البر والصلة لابن الجوزي

ابن الجوزي

الباب الأول في ذكر المعقول في بر الوالدين وصلة الرحم

الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي ذِكْرِ الْمَعْقُولِ فِي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ غَيْرُ خَافٍ عَلَى عَاقِلٍ لُزُومُ حَقِّ الْمُنْعِمِ، وَلَا مُنْعِمَ بَعْدَ الْحَقِّ سُبْحَانَهُ عَلَى الْعَبْدِ كَالْوَالِدَيْنِ، فَقَدْ حَمَلَتِ الأُمُّ بِحَمْلِهِ أَثْقَالًا كَثِيرَةً، وَلَقِيَتْ وَقْتَ وَضْعِهِ مُزْعِجَاتٍ مُثِيرَةً، وَبَالَغَتْ فِي تَرْبِيَتِهِ وَسَهَرَتْ فِي مُدَارَاتِهِ، وَأَعْرَضَتْ عَنْ جَمِيعِ شَهَوَاتِهَا لِمُرَادَتِهِ، وَقَدَّمَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا فِي كُلِّ حَالٍ. وَقَدْ ضَمَّ الْوَالِدُ إِلَى تَسَبُّبِهِ فِي إِيجَادِهِ وَمَحَبَّتِهِ بَعْدَ وُجُودِهِ وَشَفَقَتِهِ فِي تَرْبِيَتِهِ الْكَسْبَ لَهُ وَالإِنْفَاقَ عَلَيْهِ، وَالْعَاقِلُ يَعْرِفُ حَقَّ الْمُحْسِنِ وَيَجْتَهِدُ فِي مُكَافَأَتِهِ. وَجَهْلُ الْإِنْسَانِ بِحُقُوقِ الْمُنْعِمِ مِنْ أَخَسِّ صِفَاتِهِ، فَإِذَا أَضَافَ إِلَى جَحْدِ الْحَقِّ الْمُقَابَلَةَ بِسُوءِ الْأَدَبِ، دَلَّ عَلَى خُبْثِ الطَّبْعِ وَلُؤْمِ الْوَضْعِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ، وَلْيَعْلَمِ الْبَارُّ بِالْوَالِدَيْنِ أَنَّهُ مَهْمَا بَالَغَ فِي بِرِّهِمَا لَمْ يَفِ بِشُكْرِهِمَا. 1 - أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ

إِسْحَاقَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ، فَقَالَ: " إِنَّ لِي أُمًّا بَلَغَ بِهَا الْكِبَرُ، أَنَّهَا لَا تَقْضِي حَاجَتَهَا إِلَّا وَظَهْرِي لَهَا مَطِيَّةٌ، أُوَضِّئُهَا، وَأَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهَا، فَهَلْ أَدَّيْتُ حَقَّهَا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ حَمَلْتُهَا عَلَى ظَهْرِي، وَحَبَسْتُ عَلَيْهَا نَفْسِي؟ قَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ بِكَ وَهِيَ تَتَمَنَّى بَقَاءَكَ، وَأَنْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ وَأَنْتَ تَتَمَنَّى فِرَاقَهَا " 2 - أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قثنا بُشْرَى بْنُ عَبْدُ اللَّهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قثنا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَيُّوبَ الْأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ: " أَنَّ عُمَرَ رَأَى رَجُلًا يَحْمِلُ أُمَّهُ، وَيَقُولُ:

أَحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَةُ تُرْضِعُنِي الدَّرَّةَ وَالْعُلَالَةَ , فَقَالَ عُمَرَ: وَلَا طَلْقَةً مِنْ طَلَقَاتِهَا " 3 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، قثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي رَزِينٍ، قثنا ثَوْرٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ أَنَّ عُمَرَ رَأَى رَجُلًا يَحْمِلُ أُمَّهُ قَدْ جَعَلَ لَهَا مِثْلَ الْحَوِيَّةِ عَلَى ظَهْرِهِ يَطُوفُ بِهَا حَوْلَ الْبَيْتِ، وَيَقُولُ: أَحْمِلُ أُمِّي وَهِيَ الْحَمَّالَةُ تُرْضِعُنِي الدَّرَّةَ وَالْعُلَالَةَ فَقَالَ عُمَرَ: «لأَنْ أَكُونُ أَدْرَكْتُ أُمِّي فَوَلِيتُ مِنْهَا مِثْلَ مَا وَلِيتَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» 4 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قثنا أَبُو أَحْمَدَ، عَنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَعْنِي لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ: " حَمَلْتُ أُمِّي عَلَى رَقَبَتِي مِنْ خُرَاسَانَ، حَتَّى قَضَيْتُ بِهَا الْمَنَاسِكَ، أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَا طَلْقَةً وَاحِدَةً " 5 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ

مُحَمَّدٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا آدَمُ، قثنا شُعْبَةُ، قثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ: " أَنَّهُ شَهِدَ ابْنَ عُمَرَ وَرَجُلًا يَمَانِيًّا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ قَدْ حَمَلَ أُمَّهُ عَلَى ظَهْرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: إِنِّي لَهَا بَعِيرُهَا الْمُذَلَّلُ ... إِنْ أُذْعِرَتْ رِكَابُهَا لَمْ أُذْعَرِ ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، أَتُرَانِي جَزَيْتُهَا؟ قَالَ: لَا، وَلَا بِزَفْرَةٍ وَاحِدَةٍ " فَصْلُ وَيُقَاسُ عَلَى قُرْبِ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْوَلَدِ قُرْبُ ذَوِي الرَّحِمِ وَالْقَرَابَةِ كَالْبَعْضِ، فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُقَصِّرَ الْإِنْسَانُ فِي رِعَايَةِ بَعْضِهِ.

الباب الثاني قال الله عز وجل: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} [الإسراء: 23]

الْبَابُ الثَّانِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ: هَذَا الْقَضَاءُ لَيْسَ مِنْ بَابِ الْحَتْمِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ الْأَمْرِ وَالْفَرْضِ. وَأَصْلُ الْقَضَاءِ فِي اللُّغَةِ: قَطْعُ الشَّيْءِ بِإِحْكَامٍ وَإِتْقَانٍ. قَالَ الشَّاعِرُ يَرْثِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا ... بَوَائِقَ أَكْمَامُهَا لَمْ تُفْتَقِ أَيْ: قَطَعْتَهَا مُحْكِمًا لَهَا. وَقَوْلُهُ: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] ، وَهُوَ الْبِرُّ وَالْإِكْرَامِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَا تَنْفُضْ ثَوْبَكَ فِيصِيبَهُمَا الْغُبَارُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23] فِي مَعْنَى: أُفٍّ خَمْسَةُ

أَقْوَالٍ، أَحَدُهَا: أَنَّهُ وَسَخُ الظُّفُرِ، قَالَهُ الْخَلِيلُ، وَالثَّانِي: وَسَخُ الْأُذُنِ، قَالَهُ الْأَصْمَعِيُّ، وَالثَّالِثُ: قُلَامَةُ الظُّفُرِ، قَالَهُ ثَعْلَبٌ، وَالرَّابِعُ: أَنَّ الْأُفَّ الِاحْتِقَارُ، وَالِاسْتِصْغَارُ مِنَ الْأَفَفِ، وَالْأَفَفُ عِنْدَ الْعَرَبِ: الْقِلَّةُ، ذَكَرَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ، وَالْخَامِسُ: أَنَّ الْأُفَّ: مَا رَفَعْتَهُ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ عُودٍ أَوْ قَصَبَةٍ، حَكَاهُ ابْنُ فَارِسٍ. قَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي مَنْصُورٍ اللُّغَوِيِّ، قَالَ: مَعْنَى أُفٍّ: النَّتَنُ

وَالتَّضَجُّرُ، وَأَصْلُهَا نَفْخُكَ الشَّيْءَ يُسْقِطُ عَلَيْكَ مِنْ تُرَابٍ وَرَمَادٍ، فَقِيلَ: لِكُلِّ مُسْتَثْقَلٍ. قَوْلُهُ: {وَلا تَنْهَرْهُمَا} [الإسراء: 23] ، أَيْ: لَا تُكَلِّمْهُمَا ضَجِرًا صَائِحًا فِي وُجُوهِهِمَا. وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: لَا تَنْفُضُ يَدَكَ عَلَيْهِمَا، {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] ، أَيْ: لَطِيفًا أَحْسَنَ مَا تَجِدُ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: قَوْلُ الْعَبْدِ الْمُذْنِبِ لِلسَّيِّدِ الْغَلِيظِ الْفَظِّ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ} [الإسراء: 24] ، أَيْ: أَلِنْ لَهُمَا جَانِبَكَ مُتَذَلِّلًا لَهُمَا مِنْ رَحْمَتِكَ إِيَّاهُمَا. وَمِنْ بَيَانِ تَعْظِيمِ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] . فَقَرَنَ شُكْرَهُ بِشُكْرِهِمَا

الباب الثالث في ذكر ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك

الْبَابُ الثَّالِثُ فِي ذِكْرِ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ 6 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو الْيَمَانِ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَعُقَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ» 7 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا، فَقَالَ: طَلِّقْهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَطِعْ أَبَاكَ " 8 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ الْعَلَّافُ، قثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ،

قثنا يَحْيَى بْنُ مَادِيٍّ التُّجِيبِيُّ، قثنا سَعِيدٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي مَرْيَمَ، قثنا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَيَّارُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَعْصِ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا» 9 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَاشِدٌ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ، فَاخْرُجْ مِنْهَا» 10 - أخبرنا أَبُو الْمُعَمَّرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أُمِّ أَيْمَنَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِبَعْضِ أَهْلِهِ: «أَطِعْ وَالِدَيْكَ، وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ دُنْيَاكَ، فَافْعَلْ» 11 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ النِّعَالِيُّ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ،

قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ قُتَيْبَةَ، قثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَرُّوا آبَاءَكُمْ تَبَرُّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ» - 12 أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبَّاسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الضَّرَّابُ، قثنا أَبِي، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحِمَّانِيَّ، يَقُولُ: قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ لِابْنِهِ يَحْيَى: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَرْضَكَ لِي، فَأَوْصَاكَ بِي، وَرَضِيَنِي لَكَ، فَلَمْ يُوصِنِي بِكَ»

الباب الرابع في تقديم برهما على الجهاد والهجرة

الْبَابُ الرَّابِعُ فِي تَقْدِيمِ بِرِّهِمَا عَلَى الْجِهَادِ وَالْهِجْرَةِ 13 - أخبرنا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ اللُّغَوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ. ح وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدَبِّرُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّمْنَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قثنا أَبُو أُمَيَّةَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الطَّرَسُوسِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَةَ، قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ. ح وَأَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا مِسْعَرٌ، وَسُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَكِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ". أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ 14 - أخبرنا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَايِعُهُ، فَقَالَ: " جِئْتُ لِأُبَايِعَكَ عَلَى الْهِجْرَةِ، وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا فَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا "

15 - قال أَحْمَدُ: قثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، قثنا دَرَّاجٌ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: هَاجَرَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْيَمَنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ بِالْيَمَنِ أَبَوَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ لَهُ: أَذِنَا لَكَ؟ فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ إِلَى أَبَوَيْكَ فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ فَعَلَا، وَإِلَّا فَبِرَّهُمَا " 16 - أخبرنا أَبُو غَالِبٍ الْمَاوَرْدِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ الْمُظَفَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَرُورِيُّ، قثنا أَبُو أَوْسٍ، قثنا حِبَّانُ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ كُرَيْبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ، قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ، وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا، وَهُوَ يُرِيدُ الْجِهَادَ، وَهِيَ تَمْنَعُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقِمْ عِنْدَهَا، فَإِنَّ لَكَ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلَ الَّذِي تُرِيدُ "

17 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ الْعَلَّافُ، قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قثنا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قثنا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: أُمِّي، قَالَ: فَانْطَلِقْ فَبَرَّهَا، فَأَقْبَلَ يَتَخَلَّلُ الرِّكَابَ، فَقَالَ: إِنَّ رِضَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطَ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ "

الباب الخامس في أن بر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله عز وجل

الْبَابُ الْخَامِسُ فِي أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ مِنْ أَحَبِّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ 18 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَفَّانُ. ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. ح وَأَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ، قثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالُوا: ثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْعَيْزَارِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، قثنا صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ، وَأَشَارَ إِلَى دَارِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

الباب السادس في أن بر الوالدين يزيد من العمر

الْبَابُ السَّادِسُ فِي أَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ يَزِيدُ مِنَ الْعُمْرِ 19 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ بَرَّ وَالِدَهُ طُوبَى لَهُ، زَادَ اللَّهُ فِي عُمْرِهِ» 20 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَصْرِيُّ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَحْمُودٍ النَّيْسَابُورِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى السِّجْزِيُّ، قثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَبْرِرْ وَالِدَيْكَ، وَصِلْ رَحِمَكَ، يُيَسَّرْ لَكَ يُسْرُكَ، وَيُمَدَّ لَكَ فِي عُمْرِكَ، وَأَطِعْ رَبَّكَ تُسَمَّى عَاقِلًا، وَلَا تَعْصِهِ فَتُسَمَّى جَاهِلًا»

21 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَسَعْدٌ الْخَيْرُ، قَالَا: أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقَوَيْهِ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَسْكَرِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْبِرْتِيُّ، قثنا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالْقَانِيُّ، قثنا يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ، قثنا أَبُو مَوْدُودٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ» 22 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ» 23 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَهْرَوَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ

الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، قثنا مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهْ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمِدَّ اللَّهُ فِي عُمْرِهِ، وَيَزِيدَ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» 24 - أخبرنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ سَعْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَّاءِ، قثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامُ، قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ الْمَنْصُورُ وَاسْتَعْجَلَنِي، فَرَكِبْتُ، فَإِذَا صَوْتُ حَافِرٍ، فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَخُوكَ عَبْدُ الْوَهَّابِ، فَأَتَيْنَا، فَإِذَا الرَّبِيعُ وَاقِفٌ عِنْدَ السِّتْرِ، وَإِذَا

الْمَهْدِيُّ جَالِسٌ فِي الدِّهْلِيزِ، وَإِذَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ وَدَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ الرَّبِيعُ: اجْلِسُوا مَعَ بَنِي عَمِّكُمْ، فَجَلَسْنَا، ثُمَّ دَخَلَ الرَّبِيعُ وَخَرَجَ، فَقَالَ لِلْمَهْدِيِّ: ادْخُلْ أَصْلَحَكَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: ادْخُلُوا جَمِيعًا، فَدَخَلْنَا وَسَلَّمْنَا، وَأَخَذْنَا مَجَالِسَنَا، فَقَالَ لِلرَّبِيعِ: هَاتِ دَوِيًّا وَمَا يَكْتُبُونَ فِيهِ، فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا دَوَاةً وَوَرَقًا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا عَمُّ، حَدِّثْ وَلَدَكَ وَإِخْوَتَكَ بِحَدِيثِ الْبِرِّ وَالصِّلَةِ، فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُطِيلَانِ الأَعْمَارَ، وَيُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ، وَيُكْثِرَانِ الْأَمْوَالَ، وَلَوْ كَانَ الْقَوْمُ فُجَّارًا» ثُمَّ قَالَ: يَا عَمِّ، الْحَدِيثُ الْآخَرُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُخَفِّفَانِ سُوءَ الْحِسَابِ» فَقَالَ: يَا عَمِّ، الْحَدِيثُ الْآخَرُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكَانِ أَخَوَانِ عَلَى مَدِينَتَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا بَارًّا بِرَحِمِهِ، عَادِلًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَالْآخَرُ، عَاقًّا بِرَحِمِهِ، جَائِرًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ فِي عَصْرِهِمَا نَبِيٌّ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَبَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْعَاقِّ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ رَعِيَّةَ هَذَا وَرَعِيَّةَ هَذَا، فَحَزِنُوا، وَفَرَّقُوا بَيْنَ الأَطْفَالِ وَالأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ يَدْعُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُمَتِّعَهُمْ بِالْعَادِلِ، وَيُزِيلُ عَنْهُمْ أَمْرَ الْجَائِرِ، فَأَقَامُوا ثَلَاثًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ أَنْ أَخْبِرْ عِبَادِي أَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ، وَأَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ، وَجَعَلْتُ مَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ لِذَلِكَ الْجَائِرِ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ الْجَائِرِ لِهَذَا الْبَارِّ، فَمَاتَ الْعَاقُّ لِتَمَامِ ثَلَاثِ سِنِينَ، وَبَقِيَ الْبَارُّ ثَلَاثِينَ سَنَةً»

الباب السابع في كيفية البر بالوالدين برهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يأمر بمحظور

الْبَابُ السابع فِي كَيْفِيَّةِ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ بِرُّهُمَا يَكُونُ بِطَاعَتِهِمَا فِيمَا يَأْمُرَانِ بِهِ مَا لَمْ يَأْمُرْ بِمَحْظُورٍ وَتَقْدِيمِ أَمْرِهِمَا عَلَى فِعْلِ النَّافِلَةِ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَيَا عَنْهُ، وَالْإِنْفَاقِ عَلَيْهِمَا، وَالتَّوَخِّي لِشَهْوَاتِهِمَا، وَالْمُبَالَغَةِ فِي خِدْمَتِهِمَا، وَاسْتِعْمَالِ الْأَدَبِ وَالْهَيْبَةِ لَهُمَا، فَلَا يَرْفَعُ الْوَلَدُ صَوْتَهُ عَلَى صَوْتِهِمَا، وَلَا يُحَدِّقُ إِلَيْهِمَا، وَلَا يَدْعُوهُمَا بِاسْمِهِمَا، وَيَمْشِي وَرَاءَهُمَا، وَيَصْبِرُ عَلَى مَا يَكْرَهُهُ مِمَّا يَصْدُرُ عَنْهُمَا. 25 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ دُوسْتَ الْعَلَّافُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُنَادِي، قثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قثنا يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْقَ بْن عَلِيٍّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَوْ أَدْرَكْتُ وَالِدَيَّ أَوْ أَحَدَهُمَا وَقَدِ افْتَتَحْتُ صَلَاةَ الْعِشَاءِ فَقَرَأْتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ فَدَعَتْنِي أُمِّي تَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ لَقُلْتُ لَبَّيْكِ "

26 - أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ بَطَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مَحْمُودٍ الْبَزَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَلَاعِيُّ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ الضَّبِّيِّ: " أَنَّهُ خَرَجَ يَمْشِي بِظَهْرِ الْحَرَّةِ، وَأَبُوهُ خَلْفَهُ، فَلَحِقَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَمْشِي خَلْفَكَ؟ قَالَ: أَبِي، قَالَ: أَخْطَأْتَ الْحَقَّ وَلَمْ تُوَافِقِ السُّنَّةَ، لَا تَمْشِ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيكَ، وَلَكِنِ امْشِ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ خَلْفَهُ، وَلَا تَدَعْ أَحَدًا يَقْطَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ، وَلَا تَأْخُذْ عَرْقًا نَظَرَ إِلَيْهِ أَبُوكَ، فَلَعَلَّهُ قَدِ اشْتَهَاهُ، وَلَا تَنْظُرْ إِلَى أَبِيكَ شَزَرًا، وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى يَقْعُدَ، وَلَا تَنَمْ حَتَّى يَنَامَ " 27 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا أَبُو الرَّبِيعِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زَكَرِيَّا، قثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ غَيْرِهِ " أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبْصَرَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا: مَا هَذَا مِنْكَ، قَالَ: أَبِي، قَالَ: لَا تُسَمِّهِ بِاسْمِهِ، وَلَا تَمْشِ أَمَامَهُ، وَلَا تَجْلِسْ قَبْلَهُ "

28 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا مُسَدَّدٌ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَيْسَلَةُ بْنُ مَيَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: " عِنْدِي أُمِّي، قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ أَلَنْتَ لَهَا الْكَلَامَ وَأَطْعَمْتَهَا الطَّعَامَ لَتَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مَا اجْتَنَبْتَ الْكَبَائِرَ " 29 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ " {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} [الإسراء: 24] ، قَالَ: لَا يَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ " 30 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا مُسَدَّدٌ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَيْسَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمْرَ، قَالَ: «بُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ» - 31 أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قثنا عَبَّاسُ بْنُ

مُحَمَّدٍ، قثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ الْحَسَنِ " أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ، فَقَالَ: أَنْ تَبْذُلَ لَهُمَا مَا مَلَكْتَ، وَتُطِيعَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ مَعْصِيةٌ " - 32 وعن زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ سَلَّامِ بْنِ مِسْكِينٍ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ، قُلْتُ: " الرَّجُلُ يَأْمُرُ وَالِدَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنِ الْمُنْكَرِ؟ قَالَ: إِنْ قَبِلا،

وَإِنْ كَرِهَا يَدَعُهُمَا " - 33 أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا الْيَمَامِيُّ، قثنا إِسْمَاعِيلُ، قثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، يقول فِي الْإِنْجِيلِ: «رَأْسُ الْبِرِّ لِلْوَالِدَيْنِ أَنْ تُوَفِّرَ عَلَيْهِمَا أَمْوَالَهُمَا، وَأَنْ تُطْعِمَهُمَا مِنْ مَالِكَ» - 34 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا الْهَيْثَمُ، قثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ، قَالَ: قُلْتُ لِمُجَاهِدٍ " يُنَادِي الْمُنَادِي بِالصَّلَاةِ، وَيَأْتِينِي رَسُولُ وَالِدِي، قَالَ: أَجِبْ أَبَاكَ " - 35 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: أَنْبَأَ سُفْيَانُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ «إِذَا دَعَاكَ أَبُوكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي، فَأَجِبْ»

- 36 أنبأنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَحِيرِيُّ، قَالَ أَنْبَأَ أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، قثنا أَزْهَرُ بْنُ سَعِيدٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: «النَّظَرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ»

الباب الثامن في تقدير الأم في البر

الْبَابُ الثَّامِنُ فِي تَقْدِيرِ الْأُمِّ فِي الْبِرِّ 37 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا هَاشِمُ. ح وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُخَلِّصُ، قثنا الْبَغَوِيُّ، قثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: قثنا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَجِلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَقُّ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبةِ؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: " ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ ". أَخْرَجَاهُ الصَّحِيحَيْنِ 38 - أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: ثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ. ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الصَّرِيفِينِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ، قثنا ابْنُ مَخْلَدٍ، قثنا يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. ح وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَزِيدُ، قَالُوا: أَنْبَأَ بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ

مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: " مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمَّكَ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمَّكَ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمَّكَ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ " 39 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، قثنا ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالأَقْرَبِ فَالأَقْرَبِ» 40 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي سَلَامَةَ وَاسْمُهُ خِدَاشُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأُمِّهِ، أُوصِي

الرَّجُلَ بِأَبِيهِ، أُوصِيهِ بِأَبِيهِ، أُوصِي الرَّجُلَ بِأَبِيهِ، أُوصِيهِ بِمَوْلاهُ الَّذِي يَلِيهِ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ أَذَى يُؤْذِيهِ» 41 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الثِّقَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَعَاكَ أَبَوَاكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي، فَأَجِبْ أُمَّكَ، وَلَا تُجِبْ أَبَاكَ» - 42 أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَنْبَأَ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، قثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ «إِذَا دَعَتْكَ أُمُّكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَأَجِبْ أُمَّكَ، وَلَا تُجِبْ أَبَاكَ» 43 - وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبَّاسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ

إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَكِّيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ زُنْبُورٍ، قثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، قثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: «إِذَا دَعَتْكَ وَالِدَتُكَ وَأَنْتَ فِي الصَّلَاةِ فَأَجِبْهَا، وَإِذَا دَعَاكَ وَالِدُكَ فَلَا تُجِبْهُ حَتَّى تَفْرُغَ» 44 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرَاغِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قثنا مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، قثنا أَبُو النَّضْرِ الْأَبَّارُ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الْأُمَّهَاتِ» 45 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قثنا شَرِيكٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: إِنَّ امْرَأَتِي بِنْتَ عَمِّي وَإِنِّي أُحِبُّهَا، وَإِنَّ وَالِدَتِي تَأْمُرُنِي أَنْ أُطَلِّقَهَا، فَقَالَ لَا آمُرُكَ أَنْ تُطَلِّقَهَا، وَلَا أَنْ تَعْصِي وَالِدَتَكَ، وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنِ الْوَالِدَةَ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ» . فَإِنْ شِئْتَ فَأَمْسِكْ، وَإِنْ شِئْتَ فَدَعْ

46 - أخبرنا أَبُو الْمُعَمَّرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قثنا أَبُو قِلَابَةَ الرَّقَاشِيُّ، قثنا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ. ح وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا رَوْحٌ، قَالَا: أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ " أَنَّ جَاهِمَةَ السُّلَمِيَّ، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهَا الْجَنَّةَ " 47 - أنبأنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ، قَالَ: أَنْبَأَ حَمْزَةُ السَّهْمِيُّ، قثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيُّ، قثنا مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ، قثنا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي، قثنا أَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْ أُمِّهِ كَانَ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ»

48 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنِ قُرَيْشٍ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْرِي، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيِّعُ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قثنا مَيْمُونُ بْنُ نَجِيحٍ، قثنا الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: هَلْ بَقِيَ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: أُمِّي، قَالَ: فَأَبْلِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُذْرًا فِي بِرِّهَا، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ، فَاتَّقِ اللَّهَ وَبَرَّهَا " 49 - أنبأنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، قثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَرَابِيسِيُّ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ سَهْلٍ الْمُذَكَّرُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ الرَّازِيُّ، قثنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ بْنِ بَحْرٍ السَّقَّاءُ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى أُمِّهِ رَحْمَةً لَهَا، إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِهَا حَجَّةٌ مَقْبُولَةٌ مَبْرُورَةٌ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ، قَالَ: وَإِنْ نَظَرَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ أَلْفِ مَرَّةٍ، فَإِنَّ اللَّهَ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ "

50 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قثنا ابْنُ فَضَالَةَ، قثنا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَعْطَتْهَا عَائِشَةُ ثَلَاثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ صَبِيٍّ لَهَا تَمْرَةً، وَأَمْسَكَتْ لِنَفْسِهَا تَمْرَةً، فَأَكَلَ الصَّبِيَّانِ التَّمْرَتَيْنِ، وَنَظَرَ إِلَى أُمِّهِمَا، فَعَمَدَتْ إِلَى التَّمْرَةِ، فَشَقَّتْهَا، فَأَعْطَتْ كُلَّ صَبِيٍّ نِصْفَ تَمْرَةٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ، فَقَالَ: لَقَدْ رَحِمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِرَحْمَتِهَا صَبِيَّيْهَا " 51 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: " إِنِّي خَطَبْتُ امْرَأَةً فَأَبَتْ أَنْ تَنْكِحَنِي، وَخَطَبَهَا غَيْرِي فأَحَبَّتْ أَنْ تَنْكِحَهُ، فَغِرْتُ عَلَيْهَا، فَقَتَلْتُهَا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: تُبْ إِلَى اللَّهِ، وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِ مَا اسْتَطَعْتَ. فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ: لِمَ سَأَلْتَهُ عَنْ حَيَاةِ أُمِّهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَعْلَمُ عَمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَةِ "

52 - أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قثنا بُشْرَى بْنُ عَبْدُ اللَّهِ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا عَفَّانُ، قثنا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قثنا أَبُو نَوْفَلٍ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ: إِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا، قَالَ: وَيْحَكَ، أَخَطَأً أَمْ عَمْدًا؟ هَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أُمُّكَ؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ إِنَّهُ لأَبِي، قَالَ: انْطَلِقْ فَبَرَّهُ وَأَحْسِنْ إِلَيْهِ. فَلَمَّا انْطَلَقَ، قَالَ عُمَرُ: وَالَّذِي نَفْسُ عُمَرَ بِيَدِهِ، لَوْ كَانَتْ أُمُّهُ حَيَّةً فَبَرَّهَا، وَأَحْسَنَ إِلَيْهَا، رَجَوْتُ أَنْ لَا تَطْعَمَهُ النَّارُ أَبَدًا " 53 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، قثنا وَكِيعُ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّبِّيَّ يُحَدِّثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ قَدِ اسْتَقَى فِي حَوْضِهِ، إِذَا رَاكِبٌ قَدْ جَاءَ ظَمْآنَ، فَقَالَ: أَرِدُ وَأُورِدُ، قَالَ: لَا، فَنَزَلَ قَرِيبًا وَعَقَلَ النَّاقَةَ، فَلَمَّا رَأَتِ الْمَاءَ، دَنَتْ إِلَى الْحَوْضِ حَتَّى فَجَّرَتْهُ، فَقَامَ الرَّجُلُ، فَأَخَذَ سَيْفًا، فَضَرَبَهُ بِهِ حَتَّى قَتَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ يَسْأَلُ، فَلَقِيَ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَهُمْ، فَكُلُّهُمْ يُؤَيِّسَهُ، حَتَّى أَتَى رَجُلًا مِنْهُمْ كَأَنَّهُ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصْدِرَهُ كَمَا وَرَدَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَبْتَغِي نَفَقًا فِي الْأَرْضِ، أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ؟ ، قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَحْيَا وَلَا تَمُوتُ؟ ، فَقَامَ الرَّجُلُ، فَمَشَى غَيْرَ بَعِيدٍ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ وَالِدَيْنِ؟ ، قَالَ: أُمِّي حَيَّةٌ، قَالَ: فَاحْمِلْهَا وَبَرَّهَا، فَإِنْ دَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَ اللَّهُ مَنْ أَبْعَدَ "

54 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، وَثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «لِلْوَالِدَةِ الثُّلُثَانِ مِنَ الْبِرِّ، وَلِلْوَالِدِ الثُّلُثُ» 55 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ، قثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ «لِلْأُمِّ ثُلُثَا الْبِرِّ» 56 - قال الْحَرْبِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ يَعْقُوبَ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ " تَحْبِسُنِي أُمِّي فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ عَنِ الصَّلَاةِ فِي جَمَاعَةٍ، قَالَ: أَطِعْهَا " 57 - أخبرنا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ دُوسْتَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاءٍ " أَنَّ رَجُلًا أَقْسَمَتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ أَنْ لَا تُصَلِّيَ إِلَّا الْفَرِيضَةُ، وَلَا تَصُومَ إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ. قَالَ: يُطِيعُهَا " 58 - قال زَيْدٌ: وَثَنَا بَعْضُ الْبَصْرِيِّينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ " فِي رَجُلٍ حَلَفَ عَلَيْهِ أَبُو هُ بِكَذَا، وَحَلَفَتْ عَلَيْهِ أُمُّهُ بخِلَافِهِ. قَالَ: يُطِيعُ أُمَّهُ " 59 - قال ابْنُ دُوسْتَ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ، وَثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: ثَنَا رِفَاعَةُ بْنُ إِيَاسٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ الْحَارِثَ الْعُكْلِيَّ فِي جَنَازَةِ

أُمِّهِ يَعْنِي يَبْكِي، فَقِيلَ لَهُ: تَبْكِي؟ قَالَ: وَلِمَ لَا أَبْكِي، وَقَدْ أُغْلِقَ عَنِّي بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ " 60 - أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قثنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، قثنا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، قَالَ: " لَمَّا مَاتَتْ أُمُّ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: كَانَ لِي بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَغُلِقَ أَحَدُهُمَا " 61 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَنْصُورًا، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ مُوسَى: " يَا رَبِّ، بِمَا أَبَرُّكَ؟ قَالَ: بَرَّ أمَّكَ مَرَّتَيْنِ، وَبَرَّ أَبَاكَ " 62 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قثنا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ، سَمِعَ كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ " أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: يَا رَبِّ أَوْصِنِي، قَالَ: أُوصِيكَ بِأُمِّكَ، فَإِنَّهَا حَمَلَتْكَ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ بِأَبِيكَ " 63 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا أَبُو حَفْصٍ، قثنا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ

جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، قَالَ " قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، بِمَا تُوصِينِي؟ يَا رَبِّ بِمَا تُوصِينِي؟ قَالَ: بِي، ثُمَّ بِأُمِّكَ، ثُمَّ بِأَبِيكَ " - 64 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا الْيَمَامِيُّ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: سَمِعْتُ وَهْبًا، قال: «الْبِرُّ بِالْوَالِدِ يُثْقِلُ الْمِيزَانَ، وَالْبِرُّ بِالْوَالِدَةِ يَشُدُّ الْأَصْلَ، وَالَّذِي يَشُدُّ الْأَصْلَ أَفْضَلُ» - 65 أخبرنا أَبُو الْمُعَمَّرِ الْمُبَارَكُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ، قثنا أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ، قثنا أَبُو عُمَرَ بْنُ خَلَّادٍ، قثنا قُرَّةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، قُلْتُ لِلْحَسَنِ " إِنِّي أَتَعَلَّمُ الْقُرْآنَ، وَإِنَّ أُمِّي تَنْتَظِرُنِي بِالْعَشَاءِ. فَقَالَ الْحَسَنُ: تَعَشَّ الْعَشَاءَ مَعَ أُمِّكَ، تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهَا، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ حَجَّةٍ تَحُجُّهَا تَطَوُّعًا " - 66 أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ طَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَوَّاسُ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: «الْوَلَدُ بِالْقُرْبِ مِنْ أُمِّهِ، حَيْثُ تَسْمَعُ نَفَسَهُ، أَفْضَلُ مِنَ الَّذِي يَضْرِبُ بِسَيْفِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالنَّظَرُ إِلَيْهَا أَفْضَلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» - 67 أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ

الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ دَعْلَجٌ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، قثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: «وَيْحَكَ، أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ نَظَرَكَ إِلَى وَجْهِ وَالِدَتِكَ عِبَادَةٌ، فَكَيْفَ الْبِرُّ بِهَا»

الباب التاسع في ذكر ما يجزي به الولد والده من البر

الْبَابُ التَّاسِعُ فِي ذِكْرُ مَا يَجْزِي بِهِ الْوَلَدُ وَالِدَهُ مِنَ الْبِرِّ 68 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا، فَيَشْتَرِيَهُ، فَيُعْتِقَهُ» 69 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَرِيرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَطِيرِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قثنا شَاذَانُ، قثنا جَعْفَرُ الْأَحْمَرُ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَيْهِ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُمَا مَمْلُوكَيْنِ، فَيَشْتَرِيَهُمَا، فَيُعْتِقَهُمَا» قَالَ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: قَدْ ثَبَتَ أَنَّ الْوَلَدَ إِذَا اشْتَرَى أَبَاهُ عَتَقَ عَلَيْهِ بِنَفْسِ الشِّرَاءِ لَا إِنَّهُ يَتَلَفَّظُ بِعِتْقِهِ.

هَذَا مَذْهَبُ الْعُلَمَاءِ مَا خَلَا دَاوُدَ، فَلِلْحَدِيثِ مَعْنَيَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أَضَافَ الْعِتْقَ إِلَيْهِ لِأَنَّهُ تَسَبَّبَ بِالشِّرَاءِ إِلَى الْعِتْقِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ الشَّرْعُ عِنْدَ الشِّرَاءِ، وَالثَّانِي أَدَقُّ مَعْنًى: وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ أَنَّ مُجَازَاةَ الْأَبِ لَا تُتَصَوَّرُ، لِأَنَّهُ بِنَفْسِ شِرَائِهِ لِلْأَبِ يُعْتَقُ، فَصَارَ هَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40] ، وَذَلِكَ لَا يُتَصَوَّرُ

الباب العاشر في ذكر ثواب بر الوالدين

الْبَابُ الْعَاشِرُ فِي ذِكْرِ ثَوَابِ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ 70 - أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَا: أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا ابْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا أَبُو خَيْثَمَةَ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قثنا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، ثَنَا نَافِعٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا ثَلَاثَةُ رَهْطٍ يَتَمَاشَوْنَ، أَخَذَهُمُ الْمَطَرُ، فَأَوَوْا إِلَى غَارٍ فِي جَبَلٍ، فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهِ، انْحَطَّتْ عَلَيْهِمْ صَخْرَةٌ، فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا إِلَى أَفْضَلِ أَعْمَالٍ عَمِلْتُمُوهَا، فَسَلُوهُ بِهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجْ عَنْكُمْ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ لِي وَالِدَانِ كَبِيرَانِ، وَكَانَتْ لِي امْرَأَةٌ وَأَوْلادٌ صِغَارٌ، وَكُنْتُ أَرْعَى عَلَيْهُمْ، فَإِذَا أَرَحْتُ غَنَمِي، بَدَأْتُ بِأَبَوَيَّ، فَسَقَيْتُهُمَا، فَلَمْ آتِ حَتَّى نَامَ أَبَوَايَّ، فَطَيَّبْتُ الْإِنَاءَ، ثُمَّ حَلَبْتُ، ثُمَّ قُمْتُ بِحِلابِي عِنْدَ رَأْسِ أَبَوَيَّ، وَالصِّبِيَّةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ رِجْلِي، أَكْرَهُ أَنْ أَبْدَأَ بِهِمْ قَبْلَ أَبَوَيَّ، وَأَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ قَائِمًا حَتَّى أَضَاءَ الْفَجْرُ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فُرْجَةً نَرَى مِنْهَا السَّمَاءَ. فَفَرَّجَ اللَّهُ لَهُمْ فُرْجَةً، فَرَأَوْا مِنْهَا السَّمَاءَ. . "، وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ. أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ 71 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَبْدُ الرَّازَّقِ، قَالَ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِمْتُ، فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ يَقْرَأُ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: حَارِثَةَ بْنَ

النُّعْمَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَذَاكَ الْبِرُّ كَذَاكَ الْبِرُّ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ " 72 - أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْوَلِيدُ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: " قَدِمَ وَفْدُ الْأَشْعَرِيِّينَ، عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَمِنْكُمْ كَانَتْ وَحَرَةُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ أَدْخَلَهَا الْجَنَّةَ بِبِرِّ وَالِدَتِهَا وَهِيَ مُشْرِكَةٌ، يَعْنِي الأُمَّ، أُغِيرَ عَلَى حَيِّهَا، فَاحْتَمَلَتْ وَالِدَتَهَا تَشْتَدُّ بِهَا فِي الرَّمْضَاءِ، فَإِذَا احْتَرَقَتْ قَدَمَاهَا، جَلَسَتْ وَأَجْلَسَتْ أُمَّهَا فِي حِجْرِهَا، وَأَظَلَّتْهَا مِنَ الشَّمْسِ، فَإِذَا أَرَاحَتْ حَمَلَتْهَا حَتَّى نَجَّتْهَا " 73 - أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ لُؤْلُؤٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو حَفْصِ بْنُ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ، قثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قثنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قثنا هِلَالٌ أَبُو جَبَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، وَنَحْنُ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا. قَالُوا: مَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَيْهِ، فَرَدَّهُ عَنْهُ "

74 - أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْبَنَّاءِ، قثنا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عن فرات، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «الْبَابُ الْأَوْسَطُ مِنَ الْجَنَّةِ مَفْتُوحٌ لِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، فَمَنْ بَرَّهُمَا، فُتِحَ لَهُ، وَمَنْ عَقَّهُمَا، غُلِقَ دُونَهُ» 75 - قال ابْنُ الْبَنَّاءِ: وَثَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، قثنا أَبُو الْعَلَاءِ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ يَحْيَى الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ، قثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْقُرَشِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هُدْبَةَ، قثنا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُطِيعَ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُطِيعَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، مَعِي فِي أَعَلَى عِلِّيِّينَ»

- 76 قال ابْنُ الْبَنَّاءُ: وَأَنْبَأَ سَلَّامُ بْنُ عُمَرَ النَّصِيبِيُّ، قثنا الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الْأَسْدِيُّ، قثنا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ، عَنْ عَبْدِ الْغَفُورِ، عَنْ هَمَّامِ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، قَالَ: " قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ الْوَالِدَيْنِ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، إِنْ رَضِيَا عَنْكَ، مَضَيْتَ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنْ سَخِطَا، حُجِبْتَ " 77 - أخبرنا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْدَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارٍ، قثنا عُقْبَةُ بْنُ السَّكَنِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَوْمُ الرَّجُلِ مَعَ أَبَوَيْهِ فِي الْبَيْتِ عَلَى أَرِيكَتِهِ يُضْحِكُهُمَا وَيُضْحِكَانِهِ، خَيْرٌ مِنْ جِهَادٍ بِالسَّيْفِ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى يَنْقَطِعَ» - 78 أنبأنا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْأَبَنُوسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ النِّيَارِ، قثنا ابْنُ صَاعِدٍ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامًا، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ " أَنَّ رَجُلًا

