفرنج حَتَّى سَرَقهَا من مَكَانهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثمان مئة من الْأَيَّام المؤيدية وعظمت عَلَى اليعاقبة بِهَذَا الصَّنِيع البلية وَمَا زَالَ بهَا الْعلم والحَدِيث قَلِيلا حَتَّى سكنها السلَفِي فَكَانَت بِسَبَبِهِ إِلَيْهَا مرحولا وَنسب إِلَيْهَا جماعات مِمَّن تلبس بِالْعلمِ والطاعات ثُمَّ تناقصت شَيْئًا فَشَيْئًا وكدت لَا أعلم الْآن بهَا رَاوِيا وَلَا مرويا وَقَدْ حملت بهَا من المرويات جملَة وزرت مِمَّن قبر بهَا من السادات جلة وَمِمَّنْ مَات بهَا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هُرْمُز الْأَعْرَج الْمدنِي صَاحب أَبِي هُرَيْرَة وَرَأَيْت عَمُود السَّوَارِي المعجب للناظرين وَالْبَعْض مِمَّا هُنَاكَ من الْبَسَاتِين حرس اللَّه جوانبها مدى اللَّيَالِي وَالْأَيَّام وَحبس عَنْهَا الْكَفَرَة اللئام 6 - أَخْبَرَنِي الشِّهَابُ أَحْمَدُ بْنُ الْعَلامَةِ الْبَدْرِ بْنِ الدَّمَامِينِيِّ الْمَالِكِيِّ السَّكَنْدَرِيِّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا أَنا الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ غَزْوَانَ السَّكَنْدَرِيُّ عُرِفَ بِالْهِزَبْرِ فِي آخَرِينَ سَمَاعًا قَالُوا أَنا الشَّرَفُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمُصَفِّي السَّكَنْدَرِيُّ بِهَا أَنا أَبُو الْبَرَكَاتِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ رُوَيْنٍ السَّكَنْدَرِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ مُوقِيِّ السَّكَنْدَرِيُّ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ الْبَكْرِيِّ أَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى ابْن عَلاقٍ أَنا أَبُو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَاسِينَ قَالا أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ الْبَصْرِيُّ السَّكَنْدَرِيُّ بِانْتِقَاءِ الْحَافِظِ أَبِي الطَّاهِرِ السَّلَفِي قَالَ أَوَّلَهُمَا وَبِقِرَاءَتِهِ أَنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى السَّعْدِيِّ بِمِصْرَ أَنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَطَّةَ الْعَكْبَرِيُّ بِهَا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ معَاذ (ح) وَبِه إِلَى الرَّازِيِّ قَالَ وَأَخْبَرَنَا - يَعْنِي عَالِيًا - أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ بِفُسْطَاطِ مِصْرَ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِيُّ بِانْتِقَاءِ الدَّارَقُطْنِيِّ وَقِرَاءَتِهِ (ح) وَقَرَأْتُ عَلَى الْعِزِّ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّقَّاقِ أَنا الْفَخْرُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ أَنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَذَ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُ قَالا أَنا الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ أَنا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْغِطْرِيفِ قَالا ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُمَحِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ قَالا ثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ سَأَلَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَشَابَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَأَوْمَأَ إِلَى عُنْفُقَتِهِ - لَفْظُ الْقَحْذَمِيُّ - وَلَفْظُ مُعَاذٍ ثَنَا حُرَيْزُ بْنُ عُثْمَانَ الشَّامِيُّ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقُلْتُ لَهُ مِنْ بَيْنَ أَصْحَابِي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} شَيْخًا كَانَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى عُنْفُقَتِهِ فَقَالَ كَانَ فِي عُنْفُقَتِهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} شَعَرَاتٌ بِيضٌ هَذَا حَدِيث صَحِيح عَال توالى فِي أول سَنَده سِتَّة سكندريون رَوَاهُ الطَّبَرَانِي فِي مُعْجَمه الْكَبِير عَنْ أَبِي خَليفَة عَلَى الْمُوَافقَة

وَأخرجه الْبُخَارِي فِي الصّفة النَّبَوِيَّة من صَحِيحه عَنْ عِصَام بْن خَالِد وَأَحْمَد فِي مُسْنده عَنْ حجاج بْن مُحَمَّد الْأَعْوَر وَحسن بْن مُوسَى الأشيب وَأبي الْمُغيرَة عَبْد القدوس بْن الْحَجَّاج الْخَولَانِيّ وَأبي النَّضر الْحَارِث بْن النُّعْمَان الْأَكْفَانِيِّ وَعبد فِي مُسْنده عَنْ يَزِيد بْن هَارُون وَمُحَمّد بْن سِنَان الْقَزاز فِي جزئه الشهير وَمن طَرِيقه ابْن الجميزي وَابْن عَبْد الدَّائِم فِي مشيختهما عَنْ عُثْمَان بْن عُمَر سبعتهم عَنْ حريز بِلَفْظ كَانَ فِي عنفقته {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} شَعَرَاتٌ بيض فَوَقع لنا بَدَلا لَهُم عَالِيًا مَعَ علوه لَهُم فَإِنَّهُ من ثلاثياتهم وَهُوَ عِنْدَ الْبَغَوِي - كَمَا أخرجناه من جِهَته - فِي مُعْجم الصَّحَابَة لَهُ وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي معرفَة الصَّحَابَة لَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن جَعْفَر وَعمر بْن نوح البَجلِيّ وَجَمَاعَة كلهم عَنْ أَبِي خَليفَة عَلَى الْبَدَلِيَّة وَكَذَا أخرجه الْبَزَّار فِي مُسْنده عَلَى الْبَدَلِيَّة أَيْضا عَنْ يَحْيَى بْن حَكِيم عَنْ معَاذ وَمن طَرِيق يَزِيد بْن هَارُون بِلَفْظ كَانَ فِي مقدم لحيته {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} شَعرَات بيض وَأَشَارَ إِلَى مقدم لحيته

بَل رَوَاهُ غَيْر من ذكر عَنْ حريز فَأخْرجهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَعنهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من حَدِيث عَلِي بْن عَيَّاش الْحِمصِي عَنْ حريز وَوهم فِي استدراكه وَأَبُو يعلى والْحَارث بْن أبي أُسَامَة فِي مسنديهما عَنْ الحكم بْن مُوسَى عَنْ الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَنْ حريز وَلَفظه رَأَيْت عَبْد اللَّهِ بْن بسر صَاحب رَسُول اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بحمص وَالنَّاس يسألونه قَالَ فدنوت مِنْهُ - وَأَنا يَوْمئِذٍ غُلَام - قَالَ قُلْت أَنْتَ رَأَيْت رَسُول اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ نعم قُلْت شَيخا كَانَ أم شَابًّا قَالَ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ رَأَيْت هَاهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى ذقنه - شَعرَات بيضًا وَالْبَغوِيّ فِي مُعْجم الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - من حَدِيث مُبشر بْن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي عَنْ حريز قَالَ رَأَيْت عَبْد اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وثيابه مشمرة وَرِدَاؤُهُ فَوْقَ الْقَمِيص وشعره مفروق يُغطي أُذُنَيْهِ وشاربه مقصوص مَعَ الشّفة وَكُنَّا نقف عَلَيْهِ نَنْظُر إِلَيْهِ ونتعجب لَهُ فَقُلْتُ لَهُ من بَينهم هَل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} صبغ قَالَ يَا ابْن أخي لَمْ يبلغ ذَلِكَ الشيب إِنَّمَا كَانَت شَعرَات بيض وَأَشَارَ إِلَى عنفقته أَخْبَرَنِي الشِّهَابُ الْمَذْكُور أَنا الهزبر أَنا ابْن الْمُصَفّى أَنا عُثْمَان بْن هبة اللَّه أَنا ابْن موقي أَنا الرَّازِيّ سَمِعت أَبَا زَكَرِيَّا عَبْد الرَّحِيم بْن

أَحْمَد بْن نصر الْحَافِظ الْبُخَارِي بِمصْر يَقُول رأى أَبُو إِسْحَاق الهُجَيْمِي فِي مَنَامه أَنه تعمم فدور عَلَى رَأسه مئة وَثَلَاث دورات فَعبر لَهُ أَنه يعِيش مئة سنة وَثَلَاث سِنِين فَلم يحدث حَتَّى بلغ المئة فَقَرَأَ الْقَارئ عَلَيْهِ حِينَئِذٍ وَأَرَادَ أَن يختبر عقله إِن الجبان حتفه من فَوْقه كَالْكَلْبِ يحمي جلده بروقه فَقَالَ لَهُ الهُجَيْمِي قل كالثور يَا ثَوْر فَإِن الْكَلْب لَا روق لَهُ ففرح النَّاس بِصِحَّة عقله

البلد السابع أطرابلس

الْبَلَد السَّابِع أطرابلس وَهِيَ بِفَتْح الْهمزَة وَضم الْمُوَحدَة وَاللَّام مَدِينَة رُومِية من سواحل الشَّام صَحِيحَة الْهَوَاء طيبَة الْمِيَاه بَينهَا وَبَين بعلبك أَرْبَعَة وَخَمْسُونَ ميلًا وإليها ينْسب جَمَاعَة قَدِيما وحَدِيثا وَمِمَّنْ سمع بهَا الْقَرَافِيّ والذهبي وَكَانَت عَلَى طرف آخذ فِي الْبَحْر فَلَمَّا فتحهَا الْمُسلمُونَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وست مئة خربوها ثُمَّ حولوها لنَحْو ميل مِنْهَا مَعَ بَقَاء الِاسْم وَبهَا بساتين وأشجار كَثِيرَة ويزرع فِيهَا قصب السكر وغالب الْفَوَاكِه المصرية وَنَحْوهَا وَمحل مفصل الْمِيَاه مِنْهَا نزه وَقَدْ تسْقط الْهمزَة من أَولهَا لتتميز عَنْ أطرابلس الْمغرب 7 - أَخْبَرَنِي التَّقِيُّ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّدْرِ الْبَعْلِيُّ الْحَنْبَلِيُّ الْقَاضِي بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَدْرَسَةِ الْقِرْطَائِيَّةِ الْمُلاصِقِةِ لِجَامِعِهَا الْكَبِيرِ أَنا الشَّمُوسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدُونَ ابْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْيَوْنِينِيُّ الْحَنْبَلِيُّ وَابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُظَفَّرٍ الْحُسَيْنِيُّ وَابْنُ مُحَمَّدِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَدِيُّ بِبِعْلَبَكَّ قَالُوا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ بَيَانٍ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَنا أَبُو الْوَقْتِ الْهَرَوِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَعْيُنَ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ مَكِّيٍّ عَلَى الْمُوَافَقَةِ وَرَوَاهُ أَيْضًا هُوَ وَعَبْدٌ فِي مُسْنَدَيْهِمَا عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ يَزِيدَ وَأَخْرَجَهُ الطَّحَاوِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ وَأَبُو عَوَانَةَ فِي مُسْتَخْرَجِهِ عَنِ الْمَيْمُونِيِّ كِلاهُمَا عَنْ مَكِّيٍّ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهْمُ بِعُلُوٍّ عَلَى الآخَرِينَ وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَعِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيِّ كِلاهُمَا عَنْ يَزِيدَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا

وأنشدني بِهَا أَبُو الْفَضْل بْن مُحَمَّد الحبراضي لنَفسِهِ أَصْبِر قلبِي فِي هواكم تجلدا وأخفي جفاكم عَنْ ضميري وأكتم وَأَنْتُم عَلَى الْحَالين فِي السخط والرضى أحبة قلبِي صلتم أَوْ هجرتم

البلد الثامن أنبابة

الْبَلَد الثَّامِن أنبابة وَهِيَ بِفَتْح الْهمزَة - وَإِن اقتضي صَنِيع شَيخنَا فِي المشتبه لَهُ الْكسر كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة فقد إِ ل ى صرح فِي مُعْجَمه بِفَتْحِهَا إِ ل ى - وَسُكُون النُّون بعْدهَا موحدتان بَينهمَا ألف من بحري جيزة مصر عَلَى شاطئ النّيل تجاه بولاق انتسب إِلَيْهَا من الْمُتَأَخِّرين جَمَاعَة من أشهرهم الشَّيْخ يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل صَاحب الزاوية بِهَا وَتلك الْأَحْوَال الغريبة وَابْنه إِسْمَاعِيل أحد الْمُتَقَدِّمين فِي الْعلم وَالصَّلَاح وحفيده يُوسُف كَذَلِك كَانُوا بركَة تِلْكَ النَّاحِيَة فِي وقتهم لَكِن كَانَ يعْمل بسببهم هُنَاكَ المولد فِي كُل سنة كطنتد ثُمَّ صَار الْوَقْت فِي الْحَادِي عشر من كُل شَهْر ويتفق فِي غُضُون ذَلِكَ من الْمَنَاكِير المتجاهر بِهَا مَا يفوق الْوَصْف والمشار إِلَيْهِم من أبعد النَّاس وأشدهم نفرة عَنْ شَيْء مِنْهَا

وَقَدْ قَرَأَ بِهَا غَيْر وَاحِد من أَصْحَابنا وشيوخنا الْحَدِيث وَحدث بِهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَسمع مِنْهُ هُنَاكَ الشّرف الْمَنَاوِيّ وَلَهَا فِي كُل سبت سوق حافل يجلب إِلَيْهِ أَشْيَاء ويجتمع فِيهِ عَالم كثير وَبهَا خطب ومساجد وحمام مُحكم بَل وَقصر عَلَى شاطئ النّيل كَانَ الْمُؤَيد شيخ يسير فِي الْمركب الذهبية من قصر بولاق إِلَيْهِ وَرُبمَا يُقَال لَهُ أنبوبة عَلَى وزن أفعولة وَكَأَنَّهُ لما يزرع بِهَا من الْقصب فالأنبوبة مَا بَيْنَ كُل عقدتين من الْقصب وتشتبه بالمنسوبين إِلَيْهَا من ينتسب إِلَى إبيانة بِكَسْر الْهمزَة ثُمَّ مُوَحدَة وتحتانية وَبعد الْألف نون من عمل الرّيّ وَإِن جعلهَا صَاحب الْقَامُوس كالأولى 8 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْخَيِّرُ الْمُقْرِئُ الثَّقِةُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعُقْبِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِزَاوِيَةِ الشَّيْخِ إِسْمَاعِيلِ الأَنْبَابِيُّ مِنْهَا قلت لَهُ أخْبرك أُمُّ عِيسَى مَرْيَمُ ابْنَةُ الشِّهَابِ أَحْمَدَ بْنِ قَاضِي الْقُضَاةِ الْحَنَفِيَّةِ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَذْرَعِيِّ سَمَاعًا فَأَقَرَّ بِهِ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ - إِذْنًا إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا - كِلاهُمَا عَنْ أَبِي النُّونِ يُونُسَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدّبوسِيِّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ سَمَاعًا عَنِ الْعَلَمِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودٍ الصَّابُونِيِّ قَالَ أَنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السَّلَفِيُّ أَنا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْمِصْرِيُّ ثَنَا الْحَافِظُ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو النَّقَّاشٍ (ح)

وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَافِي بْنُ أَحْمَدَ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ حُضُورًا وَإِجَازَةً عَن الْفَخر بن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الإِرْبِلِيِّ كَذَلِكَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ ثَابِتٍ الْبَقَّالُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْخلِ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحَامِلِيُّ قَالا ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ سَهْلِ بْنِ كَثِيرٍ الْوَشَّاءُ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثَنَا فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَأَتَاهُ غُلَام فَقَالَ يارسول اللَّهِ غُلامٌ يَتِيمٌ لَهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللَّهُ أَعْطَاكَ اللَّهُ مِمَّا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْضَى قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} مَا أَحْسَنَ مَا قُلْتَ يَا بِلالُ اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا فَائْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ فَذَهَبَ بِلالٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَجَاءَ بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ تَمْرَةً فَوَضَعَهَا فِي كَفِّ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَرَفَعَهَا {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِلَى فِيهِ وَدَعَا فِيهَا بِالْبَرَكَةِ وَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَا غُلامُ سَبْعٌ لَكَ وَسَبْعٌ لأُمِّكَ وَسَبْعٌ لأُخْتِكَ تَغَدَّ بِتَمْرَةٍ وَتَعَشَّ بِأُخْرَى فَلَمَّا انْصَرَفَ قَامَ إِلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبْلٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ يَا غُلامُ جَبَرَ اللَّهُ يُتْمَكَ وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ وَكَانَ مِنْ أَوْلادِ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} رِأَيْتُكَ يَا مُعَاذَ وَمَا صَنَعْتَ قَالَ رَحْمَةٌ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَلِي مُسْلِمٌ يَتِيمًا فَيُحْسِنُ وِلايَتَهُ وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأَسْهِ إِلا رَفَعَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةً وَمَحَا عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةٍ هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَلِي الْمُوَافَقَةِ

وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الإِمَام أَحْمَد فِي الْمسند وجدت فِي كتاب أَبِي ثَنَا يَزِيد فَذكر بعضه فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ مُسَاوِيا وَهُوَ عِنْدَ أَحْمَد بْن منيع فِي مُسْنده عَنْ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة وَالْبَزَّار فِي مُسْنده أَيْضا عَنْ سَلمَة بْن شبيب عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بَكْر السَّهْمِي والخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق لَهُ عَنْ أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن مَالِك السُّوسِي عَنْ عَبْد الْوَهَّاب بْن عَطَاء الْخفاف ثَلَاثَتهمْ عَنْ فائد أَبِي الورقاء فَوَقع لنا عَالِيًا وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوى عَنِ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} من وَجه من الْوُجُوه إِلَّا من هَذَا الْوَجْه قَالَ وفائد لَيْسَ بِالْقَوِيّ قُلْت اتَّفقُوا عَلَى ضعفه حَتَّى قَالَ أَبُو حَاتِم أَحَادِيثه عَنِ ابْن أَبِي أوفى بَوَاطِيلُ لَا تكَاد ترى لَهَا أصلا وَلَو أَن رجلا حلف أَن عَامَّة حَدِيثه كذب لَمْ يَحْنَث وَلما أورد عَبْد اللَّهِ هَذَا الْحَدِيث فِي مُسْند أَبِيهِ قَالَ وَلَمْ يحدث بِهِ أَبِي لِأَنَّهُ لَمْ يرض حَدِيث فائد وَكَانَ عِنْده مَتْرُوك الْحَدِيث

وَأورد لَهُ التِّرْمِذِي فِي جَامعه حَدِيثا وَقَالَ إِنَّه غَرِيب وَفِي إِسْنَاده مقَال وفائد يضعف فِي الْحَدِيث وَلَيْسَ هَذَا الْحَدِيث فِي شَيْء من معاجم الطَّبَرَانِي الثَّلَاثَة وَإِن عزاهُ شَيخنَا - رَحمَه اللَّه - إِلَيْهِ وَبِالسَّنَدِ الْمَاضِي إِلَى النقاش قَالَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ سَمِعت الْحَسَن بْن عَلِي الدَّامغَانِي يَقُول سَمِعت يَحْيَى بْن معَاذ يَقُول عانقت دنياك مَسْرُورا بزينتها وَقَدْ منعت التقى والزهد والورعا فَكيف ينفع مِنْك الْعلم سامعه وَلَا يراك بِهَذَا الْعلم مُنْتَفعا

البلد التاسع بدر

الْبَلَد التَّاسِع بدر وَهِيَ قَرْيَة شهيرة بَيْنَ مَكَّة وَالْمَدينَة بَل هِيَ إِلَى الْمَدِينَة أقرب بِكَثِير سميت - فِيمَا قيل - باسم بِئْر نسبت لبدر بْن مخلد بْن النَّضر بْن كنَانَة بنزوله بِهِ أَوْ لبدر بْن الْحَارِث أَوْ لِأَنَّهُ لاستدارته وصفاء مَائه كَأَن الْبَدْر يجْرِي فِيهِ وَقَالَ الْوَاقِدِيّ - فِيمَا حَكَاهُ عَنْ غَيْر وَاحِد من شُيُوخ بَنِي غفار - إِنَّه مَا ملكهَا أحد قطّ يُقَال لَهُ بدر بَل هِيَ ماؤنا ومنازلنا وَإِنَّمَا هُوَ علم عَلَيْهَا كَغَيْرِهَا من الْبِلَاد انْتهى وفيهَا كَانَت الْغَزْوَة الشهيرة الْمُخْتَص كُل من شَهِدَهَا من الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - بمزيد الْفَخر وَيُقَال إِن قُبُور المستشهدين فِيهَا إِذْ ذَاك بِالْقربِ مِنْهَا من جِهَة الْمغرب بَل هُنَاكَ - فِيمَا قيل أَيْضا - مَوضِع يذكر بأثر قدم النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَأثر نَاقَته وماؤها حُلْو وَبهَا بساتين وَحَدَائِق وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا بَدْرِي 9 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ الْكَمَالُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ السَّكَنْدَرِيُّ الأَصْلِ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِبَدْرٍ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكَ الْجَمَّالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ الْحَنْبَلِيُّ سَمَاعًا أَنا الْعَلاءُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُرْضِيُّ (ح) وَقَرَأْتُ بِعُلُوٍّ عَلَى أُمِّ مُحَمَّدٍ ابْنَةِ أَبِي حَفْصٍ وَأَجَازَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ وَالشِّهَابُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ الأَخِيرُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الزَّقَّاقِ حُضُورًا وَإِجَازَةً قَالَ هُوَ وَالْعُرْضِيُّ

أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ ابْنَةُ مَكِّيٍّ وَقَالَ الْآخرَانِ أَنا الصّلاح ابْن أَبِي عُمَرَ قَالَتْ الْمَرْأَةُ إِذْنًا وَقَالَ الأَخِيرُ سَمَاعًا أَنا الْفَخْرُ ابْن الْبُخَارِيِّ قَالَ هُوَ وَزَيْنَبُ أَنا أَبُو عَلِيِّ الرُّصَافِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - وَاسْمُهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ - وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ التَّمِيمِيُّ الْمُؤَدِّبُ وَوَكِيعٌ قَالُوا ثَنَا إِسْرَائِيلُ هُوَ ابْن يُونُس ابْن أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ - يَعْنِي جَدَّهُ - عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ مِنَ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَسُوءِ الْعُمْرِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَبُو دَاوُود عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ كِلاهُمَا عَنْ وَكِيعٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَالِيًا وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الِاسْتِعَاذَة وعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَالْحَاكِم فِي صَحِيحه الْمُسْتَدْرك كِلَاهُمَا من حَدِيث عُبَيْد اللَّهِ بْن مُوسَى والهيثم بْن كُلَيْب فِي مُسْنده من حَدِيث مُصْعَب بْن الْمِقْدَام ثَلَاثَتهمْ عَنْ إِسْرَائِيل

وَالنَّسَائِيّ والهيثم أَيْضا وَابْن حبَان فِي صَحِيحه كلهم من حَدِيث يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاق فَوَقع لنا عَالِيًا وَقَالَ الْحَاكِم إِنَّه صَحِيح عَلَى شرطيهما وَكَذَا صَححهُ ابْن حبَان كَمَا تقدم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَرَوَاهُ الضياء فِي المختارة وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث زَكَرِيَّا بْن أَبِي زَائِدَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق فَجعل صحابيه ابْن مَسْعُود لَا عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَمن حَدِيث زُهَيْر عَنْ أَبِي إِسْحَاق فَلم يسم عُمَر وَلَا غَيره بَل قَالَ حَدَّثَنِي أَصْحَاب مُحَمَّد {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَمن حَدِيث الثَّوْرِي عَنْ أَبِي إِسْحَاق فَأرْسلهُ بِحَذْف الصَّحَابِيّ أصلا

وَكَذَا أرْسلهُ شُعْبَة ومسعر كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي إِسْحَاق وَالله الْمُوفق وأنشدني لنَفسِهِ إِذَا مَا كنت تهوى خفض عَيْش وَأَن ترقى مدارج للكمال فدع ذكر الحميا والمحيا وآثار التواصل والمطال وَأَن تهدي بزهر وسط روض وأخبار المهاة أَوِ الغزال وَكن حبسا عَلَى ذكر المفدى رَسُول اللَّه عين ذَوي المعال وَذكر قصيدة عِنْدِي فِي مَوضِع آخر

البلد العاشر برزة

الْبَلَد الْعَاشِر بَرزَة وَهِيَ بِفَتْح الْمُوَحدَة ثُمَّ رَاء مُهْملَة بعْدهَا زَاي منقوطة من شَرْقي دمشق وَسميت بِذَلِكَ لارتفاعها فالبرزة الْعقبَة من الْجَبَل قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ مضيت إِلَيْهَا يَوْمًا مَعَ جَمَاعَة من أَصْحَابنا متفرجين وإليها انتسب جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن عَسَاكِر مِمَّن أدركهم ابْن نقطة بَل وقبلهم أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد فِي آخَرين وَبهَا خطْبَة وسوق وفيهَا مقَام إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلام وَنسب إِلَيْهِ إِمَّا لِأَنَّهُ صلى فِيهِ أَوْ لكَونه كَانَ مَوضِع موقف جَيْشه حِينَ استنقذ لوطا - عَلَيْهِ السَّلام - مِمَّن أسره من الجبارين - أَعدَاء اللَّه وَرَسُوله - واسترجع مَا أَخَذُوهُ من أَمْوَاله وَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا وَهَزَمَهُمْ وسَاق فِي آثَارهم حَتَّى وصل الْمَكَان الْمَذْكُور فَعَسْكَرَ بِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْت الْمُقَدّس مؤيدا منصورا وَلأبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر جُزْء فِي فضل مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلام وَمن حَدِيث أهل بَرزَة 10 - أَخْبَرَنِي أَبُوِّ الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد الدِّمَشْقِيُّ الْحَنْبَلِيُّ النَّقِيبُ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَرْزَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ نَاصِرٍ بِالدِّيَارِ الْمَصْرِيَّةِ قَالَ الأَوَّلُ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلِيلٍ الْحَرَسْتَانِيُّ وَقَالَ الآخَرُ أَنا الْحَافِظُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (ح)

وَأَنْبَأَنِي بِعُلُوٍّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْقِبَابِيُّ قَالُوا أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْقَيِّمِ قَالَ شَيْخَنَا إِذْنًا وَالْبَاقُونَ سَمَاعًا أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَنْبَلِيُّ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ طَبَرْزَذَ الْبَغْدَادِيُّ أَنا أَبُوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْن الْمُظَفَّرِ الْحَافِظِ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الضَّرِيرُ وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ النَّرْسِيُّ قَالَ الأَوَّل ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرِمِيُّ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ (ح) وَقَرَأْتُ عَلَى أُمِّ مُحَمَّدٍ ابْنَةِ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُمَرَ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَقْدِسِيُّ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّصَافِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيُّ أَنا أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الإِمَامِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بن خَالِد وَإِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج هُوَ السَّامِي وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ قَالَ السِّتَّةُ - وأولهم النَّرْسِي وَاللَّفْظ لَهُ - ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْعَشْرَاءِ الدَّارِمِيِّ عَنْ أَبِيهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلا فِي اللَّبَّةِ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ وَلَفْظُ يَعْقُوبَ مِثْلُهُ إِلا أَنَّهُ قَالَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا - وَأَبِيكَ - لأَجْزَأَ وَلَفْظُ أَبِي عُمَرَ لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ ثُمَّ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَ عَنْكَ وَلَفْظُ الْبَاقِينَ نَحْوُ الأَوَّلِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده عَنْ إِبْرَاهِيم وحوثرة وَعبد الْأَعْلَى وهدبة فوافقناه فِي الْأَرْبَعَة بعلو

وَأخرجه أَيْضا عَنْ عَلِي بْن الْجَعْد وَرَوَاهُ أَحْمَد والدارمي فِي مسنديهما عَنْ عَفَّان زَاد أَحْمَد ووكيع وَزَاد الدَّارمِيّ وَعُثْمَان بْن عُمَر وَأبي الْوَلِيد وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي الذَّبَائِح من سنَنه عَنْ أَحْمَد بْن يُونُس ستتهم عَنْ حَمَّاد فَوَقع لنا بَدَلا لَهُم عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ الْبَيْهَقِيّ فِي السّنَن من حَدِيث أَبِي قلَابَة الرقاشِي عَنْ يَعْقُوب الْحَضْرَمِيّ وَعند التِّرْمِذِي وَابْن ماجة من حَدِيث وَكِيع وَعند التِّرْمِذِي فَقَط من حَدِيث يَزِيد بْن هَارُون وَعند النَّسَائِيّ وَابْن الْجَارُود من حَدِيث عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهْدي وَعند أَبِي نعيم فِي الْمعرفَة من حَدِيث أَحْمَد بْن يُونُس وَعبد الْأَعْلَى كلهم عَنْ حَمَّاد فَوَقع لنا عَالِيًا وَهَكَذَا وَقع لنا من حَدِيث عُبَيْد اللَّهِ العيشي وكامل بْن طَلْحَة وَأبي نصر

التمار فِي آخَرين عَنْ حَمَّاد مِنْهُم مَالِك وحَدِيثه عندنَا فِي الثَّالِث من مُعْجم الْإِسْمَاعِيلِيّ بِلَفْظ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تكون الذَّكَاة إِلَّا فِي الخاصرة واللبة فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} لَوْ طعنت فِي فَخذهَا لأجزأت عَنْك ومدار الْحَدِيث عَلَى حَمَّاد فَقَدْ قَالَ التِّرْمِذِي إِنَّه غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيثه قَالَ وَلَا يعرف لأبي العشراء عَنْ أَبِيهِ غَيره وَسَبقه لِذَلِكَ شَيْخه الْبُخَارِي وَكَذَا قَالَ ابْن عَبْد الْبر فِي الِاسْتِيعَاب وَقَالَ أَحْمَد - فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيّ - مَا أعرف أَنه يرْوى عَنْ أَبِي العشراء حَدِيث غَيره يَعْنِي بِالْإِسْنَادِ الْمُعْتَمد وَإِلَّا فَقَدْ ذكر أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ أَنه وَقع لَهُ من رِوَايَته عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} خَمْسَة عشر حَدِيثا وأفرد تَمام الرَّازِيّ مَا وَقع

لَهُ من حَدِيثه فِي جُزْء فَبلغ نَحْو هَذِه الْعدة وَكلهَا - كَمَا قَالَ شَيخنَا - بأسانيد مظْلمَة بِخِلَاف هَذَا فَقَدْ سكت عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد وَأوردهُ الضياء فِي الْأَحَادِيث المختارة وَهُوَ وَإِن توقف الْبُخَارِي فِيهِ حَيْثُ قَالَ فِي حَدِيث أَبِي العشراء واسْمه وسماعه من أَبِيهِ نظر وَجَهل ابْن سَعْد أَبَا العشراء وَكَذَا قَالَ الذَّهَبِيّ إِنَّه لَا يدْرِي من هُوَ وَلَا من أَبوهُ وَقَالَ غَيرهمَا لَا يعرف حَاله فَقَدْ وَثَّقَهُ ابْن حبَان وَقَالَ كَانَ ينزل الجفرة عَلَى طَرِيق الْبَصْرَة ولحَدِيثه شَوَاهِد

واسْمه أُسَامَة بْن مَالِك بْن قهطم بهاء أَوْ حاء مُهْملَة مَعَ كسر أَوله وثالثه فيهمَا وَقيل عُطَارِد بْن برز بِسُكُون الْمُهْملَة أَوِ اللَّام ثَانِيه أَوْ فتحهَا وَقيل يسَار بْن بلز بْن مَسْعُود وَقيل غَيْر ذَلِكَ والحَدِيث مَحْمُول عَلَى المتردي والنافر المتوحش وأشباههما للضَّرُورَة كَمَا ذهب إِلَيْهِ يَزِيد بْن هَارُون وَأَحْمَد وَقَالَ إِنَّه كَيْفَ مَا أمكنت الذَّكَاة لَا تكون إِلَّا فِي الْحلق واللبة وَمَشى عَلَيْهِ أَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنَيْهِمَا بَل قَالَ ابْن عَبْد الْبر أَكْثَر الْفُقَهَاء قَالُوا بِهِ فِي ذَكَاة الضَّرُورَة وجعلوها كالصيد قَالَ وَبَعْضهمْ يأباه (وَلَمْ يعْمل بِهِ) وَأنكر مَعْنَاهُ كمالك وَبِهِ إِلَى الْبَاغَنْدِي قَالَ سَمِعت أَحْمَد بْن أَبِي الْحوَاري يَقُول أشرفت عَلَى أَبِي سُلَيْمَان الدَّارَانِي وَهُوَ يبكي فَسَمعته يَقُول لَئِن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك وَلَئِن طالبتني بلؤمي لأطالبنك بسخائك وَلَئِن أدخلتني النَّار لأخبرن أهل النَّار أَنِّي أحبك

البلد الحادي عشر برطس

الْبَلَد الْحَادِي عشر برطس وَهِيَ بِضَم الْمُوَحدَة والطاء الْمُهْملَة ثُمَّ سين مُهْملَة من بحري جيزة مصر أوردهَا الْعِرَاقِيّ فِي بلدانياته وَحدث بِهَا وَلَده ولعلها اشتهرت باسم شخص كَانَ بِهَا بَل أَظن أَنَّهَا برطاس بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة كقرية بالقدس وَافق اسْمهَا بعض الْأَعْلَام وَلَكِن الَّذِي عَلَى الْأَلْسِنَة مَا قَدمته 11 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الزَّيْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْبهدِيُّ الْمَغْرِبِيُّ الأَصْلُ الْقَاهِرِيُّ الشَّافِعِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْهَا بِهَذَا الْمَكَانِ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْيَمَنِ سَمَاعًا فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ أَنا إِبْرَاهِيمُ وَمُحَمَّدٌ وَفَاطِمَةُ بَنُو مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيُّ (ح) وَأَنْبَأَنِي بِعُلُوٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيِّ كُلُّهِمْ عَنْ أَبِي عِيسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ الإِخْوَةُ سَمَاعًا أَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْبَقَاءِ الْمُقْرِئُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَنا أَبُو زَكَرِيَّا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَد بْن نصر الْحَافِظ الْبُخَارِي بِمِصْرَ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزْدَادَ الرَّازِيُّ بِبُخَارَى ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثَنَا رَبِيعٌ (ح) وَقَرَأْتُ عَلَى سَارَةَ ابْنَةِ أَبِي حَفْصٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ - شِفَاهًا - عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيُّ أَخْبَرَتْنَا أُمُّ إِبْرَاهِيمَ الْجَوْزَدَانِيَّةُ قَالَتْ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ رِيذَةَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو حُصَيْنٍ

الْقَاضِي وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ الأَوَّلُ ثَنَا مُسَدِّدٌ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ قَالا ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ كِلاهُمَا عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ الشَّعْبِيِّ وَقَالَ الثَّالِثُ - وَهُوَ أَعْلَى - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ سَمِعْتُ عَامِرًا - هُوَ الشَّعْبِيُّ - يَقُولُ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا فَاسْتَقَيْنَا مِنْهُ وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا جَمِيعًا لَفْظُ زَكَرِيَّا وَلَفْظُ أَبِي مُعَاوِيَةَ مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْمُدَاهِنِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا يَخْرِقُونَ وَيَسْتَقُونَ الْمَاءَ وَيَصُبُّونَ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلاهَا فَيُؤْذُونَهُمْ فَمَنَعُوهُمْ فَقَالُوا لَا نَدَعُكُمْ تَمُرُّونَ عَلَيْنَا فَتُؤْذُونَنَا فَقَالَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلهَا أما إِذْ مَنَعْتُمُونَا فَنَنْقُبُ السَّفِينَةَ مِنْ أَسْفَلِهَا فَنَسْتَقِيَ فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ فَمَنَعُوهُمْ نَجَوْا جَمِيعًا وَإِنْ تَرَكُوهُمْ هَلَكُوا جَمِيعًا وَلَفْظُ وَكِيعٍ مَثَلُ الْوَاقِعِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدَاهِنِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ رَكِبُوا سَفِينَةً فَاسْتَهَمُوا عَلَيْهَا فَرَكِبَ بَعْضُهُمْ عُلُوَّهَا وَقَوْمٌ سُفْلَهَا فَكَانُوا إِذَا اسْتَقَوْا آذَوْهُمْ وَأَصَابُوهُمْ بِالْمَاءِ فَقَالُوا قَدْ آذَيْتُمُونَا بِمَا تَمُرُّونَ عَلَيْنَا فَأَعْطَوْا رَجُلا فَأْسًا يَنْقُبُ عِنْدَهُمْ نَقْبًا قَالُوا مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعُونَ قَالُوا تَأَذَّيْتُمْ بِنَا فَنَنْقُبُ عِنْدَنَا نَقْبًا لِنَسْتَقِيَ مِنْهُ فَإِنْ تَرَكُوهُمْ هَلَكُوا وَهَلَكُوا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

