البعث لابن أبي داود

ابن أبي داود

من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال: قيل: يا رسول الله،

1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْبَنَّا مَحْمُودُ بْنُ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ اللَّبَّانِ، وَأَبُو مَنْصُورٍ مُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلِيمٍ السَّبَخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيهِمَا قَالَا جَمِيعًا: أنا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَمِيسٍ الْمَوْصِلِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ قَالَ: ثنا وَالِدِي الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ زُنْبُورٍ الْوَرَّاقِ وَأَنَا أَسْمَعُ فَأَقَرَّ بِهِ وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: وَأَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ عَفِيفُ الدِّينِ أَبُو الْمَعَالِي نَصْرُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامَةَ بْنِ سَالِمٍ الْهَيتِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ سَابِعِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِالْمَوْصِلِ فَأَقَرَّ بِهِ، قَالَ: أنا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْمَوِيُّ، قَالَ: أنا الشَّرِيفُ أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيُّ قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَلَفٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زُنْبُورٍ الوَرَّاقُ عَنْ مُؤَلِّفِهِ أَبِي بَكْرٍ السِّجِسْتَانِيِّ، -[14]- قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ الزِّمَّانِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى السَّامِيُّ، قَالَ: ثنا حُمَيْدُ بْنُ بكَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ كَرَاهِيَتَكُمُ الْمَوْتَ , وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا جَاءَهُ الْبَشِيرُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا احْتُضِرَ جَاءَهُ مَا يَكْرَهُ، فَكَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، فَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»

من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. قلت: يا نبي الله،

2 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: ثنا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: -[15]- «§مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ» . قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ؟ قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَأَمَّا الْكَافِرُ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ، فَكَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، فَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»

أنا النذير، والموت المغير، والساعة الموعد

3 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَاجِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ -[16]- مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا بَنِي هَاشِمٍ، يَا بَنِي قُصَيٍّ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ §أَنَا النَّذِيرُ، وَالْمَوْتُ الْمُغِيرُ، وَالسَّاعَةُ الْمَوْعِدُ»

الموت من ذلك

4 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُمَيْرٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ،: {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا} [الإسراء: 59] قَالَ: «§الْمَوْتُ مِنْ ذَلِكَ»

أن نفرا من بني إسرائيل خرجوا يمشون في الأرض، ويفكرون فيها حتى انتهوا إلى مقبرة، فسألوا

5 - حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ -[17]- مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، قَالَ: ثنا مَرْوَانُ، قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَابِطٍ، قَالَ: ثنا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، - أُرَاهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " §أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَمْشُونَ فِي الْأَرْضِ، وَيُفَكِّرُونَ فِيهَا حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَقْبَرَةٍ، فَسَأَلُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْرِجَ إِلَيْهِمْ مَيِّتًا مِنْ أَهْلِهَا، فَيَسْأَلُونَهُ عَنِ الْمَوْتِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ , مَاذَا أَرَدْتُمْ؟ فَقَالُوا: دَعَوْنَا اللَّهَ أَنْ يُخْرِجَ إِلَيْنَا مَيِّتًا نَسْأَلُهُ عَنِ الْمَوْتِ، كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: قَدْ رَكِبْتُمْ مِنِّي أَمْرًا عَظِيمًا، لَقَدْ وَجَدْتُ طَعْمَ الْمَوْتِ مِائَةَ عَامٍ، فَدَعَوْتُمُ اللَّهَ وَقَدْ سَكَنَ عَنِّي، فَادْعُوا اللَّهَ أَنْ يُعِيدَنِي كَمَا كُنْتُ. قَالَ: فَدَعَوُا اللَّهَ، فَأَعَادَهُ كَمَا كَانَ " قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ أَفْهَمْ مِنْ أَيُّوبَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين

6 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ -[18]- عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ: «إِنَّ §الْمَيِّتَ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ»

كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين , ورأيت منكرا ونكيرا؟ قال: قلت: يا رسول الله، وما

7 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ -[19]- إِسْمَاعِيلَ الْأَحْمَسِيُّ، قَالَ: ثنا مُفَضَّلٌ يَعْنِي ابْنَ صَالِحِ أَبَا جَمِيلَةَ , قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي شَهْرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كُنْتَ فِي أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعَيْنِ , وَرَأَيْتَ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ؟ قَالَ: «فَتَّانَا الْقَبْرِ، يَبْحَثَانِ الْأَرْضَ بِأَنْيَابِهِمَا، وَيَطَآنِ فِي أَشْعَارِهِمَا , أَصْوَاتُهُمْ كَالرَّعْدِ الْقَاصِفِ، وَأَبْصَارُهُمَا كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، مَعَهُمَا مِرْزَبَّةُ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا أَهْلُ مِنًى، لَمْ يُطِيقُوا رَفْعَهَا، هِيَ أَيْسَرُ عَلَيْهِمَا مِنْ عَصَاتِي هَذِهِ» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا عَلَى حَالِي هَذِهِ؟ -[20]- قَالَ: «نَعَمْ» ، قُلْتُ: إِذَنْ أَكْفِيكَهُمَا

