البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان

العماد الأصبهاني

جَميع الحقوُق مَحفُوظَة لِلنَّاشِر الطَّبْعَة الأولى 1423 هـ - 2002 م شَرِكة أبنَاءِ شَرِيف الأَنْصَارِيّ لِلطِّباعَة وَالنشر وَالتَّوزيع المَكتَبَة العَصريَّة لِلطِّباعَةِ وَالنَّشْر الدَّار النَّمُوذَجِيَّة المَطبَعَة العَصْرِيَّة بَيْروت - ص. ب: 118355 - تِلفَاكس: 009611655015 صَيدا - ص. ب: 221 - تِلفَاكس: 009617720317 e-mail: [email protected] ISBN: 9953 - 435 - 93 - 6

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بين يدي الكتاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بين يدَي الكتاب المؤلّف المجهول! من كُتُب التراث المخطوطة التي لم تُنشر ولم تُحَقَّق تحقيقًا علميًّا قبل الآن، واحد يُعتبر من أهمّ الكتب التي تنتمي إلى المكتبة التاريخية، وهو يحمل عنوان: "البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان"، يُنَسَب إلى القاضي "عماد الدين أبي حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني، المعروف بالكاتب". هكذا ورد اسم "المؤلّف" على صفحة غلاف الكتاب، وفي الصفحة الأخيرة منه، وقد وُصِف بـ "القاضي الأجلّ، العالم، العامل". والذي يتبادر إلى الذهن فورًا، أنّ الكتاب من تأليف "العماد الأصفهاني" المؤرّخ والأديب المعروف، صاحب "البرق الشامي"، و "الفتح القسي في الفتح القُدسي"، و"خريدة القصر وجريدة العصر"، و" نُصْرَة الفَتْرة وعَصْرة الفِطرة"، وغيره من المصنّفات، وهو كان وزيرًا، ومن أصحاب السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، مرافقًا له في غزواتِه وفي حِلّه وترحاله، المُتَوفّى سنة 597 هـ (¬1). والذي يقوّي هذا الاعتقاد أنْ كتاب "البستان" ينتهي بانتهاء حوادث سنة 593 هـ، وقد أُشير في أثناء الكتاب أنه أُلّف في سنة 592 هـ (¬2). وهذا يدلّ على أن المؤلّف كان يعيش قريبًا من هذا التاريخ. ومن يتصفّح الكتاب على عجلٍ يظن لأول وهلةٍ أنّ "العماد الأصفهاني" المشهور، هو المؤلّف فِعلًا، استنادًا لأمرين: الأول: وجود اسمه على صفحة الغلاف من نسخة "أحمد الثالث" باسطنبول، رقم (2959). ¬

_ (¬1) اسم العماد بالكامل: أبو عبد الله، محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله بن أَلُهْ، المعروف قديمًا بابن أخي الوزير. وُلد بأصبهان سنة 519 هـ. وتوفّي في مستهَلّ شهر رمضان سنة 597 هـ. بدمشق، انظر عنه في: تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير والأعلام، للحافظ الذهبي (توفي 748 هـ). بتحقيقنا، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1417 هـ/ 1997 م، جزء فيه حوادث ووفيات 591 - 600 هـ - ص 316 - 323 رقم 397 وفيه حشدنا مصادر ترجمته الكثيرة. (¬2) انظر: البستان - نسخة أحمد الثالث، رقم 2959، ورقة 3، وورقة 267 (حوادث سنة 590 هـ).

الثاني: تقارُب تاريخ تأليف الكتاب وانتهائه مع تاريخ وفاة "العماد". وهذا ما توقف عنده المستشرق "كلود كاهن" عندما نشر القسم الأخير من الكتاب، وهو المتعلّق بالحروب الصليبية، من سنة 490 هـ، حتى نهايته سنة 593 هـ (¬1). غير أنّ من يقرأ الكتاب برَوِيّةِ ويتأمّل في أسلوبه ومنهجيّته، والمعلومات التي يحتويها، وطريقة عرض المادّة التاريخية، ويقوم بتحقيق نصّه، سيصل إلى قناعةٍ مؤكّدة بأن "العماد الأصفهاني" الكاتب المعروف لا علاقة له بتأليف كتاب "البستان" من قريب أو بعيد، وأن أحدهم انتحل اسم "العماد" ووضعه على صفحة الغلاف ونَسَبَه إليه ليَنْفُق على الناس، نظرًا لشُهرته. ولقد ناقش المرحوم الدكتور "شاكر مصطفى" هذا الأمر وذكر ما نصُّه: .. وكان من الممكن، بسهولةٍ، أن يُضاف هذا المؤلّف إلى تراث "العماد" الواسع لولا خمسة أمور: أولها: إنه ما من مصدرِ من المصادر التاريخية ذكر للعماد كتابًا بهذا العنوان. الثاني: إنّ أسلوبه الكتابيّ مختلف لأسلوب العماد المسجّع دومًا. حتى عنوان الكتاب لا يتّبع السجع، مع أنّ عناوين العماد مسجّعة حتمًا، ومُعظَم الكتب في عهده على النهج نفسه من السجع. الثالث: إنّ فيه، رغم اختصاره الشديد، الأمور المتعلّقة بأخبار صلاح الدين والتي لا نجدها لدى العماد في كتبه المطوَّلة، وبعضها يخالف رواية العماد نفسه. الرابع: إن العماد يُعرف دومًا بالكاتب، وبالرغم من أنه كان يحمل لقب القاضي الأجَلّ في الوقت نفسه، إلا أنه لم يكن أبدًا يلقب بالقاضي فقط، ولم يكن لقب القاضي الأجلّ يُلصَق باسمه إلا في المكاتبات الرسميَّة. الخامس: إنّ رواية الأحداث في خاتمة الكتاب تكشف أنّ صاحبه عاش في حلب، ثم في مصر، ولا يبدو أنه يعرف دمشق، فلا يبقى إلا أن يكون المؤرّخ مجهولًا انتحل الاسم ليَتفُق على الناس (¬2). انتهى ما ذكره الدكتور "شاكر مصطفى". * * * ¬

_ (¬1) cahen, cl. une chronique syrienne de vI/xII siccle- bulletin detudes orientales, t. vIII, damas 1937 - 38 - p- 115 - 158. (¬2) التاريخ العربي والمؤرّخون- د. شاكر مصطفى - طبعة دار العلم للملايين، بيروت 1979 - ج 2/ 291، 292.

ويضيف طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب "عمر عبد السلام تدمري" ما يلي: 1 - إنّ نسخة أخرى من الكتاب محفوظة بمكتبة بودليان بأكسفورد، تحت رقم (172 Hunt) ، وهي تحمل عنوان: "كتاب الروض الناضر في أخبار الأوائل والأواخر" كُتِب على غلافها: "تأليف القاضي عماد الدين أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني"، وجاء في مقدّمته، بعد البسملة والدعاء: "قال القاضي عماد الدين أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني رحمه الله. . . "، وقال في آخر المقدّمة: ". . إلى أن وصلت إلى سيرة الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن قلاون الألفي الصالحي إلى آخر سنة اثنين (كذا) وسبعماية" (¬1). والمعروف أنّ كتاب "الروض الناضر" هو لأبي الوليد محمد بن محمد بن الشِّحنة، المتوفَّى سنة 882 هـ / 1477 م. فكيف يُنسَب للعماد الأصفهانيّ؟ وكيف يصل "العماد" بالكتاب إلى سيرة الناصر محمد بن قلاون حتى آخر سنة 702 هـ، وهو قد مات سنة 597 هـ؟ وفي الواقع إن نسخة "أكسفورد" هي نسخة ملفَّقَة، تضمّ في أوّلها نسخة أخرى من "البستان" حتى نهاية حوادث سنة 593 هـ. وبها تكملة بعد ذلك تصل إلى حوادث سنة 806 هـ. وليس إلى سنة 702 هـ. كما جاء في مقدّمتها. وهذا يكشف زيف نسبة الكتاب إلى العماد الأصفهاني. وسنأتي على مواصفاتها ومضمونها لاحقًا. 2 - إنّ الكتاب -في النسختين- حافل بالألفاظ السقيمة والركيكة، والأغلاط النحوية واللُّغَوية، وهو ما يتنافى مع أستاذية "العماد" في اللغة والنحو. 3 - إن مادّة الكتاب مليئة بالأغلاط والأخطاء التاريخية، وخاصّة في تواريخ وَفَيَات الأعلام والمشاهير، بحيث يقدّم تواريخ وَفَيَات بعضهم، ويؤخّر البعض الآخر لعدّة سنوات عن التاريخ الصحيح، وأحيانًا لعشرات السنين، وأحيانًا أخرى لأكثر من قرن. وعلى سبيل المِثال لا الحصر، فقد جاءت وفاة "مجاهد بن جبر المقرئ" في سنة 145 هـ. والصواب أنه توفي سنة 103 هـ. وجاءت وفاة "سيبَوَيْه" في سنة 161 هـ. والصحيح المشهور أنه توفي سنة 180 هـ. ووردت وفاة "عبد الله بن شُبْرُمة القاضي" في سنة 163 هـ. والصحيح وفاته سنة 144 هـ، وتَقدّمت وفاة كلٍّ من "الليث بن سعد" و"مالك بن أنس" عشر سنوات تمامًا عن التاريخ الصحيح للوفاة. وذكر وفاة "الإمام ¬

_ (¬1) البستان - نسخة اكسفورد، رقم 172 - ورقة 1 و 54.

البخاري" في سنة 193 هـ. والصواب وفاته في سنة 256 هـ. وذكر ابتداء دولة "ابن طولون" في سنة 251 هـ والصواب في سنة 264 هـ. وذكر أنّ الخليفة العبّاسي "المطيع لله" أشخَصَ "أبا العلاء المَعَرّي" الشاعر المشهور إلى بغداد في سنة 398 هـ. مع العِلم أن "المطيع لله" كان قد توفي قبل ذلك بأكثر من ثلاثين عامًا، وبالتحديد سنة 364 هـ.! ولا يعقل أن يغلط "العماد" هذه الأغلاط الفاحشة وهو المؤرّخ الثبْت الثقة. 4 - تضمّن الكتاب عدّة أخبار عَجيبة ومستَنكَرَة لا تَصحّ مطلقًا، مثل خبر زواج "الإمام الشافعيّ" من امرأة باليمن لها رأسان وجسدان وغير ذلك، وأنه أقام معها سنة ثم طلّقها وسافر، ثم عاد إلى اليمن، فوجد الجسد الواحد ورأسه قد مات (¬1). . إلى ما هنالك من تخاريف وأخبار عجيبة أخرى، لا يعقل أن يأتي "العماد" بمثلها. 5 - إنّ المؤرّخ "ابن أيبك الدواداري" المتَوفّى حوالى سنة 737 هـ، ينقل حرفيًّا عن كتاب "البستان" في مواضع كثيرة من موسوعته "كنز الدُّرَر وجامع الغُرر"، وخاصّة في الجزء الخامس: "الدرّة السنية في أخبار الدولة العباسية" (¬2)، والجزء السادس: "الدرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية" (¬3) والجزء السابع: "الدرّ المطلوب في أخبار ملوك بني أيّوب" (¬4)، ولم يذكر أنه ينقل عن "العماد"، رغم أنه ذكر اسم كتاب "البرق الشاميّ" بين مصادره، وهو -حتمًا- غير كتاب "البرق الشامي" المعروف للعماد (¬5)، لاختلاف الأسلوب والمضمون (¬6). 6 - يذكر " الحافظ الذهبيّ" المتوفَّى سنة 748 هـ. في "تاريخ الإسلام ووَفَيَّات المشاهير والأعلام" (¬7) خبرًا عن إرجاف المنجّمين بخراب العالم، وهو يصرّح بأنه ينقل عن "العماد الكاتب الأصفهاني"، والنصّ الذي أورده يختلف -لفظًا ومضمونًا- عن النصّ المذكور في "البستان" (¬8)، وهذا يؤكّد أنّ كتاب "البستان" ليس للعماد الأصفهانيّ الكاتب المعروف. ¬

_ (¬1) البستان - حوادث سنة 168 هـ - نسخة أحمد الثالث، ورقة 78 و 79. (¬2) نُشر بتحقيق دوروتيا كرافولسكي - بيروت 1413 هـ/ 1992 م. (¬3) نُشر بتحقيق د. صلاح الدين المنجد - القاهرة 1380 هـ/ 1961 م. (¬4) نُشِر بتحقيق د. سعيد عبد الفتاح عاشور - القاهرة 1972 م. (¬5) نُشِر منه الجزءان 3 و 5 بتحقيق د. مصطفى الحيّاري - منشورات مؤسّسة عبد الحميد شومان - عمّان 1987 م. (¬6) راجع الأوراق 133 و 134 و 135 حوادت سنة 334 و 335 و 336 هـ. (نسخة أحمد الثالث). (¬7) نُشر بتحقيقنا كاملًا في (52 مجلَّدًا) - طبعة دار الكتاب الحربي، بيروت - انظر حوادث سنة 582 هـ - ص 10، 11 و 13 (حوادث ووفيات 581 - 590 هـ). طبعة 1417 هـ/ 1996 م. (¬8) البستان، نسخة أحمد الثالث - حوادث سنة 581 هـ - ورقة 246.

إذًا، من هو مؤلّف الكتاب؟ - إنه سؤال تصعُب الإجابة عليه حتى الآن، وسيظل اسمه لُغْزًا، إذ ليس في الكتاب أيّة إشارةٍ تدلّ عليه. ولا شيء يدل على أنه شخص آخر يحمل اسم "عماد الدين القاضي الأصفهاني" المتوفَّى بعد سنة 593 هـ،/ 1107 م (¬1). إذ مع اهتمامي وبحثي الدائم في كتب التراث وطبقات الرجال والتراجم، فإنّني لم أقف على اسم مشابهٍ للعماد الأصفهاني، لا في القرن السادس الهجري، ولا في غيره. وعندما صرّح "ابن خَلِّكان" بالنقل عن كتاب "البستان" لم يذكر اسم مؤلّفه، وهذا يعني أنه كان مجهولًا لديه في القرن السابع الهجري، لوفاة "ابن خلّكان" في سنة 681 هـ، وهو ذكر "البستان" في ترجمة "أبي الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي" وقد أرّخ وفاته في سنة 245 هـ. فقال: "ذكر في البستان أنه تُوفي سنة خمسين" (¬2) وقد علّق الدكتور "إحسان عباس" على هذه المعلومة بقوله: "هذا الاسم ينصرف إلى غير كتاب، ولعلّ المقصود هنا "البستان في النوادر والغرائب" للشيخ أبي حامد الإسفرايني" (¬3). ويقول طالب العلم "عمر عبد السلام تدمري": إن ما ذهب إليه الدكتور "إحسان عباس" غير صحيح، فالمقصود -قطعًا- هو كتاب "البستان" الذي بين أيدينا، فهو الذي يذكر موت "الراوندي" في سنة 250 هـ (¬4). وعاد "ابن خَلّكان" فاعتمد على "البستان" ثانيةً، وأشار إلى مؤلّفه بقوله: "صاحب كتاب البستان .. "، وهو يؤزخ لوفاة "أبي علي يحيى بن عيسى بن جَزْلة الطبيب"، فقال: "وذكر صاحب كتاب البستان الجامع لتواريخ الزمان أن ابن جَزْلَة مات سنة ثلاثٍ وتسعين وأربعين" (¬5). وقد ذُكر "ابن جَزْلة" فعلًا في "البستان" في السنة المذكورة (¬6). * * * ¬

_ (¬1) مال الدكتور شاكر مصطفى إلى نسبة الكتاب إليه. انظر: التاريخ العربي والمؤرّخون 2/ 291، 292. (¬2) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خَلّكان - تحقيق د. إحسان عباس - طبعة دار الثقافة، بيروت 1972 - ج 1/ 94. (¬3) وفيات الأعيان 1/ 94 الحاشية (2) وقد توفي أبو حامد الإسفراييني في سنة 406 هـ. (¬4) البستان - نسخة أحمد الثالث - ورقة 103 - سنة 250 هـ. (¬5) وفيات الأعيان 6/ 268. (¬6) البستان - آخر الورقة 185 - سنة 493 هـ.

مصادر المؤلف

إنّ من يطالع الكتاب ويقرأ ما جاء عن مدينة الموصل من أخبار، أكثرها يكاد يكون نادرًا، يظن أن المؤلف عراقيّ من أهل الموصل (¬1)، ومن يقرأ أخبار حلب يظنّ أنّ المؤلّف حلبيّ، ومن يقرأ أخبار مصر يظن أنه مصريّ، لتفرُّده بأخبار عنها لم يذكرها غيره، ولعلّه تنقل بين العراق وبلاد الشام ومصر، والأرجح أنه إمّا من الشام أو من العراق، لاعتماده الأسماء السريانية للشهور، مثل "حزيران" و"تمّوز" وغيره، فلو كان مصرّيًا لاعتمد الشهور اليونانية أو القبطية. وليس في الكتاب سوى إشارتين عن لسان المؤلف، دون الإفصاح عن اسمه، الأولى في المقدّمة، حيث يقول: "فإنه سألني من يعزّ عليّ أن أنظم له تاريخًا مختصرًا ليستريح به إليه في خلوته، وينشرح صدره بمطالعته، فأجبته إلى ذلك واعتمدت على الإعانة من الله تعالى والقبول له. . ". والموضع الثاني، أثناء حوادث سنة 579 هـ. عند الحديث عن عثور خبايا مطمورة في ضيعة بوصِير السّدْر من أعمال مصر القديمة (¬2). كما يُبْدِي المؤلف رأيه مرّتين في ثنايا الكتاب، فهو يرى "فساد التواريخ لتقادُم زمنها وتغيُّر الألسِنَة" (¬3)، و "إنّ المطالب مدائن وقرى يغطّيها الرمل والتراب، ويكون فيها خبايا وغيرها، فتوجد بعد حينِ من الدهر، فيُقال: ضبطنا مطالب. وكذلك الكيمياء، إنّما هي زَغَل، وعند جميع أهل العلم: إن الذَهَب والفضّة معادن" (¬4). ويبدو أنه كان يميل إلى الأدب، ولكنّه لم يَنْظم الشِعر، أو على الأقلّ، لم نر له شِعرًا في الكتاب، إتما هو يستشهد بأقوال بعضهم، كما في حوادث سنة 579 هـ (¬5). وحوادث سنة 590 هـ (¬6). مصادر المؤلّف يعتمد المؤلّف على عدّة مصادر في جمع مادّة الكتاب، ومع ذلك فهو لا يصرّح إلّا بالنقل عن "تاريخ الرسل والملوك" المعروف بتاريخ الطبري (¬7)، و"بعض تواريخ أهل التوراة" (¬8)، و "تاريخ زبدة الفكرة" الذي كتبه "الحسن الثوري" حسب قوله (¬9). ¬

_ (¬1) انظر أخبارًا عن الموصل في سنوات 133 و 135 و 137 و 138 و 142 و 150 و 167 و 171 و 175 و 177 و 178 و 179 و 203 و 214 و 215 وغيرها. (¬2) البستان - ورقة 244 - سنة 579 هـ. (¬3) البستان - ص 3. (¬4) البستان - ورقة 244. (¬5) البستان - ورقة 244. (¬6) البستان - ورقة 266. (¬7) البستان - ورقة 14 و 17. (¬8) البستان - نسخة بودليان بأكسفورد، حوادث سنة 60 هـ. (¬9) البستان - ورقة 19.

ومن المؤكّد أنه ينقل عن كتاب "المعارف" لابن قُتَيبة الدّينَوَريّ، و "الطبقات الكبرى" لابن سعد، و "فتوح البلدان" للبلاذُريّ، و"تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء" لحمزة الأصبهاني، و "الإنباء بأنباء الأنبياء" (¬1) للقُضَاعيّ. ومن المحتَمَل -إنْ لم يكن من المرجَّح- أنه اطّلع على مصادر أخرى، ونقل عنها، إذ جاءت رواياته لبعض الأحداث والأخبار مطابقة لِما جاء فيها، مثل: "تاريخ اليعقوبي" و "البدء والتاريخ" لابن طاهر المقدسي، وكتاب "العنوان" المعروف بتاريخ المنبجي (¬2)، و "مروج الذهب" للمسعودي، و"صلة تاريخ الطبري" لسعيد بن البطريق، و"تكملة تاريخ الطبري" للهمداني، و"أخبار مصر" لابن ميسّر، و "العيون والحدائق في أخبار الحقائق" لمؤرّخ مجهول، و"أنساب الأشراف" للبلاذُري، و "السِّيَر والمغازي" لابن إسحاق، و "السيرة النبوية" لابن هشام، و "الأوائل" للعسكري، و"تاريخ حلب" للعظيمي، و "تاريخ الموصل" للأزدي، وغيره. وفي حوادث سنة 589 هـ. يذكر أنه "حُكي عن ابن العميد، عمّن سمعه، أنه ورد من ملك الحبشة كتاب إلى سيف الإسلام صاحب اليمن" (¬3)، ولم يوضح من هو "ابن العميد"، وهو غير "المكين أبي المكارم جرجس ابن العميد" المولود سنة 602 والمتوفى سنة 672 هـ. وفي السنة 589 هـ، أيضًا يُثبت نصّ كتاب "القاضي الفاضل" إلى الملك الظاهر الأيوبيّ صاحب حلب بالتعزية بوفاة الناصر صلاح الدين (¬4)، ما يعني أنه كان على اطّلاع بالمكاتبات الديوانية. ويتّضح ممّا بين أيدينا من مادّةٍ تاريخية أن المؤلّف واسع الاطّلاع، دلّت عليه الشمولية في تناوله للأحداث في المشرق والمغرب على السواء، فهو يتناول أخبارًا عن الهند، وبلاد خُراسان، والبلغار، والقُسطنطينية، وبلاد الروم، والعراق، والحجاز، وحضر موت، واليمن، وبلاد الشام، وقبرص، وأقريطش، وصقلّية، ومصر، والتوبة، وبرقة، والقيروان، والمغرب، والأندلس، وهذا التنوّع المكانيّ ¬

_ (¬1) وهو يُعرف بـ "عيون المعارف وأخبار الخلائف"، نُشِر بتحقيقنا بعنوان: الإنباء بأنباء الأنبياء وتواريخ الخلفاء وولايات الأمراء - طبعة المكتبة العصرية، صيدا وبيروت (ط 1) 1998 (ط 2) 1999. (¬2) نُشِر منه بتحقيقنا تاريخ المسلمين (من العهد النبويّ إلى خلافة المهدي العباسي) نهاية الكتاب سنة 159 هـ- وذلك بعنوان: "المنتخب من تاريخ المنبجي" لأغابيوس بن قسطنطين المنبجي- طبعة دار المنصور، طرابلس 1406 هـ / 1986 م. (¬3) البستان - ورقة 261، 262. (¬4) البستان - ورقة 259، 260.

لمجريات الأحداث بمداه الأوسع في آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، يمثّل التأريخ "العالميّ" -إنْ جاز التعبير- في عصره. كما يظهر جليًّا انعتاق المؤلّف من أسلوب المؤرّخين الحديثيين الذين يعتمدون على الأسانيد، كما هو الحال عند "الطبريّ" وغيره، بل هو لا يجد غضاضةً في تضمين الكتاب أخبار الغرائب والعجائب، والطرائف والنوادر، وهو يُضْفي، من حينٍ لآخر، لمسةً مُسلّية على الكتاب، ليخفّف على قارئه من الإلتزام الصارم بسرد الحوادث والوَفَيَات، ويهتمّ كثيرًا بأخبار الظواهر الطبيعية، وأخبار الكوارث من غلاء، ووباء، وطواعين، وطوفان، وسيول، وزلازل، ورياح، وعواصف، وصواعق، وثلوج، وحرائق، وأمطار، وكسوف، وخسوف، وسقوط شهاب، وانقضاض كوكب، وظهور مذنَّب، وجراد، وقحط، وزيادة مياه النيل، وانخفاض منسوبه، وتغيّر لونه، وانخساف الأرض، وغير ذلك من الأخبار العجيبة، فضلًا عن اهتمامه بالأبراج الفلكيّة. والمُلْفِت أنّ المؤلّف يهتمّ بذكر أسماء المؤلّفِين وكُتُبهم، ويُفتَرَض أنه اطلع عليها، ومع ذلك فهو يخطئ في التأريخ لوَفَيَات المؤلّفين، ولتواريخ مؤلّفاتهم. فهو يؤرخ لوفاة "محمد بن جرير الطبري" في سنة 305 هـ (¬1). والصواب 310 هـ. ويؤرّخ لوفاة "الخرائطي" صاحب "اعتلال القلوب" في سنة 325 هـ (¬2). والصواب وفاته في سنة 327 هـ. ويؤرّخ لوفاة "ابن عبد ربّه الأندلسي" صاحب "العقد الفريد" في سنة 326 هـ (¬3). والصواب سنة 328 هـ. ويؤرّخ لوفاة "الجهشياري" صاحب "الوزراء والكُتاب" في سنة 328 هـ (¬4). والصواب سنة 331 هـ. وذكر أن "تاريخ سعيد بن بطريق" كان آخره في سنة 298 (¬5) هـ. والصواب أنّ الكتاب ينتهي في خلافة "الراضي العباسي" سنة 326 هـ. ومات "ابن بطريق" في سنة 328 هـ. ويذكر أنّ "آخر تاريخ الصابي" في سنة 370 هـ (¬6). ولم يوضح اسم الكتاب ولا اسم مؤلّفه، علمًا بأنّ "ابن هلال الصابي" توفي سنة 448 هـ. وله أكثر من كتاب في التاريخ منها تاريخه الذي يشتمل على الحوادث من سنة 360 حتى سنة 447 هـ. ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 124. (¬2) البستان - ورقة 131. (¬3) البستان - ورقة 131. (¬4) البستان - ورقة 132. (¬5) البستان - ورقة 121. (¬6) البستان - ورقة 156.

اعتماد المؤرخين على "البستان"

ولا يوجد منه سوى قطعة صغيرة تشتمل على حوادث 389 - 393 هـ. ملحقة بكتابه "تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء". ولعل المراد كتاب "التاجي في أخبار الدولة الديلمية" الذي انتزعه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الكاتب الصابي ووصل فيه إلى سنة 360 هـ (¬1) وقد أصاب فذكر وفاته في سنة 384 هـ (¬2). وذكر أن آخر "تاريخ الأنطاكي" في سنة 458 هـ (¬3). والصواب أن مؤلّف الكتاب "يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي" هو الذي توفي في السنة المذكورة، وأنّ آخر سنةِ في "تاريخه" هي سنة 425 هـ (¬4). اعتماد المؤرّخين على "البستان" تقدّم قبل قليل أنّ كتاب "البستان" كان بين مصادر "ابن خَلِّكان" في كتابه "وَفَيَات الأعيان"، حيث ذكره مرتين، ونقل عنه أكثر من مرة دون التصريح به، ويُعتبر المؤرّخ "أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري" أكثر المؤرّخين اعتمادًا على كتاب "البستان"، وذلك في موسوعته التاريخية: "كنز الدُّرَر وجامع الغُرَر"، وخاصة في أجزائه الثلاثة: "الدُّرّة السنية في أخبار الدولة العباسية"، و"الدُّرّة المضية في أخبار الدولة الفاطمية"، و"الدُّرّ المطلوب في أخبار ملوك بني أيوب"، وقد سبق الإشارة إلى ذلك، ويكاد نقْله عنه يكون حرفيًّا، فقد يُثْبِت نصَّه كما هو، وقد يُنقِص جزءًا منه، وقد يزيد عليه، ويبدأ الاقتباس منه في العهد العباسي، وبالتحديد اعتبارًا من حوادث سنة 286 هـ، على عهد الخليفة "المعتضد بالله" (¬5)، وتبلغ الاقتباسات العشرات من النصوص، وقد نَدّ عن الأستاذة "دوروتيا كرافولسكي" ذِكر كتاب "البستان" بين مصادر "ابن أيبك"، في مقدّمتها، ولو وقفَتْ عليه لَصَحَّحَتْ وصوَّبَتْ عدّة أخطاء في نشرتها للدّرة السنية، بل، لَقَامتْ بترميم بعض النصوص التي تركَتْ فيها بياضًا. فابن أيبك يعتمد اسم "محمد بن الخليج" كما ورد في "البستان" في حوادث سنة 290 هـ (¬6)، وهو في "تاريخ حلب": "الخليجي" (¬7)، وفي كل ¬

_ (¬1) انظر: المنتزع من كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي - تحقيق د. محمد حسين الزبيدي - سلسلة كتب التراث - بغداد؟ (¬2) البستان - ورقة 161. (¬3) البستان - ورقة 176. (¬4) انظر تاريخ الأنطاكي، المعروف بصلة تاريخ أوتيخا - بتحقيقنا - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1990. (¬5) البستان - ورقة 115، وقارن بالدرّة السنية، ص 305. (¬6) البستان - ورقة 119، الدرّة السنية 320، 321 (حوادث سنة 294 هـ). (¬7) تاريخ حلب، للعظيمي - ص 275 حوادث سنة 293 هـ.

المصادر: "الخلنجي". وتركت الأستاذة "كرافولسكي" بياضًا في الصفحة 374 من "الدرّة السنية" عند الحديث عن ذكِر بطريرك الروم "فليقُسْطُوا"، فأثبتَتْ هذه الكلمة وكأنها فِعْلُ أمر، وليست اسم بطريرك (¬1)، وهو "ثوفيلكطس بطريرك القسطنطينية" (¬2). وقد أفَدْنا كثيرًا -بدَوْرنا- من كتاب "ابن أيبك" إذ هو يصحّح بعض الأخطاء الواردة في مخطوطتي "البستان"، فقد جاء في "البستان" في حوادث سنة 333 هـ: "مات المستكفي" (¬3)! والصواب أنه: "خُلع"، كما في "الدرّة السنية"، فهو ينقل الخبر عن كتابنا، ولكنّه يصحِّحه، فقال في آخر حوادث سنة 335 هـ: "وقيل في هذه السنة توفي المستكفي. والأول أصحّ. والله أعلم" (¬4). كما يفيدنا "ابن أَيْبك" بأسماء بعض المصادر التي ربّما نقل منها صاحب "البستان" أخباره، ففي "البستان" خبر عن الغلاء العظيم بالشام (¬5)، وفي "الدرّة السنيّة" تفصيل لهذا الخبر، وفيه: "قال صاحب البرق الشامي إنه حصل في هذه السنة في الشام بكماله غلاء عظيم حتى أكلت الناس المَيْتَة وبعضُهم البعض، فجلبت الناسُ الغِلالَ من مصر، واتّفق خِسّة نِيلها، فتحرّكت الأسعار أيضًا بمصر" (¬6)، فظهر لنا أنّ "البرق الشاميّ" - وهو لمؤلف مجهول- كان من بين مصادر المؤلّف. وجاء في "البستان" أيضًا في حوادث سنة 332 هـ: "وفيها فتح سيف الدولة بن حمدان أَرزَن الروم" (¬7). ونقل "ابن أيبك" الخبر عن صاحب "البرق الشامي" وفيه: "إنه في سنة سبع وثلاثين فتح سيف الدولة بن حمدان الروم" (¬8)! فالتاريخ الأخير هو الصحيح، يؤكده "ابن الأثير" في "الكامل في التاريخ" (¬9)، إلا أن اسم المدينة "أَرزَن" سقط من "الدرّة المضيّة". وفي حوادث سنة 336 هـ، جاء في "البستان": "كثُر النزاع بمصر بين ¬

_ (¬1) قارن بين: البستان - ورقة 130، 131، (حوادث 324 هـ). والدرّة السنية 374 السطر (1) حوادث سنتي 326 و 327 هـ. (¬2) تاريخ الأنطاكي - بتحقيقنا - ص 21. (¬3) البستان - ورقة 133 ومثله في نسخة البودليان. (¬4) الدرّة السنية 393. (¬5) البستان - ورقة 133 (حوادث 334 هـ). (¬6) الدرّة السنية 394. (¬7) البستان - ورقة 134. (¬8) الدرّة السنية - ص 395. (¬9) الكامل في التاريخ، لابن الأثير - بتحقيقنا - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1997 - ج 7/ 184.

القضاة، وحُمل مال عظيم إلى كافور، فنادى كافور: برِئت من أحدٍ دخل بين القضاة بوجهٍ ولا سبب" (¬1). وحين ذكر "ابن أيبك" هذا الخبر نقله مختَصَرًا عن "البرق الشامي" (¬2) ما يؤكّد أنّ صاحب "البستان" يعتمده أيضًا. وفي حوادث سنة 339 هـ، يذكر صاحب "البستان" إحصائية عن مطبخ كافور وما كان يُطبخ فيه في اليوم الواحد (¬3)، وينقل "ابن أيبك" هذا الخبر بشئٍ من الاختلاف عن كتاب يُدعَى: "تاريخ القيروان" (¬4) دون ذِكر اسم صاحبه، والمرجَّح أنه كان من جملة مصادَر صاحب "البستان". وينقل "ابن أيبك" عدّة أخبار عن "البستان" (¬5) في حوادث سنة 343 هـ، دون ذِكر مصدره. وفي حوادث سنة 351 هـ، جاء في "الدرّة السنية" خبر ورود شيوخ طرسوس إلى كافور، وهو مختَصَر عن "البستان" دون التصريح بذلك (¬6). وأحيانًا، ينقل "ابن أيبك" عن "البستان" دون التحقق ممّا ينقله، رغم أنه غلط. ففي حوادث سنة 355 هـ، يذكر صاحب "البستان" خبرًا يقول: "فيها فتحت الروم قِنّسرين وأحرقوا جامعها" (¬7)، فنقل "ابن أيبك" هذا الخبر كما هو (¬8)، والصواب أن الروم "فتحوا": "طرسوس" وليس قنّسرين (¬9). وما يقال عن "الدرّة السنية" يقال عن "الدرّة المضيّة" و"الدرّ المطلوب". وكان "البستان" مصدرًا للمؤرّخ "ابن واصل" في "التاريخ الصالحيّ" (¬10)، وقد أشير إليه في عدّة مواضع على هوامش نسخة استانبول من "البستان". وكذلك اعتمد ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 135. (¬2) الدرّة السنية - 395. (¬3) البستان - ورقة 139. (¬4) الدرّة السنية - ص 397، 398. (¬5) البستان- ورقة 141، الدرّة السنية 399. (¬6) البستان - ورقة 150، الدرّة السنية - ص 408، وذكرت محقّقة الكتاب بالحاشية (11 - 12) أنها لم تقف على هذا الخبر في المصادر. (¬7) البستان - ورقة 152. (¬8) الدرّة السنية 412. (¬9) انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 190، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 107، والمنتظم لابن الجوزي 14/ 155 (حوادث 353 هـ) و 162 (حوادث 354 هـ)، ولم تتنبّه الأستاذة "كرافولسكي" في تحقيقها للدرّة إلى هذا الغلط! (¬10) التاريخ الصالحي، لابن واصل - مخطوطة الفاتح باستانبول، رقم 4224، ورقة 40 و 52 و 58.

مادة الكتاب ومنهجيته

صاحب "مختصر النوادر مما جرى للأوائل والأواخر" (¬1) على كتابنا هذا، وخاصّة في القسم الأول منه المتعلّق بأخبار الأنبياء، وكثيرًا ما تتّفق روايات "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، وتاريخ ميخائيل "ميشيل" السُّرياني، و "تاريخ ابن أبي الهيجاء"، و "زبدة الحلب في تاريخ حلب" لابن العديم، و "تاريخ الإسلام" للذهبي، وغيره، مع روايات ونصوص الأخبار والوفَيَات في "البستان"، ممّا يدلّ على أهمّيته، كون مشاهير المؤرّخين اعتمدوا عليه. مادّة الكتاب ومنهجيّته تتناول مادّة الكتاب تاريخ البشرّية منذ بدء التناسل حتى التسعينيّات من القرن السادس الهجري، وبالتحديد حتى نهاية سنة 593 هـ، واستُهِلّ الكتاب بمقدّمةٍ قصيرة لخّص فيها المؤلّف مضمونه، فابتدأ بتاريخ الأنبياء من "آدم" - عليه السلام- إلى مولد النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وصفته، ثم هجرته، وسيرته سنةً بعد سنة، وما جرى في كل سنة من حوادث وأمور، وعهد الخلفاء الراشدين وما جرى في أيامهم من فتوحات، ومَن تُوفّي من الصحابة، سنةً بعد سنة. ومثل ذلك في عهد الخلفاء الأمويّين، ثم العبّاسيّين من بعدهم، ويبدو الحضور التاريخي لمدينة الموصل في هذه الفترة، ويَغْلِب ذِكْرُ الوَفَيَات على الحوادث في المرحلة الأولى من العصر العباسيّ، كلّ ذلك باختصارٍ وإيجازٍ شديدَيْن، ولكنّ المؤلّف يتوسّع في أخبار "المأمون" -قياسًا على غيره- ويأتي عنه بمعلومات نادرة، وخصوصًا أثناء دخوله مصر. ويتناول قيام دولة بني طولون، ثم الدولة الإخشيدية، ويأتي بأخبارٍ نادرة عن "كافور الإخشيدي"، وكذلك عن الشاعر "أبي الطيب المتنبّي"، وعن القرامطة، والحمدانيّين، والخارجين على الخلافة العباسية، ولا يخلو الكتاب من ذِكرٍ لبطارقة الإسكندرية، والقسطنطينية، وأنطاكية، وحملات الروم إلى بلاد الشام ومصر، برًّا وبحرًا، وقيام الدولة الفاطمية في مصر وأخبار خلفائها، وزوال الدولة السامانية، وأخبار السلاجقة والتُّرْك في بخارى، وما وراء النهر، وهمدان، وخُراسان، وأخبار الزَّنج، والمصامدة، وبني مرداس، والفِرَق الدينية من علويّين، وإسماعيلية، ودروز، وانقضاء دولة بني بُوَيه، وقيام دولة بني سلجوق، واستيلاء الفرنجة على بيت المقدس وسواحل الشام، وجهاد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وإسقاطه للدولة الفاطمية في مصر، وفتوحاته، مع الإحاطة بأخبار متفرَّقة عن بلاد النُّوبة، وبرقة، وتونس، والقيروان، والمغرب الأقصى، والأندلس، وغير ذلك من أخبار الهند، وبلاد الروم، وجُزُر البحر المتوسط، حتى اليمن، وحضرمَوت. ¬

_ (¬1) مختصر النوادر مما جرى للأوائل والأواخر، لقَرَطاي الغزّي الخزنداري - مخطوطة استانبول رقم 3399.

ويذكر الوَفَيَات في سياق الحوادث دون توسُّع في الترجمة، وغالِبًا ما يكتفي باسم صاحب الوفاة، مثل قوله: "مات الحجّاج" و "ماتت الخَيزُران" و "توفي الزبيري"! و "ضَمْرة" و"الواقدي" و"أبو العتاهية"، وأحيانًا يذكر مولد أحدهم مقتصرًا على اسمه فقط، مثل "مولد جحظة" و"المُعِزّ" و"أبي حامد الإسفرايني". وهو يؤرّخ للحوادث والوَفَيَات سنةً بعد سنة، على طريقة الحوليّات التي تعتمد على السرد دون ربط الحوادث ببعضها وتعليلها، وتقتصر بعض السنوات على ذِكر الوَفَيَات فقط (¬1)، ولا تزيد الترجمة على سطر واحد إلا فيما ندر. وعندما يذكر وفاة أحد الخلفاء أو السلاطين يكتفي بذِكر مدّة حكمه فقط، ثم يذكر الذي خَلَفَه، وكثيرًا ما يخطيء في تواريخ الوَفَيَات، وكذلك في التأريخ لبعض الحوادث. وقد عملنا على تصحيح ذلك وتصويبه في الحواشي، أمّا الأغلاط والأخطاء والأوهام في أسماء بعض الأعلام، أو بعض الأماكن، فربّما تُعزَى إلى الناسخ للمخطوط. ولقد أراد المؤلف أن يكون الكتاب مختَصَرًا قدْر الإمكان، كما أَلْمحَ إلى ذلك في أكثر من موضع، ولهذا ترك ما مجموعه (45) سنة خالية من الحوادث والوَفَيَات، هي سنوات 17 و 47 و 48 و 49 و 56 و 89 و 111 و 115 و 118 و 122 و 128 و 147 و 149 و 151 و 165 و 166 و 172 و 173 و 185 و 191 و 195 و 198 و 227 و 234 و 235 و 238 و 243 و 244 و 249 و 264 و 282 و 295 و 308 و 341 و 342 و 352 و 371 و 400 و 410 و 436 و 447 و 484 واقتصرت أخبار بعض السنين على كلمتين فحسْب، كما جاء في سنة 27 هـ. "غزوة إفريقية" (¬2)، أو ثلاث كلمات، كما في سنة 42 هـ. "مولد الحَجّاج الثقفي"، وسنة 43 هـ، "وفاة عمرو بن العاص"، أو أربع كلمات، كما في سنة 71 و 79 و 109 و 257 و 276 هـ. أو خمس كلمات، كما في سنة 291 هـ. وفي بعض السنوات سطر واحد أو اثنان أو بضعة أسطر، وهذه الضحالة في المادّة التاريخية في النصف الأول من الكتاب تصبح موفورة وغزيرة في القسم الثاني منه، وخاصّة في السنوات المتأخرة منه، وهي التي عاصرها المؤلّف، بحيث بلغت في سنة 588 هـ، أقصى حدودها (76 سطرًا). وفي الكتاب حيّزٌ موفور للظواهر الطبيعية من جهة، وللغرائب والعجائب من جهة أخرى، ففيه (14) أربعة عشر خبرًا عن الزلازل، منها ما يزيد على النصف لم يرد في "كتاب كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة" للسيوطيّ، وينبغي -برأينا- إعادة النظر في تحقيق كتاب "السيوطي" وإضافة ما ندّ عنه من أخبار الزلازل التي هي ¬

_ (¬1) انظر على سبيل المثال: البستان - ورقة 110 سنة 271 هـ، وورقة 113 سنة 278 هـ. (¬2) البستان - ورقة 39.

غايته، نذكر منها زلزال سنة 70 هـ. وسنة 121 هـ، وسنة 272 هـ، و 274 هـ، و 319 هـ، و 336 هـ، وعن هذه السنة جاء في "البستان": "وفيها كانت زلزلة عظيمة بمصر ليلًا، وخرج الناس من منازلهم". وذكر "ابن أيبك" هذا الخبر فقال: "وفيها كانت زلزلة عظيمة بمصر، وخرج الناس على وجوههم هاربين إلى الصحارى"، وأضاف: "هذا ما ذكره صاحب البرق الشامي. وأمّا غيره من جماعة أرباب التواريخ المصرية، مثل القاضي القضاعي، وابن عسكر، وغيرهم، فذكروا أن الزلزلة كانت بمصر في سنة أربعين وثلاثمائة حسبما يأتي من ذلك" (¬1). ولم يذكر "السيوطي" خبر هذه الزلزلة، مع أنه مصريّ، يؤرّخ لمصر، وكذلك لم يذكر خبر الزلزلة في سنة 338 هـ. ففي "البستان": "وجاءت زلزلة بمصر يوم الأحد لستٍّ خَلَون في صفر، ثم عادت في ربيع الآخر، وخرج أهل بَنْها العسل إلى الصحراء، وأدخلوا البهائم في الغَيْط، وانشقّت الأرض، ثم مكثت ستة أشهر فلم تعد" (¬2). والصحيح أنّ هذه الزلزلة كانت في سنة 340 هـ. وهي في "العيون والحدائق" (¬3) لمؤلّف مجهول، وفي "تاريخ الأنطاكي" (¬4)، وفي "الدرّة السنية" "لابن أيبك" (¬5)، ومع ذلك لم يذكرها "السيوطي"، وكذلك لم يذكر زلزلة سنة 339 هـ (¬6)، ولا سنة 387 هـ (¬7)، ولا زلزلة حلب في سنة 390 هـ (¬8)، ولا زلزلة مصر في سنة 593 هـ (¬9). وذكر المؤلّف عشرة أخبار عن الكسوف والخسوف، وأحد عشر خبرًا عن الكواكب والشُهُب، وغير ذلك من رياح وصواعق وحرائق وغلاء ووباء وغيره. وفي الكتاب أكثر من خبر تكرّر ذِكره، مثل خبر الزلزلة في سنة 337 هـ، الذي أعيد في السنة التالية، وخبر خروج "كافور" في محمله إلى الحج في آخر سنة 338 هـ، وقد أعيد ثانية في آخر سنة 343 هـ. وخبر "المتنبي" و"النجّاد" المَعَرّي، فقد ذكره أولًا في سنة 339 هـ، ثم أعاده في سنة 347 هـ، وخبر السحابة بأصبهان الذي ذكره في سنة 339 هـ، ثم أعاده في سنة 347 هـ، وخبر ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 135، الدرّة السنية - ص 395. (¬2) البستان - ورقة 136. (¬3) العيون والحدائق في أخبار الحقائق، مجهول المؤلّف- ج 4 ق 2/ 193. (¬4) تاريخ الأنطاكي - بتحقيقنا - ص 80. (¬5) الدرّة السنية - ص 396. (¬6) البستان - ورقة 137، 138. (¬7) البستان - ورقة 161. (¬8) البستان - ورقة 266. (¬9) البستان - ورقة 275.

السحابة بأصبهان الذي ذكره في سنة 339 هـ، ثم أعاده في سنة 344 هـ، وفيها ذكره "حمزة الأصبهاني" في: "تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء" (¬1) بتفصيل أكثر. ومن الأخبار النادرة والعجيبة التي انفرد بذِكرها ولم نقف عليها في المصادر المتوفّرة، خبر ولادة امرأة جَرْو كلب، وأقرَّتْ أنّ كلبًا وطِئَها (¬2)، وخبر ظهور امرأة بجبل سمعان من أعمال حلب لها كلام دقيق في شرْع الإسلام وحدْس دقيق، بحيث أنها تعلم القاصدَ إليها في أن شيءٍ جاء. وأنّ الملك الظاهر صاحب حلب بعث إليها وتكلّم معها فرأى منها شيئًا عجيبًا (¬3)، وخبر ضرب "محيي الدين بن زكيّ الدين" قاضي دمشق رجلًا يُعرف بالفأفاء بسبب كلام أخطأ فيه، فمات، وكان المضروب صاح: يا لله ويا للمسلمين، فلم يُغِثْه أحد، وقال: يا آل سنان. فطالب الإسماعيلية بدمه القاضي محيي الدين بهذا الوجه، فخاف القاضي منهم وتخفّى وعمل له سَرَبًا تحت الأرض يخرج منه إلى الجامع (¬4). يضاف إلى هذا خبر زواج الإمام الشافعي من امرأة باليمن لها رأسان وجسدان، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الخبر الباطل والمستهجَن. ومن الأخبار الطريفة والغريبة التي يذكرها في سنة 387 هـ نقلًا عن مصدرٍ لم يصرّح به، خبر اصطياد سمكة بدمياط طولها 260 ذراعًا، وعرضها 100 ذراع، وكانت حمير البحر تدخل في جوفها موسقة تفرّغ وتوسق شحمًا من بطنها، وكان يقف في عينها خمسة رجال بأيديهم مَجَارِف وقفاف يعملون فيها بجرف الشحم، ويتناول منهم قوم آخرون من فوق رأسها، وهؤلاء يناولون قومًا آخرين. وأقام أهل دمياط، والبُشمور، والشرقية، والقاهرة، ومصر يأكلون من لحمها شهرًا (¬5). وقد أورد "ابن أيبك" هذا الخبر في حوادث سنة 408 هـ (¬6)، فيما ذكره "ابن إياس" في "بدائع الزهور" في حوادث سنة 381 هـ، برواية الشيخ أبي القاسم عبد المجيد القرشي، وقد أورد روايته "ابن أبي حجلة التلمساني" المتوقى سنة 776 هـ، في كتاب: "عجائب العجائب وغرائب الغرائب" (¬7). ¬

_ (¬1) تاريخ سِنِي ملوك الأرض والأنبياء - ص 148، 149 - سنة 344 هـ. (¬2) البستان - ورقة 60 - سنة 91 هـ. (¬3) البستان - ورقة 256 - سنة 587 هـ. (¬4) البستان - ورقة 263 - سنة 589 هـ. (¬5) البستان - ورقة 162 - سنة 387 هـ. (¬6) الدرّة المضيّة في أخبار الدولة الفاطمية - ص 293، 294 سنة 408 هـ. (¬7) بدائع الزهور في وقائع الدهور - ج 1 ق 1 / ص 195.

وفي حوادث سنة 414 هـ، يروي أن رجلًا اصطاد بالجزيرة الخضراء من أعمال الأندلس جارية من البحر، وربط يديها ونكحها، فحملت منه ببنت شديدة الحُسن، وأنّ الجارية رمت بنفسها إلى البحر ومعها البنت، ثم ظهرت له بعد ثلاثة أيام وهي تمسك بصَدَفَة مُطبَقَة، فرمت بها إليه وغابت، فكان آخر العهد بها (¬1). وأورد "ابن أيبك" هذا الخبر في "الدّرّة المضيّة" نقلًا عن "ابن زولاق"، وفيه أنّ المولود كان ولدًا وليس بنتًا (¬2). إلّا أن أهمّية الكتاب تتمثّل في كثيرِ من الأخبار والمعلومات التي انفرد بها المؤلّف ولم نجدها في المصادر، مثل: "فتح طاغية ملك الروم أنطاكية، وقصد الموصل فقتل مقتلة عظيمة، فاجتمع إليه في الجامع ثلاثون ألف خاتم القرآن" (¬3). وعن "أبي جعفر المنصور" يورِد نكتة لطيفة ونادرة: " .. وكان أيام الفتنة مستترًا عند رجلٍ يُسمّى أزهر السمّاني، فلما ولي الخلافة دخل عليه فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت مهنّئًا. فأعطاه اثني عشر ألف درهم وقال: لا تعُد تجيئني. فأتاه بعد سنة، فقال له: ما جاء بك؟ فقال: جئت عائدًا. فقال: لا شكّ أن الدَّراهم قد فرغتْ، فأعطاه اثني عشر ألف درهم. وقال: لا تعُد تجيئني مُهنّئًا ولا عائدًا، فما أعطيك شيئًا. فجاء ثالث مرة، فقال: ما جاء بك؟ فقال: كنت سمعت عنك دعاءً، فجئت آخذُه عنك. فقال له المنصور: إنه غير مستجاب. قال له المنصور: لأنّي قد دعوتُ الله به أن لا يقدَم بك عليّ، فجئتَ. فصرفه ولم يُعطِه شيئًا" (¬4). ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 167، 168 - سنة 414 هـ. (¬2) الدرّة المضيّة - ص 317، 318. (¬3) البستان - ورقة 70 - سنة 133 هـ. (¬4) البستان - ورقة 77 - سنة 158 هـ.

و "هدم الرشيد سور الموصل ودخلها، وكان قد حلف أنه يقتل كل من رآه بها، فلم يظهر أحد واختفوا، فبَرّ في يمينه" (¬1). و"حجّ هارون الرشيد ماشيًا حافيًا، وكان يقف حول البيت على الحصباء وينادي: يا رب، أنت أنت، وأنا أنا، أنت العزيز، وأنا الذليل. فقال ابن شقيق البلْخي لأبيه: يا أبتِ من هذا؟ فقال: يا بُنَيّ هذا جبار الأرض يتضرّع إلى جبّار السماء" (¬2). ويأتي المؤلّف على عدّة أخبار نادرة في عهد الخليفة "المأمون"، منها: "وقع جوعٍ شديد بفلسطين". "واعتلت كنيسةُ القُمامة على بيت المقدس. فجعل توما الراهب يبني فيها قليلًا سرقة، فلما ورد عبد الله بن طاهر من مصر يريد العراق، رفع إليه المسلمون في النصارى وقالوا: تقدّموا بالقُمامة وجدّدوا بها، وكانت ضيّقة فزادوا فيها، فأحضر عبد الله توما الراهب وجماعة من النصارى فحبسهم وضربهم وجنّاهم ثلاثة آلاف دينار". و" .. عصا أهل تَيْماء، فبلغ المأمونَ، فأرسل إليهم المعتصمَ، فقتل أكثرهم" (¬3). و"ورد عبد الله بن طاهر وزير المأمون إلى الشام بهدم حصونه، وهدم حصون المَعَرّة" (¬4)، و"غزا المأمون، وكتب بالتكبير إلى كل مصر عقيب الصلاة". و"أمر المأمون بنقْب أحد الهرَمَيْن بعد جَهدٍ شديد وعناء طويل، فوجد داخله بيتًا مهراقًا يهول أمره، ووجد في أعلاه بيتًا مكعّبًا، طول كل ضلع من أضلاعه ثمانية أذرُع، وفي وسطه حوض رُخام مُطبَق، فلما كُشِف وجد فيه رُمّةً بالية، وقُدّرت الموتة فكانت عظيمة، فأمر المأمون بالكفّ عمّا سواه". و"نافق أهل البُشْمُور، واستفتى فقيهًا مالكيًّا يقال له "ابن مسكين" في قتالهم، فقال: لا يحلّ لك. فقال له المأمون: أنت تَيْس، ومالِكُ أتْيَسُ منك، إذا خرج الناس على الإمام أليس له قتالُهُم؟ فكيف إذا كانوا ذمّة. فخرج إليهم فقتل أكثرهم". و"عند قدومه من مصر أمر بحدّ بِشْر المريسيّ قاضي بغداد قذف أبا بكر، وعمر، رضي الله عنهما، فحدَّه اثني عشر حدًّا وهو مشبوح، فقال له المأمون: لا ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 81 - سنة 178. (¬2) البستان - ورقة 81 - سنة 180 هـ. (¬3) البستان- ورقة 89 - سنة 204 هـ. (¬4) البستان - ورقة 90 - سنة 208 هـ.

أبوء إلى الله بذنبك، وهل كان يلزمه سوى حدّ واحد إذا ثبت عليه واعترف، فسأل الفقهاء فيه وقالوا: يا أمير المؤمنين إنّ له حُرمة الفِقه. فعفا عنه". و"نزل المقطّم وبنى فيه قبّة الهواء، وكان في خدمته نصارى بعُدت عنهم الكنائس بقصر الشمع، فاستأذنوه ببناء كنيسة، فأذِن لهم، فبنوا كنيسة القنطرة المعروفة" (¬1). ومن أخبار الرياح: "هبّت ريح شديدة من وقت العشاء إلى نصف الليل، وفي نصف النهار كانت ظلمة شديدة جدًّا، وهاجت الريح أقوى من الأولى، وكانت تطرح على رؤوس الناس رملًا أحمرًا، وكان الناس يرون في أربعة أركان السماء أعمدة نار. فلم يزل هذا إلى وقت الصبح، ثم خمدت الريح، وصارت السماء حمراء حُمرة شديدة، وكان الناس يرون الأرض ولباسهم والجبال وغيرها حُمرًا، ثم غابت الحُمرة ساعتين، ثم تغيّرت إلى صُفرة، ثم صارت سوداء، ولم تظهر الشمس يومًا ونصف يوم" (¬2). ومن الأخبار القصيرة، والمتفرّقة: "استولى النّجار المعروف بالصناديقي المكنَّى أبا القاسم على اليمن وتلقب بربّ العِزّة، فعجّل الله هلاكه" (¬3). و"بلغ نيل مصر ثلاثة عشر ذراعًا وإصبعين، فخرج المسلمون والنصارى واليهود ليستسقوا، فغار الماء في تلك السنة، وقحطت ديار مصر، ومات بها ألف إنسان من شيخ وشابّ وامرأة وطفل وغير ذلك" (¬4). "ومات ميخائيل بطريق الإسكندرية، وبقي كرسيّ الإسكندرية خاليًا". و"انقضّ شهاب فأحرق دُورًا وأسواقًا بعُمان، وكانت تلك النار عامّة لم تقيّد من موضع" (¬5). و"ظهر أبو حاتم الزُّطّي، وحرّم أكل البصل والثوم، وتبعه قوم لُقبوا بالبقليّة" (¬6). ومن أخبار "كافور" التي انفرد بها الكتاب: خرج الإخشيد من مصر إلى الشام، وكتب إلى عبده كافور بما يحبّ أن يقف ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 92، 93 - سنة 216 هـ. (¬2) البستان - ورقة 114، 115 - سنة 283 هـ. (¬3) البستان - ورقة 115، 116 - سنة 286 هـ. (¬4) البستان - ورقة 116، 117 - سنة 288 هـ. (¬5) البستان - ورقة 117 - سنة 288 هـ. (¬6) البستان - ورقة 119 - سنة 293 هـ.

عليه: "أطال الله بقاءك، إنّي لقيت أمير المؤمنين المتّقي بشاطئ الفُرات فأكرمني وحيّاني، وقال: كيف أنت يا أبا الفضل، أو يا أبا بكر؟ " (¬1). و"بلغ فاتكَ أمير حاجّ مصر أنّ أبا القاسم الحسني المعروف بابن العمّ تقدّم في غير موضعه في الطريق. فأتاه فاتك فكسر محمله وهتكه، فتوجّع له في ذلك، فقال: أنا رأيت البارحة جدّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نومي وقال لي: يكفي بمكة. فلما حصل فاتك بمكة حملت عليه أهل مكة، فألقى نفسه من الدار فتكسرت يداه ورِجلاه" (¬2). و"أمر كافور بنقل ابن قرماش إلى قريطش، وخرج إليها، وسببه أنه كان رأس فتنة وإنسان سوء" (¬3). و"ابتدأ النزاع بين كافور وبين الديلمي صاحب بغداد في إقامة الدعوة، وكان كل واحدٍ، منهما ينفق مالًا جزيلًا" (¬4). و"دخل محمد بن عاصم الشاعر على كافور وفي يده ابن الحدّاد، فقال: أيها الأستاذ، هذا العالم المفتي. فقال كافور: أيّ شيء خبر الخصيبي، ما قصد به؟ فغضب ابن الحدّاد، فقال متمثّلًا: فلو كنت ضَبِّيًّا عرفتَ قرابتي. . . ولكنْ زنجيًّا عظيم المشافر فوضع السُّبكيّ كاتب كافور يده على فم ابن الحدّاد لئلًا يُتِمّ البيت، وقرّر الأمر على حضوره. وحجّ في تلك السنة فخرج في محمله وهو يقول: خرجت من مصر وخلّيتها للخصيبي، اللهمّ لا تُمِتْني في أرض غُربة. فحج ورجع، ومات بمصر في تلك السنة" (¬5). و"وافى أهل دمشق إلى مصر، ورفعوا إلى كافور في ابن طاهر، وتظلّموا منه وشَكَوه، وكان سيف الدولة قد أقطعه ضيعة يقال لها: ناصيف بالمَعَرْة". و"عصى فاتك بالفيّوم، فجمع كافور وجوه الإخشيدية، وقال: فاتك واحدٌ منكم، فإنْ كنتم راضين بفِعله عرّفوني. ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 132 - سنة 329 هـ. (¬2) البستان - ورقة 134، 135 - سنة 336 هـ. (¬3) البستان - ورقة 135 - سنة 336 هـ. (¬4) البستان - ورقة 136 - سنة 337 هـ. (¬5) البستان - ورقة 136، 137 - سنة 338 هـ، وقد أعيد الخبر بتفصيل أكثر، ورقة 142 سنة 343 هـ.

قالوا: لا. قال: اخرجوا إليه. فخرجوا إليه، فسار إليهم فاتك ودخل صُحبتهم إلى مصر وكلّهم يحجبونه، فدخل إلى كافور فأكرمه، وأُخرج من باب الصاغة" (¬1). وذكر عن كافور "أنه كان يلبس خاتميه في يمينه، فإذا كان يوم مجلس المظالم حوّلهما إلى يساره". و"ورد الخبر إلى كافور بوفاة تكّين والي طبريّة، فأنفذ صالحَ بن نافع يقبض ترِكَته" (¬2). و"وردت الوفود من أسوان إلى كافور يشْكون ملك النُّوبة، فندب إليهم بعض أصحابه". و"كثُر وقْع الدُّور بمصر، واضطربت الناس لذلك اضطرابًا كثيرًا، واشتدّ الغلاء بمصر، وطُلب الخبز فلم يوجد، وثارت الرعية فكسروا المنبر" (¬3). و"خرج شبيب العقيلي أميرًا على الحاجّ بمصر، فتعرّضت بنو حرب للحاجّ، فجاز لهم ونزل إليهم وصعد إليهم الجبال، ودخل إلى مصر ومعه أسارى ورؤوس. فخلع عليه كافور" (¬4). و"هرب سلامة الداعي إلى المغرب، وأرسل كافور في طلبه ففاته" (¬5). و"كتب أهل مكة يشكون نصر العتابي والأشراف إلى كافور، وقالوا: هدم قبر عائشة رضي الله عنها". "وقطع لسان بكري"؟ "وكان السودان يلْقون كافور ويقولون له: معاوية خال عليّ من هاهنا. ويشيرون إلى آذانهم" (¬6). و"توفي كامل عامل كافور، وسبب موته أنه ذُكر لكافور أنه يوفّر من مال الراتب وجامكيّات المستخدمين مالًا، فجلس وأخرج المخزومة وشرع يُنقِص أرزاق الناس، فتنمّل عليه جبينه فجعل يحكّه بقلم الدواة الذي كان يكتب به فَأُدمِي، فقطع العمل، وبقي ماية يوم يعالج بالحديد في وجهه. فهذا موعظة وزجر". ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 138 - سنة 339 هـ. (¬2) البستان - ورقة 139 - سنة 339 هـ. (¬3) البستان - ورقة 140 - سنة 340 هـ. (¬4) البستان - ورقة 145 - سنة 345 هـ. (¬5) البستان - ورقة 147 - سنة 348 هـ. (¬6) البستان - ورقة 148 - سنة 350 هـ.

وصف المخطوطتين

و "ورد على كافور المطيع بالرملة، فأمر بإكرامه ووصّى عليه". و"ورد الخبر على كافور بخروج رجل بالبرّيّة يقال له المبرقع، خرج في طىٍّ وكلاب". و"خرج أهل الإسكندرية إلى البُحَيرة وقاتلوا لبني كِلاب، فهزموا لبني كلاب" (¬1). وانفرد المؤلّف بخبر طريف عن "المتنبّي"، فقال: "كان سيف الدولة قد أقطعه ضيعة يقال لها "ناصيف" بالمعرّة. وأنه بعث إلى المَعرَّة يطلب نجّادًا يعمل له جبابًا لغلمانه، فخرج إليه وبقي عنده سبعة أيام، فأعطاه قيراطين ذهبًا، فصعُب عليه، فقال له المتنبّي: كم ظننتَ أنني أعطيك؟ فقال له: دينارين. فقال له: واللهِ لو وضعتَ إحدى رِجليك على طُور سَيناء، والأخرى على عَرَفات، وتناولتَ قوس قُزَح وقائمة العرش، وندفْتَ قُطْن السحاب ما أعطيتك دينارين" (¬2). وهناك أخبار كثيرة متفرّقة نادرة لم نجدها في المصادر، ولا مجال لاستقصائها كلّها هنا، ونترك للقارئ الكريم الوقوف عليها، وقد أشرتُ إلى نُدرتها في الحواشي. وصف المخطوطتين اعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسختين، لم نقف على ثالثة لهما. الأولى: مخطوطة محفوظة بمكتبة السلطان "أحمد الثالث" باستانبول، رقم (2959)، وهي نسخة خزائنيّة نفيسة، عنوانها: "البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان" تصنيف القاضي الأجلّ العالم العامل عماد الدين أبو (!) حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني رحمة الله عليه وتحت اسم المصنّف توقيع. وعلى يسار اسم المصنِّف ختم دائري باسم مالك النسخة، وفيه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} (¬3) والطغراء العثمانية. ¬

_ (¬1) البستان - ورقة 149، 150 - سنة 351 هـ. (¬2) البستان - ورقة 145، 146 - سنة 347 هـ. (¬3) سورة الأعراف - الآية 43.

وكُتب تحت المؤلَّف: برسم الخزانة السعيدة المولويّة الأَجَلّية المحترميّة المخدوميّة الكبيريّة الشيخيّة الشمسيّة عمّرها الله بدوام مالكها وكتب على يسارها: "ملَكَه إبراهيم بن أحمد البيطار عفا الله عنهما. آمين". وعلى صفحة الغلاف تقييد بالبيع: "انتقل بالبيع الصحيح الشرعي للعبد الفقير إلى الله تعالى موسى الأزكشي غفر الله له بتاريخ شهر شوال سنة إحدى وستين وسبعماية من زين الدين الكُتبي". طالع فيه العبد الفقير إلى الله تعالى المعترف بالتقصير أحمد بن الحلبي مولدًا، الحنفيّ مذهبًا، المتصوّف خِرقة، سامحه الله بلُطفه الخفيّ. غفر الله لمن قراه ودعا لكاتبه بالمغفرة والتوبة ولجميع المسلمين، ولمن قراه وقال آمين. وذلك بتاريخ الرابع عشر من ذي الحجّة الحرام سنة (؟) والنسخة جيّدة، بخط النسخ الواضح، تحتوي على "البستان" في أولها، وعلى كتاب آخر هو ذيل عليه، تأليف الأمير عَلَم الدين سَنْجر المسروري الصالحي (¬1)، واستغرقت نسخة "البستان" من الصفحة الأولى حتى الصفحة 276، وفي آخرها العبارة التالية: "إلى هاهنا انتهى ما ساقه الشيخ الإمام العالم عماد الدين محمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني المعروف بالكاتب من التاريخ المسمَّى بالبستان". وقد كُتبت العناوين بأحرُف كبيرة، وهي تقتصر فقط على بداية الكتاب وأسماء الأنبياء، ومولد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وصفته، وبعد ذلك التواريخ المشهورة سنة بعد سنة. وفي حال عدم ذِكر الحوادث في إحدى السنوات، فيذكر السنة وبعدها عبارة: "خالية". والنسخة، بقسميها، تمّت "على يد العبد الفقير إلى الله علي بن أبي القاسم بن خليل الناسخ خامس عشرين [شهر رمضان] المعظّم سنة أربع وأربعين وسبعماية للهجرة النبوية". وقياسها 17.5 × 25 سم. في الصفحة الواحدة (15 سطرًا)، في السطر الواحد حوالى (10 كلمات)، وهي قليلة الحواشي، ولكنها مليئة بالأغلاط والأخطاء النحوية ¬

_ (¬1) حقّقنا ونشرناه باسم "مختصر الكامل في التاريخ وتكملته" - المكتبة العصرية.

الثانية

واللّغَوية، وفيها تحريفات وتصحيفات كثيرة، وخاصّة في أسماء الأعلام والأماكن. وفي هذه النسخة نقْصٌ عند حوادث سنة 58 هـ، نتج عنه اضطراب في ترتيب السنوات وما حدث فيها، بحيث تقدّم ذِكر الأخبار سنةً عن تاريخها الصحيح، فحوادث سنة 59 هـ. وردي في سنة 58 هـ، وحوادث سنة 60 هـ - مثل وفاة "معاوية "- وردت في سنة 59 هـ. وهكذا. كما وقع خَلَل في تأريخ السنين اعتبارًا من سنة 257 حتى سنة 342 هـ، بحيث تأتي الحوادث قبل سنتين من تاريخها الصحيح. ووقع سَقَطٌ آخر في هذه النسخة من منتصف حوادث سنة 542 حتى آخر سنة 543 هـ. ويوجد من هذا المخطوط نسخة مصوّرة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، رقم (87) تاريخ في 217 ورقة. المخطوطة الثانية: محفوظة بمكتبة بودليان بجامعة أُكسفورد، تحت رقم (172): Hunt ولكنها لا تحمل اسم "البستان"، وإتما تحمل اسم: "الروض الناضر في أخبار الأوائل والأواخر" وتحت العنوان كُتب: "تأليف القاضي عماد الدين أبو حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني رحمه الله وعفا عنه" وفوق عنوان الكتاب كتابة بالتركية. وعلى يساره ما يلي: "من مِنَن اللطيف الخبير على عبده الضعيف أحمد بن حسن الحقير عفا عنهما الملك القدير بحُرمة البشير النذير ثم دخل في ملك الفقير المذنب علمي الكاتب" في سنة 1024 بدمشق. وعلى صفحة الغلاف بيتان من الشعر بالتركية للشيخ سعدي رحمه الله تعالى في مدح المفتي؟ وبيت شِعر: لو نَظرتَ إلى فوائدها ... لأبيت لغيرها ضدّا وتحته تملُّك: مَلَكَه من فضل الله عبد القادر ابن محمد البنّا سنة 1072

وبعد ذلك عدّة أبيات من الشِعر. وهذه النسخة لم يطَّلع عليها "كلود كاهن". والذي نستغربه أن يكون عنوان الكتاب: "الروض الناضر في أخبار الأوائل والأواخر" وأن يقال إن مؤلّفه هو القاضي عماد الدين الأصفهاني! والمعروف أنّ الكتاب هو لأبي الوليد محمد بن محمد بن الشِحنَة، المتَوفّى سنة 882 هـ،/ الموافقة سنة 1477 م. وقد نُشِر مرّتين، باسم "روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر" (¬1). وفي الواقع، إن نسخة بودليان هي نسخة ملفَّقة، ففي أولها كتاب "البستان" حتى الورقة 96 ب، حسب ترقيم نسخة المخطوط، أو أول صفحة 190 حسب ترقيمنا، ومقدّمة الكتاب تتّفق مع مقدّمة النسخة الأولى، وكذلك في المتن، مع بعض الاختلافات الطفيفة، إلّا أنه جاء في آخر المقدّمة: "إلى أن وصلتُ إلى سيرة الملك الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن قلاون الألفي الصالحي إلى آخر سنة اثنين (!) وسبعماية". وهذا يؤكّد أنّ المؤلّف غير "العماد الأصفهاني" المتَوَفَّى سنة 597 هـ، ولكن حوادث الكتاب لا تَقف عند سنة 702 هـ، كما ذُكر في المقدّمة، بل هي تصل إلى سنة 708 هـ. وإن كان من الواضح أنه يعتمد كثيرًا على "مرآة الزمان" لسِبط ابن الجوزي. أمّا مادّة العنوان: "الروض الناضر. . " فقد وردت على الحواشي من المخطوط في ورقة (52 أ) حسب ترقيم المخطوط، أو الصفحة (101) حسب ترقيمنا، وذلك اعتبارًا من سنة 471 هـ، وتنقطع الحواشي في صفحات كثيرة، ثم يعود التأريخ من سنة 668 هـ، في الورقة (152 ب) حسب ترقيم المخطوط، أو صفحة (308) حسب ترقيمنا، إلى الورقة (192 أ) حسب ترقيم المخطوط، أو صفحة (387) حسب ترقيمنا، حيث ينتهي بحوادث سنة 806 هـ، وهذه الحواشي كُتبت بخط نسخيّ جميل يختلف عن خطّ المتن، وجاء في آخرها: "حشّى حاشية هذا الكتاب منقولًا من كتاب روض المناظر في علم الأوائل والأواخر من مؤلّفات الشيخ الفاضل الكامل ابن شِحنة الحلبي، ووقع الفراغ من نقله ¬

_ (¬1) طُبع أولًا بهامش الأجزاء 7 و 8 و 9 من كتاب "الكامل في التاريخ" لابن الأثير - تصحيح إبراهيم الدسوقي الملقّب بعبد الغفّار - المطبعة الكبرى العامرة ببولاق، القاهرة 1290 هـ/ 1873 م. وطُبع ثانيًا مع الجزءين 1 و 2 من كتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر" للمسعودي، تصحيح محمود قاسم - المطبعة الأزهرية، القاهرة 1303 هـ/ 1885 م.

وتحريره يوم الثلاثاء غُرّة ربيع الأول من سنة 976 هـ، على يد أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد". أمّا كتاب "البستان" والذي يليه فليس له خاتمة، ولم يُذكر اسم الناسخ، ولا التاريخ. ومجموع صفحات المخطوط (452 صفحة). وفي ترتيب أوراق هذا المخطوط اضطراب من جهة، ونقْصٌ للأوراق من من جهةِ أخرى. وفي البدء، يلاحظ المتصفّح لهذا المخطوط وضع ترقيمين للورقة الواحدة، ووُضع خطّ على أحدهما. ومع ذلك لم يتنبّه المرقّم إلى الاضطراب الواضح في عدم ترتيب الأوراق، وذلك اعتبارًا من الورقة الأولى التي تتضمّن المقدّمة، فقد وردت بداية المقدّمة في الصفحة الأولى، بينما وردت نهاية المقدّمة في الصفحة (54) حسب ترقيمنا، وهي ورقة 14 أو 23 حسب المخطوط! وبقيّة الصفحة (54) نجدها في الصفحة (3). وبقيّة الصفحة (12) بترقيمنا تقع في الصفحة اليمنى من الورقة (29) وهي حسب ترقيمنا صفحة (55). وتكملة الصفحة (55) في الصفحة (1)! وتكملة الصفحة (2) في الصفحة (13)! ونظرًا لهذا الاضطراب وجدنا ضرورة إعادة ترقيم أوراق المخطوط من جديد. ومن ناحيةٍ أخرى فقد تقدم في هذه النسخة ذِكر "سام" على "حام" على عكس ما جاء في نسخة استانبول. وسقط من نسخة "بودليان" ذِكر: "الإسكندر، ويونس بن متّى، وزكريّا، ويحيى، وعيسى، وذي الكِفل، حتى أول أصحاب الكهف". وهذا السقَط بين الصفحتين 15 و 16. وسقط أيضًا: رُسُل أصحابِ القرية، ولُقمان، وقومُ تُبَّع، وذو القرنين الأكبر. وكان يُفترَض أن يُذكَروا في الصفحَة 16. وفي المخطوط خُرمٌ كبير، حيث ضاعت حوادث سنة 72 حتى آخر حوادث سنة 190 هـ. أي ما يقرب من (120 عامًا). ولُغة المخطوط تشبه لغة المخطوط الأول من حيث الأغلاط والأخطاء والتحريف والتصحيف.

طريقتي في التحقيق

أمّا المميّزات الإيجابية في هذه النسخة، فهي تلازُم الحوادث بالسنوات الصحيحة، وهي تصحّح الخَلَل الحاصل في النسخة الأولى. كما يوجد في نسخة "بودليان" زيادات وإضافات في حوادث بعض السنوات تزيد من أهميّة الكتاب وأخباره النادرة. ولا يُعرف إنْ كانت من أصل المؤلّف، أو أنها من زيادات الناسخ. وهذه النسخة، رغم سلبيّاتها الكثيرة، قدّمت لنا فوائد كثيرة في التحقيق، من تصحيح وضبْط البعض الألفاظ، أو ترميم نقص، أو توضيح ما غمض من كلمات في النسخة الأولى. طريقتي في التحقيق لقد اعتمدت نسخة استانبول أساسًا في التحقيق لأنها الأقدم، والأتمّ، وسأرمز إليها بحرف "أ"، وسأرمز إلى نسخة "بودليان" البريطانية بحرف "ب". وقمت بترقيم أوراق النسختين وترتيبهما، ثم قابلت النضَّين ببعضهما، وعملت على ترميم النواقص والسَّقَط من النسختين، وقوّمت الكثير من الكلمات الواردة غلطًا أو خطأَ أو محرَّفَةً أو مصحّفة، وصوّبت الكثير من التواريخ غير الصحيحة، وأضفت بعض الألفاظ على النّص الأصليّ كلّما اقتضت الضرورة لتستقيم الجملة أو يتّضح المعنى، وأبقيت على الكلمات المكتوبة غلطًا في المتن، كما هي في الأصل، وأشرت إلى الصواب أو الصحيح في الحواشي، التزامًا بلغة المخطوط قدر الإمكان، وفي بعض الأحيان أقوم بإثبات بعض الألفاظ صحيحة في المتن، وهي في الأساس كُتِبت غَلَطًا وأشير إلى ذلك في الحواشي، للضرورة. وتتبّعت النصَّ في النسختين، وكلّما وجدت كلمة أو جملة أو فقرة ناقصة في هذه النسخة أو تلك، أعمل على إضافتها في سياق النص، مع الإشارة إلى النسخة والورقة التي نقلتُ منها، كما قمت بإضافة بعض الهوامش التي كُتبت على النسختين في المكان المناسب من النَّصّ، وإذا كان الهامش لا يدخل في سياق المتن بالضرورة، أذكره بالحاشية. وفي النسختين الكثير من الكلمات المهمَلَة غير المنقوطة كان عليّ إعجامها وبيان الصواب في لفظها. كما أنّ في النسختين الكثير من الوَفَيَات ممّن لم تُذكَر أسماؤهم، وورد بعضهم بالكنية، أو باللقب، أو بالشُّهرة، وكثيرًا ما ترِد الوَفَيَات في غير سنواتها الصحيحة، فكان عليّ أن أجتهد لإثبات اسم صاحب الترجمة والوفاة، والتعريف به بإيجاز،

وتصحيح تاريخ وفاته أو مولده اعتمادًا على المصادر، واتّبعت الأمرَ نفسه في توثيق الحوادث والوقائع، أو تصحيح تواريخ حدوثها بالعودة إلى المصادر الأساسية، وبيان الروايات في حال وجود أكثر من رواية. هذا، وقد أحَلْتُ القارئ الكريم عند ذِكر الوَفَيَات إلى "تاريخ الإسلام ووَفَيَات المشاهير والأعلام" (¬1) للحافظ الذهبي، الذي قمنا بتحقيقه وصدر كاملًا، وفيه حشدنا مصادر كثيرة لكلّ ترجمة، حتى لا نُثقِل الحواشي بها ويتضاعف حجم الكتاب، أمّا الحوادث فقد اجتهدتُ في حشد أكبر قدرٍ ممكنٍ من المصادر لتوثيقها، ما بين مطبوع ومخطوط. وضبطتُ أسماء الأعلام والأماكن، وشرحت الألفاظ والمصطلحات، وعلّقت على الأحداث قدر الاستطاعة. ووضعت الآيات القرآنية بين قوسين مزهرين {}، والأحاديث النبوية بين هلالين صغيرين " "، والإضافات عن الهوامش بين قوسين كبيرين ()، والزيادة على الأصل بين حاصرتين []، وأرقام صفحات المخطوط بين خطين متوازيَيْن / /، وبين كل خبر وأخر ثلاثة نجوم * * * كي لا تختلط الأخبار والحوادث ببعضها، ولم أضع لها عناوين حتى لا أُثقِل على متن الكتاب، لاقتصار الأخبار على بضع كلمات في أحيانٍ كثيرة. وستأتي الفهارس في آخر الكتاب، مع المصادر المعتَمَدَة في التحقيق. ولا يفوتني هنا أن أتوخه بموفور الشكر والامتنان إلى الدكتورة فائزة محمد الكلّاس أستاذة التاريخ بجامعة دمشق على تكرّمها بتصوير القسم الذي نشره "كلود كاهن" من "البستان" من المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية بدمشق، وإرساله إليّ. كما أقدّم جزيل شكري للصديق الأستاذ الدكتور سليمان الخرابشة، أستاذ التاريخ بجامعة اليرموك بإربد، الذي تفضّل وأمدّني برسالة الطالب "محمد علي الطعاني" عن كتاب "البستان" التي نال عليها درجة الماجستير بجامعة اليرموك سنة 1994 - 1995، ولم أطّلع عليها إلّا بعد دفع الكتاب للطباعة. * * * وأسال الله تعالى أن يكون عملي في هذا الكتاب مفيدًا، وأن أخدم به تراث ¬

_ (¬1) صدر "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" للحافظ الذهبي، المتوفى سنة 748 هـ، وهو بتحقيقنا، في (52 مجلّدًا) عن دار الكتاب العربي، بيروت 1987 - 2000 م، وهو يغطّي كلَّ وَفَيات هذا الكتاب.

أمّتنا العظيم، مؤمّلًا من القارئ الكريم غضّ الطرْف عن أيّ خطأ أو سهو خارج عن إرادتي، مع تحمُّلي كامل المسؤولية، مؤمنًا بقول الله تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: 76]. والحمد لله رب العالمين. طرابلس المحروسة الخميس 23 من شعبان 1422 هـ. 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 م. أستاذ دكتور عمر عبد السلام تدمري عنوان المحقّق: لبنان - طرابلس - الجامعة اللبنانية - كلية الآداب - قسم التاريخ. هاتف وفاكس المنزل 629436/ 6/ 00961

ممم عنوان كتاب "البستان" نسخة استانبول 2959

ممم مخطوطة ممم الورقة الأولى من "البستان" نسخة استانبول

ممم مخطوطة ممم نموذج من نسخة استانبول من "البستان" وفيها الحواشي

ممم مخطوطة ممم نموذج من نسخة استانبول من "البستان" وفيها سنوات خالية

ممم مخطوطة ممم آخر "البستان" وأول تاريخ سنجر المسروري نسخة استانبول

ممم مخطوطة ممم عنوان نسخة كسفورد رقم "172" "الروض الناضر في أخبار الأوائل والأواخر" تأليف عماد الدين الأصفهاني

ممم مخطوطة ممم الورقة الأولى من "البستان" نسخة أكسفورد

ممم مخطوطة ممم نموذج من "البستان" نسخة أكسفورد

ممم مخطوطة ممم نموذج من "البستان" نسخة أكسفورد

ممم مخطوطة ممم "البستان" في المتن و "الروض الناضر" على الحواشي

ممم مخطوطة ممم الورقة الأخيرة من نسخة أكسفورد وفيها حوادث سنة 708 هـ

ممم مخطوطة ممم دراسة "كلود كاهن" عن "البستان" نسخة استانبول فقط

ممم مخطوطة ممم بقيّة دراسة "كلود كاهن" عن "البستان"

ممم مخطوطة ممم بداية النص الذي نشره "كلود كاهن" من "البستان" نسخة استانبول، اعتبارًا من حوادث سنة 490 هـ

ممم مخطوطة ممم نهاية النص الذي نشره "كلود كاهن" من "البستان" من نسخة استانبول

ددد التأكد من المؤلف في البطاقة وايه "مَلَكَهُ" دي ددد البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان تصنيف القاضي الأجَلّ العالِم العامل عماد الدين أبو (كذا) حامد محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني رحمة الله عليه برسم الخزانة السّعيدة المولويّة الأَجَليّة المحترميّة المخدوميّة الكبيرية الشيخية الشمسيّة عمّرها الله بدوام مالكها مَلَكَهُ إبراهيم بن أحمد البيطار عفَا الله عنهما، آمين انتقل بالبيع الصحيح الشرعي للعبد الفقير إلى الله تعالى موسى الأزكشي غفر الله له بتاريخ شهر شوال سنة إحدى وستين وسبعماية طالع فيه العبد الفقير إلى الله تعالى المعترف بالتقصير بن زين الدين الكُتُبي أحمد الحلبي مولدًا الحنفي مذهبًا المتصوّف خرقة سامحه الله بلطفه الخَفِيّ غفر الله تعالى لمن قرأه ودعا لكاتبه بالمغفرة والتوبة ولجميع المسلمين ولمن قرأه وقال آمين. وذلك بتاريخ الرابع عشر شهر ذي الحجة الحرام سنة أربع وثمان مية

مقدمة المؤلف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وما توفيقي إلَّا بالله (¬1) الحمد لله خالقِ الأمُم، وباري النِسَم. ومعلم الإنسانَ ما لم يعلم. والصلاة على رسوله النبي (¬2) المحترم، وعلى آله وصحبه (¬3) ذوي الجود والكرم، [وسلّم وشرّف وعظّم] (¬4). أمَّا بعد. فإنه سألني [بعض] (¬5) من يعزّ علي أنْ أنظم له تاريخًا مختَصَرًا ليستريح [به] (¬6) إليه في خلوته (¬7)، وينشرح صدره بمطالعته، (فأجبتُه إلى ذلك، واعتمدت على الإعانة من الله تعالى والقبول له) (¬8). فكان أول ما ابتدأت فيه (¬9) ذكر الأنبياء عليهم السلام، من [أبينا] (¬10) آدم إلى مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬11)، وذِكر بعثته (¬12)، والخلفاء من بعده، ثم شرعت في هجرته (¬13) سنة بعد سنة، (إلى عامنا هذا (¬14)، وضمنْتُ كل سنةِ ما جرى فيها من الحوادث ¬

_ (¬1) في نسخة مكتبة البودليان، بأكسفورد: "ربّ يسر برحمتك. قال القاضي عماد الدين أبو حامد محمَّد بن محمَّد بن حامد الأصفهاني، رحمه الله". (ورقة 2 أ) وسأرمز إلى نسخة البودليان فيما يلي بحرف "ب". (¬2) في "ب": "المجتَبَى". (¬3) في "ب": "وأصحابه". (¬4) ما بين الحاصرتين إضافة من "ب". (¬5) ما بين الحاصرتين إضافة من "ب". (¬6) ما بين الحاصرتين إضافة من "ب". (¬7) في "ب": "خلواته". (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) في "ب": "ما أبتدي به". (¬10) إضافة من "ب". (¬11) في "ب": "نبينا محمَّد عليه السلام". (¬12) في "ب": "مبعثه". (¬13) في "ب": "ثم أشرع في الهجرة". (¬14) أي سنة تأليف الكتاب 592 هـ. انظر: الصفحة التالية.

والأمور، أو ذِكر الخلفاء والسلاطين، والوزراء، والقضاة، والفقهاء، وأهل الأدب، والأطباء، والمنجمين، وأهل الحلم (¬1)، (وأصحاب البدَع) (¬2)، وجميع ذوي العلوم. وما كان من ولاية أو غَزاةٍ وفتوح، وكسوف، (وخسوف، وزلزلة) (¬3)، ونادرة، وعجيبة، وغلاء، ورُخْص، ووباء (¬4)، واختلاف، وحوادث سماويّة وأرضيّة، وجميع) (¬5) ما جرى في جميع الأقاليم السبعة (¬6) من أمور خلفائها ووُلاتها، وغير ذلك، إلى أن وصلت إلى سيرة الملك الناصر صلاح الدين/ 3/ يوسف بن (¬7) أيوب -قدّس الله روحه، ونور ضريحه-. وسمّيت كتابي هذا بـ: البستان الجامع لجميع تواريخ الزمان وأرجو (¬8) أن يكون مبارَكًا موفقًا (¬9). ¬

_ (¬1) في "ب": "الحاكم". (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في نسخة استانبول: "أوروبا"، والمثبَت من "ب". وسأرمز إلى نسخة استانبول فيما يلي بحرف "أ". (¬5) ما بين القوسين من أول قوله: "إلى عامنا هذا" حتى هنا من نسخة "أ"، وفي نسخة "ب" تقديم وتأخير. (¬6) في "أ": "السبع"، والمثبَت من "ب". (¬7) في "أ": "ابن"، وفي كل المواضع من المخطوط تأتي "ابن" بإثبات الألِف بين الاسمين العلمين، وسأحذفها. (¬8) في الأصل "أ": "وأرجوا". (¬9) في نسخة "ب": "إلى أن وصلت إلى سيرة الملك الناس ناصر الدنيا والدين، محمَّد بن قلاون الألفي الصالحي إلى آخر سنة اثنين وسبعماية. قال: قرأت في التوراة. . . ".

[تاريخ بدء التناسل]

[تاريخ بدء التناسل] قرأت في التوراة: إن من بدء (¬1) التناسل إلى سنتنا هذه، وهي اثنتان وتسعون (¬2) وخمس ماية (¬3)، أربعة آلاف وسبع ماية وستون (¬4) [سنة] (¬5). وأمّا الروم: فيحكون عن التوراة أيضًا أن من ابتداء (¬6) التناسل (¬7) إلى هذه السنة ستة آلاف [سنة] (¬8) وستماية وثلاث (¬9) وتسعون (¬10) سنة شمسية. وأمّا الفُرس: فيحكون عن الكتاب الذي جاء به زرادشْت (¬11) المُسمَّى (¬12) "خُداه نامه" (¬13)، ¬

_ (¬1) في "أ": "بدا"، و "ب": "بداء". (¬2) في الأصل "أ": "وهي اثنين وتسعين". (¬3) في "ب": "إن من بداء التناسل إلى آخر سنة تاريخه". (¬4) في الأصل "أ" و "ب": "وستين". (¬5) إضافة من "ب". (¬6) في "ب": "مبتداه". (¬7) ليست في "ب". (¬8) من "ب". (¬9) في "ب": "وثلاثة". (¬10) "في " أ": "وتسعين"، والمثبت من"ب". (¬11) زَرَادَشت: نبي من أنبياء مجوس إيران، تُنسَب إليه العقيدة الزرادشتية. وتذكر الرواية العربية أن أهل الكتاب! اليهود والنصارى، يزعمون أن زرادشت من فلسطين، وكان خادماً لبعض تلاميذ أرميا النبي، فخانه، فدعا الله عليه فأصيب بالبرص وهاجر إلى أذربيجان، وشرع بها دين المجوسية، وهو ألف كتاب "زند أوستاه" أو "افستا"، واغتيل في سن 77 عند مدينة بلخ على أيدي بعض الغُزاة الطورانيين. (القاموس الإِسلامي لأحمد عطية الله 2/ 45). (¬12) من "ب"، وفي "أ": "المسماه". (¬13) في "ب": "مامه". وفي مختصر النوادر مما جرى للأوائل والأواخر، لقرطاي الغزّي الخزنداري. (مخطوطة استانبول، رقم 3399) ورقة 4 "خداما ماه".

وأما المنجمون

أن (¬1) من عهد "كيومرت" (¬2) وإلى السرياني (¬3) (إلى هذه السنة) (¬4) أربعة (¬5) (آلاف) (¬6) وسبع ماية وخمسين سنة. وأمّا المنجمون: فيزعمون أنه قد مضى من عُمُر الدنيا منذ سارت الكواكب/ 4/ من أول الحمل (¬7) إلى أول سنتنا هذه: أربعة آلاف ألف وثلاثمائة وعشرون ألفا (¬8) ومايتان (¬9) وإحدى وتسعون [سنة] (¬10). وأمّا الفلاسفة: فيختلفون أيضًا، فمنهم من يعتقد أنها قديمة الطينة [قديمة الصنعة، وبعضهم يقول: إنها قديمة الطينة] (¬11) حديثة الصنعة. فأما جمهور الناس من أهل الشرائع فيعتقدون أنها مُحدَثَة الطينة، مُحدَثَة الصنعة، (وليس الغرض إثبات) (¬12). وأقول: إن أكثر التواريخ فاسدة من تقادم (¬13) الزمان وتغير اللسان (¬14). وقد كان للتُرك ملوك [يقال لهم الخاقانية، وللديالم ملوك يقال لهم الكانية] (¬15)، وللفُرس ملوك يقال لهم الأكاسرة، وللروم ملوك يقال لهم القياصرة. وللأنباط [ملوك] (¬16) يقال لهم ¬

_ (¬1) ليست في "ب". (¬2) في "ب": "كهرمرت"، وفي "ب": "كهومرت"، والتصحيح من كتاب: تاريخ سِنِي ملوك الأرض والأنبياء، لحمزة بن الحسن الأصفهاني -طبعة دار مكتبة الحياة، بيروت (؟) - ص 14. (¬3) في "أ": "السيريائي" والتصحيح من مختصر النوادر، ورقة 4. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) في "ب": "إنّه اربعة". (¬6) كتبت فوق السطر في "أ". (¬7) في "ب": "العمل"، ومثله في مختصر النوادر. (¬8) في "أ": "ألف"، والمثبت من "ب". (¬9) في "أ": "ومايتين"، والمثبت من "ب". (¬10) إضافة من "ب". (¬11) ما بين الحاصرتين من "ب"، ومختصر النوادر. (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬13) في " أ": "تقاديم"، وفي المختصر: "تطاول". (¬14) "في " أط: "الإنسان". (¬15) ما بين الحاصرتين من "ب". (¬16) "من "ب".

النماردة، وللقِبط ملوك يقال لهم الفراعنة. وللعرب ملوك يقال لهم التتابعة، بادوا جميعًا وانقرضوا (¬1) سريعًا ونُسِيت أخبارهم، ودُرست آثارهم، فلم يبق لهم حديث يُروَى، ولا تاريح يُتلَى. ونحن نذكر تاريخ الأنبياء إلى الهجرة على ما يقتضيه رأى الإِسلام إلى عامنا هذا. (مُجمَلًا ومُفَضلًا) (¬2). ¬

_ (¬1) في "أ": "وانقضوا". (¬2) ليس في "ب"، والنص مقارب لما في: مختصر النوادر، ورقة 4.

[تاريخ الأنبياء والرسل]

[تاريخ الأنبياء والرُّسُل] ذِكر أبينا آدم عليه السلام (¬1) آدم هو أبو البشر عليه السلام/ 5/ خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، يوم الجمعة ثامن وعشرين [من] (¬2) آذار، (والطالع الثور، وخلق منه حواء في ذلك اليوم) (¬3)، والطالع السَّرَطان، وأُخرج (¬4) من الجنّة في ذلك اليوم (¬5). ثم عصى آدم ربّه، فأُخرج وحوّاء من الجنَّة، ونزلا على الجبل المقدس بسرنديب (الذي يقال له واشم) (¬6) (¬7)، فلأجل ذلك صار الطِيب في تلك المواضع. ويقال أيضًا: أُهبط (¬8) آدم بسرنديب، وحوّاء بجُدة، فجاء في طلبها، حتى اجتمعا بمكان المَشْعَر، فازدلفت إليه (فلذلك) (¬9) سُمّيت المُزْدَلِفة، وتعارفا بعَرَفات، واجتمعا بجَمْع (¬10). ويقال: إن إبليس أُهبِط بميسان (¬11)، والحيّة بأَيْلَة (¬12). ¬

_ (¬1) العنوان من "ب". (¬2) من "ب". (¬3) إضافة من "ب". (¬4) في "ب": "وأخرجه". (¬5) جاء على هامش "ب"؛ "لأن أيام الآخرة كل يوم ألف سنة، والساعة ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر من سنيّنا". (¬6) وقال "القُضاعي": "ورأيته بالسين المهملة". (انظر: الإنباء بأنباء الأنبياء - ص 50 - بتحقيقنا). والقول في: "تاريخ الرسل والملوك للطبري 1/ 122، وتاريخ الصالحين (مخطوطة الفاتح باستانبول رقم 4224) ورقة 4 أ". (¬7) ما بين القوسين، ليس في "ب". (¬8) في "أ": "هبط". (¬9) من "ب". (¬10) الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 40، الإنباء 50. (¬11) مَيسان بالفتح ثم السكون. كورة واسعة بين البصرة وواسط قصبتها مَيسان. (معجم البلدان 5/ 242). (¬12) هكذا في الأصل، و"ب". وفي الإنباء 50 "إبليس بمَيسان، وقيل بالأبُلّة والحيّة بالبرّيّة"، ومثله في المعارف لابن قتيبة 15، وتاريخ الطبري 1/ 122.

شيث عليه السلام

ويقال: إنّ طول آدم ستون ذراعًا (¬1). ويقال: إن بعد ماية وعشرين [سنة] (¬2) من هبوطه وُلد له ولدان في بطن واحد: قابيل، وهابيل، فقتل قابيلُ هابيل (¬3) على الرواية الصحيحة؛ لأن قابيل اشتق من (قبل) (¬4) قربانه. وهابيل من هَبَل. وهابيل (¬5) المقتول، وهو أول (قتيل قُتِل كان من بني آدم) (¬6). ومكث آدم أربعين عامًا (¬7) حزينًا عليه. وعاش في الدنيا ألف سنة إلَّا سبعين عامًا (¬8). ودُفن في أبي قُبَيس بمكة (¬9). شيث عليه السلام وتفسيره: هبة الله. (وهو وصيّ آدم) (¬10)، ووليّ عهده (أبو البشر كلهم) (¬11)، وبنى الكعبة بالطين والحجارة (¬12). وأنزل عليه خمسون (¬13) صحيفة (¬14). وهو أول نبى من بني آدم. (ودُفن في أبي قُبَيس مع أبيه وأمّه) (¬15)، وكان عُمُره تسع ماية سنة واثني عشر (¬16) سنة (¬17). ¬

_ (¬1) الطبري 1/ 128، الإنباء 50. (¬2) من "ب". (¬3) في "أ": "قتل هابيل قابيل"، والمثبت من "ب". (¬4) في متن "أ": "أصل" والمثبت عن هامش "أ" و "ب". (¬5) في "أ": "وقابيل". (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". والخبر في تاريخ الصالحين، ورقة 5 أ. (¬7) في الإنباء: "ماية سنة". (¬8) المعارف 19، المحبّر لابن حبيب 2، تاريخ اليعقوبي 1/ 7، الطبري 1/ 158، البدء والتاريخ 3/ 11، تاريخ المنبجي 1/ 10 و 12، الإنباء 51، تاريخ الصالحين، ورقة 5 أ. (¬9) الطبري 1/ 161، الإنباء 52، تاريخ الصالحين، ورقة 5 أ. (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب"، وفي الإنباء: "وهو الذي وَلَد البشر كلّهم". (¬12) المعارف 20، الطبري 1/ 162، الإنباء 52، مختصر النوادر، ورقة 6. (¬13) في "أ": "خمسين"، والتصويب من "ب". (¬14) المعارف 20، الإنباء 52. (¬15) ما بين القوسين ليس في "ب"، والخبر في تاريخ الصالحين، ورقة 5 أ. (¬16) الصواب: "واثنتي عشرة". والخبر في: تاريخ الصالحين، ورقة 5 أ. (¬17) المعارف 20، تاريخ اليعقوبي 1/ 8، تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 77، مروج الذهب 1/ 39، تاريخ المنبجي 1/ 13، الإنباء 52.

قينان بن أنوش

أنوش بن شيثو وابن شيث. (وكان القائم من بني آدم) (¬1) بعد أبيه، وعاش (في الدنيا) (¬2) تسع ماية وعشرين سنين (¬3). (وهو أول من غرس النخلة، وبوّب الكعبة، وبَذَر الحبّة. وهي بذور البقل) (¬4). قينان بن أنوش (¬5) أقام قينان بعد أبيه أنوش، وعاش في الدنيا بعد أبيه تسع ماية وخمسون (¬6) سنة (¬7). مَهْلاييل بن قينان أقام بعد أبيه في الدنيا ثمان (¬8) ماية وخمسًا وتسعين عامًا (¬9). وهو أول من بنى المدن (¬10)، واستخرج المعادن، وبنى مدينة بابل، والسوس (¬11). (وكان القائم بعد أبيه) (¬12). يَرد بن مهلاييل عاش تسع ماية سنة واثنين (¬13) وستين سنة (¬14) ¬

_ (¬1) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬2) ليس في "ب". (¬3) في: المحبر 3، وتاريخ الطبري 1/ 163، وتاريخ المنبجي 1/ 13 "تسعماية وخمس سنين"، وفي مروج الذهب 1/ 39 "تسعماية وستين سنة"، وفي تاريخ اليعقوبي 1/ 9، والإنباء 52 "تسع ماية وخمسًا وستين سنة". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) زاد في "ب": "بن شيت". (¬6) الصواب: "وخمسين". (¬7) في "ب": "تسع ماية سنة وستة وعشرين سنة" وفي المحبر 3، وتاريخ الطبري 1/ 164 "تسعماية وعشر سنين"، وفي تاريخ اليعقوبي 1/ 9، ومروج الذهب 1/ 39، والإنباء 52 "تسع ماية وعشرين سنة"، وفي تاريخ المنبجي 1/ 14 "تسع مائة وأربع سنين". (¬8) الصواب: "ثماني". (¬9) المحبر 3، اليعقوبي 1/ 10، الطبري 1/ 164، المنبجي 1/ 14، الإنباء 53، وفي مروج الذهب 1/ 39 "ثمانمائة سنة"، والمثبت يتفق مع تاريخ الصالحين، ورقة 5 ب. (¬10) في "ب": " المداين! ومثله في مختصر النوادر، ورقة 6. (¬11) السوس: بضمّ أوله وسكون ثانيه، وسين مهملة أخرى. بلدة بخوزستان. (معجم البلدان 3/ 280) والخبر في: تاريخ الصالحين، ورقة 5 أ، ب. (¬12) ليست في "ب". (¬13) الصواب: "اثنتين". (¬14) في "ب": " اثنين وعشرين سنة". والمثبت يتفق مع: المحبر 3، وتاريخ اليعقوبي 1/ 11، وتاريخ الطبري 1/ 170، وتاريخ المنبجي 1/ 140، والإنباء 53.

إدريس عليه السلام

وفي زمانه (¬1) عُملت الأصنام (¬2)، [ورجعوا عن ملّة شيث] (¬3). وهؤلاء (¬4) الأولاد (¬5) كلّهم وُلدوا في حياة آدم (عليه السلام) (¬6). وهو أول / 7/ من مات حتْف أنفه (¬7). إدريس عليه السلام هو خنوخ (¬8)، ويُسمي أيضًا هرمس الملقّب (¬9) بالحكمة. وُلد بعد وفاة آدم (¬10) بماية وستين سنة. وهو أول من أعطي الحكمة (¬11) من بني آدم، وخطّ بالقلم (¬12)، وخاط الثياب (¬13)، وكان الناس يلبسون الجلود (¬14). وهو أول من جاهد في سبيل الله (¬15)، وأول من سبا (¬16) من أهل بابل (¬17). وأنُزلت عليه ثلاثون صحيفة (¬18)، ورُفع إلى السماء وله ثلاثماية وستون سنة (¬19). ¬

_ (¬1) في "ب": "أيامه". (¬2) الطبري 1/ 170، الإنباء 53، تاريخ الصالحين، ورقة 5 ب. (¬3) ما بين الحاصرتين إضافة من "ب"، ومثله في: مختصر النوادر، ورقة 6. (¬4) في الأصل: "وهاولا". (¬5) في "أ": "الآباء"، والمثبت عن "ب". (¬6) من "ب"، وتاريخ الصالحين 5 ب. (¬7) خنوخ = أخنوخ، ويقال: أحنوخ، أوله جاء مهملة. وفي "ب": "اهنوخ". (¬8) في "أ": "المثلث". (¬9) في "ب": "والده". (¬10) في "أ": "الحكم"، والمثبت من "ب"، ومختصر النوادر، ورقة 6. (¬11) هو قول ابن إسحاق. المعارف 21، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 16، تاريخ اليعقوبي 1/ 11 و 147، الطبري 1/ 170، المنبجي 1/ 15، البدء والتاريخ 3/ 11 و 13، الإنباء 53. (¬12) المعارف 21، الطبري 1/ 170، مروج الذهب 1/ 40، البدء والتاريخ 3/ 11، الإنباء 53. (¬13) المعارف 21، الطبري 1/ 170، البدء والتاريخ 3/ 12، الإنباء 53، مختصر النوادر 6، تاريخ الصالحين 5 ب. (¬14) الطبري 1/ 170، الإنباء 53. (¬15) الصواب: "سبى". (¬16) الطبري 1/ 170، الإنباء 54، مختصر النوادر 6. (¬17) الطبري 1/ 170، المعارف 56، مروج الذهب 1/ 40، الإنباء 54، تاريخ الصالحين 5 ب. (¬18) في المعارف 21، والطبري 1/ 170، والمنبجى 1/ 15، والإنباء 54 "ثلاثماية وخمس وستون سنة"، ومثله في تاريخ الصالحين 5 ب. (¬19) كُتبت فوق السطر.

متوشلخ بن إدريس

متوشلخ (¬1) بن إدريس وُلد في السنة الخامسة والستين من عُمُر (إدريس) وعاش (¬2) أربع ماية سنة (¬3). لَمْك بن متوشلخ (¬4) وُلد وقد مضى من عمر متوشلخ (¬5) ماية وأربعون سنة (¬6). (وعاش سبع ماية سنة واثنان وثمانون (¬7) سنة) (¬8). نوح عليه السلام ابن لَمْك، (وهو أول المرسَلين. واسمه عبد الغفار) (¬9). ولد في السنة الماية وسبعِ وثمانين من عمر لَمْك، وعاش في الدنيا نوح تسع ماية وخمسين سنة (¬10). ووُلد بعد وفاة آدم بسبع ماية واثني (¬11) عشرة سنة (¬12). وكان الغرق في ستماية من عُمُر نوح (¬13). وكان/ 8/ بين الطوفان وبين هبوط آدم ألفان (ومايتان) (¬14) واثنتان وأربعون سنة. وأُمِر بعمل السفينة، وكان طولها ثلاثماية ذراع في عرض خمسين ذراعًا، في سُمْك ثلاثين ذراعًا (¬15). وكانت ثلاث طبقات، طبقة فيها الدواب، وطبقة فيها الطيور والوحوش، وطبقة لبني آدم. ¬

_ (¬1) في "أ": "نوح"، والمثبَت من "ب". (¬2) كُتبت فوق السطر. (¬3) في الطبري 1/ 173، والإنباء 54. "مات متوشلخ وله تسع ماية وقع عشرة سنة". (¬4) في الأصل: "متوسلح". (¬5) في الأصل: "متوسلح". (¬6) في الطبري 1/ 173، والإنباء 54: "ماية وسبع وثلاثون سنة". (¬7) الصواب: "واثنتين وثمانين". (¬8) ما بين القوسين إضافة من "أ". (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) في عُمُره خلاف. قيل: مات وله ألف سنة. وقيل: ألف وأربع ماية وثمان وستون سنة. وقيل: ألف وثلاثمائة سنة. انظر: الإنباء 55. (¬11) الصواب: "ثنتي". (¬12) في الطبري 1/ 174، والإنباء 54، ولد بعد وفاة آدم بماية سنة وست وعشرين سنة. (¬13) المعارف 24، ابن سعد 1/ 40، 41، الطبري 1/ 174، 179، 180، الإنباء 55. (¬14) كتبت فوق السطر. (¬15) المعارف 22، ابن سعد 1/ 41، اليعقوبي 1/ 14، الطبري 1/ 181، المنبجي 1/ 17، الإنباء 55، تاريخ الصالحين 6 أ.

حام بن نوح

واختلف الناس في عدد من كان معه. واختلفوا أيضًا في حام وسام، وبعضهم يقول: وُلدا بعد الغَرَق، والذي غرق من أولاده كان يقال له: قيام (¬1). حام بن نوح (¬2) زعم وهب (¬3) أنه كان أبيض، حسن الوجه، فغيّر الله وجهه إلى السواد، وألوان ذُرِّيته؛ لأن أباه كان نائمًا فانكشفت عورته فرآها فلم يسترها، فدعا عليه، فسترها سام ويافث، فدعا لهما. والسودان كلّهم على اختلاف أجناسهم من ولده (¬4). والقبط والأفارقة وأخوات ابنا بصر بن بنصر بن حام. وولَد كنعان بن حام منهم البربر وغيرهم. وكان له من غربيّ النيل إلى ما وراءه من منخر الدَّبُور (¬5). /9/ سام بن نوح كان سام وولده يسكنون أرض الحرم وما حوله من اليمن وإلى عُمان. والعرب والأنبياء كلّهم -عربيّهم وعجميّهم- من نسله. واليمن كلّها من ولده، وعاد، وثمود، وطسم، وجديس (¬6)، والفرس من ولده (¬7). ومات وعُمُره ستماية سنة (¬8). وكان سام الأوسط. وكان يافث أسن منه، وإنما قُدّم وإن الأنبياء من نسله. وُلد له: إرَم، وأسود (¬9)، وأرفخشد، وعوم (¬10)، ولاود (¬11). ¬

_ (¬1) المعارف 24، ابن سعد 1/ 41، الطبري 1/ 191، البدء والتاريخ 3/ 17، الإنباء 56، نزهة المالك والمملوك، للعباسي (مخطوطة المتحف البريطاني) رقم 7267 ورقة 19، مختصر النوادر، ورقة 6، تاريخ الصالحين 6 ب. (¬2) في "ب" قدّم "سام بن نوح". (¬3) هو وهب بن منبه. (¬4) المعارف 26، الطبري 1/ 202، المستدرك على الصحيحين 2/ 546، الإنباء 57. (¬5) الطبري 1/ 197، الإنباء 57، تاريخ الصالحين 6 ب. (¬6) في الأصل: "سديس". (¬7) الإنباء 56، تاريخ الصالحين 6 ب. (¬8) اليعقوبي 1/ 17، الإنباء 56، تاريخ الصالحين 6 ب. (¬9) في الإنباء: "أشوذ". (¬10) في الإنباء: "عويلم". (¬11) في الإنباء: "لاوذ".

يافث بن نوح

يافث بن نوح فأمّا يافث وولده فكانت منازلهم أرض الروم، والصقالبة، وبرجان (¬1)، والأسبان (¬2)، والجلالقة (¬3)، والملاقطة (¬4)، والتُّرْك، والخَزَر (¬5)، ويأجوج، ومأجوج (¬6). هود عليه السلام زعم بعض النسّابين الذي يُنسَب إليه العبرانيون بأن هود بن أرفخشد (¬7). وقال بعضهم: هو هود بن عبد الله بن رياح بن الخلود (¬8) بن عيصا (¬9) بن إرَم بن سام، بعثه الله إلى حي من ولد إرَم بن سام، فعَصَوْه، فأهلكهم الله بالريح العقيم (¬10)، استمرت عليهم/ 10/ سبع ليالٍ وثمانية أيامِ حسومًا (¬11)، فأصبحوا لا تُرى إلا مساكنهم. وكان (¬12) مساكنهم الشِّحْر (¬13) بين عُمان (¬14) وحَضْرَمَوت (¬15). وكان أشبه ولد آدم بآدم (¬16). ووُلد بُعَيد وفاة نوح بثلاثماية سنة. وكان عُمُره ماية وخمسين سنة. وقيل: إنْ قبره بحضرموت (¬17). ¬

_ (¬1) في الأصل: "برحان"، وفي "ب": "مرجان من التُّرك إلى الصين". (¬2) في الأصل: "والاسنان" وليست في "ب". (¬3) في الأصل: "الحلاده". وليست في "ب". (¬4) في الأصل: "الملافطة". وليست في "ب". (¬5) في الأصل: مهملة. وليست في "ب". (¬6) المعارف 26، الإنباء 57 وبه زيادة: "اليونانيون"، ومثله في تاريخ الصالحين 6 ب. (¬7) في الإنباء 57 "عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام". (¬8) مهملة في النسختين. (¬9) في "ب": "عوصا" وفي الإنباء: "عَوْص". (¬10) في الإنباء: "المقيم"، والمثبَت يتفق مع مختصر النوادر، ورقة 6. (¬11) سورة الحاقّة، الآية 7. (¬12) الصواب: "وكانت". (¬13) في "ب": "الشجر"، وهي في الأصل مهملة. و"الشّحْر": بكسر أوله، وسكون ثانيه، صُقْع علْى ساحل بحر الهند من ناحية اليمن. بين عدن وعُمان. (معجم البلدان 3/ 327). (¬14) في الأصل: "عمّان". بتشديد الميم، وهو غلط. (¬15) الإنباء 58، تاريخ الصالحين 7 أ. (¬16) المعارف 28 وفيه: "ولد إرم بإرم"، وأخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 564، وهو في البدء والتاريخ 3/ 32، والإنباء 58. (¬17) الإنباء 58.

صالح عليه السلام

صالح عليه السلام (¬1) هو ابن عُبَيد بن أسِف بن ماسح (¬2) بن عُبَيد بن حادر (¬3) بن ثمود بن حام (¬4) بن إرَم بن سام، وأُرسِل إلى بني عمّه ثمود بن حام. وكان (¬5) مساكنهم الحجْر بين وادي القرى والشام (¬6). وكان يمشي أبدًا حافيًا (¬7). وكان معجزته الناقة كما أخبر الله تعالى (¬8)، وأنّ تسعة أنفُسِ من شِرار قومه عقروها. واحد منهم يقال له (قدار) (¬9)، فوعدهم الله بالعذاب بعد ثلاثٍ، فأصبحوا يوم الخميس، وهو اليوم (الأول) (¬10) كان وجوههم الزعفران. واليوم الثاني أصبحت وجوههم مُحْمَرَّة. واليوم الثالث أصبحت وجوههم مُسْوَدَّة، وصبحهم العذاب يوم الأحد صيحة ماتوا كلّهم (¬11). ويقال: إن عُمُر صالح ماية وثمانون سنة (¬12). / 11/ إبراهيم الخليل عليه السلام (وابن آزَر بن ماخور (¬13) بن ساروع بن أرع وابن قالع (¬14) بن عابر. ¬

_ (¬1) في الأصل: "عليلام". (¬2) في الإنباء: "ماشخ"، وفي الطبري 1/ 226 "ماسخ". وليست في "ب". (¬3) في الإنباء: "جادر"، وفي الطبري 1/ 226 "خادر"، وليست في "ب". (¬4) في الإنباء: "جاثر". (¬5) الصواب: "وكانت". (¬6) الطبري 1/ 226، 227، الإنباء 58، تاريخ الصالحين 7 أ. (¬7) المعارف 29، المستدرك 2/ 565، الإنباء 58. (¬8) انظر: سورة الأعراف، الآية 73 وما بعدها، وسورة هود، الآية 61 وما بعدها، وسورة الشعراء، الآية 141 - 159. (¬9) هو: قدار بن سالف الشقيّ. (المعارف 14، قصص الأنبياء 1/ 179) وفي الإنباء 59 "قذار". (¬10) كتبت فوق السطر. (¬11) الإنباء 59، الصالحي 7 ب. (¬12) في الإنباء 59 "وقيل إنّ عُمُر صالح ثلاثمائة سنة إلَّا عشرين سنة، ذكره وثيمة". (¬13) في الإنباء: 59 "ناحور"، وهو "نُوحُور"، بضم النون وسكون الواو وضمّ الحاء المهملة وبعدها واو ثم راء مهملة. (المقفّى الكبير للمقريزي 1/ 14). (¬14) في الإنباء 60 "فالَغ" بفاء مفتوحة بعدها ألف ثم لام مفتوحة وغين معجمة. وهذه الفاء ليست في اللغة (المقفى 1/ 14).

لوط عليه السلام

وهو هود بن سالخ (¬1) بن أرفخشد بن سام. وُلد في مملكة كنعان بن حام بن نوح) (¬2). ولما بلغ إبراهيم ثلاثين سنة ألقاه النمرود في النار، ثم هرب من سطوته، وتبعَتْه زوجته سارة، ولوط ابن أخيه، فوصل إلى حَران، فأقام بها خمسين سنة (¬3)، ثم طلع الشام فوجد فيه الجوع والجَزَع (¬4)، فسار إلى مصر، وبها فرعونٌ من الفراعنة، فوهبه هاجر. ثم رجع إبراهيم إلى فلسطين فأقام بها، وفارقه لوط فسكن سدوم (¬5). فلما بلغ إبراهيم خمسًا (¬6) [و] ثمانين سنة، وَهَبَتْه سارةُ جاريتها (¬7)، فنكحها، فولدت إسماعيل (¬8). ثم من بعد خمسة عشر (¬9) سنة ولدت سارةُ إسحاق. وعاش إبراهيم ماية وعشرين سنة (¬10). وأنزل الله عليه عشرة صحايف (¬11). وقيل: إنّ من هبوط آدم إلى مولد إبراهيم ثلاثة آلاف وثلاثماية وسبع (¬12) وثلاثين سنة (¬13). فيكون إلى موته ثلاثة آلاف وخمس ماية واثني عشر (¬14) سنة (¬15). لوط عليه السلام / 12/ ابن هاران بن ياخور (¬16)، بعثه الله إلى أهل الشام، فكانوا يأتون الذُّكْران من ¬

_ (¬1) في الإنباء 60 "شالخ" وهو "شالح" بفتح الشين المعجمة واللام وسكون الحاء المهملة (المقفى 1/ 14). (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) في "ب": "خمس سنين"، وهو الصحيح كما في تاريخ الصالحين 8 أ. (¬4) في "ب": "الوجع". (¬5) الطبري 1/ 247 وفيه "مؤتفكة" بدل "سدوم". (¬6) في الأصل: "خمسين". (¬7) وهي "هاجَر". (¬8) المعارف 33، الإنباء 60، 61، الصالحي 8 أ. (¬9) الصواب: "خمس عشرة". (¬10) في الطبري 1/ 312، 313 مات وله ماية سنة وخمس وسبعون سنة. (¬11) الصواب: "عشر صحايف". والخبر في: المعارف 33، والإنباء 61. (¬12) الصواب: "وسبعًا". (¬13) الإنباء 61. (¬14) الصواب: "واثنتي عشرة". (¬15) الإنباء 61. (¬16) في المعارف 31، وتاريخ الطبري 1/ 292 "تارخ"، وفي الإنباء 61 "تارح".

إسماعيل عليه السلام

العالمين، فوعظهم الله، فَعَصَوْه، فأرسل الله إليهم جبريل فاقتلع أرضهم من تحتهم بسبع ماية ذراع، فحملها وارتفع بها إلى سماء الدنيا حتى بلغ أهلَ السماء نُباح (¬1) كلابهم، وصياح (¬2) ديوكهم، ثم قَلَبَها. فذلك قوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} (¬3). وكان في السنة الماضية من عُمُر إبراهيم (¬4). وكان عُمُره ماية وثلاثين سنة. إسماعيل عليه السلام ابن إبراهيم، واختُلِف فيه. ويقال: هو الذبيح. وهو أول من ركب الخيل وكانت وحوشًا لا تُركَب، وأول من رمى بالقوس (¬5). وأُرسِل إلى العماليق. وعاش ماية وأربعين سنة (¬6). إسحاق عليه السلام هو ابن إبراهيم، هو الذبيح (¬7). فداه الله بكبْشٍ من الجنَّة. وأُرسِل النبي - صلى الله عليه وسلم - ورأس الكبْش/ 13/ مُعلَّق في ميزاب الكعبة (¬8). ولما عُرض للذبح (¬9) كان له من العُمُر سبع سنين، وكان ذبحه بظاهر بيت المقدس (¬10). وعاش في الدنيا ماية وثمانين سنة (¬11). ¬

_ (¬1) في "أ": " نبيح"، والمثبت من "ب". (¬2) في "أ": "صوح"، والمثبت من "ب". (¬3) سورة النجم، الآية 53. (¬4) في الإنباء 62 "وكان ذلك بعد مُضِيّ تسع وتسعين سنة من عمر إبراهيم عليه السلام". (¬5) الإنباء 62، 63، الصالحي 9 أ. (¬6) في المعارف 1/ 34، والبدء والتاريخ 3/ 61، وتاريخ المنبجي 1/ 53، والإنباء 63 "كان عمره ماية وسبعًا وثلاثين سنة". وفي تاريخ الطبري 1/ 314، وسيرة ابن هشام 1/ 20 "كان عمره مائة وثلاثين سنة فقط". (¬7) عند علماء المسلمين: الذبيح هو إسماعيل عليه السلام. (¬8) الطبري 1/ 269 و 275 و 276، 276، الإنباء 62، مختصر النوادر، ورقة 7. (¬9) في الأصل: "الذبح". (¬10) الإنباء 63، 64. (¬11) وقيل: عاش خمسًا وثمانين. (المعارف 28، المحبّر 4، اليعقوبي 1/ 29)، الطبري 1/ 330 وفيه مائة وستون سنة، والبدء والتاريخ 3/ 65، والإنباء 64).

يعقوب عليه السلام

وكانت (¬1) وفاته في السنة التي خرج يوسف فيها من السجن واستوزره فِرعَونُ بمصر. ودُفن عند قبر أبيه (¬2). يعقوب عليه السلام ابن إسحاق، وهو إسرائيل وأولاده الاثنا عشر، يُسَمَّون الأسباط (¬3). وقيل: إنّ سائر الأنبياء من ولده إلا عشرة، وهم: نوح، وهود، وصالح، ولوط، وأيوب، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين. وتوفي بمصر وله ماية وخمسون (¬4) سنة (¬5). ودُفن عند قبر أبيه. يوسف عليه السلام ابن يعقوب بن إسحاق. ولم يُخلَق من بني آدم أحسن منه. وقصّته مشهورة مع إخوته (¬6)، وفارق أباه بعد اثنتين (¬7) وعشرين/ 14/ سنة، وأقام معه أبوه سبع عشرة (¬8) سنة (¬9). وعاش يوسف ماية وخمسًا وعشرين سنة (¬10). وكان يعقوب وأهل بيته يوم دخولهم مصر سبعين نفْساً (¬11). وخرجوا مع موسى إلى التّيه، وكانوا ستّ ماية ألف مقاتل (¬12). ¬

_ (¬1) في الأصل: "وكان". (¬2) المعارف 38، الإنباء 64، الصالحي 9 ب. (¬3) المستدرك 2/ 569، 570، الإنباء 64. (¬4) في "أ": "وخمسين". (¬5) في الإنباء 64 "ماية وسبع وأربعون سنة"، ومثله في تاريخ الصالحين 10 أ. (¬6) راجع سورة يوسف من القرآن الكريم. (¬7) في "أ": اثنين. (¬8) في "أ": "سبعة عشر". (¬9) اليعقوبي 1/ 30، الطبري 1/ 336، الإنباء 65، الصالحين 10 أ. (¬10) في الإنباء 66 "وكلهم قالوا إنه مات وله ماية وعشر سنين" وكذا في نسخة "أ"، وانظر: المعارف 41، اليعقوبي 1/ 32، الطبري 1/ 336، وفي موضع آخر منه 1/ 363 "مائة وعشرون سنة"، وكذا في: المحبّر 4، والبدء والتاريخ 3/ 69، والمغرِب لابن سعيد 378 وهو ينقل عن ابن قتيبة، ونزهة المالك، ورقة 28، 29. (¬11) الطبري 1/ 364، المنبجي 1/ 57، المغرِب 382، الإنباء 66. (¬12) البدء والتاريخ 3/ 69، المغرِب 382، الإنباء 66، نزهة المالك، ورقة 28، 29، وفي تاريخ الطبري 1/ 414 "وستمائة وعشرون ألفًا".

أيوب عليه السلام

وكان بين دخول يعقوب إلى مصر وخروج موسى منها بقومه أربع ماية وأربعون (¬1) سنة (¬2). وكان يستنصر به. أيوب عليه السلام هو رجل روميّ بن أموص بن رازح (¬3) بن عابيل (¬4) بن عيص بن إسحاق (¬5). وزوجته رحمة بنت لوط (¬6). (وقيل: أمّه بنت لوط النبيّ، ع م (¬7)، وزوجته ليا (¬8) بنت يعقوب النبي عليه السلام. من المعارف) (¬9) (¬10). وكان مسكنه الثنيّة بحَوْران. وابتُلي بالأمراض سبع سنين (¬11). وكان عُمُره ثلاثًا وتسعين (¬12). وقيل: خمسًا وتسعين. وقال الطبري (¬13): بعث الله بعده (ابنه) (¬14) بِشْر بن أيوب، وسمّاه ذا الكِفْل. وكان مقيمًا بالشام. ومات وله خمس وسبعون سنة. وبعث الله بعده شُعَيبًا. ¬

_ (¬1) الصواب: "وأربعين". (¬2) الإنباء 66 وفيه "أربع ماية وست وثلاثون سنة". (¬3) في الأصل: "رراح". (¬4) في ازنباء: "عاويل". (¬5) الطبري 1/ 322 وقد سقط منه "بن عاويل". وانظر: البدء والتاريخ 3/ 69، ونزهة المالك، ورقة 28، 29، والإنباء 66. (¬6) وهي: رحمة بنت فراييم بن يوسف بن يعقوب (الطبري 1/ 322، الإنباء 66). (¬7) اختصار: عليه السلام. (¬8) هكذا في تاريخ الطبري 1/ 322، والبدء والتاريخ 3/ 72، وفي المعارف 42، والإنباء 66 "إليا". (¬9) المعارف 42. (¬10) ما بين القوسين عن الهامش. (¬11) الطبري 1/ 324، المستدرك 2/ 582، الإنباء 67، الصالحين 10 أ. (¬12) الطبري 1/ 324، المستدرك 2/ 582، الإنباء 67، الصالحين 10 أ. (¬13) في تاريخه 1/ 325، ومثله في: تاريخ الصالحين 10 ب. (¬14) كتبت فوق السطر.

شعيب عليه السلام

شُعيب عليه السلام وقيل: إنّ اسمه ثبرون (¬1) بن صيفون بن عنقا (¬2) بن ثابت (¬3) / 15/ بن مَدْيَن بن إبراهيم (¬4). بعثه الله إلى مَدْيَن وإلى أصحاب الأيْكة فكذبوه، فاجتمعوا تحتها به، فظلّلتهم، فاستلذوا ببردها، فاجتمعوا تحتها، فصارت ناراً فأحرقتهم (¬5). ويقال: إنه عاش أربع ماية. وقيل: ستماية سنة. الخضر عليه السلام يقال: كان في مقدمة ذي القرنين الأول الذي كان في زمن إبراهيم عليه السلام، وبلغ معه نهر الحياة، فشرب من مائه، فخُلّد إلى الآن (¬6). وقوم يقولون: هو أُرْميا بن خلقيا (¬7). وكان من سِبْط هارون (¬8). موسى وهارون عليهما السلام ابنا عِمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فأُرسِلا إلى فرعون، وهو الوليد بن مُصْعَب (¬9)، وكان عاتيًا جباراً (¬10). وخبر موسى وفرعون مشهور. ولبث في مصر إحدى وثلاثين سنة. وقتل القِبْطي، وخرج إلى مَدْين خائفًا، وأقام بها تسعًا وثلاثين سنة. ثم سار إلى مصر بزوجته/ 16/ صفورا بنت شعيب النبيّ ¬

_ (¬1) في تاريخ الطبري: "بزول". (¬2) في الإنباء 67 "عيفا". (¬3) في الأصل: "ثابت". (¬4) الطبري 1/ 325، البدء والتاريخ 3/ 75، الإنباء 67، الصالحين 10 ب. (¬5) الطبري 1/ 327، 328، البدء والتاريخ 3/ 76، المستدرك 2/ 568، 569، الصالحين 10 ب. وانظر: عن أصحاب الأيكة في سورة الحِجر، الآية 78 و 79، وسورة الشعراء، الآية 176 وما بعدها. (¬6) الطبري 1/ 365، الإنباء 68. (¬7) مهملة في الأصل. وفي "ب": "حلفا". (¬8) في الأصل: "من سبط اليهود"، وفي "ب": "من سبط موسى وهارون". (¬9) جاء على هامش "ب": "قيل إن وليد بن الريّان كان عاملاً لمنوجهر ومطيعًا له، وحنق فرعون موسى منه". (¬10) الطبري 1/ 386، مروج الذهب 1/ 48، الإنباء 69.

يوشع بن نون

عليه السلام، وكلّمه الله تعالى بطور سَيْناء، وأيّده بالمعجزات، وبعثه رسولًا إلى فرعون مع أخيه هارون، فأقام بمصر -فيما يزعمون- إحدى (¬1) عشر شهرًا. ثم سار ببني إسرائيل، فأتبعه فرعون، فأغرقه الله في بحر القُلزُم (¬2). ومكث قومه في التّيه أربعين سنة (¬3). ومات هارون وله ماية وتسعة عشر (¬4) سنة (¬5). وقيل: ماية وثلاثًا (¬6) وعشرون سنة (¬7). يوشع بن نون ابن إبراهيم (¬8) بن يوسف بن يعقوب عليهم السلام. أرسله الله، وأمره الله بالمسير إلى أريحا (¬9)، فلقِيَه الجبارون فقاتلهم وهزمهم. وكان عُمُر يوشع ماية وعشر سنين (¬10). وكانت ولايته على بني إسرائيل بعد موت موسى بثمانية وعشرين سنة (¬11). ثم استخلف غالب بن يوفنّا (¬12) فمكث والياً علي بني إسرائيل عشرين سنة. حزقيل بن بُودَى (¬13) وهو صاحب القوم الذين أُخرِجوا {مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} (¬14). ¬

_ (¬1) الصواب: "أحد". (¬2) الإنباء 70، وانظر: سورة القصص، من أولها إلى الآية 48. (¬3) الطبري 1/ 435، الإنباء 70، الصالحين 12 ب. (¬4) الصواب: "وتسع عرة". (¬5) الإنباء 70، الصالحين 12 ب. (¬6) الصواب: "وثلاث". (¬7) الإنباء 70، الصالحي 12 ب. (¬8) في الإناء 70 "افراييم". (¬9) مدينة معروفة بفلسطين. (¬10) ومثله في: تاريخ المنبجي 1/ 64، أما في تاريخ الطبري 1/ 442 "مائة وست وعشرون سنة". (¬11) الإنباء 71، الصالحين 12 ب. (¬12) في الأصل: "نوفا"، وفي الطبري 1/ 347 "يوفنّه"، وفي مروج الذهب 1/ 52 "يوقنا" (بالقاف)، والمثبت عن: البدء والتاريخ 3/ 97، والإنباء 71، ولم يُذكر في "ب". (¬13) عند الطبري 1/ 457 "بوذي"، وفي البدء والتاريخ 2/ 98 "بور"، وفي الإنباء 71 "يوزي"، وفي "ب": "بوار"، وفي مختصر النوادر، ورقة 8 "بورا". (¬14) سورة البقرة، الآية 243.

إلياس عليه السلام

ويقال له: ابن العجوز؛ لأن أمّه ولدته وهي عجوز عقيم (¬1). وقال الطبريّ (¬2): لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الماضين أنّ المقدَم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع كان غالب بن يوفنّا (¬3)، ثم حِزْقيل بن بودى. إلياس عليه السلام ابن العيزار بن هارون بن عِمران. أُرسِل إلى أهل بعلبك، وكانوا يعبدون صنمًا يقال له بعل، فدعا عليهم، فأرسل الله عليهم (¬4) المطر ثلاث سنين، فهلكت مواشيهم ودوابهم، فسألوه (¬5) أن يدعو الله تعالى ليرفع عنهم المطر ليؤمنوا، فدعا لهم، ففرَّج عنهم، فلم يتوبوا، فسأل الله أن يقبض روحه، فكساه الله الريش وجعله يطير مع الملائكة. فكان إنسيًّا، ملكيًا، أرضيًّا، سماويًا (¬6). اليَسَع عليه السلام ابن أخطوب (¬7). كان تلميذ إلياس، أرسله الله إلى بني إسرائيل وقد عَصَوا ربهم، وكثُرت خطاياهم. فسلط الله عليهم ملك العمالقة، وانتزع التابوت منهم وقتلهم وسبا ديارهم (¬8). /18/ فكان منذ وفاة يوشع إلى اليَسَع أربع ماية وستين سنة (¬9). شمويل بن يالي هو شمويل بن يالي. ويقال له بالعربية (¬10): إسماعيل (¬11). أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل وقد استعبدتهم العمالقة، وضربوا عليهم الخزية (¬12). ¬

_ (¬1) الإنباء 72، الصالحين 13 أ. (¬2) في تاريخه 1/ 457. (¬3) في الأصل: "نوفا". (¬4) في الأصل: "علهم". (¬5) في الأصل: "فسلوه". (¬6) البدء والتاريخ 3/ 99، 100، الإنباء 72، الصالحين 13 أ. (¬7) في الأصل: "أخطون"، وفي "ب": "اخطوان". (¬8) الإنباء 73، الصالحين 13 ب وفيه: "وسبى نساهم وذراريهم". (¬9) الطبري 1/ 464، 465، الإنباء 73، الصالحين 13 ب. (¬10) في الأصل: "بالعبرانية". وهو" ابن هلقانا" بالعبرانية. (¬11) المعارف 44، الإنباء 73. (¬12) الإنباء 73.

وكانوا بني (¬1) إسرائيل يسألون (¬2) الله أن يبعث الله لهم نبيًا، ولم يكن من سِبط النُّبُوّة إلَّا امرأة عاقر اسمها حيا (¬3)، فسألت الله أن يرزقها غلامًا، فولدت شمويل، واسمه شمعون، اشتُق من: سمع الله دعاها (¬4)؛ لأن السين بالعبرية (¬5): شين. وهو من ولد فاهت بن لاوي بن يعقوب. فلما تم له اثنتان وعشرون سنة وُلد له داود عليه السلام. فلما بلغ شمويل أربعين سنة بعثه الله نبيًا، ومسح رأس طالوت بالدهن، ولم يكن من أهل بيت المُلْك، فأبَوْه الناس. وكان آية مُلكه أنْ أتاهم التابوت على عَجَلَةٍ يجره (¬6) ثوران. وقيل: إن التابوت كان من خشب الشمسار (¬7)، معمولًا بالصفر، مُمَوَّها بالذهب. وكان فيه طسْتًا (¬8) من ذهب كان يُغسَل فيه قلوب الأنبياء والألواح التي أُنزِلت على موسى (¬9) / 19/ والعصا. ثم خرج طالوت لقتال جالوت في ثلاثماية وثلاثة عشر رجلًا، [عدّة] (¬10) أصحاب بدر، منهم داود وإخوته. فقتل داودُ جالوت (¬11). وزوجه طالوت ابنته، وأراد قتله حسدا، فلم يقدر على ذلك. وزعم أهل التوراة أن مُلْك طالوت أربعون سنة (¬12). وفي بعض تواريخ أهل التوراة أن شمويل دبر بني إسرائيل إحدى عشر (¬13) سنة، وأنه مات وله اثنان (¬14) وخمسون سنة (¬15). ¬

_ (¬1) الصواب: "وكان بنو". (¬2) في الأصل: "يسلون". (¬3) في الإنباء 73 "حَتّا". (¬4) الطبري 1/ 467، الإنباء 73. (¬5) في الأصل: "بالعربية" وهو خطأ. (¬6) في الأصل: "تجره"، والخبر في: تاريخ الصالحين 13 ب. (¬7) في الإنباء 74 "الشمشار". (¬8) الصواب: "طست". (¬9) الإنباء 73، 74. (¬10) إضافة من الإنباء 74. (¬11) مروج الذهب 1/ 55، الإنباء 74. (¬12) الطبري 1/ 475، الإنباء 74، الصالحين 14 أ. (¬13) الصواب: "إحدى عشرة". (¬14) الصواب: "اثنتان". (¬15) الإنباء 74، الصالحين 14 أ.

داود عليه السلام

داود عليه السلام هو داود بن ميشا (¬1) بن عويل (¬2) من ولد يهودا. وكان قصيراً، أزرق، قليل الشعر، ورّثه الله تعالى مُلك طالوت، ونُبُوّة شمويل، فأطاعه بنو إسرائيل (¬3)، ففتح الفتوحات الكثيرة، وأنزل الزبُور، وعلّمه صنعة الحديد، وأمر الجبال والطير يسبّحن معه، (وأعطاه) (¬4) من حُسن الصوت ما لم يُعطِ أحدًا من المخلوقين. فلما بلغ من عُمُره ستين سنة (¬5) تزوّج [بزوجة أوريا، وولدت له سليمان، وبكى على خطيئته أربعين يومًا] (¬6). وعاش ماية سنة (¬7). وقيل: ستين سنة (¬8). سليمان بن داود عليهما السلام مَلَك بعد أبيه وله ثمان عشر (¬9) سنة (¬10). وسخّر الله له الجن، والإنس/ 20/ والطير، والأرياح، وآتاه الله النُّبُوّة (¬11)، وكان إذا جلس في مجلسه عكفت عليه الطير، وقام له الجنّ والإنس (¬12). وقصته مع الريح العقيم مشهورة (¬13). ¬

_ (¬1) في المعارف 45 "إيشا"، ومثله في تاريخ اليعقوبي 1/ 50، والبدء والتاريخ 3/ 100، وفي تاريخ الطبري "إيشى"، ومثله في المحبّر 5، وفي الإنباء 74 "أبشي". (¬2) في المحبّر، والإنباء 74 "عويذ". (¬3) في الأصل: "بنو اسرايل". (¬4) في الأصل: "واطاعه". (¬5) في الإنباء 75 فلما بلغ ثمانيًا وخمسين سنة. (¬6) في الأصل: "تزوّج بزوجة". وما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من الإنباء 75، وفي "ب": ابتُلي باثم أوربا بن حيّان وتزوّج زوجته. (¬7) الطبري 1/ 485، الإنباء 75، الصالحين 14 ب. (¬8) في الإنباء 75 "وقيل سبعين سنة". وزاد في "ب": ويقال إن جنازته شيعها سبعون ألف راهب. (¬9) الصواب: "ثماني عشرة". (¬10) في الإنباء 75 "وله اثنتا عشرة سنة"، وفي مختصر النوادر 8 "ثلاثة عشر سنة"! (¬11) الطبري 1/ 486، المستدرك 2/ 589، البدء والتاريخ 3/ 103، الإنباء 75، الصالحين 14 ب. (¬12) الطبري 1/ 486، الإنباء 76، مختصر النوادر 8، الصالحين 14 ب. (¬13) راجع سورة الأنبياء، الآية 81، وسورة سبأ، الآية 12، وسورة ص، الآية 36.

ولما قُضي من مُلكه أربع سنين ابتدأ يبني بيت المقدس (¬1)، وفرغ منه في سبع سنين. ولما مضى في (¬2) مُلكه خمسًا وعشرون (¬3) سنة جاءته بلقيس ملكة سبأ. وقصتها مشهورة (¬4). وفي ذلك أنّ الشيطان أخذ خاتم سليمان، وجلس على كُرسيه أربعين يومًا (¬5). وخرج سليمان هارباً على وجهه يستطعم الناس الطعام (¬6). ثم إن الشيطان هرب وطرح الخاتم في البحر، فابتلعته سمكة، فصادَهَا صيّاد وباعها، فاشتراها، فردّها الله عَزَّ وَجَلَّ إلى مُلكه (¬7). وكان عُمُر سليمان اثنين (¬8) وخمسين سنة (¬9). ومات وهو متوكّئ على عصاه (¬10). ثم مَلَك ابنه رجيعم (¬11) سبع عشرة سنة (¬12)، ثم افترقت ملوك [بني إسرائيل] (¬13) ثلاث سنين. ومَلَك بعده آسا (¬14) أحد (¬15) وأربعين سنة. ¬

_ (¬1) الطبري 1/ 503، الإنباء 76، الصالحين 14 ب. (¬2) في الإنباء: "من". (¬3) الصواب: "خمس" كما في "ب". (¬4) راجع سورة النمل. (¬5) الطبري 1/ 499، اليعقوبي 1/ 59، الإنباء 76، الصالحى 15 أ. (¬6) الطبرى 1/ 499، اليعقوبي 1/ 59، الإنباء 76. (¬7) الطبري 1/ 499، اليعقوبي 1/ 59، الإنباء 76، وفي "ب": " فاشتراها رجل مملوك فقلاها فلما طبخها وقف سليمان بالباب واستعطى شيئًا يأكل، فدفع له السمكة وكان جائعًا, فجلس يأكل منها فوجد الخاتم في بطنها فلبسه". (¬8) الصواب: "اثنتين". (¬9) اليعقوبي 1/ 60، الطبري 1/ 503، مروج الذهب 1/ 58، الإنباء 77. (¬10) الإنباء 77. (¬11) في تاريخ الطبري 1/ 517 "رُحُبْعُم" كما ضبطه ابن خلدون في تاريخه 1/ 148 وقال: "براء مهملة وحاء مهملة مضمومتين، وجاء موحدة ساكنة وعين مهملة مضمومة وميم". وفي مروج الذهب 1/ 58 "أرخبعم"، وفي تاريخ اليعقوبي 1/ 6 مثل الطبري، وفي الإنباء 77 "خيعم"، وبهامشه "خيعم"، وفي تاريخ الصالحين 15 أ "خبعم". (¬12) المصادر السابقة. (¬13) ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل. (¬14) عند الطبري 1/ 517 "أسا"، وفي الإنباء 77 "ايثاير"، وفي تاريخ الصالحين 15 أولده اسابن ابيا. (¬15) الصواب: "إحدى".