رَوَاهُ أَحْمَد فِي مُسْنده وَالْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه مَعًا عَنْ أَبِي نعيم فوافقناهما فِيهِ بعلو وَكَذَلِكَ أخرجه أَحْمَد عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَلَى الْمُوَافقَة وَعَن إِسْحَاق بْن يُوسُف الْأَزْرَق وَيحيى بْن سَعِيد كِلَاهُمَا عَنْ زَكَرِيَّا وَالتِّرْمِذِيّ فِي جَامعه عَنْ أَحْمَد بْن منيع عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَاليًا وَرَوَاهُ العسكري فِي الْأَمْثَال من حَدِيث الْحَسَن بْن خلف عَنِ الْأَزْرَق فَوَقع لنا عَالِيًا وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَش أَيْضا جَعْفَر بْن عون كَمَا فِي الشّعب للبيهقي وَحَفْص بْن غياث كَمَا فِي الْبُخَارِي وَالشعْبِيّ ويعلى بْن عُبَيْد كَمَا عِنْدَ الطَّبَرَانِي من حَدِيث أَحْمَد عَنْهُ وَعَن الشَّعْبِي الْأَجْلَح بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي الدُّنْيَا وَجَابِر بْن يَزِيد بْن رِفَاعَة وَسَلَمَة بْن كهيل ومجالد بْن سَعِيد عدني ومطرف ومغيرة ونعيم بْن أَبِي هِنْد

وَعَن النُّعْمَان سوى الشَّعْبِي سماك بْن حَرْب وحَدِيثه فِي الْأَمْثَال للعسكري من حَدِيث أَبِي الْهُذيْل العلاف عَنِ الْحَسَن بْن دِينَار عَنْهُ وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَنِ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} بِهَذَا اللَّفْظ سوى النُّعْمَان وَقَالَ التِّرْمِذِي إِنَّه حسن صَحِيح وَبِهِ إِلَى مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَمِعت أَبَا عَبْد اللَّهِ الْحَسَن بْن عَلِي بْن نعيم الْمِصْرِي قَاضِي البرلس يَقُول عَنْ بَعْض سكان البرلس قَالَ سَمِعت قَائِلا يَقُول لَيْلًا من جَانب الْبَحْر وينشد بَيْتَيْنِ فقصدت الصَّوْت فَلم أجد أحدا فَعلمت أَنه هَاتِف هتف بِالْحَقِّ والبيتان هما لَوْلَا رجال لَهُم ورد يقومونا وَآخَرُونَ لَهُم سرد يصومونا لزلزلت أَرْضكُم من تحتكم سحرًا لأنكم قوم سوء لَا تبالونا

البلد الثاني عشر بركة الحاج

الْبَلَد الثَّانِي عشر بركَة الْحَاج وَهِيَ فِي الْجِهَة الشمالية من الْقَاهِرَة عَلَى نَحْو بريد مِنْهَا وَعرفت بِذَلِكَ لنزول الْحَاج بِهَا ذَهَابًا وإيابا وَكَانَت تعرف قَدِيما ب جب عميرَة وَمَا برح الْمُلُوك يركبون إِلَيْهَا لرمي الكراكي بَل كَانَت متنزها لَهُم وَبهَا خطْبَة وبساتين وسكان وخفراء وأوردتها تبعا لمن ذكر نظيرهما وَإِن لَمْ أستوعب مَا عِنْدِي من نمطها كبركة الْحَبَش 12 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الشَّرَفِ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَرَكَةِ الْحَاجِّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَعْلِيُّ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الصَّالِحِيُّ عَنِ الْقَاضِي أَبِي صَالِحٍ نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الشَّيْخِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيِّ وَأَبِي الْفَضْلِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ دلفِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمُقْرِئِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْبَدْرِ مُقْبِلِ بْنِ فتيَان ابْن الْمني وَأَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ الْخَيْرِ قَالَ الأَرْبَعَةُ أَخْبَرَتْنَا الْكَاتِبَةُ فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ ابْنَةُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ الإبرِيُّ قَالَتْ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ

أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ أَنا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ثَنَا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَأَعْطَى لِي الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنْ مُلْكَ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَهْلَكُوا بِسُنَّةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِم عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ وَأَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضُهْمَ بَأْسَ بَعْضٍ فَقَالَ جَلَّ وَعَلا يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً لَا مَرَدَّ لَهُ وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأَمَّتِكَ أَنْ لَا يَهْلَكُوا بِسُنَّةٍ عَامَّةٍ وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيَسْبِيهِمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَهْلَكُ بَعْضًا وَإِنَّهُ سَتَرْجَعُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي إِلَى الشِّرْكِ وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ وَإِنَّ مِنْ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ الأَئِمَّةُ الْمُضِلِّينَ وَإِنَّهُ إِذَا وُضِعَ السَيْفُ فِيهِمْ لَمْ يُرْفَعْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِينً وِإِنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَلا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةً حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجه أَبُو عوانه فِي مستخرجه عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور فوافقناه فِيهِ بعلو وَرَوَاهُ أَيْضا عَنْ يَزِيد بْن سِنَان وَمُسلم وَأَبُو يعلى عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَمُسلم فَقَط عَنْ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمّد بْن بشار

وَمُحَمّد بْن الْمثنى خمستهم عَنْ معَاذ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُم عَالِيًا وَرَوَاهُ ابْن ماجة من حَدِيث سَعِيد بْن بشير عَنْ قَتَادَة بِنَحْوِهِ وَمُسلم أَيْضا وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حسن صَحِيح من حَدِيث حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه مطولا بِزِيَادَة قصَّة أهل الفترة يَوْم الْقِيَامَة من حَدِيث أبان بْن يَزِيد عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كثير كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي قلَابَة فَوَقع لنا عَالِيًا وَبِهِ إِلَى شهدة قَالَت سَمِعت الْقَاضِي الإِمَام أَبَا الْمَعَالِي عزيزي بْن عَبْد الْملك شيذلة من لَفظه يَقُول اللَّهُمَّ يَا وَاسع الْمَغْفِرَة وَيَا باسط الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ افْعَل بِي مَا أَنْتَ أَهله إلهي أذنبت فِي بَعْض الْأَوْقَات وَآمَنت بك فِي كُل الْأَوْقَات فَكيف يغلب بَعْض عمري مذنبا جَمِيع عمري مُؤمنا إلهي لَو سَأَلتنِي حسناتي لجعلتها لَك مَعَ شدَّة حَاجَتي إِلَيْهَا وَأَنا عبد

فَكيف لَا أرجوك أَن تهب لي سيئاتي مَعَ غناك عَنْهَا وَأَنت رب فيا من أَعْطَانَا خير مَا فِي خزائنه وَهُوَ الْإِيمَان بِهِ قبل السُّؤَال لَا تَمْنَعنَا أوسع مَا فِي خزائنك وَهُوَ الْعَفو مَعَ السُّؤَال إلهي حجتي حَاجَتي وعدتي فَاقَتِي فارحمني إلهي كَيْفَ أمتنع بالذنب من الدُّعَاء وَلَا أَرَاك تمْتَنع مَعَ الذَّنب من الْعَطاء فَإِن غفرت فَخير رَاحِم أَنْتَ وَإِن عذبت فَغير ظَالِم أَنْتَ إلهي أَسأَلك تذللا فَأعْطِنِي تفضلا

البلد الثالث عشر بعلبك

الْبَلَد الثَّالِث عشر بعلبك وَهِيَ بِفَتْح الْمُوَحدَة وَاللَّام بَينهمَا عين سَاكِنة ثُمَّ مُوَحدَة وكاف وَقَدْ تزاد ألفا بَعْد الْمُوَحدَة الأولى بَلْدَة قديمَة مَذْكُورَة فِي شعر امْرِئ الْقَيْس بَل يُقَال إِنَّهَا كَانَت مهر بلقيس وفيهَا فِي سوقها بحذاء مَسْجِدهَا الْجَامِع قصر سُلَيْمَان بْن دَاوُد عَلَيْهِمَا السَّلام وَبهَا أَشجَار وأنهار وأعين وَخير كثير وأسوار وقلعة حَصِينَة عَظِيمَة الْبناء مَبْنِيَّة بِالْحِجَارَةِ وَنسب إِلَيْهَا جَمَاعَة كَثِيرُونَ من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين مِنْهُم مُحَمَّد بْن هَاشم شيخ للنسائي يرْوى عَنْ أَبِيهِ وَعنهُ ابْنه أَحْمَد شيخ للطبراني وسبطه أَحْمَد بْن هَاشم بْن عَمْرو شيخ لِابْنِ الْمُقْرِئ وحنبليتها كاليونيين وَقَدْ عدهَا الذَّهَبِيّ والعراقي فِي بلدانياتهما وَمَا سمع بِهَا شَيخنَا شَيْئًا كَأَنَّهُ مَا دَخلهَا وَأَمَّا أَنا فدخلتها وَأَنا مُتَوَجّه إِلَى حلب ثُمَّ فِي الرُّجُوع مِنْهَا وكتبت عَنْ غَيْر وَاحِد من أَهلهَا وَنعم أَهلهَا 13 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الأَصِيلُ الزَّيْن عَبْدُ الْغَنِي بْنُ التَّقِيِّ الْحَسَنُ بْنُ

مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ الْحَافِظِ الشَّرَفُ أَبِي الْحُسَيْنِ الْهَاشِمِيُّ الْحُسَيْنِيُّ الْيُونيِنِيُّ الْبَعْلِيُّ الْحَنْبَلِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبَعْلَبَكَّ وَأُمُّ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَاسِمِيُّ بِالْقَاهِرَةِ الأَوَّلُ عَنِ الزَّيْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ التَّقِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّعْبُوبِ الْبَعْلِيِّ إِذْنًا إِنِّ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا أَنا الإِمَامُ الْقُطْبُ أَبُو الْفَتْحِ مُوسَى بْنُ التَّقِيِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْيُونيِنِيُّ الْبَعْلِيُّ سَمَاعًا عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنَ أَبِي الثَّنَاءِ السَّاوِيِّ إِذْنًا وَقَالَتِ الثَّانِيَةُ أَنا الْجَّمَّالُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَاجِيُّ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَخْلُوفٍ الرِّبْعِيُّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بن عَليّ الهمذاني قَالا أَنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلَفِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَدِينِيُّ الْخَطِيبُ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مت الْهَرَوِيُّ بِهَا أَنا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ يَعْقُوبَ القَّرَّابُ الْحَافِظُ أَنا بِشْرُ بن مُحَمَّد الْمُزنِيّ وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ وَالْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ الأَوَّلُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا زَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّغْدِيُّ ثَنَا رَجَاءُ بْنُ الْمُرَجَّى الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا النَّضْرُ بن شُمَيْل قَالَا ثَنَا هِشَام الدستوَائي وَهُوَ وَالِد أَولهمَا وَقَالَ الآخَرَانِ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّوَيْهِ بْنِ عَبَّادٍ السَّرَّاجُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ كِلاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِي نَجِيحٍ السَّلَمِيِّ - رَضِي الله عَنهُ - قَالَ حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَصْرَ الطَّائِفِ فَلَفَظَ الْحَجَّاجُ بَعْدَهُ فَقَالَ مَنْ بَلَغَهُ بِرَمْيَةٍ فَلَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ بَلَغْتُهُ بَرَمْيَةٍ فِلِيِ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} نَعَمْ فَرَمَاهُ فَبَلَغَهُ قَالَ ثُمَّ رَمَيْتُ أَنَا فَبَلَّغْتُهُ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُولُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ كَعَدْلِ مُحَرِّرٍ

وَلَفظ معَاذ وَأكْثر مَا يعمد قصر الطَّائِف فَسمِعت رَسُول اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُول مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّه فَلهُ دَرَجَة فِي الْجَنَّة وَمن بلغ بِسَهْم فِي سَبِيل اللَّه فَهُوَ عدل مُحَرر فبلغت يَوْمئِذٍ سِتَّة عشر سَهْما وَلَفظ النَّضر فَسَمعته {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُولُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيل اللَّه أَوْ بلغ فَلهُ دَرَجَة فِي الْجَنَّة قَالَ فرميت يَوْمئِذٍ سِتَّة عشر سَهْما وأخبرنيه بعلو دَرَجَتَيْنِ أَوْ ثَلاث عَمَّا قبله سارة ابْنة عُمَر عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَد أَنا عَلِي بْن أَحْمَد أَنا حَنْبَل أَنا هبة اللَّه أَنا الْحَسَن أَنا أَحْمَد الْقَطِيعِي ثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن الإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا روح ويحيي بْن سَعِيد قَالا ثَنَا هِشَام أَبُو عَبْد اللَّهِ هُوَ الدستوَائي بِهِ وَلَفظه حاصرنا مَعَ نَبِي اللَّه {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} حصن الطَّائِف فَسَمعته يَقُول من بلغ بسهمه فَلهُ دَرَجَة فِي الْجَنَّة قَالَ فبلغت يَوْمئِذٍ سِتَّة عشر سَهْما وسمعته {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُول مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّه فَهُوَ عدل مُحَرر وَمن شَاب شيبَة فِي الإِسْلام كَانَت لَهُ نورا يَوْم الْقِيَامَة وَأَيّمَا رجل مُسْلِم أعتق رجلا مُسلما فَإِن اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - جَاعل وقاء كُل عظم من عِظَامه عظما من عِظَام محرره من النَّار وَأَيّمَا امْرَأَة مسلمة أعتقت امْرَأَة مسلمة فَإِن اللَّه - عَزَّ وَجَلَّ - جَاعل وقاء كُل عظم من عظامها عظما من عِظَام محررها من النَّار هَذَا حَدِيث صَحِيح أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ مُحَمَّد بْن الْمثنى وَالتِّرْمِذِيّ فِي جَامعه عَنْ مُحَمَّد بْن بشار وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث ابْن الْمثنى وَأبي قدامه

وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور أربعتهم عَنْ معَاذ وَأخرجه النَّسَائِيّ من حَدِيث خَالِد بْن الْحَارِث وَابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الْوَارِث وَالطَّبَرَانِيّ فِي الرَّمْي من حَدِيث يَحْيَى بْن سَعِيد وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من حَدِيث يُونُس بْن بكير أربعتهم عَنْ هِشَام فَوَقع لنا عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ الطَّبَرَانِي أَيْضا من حَدِيث سعيد بن بشير وَأَحْمَد من حَدِيث سَعِيد بْن أَبِي عرُوبَة وَأبي الشَّيْخ فِي الرَّمْي من حَدِيث شَيبَان ثَلَاثَتهمْ عَنْ قَتَادَة بَل رَوَاهُ عَنْ أَبِي نجيح واسْمه عَمْرو بْن عبسة أَسد بْن ودَاعَة وَأَبُو طيبَة وشرحبيل بْن السمط وعدي بْن أَرْطَاة وَالقَاسِم بْن

عَبْد الرَّحْمَنِ وَكثير بْن مرّة وَأَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِي وَأَبُو عَبْد اللَّهِ الصنَابحِي حَسْبَمَا أَشرت إِلَيْهَا بأبين مِمَّا هُنَا فِي كتاب الرَّمْي وَقَالَ التِّرْمِذِي إِنَّه حسن صَحِيح وَقَالَ الْحَاكِم إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يخرجَاهُ أَنْشدني التَّقِي بْن عُمَر بْن أَحْمَد الْحَنْبَلِيّ البعلي بِهَا لنَفسِهِ يَا عين إِن تنأي عَنِ الْمُخْتَار بِفَوَات رُؤْيَته وَبعد الدَّار فلكم لأوصاف الحبيب معاهد فتمسكي من ذَاك بالآثار

البلد الرابع عشر بلبيس

الْبَلَد الرَّابِع عشر بلبيس وَهِيَ بموحدتين أولاهما مُثَلّثَة وَالْأُخْرَى بِالْفَتْح خَاصَّة بَينهمَا لَام وَآخِرهَا سين مُهْملَة شَرْقي مصر بَينهَا وَبَين فسطاطها أَرْبَعُونَ ميلًا وَاسْمهَا عِنْدَ أهل الْكتاب فِيمَا قيل أَرض جاشر وَقَالُوا إِن يُوسُف لما سمع بوصول وَالِده يَعْقُوب وَمن مَعَهُ من بنيه وَآله من بِلَاد الْخَلِيل - عَلَيْهِم السَّلام - إِلَيْهَا خرج لتلقيه فِيهَا بَل أطلقها الْملك لَهُم خدمَة ليوسف وتعظيما لِأَبِيهِ يكونُونَ فِيهَا ويقيمون بِهَا بنعمهم ومواشيهم فَالله أعلم وَكَذَا قيل إِن ابْنة للمقوقس ملك مصر نزلتها فِي حَيَاة أَبِيهَا فأسرها عَمْرو بْن الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي مَجِيئه لفتح مصر مَعَ خلق من جندها وجند أَبِيهَا سوى من قَتله مِنْهُم وَأخذ جَمِيع مَا كَانَ لَهَا وللقبط مدخرا فِيهَا وَسَار إِلَى قصرهَا بَعْد أَن اخْتَار ملاطفة أَبِيهَا بالمن عَلَيْهِ بإرسالها فِي أموالها إِلَيْهِ مكرمَة مَعَ قَرِيبه قيس بْن أَبِي الْعَاصِ السَّهْمِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أول من قضى بِمصْر - فِيمَا قَالَه ابْن يُونُس - فسر بقدومها

وَبهَا - فِيمَا قيل - جَامع عمري بِهِ عَمُود رُخَام مَكْتُوب عَلَيْهِ اللَّه بس ثُمَّ لَمْ تزل من المدن الْكِبَار بِحَيْثُ نزلها بَعْض مُلُوك الفرنج وَأَخذهَا عنْوَة بَعْد حِصَار طَوِيل وَقتل مِنْهَا آلافاً ولازالت جليلة إِلَى أَن أخذت فِي التناقص بَعْد السُّور والقصور والعمائر والبساتين وَوصف أَهلهَا باليسار وَالنعَم السّنيَّة وَأَنَّهَا قَاعِدَة الْوُلَاة بالحوف ويمر بِهَا من الْأَنْهَار الآخذة من النّيل حَال زِيَادَته نهر يعرف ببحر بْن منجا مِنْهُ شرب تِلْكَ النَّاحِيَة بأسرها وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه الإِمَام عماد الدَّين مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن مرتضى الشَّافِعِي وَالْمجد إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيمَ الْحَنَفِيّ الْقَاضِي شيخ شُيُوخنَا وَكَذَا التَّاج أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الخطيري والتاج مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النُّعْمَان بَل ولجده الْأَعْلَى الشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْن النُّعْمَان فِيهَا عدَّة زَوَايَا وَحدث بِهَا غَيْر مرّة بمصنفه مِصْبَاح الظلام وَبهَا ضريح الشَّيْخ سعدون وَغَيره وَكَذَا كَانَ فِيهَا عكاز ينْسب لسيدي إِبْرَاهِيم بْن أدهم وبرنس ينْسب للشَّيْخ أَبِي عَبْد اللَّهِ الْقرشِي إِلَى غَيْر ذَلِكَ من الْآثَار وَولي قضاءها مَعَ سَائِر عمل الشرقية مفضل بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عقيل البهنسي الشَّافِعِي المتوفي بِهَا فِي سنة خمس وَسبعين وست مئة وَكَانَ

مشكور السِّيرَة والسراج يُونُس بْن عَبْد الْمجِيد الأرمنتي والزين عَبْد الْكَافِي وَالِد التَّقِي السُّبْكِيّ وَسمع مِنْهُ بِهَا الْمُحدث أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُس البعلي فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسبع مئة وَكَذَا مِمَّن سمع بِهَا الذَّهَبِيّ والعراقي وَشَيخنَا وَآخَرُونَ مِنْهُم التَّقِي السُّبْكِيّ قَرَأَ بِهَا عَلَى التَّقِي يُوسُف بْن بدران بْن بدر الحجي الشَّامي الْحَنْبَلِيّ ودخلتها غَيْر مرّة وَأخذت عَنْ جَمَاعَة من أَهلهَا أَوِ انتسب إِلَيْهَا أَنْشدني الْفَقِيه الصَّالح الرباني أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُف بْن إِبْرَاهِيمَ الفاقوسي ثُمَّ البلبيسي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن أَبِي الْفَتْح لفظا بمكتبه بزاوية ابْن الميلق من بلبيس قَوْله الْحَمد لِلَّهِ الحميد الصَّمد منور الأكوان بالممجد مُحَمَّد خير الورى المكمل أهدي إِلَيْنَا فِي ربيع الأَوَّل أَعْلَام سَعْد الْمُصْطَفى قَدْ نشرت فِي الْخَافِقين تلألأت وتضوأت فاح الْوُجُود بنشر عرف المصطفي لما مشي مَا بَيْنَ زَمْزَم والصفا من قبل نشأة آدم أنواره قَدْ سطرت فِي الْعَرْش لما اخْتَارَهُ

فِي أَبْيَات 14 - وَأَخْبَرَنِي الإِمَامُ عَالِمُ الشَّرْقِيَّةِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبِلْبِيسِيُّ قَاضِيهَا الشَّافِعِيُّ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الْبِيشِيِّ إِذْنًا مِنْ بِلْبِيسَ قَالَ ثَنَا حَافِظُ الْوَقْتُ الزَّيْنُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعِرَاقِيُّ إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَالِمٍ الأَنْصَارِيُّ بِقَرَاءَتِي وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِيسَى الأَيُّوبِيُّ مُشَافَهَةً قَالَ ثَانِيهِمَا أَنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيُّ وَقَالَ الأَوَّلُ أَنا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَكِّيِّ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا أُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ السَّرَّاجِ عَنِ الصَّلاحِ بْنِ أَبِي عُمَرَ أَنا الْفَخْرُ الصَّالِحِيُّ قَالا أَنا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنا هِبَةُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ وَقَالَ الصَّلاحُ أَيْضًا أَنْبَأَنَا الْفَخْرُ بِإِجَازَتِهِ هُوَ والحراني من عفيفة الفارفانية قَالَتْ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ الْجَوْزَدَانِيَّةُ قَالَتْ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ رِيذَةَ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ الْمَكِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ هُوَ وَابْنُ السَّرِيِّ ثَنَا سُفْيَانُ - هُوَ الثَّوْرِيُّ - عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ - هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ - عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَوْمًا قَطُّ إِلا دَعَاهُمْ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنِ الثَّوْرِيِّ

وَالطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مَعَانِي الآثَارِ لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُزَيْمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَالِيًا وَكَذَا أخرجه أَبُو يعلي فِي مُسْنده عَنْ زُهَيْر عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن مُوسَى فَوَقع لنا عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ الْحَاكِم فِي صَحِيحه من حَدِيث أَحْمَد بْن سيار ويوسف بْن يَعْقُوب كِلَاهُمَا عَنِ ابْن كثير وَرَوَاهُ الطَّحَاوِيّ أَيْضا من طَرِيق جَمَاعَة عَنْ حجاج بْن أَرْطَأَة عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نجيح وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَد من حَدِيث حجاج وَأوردهُ الضياء فِي المختارة وَقَالَ الْحَاكِم عقب تَخْرِيجه احْتج مُسْلِم بِأبي نجيح وَالِد عَبْد اللَّهِ واسْمه يسَار وَهُوَ من الموَالِي المكيين قَالَ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِي بِهَذَا اللَّفْظ واتفقا عَلَى إِخْرَاج حَدِيث عَبْد اللَّهِ بْن عون قَالَ كتبت إِلَى نَافِع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر أسأله عَن الْقِتَال قبل الدُّعَاء فَكتب إِلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أغار عَلَى بَنِي المصطلق الْحَدِيث وَفِيه وَكَانَ الدعْوَة قبل الْقِتَال انْتهى وَمحل الشَّاهِد مِنْهُ إِنَّمَا هُوَ عِنْدَ مُسْلِم خَاصَّة وَلَفظه كَانَ الدعْوَة قبل

الْقِتَال فِي أول الإِسْلام وَأَمَّا حَدِيث عَلِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَهُوَ بِأَمْر النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِيَّاه بِذَلِكَ كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِي فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ بعث رَسُول اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} عَلِي بْن أَبِي طَالب إِلَى قوم يقاتلهم ثُمَّ بعث إِلَيْهِ رجلا فَقَالَ لَا تَدعه من خَلفه وَقل لَهُ لَا تقَاتلهمْ حَتَّى تدعوهم وَرِجَال إِسْنَاده ثِقَات أَنْشدني أَبُو عَبْد اللَّهِ البيشي إِذْنًا عَنِ الْعِرَاقِيّ فِيمَا أنْشدهُ إِيَّاه لفظا لنَفسِهِ بروحي من نرجوه فِي الْحَشْر شافعا إِذَا مَا قَطعنَا من سواهُ المطامعا يَقُول وَقَدْ آلت إِلَيْهِ أَنا لَهَا وَقَدْ أحجم الرُّسُل الْكِرَام تدافعا شَفَاعَته ينجو بِهَا كُل مُسْلِم يَمُوت عَلَى التَّوْحِيد للشرك دافعا دَعَا النَّاس لِلْإِسْلَامِ لَمْ يلف قَاتلا لمن لَمْ يكن وافته دَعْوَة مَا دَعَا

البلد الخامس عشر بولاق

الْبَلَد الْخَامِس عشر بولاق وَهِيَ حَادِثَة أَوَائِل الْقرن الثَّامِن بساحل نيل مصر وَمَا يجاوره وَبهَا من الْجَوَامِع عدَّة من أقدمها للعز أيدمر أحد خَواص النَّاصِر مُحَمَّد بْن قلاوون وَيعرف بالخطيري وكل من جَامع الوَاسِطِيّ والأسيوطي الَّذِي جدده ابْن الْبَارِزِيّ بعده بدهر إِلَى غَيرهَا من الْقُصُور والربوع والبساتين والمتنزهات والمناظر والأسواق والحواصل والشون والحمامات وَلَقَد اتسعت جدا وَكثر أَهلهَا وَصَارَت من الْبِلَاد الهائلة ولازال الرؤساء من حِينَ ابتدائها وهلم جرا يتعاهدون أماكنهم فِيهَا للتنزه بَل تكَرر نزُول الْمُؤَيد شيخ المحمودي لِذَلِكَ بِالْقصرِ الْبَارِزِيّ مِنْهَا وَرُبمَا أَقَامَ فِيهِ الشَّهْر لَكِن فِي حَال توغله وَأَمَّا فِي الصِّحَّة فدون ذَلِكَ وَيُصلي الْجُمُعَة هُنَاكَ وَكَانَ يمر فِي تِلْكَ اللَّيَالِي من النزه والبسط مَا لَا يزِيد عَلَيْهِ مَعَ الْإِعْرَاض عَنْ قَبِيح الْمُنْكَرَات لإعراضه عَنْهَا وَبِالْجُمْلَةِ فَهِيَ أقل فِي انتشار الْفساد من غَيرهَا وَقل أَن تَخْلُو عَنْ مدرس وقاض وَقَدْ كتبت بِهَا عَنْ جَمَاعَة 15 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِبُولاقَ أَنا

أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ اللؤْلُؤِي سَمَاعًا أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ الْمُزَكِّيِّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمزِيِّ أَنا الْعِمَادُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جُوسلِينَ الْبَعْلِيُّ الْحَنْبَلِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍّ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاهِرِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّابُلْسِيُّ أَنا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ النَّابُلْسِيُّ قَالا أَنا الْمُوَفِّقُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيِّ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَقُومِيُّ أَنا أَبُو طَلْحَةَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي الْمُنْذِرِ الْقَزْوِينِيُّ الْخَطِيبُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ الْقَطَّانُ أَنا الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مَاجَةَ الْقَزْوِينِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّسُوقِيُّ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَزِّيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ الْمَخْزُومِيُّ (ح) وَكَتَبَ إِلَيَّ عَالِيًا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلِيلِيُّ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ الْمَيْدُومِيِّ كِلاهُمَا عَنْ النَّجِيبِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْجَمَّالُ فِي كِتَابِهِ أَنا أَبُو عَلَيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ثَنَا أَبُو يَعْلَى ثَنَا الْمقدمِي - هومحمد بْنُ أَبِي بَكْرٍ - ثَنَا يَحْيَى - هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ - كِلاهُمَا وَاللَّفْظُ لِلْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ - هُوَ الْعَرْزَمِيُّ - عَنْ عَطَاءٍ - هُوَ ابْنُ أَبِي رَبَاحٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ إِنَّ لله - عز وَجل - مئة رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْهَوَامِ وَالسِّبَاعِ وَذَخَرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَفْظُ الآخَرِ إِنَّ لِلَّهِ - عز وَجل - مئة رَحْمَةٍ قَسَمَ مِنْهَا رَحْمَةً بَيْنَ جَمِيعِ الْخَلائِقِ فَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ وَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى أَوْلادِهَا

وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عَبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنِ الْقَطَّانِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحه من حَدِيث عَبْد اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وَابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ كِلاهُمَا عَنِ الْعَرْزَمِيِّ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَلَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة طرق بَل وَفِي الْبَاب عَنْ جَمَاعَة من الصَّحَابَة كَمَا أوردت ذَلِكَ كُلهُ وَاضحا فِي أَحَادِيث الرَّحْمَة وأنشدني أَحْمَد بْن عُمَر الشَّامي ببولاق قَالَ أَنْشدني عَبْد الرَّحِيم بْن الْحُسَيْن الْحَافِظ إِمْلاءً لنَفسِهِ اللَّه أنزل لِلْخَلَائِقِ رَحْمَة وسعت جَمِيع الْخلق فِي دنياهم ويتمها مئة غَدا مَخْصُوصَة بِالْمُؤْمِنِينَ فَلَا تنَال سواهُم وأنشدني أَبُو الْحَسَنِ بْن الْبَهَاء السّلمِيّ مِنْ لَفْظِهِ لنَفسِهِ ببولاق إِن الزَّمَان كميزان بِلَا ريب يحط كُل ثقيل الْعقل وَالدّين لذاك قصرت عَنْ دنياي يَا أملي لِأَن لي ثِقَة بِاللَّه تكفيني

البلد السادس عشر ترسا

الْبَلَد السَّادِس عشر ترسا وَهِيَ من عمل الجيزة فِي قبليها بَيْنَ أَبِي النمرس وجزيرة الذَّهَب اختطها الْقَاسِم بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن الحبحاب السَّلُولي حِينَ كَانَ عَاملا لهشام بْن عَبْد الْملك عَلَى خراج مصر وَذَلِكَ فِي أَوَائِل الْقرن الثَّانِي وَبهَا كَانَت وقْعَة الْخَلِيفَة أَبِي عَبْد الْملك مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن الحكم الَّذِي يُقَال لَهُ الْجَعْدِي نِسْبَة لمؤدبه الْجَعْد بْن دِرْهَم ويلقب أَيْضا بالحمار وَهُوَ الْمَقْتُول فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ومئة وَمَا علمت أحدا نسب إِلَيْهَا وَقَدْ كَانَ بَعْض أَهلهَا يَجِيء إِلَى كُل يَوْم مِنْهَا للْقِرَاءَة وقتا 16 - حَدَّثَنِي بِهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ الْحُسَيْنِيِّ قَالَ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنْبَلِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعُرْضِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ - إِذْنًا - وَسَارَةُ ابْنَةُ عُمَرَ الْحَمَوِيِّ قِرَاءَةً كِلاهُمَا عَنْ عُمَرَ بْنِ حَسَنٍ الْمِّزِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا قَالا أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ السَّعْدِيُّ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ أَنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ أَنا مَحْمُودُ بْنُ الْقَاسِمِ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا أَنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَافِظُ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَيَانِيُّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي رَوْحٍ الْهَرَوِيِّ وَأُمِّ مُؤَيَّدٍ ابْنَةِ أَبِي الْقَاسِمِ قَالَ

الأَوَّلُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا أَبُو عُثْمَانَ الْعَيَّارُ وَقَالَتِ الأُخْرَى أَنَا أَبُو بَكْرٍ وَجِيهُ بْنُ طَاهِرٍ أَنا أَبُو حَامِدٍ الأَزْهَرِيُّ قَالا أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَخْلَدِيُّ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ قَالا ثَنَا قُتَيْبَةُ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ عَلِيٌّ الْبَاجِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الثَّعْلَبِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْبَغْدَادِيُّ أَنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الْهَرَوِيُّ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الْفَارِسِيُّ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُرَيْحٍ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى الْبَاهِلِيُّ - إِمْلاءً مِنْ كِتَابِهِ - قَالا أَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْن عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ كِلاهُمَا عَنْ نَافِعٍ وَانْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ كِلاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَفِي الْبَاب عَنْ جَمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم وَقَالَ التِّرْمِذِي عقب حَدِيثنا إِنَّه حسن صَحِيح

البلد السابع عشر تفهنا

الْبَلَد السَّابِع عشر تفهنا وَهِيَ بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَالْفَاء وَسُكُون الْهَاء ثُمَّ نون هَكَذَا ضَبطه شَيخنَا - رَحمَه الله - هُوَ المستفيض عَلَى الْأَلْسِنَة بَل وبخط قَاضِي الْحَنَفِيَّة الزَّيْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَلِي التفهني وَلَكِن قَدْ زَادهَا القطب الْحلَبِي الْحَافِظ بأولها فِيمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي غَيْر مَا مَوضِع ألفا غربي مصر بِالْقربِ من سنباط انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة أشهرهم الشَّيْخ دَاوُد العزب هُوَ ابْن مرهف بْن هبة أحد عباد اللَّه الصَّالِحين وأوليائه المقربين مَات فِي جمادي الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وست مئة وقبره بِهَا ظَاهر يزار ويتبرك بِهِ ويقصد بالنذور والقربات وَقَدْ زرته ورجوت حُصُول الْقبُول وبلوغ المأمول إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى

سَمِعت الْفَقِيه الصَّالح أَبَا عَلِي دَاوُد الغمري نزيل تفهنا - وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالْخَيْر - بمنزله مِنْهَا وَغَيره يَقُول - فِيمَا قومته

خسر الَّذِي ترك الصَّلَاة وخابا وأبى معادا صَالحا ومآبا إِن كَانَ يجحدها فحسبك أَنه أَمْسَى بِرَبِّك كَافِرًا مُرْتَابا أَوْ كَانَ يَتْرُكهَا لنَوْع تكاسل غشى عَلَى وَجه الصَّوَاب حِجَابا فالشَّافِعِي وَمَالِك رَأيا لَهُ إِن لَمْ يتب حد الحسام عقَابا وَرَأى لَهُ بَعْض الْأَئِمَّة أَنه لَا ينتهى عَنْهُ وَإِن هُوَ تابا إيه وَمِنْهُم من يَقُول بقتْله كفرا وَيقطع دونه الأسبابا وَأَبُو حَنِيفَة قَالَ يتْرك مُدَّة أبدا وَيحبس مرّة إِيجَابا وَالظَّاهِر الْمَشْهُور من أَقْوَاله تعزيره زجرا لَهُ وَعَذَابًا والرأي عِنْدِي للْإِمَام بِكُل تأ ديب وتخويف يرَاهُ صَوَابا ويكف عَنْهُ الْقَتْل طول حَيَاته حَتَّى يجازى فِي المآب حسابا وَالْأَصْل عصمته إِلَى أَن يمتطي إِحْدَى الثَّلَاث إِلَى الْهَلَاك ركابا الْكفْر أَوْ قتل المكافئ عَامِدًا أَوْ مُحصن طلب الزِّنَا فأصابا وَقَدْ أنشدنيها غَيْر وَاحِد إِذْنًا عَنِ الْعِزّ أَبِي عُمَر بْن جَمَاعَة أَنْبَأَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن عَبْد الْمُنعم الدَّمِيرِيّ - إِن شَاءَ اللَّه - أَنا الْحَافِظ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمفضل اللَّخْمِيّ الْفَقِيه الْمَالِكِي لنَفسِهِ فَذكرهَا