كانت امرأة مسقاما، فذكرت شدة الموت، وضغطة القبر، فدعوت الله، فخفف عنها

8 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ -[21]- إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا سَعْدٌ، قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَخَرَجَ بِجِنَازَتِهَا، وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَرَأَيْنَاهُ كَئِيبًا حَزِينًا، ثُمَّ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهَا، فَخَرَجَ مُلْتَمِعَ اللَّوْنِ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «إِنَّهَا §كَانَتِ امْرَأَةٌ مِسْقَامًا، فَذَكَرْتُ شِدَّةَ الْمَوْتِ، وَضَغْطَةَ الْقَبْرِ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ، فَخَفَّفَ عَنْهَا»

يتعوذ من عذاب القبر قال أبو بكر بن أبي داود: هذه أم خالد بن سعيد بن العاص روت عن النبي

9 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ §يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَذِهِ أُمُّ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ رَوَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ حَدِيثَيْنِ: هَذَا وَآخَرَ

أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم

10 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ثنا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ، قَالَتْ: «§أَبِي أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»

أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم قريبا من فتنة الدجال

11 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا تَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَخَطَبَنَا، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ الَّتِي يُفْتَنُ فِيهَا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ النَّاسُ ضَجَّةً حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَفْهَمَ آخِرَ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَنَتْ ضَجَّتُهُمْ، قُلْتُ لِرَجُلٍ قَرِيبٍ مِنِّي: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ قَوْلِهِ؟ قَالَ: قَالَ: «§أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ»

قد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم قريبا من فتنة الدجال قال أبو بكر بن أبي داود: وعند

12 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، تَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ الَّتِي يُفْتَنُ فِيهَا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ الْمُسْلِمُونَ ضَجَّةً حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَفْهَمَ آخِرَ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَنَتْ ضَجَّتُهُمْ، قُلْتُ لِرَجُلٍ قَرِيبٍ مِنِّي: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ -[23]- فِيكَ، مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ قَوْلِهِ؟ فَقَالَ: قَالَ: «§قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي قُبُورِكُمْ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: وَعِنْدَ هَارُونَ الْحَدِيثُ الْآخَرُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ مَشْهُوَرٌ، وَسَأَلْنَاهُ عَنْ هَذَا

استعيذوا بالله من عذاب القبر

13 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ، قَالَ: ثنا عَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَرْثًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَخَرَجَ مَذْعُورًا، فَقَالَ: «§اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»

لولا أن لا تدافنوا، لسألت الله أن يسمعكم ما أسمعني من عذاب القبر

14 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: ثنا قَاسِمٌ الرَّحَّالُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَرْثًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَقَضَى مِنْ حَاجَتِهِ، فَخَرَجَ -[24]- مَذْعُورًا، وَقَالَ: «§لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مَا أَسْمَعَنِي مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»

تعوذوا بالله من عذاب القبر، وعذاب النار، وفتنة الدجال. قال: قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟

15 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا، فَفَزِعَ، فَقَالَ: «مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ: «§تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» . قَالَ: قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ، فَسَأَلَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنِ اللَّهُ هَدَاهُ قَالَ: كُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ، قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا، فَيَنْطَلِقُ إِلَى بَيْتٍ كَانَ -[25]- فِي النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا بَيْتُكَ إِنَّ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ عَصَمَكَ، وَرَحِمَكَ، فَأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: دَعُونِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ , فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ , فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ "

ذراري المسلمين يكفلهم إبراهيم

16 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ثنا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§ذَرَارِيُّ الْمُسْلِمِينَ يَكْفُلُهُمْ إِبْرَاهِيمُ»

يأكل التراب كل شيء في الإنسان إلا عجب ذنبه قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: مثل حبة خردل،

17 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا -[26]- السَّمْحِ، حَدَّثَهُ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يَأْكُلُ التُّرَابُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْإِنْسَانِ إِلَّا عَجْبَ ذَنَبِهِ» قِيلَ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ، مِنْهُ تُنْشِئُونَ»

كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم الصور ينتظر متى يؤمر أن ينفخ، فينفخ، قالوا: وماذا نقول يا

18 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، أَنَّ رَوْحَ بْنَ عُبَادَةَ أَخْبَرَهُمْ , عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الصُّورَ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ أَنْ يَنْفُخَ، فَيَنْفُخَ» ، قَالُوا: وَمَاذَا نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ , وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»

ينادي مناد بين يدي الصيحة: يا أيها الناس، أتتكم الساعة - ومد بها التيمي صوته - قال:

19 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ -[27]- يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ،: ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُنَادِي مُنَادٍ بَيْنَ يَدَيِ الصَّيْحَةِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ - وَمَدَّ بِهَا التَّيْمِيُّ صَوْتَهُ - قَالَ: فَيَسْمَعُهُ الْأَحْيَاءُ وَالْأَمْوَاتُ، وَيَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ "

الشاهد محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والمشهود: يوم القيامة فذلك قوله تعالى: {فكيف إذا