قَالَ لَهُ: إِنِّي قَدْ حَجَجْتُ، وَأَنَّ أُمِّي قَدْ أَذِنَتْ لِي فِي الْحَجِّ، فَقَالَ: لَقَعْدَةٌ تَقْعُدُهَا عَلَى مَائِدَتِهَا، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ حَجِّكَ " - 79 أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّبِيقِيُّ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُفْيَانَ الْحَبْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى بْنِ أَخِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمِّي مَعْرُوفَ بْنَ الْفَيْرَزَانِ، يَقُولُ: «النَّظَرُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ عِبَادَةٌ» - 80 أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بِلَالًا الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: " كُنْتُ فِي تِيهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَإِذَا رَجُلٌ يُمَاشِينِي، فَتَعَجَّبْتُ ثُمَّ أُلْهِمْتُ أَنَّهُ الْخَضِرُ، فَقُلْتُ: بِحَقِّ الْحَقِّ مَنْ أَنْتَ؟ ، فَقَالَ: أَخُوكَ الْخَضِرُ، فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِي الشَّافِعِيِّ؟ ، قَالَ: مِنَ الأَوْتَادِ. قُلْتُ: فَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ؟ قَالَ: صِدِّيقٌ. قُلْتُ: فَبِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ؟ قَالَ: لَمْ يَخْلُفْ بَعْدَهُ مِثْلُهُ، فَقُلْتُ: بِأَيِّ وَسِيَلَةٍ رَأَيْتُكَ؟ فَقَالَ: بِبِرِّكَ لِأُمِّكَ "

الباب الحادي عشر في ثواب الإنفاق على الوالدين

الْبَابُ الْحَادِي عَشَرَ فِي ثَوَابِ الْإِنْفَاقِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ 81 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلَّافِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ قَالَ: أَنْبَأَ عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ؟ أَفْضَلُهَا دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى وَالِدَتِكَ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى وَالِدِكَ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَعِيَالِكَ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى ذِي قَرَابَتِكَ، وَأَخَسُّهَا وَأَقَلُّهَا أَجْرًا، دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» 82 - قال الْعَلَّافُ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَلَمَةَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قثنا رِيَاحُ الْقَيْسِيُّ، قثنا أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " بَيْنَمَا نَحْنُ مُتَحَلِّقِينَ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، طَلَعَ عَلَيْنَا شَابٌّ مِنْ ثَنِيَّةٍ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ، قُلْنَا: لَوْ أَنَّ ذَلِكَ الشَّابَّ جَعَلَ مِنْ شَبَابِهِ وَنَشَاطِهِ وَشِدَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قُلْنَا، فَقَالَ: وَمَا سَبِيلُ اللَّهِ إِلَّا سَبِيلٌ مِنَ السُّبُلِ، وَسُبُلُ اللَّهِ كَثِيرَةٌ: مَنْ سَعَى عَلَى وَالِدَيْهِ فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى عَائِلَتِهِ فَفِي سَبيِلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيَعِفَّهَا فَفِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَنْ سَعَى لِيُكَاثَرَ وَيُفَاخَرَ فَفِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ "

83 - قال الْخُطَبِيُّ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَيْبَانَ، قثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: " كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَبَلٍ، فَأَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، فَرَأَيْتُ شَابًّا أَعْجَبَنِي شَبَابُهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ شَابٍّ لَوْ كَانَ شَبَابُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ، فَلَعَلَّهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأَنْتَ لَا تَشْعُرُ. ثُمَّ جَاءَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا شَابُّ، هَلْ لَكَ مَنْ تَعُولُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَنْ؟ قَالَ: أُمِّي، فَقَالَ: الْزَمْهَا، فَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهَا الْجَنَّةَ. وَقَالَ: مَنْ سَعَى عَلَى نَفْسِهِ لِيُغْنِيَهَا عَنِ النَّاسِ، فَهُوَ شَهِيدٌ " 84 - أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَبَنُوسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْمُنْتَابِ، قثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، عَنْ أَبِي هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مَرْوَانَ يَعْنِي الْمُلْحَمِيَّ، عَنْ مُؤَرَّقٍ الْعِجْلِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ تَعْلَمُونَ نَفَقَةً أَفْضَلَ مِنْ نَفَقَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: نَفَقَةُ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدَيْنِ أَفْضَلُ "

الباب الثاني عشر في ذكر من كان يبالغ في بر الوالدين

الْبَابُ الثَّانِي عَشَرَ فِي ذِكْرِ مَنْ كَانَ يُبَالِغُ فِي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ - 85 قَدْ ذَكَرْنَا فِي الْبَابِ الْعَاشِرِ حَدِيثَ الإِسْرَائِيلِيِّ الَّذِي كَانَ يَبْدَأُ بِأَبَوَيْهِ قَبْلَ أَوْلَادِهِ. رُوِّينَا عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: " كَانَ رَجُلَانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرَّ مَنْ كَانَ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ بِأُمِّهِمَا: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَحَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، فَأَمَّا عُثْمَانُ، فَإِنَّهُ قَالَ: مَا قَدَرْتُ أَنْ أَتَأَمَّلَ أُمِّي مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَأَمَّا حَارِثَةُ، فَإِنَّهُ كَانَ يَفْلِي رَأْسَ أُمِّهِ، وَيُطْعِمُهَا بِيَدِهِ، وَلَمْ يَسْتَفْهِمُهَا كَلَامًا قَطُّ تَأْمُرُ بِهِ حَتَّى يَسْأَلَ مَنْ عِنْدَهَا بَعْدُ أَنْ يَخْرُجَ، مَاذَا قَالَتْ أُمِّي؟ " 86 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَاصِرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ L، قَالَ: ثَنَا الْبُخَارِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ وَقَفَ عَلَى بَابِ أُمِّهِ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا أُمَّتَاهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَتَقُولُ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا بُنَيَّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. فَيَقُولُ: رَحِمَكِ اللَّهُ كَمَا رَبَّيْتَنِي صَغِيرًا، فَتَقُولُ: رَحِمَكَ اللَّهُ كَمَا بَرَرْتَنِي كَبِيرًا، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ صَنَعَ مِثْلَهُ "

87 - أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قثنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، قثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ: «أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلِي حَمْلَ أُمِّهِ إِلَى الْمِرْفَقِ وَيُنْزِلُهَا عَنْهُ، وَكَانَتْ مَكْفُوفَةً كَبِيرَةً» - 88 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا يَحْيَى، عَنْ قُرَّةَ، قثنا ابْنُ سِيرِينَ، قَالَ " بَلَغَتِ النَّخْلَةُ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَنَقَرَ نَخْلَةً مِنْ جُمَّارِهَا، فَقِيلَ: عَقَرْتَ نَخْلَةً تَبْلُغُ كَذَا وَكَذَا وَجُمَّارَةً بِدِرْهَمَيْنِ، قَالَ: سَأَلَتْنِي أُمِّي، وَلَوْ سَأَلَتْنِي أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَعَلْتُ " - 89 أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ دُوسْتَ الْعَلَّافُ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ، قثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا سِنَانُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، قَالَ: كَانَ ابْنُ الْحَنِيفَةَ «يَغْسِلُ رَأْسَ أُمِّهِ بِالْخِطْمِيِّ، وَيَمْشُطُهَا، وَيُقَبِّلُهَا، وَيَخْضِبُهَا»

- 90 أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَا: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْهَرِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، عَنِ ابْنِ فُلَيْحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ، يَقُولُ: " كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ لَا يَأْكُلُ مَعَ أُمِّهِ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ آكُلَ مَعَهَا فَتَسْبِقُ عَيْنُهَا إِلَى شَيْءٍ مِنَ الطَّعَامِ، وَأَنَا لَا أَعْلَمُ بِهِ فَآكُلَهُ، فَأَكُونُ قَدْ عَقَقْتُهَا " - 91 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَطِيعِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ حَفْصَةَ، قَالَتْ: «كَانَ مُحَمَّدُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ لَمْ يُكَلِّمْهَا بِلِسَانِهِ كُلِّهِ تَخَشُّعًا لَهَا» قَالَ أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَهُوَ عِنْدَ أُمِّهِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ مُحَمَّدٍ أَيَشْتَكِي شَيْئًا، فَقَالُوا: لَا، وَلَكِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ " - 92 أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ شَاهِينَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: «كَانَ الزُّبَيْرُ بْنُ هِشَامٍ بَارًّا بِأَبِيهِ، إِنْ كَانَ لَيَرْقَى إِلَى السَّطْحِ فِي الْحَرِّ فَيُؤْتَى بِالْمَاءِ الْبَارِدِ، فَإِذَا ذَاقَهُ فَوَجَدَ بَرْدَهُ لَمْ يَشْرَبْهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى أَبِيهِ» - 93 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ شَاذَانَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْثَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَائِشَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ

بِنْتُ سِيرِينَ: " بَلَغَ مِنْ بِرِّ الْهُذَيْلِ ابْنِي بِي، أَنَّهُ كَانَ يَكْسِرُ الْقَصَبَ فِي الصَّيْفِ فَيُوقِدُ لِي فِي الشِّتَاءِ، قَالَ: لِئَلَّا يَكُونَ لَهُ دُخَانٌ، وَكَانَ يَحْلِبُ نَاقَتَهُ بِالْغَدَاةِ، فَيَأْتِينِي بِهِ، فَيَقُولُ: اشْرَبِي يَا أُمَّ الْهُذَيْلِ، فَإِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي الضَّرْعِ، قَالَتْ: فَمَاتَ، فَرَزَقَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّبْرِ مَا شَاءَ أَنْ يَرْزُقَ، وَكُنْتُ أَجِدُ مَعَ ذَلِكَ حَرَارَةً فِي صَدْرِي لَا تَكَادُ تَسْكُنُ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 96] . فَذَهَبَ عَنِّي مَا كُنْتِ أَجِدُ " - 94 أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ فَلَمْ أَحْفَظَهُ، فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: " كَانَتْ حَفْصَةُ تَرْحَمُ عَلَى الْهُذَيْلِ، وَتَقُولُ: كَانَ يَعْمَدُ إِلَى الْقَصَبِ، فَيُقَشِّرُهُ وَيُجُفِّفُهُ فِي الصَّيْفِ، فَإِذَا كَانَ الشِّتَاءُ، جَاءَ حَتَّى يَقْعُدَ خَلْفِي وَأَنَا أُصَلِّي، فَيُوقِدُ وَقُودًا رَفِيقًا يَنَالُنِي حَرَّهُ وَلَا يُؤْذِنِي دُخَانُهُ، وَكُنْتُ أَلْتَفِتُ مِنَ الصَّلَاةِ، فَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ اللَّيْلُ، اذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ، فَيَقُولُ: يَا أُمَّاهُ. فَأَعْلَمُ مَا يُرِيدُ فَأَتْرُكَهُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَمْضِي مِنَ اللَّيْلِ، فَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ الْحَقْ بِأَهْلِكَ، فَيَقُولُ: دَعِينِي فَأَعْرِفَ مَا أُرِيدُ، فَأَدَعُهُ فَرُبَّمَا كَانَ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ يَبْعَثُ إِلَيَّ بِحَلْبَةِ الْغَدَاةِ، فَأَقُولُ: يَا بُنَيَّ تَعْلَمُ، إِنِّي لَا أَشْرَبُ نَهَارًا، فَيَقُولُ: إِنَّ أَطْيَبَ اللَّبَنِ مَا بَاتَ فِي الضَّرْعِ، فَلَا أُحِبُّ أَنْ أُوثِرَ غَيْرَكِ، فَابْعَثِي بِهِ إِلَى مَنْ أَحْبَبْتِ، وَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ قَدْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، فَقُلْتُ: مَا

أَرَدْتَ إِلَى هَذَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْنَعُكَ، قَالَ: قَدْ عَرَفْتُ، وَقَدْ حَصَرْتُ نِيَّتِي، فَمَاتَ هُذَيْلٌ، فَوَجَدْتُ عَلَيْهِ وَجْدًا شَدِيدًا، قَالَتْ: فَقُمْتُ لَيْلَةً أُصَلِّي، فَافْتَتَحْتُ النَّحْلَ، فَأَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96] . فَذَكَرْتُ هُذَيْلًا، فَذَهَبَ مَا كُنْتُ أَجِدُ " - 95 قال الْحَرْبِيُّ: وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا أَبُو النَّضْرِ، عَنِ الْأَشْجِيُّ، قَالَ: «اسْتَسْقَتْ أُمُّ مِسْعَرٍ مَاءً فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، فَذَهَبَ، فَجَاءَهَا بِشَرْبَةٍ، فَوَجَدَهَا قَدْ ذَهَبَ بِهَا النَّوْمُ، فَبَاتَ بِالشَّرْبَةِ عِنْدَ رَأْسِهَا حَتَّى أَصْبَحَ» - 96 قال أَبُو النَّضْرِ: وَثَنَا مُبَارَكٌ، قثنا نُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، عَنْ ظَبْيَانَ بْنِ عَلِيٍّ الثَّوْرِيِّ، وَكَانَ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِأُمِّهِ، قَالَ: «لَقَدْ نَامَتْ لَيْلَةً وَفِي صَدْرِهَا عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ قَائِمًا يَكْرَهُ أَنْ يُوقِظَهَا، وَيَكْرَهُ أَنْ يَقْعُدَ حَتَّى إِذَا ضَعُفَ جَاءَ غُلَامَانِ مِنْ غِلْمَانِهِ، فَمَا زَالَ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِمَا حَتَّى اسْتَيْقَظَتْ، وَإِنْ كَانَ لِيَشْتَرِي الدَّسْتَجَةَ مِنَ الْبَقْلِ، فَيَنْتَقِي لَهَا طَاقَةً حَتَّى يَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهَا، وَكَانَ يُسَافِرُ بِهَا إِلَى مَكَّةَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ حَفَرَ بِئْرًا، ثُمَّ جَاءَ بِنِطَعٍ فَصَبَّ فِيهِ الْمَاءَ، ثُمَّ يَقُولُ لَهَا ادْخُلِي تَبَرَّدِي فِي هَذَا» - 97 أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو أَيُّوبَ، قثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ " كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ بَارًّا بِأَبيِهِ، وَكَانَ أَبُو هُ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، فَلَا يُجِيبُهُ حَتَّى يَثِبَ، فَيَقُومُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُلَبِّيهِ، فَيَأْمُرُهُ بِحَاجَتِهِ، فَلَا يَسْتَثْبِتُهُ هَيْبَةً لَهُ حَتَّى يَسْأَلَ مَنْ فَهِمَ ذَلِكَ عَنْهُ "

- 98 أخبرنا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَا: أَخْبَرَنَا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَصْفَهَانِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ مَنْدَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرْبٍ، قثنا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ: «أَنَّهُ نَادَتْهُ أُمُّهُ فَأَجَابَهَا فَعَلَا صَوْتُهُ صَوْتَهَا فَأَعْتَقَ رَقَبَتَيْنِ» - 99 قال أَبُو نُعَيْمٍ، وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ الْأَخْلَسِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ، يَقُولُ: " رُبَّمَا كُنْتُ مَعَ مَنْصُورٍ فِي مَنْزِلِهِ جَالِسًا فَتَصِيحُ بِهِ أُمُّهُ، وَكَانَتْ فَظَّةً غَلِيظَةً، فَتَقُولُ: يَا مَنْصُورُ، يُرِيدُكَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَتَأْبَى، وَهُوَ وَاضِعٌ لِحْيَتَهُ عَلَى صَدْرِهِ مَا يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَيْهَا " - 100 أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةَ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُسْتُورَيْهِ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ، قثنا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ: «بَاتَ عُمَرُ يَعْنِي أَخَاهُ يُصَلِّي، وَبِتُّ أَغْمِرُ رِجْلَ أُمِّي، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لَيْلَتِي بِلَيْلَتِهِ» وَكَانَ حُجرُ بْنُ الأَدْبَرِ «يَلْمِسُ فِرَاشَ أُمِّهِ بِيَدِهِ، فَيَتَّهِمَ غِلَظَ يَدِهِ فَيَتَقَلَّبُ عَلَيْهِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا أَمِنْ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ شَيْءٌ أَضْجَعَهَا» وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: «قَدِمَ رَجُلٌ مِنْ سَفَرٍ فَصَادَفَ أُمَّهُ قَائِمَةً تُصَلِّي، فَكَرِهَ أَنْ يَقْعُدَ وَهِيَ قَائِمَةٌ، فَعَلِمَتْ مَا أَرَادَ، فَطَوَّلَتْ لِيُؤْجَرَ» وَبَلَغَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ: أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ ابْنُهُ، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ كَانَ بِرُّهُ؟ قَالَ: مَا مَشَى مَعِي نَهَارًا قَطُّ إِلَّا كَانَ خَلْفِي، وَلَا لَيْلًا إِلَّا كَانَ أَمَامِي، وَلَا رَقَى عَلَى سَطْحٍ أَنَا تَحْتَهُ " - 101 أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبَّاسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْغَزَالِ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الضَّرَّابُ، قثنا أَبِي، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَابِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنَ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمَأْمُونَ، يَقُولُ: " لَمْ أَرَ أَبَرَّ مِنَ الْفَضْلِ بْنِ يَحْيَى بِأَبِيهِ، بَلَغَ مِنْ بِرِّهِ بِأَبِيهِ: أَنَّ يَحْيَى كَانَ لَا يَتَوَضَّأُ إِلَّا بِالْمَاءِ الْحَارِّ، وَكَانَ فِي السِّجْنِ، فَمَنَعَهُمَا السَّجَّانُ مِنْ إِدْخَالِ الْحَطَبِ فِي لَيْلَةٍ

بَارِدَةٍ، فَقَامَ الْفَضْلُ حِينَ أَخَذَ يَحْيَى مَضْجَعَهُ إِلَى قُمْقُمٍ يُسَخِّنُ فِيهِ الْمَاءَ، فَمَلَأَهُ، ثُمَّ أَدْنَاهُ مِنْ نَارِ الْمِصْبَاحِ، فَلَمْ يَزَلْ قَائِمًا وَهُوَ فِي يَدِهِ حَتَّى أَصْبَحَ. وَحَكَى غَيْرُ الْمَأْمُونِ: أَنَّ السَّجَّانَ فَطِنَ لِارْتِفَاقِهِ بِالْمِصْبَاحِ فِي تَغْيِيرِ الْمَاءِ، فَمَنَعَهُمْ مِنَ الِاسْتِصْبَاحِ فِي اللَّيْلَةِ الْقَابِلَةِ، فَعَمِدَ الْفَضْلُ إِلَى الْقُمْقُمِ مَمْلُوءًا فَأَخَذَهُ مَعَهُ فِي فِرَاشِهِ، وَأَلْصَقَهُ بِأْحَشَائِهِ حَتَّى أَصْبَحَ وَقَدْ فَتَرَ الْمَاءُ " 102 - أخبرنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ شُجَاعُ بْنُ فَارِسٍ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجُونِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: " اجْتَمَعَ ثَلَاثَةُ عُبَّادٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقَالُوا: تَعَالَوْا حَتَّى يَذْكُرَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا أَعْظَمَ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَلَا أَذْكُرُ مِنْ ذَنْبٍ أَعْظَمَ مِنْ أَنِّي كُنْتِ مَعَ صَاحِبٍ لِي، فَعَرَضَتْ لَنَا شَجَرَةٌ، فَخَرَجْتُ عَلَيْهِ، فَفَزِعَ مِنِّي، فَقَالَ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَقَالَ أَحَدُهُمْ: إِنَّا مَعَاشِرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، إِذَا أَصَابَ أَحَدُنَا بَوْلٌ قَطَعَهُ، فَأَصَابَنِي بَوْلٌ، فَقَطَعْتُهُ فَلَمْ أُبَالِغْ فِي قَطْعِهِ، فَهَذَا أَعْظَمُ ذَنْبٍ عَمِلْتُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: كَانَتْ لِي وَالِدَةٌ، فَدَعَتْنِي مِنْ قِبَلِ شِمَالِ الرِّيحِ، فَأَجَبْتُهَا، فَلَمْ تَسْمَعْ، فَجَاءَتْنِي مُغْضِبَةً، فَجَعَلَتْ تَرْمِينِي بِالْحِجَارَةِ، فَأَخَذْتُ عَصًى، وَجِئْتُ لأَقْعُدَ بَيْنَ يَدَيْهَا تَضْرِبُنِي بِهَا حَتَّى تَرْضَى، فَفَزِعَتْ مِنِّي، فَأَصَابَتْ وَجْهَهَا شَجَرَةٌ فَشَجَّتْهَا، فَهُوَ أَعْظَمُ ذَنْبِ عَمِلْتُهُ قَطُّ "

الباب الثالث عشر في إثم عقوق الوالدين

الْبَابُ الثَّالِثُ عَشَرَ فِي إِثْمِ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ 103 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقطِيعِيُّ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا الْجُرَيْرِيُّ، قثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " ذُكِرَتِ الْكَبَائِرُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: وَشِهَادَةُ الزُّورِ، وَشِهَادَةُ الزُّورِ، أَوْ قَوْلُ الزُّورِ " 104 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. ح وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَليِدِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا شُعْبَةُ، قَالَ: " ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَبَائِرَ، أَوْ سُئِلَ عَنْهَا، فَقَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ "

105 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، قثنا النَّضْرُ، قثنا شُعْبَةُ، قثنا فِرَاسٌ، عَنِ الشَّعْبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الْكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ ". الْحَدِيثَانِ فِي الصَّحِيحَيْنِ 106 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْهَاجَرِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ: الشِّرْكَ بِاللَّهِ تَعَالَى، وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، وَالْيَمِينَ الْغَمُوسَ " 107 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّازِقِ. ح وَأَخْبَرَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنَ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قَالَ: أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَا: أَنْبَأَ سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ» 108 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيْدِيُّ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ عُتْبَةَ الدِّمِشْقِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ عَائِذِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُكَذِّبٌ بِالْقَدَرِ»

109 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَعْقُوبُ، قثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَخِيهِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ سَالِمًا، يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى " 110 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ سَلَّامَ السَّوَّاقُ، قثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ،

عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ» 111 - أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَفٍ الشِّيرَازِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ الزَّاهِدُ،

قثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيْمِ بْنِ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَرْبَعَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ وَلَا يُذِيقَهُمْ نَعِيمَهَا: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَآكِلُ الرِّبَا، وَآكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ ". قَالَ الْحَاكِمُ: صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ 112 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: أَنْبَأَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَأْمُونِ، قثنا الدَّارَقُطْنِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ يَزِيدَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَصْبَحَ وَالِدَاهُ رَاضِيَيْنِ عَنْهُ، أَصْبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَمْسَى وَالِدَاهُ رَاضِيَيْنِ عَنْهُ، أَمْسَى لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَصْبَحَا سَاخِطَيْنِ عَلَيْهِ، أَصْبَحَ لَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ النَّارِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدٌ فَوَاحِدًا. فَقِيلَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ " 113 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ الْعَلَّافُ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ النَّحْوِيُّ، قثنا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، قثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَمْسَى مُرْضِيًا لِوَالِدَيْهِ وَأَصْبَحَ، أَصْبَحَ وَلَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَأَمْسَى مُسْخِطًا لِوَالِدَيْهِ، أَصْبَحَ

وَأَمْسَى وَلَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إِلَى النَّارِ، وَإِنْ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ " 114 - أخبرنا ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا حَجَّاجٌ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْقَيْسِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ لَهُ وَالِدَانِ مُسْلِمَانِ يُصْبِحُ إِلَيْهِمَا مُحْسِنًا، إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُ بَابَيْنِ يَعْنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وَإِنْ أَغْضَبَ أَحَدَهُمَا لَمْ يَرْضَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى يَرْضَى عَنْهُ، قَالَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ " 115 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَهِدْتُ

أَلَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ زَكَاةَ مَالِي، وَصُمْتُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا، وَنَصَبَ أُصْبَعَيْهِ، مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ " 116 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا حَجَّاجٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنَ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْأَبَنُوسِيِّ، قثنا ابْنُ شَاهِينَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْبَغَوِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالُوا: أَنْبَأَ شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا، ثُمَّ دَخَلَ النَّارَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ» 117 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَفَّانُ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ، ثُمَّ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» 118 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْحُرَقِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قثنا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ

أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَقَالَ: " آمِينَ. آمِينَ. آمِينَ. فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حِينَ صَعِدْتَ الْمِنْبَرَ، قُلْتُ: آمِينَ. آمِينَ. آمِينَ. قَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ. قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ، أَوْ أَحَدَهُمَا، فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ. قَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ. قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ " 119 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلِيلُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ 5 أَنْبَأَ شُعْبَةُ. وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا سَعِيدُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: " سُئِلَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: هَلْ خَصَّكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً؟ قَالَ: مَا خَصَّنَا بِشَيْءٍ لَمْ يَخُصَّ بِهِ النَّاسَ إِلَّا مَا فِي قِرَابِ سَيْفِي، ثُمَّ أَخْرَجَ صَحِيفَةً، فَإِذَا

فِيهَا مَكْتُوبٌ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ الْأَرْضِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا ". لَفْظُ الْبُخَارِيِّ 120 - قال الْبُخَارِيُّ: وَحَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، قثنا سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " رَغِمَ أَنْفُهُ. . . رَغِمَ أَنْفُهُ. . . رَغِمَ أَنْفُهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ؟ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرُ، أَوْ أَحَدَهُمَا، فَدَخَلَ النَّارَ " 121 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ

إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ» 122 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ الْعَلَّافُ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، قثنا أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ سَابِقٍ، قثنا مُحْرِزُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَعَنَ اللَّهُ سَبْعَةً مِنْ خَلْقِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَوَاتِهِ، فَقَالَ: مَلْعُونٌ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ. . . ". وَذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثِ 123 - قال الْعَلَّافُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ، قثنا الْوَاقِدِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يُخْبِرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ السَّاخِطِ عَلَيْهِ أَبَوَاهُ غَيْرُ ظَالِمَيْنِ لَهُ»

124 - قال الْعَلَّافُ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قثنا دِينَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرْضَى وَالِدَيْهِ، فَقَدْ أَرْضَى اللَّهَ، وَمَنْ أَسْخَطَ وَالِدَيْهِ، فَقَدْ أَسْخَطَ اللَّهَ» 125 - أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَكِّي، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّمَّاكِ، عَنْ عَائِذِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُقَالُ لِلْعَاقِّ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ، فَإِنِّي لَا أَغْفِرُ لَكَ، وَيُقَالُ لِلْبَارِّ: اعْمَلْ مَا شِئْتَ، فَإِنِّي سَأَغْفِرُ لَكَ " 126 - أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، قثنا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، قثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قثنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، إِلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، فَإِنَّهُ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ»

127 - قرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَارِئُ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ الْجُهَنِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، قثنا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرِّزْقِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَخْلَدِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا مُوسَى. . إِنَّ كَلِمَةَ الْعَاقِّ لِوَالِدَيْهِ عِنْدِي عَظِيمَةٌ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْكَلِمَةُ؟ قَالَ: أَنْ يَقُولُ لِوَالِدَيْهِ: لَا لَبَّيْكُمَا ". وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَا تُصَادِقْ عَاقًّا، فَإِنَّهُ لَنْ يَبَرَّكَ وَقَدْ عَقَّ مَنْ هُوَ أَوْجَبُ حَقًّا مِنْكَ عَلَيْهِ

الباب الرابع عشر في ذكر عقوبة العاق أباه

الْبَابُ الرَّابِعَ عَشَرَ فِي ذِكْرِ عُقُوبَةِ الْعَاقِّ أَبَاهُ 128 - أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّلالِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيَاوُشَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَكَ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيِّ، قثنا خَالِدُ بْنُ الْحَرْثِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رِضَى اللَّهِ فِي رِضَى الْوَالِدِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ» - 129 أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّصِيبِيُّ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُوَيْدٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الزِّيَارِيُّ،

قَالَ " اسْتَعْدَى الْمُنَازِلُ بْنُ أَصْبَحَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَلَى ابْنِهِ جُلَيْعٍ، وَشَكَى عُقُوقَهُ، وَوُثُوبَهُ عَلَيْهِ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ: تَظَلُّمَنِي مَالِي جُليْجٌ وَعَقَّنِي ... عَلَى حِينِ صَارَتْ كَالْحَنِيِّ عِظَامِي وَجَاءَ نعولٌ مِنْ حَرَامٍ كَأَنَّمَا ... يُسَعَّرُ فِي أَهْلِي حَرِيقُ ضِرَامِ لَعَمْرِي لَقَدْ رَبَّيْتُهُ فَرَحًا بِهِ ... فَلا يَفْرَحَنْ بَعْدِي أَبٌ بِغُلامِ فَغَضِبَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَدَعَى بِالدِّرَّةِ، فَقَالَ لَهُ جُلَيْجٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَبِي قَدْ عقَّ أَبَاهُ، وَوَثَبَ عَلَيْهِ، وَلَوَى يَدَهُ، وَلِجَدِّي فِيهِ شِعْرٌ، قَالَ: أَنْشِدْنِيهِ، فَأَنْشَدَهُ: جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَازِلٍ ... جَزَاءَ مُسِيءٍ لَا يُفَتَّرُ طَالِبُهُ تَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا تَمَّ وَاسْتَوَى ... وَكَادَ يُوَازِي غَارِبَ الْفَحْلِ غَارِبُهُ وَقَدْ كَانَ يَأْتِيهِ إِذَا جَاعَ أَوْ بَكَى ... مِنَ الزَّادِ عِنْدِي حُلْوُهُ وَأَطَايِبُهُ فَلَمَّا رَآنِي أُبْصِرُ الشَّخْصَ أَشْخُصًا ... بَعِيدًا وَذُو الْقُرْبِ الْقَرِيبِ أَقَارِبُهُ تَظَلُّمَنِي مَالِي كَذَا وَلَوَى يَدِي ... لَوَى يَدَهُ اللَّهُ الَّذِي هُوَ غَالِبُهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ، وَقَالَ: مَا أَرَى لَكُمَا مَثَلًا، إِلَّا قَوْلَ الْهُذَلِيِّ: تَعَاوَرْتُمَا ثَوْبَ الْعُقُوقِ كِلَاكُمَا ... أَبٌ غَيْرُ بَرٍّ وَابْنٌ غَيْرُ وَاصِلٍ

فَقَالَ لَهُ مُنَازِلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ خُذْ لِي بِحَقِّي مِنْهُ، فَقَالَ عُمَرُ: فَلَا تَجْزَعَنَّ مِنْ سُنَّةٍ أَنْتَ سِرْتَهَا ... وَأَوَّلُ رَاضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُهَا " 3 - 130 أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، وَابْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَا: أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ، قَالَ " كَانَ أَبُو مُنَازِلٍ النَّهْدِيُّ قَدْ كَبِرَ، فَأَعْطَى عَطَاءَهُ يَوْمًا، فَفَكَّ يَدَهُ ابْنُهُ مُنَازِلٌ وَأَخَذَهُ، فَقَالَ: جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَازِلٍ ... جَزَاءً كَمَا يَسْتَنْجِزُ الدَّيْنَ طَالِبُهُ تَظَلُّمَنِي مَالِي كَذَا وَلَوَى يَدِي ... لَوَى يَدَهُ اللَّهُ الَّذِي هُوَ غَالِبُهُ فَأَصْبَحَ نَازِلُ مُلَوَّى يَدُهُ ". - 131 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُسَافِرٍ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عُمَارَةَ " أَنَّ أَبَا مُنَازِلٍ التَّمِيمِيَّ تَزَوَّجَ عَلَى أُمِّ مُنَازِلٍ، فَغَارَ مُنَازِلٌ لِأُمِّهِ، فَعَمَدَ إِلَى أَبِيهِ، فَلَوَى يَدَهُ، وَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ، وَقَعَدَ عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ لَهُ: مَا أَنَا بِتَارِكِكَ حَتَّى تَجْعَلَ لِي كُلَّ مَالٍ هُوَ لَكَ، وَحَتَّى تُطَلِّقَ هَذِهِ الْمَرْأَةَ، فَفَعَلَ، فَخَلَّى عَنْهُ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ: جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَازِلِ الْأَبْيَاتِ ". وَقَدْ رَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنْ أَبُي عُبَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ فَرْعَانُ بْنُ الْأَعْرَفِ أَحَدَ بَنِي النَّزَّالِ مِنْ بَنِي سَعْدٍ عَقَّهُ ابْنَهُ مُنَازِلٌ، فَقَالَ: جَزَتْ رَحِمٌ بَيْنِي وَبَيْنَ مُنَازِلٍ ... جَزَاءً كَمَا يَسْتَنْجِزُ الدَّيْنَ طَالِبُهُ

وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ يَكُونَ مُنَازِلٌ ... عَدُوِّي وَأَدْنَى شَأْنِي أَنَا رَاهِبُهُ حَمَلْتُ عَلَى ظَهْرِي وَقَرَّبْتُ صَاحِبِي ... صَغِيرًا إِلَى أَنْ أَمْكَنَ الْمَطَرَ شَارِبُهُ وَأَطْعَمْتُهُ حَتَّى إِذَا آضَ مُقْرِمَا ... طُوَالا يُسَامِي غَارِبَ الْفَحْلِ غَارِبُهُ فَلَمَّا رَآنِي أَحْسَبُ الشَّخْصَ أَشْخُصَا ... بَعِيدًا وَذُو الرَّأْيِ الْبَصِيرُ يُقَارِبُهُ تَظَلُّمَنِي مَالِي كَذَا وَلَوَى يَدِي ... لَوَى يَدَهُ اللَّهُ الَّذِي لَا يُغَالِبُهُ فَلَمَّا شَبَّ مُنَازِلٌ سُلِّطَ عَلَيْهِ ابْنُهُ جُلَيْجٌ، فَعَقَّهُ، فَرَفَعَهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَرَبِيٍّ، وَالِي الْيَمَامَةِ، فَقَالَ: تَظَلُّمَنِي مَالِي خَلِيجٌ وَعَقَّنِي ... عَلَى حِينَ آضَتْ كَالْحَنِيِّ عِظَامِي كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدَةَ خَلِيجٌ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ. وَكُنْتُ أُرْجي الْعَطْفَ مِنْهُ وَأُمُّهُ ... حَرَامِيَّةُ مَا غَرَّ بِي بِحَرَامِ تَحَيَّرْتُهَا وَازْدَدَتُّهَا لِتُرِيدَنِي ... وَمَا بَعْضُ مَا يَزْدَادُ غَيْرُ عَرَامِ وَجَاءَ نَعُولٌ مِنْ حَرَامٍ كَأَنَّمَا ... تَسَعَّرَ فِي بَيْتِي حَرِيقُ ضِرَامِ لَعَمْرِي لَقَدْ رَبَّيْتُهُ فَرِحًا بِهِ ... فَلَا يَفْرَحَنْ بَعْدِي امْرِؤٌ بِغُلامِ قَالَ: فَقَالَ خَلِيجُ بْنُ مُنَازِلٍ لِلْوَالِي: أَيُّهَا الْأَمِيرُ، هَذَا مُنَازِلٌ، وَأَنْشَدَهُ شِعْرَ أَبِيهِ، فِيهِ قَالَ: يَا شَيْخٌ عَقَقْتَ فَعُقِقْتَ وَخَلَّى سَبِيلَ ابْنِهِ - 132 أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْحَسَنِ الضَّرَّابُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبِي، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، قثنا ابْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ " قَرَأْتُ فِي سِيَرِ الْعَجَمِ، أَنْ أَرْدَشِيرَ حِينَ اسْتَوْسَقَ لَهُ أَمْرُهُ وَأَقَرَّ لَهُ بِالطَّاعَةِ مُلُوكُ الطَّوَائِفِ، حَاصَرَ مَلِكُ السَّورْيَانِيَّةِ، وَكَانَ مُتَحَصِّنًا فِي مَدِينَةٍ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى فَتْحِهَا، حَتَّى رَقِيَتْ بِنْتُ الْمَلِكِ عَلَى الْحِصْنِ يَوْمًا، فَرَأَتْ أَرْدَشِيرَ، فَهَوَيَتْهُ، فَنَزَلَتْ فَأَخَذَتْ نُشَّابَةً، وَكَتَبَتْ عَلَيْهَا: إِنْ أَنْتَ شَرَطْتَ لِي أَنْ تَزَوَّجَنِي

دَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعٍ تَفْتَحَ بِهِ الْمَدِينَةَ بِأَيْسَرِ الْحِيلَةِ، وَأَخَفِّ الْمَؤُنَةِ، ثُمَّ رَمَتْ بِالنُّشَّابَةِ نَحْوَ أَرْدَشِيرَ، فَقَرَأَهُ وَأَخَذَ نُشَّابَةً، وَكَتَبَ إِلَيْهَا: لَكِ الْوَفَاءُ بِمَا سَأَلْتِينِي، ثُمَّ أَلْقَاهَا إِلَيْهَا، فَكَتَبَتْ مَا دَلَّتَهُ عَلَى الْمَوْضِعِ، فَافْتَتَحَهَا وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ غَارُّونَ لَا يَشْعُرُونَ، فَقَتَلَ الْمَلِكَ، وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهَا، وَتَزَوَّجَهَا، فَبَيْنَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْكَرَتْ مَكَانَهَا، حَتَّى سَهِرَتْ أَكْثَرَ لَيْلِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَالَكِ؟ قَالَتْ: أَنْكَرْتُ فِرَاشِي، فَنَظَرُوا تَحْتَ الْفِرَاشِ، فَإِذَا طَاقَةُ أَسٍّ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جِلْدِهَا، فَتَعَجَّبَ مِنْ رِقَّةِ بَشْرَتِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَا كَانَ أَبُوكِ يَغْذُوكِ، قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ غِذَايَ عِنْدَهُ: الشَّهْدُ، وَالْمُخُ، وَالزُّبْدُ، فَقَالَ لَهَا: مَا أَحَدٌ بَالَغَ بِكِ مِنَ الْحِبَاءِ وَالْكَرَامَةِ مَبْلَغَ أَبِيكِ، وَإِنْ كَانَ جَزَاؤُهُ عِنْدَكِ عَلَى جَهْدِ إِحْسَانِهِ مَعَ لُطْفِ فِرَاشِهِ، وَعِظَمِ حَقِّهِ إِسَاءَتَكِ إِلَيْهِ، وَمَا أَنَا بِآمِنٍ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْكِ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ تُعْقَدَ قُرُونُهَا بِذَنَبِ فَرَسٍ شَدِيدِ الْجَرْيِ، ثُمَّ يَجْرِي، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهَا حَتَّى تَسَاقَطَتْ عُضْوًا عُضْوًا " - 133 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ حَيُّوَيْهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ، قثنا أَبُو عُمَرَ الْبَاهِلِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: " كَانَتْ رَقَاشُ امْرَأَةً مِنْ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ، وَكَانَ أَبُوهَا يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، فَخَطَبَهَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا، فَأُعْجِبَتْ بِهِ وَوَقَعَ مِنْ قَلْبِهَا، وَامْتَنَعَ أَبُوهَا مِنْ تَزْوِيجِهِ، فَسَقَتْ أَبَاهَا شَرْبَةً، فَلَمَّا وَجَدَ حَسَّ الْمَوْتَ، قَالَ: يَا رَقَاشُ، قَتَلْتِينِي لِمَنْ هُوَ أَبْعَدُ مِنِّي، وَسَوْفَ يَنَالُكِ وَبَالُ النِّقْمَةِ، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُوهَا، تَزَوَّجَتْ بِذَلِكَ الرَّجُلِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ ضَرَبَهَا، فَقِيلَ لَهَا: يَا رَقَاشُ، ضَرَبَكِ زَوْجُكِ؟ فَقَالَتْ: مَنْ قَلَّ نَاصِرُهُ اعْتَرَفَ بِالذُّلِّ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ تَزَوَّجَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا: تَزَوَّجَ عَلَيْكِ فَلَوْ سَأَلْتِيهِ الطَّلَاقَ؟ فَقَالَتْ: لَا أَبْغِي الشَّرَّ بِالشَّرِّ " - 134 أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَزَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ

بْنِ الْمَرْزُبَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى الْمُنَجِّمُ، قَالَ: " جَلَسَ الْمُنْتَصِرُ فِي مَجْلِسٍ كَانَ أَمَرَ أَنْ يُفْرَشَ لَهُ، وَكَانَ فِي بَعْضِ الْبُسُطِ دَائِرَةٌ كَبِيرَةٌ، فِيهَا مِثَالُ فَرَسٍ وَعَلَيْهِ رَاكِبٌ، وَعَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ، وَحَوْلَ الدَّائِرَةِ كِتَابَةٌ بِالْفَارِسِيَّةِ، فَلَمَّا جَلَسَ الْمُنْتَصِرُ وَجَلَسَ النُّدَمَاءُ، وَوَقَفَ عَلَى رَأْسِهِ وُجُوهُ الْمَوَالِي وَالْقُوَّادِ، نَظَرَ إِلَى تِلْكَ الدَّائِرَةِ وَإِلَى الْكِتَابِ الَّذِي حَوْلَهَا، فَقَالَ لِبُغَاءَ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا الْكِتَابُ؟ فَقَالَ: لَا أَعْلَمُ يَا سَيِّدِي، فَسَأَلَ مَنْ حَضَرَهُ مِنَ النُّدَمَاءِ، فَلَمْ يُحْسِنْ أَحَدٌ أَنْ يَقْرَأَهُ، فَأَحْضَرَ رَجُلًا، فَقَرَأَ الْكِتَابَ، فَقَطَّبَ، فَقَالَ لَهُ الْمُنْتَصِرُ: مَا هُوَ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُ حَمَاقَاتِ الْفُرْسِ. قَالَ: أَخْبِرْنِي: مَا هُوَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسَ لَهُ مَعْنًى، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَغَضِبَ، فَقَالَ: يَقُولَ: أَنَا شِيرُوَيْهِ بْنُ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، قَتَلْتُ أَبِي، فَلَمْ أُمَتَّعْ بِالْمُلْكِ إِلَّا سَتَّةَ أَشْهُرٍ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُ الْمُنْتَصِرِ، وَقَامَ عَنْ مَجْلِسِهِ إِلَى النِّسَاءِ، فَلَمْ يَمْلِكْ إِلَّا سِتَّةَ أَشْهُرٍ "

الباب الخامس عشر في ذكر عقوبة العاق أمه

الْبَابُ الْخَامِسَ عَشَرَ فِي ذِكْرِ عُقُوبَةِ الْعَاقِّ أُمِّهِ 135 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرَاغِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَحَامِلِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ، قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَا هُنَا غُلَامٌ قَدِ احْتَضَرَ، يُقَالُ لَهُ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا، قَالَ: أَلَيْسَ كَانَ يَقُولُهَا فِي حَيَاتِهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: مَا مَنَعَهُ مِنْهَا عِنْدَ مَوْتِهِ؟ فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَهَضْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَى الْغُلَامَ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ "، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَهَا، قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِعُقُوقِ وَالِدَتِي، قَالَ: أَحَيَّةٌ هِيَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَرَأَيْتَ أَنْ لَوْ نَارًا أُحْجِبَتْ، فَقِيلَ لَكِ: إِنْ لَمْ تَشْفَعِي لَهُ فَقَذَفْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ؟ قَالَتْ: إِذَنْ كُنْتُ أَشْفَعُ لَهُ، قَالَ: فَأَشْهِدِي اللَّهَ، وَأَشْهِدِينَا أَنَّكِ قَدْ رَضِيتِ عَنْهُ. قَالَتْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ رَسُولَكَ أَنِّي قَدْ رَضِيتُ عَنِ ابْنِي، قَالَ: يَا غُلَامُ، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنَ النَّارِ " - 136 أخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّوبَانِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قثنا عَمِّي، قثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ

سُلَيْمَانَ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: " أَمْسَيْتُ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ، فَرُفِعَ لِي بَيْتَانِ مِنْ شَعَرٍ، فَأَتَيْتُ الْبَيْتَيْنِ حَتَّى أَنَخْتُ بِفِنَاءِهَا، فَسَلَّمْتُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ امْرَأَتَانِ شَابَّةٌ وَعَجُوزٌ، فَقُلْتُ: هَلْ مِنْ عَشَاءٍ أَوْ مَبِيتٍ؟ قَالَتَا: لَا وَاللَّهِ، مَا عِنْدَنَا عَشَاءٌ أَوْ مَبِيتٌ، وَلَا لَنَا بِهَذَا الْوَادِي مَالٌ، وَلَا شَاةٌ، وَلَا بَعِيرٌ، وَلَا حِمَارٌ. قُلْتُ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ تَعِيشَانِ؟ قَالَتَا: بِاللَّهِ، وَبِالصَّالِحِينَ، وَبِالطَّرِيقِ. فَلَمَّا هَدَأَ النَّاسُ بَعْضَ الْهُدُوِّ، سَمِعْتُ نَهِيقَ حِمَارٍ، فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَسْمَعَهُ حَتَّى أَصْبَحْتُ، وَامْتَنَعَ مِنِّي النَّوْمُ، فَخَرَجْتُ أَمْشِي حَيْثُ سَمِعْتُ نَهِيقَ الْحِمَارِ، فَأَجِدُ قَبْرًا فِيهِ رَقَبَةُ حِمَارٍ قَدْ غَيَّبَ التُّرَابُ مَا فَوْقَ عَيْنَيْهِ وَأُذُنَاهُ، وَظَهْرُهُ مَكْشُوفٌ مِنَ التُّرَابِ، فَرَاعَنِي ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمَا، فَقُلْتُ لَهُمَا: أَخْبِرَانِي خَبْرَ هَذَا الْحِمَارِ الَّذِي فِي الْقَبْرِ، قَالَتَا: لَا يَضُرُّكَ أَنْ تَسْأَلْنَا عَنْهُ، قُلْتُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكُمَا. قَالَتِ الشَّابَّةُ: هُوَ وَاللَّهِ زَوْجِي، وَهُوَ وَاللَّهِ ابْنُ هَذِهِ، وَهُوَ وَاللَّهِ الَّذِي سَمِعْتَ نَهِيقَهُ مُنْذُ اللَّيْلِ، وَكَانَ أَعَقَّ مَنْ رَأَيْتُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ لَهَا، كَانَتْ لَا تَنْهَاهُ عَنْ شَيْءٍ، إِلَّا قَالَ: اذْهَبِي، فَانْهِقِي كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ، فَتَقُولُ: جَعَلَكَ اللَّهُ حِمَارًا. فَمَاتَ، فَدَفَنَّاهُ حَيْثُ رَأَيْتَ، وَهُوَ وَاللَّهِ الَّذِي أَحَلَّنَا هَذَا الْوَادِي وَأَسْكَنَّاهُ " 3 - 137 أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا ابْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا أَبُو الصَّلْتِ شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ عَمِّهِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ " أَرَدْتُ حَاجَةً، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي الطَّرِيقِ، إِذْ فَجَأَنِي حِمَارٌ قَدْ أَخْرَجَ عَيْنَيْهِ مِنَ الْأَرْضِ، فَنَهَقَ فِي وَجْهِي ثَلَاثًا، ثُمَّ دَخَلَ، فَأَتَيْتُ الْقَوْمَ الَّذِينَ أَرَدْتُهُمْ، فَقَالُوا: مَالَنَا نَرَى لَوْنَكَ قَدْ حَالَ؟ فَأَخْبَرْتُهُمُ الْخَبَرَ، فَقَالُوا: مَا تَعْلَمَ مَنْ ذَاكَ؟ قُلْتُ: لَا، قَالُوا: ذَلِكَ غُلَامٌ مِنَ الْحَيِّ، وَتِلْكَ أُمُّهُ فِي ذَلِكَ الْخِبَاءِ، وَكَانَ إِذَا أَمَرَتْهُ بِشَيْءٍ شَتَمَهَا، وَقَالَ: مَا أَنْتِ إِلَّا حِمَارٌ، ثُمَّ نَهَقَ فِي وَجْهِهَا، وَقَالَ: هَا هَا هَاه، فَمَاتَ فَدَفَنَّاهُ فِي ذَلِكَ الْحَفِيرِ، فَمَا مَنْ يَوْمِ

إِلَّا وَهُوَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي دَفَنَّاهُ فِيهِ، فَيَنْهَقُ إِلَى نَاحِيَةِ الْخِبَاءِ، ثُمَّ يَدْخُلُ ". - 138 قال ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةَ الشَّهْرَزُورِيُّ، قثنا أَبُو تَوْبَةَ، قثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، عَنْ عَمِّهِ الْعَوَامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ " كَانَ رَجُلٌ إِذَا كَلَّمَتْهُ أُمُّهُ نَهَقَ فِي وَجْهِهَا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: إِنَّمَا أَنْتَ حِمَارٌ، فَمَاتَ، فَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ يَخْرُجُ رَأْسُهُ مِنْ قَبْرِهِ رَأْسُ حِمَارٍ إِلَى صَدْرِهِ، فَيَنْهَقُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى قَبْرِهِ ". - 139 أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَا: أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا ابْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورٍ، عَنْ أَبِي قَزَعَةَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ عَنْهُ، أَوْ عَنْ غَيْرِهِ، قَالَ: " مَرَرْنَا بِبَعْضِ الْمِيَاهِ، فَسَمِعْنَا نَهِيقَ حِمَارٍ، فَقُلْنَا لَهُمْ: مَا هَذَا النَّهِيقُ؟ قَالُوا: هَذَا رَجُلٌ كَانَ عِنْدَنَا، فَكَانَتْ أُمُّهُ تُكَلِّمُهُ بِالشَّيْءِ، فَيَقُولُ: انْهِقِي نَهِيقَكِ، قَالَ غَيْرُ إِسْحَاقَ: فَكَانَتْ أُمُّهُ، تَقُولُ: جَعَلَكَ اللَّهُ حِمَارًا. فَلَمَّا مَاتَ سُمِعَ هَذَا النَّهِيقُ عِنْدَ قَبْرِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ " - 140 أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّصِيبِيُّ، قثنا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَطِيَّةُ بْنُ مَعْرُوفٍ الْوَاسِطِيُّ، قثنا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَكَانَ مُرَابِطًا، قثنا سعيد العماني وَكَانَ مِنَ الْمُجْتَهِدِينَ، قَالَ: " حَجَجْتُ فِي بَعْضِ السِّنِينِ، فَلَمَّا انْقَضَى الْحَجُّ، رَأَيْتُ لَيْلَةَ الرَّؤُسِ بِمِنًى قَائِلًا، يَقُولُ: يَا هَذَا، اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِكُلِّ مَنْ حَجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ، إِلَّا أَبَا صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ،

قَالَ: فَعَاوَدْتُ الْمَنَامَ، فَعَاوَدَنِي ثَانِيَةً، وَثَالِثَةً، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْ مَضَارِبِ الْبَلْخِيِّينَ بِمِنًى، فَأَتَيْتُهَا، وَسَأَلْتُ عَنِ الرَّجُلِ، فَإِذَا هُوَ مِنْ أَصْحَابِ السُّلْطَانِ، فَأَرَدْتُ لِقَاءَهُ، فَعَسُرَ ذَلِكَ لِكَثْرَةِ غِلْمَانِهِ وَأَتْبَاعِهِ، وَأَبَتْ نَفْسِي إِلَّا لِقَاءَهُ، فَمَضَيْتُ إِلَى مَضْرِبِهِ، فَحَاذَيْتُهُ، فَإِذَا الْجُنْدُ قِيَامٌ عَلَى رَأْسِهِ، فَدَنَوْتُ، فَدَفَعُونِي، فَسَمِعَ كَلَامِي، فَقَالَ: ادْنُوهُ مِنِّي. فَتَقَدَّمْتُ إِلَى فُسْطَاطِهِ، فَإِذَا هُوَ رَجُلٌ يَخْضِبُ بِالْوَسْمَةِ، فَقُلْتُ: أَخْلِنِي مَعَكُمْ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ، فَبَعُدُوا، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَبُو صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ؟ ، قَالَ: نَعَمْ أَنَا أَبُو صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ، الْوَيْلُ لِي. فَقُلْتُ لَهُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِي شَبَابِي أَشْرَبُ الشَّرَابَ، فَانْصَرَفْتُ لَيْلَةً سَكْرَانَ، فَقَرَعْتُ الْبَابَ، وَطَالَ وُقُوفِي بِهِ، فَفَتَحَتْ لِي وَالِدَتِي وَمَعِي خِنْجَرٌ، فَوَجَأْتُهَا بِهِ وَجْأَةً، فَقَتَلْتُهَا، فَقُلْتُ لَهُ: تَبًّا لَكَ " - 141 وقد رُوِيَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ عَلَى وَجْهٍ طَرِيفٍ، فأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعُكْبَرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو سَهْلٍ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ إِجَازَةً، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُرَيْقٍ الْأَوَانِيُّ، قثنا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ الْخَطَّابِيُّ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبْعِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: " بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَقَدْ أَعْجَبَنِي كَثْرَةُ الْحَاجِّ وَالْمُعْتَمِرِينَ، فَقُلْتُ: يَالَيْتَ شِعْرِي مِنَ الْمَقْبُولِ مِنْهُمْ فَأَهَنِّيهِ، وَمِنَ الْمَرْدُودِ مِنْهُمْ فَأُعَزِّيهِ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ أُرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ قَائِلًا، يَقُولُ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ تَتَفَكَّرُ فِي الْحُجَّاجِ وَالْمُعْتَمِرِينَ، قَدْ وَاللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لِلْقَوْمِ أَجْمَعِينَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، الأَسْوَدِ وَالأَبْيَضِ، الْعَرَبِيِّ وَالأَعْجَمِيِّ، مَا خَلا رَجُلا وَاحِدًا، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ حَجَّهُ، وَضَرَبَ بِهِ وَجْهَهُ. قَالَ مَالِكٌ: فَنِمْتُ بِلَيْلَةٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ، وَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ، رَأَيْتُ فِي مَنَامِي مِثْلَ ذَلِكَ، غَيْرَ

أَنَّهُ قِيلَ لِي، وَلَسْتَ ذَلِكَ الرَّجُلَ، بَلْ هُوَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ مَدِينَةِ تُدْعَى بَلْخَ، يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ: اللَّهُ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِ حَجَّهُ، وَضَرَبَ بِهِ وَجْهَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ قَبَائِلَ أَهْلِ خُرَاسَانَ، فَقُلْتُ: أَفِيكُمُ الْبَلْخِيُّونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَأَتَيْتُهُمْ، فَسَلَّمْتُ، وَقُلْتُ: أَفِيكُمْ رَجُلٌ، يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ، قَالُوا: بَخٍ بَخٍ يَا مَالِكُ، تَسْأَلُ عَنْ رَجُلٍ لَيْسَ بِخُرَاسَانَ أَعْبَدُ، وَلَا أَزْهَدُ، وَلَا أَقْرَأُ مِنْهُ، فَعَجِبْتُ مِنْ جَمِيلِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ فِي مَنَامِي، فَقُلْتُ: أَرْشِدُونِي إِلَيْهِ، فَقَالُوا: إِنَّهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَلَا يَأْوِي إِلَّا الْخَرَابَ نَظُنُّهُ فِي خَرَابِ مَكَّةَ، فَجَعَلْتُ أَجُولُ فِي الْخَرَابَاتِ، وَإِذَا بِهِ قَائِمٌ خَلْفَ جِدَارٍ، وَإِذَا يَدُهُ الْيُمْنَى مَقْطُوعَةٌ مُعَلْقَةٌ فِي عُنُقِهِ، وَقَدْ نَقَبَ تَرْقُوَتَهُ، وَشَدَّهَا إِلَى قَيْدَيْنِ غَلِيظَيْنِ فِي قَدَمِهِ وَهُوَ رَاكِعٌ وَسَاجِدٌ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهَمْسِ قَدَمَيَّ انْفَتَلَ، وَقَالَ: مَنْ تَكُونُ؟ قُلْتُ: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ. قَالَ: يَا مَالِكٌ، فَمَاذَا جَاءَ بِكَ إِلَيَّ، رَأَيْتُ رُؤْيَا؟ اقْصُصْهَا عَلَيَّ، قُلْتُ: اسْتَحِي أَنْ أَسْتَقْبِلُكَ بِهَا، قَالَ: لَا تَسْتَحِي. فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَبَكَى طَوِيلًا، وَقَالَ: يَا مَالِكُ، هَذِهِ الرُّؤْيَا تُرَى لِي مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، يَرَاهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ رَجُلٌ زَاهِدٌ مِثْلُكَ، إِنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قُلْتُ: بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ ذَنْبٌ عَظِيمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنَ السَّمَاوَاتِ، وَالأَرْضِ , وَالْجِبَالِ، وَالْعَرْشِ، وَالْكُرْسِيِّ. قُلْتُ: حَدَّثَنِي أُحَذِّرُ النَّاسَ لَا يَعْمَلُونَ بِهِ، قَالَ: يَا مَالِكُ، كُنْتُ رَجُلًا أُكْثِرُ شُرْبَ هَذَا الْمُسْكِرَ، فَشَرِبْتُ يَوْمًا عِنْدَ خِدْنٍ لِي، حَتَّى إِذَا ثَمَلْتُ وَزَالَ عَقْلِي أَتَيْتُ مَنْزِلِي، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا وَالِدَتِي تَحْصِبُ تَنُّورًا لَنَا قَدْ أَبْيَضَ جَوْفِهِ، فَلَمَّا رَأَتْنِي أَتَمَايَلُ بِسُكْرِي، أَقْبَلَتْ تَعِظُنِي، تَقُولُ: هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، وَأَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ يُصْبِحُ النَّاسُ غَدًا صُوَّامًا، وَتُصْبِحُ أَنْتَ سَكْرَانًا، أَمَا تَسْتَحِي اللَّهَ؟ فَرَفَعَتْ يَدِي، فَلَكَزْتُهَا، فَقَالَتْ: تَعِسْتَ؟ فَغَضِبْتُ مِنْ قَوْلِهَا، فَحَمَلْتُهَا بِسُكْرِي، فَرَمَيْتُ بِهَا فِي التَّنُّورِ، فَمَا رَأَتْنِي امْرَأَتِي حَمَلَتْنِي، فَأَدْخَلَتْنِي بَيْتًا، وَأَجَافَتِ الْبَابَ فِي وَجْهِي، فَلَمَّا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ، وَذَهَبَ سُكْرِي، دَعَوْتُ زَوْجَتِي لِتَفْتَحَ الْبَابَ، فَأَجَابَتْنِي بِجَوَابٍ فِيهِ جَفَاءٌ، فَقُلْتُ: وَبِكِ مَا هَذَا الْجَفَاءُ الَّذِي لَمْ أَعْرِفْهُ مِنْكِ؟ قَالَتْ: تَسْتَأْهِلُ أَنْ لا

أَرْحَمَكَ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَتْ: قَدْ قَتَلْتَ أُمَّكَ، رَمَيْتَ بِهَا فِي التَّنُّورِ، فَقَدِ احْتَرَقَتْ، فَلَمَّا سَمِعْتُ ذَلِكَ لَمْ أَتَمَالَكْ أَنْ قَلَعْتَ الْبَابَ، وَخَرَجْتُ إِلَى التَّنُّورِ، فَإِذَا هِيَ فِيهِ كَالرَّغِيفِ الْمُحْتَرِقِ، فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا قَدُومٌ، فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَى عَتَبَةِ الْبَابِ، فَقَطَعْتُهَا بِيَدِي الشِّمَالِ، وَنَقَبْتُ تَرْقُوَتِي، فَأَدْخَلْتُ فِيهَا السِّلْسِلَةَ، وَقَيَّدْتُ قَدَمِي بِهَذَيْنِ الْقَيْدَيْنِ، وَكَانَ مِلْكِي ثَمَانِيَةُ آلَافِ دِينَارٍ، فَتَصَدَّقْتُ بِهَا قَبْلَ مَغِيبِ الشَّمْسِ، وَأَعْتَقْتُ سِتًّا وَعِشْرِينَ جَارِيَةً، وَثَلَاثَةَ وَعِشْرِينَ عَبْدًا، وَوَقَفْتُ ضِيَاعِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَنَا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً أَصُومُ النَّهَارَ، وَأَقُومُ اللَّيْلَ لَا أُفْطِرُ إِلَّا عَلَى قَبْضَةِ حِمَّصٍ، وَأَحُجُّ الْبَيْتَ فِي كُلِّ سَنَةٍ، وَيَرَى لِي فِي كُلِّ سَنَةٍ رَجِلٌ عَالِمٌ مِثْلُكَ مِثْلَ هَذِهِ الرُّؤْيَا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ مَالِكُ: فَنَفَضْتُ يَدِي فِي وَجْهِي، وَقُلْتُ: يَا مَشْئُومُ، كِدْتَ تُحْرِقُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا بِنَارِكَ، وَغِبْتُ عَنْهُ بِحَيْثُ أَسْمَعُ حِسَّهُ، وَلَا أَرَى شَخْصَهُ. فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَعَلَ يَقُولُ: يَا فَارِجَ الْهَمِّ، وَكَاشِفَ الْغَمِّ، مُجِيبُ دَعْوَةَ الْمُضْطَرِّينَ، أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، لَا تَقْطَعْ رَجَائِي، وَلَا تُخَيِّبْ دُعَائِي. قَالَ مَالِكُ: فَأَتَيْتُ مَنْزِلِي، فَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِي، يَقُولُ: يَا مَالِكُ، لَا تُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَلَا تُؤَيِّسْهُمْ مِنْ عَفْوِهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ مِنَ الْمَلَأِ الْأَعْلَى عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ فَاسْتَجَابَ دَعْوَتَهُ، وَأَقَالَهُ عَثْرَتَهُ، اغْدُ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ يَجْمَعُ الْأَوَّلِينَ وَالأَخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَنْتَصِرُ لِلْجَمَّاءِ مِنَ الْقُرَنَاءِ، وَيَجْمَعُ بَيْنَكَ يَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ وَبَيْنَ أُمِّكَ، فَيَحْكُمُ لَهَا عَلَيْكَ، وَيَأْمُرُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُودُونَكَ بِسَلاسِلَ غِلاظٍ إِلَى النَّارِ، فَإِذَا وَجَدْتَ طَعْمَهَا بِمِقْدَارِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ أَيَّامِ الدَّنْيَا وَلَيَالِيهَا، آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي لَا يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ عَبْدُ مِنْ عَبِيدِي، وَيَقْتُلُ النَّفْسَ الَّتِي حُرِّمَتْ، إِلَّا أَذَقْتُهُ طَعْمَ النَّارِ، وَلَوْ كَانَ خَلِيلِي إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ أُطْرِحُ فِي قَلْبِ أُمِّكَ الرَّحْمَةَ، فَأُلْهِمُهَا أَنْ تَسْتَوْهِبَكَ مِنِّي، فَأَهِبُكَ لَهَا فَتَدْخُلَانِ الْجَنَّةَ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ إِلَيْهِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِرُؤْيَايَ، فَكَأَنَّمَا كَانَتْ حَيَاتُهُ حَصَاةً طُرِحَتْ فِي طَسْتِ مَاءٍ، فَمَاتَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ "

الباب السادس عشر في ذكر ماهية العقوق , العقوق: مخالفة الوالدين فيما يأمران به من المباح، وسوء الأدب في القول والفعل

الْبَابُ السَّادِسَ عَشَرَ فِي ذِكْرِ مَاهِيَةِ الْعُقُوقِ , الْعُقُوقُ: مُخَالَفَةُ الْوَالِدَيْنِ فِيمَا يَأْمُرَانِ بِهِ مِنَ الْمُبَاحِ، وَسُوءُ الْأَدَبِ فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ 142 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ L، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: قثنا مُسَدَّدٌ، قثنا إِسْمَاعِيلَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي طَيْسَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: «بُكَاءُ الْوَالِدَيْنِ مِنَ الْعُقُوقِ» - 143 أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، قثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: «مَا بَرَّ وَالِدَيْهِ مَنْ أَحَدَّ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا»

- 144 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَاحُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ، يَقُولُ: " مَنْ مَشَى بَيْنَ يَدَى أَبِيهِ فَقَدْ عَقَّهُ، إِلَّا أَنْ يَمْشِي فَيُمِيطُ لَهُ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِهِ، وَمَنْ دَعَا أَبَاهُ بِاسْمِهِ، أَوْ بِكُنْيَتِهِ فَقَدْ عَقَّهُ، إِلَّا أَنْ يَقُولَ: يَا أَبَهْ " - 145 أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لِلْوَلَدِ أَنْ يَدْفَعَ يَدَ وَالِدِهِ عَنْهُ إِذَا ضَرَبَهُ، قَالَ: وَمَنْ شَدَّ النَّظَرَ إِلَى وَالِدَيْهِ فَلَمْ يَبَرَّهُمَا، وَمَنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِمَا حُزْنًا فَقَدْ عَقَّهُمَا " - 146 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا مُوسَى، وَابْنُ عَائِشَةَ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: «إِلَيْهِ مُنْتَهَى الْقَطِيعَةِ، أَنْ يُجَافِي الرَّجُلُ أَبَاهُ عِنْدَ السُّلْطَانِ» - 147 أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافِ، قثنا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعَدَوِيُّ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الضَّبْعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ فَرْقَدًا، قَالَ: " قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: مَا بَرَّ وَلَدٌ مَدَّ بَصَرَهُ إِلَى وَالِدَيْهِ، وَأَنَّ النَّظَرَ إِلَيْهِمَا عِبَادَةٌ، وَلَا يَنْبَغِي لِلْوَلَدِ أَنْ يَمْشِي بَيْنَ يَدِي وَالِدَيْهِ، وَلَا يَتَكَلَّمُ إِذَا شَهِدَا، وَلَا يَمْشِي عَنْ يَمِينِهِمَا وَلَا عَنْ يَسَارِهِمَا، إِلَّا أَنْ يَدُعُوَانِهِ فَيُجِيبُهُمَا، أَوْ يَأْمُرَانِهِ فَيُطِيعَهُمَا، وَلَكِنْ يَمْشِي خَلْفَهَا مِثْلُ عَبْدٍ ذَلِيلٍ "

- 148 قرأت عَلَى أَبِي الْفَضْلِ مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنُ الْبُسْرِيِّ، عَنْ أَبُي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ، قثنا النَّيْسَابُورِيُّ، قثنا الصَّاغَانِيُّ، قثنا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، قثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: «إِيجَابُ الْحُجَّةِ عَلَى الْوَالِدِ عُقُوقٌ» - 149 أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ أَبُو طَاهِرٍ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ دَعْلَجٌ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنُ زَيْدٍ، قثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قثنا حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنِ الْبِرِّ، فَقَالَ: " الْحُبُّ وَالْبَذْلُ، قُلْتُ: فَمَا الْعُقُوقُ، قَالَ: تَهْجُرُهُمَا وَتَحْرِمُهُمَا " 150 - قال سَعِيدُ: وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ كَعْبٍ أَنَّهُ سُئِلَ: " عَنِ الْعُقُوقِ، فَقَالَ: إِذَا أَمَرَكَ أَبَوَاكَ فَلَمْ تُطِعْهُمَا فَقَدْ عَقَقْتَهُمَا، وَإِذَا دَعَوَا عَلَيْكَ فَقَدْ عَقَقْتَهُمَا الْعُقُوقَ كُلَّهُ. وَفِي لَفْظٍ عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَفْعَلْ، وَسَأَلَهُ فَلَمْ يُعْطِهِ، وَشَكَى إِلَى اللَّهِ مَا يَلْقَى مِنْهُ، فَذَلِكَ الْعُقُوقُ كُلُّهُ " - 151 قرأت عَلَى ابْنِ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُسَافِرٍ،

قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عُمَارَةَ: " أَنَّ أُمَيَّةَ بْنَ أَبُي الصَّلْتِ عَتَبَ عَلَى ابْنِهِ، فَقَالَ: غَدَوْتُكَ مَوْلُودًا وَعُلْتُكَ يَافِعًا ... تُعَلُّ بِمَا أَحْنَى عَلَيْكَ وَتَنْهَلُ إِذَا لَيْلَةٌ نَابَتْكَ بِالشَّكْوِ لَمْ أَبِتْ ... لِشَكَوَاكَ إِلَّا سَاهِرًا أَتَمَلْمَلُ كَأَنِّي أَنَا الْمَطْرُوقُ دُونَكَ بِالَّذِي ... طُرِقْتَ بِهِ دُونِي فَعَيْنِي تَهْمِلُ تَخَافُ الرَّدَى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإِنَّهَا ... لَتَعْلَمُ أَنَّ الْمَوْتَ ضَيْفٌ سَيَنْزِلُ فَلَمَّا بَلَغْتَ السِّنَّ وَالْغَايَةَ الَّتِي ... إِلَيْهَا مَدَى مَا كُنْتُ فِيكَ أُؤَمِّلُ جَعَلْتَ جَزَائِي غِلْظَةً وَفَظَاظَةً ... كَأنَّكَ أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُتَفَضِّلُ فَلَيْتَكَ إذْ لَمْ تَرْعَ حَقَّ أُبُوَّتِي ... فَعَلْتَ كَمَا الْجَارُ الْمُجَاوِرُ يَفْعَلُ "

الباب السابع عشر في إجابة دعوة الوالدين للولد

الْبَابُ السَّابِعَ عَشَرَ فِي إِجَابَةِ دَعْوَةِ الْوَالِدَيْنِ لِلْوَلَدِ 152 - أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قثنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، قثنا ابْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، قثنا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: " ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الْوَالِدُ، وَالْمَظْلُومُ، وَالْمُسَافِرُ " - 153 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قثنا عَبْدَانُ، قثنا عُبَيْدُ بْنُ شُمَيْطٍ، قثنا الْحَكَمُ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «دُعَاءُ الْوَالِدَيْنِ يُثَبِّتُ الْمَالَ وَالْوَلَدَ» - 154 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا حَفْصُ بْنُ أَبِي حَفْصٍ السَّرَّاجُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ الْحَسَنَ " مَا دُعَاءُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ؟ قَالَ: نَجَاةٌ " - 155 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ الْأَسْوَدِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: «دَعْوَةُ الْوَالِدِ لَا تُحْجَبُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

- 156 قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْعَوَّامِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: " ثَلَاثٌ لَا يُحْجَبْنَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ، وَالْمَظْلُومُ، وَشِهَادَةِ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ " - 157 أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ ظَفَرٍ الْمَغَازِلِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ السَّهْمِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى ابْنِ مَخْلَدٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي قَدْ أَسَرَهُ الرُّومُ، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى مَالٍ أَكْثَرِ مِنْ دُوَيْرَةٍ، وَلَا أَقْدِرُ عَلَى بَيْعِهَا، فَلَوْ أَشَرْتَ إِلَى مَنْ يُفْدِيهِ بِشَيْءٍ، فَلَيْسَ لَهُ لَيْلٌ، وَلَا نَهَارٌ، وَلَا نَوْمٌ، وَلَا قَرَارٌ، فَأَطْرَقَ الشَّيْخُ وَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ، فَلَبِثْنَا مُدَةً، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ وَمَعَهَا ابْنُهَا وَأَخَذَتْ تَدْعُو لَهُ، وَقَالَتْ: حَدِيثٌ يُحَدِّثُكَ بِهِ، فَقَالَ الشَّابُّ: كُنْتُ فِي يَدِي بَعْضِ مُلُوكِ الرُّومِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأُسَارَى، وَكَانَ لَهُ إِنْسَانٌ يَسْتَخْدِمُنَا كُلَّ يَوْمٍ، فَخَرَجَ إِلَى الصَّحْرَاءِ لِنَخْدِمَهُ، ثُمَّ يَرُدُّنَا وَعَلَيْنَا قُيُودُنَا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَجِيءُ مِنَ الْعَمَلِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، انْفَتَحَ الْقَيْدُ مِنْ رِجْلِي وَوَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ، وَوَصَفَ الْيَوْمَ وَالسَّاعَةَ، فَوَافَقَ الْوَقْتَ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الْمَرْأَةُ وَدَعَى الشَّيْخُ، قَالَ: فَنَهَضَ الَّذِي كَانَ يَحْفَظَنِي فَصَاحَ عَلَيَّ، وَقَالَ: كَسَرْتَ الْقَيْدَ؟ قُلْتُ: لَا إِنَّهُ سَقَطَ مِنْ رِجْلِي، قَالَ: فَتَحَيَّرُوا خَبَرَ صَاحِبِهِ، وَأَحْضَرَ الْحَدَّادَ وَقيَّدُونِي، فَلَمَّا مَشَيْتُ خُطُوَاتٍ سَقَطَ الْقَيْدُ مِنْ رِجْلِي، فَتَحيَّرُوا فِي أَمْرِي، فدَعَوْا رُهْبَانَهُمْ، فَقَالُوا لِي: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالُوا: قَدْ وَافَقَ دُعَاؤُهَا الْإِجَابَةَ، وَقَالُوا: أَطْلَقَكَ اللَّهُ، فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَيِّدَكَ، فَرَدُّونِي، وَأَصْحَبُونِي إِلَى نَاحِيَةِ الْمُسْلِمِينَ "

الباب الثامن عشر في إجابة دعاء الوالدين على الولد

الْبَابُ الثَّامِنَ عَشَرَ فِي إِجَابَةِ دُعَاءِ الْوَالِدَيْنِ عَلَى الْوَلَدِ 158 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قثنا أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، قثنا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا " 159 - قال الْبُخَارِيُّ: وقثنا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ، قثنا عَبْدُ الْأَعْلَى، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ جُرَيْجُ رَاهِبًا فِي صَوْمَعَةٍ لَهُ، وَكَانَ رَاعِي بَقَرٍ يَأْوَى إِلَى أَسْفَلِ صَوْمَعَتِهِ، وَكَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْقَرْيَةِ تَخْتَلِفُ إِلَى الرَّاعِي، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ يَوْمًا، فَقَالَتْ: جُرَيْجُ. وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَ فِي نَفْسِهِ: أُمِّي وَصَلَاتِي. فَرَأَى أَنْ يُؤْثِرَ صَلَاتَهُ، ثُمَّ صَرَخَتْ بِهِ الثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ، فَلَمَّا لَمْ يُجِبْهَا، قَالَتْ: لَا أَمَاتَكَ اللَّهُ يَا جُرَيْجُ، حَتَّى تَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ. ثُمَّ انْصَرَفَتْ، فَوَلَدَتْ تِلْكَ الْمَرْأَةُ، فَقَالُوا: مِمَّنْ؟ قَالَتْ: مِنْ جُرَيْجُ. فَضَرَبُوا صَوْمَعَتَهُ بِالْفُئُوسِ حَتَّى وَقَعَتْ، وَجَعَلُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ، ثُمَّ مُرَّ بِهِ عَلَى الْمُومِسَاتِ،

فَرَآهُنَّ فَتَبَسَّمَ وَهُنَّ يَنْظُرْنَ إِلَيْهِ، فَقَالَ الْمَلِكُ: مَا تَزْعُمُ هَذِهِ، قَالَ: مَا تَزْعُمُ؟ قَالَ: تَزْعُمُ أَنَّ وَلَدَهَا مِنْكَ، قَالَ: أَيْنَ هَذَا الصَّغِيرُ؟ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: رَاعِي الْبَقَرِ. قَالَ الْمَلِكُ: أَنَجْعَلُ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ: لَا، رُدُّوهَا كَمَا كَانَتْ، قَالَ: فَمَا الَّذِي تَبَسَّمْتَ؟ قَالَ: أَمْرٌ عَرَفْتُهُ، أَدْرَكَتْنِي دَعْوَةُ أُمِّي ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ " 160 - أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَانْصَرَفَتْ أُمُّهُ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ أَتَتْهُ، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي، فَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ، فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ. وَكَانَتِ امْرَأَةُ بَغِيًّا يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا. فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَّنَهُ لَكُمْ، قَالَ: فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوَى إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ،

فَلَمَّا وَلَدَتْ، قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ، فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ. فَقَالَ: مَا شَأْنَكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ، فَوَلَدَتْ مِنْكَ. قَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ؟ فَجَاءُوا بِهِ، قَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّي، فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ، فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، فَقَالَ: بِاللَّهِ يَا غُلَامُ، مَنْ أَبُوكَ؟ قَالَ: فُلَانٌ الرَّاعِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ، قَالَ: لَا. . أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعَلُوا، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ أُمَّهُ فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ، وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ وَجَعَلَ يَرْتَضِعُ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِأُصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا. ، قَالَ: وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمَ يَضْرِبُونَهَا، وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ وَسَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِي اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. قَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا. فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ، فَقَالَتْ: حَلْقَى. مَرَّ رَجُلٌ حَسِنُ الشَّارَةِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمَرَّ بِهَذِهِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، قَالَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلُ كَانَ جَبَّارًا، فَقُلْتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإِنَّ هَذِهِ، يَقُولُونَ لَهَا: زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ، وَسَرَقْتِ، وَلَمْ تَسْرِقْ، فَأَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا " - 161 أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قثنا بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْبَارِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قثنا عَبْدَانُ، قثنا عُبَيْدُ بْنُ شُمَيْطٍ، قثنا الْحَكَمُ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «دُعَاءُ الْوَالِدَيْنِ يَسْتَأْصِلُ الْمَالَ وَالْوَلَدِ»

الباب التاسع عشر في إثم من تبرأ من والده أو ولده

الْبَابُ التَّاسِعَ عَشَرَ فِي إِثْمِ مِنْ تَبَرَّأَ مِنْ وَالِدِهِ أَوْ وَلَدِهِ 162 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، قثنا رِشْدِينُ، عَنْ زَبَّانَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ للَّهِ تَعَالَى عِبَادًا لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلَا يُزَكِّيهِمْ، وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ. قِيلَ: مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ ، قَالَ: مُتَبَرِّئٌ مِنْ وَالِدَيْهِ رَاغِبٌ عَنْهُمَا، وَمُتَبَرِّئٌ مِنْ وَلَدِهِ، وَرَجُلٌ أَنْعَمَ عَلَيْهِ قَوْمٌ، فَكَفَرَ نِعْمَتَهُمْ وَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ " 163 - أخبرنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ قُرَيْشٍ، قَالَ: أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الدَّقَّاقُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الْآمُلِيُّ، قثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «أَيُّمَا رَجُلٌ جَحَدَ وَلَدَهُ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، احْتَجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ، وَفَضَحَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رُءُوسِ الْأَوَّلِينَ وَالأَخَرِينَ»

الباب العشرون في إثم من ادعى إلى غير أبيه

الْبَابُ الْعِشْرُونَ فِي إِثْمِ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ 164 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَأُهُ إِلَّا كِتَابَ اللَّهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ صَحِيفَةً فِيهَا أَسْنَانُ الْإِبِلِ، وَأَشْيَاءُ مِنَ الْجِرَاحَاتِ، فَقَدْ كَذَبَ، قَالَ: وَفِيهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ أَوْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا» 165 - قال أَحْمَدُ، وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قثنا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا، يَقُولُ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَوَعَى قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنَّهُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ، فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ» . قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا بَكْرَةَ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: وَأَنَا سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

166 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ، أَنَّ أَبَا الْأَسْوَدِ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ» 167 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، ثَنَا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، قثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ أَبِيهِ فَهُوَ كُفْرٌ» . الْأَحَادِيثُ الْأَرْبَعَةُ فِي الصَّحِيحَيْنِ

الباب الحادي والعشرون في إثم التسبب بشتم الناس إلى شتمهما

الْبَابُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ فِي إِثْمِ التَّسَبُّبِ بِشَتْمِ النَّاسِ إِلَى شَتْمِهِمَا 168 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ " 169 - أخبرنا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمِّهِ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَسُبَّ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يَسُبُّ وَالِدَيْهِ، قَالَ: يُسَابُّ الرَّجُلَ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ "

الباب الثاني والعشرون في جواز رجوع الأب في هبته لولده

الْبَابُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ فِي جَوَازِ رُجُوعِ الْأَبِ فِي هِبَتِهِ لِوَلَدِهِ 170 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَزِيدَ الْمَطِيرِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قثنا أَسْبَاطٌ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَرْجِعَ فِي هِبَتِهِ إِلَّا الْوَالِدَ» 171 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ قَالَ: «لَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعَ فِيهَا، إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ»

الباب الثالث والعشرون في صلة الوالدين بعد موتهما

الْبَابُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ فِي صِلَةِ الْوَالِدَيْنِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا 172 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ - 173 وفي حَدِيثِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " سَبْعٌ يَجْرِي أَجْرُهَا لِلْعَبْدِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ " 174 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الشَّطَوِيُّ، قثنا طَاهِرُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَبْعٌ يَتْبَعْنَ الْمَيِّتَ بَعْدَ مَوْتِهِ:

رَجُلٌ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً صَالِحَةً فَلَهُ أَجْرُهُ، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ عَقِبٌ يَدْعُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ تَجْرِي مِنْ بَعْدِهِ، وَرَجُلٌ غَرَسَ غَرْسًا كَانَ لَهُ أَجْرُ مَا يُصَابُ مِنْهُ مِنْ بَعْدِهِ، وَرَجُلٌ احْتَفَرَ بِئْرًا، أَوْ حَفَرَ عَيْنًا كَانَ لَهُ أَجْرُ مَا سَقَى مِنْهُ وَشَرِبَ، وَرَجُلٌ تَرَكَ مُصْحَفًا يُقْرَأُ فِيهِ كَانَ لَهُ أَجْرُ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ بَنَى بُنْيَانًا " 175 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا أَبُو نُعَيْمِ، وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ النَّقُّورِ، قَالَ: أَنْبَأَ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ. ح وَأَخْبَرَنَا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُخَلِّصُ، قَالَا: ثَنَا الْبَغَوِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاهِبِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَسِيدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أَسِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ مَنْ بِرَّ أَبَوَيَّ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ: الدُّعَاءُ لَهُمَا، وَالاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا رَحِمَ لَكَ إِلَّا مِنْ قِبَلِهِمَا " 176 - أخبرنا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْعُشَارِيُّ، قثنا ابْنُ سَمْعُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ، قثنا ابْنُ أَبِي الْحَنَاجِرِ، قثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ. ح وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَزِيدُ، قَالَا: أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ

أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَّى لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ " 177 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي، قثنا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قثنا يُونُسَ بْنُ الْمُؤَدِّبِ، قثنا الْفَضْلُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي مَنْظُورٍ، عَنْ أَبِي مُعَاذٍ، عَنْ أَبِي كَاهِلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ حَيَّيْنِ، أَوْ مَيِّتَيْنِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قُلْنَا: وَكَيْفَ يَبَرُّ وَالِدَيْهِ مَيِّتَيْنِ؟ ، قَالَ: يَبَرُّهُمَا أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِوَالِدَيْهِ، وَلَا يَسُبَّ وَالِدَيْ أَحَدٍ، فَيَسُبَّ وَالِدُهُ " 178 - أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسُّونٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأَرْجِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْمُفِيدُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسَّانِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَدِيَّةُ الأَحْيَاءِ إِلَى الأَمْوَاتِ الاسْتِغْفَارُ لَهُمْ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُدْخِلُ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ مِنْ دُعَاءِ الدُّورِ أَمْثَالَ الْجِبَالِ» 179 - أخبرنا الْجُرَيْرِيُّ، قثنا الْعِسَاوِيُّ، قثنا الدَّارَقُطْنِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ زَبَّانَ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا عَبْدُ الْحَمِيدُ بْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، قثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ أَنْ يَجْعَلَهَا لِوَالِدَيْهِ إِذَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ، فَيَكُونَ

لِوَالِدَيْهِ أَجْرُهُمَا، وَيَكُونَ لَهُ مِثْلَ أُجُورِهِمَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمَا شَيْئًا» 180 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَعْلَى، أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ، يَقُولُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: " أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهُوَ غَائِبٌ عَنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، فَهَلْ يَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ بِشيْءٍ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطَ الْمِخْرَاقِ صَدَقَةٌ عَنْهَا " 181 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ، فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ ". قَالَ: فَتِلْكَ سِقَايَةُ آلِ سَعْدٍ بِالْمَدِينَةِ 182 - أخبرنا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا هِشَامُ بْنُ بَشِيرٍ، قثنا يُونُسُ، وَمَنْصُورٌ، عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَبَرُّ أُمِّي، وَإِنَّهَا مَاتَتْ، فَإِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا

وَأَعْتَقْتُ عَنْهَا، يَنْفَعُهَا ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَمُرْنِي بِصَدَقَةٍ، قَالَ: اسْقِ الْمَاءَ ". قَالَ: فَنَصَبَ سَعْدٌ سِقَايَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ 183 - أخبرنا عَبْدُ الْمَلِكِ الْكَرُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْجَرَّاحِ، قثنا ابْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا التِّرْمِذِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قثنا زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ، أَفَيَنْفَعُهَا إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ ، قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّ لِي مَخْرَفًا، فَأُشْهِدُكَ إِنِّي تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا «13 - 184 وَفِي أَفْرَادِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» إِنَّ أَبِي مَاتَ وَلَمْ يُوصِ، أَفَيَنْفَعُهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ " 185 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى، قثنا هِشَامٌ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا " أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ ، قَالَ: نَعَمْ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ 186 - أخبرنا عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ، قثنا أَبُو طَاهِرِ بْنُ يُوسُفَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا الدَّارقُطْنِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قثنا صِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَجَّ عَنْ أَبَوَيْهِ، أَوْ قَضَا عَنْهُمَا مَغْرَمًا، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الأَبْرَارِ» - 187 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَهْدِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَاهِينٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَحْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَرْبَهَارِيُّ، قثنا أَبُو عُقَيْلٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، قثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا زَكَرِيَّا الْخُرَاسَانِيُّ، عُنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِيهِ " أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مَرَّ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ فِيهِ، فَجَاءَهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنْ قَابِلٍ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ يُعَذَّبُ، فَقَالَ عِيسَى: اللَّهُمَّ مَرَرْتُ عَامَ أَوَّلِ بِهَذَا الْقَبْرِ، فَإِذَا هُوَ يُعَذَّبُ، وَمَرَرْتُ الْعَامَ، فَإِذَا لَيْسَ يُعَذَّبُ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ، أَنَّهُ أَدْرَكَ لَهُ وَلَدٌ: أَصْلَحَ طَرِيقًا، وَآوَى يَتِيمًا، فَغَفَرْتُ لَهُ بِمَا عَمِلَ ابْنُهُ مِنْ بَعْدِهِ "

- 188 أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ عَلِيِّ بْنِ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ أَبُو الْحَسَنِ الْعُكْبَرِيُّ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ شُيُوخِنَا " أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّهُ مُجْتَازٌ لِمَقْبَرَةٍ مَشْهُورَةٍ بِعُكْبَرَاءَ تُعْرَفُ بِمَقْبَرَةِ بَنِي يَقْطِينٍ، وَأَنَّهُ وَقَفَ بِهَا فَرَأَى الْقُبُورَ قَدْ تَفَتَّحَتْ، وَخَرَجَ أَهْلُهَا وَهُمْ مُنْحَنِيُونَ يَدُورُونَ فِي الْمَقْبَرَةِ يَلْتَقِطُونَ شَيْئًا، لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فَإِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ مُحْتَبٍ جَالِسٌ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِهِ لَا يَلْتَقِطُ مَعَهُمْ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ: مَالِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي مَكَانِكَ وَهَؤُلَاءِ يَلْتَقِطُونَ، فَقَالَ لِي: هَذَا تَرَحَّمَ النَّاسُ عَلَيْهِمْ يُنْثَرُ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ، وَيُؤْذَنُ لَهْمُ فِي الْخُرُوجِ فَيَخْرُجُونَ، فَيَلْتَقِطُونَ، فَقُلْتُ لَهُ: فَلِمَ لا تَلْتَقِطُ مَعَهُمْ، فَقَالَ: لِي فِي الدُّنْيَا وَلَدٌ صَالِحٌ يُصَلِّي فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ رَكْعَتَيْنِ يَقْرَأُ فِيهَا خَمْسِينَ مَرَّةً: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَهْدِيهِمَا إِلَيَّ، فَأَنَا مُسْتَغْنٍ بِذَلِكَ عَنْ أَخْذِ صَدَقَاتِ النَّاسِ، قَالَ: فَانْتَبَهْتُ وَمَضَى عَلَى هَذَا مُدَّةٌ يَسِيرَةٌ، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي مُجْتَازٌ بِتِلْكَ الْمَقْبَرَةِ وَكَأَنَّ الْقَوْمَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ حَتَّى بَلَغْتُ إِلَى مَوْضِعِ الرَّجُلِ فَرَأَيْتُهُ يَلْتَقِطُ مَعَهُمْ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَقُلْتُ لَهُ، لِمَ صِرْتَ تَلْتَقِطُ؟ ، فَقَالَ: ذَاكَ الْوَلَدُ الصَّالِحُ الَّذِي أَخْبَرْتُكَ خَبَرَهُ، جَاءَ إِلَيْنَا، وَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا، فَانْقَطَعَتْ عَنِّي هَدِيَّتُهُ، فَأَنَا أَحْتَاجُ أَنِ الْتَقِطْ مَعَهُمْ مِنْ صَدَقَاتِ النَّاسِ فَانْتَبَهْتُ "

الباب الرابع والعشرون في صلة أقاربهما وأصدقائهما بعد موتهما

الْبَابُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِي صِلَةِ أَقَارِبِهِمَا وَأَصَدِقَائِهِمَا بَعْدَ مَوْتِهِمَا 189 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو نُوحٍ، قَالَ: أَنْبَأَ لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنُ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا مَرَّ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: أَلَسْتَ فُلانَ ابْنَ فُلانٍ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَانْطَلِقْ إِلَى حِمَارٍ كَانَ يَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ إِذَا مَلَّ رَاحِلَتَهُ، وَعِمَامَةٍ كَانَ يَشُدُّ بِهَا رَأْسِهِ، فَدَفَعَهُمَا إِلَى الْأَعْرَابِيِّ، فَلَمَّا انْطَلَقَ، قَالَ لَهُ بَعْضُنَا: انْطَلَقْتَ إِلَى حِمَارِكَ الَّذِي كُنْتَ تَسْتَرِيحُ عَلَيْهِ، وَعِمَامَتِكَ الَّتِي كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأْسَكَ، فَأَعْطَيْتُهُمَا هَذَا الأَعْرَابِيَّ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا يَرْضَى بِدَرْهَمٍ. قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ: صِلَةُ الْمَرْءِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلَّى ". انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ 190 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَكِيمِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ، قَالَا: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ مَرَّ أَعْرَابِيٌّ فِي سَفَرٍ وَكَانَ أَبُو الْأَعْرَابِيِّ صَدِيقًا لِعُمَرَ، فَقَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ: أَلَسْتَ ابْنَ فُلَانٍ؟ ، قَالَ: بَلَى. فَأَمَرَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ

بِحِمَارٍ كَانَ يَسْتَعْقِبُ بِهِ، وَنَزَعَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ فَأَعْطَاهُ. فَقَالَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ: إِنَّمَا يَكْفِيهِ دِرْهَمَانِ. فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظْ وُدَّ أَبِيكَ لَا تَقْطَعْهُ فَيُطْفِئُ اللَّهُ نُورَكَ» 191 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَدَمَ أَبُو بُرْدَةَ الْمَدِينَةَ، فَأَتَاهُ ابْنُ عُمَرَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ مَنْ بَرَّ أَبَاهُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِصِلَتِهِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ، وَإِنَّ أَبِي كَانَ لِأَبِيكَ وَادًّا، فَأَرَدْتُ أَنْ أَبَرَّكَ بِصِلَتِي إِيَّاكَ ثُمَّ قَامَ» - 192 ذَكَرْنَا فِي الْبَابِ قَبْلِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي أَسِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ، خِصَالٌ أَرْبَعٌ، فَذَكَرَ مِنْهُنَّ: وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ". 193 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الْبَقَّالُ، قثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْخَلَّالُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، قثنا يَحْيَى بْنُ صَاعِدٍ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ الْبُسْرِيِّ، قثنا حَزْمُ بْنُ مِهْرَانَ الْقَطِيعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ، فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ مِنْ بَعْدِهِ»

الباب الخامس والعشرون في زيارة قبريهما

الْبَابُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ فِي زِيَارَةِ قَبْرَيْهِمَا - 194 روى بُرَيْدَةُ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّهِ، فَأَذِنَ لَهُ» . 195 - وأخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قثنا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى، وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأَذِنَ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهُمْ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي " 196 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ، قَالَ: أَنْبَأَ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، قثنا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ، قثنا يَزِيدُ بْنُ خَالِدٍ، قثنا عَمْرُو بْنُ زِيَادٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَرَأَ يس، غُفِرَ لَهُ»

197 - أنبأنا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قثنا الدَّارَقُطْنِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَتْحِ الْقَلَانِسِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ دَيْسَمُ، قثنا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى، قثنا حَفْصُ بْنُ سَلْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِيهِ، أَوْ قَبْرَ أُمِّهِ، أَوْ قَبْرَ أَحَدٍ مِنْ قَرَابَتِهِ كُتِبَ لَهْ كَحَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ، وَمَنْ كَانَ زَوَّارًا لَهُمْ حَتَّى يَمُوتَ زَارَتِ الْمَلَائِكَةُ قَبْرَهُ» . هَذَانِ حَدِيثَانِ رُوِيَا لَنَا، وَأَنَا أَبْرَأُ مُنْ عُهْدَتِهِمَا - 198 أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ، وَمُحَمَّدُ ابنا علي بن الحسين بن أبي عثمان، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا ابْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَيَّارٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ مُوَفَّقٍ، قَالَ: " كُنْتُ آتِ قَبْرَ أَبِي كَثِيرًا، فَأُرِيتُهُ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ لِمَ لَمْ تَأْتِينِي، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَهْ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ بِي؟ قَالَ: أَيْ وَاللَّهِ، إِنَّكَ لِتَأْتِينِي فَمَا أَزَالُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ مِنْ حِينِ تَطْلُعُ مِنَ الْقَنْطَرَةِ، حَتَّى تَقْعُدَ إِلَيَّ وَتَقُومَ مِنْ عَنْدِي، فَلَا أَزَالُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ مُوَلِّيًا حَتَّى تَجُوزَ الْقَنْطَرَةَ " - 199 أخبرنا الْمُحَمَّدَانِ بْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَا: أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّرَّاجِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ التَّوَّزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ سَوْدَةَ الطُّفَاوِيُّ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنَ الْعَابِدَاتِ، يُقَالُ لَهَا رَاهِبَةٌ، قَالَ " لَمَّا احْتَضَرَتْ رَفَعَتْ رَأْسَهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَتْ: يَا ذُخْرِي وَذَخِيرَتِي، وَيَا مَنْ عَلَيْهِ اعْتِمَادِي فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي، لَا تَخْذِلْنِي عِنْدَ الْمَوْتِ، وَلَا تُوحِشْنِي فِي قَبْرِي، قَالَ: فَمَاتَتْ، فَكُنْتُ آتِيهَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ، فَأَدْعُو لَهَا، وَأَسْتَغْفِرُ لَهَا، وَلِأَهْلِ الْقُبُورِ، قَالَ: فَرَأَيْتُهَا ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَنَامِي،

فَقُلْتُ: يَا أُمَّاهُ، كَيْفَ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَيْ بُنَيَّ، إِنَّ لِلْمَوْتِ لَكُرْبَةً شَدِيدَةً، وَأَنَا بِحَمْدِ اللَّهِ لَفِي بَرْزَخٍ مَحْمُودٍ، نَفْتَرِشُ فِيهِ الرَّيْحَانَ، وَنَتَوَسَّدُ فِيهِ السُّنْدُسَ وَالإِسْتَبْرَقَ إِلَى يَوْمِ النُّشُورِ، فَقُلْتُ: أَلَكِ حَاجَةٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، لَا تَدَعْ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ زِيَارَتِنَا وَالدُّعَاءِ لَنَا، فَإِنِّي لَأُبَشَّرُ بِمَجِيئِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا أَقْبَلْتَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِكِ، يُقَالُ لِي: يَا رَاهِبَةُ، هَذَا ابْنُكِ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ أَهْلِهِ زَائِرًا لَكِ، فَأُسَرُّ بِذَلِكَ، وَيُسَرُّ بِذَلِكَ مَنْ حَوْلِي مِنَ الأَمْوَاتِ " - 200 أنبأنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَبَّانِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا ابْنُ الْبَرَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْعُبَّاسِ الْوَرَّاقُ، قَالَ: " خَرَجَ رَجُلٌ مَعَ أَبِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي بَعْضِ طَرِيقِهِ مَرَّ بِشَجَرِ الدَّوْمِ، فَأَدْرَكَتْ أَبَاهُ الْوَفَاةُ، فَدَفَنَهُ عِنْدَ شَجَرِ الدَّوْمِ، وَمَضَى فِي سَفَرِهِ، فَمَرَّ بِذَلِكَ الْمَوْضِعِ لَيْلًا، فَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى قَبْرِ أَبِيهِ، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِهِ: أَجِدُكَ تَطْوِي الدَّوْمَ لَيْلًا وَلَا تَرَى ... عَلَيْكَ لِأَهْلِ الدَّوْمِ أَنْ تَتَكَلَّمَا وَبِالدَّوْمِ ثَاوٍ لَوْ ثَوَيْتَ مَكَانَهُ ... فَمَرَّ بِأَهْلِ الدَّوْمِ عَاجَ فَسَلَّمَا " - 201 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: أَنْشَدَنَا عَلِيُّ بْنُ كِنْدَاسٍ « زُرْ وَالِدَيْكَ وَقِفْ عَلَى قَبْرَيْهِمَا ... فَكَأَنَّنِي بِكَ قَدْ نُقِلْتَ إِلَيْهِمَا لَوْ كُنْتَ حَيْثُ هُمَا وَكَانَا بِالْبَقَاءِ ... زَارَاكَ حَبوًا لَا عَلَى قَدَمَيْهِمَا مَا كَانَ ذَنْبُهُمَا إِلَيْكَ وَطَالَ مَا ... مَنَحَاكَ مَحْضَ الْوُدِّ مِنْ نَفْسَيْهِمَا كَانَا إِذَا مَا أَبْصَرَا بِكَ عِلَّةً ... جَزِعَا لِمَا تَشْكُو وَشَقَّ عَلَيْهِمَا كَانَا إِذَا سَمِعَا أَنِينَكَ أَسْبَلَا ... دَمْعَيْهُمَا أَسَفًا عَلَى خَدَّيْهِمَا وَتَمَنَّيَا لَوْ صَادَفَا لَكَ رَاحَةً ... بِجَمِيعِ مَا يَحْوِيهِ مِلْكُ يَدَيْهِمَا غَدًا أَوْ بَعْدَهُ ... حَتْمًا كَمَا لَحِقَا هُمَا أَبَوَيْهِمَا

وَلَتَقْدُمَنَّ عَلَى فِعَالِكَ مِثْلَمَا ... قَدَمَا هُمَا أَيْضًا عَلَى فِعْلَيْهِمَا طُوبَاكَ لَوْ قَدَّمْتَ فِعَلًا صَالِحًا ... وَقَضَيْتَ بَعْضَ الْحَقِّ مِنْ حَقَّيْهِمَا وَسَهَرْتَ تَدْعُو اللَّهَ يَعْفُو عَنْهُمَا ... وَأَطَلْتَ فِي الصَّلَوَاتِ مِنْ ذِكْرَيْهِمَا وَقَرَأْتَ مِنْ آيِ الْكِتَابِ بِقَدْرِ مَا ... تَسْطِيعُهُ وَبَعَثْتَ ذَاكَ إِلَيْهِمَا وَبَذَلْتَ مِنْ صَدَقَاتِ مَالِكَ مِثْلَ مَا ... بَذَلا هُمَا أَيْضًا عَلَى أَبَوَيْهِمَا فَاحْفَظْ حُفِظْتَ وَصِيَّتِي وَاعْمَلْ بِهَا ... فَعَسَى تَنَالُ الْفَوْزَ مِنْ بِرَّيْهِمَا »

الباب السادس والعشرون في ثواب النفقة على العيال

الْبَابُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ فِي ثَوَابِ النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ 202 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ» 203 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ زَفَرَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَفْضَلُهَا الدِّينَارُ الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ» . انْفَرَدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُسْلِمٌ، وَاتَّفَقْنَا عَلَى الَّذِي قَبْلِهِ 204 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَصَدَّقُوا. فَقَالَ رَجُلٌ: عِنْدِي دِينَارٌ، قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ. قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى زَوْجَتِكَ. قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: تَصَدَّقْ بِهِ عَلَى خَادِمِكَ. قَالَ: عِنْدِي دِينَارٌ آخَرُ. قَالَ: أَنْتَ أَبْصَرُ "

205 - أخبرنا الْكَرُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْأَزْدِيُّ، وَالْغُورَجِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ ابْنُ الْجَرَّاحِ، قثنا ابْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا التِّرْمِذِيُّ، قثنا قَتَيْبَةُ. ح وَحَدَّثَنَاهُ عَالِيًا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي مِنْ لَفْظِهِ إِمْلَاءً، قثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ، قثنا يُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قثنا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَا: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَفْضَلُ الدَّنَانِيرِ: دِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى عِيَالِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ". قَالَ أَبُو قِلَابَةَ: بَدَأَ بِالْعِيَالِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ لَهُ صِغَارٍ، يُعِفُّهُمُ اللَّهُ وَيُغْنِيهِمُ اللَّهُ بِهِ» . انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ 206 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَلَاثَةٌ , مِنْ ,ووَلَدِ سَعْدٍ كُلِّهِمْ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: «إِنَّ صَدَقَتَكَ لَكَ مِنْ مَالِكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى عِيَالِكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِنَّ مَا تَأْكُلُ امْرَأَتُكَ مِنْ طَعَامِكَ لَكَ صَدَقَةٌ» 207 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ، قثنا بَقِيَّةُ، عَنْ بُجَيْرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ» .

وَرَوَى ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يُؤْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَا لَهُ مِنْ حَسَنَةٍ يُرْجَى لَهُ بِهَا الْجَنَّةُ، فَيَقُولُ الرَّبُّ تَعَالَى: أَدْخِلُوهُ الْجَنَّةَ فَإِنَّهُ كَانَ يَرْحَمُ عِيَالَهُ "

الباب السابع والعشرون في ثواب النفقة على البنات والأخوات

الْبَابُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِي ثَوَابِ النَّفَقَةِ عَلَى الْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ 208 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا بِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلَنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَأَخَذَتْهَا فَشَقَّتْهَا بِاثْنَتَيْنِ بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا شَيْئًا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ هِيَ وَابْنَتَاهَا، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُوَلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنَ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ» . أَخْرَجَاهُ 209 - قال أَحْمَدُ، وَثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ يُؤَدِّبُهُنَّ، وَيَرْحَمُهُنَّ، وَيَكْلُفُهُنَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ أَلْبَتَةَ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ، قَالَ: وَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ ". قَالَ: فَرَأَى بَعْضُ الْقَوْمِ أَنْ لَوْ قَالُوا: وَاحِدَةٌ. لَقَالَ: وَاحِدَةٌ

210 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، قثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نَبْهَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَى لَأَوَائِهِنَّ، وَضَرَّائِهِنَّ، وَسَرَّائِهِنَّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُنَّ. فَقَالَ رَجُلٌ: وَاثْنَتَانِ. فَقَالَ رَجُلٌ: أَوْ وَاحِدَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أَوْ وَاحِدَةٌ " 211 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَعْلَى، قثنا حَجَّاجٌ الصَّوَّافُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ فَيُحْسِنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، أَوْ صَحِبَهُمَا إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ» 212 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ أَبِي سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ أُخْتَانِ، فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُمَا، دَخَلَ بَيْنَهُمَا الْجَنَّةَ»

213 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنِ ابْنِ حُدَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ، فَلَمْ يُؤْذِهَا، وَلَمْ يُهِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا يَعْنِي الذُّكُورَ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهَا الْجَنَّةَ» 214 - قال أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: قثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتَ الْبُنَانِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ اتَّقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَقَامَ عَلَيْهِنَّ، كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ الْأَرْبَعِ» 215 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قثنا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِي عُشَانَةَ الْمُعَافِرِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ حِجَابًا لَهُ مِنَ النَّارِ» 216 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكْمِلٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ

أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍ، أَوِ ابْنَتَانِ، أَوْ أُخْتَانِ، فَيَتَّقِي اللَّهَ فِيهِنَّ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ» 217 - أنبأنا ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قثنا فِطْرٌ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُهُ ابْنَتَانِ فَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُمَا، إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ»

الباب الثامن والعشرون في ثواب الإنفاق على البنت المطلقة

الْبَابُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ فِي ثَوَابِ الْإِنْفَاقِ عَلَى الْبِنْتِ الْمُطَلَّقَةِ 218 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قثنا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: بَلَغَنِي عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: " يَا سُرَاقَةُ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى أَعْظَمِ الصَّدَقَةِ، أَوْ مِنْ أَعْظَمِ الصَّدَقَةِ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ابْنَتُكَ مَرْدُودَةٌ إِلَيْكَ، لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرَكَ ". وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الْأَدَبِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُرَاقَةَ

الباب التاسع والعشرون في بر الخالة

الْبَابُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ فِي بِرِّ الْخَالَةِ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في الصحيحين من حديث البراء بن عازب أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِبِنْتِ حَمْزَةَ لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ. 219 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هَانِي بْنِ هَانِئٍ، وَهُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: " لَمَّا خَرَجْنَا مِنْ مَكَّةِ تَبِعَتْنَا ابْنَةُ حَمْزَةَ تُنَادِي: يَا عَمِّ يَا عَمِّ، فَتَنَاوَلْتُهَا بِيَدِهَا وَدَفَعْتُهَا إِلَى فَاطِمَةَ، فَقُلْتُ: دُونَكِ ابْنَةُ عَمِّكِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ اخْتَصَمْنَا فِيهَا أَنَا، وَجَعْفَرٌ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، فَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتِهَا عِنْدِي يَعْنِي أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي، وَقُلْتُ: أَنَا أَخَذْتُهَا، وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا أَنْتَ يَا جَعْفَرُ، فَأَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي، وَأَمَّا أَنْتَ فَمِنِّي وَأَنَا مِنْكَ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا زَيْدُ فَأَخُونَا وَمَوْلانَا، وَالْجَارِيَةُ عِنْدَ خَالَتِهَا فَإِنَّ الْخَالَةَ وَالِدَةٌ "

220 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا، فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَكَ وَالِدَانِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَلَكَ خَالَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَبَرَّهَا إِذَنْ "

الباب الثلاثون في ثواب صلة الرحم وعقوبة قطعه

الْبَابُ الثَّلَاثُونَ فِي ثَوَابِ صِلَةِ الرَّحِمِ وَعُقُوبَةِ قَطْعِهِ 221 - أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّلالُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سِيَاوُشَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو حَامِدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَكَ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قثنا حَزْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ سِيَاهٍ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُزَادُ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» 222 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِينِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ الرَّفَّاءُ، قثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قثنا أَبُو الرَّبِيعِ، قثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قثنا يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي أَجَلِهِ، وَالزِّيَادَةُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» 223 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ أَنَسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُعْظِّمَ اللَّهُ رِزْقَهُ، وَأَنْ يَمُدَّ فِي أَجَلِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»

224 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا قُتَيْبَةُ، قثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُوَسِّعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ رِزْقَهُ، وَيُنْسِئَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» . أَخْرَجَاهُ 225 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» . انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ 226 - قال أَحْمَدُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَثَنَا مَيْمُونُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ النَّسَاءُ فِي الْأَجَلِ، وَالزِّيَادَةُ فِي الرِّزْقِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» 227 - قال أَحْمَدُ: وقثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَعَلَّمُوا مِنْ

أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُوا بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي أَهْلِهِ، وَمَثْرَاةٌ فِي مَالِهِ، وَمَنْسَأَةٌ فِي أَجَلِهِ» 228 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ. ح وَثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَبَنُوسِيُّ، قثنا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ الْوَزِيرُ، قثنا الْبَغَوِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَيُوَسَّعَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُدْفَعَ عَنْهُ مِيتَةَ السُّوءِ، فَلْيَتَّقِ اللَّهَ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» 229 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ» 230 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُعَاوِيَةَ بْنُ عَمْرٍو، قثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ صَاحِبُ خَمْسٍ: مُدْمِنُ خَمْرٍ، وَلَا مُؤْمِنٌ بِسِحْرٍ , وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ , وَلَا كَاهِنٌ , وَلَا مَنَّانٌ "

231 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا الْخَزْرَجُ بْنُ عُثْمَانَ السَّعْدِيُّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلا يُقبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ» 232 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: ابْنَا هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَارِظٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: وَصَلَتْكَ رَحِمٌ، سَمِعْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: " أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ يَصِلْهَا أَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا أَقْطَعْهُ فَأَبُتَّهُ، أَوْ قَالَ: مَنْ بَتَّهَا أَبُتَّهُ " 233 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي مُزَرِّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي سَعِيدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ، قَامَتِ الرَّحِمُ فَأَخَذَتْ بحَقْوِ

الرَّحْمَنِ، وَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَمَا تَرْضِينَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكَ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ {22} أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 22-23] ". أَخْرَجَاهُ 234 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي قَابُوسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، يُبَلِّغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ» 235 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا بَهْزٌ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ قَتَادَةُ، عَنْ أَبِي ثُمَامَةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُوضَعُ الرَّحِمُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهَا حُجْنَةٌ كَحُجْنَةِ الْمِغْزَلِ، تَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلْقٍ ذَلِقٍ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا» 236 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قثنا شُعَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُسَيْنٍ، قثنا نَوْفَلُ بْنُ مُسَاحِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ

النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ قَطَعَهَا، حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» 237 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا رَوْحٌ، قثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ أَنَّ صَالِحًا مَوْلَى التَّوْأَمَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ آخِذَةٌ بِحُجْزَةِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ، يَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَيَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا» الشِّجْنَةُ تُرْوَى بِكَسْرِ الشِّينِ وَضَمِّهَا وَهِيَ الْقَرَابَةُ الْمُشْتَبِكَةُ وَالْحُجْزَةُ: مَوْضِعُ مَشَدِّ السَّرَاوِيلِ، وَهَذَا مَثَلٌ، والحُجْنَةُ الْحَدِيدَةُ الْعَقْفَاءُ الَّتِي يُعَلَّقُ بِهَا الْخَيْطُ 238 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ نُعْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، فَقَالَ اللَّهُ لَهَا: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ " 239 - أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّاعِدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْغَافِرِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَمْرَوَيْهِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ

بْنُ سُفْيَانَ، قثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قثنا وَكِيعٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ ". أَخْرَجَاهُ 240 - أخبرنا ابْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا حَجَّاجُ، قثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: يَا رَبِّ ظُلِمْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ، يَا رَبِّ إِنِّي، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، فَيُجِيبُهَا أَلَا تَرْضِينَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، وَأَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ " 241 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا آدَمُ، قثنا شُعْبَةُ، قثنا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدَّنْيَا مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ وَالْبَغْيِ»

242 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ أَبُو إِدَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ» 243 - أخبرنا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَزَّازُ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الثَّقَفِيُّ، قثنا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَا خَلَا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، فَإِنَّهُ يُعَجِّلُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

244 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ رِزْقٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ الْقَزْوِينِيُّ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ نَاصِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ عَمَلٍ أُطِيعَ اللهُ فِيهِ أَعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَمَا مِنْ عَمَلٍ عُصِيَ اللَّهُ فِيهِ أَعْجَلَ عُقُوبَةً مِنَ الْبَغْيِ، وَالْيَمِينُ الْفَاجُرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلاقِعَ» 245 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، حَدَّثَنَا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قثنا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ» . قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ 246 - أخبرنا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْعُشَارِيُّ، قثنا ابْنُ سَمْعُونَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْهَيْثَمُ، قثنا عِيسَى بْنُ أَبِي حَرْبٍ، قثنا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَحْرَى أَنْ يُعَجَّلَ لِصَاحِبِهِ فِيهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ، وَالْبَغْيِ»

247 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَوْفٌ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، انْجَفَلَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَكُنْتُ فِيمَنِ انْجَفَلَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ: «أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» 248 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قثنا شَرِيكٌ، عَنِ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ، قَالَتْ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ فَقَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَؤُهُمْ، وَأَتْقَاهُمْ، وَآمِرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ» 249 - أخبرنا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي، قثنا عُمَرُ بْنُ شَاهِينٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَزَّازُ، قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَطَالُوتُ، قَالَا: قثنا فَضَّالُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اكْفُلُوا لِي بِسِتٍّ أَكْفُلُ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ، إِذَا حَدَّثَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَكْذِبْ، وَإِذَا وَعَدَ فَلَا يُخْلِفْ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ فَلَا يَخُنْ، غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ»

250 - أخبرنا عُمَرُ بْنُ هُدَيَّةَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَيَانٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ مَوْلَى لِأَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ذَنْبَانِ لَا يُغْفَرَانِ: الْبَغْيُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ " 251 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنَ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ طَلْحَةَ يَذْكُرُ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرَةٍ، فَقَالَ: أَخْبَرْنِي مَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فَقَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الْأَرْحَامَ " 252 - أنبأنا يَحْيَى بْنُ ثَابِتِ بْنِ بُنْدَارِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ بُشْرَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَاتِنِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، قثنا هَارُونُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ، قثنا كُلَيْبُ بْنُ مَنْفَعَةَ، عَنْ سِرَاجِ بْنِ مُجَّاعَةَ، قَالَ: أَتَى جَدِّي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ

أَبَاكَ وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ، ثُمَّ مَوْلاكَ حَقًّا وَاجِبًا وَرَحِمًا مَوْصُولَةً " 253 - قال الْحَرْبِيُّ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قثنا عُمَرُ بْنُ عَاصِمٍ، قثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ شَرِيكٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أُمُّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ، وَأَدْنَاكَ وَأَدْنَاكَ» 254 - أخبرنا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قثنا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " لَا يُجَالِسُنَا الْعَشِيَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ، فَقَامَ فَتَى، فَأَتَى خَالَةً لَهُ، فَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ، ثُمَّ عَادَ، فَقَعَدَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ "

255 - أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ زَيْدٍ الشَّامِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ لُؤْلُؤَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو حَفْصِ بْنِ أَيُّوبَ السَّقَطِيُّ، قثنا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قثنا الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، قثنا هِلَالُ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ عَجَبًا! قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُكَلِّمُونَهُ، فَجَاءَتْهُ صِلَتُهُ الرَّحِمِ، فَقَالَتْ: يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَلِّمُوهُ، فَإِنَّهُ كَانَ وَاصِلا لِلرَّحِمِ، فَكَلِّمُوهُ، وَصَافَحُوهُ " 256 - أنبأنا أَبُو مَنْصُورِ بْنُ خَيْرُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَبَنُوسِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ السَّكُونِيُّ، قثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى التَّيْمِيُّ، عَنْ مَعْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يُذَكِّرُ، فَيَقُولُ: «أُذَكِّرُ اللَّهَ قَاطِعَ رَحِمٍ عِنْدَنَا لَمَّا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَذْكُرَ رَبَّنَا، وَأَنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُرْتَجُّ دُونَ كُلِّ قَاطِعٍ» 257 - قال السَّكُونِيُّ: وَثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: أَبُو حَفْصٍ: أُرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ قَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَيَقْطَعُ رَحِمَهُ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ تَعَالَى ثَلَاثَ سِنِينَ، وَيَكُونُ قَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِهِ ثَلَاثُ سِنِينَ، فَيَصِلُ رَحِمَهُ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثِينَ سَنَةً» 258 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامُ، قثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُطَوِّلانِ الأَعْمَارَ، وَيُعَمِّرَانِ الدِّيَارَ، وَيُثْرِيَانِ الْأَمْوَالَ، وَإِنْ كَانَ الْقَوْمُ فُجَّارًا، وَإِنَّ الْبِرَّ وَالصِّلَةَ لَيُخَفِّفَانِ

الْحِسَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، مَلِكَانِ أَخَوَانِ عَلَى مَدِينَتَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا بَارًّا بِرَحِمِهِ، عَادِلًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ الْآخَرُ عَاقًّا بِرَحِمِهِ، جَائِرًا عَلَى رَعِيَّتِهِ، وَكَانَ فِي عَصْرِهِمَا نَبِيٌّ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ، أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ ثَلَاثُ سِنِينَ، وَبَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْعَاقِّ ثَلَاثُونَ سَنَةً، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ رَعِيَّةَ هَذَا، وَرَعِيَّةَ هَذَا، فَأَحْزَنَ ذَلِكَ رَعِيَّةَ الْعَادِلِ وَرَعِيَّةَ الْجَائِرِ، فَفَرَّقُوا بَيْنَ الأَطْفَالِ وَالأُمَّهَاتِ، وَتَرَكُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَخَرَجُوا إِلَى الصَّحْرَاءِ يَدْعُونَ اللَّهَ أَنْ يُمَتِّعَهُمْ بِالْعَادِلِ، وَيُزِيلَ عَنْهُمْ أَمَرَ الْجَائِرِ، فَأَقَامُوا ثَلَاثًا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى ذَلِكَ النَّبِيِّ: أَنْ أَخْبِرْ عِبَادِي إِنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ، وَأَجَبْتُ دُعَاءَهُمْ، وَجَعَلْتُ مَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ هَذَا الْبَارِّ لِذَلِكَ الْجَائِرِ، وَمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِ الْجَائِرِ لِهَذَا الْبَارِّ، فَرَجَعُوا إِلَى بُيُوتِهِمْ، وَمَاتَ الْعَاقُّ لِتَمَامِ ثَلَاثِ سِنِينَ، وَبَقِيَ الْعَادِلُ فِيهِمْ ثَلَاثِينَ سَنَةً " 259 - أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِيُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النِّعَالِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَصِيفٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، قَالَ: قثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سِنِينَ، قثنا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيُعَمِّرُ بِالْقَوْمِ الدِّيَارَ، وَيُكْثِرُ لَهُمُ الْأَمْوَالَ، وَمَا نَظَرَ إِلَيْهِمْ مُنْذُ خَلَقَهُمْ بُغْضًا لَهُمْ. قَالُوا: كَيْفَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِصِلَتِهِمْ أَرْحَامَهُمْ " - 260 قرأت عَلَى أَبِي الْفَضْلِ بْنِ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَطَّةَ، ثَنَا ابْنُ الصَّوَّافِ، ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ

الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «مَنْ قَامَ اللَّيْلَ، وَصَامَ النَّهَارَ وَقَطَعَ رَحِمَهُ، سِيقَ إِلَى جَهَنَّمَ عَلَى وَجْهِهِ» 261 - أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُقْرِئِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ الْحَافِظُ، قَالَا: أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، ثَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا الْفُضَيْلُ بْنُ غَانِمٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَنْ لَا يُتَّهَمُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ يَعْرِضُ النَّاسَ عَلَى دِيوَانِهِمْ، إِذْ مَرَّ بِهِ شَيْخٌ كَبِيرٌ أَعْمَى أَعْرَجُ، يُجَبِّذُ قَائِدَهُ جَبْذًا شَدِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ حِينَ رَآهُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا أَسْوَأَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ جَالِسٌ عِنْدَهُ: وَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: ابْنَ صَبْغَاءَ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الْبَهْزِيُّ الَّذِي بَهَلَهُ بَرِيقٌ، فَقَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ بَرِيقًا لَقَبٌ، فَمَا اسْمُ الرَّجُلِ؟ قَالُوا: عِيَاضَ، قَالَ: ادْعُوا لِي عِيَاضًا، فَدُعِيَ لَهُ، قَالَ: أَخْبِرْنَا خَبَرَكَ، وَخَبَرَ بَنِي صَبْغَاءَ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ قَدِ انْقَضَى شَأْنُهُ، وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْإِسْلَامِ، فَقَالَ عُمَرُ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، مَا كُنَّا بِأَحَقِّ بِأَنْ نَتَحَدَّثَ بِأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ مُنْذُ أَكْرَمَنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ، حَدِّثْنَا حَدِيثَكَ وَحَدِيثَهُمْ. قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانُوا بَنِي صَبْغَاءَ عَشْرَةً، وَكُنْتُ ابْنَ عَمٍّ لَهُمْ، لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي أَبِي غَيْرِي، وَكُنْتُ لَهُمْ جَارًا، وَكَانُوا أَقْرَبَ قَوْمِي بِي نَسَبًا، وَكَانُوا يَضْطَهِدُونَنِي، وَيَأْخُذُونَ مَالِي بِغَيْرِ حَقِّهِ، فَذَكَّرْتُهُمُ اللَّهَ، وَالرَّحِمَ، وَالْجِوَارَ إِلَّا كَفُّوا عَنِّي، فَلَمْ يَمْنَعْنِي ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَأَمْهَلْتُهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ رَفَعْتُ يَدِي إِلَى السَّمَاءِ، ثُمّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ أَدْعُوكَ دُعَاءَ جَاهِدَا ... اقْتُلْ بَنِي الصَّبْغَاءِ إِلَّا وَاحِدَا ثُمَّ اضْرِبِ الرَّجُلَ فَذَرْهُ قَاعِدَا ... أَعْمَى إِذَا مَا قِيدَ عَنِّي الْقَائِدَا ، فَتَتَابَعَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ فِي عَامِهِمْ مَوْتًا، وَبَقِيَ هَذَا، فَعَمِيَ وَرَمَاهُ اللَّهُ فِي رِجْلَيْهِ بِمَا تَرَى، فَقَائِدُهُ يَلْقَى مِنْهُ مَا رَأَيْتَ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: فَشَأْنُ أَبِي تَقَاصُفٍ الْهُذَلِيِّ، ثُمَّ الْخُنَاعِيِّ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا. فَقَالَ: وَكَيْفَ