البلد الثامن عشر جبرين

الْبَلَد الثَّامِن عشر جبرين وَهِيَ بِكَسْر الْجِيم ثُمَّ مُوَحدَة سَاكِنة وَرَاء مَكْسُورَة وَآخره نون كغسلين عَلَى ميلين من شَرْقي حلب وَيُقَال لَهَا جبرين الفستق بِهَا زَاوِيَة جليلة وسماط وبساط ولشيوخها وجاهة وَعرفت مِنْهُم غَيْر وَاحِد بَل انتسب إِلَيْهَا عَالم حلب الْقَاضِي عَلَاء الدَّين بْن خطيب الناصرية وَفِي الروَاة أَبُو الْحَسَنِ بن مُحَمَّد بْن خلف بْن عُمَر الجبريني شيخ لِابْنِ الْمُقْرِئ وَلَكِن نسبته إِنَّمَا هِيَ لبيت جبرين قَرْيَة كَبِيرَة من أَرض فلسطين عِنْدَ بَيْت الْمُقَدّس نَحْو مشْهد الْخَلِيل - عَلَيْهِ السَّلام - وَقَدْ سمع بجبرين حلب شَيخنَا وأسمع واقتفيت أَثَره فِي السماع خَاصَّة 17 - أَخْبَرَنِي بِهَا الشَّيْخ الأَصِيلُ أَبُو خَالِدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ الْجَبْرِينِيُّ بِقَرَاءَتِي عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ عَائِشَةَ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيَّةِ (ح) وَقَرَأَتْ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي الدِّمَشْقِيِّ بِالْقَاهِرَةَ قُلْتُ لَهُ أَخْبَرَكَ أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الْحَافِظِ الذَّهَبِيُّ وَأم عبد الله زَيْنَب ابنت الشَّرَفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَلِيمِ بْنِ تَيْمِيَةَ سَمَاعًا عَلَى كُلِّ مِنْهُمَا قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ الصَّالِحِيُّ قَالَتْ الأَخِيرَةُ وَأَنَا حَاضِرَةٌ فِي الثَّالِثَةِ أَنا أَبُو الْمَنْجَا بْنُ اللُّتِّيِّ أَنا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ شُنَيْفٍ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ السَّرَّاجِ وَأَبُو غَالِبٍ الْعَطَّارُ قَالا أَنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ إِمْلاءً ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْعَنْبَسِ الْقَاضِي الزُّهْرِيُّ ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ (ح)

وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا مُسْنِدُ الْعَصْرِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ - بِقَرَاءَتِي - وَأَبُو زَيْدٍ الْقِبَابِيُّ فِي كِتَابِهِ قَالَ الأَوَّلُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْجُوخِيُّ إِذْنًا وَقَالَ الثَّانِي أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ سَمَاعًا قَالا أَنا الْفَخْرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيُّ أَنا أَبُو الْيَمَنِ الْكِنْدِيُّ وَأَبُو حَفْصِ بْنُ طَبَرْزَذَ قَالا أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حُضُورًا أَنا أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ حُضُورًا أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ الأَوَّلُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ يَعْنِي الْعَمْرِيَّ قَالَ الثَّلاثَةُ - وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ وَاللَّفْظُ لِلْقَعْنَبِيُّ - ثَنَا سَلَمَةُ بْنُ وَرْدَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ ارْتَقَى رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} الْمِنْبَر فَقَالَ آمِينَ ثُمَّ ارْتَقَى ثَانِيَةً فَقَالَ آمِينَ ثُمَّ ارْتَقَى ثَالِثَةً فَقَالَ آمِينَ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَيْهِ فَقَالَ آمِينَ فَقَالَ أَصْحَابُهُ عَلَى مَا أَمَّنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ لِي يَا مُحَمَّدُ رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَقُلْتُ آمِينَ ثُمَّ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ فَقُلْتُ آمِينَ ثُمَّ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَقُلْتُ آمِينَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ عَالٍ رَوَاهُ ابْن وهب فِي جَامعه عَنْ سَلمَة بْن وردان

وَإِسْمَاعِيل الْقَاضِي فِي الصَّلَاة النَّبَوِيَّة لَهُ عَنْ القعْنبِي وَالْحسن بْن عبد الْملك فِي جزئه المسموع لنا عَنْ الْبَرْمَكِي فَوَافَقْنَاهُمْ فِي شُيُوخِهِمْ بِعُلُوٍّ وَرَوَاهُ الْبُخَارِي فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَأَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبَة فِي مُسْنده كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي نعيم الْفَضْل بْن دُكَيْن عَنْ سَلمَة وَالْبَزَّار فِي مُسْنده عَنْ مُحَمَّد بْن مَعْمَر عَنْ جَعْفَر بْن عون فَوَقع لنا بَدَلا لَهما عَالِيًا وَسَلَمَة قَالَ فِيهِ ابْن سَعْد كَانَ ثبتا وَبَعْضهمْ يستضعفه وَنَحْوه قَوْل الْبَزَّار إِنَّه صَالح وَلَهُ أَحَادِيث يستوحش مِنْهَا لَا نعلم رَوَاهَا بألفاظه غَيره

وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ أَحْمَد بْن صَالح كَانَ ثِقَة حسن الْحَدِيث وَقَالَ ابْن حبَان حدث عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بأَشْيَاء لَا تشبه حَدِيثه كَانَ قَدْ كبر فَكَانَ يحدث عَلَى سَبِيل التَّوَهُّم حَتَّى خرج عَنْ حد الِاحْتِجَاج بِهِ وَقَالَ ابْن عدي فِي الْمُتُون الَّتِي رَوَاهَا أَشْيَاء يُخَالف فِيهَا النَّاس وَضَعفه أَحْمَد وَابْن معِين وَغَيرهمَا لسوء حفظه وَالظَّاهِر أَنه كَانَ صَالحا فِي نَفْسه وَقَدْ أخرج حَدِيثه هَذَا تَمام فِي فَوَائده من حَدِيث مُوسَى الطَّوِيل - وَهُوَ أَشد ضعفا مِنْهُ - عَنْ أَنَس

وَجَاء عَنْ بُرَيْدَة وَجَابِر بْن سَمُرَة وَجَابِر بْن عَبْد اللَّهِ وَعبد الله ابْن جَعْفَر وَعبد اللَّه بْن الْحَارِث بْن جُزْء الزبيدِيّ وَابْن عَبَّاس وَابْن

مَسْعُود وعمار بْن يَاسر وَكَعب بْن عجْرَة وَمَالِك بْن الْحُوَيْرِث

وَأبي ذَر وَأبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم حَسْبَمَا بينتها فِي القَوْل البديع وَآخِرهَا أَصَحهَا فَهُوَ عِنْدَ ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من طرق بَل أَصله فِي صَحِيح مُسْلِم بِاخْتِصَار وَالله الْمُوفق

البلد التاسع عشر جزيرة الفيل

الْبَلَد التَّاسِع عشر جَزِيرَة الْفِيل وَهِيَ حَادِثَة بَيْنَ الْمنية وبولاق متسعة فِيهَا عدَّة بساتين وسوق وخطبة جدد جَامعهَا تجديدا حسنا وأضيفت للفيل لِأَن مركبا - فِيمَا قيل - كَانَ يعرف بالفيل لعظمه وَكبره انْكَسَرَ فِي موضعهَا حِينَ كَانَ غامرا بِالْمَاءِ فَترك إِلَى أَن رَبًّا عَلَيْهِ الرمل وانطرد عَنْهُ المَاء بِحَيْثُ صَار جَزِيرَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا جزيري كبعض الطّلبَة من فضلاء الْحَنَابِلَة أَوْ جزري كَغَيْر وَاحِد مِمَّن انتسب لجزيرة ابْن عُمَر وَغَيرهَا وَقَدْ يثبتون الْبَاء أَيْضا فِي بَعْض المنسوبين لجزيرة ابْن عُمَر كالمنسوبين للجزيرة الخضراء بالأندلس وهم جَمَاعَة وَقَدْ قَرَأَ بِهَا شَيخنَا عَلَى شَيْخه الْعِرَاقِيّ - رحمهمَا اللَّه - وتبعته فِي ذكرهَا وَكَانَ الْعِرَاقِيّ يملي بِهَا أَيَّام سكنه فِيهَا 18 - أَخْبَرَنِي بِهَا الإِمَامُ الزَّكِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمُقْرِئُ بِقَرَاءَتِي أَنا الْمُجِدُّ أَبُو الْفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنَانِيُّ الحْنَفِيُّ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الْحَنْبَلِيُّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحَرَمِ الْحَنْبَلِيُّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَخْبَرَتْنَا مُؤْنِسَةُ ابْنَةَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَفِيفَةَ ابْنَةِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَلَوِيُّ أَنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ جَعْفَرِ بْنِ

حَيَّانَ الْمَعْرُوفِ بِأَبِي الشَّيْخِ ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِهْرَانَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ يَكُونُ بَيْنَ يَدِي السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِح كَافِرًا بيبع أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أخرجه التِّرْمِذِي فِي جَامعه عَنْ قُتَيْبَة عَنِ اللَّيْث فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَقَالَ إِنَّه غَرِيب من هَذَا الْوَجْه وَحسن لَهُ بَعْض الْأَحَادِيث مِمَّا قَالَ فِيهِ أَيْضا إِنَّه غَرِيب من هَذَا الْوَجْه هَذَا مَعَ قَوْله فِي مَوضِع آخر وَقَدْ تكلم أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي سَعْد بْن سِنَان وَرَوَاهُ أَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث يُونُس عَنِ اللَّيْث فَجعله سَعِيد بْن سِنَان

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث ابْن وهب عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِث وَابْن لَهِيعَة كِلَاهُمَا عَنْ يَزِيد فَقَالَا عَنْ سِنَان بْن سَعْد وَفِي الْبَاب عَنِ النُّعْمَان بْن بشير وَأبي أُمَامَة وَغَيرهمَا من الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - وَلذَلِك حسنته وأنشدني أَبُو الْعَبَّاس الْمَذْكُور بِهَا لفظا لنَفسِهِ قَالُوا إِذَا لَمْ يخلف ميت ذكرا ينسي فَقُلْتُ لَهُم فِي بعض أشعاري بعد الْمَمَات أصيحابي ستذكرني بِمَا أخلف من أَوْلَاد أفكاري

البلد العشرون الجزيرة الوسطى

الْبَلَد الْعشْرُونَ الجزيرة الْوُسْطَى وَهِيَ حَادِثَة أَوَائِل الْقرن الثَّامِن حِينَ انحسار المَاء عَنْهَا وَيُقَال إِن الطَّبِيب الْفَاضِل الشَّمْس ابْن الْأَكْفَانِيِّ تفرس مصيرها مَدِينَة حِينَ كَانَ يمر إِذْ ذَاك بِهَا فَكَانَ كَذَلِك بنيت فِيهَا الدّور الجليلة وَالْجَامِع والطاحون والأسواق وَنَحْوهَا وغرست فِيهَا الْبَسَاتِين وحفرت بِهَا الْآبَار وَصَارَت متنزها حسنا إِلَّا أَنه خف شَأْنهَا فِي أَوَائِل الْقرن التَّاسِع مَعَ وجود بقايا بهجة بِهَا الْآن مُضَافا لما تجدّد بَعْد من دور ومعاصر لقصب السكر بَل وجامع تُقَام فِيهِ الْجُمُعَة أَيْضا وَغير ذَلِكَ وَقيل لَهَا الْوُسْطَى لتوسطها بَيْنَ الرَّوْضَة وبولاق وَبَين الْقَاهِرَة وبر الجيزة وَرُبمَا يُقَال لَهَا جَزِيرَة أروى وَقَدْ حدث بِهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ سمع مِنْهُ بِهَا شَيخنَا الْمخْرج عَنْهُ فِيهَا بَل كَانَ يقْرَأ بِهَا الْعلم وَلَهُ فِيهَا مآثر 19 - أَخْبَرَنِي بِهَا الإِمَامُ الْفَقِيهُ عُمْدَةُ الْمَذْهَبِ فِي وَقْتِهِ أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ مُحَمَّدِ الْحَدَّادِيُّ التُّونِسِيُّ الأَصْل بِقَرَاءَتِي أَنا الْجَمَّالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَي بْنِ فَضْلِ اللَّهِ الْعَمْرِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعُرْضِيُّ حُضُورًا وَإِجَازَةً (ح) وَقَرَأْتُ عَالِيًا عَلَى الْعِزِّ بْنِ الْفُرَاتِ وَأَجَازَ لِي الزَّيْنُ اللَّخْمِيُّ قَالَ الأَوَّلُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الزَّقَّاقُ إِذْنًا وَقَالَ الثَّانِي أَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ سَمَاعًا

قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَنْبَلِيُّ أَنا أَبُو حَفْصٍ الدَّارَقَزِّيُّ وَأَبُو الْيَمَنِ اللُّغَوِيُّ قَالا أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّازُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ ثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ عَنِ ابْن عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - أَنَّهُ كَانَ ردِيفَ رَسُولِ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْعَقَبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ هَذَا حَدِيث صَحِيحٌ وَإِسْمَاعِيلُ وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَطَاءٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقَيْسٌ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَخَصِيفٌ بَلْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم جَمَاعَةٌ وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ مِنْ مُسْنَدِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

البلد الحادي والعشرون الجعرانة

الْبَلَد الْحَادِي وَالْعشْرُونَ الْجِعِرَّانَة وَهُوَ بِالْكَسْرِ مَعَ سُكُون الْعين وَقَدْ تكسر وَلَكِن مَعَ تَشْدِيد الرَّاء كَمَا لِابْنِ وهب وَأكْثر الْمُحدثين وَالأَوَّل للشَّافِعِيّ والأصمعي ومحققي الْمُحدثين وَغَيرهم قَالَ صَاحب الْمطَالع وَكِلَاهُمَا صَوَاب وَاد فِي الْحل بَيْنَ الطَّائِف وَمَكَّة هُوَ إِلَيْهَا أقرب أحرم مِنْهُ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فِي ذِي الْقعدَة حَيْثُ قسم غَنَائِم حنين وَلذَا كَانَ أفضل بقاع الْحل وقرأت هُنَاكَ الْإِبَانَة فِيمَا ورد فِي الْجِعِرَّانَة عَلَى مُؤَلفه رَحمَه اللَّه تَعَالَى إِذْ رحلت من مَكَّة إِلَيْهَا بِقصد الاعتمار وَأَخْبَرَنِي بِهَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْد الرَّحِيم بْن الإِمَام أَبِي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ بِقَرَاءَتِي أَنا أَبِي أَنا أَبُو النُّون الدبوسي عَنْ أَبِي مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن رضوَان أنشدنا أَبُو الْقَاسِمِ السُّهيْلي لنَفسِهِ إجَازَة من الْمغرب مِمَّا كتبه عَنْهُ أَبُو الْخَطَّاب بْن دحْيَة الْحَافِظ وَذكر قَائِلهَا أَنه مَا سَأَلَ اللَّه بِهَا أحد شَيْئًا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع أَنْتَ الْمعد لكل مَا يتَوَقَّع يَا من يُرْجَى للشدائد كلهَا يَا من إِلَيْهِ المشتكي والمفزع

يَا من خَزَائِن رزقه فِي قَوْل كن أمنن فَإِن الْخَيْر عنْدك أجمع مَالِي سوى فقري إِلَيْك وَسِيلَة وبالافتقار إِلَيْك فقري أدفَع مَالِي سوى قرعي لبابك حِيلَة فلئن رددت فَأَي بَاب أَقرع وَمن الَّذِي أَدْعُو وأهتف باسمه إِن كَانَ فضلك عَنْ فقيرك يمْنَع حاشا لجودك أَن يقنط عَاصِيا الْفضل أجزل والمواهب أوسع

البلد الثاني والعشرون الجيزة

الْبَلَد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ الجيزة وَهِيَ بِكَسْر الْجِيم ثُمَّ تَحْتَانِيَّة بعْدهَا زَاي قديمَة عَلَى شاطئ النّيل الغربي تجاه مصر فِيهَا عدَّة مَسَاجِد أبهجها الْمدرسَة الخروبية المضافة للمؤيد شيخ بَل وفيهَا مَسْجِد عمري - فِيمَا قيل - وَلَيْسَ بِبَعِيد فَقَدْ نزلتها هَمدَان وَمن والاها حِينَ فتحت مصر وَكتب عُمَر إِلَى عَمْرو بْن الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كَيْفَ رضيت أَن تفرق أَصْحَابك وَيكون بَيْنك وَبينهمْ بَحر لَا تَدْرِي مَا يفجؤهم فلعلك لَا تقدر عَلَى غياثهم حَتَّى ينزل بهم مَا تكره فاجمعهم إِلَيْك فَإِن أَبَوا وأعجبهم موضعهم فَابْن عَلَيْهِم من فَيْء الْمُسْلِمِينَ حصنا فَفعل وَكَانَ الْفَرَاغ من بنائِهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَلَهَا فِي يَوْم الْأَحَد سوق حافل وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا خلق كَثِيرُونَ حصلت مِنْهُم جملَة وَيُقَال إِن كَعْب الْأَحْبَار مدفون بِهَا وَإِن مَسْجِدا مِنْهَا كَانَ فِيهِ التابوت الَّذِي قذفت بِهِ أم مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام فِي النّيل وَهُوَ فِيهِ إِلَى غَيْر ذَلِكَ من المآثر كمعبد ذِي النُّون والحَدِيث الْمَرْوِيّ فِيهَا بِلَفْظ الجيزة رَوْضَة من رياض الْجَنَّة لَا يَصح

وَهِيَ مِمَّن سمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه - رحمهمَا اللَّه - فِي آخَرين مِنْهُم ابْن رَافع وَغَيره سمعُوا فِيهَا عَلَى نزيلها أَبِي عَلِي الْحَسَن بْن عُمَر الْكرْدِي أحد شُيُوخ التَّقِي السُّبْكِيّ وتكرر دخولي لَهَا للسماع وَغَيره وَآخر من كَانَ يذكر فِيهَا الْفَاضِل نور الدَّين بْن الجريش رَحمَه اللَّه 20 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخَانُ أَبُو الصَّفَاءِ خَلِيلُ بْنُ سَبْرَجٍ الْحَنَفِيُّ وَأَبُو الْمَعَالِي الْكَاتِبُ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِمَا مُفْتَرِقِينَ الأَوَّلُ بِزَاوَيِةِ سِيدِي سَعْدِ الدِّينِ مِنَ الْجِيزَةِ وَالثَّانِي بِالْقَاهِرَةِ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيِّ قَالَ الثَّانِي سَمَاعًا أَنا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاضِي أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشِّيرَازِيِّ سَمَاعًا أَنا جَدِّي أَبُو نَصْرٍ حُضُورًا وَإِجَازَةً أَنا الشَّيْخَانِ أَبُو طَاهِرٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ طَاهِرٍ الْحصني الْحَمُوِيُّ وَأَبُو الْبَرَكَاتِ الْخَضْرُ بْنُ شِبْلٍ الْحَارِثِيُّ مُفْتَرِقِينَ قَالا أَنا الشَّيْخَانِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ السَّلَمِيُّ الْمُوَازِينِيُّ وَأَبُو طَاهَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِنَّائِيُّ قَالا أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ سَعْدَانَ أَنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ فُضَالَةَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو قُصِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأَصَمُ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو أَيُّوبُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غُفْرَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى سَرَايَا مِنَ الْمَلائِكَةِ تَقِفُ وَتَحِلُّ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ اغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكِرِ اللَّهِ وَذَكِّرُوهُ بِأَنْفُسِكُمْ مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ كَيْفَ مَنْزِلَتُهُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْزِلُ الْعَبْدَ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ جَعْفَرٌ الْفِرْيَانِيُّ فِي كِتَابِ الذِّكْرِ لَهُ عَنْ سُلَيْمَانَ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ

وَرَوَاهُ مُسَدَّدٌ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ مَوْلَى غُفْرَةَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ عَبْد فِي مُسْنده عَنْ حبَان بْن هِلَال وَأبي يعلي فِي مُسْنده عَنْ عُبَيْد اللَّهِ القواريري وَالْبَزَّار فِي مُسْنده عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أَبِي عُمَر الضَّرِير وَالْحَاكِم فِي الدُّعَاء من مُسْتَدْركه من حَدِيث مُسَدّد خمستهم عَنْ بشر بن الْمفضل وَابْن منيع فِي مُسْنده من حَدِيث إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش كِلَاهُمَا عَنْ مَوْلَى غُفْرَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا عَلَى أَكْثَرهم وَقَالَ الطَّبَرَانِي إِنَّه لَا يرْوى عَنْ جَابِر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ عُمَر وَكَذَا قَالَ الْبَزَّار وَزَاد وَلَا رُوِيَ أَيُّوب عَنْ جَابِر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غَيره وَقَالَ الْحَاكِم إِنَّه صَحِيح الْإِسْنَاد

قلت وَمولى غفرة وَإِن اخْتلف فِيهِ فَعَن ابْن معِين تَضْعِيفه فِي رِوَايَة وَأَنه لَيْسَ بِهِ بَأْس فِي أُخْرَى وَكَذَا ضعفه النَّسَائِيّ وَقَالَ ابْن حبَان يقلب الْأَخْبَار لَا يحْتَج بِهِ وَتَركه مَالِك وَوَثَّقَهُ ابْن سَعْد وَقَالَ أَحْمَد وَالْبَزَّار لَيْسَ بِهِ بَأْس فلحَدِيثه هَذَا شَوَاهِد

وَبِهِ إِلَى أَبِي عُمَر بْن فضَالة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن دُحَيْم ثَنَا هِشَام بْن عمار ثَنَا عِيسَى بْن يُونُس ثَنَا الأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم - هُوَ النَّخعِيّ - قَالَ إِنِّي لأسْمع الْحَدِيث فَأنْظر مَا يُؤْخَذ بِهِ مِنْهُ فَآخذهُ وأترك سائره

البلد الثالث والعشرون حلب

الْبَلَد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ حلب وَهِيَ شامية قديمَة كَبِيرَة جليلة عامرة حَسَنَة الْمنَازل رقيقَة الْهَوَاء مدرج طَرِيق الْعرَاق إِلَى الثغور وَسَائِر الشامات عَلَيْهَا سور من حجر عَظِيمَة السُّوق قَليلَة الْبَسَاتِين يمر بِهَا نهر قويق وَفِي وَسطهَا قلعة مُرْتَفعَة عَلَى تل حَصِينَة لاترام بِهَا - فِيمَا يُقَال - مقَام إِبْرَاهِيم الْخَلِيل - عَلَيْهِ السَّلام - وَأَنه كَانَ يحلب نعمه بموضعها أَيَّام الْجُمُعَات وَيتَصَدَّق بِذَلِكَ وَمن ثُمَّ قيل حلب - أَي الْخَلِيل - الشَّهْبَاء وَقيل إِنَّمَا سميت باسم حلب بانيها وَهُوَ من ذُرِّيَّة عمليق وجامعها الْكَبِير أموي وانتسب إِلَيْهَا قَدِيما وحَدِيثا عَالم لَا يُحصونَ يشتبهون بالحلبي بِسُكُون اللَّام كَمَا فِي الْإِكْمَال وَغَيره وأفرد غَيْر وَاحِد تاريخها وَلَقي بِهَا إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه سُلَيْمَان بْن نَافِع الْعَبْدي أحد التَّابِعين - إِن شَاءَ اللَّه - وَكَانَ لَهَا فِي الْقرن التَّاسِع جمال بِالْحَافِظِ الْبُرْهَان سبط بْن العجمي وَفِي وَلَده بركَة وَخير فَهُوَ الْآن شيخها ومحدثها

يدرس ويصنف وَيسمع وَلَا أعلم من أَهلهَا قاطبة مِمَّن هُوَ مُقيم بِهَا أَوْ فَارقهَا من كتب لَهُ شَيخنَا مَا كتب لَهُ زَاده اللَّه فضلا وَأكْثر من بِهَا الْآن من غَيْر أَهلهَا وَهِيَ من الْبِلَاد الَّتِي سمع فِيهَا شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وَمن لَا يحصي كَثْرَة وَأخذت بِهَا عَنْ جَمَاعَة كثيرين وسد الْبَاب حرسها اللَّه 21 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الأَصِيلُ الزَّيْنُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَدَقَةَ بْنِ الشَّرَفِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْحَرَّانِيِّ الْحَلَبِيِّ سَمَاعًا عَلَيْهِ بِهَا قَالَ أَنا جَدِّي الشَّرَفُ الْمَذْكُورُ سَمَاعًا أَنا الْعِزُّ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هِاشَمِ بْنِ الْعَجَمِيُّ أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ (ح) وَكَتَبَ إِلَيَّ عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ مِنْهَا عَنْ الصَّدْرِ الْبَكْرِيِّ أَنا النَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ سَمَاعًا كِلاهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ خَلِيلِ بْنِ أَبِي الرَّجَاءِ الرَّارَانِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلادٍ النُّصَيْبِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَنِ الدَّجَّالِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَالٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ دَرَجَتَيْنِ

وَهُوَ عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ لكنهما لَمْ يخرجَاهُ من هَذَا الْوَجْه بَل روياه من طَرِيق شُعَيْب بْن الحبحاب عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - نَحوه سوى الِاسْتِعَاذَة من فتْنَة الدَّجَّال فَلم أَقف عَلَيْهَا فِي الْكِتَابَيْنِ من حَدِيث أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَبْد اللَّهِ الْقيم بحلب عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ المرداوي الْحَنْبَلِيّ الْقَاضِي وَغَيره إِذْنًا قَالُوا أَنا الْحَافِظ أَبُو عَبْد اللَّهِ الذَّهَبِيّ أنشدنا الْحَافِظ الْقدْوَة الشهَاب أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ فَرح الإشبيلي لنَفسِهِ غرامي (صَحِيح) والرجا فِيك (معضل وحزني ودمعي (مُرْسل ومسلسل) وصبري عَنْكُم يشْهد الْعقل أَنه ضَعِيف ومتروك) وذلي أجمل وَلَا (حسن) إِلَّا سَماع حَدِيثكم مشافهة يملي عَلِي فأنقل وأمري (مَوْقُوف) عَلَيْك وَلَيْسَ لي عَلَى أحد إِلَّا عَلَيْك معول وَلَو كَانَ (مَرْفُوعا) إِلَيْك لَكُنْت لي عَلَى رغم عذالي ترق وتعدل وعذل عذولي (مُنكر) لَا أسيغه وزور وتدليس) يرد ويهمل أَقْْضِي زماني فِيك (مُتَّصِل) الأسى ومنقطعا) عَمَّا بِهِ أتوصل وَهَا أَنا فِي أكفان هجرك (مدرج تكلفني مَا لَا أُطِيق فأحمل وأجريت دمعي بالدماء (مدبجا وَمَا هِيَ إِلَّا مهجتي تتحلل (فمتفق) جفني وسهدي وعبرتي ومفترق) صبري وقلبي المبلبل

(ومؤتلف) وجدي وشجوي ولوعتي ومختلف) حظي وَمَا فِيك آمل خُذ الوجد عني (مُسْندًا ومعنعنا فغيري (بموضوع) الْهوى يتحيل إِلَى آخرهَا وَهِي مَشْهُورَة

البلد الرابع والعشرون حماة

الْبَلَد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ حماة وَهِيَ شامية قديمَة مَذْكُورَة فِي التَّوْرَاة - فِيمَا قيل - بَيْنَ حلب وحمص كَمَا اتّفق هُنَا مليحة من أنزه الْبِلَاد الشامية لاستدارة نهر العَاصِي عَلَى عاليها من شرقيها وشماليها مَعَ مَا عَلَيْهِ من النواعير الْكَثِيرَة الَّتِي تَسْقِي أَكْثَر بساتينها وَيدخل مِنْهَا المَاء إِلَى كثير من دورها وتركيب الأرحاء عَلَى المَاء وَلَهَا قلعة حَسَنَة الْبناء مُرْتَفعَة وفيهَا الْجَامِع النوري والدهشة وَغَيرهمَا من الْجَوَامِع والمدارس وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة فيهم عُلَمَاء ورؤساء وَمن محَاسِن ملكهَا الْمُؤَيد عماد الدَّين إِسْمَاعِيل بْن عَلِي أحد أكَابِر الْعُلَمَاء أَنه كَانَ رتب بِأَبْوَاب خاناتها من يُعلمهُ بالفضلاء القاصدين لَهَا والمارين عَلَيْهَا ليكرم موردهم ويستفيد مَا لَعَلَّه يحْتَاج إِلَيْهِ مِمَّا عِنْدهم وَقَدْ سمع بِهَا كُل من شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وَآخَرين واقتفيت أَثَرهم فِي ذَلِكَ 22 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْحَمَوِيُّ قَاضِيهَا بِالْمَدْرَسَةِ الْبَارَزِيَّةُ مِنْهَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْحَافِظِ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بِالْقَاهِرَةِ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُزْنِيِّ قَالَ الأَوَّلُ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي الثَّالِثَةِ عَلَيْهِ وَعَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْحَرَّسْتَانِيِّ قَالَ الْمُزْنِيُّ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ أَنا الإِمَامُ أَبُو الْيَمَنِ اللُّغَوِيُّ وَقَالَ ابْنُ الْحَرَّسْتَانِيِّ أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ ابْنَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ الأَنْصَارِيَّةُ عَنِ الْفَتْحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ قَالا أَنا أَبُو

مَنْصُورٍ الرَّضْوَانِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبُسْرِيِّ أَنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخَلِّصُ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الْمسيبي ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ عَنْ أَبِي الرِّجَالِ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْرَةَ هِيَ أُمَّهُ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَالٍ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَالدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ كِلاهُمَا عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَأَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ كِلاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُم عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ أَبِي عَوَانَةَ مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ وَالأَصْمَعِيِّ كِلاهُمَا عَنْ يَعْقُوبَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَرَوَاهُ أَحْمَد أَيْضا من حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بِي أَبِي الرِّجَال عَنْ أَبِيهِ بِهِ بِلَفْظ كَأَن لَيْسَ فِيهِ طَعَام

أَنْشدني الْعَلامَة الزَّيْن أَبُو حَفْص بْن أَحْمَد بْن الخرزي الْحَمَوِيّ بِهَا قَوْله فِيمَا ينْسب إِلَى الإِمَام عَلِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي أَيَّام الْأُسْبُوع مِمَّا لايصح عَنْهُ صيد بِنَاء وأفراح وَنقص دَمًا شرب الدَّوَاء قَضَاء الْحَاجَات تَزْوِيج الصَّيْد للسبت وَالْبَاقِي يُقَابله بالنشر مَا لَمْ يكن فِي اللف تعويج وَقَوله فِي الثَّلَاثَة الَّذِينَ تخلفوا وَكَون كُل وَاحِد مِنْهُم وَافق اسْم أَبِيهِ اسْم من تخلف عَنْهُ كَعْب هِلَال مَعَ مرَارَة خلفوا عَن مَالِك وَأُميَّة وربيع وأنشدني عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَلِي الْهِلَالِي الْحَمَوِيّ بِهَا لنَفسِهِ فِي سلمى وظبية كقضيب البان قُلْت لَهَا وسَيْف ناظرها للقلب قَدْ أصمى أُرِيد أسأَل مِنْك الْيَوْم مَسْأَلَة مَا الِاسْم قَالَتْ سَرِيعا سَيِّدي سلما

البلد الخامس والعشرون حمص

الْبَلَد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ حمص وَهِيَ شامية قديمَة خصبة جدا ذَات بساتين وشربها من نهر العَاصِي وبظاهرها عَلَى دون ميل يجْرِي النَّهر المقلوب وَعَلِيهِ لأَهْلهَا أجنة حَسَنَة وكروم وَهِيَ فِي مستوى من الأَرْض وَأَصَح بِلَاد الشَّام تربة وَلَيْسَ بِهَا عقارب وَلَا حيات وَكَانَ لهرقل فِيهَا بِنَاء كالقصر كَمَا فِي قصَّة أَبِي سُفْيَان من أول الصَّحِيح وَبهَا - فِيمَا قيل - قبر خَالِد بْن الْوَلِيد وَغير وَاحِد من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم كوحشي بْن حَرْب قَاتل حَمْزَة عَم النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} الَّذِي قَالَ لَهُ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} غيب وَجهك عني وَعبد الله بن بسر وَهُوَ آخر الصَّحَابَة بِهَا موتا وَلأَجل خَالِد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - زعم الطاغية تيمورلنك حِينَ اجتيازه بِهَا وَعدم دُخُوله لَهَا إكرامه بِذَلِكَ وَسميت باسم حمص بانيها أخي حلب باني السَّابِقَة وَهِيَ غَيْر مصروفة وَإِن كَانَت اسْما ثلاثيا سَاكن الْوسط لِأَنَّهَا أَعْجَمِيَّة فَاجْتمع فِيهَا العجمة والعلمية والتأنيث كحماة وانتسب إِلَيْهَا خلق وأفرد عَبْد الصَّمد بْن سَعِيد وَغَيره من نزلها من الصَّحَابَة وَبَعْضهمْ تاريخها

وَسمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وَآخَرُونَ وَكنت مِمَّن سمع بِهَا وَفِي الأندلس مَوضِع يُسمى حمص أَيْضا انتسب إِلَيْهِ بَعْضهم 23 - أَخْبَرَنِي الزَّيْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْحِمْصِيُّ بِهَا أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَعْلِيُّ الصُّوفِيُّ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالب أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الزُّبَيْدِيِّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الْهَرَوِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الدَّاوُدِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّوَيْهِ السَّرْخَسِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْبَرِيُّ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بن مُحَمَّد الأبودري أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَرْبِيُّ أَنا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (ح) وَكَتَبَ إِلَيَّ عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِ عَنْ أَبِي الْفَتْحِ الْبَكْرِيِّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْفَرَجِ الْحَرَّانِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَسْعُودِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ الْجَمَّالِ أَنا أَبُو عَلَيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر وَالْغِطْرِيفِيُّ قَالَ الأَوَّلُ ثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبْيبٍ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَقَالَ الثَّالِثُ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ قَالَ هُوَ وَالْبُخَارِيُّ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَقَالَ الرَّابِعُ ثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ الأَرْبَعَةُ وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ثَنَا قَتَادَةُ ثَنَا أَنَسٌ عَنْ أَبِي مُوسَى - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ وَالَّذِي لَا يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلا رِيحَ لَهَا

وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ وَمَثَلُ الْفَاجِرِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلا رِيحَ لَهَا هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ هُدْبَةَ وَابْنُ حِبَّانَ عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ فَوَافَقْنَاهُمَا فِيهِمَا بِعُلُوٍّ وَأَحْمَدُ عَنْ بَهْزٍ وَعَفَّانَ كِلاهُمَا عَنْ هَمَّامٍ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَاتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ وَشُعْبَةَ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَأَحْمَدُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبَانٍ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ قَتَادَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا

البلد السادس والعشرون الخانقاة السرياقوسية

الْبَلَد السَّادِس وَالْعشْرُونَ الخانقاه السرياقوسية وَهِيَ حَادِثَة فِي شَرْقي مصر عرفت بالخانقاه بِفَتْح النُّون رِبَاط الصُّوفِيَّة الَّتِي بناها النَّاصِر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور قلاون وكمل بناؤها فِي سنة خمس وَعشْرين وَسبع مئة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا خانقاهي وَلَكِن الْجَارِي عَلَى الْأَلْسِنَة فِي النُّطْق بِهَا بِالْكَاف بدل الْقَاف وَيُقَال فِي المنسوبين إِلَيْهَا الخانكي وَقَدِ اتسعت وتزايدت بهجتها بِمَا جدد فِيهَا من الْمدَارِس والْأَسْوَاق والدور وَكثر النَّازِل فِيهَا والمستبضع مِنْهَا وَقَدْ دَخَلتهَا كثيرا وكتبت بِهَا عَنْ غَيْر وَاحِد وَأول من قَرَّرَهُ النَّاصِر فِي مشيختها الشَّيْخ مجد الدَّين مُوسَى بْن أَحْمَد بْن مَحْمُود الأقصري نقلا لَهُ من مشيخة الخانقاه الكريمية بالقرافة إِلَيْهَا لإجلاله لَهُ وأوصافه الجميلة وأنسه خُصُوصا فِي السماع ورتب ذكرا فَكَانَ يَقُوله هُوَ وطائفته بَعْد صَلَاة الْمغرب فَلَا يَنْقَضِي حَتَّى يُؤذن الْعشَاء وَمَات فِي شَهْر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَسبع مئة قبل النَّاصِر بِثمَانِيَة أشهر وَقَدْ زَاد عَلَى السّبْعين وَدفن هُنَاكَ وقبره يزار وَمِمَّنْ ولي مشيختها الشهَاب أَحْمَد بْن سَلامَة الْمَقْدِسِي ثُمَّ الْمِصْرِي الْوَاعِظ فباشرها إِلَى أَن مَات سنة تسع وَسِتِّينَ وَسبع مئة وَأَظنهُ كَانَ اسْتَقر بَعْد الْمجد الْمَذْكُور وَكَذَا مِمَّن وَليهَا الشَّمْس مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْر القليوبي شيخ