شعيا عليه السلام.

وكان رجلًا صالحًا. وكان أعرج من عِرْق الأنسا (¬1). ولم يزل المُلك في ولده إلى صاحب (¬2) شَعْيا، واسمه: صديقة (¬3). وقيل: حِزقيا (¬4). شَعْيا عليه السلام (¬5). / 21/ بعثه الله نبيًا يسدد صديقة الملك ويرشده. وهو الذي بشر بعيسى، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - (¬6). وأرسله الله إلى بني إسرائيل، فقتلوه، فسلط الله عليهم بُخْتَ نَصَّر الأول (¬7). وأقام المُلكَ في بني داود أربع ماية وثلاثًا وخمسين (¬8) سنة (¬9). [ثم أقام الشام خرابًا ليس فيه غير السامرة سبعين سنة] (¬10). والمُلْك لأهل بابل (¬11). أُرْميا عليه السلام ولما أحدث بنو إسرائيل البِدَع وعَصَوا خالقهم أرسل الله إليهم أرميا فضربوه وقيدوه، فبعث الله عليهم بُخْتَ نصر، فقتل وصلب وأحرق وسبق الذراري، وخرب بيت المقدس، فخرج أرميا إلى مصر فأقام بها، فأمره الله تعالى بالعودة إلى بيت المقدس، فسار حتى أشرف على خرابه، فقال: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ} (¬12)، ثم بعثه الله بعد أن عمرت بنو إسرائيل بيت المقدس (¬13). ¬

_ (¬1) كذا، وفي مروج الذهب 1/ 46، والإنباء 77 " عِرق النّسا". (¬2) في الأصل: "صاحبا". (¬3) هو قول إسحاق. (¬4) الطبري 1/ 531، الإنباء 77، الصالحين 15 أ. (¬5) في الأصل: "السلم". (¬6) المعارف 50، الإنباء 77، مختصر النوادر 8. (¬7) بُخت نصّر الأول: الاسم الذي أطلقه مؤرّخو العرب على الملك "نابو شانزار"، الثاني ملك بابل. خَلَف بختنصّر أباه نابو بولازار عام 605 ق. م. وتابع خطّة التوسّع الإقليمي، واشتهر خاصة بحروب الإبادة التي شنها على اليهود الإسرائيليين فاستولى على بيت المقدس عام 597 ق. م. وأخذ ملكهم يهو ياقيم أسيرًا إلى بابل، ونصب على فلسطين صدقيا (القاموس الإسلامي 1/ 282). (¬8) في "أ": "وثلاث وخمسون"، والمثبت من "ب". (¬9) الإنباء 78. (¬10) ما بين الحاصرتين من "ب". (¬11) الطبري 1/ 543، تاريخ سِنِي ملوك الأرض 82، الإنباء 78. (¬12) سورة البقرة، الآية 259. (¬13) المعارف 48، الطبري 1/ 453، 454، البدء والتاريخ 3/ 114، الإنباء 79، الصالحين 16 أ.=

دانيال والعزير

دانيال والعُزَيْر من جملة من سباهم بُخْتَ نَصَّر وسار بهما إلى بابل، ثم رأى رؤيا فعبّرها على دانيال، فعبرها له، فأكرمه، ونجا دانيال، والعُزَيْر، ومن كان في أسره (¬1). وكان هؤلاء (¬2) الأربعة أعزّ من في أسره من/ 22/ الأسرى، وهم دانيال، والعُزَير، وشمويل (¬3)، وحُنينا (¬4). فلما مات بُخْتَ نَصَّر عادوا إلى بيت المقدس. ويقال: إنّ دانيال مات بمدينة السُّوس من أرض خوزستان (¬5)، والعُزَير، ردّ التوراة إلى اليهود بعد ما أُحرِقت (¬6). ويقال: إن دانيال ليس بنبي وإنه حكيم. وكان من أولاد داود. وإن من مولده إلى موت العُزَير خمس ماية سنة وأربعة (¬7) وستون سنة (¬8). وفي آخر ولاية العُزَير لبني إسرائيل زالت مملكة الفرس (¬9)، وظهر ذو القرنين (¬10) الإسكندر إلى الشام. وكان قبل خروجه من بلد مقدونيا ستّ سنين. ويقال: من هبوط آدم ومُلْك ذي القرنين الإسكندر الماقدوني (¬11) خمسة آلاف سنة. ¬

_ = وفي نسخة "ب" حاشية جاء فيها: "اختلف المؤرخون في بخت نصّر هل كان ملكًا مستقلًا بنفسه، أو نائبًا عن غيره للفرس. والأصحّ أنه كان نائبًا للهراسب، وسار بالجيوش نيابة عنه، وفتح له البلاد، وكان في زمن مَعَد بن عدنان". (¬1) الإنباء 79. (¬2) في الأصل: "هاولا". (¬3) في "ب": "سمويل". (¬4) في "أ": مهملة. والمثبت يتفق مع "ب" ومختصر النوادر 8. (¬5) في الأصل: "خرستا"، وفي "ب": "جورستان". (¬6) المعارف 50، والبدء والتاريخ 3/ 115، 116، الإنباء 80. (¬7) الصواب: "وأربعا". (¬8) الإنباء 80. (¬9) الإنباء 80. (¬10) جاء على حاشية "ب": "الصحيح أنّ ذا القرنين ذكره الله في القرآن هو ملك قديم كان زمن إبراهيم الخليل، وقيل إنه فريدون، وقيل غيره. وقد غلط من ظنّ أن باني السّد الإسكندر الرومي، وقد استفاض على ألسِنة الناس أن لقب الإسكندر المذكور ذو القرنين أيضًا، وهو غلط، من تاريخ المختصر في أخبار البشر لعالمٍ ثقة، وقت إلى هنا". (¬11) جاء على حاشية "ب": "هو الصعب بن الرائش، وهو الذي مكّن الله له في الأرض، وعظم ملكه، وبنى السد على يأجوج نقل سعيد المغربي أن ابن عباس سُئل عن ذي القرنين الذي ذكره الله في القرآن، فقال: هو من حِميَر. وهذا ممّا يقوّي أنّ الصعب نفسه لأنه كان ملكًا عظيمًا من ولد حِميَر من الباب المذكور".

الإسكندر

(وأمّا العُزَيْر، فلما عاد إلى بيت المقدس أقام لبني إسرائيل التوراة بعد ما أُحرقت، وكان من علمائهم، ولم يكن نبيًا (¬1). الإسكندر ذو القرنين، من أول مُلكه إلى آخر سنة ثلاثٍ وثمانين وخمس ماية للهجرة: خمسة آلاف وخمسين سنة (¬2). وهو أول من أحدث السّويق. يونس بن متى /23/ بُعث إلى نينَوَى. وكان مبعثه بعد سليمان بستماية سنة. وقضته مشهورة (¬3) من التقامه الحوت (¬4) وأقام في بطنه أربعين يومًا. وقال عز وجل: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} (¬5) وكان تسبيحه في الظُّلُمات: {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (¬6). زكريَّا بن برخيّا من ولد سليمان بن داود. وكان هو وأبو عِمران أبو مريم متزوّجين بأختين، إحداهما (¬7) عند زكريا، وهي أم يحيى، والأخرى، عند عِمران، وهي أمّ مريم. فلما وُلدت تكفّلها زكريا لأن أباها قد مات، فولدت مريمُ عيسى بعد ولادة يحيى بثلاث سنين. ¬

_ (¬1) الإنباء 80، مختصر النوادر 8. (¬2) الصواب: "وخمسون". (¬3) راجع سورة الصاقات، الآية 139 وما بعدها: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}. وسورة القلم، الآية 48 وما بعدها: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}. (¬4) كذا. والصواب: "من التقام الحوت له". (¬5) سورة الصافات، الآيتان: 143 و 144. (¬6) سورة الأنبياء، الآية 87. (¬7) في الأصل: "أحدهما".

يحيى بن زكريا

واتّهم زكريا بنوا (¬1) إسرائيل بمريم، فهرب منهم، فدخل جوف شجرة فقطعوها بالمنشار (¬2). ويقال: إنه مات موتاً (¬3). يحيى بن زكريا وكانت ولادته في ملْك سابور، وذلك بعد قيام الإسكندر بثلاثماية وثلاثين سنة (¬4). وقيل: ثلاث وستين سنة. وكان حصورًا لا يأتي النساء (¬5). وإن مَلكا من ملوك بني إسرائيل كاده وبغى عليه/ 24/ فقتله، وذلك قبل أن يُرفع عيسى عليه السلام (¬6). فلما رُفع عيسى غزاهم ملك الفُرس على دم يحيى، فقتل عليه خلقًا من بني إسرائيل حتى سكن دمه (¬7). عيسى بن مريم عليه السلام وُلد بعد قيام الإسكندر بثلاثماية وثلاث سنين (¬8). وحَمَلتْه مريم ولها ثلاثة عشر (¬9) سنة (¬10). وتكلّم في المهد ثلاث مرّات، ثم لم يتكلّم إلى أن بلغ أوان الكلام (¬11). وقيل: إنه رُفع ليلة القَدْر من جبل بيت المقدس. فلما كان بعد سَبْعٍ ظهر لأمّه وقال لها: لم يُصِبْني إلَّا خيرًا (¬12). وأمرها أن تأتيه بالحواريّين، فوصّاهم وثبّتهم في الأرض (¬13). ¬

_ (¬1) كذا في الأصل. (¬2) هذا قول وهب بن منبّه. (المعارف 52، البدء والتاريخ 3/ 116، الإنباء 82، الصالحين 17 أ). (¬3) الإنباء 82. (¬4) في الإنباء 82 بثلاثماية وثلاث سنين، ومثله في تاريخ الصالحين 17 ب. (¬5) الإنباء 82، مختصر النوادر 8. (¬6) الطبري 1/ 586، البدء والتاريخ 3/ 117، 118، المستدرك 2/ 592، الإنباء 82. (¬7) الطبري 1/ 593، مروج الذهب 1/ 63، الإنباء 82. (¬8) الإنباء 83. (¬9) الصواب: "ثلاث عشرة". (¬10) في المستدرك 2/ 596، رواية أخرى، الطبري 1/ 585، الإنباء 83، مختصر النوادر 8. (¬11) الإنباء 83، مختصر النوادر 8. (¬12) الصواب: "لم يُصِبني إلَّا خير" تاريخ الصالحين 18 أ، ب. (¬13) الإنباء 83، الصالحين 18 ب.

ذو الكفل

ويقال: إن مريم عاشت بعده ست سنين (¬1). ويروى: بعد عشرين سنة من الوقت الذي رفع فيه عيسى، وسُمي المؤمنون به أنصارًا (¬2) وكان أصل هذه التسمية بأنطاكية (¬3). وقيل: بالناصرة. * * * وأمّا الرجل الذي {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ} (¬4) فإنّه العُزَير (¬5). وبعد رفعه بثمانين سنة أو سبعين سنة (¬6) مَلَكَ قسطنطين ملِك (¬7) يقال له: ابن هيلانة. وذكر أنه رأى في منامه كأن رماحا نزلت من السماء عليها صُلبان، فجعل على رماحه الصُلبان. وحارب أعداءً كانوا له فظفر بهم، فقام بدين النصرانية/ 25/ وجمع ثلاثماية وثمانية عشر أُسقُفًا، وأربعة بطارقة، وتناظروا على مقالات النصارى، وفشوا (¬8) القوانين، وأمر ببناء الكنائس (¬9). ويقال: إنّ أمه هيلانة وجدت صليب الصلبوت، وهي الخشبة التي صُلب عليها ببيت المقدس مدفونا في مزبلة، فأخرجته وحملته إليه، وإنه بالقسطنطينية إلى الآن. ومن هناك كان أصل النصرانية (¬10). وقسطنطين هذا هو بنا (¬11) القسطنطينية، وإليه نُسِبت، وكانت تُسمَّى بزنطية (¬12). ذو الكِفْل مختَلَفٌ فيه. ¬

_ (¬1) الطبري 1/ 585، المستدرك 2/ 596، الإنباء 84. (¬2) في الإنباء 85 "نصارى"، ومثله في تاريخ الصالحين 18 ب. (¬3) الإنباء 85، الصالحين 18 ب. (¬4) سورة يس، الآية 20. (¬5) في الإنباء 86 فاسمه "حبيب". (¬6) في الإنباء 85 "بمايتي سنة وسبعين سنة". (¬7) هكذا تكرّرت "ملك". ولعلّه أراد: "ملك قسطنطينية ملك". (¬8) في الإنباء 85 "وقننوا". (¬9) اليعقوبي 1/ 153، الإنباء 85، الصالحين 18 ب. (¬10) الإنباء 85، الصالحين 19 أ. (¬11) كذا. والصواب "بني". (¬12) في تاريخ سِنِي ملوك الأرض 66، والإنباء 85 "قسطنطينية"، و "المثبت يتفق مع تاريخ الصالحين 19 أ".

أصحاب الكهف

وقوم قالوا: إنه تكفل برجل صالح (¬1). ورُوي أن ذا الكفْل ابن بشر ابن أيوب (¬2). وكان قبل عيسى بسنين كثيرة. وكان يصلّي كل يوم ماية صلاة (¬3). أصحاب الكهف هم فتية كانوا رومًا) (¬4)، وكانوا على دين المسيح، وكان ملكهم كافر (¬5) يعبد الأصنام. وقصّتهم مشهورة (¬6). ويقال: إن تبعهم كلب (¬7) اسمه "قطمير". وضرب الله على آذانهم ثلاثماية سِنينَ وازدادوا تسعًا (¬8). (وكان مكانهم مقابل باب (¬9) نعش، فلم تكن الشمس تصيبهم / 26/ وكانوا يقبلون في كل عام تقليبتين لئلا تأكلهم الأرض. وعدتهم ثمانية نفر (¬10). ¬

_ (¬1) الإنباء 86. (¬2) الطبري 1/ 325، الإنباء 86. (¬3) الإنباء 86. (¬4) ما بين القوسين، من قوله: "وأما العزير" قبل: "الإسكندر" بسطر، وحتى هنا ساقط من "ب". (¬5) "كافرًا" من "ب". وفي "أ": "كافر". (¬6) راجع سورة الكهف، الآية 9 وما بعدها: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا. . .} إلى آخر الآية 26. (¬7) كذا. وفي "ب": "وقيل إنه تبِعهم كلب". (¬8) سورة الكهف، الآية 25. (¬9) في الإنباء 87 باب نغش، وفي نسخة منه "بنات". (¬10) الإنباء 87، الصالحي 20 أ.

أصحاب الرس

وكانت قصّتهم قد كُتِبَت في لوح من حجارة. وقيل: من رصاص. وجُعل على باب الكهف. ويقال: إنّه جُعل في خزانة الملك، وهو الرقيم) (¬1). ويقال: إنّ هذا الكهف بالبلقاء، مدينة أُفْسُس (¬2). وكانوا في ملك "دقيانوس الرومي" (¬3). أصحاب الرسّ (أصحاب ياسين. وذلك أنهم وطِئوا الحبيب النجَّار حتى خرجت أمعاؤه من دُبُره في بئرٍ، وهو الرس (¬4). رُسُل أصحاب القرية هم ثلاثة من الحواريّين بعثهم عيسى ابن مريم بأمر الله تعالى إلى أهل أنطاكية. هذا قول قتادة (¬5). لقمان الحكيم قيل إنه كان عبدًا حبشياً لرجل من بني إسرائيل فأعتقه. وكان في زمن داود عليه السلام. واسم أبيه ثاران (¬6). / 27/ قومُ تُبَّع هو تُبَّع الحِمْيَري أحد ملوك اليمن، وهم التتابعة (¬7)، لأنَّ كلًّا منهم يتبع صاحبه. ويقال: إنه هو الذي بنا (¬8) الحيرة، وخرّب سمرقند (¬9). ¬

_ (¬1) الطبري 2/ 5، الإنباء 87، والذي بين القوسين من قوله: "وكان مكانهم مقابل" إلى هنا ليس في "ب". (¬2) أُفسُس = أفسوس، بلد بثغور طرسوس، يقال إنه بلد أصحاب الكهف. (معجم البلدان 1/ 231) والخبر في: البدء والتاريخ 3/ 129، 130، والإنباء 88. (¬3) الطبري 2/ 7 وفيه "دقينوس". (¬4) البدء والتاريخ 3/ 130، الإنباء 89، تاريخ الصالحين 20 ب. (¬5) الإنباء 85، 86، الصالحين 19 ب و 20 أ. (¬6) الإنباء 86، تاريخ الصالحين 19 ب. (¬7) في الإنباء 90 "التبابعة"، ومثله في تاريخ الصالحين 21 أ. (¬8) كذا، والصواب: "بني". (¬9) الطبري 2/ 111، الإنباء 90، الصالحين 21 أ.

ذو القرنين اكبر

ذو القرنين اكبر قيل هو المذكور في القرآن. وهو أول القياصرة، وهو من ولد سام بن نوح. ويقال: إنَّه لقي إبراهيم عليه السلام، وطاف البلاد، والخضر على مقدمته (¬1). وسدّ على يأجوج ومأجُوج. وقيل: إنه من قريةِ بقرب الإسكندرية تُعرف بلوبية (¬2). وقيل: هو الذي قتل دارا ابن دارا، وسلبه مُلكه، وتزوج ابنته، واجتمع له مُلك فارس والروم، ولهذا سُمي "ذو القرنين"؛ لأنه رأى في منامه كأنّه أخذ بقرنَي الشمس (¬3). وقيل: كانت له غديرتان من شعر يطأ فيهما. يعني أنهما القرنان. ويقال: إنه بلغ الظُّلُمات، وطلب عين الخُلد، وسار فيهما ثمانية عشر يومًا، ثم رجع إلى العراق، فمات بشهرزور، وحُمل في تابوت من ذهب/ 28/ إلى أمّه بالإسكندرية. وكان عُمُره ست (¬4) وثلاثين سنة. ومدة ملكه أربعة عشر (¬5) سنة (¬6). وهو قبل المسيح بثلاثماية وثلاث سنين. وقيل: تسعة عشر (¬7) سنة) (¬8). خالد بن سنان العبْسي هو نبيّ من ولد إسماعيل، كان بعد المسيح بثلاثماية سنة، وهي الفترة. ويقال: إن نارًا ظهرت بالبادية بين مكة والمدينة ولم يقف عليها على خبر، وعبدتها بعض العرب، فقام خالد بن سنان وأخذ عصاه واقتحم النار، فضربها حتى ¬

_ (¬1) الطبري 1/ 365، البدء والتاريخ 3/ 78، الإنباء 90. (¬2) الإنباء 91. (¬3) تاريخ اليعقوبي 1/ 143، تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 108، البدء والتاريخ 3/ 80، الإنباء 91. (¬4) الصواب: "ستاً". (¬5) الصواب: "أربع عشرة". (¬6) الطبري 1/ 573 و 578، مروج الذهب 1/ 291، 292، الإنباء 91. (¬7) الصواب: "تسع عشرة". (¬8) الإنباء 91. وما بين القوسين، من أول قولهه: "أصحاب ياسين"، حتى هنا ليس في "ب"، وجاء فيها فقط: "أصحاب الرس وأصحاب الأخدود وقوم تُبع هم ممن كفر بالأنبياء المتقدمين".

حنظلة بن صفوان

أطفأها غضبًا لله تعالى، ثم قال لأهله: إذا أنا متُّ وحال الحَوْل فارصدوا قبري، فإذا رأيتم عِيرًا فارموه واذبحوه على قبري، ثم انبشوا قبري فإنّي أحدثكم بكل شيء هو كائن. فمات، ورصدوا العير بعد الحَول فأصابوه ورموه وذبحوه على قبره، وأرادوا أن ينبشوه فمنعهم بنوه وقالوا: لا نُسمّى بنوا (¬1) المنبوش (¬2). وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كان نبيًا فأضاعه (¬3) قومُه (¬4) ". / 29/ حنظلة بن صفوان وكان نبيًا بعد خالد بن سنان بماية سنة. ويقال: إنه من ولد إسماعيل، وأُرسل إلى قبيلتين يقال لأحدهما (¬5): "قدمان"، والأخرى: "رعويل"، فأرسله الله إليهم فعَصَوه وقتلوه، فأنزل الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ} (¬6). ¬

_ (¬1) كذا، والصواب: "بنو". (¬2) المعارف 62، مروج الذهب 1/ 68، البدء والتاريخ 3/ 134، الإنباء 92، وانظر حديثه في: تاريخ الصالحين 19 أ، والمعجم الكبير للطبراني 11/ 297 - 299 رقم 11793، وفي نسخة "ب": "العنز" بدل "العير". (¬3) أخرجه المستدرك 2/ 599 "ذاك نبيّ أضاعه قومه" تلخيص المستدرك 2/ 599، البدء والتاريخ 3/ 135، الإنباء 92، مختصر النوادر 8، تاريخ الصالحين 19 أ. (¬4) المصادر السابقة. (¬5) الصواب: "يقال لإحداهما" كما في مختصر النوادر 8. (¬6) سورة الأنبياء، الآية 12، والخبر في: الإنباء 89، وانظر عنه 92، وتاريخ الصالحين 19 أ.

السيرة النبويّة

ولد النبي - صلى الله عليه وسلم -

وُلد النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) ببطحاء مكة، في الليلة التي صبيحتها يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول (¬2)، بعد قدوم اللَّيل بسبعةِ وخمسين يومًا، وهي ليلة الثامن والعشرين من نيسان (¬3)، (سنة ثمان (¬4) ماية واثنين (¬5) وثمانين لذي القرنين. ومن مولده إلى هذه السنة التي هي اثنين (¬6) وتسعين وخمس ماية: ستماية واثنين (¬7) وأربعون سنة هجرية. وذكر أصحاب الزيج (¬8) أنّه وُلد يوم الإثنين لثمانٍ خَلَون من شهر ربيع الأول بعد قدوم اللَّيل بخمسين يومًا، وأنّ الطالع كان في عشرين درجة من برج الجَدْي، وكان المشتري وزُحل في ثلاث درج من/ 30/ العقرب مقترنَينْ في درجة وسط السماء) (¬9) (¬10). ومات أبوه قبل ولادته بشهرين (¬11). واستُرضع له بعد موته بسبعة أيام حليمة بنت أبي ذؤَيب السعدية، وأقام معها خمس سنين، ثم ردته إلى أمه، وأخرجته إلى أخواله بالمدينة ليزورهم، وعادت به تريد مكة، فماتت بالأبواء (¬12)، وهي راجعة، وله يومئذٍ ست سنين (¬13). ¬

_ (¬1) العنوان في "ب": نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين. (¬2) في "أ": "ثاني عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول"، والمثبت من "ب". (¬3) في النسختين: "ينسان". (¬4) الصواب: "ثماني". (¬5) الصواب: "واثنتين". (¬6) الصواب: "واثنتين". (¬7) الصواب: "واثنتان". (¬8) مهملة في الأصل. (¬9) تاريخ اليعقوبي 2/ 7، التنبيه والإشراف للمسعودي 196، الإنباء 102، تاريخ الصالحين، ورقة 35 ب. (¬10) ما بين القوسين، من قوله: "سنة ثمان ماية. . " إلى هنا ليس في "ب". (¬11) الإنباء 102، تاريخ الصالحين، ورقة 36 أ. (¬12) بين مكة والمدينة. (¬13) سيرة ابن هشام 1/ 193، الطبري 2/ 165، 166، ابن سعد 1/ 116، الإنباء 102، 103، الصالحين 36 أ.

ثم كفله جده عبد المطلب إلى أن بلغ ثماني سنين (¬1). ثم استُسقي به في السنة التي مات فيها عبد المطلب، (ولعبد المطلب يومئذٍ ماية وعشر سنين) (¬2). (ووصى به عمّه أبو طالب (¬3)، فكفله أربع سنين. ثم خرج به إلى الشام وله [اثنتا عشرة سنة]) (¬4) (¬5). وقصته مشهورة مع بَحِيرا الراهب. ثم خرج إلى الشام بعد سنة في تجارة لخديجة مع غلام لها يقال له مَيْسَرَة (¬6). ثم تزوج خديجة بعد قدومه من الشام بشهرين وأيام، وكان سنّها يومئذٍ أربعين سنة (¬7). وبُنيت الكعبة، ورضيت قريش بحكمه فيها وله خمسٌ وثلاثون سنة (¬8). ولمّا أكمل الله له أربعين (¬9) سنة ظهر له جبريل عليه السلام في شهر رمضان برسالة ربه (¬10). / 31/ وقيل: أتاه ليلا وهو نائم بنَمَط ديباج فيه خمس من سورة "القلم" (¬11). وكان أول من آمن به خديجة زوجته، ثم علي ابن عمه عليه السلام، ثم أبو بكر الصّدّيق رضي الله عنه، ثم زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم عثمان بن عفّان رضوان الله عليه، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن ¬

_ (¬1) في "أ": "ثماني سنة"، والتصحيح من "ب"، وتاريخ الصالحين 36 أ. (¬2) في "أ": "في السنة التي مات فيها عبد المطلب وله ماية وعشرين سنة". والتصحيح بين الحاصرتين أثبتناه عن "ب"، والإنباء 103، وانظر فيه حاشية رقم (5)، والصالحي 36 أ. (¬3) الصواب: "أبا طالب". (¬4) في الأصل: "وله خمسًا وعشرون سنة". والتصحيح من: المعارف 150، والإنباء 103. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) السِّيَر والمغازي لابن إسحاق 81، سيرة ابن هشام 1/ 212، الطبري 2/ 280، أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 97 رقم 173 وص 98 رقم 177، المعارف 150، الإنباء 103، الصالحين 36 ب. (¬7) المحبّر 10، المعارف 150، أنساب الأشراف 1/ 98، 99، الإنباء 104، الصالحين 36 ب. (¬8) المعارف 150، المحبّر 9، سيرة ابن هشام 1/ 218، أنساب الأشراف 1/ 99 رقم 178، الإنباء 104، الصالحي 36 ب. (¬9) في "أ": "أربعون"، والتصحيح من "ب". (¬10) المحبّر 10، سيرة ابن هشام 1/ 263، السير والمغازي 121، ابن سعد 1/ 194، أنساب الأشراف 1/ 103، 104، الإنباء 104، الصالحي 36 ب. (¬11) سيرة ابن هشام 1/ 267، 268، الإنباء 104، والمقصود بالخمس، الآيات الخمس الأولى من سورة القلم، ويقال لها: "العَلَق"، تاريخ الصالحين 36 ب.

صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -

أبي وقّاص. ثم أسلم أبو عُبيدة بن الجرّاح. فهؤلاء سبقوا الناس إلى الإِسلام (¬1). وأقام - صلى الله عليه وسلم - يُخفي أمره ثلاث سنين، ثم أمره الله بإظهاره فأظهره (¬2). وتُوفي عمه أبو طالب في السنة العاشرة وله بضعٌ وثمانون سنة (¬3). وأخباره وغزواته يطول شرحها في هذا المختصر. وإسلام عمر رضي الله عنه معروف بدعاء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. صفة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (¬4) كان عليه السلام (¬5) مربوعًا، أزهر اللون، مُشربًا (¬6) بحُمرة، واسع الجبين، أزَجّ (¬7) الحاجبين، سهلًا، شديد سواد الحَدَقة، مفلج الثنايا، أبلج، أقنى (¬8) الأنف (¬9)، كثيف اللحية، وشَيْبه حول ذقنه، شِثْن (¬10) الكفَّين، وكان يُسْدِل شعره، ثم أمر بالفَرْق ففرّق (¬11). وتُوفيّ - صلى الله عليه وسلم - وله ثلاث وستون سنة/ 32/ وكانت هجرته عشر سنين (¬12). وقيل: إن أهل المدينة قحطوا في أول هجرته فسألوه (¬13) أن يستسقي لهم، فخرج - صلى الله عليه وسلم -، فما كان بأسرع من لمحةٍ حتى جاء المطر إلى أن كاد يُغرق أهل المدينة ¬

_ (¬1) السير والمغازي 137 و 139 و 140، سيرة ابن هشام 1/ 281 و 286، أنساب الأشراف 1/ 112، الإنباء 104، تاريخ الصالحين 36 ب. (¬2) السيرة 1/ 295، ابن سعد 1/ 199، أنساب الأشراف 1/ 116، الإنباء 105، الصالحي 36 ب. (¬3) في المصادر: "أربع وثمانون سنة" انظر: السيرة 2/ 64، السير والمغازي 236 و 243، وتاريخ اليعقوبي 2/ 35، والمعارف 150، وتاريخ الطبري 2/ 343، وأنساب الأشراف 1/ 263، والبدء والتاريخ 4/ 154، والإنباء 105، وتاريخ الصالحى 37 أ. (¬4) العنوان من "ب". (¬5) من "ب". (¬6) في "أ": "مشرب"، والتصحيح من "ب". (¬7) أزج: طويل. (¬8) في النسختين "اقنا". (¬9) أقنى الأنف: أي ما ارتفع وسط قصبته وضاق مِنخره. وهو قريب من الشَّمَم. (¬10) شثن: أي أنها إلى الغِلظ. (¬11) انظر عن صفته - صلى الله عليه وسلم - في: تاريخ الإِسلام وَوَفيات المشاهير والأعلام، للحافظ الذهبي، - بتحقيقنا - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت - الجزء الخاص بالسيرة النبوية ص 334 وما بعدها. وحديث أمَّ مَعبَد - ص 437، وقد حشدنا فيه مصادر كثيرة. (¬12) الإنباء 126. (¬13) في الأصل: "فسلوه"، والتصحيح من: "ب".

وأهل الضواحي، فشَكَوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بيده: "حوالينا ولا علينا"، فانقطع الشتاء عنهم، وصار حول مدينة يثرب مثل الخيمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين أبو طالب عن مثل هذا اليوم"؟ فقال أبو بكر رضي الله عنه: كأنك يا رسول الله نظرتَ إلى قصيدته اللاميَّة: وأبيضَ يُستسقَى الغمامُ بوجهه. . . ثِمالُ اليتامى عِصمة للأراملِ (¬1) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم يا أبا بكر". وقيل: إنّ النجوم تساقطت في هجرته يومًا كاملًا. وغسّله علي صلواتُ الله عليه، والعباس، والفضل، وقثم ابناه، وأسامة، وشُقران مولياه. وكان علي عليه السلام يسنده إلى صدره، والعباس وابناه يقلبون الماء ويقلبونه. ثم أنزله - صلى الله عليه وسلم - في لحده عليّ عليه السلام، والفضل، والعباس (¬2). ويقال: إن المغيرة بن شُعبَة طرح خاتمه في القبر، قال:/ 33/ وقع خاتِمي، فنزل وأخذه، فكان يقول: أنا أحدث الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فكان علي يقول: كذب المغيرة، [قثم أَحدَثنا عهدًا به] (¬3). وقبره بالمدينة، - صلى الله عليه وسلم -، في بيت عائشة رضي الله عنها. ¬

_ (¬1) البيت من قصيدة في: السِّيَر والمغازي 156، وسيرة ابن هشام -بتحقيقنا- طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1/ 305 - 311، وتاريخ الإِسلام (السيرة النبوية) 162، 163. (¬2) راجع في الغسل: صحيح البخاري 5/ 144 في المغازي، ومسلم (2347) في الفضائل، ومُسند أحمد 2/ 267، وسنن أبي داود (3141) في الجنائز، وسنن ابن ماجه (1467) في كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وطبقات ابن سعد 2/ 277، وتاريخ الطبري 3/ 211، وأنساب الأشراف 1/ 569، والإنباء 126، وتاريخ الإِسلام (السيرة) 574، 575. (¬3) في الأصل: "قثم ابناه أحدثنا به" والمثبت عن: الإنباء 126، والسيرة 4/ 316.

التواريخ المشهورة

التواريخ المشهورة من أول سنة للهجرة أول سنة للهجرة هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). وآخى (¬2) بين المهاجرين والأنصار. السنة الثانية غَزاة بدر الكبرى (¬3)، وذي العُشَيْرة (¬4). وفُرض الصيام (¬5). وغزاة قينُقاع (¬6)، وذات السَّوِيق (¬7). واستُقبِلت القِبْلة في آخر جمادى الآخر (¬8). ¬

_ (¬1) قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، (الطبري 2/ 193). (¬2) في النسختين: "واخا". والخبر في: تاريخ الصالحين، ورقة 38 أ. (¬3) انظر عن غزوة بدر الكبرى في: الكامل في التاريخ لابن الأثير -بتحقيقنا- طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1997 - ج 2/ 12 وفيه حشدنا مصادر كثيرة عنها. (¬4) في "أ": "العُسرة"، والمثبت من "ب". و"العُشَيرة": بلفظ تصغير العشرة، يضاف إليه (ذو) فيقال: ذو العُشَيرة، وهي من ناحية ينبُع بين مكة والمدينة. وفي صحيح البخاري إنها العُشَيرة أو العُشَيراء، وقيل: العُسَيرة والعُسَيراء، بالسين المهملة، والصحيح أنه العُشَيرة، قال ابن إسحاق: هو من أرض بني مدلج. (معجم البلدان 4/ 127). وانظر عن الغزوة في: تاريخ الإِسلام (المغازي) 47، 48 وفيه حشدنا مصادرها، وتاريخ الصالحي، ورقة 38 أ. (¬5) تاريخ الطبري 2/ 417، 418، الكامل في التاريخ 2/ 12، تاريخ اليعقوبي 2/ 42، الصالحي، 38 ب. (¬6) انظر عن غزاة قينقاع في: الكامل في التاريخ 2/ 30 وفيه حشدنا مصادرها بالحاشية (1). (¬7) انظر عن غزاة السويق في: الكامل في التاريخ 2/ 32 وفيه حشدنا مصادرها بالحاشية (1). (¬8) ابن هشام 3/ 25، اليعقوبي 2/ 42، الطبري 2/ 415، 416، الكامل في التاريخ 2/ 11، الصالحي 38 ب.

السنة الثالثة

السنة الثالثة غَزاة بني سُلَيم (¬1)، وغَزاة أُحُد في (¬2) شوّال. وإنَّما وُلد الحسن (¬3) يوم الخميس ثالث عشر شهر رمضان المعظَم (¬4). وصلّى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف (¬5). السنة الرابعة غَزاة بني النَّضِير (¬6). ومولد الحسين يوم الخميس ثالث عشر رمضان (¬7). وصلّى/ 34/ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف (¬8). السنة الخامسة غَزاة دُومَة الجندل (¬9)، وبني المُصْطَلِق (¬10). وفيها كان الإفك (¬11) ¬

_ (¬1) انظر عن غزاة أُحُد في: الكامل في التاريخ 2/ 34 وفيه حشدنا مصادرها بالحاشية (3). (¬2) انظر عن غزاة بني سليم في: الكامل في التاريخ 2/ 39 وفيه حشدنا مصادرها بالحاشية (3). (¬3) في "أ": "الحسين"، والتصحيح من "أ" وغيره. (¬4) هكذا في "أ"، وفي "ب" وغيرها: نصف شهر رمضان. (الطبري 2/ 537، الكامل في التاريخ 2/ 53، عيون التواريخ لابن شاكر الكتبي 1/ 169). (¬5) اختلفوا في صلاة الخوف، فقد ذكرها الطبري في غزوة ذي الرقاع سنة 4 هـ. (ج 2/ 556)، وزعم الواقدي أنها في المحرم سنة 5 هـ. وذكر أبو هلال العسكري أول ما صلى رسول الله صلاة الخوف، في كتابه: الأوائل، ص 77، وأن ذات الرقاع في سنة 5 هـ. وانظر: تاريخ الإِسلام (المغازي) 248، والكامل 2/ 61 وفيه حشدنا مصادر أخرى. (¬6) انظر عن بني النضير في: الكامل في التاريخ 2/ 60 وفيه حشدنا مصادر كثيرة. (¬7) الطبري 2/ 555 وفيه وُلد لليالٍ خلون من شعبان، وعنه ينقل الذهبي في: تاريخ الإِسلام (المغازي) 252، والكامل في التاريخ 2/ 63، وعيون التواريخ 1/ 191. (¬8) راجع آخر السنة الثالثة، قبل قليل، والإنباء 109، وتاريخ الصالحي، ورقة 39 ب. (¬9) انظر عن دُومة الجندل في: السيرة -بتحقيقنا- 3/ 165، والطبري 2/ 564، والكامل 2/ 64، وتاريخ الإِسلام (المغازي) 257، والمغازي للواقدي 1/ 403. (¬10) وهي غزوة المُرَيسيع. (تاريخ الإِسلام - المغازي 258) وفيه مصادر أخرى، والكامل 2/ 76. (¬11) وكان حديث الإفك في غزوة المُرَيسيع أو بني المصطلق. "تاريخ الإِسلام 269 وما بعدها، تاريخ الصالحين 40 ب).

السادسة

و [غَزاة] (¬1) بني قُرَيظة (¬2)، وغَزاة الخندق (¬3). السادسة غَزاة عُسْفان (¬4). ووفد السباع (¬5). وغَزوة الحُدَيبْية (¬6). وبَيعة الرضوان (¬7) * * * وبعث الرسول إلى يَزْدَجرد (¬8)، وقيصر (¬9). ولما وصل كتابه إلى ملك الفُرس مزَّقَه، فدعا عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "مزق الله مُلْكه" فكان ذلك (¬10). السابعة غَزاة خَيبر (¬11). وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" (¬12). واتخذ خاتمًا ونقشه: "محمَّد رسول الله". ¬

_ (¬1) إضافة على الأصل. (¬2) انظر عن بني قريظة في: الكامل في التاريخ 2/ 70، وتاريخ الإِسلام (المغازي) 307 وفيهما مصادر عنها. (¬3) انظر عن غزوة الخندق في: الكامل في التاريخ 2/ 65، وتاريخ الإِسلام (المغازي) 283، وفيهما مصادر عنها. (¬4) في "أ": "عرفان"، والتصويب من "ب" وتُعرف بغزوة بني لِحْيان. انظر عنها في: الكامل في التاريخ 2/ 73، وتاريخ الإِسلام (المغازي) 303 وفيهما مصادر أخرى. (¬5) في "ب": "وجه السباع"! (¬6) انظر عن الحُدَيبية في: الكامل في التاريخ 2/ 82، وتاريخ الإِسلام 363 وفيهما حشدنا مصادرها الكثيرة. (¬7) بيعة الرضوان كانت في الحديبية. انظر: تاريخ الإِسلام 383 وما بعدها، وتاريخ الصالحين، ورقة 41 أ، وتاريخ ابن أبي البركات المعروف بكاتب المقرّ السيفي بكتم السلاح دار -مخطوط مجموع في استانبول- مكتبة شهيد علي، رقم 2732، قسم 2 - ص 5. (¬8) ملك الفُرس. (¬9) ملك الروم. (¬10) الطبري 2/ 654 - 657، الكامل في التاريخ 2/ 94. (¬11) انظر عن خيبر في: الكامل في التاريخ 2/ 96، وتاريخ الإِسلام 403 وفيهما مصادر أخرى. (¬12) الأوائل للعسكري 69.

الثامنة

الثامنة فتح مكة (¬1)، وكُسرت الأصنام. وغَزاة الطائف (¬2). وعمل المنْبَر (¬3). وأسلم أبو سفيان، وهند (¬4). وفيها أمر أن لا يحج مشرك، ولا يطوف بالبيت عُرْيان. وفيها قُتل: جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة (¬5) وتُوفيت زينب (¬6) بنت رسول الله صلى الله/ 35/ عليه وسلم. وفيها ولَدَتْ ماريةُ إبراهيمَ ابن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬7). التاسعة غَزاة تَبُوك (¬8). وتُوفّيت أم كلثوم (¬9) بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومات النجاشي (¬10). وفيها تُوفّي إبراهيم (¬11) بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. العاشرة حَجَّةُ الوداع (¬12) التي استدار فيها الزمان كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض. ¬

_ (¬1) انظر عن فتح مكة في: الكامل في التاريخ 2/ 115 وما بعدها، وتاريخ الإِسلام 521 وفيهما مصادر كثيرة. (¬2) انظر عن الطائف في: الكامل في التاريخ 2/ 137 وما بعدها، وتاريخ الإِسلام 591، وفيهما مصادر كثيرة. (¬3) تاريخ الإِسلام 621، الإنباء 109 و 110، تاريخ الصالحين، ورقة 41 أ. (¬4) أسلما عند فتح مكة. (¬5) استُشهد الثلاثة، رضوان الله عليهم في غزوة مُؤتة. انظر عنها في: الكامل في التاريخ 2/ 111، وتاريخ الإِسلام 479 وما بعدها، وفيهما مصادر أخرى. (¬6) انظر عن زينب في: تاريخ خليفة بن خياط 92، وتاريخ الطبري 3/ 27، والكامل في التاريخ 2/ 107، وتاريخ الإِسلام 520 و 621، وعيون التواريخ 1/ 340، والإصابة 4/ 23 رقم 70. (¬7) تاريخ خليفة 92، الطبري 3/ 95، الكامل 2/ 142، عيون التواريخ 1/ 334. (¬8) انظر عن تبوك في: الكامل في التاريخ 2/ 145، وتاريخ الإِسلام 627 وفيهما مصادر أخرى. (¬9) انظر عن أم كلثوم في: الكامل في التاريخ 2/ 156، وتاريخ الإِسلام 661، وفيهما مصادر أخرى. (¬10) انظر عن النجاشي في: الكامل في التاريخ 2/ 157. (¬11) انظر عن إبراهيم في: تاريخ الإِسلام 698، 699، وتاريخ خليفة 94. (¬12) انظر عن حجة الوداع في: الكامل في التاريخ 2/ 166، وتاريخ الإِسلام 701 وفيهما مصادر أخرى.

الحادية عشرة

(وفيها وصيّة غدير خُمّ) (¬1) (¬2). الحادية عشرة (¬3) وفاة رسول الله (¬4) - صلى الله عليه وسلم -. وفاة فاطمة (¬5). واستُخلِف أبو بكر (¬6) رضي الله عنه. وفيها وُلد المهلّب (¬7) بن أبي صُفْرة الذي تولى حرب الخوارج. الثانية عشرة فُتحت اليمن (¬8)، وبُصْرَى (¬9)، واليمامة (¬10). ومقتل مُسَيْلَمَة الكذّاب (¬11)، وكان عُمُره ماية وخمسين سنة. (والوالي على الموصل الايطاف) (¬12). ¬

_ (¬1) غدير خُمّ: على ثلاثة أميال بالجحفة بين الحرمين. وعنده قال رسول الله حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه". انظر: مناقب أمير المؤمنين علي لابن المغازلي - ص 31 وما بعدها. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) في الأصل: "عشرة". (¬4) انظر عن وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في: الكامل في التاريخ 2/ 180، وتاريخ الإِسلام (السيرة) 545 وفيهما مصادر أخرى. (¬5) انظر عن (فاطمة) في: تاريخ خليفة 96، والطبري 3/ 240، والكامل في التاريخ 2/ 200. (¬6) خبر خلافة أبي بكر في: الكامل في التاريخ 2/ 187، وتاريخ الإِسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 5 وما بعدها. (¬7) قال ابن قتيبة في المعارف: ولد المهلَّب قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنتين. (وفيات الأعيان 5/ 351). (¬8) انظر عن اليمن في الكامل في التاريخ 2/ 200. (¬9) انظر عن بُصرَى في: فتوح الشام للأزدي 82، وتاريخ خليفة 119، والمعرفة والتاريخ للفَسَوي 3/ 293، وتاريخ الطبري 3/ 417، والإنباء 173 و 175، والكامل 2/ 409، ونهاية الأرب للنويري 19/ 119، وتاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 81. وكان فتح بُصرَى صُلحًا، وهي أول مدينة فُتحت بالشام. (¬10) انظر عن اليمامة في: تاريخ خليفة 107، واليعقوبي 2/ 130، والطبري 3/ 281، والإنباء 174، والكامل 2/ 214، ومرآة الجنان لليافعي 1/ 63، والبداية والنهاية 6/ 323، وعيون التواريخ 1/ 453. (¬11) اسمه ثمامة بن حبيب. قتله وحشيٌّ قاتل حُمزة. انظر عن مُسَيلمة في تاريخ خليفة 109، والطبري 3/ 291، والإنباء 174، والكامل 2/ 218، وتاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 38 و 53 و 73، ومنتخب الزمان لابن الحريري 1/ 29. (¬12) ما بين القوسين لم أجده في المصادر، وليس في "ب"، وهو مُقحم هنا.

الثالثة عشرة

الثالثة عشرة وفاة أبي بكر رضي الله عنه، وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة/ 36/ وكانت خلافته سنتان (¬1) وأربعة أشهر (¬2). واستُخلف عمر رضي الله عنه (¬3). الرابعة عشرة فُتحت مدينة دمشق، وحمص، والرستم (¬4)، وقِنَّسْرِين (¬5). الخامسة عشرة فُتحت القادسيّة، واليرموك. وقتل النُّعمان بن مقرّن (¬6). السادسة عشرة أرّخ عمر رضي الله عنه سنين (¬7) الهجرة (¬8). وفُتحت المدائن، وبيت المقدس، والرُّها، وسرُوج. ومُصرَت البصرة (¬9). * * * ¬

_ (¬1) الصواب: "سنتين". (¬2) انظر الأقوال في تاريخ وفاته، في: تاريخ خليفة 122، وابن سعد 3/ 202، والطبري 3/ 420، والإنباء 172، والمعارف 171، ومنتخب الزمان 1/ 30، والكامل 2/ 262، وتاريخ الإِسلام 115، ونزهة الناظرين، ورقة 5. (¬3) زاد في "ب": " وكانت وقعة الحرّة". (¬4) هكذا ضبطها في الأصل. والصواب: "الرَّسْتَن": بفتح أوله، وسكون ثانيه، وتاء مُثنَّاة من فوق، وآخره نون. بُليدة قديمة كانت على نهر الميماس وهو المعروف بالعاصي. وتقع بين حماة وحمص، (معجم البلدان 3/ 43). (¬5) في "ب": "فتحت مدينة دمشق"، وليس فيها المدن الأخرى. (¬6) في الأصل: "النعم بن مقران"، وهو ليس في "ب". والصحيح أنّ "النُّعمان" قُتل في وقعة نهاوند بفارس سنة 21 هـ. انظر: تاريخ الطبري 4/ 134، والكامل 2/ 398، وتاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 239، 240، وفيه حشدنا الكثير من مصادر ترجمته بالحاشية (6). (¬7) الصواب: "سِنِيّ". (¬8) تاريخ المدينة لابن شبّة 2/ 758، وتاريخ الطبري 4/ 209، والأوائل 104، والإنباء: 280، وتاريخ الإسلام 163، والكامل في التاريخ 2/ 351 وفيه مصادر أخرى. (¬9) في "أ": "ونصرت النصرة"، وفي "ب": "وبصرى البُصرة".

السابعة عشرة

وفيها ارتد جَبَلة بن الأيْهَم ملك بني غسان عن الإِسلام بسبب لطْمةٍ، وتنصّر بالقسطنطينية (¬1). * * * وفيها فتح عبد الرحمن بن سَمُرة المنصورة، والمولتان (¬2) من أعمال الهند (¬3). وكانت وقعة سعد بن أبي وقاص مع الفُرس بجَلُولاء (¬4). السابعة عشرة خالية (¬5) * * * الثامنة عشرة (¬6) فُتِحت آمِد، والرَّقَّة على يد عِيَاض بن غَنْم (¬7). وَأُخّر حائط المقام/ 37/ عن حائط البيت (¬8). وفيها جمع عثمان رضي الله عنه القرآن العظيم (¬9). ¬

_ (¬1) انظر عن جبلة في: تاريخ الإِسلام (عهد معاوية) ص 27 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وهو توفي سنة 40 هـ. في أول خلافة معاوية. (¬2) في النسختين: "الموليان"، وتُكتب: المولتان، والمُلّتان. (¬3) المشهور أنّ فاتح المنصورة والمولتان بالهند هو محمَّد بن القاسم بن محمَّد بن الحَكَم بن أبي عقيل، انظر: فتوح البلدان للبلاذري 537 و 538، أمّا عبد الرحمن بن سَمُرَة فغلب على ما بين زَرَنْج وكِشّ من ناحية الهند، وعلى طريق الرُّخَّج وما بينه وبين بلاد الداوَر. وفتح بست وزابُل، وأقام بزَرَنج حتى اضطرب أمر عثمان رضي الله عنه. (فتوح البلدان 485، 486) وانظر عن (ابن سَمُرة) في: تاريخ الإِسلام (عهد معاوية) 77، 78 وفيه حشدنا الكثير من مصادر ترجمته. وكانت وفاته بالبصرة سنة 50 ويقال 51 هـ. (¬4) فتوح البلدان 324، تاريخ خليفة 137، الأخبار الطوال للدينوري 127، الطبري 4/ 24 - 26، البدء والتاريخ 5/ 178، الكامل 2/ 345، 346، نهاية الأرب 19/ 230، 231، البداية والنهاية 7/ 69، تاريخ الإِسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 160، 161، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 13. (¬5) في "ب": "لم يكن فيها شيء". (¬6) في النسختين: "عشر". (¬7) فتوح البلدان 208، الخراج وصناعة الكتاب لقُدامة بن جعفر 313، 314، المنتخب من تاريخ المنبجي (بتحقيقنا) - طبعة دار المنصور، طرابلس ص 52، نهاية الأرب 19/ 177، الكامل 2/ 358 و 380 الطبري 4/ 101. (¬8) الطبري 4/ 101، الكامل 2/ 380، البداية والنهاية 7/ 93، أخبار مكة للأزرقي 2/ 33، 34، الإنباء 180. (¬9) المصاحف لأبي حاتم السجستاني 23، تاريخ المدينة المنوّرة 3/ 991 - 993، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان بن عفان) بتحقيق سُكينة الشهابي. طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق - ص 234، =

التاسعة عشرة

التاسعة عشرة فُتحت قَيْسارِية بالشام (¬1)، وطُور عَبْدين (¬2). ومات هِرَقْل (¬3). العشرون دُوّنت الدواوين (¬4). وفُتحت مصر على يد عمرو بن العاص (¬5). وأُجلي اليهود عن الحجاز (¬6). وفيها مات بلال بن رباح (¬7). الحادية والعشرون وقعة (¬8) نهاوند، ونادى عمر رضي (الله عنه) (¬9): "يا ساريةُ الجبَلَ الجَبَلَ"، وانهزم يَزْدَجِرْد (¬10). ¬

_ = الإنباء 187، تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 476، 477، فتح الباري لابن حجر 9/ 14، 15، منتخب كنز العمال-/49. (¬1) تاريخ خليفة 141، الطبري 4/ 102، الكامل 2/ 382، تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 187. (¬2) في "أ": "وظهر عَبدُون"، وفي "ب": "وطور عبدون". وما أثبتناه عن: فتوح البلدان 208 وهي بُليدة من أعمال نصيبين (في تركيا) فتحها عياض بن غَنْم. (¬3) في تاريخ الطبري 4/ 102 "كان فتح قيسارية من فلسطين، وهربُ هرقل، وفتح مصر في سنة عشرين". وكانت وفاة هِرَقل سنة 20 هـ، كما في: الكامل 2/ 388، والمنتخب من تاريخ المنبجي 53، وتاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 200، ومرآة الجنان 1/ 76. (¬4) الطبري 4/ 112. (¬5) فتوح البلدان 252، تاريخ خليفة 143، 144، الطبري 4/ 104 - 110، الكامل 2/ 383 - 385، تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 197، 198. (¬6) الطبري 4/ 112، اليعقوبي 2/ 155، الكامل 2/ 387، نهاية الأرب 19/ 366، تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 200، البداية والنهاية 7/ 101، تاريخ الخلفاء للسيوطي 132. (¬7) في الأصل "رياح"، وانظر عن (بلال) في: تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 201 - 206 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته، ومثل ذلك في الكامل 2/ 388. (¬8) في الأصل: "وقعت". (¬9) ما بين القوسين ليس في "أ" وهو في "ب". (¬10) "تاريخ خليفة 147 - 150، الطبرى 4/ 114 - 137، فتوح البلدان 374، الفتوح لابن أعثم الكوفي 2/ 61، 62، الكامل 2/ 390 - 399 وفيه حشدنا مصادر كثيرة عن وقعة نهاوند. أمَّا =

الثانية والعشرون

الثانية والعشرون فُتحت كُوَر الأهواز على يد أبي موسى الأشعريّ (¬1). وفتِحت أذَرْبَيْجان على (يد) (¬2) المغيرة بن شُعبة (¬3). وفيها توفي خالد بن الوليد (¬4). وولد عبد الملك بن مروان (¬5). * * * وفيها فُتحت الإسكندرية بعمرو بن العاص، وكتب إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: "أما بعد، فإنّي فتحت مدينة لا أعرف أصف ما فيها، غير أني أصبت/38/ فيها أربعة آلاف سدّ، وألف حمّام، وأربعون (¬6) ألف يهوديّ يؤدّون الجزية، وأربعماية ملهى للملوك، واثنا (¬7) عشر ألف إنسان يبيعون البقل الأخضر". * * * وخرج في تلك السنة مَنُويل (¬8) الخادم من قِبَل ملك الروم ففتح الإسكندرية من المسلمين، فخرج عمرو بن العاص بالعرب، واستمدّ بعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأرسل إليه العساكر. ¬

_ = نداء عمر رضي الله عنه: "يا ساريةُ الجبلَ الجبلَ" فكان عندما بعث سارية بن زُنَيْم الدّئلي إلى فَسَا ودارابَجِرْد في بلاد فارس سنة 22 هـ. حسب الطبري 4/ 178، 179، وعنه الكامل 2/ 422، وأُسد الغابة 2/ 244، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 6/ 46)، وتاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 249، والإصابة 2/ 3، وفي تاريخ اليعقوبي 2/ 156 أنّ القول كان في وقعة نهاوند سنة 21 هـ. ومثله في تاريخ ابن أبي البركات - ص 16. والخبر أخرجه البَيهقيّ في دلائل النُّبُوّة، وكذلك أبو نُعَيم، واللالكائي في شرح السْنّة، وابن الجوزي في مناقب عمر 172، 173. (¬1) فتوح البلدان 383. (¬2) ليست في "أ"، وهي في "ب". (¬3) الصحيح أن فتح أذربيجان كان على يد سماك بن خَرَشة وعُتْبة بن فرقد. (الطبري 4/ 153 - 155)، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن أبي البركات - ص 16. (¬4) الصحيح أنّ خالد بن الوليد رضي الله عنه توفي سنة 21 هـ. انظر عنه: تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين). 230 - 234 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وجاء عند الطبري 4/ 160 "وقال بعضهم: في هذه السنة كانت وفاة خالد بن الوليد". أي سنة 22 هـ. (¬5) في تاريخ الإِسلام (81 - 100) ص 137 "ولد سنة ستٍّ وعشرين". (¬6) الصواب: "أربعين". (¬7) الصواب: "واثني". (¬8) في "أ": "مونيل"، وفي "ب": "موبيل".

الثالثة والعشرون

وكانوا (¬1) قبط مصر في عسكر المسلمين يخدمونهم في سقْي ماءٍ، ومَسْك الخيل، ففتحها عمرو بن العاص مرة ثانية (¬2). الثالثة والعشرون فُتحت إصطَخْر (¬3)، وهَمذَان (¬4)، والريّ (¬5)، وعسقلان (¬6). * * * وقُتل عمر رضي الله عنه، قتله لؤلؤة عبدُ المغيرة بن شُعبة يوم الأربعاء لسبعٍ بقين من ذي الحجة (¬7)، ومات يوم السبت آخر المحرّم (¬8). وكانت خلافته عشْرَ سنين وسبعة (¬9) أشهر وخمس ليالٍ (¬10). وقيل: غير ذلك. واختُلف في سِنّه (¬11). وهو أول مَن سُمّي "أمير المؤمنين" (¬12). وقيل له: أَوْص بالخلافة لابنك عبد الله فإن فيه موضعًا منها، فقال (¬13):/ 39/ "والله ما نتكلّف ذنوب المسلمين أنا وابني". يا بُنَيّ لا تكن إلَّا مشيرًا، ثم كان حديث الشورى (¬14). ¬

_ (¬1) الصواب: "وكان". (¬2) فتوح البلدان 259، 260. (¬3) انظر عن فتح اصطخر في: الكامل في التاريخ 2/ 420 وفيه مصادر أخرى. (¬4) انظر عن فتح همذان في: فتوح البلدان 380. (¬5) انظر عن فتح الريّ في: فتوح البلدان 389. (¬6) انظر عن فتح عسقلان في: فتوح البلدان 169، والكامل 2/ 449 وفيه مصادر أخرى. (¬7) المعارف 183، تاريخ المدينة المنورة 3/ 943، 944، الإنباء 178. (¬8) هكذا في " أ". وليس في "ب" تاريخ وفاته. والصواب آخر ذي الحجة أو غرّة محرّم، وليس آخره. راجع الطبري 4/ 193، المعارف 183، ابن سعد 3/ 367، المستدرك 3/ 92، الإنباء 178، والكامل 2/ 429، والمنتخب من ذيل المذيل للطبري 504، وأسد الغابة 4/ 77، وتاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 282، وغيره. (¬9) المشهور "ستة". (¬10) المعارف 183، الطبري 4/ 194 وفيه "أربعة أيام"، الإنباء 178، الكامل 2/ 429 وفيه "وثمانية أيام". (¬11) انظر: الإنباء 178. (¬12) الطبري 4/ 208، مروج الذهب 2/ 313، الأوائل 103، الإنباء 180، منتخب الزمان 30. (¬13) تكرّرت في "أ". (¬14) انظر قصة الشورى في: تاريخ الطبري 4/ 227 وما بعدها.

الرابعة والعشرون

وبقي ثلاثةَ أيام يصلّي في ثيابه التي قُتل فيها. وصلّى عليه صُهَيب الرومي (¬1). واستُخلف عثمان رضي الله عنه. الرابعة والعشرون عام الرُّعَاف (¬2). ورقي (¬3) عثمان المنبَرَ فَحَصَبَه أبو ذَرّ، فسيَّره إلى الرَّبَذَة (¬4)، وكان يَبْغُض المقام (بها) (¬5). الخامسة والعشرون مولد يزيد بن معاوية (¬6). * * * وسيّر عثمان رضي الله عنه لابن مسعود من المدينة (شهرًا) (¬7) بعد أنْ حدّه، ثم ردّه (¬8). (قيل: إنّ عثمان رضي الله عنه أول خليفة مُشِي قدّامه بالشمع) (¬9). السادسة والعشرون فُتحت جُنْدَي سابور (¬10). السابعة والعشرون غزوة إفريقية (¬11). ¬

_ (¬1) الطبري 4/ 193، الكامل 2/ 430. (¬2) الطبري 4/ 242، الكامل 2/ 453، تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 307. (¬3) في "أ": "ورقا". (¬4) الرَّبَذَة: بفتح أوله وثانيه، وذال معجَمة مفتوحة أيضًا. من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عِرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة. بها قبر أبي ذرّ الغِفاري رضي الله عنه. (معجم البلدان 3/ 24). (¬5) انظر عن أبي ذرٍّ، واسمه "جُنْدُب بن جُنَادَة" في تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 405 - 414 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وقد سقطت "بها" من النسخة "أ". (¬6) الطبري 4/ 256، الكامل 2/ 460. (¬7) من "ب". (¬8) لم أجد ما يوثق هذا الخبر. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) فتوح البلدان 479، وفي "ب": "السادسة والعشرون غزوة إفريقية". (¬11) انظر عن غزوة إفريقية في: الكامل في التاريخ 2/ 462 - 466 وفيه مصادر أخرى. وفي "ب": "السابعة والعشرون فتحت جندي نيسابور"!

الثامنة والعشرون

/40/ الثامنة والعشرون فتح معاوية قبرص وقرّر على أهلها [قطيعة] (¬1) في كل شهر سبعين ألف دينار، وكان في عسكره عُبادة بن الصامت (¬2). التاسعة والعشرون تحدِّث الناس في عثمان (¬3). وفُتحت جور (¬4). الثلاثون فُتحت طَبَرستان على يد سعيد بن العاص (¬5). وفُتحت فارس، وزَرَنْج (¬6)، وكابُل (¬7). ومات أُبَى بن كعب (¬8). * * * وسقط خَاتَم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من يد عثمان في بئر أريس (¬9). الحادية والثلاثون فُتحت أرمينية (¬10). (واتفق قران) (¬11) ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) انظر عن فتح قبرص في الكامل في التاريخ 2/ 468 - 470 وفيه حشدنا مصادر كثيرة عنها. (¬3) تاريخ اليعقوبي 2/ 166، تاريخ خليفة 163، الطبري 4/ 267، الكامل 2/ 475، تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 327. (¬4) في "أ": "خون"، وفي "ب": "حور". وخبر فتح جور في: فتوح البلدان 387 و 479، 480، والكامل 2/ 473، 474 وفيه مصادر أخرى. (¬5) خبر طبرستان في: تاريخ خليفة 165، والكامل 2/ 480، 481، وتاريخ الإِسلام 3/ 329. (¬6) في "أ": "زنح"، وفي "ب": "رنح". (¬7) فتوح البلدان 484. (¬8) في "أ": "أبيّ بن أبي كعب". وقد اختلفوا في تاريخ وفاته، والأكثر في سنة 19 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (عصر الخلفاء) 191 - 195 وفيه حشدنا عشرات المصادر، وقال الواقدي: مات سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل عندنا. (ابن سعد 3/ 502، تاريخ الإِسلام 333). (¬9) تاريخ دمشق (ترجمة عثمان بن عفان) ص 237، الكامل 2/ 483، الإنباء 187، معجم ما استعجم للبكري 1/ 144، تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، للمراغي 169. (¬10) فتوح البلدان 231 وما بعدها. (¬11) ليس في "ب"، والعبارة هكذا, ولا معنى لها.

الثانية والثلاثون

وتوفي أبو الدرداء (¬1) بالشام. ووفاة أبي سفيان (¬2)، وعُمُره ثمانية (¬3) وثمانون سنة. وقُتل يَزْدَجرْد (¬4) بن شهريار (¬5) بمرو. (وفي هذه السنة توفي أبو سفيان بن حرب بن أمية بالمدينة، وله ثمان وثمانون سنة) (¬6). الثانية والثلاثون فُتحت نَيْسابور، والطَّبَسَين، وهَرَاة، وقوهستان، ومَرْو الرُّوذ/ 41/ على يد الأحنف بن قيس (¬7). وغزوة المضيق بالقسطنطينية (¬8). * * * وتُوفّي العباس (¬9) (ابن عبد المطّلب) (¬10) عمّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعُمُره ثمان وثمانون سنة، (وقد كُفّ بَصَرُه، وكان إذا مرّ بعمر أو بعثمان وهما راكبان ترجّلا إجلالًا له، رضي الله عنه) (¬11). وفيها توفي عبد الرحمن بن عوف (¬12)، (وسِنّه خمس وسبعين (¬13) سنة، ¬

_ (¬1) انظر عن (أبي الدرداء) في: الكامل 2/ 498 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬2) هو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. انظر عنه في: الكامل 2/ 500 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الصواب: "ثمان". (¬4) انظر عن مقتل يزدجرد في: الكامل 2/ 490 وفيه مصادر أخرى. (¬5) في "أ": "شهرمان"، وليست في "ب". (¬6) ما بين القوسين على هامش النسخة "أ"، وكتب في آخر النبذة: "صالحي"، والمقصود: "تاريخ الصالحي" لابن واصل، مخطوط، ورقة 44 أ، وانظر عن (أبي سفيان) في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 368 - 370. (¬7) فتوح البلدان 499، المعارف 194، الإنباء 185، الكامل 2/ 507. (¬8) تاريخ خليفة 167، اليعقوبي 2/ 169، الطبري 4/ 304، المنتخب من تاريخ المنبجي 59، الكامل 2/ 503، دول الإسلام 1/ 24، تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء) 371. (¬9) انظر عن العباس في: الكامل 2/ 508, 509 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وانظر: الإنباء 185، 186، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 19. (¬10) إضافة من "ب". (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬12) انظر عن عبد الرحمن بن عوف في: الكامل 2/ 509 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وانظر: الإنباء 186، والمعارف 236. (¬13) الصواب: "وسبعون".

الثالثة والثلاثون

وأوصى لكلّ رجل بقي من أهل بدر بأربع ماية دينار، وكانوا يومئذ ماية رجل، وقُسّمت تَرِكتُه على ستّ عشر سهمًا، فكان كل سهم ثمانين ألف دينار) (¬1). وفيها مات عبد الله بن مسعود (¬2). وكعب الأحبار (¬3). (وأبو ذَر الغِفَاريّ (¬4)، وليس له عقِب) (¬5). الثالثة والثلاثون فُتحت أنقرة، ومَلَطْيَة (¬6) على يد معاوية. ووفاة المِقْداد (¬7). (وفيها فتح الأحنف بن قيس هَرَاة) (¬8) (¬9). الرابعة والثلاثون وفاة عُبادة بن الصامت (¬10). (هو عُبادة بن الصامت بن قيس. من الخزرج. وكان عبادة أحد النقباء الاثني عشر، شهد بدرًا والمشاهد كلها) (¬11). (وكان عبادة جميلًا، طويلًا، جسيمًا، توفي بالرملة من الشام) (¬12). / 42/ الخامسة والثلاثون مقتل عثمان رضي الله عنه. (قيل: إنه قُتل يوم الأضحى من ذي الحجّة (¬13)، وكان سنّه اثنتين وثمانون (¬14) سنة. ¬

_ (¬1) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬2) انظر عن (ابن مسعود) في: الكامل 2/ 509 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬3) انظر عن (كعب الأحبار) في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء) 397 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) انظر عن (أبي ذرّ) في: الكامل 2/ 505 - 507، وتاريخ الإسلام (عصر الخلفاء) 405 - 413 وفيهما حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) فتوح البلدان 219. (¬7) انظر عن (المقداد) في: الكامل 2/ 518، وتاريخ الإسلام (عصر الخلفاء) 417 - 419 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) في فتوح البلدان 501 أوس بن ثعلبة، ويقال: خُلَيد بن عبد الله الحنفي. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) انظر عن (عُبادة) في: الكامل 2/ 525، وتاريخ الإسلام 3/ 422 - 424 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) ما بين القوسين عن هامش النسخة "أ"، وكتب بعده: "من المعارف". (¬12) عن هامش "أ". (¬13) وقيل غير ذلك. انظر: الإنباء 185. (¬14) الصواب: "وثمانين".

السادسة والثلاثون

وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلّا ثمان ليالٍ (¬1). وكان طوالًا، يشبّك أسنانه بالذهب (¬2). وحجّ بنفسه عشر حجج (¬3). وبَيعه (¬4) علي بن أبي طالب عليه السلام) (¬5). * * * وسمع ملك الروم بقتله وتعجّب، وقال: يقتلون خليفتهم ونحن نكرم خَشَبَة (¬6)! وحدّثوه القضية، وقالوا (له) (¬7): طلب الماء فما سُقي. فقال: واللهِ لو حَضَرْتُه واستنصر بي لنصرته. وفي هذا كفاية لمن يَعي (¬8). وفيها مات حُذَيفة بن اليَمَان (¬9). وسَلْمان الفارسيّ (¬10). السادسة والثلاثون وقعة الجمل (¬11) ومقتل طلحة (¬12)، والزُّبَير (¬13) ¬

_ (¬1) المعارف 197، الطبري 4/ 416 و 418، الإنباء 185، نزهة الناظرين، ورقة 5. (¬2) المعارف 191، الإنباء 184، منتخب الزمان 1/ 38. (¬3) المعارف 196، الإنباء 187. (¬4) في الأصل: "وبيعته". (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) هكذا في "أ"، وفي "ب": "حسبه". (¬7) من "ب". (¬8) في "ب" بعدها: "وخلف اثني عشر سنة. وبيعة علي كرّم الله وجهه". (¬9) توفّي (حُذيفة بن اليمان) في سنة 36 هـ. انظر عنه في: الكامل 2/ 637، 638، وتاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 491 - 494 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) توفي (سلمان الفارسي) في سنة 36 هـ. انظر عنه في: الكامل 2/ 638، 639، وتاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 510 - 521 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) خبر وقعة الجمل في: الكامل 2/ 582 وما بعدها، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 22. (¬12) هو طلحة بن عُبيد الله بن عثمان التيمي أحد السابقين الأولين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 522 - 529 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬13) هو الزبير بن العوّام، انظر عنه فى: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 496 - 509 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وقد زاد في نسخة "ب": "وسلمان الفارسي"، وهو الصحيح.

السابعة والثلاثون

السابعة والثلاثون وقعة صِفّين (¬1). ومقتل عمّار بن ياسر (¬2). وجواز عليّ (¬3) بالموصل، وعبوره على الفُرات (¬4). الثامنة والثلاثون التحكيم (¬5). ومولد علي بن الحسين زين العابدين (¬6) يوم الخميس خامس شعبان (بالمدينة) (¬7). ووفاة صُهَيْب (¬8). ووفاة الأشتر (¬9). * * * ومقتل محمد بن أبي بكر (¬10) بمصر، وأُحرِق /43/ في جوف حمارٍ (¬11)، بموضع يقال له كُوم شريك، فحزن عليّ عليه السلام عليه وقال: كان لي بَرًّا، وكنت أعدّه ولدًا (أو كان ابن أخي) (¬12)، فعَلَى مثل هذا أحزن. ¬

_ (¬1) خبر وقعة صفين في: الكامل 2/ 628 (سنة 36 هـ) و 641 (سنة 37 هـ) وفيه مصادر أخرى. (¬2) انظر عن (عمّار بن ياسر) في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 569 - 583 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬3) في "ب": "وحوار على". (¬4) في "أ": "الفراة". (¬5) الإنباء 193 وفيه مصادر أخرى. (¬6) قال الفَسَوي في المعرفة والتاريخ 1/ 544 ولد سنة ثلاث وثلاثين. (¬7) من "ب". (¬8) توفي (صُهيب بن سنان) في سنة 37 وقيل 38 هـ. انظر عنه في: الكامل 2/ 702 و 723 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) هو الأشتر النخعي واسمه: مالك بن الحارث. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 593، 594 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء) 600، 601 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) الطبري 5/ 105، الولاة والقضاة للكندي 28، 29، تاريخ الإسلام 3/ 601. (¬12) إضافة من "ب".

التاسعة والثلاثون

التاسعة والثلاثون وقعة النهروان (¬1). والخوارج (¬2). ووفاة ميمونة (¬3) زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. * * * وفيها لما نزل عليّ (كرّم الله وجهه) (¬4) بالنُّخَيْلة تسلّل عنه عسكره، فلم يبق (معه) (¬5) إلّا نفر قليل (¬6)، ومضى لحرب (¬7) ابن راشد في ثلاثمائة من الناس فارتدّوا إلى دين النصرانية، ونفر من أولاد سامة (¬8) بن لُؤَيّ بن غالب. الأربعون قُتل علي بن أبي طالب عليه السلام. قتله عبد الرحمن بن مُلْجَم المرادي (¬9). وكانت خلافته خمس سنين إلّا ثلاثة أشهر (¬10). (واختُلف في سِنّه، فقيل: ثلاث وستون (¬11). وقيل: سبع وخمسون) (¬12) (¬13). ¬

_ (¬1) انظر عن النهروان في: الأخبار الطوال 202 وما بعدها، وابن سعد 3/ 32، 33، وخليفة 197، واليعقوبي 2/ 190 وما بعدها، والطبري 5/ 72 وما بعدها، والتنبيه والإشراف 256، ومروج الذهب 2/ 261 و 415، وما بعدها، والبدء والتاريخ 5/ 224، 225، والعقد الفريد 4/ 322 وما بعدها، والإنباء 193. (¬2) خبر الخوارج يبدأ بسنة 37 هـ، انظر الكامل 2/ 684 وما بعدها. وفي هذه السنة 39 هـ، كانت وقعة الخوارج بحَرُوراء. (¬3) هي ميمونة بنت الحارث. انظر: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 606. (¬4) من "ب". (¬5) من "ب". (¬6) في "ب": "يسير". (¬7) في "أ": "ومضى الحرب"، وفي "ب": "ومضى الحرث". (¬8) فى "ب": "أسامة"، والمثبت من "أ"، وانظر: الكامل 1/ 626. (¬9) الإنباء 190. (¬10) الإنباء 191. (¬11) المعارف 209. (¬12) الإنباء 191. (¬13) ما بين القوسين ليس في "ب".

وخَلَفَه (¬1) الحسن ستة أشهر (¬2) - (وأعطاه خمسة آلاف آلاف (¬3) درهم) (¬4). واختلف عليه أصحابه فعزل نفسه، وبايع (¬5) معاوية. وتقرّر له في كل سنة (حمل) (¬6) مايتي ألف (¬7) درهم (¬8) (من دمشق) (¬9). وفيها مات الأشعث بن قيس (¬10). ووُلد علي بن عبد الله بن العباس (¬11). ¬

_ (¬1) في النسختين: "وخلف". (¬2) في المصادر ستة أشهر وعدّة أيام. انظر: تاريخ خليفة 203 والتنبيه والإشراف 260، والعقد الفريد 4/ 331، والإنباء 197، ومنتخب الزمان (المخطوط) ورقة 47. (¬3) هكذا في "أ". والصواب: "خمسة آلاف ألف ألف درهم". (الطبري 5/ 159 و 160، الإنباء 196). (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) في "ب": "وبويع". (¬6) من "ب". (¬7) في "ب": "ماية ألف". (¬8) في الإنباء 196 "ماية ألف دينار". (¬9) من "ب". (¬10) انظر عن (الأشعث بن قيس) في: تاريخ الإسلام (عصر الخلفاء الراشدين) 609، 610 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) ابن سعد 5/ 312.

[عصر الخلفاء الأمويين]

[عصر الخلفاء الأُمَويّين] الحادية والأربعون / 44/ تملّك معاوية، ودخل الكوفة (¬1). وقُتل أبو ليلى الخارجيّ (¬2). ثانية وأربعون مولد الحجّاج الثقفيّ (¬3). ثالثة وأربعون وفاة عمرو بن العاص (¬4). رابعة وأربعون عمل معاوية المقصورة (¬5) بالشام، ومروان بالمدينة (¬6). وأخرجت المنابر للعيدين. وماتت أمّ حبيبة (¬7) زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. واستلحق (¬8) معاويةُ زياد ابن أبيه (¬9). ¬

_ (¬1) الكامل 3/ 7. (¬2) كان قتل أبي ليلى الخارجي بسواد الكوفة سنة 42 هـ. (الكامل 3/ 12). (¬3) قال الذهبي إن (الحجّاج) ولد: سنة أربعين أو إحدى وأربعين. انظر: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) ص 315. (¬4) انظر عن (عمرو بن العاص) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 89 - 98 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) في "أ": "المنصورة". (¬6) تاريخ حلب للعظيمي 178، الكامل 3/ 43، الإنباء 202، اليعقوبي 2/ 223، الطبري 5/ 215، منتخب الزمان 1/ 53. (¬7) انظر عن (أم حبيبة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 132 - 134 وفيه حشدنا مصادر ترجمتها. (¬8) في النسختين: "واستخلف". (¬9) هو زياد بن سميّة. الطبري 5/ 214، الكامل 3/ 39، نهاية الأرب 20/ 304، 305.

خامسة وأربعون

خامسة وأربعون وفاة زيد بن ثابت (¬1). وحفصة بنت عمر (¬2) رضي الله عنه. (وفُتحت بابل) (¬3). سادسة وأربعون وفاة عبد الرحمن بن الوليد (¬4). إلى تمام الخمسين لم يحدُث فيهم (¬5) شيء الخمسون وفاة المغيرة بن شُعْبة (¬6). وفيها تُوفيت صفية بنت حُيَيّ بن أخطب زوج (¬7) النبيّ - صلى الله عليه وسلم -. وزاد معاوية في منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستّ دَرَج وكساه (¬8). / 45/ حادية وخمسون وفاة الحسن بن علي (¬9) عليه السلام يوم الخميس رابع صفر. وقيل: إنه خرج قبل (¬10) موته بثلاثة أيام إلى أصحابه وهو يتوكّأ على عصاه، فقال: واللهِ ما خرجت إليكم حتى قلّبت (¬11) قطعة من كبدي بعود، ولقد سُقيتُ السُّمّ مِرارًا، فما ¬

_ (¬1) انظر عن (زيد بن ثابت) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 14 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) هي أمّ المؤمنين. انظر عنها في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 42 - 44 وفيه حشدنا مصادر ترجمتها. (¬3) ليس في "ب". (¬4) هو عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 16 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الصواب: "فيها". (¬6) انظر عن (المغيرة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 117 - 124 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) هي أمّ المؤمنين. انظر عنها في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 67 - 70 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) الطبري 5/ 238، الكامل 3/ 61. (¬9) انظر عن (الحسن بن علي) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 33 - 41 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) في "أ": "بعد"، والتصحيح من "ب". (¬11) في "أ": "لقيت". والتصحيح من "ب".

ثانية وخمسون

كان أصعب عليّ من هذه المرة. قالوا: فمن يكُ يا ابن بنت رسول الله؟ قال: وما تريدون به؟ قالوا: نطلبه بدمك. قال: إنكم لا تقدرون عليه، الله بيني وبينه. وفيها مات أبو أيوب الأنصاري (¬1)، ودُفن بجانب القسطنطينية. ووفاة سعيد بن زيد (¬2). ثانية وخمسون غزا يزيد القسطنطينية (¬3). وتوفي أبو موسى الأشعريّ (¬4). وأبو بكرة (¬5). وكعب بن عُجْرَة (¬6). وفيها مات: (ابن عبد الله البجلي (¬7). وكعب بن مالك الأنصاريّ (¬8). وحسّان بن ثابت (¬9) الأنصاريّ، وعُمّر ماية وعشرون (¬10) سنة) (¬11). ¬

_ (¬1) انظر عن (أبي أيوب الأنصاري) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 328 - 331 وفيه حشدنا مصادر ترجمته الكثيرة. (¬2) انظر عن (سعيد بن زيد) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 221 - 224 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) غزوة القسطنطينية كانت بين سنتي 49 و 50 هـ. انظر عنها في: تاريخ أبي زُرعة الدمشقي 1/ 81، وتاريخ خليفة 211، وأنساب الأشراف ق 2 ج 4/ 3 (طبعة القدس) 1938، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 283، وتاريخ اليعقوبي 2/ 229 و 240، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 319، وتاريخ الطبري 5/ 232، والأغاني لأبي الفرج 17/ 210، والمنتخب من تاريخ المنبجي 69، ومعجم ما استعجم 1/ 586، والإنباء 202، والكامل في التاريخ 3/ 458، 459، ومعجم البلدان 2/ 534، وتاريخ الإسلام (عهد معاوية) 21، 22، والتاريخ المثبت يتفق مع تاريخ ابن أبي البركات - ص 28. (¬4) انظر عن (الأشعري) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 139 - 146 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) في "أ": "أبو بكر"، والتصحيح من "ب"، وتاريخ الإسلام (عهد معاوية) 333، 334 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. واسمه: نُفيع بن الحارث بن كَلَدة بن عمرو الثقفي. (¬6) انظر عن (كعب بن عُجرة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 293، 294 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) في "ب": "البخلي"، والمرجّح هو: "جرير بن عبد الله البلخي" الآتي في سنة 54 هـ. (¬8) انظر عن (كعب بن مالك) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 106 - 108 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) انظر عن (حسّان بن ثابت) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 194 - 197 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) الصواب: "وعشرين". (¬11) ما بين القوسين من "ب".

ثالثة وخمسون

ثالثة وخمسون مات زياد بن سُمَية (¬1). وفُتحت صقلّية (¬2). رابعة وخمسون / 46/ وفاة حكيم بن حزام (¬3). وجرير بن عبد الله البَجَليِّ (¬4). وكعب بن مالك الأنصاريّ (¬5). وحسّان بن ثابت الأنصاريّ (¬6)، وعمره ماية وعشرون سنة. خامسة وخمسون مات سعد بن أبي وقّاص (¬7). وأبو قَتَادة الأنصاري (¬8). وجُوَيرية (¬9) بنت الحارث. وظهر كوكب ذُؤابيّ (¬10)، (وبقي من ثمانية عشر إلى عشرين من أيلول) (¬11). ¬

_ (¬1) انظر عن (زياد) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 207 - 210 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) فتوح البلدان 278. (¬3) انظر عن (حكيم بن حزام) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 197 - 199 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) في الأصل: "البلخي"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 185 - 188 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) تقدّم قبل قليل. (¬6) تقدم قبل قليل. (¬7) في "ب": "سعيد بن العاص". وانظر عن (سعد بن أبي وقاص) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 212 - 221 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (أبي قتادة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 340 - 342 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) في "أ": "جويرة"، والتصحيح من "ب" وتاريخ الإسلام (عهد معاوية) 189 - 191 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمتها. (¬10) في "ب": "لم يكن ذوابي". (¬11) في "أ": "وبقي أيامًا". وما بين القوسين من "ب".

سادسة وخمسون

سادسة وخمسون لم يكن فيها شيء * * * سابعة وخمسون مولد محمد بن علي الباقر (¬1) بالمدينة رضي الله عنه يوم الجمعة ثالث صفر (¬2) رحمة الله عليه. ثامنة وخمسون (وفاة عائشة (¬3) رضي الله عنها. وأخيها عبد الرحمن (¬4). وعبد الله بن عامر) (¬5) (¬6). تاسعة وخمسون وفاة أمّ سّلَمَة (¬7)، رحِمَها الله، وكانت خيّرة، وهي التي (قالت) (¬8) لعائشة رضي الله عنها لما قيل لها إن عليًّا عليه السلام، قد قُتل، فأنشدت: /47/ فألقت عصاها واستقرّ بها النوى ... كما قرّ عينًا بالإياب المسافر (¬9) فقالت لها أمّ سَلَمَة: لِعَليٍّ تقولين هذا؟ ¬

_ (¬1) تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 463 وفيه حشدنا مصادر ترجمته 462 - 464. (¬2) في "ب": "يوم الجمعة بالناصرة". (¬3) انظر عن (عائشة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 244 - 253 وفيه حشدنا مصادر ترجمتها. (¬4) انظر عن (عبد الرحمن) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 265 - 267 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) انظر عن (ابن عامر) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 257 - 261 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) ما بين القوسين ساقط من "أ". (¬7) انظر عن أمّ سلمة في: تاريخ الإسلام (السيرة النبوية) 593، والكامل 3/ 107، وتسمية أزواج النبيّ لأبي عبيدة 56 - 58، وغيره. (¬8) من "ب". (¬9) البيت في: طبقات ابن سعد 3/ 40، وأنساب الأشراف 505، وتاريخ الطبري 5/ 150، ومَقَاتل الطالبيين لأبي نُعَيم 42، والكامل في التاريخ 2/ 743، ولسان العرب (مادّة عصا) وفيه نُسِب لعبد ربّه السلمي، ويقال: لسُليم بن ثمامة الحنفي، أو مصفّر بن حمار البارقي.

الستون

فقالت عائشة رضي الله عنها: إني نسيت، فإذا نسيت فذكّروني (¬1). وفيها توفي أبو هريرة (¬2). وجُبَير بن مُطعِم (¬3). الستّون وفاة معاوية (¬4). وقيل إن يزيد كان يتصيّد، فجاءه البريد بكتاب معاوية، (فلما قرأه أنشد وهو على فرسه هذه الأبيات: جاء البريد بقرطاسٍ يحثّ (¬5) به ... فأوجَعَ (¬6) القلبُ من قرطاسه فزعا قلنا له (¬7): الويل، ماذا في صحيفتكم (¬8)؟ ... قالوا: الخليفةُ أمسى ميّتًا جَزعًا (¬9) فمادتِ الأرضُ أو كادت تميدُ به (¬10). . . كأن أغبَرَ (¬11) من أركانها انقلعا (¬12) مات ابن هندٍ ومات المجد أجمعه. . . كانا جميعًا خليطًا /48/ سالمين معا أغرّ أبلج يُستسقَى الغمامُ به. . . لو قارع الناسَ عن أحلامهم قرعا ¬

_ (¬1) الطبري 5/ 150، مقاتل الطالبيين 42، الكامل 3/ 744. (¬2) انظر عن (أبي هريرة) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 347 - 357 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) انظر عن (جبير بن مطعم) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 184، 185 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) في النسخة "أ" نقص ترتّب عليه اضطراب في ترتيب السنوات وما حدث فيها، والصحيح ما جاء في "ب". ففي سنة 58 هـ. ذُكر في "أ" وفاة أم سلمة وما بعدها، والصحيح أن تتأخّر وفاة أم سلمة إلى السنة 59 هـ. حيث أن المتوفى في سنة 58 هـ. هو: عائشة رضي الله عنها، وأخوها، وعبد الله بن عامر، وهؤلاء سقط ذِكرهم من "أ". وجاءت وفاة "معاوية" في "أ" في سنة 59 هـ. والصواب هو ما جاء في "ب" سنة 60 هـ. وانظر عن (معاوية) في: تاريخ الإسلام (عهد معاوية) 306 - 317 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬5) في تاريخ الطبري: "يخب" ومثله في تاريخ دمشق - طبعة دار الفكر - 59/ 230. (¬6) في تاريخ الطبري: "فأوجس"، ومثله فى تاريخ دمشق. (¬7) في تاريخ الطبري: "قلنا: لك"، ومثله في تاريخ دمشق. (¬8) في تاريخ الطبري: "كتابكم"، ومثله في تاريخ دمشق. (¬9) في تاريخ الطبري: "أمسى مُثْبَتًا وجِعًا"، ومثله في تاريخ دمشق. (¬10) في تاريخ الطبري: "تميد بنا". (¬11) في الأصل: "وكان أعين"، وكذا في: تاريخ دمشق. (¬12) في تاريخ الطبري: "انقطعا"، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق.

لا يرفع الناس ما أوهى ولو جهدوا. . . لا يرفعون ولا يُوهون ما رفعا (¬1) قال الشافعيّ رحمه الله: سرق (¬2) هذا (¬3) البيتين من الأعشى) (¬4). فلما دخل عليه تضوّر وقال له: يا بُنَيّ إنّي وطّدت لك البلاد والعباد، وما بقيتُ أخاف عليك إلا من ثلاثة (¬5): ابن الزُّبَير، وعبد الله بن عمر، والحسين بن علي. فأمّا ابن عمر فرجل قد خلي الدنيا. وأمّا ابن الزُّبَير فيُغلَب، فإنْ ظفرت به فلا تُبْقيه (¬6). وأمّا الحسين فله قرابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحِمًا، ماسَّهُ، فإنْ ظفرتَ به فلا تقتُلْه، واصنع به خيرًا (¬7). (وقال له: أي بُنَيّ، كنت قد صحِبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكنت أمنّ الماءَ ذات يوم على يديه، فنظر إلى قميصي وقد انخرق من عاتقي، فقال:/ 49/ "يا معاوية، ألا أكسُوك قميصًا"؟ قلت: بلى. فكساني قميصه الذي يلي بدنه. واجتزّ يومًا، فأخذت جزازة شعره وقُلامة أظفاره. فإذا أنا متّ يا بُنَيّ فاجعل ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعارًا من تحت أثوابي، واجعل ذلك الشعر والأظافير في فمي ومِنخَري، فإن نفع شيء، والله غفور رحيم) (¬8) (¬9). وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيام (¬10). وخلّف يزيد. * * * ¬

_ (¬1) الأبيات في: المعمّرون 157، والطبري 5/ 328، والأغاني 16/ 33 (طبعة دي ساسي)، وأنساب الأشراف 5/ 161 (طبعة دار الفكر)، والفتوح لابن أعثم 5/ 6، 7، والعقد الفريد 4/ 349 والاستيعاب 3/ 399، وأسد الغابة 4/ 387، والكامل 3/ 123، وتاريخ دمشق 59/ 230، والبداية والنهاية 8/ 144، وانظر: ديوان الأعشى - ص 57 و 161، البيتان 51 و 72. (¬2) في الأصل: "شرف". (¬3) الصواب: "هذين". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". وانظر: ديوان الأعشى 86. (¬5) فى النسختين: "من ثلاث". (¬6) في "ب": "فلا تبقه". (¬7) وجاء على هامش "ب": "في تاريخ زبدة الفكرة أنه ذكر أربعة، ومنهم عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما. وكتبه الحسن الثوري لطف الله به". وانظر: الكامل 3/ 120. (¬8) الحديث في: أنساب الأشراف 4/ 153، وتاريخ الطبري 5/ 327، وتاريخ دمشق 59/ 231، والكامل 3/ 121، وتاريخ الإسلام (عهد معاوية) 316. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) الإنباء 202، تاريخ دمشق 59/ 237، الطبري 5/ 324، وانظر: الكامل 3/ 120، وفي النسخة "ب": وكانت خلافة معاوية نيّفًا وعشرين سنة".

حادية وستون

وانحاز الحسين (رضي الله عنه) (¬1) إلى مكة (¬2). وكان قد سبقه ابن الزُّبَيْر (¬3). وقُتل (¬4) هانى بن عُروة. ومسلم (¬5). وعبد الله بن بُقْطُر (¬6). وفيها وُلد الكُمَيْت (¬7). حادية وستون قُتل الحسين بن علي رضي الله عنه بكربلاء، وجميع أصحابه، وثمانية عشر من أهل بيته (¬8). وقيل: إنه قبل قتله بساعة (¬9) خرج صبيّ كأنّ وجهه فلقة قمر، مُتّزِر ببُرْدَة، وفي يده سيف، وفي رِجله نعلان قد انقطع شِسْع نعله الواحد، فوقف إلى جانب الحسين، صلوات الله عليه (¬10) وقال: لا تقتل/ 55/ عمّي وأنا أحمل السيف، فحمل عليه رجل من العسكر وضربه ضربة منكَرَة، فصاح: يا عمّاه. فقال الحسين (رضي الله عنه) (¬11)، عَزّ عليّ عمّك أن تدعوه فلا يُجيبك (¬12)، أو يجيبك فلا ينفعك صوت، كثَّر الله واتره وقلّ ناصره، تَبًّا لقوم قتلوك، أو ليس خصمهم فيك جدل؟ ثم حمله على كتِفه وهو يفحص برِجلَيه كما يفحص الحمام، ومضى به ورِجلاه تخطّان الأرض، فجعله مع القتلى (¬13)، فسألت عنه فقيل هو القاسم بن الحسن (رضي الله عنه) (¬14). وقيل: إن يزيد لما جاءه البريد بالخبر إلى دمشق كان في بستانه بالخضراء (¬15)، فقال له: ويلك ما وراءك؟ ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) الطبري 5/ 347. (¬3) الطبري 5/ 347. (¬4) في "أ ": "وقيل". والتصحيح من "ب". (¬5) هو مسلم بن عقيل. انظر: الكامل 3/ 137. (¬6) في "ب": "يقطر"، والمثبت يتفق مع الكامل 3/ 152. (¬7) هو الكُمَيت بن زيد، الشاعر. توفي سنة 626 هـ. انظر: الكامل 4/ 330. (¬8) انظر أسماء القتلى في: تاريخ الطبري 5/ 468. (¬9) في أ": "قبل قتله بساعة": وفي "ب": "قتل قبلهم لساعة". (¬10) فى "ب": "رضي الله عنه". (¬11) من "ب". (¬12) في "أ": "فيجيبك". (¬13) في النسختين "القتلا". (¬14) من "ب". (¬15) في "أ": "الخضرا".

فقال: يا أمير المؤمنين إنه ورد إلينا الحسين في ستين (راكبًا) (¬1) من شيعته، وثمانية عشر من أهل بيته، فعزمنا عليهم أن ينزلوا على حكمنا، فأبَوا إلّا القتال، فوالله لقد ملنا عليهم عند طلوع الشمس، فلما كان عند الغروب جعلوا يهربون إلى غير وَزَر، ويلوذون بالأكام (¬2)، فواللهِ ما كان إلّا نومة نائم أو جزْر جزّار حتى ملنا على أوّلهم وآخرهم، فهاتيك/ 51/ أجسادهم مُعفَّرة، وثيابهم مُرَمَّلة، وخدودهم مصغرة، تصهرهم الشموس. زوّارهم العُقبان والرَّخَم، جيرانهم السَّبْسَب (¬3). فأطرق يزيد ساعة ثم قال: لعن الله ابنَ سُمَية، أما أنا لو كنت خصمه لعفوت عنه ولرفعت (¬4) عنه المنون مهما أستطيع (¬5). وقيل: إنه لما وصل السَّبْي وعلي بن الحسين فيه نظرًا إليه فرأى حاله سيّئًا، فقال: لعن الله ابنَ سُمَية ولعن من بعث بكم في هذه الحالة علي. ثم التفت إلى علي بن الحسين وقال له: قتل الله من قتل أباك ولعنه ولعن ابن مُرجانة أي ابن عمّ، واللهِ لو كنت خصمه لعفوت عنه مهما أستطيع، ولكن هذا شيء قد قضى به الله. ثم صاح بابنَيه: معاوية وخالد، وحلّ شعرهما، وأدخل نساء الحسين إلى عند نسائه وقال: حُلّوا شعوركما (¬6) مع بنات عمّكنّ. قال الراوي: فواللهِ ما سمعنا ببكاء ولا نُواحٍ أكثر ممّا كان في دار يزيد. ثم التفت إلى الأحنف وقال: والله لو كان بين عُبيد الله بن زياد وبينهم قرابة ما فعل بهم/ 52/ هذا ولا أنفذهم إلى هذه الحالة (¬7). وكان مقتله يوم الأحد عاشر المحرّم (¬8)، (عفا الله عنه) (¬9). * * * وفيها ولد عمر بن عبد العزيز (¬10) رحمه الله. ¬

_ (¬1) إضافة من "ب". (¬2) في "أ": "ويلوذون كالادم الحمام"، والمثبت عن "ب"، والأكام: الجبال. (¬3) في "أ": "جيرانهم السيسم". والتصحيح من الطبري 4/ 460. (¬4) كذا في النسختين، والصواب: "لدفعت". (¬5) انظر نحوه في: تاريخ الطبري 4/ 459، 460. (¬6) الصواب: "شعوركن" كما في "ب". (¬7) الطبري 4/ 460. (¬8) الإنباء 205. (¬9) زيادة من "ب". (¬10) في تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ)، ص 187 ولد بالمدينة سنة ستين، عام توفي معاوية، أو بعده بسنة.

ثانية وستون

ومات المنذر بن الجارود (¬1). وعلقمة بن قيس (¬2). ثانية وستون مولد محمد بن علي بن عبد الله بن العباس عاشر المحرّم (¬3). ثالثة وستون مات مسلم (¬4) بن عُقْبة (¬5). وعُبيدة بن مغيث الضبّي (المحدّث) (¬6). ومات ابن عائشة، تابعيّ. وكانت وقعة الحَرَّة (¬7). رابعة وستون وفاة يزيد. وكانت خلافته ثلاث سنين وثمانية أشهر (¬8)، (وملك ولده معاوية ثلاثة أشهر وثمانية عشر يومًا) (¬9) وقيل: أربعين يومًا، وهو الأصحّ. واستقال منها. فقيل: إنه سُمّ ومات (¬10). * * * وبويع عبد الله بن الزُّبَير بمكة والعراق وبعض بلاد الشام (¬11). (قال العلماء: بويع ابن الزبير بمكة لتسع بقين من رجب بعد أن أقام الناس بغير خليفة في جمادين وأيامًا من رجب، وبايعه أهل العراق وأهل مصر وبعض أهل ¬

_ (¬1) انظر عن (المنذر بن الجارود) في: تاريخ الإسلام (حوادث 61 - 80 هـ)، 256، 257 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) انظر عن (علقمة بن قيس) في: تاريخ الإسلام (حوادث 61 - 80 هـ) 190 - 193 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) الكامل في التاريخ 3/ 209، الطبري 5/ 481. (¬4) في "ب": "مسلمة"، والمثبت هو الصحيح. (¬5) انظر عن (مسلم بن عقبة) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 234، 235 رقم 98 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) ليست في "ب"، ولم أجد: عُبيدة بن مغيث. (¬7) انظر عن وقعة الحرّة في: الكامل 3/ 211 وفيه مصادر كثيرة عنها. (¬8) في الإنباء 205 "وثمانية أشهر". (¬9) ما بين القوسين ساقط من "أ". (¬10) الكامل 3/ 226، الطبري 5/ 501 - 503، تاريخ اليعقوبي 2/ 254، نهاية الأرب 20/ 500. (¬11) الكامل 3/ 225 وما بعدها.

خامسة وسادسة وستون

الشام، فولّى أخاه مُصْعَب بن الزبير البصرة، وولّى عبد الله بن المطيع الكوفة، وأخاه عُبيدة بن الزبير المدينة، وعبد الرحمن بن عُقبة بن جحدم مصر) (¬1). * * * (و) في جمادى الأول فرّق الأعمال في الشام، وسيّر بني أمية إلى الشام وفيهم مروان بن الحَكَم، فبويع له بالجابية/ 51/ بالخلافة (¬2). (وبها لُقّب: "خيط باطل" (¬3): و"مروان الجابية") (¬4). وكانت خلافته ستة أشهر (¬5). وقيل: أحد عشر شهرًا. خامسة وسادسة وستون مات مروان (¬6). وبويع عبد الملك. (ولَقَبُهُ "رَشْحُ الحجر"، ويُكَنَّى "أبا ذُباب" (¬7) لبَخَره، وكان (¬8) أَفْوَهَ مفتوح الفم، مشبك الأسنان بالذهَب) (¬9). وفيها خرج المختار (¬10). وقُتِل الشِمْر (¬11). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين عن هامش النسخة "أ"، وكتب في آخره: "من تاريخ صالحي" انظر: تاريخ الصالحي لابن واصل -مخطوط- ورقة 65 ب. (¬2) الكامل 3/ 237 - 240، الإنباء 214. (¬3) لُقّب بذلك لدقة عنقه، وقيل: لأنه كان طويلًا مضطربًا. قال الشاعر: لحا الله قومًا أمّروا خيط باطل ... على الناس يُعطي من يشاء ويمنع انظر: لطائف المعارف للثعالبي 36، وثمار القلوب، له، ص 76 رقم 103، ومروج الذهب 3/ 72، وتاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 230 بالمتن والحاشية. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 233. (¬6) انظر عن (مروان بن الحكم) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 227 - 234 رقم 97 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬7) في المصادر: "أبو ذِبّان". (¬8) في الأصل: "وكاه". (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". وانظر: المعارف 355، وابن سعد 5/ 235، والعقد الفريد 4/ 364، والبدء والتاريخ 6/ 26، ومنتخب الزمان 1/ 66، والإنباء 217. (¬10) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي. انظر: الكامل 3/ 290 وما بعدها. (¬11) هو: "شِمْر بن ذي الجوشَن". وفي "ب": "الشمس". وانظر: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 50.

سابعة وستون

ومات ابن زياد (¬1). ومقتل عمرو (¬2) بن سعيد (¬3) وحفص ولده. * * * وفيها خرج التوّابون يطلبون بدم الحسين عليه السلام (¬4). وقُتل النُّعمان بن بشير (¬5). وسليمان (¬6) بن صُرَد (¬7). وفيها كان حرب زياد (¬8). ومقتل المختار (¬9). سابعة وستون مات الأحنف بن قيس (¬10)، ومشى مُصْعَب في جنازته (¬11). ثامنة وستون كانت الولاية بمكة لمحمد بن الحنفية، ولابن الزُّبَيْر، ولنَجْدة الخارجي، ولبني أميّة (¬12). ¬

_ (¬1) في الأصل: "ابن مايد"، ولم يُذكر في "ب". والمثبت هو من ترجيحنا، وهو "عبيد الله بن زياد". (¬2) في "ب": "عمر". (¬3) هو المعروف بالأشدق. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 202 - 205 رقم 81 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) كان بدء خروج التّوابين في سنة 65 هـ. انظر: الكامل 3/ 262. (¬5) انظر عن (النعمان بن بشير) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 260 - 263 رقم 115 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) في النسختين: "سلمان". (¬7) انظر عن (سليمان بن صُرد) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 122، 123 رقم 37 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) هكذا في النسختين. والمرجّح أنه "ابن زياد"، وقد تقدّم. (¬9) تقدّم ذكره قبل قليل. (¬10) انظر عن (الأحنف بن قيس) في: تاريخ الإسلام (61، 80 هـ). 71 رقم 1 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) في "ب": "سابعة وستون، طلع المختار عبد الله بن الزبير (كذا). وفيها كان حرب زياد والحصين، ومقتل المختار". (¬12) الطبري 6/ 139، الكامل 3/ 354, نهاية الأرب 21/ 76، 77.

تاسعة وستون

ومات قيس بن الربيع (¬1). * * * ووقع بالبصرة طاعون فيه مات لأنس بن مالك ثمانون ولدًا أكثرهم صحابيّ (¬2). / 54/ تاسعة وستون مات الأسود الدُّؤَلي (¬3) (واسمه: ظالم بن عَمرو) (¬4) (¬5). السبعون زُلزلت الشام (¬6). وخالف عَمرو بن سعيد لعبد الملك بدمشق (¬7). وفيها ظهر المتنبّئ (¬8). حادية وسبعون فتح عبد الملك قَيْسارية (¬9). ثانية وسبعون سار عبد الملك إلى العراق وقتل مُصْعَب بن الزُّبَير (¬10)، وعيسى ولده. ومسلم بن عمر بن حُصَين (¬11). وابن الأشتر (¬12). ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين. والصواب أن "قيس بن الربيع" توفي سنة 168 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) ص 403 - 406 رقم 327 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) ويقال: سبعون -انظر: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 66. (¬3) في "أ": "الدُّئلي". (¬4) انظر عنه في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 276 - 280 رقم 124 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) ليس في المصادر أيّ خبر عن الزلزلة بالشام في هذه السنة. (¬7) انظر: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 204. (¬8) ليس في المصادر ما يفيد عن ظهور متنبّئ في هذا العام. (¬9) الطبري 6/ 167، فتوح البلدان 169، الكامل 3/ 391، نهاية الأرب 21/ 196، تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 301. (¬10) انظر عن (مصعب) فى: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 524 رقم 249 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) لم أجده. (¬12) كذا في النسختين، وابن الأشتر هو: "مالك"، توفي عند القُلزُم بمصر سنة 37 هـ.

ثالثة وسبعون

ومات أبو مسلم بن عمر السلماني (¬1). وفيها مات عبد الله بن عباس (¬2) رضي الله عنه. وولّى عبد الملك طارق غلامَ عثمان المدينة فبقي خمس (¬3) شهور (¬4). وفيها توفي بِشْر بن مروان (¬5). وعزل خالد بن عبد الله عن البصرة (¬6). * * * وفيها غزا محمد بن مروان الصائفة (¬7)، وهزم الروم وهو في أربعة آلاف، والروم في ستين ألف إنسان (¬8). / 55/ ثالثة وسبعون ولي الحَجَّاج اليمامة واليمن (¬9). ومات عبد الله بن عمر بن الخطاب (¬10). ومات جابر بن عبد الله الأنصاريّ (¬11). وفي آخرها نقض الحَجّاجُ الكعبة (¬12). ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين، ولم أجده. ولعلّه "عَبِيدة السلماني" انظر عنه في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 482 رقم 214 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) انظر عن (عبد الله بن عباس) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 148 رقم 54 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬3) الصواب: "خمسة". ومن هنا يبدأ الضائع من النسخة "ب" حتى آخر حوادث سنة 190 هـ. (¬4) الكامل 3/ 397 و 398. (¬5) انظر عن (بشر بن مروان) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 370 - 372 رقم 145 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) الكامل 3/ 397 و 410. (¬7) في الأصل: "الصافية". (¬8) كانت الغزوة في سنة 73 هـ. انظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 272، والطبري 6/ 194، والكامل 3/ 410، وتاريخ ميشيل السرياني 2/ 367. (¬9) الكامل 3/ 410. (¬10) انظر عن (عبد الله بن عمر) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 453 رقم 199 وفيه مصادر ترجمته. (¬11) انظر عن (جابر بن عبد الله) في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 377 - 380 رقم 148 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬12) نَقض الكعبة كان في سنة 74 هـ. حسب تاريخ خليفة 271، واليعقوبي 2/ 272، والأخبار الطوال 316، وأنساب الأشراف ج 4 ق 1/ 349 رقم 900، والطبري 6/ 195، وتاريخ العظيمي 191، والكامل 3/ 412، ونهاية الأرب 21/ 145، 146، وتاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 315 (حوادث 73 هـ)، والبداية والنهاية 9/ 2.

رابعة وسبعون

وفيها كُسِفت الشمس حتى بانت النجوم. * * * ودخل عبد الله بن الزُّبَير على أمّه وفي يده سيف فقال لها: ما أصنع؟ فقالت له: يا بُنَيّ إن كنتَ على حق فلا تمُتْ إلّا كريمًا. فخرج فقاتل حتى قُتل، وأخذه الحَجّاج وصلبه على باب الكعبة، ورائحة المِسْك تفوح منه (¬1). وكانت أمّه أسماء ذات النطاقَيْن بنت أبي بكر الصِّدّيق رضي الله عنه. فبقي مصلوبًا زمانًا يروم أن يسله في شيله، فقيل إنها عبرت يومًا فرأت الطير عشعش في صدره، فقالت: ما آن لهذا الخطيب أن ينزل من على هذا المنبر؟! فسمع الحجّاج [قولها، فقال] (¬2): أنزِلوه، فكلامُها يشبه السؤال. وتفرّد عبد الملك. رابعة وسبعون استخف الحَجاج بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وختم أعناقهم برصاص، وختم عُنُق أَنَس بن مالك (¬3)، وأرسل إلى سهل بن سعد/ 56/ فقال له: ما يمنعك أن تنصُر أمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلت هذا. قال له: كذبت، ثم أمر به فختم عنقه برصاص (¬4). خامسة وسبعون (¬5) استُعمل الحَجّاج على العراق (¬6). * * * وقتل عُمَير بن ضابي (¬7) البُرْجُمي. وقيل: إنه قال له: هل لاعَنَك بدلًا يوم الدار إذ أنت تقول: هَمَمْتُ ولم أفعل وكِدْتُ وليتني ... تركتُ على عثمانَ تبكي حلائلُهْ ¬

_ (¬1) الكامل في التاريخ 3/ 401 - 405 وفيه مصادر أخرى. (¬2) إضافة يقتضيها السياق. (¬3) أنساب الأشراف 5/ 373، الكامل 3/ 406، 407، تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 318، الطبري 6/ 195. (¬4) الطبري 6/ 195، تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 318. (¬5) كتب أولًا: "خامسة وستون"، وضُرب على "ستون" وكُتب "سبعون" بخط مختلف. (¬6) الكامل 3/ 420 وفيه مصادر أخرى. (¬7) في الأصل: "صابئ"، والتصحيح من تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 499 رقم 229 وفيه مصادر ترجمته.

سادسة وسبعون

ثم تقفّز عليه فكسر من أضلاعه ضلعين وهو ميّت، وقال: والله إنّ في قتلك إصلاحًا للمصريين، يا حَرَسيّ اضربا عُنُقَه (¬1). سادسة وسبعون نُقِشَت سكّة الإسلام. (وفي هذه السنة نُقِشت الدراهم والدنانير بالعربية، وكان على الدنانير قبل ذلك كتابة بالرومية، وعلى الدراهم بالفارسية. وكان الذي فعل ذلك الحَجّاج بن يوسف الثقفي، عُفي عنه) (¬2) (¬3). * * * ومقتل شبيب الخارجيّ (¬4). سابعة وسبعون وفاة عبد الله بن عَمرو بن العاص (¬5). ثامنة وسبعون وفاة شُرَيْح القاضي (¬6)، ولم يُعرف له زلّة غير وصيّة أوصى بها هانئَ بنَ عُرْوة وهو محبوس، فلم يبلّغها إلى قومه بعد أن قال: /57/ أفعل. وأقام قاضيًا ستين سنة. ¬

_ (¬1) الطبري 6/ 207، مروج الذهب 3/ 136، الفتوح لابن أعثم 7/ 12، العقد الفريد 5/ 18، 19، الكامل 3/ 424، التذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/ 438، وفيات الأعيان 2/ 34، تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 324. (¬2) خبر نقش الدراهم في: الأخبار الطوال للدينوري 316، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وفتوح البلدان 336، وتاريخ الطبري 6/ 256، والأوائل لأبي هلال العسكري 174، والمحاسن والمساوئ للبيهقي 2/ 232، 233، والبيان المُغرِب لابن عِذاري 1/ 34، والكامل 3/ 452، 453، ونهاية الأرب 21/ 223، 224، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 89، وتاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 326، وآثار الأُوَل للعباسي 208، والبداية والنهاية 9/ 14، 15، ومقدّمة تاريخ ابن خلدون 261، ومآثر الإنافة 1/ 129، وفوات الوفيات 2/ 403، وإغاثة الأمّة بكشف الغمّة للمقريزي 53، 54، والنقود القديمة الإسلامية، له 35، والنجوم الزاهرة 1/ 176، وتاريخ الخلفاء 218، والإنباء 218. (¬3) ما بين القوسين كتب على هامش النسخة "أ" بالمقلوب. وهو من تاريخ الصالحي، ورقة 70 أ. (¬4) هو (شبيب بن يزيد) انظر عنه في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 417 - 419 رقم 182 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) قال غير واحد إن عبد الله بن عمرو بن العاص توفي سنة 65 هـ. بمصر. وقيل غير ذلك. انظر: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ). 161 - 167 رقم 55 وفيه حشدنا عشرات المصادر عنه. (¬6) هو: شُرَيح بن الحارث بن قيس بن الجهم. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) ص 419 - 423، رقم 183 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.

تاسعة وسبعون

تاسعة وسبعون مقتل قَطَريّ (¬1) بن الفُجَاءة. الثمانون كان السيل بالحجاز، وذهب بكثيرٍ من التجار والحاجّ (¬2). وبُني [بـ]ـالموصل دار الإمارة، والجامع، والسور. وفيها قطع المهلّب بن أبي صُفْرة نهر بَلْخ (¬3). حادية وثمانون وفاة محمد بن الحنفية (¬4) رحمة الله عليه. (والكيسانية من الشيعة يعتقدون أنه حيّ بجبال رضوى وأنه لا بدّ أن يظهر فيملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا وظلمًا) (¬5). وحجّ سليمان بن عبد الملك (¬6). وأغريت المغازي (¬7). ¬

_ (¬1) في الأصل: "قطرك". وانظر عنه في: تاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 510 - 512 رقم 237 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) خبر السيل في: أخبار مكة للأزرقي 2/ 168، وتاريخ اليعقوبي 2/ 377، وتاريخ الطبري 6/ 325، وتاريخ العظيمي 193، والكامل 3/ 481، وتاريخ الإسلام (61 - 80 هـ) 342، والبداية والنهاية 9/ 31. (¬3) خبر المهلّب في: تاريخ خليفة 279، وتاريخ اليعقوبي 2/ 276، والطبري 6/ 325، 326، والكامل 3/ 482، وجاء في: فتوح البلدان للبلاذري ص 514 بتحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد أنّ الحجّاج بن يوسف ولّى خراسان المهلّب بن أبي صفرة سنة تسع وتسعين، فغزا مغازي كثيرة، وفتح الخُتّل. . . ويقول خادم العلم وطالبه المعتني بهذا الكتاب "عمر عبد السلام تدمري"، إن التاريخ المذكور وهم، والصحيح "سنة تسع وسبعين" حيث توفي المهلّب سنة 83 هـ. والذي بقى إلى سنة 99 هـ. هو ابنه "يزيد"، فَلْيُصَحّح. (¬4) هو محمد بن علي بن أبي طالب أبو القاسم الهاشمي. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ). 181 - 193 رقم 138 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) ما بين القوسين أضيف إلى المتن على هامش "أ": من تاريخ الصالحي، ورقة 70 أ. (¬6) خبر الحج في: المحبّر 25، وتاريخ خليفة 281، وتاريخ اليعقوبي 2/ 281، وتاريخ الطبري 6/ 341، ومروج الذهب 4/ 399، وتاريخ العظيمي 193، والكامل 3/ 492، ونهاية الأرب 21/ 259، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) ص 7، والبداية والنهاية 9/ 37 وفيه حج بالناس فيها إسحاق بن عيسى فيما ذكره الواقدي وأبو معشر. (¬7) في الأصل: "واخرَقَ المعاري"!

ثانية وثمانون

وفيها فُتحت قاليقلا (¬1). ثانية وثمانون مات المهلّب بن أبي صُفرة (¬2) الذي تولّى حرب الخوارج، بطاعون الفتيان. (كان عاملًا للحَجّاج على خُراسان) (¬3). وخرج السودان، مع رياح بالبصرة. ومات سُوَيد بن غَفَلَة (¬4). * * * (في هذه السنة خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكِنْدي على الحَجّاج بن يوسف) (¬5). (هاجت فتنة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث سنة اثنتين وثمانين، فكانت وقعة الزاوية بالبصرة، ووقعة الجماجم سنة ثلاث وثمانين) (¬6) (¬7). ثالثة وثمانون بنى (¬8) الحَجّاج واسط (¬9). ووُلد جعفر الصادق، رضوان الله عليه، يوم الإثنين سابع شهر ربيع الأول (¬10). ¬

_ (¬1) في الأصل: "باليقا". والتصحيح من: الطبري 6/ 331، والكامل 3/ 485 ونهاية الأرب 21/ 202، والبداية والنهاية 9/ 34. (¬2) انظر عن (المهلّب) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 205 - 208 رقم 150 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) ما بين القوسين إضافة فوق المتن، والنص من تاريخ الصالحي، ورقة 71 أ. (¬4) انظر عن (سويد بن غفلة) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 75 - 78 رقم 41 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) ما بين القوسين كتب بجانب السنة وهو منقول من: تاريخ الصالحي، ورقة 70 ب. والخبر في: الطبري 6/ 342 - 345، والكامل 3/ 493، 494، ونهاية الأرب 21/ 237 - 239، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 9. (¬6) انظر عن (دير الجماجم) في: الفتوح لابن أعثم 7/ 136 وما بعدها، والطبري 6/ 346 - 350، والكامل 3/ 494 - 497، ونهاية الأرب 21/ 239، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 9، 10 والبداية والنهاية 9/ 40 - 42. (¬7) ما بين القوسين عن الهامش، وكتب بعده: "من المعارف". (¬8) في الأصل: "بنا". (¬9) خبر واسط في: الطبري 6/ 383، 384، والكامل 3/ 514، ونهاية الأرب 21/ 262، 263، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 18، والبداية والنهاية 9/ 51. (¬10) المشهور أنه ولد في سنة 80 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) ص 88.

رابعة وثمانون

وبُنيت المصّيصة (¬1). / 58/ رابعة وثمانون قتل الحجّاج أيوب بن القِرِّية من أصحاب ابن الأشعث (¬2). خامسة وثمانون جُمع لمحمد بن مروان الجزيرة والموصل. ووفاة عبد العزيز بن مروان (¬3). ووفاة عمرو (¬4) بن حُرَيْث. وفيها فتح عبد الملك المضيق. سادسة وثمانون مات عبد الملك بن مروان. وكانت خلافته اثني عشر (¬5) سنة، وأربعة أشهر، وخمسة أيام. وتسع سنين وإحدى عشر شهرًا لعبد الله بن الزُّبَير، وهذا أصحّ ما ذُكر (¬6). وخلّف الوليد بن عبد الملك. وفيها توفي أبو أُمامة الباهليّ (¬7). ووفاة عبد الله بن أبي أوفى (¬8)، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة. ¬

_ (¬1) في سنة 83 هـ. بُنيت مدينة واسط. وفي سنة 84 هـ. فُتحت المصّيصة. انظر: تاريخ الطبري 6/ 383 و 385. (¬2) خبر ابن القرّية في: الأخبار الطوال 323، والطبري 6/ 385، والكامل 3/ 516، ونهاية الأرب 21/ 263، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 20. (¬3) انظر عن (عبد العزيز بن مروان) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 132 - 135 رقم 98 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وكُتب بجانب وفاته بالمقلوب: "في هذه السنة توفي عبد العزيز بن مروان بمصر، وكان ولي عهد أخيه عبد الملك بن مروان وأمير مصر من قِبَله". وكتب بجانبه: "صالحي" وهو ينقل عن تاريخ الصالحي، ورقة 71 ب. (¬4) في الأصل: "عمر". وانظر عن (عمرو بن حريث) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 165، 166 رقم 119 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الصواب: "اثنتي عشرة". (¬6) انظر: الإنباء 218. (¬7) انظر عن (أبي أمامة الباهلي) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 226 - 230 رقم 175 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) في الأصل: "عبد الله بن أبي سفيان". والتصويب من تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 98، 99 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سابعة وثمانون

سابعة (¬1) وثمانون مات عُبيد (¬2) الله بن العباس. والمِقداد بن مَعْدي كرب (¬3)، بحمص. ثامنة وثمانون بنى (¬4) الوليد جامع دمشق وجعله مايتا (¬5) ذراعٍ في مثلها، وزخرفه (¬6). / 59/ وقيل: إن نصف الجامع من الشرق كان كنيسة للروم، وأن الوليد بن عبد الملك طلبها منهم وقال: قد كثُر الإسلام، وصار معنا (¬7) تضييق. فقالوا: معنا نسخة. فقال لهم: نسخة مَن؟ قالوا: نسخة أبيك وخطّ من مضى من الخلفاء. فقال: الكنائس الخارجة من دمشق معكم بها خط؟ قالوا: لا. قال: فأريد أخرّبها. قال: فلما تحقّقوا خرابها أعطوه ما في الجامع. وكانت تُسمّى كنيسة يوحنّا. وقالت الروم: إن من خرّبها يُصاب. فنزل الوليد من على فرسه وعليه قباء أخضر (¬8)، وعلى رأسه عمامة خضراء، فأخذ فأسًا في يده، ويجعل يخرّب فيها ويرمي نفسه كأنه يُصرع، والمسلمون ينظرون إليه (¬9). وكتب إليه ملك الروم: أمّا بعد، فإنّك غيّرت شيئًا رضي به أبوك، فإنْ يكُ أصاب فقد أخطأت، أو أصبتَ فقد أخطأت. فردّ عليه: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} (¬10). ¬

_ (¬1) في الأصل: "تاسعة" وهو سهو. (¬2) في الأصل: "عبد الله"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 146 رقم 102 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) انظر عن (المقداد بن معدي كرب) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 203، رقم 149 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) في الأصل: "بنا". (¬5) الصواب: "مايتي". والقياس هنا ينطبق على مسجد المدينة المنوّرة. انظر: الطبري 6/ 435، والكامل 4/ 14. (¬6) خبر الجامع في: تاريخ دمشق 2/ 251 وما بعدها، ومختصر كتاب البلدان 102، وأحسن التقاسيم 138. (¬7) في الأصل: "وجا ومعنا". (¬8) في تاريخ دمشق 2/ 254 "قباء أصفر". (¬9) انظر: تاريخ دمشق 2/ 254 - 256. (¬10) سورة الأنبياء، الآيتان 78 و 79، والخبر في: العيون والحدائق 3/ 5.

تسع وثمانون

وفيها وُلّي خالد بن عبد الله القَسْريّ (¬1) مكة. وفيها مات زُرارة بن أوفى (¬2). تسع وثمانون خالية. * * * /60/ تسعون مات عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخْرَمة (¬3) بن نوفل بن عبد شمس. إحدى وتسعين فتح قُتَيبة بن مسلم طخارستان (¬4). ومات سهل بن سعد الساعديّ (¬5)، وهو آخر من مات من الصحابة، رضي الله عنه. * * * وفيها ولدت امرأة جَرْوَ كلب، وأقرّت أن كلبًا وطِئَها (¬6). اثنين وتسعين (¬7) غزا مَسْلمة القسطنطينية (¬8). ودخل طارق بن زياد بلاد الأندلس (¬9). ¬

_ (¬1) في الأصل: "القشيري"، والتصحيح من: الطبري 6/ 440 (حوادث سنة 89 هـ). (¬2) انظر عن (زرارة بن أوفى) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 358، 359 رقم 264 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) في الأصل: "محزمة"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 131، 132 رقم 96 وفيه مصادر ترجمته. (¬4) في الأصل: "طحاوستار" والتصحيح من: فتوح البلدان 517. (¬5) انظر عن (سهل الساعدي) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ). 383، 384 رقم 385 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬7) هكذا في الأصل. (¬8) الطبري 6/ 468، تاريخ العظيمي 197، الكامل 4/ 35، نهاية الأرب 21/ 312، البداية والنهاية 9/ 83، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 40. (¬9) فتوح البلدان 227، تاريخ اليعقوبي 2/ 285، الإمامة والسياسة لابن قتيبة 2/ 73، البدء والتاريخ 6/ 40، تاريخ خليفة 304، الطبري 6/ 468، البيان المغرب 2/ 2 - 22، الكامل 4/ 35 - 43، نهاية الأرب 24/ 40 - 53، أخبار مجموعة 18، المقتبس 1/ 155، تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 255، 256، البداية والنهاية 9/ 83، تاريخ ابن خلدون 4/ 254، نفح الطيب 1/ 86 - 171.

ثلاث وتسعين

ثلاث وتسعين (¬1) فُتحت أردبيل، وخوارزم، وسمرقند (¬2). وفتح طارق طُلَيْطُلَة، ووجد فيها مائدة سليمان بن داود، على نبيّنا وعليه السلام، وكانت خليطين من ذهب بثلاثة أطواق جوهر (¬3). رابعة وتسعين فُتحت أنطاكية، وبقيت الزلزلة فيها أربعون (¬4) يومًا حتى هدمتها (¬5). * * * ووفاة زين العابدين (¬6) رضي الله عنه. وسعيد بن المسيَّب (¬7). / 61/ وعُرْوة بن الزُّبَير (¬8). * * * ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. (¬2) تاريخ خليفة 305، تاريخ اليعقوبي 2/ 287 - 289، الفتوح لابن أعثم 7/ 235 - 238 و 239 - 247، فتوح البلدان 518، 519، الأخبار الطوال 327، الطبري 6/ 469 - 481، الكامل 4/ 46 - 50، نهاية الأرب 21/ 295 - 299، تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 258، البداية والنهاية 9/ 84 - 86، تجارب الأمم - تحقيق د. أبو القاسم إمامي- دار سروش للطباعة والنشر طهران 1987 - ج 2/ 328. (¬3) تاريخ خليفة 305، اليعقوبي 2/ 285، فتوح البلدان 273، البدء والتاريخ 6/ 40، 41، تاريخ العظيمي 197، البيان المغرب 1/ 16 و 43 و 2/ 12، 13 الكامل 4/ 51، البداية والنهاية 9/ 86 تاريخ الصالحي، ورقة 72 ب. (¬4) الصواب: "أربعين". (¬5) تاريخ خليفة 306، تاريخ اليعقوبي 2/ 292، العيون والحدائق في أخبار الحقائق لمؤرّخ مجهول 3/ 8، الطبري 6/ 483، المنتخب من تاريخ المنبجي 82، تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء 144، الكامل 4/ 56، نهاية الأرب 21/ 313 و 324، تاريخ العظيمي 198، تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 261، البداية والنهاية 9/ 95، تاريخ الصالحي، ورقة 72 ب، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 40. (¬6) هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - انظر عنه في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 431 - 439 رقم 352 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (سعيد بن المسيب) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 371 - 376 رقم 279 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (عروة بن الزبير) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 424 - 429 رقم 345 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

وفيها قتل الحَجّاجُ سعيد بن جُبَير (¬1)، وذلك أنه أُتي به إليه وهو مقيَّد والحَجّاج راكب، قال له: أنت الشقيّ بن كُسَيْر (¬2)، أما قدِمتَ الكوفة، وقالوا: لا يؤمُّنا (¬3) إلّا عربيّ؟ (قال: بلى. قال: أما وليتك القضاء فضجّ أهل الكوفة؟) (¬4) وقالوا. لا يلي قضاؤنا (¬5) إلا عربيّ، فاستقصيت أبا بُردة وامرأته ألّا يقطع أمرًا دونك. قال: بلى. قال: فما أعطيتك ألف ألف تفرّقها على أهل الحاجة ولم أسألك (¬6) عن شيءٍ منها؟ قال: بلى. قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: بيعة كانت لابن الأشعث في عنقي من قبل. قال: أفما كان في عنقك بيعة لأمير المؤمنين عبد الملك بنقض بيعتي، وتبقي بيعة الحائك بن الحائك، واللهِ لأقتلنّك، اختَرْ أي قتْلةٍ شئت. قال له سعيد: بل أنت اختَر لنفسك، فإنّ القصاص أمامك. ثم قال: يعفُ الأمير عنّي. قال: لا عفى (¬7) الله عنّي إن عفوت عنك. قال: فضحك سعيد، فقال له: يا سعيد سمعت أنك ما ضحكت قط، فما أضحكك؟ قال: عجبت من صُنع الله فيك. فقال: يا حَرَسيّ اضربا عُنقه، فضربه السيّاف ضربة واحدة، فوقع على الأرض وتَشَاهد ثلاث مرّات، فقال في الآخرة: أشهد أن لا إله إلا الله، خفيًّا، فزعق (¬8) الحجّاج من فوق رأسه وقال: فردونا، فظنّوا/ 62/ أنه يقول: قيودنا، فقطعوا رِجليه وأخذوا القيود. وقيل: إنه من ذلك اليوم ما عاد يركب، وبقي أربعين يومًا يراه في النوم وهو يراه ماسكًا بجامعة ثيابه وهو يقول: على مَ قتلتني يا فاسق؟ فينتبه مرعوبًا ويقول: ما لي ولسعيد بن جبير؟ وقيل: إنه رؤي (¬9) بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: قتلني بكل قتلة قتلة واحدة وقتلني، وبسعيد بن جبير ماية ألف قتلة (¬10). ¬

_ (¬1) انظر عن (سعيد بن جبير) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 366 - 370 رقم 275 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) يعني: ما أنت سعيد بن جُبَير. (¬3) في الأصل: "يومنا". (¬4) ما بين القوسين عن الهامش. (¬5) الصواب: "قضاءنا". (¬6) في الأصل: "اسلك". (¬7) الصواب: "عفا". (¬8) في الأصل: "فرعك". (¬9) في الأصل: "رُاي". (¬10) انظر: الطبري 6/ 487 - 491، العيون والحدائق 3/ 9، 10، الكامل 4/ 54، 55، نهاية الأرب 21/ 322، 323، تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 367، 368، البداية والنهاية 9/ 96، 97، وفيات الأعيان 2/ 372 - 374، وفيه: "قتلني بكل قتيل قتلته قَتْلة، وقتلني بسعيد بن جبير سبعين قتلة". (2/ 374).

خامسة وتسعين

وقيل: إنّ رجلًا من أهل الكوفة رآه في المنام فقال له: يا حَجّاج، ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قال: بماذا، فما أعرف لك فضيلة؟ قال: ببيتين قلتهما. قال: وما هما؟ فقال: يا ربّ قد زَعَم الأقوامُ واجتهدوا. . . أنّي بزعْمهم من ساكني النار ليحكمون على عمياء ويْحهُمُ. . . ما ظنُّهم بعظيمِ العفوِ غَفّارِ (¬1) خامسة وتسعين وفاة الوليد بن عبد الملك (¬2). وكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر وعشرين يومًا (¬3). وفيها مات الحجّاج (¬4). سادسة وتسعين / 63/ صحّ عند الناس أنّ موت الوليد (¬5). وبويع سليمان بن عبد الملك. وفيها مات محمود بن لَبِيد الأنصاريّ (¬6). ¬

_ (¬1) ورد البيتان باختلاف في الألفاظ: يا ربّ قد حلف الأعداء واجتهدوا ... بأنني رجل من ساكني النار أيحلفون على عمياء ويحَهُمُ ... ما عِلْمُهم بكثير العفو غَفّارِ وقيل: "بكثير العفو ستّار". انظر: تاريخ دمشق 12/ 195 وفيه: "قد خلف" وهو غلط، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 6/ 231، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 85، ووفيات الأعيان 2/ 53، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 326، والبداية والنهاية 9/ 138، وبغية الطلب في تاريخ حلب لابن العديم الحلبي 5/ 209، والوافي بالوفيات 11/ 308، وشذرات الذهب 1/ 107، وترجمة الحجّاج بن يوسف الثقفي من تاريخ دمشق، رسالة ماجستير في التاريخ، تحقيق محمد شوقي خالد عواد بإشراف أ. د. عمر عبد السلام تدمري، الجامعة اللبنانية - كلية الآداب - قسم التاريخ - الفرع الثالث، طرابلس 1999 - ص 249. (¬2) انظر عن (الوليد بن عبد الملك) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 496 - 500 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) في الإنباء 222 وغيره: خلافته تسع سنين وثمانية أشهر. (¬4) انظر عن (الحجّاج بن يوسف) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 314 - 327 رقم 233 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته، وتاريخ الصالحي، ورقة 72 ب. (¬5) هكذا في الأصل. (¬6) في الأصل: "سليمان بن لبيد الأصفهاني"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 473، رقم 402 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سابعة وتسعين

سابعة وتسعين مات عبد الرحمن بن كعب بن مالك (¬1). وقُتِل قُتَيبة بن مسلم (¬2). ثامنة وتسعين فُتحت جُرجان (¬3). وغزا مَسْلَمَة القسطنطينية وشتّى بها وزرع (¬4). ومات كُرَيب مولى ابن العباس (¬5). تاسعة وتسعين مات سليمان بن عبد الملك (¬6). وكانت خلافته سنتان (¬7) وثمانية أشهر (¬8)، بمرج دابق، وأوصى بالخلافة لعمر بن عبد العزيز. ¬

_ (¬1) ذكره الذهبي في المتوفين بين 101 - 110 هـ. انظر: تاريخ الإسلام 150 رقم 146 وفيه مصادر ترجمته وهو توفي سنة 99 هـ. انظر: تاريخ خليفة 316، والكامل 4/ 101. (¬2) انظر عن (قتيبة بن مسلم) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 454 - 456 رقم 376 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) خبر جرجان في: تاريخ خليفة 315، الفتوح 7/ 289 - 293، الطبري 6/ 532 - 541، الكامل 4/ 87، 91، نهاية الأرب 21/ 349، 350، تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 268، 269، البداية والنهاية 9/ 175، 176. (¬4) خبر القسطنطينية في: المعارف 360، تاريخ خليفة 315، تاريخ اليعقوبي 2/ 299، وتاريخ الطبري 6/ 530، والعيون والحدائق 3/ 24 وما بعدها، والتنبيه والإشراف 141، وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم 36، 37، والمنتخب من تاريخ المنبجي 83، 84، والبدء والتاريخ 6/ 43، 44، وتاريخ دمشق 58/ 32، والكامل 4/ 86، 87، ونهاية الأرب 21/ 347، 348، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 114، ووفيات الأعيان 2/ 420، 421، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 271، والبداية والنهاية 9/ 174، 175، ولبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية، تأليفنا طبعة جرّوس برس، طرابلس - ص 143 - 146، والإنباء 227. (¬5) هو كُريب بن أبي مسلم المكي. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 462 - 463 رقم 384 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) انظر عن (سليمان بن عبد الملك) في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 377 - 382 رقم 283 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) الصواب: "سنتين". (¬8) انظر: الطبري 6/ 546، والعيون والحدائق 3/ 34، والتنبيه والإشراف 275، والإنباء 227.

سنة ماية

وقيل: إنه امتنع، فأحضروا إليه براذين الخلافة وبِغالها فأبى أن يركب إلّا دابّته (¬1) , ولم يغيّر واجبه ومطبخه عمّا كان. وقيل: إن مَسلَمة بن عبد الملك حضر عنده يومًا وقد قُدّم له الطعام وهو عدس، فكان مَسلَمة ما أعجبه. فقال له عمر: كُلْ، فالأكل (¬2) يختلط بين جَنْبَيك. * * * وبلغ النيل بمصر عشرين ذراعًا (¬3). وزُلزلت الشام والجزيرة (¬4). وعمل عبد الملك بن رفاعة المقياس بمصر (¬5). * * * وفيها توفي علي بن زين العابدين (¬6) / 64/ عليه السلام. سنة ماية استكملت شيعة بني العباس بالكوفة ثلاثين رجلًا. * * * وفيها توفي خارجة بن زيد (¬7). ومولد أبي (¬8) مسلم الخُراساني (¬9). سنة إحدى وماية وفاة عمر بن عبد العزيز (¬10). ¬

_ (¬1) الكامل 4/ 97، تاريخ دمشق 45/ 161 و 165 و 166. (¬2) في الأصل: "فالكل". (¬3) لم أجد خبر النيل. (¬4) لم أجد خبر الزلزلة هذا العام. ولعلّ المراد الزلازل التي وقعت سنة 8 هـ. انظر: كشف الصلصلة 167. (¬5) لم أجد خبر المقياس. (¬6) هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد تقدّمت وفاته في سنة 94 هـ. (¬7) توفي (خارجة بن زيد) في سنة 99 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) (342 - 344 رقم 250 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) في الأصل: "خارجة بن زيد مولى مسلم". (¬9) وفيات الأعيان 3/ 149. (¬10) انظر عن (عمر بن عبد العزيز) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ)، 187 - 206 رقم 196 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة اثنين وماية

وكانت خلافته سنتين ونصف (¬1). وملك يزيد بن عبد الملك. ووُلّي عمر بن هُبَيرة العراق (¬2). * * * وأمر لاوُن ملك الروم لليهود أن يتعمّدوا (¬3). سنة اثنين (¬4) وماية مات أبو الطُّفَيل عامر بن واثلة (¬5)، آخر من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومات مجاهد (¬6) المقرئ المفسّر. سنة ثلاث وماية مات مُصْعَب بن سعد بن أبي وقّاص (¬7). وأبو بُردة بن أبي موسى الأشعريّ (¬8). سنة أربع وماية مولد أبي (¬9) العباس السفّاح. ومات عامر بن شراحيل (¬10). / 65/ سنة خمس وماية مات يزيد بن عبد الملك بالبلقاء (¬11). ¬

_ (¬1) الصواب: "ونصفًا": وانظر الإنباء 230. (¬2) الصحيح أنَّ إمرةَ العراق جُمعت لابن هُبيرة في أول سنة 103 هـ. انظر تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 206، والخبر في: تاريخ مختصر الدول لابن العبري 115. (¬3) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬4) الصواب: "اثنتين". (¬5) توفي (عامر بن واثلة) في سنة 100 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 526 - 528 رقم 468 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) توفي (مجاهد) في سنة 101 هـ. وهو (مجاهد بن جبر) انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 235 - 238 رقم 221 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (مُصعب بن سعد) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 259 رقم 241 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (أبي بردة) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 284، 285 رقم 279 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) في الأصل: "ابن"، والتصحيح من: الكامل 4/ 157. (¬10) انظر عن (عامر بن شراحيل) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 124 - 132 رقم 106 وقيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) وفاة (يزيد بن عبد الملك) في حوران. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 279 - 281 رقم 274 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، والإنباء 233، ومنتخب الزمان 1/ 89.

سادسة وماية

وكانت ولايته أربع سنين (¬1). وقيل: إنه اشترى جاريتين، الواحدة اسمها سلّامة، جارية سهيل (¬2) من المدينة، وحديثها مع القِسّ معروف، وغنّته يومًا أبياتًا، فقال: أطير، فقالت (¬3): إلى أين جُعِلتُ فِداك. قال: إليكِ. وغنّته بهذه الأبيات: ألا حيّ الديارَ ديارَ سَلْع (¬4) وتنَهّدت، فقال لها: ما بكِ، برئِت من ذمّة أبي إنْ أردتِ سَلْعًا نقلتُه إليك حجرًا حجرًا. فقالت: يا أمير المؤمنين: ما أردت الموضع، بل أهله. وماتت قبل موته بأربعين يومًا، وبقي أيامًا لم يخرج من حزنه، وتدثّر، ولبس عمامة الحزن حتى لامه من يعزّ عليه. وقيل: إن بعض الشعراء مدحه بأُرجوزة. وفيها مات عِكرمة (¬5) المقرئ. وكُثَير الشاعر (¬6)، وصُلّي عليهما جميعًا. سادسة وماية خرج عتّاب باليمن. ومات سالم بن عبد الله (¬7) بن عمر بن/ 66/ الخطّاب. وطاوس بن كَيسان (¬8). سابعة وماية كان الطاعون بالشام، ومات فيه خلق عظيم (¬9). ¬

_ (¬1) وشهرًا. انظر: المعارف 364، والإنباء 233، وتاريخ الصالحي، ورقة 75 ب. (¬2) في الأصل: "سهل" والتصحيح من: الأغاني 8/ 334 وهو سهيل بن عبد الرحمن. (¬3) في الأصل: "فقال". (¬4) سَلْع: بفتح أوله وسكون ثانيه: جبل بسوق المدينة. (معجم البلدان 3/ 236). (¬5) هو أبو خالد عكرمة بن خالد بن العاص. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 425 رقم 500 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) هو "كُثَير عزّة". انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 227 - 229 رقم 117 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (سالم بن عبد الله) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 88 - 93 رقم 71 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (طاوس بن كيسان) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 116 - 120 رقم 103 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) خبر الطاعون في: العيون والحدائق 3/ 89، والمنتخب من المنبجي 89، والكامل 4/ 182 وفيه في حوادث سنة 108 هـ.

ثامنة وماية

[واستعفى الحرّ بن يوسف أمير مصر من الإمرة] (¬1). ثامنة وماية مات القاسم بن محمد (¬2) بن أبي بكر الصِّدّيق رضي الله عنهم. تاسعة وماية مات أبو نجيح (¬3) المكيّ. عاشرة وماية غزا معاوية بن هشام الروم (¬4) وعلى مقدّمته البطّال (¬5). * * * ومات الحسن البصْريّ (¬6). ومات وهْب بن منبّه (¬7). ومات محمد بن سيرين (¬8) المعبّر. ومات جرير (¬9) الشاعر. ومات الفرزدق هَمّام بن غالب (¬10). ¬

_ (¬1) في الأصل: "وخرج الحر بن يوسف المكشوف بالموصل"، وما أثبتناه من: تاريخ الصالحي، ورقة 76 أ. (¬2) انظر عن (القاسم بن محمد) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 217 - 223 رقم 210 وفيه مصادره ترجمته. (¬3) هو (يسار أبو نجيح الثقفي مولى الأخنس بن شريق المكي) انظر عنه في: تهذيب التهذيب لابن حجر 11/ 377 رقم 735، وتاريخ مولد العلماء 260، والعقد الثمين 7/ 468. (¬4) خبر الغزوة في: تاريخ خليفة 340، والطبري 7/ 54، والكامل 4/ 193، ونهاية الأرب 21/ 412، وتاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 21، والبداية والنهاية 9/ 260، والنجوم الزاهرة 1/ 267. (¬5) هو أبو محمد البطّال، كان مشهورًا بالغزو في بلاد الروم، واسمه عبد الله، أبو الحسين الأنطاكي. قُتل سنة 122 هـ. (¬6) انظر عن (الحسن البصري) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 48 - 63 رقم 34 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (وهب بن منبّه) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 497 - 500 رقم 599 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (محمد بن سيرين) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 239 - 249 رقم 225 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) انظر عن: (جرير) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 40 - 43 رقم 25 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) انظر عن (الفرزدق) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 211 - 215 رقم 207 وفيه مصادر ترجمته.

