البرصان والعرجان والعميان والحولان

الجاحظ

تقديم الطبعة الثانية هذه هى الطبعة الثانية من كتاب «البرصان والعرجان» لشيخنا أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ. وكان من المأمول في الطبعة الأولى أن أراقب طبعها وإخراجها وصنع فهارسها. ولكن شاء القدر ألا أراها إلا بعد أن ظهرت لى من وراء الغيب مطبوعة مفهرسة بيد غيرى في سلسلة منشورات وزارة الثقافة والإعلام بالجمهورية العراقية. وهو أمر لم أصنعه ولم أعهده من قبل في جميع ما ظهر من كتبي المؤلفة أو المحققة. وقد ترتب على هذه الغربة التى طوّح فيها الكتاب أن تكثر أخطاء الطبع ويسوء الإخراج، ويشيع الخطأ والنقص كذلك في الفهارس التى أعدّها من صميم الأمانة في التحقيق. ومع إيماني بأن الذين قاموا بإخراج الطبعة الأولى قد بذلوا كثيرا من الجهد في تصحيح تجارب الطبع وأنا لم آذن لهم به، إنّى أرانى قد طويت النفس على أسى عميق وأسف بالغ، وانتظرت على مضض منّى حتى تتاح لي فرصة إعادة الطبع. وإني لسعيد اليوم إذ أتيح لي أن أخرج الطبعة الثانية التي باشرتها بنفسي كلمة كلمة وحرفا بحرف، وقمت بصنع فهارسها على الوجه الذي أرتضيه. وعسى أن أكون قد وفقت فيما صنعت، وأنقذت هذا الكتاب الذي أعتز به وبإخراجه ليكون في ثوبه المرتضى، ونصابه الموثق المحقق.

وما توفيقي إلا بالله، عليه توكّلت وإليه أنبت. عبد السلام محمد هارون مصر الجديدة في 1407 هـ- 1987 م.

[مقدمة المؤلف] بسم الله الرّحمن الرّحيم كان ذلك منذ أكثر من عشرين عاما، حينما التقيت بالمغفور له الأستاذ العلامة حسن حسني عبد الوهاب التونسي الصمادحي (1301- 1388 هـ- 1884- 1968 م) وذلك في دار المعارف بالقاهرة، وجرى ذكر هذا الكتاب فوعدني بصورة منه، وحالت ظروفه دون إنجاز ما وعد. وفي أثناء عملي بجامعة الكويت في سنة 1968 زارني في مكتبي المغفور له العلامة خير الدين الزركلي (1310- 1396 هـ- 1893- 1976) وجرى الحديث بيننا في شأن الكتاب، فأخبرني أنه يمتلك صورة مصغرة منه (ميكرو فيلم) وأنه يعتزم إهدائي هذه النسخة لأقوم بتحقيقها ونشرها. وما إن رجع إلى مقره في بيروت حتى أوفد فاضلا من أقربائه حاملا هذه الهدية الثمينة، فبادرت بتكبيرها، وعكفت على النظر فيها إلى أن تحين فرصة تحقيقها ونشرها. وكنت بين الفينة والأخرى أراجع بعض نصوصها، وأحاول فتح أغلاقها، وهي النسخة الوحيدة المعروفة في العالم كله، التى تقيم الآن في مدينة «بزو» في مكتبة الزاوية العباسية بالمغرب الأقصى. ومنها نسخة مصورة في الخزانة العامة للكتب بمدينة الرباط برقم 87. ومنذ عامين (في أوائل ديسمبر 1979) تفضل المسئولون عن الثقافة في العراق الشقيق، بمكاتبتي لإعداد كتاب البخلاء للجاحظ ليكون هدية المهرجان في الاحتفال بالجاحظ رائدا للفكر العربى الموسوعي، في

غضون الأسبوع الأول من تشرين سنة 1980 وذلك بناء على نبأ يقول: إننى قد عثرت على نسخة مخطوطة منه لم يرها أحد من قبل، وإننى عاكف على تحقيقها. فكتبت إليهم معتذرا بأن هذا الخبر محرف، وإنني «لم أعثر إلى الآن على مخطوطة جديدة للبخلاء، وأتمنى أن أعثر عليها، وإنما أعكف الآن على إكمال تحقيق كتاب البرصان والعرجان للجاحظ من نسخته الوحيدة في العالم كله، التى صدرت عنها طبعة مشوهة تشويها مبنيا على نقص الخبرة بقراءة المخطوطات، وعدم التمرس الكامل بأسلوب الجاحظ» . وذلك أن نسخة الكتاب، وطبيعة تأليفه، وندرة نصوصه، كل أولئك يلقي فوق كاهل الناظر فيه ما ينوء بحمله. وأشهد لقد كان مستوى الجهد الذي بذلته في تحقيق كل ما أخرجت من كتب شيخنا أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، أهون بكثير من هذا الجهد الجهيد الذي بذلته في تجلية كتابنا هذا، وذلك لما يطوي بين ثناياه من إشارات، وما يقتضى من تفسير وتوضيح ضنّ الجاحظ نفسه به على هذا الكتاب، الذي يقول فيه وفي أمثاله: «وأنا أعلم أن عامّة من يقرأ كتابي هذا وسائر كتبي لا يعرف معاني هذه الأشعار، ولا يفسر هذا الغريب. ولكني إن تكلفت ذلك ضعف مقدار كل كتاب منه. وإذا طال جدا ثقل. فقد صرت كأني إنما أكتبها للعلماء [1] » . ومن ثمّ كان إكبابي على إعداد نسختي هذه من البرصان ملتمسا عون الله وكان من المترقّب أن تظهر هذه النسخة في الأسبوع الأول من تشرين

_ [1] ص 31 من المخطوطة.

تقديم الطبعة الثانية

الثاني سنة 1980. ولكن الظروف التى طرأت من بعد حالت بين الكتاب ورؤية النور، ثم كان للكتاب أن يظهر في هذا الوقت الذي قدّره الله، وله الحمد والثناء. اسم الكتاب: العنوان الذي أبقاه الدهر على صدر الورقة الأولى من المخطوطة بخط يخالف خط صلب الكتاب هو: «كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان» . كما أن الثابت في نهاية المخطوطة بخط الناسخ الأصيل للكتاب: «تم كتاب البرصان والعميان والعرجان والحولان» . ولكنا نجد في كتاب البيان والتبين [1] الذي ألفه الجاحظ بعد كتابنا هذا، ما صورته: «احتجنا إلى أن نذكر ارتفاق بعض الشعراء من العرجان بالعصيّ، منذ ذكرنا العصا وتصرفها في المنافع. والذي نحن ذاكروه من ذلك في هذا الموضع قليل من كثير ما ذكرناه في كتاب العرجان» . وكذلك نجد في مقدمة كتابنا هذا القول [2] : «وقد خفت أن تكون مسألتك إياي كتابا في تسمية العرجان والبرصان والعميان والصمان والحولان، من الباب الذي نهيتك عنه، وزهدتك فيه» .

_ [1] البيان 3: 74. [2] صفحة 4 من المخطوطة.

ويقول بعد ذلك بقليل [1] : «وسألتنى أن أبدأ بذكر البرصان، وأثنّي بذكر العرجان» . فإذا خرجنا من أجواء الكتاب نلتمس تسمية له، لا نكاد نجدها إلا في مواضع يسيرة، تتمثل فيما ذكره ياقوت في معجم الأدباء [2] : «كتاب العرجان والبرصان» فقط، بتقديم العرجان على البرصان، وهي التسمية التى اقتبسها السندوبي في كتابه: «أدب الجاحظ» [3] ونقلها عنه بروكلمان في كتابه: «تاريخ الأدب العربي» [4] . ومنها بغية الوعاة للسيوطي، تذكر له «كتاب العرجان والبرصان والقرعان» . والذي يبدو أن الجاحظ لم يستقر على وضع ثابت في تسمية الكتاب، فقد بدأ كتابه بالكلام على البرصان من ص 13- 70 من المخطوطة، ثم ثنّى بالكلام على العرجان من ص 30- 130 من المخطوطة. كما يبدو أنه أفرد كتابا للعميان والحولان، إذ نجده يقول في كتابنا هذا: «وقد ذكرنا شأن عمرو بن هداب والذي حضرنا من مناقبه في «كتاب العميان» ، فذلك لم نذكره هنا» . والملحوظ أيضا أن الجاحظ في كتابنا هذا لم يعقد بابا أو فصلا

_ [1] صفحة 8 من المخطوطة. [2] معجم الأدباء 16: 107. [3] أدب الجاحظ للسندوبي ص 135. [4] تاريخ الأدب العربى 3: 123.