20 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُهْزَاذَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: ثنا أَبِي قَالَ،: ثنا يَزِيدُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُوَدٍ} [البروج: 3] قَالَ: " §الشَّاهِدُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَالْمَشْهُوَدُ: يَوْمُ الْقِيَامَةِ " فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ} [النساء: 41]

أرض بيضاء، عفراء، كالخبزة من النقي

21 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، قَالَ: ثنا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ: " {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات: 14] قَالَ: §أَرْضٌ بَيْضَاءُ، عَفْرَاءُ، كَالْخُبْزَةِ مِنَ النَّقِيِّ "

يحشر الناس يوم القيامة على ثلاثة أثلاث: ثلث على الدواب، وثلث ينسلون على أقدامهم نسلا،

22 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ: ثنا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَوْسُ بْنُ أَبِي أَوْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَرْفَعُهُ قَالَ: " §يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى ثَلَاثةِ أَثْلَاثٍ: ثُلُثٍ عَلَى الدَّوَابِّ، وَثُلُثٍ يَنْسِلُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ نَسْلًا، وَثُلُثٍ عَلَى وُجُوهِهِمْ "

يبعث الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، فقالت له عائشة: يا رسول الله، فكيف بالعورات؟ فقال:

23 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: ثنا الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ -[29]- عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» ، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ؟ فَقَالَ: " {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37] "

محشورون عراة، غرلا، فأول الخلائق يكسى إبراهيم، ثم يجاء برجال منكم، فيؤخذ بهم ذات الشمال،

24 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْخَصِيبِ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَوْعِظَةٍ، فَقَالَ: " إِنَّكُمْ §مَحْشُورُونَ عُرَاةً، غُرْلًا، فَأَوَّلُ الْخَلَائِقِ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْكُمْ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ , أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ -[30]- شَهِيَدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117] " حَتَّى قَرَأَ الْآيَةَ قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا عَنْهُ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مِسْعَرٍ

يجيئون يوم القيامة على أفواههم الفدام، فأول ما يتكلم من العبد فخذه

25 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§يَجِيئُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَفْوَاهِهِمُ الْفِدَامُ، فَأَوَّلُ مَا يَتَكَلَّمُ مِنَ الْعَبْدِ فَخِذُهُ وَيَدُهُ»

يجيء النبي ومعه رجل , ويجيء النبي ومعه الرجلان، وأنا أكثر الأنبياء تبعا يوم

26 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ -[31]- فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§يَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ رَجُلٌ , وَيَجِيءُ النَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَأَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

يحشر الناس يوم القيامة، فأكون أنا وأمتي على تل، فيكسوني ربي عز وجل حلة خضراء، ثم يؤذن لي،

27 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ، فَيَكْسُونِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ حُلَّةً خَضْرَاءَ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي، فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَقُولَ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ»

يجمع الله الناس , فيقوم المؤمنون حين تزلف الجنة , فيأتون آدم، فيقولون: يا أبانا استفتح

28 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ -[32]- الْمُنْذِرِ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " §يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ , فَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حِينَ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ , فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ؟ لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، تَعَمَّدُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ رَبِّهِ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءِ وَرَاءٍ، اعْمِدُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، اعْمِدُوا إِلَى كَلِمَةِ اللَّهِ وَرُوحِهِ عِيسَى قَالَ: فَيَقُولُ عِيسَى: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَيَقُومُ، فَيُؤْذَنُ لَهُ، وَتُرْسَلُ مَعَهُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَيَقِفَانِ بِالصِّرَاطِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَمَرِّ الْبَرْقِ، قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ مَرُّ الْبَرْقِ؟ قَالَ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ فَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةٍ؟ ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ، وَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ، وَنَبِيُّهُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيَقُولُ: سَلِّمْ سَلِّمْ، حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ النَّاسِ، حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمُرَّ إِلَّا زَحْفًا. قَالَ: وَفِي حَافَتَيِ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ، وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّارِ، وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا "

حتى يؤدى إلى كل ذي حق حقه قال الزبير: إن الأمر إذا لشديد

29 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: ثنا فُلَيْحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِي، قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} [الزمر: 31] . قَالَ الزُّبَيْرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، §حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ» قَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّ الْأَمْرَ إِذًا لَشَدِيدٌ

يؤتى بحسنات العبد وسيئاته يوم القيامة، فيقضى بعضها من بعض، فإن بقيت له حسنة، وسع له في

30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَارُونَ الْعَمَّانِيُّ الْغَطْرِيفُ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنِ -[34]- ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ حَدَّثَهُ قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَضَى - أَوْ - إِنَّ اللَّهَ قَالَ: §يُؤْتَى بِحَسَنَاتِ الْعَبْدِ وَسَيِّئَاتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقْضَى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ، فَإِنْ بَقِيَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، وُسِّعَ لَهُ فِي الْجَنَّةِ مَا شَاءَ "

يكفر بالحسنة الواحدة ألف ألف خطيئة قال: نعم، وألفي ألف خطيئة سمعت ذلك من رسول الله صلى