ماية وإحدى عشرة

ماية وإحدى عشرة خالية. * * * سنة ماية واثنتا عشرة /67/ مات محمد بن عبد الوهّاب (¬1). وشهر بن حَوْشَب (¬2). سنة ماية وثلاث عشرة قَتل مَسْلَمَة لابن خاقان (¬3) ملك التُّرك، وبنا (¬4) الباب. ومات الفقيه مكحول (¬5). سنة أربع عشرة وماية دخل بُكَير بن ماهان العراق وخُراسان بالدعوة لبني أميّة (¬6). * * * ووفاة محمد بن علي الباقر (¬7) عليه السلام ومات عطاء بن أبي رباح (¬8). ماية وخمس عشرة خالية. * * * ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل، ولم أجد أحدًا بهذا الاسم في وفيات هذا العام. (¬2) توفي (شهر بن حوشب) في سنة 100 هـ وقيل هذا العام. انظر: الكامل في التاريخ 4/ 110، وتاريخ الإسلام (81 - 100 هـ) 385 - 388 رقم 288 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) في الأصل: "لخاقان"، والتصحيح من: الكامل 4/ 209، والطبري 7/ 88، وتاريخ اليعقوبي 2/ 318. (¬4) الصواب: "وبنى". (¬5) انظر عن (مكحول) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ)، 478 - 482 رقم 573 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) كذا في الأصل، وكتب على الهامش بحذاء هذا الخبر: "لعلّها لبني العباس"، وهو الصواب. (¬7) انظر عن (محمد بن علي الباقر) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 462 - 464 رقم 549 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) في الأصل: "عطاء بن رياح" والتصحيح من: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ)، 420 - 424 رقم 495 وفيه مصادر ترجمته.

ماية وست عشرة

ماية وستّ عشرة مات أبو عبد الله مكحول الدمشقي (¬1). وميمون بن مِهْران (¬2). ماية وسبع عشرة وفاة علي بن عبد الله بن العباس (¬3). وفاطمة (¬4). وسُكَينة (¬5)، ابنَتَي الحسين، عليه السلام. ووُلد ابن المبارك (¬6). ماية وثمان (¬7) عشرة خالية. * * * / 68/ ماية وتسع عشرة مات أسد بن عبد الله (¬8). وحبيب بن أبي ثابت (¬9). وابن أبي مُلَيْكة (¬10). ¬

_ (¬1) في وفاته أقوال: 112 و 113 و 118 هـ. انظر عن (مكحول الدمشقي) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) ص 478 - 482 رقم 573 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) توفي (ميمون بن مهران) سنة 117 هـ. على الصحيح. انظر تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 485 - 487 رقم 582 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) الصحيح أن (علي بن عبد الله بن عباس) توفي سنة 118 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 428، 429 رقم 506 وفيه مصادر ترجمته. (¬4) انظر عن (فاطمة) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 442، 443 رقم 527 وفيه مصادر ترجمتها. (¬5) انظر عن (سكينة) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 371 - 373 رقم 409 وفيه مصادر ترجمتها. (¬6) هو عبد الله بن المبارك. انظر: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 221. (¬7) الصواب: "ثماني". (¬8) توفي (أسد) في سنة 120 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 321، 322 رقم 315 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) انظر عن (حبيب بن أبي ثابت) في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 341، 342، رقم 351 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) هو عبد الله بن عُبيد الله بن أبي مُليكة. توفي سنة 117 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 401، 402 رقم 457 وفيه مصادر ترجمته.

ماية وعشرين

ماية وعشرين (¬1) مات ابن كثير المقرئ (¬2). ووُلي عبد الله بن العلاء الأندلس. ماية وإحدى وعشرين قتْلُ هشام لزيد بن علي زين العابدين، وأحرقه بعد خمسٍ (¬3) وثلاثين يومًا (¬4). وقيل: إنّ هشامًا قال لزيد: ما فعل أخوك البقرة؟ قال له: سمَّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باقِرًا، وسمَّيته بقرةً، لقد اختلفتما. * * * وفيها زُلزلت دار السلام (¬5). وقِران زُحَل والمرّيخ في السَّرَطان. * * * ووفاة إياس بن معاوية (¬6) قاضي البصرة. ماية واثنين وعشرين (¬7) خالية. * * * ماية وثلاث وعشرين مات قيسون الجاثليق. وأبو سفيان بطريق اليعاقبة. ووفاة الزُّهريّ (¬8). ¬

_ (¬1) كذا، والصواب: "وعشرون". (¬2) هو عبد الله بن كثير أبو مَعْبَد مقريء أهل مكة. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 403 - 405 رقم 461 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) الصواب: "خمسة". (¬4) مقتل زيد في: العيون والحدائق 3/ 97 - 100، ومروج الذهب 3/ 219، والطبري 7/ 185 - 190، ومقاتل الطالبيين 236 - 140، والكامل 4/ 266 - 271، وانظر تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 105 - 108 وفيه مصادر أخرى. (¬5) لم أجد خبرًا عن الزلزلة لهذا العام. (¬6) انظر عن (إياس بن معاوية) في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 41 - 45 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) كذا، والصواب: "واثنتين وعشرون". (¬8) هو محمد بن مسلم بن عُبيد الله. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 227 - 249 وفيه مصادر ترجمته.

ماية وأربع وعشرون

ماية وأربع وعشرون /69/ مات محمد بن علي بن العباس (¬1). وفيها مات هشام بن عبد الملك (¬2). وكانت خلافته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر (¬3). وخلّف الوليد بن يزيد. ماية [و] خمس وعشرين خالية. * * * ماية [و] ست وعشرين قُتل الوليد بن يزيد (¬4). وكانت خلافته سنة وشهرين، وإحدى (¬5) عشر يومًا (¬6). ثم ولي يزيد بن الوليد بن عبد الملك، فمكث ستة أشهر، وكان يقال له "يزيد الناقص" (¬7). وبويع إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، فمكث شهرًا ونصف (¬8)، وخُلِع (¬9). واستوى (¬10) الأمر لمروان الجعديّ، وهو المعروف بالحمار (¬11). ¬

_ (¬1) انظر عن (محمد بن علي بن العباس) في: تاريخ الإسلام (121 - 140) 223 - 225 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) توفي (هشام) في سنة 125 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 282 - 284 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) في الإنباء 236 "تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يومًا". (¬4) انظر عن (الوليد بن يزيد) في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 287 - 295 وفيه مصادر أخرى. (¬5) الصواب: "وأحد". (¬6) في المصادر: "واثنين وعشرين يومًا". انظر: المعارف 366، وتاريخ خليفة 363، والطبري 7/ 252، ومروج الذهب 3/ 224، والعقد الفريد 4/ 411، والإنباء 240، وتاريخ الصالحي، 77 ب. (¬7) البيان والتبيين للجاحظ 2/ 122، 123، تاريخ خليفة 365، تاريخ الموصل للأزدي 2/ 50، 51، الطبري 7/ 268، 269، العقد الفريد 4/ 96، والكامل 4/ 308، 309، نهاية الأرب 21/ 488. (¬8) الصواب: "ونصفًا". (¬9) الطبري 7/ 295، والكامل 4/ 321، نهاية الأرب 21/ 505. (¬10) في الأصل: "واستولى". (¬11) تاريخ خليفة 372 - 374، الطبري 7/ 311، 312، العيون والحدائق 3/ 156، 157، العقد الفريد 4/ 467، 468، والكامل 4/ 332، 333، نهاية الأرب 21/ 509.

ماية [و] سبع وعشرين

ماية [و] سبع وعشرين مولد أبي الحسن (¬1) علي بن موسى (¬2) الكاظم، صلوات الله عليه، بالأبواء (¬3) , يوم الأربعاء سابع صفر. ماية وثمان وعشرين خالية. * * * /70/ ماية وتسع وعشرين مات جابر بن يزيد (¬4) الجُعفيّ. وأظهر أبو مسلم الخُرَاساني دولة بني العباس لخمسٍ بقين من شهر رمضان بمَرْو (¬5). ماية وثلاثين وقعة الحَرُوريّة بالمدينة (¬6). وفاة محمد بن المنكدِر (¬7). ماية وإحدى وثلاثين قُتل إبراهيم [بن الوليد] (¬8) بن عبد الملك بالزّاب (¬9). ¬

_ (¬1) في الأصل: "أبو الحسين"، والتصويب من: الأئمة الإثنا عشر لابن طولون 97. (¬2) الصحيح أن علي بن موسى ولد سنة 153 وقيل 151 هـ. انظر: الأئمة الإثنا عشر 98. (¬3) الأبواء: بالفتح ثم السكون وواو وألف ممدودة. قرية من أعمال الفُرْع من المدينة. (معجم البلدان 1/ 79). (¬4) في الأصل: "مات خالد بن الوليد"، وهو وهم. وقد توفي (جابر بن يزيد) في سنة 128 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 59, 60 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) الطبري 7/ 360 - 362، العيون والحدائق 3/ 186 - 188، والكامل 4/ 358 - 363، نهاية الأرب 21/ 19 - 21. (¬6) هكذا في الأصل. والصواب: وقعة شعبان الحروري بالموصل. انظر: الكامل 4/ 356. (¬7) انظر عن (محمد بن المنكدر) في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 253 - 258 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) إضافة على الأصل للضرورة. وانظر عن (إبراهيم بن الوليد) في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ)، 370، 371 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) الزاب: هو الزاب الأعلى بين الموصل وإربل، ويوم الزاب بين مروان الحمار بن محمد وبني العباس. (معجم البلدان 3/ 124) وانظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 337، والإنباء 244.

ماية [و] اثنين وثلاثين

ومات فرقد بن يعقوب (¬1). ماية [و] اثنين (¬2) وثلاثين كانت زلزلة بالشام (¬3). * * * وقدِم أبو العبّاس وأخوه الكوفة وسُلّم على أبي العباس السفّاح يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع (¬4) الآخر بالخلافة. * * * وانهزم الجَعْدِيّ، فأدركه علي بن عبد الله فقتله بمصر بقريةِ تُعرف ببُوصِير (¬5). ¬

_ (¬1) انظر عن (فرقد بن يعقوب) في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 516, 517 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) الصواب: "واثنتين". (¬3) كانت الزلزلة في سنة 131 هـ حسب السيوطي. انظر: كشف الصلصلة 168. (¬4) وقيل غير ذلك. انظر: الطبري 7/ 420. (¬5) الإنباء 249، وانظر: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 533 - 537 وفيه مصادر ترجمته.

[عصر الخلفاء العباسيين]

[عصر الخلفاء العبّاسيّين] ماية [و] ثلاث وثلاثين (¬1) فتح طاغية ملك الروم أنطاكية (¬2)، وقصد الموصل فقتل مقتلةً عظيمة، فاجتمع إليه في الجامع ثلاثون ألف خاتم القرآن (¬3). / 71/ ماية [و] وأربعة وثلاثين بُنيت الأنبار، بناها السفّاح (¬4). وفتح أبو مسلم الصُّغْد (¬5) وبُخَارَى (¬6). ماية [و] خمس وثلاثين أُقطع وائل بن الشجاع قطيعة بالموصل (¬7). * * * وقتل أبو مسلم ماهان (¬8). ومات يحيى بن يحيى (¬9) المحدّث الدمشقيّ. ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل. (¬2) في المنتخب من تاريخ المنبجي 115 "مَلَطْيَة"، وكذلك في: تاريخ خليفة 410، وتاريخ اليعقوبي 2/ 362، والكامل 5/ 37، وفتوح البلدان 222، والخراج وصناعة الكتابة 318، ونهاية الأرب 22/ 59، 60. (¬3) لم أجد ما يؤيّد هذا الخبر في المصادر. وانظر: تاريخ الموصل 145 - 153. (¬4) الطبري 7/ 464، والكامل 5/ 44. (¬5) في الأصل: "الصعيد"، وهو غلط. (¬6) الطبري 7/ 464، والكامل 5/ 43، نهاية الأرب 22/ 63. (¬7) تاريخ الموصل للأزدي 158، 159. (¬8) لم أقف على هذا الخبر في المصادر. (¬9) هو أبو عثمان الأزدي الغسّاني، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 562، 563.

ماية [و] ست وثلاثين

ماية [و] ست وثلاثين وفاة السفّاح (¬1)، وكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر (¬2). وخلّف المنصور. ومولد أبي نُوَاس (¬3). ماية [و] سبع وثلاثين قتل المنصور أبا مسلم الخُراسانيّ (¬4). وقيل: إنه قتله بعدما أعطاه أمانه. وقيل: إنه وَجَدَ بين يدي المنصور، فقال: يا أبا مسلم ألَم تقُلْ كذا؟ ألم تفعل كذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين كل هذا مغتَفَر عندما أقمت خلافتكم. وصفّق المنصور فخرجوا وقتلوه. وكانت ثمّ صناديق ذهب، فقال المنصور: كسّروها وابدروها في المعسكر، ففعلوا، فاشتغل الجيش بالذهب. * * * وفيها خرج ملبّد/ 72/ الشاري (¬5) بالموصل. وخرج سُنْباذ النَيْسابوري طالبًا بثأر أبي مسلم الخُراسانيّ (¬6). ماية [و] ثمان وثلاثين نُقلت الأسواق بالموصل إلى المقابر، والمقابر إلى ظاهر المدينة. * * * ¬

_ (¬1) انظر عن (السفّاح = عبد الله بن محمد بن علي) في: تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 466 - 468، وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) وقيل: ثمانية أشهر، وقيل: تسعة أشهر، انظر: الإنباء 255، والكامل 5/ 49. (¬3) تاريخ بغداد 7/ 448. (¬4) انظر عن (أبي مسلم) في: الكامل 5/ 56 - 62، وتاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 356 و 581 - 584 وفيهما مصادر أخرى. (¬5) كذا في الأصل، وهو "الشيباني" كما في المصادر. انظر: أنساب الأشراف 3/ 248، 249، والعيون والحدائق 3/ 225، والطبري 7/ 495، 496، والكامل 5/ 67، والمنتظم لابن الجوزي 8/ 15، ونهاية الأرب 22/ 78، 79، وتاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 360، والمنبجي 122. (¬6) خبر سنباذ في: تاريخ خليفة 416، 417، وأنساب الأشراف 3/ 246، 247، والطبري 7/ 495، والعيون والحدائق 3/ 224، والبدء والتاريخ 6/ 82، 83، والمنتخب من تاريخ المنبجي 121، والفخري في الآداب السلطانية لابن طباطبا 171، والكامل 5/ 66، 67، ونهاية الأرب 22/ 77، وتاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 359، 360.

ماية [و] تسعة وثلاثين

ودخل عبد الرحمن بن معاوية بن عبد الملك الأندلس، وهو المسمّى "الداخل" (¬1). ماية [و] تسعة وثلاثين وسّع أبو جعفر المنصور المسجد الحرام (¬2). وفيها بايع أهل الأندلس ابن معاوية (¬3). ماية وأربعون زار المنصور البيتَ المقدس (¬4)، وشيّد المدينة الأخرى [قاليقلا، و] (¬5) المصّيصة (¬6). ماية وإحدى وأربعون خرج العبيد بالبصرة (¬7). وخرج حوشب المحدّث (¬8). ماية واثنتان وأربعين (¬9) مات عاصم بن سُلَيمان (¬10) الأحول المقرئ. ددد مراجعة على هوامش هذه الصفحة بها خطأ من المطبوع الهامش 5 على كلمة "بلقا" وشرحها في الهامش 6 ددد ¬

_ (¬1) تاريخ الموصل للأزدي 166، 167. (¬2) الطبري 7/ 500. (¬3) الطبري 7/ 500، تاريخ اليعقوبي 2/ 399، أخبار مكة للأزرقي 2/ 72، العيون والحدائق 3/ 227، تاريخ حلب للعظيمي 220 (حوادث سنة 137 هـ)، والكامل 5/ 71، نهاية الأرب 22/ 80 وورد فيه الخبر مضطربًا: "وفيها بايع عبد الله بن علي للمنصور في المسجد الحرام". (¬4) الطبري 7/ 500، الإنباء 250، الحلّة السيراء لابن الإبّار 2/ 350، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 55. (¬5) المحبّر 35، تاريخ خليفة 418، تاريخ اليعقوبي 2/ 360، 361 و 370، الأخبار الطوال 383، أنساب الأشراف 3/ 190، العيون والحدائق 3/ 227، الطبري 7/ 503، 504، مروج الذهب 4/ 401، مقاتل الطالبيين 215، تاريخ حلب للعظيمي 221، المنتظم 8/ 27 و 28، والكامل 5/ 84، نهاية الأرب 22/ 81، تاريخ الإسلام (121 - 140 هـ) 366. (¬6) في الأصل: "بلقا"، والمثبت عن: المنتخب من تاريخ المنبجي 123. (¬7) فتوح البلدان 197، الطبري 7/ 509 , 510، (حوادث سنة 141 هـ)، الخراج وصناعة الكتابة 308، والكامل 5/ 84، نهاية الأرب 22/ 81، تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) ص 8. (¬8) تاريخ خليفة 419، وتاريخ الموصل 173. (¬9) هكذا في الأصل. ولم أجد هذا الخبر. (¬10) كذا. في الأصل: "سليم"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 188، 189 وفيه مصادر ترجمته.

ماية [و] ثلاث وأربعون

ووُلّي مَعْن بن زائدة اليمن (¬1). ووُلّي الموصل مالكُ بن الهيثم الخُزاعيّ (¬2). ماية [و] ثلاث وأربعون / 73/ مات الحجّاج بن [أبي] (¬3) عثمان الصوّاف. ومات محمد بن الأشعث بالقيروان (¬4). وأبو عَمرو النَّسّابة (¬5). ماية [و] أربع وأربعين (¬6) حبْس المنصور لابن الحنفية (¬7). وفيها بُنيت مدينة المنصور (¬8) (بغداد) (¬9). * * * ¬

_ (¬1) الطبري 7/ 508، العيون والحدائق 3/ 227، 228، البدء والتاريخ 6/ 83، 84، الفخري 160، تاريخ مختصر الدول 122، والكامل 5/ 88، نهاية الأرب 22/ 81، 82 وكلّها في حوادث سنة 141 هـ. (¬2) الكامل 5/ 93، 94، نهاية الأرب 22/ 86، تاريخ الموصل 177، 178. (¬3) إضافة على الأصل للتصحيح. انظر عن (الحجّاج بن أبي عمان) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) ص 105 وفيه مصادر لترجمته. (¬4) توفي (ابن الأشعث) في سنة 149 هـ. انظر تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) (262، 263، والوافي بالوفيات 2/ 228. (¬5) هكذا في الأصل، والمرجّح أنّ المراد: "أبو عمرو زُرعة السيباني" وهو عمّ الإمام الأوزاعي. انظر: تهذيب التهذيب 3/ 327 رقم 608، ولعلّه: ابن السائب الكلبي النسّابة المتوفى سنة 146 هـ كما في: الكامل 5/ 148. (¬6) كذا. (¬7) في الأصل: "لأبي حنيفة"، وهو وهْم. وانظر: الكامل 5/ 103 وفيه حبس أولاد الحسن. (¬8) خبر بناء بغداد في حوادث سنة 145 هـ. انظر: الأعلاق النفيسة لابن رستة 108، 109، والأخبار الطوال 383، والبلدان لليعقوبي 233 - 251، وتاريخ اليعقوبي 373، 374، وأنساب الأشراف 3/ 268، 269، والمسالك والممالك للإصطخري 58، وتاريخ الطبري 7/ 614 - 622، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 65، والفخري 161 - 164، والمنتظم 8/ 69، والإنباء 259، ومنتخب الزمان 1/ 106 و 117، والمنتخب من تاريخ المنبجي 126، ومعجم البلدان 1/ 456 - 467، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 72 - 77، والكامل 5/ 132 - 134، ونهاية الأرب 22/ 89 - 92، وقد استوعب الخطيب البغدادي هذا الموضوع في كتاب: تاريخ بغداد 1/ 62 وما بعدها، وتاريخ ابن البركات - ص 56. (¬9) فى الأصل: "بكرمان".

ماية [و] خمس وأربعين

ومات عَمرو بن عُبَيْد (¬1)، (شيخ المعتزلة) (¬2). وأبو شُبرُمة (¬3). ماية [و] خمس وأربعين خرج محمد بن عبد الله بن الحسن، وقتله عيسى بن موسى (¬4). وخرج أخوه إبراهيم وقتله عيسى أيضًا (¬5). توفي مجاهد المقرئ (¬6). ماية [و] ستّ وأربعين نزل المنصور بمدينة السلام (¬7) ثالث وعشرين تموز. ومات عبد الله بن العبّاس (¬8). ماية [و] سبع وأربعين خالية * * * ماية [و] ثمان وأربعين توفي أبو عبد الله جعفر الصادق (¬9) عليه السلام نصف (رجب) / 74/ ضريحه بالبقيع. ودخلت التُّرْك تَفلِيس (¬10). ¬

_ (¬1) هو رأس المعتزلة. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 238 - 243 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) أضيفت على المتن. (¬3) هو عبد الله بن شبْرُمَة بن الطُّفَيل، أبو شُبْرُمة الضبّي، الكوفي، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 193 - 195 وفيه مصادر ترجمته. (¬4) الطبري 7/ 565 - 609، العيون والحدائق 3/ 244، 245، مقاتل الطالبيين 270، 271، والكامل 5/ 121 - 127. (¬5) الطبري 7/ 644 - 647، مقاتل الطالبيين 349، والكامل 5/ 138 - 142. (¬6) كذا. والصحيح أن (مجاهد بن جبر المقرئ) توفي سنة 103 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (101 - 120 هـ) 235 - 238 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) الكامل 5/ 145. (¬8) هو: عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس. توفي سنة 147 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 195، 196 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) انظر عن (جعفر الصادق) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 88 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) خبر تفليس في: تاريخ الطبري 8/ 7، والكامل 5/ 149، ونهاية الأرب 22/ 92، وتاريخ الإسلام 47 (حوادث سنة 147 هـ).

ماية [و] تسع أربعين

وخُلع عيسى بن موسى (¬1). وظهر كوكب بذُؤآبة (¬2). ماية [و] تسع أربعين خالية. * * * ماية وخمسون خرج المنصور إلى الحديثة، ثم إلى الموصل. وقدم المهديّ من الريّ (¬3)، وهو وليّ عهد المنصور. * * * ومات أبو حنيفة (¬4). ووُلد محمد بن إدريس الشافعيّ (¬5). ووفاة محمد بن إسحاق (¬6) صاحب "المغازي". ومات عبد الملك بن عبد العزيز (¬7). ماية وأحد وخمسون خالية * * * ماية [و] اثنين وخمسون بُنيت الرصافة ببغداد (¬8). وخرجت المحمّرة بجُرجان (¬9) , وزعموا أن أبا مسلم الخُراساني ناقل الدولة الذي قتله المنصور حيّ. ¬

_ (¬1) العيون والحدائق 3/ 259، والكامل 5/ 152. (¬2) المنتخب من تاريخ المنبجي 125. (¬3) خبر المهدي في: تاريخ الطبري 8/ 36 حوادث سنة 151 هـ. (¬4) انظر عن (أبي حنيفة) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 305 - 313 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) وكانت ولادة الإمام الشافعي بغزّة، انظر: تاريخ الإسلام 201 - 210 هـ، ص 305. (¬6) انظر عن (محمد بن إسحاق) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 558 - 594 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (عبد الملك بن عبد العزيز) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 210 - 212 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) الطبري 8/ 37 - 39، العيون والحدائق 3/ 264، تاريخ بغداد 1/ 82، والكامل 5/ 171 - 172، خلاصة الذهب 81، نهاية الأرب 52/ 96 - 98، تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 353. (¬9) خبر المحمّرة في سنة 162 هـ. تاريخ اليعقوبي 2/ 397، والبدء والتاريخ 6/ 98، والكامل 5/ 230.

ماية وثلاث وخمسون

ماية وثلاث وخمسون / 75/ وُلد علي بن موسى الرِضَى (¬1) بالمدينة يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة. * * * وخرج المنصور إلى بيت المقدس (¬2). وبُنيت الرافقة (¬3). ماية وأربع وخمسون مات أبو أيّوب الموريانيّ (¬4)، وزير المنصور. * * * ووقعت صاعقة بالمسجد الحرام (¬5). ماية [و] خمس وخمسين (¬6) فُتِحت إفريقيّة (¬7). * * * ومات أبو عمرو بن العلاء النحويّ (¬8). وأبو نُعَيم بن عُلَيّة فقيه مصر (¬9). ¬

_ (¬1) كذا، والصواب: "الرضا". وانظر: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 272. (¬2) الطبري 8/ 44، المنتخب من تاريخ المنبجي 129، 130، تاريخ حلب العظيمي 226، المنتظم 8/ 174، والكامل 5/ 182، تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 357 (حوادث سنة 154 هـ). (¬3) الطبري 8/ 44، المنتظم 8/ 174، والكامل 5/ 182 (حوادث سنة 154 هـ). (¬4) في الأصل: "المرزباني". والتصحيح من الطبري 8/ 44، وتاريخ حلب للعظيمي 226، والكامل 5/ 182. (¬5) وقوع الصاعقة بالمسجد الحرام كان في سنة 185 هـ. انظر: تاريخ الطبري 8/ 274، والبيان المغرب 1/ 93، والكامل 5/ 339، والنجوم الزاهرة 2/ 118. (¬6) كذا. (¬7) راجع: تاريخ اليعقوبي 2/ 386، وتاريخ خليفة 434، وتاريخ الطبري 8/ 42 و 46، والبيان المغرب 1/ 76 - 79، والعيون والحدائق 3/ 264، 265، والمنتخب من تاريخ المنبجي 129. (¬8) اسمه زبان، وقيل: العريان، وقيل غير ذلك، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 683 - 687 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) لم أتبين من هو، ولم أجده في المصادر.

ماية [و] ست وخمسين

ماية [و] ست وخمسين وفاة حمزة بن حبيب المقرئ (¬1). وسَوّار القاضي (¬2). ويونس النحويّ (¬3). ماية [و] سبع وخمسين حوّل المنصور الأسواق (¬4) إلى الكَرْخ (¬5). ومات الأوزاعي (¬6) فقيه (الشام) (¬7). / 77/ ماية [و] ثمان وخمسين توفي المنصور (¬8) بمكة في ذي الحجّة، ودُفن عند بئر ميمونة (¬9). وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة، وإحدى (¬10) عشر شهرًا (¬11). وكان بخيلًا. يقال له: (الدوانيقي). وكان أيام الفتنة مستترًا عند رجل يُسمَّى أزهر السمّاني، فلما ولي الخلافة دخل عليه فقال له: ما جاء بك؟ قال: جئت مهنئًا. ¬

_ (¬1) انظر عن (حمزة بن حبيب) فى: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 383 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) توفي (سوّار) سنة 157 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 414، 415، وفيه مصادر ترجمته. (¬3) لم أتبين من هو. والموجود في المصادر: "يونس بن حبيب الضبّي" وهو نحويّ. توفي سنة 182 هـ. انظر بغية الوعاة للسيوطي 2/ 365 رقم 2206، والفهرست 47، ومعجم الأدباء 2/ 64. (¬4) في الأصل: "الأشراف". (¬5) الطبري 8/ 52، والكامل 5/ 190، نهاية الأرب 22/ 101، تاريخ الموصل 226. (¬6) انظر عن (الأوزاعي) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ)، 483 - 498، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي -د. عمر عبد السلام تدمري - طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1984 - قسم 1 ج 3/ 61 وما بعدها، رقم 775، وفيهما حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬7) في الأصل: "فقيه مصر شامي". (¬8) اسمه: "عبد الله بن محمد". انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 465 - 471، والكامل 5/ 193 - 205 وفيهما مصادر أخرى. (¬9) كذا. وهو بئر ميمون، على أميال من مكة. (¬10) الصواب: "وأحد". (¬11) راجع الأقوال حول خلافته في: تاريخ الطبري 8/ 62، والإنباء 228، والكامل 5/ 197.

ماية [و] تسع وخمسين

فأعطاه اثنا (¬1) عشر ألف درهم، وقال: لا تعُد تجيئني. فأتاه بعد سنة، فقال له: ما جاء بك؟ فقال: جئت عائدًا. فقال: لا شك أن الدراهم قد فرغت، فأعطاه اثنا (¬2) عشر ألف درهم وقال: لا تعُد تجيئني مُهنّيًا ولا عائدًا، فما أعطيك شيئًا. فجاء ثالث مرّة، فقال: ما جاء بك؟ فقال: كنت سمعت عنك دعاءً فجئت آخذُهُ عنك. فقال له المنصور: إنه غير مُستجاب. قال له المنصور: لأنّي قد دعوتُ الله به أن لا يقدَم بك عليّ، فجئتَ، فصرفه ولم يعطه شيئًا. * * * وفيها فُتحت طالقان، وطبرستان (¬3). وقُتل معن بن زائدة (¬4). وبويع المهديّ. ومات أبو هُذَيل العنبري (¬5)، فقيه/ 77/ شاميّ، حنفيّ. ماية [و] تسع وخمسين جُعلت (¬6) المنابر كمنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. * * * ووُلد طاهر بن الحسين (¬7) صاحب المأمون. وفيها مات قسطنطين بن لاون ملك الروم، ومَلَكَ لاون (¬8) ومات (¬9)، ومَلَك بعده ولدُه يعقوب. ¬

_ (¬1) الصواب:"اثني". (¬2) الصواب: "اثني". (¬3) ليس في المصادر هذا الخبر، وقد تقدّم فتح المدينتين منذ مدّة. (¬4) كان قتل (معن بن زائدة) في سنة 152 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 631 - 636 وفيه مصادر لترجمته. (¬5) هو زُفر بن الهُذَيل بن قيس بن سُلَيم العنبري التميمي. توفي سنة 158 هـ. انظر: جمهرة النسب 255، والطبقات الكبرى لابن سعد 6/ 387، والمعارف 496، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 269، وهو ليس بين الذين سمعوا أبا حنيفة من الطلبة. انظر أسماء تلامذة أبي حنيفة في: مناقب أبي حنيفة للمكي، ومناقب أبي حنيفة للكردري - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1981. (¬6) في الأصل: "خلعت". (¬7) وتوفي سنة 207 هـ. (¬8) هو "ليو الرابع" (775 - 780 م) المنتخب من تاريخ المنبجي 127 و 130. (¬9) مَلَك لاون بن قسطنطين خمس سنين. (المنتخب من تاريخ المنبجي 130) و (تاريخ سِنِيّ ملوك=

ماية وستين

ماية وستين خرج المقنَّع (¬1) بخُراسان. ومات شُعبة بن الحجَّاج (¬2). ماية وإحدى وستين مات سفيان الثوريّ (¬3). وسيبَوَيْه (¬4)، ودُفن سيبويه بشيراز. ماية [و] اثنين (¬5) وستين خالية. * * * ماية [و] ثلاث وستين مات عبد الله بن شُبْرُمة (¬6) القاضي. * * * وغزا المهديّ أرض الروم حتى بلغ جيحان، ثم رجع إلى بيت المقدس (¬7). ¬

_ = الأرض والأنبياء ص 69) وفيه أنّ الذي ملك بعد لاوي: هو قسطنطين بن لاوي، مدّة عشر سنين غير شهرين. ومثله في: الدولة البيزنطية للدكتور السيد الباز العريني -طبعة دار النهضة العربية، مصر 1960 - ص 195، وهو قسطنطين السادس، وقد حكم مع أمّه إيرين من 780 حتى سنة 802 م. (¬1) هو حكيم المقنّع. انظر: تاريخ الطبري 8/ 135 (حوادث سنة 161 هـ). (¬2) انظر عن (شعبة بن الحجّاج) في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 416 - 432 هـ. وفيه مصادر ترجمته. (¬3) انظر عن (سفيان الثوري) في: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ). 222 - 242 رقم 151 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته. (¬4) كانت وفاة (سيبويه = أبي بشر عمرو بن عثمان بن قَنبُر البصري) في سنة 180 هـ. في أصحّ الأقوال وأشهرها، كما قال الذهبي في تاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 154 - 157 رقم 127 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وسيأتي ثانية في سنة 180 هـ. (¬5) كذا. (¬6) توفي (ابن شُبرمة) في سنة 144 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (141 - 160 هـ) 193 - 195 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) تاريخ خليفة 437، تاريخ اليعقوبي 2/ 396، الطبري 8/ 145 - 148، العيون والحدائق 3/ 279، وانظر: المعرفة والتاريخ 1/ 150، وتاريخ حلب للعظيمي 229 وفيه وهم، والكامل 5/ 232، والمختصر في أخبار البشر 2/ 9، ونهاية الأرب 22/ 114، ودول الإسلام 1/ 110، وتاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 14 والبداية والنهاية 10/ 146، وتاريخ ابن خلدون 3/ 211، والتاريخ الصالحي، ورقة 85 ب.

ماية [و] أربع وستين

وهلك المقنّع (¬1). ماية [و] أربع وستين /78/ وُلد الإمام أحمد بن حنبل رضي اللَّه عنه بمرو، في شهر ربيع الأول (¬2). ماية [و] خمس وستين مات الليث بن سعد (¬3). وداود الطائيّ (¬4). وكان العقد لزُبيدة بنت أبي جعفر المنصور لهارون الرشيد (¬5). ماية [و] ست وستين خالية. * * * ماية [و] سبع وستين بايع الناسُ الرشيدَ. وكان وباء نزل على الناس أياماً متوالية. [وفشا السُّعال] (¬6). وزاد المهديّ في جامع الموصل (¬7). * * * ومات الحَسَن بن صالح (¬8) إمام الزيدية. ¬

_ (¬1) الطبري 8/ 144. (¬2) تاريخ بغداد 4/ 415، تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) ص 63. (¬3) توفي (الليث بن سعد) في سنة 175 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 302 - 315 رقم 246 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وسيأتي ثانية في سنة 175 هـ. وقد كتب أحدهم بجانب وفاته على الهامش: هذا وهم من الكاتب. كانت وفاة الليث بن سعد في شيبان خمس وسبعين. (¬4) هو أبو سليمان داود بن نُصير الطائي الكوفي، الفقيه الزاهد. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 176 - 184 رقم 108 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الكامل 5/ 391. (¬6) في الأصل: "أياماً متوالية الرمل"، وما أثبتناه من: الكامل 5/ 247، والطبري 8/ 165، وغيره. (¬7) الكامل 5/ 248 والمرجّح لدينا أنّ "ابن الأثير" ينقل هذا الخبر عن "البستان" إذ لم يذكره غيره، وقال ابن الأثير: "ورأيت لوحاً فيه ذِكر ذلك، وهو في حائط الجامع، سنة ثلاث وستمائة، وهو باقٍ". (¬8) في الأصل: "الحسين بن صالح"، والتصويب من تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 131 - 136 رقم 73 وفيه حشدت عشرات المصادر لترجمته، وذكر وفاته في سنة 169 هـ. وذكره ابن الأثير في وفيات سنة 167 هـ (الكامل 5/ 249).

ماية [و] ثمان وستين

وفيها انكسفت الشمس بعد العصر، وظهرت الكواكب (¬1). وخرج رافع بن الليث بخُراسان وتغلب عليها (¬2). ماية [و] ثمان وستين تزوّج الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه، امرأة باليمن، لها رأسان وجسدان وغير ذلك، وكان كل رأس منهما يتكلّمان ويتحدّثان، لكن كان بيت نكاحها واحد (¬3)، وأقام معها سنة ثم طلّقها وسافر،/ 79/ ثم عاد إلى اليمن، فوجد الجسد الواحد ورأسه قد مات، وبقي الآخر، فسلَّم عليها فعرفته وردّت السلام عليه، فسألها عنه، فقالت: إنه تلاشا (¬4) فضربناه وقطعناه، فقيل للشافعى رحمه الله: كيف كان مثالهما؟ فقال: كانا كعمودين على دعامة، فوقع الواحد وبقي الآخر (¬5)! ماية [و] تسع وستين قُتل بشّار بن بُرْد (¬6). ومات عبد الله بن حسان (¬7) العنبري. وتوفي المهديّ (¬8)، وكانت خلافته عشر سنين وأشهراً (¬9). وبويع الهادي بجُرجان (¬10). ومات مالك بن أنس (¬11)، رحمه الله. ¬

_ (¬1) الطبري 8/ 165، والكامل 5/ 248 وفيهما: "أظلمت الدنيا لثلاثٍ مضين من ذي الحجّة، حتى تعالى النهار". (¬2) هذا وهْم، بل كان خروج رافع بن الليث بما وراء النهر مخالفاً للرشيد بسمرقند في سنة 190 هـ. انظر الكامل 5/ 370 وفيه ذكرنا مصادر أخرى. (¬3) الصواب: "واحداً". (¬4) الصواب: "تلاشى". (¬5) خبر عجيب لا يصحّ ولا يعقل عن الإمام الشافعي، فهو لم يسافر إلى اليمن، والحكاية لا أصل لها. (¬6) انظر عن (بشار بن بُرْد) في: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 87 - 92 رقم 36 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته. وقيل: إنه قتل في سنة 167 هـ. (¬7) في الأصل: "الحسن"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 92 - رقم 196 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (المهدي = محمد بن عبد الله) في: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 433 - 445 رقم 360 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬9) راجع في خلافته: الطبري 8/ 171، والإنباء 264. (¬10) اليعقوبي 2/ 404، العيون والحدائق 3/ 282، الطبري 8/ 187، الإنباء 268، والكامل 5/ 258. (¬11) (توفى (مالك بن أنس) في سنة 179 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 316 - 332، رقم 247 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.

ماية وسبعين

وخرج الحسين بن علي (¬1)، رحمه الله. [و] هلك (¬2) الربيع (¬3) صاحب الرشيد. وتوفي الهادي (¬4)، وكانت خلافته سنة وشهراً وخمسة عشر يوماً (¬5) وخلّف الرشيد. ووُلد المأمون (¬6). وأخرج الرشيد نصف ماله، وقيل: خُمسه، وفرّقه على أربابه. ماية وسبعين فيها توفي الخليل بن أحمد (¬7). وقيل: في خمسٍ وسبعين. ماية [و] إحدى وسبعين /80/ خرج ابن سعيد الراداني الموصل (¬8). ومات عبد الرحمن بن معاوية (¬9) بالمغرب القائم بالأندلس. ¬

_ (¬1) تاريخ خليفة 445، المعرفة والتاريخ 1/ 159، الأخبار الطوال 386، تاريخ الطبري 8/ 195 - 98 - ، المحبّر 7، العيون والحدائق 3/ 284، 285، مروج الذهب 3/ 336، 337، مقاتل الطالبيين 442 - 445، البيان المغرب 1/ 83، والكامل 5/ 260 - 262، الفخري 190، 191، نهاية الأرب 22/ 122، تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 34 - 36. (¬2) في الأصل: "نفح". (¬3) هو الربيع بن يونس حاجب المنصور ومولاه. انظر: تاريخ الطبري 8/ 189، والكامل 5/ 264، وتاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) ص 186 - 188 رقم 112 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬4) انظر عن (الهادي = موسى بن محمد) في: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 478 - 482 رقم 401 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) في المصادر، خلافته أحد عشر شهراً وأيام. انظر: العيون والحدائق، 3/ 354 - 358، وتاريخ اليعقوبي 2/ 454، والتنبيه والإشراف 303، والإنباء 280. (¬6) في تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) ص 227 "ولد سنة سبعين ومائة عندما استُخلف أبوه الرشيد". (¬7) انظر عن (الخليل بن أحمد) في: تاريخ الإسلام (161 - 170 هـ) 169 - 174 رقم 104 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) هكذا في الأصل. وفي تاريخ الطبري 8/ 235، والكامل 5/ 280 "خرج الفضل بن سعيد الحروري"، وليس من المؤكّد إذا كان هو المقصود، وورد في حوادث سنة 172 هـ. "وفيها عزل الرشيد إسحاق بن محمد عن الموصل واستعمل سعيد بن سَلْم الباهلي"، وانظر: تاريخ الموصل 272 و 275. (¬9) الحلّة السيراء 1/ 35 - 42 رقم 8، والكامل 5/ 277، 278.

سنة اثنين وثلاث وماية وسبعين

وخلّف ولده هشام. ومات محمد بن سلمة (¬1). سنة اثنين (¬2) وثلاث وماية وسبعين خاليتان. * * * ماية [و] أربع وسبعين توفي محمد بن سليمان بن علي (¬3). وماتت الخَيزُران (¬4). * * * وخرج الرشيد إلى الجوديّ، وبنا (¬5) هناك مسجداً (¬6). ومات عبد الله بن لَهِيعة (¬7) بمصر. ماية [و] خمس وسبعين عُقد لمحمد الأمين وله من العُمر خمس سنين (¬8). ووُلي الموصل الحَكَم بن سليمان (¬9). * * * ومات الليث بن سعد (¬10) في الرابع عشر من شعبان. ¬

_ (¬1) لم أجده في المتوفين هذا العام. وهو المفتي المتوفّى سنة 191 هـ. (طبقات خليفة 321). (¬2) كذا. (¬3) الطبرى 8/ 237، والكامل 5/ 285 (ووفاته في سنة 173 هـ). (¬4) انظر عن (الخيزران) في: تاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 109، 110 وفيه حشدت عشرات المصادر لترجمتها، وهي توفيت سنة 173 هـ. (¬5) الصواب: "بنى". (¬6) الطبري 8/ 239، والكامل 5/ 287 وفيهما: بنى قصراً، والخبر في: تاريخ الموصل 273. (¬7) انظر عن (ابن لهيعة) في: تاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 217 - 225 رقم 163 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬8) الكامل 5/ 288. (¬9) ذكر ابن الأثير هذا الخبر في سنة 176 هـ. وسمّاه "الحاكم". (الكامل 5/ 297)، وهو في تاريخ الموصل 275. (¬10) تقدم في وفيات سنة 165 هـ. والصواب فى هذه السنة.

ماية [و] ست وسبعين

ماية [و] ستّ وسبعين هاجت عُصْبة أبي الهَيْذام الفقيه (¬1) بالشام (¬2). ماية [و] سبع وسبعين وُلّي المنصورُ بنُ زياد خراجَ الموصل (¬3). ودخل الشافعي بغداد. / 81/ ومات فقيه محدّث (¬4). ماية [و] ثمان وسبعين هدم الرشيد سور الموصل (¬5) ودخلها، وكان قد حلف أنه يقتل كل من رآه بها يظهر أحد واختفوا، فبَرَّ في يمينه. ومات عبد الملك صاحب أبي حنيفة (¬6). (ماية [و] تسع وسبعين) (¬7) (خرج عطّاف بن الوليد القادر [؟] بالموصل) (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) في الأصل: "عصبة أبي الهند أم الفقيه". (¬2) انظر عن فتنة أبي الهيذام في: تاريخ اليعقوبي 2/ 410، والطبري 8/ 239 و 251، 252 و 262 و 263، والكامل 5/ 292 - 297، وتاريخ دمشق 26، 64 وما بعدها، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 179 - 196، وتاريخ الزمان لابن العبري 14، ونهاية الأرب 22/ 128، 129، والأخبار الطوال 387، والبداية والنهاية 10/ 168، 169، ولبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية -عمر عبد السلام تدمري- طبعة جرّوس برس، طرابلس 1992 - ص 45، 46. (¬3) هذا الخبر ينفرد به المؤلّف. والذي في الكامل 5/ 302 "وكان عامل الرشيد على الموصل محمد بن العباس الهاشمي، وقيل: عبد الملك بن صالح، والعطّاف غالب على الأمر كله، وهو يجبي الخراج، وأقام على هذا سنتين. . . "، وانظر: تاريخ الموصل 277، والوزراء والكُتاب 178. (¬4) هكذا في الأصل. (¬5) الكامل 5/ 302 (سنة 177 هـ) و 5/ 314 (سنة 180 هـ). (¬6) هو عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الأعرج، أبو الطاهر المدني الفقيه. مات سنة 177 وقيل 176 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 249، 250 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) ما بين القوسين كتب على الهامش. (¬8) هكذا في هامش الأصل. والذي في الكامل 5/ 302 في حوادث سنة 179 هـ: "فيها خالد العطاف بن سُفيان الأزدي على الرشيد، وكان من فرسان أهل الموصل، واجتمع عليه أربعة آلاف رجل وجبى الخراج .. "، والخبر في: تاريخ الموصل 284 - 286. (¬9) ما بين القوسين عن هامش المخطوط.

سنة ماية وثمانين

سنة ماية وثمانين مات هشام القائم بالأندلس (¬1). وولاية (¬2) ولده الحكم بن هشام. * * * وحجّ هارون الرشيد ماشياً (¬3) حافياً، وكان يقف حول البيت على الحصباء، وينادي: يا رب، أنت أنت، وأنا أنا، أنت العزيز، وأنا الذليل، فقال ابن شقيق البلْخي لأبيه: يا أبتِ من هذا؟ فقال: يا بُني هذا جبّار الأرض يتضرّع إلى جبّار السماء. وفها تُوفي سِيبَوَيه (¬4) عَمرو بن عثمان. سنة ماية [و] إحدى وثمانين نزل الرشيد الرافقة (¬5). ووفاة موسى الكاظم (¬6) عليه السلام ببغداد يوم الخميس خامس رجب. ماية [و] اثنين (¬7) وثمانين عُقد للمأمون ببغداد بعد الأمين (¬8). ¬

_ (¬1) انظر عن (هشام بن عبد الرحمن بن معاوية) في: الحلّة السيراء 1/ 42، 43، والبيان المغرب 2/ 65 - 68، ورُقم الحُلَل لابن الخطيب 145 و 156، والكامل 5/ 311، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 64. (¬2) في الأصل: "ووفاة"، وهو وهْم. (¬3) حجّ الرشيد في سنة 179 هـ، انظر: المحبّر 38، وتاريخ خليفة 451، والمعرفة والتاريخ 1/ 170، وتاريخ اليعقوبي 2/ 430، وتاريخ الطبري 8/ 261، ومروج الذهب 4/ 403، والعيون والحدائق 3/ 297، وتاريخ حلب للعظيمي 233، والكامل 5/ 309، ونهاية الأرب 22/ 131، وتاريخ الإسلام (171 - 180 هـ) 23، والبداية والنهاية 10/ 173، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، (بتحقيقنا) 2/ 342، والنجوم الزاهرة 2/ 96. (¬4) تقدّم في وفيات سنة 161 هـ. وهناك مصادر ترجمته. والصحيح وفاته هذا العام. (¬5) تاريخ الموصل 290. (¬6) انظر عن (موسى بن جعفر بن محمد) في: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 417 - 419 رقم 372 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) كذا. (¬8) تاريخ اليعقوبي 2/ 415 (في سنة 183 هـ)، وتاريخ الطبري 8/ 269، والعيون والحدائق 3/ 301، والتنبيه والإشراف 299، والكامل 5/ 327، وتاريخ الدول 129، وخلاصة الذهب المسبوك 127، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 182 هـ)، والبداية والنهاية 10/ 179، وتاريخ ابن خلدون 3/ 221.

ماية [و] ثلاث وثمانين

/ 82/ ماية [و] ثلاث وثمانين خرج الخَزَر (¬1) من باب [الأبواب] (¬2)، وهو الدّربَنْد، وقتلوا ما لا يُحصَى من المسلمين (¬3). ماية [و] أربع وثمانين خرج [أبو] (¬4) عَمْرو الشاري بشَهرَزُور (¬5). ومات يزيد بن مَزْيَد (¬6)، شاعر شجاع. وقدِم الرشيد الموصل (¬7). ماية [و] خمس وثمانين خالية. * * * ماية [و] ستّ وثمانين مات أبو العباس محمد بن يزيد (¬8) المبرّد يوم الإثنين لليلتين بقيتا من ذي الحجّة. ماية [و] سبع وثمانين بُني حصن طَرَسُوس (¬9). وقُتل جعفر البرمكي، وقصّته معروفة (¬10). ¬

_ (¬1) في الأصل: " الحدر". (¬2) إضافة للضرورة. (¬3) الطبري 8/ 270، العيون والحدائق 3/ 301، 302، الكامل 5/ 331، تاريخ مختصر الدول 129، البداية والنهاية 10/ 183، التاريخ الصالحي، ورقة 88 ب، تاريخ ابن أبي البركات - ص 64. (¬4) في الأصل: "خرج عمر الشاري". (¬5) الطبري 8/ 272، والبدء والتاريخ 1/ 102، 103، وتاريخ الموصل 299، والكامل 5/ 335، وتاريخ الإسلام (حوادث 184 هـ)، والبداية والنهاية 10/ 184، ومآثر الإنافة في معالم الخلافة للقلقشندي 1/ 200، والنجوم الزاهرة 2/ 116. (¬6) انظر عن (يزيد بن مَزْيد) في: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 466 - 470 رقم 421 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) الطبري 8/ 273، تاريخ الموصل 300، الكامل 5/ 340 (في سنة 175 هـ). (¬8) هذا وهْم، فابن المبرّد توفي سنة 285 هـ. (¬9) لم تذكر المصادر هذا الخبر في هذا العام. وهو في سنة 170 هـ و 191 هـ. انظر: الكامل 5/ 275 و 380، 381، وعنه ينقل ابن خلدون 3/ 227 (سنة 191 هـ). (¬10) خبر مقتل جعفر البرمكي، والنكبة في: تاريخ خليفة 458، وتاريخ الطبري 8/ 287 وما =

ماية [و] ثمان وثمانين

ولم يزل موسى والفضل محبوسين (¬1) بالرّقة، وأوقع [بـ] البرامكة. ومقتل جعفر بالأنبار. ماية [و] ثمان وثمانين / 83/ وُلد أبي التمّام (¬2) الشاعر بحوران. ومات إبراهيم بن محمد بن الحسن صاحب السِّيَر (¬3). ماية [و] تسع وثمانين مات سابق الموصلي الزاهد (¬4). ومات محمد بن الحسن (¬5) صاحب أبي حنيفة. ومات المقرئ الكسائي (¬6). ¬

_ = بعدها، والعيون والحدائق 3/ 306 وما بعدها، والإمامة والسياسة 2/ 203، وما بعدها، ومروج الذهب 3/ 284 وما بعدها، والبدء والتاريخ 6/ 104، 105، ونشوار المحاضرة للتنوخي 7/ 74، 75، ومقاتل الطالبيين 494، والعقد الفريد 5/ 58 وما بعدها، وتاريخ بغداد 7/ 152 - 160، وأمالي المرتضى 1/ 101، والإنباء في تاريخ الخلفاء 79 وما بعدها، والكامل 5/ 348 - 354، وتاريخ حلب للعظيمي 235، والفخري 205 - 210، ووفيات الأعيان 1/ 328 - 346، وخلاصة الذهب المسبوك 145 وما بعدها، ونهاية الأرب 22/ 135 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 2/ 16 وما بعدها، ومرآة الجنان 1/ 404 وما بعدها، وتاريخ الإسلام (حوادث 187 هـ)، وتاريخ ابن الوردي 1/ 207، 208، والبداية والنهاية 10/ 189، ومقدّمة ابن خلدون (مصوّرة دار إحياء التراث، بيروت) ص 136، والنجوم الزاهرة 2/ 121، ونوادر الخلفاء المسمّى إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس لابن دياب الإتليدي -تحقيق أيمن عبد الجابر البحيري- طبعة دار الآفاق العربية، القاهرة 1418 هـ- 1998 م، ص 243 وما بعدها، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 65. (¬1) الطبري 8/ 296، 297، الكامل 5/ 352. (¬2) الصواب: "ولد أبو تمّام" وهو حبيب بن أوس، ومولده في قرية جاسم من أعمال دمشق بينهاو بين طبرية، في سنة 190 وقيل 188 هـ. وقيل 172 هـ. (وفيات الأعيان 2/ 17). (¬3) لم أجد أحداً بهذا الاسم في وفيات هذا العام. ولعلّ المقصود: إبراهيم بن محمد بن الحارث، أبو إسحاق الفَزَاريّ. انظر: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 54 - 59 رقم 8 وفيه مصادر ترجمته. (¬4) انظر عن (سابق الموصلي) في: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 166 رقم 127. (¬5) انظر عن (محمد بن الحسن) في: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 358 - 362 رقم 312 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) هو: علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي، أبو الحسن. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 299 - 304 رقم 261 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

ماية وتسعين

ماية وتسعين أسلم الفضل ابن ذي الرياستين، وكان محبوساً، على يد المأمون (¬1). وحمل طاغية الروم على رأسه الخراج (¬2). وفتح (¬3) الرشيد هِرَقْلَة (¬4). ومات يحيى في محبسه (¬5) بالرَّقة (¬6). سنة إحدى وتسعين وماية خالية. * * * ماية [و] اثنين (¬7) وتسعين مات عيسى بن جعفر الصادق، (رضي الله عنهما) (¬8) بطبرستان، ومُقامه بقرية ظاهر ساري، تُدعى (¬9) إلى الآن عيسى خندق، وهي زيارتهم (¬10). ¬

_ (¬1) الطبري 8/ 320، الكامل 5/ 373، المختصر في أخبار البشر 2/ 18، النجوم الزاهرة 2/ 133. (¬2) خبر الخراج كما في: الكامل 5/ 372 "وبعث نقفور بالخراج والجزية عن رأسه أربعة دنانير، وعن رأس ولده دينارين، وعن بطارقته كذلك". وانظر: تاريخ خليفة 459، والطبري 8/ 321، والعيون والحدائق 3/ 312، وتاريخ الزمان 17، ونهاية الأرب 22/ 152، وتاريخ ابن الوردي 1/ 209، وتاريخ الإسلام (حوادث 190 هـ)، ومرآة الجنان 1/ 224، والمختصر في أخبار البشر 2/ 18، والبداية والنهاية 10/ 203، ومآثر الإنافة 1/ 196، وتاريخ ابن خلدون 3/ 226، والنجوم الزاهرة 2/ 133. (¬3) إلى هنا ينتهي النقص الضائع من النسخة "ب" وقد بدأ أثناء حوادث سنة 72 هـ. (¬4) خبر هرقلة في: تاريخ خليفة 459، والأخبار الطوال 391، وتاريخ اليعقوبي 2/ 428 و 431، وتاريخ الطبري 8/ 320 و 322، والعيون والحدائق 3/ 312، والأغاني 18/ 239 - 242، وتاريخ حلب 236، والكامل 5/ 370، 371، وتاريخ الزمان 17، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 127، والمختصر في أخبار البشر 2/ 18، والبيان المغرب 1/ 94 وفيه وصف لمدينة هِرَقْلة بعد فتحها، وتاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) 42، وتاريخ ابن الوردي 1/ 209، والبداية والنهاية 10/ 203 و 206 (حوادث سنة 191 هـ)، وتاريخ ابن خلدون 3/ 226، ومآثر الإنافة 1/ 196، والنجوم الزاهرة 2/ 133، وتاريخ الخلفاء 289، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 190، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 67. (¬5) في "أ": "مجلسه"، والتصحيح من "ب". (¬6) خبر يحيى بن خالد بن برمك في: تاريخ الإسلام (181 - 190 هـ) ص 448 - 451 رقم 405 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬7) كذا. (¬8) من "ب". (¬9) في "أ": "تدعا"، وفي "ب": "يدعى". (¬10) تاريخ خليفة 460، الطبري 8/ 340، الكامل 5/ 384.

ماية [و] ثلاثة وتسعون

ماية [و] ثلاثة وتسعون (¬1) وفاة هارون الرشيد (¬2) بطوس. وكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة/ 84/ وأشهر (¬3). وبويع الأمين. ووفاة الفضل بن يحيى البرمكي (¬4) بمحبسه (¬5) بالرّقَّة. ومات خَلَفُ الأحمر (¬6). وتوفي البخاري (¬7). ماية [و] أربع وتسعين (¬8) ومولد أبي جعفر محمد الثقة (¬9) بالمدينة خامس رجب (¬10). ومقتل [علي بن] (¬11) عيسى بن ماهان (¬12). ومخالفة الأمين والمأمون (¬13). وموت أبي نواس (¬14)، قبره بالشونيزي ببغداد. ¬

_ (¬1) كذا. (¬2) انظر عن (هارون الرشيد) في: تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 423 - 430 رقم 331 ونيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) انظر حول خلافته: الإنباء 270، والمعارف 383، والكامل 5/ 389. (¬4) انظر عن (الفضل بن يحيى) في: تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 339، 340 رقم 249 وفيه حشدنا الكثير من مصادر ترجمته. (¬5) في "أ": "بمجلسه"، والتصحيح من "ب". (¬6) لم أجد أحدًا بهذا الاسم في وفيات هذه السنة. ولعلّه أراد: "خَلَف بن حيان المعروف بالأحمر، المتوفى سنة 181 هـ. (انظر: طبقات فحول الشعراء 9 و 21، والشعر والشعراء 532، ومعجم الأدباء 11/ 66، والوافي بالوفيات 13/ 535). (¬7) توفي الإمام البخاري سنة 256 هـ. ولهذا لم يُذكر في النسخة "ب". (¬8) كذا. (¬9) هو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم. الإمام التاسع عند الشيعة الإمامية. انظر عن في: الأئمة الإثنا عشر 103، 104. (¬10) في: الأئمة الإثنا عشر 104 "خامس رمضان" من سنة 195 هـ. (¬11) إضافة ضرورية. (¬12) انظر عن (ابن ماهان) في: تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 312، 313 رقم 212 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬13) انظر: الكامل 5/ 401 وما بعدها، وفيه مصادر أخرى. (¬14) هو: الحسن بن هانئ الشاعر المشهور. توفي سنة 195 وقيل 196 وقيل 198 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 509 - 513 رقم 382 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته.

ماية [و] خمس وتسعين

ماية [و] خمس وتسعين خالية. * * * ماية [و] ست وتسعين فُتحت الأهواز (¬1). وبويع المأمون وخُلع الأمين (¬2). وظهر علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية السفياني (¬3) بالشام. ماية [و] سبع وتسعين قُتل الأمين (¬4)، وكانت خلافته أربع سنين وأشهر، (وكان قتْله بالسيف يوم الأحد خامس وعشرين محرّم (¬5). وقيل: يوم السبت لثمانٍ بقين من المحرّم بمدينة السلام (¬6)، وله ثلاثٌ وثلاثون سنة. وأرسلت/ 85/ زُبيدة إلى المأمون بهذه الأبيات: بخير إمامِ من خير معشرٍ ... وأكرم نساءٍ على عود منبر ووارثِ عِلْم المسلمين وملكهم ... إلى الملك المأمون من آل جعفر كتبتُ وعيني تستهل دموعُها ... إليك ابن يعلي من عيوني ومحْجَرِي أبا طاهرٍ لا طهر الله طاهراً ... وما طاهرٌ في فِعله بمطهّر ¬

_ (¬1) الطبري 8/ 432 - 435، الكامل 5/ 429 - 431، التاريخ الصالحي 1/ ورقة 92 ب. (¬2) الكامل 5/ 427 وما بعدها. (¬3) في "ب": "الشيباني"، والمثبت من "أ"، وهو المعروف بـ "أبي العُمَيطر". وكان ظهور حركته بالدعوة إلى خلافته في أواخر سنة 195 هـ. انظر عنه في: تاريخ الطبري 8/ 415، وتاريخ دمشق 53/ 260 - 265، ومختصر تاريخ دمشق 22/ 239، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 113، والكامل 5/ 418 - 420، ونهاية الأرب 22/ 165 - 167، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 195 هـ)، 29، 30، وتاريخ اليعقوبي 2/ 438، 439، وتاريخ حلب للعظيمي 239 (حوادث سنة 197 هـ)، وخلاصة الذهب المسبوك 176، ومرآة الجنان 1/ 448، والبداية والنهاية 10/ 227، وتاريخ ابن خلدون 3/ 234، 235، والنجوم الزاهرة 2/ 147، 148 و 159، ولبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية -د. عمر عبد السلام تدمري - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1992 - ص 49 - 52. (¬4) انظر عن (الأمين) في: تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 380 - 383 رقم 297 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وهو قُتل في سنة 198 هـ. (¬5) الإنباء 277. (¬6) في الأصل: "السلم".

ماية [و] ثمان وتسعين

فأبرزني مكشوفة الوجه حاسراً ... وأنهب أموالي وأخرب داري فعزّ على هارون ما قد أصابني ... وما نالني ناقص الخَلْق أعور فإنْ كان هذا منك شيناً رضيتُه ... رضيت به من واحدٍ ومقدّر وإنْ كنتَ لا ترضاه حُكمًا رأيته ... وأنت أمير المؤمنين فغيّر (¬1) / 86/ فقال لها: من قائل هذه الأبيات؟ قالت: أبو العتاهية. قال: فكم أعطيتيه (¬2)؟ قالت: عشرة ألف (¬3) درهم. قال: وقد أمرنا لكِ بمثلها. واعتذر إليها من قبَل أخيها وقال لها: ما أنا صاحبه. فقالت: يا أمير المؤمنين، إن لكما يوماً تجتمعان فيه، فأرجوا (¬4) من الله أن يغفر لكما) (¬5). * * * وبويع المأمون (محمد بن هارون) (¬6) وخرج الفُرس يدعون (¬7) إلى علي الرضا (¬8) [رضي الله عنه] (¬9) من آل محمد - صلى الله عليه وسلم -. ومات يعقوب (¬10) ملك الروم. ماية [و] ثمان وتسعين (¬11) خالية. ¬

_ (¬1) الأبيات وغيرها باختلاف الألفاظ في: ديوان أبي العتَاهية 215، وتاريخ الطبري 8/ 506، ومروج الذهب 3/ 424، والكامل 5/ 454، 455، وتاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 64، وتاريخ الخلفاء 301. (¬2) الصواب: "أعطيته". (¬3) الصواب: "عشرة الآف". (¬4) كذا. (¬5) ما بين القوسين، من قوله: "وكان قتله بالسيف"، حتى هنا ليس في "ب". (¬6) ليس في "ب". (¬7) في "أ": "يدعوا"، والتصحيح من "ب". (¬8) فى "أ": "الرضى"، والتصحيح من "ب". (¬9) من "ب". (¬10) هكذا في النسختين، والصواب: "نِقْفُور". (¬11) كذا.

ماية [و] تسع وتسعين

ماية [و] تسع وتسعين (¬1) خرج أبو السرايا (¬2) بالكوفة مع [ابن] (¬3) طباطبا العلوي (¬4)، وبلغت عدّة بني العباس ثلاثة وثلاثين ألف ذكرٍ وأنثى (¬5). سنة مايتين وُلد فيها داود الأصفهاني (¬6) صاحب المذهب. وأبو العباس أحمد بن يحيى (¬7) ثعلب (¬8). و[توفي] (¬9) أبو عُبادة البُحتُري (¬10) بقريةٍ من قرى/ 87/ منبج (¬11). وفيها ظهر إبراهيم بن موسى بن جعفر (¬12). وفيها غلب محمد بن جعفر على مكة، وأخذ مال الكعبة، ووقف الناس على عَرَفَة بغير إمام (¬13). ¬

_ (¬1) كذا. (¬2) هو السريّ بن منصور. (¬3) إضافة للتصويب. (¬4) هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن أبي طالب. (¬5) الطبري 8/ 530، 531، تاريخ اليعقوبي 2/ 447، العيون والحدائق 3/ 346، 347، الكامل 5/ 464 - 467، نهاية الأرب 2/ 194، 195، تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 70 - 72، البداية والنهاية 10/ 245 وعن بني العباس انظر: الطبري 8/ 45، ومروج الذهب 4/ 28، والعيون والحدائق 3/ 351، والكامل 5/ 478، والمختصر في أخبار البشر 2/ 22، وتاريخ ابن الوردي 1/ 212، والبداية والنهاية 10/ 246، وتاريخ ابن خلدون 3/ 255، والنجوم الزاهرة 2/ 166، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 96 أ. (¬6) هو داود بن علي بن خَلَف، أبو سليمان البغدادي الأصفهاني، الفقيه الظاهري، رأس أهل الظاهر، مولده سنة 180 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) ص 90. (¬7) في: "أ": "بن يحيى بن تغلب". (¬8) انظر عن (ثعلب) في: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) ص 81 - 84 رقم 80 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) إضافة للتوضيح. (¬10) هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال. توفي سنة 199 هـ. انظر عنه في: وفيات الأعيان 6/ 21 - 31 رقم 770 وفيه مصادر أخرى. (¬11) في النسختين: "منج". (¬12) تاريخ خليفة 469، تاريخ اليعقوبي 2/ 445، تاريخ الطبري 8/ 535، 536، العيون والحدائق 3/ 347، 348، البدء والتاريخ 6/ 110، مروج الذهب 4/ 26، الكامل 5/ 471، نهاية الأرب 22/ 196، المختصر في أخبار البشر 2/ 22، تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 74، مآثر الإنافة 1/ 216، تاريخ ابن خلدون 3/ 244. (¬13) الطبري 8/ 536، 537، العيون والحدائق 3/ 348، الكامل 5/ 472، نهاية الأرب 22/ 197، 198، تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) 77، البداية والنهاية 10/ 245، تاريخ ابن خلدون 3/ 244.

سنة إحدى ومايتين

سنة إحدى ومايتين بويع لعلي بن موسى الرضا (¬1)، رضي الله عنه، يوم الإثنين لستٍّ خلون من شهر رمضان، وسببه أن المأمون قدِم عليه بمرو جماعة من الطالبيين وفيهم علي بن موسى الرضا، فأُعجب به لفَرْط علمه وذكائه ودينه، وقال: لا ينبغي أن تكون الخلافة بعدي إلَّا لهذا. ثم جعله وفي عهده، وأشهد الناس عليه، وأمره بلباس الخُضْرة (¬2)، فبلغ بني العباس فقالوا: يأخذ الخلافة منّا فيجعلها في اْعدائنا، فخلعوا (المأمون) (¬3) وبايعوا بالخلافة لعمّه إبراهيم بن المهدي (¬4). * * * (وفيها ظهر بابك (¬5) الخُرَّمي (¬6). ومات معروف الكَرْخي. سنة اثنين (¬7) ومايتين بويع بالخلافة إبراهيم بن المهدي) (¬8) يوم الجمعة خامس المحرّم، وسُمّي "المبارك" وحضر بيعته جميع بني العباس (¬9). ¬

_ (¬1) في "أ": "الرضى". (¬2) في النسختين: "الحضرة"، والخضرة هو شعار العلويين، وكان شعار العباسيين السواد. (¬3) إضافة من "ب". (¬4) انظر عن بيعة علي بن موسى في: تاريخ خليفة 470، وتاريخ اليعقوبي 2/ 448، 449، والمعرفة والتاريخ 1/ 192، وتاريخ الطبري 8/ 554، 555، والعيون والحدائق 3/ 353، ومروج الذهب 4/ 28، والبدء والتاريخ 6/ 110، والإنباء في تاريخ الخلفاء 98، وتاريخ حلب للعظيمي 421، والكامل 5/ 484، وتاريخ مختصر الدول 134، ونهاية الأرب 22/ 202، والفخري 217، والمختصر في أخبار البشر 2/ 22، وتاريخ الإسلام (201 - 210 هـ)، ومرآة الجنان 2/ 2، والبداية والنهاية 10/ 247، ومآثر الإنافة 1/ 209 و 211، وتاريخ ابن خلدون 3/ 247، وتاريخ الخلفاء 307، والإنباء 280، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 75. (¬5) في الأصل: "بابل". (¬6) توفي (معروف الكرخي) في سنة 200 هـ. وقيل 204 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (191 - 200 هـ) ص 398 - 405 رقم 313 وفه حشدنا مصادر ترجمته، و (201 - 210 هـ) 395 رقم 378، وانظر: مناقب معروف الكرخي لابن الجوزي، تحقيق د. عبد الله الجبوري - نشرته دار الكتاب العربي، بيروت 1406 هـ/ 1985 م. (¬7) الصواب: "اثنتين". (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) الطبري 8/ 557، الكامل 5/ 496، الإنباء 280، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 75.

سنة ثلاث ومايتين

/ 88/ وكانت خلافته سنة وأحد عشر شهراً واثني (¬1) عشر يومًا (¬2). وخلع (¬3) المأمون ببغداد. * * * وتوفي الزُّبَيريّ (¬4). وضَمْرَة (¬5). واتّصل المأمون ببوران (¬6). وتزوّج علي بن موسى الرضا (رضي الله عنه) (¬7) بأمّ حبيبة بنت المأمون (¬8). سنة ثلاث ومايتين فيها مات علي بن موسى الرضا (¬9) لثلاثٍ بقين من صفر، وأدخل المأمون الأطباء والفقهاء وقال: أبصِروه كي لا يقال إنه سُقي، وقال لابن أبي دُؤاد (¬10): يا قاضي اكتُب خطك بانه مات موتاً طبيعياً، فقال القاضي: حتى أسأله. فقال له المأمون: كيف يتكلّم؟ قال: فكيف أكتب خطّي؟ فقال له المأمون: أنت قاضي القضاة. * * * وفيها تغلّب مهدي بن علوان الشاري (¬11) على الموصل (¬12). ¬

_ (¬1) في "أ": "واثنا"، والتصحيح من "ب". (¬2) الطبري 8/ 571 - 573، الكامل 5/ 507، الإنباء 280. (¬3) في "أ": "وجعل". (¬4) في "أ": "الزيدي"، وفي "ب": "اليريدى"، والزبيري هو: محمد بن عبد الله بن الزبير. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 353 - 355 رقم 340 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) في "أ": "وصهره"، وفي "ب": "وصمره"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 200 - 202 رقم 203، وفيه مصادر ترجمته، وهو: ضمرة بن ربيعة القرشي الدمشقي ثم الرملي. (¬6) في "أ": "ببوازن"، وفي "ب": "بتوران". والخبر في: الطبري 8/ 566، والكامل 5/ 502، وتاريخ حلب 241، ونهاية الأرب 22/ 210. (¬7) من "ب". (¬8) الطبري 8/ 566، تاريخ حلب للعظيمي 241، الكامل 5/ 502، نهاية الأرب 22/ 210. (¬9) انظر عن (علي الرضا) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 269 - 272 رقم 281 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، والإنباء 280، ومنتخب الزمان 1/ ورقة 99 أ. (¬10) في "أ": "داود". (¬11) في "ب": "الساري". (¬12) تاريخ الموصل 343، الكامل 5/ 502 (حوادث سنة 203 هـ).

سنة أربع ومايتين

وتوفي النضر بن شُمَيل (¬1)، صاحب الخليل (¬2) (سنة أربعٍ ومايتين) (¬3). سنة أرْبع ومايتين توفي محمد بن إدريس الشافعي (¬4)، رحمة الله عليه، بمصر، وكان ضيفاً لبني عبد الحَكَم، وإنه لما مات اتُّهموا به فحُلّفوا وحَلَفَ كل واحدٍ منهم بيمين القسامة والطلاق أربعين يمينًا أنهم منه/ 89/ بريئون. وقبره بالقرافة في عقْد، وجُعِل تحته رمل أحمر، وعُمل عليه بُردة (¬5) بيضاء، وهي إلى الآن لم تُبْل. * * * وفيها قدم المأمون بغداد بالخُضرة، ثم سوّد بعد أسبوع (¬6). ثم إنَّ إبراهيم ابن المهدي خرج ليلاً، (فظفر به بعض الحرّاس وهو في زيّ امرأة، فجاء به إلى إسحاق بن الرشيد، فأدخله (على) (¬7) المأمون فاعتذر إليه ومدحه، فقيل (¬8): هو منّي، ورضي عنه. وسجد لله تعالى، وقال: يا عم، أتدري لِمَ سجدتُ؟ قال: لا. قال: سجدت شكرًا لله لِما ألهمني العفو عنك (¬9). * * * ¬

_ (¬1) انظر عن (النضر بن شُمَيل) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 411 - 413 رقم 397 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬2) هو الخليل بن أحمد الفراهيدي. (¬3) مات في آخر يوم من ذي الحجة 203 هـ. ودُفن في أول محرّم سنة 204 هـ. والذي بين القوسين من "أ". (¬4) انظر عن (الإمام الشافعي) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 304 - 342 رقم 323 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته، والإنباء 280، ومنتخب الزمان، ورقة 197، وتاريخ ابن أبي البركات - ص 76. (¬5) في "أ": "عمامة". (¬6) تاريخ خليفة 472، تاريخ اليعقوبي 2/ 453، 454، بغداد لابن طيفور 2، 3، الطبري 8/ 574، 575، العيون والحدائق 3/ 359، مروج الذهب 4/ 29، البدء والتاريخ 6/ 111، الإنباء في تاريخ الخلفاء 99، الكامل 5/ 510، نهاية الأرب 22/ 211، المختصر في أخبار البشر 2/ 26، تاريخ حلب 242، الفخرى 219، تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 17 البداية والنهاية 10/ 250، مآثر الإنافة 1/ 211، 212، تاريخ ابن خلدون 3/ 250، النجوم الزاهرة 2/ 175. (¬7) عن هامش "أ". (¬8) كذا. والصواب: "فقال". (¬9) كان الظفر بإبراهيم بن المهدي في سنة 210 هـ. انظر: الطبري 8/ 604 - 606، والأغاني 10/ 117، والمنتظم 10/ 214، 215، والكامل 5/ 542 - 545.

سنة خمس ومايتين

وفيها وقع جوع شديد بفلسطين (¬1). * * * واعتلت كنيسة القمامة على بيت المقدس. فجعل توما الراهب يبني فيها قليلاً سرِقَة. فلما ورد عبد الله بن طاهر من مصر يريد العراق. رفع إليه المسلمون في النصارى وقالوا: تقدّموا بالقمامة وجدّدوا بها. وكانت ضيّقة فزادوا فيها، فأحضر عبد الله توما الراهب وجماعة من النصارى فحبسهم وضربهم وجنّاهم ثلاثة آلاف دينار (¬2). * * * وفي هذه السنة عصا (¬3) اْهل تَيْماء فبلغ المأمون. فأرسل إليهم المعتصم، فقتل أكثرهم (¬4). وفيها مات يعقوب الحضرميّ (¬5) القارئ (¬6). وفيها مات/ 90/ سليمان بن داود الطيالسي) (¬7) (¬8). سنة خمس ومايتين ومات (¬9) الحَكَم (¬10) القائم بالأندلس، وخلّف عبد الرحمن. سنة ست ومايتين (مات يزيد بن هارون (¬11). ¬

_ (¬1) تاريخ ابن البطريق 54. (¬2) تاريخ ابن البطريق 55 - 57. (¬3) الصواب: "عصى". (¬4) تاريخ ابن البطريق 57، و"بيما": صقع متاخم لصعيد مصر. (معجم البلدان 1/ 534). (¬5) انظر عن (يعقوب الحضرمي) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 460 - 462 رقم 447 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) في الأصل: "الفراة". (¬7) انظر عن (الطيالسي) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 179 - 182 رقم 180 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬8) ما بين القوسين من أول قوله: "فظفر به بعض الحرّاس .. " إلى هنا، ليس في "ب". (¬9) في "أ" كتب قبلها: "فيها توفى ابن الفرا". (¬10) هو الحكم بن هشام بن عبد الرحمن، أبو العاص الأموي الأندلسي. توفي سنة 206 هـ، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 124، 125 رقم 115 وفيه مصادر ترجمته. (¬11) هو يزيد بن هارون بن زاذني، الإمام أبو خالد السلمي الواسطي. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (210 - 210 هـ) 454 - 458 رقم 445 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة سبع ومايتين

وتوفي (¬1) طاهر بن الحسين (¬2) في ديار ربيعة) (¬3) (¬4). ومات قُطَرّب (¬5) (محمد بن المستنير) (¬6) (¬7). سنة سبع ومايتين توفي أبو زكريا يحيى بن زياد (¬8) الفرّاء (¬9) (في طريق مكة) (¬10). وغلاء السعر بكل مكان (¬11). ومات الواقديّ (¬12). سنة ثمانٍ ومايتين ورد عبد الله بن طاهر وزير المأمون إلى الشام بهدم حصونه وهدم حصون المَعَرّة (¬13). سنة تسعٍ ومايتين مات أبو عيسى بن الرشيد (¬14)، ومات ميخائيل ملك الروم (¬15). ¬

_ (¬1) في الأصل: "وولد"، وهو وهْم. (¬2) انظر عن (طاهر بن الحسين) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 203 - 205 رقم 204 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وهو توفي سنة 207 هـ. (¬3) في الأصل: "بيعة". (¬4) ما بين القوسين ذُكر في سنة 207 هـ. في النسخة "ب" وهو الصحيح. (¬5) انظر عن (قطرّب) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 301 رقم 321 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) في الأصل: "المستر". (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) انظر عن (يحيى بن زياد) في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 293 - 295 رقم 312 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) في "أ": "الفراء". (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) الطبري 8/ 596، المنتظم 10/ 161، الكامل 5/ 532، تاريخ حلب للعظيمي 244. (¬12) هو محمد بن عمر بن واقد. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 361 - 369 رقم 347 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬13) لم أجد هذا الخبر في المصادر، علمًا أنّ المأمون ولى عبد الله بن طاهر على الشام حرباً وخراجاً. (تاريخ دمشق 29/ 218). (¬14) هو القاسم بن هارون بن محمد العباسيّ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 298 رقم 317 وفيه مصادر ترجمته. (¬15) هو ميخائيل بن جورجيس. انظر: الطبري 8/ 601، الكامل 5/ 540، تاريخ الزمان 26، 27، المختصر في أخبار البشر 2/ 29، تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 27، تاريخ ميخائيل السرياني 3/ 12، البداية والنهاية 10/ 263، النجوم الزاهرة 2/ 189.

سنة مايتين وعشرة

سنة مايتين وعشرة قتل المأمون أبا عبد الله بن عائشة (¬1). ووُلد المبرّد (¬2) مصنّف/ 91/ كتَاب "الكامل" (¬3). ووُلد علي بن الحسين العسكريّ (¬4) عليه السلام (¬5). سنة سنة مايتين وإحدى عشر أظهر المأمون القولَ بخلق القرآن (¬6) وضرب جماعة من الفقهاء على ذلك، وقال لأحمد بن حنبل: ما تقول في القرآن؟ فقال: كلام الله، فضربه، فما رجع عن قوله، وكذلك ابن نوح (¬7) وافق أحمد ولم يرجع عمّا قال. * * * وفيها فضّل عليَّ (كرَّم الله وجهه) (¬8) في سائر الصحابة رضي الله عنهم (¬9). وفيها ولد [أبو] (¬10) الحسين (¬11) ثابت بن قُرّة. ¬

_ (¬1) بغداد لابن طيفور 96، تاريخ اليعقوبي 2/ 459، الطبري 8/ 602، مروج الذهب 4/ 35، 36، تاريخ الزمان 26، المنتظم 10/ 210، 211، الكامل 5/ 541، نهاية الأرب 22/ 214، 215، تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 29. (¬2) تقدّم ذكر "المبرّد" في وفيات سنة 186 هـ. (¬3) هو كتاب: الكامل في اللغة والأدب وهو مطبوع ومتداول. (¬4) الصحيح أن مولد "العسكري" كان في سنة 231 هـ. وقيل 232 هـ. انظر: الأئمة الإثنا عشر 113. (¬5) في الأصل: "عليلام". وفي "ب" "رضي الله عنه". (¬6) خبر القول بخلق القرآن، أو ما عُرف بالمحنة، كان في سنة 218 هـ. انظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 467، وبغداد لابن طيفور 187، وتاريخ الطبري 8/ 631 - 645، والعيون والحدائق 3/ 376، 377، والمنتظم 11/ 15 - 24، والكامل 5/ 572 - 576، ونهاية الأرب 22/ 233 - 236، وتاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 20 - 25، والبداية والنهاية 10/ 271 - 274، والنجوم الزاهرة 2/ 220 - 222، وتاريخ الخلفاء 310 - 312. (¬7) هو محمد بن نوح المضروب. (الكامل 5/ 573). (¬8) عن "ب"، وفي "أ": "عليه السلام". (¬9) الطبري 8/ 619، الكامل 5/ 556، المنتظم 1/ 248، تاريخ الإسلام 6، مآثر الإنافة 1/ 212. (¬10) إضافة للضرورة. (¬11) في النسختين: "الحسين بن"، والتصحيح من ترجمته. انظر: المنتظم 12/ 418 رقم 1952.

سنة مايتين واثنتي عشرة

سنة مايتين واثنتي عشرة (¬1) توفي أبو سعيد عبد الملك بن قُرَيب (¬2)، الأصمعي (¬3) وأبو عاصم (¬4) الشيبانيّ (¬5). (وكانت سنة قِران) (¬6). سنة مايتين وثلاث عشرة قُتل محمد بن حُمَيْد (¬7) في حرب بابَك (¬8) الخُرّميّ (¬9). * * * ودخل المعتصم مصر (¬10). وتوقى أبو العتاهية (¬11). سنة مايتين وأربع عشرة (¬12) (خرج الصبّاني (¬13) الشاري بالموصل، فخرج إليه المأمون) (¬14) (¬15). ¬

_ (¬1) في "أ": "واثنتا عشرة"، وفي "ب": "واثني عشر". (¬2) توفي (عبد الملك بن قريب) في سنة 215 هـ. وقيل 216 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 274 - 281 رقم 247 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬3) في النسخة "أ": "والأصمعي". (¬4) في النسختين: "أبو عمرو" وهو غلط. (¬5) هو الضحَّاك بن مخلد بن الضحَّاك بن مسلم. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 191 - 194 رقم 189 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) أي قِران الأبراج ببعضها. وهذا الخبر ليس في "ب". (¬7) في النسختين: "محمد بن العميد" وهو غلط. (¬8) في "أ": "بابل". (¬9) الطبري 8/ 622، وتاريخ حلب للعظيمي 247، والكامل 5/ 560، 561 (حوادث سنة 214 هـ). (¬10) الطبري 8/ 620، الكامل 5/ 557، نهاية الأرب 22/ 230، تاريخ الإسلام (حوادث 213 هـ) 9. (¬11) هو إسماعيل بن القاسم بن سُوَيد، أبو إسحاق، توفي سنة 211 وقيل 213 هـ. انظر: وفيات الأعيان 1/ 219 - 226 رقم 94 وفيه مصادر أخرى. (¬12) في "ب": خالية. (¬13) في نسخة باريس من: الكامل في التاريخ "الصبي"، وفي نسخة المتحف البريطاني "الصبابي"، وهو بلال اليعقوبي الشاري. (الكامل 5/ 562). (¬14) تاريخ اليعقوبي 2/ 464، الطبري 8/ 622، تاريخ الموصل 5/ 39، الكامل 5/ 562، تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 11، 12. (¬15) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة مايتين وخمس عشرة

/92/ سنة مايتين وخمس عشرة دخل المأمون الموصل (¬1). وزاد الماء زيادة عظيمة. * * * ومات قَبيصة بن عُقبة (¬2). * * * وعمّر المأمون أدَنَة، وعين زربة (¬3). سنة مايتين وست عشرة غزا المأمون، وكتب بالتكبير (¬4) إلى كل مصر عقيب الصلاة (¬5). * * * وظهر عبدوس (¬6)، فالتقاه المأمون بنفسه فقتله (¬7). * * * وفيها أمر المأمون بنقْب أحد الهرمين بعد جهدٍ شديد وعَناء طويل، فوجد داخله بيت مهراق (¬8) يهول أمره، ووجد في أعلاه بيتاً مكعباً، طول كل ضلْع من أضلاعه ثمانية أذرُع، وفي وسطه حوض رُخام مُطبق، فلما كُشف وجد فيه رُمّة بالية وقُدّرت الموتَةُ فكانت عظيمة، فأمر المأمون بالكف عمّا سواه (¬9). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ الموصل 399، الكامل 5/ 564. (¬2) في "أ": "وماتت قبيضه بنت عقبة"، وفي "ب": "قبيصه بن عتبة". والتصحيح من تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 352 - 354 رقم 328 وفيه حشدنا مصادر ترجمتها. (¬3) تاريخ حلب للعظيمي 248. (¬4) في " أ": "بالتبكير"، والمثبت عن "ب". (¬5) الطبري 8/ 626، المنتظم 10/ 274، 275، الكامل 5/ 568. (¬6) في النسختين: "عبدون" وهو تحريف. (¬7) الطبري 8/ 627، ولاة مصر للكِنْدي 216، الولاة والقضاة، له 192، مروج الذهب 4/ 42، المنتظم 10/ 274، الكامل 5/ 567، 568، نهاية الأرب 22/ 232، تاريخ الإسلام (حوادث 217 هـ) 17، وكان قتل عبدوس في سنة 217 هـ. (الكامل 5/ 570) وهو عبدوس الفِهري، كما في حُسن المحاضرة للسيوطى 2/ 147، 148. (¬8) في "ب": "بيت مراق". (¬9) انظر وصف بطريرك السريان "ديونيسيوس" لأهرامات مصر عندما زارها بصحبة المأمون في: تاريخ مار ميخائيل السرياني الكبير ج 3/ 46، 47، وانظر نزهة المالك والمملوك للعباسي، مخطوط بالمتحف البريطاني رقم 2366، ورقة 71 - 73.

وفيها نافق أهل البُشْمُور (¬1)، واستفتى فقيهاً مالكياً يقال له "ابن مسكين" (¬2) في قتالهم، فقال: لا يحلّ لك. فقال له المأمون: أنت تَيْس، ومالِكُ (¬3) أتْيَس منك، إذا خرج الناس على الإمام أَلَيْسَ له قتالهم؟! فكيف/ 93/ إذا كانوا ذمّة؟ فخرج إليهم فقتل أكثرهم (¬4). * * * وفيها عند قدومه من مصر أمر بحَدّ بِشْر المريسيّ (¬5) قاضي بغداد قذف أبا بكر، وعمر، رضي الله عنهما، فحدّه اثني عشر حدًّا وهوْ مشبوح، فقال له المأمون: لا أبوء (¬6) إلى الله بذنبك، وهل كان يلزمه سوى (¬7) حدّ واحدٍ إذا ثبت عليه، واعترف، فسأل (¬8) الفقهاء فيه وقالوا: يا أمير المؤمنين إن له حُرمة الفِقْه، فعفا عنه. * * * وفيها نزل المقطَّم وبنى (¬9) فيه قبّة الهواء (¬10)، وكان في خدمته نصارى بعُدت عنهم الكنائس بقصر الشمع، فاستاذنوه في بناء كنيسة، فأذِن لهم، فبنوا كنيسة القنطرة المعروفة (¬11). * * * وعند وصوله إلى الشام، وكان قد سبق العسكر بفرسخ نحو البدو، فرأى رجلاً على نجيب، متلثّماً، فقال المأمون بصوتٍ جهوري (¬12) إن شئتَ قِفْ. فوقف. ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين، وقد ذكرها ابن دقماق كما هنا في كتاب: الانتصار لواسطة عقد الأمصار 2/ 69 وقال: عبرتها، ومساحتها مشمائة وأربعون فدَّاناً. وهي من أعمال الدقهلية والمرتاحية بمصر. وقال ياقوت: البُشمور: بالضم، كورة بمصر قرب دمياط، وفيها قرى وريف وغياض. (معجم البلدان 1/ 428). (¬2) هو زكريا بن يحيى. انظر: الولاة والقضاة 523. (¬3) يقصد الإمام مالك بن أنس، رضي الله عنه. (¬4) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬5) هو أبو عبد الرحمن بِشر بن غِياث بن أبي كريمة المَريسي العدوي، كان رأس الجهمية ومن أعيان أصحاب الرأي. مات سنة 218 هـ انظر عنه في: تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 85 - 88 رقم 55 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) في "أ": "أبوا". (¬7) في "أ": "الا" وكتب فوقها "سوى". (¬8) في "أ": "فسالت". (¬9) في النسختين: "بنا". (¬10) في"أ": "الهوى". (¬11) تاريخ ابن البطريق 58. (¬12) في الأصل: "جوهري".

فقال له المأمون: السلام عليك. فقال له البدوي: وعليك السلام. فقال له المأمون: أنت من العرب؟ قال البدويّ: من سعد. قال له المأمون: ومن تريد؟ قال: أريد المأمون. قال: فما تريد به؟ قال:/ 94/ أريد المأمون. قال: فما تريد به؟ قال: قد مدحته بأرجوزةٍ. قال المأمون: فأنشِدْني إياها ولك ألف دينار. فقال له البدوي: باركتُكَ، شِعراً أعمله في الخليفة كيف أُنشِدك إيّاه؟ فتغافل المأمون عنه وقال: أين أنت وأين الخليفة؟ بينك وبينه ماية ألفٍ من نابلٍ ورامح. [و] قال: إنْ أنشدتني الشِعر أعطيتك الألف، وكَفَيْتُك مؤنة الرواح إليه. قال: فأنشده البدوي: مأمون يا ذي (¬1) المِنَن الشريفهْ ... وصاحب المرتبة المُنِيفَهْ وقائد الكتيبة الكثيفَهْ ... هل لك في أُرجوزةٍ ظريفهْ؟ أظرف من فِقْه أبي حنيفهْ ... لا والذي أنت له خَليفهْ ما ظُلمتْ في أرضنا ضعيفهْ ... أميرُنا مُؤنتُهُ خفيفهْ لم تحتبي (¬2) شيئاً سوى الوظيفهْ ... والذيبُ والنعجة في سقيفهْ واللّصُ والتاجرُ فى قطيفهْ قال: فبينما هو ينشد تمام الأبيات، فإذا بالعسكر قد أقبل عليهما، وكلّ يقول: السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال: فأبلس البدويّ. فقال له المأمون: أي أخي، لا بأس عليك. فقال/ 95/ له البدويّ: يا أمير المؤمنين، تعرف لُغات العرب؟ ¬

_ (¬1) كذا. (¬2) كذا، وفي الكامل 5/ 582 "وما اقتنى"، والصواب: "لم يجتبِ".

أخبار المأمون

ددد بصه سريعة ع الشجرة عشان لو فيها حاجة كده ولا كده وتذكير: مفيش مراجع في الكتاب ددد قال له المأمون: أي أخي. قال: يا أمير المؤمنين، فمن هي التي تجعل الكاف موضع القاف؟ قال المأمون: تلك حِمْيَر. فقال البدويّ: لعن الله حِمْيَر ولعن أختَها. فضحك المأمون، والتفت إلى بعض الخدم فقال له: كم بقي معك؟ قال: ثلاثة آلاف دينار. قال: فاْعطِهِ إياها، فأخذها البدوي وانصرف (¬1). سنة مايتين وسبع عشرة أخرج المأمون كُتُب العهد التي كانت بينه وبين الأمين، لأنّ الرشيد في حياته كتبها بينهما وعلّقها على مكة (¬2)، فقال المأمون: ما تقولون يا فقهاء فيمن خرج على ما نصّ فيها؟ قالوا: الأمين. قال المعتصم: يا أخي إذا متّ فاجعلها في أكفاني. سنة مايتين وثمانية عشر (¬3) توفي المأمون بالبَذَنْدُون (¬4) من أرض طَرَسُوس (¬5)، ودُفن بسلاحه في محراب الجامع (¬6). وكانت خلافته عشرين (¬7) سنة وخمسة أشهر وعشرين يوماً (¬8). وخلّف المعتصم محمد (¬9) من هارون: (ويُكنَى بأبي إسحاق) (¬10). ¬

_ (¬1) الخبر باختصار شديد في "ب": "أعطى بعض العرب امتدحه بأرجوزة ثلاثة آلاف دينار، وهو في: الكامل 5/ 580 - 582، والطبري 8/ 653 - 655، والتاريخ الصالحي، 1/ ورقة 101 أ. (¬2) كذا. والصواب "الكعبة" انظر: الطبري 8/ 276، مروج الذهب 3/ 364، الكامل 5/ 344. (¬3) الصواب: "وثمانية عشرة". (¬4) في "أ" "بالبُدُود"، وفي "ب" مثله. والتصحيح من: معجم البلدان 1/ 361، 362 وفيه: البندندون: بفتحتين، وسكون النون، ودال مهملة، وواو ساكنة، ونون. قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر. وفي الجون والحدائق 3/ 377 نهر في بلاد الروم. (¬5) في " أ": "طوس" وهو غلط. والتصحيح من "ب". (¬6) انظر عن (المأمون) في: تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 225 - 240 رقم 216 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) في "أ": "عشرون"، والمثبت من "ب". (¬8) الكامل 5/ 579. (¬9) في "أ": "أحمد"، والتصحيح من "ب". (¬10) من "ب".

سنة مايتين وتسع عشرة

ومات أبو غسّان مالك بن/ 96/ إسماعيل (¬1)، وكان محدّثًا. سنة مايتين وتسع عشرة (فيها ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، صلوات الله عليهم، بالطائف) (¬2) (¬3). واصطاد المعتصم سِباعاً فطوّقها ووسم حُمر الوحش (¬4). سنة مايتين وعشرين قتل المعتصم (¬5) دِعبل بن علي الخُزاعيّ، وكان قد هجاه بهذين البيتين: وقالوا (¬6): بني العباس في الكتب سبعة ... وما جاءنا في ثامنٍ لهم خطبُ (¬7) كذلك أهل الكهف في الكتب (¬8) سبعة ... [كِرامٌ] إذا عُدّوا وثامنهم كلبُ (¬9) * * * وفيها ابتاع المعتصم سُرّ من رأى من رهبان دير (¬10) بماية ألف درهم (¬11). ¬

_ (¬1) هو أبو غسّان النهدي. توفي سنة 219 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 402، 403 رقم 391 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) تاريخ اليعقوبي 2/ 471، 472، تاريخ الطبري 9/ 8، الكامل 6/ 8، 9 مروج الذهب 4/ 52، نهاية الأرب 22/ 243، 244، تاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 29، 30، البداية والنهاية 10/ 282، النجوم الزاهرة 2/ 230. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) لم أجد خبر الصيد في المصادر. (¬5) هكذا في النسختين. والصواب أن يقال: "أمر المعتصم بقتل دعبل .. "، لأن دعبل توفي سنة 246 هـ. انظر عنه في تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 258 - 264 رقم 178 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) كذا في النسختين. وفي المصادر "ملوك". (¬7) في "ب": "كتب". وفي المصادر: "ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب". (¬8) في المصادر: "في الكهف". (¬9) في المصادر "غداة ثووا فيه وثامنهم كلب" انظر: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 239، والكامل 6/ 260، وديوان دعبل 102. (¬10) في "أ": "من دهقان كثير". (¬11) في المصادر بناء سامرّاء. انظر: مروج الذهب 4/ 54، 55، والتنبيه والإشراف 309، ومعجم البلدان 3/ 174، والمنتظم 11/ 54، والكامل 6/ 16، وتاريخ الإسلام (211 - 220 هـ) 6، والنجوم الزاهرة 2/ 235، والإنباء في تاريخ الخلفاء 109، 110.

سنة مايتين وإحدى وعشرين

سنة مايتين وإحدى وعشرين فتح المعتصم أَنْقِرَة، وعمورية (¬1)، وهنأه أبو تمام (¬2) الشاعر (¬3) بقصيدته التي أوّلها: السيف أصدق أنباء من الكُتُبِ فأعطاه أحد وسبعين ألف دينار (¬4). سنة مايتين واثنين (¬5) وعشرين مات إبراهيم بن المهدي (¬6). * * * (وفيها أسَر الأفشين بابك الخُرَّميّ (¬7)، وأُحصي/ 97/ من قتله فكانوا مايتي ألف وخمس وخمسون (¬8) ألفًا وخمس ماية) (¬9) (¬10). سنة مايتين وثلاث وعشرين توفي أبو عُبيد (¬11) القاسم (¬12) بن سلاّم (¬13)، مؤلّف كتاب "غريب الحديث" بمكة. سنة مايتين وأربع وعشرين خرج أبو حرب بالشام وأظهر أنه السُّفيانيّ (¬14). ¬

_ (¬1) فتح أنقرة وعمّورية كان في سنة 223 هـ. انظر: الكامل 5/ 38 - 44 وفيه مصادر كثيرة. (¬2) في "أ": "أبو التمام". (¬3) ليست في "ب". (¬4) في وفيات الأعيان 2/ 23 "فأمر له بمائة وسبعين ألف درهم عن كل بيتٍ منها ألف"، التاريخ الصالحي 1/ ورقة 102 ب. وانظر القصيدة في: ديوان أبي تمَّام 1/ 40. (¬5) كذا. (¬6) انظر عن (إبراهيم بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله) في: تاريخ الإسلام (221 - 230 هـ) 67 - 76 رقم 45 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، وكانت وفاته في سنة 224 هـ. (¬7) في الأصل: "بابل الحرمي". (¬8) الصواب "وخمسة وخمسين". (¬9) الكامل 6/ 37، التاريخ الصالحي 1/ ورقة 102 أ. (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) في "أ": "أبو عبد الله عبيد الله"، وفي "ب": "أبو عبيد الله". (¬12) انظر عن (القاسم بن سلام) في: تاريخ الإسلام (221 - 230 هـ) 320 - 329 رقم 330 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬13) في "ب": كتب بعدها: "بطرسوس"، وهو غلط. والصحيح "بمكة". (¬14) وهو في "ب" في سنة 225 هـ. والصحيح في سنة 227 هـ. انظر عن أبي حرب المبرقع اليماني بفلسطين في الكامل 6/ 74، 75.

سنة مايتين وخمس وعشرين

ومات أبو دُلَف بن عيسى العِجْلي (¬1). * * * وفيها صلب المعتصم الأفشين (¬2)، وكان أقْلف (فقيل له قبل أن يُصلَب: لِمَ لا تَطهرتَ؟ فقال: كنت أخاف أن أقطع شيئاً من لحمي. فقيل له: كيف تعمل في الحروب؟ فقال: ذاك ضرورة وهذا اختيار. وصُلب) (¬3)، وبقي أيامًا وأُحرِق. * * * (وفيها قتل المعتصم جعفر الكرديّ الذي تتشاءم به الأكراد) (¬4). سنة مايتين وخمسٍ وعشرين مات أبو التمّام (¬5) الشاعر. ومولد جحظة (¬6). وتوفي فيها المعتصم (¬7). وكان خلافته ثمان (¬8) سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام (¬9). ¬

_ (¬1) هو: أبو دُلف القاسم بن عيسى. توفي سنة 225 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (221 - 230 هـ) 331 - 335 رقم 334 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وورد في "ب" "أبو دلف موسى العجلي". (¬2) كان صلْب الأفشين سنة 226 هـ. انظر عنه في: تاريخ اليعقوبي 2/ 478، والطبري 9/ 111 - 114، وتجارب الأمم لمسكويه 6/ 524، 525، والعيون والحدائق 3/ 406، 407، ومروج الذهب 4/ 62، والمنتظم 11/ 111، 112، والكامل 6/ 69، 70، ونهاية الأرب 22/ 258، وتاريخ الإسلام (221 - 230 هـ) 23، 24، والبداية والنهاية 10/ 293. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب"، ولم أجد خبر الكردي في المصادر. (¬5) كذا في النسختين. وهو حبيب بن أوس. توفي سنة 231 هـ. انظر عنه فى: تاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 125 - 129 رقم 96 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. وقيل 228 هـ. (¬6) هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك، جحظة النديم. عاش مئة سنة، والأصحّ أنه عاش 96 سنة. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 142، 143 رقم 158 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (المعتصم) في: تاريخ الإسلام (221 - 230 هـ) 390 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وهو توفي سنة 227 هـ. (¬8) الصواب: "ثماني". (¬9) انظر: الإنباء 286، والكامل 6/ 76.

سنة مايتين وست وعشرين

وولي الواثق أبو جعفر هارون بن المعتصم. وكان يقول بقول المأمون/ 98/ في خلق القرآن (¬1)، وتقديم عليّ (كرّم الله وجهه) (¬2). سنة مايتين وستّ وعشرين توفي أبو عبد الله بن الأعرابي (¬3) اللُّغَويّ. سنة مايتين وسبع وعشرين خالية. * * * سنة مايتين وثمان وعشرين سقط شهاب فأحرق بلاداً بأرض فارس (¬4). سنة مايتين وتسع وعشرين وفاة الواثق (¬5)، وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر (¬6). وخلف جعفر بن محمد المتوكل بن محمد بن هارون. سنة مايتين وثلاثين مولد الحسن بن علي العسكري (¬7). وأحرق المتوكل محمد بن عبد الملك الزيّات (¬8). ¬

_ (¬1) التنبيه والإشراف 313، الإنباء 289. (¬2) في "أ": "عليه السلام". (¬3) هو محمد بن زياد، توفي سنة 231 هـ. وقيل 230 هـ. انظر عنه في: وفيات الأعيان 4/ 306 - 308 رقم 633 وهو في "ب" في وفيات سنة 228 هـ. (¬4) ذُكر خبر الحريق في "ب" في سنة 230 هـ. ولم أجده في المصادر. (¬5) توفي (الواثق) في سنة 232 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 378 - 385 رقم 465 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وذكر في "ب" وفاته في سنة 231 هـ. (¬6) التنبيه والإشراف 312، الإنباء 289، الكامل 6/ 107. (¬7) مولد العسكري سنة 231 وقيل 232 هـ. انظر: الأئمّة الإثنا عشر. (¬8) سيُعاد في السنة التالية.

سنة مايتين وإحدى وثلاثين

سنة مايتين وإحدى وثلاثين قبض المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيات/ 99/ وأحرقه في التنّور (¬1)، فقال له عبده (¬2) المخنّث: أردتَ أن تشويهم فشووك (¬3). سنة مايتين واثنين (¬4) وثلاثين غيّر المتوكل على أهل الذمّة (¬5). ومات أبو يزيد البسطامي (¬6)، رحمه الله. * * * وهبّت ريح أحرقت الزرع وقتلت القوافل، وكان بَدْؤها من ثالث حزيران إلى آخر تموز، وشملت (¬7) العراق، والموصل، وديار ربيعة، وفارس، وخوزستان (¬8)، وكوهستان، وكانت لا تمرّ بشيء إلَّا تركته كالرميم من زرع وشجر وضرع وحيوان، ومنعت الناس عن أشغالهم، ولم يقدر أحد من أهلَ القرى والمدن يخرج من منزله (¬9). سنة مايتين وثلاث وثلاثون (¬10) بُني جامع سُرّ مَن رأى. ¬

_ (¬1) إحراق الزيات في سنة 233 هـ. وهكذا ورد في "ب". انظر: تجارب الأمم 6/ 536 - 539، والمنتظم 11/ 200، 201، والإنباء في تاريخ الخلفاء 116، 117، والكامل 6/ 113، ونهاية الأرب 22/ 271 - 277، وتاريخ حلب للعظيمي 255. (¬2) في "ب": "عباده". (¬3) في "أ": "تسق بهم فسقوك". (¬4) الصواب: "واثنتين". (¬5) في "أ": "عير. . المدينة". وانظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 487، وتاريخ الطبري 9/ 171، وتجارب الأمم 6/ 545، والمنتظم 11/ 222، 223، وتاريخ الزمان 37، والكامل 6/ 127، ونهاية الأرب 22/ 281، وتاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 16، ومرآة الجنان 2/ 144، والبداية والنهاية 10/ 313، والنجوم الزاهرة 2/ 275 (حوادث سنة 235 هـ). وفي "ب": سنة 234 هـ. (¬6) هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي، توفي سنة 264 هـ. حسب العظيمي. انظر: تاريخ حلب 265. (¬7) في "أ": "شكت". (¬8) في "أ": "حورستان"، وفي "ب": "جورستان". (¬9) خبر الريح في سنة 234 هـ. انظر النسخة "ب"، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء 144، 145. (¬10) كذا.

سنة مايتين وأربع وخمس وثلاثين

ونُقض ضريح الحسين عليه السلام بكربلاء (¬1). سنة مايتين وأربع وخمس وثلاثين خاليتان * * * سنة مايتين وسبع وثلاثين مات عبد الرحمن بن الحَكَم (¬2) الأندلسي، وولي/ 100/ ابنه محمد. * * * وردت مراكب الروم إلى دمياط في تسعة وثمانين مركباً، فقتلوا خَلقاً من المسلمين، وأحرقوا ألف (¬3) وأربع ماية منزل، وسبوا خلقاً كثيراً، ونهبوا ذخائر أهل دمياط، ومكثوا ينهبون ثلاثة أيام (¬4). سنة مايتين وثمان وثلاثين خالية. * * * سنة مايتين وتسع وثلاثين أشخص المتوكل ذا النون المصري (¬5) للمناظرة لقوم ادّعوا عليه الكذِب. * * * ¬

_ (¬1) خير ضريح الحسين في "ب" في سنة 235 هـ. وفي المصادر 236 هـ. انظر: الطبري 9/ 185، وتجارب الأمم 6/ 546، والمنتظم 11/ 237، والكامل 6/ 130، وتاريخ مختصر الدول 142، ونهاية الأرب 22/ 282، والمختصر في أخبار البشر 2/ 38، وتاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 18، والبداية والنهاية 10/ 365. (¬2) توفي (عبد الرحمن بن الحكم) في سنة 238 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 238، 239 رقم 239 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) الصواب: "ألفاً". (¬4) خبر دمياط في: تاريخ الطبري 9/ 194، 195، والمنتظم 11/ 258، والكامل 6/ 142، 143، وتاريخ مختصر الدول 143، ونهاية الأرب 22/ 285، وتاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 26، ومرآة الجنان 2/ 121، والبداية والنهاية 10/ 317، والنجوم الزاهرة 2/ 292 و 294، 295، وتاريخ الخلفاء 347، 348، وحُسن المحاضرة 2/ 148. (¬5) هو ثوبان بن إبراهيم، أبو الفيض الإخميمي. توفي سنة 245 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 265 - 270 رقم 180 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة مايتين وأربعين

(وفتح بُغا تفليس) (¬1) (¬2). سنة مايتين وأربعين توفي الإمام أحمد بن حنبل (¬3)، رضي الله عنه، وحضر جنازته من الرجال سبع ماية ألف، ومن النساء ثلاثماية ألف (¬4). وتوفي الثوريّ (¬5). وأحمد بن خاقان (¬6). * * * وكان كسوفٌ أظلمت به الأرض، وظهرت الكواكب، وسمع أهل أرمينية صوتاً هائلاً مات فيه خلق عظيم (¬7). سنة مايتين وإحدى وأربعين / 101/ قتل المتوكل ابن السِّكّيت (¬8). * * * وظهر كوكب بذُؤابة (¬9). ¬

_ (¬1) خبر تفليس في: تاريخ الطبري 192/ 9، 193، وتاريخ اليعقوبي 2/ 489، 490، وتجارب الأمم 6/ 548، والبدء والتاريخ 6/ 121، والكامل 6/ 141، 142، ونهاية الأرب 22/ 284، وتاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 26 والبداية والنهاية 10/ 317، والنجوم الزاهرة 2/ 291. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) توفي (ابن حنبل) في سنة 241 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 61 - 144 رقم 35 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬4) حول عدد الحاضرين في جنازة الإمام أحمد، يراجع: تاريخ بغداد 4/ 422، وحلية الأولياء 9/ 180، وسير أعلام النبلاء 11/ 339، وتاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 141، 142. (¬5) هكذا. والمعروف أن الثوري -سفيان بن سعيد- توفي سنة 161 هـ. ولعلّ المراد: "أبو ثور إبراهيم بن خالد البغدادي الكلبي الفقيه" المتوفى سنة 240 هـ. (تاريخ الإسلام 231 - 240 هـ) 63 - 65 رقم 34 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) تاريخ بغداد 4/ 137. (¬7) لم أجد خبر الكسوف في المصادر. والموجود: "تساقطت النجوم، في سنة 241 هـ. (تاريخ حلب للعظيمي 257) وانظر الكامل 6/ 153 وفيه مصادر أخرى. وانظر: تاريخ السرياني 3/ 84. (¬8) في "ب": "أبا يعقوب بن السكيت"، والصواب: "أبو يوسف يعقوب بن إسحاق"، وقد توفي سنة 244 وقيل 243 وقيل 246 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 551 - 553 رقم 604 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) لم أجد هذا الخبر.

(سنة مايتين واثنين وأربعين

وخرجت فيها ريح بارد من بلاد التُّرْك فمرّت ببلْخ، وأتت خُراسان، ثم قصدت الرقي، وأصبهان، وهمدان، إلى حُلوان، وتشعّبت هناك شُعبتان، شعبة أخذت ذاتَ (اليمين إلى سُرّ مَن رأى، والموصل، والجزيرة) (¬1) وشعبة أخذت ذات اليسار فوصلت بغداد، والكوفة، والبصرة، وخوزستان، وفارس، وأهلكت من الناس خلقاً (كثيراً) (¬2) في الطرقات، وعرض لأكثر الناس السُّعال والزُكام، ومات به خلق كثير. (ثم من بعد ذلك بأربعين يوماً انحطَّت نار من السماء فأحرقت أرجان وأحرقت خلقاً عظيماً) (¬3) باليمن، والبحرين، والبصرة، وأهواز، وبغداد، والموصل (¬4). ووصل الخبر إلى السلطان أن جبلاً (¬5) يقال له الشعَر سار (من موضعه) (¬6) عشر فراسخ (6). * * * واتفق في هذه السنة انقضاض الكواكب ليلة الخميس مُستَهلّ جمادى الآخر من العشاء إلى الفجر (¬7). * * * وكانت زلزلة عظيمة بالشام أخربت أنطاكية، وحمص، وتدمُر (¬8). (سنة مايتين واثنين (¬9) وأربعين انقضّت نار من السماء فأحرقت أرَّجان مرة أخرى (¬10). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين ساقط من "أ". (¬2) من "ب". (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) خبر الريح في: تاريخ سِنِي ملوك الأرض والأنبياء 145، وتاريخ حلب للعظيمي 258، والكامل 6/ 154، وتاريخ السرياني 3/ 84. (¬5) في "ب": "خيلاً"، وكذا في "أ". والتصحيح من تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء 145. (¬6) ما بين القوسين من "ب". والخبر في تاريخ سني ملوك الأرض 145، وتاريخ حلب للعظيمي 258. (¬7) الطبري 9/ 201، مروج الذهب 4/ 103، تاريخ العظيمي 257، الكامل 6/ 153، 154، المنتظم 11/ 283، والبداية والنهاية 10/ 324، وتاريخ اليعقوبي 2/ 491، والبدء والتاريخ 6/ 121، ونهاية الأرب 22/ 289، وتاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 5، 6، والنجوم الزاهرة 2/ 304، وتاريخ الخلفاء 348، وشذرات الذهب 2/ 96 والدرّة السنية في أخبار الدولة العباسية (من كنز الدرر وجامع الغرر) 237. (¬8) تاريخ حلب للعظيمي 258، الكامل 6/ 154، تاريخ السرياني 3/ 84. (¬9) الصواب "واثنتين". (¬10) تاريخ حلب للعظيمي 258.

سنة مايتين وثلاث وأربع وأربعين

/ 102/ سنة مايتين وثلاثٍ وأربع وأربعين خاليتان) (¬1) سنة مايتين وخمس وأربعين سخط المتوكل على بَختِيشُوع الطبيب (¬2). * * * وأمر النصارى بتغيير لباسهم (¬3) ولبْس الزنانير، ومنعهم من ركوب الخيل (¬4)، (وأمرهم أن يصوّروا على أبواب دُورهم شياطين) (¬5). * * * وطلع إلى مصر وبنى (¬6) المقياس. بجزيرة الفُسطاط، كان قد أحدث بناءه المأمون، ووجّه (¬7) المتوكل لمهندس العراق محمد بن إبراهيم (¬8) المنجّم، فجدّده (¬9)، وسُمّي "المقياس الجديد" (¬10). * * * وفيها جاءت زلزلة عظيمة بالشام هدّمت أكثر العمارة، وتبعَها صوت أسقط الحواملَ ومات خلق كثير (¬11). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬2) تاريخ الطبري 9/ 211، تاريخ ابن البطريق 63، تاريخ العظيمي 258، المنتظم 11/ 323، الكامل 6/ 160، تاريخ مختصر الدول 144، تاريخ الزمان 39، المختصر في أخبار البشر 2/ 40، تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) ص 13، البداية والنهاية 10/ 346، النجوم الزاهرة 2/ 318. (¬3) في "ب":"تغيير اسمهم". (¬4) خبر المتوكل والنصارى في سنة 239 هـ. انظر: الطبري 9/ 196، والمنتظم 11/ 265، والكامل 6/ 145، ونهاية الأرب 22/ 286، وتاريخ ابن البطريق 63. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) في "أ": "بنا". (¬7) في "ب": "فوجد". (¬8) في "ب": "محمد بن موسى". (¬9) في "أ": "يجدّده". (¬10) تاريخ ابن البطريق 62، 63، بدائع الزهور في وقائع الدهور ج 1 ق 1/ 54! (دون تحديد السنة). (¬11) تاريخ الطبري 10/ 213، المنتظم 11/ 329، الكامل 6/ 163، نهاية الأرب 22/ 292، البداية والنهاية 10/ 346، مآثر الإنافة 1/ 233، شذرات الذهب 2/ 107، التاريخ الصالحي 1/ ورقة 104 ب.

سنة مايتين وست وأربعين

سنة مايتين وستّ وأربعين ولد محمد الأصفهاني (¬1) مؤلف كتاب "الزهرة" (¬2). سنة مايتين وسبع وأربعين قُتل جعفر المتوكل (¬3) ببغداد ليلة الأربعاء رابع شوال،/ 153/ قتله ولده محمد المنتصر. وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وأيام (¬4). سنة مايتين وثمانٍ وأربعين خرّب المنتصر الجعفريّة (¬5). * * * وتوفي المنتصر (¬6). وكانت خلافته ستة أشهر ويومين (¬7) وخلف أحمد المستعين بن المعتصم. سنة مايتين وتسع وأربعين خالية. * * * سنة مايتين وخمسين ظهر ابن عمر (¬8) بالكوفة. * * * ¬

_ (¬1) لا يصحّ مولد (محمد بن داود الأصفهاني) في هذا العام، إذ هو توفي سنة 297 وقد عاش 43 سنة. وعلى هذا يكون مولده في سنة 254 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 263 - 267 رقم 414 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) حقّقه د. إبراهيم السامرّائي - طبعة مكتبة المنار، بالأردن، الزرقاء، 1406 هـ/ 1985 م. (¬3) انظر عن (الخليفة المتوكل) في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 194 - 203 رقم 118 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) الصواب "وأياماً". وفي المصادر: "وتسعة أيام". انظر: التنبيه والإشراف 313، ومروج الذهب 4/ 58، والإنباء 291، وتاريخ ابن أبي عدسة 3/ ورقة 20، وفي الكامل 6/ 375 " ثلاثة أيام". (¬5) ورد ذِكر الجعفرية عَرَضاً في: الكامل 6/ 179، وانظر: تاريخ اليعقوبي 2/ 493، وتاريخ ابن البطريق 65. (¬6) انظر عن (المنتصر) في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) ص 21 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) تاريخ اليعقوبي 2/ 493، تجارب الأمم 5/ 561 (دون أيامٍ) ومثلهما في الإنباء 295، أما في: التنبيه والإشراف 314، وتاريخ ابن أبي عدسة 3/ ورقة 32 "ويومًا". والمثبت يتقق مع الكامل 6/ 187. (¬8) هو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب. قُتل هذا العام. انظر =

سنة مايتين وإحدى وخمسين

ومات أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي (¬1)، المشهور بالزندقة. * * * وفي هذه السنة أُنجز (¬2) "تاريخ الواقدي". سنة مايتين وإحدى وخمسين ابتداء دولة ابن طولون (¬3). * * * وخرج الحسين بن أحمد [بـ] الديلم (¬4). / 104/ سنة مايتين واثنين (¬5) وخمسين قُتل المستعين (¬6). وخلف المعتزّ. ¬

_ = عنه في: تاريخ اليعقوبي 2/ 497، والطبري 9/ 266 - 271، ومروج الذهب 4/ 147، وتجارب الأمم 6/ 566 - 570، وتاريخ العظيمي 260 (سنة 248 هـ). والتاجي في أخبار الدولة الديلمية للصابي (مخطوطة المتوكلية بالجامع الكبير بصنعاء) ورقة 5 أ، 5 ب، ومقاتل الطالبيين 639 - 646، والمنتظم 12/ 33، 34، والكامل 6/ 198 - 201، وشرح شافية أبي فراس 177، والمختصر في أخبار البشر 2/ 45، ونهاية الأرب 22/ 305، وتاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 28، والبداية والنهاية 11/ 5، 6، ومآثر الإنافة 1/ 241، والذرة السنية 249، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 109 ب. (¬1) نقل تاريخ وفاته: ابن خلكان في وفيات الأعيان 1/ 94، وقيل توفي سنة 245 هـ. وذكر الذهبي ترجمته في وفيات سنة 298 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 84 - 88 رقم 81 وفيه مصادر أخرى. (¬2) في "ب": "حر". والخبر في: تاريخ حلب 260، والواقدي "محمد بن عمر" توفي سنة 207 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (201 - 210 هـ) 361 - 369 رقم 347 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. فكيف ينتهي تاريخه هذا العام وقد مات منذ 43 عاماً؟! (¬3) الصواب أن قيام دولة أحمد بن طولون كان في سنة 264 هـ. (¬4) تاريخ اليعقوبي 501/ 2، وتاريخ الطبري 9/ 346، ومقالات الأشعريين للأشعري 83، 84، ومروج الذهب 4/ 154، والمنتظم 12/ 49، والكامل 6/ 231، وتاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 5، والبداية والنهاية 11/ 9، والنجوم الزاهرة 2/ 333. (¬5) كذا. (¬6) انظر عن (المستعين) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 54 - 56 رقم 42 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة مايتين وثلاث وخمسين

سنة مايتين وثلاث وخمسين وفاة أبي الحسن العسكري (¬1)، الإمام، في داره بسُرّ مَن (رأى) (¬2) يوم الإثنين ثالث رجب. سمّه (¬3) المعتزّ. * * * وملك أحمد بن طولون مصر (¬4). * * * (واتفق اجتماع المشتري، والمرّيخ، والزُّهرة، وعُطارِد، والشمس، والقمر، في برج السرطان في العشرين من حزيران. وتولّد سحاب، ومطر غزير، وظُلُمات، ورعد، وبرق، ودام ستة أيام فبرد الجؤ، وذلك في أول تمّوز. واحتاج أهل العراق إلى الدثار، وكذلك سُرّ من رأى احتاجوا إلى الدثار) (¬5) (¬6). سنة مايتان (¬7) وأربع وخمسون (¬8) فيها فتح علي بن محمد العلوي البصرة وقتل أهلها، وهزم جيش الموفق (¬9). وخالف الزنج وهم ثمانية آلاف (¬10). سنة مايتان وخمس وخمسين / 105/ فيها كانت وفاة المعتز (¬11). ¬

_ (¬1) توفي "العسكري" في سنة 254 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) ص 218، 219 رقم 364 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) إضافة من "ب". (¬3) في "أ": "سمته". (¬4) الصواب أن أحمد بن طولون وُلي على مصر في سنة 254 هـ. انظر: الولاة والقضاءة 212، والطبري 9/ 381، والكامل 6/ 250. (¬5) الخبر في: تاريخ سِنِي ملوك الأرض والأنبياء 145. (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬7) الصواب: "سنة مايتين". (¬8) الصواب: "وخمسين". (¬9) خبر العلوي في: الكامل 6/ 263، والطبري 9/ 410 - 437، ونهاية الأرب 25/ 104 - 114. (¬10) المصادر نفسها. (¬11) انظر عن (المعتزّ بالله) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 280 - 282 رقم 413 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة مايتين وست وخمسين

وكانت خلافته ثلاث سنين وستة أشهر وخمس (¬1) وعشرين يوماً (¬2) وخَلَف جعفر المهتدي. * * * وأخذ (¬3) كتاب المعارف لابن قُتَيبة. سنة مايتين وستّ وخمسين فيها عصا ابن طولون بمصر (¬4). * * * ووفاة المهتدي (¬5)، وكانت خلافته أحد عشر شهراً وعشرين يوماً (¬6). وخلف المعتمد بن المتوكّل. وفيها توفي أبو عبد الله الزُّبير بن بكار (¬7) قاضي مكة، وقع من سطح الدار. وفيها مات بختيشوع (¬8) الطبيب بن جبريل. (ومات بُغا (¬9) الأمير أمير الحاج. * * * وانكسف القمر كلّه ليلة النصف من شهر ربيع الأول) (¬10) (¬11). * * * ¬

_ (¬1) الصواب: "وخمسة". (¬2) الطبري 9/ 389، اليعقوبي 2/ 504، الإنباء 301. (¬3) هكذا في النسختين، والمراد: "أنجز". والخبر في: تاريخ حلب للعظيمي 262، وقد توفى ابن قتيبة عبد الله بن مسلم في سنة 276 هـ. (¬4) تاريخ حلب 262. (¬5) انظر عن (المهتدي) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 326 - 328 رقم 503 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) الإنباء 303. (¬7) انظر عن (الزبير بن بكار) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 137 - 140 رقم 207 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) انظر عن (بختيشوع) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 91 رقم 122 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) في الأصل: "بكا" والتصحيح من: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 93، 94 رقم 127 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وهو بُغا التركي الصغير الأمير المعروف بالشرابي، وقد قُتل في سنة 254 هـ. (¬10) لم أجد خبر الكسوف في المصادر. (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة مايتين وسبع وخمسين

وفيها خرج على المعتمد: محمد بن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (¬1)، رضي الله عنهم أجمعين. * * * (وفيها مات البخاريّ (¬2). سنة مايتين وسبع وخمسين (¬3) قتلت الزنوج الرياشي (¬4) بالبصرة) (¬5). (سنة مايتين وثمان وخمسين) (¬6) وظهر بالأهواز والعراق وباء، وأمر السلطان ببغداد بإحصاء من يدفَن كل يوم/ 106/ وكان نحو (¬7) من ألف جنازة (¬8). * * * (وحدث بالمعتمدية (¬9) هدّة ورجفة تساقط منها أكثر المدينة، ومات فيها أكثر من عشرين ألف إنسان) (¬10) (¬11). ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين، والخارج على المعتمد في هذه السنة اثنان، الأول في صعيد مصر، وهو: إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب، ويُعرف بابن الصوفي. والثاني: علي بن زيد العلوي، بالكوفة. انظر: الكامل 6/ 291، وفيه مصادر أخرى. (¬2) انظر عن (البخاري) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 238 - 274 رقم 401 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) في "ب": سنة مايتين وسبع وخمسين: خالية. (¬4) هكذا ورد هذا الخبر، وأظنّه من خبرين، أحدهما: خروج الزَّنج بالبصرة، (انظر: الكامل 6/ 296 - 298 وفيه مصادر أخرى). وثانيهما وفاة الرياشي، وهو أبو الفضل العباس بن الفَرَج اللُّغَويّ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 171، 172 رقم 267 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) السنة من "ب". (¬7) الصواب: "نحواً". (¬8) خبر الوباء في: تاريخ اليعقوبي 2/ 510، والطبري 9/ 495، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 567، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض والأنبياء 145، 146، والكامل 6/ 306 (سنة 158 هـ)، وتاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 27، والبداية والنهاية 11/ 30، والنجوم الزاهرة 3/ 29، وتاريخ الخلفاء 363. (¬9) في المصادر: "بالصيمرة". (¬10) الطبري 9/ 500، تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 146، الكامل 6/ 306، تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 28، البداية والنهاية 11/ 30. (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة مايتين وتسع وخمسين

وفيها تغيّر ماء النيل بمصر حتى صار يضرب وإلى صُفرة، وأقام على هذا الحال شهراً، ثم عاد إلى حالته الأولى. * * * وفيها مات ابن المعتمد (¬1). ومات الغَيْداق (¬2) أبو شَيبة بن المتوكّل بسُرّ من رأى. ومات العباس بن المعتصم (¬3). ومات أبو بكر (¬4) محمد بن عبد الملك بن زَنجُوَيْه (¬5)، المحدّث. ومات سرجس الجاثليق (¬6) ببغداد، وله من العمر ماية وستة (¬7) وعشرون سنة. ومات علي بن الحسين بن إسماعيل بن العباس (بن محمد) (¬8) بالمدينة (¬9). (وقتل رشيد بن رشيد ابن أخت وصيف) (¬10). ومات محمد بن موسى بن صالح الأسديّ (¬11). ومات الحسن بن عَرَفَة (¬12) بن يزيد العبدي بالكوفة، (كان محدّثاً) (¬13). سنة مايتين وتسع وخمسين (¬14) مولد أبي القاسم محمد المنتَظَر (¬15) بسُرّ من رأى، يوم الجمعة ثاني عشر شهر رمضان. ¬

_ (¬1) في "ب": "العميد"، ولم أجد الإثنين. (¬2) في النسختين: "العيداق"، وهو في: جمهرة أنساب العرب، لابن حزم 27. (¬3) يُعرف بالأعرج. (جمهرة أنساب العرب 25). (¬4) في "أ": "أبو صر". (¬5) في النسختين: "وحيويه"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 301، 30 رقم 458 وفيه مصادر ترجمته. (¬6) لم أجده. (¬7) الصواب: "وست". (¬8) من "ب". (¬9) ورد ذكره حاجاً بالناس في سنة 254 هـ. انظر: الطبري 9/ 381، ومروج الذهب 4/ 406، والمنتظم 12/ 73 وفيه: "علي بن الحسن"، والكامل 6/ 252، ونهاية الأرب 22/ 318. (¬10) من "أ"، وليس في "ب"، لم أجده. (¬11) لم أجده. (¬12) انظر عن (ابن عرفة) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 109 - 112 رقم 155 وفيه مصادر ترجمته. (¬13) في "ب"، وفي "أ": "محدث". (¬14) في "أ": "سنة مايتين وثمان وتسعين". (¬15) انظر عن (محمد بن الحسن بن علي= المهدي المنتظر) في: الأئمة الإثنا عشر 117 ومولده سنة 255 وقيل 256 وقيل 258 هـ.

سنة مايتين وستين

ومات محمد بن موسى بن شاكر (¬1) المنجّم. / 107/ سنة مايتين وستين (¬2) مات عبد العزيز بن أبي دُلَف العجلي (¬3) والي أصفهان. ومات الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا (¬4)، (رضي الله عنهم) (¬5). ومات الحسن (¬6) بن محمد بن الصباح الزعفراني، (من المحدّثين) (¬7). سنة مايتين وإحدى وستين (¬8) وفاة عبد الله بن محمد الآمدي (¬9)، الفقيه. ووفاة [محمد بن]، شكاب (¬10) المحدّث. ومات أبو تمّام داود بن الهيثم (¬11) بن أبي إسحاق بن عبد الله بن جعفر، وكان أقعد (¬12) الهاشميين في وقته. (وفيها توفي الإمام مسلم بن الحَجّاج) (¬13) (¬14). ¬

_ (¬1) انظر عن (ابن شاكر) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 323، 324 رقم 496 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) عن "ب". (¬3) ذكره ابن الأثير في حوادث سنة 257 هـ. وقد فارق الريّ. (الكامل 6/ 300) ولم يؤرّخ لوفاته. (¬4) انظر عن (الرضا) في: تاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 113 رقم 159 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) من "ب". (¬6) في "أ": "الحسين "، والتصحيح من "ب"، وتاريخ الإسلام (251 - 260 هـ) 114 - 116 رقم 163 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) من "ب". (¬8) من "ب". (¬9) في "ب": "الأموي"، ولم أجده. ويُحتمل أنّ الاسم فيه وهْم. (¬10) في "أ": "سكان"، وفي "ب": "سكاب". وهو: محمد بن إشكاب أبو جعفر البغدادي الحافظ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 158، 159 رقم 129 وهو توفي 261 هـ. (¬11) هكذا في النسختين، ولم أجده، ولعلّه: أبو هاشم داود بن سليمان الجعفري. توفي سنة 261 هـ. انظر: الكامل 6/ 332. (¬12) في، "أ": "وكان أوحد". (¬13) انظر عن (الإمام مسلم) في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 182 - 191 رقم 168 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬14) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة مايتين واثنين وستين

سنة مايتين واثنين (¬1) وستين (¬2) ولي يعقوب بن الليث خراسان، وطبرستان، والعراق، وفارس (¬3). سنة مايتين وثلاث وستين (¬4). مولد ابن البطريق سعيد (¬5) صاحب "التاريخ". وفيها مات أبو زيد عمر (6) بن شبّه (¬6) النُّمَيريّ محدّث بصريّ، وصارت كتبه أبي علي بن يحيى (¬7) المنجّم. وتوفي أبو الحسن عُبَيد الله (¬8) بن خاقان. وفيها مات الصاغاني (¬9) المحدّث. ومات يونس بن عبد/108/ الأعلى (¬10) بن وهْب بمصر. ومات أحمد بن حمدون النديم (¬11). * * * وفيها ظهر أمر القرمطيّ (¬12)، وهو رجل قصير ادّعى النُّسُك، وزعم أنه ¬

_ (¬1) الصواب: "واثنتين". (¬2) السنة من "ب". (¬3) الكامل 6/ 315 وما بعدها. (في حوادث سنة 260 هـ). (¬4) السنة من "ب". (¬5) تاريخ حلب للعظيمي 264، تاريخ ابن البطريق 69، تاريخ الأنطاكي 23. (¬6) في "أ": "عمرو بن شيبة"، والتصحيح من "ب"، وتاريخ بغداد 11/ 208، والمنتظم 12/ 184 رقم 1680، والكامل 6/ 345. (¬7) في "ب": "بن نجيم المنجم". (¬8) في النسختين "عبد الله"، والتصحيح من: الطبري 9/ 532، والفخري 251، والمنتظم 12/ 189، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 163، والكامل 6/ 348 وخلاصة الذهب المسبوك 234، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 11، والنجوم الزاهرة 3/ 37. (¬9) هو أبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني الحافظ. وقد توفي سنة 70 هـ. انظر: تاريخ بغداد 1/ 240، 241 رقم 57، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 157، 158 رقم 127 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) توفي (يونس بن عبد الأعلى) في سنة 264 هـ. انظر: ديوان الإسلام 4/ 393 رقم 2203 وفيه مصادر ترجمته. (¬11) انظر عن (النديم) في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 43 رقم 7، ووفاته في سنة 264 هـ. (¬12) هو حمدان بن الأشعث، ظهر أمره في سنة 264 هـ. انظر عنه في: تاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان، وابن العديم الحلبي، تحقيق د. سهيل زكار -طبعة دار الأمانة ومؤسسة الرسالة، بيروت 1391 هـ / 1977 م - ص 10.

سنة مايتين وأربع وستين

يدعو (¬1) إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر بن (محمد بن) (¬2) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، (رضي الله عنهم أجمعين) (¬3). * * * وفيها ظهر كوكب له ذؤابة. سنة مايتين وأربع وستين خالية (¬4). * * * سنة مايتين وخمس وستين (¬5) توفي [أبو] (¬6) (إبراهيم) (¬7) المُزَنيّ (¬8)، صاحب الشافعيّ، رحمه الله. وفيها مات أبو بكر أحمد بن منصور (¬9) المحدّث. ومات الجُنَيد (¬10). (و) الدّقَّاق (¬11). ومات أحمد بن الخصيب (¬12) وزير المنتصر بوادي القُرَى. ¬

_ (¬1) في النسختين: "يدعوا". (¬2) من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) في "أ" سنة 263 هـ خالية. (¬5) من "ب". (¬6) إضافة للتصويب. (¬7) من "أ". (¬8) في "ب" وتاريخ حلب 265، المزي "، والمثبت من "أ". وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 65 رقم 41 وفيه مصادر ترجمته. وهو إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم الفقيه. توفي سنة 264 هـ. (¬9) انظر عن (أحمد بن منصور) في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 56، 57 رقم 25 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) لم أجد في وفيات سنة 265 هـ. من اسمه الجُنَيد. ولعلّه: الجُنَيد بن محمد الصوفي، أبو القاسم، المتوفى سنة 298 هـ. (¬11) الواو من "ب". ولم أجد في وفيات سنة 265 هـ. من يُعرف بـ "الدقان"، ولعلّ المراد: "الدقيقي" وهو محمد بن عبد الملك بن مروان، المتوفى سنة 266 هـ. انظرة تاريخ الإسلام (حوادث 266 هـ) 18 والوفيات، ص 172، 173 رقم 149. (¬12) انظر عن (ابن الخصيب) في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 43، 44 رقم 8 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة مايتين وست وستين

سنة مايتين وستّ وستين (¬1) مات إسحاق بن يوسف (¬2) الجعفريّ. سنة مايتين وسبع وستين (¬3) دخل عمرو (¬4) بن الليث نَيْسابور، (وضرب ديناراً وزنه عشر (¬5) دوانق. * * * وانفرج بهذا الصلد (¬6) عن تسعة (¬7) قبور مستورين (¬8) بحجر/ 109/ صحيحة أبدانهم، وأكفانهم تفوح منها رائحة المِسْك، وبينهم كتاب لا يُدرَى ما فيه، وفي الموتى شابّ حَسَن الوجه، في خاصرته ضربة (¬9). * * * وفيها مات أحمد بن موسى المعروف بالقَلُوص بعد أن أسره الموفّق وأمر بضرب رأسه ونصبه على الجسر بواسط (¬10). وماتت أمّ حبيبة بنت هارون الرشيد) (¬11) (¬12). سنة مايتين وثمان وستين (¬13) غار ماء النيل، ولم يُعهد ذلك، ولا بلغهم في الأخبار السالفة، حتى كان الناس (¬14) يخوضون في طينه ويأخذون السمك (¬15). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) من "ب": "إسحاق بن يعقوب" وهو إسحاق بن محمد بن يوسف بن جعفر. توفي 266 هـ (جمهرة أنساب العرب 68). (¬3) من "ب". (¬4) في النسختين: "عمر"، والتصحيح من: الكامل 6/ 370 و 390، 391 وغيرها. (¬5) الصواب: "عشرة". وفي تاريخ حلب 266 إن الذي ضرب الدينار هو الخُجُسْتانيّ. وانظر: الطبري 9/ 600، والبدء والتاريخ 6/ 124، والكامل 6/ 392 وفيه مصادر أخرى. (¬6) في تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض: "انفرج كل نهر الصلة". (¬7) في تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض: "سبعة". (¬8) الصواب: "مستورة". (¬9) الخبر في تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 146، وفيه سنة 276 هـ. (¬10) تاريخ الطبري 9/ 575. (¬11) الكامل 6/ 391. (¬12) ما بين القوسين، من قوله: "وضرب ديناراً .. " حتى هنا، ليس في "ب". (¬13) من "ب". (¬14) في "ب": "النساء". (¬15) خبر النيل ذكره (ابن الجوزي) في حوادث سنة 278 هـ. دون الإشارة إلى السمك. انظر: =

سنة مايتين وتسع وستين

وفيها مات عبد الله بن مالك بن طوق (¬1). سنة مايتين وتسع وستين (¬2) وفيها مات ابن عبد الحَكَم (¬3) الفقيه بمصر، ودُفن عند الشافعي، رحمه الله. ومات جعفر بن عبد الواحد بن سليمان (¬4) بن علي قاضي القضاة ببغداد. ومات أبو مجالد الضرير (¬5) المعتزلي. سنة مايتين وسبعين (¬6) ظفر الموفّق بعلويّ البصرة، وقُتلت الزنوج (¬7). وتوفي عبد الله (¬8) / 110/ بن مسلم بن قُتَيبة (¬9). ¬

_ = المنتظم 12/ 287، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 170 و 173، وجميعهم ينقلون عن الأصفهاني في: تاريخ سِنيّ ملوك الأرض والأنبياء 146 (حوادث سنة 278 هـ). (¬1) جمهرة أنساب العرب 304، الأنساب 3/ 471، والمعروف أن "مالك بن طوق التغلبي" صاحب الرجعة توفي سنة 260 هـ. انظر: الكامل 6/ 320 وفيه مصادر أخرى. (¬2) من "ب". (¬3) هو محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم. توفي سنة 268 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 168 - 171 رقم 144 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) في النسختين: "سلمان"، والتصحيح من الطبري 9/ 198، والكامل 6/ 148، ولم أجد وفاته، ويرد ذِكره في سنة 256 هـ. انظر: الكامل 6/ 286، وهو توفي سنة 258 هـ. انظر: تاريخ بغداد 7/ 173 - 175 رقم 3614. (¬5) هو أحمد بن الحسين بن مجالد الضرير، ذكره الذهبي في المتوفين بين 261 - 270 هـ. ص 43 رقم 6، وهو في: المنية والأمل في شرح كتاب المِلَل والنِّحَل لابن المرتضى 38 و 53، والكامل 6/ 419، وذكر الذهبي أيضاً أنه هلك في سنة 299 هـ. ولم يترجم له فيها، وطبقات المعتزلة 85. (¬6) من "ب". (¬7) كذا في النسختين، والمشهور هو "الزَّنْج". والعلويّ هو علي بن محمد بن عبد الرحيم، ونسبه في عبد القيس، وادّعى أنه علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وكان بدء ظهوره في سنة 255 هـ. انظر خبر مقتله في: تاريخ الطبري 9/ 654 - 665، والتنبيه والإشراف 319، ومروج الذهب 4/ 207، 208، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 111، 112، والعقد الفريد 5/ 125، والإنباء في تاريخ الخلفاء 137، وتاريخ الزمان لابن العبري 44، والفخري 250، 251، والمختصر في أخبار البشر 2/ 53، ونهاية الأرب 25/ 180 - 186، والكامل 6/ 420 وما بعدها، والعبر 2/ 41 و 43 و 44، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 35 - 37 وتاريخ الخلفاء 314، والدرّة السنية 283، وتاريخ حلب 267، والإنباء 307. (¬8) في النسختين: "أبو عبد الله"، والصواب: "أبو محمد". (¬9) توفي (عبد الله بن مسلم بن قتيبة) في سنة 276 هـ. وقيل 270 هـ. انظر عنه في: تاريخ بغداد =

سنة مايتين وإحدى وسبعين

(وفيها مات أبو جعفر هارون بن الموفّق (¬1) بعِلّة) (¬2). ومات أبو العباس أحمد بن طولون (¬3) صاحب مصر وهو راجعٌ إليها من عِلّةِ أصابته في مَذَاكرِه ودُبُره، وأطلق من حبسه ثمانية عشر ألف إنسان (¬4) مظلوم. وكان قد فتح أنطاكية سنة موته (¬5). (وفيها مات بكار بن قُتَيبة (¬6)، ودُفن عند مقبرة ابن مسكين (¬7). ويقال: إن قبره يُعرف عنده إجابة الدعاء) (¬8). سنة مايتين وإحدى وسبعين (¬9) مات حمّاد المقرئ (¬10). ومات هلال بن العلاء (¬11) المحدّث، (بالرقّة). ومات بحر بن نصر (¬12) المحدّث بمصر. (ومات داود بن علي الأصفهاني (¬13) ببغداد) (¬14). ¬

_ = 10/ 170، 171، والمنتظم 5/ 102 رقم 232 (طبعة حيدر أباد)، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 381 - 383 رقم 432 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬1) الطبري 9/ 666، تاريخ حلب 267، الكامل 6/ 429. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) انظر عن (ابن طولون) في: الإنباء 308، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 79، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 46 - 49 رقم 11 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) وقال القضاعي: أُحصي من قتله صبراً، فكان جملتهم مع من مات في سجنه ثمانية عشر ألفاً (تاريخ الإسلام 47). (¬5) هكذا في النسختين، والصحيح أنه فتح أنطاكية في بداية استفلاله بحكم مصر قي سنة 264 هـ انظر: سيرة ابن طولون 310، والكامل 6/ 353، 354، وفيه مصادر أخرى. (¬6) انظر عن (بكار بن قُتيبة) في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 70 - 73 رقم 45 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) هو الحارث بن مسكين، توفي سنة 250 هـ. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". وقد ذكر "بكار" في "ب" في وفيات السنة التالية. (¬9) من "ب". (¬10) في "ب": "المعري"، ولم أجده. (¬11) توفي (هلال بن العلاء) في سنة 280 وقيل 281 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 485، 486 رقم 641 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬12) له ذِكر في كتاب: الولاة والقضاة 393 ضمن السند وهو يحدّث عن إبراهيم بن عُليّة. حدّث عنه أحمد بن جعفر الفِهريّ. (¬13) هو أبو سليمان بن داود بن خلف البغدادي الأصبهاني. توفي سنة 270 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 90 - 95 رقم 65 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬14) ما بين القوسين ليس في"ب".