كَانَ شَأْنُهُ. قَالَ: كَانَ لِأَبِي تَقَاصُفٍ تَسْعَةٌ هُوَ عَاشِرُهُمْ، وَكَانَ لَهُ ابْنُ عَمٍّ هُوَ مِنْهُمْ بِمَنْزِلَةِ عِيَاضٍ مِنْ بَنِي صَبْغَاءَ، وَكَانُوا يَظْلِمُونَهُ وَيَضْطَهِدُونَهُ، وَيَأْخُذُونَ مَالَهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ، فَذَكَّرَهُمُ اللَّهَ، وَالرَّحِمَ، وَالْجِوَارَ، إِلَّا مَا كَفُّوا عَنْهُ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَأَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ، رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ آمِنٍ وَخَائِفْ ... وَسَامِعًا هِتَافَ كُلِّ هَاتِفْ إِنَّ الْخُنَاعِيَّ أَبَا تَقَاصُفْ ... لَمْ يُعْطِنِي الْحَقَّ وَلَمْ يُنَاصِفْ فَاجْمَعْ لَهُ الْأَحِبَةَ الآلاطِفَ ... بَيْنَ كِرَانَ ثَمَّ وَالنَّوَاصِفْ قَالَ: فَنَزَلُوا حَيْثُ وَصَفَ فِي قَلِيبٍ لَهُمْ يُصْلِحُونَهُ، فَتَهَوَّرَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا، فَإِنَّهُ لَقَبْرٌ لَهُمْ إِلَى يَوْمِهِمْ. فَقَالَ عُمَرُ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَشَأْنُ بَنِي الْمُؤَمَّلِ مِنْ بَنِي نَصْرٍ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ. قَالَ: وَكَيْفَ كَانَ شَأْنُ بَنِي الْمُؤَمِّلِ؟ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَدِ اسْتَوْلَى عَلَى أَمْوَالِ بَطْنٍ مِنْهَا وِرَاثَةً، فَلَمَّا كَثُرَ بِيَدِهِ الْمَالُ، لَجَأَ إِلَى بَطْنٍ مِنْ بَنِي مُؤَمَّلِ، فَكَانُوا يَظْلِمُونَهُ، وَيَضْطَهِدُونَهُ، وَيَأْخُذُونَ مَالَهُ، فَقَالَ: يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ، إِنِّي قَدِ اخْتَرْتُكُمْ عَلَى مَنْ سِوَاكُمْ، وَأَضَفْتُ إِلَيْكُمْ مَالِي وَنَفْسِي لِتَمْنَعُونِي، فَظَلَمْتُمُونِي، وَقَطَعْتُمْ رَحِمِي، وَأَسَأْتُمْ جِوَارِي، فَأُذُكِّرُكُمُ اللَّهَ، وَالرَّحِمَ، وَالْجِوَارَ إِلَّا مَا كَفَفْتُمْ عَنِّي، فَقَامَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ رِيَاحٌ، فَقَالَ: يَا بَنِي مُؤَمَّلٍ، قَدْ وَاللَّهِ صَدَقَ ابْنُ عَمِّكُمْ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِيهِ، فَإِنَّ لَهُ رَحِمًا وَجِوَارًا، وَإِنَّهُ قَدِ اخْتَارَكُمْ عَلَى غَيْرِكُمْ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَأَمْهَلَهُمْ حَتَّى إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ الْحَرَامُ خَرَجُوا عُمَّارًا، فَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَدْبَارِهِمْ، فَقَالَ: لَا هُمَّ زِلَّهُمْ عَنْ بَنِي مُؤَمَّلِ وَارْمِ عَلَى أَقْفَائِهِمْ بِمُثَكَّلِ بِصَخْرَةٍ أَوْ عَرْضِ جَيْشٍ جَحْفَلٍ إِلَّا رِيَاحًا إنَّهُ لَمْ يَفْعَلِ فَبَيْنَا هُمْ نُزُولٌ إِلَى جَبَلٍ فِي طَرِيقِهِمْ، أَرْسَلَ اللَّهُ صَخْرَةً مِنَ الْجَبَلِ تَجُرُّ مَا مَرَّتْ بِهِ مِنْ حَجَرٍ وَشَجَرٍ، حَتَّى دَكَتْهُمْ دَكَةً وَاحِدَةً، إِلَّا رِيَاحًا، وَأَهْلَ خِبَائِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا لَلْعَجَبُ، لِمَ تَرَوْنَ هَذَا كَانَ يَكُونُ؟ قَالُوا: أَنْتَ يَا

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ. فَقَالَ: أَمَا أَنِّي قَدْ عَلِمْتُ لِمَ كَانَ ذَلِكَ: كَانَ النَّاسُ أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ لَا يَرْجُونَ جَنَّةً، وَلَا يَخَافُونَ نَارًا، وَلَا يَعْرِفُونَ بَعْثًا، وَلَا قِيَامَةَ، فَكَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَجِيبُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُمْ عَلَى الظَّالِمِ، لِيَدْفَعَ بِذَلِكَ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ، فَلَمَّا أَعْلَمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْعِبَادَ مِعَادَهُمْ، وَعَرَفُوا الْجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَالْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ، قَالَ: بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ، فَكَانَتِ النَّظِرَةُ، وَالتَّأْخِيرُ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ "

الباب الحادي والثلاثون في ثواب الصدقة على ذي الرحم

الْبَابُ الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ فِي ثَوَابِ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِم 262 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنَّاسِ: " تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ. قَالَتْ: وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ خَفِيفَ ذَاتَ الْيَدِ، فَقُلْتُ لَهُ: أَيَسَعُنِي أَنْ أَضَعَ صَدَقَتِي فِيكَ، وَفِي بَنِي أَخٍ لِي يَتَامَى؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: سَلِي عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإِذَا عَلَى بَابِهِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهَا: زَيْنَبُ، تَسْأَلُ عَنْ مَا أَسْأَلُ عَنْهُ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلَالٌ، فَقُلْنَا: انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلْهُ عَنْ ذَلِكَ وَلَا تُخْبِرْ مَنْ نَحْنُ، فَانْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ هُمَا؟ فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ الْأَنْصَارِيَّةُ، فَقَالَ: نَعَمْ، لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ الْقَرَابَةِ، وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ ". أَخْرَجَاهُ 263 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَنْبَأَ هِشَامٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةُ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ "

264 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَعْلَى، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَشَجِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: " أَعْتَقْتُ جَارِيَةً لِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِعِتْقِهَا، فَقَالَ: آجَرَكِ اللَّهُ، أَمَا إِنَّكِ لَوْ كُنْتِ أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ، كَانَ أَعْظَمُ لأَجْرِكِ ". أَخْرَجَاهُ 265 - أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " صَدَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى قَرَابَتِهِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " 266 - قال يُوسُفُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قثنا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، قثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ حَفَصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الرَّائِحِ بْنِ صُلَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهُيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ: إِنَّهَا صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ " 267 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، فَلَمَّا نَزَلَتْ:

{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] ، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقَالَ: أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ ". أَخْرَجَاهُ

الباب الثاني والثلاثون في صلة القريب المقاطع

الْبَابُ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ فِي صِلَةِ الْقَرِيبِ الْمُقَاطِعِ 268 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَعْلَى، قثنا فِطْرُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الرَّحِمَ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، وَلَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» 269 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي ذَوِي أَرْحَامٍ أَصِلُ وَيَقْطَعُونَ، وَأَعْفُو وَيَظْلِمُونَ، وَأُحْسِنُ وَيُسِيئُونَ، أَفَأُكَافِئُهُمْ؟ قَالَ: لَا إِذَنْ تَتْرُكُونَ جَمِيعًا، وَلَكِنْ جُدْ بِالْفَضْلِ، وَصِلْهُمْ، فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالُ مَعَكَ ظَهِيرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " 270 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلَاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً: أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ، وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ،

وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ، وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. قَالَ: إِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلَنْ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " 271 - أخبرنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَاصِمٍ الْفُضَيْلِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الشُّرَيْحِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَيْرُوزٍ، قثنا الْقَاسِمُ بْنُ مَرْوَانَ، قثنا الْخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يُشْرَفَ لَهُ بُنْيَانُهُ، وَيُرْفَعَ لَهُ الدَّرَجَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلْيَصِلْ مَنْ قَطَعَهُ، وَلْيُعْطِ مَنْ حَرَمَهُ، وَلْيَعْفُ عَنْ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلْيَحْلُمْ عَنْ مَنْ جَهِلَ عَلَيْهِ»

الباب الثالث والثلاثون في ثواب الصدقة على ذي الرحم المعادي

الْبَابُ الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ فِي ثَوَابِ الصَّدَقَةِ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْمُعَادِي 272 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قثنا الْحَجَّاجُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَفْضَلَ الصَّدَقَةِ الصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ الْكَاشِحِ» . قُلْتُ: الْكَاشِحُ الْمُعَادِي، كَأَنَّهُ يُضْمِرُ الْعَدَاوَةَ فِي كَشْحِهِ، وَهِيَ خَاصِرَتُهُ، وَإِنَّمَا فُضِّلَتِ الصَّدَقَةُ عَلَيْهِ لِمَكَانِ مُخَالَفَةِ هَوَى النَّفْسِ، فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى مَنْ يُحِبَّ، فَإِنَّمَا يُنْفِقُ عَلَى قَلْبِهِ وَهَوَاهُ

الباب الرابع والثلاثون في صلة القريب المشرك

الْبَابُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ فِي صِلَةِ الْقَرِيبِ الْمُشْرِكِ 273 - أخبرنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ كَيْسَانَ، قثنا يُوسُفُ الْقَاضِي، قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَتْ: " قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ مُشْرِكَةٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ مُشْرِكَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صِلِيهَا " 274 - أخبرنا ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَطِيعِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا ابْنُ نُمَيْرٍ، قثنا هِشَامٌ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ، قَالَتْ: " قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ عَلَيَّ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ ، قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ " 275 - أخبرنا ابْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو

نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُوسَى، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " رَأَى عُمَرُ حُلَّةً سِيَرَاءَ تُبَاعُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْتَعْ هَذِهِ تَلْبِسُهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذَا جَاءَكَ الْوُفُودُ، قَالَ: إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا بِحُلَلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ، فَقَالَ: كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ، قَالَ: إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبِسَهَا، وَلَكِنْ تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا، فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرَ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ "

الباب الخامس والثلاثون في بيان حق الجار وثواب صلته

الْبَابُ الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ فِي بَيَانِ حَقِّ الْجَارِ وَثَوَابِ صِلَتِهِ 276 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا عَبْدُ الرَّازَّقِ، قثنا مَعْمَرُ عنُ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِي جَارَهُ» 277 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، لَا وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ. قَالَهَا ثَلَاثُ مَرَّاتٍ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْجَارُ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ. قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ " 278 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَحَجَّاجٌ، قَالَا: ثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لَا يُؤْمِنُ. قَالَهَا ثَلَاثُ مَرَّاتٍ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الْجَارُ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ. قَالُوا: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ قَالَ: شَرُّهُ "

279 - قال أَحْمَدُ، وَحَدَّثَنَا حَسَنٌ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» 280 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قثنا إِبَّانُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ وَلِسَانُهُ، وَلَا يُؤْمِنُ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ. قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بَوَائِقُهُ؟ ، قَالَ: غَشْمُهُ وَظُلْمُهُ " 281 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ مُحَمَّدًا يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ، قَالَ: أَحْمَدُ: وَثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. ح وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ كَيْسَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قثنا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، كُلُّهُمْ، قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»

282 - أخبرنا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَبَنُوسِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْمِصِّيِصِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَالِحٍ الْجَوْهَرِيُّ، قثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ فَرَاهِيجَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرْيَرَةَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» 283 - أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ كَيْسَانَ، قثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيُّ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ» 284 - وثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ: لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ ". أَخْرَجَاهُ

285 - أخبرنا ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا رَوْحٌ، قثنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الأَشْهَلِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ: لَا تَحْقِرَنَّ إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ كُرَاعَ شَاةٍ " 286 - أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ كَيْسَانَ، قثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قثنا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخَبَرَنِي أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ، فَبِأَيِّهِمَا أَبْدَأُ، قَالَ: بِأَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا " 287 - قال يُوسُفُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قثنا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَهُ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ قِدْرًا، فَأَكْثِرِ الْمَرَقَةَ، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ، أَوِ اقْسِمْ بَيْنَ جِيرَانِكَ» 288 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَاوِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ

اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ» 289 - قال الْبُخَارِيُّ: وَسَمِعْتُ مُسَدَّدًا، يَقُولُ: قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ، قثنا الْأَعْمَشُ، قثنا أَبُو يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فُلَانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ وَتَصَدَّقُ، وَتُؤذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ " 290 - أخبرنا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَبَنُوسِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ، قثنا أَبِي سُفْيَانَ، قثنا ابْنُ قُدَامَةَ، قثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةَ تُصَلِّي اللَّيْلَ، وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَفِي لِسَانِهَا شَرٌّ تُؤْذِي جِيرَانَهَا سَلِيطَةٌ، قَالَ: لَا خَيْرَ فِيهَا، هِيَ فِي النَّارِ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فُلَانَةَ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَتَصَدَّقُ، وَلَيْسَ لَهَا شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا، قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ "

291 - أخبرنا ابْنُ نَاصِرٍ، وَعُمَرُ بْنَ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَمْ مِنْ جَارٍ مُتَعَلِّقٍ بِجَارِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذَا أَغْلَقَ بَابَهُ دُونِي، فَمَنَعَ مَعْرُوفَهُ " 292 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي عُشَانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُ خَصْمَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جَارَانِ» 293 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قثنا حَيْوَةُ، قَالَ: أَنْبَأَ شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ الْمُعَافِرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ»

294 - أخبرنا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ الْأَزْدِيُّ، قَالَتْ: أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمَسْلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى ابْنِ صَاعِدٍ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هَانِئٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، قَالَ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو إِلَيْهِ جَارَهُ، فَقَالَ لَهُ: كُفَّ عَنْهُ أذَاكَ، وَاصْبِرْ لِأَذَاهُ، فَكَفَى بِالْمَوْتِ مُفَرِّقًا " 295 - أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ النُّورِيُّ، قثنا وَكَانَ ثِقَةً، أَبُو مَنْصُورِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِلَالٍ الدَّقَّاقُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاغِنْدِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكِيُّ، قثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قثنا عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبُو الْعَلَاءِ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا ذَرَّ، يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ لَهُ الْجَارُ السُّوءُ، يُؤْذِيهِ، فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ، حَتَّى يَكُفَّهُ اللَّهُ بِحَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ» - 296 أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّائِيِّ، عَنْ مِلْحَانَ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ أَخَا عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ لِأُمِّهِ، قَالَ: قِيلَ لِنَوَّارٍ امْرَأَةِ حَاتِمٍ:

حَدِّثِينَا عَنْ حَاتِمٍ، قَالَتْ: " كُلُّ أَمْرِهِ كَانَ عَجَبًا: أَصَابَتْنَا سَنَةٌ حَصَتْ كُلَّ شَيْءٍ، فَاقْشَعَرَّتْ لَهَا الْأَرْضُ، وَاغْبَرَّتْ لَهَا السَّمَاءُ، وَضَنَّتِ الْمَرَاضِعُ عَلَى أَوْلَادِهَا، وَرَاحَتِ الْإِبِلُ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ، فَإِنَّا لَفِي لَيْلَةٍ صَنْبَرَةٍ، بَعِيدَةٍ مَا بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ إِذْ تَضَاغَى الصِّبِيَّةُ مِنَ الْجُوعِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَدِيُّ، وَسفَانَةُ، فَوَاللَّهِ، إِنْ وَجَدْنَا شَيْئًا نُعَلِّلَهُمْ بِهِ، فَقَامَ إِلَى أَحَدِ الصَّبِيَّيْنِ، فَحَمَلَهُ، وَقُمْتُ إِلَى الصَّبِيَّةِ فَعَلَّلْتُهَا، فَوَاللَّهِ، إِنْ سَكَتَا إِلَّا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، ثُمَّ عُدْنَا إِلَى الصَّبِيِّ الْآخَرِ، فَعَلَّلْنَاهُ حَتَّى سَكَتَ وَمَا كَادَ، ثُمَّ افْتَرَشْنَا قَطِيفَةً لَنَا شَامِيَّةً ذَاتَ خَمْلٍ، فَأَضْجَعْنَا الصِّبْيَانَ عَلَيْهَا وَنِمْنَا أَنَا وَهُوَ فِي حُجْرَةٍ، وَالصِّبْيَانُ بَيْنَنَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ يُعَلِّلُنِي لِأَنَامَ، وَعَرَفْتُ مَا يُرِيدُ، فَتَنَاوَمْتُ، فَقَالَ: مَا لَكِ أَنِمْتِ؟ فَسَكَتُّ. فَقَالَ: مَا أَرَاهَا إِلَّا وَقَدْ نَامَتْ، وَمَا بِي مِنْ نَوْمٍ، فَلَمَّا ادْلَهَمَّ اللَّيْلُ، وَتَهَوَّرَتِ النُّجُومُ وَهَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ، وَسَكَنَتِ الرِّجْلُ، إِذَا جَانِبُ الْبَيْتِ قَدْ رُفِعَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَوَلَّى حَتَّى إِذَا قُلْتُ: قَدْ أَسْحَرْنَا، أَوْ كِدْنَا، عَادَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَتْ: جَارَتُكَ فُلَانَةٌ يَا أَبَا عَدِيِّ، مَا وَجَدْتُ عَلَى أَحَدٍ مُعَوِّلا غَيْرَكَ، أَتَيْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَصْبِيَةٍ يَتَعَاوَوْنَ عُوَاءَ الذِّئْبِ مِنَ الْجُوعِ، قَالَ: أَعْجِلِيهِمْ عَلَيَّ، قَالَتِ النَّوَّارُ: فَوَثَبْتُ , فَقُلْتُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فَوَاللَّهِ لَقَدْ تَضَاغَى أَصْبِيَتُكَ، فَمَا وَجَدْتَ مَا تُعَلِّلَهُمْ بِهِ، فَكَيْفَ بِهَذِهِ وَوَلَدِهَا؟ فَقَالَ: اسْكُتِي، فَوَاللَّهِ لَأَشْبَعَنَّكِ إِيَّاهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَتْ: فَأَقْبَلَتْ تَحْمِلُ اثْنَيْنِ، وَتَمْشِي جَنْبَتِهَا أَرْبَعَةٌ كَأَنَّهَا نَعَامَةٌ حَوْلَهَا رِئَالُهَا، قَالَتْ: فَقَامَ إِلَى فَرَسِهِ، فَوَجَأَ بِحَرْبَتِهِ فِي لَبَّتِهِ، ثُمَّ قَدَحَ زَنْدَهُ، وَأَوْرَى نَارَهُ، ثُمَّ جَاءَ بِمُدْيَةٍ، فَكَشَطَ عَنْ جِلْدِهِ، ثُمَّ دَفَعَ الْمُدْيَةَ إِلَى الْمَرْأَةِ، ثُمَّ قَالَ: دُونَكِ، ثُمَّ قَالَ: ابْعَثِي صِبْيَانَكِ فَبَعَثَتْهُمْ، فَقَالَ: سَوْءَةٌ، أَتَأْكُلُونَ شَيْئًا دُونَ أَهْلِ الصِّرْمِ، فَجَعَلَ يَطُوفُ فِيهِمْ حَتَّى هَبُّوا فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَالْتَفَعَ بِثَوْبِهِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ نَاحِيَةً يَنْظُرُ إِلَيْنَا، لَا وَاللَّهِ مَا ذَاقَ مِنْهُ مُزْعَةً، وَإِنَّهُ لَأَحْوَجَهُمْ إِلَيْهِ، فَأَصْبَحْنَا وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُ إِلَّا عَظْمٌ أَوْ حَافِرٌ ". قَالَ أَبُو عَبْدُ الرَّحْمَنِ: الصِّرْمُ: الْأَبْيَاتُ الْعَشْرَةُ وَنَحْوُهَا، يَنْزِلُونَ فِي جَانِبٍ

الباب السادس والثلاثون في بر الضيف وإكرامه

الْبَابُ السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ فِي بِرِّ الضَّيْفِ وَإِكْرَامِهِ 297 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قثنا مَالِكٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخَرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ فَوْقُ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ، لَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ» . أَخْرَجَاهُ 298 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّازَّقِ، قَالَ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخَرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ» 299 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا مُسَدَّدٌ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ إِلَى نِسَاءِهِ، فَقُلْنَ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا الْمَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ يَضُمُّ هَذَا، أَوْ يُضِيفُ هَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ: أَنَا، وَانْطَلَقَ بِهِ لَهُ إِلَى امْرَأَتِهِ،

فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَانِ! فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ السِّرَاجَ، فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلا يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ فَلَمَّا أَصْبَحَا غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أَوْ عَجِبَ مِنْ فِعَالِكُمَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ". هَذِهِ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا فِي الصَّحِيحَيْنِ - 300 أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ ظَفَرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنِ السَّرَّاجِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأَرْجِيُّ، قثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنِ جَهْضَمٍ، قثنا الْخُلْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْكَتَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ أُخَرُ مِنَ الْمَشَايِخِ، قَالُوا: " كَانَ لِأَبِي جَعْفَرٍ الدَّيْنَوَرِيِّ أَخٌ لَا يُقِيمُ فِي قَرْيَةٍ أَكْثَرَ مِنْ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ ثُمَّ يَخْرُجُ، فَدَخَلَ إِلَى قَرْيَةٍ فَاعْتَلَّ بِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ لَمْ يَأْكُلْ، وَلَمْ يَشْرَبْ، وَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ، فَمَاتَ، فَأَصْبَحَ الْقَوْمُ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ فَوَجَدُوهُ مَيِّتًا، فَغَسَّلُوهُ، وَحَنَّطُوهُ، وَكَفَّنُوهُ، وَصَلَّوْا عَلَيْهِ، وَحَمَلُوهُ لِيَدْفِنُوهُ، فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ قَرْيَةٍ إِلَيْهِمْ، وَقَالُوا: سَمِعْنَا صَائِحًا يَصِيحُ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْضُرَ جِنَازَةَ وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلْيَحْضُرْ قَرْيَةَ كَذَا كَذَا، قَالَ: فَصَلَّوْا عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، وَجَدُوا الْكَفَنَ وَالْحَنُوطَ مَصْرُورًا فِي مِحْرَابِهِمْ، وَمَعَهُ كِتَابٌ فِيهِ مَكْتُوبٌ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِي كَفَنِكُمْ هَذَا! يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ وَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، لَا عُدْتُمُوهُ، وَلَا عَلَّلْتُمُوهُ، وَلَا أَطْعَمْتُمُوهُ، وَلَا سَقَيْتُمُوهُ، وَلَا كَلَّمْتُمُوهُ ". قَالَ الْكَتَّانِيُّ: إِنَّ أَهْلَ تِلْكَ الْقَرْيَةِ جَعَلُوا فِيهَا بَيْتًا لِلضِّيَافَةِ - 301 أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، وَالْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَا: أَنْبَأَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ

جَعْفَرٍ الْحَوْرِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: زَعَمَ الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، قثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ بُدَيْحٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: " خَرَجْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَنَزَلْنَا إِلَى جَانِبِ خِبَاءٍ مِنْ شَعْرٍ، وَإِذَا صَاحِبُ الْخِبَاءِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ، إِذَا نَحْنُ بِالأَعْرَابِيِّ قَدْ أَقْبَلَ يَسُوقُ نَاقَةً، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيْ قَوْمِ أَبْغُونِي شَفْرَةً، فَنَاوَلْنَاهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا، وَقَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا، قَالَ: فَأَقَمْنَا الْيَوْمَ الثَّانِي، فَإِذَا نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ يَسُوقُ نَاقَةً أُخْرَى، فَقَالَ: أَيْ قَوْمِ أَبْغُونِي شَفْرَةً، فَقُلْنَا: إِنَّ عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى، فَقَالَ: أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَّ، نَاوِلُونِي شَفْرَةً. فَنَاوَلُوهُ الشَّفْرَةَ فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا، ثُمَّ قَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا. وَبَقِينَا الْيَوْمَ الثَّالِثَ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْعُذْرِيِّ يَسُوقُ أُخْرَى، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: أَيْ قَوْمُ أَبْغُونِي شَفْرَةً، فَقُلْنَا: إِنَّ عِنْدَنَا مِنَ اللَّحْمِ مَا تَرَى. فَقَالَ: أَبِحَضْرَتِي تَأْكُلُونَ الْغَابَّ، إِنِّي لَأَحْسَبُكُمْ لِئَامًا، نَاوِلُونِي شَفْرَةً، فَنَاوَلُوهُ الشَّفْرَةَ، فَوَجَأَ فِي لَبَّتِهَا، ثُمَّ قَالَ: شَأْنُكُمْ بِهَا. قَالَ: وَأَخَذْنَا فِي الرَّحِيلِ، فَقَالَ ابْنُ جَعْفَرٍ لِخَادِمِهِ: مَا مَعَكَ؟ قَالَ: رِزْمَةُ ثِيَابٍ، وَأَرْبَعُ مِائَةِ دِينَارٍ. قَالَ: اذْهَبْ بِهَا إِلَى الشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ. قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا، فَإِذَا جَارِيَةٌ فِي الْخِبَاءِ، فَقَالَ: يَا هَذِهِ، خُذِي هَدِيَّةَ ابْنِ جَعْفَرٍ. قَالَتْ: إِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرًى جَزَاءً. فَجَاءَ ابْنَ جَعْفَرٍ، فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: عُدْ إِلَيْهَا فَإِنْ هِيَ قَبِلَتْ، وَإِلَّا فَارْمِ بِهَا عَلَى بَابِ الْخَيْمَةِ. فَعَاوَدَهَا , فَقَالَتْ: اذْهَبْ عَنَّا، بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، فَإِنَّا قَوْمٌ لَا نَقْبَلُ عَلَى قِرَانَا جَزَاءً، فَوَاللَّهِ إِنْ جَاءَ شَيْخِي فَرَآكَ هَاهُنَا لَتَلْقَيَنَّ مِنِّي أَذًى. قَالَ: فَرَمَى بِالرِّزْمَةِ وَالصُّرَّةِ عَلَى بَابِ الْخِبَاءِ، ثُمَّ ارْتَحَلْنَا فَمَا سِرْنَا إِلَّا قَلِيلًا، فَإِذَا نَحْنُ بِشَيْءٍ يَرْفَعُهُ السَّرَابُ مَرَّةً، وَيَضَعُهُ أُخْرَى، فَلَمَّا دَنَا مِنَّا، إِذْ نَحْنُ بِالشَّيْخِ الْعُذْرِيِّ وَمَعَهُ الصُّرَّةُ وَالرِّزْمَةُ، فَرَمَى بِذَلِكَ، ثُمَّ وَلَّى مُدْبِرًا، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ فِي قَفَاهُ هَلْ يَلْتَفِتُ فَهَيْهَاتَ، فَكَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: مَا غَلَبَنَا بِالسَّخَاءِ إِلَّا الشَّيْخُ الْعُذْرِيُّ " -302 قال الْقُرَشِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِحَاتِمٍ: " هَلْ فِي الْعَرَبِ

أَجْوَدُ مِنْكَ؟ فَقَالَ: كُلُّ الْعَرَبِ أَجْوَدُ مِنِّي، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ: نَزَلْتُ عَلَى غُلَامٍ مِنَ الْعَرَبِ يَتِيمٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ، وَكَانَ لَهُ مِائَةٌ مِنَ الْغَنَمِ، فَذَبَحَ لِي مِنْهَا شَاةً، فَأَتَانِي بِهَا، فَلَمَّا قَرَّبَ إِلَيَّ دِمَاغَهَا، قُلْتُ: مَا أَطْيَبَ هَذَا الدِّمَاغَ! قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَأْتِينِي مِنْهُ، حَتَّى قُلْتُ: قَدِ اكْتَفَيْتُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ إِذَا هُوَ قَدْ ذَبَحَ الْمِائَةَ شَاةٍ، وَبَقِيَ لَا شَيْءَ لَهُ! فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا صَنَعْتَ بِهِ، فَقَالَ: وَمَتَى أَبْلُغُ شُكْرَهُ وَلَوْ صَنَعْتُ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ؟ أَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنْ خِيَارِ إِبِلِي " وَرَوَى الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ السِّمْنَانِيُّ، قَالَ: نَزَلْتُ بِقَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ لِي شَيْخٌ مِنْهُمْ: أَيُّهَا الْقَاضِي، أَمَا تَرَى هَذَا الدَّوَّارَ، وَهَذِهِ الْبُيُوتَ، وَهَذِهِ الرِّجَالَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَإِنَّهُمْ أَوْلَادِي، وَأَوْلَادُ أَوْلَادِي، كُنْتُ حَدَثًا فَحَجَجْتُ، فَاجْتَزْنَا بِقَوْمٍ مِنْ طَيِّئٍ عَلَيْهِمْ آثَارُ الْفَقْرِ، فَنَزَلْنَا قَرِبيًا مِنْهُمْ لِئَلَّا نَجْحِفَ بِهِمْ، وَكَانَ مِمَّا يَلِينَا بَيْتٌ شَعِثٌ، فَإِذَا قَدْ خَرَجَتْ مِنْهُ امْرَأَةٌ عَلَيْهَا أَسْمَالٌ وَعَقَرَتْ لَنَا نَاقَةً، وَقَالَتْ: يَا عَشِيرَةُ، وَاللَّهِ مَا ادَّخَرْتُ عَنْكُمْ مُمْكِنًا وَظَاهِرُ الْحَالِ يُخْبِرُكُمْ بِصِدْقِي، فَكُلُوا وَاعْذُرُونَا، فَأَنْكَرْتُ مَا فَعَلَتْ، وَتَوَجَعْنَا لَهَا. فَقَالَتْ: أَنَا فِي هَذَا الْبَيْتِ مَعَ وَالِدَةٍ لِي، وَقَدْ ذَهَبَ رِجَالِي وَرَزَحَتْ حَالِي، فَأَكَلْنَا مِنْ طَعَامِهَا، وَسَأَلْنَا عَنْهَا، فَقِيلَ لَنَا: هِيَ مِنْ خِيَارِ قَوْمِهَا، وَهِيَ فَقِيرَةٌ وَحِيدَةٌ، وَإِنَّهَا لَمْ تَمْلِكْ غَيْرَ هَذِهِ النَّاقَةَ، وَتَعِيشُ بِلَبَنِهَا وَأُخْرَى تَحْمِلُ عَلَيْهَا. فَاغْتَنَمْنَا لِمَا فَعَلَتْ وَجَمَعْنَا بَيْنَنَا شَيْئًا، وَدَفَعْنَاهُ إِلَيْهَا، فَبَكَتْ، وَقَالَتْ: مَا أَحْسَنْتُمُ الصُّحْبَةَ! سِمْتُمُونِي آخُذُ الْجَزَاءَ عَنِ الْقِرَى؟ فَقُلْتُ لَهَا: هَلْ لَكِ فِي بَعْلٍ، فَقَالَتْ: إِنَّكَ لَكُفْؤٌ كَرِيمٌ، غَيْرُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ عَنِّي أَنَّ ضَيْفًا نَزَلَ بِي فَتَزَوَّجَنِي، فَإِنْ خَطَبْتَ هَذَا الْأَمْرَ مِنْ بَعْدُ مِنْ عَشِيرَتِي رَغِبْتُ فِيكَ. فَحَجَجْتُ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى شَيْخِ الْقَوْمِ فَخَطَبْتُهَا، فَبَعَثَ، فَأَخْبَرَهَا، فَقَالَتْ: أَنْتُمْ أَوْلَى بِأَمْرِي. فَعَقَدْتُ عَلَيْهَا وَحَمَلْتُهَا، ثُمَّ جَدَّدْتُ الْعَقْدَ عِنْدَ الْحَاكِمِ، فَحَمَلَتْ بِهَذَا الْغُلَامِ، وَفِي الْعَامِ الثَّانِي بِهَذَا، وَلَمْ يَزَلْ بَعْدُ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى عَدَّ عَشْرَةَ، وَلَيْسَ مِنْهُمْ إِلَّا مَنْ لَهُ خَمْسَةٌ وَسَبْعَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ، وَأَقَلُّهُمْ ثَلَاثَةُ

- 303 وَقَدْ رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ دُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: " أَغَارَتْ بَنُو شَيْبَانَ عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ تَمِيمٍ، فَنَظَرُوا إِلَى رَجُلٍ عَلَى جَوَادٍ فَأَسَرُوهُ، فَلَمَّا جَنَّهُ اللَّيْلُ، فَكَّ قَيْدَهُ فَنَجَا، وَلَجَأَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ طَيِّئٍ، فَسَأَلَهُ الضِّيَافَةَ، فَفَعَلَ، وَقَامَ إِلَى نَاقَةٍ كَوْمَاءَ، فَنَحَرَهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَامَ إِلَى أُخْرَى، فَقَالَ لَهُ التَّمِيمِيُّ: إِنَّ عِنْدَكَ لَحْمًا، قَالَ: إِنِّي لَا أُطْعِمُ ضَيْفِي إِلَّا غَبِيطًا، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: إِنَّ أَبِي لَمَّا دَعَاهُ دَاعِيَهْ ... أَوْصَى بِمَا لَابُدَّ أَنْ سَأُمْضِيَهْ بِالضَّيْفِ أَنْ أُكْرِمَ حِينَ أُثْوِيَهْ ... وَأَغْبِطَ الْكَوْمَاءَ حِينَ أُقْرِيَهْ وَالْجَارُ أَحْمِي سَرِيَّهْ وَأَكْفِيَهْ ... وَالصَّبْرُ إِنْ شَبَّ الْوَغَا تَلْظِيَهْ وَالْكَرُّ فِي أَثَرِ الْمُضَافِ أَحْمِيَهْ فَأَقَامَ الضَّيْفُ عِنْدَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ حَدَّثَ نَفْسَهُ، فَقَالَ: لَوِ اسْتَقْتُ إِبِلَ هَذَا مَا كَانَ عِنْدَهُ نَكِيرٌ، فَلَمَّا جَنَّ اللَّيْلُ، قَامَ فَاخْتَرَطَ سَيْفَهُ، فَلَمَّا رَأَتِ الْإِبِلُ السَّيْفَ تَفَرَّقَتْ، فَرَكِبَ فَرَسَ الرَّجُلِ، وَأَخَذَ رُمْحَهُ، وَأَقْبَلَ يَطْرُدُهَا، فَاسْتَيْقَظَ الطَّائِيُّ، فَتَنَكَّبَ قَوْسَهُ، وَكِنَانَتَهُ، وَسَارَ فَأَدْرَكَهُ، فَقَالَ: يَا هَذَا إِنَّكَ ضَيْفٌ، وَإِنْ رَمَيْتَكَ قَتَلْتَكَ، وَأَنَا أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَنْ تَحْمِلَنِي عَلَى قَتْلِ ضَيْفِي، فَأَسُبُّ بِذَلِكَ فِي الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهُ التَّمِيمِيُّ: انْجُ بِنَفْسِكَ، قَالَ: إِنِّي قَاتِلُكَ. قَالَ: فَأَرَانِي أَمَارَةَ ذَلِكَ. قَالَ: عَلِّمْ عَلَى مَا شِئْتَ حَتَّى أُصِيبَهُ. قَالَ: الْحَجَرُ النَّاتِئُ مِنَ الْخِبَاءِ، فَرَمَاهُ، فَأَثَّرَ فِيهِ السَّهْمُ. فَقَالَ: الضَّبُّ الَّذِي قَدْ عَلَا الْمَدَرَةَ، قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ فِي مَغْرِزِ ذَنَبِهِ، فَرَمَاهُ فَفَصَلَ ذَنَبَهُ عَنْ ظَهْرِهِ. فَقَالَ: خُذْ إِبِلَكَ، فَلَمَّا سَاقَهَا، قَالَ: أَظُنُّ الْحَاجَةَ دَعَتْكَ إِلَى أَخْذِهَا. قَالَ: هُوَ ذَاكَ. قَالَ: فَتَخَيَّرْ مِنْهَا خَمْسِينَ. فَلَمَّا أَخَذَهَا، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْكَ ضِيَافَةً، وَلَا أَشَدَّ عِنَايَةً، وَلَا أَظْهَرَ شَجَاعَةً! فَغَطَّى وَجْهَهُ، وَقَالَ: أَطْرُدْهَا كُلَّهَا، فَوَاللَّهِ مَا بَقِيَ بِمَا قُلْتَ. فَطَرَدَهَا وَلَحِقَ بِقَوْمِهِ "

الباب السابع والثلاثون في ذكر حق المسلم على المسلم

الْبَابُ السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ فِي ذِكْرِ حَقِّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ 304 - أخبرنا ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قثنا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُ جَنَازَتَهُ إِذَا مَاتَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ ". أَخْرَجَاهُ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، فَزَادَ فِيهِ: فَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ 305 -، قَالَ أَحْمَدُ وَثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، قثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَيَقُولُ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُ أَحَدُهُمَا، وَكَانَ يَقُولُ: لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ سِتٌّ: يُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَنْصَحُهُ إِذَا غَابَ، وَيَشْهَدُهُ وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَتْبَعُهُ إِذَا مَاتَ، وَنَهَى عَنْ هِجْرَةِ الْمُسْلِمِ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ "

306 - قال أَحْمَدُ: قثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِلَالٍ: أَنْ يُجِيبَهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُشمِّتَهُ إِذَا عَطَسَ، وَإِذَا مَرِضَ أَنْ يَعُودَهُ، وَإِذَا مَاتَ أَنْ يَشْهَدَهُ " 307 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْآدَمِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ازْدَادُ بْنُ السَّبَّالِ، قَالَ: أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِلْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتُّ خِصَالِ: يُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيُشَيِّعُ جِنَازَتِهِ إِذَا تُوُفِّيَ، وَيُحِبُّ لَهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ". قَالَ جَعْفَرُ الصَّادِقُ: مَعْرِفَةُ يَوْمٍ مَوَدَّةٌ، وَمَعْرِفَةُ شَهْرٍ قَرَابَةٌ، وَمَعْرِفَةُ سَنَةٍ رَحِمٌ مَاسَّةٌ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ

الباب الثامن والثلاثون في ذكر ثواب المقرض

الباب الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ فِي ذِكْرِ ثَوَابِ الْمُقْرِضِ 308 - أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَنْبَأَ جَدِّي أَبُو مَنْصُورٍ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ، قثنا صَالِحُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، قثنا الْبَغَوِيُّ، قثنا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ، قثنا سَلَمَةُ بْنُ بِشْرٍ، قثنا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى الدِّمَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا: الصَّدَقَةُ بِعَشْرٍ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ. فَقُلْتُ: يَا جَبْرِيلُ، كَيْفَ صَارَتِ الصَّدَقَةُ بِعَشْرٍ، وَالْقَرْضُ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ؟ فَقَالَ: لِأَنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ الْغَنِيِّ وَالْفَقِيرِ، وَالْقَرْضَ لَا يَقَعُ إِلَّا فِي يَدِ مُحْتَاجٍ إِلَيْهِ " 309 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَسْلَفَ مِنْهُ حِينَ غَزَا حُنَيْنًا ثَلَاثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَضَاهَا

إِيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْوَفَاءُ، وَالْحَمْدُ "

الباب التاسع والثلاثون في ثواب إنظار المعسر

الْبَابُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثُونَ فِي ثَوَابِ إِنْظَارِ الْمُعْسِرِ 310 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ شَاذَانُ، قثنا إِبْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَيَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ " 311 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَفَّانُ، قثنا أَبُو عَوَانَةَ، قثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " إِنَّ رَجُلًا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَتَاهُ مَلَكٌ لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ. قِيلَ لَهُ: انْظُرْ. قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئًا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ وَأُحَارِفُهُمْ فَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُوسِرِ، فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ ". الْحَدِيثَانِ فِي الصَّحِيحَيْنِ 312 - أخبرنا الْكَرُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ ابْنُ الْجَرَّاحِ، قثنا ابْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا التِّرْمِذِيُّ، قثنا هَنَّادٌ، قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "

حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا، وَكَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، فَقَالَ اللَّهُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ " 313 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، قثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْيَسَرِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ» 314 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» 315 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ»

316 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ حَقٍّ، فَمَنْ أَخَّرَهُ كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ» 317 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَفَّانُ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ كَانَ لَهُ عَلَى رَجُلٍ دَيْنٌ، وَكَانَ يَأْتِيهِ يَتَقَاضَاهُ، فَيَخْتَبِئُ مِنْهُ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَخَرَجَ صَبِيٌّ، فَسَأَلَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: نَعَمْ، هُوَ فِي الْبَيْتِ يَأْكُلُ خَزِيرَةً، فَنَادَاهُ: يَا فُلَانُ، اخْرُجْ فَقَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّكَ هَاهُنَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا يُغَيِّبُكَ عَنِّي، قَالَ: إِنِّي مُعْسِرٌ وَلَيْسَ عِنْدِي، قَالَ: آللَّهِ أَنَّكَ مُعْسِرٌ. قَالَ: نَعَمْ. فَبَكَى أَبُو قَتَادَةَ، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ، أَوْ مَحَى عَنْهُ، كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» 318 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ التَّمَّارُ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ الْكُوفِيُّ، قثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زِيَادٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِحْجَنٍ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «أَظَلَّ اللَّهُ عَبْدًا فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ تَرَكَ لِغَارِمٍ»