31 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَزِينٍ السُّلَمِيُّ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: «إِنَّ اللَّهَ §يُكَفِّرُ بِالْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ أَلْفَ أَلْفِ خَطِيئَةٍ» قَالَ: «نَعَمْ، وَأَلَفَيْ أَلْفِ خَطِيئَةٍ» سَمِعْتُ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّهُ لَفِي كِتَابِ اللَّهِ: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245] , وَ {إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]

رجلان جثيا بين يدي رب العزة عز وجل، فقال أحدهما: خذ لي بمظلمتي من أخي. قال الله: أعط أخاك

32 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَسَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَا: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ الْقُطَعِيِّ، - وَلَيْسَ بِابْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ , إِذْ رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي؟ قَالَ: " §رَجُلَانِ جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: خُذْ لِي بِمَظْلَمَتِي مِنْ أَخِي. قَالَ اللَّهُ: أَعْطِ أَخَاكَ مَظْلَمَتَهُ. قَالَ: يَا رَبِّ، لَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِي شَيْءٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلطَّالِبِ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، فَيَحْمِلُ مِنْ أَوْزَارِي " فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، ثُمَّ قَالَ: " إِنَّ ذَاكَ لَيَوْمٌ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ فِيهِ النَّاسُ إِلَى أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلطَّالِبِ: ارْفَعْ بَصَرَكَ، فَانْظُرْ فِي الْجِنَانِ، فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: أَرَى مَدَائِنَ مِنْ فِضَّةٍ، وَقُصُورًا مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةً بِاللُّؤْلُؤِ، لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟ لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذَا؟ لِأَيِّ شَهِيَدٍ هَذَا؟ قَالَ جَلَّ وَعَزَّ: هَذَا لِمَنْ أَعْطَانِي الثَّمَنَ. قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَمْتَلِكُ ثَمَنَ هَذَا؟ قَالَ: أَنْتَ تَمْلِكُهُ. قَالَ: بِمَ؟ قَالَ: بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ. قَالَ: يَا رَبِّ , فَقَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ " قَالَ -[36]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبده، فيضع كنفه عليه، فيقول: ألم تعمل يوم كذا وكذا ذنب كذا

33 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُهْزَاذَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي مَطَرٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَابَاهُ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَطُوفُ، بِالْبَيْتِ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى؟ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَعَا اللَّهُ بِعَبْدِهِ، فَيَضَعُ كَنَفَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: أَلَمْ تَعْمَلْ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ذَنْبَ كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ الْعَبْدُ: بَلَى , يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا، وَغَفَرْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ "

يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقال: ألم أجعل لك سمعا، وبصرا، ومالا، وولدا، وسخرت لك الأنام

34 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ، قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي -[37]- صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " §يُؤْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا، وَبَصَرًا، وَمَالَا، وَوَلَدًا، وَسَخَّرْتُ لَكَ الْأَنَامَ وَالْحَرْثَ، وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ أَفَكُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ يَوْمَكَ هَذَا؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: الْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي " قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ إِلَّا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: «تَرْبَعُ» : تَأْخُذُ بِالْمِرْبَاعِ، وَالْمِرْبَاعُ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا أَغَارُوا فَغَنِمُوا غَنِيمَةً أَعْطَوْا سَيِّدَهُمْ رُبُعَ مَا غَنِمُوا، يُضِيفُ بِهِ الضَّيْفَ، وَيَقُومُ بِهِ عَنْ نَوَائِبِ الْحَيِّ، فَهَذَا الْمِرْبَاعُ

يقضى للجماء من القرناء قال أبو بكر بن أبي داود: لم يروه عن شعبة إلا حجاج بن

35 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجَوَارِبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالُوا: ثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ الْفَسَاطِيطِيُّ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَوَّامِ بْنِ مُرَاحِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§يُقْضَى لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقَرْنَاءِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ

الله يدري، وسيقضي بينهما قال أبو بكر بن أبي داود: أخطأ فيه أبو داود، والصواب: شمر بن

36 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: ثنا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ شَاتَيْنِ تَنْتَطِحَانِ قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا أَبَا ذَرٍّ، تَدْرِي فِيمَ تَنْتَطِحَانِ» ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَ: «لَكِنَّ §اللَّهَ يَدْرِي، وَسَيَقْضِي بَيْنَهُمَا» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو دَاوُدَ، وَالصَّوَابُ: شِمْرُ بْنُ عَطِيَّةَ، -[39]- عَنْ شَيْخٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ نَكْتُبْهُ عَنْ غَيْرِ إِسْحَاقَ

تصدقوا، فيوشك الرجل أن يخرج بماله، فلا يجد من يتصدق عليه، ثم ذكر حوضه، فقال: هو ما بين

37 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، قَالَ: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ بِمَالِهِ، فَلَا يَجِدُ مَنْ يَتَصَدَّقُ عَلَيْهِ» ، ثُمَّ ذَكَرَ حَوْضَهُ، فَقَالَ: «هُوَ مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا»

حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم أشد بياضا من اللبن , وأحلى من العسل , وأبرد من الثلج،

38 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُهَلَّبِيِّ، قَالَ: ثنا وُهَيْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَاصِمًا، يُحَدِّثُ عَنْ زِرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: «إِنَّ §حَوْضَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ , وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ , وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، وَأَطْيَبُ رِيحًا مِنَ الْمِسْكِ، وَإِنَّ آنِيَتَهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ»

عدد آنية الحوض كعدد نجوم السماء

39 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: ثنا أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§عَدَدُ آنِيَةِ الْحَوْضِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ»

الكوثر: نهر في الجنة، وعدنيه ربي، ترده أمتي، فيختلج الرجل دوني فأقول: يا رب إنه من أمتي ,

40 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَرَضًا، فَقَالَ: " أَتَدْرُونَ أَيَّ -[42]- سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ؟ §الْكَوْثَرُ: نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، وَعَدَنِيهِ رَبِّي، تَرِدُهُ أُمَّتِي، فَيَخْتَلِجُ الرَّجُلُ دُونِي فَأَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي , فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ " قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَؤُلَاءِ عِنْدَنَا أَهْلُ الرِّدَّةِ الَّذِينَ حَارَبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمُوا، ثُمَّ ارْتَدُّوا

إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن , وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن

41 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمًا , فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: «§إِنِّي فَرَطُكُمْ، وَأَنَا شَهِيَدٌ عَلَيْكُمْ، وَإِنِّي وَاللَّهِ لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ , وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ - أَوْ - مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا»

ينفخ في الصور، والصور كهيئة القرن، فصعق من في السموات ومن في الأرض، وبين النفختين أربعون

42 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا سَعْدٌ، قَالَ: ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، وَالصُّورُ كَهَيْئَةِ الْقَرْنِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَبَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ عَامًا , فَيُمْطِرُ اللَّهُ فِي تِلْكَ الْأَرْبَعِينَ مَطَرًا، فَيَنْبُتُونَ مِنَ الْأَرْضِ، كَمَا تَنْبُتُ الْبَقْلُ , وَمِنَ الْإِنْسَانِ عَظْمٌ لَا تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ: عَجْبُ ذَنْبِهِ، وَفِيهِ يُرَكَّبُ جَسَدُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ ذَكَرَ الصِّرَاطَ، فَيُوضَعُ الصِّرَاطُ، وَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ رَبُّهُمْ، فَيُقَالُ: تَنْطَلِقُ كُلُّ أُمَّةٍ إِلَى مَا كَانَتْ تَعْبُدُ، حَتَّى إِذَا بَقِيَ الْمُسْلِمِونَ، قِيلَ لَهُمْ: أَلَا تَذْهَبُونَ، فَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ -[44]- فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَأْتِيَ رَبُّنَا، فَيُقَالُ: مَنْ رَبُّكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: رَبُّنَا اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُوهُ؟ فَيَقُولُونَ: إِذَا تَعَرَّفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ , فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمُ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنْ سَاقٍ، فَيَقَعُونَ لَهُ سُجَّدًا، وَتَجْسُوا أَصْلَابُ الْمُنَافِقِينَ، لَا يَسْتَطِيعُونَ سُجُودًا، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم: 42] ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ , وَيُتَّبَعُ أَثَرُهُ وَهُوَ عَلَى الصِّرَاطِ حَتَّى يَجُوزُوا عَلَى النَّارِ، فَإِذَا جَازُوا، فَكُلُّ خَزَنَةِ الْجَنَّةِ يَدْعُونَهُمْ: يَا مُسْلِمُ، هَا هُنَا خَيْرٌ لَكَ " , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ ذَلِكَ الْمُسْلِمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ أَحَدَهُمْ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ يَرْوِهِ إِلَّا سَعْدٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ

وإذا أصحابه كأن على رءوسهم الطير، وإذا الإبل قد وضعت جرانها، فإذا أنا بخيال، فإذا معاذ بن

43 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ أَبُو بِشْرٍ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَأَتَيْنَاهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ , فَلَمْ يَزَلْ -[45]- رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَانِهِ، §وَإِذَا أَصْحَابُهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمُ الطَّيْرَ، وَإِذَا الْإِبِلُ قَدْ وَضَعَتْ جِرَانَهَا، فَإِذَا أَنَا بِخَيَالٍ، فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَتَصَدَّى - أَوْ - تَصَدَّيْتُ لَهُ , فَقُلْتُ لَهُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: وَرَائِي، فَإِذَا أَنَا بِحِسٍّ، فَإِذَا هُوَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ "

أتاني آت من ربي آنفا، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت

44 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ: ثنا خَالِدٌ قَالَ: قَالَ خَالِدٌ: فَحَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ خَلْفَ أَبِي مُوسَى هَزِيزًا كَهَزِيزِ الرَّحَى , فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: وَرَائِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَأَقْبَلَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ بِأَرْضِ الْعَدُوِّ كَانَ عَلَيْهِ حُرَّاسٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي آنِفًا، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ»