شُيُوخنَا وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثماني مئة فاستقر فِيهَا الْخَادِم بِهَا شمس الدَّين مُحَمَّد بْن أوحد ثُمَّ رغب عَنْهَا بَعْد يسير فِي سنة خمس عشرَة للمحب بْن الْأَشْقَر ثُمَّ لِابْنِهِ الْأَكْبَر وَهِيَ الْآن مَعَ أَصْغَر أَوْلَاد الْمُحب رَحِمهم اللَّه وإيانا 24 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الصَّالِحُ الثَّقِةُ أَبُو عَلِيٍّ مَحْمُودُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ الْخَانِكِيُّ بِهَا أَنا الْكَمَالُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ ظَهِيرَةَ الْمَكِّيُّ بِهَا (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزُّ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْفُرَاتِ كِلاهُمَا عَنِ الْعِزِّ أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَمَاعَةَ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَاعِدٍ الْحَلَبِيُّ سَمَاعًا أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ أَنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الطرسوسي (ح) قَالَ شَيْخُنَا الثَّانِي وَأَخْبَرَتْنَا بِعُلُوٍّ أُمُّ مُحَمَّدٍ سِتُّ الْعَرَبِ ابْنَةَ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَخْرِ إِذْنًا قَالَتْ أَنا جدي الْفَخر بْن الْبُخَارِي حُضُورًا وَإِجَازَةً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ أَنا أَبُو مَنْصُورٍ مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ قَالا أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَاذَشَاهِ قَالَ الأَوَّلُ إِذْنًا أَنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ ثَنَا أَبُو الْوَلِيدُ الطَّيَالِسِيُّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنِي الْهِرْمَاسُ بْنُ زِيَادٍ الْبَاهِلِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَأَنَا ردِيفُ أَبِي وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ يَوْمَ الأَضْحَى وَالنَّاسُ حَوْلَهُ فَقُلْتُ لأَبِي مَا يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ يَقُولُ ارْمُوا الْجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ بَهْزٍ وَعَبْدِ الصَّمَدِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ وَهَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ

وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ خَمْسَتِهِمْ عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَأَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهْمُ عَالِيًا وَأخرجه النَّسَائِيّ من حَدِيث أَبِي نوح عَبْد الرَّحْمَنِ بْن غَزوَان وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث النَّضر بْن مُحَمَّد وَعبد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زَوَائِد الْمسند وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث يَحْيَى بْن الضريس ثَلَاثَتهمْ عَنْ عِكْرِمَة لَكِن لفظ ابْن الضريس كنت ردف أَبِي فَرَأَيْت النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} عَلَى بعير وَهُوَ يَقُول لبيْك بِحجَّة وَعمرَة قَالَ شَيخنَا - رَحمَه اللَّه - وَهِيَ زِيَادَة مُنكرَة

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عَلِي الصُّوفِي بالخانقاه أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْن سَلامَة (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا سارة ابْنة عُمَر كِلاهُمَا عَنْ عُمَر بْن الْحَسَن قَالَ الأَوَّل سَمَاعًا أَنا عَلِي بْن أَحْمَد عَنْ أَبِي المكارم اللبان أَنا أَبُو عَلِي الْمُقْرِئ أَنا أَحْمَد الأَصْبَهَانِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد الجابري أنشدنا ابْن المعتز ألم تَرَ أَن الدَّهْر يَوْم وَلَيْلَة يكران من سبت عَلَيْك إِلَى سبت فَقل لجديد الْعَيْش لَا بُد من بلَى وَقل لِاجْتِمَاع الشمل لابد من شت

البلد السابع والعشرون الخطارة

الْبَلَد السَّابِع وَالْعشْرُونَ الخطارة وَهِيَ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة ثُمَّ طاء مُهْملَة مُشَدّدَة بَلْدَة متوسطة بَيْنَ بلبيس والصالحية من الشرقية بِهَا خطْبَة وخان تجدّد مَعَ مآثر للواردين وَغَيرهم 25 - أَخْبَرَنِي بِهَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَى أَبِي أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنَانِيِّ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ (ح) وَأَخْبَرَتْنِي عَالِيًا أُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ عُمَرَ قِرَاءَةً وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ يُوسُفَ وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَرَجِ الصَّالِحِيَّانِ إِذْنًا قَالَ الأَخِيرُ أَنا الْبَدْرُ أبوالعباس بْنُ الْجُوخِيُّ حُضُورًا وَإِجَازَةً قَالا أَخْبَرَتْنَا أُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ ابْنَةُ مَكِّيٍّ وَقَالا الأَوَّلانِ أَنا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيُّ قَالَتْ الْمَرْأَةُ إِذْنًا وَقَالَ الآخَرُ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدِ السَّعْدِيُّ قَالا أَنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّصَافِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الشَّيْبَانِيُّ أَنا أَبُو عَلِي الْحَسَن بْن عَلِيٍّ الْوَاعِظُ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ أَنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ أَنا ابْنُ لَهِيعَةَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ عَن عبيد اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ هُوَ الْمِصْرِيُّ أَنَّ ابْنَ قَارِظٍ هُوَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ عَنْ مُطَّلِبِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَقَالَ عقبَة إِنَّه لَا يرْوى عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد تفرد بِهِ ابْن لَهِيعَة قُلْت وَهُوَ ثِقَة إِلَّا أَنه احترقت كتبه فَمَا حدث بِهِ بَعْد وَانْفَرَدَ بِهِ لَا يقبل

بِهِ وَلذَا لَمْ يخرج مُسْلِم وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيثه إِلَّا مَا توبع عَلَيْهِ وَكَذَا الْبُخَارِي لكنه مَعَ ذَلِكَ لَا يفصح باسمه بَل يبهمه فَيَقُول عَنْ حَيْوَة وَغَيره والغير هُوَ ابْن لَهِيعَة بِلَا شكّ وَهُوَ وَإِن اضْطربَ فِي هَذَا الْحَدِيث لما رَوَاهُ الطَّبَرَانِي أَيْضا لَكِن فِي الْكَبِير من طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَم عَنْهُ فَقَالَ عَنْ جَعْفَر بْن ربيعَة عَنْ ابْن

قارظ أَنه سمع عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حَسَنَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُول سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَذكره بَل رَوَاهُ فِي الْأَوْسَط نَفْسه من حَدِيث سَعِيد بْن كثير بْن عفير عَنْهُ فَقَالَ عَنْ مُوسَى بْن وردان عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفظه عَنْ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ أَيّمَا امْرَأَة اتقت رَبهَا وحفظت فرجهَا وأطاعت زَوجهَا فتحت لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب الْجَنَّة فَقيل لَهَا ادخلي من حَيْثُ شِئْت وَقَالَ إِنَّه لَمْ يروه عَنْ مُوسَى إِلَّا ابْن لَهِيعَة فَلهُ شَوَاهِد مِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو حَمْزَة السكرِي عَنْ عَبْد الْملك بْن عُمَيْر عَنْ رجل لَمْ يسم عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَفعه بِنَحْوِهِ لكنه اخْتلف فِيهِ عَلَى عَبْد الْملك فَقَالَ شَيبَان وهدبة بْن الْمنْهَال عَنْهُ عَنْ أَبِي سَلمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَقَالَ أَبُو عوَانَة عَنْهُ عَنْ أَبِي سَلمَة عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر وَقَالَ عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور عَنْهُ عَنْ أَبِي سَلمَة عَنْ أَبِي الْهَيْثَم بْن التيهَان وَالِاضْطِرَاب فِيهِ من عَبْد الْملك فَلم يكن بِالْحَافِظِ مَعَ ثقته

وَمِنْهَا مَا أخرجه الْبَزَّار من حَدِيث أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِسَنَد فِيهِ رواد بن الْجراح وَلَفظه كَالْأولِ لكنه قَالَ دخلت الْجَنَّة وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية من وَجه آخر فِيهِ يَزِيد بْن أبان الرقاشِي

وَلَفظه الْمَرْأَة إِذَا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجهَا وأطاعت زَوجهَا فلتدخل من أَي أَبْوَاب الْجَنَّة شَاءَت وَمِنْهَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الديلمي عَنْ أَبِي مَالِك وَلذَلِك حسنته

(فارغة)

البلد الثامن والعشرون خليص

الْبَلَد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ خليص وَهِيَ بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة ثُمَّ لَام وصاد مُهْملَة بَينهمَا مثناة تَحْتَانِيَّة قَرْيَة من أَرض الْحجاز قريبَة من قديد بَل عَلَى مرحلَتَيْنِ فَأكْثر من مَكَّة بِهَا عين مَاء طيب حُلْو صَاف وبركة هائلة تنْسب عمارتها لأرغون الدوادار نَائِب السلطنة بالديار المصرية فِي أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد بن استاده قلاون وَأَظنهُ - إِن صَحَّ - كَانَ فِي سنة عشْرين وَسبع مئة فَمَا بعْدهَا لِأَنَّهُ حج فِي هَذِه السّنة ومشي وَهُوَ بهيئة الْفُقَرَاء متمسكنا من مَكَّة إِلَى عَرَفَة وَقَدْ جددها بَعْد السّبْعين سُلْطَان الْوَقْت تجديدا حسنا وأجرى الْعين إِلَيْهَا بَل وَعمر بجانبها مَسْجِدا متسعا جزاه اللَّه بِحسن قَصده خيرا وَقَدْ سمع بِهَا شَيخنَا رَحمَه اللَّه تَعَالَى واقتفيت أَثَره فِي ذَلِكَ أَخْبَرَنِي بِهَا مُحَمَّد بْن النَّجْم مُحَمَّد الْقَاضِي وبالديار المصرية التَّقِي بْن الْكَمَال الْحَنَفِيّ قِرَاءَة كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الطَّاهِر بْن الْعِزّ السَّكَنْدَرِي قَالَ الثَّانِي سَمَاعًا وَقَالَ الأَوَّل مشافهة إِن لَمْ يكن سَمَاعا أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَليّ القطبي وَأَبُو نعيم الإسعردي (ح) وَكتب إِلَيَّ عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التامري عَنْ أَبِي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ إِذْنًا إِن لَمْ يكن حضورا قَالُوا أَنا أَبُو عِيسَى بْن علاق أَنا أَبُو الْقَاسِمِ البوصيري أَنا أَبُو صَادِق الْمَدِينِيّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْن حمصة الْحَرَّانِي ثَنَا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَة بْن مُحَمَّد الْكِنَانِي إِمْلاءً أَنا مُحَمَّد بْن عون الْكُوفِي ثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي

الْحوَاري حَدَّثَنِي أخي مُحَمَّد قَالَ قَالَ عَلِي بْن الفضيل بْن عِيَاض لِأَبِيهِ يَا أَبَت مَا أحلى كَلام أَصْحَاب مُحَمَّد {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ يَا بَنِي وَتَدْرِي لما حلا قَالَ لَا قَالَ لأَنهم أَرَادوا بِهِ اللَّه تبَارك وَتَعَالَى

البلد التاسع والعشرون داريا

الْبَلَد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ داريا وَهِيَ بِفَتْح الدَّال وَسُكُون الْأَلفَيْنِ بَينهمَا رَاء مَفْتُوحَة وَفِي آخرهَا مثناة تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة قَرْيَة من غوطة دمشق عَلَى دون ثَلَاثَة أَمْيَال مِنْهَا انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة كَثِيرُونَ قَدِيما وحَدِيثا أفرد ابْن عَسَاكِر جملَة من أَحَادِيثهم فِي عدَّة أَجزَاء سَمِعت بَعْضهم مِنْهُم أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي وهما اثْنَان عنسيان دمشقيان تعاصرا وقتا اسْم كُل مِنْهُمَا عَبْد الرَّحْمَنِ وآخرهما وَفَاة هُوَ الزَّاهِد الْمَشْهُور الْقَائِل لَيْسَ لمن ألهم شَيْئًا من الْخَيْر أَن يعْمل بِهِ حَتَّى يسمعهُ من الْأَثر فَحِينَئِذٍ يعْمل بِهِ ويحمد اللَّه عَلَى مُوَافقَة قلبه لِذَلِكَ وفيهَا أَيْضا قبر أَبِي مُسْلِم الْخَولَانِيّ بَل مِمَّن سكنها من الصَّحَابَة بِلَال الْمُؤَذّن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا بِإِثْبَات النُّون وحذفها كالأسماء الَّتِي بآخرها ألف مَقْصُورَة قَالَ أَبُو الْفَتْحِ الْهَمدَانِي داريا وَزنهَا فعليا من الدَّار وَالْألف للتأنيث وَإِنَّمَا زيدت فِيهَا هَذِه الزَّوَائِد دلَالَة عَلَى التكثير لِأَنَّهَا كَانَت مجمعا لدور آل

جَفْنَة الغسانيين ومنازلهم وَمثلهَا من الْكَلام مرحيا وبرديا حَكَاهُمَا سِيبَوَيْهٍ وَقَدْ كتب بِهَا أَبُو سَعْد بْن السَّمْعَانِيّ عَنْ شيخين لَهُ شَيْئًا من الشّعْر وأوردها السلَفِي فِي بلدانياته وَكَذَا الذَّهَبِيّ ثُمَّ الْعِرَاقِيّ وَآخَرُونَ 26 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ عِنْدَ ضَرِيحِ الشَّيْخِ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ مِنْهَا وَأَبُو الْمَعَالِي الدِّمَشْقِيُّ بِالْقَاهِرَةِ قَالا أَنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْبَالِسِيُّ قَالَ الأَوَّلُ إِذْنًا وَالثَّانِي سَمَاعًا عَلَيْهِ وَعَلَى الْعِمَادُ أَبِي بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعِزِّ قَالا أَخْبَرَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ عَائِشَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيَّةُ سَمَاعًا لِلثَّانِي وَحُضُورًا للأَوَّلِ فِي أَوَّلِ الثَّالِثَةِ وَإِجَازَةً قَالَتْ أَنا النَّجْمُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْبَلْخِيُّ وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ أَنا أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ الْحُسَيْنِ الطُّرَيْثِيثِيُّ بِقَرَاءَتِي أَنا أَبُو الْحسن بن مُحَمَّد الْبَزَّازُ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ ثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ بِالْبَصْرَةِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍِ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الصَّالِحِيُّ قَالَ كَتَبَ إِلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَيْدٍ أَنا مَحْمُودٍ الصَّيْرَفِيُّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ حَدَّثَنَا

إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالا أَنا سُفْيَان - يَعْنِي الثَّوْرِيَّ - عَنْ زَيْدٍ الْعَمِيَّ عَنْ أَبِي إِيَاسٍ هُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم} لايرد الدُّعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ وَكِيعٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلانَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ التِّرْمِذِي أَيْضا وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث وَكِيع وَأبي أَحْمَد الزبيرِي وَأبي نعيم وَالتِّرْمِذِيّ فَقَط من حَدِيث يحيي بْن الْيَمَان وَالنَّسَائِيّ فَقَط من حَدِيث ابْن الْمُبَارك خمستهم عَنِ الثَّوْرِي فَوَقع لنا عَالِيًا وَزَاد يحيي بْن يمَان فِيهِ قَالُوا فَمَاذَا نقُول يَا رَسُول اللَّه قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} سلوا اللَّه الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقَالَ التِّرْمِذِي عَقبهَا إِنَّه تفرد بِهَذَا الْحَرْف يَعْنِي الزِّيَادَة

وَابْن يمَان كَانَ رجلا صَالحا لكِنهمْ اتَّفقُوا عَلَى أَنه كَانَ كثير الْخَطَأ وَلَا سِيمَا فِي حَدِيث الثَّوْرِي قَالَ ابْن حبَان شغلته الْعِبَادَة عَنْ إتقان الْحَدِيث وَكَذَا انْفَرد ابْن مهْدي عَنْ سَائِر أَصْحَاب الثَّوْرِي بوقفه كَمَا عِنْدَ النَّسَائِيّ أَيْضا بَل هُوَ عِنْده من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس أَيْضا كَذَلِك وَقَدْ سكت أَبُو دَاوُد حِينَ إِخْرَاج هَذَا الْحَدِيث كَمَا أوردناه عَنْهُ وَذَلِكَ إِمَّا لحسن رَأْيه فِي الْعمي وَإِمَّا لشهرته فِي الضعْف وَإِمَّا لكَونه فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وَضَعفه النَّسَائِيّ وَأَمَّا التِّرْمِذِي فَقَالَ إِنَّه حسن وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاق يَعْنِي السَّبِيعِي عَنْ بريد بْن أَبِي مَرْيَم عَنْ أَنَس وعزى النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار إِلَيْهِ تَصْحِيحه وَالَّذِي فِي النّسخ الَّتِي وقفت

عَلَيْهَا وَكَذَا شَيْخي التحسين فَقَط وَقَول أَبِي الْحَسَن بْن الْقطَّان وَإِنَّمَا لَمْ يُصَحِّحهُ لضعف الْعمي وَأَمَّا بريد فَهُوَ موثق وَيَنْبَغِي أَن يصحح من طَرِيقه يَقْتَضِيهِ وَإِن كَانَ لَا مَانع من تَصْحِيحه فَقَدْ صحّح ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان طَرِيق بريد وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ إِنَّهَا أَجود من طَرِيق مُعَاوِيَة قَالَ وَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس مَرْفُوعا اه

وَكَأَنَّهُ يُشِير إِلَى مَا أخرجه الْبَيْهَقِيّ وَغَيره لَكِن بِلَفْظ إِذَا أُقِيمَت الصَّلَاة فتحت أَبْوَاب السَّمَاء واستجيب الدُّعَاء وَهُوَ عندنَا بِعُلُوٍّ فِي الثقفيات وَكَذَا أخرجه الطَّبَرَانِي بِنَحْوِ هَذَا مطولا ومختصرا من حَدِيث يَزِيد بْن أبان الرقاشِي - وَهُوَ ضَعِيف - عَنْ أَنَس وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث حميد عَنْ أَنَس لَكِن الرَّاوِي لَهُ عَنْ حميد ضَعِيف جدا فَكَأَن الْحَاكِم خَفِي عَلَيْهِ حَاله وَبِهِ إِلَى النجاد ثَنَا أسلم بْن سهل الوَاسِطِيّ ثَنَا عَلِي بْن الْحَسَن بْن

سُلَيْمَان ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة سَمِعت الأَعْمَش يَقُول تزوج إِلَيْنَا جني فَقُلْنَا لَهُ مَا أحب الطَّعَام إِلَيْكُم قَالَ الْأرز قَالَ فأتيناهم بِهِ فَجعلت أرى اللقم ترْتَفع وَلَا أرى أحدا قُلْت فِيكُم من هَذِه الْأَهْوَاء الَّتِي فِينَا قَالَ نعم قُلْت فَمَا الرافضة فِيكُم قَالَ شَرنَا

البلد الثلاثون دسوق

الْبَلَد الثَّلَاثُونَ دسوق وَهِيَ بِضَم الدَّال وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ ثُمَّ قَاف من الغربية عَلَى شاطئ النّيل بِالْقربِ من فوه لَهَا جلالة بالشيخ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي الْمجد الدسوقي ذِي الأتباع المعروفين بَيْنَ طوائف الْفُقَرَاء بالطائفة الدسوقية والإبراهيمية فَإِنَّهُ ولد بِهَا وَعمر بِهَا الزاوية الْمَشْهُورَة وَكَانَ مقَامه فِيهَا حَتَّى مَات فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وست مئة وَدفن بِهَا وقبره مَقْصُود للتبرك والزيارة وَتحمل إِلَيْهِ

النذور من الأقطار النائية () وَكَانَت لشيوخها وجاهة وسماط للواردين وَغَيرهم ومتحصل وافر فزوحموا فِي ذَلِكَ وَشرع ناظرها من الأتراك فِي توسعتها وعمارتها واستهلاك مَا يفوق الْوَصْف فِي ذَلِكَ مِمَّا كَانَت فِي غنية عَنْهُ وَلَو كَانَ توجههم إِلَى الْعُلَمَاء وَنَحْوهم بِالنّظرِ فِي مصالحهم وَمَا أرصد لَهُم لَكَانَ أولى فَللَّه الْأَمر 27 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بن عَليّ الأبودري بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْمَقَامِ الدُّسُوقِيِّ أَنا أَبُو الْمَعَالِي الأَزْهَرِيُّ وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْقُدْسِيُّ قَالا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ كشتغدي وَأَبُو الْفَتْحِ الْبَكْرِيُّ وَآخَرُونَ قَالُوا أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الصَّيْقَلِ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ السَّبْطِ أَنا وَالِدِي أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْمُظَفَّرِ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ عُمَرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَبَّازِ أَنا الْفَخْرُ بْنُ الْبُخَارِيِّ سَمَاعًا وَالتَّقِيُّ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي الْيُسْرِ وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ قَالا أَنا أَبُو حَفْصِ بن طبرزذ أَنا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا قَالا ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ أَوَّلَهُمَا إِمْلاءً أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا بُسْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَّبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ قَالَ قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدِي تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي فَالصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ

أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ هَوْذَةَ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَنْ شيخيه سَمَاعًا قَالا أَنا الْبَدْر أَبُو عَبْد اللَّهِ الفارقي أَنا الإِمَام الشَّمْس أَبُو بَكْر بْن عَبْد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الْبَنْدَنِيجِيّ عَنْ أَبِي المظفر عَبْد الْملك بْن عَلِي الْهَمدَانِي أَنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي عَلِي أَنا أَبُوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمُزَكي أَنا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الصُّوفِي قَالَ سَمِعت أَبَا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس العصمي يَقُول سَمِعت أَبَا مُحَمَّد الديناري يَقُول حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر بْن شَاكر الْحَافِظ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن البرجلاني حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْخُرَاسَانِي قَالَ دخلت عَلَى أَبِي عَبْد اللَّهِ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الصَّادِق وَقَدْ أهدي لَهُ جَام من بلور أَبيض فِيهِ ساقات من اللوزبنق مَعْمُول بنشاستق الفالوذق محشوا باللوز المفرك مخلطا بالمسك الفارد مغلي بالعسل الماذي مذرورا عَلَيْهِ الطبرزد مندي بالماورد الْجُورِي إِذَا قلعته من الْجَام سَمِعت لَهُ صَوتا مثل المطرقة عَلَى السندان إِذَا مَسسْته بِيَدِك سَمِعت لَهُ صَرِيرًا كَصَرِيرِ النَّعْل السندل فَإِذَا أدخلته إِلَى فِيك سَمِعت لَهُ نشيشا كنشيش الْحَدِيد إِذَا أخرجته من النَّار وطرحته فِي المَاء الْبَارِد قَالَ فَأخذ وَاحِدَة فَأكلهَا وَلَمْ يطعمني ثمَّ أَخذ الثَّانِيَة فَأكلهَا وَلَمْ يطعمني ثُمَّ أَخذ ثَالِثَة فَأكلهَا وَلَمْ يطعمني فَقُلْتُ (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ) الصافات 4 فَأخذ وَاحِدَة فأطعمنيها فَقُلْتُ (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) التَّوْبَة 40 فأطعمني أُخْرَى فَقُلْتُ (فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ) الْبَقَرَة 196 فأطعمني أُخْرَى

فَقُلْتُ (أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ) الْبَقَرَة 260 فأطعمني أُخْرَى فَقُلْتُ (خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ الْكَلْب) الْكَهْف 22 فأطعمني ثِنْتَيْنِ فَقُلْتُ (وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ) الْبَقَرَة 196 فأطعمنيها فَقُلْتُ (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) الحاقة 17 فأطعمنيها فَقُلْتُ (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ) النَّمْل 48 فأطعمنيها فَقُلْتُ (تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) الْبَقَرَة 196 فأطعمنيها فَقُلْتُ (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) يُوسُف 4 فأطعمنيها فَقُلْتُ (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا) الْبَقَرَة 60 فأطعمنيها فَقُلْتُ (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ) الْأَنْفَال 65 فأطعمنيها فَقُلْتُ (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً) الْأَعْرَاف 142 فأطعمنيها فَقُلْتُ (فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) الْأَعْرَاف 142 فأطعمنيها فَقُلْتُ (أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا) العنكبوت 14 فأطعمنيها فَقُلْتُ (فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا) المجادلة 4 فأطعمنيها فَقُلْتُ (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً) التَّوْبَة 80 فأطعمنيها فَقُلْتُ (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) النُّور 4 فأطعمنيها فَقُلْتُ (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً) ص 23 فأطعمنيها فَقُلْتُ (فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ) الْأَنْفَال 66 فَرمي بالجام إِلَيّ وَقَالَ يَا ابْن البغيضة فَقُلْتُ وَالله لَو لَمْ ترم بالجام لَقلت (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) الصافات 147

البلد الحادي والثلاثون دمشق

الْبَلَد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ دمشق وَهِيَ بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم ثُمَّ شين مُعْجمَة سَاكِنة وقاف مَدِينَة أولية مَشْهُورَة كَثِيرَة الْفَضَائِل يُقَال إِنَّهَا إرم ذَات الْعِمَاد وَأَنَّهَا الَّتِي لَمْ يخلق مثلهَا فِي الْبِلَاد وَهِيَ قَاعِدَة الشَّام وغوطتها وأكثرها أَهلا وأنزهها بِحَيْثُ يضْرب بحسنها الْأَمْثَال وَمن خَيرهَا وأكثرها بركَة وَفِي شماليها جبل يعرف بجبل قاسيون يُقَال إِن عِنْده قتل قابيل أَخَاهُ هابيل وَمن متنزهاتها الشهيرة الربوة الَّتِي قَالَ اللَّه تَعَالَى فِيهَا (وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى ربوة ذَات قَرَار ومعين) قيل ثمار وَمَاء كثير وَهِيَ كَهْف فِي فَم واديها الغربي الَّذِي عِنْده مقسم مياهها يُقَال بِهِ مهد عِيسَى عَلَيْهِ السَّلام وَقَدْ نزلها عدَّة من الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - بَل دَخَلَ الشَّام - فِيمَا يُقَال - كَمَا لِابْنِ عَسَاكِر وَغَيره - عشرَة أُلَّاف عين رَأَتْ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وبجامعها الْأمَوِي الَّذِي بناه الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك رَأس يَحْيَى بْن زَكَرِيَّا وقبر هود - عَلَيْهِم السَّلام - فَالله أعلم بِذَلِكَ كُلهُ وَكثر بِهَا الْعلم زمن مُعَاوِيَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ثُمَّ زمن عَبْد الْملك وَأَوْلَاده وَمَا زَالَ بِهَا فُقَهَاء ومحدثون ومقرؤون زمن التَّابِعين فَمن بعدهمْ ثُمَّ تناقص بِهَا الْعلم فِي المئة الرَّابِعَة وَالْخَامِسَة ثُمَّ تراجع بَعْد ولاسيما فِي دولة نور الدَّين وحالها الْآن غَنِي عَنِ الشَّرْح

وتاريخها لِابْنِ عَسَاكِر أكبر تواريخ المدن وَقَدِ اخْتَصَرَهُ غَيْر وَاحِد كَأبي شامة والذهبي وأفردت فضائلها وَكَذَا عمل غَيْر وَاحِد فتوحها حرسها اللَّه تَعَالَى 28 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِ بَنِي أُمَيَّةَ مِنْهَا أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ الْمُؤَذِّنُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِي الدِّمْيَاطِيِّ سَمَاعًا أَنا أَبُو إِبْرَاهِيمَ بْنُ مَحْمُودٍ بِانْتِقَاءِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ (ح) وَأَخْبرنِي بِعُلُوٍّ سَارَةُ ابْنَةُ عُمَرَ عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْمِزِّيِّ أَنا الْفَخْرُ بْنُ الْبُخَارِيِّ قَالا أَنا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْبَكْرِيُّ أَنا الإِمَامُ أَبُو الأَسْعَدِ هِبَةُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ القُشَيْرِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ بِالْقَاهِرَةِ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَقِّ الْحَنَفِيِّ الدِّمَشْقِيِّ سَمَاعًا بِهَا وَأَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ الْبَالِسِيِّ مُشَافَهَةً قَالَ الأَوَّلَ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بْن مَوْرُودٍ قَالَ كَتَبَ إِلَيْنَا الضِّيَاءُ عَبْدُ الْخَالِق الْمَارِدِينِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَجِيهِ بْنِ طَاهِرٍ قَالا أَنا الأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ جَدُّ أَوَّلِهِمَا وَقَالَ الْبَالِسِيُّ قُرِئَ عَلَى زِيْنَبَ ابْنَةِ الْكَمَالِ وَأَنَا أَسْمَعُ عَن عَجِيبَة الياقدارية أَن مسعر الثَّقَفِيَّ كَتَبَ إِلَيْهِمْ قَالَ أَنا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالا أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ سَمَاعًا وَأَبُو عَمْرٍو إِجَازَةً قَالَ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ ثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ زَادَ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَمْرٍو وَحَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ هَنَّادٌ ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ وَقَالَ الآخَرَانِ ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ كِلاهُمَا عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ قَالَ سَمِعْتُ

أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِغْفَاءَةً فَرَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا - فَإِمَّا قَالَ لَهُمْ وَإِمَّا قَالُوا لَهُ - يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ ضَحِكْتَ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلِيَّ آنِفًا سُورَةٌ ثُمَّ قَرَأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا إعطيناك الْكَوْثَر) حَتَّى خَتَمَهَا فَلَمَّا قَرَأَ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَإِنَّهُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ وَعَدَنِيهِ رِبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ حَوْضِي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدَ الْكَوَاكِبِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجه أَحْمَد فِي مُسْنده عَنِ ابْن فُضَيْل وَأَبُو دَاوُد فِي سنَنه عَنْ هناد فوافقناهما بِعُلُوٍّ عَلَى ثَانِيهمَا وَرَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه عَنْ أَبِي كريب مُحَمَّد بْن الْعَلَاء عَنِ ابْن فُضَيْل فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِم أَيْضا وَالنَّسَائِيّ من حَدِيث عَلِي بْن مسْهر عَنِ الْمُخْتَار وَبِالسَّنَدِ الأَوَّل إِلَى أَبِي إِبْرَاهِيم قَالَ أَنا مُحَمَّد بْن أَبِي الْمَعَالِي عَبْد اللَّهِ بْن موهوب بْن جَامع بْن عبدون الْبَغْدَادِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ نصر بْن نصر العكبري وَأَبُو الْفتُوح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِي الطَّائِي قَالَ الأَوَّل ثَنَا نظام الْملك أَبُو عَلِي الْحَسَن بْن عَلِي بْن إِسْحَاق إِمْلاءً أَنا أَحْمَد بْن عَلِي الإِمَام كِتَابَة قَالَ قَرَأت عَلَى أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْفَقِيه عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى سَمِعت مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَة يَقُول سَمِعت يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي - رَحمَه اللَّه - يَقُول إِذَا رَأَيْت رجلا من أَصْحَاب الْحَدِيث فَكَأَنِّي رَأَيْت رَسُول الله e

وَقَالَ الثَّانِي أَخْبَرَنَا تَاج الإِسْلام أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُور السَّمْعَانِيّ أَنا الْحَافِظ أَبُو بَكْر بْن مرْدَوَيْه أَنا أَبُو بَكْر عَبْد الْوَاحِد بْن أَحْمَد الْبَاطِرْقَانِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ إِمْلاءً ثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن زيرك سَمِعت ابْن خُزَيْمَة يَقُول سَمِعت سَعْد بْن عَبْد الله بن عبد الحكم يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول كلما رَأَيْت رجلا من أَصْحَاب الْحَدِيث كَأَنَّمَا رَأَيْت رجلا من أَصْحَاب النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَوَقع لي الثَّانِي مِنْهُمَا بِعُلُوٍّ فِيمَا أَخْبرنِي الإِمَام أَبُو الْحسن الْيَمَانِيّ بِمَكَّة أَخْبَرَتْنَا أم مُحَمَّد الصالحية بِدِمَشْق أَنا أَبُو الْعَبَّاس الْبَيَانِي عَنْ أَبِي المنجا بْن اللتي أَنا أَبُو الْفتُوح بِهِ وبالإسنادين إِلَى أَبِي الْفتُوح قَالَ أنشدنا الصائن أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بن أميرجه الصُّوفِي الْهَرَوِيّ قَالَ أنشدنا الشَّيْخ الأديب أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَد بنيسابور لنَفسِهِ أَحَادِيث الرَّسُول شِفَاء قلبِي وقرة ناظري وجلاء همي فدت نَفسِي ثِقَات قَدْ رووها وَمَا ملكت يَدي وَأبي وَعمي أعاذلتي عَلَيْهِ إِلَيْك عني فَإِن إِلَيْهِم قصدي وَأمي لمن والاهم حبي ومدحي لمن عاداهم بغضي وذمي

البلد الثاني والثلاثون دمياط

الْبَلَد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ دمياط وَهِيَ بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَأَخْطَأ من أعجمها ثُمَّ مِيم سَاكِنة بعْدهَا مثناة تَحْتَانِيَّة وَآخِرهَا طاء مُهْملَة بَلْدَة قديمَة شهيرة عَلَى سَاحل الْبَحْر خرج مِنْهَا جَمَاعَة من الْعُلَمَاء فِي كُل فن وَسمع بِهَا الطَّبَرَانِي وَخلق وَلَمْ يسمع بهَا شَيخنَا ولاشيخه وَقَدْ دَخَلتهَا غَيْر مرّة وفيهَا أسواق وحمامات ومساجد وعدة خطب وجدد بِهَا سُلْطَان الْوَقْت مدرسة حَسَنَة بِخطْبَة وَكَانَ فتحهَا فِي زمن الصَّحَابَة عَلَى يَد الْمِقْدَاد بْن الْأسود بإرسال عَمْرو بْن الْعَاصِ من مصر إِلَيْهَا حِينَ امْتنَاع عظيمها من تَسْلِيمهَا واستعد للحرب وأعان الْمِقْدَاد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - شطا ولد الْمشَار إِلَيْهِ بَعْد أَن وَفقه اللَّه تَعَالَى لِلْإِسْلَامِ حَتَّى تسلمها الْمُسلمُونَ ثُمَّ حشد لَهُ من أطاعه من أهل تِلْكَ النواحي وَسَار بِالْمُسْلِمين لفتح تنيس فأنكى فيهم بِالْقَتْلِ وَغَيره وَآل أمره إِلَى أَن قتل بالمعركة فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان فَحمل وَدفن خَارج دمياط وقبره بِهَا ظَاهر يزار بَل يحيون عِنْده اللَّيْلَة الْمَذْكُورَة من كُل سنة وَكَذَا مِمَّن