319 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، قثنا وَكَانَ يُثْنِي عَلَيْهِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْجَمَّالُ قثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، قثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا بَعْدَ حُلُولِ أَجَلِهِ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ» - 320 أنبأنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُحَلَّى، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْكُوفِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ، قثنا أَبُو أُسَامَةَ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمَّادٍ الْخَطِيبِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، قَالَ: " كَلَّمَنِي رَجُلٌ أَنْ آتِيَ مُحَمَّدَ بْنَ سُوقَةَ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ مَالٌ فِي أَنْ يُؤَخِّرَهُ عَنْهُ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ جَالِسٌ بِبَابِهِ، فَرَحَّبَ بِي، وَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ مُعَامِلِيكَ كَلَّمَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ أَنْ تُؤَخِّرَ عَنْهُ. قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قُلْتُ: فُلَانٌ، قَالَ: لَنَا عَلَيْهِ مَالٌ كَثِيرٌ، قَالَ: قَدْ حَطَطْتُ عَنْهُ نِصْفَ مَا عَلَيْهِ لِمَجِيئِكَ، فَإِنْ أَنْتَ أَكَلْتَ عِنْدِي حَطَطْتُ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ، قُلْتُ: أَفْعَلُ، فَأَطْعَمَنِي طَعَامًا طَيِّبًا، ثُمَّ أَخْرَجَ إِلَيَّ الْكِتَابَ، فَقَالَ: هَاكَ، قَدْ وَهَبْنَاهُ لَهُ وَجَعَلْنَاهُ فِي حِلٍّ "

الباب الأربعون في ثواب الصدقة

الْبَابُ الأَرْبَعُونَ فِي ثَوَابِ الصَّدَقَةِ 321 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ، قثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى يَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ» . أَخْرَجَاهُ 322 - أخبرنا الْكَرُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، وأَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ ابْنُ الْجَرَّاحِ، قثنا ابْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا التِّرْمِذِيُّ، قثنا قُتَيْبَةُ، قثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ، إِلَّا أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةٌ، فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، أَوْ فَصِيلَهُ» 223 - أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَصِيفٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو

بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ غَيْلَانَ، قثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، قثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ الْمُصَدَّقِ عَلَيْهِ» 324 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: أَنْبَأَ النَّضْرُ، قثنا إِسْرَائِيلُ، قَالَ: أَنْبَأَ سَعْدٌ الطَّائِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» 225 - أخبرنا ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ، فَيَنْطُرُ عَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ عَنْ أَشْأَمَ مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، وَيَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ» . أَخْرَجَاهُ

326 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ: " أَنَّ رَجُلًا تَصَدَّقَ بِنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيَأْتِيَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسَبْعِ مِائَةِ نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ ". انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ 327 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَى رَجُلٍ يُصَرِّفُ رَاحِلَتَهُ فِي نَوَاحِي الْقَوْمِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلٌ مِنْ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ» . حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ 328 - أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ»

329 - أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنُ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَصْرِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قثنا أَبِي، قثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا أَحْسَنَ عَبْدٌ الصَّدَقَةَ، إِلَّا أَحْسَنَ اللَّهُ الْخِلَافَةَ عَلَى تَرِكَتِهِ» 330 - أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسُّونٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزَجِيُّ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْعَسْكَرِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، قثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، قثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا يَخْرُجُ رَجُلٌ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّدَقَةِ حَتَّى يُفَكَّ عَنْ لَحْيِ سَبْعِينَ شَيْطَانًا»

331 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سُكَيْنَةَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ الْمُقْرِئُ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ، حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ، أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ ". قَالَ يَزِيدُ: فَكَانَ أَبُو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ إِلَّا تَصَدَّقَ فِيهِ بِكَعْكَةٍ، أَوْ بِبَصَلَةٍ، أَوْ بِكَذَا، سَمَّى شَيْئًا 249 - قال الْقُرَشِيُّ: وَثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي هَارُونَ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ» 333 - قال الْقُرَشِيُّ: وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قثنا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَمْسَتْ عَائِشَةُ صَائِمَةً وَلَيْسَ عِنْدَهَا إِلَّا رَغِيفَانِ، فَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِرَغيِفٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِالرَّغِيفِ الْآخَرِ، فَأَبَتْ مَوْلاتُهَا أَنْ تَدْفَعَهُ إِلَيْهِ، فَطَرَحَتْهُ إِلَيْهِ عَائِشَةُ مِنْ تَحْتِ

السِّتْرِ، فَقَالَتْ لَهَا مَوْلاتُهَا: انْظُرِي عَلَى مَا تُفْطِرِينَ، فَلَمَّا أَمْسَتْ عَائِشَةُ، إِذَا ضَارِبٌ يَضْرِبُ الْبَابَ، فَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: رَسُولُ آلِ فُلَانٍ. قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ كَانَ مَمْلُوكًا فَأَدْخِلِيهِ، فَإِذَا هُوَ يَحْمِلُ شَاةً مَشْوِيَّةً عَلَيْهَا خُبْزٌ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: اعْتَدِّي كَمْ هَاهُنَا خُبْزٍ خَيْرٌ مِنْ رَغِيفِكِ، فَلا وَاللَّهِ مَا كَانُوا أَهْدَوْا إِلَيَّ قَبْلَهَا شَيْئًا " 334 - قال الْقُرَشِيُّ: وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسٍ، قثنا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: " انْصَرَفْتُ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَكَانَ صَائِمًا، فَلَمَّا أَمْسَى، قُلْتُ لِغُلَامِهِ: هَاتِ فِطْرَهُ، قَالَ: مَا لَهُ فِطْرٌ، قُلْتُ: فَتَمْرٌ. قَالَ: وَلَا تَمْرٌ. فَجَعَلْتُ أَسُبُّهُ، وَأَقُولُ: شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيَّعْتَهُ. قَالَ: وَمَا ذَنْبِي؟ فَتَحَ الْيَوْمَ خِزَانَتَهُ، فَمَا تَرَكَ فِيهَا بُرَّةً، وَلَا تَمْرَةً، وَلَا شَعِيرَةً إِلَّا تَصَدَّقَ بِهِ " 335 - قال الْقُرَشِيُّ: وَثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قثنا مُزَاحِمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: 245] ، قَالَ: الدِّرْهَمُ يُضَاعَفُ أَلْفَيْ أَلْفَ حَسَنَةً " 336 - أخبرنا أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ عَلِيٍّ الْبَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، قَالَا: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الطُّرَيْثِيثِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ هِبَةُ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، قثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قثنا جَابِرٌ، عَنْ مَوْلَاةٍ لِأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَتْ: كَانَ أَبُو أُمَامَةَ رَجُلًا يُحِبُّ الصَّدَقَةَ، وَيَجْمَعُ لَهَا مِنْ بَيْنِ الدَّنَانِيرِ، وَالدَّرَاهِمِ، وَالْفُلُوسِ، وَمَا يُؤْكَلُ حَتَّى الْبَصَلَةِ، وَلَا يَقِفُ بِهِ سَائِلٌ إِلَّا أَعْطَاهُ مَا يَتَهَيَّأُ لَهُ،

حَتَّى يَضَعَ فِي يَدِ أَحَدِهِمُ الْبَصَلَةَ. قَالَتْ: فَأَصْبَحْنَا ذَاتَ يَوْمٍ وَلَيْسَ فِي بَيْتِهِ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ، وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلَّا ثَلَاثَةُ دَنَانِيرَ، فَوَقَفَ بِهِ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِينَارًا، ثُمَّ وَقَفَ بِهِ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِينَارًا، يَعْنِي ثُمَّ وَقَفَ بِهِ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ دِينَارًا، قَالَتْ: فَغَضِبْتُ، وَقُلْتُ: لَمْ يَبْقَ لَنَا شَيْءٌ. فَاسْتَلْقَى عَلَى فِرَاشِهِ، وَأَغْلَقْتُ عَلَيْهِ بَابَ الْبَيْتِ، حَتَّى أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ الظُّهْرَ، فَجِئْتُهُ، فَأَيْقَظْتُهُ، فَرَاحَ إِلَى مَسْجِدِهِ صَائِمًا، فَرَقَقْتُ عَلَيْهِ، وَاسْتَقْرَضْتُ مَا اشْتَرَيْتُ بِهِ عَشَاءً، فَهَيَّأْتُ لَهُ عَشَاءً وَسِرَاجًا، وَوَضَعْتُ مَائِدَةً، وَدَنَوْتُ مِنْ فِرَاشِهِ لِأُمَهِّدُهُ لَهُ، فَرَفَعْتُ الْمُرْفَقَةَ، فَإِذَا بِذَهَبٍ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا صَنَعَ مَا صَنَعَ إِلَّا ثِقَةً بِمَا جَاءَ بِهِ، فَعَدَدْتُهَا، فَإِذَا ثَلاثُ مِائَةِ دِينَارٍ، فَتَرَكْتُهَا عَلَى حَالِهَا حَتَّى انْصَرَفَ عَنِ الْعِشَاءِ، قَالَتْ: فَلَمَّا دَخَلَ فَرَأَى مَا هَيَّأْتُ لَهُ، حَمِدَ اللَّهَ وَتَبَسَّمَ، وَقَالَ: هَذَا خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِ، فَجَلَسَ فَتَعَشَّى، فَقُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ! جِئْتَ بِمَا جِئْتَ بِهِ، ثُمَّ وَضَعْتَهُ بِمَضِيعَةٍ، فَقَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ فَقُلْتُ: مَا جِئْتَ بِهِ مِنَ الدَّنَانِيرِ، فَرَفَعْتُ الْمِرْفَقَةَ عَنْهَا، فَفَزِعَ لِمَا رَأَى تَحْتَهَا، وَقَالَ: وَيْحَكِ مَا هَذَا؟ قُلْتُ: لَا عِلْمَ لِي بِهِ، إِلَّا أَنِّي وَجَدْتُهُ عَلَى مَا تَرَى، قَالَتْ: فَكَثُرَ فَزَعُهُ ". وَجَاءَ فِي حَدِيثٍ: إِذَا أَمْلَقْتُمْ، فَتَاجِرُوا اللَّهَ بِالصَّدَقَةِ. وَكَانَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ كُلَّمَا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ جَاءَهُ عِوَضُهُ، حَتَّى قَالَ: وَاغَوْثَاهْ مِنْ سُرْعَةِ الْخَلَفِ. وَوَرِثَ رَجُلٌ مَالًا، فَقَالَ: يَا رَبِّ، مَا أُحْسِنُ حِفْظَ هَذِهِ الدَّرَاهِمِ، وَأَنَا أَدْفَعُهَا إِلَيْكَ لِتَرُدَّهَا إِلَيَّ وَقْتَ حَاجَتِي، ثُمَّ تَصَدَّقَ بِهَا، فَمَا احْتَاجَ ذَلِكَ الرَّجُلُ قَطُّ طُولَ حِيَالتِهِ، وَكَانَ إِذَا احْتَاجَ فُتِحَ لَهُ فِي الْوَقْتِ 337 - أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطُّوسِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ارْحَمُوا حَاجَةَ الْغَنِيِّ،

فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَاجَةُ الْغَنِيِّ؟ قَالَ: الرَّجُلُ الْمُوسِرُ يَحْتَاجُ، فَصَدَقَةُ الدِّرْهَمِ عَلَيْهِ عِنْدَ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا " - 338 أخبرنا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَا: قثنا حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قثنا مَنْصُورُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَدْلُ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: " الصَّدَقَةُ أَفْضَلُ مِنَ الْحَجِّ، وَالْعُمْرَةِ، وَالْجِهَادِ، ثُمَّ قَالَ: ذَاكَ يَرْكَبُ وَيَرْجِعُ وَيَرَاهُ النَّاسُ، وَهَذَا يُعْطِي سِرًّا لَا يَرَاهُ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "

الباب الحادي والأربعون في اختيار الأجود والمحبوب للصدقة

الْبَابُ الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ فِي اخْتِيَارِ الْأَجْوَدِ وَالْمُحْبُوبِ لِلصَّدَقَةِ 339 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحُمَيْدِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: لَتُنَبَّأَنَّ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ شَحِيحٌ صَحِيحٌ تَأْمُلُ الْبَقَاءَ وَتَخَافُ الْفَقْرَ، وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا، وَلِفُلَانٍ كَذَا، أَلَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ " 340 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَبْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: " كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبُّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طيِّبٌ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَمْوَالِ إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ للَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا عَنِ اللَّهِ، فَضَعْهَا حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ أَوْ رَايِجٌ، شَكَّ ابْنُ مَسْلَمَةَ، وَقَدْ سَمِعْتُ

مَا قُلْتُ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تجَعْلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ ذَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ". فَقَسَّمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ 341 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا إِسْمَاعِيلُ، قثنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَأْمَرَهُ فِيهَا، قَالَ: أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالًا قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُرُ بِهِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا، قَالَ: فَتَصَدَّقْ بِهَا يَا عُمَرُ: أَنْ لَا تُبَاعَ، وَلَا تُوهَبَ، وَلَا تُورَثَ، فَتَصَدَّقْ بِهَا فِي الْفُقَرَاءِ، وَالْقُرْبَى، وَالرِّقَابِ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، وَابْنِ السَّبِيلِ، وَالضَّيْفِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ فِيهِ مَالًا ". الْأَحَادِيثُ الثَّلَاثَةُ فِي الصَّحِيحَيْنِ 342 - أخبرنا الْمُحَمَّدانِ ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَا: أَنْبَأَ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قثنا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، قثنا أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: " كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَعْتَقَ جَارِيَتَهُ، الَّتِي يُقَالُ لَهَا: رُمَيْثَةُ، وَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] ، وَإِنِّي وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُحبُّكِ فِي الدُّنْيَا، اذْهَبِي فَأَنْتِ لِوَجْهِ اللَّهِ "

343 - قال أَبُو نُعَيْمٍ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: " كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اشْتَدَّ عَجَبُهُ بِشَيْءٍ مِنْ مَالِهِ قَرَّبَهُ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ نَافِعُ: كَانَ رَقِيقُهُ قَدْ عَرَفُوا ذَلِكَ مِنْهُ فَرُبَّمَا شَمَّرَ أَحَدُهُمْ فَلَزِمَ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَآهُ ابْنُ عُمَرَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الْحَسَنَةِ أَعْتَقَهُ، فَيَقُولُ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهِ مَا بِهِمْ إِلَّا أَنْ يَخْدَعُوكَ، فَيَقُولُ ابْنُ عُمَرَ: فَمَنْ خَدَعَنَا بِاللَّهِ انْخَدَعْنَا لَهُ، قَالَ نَافِعُ: فَلَقَدْ رَأَيْتَنَا ذَاتَ عَشِيَّةٍ، وَرَاحَ ابْنُ عُمَرَ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ قَدْ أَخَذَهُ بِمَالٍ، فَلَمَّا أَعْجَبَهُ سَيْرُهُ أَنَاخَهُ مَكَانَهُ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: يَا نَافِعُ، انْزَعُوا زِمَامَهُ، وَرَحْلَهُ، وَجَلِّلُوهُ، وَأَشْعِرُوهُ، وَأَدْخِلُوهُ فِي الْبُدْنِ " 344 - وحدثنا قُتَيْبَةُ، قثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ نَزَلَ الْجُحْفَةَ وَهُوَ شَاكٍ، فَقَالَ: إِنِّي لأَشْتَهِي حِيتَانًا، فَالْتَمَسُوا لَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا حُوتًا وَاحِدًا، فَأَخَذَتْهُ امْرَأَتُهُ صَفِيَةُ بِنْتُ أَبِي عُبَيْدٍ، فَصَنَعَتْهُ، ثُمَّ قَرَّبَتْهُ إِلَيْهِ، فَأَتَى مِسْكِينٌ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: خُذْهُ، فَقَالَ أَهْلُهُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، قَدْ عَنَّيْتَنَا، وَمَعَنَا زَادٌ نُعْطِيهِ، فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ يُحِبُّهُ " - 345 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ السَّرَّاجِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ، قثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَجْلَانَ، عَنْ بَشِيرٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ خَثْيَمٍ، قَالَ: " وَقَفَ سَائِلٌ عَلَى بَابِهِ، فَقَالَ: أَطْعِمُوهُ سُكَّرًا! فَقَالُوا: مَا يَصْنَعُ هَذَا بِسُكَّرٍ؟ نُطْعِمُهُ خُبْزًا أَنْفَعُ لَهُ! قَالَ: وَيْحَكُمْ، أَطْعِمُوهُ سُكَّرًا، فَإِنَّ الرَّبِيعَ يُحِبُّ السُّكَّرَ " 346 - قال عَبْدُ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قثنا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «إِذَا جَعَلَ أَحَدُكُمْ للَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى شَيْئًا، فَلَا يَجْعَلُ لَهُ مَا يَسْتَحِي أَنْ يَجْعَلَهُ لِكَرِيمِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَكْرَمُ الْكُرَمَاءِ، وَأَحَقُّ مِنِ اخْتِيرَ لَهُ»

الباب الثاني والأربعون في كتمان الصدقة

الْبَابُ الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ فِي كِتْمَانِ الصَّدَقَةِ 347 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، فَذَكَرَ مِنْهُمْ: وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَخْفَاهَا لَا تَعْلَمُ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ". أَخْرَجَاهُ 348 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ثَلَاثَةً، فَذَكَرَ مِنْهُمْ: رَجُلًا كَانَ فِي قَوْمٍ، فَأَتَاهُمْ رَجُلٌ يَسْأَلَهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَبَخِلُوا عَنْهُ، وَخَلَفَ بِأَعْقَابِهِمْ، فَأَعْطَاهُ حَيْثُ لَا يَرَاهُ إِلَّا اللَّهُ وَمَنْ أَعْطَاهُ " 349 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْعَوَّامُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ أَشَدُّ مِنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ آدَمَ يَتَصَدَّقُ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ " 350 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قَالَ:

ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى» - 351 حَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ: «إِنَّ أَحَبَّ مَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءُ، وَهِيَ للَّهِ، وَلَوِ اسْتَطَعْتُ أَنْ أُسِرَّهُ لَمْ أُعْلِنْهُ» . وَلَمَّا مَاتَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، فَقَدَ مِائَةُ أَهْلِ بَيْتٍ قُوتَهُمْ، كَانَ يُحَمِّلُ إِلَيْهِمْ عَلَى ظَهْرِهِ بِاللَّيْلِ، وَلَا يَعْرِفُونَ مَنْ هُوَ "

- 352 أنبأنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ " كَانَ جَدِّي طَلَبَ شَيْئًا لِبَعْضِ الثُّغُورِ، وَتَأَخَّرَ عَنْهُ، فَضَاقَ بِهِ ذَرْعًا، وَبَكَى عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، فَجَاءَ أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ بَعْدَ الْعَتْمَةِ، وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ أَلْفَا دِرْهَمٍ، فَقَالَ: تَجْعَلُ هَذَا فِي الْوَجْهِ الَّذِي تَأَخَّرَ، فَفَرِحَ أَبُو عُثْمَانَ بِذَلِكَ، وَدَعَا لَهُ، فَلَمَّا جَلَسَ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، لَقَدْ رَجَوْتُ لِأَبِي عَمْرٍو بِمَا فَعَلَ، فَإِنَّهُ نَابَ عَنِ الْجَمَاعَةِ فِي ذَلِكَ الْأَمْرِ، وَحَمَلَ كَذَا وَكَذَا، فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا، فَقَامَ أَبُو عَمْرٍو عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَقَالَ: إِنَّمَا حَمَلْتُ ذَاكَ مِنْ مَالِ أُمِّي، وَهِيَ غَيْرُ رَاضِيَةٌ بِهِ، فَيَنْبَغِي أَنْ تُرَدَّ عَلَيَّ، لأَرُدَّ عَلَيْهَا، فَأَمَرَ أَبُو عُثْمَانَ بِذَلِكَ الْكِيسِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ، وَتَفَرَّقُوا، فَلَمَّا جَنَّ اللَّيْلُ، جَاءَ إِلَى أَبِي عُثْمَانَ، وَقَالَ: يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَ هَذَا فِي ذَلِكَ الْوَجْهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ بِهِ غَيْرُنَا، فَبَكَى أَبُو عُثْمَانَ، وَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: أَنَا أَحْتَسِي مِنْ هِمَّةِ أَبِي عَمْرٍو "

الباب الثالث والأربعون في فضل صدقة الفقير

الْبَابُ الثَّالِثُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي فَضْلِ صَدَقَةِ الْفَقِيرِ 353 - أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قثنا ابْنُ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، " سُئِلَ: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جَهْدُ الْمُقِلِّ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ " 354 - أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمَّامِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّمْشَاطِيُّ، قثنا جَعْفَرٌ الْفِرْيَابِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: جَهْدٌ مِنْ مُقِلٍّ، وَسِرٌّ إِلَى فَقِيرٍ "

الباب الرابع والأربعون في التصدق بما حضر وإن قل

الْبَابُ الرَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي التَّصَدُّقِ بِمَا حَضَرَ وَإِنْ قَلَّ 355 - أخبرنا الْكَرُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، وأَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ ابْنُ الْجَرَّاحِ، قثنا ابْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا التِّرْمِذِيُّ، قثنا قُتَيْبَةُ، قثنا اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جِدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ، وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ: إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي، فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ لَمْ تَجِدِي لَهُ شَيْئًا تُعْطِيهِ إِيَّاهُ إِلَّا ظِلْفًا مُحَرَّقًا، فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ " 356 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ السَّرَّاجُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ، وَعِنْدَهَا نِسْوَةٌ، فَأَتَاهَا سَائِلٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِحَبَّةِ عِنَبٍ، فَتَعَجَبْنَ النِّسْوَةُ، فَقَالَتْ: إِنَّ فِيهَا ذَرًّا كَثِيرًا "

الباب الخامس والأربعون في بيان حق السائل

الْبَابُ الْخَامِسُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي بَيَانِ حَقِّ السَّائِلِ 357 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَا: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ، عَنْ أَبِيهَا، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلسَّائِلِ حَقٌّ، وَلَوْ جَاءَ عَلَى فَرَسٍ» 358 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا رَوْحٌ، قثنا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جِدَّتِهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحَرَّقٍ» 359 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، قثنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْعُكْلِيُّ، قثنا قَزَعَةُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَائِشَةَ كَانَا يَأْكُلانِ طَعَامًا إِذْ جَاءَ سَائِلٌ، فَقَالَتْ

عَائِشَةُ: يَرْزُقُنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَائِشَةُ، إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَلَا عُذْرَ " - 360 قال أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، قثنا هُشَيْمٌ، قثنا إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، قَالَ: «إِذَا سَأَلَ السَّائِلُ، فَقَدْ وَجَبَ حَقُّهُ، لَا يُرَدُّ إِلَّا بِمَا قَلَّ، أَوْ كَثُرَ» . قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا يَعْزِمُونَ عَلَى أَهَالِيهِمْ أَنْ لَا تَرُدُّوا سَائِلًا 361 - أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْعَتِيقِيُّ، قثنا يُوسُفُ بْنُ الرَّحِيلِ، قثنا الْعُقَيْلِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قثنا هِلَالُ بْنُ فَيَّاضٍ وَيُعْرَفُ بِشَاذٍ، قثنا الْحَارِثُ بْنُ شِبْلٍ، عَنْ أُمِّ النُّعْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَأْتِي النَّاسُ السَّائِلَ مَا هُوَ بِإِنْسٍ، وَلَا جَانٍّ، وَلَكِنَّهُمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَنِ يَخْتَبِرُونَ بَنِي آدَمَ فِي رِزْقِهِمُ الَّذِي رُزِقُوا، كَيْفَ صَنِيعُهُمْ فِيهِ؟» - 362 أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، قثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْأُشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: " كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا أَتَاهُ السَّائِلُ رَحَّبَ بِهِ، وَقَالَ: مَرْحَبًا بِمَنْ يَحْمِلُ زَادِي إِلَى الْآخِرَةِ "

الباب السادس والأربعون في بيان أن المتصدق به هو الباقي

الْبَابُ السَّادِسُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي بَيَانِ أَنَّ الْمُتَصَدَّقَ بِهِ هُوَ الْبَاقِي 363 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْبَأَ نَصْرُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا ابْنُ عَمْرَوَيْهِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُفْيَانَ، قثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، قثنا هَدَّارُ بْنُ خَالِدٍ، قثنا هَمَّامٌ، قثنا قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقْرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] ، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي؟ قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ " 364 - قال مُسْلِمٌ: وَحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، مَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ " 365 - أَخْبَرَنَا الْكَرُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْغُورَجِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ ابْنُ الْجَرَّاحِ، قثنا ابْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا التِّرْمِذِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ " أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بَقِيَ مِنْهَا؟ قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا! فَقَالَ: بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرُ كَتِفِهَا "

الباب السابع والأربعون في ذكر ما تدفع الصدقة من البلاء

الْبَابُ السَّابِعُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي ذِكْرِ مَا تَدْفَعُ الصَّدَقَةُ مِنَ الْبَلَاءِ 366 - أخبرنا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الْمُدِيرُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمَسْلَمَةَ، قثنا ابْنُ أَخِي مِيمِيٍّ، قثنا الْبَغَوِيُّ، قثنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الْخَزَّازُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السَّوْءِ» 367 - أخبرنا مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَد، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبُسْرِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَرِّزٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَدْرَأُ بِالصَّدَقَةِ سَبْعِينَ مِيتَةً مِنَ السَّوْءِ»

368 - قال أَبُو بَكْرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحُرَقِيُّ، قثنا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَازِعُ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قثنا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّدَقَةُ تَمْنَعُ سَبْعِينَ نَوْعًا مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ، أَهْوَنُهُ الْجُذَامُ، وَالْبَرَصُ» . قَالَ الْحَارِثُ: اسْمُ هَذَا الشَّيْخِ عَلَى اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ عَلَى اسْمِ أَبِي، وَاسْمُ جَدِّهِ عَلَى اسْمِ جَدِّي 369 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَيْضَاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، قثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قثنا سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنْ كَانَ شَيْءٌ يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ، فَالصَّدَقَةُ، وَتَمْنَعُ سَبْعِينَ نَوْعًا مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ» 370 - قال أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرٍ، قثنا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قثنا أَبُو يُوسُفَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَاكِرُوا بِالصَّدَقَةِ، فَإِنَّ الْبَلَاءَ لَا يَتَخَطَّى الصَّدَقَةَ» 371 - قال أَبُو بَكْرٍ: وَثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَةُ

اللَّيْلِ تُذْهِبُ غَضَبَ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ، وَصَدَقَةُ النَّهَارِ تُطْفِئ الذُّنُوبَ كَمَا يُطْفِئ الْمَاءُ النَّارَ» 372 - أخبرنا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ثَابِتُ بْنُ بُنْدَارٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُكَيْرٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَلَمٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، قثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، قثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مُنَاوَلَةُ الْمِسْكِينِ تَقِي مِيتَةَ السَّوْءِ» - 373 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا أَبِي، قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ فِي قَوْمِ صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْ آذَاهُمْ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: اذْهَبُوا، فَقَدْ كُفِيتُمُوهُ، قَالَ: وَكَانَ يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمِ، فَيَحْتَطِبُ، قَالَ: فَخَرَجَ يَوْمَئِذٍ، وَمَعَهُ رَغِيفَانِ، فَأَكَلَ أَحَدُهُمَا وَتَصَدَّقَ بِالْآخَرِ، وَاحْتَطَبَ، ثُمَّ جَاءَ بِحَطَبِهِ سَالِمًا، قَالَ: فَجَاءُوا إِلَى صَالِحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ جَاءَ بِحَطَبِهِ سَالِمًا لَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ، قَالَ: فَدَعَاهُ صَالِحٌ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ صَنَعْتَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: خَرَجْتُ وَمَعِي قُرْصَانِ، تَصَدَّقْتُ بِأَحَدِهِمَا، وَأَكَلْتُ الْآخَرَ، قَالَ: فَقَالَ صَالِحٌ: حِلَّ حَطَبَكَ، فَحَلَّهُ، فَإِذَا فِيهِ أَسْوَدُ مِثْلُ الْجَدَعِ، عَاضٌّ عَلَى جِذْلٍ مِنَ الْحَطَبِ، قَالَ: فَقَالَ: بِهَا دُفِعَ عَنْهُ ". يَعْنِي الصَّدَقَةُ - 374 وحدثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سُمَيِّ، قَالَ: " تَعَبَّدَ رَاهِبٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي صَوْمَعَةٍ سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: فَنَظَرَ يَوْمًا فِي غِبِّ سَمَاءٍ، فَأَعْجَبَتْهُ الْأَرْضَ، فَقَالَ: لَوْ نَزَلْتُ فَمَشَيْتُ فِي الْأَرْضِ وَنَظَرْتُ فِيهَا،

قَالَ: فَنَزَلَ، وَنَزَلَ مَعَهُ بِرَغِيفٍ، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةً، فَتَكَشَّفَتْ لَهُ، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ أَنْ وَقَعَ عَلَيْهَا، فَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، قَالَ: وَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّغِيفَ، وَمَاتَ، فَجِئَ بِعَمَلِ سِتِّينَ سَنَةً، فَوَضَعَ فِي كِفَّةٍ، وَجِئَ بِخَطِيئَتِهِ فَوُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، فَرَجَحَتْ بِعَمَلِهِ، حَتَّى جِئَ بِالرَّغِيفِ فَوُضِعَ مَعَ عَمَلِهِ، فَرَجَحَ بِخَطِيئَتِهِ " 375 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابُ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ شِبْلٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قثنا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَ أَبَا مُوسَى الْوَفَاةَ، قَالَ: يَا بَنِيَّ، اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ أَرَاهُ سَبْعِينَ سَنَةً، لَا يَنْزِلُ إِلَّا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، قَالَ: فَشَبَّهَ أَوْ شَبَّ الشَّيْطَانُ فِي عَيْنِهِ امْرَأَةً، قَالَ: فَكَانَ مَعَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ، أَوْ سَبْعَ لَيَالٍ، قَالَ: ثُمَّ كُشِفَ عَنِ الرَّجُلِ غِطَاؤُهُ، فَخَرَجَ تَائِبًا، فَكَانَ كُلَّمَا خَطَا خُطْوَةً صَلَّى وَسَجَدَ، فَأَوَاهُ اللَّيْلُ إِلَى دُكَّانٍ عَلَيْهِ اثْنَا عَشَرَ مِسْكِينًا، فَأَدْرَكَهُ الْعَيَاءُ، فَرَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، وَكَانَ ثَمَّ رَاهِبٌ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ كُلَّ لَيْلَةِ أَرْغِفَةً، فَيُعْطِي كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا، فَجَاءَ صَاحِبُ الرُّغُفِ، وَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ رَغِيفًا، وَمَرَّ عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ تَائِبًا، وَظَنَّ أَنَّهُ مِسْكِينٌ، فَأَعْطَاهُ رَغِيفًا، فَقَالَ الْمَتْرُوكُ لِصَاحِبِ الرُّغُفِ: مَالَكَ لَمْ تُعْطِنِي رَغِيفِي، فَقَالَ: تَرَانِي أَمْسَكْتُهُ عَنْكَ! سَلْ، هَلْ أَعْطَيْتُ أَحَدًا مِنْكُمْ رَغِيفَيْنِ؟ قَالُوا: لَا. فَقَالَ: تَرَانِي أَمْسَكْتُهُ عَنْكَ، وَاللَّهِ لَا أَعْطِيكَ اللَّيْلَةَ شَيْئًا، فَعَمِدَ التَّائِبُ إِلَى الرَّغِيفِ الَّذِي دَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي تُرِكَ، فَأَصْبَحَ التَّائِبُ مَيِّتًا، قَالَ: فَوُزِنَتِ السَّبْعُونَ سَنَةً بِالسَّبْعِ لَيَالٍ، فَرَجَحَتِ اللَّيَالِي، فَوُزِنَ الرَّغِيفُ بِالسَّبْعِ اللَّيَالِي، فَرَجَحَ الرَّغِيفُ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا بَنِيَّ، اذْكُرُوا صَاحِبَ الرَّغِيفِ " 376 - أخبرنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَابَةَ، قثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قثنا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النُّجُودِ،

عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «عَبَدَ اللَّهَ رَجُلٌ سَبْعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَصَابَ فَاحِشَةٌ، فَأَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، ثُمَّ أَصَابَتْهُ زَمَانَةٌ، فَرَأَى رَجُلًا يَتَصَدَّقُ عَلَى مَسَاكِينَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ مِنْهُ رَغِيفًا، فَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَرَدَّ إِلَيْهِ عَمَلَ سَبْعِينَ سَنَةً» - 377 أخبرنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَحْمَدَ بْنُ الْحَسَنِ، أَنَّ طَاهِرَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ رِزْقَوَيْهِ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قثنا سَلَامٌ يَعْنِي ابْنُ مِسْكِينٍ، قثنا ثَابِتُ: " أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَأْكُلُ طَعَامًا، فَأَتَاهَا سَائِلٌ يَسْأَلُ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْ طَعَامِهَا غَيْرُ لُقْمَةٍ، فَلَمَّا رَفَعَتْهَا إِلَى فِيهَا، فَأَدْخَلَتْ بَعْضَهَا فَاهَا، جَاءَهَا السَّائِلُ، فَأَخْرَجَتِ اللُّقْمَةَ مِنْ فِيهَا، فَأَطْعَمَتْهَا السَّائِلَ، فَأَتَاهَا الأَسَدُ، فَأَخَذَ صَبِيًّا لَهَا، فَذَهَبَ بِهِ، فَإِذَا هِيَ بِرَجُلٍ قَدْ أَقْبَلَ إِلَى الْأَسَدِ، فَأَخَذَ بِلَحْيَيْهِ، فَعَلَّقَهُمَا، حَتَّى اسْتَخْرَجَ الصَّبِيَّ مِنْ فِيهِ، فَسَلَّمَهُ إِلَى أُمِّهِ، فَقَالَ: هَا لُقْمَةٌ بِلُقْمَةٍ ". وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَصِحُّ رَفْعُهُ - 378 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرّ الْعَتَكِيُّ، قثنا هَيْثَمُ بْنُ عُثْمَانَ، قثنا سَلَامَةُ بْنُ مِسْكِينٍ: «أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْخُذُ وَكْرَى طَائِرٍ، فَعَجَّا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشَكَيَا الرَّجُلَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَنِّي مُهْلِكَهُ، فَخَرَجَ ذَلِكَ الرَّجُلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُ مِسْكِينٌ وَمَعَ الرَّجُلِ غَدَاؤُهُ فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ صَعِدَ فَأَخَذَ فُرُوخَهُمَا،

فَعَجَّا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمَا أَمَا عَلِمْتُمَا أَنِّي قَدْ عَهِدْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أُهْلِكَ رَجُلًا تَصَدَّقَ فِي يَوْمٍ بِصَدَقَةٍ» 379 - قال أَبُو بَكْرٍ: وَثَنَا عِيسَى بْنُ يُوسُفَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قثنا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ " أَنَّ مَلِكًا قَالَ لِأَهْلِ مَمْلَكَتِهِ: إِنْ تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ، لَأَقْطَعَنَّ يَدَيْهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى امْرَأَةٍ، فَقَالَ: تَصَدَّقِي عَلَيَّ، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَصَدَّقُ عَلَيْكَ وَالْمَلِكُ يَقْطَعُ يَدَيْ كُلِّ مَنْ يَتَصَدَّقُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكِ بِوَجْهِ اللَّهِ لَمَا تَصَدَّقْتِ عَلَيَّ، فَتَصَدَّقَتْ عَلَيْهِ بِرَغِيفَيْنِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا الْمَلِكُ، فَقَطَعَ يَدَيْهَا، ثُمَّ إِنَّ الْمَلِكَ قَالَ لِأُمِّهِ: دُلِّينِي عَلَى امْرَأَةٍ جَمِيلَةٍ أَتَزَوَّجُهَا، قَالَتْ: إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَةٌ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، وَلَكِنَّ بِهَا عَيْبٌ شَدِيدٌ، قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ بِهَا؟ قَالَتْ: قَطْعَاءُ الْيَدَيْنِ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا أَعْجَبَتْهُ، فَقَالَ: أَتُرِيدِينَ أَنْ أَتَزَوَّجَكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَتَزَوَّجَهَا، وَدَخَلَ بِهَا، فَحَسَدَهَا ضَرَائِرُ لَهَا، فَخَرَجَ الْمَلِكُ يُقَاتِلُ عَدُوًّا، فَكَتَبَ ضَرَائِرُهَا إِلَيْهِ إِنَّهَا فَاجِرَةٌ، وَقَدْ وَلَدَتْ غُلَامًا، فَكَتَبَ الْمَلِكُ إِلَى أُمِّهِ: خُذِي ذَلِكَ الْغُلَامَ، فَاحْمِلِيهِ عَلَى عُنُقِهَا، وَاضْرَبِي عَلَى جَنْبَيْهَا، وَأَخْرِجِيهَا مِنَ الدَّارِ إِلَى الصَّحْرَاءِ، قَالَ: فَدَعَتْهَا أُمُّهُ، وَأَمَرَتْ بِالصَّبِيِّ، فَجَعَلَ عَلَى عُنُقِهَا، وَأَخْرَجَتْهَا مِنْ دَارِ الْمَلِكِ إِلَى الصَّحْرَاءِ، فَبَيْنَا هِيَ تَمْشِي وَالصَّبِيُّ عَلَى عُنُقِهَا، إِذْ مَرَّتْ بِنَهْرٍ، فَنَزَلَتْ لِتَشْرَبَ، فَبَدَرَ الصَّبِيُّ عَنْ رَقَبَتِهَا، فَوَقَعَ فِي الْمَاءِ، فَغَرِقَ، فَجَلَسَتْ تَبْكِي، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِهَا رَجُلَانِ، فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: ابْنِي كَانَ عَلَى عُنُقِي، فَسَقَطَ فِي الْمَاءِ، فَغَرِقَ، فَقَالَا لَهَا: أَتُحِبِّينَ أَنْ نُخْرِجَهُ لَكِ؟ قَالَتْ: إِي وَاللَّهِ، قَالَ: فَدَعَوْا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، فَخَرَجَ ابْنُهَا إِلَيْهَا، وَقَالَا لَهَا: أَتُحِبِّينَ أَنْ نَرُدَّ يَدَيْكِ إِلَيْكِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَدَعَوْا لَهَا فَاسْتَوَتْ يَدَاهَا، فقَالَا لَهَا: أَتَدْرِينَ مَنْ نَحْنُ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَا: نَحْنُ رَغِيفَاكِ اللَّذَانِ تَصَدَّقْتِ بِهِمَا " - 380 قال أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مِسْعَرٍ " أَنَّ عَابِدًا كَانَ يَتَعَبَّدُ فِي جَبَلٍ يُؤْتَى كُلَّ يَوْمٍ بِقُوتِهِ قُرْصَيْنِ، كَانَ يَأْتِيهِ بِهِ طَيْرٌ أَبْيَضٌ، فَأَتَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ بِقُوتِهِ، فَجَاءَهُ سَائِلٌ، فَأَعْطَاهُ أَحَدَ الْقُرْصَيْنِ، ثُمَّ أَتَاهُ سَائِلٌ آخَرُ فَكَسَرَ الْقُرْصَ الثَّانِي