خيرت بين الشفاعة، وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفى، أفترونها

45 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ نُعْمَانِ بْنِ قُرَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: -[46]- «§خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ شَطْرُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَفَتَرَوْنَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ؟ لَا، وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ، الْمُتَلَوِّثِينَ، الْخَاطِئِينَ»

خيرت بين الشفاعة، وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، لأنها أعم وأكفى، أترونها

46 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَسَدٍ، قَالَ: ثنا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§خُيِّرْتُ بَيْنَ الشَّفَاعَةِ، وَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ، لِأَنَّهَا أَعَمُّ وَأَكْفَى، أَتَرَوْنَهَا لِلْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ؟ لَا، وَلَكِنَّهَا لِلْمُذْنِبِينَ الْخَاطِئِينَ الْمُتَلَوِّثِينَ»

ربي خيرني بين خصلتين: بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة لأمتي، فاخترت

47 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ -[47]- عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ غَانِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْدِي كَرِبَ بْنَ كُلَالٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُحَدِّثُ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ: " إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، وَإِنَّ §رَبِّي خَيَّرَنِي بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ: بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ لِأُمَّتِي، فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ "

فاخترت لهم الشفاعة إلى يوم القيامة

48 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ -[48]- الرَّحْمَنِ الْأَذْرَمِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أُرِيتُ مَا تَعْمَلُ أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي، §فَاخْتَرْتُ لَهُمُ الشَّفَاعَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

لكل نبي دعوة يدعو بها لأمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة

49 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْأَخْيَلِ، قَالَ: ثنا أَبُو سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: -[49]- «إِنَّ §لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةً يَدْعُو بِهَا لِأُمَّتِهِ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

اغفر لكل مسلم يؤمن بك، لا يشرك بك شيئا قال أبو بكر بن أبي داود: قوله: يقول: يعني النبي

50 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ دَارَةَ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ، بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: فَمَالَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: هِيهِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ قَالَ: يَقُولُ: «اللَّهُمَّ §اغْفِرْ لِكُلِّ مُسْلِمٍ يُؤْمِنُ بِكَ، لَا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: قَوْلُهُ: يَقُولُ: يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

الله وعدني أن يدخل من أمتي الجنة أربع مائة ألف، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله. قال:

51 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ -[50]- بْنُ مَعْبَدٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أنا مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يَدْخُلَ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ أَرْبَعُ مِائَةِ أَلْفٍ» ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «فَكَذَا، وَكَذَا» . قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «هَكَذَا» . قَالَ: زِدْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعْنَا يَا أَبَا بَكْرٍ - أَوْ قَالَ -: حَسْبُكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلَيْكَ أَنْ يُدْخِلَنَا اللَّهُ كُلَّنَا الْجَنَّةَ , فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ اللَّهَ إِنْ شَاءَ أَنْ يُدْخِلَ خَلْقَهُ بِكَفٍّ وَاحِدٍ فَعَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ عُمَرُ»

ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى

52 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجِهْبِذُ، - كُوفِيُّ دَلَّنِي عَلَيْهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ - قَالَ: ثنا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ يَعْقُوبَ -[51]- بْنِ أَبِي ثُبَاتَةَ أَوْ نُبَاتَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §نَاسًا مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَدْخُلُونَ النَّارَ بِذُنُوبِهِمْ، فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُ اللَّاتِ وَالْعُزَّى: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنْتُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ، فَيَغْضَبُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ، فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهْرٍ يُسَمَّى نَهْرَ الْحَيَاةِ، فَيَبْرَؤُونَ مِنْ حَرْقِهِمْ، كَمَا يَبْرَأُ الْقَمَرُ مِنْ كُسُوفِهِ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: فَيُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ "، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَنَسُ , أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ أَنَسٌ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا

رحمتي سبقت غضبي، وأنا أرحم الراحمين، فيخرج من النار مثل أهل الجنة - أو - مثلي أهل الجنة

53 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ، جَارُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، قَالَ: ثنا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ خَلْقِهِ، أَخْرَجَ كِتَابًا مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ: إِنَّ §رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي، وَأَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ مِثْلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ - أَوْ - مِثْلَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " قَالَ: وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: " مِثْلَيْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: عُتَقَاءُ اللَّهِ "

يدخل قوم جهنم، ثم يخرجون منها، فيدخلون الجنة، فيعرفون فيها بأسمائهم يقال لهم:

54 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §يَدْخُلُ قَوْمٌ جَهَنَّمَ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيُعْرَفُونَ فِيهَا بِأَسْمَائِهِمْ يُقَالُ لَهُمْ: الْجَهَنَّمِيُّونَ "

يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة ,

55 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §يُؤْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ، فَيُذْبَحُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ , أَيْقِنُوا بِالْخُلُودِ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ , أَيْقِنُوا بِالْخُلُودِ. قَالَ: فَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ سُرُورًا "

ما يحشرون على أقدامهم، ولا يساقون سوقا، ولكنهم يؤتون بنوق من الجنة، لم ينظر الخلائق إلى