سنة مايتين واثنتين وسبعين

ومات عباس الدوريّ (¬1)، وكان كثير الرواية عن يحيى بن مَعِين (¬2). وتوفي الحسن بن عبد الله الكاتب الملقّب بمُقْلة (¬3). ومات أحمد بن مسلم (¬4) القواريري، وغفره ماية وعشرون سنة. وماتت بوران (¬5) بنت الحسن بن سهل، ولها ثمانون سنة. / 111/ ومات [عبد الرحمن بن] منصور (¬6) المحدّث، وله نيف وتسعون سنة. سنة مايتين واثنتين وسبعين (¬7) كان فيها (قران و) (¬8) زلزلة عظيمة بالشام وبمصر (¬9). * * * وماتت السيّدة أمّ الموفّق (¬10). وماتت جارية أبي العلاء القاضي (¬11). اشتراها بتسعة آلاف دينار على جودة غنائها. وفيها مات إبراهيم بن إسحاق المغنّي (¬12). ومات عبد الله (بن أحمد) (¬13) بن المعتصم (¬14). ¬

_ (¬1) هو أبو الفضل عباس بن محمد بن حاتم الدوري، الحافظ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 371، 372 رقم 408 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) توفي (يحيى بن معين) في سنة 233 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (231 - 240 هـ) 404 - 413 رقم 495 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الفهرست 12، معجم الأدباء 9/ 28، والموجود: أبو عبد الله الحسن بن علي بن مقلة، صاحب الخط المليح، ولد سنة 278 وتوفي سنة 338 هـ. (وفيات الأعيان 7/ 115، 118)، وأخوه الكاتب المشهور أبو علي محمد بن علي بن الحسين بن مُقلة، ولد سنة 272 وتوفي سنة 328 هـ. (وفيات الأعيان 5/ 113 - 117 رقم 698) وفيه مصادر أخرى. (¬4) في "ب": "محمد بن أبي مسلم". ولم أجده. (¬5) انظر عن (بوران) في: وفيات الأعيان 1/ 287 - 290 رقم 120 وفيه مصادر أخرى. (¬6) في "أ": "ومات أبو منصور"، والإضافة من "ب". والمرجّح أنه (عبد الرحمن بن محمد بن منصور أبو سعيد الحارثي البغدادي، يلقب كرَيزان). انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 386، 387 رقم 443 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) من "ب". (¬8) ليست في "ب". (¬9) الخبر لم تذكره المصادر. (¬10) هي أم الموفّق إسحاق الأندلسية جارية المتوكل. (رسائل ابن حزم 2/ 67). (¬11) لم أجدها. (¬12) الفهرست 158. (¬13) ليس في "ب". (¬14) جمهرة أنساب العرب 25، وأحمد هو الخليفة المستعين ابن المعتصم.

سنة مايتين وثلاث وسبعين

وفيها كان بمصر رجفة عظيمة (¬1)، وسقطت دُور كثيرة، ومات خلق عظيم، وبلغ القمح كلّ إردبّ بدينار (¬2)، (وكان الغلاء عظيماً) (¬3)، وامتلأت (¬4) آفاق مصر موتاً وكانوا يحملون على كل جملٍ ثمانية من الموتى (¬5). * * * وفيها ظهر ذو الذؤابة في لون الحُمرة (¬6)، وفي عِظم رجل إذا كان هابطاً (في فَلَكه إلى الأرض) (¬7)، وغاب (أسبوعاً) (¬8)، وطلع بالبصرة (¬9). * * * وكان الخَسف بفَرْغَانة، والرجْف بسمرقند (¬10). سنة مايتين وثلاث وسبعين (¬11) وفيها مات محمد بن عبد الرحمن (¬12) بالأندلس. وولى المنذر بن محمد. مات إسماعيل بن المتوكّل (¬13). ومات الفضل بن العباس/ 112/ بن المأمون (¬14). ¬

_ (¬1) خبر الرجفة بمصر في: تاريخ الطبري 10/ 10، وتاريخ ابن البطريق 71، وتاريخ حلب 267، والمنتظم 12/ 249، والكامل 6/ 437، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 173 وفيه: "وقعت زلزلة بمصر حتى وصلت إلى الإسكندرية، وسقط منها رأس المنار، وكانت زلزلة عظيمة جداً". (¬2) في "ب": "وبلغ القمح بدينارين الإردبّ". (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "أ" "وامتلت"، وفي "ب": "وامتلا". (¬5) الرواية بها زيادة ليست في المصادر، والخبر في: تاريخ ابن البطريق 71. (¬6) في "أ": "المحره"، وفي "ب": "الحره". (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) ليست في "ب". (¬9) لم أجد خبر الكوكب في المصادر. (¬10) خبر الخسف لم أجده في المصادر. (¬11) من "ب". (¬12) انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 451، 452 رقم 575 وفيه مصادر ترجمته وورد في "ب": "مات محمد الأموي وولي منذر بن محمد بالأندلس". (¬13) ذكره القضاعي في: الإنباء 292 ولم يؤرّخ له، وهو في: جمهرة أنساب العرب 26، والوافي. (¬14) جمهرة أنساب العرب 24.

سنة مايتين وأربع وسبعين

(ومات مناد بن عمرو (¬1) المغنّي. * * * وفي يوم عَرَفَة سقطت كنيسة قبرص، ومات تحتها جماعة من المسلمين) (¬2) (¬3). * * * وحجّ بالناس هارون بن محمد (¬4) بن إسحاق بن عيسى، وهي الحجة العاشرة، ولم يحجّ الناس عشر حجج متواليات بعد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه (¬5). * * * وبعث خماروَيْه بن أحمد بن طولون عشرين ألف دينار تُفرَّق في أهل مكة والمدينة على أولاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬6). سنة مايتين وأربع وسبعين (¬7) زُلزلت مصر وانهدم أكثر عمرانها (¬8) (وهلك كثير) (¬9)، ولم يُعهَد مثل ذلك. * * * (وفيها مات أبو العباس [بن] الكبش) (¬10) (¬11). ومات أبو عُمارة الفقيه المكي (¬12). ومات جعفر بن محمد بن أبي العباس المَرْوَزيّ (¬13)، مؤلّف الكتب ببغداد، (ومنزله بباب الطاق، وهو أول من عمل كتاب "المسالك والممالك" بالأهواز، فحُمِلت كتبه وأبيعت ببغداد. ¬

_ (¬1) لم أجده. (¬2) خبر الكنيسة لم أجده في المصادر. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) خبر الحج في: تاريخ الطبري 10/ 12، ومروج الذهب 4/ 407، وتاريخ حلب 268، والمنتظم 12/ 249، والكامل 6/ 442، ونهاية الأرب 22/ 340. (¬5) زيادة الخبر ليست في المصادر. (¬6) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬7) من "ب". (¬8) في "ب": "عمارتها". (¬9) ليست في "ب". (¬10) في "ب": "الكبس"، والتصحيح والإضافة من: الكامل 6/ 445، وانظر: جمهرة أنساب العرب 27. (¬11) ما بين القوسين من "ب"، وليس في "أ". (¬12) لم أجده. (¬13) في الفهرست 167 "جعفر بن أحمد أبو العباس المروزي".

سنة مايتين وخمس وسبعين

وفيها مات المنذر بن محمد (¬1)، وولي أخوه عبد الله) (¬2) (¬3). سنة مايتين وخمس وسبعين (¬4) (توفي سِيبَوَيْه (¬5). وقُتل الفتح بن خاقان) (¬6) (¬7). سنة مايتين وست وسبعين) (¬8) توفي ابن داود الأصفهاني) (¬9) (¬10). سنة مايتين وسبع وسبعين (¬11) توفي المؤمن بالله، وهو وليّ (عهد) (¬12) أخيه المعتمد (¬13). / 113/ سنة مايتين وثمان وسبعين (¬14) (فيها مات يعقوب بن إسحاق المعروف باليزيدي (¬15)، بالأهواز ومات أبو الغنائم الشاه بن ميكال (¬16). ومات موسى المفلح (¬17). ¬

_ (¬1) هو أبو الحَكَم الأموي صاحب الأندلس، توفي سنة 275 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 476 رقم 621 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) المصدر نفسه. (¬3) ما بين القوسين، من قوله: "ومنزله بباب الطاق" إلى هنا ليس في "ب". (¬4) من "ب". (¬5) هو عمرو بن عثمان بن قنبر. توفي سنة 188 هـ. وقد تقدّم في وفيات سنة 180 هـ. (¬6) توفي الفتح بن خاقان في سنة 247 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (241 - 250 هـ) 389 - 391 رقم 366، وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) ما بين القوسين من "ب" فقط، وهو مُقْحَم. (¬8) من "ب". وفي "أ": "سنة مايتين وخمس وستّ وسبعين خاليتان". (¬9) هكذا في "ب"، ولعلّ المراد: "داود بن علي الأصفهاني" الذي تقدّم ذِكره في سنة 271 هـ. (¬10) من "ب"، ولم يرد في "أ". (¬11) من "ب". (¬12) من "ب". (¬13) هكذا في النسختين. وجاء في: الإنباء 906 نقلاً عن الطبري 9/ 476 أن المعتمد جعل أخاه طلحة وفي عهده ولقبه "الموفق"، وجعل إليه المشرق. وقد توفي الموفق في سنة 278 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 232 وفيه مصادر ترجمته. (¬14) من "ب". (¬15) لم أجده. (¬16) سيعاد في وفيات سنة 300 هـ. في "أ". (¬17) لم أجده.

سنة مايتين وتسع وسبعين

ومات المعروف بالمجدروح) (¬1) (¬2). وماتت أمّ المعتضد (¬3). (ومات أبو الصفراء) (¬4) (¬5) وكان غزا أنمار (¬6)، ولقي الروم وفتح حصونهم، واستنقذ من أيديهم عشرين ألف مسلم ومسلمة، ثم عاد فمات في الطريق (¬7). سنة مايتين وتسع وسبعين (¬8) توفي المعتمد (¬9)، وكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين. وخَلَف المعتضد. سنة مايتين وثمانين (¬10) كُسِفت الشمس، وظهرت الظُّلمة ساعات، ثم رؤيت (¬11) الكواكب، وهبّت ريح سوداء وزلزلة. وخُسف بأردبيل (¬12) فلم ينج منها أحد. وورد الخبر على (¬13) السلطان أنه مات تحت الردم ماية ألف وخمسون ألف إنسان (¬14). ¬

_ (¬1) لم أجده. (¬2) ما بين القوسين من "أ" فقط. (¬3) اسمها ضرار، وقيل: حقير. (رسائل ابن حزم 2/ 121، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 75). (¬4) لم أجده. (¬5) من "أ" فقط. (¬6) في "ب": "وعزا اباد". (¬7) المرجّح أنّ هذا الخبر يتعلّق بـ "يا زمان" الخادم، وكان من مشاهير الغزاة، انظر عنه في: تاريخ الطبري 10/ 27، وسيرة ابن طولون 310 - 312، ومروج الذهب 4/ 213، وانظر كتابنا: لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية - طبعة جزوس برس، طرابلس 1992، ص 88 - 92 وفيه مصادر أخرى. (¬8) من "ب". (¬9) انظر عن (المعتمد) في: الإنباء 306 - 310، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 247 - 249 رقم 200 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) من "ب". (¬11) في "أ": "رُيت". (¬12) في المصادر: "دَبِيل"، وفي تاريخ سِنِي ملوك الأرض 146 "دنيل"، والمثبت يتفق مع تاريخ حلب 270. (¬13) في "أ": "عن". (¬14) الخبر في: تاريخ الطبري 10/ 34، 35، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 146، وتاريخ حلب =

سنة مايتين واحدى وثمانين

وتزوّج المعتضد بابنة خمارويه بن أحمد بن طولون، واسمها "قَطْر الندى" (¬1). * * * وفيها أُحرِق محمد بن الحسن بن/ 114/ سهل (¬2)، وكان منجّماً، حافظاً للشِعر، عالماً بالأخبار، غير أنه كان في عقله نقص، (اعتقد إمامته ودعا إليه قوم) (¬3). سنة مايتين واحدى وثمانين (¬4) (مات أبو العباس محمد بن زيد الثُّمالي (¬5) الأزْدي، ولم يكن في وقته ولي (¬6) بعده مثله. وعنه أخذ أبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزْجّاج (¬7)، وأبو بكر محمد بن السريّ السرّاج (¬8)، ومحمد بن علي بن إسماعيل (¬9) مَبْرمَان) (¬10). سنة مايتين وثلاث وثمانين (¬11) حكم المنجّمون بغرق الأقاليم بالماء، فأصاب تلك السنة قحط وغارت المياه في الدنيا، وانقطع جريان الأنهار، ونشفت الأعين، وماتت الوحوش في الفلاة، وكان التأثير في الماء لا من الماء (¬12). ¬

_ = 270، والمنتظم 5/ 143، وتاريخ الزمان 47، والكامل 6/ 478، ونهاية الأرب 22/ 348، وتاريخ الإسلام (261 - 280 هـ) 244، والبداية والنهاية 11/ 10، وتاريخ الخلفاء 370، وكشف الصلصلة 173. (¬1) في النسختين: "الندا" وقد توفيت قطر الندى في سنة 287 هـ. انظر: الطبري 10/ 77، والكامل 6/ 509 و 516، ونهاية الأرب 22/ 357. (¬2) يُعرف بشيلمة. انظر عنه في: تاريخ الطبري 10/ 32، والفهرست 141، ومعجم الأدباء 18/ 144. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "أ": "سنة مايتين وثمانين"، وفي "ب"، "سنة إحدى واثنتين وثمانين خاليتين"، والعنوان ترجيحيّ. (¬5) لم أجده. (¬6) هكذا في الأصل. والمرجّح: "ولا". (¬7) انظر عن " (إبراهيم بن السريّ السراج) في: تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 407، 408 رقم 13 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وهو توفي سنة 311 هـ، وسيعاد في حوادث سنة 315 هـ. (¬8) توفي "محمد بن السريّ السراج" في سنة 316 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 523، 524 رقم 271. (¬9) لم أجده. (¬10) ما بين القوسين ليس فى "ب". (¬11) من "ب". (¬12) تاريخ سِنيّ ملوك الأرض والأنبياء 146، تاريخ حلب 271 (حوادث سنة 284 هـ).

سنة مايتين وأربع وثمانين

وفيها هبّت ريح شديدة من وقت العشاء إلى نصف الليل، وفي (¬1) نصف النهار كانت ظُلمة شديدة (¬2) جدّاً، وهاجت الريح أقوى من الأولى، وكانت تطرح على رؤوس الناس رملاً أحمراً، وكان الناس يرون في أربعة أركان السماء أعمدة نار. فلم يزل هذا إلى وقت الصبح، (ثم خمدت الريح) (¬3) وصارت السماء حمراء (حُمرة) (¬4) شديدة. وكان الناس يرون الأرض ولباسهم/ 115/ والجبال وغيرها حُمراً، ثم غابت الحُمرة ساعتين، ثم تغيّرت إلى صُفرة، ثم صارت سوداء، ولم تظهر الشمس يوماً ونصف (يوم) (¬5). سنة مايتين وأربع وثمانين خالية (¬6). سنة مايتين وخمس وثمانين (¬7) في العشر الأخير من ربيع الأول ارتفعت بالكوفة ونواحيها ريح صفراء ثم استحالت سوداء، وبقيت يومًا وليلة تهبّ على الناس، ثم يعقبها مطر ورعد وبرق، ووقع حجارة بيض وسود خلالها، وأصغر حجر منها كفهْر العطار. وكذلك كان بالبصرة، أعقَبَها بَرَد وزن كل بَرَدَة منها خمساً (¬8) وعشرون درهماً (¬9). سنة مايتين وست وثمانين (¬10) (مات أبو العباس المبرّد، ودُفن بمقبرة باب الكوفة) (¬11). ¬

_ (¬1) في "ب": "عند". (¬2) في "ب": "عظيمة". (¬3) من "ب". (¬4) زيادة من "ب"، وانظر: تاريخ ابن البطريق 72، 73. (¬5) من "ب". (¬6) من "ب". وفي "أ": سنة مايتين واثنين وثمانين خالية، سنة مايتين وثلاث وثمانين. (¬7) في "أ": "خمساً"، والتصحيح من "ب". (¬8) خبر الريح في: تاريخ الطبري 10/ 67، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 146، وتاريخ حلب 272، والمنتظم 6/ 2، 3، والكامل 6/ 501، ونهاية الأرب 22/ 352، والبداية والنهاية 11/ 78، والنجوم الزاهرة 3/ 116، وتاريخ الخلفاء 371. (¬9) من "ب"، وفي "أ": "سنة مايتين وأربع وثمانون". (¬10) هو محمد بن يزيد الأزدي اليماني. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) 299 - 301 رقم 525. (وفيات سنة 285 هـ). (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة مايتين وسبع وثمانين

وفتح المعتضد آمِد (¬1)، وظفر (¬2) بمحمد بن أحمد بن عيسى، (ونهب أمواله التي) (¬3) لم يُسمع بمثلها. قيل: كان فيها تسع ماية طست ذهب (¬4). واستولى النّجار (¬5) والمعروف بالصناديقي، المُكَنَّى (¬6) / 116/ أبا القاسم على اليمن، وتلقّب بربّ العزّة، فعجّل الله هلاكه (¬7). سنة مايتين وسبع وثمانين (¬8) ظهر أبو سعيد القرمطيّ الجنّابيّ (¬9)، ونهب أهل البحرين وقتّلهم، وأفسد البصرة، وواسط، وأخذ الحاجّ، وأغار على بغداد، فأرسل إليه المعتضد جيشاً عظيماً، فسمع بهم أبو سعيد فاقتتلوا، فكان الظفر لأبي سعيد (¬10). وفيها بنى (¬11) جامع القصر، والتاج ببغداد (¬12). ¬

_ (¬1) خبر آمد في: الطبري 10/ 68، و 70، 71، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 154 و 156، 157، والمنتظم 6/ 3، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 294، والكامل 6/ 502، ونهاية الأرب 22/ 352، وتاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) 22، والبداية والنهاية 11/ 6، 7 والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 119 ب. (¬2) في "أ": "وجعله لمحمد"، والمثبت من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) في "ب": "طشت ذهباً". والمثبت يتفق مع: الدرّة السنية في أخبار الدولة العباسية لابن أيبك الدواداري ص 305 والاقتباس حرفيّ عمّا هنا، وفيه زيادة: "وألفي زَرَديّة ذهب، وألفَي خودة، وهذا ما اجتمع للملك قطّ، ومن الجواري والمماليك والأواني والفصوص ما يضيق حصره". (¬5) في "ب": "التحار". (¬6) في "أ"! المكنّا"، والتصحيح من "ب". (¬7) نهاية الأرب 25/ 245، إتعاظ الحنفا 1/ 166. (¬8) من "ب"، وفي "أ": "سنة مايتين وخمس وثمانون". (¬9) في "ب": "الجانِي". و"الجَنّابي" بفتح الجيم وتشديد النون، نسبة إلى جَنّابة، وهي بلدة بالبحرين. (اللباب لابن الأثير 1/ 238). (¬10) خبر القرمطيّ في: تاريخ الطبري 10/ 75 - 78، ومروج الذهب 4/ 265، 266، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 159 - 164، والمنتظم 6/ 24، وتاريخ أخبار القرامطة 14 - 16، والكامل 6/ 509، 510، ووفيات الأعيان 6/ 431، والدرّة المضيّة 57، 58، ودول الإسلام 1/ 173، وتاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) 30، ومرآة الجنان 2/ 215، والبداية والنهاية 11/ 83، والنجوم الزاهرة 3/ 122، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 119 ب. (¬11) في "أ": "بنا". (¬12) هذا الخبر انفرد به المؤلّف.

سنة مايتين وثمان وثمانين

سنة مايتين وثمان وثمانين (¬1) (فيها هرب وصيف من مولاه وسار إلى الثغور الشامية، فتبِعَه المعتضد بالله فلحِقَه بالكنيسة السوداء (¬2) من بلد المصّيصة فأسره، وانصرف به إلى بغداد فقتله) (¬3) (¬4). * * * وفيها بلغ نيل مصر ثلاثة عشر ذراعاً وإصبعين، فخرج المسلمون والنصارى (واليهود) (¬5) ليستسقوا فغار الماء في تلك السنة، وقحطت/ 117 / ديار مصر، ومات بها ألف إنسانٍ من شيخ وشابّ وامرأة وطفل وغير ذلك (¬6). (وفيها مات ميخائيل بطريق الإسكندرية، وبقي كرسيّ الإسكندرية خالياً) (¬7) (¬8). وفيها انقضّ شهاب فأحرق دوراً وأسواقاً بعُمان (¬9)، (وكانت تلك النار عامّة لم تسيد (¬10) من موضع) (¬11). سنة مايتين وتسع وثمانين (¬12) أولها تُوفّي المعتضد (¬13). ¬

_ (¬1) في "أ" قبلها" "سنة مايتان وست وسبع وثمانين خاليتان". وفي "ب": "سنة ثمان وتسع من المايتين وثمانين خاليتان. سنة مايتين وتسعين". (¬2) في الكامل 6/ 508 "العين السوداء"، والمثبت يتفق مع الطبري 10/ 79. (¬3) خبر وصيف في: الطبري 10/ 77 و 79 - 81 (287 هـ) و 85 (288 هـ)، ومروج الذهب 4/ 267 (287 هـ) و 269 (288 هـ)، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 164 (287 هـ)، وتاريخ حلب 272 (287 هـ) و 273 (288 هـ)، والكامل 6/ 508، 509 (287 هـ) و 519 (288 هـ). وانظر تاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) ص 33. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) إضافة من "ب". (¬6) خبر النيل في تاريخ ابن البطريق 74، وجاء في الدرّة السنية عن النيل في هذه السنة "الماء القديم ستة أذرع فقط. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعاً وأربعة أصابع ونصف". (¬7) خبر البطريق في تاريخ ابن البطريق 75. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) خبر الشهاب ينفرد به المؤلّف. (¬10) هكذا في الأصل. ولعلّها: "لم تبدأ". (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬12) في "ب": "سنة مايتين وإحدى وتسعين"، وهو غلط. (¬13) انظر عن (المعتضد) فى: تاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) 61 - 70 رقم 46 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

وكانت خلافته عشر سنين وثمانية أشهر وثلاثة وعشرين يوماً (¬1) وخَلَف المكتفي. * * * وسار عبد الله القرمطيّ إلى الشام، فلقِيَه شبْل الديلميّ مولى المعتضد بالرّصافة فاقتتلوا (قتالاً شديداً) (¬2)، فكان الظَّفَر للقرمطيّ، وقُتل شبْل وأكثر جنوده، وأحرقوا الرُّصافة (¬3). وفيها ظهر بالشام قرمطي آخر بدمشق، يُنسَب إلى العلويّة، فخرج إليه طُغْج من قِبل الطولونية، واحتقر به فهزمه القرمطيّ، فدخل دمشق منهزماً، فجيّش (¬4) وجمع وخرج إلى القرمطيّ مرة أخرى، فكان الظفر للقرمطيّ وقتل خلقاً كثيراً من أصحاب طُغج، فاستمرّ بمصر والشام، وواقَعَ القرامطيَّ ثالثة، فظفر به القرمطيَّ/ 118/ وقتل خلقاً كثيراً، ثم تتبّعه إلى بعلبك ففتحها وقتل أهلها، وسار إلى حمص فمكث بها، وضرب الدينار والدرهم باسمه، وكتب عليهما (¬5): "المهدي المنصور أمير المؤمنين"، وكذلك كان يُدعى (¬6) له على المنابر (¬7). ¬

_ (¬1) في "ب": "عشر سنين وأشهر". وفي الإنباء 311 "تسع سنين وتسعة أشهر وأربعة أيام"، ومثله في: الدرّة السنية 313، وفي الكامل 6/ 524 "تسع سنين وتسعة أشهر وثلاثة عشر يوماً"، ومثله في تاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) ص 69. (¬2) ليس في "ب". (¬3) خبر القرمطي في: الطبري 10/ 94، 95، وتجارب الأمم 5/ 31، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 179 - 181، وتاريخ أخبار القرامطة 17، 18، والدرّة المضيّة 68، 69، وتاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) 38، والبداية والنهاية 11/ 85، 86. وفي المصادر: "أحرقوا مسجد الرصافة". (¬4) في "أ": "فجلس"، والتصحيح من "ب". (¬5) في "أ": "عليها"، والتصحيح من "ب". (¬6) في النسختين: "يدعا". (¬7) خبر القرمطي بالشام في: الطبري 10/ 95، 96، وتجارب الأمم 5/ 37، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 187، وتاريخ أخبار القرامطة 24، والكامل 6/ 532، 533، والدرّة المضيّة 74، وتاريخ الإسلام (281 - 290 هـ) 46، 47، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 96، وتاريخ ابن خلدون 4/ 309، ومآثر الإنافة 1/ 269، 270، والنجوم الزاهرة 3/ 104 - 106، وتاريخ الخلفاء 376، 377، ولبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية -تأليفنا- طبعة جرّوس برس، طرابلس 1992 - ص 73، 74، والتنبيه والإشراف 322، وخطط الشام 1/ 180، وتاريخ حلب 273، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 121 أوب.

سنة مايتان وتسعين

(وفيها تُوفّي أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد النحويّ، المعروف بثعلب (¬1)، مولى بني شيبان. وُلد سنة مايتين (¬2)، وتُوفّي لعشرٍ خَلَون من جمادى الأولى، ودُفن في مقبرة باب هشام. وخلّف إحدى وعشرون (¬3) ألف درهم وألفي دينار، ودكاكين بباب الشام، قيمتها ثلاثة آلاف دينار) (¬4). سنة مايتان وتسعين خرج المكتفي إلى الرَّقّة وأنفذ عساكره مع محمد بن سليمان الأنباري الكاتب، وكان شهماً شجاعاً مدبرّاً، فخرج إلى حلب ومعه ثلاثون (¬5) ألف (مقاتل) (¬6)، فواقَعَ القرمطيّ بالحسينية، فانهزم القرمطيّ إلى قرية شرقيّ الرحبة تُعرف بالدالية (¬7) في نفرٍ يسير، فدلّ عليه رجل من أهل الرستاق (إلى أبي خيرة الشِّحنة) (¬8) فظفر به، فحمله إلى المكتفي فعذّبه (أشدّ عذاب) (¬9) وقتله (¬10). وفيها وثب شيبان (بن أحمد/ 119/ بن طولون، فتوجّه إليه [محمد بن] (¬11) سليمان) (¬12) الأنباري الكاتب بجيش المكتفي، فاستأمن إليه شيبان (¬13). ¬

_ (¬1) توفي (ثعلب) في سنة 291 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 81 - 84 رقم 80 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (أحمد بن يحيى بن يزيد) وسيعاد في السنة التالية. (¬2) في الأصل: "مايتي". (¬3) الصواب: "وعشرين". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) في "أ": "ومعه ثلاثين". (¬6) من "ب". (¬7) في "ب": "بالديالة"، والمثبت من "أ" يتفق مع الكامل 6/ 538. (¬8) من "أ"، وليس في المصادر. والذي في الكامل 6/ 538 "فرفعوه إلى متولّي تلك الناحية خليفة أحمد بن محمد بن كشمرد". (¬9) من "ب". (¬10) خبر خروج المكتفي إلى الرقّة في: الطبري 10/ 114، والتنبيه والإشراف 323، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 189، وتاريخ حلب 274، وتاريخ أخبار القرامطة 25 و 90، والمنتظم 6/ 43، والكامل 6/ 538، 539 (سنة 291 هـ)، وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 97، ومآثر الإنافة 1/ 270، وتاريخ الخميس 2/ 285، والنجوم الزاهرة 3/ 131، وتاريخ الخلفاء 377. (¬11) إضافة للضرورة والتصحيح. (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬13) خبر شيبان في: الطبري 10/ 118، 119، وولاة مصر 268، 269، والولاة والقضاة 245 - =

سنة مايتين وإحدى وتسعين

وفيها توفي أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (¬1). وفيها مَلَكَ [إبراهيم الخلنجيّ] (¬2) بمصر، وجبا (¬3) الأموال، وأقام ثمانية أشهر، فوافت جيوش المكتفي مع فاتك فأخذه وأنفذه إلى بغداد (¬4). سنة مايتين وإحدى وتسعين ظهرت الروم وفتحوا جبلة واللاذقية (¬5). سنة مايتين واثنين (¬6) وتسعين فيها خرج زكرويه بن مهرويه (¬7)، وكان يُنسَب إلى العلويّة، فأوقع بالحاجّ، واستباح أموالهم، وقتل أكثرهم (¬8). ¬

_ = 247، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 190، 191، والمنتظم 6/ 50، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 90، والكامل 6/ 544 (حوادث سنة 292 هـ)، وتاريخ مختصر الدول 154، ونهاية الأرب 23/ 17، والعبر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 177، وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 9، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، ومرآة الجنان 2/ 220، والبداية والنهاية 11/ 99، وتاريخ ابن خلدون 3/ 355، ومآثر الإنافة 1/ 270 - 272، وصبح الأعشى 3/ 429، والنجوم الزاهرة 3/ 136 - 138، والدرّة السنية 317 و 319 وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 174، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 79. (¬1) في "أ": "بن ثعلب"، وقد تقدّم في السنة السابقة. (¬2) إضافة على النص للتوضيح. وفي النسختين: "ملك محمد الخليج". (¬3) هكذا في النسختين، والصواب: "وجبى". (¬4) خبر الخلنجي في حوادث سنة 292 و 293 هـ انظر: الطبري 10/ 119 و 128، 129، والولاة والقضاة 279 - 282، وولاة مصر 259 و 261 - 263، ومروج الذهب 4/ 286، والكامل 6/ 544 و 549، ونهاية الأرب 23/ 17، والعبر 2/ 91 و 95، ودول الإسلام 1/ 177، وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 14، 15، والبداية والنهاية 11/ 100، وتاريخ ابن خلدون 3/ 355، 356، والمواعظ والاعتبار 1/ 327، والنجوم الزاهرة 3/ 147 و 154، 155، والدرّة السنية 320، 321 (حوادث سنة 294 هـ) وفيه: "محمد بن الخليج"، وتاريخ حلب 275 (حوادث سنة 293 هـ) وفيه: "تواقع الخليجي وأحمد بن كيغلغ بالعريش فهزمه الخليجي، فأمدّه أخوه إبراهيم فانهزم الخليجي"، وحُسن المحاضرة 2/ 149 (حوادث 293 هـ). (¬5) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬6) الصواب: "واثنتين". (¬7) في "أ": " مسرويّة"، والتصحيح من "ب" والكامل 6/ 549. (¬8) خبر الإيقاع بالحجّاج في سنة 294 هـ. انظر: الطبري 10/ 132، والكامل 6/ 555، 556.

سنة مايتين وثلاث وتسعين

سنة مايتين وثلاث وتسعين (¬1) فيها أُسر زكرويه (¬2)، وقُتل ببغداد (¬3). وتوفي المكتفي (¬4). وكانت خلافته ستّ سنين وستة أشهر وثلاثة عشر يوماً (¬5). وخَلَف أخوه المقتدر بن المعتضد. وفيها ظهر (¬6) أبو حاتم الزُّطّيّ، وحزم أكل البصل والثوم، وتبِعه قوم لُقِّبُوا بالبقليّة (¬7). سنة مايتين وأربع وتسعين (¬8) / 120/ خلع المقتدر (¬9). وولي عبد الله بن المعتز، ثم قُتل (¬10). ¬

_ (¬1) في "ب": "سنة مايتين وخمس وتسعين"، وهو الصحيح. (¬2) في "ب": "ركوبه" (مهملة). (¬3) خبر زكرويه في: تاريخ الطبري 10/ 130 - 134، والتنبيه والإشراف 325، 326، وتاريخ أخبار القرامطة 28 - 36، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 194 و 197 - 201، وتاريخ حلب 276، والمنتظم 6/ 60، والكامل 6/ 557، 558، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، ونهاية الأرب 25/ 265 - 275، وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 16 - 18، والعبر 2/ 96، 97، ودول الإسلام 1/ 178، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، 249، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101، وتاريخ ابن خلدون 4/ 87، 88، والنجوم الزاهرة 3/ 160، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 122 أ. (¬4) انظر عن (المكتفي) في: الإنباء 313 - 315، والدرّة السنية 323، وتاريخ السرياني 86، وتاريخ ابن أبي عدسة 3/ 88 - 94، وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 204، 205 رقم 295 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) في المصادر: "عشرون يوماً". انظر: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 204، والإنباء 313، وابن أبي عدسة 3/ ورقة 94. (¬6) في "أ": "ظفر"، وفي "ب": "طهر". (¬7) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر، وتُستدرك "البقلية" على كتب "الفِرَق". (¬8) في "ب": "سنة مايتين ست وتسعين"، وهو الصحيح. (¬9) الإنباء 317، التنبيه والإشراف 326، 327، الكامل 6/ 569، الدرّة السنية 325. (¬10) انظر عن (المعتزّ) في: الإنباء 317 وأشعار أولاد الخلفاء للصولي 108 - 296، والدرّة السنية =

سنة مايتين وخمس وتسعين

وقُتل أبو سعيد الجَنّابي (¬1) صاحب القرامطة، وكان قد أوصى لولده سعيد. وفيها ظهر أمره. (وفيها مات أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قُتيبة الدينوري) (¬2) (¬3) سنة مايتين وخمس وتسعين خالية. سنة مايتين وستّ وتسعين (فيها ورد من مَرْو كتاباً (¬4) إلى السلطان فيه أنّ نفراً وجدوا في سواد مَرْو كتاباً على نقب (¬5) في أَزَج، فأصابوا فيه ألف رأسٍ في سِلال، وفي أُذُن كل رأس اسم صاحبه) (¬6) (¬7). سنة مايتين وسبع وتسعين (¬8) سقط فيها ثلج ببغداد (¬9)، وكان البرد عامّاً، وقُتل سائر الحيوان بالبرّية. وفيها ظهر كوكب ذو ذُوآبة في ذي القعدة (¬10). ¬

_ = 325 - 331، وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 186 - 189 رقم 263 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬1) الدرّة السنية 332 وهو ينقل عن المؤلّف. وفي "أ": "الحبابى"، وفي "ب": "الجبانى". (¬2) الصواب أنّ وفاة (ابن قُتيبة) في سنة 276 هـ. وقد تقدّم. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) كذا، والصواب: "كتاب". (¬5) مهملة في الأصل. (¬6) هذا الخبر ينقله المؤلّف عن تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 147 الذي يذكره في حوادث سنة 305 هـ. (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) في "ب": "سنة مايتين وتسع وسبعين" وذكر قبلها: "سنة مايتين وسبع وتسعين خالية. سنة مايتين وثمان وتسعين خالية". (¬9) خبر الثلج في: الطبري 10/ 141، وتاريخ حلب 277، والمنتظم 6/ 82، والكامل 6/ 603 (حوادث سنة 296 هـ) وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 28، والبداية والنهاية 11/ 107. (¬10) خبر الكوكب ورد سنة 299 هـ. في الكامل 6/ 612.

وفيها مات العباس (¬1) بن الحسن الوزير، وفاتك (¬2). وقُبض على عبد الله. وقُتل علي بن عبد الله (¬3) بن المعتزّ. واستوزر المقتدر علي بن محمد بن الفُرات. وفيها خرج بالمغرب رجل يقال له/ 121/ أبو عبد الله المحتسب لله فهزم جيوش ابن الأغلب، (فوصلوا إلى مِيلَةَ (¬4)، وقتل الباقي من أصحابه، وغلب على المغرب، وهرب منه زيادة الله ومحمد بن الأغلب) (¬5) وأخذ أبو عبد الله رجلاً (¬6) يقال له عُبَيد الله (¬7)، وهو المهديّ يزعم أنه علوي، وأجلسه وبايعه، ودعا له، فشدّ عليه فقتله، وغلب على المغرب. ثم ظهر بسِجِلْمَاسة من أرض المغرب، وانتقل إلى المهديّة وبناها، ثم ملك إفريقية، وبجّاية، والجبل، وأعمال المغرب، وأطْرابُلُس، وبَرْقَة، وصقلّية، ومايُرْقه (¬8). وفيها سخط المقتدر على ابن الفرات، واستوزر محمد بن عبد الله بن خاقان (¬9)، (ولقيه في صدره وقال: نعم وكرامة) (¬10). ¬

_ (¬1) في "أ": "أبو العباس" والتصحيح من "ب" وتاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 172، 173 رقم 231 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. ووفاته سنة 296 هـ. (¬2) توفي (فاتك) في سنة 296 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 224 رقم 332. وفيه مصادر ترجمته. (¬3) في "ب": "وقيل علي بن عبد الله". (¬4) في "ب": "المرملة"، والتصحيح من: الكامل 6/ 586. (¬5) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬6) في "أ": "رجل". (¬7) في "ب": "عبد الله". (¬8) خبر خروج أبي عبد الله من المغرب في: الكامل 6/ 577، و 583 و 587 و 590 - 602 وفيه مصادر أخرى. (¬9) الكامل 6/ 612 - 614 وفيه مصادر أخرى، وتاريخ الأنطاكي، بتحقيقنا - ص 59 وما بعدها. (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة مايتين وثمان وتسعين

وفيها احترقت الكنيسة بالإسكندرية التي تُعرف بالقيسارية (¬1)، (وهي هيكل زُحَل) (¬2). سنة مايتين وثمان وتسعين (¬3) مات عبد الله بن عبد الرحمن (¬4) بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان. وأقام ابن ابنه أبو مطرود عبد الرحمن بن محمد الناصر لدين الله بالأندلس (¬5). هنا آخر (¬6) "تاريخ سعيد بن بطريق" (¬7). سنة مايتين وتسع وتسعين (¬8) وُلد سيف الدولة بن حمدان (¬9). (وقُبض الحسين بن منصور الحلّاج (¬10) / 122/ بالسوس) (¬11). وفيها وجّه عُبيد الله صاحب الغرب مع رجل يُعرف بحَبَاسَة (¬12) جيشاً كبيراً فأخذ برقة، وسنتريه (¬13)، وجبل نفوسة، وانهزمت منه عساكر المقتدر، (فوجَّه تكين ¬

_ (¬1) خبر الكنيسة في تاريخ ابن البطريق 79. (¬2) زيادة من "أ". (¬3) في "ب": "سنة ثلاثماية" وهو الصحيح. (¬4) هو: عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام. . توفي سنة 300 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (291 - 300 هـ) 184 - 186 رقم 262 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) الكامل 6/ 621، البيان المغرب 1/ 158. (¬6) في "أ": "واختار". (¬7) الصواب أنّ سعيد بن بطريق انتهى في تاريخه في خلافة الراضي العباسي، في سنة 326 هـ. ومات في سنة 328 هـ. انظر: تاريخ الأنطاكي المعروف بصلة تاريخ أوتيخا، ليحيى بن سعيد الأنطاكي -بتحقيقنا- طبعة جرّوس برس، طرابلس 1990 ص 17. (¬8) في "ب": "سنة إحدى وثلاثماية" وهو الصحيح. (¬9) ولد سيف الدولة= أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان سنة 303 وقيل 301 هـ. (وفيات الأعيان 3/ 405). (¬10) (الكامل 6/ 624 (سنة 301 هـ) وهو قتل سنة 309 هـ. (الكامل 6/ 670) والخبر في العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 254 وتكملة تاريخ الطبرى 13. (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬12) هو أبو داود حباسة بن يوسف الكتامي. (العيون والحدائق ج 4/ 256). (¬13) في النسختين: "سنترية".

سنة ثلاثماية

الخاصّة والي مصر) (¬1) إلى المقتدر، فوجّه إليه القاسم بن سليمان الأنباري، ويونس الخادم، وابن كَيَغْلَغ، فخرجوا إلى الجيزة (¬2) في ماية ألف عَنان فالتقوا حَبَاسَة بأرضٍ يقال لها الخمسين، فانهزم وقُتِل من أصحابه عشرون ألفاً (¬3). وفيها سخط المقتدر (¬4) على وزيره [أبي] علي محمد بن خاقان (¬5)، واستوزر علي بن عيسى بن الجرّاح (¬6). وفيها أخرج [علي بن] محمد بن الفُرات (¬7) من الحبس واستوزره، ثم عزله (وصرفه) (¬8) وحبسه (¬9). سنة ثلاثماية (¬10) وُلد أبو الطيّب المتنبّي. ويقال: في سنة ثلاث بالكوفة (¬11) في محلّة كِنْدَة (¬12). وفيها مات الشاه بن ميكال (¬13). ¬

_ (¬1) في "ب": "فكتب والي مصر". (¬2) في "أ": "الحمرة". (¬3) في "أ": "عشرون ألف". (¬4) خبر حباسة في: الطبري 10/ 149، 150، والولاة والقضاة 270، وولاة مصر 288، ومروج الذهب 4/ 310، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 257، وتاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 69، والكامل 6/ 635، 636، ونهاية الأرب (23/ 40)، ودول الإسلام 1/ 183، والعبر 2/ 121، وتاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) ص 14 ومرآة الجنان 2/ 240، واتعاظ الحنفا 1/ 69، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وشذرات الذهب 2/ 238. (¬5) في النسختين: "على وزيره علي بن محمد بن خاقان" والتصويب من المصادر. (¬6) تكملة تاريخ الطبري للهمداني 12، تاريخ حلب 278 (سنة 300 هـ). (¬7) في "أ": "محمد بن الفرّان"، والإضافة من المصادر للتصويب. (¬8) ليست في "ب". (¬9) العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 254، والكامل 6/ 612 (سنة 299 هـ) وص 644 (سنة 304 هـ)، والإنباء 320. (¬10) في "ب": "سنة اثنتين وثلاثماية". (¬11) في "ب": "سنة ثلاث هذه بالكوفة". (¬12) الصحيح وُلد أبو الطيب أحمد بن الحسين في سنة 303 هـ. (تاريخ حلب 280). (¬13) تقدّم في سنة 278 هـ. وهو في وفيات سنة 302 هـ. كما في: الدرّة السنية 343.

سنة إحدى وثلاثماية

سنة إحدى وثلاثماية (¬1) تغلّب يوسف بن أبي الساج على الريّ وقزوين، وطرد عنها محمد بن علي بن صُعْلوك (¬2). وفيها استوزر المقتدر حامد (¬3) بن العباس. / 123/ سنة اثنين (¬4) وثلاثماية (¬5) سقط ثلج ببغداد، وكان البرد عامّاً (¬6). سنة ثلاث وثلاثماية (¬7) جهّز المهدي العساكر إلى ديار مصر (¬8). سنة أربع وثلاثماية (¬9) وصلت عساكر المهديّ مع ولده أبي القاسم في ماية ألف عنان، وأخذ الإسكندرية والفيّوم، والبَهْنَسَا، والأْشمُونَيْن، فبلغ المقتدر بالله، فأرسل مؤنس (¬10) الخادم فنزل الجيزة. ثم وافت من عند عُبيد الله ماية مركب حربية، منها ثمانون طريدة (¬11)، وعشرون عَشاري (¬12)، فنزلوا رشيد. فكتب مؤنس إلى المقتدر أعلمه [بذلك] (¬13) فوجّه المقتدر ¬

_ (¬1) في "ب": "سنة أربع وثلاثماية"، وقبلها: "سنة ثلاث وثلاثماية قِران". (¬2) خبر ابن أبي الساج في: الكامل 6/ 646 (سنة 304 هـ)، وفيه مصادر أخرى. (¬3) في النسختين: "جامع"، والتصحيح من: الإنباء 320، وتكملة تاريخ الطبري 18 و 19 وغيرها. (¬4) الصواب: "اثنتين". (¬5) في "ب": "سنة خمس وثلاثماية". (¬6) لم تذكر المصادر خبر الثلج، لا في سنة 302 ولا في سنة 305 هـ. وهو تقدّم حرفياً في سنة 297 هـ. (¬7) في "ب": "سنة ست وثلاثماية". (¬8) الكامل 6/ 659 (سنة 306 هـ) وفيه مصادر أخرى. (¬9) في "ب": "سنة سبع وثلاثماية". (¬10) في "أ": "يونس" في كل المواضع، والتصحيح من "ب" والمصادر. (¬11) الطريدة: سفينة برسم الخيل، وأكثر ما يُحمل فيها أربعون فرساً. (البحرية في مصر الإسلامية وآثارها الباقية 354). (¬12) عشاري= عشيري= جمعها عشاريّات. والاسم معرّب. وهو نوع من المراكب يسير في النيل ويُجز بعشرين مجدافاً وينقل البضائع والرجال من ساحل إلى آخر كما يُستخدم في الأسطول الحربي لنقل المقاتلة والعتاد. (البحرية في مصر الإسلامية 356 رقم 97). (¬13) إضافة من "ب".

سنة ثلاثماية وخمس

ثَمَال (¬1) الخادم في خمسين مركباً حربية، فلقِيَهم ثَمَال وكسر مراكبهم وأحرقهم (¬2)، واستأمن منه خمس ماية نفر، فأرسلهم (¬3) إلى مصر، فثارت عليهم الرعيّة، فقتلوهم بالمَقْسم (¬4). وأقام مؤنس الخادم بجيوشه في الجيزة وخنْدَقَ عليه. وسار أبو القاسم إلى الفيّوم، فكتب مؤنس الخادم إلى ثَمَال بأن يسير المراكب إلى الإسكندرية، وأعلمه بأنه لم يبق/ 124/ بها أحد، فنزل الإسكندرية ونادى بأن لا يبقى أحد (بعد) (¬5) ثلاثة أيام إلّا وقد خرج، وإلّا ضربت عُنُقه، فترك الناس كلّما (¬6) يملكونه وغلّقوا أبوابهم، وخرجوا كأنهم خارجين إلى نزهة، فأمر بحملهم في المراكب، فغرّق عشرة آلاف من المسلمين من شيخ، وكهل، (وشاب) (¬7)، وصبي، وامرأة، وبقي البلد خالياً. ثم خرج مؤنس إلى الفيّوم وهزم أبا القاسم، ورجع إلى القيروان في أُناسِ قلائل (¬8). سنة ثلاثماية وخمس (¬9) مات محمد بن جرير الطبري (¬10) صاحب "التاريخ" (¬11). ¬

_ (¬1) في "أ": "يمان" وهو غلط. (¬2) في "أ": "وأحرقهم". (¬3) في "أ": "فأرسابهم". (¬4) في الدرة السنية 350 "بالمَفْس" وهو ينقل رواية المؤلّف حتى هنا حرفياً. (¬5) ليست في "ب". (¬6) هكذا في النسختين. (¬7) زيادة في "أ". (¬8) ولاة مصر 392، 393، الولاة والقضاة 274 - 276، صلة تاريخ الطبري 79 (لعُريب القرطبي)، تجارب الأمم 1/ 75، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 282 و 286، تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) 69، تاريخ حلب 281، زبدة الحلب 1/ 94، الكامل 6/ 659، نهاية الأرب 23/ 54. 55، المختصر في أخبار البشر 2/ 69، البيان المغرب 1/ 172، تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 27 و 28 و 29 دول الإسلام 1/ 185، مرآة الجنان 2/ 246، عيون الأخبار وفنون الآثار (السُّبع الخامس) 133، تاريخ الخلفاء 381، شذرات الذهب 2/ 247، تكملة تاريخ الطبري (سنة 308 هـ) ص 21 باختصار شديد، ومثله في: الإنباء 354 (سنة 301 هـ)، والدرّة السنية 350 و 352 (حوادث سنة 307 هـ)، وتاريخ الطبري 10/ 149، 150 (حوادث سنة 302 هـ). (¬9) في "ب": "سنة ثمان وثلاثماية". (¬10) الصواب أن الطبري توفي سنة 310 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 279 - 286 رقم 486 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وقد ذكر ابن أيبك الدواداري في الدرة السنية وفاته سنة 307 هـ. (ص 351). (¬11) يُسمّى: "تاريخ الرسل والملوك" أو "تاريخ الأمم والملوك" طُبع مرّاتٍ عدّة. وهو ينتهي بحوادث سنة 302 هـ.

سنة ثلاثماية وست

سنة ثلاثماية وستّ (¬1) سُلب الحلّاج (¬2). ومات (عبد الله) بن حمدون النديم (¬3). سنة ثلاثماية وسبع (¬4) نفذ من مصر إلى بغداد هدية من جملتها بغلة معها فلْوٌّ، وغلام يلحق لسانه بأُذُنه (¬5). سنة ثلاثماية وثمان (¬6). سنة ثلاثماية وتسع (¬7) / 125/ لم يكن فيها مطر قَطٌّ، وكانت (¬8) في غاية الخصب، تُعرف بسنة الحشيش (¬9). وفيها سخط المقتدر على وزيره حامد بن عباس (¬10) فعزله (¬11)، وأخرج محمد بن الفرات (¬12) واستوزره (¬13). ¬

_ (¬1) في "ب": "سنة تسع وثلاثماية" وهو الصحيح. (¬2) أي توفي الحلّاج الحسين بن منصور. ووفاته في سنة 309 هـ. انظر: الكامل 6/ 670، وتاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 33 - 48 و 252 و 253 رقم 425 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) في النسختين: "ومات محمد بن حمدون"، والتصحيح من: الكامل 6/ 674، والبداية والنهاية 11/ 144 (في وفيات سنة 309 هـ). (¬4) في "ب": "سنة عشر وثلاثماية". (¬5) خبر الهدية في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 30، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 303 (حوادث سنة 309 هـ)، و 305 وتجارب الأمم 1/ 83، وتاريخ حلب 283، والمنتظم 6/ 127، والكامل 6/ 680، ونهاية الأرب 23/ 61، وتاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 50، وتاريخ الخلفاء 380، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175. (¬6) لم يذكر أنها خالية. (¬7) في "ب": "سنة إحدى عشر". (¬8) في "أ": "وكان". (¬9) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬10) في "أ": "كامل بن عبد الله"، وفي "ب": "كامل بن عباس"، والتصحيح من الكامل 6/ 682 وغيره. (¬11) في النسختين: "فقتله". (¬12) في "أ": "الفرّان". (¬13) خبر الوزارة في: صلة تاريخ الطبري 97، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 31، 32، وتجارب الأمم 1/ 85 و 91، والتنبيه والإشراف 329، ومروج الذهب 4/ 305، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 306 و 314، والوزراء للصابي 152، والإنباء 320، وتاريخ حلب 283، والإنباء في تاريخ الخلفاء 157، والمنتظم =

سنة ثلاثماية وعشرة

(وبادرت (¬1) جماعة المسلمين بالرملة إلى كنيسة يماري (¬2) فهدموها وهدموا كنيسة قيساريّة [و] كنيسة خارج حمص، فشكا النصارى إلى المقتدر فأمرهم ببُنيانها) (¬3) (¬4). سنة ثلاثماية وعشرة (¬5) فيها ظهر سليمان بن سعيد القرمطي الجَنّابي (¬6) ففتح البصرة (¬7). وفيها هجمت القرامطة الكوفة وقتلوا فيها خلقاً كثيراً، ثم خرجوا إلى طريق الحاجّ ليقطعوها فوقع (¬8) بهم عبد الله بن حمدان أبو سيف الدولة علي ففرّقهم وهزمهم، ثم رجعوا عليه (وعلى أصحابه) (¬9) فقتلوا زهاء ماية ألف إنسان، وأسر عبد الله بن حمدان (¬10)، وأحمد بن كشمرد (¬11)، وأحمد بن بدر (¬12)، ونحرير (¬13) بن الأسود، وفلفل (¬14) الخادم (¬15). ¬

_ = 6/ 173، والفخري 268، 269، ومختصر التاريخ 175، والكامل 6/ 682، وخلاصة الذهب المسبوك 241، ونهاية الأرب 23/ 62، وتاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 347، 348، ومرآة الجنان 2/ 265، والبداية والنهاية 11/ 147، وتاريخ ابن خلدون 3/ 373، والنجوم الزاهرة 3/ 207. (¬1) في "أ": "وبادت". (¬2) هكذا، ولم أتحقّق من صحّتها. وانظر: تاريخ ابن البطريق 82. (¬3) الخبر بإيجاز في: تاريخ حلب 283: "وهدم المسلمون كنائس قيسارية وعسقلان، فعمرها المقتدر من ماله". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) هكذا وفي "ب": "سنة اثني عشرة وثلاثمائة". (¬6) مهملة في النسختين. (¬7) خبر البصرة في: صلة تاريخ الطبري 97، 98، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 40، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 153، وتجارب الأمم 1/ 104، 105، والتنبيه والإشراف 330، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 307، 308، والمنتظم 6/ 173، 174، وتاريخ أخبار القرامطة 37 و 203، والكامل 6/ 685، 686، ونهاية الأرب 23/ 66، والدرّة المضية 91، 92، والمختصر في أخبار البشر 2/ 72، وتاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 350، ودول الإسلام 1/ 187، والعبر 2/ 147، وتاريخ ابن الوردي 1/ 258، ومرآة الجنان 2/ 264، والبداية والنهاية 11/ 247، وتاريخ ابن خلدون 3/ 377، ومآثر الإنافة 1/ 278، والنجوم الزاهرة 3/ 207. (¬8) كذا في النسختين. والصواب: "فأوقع". (¬9) ليس في "ب". (¬10) في النسختين: "أحمد". (¬11) في "أ": "ابن كثير"، وفي "ب": "بن كميرد". (¬12) في "أ": "يزيد". (¬13) في "أ": "حرير الأسود"، وفي "ب": "بحر بن الأسود". (¬14) في "أ": "قلقل". (¬15) صلة تاريخ الطبري 103، 103، تكملة تاريخ الطبري 43، تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 153، =

سنة ثلاثماية وإحدى عشر

وفيها ثار المسلمون بدمشق إلى كنيسة مريم فهدموها ونهبوها، وكانت كنيسة عظيمة/ 126/ حسنة، أُنفق عليها ماية ألف وخمسين ألف دينار، فنهبوا جميع ما فيها (من ياقوت وتآزير وقناديل) (¬1)، ونُهبت ديارات كثيرة، من جملتها دير النساء الذي (من) (¬2) غربي الكنيسة، وهي اليوم تُعرت بدير (¬3) المساكين تُقبر أمواتهم فيها (¬4). سنة ثلاثماية وإحدى عشر (¬5) امتنع الناس من الحجّ. وكتب (¬6) الخليفة إلى يوسف بن أبي الساج يستدعيه (¬7). وأخذ سيف الدولة بن حمدان ديار الموصل (¬8). (ومات أبو العباس الفضل بن حاتم التبريزي صاحب الربيع) (¬9). وفيها أمر الوزير عبد الله بن محمد بمصر (¬10) أن يؤخذ من الرهبان، والأساقفة، والبطارقة، والضعفاء، وأصحاب الديورة، بالجزية بمصر، فخرج قوم من الرهبان إلى المقتدر وشكوه، فأمر أن يُعفوا عن ذلك (¬11). ¬

_ = تجارب الأمم 1/ 120، 121، التنبيه والإشراف 330، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 309، الوزراء 57، تاريخ حلب 283، المنتظم 6/ 188، تاريخ أخبار القرامطة 38 و 103، الكامل 6/ 689 - 691، نهاية الأرب 23/ 67، دول الإسلام 1/ 188، العبر 2/ 150، 151 تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 352، تاريخ ابن الوردي 1/ 258، مرآة الجنان 2/ 265، البداية والنهاية 11/ 149، 150، النجوم الزاهرة 3/ 211. (¬1) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬2) من "ب". (¬3) في "ب": "تعرف بدار". (¬4) خبر الكنيسة في تاريخ ابن البطريق 83، وهو في تاريخ حلب 283 سنة 312 هـ. باختصار: "وهدم أهل دمشق كنيستها والديرة بضواحيها". (¬5) في "ب": "سنة ثلاث عشرة وثلاثماية". (¬6) في النسختين: "وركب"، والتصحيح يقتضيه سياق الخبر. (¬7) تجارب الأمم 1/ 147، 148 تكملة تاريخ الطبري 1/ 49، صلة تاريخ الطبري 111، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 329، الكامل 6/ 704 (حوادث سنة 314 هـ). (¬8) في النسختين: "ديار مصر"، وما أثبتناه هو الصحيح، إذ لم يدخل سيف الدولة مصر مطلقاً. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب"، ولم أجد الفضل بن حاتم في المصادر، ولا صاحبه الربيع. (¬10) في "أ": الوزير عبد الله بن حمد أن يؤخذ، والمثبت من "ب". (¬11) الخبر في تاريخ حلب "284" (سنة 313 هـ). وفيه: "حج الوزير علي بن عيسى الخاقاني،=

وفيها ظهر بالسماء (¬1) كوكب عظيم له شعاع ساطع، وفيه شرر (عظيم) (¬2) يتبعه، كبير الجَرم، شديد الحُمرة، أخذ (¬3) من جهة الشمال إلى نحو المشرق، فيكون طوله في التقدير ثلاثين رمحاً، وعرضه رُمحين. وكان ذلك عند غروب الشمس/ 127/ أقام ثلاث ساعات ثم انطفأ (¬4). (وفيها مات نِقُولاس بطريق القسطنطينية، وله على الكرسيّ ثلاث وعشرين (¬5) سنة) (¬6). وصُرِف عن الوزارة أبو العباس بن الخصيب (¬7). وفيها ظهر الجراد (بأرض مصر) (¬8) حتى سدّ شعاع الشمس وأكل الكرْم والنخل (وجميع الفاكهة) (¬9)، وخرّب البساتين (¬10). ¬

_ = وسيّر أخاه عبد الله إلى مصر، فأخذ جزية النصارى والرهبان من الشام إلى الصعيد، فحصّل أموالاً عظيمة، فشكوه إلى المقتدر، فعزله". وجاء في: الدرّة السنية 355 "وفيها دخل علي بن عيسى الوزير مصر"، ولم يزد إلى ذلك شيئاً. وجاء في الكامل 6/ 700 (حوادث سنة 313 هـ) "فلما ولي الخصيبي أقرّ علي بن عيسى على الإشراف على أعمال مصر والشام، فكان يتردّد من مكة إليها في الأوقات، واستعمل العمّال في الأعمال". ولم يذكر شيئاً عن "الوزير عبد الله بن محمد أو حمد" ولا عن الجزية بمصر. (¬1) في النسختين: "بمصر"، وليس في المصادر ذكر لمصر. وما أثبتناه عن تاريخ حلب، وهو الأقرب للصواب. (¬2) ليست في "ب". (¬3) في "ب": "أخد". (¬4) خبر الكوكب في: تاريخ ابن البطريق 83، وتاريخ حلب 284، والمنتظم 6/ 195 (13/ 247)، والكامل 6/ 702، والدرّة السنية 355، 356، وهو ينقل رواية المؤلّف، والبداية والنهاية 11/ 152. زاد العظيمي في: تاريخ حلب: "مِغوَجّ كالحيّة". (في حوادث سنة 314 هـ). (¬5) الصواب: "ثلاث وعشرون". (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب"، والخبر في: تاريخ ابن البطريق 83. (¬7) صلة تاريخ الطبري 112، تكملة تاريخ الطبري 49، تجارب الأمم 1/ 149، التنبيه والإشراف 329، تاريخ حلب 284، المنتظم 6/ 202 (13/ 256)، الفخري 267، مختصر التاريخ 175، الكامل 6/ 707، خلاصة الذهب المسبوك 241، نهاية الأرب 23/ 75، تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 359، البداية والنهاية 11/ 154، النجوم الزاهرة 3/ 215. (¬8) ليس في "ب". (¬9) ليس في "ب". (¬10) خبر الجراد في: الدرّة السنية 356 ولم يذكر مصر. وفيه: "وفيها خرج جراد عظيم سدّ عين الشمس وأهلك كثيراً من الثمار".

سنة ثلاثماية واثني عشرة

سنة ثلاثماية واثني عشرة (¬1) (دخل الجَنّابي (¬2) الكوفة (¬3). ودخل الروم شمشاط (¬4). وجمدت دجلة الموصل حتى عبر الدوابّ عليها (¬5)، وجلس أبو بكر المحدّث في وسطها يروي الحديث) (¬6) (¬7). ¬

_ (¬1) كذا. (¬2) مهملة في الأصل. (¬3) تكملة تاريخ الطبري 56، التنبيه والإشراف 334، تجارب الأمم 1/ 183، تاريخ أخبار القرامطة 52، الكامل 6/ 720، 721، الدرّة المضيّة 93، تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 373، تاريخ ابن خلدون 3/ 378 (حوادث سنة 316 هـ). (¬4) في الأصل: "شمساط"، وفي تكملة تاريخ الطبري 1/ 51 (سنة 315 هـ) "شميشاط"، وفي المنتظم 13/ 260 "سميساط"، وفي نسخة "شمشاط"، وفي معجم البلدان 3/ 258: "سُمَيساط"، بضمّ أوله وفتح ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة، وسين أخرى ثم بعد الألف طاء مهملة. مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربيّ الفرات ولها قلعة في شقّ منها يسكنها الأرمن. وفي المعجم أيضاً 3/ 362 "شِمشاط" بكسر أوله وسكون ثانيه، وهي مدينة بالروم على شاطئ الفرات شرقيّها بالوَيْه وغربيّها خَر تبَرْت. وهي غير سميساط وكلتاهما على الفرات. ووردت "شميشاط" في: تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 154، وسميشاط في: تجارب الأمم، وشميشاط في العيون والحدائق، وفي نهاية الأرب "شِمشاط"، وفي البداية والنهاية "شميساط" وفي تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 361 "سميساط"، وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي، وأخبار الدول للقرماني تحرّفت إلى "دمياط"! (¬5) الخبر حتى هنا في تاريخ حلب 284 (سنة 315 هـ): "سقط ببغداد ثلج، وبرد العراق حتى جمد الخلّ، ويبس النخل، وجمدت دجلة والفرات حتى عبرت الدوابّ عليها". (¬6) هذا الجزء من الخبر ينفرد به المؤلف، ومن غير الممكن معرفة من هو "أبو بكر" المقصود، وهناك العشرات ممّن يُكنَّون أبا بكر كانوا موجودين في ذلك الوقت. (¬7) والذي بين القوسين من قوله: "دخل الجنّابي .. " إلى هنا ليس في "ب".

سنة ثلاثماية وثلاث عشر

سنة ثلاثماية وثلاث عشر (¬1) سار القرمطيّ إلى بغداد ووصل إلى عَقْرَقُوف (¬2)، وخرج إليه مؤنس المظفّري، وبنو (¬3) حمدان (¬4). وفيها وفاة يحيى بن يحيى المعروف بالمفتتن (¬5). سنة ثلاثماية وأربع عشر (¬6) دخل القرمطيّ (إلى) (¬7) الرحبة واستباح أهلها، ورجعوا إلى الكوفة/ 128/ فأفسدوا سوادها (¬8). ونقل ابن مُقْلَة (¬9). سنة ثلاثماية وخمس عشر (¬10) فيها دخل القرمطي مكة (شرّفها الله تعالى) (¬11)، وقتل من الناس ما لا يُحصَى عدده، حتى امتلأت زمزم رؤوساً (¬12)، وامتلأت الأودية والصحارى قتلاً (¬13). وأخذ ¬

_ (¬1) كذا، وفي "ب": "سنة أربع عشرة وثلاثمائة". (¬2) في "أ": "عقرقوق"، وفي "ب": "عقرقوب"، والمثبت من الكامل 6/ 712 وهي على نهر زبارا على فرسخين من بغداد. وانظر: تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 155. (¬3) في "أ": "بنوا". (¬4) الكامل 6/ 712 (حوادث سنة 315 هـ)، وفيه مصادر أخرى، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 155. (¬5) لم أجده في المصادر، وهو ينفرد به المؤلف. (¬6) في "ب": "سنة خمس عشرة وثلاثماية". (¬7) زيادة من "ب". (¬8) تكملة تاريخ الطبري 56، التنبيه والإشراف 334، تجارب الأمم 1/ 183، تاريخ أخبار القرامطة 52، الكامل 6/ 720، 721، الدرّة المضيّة 93، تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 373، تاريخ ابن خلدون 3/ 378. (¬9) العبارة في النسختين مهملة. والمراد: "وزارة ابن مقلة" كما في الكامل 6/ 721 (حوادث سنة 316 هـ). (¬10) في "ب": "سنة ست عشرة وثلاثماية إلى سبع عشرة وثلاثماية". (¬11) من "ب". (¬12) في النسختين "روساً". (¬13) كذا فى النسختين، والصواب: "قتلى".

سنة ست عشرة وثلاثماية

من الأموال ماية ألف ألف دينار، وكلّما (¬1) كان على باب البيت من مصاحف وستور، وأخذ الحجر الأسود فجعله في موضع نجس في عتبة بيت الماء. وقيل: إنه قال: هذا مغنيطس بني آدم. وأقام ثلاثة أيام ينهب مكة (¬2). (وفيها مات (أبو) (¬3) إسحاق إبراهيم بن السريّ بن سهل الزّجّاج (¬4) ببغداد وقد أنيف عن (¬5) الثمانين) (¬6). وفيها صُرف سليمان بن الحسن (¬7) عن الوزارة، واستُوزِر عبد الله بن محمد الكلوذانّي (¬8). سنة ستّ عشرة وثلاثماية (¬9) دخل محمود الساري سنجار (¬10). وفيها قُتل (¬11) أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان (¬12). ¬

_ (¬1) كذا في النسختين. (¬2) خبر القرمطيّ -على صِغره هنا- فيه معلومات لم ترد في كل المصادر التي ذكرته. انظر: تكملة تاريخ الطبري 62، وتجارب الأمم 1/ 201، والتنبيه والإشراف 329 و 334، 335، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 348، 349، وتاريخ حلب 285، والمنتظم 6/ 222، 223 (13/ 281 - 383)، وتاريخ أخبار القرامطة 53، 54 و 104، والفخري 262، والكامل 6/ 742، ونهاية الأرب 23/ 88، والمختصر في أخبار البشر 2/ 74، ودول الإسلام 1/ 192، والعبر 2/ 167، 168، وتاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 380 - 383، وتاريخ ابن الوردي 1/ 261، والدرّة السنية 360، والدرّة المضيّة 93، ومرآة الجنان 2/ 271، والبداية والنهاية 11/ 160، وتاريخ ابن خلدون 3/ 379، وتاريخ الخميس 2/ 390، ومآثر الإنافة 1/ 278، 279، والنجوم الزاهرة 3/ 224، وتاريخ الخلفاء 383، وأخبار الدول 166. (¬3) كُتبت فوق السطر. (¬4) الصواب وفاته في سنة 311 هـ. وقد تقدّم ذِكره في حوادث سنة 281 هـ. (¬5) كذا. والصواب: "نيّف على". (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬7) في النسختين: "خالد" وهو غلط. (¬8) في "أ": "الملداني"، وفي "ب": "الكوداني"، والتصحيح من: الكامل 6/ 757 وفيه مصادر أخرى. (¬9) في "ب": "سنة ثماني عشرة وثلاثماية". (¬10) لم أجد هذا الخبر في المصادر، ولم أعرف "محمد الساري"، ولعلّ الصواب: "الشاري". (¬11) في "أ": "مات"، والمثبت من "ب" والمصادر. (¬12) قتل أبي الهيجاء في: تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 378 وفيه مصادر أخرى.

سنة سبع عشرة وثلاثماية

وقُتل نازوك (¬1). سنة سبع عشرة وثلاثماية (¬2) مات الطحاوي (¬3). ووُلد المُعِزّ (¬4). /129/ سنة ثمان (¬5) عشرة وثلاثماية (¬6) دخل مؤنس الموصل (¬7). ومات [أبو] (¬8) علي بن خوان (¬9) الشافعيّ. وقُتِل المقتدر (¬10) في حرب كانت بينه وبين مؤنس الخادم. وكانت خلافته أربعاً وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام (¬11). وبويع القاهر. ¬

_ (¬1) انظر عن (نازوك) في: تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 378 وورد في "ب": "وقتل هرول". (¬2) في "ب": "سنة تسع عشرة وثلاثماية". (¬3) هو الإمام أحمد بن محمد بن سلامة، الحافظ المحدّث الفقيه، المصنّف، الأزدي المصري، الحنفي. توفي سنة 321 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 77 - 79 رقم 7 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) الإنباء 360 و 390، تاريخ حلب 286، اتعاظ الحنفا 1/ 93 (سنة 319 هـ). (¬5) الصواب: "ثماني". (¬6) في "ب": "سنة ثلاثماية وعشرين". (¬7) في "أ": دخل مونس الضحاك. وفي "ب": "دخل مومن الموصل"، والتصحيح من: الكامل 6/ 766 وفيه مصادر أخرى (سنة 320 هـ). (¬8) إضافة النسختين للتصحيح. (¬9) في "أ": "حيران"، وفي "ب": "حداد"، وفي طبعة صادر من الكامل 8/ 247 "خيزران"، وفي نسختين أُخرَيَيْن منه: "جبران"، والتصحيح من: الكامل (بتحقيقنا) 6/ 774. وهو: أبو علي الحسين بن صالح بن خوان الفقيه الشافعي. توفي سنة 320 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (301 - 320 هـ) 617، 618 رقم 491 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) خبر قتل المقتدر في: الكامل 6/ 769 وفيه مصادر كثيرة. (¬11) في "ب": "أربع وعشرون سنة وشهران وأياماً" وفي الإنباء 316 "أربعاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً"، وفي الكامل 6/ 771 "وستة عشر يوماً".

سنة تسع عشرة وثلاثماية

سنة تسع عشرة وثلاثماية (¬1) مولد أبي فراس بن حمدان (¬2). ووفاة أبي (¬3) بكر بن دُريد اللُّغَويّ (¬4). وكانت بمصر زلزلة عظيمة، فاضطربت الدُّور في تلك السنة (¬5). وتساقطت الكواكب (¬6). سنة ثلاثماية وعشرين (¬7) مات عبيد الله (¬8) بن محمد بن عبد الله بن ميمون (¬9)، وقام (¬10) ابنه أبو القاسم. ومات المهدي (¬11) صاحب المغرب. وكانت خلافته (¬12) خمساً وعشرين سنة وأشهر وأياماً (¬13). وخَلَف ولده القائم (¬14). وسُمِل (¬15) القاهر. ¬

_ (¬1) في "ب": "سنة إحدى وعشرين وثلاثماية". (¬2) هو الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان، ولد سنة 320 وقيل سنة 321 هـ. (وفيات الأعيان 2/ 61). (¬3) في "أ": "أبو". (¬4) هو محمد بن الحسن بن دُرَيد بن عتاهية، توفي سنة 321 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 87 - 89 رقم 36 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) خبر الزلزلة ينقله ابن أيبك عن المؤلّف في سنة 321 هـ. ولم يذكر السيوطى هذه الزلزلة في كتابه كشف الصلصلة عن وصف الزلزلة. (¬6) الخبر في الدرّة السنيّة 365 نقلاً عن المؤلّف. (¬7) في "ب": "سنة اثنتين وعشرين وثلاثماية". (¬8) في النسختين: "عبد الله". (¬9) هو المهديّ الآتي بعده. (¬10) في "أ": "وأقام". (¬11) هو عبيد الله، أبو محمد. توفي سنة 322 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 108 - 110 رقم 85 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬12) في "أ": "ولايته". (¬13) في "أ": "وأيام". وفي الإنباء 354 "وثلاثة أشهر وثلاثة أيام". (¬14) هو أبو القاسم المذكور قبل قليل. (¬15) في "أ": "سهل". وخبر سمْل القاهر في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 24، 25، والإنباء 323، وتاريخ بغداد 1/ 339، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 80، وتجارب الأمم 1/ 289، وغيره.

سنة إحدى وعشرين وثلاثماية

وكانت خلافته سنة واحدة وخمسة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً (¬1). وخَلَف الراضي. وقُتل خارجيّ يُسمّى أبو العَزَاقِر (¬2) يدّعي الجلال والرُّبُوبيّة. / 130/ سنة إحدى وعشرين وثلاثماية (¬3) مات إبراهيم بن حمّاد (¬4) الفقيه. ونَفْطَوَيْه (¬5). ومات الجُبّائي المُعْتَزِليّ (¬6). سنة اثنين (¬7) وعشرين وثلاثماية (¬8) وُلد عضُد الدولة (¬9). ¬

_ (¬1) في الإنباء 323، ونزهة المالك، ورقة 81: "وستة أشهر وثمانية أيام". وفي تكملة تاريخ الطبري 1/ 71 "وخمسة أيام"، وفي العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 25 "وستة أشهر وثمانية أيام"، وفي مروج الذهب 4/ 312، والعقد الفريد 5/ 125 وستة أيام، وفي الكامل 7/ 19 "وستة أشهر وثمانية أيام". (¬2) هو أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العَزَاقِر. انظر عنه في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 86، والتنبيه والإشراف 343، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 93، والفهرست لابن النديم 507، والإنباء 328، والفرق بين الفِرَق للبغدادي 249، 250، والمنتظم 6/ 271 (13/ 342)، ومعجم البلدان 1/ 235، 236، في ترجمة إبراهيم بن أبي عون، ومعجم البلدان 3/ 359، واللباب 2/ 27، والكامل 7/ 26، ووفيات الأعيان 2/ 155 - 157، والمختصر في أخبار البشر 2/ 80، 81، والدرّة السنية 369، 370، ودول الإسلام 1/ 196، 197، وتاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 115، 116 رقم 106، وسير أعلام النبلاء 14/ 566 - 569 رقم 325، والعبر 2/ 190 و 196، وتاريخ ابن الوردي 1/ 266، ومرآة الجنان 2/ 284، 285، والوافي بالوفيات 4/ 107، 108، والبداية والنهاية 11/ 179، وشذرات الذهب 2/ 293. (¬3) في "ب": "سنة ثلاث وعشرين وثلاثماية". (¬4) توفي (ابن حمّاد) سنة 323 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 124 رقم 114 وفيه مصادر أخرى. (¬5) هو إبراهيم بن محمد بن عَرَفة النحوي. توفي 323 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 125، 126 رقم 115 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) هو عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب، أبو هاشم. توفي سنة 321 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 85 رقم 29 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) كذا، والصواب: "اثنتين". (¬8) في "ب": "سنة أربع وعشرين وثلاثماية". (¬9) تاريخ حلب 287 وهو: أبو شجاع فَنّاخُسْرُو بن الحسن بن بُوَيه الديلمي. مات سنة 372 هـ.=

سنة ثلاث وعشرين وثلاثماية

ومات أبو الحسن الأشعريّ (¬1). وابن مجاهد (¬2). وفيها هرب محمد بن طُغج إلى برقة، وعاد إلى الإسكندرية (¬3). وفيها سخط الراضي على وزيره محمد بن مُقْلة، واستوزر [عبد الرحمن بن] (¬4) عيسى بن جرّاح. وفيها ثار المسلمون إلى بيت المقدس إلى كنيسة قسطنطين القِبْليّة فأحرقوها يوم الشعانين (¬5). سنة ثلاث وعشرين وثلاثماية (¬6) مات أبو الحسن عبد الله بن أحمد، داوديّ المذهب (¬7). ووقع بين المسلمين والروم (¬8). ¬

_ = وله 48 عاماً وقيل 47 عاماً. انظر: تاريخ الإسلام (351 - 380 هـ) 522 - 525 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬1) توفي الأشعريّ (أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إسحاق) في سنة 324 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 154 - 158 رقم 183 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، أبو بكر البغدادي، شيخ القراء في عصره، ومصنف السبعة توفي سنة 324 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 144 - 146 رقم 164 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) الدرّة السنية 371 وهو ينقل عن المؤلف. (¬4) الخبر في الدرّة السنية كما هنا 371، 372 دون الإضافة، وهي من المصادر. انظر: الكامل 7/ 46 وفيه مصادر عدّة. (¬5) خبر الكنيسة في: تاريخ حلب 288 باختصار، والدرّة السنية 372 دون ذكر بيت المقدس، وتاريخ ابن البطريق (طبعة بيروت 1909) ص 87. (¬6) في "ب": "سنة خمس وعشرين وثلاثماية". (¬7) في "أ": "أبو الحسن ابن عبد الله بن أحمد"، وفي "ب": "أبو الحسن عبد الله بن أحمد بن أحمد" وهو ابن المغلّس البغدادي الفقيه الداودي الظاهري. توفي سنة 324 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 149، 150 رقم 174 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) الدرّة السنية 372.

سنة أربع وعشرين وثلاثماية

سنة أربع وعشرين وثلاثماية (¬1) تصدر بجكم (¬2) التركي ومعه الراضي لحرب الحسن بن حمدان (¬3). وفيها بعث ملك الروم فلِيقُسْطُوا (¬4) إلى أنطاكية والإسكندرية رسولاً/ 131/ يسألهم (¬5) ذِكر اسمه (¬6) في صلواتهم، فأجابوه إلى ذلك لأنّ هذا (¬7) كان انقطع في زمن بني أُميّة (¬8). سنة خمس وعشرين وثلاثماية (¬9) وفاة منقذ بن نصر (¬10). والمفجَّع (¬11) الشاعر. ومات الخرائطيّ (¬12) صاحب "اعتلال القلوب". (وفيها مات أبو بكر بن الأنباري محّمد بن القاسم بن محمد بن بشّار بن ¬

_ (¬1) في "ب": "سنة ست وعشرين وثلاثماية". (¬2) في "أ": "قعد يحكم"، وفي "ب": "قعد يحلم". (¬3) الخبر في أول سنة 327 هـ. انظر: تكملة تاريخ الطبري 1/ 111، 112، وتجارب الأمم 6/ 405، والإنباء في تاريخ الخلفاء 164، والمنتظم 6/ 295، 296 (13/ 361)، وأخبار الدولة الحمدانية 16، ونهاية الأرب 23/ 149، والكامل 7/ 78، والمختصر في أخبار البشر 2/ 86، والعبر 2/ 207، وتاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 53، ودول الإسلام 1/ 200، والبداية والنهاية 11/ 189، والنجوم الزاهرة 3/ 264. (¬4) في "أ"، مهملة. والمثبت من "ب"، والدرّة السنية 374. (¬5) في النسختين: "يسلهم". (¬6) في "أ": "ذكر أبيه"، وفي الدرّة السنية: "يسألهم أن يذكره". (¬7) في "ب": "لان دورا". (¬8) الخبر نقله ابن أيبك في الدرّة السنية 374 وفيه خُرم. وهو في تاريخ الأنطاكي (بتحقيقنا) ص 21: "وفي هذه السنة [326 هـ] وجّه ثوفيلكطس بطريرك القسطنطينية برسولٍ من قِبَله، ومعه كتب إلى أنبا أفتيشيوس بطريرك الإسكندرية، وإلى أنبا تاودوسيوس بطريرك أنطاكية، وإلى أنبا خريصطودللس بطريرك بيت المقدس يسألهم أن يذكروا اسمه في صلواتهم وقدّاساتهم، فأجابوه إلى ما سأل، وهذا كان قد انقطع من وقت خلافة بني أميّة"، وانظر: تاريخ ابن البطريق 88. (¬9) فى "ب": "سنة سبع وعشرين وثلاثماية". (¬10) الدرّة السنية 374 وفيه وفاته سنة 327 هـ. وهو جدّ بني منقذ ملوك شيزر. (¬11) في "ب": "المنتجع"، وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبيد الله، صاحب ثعلب لُقّب بالمفجّع لبيتِ قاله. توفي سنة 327 هـ. (معجم الأدباء 6/ 314). (¬12) هو أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل، توفي 327 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ)، 214، 215 رقم 348 وفيه مصادر ترجمته، والدرّة السنية 374.

سنة ست وعشرين وثلاثماية

الحسن الأنباريّ (¬1)، وكان يحفظ ثلاثماية ألف بيت شاهد (¬2)،يوم الأضحى) (¬3). سنة ستّ وعشرين وثلاثماية (¬4) مقتل طريف اليشكُريّ (¬5). ومات ابن عبد ربّه (¬6)، صاحب التاريخ (¬7). ومات أبو سعيد الأصطخريّ (¬8)، الفقيه. سنة سبع وعشرين وثلاثماية (¬9) وفاة الراضي (¬10)، وكانت خلافته سبع سنين. وقيل: ستّ سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام (¬11). وخَلَف المتّقي لله. (ومات البَرْبَهَاري (¬12). ¬

_ (¬1) توفي الأنباري في سنة 328 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 247 - 249 رقم 413 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) تاريخ بغداد 3/ 182، تاريخ الإسلام 248. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "ب": "سنة ثماني وعشرين وثلاثماية". (¬5) هكذا في "ب"، وفي "أ": "السكري"، وفي تكملة تاريخ الطبري 114 "السبكري"، وفي الكامل 7/ 86، مثله، وفي نسخة أخرى: "الشكري". ومقتله في سنة 328 هـ. (¬6) هو أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بن حبيب بن حدَير الأموي الأندلسي القُرطبي. توفي سنة 328 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 221 - 223 رقم 367 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) هو بعنوان: "العِقْد الفريد" نُشر مع مقدّمة لنا بدار الكتاب العربي، بيروت 1411 هـ/ 1991 م. (¬8) هو الحسن بن أحمد بن يزيد، شيخ الشافعية. توفي سنة 328 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 226، 227 رقم 379 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) في "ب": "سنة تسع وعشرين وثلاثماية". (¬10) توفي الراضي = أبو العباس محمد بن المقتدر. في سنة 329 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 267 - 269 رقم ص 4 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) الإنباء 327، الكامل 7/ 89. (¬12) هو أبو محمد الحسن بن علي بن خَلَف، رئيس الحنابلة. توفى سنة 329 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 258 - 260 رقم 434 وفيه مصادر ترجمته. وهو في الأصل: "البربهيري".

سنة ثمان وعشرين وثلاثماية

حُلّي بناء جامع براثا (¬1) وخُطِبِ فيه) (¬2) (¬3). سنة ثمان وعشرين وثلاثماية (¬4) / 132/ وفاة المحامليّ (¬5). ودخل توزون الموصل (¬6). ومات أبو عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياريّ (¬7) مصنّف كتاب (¬8) "الوزراء" (¬9). وفيها (¬10) ظهر كوكب بذُؤآبة (¬11). سنة تسع وعشرين وثلاثماية (¬12) مولد أبي العباس أحمد القادر (¬13). ¬

_ (¬1) مهملة في الأصل. (¬2) الخبر في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 120 وفيه: "وفي هذه السنة [329 هـ]، فُرغ من بناء مسجد براثا وجُمع فيه". و"براثا": بالثاء المثلثّة، محلّة كانت في طرف بغداد في قِبلة الكَرْخ وجنوبي باب محوّل، وكان لها جامع مُفرَد تصلّي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره، وكذلك المحلّة لم يبق له أثر، قال ياقوت: فأمّا الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستُعملت في الأبنية. وفي سنة 329 فُرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة ... (معجم البلدان 1/ 362). (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "ب": "سنة ثلاثين وثلاثماية". (¬5) هو أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد الضبّي، البغدادي، المحاملي، القاضي توفي سنة 330 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (321 - 330 هـ) 281 - 283 رقم 489 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) هكذا في النسختين والصواب: "دخل توزون بغداد". انظر الكامل 7/ 117 وفيه مصادر أخرى. (¬7) توفي الجهشياري في سنة 331 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 8 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) في "ب": "كتابي". (¬9) هو كتاب "الوزراء والكُتّاب"، وقد طُبع، كما طبعت منه نصوص ضائعة. (¬10) من "ب". (¬11) خبر الكوكب ينفرد به المؤلّف. (¬12) في "ب": "سنة إحدى وثلاثين وثلاثماية". (¬13) هو الخليفة العباسي أحمد بن إسحاق بن جعفر. ولد سنة 336 هـ. انظر تاريخ الإسلام (421 - 440 هـ) 77.

سنة ثلاثين وثلاثماية

ومات محمد بن إسماعيل الحكيم الأندلسيّ (¬1). ومات سنان (¬2) بن ثابت بن قُرّة. وخرج الإخشيد من مصر إلى الشام، وكتب إلى عبده (¬3) كافور بما يحبّ أن يقف عليه: "أطال الله بقاءك، إنّي لقيت أمير المؤمنين (المتّقي) (¬4) بشاطئ الفرات فأكرمني وحياني، وقال: كيف أنت يا أبا الفضل، أو يا أبا بكر؟ " (¬5). سنة ثلاثين وثلاثماية (¬6) مَلَكَ سيف الدولة حلب (¬7). ومقتل البريديّ (¬8). سنة إحدى وثلاثين وثلاثماية (¬9) قِران (¬10). وقبض توزون على المتّقي لله وسَمَلَه (¬11). ¬

_ (¬1) هو محمد بن إسماعيل القرطبي النحوي، ويُعرف بالحكيم. توفي سنة 331 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 60، 61 رقم 24 وفيه مصادر أخرى. (¬2) في "أ": "شبل" وهو غلط، والمثبت من "ب"، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 8، والكامل 7/ 123، والبداية والنهاية 11/ 206 وفيه: "ثابت بن سنان" وهذا وهْم، والنجوم الزاهرة 3/ 279 (سنة 331 هـ). (¬3) في "أ": "إلى عنده". (¬4) ليست في "ب". (¬5) قارن بتجارب الأمم 2/ 67، وتاريخ الأنطاكي 46. (¬6) في "ب": "سنة اثنتين وثلاثين وثلاثماية". (¬7) تكملة تاريخ الطبري 1/ 146، زبدة الحلب 1/ 105، أخبار الدولة الحمدانية 30، الكامل 7/ 153، 154، تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 21. (¬8) في النسختين: "اليزيدي". والتصحيح من: تكملة تاريخ الطبري 1/ 138، وتجارب الأمم 2/ 51 و 53، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 132، والإنباء في تاريخ الخلفاء 172، والمنتظم 6/ 336 (113/ 35)، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 7، والنجوم الزاهرة 3/ 280، والكامل 7/ 126. (¬9) في "ب": "سنة ثلاث وثلاثين ثلاثماية". (¬10) أي قِران الأبراج. (¬11) في "أ": "سلمه"، والتصحيح من "ب"، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 141، 142، وتجارب الأمم 2/ 69 - 71، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 146 - 150، وتاريخ الأنطاكي 46، والإنباء=

سنة اثنين وثلاثين وثلاثماية

وكانت خلافته ثلاث سنين وأحد (¬1) عشر شهرًا (¬2). وكان القحط في زمانه، حتى كان الحُرَم من قصر الرُّصافة ينادون: "الجوع الجوع" (¬3). وخَلَف المستكفي. سنة اثنين (¬4) وثلاثين وثلاثماية (¬5) /133/ توفي محمد بن طُغْج (¬6) والي الإخشيد، بدمشق، رحمه الله. ومات أبو القاسم محمد القائم (¬7) بن المهديّ، صاحب المغرب. وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة وسبعة أشهر (¬8). وجلس ولده إسماعيل المنصور. ووزر (¬9) عبد الرحمن بن عيسى بن الجرّاح (¬10) ¬

_ = 333، والعقد الفريد 5/ 126، والإنباء في تاريخ الخلفاء 173، 174، والمنتظم 6/ 338، 339 (13/ 39)، والفخري 287، والكامل 7/ 134، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 19، والبداية والنهاية 11/ 210، والنجوم الزاهرة 3/ 282. (¬1) في "أ": "إحدى". (¬2) تكملة تاريخ الطبري 1/ 119، الإنباء 333، وفي الكامل 7/ 134 "ثلاث سنين وخمسة أشهر وثمانية عشر يوماً". (¬3) تكملة تاريخ الطبري 1/ 127، الإنباء 334، تاريخ الأنطاكي 37، تاريخ حلب 289، الكامل 7/ 98، الأوراق للصولي 105، 106، مختصر التاريخ 183، العبر 2/ 219، دول الإسلام 1/ 202، تاريخ الإسلام (330 هـ) ص 67، مرآة الجنان 2/ 296، والبداية والنهاية 11/ 201، النجوم الزاهرة 3/ 273. (¬4) كذا. (¬5) في "ب": "سنة أربع وثلاثين وثلاثماية". (¬6) توفي (ابن طغج) في سنة 334 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 111، 112 رقم 150 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) في "ب": "محمد بن القائم" وهو غلط. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 114 - 116 رقم 157 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) تاريخ الأنطاكي 56، الإنباء 357. (¬9) في "ب": "ووصل". (¬10) لم أجد هذا الخبر في المصادر.

سنة ثلاث وثلاثين وثلاثماية

ومات الشبلي (¬1)، (قدّس الله روحه) (¬2). (ومات محمد بن العفيف (¬3) بصنعاء اليمن) (¬4). سنة ثلاث وثلاثين وثلاثماية (¬5) بقي الثلج خمسين يوماً (¬6). ومات أبو القاسم عمر بن الحسين (¬7) الخِرَقي (¬8) رحمه الله (¬9). ومات أبو العباس بن القاصّ الطبريّ، صاحب ابن سريج (¬10). وخُلع (¬11) المستكفي، وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر وأياماً (¬12) وخَلَف المطيع. سنة أربع وثلاثين وثلاثماية (¬13). كان الغلاء العظيم بالشام (¬14). ¬

_ (¬1) هو أبو بكر الشبلي الصوفي، توفي سنة 334 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ)، 116 - 120 رقم 159 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) ما بين القوسين من "ب"، وفي "أ": "رحمه". (¬3) لم أجده له ذِكراً في المصادر. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) في "ب": "سنة خمس وثلاثين وثلاثماية". (¬6) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) في النسختين: "الحسن". (¬8) في "ب": "الحرمي"، والمثبت عن "أ"، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 109 رقم 145 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) في "ب": "- رضي الله عنه -". (¬10) في "أ": "شريح"، والمثبت من "ب" وهو يتفق مع: الدرّة السنية 393، وهو أحمد بن أبي أحمد الطبري أبو العباس ابن القاصّ الشافعي. توفي سنة 335 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 121، 122، رقم 162 وفيه مصادر ترجمته، وفي تاريخ حلب 292 "العاص". (¬11) في النسختين: "ومات"، وما أثبتناه هو الصواب، إذ كانت وفاة المستكفي في سنة 338 هـ. وقد نقل ابن أيبك في الدرّة السنية 393 الخبر عن المؤلّف، ولكنّه صحّحه، فقال في آخر حوادث سنة 335 هـ: "وقيل في هذه السنة توفي المستكفي. والأول أصحّ. والله أعلم". (¬12) الإنباء 338، الكامل 7/ 159. (¬13) في "ب": "سنة ست وثلاثين وثلاث ماية". (¬14) نقل ابن أيبك عن "البرق الشامي" تفصيلاً لهذا الخبر فقال: "قال صاحب البرق الشامي إنه حصل في هذه السنة في الشام بكماله غلاء عظيم حتى أكلت الناس المَيْتَة وبعضهم البعض، فجلبت الناس الغِلال من مصر، واتّفق خِسْة نِيلها، فتحرّكت الأسعار أيضاً بمصر". (الدرّة السنية 394).

(ومات أبو الحسين (¬1) أحمد بن جعفر المنادي) (¬2). ومات الشاشي (¬3) ابن سريج (¬4)، وعنه انتشر العلم بما وراء النهر. وفيها قصد (¬5) المطيع وبجكم (¬6) التركي لحرب سيف الدولة الحسين بن حمدان (¬7). وفيها وافى عبد الصمد بن القاهر (¬8) من بغداد إلى/ 134/ كافور صاحب مصر. وكان وليّ عهده، فأكرمه وأنزله (¬9) في داره كما فعل بمثله، وأقام عليه البوّابين (¬10) وألزمه داره فلم يقبل وألزم (¬11) الركوب، فنزلت مرتبته وأطرحه كافور، إلّا أنه لم يقطع (عنه راتبه) (¬12). فلما فتح مصر جوهر المُعِزّي هرب إلى بغداد ماشياً وفي كتفه (¬13) مِخْلاة (¬14). وفيها صادر كافورُ صالحَ بنَ نافع، وباع جميع ما يملكه (¬15). ¬

_ (¬1) في الأصل: "أبو الحسن"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 134، 135، رقم 189 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) في "أ": "الساسي". (¬4) في "أ": "صاحب بن شريح"، وفي "ب": "صاحب ابن سريح"، والصواب هو: الهيثم بن كُلَيب بن سُريج بن معقل أبو سعيد الشاشي الحافظ، مصنّف "المُسند"، توفي سنة 335 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 1332، 133 وقم 187 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) في "ب": "قعد". (¬6) في "أ": "وتحكم"، وكذا في "ب". (¬7) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬8) في "ب": "الناهو"، والمثبت من "أ" يتفق مع: الإنباء 325 وهو أبو الفضل. (¬9) في "ب": "وألزمه". (¬10) في "ب": "الحرس". (¬11) في "ب": "فلزم". (¬12) من "ب". (¬13) في "ب": "وعلى كتفه". (¬14) هذا الخبر ينفرد به المؤلّف. (¬15) الخبر في الدرّة السنية 394 بأطول من هنا: "وفيها صادر كافور صالحَ بنَ نافع وأخذ منه أموالاً جمّة، وسببها أنّ صالحاً كانت عنده غلال عظيمة فأباعها بأغلى الأثمان. ونفذ كافور يطلب منه غلالاً ويستعيدها في قابل، فاحتجّ أنه لم يبق عنده غير خمس ماية إردبّ. فسُعي به، فوُجد عنده تسعة آلاف إردبّ بُرّ خارجاً عن بقيّة الحبوب فأُخِذت منه وفُرّقت، وصُودر وأُخذت منه أموال عظيمة".

سنة خمس وثلاثين وثلاثماية

سنة خمس وثلاثين وثلاثماية (¬1) (وفاة منقذ بن نصر الخرائطيّ، صاحب اعتلال القلوب) (¬2) (¬3). وفيها فتح سيف الدولة بن حمدان أَززَن الروم (¬4). وفيها أمر كافورُ تِكّينَ والي الإسكندرية بنفي (¬5) [بدر الدين] (¬6) إلى أقريطش. فقال تكين: واللهِ لا فرْقت بينه وبين ولده، فسمع كافور، فنفّذه إلى دمياط، فأقام بها محبوساً (¬7) عشرين سنة، يُجْري عليه في كلّ سنة ماية دينار. وسببه أنه أبى (¬8) أن يكاتبه بالأستاذ، وقال: أنا خير منه، فجرى عليه ما جرى. سنة ست وثلاثين وثلاثماية (¬9) فيها بلغ فاتكَ أميرَ حاجّ مصر أن أبا القاسم الحَسَنيّ المعروف بابن العمّ تقدّم في غير موضعه في الطريق، فأتاه فاتك فكسر محمله/ 135/ وهتكه، فتوجّع له في ذلك. فقال: أنا رأيت البارحة جدّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (في نومي) (¬10) وقال لي: يكفى (¬11) بمكة. فلما حصل فاتك بمكة حملت عليه أهل مكة، فألقى نفسه من الدار، فتكسرت يداه ورِجلاه (¬12). ¬

_ (¬1) في "ب": "سنة ثلاثماية وسبع وثلاثين". (¬2) هكذا في الأصل. وهنا يقع الخلط. فمنقذ بن نصر ليس هو الخرائطي صاحب اعتلال القلوب، بل هو جد ملوك بني منقذ. وقد تقدّم في حوادث سنة 325 هـ. و"الخرائطي" هو أبو بكر محمد بن جعفر ... توفي سنة 327 هـ. وقد تقدّم أيضاً في حوادث سنة 325 هـ. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب"، وهو مُقْحَم هنا. (¬4) الخبر في: الدرّة السنية 395 وقد سقطت منه "أرزن" وهو ينقل عن "البرق الشامي" في حوادث سنة 337 هـ. والذي في المصادر في حوادث سنة 337 هـ: "سار سيف الدولة بن حمدان إلى بلد الروم، فلقيه الروم، واقتتلوا، فانهزم سيف الدولة، وأخذ الروم مَرْعَش، وأوقعوا بأهل طرسوس". (الكامل 7/ 184 وفيه مصادر أخرى). (¬5) في "أ": "ينفي". (¬6) إضافة من الدرّة السنية 395. (¬7) الخبر حتى هنا في الدرّة السنية 395، ولم أعرف من هو "بدر الدين"؟ ولعلّه: "بدر الإخشيدي". (¬8) في "أ": "أبا". (¬9) في "ب": "سنة ثمان وثلاثين وثلاثماية". (¬10) ليس في "ب". (¬11) في "ب": "تكفى". (¬12) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر.

سنة سبع وثلاثين وثلاثماية

وفيها كثُر النزاع (بمصر) (¬1) بين القضاة، وحُمل مال عظيم (إلى كافور) (¬2) فنادى كافور: برئت من أحدٍ دخل بيت القضاة بوجهه (¬3) ولا سبب (¬4). وفيها كانت زلزلة عظيمة بمصر ليلاً، وخرج الناس من منازلهم (¬5). وفيها أمر كافور بنفي ابن قَرَماش (¬6) إلى إقريطش، وخرج إليها. وسببه أنه كان رأسَ فتنةٍ وإنسانَ سوء (¬7). سنة سبع وثلاثين وثلاثماية (¬8) مات أبو القاسم الزجّاجي (¬9)، النحويّ، ببغداد. ورُدّ الحجر الأسود إلى الكوفة، ثم إلى مكة (¬10). ¬

_ (¬1) ليست في "ب". (¬2) من "ب". (¬3) في "ب": "بونجه". (¬4) ينقل ابن أيبك هذا الخبر باختصار عن البرق الشامي، فيقول: "وفي سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاثمائة كثر النزاع بين القضاة بمصر وحملوا أموالاً عظيمة لكافور". (الدرّة السنية 395). (¬5) قال ابن أيبك: "وفيها كانت زلزلة عظيمة بمصر، وخرج الناس على وجوههم هاربين إلى الصحارى. هذا ما ذكره صاحب البرق الشامي. وأما غيره من جماعة أرباب التواريخ المصرية، مثل القاضي القضاعي، وابن عسكر، وغيرهم، فذكروا أنّ الزلزلة كانت بمصر في سنة أربعين وثلاثمائة حسبما يأتي من ذلك". (الدرّة السنية 395)، وانظر: تاريخ الأنطاكي 80، والمقفّى الكبير 2/ 319. (¬6) في "ب": "قرماس". (¬7) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر، وانظر: المغرب في حلى المغرب 1/ 198. (¬8) في "ب": "سنة ثلاث ماية وتسع وثلاثين". (¬9) هو عبد الرحمن بن إسحاق، توفي سنة 340 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 191 رقم 316 وفيه مصادر ترجمته. (¬10) خبر الحجر الأسود في: التنبيه والإشراف 346، وتاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 56 وفيه أنّ الحجر رُدّ إلى مكانه من ركن الكعبة في ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهو غلط، وتجارب الأمم 2/ 126، 127، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 163، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 191، والإنباء 318، وتاريخ حلب 294، وتاريخ أخبار القرامطة 57، والمنتظم 6/ 367 (14/ 80، 81)، وتاريخ الزمان 59، والفخري 289، والمختصر في أخبار البشر 2/ 98، ونهاية الأرب 23/ 189، والدرّة السنية 396، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 43، ودول الإسلام 1/ 210، والعبر 2/ 249، وتاريخ ابن الوردي 1/ 284، والبيان المغرب 1/ 220، والدرّة المضيّة=

(ومات أبو نصر الفارابيّ (¬1) بدمشق) (¬2). ونُقلت السنة إلى سنة ثلاثماية وأربعين ووردت الأخبار إلى كافور صاحب (مصر) (¬3) بتسيير صاحب البربر إلى الواحات، فقتل وأسر وأحرق (¬4) النخل (¬5). وفيها كانت/ 136/ زلزلة عظيمة (¬6) (لستٍّ خَلَون من صفر) (¬7). وفيها مات إبراهيم بن موفّق الأثطّ (¬8)، صُعِق وهو ساجد في الجامع (¬9). وورد الخبر على كافور أنّ سيلاً أخذ حاجّ (¬10) مصر في رجوعهم، فانكفّ أكثر الناس (¬11). ¬

_ = 93، 94، ومرآة الجنان 2/ 328، والبداية والنهاية 11/ 223، ومآثر الإنافة 1/ 309، واتعاظ الحنفا 1/ 284، 185، والنجوم الزاهرة 3/ 301، 302، وتاريخ الخلفاء 399، وشذرات الذهب 2/ 348، والكامل 7/ 190، وتاريخ الأنطاكي 79، 80، ونزهة المالك، ورقة 81. (¬1) هو محمد بن محمد الفارابي، أبو نصر، الحكيم الفيلسوف. توفي سنة 339 هـ. (انظر عنه في: تاريخ الإسلام 331 - 350 هـ). 181 - 183 رقم 301 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) ليست في "ب". (¬4) في "أ" "وعقر"، والمثبت من "ب". (¬5) ذكر الأنطاكي هذا الخبر في سنة 339 هـ. فقال: "وفي هذه السنة توجّه ملك النّوبة إلى الواحات من أعمال مصر وقتل وسبى وأحرق وأفسد أشياء كثيرة". (تاريخ الأنطاكي 79)، ومثله في: المقفّى الكبير 2/ 318. (¬6) الدرّة السنية 396. (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب"، والخبر سيعاد في السنة التالية. (¬8) لم أجد لإبراهيم بن موفّق ترجمة. أمّا الأثط: بفتح الألِف والثاء المثلّثة والطاء المهملة المشدّدة في آخرها. هذه النسبة إلى الصف. والمشهور بهذه النسبة: أبو العلاء أحمد بن صالح الأثط الصوري من أهل صور. انظر عنه في: الأنساب لابن السمعاني 1/ 136، وتاريخ دمشق 34/ 28، واللباب 1/ 12، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 1 ج 1/ 303، 304 رقم 125. (¬9) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬10) في "أ": "جامع"، والمثبت من "ب". (¬11) ذكر "ابن إياس" هذا الخبر في سنة 349 هـ، فقال: "من الحوادث أنّ فى سنة تسع وأربعين=

سنة ثمان وثلاثين وثلاثماية

سنة ثمان وثلاثين وثلاثماية (¬1) وصل أبو علي الفارسيّ (¬2) رسولاً إلى سيف الدولة بن حمدان، وناظَرَ ابن خالَويهْ (¬3) في أسماء السيف (¬4). وفي هذه السنة ابتدأ النزاع بين كافور وبين الدَّيْلَميّ صاحب بغداد في إقامة الدعوة، وكان كل واحدٍ منهما ينفق مالاً جزيلاً (¬5). وجاءت زلزلة بمصر يوم الأحد (لستٍّ خَلَون) (¬6) من صفر، ثم عادت في ربيع الآخر، وخرج أهل بَنْها العسل إلى الصحراء، وأدخلوا البهائم في (¬7) الغَيْط، وانشقّت الأرض، ثم مكثت ستة أشهر فلم تعُد (¬8). ¬

_ = وثلاثماية جاءت الأخبار بأنّ السيل نزل على الحجّاج وأخذهم عن آخرهم وألقاهم في البحر المالح". (بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 178). (¬1) في "ب": "سنة ثلاثماية وأربعين". (¬2) هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي الفَسَوي النحوي، صاحب التصانيف. توفي سنة 377 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (351 - 180 هـ). 608، 609 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالَوَيْه الهمذاني، النحوي، اللُّغوي. توفي سنة 370 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (351 - 380 هـ). 439، 440 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. أمّا الديلميّ فالمرجّح أنه: أبو علي ركن الدولة بن بُوَيه بن فتّاخسرو والد السلطان عضد والدولة. (¬6) ليس في "ب". (¬7) في "ب": "من". (¬8) في الدرّة السنية 396: "وفي سنة أربعين كانت الزلزلة العظيمة بمصر في شهر صفر، ثم عادت في ربيع الأول حتى هجر الناس منازلهم وآدُرَهُم وسكنوا الصحارى، وانشقّت عدّة أماكن من الأرض وظهر منها ماء مُنْتِن، وأقامت الزلزلة تعاود ستة أشهر". وفي العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 193: "وفيها كانت بمصر زلازل عظيمة توالت ثلاثة أيام وخُسف ببعض قُراها حتى صار أعلاها أسفلها وهلك من كان فيها". وفي تاريخ الأنطاكي 80: "وحدث بمصر وأعمالها زلزلة في الليلة التي صباحها يوم الإثنين لعشبر خَلَون من ربيع الآخر سنة أربعين وثلاثماية، وتساقطت منها عدّة دُور، ومات منها خلق من الناس، وانفجرت عيون ماء في غير موضع، وانشقّت منها منارة الإسكندرية".

سنة تسع وثلاثين وثلاثماية

ودخل محمد بن عاصم (الشاعر) (¬1) على (¬2) كافور (وفى يده/ 137/ يد ابن الحدّاد، فقال: أيّها الأستاذ، هذا العالم المفتي. فقال كافور: أيّ شيء خبر الخصيبي (¬3)، ما قصد به؟ فغضب ابن الحدّاد، فقال متمثّلاً: فلو كنت ضَبّيًّا عرفتَ قرابتي ... ولكنَّ زنجيًّا عظيم المشافر فوضع السّبكي كاتب كافور يده على فم ابن الحدّاد لئلّا يُتمّ البيت، وقرّر الأمر على حضوره. وحجّ في تلك السنة فخرج في محمله وهو يقول: خرجت من مصر وخلّيتها للخصيبي، اللهمّ لا تُمِتْني في أرض غربة. فحجّ ورجع، ومات بمصر في تلك السنة (¬4). سنة تسع وثلاثين وثلاثماية بنى سيف الدولة الحَدَث (¬5). وأسر قسطنطين ولد الدُّمُسْتُق (¬6). وفيها وُلد العزيز خليفة مصر (¬7). وفيها نشأت سحابة والشمس في ثمان (¬8) عشر درجة من الجوزاء بأصبهان وما ¬

_ (¬1) في "أ": "بن عاصم بن الحداد"، والمثبت من "ب". (¬2) في "أ" فدخل على. (¬3) في الأصل: "خبر الخصبي". (¬4) انظر: المقفَّى الكبير 5/ 256. وسيُعاد ثانية في آخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثماية. (¬5) كان بناء حصن الحَدَث في سنة 343 هـ. (¬6) تاريخ الأنطاكي 84 وفيه: قسطنطين بن الدومستيقُس بردس الفوقاسي. وفي الكامل 7/ 209، وانظر الخبرين في: تاريخ الأنطاكي 83 - 85، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 169، وديوان السري الرفاء 102، وتاريخ حلب 295، وزبدة الحلب 1/ 123، 124، وديوان المتنبّي بشرح العُكْبري، وأخبار الدولة الحمدانية 33، والأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة ج 3 ق 1/ 304، والكامل 7/ 209، وكنوز الذهب لابن العجمي، الورقة 24، وسيف الدولة لكانار 96 - 99، والعبر 2/ 258، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 216، والنجوم الزاهرة 3/ 309، وشذرات الذهب 2/ 361، والمنتظم 14/ 90. (¬7) هو أبو المنصور نزار، العزيز بالله. وكانت ولادته في سنة 344 هـ. (الإنباء 365، أخبار الدول المنقطعة 42). (¬8) الصواب: "ثماني".

والاها، فأرسلت مطر (¬1) ودام ذلك السحاب سبعة أيام بلياليها حتى استدّت البلاليع، وبطلت الرحا، وفاضت المياه. ومكث الناس أربعة عشر يوم (¬2) بطّالين من زيادة الأنهار، وغرق الزرع، وقلع الأشجار (¬3). وكانت زلزلة عظيمة في يوم الأحد لثلاثٍ بقين من جمادى/ 138/ الأولى (¬4). وفي شعبان من هذه السنة وافا (¬5) أهل دمشق إلى مصر، ورفعوا إلى كافور في ابن طاهر (¬6)، وتظلّموا منه وشَكَوْه. وكان سيف الدولة قد أقطعه ضَيْعة يقال لها: ناصيف بالمَعَرَّة (¬7). و(قيل إن المتنبّي) (¬8) بعث إلى المَعَرَّة يطلب نجّاداً يعمل جباباً لغلمانه، فخرج ¬

_ (¬1) الصواب: "مطراً". (¬2) الصواب: "يوماً". (¬3) ورد هذا الخبر بتفاصيل أكثر في (تاريخ سِنِيّ ملوك الأرض 148، 149) في حوادث سنة 344 هـ. وهو: "وفي هذه السنة التي هي أربع وأربعين لثلاثٍ بقين من شهر ربيع الآخر، ماه مرداد روزآذر بعد الزوال بدأت مطرة برعد وبرق سال لها الميازيب والشمس صرع ذلك منبسطة على وجه الأرض لا غيم في وجهها، فلما قرُب المساء تراكم الغيم وعاد المطر بعد أن خفّ، وما زال يشتدّ حتى صار وابلاً، وانضاف إليه رعد وبرق هائلان، فدام عامّة الليل. وسُمع في الثُّلث الأول من الليل هدّة من الجوّ هائلة، فأصبح الناس وقد انسدّت الطرق بالسيل لامتلاء البواليع. ثم أمسى الناس من الغد روز أشتاد، فابتدأ البرق بالأفق من ناحية المغرب، ودام كالنار المتأجّجة دائراً على أُفق الجنوب حتى بلغ مشرق الشتاء في آخر الليل لا هُدُوّ فيه ولا فُرجة محدودة بين الوفدة منه والأخرى، ولم يكن معه رعد البتّة، ثم أصبح الناس من غد تلك الليلة روز آسمان، وقد مدّ الوادي بماء مختلط بالطين مُنتن، ولم يُعهد قبله مثله في الحُمرة والكُدُورة. وقدّر المقدّرون في الوادي دون الأنهار ثلاثين رحى، ثم زاد حتى طبّق الوادي وركب الجزائر، وانتهى عند الزوال منتهاها، فقدّر الناس في الوادي ألف رحى، وبقي على حال الزيادة والكدورة أربعة عشر يوماً. فمثل هذا الحادث الخارج عن العادة إذا لم يُدوّن يُبتر، ولم يقبل من بعد قول حاكيه فيه". وسيعيده المؤلف في حوادث سنة 344 هـ. (¬4) لم أجد هذا الخبر في المصادر، والموجود في سنة 340 هـ. زلازل بحلب وغيرها. (كنوز الذهب في تاريخ حلب، سبط ابن العجمي الحلبي (ت 884 هـ). تحقيق د. شوقي شعث والمهندس فالح البكور - طبعة دار القلم العربي، حلب 1417 هـ./ 1996 م. - ج 1/ 139). (¬5) الصواب: "وافى". (¬6) لم أجد له ترجمة في المصادر. (¬7) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) عن هامش المخطوط بخط دقيق.

إليه وبقي عنده سبعة أيام، فأعطاه قيراطين ذهباً، فصعُب عليه، فقال له المتنبّي: لو وضعت إحدى رِجليك على طور سينا والأخرى على عَرَفات، وتناولت قوس قُزَح، وقايمة العرش، وندفْتَ قُطْن السحاب، ما أعطيتك دينارين (¬1). وفيها عصى فاتك (¬2) بالفيوّم، فجمع كافور وجوه الإخشيدية، وقال: فاتك واحدٌ منكم، فإنْ كنتم راضين بفِعله عرّفوني. قالوا: لا. قال: اخرجوا إليه. فخرجوا إليه. فسار إليهم فاتك ودخل صُحبتهم إلى مصر وكلّهم يحجبونه، فدخل إلى كافور فأكرمه، وأخرج من باب الصاغة) (¬3) (¬4). (ودخل محمد بن عاصم الشاعر) (¬5) على كافور فأنشده قصيدة يمدحه فيها، من جُملتها: ما زُلزلت مصر من خوف (¬6) يُراد بها ... لكنّها رقصت من عدلكم (¬7) فرحا / 139/ فأجازه كافور بألف دينار (¬8). وهو الذي حثّ المتنبّي على الطلوع إلى كافور. ¬

_ (¬1) سيعاد هذا الخبر في حوادث سنة 347 هـ. (¬2) هو الأمير أبو شجاع فاتك المجنون الرومي، كان رفيق كافور، فلما مات الإخشيد تقرّر كافور مدبّراً لولد الإخشيد، فأنف فاتك المجون من الإقامة بمصر كيلا يكون كافور أعلى مرتبة منه، وانتقل إلى إقطاعه، وهي بلاد الفيّوم، توفي سنة 350 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ) 447 - 449 رقم 471 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬4) من قوله: "وفي يده يد ابن الحدّاد .. " حتى هنا ليس في "ب". (¬5) ما بين القوسين من "ب". وفي "أ": "وأرسل إليه الشاعر على كافور". (¬6) وفي رواية: "من سوء". (¬7) في "ب"، ووفيات الأعيان: "من عدله". (¬8) الخبر والبيت في: وفيات الأعيان 4/ 103، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 181.

وفيها ابتدأ كافور بالجلوس للمظالم وبحضرة أبو (¬1) الفضل جعفر بن الفضل الوزير (¬2) والقضاة والفقهاء والشهود (¬3). وذُكر عنه أنه كان يلبس خاتميه في يمينه، فإذا كان يوم مجلس المظالم حوّلهما إلى يساره (¬4). وفيها ورد الخبر إلى كافور بوفاة تكّين والي طبريّة، فأنفذ صالحَ بنَ نافع يقبض ترِكَتَه (¬5). وفيها قوي سلطان كافور وكثُرت أمواله، (وكانت) (¬6) وظيفته في مطبخه كل يوم من اللحم ألفَي رطل وسبع ماية رطل، وماية دجاجة، وثلاثماية فرخ حمام، وثلاثماية فرّوج، وعشر وَزّات، وعشرين خروفاً، وثلاثين جَدْياً، وعشرة فراخ سمك، وثلاثماية صحن حلواء، وألف جامة يابسة، وستة أفراد نُقْل (¬7)، وألف كوز فقّاع. وكانت له خزانة أشربة يخرج منها كل يوم ماية قِرابة تفرَّق في خاصّته. وكان عبد الله بن القاضي (¬8) يهدي إليه في كل سنة ماية ألف سَفَرْجَلَة تُعمَل شراباً، مع ما يُهدَى إليه من غيره وكان قد اجتمع إليه من الغلمان الأتراك ألفٌ وستين (¬9) غلاماً يُغلَق عليهم باب داره، وتمام ألفَي/ 140/ غلام مُنتَمين سوى المولّدين والسودان الذين هم خارج الدار، ويكون الجميع ماية ألف مملوك. ولم يكن هذا لمولاه الإخشيد (¬10). ¬

_ (¬1) الصواب: "أبي". (¬2) في "أ": "والوزير" وهو خطأ. وهو جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات المعروف بابن حِنْزابة. توفي سنة 391 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (381 - 400 هـ. 249 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الخبر في الدرّة السنية 396 دون ذكر الوزير. (¬4) ينفرد المؤلّف بهذه المعلومة. (¬5) ينفرد المؤلّف بهذه المعلومة. ولم أجد لتكّين والي طبرية ترجمة. أمّا صالح بن نافع فقد تقدّم ذِكره في آخر حوادث سنة 334 هـ. (¬6) من "ب". (¬7) في "أ": "بقل"، والمثبت من "ب". (¬8) كُتبت محيّرة في "ب": "العاص" أو "العاصي"، ولعلّه هو القاضي عبد الله بن الوليد. (الدرّة السنية 392 و 393 فى حوادث سنتي 335 و 336 هـ). (¬9) الصواب: "وستون". (¬10) ينقل ابن أَيبك هذا الخبر بشيء من الاختلاف عن كتاب يُدعى "تاريخ القيروان" دون ذكر مؤلّفه. "قال صاحب تاريخ القيروان: إنه بلغ مما كان يُعمل في مطبخ كافور لما قوي سلطانه وكثُرت أمواله في كل يوم من اللحم ألفين وسبع ماية رطل، وخمسماية طائر دجاج، وألف=

أخبار كافور

سنة أربعين وثلاثماية (¬1) ورد الخبر على كافور بوفاة المنصور (¬2) بالمغرب. وكانت ولايته سبع سنين وستة عشر يوماً (¬3). وخلّف ابنه المعتزّ. وردت الوفود من أسوان إلى كافور يشكون ملك النوبة، فندب إليهم بعض أصحابه (¬4). وفي هذه السنة كانت محنة أحمد (بن بهزاد) (¬5) السيرافي (¬6) المحدّث. (شيخ ثقة. فأملى يوماً في منزله حديث السائل الذي جاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، صلوات الله عليه، فسأله عنه، فأنكر الفقهاء عليه روايته، وبقي في بيته بمصر إلى حين وفاته) (¬7). وفيها وصلت مراكب الروم إلى الإسكندرية يطلبون الفداء، فكتب والي الإسكندرية إلى كافور بذلك، فأذِن لهم، فخرج الفقيه أبو بكر بن الحدّاد ومعه الدنانير والدراهم والخواتم والثياب وجماعة من أهل مصر، ووقع الفداء، فكان الرجل من المسلمين يخرج/ 141/ من المراكب فيُكْسَى ويُطَيَّب ويُعطَى الدنانير والدراهم، ويُعدل به إلى الطعام فيأكل وينصرف (¬8). ¬

_ = طائر حمام، ومائة طائر إوَزّ، وخمسون خروفاً رميساً، ومائة جدْي مُسمّن، وعشرون فرخ سمك، وخمس مائة صحن حلواء، في كل صحن عشرون رطلاً، ومائتان وخمسون طبق فاكهة، وعشرة أفراد نُقل، وألفين وخمسمائة كوز فُقّاع كبير، ومائة قرابة سُكر وليمون. وكان قد اجتمع عنده من المماليك التُّرك ألفين وخمسمائة مملوك بشراء ماله، وعظُم أمره من هذه السنة وما بعدها". (الدرّة السنية 397، 398 حوادث سنة 339 و 340 هـ)، وقارن ببدائع الزهور ج 1 ق 1/ 184، والنجوم الزاهرة 4/ 9 وهو ينقل عن الدرّة السنية باختلاف ألفاظ. (¬1) في "ب": "سنة ثلاثماية وإحدى وأربعين". (¬2) هو أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله. توفي سنة 341 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 241 - 243 رقم 376 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) الإنباء 358، ووقع في النسخة "ب" بياض: "وكانت ولايته وسبعة أشهر". (¬4) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬5) في "أ": "بهراد"، وليس في "ب". (¬6) توفي السيرافي سنة 346 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 343، 344 رقم 570 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) الخبر باختصار في: الدرّة السنية 398.

سنة أحد واثنين وأربعين وثلاثماية

وفيها كثُر وقْع الدّور بمصر، واضطربت الناس لذلك اضطراباً كثيراً. واشتدّ الغلاء بمصر، وطُلب الخبز فلم يوجد، وثارت الرعية فكسروا المنبر (¬1). سنة أحد واثنين (¬2) وأربعين وثلاثماية خاليتان (¬3) سنة ثلاث وأربعين وثلاثماية (¬4) أوقع سيف الدولة ببني كِلاب (¬5). وفيها كان الطاعون (¬6). ووقع الحريق بمصر، واحترق سوق البزّازين (¬7) وقيسارية العسل، وجاء الليل عليه فأصبح الناس على خطرٍ عظيم، فركب كافور وأمر بالنداء: "من جاء براوية، جَمَل أو بغل أو حمار أو قِربةً أو جَرّة أو كوز، فله درهم" (¬8)، فكان مبلغ ما احترق من الرَّبْع سوى ما كان فيه من التجارات ألف (¬9) وسبع ماية دار بما فيها. وبلغ (¬10) الحريق إلى شاطئ النيل، وحُسِبت نفَقَة الطفْي فكانت أربعة عشر ألف درهم (¬11). وفي هذه السنة نزلت الروم بالفَرَما، فنفر إليهم المسلمون (¬12). / 142/ وأُتي بأعرابٍ (¬13) من ناحية مَدْيَن فطيف بهم لأنهم كانوا أخذوا الحاجّ قديماً (¬14). ¬

_ (¬1) قارن بالمقفّى الكبير 2/ 318. (¬2) الصواب: "سنة إحدى واثنتين". (¬3) في "ب": "سنة ثلاثماية واثنين وأربعين". (¬4) من هنا تتفق السنة بين النسختين. (¬5) تاريخ حلب 295، الدرّة السنية 399، وانظر: ديوان أبي الطيب بشرح العكبري 1/ 75. (¬6) الدرّة السنية 399. (¬7) في الدرّة السنية: "الزيّاتين"، والمثبت يتفق مع: بدائع الزهور. (¬8) في بدائع الزهور: "فله مائة درهم". (¬9) الصواب: "ألفاً". (¬10) في "ب": "وراح". (¬11) الدرّة السنية 399، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 183. (¬12) الدرّة السنية 399، المقفَّى الكبير 2/ 318. (¬13) في "أ": "فأتي"، وفي "ب": "وأتى بغراب". (¬14) الخبر ينفرد به المؤلّف.

سنة أربع وأربعين وثلاثماية

وفيها جرت خصومة بين الفقيه ابن الحدّاد وبين الخصيبي (¬1) قاضي مصر. وكان الخصيبي (¬2) قد تكلّم بكلامٍ حكاه ابن الحدّاد (¬3) غلط فيه، (قال له الخصيبي، كم تعارضني، ماية ألف مثلك على المزابل، ولَعلّي مثلي لا يوجد! فأنكرت الجماعة كلامه. فلما كان يوم آخر خطّأه ابن الحدّاد فقال له القاضي: كم تعارضني؟ فقال له أبو بكر الحدّاد: أعارضك وأدقّ عنقك، وحسر عن ذراعيه. فأنكر ذلك كافور ولم يقل شيئاً، فسعى القاضي أن لا يحضر المجلس إلّا هو وابنه وشاهدان، وجاء أمر كافور بذلك. فلما كان يوم السبت حُجب ابن الحدّاد، فدخل على كافور وفي يده يد ابن الحدّاد، فقال: أيّها الأستاذ، هذا العالم المفتي. فقال كافور: أيّ شيء خبّر الخصيبي ما قصّته فغضب ابن الحدّاد، فقال متمثّلاً: فلو كنت ضَبّياً عرفت قرابتي ... ولكنَّ زنجيّاً عظيم المَشَافِر فوضع السُّبكيّ كاتب كافور يده على فم ابن الحدّاد لئلّا يُتِمّ البيت، وقرّر الأمر على حضوره) (¬4) (¬5). وحجّ في تلك السنة فخرج في محمله وهو/143/ يقول: خرجت من مصر وخلّيتها للخصيبي، اللَّهُمّ لا تُمِتْني في أرض غُرْبة، فحجّ ورجع، ومات بمصر في تلك السنة (¬6). سنة أربع وأربعين وثلاثماية بنى سيف الدولة الحَدَث، وأسر قسطنطين ولد الدُّمُسْتُق (¬7). وفيها وُلد العزيز (¬8) خليفة مصر. ¬

_ (¬1) في "أ": "الحصيبي". (¬2) في "أ": "الحصيبي". (¬3) هو محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الحداد الكناني، الشافعي، القاضي، صاحب كتاب الفروع. توفي سنة 345 هـ. انظر: الدرّة السنية 371 و 402، والولاة والقضاة 551 - 557 نقلاً عن: رفع الإصر. (¬4) تقدّم هذا الخبر في حوادث سنة 338 هـ. وانظر: المقفَّى الكبير 5/ 256 - 259، وخزانة الأدب للبغدادي 10/ 446. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) الخبر باختصار في: "ب": "وفي تلك السنة حجّ ابن الحدّاد ورجع ومات في تلك السنة". (¬7) تقدّم هذا الخبر في حوادث سنة 339 هـ. (¬8) في "أ": "المعز". والتصحيح من "ب"، والإنباء 365، وأخبار الدول المنقطعة 42.

وفيها نشأت سحابة والشمس في ثمان عشر درجة (¬1) من الجوزاء بأصبهان وما وراءها (¬2) (فأرسلت مطر) (¬3) (¬4)، ودام ذلك (السحاب) (¬5) سبعة أيامٍ بلياليها حتى استدًت البلاليع، وبطلت الرحا، وفاضت المياه. ومكث الناس أربعة عشر يوماً بطّالين من زيادة الأنهار، وغرق الزرع، وقلع الأشجار (¬6). وكانت زلزلة (عظيمة في يوم الأحد لثلاثٍ بقين من جمادى الأولى) (¬7). وفي (شعبان من) (¬8) هذه السنة وافى (¬9) أهل دمشق إلى مصر، ورفعوا إلى كافور من أبي طاهر (¬10) وتظلّموا منه وشَكَوْه. فكتب كافور إلى شَمُول (¬11) والي الشام أن يسيّره (¬12). وفيها توفي عمر (¬13) بن المعتصم بالرملة. وفيها ورد الخبر أنّ ملك النُّوبة وصل أسوان فقتل خلقاً عظيماً (¬14). ¬

_ (¬1) الصواب: "ثماني عشرة درجة"، وفي "ب": "ثمانية عشر". (¬2) في "أ": "وما ولاها". (¬3) الصواب: "مطراً". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) ليس في "ب". (¬6) تقدّم هذا الخبر في حوادث سنة 339 هـ. (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". والخبر تقدّم في حوادث سنة 339 هـ. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) في "أ": "وافا". (¬10) في "أ": "ابن طاهر"، وهو: أبو طاهر محمد بن أحمد بن نصر الذُّهلي، القاضي. انظر: الولاة والقضاة 583 نقلاً عن رفع الإصر. (¬11) في المصادر: أبو الحسن شمول بن عبد الله الكافوري، ولي إمرة دمشق في سنة 358 هـ. انظر: تاريخ دمشق 23/ 205 رقم 2765، والوافي بالوفيات 16/ 186، وأمراء دمشق في الإسلام 61، وتحفة ذوي الألباب 1/ 369، والنجوم الزاهرة 4/ 26 وفيه: "سمول". والرواية هنا تجعل شمول والياً على الشام في سنة 344 هـ. وربّما قبل ذلك. والله أعلم. (¬12) قارن هذا الخبر بما في: الولاة والقضاة 583، إذ يُفهم منه أنه أول ما دخل مصر في سنة 340 هـ. وليس في سنة 344 هـ. كما هو أعلاه. (¬13) في "ب": "أبو عمر"، ولم أجده في المصادر لأتحقّق من صحّته. (¬14) خبر ملك النوبة في: تاريخ الأنطاكي 87 بأكثر مما هنا، والدرّة السنية 401، 402 وفيه معلومات أكثر، والمواعظ والاعتبار 1/ 382.

سنة خمس وأربعين وثلاثماية

وفيها اجتمع حجّ العراق والشام واليمن والمغرب. وحجّ من المغرب/ 144/ عمر بن يحيى (¬1) ليقيم الدعوة للدَّيلميّ أمير بغداد. وتمنّع كافور، وجاء معه بخطيبٍ يقال له ابن عبد الملك (¬2). (واستتر عمر بن يحيى) (¬3). وتقرّر الحال أن لا يُدعَى للدَّيلمي ولا لكافور، ويُدعى (¬4) للمطيع وحده. وكانت الفتنة بعَرَفَات، وقُتل نحرير (¬5)، ودفع الناس إلى مُزْدلِفة ركضاً خائفين (¬6)، (وأبو بكر بن الحدّاد يصيح في محمله: "سقط فرْضُ الحاجّ") (¬7) (¬8). وفيها أوقع مفلح (¬9) أمير أسوان بأهل النُّوبة، وبعثهم إلى كافور أسارى، مقدار ماية (¬10) وخمسين (رجلاً) (¬11). فردّهم كافور إلى بلادهم (¬12). سنة خمس وأربعين وثلاثماية ترهّب الدّمُسْتُق ولبس الصوف (¬13). ومات القاضي أبو بكر (¬14) صاحب "الفروع" (¬15). ¬

_ (¬1) يرد: "عمر بن يحيى" و"أبو عبد الله بن عمر بن يحيى العلوي"، انظر: المنتظم 14/ 87، والكامل 7/ 206، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 349، 350. (¬2) هو أحمد بن الفضل بن عبد الملك من مكة. (شفاء الغرام 2/ 349). (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "أ": "ويدعا". (¬5) لم أجد له ترجمة. وقد تقدّم في حوادث سن 310 هـ. "نحرير بن الأسود". (¬6) في "ب": "ركضاً من الخوف". (¬7) الخبر هنا ليس في المصادر. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) لم أجد له ذِكراً في المصادر. (¬10) في "ب": "مايتين". (¬11) في "ب". (¬12) قارن بتاريخ الأنطاكي 87. (¬13) الدرّة السنية 402، ديوان أبي الطيب 1/ 285، زبدة الحلب 1/ 124. (¬14) هو ابن الحدّاد. (¬15) في "أ": "الفتوح"، والمثبت من "ب"، والدرّة السنية 402 وهو ينقل عن المؤلّف.

وفتح محمد الخازن (¬1) مدينة النُّوبة التي يقال لها الزنْج (¬2). وتوفي أبو القاسم (أحمد) (¬3) [الرسّي الحسني] (¬4) نقيب الطالبييّن. وتحرّك علي بن الحسن (¬5) بن طباطبا المعروف بالجمل، فطلب النقابة وقال: كانت في جدّي (علي بن الحسين) (¬6). وبذل لكافور ذهباً. وقال: أنا أسَنْ من أبي إسماعيل (¬7)، فأخرج أبو (¬8) إسماعيل مولده فكان (سِنّه) (¬9) ثلاثاً وثلاثين سنة، ومولد الجمل بعده بسنتين، فعرف كافور، وقال: لو كان أبو إسماعيل أصغر لكان أحقّ/ 145/ وأَولَى (¬10). وفيها خرج شبيب العُقَيْلي (¬11) أميراً على الحاجّ بمصر، فتعرّضت بنو حرب للحاج، فجاز لهم (¬12) ونزل إليهم وصعد إليهم الجبال، ودخل إلى مصر ومعه أسارى [و] رؤوس (¬13). فخلع عليه كافور (¬14). ¬

_ (¬1) هو أبو بكر محمد بن عبد الله الخازن. توفي سنة 358 هـ. (¬2) مهملة في "ب". والخبر في: المقفَّى الكبير 6/ 137. (¬3) "أحمد" ليس في "ب". (¬4) ما بين الحاصرتين من "ب"، وفي "أ": "اليزيدي الحسيني"، والمثبت يتفق مع ترجمته في: تاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 322، 323 رقم 535 وفيه مصادرها. وهو الملقّب بـ "طباطبا". أمّا "الرسّي": بفتح الراء وفي آخرها السين المشدّدة المهملة. فهذه النسبة لبطن من السادة العلوية. (الأنساب 6/ 121) وقد وردت مهملة في "ب" بما يشبه "الزينبي". وسيعاد ذِكره في سنة 348 هـ. والصواب 345 هـ. والخبر في الدرّة السنية 402. (¬5) في "أ": "الحسين"، والتصحيح من "ب"، والدرّة السنية 402. (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬7) هو الشريف أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد الحسني الزينبي. (الدرّة المضيّة 147). (¬8) في "أ": "ابن" والتصحيح من "ب" وممّا تقدّم. (¬9) ليست في "ب". (¬10) الخبر باختصار شديد في: الدرّة السنية 402 وفيه: "وفيها توفي أبو القاسم الرسّي الحسني نقيب الطالبيين، واستقرّ علي بن الحسن بن طباطبا نقيباً مكانه". ثم أضاف: "كما يأتي خبره في موضعه إن شاء الله تعالى". ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكاتب "عمر عبد السلام تدمري": لقد غفل المؤلّف ابن أيبك -رحمه الله- فلم يذكر خبره لاحقاً في كتابه. (¬11) هو شبيب بن جرير العقيلي. له ذِكر في ديوان المتنبي 512، وفي تكملة تاريخ الطبري 176 وكان كافور ولّاه عمّان والبلقاء. (تاريخ حلب 298). (¬12) في "ب": "فجاز بهم". (¬13) في النسختين: "روسا". (¬14) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر.

سنة ست وأربعين وثلاثماية

سنة ستّ وأربعين وثلاثماية مات سلّار (¬1) الديلميّ. ونقص البحر حيث ظهر فيه جبال وجزائر ما رُؤيت (¬2) (قطّ) (¬3). وقدِم على كافور أبو الطيّب المتنبّي (الشاعر) (¬4) من عند سيف الدولة، وكان يقف بين يديه بخُفّين (¬5) وسيف ومنطقة، وعليه عمامة خضراء. وكان يحضر كل يوم السّماط، ويجيء صُحبته غلامٌ أسود ومعه قُدُورُ خَزَفٍ يأخذ فيها فضلات الطعام، فكان المصريّون يتغامزون عليه (¬6). سنة سبع وأربعين وثلاثماية هنّأ المتنبّي لفاتك أمير الفيّوم بالولاية، فأعطاه ألف دينار (¬7). وكان سيف الدولة قد أقطعه (¬8) ضَيعة يقال لها: "ناصيف" بالمَعَرَّة (¬9)، وأنه ¬

_ (¬1) في "أ": "سليمان" وهو غلط، والتصحيح من "ب"، وتجارب الأمم 2/ 166، والكامل 7/ 218 وهو السلّار المرزُبان صاحب أذربَيْجان. إلّا أنّ "العظيمي" يجعله حيّاً في سنة 349. فهو يقول: "وظهر بناحية أرمينية رجل يدعو إلى آل محمد - صلى الله عليه وسلم -، وتغلّب على أذربيجان، فقتله سلّار الديلمي". (تاريخ حلب 299). ويقول خادم العلم وطالبه، محقّق هذا الكتاب "عمر عبد السلام تدمري": سيأتي خبر الداعي الذي يظهر بأرمينية في سنة 349 هـ. وقاتله هو "جُستان بن سلّار المرزُبان". (الكامل 7/ 227، 228). (¬2) في "أ": "ما رُيت"، وفي "ب": "ما رويت". (¬3) من "ب". وخبر نقصان البحر في: الكامل 7/ 219 وفيه "نقص البحر ثمانين باعاً"، وتاريخ الزمان 60 "نحو ثلاثمائة ذراع"، والمنتظم 14/ 109 مثل الكامل، ومثله في: تجارب الأمم 2/ 167، والعيون والحدائق ج 4 ق 2/ 209، ونهاية الأرب 23/ 189، والعبر 2/ 269، 270، وتاريخ الإسلام (331 - 350 هـ). 223، وتاريخ ابن الوردي 1/ 287، ومرآة الجنان 2/ 339، والبداية والنهاية 11/ 232، والنجوم الزاهرة 3/ 317، وتاريخ الخلفاء 399، وشذرات الذهب 2/ 369، والدرّة السنية 403 وهو ينقل عن المؤلّف فلم يذكر مسافة النقص في البحر. (¬4) ليست في "ب". (¬5) في "ب": "بخفاف". (¬6) الخبر باختصار شديد في: الدرّة السنية 403، وتاريخ حلب 297، وهو في: وفيات الأعيان 1/ 122، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 181، 182. (¬7) وفيات الأعيان 4/ 21 وقد توفي فاتك= أبو شجاع الكبير المعروف بالمجنون، الرومي، في سنة 350 هـ. (¬8) في "أ": "أعطاه". (¬9) في "أ": "ناصيف المعرّة".