يزار بِهَا الشَّيْخ فتح التكروري الأسمر الَّذِي اشْتهر بِهِ أحد جوامعها المدفون بجواره والمتوفي فِي سنة خمس وَتِسْعين وست مئة ثُمَّ لَمْ تزل بيد الْمُسْلِمِينَ إِلَى أَن نزل عَلَيْهَا الرّوم فِي سنة تسعين من الْهِجْرَة ثُمَّ استنقذت وحصنها المتَوَكل عَلَى اللَّه جَعْفَر بْن الْمُعْتَصِم بْن الرشيد بالأسوار وَنَحْوهَا وقصدها الفرنج بِجَمْعِهِمْ المغلول مرّة بعد أُخْرَى مِنْهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وست مئة فَإِنَّهَا هجمت عَلَيْهَا وأحاطت بِهَا وخربوها بَعْد أَن ملكوها وقاسى أَهلهَا شدَّة إِلَى أَن خذلهم اللَّه عَنْ قرب وعادت إِلَى الْمُسْلِمِينَ حرسها اللَّه من الْآفَات 29 - أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَدْرَانِيُّ ثُمَّ الدِّمْيَاطِيُّ خَطِيبُ جَامِعِ الزَّكِيِّ مِنْهَا فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ بِهِ أَنا الْجَمَّالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ الْحَنْبَلِيُّ بِالْقَاهِرَةِ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَة بْن أَبِي حَفْصٍ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحَرَمِ الْقَلانِسِيِّ قَالَ الأَوَّلُ وَهُوَ سَبْطَهُ سَمَاعًا أَخْبَرَتْنَا مؤنسة خاتون ابْنَةُ الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ عَفِيفَةَ ابْنَةِ أَحْمَدَ وَأَبِي الْفَخْرِ أَسْعَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ رَوْحٍ فِي آخَرِينَ قَالُوا أَخْبَرَتْنَا أُمُّ إِبْرَاهِيمَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُقَيْلٍ قَالَتْ أَنا أَبُوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ اللَّخْمِيُّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُورٍ سجادة الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاهِرٍ الرَّازِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرٍّ الْغِفَارِيَّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُول سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُولُ مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ فِي قَوْمِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا هَلَكَ وَمَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي المناقب من مُسْتَدْركه عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن داهر فوافقناه فِيهِ بِعُلُوٍّ وَهُوَ عِنْدَ الطَّبَرَانِي فِي مُعْجَمه الصَّغِير كَمَا أخرجناه وَكَذَا فِي الْأَوْسَط أَيْضا وَقَالَ إِنَّه لَمْ يروه عَنِ الأَعْمَش إِلَّا ابْن عَبْد القدوس وَرَوَاهُ أَيْضا فِي الْأَوْسَط من حَدِيث الْحَسَن بْن عَمْرو الْفُقيْمِي وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي تَفْسِير هود والمناقب جَمِيعًا من مُسْتَدْركه كِلاهُمَا من حَدِيث الْمفضل بْن صَالح كِلَاهُمَا عَنْ حَنش قَالَ رَأَيْت أَبَا ذَر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ آخذ بِحَلقَة بَاب الْكَعْبَة وَهُوَ يَقُول أَنا أَبُو ذَر من لَمْ يعرفنِي فَأَنا جُنْدُب سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} وَذكره بِاخْتِصَار

وَقَالَ الْحَاكِم فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط مُسْلِم وَفِي الآخر إِنَّه صَحِيح الْإِسْنَاد ثُمَّ اتفقَا وَلَمْ يخرجَاهُ وَهَذَا عَجِيب فَابْن داهر مَتْرُوك الْحَدِيث وَقَالَ الْعقيلِيّ إِنَّه رَافِضِي خَبِيث لَكِن قَدْ أخرجه الطَّبَرَانِي فِي الْأَوْسَط أَيْضا من حَدِيث سماك بْن حَرْب عَنْ حَنش وَالْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر - وَهُوَ أَيْضا مَتْرُوك - عَنْ عَلِي بْن زَيْد عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَأَبُو يعلي فِي مُسْنده من حَدِيث أَبِي الطُّفَيْل كِلاهُمَا عَنْ أَبِي ذَر وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم صحابيا رَوَاهُ إِلَّا أَبَا ذَر

وَلَيْسَ كَذَلِك بَل فِي الْبَاب عَنِ ابْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر وَأبي سَعِيد الْخُدْرِيّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - وَبَعضهَا يُقَوي بَعْضًا وَلذَلِك حسنته

وأنشدني عَلِي بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْجَوْجَرِيّ بِجَامِع الزكي من دمياط لنَفسِهِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا بت أرقب وعده وَعشر لَيَال والفؤاد كليم فَقولُوا لرب الْحَسَن فِي طول وَصله يكلمني إِنِّي لَدَيْهِ كليم

البلد الثالث والثلاثون دنجية

الْبَلَد الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ دنجية وَهِيَ متوسطة بَيْنَ دمياط وسمنود عَلَى شاطئ النّيل نسب إِلَيْهَا جَمَاعَة متأخرون مِمَّن لَهُ فَضِيلَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ الْأَزْهَرِي الَّذِي كَانَ خَازِن كتب المؤيدية يُقَال لكل مِنْهُم الدنجاوي أَوِ الدنجيهي وَهُوَ أنسب أَنْشدني بِهَا الزَّيْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد الْقَاضِي لنَفسِهِ مِمَّا كتب بِهِ لشَيْخِنَا رَحمَه اللَّه أأظما وَأَنت اليم والزاخر الَّذِي تولد مِنْهُ للعفاة سَحَاب وأرقى بكيد الماكرين وبغيهم وَأَنت بأفق المنجدين شهَاب

البلد الرابع والثلاثون أم دينار

الْبَلَد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ أم دِينَار وَهِيَ عَلِي شاطئ النّيل بَيْنَ المناشي والرهاوي من الجيزة أَنْشدني بِهَا عَلَى بْن مُحَمَّد الحريري الأديب لنَفسِهِ قَدْ شاقني ظَبْي لَو وجنا لَهَا آنس تدمي من اللمح والناظر مَعَ اللامس طرقوا على ورد خدو قد صبح حارس وَأقوى الْعجب صبَّتْ حارس منتبه ناعس

البلد الخامس والثلاثون رابغ

الْبَلَد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ رابغ وَهِيَ برَاء مُهْملَة وموحدة ثُمَّ غين مُعْجمَة بِوَزْن فَاعل بَيْنَ بدر وخليص من نواحي الْحجاز قريبَة من الْبَحْر بَينهَا وَبَين مَكَّة خَمْسَة مراحل أَوْ سِتَّة وَهِيَ مِيقَات الحجيج الْمِصْرِي وَمن يشركهم لمحاذاتها للجحفة الْمُسَمَّاة أَيْضا مهيعة بِوَزْن عَلْقَمَة ميقاتهم وَكَذَا الشاميين وَينصب برابغ سوق عَظِيم وَمَاء حفائرها حُلْو لكنه ثقيل 30 - أَخْبَرَنَا بِهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي أَحْمد الْمُقْرِئ بِقِرَاءَتِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ وَأَبِي الْخَيْرِ الدِّمَشْقِيِّ مُشَافَهَةً مِنْهُمَا (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ اللَّخْمِيُّ فِي كِتَابِهِ قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا الْعِمَادُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ سَمَاعًا (ح) وَقَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزَّقَّاقِ وَأُمِّ مُحَمَّدٍ سِتِّ الْعَرَبِ ابْنَةِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَخْرِ قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا الْفَخْرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا وَالآخَرَانِ حُضُورًا زَادَ أَوَّلَهُمَا فَقَالَ وَأَخْبَرَتْنَا أُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ ابْنَةُ مَكِّيٍّ حُضُورًا قَالا أَنا أَبُو الْيَمَنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ اللُّغَوِيُّ زَادَ الْفَخْرُ فَقَالَ وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ قَالا أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ وَأَنَا فِي الخَامِسَةِ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِي الْبَزَّازُ أَنا أَبُو

مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ إِن الرُّبَيِّعَ عَمَّتَهُ لَطَمَتْ جَارِيَةً فَكَسَرَتْ سِنَّهَا فَعَرَضُوا عَلَيْهِمُ الأَرْشَ فَأَبَوْا فَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا فَأَتَوْا النَّبِيَّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ فَجَاءَ أَخُوهَا أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَكْسَرُ سِنَّ الرُّبَيِّعِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ سِنُّهَا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَعَفَا الْقَوْمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ كِلاهُمَا عَنِ الأَنْصَارِيِّ فَوَافَقْنَاهُمَا فِيهِ بِعُلُوٍّ مَعَ عُلُوِّهِ لَهُمَا فَهُوَ مِنْ ثُلاثِيَّاتِهِمَا وَرَوَاهُ الطَّحَاوِيُّ فِي شَرْحِ مَعَاني الآثَارِ لَهُ عَنِ ابْنِ مَرْزُوقٍ عَنِ الأَنْصَارِيِّ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ حميد أَيْضا بشر بْن الْمفضل وخَالِد بْن الْحَارِث وَسليمَان بْن حَيَّان أَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَعبد اللَّه بْن بَكْر وَمُحَمّد بْن أَبِي عدي ومروان بْن مُعَاوِيَة ومعتمر بْن سُلَيْمَان وحَدِيثهما مَعَ حَدِيث

عَبْد اللَّهِ فِي الْبُخَارِي وبتخريجه لَهُ بَان وهم الْحَاكِم حَيْثُ قَالَ عقب تَخْرِيجه من حَدِيث أَبِي خَالِد الْأَحْمَر إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرطهمَا وَلَمْ يخرجَاهُ

البلد السادس والثلاثون رشيد

الْبَلَد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ رشيد وَهِيَ بشين مُعْجمَة ودال مُهْملَة ككثير ثغر جليل لكنه صَغِير من مواخير مصر وعَلى سَاحل النّيل شَرْقي الثغر السَّكَنْدَرِي بَينهمَا مرحلة قَوِيَّة معظمها عَلَى سَاحل الْبَحْر المالح يُقَال سِتَّة وَثَلَاثُونَ ميلًا بظاهرها عدَّة مشَاهد يُقَال إِنَّهَا لجَماعَة من الْأَوْلِيَاء وَالشُّهَدَاء لَا سِيمَا بكوم الأفراح وَفِيه منار يرى مِنْهُ من لَعَلَّه يطرقها من الْعَدو بَل فِي نفس الْبَلَد أَمَاكِن عامرة بِالْعدَدِ وَالرِّجَال المطوعة وجدد بِهَا سُلْطَان الْوَقْت برجا حسنا لأجل حفظهَا لِأَن بَينهَا وَبَين الْبَحْر الْملح ثَمَانِيَة عشر ميلًا وتسمي قَدِيما الأرمسية بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء الْمُهْملَة وَضم الْمِيم وَكسر السِّين الْمُهْملَة ثُمَّ مثناه تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة وهاء باسم جَزِيرَة هُنَاكَ بَيْنَ الْبَحْرين وَكَثِيرًا مَا يَأْخُذ سراق الفرنج مِنْهَا مِمَّا يَكُون للْمُسلمين حرسها اللَّه تَعَالَى وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين وَغَيرهم يُقَال لكل مِنْهُم الرَّشِيدِيّ وشاركهم فِي الانتساب كَذَلِك جَمَاعَة فبعض لهارون الرشيد وَبَعْض لمن كَانَ يُقَال لَهُ لأجل بُلُوغ جَمِيع مطالبه وأغراضه الرشيد وتشتبه هَذِه النِّسْبَة بالرشيدي بِالتَّصْغِيرِ كَمَا بَيْنَ فِي مَحَله 31 - أَخْبَرَنِي بِهَا الزَّيْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الدِّمْيَاطِيُّ سِبْطُ الشَّيْخِ يُوسُفَ الْعَجَمِيِّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِجَامِعِهَا وَأَبُو الطَّيِّبِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ بْنِ مَنِيعٍ الْوَرَّاقِ قَالَ الثَّانِي سَمَاعًا أَنا أَبُو الْمَعَالِي بْنُ أَبِي التَّائِبِ الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خَلِيلٍ أَنا أَبُو الْفَرَج يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ (ح)

وَأَخْبَرَتْنِي عَالِيًا أُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ أَبِي حَفْصٍ عَنْ أَبِي عُمَرَ الصَّالِحِي وَغَيْرِهِ أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ ابْنَةُ مَكِّيٍّ وَغَيْرُهَا إِذْنًا عَنْ أُمِّ هَانِئِ ابْنَةِ أَحْمَدَ قَالا أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ ابْنَةُ عَبْدِ اللَّهِ زَادَ أَوَّلَهُمَا وَأَبُو عَدْنَانَ بْنُ أَبِي نِزَارٍ حُضُورًا قَالا أَنا أَبُو بَكْرٍ الثَّانِي حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصٍ النَّصِيبِيُّ ثَنَا شَيْبَانُ بْن فَرُّوخٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} صِيَاحُ الْمَوْلُودِ حِينَ يُولَدُ نزغة مِنَ الشَّيْطَانِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ شَيْبَانَ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنْ شَيْبَانَ وَأْخَرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَبِهِ إِلَى ابْن أَبِي التائب قَالَ أَنا أَبُو مُحَمَّد مكي بْن الْمُسلم بْن عَلان عَنِ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ مكي بْن مَنْصُور بْن عَلان أَنا أَبُو سَعْد مُحَمَّد بْن الْمفضل بْن شَاذان ثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْقُوب بْن يُوسُف الأَصَم ثَنَا مُحَمَّد بْن هِشَام بْن ملاس النميري ثَنَا متوكل بْن مُوسَى عَنْ ابْن عَبْد السَّلام قَالَ توفّي جَار لنا نَصْرَانِيّ فَأخذت النَّصَارَى فِي غسله فَبَيْنَمَا هم فِي غسله إِذْ اسْتَوَى جَالِسا فَقَالَ عَلِي بِالْمُسْلِمين عَلِي بِالْمُسْلِمين قَالَ فَأَتَانَا الصَّرِيخ قَالَ فأتيناه فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله قَالَ ثُمَّ توفّي سَاعَته قَالَ فتولينا غسله وَالصَّلَاة عَلَيْهِ ودفناه فِي مَقَابِر الْمُسْلِمِينَ

البلد السابع والثلاثون الرملة

الْبَلَد السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ الرملة وَهِيَ بِفَتْح الرَّاء الْمُهْملَة ثُمَّ مِيم سَاكِنة وَلَام وهاء بَلْدَة قديمَة شهيرة فِي سهل من الأَرْض هِيَ قَصَبَة فلسطين بَينهَا وَبَين بَاب لد الَّذِي يقتل الدَّجَّال عِنْده ثَلَاثَة فراسخ وَبَين بَيْت الْمُقَدّس دون يَوْم يُقَال اختطها سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك وَبنى لَهُ بِهَا دَارا وأجرى إِلَيْهَا قناة للشُّرْب مِنْهَا وشربهم الْآن من آبار عذبة وصهاريج يجْتَمع فِيهَا مياه الْمَطَر وَالْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة فِيهَا غَيْر صَحِيحَة وَكَذَا القَوْل بِأَنَّهَا الربوة الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة كَثِيرُونَ من الْعُلَمَاء والصلحاء وسكنها جَمَاعَة للمرابطة بِهَا وَبهَا توفّي أَبُو بَكْر الْبَزَّار صَاحب الْمسند وَكَذَا النَّسَائِيّ صَاحب السّنَن فِيمَا قيل وَأَنه دفن بِبَيْت الْمُقَدّس وَمن متأخري أَهلهَا شيخ الْعَصْر فِي مَعْنَاهُ وزاهده الشهَاب ابْن رسْلَان وَآخر المعتبرين مِمَّن كَانَ قَاضِيا بِهَا صاحبنا الشَّيْخ أَبُو الأسباط وَسمع بِهَا خلق مِنْهُم شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وشاركها فِي الِاسْم عدَّة أَمَاكِن بسرخس والقاهرة وَغَيرهمَا

أَخْبَرتنِي بِهَا أم الْخَيْر ابْنة عَبْد الْقَادِر الْحَنَفِيّ بِقَرَاءَتِي وبالقاهرة أستاذي أَبُو الْفَضْل بْن عَلِي الْحَافِظ - رَحمَه اللَّه - كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحَسَن عَلِي بْن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي قَالَ الثَّانِي قِرَاءَة أَنا أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بْن خلف بْن عَسَاكِر سَمَاعًا عَنْ أَبِي نصر مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن الشِّيرَازِي وَأَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن غَسَّان الأَنْصَارِي إِذْنًا إِن لَمْ يكن حضورا قَالا أَنا الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِي بْن الْحَسَن بْن عَسَاكِر أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَالْعَبَّاس النسيب أَنا رشأ بْن نظيف (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ عَنْ أَبِي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو عِيسَى بْن علاق أَنا أَبُو الْقَاسِمِ البوصيري إِذْنًا إِن لَمْ يكن سَمَاعًا أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْفراء أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن الضراب قَالا أَنا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل - وَهُوَ وَالِد ثَانِيهمَا - أَنا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مَرْوَان ثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْد الْمُنعم بْن إِدْرِيس عَنْ أَبِيهِ عَنْ وهب بْن مُنَبّه قَالَ أُصِيب عَلَى عمدان قصر سَيْف بْن ذِي يزن مَكْتُوب بالمسند فترجم بِالْعَرَبِيَّةِ باتوا عَلَى قلل الأجبال تحرسهم غلب الرِّجَال فَلم تمنعهم القلل واستنزلوا من أعالي عز معقلهم فأسكنوا حُفْرَة يَا بئس مَا نزلُوا ناداهم صارخ من بَعْد مَا دفنُوا أَيْن الأسرة والتيجان وَالْحلَل أَيْن الْوُجُوه الَّتِي كَانَت محجبِة من دونهَا تضرب الأستار والكلل فأفصح الْقَبْر عَنْهُم حِينَ ساءلهم تِلْكَ الْوُجُوه عَلَيْهَا الدُّود تقتتل قَدْ طَال مَا أكلُوا دهرًا وَمَا نعموا فَأَصْبحُوا بَعْد ذَاك الْأكل قَدْ أكلُوا

البلد الثامن والثلاثون الزبداني

الْبَلَد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ الزبداني وَهِيَ بِفَتْح الزَّاي وَالْمُوَحَّدَة وَالدَّال الْمُهْملَة وَآخره نون وياء كياء النّسَب بلد الْحسن لَيْسَ لَهُ أسوار كثير المنازه وَالْخصب عَلَى طرف نهر بردي متوسط بَيْنَ دمشق وبعلبك بَينه وَبَين كُل مِنْهُمَا ثَمَانِيَة عشر ميلًا والبساتين مُتَّصِلَة مِنْهُ إِلَى دمشق وَهُوَ مِمَّن سمع بِهِ الْعِرَاقِيّ والذهبي وبظاهره مَكَان للمسافرين يُقَال لَهُ خَان الفندق تهدم حَتَّى صَار كَالتَّلِّ فساعد البلاطنسي المستولي عَلَيْهِ بجباية من التُّجَّار وَنَحْوهم حَتَّى بَنِي وَفِي الْمُتَأَخِّرين الإِمَام الْمُفْتِي الْجمال أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن عمار بْن قَاضِي الزبداني الشَّافِعِي وَكَذَا فيهم عز الدَّين مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ السوقي من بابل السُّوق وَهِيَ بليدَة بالزبداني أروي عَنْ أَصْحَابها 32 - أَخْبَرَنِي بِظَاهِرِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْقَاضِي لَفْظًا عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيِّ سَمَاعًا (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَة بْن أَبِي حَفْصٍ كِلاهُمَا عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ قَاسِمٍ الصَّالِحِيَّةِ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا وَقَالَ الآخَرُ مُشَافَهَةً إِنْ لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا (ح) وَأَخْبَرَتْنِي سَارَةُ ابْنَةُ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ

الْحَنْبَلِيُّ أَنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ وَزَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالا أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ حُضُورًا أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَهْدِيِّ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فِي سَفَرٍ فَتَرَقَّيْنَا عُقْبَةً أَوْ ثَنِيَّةً قَالَ فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا مَا عَلاهَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ اَكْبَرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِنَّكُمْ لَا تُنَادُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِبًا وَهُوَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} عَلَى بَغْلَةٍ يَعْرِضُهَا فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَا أَبَا مُوسَى أَوْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَةً مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وخَالِدٍ الْحَذَّاءِ وَسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَعَاصِمِ الأَحْوَلِ وَانْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ غَيَّاثٍ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ وَسَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي نَعَامَةَ السَّعْدِيِّ

عَشْرَتُهُمْ عَنِ النَّهْدِيِّ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَأخرجه أَبُو بَكْر الشَّافِعِي فِي فَوَائده عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ عَلَى الْمُوَافقَة وَرَوَاهُ أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد عَنِ التَّيْمِيّ وَأَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَنْ إِسْحَاق بْن سيار عَنِ الأَنْصَارِي وَأَبُو نعيم فِي مستخرجه عَنْ فاروق الْخطابِيّ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُم وعاليا عَلَى الْأَوَّلين

البلد التاسع والثلاثون سرس

الْبَلَد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ سرس وَهِيَ بمهملات مَكْسُورَة ثُمَّ سَاكِنة من المنوفية بَل هِيَ أعظم بلادها وَلَهَا سوق عَظِيم فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء من الْأُسْبُوع يجْتَمع فِيهِ من الْخلق من لَا يُحْصى لقِيت بِهَا عُبَيْد بْن أَحْمَد السرسي فأنشدني لنَفسِهِ مرثية فِي شَيخنَا كَانَ من أبياتها تَبًّا لدنيانا الَّتِي نثق بهَا وَهِيَ الَّتِي ترمي بِنَا من جنبها مَالِي أرى المستمسكين بحبها مَا نالهم مِنْهَا سوى أقْصَى صعبها كم أقبرت وأفنت ملوكا كاسرة

البلد الأربعون سرمين

الْبَلَد الْأَرْبَعُونَ سرمين وَهِيَ بِفَتْح السِّين وَسُكُون الرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ ثُمَّ مِيم مَكْسُورَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة وَنون انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين بَينهَا وَبَين حلب نَحْو يَوْم وحلب فِي شماليها ذَات خصب وأسواق وَمَسْجِد جَامع وأشجار كَثِيرَة من زيتون وَغَيره وَلَهَا ولَايَة وَعمل متسع وَلَكِن لَا سور لَهَا وَلَا نهر إِنَّمَا يشرب أَهلهَا من صهاريج يجْتَمع فِيهَا مَاء الأمطار وَقَدْ سمع بِهَا الذَّهَبِيّ وَغَيره أَنْشدني الشَّيْخ عَلَاء الدَّين أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ كَامِل السّلمِيّ ثُمَّ السرميني بِهَا الشَّافِعِي قَالَ أَنْشدني الْعِزّ مُحَمَّد بْن خَلِيل الْحَنَفِيّ لغيره وَكُنَّا عَلَى بَيْنَ نؤلف شملنا فأعقبه الْبَين الَّذِي شتت الشملا فيا عجبا ضدان وَاللَّفْظ وَاحِد فَللَّه لفظ مَا أَمر وَمَا أحلا

البلد الحادي والأربعون سرياقوس

الْبَلَد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ سرياقوس وَهِيَ بِالْقربِ من الخانقاه الناصرية الْمَاضِيَة بَل هِيَ الَّتِي تُضَاف الخانقاه إِلَيْهَا سمع بِهَا شَيخنَا والتقي الفاسي وَآخَرُونَ وَمِمَّنْ ولي قضاءها التَّاج عَبْد الْوَاحِد الصردي أحد شُيُوخ شُيُوخنَا 33 - أَخْبَرَنِي أَجَلُّ عُدُولِهَا وَصُلَحَائِهَا الْخَطِيبُ التَّاجُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْفَخَرِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ السِّرْيَاقُوسِيُّ بِهَا أَنا بِهَا الْعَلامَةُ قَاضِيهَا الصَّدْرُ سُلَيْمَانُ بْنُ عبد النَّاصِر الأبشيطي (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَلِيلِيُّ الْخَطِيبُ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَكْرِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنا أَبُو عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَدِينِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ الْحَافِظُ إِمْلاءً أَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا ابْنُ أَبِي صَفْوَانَ (ح) وَحَدَّثَنِي الأُسْتَاذُ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِمْلاءً قَالَ قَرَأْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَةِ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيَّةِ وَالزَّيْنِ عُمَرَ الْبَالِسِيِّ الأولى عَن عمر بن يحيى الإسْكَنْدراني وَالثَّانِي عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ الْكَمَّالِيَّةِ سَمَاعًا كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَكِّيٍّ سَبْطِ السَّلَفِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا قَالَ أَنا جَدِّي أَنا أَبُو الْخَطَّابِ

الْقَارِئُ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْبَيِّعِ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَاهِلِيُّ قَالَ ثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدَانَ بْنِ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيِّ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِذَا سَافَرَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ قَالَ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا وَقَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا بِنُصْحٍ وَاقْلِبْنَا بِذِّمَّةٍ اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الأَرْضَ وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعَثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ جَمِيعًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَدِيٍّ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَاليًا وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ إِنَّه حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث شُعْبَة انْتهى وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْهُ ابْن الْمُبَارك كَمَا عِنْدَ التِّرْمِذِي أَيْضا وَأَحْمَد فِي مُسْنده بَل رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَغَيره من حَدِيث مُحَمَّد بْن عجلَان عَنْ

سَعِيد المَقْبُري عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَفِي الْبَاب عَنْ جَمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم

البلد الثاني والأربعون سمنود

الْبَلَد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ سمنود وَهِيَ قديمَة من الغربية بشاطئ النّيل متوسطة بَيْنَ الْقَاهِرَة ودمياط يردهَا المسافرون وَنسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين فيهم صلحاء 34 - قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَبِي الرَّوْحِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ السُّلَمِيِّ الْحَاكِمِ وَبِغَيْرِهَا عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّسَّامِ سَمَاعًا لِمَنْ عَدَا الْمَذْكُورُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ الْكَاشْغَرِيِّ قَالَ أَنا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ الْبَطِّيُّ وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ تَاجِ الْقُرَّاءِ قَالا أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَانَيَاسِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الصَّلْتِ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ ثَنَا أَبِي ثَنَا عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبَّاس عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أَكْرِمُوا الشُّهُودَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَسْتَخْرِجُ بِهِمُ الْحُقُوقَ وَيَدْفَعُ بِهِمُ الظُّلْمَ هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جِدًّا رَوَاهُ ابْنُ جَهْضَمٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ وَأَخْرَجَهُ النَّقَّاشُ فِي كِتَابِ الْقُضَاةِ وَالشُّهُودِ لَهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ

وَالْعُقَيْلِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ عَنْ أَبِي يَحْيَى بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَاليًا وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي عَبْد الصَّمد حَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ وَلَا يعرف إِلَّا بِهِ وَكَذَا قَالَ الديلمي إِنَّه تفرد بِهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ إِنَّه مُنكر

البلد الثالث والأربعون شبرى الخيمة

الْبَلَد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ شبرى الْخَيْمَة وَهِيَ بشاطئ النّيل بَيْنَ الْقَاهِرَة وقليوب شاركها فِي الِاسْم بِلَاد كَثِيرَة من جِهَات شَتَّى تميزت هَذِه بِالْإِضَافَة وَقَدْ كتب شَيخنَا بظاهرها عَنْ رَفِيقه ابْن الديري من نظمه شَيْئًا 35 - قَرَأْتُ بِهَا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْكِنَانِي عَن أَبَوي الْعَبَّاس بن أَبِي أَحْمَدَ الْفَقِيهِ وَابْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْدِسِيِّ سَمَاعًا (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا الزَّيْنُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ الْقُدْسِيُّ وَالشَّمْسُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ قَالَ الأَوَّلُ وَالثَّالِثُ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الشَّيْرَجِيِّ (ح) وَأَخْبَرَنِي الْعِزُّ بْنُ الْفُرَاتِ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الْجَوْخِيِّ وَسِتِّ الْعَرَبِ الصَّالِحِيَّةِ قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ قَالَ ابْنُ الشَّيْرَجِيِّ سَمَاعًا وَقَالَ الآخَرَانِ حُضُورًا زَادَ أَوَّلَهُمَا فَقَالَ وَأَخْبَرَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيَّةُ حُضُورًا قَالا أَنا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ زَادَ ابْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّارَقَزِّيُّ وَقَالَ الثَّانِي وَالرَّابِعُ أَنا الصَّدْرُ الْمَقْدِسِيُّ قَالَ أَوَّلُهُمَا سَمَاعًا أَنا النَّجِيبُ الْحَرَّانِيُّ أَنا الْحَافِظَانِ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الأَخْضَرِ قَالا وَالدَّارَقَزِّيُّ وَزَيْدٌ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْحَاسِبُ قَالَ قُرِئَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بن الْفَقِيهِ وَأَنَا حَاضِرٌ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ

عَنْهُ - قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} الْمَدِينَةَ أَخَذَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - بِيَدِي فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا أَنَسٌ غُلامٌ لَبِيبٌ كَاتِبٌ يَخْدُمُكَ فَقَبِلَنِي رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُمَيْدٍ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَهَكَذَا رَوَاهُ الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن بَكْر عَنْ حميد عَلَى الْبَدَلِيَّة وَأَصله فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ثَابت عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأنشدني الْمَذْكُور - وَمَا أتحقق أذلك لَهُ أم لغيره -

لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فُؤَاده فَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم وَكم من وجيه سَاكِت لَك معجب زِيَادَته أَوْ نَقصه فِي التَّكَلُّم

البلد الرابع والأربعون صالحية دمشق

الْبَلَد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ صالحية دمشق وَهِيَ بسفح جبل قاسيون نسبت لِأُنَاس صالحين فَإِن شيخ الأسلام أَبَا عمر ابْن قدامَة أول مَا هَاجر هُوَ وَأَخُوهُ الشَّيْخ الْمُوفق عَبْد اللَّهِ ووالدهما وَابْن خالتهما الْحَافِظ التَّقِي عَبْد الْغَنِيّ بْن عَبْد الْوَاحِد وَمن يلوذ بهم من المقادسة وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخمْس مئة نزلُوا ظَاهر بَاب شَرْقي من دمشق بِمَسْجِد يعرف بِأبي صَالح فأقاموا بِهِ نَحْو سنتَيْن مجتهدين فِيمَا يقربهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى ثُمَّ انتقلوا إِلَى الْجَبَل الْمشَار إِلَيْهِ فَقَالَ النَّاس الصالحية الصالحية قَالَ الشَّيْخ أَبُو عُمَر - سالكا التَّوَاضُع - ينسبونا إِلَى مَسْجِد أَبِي صَالح لَا إِلَى الصّلاح وَلَمْ يكن إِذْ ذَاك بِالْجَبَلِ عمَارَة سوى دير الحوراني وأماكن يسيرَة فَقَامَ أَبُو عُمَر بِبِنَاء الدَّيْر الْمُبَارك فَعرف بدير المقادسة وَكَانَ مِمَّن ولد بِهِ ابْن أختهما الْحَافِظ الضياء الْمَقْدِسِي صَاحب المختارة وَبنى أَبُو عُمَر لأَهله دورًا خَارِجَة عَنْ الدَّيْر بَل وَبنى هُنَاكَ مدرسة مركبة عَلَى نهر يَزِيد وَقفهَا عَلَى الْقُرْآن وَالْفِقْه وَحفظ بِهَا الْقُرْآن أُمَم لَا يُحصونَ وَكَذَا بنى بِهَا المظفر جَامعا هائلا وَجعله إِمَامه وخطيبه ثُمَّ خطب فِيهِ بعده أَخُوهُ الْمُوفق

وللضياء الْمشَار إِلَيْهِ بِالْقربِ من بَابه مدرسة عرفت بدار الْحَدِيث الضيائية إِلَى غَيْر ذَلِكَ من الْمدَارِس والمساجد والزوايا والدور الجليلة وَهِيَ صَحِيحَة الْهَوَاء كَثِيرَة الخفر تقصد بالزيارة لأَهْلهَا أَحيَاء وأمواتا وَصَارَت بنزول المقادسة بِهَا دَار قُرْآن وحَدِيث وَفقه وَأكْثر من بِهَا الْحَنَابِلَة وَالْمذهب الْآن هُنَاكَ حَيّ وَقَدْ سمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه وَخلق وللسَيْف بْن الْمجد الْحَافِظ تَارِيخ جبل قاسيون وَلَكِن مَا بيضه 36 - قَرَأْتُ عَلَى أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي بِالْمَدْرَسَةِ النَّظَامِيَّةِ مِنْ صَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ قُلْت لَهُ أَخْبَرَكَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِرْدَاوِيُّ الْقَاضِي فَأَقَرَّ بِهِ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْمُحِبِّ (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍّ الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيَّةِ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنا أَبُو حَفْصِ بن طبرزذ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَي بْنُ الطَّرَّاحِ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَسْكَرِيُّ ثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَلْيُحْسِنْ أَدَبَهُ وَاسْمَهُ فَإِذَا بَلَغَ فَلْيُزَوِّجْهُ فَإِنْ بَلَغَ وَلَمْ يُزَوِّجْهُ فَأَصَابَ إِثْمًا فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَيْهِ أَوْ قَالَ بَاءَ بِإِثْمِهِ

هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيمَانِ لَهُ مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيِّ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا والجريري مِمَّن اخْتَلَط وَلَيْسَ شَدَّاد مِمَّن ذكر فِي الَّذِينَ سمعُوا مِنْهُ قبله وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَفعه قَالَ مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة من بلغت لَهُ ابْنة ثِنْتَيْ عشرَة سنة فَلم يُزَوّجهَا فارتكبت إِثْمًا فإثم ذَلِكَ عَلَيْهِ أخرجه الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَكَذَا عِنْده من حَدِيث أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - نَحوه لَكِن قَالَ الْحَاكِم إِنَّه شَاذ بِمرَّة وَكَذَا استنكر أَحْمَد إِسْنَاد حَدِيث أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ إِنَّمَا نرويه بِالْإِسْنَادِ الأَوَّل وعَلى كُل حَال فَهِيَ ضَعِيفَة

البلد الخامس والأربعون صالحية القاهرة

الْبَلَد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ صالحية الْقَاهِرَة وَهِيَ بِأَرْض السباخ عَلَى طرف الرمل أَنْشَأَهَا الصَّالِح نجم الدَّين أَيُّوب بْن الْكَامِل مُحَمَّد بْن الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مئة وَصَارَ ينزل بِهَا وَيُقِيم فِيهَا ونزلها من بعده من الْمُلُوك خُصُوصا سُلْطَان وقتنا فَإِنَّهُ بنى بِهَا مدرسة للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وتكرر نُزُوله لَهَا بَل أدْركهُ عيد الْفطر من شهرنا هَذَا فِيهَا حِينَ رُجُوعه من السفرة الشمالية فصلى بِهِ الشَّافِعِي الْعِيد وَسَار فِي يَوْمه حَتَّى دَخَلَ الْقَاهِرَة فِي الْيَوْم الرَّابِع وَكَانَ يَوْمًا مشهودًا بَارك اللَّه فِي حَيَاته وَهِيَ مِمَّن سمع بِهَا شَيخنَا وَلَقِيت بِهَا الْفَاضِل أَبَا عَبْد اللَّهِ بْن الْأَمِير نَاصِر الدَّين مُحَمَّد بْن مُحَمَّد المعري ثُمَّ القاهري - رَحمَه اللَّه - فأنشدني لفظا قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ نور الدَّين بْن خطيب الدهشة لفظا لنَفسِهِ وصل حَبِيبِي خبر لِأَنَّهُ قَدْ رَفعه بِنصب قلبِي غَرضا إِذْ صَار مَفْعُولا مَعَهُ

البلد السادس والأربعون الطالبية

الْبَلَد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ الطالبية من عمل الجيزة وَهِيَ متوسطة بَينهَا وَبَين الأهرام الَّذِي سَمِعت بعلوه أَيْضا 37 - أَخْبَرَنِي بِهَا مُحَمَّد بْنُ الْمُحِبِّ الْمِصْرِيُّ بِقَرَاءَتِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعِزِّ السَّكَنْدَرِيِّ سَمَاعًا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ (ح) وَأَخْبَرَنِي إِمَامِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَلِيٍّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ أَنا الْعِمَادُ أَبُو بَكْرِ بن الْعِزّ وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ قَالَ الأَوَّلُ أَنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّضِيُّ وَقَالَ الثَّانِي أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ غَانِمٍ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَةَ اللَّخْمِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَبَّازِ قَالُوا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ نِعْمَةَ النَّابُلُسِيُّ قَالَ الأَخِيرُ حُضُورًا وَإِجَازَةً وَقَالَ الْبَاقُونَ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْفَرَج يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ بْنِ سَعْدٍ (ح) وَقُرِئَ عَلَى عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنْ سِتِّ الْعَرَبِ ابْنَةِ ابْنِ الْبُخَارِيِّ قَالَتْ أَنا جَدِّي حُضُورًا وَإِجَازَةً عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ قَالا أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} كَانَ إِذَا سَافَرَ فَنَزَلَ مَنْزِلا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى يُوَدِّعَ الْمَنْزِلَ بِرَكْعَتَيْنِ