نِصْفَيْنِ، فَأَعْطَاهُ النِّصْفَ، وَأَبْقَى لِنَفْسِهِ النِّصْفَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ مَا هَذَا النِّصْفُ بِالَّذِي يُغْنِي عَنِّي شَيْئًا، وَلأَنْ يَشْبَعَ وَاحِدٌ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَجُوعَ اثْنَانِ، فَسَلَّمَ الْقُرْصَ لِلسَّائِلِ، وَبَاتَ طَاوِيًا، فَأَتَى فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: سَلْ، قَالَ: أَسْأَلُ الْمَغْفِرَةَ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَذَا شَيْءٌ قَدْ أُعْطِيتُهُ، فَسَلْ، قَالَ: أَسْأَلُ أَنْ يُغَاثَ النَّاسُ، وَكَانَ عَامَ جَدْبٍ، فَأُغِيثُوا " - 381: " أَنَّ رَجُلا رَكِبَ الْبَحْرَ، فَغَرِقَ هُوَ وَمَنْ فِي السَّفِينَةِ، فَإِذَا قَائِلٌ فِي الْهَوَاءِ، يَقُولُ: أَلَا إِنَّ الْفِدَاءَ مَقْبُولٌ، وَزَيْدٌ مُغَاثٌ، وَكَانَ اسْمُهُ زَيْدٌ، فَبَقِيَ عَلَى لَوْحٍ، فَرَمَى بِهِ إِلَى السَّاحِلِ، فَسَلِمَ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: مَا أَعْجَبَ مَا رَأَيْتُ؟ فَأَخْبَرَهَا بِمَا جَرَى، فَقَالَتْ: إِنِّي تَصَدَّقْتُ يَوْمَئِذٍ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عَلَى فَقِيرٍ بَدِرْهَمٍ، وَقُلْتُ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ بِهِ وَلَدِي إِنَّ رَكِبَ بَرًّا أَوْ بَحْرًا " - 382 أنبأنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ التَّنُوخِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدّ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ شُيُوخٍ الْكِتَابُ بِبَغْدَادَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْفُرَاتِ يَقُولُ لِأَبِي جَعْفَرِ بْنِ بِسْطَامٍ: " وَيْحَكَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ، لَكَ قِصَّةٌ فِي رَغِيفٍ، فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي كَانَتْ عَجُوزًا صَالِحَةً، عَوَّدَتْنِي مُنْذُ وَلَدَتْنِي أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَ مِخَدَّتِي رَغِيفًا فِيهِ رَطْلٌ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الْغَدِ، تَصَدَّقَتْ بِهِ عَنِّي، فَأَنَا أَفْعَلُ هَذَا إِلَى الْآنَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْفُرَاتِ: مَا سَمِعْتُ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا، اعْلَمْ أَنِّي مِنْ أَسْوَأِ النَّاسِ رَأْيًا فِيكَ، وَأَنَا مَعَكَ فِي الْقَبْضِ عَلَيْكَ، فَأَرَى مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالِي فِي مَنَامِي كَأَنِّي قَدِ اسْتَدْعَيْتُكَ لأَقْبِضَ عَلَيْكَ، فَتُحَارِبُنِي وَتَمْتَنِعُ مِنِّي، فَأَتَقَدَّمُ بِمُحَارَبَتِكَ، فَتَخْرُجُ إِلَى مَنْ يُحَارِبُكَ وَبِيَدِكَ رَغِيفٌ كَالتِّرْسِ، فَتَتَقِي بِهِ السِّهَامَ، وَلَا يَصِلْ إِلَيْكَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَأُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي قَدْ وَهَبْتُ للَّهِ تَعَالَى مَا فِي نَفْسِي عَلَيْكَ "

الباب الثامن والأربعون في أنه لا تقبل الصدقة بالحرام

الْبَابُ الثَّامِنُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي أَنَّهُ لَا تُقْبَلُ الصَّدَقَةُ بِالْحَرَامِ 383 - أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا وَكِيعٌ، قثنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ، وَلَا صَلَاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ 384 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حَجَّاجُ، قَالَ: أَنْبَأَ صَالِحُ الْمُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «أَيُّهَا الْمُتَصَدِّقُ عَلَى الْمِسْكِينِ يرْحَمُهُ، ارْحَمْ مَنْ ظَلَمْتَ»

الباب التاسع والأربعون في ثواب العتق

الْبَابُ التَّاسِعُ وَالْأَرْبَعُونَ فِي ثَوَابِ الْعِتْقِ 385 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُؤْمِنَةً، أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ إِرْبٍ مِنْهَا إِرَبًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَعْتِقُ بِالْيَدِ الْيَدَ، وَبِالرِّجْلِ الرِّجْلَ، وَبِالْفَرْجِ الْفَرْجَ» . فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ سَعِيدُ: نَعَمْ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِغُلامٍ لَهُ، أَفَرَّهُ غِلْمَانَهُ: ادْعُ مُطَرِّفًا، قَالَ: فَلَمَّا قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ، قَالَ: اذْهَبْ، فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. أَخْرَجَاهُ 386 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قثنا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ، أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَعْتَقَ نَفْسًا مُسْلِمَةً، كَانَتْ فِدْيَتَهُ مِنَ النَّارِ» 387 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَفَّانُ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ، مَكَانُ كُلِّ عَظْمٍ مِنْ عِظَامٍ مُحَرَّرَةٍ بِعَظْمٍ مِنْ عِظَامِهِ»

388 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا هُشَيْمُ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، أَنْبَأَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَرْثِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا، كَانَ فِكَاكُهُ مِنَ النَّارِ، يُجْزَى بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ» 389 - قَالَ أَحْمَدُ: قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْغَرِيفِ الدَّيْلَمِيِّ، قَالَ: أَتَيْنَا وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ اللَّيْثِيَّ، فَقُلْنَا حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَاحِبٍ لَنَا قَدْ أَوْجَبَ، فَقَالَ: أَعْتِقُوا عَنْهُ يُعْتِقِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنَ النَّارِ " 390 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ صَالِحٍ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " ثَلَاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ أَمَةٌ، فَأَدَّبَهَا، فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَمَمْلُوكٌ أَعْطَى حَقَّ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَحَقَّ مَوَالِيهِ، وَرَجُلٌ آمَنَ بِكِتَابِهِ وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ". أَخْرَجَاهُ 391 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: " جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، قَالَ: إِنْ كُنْتَ أَقْصَرْتَ الْخُطْبَةَ، لَقَدْ أَعْرَضْتَ الْمَسْأَلَةَ، أَعْتِقِ النَّسَمَةَ، وَفُكَّ الرَّقَبَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَيْسَتَا وَاحِدَةً؟ قَالَ: لَا، إِنَّ عِتْقِ النَّسَمَةِ أَنْ تَفَرَّدَ بِعِتْقِهَا، وَفَكُّ الرَّقَبَةِ أَنْ تُعِينَ فِي عِتْقِهَا، وَالْمِنْحَةُ الْوَكُوفُ، وَالْفَيء عَلَى

ذِي الرَّحِمِ الظَّالِمِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ، وَاسْقِ الظَّمْآنَ، وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ، فَكُفَّ لِسَانَكَ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ " 392 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْمَوِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُهْتَدِي، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قثنا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةِ الطَّائِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الَّذِي يَعْتِقُ عِنْدَ الْمَوْتِ، كَمَثَلِ الَّذِي يَهْدِي إِذَا شَبِعَ» 393 - أخبرنا الْمُحَمَّدَانِ ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَا: أَنْبَأَ حَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قثنا أَبُو حَامِدِ بْنُ حَبْلَةَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قثنا أَبُو هَمَّامٍ، قثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: «مَا مَاتَ ابْنُ عُمَرَ، حَتَّى أَعْتَقَ أَلْفَ إِنْسَانٍ أَوْ زَادَ» 394 - أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قثنا أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، قثنا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ سُكَيْنَةَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُهَيْلٍ التَّمِيمِيُّ، قثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَ مَعْمَرُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " رَأَى أَبَا لَهَبٍ بَعْضَ أَهْلِهِ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ بَعْدَكُمْ رَاحَةً، إِلَّا أَنِّي سَقَيْتُ فِي هَذِهِ مِنِّي، وَأَشَارَ إِلَى النُّقْرَةِ الَّتِي فَوْقَ الْإِبْهَامِ بِعَتْقِي ثُوَيْبَةَ، وَكَانَتْ أَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبَا سَلَمَةَ "

الباب الخمسون في كفالة اليتيم

الْبَابُ الْخَمْسُونَ فِي كَفَالَةِ الْيَتِيمِ 395 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا» 396 - قال أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا عَفَّانُ، قثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَمْرٍو الْقُشَيْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا مِنْ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يُغْنِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» 397 - أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الصَّاعِدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْجُلُودِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ، قثنا مُسْلِمُ بْنُ

الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قثنا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْغَيْثِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى» 398 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ حَمُّوَيْهِ، قثنا ابْنُ خُزَيْمٍ، قثنا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قثنا نُعْمُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارِكِ. ح وَأَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، وَابْنُ ظَفَرٍ، قَالَا: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَاقِلَّاوِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْعَلَاءِ الْوَاسِطِيُّ، قثنا أَبُو نَصْرٍ النِّيَازَكِيُّ، قثنا أَبُو الْخَيْرِ الْبَزَّازُ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتَّابٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ، بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي الْمُسْلِمِينَ، بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ، أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ» 399 - قال الْبُخَارِيُّ: وَثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ نَهَّاسِ بْنِ قَهْمٍ، عَنْ شَدَّادِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَنَا وَامْرَأَةُ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ

امْرَأَةٌ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا، فَصَبَرَتْ عَلَى وَلَدِهَا، كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ» . السَّفْعَاءُ: الَّتِي قَدْ تَغَيَّرَ لَوْنُهَا إِلَى الْكُمُودَةِ وَالسَّوَادِ مِنْ طُولِ الْأَيْمَةِ، كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ سَفْعِ النَّارِ، وَذَلِكَ لِكَوْنِهَا لَا تَتَزَيَّنُ، وَلَا تَتَصَنَّعُ شُغْلا عَنْ تَرْبِيَّةٍ 400 - أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرَى، قَالَ: أَنْبَأَ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْمُؤَدِّبُ، قثنا الْحُسَيْنُ الْمَحَامِلِيُّ، قثنا يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هِصَّانَ بْنِ كَاهِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا أَكَلَ يَتِيمٌ مَعَ قَوْمٍ فِي صَحْفَتِهِمْ أَوْ قَصْعَتِهِمْ، فَيَقْرُبَ صَحْفَتَهُمُ الشَّيْطَانُ» 401 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، قثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، قثنا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الْوَشَّاءُ، قَالَ: أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَ فَائِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ غُلَامٌ، فَقَالَ: بِأَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، غُلَامٌ يَتِيمٌ أُمُّهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ، وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللَّهُ، أَعْطَاكَ اللَّهُ مِمَّا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْضَى، قَالَ: مَا أَحْسَنُ مَا قُلْتَ. يَا غُلَامُ، اذْهَبْ إِلَى أَهْلِنَا، فَأْتِنَا بِمَا وَجَدْتَ عِنْدَهُمْ مِنْ طَعَامٍ، فَذَهَبَ بِلَالٌ، فَجَاءَ بِإِحْدَى وَعِشْرِينَ تَمْرَةً، فَوَضَعَهَا فِي كَفِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَفَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فِيهِ، وَدَعَا فِيهَا بَالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: يَا غُلَامٌ، سَبْعٌ لَكَ، وَسَبْعٌ لِأُمِّكَ، وَسَبْعٌ لأُخْتِكَ تَغَدَّا بِتَمْرَةٍ، وَتَعَشَّى

بِأُخْرَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْغُلَامُ، قَامَ إِلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَوَضَعَ يَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامٍ، جَبَرَ اللَّهُ يُتْمَكَ، وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُكَ يَا مُعَاذُ وَمَا صَنَعْتَ. قَالَ: رَحْمَةٌ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَلِي مُسْلِمٌ يَتِيمًا يُحْسِنُ وِلايَتَهُ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةِ حَسَنَةً، وَمَحَى عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةِ سَيِّئَةً " 402 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمِهِ أَوْ يَتِيمِ غَيْرِهِ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَقَرَنَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى»

403 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قثنا حَمَّادُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ " 404 - أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسُّونٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْأَزْجِيُّ، قثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَخْرَمِيُّ، قثنا أَبِي، قثنا الرَّبِيعُ بْنُ تَغْلِبَ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ الصَّنَعَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الْأَسْوِيِّ، قَالَ: " كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: يَا أَخِي، ادْنُ الْيَتِيمَ مِنْكَ وَأَلْطِفْهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَشْكُو إِلَيْهِ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَدْنِ الْيَتِيمَ مِنْكَ، وَأَلْطِفْهُ وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلِينُ قَلْبَكَ، وَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ "

الباب الحادي والخمسون في ثواب الساعي على الأرملة والمسكين

الْبَابُ الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ فِي ثَوَابِ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ 405 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ السَّرْخَسِيُّ، قثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفِرَبْرِيُّ، قَالَ: قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا يَحْيَى بْنُ قَزْعَةَ، قثنا مَالِكٌ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ، الصَّائِمِ النَّهَارَ» . أَخْرَجَاهُ

الباب الثاني والخمسون في ذكر ثواب فعل المعروف مع كل ملهوف

الْبَابُ الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ فِي ذِكْرِ ثَوَابِ فِعْلِ الْمَعْرُوفِ مَعَ كُلِّ مَلْهُوفٍ 406 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَيْرِيُّ، قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، قثنا أَبُو غَسَّانَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» . انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيُّ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 407 - أخبرنا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» 408 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى، قثنا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَمِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ»

312 - قَالَ أَحْمَدُ: وَثَنَا رَوْحٌ، قثنا أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَنْ عِبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ، فَالْقَ أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ» 409 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا سَعِيدُ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمَعْرُوفِ، فَقَالَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُعْطِي صِلَةَ الْحَبْلِ، وَلَوْ أَنْ تُعْطِي شِسْعَ النَّعْلِ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ مِنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْطَلِقٌ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ، وَلَوْ أَنْ تُؤْنِسَ الْوَحْشَانِ فِي الْأَرْضِ» 410 - أخبرنا ابْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَالِبِ بْنُ عَيْلَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ سَلَّامِ بْنُ مِسْكِينٍ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جُرَيِّ الْهُجَيْمِيُّ، وَاسْمُهُ سُلَيْمُ بْنُ جَابِرٍ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ، فَقَالَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي، وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٍ» 411 - أخبرنا ابْنُ الْحُصَيْنِ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ الْمُذْهِبِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حَجَّاجُ، قثنا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي

عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» 412 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ، مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» . انْفَرَدَ بِإِخْرَاجِهِ مُسْلِمٌ، وَاتَّفَقَا عَلَى الَّذِي قَبْلَهُ 413 - وَبِالإِسْنَادِ، قَالَ أَحْمَدُ، وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا، فَكَّ اللَّهُ عَنْهُ

كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي حَاجَتِهِ» 414 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قثنا شُعْبَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ. قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ، وَيَتَصَدَّقُ. قَالَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَفْعَلَ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ " 415 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، إِذِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبُ مِنَ الْعَطَشِ مِثْلِ الَّذِي بَلَغَنِي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ، فَمَلأَ خُفَّهُ مَاءٌ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ حَتَّى رَقِيَ، فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ لَأَجْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطِبَةٍ، أَجْرٌ " 416 - قال أَحْمَدُ: وَثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ تُسْتَجَابُ دَعْوَتَهُ، وَأَنْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ، فَلْيُرَوِّحْ عَنْ مُعْسِرٍ»

417 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ الدَّاوُدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ أَعْيَنَ، قثنا الْفِرَيْرِيُّ، قَالَ: قثنا الْبُخَارِيُّ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَلِيدٍ، قثنا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَمَا كَلْبٌ يَطِيفُ بِرَكِيَّةٍ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَسَقَتْهُ، فَغُفِرَ لَهَا» 418 - قال الْبُخَارِيُّ: وَأَنْبَأَ إِسْحَاقُ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كَلَّ يَوْمِ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» . هَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْأَرْبَعَةُ فِي الصَّحِيحَيْنِ 419 - أخبرنا مُحَمَّدُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ فَدُّوَيْهِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ، قثنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّيُورِيُّ. وَأَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قثنا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ السَّامِرِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قثنا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَا: سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَتَّى يُتِمَّهَا لَهُ، أَظَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِخَمْسَةِ آلَافِ مَلِكٍ يَدْعُونَ لَهُ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ صَبَاحًا حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً حَتَّى يُصْبِحَ، وَلَا

يَرْفَعُ قَدَمًا إِلَّا كُتِبَ لَهُ بِهَا حَسَنَةٌ، وَلَا يَضَعُ قَدَمًا إِلَّا حُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ» 420 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَدَّلُ، قَالَ: أَنْبَأَ دَعْلَجُ، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ الْهَرَوِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْخَلال، قثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ مُعْتَكِفًا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا فُلَانُ، مَالِي أَرَاكَ مُكْتَئِبًا حَزِينًا؟ قَالَ: يَا ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، لِفُلَانٍ عَلَيَّ حَقٌّ، لَا وَحَرْمَةُ صَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَفَلَا أُكَلِّمَهُ فِيكَ إِنْ أَحْبَبْتَ؟ قَالَ: فَانْتَعَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَنَسِيتَ مَا كُنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ مَشَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، وَبَلَغَ فِيهَا، كَانَ خَيْرًا لَهُ مِنَ اعْتِكَافِ سَنَتَيْنِ، وَمَنِ اعْتَكَفَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ ثَلَاثَ خَنَادِقَ، أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ» 421 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ الْبَاهِلِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ،

قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، قثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قثنا بَقِيَّةُ، قثنا الْمُتَوَكِّلُ بْنُ يَحْيَى الطَّائِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ حَاجَةً، كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَدَمَ اللَّهَ عُمْرَهُ» 422 - الشَّيْخُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: قُلْتُ: وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ بَقِيَّةَ غَيْرُ هِشَامٍ، فَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَرْبٍ الْبَزَّازُ، قثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْحِمْصِيُّ، قثنا بَقِيَّةُ، قثنا مُتَوَكِّلُ بْنُ عَلِيٍّ الْقِنَّسِرِينِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ حَاجَةً، كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ خَدَمَ اللَّهُ عُمْرَهُ» 423 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَطِيطٍ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، قثنا إِدْرِيسُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ، قثنا سَلَمَةُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ نَصْرِ بْنِ بَابٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: «يَا مُحَمَّدٌ، أَكْثِرْ مِنْ صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ، فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَمَا عُمِلَ بَعْدَ الْفَرَائِضِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ» 424 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَجَّاجُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ

بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ كَعْبٍ، قثنا مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخَلْقُ عِيَالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَى عِيَالِهِ» 425 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاقَرْحِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أَنْبَأَ أبو بكر عُمَرَ بْنُ سَعْدٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَرْمَلَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فِعْلُ الْمَعْرُوفِ يَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ» 426 - قال أَبُو بَكْرٍ: وَثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا، كَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفَرَةً، وَاحِدَةٌ مِنْهَا صَلَاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ لَهُ دَرَجَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

427 - قال أَبُو بَكْرٍ: وَثَنَا أَبُو حَفْصٍ الصَّفَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَسَى مُؤْمِنًا عَلَى عُرَى، كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ اسْتَبْرَقِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ سَقَاهُ عَلَى ظَمَأٍ، سَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَمَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ، أَطْعَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةُ» 428 - وأخبرنا عَالِيًا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قثنا حَسَنٌ، قثنا زُهَيْرٌ، عَنْ سَعْدٍ أَبِي الْمُجَاهِدِ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَرَاهُ قَدْ رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَيُّمَا مُؤْمِنٌ سَقَى مُؤْمِنًا شَرْبَةٌ عَلَى ظَمَأٍ، سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٌ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا عَلَى جُوعٍ، أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُؤْمِنٌ كَسَى مُؤْمِنًا ثَوْبًا عَلَى عُرَى، كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خَضِرِ الْجَنَّةِ» . 429- وَأَخْبَرَنَاهُ بِغَيْرِ شَكٍّ الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بيان، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ السَّقَطِيُّ، قثنا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ،

عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ الْجَارُودِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَهُ 430 - أخبرنا الْجُرَيْرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْعُشَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ سَمْعُونَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَارِئُ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرًا، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَرَّ مُسْلِمًا بَعْدِي، فَقَدْ سَرَّنِي فِي قَبْرِي، وَمَنْ سَرَّنِي فِي قَبْرِي، سَرَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» 431 - أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْبَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُهْتَدِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو حَفْصِ بْنُ شَاهِينٍ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْغَافِقِيُّ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، قثنا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: أَنْبَأَ فَضَالَةُ بْنُ حُصَيْنٍ الْعَطَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَطْعَمَ أَخَاهُ لُقْمَةً حُلْوَةً، لَمْ يَذُقْ مَرَارَةَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» 432 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ إِمْلَاءً، قثنا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّبَرِيُّ، وَأَخْبَرَنَاهُ عَالِيًا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْمَوِيُّ، قثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْمَأْمُونِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَا: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْحَضْرَمِيُّ، قثنا زَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْوَاسِطِيُّ، قثنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، قثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا، فَقَدْ سَرَّنِي، وَمَنْ سَرَّنِي فَقَدِ اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا، وَمَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا، فَلَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ أَبَدًا»

433 - أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُؤْنِسُ بْنُ وَصِيفٍ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الْأَبَّارُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْخَلَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَرَحًا أَوْ سُرُورًا فِي دَارِ الدُّنْيَا، خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ ذَلِكَ خَلْقًا يَدْفَعُ عَنْهُ الآفَاتِ فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَانَ مِنْهُ قَرِيبًا، فَإِذَا مَرَّ بِهِ قَالَ لَهُ: لَا تَخَفْ، فَيَقُولُ لَهُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا الْفَرَحُ وَالسُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتُهُ عَلَى أَخِيكَ فِي دَارِ الدُّنْيَا " 434 - أخبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُتَّلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، قثنا أَبُو مُحَمَّدٍ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُجِيبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْخَلَ عَلَى رَجُلٍ سُرُورًا، خَلَقَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ السُّرُورِ مَلَكًا، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ ذَلِكَ الْمَلَكَ، فَقَالَ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ أَنَا السُّرُورُ الَّذِي أَدْخَلْتُهُ عَلَى فُلَانٍ فِي دَارِ الدُّنْيَا، جِئْتُ لِأُؤْنِسَ وَحْشَتَكَ، وَلِأُلَقِنَنَّكَ حُجَّتَكَ، وَلِأُشْهِدَنَّكَ مَشَاهِدَ الْقِيَامَةِ، وَلِأَشْفَعَ لَكَ إِلَى رَبِّكَ، وَأُرِيكَ مَنْزِلَكَ مِنَ الْجَنَّةِ " - 435 أخبرنا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ التَّيْمُلِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، قثنا فُرَاتُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قثنا نَصْرُ بْنُ بَابٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ " أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاوُدَ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ

عَبِيدِي لَقِيَنِي بِحَسَنَةٍ، فَأَبَحْتُهُ جَنَّتِي، قَالَ دَاوُدُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْحَسَنَةُ الَّتِي لَقِيَكَ بِهَا عَبْدُكَ، فَأَبَحْتَهُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورَ عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ " 436 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدَانَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ التِّنِّيسِيُّ، قثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ الأَصْبَغِ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ» 437 - أنبأ ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ بَخِيتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ ذُرَيْخٍ، قثنا هَنَّادُ، قثنا قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فَرَافِصَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ بُدَيْلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لأَنْ أُطْعِمَ أَخًا لِي فِي اللَّهِ مُسْلِمًا لُقْمَةً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِدِرْهَمٍ، وَلأَنْ أُعْطِيَ أَخًا لِي فِي اللَّهِ مُسْلِمًا دِرْهَمًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِعَشْرَةَ، وَلأَنْ أُعْطِيهِ عَشْرَةً، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ رَقَبَةً» . قَالَ هَنَّادُ: وثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لأَنْ أَدْعُوَ عَشْرَةً مِنْ أَصْحَابِي فَأُطْعِمَهُمْ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَخْرُجَ إِلَى سُوقِكُمْ هَذِهِ، فَأَشْتَرِيَ رَقَبَةً، فَأُعْتِقَهَا 438 - أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسُّورِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ، قثنا سُلَيْمَانُ بْنُ كَرَّانَ، قثنا نَافِعٌ أَبُو عَمَّارٍ، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ، وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِغَاثَةَ اللَّهْفَانِ»

439 - أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي حَضْرُونَ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قثنا مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَغَاثَ مَلْهُوفًا، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً، وَاحِدَةٌ مِنْهَا فِيهَا صَلَاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ دَرَجَاتٌ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» - 440 أخبرنا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْعُصْمِيُّ نَبِيلًا مِنْ ذَوِي الْأَقْدَارِ الْعَالِيَةِ، وَلَهُ أَفْضَالٌ عَلَى الصَّالِحِينَ وَالْفُقَهَاءِ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ تُضْرَبُ لَهُ دَنَانِيرُ فِيهَا مِثْقَالُ وَنِصْفٌ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَتَصَدَّقُ بِهَا، وَيَقُولُ: إِنَّ الْفَقِيرَ يَفْرَحُ إِذَا نَاوَلْتُهُ كَاغِدًا، فَيَتَوَهَّمَ أَنَّ فِيهِ فِضَّةً، ثُمَّ يَفْتَحُهُ فَيَفْرَحُ إِذَا رَأَى صَفْرَةَ الدِّينَارِ، ثُمَّ يَزِنَهُ، فَيَفْرَحُ إِذَا زَادَ عَلَى الْمِثْقَالِ " - 441 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، قثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ جُدَيْرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ " يَقُولُ أَحَدُهُمْ: أَحُجُّ أَحُجُّ! قَدْ حَجَجْتُ، صِلْ رَحِمًا، نَفِّسْ عَنْ مَغْمُومٍ، أَحْسِنْ إِلَى جَارٍ " - 442 قال عَبْدُ اللَّهِ: وثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، قثنا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، قثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: " بَعَثَ الْحَسَنُ مُحَمَّدَ بْنَ نُوحٍ، وَحُمَيْدًا الطَّوِيلَ فِي حَاجَةٍ لأَخٍ لَهُ،

وَقَالَ: مَرُّوا بِثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، فَأَشَخَصَانِهِ مَعَكُمْ، فَأَتَيَا ثَابِتًا، فَقَالَ لَهُمْ ثَابِتٌ: إِنِّي مُعْتَكِفٌ، فَرَجَعَ حُمَيْدٌ إِلَى الْحَسَنِ، فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ ثَابِتٌ، فَقَالَ لَهُ: ارْجَعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَا أَعْمَشُ، أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ مَشْيِكَ فِي حَاجَةِ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حَجَّةِ بَعْدَ حَجَّةٍ، فَقَامَ وَذَهَبَ مَعَهُمْ، وَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ " - 443 قال عَبْدُ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قثنا ابْنُ عُتَيْبَةَ، قَالَ: " قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِ، قِيلَ: فَمَا بَقَى مِنْ لَذَّتِكَ؟ قَالَ: الأَفْضَالُ عَلَى الإِخْوَانِ " - 444 أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَيَّاطُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ دُوسْتَ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ صَفْوَانَ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْهِلَالِيُّ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: أَتَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَوْمًا، فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ بِرَأْسِهِ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، فَجَهَدْتُ جُهْدِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ، فلم يرفع رأسه، فقمت، فذهبت، فلما كان بعد أيام أتاني بكيس فيه سبع مائة درهم، فدفعها إلي، وأنا في حانوتي، فقلت يبعث إلي في حوائجه، مكثت أياما لَا يَبْعَثُ إِلَيَّ، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَمْ تَبْعَثْ إِلَيَّ فِي حَوَائِجِكَ؟ قَالَ: وَأَيُّ حَاجَةٍ لِي. أَتَيْتَنِي، فَظَنَنْتُ بِكَ الْحَاجَةَ، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَيْكَ، قَالَ: مَطَرٌ، فَقُلْتُ أَنَا مُخَيَّرٌ، فَقَالَ: أَنْتَ كُنْ كَيْفَ شِئْتَ، الدَّرَاهِمُ لَا تُرْجَعُ إِلَيَّ " - 445 قال أَبُو بَكْرٍ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قثنا رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ، قثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: " كَانَ مُؤَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ يَأْتِي بِالصُّرَّةِ فِيهَا الْأَرْبَعُ مِائَةِ وَالْخَمْسُ مِائَةٍ، فَيُودِعُهَا إِخْوَانَهُ، ثُمَّ لَقَاهُمْ بَعْدُ، فَيَقُولُ: انْتَفِعُوا بِهَا، فَهِيَ لَكُمْ " - 446 قال مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وقثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ، قثنا بَعْضُ شُيُوخِنَا، قَالَ: " لَمَّا حَضَرَتْ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ، قَالَ لِبَنِيهِ: يَا بَنِيَّ، لَا يَفْقِدْنَ

إِخْوَانِي عِنْدَكُمْ غَيْرَ وَجْهِي، أَجْرُوا عَلَيْهِمْ مَا كُنْتُ أَجْرِي عَلَيْهِمْ، وَاصْنَعُوا بِهِمْ مَا كُنْتُ أَصْنَعُ، وَلَا تُلْجِئُوهُمْ إِلَى الطَّلَبِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا طَلَبَ الْحَاجَةَ اضْطَرَبَتْ أَرْكَانُهُ , وَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ، وَكَلَّ لِسَانُهُ، وَنَزَا الدَّمُ فِي وَجْهِهِ، فَاكْفُوهُمْ مَؤُنَةَ الطَّلَبِ بِالْعَطِيَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ، فَإِنِّي لَا أَجِدُ لِوَجْهِ رَجُلٍ بَاتَ تَمَلْمَلَ عَلَى فِرَاشِهِ رَاكِمٌ مَوْضِعًا لِحَاجَتِهِ، فَغَدَا بِهَا إِلَيْكُمْ، لَا أَرَى قَضَاءَ حَاجَتِهِ عِوَضًا مِنْ بَذْلِ وَجْهِهِ، فَبَادِرُوهِمْ بِقَضَاءِ حَوَائِجَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَسْبُقُوكُمْ إِلَيْهَا بِالْمَسْأَلَةِ " 447 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَخْبَرَنَا ابْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَاقَرْحِيُّ، قَالَا: أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْقَرَاطِيسِيُّ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، قثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِيُّ، قثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الطَّحَّانُ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «يَبْعَثُ إِبْلِيسُ أَشَدَّ أَصْحَابِهِ إِلَى الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الْمَعْرُوفَ» 448 - قال أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قثنا الْمُنْذِرُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عِيسَى الْكِنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: " كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَثِيرًا فِيمَا إِذَا خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَاذْكُرُوا فِعْلَ الْجِنِّيِّ، قَالَ: فَقَالَ أَبِي لِلْأَشْتَرِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، حَتَّى نَسْأَلَهُ عَنْ هَذَا الْجِنِّيِّ مَا أَمْرُهُ؟ فَقَدْ أَكْثَرَ فِيهِ، قَالَ: فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَالْأَشْتَرُ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَقَالَ: مَا رَاعَنِي بِكُمَا فِي هَذِهِ السَّاعَةِ؟ قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْمَعْرُوفِ، وَاذْكُرُوا فِعْلَ الْجِنِّيِّ، فَقَالَ: أَوْ مَا تَدْرُونَ مَا هُوَ؟ قُلْنَا: لَا، قَالَ: فَذَاكَ كَانَ فِيكُمْ، قَالُوا: مَنْ؟ قَالَ: مَالِكُ بْنُ حَرِيمٍ الْهَمْدَانِيُّ خَرَجَ حَاجًّا فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، حَتَّى إِذَا كَانُوا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، قَالَ لَهُمْ: أَسْنِدُوا، فَقَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى الْمَاءِ، قَالَ: فَأَسْنَدُوا فَرَقَدُوا، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ طَلَعَ الْقَمَرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَانْسَابَ عَلَيْهِمْ شُجَاعٌ مِنَ الْجَبَلِ، فَأَطَافَ بِالْقَوْمِ وَبَصُرَ بِهِ فَتًى مِنْهُمْ، فَأَدْنَا مِنَ الْعَصَى، وَأَطَافَ بِالْقَوْمِ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى

الشَّيْخِ أَهْوَى الْفَتَى بِالْعَصَى، وَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقَهُ إِلَى الشَّيْخِ، فَيَلْسَعَهُ، فَضَرَبَهُ فَأَخْطَأَهُ، فَفَزِعَ الشَّيْخُ، فَقَالَ: مَهْ، قَالَ: الشُّجَاعُ دَخَلَ تَحْتَكَ، قَالَ: فَإِنَّهُ اسْتَجَارَ بِي، فَقَدْ أَجَرْتُهُ، قَالَ: فَخَرَجَ الشُّجَاعُ حَتَّى رَجَعَ مِنْ حَيْثُ بَدَأَ، فَقَالَ: ارْقُدُوا، فَقَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى الْمَاءِ، فَمَا اسْتَيْقَظُوا إِلَّا بِالشَّمْسِ قَدْ طَلَعَتْ، فَقَامُوا، فَأَخَذَ كُلُّ إِنْسَانٍ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهِ يَطْلُبُونَ الْمَاءَ، فَإِذَا هُمْ عَلَى ضَلَالٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الشُّجَاعَ نَادَاهُمْ مِنَ الْجَبَلِ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ لَا مَاءٌ أَمَامَكُمُ ... حَتَّى تَسُومُوا الْمَطَايَا يَوْمَهَا الدَّأَبَا ثُمَّ أَسْنِدُوا يَمْنَةً فَالْمَاءُ عَنْ كَثَبٍ عَيْنٌ رُوَاءٌ وَمَاءٌ يُذْهِبُ اللَّغَبَا قَالَ: فَأَسْنَدُوا، فَإِذَا عَيْنٌ رَاكِدَةٌ، فَشَرِبُوا وَاسْتَقَوْا وَسَقَوْا إِبِلَهُمْ، وَصَدَرُوا، فَلَمَّا رَجَعُوا وَكَانُوا بِأَدْنَى الْجَبَلِ، قَالُوا: يَا أَبَا حَرِيمٍ، لَوِ اسْتَعْذَبْنَا مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ، وَأَسْنَدُوا إِلَى الْجَبَلِ، فَطَلَبُوا الْمَاءَ، فَإِذَا هُمْ عَلَى ضَلَالٍ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الشُّجَاعَ، نَادَاهُمْ مِنَ الْجَبَلِ: يَا مَالُ عَنِّي جَزَاكَ اللَّهُ صَالِحَةً ... هَذَا وَدَاعٌ لَكُمْ مِنِّي وَتَسْلِيمُ لَا تَزْهَدَنْ فِي اصْطِنَاعِ الْعُرْفِ مِنْ أَحَدٍ ... إِنَّ الَّذِي يُحْرَمُ الْمَعْرُوفَ مَحْرُومُ أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أُنْجِيتُ مِنْ رَهَقٍ ... شَكَرْتُ ذَلِكَ أَنَّ الشُّكْرَ مَقْسُومُ مَنْ يَفْعَلِ الْخَيْرَ لَا يُعْدَمْ مَغَبَّتَهُ ... مَا عَاشَ وَالشَّرُّ مِنْهُ الْغِبُّ مَذْمُومُ " 449 - قال أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ: وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْكُوفِيُّ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: " خَرَجَ عُبْيَدُ بْنُ الأَبْرَصِ فِي بَعْضِ أُمُورِهِ، وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ، فَإِذَا هُوَ بِشُجَاعٍ يَتَقَلَّبُ فِي الرَّمْضَاءِ، فَقَالُوا: يَا عُبَيْدُ، دُونَكَ الشُّجَاعُ، فَاقْتُلْهُ، قَالَ: هُوَ أَنْ أَسْقِيَهُ مِنَ الْمَاءِ أَحْوَجُ. قَالُوا: يَا عُبَيْدُ، دُونَكَ الشُّجَاعُ، فَاقْتُلْهُ، وَإِلَّا قَتَلْنَاهُ، قَالَ: سَأَكْفِيكُمُوهُ، فَأَخَذَ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ كَانَتْ مَعَهُ، فَصَبَّ لَهُ، فَشَرِبَ، ثُمَّ أَخَذَ فَضْلَهَا، فَصَبَّهُ عَلَى رَأْسِهِ وَمَضَى، فَلَمَّا قَضَى سَفَرَهُ ضَلَّ بِهِ بَكْرُهُ، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِهِ:

يَا صَاحِبَ الْبَكْرِ الْمُضِلُّ مَذْهَبُهُ ... وَلَيْسَ مَعَهُ ذُو رَشَادٍ يَصْحَبُهُ دُونَكَ هَذَا الْبَكْرُ مِنَّا فَأَرْكَبْهُ ... وَبَكْرُكَ الرَّازِحُ أَيْضًا فَاجْتَنِبْهُ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ تَوَلَّى مَغْرِبُهُ ... وَسَطَعَ الصُّبْحُ وَلَاحَ كَوْكَبُهُ فَحَطَّ عَنْهُ رَحْلَهُ وَسَبْسَبَهُ قَالَ: فَالْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِبَكْرٍ، فَشَدَّ عَلَيْهِ رَحْلَهُ، فَرَكِبَهُ، فَلَمَّا قَرُبَ الصُّبْحُ عَرَفَ الْمَكَانَ، فَقَالَ: يَا صَاحِبَ الْبَكْرِ قَدْ أَنْجَيْتَ مِنْ ضَرَرٍ ... وَمِنْ فَيَافِي يُضِلُّ الْمُدْلِجُ الْهَادِي أَلَا أَبَنْتَ لَنَا بِالصُّبْحِ يَعْرِفُهُ ... مَنِ الَّذِي جَادَ بِالنَّعْمَاءِ بِالْوَادِي فَارْجِعْ حَمِيدًا فَقَدْ بُلِّغْتَ مَأْمَنَنَا ... بُورِكْتَ مِنْ ذِي سِنَامٍ رَائِحٍ غَادِي فَأَجَابَهُ: أَنَا الشُّجَاعُ الَّذِي أَبْصَرْتَهُ رَمَضًا ... وَمَنْزِلِي نُزِّهَ مِنْ مَوْرِدٍ صَادِي فَجُدْتَ بِالْمَاءِ لَمَّا ضَنَّ حَامِلُهُ ... أَرْوَيْتَ هَامِي وَلَمْ تَبْخَلْ بِأَنْكَادِ الْخَيْرُ يَبْقَى وَإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ ... وَالشَّرُّ أَخْبَثُ مَا أَوْعَيْتَ مِنْ زَادِ " - 450 أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الطَّيِّبِ الطَّبَرِيُّ، قثنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ، قثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ الطَّائِيُّ، قثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ " كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُنَا، إِذِ الْتَفَتَ إِلَيَّ شَيْخٌ إِلَى جَنْبِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، حَدِّثْنَا حَدِيثَ الْحَيَّةِ، فَقَالَ الشَّيْخُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَنْبَسَةَ، قَالَ: خَرَجَ حِمْيَرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى مُتَصَيَّدٍ لَهُ، فَلَمَّا أَقْفَرَتْ بِهِ الْأَرْضُ انْسَابَتْ حَيَّةٌ مِنْ بَيْنَ قَوَائِمِ دَابَّتِهِ، فَقَامَتْ عَلَى ذَنَبِهَا، وَقَالَتْ: آوِنِي آوَاكَ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، فَقَالَ لَهَا: وَمِمَّ أُؤْوِيكِ؟ فَقَالَتْ: مِنْ عَدُوٍّ لِي قَدْ غَشِيَنِي يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَنِي إِرْبًا