سنة ثمان وأربعين وثلاثماية

بعث إلى المَعَرَّة يطلب نجّاداً يعمل له جباباً (¬1) لغلمانه، فخرج إليه وبقي عنده سبعة أيام، فأعطاه قيراطين ذهباً، فصعُب عليه، فقال له المتنبّي: كم ظننتَ أنّني أعطيك؟ فقال له: دينارين. فقال/ 146/ له: والله لو وضعتَ إحدى رِجليك على طور سينا، والأخرى على عَرَفات، وتناولتَ قوس قُزَح، وقائمة العرش، وندفت (¬2) قُطْن السحاب، ما أعطيتك دينارين (¬3). وفيها عصى (¬4) فاتك بالفيّوم فجمع كافور وجوه الإخشيدية وقال: فاتك واحدٌ منكم، فإنْ كنتم راضين (¬5) بفِعله عرِّفوني. قالوا: لا. قال: اخرجوا إليه. فخرجوا إليه، فصار إليهم فاتك ودخل صُحبَتهم إلى مصر وكلّهم يحجبونه، (فلما دخل) (¬6) على كافور أكرمه وأُخرج من باب الصاغة، وأرسل إليه كافور بطعام ومعه عيسى (¬7) أخو مسلم الشرف، وقال: لا تقدّم له شيئاً حتى تأكل منه، فإنّ أبا شجاع يعزّ علينا (¬8). سنة ثمان وأربعين وثلاثماية نافَقَ شبيب العُقَيليّ وفتح دمشق، ودخل من باب الجابية، فلما وصل إلى سوق الفُسْقار ألقت عليه امرأة مصموديّة (¬9) تقرُب إلى ابن مَنْزُوا (¬10) طاحوناً (¬11)، فمات، فدخل المتنبّي على كافور وهنأه بقتل شبيب بقصيدة أوّلها: عَدُوّكَ مذمومٌ بكل لسان ... (ولو كان من أعدائك القمران) (¬12) ¬

_ (¬1) في "ب": "جببا". (¬2) في "أ": "ونفضت". (¬3) سبق ذِكر هذا الخبر في سنة 339 هـ. (¬4) في النسختين: "عصا". (¬5) في "أ": "راضيين". (¬6) من "ب". (¬7) لم أجده. (¬8) نصف هذا الخبر تقدّم ذِكره في حوادث سنة 339 هـ. حتى قوله: "وأخرج من باب الصاغة". (¬9) في "أ": "مصمودة"، وهي نسبة إلى قبيلة مصمودة المغربية. (¬10) يقال: "منزوا" و"منزو"، ويحتمل أنه "منزو الكُتامي" جدّ "المُعلَّى بن حيدرة بن منزو بن النعمان الكتامي" (تاريخ دمشق 59/ 75) وفيه مصادر أخرى. (¬11) في "ب": "طاحون". (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب"، والبيت في: ديوان المتنبيّ 512، وتكملة تاريخ الطبري 176،=

سنة تسع وأربعون وثلاثماية

ففرح كافور وأعطاه فَرَساً قيمته ماية دينار، وسيفاً، وحلّة مذهّبة/ 147/ وعمامة. وفيها توفي طباطبا الحَسَني (¬1)، وكان فاضلاً. وفيها هرب سلامة الداعي (¬2) إلى المغرب، وأرسل كافور في طلبه ففاته (¬3). وفيها هرب الوزير أبو القاسم المغربيّ (¬4) الكاتب إلى سيف الدولة ابن حمدان (¬5). سنة تسع وأربعون (¬6) وثلاثماية ورد الخبر بأنّ (¬7) إسحاق بن عيسى (بن) (¬8) المكتفي ظهر (¬9) ببلاد أرمينية وتلقّب بالمستجير بالله، يدعو (¬10) إلى المرتضى (¬11) من آل محمد - صلى الله عليه وسلم - (¬12). ¬

_ = والخبر بإيجاز في: تاريخ حلب 298، وهو في: تكملة تاريخ الطبري 1/ 176 على هذا النحو: "كان كافور قد ولّى شبيب بن جرير العقلي (كذا) عمّان والبلقاء، فعَلَتْ منزلته واشتدّت شوكته، وغزا العرب وتجمّعت عليه، فعصى على كافور وأخذ دمشق وسار إليها في عشرة آلاف، فخرّ عن فرسه ميّتاً". والخبر باختصار في: الدرّة السنية 404. ولم يذكر "ابن عساكر" شبيباً في تاريخ دمشق ولا خبره، مع أنه من أمراء الشام. (¬1) في النسختين: "الحسيني"، والتصحيح مما تقدّم في سنة 345 هـ. (¬2) في "أ": "الراعي"، ولم أجده في المصادر. (¬3) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬4) انظر عنه في: الإشارة إلى من نال الوزارة لابن الصيرفي 47، وزبدة الحلب 1/ 146 و 152 و 189، وأخبار الدول المنقطعة 48، ووفيات الأعيان 2/ 172 - 177 رقم 193، وتاريخ الإسلام (وفيات 418 هـ). ص 440 - 445 رقم 324 وفيه حشدنا مصادر كثيرة لترجمته، واسمه: الحسين بن علي، ويُعرف بابن المغربيّ -وسيأتي مرة أخرى. (¬5) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬6) كذا، والصواب: "وأربعين". (¬7) في "أ": "بابن". (¬8) من "ب" للتصحيح. (¬9) في "أ": "ظفر"، وفي "ب": "طفر". (¬10) في النسختين: "يدعوا". (¬11) الصواب: "الرضا". (¬12) خبر المستجير بالله في: تجارب الأمم 1/ 177، 178، والمنتظم 6/ 395 (14/ 126)، والكامل 7/ 227، 228، وتاريخ حلب 299، ونهاية الأرب 23/ 190، وتاريخ الإسلام=

وفيها فتحت الروم الهارونية (¬1) وهدموا مساجدها، وسبوا أهلها (¬2)، فثارت الرعيّة إلى كنيسة الروم فشعّثوها. وكانت فتنة (¬3). وجهّز كافور مراكب الجهاد وشحنها بالرجال والعُدّة والميرة، وركب لمشاهدتها، وصعِد طائفة إلى مركب في البر على الشطّ وازدحموا عليه، فانقلب وسقط (¬4) الناس، فمات تحته، فيما قيل، أربع ماية نفْس. وصعُب على كافور، فرفع المركب، وتطيّر من هذا الوجه (¬5). * * * وفيها توفي أنوجور (¬6) من علّةِ أخَذَته في مَذاكِرِه (¬7)، وعُمُره ثلاثون سنة. وكان كافور كارهًا لحضور الجنازة (¬8) لأنه اتُّهِمَ به. وقام (¬9) بعده أخوه علي بن الإخشيد. ¬

_ = (331 - 350 هـ) 231، والبداية والنهاية 11/ 235، 236، والنجوم الزاهرة 3/ 323، والدرّة السنية 405 وهو ينقل عن المؤلف: "وفيها ظفر إسحاق .. ". (¬1) الهارونية: مدينة صغيرة قرب مرعش بالثغور الشامية في طرف جبل اللكام. (معجم البلدان 5/ 388). (¬2) خبر الهارونية في: تاريخ الأنطاكي 91، وتجارب الأمم 2/ 177، وزبدة الحلب 1/ 129، 130، وتاريخ الزمان 60، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 348 هـ). 229، ودول الإِسلام 1/ 215، والبداية والنهاية 11/ 234، والنجوم الزاهرة 3/ 322، والدرّة السنية 405 وهو ينقل عن المؤلف حرفيًا. (¬3) طال الخراب أكثر من كنيسة في مصر كما ذكر الأنطاكي في تاريخه -وهو بتحقيقنا- ص 92، 93، فقال: "ووردت الأخبار بذلك إلى مصر يوم الأحد لثلاثٍ خلون من المحرّم سنة تسع وأربعين وثلاثماية، فشعّثت عوامّ مصر ورعاعهم شعثًا عظيمًا، وأغلق النصارى الكنائس في ذلك اليوم، وأصبح الرعاع يوم الإثنين غدوة وقصدوا كنيسة ميخائيل الملاك التي للملكية في قصر الشمع، وكسروا أبوابها وهتكوا الكنيسة ونهبوا ما ظفروا به منها، ورجعوا إلى كنيسة أبي قير التي لليعقوبية بقصر الشمع، ففعلوا بها مثل ذلك، فلما كان يوم الجمعة بعد صلاة الظهر لثمانٍ خلون من المحرّم من السنة وقعت صيحة في الجامع العتيق ورجفة، فنُهب عالم من الناس وأُخذت ثيابهم، وعاد الرعاع إلى كنيسة ميخائيل وكسرت أبوابها أيضًا ونهبت الكنيسة وشُعّثت. وكذلك أيضًا كنيسة كانت لليعقوبية برأس الخليج على اسم السيّدة، وهي المعروفة بابريس، ففُعل بها مثل ذلك". (¬4) في "ب": "وسط". (¬5) خبر المراكب في: تاريخ الإنطاكي 93، والدرّة السنية 405. (¬6) في " أ": "أو بحور" وفي "ب": "ابو عور"، وهو أنوجور بن الإخشيد. انظر عنه في: الكامل 7/ 231، وتاريخ الإِسلام (331 - 350 هـ) 232 وفيهما مصادر أخرى. (¬7) الصواب: "مَذاكيره"، كما في: الدرّة السنية 405. (¬8) في "أ": "لحضور الجبابرة". (¬9) في "أ": "أقام".

سنة ثلاثماية وخمسين

سنة ثلاثماية وخمسين مات عبد الملك بن نوح (¬1) ملك خُراسان. * * * وفتحت الإفرنج إقريطش (¬2). * * * وكتب أهل مكة يشكون نصر الصابي (¬3) والأشراف إلى كافور، وقالوا: هدم قبر عائشة (رضي الله عنها) (¬4). * * * وقطع لسان بكري (¬5). (وكان السودان يَلْقَون كافورَ ويقولون له: معاويةُ خالُ عليّ من ها هنا. ويُشيرون إلى آذانهم) (¬6). * * * وفي هذه السنة كثُر النزاع بين السُّنّية والشيعيّة عند قبر كلثم (¬7) بنت محمَّد بن جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين (¬8) بسبب النياحة (¬9). وكان السودان يلقَون الرجل ويقولون له: مَن خالُكَ؟ فإنْ قال: معاوية، خلّوه، وإنْ سكت نالوه بالمكروه (¬10). ¬

_ (¬1) انظر عن (عبد الملك بن نوح) في: الكامل 7/ 233 وفيه مصادر أخرى. (¬2) خبر أقريطش في: العيون والحدائق ج 4 ق 2/ 224، وتاريخ الأنطاكي 95، وعيون الأخبار وفنون الآثار -للداعي المطلق- السُبع السادس 126، وتاريخ الإِسلام (350 هـ). 235، وتاريخ الخلفاء 400، والنجوم الزاهرة 3/ 327، والدرّة السنية 405. (¬3) مهملة في "أ"، وفي "ب": "القنافي"، ولم أجده لأحقّق نسبته. (¬4) من "ب". ولم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬5) هكذا في النسختين، ولم أجد هذا الخبر، ولا من هو بكري. (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب"، وقد انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) لم أجد ترجمة لكلثم. (¬8) "أ": "الحسن", والتصحيح من: "ب"، ومقاتل الطالبيّين 537، وتاريخ بغداد 2/ 113 وهو توفي سنة 203 هـ. (¬9) خبر الفتنة باختصار في: الدرّة السنية 405، وتاريخ حلب 299، والمنتظم 6/ 394، 395 (14/ 126)، والكامل 7/ 230، ودول الإِسلام 1/ 251، وتاريخ الإِسلام (349 هـ). 231، والعبر 2/ 280، ومرآة الجنان 2/ 342، 343، والبداية والنهاية (سنة 348 هـ) 11/ 234 و (سنة 349 هـ). 11/ 236، والنجوم الزاهرة 2/ 323، وشذرات الذهب 2/ 379. (¬10) هذا الخبر ينفرد به المؤلّف.

سنة ثلاثماية وإحدى وخمسين

وفيها هرب المتنبّي الشاعر إلى العراق. وكان لهروبه سبب عجيب، وذلك أنّ الشعراء كلّ عيد يحضرون مجلس كافور، فسأل عنه، فقالوا: ما ندري أين هو. فقال كافور: امضوا إلى بيته وسلوا عنه، فمضوا، فقيل لهم: له ثلاثة أيام غائب في الريف، وفتحوا الباب فلم يَلقَوا فيه أحدًا (¬1). وكان رجل بإزاء دارٍ لكافور فقال: قد أعطاني، يا أيّها الأستاذ، رقعةً وقال لي: سلِّمْها إلى الأستاذ وقُل له: قد قضيت الحاجة. فأخذها كافور ولم يفتحها وأحرقها في الشمعة، وقال: لعن الله من أقعدنا عن حقّه. وقال لبعض كُتابه في تلك الساعة: أما سمعتم المتنبّي (واقفًا) (¬2) يقول: عدوُّك مذمومٌ بكل لسان ... ولو كان من أعدائك القمرانِ وللَّه سِرٌّ في عُلاك وإنّما ... كلام العِدَى ضربٌ من الهذيانِ (¬3) قالوا: بلى. قال كافور: فقد اعترف أنه عدوّ لنا (¬4) والحمد لله (¬5). سنة ثلاثماية وإحدى وخمسين فتح نقفور (¬6) ملك الروم حلب، وأحرق المصاحف، وهدم دار علي بن حمدان التي داخل باب الجِنان، وحمل سقفها إلى بلد الروم [مع] (¬7) منبر الجامع (¬8). واعتصم سيف الدولة بقِنّسرين (¬9). ¬

_ (¬1) في "أ": "أحد". (¬2) من "ب". (¬3) البيتان في ديوان المتنبي، بشرح العكبري 4/ 242. (¬4) في "ب": "اعترف بأنه عدو هذا". (¬5) قارن بما في: المقفّى الكبير للمقريزي 1/ 3875، 376، وليس فيه بيتا الشِعر. والرجل الذي أطلع كافور على الرُقعة هو: أبو بكر الفرغاني أحد جُلسائه. (¬6) في "ب": "يغفور". (¬7) من "ب" والدرّة السنية. (¬8) خبر حلب في: تاريخ الأنطاكي 97 - 99، وتجارب الأمم 2/ 192 - 194، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 181، 182، والإنباء 343، وزبدة الحلب 1/ 158، 159، وتاريخ حلب 300، وتاريخ الزمان 66، والمنتظم 7/ 47 (14/ 140، 141)، والكامل 7/ 237 - 239، وتاريخ ميخائيل السرياني 3/ 97، وتاريخ مختصر الدول 168، 169، والمختصر في أخبار البشر 2/ 103، 104، ونهاية الأرب 26/ 141، 2142، والدرّة السنية 407، ودول الإسلام 1/ 217، وتاريخ الإسلام (351 هـ) 7، 8، والعبر 2/ 289، وتاريخ ابن الوردي 1/ 289، والبداية والنهاية 11/ 239، 240، ومآثر الإنافة 1/ 305، والنجوم الزاهرة 3/ 332، وتاريخ الأزمنة للدُوَيْهي 63. (¬9) الدرّة السنية 408.

وأُسِر أبو فراس بن سعيد بن حمدان (¬1). * * * وفيها توفي كامل (¬2) عامل كافور، وسبب موته أنه ذُكر لكافور أنه يوفر من مال الراتب وجامكيّات المستخدمين مالًا، فجلس وأخرج المخزومة وشرع يُنقِص أرزاق الناس، فتنمّل عليه جبينه فجعل يحكّه بقلم الدواة الذي كان يكتب به فأُدمي، فقطع العمل وبقي ماية يوم يعالج بالحديد في وجهه. (فهذا موعظة وزجر. ومات) (¬3) (¬4). * * * وفيها ورد على كافور المطيع بالرملة، فأمر بإكرامه ووصّى (¬5) عليه (¬6). (وفي المحرّم ظهر كوكب الذنَب في السُنْبُلة وأقام أيامًا (¬7). * * * وفي شهر ربيع الأول انكسف القمر (¬8). * * * وفيها رُمي بنجمٍ كبير له دويّ كالرعد (¬9) (¬10). * * * وفيها ورد الخبر على كافور بخروج رجلِ بالبرّيّة يقال له المبرقع، خرج في طيّء وكِلاب (¬11). * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "أبو الفوارس بن سعيد بن حمدان"، وفي "ب"، والدرّة السنية 408: "أبو فراس بن حمدان"، والمثبت يتفق مع المنتظم 14/ 140، وتاريخ الإِسلام (351 هـ)، واسمه: أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان. (تاريخ الأنطاكي 97) وفيه مصادر أخرى. (¬2) لم أجده في المصادر. (¬3) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) في "أ": "موصى". (¬6) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) خبر الكسوف في سنة 352 هـ. في تاريخ حلب 301، وهو في الكامل 7/ 241 (351 هـ). وفيه: "في منتصف ربيع الأول أيضًا انخسف القمر جميعه". وذكره ابن الجوزى في حوادث سنة 354 هـ. (المنتظم 14/ 161). (¬9) ذكر ابن الجوزي خبر النجم في آخر حوادث سنة 359 هـ. (المنتظم 14/ 202). (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) انظر: تاريخ الأنطاكي 102.

وفيها ورد الخبر إلى مصر بما جرى في حلب من نِقْفُور ملك الروم. (وأنّ ولد أبي إسماعيل القاضي (¬1) كان بحلب وقُتِل بها شهيدًا (¬2). * * * وفيها خرج أهل الإسكندرية إلى البُحيرة (¬3) وقاتلوا لبني كِلاب، فهزموا لبني كلاب (¬4). * * * وفيها حاصر ملك الروم أنطاكية وعجز عنها (¬5). * * * وفيها بُني البيمارستان والسقاية بمصر (¬6). * * * وفيها زاد اضطراب البربر (¬7). * * * وفيها ورد شيوخ طَرَسُوس (¬8) إلى كافور فقال علي المطري (¬9) {يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} (¬10) فأرسل معهم مرتاح الصقلبيّ (¬11) في عسكرِ عظيم، فلما وصلوا إلى الثغور دخلوا على سيف الدولة وقالوا: أدرِكْنا أيّها الأمير فقال: يا عليّ ارجع إلى العزيز بمصر. فقال عليّ (¬12): ما هذا وقت حقد. فقال سيف الدولة: فأين (¬13) أنفقت أموالي إلَّا عليكم! (¬14) ¬

_ (¬1) تقدّم القاضي أبو إسماعيل في حوادث سنة 345 هـ. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) في "أ": "البحريّة". (¬4) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬5) الدرّة السنية 408. (¬6) الدرّة السنية 408. (¬7) انفرد المؤلّف بهذا الخبر، ولأبي عبد الله الداعى ذِكر في: الكامل 7/ 289 (حوادث سنة 358 هـ) .. (¬8) في "أ": "طرطوس" وهو تحريف. (¬9) هكذا في "أ"، وفي "ب": "المطردي"، وفي الدرّة السنية "المطوري". (¬10) سورة يوسف، الآية 88. (¬11) في "ب": "الصقلي" ولم أجده في المصادر لأتحقّقه. وهناك "مرتاح الشرابي" الذي ذُكر في حوادث سنة 335 هـ. (الدرّة السنية 393). (¬12) في "أ": "يا علي ارجع إلى العزيز بمصر فاقعد علي". (¬13) في "ب": "فهلى". (¬14) الخبر باختصار في: الدرّة السنية 408 وقالت محققته السيدة دوروتيا كرافولسكي، بالحاشية 11 - 112: "لم نقف على هذا الخبر في المصادر". وانظر: تاريخ الإِسلام (354 هـ) ص 18 و 19.

سنة ثلاثماية [و] اثنين وخمسين

سنة ثلاثماية [و] اثنين (¬1) وخمسين * * * سنة ثلاثماية [و] ثلاث وخمسين توتجه مُعِزّ الدولة (¬2)، وهو عمّ عضُد الدولة، إلى الموصل والجزيرة (¬3) وملكها (¬4). * * * (وفيها تهدّم من البَنِيّة الفارسية ساوديّة في داخل مدينة جَيّ (¬5). جانبٌ منه لم ير الناس قبله مقتله، ولم يقف الناس على قلمه. وطلب السلطان رجلًا يعرف هذا القلم مدّة، فوُجِد رجلًا (¬6) بكورة رام هرمُز، صابئ، منخم، يعرف هذا القلم، فقرأه، فإذا فيه: "إنّ طهموزن الملك المحبّ للعلوم انتهى إليه خبر الحدث الغربيّ الذي يكون من جهة الرطوبة السماويّة، وأن يكون بين مُلكي وبين هذا الحَدَث مايتان [و] إحدى وثلاثون سنة وثلاثون يومًا. فجمعتُ أصناف العلوم وكتبتها في طيّ ورق الخليل واختزن لها أصحّ بقاع الأرض تُربة، وأبعدها عفونة، وقد أودعتها بيتًا من قهبور (¬7) مدينة أصبهان". ثم ذكر فيه أنّ هذه السنين والأدوار المعلومة لاستخراج أوساط الكواكب وعِلل حركاتها هي شبه الهَيمارات، وقد أودعتُها في الزّجّ الكبير المعروف بسفرنار، واختلف عليه قطع النور، ولم يقف على تمام هذا الكلام) (¬8) (¬9). سنة ثلاثماية وأربع وخمسين /152/ فيها قُتل المتنتي الشاعر (¬10). ¬

_ (¬1) الصواب: "واثنتين". (¬2) في "أ": "معين الدين". (¬3) في "أ": "وهو عمّ عضد الدولة والي الجزيرة". (¬4) تكملة تاريخ الطبري 187 و 188، وتجارب الأمم 2/ 204 - 207، والكامل 7/ 247، والعبر 2/ 296، ودول الإِسلام 1/ 219، وتاريخ الإِسلام (353 هـ) 13، 14 ومرآة الجنان 2/ 350. (¬5) في الأصل: "حي". وهي بالفتح ثم الشديد. اسم مدينة ناحية أصبهان القديمة، وتُسمّى الآن عند العجم: شَهْرَسْتان. (معجم البلدان 2/ 202). (¬6) الصواب: "رجل". (¬7) مهملة في الأصل. (¬8) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد، أبو الطيّب المتنبّي الجُعفي الكوفي. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (354 هـ) 102 - 108، وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

(حاشية: سُئل محمَّد بن أبي الطيّب: ما قال أبوك حين طلعت عليه خيل فاتك بن ضبّة (¬1) وما صنع؟ فقال: ولّى، فناداه غلامه سِراج، وكان شجاعًا: ألستَ القائل: يذم مهجتي ربّي وسيفي ... إذا احتاج الوجيد إلى الذّمام (¬2) فرجع أبو الطيّب فنزل عن فرسه وحزمه وتوثّق من سَرْجه ثم قال: أَفّرغِ الذّرْعَ يا سِراج وأبصِرْهُ ... ما ترى اليوم ها هنا من قتالِ فَلَئِنْ رُحْتُ في الكَرّ صريعًا ... فانْعِ للعالَمينِ كلَّ الرجالِ فردّ أوائل الخيل، وحمل غلمانه في حواشيه من القوم حتى لحِق الأمير فاتك، فكان أول من قُتل [من] (¬3) غلمان أبي الطيب سِراجًا، ثم أبو الطيّب، وقاتل جماعتهم حتى قُتلوا إلَّا محمدًا ابن فإنه كان صغير السنن فلم يقاتل وأُسِر، ثم قتله ابن فاتك بعد ثلاثة أيام خوفًا من هجائه. وكانت عدّة خيل فاتك خمسة وثلاثين فارسًا (¬4). وكان قتل المتنبّي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة أربعِ وخمسين وثلاثماية (¬5) (¬6). * * * وفيها دخل أبو عبد الله الداعي بلاد الدَّيْلم، وتلقب بالمهديّ (¬7) * * * وفيها أُخِذت المَصّيصة (¬8). ¬

_ (¬1) هو فاتك بن أبي الجهل الأسدي من بني ضبّه، انظر تكملة تاريخ الطبري 1/ 195، والمنتظم 14/ 166. (¬2) المشهور أنّ غلامه قال له: أين قولك: الخيل والليل والبيداء تعرفُني .. والحرب والضرب والقِرطاس والقلمُ (ديوان المتنبّي بشرح العُكبري 3/ 362 و 369). (¬3) إضافة يقتضيها السياق. (¬4) في المنتظم 14/ 166 كانت عدّته ستين راكبًا. (¬5) في بعض الروايات 357 هـ. (¬6) ما بين القوسين كُتبت الحاشية بعرض الصفحة عموديًا من أعلى إلى أسفل، في النسخة "أ" وليست في "ب". (¬7) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬8) الدرّة السنية 410 (حوادث سنة 353 هـ)، التاريخ الصالحين 2/ ورقة 141 أ، وانظر: تاريخ الإِسلام 13 و 18 وفيه مصادر أخرى.

سنة ثلاثماية وخمس وخمسين

سنة ثلاثماية وخمس وخمسين فيها فتحت الروم طرسوس (¬1) وأحرقوا جامعها. * * * وابتُديء (فيها) (¬2) بعمارة البيمارستان العَضُديّ (¬3). سنة ثلاثماية وستّ وخمسين مات سيف الدولة ابن حمدان (¬4). * * * وفيها مات كافور الإخشيديّ (¬5). * * * وفيها مات معزّ الدولة (¬6)، وولي ابنه عزّ الدولة (¬7). سنة ثلاثماية وسبع وخمسين مَلَك مصرَ بعد كافور أبو الفوارس أحمد (¬8) بن علي الإخشيدي (¬9). * * * (وفتحت الروم المَعَرَّة وأحرقوا جامعها. وفتحوا شيزَر، وأنطاكية) (¬10) (¬11). ¬

_ (¬1) في النسختين: "قنسرين"، ومثلهما في الدرّة السنية 412 وهو ينقل عن المؤلّف. والصواب ما أثبتناه. انظر: تاريخ الأنطاكي 107، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 190، والمنتظم 14/ 115 (حوادث 353 هـ) و 162 (حوادث 354 هـ). (¬2) من "ب". (¬3) انظر: المنتظم 14/ 175. (¬4) هو علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (356 هـ) 145 - 148 وفيه مصادر ترجمته. (¬5) هو الأستاذ أبو المِسك الأسود الحبشي. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (356 هـ) 149 - 152 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) هو أحمد بن بُوَيه الديلمي السلطان معز الدولة ابن فنّاخسرو. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (356 هـ) 136، 137 وفيه مصادر ترجمته. (¬7) الدرّة السنية 412. (¬8) في النسختين: "أبو الفوارس ابن أحمد". (¬9) الدرّة السنية 413، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 184. (¬10) تكملة تاريخ الطبري 1/ 201، ذيل تجارب الأمم للروذراوَري 3/ 13، تاريخ الأنطاكي 115 و 125 - 127، زبدة الحلب 1/ 158، 159، تاريخ الزمان 66، المنتظم 7/ 47 (14/ 189 و 201)، الكامل 7/ 278، المختصر في أخبار البشر 2/ 110، نهاية الأرب 23/ 196، 197، تاريخ الإِسلام (357 هـ) 32، 33، دول الإِسلام 1/ 222، العبر 2/ 310، تاريخ ابن الوردي 1/ 295، مرآة الجنان 2/ 370، 371، البداية والنهاية 11/ 268 شذرات الذهب 3/ 26. (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة ثلاثماية وثمان وخمسين

قُتل أبو فِراس [الحارث] (¬1) بن سعيد بن حمدان. سنة ثلاثماية وثمان وخمسين اشتدّ الغلاء بمصر (¬2)، وبلغ الخبز ماية درهم بدرهمين (¬3)، فسيّر المُعِزّ جوهرَ ففتح مصر ودخلها يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان (¬4) (من تلك السنة المذكورة) (¬5). وهرب أهل الإخشيد إلى الشام (¬6) قبل وصول جوهر، وأقيمت الدعوة بمصر للمُعِر يوم الجمعة العشرين من شوّال (¬7) (من السنة المذكورة) (¬8). * * * وفيها خُطب (له) (¬9) بالمدينة (¬10). * * * وفي هذه السنة أُذِّن في جامع ابن طولون: "حي على خير العمل" (¬11). ووصل المُّعِز إلى الإسكندرية آخر شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثماية. ثم خرج القُضاة والأكابر من مصر فالتقوه، ودخل مصر (¬12) الفُسطاط (¬13). * * * ¬

_ (¬1) إضافة للتوضيح. وفي تاريخ حلب 304 كان قتله بحمص. وانظر عنه في: تاريخ الإِسلام (357 هـ) ص 31 وفيه مصادر أخرى. (¬2) خبر الغلاء في: الدرّة السنية 414، وانظر: تاريخ الأنطاكي 122 (حوادث سنة 357 هـ)، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 183 (حوادث سنة 356 هـ) وص 184. (¬3) هذه المعلومة ليست في المصادر. (¬4) تاريخ الأنطاكي 132، وفي بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 184 "تاسع عشر شعبان". (¬5) ما بين القوسين من "ب". وفي "أ": "منها". (¬6) تاريخ الأنطاكي 132، الدرّة السنية 415. (¬7) المنتظم 14/ 197، النجوم الزاهرة 4/ 26. (¬8) ما بين القوسين من "ب"، وفي "أ" منها. (¬9) من "ب". (¬10) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬11) بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 185، الإنباء 361، أخبار الدول المنقطعة 23، اتعاظ الحنفا 1/ 120، الدرّة المضيّة 125، المواعظ والاعتبار 4/ 44 - 49. (¬12) في "أ": "قصر". (¬13) بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 186.

سنة ثلاثماية وتسع وخمسين

وفي خلافته قُتل المغربيّ (¬1) الشاعر بسبب مقالته في مدحه بقصيدة خارجة عن الحدّ، من جُملتها بيت: ما شئت لا ما شاءت الأقدارُ ... فاحكُمْ فأنتَ الواحدُ القهّارُ (¬2) فرماه بحربةٍ كانت في يده فقتله (¬3). * * * وفيها وُلد السيد الحِمْيَري (الشاعر) (¬4) العلويّ (¬5). سنة ثلاثماية وتسع وخمسين ملك المُعِز الشام، وأحرق قلاع غُوطة دمشق (¬6). * * * ووُلد الشريف الرضيّ (¬7). سنة ثلاثماية وستين توفي [أبو] (¬8) الفضل ابن العميد (¬9) فيلسوف الإِسلام (¬10) ¬

_ (¬1) هو محمَّد بن هانئ الأندلسي. قُتل في سنة 362 هـ. ولا يُدرى من قتله. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (362 هـ) 299، 300, وفيه مصادر ترجمته. ووقع في "ب": "ابن المعرّي". (¬2) الكامل 7/ 305، اتعاظ الحنفا 1/ 97، التاريخ الصالحين ورقة 207 أ. (¬3) انفرد المؤلّف بهذه الرواية. والبيت في ديوان ابن هانئ 233. (¬4) من "ب". (¬5) هو إسماعيل بن محمَّد بن بكار بن يزيد، أبو هاشم، من ولد يزيد بن زياد بن مفرّغ الحِمْيَريّ. انظر: وفيات الأعيان 6/ 343 رقم 339 وليس فيه تاريخ مولده، فانفرد به المؤلّف. (¬6) ينفرد المؤلّف بهذه المعلومة. والمعروف أنّ الذي فتح دمشق هو القائد جعفر بن فلاح الكتامي. انظر: اتعاظ الحنفا 1/ 124، 125، والدرّة المضيّة 126، 127، وتاريخ الأنطاكي 143 وفيه مصادر أخرى. (¬7) تاريخ حلب 305 أبو الحسن محمَّد بن الطاهر ذي المناقب أبي أحمد الحسين بن موسى بن علي بن أبي طالب. ولد سنة 359 وتوفي سنة 406 هـ. (وفيات الأعيان 4/ 419) انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (406 هـ) 149 - 151 رقم 204 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) إضافة على النسختين للضرورة والتصحيح من "ب". (¬9) في "ب": "أبو الفضل العميد". (¬10) تاريخ حلب 305 (سنة 359 هـ) وهو: محمَّد بن الحسين بن محمَّد، الكاتب وزير الملك رُكن الدولة الحسن بن بُويه الديلمي، انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (351 - 380 هـ) 215، 126 وفيه مصادر ترجمته.

سنة ثلاثماية وإحدى وستين

سنة ثلاثماية وإحدى وستين بني (¬1) المُعِزَّ القاهرة، ولم يكن فيه بناء غير بئر العظام (¬2)، وبستان كافور، وبيوت من خُصوص (¬3) للخُفَراء بها. سنة ثلاثماية واثنين (¬4) وستين دخل الدُّمُسْتُق نَصِيبِين (¬5). * * * وكانت سنة قِران. * * * (واستقرّ المُعِزّ في قصره سابع شهر رمضان (¬6)، وقيل: خامس عشر) (¬7) (¬8) سنة ثلاثماية وثلاث وستّين دخل سُبُكْتكِين الموصل (¬9). * * * ووُلد أبو العلاء (المَعَرّي) (¬10) الشاعر (¬11). سنة ثلاثماية وأربع وستين دخل عضُد الدولة بغداد، وقبض على عزّ (¬12) الدولة بختيار (¬13) ¬

_ (¬1) في النسختين "بنا". (¬2) في الدرّة المضية ص 139: "ولم بنى جوهر القصر أدخل فيه دير العظام، وهو الآن المعروف بالركن المخلّق قبالة حوض جامع الأقمر، وبقربه بئر العظام. والمصريّون يقولون بئر العظمة". (¬3) الصواب: "أخصاص". وهذا القسم من الخبر ليس في المصادر. (¬4) الصواب: "واثنتين". (¬5) تاريخ الأنطاكي 148، الدرّة المضيّة 143، المنتظم 14/ 214، التاريخ الصالحين 2/ ورقة 142 ب. (¬6) تاريخ الأنطاكي 148. (¬7) وفي الدرّة المضيّة 147: "الخامس من شهر رمضان يوم الثلاثاء". (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) لم أجد هذا الخبر. (¬10) من "ب". (¬11) تاريخ حلب 307. (¬12) في "أ": "عين الدولة". (¬13) تاريخ الأنطاكي 158، تاريخ الإِسلام (351 - 380 هـ) 258، المنتظم 7/ 75 و 76، العبر 2/ 332، دول الإِسلام 1/ 225، التاريخ الصالحين 2/ ورقة 142 ب.

سنة ثلاثماية وخمس وستين

(وفيها مات المطيع ابن المقتدر لثمان (¬1) ليالٍ بقين من المحرّم. وكان (¬2) خلافته تسعًا وعشرين سنة (¬3). وتوفي الطائع (¬4) بعد خلع أبيه نفسَه في الثالث عشر من ذي القعدة سنة ثلاثين وثلاثماية) (¬5). سنة ثلاثماية وخمس وستين خُطب للمُعِزّ بمكة (¬6). * * * وحجّ العالم وليس عليهم أمير (¬7). * * * وطلع الكوكب ذو الذُؤآبة، (المعروف بالحربة) (¬8) (¬9). * * * وتوفي المُعِزّ في ثالث عشر ربيع الآخر (¬10). وكانت ولايته ثلاث (¬11) وعشرين سنة وخمسة أشهر وأيام (¬12) وخلّف العزيز (¬13). سنة ثلاثماية وستّ وستين فيها أقيمت الدعوة للمصريين بمكة (¬14). ¬

_ (¬1) الصواب:"لثماني". (¬2) الصواب: "وكانت". (¬3) انظر عن (المطيع لله) في: تاريخ الإِسلام (364 هـ) 328 وفيه مصادر أخرى. (¬4) انظر عن (الطائع لله) في: تاريخ الإِسلام (363 هـ) 286 - 288 وفيه مصادر أخرى. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) المنتطم 14/ 243، الكامل 7/ 325 و 341، عيون الأخبار، الشُبع السادس 216، اتعاظ الحنفا 1/ 225. (¬7) انظر: الكامل 7/ 325. (¬8) ورد خبر الكوكب في: الكامل 7/ 337 (سنة 364 هـ)، واتعاظ الحنفا 1/ 223 (سنة 364 هـ). (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) انظر عن (المُعِزّ لدين الله) في: الإنباء 362، وتاريخ الإِسلام (سنة 365 هـ) 348 - 351 وتاريخ الأنطاكي 164 وقد حشدت فيها مصادر ترجمته. (¬11) الصواب: "ثلاثًا". (¬12) في الإنباء 362 "وعشرة أيام". (¬13) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬14) الكامل 7/ 341، اتعاظ الحنفا 1/ 225 و 230.

سنة ثلاثماية وسبع وستين

وفيها عُمِي أبو العلاء المَعَرّي (¬1). سنة ثلاثماية وسبع وستين مات أبو يعقوب يوسف بن الحسن (¬2) الجُنّابيّ (¬3)، * * * ووُلد أبو حامد الإسفَراينيّ (¬4). سنة ثلاثماية وثمان وستين شُرِّف (¬5) عضُد الدولة بخِلَع المُلْك بين يدي المطيع. * * * وصُلب ابن بقيّة (¬6) الوزير. * * * وفُتحت أَرْدُمُشْت (¬7). سنة ثلاثماية وتسع ومشين جاءت زلازل وأهوية مؤذية (¬8). * * * ¬

_ (¬1) في وفيات الأعيان 1/ 113 عُمي من الجُدَري أول سنة سبع وستّين. (¬2) في "ب": "الحسين". (¬3) انظر عن (الجنابي) في: تاريخ الإِسلام (351 - 380 هـ) 267، وتكملة تاريخ الطبري 1/ 236، والكامل في التاريخ 7/ 357 (سنة 366 هـ)، ومنتخب الزمان لابن الحريري 2/ 253. (¬4) الصواب أنه وُلد في سنة 344 هـ. وهو أحمد بن أبي طاهر محمَّد بن أحمد الإسفراييني، الفقيه الشافعي، انتهت إليه رئاسة الدنيا والدين ببغداد. توفي سنة 406 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (401 - 420 هـ) 135 - 137 رقم 186 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) هكذا في النسختين، والمرجّح لدينا: "شرع". (¬6) مهملة وغامضة في النسختين. وهو أبو طاهر محمَّد بن محمَّد بن بقيّة وزير عضد الدولة، توفي سنة 367 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (351 - 380 هـ) 385، 386. (¬7) في "أ": "أردست"، وفي "ب": "أردمشت" وهو الصحيح، وهي بضمّ الدال المهملة والميم، وسكون الشين المعجمة، وتاء فوقها نقطتان. وهي قلعة حصينة قرب جزيرة ابن عمر في شرقيّ دجلة الموصل على جبل الجوديّ. (معجم البلدان 1/ 146) والخبر لم أجده في المصادر. (¬8) في الدرّة المضية 197 "وفيها كانت عدّة زلازل عظيمة في عدّة أماكن، حتى ظنّوا (كذا) الناس أنها القيامة قد قامت". وورد خبر زلازل في الكامل 7/ 361 في سنة 367 هـ. وفيه: "وكان بالمهديّة زلازل وأهوال أقامت أربعين يومًا حتى فارق أهلها منازلهم وأسلموا أمتعتهم". ولعلّ التحريف وقع بين: "المهدية" و "مؤذية"، وبين: "أهوية" و "أهوال".

سنة ثلاثماية وسبعين

وأخرج (¬1) "تاريخ" ابن مسكُوَيْه (¬2)، المعروف بـ "تجربة الأمم" (¬3). * * * وفيها مات أبو عبد الله الحسن بن علي البصْريّ، شيخ المعتزلة (¬4) سنة ثلاثماية وسبعين مات أبو عبد الله بن خالوَيْه (¬5) النّحْويّ بحلب. * * * وآخر "تاريخ" الصابي (¬6). * * * وفيها أمر الطائع بحفر نهر كوثى (¬7) بسواد بغداد. وجاءت المخزومة تتضمّن خسارة ماية ألف دينار. ولم يجر الماء في النهر، فنَقَم الطائع على العمّال، وطلبهم (¬8) من عضُد الدولة. وزادت الفُرات (¬9) في تلك الليلة من المطر (¬10)، وأصبح النهر ملآن (¬11). وكان ذلك لسعادة العمّال (¬12). ¬

_ (¬1) هكذا في "أ"، وفي "ب": "اخر"، والصحيح: "آخر"، إذ ينتهي كتاب "ابن مسكويه" عند حوادث سنة 369 هـ. وجاء في أخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي 217 أن ابن مسكويه بلغ في كتابه إلى بعض سنة 372 هـ. (¬2) هو أبو علي أحمد بن محمَّد المعروف بمسكويه وابن مسكويه توفي سنة 421 هـ. (¬3) اسمه: "تجارب الأمم وتعاقب الهِمَم". وهو مطبوع أكثر من مرة، (انظر: المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع 5/ 93، 94). (¬4) انظر عن (الحسن البصري) في: الدرّة المضيّة 197، وتاريخ الإِسلام (سنة 369 هـ) 413، 414 وفيه مصادر أخرى. (¬5) هو الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه الهمذاني، صاحب المصنّفات. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (351 - 380 هـ) 439 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) هو هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابئ الحرّاني. توفي سنة 448 هـ. له أكثر من كتاب في التاريخ, منها تاريخه الذي يشتمل على الحوادث من سنة 360 حتى سنة 447 هـ. ولا يوجد منه سوى قطعة صغيرة تشتمل على حوادث 389 - 393 هـ. نشرها "آمد روز" ملحقة بكتابه الآخر: "تحفة الأمراء في تاريخ الوزراء". (¬7) في "أ": "كوني"، والمثبت من "ب"، وهو بالضم ثم السكون، والثاء مثلّثة وألِف مقصورة. وهو أول نهر أخرج بالعراق من الفرات يُنسَب إلى كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح، (معجم البلدان 4/ 487). (¬8) في "أ": "وطلع بهم"، والمثبَت من "ب". (¬9) قي "أ": "الفراة". (¬10) في "أ": "وزادت الفراة في تلك الليلة مطر". (¬11) الصواب: "ملآنا". (¬12) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. وورد في الكامل 7/ 379 بعكس ما هنا، فليُراجع.

سنة ثلاثماية وإحدى وسبعين

سنة ثلاثماية وإحدى (¬1) وسبعين خالية. * * * سنة ثلاثماية واثنين (¬2) وسبعين مات فيها خلق كثير من الوباء (¬3). سنة ثلاثماية وثلاث وسبعين مات مؤيّد (¬4) الدولة (بن بُوَيه) (¬5) بجُرجان. (ومات ابن طُرخان الملحّن) (¬6) (¬7). سنة ثلاثماية وأربع وسبعين كانت جفلة الغارة (¬8) من الروم، ومات خلق كثير. سنة ثلاثماية وخمس وسبعين مولد الحاكم بن العزيز (¬9). ومات ابن الأعلم (¬10) صاحب "الزّيج" وهو منصرف من مكة. سنة ثلاثماية وست وسبعين ملك العزيز المَعَرّة (¬11). * * * وتوفي باد الكردي (¬12) بآمِد، ومَلَك ابن أخيه ابن مروان آمِد. ¬

_ (¬1) في "أ": "واحد". (¬2) الصواب: "واثنتين". (¬3) تاريخ الأنطاكي 202، الدرّة المضيّة 205. (¬4) في الدرّة المضيّة: "ومعين"، وهو غلط. (¬5) من "ب"، والمنتظم 14/ 301 و 302، والكامل 7/ 395، والدرّة المضيّة 212. (¬6) وهو: أبو الحسن الطنبوري. (تاريخ حلب 311). (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) في "أ": "الفأرة" وفي "ب" مهملة. والمقصود هو خوف المسلمين من غارة ملك الروم إلى حلب. انظر: تاريخ الأنطاكي 200، وزبدة الحلب 1/ 174 و 176، 177. (¬9) تاريخ حلب 310، الدرّة المضيّة 215. (¬10) وقع في تاريخ حلب 311 ومات الشريف بن الأعلم! (¬11) لم أجد هذا الخبر. (¬12) الصواب أنه قتل في سنة 380 هـ. انظر: ذيل تجارب الأمم 176 - 178، وتاريخ الفارقي 57، =

سنة ثلاثماية وسبع وسبعين

وصودر الصاحب بن عبّاد (¬1). * * * وهلك عبد يسوع (بن) (¬2) الجاثليق ببغداد. (نسطوريّ) (¬3). سنة ثلاثماية وسبع وسبعين توفي أبو محمَّد جعفر (¬4) بن أبي طالب البُهْلول. * * * (وفيها ورد رسول من مدينة مصر بهديّة) (¬5) (¬6). * * * وتوفي أبو العباس هبة الله المنجّم، نديم المهلّبيّ (¬7). * * * وفيها تأخّرت الأمطار في نصف كانون، وهلك جميع ما بذره الناس، واستسقى الناس دفعتين (¬8). سنة ثلاثماية وثمان وسبعين فيها غلا القُوت وطُلب فلم يوجد (¬9). ¬

_ = 58، والكامل 7/ 434، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 69 (سنة 379 هـ)، واتعاظ الحنفا 1/ 270، والمختصر في أخبار البشر 2/ 126. وقد نقل ابن أيبك الخبر في سنة 376 هـ. كما هنا، ووقع فيه: "شاذى"! (¬1) هو أبو القاسم إسماعيل بن عبّاد بن العباس بن عبّاد الطالقاني، المعروف بالصاحب؛ لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد. له عدّة مؤلّفات، توفي سنة 385 هـ، انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (381 - 400 هـ) 92 - 98 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. ولم أجد خبر المصادرة في المصادر. (¬2) من "ب". (¬3) من"ب". ولم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬4) في النسختين: "أبو محمَّد بن جعفر"، و "بن" مقحَمَة. وهو: جعفر بن محمَّد بن أحمد بن إسحاق البهلول التنوخي الأنباري ثم البغدادي المقرئ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (377 هـ) 608 وفيه مصادر أخرى. (¬5) هكذا ورد الخبر هنا. والمرجّح لدينا أنّ الصحيح ما ورد في: تاريخ حلب 311 "ورد رسول ملك الروم على المُعِزّ بمصر بهدايا وأموال لعمارة القيامة، وهادنوه على شروط غليظة، منها أن لا يبقى ببلد الروم أسير، ويُخطَب له بجامع القسطنطينية". (¬6) ما بين القوسين لم يرد في النسخة "أ". (¬7) هو هبة الله بن محمَّد بن يوسف بن يحيى بن علي بن المنخم البغدادي الإخباري. كان نديم الوزير المهلّبي. انظر: تاريخ الإسلام (377 هـ) 618. (¬8) الخبر في: الكامل 7/ 421، والدرّة المضيّة 219. (¬9) خبر الغلاء في: المنتظم 14/ 329، والكامل 7/ 421، وتاريخ الإِسلام (377 هـ) ص 482 و (378 هـ) ص 483.

وفيها تقدّم شرف الدولة برصد (¬1) الكواكب السبعة على مثل ما كان المأمون، (وعوّل) (¬2) على أبي سهل، ابن رُستم (الكوهي) (¬3) في القيام (¬4) بذلك. وكان حَسَن المعرفة بعلم الهندسة والهيئة، وبنا (¬5) بيتًا في البستان مما يلي باب الحَطّابين (¬6)، وكمل، وعمل فيه آلات ورصَدًا (¬7)، (وكتب محضرين فيها (¬8) خطوط الحاضرين (¬9). * * * وفيها توفت (¬10) أمَّ العباس بنت المكتفي (¬11)، ولها سبعون سنة) (¬12). وفيها ظهر (الخبر بظهور) (¬13) الأَصفَر (¬14) من بني عامر يدّعي النُّبُوّة. * * * (وفيها كثُرت الرياح العواصف بفم الصِّلْح (¬15)، في وقت العصر. ¬

_ (¬1) في "أ": "شرف الدولة ابن ضد". (¬2) ليست في "ب". (¬3) ليست في "ب"، وقد وقع في النسختين: "على أبي سهل وابن رستم"، والتصحيح من: أخبار العلماء بأخبار الحكماء 230 واسمه: "ويجن بن رستم أبو سهل الكوهي المنجّم". (¬4) في "أ": "في العام"، والتصحيح من "ب". (¬5) في النسختين. والصواب: "وبنى". (¬6) في "أ" "الخطايين"، والمثبت من "ب"، وأخبار العلماء 230. (¬7) في "أ": "ورصد". (¬8) الصواب: "فيهما". (¬9) خبر الرصد في: المنتظم 7/ 141 (14/ 329)، وعنه في تاريخ الإِسلام (378 هـ) 483، وهو كما هنا في: أخبار العلماء بأخبار الحكماء 230 والقفطي ينقل عن المؤلّف دون التصريح بذلك. (¬10) هكذا في "أ". والصواب: "توفّيت". (¬11) جاء في مختصر التاريخ لابن الكازروني 171 "توفيت في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثمائة وقد نيَّفت على تسعين سنة". وعلّق محقّق الكتاب الدكتور مصطفى جواد بالحاشية رقم (272) فقال: "لعل الأصل سنة ثمانين وثلاثمائة حتى تنيف على التسعين". ويقول طالب العلم وخادمه، محقّق هذا الكتاب "عمر عبد السلام تدمري": لعل الأصل: "سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة"، فسقطت: "وسبعة" من الأصل. (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬13) ما بين القوسين من "ب". (¬14) هكذا في النسختين. وهو" الأصيفر من بني المنتفق" في: الكامل 7/ 423، وخبره في: اتعاظ الحنفا 1/ 207. (¬15) فم الصَّلْح: بكسر الصاد المهملة وسكون اللام، وحاء مهملة. نهر كبير فوق واسط، بالعراق. (معجم البلدان 4/ 276).

وجاءت ريح عظيمة شُبّهت بالتّنّين وخرقت (¬1) دجلة، وغرّقت السفن الكبار المشحونة (¬2) بالأمتعة في أرض بطن جَوْخاء (¬3) مسيرة يومين. وشوهد هذا بعد أيام. وكانت هذه الريح سوداء أحرقت دجلة من غربيّها إلى شرقيّها، وظهرت أرضها، وهدمت قطعة من الجامع، وأهلكت جماعة من الناس) (¬4) (¬5). * * * وانتهت زيادة دجلة إلى تسعة عشر ذراعًا، وغرقت كثير من القرى والغلّات (¬6). * * * (وفيها أخذت أهل البصرة قلاع (¬7) عمّهم، ولم ينج منهم أحد، ولكنه (¬8) كان سليمًا) (¬9) (¬10). * * * وكان بها من الحَرّ العظيم في تمّوز ما أسقط الناس منه وماتوا (¬11) * * * (وهلك في أزِقّة البطحة (¬12) خلق عظيم من الملّاحين) (¬13) * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "وخرقه"، والتصحيح من: تاريخ الإِسلام. (¬2) في "أ": "المشورة". (¬3) في الأصل: "حوحي". والتصحيح من معجم البلدان 2/ 178 وفيه: جَوْخاء: بالخاء المعجمة، والمدّ، موضع بالبادية بين عين صيد وزُبالة في ديار بني عجل كان يسلكه حاجّ واسط. (¬4) خبر الريح في: المنتظم 7/ 141، 142 (14/ 329)، والكامل 7/ 425، وتاريخ الإِسلام (378 هـ) ص 483. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) لم أجد هذا الخبر. (¬7) هكذا في "أ"، ولم أتبيّن صحّتها لعدم ورود الخبر في "ب"، ولعلّ المراد: "وباء". (¬8) تكرّرت في نهاية الصفحة وأول التالية. (¬9) خبر البصرة في: المنتظم 7/ 142 (14/ 329)، والكامل 7/ 424، وتاريخ الإِسلام (378 هـ) ص 483. (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) العبارة في "ب": "وفيها كان حرّ عظيم في تمور (!) مات منه الناس". (¬12) هكذا في "أ"، والصواب: "البطائح" كما في: الكامل 7/ 424 وغيره، ويقال: "البطيحة". (¬13) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة ثلاثماية وتسع وسبعين

وفيها أُهدي من مصر هدية جليلة، فيها خمسون حبشيًّا، وثلاث زرافات، وقيل، وحمار مخطّط (¬1) الجلد بحُمرة وبياض (¬2). سنة ثلاثماية وتسع وسبعين مات شرف الدولة (¬3) بن عضُد الدولة. وقعد بهاء الدولة (¬4). * * * وفيها ظهر كوكب ذو ذؤآبة بالمشرق، ثم طفر طفرة (¬5) إلى المغرب (بشمال، وكان شماليًا عن السماك الرامح، وبلغ زبانًا (¬6) العقرب، ومكث اثنا (¬7) عشر يومًا ثم اضمحل) (¬8). * * * ومات الصاغاني المهندس (¬9). سنة ثلاثماية وثمانين كانت وقعة بين أبي عبد الله ناصر الدولة بن حمدان (¬10) وبني عُقَيل (¬11). سنة ثلاثماية وإحدى وثمانين (وفيها قبض على الطائع يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شعبان، وخلع نفسه بعد أن بويع للقادر بالله لسبعِ بقين من شعبان، وقطع شيء من أُذُنَيه فيما ذُكر (¬12). ¬

_ (¬1) في "ب": "مخلط". (¬2) ينفرد المؤلِّف بهذا الخبر. (¬3) هو أبو الفوارس شيرزيل بن عضُد الدولة. انظر عنه في: ذيل تجارب الأمم 151 - 153، وتاريخ الأنطاكي 218، وتاريخ الفارقي 54، 55، و 62، والكامل 7/ 426، 427، ونهاية الأرب 26/ 233، 234. (¬4) هو أبو نصر فيروز. (تاريخ الأنطاكي 219). (¬5) في "أ": "ثم ظفر ظفرة". (¬6) كذا في الأصل. والصواب: "زباني"، وهو قرن العقرب، كوكب. (الأنواء 72). (¬7) الصواب: "اثني". (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب"، والخبر ينفرد به المؤلّف. (¬9) هو أبو حامد أحمد بن محمَّد. توفي سنة 379 هـ. انظر عنه في: تاريخ الحكماء 56، وتاريخ مختصر الدول 176. (¬10) في "أ": "بين أبي عبد الله وبين ناصر الدولة"، والتصحيح من "ب". (¬11) الكامل 7/ 434. (¬12) الخبر في: الدرّة المضيّة 228، والإنباء 345.

سنة ثلاثماية واثنين وثمانين

وكانت خلافته سبع عشرة سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام (¬1). وتُوفّي يوم الثلاثاء سلخ شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثماية (¬2)، ودُفن بالرصافة) (¬3). (وفيها) (¬4) مات سعد (¬5) الدولة أبو المعالي صاحب حلب. سنة ثلاثماية واثنين (¬6) وثمانين فيها ورد الخبر بأنّ [ابن] جرّاح (¬7) الطائيّ خرج على الحاجّ بين سَمِيراء (¬8) وفَيْد (¬9)، وأخذ منهم ثلاثماية ألف درهم، وثلاثة آلاف ثوب مصريّ صلحًا (¬10). * * * (وفيها قُبض على رجل يقلع الأضراس عند مقابر الخَيْزُران. وقيل: إنه جاسوس عسكر (فخر) (¬11) الدولة، فضُرب ألف سَوط، فأقرّ، فخُنق وصُلب) (¬12) (¬13). * * * وفيها رأت امرأة من الجانب الشرقي في منامها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (كأنّه) (¬14) يخبرها بأنها تموت في (¬15) غدِ عند العصر، وأنه صلّى في المسجد (بقطيعة أمَّ ¬

_ (¬1) الخبر في: الدرّة المضيّة 228، والإنباء 345. (¬2) انظر عن (الطائع لله) في: الإنباء 345، ونزهة المالك والمملوك، ورقة 82، والإعلام بوفيات الأعلام 166، والجوهر الثمين 1/ 187، 198، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 79، وتاريخ الإِسلام (سنة 393 هـ) 286 - 288 وفيه حشدنا مصادر أخرى. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) من "أ" فقط. (¬5) في النسختين: "سعيد"، والتصويب من: تاريخ الأنطاكي 223، وتاريخ حلب 312، والكامل 7/ 446 و 449، والدرّة المضيّة 230، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 143 ب. (¬6) الصواب: "واثنتين". (¬7) في "ب": "خراج"، والمثبت من "أ"، وله ذِكر في: تاريخ الإِسلام "حوادث سنة 399 هـ" ص 341. (¬8) سَمِيراء: بفتح أوله وكسر ثانيه. منزل بطريق مكة بعد توز مصعدًا وقبل الحاجز. (معجم البلدان 3/ 255). (¬9) فَيْد: بالفتح ثم السكون، ودال مهملة. منزل بطريق مكة. (معجم البلدان 4/ 282). (¬10) خبر الحاج لم أجده في المصادر. (¬11) كتبت فوق السطر. وهو فخر الدولة بن بُوَيه. (¬12) خبر الجاسوس لم أجده في المصادر. (¬13) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬14) من "ب". (¬15) في "ب": "من".

سنة ثلاثماية وثلاث وثمانين

جعفر) (¬1) ثم قعد من الجانب الغربيّ ووضع كفّه في حائط القبلة، وأنها فسّرت هذه الرؤيا لما انتهت (¬2)، فقُصِد الموضع فوُجد آثار الكف، وماتت المرأة (في الوقت) (¬3)، وعُمّر المسجد، ووسّعه الشريف الموسَوي، وجعله مشهدًا (¬4). سنة ثلاثماية وثلاث وثمانين كان فيها وباء ومات جميع أهل بلْخ (¬5). سنة ثلاثماية وأربع وثمانين (فيها) (¬6) مات أبو إسحاق الصابيء (¬7). سنة ثلاثماية وخمس وثمانين تُوفّي (¬8) الصاحب ابن عبّاد (¬9) (ليلة الجمعة الخامس والعشرين من صفر) (¬10). ومات (¬11) ابن سُكَّرة (¬12) الهاشمي الشاعر. وكان سنّي (¬13) المذهب. سنة ثلاثماية وستّ وثمانين تُوفَّي العزيز (¬14) بمصر (لليلتين بقيتا من شهر رمضان في الحمّام ببلبيس) (¬15). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) في "ب": "انتهيت". (¬3) من "ب". (¬4) خبر المنام في المنتظم 14/ 339 (حوادث 379 هـ). (¬5) انفرد المؤلّف بخبر الوباء ببلخ. (¬6) من "أ". (¬7) تاريخ حلب 314 وهو إبراهيم بن هلال الصابئ، الكاتب المشهور. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (سنة 384 هـ) ص 74، 75 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، وتاريخ الفارقي 69. (¬8) من "ب". (¬9) هو إسماعيل بن عبّاد. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات 385 هـ) 92 - 98 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، وأوفاها: معجم الأدباء 6/ 168 - 317، ويضاف إليها: تاريخ الفارقي 70. (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) في "أ": "وفاة". (¬12) هو محمَّد بن عبد الله بن سُكرة الهاشمي من ولد علي بن المهدي بالله، انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات 385 هـ). ص 109، 110 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬13) في "أ": "سي". وفي الكامل 7/ 474 "كان منحرفًا عن علي بن أبي طالب". (¬14) انظر عن "العزبز بالله" في: تاريخ الإِسلام (وفيات 386 هـ). ص 130 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، ويضاف إليها: الإنباء 365 - 367، وتاريخ الأنطاكي 235، 236، وذيل تاريخ دمشق 44، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 49، 50، وأخبار الدول المنقطعة 31 - 42، وصبح الأعشى 3/ 426، ومآثر الإنافة 1/ 322، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 74. (¬15) ما بين القوسين ليس من "ب".

سنة ثلاثماية وسبع وثمانين

وكانت خلافته بمصر إحدى (¬1) وعشرين سنة وخمسة أشهر وعشرين يومًا (¬2). وخلّف ولده الحاكم. ومات أبو طالب المكّي (¬3)، صاحب "قوت القلوب". (وأبو الفتح بن جنّي) (¬4). سنة ثلاثماية وسبع وثمانين كانت بمصر زلزلة عظيمة (¬5). * * * واصطيد (¬6) سمكة (بدمياط) (¬7) طولها مايتان وستون ذراعًا, وعرضها ماية ذراع. وكانت حمير (¬8) الملح تدخل في جوفها موسقة (¬9) تفرّغ وتوسق شحمًا (¬10) (من بطنها) (¬11) وتخرج (موسوقة) (¬12). وكان خمس (¬13) رجال في عينها وقوفًا، في أيديهم مجارف وقُفاف يعملون (فيها) (¬14) [بجرف] (¬15) الشحم، (ويتناول منهم قوم آخرون من فوق رأسها، ويناول الذي على رأسها لقومٍ آخرين) (¬16). وأقام أهل دمياط والبشمور والشرقية والقاهرة ومصر يأكلون من لحمها شهرًا (¬17). ¬

_ (¬1) في "أ" "أحد"، وكلمة "بمصر" ليست في "ب". (¬2) في تاريخ الأنطاكي 236 "وسبعة وعشرين يومًا"، وفي الكامل 7/ 475 "وخمسة أشهر ونصفًا"، وفي الدرّة المضية 238 "وعشرة أيام"، وفي الإنباء 366 مثل الكامل. (¬3) هو محمَّد بن علي بن عطيّة المكي. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات 386 هـ). ص 127، 128 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) ما بين القوسين من "ب" وليس في "أ". والصواب أنّ ابن جني، عثمان بن جنّي النحوي صاحب المصنَّفات توفي سنة 392 هـ. انظر عنه في تاريخ الفارقي 86، وتاريخ الإِسلام (وفيات 392 هـ) ص 270، 271 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، وتاريخ الصابئ 417. (¬5) خير الزلزلة في: اتعاظ الحنفا 2/ 16. ولم يذكرها السيوطي في: كشف الصلصلة. (¬6) في "أ": "وأصيد". (¬7) من "أ". (¬8) في "ب": "حمر". (¬9) في "ب": "موسوقة". (¬10) في "ب": "تفرع ويوسق الشحم". (¬11) من "ب". (¬12) من "ب". (¬13) الصواب: "خمسة". (¬14) من "ب". (¬15) إضافة على الأصل اعتمادًا على ما في: الدرّة المضيّة. (¬16) وبين القوسين من "ب". (¬17) خبر السمكة في الدرّة المضيّة 293، 294 في حوادث سنة 408 هـ، وانظر: بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 195 (حوادث سنة 381 هـ) برواية الشيخ أبي القاسم عبد المجيد القرشي، وقد أورد روايته ابن أبي حجلة في كتاب: عجائب العجائب وغرائب الغرائب. "وابن أبي حَجَلة" هو: أحمد بن يحيى التلمساني، المتوفّى سنة 776 هـ. النظر عنه في: نَيْل الأمل في ذيل الدول، =

سنة ثلاثماية وثمان وثمانين

سنة ثلاثماية وثمان وثمانين وقعت النار بحصن أفامية (¬1). * * * وقُتل (عليه) (¬2) الدُّمُسْتُق (¬3). * * * (ومات الخانجيّ) (¬4). * * * وخرج بَسِيل (¬5) ملك الروم، ثم فتح شيزر (¬6). سنة ثلاثماية وتسع وثمانين مات ابن حَجِّاج (¬7) ببغداد، وقبره بمقابر قريش. سنة ثلاثماية وتسعين كان فيها بَرَد عظيم بحلب وزن الحبّة رِطل بالشاميّ (¬8) سنة ثلاثماية وإحدى تسعين وُلد القائم العباسي (¬9). (وتوفي أبو سعيد بن أبي الخير الصوفي المنجّم) (¬10). ومات سعيد الدولة ابن سعد الدولة (¬11) بن حمدان. ¬

_ = لعبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري -بتحقيقنا- طبعة المكتبة العصرية، صيدا - بيروت 1422 هـ/ 2002 - ج 2/ 90، 91 رقم 510 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬1) تاريخ الأنطاكي 242، زبدة الحلب 1/ 192، الدرّة المضيّة 294 (في حوادث سنة 408 هـ). (¬2) من "ب". (¬3) في تاريخ الأنطاكي 243 مقتل "الدوقس". (¬4) ما بين القوسين من "أ"، والنسبة مهملة. ولم أجدها لمعرفة صاحبها. (¬5) في "ب": "قبل". (¬6) تاريخ الأنطاكي 244، زبدة الحلب 1/ 192. (¬7) هو أبو عبد الله الحسين بن حجّاج الشاعر. توفي سنة 391 هـ. انظر عنه في: تاريخ حلب 263 (وفيات سنة 388 هـ). وتاريخ الفارقي 84 (وفيات سنة 391 هـ) ومثله في: تاريخ الصابي 403، وتاريخ الإِسلام (سنة 391 هـ) 252 - 254 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) خبر البَرَد في: الدرّة المضيّة 266. (¬9) تاريخ حلب 306، تاريخ الصابي 409، المنتظم 7/ 215 (15/ 27)، الكامل 7/ 522. (¬10) ما بين القوسين من "أ" ولم أجد لابن أبي الخير ترجمة. (¬11) في "أ": "ومات سعد الدولة بن شريف"، والتصحيح من: تاريخ حلب 316، وزبدة الحلب 1/ 192 (حوادث سنة 392 هـ).

سنة ثلاثماية واثنين وتسعن

سنة ثلاثماية واثنين (¬1) وتسعن جاءت صاعقة ببغداد فأحرقت خلقًا عظيمًا (¬2). سنة ثلاثماية وثلاث وتسعين كان فيها قِران (¬3) * * * ومات السلاميّ (¬4) الشاعر. * * * (وفيها بُني الجامع الحاكمي) (¬5). سنة ثلاثماية وأربع وتسعين أسلم مهيار (¬6) الشاعر على يد الشريف الرضي (¬7). * * * وظهر رجل يلقّب بالأصفر من الجزيرة، وكانت له مكايد في الروم (¬8). * * * وفيها وُلد الأمير ابن حيّوس (¬9) الشاعر بدمشق (¬10). سنة ثلاثماية وخمس وتسعين مولد الظاهر لإعزاز دين الله (¬11). وقبض لولو على الأصفر (¬12). ¬

_ (¬1) الصواب: "واثنتين". (¬2) خبر الصاعقة ينفرد به المؤلّف. (¬3) وقع في النسخة "ب": "سنة ثلاثماية واثنين وتسعين قرآن"، وليس فيها سنة ثلاثماية وثلاث وتسعين، ولا خبر الصاعقة. (¬4) هو أبو الحسن محمَّد بن عبد الله السلامي. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات 393 هـ) ص 294، 295 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) ما بين القوسين كتب بخط مختلف على هامش النسخة "أ". وخبر الجامع في: الدرّة المضيّة 269. (¬6) هو أبو الحسين مهيار بن مرزوَيْه الفارسي الديلمي. توفي سنة 428 هـ. (¬7) الكامل 7/ 782، وفيات الأعيان 5/ 359. (¬8) تاريخ الأنطاكي 254. (¬9) هو أبو الفتيان محمَّد بن سلطان بن محمَّد بن حيِّوس، توفي سنة 473 هـ. (¬10) وفيات الأعيان 4/ 444. (¬11) الإنباء 378. (¬12) تاريخ الأنطاكي 255، زبدة الحلب 1/ 196 (حوادث سنة 394 هـ).

سنة ثلاثماية وست وتسعين

سنة ثلاثماية وستّ وتسعين طيّرت الريح لرجلٍ من أهل يأجوج ومأجوج إلى قُدّام السّدِّ، وأخذه الحرّاس التُّرك، وسيّروه إلى الخليفة ببغداد، وكان طوله ذراع ونصف (¬1)، وطول لحيته شبرين (¬2)، وذُكر فيه اعوجاج (¬3). سنة ثلاثماية وسبع وتسعين خرج الوليد بن هشام الأمويّ، الملقّب بأبي ركوة، ووصل الخبر إلى الجيزة (¬4). سنة ثلاثماية وثمان وتسعين هدم الحاكم بِيعة قُمامة (¬5). * * * وفي هذه السنة خرج (¬6) رجل من أهل مصر (¬7) يُعرف بأبي ركوَة، فظفر به الحاكم وجعله في قفص، وقال له: ما دعاك إلى هذا؟ قال: سُموْ همّتي، لو ساعدتني الأقدار. قال: فلو ساعدتْك (الأقدار) (¬8) ما كنتَ تفعل؟ ¬

_ (¬1) الصواب: "ذراعًا ونصفًا. وفي الدرّة المضيّة 274 ذراع وربع". (¬2) الصواب: "شبران". (¬3) الدرّة المضيّة 274 وفيه: "وله أُذُنان كالودق". (¬4) في "ب": "ووصل الجزيرة". وانظر عن أبي ركوة في: تاريخ الأنطاكي 259 - 262 و 264 - 268، وتاريخ حلب 317 (حوادث 395 هـ). والكامل 7/ 549 - 554، والدرّة المضيّة 275، وعيون الأخبار وفنون الآثار - السُبع السادس ص 262، وتاريخ ابن خلدون 4/ 58، واتعاظ الحنفا 2/ 61، والبداية والنهاية 11/ 337، والمنتظم 7/ 233، والنجوم الزاهرة 4/ 215، 216، وتاريخ الإِسلام (حوادث 397 هـ)، والتاريخ الصالحين 2/ ورقة 151 أ، ومنتخب الزمان 2/ 259، 260. (¬5) خبر هدم القمامة في: تاريخ الأنطاكي 279، 280، وملحق تاريخ الأنطاكي -بتحقيقنا- ص 463، (حوادث سنة 400 هـ)، وتاريخ حلب 318، والمنتظم 7/ 239 (15/ 60، 61)، وتاريخ الزمان 76، وذيل تاريخ دمشق 66 - 68، ونهاية الأرب 28/ 184، والكامل 7/ 559، وأخبار الدول المنقطعة 55، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 80 (حوادث 399 هـ). والدرّة المضيّة 293 (حوادث سنة 408 هـ)، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 398 هـ) 238، 239، والعبر 3/ 66، 67، ودول الإِسلام 1/ 239، ومرآة الجنان 2/ 449، والبداية والنهاية 11/ 339، واتعاظ الحنفا 3/ 74، 75، والنجوم الزاهرة 4/ 218، ومنتخب الزمان 2/ 261. (¬6) في "ب": "خرج عليه". (¬7) في "ب": "رجل بمصر". (¬8) من "أ".

سنة ثلاثماية وتسع وتسعين

قال: (كنت) (¬1) أجعلك موضعي (¬2). * * * (وفيها أشخص المطيع (¬3) لله أبا العلاء بن سليمان (¬4) إلى بغداد) (¬5) (¬6). سنة ثلاثماية وتسع وتسعين توفي أبو يعقوب بن أنسطاس (¬7) الطبيب، (ورجم المسلمون جنازته والنصارى لما فسّر (¬8) للمسلمين) (¬9). * * * وفيها دخل أبو العلاء بغداد مرة ثانية (¬10). سنة أربع ماية خالية (¬11) * * * سنة أحد (¬12) وأربع ماية فتح محمود بن سُبُكتكين المولتان من بلاد الهند، وأنفذ إلى القادر صنمًا من ذهب وزنه أربع ماية رطل بالبغداديّ (¬13). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) لم أجد هذا الحوار في المصادر. (¬3) توفي المطيع لله في سنة 364 هـ. فلا يصحّ الخبر عنه هنا. كما لا يصحّ عن الطائع لله لوفاته قبل السنة المذكورة أعلاه، في سنة 393 هـ. (¬4) هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعزي. وقد وُلد سنة 363 هـ. قبل وفاة المطيع لله بسنة واحدة. (¬5) دخول أبي العلاء بغداد في: وفيات الأعيان 1/ 114. (¬6) ما بين القوسين من "ب" وليس في "أ". (¬7) في "أ": "أبو إسحاق يعقوب بن حنين"، وفي "ب": "أبو يعقوب إسحاق بن حنين". والإثنان لا يصحّان، فابن حُنَين توفي سنة 298 هـ. (أخبار العلماء 57)، وما أثبتناه من: تاريخ الأنطاكي 269، وتاريخ مختصر الدول 182، واتعاظ الحنفا 2/ 70 وفيه وفاته سنة 397 هـ. (¬8) هكذا في "أ"، ولم أتبيّن صحّتها لعدم ذكرها في "ب". (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب"، والخبر ينفرد به المؤلّف. (¬10) وفيات الأعيان 9/ 114. (¬11) هكذا في "أ". وفي "ب": "سنة أربع ماية نُقلت إلى سنة إحدى، كانت هي وسنة إحدى خاليتين من الحوادث". (¬12) الصواب: "إحدى". (¬13) الخبر في الدرّة المضيّة 283 وفيه زيادة: "ولعبة ياقوت أحمر زنتها ستون مثقالًا تشتعل كالقنديل، لم يُر مثلُها أبدًا".

سنة اثنين وأربع ماية

سنة اثنين (¬1) وأربع ماية مات أبو بكر الخوارزميّ (¬2). سنة ثلاث وأربع ماية أخذ أهلَ الكوفة جُدَريٌّ أعمى منهم ألفًا وخمس ماية (رجل) (¬3)، كلّهم من نسل من حضر قتل الحسين (بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه) (¬4)، وهذا أعجب ما سُمِع (¬5). سنة أربع وأربع ماية زالت دولة آل حمدان. سنة خمس وأربع ماية مات الأشجّ (¬6). سنة ستّ وأربع ماية وُلد رجل خُنْثَى بنتًا في مُنْية زفتا (¬7) من أعمال مصر. سنة سبع وأربع ماية مات علي بن حمّود (¬8) بالأندلس. سنة ثمان وأربع ماية خرج الحاكم إلى المقطَّم، وكان يركب حمارًا ويمضي إلى زقاق فيقف عند رجل مراوحيّ ويتحادثان ساعة طويلة، ولم يعلم أحد ما كان بينهما، ثم يودّعه ¬

_ (¬1) الصواب: "اثنتين". (¬2) هو محمَّد بن موسى الفقيه الحنفي، توفي سنة 403 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات 403 هـ) ص 91، 92 رقم 118 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) من "ب". (¬4) ما بين القوسين من "ب". (¬5) الدرّة المضيّة 287. (¬6) لم أجده. (¬7) في الدرّة المضيّة 294 "زفتى"، وزاد في حوادث سنة 408 هـ. "وأُحضرت إلى الحاكم بالقاهرة، والرجل الخنثى الذي ولدها، كانت دون الشِبر، كاملة جميع الأعضاء. فأمر الحاكم بقتل الرجل الخنثى فقُّتل". وذكر ابن أيبك أن الرجل ولد من دُبُره. (¬8) في النسختين: "محمود". والتصحيح من: الكامل 7/ 618، وتاريخ الإِسلام (وفيات 307 هـ) 176، 177 رقم 255 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة تسع وأربع ماية

ويخرج إلى القرافة، ويدع الحمار عند غلمانه ويغيب أيامًا، ثم يرجع (¬1). ثم إنه عمل سبيكة من المحكم وسبكه فضّة، وعمل آلات الرصد والزيج، ويقال "الجفْر"، وملحمة الأبد (¬2). سنة تسع وأربع ماية حدّ الحاكم رجلًا سبّ أبا بكر وعمر (¬3). وحرّم جميع المُسكِر (¬4). ونهى عن أكل الملوخيّة (¬5)، وشُرب المِزْر (¬6). وأمر أن لا يُجلَب إلى بلاده زبيب (¬7). سنة عشر وأربع ماية خالية * * * سنة إحدى عشر وأربع ماية توفي الحاكم (¬8)، وكانت ولايته خمسًا وعشرين سنة ونصف شهر (¬9). وخلّف الظاهر. * * * وفي أيامه بلغ النيل تسعة عشر ذراعًا، (وثمانية أصابع (¬10) , ولم يكن هذا في الهجرة * * * ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 294. (¬2) هذا الخبر لم أجده في المصادر. (¬3) انظر: تاريخ الأنطاكي 278، ومنتخب الزمان 2/ 262. (¬4) تاريخ الأنطاكي 253، 254، تاريخ حلب 320 (حوادث سنة 402 هـ)، منتخب الزمان 2/ 258. (¬5) تاريخ الأنطاكي 268، تاريخ الإِسلام (سنة 411 هـ) 284، منتخب الزمان 2/ 257. (¬6) المِزْر: نبيذ الشعير والحنطة والحبوب. وقيل: نبيذ الذُّرَة خاصة. (لسان العرب - مادة مِزْر 5/ 172). (¬7) تاريخ الأنطاكي 270، تاريخ حلب 320، منتخب الزمان 2/ 257، حُسن المحاضرة 2/ 151. (¬8) انظر عن (الحاكم بأمر الله) في: تاريخ الإِسلام (سنة 411 هـ) 237 - 242، وتاريخ الأنطاكي 359 - 363 وفيهما حشدنا مصادر كثيرة عنه. (¬9) في تاريخ الأنطاكي: "وعشرون يومًا". (¬10) الدرّة المضية 297 وكان ذلك في سنة 410 هـ.

سنة اثنتي عشرة وأربع ماية

ثم ركب الحمار وخرج يطوف في المقطّم فلم يعُد) (¬1). وكانت سيرته أعجب السِّيَر. ويقال في المثل: "غاب غيبة الحاكم" (¬2). وخلّف الظاهر (¬3). سنة اثنتي عشرة وأربع ماية كسر رجل أعجمي الحجر الأسود، وقُتل هو وخلق كثير بسببه. ثم ضُبّب (¬4) بالفضّة (¬5). سنة ثلاث عشر (¬6) وأربع ماية أمر ملك الهند بقتل الكلاب، فقتل كل كلب في بلاده، (فذُكر أن عدّة ما قُتل) (¬7) ثلاثة آلاف وخمس ماية كلب. وأنكر عليه وَزيره، فقال له: قد سمعت أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة أمر الأنصار بقتل الكلاب (¬8). سنة أربع عشر (¬9) وأربع ماية اصطاد رجل بالجزيرة الخضراء من أعمال الأندلس جارية من البحر، وربط يديها ونكحها، فحملت منه، فجاءت ببنتٍ لم يُر أحسن منها، فحلّ رباطها من محبّته للبنت، وأراد أن يُعدّي إلى سِبْتَة لأنه من أهلها، فركب في مركب واستصحب الجارية وابنتها منه في حجرها، فغافَلَته ورمت بروحها إلى البحر والبنت معها، فحزن عليها حزنًا شديدًا. فلما كان بعد ثلاثة أيام وهو في المركب ظهرت الجارية وفي يدها صَدَفَة مُطْبَقَة، فرمت بها إليها، وودّعته بإصبعها، وكان ذلك آخر العهد بها (¬10). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من "ب". (¬2) بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 211. (¬3) تقدّم ذلك قبل قليل. (¬4) في "ب": "ظبب". (¬5) تاريخ الأنطاكي 379 (حوادث سنة 413 هـ) ومثله في: تاريخ الإِسلام 247، أما في اتعاظ الحنفا 2/ 131 كان ذلك في سنة 418 على يد رجل ديلمي: والدرّة المضيّة 315. (¬6) الصواب: "ثلاث عشرة". (¬7) في "أ": "ويقال إن عدَّتها". (¬8) خبر الكلاب ينفرد به المؤلّف. (¬9) الصواب: " أربع عشرة". (¬10) خبر جارية البحر في الدرّة المضيّة 317، 318 نقلًا عن "ابن زولاق" في تاريخه. وفيه أنّ المولود هو ولد وليس بنتًا.

سنة خمس عشرة وأربع ماية

سنة خمس عشرة وأربع ماية مات بَسِيل ملك الروم (¬1). سنة ست عشر (¬2) وأربع ماية أكل الفار (¬3) زرع مصر. سنة سبع عشرُ (¬4) وأربع ماية مات (أكثر) (¬5) أهل الواح من جُدَريّ لحِقَهم (¬6). سنة ثماني (¬7) عشرة وأربع ماية دخل جلال الدولة أبو طاهر إلى بغداد (¬8). ومات أبو القاسم المغربيّ (¬9) صاحب الرسايل. سنة تسع عشرة وأربع ماية تُوفّي علي بن عيسى (¬10) النحْويّ. ¬

_ (¬1) تاريخ الأنطاكي 403، تاريخ الزمان 82، 83، ذيل تجارب الأمم 218، 220, ذيل تاريخ دمشق 42، زبدة الحلب 1/ 189، 190، الكامل 7/ 451 و 8/ 26، 27، المختصر في أخبار البشر 2/ 128، نهاية الأرب 26/ 158 - 160، الدرّة المضيّة 319، تاريخ ابن الوردي 1/ 337. (¬2) الصواب: "عشرة". (¬3) في "ب": "الباز"، والمثبت من "أ" والدرّة المضيّة 320. (¬4) الصواب: "عشرة". (¬5) ليست في "ب". (¬6) الدرّة المضيّة 321 وفيه: "الواحات". (¬7) في "أ": ثمان. (¬8) هو أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة بُوَيْه. والخبر في: تاريخ حلب 328، والمنتظم 8/ 29، 30 (15/ 182 و 183)، وتاريخ مختصر الدول 180، والكامل 7/ 701، 702، والمختصر في أخبار البشر 2/ 156، ونهاية الأرب 26/ 252، والدرّة المضيّة 322، 323، وتاريخ الإِسلام (حوادث 417 هـ) (260، 261 و 262، والعبر 3/ 126، ودول الإِسلام 1/ 249، وتاريخ ابن الوردي 1/ 338، والبداية والنهاية 12/ 22، 23. (¬9) انظر عن (أبي القاسم المغربي) في: تاريخ الفارقي 128 - 131، والمنتظم 8/ 32، 33 (15/ 185، 186 رقم 3150)، والدرّة المضيّة 323، والكامل 7/ 702، 703، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 89، وتاريخ الإِسلام (وفيات 418 هـ). ص 440 - 445 رقم 324 وفيه حشدنا مصادر أخرى. (¬10) في الدرّة المضيّة 325 "عيسى بن علي".

سنة عشرين وأربع ماية

وفيها وُلد المستنصر أبو تميم مَعَدّ (¬1). سنة عشرين وأربع ماية (فتح محمود بن سُبُكتِكين (¬2) الريّ، وأزال دولة السامانية (¬3). سنة إحدى وعشرين وأربع ماية) (¬4) زُلزِلت دمشق وخربت طارمة القلعة (¬5). سنة اثنين (¬6) وعشرين وأربع ماية تُوفي القادر (¬7) (في الحادي عشر من ذي الحجة) (¬8). وكانت خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة (¬9) أشهُر (¬10). وكان عُمُره ستًا وثمانين سنة (¬11). وخلف (بعده) (¬12) القائم. * * * (وفيها وُلد الخفاجيّ (¬13) الشاعر المعروف بابن سِنان الحلبيّ) (¬14). ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 325. (¬2) في الأصل: "شبكتكين". (¬3) تاريخ حلب 329، الكامل 7/ 710، نهاية الأرب 26/ 65، 66، المختصر في أخبار البشر 2/ 157. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) الدرّة المضيّة 326 (سنة 420 هـ). والطارمة: بيت من الخشب كالقبّة، وهي فارسية معرّبة. (تاج العروس، مادّة طرم - مجلَّد 8/ 377). (¬6) الصواب: "اثنتين". (¬7) انظر عن (القادر بالله) في: الإنباء 347، وتاريخ الأنطاكي 425، وتاريخ حلب 320، والكامل 7457، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 94، والدرّة المضيّة 329، وتاريخ الإِسلام (وفيات 422 هـ) ص 11 وفيه حشدنا مصادر أخرى. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) في "أ": "وثلاث". (¬10) في الكامل 7/ 745 "وعشرين يومًا"، والمثبت يتفق مع: تاريخ بغداد 4/ 38، والإنباء 347، والدرّة المضيّة 329. (¬11) في الكامل زيادة: "وأشهر". (¬12) من "ب". (¬13) هو أبو محمَّد بن سعيد. (تاريخ حلب 330). (¬14) ما بين القوسين ليس في "أ".

سنة ثلاث وعشرين وأربع ماية

سنة ثلاث وعشرين وأربع ماية مات ابن البوّاب الكاتب (¬1). * * * وسُلِّمت الرَّها إلى الروم (¬2). * * * وكانت من أعظم السنين قحطًا (¬3). سنة أربع وعشرين وأربع ماية تغلّب بعض العلويّين على حرّان. وفتح هيكل القمر، ولم يبق لهم بها هيكل (¬4) * * * وظهر الدرزيّة بجبل السُّمّاق (¬5) في خامس ذي القعدة (¬6). * * * والشمس في السُنْبُلة. سنة خامس (¬7) وعشرين وأربع ماية خرج سلجُق (¬8) إلى ما وراء النهر، وإلى بخارى. وكانت وقعة دامغان (¬9). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ الفارقي 137، الدرّة المضيّة 333. (¬2) تاريخ الأنطاكي 427، الكامل 7/ 743، الدرّة المضيّة 333، تاريخ مختصر الدول 183، تاريخ الزمان 84، نهاية الأرب 23/ 216، المختصر في أخبار البشر 2/ 157، 158، تاريخ الإِسلام (سنة 422 هـ) ص 7، تاريخ ابن الوردي 1/ 339، النجوم الزاهرة 4/ 275، تاريخ السرياني 3/ 114. (¬3) الدرّة المضية 333، المنتظم 8/ 69 (15/ 230)، تاريخ الزمان 85، الكامل 7/ 754، تاريخ الإِسلام (حوادث 423 هـ) ص 23، وانظر: تاريخ الأنطاكي 438 (حوادث 434 هـ). والبيان المغرب 1/ 275 (حوادث سنة 425 هـ). (¬4) تاريخ حلب 330، 331. (¬5) جبل السُّمّاق: جبل عظيم من أعمال حلب الغربية، يشتمل على مدن كثيرة، وقرى وقلاع، عامّتها للإسماعيلية المُلحِدة. (معجم البلدان 2/ 102). (¬6) تاريخ الأنطاكي 429، زبدة الحلب 1/ 248، 249، الدرّة المضيّة 334، اتعاظ الحنفا 2/ 181، تاريخ حلب 331. (¬7) هكذا. (¬8) هو: سلجوق. (الدرّة المضيّة 335). (¬9) الدرّة المضيّة 337 وفيه "دانمان"، والمثبت يتفق مع: الكامل 7/ 716 (سنة 720 هـ).

سنة ست وعشرين وأربع ماية

وكان بالشام زلازل انحسر البحر ثلاث فراسخ، فنزل الناس يلتقطون (¬1) الصَّدَف (¬2)، فعاد عليهم فقتلهم وأغرقهم (¬3). سنة ستّ وعشرين وأربع ماية فيها وفاة مهيار (¬4) (الشاعر) (¬5). سنة سبع وعشرين وأربع ماية مات الظاهر (¬6) بن الحاكم. وكانت خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وخمسة أيام (¬7). ثم خلف المستنصر مَعَدّ بن المنصور. * * * وفيها خرج (يحيى بن علي) (¬8) المتعالي (¬9) بالله، وقُتل بالأندلس. سنة ثمان وعشرين وأربع ماية (تُوفي القُدُوري (¬10) الفقيه) (¬11). ¬

_ (¬1) في "أ": "يلقطون". (¬2) في الدرّة المضيّة: "السمك". (¬3) الدرّة المضيّة 337، وانظر: تاريخ الأنطاكي 439، وتاريخ الزمان 85، وتاريخ حلب 331، والكامل 7/ 765، وتاريخ الإِسلام (حوادث 425 هـ) ص 29، والبداية والنهاية 12/ 36، واتعاظ الحنفا 2/ 181، والنجوم الزاهرة 4/ 279، وكشف الصلصلة 177، وشذرات الذهب 3/ 228. (¬4) هو مهيار الديلمي، كان مجوسيًا وأسلم في سنة 394 هـ. توفي سنة 428 هـ. انظر عنه في: الكامل 7/ 782، وتاريخ الإسلام (وفيات 428 هـ) ص 246، 247 رقم 283 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) زيادة من "أ". (¬6) انظر عن (الظاهر) في: تاريخ الإسلام (وفيات 427 هـ) ص 197، 198 رقم 234، وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) في الإنباء 392 خمس عشرة سنة وشهورًا، وفي الكامل 7/ 775 "وتسعة أشعهر وسبعة عشر يومًا". (¬8) من "ب". وفي "أ": "خرج محمد". (¬9) هكذا في النسختين. وهو"المعتلي" كما في: تاريخ حلب 332. (¬10) انظر عن (القدوري) في: الكامل 7/ 782، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 96، وتاريخ الإسلام (وفيات 428 هـ) ص 211 - 213 رقم 254 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) ما بين القوسين ليس في "أ".

(سنة تسع وعشرين وأربع ماية)

(سنة تسع وعشرين وأربع ماية) (¬1) مَلَك [ثَمال بن] (¬2) صالح بن مرداس حلب من آل حمدان (¬3). سنة ثلاثين وأربع ماية فتح التُرك همدان، وقوي أمر طُغْرُلْبَك (¬4). * * * وفيها فتح الزَّنْج والمَصَامِدة قلعة دُنَيْسر (¬5). * * * وفيها جلس الملك طُغْرُل بك (¬6) على سرير المُلْك بخراسان (¬7). سنة إحدى وثلاثين وأربع ماية مولد الذخيرة ابن القايم (¬8). * * * وخُطب لألب أرسلان (¬9). سنة اثنين (¬10) وثلاثين وأربع ماية كُحّل (¬11) ميخائيل (¬12) ملك الروم، واستولى على المُلْك زوني (¬13). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬2) إضافة ضرورية للتصويب. (¬3) زبدة الحلب 1/ 255. (¬4) طغلبك = طغرلبك، تاريخ حلب 333، الدرّة المضيّة 346، تاريخ ابن أبي الهيجاء 97، التاريخ الصالحين 2/ ورقة 155 ب. (¬5) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬6) في "أ": "طغلبل". (¬7) الدرّة المضيّة 346. (¬8) تاريخ الفارقي 158. (¬9) الدرّة المضيّة 347. (¬10) الصواب: "اثنتين". (¬11) في الدرّة المضيّة: "نزل"، والمثبت يتفق مع: تاريخ حلب 334. (¬12) هو الملك "ميخائيل الرابع" Michel TV. (¬13) هكذا في "أ" وفي "ب": "روى"، وفي تاريخ حلب 334 و 335 "زويني "، وفي الدرّة المضية: "درمى" مهملة، وفي تاريخ ميخائيل السرياني 3/ 114 "زاي".

سنة ثلاث وثلاثين وأربع ماية

سنة ثلاث وثلاثين وأربع ماية مات أمير الجيوش الدزبري (¬1). سنة أربع وثلاثين وأربع ماية فتح مُعِزّ (¬2) الدولة ثَمَال (¬3) بن صالح (¬4) قلعة حلب (¬5). * * * وفيها وُلد بصنعا مولود عن عشرين (¬6) شهرًا كأطول ما يكون من الرجال، وعيناه كالأسكُرجتين (¬7). ووُلد في ذلك اليوم لوالد هذا الرجل مهرًا (¬8) أعظم ما يكون من الخيل. وفي ذلك اليوم الذي وُلد أخوه ماتا، وماتت أمّهاتُهما (¬9). سنة خمس وثلاثين وأربع ماية دخلت التُرك الموصل، ولم يكن في هذه البلاد أحد من التُرك (¬10). * * * (وفيها مات أبو الفَرَج الطبيب النصرانيّ (¬11)، فيلسوف بغداد) (¬12). * * * ¬

_ (¬1) زبدة الحلب 1/ 260، ذيل تاريخ دمشق 78 (سنة 436 هـ). (¬2) في "أ": "معين". (¬3) في "أ": "من ثمال". (¬4) المثبت كلّه من "ب". (¬5) تاريخ حلب 335، تاريخ ابن أبي الهيجاء 98، الدرّة المضيّة 354، المنتظم 8/ 115 (15/ 286)، زبدة الحلب 1/ 263، تاريخ الإِسلام (حوادث سنة 434 هـ) ص 326، ومآثر الإنافة 1/ 344، والبداية والنهاية 12/ 50 وفيه تحرّف اسم "ثمال" إلى: "سماك"!. (¬6) في "أ": "عن شهرين شهرًا". (¬7) في الدرّة المضيّة: "كالشرج". والسُكُرُّجَة: إناء يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم. وهي فارسية. (لسان العرب - مادّة سكرج، ج 2/ 399). (¬8) الصواب: "مهر". (¬9) في "أ": "وماتت أمّهما" وهذا القسم لم يرد في الدرّة المضيّة، واختُصر بقوله: "وهلكت أمّه". (¬10) تاريخ حلب (نشرة زعرور) ص 336، و (نشرة سويم) بأنقرة ص 4، والمنتظم 8/ 117 (15/ 291)، والدرّة المضيّة 355، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 98، وتاريخ الإِسلام (حوادث 435 هـ) ص 328، والعبر 2/ 182، ودول الإِسلام 1/ 257. (¬11) تاريخ الزمان 94، تاريخ مختصر الدول 190 وفيه: "أبو الفرج عبد الله بن الطيّب"، ومثله في أخبار العلماء بأخبار الحكماء للقفطي 150، 151، وعيون الأنباء 323. (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة ست وثلاثين وأربع ماية

وفيها وُجد في قلعة حلب رأس يحيى بن زكريًا عليهما السلام (¬1). * * * وفيها أسلم من كافر تُرك أكثر من عشرين ألف خَرْكاه (¬2)، وضحّوا بعشرين ألف رأس غنم وخيل (¬3). سنة ستّ وثلاثين وأربع ماية خالية * * * سنة سبع وثلاثين وأربع ماية ظهر فيها رجل ادّعى النيابة بأرض اليمامة، وعمل قرآنًا، وذُكر أنه من أولاد مُسَيلمة الكذّاب. فقتله صاحب حضر مَوت (¬4). سنة ثمان وثلاثين وأربع ماية مات بدر بن سلطان (¬5). وثَمَال الخَفَاجيَّ (¬6). سنة تسع وثلاثين وأربع ماية مات منقذ بن نصر (¬7). * * * وفيها نهب البساسيري بغداد، وقطع يد كل من كان فيها من شيخ وشاب وصبي وامرأة وجُوَيريّة وعجوز وما أشبه ذلك (¬8). ¬

_ (¬1) تاريخ حلب 336، زبدة الحلب 1/ 262. (¬2) خَركاه: كانت في أول الأمر تُطلَق عمومًا على المحل الواسع، والأخصّ على الخيمة الكبيرة (الشادر) التي يتّخذها أمراء الأكراد والأعراب والتركمان سكنًا لهم. وكان التركمان يصنعونها من اللبد ويسمّونها "قره أو" أي: البيت الأسود. ثم أطلِقت على سُرادق الملوك والوزراء. (معجم الألفاظ الفارسية 53). وقال القلقشندي: الخركاه: بيت من خشب مصنوع على هيئة مخصوصة، ويُغَشَّى بالجوخ ونحوه، تُحمل في السفر لتكون في الخيمة للمبيت في الشتاء لوقاية البرد. (صبح الأعشى 2/ 131). (¬3) تاريخ ابن الوردي 1/ 485. (¬4) تاريخ حلب 356 (سنة 436 هـ) وفيه: "ظهر بحمص"، وقتله صاحب حمص! (¬5) هكذا في النسختين. وهو بدران بن سلطان بن الخفاجي، في: المنتظم 15/ 306. (¬6) في "ب": "الجراحي". ولم أجده. (¬7) تاريخ حلب 338. (¬8) سيعاد باختلاف الرواية في السنة التالية.

سنة أربعين وأربع ماية

سنة أربعين وأربع ماية عاد طُغْرُل بك (¬1) من خوارزم إلى بغداد (¬2). * * * وفيها هجم البساسيري (بغداد ومَلَكَها) (¬3)، وأمر بنهب القصر للعامّة ساعة من النهار، ثم كفَّهم عن ذلك. وخرج القائم راكبًا على فرسٍ أسود، وعليه قباء أسود، وعمامة سوداء، فنزل ووقف بين يدي البساسيري، فأمر بقتل الوزير فقُتل، وبقتل قاضي القضاة فقُتل، وأمر بقتل القائم، فصاح: "يال آل مُضَر، فنزل علي بن مُهارش (¬4) وصفح (¬5) للبساسيري، وسأل فيه على أن يكون في حبسه (¬6) ففعل، وأخذه وأنفذه إلى الحديثة (¬7). سنة إحدى وأربعين وأربع ماية كان فيها مطر في تمّوز وبرد وضفادع ورمل أصفر، وأقام يومًا ونصف (¬8)، وأكثر ما كان بدمشق (¬9). سنة اثنين (¬10) وأربعين وأربع ماية فُتحت المغرب على يد باديس (بن حَبُّوس) (¬11). ¬

_ (¬1) في (أ): "طغليل". (¬2) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬3) من "ب". (¬4) هو صاحب حديثة عَانَة، وكان بدويًّا. (المنتظم 16/ 34). (¬5) في "أ": "وصفع", وفي "ب": "وصقع", والتصحيح من السياق, والمنتظم. (¬6) في "أ": "جيشه". (¬7) الدرّة المضية 358، المنتظم 16/ 32 - 38 (حوادث سنة 450 هـ في حديث طويل، إلَّا أنّ رواية المؤلّف فيها معلومات لا توجد عند ابن الجوزي، وابن أيبك)، وكذلك في: الكامل 8/ 153، وبغية الطلب 9، وخلاصة الذهب المسبوك 265، ومختصر التاريخ 206، والجوهر الثمين 1/ 194، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 106، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 450 هـ) 30، 31، والعبر 3/ 221، والنجوم الزاهرة 5/ 6. (¬8) الصواب: "ونصفًا". (¬9) الدرّة المضيّة 359، تاريخ حلب 341 (باختصار). (¬10) الصواب: "اثنتين". (¬11) من "أ". وقد ورد الخبر هكذا في النسختين، وهو مشوَّش لا يتفق مع الواقع، والصواب: "وفي سنة 440 قُطِعت الخطبة لصاحب مصر وأمر المُعِزّ بن باديس بأن يُدعَى على منابر إفريقية للعباس بن عبد المُطلب، ويُقطع دعوة الشيعة العُبَيديّين"، (البيان المغرب 1/ 277). ونحوه في: تاريخ حلب: "تغيّر المعزّ بن باديس على المستنصر، وانضوى إلى القائم خليفة بغداد" (ص 340).

سنة ثلاث وأربعين وأربع ماية

سنة ثلاث وأربعين وأربع ماية فتح طُغْرُل بك (¬1) أصفهان (¬2). سنة أربع وأربعين وأربع ماية فيها وُلدت بغلة بنابلس في جوف حُجْرة سوداء وبغلًا (¬3) أبيض، وهذا أعجب ما سُمع (¬4). سنة خمس وأربعين وأربع ماية خرج ملك النُّوبة وأخذ سواكِن وقتل جميع من فيها، وفتح أسوان (¬5). سنة ستّ وأربعين وأربع ماية ظهر ناووس [بحمص] (¬6) فيه ميّت وفي رأسه ضربة والدم طريّ فيها، فقالت النصارى: هذا منّا. وقالت المسلمون: هذا منّا هذا فلان، من جملة أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فأخذه المسلمون من أهل حمص وجعلوه في الجامع حتى يُصلِحوا له قبرًا. فسرقه النصارى ليلًا ورموا به إلى العاصي (¬7). * * * وفيها دخل ركن الدين أبو طالب طُغْرُلبَك محمَّد بن ميكاييل (¬8) بغدادَ وقتل الملك العزيز. وانقضت دولة بني بُوَيْه. وانتظمت دولة (بني سلجوق) (¬9) السلجوقية (¬10). سنة سبع وأربعين وأربع ماية خالية * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "طغليل". (¬2) تاريخ حلب 341، الدرّة المضيّة 362. (¬3) في "أ": "وبغل". (¬4) الدرّة المضيّة 363 وفيه: ذكر ذلك العاضد في كتابه: "تحفة القصر في عجايب مصر". (¬5) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬6) إضافة من الدرّة المضيّة. (¬7) الدرّة المضيّة 364، 365. (¬8) في "أ": "محمَّد بن كامل". (¬9) من "ب". (¬10) تاريخ حلب 342، الدرّة المضيّة 365، المنتظم 8/ 165 (15/ 349)، تاريخ الإِسلام (حوادث 447 هـ) ص 20 و 21 وفيه مصادر أخرى.

سنة ثمان وأربعين وأربع ماية

سنة ثمان وأربعين وأربع ماية تولّى الوزارة أبو نصر الكُنْدُريّ (¬1). * * * وتُوفّى ابن ملاك الكاتب (¬2). سنة تسع وأربعين وأربع ماية ظهر البساسيري إلى الشام ونزل بأرض بالِس مدّة شهرين (¬3). * * * وفيها تُوفّي أبو العلاء بن سليمان المَعَرّيّ (¬4). سنة خمسين وأربعماية وصل (¬5) البساسيري الموصل (¬6). وظهر الأتراك إلى الشام. سنة إحدى وخمسين وأربع ماية وصل البساسيري إلى بغداد، وضرب مصافًّا مع طُغْرُلبك (¬7)، فانهزمت جيوشه وقُتل (¬8). سنة اثنين (¬9) وخمسين وأربع ماية كانت زلزلة وخسف (¬10). ¬

_ (¬1) في "أ": "الكندي" وفي "ب": "السكندري"، والتصحيح من: الكامل 8/ 188 وهو منصور بن محمَّد الكندي عميد الملك وزير طغرلبك. (¬2) هكذا في النسختين، ولم أجده، ولعل المراد: "هلال بن المحسّن الكاتب". (¬3) تاريخ ابن أبي الهيجاء 104، المنتقى من أخبار مصر 14، زبدة التواريخ 59، زبدة الحلب 1/ 270. (¬4) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمَّد بن سليمان .. الشاعر المشهور. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات 349 هـ) 198 - 220 رقم 305، وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) في "ب": "فيها دخل". (¬6) الكامل 8/ 152، الدرّة المضيّة 372، مختصر التاريخ 206، 207، تاريخ دولة آل سلجوق 17، تاريخ الإِسلام (441 - 460 هـ) ص 33، النجوم الزاهرة 5/ 8. (¬7) في "أ": "طغرايل". (¬8) تاريخ حلب 344، تاريخ الفارقي 152 و 156، تاريخ ابن أبي الهيجاء 109، 110، الدرّة المضيّة 373، تاريخ الإِسلام (441 - 460 هـ) ص 272 وفيه حشدنا مصادر كثيرة، والتاريخ الصالحين 2/ ورقة 161 ب ومنتخب الزمان 2/ 282. (¬9) الصواب: "اثنتين". (¬10) الدرّة المضيّة 374.

سنة ثلاث وخمسين وأربع ماية

سنة ثلاث وخمسين وأربع ماية كُسِفت الشمس وظهرت الكواكب (¬1). سنة أربع وخمسين وأربع ماية فيها وَزَر ابن جهير (¬2). سنة خمس وخمسين وأربع ماية مات طُغْرُلبَك (¬3) بالريّ، وكانت قد زُفّت إليه ابنة الخليفة (¬4) سنة ستّ وخمسين وأربع ماية وفيها وَزَر خواجا بُزُرك (¬5) نظام المُلْك (¬6). * * * ودخل الصُّلَيْحيّ مكة داعيًا لأهل مصر (¬7). * * * ومات المُعِزّ بن باديس (¬8) بالقيروان. * * * وفيها جلس ألبارسلان على سرير المُلْك بخُراسان (¬9). ¬

_ (¬1) تاريخ حلب 345، الدرّة المضيّة 376. (¬2) تاريخ الفارقي 181، 182 (حوادث سنة 455 هـ)، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 370، وهو: أبو نصر محمَّد بن محمَّد بن جهير. الفخري 293، مختصر التاريخ 209، خلاصة الذهب المسبوك 268، تاريخ دولة آل سلجوق 25، المنتظم 8/ 226 (16/ 76)، الكامل 8/ 179، نهاية الأرب 23/ 235، المختصر في أخبار البشر 2/ 181، تاريخ ابن الوردي 1/ 318، تاريخ الإِسلام (حوادث سنة 454 هـ) 278، تاريخ ابن خلدون 5/ 466. (¬3) في "أ": "طغريل". وانظر عن (طغرلبك) في: تاريخ الإِسلام (حوادث 455 هـ) 281، 282 و 378 - 381 رقم 133 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) الدرّة المضية 378، وفي تاريخ الفارقي 186 وفاته بأصفهان. (¬5) في "أ": "برزك". (¬6) هو أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الدهستاني. انظر عنه في: الكامل 8/ 188 - 195، وتاريخ الإِسلام (حوادث 456 هـ) 284. (¬7) الكامل 8/ 186، المنتظم 8/ 232 (16/ 83)، شفاء الغرام 2/ 361. (¬8) توفي المُعِزّ بن باديس في سنة 454 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 454 هـ). ص 371 - 373 رقم 124 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) الكامل 8/ 190، 191، المختصر في أخبار البشر 2/ 184، نهاية الأرب 26/ 305، 306، تاريخ الإِسلام (حوادث سنة 456 هـ) ص 284 و 285.

سنة سبع وخمسين وأربع ماية

سنة سبع وخمسين وأربع ماية بُنيت المدرسة النظامية ببغداد، وهي أول مدرسة بنيت في (الإِسلام) (¬1). * * * وظهر في برج السَّرَطان كوكب عظيم له ذؤآبة من ورائه وقُدّامه (¬2). سنة ثمان وخمسين وأربع ماية بُني مشهد أبي حنيفة (¬3). * * * (واتفق قِرانٌ في برج السُّنبُلة) (¬4) * * * وفي هذه السنة آخر "تاريخ الأنطاكيّ" (¬5). سنة تسع وخمسين وأربع ماية كان فيها غلاء عظيم ووباء عظيم، ومات من الخلق ما لا يُحصَى ولا يُعدّ (¬6). سنة ستين وأربع ماية مات أبو جعفر الطُّوسي (¬7) فقيه الشيعة. * * * ¬

_ (¬1) في "أ" بياض، والمثبت من "ب". والخبر في: المنتظم 8/ 238 (16/ 91)، وتاريخ دولة آل سلجوق 35، والكامل 8/ 204، والمختصر في أخبار البشر 2/ 185، ونهاية الأرب 23/ 236 و 26/ 309، وتاريخ الإِسلام (457 هـ) ص 290، وتاريخ ابن الوردي 1/ 371، والبداية والنهاية 12/ 92، وتاريخ ابن خلدون 3/ 469. (¬2) المنتظم 8/ 240 و 241 (16/ 95 و 96)، الكامل 8/ 205 (حوادث 457 هـ) و 207 (حوادث سنة 458 هـ). (¬3) المنتظم 8/ 245 (16/ 100)، الكامل 8/ 211، زبدة التواريخ 144، وفيات الأعيان 5/ 414، 415، تاريخ الإِسلام (حوادث سنة 459 هـ) 292، مرآة الجنان 3/ 83، البداية والنهاية 12/ 95. (¬4) هذا الخبر تأخر في "ب" إلى ما بعد الخبر التالي. (¬5) تاريخ حلب 346، والمعلومة غلط. والصواب أن مؤلّف كتاب تاريخ الأنطاكي توفي في هذه السنة 458 هـ. وهو: يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي، وقد حققنا كتابه ونشرناه وصدر عن دار جرّوس برس، طرابلس 1990، أمّا آخر السنوات التي أرّخ لها فهي سنة 425 هـ. (¬6) الدرّة المضية 386 (حوادث 459 هـ)، و 387 (حوادث سنة 460 هـ. (¬7) انظر عن (الطوسي) في: تاريخ الإِسلام (وفيات سنة 460 هـ) ص 490، 491 رقم 268 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة إحدى وستين وأربع ماية

وفيها زُلزلت فلسطين (¬1). * * * وانحسر بحر الروم مسيرة يوم (¬2). سنة إحدى وستين وأربع ماية كثُر وخَمُ (¬3) الدُّور بمصر. سنة اثنين (¬4) وستين وأربع ماية احترق جامع دمشق (¬5). * * * وفيها فتحت الروم مَنْبج (¬6). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 347 (سويم) 141، المنتظم 8/ 248 (16/ 105)، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، الكامل 8/ 214، نهاية الأرب 23/ 237، وذيل تاريخ دمشق 94، وتاريخ الإِسلام (حوادث 460 هـ) 296، والعبر 3/ 246، ودول الإِسلام 1/ 269، وتاريخ ابن الوردي 1/ 372، ومرآة الجنان 3/ 84، والبداية والنهاية 12/ 96، وتكرّر الخبر في حوادث سنة 462 هـ. ص 99، ومآثر الإنافة 1/ 343، واتعاظ الحنفا 2/ 277، وتاريخ الخميس 2/ 400، والنجوم الزاهرة 5/ 80، وتاريخ الخلفاء 421، وكشف الصلصلة 180، وشذرات الذهب 3/ 308، وتكرّر الخبر في حوادث سنة 462 هـ. (3/ 309)، وأخبار الدول للقرماني (طبعة بيروت) 2/ 162، وكنوز الذهب 1/ 144. (¬2) المصادر السابقة. (¬3) في "أ": "رجم"، وفي "ب": "رحم"، والتصحيح من: الدرّة المضيّة 387 وفيه: في سنة إحدى وستين وأربع مئة أكثر الوخم والوباء بمصر، وعاد الطير المعروف بالرخم كثيرًا جدًا، حتى عاد في سائر دُور مصر يُطرَد فلا يبرح، وعاد الناس يطلع في حلوقهم صفة التخمة فيموتون بها فقيل: سنة الوخم والرخم والتخم. (¬4) الصواب: "اثنتين". (¬5) تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية، رقم 1041) 12/ ورقة 12، تاريخ مختصر الدول 185، ذيل تاريخ دمشق 96، تاريخ دولة آل سلجوق 37، مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 15/ 259 رقم 248، المختصر في أخبار البشر 2/ 186، نهاية الأرب 23/ 238، مرآة الزمان (في حاشية ذيل تاريخ دمشق) 97، 98، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 461 هـ) 5، العبر 3/ 347، دول الإِسلام 1/ 270، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، اتعاظ الحنفا 2/ 300، 301، تاريخ الخلفاء 421، شذرات الذهب 3/ 308، 309، أخبار الدول (طبعة بيروت) 2/ 163، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 24، الكامل 8/ 216. (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 347 (سويم) 15، المنتظم 8/ 256 (16/ 116)، ذيل تاريخ دمشق 98 تاريخ دولة آل سلجوق 37، زبدة الحلب 2/ 13، الكامل 8/ 217، الدرّة المضيّة 388، تاريخ =

سنة ثلاثة وستين وأربع ماية

(وفيها كانت المَسْبَغة (¬1) العظمى بمصر وجميع أرضها حتى بلغ التِلّيس (¬2) القمح ماية دينار، يباع بما قيمته ألف دينار، ثم لا يُسلّم لأصحابه إلَّا بعد الخفارة واتفاق السلامة. وهلك أكثر الناس وباءً، وقتلًا، وخوفًا، وجوعًا) (¬3) (¬4). * * * وفيها تسلّم الإقسيس (¬5) دمشق من المصريّين. سنة ثلاثة وستين وأربع ماية فتح تاج الدولة تتش دمشق (¬6). * * * ومات القُشيريّ (¬7) صاحب "الرسالة" (¬8). ¬

_ = ابن أبي الهيجاء 114 (حوادث سنة 461 هـ)، تاريخ الإِسلام (حوادث سنة 462 هـ) ص 7، والعبر 3/ 249، 249، دول الإِسلام 1/ 270، مرآة الجنان 3/ 85، تاريخ ابن الوردي 1/ 373 (حواث سنة 461 هـ)، البداية والنهاية 12/ 99، شذرات الذهب 3/ 310 التاريخ الصالحي 2/ ورقة 164 ب. (¬1) في الأصل: "السبعة". (¬2) التّلّيس: مكيال، يتّسع لحوالى 127 لترًا، أو 150 رطلًا مصريًا، أو 97. 5 كلغم. من القمح. انظر: المكاييل والأوزان الإِسلامية وما يعادلها في النظام المتري -فالترهنتس- ترجمة د. كامل العسلي -منشورات الجامعة الأردنية -طبعة ثانية 2001 - ص 60. (¬3) قارن خبر القحط والغلاء بما في: المنتظم 8/ 257، 258 (16/ 117، 118)، وتاريخ الزمان 108، 109، والمختصر في أخبار البشر 2/ 186، وأخبار الدول المنقطعة 74، 75، وأخبار مصر لابن ميسّر 2/ 20، ونهاية الأرب 28/ 233، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 462 هـ)، ودول الإِسلام 1/ 270، 271، وتاريخ ابن الوردي 1/ 373، واتعاظ الحنفا 2/ 279، 300، والنجوم الزاهرة 5/ 84، وشذرات الذهب 3/ 310، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 216 - 218 (في حوادث سنة 440 هـ)، وأخبار الدول 2/ 162. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) في "أ": "الأفشين" وهو غلط، والتصحيح من: "ب"، وتاريخ الفارقي 192 وهو:"اتسز" و "أطسز" بن أبق الخوارزمي أحد أمراء ألب أرسلان، والدرّة المضيّة 388، ذيل تاريخ دمشق 99 و 108، وتاريخ السرياني 3/ 141 "أقسيس". (¬6) وفيها ذكر ابن أبيبك هذا الخبر في: الدرّة المضيّة 390، والصحيح أن تش تسلّم دمشق في سنة 471 هـ. انظر: ذيل تاريخ دمشق 112. (¬7) هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري. توفي سنة 465 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإِسلام (461 - 470 هـ) 170 - 176 رقم 140 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) تُعرف بالرسالة القُشيرية. طُبعت عدّة مرات.

وفيها خُطب للقائم بحلب (¬1). * * * وفتحت الروم صقلّية من المسلمين (¬2). * * * ووصل الملك العادل أبو الفتح إلى حلب (¬3). * * * وفيها شرّف (¬4) الملك العادل إلى آمِد في طلب الروم (¬5). وكسر الملك العادل [ملك الروم] (¬6) بآمِد. * * * وفيها جلس أمير الجيوش بدر الجماليّ بمصر في خلافة المستنصر، ¬

_ (¬1) زبدة الحلب 2/ 16 - 18، تاريخ حلب (زعرور) 347 (سويم) 15، الكامل 8/ 221، نهاية الأرب 23/ 238 و 26/ 312، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 463 هـ) 10، العبر 3/ 250، مرآة الجنان 3/ 86، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، مآثر الإناقة 1/ 347، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، إتعاظ الحنفا 2/ 302 (حوادث سنة 462 هـ) و 303، تاريخ الخلفاء 421. (¬2) الدرّة المضيّة 390، تاريخ ابن أبي الهيجاء 119 و 120، النجوم الزاهرة 5/ 87. (¬3) تاريخ حلب 347، ذيل تاريخ دمشق 99، تاريخ الزمان 109، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 17، 18 و 19 و 23، 24، الكامل 8/ 222، نهاية الأرب 26/ 312، 313، تاريخ ابن أبي الهيجاء 118، المختصر في أخبار البشر 2/ 287، تاريخ ابن الوردي 1/ 373، تاريخ ابن خلدون 3/ 470، اتعاظ الحنفا 2/ 302. (¬4) في "ب": "وفيها وصل". (¬5) في "أ": "كُسِر الملك العادل بآمد" ومثله في "ب"، والتصحيح مع الإضافة من المصادر، حيث كانت الكسرة على ملك الروم "أرمانوس" وأسره السلطان ألب أرسلان عند مَنَازْكِرْد. انظر: تاريخ حلب (زعرور) 348 (سويم) 15، والمنتظم 8/ 260 - 265 (16/ 123 - 128)، وتاريخ الفارقي 186 - 192، وتاريخ الزمان 110 - 112، وتاريخ مختصر الدول 185، 186، وتاريخ دولة آل سلجوق 40 - 44، وتاريخ كزيدة لحمد الله مستوفي القزويني 433، ولبّ التواريخ للقزويني 106، والإنباء في تاريخ الخلفاء 200، وزبدة الحلب 2/ 27 - 30، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 17 و 18 و 19 و 20 و 26 و 31، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 376، 377، والمختصر في أخبار البشر 2/ 187، وراحة الصدور 188، 189، ومرآة الزمان 8/ 142 - 148، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 118، 119، والدرّة المضيّة 390 و 392، ونهاية الأرب 26/ 313 - 315، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 463 هـ) 11 - 14، والكامل 8/ 223 - 226، والبداية والنهاية 12/ 100، 101 (في حوادث سنة 462 هـ)، وتاريخ ابن خلدون 3/ 470، والنجوم الزاهرة 5/ 86، وتاريخ الخلفاء 421، 422، وشذرات الذهب 3/ 311، والسلاجقة في التاريخ والحضارة 24 - 26. (¬6) إضافة للتوضيح.

سنة أربع وستين وأربع ماية

وكسر المَسْلَحيّة (¬1)، وقتل أكثرهم؛ لأنه أقلع من بيروت في طُوبَة (¬2)، فوصل ثاني (¬3) يوم إلى ديار مصر، وصَحَتْ له هذه الأيام، وسُمِّيت: "صحوة أمير الجيوش" (¬4). سنة أربع وستين وأربع ماية فيها كانت زيادة الماء بكل مكان (¬5). سنة خمس وستين وأربع ماية فيها استولى تاج الدولة تُتُش على دمشق (¬6)، وأخرج الأَقْسيس (¬7) لأنه فتحها سنة ثلاثٍ، وبقي له واليًا يستخرج الأموال، وقتله بعد ذلك. ¬

_ (¬1) في النسختين "اللحية" والتصحيح من الكامل 8/ 244. (¬2) طُوبة: هو شهر كانون الثاني = يناير. (¬3) في "أ": "ثامن" ومثله في "ب"، والتصحيح من: الدرّة المضيّة. (¬4) الدرّة المضيّة 399 (حوادث سنة 466 هـ)، والصحيح أنّ أمير الجيوش دخل مصر سنة 466 هـ. كما في أخبار مصر 22، إذ قال ابن ميسّر: "وركب البحر الملح من عكا وكان مقيمًا بها فسار في أول كانون في مائة مركب فقيل له: لم تجر العادة بركوب البحر في الشتاء، فأبى عليهم وسار إلى دمياط، فذكروا البحّارة أنهم لم يروا صحوة تمادت أربعين يومًا إلا في هذا الوقت". وانظر: الكامل 8/ 243، 244، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 122، ونهاية الأرب 28/ 235، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 467 هـ) ص 26 وفيه مصادر أخرى. (¬5) الدرّة المضيّة 397. (¬6) الصواب أنَّ استيلاء تتش على دمشق كان في سنة 471 هـ. انظر: تاريخ حلب (زعرور) 350، و (سويم) 17، 18 وأخبار مصر 2/ 29 (حوادث سنة 472 هـ)، وزبدة الحلب 2/ 65، وتاريخ دولة آل سلجوق 71، 72، ووفيات الأعيان 1/ 295، والكامل 8/ 268، 269، والمختصر في أخبار البشر 2/ 193، 194، ونهاية الأرب 27/ 64، 65، والدرّة المضيّة 390 (حوادث سنة 472 هـ)، وتاريخ الإسلام (471 - 480 هـ) ص 6، 7، ودول الإِسلام 2/ 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 125، 126، وأمراء دمشق في الإِسلام 21 رقم 73، وتاريخ ابن خلدون 3/ 474، واتعاظ الحنفا 2/ 320، وولاة دمشق في العهد السلجوقي للدكتور صلاح الدين المنجّد 18، وقد ذكر ابن أبيبك الخبر نقلًا عن المؤلّف في حوادث سنة 465 هـ. (الدرة 398). (¬7) في "أ": "الأفشين" وهو غلط. وفي "ب": "وبقي له وال يستخرج الأموال حلف عليها الحبس وقلبها بعد ذلك". وجاء في ترجمة "أتسِز بن أوق" في: تاريخ دمشق 7/ 348، 349 رقم 559 أن تتش قدِم دمشق سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، فغلب على البلد وقُتل أتسِز لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة. (مختصر تاريخ دمشق 4/ 205، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 334). وعاد ابن عساكر فأكّد مقتل أتسِز في ربيع الآخر سنة 471 هـ. مرة ثانية في آخر الترجمة. إلَّا أنه قال في ترجمة "تتش" (تاريخ دمشق 11/ 35 رقم 989) إنه قدم دمشق سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقتل أتسِز (تهذيب تاريخ دمشق 2/ 343) ونقل أيضًا في آخر الترجمة أنّ "يحيى بن زريق" قال: دخل تاج الدولة دمشق في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وحَسُنت السيرة في أيامه.

سنة ست وستين وأربع ماية

وفيها جلس السلطان أبو الفتح (¬1) بخُراسان على سرير المُلْك (¬2). * * * (وفيها مَلَك الصقيل قلعة ديوس من الزنج والمصامدة) (¬3). سنة ستّ وستين وأربع ماية تسلطن ملك (¬4) شاه (¬5) (يوم السبت ثالث وعشرين شوال) (¬6) * * * وفيها غرقت بغداد (¬7). ¬

_ (¬1) هو ملك شاه بن ألب أرسلان بن سلجوق. (¬2) الدرّة المضيّة 398. (¬3) ما بين القوسين لم يرد في النسخة "أ"، وفي المصادر يرد "الصقيل" وكان واليًا على بعلبك من قِبَل المستنصر بالله، ثم عيّن السلطان ملكشاه السلجوتي ابنه "عون بن الصقيل" على بعلبك وأقطعه البقاع في أوائل سنة 471 هـ. (الأعلاق الخطيرة ج 2/ 44، ديوان ابن الخياط 380، النجوم الزاهرة 5/ 116، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 42/ 225، مختصر تاريخ دمشق 24/ 388، لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين (القسم السياسي) -تأليفنا- طبعة دار الإيمان, طرابلس 1994 - ص 261). أمَّا العبيد والمصامدة فيرِد ذِكرهم في السنة المذكورة أعلاه (465 هـ) في موقعة جرت بينهم في مصر انهزم فيها العبيد إلى الصعيد. (الكامل 8/ 238، 239) وفيه مصادر أخرى. أما قلعة "ديوس" فلم أجد موضعها. ولم أجد هذا الخبر في المصادر على النحو المذكور أعلاه. (¬4) في "أ": "سلك شاه". (¬5) في النسختين: "شاه سنجر" وكذا في الدرّة المضيّة. وهو غلط. فسنجر هو ابن ملكشاه، وكان مولده في سنة 477 هـ. انظر: (الكامل 8/ 296) فابن أيبك ينقل عن المؤلّف الغلط كما هو. في الدرّة المضيّة 401. (¬6) ما بين القوسين من "أ"، والتاريخ غير دقيق. (¬7) خبر الغرق في: المنتظم 8/ 284 - 286 (16/ 154 - 157)، وتاريخ الزمان 114، وذيل تاريخ دمشق 106، وتاريخ دولة آل سلجوق 51، والإنباء في تاريخ الخلفاء 200، والكامل 8/ 247، 248، والمختصر في أخبار البشر 2/ 190، ونهاية الأرب 23/ 239، 240، والدرّة المضيّة 397 و 400 و 401، والعبر 3/ 261، وتاريخ الإِسلام (حوادث سنة 466 هـ). ص 24، 25، ودول الإِسلام 1/ 275، وتاريخ ابن الوردي 1/ 377، ومرآة الجنان 3/ 93، والبداية والنهاية 12/ 109، وتاريخ الخلفاء 422، وشذرات الذهب 3/ 324، 325.

سنة سبع وستين وأربع ماية

سنة سبع وستين وأربع ماية وفاة القائم (¬1). وكانت خلافته أربع وأربعون (¬2) سنة وثمانية أشهر، وأيامًا. وخلّف المقتدي (¬3). سنة ثمان وستين وأربع ماية قُتل نصر بن محمود بن شبل الدولة صاحب حلب (¬4). وجلس أخوه سابق (¬5). وملك محمود ولده (¬6). سنة تسع وستين وأربع ماية قصد الأقسيس (¬7) صاحب دمشق وكاد (¬8) يفتحها، وعاد عنها مكسورًا في أُناس قلايل. ونهب بيت المقدس، وأحسن إلى أهل حَوْران (¬9). سنة سبعين وأربع ماية حاصر تاج الدولة حلب (¬10). * * * ¬

_ (¬1) انظر عن (القائم بأمر الله) في: تاريخ ابن أبي الهيجاء 124، والكامل 8/ 251، وتاريخ الإِسلام (وفيات 467 هـ). ص 28 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته، وانظر ص 226 - 231 رقم 213. (¬2) الصواب: "أربعًا وأربعين". (¬3) في "ب": "المقتدر"، وهو غلط. (¬4) تاريخ حلب 349، ذيل تاريخ دمشق 108، 109، الدرّة المضيّة 404 وفيه: قتل محمود بن نصر بن شبل الدولة. تاريخ ابن أبي الهيجاء 124، العبر 2/ 323، زبدة الحلب 2/ 49. (¬5) زبدة الحلب 2/ 53، تاريخ حلب 349، ذيل تاريخ دمشق 109، الدرّة المضيّة 404. (¬6) هكذا في النسختين، والجملة لا صحّة لها، والصواب: "سابق بن محمود أخوه". (¬7) في " أ ": "الأفسين". (¬8) في "ب": "وكان". (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 350 (سويم) 17، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 25، تاريخ الزمان 115، ذيل تاريخ دمشق 109 - 112، مرآة الزمان (حوادث 469 هـ)، الكامل 8/ 260، 261، المختصر في أخبار البشر 2/ 192، المنتقى من أخبار مصر 44، نهاية الأرب 28/ 237، العبر 2/ 269، دول الإِسلام 2/ 4، تاريخ الإِسلام (461 - 47 هـ) 34، 35، تاريخ ابن خلدون 3/ 473، 474، إتعاظ الحنفا 2/ 317، 318. (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 350 (سويم) 17، ذيل تاريخ دمشق 112، الدرّة المضيّة 405، تاريخ ابن أبي الهيجاء 125.

سنة إحدى وسبعين وأربع ماية

ووُلد المستظهر (¬1). سنة إحدى وسبعين وأربع ماية (استولى ابن منقذ على شَيزَر، وهو الأمير سديد المُلْك أبو الحسن (¬2). سنة اثنين (¬3) وسبعين وأربع ماية) (¬4) ومات نصر بن مروان صاحب ديار بكر (¬5). * * * ونزل تاج الدولة (¬6) على دمشق. سنة ثلاث وسبعين وأربع ماية أخذ شرف الدولة حلب عندما مات محمود بن نصر وملك (بعده) (¬7) أولاده: سابق، وشبيب، وعطيّة، فتسلّم حلب من الثلاثة، وولي حلب شمس الدولة سالم بن مالك بن بدران (¬8). سنة أربع وسبعين وأربع ماية مات محمَّد بن ثابت الجحدي (¬9)، وهو الذي أظهر آلة النجوم التي تُعرف بالآلة الشاملة. * * * ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 405. (¬2) الموجود في المصادر أن استيلاء ابن منقذ على شيزر كان في سنة 474 هـ. انظر: تاريخ حلب (زعرور) 351 (سويم) 18، ذيل تاريخ دمشق 113، تاريخ ابن أبي الهيجاء 128، تاريخ ميخائيل السرياني 3/ 147. (¬3) الصواب: "اثنتين". (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) الدرّة المضيّة 405 (حوادث سنة 471 هـ). (¬6) في النسختين: "الأوحد"، والتصحيح من: الدرّة المضيّة 406، وتاريخ حلب (زعرور) 350 (سويم) 18، والكامل 8/ 272، والمنتظم 8/ 323 (16/ 206)، وذيل تاريخ دمشق 113، وزبدة الحلب 2/ 67، 68، وتاريخ دولة آل سلجوق 72، والمختصر في أخبار البشر 2/ 194، ودول الإِسلام 2/ 5، وتاريخ ابن الوردي 1/ 380، وتاريخ ابن خلدون 4/ 275، والتاريخ الصالحين 2/ ورقة 162 أ. (¬7) من "ب". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 351 (سويم) 18، ذيل تاريخ دمشق 115، الدرّة المضيّة 406، تاريخ السرياني 3/ 147. (¬9) في "أ": "الحجازي" وفي "ب": "الححدي". والمثبت من الدرّة المضيّة 407.

سنة خمس وسبعين وأربع ماية

ورحل فخر المعالي إلى دمشق (¬1). * * * (وفيها قُتل جعبر اختلس، قتله بنو عمّه المرادية (¬2). * * * وفيها ملك أولاده بعد سابق وبُوَيه وثَمال قلعة دنوس وقلعة نجم (¬3) سنة خمس وسبعين وأربع ماية فتح تاج الدولة أنطرسوس (¬4) وبانياس (¬5). * * * (وفيها سار السلطان ملك شاه لمحاربة أخيه تتش) (¬6) (¬7). سنة ست وسبعين وأربع ماية حاصر شرف الدولة دمشق (¬8). سنة سبع وسبعين وأربع ماية مَلَك سليمان بن قتلمش (¬9) أنطاكية (¬10). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 351 (سويم) 19. (¬2) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬3) ما بين القوسين ليس في "أ"، والخبر ينفرد به المؤلّف. (¬4) يُقصَد بها: "طرطوس" الحالية، على ساحل سورية. ويقال: "أنطرطوس". (¬5) هكذا في النسختين والدرّة المضيّة 407. أمَّا في المصادر فهي: بعلبك. انظر: تاريخ حلب (زعرور) 352 (سويم) 19، وذيل تاريخ دمشق 115، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 129. (¬6) الدرّة المضيّة 407. (¬7) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 352 (سويم) 19، الدرّة المضية 462 (حوادث سنة 496 هـ).! (¬9) في "أ": "فلطمس". (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 352 (سويم) 19، تاريخ الزمان 119، زبدة الحلب 2/ 86 - 88، المختصر في أخبار البشر 2/ 195، الكامل 8/ 294، نهاية الأرب 23/ 248، تاريخ ابن أبي الهيجاء 131، الدرّة المضيّة 428، العبر 285، 286، تاريخ الإسلام (471 - 480 هـ). 21، 22، تاريخ الوردي 1/ 382 تاريخ ابن خلدون 4/ 269، تاريخ الخلفاء 424.

سنة ثمان وسبعين وأربع ماية

وفيها نزل أمير الجيوش بدر الجماليّ (¬1) على دمشق يحاصر تاج الدولة تتش (بن) (¬2) ألب أرسلان. (وفيها تسلّم صمصام الدولة سُكْمان بن أرتق حصن ماردين) (¬3) (¬4). سنة ثمان وسبعين وأربع ماية استولى الشريف الحسيني (¬5) على حلب. * * * (ومولد تاج الملوك بوري) (¬6) (¬7). سنة تسع وسبعين وأربع ماية تسلم شرف الدولة مسلم حرّان (¬8) من القاضي ابن جَلَبَة (¬9) وقتله بها. * * * وفيها قتل شرف الدولة مسلم بن قريش (¬10) على نهر سبعين (¬11)، قتله سليمان بن قُتلمِش (¬12). * * * ¬

_ (¬1) في النسختين: "نزل شرف الدولة مسلم بن قريش"، والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 353 (سويم) 20، والكامل 8/ 300، والمختصر في أخبار البشر 2/ 196، والعبر 3/ 289، ودول الإِسلام 2/ 8، وتاريخ الإِسلام (4871 - 480 هـ). 27، وتاريخ ابن الوردي 1/ 383. (¬2) من "ب". (¬3) الدرّة المضيّة 428. (¬4) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬5) في الدرّة المضيّة 428 "الشريف حسن". (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 353 (سويم). (¬7) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬8) في الدرّة المضيّة: "خراسان". (¬9) في تاريخ حلب (زعرور): "ابن حلبة"، وفي طبعة أنقرة (سويم) 19 "ابن جلبة الطسّاني وولديه أبا بكر وعمر وشهودها وشيوخها وراءه صفًّا". وهو: أبو الفتح عبد الوهاب بن أحمد بنجَلَبة الحرّاني. قُتل سنة 476 هـ. انظر عنه في سير أعلام النبلاء 18/ 560، وهذا يعني أن تسلّم حرّان تم قبل قتله. (¬10) في "ب": "قيس". (¬11) في ذيل تاريخ دمشق 118 "نهر سفين" في موضع يقال له قرزاحل. (¬12) تاريخ حلب (زعرور) 353 (سويم) 20، ذيل تاريخ دمشق 118، تاريخ الزمان 119، الكامل 8/ 295، 296، زبدة الحلب 2/ 91، 92، و 95، تاريخ دولة آل سلجوق 77، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 48، المختصر في أخبار البشر 2/ 196، الدرّة المضيّة 411، العبر 3/ 286، =

سنة ثمانين وأربع ماية

وفيها قُتل سليمان بن قُتْلمِش (¬1) على كارس (¬2) من أعمال حلب. قتله تاج الدولة التُّتُش (¬3). * * * وفيها تسلّم أبو الفتح قلعة جَعْبَر ونهبها، وقتل صاحبها سابق (¬4). سنة ثمانين وأربع ماية (تسلّم السلطان أبو الفتح حلب من شمس الدولة سالم بن مالك، وسلّم إليه عوضًا عنها قلعة جَعبر) (¬5). * * * وفيها سلّم السلطان أبو الفتح حلب إلى قسيم الدولة آقسُنْقُر (¬6) * * * وفيها (فتح) (¬7) ملك شاه سمرقند (¬8). * * * وهلك نقفور (¬9) ملك الروم. * * * ¬

_ = تاريخ الإسلام (1، 4 - 480 هـ). 22، دول الإسلام 2/ 7، تاريخ ابن الوردي 1/ 382، البداية والنهاية 12/ 126، تاريخ ابن خلدون 4/ 269، مآثر الإنافة 2/ 5. (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 353 (سويم) 20، ذيل تاريخ دمشق 118، 119، تاريخ الزمان 119، زبدة الحلب 2/ 95 - 99، الكامل 8/ 303، 304، المختصر في أخبار البشر 2/ 197، الدرّة المضيّة 412، العبر 3/ 293، دول الإسلام 2/ 9، تاريخ الإسلام (471 - 480 هـ). 28، البداية والنهاية 12/ 130، تاريخ ابن خلدون 4/ 269، اتعاظ الحنفا 2/ 322، النجوم الزاهرة 5/ 124. (¬2) في تاريخ حلب (زعرور) 353: "عين سيلَم"، وفي ذيل تاريخ دمشق 119 "عين سلم". (¬3) هكذا في تاريخ حلب، وفي مصادر أخرى: قتل نفسه. (¬4) في تاريخ السرياني 3/ 148 "ثم صعد السلطان أبو الفتح وأخذ حلب طوعًا من مالك بن سالم وأعطاه قلعة جعبر التي كان قد احتلّها بالسيف، وقتل صاحبها سابق". (¬5) ما بين القوسين من "أ"، وليس في "ب"، والخبر في: تاريخ حلب (زعرور) 354 (سويم) 20 و 21 (حوادث سنة 479 و 480 هـ). الدرّة المضيّة 413. (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 354 (سويم) 21، ذيل تاريخ دمشق 119، زبدة الحلب 2/ 102 - 105، بغية الطلب (المخطوط) 4/ ورقة 267 ب، الكامل 8/ 316، الدرّة المضيّة 430. (¬7) من "أ". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 354، و 355 (سويم) 21 (حوادث سنة 482 هـ)، وذيل تاريخ دمشق 119 و 120، والدرّة المضيّة 430. (¬9) في النسختين: "يقفور"، وفي: الدرّة المضيّة 430 "تكفور".

سنة إحدى وثمانين وأربع ماية

وفيها وُلد أبو الطاهر إسماعيل بن عوف (الفقيه المالكيّ) (¬1) المقيم بالإسكندرية (قدّس الله روحه) (¬2). * * * وفيها فتح تاج الدولة صيدا (¬3). سنة إحدى وثمانين وأربع ماية (¬4) بُنيت منارة حلب (¬5). * * * وفيها كسرت الأتراكُ لبني [أبي] (¬6) عقيل. * * * وفيها نزل ألب أرسلان وقسيم الدولة وبُزان (¬7) على حمص (¬8). * * * وفيها فُتحت بيروت (¬9). سنة اثنين (¬10) وثمانين وأربع ماية (¬11) فيها تسلّم المصريّون صيدا من الأتراك (¬12). ¬

_ (¬1) من "أ". وهو الزُّهري شيخ المالكية وفقيه الإسكندرية. توفي سنة 581 هـ. (المقفَّى الكبير 1/ 751). (¬2) من "ب". (¬3) تاريخ حلب (زعرور) 354 (سويم) 21. (¬4) في "ب": خالية. (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 354 (سويم) 21 (حوادث سنة 482 هـ)، ذيل تاريخ دمشق 120، الدرّة المضية 431 (سنة 482 هـ). و 443. (¬6) إضافة للضرورة والتصحيح. والخبر في: تاريخ حلب (زعرور) 355 (سويم) 21 (حوادث سنة 482 هـ)، والدرّة المضية 434، وانظر عن بني أبي عقيل دراستنا المفصلّة في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبّيين - القسم السياسي - طبعة دار الإيمان، طرابلس 1994 - ص 105 - 137. (¬7) في "أ": "مران"، وفي "ب": "مروان". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 355 (حوادث سنة 483 هـ). و (سويم) 22 وفيه: "اجتمع قسيم الدولة وتاج الدولة وبوزان ويغي سيان وفتحوا حمص من يد ابن ملاعب وأسروه". (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 354 (سويم) 21 و 22. (¬10) الصواب: "اثنتين". (¬11) في "ب": "سنة ثلاث وثمانين وأربع ماية". (¬12) تاريخ حلب (زعرور) 354 (سويم) 21 و 22 (حوادث سنة 483 هـ)، ذيل تاريخ دمشق 120، الدرّة المضية 435، أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 28، الكامل 8/ 329، نهاية الأرب 28/ =

سنة ثلاث وثمانين وأربع ماية

ومات ابن جهِيْر (¬1). (وُلد (¬2) العَظِيميّ صاحب "تاريخ حلب") (¬3). سنة ثلاث وثمانين وأربع ماية (¬4) قُتل كمشتكين (¬5). سنة خمس وثمانين وأربع ماية مات ملك شاه (¬6). وقُتل نظام المُلْك (¬7). * * * و(فيها) (¬8) فتح تاج الدولة الرحبة (¬9). * * * وفيها قُتل قسيم الدولة على نهر سبعين. قتله تاج الدولة التتش (¬10). سنة ستّ وثمانين وأربع ماية دخل [سعد الدولة عليّ بن] (¬11) شرف الدولة الموصل، وخطب لتتش. * * * ¬

_ = 238، تاريخ سلاطين المماليك 3، دول الإسلام 2/ 11، سير أعلام النبلاء 18/ 322، تاريخ الإسلام (481 - 490 هـ). ص 11، اتعاظ الحنفا 2/ 362، النجوم الزاهرة 5/ 128. وكانت صيدا بيد "ثقة المُلْك ابن الطهماني" وقد هرب منها إلى طرابلس في البحر مستجيرًا بجلال المُلْك ابن عمّار. (ديوان ابن الخيّاط 52). (¬1) هو: فخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جَهِير. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (481 - 490 هـ). 118 - 121 رقم 105 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) في "أ": "وكد". والتصحيح من تاريخ حلب للعظيمي (زعرور) 355 (سويم) 22. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "ب": "سنة أربع وثمانين وأربع ماية". (¬5) الدرّة المضيّة 436 وفيه: "كمشكين". (¬6) انظر عن (ملك شاه) في: تاريخ الإسلام (481 - 490 هـ). ص 23 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) انظر عن (نظام الملك) في: تاريخ الإسلام (481 - 490 هـ). ص 23، 24، وفيه مصادر ترجمته. (¬8) من "أ". (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 356 (سويم) 22، الدرّة المضيّة 436. (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 357 (سويم) 23. (¬11) في النسختين: "مؤيد الدين بن شرف الدولة"، والتصحيح من: الدرّة المضيّة 433.

سنة سبع وثمانين وأربع ماية

وفيها تُوفّي أمير الجيوش بدر الجماليّ بمصر (¬1). وتولّى (¬2) ولده الأفضل (بن) (¬3) أمير الجيوش. * * * (وفيها قُتل مسلم بن قريش) (¬4) (¬5). * * * وجلس تاج الدولة على سرير المُلْك (¬6). سنة سبع وثمانين وأربع ماية قُتل تاج الدولة تُتُش بأصفهان، قتله بركياروق (¬7). * * * وفيها تسلّم [ابن] (¬8) ملاعب فامية (¬9) من المصريّين (¬10). * * * وفيها نزل الكروش (¬11) النُّمَيري على قلعة جَعبر (¬12). * * * وفيها تسلّم (دُقاق) (¬13) بعد والده تتش دمشق (¬14). وتسلّم أخوه الملك رضوان حلب (¬15). ¬

_ (¬1) انظر عن (بدر الجمالي) في: تاريخ الإسلام (481 - 490 هـ). ص 36 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) في "أ": "وتوفي". (¬3) من "ب". (¬4) كان قتل مسلم بن قريش في سنة 478 هـ. وقد تقدّم في حوادث سنة 479 هـ. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) لم أجد هذا الخبر. (¬7) في "أ": "قتله الناس والباروح"، وفي "ب": قتله الناس والباروح. والمثبت من: تاريخ حلب (زعرور) 357 (سويم) 23، والدرّة المضيّة 444. (¬8) الإضافة للضرورة والتصحيح. (¬9) يقال: "فامية" و "أفامية". (¬10) تاريح حلب (زعرور) 355 (سويم) 22، تاريخ ميخائيل السرياني 3/ 160 وفيه: "انطلق ابن مولعيب العربي من حمص واحتلّ أفيميا". (¬11) في "ب": "الكروس". (¬12) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬13) من "أ". (¬14) تاريخ حلب (زعرور) 357 (سويم) 22، الدرّة المضيّة 444. (¬15) تاريخ حلب (زعرور) 357 (سويم) 22، الدرّة المضيّة 444.

سنة ثمان وثمانين وأربع ماية

سنة ثمان وثمانين وأربع ماية (نزل الملك على دمشق) (¬1) (¬2). * * * وفيها وصل أتابك (طغدكين) (¬3) من خُراسان إلى دمشق (¬4). * * * وفيها مات المستنصر بن الظاهر (¬5). وكانت خلافته ثمانية وخمسين سنة وشهورًا (¬6). (وقيل (¬7): ستون سنة وشهرًا (¬8). وكان عمره سبعة وستون سنة وخمسة أشهر) (¬9). وجلس ولده المستعلي. * * * وهرب نزار (¬10) صاحب الدعوة الإسماعيلية إلى الإسكندرية، فسيّر المستعلي وزيره الأفضل ابن أمير الجيوش (إلى الإسكندرية) (¬11) فحاصره وضيّق عليه فسلّمه (¬12) أهلها إلى الأفضل، ورجع به إلى المستعلي (¬13). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 357 (سويم) 24. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) من "ب". (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 358 (سويم) 24، الدرّة المضيّة 447. (¬5) انظر عن (المستنصر) في: تاريخ الإسلام (481 - 490 هـ). ص 35 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) راجع: تاريخ الإسلام. (¬7) في "أ": "وقتل". (¬8) في الكامل: "وأربعة أشهر"، والدرّة المضيّة 441. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) في النسختين: "أبو" وهو إقحام في غير موضعه. وفي "ب": "أبو براز". (¬11) من "ب". (¬12) في "أ": "فسلّموه". (¬13) تاريخ حلب (زعرور) 357 (سويم) 23.