للعميان ولا الحولان ولا الصّمّان، وإن كان قد أورد أخبارا يسيرة ونتفا ضئيلة في ثنايا الكتاب لا تمثّل الجدّية ولا القصد المباشر [1] . لهذا كله آثرت بداعي التّصوّن أن أستبقي عنوان الكتاب كما ورد على ظاهره، وكما سطر في آخره، وإن كانت شهرة الكتاب قديما تحتفظ بكتاب «البرصان» أو «كتاب العرجان» . ولعل أقدم المؤلفات التي أشارت إلى كتابنا هذا هو كتاب (طبقات الشعراء لابن المعتز) الذي ألف كتابه قبل سنة 280 أى بعد وفاة الجاحظ بربع قرن تقريبا، إذ نجد فيه هذا النص، في ترجمة أبى الخطاب البهدلي [2] : «وأشعار أبي الخطاب كثيرة جيدة، وهو أحد العرجان، ذكره الجاحظ في كتابه» . ويأتي بعده أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري (350- 429) اقتبس منه في ص 104 من كتابه «ثمار القلوب» عند الكلام على «سعد المطر» . وهو نص مسهب [3] . كما روى عنه في ص 241 عند الكلام على «راحة صباغ» ، وأنشد

_ [1] انظر للعميان ص 13، 15، 55، 79، من المخطوطة. وللعوران ص 38 وللحولان 115 وللصمان ص 46. [2] طبقات الشعراء لابن المعتز 135. ولم أجد لهذا النص من أثر في الكتاب. ولعله قد سقط من الكتاب. وأبو الخطاب هذا هو عمرو بن عامر، كان راجزا فصيحا راوية، أخذ عنه الأصمعى وجعله حجة وروى شعره. ابن النديم، 7، 233 وإنباه الرواة 4: 113 وجعل ثعلب اسمه عمرو بن عيسى. أنظر مجالس ثعلب 194. [3] أنظر ص 55 من المخطوطة.

الأبيات اليائية الأربعة التي أولها: وصفت بجهدى وجه حفص وخلقه ... فما قلت فيه واحدا من ثمانية [1] ويأتى من بعدهما المرتضى المتوفى سنة 436 الذي نظر في كتاب البرصان وأشار إليه في موضعين من أماليه في الجزء الأول: الموضع الأول في ص 168 يقول في الكلام على بشر بن المعتمر: «وذكر الجاحظ أنه كان أبرص» [2] . والموضع الثانى في ص 303 عند الكلام على ذي الإصبع العدواني: «وذكر الجاحظ أنه كان أثرم» ، وروي عنه: لا يبعدن عهد الشباب ولا ... لذّاته ونباته النّضر [3] فإذا ارتقينا إلى القرن الثامن الهجري وجدنا الحافظ مغلطاي بن قليج (686- 762) في حواشي نسخته من معجم الشعراء للمرزباني، يروي عن كتاب البرصان نقولا ثلاثة، كما نبه على ذلك المستشرق الألماني «فرتيس كرنكو» أو «سالم الكرنكوي» كما كان يؤثر هذه التسمية: أولها في حواشي ص 279: «قال الجاحظ في كتاب البرصان [4] » : «أبو طالب أول هاشمي في الأرض ولده هاشميان [5] » . والثاني في حواشي ص 360: «قال الجاحظ في كتاب البرصان تأليفه: ومن البرص الأشراف، والرؤساء المتوّجين مالك ذو الرّقيبة. وهو

_ [1] ص 111 من المخطوطة. [2] انظر ما يقابله في ص 57 من المخطوطة. [3] انظر لهذا النص ص 185- 186 من المخطوطة. [4] في الأصل: «البرسان» . [5] انظر ص 14 من المخطوطة.

الذي غصب الزهدمين» [1] . والثالث في حواشي ص 395: «معاوية بن حزن بن موءلة، عرف بالمخجّل، على الكناية من البياض والبرص، قال يفخر ببياضه فيما ذكر الجاحظ في كتاب البرصان: يا مىّ لا تستنكري حويلي ... ووضحا أوفى على خصيلي [2] فإذا كان القرن التاسع وجدنا الحافظ بن حجر العسقلاني (773- 852) يذكر كتاب البرصان في قوله: «وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع هذا إلى الجاحظ في كتاب البرصان» [3] وهذا النص المشار إليه يقع في نهاية ترجمة الأسلع العرجي من كتاب الإصابة. لمن ألف الجاحظ هذا الكتاب؟ يذكر التاريخ أن الجاحظ سمى كثيرا من كتبه لكثير من الولاة والكتّاب والقضاة، وأنه أهدى (كتاب الزرع والنخل) إلى إبراهيم بن العباس الصولي الكاتب، و (كتاب الحيوان) إلى الوزير محمد بن عبد الملك الزيات، كما أهدى إليه (كتاب الأخلاق المحمودة والمزمومة) و (كتاب الجد والهزل) أيضا. وأنه أهدى كتاب (البيان والتبيّن) إلى القاضي أحمد بن أبى دواد، كما أهدى إليه (كتاب الفتيا) . وأهدى إلى ولده القاضى محمد بن أحمد بن أبي دواد (كتاب المعاش والمعاد) ،

_ [1] انظر ص 40- 41 من المخطوطة، والاقتباس هنا مبتور. [2] انظر ص 15 من المخطوطة. [3] في الأصل: «البرهان» وانظر هذا النص في ص 60 من المخطوطة.

منهج الكتاب:

ورسالته في (نفي التشبيه) ، ورسالته في (النابتة) . وكذلك أهدى (كتاب مناقب الترك) إلى الفتح بن خاقان وزير المتوكل. وأهدى (كتاب فصل ما بين العداوة والحسد) إلى عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل ثم المعتمد. ووجّه (كتاب التربيع والتدوير) إلى أحمد بن عبد الوهاب الكاتب. و (كتاب مدح النبيذ وصفة أصحابه) إلى الحسن بن وهب الكاتب. وأهدى (رسالة المودة والخلطة) إلى الكاتب أبي الفرج محمد بن نجاح بن سلمة. وهكذا نجد أن معظم كتبه ورسله ورسائله مهداة إلى من عرف التاريخ أسماءهم. ولكن كتابنا هذا لم نقف على من ألف الجاحظ له هذا الكتاب، ورسم له منهجه، وحمله على تأليفه. وعسى الأيام أن يظهرن فيما بعد اسم من حمل الجاحظ على أن يقوم بصنع هذا الكتاب.. منهج الكتاب: الكتاب كما يبدو مفصّل الأبواب، واضح التقسيم والتبويب، ولكننا لا نجد فيه قولا شافيا في جانب العميان والحولان، طبق ما هو مثبت في عنوانه المدوّن على وجهه، على حين نجد إضافات مسهبة للكتاب في ذكر عاهات لم ينص عليها في العنوان، كالحدب، والوقص، والأدران، والمفاليج، والأشجّين، ومن أصابته اللّقوة واعوجاج الوجه، وذوي الأعضاء المرغوب عنها لشبهها بالحيوان، ومن سقي بطنه، ومن قتلته الصواعق والرياح، وصغار الرءوس وكبارها، والكلام في الأعناق، والصّلع والقرع وذوي الجمم، والأعين والأعسر والأضبط. هذا إلى ما تناثر في تضاعيف الكتاب من موازنات شتى ومضارعات

بين الإنسان والحيوان في كثير من الأمر، ومن يسير من القول في العميان، والعوران، والحولان، والصمان، والثّرم، أشرت إليه في حواشي الورقة السادسة من هذا التقديم. ولم يرد الجاحظ بكتابه هذا أن يذكر العيوب والعاهات نعيا على أربابها، بل قصد بذلك أن يجلو صورة ناصعة مشرقة لذوى العاهات الذين لم تكن عاهاتهم لتحول بينهم وبين تسنّم الذرى. وقد مهّد لذلك بسرد شواهد وآثار من أدب العرب القدامى والمعاصرين له، في الاعتزاز ببعض العاهات والدفاع عنها والصعود أحيانا إلى الفخر بها والتمدّح، وصدق الانتماء. وأشار في ذكاء إلى ذوي العاهات لهم ذمّة وميثاق عند من يطّلعون على عوراتهم وعيوبهم من الأطباء الذين يظهرون على شتى العيوب الباطنة السرّيّة، وكذلك المغسّلون الذين يطّلعون على هنات الموتى، إذ يقول: «وأول الشروط التى وضعت في أعناق الأطباء ستر ما يطّلعون عليه في أبدان المرضى. وكذلك حكم من غسّل الموتى» [1] . وهذه نظرة كريمة منه، وعزاء لمن تلقّى هذا الحظّ في دنياه بالرضا والصبر، أو بالسّخط والجزع. وهو يقول في معرض النقد لكتاب الهيثم بن عدي، الذي كان تأليفه المغرض داعية لأن يطلب من الجاحظ تأليف هذا الكتاب: «وقد خفت أن تكون مسألتك إياى كتابا في تسمية العرجان والبرصان، والعميان والصمان والحولان، من الباب الذي نهيتك عنه،

_ [1] الصفحة 8 من المخطوطة.