إِرْبًا، قَالَ لَهَا وَأَيْنَ أُؤْوِيكِ؟ قَالَتْ: فِي جَوْفِكَ إِنْ أَرَدْتَ الْمَعْرُوفَ، قَالَ: وَمَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ لَهَا: فَهُنَاكَ جَوْفِي، فَصَيَّرَهَا فِي جَوْفِهِ، فَإِذَا هُوَ بِفَتًى قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ صَمْصَامَةٌ لَهُ قَدْ وَضَعَهَا عَلَى عَاتِقِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الشَّيْخُ، الْحَيَّةُ الَّتِي أَطَلَّتْ بِكَفَنِكَ وَأَنَاخَتْ بِفِنَائِكَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، قَالَ: عَظُمَتْ كَلِمَةٌ خَرَجَتْ مِنْ فِيكَ، قَالَ: مَا جَاءَ مِنْكَ أَعْظَمُ! تَرَانِي أَقُولُ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، وَتَقُولُ لِي مِثْلَ هَذَا، فَوَلَّى الْفَتَى مُدْبِرًا، فَلَمَّا تَوَارَى، قَالَتِ الْحَيَّةُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، انْظُرْ هَلْ يَرَاهُ بَصَرُكَ؟ قَالَ: مَا أَرَى شَيْئًا، قَالَتِ: اخْتَرْ مِنِّي إِحْدَى مَنْزِلَتَيْنِ، إِمَّا أَنْ أَنْكُتَ قَلْبَكَ نَكْتَةً، فَأَجْعَلَهُ رَمِيمًا، أَوْ أَرُثَّ كَبِدَكَ رَثًّا فَأُخْرِجُهُ مِنْ أَسْفَلِكَ قِطَعًا، قَالَ لَهَا وَاللَّهِ مَا كَافَيْتِنِي، يَرْحَمُكِ اللَّهِ، قَالَتْ لَهُ: فَمَا اصْطِنَاعُكَ لِلْمَعْرُوفِ إِلَى مَنْ لَا يَعْرِفُ مَا هُوَ، لَوْلَا جَهْلُكَ، وَقَدْ عَرَفْتَ الْعَدَاوَةَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِيكَ، قِيلَ: وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدِي مَالٌ أُعْطِيكَهُ، وَلَا دَابَّةٌ أَحْمِلُكَ عَلَيْهَا، قَالَ: أَرَدْتُ الْمَعْرُوفَ، قَالَ: وَالْتَفَتَ فَإِذَا بِفَيْءِ جَبَلٍ، قَالَ: فَإِنْ كَانَ لَابُدَّ فَفِي فَيْءِ هَذَا الْجَبَلِ، ثُمَّ نَزَلَ يَمْشِي، فَإِذَا هُوَ فِي فَيْءِ الْجَبَلِ بِفَتًى قَاعِدٍ كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ لَهُ الْفَتَى: يَا شَيْخُ، مَالِي أَرَاكَ مُسْتَبْسِلًا لِلْمَوْتِ آيِسًا مِنَ الْحَيَاةِ، فَقَالَ: مِنْ عَدُوٍّ فِي جَوْفِي أَوَيْتُهُ مِنْ عَدُوِّهِ، وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ لَهُ الْفَتَى: أَتَاكَ الْغَوْثُ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى رُدْنِهِ، فَأَخْرَجَ مِنْهُ شَيْئًا، فَأَطْعَمَهُ إِيَّاهُ، فَاخْتَلَجَتْ وَجْنَتَاهُ، ثُمَّ أَطْعَمَهُ ثَانِيَةً، فَوَجَدَ تَمَخُّضًا فِي بَطْنِهِ، ثُمَّ أَطْعَمَهُ الثَّالِثَةَ، فَرَمَى بِالْحَيَّةِ مِنْ أَسْفَلِهِ قِطَعًا، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟ فَمَا أَحَدٌ أَعْظَمُ عَلَيَّ مِنَّةً مِنْكَ، قَالَ: أَمَا تَعْرِفُنِي! أَنَا الْمَعْرُوفُ، إِنَّهُ اضْطَرَبَتْ مَلَائِكَةُ سَمَاءٍ سَمَاءٍ مِنْ خِذْلَانِ الْحَيَّةُ إِيَّاكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ: أَنْ يَا مَعْرُوفُ، أَغِثْ عَبْدِي، وَقُلْ لَهُ: أَرَدْتَ شَيْئًا لِوَجْهِي، فَأَتَيْتُكَ ثَوَابَ الصَّالِحِينَ، وَأَعْقَبْتُكَ عُقْبَى الْمُحْسِنِينَ، وَنَجَّيْتُكَ مِنْ عَدُوِّكَ " - 451 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ مَحْفُوظُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْجَازِرِيُّ، قثنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ

الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُصَيْبِ قَبْلَ وَزَارَتِهِ، قال: " كُنْتُ كَاتِبًا لِلسِّيَّدَةِ شُجَاعٍ أُمِّ الْمُتَوَكِّلِ، فَإِنِّي ذَاتَ يَوْمٍ قَاعِدًا فِي مَجْلِسِي فِي دِيوَانِي، إِذْ خَرَجَ إِلَيَّ خَادِمٌ وَمَعَهُ كِيسٌ، فَنَادَانِي: يَا أَبَا حَمْدَانَ، السَّيِّدَةُ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ تُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَتَقُولُ لَكَ: هَذِهِ أَلْفُ دِينَارٍ مِنْ طَيِّبِ مَالِي، خُذْهَا وَادْفَعْهَا إِلَى قَوْمٍ مُسْتَحِقِّينَ تَكْتُبُ لِي أَسْمَاءَهُمْ، وَأَنْسَابَهُمْ، وَمَنَازِلَهُمْ، فَكُلَّمَا جَاءَنَا مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ شَيْءٌ صَرَفْنَاهُ إِلَيْهِمْ، فَأَخَذْتُ الْكِيسَ وَصِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَوُجِّهْتُ خَلْفَ مَنْ أَثِقُ بِهِ، فَعَرَّفْتُهُمْ مَا أَمَرَتْنِي بِهِ، وَسَأَلْتُهُمْ أَنْ يُسَمُّوا لِي مَنْ يَعْرِفُونَ مِنْ أَهْلِ السِّتْرِ وَالْحَاجَةِ، فَأَسْمَوْا لِي جَمَاعَةً، فَفَرَّقْتُ فِيهِمْ ثَلَاثَ مِائَةِ دِينَارٍ، وَجَاءَ اللَّيْلُ، وَبَقِيَّةُ الْمَالِ بَيْنَ يَدَيَّ لَا أُصِيبُ مُسْتَحِقًّا، وَغُلِّقَتِ الدُّرُوبُ وَأَنَا مُفَكِّرٌ فِي الدَّنَانِيرِ، إِذْ سَمِعْتُ بَابَ الدَّرْبِ يَدُقُّ، وَقِيلَ لِي: بِالْبَابِ فُلَانٌ الْعَلَوِيُّ، فَقُلْتُ: يَدْخُلُ، فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ، وَقَالَ: طَرَقَنِي فِي هَذَا الْوَقْتِ طَارِقٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ اتِّصَالٌ، وَلَا وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا وَلَا أَعْدَدْنَا مَا يَعُدُّ النَّاسُ، فَدَفَعْنَا إِلَيْهِ دِينَارًا، فَشَكَرَ وَانْصَرَفَ، وَخَرَجَتْ رَبَّةُ الْمَنْزِلِ، وَقَالَتْ: تَدْفَعُ إِلَيْكَ السَّيِّدَةُ أَلْفَ دِينَارٍ لِتْدَفْعَهَا إِلَى مُسْتَحِقٍّ، فَتَرَى مَنْ أَحَقُّ مِنَ ابْنِ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مَا شَكَاهُ إِلَيْكَ، ادْفَعِ الْكِيسَ إِلَيْهِ، فَرَدَدْتُهُ، فَدَفَعْتُ الْكِيسَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا وَلَّى، جَاءَ إِبْلِيسُ، فَقَالَ الْمُتَوَكِّلُ: وَانْحِرَافُهُ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ تَحْتَجُّ، فَقُلْتُ لِرَبَّةِ الْمَنْزِلِ: أَوْقَعْتِنِي فِيمَا أَكْرَهُ، فَقَالَتْ: نَتَّكِلُ عَلَى جَدِّهِمْ، فَقُمْتُ إِلَى فِرَاشِي، فَمَا اسْتَثْقَلْتُ نَوْمًا، فَإِذَا رَسُولُ السَّيِّدَةِ، فَرَكِبْتُ فَلَمْ أَصِلْ إِلَّا وَأَنَا فِي مَوْكِبٍ مِنَ الرُّسُلِ، فَدَخَلْتُ الدَّارَ فَأَخَذَ بِيَدِي خَادِمٌ، وَقَالَ لِي: يَا أَحْمَدُ، إِنَّكَ تُكَلِّمُ السَّيِّدَةَ أُمَّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَدْخَلَنِي دَارًا، فَوَقَّفَنِي عَلَى بَابٍ، فَصَاحَ بِي صَائِحٌ: يَا أَحْمَدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَتْ: حِسَابُ أَلْفِ دِينَارٍ بَلْ حِسَابُ سَبْعِ مِائَةِ دِينَارٍ، وَبَكَتْ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: خَرَجَ الْعَلَوِيُّ، وَتَحَدَّثَ، وَقَدْ أُمِرَ بِقَتْلِي، وَهَذِهِ تَبْكِي رَحْمَةً لِي، ثُمَّ عَادَتْ، فَقَالَتْ: يَا أَحْمَدُ، حِسَابُ أَلْفِ دِينَارٍ، بَلْ حِسَابُ سَبْعِ مِائَةٍ، ثُمَّ بَكَتْ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَمْسَكَتْ وَسَأَلَتْنِي عَنِ الْحِسَابِ، فَصَدَقْتُهَا، فَلَمَّا بَلَغْتُ إِلَى ذِكْرِ الْعَلَوِيِّ، بَكَتْ، وَقَالَتْ: يَا

أَحْمَدُ، جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، وَجَزَى مَنْ فِي مَنْزِلِكَ خَيْرًا، تَدْرِي مَا كَانَ خَبَرِي اللَّيْلَةَ؟ قُلْتُ: لَا. قَالَتْ: كُنْتُ نَائِمَةً، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ لِي: جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا، وَجَزَا أَحْمَدَ بْنَ الْحُصَيْبِ خَيْرًا، وَجَزَا مَنْ فِي مَنْزِلِهِ خَيْرًا، فَقَدْ فَرَّجْتُمْ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ عَنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ وَلَدِي مَا كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ. خُذْ هَذِهِ الْحُلِيَّ مَعَ هَذِهِ الثِّيَابِ، وَهَذِهِ الدَّنَانِيرِ، فَادْفَعْهَا إِلَى الْعَلَوِيِّ، وَقُلْ لَهُ: نَحْنُ نُصْرِفُ إِلَيْكَ كُلَّ مَا جَاءَنَا مِنْ هَذِهِ النَّاحِيَةِ، وَخُذْ هَذَا الْحُلِيَّ وَهَذِهِ الثِّيَابَ، وَهَذَا الْمَالَ، فَادْفَعْهُ إِلَى زَوْجَتِكَ، وَقُلْ: يَا مُبَارَكَةُ، جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَهَذِهِ دَلَالَتُكِ، وَهَذَا خُذْهُ أَنْتَ يَا أَحْمَدُ لَكَ، وَدَفَعَتْ إِلَيَّ مَالًا وَثِيَابًا، وَخَرَجْتُ مُحَمَّلٌ ذَلِكَ بَيْنَ يَدِي، فَبَدَأْتُ بِالْعَلَوِيِّ، فَطَرَقْتُ الْبَابَ، فَخَرَجَ، فَقَالَ: هَاتِ مَا مَعَكَ، قُلْتُ: وَمَا يُدْرِيكَ مَا مَعِي؟ قَالَ: انْطَلَقْتُ بِمَا مَعِي إِلَى زَوْجَتِي وَهِيَ بِنْتُ عَمِّي، وَعَرَّفْتُهَا، فَقَالَتْ: قُمْ فَصَلِّ أَنْتَ، وَادْعُ حَتَّى أُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِكَ، فَصَلَّيْتُ، وَدَعَوْتُ، وَأَمَّنْتُ، وَنِمْتُ، فَرَأَيْتُ جَدِّي عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي النَّوْمِ، وَهُوَ يَقُولُ لِي: قَدْ شَكَرْتُهُمْ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُمْ إِلَيْكَ، وَهُمَ بَارُّوكَ بِشَيْءٍ آخَرَ فَاقْبَلْهُ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ مَا كَانَ مَعِي، وَانْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي، وَرَبَّةُ الْبَيْتِ قَائِمَةٌ تُصَلِّي، وَتَدْعُو، فَخَرَجَتْ تَسْأَلُنِي عَنْ خَبَرِي، فَأَخْبَرْتُهَا، فَقَالَتْ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ اتَّكِلْ عَلَى جَدِّهِمْ، فَكَيْفَ رَأَيْتَ مَا فَعَلَ؟ " 452 - قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ بَعْضَ الْعَلَوِيِّينَ كَانَ بِبَلْخٍ، وَلَهُ زَوْجَةٌ عَلَوِيَّةٌ، وَلَهُمَا بَنَاتٌ، فَافْتَقَرُوا وَمَاتَ الرَّجُلُ، فَخَرَجَتِ الْمَرْأَةُ بِالْبَنَاتِ إِلَى سَمَرْقَنْدَ خَوْفًا مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، فَدَخَلَتِ الْبَلَدَ فِي بَرْدٍ شَدِيدٍ، فَأَدْخَلَتْهُمْ مَسْجِدًا، وَخَرَجَتْ تَحْتَالُ فِي الْقُوتِ، فَمَرَّتْ بِجَمْعَيْنِ: جَمْعٌ عَلَى رَجُلٍ مُسْلِمٍ، وَهُوَ شَيْخُ الْبَلَدِ، وَجَمْعٌ عَلَى رَجُلٍ مَجُوسِيٍّ هُوَ ضَامِنُ الْبَلَدِ، فَبَدَأَتْ بِالْمُسْلِمِ، فَشَرَحَتْ لَهُ حَالَهَا، وَقَالَتْ: أُرِيدُ قُوتَ اللَّيْلَةِ، فَقَالَ: أَقِيمِي عِنْدِي الْبَيِّنَةَ أَنَّكِ عَلَوِيَّةٌ، فَقَالَتْ: مَا فِي الْبَلَدِ مَنْ يَعْرِفُنِي، فَأَعْرَضَ عَنْهَا، فَمَضَتْ إِلَى الْمَجُوسِيِّ، فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَهَا وَمَا جَرَى لَهَا مَعَ الْمُسْلِمِ، فَبَعَثَ أَهْلَ دَارِهِ مَعَهَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَاءُوا بِأَوْلَادِهَا إِلَى دَارِهِ، فَأَلْبَسَهُمُ الْحُلَلَ الْفَاخِرَةَ، فَلَمَّا انْتَصَفَ اللَّيْلُ

رَأَى ذَلِكَ الْمُسْلِمُ فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ الْقِيَامَةَ قَدْ قَامَتْ، وَاللِّوَاءَ عَلَى رَأْسِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا قَصْرٌ مِنَ الزُّمُرُّدِ الْأَخْضَرِ، فَقَالَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَ: لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ مُوَحِّدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَنَا مُسْلِمٌ مُوَحِّدٌ، فَقَالَ: أَقِمْ عِنْدِي الْبَيِّنَةَ بِأَنَّكَ مُسْلِمٌ مُوَحِّدٌ، فَتَحَيَّرَ الرَّجُلُ، فَقَالَ لَهُ: لَمَّا قَصَدَتْكَ الْعَلَوِيَّةُ، قُلْتَ لَهَا: أَقِيمِي عِنْدِي الْبَيِّنَةَ، فَكَذَا أَنْتَ أَقِمْ عِنْدِي الْبَيِّنَةَ، فَانْتَبَهَ يَبْكِي وَيَلْطُمُ، وَخَرَجَ يَطُوفُ الْبَلَدَ عَلَى الْمَرْأَةِ حَتَّى عَرَفَ أَيْنَ هِيَ، فَأَتَى الْمَجُوسِيَّ، فَقَالَ: أُرِيدُ الْعَلَوِيَّةَ، فَقَالَ لَهُ: مَا إِلَى هَذَا سَبِيلٌ، قَالَ: خُذْ مِنِّي أَلْفَ دِينَارٍ وَسَلِّمْهُمْ إِلَيَّ، قَالَ: مَا أَفْعَلُ، قَدِ اسْتَضَافُونِي وَلَحِقَنِي مِنْ بَرَكَاتِهِمْ، قَالَ: لَابُدَّ مِنْهُمْ، قَالَ: الَّذِي تَطْلُبُهُ أَنْتَ أَنَا أَحَقُّ بِهِ، وَالْقَصْرُ الَّذِي رَأَيْتَهُ لِي خُلِقَ أَتَدُلَّ عَلَيَّ بِإِسْلَامِكَ، وَاللَّهِ مَا نِمْتُ، وَلَا أَهْلُ دَارِي، حَتَّى أَسْلَمْنَا عَلَى يَدِ الْعَلَوِيَّةِ، وَرَأَيْتُ مِثْلَ مَنَامِكَ الَّذِي رَأَيْتَ، وَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْعَلَوِيَّةُ وَبَنَاتُهَا عِنْدَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: الْقَصْرُ لَكَ وَلِأَهْلِ دَارِكَ , وَأَنْتَ وَأَهْلُ دَارِكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، خَلَقَكَ اللَّهُ مُؤْمِنًا فِي الأَزَلِ. - 453 أنبأنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ التَّنُوخِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْفَتوتي، قَالَ: " رَكِبَ حَامِدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قِبَلَ الْوَزَارَةِ وَهُوَ عَامِلٌ بِوَاسِطٍ إِلَى بُسْتَانٍ لَهُ، فَرَأَى فِي طَرِيقِهِ شَيْخًا مَطْرُوحًا عَلَى الطَّرِيقِ يَبْكِي وَيُوَلْوِلُ، وَحَوْلَهُ نِسَاءٌ، وَصِبْيَانٌ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ فِي الرَّمَادِ مَطْرُوحِينَ، فَوَقَفَ وَسَأَلَ عَنِ الْخَبَرِ، فَأُشِيرَ لَهُ إِلَى دَارٍ مُحْتَرِقَةٍ، وَقِيلَ: هِيَ دَارُ الشَّيْخِ، احْتَرَقَتِ الْبَارِحَةَ، فَافْتَقَرَ، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ شَيْءٌ، وَكَانَ تَاجِرًا، فَوَجَمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: فُلَانٌ الْوَكِيلُ، فَجَاءَ، فَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ أَنْ أَنْدُبَكَ لِشَيْءٍ إِنْ فَعَلْتَهُ كَمَا أُرِيدُ فَعَلْتُ بِكَ، وَذَكَرَ جَمِيلًا، وَإِنْ تَجَاوَزْتَ فِيهِ رَسْمِي فَعَلْتُ بِكَ، وَذَكَرَ قَبِيحًا، فَقَالَ: مُرْ بِأَمْرِكَ. قَالَ: قَدْ تَرَى حَالَ هَذَا الشَّيْخِ وَقَدْ آلَمَنِي قَلْبِي لَهُ، وَأَرَدْتُ الرُّكُوبَ لِلتَّنَزُّهِ، فَقَدْ تَنَغَّصَ عَلَيَّ بِسَبَبِهِ، وَمَا تَسْمَحُ نَفْسِي بِالتَّوَجُّهِ إِلَيْهَا حَتَّى تَضْمَنَ لِي أَنِّي إِذَا عُدْتُ الْعَشِيَّةَ مِنَ النُّزْهَةِ، وَجَدْتُ الشَّيْخَ فِي دَارِهِ كَمَا كَانَتْ مَبْنِيَّةً مُجَصَّصَةً، وَفِيهَا قُمَاشٌ وَصُفْرٌ وَمَتَاعٌ مِثْلُ مَا كَانَ فِيهَا،

وَعَلَى جَمِيعِ عِيَالِهِ مِنْ كِسْوَةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ مِثْلَ مَا كَانَ لَهُمْ، فَقَالَ لَهُ الْوَكِيلُ: تَتَقَدَّمْ إِلَى الْجَهْبَذِ، يُطْلِقُ لِي كُلَّ مَا أُرِيدُ، وَإِلَى صَاحِبِ الْمَعُونَةِ يَقِفُ مَعِي وَيُحْضِرُ مَنْ أُرِيدُهُ مِنَ الصُّنَّاعِ، وَأَنَا ضَامِنٌ لِهَذَا قَبْلَ أَنْ تَعُودَ، فَفَعَلَ، فَأَحْضَرَ فِي الْحَالِ أَصْنَافَ الرُّوزْجَارِيَّةِ وَالْبَنَّائِينَ فَعَمِلُوا، وَقِيلَ لِصَاحِبِ الْبَيْتِ: اكْتُبْ كُلَّ مَا ذَهَبَ مِنْكَ حَتَّى لَا يَشِذَّ مِنْهُ شَيْءٌ، فَأَثْبَتَ الرَّجُلُ مَا ذَهَبَ مِنْهُ حَتَّى الْمِكْنَسَةِ وَالْمِقْدَحَةِ، فَصَلَّيْتُ الْعَصْرَ وَقَدْ سُقِفْتِ الدَّارُ، وَجُصِّصَتْ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُهَا، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا الْبَيَاضِ، فَأُنْفِذَ إِلَى حَامِدٍ، وَسَأَلَهُ التَّوَقُّفَ فِي الْبُسْتَانِ، وَلَا يَرْكَبُ مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّيَ الْعَتَمَةَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ، فَبُيِّضَتْ، وَطُبِّقَتْ، وَكُنِسَتْ، وَفُرِشَتْ، وَلَبِسَ الشَّيْخُ وَعِيَالُهُ الثِّيَابَ، وَدُفِعَتْ إِلَيْهِمْ مَفَاتِيحُ الْخَزَائِنِ مَمْلُوءَةٌ بِكُلِّ مَا اشْتَهَوْا، وَاجْتَازَ حَامِدٌ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ، فَدَعَوْا لَهُ، فَقَالَ لِلْجَهْبَذِ: هَاتِ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، فَأَحْضَرَهَا، فَقَالَ: يَا شَيْخُ، زِدْ هَذِهِ فِي رَأْسِ مَالِكَ، وَسَارَ حَامِدٌ إِلَى دَارِهِ " - 454 أنبأنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ الزَّوْرَنِيَّ، يَقُولُ: أَنْبَأَ أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ، قَالَ " رَأَيْتُ فِي مَنَامِي ذَاتَ لَيْلَةٍ قَائِلًا، يَقُولُ: أَغِثِ الْمَلْهُوفَ، فَانْتَبَهْتُ، فَقُلْتُ: انْظُرُوا، هَلْ فِي جِيرَانِنَا مُحْتَاجٌ؟ فَقَالُوا: مَا نَدْرِي؟ فَنِمْتُ ثَانِيًا، فَعَادَ إِلَيَّ، فَقَالَ: تَنَامُ وَلَمْ تَغِثِ الْمَلْهُوفَ! قَالَ: فَانْتَبَهْتُ، وَأَحْسَبُهُ قَالَ: نِمْتُ الثَّالِثَةَ، فَعَادَ إِلَيَّ، فَقُمْتُ، فَقُلْتُ لِلْغُلَامِ: اسْرِجِ الْبَغْلَ، وَأَخَذْتُ مَعِي ثَلَاثَ مِائَةِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ رَكِبْتُ الْبَغْلَ، وَأَطْلَقْتُ عَنَانَهُ، فَمَرَّ، فَأَخَذَ عَلَى مَسْجِدِ الْجَامِعِ، ثُمَّ مَضَى فِي سَكَّةِ الْمَرْبَدِ، حَتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّرُوبِ إِلَى الْجَبَّانَةِ، فَصَارَ إِلَى الْمَقَابِرِ، ثُمَّ عَطَفَ يَمْنَةً إِلَى مَسْجِدٍ يُصَلَّى فِيهِ عَلَى الْجَنَائِزِ، فَوَقَفَ الْبَغْلُ هُنَاكَ، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي، فَلَمَّا أَحَسَّ بِي انْصَرَفَ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، مَا أَخْرَجَكَ؟ فَقَالَ: أَنَا رَجُلٌ خَوَّاصٌ، كَانَ رَأْسُ مَالِي مِائَةَ دِرْهَمٍ، فَذَهَبَتْ مِنْ يَدِي، وَلَزِمَنِي دَيْنٌ مِائَتَا دِرْهَمٍ، قَالَ: فَأَخْرَجْتُ الدَّرَاهِمَ، فَقُلْتُ: هَذِهِ ثَلاثُ مِائَةِ دِرْهَمٍ، خُذْهَا،

فَأَخَذَهَا، فَقُلْتُ: تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: أَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ، فَإِنْ نَابَتَكَ نَائِبَةٌ، فَأْتِنِي فَإِنَّ مَنْزِلِي فِي مَوْضِعِ كَذَا، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ، بَلْ إِنْ تَأْتِينَا نَائِبَةٌ، فَزِعْنَا إِلَى مَنْ أَخْرَجَكَ فِي هَذَا الْوَقْتِ حَتَّى جَاءَ بِكَ إِلَيْنَا " - 455 قرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ الْحَافِظِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْأَرْدِيلِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَابَادِقَ، قثنا أَبُو الْقَاسِمِ التِّنِّيسِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ نَاصِحٍ الْمِصِّيصِيُّ، قَالَ: " كَانَ شَيْخٌ يَتَعَبَّدُ، وَكَانَ لَهُ عِيَالٌ، فَإِذَا أَمْسَى أَخْرَجَ الْغَزْلَ، فَبَاعَهُ وَاشْتَرَى لَهُمْ طَعَامًا وَقُطْنًا، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ وَمَعَهُ الْغَزْلُ، فَبَاعَهُ، فَلَقِيَهُ أَخٌ لَهُ، فَشَكَى إِلَيْهِ الْحَاجَةَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَمَنَ الْغَزْلِ، وَرَجَعَ إِلَى عِيَالِهِ، فَقَالُوا لَهُ: أَيْنَ الْقُطْنُ، أَيْنَ الطَّعَامُ؟ فَقَالَ: اسْتَقْبَلَنِي فُلَانٌ، فَشَكَى إِلَيَّ الْحَاجَةَ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهِ ثَمَنَ الْغَزْلِ، قَالُوا: فَكَيْفَ نَصْنَعُ وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ، وَكَانَ فِي بَيْتِهِ قَصْعَةٌ مَكْسُورَةٌ وَجَرَّةٌ، فَذَهَبَ بِهِمَا إِلَى السُّوقِ، فَلَمْ يَشْتَرِهِمَا أَحَدٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ سَمَكَةٌ مُنْتَفِخَةٌ، لَيْسَ يَشْتَرِيهَا أَحَدٌ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُ السَّمَكَةِ: بِعْنِي كَاسِدَكَ بِكَاسِدِي، فَدَفَعَ مَا كَانَ مَعَهُ إِلَيْهِ، وَأَخَذَ السَّمَكَةَ، فَجَاءَ بِهَا إِلَى عِيَالِهِ، فَقَالُوا: مَا نَصْنَعُ بِهَذِهِ؟ فَقَالَ: تَشْتَوُونَهَا، فَنَأْكُلُهَا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَأْتِيَكُمْ بِرِزْقٍ، فَشَقُّوا بَطْنَهَا، فَإِذَا حَبَّةٌ لُؤْلُؤَةٌ، فَأَخْبَرُوا الشَّيْخَ، فَقَالَ: انْظُرُوا، فَإِنْ كَانَتْ مَثْقُوبَةً، فَهِيَ لِبَعْضِ النَّاسِ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ مَثْقُوبَةٍ، فَهِيَ رِزْقٌ رَزَقَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَنَظَرُوا، فَإِذَا هِيَ غَيْرُ مَثْقُوبَةٍ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا بِهَا عَلَى إِخْوَانِهِ مِنْ أَصْحَابِ الْجَوَاهِرِ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ؟ قَالَ: رِزْقٌ رَزَقَنَا اللَّهُ، قَالَ: تُسَاوِي عِشْرِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، وَفُلَانٌ أَوْفَى لَكَ مِنِّي، فَاذْهَبْ إِلَيْهِ، فَجَاءَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ، مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ مَا أَحْسَنَهَا! قَالَ: رِزْقٌ رَزَقَنَا اللَّهُ، قَالَ: هِيَ تُسَاوِي ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَفُلَانٌ أَوْفَى مِنِّي فَاذْهَبْ بِهَا إِلَيْهِ، فَجَاءَ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا فُلَانُ، مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذِهِ، مَا أَحْسَنَهَا! قَالَ: رِزْقٌ رَزَقَنَا اللَّهُ، قَالَ: هِيَ تُسَاوِي سَبْعِينَ أَلْفًا لَا تُسَاوِي أَكْثَرَ مِنْ هَذَا، هَاتْ مَنْ يَقْبِضُهَا لَكَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفًا، فَدَعَى الْحَمَّالِينَ،

فَحَمَلُوهَا حَتَّى إِذَا صَارَ إِلَى بَابِ مَنْزِلِهِ، قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ سَائِلًا، فَقَالَ: أَعْطِنَا مِمَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَقَالَ: قَدْ كُنَّا بِالْأَمْسِ مِثْلَ حَالَتِكَ خُذْ نِصْفَ هَذَا الْمَالِ، فَلَمَّا قَسَّمَ الْمَالَ، وَأَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ نِصْفَهُ، قَالَ لَهُ السَّائِلُ: بَارَكَ اللَّهُ لَكَ، إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكَ، بَعَثَنِي أَخْتَبِرُكَ ". وَقَدْ جَرَى نَحْوُ هَذِهِ الْقِصَّةِ لِبَعْضِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَبَلَغَنَا أَنَّهُمْ كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ عَابِدٌ يَعْمَلُ فِي كُلِّ يَوْمٍ زَبِيلًا، فَيَبِيعُهُ بِدِرْهَمٍ، فَيَشْتَرِي بِأَرْبَعَةِ دَوَانِيقَ قُوتًا لِعِيَالِهِ، وَبِدَانِقَيْنِ خُوصًا فَيَعْمَلُ بِهِ زَبِيلًا آخَرَ، قَالَ: فَبَاعَ الزَّبِيلَ يَوْمًا بِدِرْهَمٍ، وَأَقْبَلَ لِيَشْتَرِيَ طَعَامًا، فَمَرَّ بِسَائِلٍ، يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ الْمَلِيَّ الْوَفِيَّ، فَأَعْطَاهُ الدِّرْهَمَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالُوا: أَيْنَ قُوتُنَا؟ قَالَ: أَقْرَضْتُهُ مَلِيًّا وَفِيًّا، وَسَيَأْتِيكُمْ رِزْقُكُمْ. وَجَمَعَ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْخُوصِ، فَعَمِلَ مِنْهُ زَبِيلًا صَغِيرًا فَبَاعَهُ بِدَانِقَيْنِ، وَقَالَ: إِنِ اشْتَرَيْتُ خُبْزًا لَمْ يَكْفِ عِيَالِي، وَإِنِ اشْتَرَيْتُ خُوصًا بَقِيَ عِيَالِي بِلَا خُبْزٍ، فَمَرَّ بِهِ صَيَّادٌ مَعَهُ سَمَكَةٌ، فَاشْتَرَاهَا بِالدَّانِقَيْنِ، وَجَاءَ بِهَا، وَقَامَ يُصَلِّي، فَشَقَّتْهَا امْرَأَتُهُ، فَخَرَجَتْ مِنْهَا دُرَّةٌ كَالْبَيْضَةِ، فَأَضَاءَتِ الْبَيْتَ، فَقَالَتْ زَوْجَتُهُ: مَا أَسْرَعَ مَا رَدَّ عَلَيْكَ رَبُّكَ مَا أَقْرَضْتَهُ، فَأَقْبَلَ بِهَا إِلَى الْمَلِكِ، فَدَعَى بِاللَّالِينَ، فَقَوَّمُوهَا مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَاشْتَرَاهَا الْمَلِكُ بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَقَالَ الْعَابِدُ لِامْرَأَتِهِ: شَأْنُكِ بِالْمَالِ وَاتْرُكِينِي أُصَلِّي، فَجَاءَ سَائِلٌ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الدَّارِ، وَاسُونِي مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ: ادْخُلْ خُذْ مِنْ هَذَا الْمَالِ بِدُرَّةٍ، فَقَالَ السَّائِلُ: تَهْزَأُ بِي؟ قَالَ: لَا. قَالَ السَّائِلُ: لَا أُطِيقُ حَمْلَهَا، قَالَ: أَنَا أَحْمِلُهَا مَعَكَ، فَحَمَلَهَا مَعَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ السَّائِلُ، قَالَ لَهُ: لَسْتُ بِسَائِلٍ، وَلَكِنِّي مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، أَرْسَلَنِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْكَ لِأَبْلُوَكَ فِيمَا آتَاكَ، فَوَجَدَكَ عَبْدًا شَكُورًا، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَبِلَ مِنْكَ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَقْرَضْتَهُ فَصَيَّرَهُ اثْنَى عَشَرَ جُزْءًا، أَعْطَاكَ مِائَةَ أَلْفٍ بِجُزْءٍ وَاحِدٍ، وَادَّخَرَ لَكَ أَحَدَ عَشَرَ جُزْءًا حَتَّى يُعْطِيَكَ فِي الْجَنَّةِ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ارْجِعْ فَبَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي مَالِكَ " -

456 قرأت عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ نَاصِرٍ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْبَنَّاءِ، قَالَ: حَكَى لِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْهُذَلِيُّ، قَالَ: حَكَى أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ سَمْعُونَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، قَالَ " كَانَ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِينَ قَدْ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْحَجُّ، قَالَ: فَحُدِّثْتُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: وَرَدَ الْحَاجُّ فِي بَعْضِ السِّنِينَ إِلَى بَغْدَادَ، فَعَزَمْتُ عَلَى الْخُرُوجِ مَعَهُمْ إِلَى الْحَجِّ، فَأَخَذْتُ فِي كُمِّي خَمْسَ مِائَةِ دِينَارٍ، وَخَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ لِأَشْتَرِيَ آلَةَ الْحَجِّ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، عَارَضَتْنِي امْرَأَةٌ، وَقَالَتْ: رَحِمَكَ اللَّهُ، أَنَا امْرَأَةٌ شَرِيفَةٌ وَلِي بَنَاتٌ عُرَاةٌ، وَالْيَوْمَ الرَّابِعَ مَا أَكَلْنَا شَيْئًا، قَالَ: فَوَقَعَ كَلَامُهَا فِي قَلْبِي، فَطَرَحْتُ الْخَمْسَ مِائَةِ دِينَارٍ فِي طَرَفِ إِزَارِهَا، وَقُلْتُ: عُودِي إِلَى بَيْتِكِ، فَاسْتَعِينِي بِهَذِهِ الدَّنَانِيرِ عَلَى وَقْتِكِ، فَحَمِدَتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَانْصَرَفَتْ، وَنَزَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَلْبِي حَلَاوَةَ الْخُرُوجِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَخَرَجَ النَّاسُ وَحَجُّوا وَعَادُوا، فَقُلْتُ: أَخْرُجُ لِلِقَاءِ الْأَصْدِقَاءِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِمْ، فَخَرَجْتُ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا لَقِيتُ صَدِيقًا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: قَبِلَ اللَّهُ حَجَّكَ، وَشَكَرَ سَعْيَكَ، يَقُولُ لِي: وَأَنْتَ قَبِلَ اللَّهُ حَجَّكَ، وَشَكَرَ سَعْيَكَ، فَطَالَ عَلَى ذَلِكَ، فَلَمَّا أَنْ كَانَتْ تِلْكَ اللَّيْلَةُ، رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، فَقَالَ لِي: يَا فُلَانُ، لَا تَعْجَبْ مِنْ تَهْنِئَةِ النَّاسِ لَكَ بِالْحَجِّ، أَغَثْتَ مَلْهُوفًا، وَأَغْنَيْتَ ضَعِيفًا، فَسَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى، فَخَلَقَ فِي صُورَتِكَ مَلَكًا، فَهُوَ يَحُجُّ عَنْكَ فِي كُلِّ عَامٍ، فَإِنْ شِئْتَ حُجَّ، وَإِنْ شِئْتَ لَا تَحُجَّ "

الباب الثالث والخمسون في ثواب من توسل به إلى سلطان ليقضي حاجة

الْبَابُ الثَّالِثُ وَالْخَمْسُونَ فِي ثَوَابِ مَنْ تَوَسَّلَ بِهِ إِلَى سُلْطَانٍ لِيَقْضِيَ حَاجَةً 457 - أنبأنا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الشَّحَّامِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ السَّمَرْقَنْدِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ، قَالَ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، قثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ، قثنا هِشَامُ بْنُ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ كَانَ وَصْلَةً لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ إِلَى ذِي سُلْطَانٍ فِي تَبْلِيغِ بِرٍّ، أَوْ تَيْسِيرِ عَسِيرٍ، أَعَانَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى إِجَازَةِ الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ دَحْضِ الْأَقْدَامِ»

الباب الرابع والخمسون في أن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة

الْبَابُ الرَّابِعُ وَالْخَمْسُونَ فِي أَنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ 458 - أخبرنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْبَاقَرْحِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو الْقَاسِمِ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ، قثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: أَنْبَأَ هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ» 459 - قال الْقُرَشِيُّ: وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ بِشْرٍ أَبُو بِشْرٍ الْعَنَزِيُّ، قثنا حَازِمُ بْنُ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الْآخِرَةِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَبْعَثُ الْمَعْرُوفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الرَّجُلِ الْمُسَافِرِ، فَيَأْتِي صَاحِبُهُ إِذَا انْشَقَّ عَنْهُ قَبْرُهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: أَبْشِرْ يَا وَلِيَّ اللَّهِ بِأَمَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، لَا يَهُولَنَّكَ مَا تَرَى مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَا يَزَالُ يَقُولُ لَهُ: احْذَرْ هَذَا، وَاتَّقِ هَذَا، فَيُسَكِّنُ بِذَلِكَ رَوْعَتَهُ، حَتَّى يُجَاوِزَ بِهِ الصِّرَاطَ، فَإِذَا جَازَ بِهِ الصِّرَاطَ، عَدَلَ وَلِيُّ اللَّهِ إِلَى مَنَازِلِهِ فِي الْجَنَّةِ، ثُمَّ يَنْثَنِي عَنْهُ الْمَعْرُوفُ فَيَتَعَلَّقُ بِهِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، مَنْ أَنْتَ، خَذَلَنِي الْخَلْقُ فِي أَهْوَالِ الْقِيَامَةِ غَيْرَكَ، فَمَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: أَنَا الْمَعْرُوفُ الَّذِي عَمِلْتَهُ فِي الدُّنْيَا، بَعَثَنِي اللَّهُ خَلْقًا لِيُجَازِيَكَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "

460 - قال الْقُرَشِيُّ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَلْخِيُّ، قثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ، فَقَالَ: قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ مَا كَانَ مِنْكُمْ، وَصَانَعْتُ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ عَنْكُمْ عِبَادِي، وَوَهَبْتُ لَكُمْ حَسَنَاتِكُمْ، فَهِبُوهَا الْيَوْمَ لِمَنْ شِئْتُمْ، لِتَكُونُوا أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا، وَأَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ " 461 - أخبرنا عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، قَالَ: أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشُّرُوطِيُّ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَهُمْ، قثنا الْأَصَمُّ، قثنا الصَّغَانِيُّ. ح وَأَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيِّ، قَالَتْ: أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ النَّقُّورِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دُوسْتَ، قثنا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَّارُ، قَالَا: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ يُحَدِّثُ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ صُفُوفًا، وَأَهْلَ النَّارِ صُفُوفًا، فَيَمُرُّ الرَّجُلُ مِنْ صُفُوفِ أَهْلِ النَّارِ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ صُفُوفِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا فُلَانُ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ اصْطَنَعْتُ إِلَيْكَ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا؟ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ، فَيَقُولُ للَّهِ تَعَالَى: إِنَّ هَذَا اصْطَنَعَ إِلَيَّ فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، فَيُقَالُ لَهُ: خُذْ بِيَدِهِ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ " 462 - أخبرنا أَبُو الْمُعَمَّرِ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَدَّادُ، قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ

الطُّوسِيُّ، قثنا النُّعْمَانُ بْنُ جَابِرٍ، قثنا الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَلِكٌ، وَكَانَ مُسْرِفًا عَلَى نَفْسِهِ، وَكَانَ مُسْلِمًا، وَكَانَ إِذَا أَكَلَ طَرَحَ فُضَالَةَ الطَّعَامِ عَلَى مَزْبَلَةٍ، فَكَانَ عَابِدٌ يَأْوِي إِلَى مَزْبَلَتِهِ، فَإِنْ وَجَدَ كِسْرَةً أَكَلَهَا، وَإِنْ وَجَدَ بَقْلَةً أَكَلَهَا، وَإِنْ وَجَدَ عَرْقًا تَعَرَّقَهُ، فَمَاتَ ذَلِكَ الْمَلِكُ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ بِذُنُوبِهِ، وَخَرَجَ الْعَابِدُ إِلَى الصَّحْرَاءِ، فَأَكَلَ مِنْ بَقْلِهَا، وَشَرِبَ مِنْ مَائِهَا، فَقَبَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَقَالَ لَهُ: مَا عِنْدَكَ لِأَحَدٍ مَعْرُوفٌ، فَأُكَافِئَهُ عَلَيْهِ، قَالَ: يَا رَبِّ، لَا. قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ كَانَ مَعَاشُكَ، وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِ؟ قَالَ: كُنْتُ آوِي إِلَى مَزْبَلَةِ مَلِكٍ، فَإِنْ وَجَدْتُ كِسْرَةً أَكَلْتُهَا، وَإِنْ وَجَدْتُ بَقْلَةً أَكَلْتُهَا، وَإِنْ وَجَدْتُ عَرْقًا تَعَرَّقْتُهُ، فَقَبَضْتُهُ، فَخَرَجْتُ إِلَى الصَّحْرَاءِ مُقْتَصِرًا عَلَى مَائِهَا وَنَبَاتِهَا، فَقَالَ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُهُ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُخْرِجَ مِنَ النَّارِ جَمْرَةً تَنْتَفِضُ، فَأُعِيدَ، فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ، هَذَا الَّذِي كُنْتُ آكُلُ مِنْ مَزْبَلَتِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ: خُذْ بِيَدِهِ، فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ لِمَعْرُوفٍ كَانَ مِنْهُ إِلَيْكَ لَمْ يَعْرِفْهُ، أَمَا لَوْ عَرِفَهُ مَا عَذَّبْتُهُ "

§1/1