سنة تسع وثمانين وأربع ماية

ومات أبو يوسف القزويني (¬1)، المعتزليّ (¬2)، وهو مصنّف "تفسير القرآن" (في) (¬3) سبع ماية مجلّد. * * * وفيها كسرت الإفرنج الأفضل ابن أمير الجيوش وزير مصر على عين (¬4) بالساحل، ورجع إلى مصر في نفرٍ قليل (¬5). سنة تسع وثمانين وأربع ماية قُتل سُوتكين الخادم والي قلعة دمشق (¬6). * * * وفيها كسردُقاق على قِنَّسرين (¬7). * * * وفيها ظهر النجم المذنّب (¬8). * * * وفيها خرجت (¬9) الفرنج (¬10). * * * وزُحل في السُّنبُلة، والمشتري في الميزان (¬11). * * * ومات منصور بن نصر بن مروان صاحب ديار بكر (¬12). ¬

_ (¬1) في الدرّة المضيّة 447 "القروي"، وفي "ب" مهملة. وانظر عن (القزويني) في: تاريخ الإسلام (وفيات 488 هـ). ص 250 - 255 رقم 272 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) هكذا في النسختين، ولا ذِكر لها في الدرّة المضيّة. ولعلّ الصحيح: "غزّة". (¬5) الدرّة المضيّة 447. (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 358 (سويم) 24 (حوادث سنة 488 و 489 هـ). (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 358 (سويم) 24) الدرّة المضيّة 448). (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 358 (سويم) 24 (الدرّة المضيّة 448)، الكامل 8/ 413 (حوادث سنة 490 هـ). (¬9) في "أ": "أخرجت". (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 358 (سويم) 24، تاريخ ابن أبي الهيجاء 150. (¬11) نصف الخبر في: تاريخ حلب (زعرور) 358 (سويم) 24، وفي الكامل: "في هذه السنة اجتمع ستة كواكب في برج الحوت، وهي الشمس والقمر والمشتري والزهرة والمرّيخ وعُطارد .. ". (¬12) تاريخ الفارقي 247 (وفيات 486 هـ)، الكامل 8/ 401 (سنة 489 هـ)، النجوم الزاهرة 5/ 157.

سنة تسعين وأربع ماية

وفيها خرج على الأفضل ناصر الدولة أفتكين غلام بدر الجمالي، (وكان) (¬1) والي الإسكندرية، فجمع المغاربة ولواتَة، ووصل إلى سابور من أعمال الغربية (¬2)، فخرج إليه الأفضل فكسره على سابور وقتل جميع من معه، وبنى (¬3) على رؤوسهم مسجدًا سمّاه مسجد (¬4) النصر (¬5). سنة تسعين وأربع ماية نزل الإفرنج على أنطاكية (¬6). * * * وفيها كان الغلاء الكثير لا أعاده الله (¬7). * * * وفيها فتح قوام الدولة الرحبة (¬8). * * * وفتحت الإفرنج سُمَيْساط (¬9) * * * وفتح الأفضل ابن أمير الجيوش دمشق (¬10). * * * وولد الآمر (بن) (¬11) المستعلي. سنة إحدى وتسعين وأربع ماية ملكت الفرنج الرُها، والحَدَث، ومَرعش، وكيسون، وأنطاكية (¬12) * * * ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) في "أ": "البحرّة". (¬3) في "أ": "وبنا". (¬4) في "أ": "مسيد". (¬5) الدرّة المضيّة 444 (سنة 488 هـ). و 446، 447 و 448. (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 358، 359 (سويم) 25، الدرّة المضيّة 449، تاريخ السرياني 3/ 153. (¬7) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬8) في الأصل: الزنجية. والتصحيح من: الكامل في التاريخ. (¬9) الدرّة المضيّة 449. (¬10) الدرّة المضيّة 450. (¬11) من "أ". (¬12) الدرّة المضيّة 450، تاريخ ابن أبي الهيجاء 150.

سنة اثنين وتسعين وأربع ماية

وتسلّم الأفضل البيت المقدس (¬1). سنة اثنين (¬2) وتسعين وأربع ماية أخذت الفرنج بيت المقدس والمَعَرّة (¬3). * * * (وخطب لتتش بالموصل) (¬4). * * * وفيها نُقل مُصحَف عثمان إلى دمشق من المَعَزة (¬5). * * * وفيها تسلّمت الفرنج الرُّها وسروج (¬6). * * * وفيها تُوفي القاضي جلال المُلْك (¬7) بطرابلس. عَزَّ وَجَلَّ فيها فُتحت حيفا (¬8). ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 359 (سويم) 25، الدرّة المضيّة 450. (¬2) الصواب: "اثنتين". (¬3) تاريخ حلب (زعرور) 360 (سويم) 26، ذيل تاريخ دمشق 137، المنتظم 9/ 105 (17/ 47)، تاريخ مختصر الدول 197، الكامل 8/ 424، 425، وفيات الأعيان 1/ 179، المختصر في أخبار البشر 2/ 211، أعمال الفرنجة لمؤرّخ مجهول 118، 119، الألكسيا لأنّا كومينا 166، تاريخ الرهاوي 2/ 459، تاريخ ميخائيل السرياني 3/ 154، تاريخ الإسلام (حوادث 492 هـ). ص 15 - 17 وفيه مصادر أخرى، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 174 ب، ومنتخب الزمان 2/ 287، 288. (¬4) ما بين القوسين من "أ". (¬5) الدرّة المضيّة 452. (¬6) الدرّة المضيّة 452، تاريخ السرياني 3/ 154. (¬7) هو أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عمّار. انظر عنه في: تاريخ حلب (زعرور) 360 (سويم) 26، وتاريخ الفارقي 269 (حوادث سنة 493 هـ). وفيه: مات ابن نجاز بطرابلس، وهو غلط، والأعلاق الخطيرة 2/ 108، وتاريخ ابن الفرات 8/ 77. وقد وهِم "ابن شاكر الكتبي" فجعل وفاته في سنة 510 هـ. ولقّبه بجلال الدين، وذكر أنّ الفرنج أخذوا منه طرابلس في سنة 502 هـ. وهو بهذا يخلط بينه وبين أخيه "فخر المُلْك" الذي تأخّرت وفاته -على التأكيد- إلى ما بعد سنة 510 هـ. (عيون التواريخ 12/ 70 حوادث سنة 510 هـ. تحقيق د. فيصل السامر والأستاذة نبيلة عبد المنعم داود - طبعة وزارة الثقافة، بغداد 1977). وانظر عن "جلال المُلك" أيضًا في كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية .. - القسم السياسي - ص 165 - 178 وفيه مصادر كثيرة عن سيرته. (¬8) خبر حيفا في: تاريخ حلب (زعرور) 361 (سويم) 26 (سنة 494 هـ)، وذيل تاريخ دمشق =

سنة أربع وتسعين وأربع ماية

وفيها (مات) (¬1) عميد الدولة بن جَهِير (¬2). وابن جَزلة (¬3) الطبيب. سنة أربع وتسعين وأربع ماية أُحرقِت "رسايل إخوان الصفا" ببغداد (¬4). * * * (وفيها) (¬5) قُتل جماعة من الإسماعيلية بالمعسكر، منهم عين القضاة الصوفيّ (¬6). * * * وفيها وقعة نهر الكلب (¬7). * * * وفيها تسلّم أتابك جَبَلة (¬8). * * * وفيها ملكت (¬9) الفرنج قيساريّة (¬10). * * * ¬

_ = 139، والكامل 8/ 458، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 153، ونهاية الأرب 23/ 255 و 28/ 260، والعبر 3/ 338، ودول الإسلام 2/ 24، وتاريخ الإسلام 36، واتعاظ الحنفا 3/ 26، وتاريخ الخلفاء 428. (¬1) من "ب". (¬2) انظر عن (ابن جهير) في: تاريخ الإسلام (وفيات 493 هـ). 165 - 170 رقم 147 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) في "ب": "ابن خولة"، وهو أبو علي يحيى بن جزلة. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 493 هـ) 174، 175 رقم 156 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) الدرّة المضيّة 453. (¬5) من "ب". (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 360 (سويم) 26 وفيه: "قبض دُقاق على رئيس دمشق ابن الصوفي أعاده ثم نفاه فمات بحلب"، الدرّة المضيّة 453 وليس فيه ذِكر للصوفي، وهو في المنتظم 17/ 65. (¬7) نهر الكلب: شماليّ بيروت، وهو بين جونية وبيروت. وخبر الموقعة في: ذيل تاريخ دمشق 138، 139، ولبنان من السيادة الفاطمية .. تأليفنا - القسم السياسي - ص 200 وفيه مصادر أخرى. (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 360 (سويم) 26، الدرّة المضيّة 453، ذيل تاريخ دمشق 139. (¬9) في "أ": "سلكت". (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 361 (سويم) 26، الدرّة المضيّة 453.

سنة خمس وتسعين وأربع ماية

وفيها قُتل سعد الدولة على عسقلّان (¬1). سنة خمس وتسعين وأربع ماية جُعلت البِيعة الخضراء التي بتكريت جامعًا (¬2). * * * وفيها تُوفّي المستعلي (¬3) خليفة مصر. وكانت خلافته ثماني (¬4) سنين. وخلف الآمِر. * * * وكانت وقعة أَنْطَرسُوس (¬5). * * * وفيها نزل ابن صَنْجِيل (¬6) على طرابُلُس (¬7). سنة ستّ وتسعين وأربع ماية مات جاسوس الفَلَك المنجّم الحاذق (¬8). وأبو المظفّر الخُجَنْدي (¬9). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 360، 361، الدرّة المضيّة 453. (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 361 (سويم) 27، تاريخ السرياني 3/ 185. (¬3) انظر عن (المستعلي) في: تاريخ الإسلام (حوادث 495 هـ). ص 41 وفي وفيات 495 هـ - ص 209، 210 رقم 204 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) في "أ": "ثمان". (¬5) لبنان من السيادة الفاطمية - القسم السياسي - ص 205، 206. (¬6) في "أ": "ابن ميخيل"، وهي مهملة في "ب". (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 361 (سويم) 27، تاريخ ابن أبي الهيجاء 154، تاريخ الزمان 127، ذيل تاريخ دمشق 140، 141، مرآة الزمان ج 12 ق 3/ ورقة 246 أ، تاريخ ابن الراهب 72، الإعلام والتبيين بخروج الفرنج الملاعين على بلاد المسلمين للحريري 14، نهاية الأرب 28/ 261، 262، الكامل 8/ 473، 474، المختصر في أخبار البشر 2/ 216، تاريخ الإسلام 48، 49، تاريخ ابن الوردي 2/ 14، تاريخ طرابلس السياسي والحضاري - تأليفنا - الطبعة الثانية - ج 1/ 402 - 404، لبنان من السيادة الفاطمية 205 - 208، منتخب "الزمان" 2/ 289". (¬8) هو علي بن مظفر المنجّم. (انظر عنه في: المغرب في حلى المغرب 312). (¬9) في "أ": "الححدري"، وفي "ب": "الححندري". والتصحيح من: الكامل 8/ 491، والمنتظم 17/ 83 رقم 3735.

سنة سبع وتسعين وأربع ماية

(وفيها قتلت الإسماعيلية جناح (¬1) الدولة بجامع حمص) (¬2). * * * وفيها فتح دُقَاق الرحبَة (¬3). * * * وفيها دخل الحاجب كمشتكين بَعْلَبَك (¬4). سنة سبع وتسعين وأربع ماية وُلد تُتُش بن دُقَاق (¬5). * * * وفيها ملكت الفرنج عكا (¬6). * * * وفيها دخل الملك [الْتاش دمشق] (¬7). * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "تاج"، والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 361 (سويم) 27، وفيه: "قُتل جناح الدولة صاحب حمص بجامعها في رجب، قتله جماعة في زيّ الصوفية، وملكها بعده قراجة الجناحي". (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) تاريخ حلب (362) (سويم) 27 وفيه "قلج أرسلان" بدل "دقاق"، والمثبت يتفق مع: ذيل تاريخ دمشق 124، وزبدة الحلب 2/ 147، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 4، والكامل 8/ 488، ونهاية الأرب 27/ 73، والمختصر في أخبار البشر 2/ 216، والدرّة المضيّة 462، وتاريخ سلاطين المماليك 3، والعبر 3/ 343، ودول الإسلام 2/ 26، وتاريخ الإسلام 55، وتاريخ ابن الوردي 2/ 14، ومرآة الجنان 3/ 159، والبداية والنهاية 12/ 163. (¬4) الدرّة المضيّة 462. (¬5) هذا الخبر غير صحيح. ففي هذه السنة مرض تاج الملوك دُقاق وأوصى بولاية عهده لولده تتش، ثم توفي دُقاق. (تاريخ ابن أبي الهيجاء 155). (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 362 (سويم) 28، ذيل تاريخ دمشق 144، أخبار مصر لابن ميسّر 41، أخبار الدول المنقطعة 87، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 9، الكامل 8/ 495، نهاية الأرب 23/ 256 و 28/ 263، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 176 ب، المختصر في أخبار البشر 2/ 217، تاريخ الرهاوي 2/ 467 - 469، الدرّة المضيّة 463، دول الإسلام 2/ 27، تاريخ سلاطين المماليك 23، تاريخ ابن الوردي 2/ 15، الإعلام والتبيين 15، مآثر الإنافة 2/ 16، إتعاظ الحنفا 3/ 34 و 36، النجوم الزاهرة 5/ 188، شذرات الذهب 3/ 404، تاريخ الأزمنة 95. (¬7) في النسختين: "الياس الشرق"، والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 362 (سويم) 28.

سنة ثمان وتسعين وأربع ماية

وفيها مات الملك دُقاق (¬1). (هو دُقاق بن تُتُش السلجوقي، ودُقاق صاحب دمشق) (¬2). تُوفي سابع جمادى الآخرة (¬3). * * * وظهر في المغرب كوكب أبيض له ذؤآبة من شرقيه بعيدة عن الشمس نصف برج في الحوت، طول ذؤابته ماية وخمسون ذراعًا (¬4). سنة ثمان وتسعين وأربع ماية قِران في برج الجدْي (¬5). * * * وفيها ملَكَ طُغتِكين دمشق (¬6). * * * وفيها تسلّم أتابك (¬7) رَفَنِية (¬8). * * * وفيها قُتِل إياس (¬9) غلام السلطان محمود ببغداد (¬10). سنة تسع وتسعين وأربع ماية استولى الملك رضوان على أفامية (¬11). * * * وفيها مات يوسف بن تاشفين (¬12) صاحب المغرب. ¬

_ (¬1) انظر عن (دُقاق) في: الكامل 8/ 498، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 497 هـ). ص 60 وفيهما مصادر أخرى لترجمته. وفي تاريخ الفارقي 271 وفاته في سنة 498 هـ. (¬2) ما بين القوسين من "ب". (¬3) الصحيح وفاته في شهر رمضان. (الكامل 8/ 498). (¬4) تاريخ السرياني 3/ 160، الدرّة المضيّة 463. (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 362 (سويم) 28 وفيه: "اقترن زُحَل والمشتري في برج الجدْي". (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 361 (سويم) 29، الدرّة المضيّة 464. (¬7) في "أ": "الملك"، والمثبت من "ب". (¬8) في النسختين: "رقيه"، والتصحيح من تاريخ حلب (زعرور) 362، 363 (سويم) 28. (¬9) في "ب": "الناس"، والمثبت من "أ". (¬10) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬11) الكامل 8/ 524، الدرّة المضيّة 465. (¬12) انظر عن (ابن تاشفين) في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 500 هـ). ص 329 - 339 رقم 369 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة خمس ماية

واستولى أتابك (¬1) طُغتكين على بُصرى وصَلْخَد (¬2). * * * وفيها كسر (سُقمان بن أُرتُق) (¬3) بعساكر الشام الفرنجَ على أرتاح (¬4) * * * (وفيها كسر الملك رضوان صاحب حلب الفرنج على أرتاح) (¬5) (¬6). * * * وفيها ظهر النجم المذنّب (¬7). * * * وفيها تُوفي تُتُش بن دُقاق (¬8). سنة خمس ماية فيها قتل قليج (بن) (¬9) أرسلان (صاحب الروم) (¬10). * * * وفيها قُتل صَدَقَة بن دُبَيس (¬11)، قتله السلطان محمد. * * * وفيها فتل سيف الدولة علي بن سالم (¬12) صاحب الرَّقّة. ¬

_ (¬1) في "أ": "الملك". (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 363 (سويم) 29، الدرّة المضيّة 465. (¬3) في "أ": "سليمان بن أريق". (¬4) لم أجد هذا الخبر في المصادر عن "أرتاح"، وهي مهملة في "أ". والمعروف أنّ "سُكمان" توفي في شهر صفر من هذه السنة. ووقع في "ب": "بعساكر الشام الفرنج على الأشيافى"!؟ (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 361 (حوادث سنة 496 هـ). و 362 (حوادث سنة 498 هـ) سويم 27، الدرّة المضيّة 465، منتخب الزمان 2/ 291 وفيه "قلعة أو تاج" وهو غلط، والصواب: "أرتاح". (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 363 (سويم) 28، الكامل 8/ 528. (¬8) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬9) من "أ". (¬10) ما بين القوسين من "ب". وفي الدرّة المضيّة 465 ورد الخبر: "وفي سنة خمس مئة قتل قلج أرسلان لسيف الدولة علي بن بسّام صاحب الرقة". وانظر: تاريخ ابن أبي الهيجاء 158، والكامل 8، 539 - 541. (¬11) انظر عن (صدقة بن دُبَيس) في: الكامل 8/ 549 - 556، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 501 هـ) ص 46، 47 رقم 11 وفيهما حشدنا مصادر ترجمته. (¬12) مقتل (علي بن سالم) في هذا العام غير صحيح، فهو كان لا يزال حيًا في سنة 502 هـ. انظر: الكامل 8/ 567، 568.

سنة إحدى وخمس ماية

وفيها تسلّمت الفرنج فامية (¬1) من المسلمين (¬2). * * * وفيها توفي أبو الشوك (¬3) (وسُرخاب بن بدر بن المُهَلهِل صاحب شهرزور ونواحيها) (¬4). * * * (وفيها وُلد الشيخ محمد بن برّي (¬5)، لخمسٍ بقين من رجب) (¬6). * * * (وفتح السلطان قلعة سادر (¬7) وقتل صاحبها) (¬8). سنة إحدى وخمس ماية نزل الجاولي بالس (يوم الجمعة) (¬9) وفتحها بالسيف ونهبها (لثمان (¬10) عشرة ليلة خَلت من ذي الحجّة) (¬11) (¬12). * * * وفيها سلّم منصور بن جَوشن (¬13) إلى الملك رضوان الرَّقَّة، وأعطاه عِوَضًا منها قلعة الحسن (¬14) وسبعة آلاف دينار (¬15). * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "قامية". (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 363 (سويم) 29، الدرّة المضيّة 465 (حوادث سنة 499 هـ). (¬3) في "أ": "ابن الشكوك"، وفي "ب": "أبو الشوا". وهو أبو الفوارس، المعروف بابن أبي الشوك الكردي. انظر: الكامل 8/ 547. (¬4) ما بين القوسين من "ب". (¬5) توفي ابن برّي في سنة 582 هـ. وسيأتي. (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 363 (سويم) 29 وفيه: "وفتح السلطان محمد تبر شادر عند إصفهان بالسيف". (¬8) ما بين القوسين من "ب". (¬9) من "أ". (¬10) الصواب: "لثماني". (¬11) تاريخ حلب (زعرور) 364 (سويم) 30، الكامل 8/ 568. (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬13) انظر عن "ابن جوشن" في الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 79. (¬14) في "أ": "قلعة الحشر". (¬15) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر.

سنة اثنين وخمس ماية

(وفيها كسر الفرنج جيرواس على طَبَريّة (¬1). * * * وفيها تسلّم ينال بانياس) (¬2) (¬3). سنة اثنين (¬4) وخمس ماية سُلّمت الموصل لمودود (¬5). * * * وملكت الفرنج طرابُلُس (¬6). وجبلة من ابن عمّار (¬7). ¬

_ (¬1) ورد الخبر هكذا. وهو في تاريخ حلب (زعرور) 364 (سويم) 29: "وأوقع أتابك طُغتكين بالقومص جرفاس صاحب طبريّة"، وانظر: تاريخ ابن أبي الهيجاء 162، والكامل 8/ 570، 571، وذيل تاريخ دمشق 161، 162، ودول الإسلام 2/ 32، والعبر 4/ 3، وتاريخ الإسلام 13، والإعلام والتبيين 818. (¬2) لم أجد هذا الخبر، والمعروف أن "تانكرد" الأمير الفرنجي أخذ جبلة في سنة 503 هـ. (¬3) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬4) الصواب: "اثنتين". (¬5) الكامل 8/ 563، 564، التاريخ الباهر 16، 17، تاريخ الفارقي 275، تاريخ الزمان 120، تاريخ مختصر الدول 199، كتاب الروضتين في أخبار الدولتين 1/ 68، المختصر في أخبار البشر 2/ 223، نهاية، الأرب 26/ 369، العبر 4/ 3، تاريخ الإسلام (حوادث 502 هـ). ص 10، الدرّة المضيّة 472، تاريخ ابن الوردي 2/ 19، تاريخ ابن خلدون 5/ 39، تاريخ السرياني 3/ 185. (¬6) خبر طرابلس في: تاريخ حلب (زعرور) 364 (سويم) 30، وذيل تاريخ دمشق 163، وتاريخ الزمان 132، والأعلاق الخطيرة ج 2 ق 1/ 111، وتاريخ ابن الراهب 72/ 73، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 162، وتاريخ السرياني 3/ 185 (حوادث سنة 500 هـ)، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 27، نهاية الأرب 28/ 264 - 267، المختصر في أخبار البشر 2/ 224، الدرّة المضيّة 472، دول الإسلام 2/ 32، العبر 4/ 6، تاريخ الإسلام 16، الإعلام والتبيين 16 (حوادث سنة 500 هـ)، ومنتخب الزمان 2/ 290، 291 مرآة الجنان 3/ 172، 173، البداية والنهاية 12/ 171، مآثر الإنافة 2/ 16 و 20، مختصر التواريخ للسلامي، (مخطوط) 277، اتعاظ الحنفا 3/ 43، 44، النجوم الزاهرة 5/ 179، 180، شذرات الذهب 4/ 6، تاريخ طرابلس السياسي والحضاري - تأليفنا - طبعة ثانية 1/ 438 - 442، لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيّين - تأليفنا - القسم السياسي 234 - 242، التاريخ الصالحي 2/ وردقة 177 أ. (¬7) خبر جبلة في: الكامل 8/ 579، تاريخ حلب (زعرور) 364 (سويم) 30، ذيل تاريخ دمشق 164 وفيه "جبيل" وهو غلط، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 28، الدرّة المضيّة 472 وفيه "حلبا" وهو غلط. المختصر في أخبار البشر 2/ 223، نهاية الأرب 28/ 267، 268 وفيه: "جبيلة"، دول الإسلام 2/ 32 وفيه "جبيل" وهو غلط، العبر 4/ 6 وفيه "جبيل"، تاريخ الإسلام 17، البداية والنهاية 12/ 171، الإعلام والتبيين 18 وفيه "جبيل" ومثله في: بغية الطلب (المخطوط) 8/ =

سنة ثلاث وخمس ماية

ومات ابن الحارث الخطّاط، واسمه: أبو الفوارس الحسين بن علي بن الحسين (¬1). * * * وفيها توفي الأمير بوري (¬2). وفيها توفي عَضْبُ (¬3) الدولة آبق (¬4). سنة ثلاث وخمس ماية تسلّم (¬5) الفرنج بيروت (¬6). سنة أربع وخمس ماية تُوفّي قراجا (¬7) صاحب حمص. ¬

_ = 140، النجوم الزاهرة 5/ 180، تاريخ طرابلس 1/ 456، 457، لبنان من السيادة الفاطمية 243، 244 وفيه مصادر أخرى، وتاريخ السرياني 3/ 194، ومنتخب الزمان 2/ 292 وفيه "جبيل" وهو غلط. (¬1) أرّخ ابن الأثير وفاة أبي الفوارس أولًا في وفيات سنة 499 هـ. (الكامل 8/ 529) ثم أعاده في هذه السنة (8/ 577) وقال في المرة الأولى: "قيل إنه كتب خمسمائة ختمة"، وهو "ابن الخازن"، وفي بعض النُّسَخ "ابن الحارث" كما هنا. وله شِعر. المختصر في أخبار البشر 2/ 224، تاريخ الإسلام (وفيات سنة 502 هـ). ص 57 رقم 31، تاريخ ابن الوردي 2/ 20 وفيه: "الحسن". (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 364 وفيه "بوري خان". (¬3) في "ب": "عصب". (¬4) في "أ": "انق" وفي "ب": "انتق"، وفي: تاريخ حلب (زعرور) 364 "ارتق" وهو غلط، والصواب ما أثبتناه، وهو في: تاريخ حلب (سويم) 30، وذيل تاريخ دمشق 263، وديوان ابن الخياط (انظر فهرس الأعلام) 337، وتاريخ الإسلام (وفيات 502 هـ) ص 55 رقم 26. (¬5) في "أ": "سلّمت". (¬6) خبر بيروت في: تاريخ حلب (زعرور) 364 (سويم) 30، وذيل تاريخ دمشق 167، 168، الإعلام والتبيين 19 (حوادث سنة 504 هـ)، ومنتخب الزمان 2/ 292، والدرّة المضيّة 474، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 164، والكامل 8/ 578، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 504 هـ) 19، وتاريخ مختصر الدول 199، ودول الإسلام 2/ 32، والعبر 4/ 7، ومرآة الجنان 3/ 173، واتعاظ الحنفا 3/ 45، وشذرات الذهب 4/ 7، وأخبار الأعيان في جبل لبنان للشدياق 2/ 506، 507، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 31، وتاريخ سلاطين المماليك 241، ولبنان من السيادة الفاطمية 273، 274. (¬7) قراجا = قراجة. توفي سنة 506 هـ. انظر عنه في: تاريخ حلب (زعرور) 365 (سويم) 31 (وفيات سنة 504 هـ)، والكامل 8/ 593، والمختصر في أخبار البشر 2/ 266، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 506 هـ) ص 26، وتاريخ ابن الوردي 2/ 21.

سنة خمس وخمس ماية

وتسلّمت الفرنج صيدا (¬1). * * * ومات الوزير هبة الله بن المَوْصِليّ (¬2) بحلب. * * * وفيها مَلَك صارم (¬3) الدين جرجان. سنة خمس وخمس ماية توفي أبو حامد الغزّالي (¬4) في جمادى الآخر، وعاش خمس (¬5) وستين سنة. [و] (تُوفّي سُكمان النجميّ (¬6) ببالس) (¬7). سنة ستّ وخمس ماية تسلّم أتابك صور من المصريّين (¬8). * * * ¬

_ (¬1) خبر صيدا في: تاريخ حلب (زعرور) 365 (سويم) 30، وذيل تاريخ دمشق 171 (حوادث سنة 503 هـ)، ونهاية الأرب 28/ 268، 269، والمختصر في أخبار البشر 2/ 224، والدرّة المضيّة 474، والكامل 8/ 582، 583، ودول الإسلام 2/ 32، وتاريخ الإسلام 19، والعبر 4/ 7، وتاريخ ابن الوردي 2/ 20، والإعلام والتبيين 19، ومنتخب الزمان 2/ 292، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 162، والبداية والنهاية 12/ 172، ومآثر الإنافة 2/ 16، واتعاظ الحنفا 3/ 45، 46، وشذرات الذهب 4/ 7، وأخبار الأعيان 2/ 507، ولبنان من السيادة الفاطمية 279 - 282 وفيه مصادر أخرى، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 177 ب. (¬2) الدرّة المضيّة. 474. (¬3) في "ب": "صمصام" ولم أجد هذا الخبر للتأكّد من صحّة اللقب. (¬4) انظر عن (الغزّالي) في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 505 هـ) 115 - 126 رقم 122 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الصواب: "وعاش خمسًا". (¬6) هو: سكمان القطبي. انظر عنه في: تاريخ حلب (زعرور) 365 (سويم) 31، وزبدة الحلب 2/ 158، 159، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 147، والكامل 8/ 588، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 35، 36، ودول الإسلام 2/ 33، والعبر 4/ 9، وتاريخ ابن الوردي 2/ 21، ومرآة الجنان 3/ 177. (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 365 (سويم) 31، ذيل تاريخ دمشق 179 - 181، الأعلاق الخطيرة 2/ 167، 168، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 38، 39، الكامل 8/ 590، نهاية الأرب 28/ 270، 271، تاريخ الإسلام 23، 24، البداية والنهاية 12/ 173، عيون التواريخ 12/ 2، النجوم الزاهرة 5/ 180 - 182. لبنان من السيادة الفاطمية 290 - 296.

سنة سبع وخمس ماية

وفيها تُوفّي علي بن كرد (¬1) صاحب حماه. * * * وفيها قُتل مَوْدُود (¬2) بجامع دمشق قتله الإسماعيلية. سنة سبع وخمس ماية وفاة الملك رضوان (¬3). * * * وملك حلب تاج الدولة الأخرس بن رضوان (¬4). سنة ثمان وخمس ماية كسر أتابكُ الفرنجَ على طبرية (¬5). * * * وفيها دخل (¬6) أتابك صور. * * * وفيها غار طُنطاش دور على قلعة جَعبر (¬7). * * * وفيها تُوفّي تاج الدولة الأخرس بن رضوان (¬8). * * * ومَلَكَ الخادم لؤلؤ حلب (¬9). ¬

_ (¬1) في "أ": "علي بن كُر"، وفي "ب": "علي كرد"، والمثبت من: الدرّة المضيّة 476. (¬2) انظر عن (مودود) في: تاريخ الإسلام (حوادث سنة 507 هـ) ص 28، 29 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. وانظر: وفيات 507 هـ - ص 194 رقم 205، وفي "ب": "مردود". (¬3) انظر عن (الملك رضوان) في: تاريخ الإسلام (وفيات 507 هـ) ص 158 رقم 180 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 366 (سويم) 31، الكامل 8/ 598، الدرّة المضيّة 477. (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 366 (سويم) 31، الدرّة المضيّة 477. (¬6) هكذا في النسختين، والصواب أن يقال: "تسلّم"، إذ لم يُعرف عن الأتابك طغتكين أنه دخل صور. انظر: ذيل تاريخ دمشق 188، 189، والأعلاق الخطيرة 2/ 169، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 45، واتعاظ الحنفا 3/ 52، ولبنان من السيادة الفاطمية 299، وتاريخ السرياني 3/ 194. (¬7) هكذا في النسختين. وفي الدرّة المضيّة 477 "وعاد طنطاش إلى قلعة جعبر". (¬8) هو تاج الدولة ألب أرسلان بن رضوان صاحب حلب. انظر عنه في: تاريخ حلب (زعرور) 366 (سويم) 32، والكامل 8/ 606، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 508 هـ) ص 202 رقم 261 وفيه مصادر أخرى. (¬9) تاريخ ابن أبي الهيجاء 172، زبدة الحلب 2/ 535 وهو لؤلؤ اليايا. وفي ذيل تاريخ دمشق 191 "بابا".

سنة تسع وخمس ماية

وفيها كانت زلزلة زلزلت الأثارب (¬1) وما حولها، وخسفت (¬2) بسُمَيْساط (¬3) ومَرعَش (¬4). (وفيها وصل (¬5) بكريس (¬6) رسول السلطان إلى دمشق (¬7). * * * وفيها سار أتابك نحو بغداد (¬8). وفتح بُرْسُق حماه) (¬9) (¬10). سنة تسع وخمس ماية نزل أتابك على فامية (¬11). * * * وفيها قُتِل ابن بَيْهس (¬12) (بدمشق) (¬13). سنة عشر وخمس ماية احترقت النظّامية (¬14). * * * ¬

_ (¬1) الأثارب: قلعة معروفة بين حلب وأنطاكية. (معجم البلدان 1/ 89). (¬2) في "ب": "وخسف". (¬3) في "أ": "بسمياط". (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 366 (سويم) وفيه: "وجاءت بالشام زلزلة عظيمة خربت القلاع واسوَدّ الجوّ قبل الزلزلة"، والدرّة المضيّة 477 وفيه: "كانت زلزلة بحلب، وخسف بشميصاط ومرعش، وهلك أناس كثير منهما". (¬5) في "ب": "رحل". (¬6) هكذا في النسختين، وفي زبدة الحلب 2/ 174 "بكربسن". (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 367 (سويم) 32 (حوادث سنة 509 هـ). (¬8) تاريخ ابن أبي الهيجاء 175 (حوادث سنة 509 هـ). (¬9) التاريخ الصالحي 2/ ورقة 177 ب. (¬10) ما بين القوسين في "ب" في حوادث سنة 509 هـ. (¬11) الدرّة المضيّة 478. (¬12) في "أ": "ابن بهيس"، وفي "ب": "ابن يهنس". (¬13) من "أ". ولم أجد هذا الخبر. (¬14) تاريخ حلب (زعرور) 364 (سويم) 30 (حوادث سنة 501 هـ)، الدرّة المضيّة 479.

سنة إحدى عشرة وخمس ماية

وقُتل أحمديل (¬1) صاحب أذَرْبَيْجَان (¬2). * * * وفيها خلع الخليفة والسلطان على أتابك (¬3). * * * وفيها رحل عن بغداد (¬4). * * * وفيها تُوفّي بُرسُق (¬5) (بن بُرسُق) (¬6). * * * وفيها هجم أتابك على حمص (¬7). * * * وفيها قُتِل الخادم لؤلؤ صاحب حمص بقلعة ناذر (¬8) في الصيد، قتله سُنْقُر، وملك بعده ابن الملحي (¬9) حلب أيامًا. * * * وفيها قتل السلطان ببرّ ببغداد (¬10). سنة إحدى عشرة وخمس ماية قُتل كامل بن منقذ بشَيْزَر (¬11). ¬

_ (¬1) انظر عن (أحمدْيل) في: الكامل 8/ 612، والمنتظم 9/ 185 رقم 313 (17/ 147 رقم 383) وفي الطبعتين: "أحمد بك"، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 160، 161، والدرّة المضيّة 479، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 510 هـ) ص 37، وعيون التواريخ 12/ 64. (¬2) مهملة في النسختين. (¬3) الدرّة المضيّة 479. (¬4) الدرّة المضيّة 478. (¬5) في "أ": "برشق". (¬6) من "ب". وانظر عن "برسق" في: تاريخ حلب (زعرور) 367 (سويم) 32 (حوادث سنة 509 هـ)، والكامل 8/ 609 (حوادث سنة 509 هـ)، وفيه قال إنه توفي في سنة 510 هـ. (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 367 (سويم) 32، الدرّة المضيّة 479. (¬8) في "ب": "نادر" (مهملة)، وهي: قلعة نادر، في: الكامل 8/ 623. (¬9) هو: أبو المعالي بن الملحي الدمشقي، والخبر في: الكامل 8/ 623، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 177 ب. (¬10) الدرّة المضيّة 479 وفيه: "قتل السلطان محمد بن طبر السلجوقي ببغداد، وقام بالمُلك ابن عمّه السلطان محمود بن محمد السلجوقي". (¬11) الدرّة المضيّة 480، الاعتبار 123.

سنة اثنتي عشرة وخمس ماية

وفيها نزل (¬1) أتابك إلى عسقلان، وخلع عليه خليفة مصر (¬2). * * * وفيها تُوفّي السلّار بختيار (¬3). * * * (وفيها تُوفّي عمر بن قرادكين) (¬4) (¬5). وفيها تُوفّي الملك بردويل (¬6). * * * وفيها أخرب السَّيل (مدينة) (¬7) سنجار (¬8). * * * وفيها كبس (¬9) أتابك طبريّة (¬10). سنة اثنتي عشرة (¬11) وخمس ماية تسلّم ايلغازي (¬12) حلب (¬13). * * * وملك الفرنج عزاز (¬14). * * * ¬

_ (¬1) في "ب": "سار". (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 368 (سويم) 33، الدرّة المضيّة 480. (¬3) تاريخ حلب (زعرور) 368 (سويم) 33. (¬4) زبدة التواريخ 173. (¬5) ما بين القوسين من "ب". (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 368 (سويم) 33، الدرّة المضيّة 480 وهو الملك (بغدوين)، منتخب الزمان 2/ 295. (¬7) من "ب". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 368 (سويم) 33، الدرّة المضيّة 481، منتخب الزمان 2/ 294، 295. (¬9) في "ب": "فتح". (¬10) الكامل 8/ 634. (¬11) في "أ": "اثني عشر". (¬12) في "أ": "ابلغازي"، وفي "ب": "أبو الغارى". (¬13) الدرّة المضيّة 481 وفيه: "ألب غازي". (¬14) في "أ": "عرار"، والخبر في: تاريخ حلب (زعرور) 369 (سويم) 34.

سنة ثلاث عشرة وخمس ماية

ومات المستظهر (¬1) (ابن المقتدي، وكانت) (¬2) خلافته خمسًا وعشرين سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام (¬3). * * * وخلف المسترشد. * * * وفيها كسر (الآمر) (¬4) الإفرنج بالسواد، وأُسِر (¬5) البسكندو (¬6). سنة ثلاث عشرة وخمس ماية كسر سنجر لمحمود ابن أخيه (¬7). * * * وفيها انكسرت الفرنج على جبل السُّقّاق (¬8). * * * (وفيها تُوفّيت الخاتون أمّ الملك دُقاق (¬9). وفيها تُوفّي الأمير خاروق (¬10). وفيها تُوفّي جرتكين (¬11). * * * ¬

_ (¬1) انظر عن (المستظهر) في: الكامل 8/ 627، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 175، وتاريخ الإسلام (حوادث 512 هـ) ص 273 و (وفيات 512 هـ) ص 326 - 328 رقم 24 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) في المنتظم: أربعًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يومًا، وفي الدرّة المضيّة: ستًا وعشرين سنة وأربعة أشهر. وفي "ب": "خمسة أشهر وأيام". (¬4) من "ب". (¬5) في "ب": "وكسر". (¬6) في "أ": "البسكندوفيه"، وفي "ب": "النسكند"، ولم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 370 (سويم) 35، الكامل 8/ 638، المنتظم 9/ 172 (17/ 205)، الإنباء في تاريخ الخلفاء 211، المختصر في أخبار البشر 2/ 231، نهاية الأرب 26/ 378 - 381، الدرّة المضيّة 484، دول الإسلام 40/ 2، تاريخ الإسلام (501 - 520 هـ). 277، الكواكب الدرّية 85. (¬8) الدرّة المضيّة 484. (¬9) هي: صفوة المُلك والدة الملك شمس الملوك دُقاق بن تتش بن ألب رسلان. انظر عنها في: ذيل تاريخ دمشق 201. (¬10) ذيل تاريخ 321 وفيه: "خارق بن كمشتكين العراقي". (¬11) لم أجده.

سنة أربع عشرة وخمس ماية

وفيها نهب السلطان الحلّة (¬1). * * * وفيها كسر إلْغازي الفرنجَ على البلاط من أعمال حلب (¬2). وفيها تسلّم أتابك طغتكين تَدْمُر والشقيف (¬3). * * * وفيها أخذ إيلغازي روجان (¬4) صاحب أنطاكية، وفتح زَرَدْنا (¬5). * * * وطلبت الإسماعيلية من إيلغازي قلعة الشريف بحلب، فأرسل كتاب الطير إلى والى حلب بهدْمها) (¬6) (¬7). (سنة أربع عشرة وخمس ماية كسر السلطان أخاه مسعود (¬8). * * * وفيها توجّه أتابك للقاء إيلغازي (¬9). * * * ¬

_ (¬1) راجع الكامل 8/ 652 (حوادث 514 هـ)، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 178 ب. (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 370 (سويم) 35، الاعتبار لابن منقذ 119، زبدة الحلب 2/ 189، 190، الكامل 8/ 642، 643، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 9، المختصر في أخبار البشر 2/ 231، دول الإسلام 2/ 40، تاريخ الإسلام 278، العبر 4/ 28، تاريخ ابن الوردي 2/ 25، الدرّة المضيّة 484، البداية والنهاية 12/ 180، الكواكب الدرّية 85. (¬3) الكامل 8/ 667 (حوادث سنة 514 هـ)، الدرّة المضيّة 485. (¬4) هو "روجر". (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 370 (سويم) 35، و (زَرَدْنا): بفتح الزاي والراء وسكون الدال المهملة. بُليدة من نواحي حلب الغربية. انظر: لبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير -تأليفنا- طبعة دار الإيمان، طرابلس 1417 هـ/ 1997 م- القسم السياسي 22، 23. (¬6) ذيل تاريخ دمشق 193، زبدة الحلب 2/ 196، 199، الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 64، والقلعة بناها الشريف حسن الحتيتي في سنة 478 هـ. (¬7) ما بين القوسين من "ب" ولم يرد في "أ". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 370 (سويم) 35، المنتظم 9/ 186، 187 (17/ 217، 218)، الكامل 8/ 649 - 651، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) 225، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 89، 90، المختصر في أخبار البشر 2/ 232، تاريخ الإسلام 382، 383، مرآة الجنان 3/ 205، عيون التواريخ 12/ 103. (¬9) في "أ": "للقاو المغازي" والخبر في: الكامل 8/ 654.

سنة خمس عشرة وخمس ماية

وانتهب السلطان الحلّة) (¬1) (¬2). سنة خمس عشرة وخمس ماية قُتل الأفضل (¬3) ابن أمير الجيوش بمصر ليلة عيد الفِطْر. * * * وفيها مات القاضي عماد الدين (¬4). ومات توفيق المهندس (¬5) بدمشق. (ومات السّقّاف الحاسب (¬6) ببغداد) (¬7). * * * (وفيها أحرقت الفرنج حرس) (¬8) (¬9). * * * وفيها مات أبو محمد القاسم بن علي الحريري (¬10)، صاحب "المقامات". * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "الجبله". والخبر والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 370 (سويم) 35. (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) انظر عن (الأفضل) في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 515 هـ) ص 385 - 388 رقم 92 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) هكذا في النسختين. ولم أجده في وفيات هذا العام. (¬5) هو: أبو محمد توفيق بن محمد المعروف بابن زُريق الطرابلسي، من كبار العلماء في الهندسة. توفي سنة 516. انظر عنه في: أخبار العلماء بأخبار الحكماء، للقفطي 74 وفيه إن أصله من المغرب (؟) وهو غلط، وإنباه الرُّواة على أنباه النُحاة، له 1/ 258، 259 وفيه وفاته سنة 510 هـ. وهو غلط أيضًا، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 7/ 373، وتهذيبه 3/ 360، 361، ومعجم الأدباء 7/ 138، 139، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 103، وتكملة إكمال الإكمال للصابوني 242، وفوات الوفيات 1/ 265، 266، وعيون التواريخ 12/ 67، والوافي بالوفيات 10/ 448، 449، رقم 4938، وبغية الوعاة 1/ 479 رقم 479، وتاريخ الأزمنة للدويهي 116، ومعجم المؤلفين 3/ 95، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى -تأليفنا- طبعة دار فلسطين للتأليف والترجمة، بيروت 1973 ص 203 - 206، ولبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين -تأليفنا- القسم الحضاري - طبعة دار الإيمان، طرابلس 1994 - ص 249، 250، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 178. (¬6) لم أجد له ترجمة. (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) هكذا في "أ" وفي التاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب: "حرش". (¬9) ما بين القوسين من "أ". (¬10) انظر عن (الحريري) في: سير أعلام النبلاء 19/ 460 - 465 رقم 268 وفيه مصادر ترجمته.

سنة ست عشرة وخمس ماية

وفيها كسر أتابك الفرنج على تلّ حورين (¬1). * * * وفيها كسرت (¬2) الفرنج إيلغازي (¬3). سنة ستّ عشرة وخمس ماية مات (ملك) (¬4) الخَزَر داود (¬5). وهو الذي فتح تَفْليس (¬6). وكان له نظر عظيم في الإسلام. وجرت له مناظرة مع القاضي الكنْجي (¬7) في الكلمة، هل هي مخلوقة أم قديمة (¬8). * * * وأكل القطا زَرْعَ الشام (¬9). * * * وفيها كُسِر دُبَيس [من] (¬10) البُرسُقيّ (¬11). ¬

_ (¬1) في "ب": "تل حورن". والخبر في: تاريخ حلب (زعرور) 371 (سويم) 36 وفيه: كفر رحر، وكفر رحو، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 177 وفيه: "زجر العقبة". (¬2) في "ب": "احرب". (¬3) هكذا في النسختين، والمرجّح أن الصحيح هو: الكرج بدل الفرنج. انظر: ذيل تاريخ دمشق 205. (حوادث سنة 515 هـ). (¬4) من "أ". (¬5) هو ملك الأبخاز: انظر عنه في: تاريخ حلب (زعرور) 373 (سويم) 39 وفيه: ملك الكرج داود، ووفاته سنة 517 هـ، والكامل 8/ 697 (وفيات سنة 518 هـ)، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 518 هـ) ص 424 رقم 151. (¬6) تَفْلِيس: بفتح أوله وكسره. بلد بأرمينية الأولى، وهي قصبة ناحية جُرزان قرب باب الأبواب. (معجم البلدان 2/ 35، 36). (¬7) لم أجده. (¬8) نقله ابن أيبك في الدرّة المضيّة 490. (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 373 (سويم) 38 (حوادث سنة 517 هـ)، الدرّة المضيّة 490. (¬10) إضافة لا بدّ منها للتصحيح. (¬11) خبر الكسرة في: تاريخ حلب (زعرور) 372 (سويم) 37، والمنتظم 9/ 242، 243 (17/ 216، 217)، والإنباء في تاريخ الخلفاء 215، 216، وذيل تاريخ دمشق 208، 209، والتاريخ الباهر 25، 26، والكامل 8/ 683 - 685، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 73، 74، وبغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 227، 228، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 110، والمختصر في أخبار البشر 2/ 236، ودول الإسلام 2/ 42، والعبر 4/ 39، وتاريخ الإسلام 297، 298، وتاريخ ابن الوردي 2/ 31، ومرآة الجنان 3/ 221، والبداية والنهاية 12/ 190، 191، وتاريخ السرياني 3/ 192 وفيه: "دوبيس بن صديق"!

وفيها تُوفّي الحاجب فيروز (¬1). * * * وفيها قبض المصريّون (¬2) على الأمير مسعود (¬3) سلّار والي صور عن أتابك، وتسلّموا صور (¬4). * * * وفيها قتل خواجا بُزُرك (¬5). * * * وفيها كُسِر ملك الفرنج ابن (¬6) بردويل (¬7). * * * وفيها تُوفّي نجم الدين إيلغازي بن أُرْتُق (¬8)، صاحب ماردين. * * * وفيها تسلّم سليمان بن عبد الجبّار بن أرتق بعد عمّه نجم الدين مدينة حلب (¬9). * * * وفيها نزل الفرنج على بالس (¬10). ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 490. (¬2) في "ب": "البصريون" وهو غلط. (¬3) في الدرّة المضيّة: "سعود". (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 372 (سويم) 37، الدرّة المضيّة 490، الأعلاق الخطيرة 2/ 169، أخبار مصر 2/ 62، 63، الكامل 8/ 693، 694، نهاية الأرب 28/ 271، 272، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 111 (حوادث سنة 517 هـ)، اتعاظ الحنفا 3/ 96، لبنان من السيادة الفاطمية - القسم السياسي 300، 301. (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 371 (سويم) وفي نسخة (زعرور): "برزك" راء ثم زاي. والخبر هو عند العظيمي: "وقتل السلطان وزيره بزرك بن وزير جدّه"، وانظر في: ذيل تاريخ دمشق 218 (حوادث سنة 521 هـ). (¬6) في "ب": "بن دونيل"، وهو "ابن بغدوين". (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) في "أ": "محي الدين اربق". والمثبت من "ب": انظر عنه في: تاريخ مختصر الدول 202، وزبدة الحلب 2/ 206، وذيل تاريخ دمشق 208، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 54، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 102، والكامل 8/ 660، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 178، والدرّة المضيّة 490، ونهاية الأرب 27/ 77، والمختصر في أخبار البشر 2/ 236، والعبر 4/ 36، ودول الإسلام 2/ 43، وتاريخ الإسلام 296، وتاريخ ابن الوردي 2/ 29، والنجوم الزاهرة 5/ 223، وشذرات الذهب 4/ 48. (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 372 (سويم) 37، والمصادر السابقة. (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 372 (سويم) 37، الدرّة المضيّة 490.

سنة سبع عشرة وخمس ماية

سنة سبع عشرة وخمس ماية (توفي الأمير صدقوا) (¬1) (¬2). * * * وفيها انكسر عسكر المصريّين (¬3). * * * وفيها تولّى المأمون بن البطائحيّ الوزارة بمصر (¬4). وكان في ابتداء أمره فرّاشًا، وشوهد في صِغَره وهو يرشّ (الماء) (¬5) بين القصرين (¬6). * * * وفيها توفي تميرك (¬7). * * * وفيها تسلّم بَلَك (¬8) قلعة حلب. * * * (وفيها هرب جوسلين) (¬9) (¬10). * * * وفيها توفي محمود بن قراجا (¬11). ¬

_ (¬1) هكذا. ولم أتبيّنه. (¬2) ما بين القوسين من "ب". (¬3) لم أجد هذا الخبر. (¬4) الصحيح أن المأمون، واسمه: محمد بن فاتك، تولّى وزارة مصر في سنة 515 هـ. عقب مقتل الأفضل ابن أمير الجيوش. انظر: الكامل 8/ 670، وقد قُتل في سنة 518 هـ. (¬5) من "ب". (¬6) الدرّة المضيّة 492، 493، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب. (¬7) هو تميرك متسلّم سنجار بعد مقتل مودود سنة 507 هـ. (الكامل 8/ 597). (¬8) في النسختين: "تلك"، والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 372 (سويم) 38، والكامل 8/ 686، وزبدة الحلب 2/ 211، 212، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 54، والمختصر في أخبار البشر 2/ 237، وتاريخ الإسلام (حوادث 517 هـ) ص 299، 300، وتاريخ ابن الوردي 2/ 31، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 أ. (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 373 (سويم) 38، الكامل 8/ 688. (¬10) ما بين القوسين من "ب". (¬11) تاريخ حلب (زعرور) 373 (سويم) 35، الكامل 8/ 691، المختصر في أخبار البشر 2/ 237، تاريخ الإسلام (حوادث 517 هـ) ص 300، تاريخ ابن الوردي 2/ 31.

سنة ثمان عشرة وخمس ماية

وفيها تسلّم أتابك حماه (¬1). سنة ثمان (¬2) عشرة وخمس ماية مَلَك البُرسُقيّ حلب (¬3). * * * وهبّت ريح من أرض الرُّصافة إلى قلعة جَعْبَر (¬4). * * * وفيها فتحت الفرنج صور. وكان واليها عِزّ المُلْك نيابة عن المأمون (¬5) مصر، باعها بمالٍ جزيل للفرنج، وخاف من خليفة مصر، فهرب إلى دمشق (¬6). * * * (وفيها تسلّم حسام الدين تمرتاش (¬7) حلب بعد بَلك) (¬8) (¬9). ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 493. (¬2) الصواب: "ثماني". (¬3) تاريخ حلب (زعرور) 375 (سويم) 40، زبدة حلب 2/ 222، 223 و 227 - 230، بغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 205، 206، و 228، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 114، الكامل 8/ 695، 696، المختصر في أخبار البشر 2/ 235، الدرّة المضيّة 494، تاريخ الإسلام 304، تاريخ ابن الوردي 2/ 32. (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 374 (سويم) 39 وفيه: "وعبر في شيزر إعصار ريح قلعت الأشجار وتمّ إلى حماه ثم إلى الرصافة فحملها من رملها الأحمر رمى به في قلعة دوسر، وقيل: قلعة جعبر". والدرّة المضيّة 494 وفيه: "وهبّت ريح حملت من رمل الرصافة إلى قلعة جعبر". (¬5) في "أ": "وكان واليها عز الملك عمّ المأمون". (¬6) رواية المؤلف عن والي صور لا توجد في المصادر، انظر: تاريخ حلب (زعرور) 374 (سويم) 39، وذيل تاريخ دمشق 211، وتاريخ الزمان 140، وتاريخ مختصر الدول 202، والكامل 8/ 693، 694، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 113، وأخبار مصر 2/ 64، ونهاية الأرب 28/ 270 - 272، والمختصر في أخبار البشر 2/ 237، والأعلاق الخطيرة 2/ 169 - 171، والمُغرب في حلى المَغرب 84، والدرّة المضيّة 495، وتاريخ سلاطين المماليك 3 (ضمن أخبار فتح عكا)، ودول الإسلام 2/ 44، والعبر 4/ 42، وتاريخ الإسلام (حوادث 518 هـ) 303، وتاريخ ابن الوردي 2/ 32، والإعلام والتبيين 24، ومنتخب الزمان 2/ 296، ومرآة الجنان 3/ 222، واتعاظ الحنفا 3/ 107، والنجوم الزاهرة 5/ 182، 183، وشذرات الذهب 4/ 57، وانظر كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية - القسم السياسي - ص 304 - 309 وفيه مصادر أجنبية أخرى، وتاريخ السرياني 3/ 194، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب. (¬7) في "أ": "تمرماس". (¬8) في "أ": "تابك"، والتصحيح من تاريخ حلب (زعرور) 374 (سويم) 39، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب".

وفيها قُتل بَلَك (¬1) على مَنْبج بسهم نشّاب (¬2). * * * وفيها مات حسن الصّباحي (¬3) رئيس الإسماعيلية. وكان رفيق الإمام العارف أبي حامد الغزّالي (¬4)، قدّس الله روحه، في قراءة (¬5) بعض العلوم على بعض الفقهاء. * * * وفيها قُتل القاضي الهَرَويّ (¬6) وولده ببغداد. * * * وفيها تُوفّي سليمان بن إلْغازي (¬7). * * * (وفيها توفي حسام الدين تمرتاش (¬8) صاحب ماردين) (¬9) (¬10). * * * وفيها نزل سيف الدولة دُبَيْس (¬11) بن صَدَقَة ومعه ملوك الفرنج على حلب، وجاءهم البُرسُقيّ صاحب الموصل فرحّلهم عنها وتسلّمها. وكانت الفرنج قد أشرفوا على أخذها لأنها كانت قد خَلَت من الرجال والزاد، ولم يبق فيها غير مايتين وستين رجلًا، كانوا يخيلوا (¬12) بالنساء، وأمهلهم الفرنج عشرة أيام. ¬

_ (¬1) في النسختين: "تلك". (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 374 (سويم) 39، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 أ. (¬3) الكامل 8/ 696. (¬4) تقدم في وفيات سنة 505 هـ. (¬5) في النسختين: "قرأة". (¬6) هو أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي الحنفي. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 518 هـ) 428، 429 رقم 159 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) زبدة الحلب 2/ 225. (¬8) الصحيح أن "تمرتاش" توفي سنة 547 هـ. انظر: تاريخ الإسلام (وفيات 547 هـ) 267، 268 رقم 368 وفيه مصادر ترجمته. (¬9) في "ب": "بعلبك"، وهو غلط. انظر مصادر ترجمة تمرتاش. (¬10) ما بين القوسين من "ب". (¬11) "أ": "تتش". (¬12) في "ب": "يختلوا"، وفي الدرّة المضيّة: "تخيّلوا".

فلما كان اليوم التاسع تشاور (¬1) أهل حلب على أنهم يُخرِجوا (¬2) نساءهم ليلًا. فلما (كان) (¬3) بعد العصر جاء مطر عظيم (¬4) في فريق، وكان الفرنج نازلين عليه، فأخذ خيامهم وجميع مالهم، وغرق منهم جمعٌ كثير. ووصل البُرسُقيّ أول الليل وأصبح فقاتلهم فكسرهم (¬5). (وكان بحلب شاعر مَعَرّيّ يُعرف بابن أبي حُصَيْنة (¬6) عمل قصيدة أولها: ما قُدّم البَغْيُ إلّا أُخِرّ الرَّشَدُ ... والناسُ يَلْقونَ عُقْبَى سوء ما اعتقدوا مَن ساسَ خيرًا رأى خيرًا ومن ولدتْ ... أفعالُهُ الشرّ لاقى شرّ ما يلدُ بغى علينا رجالٌ عاد بغْيُهُمُ ... عليهمُ وأعانَ الواحدُ الصَّمدُ ظنّوا السعادةَ حتى خاب سعيُهُمُ ... والخيلُ من جانب السعداء تَطَّردُ كانوا ثمنًا من الغنائم ردّهُمُ ... ثلاثةُ وأبى (¬7) أن ينفع العددُ (¬8) وكان قد راح سبعة منهم إلى حماه فتُسُلّمتْ منهم) (¬9) (¬10). * * * ¬

_ (¬1) في "ب": "تشاورو". (¬2) في "ب": "يخرجون بنسائهم". (¬3) من "ب". (¬4) في "أ": جاء "مدًا عظيمًا". (¬5) رواية المؤلّف لم ترِد في المصادر. وانظر: تاريخ حلب (زعرور) 375 (سويم) 40، والكامل 8/ 695، 696، وزبدة الحلب 2/ 222، 223 و 227 - 230، وبغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 205، 206، 228 ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 114، والمختصر في أخبار البشر 2/ 235، والدرّة المضيّة 494، وتاريخ الإسلام (حوادث 518 هـ) 304، وتاريخ ابن الوردي 2/ 32، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 180، وتاريخ السرياني 3/ 192. (¬6) هو أبو الفتح الحسن بن عبد الله. توفي سنة 457 هـ. (¬7) في "ب": "وأبا". (¬8) ديوان ابن أبي حصينة، سمعه وشرحه أبو العلاء المعرّي، حقّقه محمد أسعد طلس - طبعة دار صادر، بيروت (طبعة ثانية) 1999 - ج 1/ 159 - 62، الأبيات 1، و 2 و 3، 335 باختلاف ألفاظ. (¬9) وقال المؤرّخ العظيمي: عبرتُ بالعسكر عند عودتي من دمشق، ومدحتُ البرسقيّ بقولي: عصمتَ العواصمَ أن يهتضم (تاريخ حلب (زعرور) 375 (سويم) 40). (¬10) ما بين القوسين من "ب"، ولم يرِد في "أ".

سنة تسع عشرة وخمس ماية

وفيها كان الغلاء (¬1) (الصغير، لا أعاده اللَّه) (¬2). سنة تسع عشرة وخمس ماية (أخذ ملك الخَزَر مدينة دَوِين (¬3)، وقتل منها عالمًا عظيمًا لا يُحْصَون) (¬4) (¬5). * * * ومات ناصر الدولة طرخان (¬6) الشيباني بحلب، (وهو دمشقيّ) (¬7) * * * وقُتِل نافع البالِسِيّ (¬8) (داعي الخليفة بحلب) (¬9). * * * وفيها قُبض على المأمون (¬10) بمصر. وكان قد أرسل رجلًا يُعرف بأبي (¬11) الحسن نجيب الدولة (¬12) (رسولًا) (¬13) إلى اليمن ضرب له سكّة وكتب عليها: "المختار (¬14) محمد بن نزار". فقبض الآمِرُ الخليفة عليه وعلى أخيه المؤتمن ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 374 (سويم) 39 وفيه: "ودام الغلاء ببغداد والموصل والجزيرة حتى أكل الناس بعضهم بعضًا ودام إلى سنة تسع عشرة ومات ببغداد خمس وعشرون ألفًا معروفون"، وانظر: ذيل تاريخ دمشق 212. (¬2) ما بين القوسين من "ب". (¬3) في "ب": "دون". و "دَوِين": بفتح أوله وكسر ثانيه، وياء مثنّاة من تحت ساكنة، وآخره نون بلدة من نَواحي أرّان في آخر حدود أذربيجان بقرب من تفليس. (معجم البلدان 2/ 491). (¬4) الدرّة المضيّة 496 وفيه أيضًا: "مدينة دون". (¬5) ما بين القوسين من "ب". (¬6) في النسختين: "ابن طرخان"، ومثلهما في: الدرّة المضيّة 496، والصحيح ما أثبتناه اعتمادًا على: تاريخ حلب (زعرور) 375 (سويم) 40، وذيل تاريخ دمشق 216 وفيه: "طرخان بن محمود الشيباني"، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 185 وفيه: "طرخان بن محمد الشيباني"، وهو أحد أمراء دمشق، وصاحب بالس. (¬7) ما بين القوسين من "أ". (¬8) لم أجد له ذِكرًا في المصادر المتوفّرة. (¬9) ما بين القوسين من "أ". (¬10) هو أبو عبد الله المأمون بن البطائحي وزير الديار المصرية. قُتل في سنة 519 هـ. انظر عنه في: الكامل 8/ 700، 701، وتاريخ الإسلام (وفيات 519 هـ) 434، 435 رقم 168 وفيه مصادر ترجمته، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب. (¬11) في "أ": "يُعرف بابن". (¬12) في "ب": "بن نجيب الدولة". (¬13) من "أ". (¬14) في "ب": المفتحَار".

(حيدرة) (¬1)، وعلى خمسًا (¬2) وثلاثين نفسًا معهم، وصلبهم على رأس الطابية (¬3). * * * وفيها انكسر المسلمون بمرج الصُّفَّر (¬4) على ضَيعةٍ يقال لها شرخوب (¬5)، وقُتل من أهل دمشق عشرون (¬6) رجلًا، سوى الجُنْد (¬7). * * * وفيها نزل البرسُقي على عَزَاز (¬8)، فرحّله الفرنج عنها، وكسروه (¬9). * * * وقُتل (في) (¬10) ذلك اليوم أولاد عامر النُّمَيري (¬11): علي وصالح (¬12)، (رحمهم الله) (¬13). * * * (وفيها) (¬14) قُتل محمود بن قراجا صاحب حماه على كفرطاب (¬15). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) من "أ"، والصواب: "وعلى خمسٍ". (¬3) ينفرد المؤلّف هنا بمعلومات لم ترد في المصادر، قارِن بذيل تاريخ دمشق 212، وأخبار مصر 69، و 70، والكامل 8/ 700، وأَخبار الدول المنقطعة 88، والدرّة المضيّة وفيه: "وقيل في هذه السنة قتل الوزير فاتك وخمسة نفر من إخوته". (¬4) مرج الصَّقّر: بضمّ الصاد المهملة وتشديد الفاء. وهو مروج بدمشق. (معجم البلدان 5/ 101). (¬5) في "أ": "سرحون"، وفي "ب": "سرحوب"، والتصحيح من المصادر، ولم تُذكَر هذه الضيعة في معاجم البلدان. (¬6) في "ب": "عشرين". (¬7) تاريخ حلب (زعرور) 376 (سويم) 41، ذيل تاريخ دمشق 213، الدرّة المضيّة 496، تاريخ ابن أبي الهيجاء 181، المختصر في أخبار البشر 2/ 238، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 520 هـ) ص 312، (وحوادث سنة 521 هـ) ص 10، تاريخ ابن الوردي 2/ 33. (¬8) عَزَاز = اعزاز: بفتح أوله، وتكرير الزاي. بُلَيدة فيها قلعة ولها رستاق شمالي حلب، بينهما يوم. (معجم البلدان 4/ 118). (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 375 (سويم) 40، زبدة الحلب 2/ 231، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب. (¬10) من "ب". (¬11) في "ب": "النويري"، وهو غلط. (¬12) في "أ": وعلي بن صالح". (¬13) من "ب". والخبر في الدرّة المضيّة 496 وفيه: "وقتل عليّ بن سلام النميري، وكانت نوبة صعبة على المسلمين". (¬14) من "أ". (¬15) تاريخ حلب (زعرور) 373 (سويم) 38 (حوادث سنة 517 هـ)، ومثله في: الكامل 8/ 691، =

سنة عشرين وخمس ماية

وفيها تُوفّي علي بن سلام النُمَيريّ (¬1). سنة عشرين وخمس ماية فيها تسلّم أتابك تَدمُر (¬2). * * * وفيها قُتل البرسُقيّ (¬3). * * * وفيها كان قِران. * * * وفيها دخل محمد (¬4) بن تومرت إلى بغداد في طلب الفقه، وقرأ على الإمام العالم (بالله) (¬5) أبي حامد (محمد بن محمد بن محمد) (¬6) الغزّالي، قدّس الله روحه، عشرين مجلّدًا، من جملتها: "البسيط" (¬7) و "الوسيط" (¬8)، و "تهافت الفلاسفة" (¬9). * * * وفيها سُلّمت بانياس إلى بهرام (¬10). ¬

_ = والمختصر في أخبار البشر 2/ 237، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 517 هـ) ص 300، وتاريخ ابن الوردي 2/ 31، ويتّفق ما في الدرّة المضيّة 496 مع المذكور هنا سنة 519 هـ. وينفرد المؤلّف بذِكر مكان وفاة ابن قراجا بكفرطاب، وفي التاريخ الصالحي 2/ ورقة 179 ب "قُتل محمود بن علي قراجا صاحب حماه على أفامية في قتال عظيم جرى بينه وبين الفرنج". (¬1) الدرّة المضيّة 496 وقد ذُكر في الخبر الأسبق. ولم أجد له ترجمة في المصادر. (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 376 (سويم) 41، الدرّة المضيّة 497، تاريخ ابن أبي الهيجاء 184. (¬3) المصادر السابقة، وذيل تاريخ دمشق 214، الكامل 8/ 704، 705، التاريخ الباهر 31، زبدة الحلب 2/ 234، 235، بغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 213 - 215، كتاب الروضتين 1/ 74، 75، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 54 و 165 و 219، نهاية الأرب 27/ 234، 235، تاريخ ابن أبي الهيجاء 184، 185، المختصر في أخبار البشر 2/ 238، العبر 4/ 46، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 520 هـ) 311، تاريخ ابن الوردي 2/ 33، وهو "آق سُنْقُر البُرسقي"، قتله الباطنية بجامع الموصل. التاريخ الصالحي 2/ ورقة 180 أ. (¬4) في "أ": "محمود". (¬5) من "ب". (¬6) من "ب". (¬7) في فروع الفقه الشافعي. (كشف الظنون 1/ 245). (¬8) في فروع الفقه الشافعي. (كشف الظنون 2/ 2008). (¬9) في العقائد والكلام. (كشف الظنون 1/ 509)، والخبر في الدرّة المضيّة 497 باختصار. (¬10) هو ابن أخت الأسداباذي. وخبره في: تاريخ حلب (زعرور) 376 (سويم) 41، وذيل تاريخ دمشق 215، والكامل 8/ 703، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 118، 119، وأخبار مصر 2/ 70، =

سنة إحدى وعشرين وخمس ماية

(وفيها تُوفّي ابن بركات النّحويّ (¬1) بعد استيفاء ماية سنة) (¬2) سنة إحدى (¬3) وعشرين وخمس ماية دخل أتابك الشهيد (¬4) الموصل (¬5). * * * وفيها تُوفّي مسعود بن البُرْسُقيّ (¬6). * * * وفيها تُوفّي شمس الخواصّ صاحب رَفَنِية (¬7). * * * وفيها مَلَك مسعود بن البُرْسُقي المَوْصِل (¬8) وأعمالها، ونزل على الرحْبَة. * * * وفيها قُتل حسن بن قراقوش (¬9) (سُقي عليها ومات ولم يأخذها) (¬10). ¬

_ = وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 520 هـ) ص 312، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 186، وصُبح الأعشى 1/ 121، والكواكب الدرّية 91، واتعاظ الحنفا 3/ 121 (حوادث سنة 522 هـ) والمقفّى الكبير 2/ 517. (¬1) هو أبو عبد الله محمد بن بركات بن هلال بن عبد الواحد السعيدي المصري الأديب، انظر عنه في: معجم الأدباء 18/ 39، وخريدة القصر (قسم مصر) 2/ 156، وإنباه الرواة 3/ 78، والوافي بالوفيات 2/ 247، وسير أعلام النبلاء 19/ 445. (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) في "أ": "سنة احد". (¬4) في "ب": "السعيد". (¬5) الدرّة المضيّة 498، تاريخ ابن أبي الهيجاء 185، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 180 ب. (¬6) هو عزّ الدين مسعود بن آقسُنقُر البُرسُقي. انظر عنه في: المنتظم 1/ 5 (17/ 244)، والكامل 9/ 6، وتاريخ مختصر الدول 203، وكتاب الروضتين 1/ 75، وتاريخ السرياني 3/ 200، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 167، وبغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 251، ومرآة الجنان 3/ 277، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 521 هـ) ص 8، والكواكب الدرّية 92، وتاريخ حلب (زعرور) 377 (سويم) 42، 43، والدرّة المضيّة 498 و 500، وعيون التواريخ 12/ 189، والنجوم الزاهرة 5/ 232، وفي النسخة "أ": "اليوسفي". (¬7) لم أجد من يُعرف بـ"شمس الخواص" في وَفَيات هذا العام. والموجود في المصادر "شمس الخواص صاحب حماة" وكان موجودًا في سنة 530 هـ. انظر: الكامل 9/ 18، وزبدة الحلب 2/ 232 و 257 و 259. (¬8) الصحيح أن امتلاك مسعود بن البُرسُقي للموصل كان في السنة السابقة 520 هـ. انظر: تاريخ حلب (زعرور) 376 (سويم) 42، وقد تقدّمت وفاته قبل قليل، ولهذا ينبغي أن يُقدّم هذا الخبر. (¬9) انظر عنه في: بغية الطلب 7/ 3218، 3219 و 8/ 3846. (¬10) ما بين القوسين من "ب"، والمرجّح لدينا أنّ هذه العبارة تابعة لخبر مسعود بن البرسقي السابق.

سنة اثنين وعشرين وخمس ماية

وفيها تسلّم المختصّ الرحبة (¬1) من حسن بن قراقوش. * * * وفيها استولى [أتابك] (¬2) على الموصل والرحبة (¬3). سنة اثنين (¬4) وعشرين وخمس ماية فيها تُوفّي أتابك طُغتكين (¬5). ومَلَك ولده تاج الملوك (¬6) (بوري) (¬7). وجلس الوزير علي بن المَزْدَقاني (¬8). * * * وفيها سار (¬9) شَرفُ الدولة (¬10) إلى حماه (¬11). * * * وفيها دخل أتابك إلى حلب (¬12). * * * ومَلَك ابن تومَرْت الجبل (¬13). ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 498. (¬2) الإضافة ضرورية للتوضيح. (¬3) الدرّة المضيّة 498، زبدة الحلب 2/ 244 (حوادث سنة 524 هـ). (¬4) الصواب: "سنة اثنتين". (¬5) انظر عن (طغتكين) في: الكامل 9/ 13، 14، وتاريخ الإسلام (وفيات 522 هـ) 74، 75 رقم 18 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته. (¬6) في "أ": "تاج الدولة" وهو غلط. (¬7) من "ب". (¬8) في النسختين: "أبو علي بن المودعاني"، والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 381 (سويم) 43، وذيل تاريخ دمشق 303، والكامل 9/ 17، وغيره، وهو: "أبو علي طاهر بن سعيد المزدقاني". (¬9) في "أ": "تسلم". (¬10) في "أ": "شرف الدين". (¬11) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬12) تاريخ حلب (زعرور) 381 (سويم) 43، التاريخ الباهر 37، 38، الكامل 9/ 11 - 13، تاريخ مختصر الدول 203، كتاب الروضتين 1/ 77 و 78، زبدة الحلب 1/ 241، 242، بغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 252، دول الإسلام 2/ 45، العبر 4/ 50، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 522 هـ) ص 12، عيون التواريخ 12/ 197، الكواكب الدرّية 3 (حوادث سنة 521 هـ)، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 180 ب. (¬13) لم أجد هذا الخبر في المصادر.

سنة ثلاث وعشرين وخمس ماية

وقُتل خواجا بَهْرام (¬1) داعي النزاريّة بوادي التّيْم (¬2). سنة ثلاث وعشرين وخمس ماية قُتل الوزير المزدقانيّ (¬3) بدمشق، وقُتل معه من الإسماعيلية مقدار عشرين ألف نفر (¬4)، سقيم وبريء (¬5). * * * وفيها كان قِران المرّيخ وقلب الأسد. * * * وفيها كسر (¬6) فضل وثابت الإفرنج (¬7). * * * وفيها نزل الإفرنج على دمشق. ووصل سوّار، ورسلان دغمش، وكسروا الفرنج على دمشق (¬8). ¬

_ (¬1) انظر عن (بهرام) في: تاريخ حلب (زعرور) 381 (سويم) 43، وذيل تاريخ دمشق 221، وأخبار مصر 2/ 70، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 186، والكامل 9/ 16، 17، ولبنان من السقوط بيد الصليبيّين حتى التحرير -القسم السياسي- 26، 27 وفيه مصادر أخرى. (¬2) وادي التيم: من أعمال بعلبك، في الجنوب، شرقيّ صيدا. (¬3) في "أ": "المزدغاني"، وفي "ب": "المودعاني". (¬4) عدد القتلى في المصادر: "ستة آلاف شخص". (¬5) خبر المزدقاني في: تاريخ حلب (زعرور) 382 (سويم) 44، وأخبار مصر 2/ 70، وذيل تاريخ دمشق 220، والمنتظم 10/ 13 (17/ 254)، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 130، والأعلاق الخطيرة ج 2 ف 2/ 140، والكامل 9/ 16، 17، ونهاية الأرب 27/ 29، والمختصر في أخبار البشر 3/ 3، وتاريخ السرياني 3/ 212، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 185، 186، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 523 هـ) ص 16، 17 و 19، 20 وعيون التواريخ 12/ 203، ومرآة الجنان 3/ 229، والإعلام والتبيين 25، والحروب الصليبية للمطران وليم الصوري 3/ 126 وفيه: "أمير علي"، والمقفّى الكبير 2/ 517 - 518 رقم 989، واتعاظ الحنفا 3/ 121 والكواكب الدرّية 95، وشذرات الذهب 4/ 66، ولبنان من السقوط بيد الصليبيّين 27. (¬6) في "أ": "كسر وفضل". (¬7) لم أجد هذا الخبر في المصادر، ولم أعرف من هما: فضل وثابت. (¬8) نقل ابن أيبك هذا الخبر في: الدرّة المضيّة 503 ووقع فيه: وفيها وصل سوار وأرسلان دغمش بالتركمان، واتفقوا مع الفرنج على دمشق، والصواب: "واتّقعوا"، ولم يتنبّه محقّق الكتاب الدكتور صلاح الدين المنجّد إلى هذا الخطأ الذي قَلَب الخبر تمامًا، وهو في: ذيل تاريخ دمشق 226، والكامل 9/ 18، وتاريخ حلب (زعرور) 382 (سويم) 44، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 81 أ، ومنتخب الزمان 2/ 296، وتاريخ السرياني 3/ 197، 198، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 187، ونهاية الأرب 27/ 80، 81، ودول الإسلام 2/ 46، والعبر 4/ 53، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 523 هـ) 20، ومرآة الجنان 3/ 229.

سنة أربع وعشرين وخمس ماية

سنة أربع وعشرين وخمس ماية خُطِب للسلطان محمود بأَلَمُوت (¬1) مَقَرّ ملك الإسماعيلية (¬2). * * * وقُتل (بن) (¬3) البيمُنْد صاحب أنطاكية (¬4). * * * (وكان الرصد بظاهر بغداد بالدار السلطانية (¬5)، المُنفِق على الرصد محمود الراصد (¬6)، وهبة الله الأَسْطُرلابيّ (¬7) أحد منجّمي بغداد (والي غير بغداد ما نقل) (¬8). * * * وفيها قبض أتابك زنكي بسِوِنج (¬9) بن تاج الملوك بُوري (¬10). * * * وفيها قبض بصمصام الدين خيرخان (¬11) صاحب حمص وصلْخَد (¬12). * * * ¬

_ (¬1) أَلَموت: أعظم حصون الإسماعيلية، وهو بالقرب من قزوين. (نخبة الدهر 208) وورد في "أ": "اللموت". (¬2) الكامل 9/ 26، المختصر في أخبار البشر 3/ 4، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 524 هـ) ص 25، تاريخ ابن الوردي 2/ 36. (¬3) من "أ". (¬4) في تاريخ حلب، بتحقيق زعرور 382 (وأوقع الأرمن بالبيمند فقتلوه)، وبتحقيق سويم 45 "وأوقع أتراك بيمند فقتلوه". (¬5) الكامل 9/ 25، المختصر في أخبار البشر 3/ 4. (¬6) لم أجده. (¬7) هو بديع الزمان أبو القاسم البغدادي هبة الله بن الحسين بن يوسف الاصطُرلابي. (أخبار العلماء 222) وتاريخ الإسلام: (وفيات سنة 534 هـ) وفيه مصادر ترجمته. (¬8) ما بين القوسين من "أ": والجملة مشوّشة. (¬9) في "ب": "السونج". (¬10) تاريخ حلب (زعرور) 383 (سويم) 45، ذيل مرآة الزمان 228، الكامل 9/ 19، الدرّة المضيّة 507، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 523 هـ) ص 15. (¬11) في "أ": "حرجان"، وفي "ب": "لصمصام الدين حسن خان"، ويحتمل "حسين خان". (¬12) زبدة الحلب 2/ 246، والتصحيح منه، ومن ذيل تاريخ دمشق 228، وهو: خير خان بن قراجا. (الكامل 9/ 73) وورد "قرجان بن قراجة" (الكامل 9/ 19) حوادث سنة 523 هـ. وانظر زبدة الحلب 2/ 248، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 188.

وفيها قبض مكتوم بن حسّان بن مسمار (¬1) الكلْبيّ لسيف الدولة دُبيس (¬2) بن صَدَقة، وقد استضاف به، وسلّمه إلى تاج الملوك بوري فافتدى به عن ولده سِوِنْج (بن) (¬3) أتابك زنكي (¬4). * * * وفيها قُتِل عليّ بن حامد (¬5). * * * وقتل خواجا يوسف الخادم (¬6) بدمشق) (¬7). * * * وفيها تقلّد الوزير محي الدين الوزارة بدمشق (¬8). * * * وفيها قُتل الآمِر (¬9) يوم الثلاثاء رابع عشر ذي القعدة (¬10) في الجزيرة. وكانت خلافته بمصر تسعًا وعشرين (سنة) (¬11). وكان له ولد وقد نصّ عليه بالخلافة، واسمه أبو محمد فدسّ عليه ¬

_ (¬1) في النسختين "سلار"، والتصحيح من: ذيل تاريخ دمشق 230، وزبدة الحلب 2/ 248، وتاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 46. (¬2) في "أ": "تتش". (¬3) من "ب". (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 46، المنتظم 10/ 20 (17/ 263)، الكامل 9/ 28، 29، بغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة) 231، المختصر في أخبار البشر 3/ 5، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 135، دول الإسلام 2/ 47، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 525 هـ) ص 26، البداية والنهاية 12/ 202، عيون التواريخ 12/ 222، زبدة الحلب 2/ 248، 249، تاريخ ابن أبي الهيجاء 188 و 189. (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. وورد ذِكر "علي بن حامد" في حوادث سنة 517 هـ. وقد سار من دمشق رسولًا إلى مصر. (تاريخ حلب - زعرور 373 وسويم 39، وذيل تاريخ دمشق 210). (¬6) الصحيح أنّ يوسف الخادم بقي إلى سنة 533 هـ. أو ما بعدها. (انظر: ذيل تاريخ دمشق 268). (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) هو ثقة المُلْك أبو الذواد مفرّج بن الحسن الصوفي، ويُلقّب محي الدين. (¬9) انظر عن (الآمر) في الكامل 9/ 24، وتاريخ الإسلام (وفيات 524 هـ) ص 22، 23 وفيه حشدنا المصادر الكثيرة لترجمته. (¬10) في الكامل 9/ 24 قُتل في ثاني ذي القعدة، وفي الدرّة المضيّة 504 هـ. (3 ذي القعدة). (¬11) من "ب". وفي الكامل: تسعًا وعشرين سنة وخمسة أشهر. وفي أخبار مصر 72، والدرّة المضيّة 505: ثمان وعشرين سنة وثمانية أشهر و 15 يومًا.

سنة خمس وعشرين وخمس ماية

الحافظ (عبد المجيد) (¬1) رجلًا اسمه ناصر الليثي، (كان) (¬2) ركاب دار الأمير، فأخذه عنده، ولم يظهر له خبر إلى الآن بموتٍ أو بغيره. وجماعة من المصريّين يقولون إنه حيّ، ويعتقدون فيه الإمامة (¬3). * * * وفيها رحل أتابك عن حمص (¬4). * * * وفيها جلس (¬5) الحافظ عبد المجيد بمصر فقتله أبو علي بن الأفضل في خزانة. وخطب للقائم المنتظَر سنة ونصف (¬6). وجرت منه أسباب ما خفيت (¬7) عن الله تعالى. فأقام سنة وثلاثة أشهر. وقتله صبيان الخاصّ الذين كانوا للآمر (¬8). * * * وفيها استوز الحافظ لهراز الملوك (¬9). سنة خمس وعشرين وخمس ماية فيها قبض تاج الملوك على الرئيس محيي الدين وقرابته (¬10)، وخلع على (ولده شمس) (¬11) الملوك (إسماعيل وقلّده الإمارة) (¬12). * * * ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) من "ب". (¬3) راجع: الدولة الفاطمية في مصر، تفسير جديد، للدكتور أيمن فؤاد سيد - طبعة الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1992 - ص 250 وقد حشد عدّة مصادر ومراجع لهذا الخبر. (¬4) ذيل تاريخ دمشق 228، تاريخ ابن أبي الهيجاء 188. (¬5) في "ب": "حبس". (¬6) الصواب: "نصفًا". (¬7) في "ب": "ما خفت عن الله عزّ وجلّ". (¬8) في "أ": "للأمير". والخبر في: الدرّة المضيّة 506، وأخبار مصر 2/ 75 و 76، وأخبار الدول المنقطعة 95. (¬9) هكذا في "ب"، وفي "أ": "بهرار"، وفي تاريخ حلب (زعرور) 383 "أوقعت الحجرية في مصر بأمير هرار نوك الأرمني غلام"، وفي تحقيق سويم 45 "بأمير المؤمنين وهزار الملوك غلام الأرمني". (¬10) حتى هنا في تاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 46. (¬11) من "ب". (¬12) من "ب".

(وفيها قفزت الباطنية على تاج الملوك بوري) (¬1) (¬2). * * * وخرج دُبَيْس (¬3) من الاعتقال. * * * ووزارة (¬4) كريم المُلك (¬5). * * * وفيها تُوفّي السلطان محمود (¬6). * * * وفيها أخرج أتابك (زنكي دُبيس بن صدقة) (¬7) من الحبس (¬8). (وعمل له بَركًا) (¬9)، وساروا طالبين بغداد لحرب المسترشد، فكسرهما (الخليفة) (¬10) المسترشد (¬11) على تلّ عَقْرَقُوف (¬12). * * * (وفيها وُلد الملك الناصر يوسف بن أيوب (¬13) بن شاذي بن مروان في الخامس والعشرين من جمادى الآخر بتِكْريت) (¬14). ¬

_ (¬1) تاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 46. (¬2) ما بين القوسين من "ب". (¬3) في "أ" الرييس، والتصحيح مما سيأتي بعد قليل، وفي "ب" مهملة. (¬4) في "أ": "وورايه". (¬5) وهو أبو الفضل أحمد بن عبد الرزاق المزدقاني ابن عم الوزير أبي علي المزدقاني. (ذيل تاريخ دمشق 229). (¬6) في النسختين: "مسعود". والتصحيح من: ذيل تاريخ دمشق 230، والكامل 9/ 29، 30، والمنتظم 10/ 20، 21 (17/ 264)، والمختصر في أخبار البشر 3/ 5، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 136، والدرّة المضيّة 508. (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) ذيل تاريخ دمشق 231، زبدة الحلب 2/ 249. (¬9) ما بين القوسين من "أ". "والبَرْك": المتاع الخاص من ثياب وأسلحة ونحوها مما يحمله المسافر أثناء سفره. (¬10) من "أ". (¬11) من "ب". (¬12) في النسختين: "تل عرقوب". والتصحيح من: تاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 47، (حوادث سنة 526 هـ)، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 189، وزبدة الحلب 2/ 251 "وهي قرية من نواحي دُجَيل بينها وبين بغداد أربعة فراسخ" (معجم البلدان). (¬13) الصحيح أنه ولد في سنة 532 هـ. (النوادر السلطانية في المحاسن اليوسفية لابن شدّاد 6). (¬14) ما بين القوسين من "أ".

سنة ست وعشرين وخمس ماية

سنة ستّ وعشرين وخمس ماية وفاة عمر السّلّار بن بختيار (¬1). ووفاة تاج الملوك بوري (¬2) من (¬3) الجِراح، لأنّ السكاكين كانت مسمومة. وقام بعده ولده شمس الملوك. * * * وفيها فتح شمس الملوك بانياس (¬4). * * * وفيها وزر يانَس (¬5) للحافظ عبد المجيد. * * * وقُتل من صبيان الخاصّ خمس ماية (نفر) (¬6)، وهرب الباقون إلى الغرب. وأقام تسعة أشهر (¬7)، ثم مات. سنة سبع وعشرين وخمس ماية نزل المسترشد على الموصل ورحل عنها عاشر ذي القعدة (¬8). * * * ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين. ولم أجد ذِكرًا لعمر السلّار، والموجود وفاة السلّار بختيار وهو شِحنة دمشق في سنة 511 هـ. (ذيل تاريخ دمشق 198) وتاريخ حلب (زعرور) 368 (سويم) 33 فيُحتَمَل أن عمر ابنه. (¬2) انظر عن (بوري) في: ذيل تاريخ دمشق 233، 234، وتاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 47، والكامل 9/ 38، ونهاية الأرب 27/ 81، والمختصر في أخبار البشر 3/ 6 وفيه "توري" وهو تحريف، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 143، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 191، وتاريخ ابن سباط - بتحقيقنا - طبعة جرّوس برس، طرابلس 1993 - ج 1/ 52، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 181 ب، ومنتخب الزمان 2/ 297. (¬3) في "أ": "ابن" والتصحيح من "ب". (¬4) ذيل تاريخ دمشق 236، الكامل 9/ 42، 43، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 145، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 141، نهاية الأرب 27/ 83، المختصر في أخبار البشر 3/ 7، الدرّة المضيّة 510، تاريخ ابن أبي الهيجاء 192 (حوادث سنة 527 هـ)، دول الإسلام 2/ 48، العبر 4/ 70، تاريخ الإسلام (حوادث 526 هـ) ص 37، تاريخ ابن الوردي 2/ 38، عيون التواريخ 12/ 253، الكواكب الدرّية 99، النجوم الزاهرة 5/ 250، تاريخ ابن سباط 1/ 52، 53، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 181 ب. (¬5) هو أبو الفتح يانس الحافظي. (الكامل 9/ 33، الدرّة المضيّة 506 و 511، وأخبار مصر 2/ 75، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 181 ب). (¬6) من "أ". (¬7) في أخبار مصر 76 "تسعة أشهر وأيام". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 386 (سويم) 48 (حوادث سنة 528 هـ)، المنتظم 10/ 30) (17/ =

سنة ثمان وعشرين وخمس ماية

وفيها قُبِض مُرَّة (¬1) بن ربيعة. * * * وفيها تُوفّي كريم المُلك (¬2). * * * وفيها كسر أتابك زنكي لأولاد أُرتُق داود وتَمِرْتاش، وأسر من رجالهم جمعًا كثيرًا (¬3)، وباع كلَّ واحدٍ منهم بكلب (¬4). * * * وفيها وصل [إلى الأمير البُرسُقي صاحب الموصل] (¬5) رسول المنتظر (¬6) [من] (¬7) متولّي (¬8) مصر بالخِلَع. سنة ثمان وعشرين وخمس ماية مات محمد بن تُومَرْت، وظهر عبد المؤمن (¬9). * * * وفيها مات أبو علي الحسن شيخ ابن عُصْرُون (¬10). ¬

_ = 276)، التاريخ الباهر 47، 48، الكامل 9/ 45، 46، تاريخ مختصر الدول 203، 204، الدرّة المضيّة 510، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 527 هـ) 36، 37، تاريخ ابن الوردي 2/ 38، تاريخ ابن سباط 1/ 53، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 182 ب. (¬1) في "أ": "نزار"، وفي "ب": "مصر"، والتصحيح من المصادر: تاريخ حلب (زعرور) 385 (سويم) 58 وفيه: "وقبض صاحب دمشق على مري وأسامة، فخلّص أسامة بمال، وهلك مريء"، وتاريخ ابن الهيجاء 189 (سنة 525 هـ) و 191 (سنة 526 هـ). (¬2) هو كريم الملك المزدقاني. له ذِكر في: تاريخ حلب (زعرور) 384 (سويم) 47 (حوادث سنة 526 هـ)، وذيل تاريخ دمشق 240، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 527 هـ) 158 رقم 106 وفيه اسمه: أبو الحسن أحمد بن عبد الرزاق وزير الملك شمس الملوك صاحب دمشق. (¬3) في "أ": "كبير". (¬4) الدرّة المضيّة 512. (¬5) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتوضيح. (¬6) في ذيل تاريخ دمشق: "المنتضى أبو الفوارس وثاب بن مسافر الغَنَوي" ص 239 و 240، وفي أخبار مصر لابن ميسر 2/ 70 (حوادث سنة 520 هـ): "المقتضى". (¬7) في "ب": "إلى"، وهو خطأ، والصحيح ما أثبتناه. (¬8) في النسختين: "رسول"، والصحيح ما أثبتناه. (¬9) الدرّة المضيّة 513، وهو "عبد المؤمن بن علي" أمير الموحّدين. وانظر عن (ابن تومرت) وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت الملقّب بالمهدي المصمودي الهَرْغي المغربي، في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 524 هـ) 106 - 121 رقم 62 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) الدرّة المضيّة 514، وهو الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي، الفقيه الشافعي، المتوفّى سنة =

(وفيها قفز إيلبا (¬1) أحد المماليك على شمس الملوك) (¬2). * * * وفيها قبض شمس الملوك على أخيه سِوِنْج وحبسه بين حَيطين (¬3) حتى أكل لحم كتفه ومات (¬4). وخنق لمُرّي (¬5) بن ربيعة ولولده في دار رضوان بقلعة دمشق (¬6). * * * وفيها تسلّم أتابك زنكي البارعيّة (¬7) من فرح عار (¬8). * * * وفيها سألت الأجناد الحافظ أن يجعل ولده الأمير (¬9) حسن بينه وبينهم واسطة، وأخرجوا حسن من القصر الغربيّ بغير (¬10) اختيار الحافظ، وألزموه بأن يولّيه، فقال لهم: رضيتموه؟ قالوا: نعم. وكانوا في قوّة. فبقي تسعة أشهر. ثم سلّط السودان عليهم. وكان لهم مقدّم عبد يُعرف (بغلام) (¬11) الأجنادي (¬12)، فقتل عالمًا كثيرًا من الجند، وبدّع فيهم، وأخرجهم من دُورهم، وحشرهم في البرقيّة (¬13) أيامًا. واستولى السودان على القاهرة، فخرج بعض الأجناد إلى المحلّة مستصرخًا ¬

_ = 528. (المنتظم 17/ 285، وفيات الأعيان 2/ 77، سير أعلام النبلاء 19/ 608، الوافي بالوفيات 11/ 370. (¬1) هكذا في "ب" وذيل تاريخ دمشق 241. أمّا في: تاريخ الإسلام (حوادث سنة 528 هـ): "إيليا الطغتكيني" بياءين. (ص 42). (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) هكذا في النسختين. (¬4) معلومة الحائطين ليست في المصادر، انظر: تاريخ حلب (زعرور) 386 (سويم) 48، وذيل تاريخ دمشق 253، والكامل 9/ 36، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 527 هـ)، 36، والبداية والنهاية 12/ 204، والكواكب الدرّية 98، وتاريخ ابن سباط 1/ 54. (¬5) في "أ": "لمرا". (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 386 (سويم) 48، تاريخ ابن أبي الهيجاء 191. (¬7) زبدة الحلب 2/ 254، والمرجّح أنها "بعرين" إذ يُقال لها: "البارعة". انظر: الاعتبار 156. (¬8) في "ب": "عاد"، ولم أجد توضيحًا للكلمتين الأخيرتين. (¬9) في "أ": "الأمر". (¬10) في "ب": "بعد". (¬11) من "ب". (¬12) في "أ": "الاحباري"، وفي "ب": "الاحبارى". (¬13) البرقيّة: أحد أبواب القاهرة، وسيأتي قريبًا.

سنة تسع وعشرين وخمس ماية

بالوالي، وكان رجلًا (جيّدًا) (¬1) سليم الجانب، إلّا أنه كان أرمنيًّا باقيًا على دينه يُسمّى تاج الدولة بَهْرام، فانضوى إليه بعض العساكر وأجناد الريف بنو خُرْج (¬2). ووصل إلى القاهرة، وأحرق باب القنطرة، وباب الخوخة، وباب سعادة، وباب زُويلة البرّاني والجوّاني، وباب البرقيّة. وركب السيف على السودان، فقتل منهم خلقًا كثيرًا (¬3). وأمّا الأمير حسن فأنفق الذَّهَب (¬4)، وكان يعطي الأسود فيخرج ويقتل ويؤخذ ما معه. وقالت الأجناد للحافظ: سَلِّمْ إلينا ولدك حسن. فتمنَّع عليهم، وعظُم عليه أن يُسَلّم إليهم ولده، فسقاه سُمًّا وقتله. ودخل الأجناد إليه خفْية فجسّوه بالمِسَلّ (¬5). * * * ووزّر بَهْرام (¬6). سنة تسع وعشرين وخمس ماية قتلت خاتون (المسمّاة ياقوت) (¬7) لولدها شمس الملوك قدّامها، وجعل يقول (¬8) لها: زنهار، زنهار، وهي واقفة عليه (¬9) حتى قضى، فجعلته في بساط، وقالت للجُنْد: ادخلوا أَبصِروا سلطانكم، وأجلست أخًا له صغيرًا يُعرف (¬10) بشهاب الدين (¬11). وأنفذت إلى الحاجب يوسف بن فيروز، فأحضرته وسلّمت إليه دمشق، ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) في "أ": "حرج". (¬3) في "ب": "خلقًا عظيمًا". (¬4) في "ب": "فاقلب الدمب". (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 386 (سويم) 49 باختصار، وأخبار الدول المنقطعة 96، 97، وأخبار مصر 2/ 77 و 78، وذيل تاريخ دمشق 242، والدرّة المضيّة 514. 515، ونزهة المقلتين لابن الطوير 37 - 41، ونهاية الأرب 29/ 299، 300، والوافي بالوفيات 12/ 94، وتاريخ ابن الفرات 2/ 43، 44 و 78، والمواعظ والاعتبار 2/ 17، 18، واتعاظ الحنفا 3/ 149 - 155، والمقفّى الكبير 3/ 416 - 418، والنجوم الزاهرة 5/ 241، 242، والدولة الفاطمية في مصر 257، 258 وفيه مصادر أخرى. (¬6) هو بَهرام الأرمني. أخبار مصر 2/ 78، أخبار الدول المنقطعة 97 و 98، الدرّة المضيّة 507 و 512. (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) في "ب": "يصيح". (¬9) في "أ": "عليها" وهو سَهْو. (¬10) في "ب": "يقال له". (¬11) هو: شهاب الدين محمود، كما في المصادر.

سنة ثلاثين وخمس ماية

فبقي مدّة يسيرة، واعترضه بُزْواش (¬1) في الميدان، فقتله بخنجر (¬2) كان في وسطه، وتفرّقت الأجناد، فقومٌ مضوا (مع) (¬3) بزواش (¬4)، وقوم مضوا إلى منازلهم (¬5). وكان أمين الدولة صاحب بُصْرَى حاضرًا قتْلَتَه، وكان بطينًا جدًا، فخاف وتمّ هاربًا على فرسه ينادي بين وشاقين راكبين، حتى وصل إلى بُصرَى (¬6). * * * وفيها نزل أتابك على دمشق وتقرّر الصُلح (¬7). سنة ثلاثين وخمس ماية تُوفّي شهاب الدين صاحب قلعة جعبر (¬8). ومَلَك (بعده) (¬9) ولده شرف الدولة. * * * وفيها تسلّم أتابك زنكي الرَّقَّة من زعيم الدولة شبيب (¬10). * * * وفيها ظهر حسام الدين تمرتاش بن إيلغازي إلى دمشق في خدمة أتابك (¬11). * * * وفيها قُتل الرئيس محيي الدين ابن الصوفيّ (¬12). ¬

_ (¬1) في "أ": "برواس"، وفي "ب": "براوش"، والمُثْبَت من المصادر، ويقال: "بزواج". (¬2) في "ب": "يحيار". (¬3) من "ب". (¬4) في "أ": "نرواس"، وفي "ب": كتبت "برواش" فوق السطر. (¬5) ذيل تاريخ دمشق 254. (¬6) ذيل تاريخ دمشق 245، 246، الدرّة المضيّة 519. (¬7) ذيل تاريخ دمشق 247، 248، زبدة الحلب 2/ 257، المختصر في أخبار البشر 3/ 9، نهاية الأرب 27/ 130، الكامل 9/ 59، 60، الدرّة المضيّة 519، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 529 هـ) 53، تاريخ ابن الوردي 2/ 39، عيون التواريخ 12/ 195، 196، الكواكب الدرية 103، تاريخ ابن سباط 1/ 57. (¬8) الدرّة المضيّة 522، وجعبر تُسمَّى "دوسر" وفي تاريخ حلب (زعرور) 287 (وسويم) 50 "قُتل فارس الإسلام والعراق بقلعة دوسر". (¬9) الدرّة المضيّة 522. (¬10) ينفرد المؤلف بهذا الخبر، ولم أجد ترجمة لزعيم الدولة شبيب. (¬11) زبدة الحلب 2/ 253. (¬12) تاريخ حلب (زعرور) 387 (سويم) 50 (حوادث سنة 529 هـ) زبدة الحلب 2/ 255 - 261، تاريخ ابن أبي الهيجاء 197.

وفيها وقعة المسترشد والسلطان مسعود. وقُتل المسترشد (¬1). وكانت خلافته سبعة عشر (¬2) سنة وثمانية أشهر. * * * وخُطِب للراشد [وخُطِب] (¬3) للمسعود بالحضرة (¬4). * * * ووصل الراشد إلى الموصل مخلوعًا (¬5). وكانت خلافته سنة واحدة. * * * وفيها استولى تاج الدولة بَهْرام على ديار مصر، وعزّت طائفة الأرمن. وطمع أقاربه، وأرادوا أن يغيّروا المِلَّة، فخرج رضوان بن ولخشي (¬6) (من المحلّة) (¬7)، وحشد (¬8) لَوَاتَه (¬9) وبني خُرج (¬10) المُقْطَعين بالريف، وهم خلق عظيم، وعمل المصاحف على الرماح، ووصل (إلى القاهرة، وخرج) (¬11) بَهْرام في عشرة آلاف فارس وراجل، وطلب الصعيد، ثم أتى أسوان (¬12). * * * ووَزَرَ رضوان بن ولخشي (¬13). * * * وقُتل السّبُع الأحمر (¬14). ¬

_ (¬1) الكامل 9/ 64، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 529 هـ) ص 51 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، وتاريخ السرياني 3/ 213. (¬2) الصواب: "سبع عشرة". (¬3) من "ب". (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 388 (سويم) 50، ذيل تاريخ دمشق 250. (¬5) الكامل 9/ 76، تاريخ حلب (زعرور) 387 (سويم) 50، الدرّة المضيّة 522، 523. (¬6) في "أ": "ولحشى"، وفي "ب": "ويحشي". (¬7) من "أ". (¬8) في "ب": "وحسر". (¬9) لَوَاتَة: قبيلة مغربية من البربر. (¬10) مهملة في "ب". (¬11) من "ب". (¬12) قارن بأخبار الدول المنقطعة 97 و 98. (¬13) أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 79، أخبار الدول المنقطعة 97 و 99، الدرّة المضيّة 507. (¬14) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر.

سنة إحدى وثلاثين وخمس ماية

سنة إحدى وثلاثين وخمس ماية استولى بنو الصوفيّ على رياسة دمشق (¬1). * * * وفيها تقلّد السّلّار زين الدين وأخوه عماد الدين شِحْنَكيّة (¬2) دمشق (¬3). * * * وفيها نزل ملك الروم على أنطاكية (¬4). سنة اثنين (¬5) وثلاثين وخمس ماية قُتِل الراشد (¬6). (وولي بعده المقتفي) (¬7). * * * ومات شمس الدولة محمد بن خاروف (¬8). * * * وفيها رحل (¬9) أتابك زنكي عن دمشق. * * * وفيها كسر شهاب الدين (¬10) الفرنج. * * * ¬

_ (¬1) الدرّة المضيّة 525. (¬2) الشِحْنكية: طائفة الحرس أو العَسَس، أصلها: الشِحنة، وهو لفظ تركي - فارسي معناه: رئيس الشرطة. (¬3) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 388 (سويم) 50، ذيل تاريخ دمشق 257، الدرّة المضيّة 525. (¬5) الصواب: "اثنتين". (¬6) انظر عن (الراشد) في: تاريخ الإسلام (وفيات 532 هـ) ص 300 - 304 رقم 119 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) هكذا في "أ"، وفي "ب": "حاروق"، ولم أجده في المصادر. (¬9) في "أ": "دخل"، ومثله في الدرّة المضيّة 527، وانظر: تاريخ حلب (زعرور) 389 (سويم) 51، وذيل تاريخ دمشق 263 وفيه: "وفيها عاد عماد الدين أتابك عن دمشق إلى حماة في شهر ربيع الآخر ... "، والدرّة المضيّة 527 وفيه: "وفيها دخل أتابك زنكي دمشق واستقرّ ملكه بها". وهذا غير صحيح. (¬10) هكذا في النسختين. والذي في الدرّة المضيّة 527 أن الأتابك "عماد الدين" أزبك هو الذي كسر الفرنج.

سنة ثلاث وثلاثين وخمس ماية

وفيها قُتل بُزْواش (¬1). * * * وفيها تسلّم أتابك حمص (¬2). * * * وفيها سارت (ياقوت) (¬3) خاتون عن دمشق مع (أتابك) (¬4) لما تزوّج بها (¬5). سنة ثلاث وثلاثين وخمس ماية زُلزِلت حلب والأثارب (¬6). * * * وخرج ملك الروم إلى الشام وفتح بُزاعة (¬7) وسبا (¬8) أهلها، وأسر منهم مقدار عشرة آلاف نفس. ثم رحل فجعلهم في خندق الأثارب (¬9) يُخرجوهم (¬10) كل يوم يرعون في الباقِلّاء (¬11) الأخضر (¬12). ورحل ملك الروم طالبًا شَيزر (¬13) ونزل عليها، فخرج سيف الدين (¬14) سوار بن ¬

_ (¬1) انظر عن (بُزواش) في: تاريخ الإسلام (وفيات 532 هـ) من 275 رقم 74 وفيه مصادر ترجمته. ووقع في النسخة "أ": "قتل ابن أوش"، وفي "ب": "مراوس". (¬2) تاريخ حلب (زعرور) 394 (سويم) 51، زبدة الحلب 2/ 264. (¬3) من "ب". (¬4) من "ب". (¬5) تاريخ حلب (زعرور) 394 (سويم) 51، ذيل تاريخ دمشق 266، 267، زبدة الحلب 2/ 269، مفرّج الكروب لابن واصل 1/ 77، تاريخ ابن أبي الهيجاء 198. (¬6) تاريخ حلب (زعرور) 394 (سويم) 54، ذيل تاريخ دمشق 268، زبدة الحلب 270، 271، الدرّة المضيّة 329، المختصر في أخبار البشر 3/ 15، كنوز الذهب 1/ 145 وقد وقع في النسخة "ب": "الايارب". (¬7) بُزاعة = بزاعا: قال ياقوت الحموي: "سمعت من أهل حلب من يقوله بالضمّ والكسر ... وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بُطنان بين منبج وحلب، بينها وبين كل واحدة منها مرحلة". (معجم البلدان 1/ 603). (¬8) الصواب: "سبى". (¬9) في "ب": "الايارب". (¬10) الصواب: "يخرجونهم". (¬11) في "أ": "الباقلى". (¬12) تاريخ حلب (زعرور) 393 (سويم) 52، ذيل تاريخ دمشق 265 و 276، وزبدة الحلب 2/ 264 - 266، الدرّة المضيّة 528، 529. (¬13) المصادر نفسها، الاعتبار 113 (سنة 532 هـ). (¬14) في "أ": "سيف الدولة"، والتصحيح من "ب"، والمصادر.

ألدكز (¬1) في خيل من عسكر حلب، فخلّص الأسرى جميعهم، ما خلا ابنه (¬2) الأحيس (¬3). * * * وفيها غرّق المدّ حماه من الجانب الأسفل (¬4). * * * وفيها خرج ضياء الدين جقوي (¬5) من دمشق. * * * وفيها قُتل شهاب الدين (¬6) صاحب دمشق. وجلس الأمير بَهرام شاه بعد أخيه شهاب الدين. * * * وفيها وصل جمال (¬7) الدين صاحب بَعْلَبَك وتسلّم دمشق (¬8) * * * وفيها أخرج بَهرام شاه أخاه من دمشق، وهجّ في البرّية (¬9). * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "المدكر"، وفي "ب": "سوارين الدُكر"، والمثبت من: الدرّة المضيّة 529، وفي زبدة الحلب: "سيف الدين سوار ابن أيتكين". (¬2) في "أ": "بيت". (¬3) في "أ": "الاخنيس". وهذه المعلومة ينفرد بها المؤلّف. (¬4) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬5) هكذا في "أ". وفي "ب": "جودى"، ولم أتبيّن الصحيح لعدم وجود هذا الخبر في المصادر. (¬6) هو محمود بن تاج الملوك. انظر عنه في: تاريخ حلب (زعرور) 394 (سويم) 43، وذيل تاريخ دمشق 268، وزبدة الحلب 2/ 272، ومنتخب الزمان 2/ 297، والدرّة المضيّة 529، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 199، وتاريخ الإسلام (وفيات 533 هـ) 338 رقم 174 وفيه مصادر أخرى. (¬7) في "ب": "كمال الدين". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 394 (سويم) 54، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 1196، تاريخ ابن أبي الهيجاء 199، الدرّة المضيّة 529 و 530، ذيل تاريخ دمشق 269، تاريخ دمشق لابن عساكر - طبعة دار المعرفة 32/ 164، الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 46، الكامل 9/ 101، المختصر في أخبار البشر 3/ 14، نهاية الأرب 27/ 137، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 533 هـ) 690، مرآة الجنان 3/ 261، عيون التواريخ 12/ 343، البداية والنهاية 12/ 215، الكواكب الدرّية 109، مآثر الإنافة 2/ 40، تاريخ ابن سباط 1/ 69، لبنان من السقوط بيد الصليبيين 50. (¬9) تاريخ حلب (زعرور) 394 (سويم) 54 وفيه: "انهزم بهرام شاه .. إلى حلب وشرّق إلى خدمة أتابك"، وزبدة الحلب 2/ 272.

وفيها دخلت خاتون بيت عضد (¬1) الدولة إلى دمشق. * * * وفيها تقلّد أبو الكَرَم (¬2) البَعْلبَكي الوزارة بدمشق (¬3). * * * وفيها نزل أتابك على بعْلَبَك وأمّن أهل القلعة وحلف لهم، ثم غدر بهم، فقتل الجميع وكانوا ثلاثماية وخمسين نفرًا (¬4). * * * وفيها تسلّم أتابك (¬5) زنكي بُزَاعة (¬6) من الفرنج (¬7). * * * (وفيها تسلّم جناح الدولة حسين قلعة نادر) (¬8) (¬9). * * * وفيها طلب رضوان بن ولخشي (¬10) من الحافظ خليفة مصر جانبًا من القصر يسكن فيه، وجرت (أمور) (¬11) وأسباب. وثار عليه الأجناد، وخرج هاربًا إلى الشام. ونُهبت دُورُه، ووصل إلى أتابك زنكي، فرسل (¬12) معه ألفَي فارس. وحشد عربان ¬

_ (¬1) في "ب": "بيت عصر الدوله". ولم أجد هذا الخبر في المصادر للتأكد إن كان الصحيح هو: بيت عضد الدولة، أو عضب الدولة، أو بنت عضد الدولة أو عضب الدولة. (¬2) في "ب": "أبو الكرايم". (¬3) انفرد المؤلّف بهذا الخبر والذي قبله. وهو "أبو الكرام" في: ذيل تاريخ دمشق، ونظام الدين أبو الكرم محسن، في: المنتقى من أخبار مصر 136، واتعاظ الحنفا 3/ 179. (¬4) تاريخ حلب (زعرور) 394 و 395 (سويم) 54، ذيل تاريخ دمشق 269، 270، زبدة الحلب 2/ 272، 273، تاريخ ابن أبي الهيجاء 199، الكامل 9/ 101، 102، التاريخ الباهر 59، كتاب الروضتين 86، مفرّج الكروب 1/ 86، الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 46، 47، تاريخ مختصر الدول 206، نهاية الأرب 27/ 137، المختصر في أخبار البشر 3/ 14، 15، الدرّة المضيّة 529، تاريخ الإسلام (حوادث 533 هـ) ص 210، 211، تاريخ ابن الوردي 2/ 43، الكواكب الدرّية 109، عيون التواريخ 12/ 343، تاريخ ابن سباط 1/ 70. (¬5) في "أ": "الملك". (¬6) في "أ": "براعه"، وفي "ب": مهملة. (¬7) زبدة الحلب 2/ 269. (¬8) مهملة في "ب". (¬9) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬10) في "أ": "الوحشي"، وفي "ب": "وبحشي". (¬11) من "ب". (¬12) في "أ": "فاسلم".

سنة أربع وثلاثين وخمس ماية

الحوف (¬1) درما وجذام وزريق (¬2). ونزل على رأس الطابية، فكسر العسكر وقتل خلقاً عظيماً، ولم يدخل إلى القاهرة، فأقام على الرصد ثمانية أيام، ثم تفلّل العسكر منه، فعاد صُحبة العرب وكتب إلى الحافظ يطلب منه أماناً، فأمّنه. فلما حصل في/ 205/ القصر مسكه وجعله في حُجرة مكروماً موكَّلاً عليه (¬3). * * * وفيها تسلّم (¬4) أتابك حرّان من علي كر (¬5). * * * سنة أربع وثلاثين وخمس ماية كانت كسرة الزيتون (¬6)، وقتل (¬7) أتابك من أهل دمشق عشرين ألفاً (¬8) على تلّ الثعالب (¬9). * * * (وفيها وفاة جمال الدين، وجلوس مُجير الدين (¬10). * * * وفيها أغار أتابك زنكي على دمشق (¬11). ¬

_ (¬1) الحَوف: بمصر، وهما حَوفان، الشرقي والغربي، وهما متّصلان، الأول الشرقي من جهة الشام، والثاني الغربي قرب دمياط، ويشتملان على بلدان وقرى كثيرة. (معجم البلدان 2/ 322). درما وزُرَيق: بطنان أبناء عوف بن ثعلبة، ويقال: بل أبناء ثعلبة من طيء. (مسالك الأبصار، قبائل العرب - ص 176). (¬2) في "أ": عربان الحوف حرر ما وجذام ورريق. (¬3) ذيل تاريخ دمشق 270، أخبار مصر 2/ 83. (¬4) في "أ": "تكلّم" وهو سهو. (¬5) هكذا في النسختين. وفي زبدة الحلب 2/ 271 "من سوتكين". وفي مفرّج الكروب 1/ 84 "من قبل سودكين الكرجي". (¬6) ينفرد المؤلّف بهذه التسمية، وينقلها عنه ابن أيبك. (¬7) في "أ": "وقبل". (¬8) في " أ": "عشرين ألف". (¬9) ذيل تاريخ دمشق 270 - 272، التاريخ الباهر 58، 59، الكامل 9/ 105 - 107، زبدة الحلب 2/ 273، كتاب الروضتين 84 - 86، نهاية الأرب 27/ 588، المختصر في أخبار البشر 3/ 15، الدرّة المضيّة 530، العبر 4/ 93، تاريخ الإسلام (حوادث 534 هـ). ص 213، تاريخ ابن الوردي 2/ 43، مرآة الجنان 3/ 261، دول الإسلام 2/ 54، عيون التواريخ 12/ 354، الكواكب الدرّية 110، 111، تاريخ ابن سباط 1/ 71. (¬10) ذيل تاريخ دمشق 271، زبدة الحلب 2/ 273، مفرّج الكروب 1/ 87، تاريخ ابن أبي الهيجاء 200. (¬11) زبدة الحلب 2/ 273، تاريخ ابن أبي الهيجاء 200 و 201.

سنة خمس وثلاثين وخمس ماية

وفيها تسلّمت الفرنج بانياس) (¬1) (¬2). * * * وفيها استجار الزيدي (¬3) بدار السلطان من خوف أبي عبد اللَّه المقتفي (¬4). (وكان قد أخرجه من وراء حائط وزوّجه إحدى بناته وغدر به، وخطبه (¬5) بعد ذلك وهو في حالة الموت، فاستشهد ببيت من الشعر، وهو: أتت وحياض الموت بيني وبينها ... وجادَتْ بوصلٍ حيث لم ينفع الوصْلُ (¬6) * * * ومات شرف الدين أبو العلاء قاضي الممالك) (¬7) (¬8). * * * وفيها تسلّم أتابك بَعْرين (¬9). سنة خمس وثلاثين وخمس ماية مات قراسُنقُر (¬10) صاحب أذَربَيْجان. ومات ابن أفلح (¬11) الشاعر. ¬

_ (¬1) ذيل تاريخ دمشق 272، 273، تاريخ ابن أبي الهيجاء 200. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) لعلّه "الزينبي" (ذيل تاريخ دمشق 273). (¬4) العبارة غامضة ومشوّشة، ولعلّ المراد: "الزينبي" بدل: "الزيدي"، وراجع: ذيل تاريخ دمشق 273. (¬5) هكذا في الأصل. ويُحتمل: "وقبضه". (¬6) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) هو بهاء الدين علي بن القاسم الشهرزوري. توفي سنة 532 هـ. (ذيل تاريخ دمشق)، وانظر: الباهر 57، والروضتين ج 1 ق 1/ 84. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) التاريخ الباهر 109، كتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 87. (¬10) انظر عن (قراسنقر) في: زبدة التواريخ 212 - 218، وتاريخ دولة آل سلجوق 173 - 176، والكامل 9/ 112، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 535 هـ) ص 388 رقم 253 وفيه مصادر أخرى. (¬11) هو أبو القاسم علي بن أفلح البغدادي الكاتب الشاعر، توفي سنة 533 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 533 هـ) 326، 327 رقم 156 وفيه مصادر ترجمته، يضاف إليها: تاريخ حلب (زعرور) 395) (سويم) 54 (وفيات 534 هـ)، والكامل 9/ 114 (وفيات 535 هـ) وتاريخ ابن أبي الهيجاء 200 (وفيات 533 هـ).

سنة ست وثلاثين وخمس ماية

(وقاضي البيمارستان (¬1) فيلسوف عصره) (¬2). وفيها نزل أتابك بمرج الزَّبَدَاني ورحل إلى البقاع (¬3). * * * وفيها خُطِب بجامع دمشق لأتابك (¬4). * * * وفيها دخل ربيع الإسلام/ 206/ أمين (¬5) الدولة إلى دمشق (¬6). * * * وفيها تسلّم أتابك من ركن الدولة (¬7). * * * (وفيها كانت زلزلة بشيزر وأخربت القلعة (¬8)، وكان صاحبها محمد بن منقذ حاضراً وأبوه وبنو عمّه وأولاده، فماتوا بجميعهم تحت الردم ما خلا خاتون زوجة الأمير) (¬9). * * * وفيها تسلّم أتابك المُوَزَّر (¬10). سنة ست وثلاثين وخمس ماية وصل عزّ الدين ابن أخي (¬11) معين الدين إلى دمشق (¬12) * * * ¬

_ (¬1) هو أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الخزرجي السلمي الأنصاري البغدادي. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 535 هـ). ص 390 - 394 رقم 257 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) الدرّة المضيّة 535. (¬4) الدرّة المضيّة 535. (¬5) في "ب": "أمير". (¬6) هكذا ورد هذا الخبر ولم أجده في المصادر. (¬7) هذا الخبر من "أ". وسيعاد بعد قليل. (¬8) حتى هنا في الدرّة المضية 535، والصحيح أن الزلزلة كانت في سنة 552 هـ. انظر: الكامل 9/ 239، 240، والمنازل والديار لأسامة بن منقذ 1/ 52. 53 و 148، 149 و 205 و 283، 284 و 2/ 113، 118، 119، ومعجم الأدباء 5/ 220، وذيل تاريخ دمشق 344. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) زبدة الحلب 2/ 277، الذرة المضيّة 535 "والموزّر" بالضمّ وتشديد الزاي وراء كأنّه مفعّل: كورة بالجزيرة منها نصيبين الروم (معجم البلدان 4/ 679). (¬11) في "أ": "عز الدين أخو معين الدين". (¬12) لم أجد هذا الخبر في المصادر.

وفيها دخل ظهير الدين (إلى) (¬1) دمشق (¬2). * * * وفيها تُوفّي سَنِيّ الدولة الكاتب (ابن) (¬3) الخيّاط (¬4) * * * (وفيها مات يلدي (¬5) بن إبراهيم صاحب آمِد (¬6). * * * وفيها رَأَسَ بالوزارة المؤيّد بن نيسان بآمِد (¬7). * * * ومات محمد بن يبرى (¬8) شمس الملوك) (¬9). * * * ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) لم أجد هذا الخبر في المصادر المتوفّرة ولا الملقّب بظهير الدين في هذه السنة وما حولها. (¬3) من "ب". (¬4) المرجّح لديّ أنه: يحيى بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي، الدمشقي، الملقّب بسنيّ الدولة أبي الكتائب، هاجر مع أخيه أبي عبد الله أحمد الشاعر المعروف بابن الخياط إلى طرابلس في حدود سنة 476 هـ. فوُلد ليحيى: "الحسن" الملقب بأبى الكتائب، وعُرف بابن سنيّ الدولة الطرابلسيّ. فنشأ بطرابلس، وتردّد على "دار العلم" بها، وصار أديباً، وانتقل إلى دمشق قبل سقوط طرابلس بيد الفرنج فكتب لبعض أمرائها. قال العماد الأصفهاني إنه لقي "الحسن بن يحيى" فاستنشده من شعر أبيه، فذكر له أن يده في النظم قصيرة ودُرر فضائله عنده كثيرة، وكتب له من نثر والده، وأورد فصلاً في جواب مهزوم. انظر: الوافي بالوفيات 8/ 70 و 12/ 305 رقم 277، والمنهل الصافي لابن تغري بردي 2/ 258 في ترجمة ابن سِنِيّ الدولة رقم 336، ولبنان من السيادة الفاطمية، القسم الحضاري - تأليفنا - ص 253، وديوان ابن الخيّاط بتحقيق خليل مردم بك، طبعة المجمع العلمي العربي بدمشق 1958 - ص 14) (المقدّمة). (¬5) في "ب": مهملة. (¬6) في تاريخ حلب (زعرور) 396 (سويم) 55، 56 وفيه: "ومات سعد الدولة صاحب آمِد وجلس موضعه ولده محمد"، والكامل 9/ 121 وفيه: "وفيها خُطِب لزنكي أيضاً بمدينة آمِد، وصار صاحبها في طاعته، وكان قبل ذلك موافقاً لداود على قتال زنكي، فلما رأى قوّة زنكي صار معه"، وهو في الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 512: سعد الدولة إيَلَلْدي"، وفي معجم الأنساب والأسرات الحاكمة لزامباور 2/ 221 " سعد الدولة أبو منصور إيلالدي". (¬7) لم أجد هذا الخبر في المصادر. وذكر " ابن شدّاد" في الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 512: " وفي سنة إحدى وخمسين وخمس مائة توفي مؤيّد الدين أبو علي بن نيسان بآمِد في غرة شعبان منها". وقال الفارقي في تاريخه: وفي منتصف جمادى الأولى من هذه السنة مات الأمير سعد الدولة إيكلدي بن إبراهيم صاحب آمد، وكان مؤيد الدين ابن نيسان متْولّي آمد فرتّب ولده شمس الملوك محمود في الإمارة. (ذيل تاريخ دمشق 275 بالمتن الحاشية). (¬8) مهملة في الأصل. (¬9) ما بين القوسين من"ب"، والخبر لم أجده في المصادر. ولعلّه مرتبط بالذي قبله.

سنة سبع وثلاثين وخمس ماية

وفيها كان شرقي (الدّور) (¬1) بالفرات مطر ورعد ورمل، ونزل مع المطر حيّات وعقارب وضفادع (¬2). وفيها مات شرف الإسلام عبد الوهاب بن الحنبليّ (¬3). * * * (وفيها وُلد الملك العادل أبو بكر بن أيوب) (¬4) (¬5). سنة سبع وثلاثين وخمس ماية وفاة ملك الروم بأَذَنَة، قتله خنزير في الصيد، وكان معه ولده (كرمريل) (¬6) فهام (¬7) على وجهه من أَذَنَة مع جماعة يسيرة إلى القسطنطينية (¬8). * * * (ومات سيف الدولة أكسوك (¬9) بدمشق) (¬10). * * * وفيها كبس سيف الدولة (¬11) سوار الفرنج (بكبْسة فأطلع جسر الحديد) (¬12) وأخذ كُنْد اصطبل (¬13). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬3) هو أبو القاسم عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري الشيرازي ثم الدمشقي، الفقيه الحنبلي الواعظ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 536 هـ). 417، 418 رقم 287 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) كانت ولادة الملك العادل في بعلبك. (تاريخ ابن أبي الهيجاء 210). (¬5) ما بين القوسين لم يرِد في "ب". (¬6) من "ب". (¬7) في "ب": "فمضى". (¬8) تاريخ حلب (زعرور) 397 (سويم 56، ذيل تاريخ دمشق 277، تاريخ السرياني 3/ 227 وفيه: "وفي نيسان من تلك السنة خرج أيواني ملك اليونان إلى قيليقية، وفيما كان يصطاد كعادته، أخذ سهماً مسموماً ليرمي به خنزيراً برّيًّا، لكنّ السهم أصاب يده فنفذ فيها السُّم وانتشر في جسمه ومات ". (¬9) هو الأمير سيف الدولة أكسوك بن خطلخ البالسي. (الأعلاق الخطيرة 101، الدارس 2/ 312). (¬10) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬11) في "ب": "كسر سيف الدين". (¬12) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬13) في تاريخ حلب (زعرور) 397 (سويم) 36 " .. فظهر ملك أنطاكية إلى وادي بُزاعة، فنهض إليه الأمير سوار فردّهم إلى بلد الشمال"، وانظر: زبدة الحلب 2/ 226.

سنة ثمان وثلاثين وخمس ماية

سنة ثمان وثلاثين وخمس ماية / 207/ فيها ولي الصالح طلائع بن رُزّيك بُحيرة إسكندرية، فخرج عليه لَوَاتَه، فاعتصم بدمنهور الوحش (أياماً) (¬1)، ونصره اللَّه عليهم، فقتل محمد بن رافع (¬2) أميرهم، (وعلي بن المحجّب) (¬3). * * * (وفيها) (¬4) كان الغلاء بمصر (¬5)، وبلغ القمح الدبولي (¬6) وَيْبة (¬7) ونصف بدينار، وكانت سنة صعبة، (لا أعادها اللَّه على المسلمين) (¬8). سنة تسع وثلاثين وخمس ماية فيها نزل أبو الحسن عمّ (¬9) الحافظ إلى صاحب بابه، وقال له: تجعلني الخليفة. (فسلّمه إلى الحافظ) (¬10)، فقال (له) (¬11) يا عمّ (¬12) لا تخف أنت في أمان اللَّه. وخلّاه مُوَكَّلاً عليه كغيره من الأقارب (¬13). * * * وفيها خرج الرئيس مؤيّد الدين ابن الصوفي إلى صَرخَد (¬14). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) في "ب": "محمد بن مدافع ". (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". والخبر في: أخبار مصر لابن ميسّر 2/ 86 وليس فيه ابن المحجّب. (¬4) من "أ". (¬5) حتى هنا في: أخبار مصر 2/ 86، والذي في الكامل 9/ 125 "وباء"، وانظر المصادر فيه. (¬6) في " أ ": "الديوكي". (¬7) وَيبَة: مكيال مصري، كان يعادل في السابق 10 أمنان (أحسن التقاسيم للمقدسي 204) أو 12 كلغم. قمح و 168 غراماً. (المكاييل والأوزان الإسلامية 80). (¬8) ما بين القوسين من "ب". (¬9) في "ب": "عمر". وفي أخبار مصر: "أبو الحسين"، واتعاظ الحنفا 3/ 179، والدولة الفاطمية في مصر 271. (¬10) ما بين الحافظ من "ب". (¬11) من "ب". (¬12) في "ب": "عمر". (¬13) الخبر في: أخبار مصر 86 وفيه: "خرج أبو الحسين بن المستنصر إلى الأمير أبي المظفّر خمارتش صاحب الباب الحافظي وقال له: اجعلني خليفة وأنا أولّيك الوزارة، فأُعلِم الحافظ بذلك، فقبض عليه واعتقله". (¬14) ذيل تاريخ دمشق 278.

وفيها خرج (¬1) كوكب الذَّنَب (¬2). * * * وفيها خرج مؤيد الدولة (¬3) من دمشق (فمضى إلى مصر) (¬4)، وأرسل إلى معين الدين القصيدة التي أوّلها: ولُّوا (¬5) فلما رَجَونا عدلَهُمْ ظلموا (¬6) * * * وأخرج أيضًا الوزير البَعْلَبكّيّ (¬7). * * * وفيها نزل أتابك على الرُّها وفتحها بالسيف (¬8). * * * وفيها تسلّم سروج من الفرنج (¬9). * * * وفيها نزل على البيرة (¬10). * * * ¬

(¬1) في "ب": "وفيها ظهر". (¬2) خبر الكوكب ينفرد به المؤلّف. (¬3) هو الأمير الشاعر أسامة بن منقذ. (¬4) من "ب". (¬5) في "أ": "ولو". (¬6) الخبر في: أخبار مصر 2/ 86، وأخبار الدولة المنقطعة 102. (¬7) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) خبر الرُها في: ذيل تاريخ دمشق 279، زبدة الحلب 2/ 278، 279، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 94، 95، المنتظم 10/ 112 (18/ 39)، تاريخ الزمان 156، الكامل 9/ 132، 133، التاريخ الباهر 66، 70، بغية الطلب (قسم تراجم السلاجقة (259، 260، تاريخ مختصر الدول 206، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 196 ب، تاريخ ابن أبي الهيجاء 204، 205، مفرّج الكروب 1/ 93، الدرّة المضيّة 538، تاريخ السرياني 3/ 233 - 236، دول الإسلام 2/ 57، العبر 4/ 206، تاريخ الإسلام (حوادث 539 هـ). 228، تاريخ ابن الوردي 2/ 45، مرآة الجنان 3/ 271، البداية والنهاية 12/ 219، عيون التواريخ 12/ 385، الكواكب الدرّية 115 - 117، النجوم الزاهرة 5/ 275، تاريخ ابن سباط 1/ 78. (¬9) ذيل تاريخ دمشق 280، زبدة الحلب 2/ 280، الدرّة المضية 538. (¬10) ذيل تاريخ دمشق 280، زبدة الحلب 2/ 278 - 280، كتاب الروضتين 1/ 94 و 103، الكامل 9/ 134، 135، التاريخ الباهر 70، 71، تاريخ مختصر الدول 206، تاريخ الزمان 156، الكواكب الدرّية 115 - 117، تاريخ ابن سباط 1/ 78.

سنة أربعين وخمس ماية

(وفيها دخل زين الدين علي كوجك الموصل) (¬1) (¬2). * * * وفيها مات تاشفين بن علي بن تاشفين (¬3). * * * ومات داود (¬4)، وولي بعده فخر الدين قرا رسلان (¬5) صاحب حصن كيفا (¬6). / 208/ سنة أربعين وخمس ماية فيها نقب رضوان بن ولخشي (¬7) قصر مصر (وخرج) (¬8) فقُدّم له فَرَس فركبها وخرج من القاهرة، ونزل الجيزية، (فنزل) (¬9) على أميرٍ من لوَاتَةَ واستنجد به، فجمع له المغاربة والعرب، وحشدوا ودخل إلى القاهرة فدسق عليه، فقُتل في الجامع الشرقيّ (¬10) بالركن المخلّق. وبعد ذلك خرج رجل آخر على [الخليفة] (¬11) الحافظ بالمغرب ادّعى أنه ابن نزالر -وكان كذّاباً- فأخرجت إليه العساكر إلى الحمّامات وعادوا (¬12). ثم إنّه بعد ذلك قتلته العرب، وأحضروا رأسه ويده اليُمنى إلى الحافظ (¬13). * * * ¬

_ (¬1) الكامل 9/ 133، 134، التاريخ الباهر 71، 72، المختصر في أخبار البشر 3/ 17، تاريخ السرياني 3/ 240. (¬2) ما بين القوسين من "ب ". (¬3) انظر عن (تاشفين) في: الكامل 9/ 135، وتاريخ الإسلام (وفيات 539 هـ). 495، 496، رقم 411 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) له ذِكر في: الكامل 9/ 143 (حوادث سنة 541 هـ). وهو: داود بن سُقمان. كما له ذِكر في حوادث سنة 549 هـ. (بغية الطلب 274). (¬5) له ذِكر في: الكامل 9/ 168 (حوادث سنة 544 هـ). وغيرها. (¬6) لم أجد الخبر في المصادر. (¬7) في النسختين: "ولحشى". (¬8) من "أ". (¬9) من "ب". (¬10) تكرّرت "عليه" في "أ". (¬11) في أخبار مصر 2/ 97 الجامع الأقمر". (¬12) من "ب". (¬13) أخبار مصر 2/ 87 (حوادث 542 هـ). و 88 (حوادث سنة 543 هـ). أخبار الدول المنقطعة 99.

سنة إحدى وأربعين وخمس ماية

وفيها فتح عبد المؤمن مُرّاكُش (¬1) وكان البربر أصحاب محمد بن تُومَرت يأخذون الصّبيّ الصغير فيذبحوه (¬2). فقتلوا على هذه الصفة (¬3) خلقاً كثيراً (¬4). * * * وفيها تُوفّي أمين الدولة بدمشق (¬5). * * * وفيها نزل أتابك زنكي على قلعة جَعْبَر (¬6). سنة إحدى وأربعين وخمس ماية مَلَك سيف الدولة (¬7) غازي أتابك الموصل (¬8). * * * ومَلَك نور الدين محمود بن أتابك حلب (¬9). * * * وفيها وزر جمال الدين محمد بن علي الأصفهانيّ المعروف بالمكرّم (¬10) لصاحب الموصل (¬11). * * * وفيها نزل معين الدين على بعلبك (¬12). ¬

_ (¬1) ذيل تاريخ دمشق 296 (حوادث سنة 542 هـ). (¬2) حتى هنا الخبر في: الكامل 9/ 146، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 95 (حوادث سنة 542 هـ)، والمختصر في أخبار البشر 3/ 19، والدرّة المضيّة 541، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 541 هـ)، وعيون التواريخ 12/ 408، والنجوم الزاهرة 5/ 280، والبيان المغرب 4/ 108. (¬3) الصواب:"فيذبحونه". (¬4) في "ب": "الصورة". (¬5) هذه المعلومات لم أجدها في المصادر. (¬6) هو أمين الدولة كمشتكين الأتابكي. (¬7) خبر جعبر= دوسر في: التاريخ الباهر 73، 74، والكامل 9/ 141، وذيل تاريخ دمشق 185 (بالحاشية)، والمختصر في أخبار البشر 3/ 18، وزبدة الحلب 2/ 281، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 207، والدرّة المضيّة 540 و 545. (¬8) في "ب": "سيف الدين" وهو غلط. (¬9) زبدة الحلب 2/ 285، الدرّة المضية 546، 547، تاريخ السرياني 243. (¬10) ذيل تاريخ دمشق 285، زبدة الحلب 2/ 285، تاريخ ابن أبي الهيجاء 208، الدرّة المضيّة 547. (¬11) في "ب": "المعروف بالكريم". (¬12) الدرّة المضية 546.

وفيها وصلت زُمُرّد خاتون إلى دمشق، وحُملت (¬1) إلى الجناح (¬2). * * * وفيها نزل معين الدين، ومُجير الدين على بُصرى وصرخد (¬3). * * * (وفيها سلّم سيف الدين إلى تميرك (¬4) الرقّة) (¬5) (¬6). * * * وفيها سرق الفرنج (مدينة) (¬7) الرُّها من المسلمين، وأقاموا يحاصرون (¬8) المطيعان وحصن أبي عُطير (¬9) يومين، وأخذوا (جميع) (¬10) من كان فيه من اليهود والنصارى والمسلمين، وطلعوا بهم (يريدون) (¬11) سُمَيساط، فاجتمع (عليهم) (¬12) عساكر المسلمين ومقدّمهم سيف الدين سوار (بن الركين) (¬13) فخلّص الأسرى (¬14) جميعهم، وقتل منهم خلقاً عظيماً (¬15). * * * وفيها أحرقت بنو لام (¬16) والشرق قبر عثمان بن عفّان رضي اللَّه عنه، وقُتل عليه من المسلمين خلق كثير (¬17). ¬

_ (¬1) ذيل تاريخ دمشق 287، 288، الكامل 9/ 149، تاريخ الزمان 161، كتاب الروضتين 1/ 124، 125، نهاية الأرب 28، 355، المختصر في أخبار البشر 3/ 19، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 541 هـ). ص 7، عيون التواريخ 12/ 408، البداية والنهاية 12/ 221، تاريخ ابن خلدون 5/ 238، تاريخ ابن الفرات ج 4 ق 1/ 52، نثر الجمان 1/ ورقة 5 ب، تاريخ ابن سباط 1/ 82. (¬2) في "ب": "وتوجهت إلى الحاج". ولم أجد هذا الخبر. (¬3) ذيل تاريخ دمشق 289، تاريخ ابن أبي الهيجاء 209، 210. (¬4) في "ب": "تميرل". (¬5) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬6) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬7) من "ب". (¬8) في "أ": "يحاصروا". (¬9) في "ب": وحصرنا أبو عطر". (¬10) من "ب". (¬11) من "ب". (¬12) من "أ". (¬13) من "أ". والصواب: "بن ألدكز". (¬14) في "أ": "فخلّص الأمم". (¬15) ذيل تاريخ دمشق 288. (¬16) في "أ": "احدقت بنو تميم". (¬17) الدرّة المضية 538 (حوادث سنة 538 هـ).

سنة اثنين وأربعين وخمس ماية

وفيها خرج بخنسار (¬1) (على الحافظ) (¬2) طالباً للوزارة، فأنفذ إليه رجلاً من لَواتَة يُعرف بسليمان (¬3) بن يونس، وتوجّه إلى الصعيد، فأخذه (وحمله) (¬4) وأنفذه إلى القاهرة، فقتله الحافظ. سنة اثنين (¬5) وأربعين وخمس ماية كُسِرت الفرنج على الميدان (¬6). * * * وفيها تسلّم معين الدين بُصْرَى وصرخد (¬7). * * * وفيها دخل نور الدين دمشق (مع معين الدين) (¬8) (¬9). * * * (وفيها دخل حسام الدين ألْتَاش إلى دمشق) (¬10). * * * وفيها وصل ملك الفرنج إلى أنطاكية (¬11). * * * وفيها اجتمع مُجير الدين ونور الدين (¬12). * * * ¬

_ (¬1) في "أ":"بختار"، وفي "ب" والمنتقى من أخبار مصر 137، واتعاظ الحنفا 3/ 181: "بختيار"، والمثبت من: أخبار مصر 2/ 86. (¬2) من "ب". (¬3) في أخبار مصر "سلمان"، وهو سليمان بن مؤنس اللواتي، كما في: المنتقى، واتعاظ الحنفا. (¬4) من"ب". (¬5) الصواب: "اثنتين". (¬6) لم أجد هذا الخبر. (¬7) تاريخ ابن أبي الهيجاء 210. (¬8) ما بين القوسين من "أ". (¬9) زبدة الحلب 2/ 292، تاريخ ابن أبي الهيجاء 210. (¬10) ما بين القوسين من"ب"، ويقال: حسام الدين ألتاش أو ألتُونتاش، وهو غلام أمين الدولة كمشتكين الأتابكي صاحب بُصرى وصرخد. (كتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 130). (¬11) ذيل تاريخ دمشق 297. (¬12) ذيل تاريخ دمشق 290.

سنة ثلاث وأربعين وخمس ماية

وفيها تسلّم// (¬1) / 208 - 209/ نور الدين باسوطا (¬2). * * * وتسلّم سيف الدين غازي حمص (¬3). * * * وفيها كسرت الفرنج لنور الدين على يغْرَى (¬4). * * * وفيها أخذت زغب، وبني (¬5) حرب، وسنبس، وقحطان حاجّ العراق، والشام، وهلك خلق كثير من الناس (¬6). سنة ثلاث وأربعين وخمس ماية فيها تُوفّي جمال الدين بن الصوفيّ (¬7). * * * وفيها كُسِرت الفرنج في الخامس من التاريخ، وقُتل صاحب أنطاكية على إنّب (¬8)، وأخذ نور الدين رأس البِرنْس وضَبَّبَهُ بفضّة (¬9) وبعثه إلى السلطان (¬10). * * * ¬

_ (¬1) هنا سقطت صفحتان من "أ"، والمستدرك من "ب". (¬2) ورد ذِكر "باسوطا" في: ديوان ابن منير الطرابلسي -بتحقيقنا- ص 205، البيت 21 وص 259 البيت 5. (¬3) في الأصل: "عار". والخبر في: زبدة الحلب 2/ 292، وعيون الروضتين ق 1/ 208، ومفرّج الكروب 1/ 112. (¬4) في الأصل: المعراد والخبر في: زبدة الحلب 2/ 292، ومفرّج الكروب 1/ 114. (¬5) هكذا، والصواب: "وبنو". (¬6) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) لم أجده، وقد توفي أكثر من واحد من الصوفية في هذه السنة، وليس فيهم من يلقّب جمال الدين. (¬8) مهملة في الأصل. وإنِّب: بكسرتين وتشديد النون والباء الموحّدة. حصن من أعمال عزاز من نواحي حلب. (¬9) الكلمتان مهملتان. (¬10) ذكر "وليم الصوري" هذا الخبر على هذا النحو: "ويُعرف المكان الذي قُتل فيه باسم "النبع المسور"، ويقع بين مدينة أفامية وقلعة الروج ... قام نور الدين في محاولة منه لإظهار انتصاره، وزيادة هيبته، فأرسل رأس ريموند وذراعه اليمين اللتين كان قد أمر ببترهما إلى خليفة بغداد أقوى أمراء المسلمين وحكامهم قاطبة، دليلاً على هلاك واحدٍ من أشدّ مضطهدي الأمم، ثم أُرسِلتا بعدئذ إلى جميع الولاة التُرك في كل المشرق". الحروب الصليبية - ترجمة د. حسن حبشي - الهيئة المصرية العامة للكتاب 1994 - ج 3/ 324).