وزهّدتك فيه. وذكرت لي كتاب الهيثم بن عدي في ذلك، وقد خبّرتك أني لم أرض مذهبه، ولم أحبه له حظا في حياته، ولا لولده بعد مماته» [1] . ثم يسوق الجاحظ نموذجا من كتاب الهيثم بن عدي في العرجان، الذي ليس فيه إلا سرد أسماء من ذكرهم من العرج الأشراف، ويعقّب عليه بقوله: «ولم يك ذكر غير هؤلاء» . ثم يقول: «وذكر العميان، وكان الذي ترك منهم أكثر مما ذكر. والعرج الأشراف أبقاك الله كثير، والعمى الأشراف أكثر» . فمذهب الجاحظ في هذا الكتاب ليس مذهب السرد أو التشهير، أو ذكر المثالب كما عناه الهيثم بن عدي صاحب كتاب المثالب، وإنما كان مذهبه في هذا الكتاب الفذ أن يجعله ذريعة إلى بيان نظرة العرب في أدبهم وأشعارهم إلى هؤلاء القوم الذين كتبت عليهم العاهة، وتعاملهم الإنسانيّ الرفيع معهم بالقول والفعل، الذي قد يصل إلى الإسراف في مدحهم إياهم بما بدا عليهم من تلك المظاهر أو استتر. وحينما يتناول البرص والبرصان يسهب القول ويفيض فيه ويذكر أنواعه وأسماءه، ثم يتطرق إلى بيان مختلف أسبابه وعلله ومحاولات العرب وغيرهم في علاجه بضروب من الأصباغ، وألوان من الكى بالنار. وهو كذلك لا يذكر الأمراض والعلل الأخرى كالاستسقاء واللّقوة والشجج، إلا ليذكر الذي رووا من الأحاديث والأخبار في ذلك الداء، ومن الروايات في ذلك الدواء، وكيف كانت تعزية العائد، وجواب المعود، وكيف كان دعاؤهم، وبأيّ ضرب من الكلام كان ابتهالهم؛ فإن ذلك

_ [1] الصفحة 4 من المخطوطة.

مخطوطة الكتاب:

عظة لمن وعاه وصلاح لمن استعمله [1] . مخطوطة الكتاب: هى في الواقع مجموع يحمل رقم 16 في مكتبة «بزو» . وفيه كتب ثلاثة تقع في 214 صفحة لا تحمل تاريخا، وقد انطمس ترقيمها القديم وأثبت بدله ترقيم حديث بما يسمى اليوم بالأرقام الإفرنجية، وهي الأرقام العربية الأصيلة التي أخذها الفرنجة عن عرب الأندلس والمغرب. وأول المجموعة هو كتابنا هذا. والكتاب الثانى كتاب الوكلاء، والثالث كتاب الصوالجة. والكتابان الأخيران لا يزال الحجر ساريا عليهما، ومن العسر بمكان أن يسمح القائمون بأمر المكتبة بتصويرهما [2] . وصفحة عنوان المخطوطة مسطور عليها: كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان وكتاب الوكلاء، وكتاب الصوالجة تأليف أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ تميم بن المعز: كتبت ولو كتبت بقدر شوقي ... لأفنيت القراطس والمدادا ولكنى اقتصرت على سلام ... يذكرنى الأحبة والودادا وقد أثبت في أعلى الصفحة وجوانبها اليسرى هذه التمليكات.

_ [1] الصفحة 7 من المخطوطة. [2] كان من حظ كتاب (الوكلاء) أن أقوم بتحقيق جانب منه في مجموعة رسائل الجاحظ 4: 95- 105 وقد نشر شيئا يسيرا منه ريشر في ص 194- 195 وكذلك نشر قدر ضئيل منه في مجموعة الساسى 170- 172.

كتاب الهيثم بن عدي:

لإبراهيم بن عمار أحمد ثم لإبراهيم بن عبيد الله بن محمد ... ثم لمروان بن عيسى بن يحيى ... يثق بالله ويتوكل عليه عبده ... عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن. ثم ساقته المقادير للفقير إلى عفو الله تعالى محمد بن الشبلي لطف الله به وفي أيمن الصفحة تحت بيتي الشعر: ملكا لمحمد بن على، اشتراه بوقية ونصف. وفي نهاية أسفل الصفحة سطور خمسة كتب فيها: باب هلاك العدو و ... تأخذ ترابا من تحت رجلية وتخلطه مع ال ... وتعمل منه قرصة وتنقش عليه هذه الحروف بشوكة العقرب وتغرسها فيه و [تلقى] قرصته في النار ترى عجبا فيه....... الاط....... أما صفحات كتاب البرصان فهى 212 صفحة في كل صفحة تسعة عشر سطرا مكتوبة بالخط الأندلسي الواضح الضارب إلى الجمال مع الشكل الكامل غالبا، وبعض تصحيحات ذاهبة في الندرة على هامش الصفحات. وقد وقع خطأ ظاهر في أوضاع الصفحات وترتيبها لم يتنبّه له من أثبت أرقام الصفحات مسلسلة، وجلدت النسخة بناء على هذا الخطأ، ولكني تمكنت من تدارك هذا الخطأ بمتابعة سياق النص، وأعدت النسخة إلى صواب ترتيبها طبقا للنموذج الموضح بالصور المبيّنة على الصفحات التالية:. كتاب الهيثم بن عدي: ألحق بكتاب البرصان صفحتان كتب في أولاهما: «قال الهيثم بن

تحقيق الكتاب:

عدي» . وتحملان خمسة عنوانات: العميان الأشراف، العور، الحولان، الزّرق، الفقم وفي آخر سطر منهما: ملكهم عبيد الله تعالى الحسن بن على الجلاوى ثم اليكليزى ... وليس من المعقول أن تكون هاتان الصفحتان كتابا كاملا، أو ملخصا لكتاب الهيثم، فإن الجاحظ نفسه ينقل عنه في صلب كتابه، ويقول: «قال الهيثم بن عدي: العرج الأشراف: أبو طالب، معاذ بن جبل، عبد الله بن جدعان» إلى آخر ما اقتبسه. على حين لا نجد في هذا النص المبتور شيئا من هذا. فلا يعدو الأمر في هاتين الصفحتين أن تكون شيئا من نصوص كتاب الهيثم.. تحقيق الكتاب: كان لندرة نصوص البرصان وكثرة ما تزخر به من أعلام، مجهولة وإشارات أدبية وتاريخية غامضة، ما يتقاضى محقّقها ومفسرها كثيرا من الجهد، وصبرا جميلا في التهدى إلى مظانها في بطون المراجع، وحرصا على البعد عن مزلّات الفهم، كما كان رسم كلمات النسخة، والنمط الذي سارت عليه في الكتابة وفي الضبط، مقتضيا للتريث وطول النظر. ولولا طول العهد منى بصحبة الجاحظ، ومعايشة أسلوبه ومراميه، لم يخرج هذا الكتاب بهذه الصورة التي ظهر بها، والتى أرجو أن أنال بها رضا الله جل وعز، ورضا الناس.

فالحمد لمن له الحمد وحده، ومن له الثناء كله، وهو الهادي لمن اهتدى، وما كنّا لنهتدى لولا أن هدانا الله. عبد السلام محمد هارون مصر الجديدة فى صبيحة الخميس 26 من ربيع الأول 1402 21 من يناير 1982.

[كتاب البرصان] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وسلّم وهب الله لك حبّ الاستماع، وأشعر قلبك حسن التبيّن، وجعل أحسن الأمور فى عينك، وأحلاها في صدرك، وأبقاها أثرا عليك في دينك ودنياك، علما تقيّده [1] ، وضالّا ترشده، وبابا من الخير تفتحه؛ وأعاذك من التكلّف، وعصمك من التلوّن، وبغّض إليك اللّجاج، وكرّه إليك الاستبداد [2] ، ونزّهك عن الفضول، وعرّفك سوء عاقبة المراء. وقد علمت مع ذلك من مدح بقوله: من أمر ذي بدوات لا تزال له ... بزلاء يعيا بها الجثّامة اللّبد [3] وأنّ الآخر [4] قال: ليت هندا أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا ممّا تجد واستبدّت مرّة واحدة ... إنّما العاجز من لا يستبدّ

_ [1] بهذه الكلمة آثار طمس فى الأصل، لم يظهر منها إلا القاف والياء والدال والهاء. [2] أضاعت الرطوبة الألف والدال من نهاية هذه الكلمة. [3] البيت للراعي في ديوانه 52، وسمط اللآلىء 1: 203، وفصل المقال 147، ونوادر أبى زيد 75، واللسان (بزل، بدا، جثم، لبد) . والبدوات: جمع بداة كغداة. والعرب تقول للرجل الحازم: فلان ذو بدوات، أي ذو آراء تظهر فيختار أجودها. وقد وردت الكلمة هنا برسم «بدأت» والمعروف «بدوات» . والبزلاء: الرأي الجيد الذى يشق عن الصواب. والجثّامة: البليد. واللبد، بضم ففتح: الذي لا يسافر ولا يبرح منزله ولا يطلب معاشا. ويقال أيضا «اللّبد» بفتح فكسر. [4] هو عمر بن أبى ربيعة. ديوانه 76، والبيان 1: 35.