56 - حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] قَالَ: «أَمَا وَاللَّهِ §مَا يُحْشَرُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَلَا يُسَاقُونَ سَوْقًا، وَلَكِنَّهُمْ يُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ مِنَ الْجَنَّةِ، لَمْ يَنْظُرِ الْخَلَائِقُ إِلَى مِثْلِهَا، رِحَالُهَا الذَّهَبُ، وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجَدُ، فَيَقْعُدُونَ عَلَيْهَا حَتَّى يَقْرَعُونَ بَابَ الْجَنَّةِ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: لَمْ يَرْفَعْهُ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ، إِلَّا عَبَّادٌ

احتجت الجنة والنار، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء

57 - حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُنِي الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُنِي الْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْجَنَّةِ: أَنْتَ رَحْمَتِي، أُسْكِنُكِ مَنْ شِئْتُ، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتَ عَذَابِي، انْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا , وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، ثُمَّ يُلْقَوْنَ فِيهَا {وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] حَتَّى يَضَعَ قَدْمَهُ فِيهَا، فَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ "

من اتقى الله دخل الجنة، ينعم فيها، ولا ييأس، ويحيا فيها فلا يموت، ولا تبلى ثيابه، ولا

58 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§مَنِ اتَّقَى اللَّهَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، يَنْعَمُ فِيهَا، وَلَا يَيْأَسُ، وَيَحْيَا فِيهَا فَلَا يَمُوتُ، وَلَا تَبْلَى ثِيَابُهُ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُ» قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: هَذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ قَتَادَةَ

جنتان من ذهب , آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم، وبين

59 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، وَنَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَا: أنا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§جَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ , آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ الْقَوْمِ، وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ، إِلَّا رِدَاءُ الْكِبْرِيَاءِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ»

للنار سبعة أبواب، وللجنة ثمانية أبواب

60 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَزِيرٍ، قَالَ: ثنا الْوَلِيدُ، قَالَ: ثنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الْمُثَنَّى الْأُمْلُوكِيِّ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لِلنَّارِ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، وَلِلْجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ»

ما بين كل مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة سبع سنين

61 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§مَا بَيْنَ كُلِّ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ سَبْعِ سِنِينَ»

الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام

62 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ»

لو أن ما أقل ظفر من الجنة برز من الدنيا لتزخرفت له ما بين السماء

63 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أنا عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ , أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ حُمَيْدٍ حَدَّثَهُ , أَنَّ عَامِرَ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ حَدَّثَهُ , قَالَ سُلَيْمَانُ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «§لَوْ أَنَّ مَا أَقَلَّ ظُفُرٍ مِنَ الْجَنَّةِ بَرَزَ مِنَ الدُّنْيَا لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ»

يدخل أهل الجنة الجنة جردا، مردا، بيضا، جعادا، مكحلين، أبناء ثلاثة وثلاثين، على خلق آدم:

64 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: أنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " §يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا، بِيضًا، جِعَادًا، مُكَحَّلِينَ، أَبْنَاءَ ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ: سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي عَرْضِ سَبْعَةِ أَذْرُعٍ "

يبعث أهل الجنة على صورة آدم، في ميلاد ثلاث وثلاثين سنة، جردا، مردا، مكحلين، ثم يذهب بهم

65 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: ثنا عُمَرُ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§يُبْعَثُ أَهْلُ الْجَنَّةِ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فِي مِيلَادِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً، جُرْدًا، مُرْدًا، مُكَحَّلِينَ، ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِمْ إِلَى شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، فَيُكْسَوْنَ مِنْهَا، لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ، وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ»

ما في الجنة شجرة، إلا ساقها من ذهب

66 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ الْقَزَّازُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أبي حازم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§مَا فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ، إِلَّا سَاقُهَا مِنْ ذَهَبٍ»

في الجنة شجرة، يسير الراكب في ظلها، مائة سنة

67 - حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: أنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً، يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا، مِائَةَ سَنَةٍ»

شجرة في الجنة، مسيرة مائة سنة , ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها

68 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا طُوبَى؟ قَالَ: «§شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، مَسِيرَةُ مِائَةِ سَنَةٍ , ثِيَابُ أَهْلِ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ أَكْمَامِهَا»

في الجنة قصر من لؤلؤة، ليس فيها صدع، ولا وهي، أعده الله لخليله إبراهيم عليه السلام

69 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ وُهَيْبٍ، قَالَا: ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ، لَيْسَ فِيهَا صَدْعٌ، وَلَا وَهْيٌ، أَعَدَّهُ اللَّهُ لِخَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نُزُلًا»

الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة مثل خصوة التيس الملبود - يعني الخصى - فيها سبعون لونا من

70 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْمَعُكَ تَذْكُرُ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً، لَا أَعْلَمُ شَجَرَةً أَكْثَرَ شَوْكًا مِنْهَا - يَعْنِي: الطَّلْحَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §اللَّهَ يَجْعَلُ مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا ثَمَرَةً مِثْلَ خُصْوَةِ التَّيْسِ الْمَلْبُودِ - يَعْنِي الْخُصَى - فِيهَا سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ، لَا يُشْبِهُ لَوْنٌ آخَرَ»