وفيها نزل ملك الألمان (¬1) على دمشق، وخيّم من قرب باب الجابية، وكان في خلقٍ عظيم كثير يكون مقداره أحد عشر ألف (¬2). وكان بدمشق أُناس قلائل من الجُنْد، ولكنْ كان لهم سطوة وشجاعة مثل: الجق، وطرنجق (¬3) وبلق، ومجاهد الدين بُزان (¬4) والزّيّ (¬5) عين الخواصّ، والحرامي، والبابا (¬6)، وإسراييل، والبَصَّاروا، والدبوسي (¬7)، والسلماني (¬8)، وغيرهم، فتحالفوا بالطلاقات أنهم لا يُغلقون باباً بدمشق ليلاً ولا نهاراً، ولا يحمل أحد منهم إلا ويوصل (¬9) الطعنة. ثم إنّ الفرنج في ثاني يوم شربوا وصلّوا صلاة الموت، وركبوا جميعاً وقُدّامهم قِسّيس راكب حمار (¬10) بين يديه الإنجيل مفتوح، وفي يده صليب. وجعل يسير قُدّامهم إلى أنْ وصل إلى آخر القنوات قُدّام باب الجابية، فضربه رجل يقال له كبك بن الدبوسي بياشج (¬11) في صدره، فوقع، وحمل عليه رجل آخر يقال له ابن جمّاز (¬12) فطعنه إلى (!) وهو على الأرض. فرجعت الفرنج القهقرا (¬13). وقتل أهل دمشق منهم خلقاً عظيماً. ثم رحلوا ثالث يوم، وهو يوم الأربعاء. وكان نزولهم يوم الأحد (¬14). * * * ¬

_ (¬1) في "ب": "الأمان". (¬2) الصواب: "ألفاً". (¬3) في الدرّة المضية: "الحبق، وطرعق". (¬4) في الأصل: "وبزان". (¬5) في الأصل: "والدى". (¬6) لم يُذكرا في الدرّة. (¬7) لم يذكر في الدرّة. (¬8) في الدرّة:"السليماني". (¬9) في الدرّة: "إلا ويواصل الضرب". (¬10) الصواب: "حمارًا". (¬11) مهملة في الأصل. والمثبت من الدرّة. (¬12) مهملة في الأصل. والمثبت من الدرّة. (¬13) الصواب: "القهقرى". (¬14) قارن بالدرّة المضيّة 549، 550، وذيل تاريخ دمشق 297، 300، وزبدة الحلب 2/ 291، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 198، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 211 - 213، والكامل 9/ 158 - 160، والتاريخ الباهر 88، 89، والمنتظم 10/ 13، 131 (18/ 63، 64)، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 133 - 138، والاعتبار 94، 95 ومفرّج الكروب 1/ 112، وتاريخ دولة آل سلجوق=

سنة أربع وأربعين وخمس ماية

وفيها قُتل الفقيه الفِنْدَلاويّ (¬1)، حمل في الفرنج وقال: قد بعتُ، عسى يشتري (¬2). رحمة اللَّه عليه. * * * وفيها زاد نيل مصر حتى بلغ تسعة عشر ذراعاً وأربعة أصابع (¬3)، وبلغ الماء إلى الباب الجديد// (¬4). / 210/ سنة أربع وأربعين وخمس ماية وفاة الحافظ (¬5) خليفة مصر (ليلة الأحد لخمسٍ بقين من جمادى الآخرة) (¬6). وكانت خلافته (خمساً و) (¬7) عشرين سنة. وجلس الظافر. * * * وفيها توفي تاج (¬8) الدولة قرواش (¬9) بن شَرَف الدولة. ¬

_ = 207، والمختصر في أخبار البشر 3/ 20 ونهاية الأرب 27/ 150، 151، وتاريخ الزمان 162، 163، ودول الإسلام 2/ 58، 59، والعبر 4/ 116 - 118، وتاريخ الإسلام (حوادث 543 هـ). ص 12 - 14، وتاريخ ابن الوردي 2/ 47، 48، ومرآة الجنان 3/ 277، 278، وتاريخ السرياني 3/ 253 - 255، والبداية والنهاية 12/ 223، 224، وعيون التواريخ 12/ 416، 417، والإعلام والتبيين 25 - 27، والكواكب الدرّية 126 - 128، وتاريخ ابن خلدون 5/ 238، 239، وتاريخ الخلفاء 439، وتاريخ ابن سباط 1/ 87، 88، ونثر الجمان 1/ ورقة 7 أ، ب، وأشار إلى الموقعة ابن عساكر في: تاريخ دمشق 49/ 171، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين -القسم السياسي 62، 63، والحروب الصليبية لوليم الصوري 3/ 318، ومنتخب الزمان 2/ 298. (¬1) الفِندَلاوي: بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة، نسبة إلى فِنْدَلاو. (الأنساب) قال ياقوت: أظنّه موضعاً بالمغرب. (معجم البلدان). وهو: يوسف بن دوناس بن عيسى أبو الحَجّاج المغربي الفقيه المالكي الشهيد. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 543 هـ). 170 - 172 رقم 187 وفيه مصادر ترجمته. (¬2) في الدرّة المضيّة 550 "قد بعت نفسي عسى تُشْتَرَى". (¬3) أخبار مصر 2/ 88، الدرّة المضيّة 554. (¬4) هنا ينتهي السقط من "أ". (¬5) هو عبد المجيد بن محمد بن مَعَدّ بن علي، أبو الميمون صاحب مصر، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 544 هـ). 193 - 195 رقم 220 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) ما بين القوسين من "أ". (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) في "ب": "ناس". (¬9) في "أ": "قراقوش"، ولم أجد ترجمته، ولعلّه قراوش بن شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران، الأمير العقيلي.

وتوفي عماد الدين غازي (¬1). * * * ومَلَك أخوه قُطْب الدين مودود (¬2). * * * وفيها وُزّر ابن مَصَال (¬3) للظافر خليفة مصر، وأقام شهوراً، وخرج عليه العادل بن السلار، فهرب إلى الصعيد، وجمع، فخرج عليه العبّاس والصالح، فكسروه (¬4) على دَلاص (¬5). وفيها تسلّم نور الدين فامية (¬6). * * * وفيها مات معين الدين (أُنُر) (¬7). * * * وفيها كانت الفتنة بدمشق، وهربت السّلاريّة (¬8). * * * وفيها نزل نور الدين دمشق، وتقرّر الصُّلح معه (¬9). * * * ¬

_ (¬1) انظر عن (غازي) في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 544 هـ). 202 - 204 رقم 230، وفيه حشدنا مصادر ترجمته، ومنتخب الزمان 2/ 298، 299. (¬2) زبدة الحلب 2/ 296، الكامل 9/ 166، تاريخ ابن أبي الهيجاء 216، الدرّة المضيّة 558. (¬3) في "ب": "بطال". وهو أبو الفتح سليم بن محمد بن مصال. انظر: أخبار الدول المنقطعة 102، والمنتقى من أخبار مصر 141، 142، وفيات الأعيان 3/ 416، الدرّة المضيّة 553. (¬4) في "أ":"فكسره". (¬5) دَلاص: بفتح الدال المهملة. وآخره صاد مهملة، كورة بصعيد مصر على غربيّ النيل. ومدينتها معدودة في كورة البهنسا. (معجم البلدان 2/ 459). وقارن الخبر بـ: أخبار مصر 2/ 89، 90، وذيل تاريخ دمشق 311 و 312، والتاريخ الصالحي 1/ ورقة 198 أ، ب، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 221، والدرّة المضية 553، 553، وأخبار الدول المنقطعة 102 وفيه: "وكانت وزارته نحو خمسين يوماً". (¬6) ذيل تاريخ دمشق 305، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 198 أ، والدرّة المضيّة 555. (¬7) في "ب": "اتس". و "أنر" ليس في "أ". وانظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 544 هـ). 185، 186 رقم 201 وفيه مصادر ترجمته. (¬8) ذيل تاريخ دمشق 307. (¬9) ذيل تاريخ دمشق 309 (حوادث سنة 545 هـ)، زبدة الحلب 2/ 298.

سنة خمس وأربعين وخمس ماية

وفيها كسر نور الدين صاحب أنطاكية على تلّ كشفهان (¬1)، وأخذ ملوكهم في صفر (¬2). * * * (وفيها تسلّم حارم وفامية (¬3) من الفرنج (¬4). * * * وفيها نزل مسعود بن قليج بن رسلان على مَرْعَش وأخذها بالسيف من الفرنج (¬5). * * * (وفيها توفي غازي أتابك، وملك أخوه قُطْب الدين مودود) (¬6). * * * (وفيها نزل الملك مسعود على تلّ باشر وأقام سبعة أيام (¬7). * * * وفيها تسلّم نور الدين سنجار (¬8). * * * وفيها تسلّم حسام الدين دار أم نجم الدين) (¬9). * * * وفيها أخذ التركمان (¬10) جوسلين وسلّموه إلى نور الدين (فكحّله) (¬11). / 211/ سنة خمس وأربعين وخمس ماية خرج مجير الدين (¬12) ومعه مؤيّد الدين ابن الصوفيّ ولبس خَلعة نور الدين (¬13). ¬

_ (¬1) لم أجده، وفي "ب": "كسفهار". (¬2) ذيل تاريخ دمشق 304، 305، تاريخ ابن الفرات - مخطوطة فيينا - ج 3/ ورقة 16 ب، وانظر: البستان القسم الذي نشره "كلود كاهن" ص 129 بالحاشية رقم 5. (¬3) في "أ": "قامية". (¬4) ذيل تاريخ دمشق 305، زبدة الحلب 2/ 298، تاريخ ابن أبي الهيجاء 214. (¬5) الدرّة المضيّة 554. (¬6) ما بين القوسين من "أ" وقد تقدّم قبل قليل في حوادث هذه السنة. (¬7) ذيل تاريخ دمشق 310، 311 (حوادث سنة 545 هـ). (¬8) زبدة الحلب 2/ 296، 297، و 298، تاريخ ابن أبي الهيجاء 216، 217. (¬9) ما بين القوسين من "ب"، ولم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬10) في "ب": "التركماني". (¬11) من "ب"، وهذه المعلومة ليست في: زبدة الحلب 2/ 302، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 219 (حوادث سنة 545 هـ). والدرّة المضيّة 555، 556. (¬12) في "أ": "معين الدين" وهو غلط. (¬13) ذيل تاريخ دمشق 310، تاريخ ابن أبي الهيجاء 218، تاريخ الإسلام (حوادث 545 هـ). ص 27.

وفيها تقلّد مجاهد الدين الشِحنكيّة (¬1). * * * وفيها توفي (الفقيه) (¬2) بهاء الدين عبد الملك بن عبد الوهاب الحنبليّ (¬3). * * * (وفيها تُوفّي الشريف فخر الدولة (¬4). وفيها تُوفّي شرف الدين بن الصوفي) (¬5) (¬6). * * * وفيها (¬7) نزل نور الدين على دمشق (¬8). * * * (وفيها) تسلّم (نور الدين) (¬9) من الفرنج قورص والراوندان (¬10). * * * (وفيها تسلّم الملك مسعود بَهَسْنا (¬11)، ورعبان (¬12)، والمرزُبان (¬13)، وقرينه، وكيْسون (¬14) من الفرنج) (¬15) (¬16). ¬

_ (¬1) لم أجد هذا الخبر. ويرد في حوادث سنة 547 هـ. ذِكر لمجاهد الدين والي صرخد. (ذيل تاريخ دمشق 319). (¬2) من "ب". (¬3) انظر عن (عبد الملك الحنبلي) في: ذيل تاريخ دمشق 311، وكتاب الروضتين 1/ 195، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 207، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 545 هـ). 244، 225 رقم 276، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 219 رقم 105، وعيون التواريخ 2/ 439، والبداية والنهاية 12/ 228، والمنهج الأحمد 2/ 304، ومختصر طبقات الحنابلة 23، والمقصد الأرشد، رقم 632، والدّر المنضّد 1/ 257 رقم 789. (¬4) انظر عن (فخر الدولة) في: ذيل تاريخ دمشق 311، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 222. (¬5) لم أجده. (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) ذيل تاريخ دمشق 312 - 316، تاريخ ابن أبي الهيجاء 222 (سنة 546 هـ). (¬8) من "ب". (¬9) من "ب". (¬10) قورص= قورس= خورس. زبدة الحلب 2/ 303، تاريخ السرياني 3/ 278. (¬11) في "أ": "بهنسا"، وهو غلط. (¬12) في تاريخ السرياني: "رعين" و"رعبن". (¬13) في تاريخ السرياني: "فرزمان". (¬14) في تاريخ السرياني: "كيسوم". (¬15) الخبر في تاريخ السرياني 3/ 278. (¬16) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة ست وأربعين وخمس ماية

وفيها تسلّم نور الدين تلّ باشر وإعزاز (¬1). سنة ستّ وأربعين وخمس ماية تسلّم نور الدين حمص من ابن أخيه (¬2). * * * وتسلّم الملك مسعود قرينه (¬3) وعين تاب (¬4). * * * (وقيد ابن ملك وملك ولده مالك) (¬5). * * * وفيها قويت شوكة (الملك) (¬6) العادل ابن السّلار بمصر، وكان يقال (له) (¬7) دماغ البغل. وقيل (عنه) (¬8) إنه كان من صبيان الحُجَر (¬9) في أول أمره (¬10)، وإنه على صباه ما عُرف له صَبْوة، ولا ضحك في مجلس، ولا خالط (¬11) لأحد. وكان (رجلاً) (¬12) سُنِّي المذهب (¬13). ¬

_ (¬1) ذيل تاريخ دمشق 312 و 315، زبدة الحلب 2/ 302، تاريخ السرياني 3/ 278، تاريخ ابن أبي الهيجاء 222. (¬2) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬3) في "ب": "مونيه"، والمثبت يتفق مع تاريخ ابن الفرات 3/ ورقة 35 ب، والبستان (نشرة كلود كاهن) 129 حاشية 10. (¬4) تاريخ السرياني 3/ 278، الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 2/ 110. (¬5) ما بين القوسين من "ب"، وقد ورد هكذا، والعبارة غامضة، والمرجّح أن الخبر الصحيح هو ما ورد في ذيل تاريخ دمشق 316 عن إصابة الأمير علي بن مالك بن سالم صاحب جعبر بسهم، وجلس ولده مالك في منصبه. (¬6) من "ب". (¬7) من "ب". (¬8) من "ب". (¬9) في "أ": "صبيان بحجر". وهم جماعة من الشباب كانوا يُرَبّون في أيام الفاطميّين في حُجَر بجوار باب النصر، مثل الطِباق السلطانية في عصر المماليك. ويتلقّون تدريبات عسكرية مثلهم مثل الداوية والاسبتارية عند الفرنج. (نزهة المقلتين 57، وفيات الأعيان 3/ 418، المواعظ والاعتبار 1/ 444، الدولة الفاطمية في مصر 275). (¬10) في "أ ": "من أول مره". (¬11) في "أ": "ولا مخالط". (¬12) من "ب". (¬13) نزهة المقلتين 59.

سنة سبع وأربعين وخمس ماية

وفيها (¬1) وفاة القاضي ابن أبي الحديد (¬2)، الخطيب بدمشق. * * * (وفيها سار مجير الدين إلى حلب) (¬3) (¬4). * * * وفيها طلع (كوكب) (¬5) ذو ذُؤآبة من المشرق (¬6). سنة سبع وأربعين وخمس ماية / 212/ مقتل عبّاس ببغداد (¬7). * * * وفيها مات العِباديّ الواعظ (¬8). * * * وفيها تملّك عبد المؤمن على ولاية بني حمّاد (¬9). * * * وفيها كان الجراد بالموصل والجزيرة ودمشق، ومكث سبع سنين، وقحطت ديار بكر (¬10). * * * ¬

_ (¬1) تكرّرت في "أ". (¬2) هو أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن الحسن بن أحمد بن عبد الواحد .. بن أبي الحديد، السُّلمي الدمشقي. انظر عنه في: ذيل تاريخ دمشق 316، 317، وتاريخ مدينة دمشق 35/ 4 رقم 3846، ومشيخة ابن عساكر 1/ 538 رقم 664 تحقيق دكتورة وفاء تقيّ الدين، طبعة دار البشائر، دمشق 1421 هـ / 2000 م. ومختصر تاريخ دمشق 14/ 277 رقم 196، وكتاب الروضتين 1/ 207، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 211، 212، وتاريخ الإسلام (وفيات 546 هـ). 245 رقم 326. (¬3) ذيل تاريخ دمشق 317، تاريخ ابن أبي الهيجاء 223. (¬4) ما بين القوسين من "ب". (¬5) من "ب". (¬6) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬7) لم أجد هذا الخبر، ولم أعرف من هو عباس؟ (¬8) هو المظفّر بن أردشير. انظر عنه في: المنتظم 10/ 145 (18/ 81)، وتاريخ الإسلام (حوادث 546 هـ). 29 (ووفيات 547 هـ) 288 - 290 رقم 406، فيه حشدنا مصادر أخرى. (¬9) الكامل 9/ 184، المختصر في أخبار البشر 3/ 23، تاريخ ابن سباط 1/ 95، المعجب في تلخيص أخبار المغرب 106. (¬10) الدرّة المضية 560.

سنة ثمان وأربعين وخمس ماية

(وفيها نزل نور الدين على بُصْرَى) (¬1) (¬2). * * * وفي أواخرها (¬3) قُتل العادل ابن السّلار (الوزير بمصر) (¬4)، قتله عباس في داره، وجلس عبّاس (عِوَضاً عنه) (¬5) في الوزارة (بمصر) (¬6). * * * و(فيها) (¬7) توفي السلطان (مسعود السلجوقيّ) (¬8) (¬9) بخُراسان. سنة ثمانِ وأربعين وخمس ماية (مات حسام الدين تمرتاش) (¬10) (¬11). * * * وأخذ الفرنج عسقلّان (¬12)، سلّمها إليهم عبّاس وزير مصر. (ونقل رأس ¬

_ (¬1) ذيل تاريخ دمشق 316 (حوادث سنة 546 هـ)، تاريخ ابن أبي الهيجاء 224 وفيه: مجير الدين والوزير مؤيّد الدين. (¬2) ما بين القوسين من "ب". (¬3) في "أ": "آخرها". (¬4) من "أ". (¬5) من "ب". (¬6) من "ب"، وخبر قتل ابن السلار في: ذيل تاريخ دمشق 319، 320، وأخبار مصر 2/ 92 (حوادث سنة 548 هـ)، ووفيات الأعيان 1/ 416 رقم 455، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 227، ونزهة المقلتين 64، وأخبار الدول المنقطعة 104، وكتاب الروضتين 1/ 226، 227، ونهاية الأرب 28/ 314، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، ومرآة الزمان ج 1 ق 1/ 214، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 548 هـ). ص 42، ووفيات سنة 548 هـ. ص 318 - 320 رقم 451 وفيه حشدنا مصادر أخرى. واسمه: علي بن السلار، أبو الحسن الكردي العبدي. (¬7) من"أ". (¬8) انظر عن (السلطان مسعود) في: تاريخ ابن أبي الهيجاء 224، 225، وتاريخ الإسلام (وفيات 547 هـ) ص 34 وفيه حشدت مصادر ترجمته، وكذلك في تاريخ ابن سباط 1/ 95. (¬9) ما بين القوسن من "ب". (¬10) انظر عن (تمرتاش) في: تاريخ الإسلام (وفيات 547 هـ). ص 267، 268 رفم 368 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، والكامل 9/ 198. (¬11) ما بين القوسين من "ب". (¬12) خبر عسقلان في: ذيل تاريخ دمشق 321، 322، والاعتبار 16، 17، والروضتين 1/ 223 - 225، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 169، والكامل 9/ 209، ومفرّج الكروب 1/ 126 (حوادث سنة 547 هـ)، وزبدة الحلب 2/ 303، والأعلاق الخطيرة 2/ 261، ومرآة=

الحسين بن علي رضي الله عنه منها إلى مصر) (¬1) صُحبة الأمير تميم. * * * (وقتل زين الدين الرئيس وابتلاه) (¬2). * * * وفيها قُتل الحاجب عطاء الخادم (¬3) بدمشق. * * * (وفيها عُزل مؤيّد الدين ابن الصوفيّ عن الرئاسة (¬4)، ومُسِك غلامه تروس) (¬5) (¬6). * * * (وفيها تقلّد ابن القلانِسِيّ الرياسة بدمشق) (¬7) (¬8). * * * وفيها هجمت الفرنج تِنّيس في خمسين مركباً فأخذوا جميع من فيها من الأقوياء (¬9) وقتلوا الضعفاء، وغنموا من الأموال ما لا يوصف (¬10). * * * ¬

_ = الزمان ج 8 ق 1/ 215، والمختصر في أخبار البشر 3/ 27، والدرّة المضيّة 548، 549، و 562، 563، ودول الإسلام 2/ 63، وتاريخ الإسلام (حوادث 548 هـ) 43، 44، وتاريخ ابن الوردي 2/ 54، والإعلام والتبيين 27، ومرآة الجنان 3/ 286، والبداية والنهاية 12/ 231، واتعاظ الحنفا 2/ 206 و 209، وتاريخ ابن سباط 1/ 98، وقطف الأزهار من الخطط والآثار، لأبي السرور (مخطوط المكتبة الأهلية بباريس رقم 21765)، ورقة 3 أ، وتاريخ السرياني 3/ 289، ومنتخب الزمان 2/ 300). (¬1) ما بين القوسين من "ب". (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب"، والخبر في: ذيل تاريخ دمشق 324. (¬3) انظر عن (عطاء الخادم) في: ذيل تاريخ دمشق 326، وديوان ابن منير الطرابلسي (بإعدادنا) 100، وكتاب الروضتين 1/ 226، والكامل 9/ 217 وهو عطاء بن حفاظ السلمي، والتاريخ الباهر 107، وعيون التواريخ 12/ 473، والبداية والنهاية 12/ 232. (¬4) مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 226، تاريخ ابن أبي الهيجاء 226 و 230. (¬5) ذُكر "تروس" في: نزهة المقلتين لابن الطوير 100. (¬6) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬7) ذيل تاريخ دمشق 325، تاريخ ابن أبي الهيجاء 226. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب": "وفيها إلى دمشق"! (¬9) في " أ": "الاقربا". (¬10) الدرّة المضية 563، الكامل 9/ 210 وسيعاد هذا الخبر.

سنة تسع وأربعين وخمس ماية

سنة تسع وأربعين وخمس ماية فتح نور الدين (محمود) (¬1) بن زنكي دمشق (¬2). * * * وفيها وقع الحريق ببغداد في دار الخليفة (¬3) بصاعقة (¬4). * * * وفيها نزل الظافر خليفة مصر مع ولد/ 213/ عبّاس الوزير إلى داره ليلاً ومعه خادم صغير على سبيل الدعوة، وأن ولد العبّاس غدر به فقتله وقتل الخادم الصغير، ورمى بهما في بئر. وجرت بينهما أسباب (وأمور) (¬5)، (وذلك أنّ ابن عبّاس كان من أجمل الناس، وكان الظافر قد اتُّهِم به، وكان ينزل عنده في كل دعوة، فكثُر الحديث فيهما، فقال له أبوه: أفضحتنا يا ولدي. فطلع إلى القصر وحلف عليه وقتله، وظهر بعد ذلك. وقيل) (¬6) إن عبّاساً طلع إلى القصر فأحضر الخدّام إليه، فقال لهم: أين مولانا؟ فقالوا له: ما نعلم. فجمع الخدّام ونصبوا له كرسياً (في القصر) (¬7) وجلس عليه، (وأمر بـ) (¬8) قتل (جماعة) (¬9) الأستاذين. وأُحضِر إخوة الظافر، فقال لهم: أين الخليفة (¬10)؟ ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) خبر دمشق في: ذيل تاريخ دمشق 327 - 329، والتاريخ الباهر 106 - 108، والكامل 9/ 217، 218، وزبدة الحلب 2/ 304، 305، والأعلاق الخطيرة 2/ 47، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 220، 221، ومفرّج الكروب 1/ 304، وتاريخ مختصر الدول 209، والدرّة المضيّة 561، والمختصر في أخبار البشر 3/ 29، ونهاية الأرب 27/ 160، 161، والعبر 4/ 135، 136، ودول الإسلام 2/ 65، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 459 هـ). 49، 50، وتاريخ ابن الوردي 2/ 55، ومرآة الجنان 3/ 295، والبداية والنهاية 12/ 231، 232، وتاريخ ابن خلدون 5/ 241، 242، والكواكب الدرّية 144 - 146، واتعاظ الحنفا 2/ 210، وتاريخ ابن سباط 1/ 100، 101، والحروب الصليبية لوليم الصوري 3/ 366 - 372. (¬3) في "ب": "الخلافة". (¬4) الدرّة المضية 569 (حوادث سنة 551 هـ). (¬5) من "ب". (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب ". (¬7) من "ب". (¬8) من "ب". (¬9) من "ب". (¬10) في "أ": "أين مولانا".

فقالوا له: أنت تعلم أين هو. فأمر بقتلهم (¬1) (فقُتِلوا) (¬2) واستحضر ولد الظافر واسمه أبو القاسم عيسى (وبايعه) (¬3). وقال له: قاتل اللَّه قاتلَ أبيك. فكانت دعوة مُستجابة. ولُقب بالفائز بنصر اللَّه (¬4). وكانت خلافة الظافر (¬5) خمس سنين (¬6). ثم هرب العبّاس وولده (¬7) من القاهرة لمّا علم بحركة الصالح طلائع بن رُزّيك من ولايته. وقصد عبّاس وولده الشام، فمسكهما الفرنج (بين الورّادة والعريش) (¬8)، وقُتِل عبّاس بأيديهم، وبقي ولده (عباس) (¬9) عند الفرنج. / 214/ فنفّذ الفائز اشتراه منهم بماية ألف دينار، وأحضر من بلاد الفرنج إلى القاهرة، وعذّبوه بأشدّ العذاب، وقتلوه (¬10). (ودخل الصالح بن رُزّيك (¬11) إلى القاهرة واستوزر) (¬12) (¬13). وظهر الظافر (¬14) مقتولاً، فدُفن بالقصر. ¬

_ (¬1) في "ب": "فأفر بقتله". (¬2) من "أ". (¬3) من "أ". (¬4) ذيل تاريخ دمشق 329، 330، أخبار مصر 2/ 92، 93، أخبار الدول المنقطعة 105، 106 و 108، تاريخ ابن أبي الهيجاء 231 - 233، الدرّة المضيّة 563، 564، الكامل 9/ 212، 213، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 549 هـ). 356، 357 رقم 497 وفيه حشدنا مصادر أخرى. (¬5) في "أ": "الطاهر"، وهو غلط. (¬6) في المصادر: أربع سنين وثمانية أشهر، وقيل 7 أشهر و 25 يوماً. (¬7) في الدرّة المضية 567 "ابن زوجته نصر". (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) من "أ". (¬10) قارن بما في: الدرّة المضيّة 567، 568، وأخبار مصر 2/ 95، وأخبار مصر 2/ 95، وأخبار الدول المنقطعة 109، والاعتبار 50، ووفيات الأعيان 3/ 492، واتعاظ الحنفا 3/ 220، والنجوم الزاهرة 5/ 310، والدولة الفاطمية في مصر 281. (¬11) في "ب": "رديل". (¬12) أخبار مصر 2/ 94، أخبار الدول المنقطعة 110، الدرّة المضية 568، الدرّ المطلوب 12، وكان ابن رُزّيك والي منية بني خصيب، الكامل 9/ 213، 214، نزهة المقلتين 70 - 73، النجوم الزاهرة في حُلَى حضرة القاهرة لابن سعيد 91، وفيات الأعيان 2/ 526 - 529، اتعاظ الحنفا 3/ 315 - 222، المواعظ والاعتبار 1/ 357 و 2/ 30، 56، النجوم الزاهرة 5/ 297، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 239. (¬13) ما بين القوسين من "ب". (¬14) في "ب": "الظاهر".

سنة خمسين وخمس ماية

وفيها وردت مراكب من صقلّية نهبت تنّيس (¬1). * * * (وفيها أخذ نور الدين حمص من مجير الدين آبق، وعوّضه عنها ببالِس) (¬2) (¬3). * * * وفيها مات مؤيّد الدين ابن الصوفيّ (¬4). سنة خمسين وخمس ماية ويقال إنّ الفائز حضر قتْل عمومته وقتْل الأستاذين، ونهب الأمراء الستور والتعاليق، فلحِقَه من ذلك رجفة فأفضت به إلى الصرَع، وصار ذلك يأخذه في بعض الأوقات لصغَره، وبهذا المرض مات. وذُكر أنه لما نظر الفائز إلى ولد (¬5) عباس عند وصوله من الشام بين يديه في القفص قال لعمّته ست القصور: يا عمّة، هذا قاتل أبى؟ قالت له: نعم يا أمير المؤمنين. قال: وأين قتله؟ قالت: في داره. قال: ولم يَزَل في قصره معه (¬6). إنّا للَّه وإنَّا إليه ارجعون. (ونجَّوه ممّا هو فيه من العذاب بالقتل، فأخرجوه وصلبوه) (¬7). * * * وفيها تسلّم نور الدين عين تاب من السلطان مسعود (¬8). * * * وفيها زُلزلت شَيْزَر وخربت (¬9). ¬

_ (¬1) خبر تنّيس في: ذيل تاريخ دمشق 331، والكامل 9/ 210 (حوادث سنة 548) وقد تقدّم. (¬2) خبر بالس في: ذيل تاريخ دمشق 327، 328، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 230. (¬3) ما بين القوسين من "ب". (¬4) ذيل تاريخ دمشق 329 (وفيات سنة 549 هـ)، كتاب الروضتين 1/ 226، تاريخ ابن أبي الهيجاء 230، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 547 هـ) 34. (¬5) في " أ": "إلى ولدا". (¬6) في "أ": قال: "ولم ينزل من قصره". (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) تاريخ السرياني 3/ 278 وقد تقدّم هذا الخبر. (¬9) الدرّة المضية 569 (حوادث سنة 551 هـ)، كنوز الذهب 1/ 146 (سنة 552 هـ) منتخب الزمان 2/ 301 وفيه: "شيراز" وهو غلط.

سنة إحدى وخمسين وخمس ماية

وفيها مات أبو الحكَم الطبيب (¬1) الأندلسيّ بدمشق. وكان عالماً، شاعراً، ظريفاً. / 215/ سنة إحدى وخمسين وخمس ماية خُطِب لسليمان شاه ببغداد (¬2). * * * ومات ابن نيسان (¬3) بآمِد. وولي ولده أبو القاسم (عليّ جمال الدولة) (¬4) (الوزارة) (¬5). * * * وفيها كانت الزلزلة فأخربت حماه (¬6). * * * وفيها كسرت الفرنج لنور الدين محمود بن زنكي على الفولجه (¬7). * * * (وفيها كان الغلاء (¬8) الصالحيّ، وكان مدّته سبعة أشهر) (¬9) (¬10). ¬

_ (¬1) انظر عن (أبي الحكم) في: ذيل تاريخ دمشق 331 (وفيات 549 هـ)، وهو عبد الله بن المظفّر بن عبد الله بن محمد الباهلي الأندلسي. (خريدة القصر - قسم شعراء الشام 1/ 228، وفيات الأعيان 3/ 123، الوافي بالوفيات 17/ 622). (¬2) الكامل 9/ 202 (حوادث سنة 548 هـ) الدرّة المضية 569. (¬3) في النسختين: "بيسان". والتصحيح من: الكامل 9/ 235، والدرّة المضية 569 وقد تقدّم. (¬4) من "أ". (¬5) من "ب" والخبر في تاريخ السرياني 289. (¬6) خبر الزلزلة في: التاريخ الباهر 110، والكامل 9/ 237، وتاريخ مختصر الدول 208، وتاريخ الزمان 172، 173، والروضتين 1/ 261 - 268، وذيل تاريخ دمشق 337، وزبدة الحلب 2/ 306، ورحلة بنيامين التُّطيلي - ترجمة عزرا حدّاد - طبعة بغداد 1945 - ص 87، 88، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 228، 229، ومسالك الأبصار في ممالك الأمصار، لابن فضل اللَّه العمري ج 16/ ق 2/ ورقة 318، والمختصر في أخبار البشر 3/ 31، والدرّة المضيّة 569، 570، والعبر 4/ 146، ودول الإسلام 2/ 67، وتاريخ الإسلام (حوادث 552 هـ) 13، 14، وتاريخ ابن الوردي 2/ 57، ومرآة الجنان 3/ 299، وعيون التواريخ 12/ 495، والبداية والنهاية 12/ 216، والكواكب الدرّية 151، وكنوز الذهب 1/ 146، والنجوم الزاهرة 5/ 325، وكشف الصلصلة 187، 192، وتاريخ ابن سباط 1/ 104 - 106، وشذرات الذهب 4/ 160، ونثر الجمان 1/ ورقة 30 ب،31 أ، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 200 أ، ومنتخب الزمان 2/ 301. (¬7) هكذا في "أ"، وفي "ب": "الفويحة"، وفي الدرّة المضية 569 "ما حوجه. (¬8) في "أ ": "العلا". (¬9) أخبار مصر 2/ 96. (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة اثنين وخمسين وخمس ماية

سنة اثنين (¬1) وخمسين وخمس ماية قبض زين الدين (عليّ) (¬2) كُوجُك على سليمان شاه (في دربند (¬3) ابن العرايكي) (¬4)، واجتمع هو ومحمد شاه (بن محمود بن محمد بن ملك شاه السلجوقي) (¬5)، ورجعا إلى حصار بغداد وضايقوها (¬6). * * * وفيها استولت الغُزّ على خوزستان (¬7). * * * وفيها أُسِر سَنْجَر، وانقطعت (¬8) خطبته، ومات في أيدي (¬9) الغُزّ (¬10). * * * وفيها فتح (عبد) (¬11) المؤمن المريّة (¬12). * * * وفيها مات الفائز (¬13) الخليفة. ¬

_ (¬1) الصواب:"اثنتين". (¬2) من "أ". (¬3) في "أ": "دربيد"، ويرد في تاريخ دولة آل سلجوق 223 "طريق الدربند القرابلي"، ومثله في المنتظم 18/ 107، وزبدة التواريخ 255 وهو على طريق الموصل - بغداد. (¬4) ما بين القوسين من "أ". (¬5) ما بين القوسين من "ب". (¬6) ذيل تاريخ دمشق 337، التاريخ الباهر 9/ 10، الكامل 9/ 225 - 227، المختصر في أخبار البشر 3/ 29، تاريخ ابن أبي الهيجاء 236، 237، دول الإسلام 2/ 67، العبر 4/ 142، تاريخ الإسلام (حوادث 551 هـ) 7، 8، تاريخ ابن الوردي 2/ 56، عيون التواريخ 12/ 491، البداية والنهاية 12/ 233، تاريخ ابن سباط 1/ 102. (¬7) في "أ": "حورستان"، وفي "ب": "خورستان"، والتصحيح من: الكامل 9/ 200 (حوادث سنة 548 هـ)، وتاريخ الإسلام (552 هـ) 12، 13. (¬8) في "ب": "وانقضت". (¬9) في "أ": "أيد". (¬10) الكامل 9/ 200، 240، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 237، 238، ومنتخب الزمان 239، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 552 هـ) ص 82 رقم 49 وفيه حشدنا مصادر أخرى. (¬11) من "ب". (¬12) في النسختين: "المهدية" وهو غلط، والتصحيح من: الكامل 9/ 241، 242، والدرّة المضيّة 570، والمعجب في تلخيص أخبار المغرب 228. (¬13) هو أبو القاسم عيسى بن إسماعيل. انظر عنه في: الكامل 9/ 270، وتاريخ الإسلام (حوادث 555 هـ) ص 30، و (وفيات 555 هـ) 165 - 168 رقم 168 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

وكانت خلافته أربع سنين (¬1). وخلف العاضد ابن عمّه. * * * وفيها مات ابن منير (¬2) الشاعر. والقَيْسَرانيّ (¬3) والد خالد. * * * (وفيها قُتل صرخك) (¬4). * * * وفيها كسر نور الدين الفرنج (¬5). * * * وفيها تسلّم شهاب الدين أحمد (¬6) بن نجم الدين (ابن أُرتُق) (¬7) البيرة (¬8) * * * ¬

_ (¬1) في الكامل 9/ 270 "ست سنين ونحو شهرين". (¬2) هو أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي الرفّاء، أبو الحسين، توفي سنة 548 هـ. على الصحيح، انظر عنه في ديوانه الذي جمعناه ونشرناه، وصدر عن دار الجيل، بيروت، ومكتبة السائح، طرابلس 1986 وفيه حشدنا عشرات المصادر لترجمته وأشعاره، ويضاف إليها: البرق الشامي للعماد الأصفهاني 3/ 44، 45، والتذكرة لابن العديم - مخطوط بدار الكتب المصرية، رقم 2042 أدب - ص 122، وذيل مرآة الزمان لليونيني 3/ 441 (طبعة 1380 هـ/ 1960 م). والوافي بالوفيات 25/ 560 - 563، ومنتخب الزمان 238، وتاريخ ابن أبي الهيجاء 228، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 548 هـ (296 - 299 رقم 418 وفيه عشرات المصادر. (¬3) هو محمد بن نصر بن صغير بن خالد، أبو عبد اللَّه القيسراني، الشاعر، صاحب الديوان. توفي أيضاً في سنة 548 هـ، وكان منافساً لابن منير. انظر عنه في: تاريخ ابن أبي الهيجاء 228، 229، وتاريخ الإسلام (وفيات 548 هـ) 333 - 337 رقم 472 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) ما بين القوسين ليس في "أ"، وهو "سَرخاك" والي بُصرَى، كما في ذيل تاريخ دمشق 311 و 314 و 316 و 319 و 346، وكتاب الروضتين ج 1 ق 1/ 286، ومفرّج الكروب 1/ 13 وفيه: "فارس الدولة صرخيك " قُتل سنة 550 هـ. (¬5) زبدة الحلب 2/ 308، ذيل تاريخ دمشق 338 - 342، تاريخ ابن أبي الهيجاء 239، الدرّة المضيّة 569، تاريخ الإسلام (حوادث 552 هـ) 16. (¬6) في "أ": "محمد". (¬7) من"ب". (¬8) انفرد المؤلف بهذا الخبر. وقارن بالكامل 9/ 456 (حوادث سنة 577 هـ)، وفي الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 1/ 121 اسمه "محمود".

سنة ثلاث وخمسين وخمس ماية

وفيها تسلّم نور الدين شَيزَر (¬1). * * * (وفيها توفي صلاح الدين صاحب حمص (¬2)، ومَلَك ولده. * * * وفيها نزلت الفرنج على شَيْزَر) (¬3) وسبوا أهلها (وأسروا) (¬4) وقتلوا/ 216/ خلقاً عظيماً. وكان متولّي شَيْزَر مجد الدين أبو بكر ابن الداية (¬5). * * * وفيها سلّم نور الدين إلى أخيه نصرة (¬6) الدين حرّان (¬7). سنة ثلاث وخمسين وخمس ماية (استولى الغُزّ) (¬8) على خُراسان ونهبوا مَرْو، وسألوا عن ذخائر سَنْجر (¬9). * * * وفيها مات صدر الدين بن عبد اللطيف الخُجَنْديّا (¬10) رئيس أصبهان ومفتيها. * * * وفيها تسلّم نور الدين مدينة حارِم (¬11). * * * وفيها خرج ملك الروم إلى الشام (¬12)، (ووصل إلى البيرة) (¬13). ¬

_ (¬1) خبر شيزر في: الكامل 9/ 238، تاريخ ابن الهيجاء 237. (¬2) ذيل تاريخ دمشق 347. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) من "ب". (¬5) هو ابن داية نور الدين. (زبدة الحلب 2/ 302 و 311) ولم أجد هذا الخبر في هذا العام. (¬6) في "أ": "نصير". (¬7) ذيل تاريخ دمشق 350. (¬8) من"ب". (¬9) المنتظم 10/ 189 (18/ 134)، الكامل 9/ 248 - 250، العبر 4/ 151، دول الإسلام 2/ 70، سير أعلام النبلاء 20/ 411، تاريخ الإسلام (حوادث 553 هـ) 20 و (حوادث 554 هـ) 23، والبداية والنهاية 12/ 237. (¬10) انظر عن (الخُجَنْدي) في: تاريخ الإسلام (وفيات 552 هـ) 98، 99 رقم 72 وفيه مصادر ترجمته. (¬11) الكامل 9/ 227 (حوادث سنة 551 هـ)، الدرّة المضية 571. (¬12) الدرّة المضيّة 571. (¬13) من "أ".

سنة أربع وخمسين وخمس ماية

وفيها تسلّم ملك الفرنج حارم، وأقام عليها اثنين وعشرين يوماً يحاصرها (¬1). * * * (وفيها تُوفّي أميرك جَنْدار (¬2). وولي ولده إسحاق) (¬3). * * * وفيها خرج الأمير تميم المعزّي (¬4) على الصالح بن رُزّيك من مدينة أسيوط، فأنفذ إليه عسكراً فقتلوه (¬5). سنة أربع وخمسين وخمس ماية مات شرف الدولة ابن صَدَقة (¬6). * * * و(فيها) (¬7) وصل زين الدين عليّ، وجمال الدين إلى دمشق (¬8). * * * وفيها وصل نُصرة (¬9) الدين إلى قلعة جَعْبَر، (نزل بالغروب يريد العبور، وعبر بعض عسكره) (¬10). (ثم وصل إلى حرّان) (¬11). * * * ¬

_ (¬1) تاريخ السرياني 3/ 307. (¬2) جندار= جاندار، لفظ مركّب من: "جان" التركية، وهي بمعنى: روح، و"دار" الفارسية بمعنى: مالك أو صاحب. وأمير جاندار: لقب موظّف من العصر الأيوبي، مهمّته تنظيم دخول الأمراء على السلطان وتقديم البريد له مع الدوادار. يعمل بإمرته صنف مع العسكر يُعرفون باسم: بردادارية، أو جاندارية. وانظر عن "أميرك جَندار" في الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 78، والكامل 9/ 267 وهو توفي سنة 554 هـ. (¬3) ما بين القوسين من "أ". (¬4) في "أ": "المصري"، وفي "ب": "المعوي". (¬5) أخبار مصر 2/ 95 (حوادث سنة 550 هـ)، الدرّة المضيّة 571. (¬6) لم أجده. (¬7) من "ب". (¬8) لم أجد هذا الخبر. (¬9) في "أ": "نصير". (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". والخبر لم أجده. (¬11) ما بين القوسين من "ب"، ولم أجد هذا الخبر.

سنة خمس وخمسين وخمس ماية

وفيها وصلت عساكر المسلمين إلى (نور الدين، ووصل إلى خدمته) (¬1) قُطْب الدين علي كُوجُك، وداود بن أُرتُق، ونزلوا بالنُقْرة (¬2). / 217/ وراسل نور الدين لملك الروم (¬3)، وتقرّر الصُلح على أن يطلق نور الدين الملك الروم) (¬4) ابن أخت ملك القدس وثلاثين فارساً، وأن يحمل ملك الروم إلى نور الدين ستين ألف دينار (¬5)، وفرجيّة لؤلؤ، وسبع ماية أسير، ومايتي ثوب أطلس. ورحل ملك الروم (¬6). * * * وفيها تسلّم نور الدين من نُصرة الدين حرّان (¬7). * * * وفيها تسلّم نور الدين (من) (¬8) إسحاق بن مبارك الجَنْدار الرَّقَّة (¬9). * * * وفيها خرج على الصالح بن رُزّيك وزير مصر طَرْخان سَلِيط (¬10) من الإسكندرية، فظفر به الصالح وصلبه على باب زُوَيْلَة ونَشَّبَه (¬11). سنة خمس وخمسين وخمس ماية فُوّض الأمر بدمشق إلى القاضي كمال الدين ابن الشهرزوريّ (¬12). * * * ¬

_ (¬1) في "أ": "وصلت عساكر المسلمين إلى خدمة قطب الدين"، وما بين القوسين من "ب ". (¬2) ذيل تاريخ دمشق 358. (¬3) في "ب": "لملك الفرنج"، وهو "مانويل الأول كومنين". مات سنة 576 هـ/ 1180 م. (¬4) من "ب". (¬5) في " أ":"دينارا". (¬6) هذه المعلومة ينفرد بها المؤلّف. (¬7) ذيل تاريخ دمشق 358، ذيل الروضتين 1/ 305، 306، الكامل 9/ 266، 267، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 232 تاريخ الإسلام (حوادث 554 هـ) 25، 26، سير أعلام 10/ 411، عيون التواريخ 12/ 17. (¬8) من "ب". (¬9) لم أعرف من هو إسحاق بن مبارك، والمرجّح أنه "إسحاق بن أميرك الجندار". وانظر: زبدة الحلب 2/ 310، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 56 و 78، ومفرّج الكروب 1/ 131. (¬10) المنعوت بعزّ الدين، وهو مذكور في: النُّكَت العصرية لعمارة اليمني 46. (¬11) قارن بالدرّ المطلوب 15، ونهاية الأرب 28/ 321، واتعاظ الحنفا 3/ 236 و 238. (¬12) ذيل تاريخ دمشق 359، زبدة الحلب 2/ 312.

وفيها مات المقتفي (¬1). وكانت خلافته ثلاثاً وعشرين سنة وشهراً. وخلف المستنجد (¬2). * * * ثم غرقت بغداد، (ووصل الماء إلى قبلة جامع بغداد، وتساقطت جميع العمارة، وفار الماء من البلاليع (¬3). * * * وفيها سلّم نور الدين رَعبَان (¬4) وبَهَسْنَا (¬5). * * * وفيها توفي السلطان [محمد] شاه [بن محمود] (¬6). * * * وفيها أخرج قُطب الدين صاحب الموصل سليمان شاه من الحبس لما سمع بموت أخيه، وعمل له بَرْكاً، وسيّره، واستحلفه على ما يريد) (¬7) (¬8). ¬

_ (¬1) انظر عن (المقتفي) في: الكامل 9/ 270، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 555 هـ) 29 و (وفيات 555 هـ)، 171 - 175 رقم 173 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) الكامل 9/ 271، 272. (¬3) المنتظم 10/ 190 (18/ 135)، الكامل 9/ 263، 264، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 232، نهاية الأرب 23/ 293، تاريخ السرياني 316، تاريخ الإسلام (حوادث 554 هـ) 24، الكواكب الدرّية 157، النجوم الزاهرة 5/ 329، شذرات الذهب 4/ 169. (¬4) في "أ": "رعيان". والتصحيح من: معجم البلدان 3/ 51 وفيه بفتح أوله وسكون ثانيه، وباء موحّدة وآخره نون. مدينة بالثغور بين حلب وسُمَيساط قرب الفرات معدودة في العواصم، وهي قلعة تحت جبل. (¬5) في "أ": "بهنسة" وهو غلط، والصحيح ما أثبتناه: بَهَسْنا: بفتحتين وسكون السين، ونون، وألِف. قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسُمَيساط، ورستاقها هو رستاق كيسوم. وهي في أيام المؤلف من أعمال حلب. (معجم البلدان 1/ 516). (¬6) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للضرورة. وهو محمد بن محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي، توفي سنة 554 هـ. انظر عنه في: تاريخ دولة آل سلجوق 262، 263، ومنتخب الزمان 240، والدرّة المضيّة 572، والكامل 9/ 265، 266، وتاريخ الإسلام (وفيات 554 هـ) 153 رقم 145، ونهاية الأرب 23/ 293، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 190 ب. (¬7) التاريخ الباهر 115، الكامل 9/ 276، المنتظم 10/ 196 (18/ 142، 143)، تاريخ الإسلام (حوادث 555 هـ). 30، العبر 4/ 156، سير أعلام النبلاء 20/ 415، تاريخ ابن الوردي 2/ 62، منتخب الزمان 240. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة ست وخمسين وخمس ماية

/ 218/ سنة ست وخمسين وخمس ماية فتح عبد المؤمن مدينة المَرِيّة، وقتل من الفرنج ما لا يُحصَى (¬1). * * * وفيها هَمَّ الركن (¬2) بحصار بغداد، فأمر المستنجد وزيرَه عونَ الدّين ابن هُبَيرة أن يكتب إلى ملك الخَزَر بأن يخرج إلى (صاحب) (¬3) مدينة دُون (¬4) المسمّاة بدَبِيل (¬5)، فخرج وفتحها عَنْوةَ، وقتل عالماً من المسلمين ورجع (¬6). * * * وفيها قُتل (الصالح طلائع) (¬7) بن رُزيك، الوزير بمصر (¬8). وكانت عمّة الخليفة قد كمنت له في دِهليز باب (القصر) (¬9) الذهب عدّة رجال من السودان، فاختبأوا (¬10) في حُجرةِ في دِهليز القصر، (وردّ واحد منهم طرف الضَّبّة) (¬11) فتغلّقت (¬12)، ولم يشعر. فلما سلّم الصالح وخرج وثب إليه رجلان، فقال له الحسين الواسطة: يا طلائع جاءوك. فصاح عليهم، فضربه رجل منهم يُعرف بابن الراعي ضربتين، ورمى (¬13) أمير يُعرف بابن الزَّبَد (¬14) نفسه عليه، فمشى السودان على ظهره، ودخل (¬15) الأمراء خلّصوه، فنزل وشدّوا جراحه (¬16). فتطلّعت ستّ ¬

_ (¬1) تقدّم هذا الخبر في حوادث سنة 552 هـ. (¬2) هكذا في النسختين، ولم أتبين من هو الركن. (¬3) من "ب". (¬4) دُون: بضمّ أوله وآخره نون، فرية من أعمال دينور. (معجم البلدان 2/ 490). (¬5) دَبِيل: بفتح أوله، وكسر ثانيه. مدينة بأرمينية تتاخم أرّان. (معجم البلدان 2/ 438، 439). (¬6) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. وفي الكامل: كان فتح دون في السنة التالية 557 هـ. (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) انظر عن (طلائع بن رزّيك) في: الكامل 9/ 284، وتاريخ الإسلام (حوادث 556 هـ) ص 34، و (وفيات 556 هـ) 196 - 200 رقم 202 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) من "ب". (¬10) في النسختين: "فاختبوا". (¬11) ما بين القوسين من "ب". (¬12) في النسختين: "فتعلقت". (¬13) في "أ": "وارمي". (¬14) في "ب": "الرند". وهو الأمير المكرّم علي الزبَد. انظر عنه في: النُّكَت العصرية 35 و 114، 145، واتعاظ الحنفا 3/ 247. (¬15) في "ب ": "ووصل". (¬16) أخبار الدول المنقطعة 112، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 192، الدرّ المطلوب 16 (سنة 557 هـ).

القصور رأته (¬1) راكباً، فقالت: رُحنا (¬2). فبقي ليلة ومات. (ودُفن في دار الوزارة. وكانت مدّة وزارته (¬3) أربع سنين/ 219/ وستّ (¬4) شهور، وعشرة أيام) (¬5). وقام مقامه ولدُه رُزّيك. فلما استقلّ بالأمر بعث وطلب العمّة من أهل القصر، فسُلّمت إليه، فخنقها بمنديل روميّ قدّامه (¬6). ورثاه العرقلة بقصيدةِ من جُملتها: ناعي ابن رُزّيك لا حُيّيت من ناعي ... ولا برحت بأرضِ غير جعجاجِ (لا نجحت بكم في الأرض ناجحة ... ولارعيتم يا بَني الراعي) (¬7) وكانت سيرة وزارته (¬8) أحسن السِّيَر (بمصر) (¬9). وكان فاضلاً، شجاعاً, كريماً، شاعراً. * * * وفيها تسلّم نور الدين من سيف الدين (ابن) (¬10) مجاهد الدين (بن نزار) (¬11) صرخد (¬12). * * * وفيها حجّ أسد الدين شيركوه (¬13). * * * ¬

_ (¬1) في "ب": "انه راكباً". (¬2) في "ب": "ترحنا". (¬3) في "أ": "قدراته". (¬4) الصواب: "وستة". (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) الدرّ المطلوب 19 (سنة 557 هـ). (¬7) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬8) في "أ": "وزراته"، وفي "ب": "وزرايه". (¬9) من "ب". (¬10) من "ب". (¬11) هكذا في "ب"، وفي ذيل تاريخ دمشق 359 "مجاهد الدين بزان بن مامين أحد مقدّمي أمراء الأكراد"، وفي الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن وفلسطين) ص 58 اسمه "محمد"، وفي اتعاظ الحنفا 3/ 278 "سيف الدين محمد بن يرجوان صاحب صرخد". (¬12) الأعلاق الخطيرة 58 (حوادث سنة 555 هـ). (¬13) لم أجد هذا الخبر.

سنة سبع خمسين وخمسماية

وفيها أغار (¬1) ملك الفرنج على عين تاب، وأخذ من التُرْك خلقاً عظيماً، وعاد يريد أنطاكية، فوصل مجد الدين ومعه عسكر حلب، فكسر الفرنج وأسر ملكهم ابرنس أرناط (¬2)، وخفص جميع ما أخذ. ولم يدخل أنطاكية من الفرنج إلّا القليل (¬3). سنة سبع خمسين وخمسماية / 220/ مات ذو النّون (¬4) صاحب مَلَطيّة. * * * (وفيها مات الخادم القصي) (¬5). سنة ثمان وخمسين وخمس ماية خرج شاوَر على رُزّيك بن الصالح، فأرسل إليه عز الدين حسام، فنزل على دجوة (¬6) عند صلاة الظهر (وأصبح) (¬7) فلم يبق معه أحد، فرجع. وأمّا رُزّيك فإنه خرج من القاهرة مع عمّه فارس المسلمين (¬8)، وسيف الدين حسين (¬9)، فردّهما (¬10) واستجار برجلٍ من العرب يُعرف بابن الفَيْض (¬11)، فأنزله، عنده ووشى به إلى شاوَر، وأن شاوَر قال له: ويلك، قد كان لهم إليك سابقة خير، فما دعاك إلى تسليمه إلينا؟ ¬

_ (¬1) في "أ": "غار". (¬2) في "أ": "ارباط"، وفي "ب": "ارياط"، وهو تعريب"رينالد" Rinald. (¬3) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. وعنه ينقل"ابن الفرات" في تاريخه، ورقة 147 ب. انظر تعليق "كلود كاهن" على: البستان 134 بالحاشية 3. (¬4) "هو ذو النون بن محمد بن دانشمند. توفي بعد سنة 568 هـ. انظر: الكامل 383، 384. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". ولم أعرف من هو "الخادم القصي"، ولعلّه "الخصيّ". (¬6) هكذا في النسختين، ولعلّها "دجوى" من أعمال القليوبية بمصر. (الانتصار لواسطة عقد الأمصار 5/ 48). (¬7) من "ب". (¬8) هو بدر الدين بن رُزّيك. (النُّكَت العصرية 35). (¬9) هو مجد الإسلام، ولد وصهر رُزّيك بن الصالح. (النُّكَت 35). (¬10) في "ب": "فتحركهما". (¬11) في "أ": "البيض". وفي أخبار الدول المنقطعة 113 "منيل بن النيص" وفي وفيات الأعيان 2/ 529: "سليمان"، وقيل: يعقوب بن النيص اللخمي"، وفي اتعاظ الحنفا 3/ 258 "سليمان بن الغيض".

وأمر أبا الهيجاء (¬1) والي القاهرة فضرب عُنق البدويّ (الذي وشى به) (¬2). وصدق شاوَر، (فإنه) (¬3) قد كان لهم عليه مِنَن وصنائع، فمسكه وسلّمه لغلام لشاوَر، فأحضره إلى شاوَر فاعتقله عنده، ودخل عليه ولده المسمّى بطيء (فقتله (¬4). ومَلَك شاوَر تسعة أشهر (¬5). ثم إنّ صاحب بابه المُسمَّى) (¬6) بضِرغام خرج عليه لطلب الوزارة، وأخرجه من القاهرة هارباً (¬7)، فأحضر ولده طيّ إلى ضِرغام، فلعب عليه في دار سعيد السُّعداء (¬8). * * * وفيها استدعى (¬9) الضِّرغام الوزير أمراء مصر وأوهمهم أنه يخلع عليهم، وكان عدّتهم أربعين أميراً،/ 221/ فضرب رقابهم، وخرّب ديارهم، وهتك حريمهم (¬10). * * * وفيها خرج الخلواص (¬11) أحد الأمراء "طالباً للوزارة من الإسكندرية، وكان والياً عليها، فظفر به الضِّرغام الوزير فأركبه جملاً وطوّف (¬12) به، ثم صلبه على باب زُوَيلة، ونشّبه (¬13). * * * ¬

_ (¬1) يرِد في (النُّكَت العصرية 42): "الأمير سيف الدين حسين بن أبي الهيجاء، صهر الصالح طلائع بن رُزّيك". (¬2) من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) أخبار الدول المنقطعة 113، الدرّ المطلوب 25، النكت العصرية 127 - 129، اتعاظ الحنفا 3/ 262. (¬5) في أخبار الدول المنقطعة 114، "ستة أشهر". (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) إلى هنا قارن بالتاريخ الصالحي 2/ ورقة 193 ب. (¬8) الخبر بتفاصيله ينفرد به المؤلف. (¬9) في "أ":"فاستدعا". (¬10) هذه الرواية ينفرد بها المؤلف. (¬11) في "أ": كُتبت محيّرة بين: "الخلواص" و"الخواص"، وهو في "النكت العصرية 242": الأمير الظهير مرتفع الخواص (بالمتن) وبالحاشية رقم (1): الجلواز والحلواص. وانظر: اتعاظ الحنفا 3/ 262 و 264 وفيه: "مرتفع بن مجلي المعروف بالخلواص"، وقتل في سنة 559 هـ. (¬12) في "ب": "وطوق". (¬13) ينفرد المؤلف بهذا الخبر.

سنة تسع وخمسين وخمس ماية

وفيها تُوفّي (¬1) عبد المؤمن صاحب المغرب (¬2). * * * وفيها راح نُصرة الدين إلى عند ملك الفرنج من عند قليج رسلان، ورجع إلى أخيه نور الدين محمود (¬3). * * * وفيها وصل غازي من عند نور الدين (¬4). * * * (وفي هذه السنة دخل شاور دمشق يستنصر الشهيدَ نور الدين محمود بن زنكي) (¬5) (¬6). سنة تسع وخمسين وخمس ماية توّجه أسد الدين شيركوه إلى مصر مع شاور بعساكر الشام، والسلطان يومئذٍ نور الدين محمود، فملك مصر، وقتل الضِرغام (¬7). ثم غدر (¬8) شاور بأسد الدين، وكاتب (¬9) الفرنج (ومَنّاهم بكلّ أمر، فأتاه ملك الفرنج) (¬10) بسائر عسكره وأهل الساحل، فخرج أسد الدين إلى بِلْبيس، فحاصرته الفرنج (بها) (¬11) سنة، وهو لا يسأل (¬12) عنهم (¬13). ¬

_ (¬1) في النسختين: "ظهر". والتصحيح من المصادر. (¬2) انظر عن (عبد المؤمن) في: الكامل 9/ 299، 300، ونهاية الأرب 24/ 321، 322، وتاريخ الإسلام (551 - 560 هـ) ص 252 رقم 280 وفيه مصادر أخرى. (¬3) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. وفي الكامل 9/ 321 خبر الوحشة بين نور الدين محمود وقلج أرسلان. (¬4) لم أجد هذا الخبر. (¬5) أخبار الدول المنقطعة 114، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 193 ب، النوادر السلطانية 30، سنا البرق الشامي 19، مفرّج الكروب 1/ 137. (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬7) زبدة الحلب 2/ 316، 317، أخبار الدول المنقطعة 114، الكامل 9/ 306، نهاية الأرب 28/ 332، 333، الدرّ المطلوب 26، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 559 هـ) 39، دول الإسلام 2/ 73، العبر 4/ 167، المختصر في أخبار البشر 3/ 41، تاريخ مختصر الدول 212، الكواكب الدرّية 164، البداية والنهاية 12/ 247، 248، التاريخ الصالحي 2/ 193 ب. (¬8) في "ب": "ثم عاد". (¬9) في "ب": "وكانت". (¬10) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬11) من "أ". (¬12) في "ب": "يسل". (¬13) زبدة الحلب 2/ 317، وفيه أن الحصار استمر ثلاثة أشهر، وانظر: أخبار الدول المنقطعة 115، والدرّ المطلوب 26، 27، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 194 أ (حوادث 558 هـ).

وقتل بها سيف الدين بن بُزان (¬1) مجاهد الدين (¬2). * * * ثم إنّه بحسن الاتفاق وسعادة البخت نُصِر عليهم (¬3). * * * / 222/ وفي هذه السنة كسرت الفرنج لنور الدين على البُقَيعة (¬4) تحت حصن الأكراد بكبسة (¬5)، وقُتل الأمير عزيز بن مظفَّر الكردي وجماعة أمراء (¬6). * * * وفيها وصل عسكر الموصل فنزل على حارِم مع نور الدين، وحاصروا حارم، ووصل نُصرة (¬7) الدين إلى أخيه (¬8). * * * وفيها كسر (¬9) عسكر نور الدين للفرنج على حارم، وقتل وأسر منهم ثلاثين ألف إنسان، وأخذ جميع ملوكهم، وأخذ حارم وبانياس (¬10). * * * ¬

_ (¬1) في "أ":"بزوان". (¬2) انظر ذيل تاريخ دمشق 359 (حوادث سنة 555 هـ)، واتعاظ الحنفا 3/ 278. (¬3) هكذا ورد هذا الخبر، والمراد به هو أسد الدين شيركوه. (¬4) البُقَيعة: بضم الباء الموحّدة، تصغير البُقعة، وهو منبسط بين عكار وحصن الأكراد. (¬5) في "أ": "بكنسه". (¬6) زبدة الحلب 2/ 312 - 314، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 339، نثر الجمان 1/ ورقة 47 أ. (¬7) في "ب": "ناصر". (¬8) الكامل 9/ 293، التاريخ الباهر 116، الروضتين ج 1 ق 1/ 317. (¬9) في "أ":"كُسر" بضم الكاف، وهو غلط. (¬10) خبر حارم في: التاريخ الباهر 122 - 126، والكامل 9/ 308 - 310، وتاريخ الزمان 186، وزبدة الحلب 2/ 319، والحروب الصليبية لوليم الصوري 4/ 32، 33، والروضتين ج 1 ق 2/ 329 - 332،، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 247، 248، وسنا البرق الشامي لقوام الدين الفتح بن علي البنداري (وهو مختصر البرق الشامي للعماد الأصفهاني) تحقيق د. رمضان ششن - بيروت 1971 - ق 1/ 61، 62، وتاريخ إربل 1/ 273 (حوادث 558 هـ) ومفرّج الكروب 1/ 144، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 1194، والدرّ المطلوب 32، 33، والمختصر في أخبار البشر 3/ 41، وسير أعلام النبلاء 20/ 415، والعبر 4/ 126، ودول الإسلام 2/ 74، وتاريخ الإسلام (551 - 560 هـ) 40، 41، وتاريخ ابن الوردي 2/ 68، ومرآة الجنان 3/ 341 والبداية والنهاية 2/ 248، ومشارع الأشواق في مصارع العشاق ومثير الغرام إلى دار الإسلام، لأبي زكريا أحمد بن إبراهيم بن محمد الدمشقي الدمياطي المشهور بابن النحاس - تحقيق إدريس محمد علي، ومحمد خالد اسطنبولي - طبعة دار البشائر الإسلامية، بيروت 1410 هـ/ 1990 م-=

سنة ستين وخمس ماية

وفيها ورد الخبر بموت عبد المؤمن (¬1). وقام بعده ولده أبو يعقوب. * * * وفيها تُوفي أبو طالب على كفرطاب (¬2). * * * وفيها شرّق نُصرة (¬3) الدين من عند (¬4) نور الدين حردان (¬5) إلى عند صاحب حصن كيفا (¬6). * * * وفيها مات جمال (¬7) الدين محمد بن علي الأصفهاني (¬8)، وهو المعروف بالمكرّم، وحُمل تابوته إلى مكة ودُفن بها. * * * وفيها مات عون الدين بن هُبَيرة (¬9). سنة ستين وخمس ماية فيها ركب شهاب الدين صاحب قلعة جَعْبَر نصف الليل يريد الصيد بالشام، فأصبح بأرضٍ يقال لها النورة، فخرج عليه سابق الدين/ 223/ صاحب بالِس، وكان ¬

_ = ج 2/ 434، والإعلام والتبيين بخروج الفرنج الملاعين 28، 29، وتاريخ ابن سباط 1/ 115 وتاريخ ابن الفرات ج 8 ق 1/ 79، والروض الزاهر لابن عبد الظاهر 304، ومنتخب الزمان 2/ 303. (¬1) تقدّمت وفاته. (¬2) لم أجد هذا الخبر، ولم أعرف من هو أبو طالب. ولعلّه عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر، أبا طالب الحلبي ويُعرف بابن العجمي الفقيه. توفي سنة 561 هـ، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 561 هـ). ص 84، 85 رقم 20 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) في "ب": "ناصر". (¬4) في "أ": "من عمّه، وفي "ب": "من عبد"، والمثبت من مرآة الزمان 8/ 252، وتاريخ ابن الفرات 3/ ورقة 193 أ-195 ب، نقلاً عن تعليق كلود كاهن في البستان 135 بالحاشية 3. (¬5) في "ب": "جرجان". (¬6) انظر الحاشية الأسبق. (¬7) في "أ": "كمال". (¬8) انظر عن (الأصفهاني) في: تاريخ الإسلام (وفيات 559 هـ) 291 - 293 رقم 321 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) انظر عن (ابن هُبَيرة) في: الكامل 5/ 323، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 560 هـ) ص 328 - 334 رقم 37 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

مالك قد فرّق عساكره، فانهزم (إلى آخر الليل ونزل ببعض بيوت التركمان، فأخذ منهم فرساً) (¬1)، وترك سيفه رهناً (عندهم) (¬2). وركب معه بعض (¬3) التركمان إلى أن أوصلوه (¬4) إلى الرصافة، وأخذ معه من أهل الرصافة خفيراً (¬5)، فوصل إلى القلعة ووصل سابق الدين إليه وبات عنده في القلعة، وقدم له بُكرة حصاناً، وإكديش (¬6)، وثياب عِتّابي (¬7)، وفروة سنجاب، وقدّم له شهاب الدين مالك فرساً أدهماً (¬8)، وخمس خِلَع، وطلب منه قرية يقال لها عتكين (¬9)، فوهبها له، ومضى سابق الدين (¬10). * * * وفيها تولّى نُصرة (¬11) الدين بحصن كيفا (¬12). * * * وفيها باع نور الدين البرِنْس صاحب أنطاكية بماية ألف دينار، وخمس ماية أسير (¬13). * * * وفيها تسلّم نور الدين حمص من البيان (¬14) وسلّمها إلى غازي ابن أخيه، وسلّم الرَّقة إلى البيان (¬15)، عِوَضاً عن حمص (¬16). * * * ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من "ب". (¬2) من "ب". (¬3) في "أ": "بعد". (¬4) في "ب": "وصلوه". (¬5) في "أ": "خفرا". (¬6) الصواب: "وإكديشاً". (¬7) الصواب: "وثياباً عتابية". والعتّابية هي المخطَّطة. (¬8) في "أ": "ادهم". (¬9) في "أ":"عكين". (¬10) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬11) في "أ": "توفي ناصر". (¬12) لم أجد هذا الخبر. وسابق الدين هو: عثمان بن محمد بن نوشتكين المشهور بابن الداية. توفي سنة 592 هـ. (ذيل الروضتين 10، الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 2/ 21). (¬13) لم أجد هذا الخبر. (¬14) في "أ": "التان". (¬15) في "أ": "التان". (¬16) الخبر في تاريخ ابن الفرات 3/ ورقة 201 ب، حسب تعليق كلود كاهن في البستان 135 بالحاشية 12.

سنة إحدى وستين وخمس ماية

وفيها عصى أهل الرصافة على مالك (¬1) صاحب قلعة جعبر، وكان مقدّمهم سليمان بن قطن (¬2). سنة إحدى وستين وخمس ماية فيها تُوفي سيف الدين أخو نور الدين (¬3). * * * وفيها تُوفّي البراوشي (¬4) / 224/ صاحب حرّان، وتسلّمها علي كُجُك (¬5). * * * وفيها تسلّم تور الدين حمص (¬6). * * * (وفيها تسلّم قليج رسلان من نور الدين في بَهَسْنا (¬7) ومَرْعَش) (¬8). * * * وفيها تسلّم نور الدين الرَّقّة من البيان (¬9). * * * وفيها كان قِران. * * * وغيّرت (¬10) الإسماعيلية مذهبهم، وشربوا الخمور، واستحلّوا أولادهم، وشربوا في شهر رمضان ليلاً ونهاراً، ولبس (¬11) الرجال منهم المقانع الصُّفْر (¬12) وتعصّبوا ¬

_ (¬1) في "أ": "ملك". (¬2) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬3) لم أجد هذا الخبر. (¬4) هكذا في "أ" وفي "ب": "الراوسي". ولم أتحقّق أيهما الصواب. (¬5) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬6) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬7) في "أ": "بهنسا" وهو غلط. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". ولم أجد هذا الخبر. ويُراجَع: الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 2/ 117، وتاريخ ابن الفرات 3/ ورقة 210 ب، وفيه "قيسون" بدل مرعش. حسب تعليق كلود كاهن في البستان 136 بالحاشية 4. (¬9) لم أعرف من هو "البيان" لعدم وجود هذا الخبر في المصادر. (¬10) في "ب": "وغزت". (¬11) في "أ": "ولبسوا". (¬12) في "أ": "مقانع صفر".

سنة اثنين وستين وخمس ماية

(ومشوا) (¬1)، وسمّوا أرواحهم الصفاة، وخرّبوا (¬2) المساجد والجوامع وقلاعهم، وبطلّوا الأذان والصلاة (¬3). * * * سنة اثنين (¬4) وستين وخمس ماية فتح نور الدين المُنَيْطِرة (¬5)، وأخذ منها أسارى (¬6). * * * وفيها طلع (أسد الدين) (¬7) شيركوه إلى ديار مصر، وأرسل شاور خلف الفرنج وأعطاهم في كل مرحلة ألفي دينار، فسبق أسد الدين فعدّى (¬8) نقب أيْلة، ووصل إلى الديار المصرية، واتفق عليه (¬9) المصريّون والفرنج وضبطوا عليه (¬10) الطُّرُق، فجاءه رجل يُعرف بابن قلاوز (¬11)، وسلك به وادي الغزلان إلى إطْفيح (¬12)، فنزل الجيزة، وجاءت الفرنجية والمصريون إلى مصر وتقاتلوا/ 225/ أياماً (¬13). ثم إنّ أسد الدين بعث سريّة مع ابن بَهرام إلى المحلّة، فاجتمع عليهم العرب ¬

_ (¬1) من"أ". (¬2) في "ب": "وحرقوا". (¬3) قارن بزبدة الحلب 3/ 31 - 34 (حوادث سنة 572 هـ). (¬4) الصواب: "اثنتين". (¬5) المُنَيْطرة: حصن بجبل المنيطرة، بين جبيل وبعلبك. وانظر خبر المنيطرة في: زبدة الحلب 2/ 322، ومفرّج الكروب 1/ 148، والكامل 9/ 325، وتاريخ دمشق لابن عساكر 57/ 120، والإعلام والتبيين 29، والوافي بالوفيات 25/ 208، ونثر الجمان 1/ ورقة 61 ب، والتاريخ الباهر 131، والنوادر السلطانية لابن شداد 38، والمُغرب في حُلَى المغرب لابن سعيد 139، ووفيات الأعيان 7/ 147، والروضتين ج 1 ق 2/ 360، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 269، والكواكب الدريّة 169، وتاريخ ابن سباط 1/ 117، ولبنان من السقوط بين الصليبيين حتى التحرير (تأليفنا) القسم السياسي 95، ومنتخب الزمان 2/ 304 وفيه أن حصن المنيطرة ببلاد الجرد قريب من كسروان. (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬7) من "أ". (¬8) في "أ" " تعدّى" ومثله في "ب". (¬9) في "أ": "عليها". (¬10) في "أ": "عليها". (¬11) في "ب":"قلاون"، ولم أجده لأتحقق صحّته. (¬12) في "أ": "الطفيح" والمثبت من "ب" وهو بكسر أوله، وكسر الفاء وياء ساكنة، وحاء مهملة. بلد بالصعيد الأدنى من أرض مصر على شاطئ النيل في شرقيه. (معجم البلدان 1/ 218). (¬13) أخبار الدول المنقطعة 115، والكامل 9/ 327.

وبعض عسكر مصر، ومايتا قنطارية (¬1) من الإفرنج، قتلوا جميع المسلمين بجزيرة إبيار (¬2)، وعملوا من مصر جسراً بمراكب إلى الجزيرة (¬3). ورحل أسد الدين إلى الفيّوم، ثم صعد إلى أن وصل إلى دَلجة (¬4)، ثم إلى البابَين (¬5)، فتواقع العسكران (¬6)، فكان أول النهار للفرنج (¬7)، فانهزم الجاوُلي (¬8)، وخُطلُبا بن موسى (¬9) إلى الإسكندرية. ثم إن اللَّه تعالى نظر إلى المسلمين وفتح بالنصر من الظهر، فلم يزل الغُزَّ بالطعن والضرب في أقفية الفرنج والمصريّين إلى الليل، وقتلوا عالماً كثيراً لا يُحصَى عددهم (¬10) وغرق [منهم] (¬11) أكثر من ذلك، وأسر ما لا يُحصَى (عدده) (¬12)، (وأُخِذ من الياروقية جماعة) (¬13). وقُتل صاحب قيساريّة وغيره، وهلك منهم في المنهى خلق كثير. ثم مضت الأسرى والطلائع (¬14) والرؤوس إلى (ثغر) (¬15) الإسكندرية، (حرسه اللَّه) (¬16). (ثم إن اللَّه عزّ وجلّ نظر إلى المسلمين حماها الله عزّ وجلّ) (¬17). فخرجوا للقائهم، وكان ذلك (اليوم) (¬18) يوم عيدٍ عندهم. ¬

_ (¬1) القنطارية: عصا الرمح أو الحربة. (¬2) إبيار: قرية بجزيرة بني نصر بين مصر والإسكندرية، وكانت هذه الجزيرة تشغل القسم الغربي من مراكز كفر الزّيات وتلا ومنوف. (القاموس الجغرافي لمحمد رمزي ق 2 ج 2/ 119 و 332). (¬3) الدرّ المطلوب 31، 32. (¬4) في النُكَت العصرية لعُمارة اليمني 117 "ولجة". (¬5) البابَين: قرية كانت تقع في الجنوب من مدينة المنيا. انظر: زبدة الحلب 2/ 323، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 194 أ. (¬6) في "أ": "العسكر". (¬7) أخبار الدول المنقطعة 115. (¬8) لعلّه: الجاولي مقدّم الطائفة الأسديّة، وهو من أمراء الناصر صلاح الدين الأيوبي. انظر: الكامل 9/ 417 وفهرس الأعلام 10/ 148. (¬9) لم أجد له ترجمة. (¬10) في "أ": "عدده". (¬11) من "ب". (¬12) من"ب". (¬13) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬14) في "ب": "ثم مضى بالإسراء والقلايع". (¬15) من "أ". (¬16) من "أ". (¬17) ما بين القوسين من "ب". (¬18) من "ب".

ثم إنّ أسد الدين سلّم إلى أهل (ثغر الإسكندرية) (¬1) ابن أخيه صلاح الدين (¬2)، رحمة الله عليه، وجماعة غير مجرّحين، ثم نقل/ 226/ العسكر ورجع إلى الصعيد (¬3) (وأخذ قُوص. وأمّا شاور فإنه رجع بجميع العسكر المصري) (¬4) وأخذ الفرنج ونزل على الإسكندرية يحاصرها (¬5). وكان الوالي نجم الدين ابن مصَال (¬6)، والحاكم الأشرف ابن الحَباب (¬7)، والفقيه ابن عوف (¬8)، والناظر الرشيد بن الزُّبَير، فتشاوروا وأحضروا جميع القبائل، واتفقوا على أنهم لا يسلمون نزيلاً لهم ولو كان كافراً، وتحالفوا، وأخرجوا العدّة والمال والميرة والرجال، وأربعة وعشرين (¬9) ألف قوس زنبورك (¬10) وغير ذلك، وحملتهم الحميّة (في دين الله عزّ وجلّ) (¬11)، فوقف شاور إليهم من خارج السور (¬12) وقال: لا تفعلوا، سلّموا الغُزّ إليّ (¬13) وصلاح الدين، وأخفي لكم المكس، وأعطي لكم الخُمس، وأضع عنكم الخراج. فقالوا: مَعاذ اللَّه أن نسلّم المسلمين إلى الفرنج والإسماعيلية، هذا ما لا يكون أبداً (¬14). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) الكامل 9/ 329. (¬3) أخبار الدول المنقطعة 115. (¬4) ما بين القوسين من "ب". (¬5) زبدة الحلب 2/ 324، أخبار الدول المنقطعة 115، النُكَت العصرية 136، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 1194، الدرّ المطلوب 28، 29، الكامل 9/ 329. (¬6) هو الأمير المفضّل أبو محمد بن مَصَال، كان ببعلبك في سنة 570 هـ. ذكره العماد الأصفهاني في خريدة القصر. وهو في: النُكَت العصرية 216 و 228 و 259 و 397، ووقع في: الدرّ المطلوب 32 "نجم الدين ابن فضل". (¬7) هو أبو المعالى عبد العزيز بن الحسين بن الحَباب السعدي. انظر: النكت العصرية 34 و 252 ووقع في: الدرّ المطلوب 32 "ابن الخشاب" وهو غلط لم يتنبّه إليه الدكتور صلاح الدين المنجد في تحقيقه. وانظر اتعاظ الحنفا 3/ 283 و 286. (¬8) يُلقب بالضياء. (الدرّ المطلوب 32). (¬9) في "أ": "وأربعة وعشرون". (¬10) زنبورك: آلة حربية على هيئة المدفع أو المنجنيق، كانت ترمى بواسطتها السهام عن بُعْد. (¬11) ما بين القوسين من "ب". (¬12) في "أ":"الصور". (¬13) في "ب": "سلموا العوالى". (¬14) الدرّ المطلوب 32.

وكان ابن مَصَال (¬1) الوالي، وابن حَباب (¬2) القاضي لا يبرحان في الليل عند صلاح الدين. وجرت (أمورو) (¬3) أسباب، واتفق الصُلح بين الملك مُرّي (¬4) وبين صلاح الدين بغير علم من شاور، ورحل (شاور) (¬5) إلى عند الملك مُرّي، فنظر إلى صلاح الدين جالساً (¬6) إلى جانبه، فقال للملك/227/ في أُذُنه: سلِّمه إليّ وأعطيك كل سنة خمسين ألف دينار. فقال الملك: حلفت له بالإنجيل والمسيح (¬7). وأمّا أسد الدين شيركوه، فإنه بادر من قُوص إلى مصر فتسلّمها برضا (¬8) من أهلها، وهَمَّ بحصار القاهرة. وكان بعض رجال الفرنج بها مع ابن بارزان (¬9). فسمع شاور بالقضية، فرحل هو والملك قاصدين (¬10)، وخافوا من أسد الدين. فلما فارقوا (¬11) القاهرة رحل أسد الدين إلى بلْبيس، فأنفذ الملك إليه صلاحَ الدين وأرسل ثقله من الإسكندرية في المراكب إلى عَكا، ووصل إلى الشام. وأمّا شاور، فيُحكى (عنه) (¬12) أنه دخل إلى الإسكندرية قبل مجيئه إلى القاهرة. فاستتر منه ابن مَصَال (¬13) وابن الحَباب (¬14)، وهرب (منه) (¬15) الرشيد ابن الزُبير (¬16)، ¬

_ (¬1) في "ب": "ابن رمضان". (¬2) في "أ": "ابن حباب والقاضي"، وفي "ب": "ابن الجباب القاضي". (¬3) من "ب". (¬4) هو عموري الأول Amaury 1 ملك مملكة بيت المقدس. وانظر: الدرّ المطلوب 29. (¬5) من"ب". (¬6) في "أ": "قاعد". (¬7) هذه المعلومة ليست في المصادر. (¬8) الصواب: "برضى". (¬9) ابن بارزان: هو الاسم الذي أطلقه العرب على الأمير باليان الثاني دي إبلين زوج الملكة ماريا كومنين أرملة عموري الأول ملك بيت المقدس. (الحركة الصليبية - للدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور 2/ 812). (¬10) هكذا في النسختين. والمرجَّح لديّ أن المراد: "قاصدين الشام". (¬11) في "ب": "فلما قاربوا". (¬12) من "ب". (¬13) في "ب": "واستتر عنه ابن رمضان". (¬14) في "ب": "الجباب". (¬15) من "ب". (¬16) في "أ": "الزبير ابن الرشيد"، وفي "ب": "ابن الزبير الرشيد".

سنة ثلاث وستين وخمس ماية

ولم يظهر له إلّا الفقيه ابن عوف (قدّس اللَّه سرّه) (¬1)، فراح إلى المنارة ورجع والقبائل حوله، وصاحت العامّة إليه وقالوا: اعذُرونا يا أمير الجيوش. فقال: ما فعلتم إلّا فِعل العرب وأقمتم بذمّتكم، فاستحسن المدينة، وولّى ابن المخيلي (¬2) بالإسكندرية، وقرّر معه أن يُنفذ إليه ابن الحَباب، والرشيد بن الزُبير. فأمّا ابن الزُبير فإنّه نفّذ أخذه من دير الماء في طريق برقة من عند رُهبان، وسيّره (¬3) / 228/ وسيّر ابن الحَباب إلى القاهرة إلى شاور، فحملوا (¬4) فيه أقاربه ذهباً إلى الكامل ولد (شاور) (¬5)، فعفا عنه بعدما ضربه. وأمّا ابن الزُّبَير فإنّه بدّع به وأركبه جملاً وطوّف به عرياناً (بالقاهرة ومصر) (¬6) راكباً على الجمل على هيئة يقبحُ ذِكرُها. وبعد ذلك ضرب رقبته ورقبة ابن قلاوز. وجرت أسباب يضيق (¬7) شرحها في هذا المختصر (¬8). * * * (وفي هذه السنة احترقت الساعات بدمشق المحروسة) (¬9). سنة ثلاث وستين وخمس ماية أحرق شاور مدينة مصر مقابلة تسليمهم إيّاها لأسد الدين (¬10). * * * ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) في "ب": "المحتلي" ولم أجد له ذِكراً. (¬3) في "ب": "سبره". (¬4) الصواب: "فحمل". (¬5) من "ب". (¬6) من "ب". (¬7) في "ب": "يطول". (¬8) ينفرد المؤلّف هنا بمعلومات لا نجدها عند غيره. (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب"، وخبر الساعات في: مرآة الزمان 8/ 270. (¬10) النُكَت العصرية 80 و 124، أخبار الدولة المنقطعة 116، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 194 ب (حوادث سنة 564 هـ)، الكامل 9/ 338، التاريخ الباهر 137، 138، سنا البرق الشامي 1/ 74، المُغرِب في حُلى المغرب 95، 96، المختصر في أخبار البشر 3/ 47، تاريخ الزمان 181، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 564 هـ). 12، 13، العبر 4/ 184، دول الإسلام 2/ 77، تاريخ ابن الوردي 2/ 74، البداية والنهاية 12/ 255، تاريخ ابن الفرات مجلّد 4 ج 1/ 24، 25، تاريخ ابن سباط 1/ 120، الروضتين 391 و 432.

(وفيها خرج زين الدين عليّ كُجُك (¬1)، وهو والد مظفّر الدين صاحب إربل من الموصل غضباناً، فمكث بقلعة إربل شهوراً ومات) (¬2). * * * وفيها خرج يحيى (¬3) بن الخياط (على شاور) (¬4) طالباً للوزارة من قوص (¬5)، فلم يظفر بشيء، فراح إلى عند الفرنج هو وأمير يُعرف بابن قرحلة (¬6). ¬

_ (¬1) في الكامل: "علي بن بكتكين النائب عن قُطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل". (¬2) الكامل 9/ 333، الدرّ المطلوب 38، التاريخ الباهر 135، 136. (¬3) في "أ": "يحيا". (¬4) من "أ". (¬5) النُكَت العصريّة 35 و 78. (¬6) خبر "ابن قرحلة". في الكامل 9/ 338 (حوادث سنة 564 هـ). وفيه: "ابن فَرْجَلَة" بالمتن، و "ابن قرحلة" بالحاشية رقم (1) وهو في كتاب الروضتين 389 "ابن قرجلة"، ومثله في: سنا البرق الشامي 39، ونهاية الأرب 28/ 338، واتعاظ الحنفا 3/ 290، 293.

مبدأ ملك بني أيوب

مبدأ مُلْك بني أيّوب (¬1) سنة أربع وستين وخمس ماية ركب شهاب الدين مالك (¬2) (العقيليّ) (¬3) صاحب قلعة جَعْبَر يريد الصيد، وكانت ليلة مطر ورعد، فلقِيَه فريق من العرب، يقال (¬4) لهم بنو (¬5) هُذَيل (¬6)، فجرحوه ثلاث جراحات (¬7)، وقتلوا من أصحابه جماعة، وأخذوه وسلّموه إلى نور الدين، فبقي أيّاماً في أسره، وتقرّر بينهما/ 229/ تسليم القلعة إلى نور الدين، وعوّضه عنها سروج، وباب بُزَاعة (¬8)، وأروم الكبرى (¬9)، (والملوحيّة) (¬10)، وعشرين ألف دينار (¬11). * * * وفيها خرج الفرنج -خذلهم اللَّه- إلى ديار مصر فحاصروا القاهرة وهجموا بِلبيس، وأسروا طيء (¬12) بن شاور، وأخذوا جميع من في البلد (¬13)، واضطّر أهل ¬

_ (¬1) العنوان من النسخة "ب". (¬2) في النسختين "ملك"، والصواب "مالك"، وهو شهاب الدين مالك بن علي بن مالك. (¬3) إضافة للتوضيح. (¬4) في "ب": "فقال". (¬5) في "أ": "بنوا"، وفي "ب": "بني". (¬6) في الكامل 9/ 336 "بنو كلاب". (¬7) في "ب": "فجرحوه في ثلاثة مواضع". (¬8) في "ب": "فرغانة". وفي الروضتين ج 1 ق 2/ 387 "وباب وبزاعة". (¬9) لم أجدها في المعجم. (¬10) هكذا في "أ"، وليست في "ب"، وهي: "الملاحة" من عمل حلب، في الروضتين. (¬11) الكامل 9/ 336، التاريخ الباهر 137، 137، الروضتين ج 1 ق 2/ 386، 387، زبدة الحلب 2/ 325، تاريخ الزمان 180، تاريخ مختصر الدول 212، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 107 و 115، الدرّ المطلوب 40، المختصر في أخبار البشر 3/ 44، 45، نهاية الأرب 27/ 162، تاريخ ابن الوردي 2/ 63، تاريخ ابن خلدون 5/ 248، الكواكب الدرّية 174، تاريخ ابن سباط 1/ 119. (¬12) في النسختين: "الطارى" والتصحيح من الروضتين 431. (¬13) في "ب": "البلاد".

مصر إلى نجدة أسد الدين شيركوه (¬1)، فكتبوا إليه ومنَّوْه بكلّ أمر، فخرج وطلع إلى ديار مصر (بكلّ) (¬2) عساكر الشام، وطرد الفرنج عنهم. ثم إنّ شاور عزم على قتل أسد الدين، وشهاب الدين. وقُطب الدين، وجميع الأمارة (¬3) الكبار، فأنفذ العاضد إلى أسد الدين رقعةً فأعلمه (فيها) (¬4) بالقضيّة، فبدأ أسد الدين بشاوَر فقتله، ومَلَك ما كان بيده (¬5)، وشرّفه العاضد بِخلَع الوزارة وقلّده إياها، ومكث أربعين يوماً ومات، رحمه اللَّه (¬6). ومَلَك الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (¬7)، رحمه اللَّه. * * * (وفيها كانت وفاة أسد الدين [شيركوه] (¬8) في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة، رحمه اللَّه تعالى) (¬9). * * * (وفيها) (¬10) في شهر أيّار كثُرت الرياح والأهوية والغيوم بإربل (¬11)، وظهر في هذا الغيم تِنّين عظيم أسود، وكان يقربُ/ 230/ من الأرض ثم يرتفع، ولم تُدرَك ¬

_ (¬1) في "أ": "بن شيركوه". (¬2) من "أ". (¬3) هكذا في النسختين، والصواب:"الأمراء". (¬4) من "ب". (¬5) في "أ": "معه". (¬6) الكامل 9/ 337 - 341، التاريخ الباهر 140، النوادر السلطانية 39، 40، الروضتين ج 1 ق 2/ 397، 398، تاريخ الزمان 182، تاريخ مختصر الدول 212، سنا البرق الشامي 1/ 78، أخبار الدول المنقطعة 116، مفرّج الكروب 1/ 160 - 167، المُغرب في حلى المغرب 96، زبدة الحلب 2/ 327، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 277، 278، المختصر في أخبار البشر 3/ 45، 46، نهاية الأرب 28/ 342، 343، الدرّ المطلوب 35، تاريخ الإسلام (حوادث 564 هـ). 13، مرآة الجنان 3/ 374، البداية والنهاية 12/ 256، تاريخ ابن الفرات ج 4 ق 1/ 29 - 33، اتعاظ الحنفا 3/ 301، النجوم الزاهرة 5/ 339 و 351، 352، تاريخ الخلفاء 444، شفاء القلوب 26 - 35، تاريخ ابن سباط 1/ 121، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 232. (¬7) الكامل 9/ 343. (¬8) ما بين الحاصرين أضفناه على النص للتوضيح. وانظر عن (شيركوه) في: الكامل 9/ 342، 343، وتاريخ الإسلام (حوادث 564 هـ). ص 14 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) ما بين القوسين من "أ"، وليس في "ب". (¬10) من "ب". (¬11) في "ب": "تدمر".

سنة خمس وستين وخمس ماية

حقيقته من الضباب. ولم تزل الرياح تطرده إلى بُحَيرة أرمينية من كورة آذربيجان، فهلك هنالك (¬1). سنة خمس وستين وخمس ماية نزل الفرنج على دمياط (في البرّ والبحر) (¬2). وغرق في تلك السنة عسكر المصريّين في بُحَيرة (¬3) الأُشْمُوم (¬4)،وهلك أكثرهم، وكانت آخر سعادتهم (¬5). * * * وفيها كانت سنة الثلاث بمصر (¬6). * * * وفيها زُلزلت حلب، وبَعْلَبَكّ، وخربتا، وهلك فيهما (¬7) عالم عظيم، وحُسِب من مات تحت الردم بحلب فكان مقداره أحدَ عشر ألف (نفسٍ) (¬8) من كهل، وشيخ وصبيّ، وامرأة، وجُوَيرية، وانشق جبل لبنان (¬9) المُطلِّ على بعلبك شقّاً لا يُعرف له منتهى. ودامت الزلازل أشهر (¬10). وربّما كانت تتزلزل (¬11) في اليوم والليلة عشر مرّات (¬12). * * * ¬

_ (¬1) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. وفي تاريخ ابن الفرات، مجلّد 4 ج 1/ 75 خبر مماثل ولكنّ المدينة هي حلب. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) في "ب": "بحر". (¬4) في "أ": "الاشتوم"، وهي "أُشْموم": بضم الميم وسكون الواو، يقال لها: أشمُوم طَنّاح. (معجم البلدان 1/ 200). (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬6) هكذا ورد في النسختين! (¬7) في "أ": "فيها". (¬8) من "ب". (¬9) في "أ": "البنان". (¬10) في "أ": "أشهر". (¬11) في "أ": "تزلزل". (¬12) خبر الزلزلة في: النوادر السلطانية 43، وسنا البرق الشامي 1/ 91 - 93، والتاريخ الباهر 45، والكامل 9/ 352، 353، وزبدة الحلب 2/ 330، 331، وتاريخ الزمان 183، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 279، 280، والمختصر في أخبار البشر 3/ 49، ومنتخب الزمان 2/ 304، والدرّ المطلوب 44، وتاريخ الإسلام (حوادث 565 هـ) 132، ودول الإسلام 2/ 78، والعبر 4/ 189، وتاريخ ابن الوردي 2/ 78، ومرآة الجنان 3/ 378، والبداية والنهاية 261/ 12، وتاريخ=

سنة ست وستين وخمس ماية

وفيها أُبطِل الأذان بـ "حيّ على خير العمل " من بلاد مصر جميعها (¬1) إلى أسوان (¬2). سنة ست وستين وخمس ماية / 231/ كانت كسرة السودان وقُتل منهم خلق كثير، وأخرج الباقون (منهم) (¬3) من القاهرة، وكتب الملك الناصر صلاح الدين إلى وُلاة الحرب أن يقتلوا كل أسود تقع العين عليه في جميع الأعمال، فقتلوا من وجدوه (¬4). * * * وفيها ابتدأ صلاح الدين ببناء سور القاهرة (¬5). * * * وفيها ظهر ملك الخَزَر ففتح دُون، وقتل (بها) (¬6) من المسلمين ثلاثين ألف نفر (¬7). * * * وفيها تُوفّي المستنجد (¬8). وكانت خلافته إحدى عشر (¬9) سنة. وجلس المستضيء ببغداد. ¬

_ = ابن خلدون 5/ 249، وتاريخ ابن الفرات مجلّد 4 ق 1/ 94 - 98، والكواكب الدرّية 189، وكشف الصلصلة 192، 193، وتاريخ ابن سباط 1/ 127، وتاريخ الفارقي (مخطوطة المتحف البريطاني)، رقم 5.803. Or ورقة 191 ب، ومقدّمة المطبوع منه، بتحقيق د. بدوي عبد اللطيف - طبعة دار الكتاب اللبناني 1974 - ص 39، وتاريخ الحروب الصليبية لستيفن، رنسيمان 2/ 638، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري (تأليفنا) 1/ 516، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير - القسم السياسي - 100، 101، وكنوز الذهب 1/ 147. (¬1) في "أ": "جميعاً". (¬2) الدرّ المطلوب 49 (في حوادث سنة 567 هـ)، وعيون الروضتين 1/ 311، واتعاظ الحنفا 3/ 307. (¬3) من "ب". (¬4) سنا البرق الشامي 1/ 83، 84، مفرّج الكروب 1/ 176، الروضتين ج 1 ق 2/ 451، الدرّ المطلوب 44 (حوادث 565 هـ). و 50 هـ (حوادث 565 هـ). منتخب الزمان 2/ 305. (¬5) البرق الشامي 3/ 81 و 97، 98، الدرّ المطلوب 41 (حوادث 565 هـ). (¬6) من "ب". (¬7) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬8) انظر عن (المستنجد) في: الكامل 9/ 357، وتاريخ الإسلام (حوادث 566 هـ). ص 23 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) الصواب: "عشرة"، والخبر في: التاريخ الصالحي 2/ ورقة 196 أ.

سنة سبع وستين وخمس ماية

سنة سبع وستين وخمس ماية قُطِعت خطبة العاضد بمصر، وخُطِب للمستضيء العباسي (¬1) (يوم الجمعة مُستَهَلّ المحرّم. وكان الخطيب الشريف العباسي المعروف بأبي الدلالات) (¬2) (¬3). * * * وفيها تُوُفّي العاضد (¬4) آخر خلفاء المصريين. (كانت وفاة العاضد يوم الإثنين عاشر المحرم من هذه السنة) (¬5). (وعُمُره إحدى وعشرين سنة إلَّا عشرة أيام) (¬6). ومدّة ولايته أحد عشر سنة وخمسة أشهر وثلاثاً وعشرين يومًا (¬7). ¬

_ (¬1) خبر الخطبة في: سنا البرق الشامي 1/ 111، والنوادر السلطانية 35، والتاريخ الباهر 157، والكامل 9/ 364، وزبدة الحلب 2/ 333، والروضتين ج 1 ق 2/ 492 - 494، وتاريخ الزمان 187، ومفرج الكروب 1/ 200 - 216، والمُغرِب في حُلى المغرب 141، والمختصر في أخبار البشر 3/ 50، 51، وتاريخ الإسلام (حوادث 567 هـ). ص 35، والعبر 4/ 194، 195، ودول الإسلام 2/ 80، وتاريخ ابن الوردي 2/ 79، ومرآة الجنان 3/ 379، والبداية والنهاية 12/ 264، ومآثر الإنافة 2/ 51، والسلوك ج 1 ق 1/ 44، واتعاظ الحنفا 3/ 325، 326، وشفاء القلوب 75، 76، والنجوم الزاهرة 5/ 355 - 357، وتاريخ ابن سباط 1/ 130، 131، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 234، 235، والدر المطلوب 50 (حوادث 568 هـ). ومنتخب الزمان 2/ 305. (¬2) في الكامل 9/ 365 هو إنسان أعجمي يُعرف بالأمير العالم، كان قد دخل إلى مصر، ورآه ابن الأثير في الموصل. والمشهور أن الخطيب كان من أهل بعلبك، وهو: أبو عبد الله محمد بن المحسّن بن الحسين بن أبي المضاء البعلبكي. توفي سنة 572 هـ. انظر: سنا البرق الشامي 1/ 225، 226، والمختصر المحتاج إليه من تاريخ ابن الدبيثي، بانتقاء الذهبي - تحقيق مصطفى جواد، بغداد 1951 - ج 1/ 142، والروضتين ج 1 ق 2/ 492 و 496، وتاريخ الإسلام (حوادث 572 هـ). والبداية والنهاية 12/ 297، والوافي بالوفيات 17/ 690، واتعاظ الحنفا 3/ 326، وعِقد الجُمان لبدد الدين العيني (مخطوط) ج 12/ ورقة 209 ب، والنجوم الزاهرة 5/ 343 و 355، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي -تأليفنا- ق 2 ج 4/ 126، 127 رقم 1134، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 103 ولم أجد للشريف العباسي أبي الدلالات ذِكرًا في المصادر. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) هو عبد الله بن يوسف بن عبد المجيد. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 567 هـ). 273 - 281 رقم 251 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) ما بين القوسين كتب على هامش النسخة "أ". (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬7) في "ب": "وكانت خلافته خمس عشرة سنة وأشهرًا".

سنة ثمان وستين وخمس ماية

واستولى الملك الناصر (صلاح الدين) (¬1) رحمه (الله) (¬2) على القصور، واستخرج ذخائرهم باطنها وظاهرها (¬3). * * * وفيها انكسفت الشمس/ 232/ كسوفًا كُلِّيًّا حتى ظهرت النجوم (¬4). سنة ثمان وستين وخمس ماية قبض صلاح الدين على جماعة من أهل مصر (كانوا قد) (¬5) كاتبوا الفرنج حتى يطلعوا (¬6) إلى مصر، وضمنوا لهم أموالًا عظيمة، وكتبوا خطوطهم بذلك، وقالوا لنجم الدين ابن مَصَال (¬7): كُن أنت الوزير. فقال لهم: نعم. وجاء وأعلم السلطان بالقضية (مفصَّلة) (¬8) وذكر جماعة، منهم (¬9): زين الدولة شبرامة (¬10) أحد الدُّعاة، والأعزّ (¬11) العوريس (¬12)، وضياء الدين بن كامل (¬13)، وعُمارة الشاعر اليمني، والقاضي عبد الصمد، القشة (¬14)، ومُصطنع المُلْك نجاح، وقاضي القضاة ابن عبد القويّ (¬15)، ومنجم نصرانيّ (¬16) قال لهم: أنتم تملكون بعد ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) من "ب". (¬3) الروضتين ج 1 ق 2/ 558، 559، الدر المطلوب 48، تاريخ الإسلام (حوادث 569 هـ). 25 - 54. (¬4) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬5) من "أ". (¬6) في "ب": "تطلعوا". (¬7) في "ب": "رمضان". (¬8) من "ب". (¬9) في "ب": "وذكر أسماءهم". (¬10) في الروضتين ج 1 ق 2/ 561 "شبرما"، وفي الدز المطلوب 55 "شبرام". (¬11) في "أ": "الأغو". (¬12) مفرّج الكروب 1/ 247، نزهة المقلتين 180، الدر المطلوب 55، وفي الكامل 9/ 390 "العويرس". (¬13) هو أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن كامل داعي الدُعاة، (خريدة القصر وجريدة العصر، للعماد الأصفهاني -قسم شعراء مصر- ج 1/ 186، أخبار الدول المنقطعة 116). (¬14) في "أ": "والقاضي عبد الصمد علم الدين"، وفي "ب": "والقاضي عبد الصمد وعلم الدين العشة"، والتصحيح من الروضتين ج 1 ق 2/ 561. (¬15) هو عبد الجبار بن إسماعيل بن عبد القوي. (النجوم الزاهرة 6/ 70). (¬16) وهو أرمني.

تسعين (¬1) يومًا، فتقدّم السلطان صلاح الدين بقتل الجميع (¬2) وصلبهم بين القصرين وسوق القاهرة (¬3)، والشريف الجليس، (وابن عبد القوي قُتلا تحت العقوبة) (¬4). * * * (وفي هذه السنة حاصر الملك الناصر صلاح الدين الكَرَك ورحل عنها ولم يأخذها (¬5). * * * وفيها مَلَك نور الدين محمود مَرعَش (¬6). * * * وفيها وُلد الملك العزيز عثمان بن يوسف (¬7) بن أيوب، رحمه الله) (¬8). * * * وفيها / 233/ فتح شمس الدولة توران شاه إبريم من بلاد (النُّوبة) (¬9). * * * وفُتحت بَرْقة، وسَنْتَرِيّة (¬10)، وجبل نَفُوسة (¬11) بعساكر الشام على يد قراقوش التّقَويّ (¬12). ¬

_ (¬1) في "أ":"سبعين"، والذي أثبتناه من "ب" والدر المطلوب 55. (¬2) في "ب": "بقتل جميعهم". (¬3) في الدر المطلوب 55 "في سوق الخيل". (¬4) ما بين القوسين من "ب". والخبر في: سنا البرق الشامي 1/ 147 - 149، والكامل 9/ 390 - 392. (¬5) خبر الكَرَك في: النوادر السلطانية 45، 46، وسنا البرق الشامي 1/ 117، 118، والروضتين ج 1 ق 2/ 526، و 532 - 544، وزبدة الحلب 2/ 334، والمُغرِب في حُلى المغرب 142، والدر المطلوب 50، 51، والمختصر في أخبار البشر 3/ 53، والكامل 9/ 385، 386، والعبر 4/ 303، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 568 هـ) ص 44، وتاريخ ابن الوردي 2/ 81، ومرآة الجنان 3/ 384، والكواكب الدرية 220، وتاريخ ابن سباط 1/ 134. (¬6) سنا البرق الشامي 70، النوادر السلطانية 45، كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 527. (¬7) الصحيح أن "عثمان بن يوسف" ولد في سنة 567 هـ. وتوفي سنة 595 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 595 هـ). 188 - 191 رقم 248 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬9) من "أ". وخبر النُّوبة في: الكامل 9/ 379، 380، والروضتين ج 1 ق 2/ 30، 531، وسنا البرق الشامي 1/ 129، ومفرج الكروب 2/ 16، والبداية والنهاية 12/ 271، وفوات الوفيات 2/ 94، وتاريخ الزمان 188، وحسن المحاضرة 1/ 326، والدرّ المطلوب 50. (¬10) سَنْتَريّة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة، وراء مكسورة، وياء النسبة. بلدة في غربي الفيوم دون فزّان السودان، وهي آخر أعمال مصر، وتُعد من نواحي واح الثالثة وهي قصبة واح الثالثة. (معجم البلدان 3/ 261). (¬11) نَفُوسَة: بالفتح ثم الضم والسكون، وسين مهملة. جبال في المغرب بعد إفريقية عالية نحو ثلاثة أميال في أقل من ذلك .. وبين جبل نفوسة وطرابلس ثلاثة أيام. (معجم البلدان 5/ 296، 297). (¬12) تاريخ الإسلام (حوادث 568 هـ). ص 44 وفيه مصادر أخرى.

وفُتحت قَفصَة (¬1) على يد إبراهيم (سلاح دار) (¬2). * * * وفُتحت (¬3) اليمن على يد شمس الدولة (¬4). * * * وفيها مات فخر الدين (بن داود) (¬5) صاحب حصن كيفا (¬6). وولي (بعده) (¬7) ولده نور الدين. * * * (وفيها كانت وقعة الكلمان (¬8) مع قليج بن لاوين (¬9)، فكُسِر الكلمان وقُتل أكثر جيشه) (¬10) (¬11). ¬

_ (¬1) قَفْصة: بالفتح ثم السكون، وصاد مهملة. بلد صغيرة في طرف إفريقية من ناحية المغرب من عمل الزاب الكبير بالجريد بينها وبين القيروان ثلاثة أيام مختطة في أرض سبخة لا تُنبت إلا الأشنان والشيح. (معجم البلدان 4/ 382). (¬2) من "ب". ولم أجد هذا الخبر. وانظر: مضمار الحقائق 35، والسلوك ج 1 ق 1/ 65، 66 و 74. (¬3) في "أ": "وفتح". (¬4) انظر عن فتح اليمن في: النوادر السلطانية 46، والنُكَت العصرية 352 - 355، وسنا البرق الشامي 1/ 140، وزبدة الحلب 2/ 339، 340، والكامل 9/ 388 - 390، والروضتين ج 1 ق 2/ 551 - 555، ومفرّج الكروب 1/ 238 - 240، وتاريخ الزمان 189، والمُغرب في حُلى المغرب 142، والمختصر في أخبار البشر 3/ 54، والعبر 4/ 201 و 207، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 568 هـ). ص 44، ودول الإسلام 2/ 83، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 299، وتاريخ ابن الوردي 2/ 82، ومرآة الجنان 3/ 384، والدر المطلوب 42 و 57، والبداية والنهاية 12/ 273، 274، ومآثر الإنافة 2/ 54، والكواكب الدرّية 221 - 223، والسلوك ج 1 ق 1/ 52، وتاريخ ابن سباط 1/ 134. (¬5) من "ب". (¬6) الدرّ المطلوب 55 (حوادث سنة 568 هـ)، ويقال: فخر الدولة قرا أرسلان بن داود بن سقمان الأرتقي. (الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 533). (¬7) من "أ". (¬8) لم أجد هذه الكلمة ومرادفها. (¬9) هكذا في "أ". (¬10) ورد في الكامل 9/ 400 في حوادث سنة 569 هـ. ما يلي: "وفيها عبر ملك الروم خليج القسطنطينية وقصد بلاد قلج أرسلان، فجرى بينهما حرب استظهر فيها المسلمون، فلما رأى ملك الروم عجزه عاد إلى بلده، وقد قُتل من عسكره وأُسِر جماعة كثيرة". (¬11) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة تسع وستين وخمس ماية

سنة تسع وستين وخمس ماية مات نجم الدين أيوب (¬1) (أبو صلاح الدين بمصر يوم الأربعاء تاسع عشر (¬2) ذي الحجة سنة ثمان وستين وخمس ماية. * * * وفيها مات نور الدين) (¬3) (¬4) محمود بن زنكي (في نصف شوّال) (¬5). * * * وفيها ظهر رجل مغربيّ بضيعة من أعمال دمشق يقال لها (¬6) مشْغَرا (¬7) ادعى النُّبُوة وقلب رؤوسهم، وعصَوا على (أهل) (¬8) دمشق، فأرسلوا (¬9) إليهم عسكرًا (من دمشق) (¬10) عاد بعضهم مجرَّحين ولم يظفروا به لأنهم في وعرٍ وجبل (¬11). * * * (وملك السلطان الصالح (¬12) دمشق. * * * وسار شمس الدولة الملك المعظم ابن أيّوب إلى اليمن وفتحه في هذه السنة) (¬13) (¬14). ¬

_ (¬1) انظر عن (نجم الدين أيوب) في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 568 هـ). ص 310، 313 رقم 286 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) في الدر المطلوب 50 (ثامن عشر). (¬3) انظر عن (نور الدين محمود) في: تاريخ الإسلام (وفيات 569 هـ) ص 370 - 387 رقم 338 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) في "أ": "له". (¬7) في "ب": "مشعرا". وتُكتَب: مشغرا ومَشغَرة ومَشغَرى. وهي قرية من قرى البقاع الغربي. (¬8) من "ب". (¬9) في "أ": "وأرسل". (¬10) من "أ". (¬11) الدر المطلوب 56، ولهذا الخبر تتمّة ستأتي في السنتين التاليتين 570 و 571 هـ. ونحشد المصادر في آخره. (¬12) في النسختين: "صلاح الدين" وهو غلط. والصحيح ما أثبتناه. انظر: الكامل 9/ 395، 396، وسنا البرق الشامي 1/ 169، والروضتين ج 1 ق 2/ 597، ومفرج الكروب 2/ 18. (¬13) الدّر المطلوب 57. (¬14) ما بين القوسين ليس في "ب".

سنة سبعين وخمس ماية

/ 234/ سنة سبعين وخمس ماية مَلَك صلاح الدين دمشق في مُستَهَل ربيع الآخر (¬1). * * * وملك حمص في العشر الأخير من شعبان (¬2). * * * ومَلَكَ بعلبَك في العشر الأول من رمضان (¬3). * * * وفيها أرسل صلاح الدين رسولًا للّذي ادعى النبوة (يناظره) (¬4) فوجد عنده ابني (¬5) الفقيه ابن عبد الدمشقي يحجباه (¬6)، وكان كثير المحال، فخاف من الملك الناصر، فهرب إلى حلب (¬7). * * * وفيها نافق الكنز (¬8) بصعيد مصر بقريةٍ تُعرف بطُود (¬9)، فخرج إليه الملك العادل سيف الدين أبو بكر (أخو الملك الناصر صلاح الدين رحمة الله عليهما) (¬10). فقتله (بالمدينة المذكورة) (¬11) بطود، وجميع من كان معه (¬12). ¬

_ (¬1) النوادر السلطانية 50، الكامل 9/ 404 - 406، سنا البرق الشامي 1/ 176، 177، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 326 - 328، الروضتين ج 1 ق 2/ 603، 604، تاريخ السرياني 3/ 326، تاريخ الإسلام (حوادث سنة 570 هـ). 57، 58، البداية والنهاية 12/ 228. (¬2) الكامل 9/ 408، 409، سنا البرق الشامي 1/ 183، مفرج الكروب 2/ 29، 30، الروضتين ج 1 ق 2/ 631، زبدة الحلب 2/ 22، 23، نهاية الأرب 28/ 372، المختصر في أخبار البشر 3/ 57، تاريخ الإسلام (حوادث 570 هـ). ص 59، مرآة الجنان 3/ 392، تاريخ الزمان 191 , تاريخ مختصر الدول 216، النوادر السلطانية 50، الحروب الصليبية لوليم الصوري 4/ 189، 190، عقد الجمان 12/ ورقة 197 ب، النجوم الزاهرة 6/ 22، لبنان من السقوط بيد الصليبيين 115، تاريخ الصالحي 2/ ورقة 198 ب، تاريخ السرياني 3/ 326. (¬3) المصادر السابقة. (¬4) من "ب". (¬5) في "أ": "ابن الفقيه". (¬6) هكذا في "ب"، وفي "أ": "فحجبه"، والصواب: "يحجبانه". (¬7) الدّر المطلوب 58 (باختصار). (¬8) هو كنز الدولة. (¬9) طود: بليدة بالصعيد الأعلى فوق قوص ودون أسوان. (معجم البلدان 4/ 47). (¬10) ما بين القوسين من "ب". (¬11) من "أ". (¬12) الكامل 9/ 404، سنا البرق الشامي 1/ 175، 176، النوادر السلطانية 47، 48، مفرّج =

وفيها خرجت (¬1) مراكب (من) (¬2) صقليّة فحاصرت الإسكندرية، وكان الظفَر للمسلمين، وقتلوا عالمًا كثيرًا، ولم ينجُ منهم إلَّا القليل، وقُتل ابن البصّار والأغير (¬3). * * * وفيها قُتل قديم بالإسكندرية، وكان يعرف شيئًا من (علم) (¬4) السيما استمال به جماعة من أهل الثغر (¬5). * * * وفيها خرج أبو الفضل بن الخَشاب (¬6) بحلب، وهَمّ بحصار القلعة (مُستَهَلّ المحرم) (¬7)، واجتمع إليه الحلبيّون، ثم خذلوه وتفرّقوا عنه، فأخذه الملك الصالح إسماعيل (¬8) بن نور الدين (محمود) (¬9) بالأمان وقتله/ 235/ بالقلعة (¬10). ¬

_ = الكروب 2/ 16، 17، مسالك الأبصار 27/ ورقة 32 أ، البداية والنهاية 12/ 287، 288، مرآة الجنان 3/ 442، عقد الجمان 12/ ورقة 195 ب و 208 أ، ب، البيان والإعراب للمقريزي 50، الدرّ المطلوب 58، نزهة المقلتين 37، الروضتين ج 1 ق 2/ 531 و 600، 601. (¬1) في "ب": "جرت". (¬2) من "أ". (¬3) الكامل 9/ 402، 403، النوادر السلطانية 48، 49، سنا البرق الشامي 1/ 169 - 175، مفرّج الكروب 2/ 12 - 14، الروضتين ج 1 ق 2/ 598 - 600، الدرّ المطلوب 49 (حوادث 567 هـ). و 56 (حوادث سنة 569 هـ)، تاريخ الإسلام (حوادث 569 هـ). 52، 53، البداية والنهاية 12/ 287، عقد الجمان 12/ ورقة 194 ب، 195 أ. (¬4) من "ب". (¬5) لم أجد هذا الخبر. (¬6) في "ب": "الجباب"، والمثبت من "أ" يتفق مع زبدة الحلب 3/ 18. (¬7) من "أ". (¬8) في "أ": "الصالح بن إسماعيل" وهو غلط. (¬9) من "ب". (¬10) زبدة الحلب 3/ 18، الروضتين (حوادث سنة 570 هـ).

وفيها صلب شمس الدولة توران (¬1) شاه بن أيوب لعبد النبيّ (بن علي) (¬2) مهدي (¬3) صاحب اليمن (¬4). * * * وفيها ظهر المؤيّد (¬5) من خُراسان إلى طبرستان، فخرب جُرجان، واستراباذ، ونميسا (¬6)، والميران (¬7)، ومدينة الملك ساري (¬8)، وأحرق هذه المدن، وقتل خلقًا لا يحصى عددهم، ورجع وقتل ملك طبرستان، ونهب خزانته (¬9) (واسمه حسن بن رستم بن علي) (¬10). * * * وفيها كسر صلاح الدين العسكر المَوْصلِي على تلّ السلطان، وأخذ الناس (¬11) من الكسْب ما لا يُحصَى قيمته. وكانت المَوَاصلة (في) (¬12) أحد وعشرين ألف فارس (¬13). ¬

_ (¬1) في "أ": "نور الدين بوران". (¬2) من "ب". (¬3) في "أ": "لعبد النبي بن مهدي ابن علي". (¬4) الكامل 9/ 388 - 390، النوادر السلطانية 46، النُكَت العصرية 352 - 354، سنا البرق الشامي 1/ 140، زبدة الحلب 2/ 339، 340، الروضتين ج 1 ق 2/ 551 - 555، مفرج الكروب 1/ 238 - 240، تاريخ الزمان 189، المُغرب في حُلى المغرب 142، المختصر في أخبار البشر 3/ 54، العبر 4/ 201 و 207، الدر المطلوب 42 و 57، تاريخ الإسلام (حوادث 569 هـ). دول الإسلام 2/ 83) مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 299، تاريخ ابن الوردي 2/ 82، مرآة الجنان 3/ 384، البداية والنهاية 12/ 273، 274، مآثر الإنافة 2/ 54، الكواكب الدرّية 221 - 223، السلوك ج 1 ق 1/ 52، تاريخ ابن سباط 1/ 134. (¬5) في "ب": "المرتد". (¬6) في النسختين كتبت محيّرة بين: "نيشا" و"بميسا". والصواب ما أثبتناه، وهي بلدة بطبرستان يقال لها طَميسة. (معجم البلدان 5/ 305) وهي أيضًا: نميسة. (¬7) في "ب": "الميزان" والمثبت هو الصحيح، وهي عدة مواضع منها ميران زياد محلّة بنيسابور، والميران محلّة بأصبهان. (معجم البلدان 5/ 241، المشترك وضعًا والمفترق صقعًا 412). (¬8) ساري = سارية، مدينة الملك. كانت قديمًا قصبة طبرستان. (معجم البلدان 3/ 170) وهي اليوم في إيران شرقيّ آمُل. (بلدان الخلافة الرقية 411). (¬9) في "ب": "خزائنه". (¬10) ما بين القوسين من "ب". وانظر: الكامل 9/ 319، ولم أجد الخبر في المصادر. (¬11) في "ب": "وأخذ السلطان". (¬12) من "ب". (¬13) زبدة الحلب 3/ 26، 27، الدرّ المطلوب 56 (حوادث 569 هـ). و 58 (حوادث 570 هـ).

سنة إحدى وسبعين وخمس ماية

سنة إحدى وسبعين وخمس ماية كُسِفت الشمس حتى شوهدت الكواكب (¬1). * * * وفي ذلك اليوم ظهر رجل بكسفرند (¬2) من أعمال حلب ادعى النبوة، وهو الذي انتقل من مَشْغَرا، فخرج إليه سعد الدين كمشتكين الخادم ببعض عسكر حلب فقتله، وقتل معه (مقدار) (¬3) ثلاثين ألف إنسان، ونهب البلد، واستغنى (بذلك) (¬4) جماعة (¬5). * * * وفيها قتل شمس (¬6) الدولة لياسر (¬7) بن بلال (صاحب عدن) (¬8) ¬

_ (¬1) المنتظم 18/ 221، الكامل 9/ 420، تاريخ الإسلام (حوادث 571 هـ). ص 10. (¬2) هكذا في "أ"، وفي "ب": "كسفريد"، وفي زبدة الحلب: "كفرند"، وجاء في مراصد الاطلاع للعمراني 3/ 172، "كفرنفد" وهي من قرى حمص، فلعلها هي المقصودة. (¬3) من "ب". (¬4) من "ب". (¬5) انظر خبر الدعيّ في: كتاب الروضتين ج 1 ق 2/ 643) في آخر حوادث سنة 570 هـ)، وزبدة الحلب 3/ 25، 26، والدر المطلوب 56 (حوادث سنة 569 هـ). ودول الإسلام 2/ 79، وتاريخ الإسلام (561 - 570 هـ) ص 30 (حوادث سنة 566 هـ)، والبداية والنهاية 12/ 29 (حوادث 570 هـ)، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 108، 109. (¬6) في "أ": "سيف". (¬7) في "أ": "لباشر"، وفي "ب": "لباس"، والتصحيح من الروضتين. (¬8) من "أ"، وانظر: الكامل 9/ 388، 389، والنوادر السلطانية 46، والنُكت العصرية 352 - 355، وسنا البرق الشامي 1/ 140، وزبدة الحلب 2/ 339، 340، والروضتين ج 1 ق 2/ 551 - 555، ومفرج الكروب 1/ 238 - 240، وتاريخ الزمان 189، والمُغرب في حُلى المغرب 142، والمختصر في أخبار البشر 3/ 54، والدر المطلوب 42 و 57، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 299، والعبر 4/ 201 و 207، وتاريخ الإسلام (حوادث 569 هـ). 47، ودول الإسلام 2/ 83، وتاريخ ابن الوردي 2/ 82، ومرآة الجنان 3/ 384، والبداية والنهاية 12/ 273، 274، ومآثر الإنافة 2/ 54 , والكواكب الدرية 221 - 223، والسلوك ج 1 ق 1/ 52، وتاريخ ابن سباط 1/ 134.

(وفيها قفز الإسماعيلية على صلاح الدين وهو محاصر/ 236/ اعزاز، ونجّاه الله منهم) (¬1) (¬2). * * * وقتل الإسماعيلية صاحب بوقبيس شهوةً بالسلطان (¬3). * * * وفيها قتل نجم الدين (ابن) (¬4) منكلان، قتله الإسماعيلية في ذلك اليوم (¬5). * * * وفيها كسر صلاح (الدين) (¬6) لسيف الدين [غازي بن] (¬7) مودود صاحب الموصل كسرة ثانية، ونهب عسكره (¬8). ¬

_ (¬1) الكامل 9/ 417، 418، النوادر السلطانية 52، سنا البرق الشامي 1/ 209 - 216، زبدة الحلب 3/ 28 - 30، مفرج الكروب 2/ 45، الروضتين ج 1 ق 2/ 662، تاريخ مختصر الدول 216، تاريخ الزمان 192، المُغرِب في حُلى المغرب 147، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 117 (حوادث سنة 572 هـ)، نهاية الأرب 28/ 380، المختصر في أخبار البشر 3/ 58، تاريخ الإسلام (حوادث 571 هـ). ص 8، العبر 4/ 212، ودول الإسلام 2/ 85، تاريخ ابن الوردي 2/ 86، مرآة الجنان 3/ 393، البداية والنهاية 12/ 293، تاريخ ابن خلدون 5/ 257، السلوك ج 1 ق 1/ 61، 62، شفاء القلوب 92، تاريخ ابن سباط 1/ 146، شذرات الذهب 4/ 238، الدر المطلوب 60. (¬2) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬3) الكامل 9/ 407، 408، زبدة الحلب 3/ 28، الروضتين ج 1 ق 2/ 610، 611 و 613، 614، مفرج الكروب 2/ 24، سنا البرق الشامي 1/ 181، مرآة الزمان ج 8 ق 1 ج 328، البداية والنهاية 12/ 288، والمغرب في حلى المغرب 145. (¬4) من "أ". (¬5) لم أجد هذا الخبر. (¬6) من "ب". (¬7) ما بين الحاصرتين أضفناه على الأصل للتصويب. (¬8) الكامل 9/ 415، 416، النوادر السلطانية 51، 52، سنا البرق الشامي 1/ 201 - 204، زبدة الحلب 3 ج 26، مفرّج الكروب 2/ 39، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 333، الروضتين ج 1 ق 2/ 649 - 655، تاريخ الزمان 192، المُغرِب في حُلى المغرب 146، 147، نهاية الأرب 28/ 378، المختصر في أخبار البشر 3/ 58، العبر 4/ 212، دول الإسلام 2/ 85، تاريخ الإسلام (حوادث 571 هـ) 8، تاريخ ابن الوردي 2/ 86، البداية والنهاية 12/ 293، تاريخ ابن خلدون 5/ 256، 257، السلوك ج 1 ق 1/ 61، شفاء القلوب 88 - 91، تاريخ ابن سباط 1/ 146، تاريخ الأزمنة للدوَيهي 176، الدّر المطلوب 60.

وفيها خرج المؤيّد من خُراسان يريد خوارزم يحاصرها، فوصل من المفازة إلى حد خوارزم، (وقد تفرقت عساكره) (¬1) في طلب الماء، (فصادفهم عسكر خوارزم) (¬2)، فأوقع بهم وكسرهم، وظفر بالمؤيّد في ثلاث ماية مملوك، (فقتله) (¬3) وحمل رأسه على رمح، وطيف به في ولاية خوارزم (¬4). * * * وفيها مات نجم الدين بن حسام الدين (تمرتاش) (¬5) بن إيلغازي بن أُرتُق (¬6). وجلس ولده قُطب الدين. * * * وفيها عصى قليج صاحب تلّ خالد (¬7) على الملك الصالح إسماعيل، فأرسل إليه عسكر حلب ففتحها بالأمان (¬8). * * * (وفيها تسلّم) (¬9) اعزاز (¬10) من شهاب الدين الجفينة (¬11). * * * وفيها وصل الفرنج إلى داريا (وصُحبتهم يوسف التاجي) (¬12)، وأحرقوا جامع داريا، وأخذوا بابه (¬13). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) الدرّ المطلوب 60 (باختصار). (¬5) من "ب". (¬6) في "أ": "ابن بلغازي ابن اريق". (¬7) تلّ خالد: قلعة من نواحي حلب. (مراصد الاطلاع 2/ 270). (¬8) زبدة الحلب 3/ 31. (¬9) ما بين القوسين تكرر في "أ". (¬10) الكامل 9/ 417، 418، سنا البرق الشامي 1/ 209 - 216، النوادر السلطانية 52، زبدة الحلب 3/ 28 - 30، مفرج الكروب 2/ 45، الروضتين ج 1 ق 2/ 662، تاريخ مختصر الدول 216، تاريخ الزمان 192، المُغرب في حُلى المغرب 147، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 117 (حوادث سنة 572 هـ)، نهاية الأرب 28/ 380، المختصر في أخبار البشر 3/ 58، الدر المطلوب 60، تاريخ الإسلام (حوادث 571 هـ). ص 8، العبر 4/ 212، دول الإسلام 2/ 85، تاريخ ابن الوردي 2/ 86، مرآة الجنان 3/ 393، البداية والنهاية 12/ 293، تاريخ ابن خلدون 5/ 257، السلوك ج 1 ق 1/ 61، 62، شفاء القلوب 92، تاريخ ابن سباط 1/ 146، 147، شذرات الذهب 4/ 238. (¬11) هو غلام نور الدين محمود صاحب أعزاز، (الروضتين ج 1 ق 2/ 661). (¬12) من "أ"، ولم أجد ليوسف التاجى ذِكرًا. (¬13) الدر الصطلوب 60.

سنة اثنين وسبعين وخمس ماية

وفي ذلك اليوم قُتل إمام أرككن (¬1) لا غير، ورحلوا من يومهم، وأحرقوا الحُرْجُلَّة (¬2) ومضوا (¬3). * * * وفيها قُتل الأمير صدّيق بن جكوا (¬4)، قتله ابن أخيه، وملك بعده بُصْرَى وصرخد شهورًا، فكاتبه/ 237/ شمس الدولة توران (¬5) شاه ابن نجم الدين ابن أيوب، وحلف له على نسخةٍ كتبها (له) (¬6) قاضي بُصْرى منتقصة. وكان قليل العلم، ونزل إلى دمشق فمسكه وعوّضه عنها بعشرين ضيعة من أعمال دمشق، أقامت معه شهورًا (¬7). سنة اثنين (¬8) وسبعين وخمس ماية مات كمال الدين (¬9) بن الشهرزوري بدمشق. * * * ومات (¬10) الدكز (¬11) أتابك السلطان (¬12). * * * وفيها مات السلطان [أرسلان شاه بن] (¬13) طُغْريل بن محمد بن ملكشاه (¬14). ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين. ولعلها: "أرَك" بفتحتين. مدينة صغيرة في طرف برّية حلب قرب تدمُر. (معجم البلدان 1/ 153). (¬2) الحُرجُلة: بضم أوله والجيم، وتشديد اللام، من قرى دمشق. (معجم البلدان 2/ 239). (¬3) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬4) المرجح هو "صديق بن جولة"، كما في الروضتين ج 1 ق 2/ 665، والخبر في الأعلاق الخطيرة (تاريخ لبنان والأردن وفلسطين) ص 58. (¬5) في "أ": "بوران". (¬6) من "ب". (¬7) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬8) الصواب: "اثنتين". (¬9) في النسختين: "شهاب"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (وفيات 572 هـ) 104 - 106 رقم 49 فيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) تكرّرت في "أ". (¬11) في "أ": "الركن"، والتصحيح من "ب". (¬12) الدر المطلوب 61. (¬13) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتصحيح. (¬14) في النسختين: "طغريل بن مسعود"، والتصحيح من: تاريخ الإسلام (وفيات 573 هـ) ص 117، 118 رقم 69، وفيه مصادر ترجمته، والدر المطلوب 61.

سنة ثلاث وسبعين وخمس ماية

وفيها قتل الإسماعيليةُ شهابَ الدين أبا صالح بن العجمي بحلب في باب الجامع (¬1). * * * وفيها كسرت الفرنج لشمس الدولة توران (¬2) شاه بن أيوب على بعلبَكّ، وأسروا جماعة (من الأمراء) (¬3) مثل (ابن) (¬4) السّلّار وغيره، (على المجدل بالبقاع) (¬5). سنة ثلاث وسبعين وخمس ماية هبّت ريح شديدة ببلاد القبجق وصلت إلى تَفليس (¬6)، ثم إلى همدان، وأصفهان، وأكثر بلاد كرمان، فأخربت (¬7) البيوت الضعيفة، وقتلت الغنم والبقر والخيل. ورؤي رجل في / 238/ دهستان خَزَري (¬8) عليه زِيّهم، زعم أنه كان البارحة في بلاد الخَزَر ومعه خيل يرعاها، فهبت ريح حملته ورمت به في دهستان، ولا يُعلم ما كان منه، ولا يدري كم المسافة، إلَّا أنها (¬9) بالتقريب نحو من خمسة عشر يومًا (¬10). سنة أربع وسبعين وخمس ماية قِران زُحل والمرّيخ في السرطان (¬11). * * * ومات المستضيء (¬12). ¬

_ (¬1) زبدة الحلب 3/ 32، 33. (¬2) في "أ": "بوران". (¬3) من "أ". (¬4) من "أ". (¬5) من "ب". وانظر: الحروب الصليبية لوليم الصوري 4/ 195، 196، والبرق الشامي 3/ 94، وسنا البرق الشامي 1/ 219، ومفرّج الكروب 2/ 48، والروضتين ج 1 ق 2/ 670، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 120. (¬6) في "أ": "بلقيس". (¬7) في "أ": "فاحرقت". (¬8) في "أ": "جزري"، وفي "ب": "خرزي". (¬9) في "أ": "إلا أنه". (¬10) الدر المطلوب 63 وفيه قال: "ذكر ذلك صاحب تاريخ بغداد"، وانظر: الكامل 9/ 432 (حوادث سنة 573 هـ) و 443، 44 (حوادث سنة 575 هـ). (¬11) الدر المطلوب 64. (¬12) انظر عن (المستضيء) في: تاريخ الإسلام (وفيات 575 هـ) ص 333 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

سنة خمس وسبعين وخمس ماية

وكانت خلافته ثمان (¬1) سنين وسبعة أشهر وأيامًا. وخلّف الناصر. * * * وفيها كسرت الفرنج لصلاح الدين على الرملة، (وقتلوا خلقًا) (¬2)، وأسروا الفقيه عيسى الكرديّ (¬3). * * * وفيها قُتل الوزير أبو نصر بن العطار (¬4). وكان حنبليّ المذهب. سنة خمس وسبعين وخمس ماية فُتح قصر يعقوب بالسيف، وكُسرت الفرنج، وأُخِذت أبطالهم، وقُتل منهم خلق (كثير) (¬5). ¬

_ (¬1) الصواب: "ثماني". (¬2) من "ب". (¬3) خبر الرملة في: النوادر السلطانية 52، 53، والكامل 9/ 428، 429، وسنا البرق الشامي 1/ 252 - 264، والبرق الشامي 3/ 31 - 50، ومفرج الكروب 2/ 58 - 63، والروضتين ج 1 ق 1/ 699 - 704، وتاريخ الزمان 193، 194، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 342، 343، والمُغرب في حُلى المغرب 418، ونهاية الأرب 28/ 393، 394، والمختصر في أخبار البشر 3/ 59، 60، والدر المطلوب 63، ودول الإسلام 2/ 86، 87، والعبر 4/ 216، 217، وتاريخ الإسلام (حوادث 573 هـ) 19، 20، وتاريخ ابن الوردي 2/ 87، وتاريخ ابن خلدون 5/ 292، والسلوك ج 1 ق 1/ 64، وشفاء القلوب 93، 94، وتاريخ ابن سباط 1/ 149، 150، وتاريخ الأزمنة 177، وشذرات الذهب 4/ 244، وقد ذُكر هذا الخبر على هامش النسخة (1) أيضًا ونصّه: وفي هذه السنة كان مصافّ صلاح الدين مع الفرنج على الرملة، وانكسر المسلمون فيها، وأُسر الفقيه علي رحمه الله. (¬4) هو ظهير الدين منصور بن العطار الحرّاني ثم البغدادى. (البرق الشامي 3/ 88). (¬5) من "أ". وخبر قصر يعقوب في: الكامل 9/ 439 - 441 وفيه: حصن منيع يقارب بانياس، عن بيت يعقوب، عليه السلام، والبرق الشامي 3/ 162 - 169، وسنا البرق الشامي 1/ 326 - 328، ومفرّج الكروب 2/ 75، 76، ونهاية الأرب 28/ 394، 395، ومضمار الحقائق 16 - 18 و 2، ودول الإسلام 2/ 88، وتاريخ الإسلام (حوادث 575 هـ) 29، 30، والبداية والنهاية 12/ 303، والسلوك ج 1 ق 1/ 68، وعقد الجمان 12/ ورقة 213 ب، 214 أ، والإعلام والتبيين 32، والنجوم الزاهرة 5/ 152، وتاريخ ابن سباط 1/ 155، 156، وشذرات الذهب 4/ 249، والدر المطلوب 64 (حوادث سنة 574 هـ)، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 200 ب.

سنة ست وسبعين وخمس ماية

وفيها قُتل الهنفري (¬1) وستّون (¬2) فارسًا من الخيالة (¬3). سنة ست وسبعين وخمس ماية توفي شمس الدولة توران (¬4) شاه مُستَهَلّ صفر بالإسكندرية، وقُبر/ 239/ بها. * * * وفيها نافقت (عرب) (¬5) سُلَيم بالبُحيرة (¬6)، فخرج إليهم أبو الهيجاء السمين فكسرهم نصف النهار، وكانوا في ستين ألف فارس، وأبو الهيجاء في ألفين، وبيع كل خمس جمال بدينار، وكل خمسين رأس غنم بدينار (¬7). * * * وفيها بُنيت قلعة القاهرة (¬8). * * * (وفيها وُلد الملكُ الكامل محمد بن أبي بكر (¬9) في مُستَهَلّ جمادى الأولى بالقاهرة) (¬10). * * * وفيها مات الصالح إسماعيل (¬11) بن نور الدين محمود بن زنكي. * * * (وفيها ظهرت الغُز وعليهم صاحبهم مالك بن دينار (¬12)، فحاصر طبرستان، ¬

_ (¬1) هو Humphrey II of torn توفي في 32 نيسان (إبريل) أواخر سنة 574 هـ، في قلعة هونين، وهو سيد تبنين. (¬2) في الروضتين ج 2 ق 1/ 29 (حوادث 575 هـ): سبعون فارسًا. (¬3) البرق الشامي 3/ 149 و 159 - 162، والروضتين 14، 15 (حوادث 574 هـ) 29 (حوادث 474 هـ)، الدرّ المطلوب 64. (¬4) انظر عن (توران شاه) في: تاريخ الإسلام (وفيات 576 هـ) 208 - 215 رقم 199 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) الإضافة من: الدرّ المطلوب للتوضيح 69. (¬6) في "ب":"الجيزة". (¬7) الدر المطلوب 69. (¬8) تاريخ الزمان 197، الدرّ المطلوب 69. (¬9) الصحيح أنه ولد في سنة 573 هـ (شفاء القلوب 299). (¬10) ما بين القوسين من "أ". (¬11) الصحيح أن (الصالح إسماعيل) توفي سنة 577 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 577 هـ) 234 - 237 رقم 247 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 201 ب. (¬12) هكذا. وقد توفي مالك بن دينار في سنة 126 هـ. أو 130 هـ.

سنة سبع وسبعين وخمس ماية

وخرّب جُرجان، واستراباذ، وإخوتها، فقصده خوارزم شاه فقتله وقتل أكثر من معه، وانهزموا في البراري والقفار (¬1). * * * وفيها ولدت امرأة غُرابًا) (¬2) (¬3). وفيها نافق جلدك (¬4) الشهاب، فخرج إليه قراقوش، وأبو الهيجاء السّمين، فأخذاه سليمًا (¬5). سنة سبع وسبعين وخمس ماية فيها تسلّم عماد الدين قلعة حلب من أخيه عزّ الدين (¬6). * * * وفيها مات الخطيب بحلب المسمّى بهاشم (¬7). وهو مصنّف كتاب "اللحن (الخفيّ") (¬8) (¬9). * * * وفيها خرج الملك محمد الغوريّ (¬10) إلى أهل الهند، وعدّة عسكره ثلاثماية ألف وتسعين (ألفًا) (¬11) سوى الرّجالة، وفي صُحبته أربع ماية فيل، ففتح من بلاد الهند عدّة مدن (¬12). ¬

_ (¬1) تقدّم نحو هذا الخبر في حوادث سنة 570 هـ باختلاف في الأسماء. (¬2) الدّر المطلوب 69. (¬3) ما بين القوسين ليس في "أ". (¬4) في "أ": "خلدك"، وهو "جلدك الشهابي" وقد نافق بالواحات. (السلوك ج 1 ق 1/ 69). (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬6) الكامل 9/ 455، 456، زبدة الحلب 3/ 56، 57، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 367، المُغرِب في حُلى المغرب 148، 149، المختصر في أخبار البشر 3/ 63، النوادر السلطانية 55، 56، السلوك ج 1 ق 1/ 77، تاريخ الإسلام (حوادث 577 هـ) 43، الدرّ المطلوب 71، وعز الدين هو مسعود بن مودود، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 201 ب. (¬7) هو أبو طاهر هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم الحلبي، الخطيب، شيخ زاهد بارع في العربية. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 577 هـ) ص 245 رقم 261 وفيه مصادر أخرى. (¬8) اسمه على الصحيح: "التنبيه على اللحن الخفيّ". (¬9) من "أ". (¬10) في النسختين: "الغويري"، والتصحيح من الدر المطلوب. (¬11) إضافة من الدرّ المطلوب. (¬12) الدرّ المطلوب 71، تاريخ الإسلام (حوادث 579 هـ)، دول الإسلام 2/ 90، العسجد المسبوك 2/ 188، 189.

وفيها طلعت الفرنج إلى أيلة وعمرت مراكب وشواني، وركبوا بحر/ 240/ النعام (¬1)، وقطعوا البحر فوصلوا إلى عيذاب مُتاخم جُدّة، فأخذوا عدة مراكب موسوقة (¬2) بُهارًا وبضائع وتجارًا (¬3)، وقتلوا من أهل عيذاب جماعة من النواتية لأنهم ما تحققوا أنهم إفرنج، لأئهم لم يعهدوا مثل هذه القضية، ولم يُسمَع بمثلها. فبلغ ذلك السلطانَ (فجهز) (¬4) أسطول المسلمين وعمره بالرجال والعُدَد، وجعل مقدمه الحاجب حسام الدين لؤلؤ. ثم رموا المراكب من السويس وقصدوهم في البحر، فصادفوهم في مينا بأرض الحوراء (¬5)، فقاتلوهم قتالًا شديدًا، ونزلوا من المراكب، وطلعوا إلى البر، فلم يفلت من العدو أحد (البتّة) (¬6). واحتاط المسلمون عليهم، وعادوا بهم إلى عيذاب، ووصلوا بهم إلى قوص، ثم إلى مصر، وكان لوصولهم يوم عظيم وفتح مبين. فلو -والعياذ بالله- سلموا بما معهم كانوا يفتخرون بها إلى الأبد (¬7). وكان العدو خذله الله (قد) (¬8) عزم على مقصدِ آخر، فما أوصله الله إليه (¬9). فلله الحمد والمِنّة (¬10). * * * وفيها ظهر بالغربية عند ناحية تُعرف بالكنيسة قريبًا من المحلّة تتاخم أرض قلبن (¬11) عين ماء. ذكر رجل نصراني أنه رأى في المنام (أن) (¬12) فيها معجزة، وأن ماءها يبرئ من العِلَل (¬13). ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين وفي الدرّ المطلوب 71 "بحر القلزم". (¬2) في "أ": "موسقة". (¬3) في "أ": "وتجار". (¬4) عن هامش "أ". (¬5) في "ب": "الجوزاء"، والمثبت عن "أ" وهو موافق الدّر المطلوب 72 والحوراء: موضع على ساحل الحجاز قرب ينبع في مقابلة المدينة المنورة، (الحركة الصليبية 2/ 787). (¬6) من "ب". (¬7) الدرّ المطلوب 71، 72. (¬8) من "ب". (¬9) في "ب": "فما أعطاه الله مقصوده ولا أوصله إليه". (¬10) انظر: تاريخ الزمان 198. (¬11) في "ب": "فكين". (¬12) من "ب". (¬13) في "ب": "يبري دوي العسكر"!