ولا أعلم الموصوف بالاستبداد إلّا مجهّلا مذموما، ولأ أعرف المنعوت بالبدوات إلا مدفّعا مضعوفا. وإنّما الشّأن في وجدان آلة التصرّف، وفي تمام العزم بعد التبيّن، لا أعرف إلّا هذين البيتين، فليضمم مازاد، وليكتب ما.. لبّ [1] . وما كلام الشّاعر في قصيدته، إلّا كقول الخطيب فى خطبته. وما ذلك إلّا كاحتجاج المحتجّ، واختبار المختبر، وأوصاف الواصف. وفي كلّ ذلك يكون الخطأ والصواب [2] ، وقد قال الشاعر: قليل تصاريف الخليقة لا ترى ... خليلا لعبد الله في الناس قاليا [3] وقد وصف الآخر قول خليله المتلوّن والمستطرف فقال: شرّ الأخلّاء خليل يصرفه ... واش، وأدنى صاحب يستطرفه ملوّن تنكره وتعرفه فاجعل محاسبة نفسك صناعة تعتقدها، وتفقّد حالاتك عقدة ترجع إليها [4] ، حتّى تخرج أفعالك مقسومة محصّلة، وألفاظك موزونة معدّلة، ومعانيها مصفّاة مهذّبة، ومخارج أمورك مقبولة محبّبة. فمتى كنت كذاك كانت رقّتك على الجاهل الغبيّ بقدر غلظتك على المعاند الذّكيّ، وتحبّ

_ [1] لم يظهر من هذه الكلمة إلا هذان الحرفان. [2] كلمات مطموسة في الأصل. [3] الخليقة: الخلق. وقال زهير: ومما تكن عند امرىء من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم أى إنه ثابت الطبع غير مزعزع. والقالى: الكاره للشيء. [4] يقال اعتقد مالا أو ضيعة: اقتناهما. وكل ما يعتقده الانسان من عقار ونحوه فهو عقدة له.

الجماعة بقدر بغضك للفرقة، وترغب في الاستخارة والاستشارة بقدر زهدك في الاستبداد واللّجاجة، وتبدأ من العلم بما لا يسع جهله، قبل التطّوع بما يسع جهله. ولا تلتمس الفروع إلّا بعد إحكام الأصول، ولا تنظر في الطّرف والغرائب، وتؤثر رواية الملح والنّوادر، وكلّ ما خفّ على قلوب الفرّاغ، وراق أسماع الأغمار، إلا بعد إقامة العمود، والبصر بما يثلم من ذلك العمود؛ فإنّ بعض من يكلف [1] برواية الأشعار بدأ برواية أشعار هذيل قبل رواية شعر عبّاس بن الأحنف، ورواية شعر ابن أحمر قبل رواية شعر أبي نواس. وناس من أصحاب الفتيا نظروا في العين والدّين [2] قبل أن يرووا الاختلاف في طلاق السّنّة [3] . وناسّ من أهل الكلام نظروا في الجزء [4] والطّفرة [5] والمداخلة [6]

_ [1] كلمة غير واضحة، ولعلها «يكلف» كما أثبت. [2] العين: ما ضرب نقدا من الدنانير والدراهم، أو هو الذهب بعامّة. [3] طلاق السنة موضع خلاف بين الفقهاء. والمشهور فيه أن يطلق المرأة في طهر لم يلامسها فيه. هذا من ناحية التوقيت. وقد اختلفوا في العدد أيضا: هل هو واحدة، أو ثلاث بين كل منها شهر. والمرجع فى ذلك موسوعات الفقه. [4] رسمت في الأصل: «الجزو» . والمراد به الجزء الذي لا يتجزأ. انظر له الحيوان 3: 37- 38. [5] الطفرة: مسألة كلامية تنسب إلى إبراهيم النظام، كما في الفصل 5: 64 وهي قوله: إن المار على سطح الجسم يسير من مكان إلى مكان بينهما أماكن لم يقطعها ذلك المار، ولا مرّ عليها، ولا حاذاها، ولا حلّ فيها. وانظر أيضا الفرق بين الفرق 124، وتأويل مختلف الحديث 16، والحيوان 4: 208/5: 124. [6] المداخلة: مقالة كلامية لقوم زعموا أن الألوان، والطعوم، والروائح، والأصوات،

والمجاورة [1] قبل أن ينظروا في التوحيد والعدل [2] والآجال [3] والأرزاق. وسئل بعض العلماء عن بعض أهل البلدان [4] فقال: «أبحث الناس عن صغير، وأتركهم لكبير» . وسئل عن بعض الفقهاء [5] فقال: أعلم الناس بما لم يكن، وأجهلهم بما كان. وقد خفت أن تكون مسألتك إيّاى كتابا في تسمية العرجان والبرصان، والعميان والصّمّان [6] ، والحولان، من الباب الذي نهيتك عنه، وزهّدتك فيه.

_ والخواطر، أجسام، وأن تلك الأجسام بزعمهم تتداخل في حيز واحد. وممن ذهب إلى ذلك إبراهيم النظّام. أنظر الفصل 5: 60- 61، والفرق 122، والحيوان 4: 208. [1] المجاورة ويقال لها أيضا التماسّ: باب من الكلام يبحث في اتصال الأجسام بعضها ببعض، كالماء باللبن، والدقيق بالماء، والزيت بالخل. انظر الكلام عليها مفصلا في الفصل 5: 61 والفرق بين الفرق 204. وانظر أيضا الحيوان 4: 209. [2] أشير في هامش الأصل إلى أنها في نسخة: «قبل أن ينظروا في التوحيد والعدل» . وعلى ذلك فكلمتا «التوحيد والعدل» هما من إحدى نسخ الكتاب» . [3] الآجال: جمع أجل، بالتحريك، وهو مدة الحياة. [4] هى الكوفة. أنظر البيان 2: 253 ففيه: «وسأل معاوية ابن الكواء عن أهل الكوفة فقال: أبحث الناس عن صغيرة، وأتركهم لكبيرة» . [5] هو أبو حنيفة، ففي البيان 2: 253: «وسئل شريك عن أبى حنيفة فقال: أعلم الناس بما لا يكون، وأجهل الناس بما يكون» . وفي الحيوان 1: 347/3: 19 «وسئل حفص بن غياث عن فقه أبى حنيفة» وتتمة الخبر في الموضع الأول: «فقال أعلم الناس بما لم يكن وأجهل الناس بما كان» ، وفي الموضع الثانى: «قال: كان أجهل الناس بما كان» ، وفي الموضع الثانى: «قال: كان أجهل الناس بما يكون وأعرفهم بما لا يكون» . وفي هامش النسخة: «هو أبو حنيفة» . [6] الصمان: جمع أصم. وهذه الكلمة لم ترد فى تسمية كتابنا هذا لا في عنوانها ولا فى خاتمتها.

وذكرت لي كتاب الهيثم بن عديّ [1] في ذلك، وقد خبّرتك أن لم أرض بمذهبه، ولم أحبّه له حظّا في حياته، ولا لولده بعد مماته. وأنا أحذّرك اللّجاج والتتايع [2] ، وأرغب إلى الله لك في السّلامة من التلون والتزيّد، ومن الاستطراف والتكلّف؛ فإن اللّجاج لا يكون إلّا من خلل القوّة، وإلّا من نقصان قد دخل على التمكين. واللّجوج في معنى المغلوب، والمتطرّف في معنى الغالب والمكتفي. ولا يكون إلّا والعقدة منحلّة، والنفس منقوضة، ثم لا بدّ من أن يتّصل ضعف المنّة بقلّة المعرفة. ومتى نقصت المعرفة لم تكن المنّة فاضلة [3] ، وكان الفاعل إما لجوجا مشايعا [4] ، وإمّا ذا بدوات متلوّنا [5] . فاعرف فصل ما بين التصرّف والتلوّن. وليس الاعتراض من صفة اللّجاج، وقد يكون الاعتراض محمودا ومذموما ولا يكون اللّجاج إلّا مذموما. والتلوّن: أن يكون سرعة رجوعه عن الصّواب كسرعة رجوعه عن

_ [1] هو أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الثّعلي الطائي النجدي الكوفيّ النسّابة. وكان محمد جالس المنصور والمهدى والهادي. وكان دعىّ النسب. وفيه يقول أبو نواس: إذا نسبت عديا في بني ثعل ... فقدم الدال قبل العين في النسب وله تصانيف كثيرة سردها ابن النديم وياقوت. ولد قبل سنة 130 وتوفي سنة 207. الفهرست 145- 146، ومعجم الأدباء 19: 304، ووفيات الأعيان 2: 203- 206، ولسان الميزان 6: 209. [2] التتايع، بالياء قبل العين: التهافت والوقوع في الشر. [3] المنة، بالضم: القوة. فاضلة: زائدة، من الفضل وهو الزيادة. [4] فى الأصل: «مسائعا» بدون نقط. [5] سبق تفسير البدوات في ص 27.