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ عَنْ عُثْمَانَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عُثْمَان عَبْد السَّلام بْن هَاشم وَمُحَمّد بْن ربيعَة فحَدِيث أَولهمَا عندنَا فِي أمالي الْمحَامِلِي الأصبهانية وحَدِيث ثَانِيهمَا أخرجه ابْن خُزَيْمَة وَعند الْحَاكِم فِي صَحِيحهمَا

وَقَالَ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرط الْبُخَارِي كَذَا قَالَ وَعُثْمَان لَمْ يخرج لَهُ الْبُخَارِي لَا احتجاجا وَلَا اسْتِشْهَادًا وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ فوثقه الْحَاكِم وَأَبُو نعيم وَغَيرهمَا وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ شيخ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لين وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ التِّرْمِذِي كَانَ يَحْيَى الْقطَّان يُضعفهُ من قبل حفظه وَكَذَا ضعفه غَيره لَكِن لحَدِيثه هَذَا متابع من وَجه آخر عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - روينَاهُ فِي غرائب شُعْبَة لأبي عَبْد اللَّهِ بْن مَنْدَه وَلذَلِك كَانَ الْحَدِيث حسنا

البلد السابع والأربعون الطائف

الْبَلَد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ الطَّائِف وَهِيَ بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَكسر الْمُثَنَّاة التَّحْتَانِيَّة وَآخِرهَا فَاء مَدِينَة عَلَى اثْنَي عشر فرسخا من مَكَّة كَثِيرَة الْفَوَاكِه والمياه الطّيبَة طيبَة الْهَوَاء أبرد مَكَان بالحجاز وَرُبمَا جمد المَاء فِي ذرْوَة غَزوَان الْجَبَل الَّتِي هِيَ عَلَى ظَهره وَأكْثر ثَمَرهَا الزَّبِيب حاصرها رَسُول اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} بَعْد فتح مَكَّة لما فرغ من حنين وَاسْتشْهدَ مَعَهُ فِيهَا غَيْر وَاحِد من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وينسب إِلَيْهِ بِهَا عدَّة آبار مِنْهَا بِنَاحِيَة لية بِئْر يُقَال إِنَّه {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} شرب مِنْهَا وشهرتها بِالْفَضْلِ تغني عَنِ الإطالة بشرحه ويروى من سَبَب تَسْمِيَتهَا أَن جِبْرِيل - عَلَيْهِ السَّلام - اقتلع قَرْيَة من الشَّام ثُمَّ طَاف بِهَا بِالْبَيْتِ أسبوعا ثُمَّ وَضعهَا محلهَا إِجَابَة لدَعْوَة إِبْرَاهِيم الْخَلِيل - عَلَيْهِ السَّلام - لما قَالَ (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) الْبَقَرَة 126 وَبهَا مَات ابْن عَبَّاس وَمُحَمّد بْن الْحَنَفِيَّة وَغَيرهمَا من السادات رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم وَأكْثر من نزلها ثَقِيف وَاعْتَزل بِهَا الْمُغيرَة بْن شُعْبَة وَكَذَا أَقَامَ فِيهَا الحكم ابْن أَبِي الْعَاصِ عَم عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ووالد مَرْوَان بإرسال النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} بِهِ إِلَيْهَا فاستمر إِلَى خلَافَة عُثْمَان فَأَعَادَهُ إِلَى الْمَدِينَة حَتَّى مَات

وَلَمْ يزل أهل مَكَّة وَغَيرهَا يرحلون إِلَيْهَا للزيارة والنزهة وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة قَدِيما وحَدِيثا ويروى صيد وَج وعضاهة حرَام محرم وَوَج مَوضِع بِنَاحِيَة الطَّائِف وَقيل هُوَ اسْم لحصونها وَقيل اسْم وَاحِد مَخْصُوص مِنْهَا وَلذَا قَالَ الْحميدِي إِنَّه هُوَ الطَّائِف وَعَن سَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَج وَاد مقدس وَكَذَا جَاءَ عَنْ كَعْب وتحريمه يحْتَمل أَن يَكُون عَلَى سَبِيل الْحمى لَهُ وَيحْتَمل أَن يَكُون حرمه فِي وَقت مَعْلُوم ثُمَّ نسخ قَالَه ابْن الْأَثِير أَخْبَرَنِي الشَّيْخ أَبُو الْقَاسِمِ بْن أَبِي أَحْمَد الْهَاشِمِي بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي الْقبَّة الْمُبَارَكَة تجاه ضريح ابْن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - من الْوَادي الْمُقَدّس عَنْ أَبِي بَكْر بْن الْحُسَيْن العثماني أَنْبَأَنَا الْعلم أَبُو مُحَمَّد البرزالي عَنِ الرضي أَبِي

عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر العثماني أَن أَبَا الْعَبَّاس الْعَبدَرِي أنبأه - إِن لَمْ يكن سَمَاعًا - ثَنَا التَّقِي أَبُو مُحَمَّد الْقُرَشِي لفظا فِي مَسْجِد النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} بِإِزَاءِ ضريح ابْن عَبَّاس مَا بَيْنَ منبره وقبور الشُّهَدَاء من الْوَادي الْمُقَدّس وَج بِحَضْرَة الطَّائِف مِنْهُ أَنا بشير بْن حَامِد بْن سُلَيْمَان الْجَعْفَرِي إِذْنًا قَالَ كتب إِلَيّ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْن الْعَبَّاس الْحُسَيْنِي أَنا أَبُو الْحَسَنِ رشأ بْن نظيف الْعدْل (ح) وَأَنْبَأَنِي بِعُلُوٍّ جدا مُحَمَّد بْن أَحْمَد التدمري عَنِ الصَّدْر الْمَقْدِسِي أَن أَبَا عِيسَى أنبأهم أَنا هبة اللَّه إِذْنًا - إِن لَمْ يكن سَمَاعًا - أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْفراء أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن الضراب قَالا أَنا الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل وَهُوَ وَالِد ثَانِيهمَا ثَنَا أَحْمَد بْن مَرْوَان الْمَالِكِي ثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْبَصْرِيّ قَالَ كَانَ أَحْمَد بْن المعذل - رَحمَه اللَّه - إِذَا حزبه أَمر قَامَ من اللَّيْل يُصَلِّي وَيَأْمُر أَهله بِالصَّلَاةِ وَيَتْلُو هَذِه الْآيَة (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) طه 132 ثُمَّ ينشد أَشْكُو إِلَيْك حوادثا أقلقتني فتركتني متواصل الأحزان من لي سواك يَكُون عِنْدَ شدائدي إِن أَنْتَ لَمْ تكلأ فَمن يكلاني لَوْلَا رجاؤك وَالَّذِي عودتني من حسن صنعك لاستطير جناني وشافهني الْمَذْكُور عَنِ الْجمال مُحَمَّد بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْقُرَشِي الشيبي قَوْله يَا أَيهَا الطَّائِف فِي حيهم دمعي غَدا كالمطر الواكف مذ غبت عَنْ عَيْني فأوحشتني فَصحت وأشوقي إِلَى الطَّائِف

البلد الثامن والأربعون طنان

الْبَلَد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ طنان وَهِيَ بطاء مُهْملَة ثُمَّ نون مُخَفّفَة وَبعد الْألف نون قَرْيَة من أَعمال القليوبية بالديار المصرية كتب بِهَا الْحَافِظ أَبُو الْفَتْحِ الأبيوردي عَنْ بَعْض أَهلهَا وَحدث بِهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِقِرَاءَة الشرفي الْمَنَاوِيّ وَسمعت أَبَا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مبارك الغمري - وَكَانَ معي بِهَا فِي الرحلة الأولى إِلَى دمياط - يَقُول وَغَيره مِمَّا هُوَ لبَعْضهِم وقومت بَعْض أَلْفَاظه لكسرة من جيب الْخبز تشبعني وشربة من قراح المَاء ترويني وخرقة من جريش الثَّوْب تسترني حَيا وَإِن مت تكفيني لتكفيني قُلْت وَهَذَانِ البيتان عِنْدِي فِيمَا رويته عَنْ غَيْر وَاحِد عَنِ الشمسين الحنفيين ابْن سكر الْمَكِّي والحريري القاهري كِلاهُمَا عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حجاج الكاشغري الْحَنَفِيّ عَنِ الحسام عَلِي بن الْحجَّاج السغناقي عَنْ حَافظ الدَّين النسابة عَنْ شمس الْأَئِمَّة الكردري عَنْ برهَان الدَّين المرغيناني صَاحب الْهِدَايَة أَنْشدني معِين الدَّين أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بْن مَحْمُود الغزنوي النَّيْسَابُورِي لنَفسِهِ فذكرهما وَقَالَ بعدهمَا وَلَا أردد فِي الْأَبْوَاب مضطهدا كَمَا يردد ثَوْر فِي الفداديني لأجعلن ولايات فتنت بهَا فدَاء عرضي وَالدُّنْيَا فدا ديني

البلد التاسع والأربعون الطور

الْبَلَد التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ الطّور وَهِيَ بِضَم الْمُهْملَة بندر عَلَى سَاحل الْبَحْر بَيْنَ القلزم وأيلة مرساة للواردين من جدة وَتلك النواحي غَالِبا وَمِنْه يركب المسافرون كَذَلِك أَيْضا لاسيما التُّجَّار وَفِيه خطْبَة لايقيم فِيهَا الْجُمُعَة غَالِبا إِلَّا من يردهُ لِأَن أَكْثَر أَهله نَصَارَى وعَلى مرحلة مِنْهُ طور سيناء وجبال الطّور دَاخِلَة فِي بَحر القلزم وَبهَا كروم وبساتين مَعَ كنائس وصوامع هدم فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق أَكْثَرهَا لدعوى حدوثها وَقَدْ كتب بِهَا شَيخنَا عَنْ بعض رفقائه وَسمعت أَبَا الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْغَزِّي الْمَالِكِي وَقَدِ اجْتَمَعنَا هُنَاكَ فِي توجه كُل منا إِلَى مَكَّة يَقُول سَمِعت أَبَا الْخَيْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي يَقُول وَبعد فالإِنْسَان لَيْسَ يشرف إِلَّا بِمَا يحفظه وَيعرف لذاك كَانَ حاملوا الْقُرْآن أَشْرَاف الْأمة أولي الْإِحْسَان وَإِنَّهُم فِي النَّاس أهل اللَّه وَإِن رَبنَا بهم يباهي وَقَالَ فِي الْقُرْآن عَنْهُم وَكفى بِأَنَّهُ أورثه من اصْطفى وَهُوَ فِي الْأُخْرَى شَافِع مُشَفع فِيهِ وَقَوله عَلَيْهِ يسمع

البلد الخمسون عرفات

الْبَلَد الْخَمْسُونَ عَرَفَات وعرفة اسْم مَوضِع الْوُقُوف قيل سميت بِذَلِكَ لِأَن آدم عرف حَوَّاء - عَلَيْهِمَا السَّلام - هُنَاكَ وَقيل لِأَن جِبْرِيل عرف إِبْرَاهِيم - عَلَيْهِمَا السَّلام - فِيهَا الْمَنَاسِك وَقيل لاعتراف النَّاس فِيهَا بِذُنُوبِهِمْ وسؤالهم غفرانها وَقيل لغير ذَلِك وجمعت وَإِن كَانَت موضعا وَاحِدًا لِأَن كُل جُزْء مِنْهَا يُسمى عَرَفَة وَلِهَذَا كَانَت مصروفة كقصبات قَالَ النُّحَاة وَيجوز ترك صرفه كَمَا يَجُوز فِي أَذْرُعَات وَنَحْوهَا عَلَى أَنَّهَا اسْم مُفْرد لبقعة وَلذَا - كَمَا حَكَاهُ - النَّوَوِيّ قرئَ (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ) بِفَتْح التَّاء بِدُونِ تَنْوِين وَقَدْ عُمَر سُلْطَان الْوَقْت عينهَا بَعْد انقطاعها دهرا حَتَّى جرت وَوصل المَاء إِلَيْهَا فِي سنة خمس وَسبعين وَكَذَا أصلح فساقيها وقبتها وأعلامها مَعَ مَسْجِد نمرة مِنْهَا بَل وَعمل بِهِ صهريجا إِلَى غَيْر ذَلِك من المآثر الَّتِي شرحت فِي مَحل آخر مِمَّا عَم الِانْتِفَاع بِهِ وَكَثُرت فِيهَا الْمِيَاه جدا بَعْد عزتها جوزي عَلَى ذَلِك خيرا وَمِمَّنْ سمع بهَا الذَّهَبِيّ

أَخْبرنِي بهَا الْوَالِد - رَحمَه اللَّه - بِهَا فِي آخَرين بغَيْرهَا عَنْ أَبِي زرْعَة بْن عَبْد الرَّحِيم الْحَافِظ إِذْنًا (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍّ الْعِزُّ أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ كِلاهُمَا عَنِ الْعِزّ أَبِي عُمَر بْن جَمَاعَة قَالَ الأَوَّل سَمَاعًا أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْل بْن عَسَاكِر عَنْ أم الْمُؤَيد زَيْنَب ابْنة أَبِي الْقَاسِم الْجِرْجَانِيّ أَنْبَأَنَا الْعَلامَة أَبُو الْقَاسِمِ الزَّمَخْشَرِيّ أنشدنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الْخَوَارِزْمِيّ أنشدنا أَبُو سَعِيد المحسن بْن مُحَمَّد الْجُشَمِي فِي كتاب جلاء الْأَبْصَار فِي الْأَخْبَار أنشدنا الْحَاكِم أَبُو الْفَضْل إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن أنشدنا عَلِي بْن عَبْد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ الْقَاضِي لنَفسِهِ يَقُولُونَ لي فِيك انقباض وَإِنَّمَا رَأَوْا رجلا عَنْ موقف الذل أحجما ترى النَّاس من داناهم هان عِنْدهم وَمن أكرمته عزة النَّفس أكرما وَمَا كُل برق لَاحَ لي يستفزني وَلَا كُل من لاقيت أرضاه منعما وَمَا زلت منحازا بعرضي جانبا عَنِ الذل أَعْتَد الصيانة مغنما إِذَا قيل هَذَا مورد قُلْت قَدْ أرى وَلَكِن نفس الْحر تحْتَمل الظما وَإِنِّي إِذَا مَا فَاتَنِي الْأَمر لَمْ أَبَت أقلب كفي إثره متندما وَلكنه إِن جَاءَ عفوا قبلته وَإِن مَال لَمْ أتبعه هلا وليتما وأقبض خطوي عَنْ حظوظ قريبَة إِذَا لَمْ أنلها وافر الْعرض مكرما

وَأكْرم نَفسِي أَن أضاحك عَابِسا وَأَن أتلقى بالمديح مذمما أنهنهها عَنْ بَعْض مَا قَدْ يشينها مَخَافَة أَقْوَال العدي فيمَ أَوْ لما وَلَمْ أقض حق الْعلم إِن كنت كلما بدا طمع صيرته لي سلما وَلَمْ أبتذل فِي خدمَة الْعلم مهجتي لأخدم من لاقيت إِلَّا لأخدما أأغرسه غزا وأجنيه ذلة إِذَا فاصطناع اللَّهْو قَدْ كَانَ أحزما فَإِن قُلْت جد الْعلم كاب فَإِنَّمَا كبا حِينَ لَمْ يحم حماه وأسلما وَلَو أَن أهل الْعلم صانوه صانهم وَلَو عظموه فِي النُّفُوس لعظما وَلَكِن أهانوه فهان ودنسوا محياه بالأطماع حَتَّى تجهما

البلد الحادي والخمسون عقبة أيلة

الْبَلَد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ عقبَة أَيْلَة وَهُوَ بِجَانِب الْبَحْر الْملح من الْجِهَة الشرقية ينزله الحجيج ذَهَابًا وإيابا فيقيمون بِهِ أَيَّامًا ويتزودون مِنْهُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من البضائع المصرية والغزاوية المحمولة إِلَيْهِ مِنْهَا وماؤها طيب حُلْو وَقَدْ سمع بِهَا صاحبنا النَّجْم ابْن فَهد من الْكَمَال بْن الْبَارِزِيّ وَغَيره بَل وَسمع بِهَا أَبُو حَيَّان من رَفِيقه الْحَافِظ مَسْعُود الْحَارِثِيّ وأيلة - الْمُضَاف إِلَيْهِ - بَلْدَة وَهِيَ بِفَتْح الْهمزَة ثُمَّ تَحْتَانِيَّة مثناة سَاكِنة بَلْدَة عَلَى سَاحل بَحر القلزم مِمَّا يَلِي ديار مصر نسب إِلَيْهَا جَمَاعَة كَانَت عامرة فِي أَوَائِل الإِسْلام وَهِيَ حَاضِرَة الْبَحْر الَّتِي ذكرهَا اللَّه فِي كِتَابه 38 - أَخْبَرَنِي الصَّدْرُ أَحْمَدُ بْنُ الزَّكِيِّ أَبِي بَكْرٍ الْمَيْدُومِيِّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي رُجُوعِي أَنا وَإِيَّاهُ فِيهَا مِنَ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ بِغَيْرِهَا قَالُوا أَنا النَّجْمُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ الأَوَّلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ وَإِجَازَةً وَقَالَ الآخَرُونَ سَمَاعًا أَنا مُحَمَّد بْن عَلِي بْن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْمَلَفِيُّ أَنا الزَّيْنُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفُتُوحِ الدَّلاصِيُّ وَغَيْرُهُ قَالُوا أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الزُّهْرِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الطُّوطُوشِيُّ أَنا أَبُو الْوَلِيدِ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَفٍ الْبَاجِيُّ أَنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيثٍ الصَّفَّارُ مُنَاوَلَةً أَنا أَبُو عِيسَى يَحْيَى بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَي بْنِ يَحْيَى أَنا عَمُّ أَبِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى أَنا أَبِي (ح)

وَقَرَأْتُ عَالِيًا جِدًّا عَلَى أَبِي الْمَعَالِي بْنِ الذَّهَبِيِّ بِالْقَاهِرَةِ أَنا أَبُو هُرَيْرَةَ بْنُ الذَّهَبِيِّ بِدِمَشْقَ أَنا الْقَاسِمُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مَحْمُودٍ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنا أَبُو المَعَالِي بْنُ اللَّحَّاسِ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ الصَّلْتِ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ ثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ كِلاهُمَا عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَكْيَالِهِمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَبَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ وَالدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيِّ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ مَالِكٍ وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَالِيًا

البلد الثاني والخمسون عمريط

الْبَلَد الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ عمريط وَهِيَ بِمُهْملَة ثُمَّ مِيم سَاكِنة بعْدهَا رَاء مَكْسُورَة ثُمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة وطاء مُهْملَة من الشرقية كتبت عَنِ الْجمال أَبِي مُحَمَّد بْن أَحْمَد العلائي بِهَا مَا ذكر أَنه من قَوْله فَقَالَ وَرب غُصْن غنج طرفه ذِي وجنة حمرا وَقد قويم سَأَلته مَا الِاسْم يَا باخلا بالوصل قل قَالَ عَبْد الْكَرِيم

البلد الثالث والخمسون غزة

الْبَلَد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ غَزَّة وَهِيَ بمعجمتين مفتوحتين وَالثَّانِيَة مُشَدّدَة من بِلَاد فلسطين قريبَة من بَيْت الْمُقَدّس متوسطة فِي الْعظم ذَات كروم عَلَى سَاحل الْبَحْر وبساتين ونخل قَلِيل وَبَينهَا وَبَين الْبَحْر أكوام رمال عَلَى بساتينها وَلَهَا قلعة صَغِيرَة وشربهم من آبار بَعْضهَا طيب وهواؤها معتدل وَكَانَت مستطرقا لأهل الْحجاز حَتَّى قيل إِن عُمَر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أسر فِيهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وَإِن هَاشم بْن عَبْد منَاف جد النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} خرج فِي تجر من قُرَيْش أَرْبَعِينَ من بَنِي عَبْد منَاف ومخزوم وَسَهْم وعامر بْن لؤَي فاشتكى بغزة فأقاموا عَلَيْهِ حَتَّى مَات بِهَا فدفنوه هُنَاكَ وَرَجَعُوا بِتركَتِهِ إِلَى بنيه وَقَدْ خرج مِنْهَا جَمَاعَة من الْأَئِمَّة والمحدثين فيهم كَثْرَة وَولد بِهَا أَوْ بعسقلان إمامنا الشَّافِعِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَمَا جَاءَ كُل مِنْهُمَا عَنْهُ فِي رِوَايَة وَجمع بَينهمَا بثالثة قَالَ فِيهَا ولدت بغزة وحملتني أُمِّي إِلَى عسقلان

وَبِالْجُمْلَةِ فهما متقاربتان وعسقلان هِيَ الأَصْل فِي قديم الزَّمَان وَهِيَ الْمَدِينَة فَحَيْثُ قَالَ الشَّافِعِي غَزَّة فَقَط أَرَادَ الْقرْيَة أَوْ عسقلان فَقَط أَرَادَ الْمَدِينَة وَمِمَّنْ سمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه وَخلق وَلَهَا فَخر بِأحد نوابها سنجر الجاولي شَارِح مُسْند الشَّافِعِي وَأحد من وَقع لنا الْمسند من طَرِيقه وَأحد شُيُوخ الْعِرَاقِيّ وَغَيره من شُيُوخ شُيُوخنَا وَصَاحب الْجَامِع المأنوس الَّذِي بظاهرها وبداخلها عدَّة جَوَامِع ومدارس مِنْهَا مدرسة جددها سُلْطَان

الْوَقْت الْآن وتكرر دُخُوله لَهَا بَارك اللَّه فِي حَيَاته أَنْشدني أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِي بْن إِسْحَاق التَّمِيمِي الْخَلِيلِي بِالْمَدْرَسَةِ الباسطية مِنْهَا لنَفسِهِ بَعْد قراءتي عَلَيْهِ وعَلى غَيره أَشْيَاء الْجِسْم مضني من بعادك بالي وَسوى حَدِيثك لَا يمر ببالي والجفن مهمول ينقط أدمعا مشكولة فِي شكلها شكوى لي والوصل مفصول أذاب لمهجتي وَالْقطع مَوْصُول أحَال لحالي وَالِاسْم مَقْصُور وصدري مصدر وَالْفِعْل فِي الأحشاء كالأفعى لي من مبتدا خبري عرفت بعبدكم فَرفعت فِي مَاض وَفِي استقبالي مِنْكُم بكم أغرى الوشاة وحذروا هَيْهَات لَا أصغي إِلَى العذال لما جزمتم بالبعاد جررتم قلبِي العليل بِلَازِم الْأَفْعَال الحلو مر فَزَاد عظم تشوقي والمر فِي حب الحبيب حلالي أَخْبَار سقمي فِي الصِّحَاح سندتها بِرِوَايَة عَنْ مدمعي السلسال وكنوح نوحي والخليل بمهجتي نيرانه وَالروح فِي الترحال يَعْقُوب أحزاني لفائق يُوسُف فِي الْحَسَن أَحْمَد غَايَة الآمال فِي أَبْيَات كَثِيرَة

البلد الرابع والخمسون فارسكور

الْبَلَد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ فارسكور وَهِيَ عَلَى سَاحل الْبَحْر بِالْقربِ من النّيل قريبَة من دمياط بِهَا عدَّة جَوَامِع وللبدر بْن شُعْبَة فِيهَا مدرسة يتَرَدَّد إِلَيْهَا صاحبنا الشهَاب البيجوري من دمياط للتدريس وَغَيره وَمِمَّنْ انتسب إِلَيْهَا الزَّيْن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خلف شَارِح شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَأحد من سمع بقرَاءَته غَيْر وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنْهُم وَمَات فِي سنة ثَمَان وثماني مئة وَقَدْ كتبت بِهَا عَنْ غَيْر وَاحِد من أَهلهَا أَنْشدني يُوسُف بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الأديب لنَفسِهِ كم من لئيم مَشى بالزور يَنْقُلهُ لَا يَتَّقِي اللَّه لَا يخْشَى من الْعَار يود لَو أَنه للمرء يهلكه وَلَمْ ينله سوى إِثْم وأوزار فَإِن سَمِعت كلَاما فِيك جاوزه وخل قَائِله فِي غيه ساري فَمَا تبالي السما يَوْمًا إِذَا نبحت كُل الْكلاب وَحقّ الْوَاحِد الْبَارِي وَقَدْ وَقعت بِبَيْت نظمه دُرَر قَدْ صاغه حاذق فِي نظمه دَاري لَو كُل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مِثْقَالا بِدِينَار

البلد الخامس والخمسون فوة

الْبَلَد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ فوة وَهِيَ بِضَم الْفَاء وَتَشْديد الْوَاو عَلَى نيل مصر بِالْقربِ من دسوق ويقابلها مَكَان بهج يُسمى جَزِيرَة الذَّهَب متسعة كَثِيرَة الْبَسَاتِين بِهَا ضريح أَبِي المنجا سَالم وعدة حمامات وأسواق وجوامع ومدارس مِنْهَا جَامع لِابْنِ نصر اللَّه عَلَى الْبَحْر انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة كَمَال الدَّين ابْن السَّمْعَانِيّ وَغَيره وَلَقِيت بِهَا غَيْر وَاحِد 39 - أَخْبَرَنِي الْبَدْرُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا وَأَبُو الطَّيِّبِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْقَلانِيُّ بِالْقَاهِرَةِ قَالَ الأَوَّلُ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَهْدَوِيُّ وَقَالَ الثَّانِي أَنا التَّاجُ عَبْدُ الْوَاحِدِ الصُّرَدِيُّ قَالا أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْوَانِي أَنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّرَابُلُسِيُّ أَنا جَدِّي لأُمِّي الْحَافِظُ أَبُو الطَّاهِرِ السلَفِي أَنا أَبُو الْحَسَنِ مكي بْنُ مَنْصُورٍ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْحِيرِيُّ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنَ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَحَضَرَتْ الصَّلاةُ فَصَلَّى قَاعِدًا فَصَلَّيْنَا قُعُودًا فَلَمَّا قَضَى {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} الصَّلاةَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ سُفْيَانَ وَأَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْمَرْوَزِيِّ فَوَافَقْنَاهُمَا فِيهِمَا بِعُلُوٍّ عَلَى ثَانِيهِمَا وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ وَأَبِي نُعَيْمٍ وَمُسْلِمٌ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَقُتَيْبَةَ وَعَمْرٍو النَّاقِدِ وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبِي كُرَيْبٍ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ هَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ وَابْنُ الْجَارُودِ عَنِ ابْنِ الْمُقْرِئِ وَابْنُ خُزَيْمَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدَةَ وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ وَعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلاءِ وَعَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ كُلُّهُمْ وَهُمْ سِتَّةَ عَشَرَ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَالِيًا وَفِي رِوَايَة فِي الصَّحِيح أَنهم صلوا فِي الِابْتِدَاء قيَاما فَأَمرهمْ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} بِالْجُلُوسِ

وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ يَقْتَضِي أَنه صلى بهم مرَّتَيْنِ وَالْجُمْهُور عَلَى أَن هَذَا الْأَمر مَنْسُوخ بِصَلَاتِهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فِي مرض مَوته قَاعِدا وَأَبُو بَكْر وَالنَّاس خَلفه قيَاما وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَنه مُحكم وَأَجَابُوا عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَن أَبَا بَكْر كَانَ هُوَ الإِمَام وَأَشَارَ الشَّافِعِي إِلَى أَن صلَاته {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فِي مرض مَوته كَانَت مرَارًا

البلد السادس والخمسون فيشا الصغرى

الْبَلَد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ فيشا الصُّغْرَى وَهِيَ بِكَسْر الْفَاء ثُمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة سَاكِنة وشين مُعْجمَة بِالْقربِ من تلوانة من المنوفية شاركها فِي مُجَرّد الِاسْم عدَّة أَمَاكِن كفيشا المنارة بالغربية بَل وبالقرب من تلوانة فيشا الحمري وَلَيْسَ فِي الْمُتَقَدِّمين من ينْسب لوَاحِدَة مِنْهَا أَنْشدني بِهَا صَدَقَة بْن فَرح الفيشي لنَفسِهِ غرامي صَحِيح من قديم الْأَوَائِل وجسمي سقيم والهوى فِي مقاتلي أرى الْفَضْل عَنْكُم مُسْندًا ومعنعنا ولولاكم مَا طَابَ نقل لناقل فَأنْتم منائي فِي الْوُجُود وَلَيْسَ لي فخار سوى مدحي لكم فِي المحافل

البلد السابع والخمسون القاهرة المعزية

الْبَلَد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ الْقَاهِرَة المعزية وَهِيَ نِسْبَة للمعز لدين اللَّه أَبِي تَمِيم معد بْن الْمَنْصُور إِسْمَاعِيل بْن الْقَاسِم مُحَمَّد بْن الْمَهْدِي عَبْد اللَّهِ العبيدي صَاحب الْمغرب وَأول من تملك الديار المصرية - من بَنِي عُبَيْد - الرافضة المدعين أَنهم علويون لكَون الْمعز هُوَ الَّتِي اختطت لَهُ وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَثَلَاث مئة بناها لَهُ أَبُو الْحَسَنِ جَوْهَر الرُّومِي الْقَائِد الْمَعْرُوف بالكاتب لسكنى الْخَلِيفَة وخدمه وجنده وخواصه خَاصَّة ثُمَّ بنى جَامعهَا الْأَزْهَر وانْتهى فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بَعْد ثَلاث سِنِين فَكَانَ أول جَامع وضع للنَّاس بِهَا وشاع فِيهَا التَّشَيُّع بِحَيْثُ قل الْحَدِيث وَالسّنة مِنْهَا واستمرت كَذَلِك إِلَى انْقِرَاض الدولة الفاطمية باستيلاء النَّاصِر صَلَاح الدَّين يُوسُف بْن أَيُّوب فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مئة فصيرها مَدِينَة للعامة وتراجع الْعلم إِلَيْهَا وَضعف الرَّفْض فِيهَا ثمَّ لَا زَالَت فِي اتساع حَتَّى صَارَت أعظم مدن الدُّنْيَا وَهِيَ مَعَ مَا هِيَ عَلَيْهِ لَا أعلم الْآن عَلَى وَجه الأَرْض بَلَدا اجْتمع فِيهِ من الْفُنُون والفضائل مَا اجْتمع فِيهَا وَخرج مِنْهَا فِي كُل فن وَعلم وَمذهب خلق لَا يُحصونَ كَثْرَة جديرون بإفرادهم فِي تأليف وَسمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه والذَّهَبِيّ وأمم وَكنت مِمَّن ولد هُوَ وأَبوهُ بِهَا وَفِي

شيوخي مِنْهَا كَثْرَة وَأَرْجُو اللَّه حسن الخاتمة 40 - حَدَّثَنِي شَيْخِي إِمَامُ الأَئِمَّةِ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِمَّا كَتَبْتُهُ عَنْهُ إِمْلاءً بِالْكَامِلِيَّةِ فِي بَيْنَ الْقَصْرَيْنِ مِنَ الْقَاهِرَةِ قَالَ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ أَنا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَكْرِيِّ قَالا أَنا عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ قَالَ الثَّانِي إِذْنًا إِن لَمْ يَكُنْ سَمَاعًا عَنْ مَسْعُودٍ الْجَمَّالِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الأَوَّلُ ثَنَا أَحْمد بن يحيى الْحلْوانِي وَأحمد بن شُعَيْب الْحَرَّانِي قَالَ أَوَّلُهُمَا ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ وَقَالَ ثَانِيهُمَا ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ وَاقِدٍ قَالا ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا جَرِيرٌ كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ هُوَ سَلْمَانُ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} طَعَامًا قَطُّ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلا تَرَكَهُ وَلَفْظُ جَرِيرٍ شَيْئًا بَدَلَ طَعَامًا وإِن كَرِهَهُ تَرَكَهُ بَدَلَ وَإِلا تَرَكَهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ وَعَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَيَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ جَرِيرٍ فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُ فِي شَيْخَيْهِ الأَوَّلَيْنِ وبدلا لَهُ فِي الآخرين بِعُلُوٍّ وَهُوَ عِنْدَ الْبُخَارِي من حَدِيث شُعْبَة وَسُفْيَان كِلاهُمَا عَنِ الأَعْمَش بِهِ

وأنشدني لنَفسِهِ إِمْلاءً بِالْمَكَانِ الْمَذْكُور أَيْضا يَقُول راجي إِلَه الْخلق أَحْمَد من أمْلى حَدِيث نَبِي الْحق مُتَّصِلا تَدْنُو من الْألف إِن عدت مجالسه فالسدس مِنْهَا بِلَا قيد لَهَا حصلا يتلوه تَخْرِيج أصل الْفِقْه يتبعهَا تَخْرِيج أذكار رب قَدْ دنا وَعلا دنا برحمته لِلْخلقِ يرزقهم كَمَا علا عَنْ سمات الحادثات علا فِي مُدَّة نَحْو كج رحت أحسبها ولي من الْعُمر فِي ذَا الْيَوْم قَدْ كملا سِتا وَسبعين عَاما قَدْ مَضَت هملا من سرعَة السّير كالساعات يَا خجلا إِذا رَأَيْت الْخَطَايَا أوبقت عَمَلي فِي موقف الْحَشْر لَوْلَا أَن لي أملا تَوْحِيد رَبِّي يَقِينا والرجاء لَهُ وخدمتي ولإكثاري الصَّلَاة عَلَى مُحَمَّد فِي صباحي والمساء وَفِي خطي ونطقي عساها تمحق الزللا فأقرب النَّاس مِنْهُ فِي قِيَامَته من بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ كَانَ مشتغلا يَا رب حقق رجائي والألى سمعُوا مني جَمِيعًا بِعَفْو مِنْك قَدْ شملا

البلد الثامن والخمسون القرافة

الْبَلَد الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ القرافة وَهِيَ بسفح جبل المقطم سميت بِذَلِكَ لِأَن قَبيلَة من المعافر تسمى كَذَلِك نزلت بموضعها وَكَانَت محلّة فَسُمي الْموضع باسمها وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة قَدِيما وحَدِيثا وَسمع بِهَا شَيخنَا والذهبي وفيهَا عدَّة أَمَاكِن للْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وقبور جَمَاعَة من الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - فَمن بعدهمْ من الأكابر لايحصون كَثْرَة لِأَنَّهَا مَقْبرَة المصريين وَيُقَال إِن عُمَر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أرصدها لدفن موتى الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ كتبت فِيهَا جُزْءا جَوَابا لصاحبنا الْفَقِيه الْفَخر أَبِي عَمْرو المقسي رَحمَه اللَّه وإيانا 41 - قَرَأْتُ عَلَى الزَّيْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَنُّودِيِّ ثُمَّ الْقَرَافِيِّ بِهَا أَخْبَرَنَا الْعَفِيفُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِمَكَّةَ أَنا الرَّضِيُّ أَبُو أَحْمَدَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَرَمِيِّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حُمَيْدٍ الأَطْرَابُلُسِيُّ أَنا أَبُو مَكْتُومٍ عِيسَى بْنُ الْحَافِظِ أَبِي ذَرٍّ عَبْدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَرَوِيِّ أَنا أَبِي أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍّ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ صَدَقَةَ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ رَزِينٍ أَخْبَرَتْنَا أُمُّ مُحَمَّدٍ التَّنُوخِيَّةُ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْدِيِّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ السَّجَزِيُّ أَنا أَبُو

الْحَسَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَمُّوَيْهِ قَالا أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَطَرٍ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجُعْفِيُّ حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِذْ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ فَقَالُوا صَلِّ عَلَيْهَا فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَالُوا لَا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا لَا فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلِّ عَلَيْهَا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ قِيلَ نَعَمْ قَالَ فَهَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ أُتِيَ بِالثَّالِثَةِ فَقَالُوا صَلِّ عَلَيْهَا قَالَ هَلْ تَرَكَ شَيْئًا قَالُوا لَا قَالَ فَهْلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ قَالُوا ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ قَالَ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ صَلِّ عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيَّ دَيْنُهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ مَسْعَدَةَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَرَّقَهُمَا وَالْبُخَارِيُّ أَيْضًا عَنْ أَبِي عَاصِمٍ ثَلاثَتُهُمْ عَنْ يَزِيدَ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ وَهُوَ عِنْدَ النَّسَائِيِّ وَابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ يَزِيدَ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا

البلد التاسع والخمسون قطيا

الْبَلَد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ قطيا وَهِيَ بَيْنَ الْقَاهِرَة وغزة فِي الرمل بِهَا سكان ونخيل ولبعض قضاتها فِيمَا كَانَ وجاهة وَكَانَت محلا للمكس فأبطله سُلْطَان وقتنا مِنْهَا وَهِيَ مِمَّن سمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه رَحمَه اللَّه عَلَيْهِمَا كتبت بِهَا عَنِ الشّرف بْن رَجَب الْكِنَانِي قَوْله لما جفاني منيتي عَامِدًا وَصد عني ولعهدي غدر أَصبَحت ولهانا بِهِ مغرما ومهجتي من حبه فِي سعر وَرَاح يهوى الغيرمستصحبا وَقَالَ عني لَيْسَ فِيهِ نظر ضربت فِيهِ مثلا سائرا بِحسن لفظ ومعاني دُرَر كالخان لَا يوحشه غَائِب كلا وَلَا يؤنسه من حضر

البلد الستون قليوب

الْبَلَد السِّتُّونَ قليوب وَهِيَ كرْسِي تِلْكَ النواحي بِهَا عدَّة خطب وسوق يجْتَمع فِيهِ يَوْم الْجُمُعَة من لَا يُحْصى وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين مِنْهُم إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن رضوَان مَات فِي سنة عشْرين وَسبع مئة وَعبد اللَّه بْن ريحَان التقوي مَات فِي سنة عشر وَسبع مئة وباشر قضاءها من الأكابر الضياء مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الْمَنَاوِيّ

وأنشدني مُحَمَّد بْن عَلِي بْن مُحَمَّد الْخَطِيب قَوْله الجفن قَدْ حاكى السَّحَاب وناظره فاعذر إِذَا فقد المتيم ناظره لَو أَن عاذله رأى مَا قَدْ رأى لغدا لَهُ بَعْد الْمَلَامَة عاذره يَا عاذلي دَعْنِي فلي حزن عَلِي طول المدى لَمْ يلق يَوْمًا آخِره وَذكر مرثية فِي شَيخنَا رَحْمَة اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ

البلد الحادي والستون كفر بطنا

الْبَلَد الْحَادِي وَالسِّتُّونَ كفر بَطنا وَهِيَ بِفَتْح الْكَاف وَالْمُوَحَّدَة وَسُكُون الْفَاء والطاء ثُمَّ نون من أَعمال دمشق مِنْهَا أَبُو عَلِي حسن بْن عَلِي بْن روح الدِّمَشْقِي شيخ لِابْنِ الْمُقْرِئ والنجم مَحْمُود بْن مُحَمَّد بْن حمدَان بْن جراح الْحَرَّانِي النميري وَشَيخ شُيُوخنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن سراج وَكَانَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ خَطِيبًا بجامعها وإمامه وَأم بِهِ ابْنه أَبُو هُرَيْرَة وقتا وَأمه وأخوها ضِيَاء بْن مُحَمَّد مِنْهَا وَذكرهَا أَبوهُ فِي بلدانياته وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا الكفري وَقَدْ يُقَال الْكفْر بطناني والكفور كَثِيرَة متميزة بالإضافات 42 - أَخْبَرَنِي بِهَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ الْمُؤَذِّنُ أَنا الْكَمَالِيُّ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَقِّ الْحَنَفِيُّ أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ الزَّكِيِّ الْمَزِّيُّ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ عَنْ سِتِّ الْعَرَبِ ابْنَهِ مُحَمَّدٍ كِلاهُمَا عَنِ الْفَخْرِ أبي الْحسن ابْن الْبُخَارِيِّ قَالَ الأَوَّلُ قِرَاءَةً قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الصَّفَّارُ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو السَّنَابِلِ هِبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْقُرَشِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْن أَيُّوبَ الصِّبْغِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الضَّحَّاكِ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ أَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ أَنا أَحْمَدُ بْنُ

أَبِي طَالِبٍ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ أَنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنا أَبُو الْمُغِيرَةِ قَالا حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عَمَّارٍ حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحْبِيُّ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَلَى الْمُوَافَقَةِ وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ وَعِنْدَ أَبِي دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ وَعِنْدَ التِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَعِنْدَ النَّسَائِيِّ مِنْ حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ

وَعِنْدَ ابْنِ خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ بِشْرِ بْنِ بَكْرٍ وَعَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَعَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ وَعِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَتُهُمْ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ إِنَّهُ حَسَنٌ صَحِيحٌ

البلد الثاني والستون كوم الريش

الْبَلَد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ كوم الريش وَهِيَ بِالْقربِ من منية الشيرج من ضواحي الْقَاهِرَة وَكَانَت من أجل متنزهات الْقَاهِرَة حِينَ كَانَ النّيل يمر بغربيها بِحَيْثُ كَانَ يسكنهَا كثير من الْعُلَمَاء والأمراء والجند وَلذَلِك كَانَ سوقها عَامِرًا بأنواع المعايش وَبهَا حمام وخطبتان خطب الشهَاب الريشي أحد من كتبت عَنْهُ فِي أحديهما نِيَابَة عَنْ قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْمجد إِسْمَاعِيل شيخ شُيُوخنَا وَعمل فِيهَا الصَّدْر مُحَمَّد بْن الْجمال عَبْد اللَّهِ بْن الْعَلَاء عَلِي بْن عُثْمَان التركماني الْحَنَفِيّ حوضا وَكتب عَلَيْهِ من نظمه كَمَا ذكره شَيخنَا فِي درره وتناقصت حَتَّى صَارَت بَلَاقِع وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين يُقَال لكل مِنْهُم الريشي أَوِ الكومي تَخْفِيفًا والكوم أَمَاكِن متميزة بالإضافات أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْجَمَّالِ عَبْد اللَّهِ الْعَسْقَلانِيُّ أَنا أَبِي وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْمَحَلِّيُ الطَّرِينِيُّ قَالا أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعُرْضِيُّ (ح) وَأَخْبَرَتْنِي عَالِيًا أُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ عُمَرَ قِرَاءَةً وَغَيْرُهَا إِذْنًا عَنْ أَبِي حَفْصٍ الْمِزِّيِّ قَالَتْ الْمَرْأَةُ إِذْنًا وَالآخَرُ سَمَاعًا قَالا أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الصَّالِحِيُّ أَنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّد بن طبرزذ أَنا أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ

الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الْوَكِيلِ قَالا ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ الأَزْدِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ وَضَعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِلنَّاسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ كَلِمَةً حِكَمًا كُلَّهَا قَالَ مَا عَاقَبْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَجِيئَكَ مَا يَغْلِبُكَ وَلا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ مُسْلِمٍ سُوءًا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلا وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدِهِ وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ فَلا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ الظَّنَّ بِهِ وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصَّفَا تَعِشْ فِي أَكْنَافِهِمْ فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ وَعُدَّةٌ لِلْبَلاءِ وَلا تَهَاوَنُوا بِالْحَلِفِ بِاللَّهِ فَيُهِينُكُمُ اللَّهُ وَلا تَسْأَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ فَإِنَّ فِيمَا كَانَ شُغْلا عَمَّا لَمْ يَكُنْ وَلا تَعْرِضْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَإِنَّ قَتَلَكَ الصِّدْقُ وَلا تَطْلُبْ حَاجَتَكَ إِلَى مَنْ لَا يُحِبُّ نَجَاحَهَا وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلا الأَمِينَ وَلا أَمِينَ إِلا مَنْ خَشِيَ اللَّهَ وَلا تَصْحَبِ الْفُجَّارَ فَتُعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِمْ وَذِلَّ عِنْدَ الطَّاعَةِ وَاسْتَصْغِرْ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ وَتَخَشَّعْ عِنْدَ الْقُبُورِ وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ قَالَ اللَّه تَعَالَى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر 28

البلد الثالث والستون المجدل

الْبَلَد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ المجدل وَهِيَ بِفَتْح الْمِيم وَالدَّال الْمُهْملَة بَينهمَا جِيم وَآخره لَام مُقَابل عسقلان بَيْنَ غَزَّة والرملة أَنْشدني بِهَا أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّد الْكِنَانِي - مِمَّا ذكر أَنه لنَفسِهِ - جَوَابا لبيتي ابْن الوردي وهما عِنْدِي سُؤال حسن مستظرف فرع عَلَى أصلين قَدْ تفرعا قَابض شَيْء برضى مَالِكه وَيضمن الْقيمَة والمثل مَعًا فَقَالَ خُذ الْجَواب نظم در مبدعا بالْحسنِ هَذَا محسن تَبَرعا أعَار صيدا من حَلَال ثُمَّ إِذْ أحرم ذَا أتْلفه فاجتمعا

البلد الرابع والستون المحلة

الْبَلَد الرَّابِع وَالسِّتُّونَ الْمحلة وَهِيَ بِفَتْح الْمِيم والمهملة وَتَشْديد اللَّام ثُمَّ هَاء تَأْنِيث مَدِينَة كَبِيرَة قَصَبَة كورة الغربية من الديار المصرية وَأمّهَا ذَات أسواق كَثِيرَة وحمامات وبضائع جمة وفيهَا من الْخَلَائق من لَا يُحْصى وَبهَا عدَّة خطب ومساجد وَمن أجلهَا الْآن جَامع الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري ثُمَّ جَامع التَّوْبَة الَّذِي أنشأه وَلَده وَلكَون أَولهمَا مَحل إِقَامَته وبجانبه مَقْبرَة وَالِده هُوَ أكثرهما بَل أَكْثَر جَوَامِع تِلْكَ النَّاحِيَة عَلَى الْإِطْلَاق عبَادَة وتلاوة عمره اللَّه بِبَقَائِهِ وَذريته وأكبر جَوَامِع الْبَلَد وَأَكْثَره جمعا الْجَامِع الْمَعْرُوف بالشيخ الطريني وَلَيْسَت عَلَى النّيل وَمَا وَقع فِي الْأَنْسَاب لِابْنِ السَّمْعَانِيّ - وَمن تبعه - من أَنَّهَا عَلَيْهِ يحْتَاج إِلَى تَأْوِيل وَفِي بِلَاد مصر نَحْو مئة قَرْيَة يُقَال لكل مِنْهَا محلّة وَلَكِن عِنْدَ الْإِطْلَاق لَا ينْصَرف إِلَّا لهَذِهِ وَغَيرهَا متميز بالإضافات بَل كَانَ يُقَال لهَذِهِ أَيْضا محلّة الدقلا بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْقَاف وَرُبمَا تتَمَيَّز بالكبرى وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة قَدِيما وحَدِيثا فَمن القدماء أَبُو الثريا كَانَ فَقِيها فَاضلا مفتيا حسن السِّيرَة مِمَّن تفقه بإسكندرية عَلَى أَبِي بَكْر

الطرطوشي وَمَات بَعْد سنة عشْرين وَخمْس مئة وَمِمَّنْ بَعْد ذَلِك الْكَمَال الضَّرِير عَلِي بْن شُجَاع من قراء الْقَاهِرَة وَولي قضاءها الشَّمْس ابْن خلكان والصدر يَحْيَى وَأَخُوهُ الزَّيْن عَبْد الْكَافِي والتقي السُّبْكِيّ بَل كَانَت وَفَاة ثَانِيهمَا بِهَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسبع مئة وَدفن بظاهرها وَكَذَا كَانَ قاضيها من قبل الْعِمَاد عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الهكاري بْن خطيب الأشمونين شَارِح حَدِيث المجامع فِي رَمَضَان أبدي فِيهِ ألف فَائِدَة وَفَائِدَة وَنزل مِنْهَا ليلِي الْقَضَاء الْأَكْبَر بالديار المصرية فَلم يلبث أَن مَات قبل ذَلِك فِي سنة سبع وَعشْرين وَسبع مئة 43 - أَخْبَرَتْنِي آمِنَةُ وَحَنِيفَةُ ابْنَتَا الشَّرَفِ مُوسَى بْنِ أَحْمَدَ الدَّمَهْوَجِيُّ عَنِ الْبَهَاءِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ الْقُرَشِيِّ الدَّمَامِينِيِّ أَنا الزَّيْنُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرَاكِشِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ ظَافِرِ بْنِ رَوَّاجٍ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَافِي بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ سَمَاعًا أَنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ أَنا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالا أَنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ أَنا الرَّئِيسُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ (ح) وَأَنْبَأَنِي عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَةَ الْقِبَابِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَبَّازِ أَنا أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ حُضُورًا وَإِجَازَةً أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنِ كُلَيْبٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَيَانٍ أَنا أَبُو

الْحَسَنِ بْنُ مَخْلَدٍ قَالا أَنا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْكُلاعِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُولُ الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَلَمْ ينْفَرد بِهِ إِسْمَاعِيل فَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَآخَرُونَ من حَدِيث مُعَاوِيَة بْن صَالح عَنْ بحير بَل لَهُ طَرِيق أُخْرَى عَنْ كثير وَأُخْرَى عَنْ عقبَة

وَبِهِ إِلَى الثَّقَفِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَرَج عُثْمَان بْن أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن بنْدَار الْبُرْجِي ثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْص ثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ النَّهْشَلِي شَاذان ثَنَا سَعْد بْن الصَّلْت عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْكِنْدِيّ قَالَ دَخَلَ الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن عَلَى عَمْرو بْن الْهَيْثَم التَّمِيمِي يعودهُ فَجعل يقلب عَيْنَيْهِ فِي جَوَانِب الْبَيْت فَقَالَ لَهُ الْحَسَن أَرَاك تقلب عَيْنَيْك () فَقَالَ مَا تَقول فِي مئة ألف فِي هَذَا الصندوق وَلَمْ تُؤَد مِنْهَا زَكَاة وَلَمْ توصل مِنْهَا رحم قَالَ وَلَمْ ذَاك لِلَّهِ أَبوك قَالَ لروعة الزَّمَان وجفوة السُّلْطَان ومكاثرة الْعَشِيرَة فَلَمَّا كَانَ الْغَد دعِي الْحَسَن إِلَى جنَازَته فحضره وَصلى عَلَيْهِ ثُمَّ تبعه إِلَى قَبره فَقَالَ أنظروا إِلَى صَاحب هَذَا الْقَبْر أَنا شَيْطَانه فحذره روعة زَمَانه وجفوة سُلْطَانه عَمَّا استودعه اللَّه إِيَّاه واسترعاه فِيهِ ثُمَّ خرج مِنْهُ سليبا حريبا ذَمِيمًا فيا هَذَا الْوَارِث إِن هَذَا المَال قَدْ أَتَاك حَلَالا فَلَا يكونن عَلَيْك وبالا أَتَاك مِمَّن كَانَ لَهُ جموعا منوعا من بَاطِل جمعه وَعَن حق مَنعه ركب بِهِ لجج الْبحار ومفاوز القفار جمعه فأوعاه وشده فأوكاه أَلا إِن أَشد النَّاس حسرة يَوْم الْقِيَامَة رجل أَتَاهُ اللَّه مَالا فبخل بِهِ عَمَّا أمره اللَّه فِيهِ فورثه من بعده وَارِث عمل فِيهِ بِطَاعَة اللَّه فَهُوَ ينظر إِلَى كَسبه فِي ميزَان غَيره فيا لَهَا تَوْبَة لَا تنَال وعثرة لَا تقال

البلد الخامس والستون المرج

الْبَلَد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ المرج وَهِيَ بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفِي آخرهَا جِيم بَيْنَ الزيات والمطرية اشْترك مَعهَا فِي الِاسْم غَيرهَا ويتميز ذَلِك بالنواحي وَهِيَ مِمَّن سمع بِهَا شَيخنَا وَغَيره مِمَّن بعده وَولي قضاءها مَعَ منية الشيرج من الْحَنَفِيَّة الشهير أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن الروي أَخْبَرَنِي الْعَلَاء أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَر بْن عَبْد اللَّهِ التركماني المرجي بِهَا وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْموصِلِي بِدِمَشْق كِلاهُمَا عَنْ أم عَبْد اللَّهِ عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد الصالحية قَالَ الثَّانِي سَمَاعًا أَنا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي التائب أَنا أَبُو مُحَمَّد مكي بْن الْمُسلم بْن عَلان عَنِ الْحَافِظ أَبِي طَاهِر أَحْمَد بْن مُحَمَّد أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن الْمُبَارك بْن عَبْد الْجَبَّار الصَّيْرَفِي بِبَغْدَاد أنشدنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَنْصُور العتيقي أنشدنا أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن الْعَبَّاس بْن حيوية الخزاز أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ بْن عَرَفَة نفطويه الْحَسَن الظَّن مستريح يغتر من ظَنّه مليح وَلَيْسَ من بَاطِن صَحِيح إِلَّا لَهُ ظَاهر مليح

البلد السادس والستون المزة

الْبَلَد السَّادِس وَالسِّتُّونَ المزة وَهِيَ بِكَسْر الْمِيم وَفتح الزَّاي الْمُشَدّدَة من غوطة دمشق سمع بِهَا أَبُو سَعْد السَّمْعَانِيّ وَآخَرُونَ مِنْهُم الذَّهَبِيّ والعراقي وَنسب إِلَيْهَا جَمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحَجَّاج الْمزي وَابْن أميلة بَل كَانَ مُؤذن الْجَامِع الْمرْجَانِي مِنْهَا وَفِي شُيُوخ الْمَيْدُومِيُّ عَبْد الرَّحِيم بْن يُوسُف بْن يَحْيَى يعرف بِابْن خطيب المزة فأبوه وجده كَانَا خطيبين بِهَا وَكَذَا خطب بِهَا الشهَاب أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المنبجي 44 - أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْحَافِظِ الْعِمَاد ابْن كَثِيرٍ الْبَصْرَوِيُّ ثُمَّ الْمِزِّيُّ بِهَا وَأَبُو الطَّيِّبِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسْقَلانِيُّ بِالْقَاهِرَةِ قَالَ الأَوَّلُ أَخْبَرَتْنَا عَمَّةُ أَبِي سِتِّ الْقَضَاءِ ابْنَةِ عَبْدِ الْوَهَّاب ابْن كَثِيرٍ إِذْنًا وَقَالَ الثَّانِي أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَتْ الثَّانِيَة سَمَاعا أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ الكاشغري وَغَيره قَالُوا أَنا أَبُو الْفَتْحِ الْبَطِّيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْخَطِيبِ الأَنْبَارِيُّ أَنا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ أَنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ مُلاعِبٍ ثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ ثَنَا سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ (ح)

وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا سارة ابْنة عُمَر عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَد أَنا عَلِي بْن أَحْمَد أَنا حَنْبَل أَنا هبة اللَّه أَنا الْحَسَن بْنُ عَلِيٍّ أَنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَلاثَتُهُمْ وَاللَّفْظُ لِلرِّوَايَةِ الأُولَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ سُفْيَانَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ - قَالَ زَائِدَةُ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَهَاوُنًا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الدَّارِمِيُّ عَنْ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبُو دَاوُدَ عَنْ مُسَدَّدٍ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنُ الْجَارُودِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ وَابْنُ خُزَيْمَةَ عَنِ الدَّوْرَقِيِّ كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَالِيًا وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو ابْن إِدْرِيس وَمُحَمّد بْن بشر وَيزِيد بْن هَارُون وحَدِيثهم عِنْدَ ابْن ماجة وَإِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر وَعبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ والمعتمر ووكيع وحَدِيثهم عِنْدَ ابْن خُزَيْمَة

وَيزِيد بْن زُرَيْع وحَدِيثه عِنْدَ ابْن حبَان وَعِيسَى بْن يُونُس وحَدِيثه عِنْدَ التِّرْمِذِي وَقَالَ عقبَة إِن مُحَمَّد بْن عَمْرو انْفَرد بِهِ وَسَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي الْبُخَارِي عَنْ اسْم أَبِي الْجَعْد فَلم يعرفهُ وَقَالَ لَا أعرف لَهُ غَيْر هَذَا الْحَدِيث وَمِمَّنْ صَححهُ ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم وَآخَرُونَ

البلد السابع والستون مصر

الْبَلَد السَّابِع وَالسِّتُّونَ مصر وَهُوَ بلد شرِيف عَلَى سَاحل النّيل افتتحه عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي خلَافَة عُمَر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - وسكنه خلق من الصَّحَابَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم - وفضائله كَثِيرَة كتبت فِيهَا أوراقا وَلَو لَمْ يكن مِنْهَا إِلَّا أَنَّهَا ذكرت فِي بضع وَعشْرين موضعا من الْقُرْآن صَرِيحًا وَأَن فِيمَا يرْوى مَا كَاد أَهله أحد إِلَّا كفاهم اللَّه مُؤْنَته وَقَالَ كَعْب - رَحمَه اللَّه - من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى جنَّة عدن فَلْينْظر إِلَيْهِ إِذَا أَزْهَر وَسمي فِيمَا قيل بِمصْر ابْن حام بْن نوح عَلَيْهِ السَّلام والفسطاط مِنْهُ هُوَ الْمحل الَّذِي ضرب بِهِ عَمْرو خيمته حَتَّى فَتحه وَبنى جَامعه موضعهَا وَشهد الصَّلَاة فِيهِ أَكْثَر من أَرْبَعَة آلَاف نفس من كبار الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَنسب إِلَيْهِ من الْعُلَمَاء من لَا يُحْصى كَثْرَة وَلذَا قَالَ ابْن

السَّمْعَانِيّ هم أشهر وَأكْثر من أَن يحصيهم الْعَاد وَعمل أَبُو سَعِيد بْن يُونُس وَغَيره لأَهله والواردين عَلَيْهِ تَارِيخا وَمِمَّنْ سمع بِهِ شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وأمم وَكثر الْعلم بِهِ فِي زمن التَّابِعين ثُمَّ ازْدَادَ فِي زمن عَمْرو بْن الْحَارِث وَيَحْيَى بْن أَيُّوب وحيوة بْن شُرَيْح وَاللَّيْث وَابْن لَهِيعَة وَإِلَى زمن ابْن وهب والشَّافِعِي وَابْن الْقَاسِم وأَصْحَابهم وَمَا زَالَ بِهِ علم جم إِلَى أَن ضعف باستيلاء العبيديين - كَمَا أُشير إِلَيْهِ فِي الْقَاهِرَة - وَمَعَ سَعَة الْبَلَد وَكَثْرَة أَهله مكث نَحْو سبع مئة سنة لَا تُقَام الْجُمُعَة فِي غَيْر جَامعه الْعَتِيق إِلَى أَن بَنِي الْجَامِع الْجَدِيد فِي طرفه عَلَى شاطئ النّيل فِي دولة النَّاصِر ثُمَّ حدث تَكْثِير الْجَوَامِع مَعَ تناقص أَهله خُصُوصا حِينَ بنيت الْقَاهِرَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ مصري بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَهُوَ أفْصح 45 - أَخْبَرَنِي الإِمَامُ شَيْخُ الْمَذْهَبِ أَبُو التَّقِيِّ بْنُ السَّرَّاجِ أَبِي حَفْصٍ الْكِنَانِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَحَلِّ جُلُوسِ إِمَامِنَا الشَّافِعِيِّ مِنْ جَامِعِ عَمْرٍو - وَهُوَ الْمَكَانُ الْمَعْرُوفُ بِالْخَشَّابِيَّةِ - عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْنِ تَمِيمٍ (ح) وَأَخْبَرَنِي شَيْخُ السُّنَّةِ أَبُو الْفَضْلِ الْعَسْقَلانِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - عَنْ أَبِي الْفِدَاءِ الْبَعْلِيِّ - سَمَاعًا - قَالا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَيَانِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْحُرَيْمِيُّ أَنا عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى الْهَرَوِيُّ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ أَنا عِيسَى بْنُ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ أَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ أَنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ثَنَا حَجَّاجٌ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ رُفَيْعٍ أَبِي الْعَالِيَةِ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ

لَمَّا كَانَ بِأُخْرَةٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} إِذَا جَلَسَ فِي الْمَجْلِس فَأَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَالَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَقُولُ الآنَ كَلامًا مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا خَلا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَذَا كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَلَى الْبَدَلِيَّةِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيِّ وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ كِلاهُمَا عَنْ عَبْدَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ وَالنَّسَائِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ كِلاهُمَا عَنِ الْحَجَّاجِ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَكَذَا أخرجه الْمحَامِلِي فِي الرَّابِع من أَمَالِيهِ الأصبهانية من حَدِيث عِيسَى وسمويه فِي فَوَائده من حَدِيث عَبدة وَلكنه قَالَ عَنْ حجاج الصَّواف وَهُوَ وهم فالحَدِيث إِنَّمَا اشْتهر بِحجاج بْن دِينَار وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ سوى من ذكر عتاب بْن بشير كَمَا فِي الْمعرفَة لأبي نعيم وَأَبُو خَالِد الْأَحْمَر كَمَا فِي الدُّعَاء للطبراني وَآخَرُونَ وَسَنَده صَحِيح إِلَّا أَن أَبَا الْعَالِيَة اخْتلف عَلَيْهِ فِيهِ فَرَوَاهُ الرَّبِيع بْن أَنَس

عَنْهُ عَنْ رَافع بْن خديج وَرَوَاهُ زِيَاد بْن الْحصين عَنْهُ فَمرَّة رَفعه مُرْسلا وَمرَّة جعله من قَوْله وَذكر ابْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِيهِ وَأبي زرْعَة أَن الْمُرْسل أشبه وَحِينَئِذٍ فتحسينه لشواهده

البلد الثامن والستون معرة النعمان

الْبَلَد الثَّامِن وَالسِّتُّونَ معرة النُّعْمَان وَهِيَ بِفَتْح الْمِيم وَالْعين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة مَدِينَة من الشَّام كَثِيرَة الْفَوَاكِه وَالثِّمَار وَالْخصب وَشرب أَهلهَا من الْآبَار وَبَينهَا وَبَين حلب سِتَّة وَثَلَاثُونَ ميلًا ينْسب إِلَيْهَا كثير من الْعُلَمَاء فِي كُل فن وَمِمَّنْ سمع بِهَا الْعِرَاقِيّ والذهبي قيل وَالنِّسْبَة الصَّحِيحَة إِلَيْهَا معرنمي لِأَن ثُمَّ معرتين معرة النُّعْمَان ومعرة نسرين وَالنِّسْبَة إِلَى الأَوَّل معرنمي وَإِلَى الثَّانِيَة معرنسي 46 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْعَلَمِ الْكُتُبِيِّ الْمُفِيدِ بِجَامِعِهَا أَنا الْجَمَّالُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ الْحَنَفِيُّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ الأَوَّلُ وَأَنَا فِي الْخَامِسَةِ أَنا الْفَخْرُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبُخَارِيِّ - قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا فِي الثَّالِثَةِ - أَنا أَبُو الْيَمَنِ زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ أَنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُفَرِّجِ الصِّقِلْيُّ أَنا أَبُو ذَرٍّ عَبْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ أَنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْن خَمِيرَوَيْهِ

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ الدُّسُوقِيُّ أَنا أَبُو الْفَرَجِ الْعَزِّيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْمَخْزُومِيُّ (ح) وَكَتَبَ إِلَيَّ عَالِيًا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبُ عَنِ الصَّدْرِ الْمَيْدُومِيِّ كِلاهُمَا عَنْ النَّجِيبِ الْحَرَّانِيُّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ فِي كِتَابِهِ أَنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ أَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ الأَوَّلُ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَقَالَ الثَّانِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالا وَالْحِمَّانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ زَادَ الْحِمَّانِيُّ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ كِلاهُمَا عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ قُتَيْبَةَ فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ بِعُلُوٍّ وَهُوَ عِنْدَهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا وَبِهِ إِلَى الصّقليّ أَنْشدني أَبُو نصر عُبَيْد اللَّهِ بْن سَعِيد الْحَافِظ أنشدنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوب بْن حمويه الْوَزير أنشدنا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن حَامِد بْن هَارُون أنشدنا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الصايغ للبس ثَوْبَيْنِ باليين وطي يَوْم وليلتين أحسن من نعْمَة لقوم أَغضّ مِنْهَا جفون عَيْني إِنِّي وَإِن كنت ذَا عِيَال قَلِيل مَال كثير دين لمستعف برزق رَبِّي حوائجي بَينه وبيني

البلد التاسع والستون منشأة المهراني

الْبَلَد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ منشأة المهراني وَهِيَ من ضواحي مصر قريبَة من السد بِهَا خانقاه للبهاء أرسلان الدوادار وخطبتان وأضيفت لمهران بِكَسْر الْمِيم لتتميز عَنْ غَيرهَا كمنشأة نهيا من عمل الجيزة بقناطر الأهرام وَالنِّسْبَة لكل مِنْهُمَا منشاوي أَوْ منشائي أَخْبَرَنِي الصّلاح مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشاذلي بِهَا عَنِ الرضي أَبِي حَامِد بْن التَّقِي عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد الميطري بِمَكَّة (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بْن الْفُرَات الْحَنَفِيّ كِلاهُمَا عَنِ الْعِزِّ أَبِي عُمَرَ بْنِ جَمَاعَةَ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا قَالَ أنشدنا الشَّيْخ شرف الدَّين أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيد الصنهاجي البوصيري لنَفسِهِ من قصيدته الْمَشْهُورَة إجَازَة

مُحَمَّد سيد الكونين والثقلي ن والفريقين من عرب وَمن عجم نَبينَا الْآمِر الناهي فَلَا أحد أبر فِي قَوْل لَا مِنْهُ وَلَا نعم هُوَ الحبيب الَّذِي ترجي شَفَاعَته لكل هول من الْأَهْوَال مقتحم وَمن تكن برَسُول اللَّه نصرته إِن تلقه الْأسد فِي آجامها تجم والبوصيري هَذَا هُوَ الْقَائِل فِي الْمركب الَّتِي تعلو قبَّة إمامنا الشَّافِعِي - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فِيمَا روينَاهُ عَنْهُ بالسند الثَّانِي بقبة قبر الشَّافِعِي سفينة رست من بِنَاء مُحكم فَوْقَ جلمود ومذ غاض طوفان الْعُلُوم بِمَوْتِهِ اسْتَوَى الْفلك من ذَاك الضريح عَلَى الجودي

البلد السبعون المنصورة

الْبَلَد السبعون المنصورة وَهِيَ بِفَتْح الْمِيم وصاد مُهْملَة مَضْمُومَة مَدِينَة كَبِيرَة قريبَة من دمياط ومقابلة لجوجر عِنْدَ مفترق النيلين إِلَى دمياط - وَهُوَ الغربي - وأشموم طناح - وَهُوَ الشَّرْقِي - بناها كَمَا قَالَ فِي الْمُشْتَرك الْكَامِل مُحَمَّد بْن العاذل أَبِي بَكْر بْن أَيُّوب فِي وَجه الْعَدو لما حاصروا دمياط - يَعْنِي سنة سِتّ عشرَة وست مئة - زَاد غَيره وأدار عَلَيْهَا سورا مِمَّا يَلِي الْبَحْر وَأقَام بقصره مِنْهَا قبل الْفَتْح ثُمَّ بعده حِينَ قرب عينه وَمَعَهُ من إخْوَته الْمُعظم عِيسَى صَاحب دمشق والأشرف مُوسَى صَاحب بِلَاد الشرق وَقيل فِي حَضرتهمْ الْأَشْعَار البديعة وَمِمَّنْ كَانَ بِهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وست مئة الْحَافِظ أَبُو الْيمن بْن عَسَاكِر فَقَدْ أنْشد أَبُو حَيَّان عَنْهُ أبياتا من قصيدة كتب بِهَا مِنْهَا إِلَى بَعْض فضلاء الْقَاهِرَة حِينَ هزيمَة الفرنج الَّذِينَ استولوا عَلَى دمياط وَكَانَت لَهُ فِي قِتَالهمْ الْبَيْضَاء وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وفيهَا خطبتان وحمامات وفنادق وأسواق وَسميت بِذَلِكَ من أجل مَا تقدم وَقَدْ شاركها فِي الِاسْم عدَّة مدن حصرها صَاحب الْمُشْتَرك فِي تِسْعَة وَقَالَ إِنَّهَا خربَتْ عَنْ آخرهَا 47 - أَخْبَرَنِي بِهَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ

أَبِي أَحْمَدَ الْحَافِظِ أَنا أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الزَّكِيِّ وَالْمَجْدُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عُرِفَ بِالْمَيِّتِ بْنِ الْمَجْدِ وَالْجَمَّالُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّرِيشِيُّ الدِّمَشْقِيُّونَ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ عَنِ الْعِزِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَمَوِيِّ قَالُوا أَنْبَأَنَا الْكَمَّالُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّطِيفِ الْمُقْرِئُ الْمُكَبِّرُ إِذْنًا زَادَ الْعِزُّ وَأَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْن إِسْحَاقَ الأَبْرَقُوهِيُّ سَمَاعًا قَالَ الأَوَّلُ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْفَتْحِ بْنِ صَرْمَا الْحَنْبَلِيُّ الدَّقَّاقُ وَقَالَ الثَّانِي أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْجُودِ قَالا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبِ بْنِ الطَّلايَةِ الْوَرَّاقُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الْعَزِيز بْن عَلِيٍّ الأَنْمَاطِيَُّ ابْنُ بِنْتِ الْحَرْبِيِّ السُّكَّرِيِّ أَنا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ - هُوَ عَمُّهُ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَتَى النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أَعْمَى فَقَالَ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَأَلَ النَّبِي {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ أَنْ يُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ فَرَخَّصَ لَهُ فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ قَالَ نَعَمْ قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَأَجِبْ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ مَعًا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأَوَّلُهُمَا فَقَطْ عَنْ

سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ وَقُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ وَيَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ مَرْوَانَ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمَا عَالِيًا وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ مَرْوَان أَيُّوب بْن مُوسَى الرقي ومُوسَى بْن مَرْوَان الْبَغْدَادِيُّ وحَدِيثهما فِي صَحِيح أَبِي عوَانَة

البلد الحادي والسبعون منوف

الْبَلَد الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ منوف وَهِيَ مَدِينَة قديمَة من غربي النّيل بَل إقليم متوسط من أقاليم مصر يُضَاف إِلَيْهِ عمل كَبِير وَقَدِ انتسب إِلَيْهَا فِي الْمُتَأَخِّرين جَمَاعَة وَكَانَ للْقَضَاء بِهَا جلالة حَتَّى كَانَ مِمَّن وليه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَرُبمَا أَقرَأ فِيهَا وَحدث وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ هُنَاكَ فِي سنة ثَمَانِي عشرَة الشّرف الْمَنَاوِيّ وَبهَا خطبتان وحمامات وسوق يهرع إِلَيْهِ من تِلْكَ النواحي 48 - أَخْبَرَنِي قاضيها أبوعبد اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ التَّاجِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنُوفِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْكُرْدِيِّ سَمَاعًا أَنا الْبَدْرُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرَشِيُّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ ظَافِرٍ أَنا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهُدْبَانِيُّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ مَنْصُورُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْزُومِيُّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِر الشحامي (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا سارة ابْنة أَبِي حَفْصٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعِزِّ أَنا الْفَخْرُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ - إِذْنًا - عَنْ أَبِي رَوْحٍ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيِّ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيُّ قَالا أَنا أَبُو سَعْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَنْجَرُوذِيُّ أَنا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ أَنا أَبُو

يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ (ح) وَبِهِ إِلَى ابْنِ الْمعز أَنا الْفَخْرُ - سَمَاعًا - أَنا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ الشَّيْبَانِيُّ أَنا أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن غَيْلانَ الْبَزَّازُ أَنا أَبُوُ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ قَالا - وَاللَّفْظُ لابْنِ عَرَفَةَ - ثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ (ح) وَقَرَأْتُ عَالِيًا عَلَى عَبْدِ الْكَافِي بْنِ الذَّهَبِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بْنِ الذَّهَبِيِّ - سَمَاعًا - وَأَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْفَقِيه - إِذْنًا - كِلاهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ وَأَبِي الْمَعَالِي عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَن الْمطعم قَالَ ثَانِيهُمَا سَمَاعًا قَالا أَنا الْفَخْرُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإرْبَلِيُّ - حُضُورًا وَإِجَازَةً - قَالَ أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ الْكَاتِبَةُ قَالَتْ أَنا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنا هِلالُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُجَشِّرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالا ثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ - هُوَ السَّبِيعِيُّ - عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ يَا عَلِيُّ لَا تُخْبِرْهُمَا هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَسَنَده مُنْقَطع فالشعبي لَمْ يسمعهُ من عَلِي إِنَّمَا رَوَاهُ عَنِ الْحَارِث الْأَعْوَر وَهُوَ ضَعِيف