في الجنة بحر الماء، وبحر اللبن، وبحر الخمر، وبحر العسل، ثم تنفجر الأنهار

71 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شَاهِينَ، قَالَ: ثنا خَالِدٌ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§فِي الْجَنَّةِ بَحْرُ الْمَاءِ، وَبَحْرُ اللَّبَنِ، وَبَحْرُ الْخَمْرِ، وَبَحْرُ الْعَسَلِ، ثُمَّ تَنْفَجِرُ الْأَنْهَارُ بَعْدُ»

الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة

72 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ -[61]- الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي كُرَيْبٌ، أَنَّهُ سَمِعَ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا هَلْ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ §الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ، وَقَصْرٌ مَشِيدٌ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ، وَثَمَرَةٌ نَضِيجَةٌ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ، وَمَقَامٌ فِي أَبَدٍ فِي دَارٍ سَلِيمَةٍ، وَفَاكِهَةٌ، وَخُضْرَةٌ، وَحِبَرَةٌ، وَنِعْمَةٌ فِي مَحِلَّةٍ عَالِيَةٍ بَهِيَّةٍ» . قَالُوا: نَعَمْ , يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا قَالَ: " قُولُوا: إِنْ شَاءَ اللَّهُ ". قَالَ الْقَوْمُ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ

أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة، كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق الشرقي، أو

73 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ الْغُرْفَةَ فِي الْجَنَّةِ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ الشَّرْقِيِّ، أَوِ الْغَرْبِيِّ»

أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق

74 - حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ -[62]- أَنَسٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ فَوْقَهُمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا» . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ , تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: «بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ»

في الجنة لغرفا يرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها، فقام أعرابي، فقال: يا رسول الله ,

75 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ الطَّرِيقِيُّ، قَالَ: ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ §فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا» ، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , لِمَنْ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ لِمَنْ طَيَّبَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ»

الحور في الجنة يتغنين، يقلن: نحن الحور الحسان، خبين لأزواج كرام

76 - حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الْحُورَ فِي الْجَنَّةِ يَتَغَنَيْنَ، يَقُلْنَ: نَحْنُ الْحُورُ الْحِسَانُ، خُبِّينَ لِأَزْوَاجٍ كِرَامٍ "

لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما

77 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْكَلَاعِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ -[64]- جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ، يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا "

أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتنصب له قبة من لؤلؤ،

78 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ , عَنِ أبي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ §أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً الَّذِي لَهُ ثَمَانُونَ أَلْفِ خَادِمٍ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَةً، وَتُنْصَبُ لَهُ قُبَّةٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ، وَزَبَرْجَدٍ، وَيَاقُوتٍ، كَمَا بَيْنَ الْجَابِيَةِ إِلَى صَنْعَاءَ»

من مات من أهل الجنة من صغير، أو كبير يردون بني ثلاثة وثلاثين سنة في الجنة، لا يزيدون

79 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ حَدَّثَهُ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «§مَنْ مَاتَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ يُرَدُّونَ بَنِي ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً فِي الْجَنَّةِ، لَا يَزِيدُونَ عَلَيْهَا أَبَدًا، وَكَذَلِكَ أَهْلُ النَّارِ»

لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس

80 - حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا سَيَّارٌ، قَالَ: ثنا جَعْفَرٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «§لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَشْرَفَتْ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ لَمَلَأَتِ الْأَرْضَ رِيحَ مِسْكٍ، وَلَأَذْهَبَتْ ضَوْءَ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ» وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لِأَخْتَارَكِ عَلَيْهِنَّ، وَدَفَعَ يَدَهُ فِي صَدْرِهَا - يَعْنِي امْرَأَتَهُ

الرجل في الجنة ليتكئ سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأة , فتضرب على منكبه، فينظر وجهه

81 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا أَبَا -[66]- السَّمْحِ حَدَّثَهُ , عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ §الرَّجُلَ فِي الْجَنَّةِ لَيَتَّكِئُ سَبْعِينَ سَنَةً قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ، ثُمَّ تَأْتِيهِ امْرَأَةٌ , فَتَضْرِبُ عَلَى مَنْكِبِهِ، فَيَنْظُرُ وَجْهَهُ فِي خَدِّهَا أَصْفَى مِنَ الْمِرْآةِ. وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ عَلَيْهَا، لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَتُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَيَرُدُّ السَّلَامَ، وَيَسْأَلُهَا: مَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا الْمَزِيدُ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ ثَوْبًا، أَدْنَاهُ مِثْلُ النُّعْمَانِ مِنْ طُوبَى، فَيَنْفُذُهَا بَصَرُهُ، حَتَّى يَرَى مُخَّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، فَإِنَّ عَلَيْهِنَّ التِّيجَانَ، وَإِنَّ أَدْنَى لُؤْلُؤَةٍ فِيهَا لَتُضِيءُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ". قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَمَا طُوبَى؟ قَالَ: «شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ»

§1/1