الخطاء [1] وللّجاج، وأن يكون ثبات عزمه على إمضاء الخطأ كثبوت عزمه على إمضاء الصّواب النافع. والذهول عن العواقب مقرون باللجاج، وضعف العقدة مقرون بالبدوات. قيل لبعض العلماء: من أسوأ الناس حالا؟ قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله. وقال عمر بن الخطاب: لن ينتفع بعقله حتّى ينتفع بظنّه. وقال محمد بن حرب [2] : صواب الظنّ الباب الأكبر من الفراسة. وقال بلعاء بن قيس [3] : وأبغى صواب الظنّ أعلم أنّه ... إذا طاش ظنّ المرء طاشت مقادره [4] ألا تراهم يمدحون ضربا من الظّنّ، ويذمّون ضربا آخر.

_ [1] الخطاء، بالمد: لغة في الخطأ وللجاحظ ولوع باستعماله. انظر رسائل الجاحظ 1: 353/3: 58، 133، 261، 299/4: 128. [2] هو أبو علي محمد بن حرب الهلالي، كان من أعلام متكلمي الخوارج، وكان من البلغاء الأنبياء، وكتب للأمين. انظر الفهرست 258 والبيان 2: 74، 77، 115، 179، 257/3: 216. [3] كان أبو مساحق بلعاء بن قيس اليعمري، رأس بني كنانة في أكثر حروبهم ومغازيهم. وهو شاعر محسن، وقد قال فى كل فن أشعارا جيادا. المؤتلف 106. ومات بلعاء قبل يوم الحريرة، وهو اليوم الخامس من أيام الفجار. العقد 5: 358- 259. والحريرة، بالحاء المهملة والتصغير: موضع بين الأبواء ومكة. [4] الحيوان 3: 61 وفصل المقال 144. ومع بيتين آخرين في مجموعة المعاني 22. وأنشده في عيون الأخبار 1: 35 بدون نسبة. ونسب في حماسة البحترى 403 إلى عفرس ابن جبهة الكلبي. والمقادر: من قولهم قدرت لأمر كذا أقدر له، إذا نظرت فيه ودبّرته وقايسته.

وأمّا الصّواب ففي الحال التى بين الحالتين. وقال الله عز ذكره: اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [1] . وهذا البعض هو ذلك الكثير الذي ذكره؛ لأنّ قليل الكثير ربّما كان كثيرا. وقيل لثقيف: بما بلغتم المبالغ [2] ؟ قالوا بسوء الظّنّ. وإلى ذلك ذهب الشاعر [3] حيث يقول: أسأت إذ أحسنت ظنّي بكم ... والحزم سوء الظنّ بالناس وذلك على قدر ما تصادف عليه الزّمان، وتشاهد من حالات النّاس. وليس سوء الظّنّ في الجملة بالمذموم، ولا حسن الظّنّ بالمحمود، وإنّما المحمود من ذلك الصواب على قدر الأسباب القويّة والضعيفة، والذي يتجلّى للعيون من الأمور المقرّبة، وعلى ما جرت عليه العادة والتّجربة. ولقد قال الله تعالى: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ [4] . اعلم أنّه لم يرد تصويب ظنّ إبليس. وليس مذهب الكلام وصف

_ [1] الآية 12 من سورة الحجرات. [2] إثبات ألف «ما» الاستفهامية المسبوقة بجارّ لغة قليلة، وبها قرأ عكرمة وعيسى: «عما يتساءلون» . وقال حسان: على ما قام يشتمني لئيم ... كخنزير تمرّغ في رماد وانظر المغنى والخزانة 2: 537. [3] هو العباس بن الأحنف. ديوانه 158، وغرر الخصائص 87، والمضنون به على غير أهله 393. [4] الآية 20 من سورة سبأ.

إبليس بشىء من الصّواب، وإنّما أراد ذمّ الذين كثرت ذنوبهم حتّى طرّقوا على أنفسهم سوء الظنّ، فصار كلّ من ظنّ بهم سوءا يصير ظنّه موافقا للذي يحاولون، والذي هم فاعلون [1] . فاطلب العلم على تنزيل المراتب، وعلى ترتيب المقدّمات، وليكن لتدبيرك نطاق، فإنّه أمان من الخطأ، وللذي تعتقد رباط؛ فإنّه لا بدّ للبنيان من قواعد. وليكن أحب العلم إليك أطوعه لله، فإن لم تفعل فأكسبه للحال الجميلة. والذي لا بدّ للشّريف من معرفته علم الأخبار، ومعرفة علل النحو. ولولا أنّ الذي أكتبه لك مجانب لطرق الهيثم، وخارج ممّا يشتهيه الرّيض المتكلّف الملول [2] ، وأنّه كتاب جدّ غير هزل، لما كتبته لك. وبالله التوفيق. قال الهيثم بن عديّ: العرج الأشراف: أبو طالب بن عبد المطّلب، معاذ بن جبل. عبد الله بن جدعان. الحارث بن أبى شمر. الحوفزان بن شريك. عمرو بن الجموح الأنصاري. الرّبيع بن مسعود الكلبي. عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب. وذكر القعقاع بن سويد المنقريّ [3] ، وسليمان بن كيسان الكلبيّ. لم يك ذكر غير هؤلاء.

_ [1] في الأصل: «للذين يحاولون والذين هم فاعلون» . [2] الرّيّض: الغلام أول ما يراض ويعنى بأدبه وتطويعه. [3] القعقاع بن سويد المنقري: أحد ولاة سجستان في الدولة الأموية. انظر الأغاني 10: 106، 109.

وذكر العميان، وكان الذي ترك منهم أكثر مما ذكر. والعرج الأشراف- أبقاك الله- كثير. والعمى الأشراف أكثر. ولكن ما معناه في أن أبا فلان كان أعمى، إن [1] لم يكن إنّما اجتلب ذكر العرج والعمي ليحصّل ذاك سببا إلى قصص في أولئك العرجان، وإلى فوائد أخبار في أولئك العميان. وإلى أنّ جماعة فيهم كانوا يبلغون مع العرج مالا يبلغه عامّة الأصحّاء، ومع العمى يدركون ما لا يدرك أكثر البصراء؛ ولما جاء أيضا في ذلك من الأشعار المصحّحة، ومن الأمثال المضروبة، وكيف تهاجوا بذلك وتمادحوا به، وكيف جزع من جزع وصبر من صبر، وما رووا في ذلك من الأخبار النافعة، والأحاديث السائرة، واللفظ المونق والمعنى المتخيّر، وكيف تبيّن ذلك النقص، وظهر ذلك الخلل على بعض ولم يتبيّن على بعض. ولو ذكرنا- حفظك الله- أنّه ممّن [2] سقي بطنه [3] عثمان بن أبي العاص، وعمران بن الحصين، وخبّاب بن الأرت، وقبيصة بن المهلّب، وفلان وفلان، ثم لم نذكر حسن عزائهم، ونوادر كلامهم عند نزول تلك الحوادث، وعند توقّع الفرج من تلك المضايق، وأىّ شيء كرهوا من أصناف العلاج وحرّموه، وأيّ شيء استجازوه واستحلّوه، والذي رووا من الأحاديث في ذلك الداء، والروايات في ذلك الدواء،

_ [1] في الأصل: «إذا» . [2] في الأصل: «أن» ولا يلتئم مع ضبط باء «خباب» في الأصل بالضم، وكذلك مع قوله «وفلان وفلان» بالرفع. [3] سقى بطنه يسقي سقيا، واستسقى استسقاء: اجتمع فيه ماء أصفر. ويقال أيضا: «سقى» بالبناء للمجهول. وفي الأصل: «شق بطنه» ، تحريف، وسيعقد الجاحظ فصلا لهؤلاء فيما سيأتي.