وَحِينَئِذٍ فَفِيهِ تَدْلِيس التَّسْوِيَة وَنسب صَنِيعه ليونس وَفِيه نظر فَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي مُسْند عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَبُو بَكْر الشَّافِعِي فِي الأَوَّل من فَوَائده الْمَعْرُوفَة ب الغيلانيات من حَدِيث طعمة بْن غيلَان وَثَانِيهمَا فَقَط من حَدِيث زبيد وسيار أَبِي الحكم وَرَوَاهُ الْحَارِث بْن أَبِي أُسَامَة فِي الْعَاشِر من مُسْنده من حَدِيث يسَار بْن ثَوْبَان أربعتهم عَنْ الشَّعْبِي بحذفه أَيْضا وَالَّذِي رَوَوْهُ عَنْ الشَّعْبِي بإثباته فراس بْن يَحْيَى كَمَا فِي ابْن ماجة وَأول

الغيلانيات وَدَاوُد كَمَا فِي التِّرْمِذِي وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد وَعبيد الْمكتب كَمَا فِي أول الغيلانيات وَالْحكم بْن عتيبة كَمَا الكنجروذيات وَمَالِك بْن مغول وَأَبُو إِسْحَاق السَّبِيعِي كَمَا فِي ثامن الخلعيات

وَفِيه من الاخْتِلاف غَيْر ذَلِك حَسْبَمَا أوضحه الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله مِمَّا لَا نطيل الْآن بإيراده وَمن ذَلِك مَا فِي أول الغيلانيات من حَدِيث أَبِي جناب الْكَلْبِيّ عَنْ الشَّعْبِي عَنْ زَيْد بْن يثيع بدل الْحَارِث عَلَى عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمن حَدِيث سلم بْن قُتَيْبَة عَنْ يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ الشَّعْبِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بدل عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَمن حَدِيث مَالِك بْن مغول وطعمة الْمَاضِي ذكرهمَا عَنْ الشَّعْبِي معضلا

وَبِالْجُمْلَةِ فللحَدِيث طرق مِنْهَا مَا فِي أول الغيلانيات من حَدِيث زر بْن حُبَيْش وعَاصِم بْن ضَمرَة وهرم وَفِي التِّرْمِذِي من حَدِيث عَلِي بْن الْحُسَيْن وَفِي غَيرهمَا من حَدِيث الْحُسَيْن وَالْحسن ابْني عَلِي وَجَابِر بْن عَبْد اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم كلهم عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

بَل للحَدِيث شَوَاهِد مِنْهَا عَنْ قَتَادَة عَنْ أَنَس وَعَن جَابِر وَابْن عَبَّاس وَابْن عُمَر وَأبي جُحَيْفَة وَأبي سَعِيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم وَلذَلِك كَانَ حسنا

البلد الثاني والسبعون منية الأمراء

الْبَلَد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ منية الْأُمَرَاء وَيُقَال لَهَا منية الشيرج وَبِكُل من الإضافتين تتَمَيَّز عَنْ نَحْو مئتي منية بالديار المصرية خَاصَّة وَهِيَ عَلَى فَرسَخ من الْقَاهِرَة بحريها فِي طَرِيق إسكندرية وَلَهَا فِي كُل أحد سوق شهير للبقر وَالْغنم وَغَيرهمَا وَكَانَت عامرة بِكَثْرَة السكان والمساكن والمناظر والملاهي والأسواق مَقْصُودَة للتنزه ثُمَّ تناقصت جدا وَهِيَ مِمَّن سمع بِهَا الْعِرَاقِيّ وَبهَا زَاوِيَة للشَّيْخ عَلِي بْن مِصْبَاح بَل هُوَ مدفون فِيهَا وَولي قضاءها من تقدم فِي المرج أَخْبَرَنِي الإِمَامُ أَبُو البركات بْن إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي الْحَنْبَلِيّ - رَحمَه اللَّه - أَنا أَبُو أَحْمَدَ بْن عَلِي الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ (ح) وَكتب إِلَيّ عَالِيًا أَبُو هُرَيْرَة الْمَقْدِسِي كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحرم القلانسي الْحَنْبَلِيّ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا أَنا أَبُو مُحَمَّد بْن الصَّيْرَفِي وَأَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ نبا قَالا أَنا أَبُو مُحَمَّد بْن اللمط ثَنَا مُحَمَّد بْن مكي بْن أَبِي الرَّجَاء الْحَنْبَلِيّ - إِمْلاءً - (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍّ شَيخنَا إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو الْفَضْل بْن عَلِي - رَحمَه اللَّه - قَالَ قَرَأت عَلَى أَبِي حَفْص البالسي أَخْبَرَتْنَا أُمُّ عَبْد اللَّهِ ابْنة الْكَمَال عَنْ عَجِيبَة ابْنة

أَبِي بَكْر قَالا أَنا أَبُو الْخَيْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الباغبان قَالَتْ الْمَرْأَة إجَازَة أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِر بْن مُحَمَّد بْن عَلِي الْخرقِيّ أَنا أَبُو سَعِيد النقاش الْحَافِظ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ حبيب بْن الْحَسَن الْقَزاز ثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْن سقير الْمُؤَدب ثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى ثَعْلَب قَالَ كنت أحب أَن أرى أَحْمَد بْن حَنْبَل فصرت إِلَيْهِ فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ قَالَ فيمَ تنظر فَقُلْتُ فِي النَّحْو والعربية وَالشعر فأنشدني أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَل رَحمَه اللَّه تَعَالَى إِذَا مَا خلوت الدَّهْر يَوْمًا فَلَا تقل خلوت وَلَكِن قل عَلِي رَقِيب لهونا عَنِ الآثام حَتَّى تَتَابَعَت ذنُوب عَلَى آثارهن ذنُوب فيا لَيْت أَن اللَّه يعْفُو مَا مضى وَيَأْذَن فِي توباتنا فنتوب وَوَقع لي من وَجه آخر قَالَ فِيهِ بَعْد الْبَيْت الأَوَّل إِذَا مَا مضى الْقرن الَّذِي أَنْتَ فيهم وخلفت فِي قرن فَأَنت غَرِيب فَلَا تَكُ مغرورا تعلل بالمنى فعلك مدعُو غَدا فتجيب ألم تَرَ أَن الدَّهْر أسْرع ذَاهِب وَأَن غَدا للناظرين قريب بَل روينَا فِي مَنَاقِب إمامنا الشَّافِعِي للبيهقي - رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِمَا - من

طَرِيق الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان سَمِعت الشَّافِعِي ينشد فَذكر الْبَيْت الأَوَّل وَالثَّالِث من الرِّوَايَة الأولى وَبَينهمَا وَلَا تحسبن اللَّه يغْفل سَاعَة وَلَا أَن مَا تخفي عَلَيْهِ يغيب غفلنا لعمر اللَّه حَتَّى تداركت عَلَيْنَا ذنُوب بعدهن ذنُوب

البلد الثالث والسبعون منية الرديني

الْبَلَد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ منية الرديني برَاء ودال مهملتين وَنون مصغر وَهِيَ من الشرقية بِالْقربِ من سفط الْحِنَّاء 49 - أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ الرُّدَيْنِيُّ بِهَا عَنِ التَّقِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدُّجْوِيِّ أَنا أَبُو الْفَرَجِ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ صَدَقَةَ (ح) وَأَخْبَرَنِي بِعُلُوٍّ أَبُو زَيْدٍ الْقِبَابِيُّ - إِذْنًا - عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِم التّونسِيّ - سَمَاعا إِن شَاءَ الله - وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ - إِذْنا - قَالَ أَوَّلُهُمَا أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْحُصْرِيِّ وَقَالَ الآخَرُ أَنا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الإرْبَلِيُّ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَيِّدِ الطُّوسِيِّ قَالَ ثَانِيهُمَا سَمَاعًا قَالَ هُوَ وَابْنُ صَدَقَةَ أَنا فَقِيهُ الْحَرَمِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيُّ أَنا أَبُو أَحْمَدَ الْجُلُودِيُّ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ سُفْيَانَ أَنا أَبُو الْحُسَيْنِ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْحَافِظُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنا أَبُو الْفِدَاءِ التَّنُوخِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَكْتُومٍ - إِذْنًا - أَنا أَبُو الْمُنَجَّا الْبَغْدَادِيُّ أَنا أَبُو الْوَقْتِ الْهَرَوِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْفَقِيهُ أَنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَعْيُنَ أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ عِيسَى بْنُ عُمَرَ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ الْحَافِظُ قَالُوا - وَاللَّفْظُ لابْنِ

مُثَنَّى - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ثَنَا أَبِي عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ أَرَادَ بِنَاءَ الْمَسْجِدِ فَكَرِهَ النَّاسُ ذَلِكَ وَأَحَبُّوا أَنْ يَدَعَهُ عَلَى هَيْئَتِهِ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} يَقُول مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ فِي الْجَنَّةِ مِثْلَهُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ - هُوَ الضَّحَّاكُ - فَوَافَقْنَاهُ فِيهِ وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الصَّاغَانِيِّ وَعَبَّاسٍ الدُّورِيِّ وَأَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْهِلالِيِّ أَرْبَعَتُهُمْ عَنْ أَبِي عَاصِمٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُ عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِم وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة فِي سنَنَيْهِمَا من حَدِيث أَبِي بَكْر الْحَنَفِيّ زَاد مُسْلِم وَعبد الْملك بْن الصَّباح كِلاهُمَا عَنْ عَبْد الحميد فَوَقع لنا عَالِيًا وَقَالَ التِّرْمِذِي إِنَّه حسن صَحِيح

البلد الرابع والسبعون منية عساس

الْبَلَد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ منية عساس وَهِيَ بمهملات أولاها مَفْتُوحَة وَالثَّانِيَة مُشَدّدَة عَلَى شاطئ النّيل من الغربية بَيْنَ سمنود وجوجر 50 - أَخْبَرَنِي التَّقِي أَبُو الْمَعَالِي بْن الشّرف الْخَطِيب بجامعها بِشَرْطِهِ وَلَمْ أسمع مِنْهُ سواهُ حَدَّثَنِي الشَّمْس مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي - لفظا - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزُّ أَبُو مُحَمَّدِ بْن الْفُرَات - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ فِي يَوْم تَارِيخه - كِلاهُمَا عَنْ أَبِي الثَّنَاء مَحْمُود بْن خَليفَة قَالَ الأَوَّل مِنْ لَفْظِهِ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ - وَمن الْجمال أَبِي مُحَمَّد عَبْد الرَّحِيم بْن عَلِي الْقُرَشِي الأسنوي مفترقين قَالَ الأَوَّل أَنا الرشيد أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِم الْبَغْدَادِيُّ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ قَرَأْتُهُ عَلَيْهِ - أَنا الإِمَام الشهَاب أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْن مُحَمَّد الْبكْرِيّ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ - قَالَ أَنا عمي الضياء أَبُو النجيب عَبْد القاهر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الْبكْرِيّ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ - وَمن الكاتبة شهدة ابْنة أَحْمَد قَالا أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن طَاهِر الشحامي - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سمعناه مِنْهُ - وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ أَنا أَبُو الْفَضْل عَبْد المحسن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الصَّابُونِي - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ - (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا أَبُو عَبْد اللَّهِ الْخَلِيلِي - إِذْنًا وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ - قَالَ أَخْبَرَنِي الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ حضورا - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ حَضَرْتُهُ عَنْدَهُ - قَالا ثَنَا

النجيب أَبُو الْفَرَج الْحَرَّانِي - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سمعناه مِنْهُ - ثَنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيّ - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سمعناه مِنْهُ - ثَنَا أَبُو سَعْد النَّيْسَابُورِي - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سمعناه مِنْهُ - قَالَ هُوَ وزاهر ثَنَا أَبُو صَالح الْمُؤَذّن - وَالِد ثَانِيهمَا - وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سمعناه مِنْهُ - بِسَنَدِهِ الْمَاضِي مَعَ الْمَتْن فِي أول أَحَادِيث هَذَا الْكتاب

البلد الخامس والسبعون منية عقبة

الْبَلَد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ منية عقبَة وَهِيَ بِضَم الْمُهْملَة ثُمَّ قَاف وَهُوَ ابْن عَامر اليمني الصَّحَابِيّ الشهير أمِير مصر والمدفون بمقبرتها فِي المقطم اختطها - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهِيَ ألف ذِرَاع فِي مثلهَا عَلَى شاطئ النّيل بالجيزة بِإِذن مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - ليرتفق بِهَا وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين لَيْسَ فيهم - كَمَا قَالَ شَيخنَا - أحد من الصَّحَابَة مِنْهُم تَقِيّ الدَّين صَالح بْن عِيسَى بْن عَبْد اللَّهِ وَقَدْ سمع مِنْهُ بِهَا ابْن أيبك وَغَيره وخطب بِهَا الشّرف أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الحميد بْن عَبْد اللَّهِ الْقُرَشِي الْمِصْرِي الْمَالِكِي ويشترك فِي النِّسْبَة مَعهَا من نسب إِلَى الْجد وَيشْتَبه بهما من شهد الْعقبَة فهم عقبيون بِفتْحَتَيْنِ بَل فِي غَيرهم مِمَّن نسب كَذَلِك حَمْزَة بْن الْعَبَّاس العقبي أَنْشدني أَبُو الأسعد بْن حسن الْحلَبِي الْحَنَفِيّ لنَفسِهِ - مَا غَابَ الْآن عني - لكنه تمثل لي بقول غَيره تزين مَعَانِيه أَلْفَاظه وَأَلْفَاظه زاينات الْمعَانِي فِي أَشْيَاء من نظمه أثبتها فِي مَوضِع آخر

البلد السادس والسبعون منية نابت

الْبَلَد السَّادِس وَالسَّبْعُونَ منية نابت بنُون ثُمَّ مُوَحدَة بعْدهَا مثناة فوقانية عَلَى شاطئ النّيل من الغربية قريبَة من جوجر 51 - أَخْبَرَنِي الْعِزُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ التَّكْرُورِيُّ الأَصْلُ الْفَقِيهُ الصَّالِحُ الشَّافِعِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ بِزَاوِيَةِ أَبِي صَالِحٍ مِنْهَا عَنْ الْكَمَالِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الدَّمِيرِيِّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعُرْضِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزُّ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ عَنِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الزَّقَّاقِ قَالا أَخْبَرَتْنَا أُمُّ أَحْمَدَ زَيْنَبُ ابْنَةُ مَكِّيٍّ قَالَتْ أَنا أَبُو عَلِيٍّ حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ أَنا أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو بَكْرٍ الْقَطِيعِيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّيْبَانِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي - رَحِمَهُ اللَّهُ - ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَن ابْن عمر - رَضِي

عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ لَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَنَهَى عَنِ النَّجَشِ وَنَهِى عَنْ بَيْعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ وَنَهَى عَنِ الْمُزَابَنَة والمزابنة بيع الثَّمر بِالتَّمْرِ كَيْلا وَبَيْعِ الْكَرْمِ بَالزَّبِيبِ كَيْلا هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ مَا عَدَا الْجُمْلَةَ الثَّانِيَةَ فَعَنْ الْقَعْنَبِيِّ وَكَذَا أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ الْجُمْلَةَ الأُولَى وَالثَّالِثَةَ عَنْهُ وَالْبُخَارِيُّ أَيْضًا الأُولَى وَالرَّابِعَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ وَهُوَ أَيْضًا وَالنَّسَائِيُّ الثَّانِيَةَ عَنْ قُتَيْبَةَ وَكَذَا أَخْرَجَ النَّسَائِيُّ الأُولَى عَنْهُ وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ مَا عَدَا الثَّالِثَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى وَابْنُ مَاجَهْ الأُولَى عَنْ سُوَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ وَالثَّانِيَةَ عَنْ مُصْعَبٍ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي حُذَافَةَ ثَمَانِيَتُهُمْ عَنْ مَالِكٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ عَالِيًا

وَالْجُمْلَة الثَّالِثَة عِنْدَ النَّسَائِيّ أَيْضا عَنْ مُحَمَّد بْن سَلمَة والْحَارث بْن مِسْكين كِلاهُمَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْقَاسِم عَنْ مَالِك فَوَقع لنا عَالِيًا وَهُوَ حَدِيث شرِيف لِاجْتِمَاع الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة فِيهِ فِي نسق

البلد السابع والسبعون منى

الْبَلَد السَّابِع وَالسَّبْعُونَ منى وَهِيَ بِكَسْر الْمِيم مَعَ الصّرْف وَعَدَمه سميت بِذَلِكَ - كَمَا قَالَه جَمَاهِير اللغويين وَغَيرهم - لما يمنى بِهَا من الدِّمَاء أَي يراق وَيصب وَهِيَ من حرم مَكَّة بَينهمَا ثَلَاثَة أَمْيَال وتتسع للحجيج كاتساع الرَّحِم للْوَلَد وفضائلها كَثِيرَة وَمِمَّنْ سمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وَأَبُو حَيَّان وسماعه فِيهَا عَلَى أَبِي الْيمن بْن عَسَاكِر بَل وَسمع بِهَا أَبُو الْقَاسِمِ بْن عَسَاكِر وَقَالَ فِي بلدانياته إِنَّهَا كَانَت مَدِينَة بِهَا أدور وسوق ومسجدها مَسْجِد الْخيف مَسْجِد شرِيف وَقَدْ عمره سُلْطَان الْوَقْت عمَارَة هائلة يفوق الْوَصْف وَكنت مِمَّن سمع بِهِ وَبِغَيْرِهِ مِنْهَا عَلَى غَيْر وَاحِد وقرأت بِالْغَارِ الشريف النَّبَوِيّ من جبل حراء - ظَاهر مَكَّة من جِهَتهَا - عَلَى الْحَافِظ التَّقِي أَبِي الْفَضْل الْهَاشِمِي - رَحمَه اللَّه - تصنيفه بشرى الورى مِمَّا ورد فِي حرا وبأسفل الْجَبَل غَيْر ذَلِك 52 - أَخْبَرَنِي الْكَمَالُ أَبُو الْفَضَائِلِ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَمَّالِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَكِّيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي الْغَارِ الشَّرِيفِ غَارِ الْمُرْسَلاتِ مِنْ مِنَى الْمُعَظَّمِ وَغَيْرُهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيْرُهَا كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صِدِّيقٍ الدِّمَشْقِيِّ

قَالَ الْكَمَالُ حُضُورًا وَقَالَ الآخَرُونَ سَمَاعًا أَنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَنْ أَبِي طَالِبِ بْنِ الْقَبِيطِيِّ وَغَيْرِهِ أَنَّ أَبَا الْفَتْحِ بْنَ الْبَطِّيِّ أَخْبَرَهُمْ أَنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَانَيَاسِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَهْوَازِيُّ الْمُجَبِّرُ أَنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّه {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدَيْهِمَا وَالْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْمَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ زَادَ أَوَّلُهُمْ وَعَنْ وَكِيعٍ كِلاهُمَا عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيدٍ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ مَعًا عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ زَادَ أَوَّلُهُمَا وَعَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيِّ كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ فَوَقع لنا بَدَلا لَهُم وعاليا عَلَى الأَخِيرَيْنِ وَمِمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد - سوى من تقدم - صَفْوَان بْن عِيسَى كَمَا عِنْدَ ابْن ماجة وعلقه الْبُخَارِي

وَيَحْيَى بْن سَعِيد كَمَا عِنْدَ التِّرْمِذِي وَقَالَ إِنَّه حسن صَحِيح قُلْت وَالْجُمْهُور عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد عَلَى رَفعه وَوَقفه بَعْضهم وَوهم الْحَافِظ حَيْثُ استدركه من حَدِيث مكي وَقَالَ إِنَّه صَحِيح عَلَى شَرطهمَا وَلَمْ يخرجَاهُ فَهُوَ - كَمَا ترى - عِنْدَ الْبُخَارِي عَنْ مكي وَالله الْمُوفق

البلد الثامن والسبعون نابلس

الْبَلَد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ نابلس وَهِيَ بِفَتْح النُّون وَضم الْمُوَحدَة وَاللَّام بعْدهَا سين مُهْملَة قديمَة من أُمَّهَات بِلَاد فلسطين وحسانها وفيهَا الْجَامِع الْقَدِيم وَغَيره من الْجَوَامِع والمساجد وانتسب إِلَيْهَا جَمَاعَة مِنْهُم ابْن عَبْد الدَّائِم وخَالِد شيخ النَّوَوِيّ وَسمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه والذهبي وَآخَرُونَ مِنْهُم أَبُو سَعْد السَّمْعَانِيّ وَقَالَ بت بِهَا لَيْلَتَيْنِ فِي تَوَجُّهِي وصدري عَنْ بَيْت الْمُقَدّس وكتبت عَنْ خطيبها بَيْتَيْنِ من الشّعْر 53 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الْقَادِرِ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ النَّابُلُسِيُّ بِالْمَدْرَسَةِ الْفَخْرِيَّةِ الْحَنْبَلِيَّةِ مِنْهَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الذَّهَبِيِّ أَنا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْمَقْدِسِيُّ أَنا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ أَنا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ السَّلَفِيُّ أَنا أَبُو الْمَعَالِي ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ الْبَقَّالُ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ ثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيَّاتُ ثَنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ثَنَا عِيسَى بْنُ مُسَاوِرٍ اللؤْلُؤِي ثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ إِنَّ النَّبِيَّ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} قَالَ مَنْ يَقْرَأُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فِي يَوْمٍ فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عَلَى الْقَوْمٍ فَقَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} مَنْ قَرَأَ (قُلْ هُوَ الله أحد) فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ

وَقَرَأْتُ عَلَى شَيْخِي الأُسْتَاذِ الْحُجَّةِ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ عَلِيٍّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنا أَبُو الْحَسَنِ الْخَطِيبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الدَّشْتِيِّ أَنا الْحَافِظُ الضِّيَاءُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِد الْمَقْدِسِيُّ (ح) وَأَخْبَرَتْنِي عَالِيًا أُمُّ مُحَمَّدٍ ابْنَةُ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَسَنِ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ كِلاهُمَا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيِّ قَالَ الأَوَّل سَمَاعًا أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ - حُضُورًا - أَنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ - إِمْلاءً - قَالا ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنِي أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ عَنِ الرَّبِيعِ بِهِ بِلَفْظِ أَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةٍ قَالُوا وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ أخرجه النَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَنْ مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد الْعَظِيم وَابْن حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يعلي كِلاهُمَا عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْن معَاذ فَوَقع لنا بَدَلا لَهما عَالِيًا وَهُوَ عِنْدَ النَّسَائِيّ أَيْضا من حَدِيث الأَعْمَش عَنْ إِبْرَاهِيم معضلا وَمن

حَدِيث زر وَأبي عَبْد الرَّحْمَنِ السّلمِيّ كِلاهُمَا عَنِ ابْن مَسْعُود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَوْقُوفا وَالأَوَّل أصح

البلد التاسع والسبعون وسيم

الْبَلَد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ وسيم وَهِيَ بِفَتْح الْوَاو وَكسر السِّين الْمُهْملَة وَآخِرهَا مِيم قديمَة من الجيزية ينزلها السلاطين فِي أَيَّام الرَّبِيع وَقَدْ بنى بِهَا الْمُؤَيد شيخ حَماما هائلا 54 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الْمِصْرِيُّ بِقَرَاءَتِي أَنا الْفَخْرُ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ أَنا الْعَلاءُ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعُرْضِيُّ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزُّ الْحَنَفِيُّ عَنْ سِتِّ الْعَرَبِ ابْنَهِ مُحَمَّدٍ كِلاهُمَا عَنِ الْفَخْرِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ قَالَ الأَوَّلُ سَمَاعًا وَقَالَتِ الأُخْرَى إِذْنًا - إِنْ لَمْ يَكُنْ حُضُورًا - زَادَ الأَوَّلُ فَقَالَ وَأَنَا الْكَمَالُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَقْدِسِيُّ - إِذْنًا - قَالَ الأَوَّلُ أَنا أَبُو طَاهِرٍ بَرَكَاتٌ الْخُشُوعِيُّ - إِذْنًا - وَقَالَ الآخَرُ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ - سَمَاعًا - قَالَ الْخُشُوعِيُّ أَنا أَبُو الْمُفَضَّلِ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْقُرَشِيِّ بْنِ الزَّكِيِّ وَوَلَدُهُ أَبُو الْمَعَالِي وَقَالَ الأَسَدِيُّ أَنا جَدِّي أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ قَالَ الثَّلاثَةُ أَنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ الْمِصِّيصِيُّ أَنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفِ بْنِ حَبِيبٍ التَّمِيمِيُّ أَنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَذْلَمٍ الأَسَدِيُّ الْقَاضِي ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَمَثَلِ الْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَرْجِعَ فِي قَيْئِهِ

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَيْهِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَمِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ وَانْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ عَنْ عِكْرِمَةِ ثَلاثَتُهُمْ عَنِ ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَلَيْسَ هُوَ من الْوَجْه الَّذِي أوردناه فِي شَيْء من الْكتب السِّتَّة بَل رَاوِيه مسلمة - وَهُوَ ابْن عَلِي بِضَم أَوله مصغر - ضَعِيف وَفِي الْبَاب عَنْ جَمَاعَة من الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم

البلد الثمانون ينبع

الْبَلَد الثَّمَانُونَ يَنْبع وَهِيَ بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتَانِيَّة وَضم الْمُوَحدَة - وَقَدْ تشبع - هم عين مُهْملَة قَرْيَة كَبِيرَة من بِلَاد الحجازقريبة من الْمَدِينَة الشَّرِيفَة بَينهمَا سبع مراحل بِهَا حصن وعيون جَارِيَة حلوة طيبَة وَحَدَائِق وبساتين وينزلها الحجيج الْمِصْرِي - ذَهَابًا وإيابا - وَلَهَا فرضة عَلَى الْبَحْر عَلَى مرحلة مِنْهَا وبقربها جبل رضوى مطل عَلَيْهَا من شرقيها يحمل مِنْهُ حجرالمسن إِلَى سَائِر الأقطار وَأكْثر سكانها وَالْكثير مِنْهُم زيدية شرفاء من بَنِي حسن سمر الألوان وَيُقَال إِن بِهَا وَقفا لعَلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَتَوَلَّاهُ أَوْلَاده وَهِيَ مِمَّن سمع بِهَا شَيخنَا وَشَيْخه وَحدث بِهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِقِرَاءَة الشّرف الْمَنَاوِيّ وَكَذَا سمع بِهَا أَبُو حَيَّان ومسعود الْحَارِث الْحَنْبَلِيّ عَلَى عَبْد السَّلام بْن مُحَمَّد بْن مزروعِ الْمدنِي وَكنت مِمَّن سمع بِهَا الْحَدِيث مِمَّن أوردت حَدِيثه فِي الْعقبَة وَكَذَا فِي سرياقوس وَلَقِيت بِهَا الشَّيْخ عَلَاء الدَّين عَلِي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الشِّيرَازِي ثُمَّ الْمَكِّي الشَّافِعِي فَسمِعت مِنْ لَفْظِهِ خطْبَة شَرحه عَلَى الْحَاوِي وشيئا من أول تَفْسِيره وَأَشْيَاء من تصانيفه وَغير ذَلِك مِمَّا لَمْ يتهيأ لي الْآن إِيرَاد شَيْء مِنْهُ وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْل بْن أَحْمَد الْأَزْهَرِي - وَكَانَ جاري فِي النُّزُول بِهَا حِينَ

توجهنا إِلَى مَكَّة - وَغَيره بغَيْرهَا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَان الْحَنَفِيّ (ح) وَأَخْبَرَنِي عَالِيًا الْعِزُّ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ كِلاهُمَا عَنِ الْعِزِّ أَبِي عُمَرَ بْن جَمَاعَة فِيمَا أنْشد لنَفسِهِ اعذر أَخَاك إِذَا وافى بمنكرة فَهَل رَأَيْت صديقا مَاله زلل وَهل رَأَيْت صفاء مَا بِهِ كدر ضوء السراج لَهُ التدخين يحْتَمل ستر اللَّه عيوبنا وَغفر ذنوبنا وجمعنا مَعَ أحبابنا وأهالينا فِي مُسْتَقر رَحمته وَصلى الله على أشرف خلقه سيدنَا مُحَمَّد وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا آخر الْمجْلس السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ من البلدانيات وَبِه انتهاؤها وَهُوَ الْمجْلس الرَّابِع عشر بعد الْخمس مئة من الأمالي وَكَانَ الْفَرَاغ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر من الْمحرم الْحَرَام سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثماني مئة بِجَامِع الغمري باستملاء أخي نفع الله بِهِ وَصرف عَنهُ كل مَكْرُوه وَختم لي وَله ولسائر أَهلِي وأحبابي بِخَير قَالَه وَكتبه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَان السخاوي الشَّافِعِي غفر الله لَهُ ذنُوبه وَستر عيوبه حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل هَذَا لَفظه بِحُرُوفِهِ - أبقاه الله تَعَالَى - وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل وَكَانَ الْفَرَاغ من نسخه رَابِع عشر جُمَادَى الآخر من شهور سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وثمان مئة فِي مَكَّة المشرفة على يَد الْفَقِير الحقير تُرَاب نعال

الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي بكر الحيشي بن نصر بن عمر بن هِلَال بن معدي بن زيد بن أبي يزِيد بن عشائر بن عشلبية بن أَحْمد بن أبي الْكَرم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْغفار بن مهلهل بن عُرْوَة بن عَمْرو بن معدي كرب بن زيد الْخَيْر الطَّائِي صَاحب رَسُول اللَّهِ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم} وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدَّين

السماعات

السماعات الْحَمد لله وَسَلام على عباده الَّذين اصْطفى وَبعد فقد قَرَأَ عَليّ جَمِيع هَذِه البلدانيات من نسخته هَذِه للمقابلة - بعد أَن سَمعهَا من لَفْظِي مَعَ الْجَمَاعَة - صَاحبهَا وكاتبه سيدنَا الشيخي الإمامي الفاضلي المرشدي مربي المريدين قدوة السالكين الشرفي أَبُو بكر الحيشي الْحلَبِي أبقاه الله تَعَالَى ورحم سلفه الْكَرِيم ونفعنا وَالْمُسْلِمين ببركاتهم فِي مجَالِس آخرهَا يَوْم الْخَمِيس سادس عشْرين شهر ذِي الْقعدَة الْحَرَام سنة تَارِيخه بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تجاه الْكَعْبَة المعظمة وَسمع مَعَه جمَاعَة بأفوات مِنْهُم أَوْلَاده النجبا قوام الدَّين مُحَمَّد وضياء الدَّين أَحْمد وَفتح الدَّين عمر فَكَانَ سماعهم من أَولهَا إِلَى الحَدِيث الْحَادِي وَالْخمسين بِحَيْثُ كمل مَا كَانَ فاتهم سَمَاعه من لَفْظِي إِلَّا أَن الضياء فَاتَهُ أَيْضا من فَوته الأول من الرَّابِع وَالْعِشْرين إِلَى التَّاسِع وَالْعِشْرين وأجزت لجميعهم - بَارك الله فيهم - وَكَذَا لأختهم أم هَانِئ عَائِشَة - وَهِي أَصْغَرهم - قَالَه وَكتبه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّد السخاوي الشَّافِعِي غفر الله ذنُوبه وَستر عيوبه وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا آمين الْحَمد لله - تبَارك وَتَعَالَى - وَكفى وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على عباده الَّذين اصْطفى أما بعد فقد قَرَأَ عَليّ جَمِيع البلدانيات للْإِمَام الْحَافِظ الجهبذ شمس الدَّين أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر بن عُثْمَان السخاوي

الأَصْل ثمَّ القاهري الشَّافِعِي - رَحمَه الله وَرَضي عَنهُ وَرَضي عَنَّا بِهِ - الشَّيْخ الإِمَام الْكَامِل الْفَاضِل المحصل الْمُحَقق الْمجد الْمُجْتَهد فِي تَحْصِيل الْفَضَائِل الْمُقْرِئ الْمُحدث أحد المدرسين بالجامع الْكَبِير الْأمَوِي بحلب المحروسة بدر الدَّين أبوالثناء مَحْمُود بن شقيقي المرحوم الشَّيْخ الْفَاضِل الْمدرس بالجامع الْمَذْكُور شمس الدَّين أبي البركات مُحَمَّد وَقد أجزت لَهُ أَن يرويهِ عني بِحَق روايتي لَهُ عَن وَالِدي الشَّيْخ الإِمَام المعمر أحد المدرسين أَيْضا بالجامع الْمَذْكُور شمس الدَّين أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّيْخ الإِمَام الْعَامِل بدر الدَّين أبي الثَّنَاء حسن وَعَن الشَّيْخ الإِمَام المرشد أبي بكر الحيشي الْمَذْكُور قبيل ذَلِك فِي خطّ الْمُؤلف وَعَن الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث مُحي الدَّين عبد الْقَادِر بن الْأَبَّار بِحَق روايتهم - رَحِمهم الله وَرَضي عَنْهُم وعنا بهم - عَن الْمُؤلف - رَحمَه الله تَعَالَى - بِمَكَّة شرفها الله مُتَفَرّقين وأجزت لَهُ أَيْضا ولإخوته وَأهل بَيته جَمِيع مَا يجوز لي وعني رِوَايَته من سَائِر كتب الحَدِيث وَغَيرهَا وَمَا هُوَ مَذْكُور فِي ثَبت الْحَافِظ رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ ذَلِك وَكتبه الْفَقِير شمس الدَّين أَبُو الْيُسْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْبَدْر حسن الشهير بِابْن البيلوني حامدا مُصَليا مُسلما سَائِلًا من الْمجَاز الْمَذْكُور أَن لَا ينساني من دعواته فِي جَمِيع حالاته وَأَن يَدْعُو لي بإصلاح فَسَاد الْقلب وَحسن الخاتمة ورضى الرب صَحَّ ذَلِك وَثَبت بتاريخ ختام شَوَّال من شهور سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وتسع مئة عدا تَارِيخ الْإِجَازَة الْمُتَقَدّمَة على الْقِرَاءَة وَأما الْقِرَاءَة وَغَيرهَا من السماع فَبعد ذَلِك وَالْحَمْد لله وَحده الْحَمد لله على نعمه قَرَأت قِطْعَة من أول هَذَا الْكتاب وَهُوَ بلدانيات الْحَافِظ شمس الدَّين

مُحَمَّد السخاوي القاهري الشَّافِعِي على شَيخنَا الْمسند المعمر الصَّالح الْمنور تَقِيّ الدَّين أبي بكر بن الشَّيْخ الْقدْوَة شمس الدَّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح المسلك شرف الدَّين أبي بكر الحيشي الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي البسطامي كَانَ الله لَهُ ولطف بِهِ وَأعَاد عَليّ من بركته وبركات أسلافه وَأَجَازَ لي رِوَايَته إجَازَة مقرونة بالمناولة بِحَق أَخذه لَهُ عَن مُؤَلفه سَمَاعا ثمَّ قِرَاءَة لجميعه كَمَا هُوَ مَكْتُوب فِي آخر هَذِه النُّسْخَة بِخَط مُؤَلفه ثمَّ وهبني شَيخنَا المسمع الْمَذْكُور جَمِيع هَذَا المجلد الْمُشْتَمل على البلدانيات الْمَذْكُورَة وعَلى الْجَوَاهِر المكللة فِي الْأَخْبَار المسلسلة وَقبلت ذَلِك مِنْهُ بعد أَن ناولنيه بِيَدِهِ الْمُبَارَكَة وقبضته وَسمع الْقِرَاءَة الْمَذْكُورَة مَعَ جَرَيَان الْإِيجَاب وَالْقَبُول الشرفي يحيى بن عَليّ بن اقجا الْحلَبِي الْحَنَفِيّ إِمَام الْمَقْصُورَة بالجامع الْكَبِير الْأمَوِي وَجَمَاعَة مِنْهُم حسام الدَّين بن رَجَب بن تَمِيم الشَّافِعِي صَحَّ ذَلِك وَثَبت بمنزل المسمع فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ وتسع مئة قَالَ ذَلِك وَكتبه العَبْد الْفَقِير عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَلِي الْحلَبِي الشماع الشَّافِعِي

§1/1