سنة ثمان وسبعين وخمس ماية

/ 241/ وقصدها الناس من كل مكان، (وعمل عليها سوقًا (¬1) ورُكّز عسكر. ولم يكن ذلك الذي ذُكر، لأنّ عقول الهند ضعيفة) (¬2) (¬3). سنة ثمان وسبعين وخمس ماية نزل صلاح الدين، رحمه الله، إلى الشام وحمل تابوت شمس الدولة توران (¬4) شاه أخوه (¬5) وقبره بدمشق، وعبَر الفُرات (¬6)، ثم إلى الجزيرة، ففتح سروج، والرُّها، وحَران، والرقّة، (والبيرة) (¬7)، وسنجار، ونصيبين (¬8). * * * وكاتب عزّ الدين صاحب الموصل لشاه أرمن، فجمع العساكر وقصد صلاح الدين، فوصل إلى ماردين، ومكث (هناك) (¬9) شهورًا لا يَقْدَم (¬10) على صلاح الدين. ثم إنه اجتمع مع عزّ الدين بقلعة ماردِين، وكان معهم عساكر لا تُحصَى، وتأخر صلاح الدين إلى حران، وكان خائفًا منهم (¬11). ثم إن شاه أرمن، وعز الدين صاحب الموصل، وقُطب الدين صاحب ماردين اختلفوا فيما بينهم، وتراجعت عساكرهم، (وتفرّقوا) (¬12)، فرجع صلاح الدين فحاصر ماردين (¬13)، ¬

(¬1) الصواب: "سوق". (¬2) الدرّ المطلوب 72. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "أ": "طوران". (¬5) الصواب: "أخيه". (¬6) في "أ": "الفراة". (¬7) من: "أ". (¬8) الكامل 9/ 461 - 463، التاريخ الباهر 182، الروضتين ج 2 ق 1/ 95، النوادر السلطانية 56، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 107، تاريخ السرياني 3/ 47، زبدة الحلب 3/ 57، مفرج الكروب 2/ 116، 117، تاريخ مختصر الدول 218، تاريخ الزمان 198، المختصر في أخبار البشر 3/ 64، مضمار الحقائق 96، المُغرب في حُلى المغرب 148، دول الإسلام 2/ 89، العبر 4/ 232، تاريخ ابن الوردي 2/ 91، مرآة الجنان 3/ 409، البداية والنهاية 12/ 310، تاريخ ابن خلدون 5/ 297، السلوك ج 1 ق 1/ 78، شفاء القلوب 99، 100، تاريخ ابن سباط 1/ 162. (¬9) من "ب". (¬10) في "ب": "لا يقدر". (¬11) قارن بالكامل 9/ 464، 465. (¬12) من "أ". والخبر في: الكامل 9/ 467، والنوادر السلطانية 58، ومضمار الحقائق 113، وتاريخ الإسلام (حوادث 578 هـ) ص 45. (¬13) الكامل 9/ 467.

ثم رحل إلى آمد ففتحها وأعطاها لنور الدين بن فخر الدين، وكان قد حاصر الموصل/ 242/ فلم يقدر عليها (¬1). * * * وفيها فتح عزّ الدين [فرّوخشاه] (¬2) دبّورية (¬3) بالسيف، وحَبِيس (¬4) جَلْدَك (¬5). * * * وفيها عدى (¬6) أبو يعقوب إلى الأندلس فنزل على بسونيه (¬7) يحاصرها، وعدة عسكره مايتا ألف وستون ألفًا، فخامر عليه وزيرُه ابن المالِقي (¬8)، وقال للموحدين: "قد قال (¬9) أمير المؤمنين تقدموه"، فرحل أكثر العسكر، وبعث إلى ملك الفرنج بن الربق (¬10) وقال له: "قم أخرُج عليه فما بقي عنده أحد". فلم يشعر أبو يعقوب وهو في أُناس قلائل إلا وملك الفرنج قد كابَسَه وكسره، وقتل (خلقًا كثيرًا) (¬11) من المسلمين (¬12)، وطعن أبو يعقوب. ووصل عسكره بعد يومين. ومات (¬13). وقام بعده أبو يوسف يعقوب ولده. * * * وفيها بلغ الملك الناصر صلاح الدين (يوسف رحمه الله) (¬14) أنّ الفقيه ابن أبي ¬

_ (¬1) البرق الشامي 5/ 84 و 95، الكامل 9/ 470، الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 180، 181، النوادر السلطانية 58، الروضتين ج 2 ق 1/ 124 - 126. (¬2) إضافة على الأصل للتوضيح. (¬3) في "أ": "دبوره"، ومثله في "ب"، والتصحيح من المصادر. (¬4) في "أ": "جلس"، وفي "ب": "جلس". (¬5) الحروب الصليبية لوليم الصوري 4/ 288 - 292، الروضتين ج 2 ق 1/ 85 و 89، لبنان من السقوط بيد الصليبيّين 130، 131. (¬6) في "ب": "عدا". (¬7) هكذا في النسختين. وفي الدر المطلوب 74 (شَنّتَرين)، ومثله في تاريخ الدولتين. (¬8) حتى هنا في: الدر المطلوب 74، وابن المالقي هو: أبو الحسن علي بن القاضي عبد الله المالقي، في "ب": "وقال". (¬9) في "ب": "الديل"، وفي "أ": "الديك"، وما أثبتناه عن: تاريخ الإسلام (وفيات 580 هـ) ص 322. (¬10) من "ب". وفي "أ": "وهو في أناس قلائل وخرج الملك وكسره". (¬11) من "أ". (¬12) في "ب": "من المسلمين أكثرهم". (¬13) تاريخ الإسلام (وفيات 580 هـ)، ص 318 - 323 رقم 361 وفيه مصادر أخرى كثيرة، وتاريخ الدولتين الموحدية والحفصية للزركشي ص 14، والكامل 9/ 480. (¬14) من "ب".

سنة تسع وسبعين وخمس ماية

العَيش الحنفي بدمشق صنف كتابًا وأسماه "الثوري في شرح القدوري" (¬1) وذكر فيه أصحاب الحديث والشافعي بما لا يَحسن ذِكرُه، فطلب السلطان منه الكتاب فأنكره، فقال (له) (¬2): تحلِف أن ما (¬3) هو عندك؟ فوقف وأحضر (الكتاب) (¬4)، فأمر السلطان صلاح الدين، (رحمه الله) (¬5)، بغسله بجامع/ 243/ دمشق يوم الجمعة، وأنكر على ابن أبي العيش، فسأل فيه الفقهاء، فعفا عنه (¬6). سنة تسع وسبعين وخمس ماية مَلَك صلاح الدين، رحمه الله، حلب (¬7)، وقُتل أخوه تاج الملوك بوري (¬8) بسهم نُشّاب عليها. * * * ونزل عماد الدين من قلعة حلب في العشرين من ربيع الأول (¬9). وتسلم عماد الدين سنجار والخابور عِوَضًا عنها (¬10). * * * وفيها مضى صلاح الدين إلى الكرَك فحاصره (¬11)، وكتب لتقيّ الدين عمر بن ¬

_ (¬1) القدوري: كتاب مختصر في فروع الحنفية، عُرف بالقدوري نسبة إلى مؤلّفه أبي الحسين أحمد بن محمد القدوري البغدادي الحنفي، المتوفى سنة 428 هـ. (كشف الظنون 2/ 1631). (¬2) من "أ". (¬3) في "أ": "انما". (¬4) من "أ". (¬5) من "ب". (¬6) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬7) خبر حلب في: الكامل 9/ 472، والنوادر السلطانية 59، 60، ومفرج الكروب 2/ 141 - 147، وزبدة الحلب 3/ 63 - 72، وتاريخ مختصر الدول 9/ 2، وتاريخ الزمان 200، 201، والأعلاق الخطيرة 2/ 71 و 203 و 3/ ق 1/ 134 و 180، 181، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 376، ومضمار الحقائق 144 و 146 - 151، والمختصر في أخبار البشر 3/ 66، والدرّ المطلوب 75، 76، ونهاية الأرب 28/ 384، 385، وتاريخ الإسلام (حوادث 579 هـ) 51، والعبر 4/ 237، وتاريخ ابن الوردي 2/ 93، والبداية والنهاية 12/ 313، 314، وتاريخ ابن خلدون 5/ 301، 302، وشفاء القلوب 105 - 108، والنجوم الزاهرة 6/ 95، وتاريخ ابن سباط 1/ 165، 166، والبرق الشامي 5/ 118. (¬8) انظر عن (بوري) في: تاريخ الإسلام (وفيات 579 هـ) 278، 279 رقم 301 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. انظر مصادر فتح حلب. (¬9) انظر مصادر فتح حلب. (¬10) انظر مصادر فتح حلب. (¬11) حتى هنا في: الدرّ المطلوب 78 (حوادث سنة 581 هـ)، وانظر: الكامل 9/ 477، 478، والبرق الشامي 5/ 152، وزبدة الحلب 3/ 74، وسنا البرق الشامي 2/ 151، وتاريخ الإسلام (حوادث 579 هـ) 53، 54.

شاهنشاه أخيه عهدًا على (¬1) مصر، وكتب عهدًا (لأخيه) (¬2) سيف الإسلام على (¬3) اليمن. واستدعا (¬4) أخاه الملك العادل سيف الدين أبا (¬5) بكر من مصر فأقطعه حلب (¬6). * * * وفيها ظهر بضيعةٍ من أعمال مصر تُعرف ببُوصِيو السّدْر متاخم (¬7) مصر القديمة بيت هرمس الثاني (¬8)، ففتحه القاضي النظام ابن الشَّهرَزُوريّ، وأخرج منه أشياء من جملتها كِباش، وضفادع بازهر، وقوارير دهنج، وفلوس نحاس، فيها فضة، وأصنام نحاس، وموتى (¬9) تناهز/ 244/ خمسة آلاف نفس من رجل وامرأة، (مصبَّرين) (¬10)، وأكفانهم سالمة لم تُبْلَ (¬11) وسفى السافي (¬12) على الباقي فلم يصلوا إليه. وأقول: "إن المطالب مدائن وقرى (يغطيها) (¬13) الرمل والتراب ويكون فيها خبايا وغيرها، فتوجد بعد حين من الدهر، فيُقال: ضبطنا (¬14) مطالب. وكذلك الكيمياء إنما (هي) (¬15) زَغل، وعند (جميع) (¬16) أهل العلم إنّ الذهب (والفضة) (¬17) معادن". (وفي ذلك قيل: اسمع أخي بسبعة ... لبست طوال الدهر تنتظر القائم المهديّ والعنقاء ... والكبريت الأحمر والجنّ والغيلان والـ ... ـــبهموت والخضِر المعمر) (¬18) ¬

_ (¬1) في "أ": "إلى". (¬2) من "ب". (¬3) في "أ": "إلى". (¬4) الصواب: "واستدعى". (¬5) في "أ": "أبو". (¬6) المصادر السابقة. (¬7) في "ب": "من أعمال". (¬8) أحد فراعنة مصر. وانظر: مرآة الزمان 8/ 449، والدر المطلوب 76، والسلوك ج 1 ق 1/ 82. (¬9) في "ب": "موتا". (¬10) من "ب". (¬11) في "أ": "لم تبلى". (¬12) في "أ": "وعليهم السافي". (¬13) من "ب". (¬14) في "أ": "صبنا". (¬15) من "أ". (¬16) من "ب". (¬17) من "ب". (¬18) ما بين القوسين من "ب" وليس في "أ".

سنة ثمانين وخمس ماية

(وفيها تُوفّي تاج المُلك بن أيوب) (¬1) (¬2). سنة ثمانين وخمس ماية (فيها) (¬3) فتح سيف الإسلام (¬4) فتوحات باليمن (¬5). * * * ووقع بين الكُرد والتُرك (خلاف) (¬6)، وقُتل بينهم عالم عظيم، وكانت الغلبة للتُرك (¬7). * * * وفيها مات الفقيه أبو الطاهر (¬8) بن عوف (¬9) (قدس الله روحه) (¬10) مدرس الإسكندرية، مالكي (المذهب. كبير في العلماء) (¬11). * * * وفيها أنفد (¬12) تقي الدين ابن أخي صلاح الدين أحد (¬13) كُتابه يُعرف بالرضى بن سلام (¬14) إلى بُحيرة إسكندرية ليسير ارتفاعها، فمضى وكتب شيئًا لا يجب من مظالم وضرائب قد بَطَلَت. وفي رجوعه عدًا (¬15)، في معدية صاو (¬16)، (فعند وصوله إلى ¬

_ (¬1) تقدّم ذِكره في أول هذه السنة. (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) من "أ". (¬4) في "أ": "سيف الدولة". (¬5) الكامل 9/ 459، 460، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 368، مفرج الكروب 2/ 154، 105، تاريخ مختصر الدول 218، مضمار الحقائق 66، الدر المطلوب (حوادث 577 هـ). 70 و (حوادث 578 هـ (73، المختصر في أخبار البشر 3/ 64، العبر 4/ 232، 233، تاريخ الإسلام (حوادث 578 هـ) 48، مرآة الجنان 3/ 409، النجوم الزاهرة 6/ 91. (¬6) من "ب". (¬7) الدر المطلوب 78، وسيعاد هذا الخبر في السنة التالية. (¬8) في "ب": "أبو الظاهر". (¬9) هو إسماعيل بن مكي بن إسماعيل بن عيسى بن عوف الزُّهري الإسكندراني، الفقيه المالكي. (انظر: سنا البرق الشامي 188، وسير أعلام النبلاء 21/ 122، وتاريخ الإسلام (وفيات 581 هـ). ص 102 رقم 5 وفيه مصادر أخرى. (¬10) من "ب". (¬11) ما بين القوسين من "أ". (¬12) في "ب": "نفذ". (¬13) في "أ": "اخد". (¬14) في "ب": "سلار"، وفي السلوك ج 1 ق 1/ 89 "الرضى بن سلامه". (¬15) الصواب: "عدى". (¬16) لم أجدها في المعجم.

معدّية صاو وضعت بغلته يدها في المعدية) (¬1) و [إذ] (¬2) / 245/ صاعقة قد نزلت (عليها) (¬3) فأحرقت البغلة والخرج (¬4) الذي فيه الرقائع، وسلم الرجل (بنفسه) (¬5) (بمشيئة الله تعالى. وهذا أمر عجيب) (¬6). * * * (وفيها مات الشيخ ابن (¬7) بُرِّي (¬8) النحوي بمصر. * * * وفيها رأى شهاب الدين فتيان (¬9) النَّحْويّ الدمشقي، عالم ثقة، في منامه لملك النُحاة أبي نزار (¬10) فسأله عما لقي من ربه، فقال له: دخلت عليه فأنشدته قصيدة فغفر لي، فقال له: أنشِدْنيها، فأنشده أبياتًا من جملتها: يا هذه أَقَصِري عن العذل (¬11) ... فما استماع العتاب من شُغلي يا ربّ ها قد أتيت معتذرًا ... إليك مما جَنيتُ من زللي وكيف ألقى نارًا مُسعَّرة ... وأنت يا ربّ في القيامة ظلّي (¬12) ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من "ب". (¬2) إضافة على الأصل يقتضيها السياق. (¬3) من "أ". (¬4) في "ب": "الجرح". (¬5) من "ب". (¬6) ما بين القوسين ليس في "ب"، وهذا الخبر ينفرد به المؤلّف. (¬7) في الأصل: "بن". (¬8) هو أبو محمد بن أبي الوحش عبد الله بن برّي بن عبد الجبّار بن بري، المقدسي الأصل، المصري، النحوي، الشافعيّ. توفي سنة 582 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 582 هـ) 138 - 140 رقم 57 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) هو فتيان بن علي بن فتيان بن ثمال الأسدي الخزيمي المعروف بالشاغوري المعلّم الشاعر. توفي بدمشق سنة 615 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 615 هـ) 255، 256 رقم 320 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬10) هو الحسن بن أبي الحسن صافي بن عبد الله بن نزار بن أبي الحسن النحوي المعروف بملك النُحاة. توفي سنة 568 هـ. انظر عنه في تاريخ الإسلام (وفيات 568 هـ) 314 - 317 رقم 289 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬11) في "ب": "العدلي". (¬12) في "ب": "زلي". وانظر الأبيات، باختلاف في: خريدة القصرة -قسم شعراء العراق 3/ 137، ومعجم الأدباء 8/ 138، والوافي بالوفيات 12/ 58.

سنة إحدى وثمانين وخمس ماية

وفيها مات ابن (¬1) جُمَيع (¬2) المتطبب اليهوديّ. وكان قد عارض الفارابي) (¬3) (¬4). سنة إحدى وثمانين وخمس ماية (فيها) (¬5) عبر (¬6) صلاح الدين الفُرات (¬7)، وحاصر الموصل وضايقها ولم يفتحها. وانتظم الصلح بينه وبين صاحبها عزّ الدين (¬8). * * * ومات شاه أرمن (¬9). (ومات) (¬10) قطب الدين صاحب ماردين (¬11). ¬

_ (¬1) في الأصل:"بن". (¬2) له ذِكر في ترجمة (الموفّق بن شوعة اليهودي المصري الطبيب الملقّب بالقيثارة) المتوفّى سنة 579 هـ، حيث جاء أن ابن شوعة هذا هجا ابن جميع اليهودي رأس الأطباء بالقاهرة، بقصيدة، ورماه فيها بالأُبْنَة. (انظر تاريخ الإسلام (وفيات 579 هـ) 299 رقم 326، وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 3/ 192، 193). (¬3) هو أبو نصر محمد بن محمد بن أَوزَلَغ بن طَرخان الفارابي، الملقّب بالمعلّم الثاني، الحكيم الرياضي، الطبيب، الموسيقي. توفي سنة 339 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات سنة 339 هـ) 181، 182 رقم 301 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬4) ما بين القوسين، من قوله: وفيها مات الشيخ ابن برّي .. حتى هنا من "ب" ولم يرد في "أ". (¬5) من "ب". (¬6) في "أ": "عمر" وهو غلط. (¬7) في "أ": "الغراب". (¬8) خبر الموصل في: الكامل 10/ 5 - 7، و 9، والنوادر السلطانية 67 - 69، ومفرّج الكروب 2/ 168، وتاريخ الزمان 203، وتاريخ مختصر الدول 219، 220، ومضمار الحقائق 212 - 218، والمختصر في أخبار البشر 3/ 69، والمُغرب في حُلَى المغرب 151، والعبر 4/ 241، ودول الإسلام 2/ 91، وتاريخ الإسلام (حوادث سنة 581 هـ) 6، وتاريخ ابن الوردي 2/ 94، ومرآة الجنان 3/ 418، 419، والبداية والنهاية 12/ 315، 316، والعسجد المسبوك 2/ 194، وتاريخ ابن خلدون 5/ 303، والسلوك ج 1 ق 1/ 89، 90، وشفاء القلوب 114 - 116، وتاريخ ابن سباط 1/ 169، والدر المطلوب 80، وزبدة الحلب 3/ 82، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 202 ب. (¬9) هو سكمان بن إبراهيم بن سكمان، صاحب مملكة خلاط. انظر عنه في: الكامل 10/ 5، وتاريخ الإسلام (وفيات 581 هـ) ص 107 رقم 13 وفيه مصادر أخرى. (¬10) من "ب". (¬11) هو إيلغازي بن ألْبي بن تمرتاش بن إيلغازي بن أُرتُق. توفي سنة 580 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 580 هـ) 303 رقم 332 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

ومات نور الدين صاحب آمِد (¬1) ابن فخر الدين. * * * واختلف (¬2) ديار بكر والجزيرة، ووقع خُلْف كثير بين العالم من (¬3) التُرك والكُرد، وبين المسلمين والفرنج (¬4)، وبين الإسماعيلية (والنوبة) (¬5)، وقُتل بينهم عالم عظيم بالباب والبارة (¬6) من أعمال حلب. وقُتل في هذه السنة من سائر أجناس الأمم ما لا يُحصَى عدته (¬7). * * * وفيها فتح صلاح الدين ميّافارقين (¬8) وقُتل عليها عالم كثير. ومات كثير من الأمراء المشهورين، مثل ناصر الدين بن أسد الدين (¬9) صاحب حمص. * * * وقتلت الإسماعيلية لابن نيسان (¬10). ¬

_ (¬1) هو محمد بن قرا أرسلان بن داود. توفي سنة 581 هـ. انظر: الكامل 10/ 8، والدر المطلوب 78 (وفيات سنة 580 هـ)، والأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 518 - 521. (¬2) هكذا في النسختين، والصواب: "واختلفت". (¬3) في "أ": "وبين". (¬4) في تاريخ الإسلام (حوادث 582 هـ). ص 14 "وبين الفرنج والروم والأرمن". (¬5) في "ب". ووقع في نسخة تاريخ الإسلام التي حقّقناها بياض، ويظهر أن الحافظ الذهبي -رحمه الله- اطّلع على هذه النسخة من "البستان" ونقل عنها، ولم يقتنع بوقوع خلاف بين الإسماعيلية والنّوبة، وذلك لبُعد المكان الجغرافي بينهما فهؤلاء في الشام وأولئك في جنوب مصر. ومن أجل هذا وضعنا كلمة "السّنة" في البياض الذي تركه الذهبي، وتكون كلمة "النوبة" هنا غير ملائمة. (¬6) في "أ": "المنارة". (¬7) الكامل 10/ 11، الروضتين ج 2 ق 1/ 241، الدر المطلوب 78 (حادث 580 هـ)، باختصار، العبر 4/ 241، 242، تاريخ الإسلام (حوادث 581 هـ) 8، 9، و (حوادث 582 هـ) ص 14. (¬8) خبر (ميّا فارقين) في: الكامل 10/ 8، 9، والنوادر السلطانية 69، وتاريخ الزمان 203، وتاريخ مختصر الدول 220، وزبدة الحلب 3/ 82، والروضتين 2/ 61، والمُغرب في حُلى المغرب 151، والدر المطلوب 78 (حوادث 580 هـ) والمختصر في أخبار البشر 3/ 69، وتاريخ الإسلام (حوادث 581 هـ) 7، وتاريخ ابن الوردي 2/ 94، ومرآة الجنان 3/ 419، والبداية والنهاية 12/ 316، وتاريخ ابن خلدون 5/ 303، والعسجد المسبوك 2/ 194، والسلوك ج 1 ق 1/ 89، وشفاء القلوب 114، وتاريخ ابن سباط 1/ 169، 170، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 203 أ. (¬9) هو محمد بن أسد الدين. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (حوادث سنة 581 هـ) ص 8. (¬10) نقل الحافظ الذهبي هذا الخبر عن المؤلف، (تاريخ الإسلام -حوادث 582 هـ - ص 14).

ومات محمود بن إيلالدي (¬1) شمس الملوك (صاحب آمِد، لأن صلاح الدين أخذ آمِد منه وسلمها إلى نور الدين، فأخرج/ 246/ صاحبها منها بجميع ماله، فمضى إلى الملك ومعه وزيره ابن نيسان) (¬2). ومات صاحبها شمس الملوك محمود بن إيلالدي (¬3) بن إبراهيم (¬4). ¬

_ (¬1) في "أ": "باري"، وفي "ب": "محمود بن بادي شمس الملوك محمود بن بلدي بن إبراهيم"، والتصحيح من: الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 437 و 512، 513، ومعجم الأسرات الحاكمة لزامباور 2/ 211. (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) في (أ): "لاري"، وفي "ب": "بلدي". (¬4) الخبر فيه غموض واضطراب. ويقول خادم العلم وطالبه، محقق هذا الكتاب عمر عبد السلام تدمري: إن "ابن شداد" أفرد لآمد عدّة صفحات، منها ما أفرده بعنوان: "ذِكر ملك الأمير صادر آمد"، فقال في أثنائه: "إن حسام الدين تمرتاش قصد آمِد وحاصر جمال الدين محمود وضايقه، فأدّى الحال إلى أن خرج مؤيد الدين بن نيسان وأولاد جمال الدين معه إلى خدمته، وقدموا له تقدمة وأصلحوا الحال معه، فرحل عنهم". وفي سنة إحدى وخمسين وخمس مائة توفي مؤيد الدين أبو علي بن نيسان بآمِد في غزة شعبان منها. وولي جمال الدولة أبو القاسم مكانه. وتوفي جمال الدين محمود، ولم أتحقّق وفاته. وولي ولده الصغير، وولي أمره وأتابكية عسكره الأمير بهاء الدين إبراهيم بن نيسان، ولم يزل بها إلى أن قصده السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة سبع وسبعين وخمس مائة. (الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 2/ 512، 513) انتهى. هذا، وقد علّق محقق الكتاب السيد يحيى عبارة على ما جاء في النص أعلاه، فقال عن "الولد الصغير": لم أقع في المصادر والمراجع تحت يدي إلى ما أشار إليه المؤلّف، فالمعروف أن جمال الدين محمود نفسه هو الذي عزله صلاح الدين سنة 579 هـ. عن آمد وأعطاها من بعده لبني أرتق. (الأعلاق ج 3 ق 2/ 513 حاشية 2). وعن الأمير بهاء الدين إبراهيم بن نيسان قال: وهذا خطأ، وصواب ذلك ما جاء في: معجم زامباور 2/ 211: "الذي طرده صلاح الدين يوسف بن أيوب بن آمد وأبعده عنها هو بهاء الدين مسعود بن علي بن الحسن بن أحمد بن نيسان وذلك في سنة 579 هـ. فهل سها المؤزخون الآخرون عن ذكر هذا الغلام الذي جاء خلفًا لجمال الدين محمود في الحكم". (الحاشية 3) ثم صحح سنة سبع وسبعين وخمس مائة، فقال: الصواب ما في معجم زامباور 2/ 211 "في سنة تسع وسبعين وخمسمائة" (حاشية 4). وأقول، أنا "عمر تدمري": إن "ابن الأثير" ذكر خبر امتلاك صلاح الدين لآمد في أول سنة 579 هـ. (الكامل 9/ 470، 471) ولم يذكر اسم صاحبها، وذكر (أن المتولي لأمرها والحاكم فيها بهاء الدين بن نيسان، وكان صاحبها ليس له من الأمر شيء مع ابن نيسان) (9/ 470). أمّا رواية المؤلف أعلاه فهي تصرح باسم صاحب آمد "شمس الملوك محمود بن إيلالدي بن إبراهيم"، ووفاته في هذا العام 581 هـ. والخبر في: النوادر السلطانية 58، والبرق الشامي 5/ 91 - 104.

وفي هذه السنة كان المنجّمون قد أرجفوا في سائر الأرض بأن يكثر الهواء (¬1) ويهلك الخلق ويخرب ما على وجه الأرض، ولا ينجوا (¬2) إلا من يأوي إلى مغارات، حتى أن قليج رسلان سلطان الروم والأرمن عمل مغارات وسُروبًا (¬3) تحت الأرض وسقفها بالأخشاب، وأحرز فيها القوت (¬4)، و (فعل) (¬5) ذلك في عامة مملكته (¬6)، واشتدّ الإرجاف. وكان بدمشق رجل يقال له عباس الطبيب عمل له مغارة بجبل قاسيون وأودعها جميع ما يحتاج إليه، وعزم تلك الليلة بأن يبيت (فيها) (¬7) هو وعياله، فبعث إليه الصفيّ بن القابض (¬8)، وأخذ منه مفتاح المغارة، وقال: ما تسلم أنت ويهلك جميع الناس، يكون لك أسوة (بكل) (¬9) من في دمشق، فبات تلك الليلة في همٍّ طويل (¬10). ولم يحدُث في تلك الليلة ضرر البتة إلا سكون الهواء (¬11) حتى آذى (¬12) الناسَ الكرْب (¬13). ¬

_ (¬1) في "أ": "الهوى". (¬2) هكذا في النسختين، الصواب: "ولا ينجو". (¬3) سُرُوبًا: مفردها: سَرَب. وهو الطريق أو النفق تحت الأرض. (¬4) حتى هنا في: الدر المطلوب 79. (¬5) من "ب". (¬6) في "أ": "ملكه"، وفي "ب": "فملكته". (¬7) من "ب". (¬8) توفي (الصفي بن القابض) في شهر رجب سنة 587 هـ. وكان متولّي دمشق لصلاح الدين يحكم في جميع بلاده. (الكامل 10/ 104). (¬9) من "ب". (¬10) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬11) في "أ": "الهوى". (¬12) في "ب": "اذا". (¬13) وقال العماد الكاتب الأصفهاني "أجمع المنجمون في سنة اثنتين وثمانين في جميع البلاد بخراب العالم في شعبان عند اجتماع الكواكب الستة في الميزان بطوفان الريح في سائر البلدان. وخوفوا بذلك من لا توثق له باليقين، ولا إحكام له في الدين من ملوك الأعاجم والروم، وأشعروهم من تأثيرات النجوم، فشرعوا في حفر مغارات على النجوم، وتعميق بيوت في الأسراب وتوثيقها، وشدّ منافسها على الريح، ونقلوا إليها الماء والأزواد وانتقلوا إليها، وانتظروا الميعاد وسلطاننا متنمّر من أباطيل المنجمين، موقن أنّ قولهم مبني على الكذب والتخمين. فلما كانت الليلة التي عينها المنجّمون لمثل ريح عاد، ونحن جلوس عند السلطان، والشموع توقد، وما يتحرّك لنا نسيم، ولم نر ليلة مثلها في ركودها". وعمل في ذلك جماعة من الشعراء. (انظر: تاريخ الإسلام - حوادث سنة 582 هـ ص 10، 11 و 13، والكامل 10/ 19، ومرآة الزمان ج 8/ 385 و 387 ومنتخب الزمان 2/ 314، والعبر 4/ 246، 247).

سنة اثنين وثمانين وخمس ماية

وفيها تسلم صلاح الدين شَهْرَزُور والبوازيج (¬1). * * * وفيها نزل الملك العادل/247/ سيف الدين أبو بكر بن أيوب من قلعة حلب وتسلمها منه الملك الظاهر ابن أخيه (¬2). * * * وفيها مضى الملك العادل (سيف الدين) (¬3) إلى مصر (¬4) * * * وفيها مات سعد الدين بن معين الدين (¬5). سنة اثنين (¬6) وثمانين وخمس ماية اتفق طالَعُها العقرب. * * * وفيها خرج الملك الناصر صلاح الدين يوسف (بن أيوب) (¬7) رحمه الله (تعالى) (¬8) بعساكر المسلمين من أهل مصر، والشام، والجزيرة، وديار بكر، والموصل (¬9). * * * وكان زُحَل والمشتري (¬10) في الميزان ففتح مدينة طبريّة (¬11) عَنوة، وذلك يوم ¬

_ (¬1) في "أ": "البواريح"، وفي "ب": "التواريخ"، والتصحيح من: معجم البلدان 1/ 503 وفيه: بعد الزاي ياء ساكنة، وجيم. بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصبّ في دجلة، وهي من أعمال الموصل. وخبر (شهرزور) في: الكامل 10/ 10، ولا ذِكر للبوازيج في المصادر لهذا العام. (¬2) زبدة الحلب 3/ 89 (حوادث 583 هـ). (¬3) من "ب". (¬4) الدر المطلوب 79 (حوادث سنة 580 هـ). (¬5) هو سعد الدين مسعود بن معين الدين أُنر. الأعلاق الخطيرة ج 3 ق 1/ 180، الوافي بالوفيات 9/ 410. (¬6) الصواب: "اثنتين". (¬7) من "أ". (¬8) من "ب". (¬9) هذا الخبر صوابه في السنة التالية. (¬10) في "أ": "والمفتري". (¬11) خبر فتح طبرية على الصحيح في سنة 583 هـ. انظر: الكامل 10/ 22، 23، وفيه حشدنا مصادر كثيرة لموقعة حطين وفتح طبرية، ومنتخب الزمان 2/ 314، 315.

الخميس ثالث وعشرين ربيع الآخر، وكسر جميع الفرنج (يوم السبت خامس وعشرين منه) (¬1) على تل حطين، وقُتل من الفرنج عالم لا يُحصَى، وأُسِر ملكهم الأعظم وسائر ملوكهم وأمرائهم، وأسر منهم ما يزيد على عشرين ألفًا (¬2). ثم سار من بعد قتلهم وأخذهم إلى مدينة عكا، فتسلمها يوم الجمعة مستَهَل جمادى الأولى (¬3). ثم شرع في طلب بلاد الفرنج، فتسلّم قيساريّة، وحيفا، ويافا، وأرسوف، وتِبْنِين، وهُونِين، والنّاصرة، واسكندرونة (¬4)، وبَيسان، والفُولَه (¬5)، وصفّورية (¬6)، وجميع تلك البلاد (¬7). ثم سار إلى مدينة/248/ صيدا فتسلّمها (بعد حصارها يوم الأربعاء ثامن وعشرين جمادى الأولى) (¬8) (¬9). (وتسلّم قلعة أبي الحَسَن (¬10). ثم سار إلى بيروت فتسلّمها بعد حصارها يوم الأربعاء ثامن وعشرين من جمادى الأولى) (¬11) (¬12). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من "ب". (¬2) في "ب": "ألف". (¬3) كان فتح عكا في سنة 583 هـ (الكامل 10/ 28). (¬4) في "أ": "اسكندرية"، وفي "ب": "سكندرية" والصواب: اسكندرونة = "اسكانداليوم" أو "اسكاندليون"، بلدة فوق رأس الناتورة على ساحل البحر بين صور وعكا، في الدرب المعروفة بسلالم صور. بناها الملك الفرنجي "بلدوين" سنة 510 هـ/ 116 اهـ. (انظر كتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية - القسم السياسي - ص 30 والحاشية 3). وقد أخطأ السيد محمد محمود صبح في تحقيقه لكتاب "الفتح القسّي" عندما قال إنها اسكندرونة التي عند أنطاكية. (ص 76 حاشية 6). (¬5) في "ب": "الحولة". (¬6) في "أ": "صفوديه". (¬7) الكامل 10/ 28، 29. (¬8) الصحيح أن تسلم صيدا كان في 21 جمادى الأولى سنة 583 هـ. (¬9) ما بين القوسين من "أ". (¬10) في "ب": "قلعة بن أبي الحَسَن"، والصحيح ما أثبتناه. قال ياقوت: قلعة عظيمة ساحلية قرب صيدا بالشام، فتحها يوسف بن أيوب وأقطعها ميمونًا القصري مدة ولغيره. (معجم البلدان 4/ 389) ولا تشير المصادر إلى تاريخ فتحها بالضبط. (¬11) في الكامل 10/ 30 تمّ تسليم بيروت في 29 جمادى الأولى. (¬12) ما بين القوسين من "ب".

ثم تسلم جُبَيل (¬1) في جمادى الآخر وما يليها. ثم رجع وسار (منها) (¬2) إلى عسقلان فقاتلها قتالًا شديدًا (¬3). * * * ثم كُسفت الشمس يوم الجمعة ثامن وعشرين جمادى الآخرة كسوفًا كليًّا حتى أظلم الجوّ وشوهدت الكواكب (¬4). * * * ثم فتح عسقلان يوم السبت (¬5). ثم تسلم (بعد ذلك) (¬6) غرة، والداروم، والرملة، ونابلس، (وتبنين، والنَّطْرون، وما يليها من القلاع والمدن) (¬7) (¬8). ثم سار منها إلى البيت المقدس (فتسلّمها بعد قتاله إيّاها أيامًا قلائل) (¬9) واتفق تسليم البيت المقدس آخر نهار (¬10) يوم الجمعة سادس (¬11) عشر رجب، وهو ثاني تشرين الأول (سنة ألف وأربع ماية [و] تسع وعشرين) (¬12) (¬13)، والطالع الحَمَل. * * * وقُتل عزّ الدين (¬14) صاحب سروج. ¬

_ (¬1) تسلمها في اليوم الذي تسلم فيه بيروت. الكامل 1/ 30، الفتح القسّي 108، النوادر السلطانية 80، زبدة الحلب 3/ 97، تاريخ الزمان 209، الروضتين ج 2 ق 1/ 292، 293، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 204 ب، تاريخ السرياني 3/ 371، الأُنس الجليل 1/ 470، لبنان من السقوط بيد الصليبيين 145. (¬2) من "ب". (¬3) تم تسلّم عسقلان في آخر جمادى الآخر سنة 583 هـ. (الكامل 10/ 33، تاريخ الإسلام حوادث 583 هـ) ص 29. (¬4) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬5) تقدم خبر عسقلان، وانظر: التاريخ الصالحي 2/ ورقة 204 ب. (¬6) من "ب". (¬7) الكامل 10/ 33. (¬8) ما بين القوسين من "ب". (¬9) ما بين القوسين من "ب". (¬10) في "أ": "اخربها". (¬11) في الكامل 10/ 36 "السابع والعشرين من رجب". (¬12) الصواب: ألف ومائة وسبع وثمانين. (¬13) ما بين القوسين من "أ". (¬14) هو الأمير عز الدين عيسى بن مالك. كان أبوه صاحب قلعة جَعبَر. (الكامل 10/ 34).

واستقرّ بين صلاح الدين وبين الفرنج (بها) (¬1) شراء أرواحهم، وأن يزِن الرجل عشرة دنانير مصرية، والغلام (¬2) خمسة دنانير، والطفل والجُوَيرية دينارين، ومن لم يقدر على شراء نفسه يؤخذ أسيرًا، فأحصي من لم يقدر على فكاك نفسه (ولا اشتراه أحد) (¬3) فكانوا خمسة عشر ألف (نفرِ من) (¬4) رجل وامرأة وصبي وجُوَيرية (¬5)، وأُخِذوا (¬6) جميعهم أسارى. / 249/ وخلص في هذه السنة من أسارى المسلمين الذين كانوا في أسر الفرنج في هذه البلاد التي فُتِحت، فكانوا عشرة آلاف نفْس، ممّن كان له في الأسر السنة والعشرة والعشرون. وكان الذي قُبِض من المفَاداة (¬7) ثلاثماية ألف دينار مصرية (¬8). * * * وفيها توجّه قراقوش مملوك تقي الدين إلى بلاد المغرب، واستولى على بلاد القيروان، والتقاه ابن عبد المؤمن صاحب المغرب بظاهر مدينة تونس، فكسره قراقوش يوم الجمعة سادس عشر ربيع الأول، واستولى على البلاد، وخُطِب فيها لصلاح الدين يوسف بن أيوب. ثم رجع ابن عبد المؤمن مفلولاً، فجمع أطرافه، وحشد خلقًا لا يُحصَى عددهم (¬9). ورجع إلى قراقوش في هذه السنة فكسره، وانففق عنه جيشه، ومضى قراقوش (فازاً) (¬10) هاربًا في البرّيّة (¬11). * * * وفيها قُتل شمس الدين (¬12) ابن المقدم (¬13) أمير حاجّ الشام على جبل عَرَفات، ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) هكذا في النسختين. والصواب: "وتزن المرأة خمسة دنانير" (الكامل 10/ 35)، ومثله في: التاريخ الصالحي 2/ ورقة 204 ب. (¬3) من "ب". (¬4) من "ب". (¬5) في "أ": "وجويره". (¬6) في "أ": "ناخذ". (¬7) في "أ": "القاداة". (¬8) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬9) في "أ": "عدده". (¬10) من "أ". (¬11) الدرّ المطلوب 83، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية 16. (¬12) في "أ": "شمس الدولة". (¬13) انظر عن (ابن المقدّم) في: الكامل 10/ 43، 44، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام - بتحقيقنا -370/ 2 (طبعة دار الكتاب العربي، بيروت 1985) وهو: محمد بن عبد الملك توفي سنة 583 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 583 هـ). 161 - 163 رقم 102 وفيه حشدنا مصادر ترجمته، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 206 أ.=

سنة ثلاث وثمانين وخمس ماية

قتله طشتكين أمير حاجّ العراق، والخليفة يومئذٍ الناصر لدين الله أبو العباس أحمد. سنة ثلاث وثمانين وخمس ماية / 250/ (كسر صلاحُ الدين الفرنجَ على تلّ حطين يوم السبت رابع عشرين ربيع الأول (¬1)، وفتح عكا بتاريخ يوم الخميس مستَهَلّ جمادى الأولى. وفتح في هذه السنة حَيفا، وقَيْسارية، وصفورية، والناصرة، وتبْنِين، وبيروت، وعسقلان، وغزة، والداروم، وبيت جبريل، والأطرون (¬2)، وتل الصافية (¬3)، وتل الجَزَر (¬4). وفتح البيت المقدس يوم الجمعة السابع والعشرين (¬5) من رجب من هذه السنة) (¬6). سنة أربع وثمانين وخمس ماية (فيها) (¬7) خرج صلاح الدين (يوسف بن أيوب رحمه الله) (¬8) مستَهَل جمادى الآخرة، وخرب مدينة أنْطَرَسُوس (¬9)، وفتح جَبَلة، واللاذقية، ثم فتح حصن صهيون، ¬

_ = وقد وقع في: الدرّ المطلوب 56 (حوادث سنة 569 هـ): "وفيها نزل الملك المظفر تقيّ الدين عمر بن شاهنشاه على طرابلس، والتقى مع البرنز صاحب طرابلس، وكانت وقعة عظيمة، قُتل فيها من المسلمين شمس الدين بن المقدم، وسيف الدين غازي بن المشطوب، وكانا من كبار الأمراء الناصرية". ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب "عمر عبد السلام تدمري": إن هذا الخبر لا صحة له، إذ لم تذكر المصادر أيّة موقعة جرت عند طرابلس في سنة 569 هـ. وقد تأخّرت وفاة ابن المقدم إلى سنة 583 هـ. كما جاء أعلاه. (¬1) تقدّم قبل قيل أن كسرة الفرنج في حطين يوم السبت خامس وعشرين ربيع الآخر. (¬2) هي: "النطرون". (¬3) تل الصافية: حصن من أعمال فلسطين قرب بيت جبرين من نواحي الرملة. (معجم البلدان 2/ 42). (¬4) تل الجَزَر: بفتحتين وتقديم الزاي. حصن من أعمال فلسطين. (معجم البلدان 2/ 41). وفد نص العماد الأصفهاني على فتح تل الصافية عقب موفعة حطين سنة 583 هـ. (الفتح القسي 200) وهو أتى على ذكر تل الجَزر في حوادث سنة 588 هـ. (الفتح القسي 586). (¬5) تقدم أن القدس فُتحت يوم الجمعة سادس عشر رجب، وهو غلط. والمثبت هنا هو الصحيح. (¬6) ما بين القوسين من "أ"، وبما أن الحوادث التي تقدّمت في سنة 582 هـ. ينبغي أن تكون في هذه السنة 583 هـ. فقد جاء في النسخة "ب": "سنة ثلاث وثمانين وخمس ماية، الذي جاء فيها مغموس في سنة اثنتين وثمانين وخمس ماية ولذلك لم يذكر صاحب الكتاب ما فيها". (¬7) من: "أ". (¬8) ما بين القوسين من "ب". (¬9) الصواب: "انطرطوس" وهي: طرطوس الحالية على الساحل السوري.

وحصن بكّاس (¬1)، وقلعة السريانية (¬2)، وحصن شغر (¬3) وحصن برْزَية (¬4) عنْوةَ، وقتل مقاتلته (¬5)، وسبى ذراريهم، وفتح درب ساك (¬6)، وحصن بَغرَاس (¬7)، وتسلم الكَرَك بعد حصاره ومقاتلته أشد القتال (¬8). وكان بعض عسكر صلاح الدين نازلًا من مدّة سنة. * * * وفيها تسلّم صفد وكوكب بعد القتال (¬9). * * * وفيها أطلق الملك (الناصر) (¬10) صاحب عسقلان (¬11). * * * وفيها صالح (صلاح الدين) (¬12) البرنس/ 251/ صاحب أنطاكية على أن يُطلق كل أسير بأنطاكية، فكان عدّتهم ألف أسير (¬13). ¬

_ (¬1) الكامل 10/ 52. (¬2) هكذا في النسختين، وهي: "سرمينية" في (الكامل 10/ 53) و"سرمانية" في: تاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ) ص 36، وتحرّفت في (مشارع الأشواق 2/ 938) إلى "شرمانية"، وضبطها محقق الكتاب: بالشين المعجمة المضمومة. وهو غلط. (¬3) في النسختين: "سعد" والتصويب من: الكامل 10/ 52. (¬4) الكامل 10/ 53. (¬5) في "أ": "مقابلته". (¬6) في النسختين: "دير سباط"، والتصحيح من: الكامل 10/ 56. (¬7) في الكامل 10/ 57، الدر المطلوب 95، تاريخ السرياني 3/ 371. (¬8) خبر الكرك في: الكامل 10/ 59. (¬9) الكامل 10/ 59 و 60، الدرّ المطلوب 95، التاريخ الصالحي 2/ ورقة 206 أ. (¬10) من "أ". (¬11) انظر: الكامل 10/ 32، 33. (¬12) من "ب". (¬13) خبر مصالحة صاحب أنطاكية في: الكامل 10/ 58، 59، والنوادر السلطانية 94، والفتح القسي 260، 261، وتاريخ الزمان 214، وتاريخ مختصر الدول 222، والمُغرِب في حُلى المغرب 158، ونهاية الأرب 28/ 410، والمختصر في أخبار البشر 3/ 75، والدرّ المطلوب 95، ومسالك الأبصار ج 16 ق 2/ ورقة 386، وتاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ) 32، ودول الإسلام 2/ 96، وتاريخ ابن الوردي 2/ 99، والبداية والنهاية 12/ 330، وتاريخ ابن خلدون 5/ 316، والسلوك ج 1 ق 1/ 100، ومشارع الأشواق 2/ 938، وشفاء القلوب 157، وتاريخ ابن سباط 1/ 187، 188، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاري -تأليفنا- الطبعة الثانية، ج 1/ 539 , 540، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 164 - 166. و"البرنس" هو: بُوهِمُتد.

سنة خمس وثمانين وخمس ماية

وفيها مات شجاع الدين عيسى بن بلاشُوا (¬1) والي قلعة حلب (¬2). وولي بعده أمير جَنْدار الملك الظاهر، (اسمه محمد) (¬3). سنة خمس وثمانين وخمس ماية ظهرت الفرنج في الشام برًا وبحرًا، وحاصروا عكّا، وكان نزولهم عليها مُستَهَلّ رجب، والقمر (يومئذٍ) (¬4) بالدلْو، فلما علم صلاح الدين ذلك قصدهم بجميع العساكر فخندقوا على أنفسهم، وكان المسلمون يقاتلونهم من وراء خنادقهم. ثم إنهم اجتمعوا يوم الأربعاء العشرين من شعبان، وخرجوا بكلّيتهم إلى المسلمين، والمسلمون يومئذٍ على غِرّة (¬5)، فوصلوا إلى خيمة صلاح الدين فقتلوا من كان حول السُّرادق، ثم نهبوا سوق العسكر وقتلوا من لحِقوا به (¬6). وقُتل في ذلك اليوم ابن رَوَاحة الشاعر الحموي (¬7)، والمكبس (¬8)، وظنوا أنهم قد ظفروا. ¬

_ (¬1) في "ب": "بلاسوا" والمثبت عن "أ"، وهو يتفق مع: زبدة الحلب 3/ 89، وفي مفرج الكروب 2/ 179 "بلاشق". (¬2) انفرد المؤلف بذكر وفاة شجاع الدين عيسى، وقد ذكره "ابن شداد" في حوادث سنة 583 هـ. فقال إنّ السلطان صلاح الدين أرسل الملك الظاهر إلى حلب "وسيّر في خدمته شجاع الدين عيسى بن بلاشوا وولَّاه قلعة حلب وأوصاه بتربية الملك الظاهر، وأخيه الملك الزاهر، وحسام الدين بشارة -صاحب بانياس- وولاه المدينة، وجعل الديوان بينهما". (زبدة الحلب 3/ 89) وذكره "ابن واصل" أيضًا فقال: "إن السلطان سيّر ولده الملك الظاهر إلى حلب وفي خدمته حسام الدين بشارة شِحنة، وشجاع الدين عيسى بن بلاشق واليًا". (مفرج الكروب 2/ 179). (¬3) من "أ"، وانفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬4) من "أ". (¬5) في النسختين: "غزّة" وهو تحريف. (¬6) الدرّ المطلوب 101. (¬7) هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن رواحة الأنصاري، الحموي، الفقيه الشافعي، الشاعر ابن خطيب حماه. انظر عنه في: الكامل 10/ 73، وتاريخ الإسلام (وفيات 585 هـ) ص 214، 215 رقم 168 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) هكذا في "أ". وفي "ب": "المليس"، والمثبت يتفق مع: الفتح القسي 318، والنوادر السلطانية 111، وعيون الروضتين 2/ 205، ومفرج الكروب 1/ 302. وفي: الكامل 10/ 73 استشهد الأمير مُجلّى بن مروان، والظهير أخي الفقيه عيسى وكان والى بيت المقدس، والحاجب خليل الهكّاري. واستشهد أيضًا: أبو محمد عيسى بن محمد بن عيسى الهكاري، العالم الفقيه الشافعيّ، ضياء الدين. (تاريخ الإسلام -وفيات 585 هـ) 224، 225 رقم 184، وموسى بن جكّوا الأمير الكبير عزّ الدين ابن خال السلطان صلاح الدين. (تاريخ الإسلام -وفيات 585 هـ ص 232 رقم 198).

سنة ست وثمانين وخمس ماية

ثم رجع صلاح الدين وجمع العسكر، فهزموهم وقتلوا منهم خلقًا عظيمًا. وأمر صلاح [الدين] / 252/ أن يُحصوا القتلى، فحُسِب عدتهم، فكانوا أربعة آلاف وسبع ماية وستين نفرًا (¬1)، ولم يُفقَد من المسلمين إلا القليل (¬2). * * * وفيها تسلّم الشَّوْبك (¬3) بعد أن كان بعض العسكر يحاصره مدة سنة. * * * (وفيها توفي الفقيه عيسى (¬4) ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة منها) (¬5). سنة ست وثمانين وخمس ماية هذا، والإفرنج مقيمون على عكا يحاصرونها برًا وبحرًا، والسلطان يقاتلهم كما ذكرنا من وراء خنادقهم صباحًا ومساءً (¬6). * * * وفيها تسلم صلاح الدين شقيف أَرنُون (¬7). * * * وفيها قُتل ابن قريش الموقع المصري (¬8)، قتله أبو الفضل بن خليل ¬

_ (¬1) وقال "ابن الأثير": "وكان عدة القتلى، سوى من كان إلى جانب البحر، نحو عشرةً آلاف قتيل". (¬2) انظر: الكامل 10/ 72 - 74. (¬3) الصحيح أنّ تسلّم الشوبك كان في سنة 584 هـ. انظر تاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ) ص 34. (¬4) هو أبو محمد عيسى بن محمد بن عيسى الهكاري. وقد تقدم قبل قليل في الحواشي. (¬5) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬6) الكامل 10/ 74، 75. (¬7) الصحيح أن تسلّم شقيف أرنون كان في سنة 585 هـ. انظر: الكامل 10/ 65، 66، والفتح القسي 285 - 292، والنوادر السلطانية 97 - 103، ومفرّج الكروب 2/ 282 - 290، وزبدة الحلب 3/ 108 - 110، وتاريخ الزمان 214، والمختصر في أخبار البشر 3/ 76، ونهاية الأرب 28/ 413، 414، وتاريخ الإسلام (حوادث 585 هـ) 41، 42، وتاريخ ابن الوردي 2/ 100، وعيون الروضتين 2/ 201، وتاريخ ابن خلدون 5/ 317، والسلوك ج 1 ق 1/ 102، وشفاء القلوب 159، 160 وتاريخ ابن سباط 1/ 190، 191، ونزهة الأنظار في عجالْب التواريخ والأخبار لمحمد مقديش -تحقيق على الزواري ومحمد محفوظ- طبعة دار الغرب، بيروت 1988 - ج 1/ 461، والتاريخ الصالحيْ 2/ ورقة 206 أ، ب، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 168 - 171. (¬8) هو "الرضى بن قريش" كما في: الفتح القسي 464، والروضتين 2/ 182، واسمه عبد الرحمن بن علي بن عبد العزيز بن علي بن قريش، أبو المجد المخزومي، القرشي (تاريخ الإسلام -وفيات 586 هـ - ص 241 رقم 211 وفيه مصادر ترجمته).

الدمشقيّ (¬1)، فكان الفرنج -خذلهم الله- قد نصبوا أبرجة خشب ومناجنيق ودبابات، ونقبوا سور عكا، وأصبح المسلمون على الهلاك ثم نصرهم الله (عز وجل) (¬2) فأحرقوا مناجنيقهم وآلاتهم الخشب (ودباباتهم وأبراجهم) (¬3) وذلك يوم السبت العشرين من شهر ربيع الأول. ثم خرج المسلمون عقيب الحريق/ 253/ وقتلوا منهم خلقًا عظيمة ونهبوا من خِيَمهم ما قدروا عليه، وأُخِذت الشواني في البحر (¬4). * * * وفي هذه السنة طلع ملك الألمان (¬5) على قسطنطينية، ثم (على) (¬6) بلاد قليج رسلان، فمنعهم قطب الدين (بن) (¬7) قليج رسلان، وضرب (¬8) معهم مصافًا، فهزموه، وهجموا قونية، ونهبوها، وقتلوا منها خلقًا لا يُحصَى عدده، حتى إنهم أخذوا النساء من الحمامات، ثم رحلوا عنها، فهلك ملك الألمان (¬9) في الطريق (¬10). وقام مقامه ولده (¬11). ووصلوا مدينة أنطاكية وهم نحو من ماية ألف (إنسان) (¬12)، ومضوا إلى عكا، وخرجوا إلى محاربة صلاح الدين يوم الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة، وهجموا خيام الملك العادل أخي صلاح الدين. ثم تراجع المسلمون عليهم من كل جانب فردوهم وقد قُتل منهم خلق كثير (¬13) حتى طُبق وجه الأرض القتلى (بالدّم) (¬14). فأمر ¬

_ (¬1) لم أجد لابن خليل الدمشقي ترجمة. (¬2) من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) الكامل 10/ 78 - 85. (¬5) في النسختين: "ملك الأمان"، وهو الإمبراطور "فردريك بربروسه". (¬6) من "أ". (¬7) من "ب"، وهو قطب الدين ملكشاه بن قليج أرسلان. (¬8) في "أ": "وصرف". (¬9) في "أ": "ملك الأمان". (¬10) الكامل 10/ 81، 82، الفتح القسي 393 و 396، زبدة الحلب 3/ 115، مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 103، تاريخ السرياني 3/ 375، البداية والنهاية 12/ 341، تاريخ ابن الفرات ج 4 ق 1/ 226. (¬11) هو "فردريك دوق سُوبيا". (¬12) من "أ". (¬13) في "أ": "خلقًا كثيرًا". (¬14) من "أ".

سنة سبع وثمانين وخمس ماية

صلاح الدين بإحصاء المقتولين من الفرنج، فكانوا اثني عشر ألف قتيل (¬1). وكان عدد الذين خرجوا (إلى) (¬2) القتال من الفرنج (يومئذٍ) (¬3) اثنين وستين ألفًا. * * * ثم وصلت في هذه السنة جميع ملوك الإفرنجية في البحر (¬4)، فتوهّم صلاح الدين/ 254/ خوفًا لكثرتهم وكثرة عددهم، فخرّب طبريّة وقيساريّة، وحيفا، ويافا، وصيدا، وجُبَيل، وأرسوف، وسائر بلاد الساحل على ضفة البحر ما خلا عسقلان (¬5). وذُكر أن الفرنج الذين اجتمعوا على حصار عكا في البر والبحر (كانت عدتهم) (¬6) مايتي ألف وأربعين ألفًا، مع قلّة خيلهم. سنة سبع وثمانين وخمس ماية أُخِذت السفينة التي أرسلها صلاح الدين، وكان (قد) (¬7) أوسقها بالمال والرجال والعُدَد والميرة، فصادفها عشرون (¬8) شينيًّا (للفرنج) (¬9) فقاتلوها قتالًا شديدًا، وتيقن المسلمون الغَلَبة، فأخذتهم الحمِية (في الله) (¬10) وكِبَر النفوس، فنزل منها رجل حلبي (¬11) يقال له ابن شقويق (¬12) بقادومِ فخسفها، فغَرق من كان فيها جميعهم إلى رحمة الله. ثم ضعُفت عكا من الذخيرة والرجال، وأكثروا القتال، وهجمها الفرنج يوم الخميس سادس عشر (من) (¬13) جمادى الآخرة، وأخرجهم المسلمون بعد وصولهم نصف البلد، (وقتلوا جماعة من الخيالة، ثم أعادوا عليهم القتال) (¬14) ونصوا ¬

_ (¬1) في "أ": "فكانوا اثنا عشر ألفًا"، وفي الكامل 10/ 83 زاد عدد القتلى على عشرة آلاف قتيل. (¬2) من "ب". (¬3) من "ب". (¬4) وصل الأسطول الفرنسي وعلى رأسه الملك "فيليب"، ووصل أسطول انكلترا وعلى رأسه الملك "ريتشارد" المعروف بقلب الأسد. (¬5) هذه المعلومة لم تذكرها المصادر. (¬6) من "أ". (¬7) من "أ". (¬8) في زبدة الحلب 3/ 118 "إحدى وعشرون مركبًا". (¬9) من "أ". (¬10) من "ب". (¬11) في "ب": "رجل من أهل حلب". (¬12) في الكامل 10/ 95 "يعقوب الحلبي مقدم الجندارية يُعرف بغلام ابن شقتين"، وفي زبدة الحلب 3/ 119 "من أهل باب الأربعين". (¬13) من "ب". (¬14) ما بين القوسين من "ب".

(عليهم) (¬1) المناجنيق من كل جهة، وفتحوا (¬2) فيها مواضع عدة حتى خربت/ 255/ وصارت مثل الطريق، فغُلب المسلمون وطلبوا الأمان، فأخذها الفرنج يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة بالأمان. ثم غدروا بهم وقتلوهم عن آخرهم. ولم يَسلَم منهم إلا القليل (¬3)، (وقتلوا المسلمين يوم الثلاثاء سابع وعشرين رجب) (¬4) (رحمة الله عليهم أجمعين) (¬5) وأُسِر بهاء الدين قراقوش، وسيف الدين علي المشطوب، وابن باريك (¬6)، وجماعة من الأمراء المشهورين. وقُتل بها قبل فتحها شمس الدين جكوا بن زكريا (¬7) ابن أخت أبي الهيجاء السّمين، رحمه الله. وذكروا أن عدة من كان داخل عكا من المسلمين سوى من خرج في المراكب خمسة آلاف وسبع ماية. وطلب الفرنج عسقلان والسلطان مُعارضهم في الطريق إلى حيفا (¬8)، ثم إلى قيسارية، ثم إلى أرسوف، ثم إلى يافا، ثم التقوا مع السلطان يوم السبت النصف من شعبان على يافا. وقُتل من فارسهم (وراجلهم) (¬9) خلق كثير. ثم التقوا يوم الأربعاء (¬10) ثالث شهر رمضان (¬11)، وقُتل منهم خلق عظيم. وسار السلطان إلى مدينة عسقلان فخرّبها (¬12)، وخرّب غزّة، والداروم (¬13)، وردّ لرجال والعُدّة، والذخيرة التي كانت/ 256/ بعسقلان إلى بيت المقدس. ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) في "أ": "وفتح". (¬3) الكامل 10/ 97. (¬4) ما بين القوسين من "أ". (¬5) من "ب". (¬6) لم أجده في المصادر، وفي "أ": "بازيك"، وهو: حسام الدين بن باريك المهراني. انظر: الفتح القسي 511، والنوادر السلطانية 173، ومفرّج الكروب 2/ 363، وتاريخ ابن الفرات، مجلد 4 ج 2/ 26. (¬7) هكذا في "أ". وفي "ب": "كجوابن أبي زكري". وورد في: الفتح القسي 355 "شمس الدين موسك بن جكو الهذباني". (¬8) الكامل 10/ 98، زبدة الحلب 3/ 120. (¬9) من "أ". (¬10) في "أ": "ثم التقوا ثم التقوا يوم الأربعا". (¬11) في "أ": "ثالث وعشرين شهر رمضان". (¬12) كان تخريب عسقلان في 19 شعبان سنة 587 هـ. (الكامل 10/ 100). (¬13) في الكامل 10/ 100: خرب حصن الرملة وكنيسة لُدّ.

وفيها أرسل إلى سليمان بن جُندار (¬1) أن يخرّب حصن بغراس، فخرّب بعضها، فبادر ابن لاون (¬2) فرحّله عنها وأخذه (¬3) بلا تعب (¬4). * * * وفيها مات محيي (¬5) الدين بن الشهْرَزُوري (¬6) قاضي الموصل. وكان كريم زمانه رحمه الله. * * * وفيها ظهر بجبل سمعان من أعمال حلب، بضيعةٍ تُعرف بكفراتين (¬7) امرأة لها كلام دقيق في شرع الإسلام وحدْس قوقي، بحيث أَنّها تعلم القاصد إليها (¬8) في أي شيء جاء. وبعث الملك الظاهر صاحب حلب إليها ضياء الدين ابن دهن الحصني (¬9)، (النحْويّ) (¬10)، وتكلم معها، فرأى معها شيئًا عجيباً (¬11). * * * وفيها مات شرف الدين ابن (أبي) (¬12) عصْرُون (¬13)، قاضي دمشق، وكان في الأربعة مذاهب أوحد عصره. * * * وفيها تُوفّي علاء الدين أبو بكر الكاساني (¬14) الحنفيّ بحلب. ¬

_ (¬1) في "أ": "حيدار"، وهو في الكامل 10/ 104، وتاريخ الإسلام (حوادث 585 هـ) 37. (¬2) في "أ": "لاويْن". (¬3) في "ب": "وأخذها". (¬4) لم أجد هذا الخبر. (¬5) في "ب": "رضي". (¬6) هو: أبو حامد محمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي الشهرزوري، الموصلي، الفقيه الشافعي، قاضي القضاة. توفي سنة 586 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 586 هـ) 250 - 252 رقم 228 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬7) هكذا في "أ"، وفي "ب": "كفراسن". (¬8) في "أ": "لها". (¬9) لم أجد لابن دهن الحصني ذِكرًا في المصادر. (¬10) من "ب". (¬11) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬12) من "ب". (¬13) هو أبو سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهّر بن علي بن أبي عصرون بن أبي السريّ. توفي سنة 585 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 585 هـ) 217 - 220 رقم 174 وفيه حشدنا الكثير من مصادر ترجمته. (¬14) هكذا في "أ"، وفي "ب": "الكلساني". وفي التاريخ الباهر 182 "الكاشاني".

وكان فريد عصره في مذهب أبي حنيفة، رحمه الله. * * * وفيها ذكر رجل منجّم يُعرف بابن السُّنباطي لقوم من السودان والمصامدة: إنكم تملكون ديار مصر من الغُزّ في الليلة الفُلانية بعد العشاء الأول (¬1) وقَلَب رؤوسهم (¬2)، واستعدوا بقوارير نِفْط (عدّة) (¬3)، واجتمعوا بحارة تُعرف بالهلالية (¬4) بشارع القاهرة، وشربوا/ 257/ المزور (¬5) (وخرجوا) (¬6) بعد العشاء ودخلوا (من) (¬7) باب زُوَيلة وأخذو العُدة التي (كانت) (¬8) عليه، (وهم يصيحون: يا آل عليّ، يا آل عليّ. فوصلوا السيوفيين (¬9) فكسروا (¬10) الدكاكين وأخذوا منها عدة) (¬11)، وأتوا إلى خزانة البنود ليُخرجوا منها الفرنج ليستعينوا بهم، فركب الأمير بدر الدين موسك (¬12) بعسكره، فلم يتمّ (¬13) لهم أمر، ومُسك المنجّم وجماعة منهم بعد أيام، فقُتِلوا تحت الضرب (¬14). * * * وفيها تسلم تقيّ الدين ابن أخي صلاح الدين الرُّها، وسُمَيساط، والسُوَيداء، وبعض بلاد ماردين، ودخل بلاد أخلاط وكسر بكتمر صاحب أخلاط، وملك من بلاده حصون (¬15) عدّة، وقصد منازكُرد (¬16)، فحاصرها ثلاثة أشهر (¬17)، وتُوفي عليها (¬18) يوم الجمعة سابع عشر رمضان، وحُمل إلى ميّافارقين وقُبر بها (¬19). ¬

_ (¬1) في "ب": "بعد المغرب". (¬2) في النسختين: "روسهم". (¬3) من "ب". (¬4) في برّ المدينة. (الدرة المطلوب 109). (¬5) في "أ": "المزر"، والمثبت من "ب" يتفق مع الدرّ المطلوب 109. (¬6) من "أ". (¬7) من "ب". (¬8) من "أ". (¬9) الصواب: "فوصل السيوفيون". (¬10) في "أ": "فاسروا"، والتصحيح من الدر المطلوب. (¬11) ما بين القوسين من "أ"، وليس في "ب". (¬12) لم أجده. (¬13) في "أ": "يثق". (¬14) الدر المطلوب 109، 110، مفرّج الكروب 2/ 276 (حوادث 584 هـ)، الكامل 10/ 62، نهاية الأرب 28/ 412، تاريخ الإسلام (حوادث 584 هـ) 39، السلوك ج 1 ق 1/ 101. (¬15) هكذا في النسختين، والصواب: "حصونًا". (¬16) مانازكُرد = ملازكُرد. (¬17) الكامل 10/ 93. (¬18) في "أ": "عنها". (¬19) انظر عن (تقيّ الدين عمر بن نور الدين شاهنشاه بن أيوب بن شاذي) في: تاريخ الإسلام (وفيات 587 هـ (272 - 274 رقم 262 وفيه حشدنا مصادر ترجمته.

وفيها مات قزل (¬1) (بن إلْدِكْز) (¬2) صاحب بلاد خُراسان. وملك ابن أخيه (¬3). * * * وفيها تسلم الملك الظاهر غازي صاحب حلب بهَسْنَة (¬4)، وكيسون (¬5)، وقلعة جَعْبَر. * * * وفيها تُوفي الشريف أبو المكارم حمزة بن زُهرة (¬6) بحلب، مصنّف كتاب "الغُنية" (¬7) في مذهب الإمامية. وفيها تُوفي ابن عمه أمين الدين (¬8) أبو طالب (¬9) نقيب العلويين. * * * وفيها (¬10) مات الفقيه نجم الدين (¬11) / 257/ ابن شرف الإسلام ابن الحنبليّ (¬12) بدمشق. ¬

_ (¬1) هو قزل أرسلان أخو البهلوان محمد بن إلْدِكز. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 587 هـ) 275 رقم 266 وفيه مصادر ترجمته، والكامل 10/ 103. (¬2) من "ب". (¬3) هو ركن الدين سليمان. (الدرّ المطلوب 111). (¬4) في "أ": "بهنسه"، وفي "ب": "بهنسِه". (¬5) كيسون = كيسوم. (¬6) هو حمزة بن علي بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد ... المؤتمن بن أبي عبد الله جعفر الصادق. توفي سنة 585 هـ. انظر عنه في: بغية الطلب 6/ 2946، ومعالم العلماء لابن شهرا شوب 46، وأمل الآمل للعاملي 2/ 105، 106، والذريعة في تصانيف الشيعة لآغا بُزُرك الطهراني 17/ 137، وطبقات أعلام الشيعة، له (الثقات العيون في سادس القرون) 87، 88، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي، (تأليفنا) -طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء، بيروت 1990 - ق 2 ج 2/ 74 رقم 384. (¬7) هو "غنية النزوع إلى عِلمَي الأصول والفروع"، كما في مصادر صاحب الترجمة. (¬8) في "أ": "أمين الملك". (¬9) هو أحمد بن محمد بن جعفر، الشريف النقيب، أبو طالب أمين الدين الحسيني. قال آغا بُزرك الطهراني: يروي عنه السيد محيي أبو حامد محمد بن عبد الله بن زُهرة في الأربعين مصرحًا بأنه خال والده عبد الله بن علي بن زهرة، والظاهر أنه من السادة العلماء النقباء بحلب من بني زهرة، وهو معاصر للسيد أبي المكارم حمزة صاحب "غنية النزوع" الذي توفي 585 لأنه يروي محيي الدين المذكور في "أربعينه" عنهما معًا. (طبقات أعلام الشيعة -الثقات العيون- ص 15). (¬10) من "أ". وهذا الخبر ورد في أول حوادث سنة 588 هـ. في النسخة "ب". (¬11) في "ب": "نجم الدين بن نجم". (¬12) هو نجم الدين أبو العلاء ابن شرف الإسلام أبي البركات عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد الأنصاري، الخزرجي، السعدي، العُبادي الشيرازي، الدمشقي، الحنبلي، والد الناصح. توفي سنة 586 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 586 هـ) 256 رقم 235 وفيه مصادر ترجمته.

سنة ثمان وثمانين وخمس ماية

ولم يكن في زمانه أسرع (¬1) منه في الفُتيا ولا أعلم منه. * * * وفيها مات الموفّق خالد بن القَيْسَراني (¬2) وزير نور الدين بحلب. * * * (وفيها مات ابن الخلّ (¬3) بحلب) (¬4). * * * وفيها مات (القاضي) (¬5) المؤتمن بن كاسويه (¬6) بدمشق. * * * وفيها اْخذت الفرنج القافلة على خُوَيلقة (¬7)، وفقد المسلمون فيها من الأموال ما لا يُحد. وهلك (¬8) من البضائع ما لا يُحصَى للتجّار والجُنْد، وكان الأمر عظيمًا (¬9). سنة ثمان وثمانين وخمس ماية وفيها قُتل الفقيه شهاب الدين السهْرَوَرْدي (¬10). وتلميذه شمس الدين، بقلعة حلب. وأُحرق (¬11) بعد أيام. وكان فقهاء حلب (قد) (¬12) تعصّبوا عليه ما خلا الفقيهين ابنَيْ جَهْبَل (¬13). فإنهما قالا: هذا رجل فقيه ومناظرته في القلعة ليست تَحْسُن، ينزل إلى الجامع ويجتمع الفقهاء كلهم، ويُعقد له مجلس. ¬

_ (¬1) في "أ": "اشرع". (¬2) هو أبو البقاء خالد بن محمد بن نصر بن صغير المخزومي، الخالدي، الحلبي، ابن القيسراني، الكاتب. توفي سنة 588 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 588 هـ) 296، 297 رقم 293 وفيه مصادر ترجمته. (¬3) لم أجده. (¬4) ما بين القوسين من "أ". (¬5) من "ب". (¬6) لم أجد له ترجمة. (¬7) في "ب": "حويفله"، ولم أجد هذا الموضع في المعجم. (¬8) في "ب": "ويلف" والمراد: "تلف". (¬9) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬10) في "أ": "السهرزوري"، وفي "ب": "الشهردردي". والتصحيح من: تاريخ الإسلام (وفيات 587 هـ) ص 283 - 288 رقم 278 وهو: الشهاب السُهروردي يحيى بن حبش بن أميرك، الفيلسوف. (¬11) في "أ": "أخذ"، والمثبَت عن "ب" هو الصحيح. (¬12) من "ب". (¬13) في النسختين "ابني حميل"، وما أثبتناه من: تاريخ الإسلام (وفيات 587 هـ) ص 287 وفيه: "أفتى علماء حلب بإباحة دمه. وكان أشدّهم عليه زين الدين، ومجد الدين ابنَي جَهْبَل".

وكان له تصانيف، من جملتها "تفسير (¬1) القرآن" على رأيه، وكتاب (¬2) سمّاه بالرقم القُدسي (¬3)، وكتاب (آخر) (¬4) يقال له: "الألواح العماديّة" (في الخلاف) (¬5)، (وغير ذلك. وكان شافعي المذهب، إلا أنه غلب عليه الفلسفة وعلم الكلام. ولمّا ناظَرَه بعض الفقهاء في القلعة في الخلاف) (¬6) ما ترجّح لهم عليه (¬7) / 259/ حُجة. وأمّا علم الأصول فما عوفوا (أن) (¬8) يتكلّموا معه فيه، وقالوا له: أنت قلت في تصانيفك إن الله قادر على أن يخلق نبيًّا، وهذا مستحيل (¬9). فقال لهم: ما حد القدرة، أليس (إن) (¬10) القادر إذا أراد شيئًا لا يمتنع منه؟ قالوا: بلى. قال: قال: فالله قادر على كل شيء. قالوا: إلا على خلق نبي، فإنه يستحيل (¬11). قال: فهل يستحيل مطلقًا (¬12) أم لا؟ قالوا: قد كفرتَ. وعملوا له أسبابًا لأنه كان بالجملة كان عنده نقص عقل لا عِلم (¬13). ومن جملته أنه سمّى روحه المؤبد (¬14) بالملكوت (¬15). ¬

_ (¬1) في "أ": "تصنيف". (¬2) في "أ": "كتابا". (¬3) في "ب": "الرقيم القرشي". (¬4) من "أ". (¬5) من "أ". (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) في "أ": "ما ترجح له عليهم". (¬8) من "أ". (¬9) في "أ": "وهذا سحل". (¬10) من "ب". (¬11) في "ب": "مستحيل". (¬12) في "ب": "مطلق". (¬13) في "ب": "وبالجملة فإن ناقص عقل كامل علم". (¬14) في "ب": "تسمى المويد". (¬15) هذه الرواية انفرد بها المؤلّف.

سنة تسع وثمانين وخمس ماية

وفيها تقرّر الصُّلح بين صلاح الدين وبين الفرنج على شرط أن يكون الأَيمان (¬1) بينهم وبين أولاده (¬2). وفيها مات الصفيّ بن القابض أبو الفتح (¬3). * * * (وفيها خرج المشطوب من الأسر في مُستهَل جمادى الأولى) (¬4). سنة تسع وثمانين وخمس ماية فيها تُوفّي الملك الناصر صلاح الدين (¬5) (يوسف بن أيوب) (¬6) رحمه الله في صبيحة يوم الأربعاء سابع عشر صفر (¬7)، ووصلت التعزية من القاضي (الأجلّ) (¬8) الفاضل (¬9) رحمه الله إلى الله الملك الظاهر صاحب حلب، وهي: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (¬10). كتبت/ 260/ إلى مولانا الملك الظاهر -أحسن الله مُصَابه، وربط على قلبه، وجعل الخلف فيه في الساعة المذكورة، وقد زُلزل (¬11) المؤمنون زلزالًا شديدًا، والدموع قد حفرت النواظر، وبلغت القلوبُ الحناجر، وقد ودّعت أباك ومخدومي وداعًا لا تَلاقيَ بعده، وقبلتُ وجهه عنّي وعنك، وأسلمتُه إلى الله مغلوب الحيلة ضعيف القوة عن النجاة، راضيًا عن الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وبالباب من الجنود المجنّدة، والأسلحة المغمدة، ما لم يدفع عنه القضاء، ولم يملك رد البلاء، وتدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يُرضي الرب (¬12) وإنّا عليك يا يوسف لمحزونون. ¬

_ (¬1) هكذا في النسختين. (¬2) الدر المطلوب 111. (¬3) في "ب": "أبي الفتح". وهو توفي سنة 587 هـ. انظر الكامل 10/ 104 آخر وفيات 587 هـ. وفيه: وكان متولي دمشق لصلاح الدين، يحكم في جميع بلاده. (¬4) ما بين القوسين من "أ". (¬5) انظر عن (صلاح الدين) في: الكامل 10/ 118 - 120، وتاريخ الإسلام (حوادث 589 هـ). ص 90 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) من "ب". (¬7) الصواب وفاته في 27 صفر. (الفتح القسيّ 627). (¬8) من "أ". (¬9) هو أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد بن المفرج بن أحمد، القاضي الفاضل اللخمي البيساني، العسقلاني المولد، المصريّ الدار. توفي سنة 596 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 596 هـ) ص 244 - 251 رقم 307 وفيه حشدنا مصادر ترجمته الكثيرة. (¬10) سورة الأحزاب، الآية 21. (¬11) في "ب": "وقد زُلزلت". (¬12) في "ب": "ولا نقول ما يغضب الرب".

وأما الوصايا فما تحتاج إليها. وأمَّا الآراء فقد أدهشني (¬1) المُصاب عنها. وأمّا لائح الأمر فإنه إنْ وقع بينكم اتفاق فما عدمتم إلا شخصه الكريم، وإنْ كان غيره، فالمصائب المستقبلة أهونها (¬2) موته، "وهو الأعظم" (¬3). * * * وفيها قتلت الإسماعيلية بَكْتَمُر (¬4) صاحب أخلاط، (قتله رجل يُعرف بعَمرو بن ريس) (¬5) (¬6). ومَلَكَ بعده أخلاط هَزَار دينار (¬7). * * * وفيها مات سِنان (¬8) رئيس الإسماعيلية. وقام بعده رجل يقال/ 261/ له نصر، عجمي لا يفهم ولا يدري شيئًا. * * * وفيها مسك ابنُ لاوي (¬9) (البرنْسَ صاحبَ أنطاكية، وذلك أنه خرج إلى ابن لاوي) (¬10) ومعه امرأته وبَنيه (¬11) (ليعدهم ابن لاوي) (¬12). فلما شربوا وسكروا ¬

_ (¬1) في "أ": "أدهشتني". (¬2) في "أ": "أهولها". (¬3) النص في: وفيات الأعيان 7/ 204، 205، وسير أعلام النبلاء 21/ 289، 290. (¬4) انظر عن (بكتمر) في: تاريخ مختصر الدول 224، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 423، وإنسان العيون لابن أبى عُذَيبة، ورقة 46، ومفرج الكروب 3/ 19، والمختصر في أخبار البشر 3/ 88، 89، والكامل 10/ 123، 124، والدر المطلوب 126، 127، وسير أعلام النبلاء 21/ 277، 278 رقم 180، وتاريخ الإسلام (حوادث 589 هـ) ص 88، وتاريخ ابن الوردي 2/ 109، والوافي بالوفيات 10/ 189 ر قم 4675، والبداية والنهاية 13/ 7، وشفاء القلوب 202، والنجوم الزاهرة 6/ 132، 133، وتاريخ ابن سباط 1/ 210، وشذرات الذهب 4/ 297. (¬5) لم أجد لعمرو بن ريس ذِكرًا. (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) في الكامل 10/ 124 "ديناري"، ومثله في: الفتح القسي 640، وسير أعلام النبلاء 21/ 278. (¬8) هو أبو الحسن سِنان بن سلمان بن محمد البصري، صاحب الدعوة النزارية. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 589 هـ) 325 - 334 رقم 338 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬9) في "ب": "لاون". (¬10) ما بين القوسين من "أ". (¬11) في "ب": "بنت". (¬12) من "أ".

غشيَهم الليل. قال ابن لاوي (للبرِنس) (¬1): لا آمن عليك أنْ تَبيتَ هنا، بل تطلُع إلى الحصن. فلما طلع مَسَكَه ومسك امرأته وبنيه (¬2)، وبعث بهم إلى الحصون، فبقي أشهُرًا (يسيراً) (¬3)، ثم خلصه ملك الفرنج صاحب قبرص الذي كان في أسر صلاح الدين، وشرط عليهم أنهم لا يسلمون إليه قلعة أنطاكية إلى (¬4) ثلاث سنين (¬5). وفي تشرين الأول ظهر بداخل حمص عيون ماء حتى امتلأ الخندق، ولم يُعهَد ذلك، وشرب (¬6) (منها) (¬7) أهل حمص فوخموا، وظهر عقيبه طاعون مات منه ثُلُث أهل البلد، مع صحة الهواء (¬8) وجَودته (¬9). * * * وفيها حُكي عن ابن العميد، عن من سمعه أنه ورد من ملك الحبشة كتاب إلى سيف الإسلام صاحب اليمن أن جبلاً بالحبشة رملاً (¬10) يُعرف بالأصم يبعد (¬11) عن المدينة ثلاثة أيام، فحملته الرياح والأهوية إلى باب المدينة. وأنّ/ 262/ خَليجًا بتلك المدينة أصبح دمًا عبيطاً (¬12). * * * وفيها ورد (الخبر) (¬13) أن ذئبًا كَلِبًا هَجَم دُنَيْسَرَ (¬14) بُكرةً، فأكل اثنين وسبعين نفسًا، وماتوا بأجمعهم (¬15). ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) في "ب": "وبيته". (¬3) من "أ"، والصواب: "يسيرة". (¬4) في "ب": "إلا". (¬5) لم أجد هذا الخبر في المصادر. (¬6) في "أ": "وشربوا". (¬7) من "أ". (¬8) في "أ": "الهوى". (¬9) الدّر المطلوب 121. (¬10) في "أ": "رمل". (¬11) في "أ": "يتعد". (¬12) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬13) من "ب". (¬14) دنَيْسَر: بضم أوله، بلدة عظيمة مشهورة من نواحي الجزيرة، قرب ماردين، بينهما فرسخان (معجم البلدان). (¬15) الدرة المطلوب 121.

وفيها دخل الأمير فرج أَرْزَنَ (¬1) الروم، وتلقب بالملك المهدي (¬2) * * * (وخرج بعد قليل غضبًا) (¬3). * * * وفيها تُوفّي عز الدين صاحب الموصل (¬4). وملك (ولده) (¬5) بعده. * * * وفيها تسلّم الملك العادل (أبو بكر) (¬6) سَرُوج، وخرّب المشرق (¬7). * * * وفيها فتح الرَّقّة (¬8). * * * وفيها صالح صاحبَ سنجار (¬9)، ووصل إليه عسكر دمشق وحلب، وقصدوا أخلاط، (فنزلوا بصحراء موش (¬10) واجتمع بعسكره هزار دينار فكسروه، وقُتل من أصحابه جماعة. ورحل إلى ملازكِرد (¬11)، فأقام بها يومين، ثم هجم البرد والثلج، فرجع إلى حزان) (¬12) (¬13). ¬

_ (¬1) أرزَن الروم: بالفتح ثم السكون، وفتح الزاي ونون. بلدة من بلاد إرمينية، أهلها أرمن. (معجم البلدان 1/ 150). (¬2) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬3) ما بين القوسين من "ب". (¬4) هو عزّ الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن آقسُتقر. انظر عنه في: الكامل 10/ 123، وتاريخ الإسلام (وفيات 589 هـ) 347 رقم 366 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) من "ب". (¬6) من "ب". (¬7) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) زبدة الحلب 3/ 129. (¬9) الكامل 10/ 122. (¬10) في "ب": "موس"، وما أثبتناه عن: الكامل 10/ 432، وفي العسجد المسبوك 2/ 433 "صخر اموس". (¬11) ملازِكرد = منازكِرد= منازجِرد: بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال. وأهله يقولون: منازكرد، بالكاف. بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم يُعدّ في أرمينية، وأهله من الأرمن. (معجم البلدان 5/ 202). (¬12) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬13) ما بين القوسين من "ب".

وكانت جماعة (¬1) من أهل أخلاط (قد) (¬2) كاتبوه، ثم رجعوا عن ذلك. * * * (وفيها تُوفّي ولده ممدود (¬3) بميّافارقين) (¬4). * * * وفيها خرج السلطان طُغريل (¬5) بن ألب ارسلان من (¬6) هَمَدَان، فأخذ الريّ ونقض قلعتها حجرًا حجرًا، وقتل جماعة أمراء (¬7). * * * وفيها خرج (الأمير) (¬8) محمد شاه، ومعه الغُوري إلى أخيه خوارزم شاه (¬9). * * * وفيها خرج ملك الخَزَر (¬10) (فأخرب بَرْذَعَة (¬11) بباب بَيْلَقان) (¬12) (¬13). * * * وفيها ضرب السلطان أبو بكر (¬14) مصافًّا مع أخيه خطلوخ (¬15) فكسره على باب تورين (¬16). ¬

_ (¬1) في "أ": "وكانوا جماعة". (¬2) من "ب". (¬3) هو "ممدود ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب". انظر عنه في: مفرج الكروب 3/ 274، وشفاء القلوب 326. (¬4) ما بين القوسين من "ب". (¬5) في تاريخ الإسلام: "طُغرُل". (¬6) في "أ": "ابن". (¬7) الدرّ المطلوب 122، وفي تاريخ الإسلام (حوادث 589 هـ) ص 90: "وفيها سار السلطان طُغرُل إلى الريّ، قُتل بها ألف نفس، وعاد إلى هَمَدان، فمرض وبَطَل نصفه". (¬8) من "أ". (¬9) لم أجد هذا الخبر. (¬10) في "أ": "الحزر". (¬11) في "ب": "بردعة"، بالدال المهملة، والتصحيح من: معجم البلدان 1/ 379 وفيه: "وقد رواه أبو سعد [السمعاني] بالدال المهملة، والعين مهملة عند الجميع. بلد في أقصى أذربيجان. قال حمزة: برذعة معرّب بُردَه دار، ومعناه بالفارسية موضع السبي. وقال هلال بن المحسن: برذعة قصبة أذربيجان، وذكر ابن الفقيه أنّ برذعة هي مدينة أرّان، وهي آخر حدود أذربيجان". (¬12) بَيلَقان: بالفتح ثم السكون، وفتح القاف، وألفِ ونون. مدينة قرب الدربند الذي يقال له باب الأبواب، تُعَد في أرمينية الكبرى قريبة من شروان. (معجم البلدان 1/ 533). (¬13) ما بين القوسين من "ب". والخبر في: زبدة التواريخ 308، 309. (¬14) هو أبو بكر بن محمد بن محمود البهلوان. (¬15) في "ب": "احطولخ"، ويقال: قتلُغ أو قتلوغ بناتج بن محمود البهلوان. انظر: تاريخ دولة آل سلجوق 276، وزبدة التواريخ 301. (¬16) لم أجد "توربن" في المعجم.

وفي ليلة سابع عشر من (شهر) (¬1) رمضان رُؤي (¬2) ببغداد عمود نار من الأرض إلى وسط السماء عرضه ثلاث رماح (¬3)، ورآه الخليفة وجميع أهل بغداد (¬4). * * * وفيها/ 263/ ضرب محيي الدين بن زكيّ الدين قاضي دمشق (¬5) رجلًا يُعرف بالفأفاء (¬6) بسب كلامٍ أخطأ فيه، (فمات) (¬7). وكان المضروب (لما ضُرب) (¬8) صاح: يالله ويا للمسلمين (¬9)، فلم يغِثْه أحد، فقال: يا آل سِنان، فطالبوا (¬10) الإسماعيلية بدمه القاضي محيي الدين بهذا الوجه، فخاف القاضي منهم (وتخفّى) (¬11) وعمل (له) (¬12) سَرَبًا (¬13) تحت الأرض يخرج منه إلى الجامع (¬14). * * * وفيها أخذ الخليفة الناصر البوازيج (¬15) من ابن زين الدين وأعطاها لصاحب الموصل (¬16). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) في "أ": "وري". (¬3) في "ب": "عرض رمح". (¬4) الدرّ المطلوب 122، مرآة الزمان 8/ 222. (¬5) هو أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي، أبو الفضل القُرشي، الدمشقي، قاضي القضاة الشافعي. توفي 598 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 598 هـ) 367 - 370 رقم 473 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬6) لم أعرفه لعدم ذِكره في المصادر. (¬7) من "ب". (¬8) من "ب". (¬9) في "أ": "بالله وبالمسلمين". (¬10) هكذا في النسختين، والصواب: "فطالب". (¬11) من "ب". (¬12) من "أ". (¬13) في "أ": "سرابًا". (¬14) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬15) في "أ: "البواريخ"، وفي "ب": "التواريخ"، والتصحج من: معجم البلدان 1/ 503، و "البوازيج": بعد الزاي ياء ساكنة، وجيم. بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصبّ في دجلة، ويقال لها: بَوَازيج الملك. وهي من أعمال الموصل. (¬16) انفرد المؤلف بهذا الخبر.

وفيها مات سيف الدولة ابن منقذ (¬1) بمصر. * * * (وفيها مات القاضي زين الدين أبو البيان نَبَأ (¬2) بن البانياسي بدمشق. وكان قاضي حلب) (¬3). * * * وفيها وقع بأرض بالِس (¬4) موضع (¬5) (يُعرف بالونيقي) (¬6) بَرَد، وزن كلّ حبّة ماية وخمسون درهمًا (¬7). * * * وفيها كانت صاعقة بجسر (¬8) الحديد من أعمال حلب، فقتلت جماعة، وبقي موضعها خلْو أربعين ذراعًا (¬9). * * * وفيها كان بجبل أيلول (¬10) من أعمال حلب (بَرَد، كل حبّة بقدر كوز الفُقّاع) (¬11) (¬12). ¬

_ (¬1) هو أبو الميمون المبارك بن كامل بن مقلّد بن علي بن نصر بن منقذ الكناني، الشَيزَري، الأمير. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 589 هـ) ص 343، 344 رقم 360 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬2) في زبدة الحلب: "بنا" (3/ 132) وما أثبتناه من "ب"، وهو يتفق مع: أبي البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام الطرابلسي، المتوفى سنة 643 هـ. (موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي -تأليفنا- ق 2 ج 5/ 12 رقم 1303) أما المذكور هنا فهو: نبا بن الفضل بن سليمان المعروف بابن البانياسي، قاضي حلب. انظر عنه في: زبدة الحلب 3/ 232، والروضتين 2/ 47، ومفرج الكروب 2/ 147. (¬3) ما بين القوسين من "ب". (¬4) في الدر المطلوب 122 "بنابلس". (¬5) في "أ": "موضعًا". (¬6) من "أ". (¬7) الدر المطلوب 122. (¬8) من "ب"، وفي "أ": "بنسج"، وفي الدر المطلوب "سيخ". (¬9) الدرّ المطلوب 122. (¬10) في الدر المطلوب: "الملوان"، ولعلّه: "ليلون"، أو "ليلول". (معجم البلدان 5/ 29). (¬11) ما بين القوسين من "ب". (¬12) الدر المطلوب 122.

(وفيها كان بالجومة) (¬1) من أعمال حلب مطر أهلك ضياعاً كثيرة، (وكان خلاله بَرَدٌ وزن كل حبة) (¬2) ست (¬3) أواقٍ بالحلبيّ، فأهلكت الطير والوحش (والدّوابّ) (¬4)، وأخذ أهل حارِم (من الصيد) (¬5) شيئاً كثيراً، وأهلك الشجر والقطن (¬6). وفيها كان بمصر بَرَد عظيم لم تجر عادتهم بمثله، (حتى تعجّب أهلها من/ 264/ (¬7) ذلك) (¬8). وفيها حمل السيل ضياعاً (كبيرة) (¬9) فأصبح خشبها في نهر عِفْرِين (¬10). وفيها كانت صاعقة بحلب في الياروقية (¬11)، ووقعت في إصطبل الحاجب انساقت فقتلت له تسعة من الخيل (¬12). وقيل: إنها دخلت من طاقة الإصطبل. وفيها ولدت امرأة بحلب بباب الجِنان (¬13) أربعة أولاد في بطن (¬14). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) في "أ": "وكان خلال برده كل كل برَدة ست أواق .. ". (¬3) في "ب": "ستة". (¬4) من "ب". (¬5) من "ب". (¬6) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) ما بين القوسين من "أ". (¬9) من "ب". (¬10) عِفْرين: بكسر أوله، وسكون ثانيه، وراء، بلفظ الجمع الصحيح. اسم نهر في نواحي المصّيصة يخرج إلى أعمال نواحي حلب. (معجم البلدان 4/ 132) والخبر ينفرد به المؤلّف. (¬11) الياروقيّة: محلّة كبيرة بظاهر مدينة حلب، تُنسَب إلى أمير من أمراء التركمان كان قد نزل فيها بعسكره وقوّته ورجاله وعمّر بها دُوراً ومساكن، وكان من أمراء نور الدين محمود بن زنكي، ومات ياروق هذا في سنة 564 هـ. (معجم البلدان 5/ 425). (¬12) الدرّ المطلوب 122. (¬13) ذكر هذا الباب عيسى بن سعدان الحلبي في شعره: بات كالمذبوب في شاطئ قُوَيقٍ ... ناشر الطُرّة مسحوب الجِران كلّما مرت به ناسمة، ... مُوهِناً، جُنّ على باب الجِنان (معجم البلدان 1/ 307) وانظر عن الباب في: الدرّ المنتخب في تاريخ مملكة حلب لابن الشحنة (فهرس الأماكن 282)، وكنوز الذهب لسِبط بن العجمي (فهرس الأماكن 2/ 439). (¬14) انفرد المؤلّف بهذا الخبر.

سنة تسعين وخمس ماية

وفيها تسلّم (الملك) (¬1) الظاهر صاحب حلب من أخيه صاحب دمشق: جَبَلة، واللاذقية (¬2). وفيها خُسف القمر مرتين (¬3). وفيها تسلّم الملك العادل (¬4) قلعة جَعبر من ابن أخيه صاحب حلب، بعد خطوب (كثيرة) (¬5) جرت، وأسبابٍ (طرأت) (¬6). (وفيها مات ملك الفرنْج بسَوَاس (¬7)، وحُمل إلى بيت المقدس، وقبره بزيتون الملّة) (¬8). سنة تسعين وخمس ماية فيها مَسَك الظاهرُ (¬9) صاحبُ حلب الياروقيّةَ: بدرَ الدين دلدُرُم (¬10)، وبكمش، وبقطران، والحاج، وبُلُك، وابن قمان، وجماعة منهم، وأوهمهم أنه يخلع عليهم (فلما حضروا) (¬11) أودعهم السجن، وسيّربكمش إلى حارم بعدما عذبه بالضرب وأراد أن يكحّل/ 265/ دلدُرُم، وطلب منه تلّ باشِر (¬12)، ونزل عليها بعسكر حلب، وحماه، وشَيْزر، أيّامًا، فجاءه الخبر من دمشق (¬13) بمجيء الملك العزيز، فرحل في تلك الليلة، فلم يصبح له أثر بموضعه. ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) انظر: زبدة الحلب 3/ 131. (¬3) ينفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬4) من "ب". وفي "أ": "الكامل". (¬5) من "ب". (¬6) من "أ". ولم أجد الخبر في المصادر. (¬7) سَوَاس: جبل أو موضع. هكذا عرّفه ياقوت ولم يزِد على ذلك. (معجم البلدان 3/ 276). (¬8) هكذا. وما بين القوسين من "أ". والخبر ينفرد به المؤلف. (¬9) في النسختين: "الطاهر" بالمهملة. (¬10) هو دلدرم بن ياروق. (¬11) من "أ". (¬12) حتى هنا في زبدة الحلب 3/ 129، 130. (¬13) في "ب": "فجاءه الخبر بدمشق".

وكان أهل تلّ باشر في ضائقة (¬1) (عظيمة) (¬2). ووصل الملك العادل بعد يومين إلى تلّ باشِر وطلع القلعة (إلى عند نجم الدين حسن، وأصبح متوجّهاً إلى حلب، فخرج له الملك الظاهر وتلقّاه بالمقرئين، والمغاني، والتوراة، والإنجيل، كما جرت العادة) (¬3)، وطلع إلى القلعة فأخرج في تلك الساعة بدر الدين دلدُرُم وأقاربه منها، ومَنّ الله عليهم بالفرج من غير تقرير ولا عِلم عنده بذلك، ولم يمكن الملك الظاهر أن يردّ شفاعته فيهم، بل للوقت خلع عليهم. وأعطى بدر الدين عَلَماً، ونزلوا جميعهم، وبدر الدين دُلدرم بين يدي الملك العادل يحجبه إلى دار أخته امرأة شهاب الدين فودّعها، وخرج كما هو مُجِداً إلى دمشق. وتقرّر الصلح بينه وبين الملك العزيز صاحب مصر، ورجع إلى الديار المصرية وهو متمرّض، (وخامر عليه بعض عسكره) (¬4) (¬5). وفيها مات الفقيه أبو الحسن بن الطرسوسي (¬6) بحلب. وفيها مات الفقيه، المقرئ، الشاطبيّ (¬7) بمصر، رحمه الله. وكان من أهل العلم والعمل. (وفيها مات الحكيم أمين الدين أبو زكري المغربي بدمشق. والحكيم السديد مشارف الطبّ بمصر) (¬8). ¬

_ (¬1) في "ب": "طائفة". (¬2) من "ب". (¬3) ما بين القوسين من "ب". (¬4) قارن بزبدة الحلب 3/ 130، 131. (¬5) ما بين القوسين من "أ". (¬6) في "ب": "الطرطوشي". وهو: أحمد بن محمد بن عبد الصمد الطرسوسي. انظر عنه في: الكامل 5/ 18 و 18 و 32، 33، و 10، 13، وبغية الطلب 3/ 1035. (¬7) هو أبو محمد وأبو القاسم، القاسم بن فِيره بن خَلَف بن أحمد الرُّعيني الأندلسي، الشاطبي، الضرير، المقرئ، أحد الأعلام. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 590 هـ). ص 383 - 387 رقم 399 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬8) ما بين القوسين من "ب". وجاء في: بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 252 ما نصه: "وفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، توفي الريس شرف الدين بن السديد، شيخ الطب في عصره". فلعلّ المذكور هو السديد الذكور في المتن، وهو: أبو منصور عبد الله بن علي، انظر عنه في: عيون الأنباء 2/ 209، والعبر 4/ 279، وسير أعلام النبلاء 21/ 389، 390 رقم 196، وتاريخ الإسلام (حوادث 592 هـ) 90 رقم 66، وشذرات الذهب 4/ 309.

وفيها كان لنيل مصر أمر عجيب، وذلك أنه زاد حتى بلغ/ 266/ اثنين وعشرين إصبعاً من سبعة عشر ذراعاً، ثم نقص، (فكان كما قال الشاعر: ركب الأهوالَ في زورته ... ثم ما سلّم حتى ودعا) (¬1) فزرع الناس أكثر غلالهم وقرطهم وكتّانهم. ثم رجع بمشيئة الله زاد (أكثر) (¬2) فغرّق الجميع وأتلفه، (فكان كما قال الشاعر: فجاءت وجبل الله بيني وبينها ... وجادت بوصلٍ حين لا ينفع الوصل) (¬3) وهذا شيء لم يُعهد مثله من تقادُم السنين (¬4). وفيها وُزّر ابن الحُصَين (¬5) الواسطيّ لصاحب حلب الملك الظاهر، ولما تولى شَرَعَ في قطع أرزاق الناس (¬6)، (فلا أوصل الله كلمة) (¬7). (وفيها مات بَطْريقٌ (¬8) بقلعة الروم، وقام (¬9) مقامه ابن أخيه، فاحتال عليه ابن لاوي فأخذها منه) (¬10) (¬11). وفيها كانت زلزلة بحلب (¬12). ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من "ب". (¬2) من "ب". (¬3) ما بين القوسين من "ب". (¬4) انظر: السلوك ج 1 ق 1/ 19. (¬5) في "ب": "ابن الخضر". (¬6) في "ب": "المسلمين". (¬7) ما بين القوسين من "أ". وانفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) بَطريق: بفتح الباء، هي الصيغة المعربَة للكلمة اللاتينية "باتريكيوس"، Particius وقد أنشأ هذه الرتبة الإمبراطور قسطنطين (306 - 337 م) وهى رُتبة لا تتّصل بأيّ وظيفة، وكانت تُمنَح لمن يؤدّي للدولة خدمات جليلة. وقد جرى الاصطلاح على أنها قال على القائد عند البيزنطيّين، كالمصطلحات الأخرى: "دُمِستق"، و" Domesticus"، و"دوقس Dux. (دائرة المعارف الإسلامية 7/ 313). (¬9) في "أ". "ومقام". (¬10) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬11) ما بين القوسين من "أ". (¬12) انفرد المؤلف بهذا الخبر.

وفيها كان المدّ بحلب حتى دخل الماء من باب الجنان، وفاضت الأودية، وبطلت الرحا (¬1)، وخربت، وأصبح الناس على خطرٍ عظيم، وَغرق (¬2) من البقر والغنم عدّة، (وكذلك) (¬3) الجِمال بأحمالها، وغرّقت جماعة من الناس، وخرّبت ثلاثماية دار. (وانشقّ من باب قنسرين إلى باب أنطاكية. وبالجملة إنه كان شيئاً عجيباً) (¬4)، (وكان سيلاً عظيماً) (¬5). وفيها أخذ ابنُ عبد المؤمن المايُرقيّ (¬6) (من) (¬7) على جبل زوران (¬8) أسيراً، وقتل معظم رجاله، وأسر منهم مالا/ 267/ يحصَى عدده، ورجع إلى مدينة مراكش، فسمع بخروج ملك الفرنج الفنْش (¬9) إلى بلاده في الأندلس (في جميع العساكر، وتشاوروا واتفقوا على المسير إلى الأندلس في جميع العساكر، وتبعَتْه المراكب، وجمع الأموال، وعمل السلاح، ونادى بالجهاد في سبيل الله تعالى) (¬10). وسنذكر في سنة إحدى وتسعين (وخمسين ماية) (¬11) ما جرى (فيها) (¬12) بينه وبين ملك الفرنج، وكيف كانت كسرته بمشيئة الله تعالى (¬13). وفيها كان وباء (عظيم) (¬14) على الجِمال في جميع البلاد، مات فيها مقدار ماية (¬15) ألف جمل (¬16). ¬

_ (¬1) في "ب": "الأرحية". (¬2) في "أ": "وغرقت". (¬3) من "ب". (¬4) ما بين القوسين من "أ". (¬5) من "ب". والخبر ينفرد به المؤلِّف. (¬6) المايرقي= الميُورقي. والمرجّح أنه: يحيى بن إسحاق الميورقي، نسبة إلى ميورقة، جزيرة في البحر الْزقاقي، تُسامتُها من القِبلة بجاية من برّ العَدوَة، بينهما ثلاثة مَجَار، ومن الجوف برشلونة من بلاد أرغون، وبينهما مجرى واحد، ومن الشرق إحدى جزيرتيها مَنْزقة، وشرقيّ ميورقة جزيرة سردينية. (الروض المعطار للحِميَري 567). (¬7) من "ب". (¬8) في "ب": "دروان". (¬9) الفُتش: هو ألفُونس التاسع ملك قُشتالة. (¬10) ما بين القوسين من "أ". (¬11) من "ب". (¬12) من "أ". (¬13) في "ب": "بعون الله". (¬14) من "ب". (¬15) في "ب": "مايتي ألف". (¬16) السلوك ج 1 ق 1/ 119.

(وفيها مات سعيد الدولة بن الأثير (¬1) كاتب الإنشاء بحلب) (¬2). وفيها مات بَطْرِيق اليعاقبة بن زُرْعة (¬3) بمصر (¬4). وفيها قصد خوارزم شاه بعسكر عظيم بغدادَ وطلب الخطبة والسكة، ودار السلطنة، فخامر عليه بعض عسكره، فرجع (¬5). وفيها تواقعت الحنابلة، والشَّفْعَوية، والحنفية، بأصبهان، وقُتل منهم خلَق كثير (¬6). وفيها هرب (¬7) السلطان طُغْريل (¬8) من حبس الخليفة، وقصد همَدَان، واجتمع إليه التُرك، وبقي شهوراً، ثم قُتل، فأُرسِل رأسه إلى بغداد، فطِيف به في شوارعها (¬9). وفيها تسلّم الملك العادل/ 268/ من ابن أخيه المعروف بخضر المشمّس (¬10) الرقة، وامتنع من تسليمها الوالي ابن الزعيم (¬11) أياماً (¬12). ¬

_ (¬1) هو عبيد الله بن المظفّر بن هبة الله الأثير. توفي سنة 592 هـ. (ذيل الروضتين 8). (¬2) ما بين القوسين من "أ". (¬3) لم أقف على ترجمة "ابن زرعة". (¬4) انفرد المؤلّف بالخبر. (¬5) ذكر "الذهبى" في حوادث سنة 592 هـ: "ومن خبر خوارزم شاه أنه كان قد قطع نهر جَيحون في خمسين ألفاً، ثم وصل همَذَان وشحن على البلاد إلى باب بغداد، وبعث إلى الخليفة يطلب السلطنة، وإعادة دار السلطنة إلى ما كانت، وأن يجيء إلى بغداد، وأن يكون الخليفة من تحت يده كما كانت الملوك السلجوقية، فانزعج الخليفة وأهل بغداد، وغلَت الأسعار". (تاريخ الإسلام 12). وانظر: ذيل الروضتين 8. (¬6) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬7) في "أ": "قرب". (¬8) هو "طُغْرُل بن ألب أرسلان بن طُغرُل بن ابن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي". (¬9) انظر خبر طغريل = طغرل في: الكامل 10/ 127، 128، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 444، 445، وذيل الروضتين 6، وإنسان العيون، ورقة 52، والمختصر في أخبار البشر 3/ 89، 90، وسير أعلام النبلاء 21/ 267، 268 رقم 140، والإعلام بوفيات الأعلام 243، وتاريخ الإسلام (وفيات 590 هـ). ص 376 - 378 رقم 385، والعبر 4/ 272، وتاريخ ابن الوردي 2/ 109، 110، والوافي بالوفيات 16/ 456، 457 رقم 492، والعسجد المسبوك 2/ 228، ومآثر الإنافة 2/ 58، والسلوك ج 1 ق 1/ 114 (وفيات 589 هـ)، والنجوم الزاهرة 6/ 134، وشذرات الذهب 4/ 301. (¬10) في "أ": "المنشمد"، وفي "ب": "نحصر المشمّس". ولم أتحقق من صحّة الاسم لعدم ذكره في المصادر. (¬11) لم أقف على إسمه. (¬12) انفرد المؤلف بهذا الخبر.

وفيها باعت الأكراد جُبيل للفرنج (¬1) بستة آلاف دينار، وقتلوا الوالي (¬2). وفيها نافق الكمال الكردي (¬3) وطلب برقة واستولى على ذلك (¬4) سنة (وهي قريتين (¬5) بموضع يقال له البَطَنان، وهي فوق الْعَقَبهْ الكبيرة بيومين دون برقة العُلوية) (¬6). وفيها قُتل صاحب قسطنطينية، قتله أخوه وبعث صورته وإنجيلاً مجوهراً إلى مصر، وسألهم أن يذكروه في صلواتهم (¬7). (وفيها مات جمال الدين فرج (¬8) ببلاد الروم الشمالية (¬9). وفيها قَتَل قراقوشُ مملوكَ تقيّ الدين القاضي العمادَ (¬10) في قابس، وقَتَل معه سبعين أميرًا، فاستجارت عنده امرأة حميد (¬11) بإبراهيم المايُرقي، فجمع العربان ونزل على طرابُلُسَ ففتحها وقصد قراقوش، فسمع به، فتفلّل عنه جيشه، فهرب قراقوش منه إلى مدينة السودان وهي مِلْك قراقوش، وأخذ إبراهيم مدينة قابس وتلك البلاد) (¬12) (¬13). ¬

_ (¬1) في "أ": "جبل الأفرنج". (¬2) خر جبيل في: الأعلاق الخطيرة ج 2 ق 2/ 97، ومفرّج الكروب 3/ 26، ونهاية الأرب 28/ 442، 443، والسلوك ج 1 ق 1/ 121، 122، وكتاب الروضتين 2/ 111، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين حتى التحرير -تأليفنا- القسم السياسي - ص 203، 204، ووقع في تاريخ الحروب الصليبية لستيفن رنسيمان 3/ 170 أنّ جُبيل أُخِذت في أوائل سنة 1197 م. وهي توافق سنة 593 هـ. وهذا غلط. بل إن أخذ جبيل كان في سنة 590 هـ. كما جاء في كتابنا هذا. (¬3) لم أجد ترجمة للكمال الكردي. (¬4) في "أ": "استولى على ذلك قماري". (¬5) الصواب: "قريتان". (¬6) ما بين القوسين من "أ". والخبر ينفرد به المؤلّف. (¬7) المقتول هو الإمبراطور إسحاق أنجيلوس، قتله أخوه "ألكسيوس الثالث". (¬8) لم أجد لفرج ترجمة في المصادر. ويحتمل أنه "قرج". (¬9) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬10) هكذا وردت العبارة غامضة في "ب"، وهي ليست في "أ" للتحقق من صحّتها. (¬11) هكذا وردت العبارة غامضة في "ب"، وهي ليست في "أ" للتحقق من صحّتها. (¬12) ينفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬13) ما بين القوسين من "ب".

سنة إحدى وتسعين وخمس ماية

سنة إحدى وتسعين وخمس ماية فيها تجهّز الملك العزيز وخرج في عسكر (عظيم) (¬1) لا يوصف في قوّته وكثرته وحُسن عُدّته وكثرة خيله، (حتى أنّ الجندي يكون معه عشرة مماليك تُرك وأكثر وأقل، وأعظمهم يعمل (¬2) إقطاع الجنديّ العشرة ألف (¬3) دينار وأكثر وأقل، حتى كان عدّة الجيش سبعة ألف (¬4)، فإذا أعرض يكون خمسين ألف (¬5) لقوّته بالمماليك والجند) (¬6). وقصد حصار دمشق (¬7). وفيها دخل الملك/ 269/ العادل إلى دمشق بالعساكر، وكاتب الملك العزيز في الرجوع فأبا (¬8)، ووصل الفوار. ثم إنّ بعض عسكره تعلّثت قلوبهم (وتغيّرت) (¬9) فرحلوا إلى (الملك) (¬10) العادل ليلاً (¬11). ثم إن الملك العزيز رحل بعدهم طالباً للقدس. ثم أسرع منه إلى الديار المصرية خوفاً أن يسبقوه إليها، فوصل في أيامِ يسيرة، فنهب بعض دُور الذين رحلوا. ثم وافى (¬12) الملك العادل عمّه بعد أيام والأسدية صُحبته إلى الخشبي، فأنفذ العزيز إلى بلْبيس عدّة أمراء أركزهم (¬13) فيها وقوّاها بالذهب والميرة والعدّة والرجّالة (¬14). ¬

_ (¬1) من "ب". (¬2) هكذا في "أ" ولعلّها: "يصل". (¬3) الصواب: "آلاف". (¬4) الصواب: "آلاف". (¬5) الصواب: "ألفاً". (¬6) ما بين القوسين من "أ". (¬7) الكامل 10/ 129، 130، مفرّج الكروب 3/ 50 - 54، زبدة الحلب 3/ 133 - 135، المختصر في أخبار البشر 3/ 91، الدرّ المطلوب 127، تاريخ الإسلام (حوادث 591 هـ). ص 6، تاريخ ابن الوردي 2/ 111، مرآة الجنان 3/ 473، البداية والنهاية 13/ 11 العسجد المسبوك 2/ 234، 235، تاريخ ابن الفرات ج 4 ق 1/ 103 - 106، تاريخ ابن خلدون 5/ 331، 332، تاريخ ابن سباط 1/ 217. (¬8) الصواب: "فأبى". (¬9) من "ب". (¬10) من "أ". (¬11) التاريخ الصالحي 2/ ورقة 213 أو 214 أ. (¬12) في "أ": "وافا". (¬13) في "ب": "ركزهم". (¬14) التاريخ الصالحي 2/ ورقة 214 أ.

ثم إن عسكر العادل نزلوا عليها من جانب البساتين والرمل، ولم يلحقوا بقتال لا هؤلاء ولا هؤلاء أياماً عديدة. ثم أراد الملك العزيز أن يستظهر (¬1) أهلها بالمال والعُدّة والسلاح والرجال، فأرسل إليهم اثنين وسبعين مركباً موسوقة بالمال والرجال والسلاح والأطعمة وجميع ما يحتاج إليه. فلما توسّطت المراكب في (الجزائر) (¬2) بكر أبي المُنَجّا (¬3) خرج عليها الأسديّة وعسكر (الملك) (¬4) العادل (والعرب) (¬5)، فأخذوا المراكب، وخرجوا (¬6) جماعة/ 270/ من الجُند والجيش، وغرق فيها (¬7) بهاء الدين بن البصاروا (¬8)، ولم يسلم من المراكب إلا مقدار يسير (¬9)، فعظُم على الملك العزيز ماجرا (¬10)، وعلى الملك العادل. ثم إن جماعة من أهل بلبيس كتبوا إلى الملك العادل أن يرحل عنهم حتى يخرجوا إليه، فخرجوا إلى البئر البيضاء، فخرجت جماعة من أهل بلبيس خلفه، وتسلل معه اثنا عشر أميرًا الذين كانوا كاتبوا. ثم إنّ الملك العزيز تقرّر بينه وبين عمّه الصُلح (¬11) على ما أراد، فأطفأ الفتنة وجمع الكلمة (¬12)، وكان حلّفهم (¬13) رحمه (الله) (¬14). ودخل الملك العادل إلى القاهرة وسكن في القصر، وألف الله بينهم (¬15). ¬

_ (¬1) في "ب": "يستمير". (¬2) من "أ". (¬3) في "أ": "بحري منجا". (¬4) من "أ". (¬5) من "ب". (¬6) الصواب: "وخرج". (¬7) في "أ": "بها". (¬8) لم أجد لابن البصاروا ترجمة في المصادر. (¬9) في "ب": "من المراكب إلا اليسير". (¬10) الصواب: "ما جرى". (¬11) في "ب": "الصالح". (¬12) في "ب": "أن تنطفئ الفتنة وتجتمع الكلمة". (¬13) في "ب": "خلفهم". (¬14) من "أ". (¬15) التاريخ الصالحي 2/ ورقة 214 أ.

وفيها كان بمصر غلاء عظيم (¬1). (وفيها مات طُغريل أمير جَنْدار (¬2) صلاح الدين بحلب. وفيها قُتل هنس (¬3) أمير جنْدار الملك العزيز بدمياط، قتله غلمان الأمير علي بن منصور (¬4) الأحول (¬5). وفيها مات سيخه زار درون (¬6) أمير لواتة بمصر) (¬7) (¬8). وفيها جدّد الملك العزيز الصُلح مع الفرنج (¬9). وفيها عُزِل زين الدين بن يوسف (¬10) قاضي القضاة بمصر (¬11)، وولي محيي الدين أبو حامد بن أبي عصرون القضاء بمصر (¬12). ¬

_ (¬1) في التاريخ الصالحي 2/ ورقة 214 أ "وكان نزول الملك العادل والملك الأفضل عليها في وقت زيادة النيل، وكانت الأسعار غالية والعَلَف معدوم، ومنعت الزيادة من نقل المؤَن والعلوفات إليهم فَغَلت الأسعار وارتفعت أثمانها، وبذل الملك العزيز الأموال واستخدم الرجال، وحصّن البلاد". (¬2) لم أجد لطغريل ترجمة في المصادر. (¬3) هكذا في "ب"، ولم أجد له ذِكراً في المصادر. (¬4) لم أجد لعلي بن منصور ترجمة. (¬5) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬6) هكذا ورد في "ب"، ولم أتحقق من صحة الاسم لعدم ذِكره في "أ" والمصادر. (¬7) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬8) ما بين القوسين من "ب"، ولم يرِد في "أ". (¬9) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬10) في "ب": "أبو يوسف". وهو القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي. (¬11) في: نزهة النُظّار في قضاة الأمصار، لابن الملقّن، تحقيق مديحة محمد الشرقاوي - منشورات مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة 1996 - ص 188 "ولي القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي يوم الثلاثاء ثالث عرين ربيع الأول سنة تسعين وخمسمائة إلى أنْ صُرف زين الدين يوم الخميس لخمس بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين .. "، وانظر: رفع الإصر عن قضاة مصر ق 2/ 410. (¬12) هو محمي الدين أبو حامد محمد بن عبد الله بن هبة الله بن أبي عصرون. (نزهة النُظّار 188).

وفيها عُزِل ابن كهدان (¬1) والي المحلّة، وولي بعده ابن بَهرام (¬2). (وفيها عُزل الطُغْتَكيني (¬3) والي قلعة حلب، وتولى موضعه بدر الدين أيدمُر (¬4). وفيها قُتل الكمال (¬5) بأرض برقة) (¬6) (¬7). وفيها كسر ابنُ عبد المؤمن (¬8) [ملكَ] (¬9) الفرنج الفُنْش (¬10) وجميع ملوك تلك البلاد بالأندلس على مدينة طُلَيْطُلَة/ 271/ وأُسِر منهم ما مقداره ستون ألف إنسان (¬11)، منهم ماية ألف وستة عشر ألف (¬12) (إنسان) (¬13) من الفرنج، وأخذ من السلاح (والآلات) (¬14) ما لا يُحصَى. وذُكر أن قسمته من الدروع ستّون ألف زَرَدية، ومن الخيل ستون ألف حصان، وماية ألف أتان (¬15). ¬

_ (¬1) هكذا في "أ". وفي "ب": "مهدان". وهو من أمراء مصر الكبار. (زبدة الحلب 3/ 162). (¬2) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬3) لم أجده. (¬4) لعلّه "أيدمر الظاهري العزيزى الناصري" والي حلب، الذي وقف التربة المعروفة بتربة الوالي، بحلب في سنة 618 هـ. (كنوز الذهب 1/ 437)، وانظر: زبدة الحلب 3/ 170. والخبر انفرد به المؤلف. (¬5) هو الكمال الكردي، الذي تقدّم قبل قليل. (¬6) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬7) ما بين القوسين من "ب". (¬8) هو: يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن. (¬9) من "ب". (¬10) هو ألفونس التاسع. وقد تقدّم قبل قليل. (¬11) في ذيل الروضتين 7 "أسِر ثلاثون ألفاً"،، وفي الكامل 10/ 134 "أُسِر ثلاثة عشر ألفاً". (¬12) في الكامل: "مائة ألف وستة وأربعين ألفاً"، ومثله في ذيل الروضتين. وفي الدرّ المطلوب: 127 "مائتي ألف وستة عشر ألفاً". (¬13) من "ب". (¬14) من "ب". (¬15) هذه الموقعة هي موقعة ألاركوس Alarcos وهي، وهي المعروفة في المصادر الإسلامية بموقعة الزلاقة. انظر عنها في: تاريخ مختصر الدول 224، وذيل الروضتين 7، 8، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 446 - 448 و 449، الأنيس المطرب 156 - 163، المؤنس 116، الاستقصا 2/ 166 - 173، المعجب 282، المختصر في أخبار البشر 3/ 91، الدرّ المطلوب 127، نهاية الأرب=

سنة اثنتين وتسعين وخمس ماية

سنة اثنتين وتسعين وخمس ماية فيها عزل (الملك) (¬1) العادل لمحيي الدين بن أبي عصرون (¬2) عن قضاء مصر، وولي زين الدين (بن يوسف الدمشقيّ) (¬3) (¬4). وفيها عصى (¬5) أبو الهيجاء السمين ببيت المقدس (¬6). وفيها خرج الملك العزيز وعمّه (الملك) (¬7) العادل، وقصدوا (¬8) دمشق وصُحبتهما عسكر عظيم لا يوصف (من كثرة الرجال والعُدَد) (¬9)، ونزلوا ميدان الحصا (¬10)، وجرى بينهم وبين أهل دمشق حروب وقتال عظيم مدّة سبعة عشر يوماً (¬11). وكان الملك الأفضل نور الدين علي قد عسف بأهل دمشق مراراً وخرق بهم حضى أسرف في ذلك، وكتب إليهم الملك العادل ووعدهم بالعدل والإنصاف (ومنّاهم) (¬12). وكان عز الدين (ابن) (¬13) الحمصيّ (¬14) بذلك، وكان معه باب قوما من/ 272/ البلد (¬15)، فاتفقوا على أنهم يسلّمون المدينة، فأصبح الملك العزيز عبّأ ¬

_ = 24/ 332 - 336، المختار من تاريخ ابن الجزري 64 - 68، دول الإسلام 2/ 102، 103، تاريخ الإسلام (حوادث 591 هـ) 80، 9، تاريخ ابن الوردي 2/ 111، مرآة الجنان 3/ 472، البداية والنهاية 13/ 10، 11، تاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 127 - 130، النجوم الزاهرة 6/ 137، 138، تاريخ ابن سباط 1/ 216، شذرات الذهب 4/ 306. (¬1) من "ب". (¬2) في "أ": "ابن عصرون". (¬3) نزهة النظار في قضاة الأمصار 188. (¬4) ما بين القوسين من "ب". (¬5) في "أ": "عصا". (¬6) انظر: الكامل 10/ 144 (حوادث سنة 593 هـ). (¬7) من "ب". (¬8) الصواب: "وقصدا". (¬9) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬10) في "أ": "الحصى". (¬11) الكامل 10/ 137 - 139. (¬12) من "أ". (¬13) من "ب". (¬14) في الكامل 10/ 141 "العزّ بن أبي غالب الحمصي". (¬15) في "ب": "وكان معه باب يدخل منه إلى البلد".

العُدّة، وهيّأ الرجّالة، وقسم الأطلاب (¬1) والفرسان، وشرعوا في القتال من باكر إلى الظُّهر، فمضى كل أمير لداره. ثم تفلّل (¬2) أهل دمشق، ورجع الملك العزيز، وأمر العسكر أن يركبوا فركبوا وحملوا جميعاً، وفتح (ابن الحمصي) (¬3) لهم الباب الذي كان عليه (كما تقرّر ومعه) (¬4) جماعة من أهل البلد. ودخل الملك العادل والملك العزيز المدينة، ولم يُفقد غير شرف الدين ابن البصراوي (¬5)، صادفَتْه رميةُ سهمٍ فمات. ثم إنّ الملك العزيز عوّض لأخيه نور الدين علي صَرخَد، ومسك أخاه خضر أياماً، ثم خيّره في المقام فأبى (¬6) فتوجّه إلى حلب. وعاد الملك العزيز إلى القدس وتسلّم من أبي الهيجاء السّمين بعد ما حلف له عن نفسه وماله (¬7). وفيها مات سابق الدين (¬8) صاحب شَيْزَر. وفيها كان الغلاء بمصر (¬9). ¬

_ (¬1) الأطلاب: مفردها طُلب، من التطليب أو المطلّب. لفظ عامّي دَرَج على ألسِنة الناس في عصر المماليك معناه، الحضور بمجموعة من فِرق الجُند إلى أماكن الاحتفالات على هيئة مخصوصة بالمواكب (معجم المصطلحات والألقاب التاريخية 108). (¬2) في "أ": "تقلل". (¬3) من "ب". (¬4) من "ب". (¬5) في "ب": "البصاروا". (¬6) في "أ": "فابا". (¬7) الكامل 10/ 140 - 142، مفرج الكروب 3/ 62 - 70، الذيل على الروضتين 10، المختصر في أخبار البشر 3/ 92، الدرّ المطلوب 128، نهاية الأرب 28/ 449، 450، تاريخ الإسلام (حوادث 592 هـ) 7، 8، دول الإسلام 2/ 103، تاريخ ابن الوردي 2/ 111، مرآة الجنان 3/ 473، البداية والنهاية 13/ 12، تاريخ ابن خلدون 5/ 232، السلوك ج 1 ق 1/ 129، تاريخ ابن سباط، 1/ 217، 218. (¬8) هو الأمير سابق الدين عثمان بن الداية، صاحب شيزر، وكان صلاح الدين قرّر إليه أحوال جبلة وجعله فيها لحِفظها. (الكامل 10/ 49 حوادث سنة 584 هـ). وهو أخو نور الدين الشهيد. (زبدة الحلب 3/ 135 حوادث 592 هـ). (¬9) نهاية الأرب 28/ 452، السلوك ج 1 ق 1/ 133.

وفيها خرّب (¬1) الملك العزيز الداروم وغزّة (¬2). وجدّد الصلح مع الفرنج ثلاث (¬3) سنين (¬4). (وتولى ابن السلار حَوْرَان) (¬5) (¬6). / 273/ وفيها عُزل ابن الجُوينيّ (¬7) عن الإسكندرية، وتولَّاها سُنْقر الكبير (¬8) وفيها مُسِك ابن المنذر (¬9) بمصر وقُيّد لسبب رواحه إلى اليمن (¬10). وفيها عُزل ابن شكر (¬11) صاحب الديوان بمصر، وتولى ابن حمدان (¬12). وفيها جاءت ريح شديدة مزعجة كثيرة الرمل بمصر (¬13). ¬

_ (¬1) في "أ": "وفيها خرج". (¬2) في "أ": "عزه". والخبر في: مفرّج الكروب 3/ 70. (¬3) في "أ": "ثلاثة". (¬4) لم أجد هذا الخبر. (¬5) كان "ابن السلّار" مُقْطَعاً اللاذقية، فأخذها منه الملك الظاهر غازي صاحب حلب في هذه السنة وأقطعها للأمير علم الدين قيصر الناصري. فلعل ابن السلّاء تولى حوران بعد ذلك. (¬6) ما بين القوسين من "ب". (¬7) هو الحسن بن علي عز الدين ابن الجويني. انظر: سير أعلام النبلاء 21/ 223. (¬8) انفرد المؤلّف بهذا الخبر، و"سُنقر الكبير، كان من جملة أمراء صلاح الدين المعروفين بالصلاحية". (الكامل 10/ 137). (¬9) لم أجد لابن المنذر ترجمة في المصادر. (¬10) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬11) في "ب": "ابن سكر"، وهو الوزير الصاحب صفيّ الدين عبد الله بن علي بن علي بن الحسين بن عبد الخالق المصري. توفى سنة 622 هـ. انظر عنه في: تاريخ الإسلام - وفيات 622 هـ. ص 109 - 112 رقم 96 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬12) انفرد المؤلف بهذا الخبر، ولم أجد لابن حمدان ترجمة. (¬13) يظهر أنّ الريح لم تقتصر على مصر، بل كانت في العراق والحجاز، ففي الكامل 10/ 142 "في هذه السنة، في المحرّم هبّت ريح شديدة بالعراق، واسودّت لها الدنيا، ووقع رمل أحمر، واستعظم الناس ذلك وكبّروا، واستعلت الأضواء بالنهار". وفي: تاريخ الإسلام (حوادث 592 هـ). ص 12 "وفيها بعد خروج الناس من مكة هبت ريح سوداء عمّت الدنيا، ووقع على الناس رمل أحمر، ووقع من الركن اليماني قطعة، وتجرّد البيت مراراً"، =.

سنة ثلاث وتسعين وخمس ماية

وفيها مسك الملك الظاهر صاحب حلب العَلَم بن ماهان، وقطع يده، وأنفه، وأُذُنَيه، وأصابع يده اليمنى، وركّبه حماراً وأشهره بحلب، وسبب ذلك أنه ولاّه اللاذقية فعصاه وحلف الأجناد له (¬1). (وفيها مات وزير الخليفة المعروف بابن القضاب (¬2) ببغداد) (¬3). (وفيها مات معين بن عبد الرحمن: بن معين الدين أُنُر (¬4) بدمشق. وكان مؤيداً في عمل الشِعر الدُّوبيتي) (¬5). وفيها أمر الملك العزيز بهدم الأهرام بمصر، فابتدأ فيها بنقض الهرم الصغير الغربي، وهو صوّان سُمّاقي، فهدموا بعضه وعجزوا عن باقيه. وسبب هدمهم حاجتهم إلى الحجارة والصوّان ليبنوا بها برزخ (¬6) دِمياط (¬7). سنة ثلاث وتسعين وخمس ماية فيها فتح (إبراهيم) (¬8) المايُرقيّ إفريقية، وبجّاية، وقلعة ابن حمّاد، وعدّة/ 275/ مدن بسبب اشتغال ابن عبد المؤمن ببلاد الأندلس أوغل حتى وصل ¬

_ = وقد كتب القاضي الفاضل إلى محيي الدين بن الزكيّ كتاباً وصف فيه البرق والربح. (تاريخ الإسلام - حوادث 593 هـ - ص 16، 17). (¬1) زبدة الحلب 3/ 136 وفيه: "قطع يده، وقلع عينه، وقتل غلاماً من خواصّه، وقطع لسان البدر بن ماهان قرابته وأذُنَيه، وسلخ العامل النصراني الذي كان بها". (¬2) في "أ": "القصان"، وما أثبتناه يتفق مع: الكامل 10/ 132 وفيه: مؤيد الدين بن القصّاب توفي في أوائل شعبان، وهو محمد بن علي بن أحمد بن المبارك البغدادي. انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 592 هـ). 111، 112 رقم 99 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬3) ما بين القوسين ليس في "ب". (¬4) في "ب": "امر" مهملة. ولم أجد له ترجمة. (¬5) ما بين القوسين من "ب". (¬6) في "ب": "برج". (¬7) بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 251 وفيه: "قال ابن المتوّج: جاء رجل أعجمي من توريز المعجم، فأوحى إلى الملك العزيز أنّ الهرم الصغير المكسُوّ بالحجر الصوّان، تحته مطلب، وكان الملك العزيز عنده خفّة، فوجّه إليه القطّاعين، فأقاموا نحو شهر، ولم يُهدم منه إلا اليسير، فأنفق على هدمه مالاً جزيلاً، ولم يفد من ذلك شيئاً، فهرب العجمي، وترك الملك العزيز هدْمه عن عَجز". (¬8) من "ب".

(إلى) (¬1) القصبات متاخم (¬2) لبلاد الألمان (¬3) بعدما كسر الفُنْش، ووصل إلى طُلَيطُلَة وأشرف على أخذها، وفتح عدّة مدن من بلاد الفرنج، وغنم المسلمون ما لا يُحصَى (¬4). وفيها كانت زلزلة بمصر (¬5). و(فيها) (¬6) في جماد الآخرة (منها) (¬7) جاءت ريح شديدة مزعجة ورمل كثير (أصفر) (¬8) ليلاً. وكان الناس يرون (في أثناء) (¬9) (السماء) (¬10) ناراً. فأصبحوا على خوفٍ عظيم (¬11). وفيها مات أبو الهيجاء السمين (¬12) ببلاد الشرق بعد انفصاله من الخليفة. (وفيها مسك الملك الظاهر بحلب الركن الياس بن عزيز بن حيدر (¬13) وحبسه بين حَيطين، وأخذ جميع ماله وبقي مدّة، ثم أطلقه وسيره إلى منبج، وبها مات (¬14). وفيها مات كمال الدين خصْبَك (¬15) والي القاهرة، وأُخذت الشِحنَكِيّة من ولده، ولم يتول غير يومٍ واحد) (¬16) (¬17). ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) هكذا في النسختين. والصواب: "متاخماً". (¬3) في النسختين: "الأمان". (¬4) هذه تتمّة وقعة الزلّاقة التي تقدّمت في السنة السابقة. (¬5) السلوك ج 1 ق 1/ 139. (¬6) من "أ". (¬7) من "ب". (¬8) من "أ". (¬9) من "أ". (¬10) من "ب". (¬11) راجع ما تقدّم في السنة الماضية. (¬12) انظر عن (أبي الهيجاء السمين) في: الكامل 10/ 144، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 452، ومفرّج الكروب 3/ 70، وذيل الروضتين 11، وتاريخ الإسلام (وفيات 593 هـ). 154 رقم 176. (¬13) هو ركن الدين إلياس والي درب ساك. انظر عنه في: الأعلاق الخطيرة ج 1 ق 2/ 89، وزبدة الحلب 3/ 138. (¬14) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬15) لم أجد لكمال الدين خصبك ترجمة. (¬16) انفرد المؤلف بهذا الخبر. (¬17) ما بين القوسين من "ب".

و (فيها) (¬1) تولّى عزّ الدين ابن الجويني القاهرة، وعُزل ابن حمدان وأودع السجن هو وإخوته، وطُلب منهم أموال (¬2) وغيرها (¬3). وفيها عُزِل زين الدين (¬4) بن يوسف (الدمشقيّ) (¬5) عن القضاء بمصر (¬6). وولي صدر الدين ابن درباس (¬7) (بعد يأس من ذلك) (¬8). وفيها نزلت الفرنج بمرج عكّا، وخرج الملك العادل من دمشق وصُحبته عسكر الشرق. وأنفذ الملك العزيز العساكر من مصر فالتقوا الملك العادل بمرج عيون (¬9)، واجتمع العسكران/ 275/ وشنّوا الغارة (¬10) على الفرنج وأخذوا منهم جماعة. ثم إنّ (الملك) (¬11) العادل قصد مدينة يافا ببعض العسكر، وأيد الله المسلمين ففتحوا يافا بالسيف وأخذوا منها مقدار عشرة آلاف نفس، وأخذوا من العُدّة والميرة والمال شيئاً لا يُحصَى، وأخذوا ابن السّتّ الذي كان بهاء الدين (قراقوش) (¬12) أسره بعكا (¬13) وأنفذه السلطان إليه وظفر به (¬14). ¬

_ (¬1) من "أ". (¬2) في "أ": "أموالًا". (¬3) انفرد المؤلّف بهذا الخبر. (¬4) في "أ": "وفيها نزل سيف الدين". (¬5) من "أ". (¬6) نزهة النظّار 188. (¬7) هو صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس بن غير بن عبدوس الهمنواني الماراني، الكردي، الموصلي. (نزهة النظار 187). وفى النزهة 188 أعيد القاضي زين الدين وعُزل يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وتسعين وأعيد القاضي صدر الدين، ثم عُزل في عاشر جمادى الأولى سنة خمس وتسعين. (¬8) ما بين القوسين من "ب". (¬9) مرج عيون = مرجعيون. مدينة بجنوب لبنان، عندها سهل متّسع. (¬10) في "ب": "الغارات". (¬11) من "ب". (¬12) من "ب". (¬13) "ب": "الذي كان بهاء الدين قراقوش في أسره بكا". (¬14) خبر فتح يافا في: الكامل 10/ 144، 145، ومفرّج الكروب 3/ 75، وذيل الروضتين 10، 11، والأعلاق الخطيرة 2/ 256، والدرّ المطلوب 130، والمختصر في أخبار البشر 3/ 93،=

وفيها جهّز الملك العزيز أسطول مصر، وإسكندرية، ودمياط في أربعين غُراباً (¬1) وقصدوا بلاد الفرنج فأخذوا عشرة (¬2) بُطس من جملتهم (¬3) ثلاث (¬4) بُطَس فيهم (¬5) (من) (¬6) الأموال والخيالة والعُدَد ما يضيق شرحه هي هذا (¬7) المختصر. وأخذوا فيها (ملكاً كبيرًا من ملوك الفرنج والبَطْرِيق الذي لهم، ولم ينج منهم أحد. وذكر الملك والبَطريق الذي أُخِذ أن معهم) (¬8) خمسين صندوقاً موسقة ذهباً وفضّة. وكان لهم سبع سنين يجمعونها من سائر بلاد الفرنجية، فغرقت في البحر، ولم يقدر المسلمون (¬9) على شيء منها ولا وصلوا إليها من كثرة النيران (التي أطلقت فيهم) (¬10). ثم إنهم أتوا بالجميع إلى الديار المصرية،/ 276/ (و) كان لوصولهم يوم عظيم وفتح جسيم (¬11). (وفيها توهّم أسامة (¬12) خيفة الفرنج فخرّب بيروت، فعاجله الفرنج فملكوها منه، ولم تخرَّب القلعة، وأخذوا منها غلّة جسيمة جليلة (¬13). ¬

_ = وتاريخ الإسلام (حوادث 593 هـ) 120، 13، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، ومرآة الجنان 3/ 475، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 134 (حوادث 594 هـ). وتاريخ ابن خلدون 5/ 333، والسلوك ج 1 ق 1/ 104، وشفاء القلوب 204، وتاريخ ابن سباط 1/ 218 و 221. (¬1) في "أ": "أربعة غربان". (¬2) في "أ": "عدة". (¬3) الصواب: "من جملتها". (¬4) في "أ": "ثلاثة". (¬5) الصواب: "فيها". (¬6) من "أ". (¬7) في "ب": "عن". (¬8) ما بين القوسين من "ب". (¬9) في "أ": "ولم يقدروا المسلمين". (¬10) من "ب". (¬11) في "ب": "وكان يوم وصولهم يوماً مشهوداً يوم سعيد". (¬12) هو عز الدين أسامة، أو: سامة الجبلي. (¬13) خبر أسامة وبيروت في: الكامل 10/ 145، 146، والأعلاق الخطيرة 2/ 103، وتاريخ مختصر الدول 225، والروضتين 2/ 233، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 453، ومفرّج الكروب 3/=

وفيها نزلت الفرنج على تِبْنين فحاصروها. وكان المسلمون قد أحرزوها بالرجال والعدَد والمال) (¬1) (¬2). وفيها تجهّز الملك (المشمّر) (¬3) وقصد الساحل. وفيها مات سيف الإسلام (طُغْتِكِين) (¬4) أخو الملك الناصر (رحمهما الله) (¬5) وملك اليمن بعده ولده [إسماعيل] (¬6). (وفيها أخذت الفرنج بيروت من الْمسلمين عاشر ذي الحجّة منها (¬7). وفيها تُوفيت الستّ عذرا بنت شاهان شاه (¬8) بدمشق داخل باب النصر. ¬

_ = 71، وتاريخ الإسلام (حوادث 593 هـ) 170، والإعلام والتبيين 44، والبداية والنهاية 13/ 15، وتاريخ بيروت 21، وشفاء القلوب 203، والسلوك ج 1 ق 1/ 140، وتاريخ ابن الفرات ج 2 ق 2/ 133، ولبنان من السقوط بيد الصليبيين 207، 208، وتاريخ ابن سباط 1/ 219، 220، ومنتخب الزمان 2/ 322. (¬1) خبر تبنين في: الكامل 10/ 147، ومفرّج الكروب 3/ 75، 76، وذيل الروضتين 13، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 455، 456، والمختصر في أخبار البشر 3/ 93، 94، ودول الإسلام 2/ 104، وتاريخ الإسلام (حوادث 294 هـ)، 19، وتاريخ ابن الوردي 2/ 112، 113، والبداية والنهاية 13/ 16، وتاريخ ابن خلدون 5/ 333، وتاريخ ابن الفرات ج 4 ق 2/ 134، 135، والسلوك ج 1 ق 1/ 141، وشفاء القلوب 204، وتاريخ ابن سباط 1/ 222، والتاريخ الصالحي 2/ ورقة 216 ب. (¬2) ما بين القوسين من "ب". (¬3) في "ب": مكانه بياض. ولم أجد للمشمّر ذِكراً. (¬4) من "ب". وهو: ظهير الدين طغتكين بن نجم الدين أيوب بن شاذي بن يعقوب بن مروان الدُوَيني الأصل، الملك العزيز صاحب اليمن، انظر عنه في: تاريخ الإسلام (وفيات 593 هـ). 129، 130 رقم 129 وفيه حشدنا مصادر ترجمته. (¬5) من "ب". (¬6) إضافة من الكامل 10/ 148، وتاريخ الإسلام 15. (¬7) تقدّم خبر بيروت قبل قليل. (¬8) انظر عن (عذرا بنت شاهنشاه) في: تاريخ الإسلام (وفيات 593 هـ) 1370 رقم 139 وفيه مصادر ترجمته.

وفيها تُوفّيت والدة الملك العادل سيف الدين أبو (¬1) بكر بن أيوب) (¬2) (¬3) * * * (إلى هاهنا انتهى ما ساقه الشيخ الإمام العالم عماد الدين محمد بن محمد بن أحمد الأصفهاني المعروف بالكاتب من التاريخ المسمَّى بـ "البستان") (¬4) ¬

_ (¬1) الصواب: "أبي". (¬2) تُعرف بالخاتون. انظر عنها في: تاريخ الإسلام (وفيات 593 هـ). ص 127 رقم 125 وفيه مصادر أخرى. (¬3) ما بين القوسين من "ب". (¬4) ما بين القوسين من "أ".

§1/1