وكيف كانت تعزية العائد وجواب المعود، وكيف كان دعاؤهم، وبأىّ ضرب من الكلام كان ابتهالهم، فإنّ ذلك عظة لمن سمعه، وأدب لمن وعاه، وصلاح لمن استعمله. فمن لم يذكر هذه العلل لذكر هذه الفوائد لم يكن ذكره لزمانة قوم أشراف بالمحمود، ولا تنويهه قوما بادوا مستورين بالمرضيّ. وأوّل الشروط التي وضعت في أعناق الأطباء ستر ما يطّلعون عليه في أبدان المرضى، وكذلك حكم من غسّل الموتى. وسألتني أن أبدأ بذكر البرصان، وأثنّي بذكر العرجان، ثم أذكر ما قالوا في الأيمن [1] والأعسر، وفي الأضبط [2] ، وفي كل أعسر يسر [3] ، واختلاف طبائع الحيوان في ذلك مع اختلاف حالات البشر في الصّغر والكبر. وكيف القول في الأشلّ والأقطع [4] ، وفي الأضجم والأفقم [5] ، وفي صاحب اللّقوة والأشدق [6] ، وفي سعة الأفواة وضيقها، وفي عظم الأنوف وصغرها. وكيف مدحوا الرءوس بالعظم، وذمّوها بالصّغر، وما قالوا في الدّمامة والنّبالة، وفي القصر والطّول، ثم الّذي قالوا في الأجلح

_ [1] الأيمن: الذي يعمل بيده اليمنى. [2] الأضبط: الذي يعمل بيديه جميعا، وهو الذي يقال له أعسر يسر. [3] أعسر يسر: يعمل بيديه جميعا، تكون يساره في القوة مثل يمينه. [4] الأقطع: المقطوع إحدى اليدين. [5] الأضجم: الذي اعوج أنفه مائلا إلى أحد جانبي الوجه. والأفقم: الذي خرج أسفل لحيه ودخل أعلاه إلى الخلف. [6] اللقوة، بالفتح: داء في الوجه يعوّج منه الشدق. والأشدق: العريض الشدق الواسعه المائلة.

والأنزع [1] ، وفي الأصلع والأقرع، وفي الأزعر والأمعر [2] . وما قالوا في الثّطّ والسّنوط [3] وفي الأحدب والأعلم [4] ، وفي الآدر والأفقح [5] . وما ذكروا به الأعضاء ووصفوا به الجوارح. وما جاء في ذلك من الأشعار والأخبار، والأمثال والآثار. وقد فخروا بالعمى، وذلك كثير. واحتجّوا بالعرج، وذلك غير قليل. وإذا كان الأعرابيّ يعتريه البرص فيجعله زيادة في الجمال، ودليلا على المجد، فما ظنّك بقوله في العرج والعمى وهما لا يستقذران ولا يتقزّر منهما ولا يعديان ولا يظنّ ذلك بهما، ولا ينقصان من تدبير، ولا يمنعان من سودد. وهذا المعنى نفسه قد ذكره شاعر قريش حين عدّد أسماء من عمّر من أشرافهم فقال في كلمة له:

_ [1] الأنزع: الذي انحسر شعره عن جانبي جبهته. فإذا زاد فهو أجلح. [2] الأزعر: القليل شعر الرأس. والأمعر: الذي سقط شعره حتى لم يبق منه شيء. [3] الثّطّ، والأثطّ: القليل شعر اللحية والسّنوط، كصبور: الذي لا شعر في وجهه البته. [4] الحدب: دخول الصدر وخروج الظهر. والعلم: الشق في الشفة السفلى، ويقابله الفلح، بالحاء المهملة، يكون في الشفة العليا. [5] الآدر: العظيم الخصية من فتق أو من غير فتق. والأفقح: يعنى به الواسع حلقة الدبر. أنظر القاموس، وتاج العروس في هذه المادة. ولم تذكر المعاجم هذا اللفظ.

ومطعم وعديّ في سيادته ... فذاك داء قريش آخر الزّمن [1] وخير دائك داء لا تسبّ له ... ولا تبيت تمنّى لذّة الوسن داء كريم عدوى فتحذره ... فالحمد لله ذي الآلاء والمنن وقد يفرّ الأعرابيّ في الحرب فلا يفرّ بالجبن عن الأعداء، وبالنّكول عن الأكفاء، بل يخرج لذلك الفرار معنى، ويجعل له مذهبا، ثم لا يرضى حتّى يجعل ذلك المفخر شعرا، ويشهره في الآفاق. قال مالك بن أبي كعب [2] في الفرار: معاذ الإله أن تقول حليلتي ... ألا فرّ عنّي مالك بن أبي كعب [3] أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا عمّ الجبان من الكرب [4] يقول: أنا وإن ولّيت هاربا حين لا أجد مقاتلا فقد ولّيت ومعي عقلي.

_ [1] كان المطعم بن عديّ شريفا، ذا صيت في قريش، وكان حسن البلاء في أمر الصحيفة التى كتبتها قريش على بني هاشم. وأبوه عدي بن نوفل بن عبد مناف. الاشتقاق 88، والجمهرة 115، والأغانى 19: 77. [2] هو مالك بن أبي كعب بن القين الخزرجي، أحد بني سلمة. شاعر جاهلي. الأغاني 1: 20، ومعجم المرزباني 358. وخبر الشعر في الأغانى 15: 29- 31. [3] الأغانى: «لعمر أبيها لا تقول» . المرزباني: «لعمر أبيك لا تقول» . حماسة الخالديين 1: 17: «معاذ إلهي» . [4] كذا في الأصل: «عم» بالعين المهملة. والمألوف «غم» بالغين المعجمة، انظر الأغاني، وحماسة الخالديين، وحماسة البحتري 53 حيث روى هذا البيت فقط.

وأتمّ الفرسان في الحرب آلة من عرف المفرّ كما يعرف المكّر. يقول: فلست كمن يستفرغه وهل الجبان، ولا كالذي يعجل فيلجم ذنب فرسه ويركبه مشكولا [1] ، ويركله برجله وهو مقيّد، وينزل عن ظهره، ويظنّ أنّ سعيه على رجليه أبلغ من ركض فرسه في النّجا [2] . قال زيد الخيل: أقاتل حتّى لا أرى لي مقاتلا ... وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس ولست بذي كهرورة غير أنّني ... إذا طلعت أولى المغيرة أعبس [3] وقال الحارث بن هشام: الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتّى رموا فرسي بأشقر مزبد [4] فصددت عنهم والأحبّة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد [5] وعلمت أنّي إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر عدوّي مشهدي يقول: ليس من الصواب أن أقف موقفا أقاتل فيه باطلا. وقال عمرو بن معد يكرب:

_ [1] شكل الفرس بالشّكال: شدّ قوائمه بحبل. [2] النجا، بالقصر وبالمد: السرعة. [3] الكهرورة، بالضم: الانتهار لمن خاطبه وتعبيس الوجه له. وفي الأصل: «أعيس» بالياء المثناة، صوابه بالباء كما في اللسان (كهر) ونوادر أبي زيد 79. [4] قال هذا الشعر يعتذر من فراره يوم بدر. السيرة 523 جوتنجن، وعيون الأخبار 1: 169، والأغاني 4: 17، والعقد 1: 140/5: 336. والأشقر المزبد: يعنى به الدم الذي قد علاه الزّبد. وكان حسان قد عيّره بفروه إذ يقول: إن كنت كاذبة الذي حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الأحبة أن يقاتل فيهم ... ونجا برأس طمرّة ولجام ديوانه 363، والسيرة 522، وعيون الأخبار 1: 169، والعقد 1: 144. [5] الأحبة، يعنى بهم من قتل أو أسر من رهطه وإخوته.

ولقد أملا رجليّ بها ... حذر الموت وإنّي لفرور [1] ولقد أعطفها كارهة ... حين للنّفس من الموت هرير [2] كلّ ما ذلك منّي خلق ... وبكلّ أنا في الرّوع جدير فزعم أنّ الفرار من أخلاقه، كما أن الإقدام من أخلاقه. وهذا خلاف قول ابن مطيع [3] : أنا الذي فررت يوم الحرّه ... والشّيخ لا يفرّ إلا مرّه لا بأس بالكرّة بعد الفرّه [4] وقول ابن مطيع شبيه بقول عتيبة [5] بن الحارث بن شهاب، حيث يقول:

_ [1] رويّ هذه الأبيات مقيّد بالسكون، أو مطلق بالضم. وهى من مختارات الحماسة 181 بشرح المرزوقي و 1: 176- 177 بشرح التبريزي. وانظر كذلك اللآلىء 48، 344، والعقد 1: 147، والشعر والشعراء 374، وحماسة البحتري 52. بها، أى بالفرس. ويروى: «أجمع رجلى بها» والمعنى: أركضها وأستدرّ جريها. يمدح الهرب إذا كان فيه النجاة ولا مخلص منه. [2] يقول: كما أهرب في الوقت المناسب، أعطف فرسا مقدما على الأعداء في الوقت المناسب أيضا وأصل الهرير صوت دون النباح. [3] هو عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي، وكان قد فر يوم الحرة من جيش مسلم بن عقبة الذي كان يلقب مسرفا لإسرافه فى القتل فلما كان يوم حصار الحجاج بمكة لعبد الله ابن الزبير جعل يقاتل أهل الشام وينشد هذا الرجز. وانظر العقد 1: 149/4: 389، والإصابة 6187، ومعجم البلدان 3: 262 في رسم (حرة واقم) . [4] بينه وبين سابقه في العقد: فاليوم أجزى فرّة بكرّة [5] في الأصل: «عيينة» ، والصواب ما أثبت من العقد 1: 150، ومعجم البلدان (ثبرة) ، والحيوان 2: 104 حيث سقت هناك ترجمة له. وكان عتيبة قد فر عن ابنه «حزرة» يوم ثبرة، وهو ماء في وسط واد في بلاد ضبة.

نجّيت نفسي وتركت حزره ... نعم الفتى غادرته بأمره [1] لا يترك المرء الكريم بكره [2] وقد أقرّ كلّ واحد من هذين على حدته بالعيب. وأمّا الآخر فإنّه حين فرّ ألزم نفسه وجميع الجيش، وهو قوله [3] : فإن يك عارا يوم ذاك أتيته ... فراري، فذاك الجيش قد فرّ أجمع [4] وأمّا عامر بن الطّفيل فقال [5] : أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ... ولكن أتونا في العديد المجمهر [6] وقال لبيد [7] :

_ [1] في معجم البلدان والعقد: «بثبرة» وقال ياقوت: «وهو الموضع الذي فر فيه عتيبة بن الحارث شهاب، وأسلم ابنه حزرة فقتل» . [2] في العقد: «هل يترك الحر الكريم» . [3] هو نعيم بن شقيق التميمى، كما في حماسة البحتري 51. [4] رواية صدره في حماسة البحترى: «وإن يك عارا يوم فلج» وفلج هذا: واد لبني العنبر بن عمرو بن تميم. [5] لم يرد في ديوان عامر بن الطفيل. وهو في العقد 5: 235 برواية: «نزونا للعديد» وقد قال هذا الشعر يوم «فيف الريح» بعد البعثة. وفيه وثب عامر بن الطفيل عن فرسه ونجا على رجليه، وأخذ مسهر بن يزيد الحارثي رمحه، بل زعموا أن بني الحارث بن كعب أخذوا امرأة عامر بن الطفيل. وانظر خبر هذا فى العقد والنقائض 1: 472. وخبر عامر في محاولة الغدر برسول الله في شرحنا للمفضليات 360. [6] لم يرد هذا البيت فيما اختاره المفضّل من قصيدته. ورواية العقد: «نزونا للعديد» وهي أصح، لأن بني عامر بن صعصعة رهط عامر بن الطفيل كانوا مكثورين بما اجتمع عليهم من القبائل من مذحج وغيرها. ورواية «في العديد» لا بأس إن أوّلت بعديد الأعداء. والبداد، كسحاب: المبارزة فردا لفرد. وفى الحيوان: «النداد» . [7] نسب الشعر في الحيوان 6: 195 إلى لبيد أيضا. وهو ملحقات ديوانه-

أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ... ولكن أتونا كلّ جنّ وخابل [1] أتونا بشهران ومذحج كلّها ... وما نحن إلّا مثل إحدى القبائل [2] وأقرّ قيس بن الخطيم بغير هذا الجنس من الفرار فقال: إذا ما فررنا كان أسوا فرارنا ... صدود الخدود وازورار المناكب [3] وقد علم قيس أنّ هذا الفرار لا يسمّى فرارا ولا يعيّر به أحد. قال: ولمّا انهزم الناس يوم أبي فديك [4] كان عبّاد بن الحصين [5] في المنهزمين، وهو يصيح بأعلى صوته: أنا عبّاد بن الحصين! فقال له بعض المنهزمين: فلم تنوّه باسمك على هذه الحال؟ قال عبّاد: لكيلا تركبني غمرة [6] .

_ - 364- 365 والحق أنه لعامر بن الطفيل في النقائض. [1] في الحيوان والديوان: «ولكن أتانا» . والخابل: الجن الذي يخبل الناس وفي الأصل: «وجامل» ، صوابه من الحيوان والديوان. [2] شهران، بالفتح: هم شهران بن عفرس بن حلف (بالحاء المهملة) جمهرة أنساب العرب 390، والاشتقاق 521. وفي الأصل: «بشهراز» تحريف. [3] ديوان قيس 41، والعقد 1: 149، وحماسة البحتري 53، والأشباه والنظائر 25، والخزانة 3: 165. [4] أبو فديك: أحد الخوارج، وهو عبد الله بن ثور بن سلمة، من بكر بن وائل. المعارف 185. وكان خروجه على عبد الملك في سنة 72. ووجه إليه عبد الملك أمية بن عبد الله بن خالد فهزمه أبو فديك وفضحه، وأخذ أثقاله وحرمه. ثم وجه إليه عمر بن عبيد الله بن معمر، فلقية بالبحرين، فقتل أبا فديك واستنقذ منه حرم أمية بن عبد الله سنة 74. الطبري 7: 194، 205، واليعقوبي 3: 18. [5] كان عباد يكنى «أبا جهضم» ، وكان فارس بني تميم، وولي شرطة البصرة، أيام ابن الزبير. وكان مع مصعب أيام قتل المختار. قال الحسن: «ما كنت أرى أحدا يعدل بألف فارس حتى رأيت عبادا» . المعارف 182، وجمهرة ابن حزم 207، 213، والمحبر 222. [6] الغمرة من قولهم: رجل مغمور: ليس بمعروف مشهور.

ألا ترى أنّ عبّادا صحيح التّبير في حال انهزامه، وقد ترك القتال عن غير جبن، وترك القتال كي لا يقتل ضياعا، وعبّاد فارس النّاس غير مدافع. وإيّاه يعني الشاعر حيث يقول: من مبلغ عني نهيك بن محرز ... فدونك عبّادا أخا الحبطات فدونكه يستهزم الجيش باسمه ... إذا خاضت الفرسان في الغمرات والشاهد من الشعر على تقديم عبّاد على الفرسان كثير موجود. ويكون الأعرابيّ شختا مهزولا [1] ، ومقرقما ضئيلا [2] ، فيجعل ذلك دليلا على كرم أعراقه، وشرف ولادته. قال الأصمعيّ: قلت لغلام أعرابيّ: مالي أراك ضعيفا نحيفا، وصغير الجسم قليلا مهزولا؟ قال: قرقمني العزّ [3] . وأنشدوا قول الآخر: قد علمت أنّا أتاويّان ... من كرم الأعراق ضاويّان [4] وأنشدوا: قرقمه العزّ وأضواه الكرم

_ [1] الشّخت: الدقيق من كل شيء. وقيّده بعضهم بأنه الدقيق من الأصل لا من هزال. [2] المقرقم: البطىء الشباب، الذي لا يشبّ. [3] في البيان 2: 97 قول أبي الذيال شويس: «أنا والله العربي، لا أرقع الجربّان، ولا ألبس التّبّان، ولا أحسن الرطانة، ولأنا أرسى من حجر. وما قرقمني إلا الكرم» وانظر ما أثبت في حواشيه من تعليق. [4] الأتاويّ، بالفتح: الغريب لا يدرى من أين أتى. وأصله في السيل، وقيل أصله في الرجل. والضاوي: النحيف المهزول.

وليس العجب في قوله إنّ الأعراق تضوي، وإنّما العجب في قوله: إنّ العزّ يقرقم؛ لأنّ الأوّل قد قال: فتى لم تلده بنت عمّ قريبة ... فبضوى، وقد يضوى رديد القرائب [1] وقال الأسديّ: ولست بضاويّ تموج عظامه ... ولادته في خالد بعد خالد [2] تقارب من آبائه أمّهاته ... إلى نسب أدنى من الشّبر واحد وفي أخوات أنكحوهنّ إخوة ... مشاغرة فالحىّ للحيّ والد [3] وهذا كثير. والضّوى في البهائم أوجد منه في الناس [4] . فليس العجب من ذكرهم الضّوى إذا تردّدت الأولاد في القرابات، وإنّما العجب في قولهم: العزّ يقرقم؛ لأنّ الأعرابيّ حين ابتلي بالدّمامة والقلّة [5] ، ثقل عليه أن يقرّ بالذّلّة والضّعف، فاحتجّ لذلك وأحال النّاس على معنى لا يدركونه بالمشاهدة. وهذا من ذكائه ودهائه.

_ [1] هذا صواب ما فى اللسان (ردد) ففيه: «رد يد الغرائب» لكنه جاء على الصواب كما هنا في اللسان (ضوا) . وانظر سمط اللآلي 871 حيث ورد في حواشيه نسبته إلى النابغة. [2] الضاويّ: النحيف الجسم. وهو بتشديد الياء على وزن فاعول. ويقال في الوصف أيضا: ضاو، على وزن فاعل. [3] سيأتي في ص 364 «بنى أخوات» . والشاغرة: الشغار، وهو نكاح كان في الجاهلية، يزوج الرجل صاحبه امرأة ما على أن يزوّجه الآخر أخرى بغير مهر. وخصّ به بعضهم القرائب، فينكح الرجل وليّته الآخر على أن يزوجه الآخر وليّته. وفي الحديث: «لا شغار في الإسلام» وفي الأصل في الموضعين: «مساعرة» ، والصواب ما أثبت. وفي البيت كما ترى إقواء. [4] في الأصل: «أوجد منها في الناس» . [5] يعني الضآلة.

فبهذه النفوس- حفظك الله- حفظوا أنسابهم، وتذاكروا مآثرهم، وقيّدوا لأنفسهم بالأشعار مناقبهم، وحاربوا أعداءهم، وطالبوا بطوائلهم، ورأوا للشّرف حقّا لم يره سواهم، وعملوا على أنّ الناس كلّهم دونهم. وسأنشدك إن شاء الله بعض ما افتخر به الأعمى، واحتجّ به الأعرج، قبل أن تصير إلى قراءة الجميع، لأعجّل عليك معرفة الجملة من مذاهبهم. وبالله التوفيق. فمن العرجان: أبو الدّهماء، وهو الذي عيّرته امرأته بالعرج فقال: ما ضرّ فارسهم في كلّ ملحمة ... تزحّف العرج بين السّجف والنّضد [1] إن كان ليس بمرقال إذا نزلوا ... ففي الفروسة وثّاب على الأسد [2] وخطب الطائيّ الأعرج [3] امرأة فشكت عرجه إلى جاراتها، فأنشأ يقول: تشكي إلى جاراتها وتعيبني ... فقالت: معاذ الله أنكح ذا الرّجل فكم من صحيح لو يوازن بيننا ... لكنّا سواء أو لمال به حملى [4]

_ [1] التزحف: المشي في إعياء. في الأصل: «يزحف» . والسجف: أحد مصراعي الستر، يكونان في مقدم البيت. والنّضد: السرير ينضد عليه المتاع والثياب. وفي شعر النابغة (ديوانه 17) : خلت سبيل أتيّ كان يحبسه ... ورفّعته إلى السّجفين فالنضد [2] المرقال، من الإرقال، وهو الإسراع. [3] هو عديّ بن عمرو بن سويد بن زبّان، المعروف بالأعرج الطائي المعنيّ، من مخضرمي الجاهلية والإسلام. الإصابة 3713 ومعجم المرزبانى 25. [4] في الأصل هنا، وفيما سيأتي في ص 349 من الأصل: «ولمال به حملي» ، والوجه ما أثبت.

وقال أبو العملّس في أمرأته: ما ضرّني أنّي أدبّ على العصا ... وفي السّرج ليث صادق ضيغم الشدّ [1] وقال أبو طالب بن عبد المطلب، واسمه عبد مناف، وأوّل هاشميّ في الأرض ولده هاشميّان بنوه الأربعة [2] ، وعيّره بعض نسائه بالعرج فقال [3] : قالت عرجت فقد عرجت فما الذي ... أنكرت من جلدي وحسن فعالي وأنا ابن بجدتها وفي صيّابها ... وسليل كلّ مسوّد مفضال [4] أدع الرّقاحة لا أريد نماءها ... كيما أفيد رغائب الأموال [5] وأكفّ سهمي عن وجوه جمّة ... حتّى يصيب مقاتل البخّال الرّقاحة: التجارة والتّثمير [6] . وقال أبو طالب قولا هو أجمل وأجمع وأرجح من قول الجميع، وذلك أنه قال وفسّر:

_ [1] فى البيت خرم عروضي. [2] بنوه الأربعة هم: جعفر، وعلي، وعقيل، وطالب. أمهم هاشمية، وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم. جمهرة أنساب العرب 14، والمعارف 880، والمحبر 262. ولهم أخت شقيقة هي أم هانىء بنت أبي طالب. [3] الأبيات مما لم يرد في ديوان أبي طالب. [4] يقال هو ابن بجدتها، للعالم بالشيء المتقن له المميّز له. والبجدة: العلم. وفي الأصل: «نجدتها» بالنون، صوابها بالباء. والصيّاب والصّيابة أيضا: الخيار والصميم من كل شيء. وفي الأصل «في صيابها» بدون واو. [5] الرغائب: جمع رغيبة، وهي العطاء الواسع الكثير. [6] الرقاحة: التكسب بالتجارة. وفي تلبية بكر بن وائل في الجاهلية: جئناك للنّصاحة لم نأت للرقاحة انظر اللسان (رقح) ورسالة الغفران للمعري 495.

أنا يوم السّلم مكف ... يّ ويوم الحرب فارس [1] أنا للخمسة أنف ... حين ما للخمس عاطس [2] فزعم كما ترى أنّه إذا كان في السّلم فهو لا يحتاج مع الكفاية والأعوان إلى ابتذال نفسه في حوائجه، وإذا كان في الحرب فهو فارس يبلغ جميع إرادته. وما ضرّ- أكرمك الله- هرثمة بن أعين، ونصر بن شبث وغيرهما من الرّؤساء المحاربين المقربين [3] الذى كان يمنعهم من المشي؛ إذ كانوا على ظهور الخيل أمثال العقبان. وذكر سيّار بن رافع الليثيّ عرج أوفى بن موءلة بعد أن اكتهل، وكان له صديقا، فقال: رأيت أوفى بعيدا، لست من كثب ... في الدّار يمشي على رجل من الخشب [4] جعلت للعرج مجدا لم يكن لهم ... وللقصار مقالا آخر الحقب

_ [1] البيتان أيضا مما لم يرد في ديوان أبي طالب. [2] أي الخمسة من الرجال. والأنف هنا بمعنى المقدّم. والعاطس: الأنف. [3] المقرب، عنى به المكرم المقرب، وأصله في الخيل المقربة: التى تدني وتقرب وتكرم. [4] الكثب: القرب. أي رأيته من بعد، لا من قرب. وفي الأصل: «بعيد الشث» .

وكان أوفى مع شرفه وسودده قصيرا نحيفا، وهو الذي يقول: إن أك قصدا في الرّجال فإنّني ... إذا حلّ أمر ساحتي لجسيم [1] وهذا شبيه بقول آخر: إذا كنت في القوم الطّوال فضلتهم ... بعارفة حتّى يقال طويل [2] فهؤلاء بعض من فخر بالعرج، وسنذكر ذلك في باب القول في العرجان إن شاء الله. فأمّا من فخر بالعمى فمنهم بشّار بن برد، وكنيته أبو معاذ، ولقبه المرعّث، مولى لبنى عقيل، وهو الذي يقول: إذا ولد المولود أعمى وجدته ... وجدّك، أهدى من بصير وأحولا [3] عميت جنينا والذّكاء من العمى ... فجئت عجيب الظّنّ للعلم معقلا وغاض ضياء العين للعلم رافدا ... لقلب إذا ما ضيّع النّاس حصّلا [4]

_ [1] روي هذا البيت في الحماسة 711 بشرح المرزوقي بدون نسبة. وورد في عيون الأخبار 4: 54 منسوبا إلى أوفى موله، صوابه «بن موءلة» كما هنا. والقصد: الوسط. [2] البيت لأحد الفزاريّين كما في الحماسة 1182 بشرح المرزوقي وهو لمبشّر بن هذيل الفزاري كما في معجم المرزباني 474، وهو في البيان 3: 244 بدون نسبة. وأنشده في عيون الأخبار 4: 54 مسبوقا بقوله: «وقال آخر وكان قصيرا» . والعارفة: اليد تسدى. وليس لها فعل، وهي فاعلة بمعنى مفعولة. أو عارفة: ذات عرف طيب، لأنها تذكر فيثنى على صاحبها كما في شرح التبريزي للحماسة. [3] أحول، من الحيلة، أي أكثر حيلة. وفي شرح المقامات للشريشي 1: 116: «أجولا» بالجيم، وهو ما أثبته جامع ديوان بشار 4: 136 والوجه، هنا. [4] يعني أن العمى يكون رافدا للعلم ومعينا عليه. وفي الأصل: «رافد» بالرفع،-

كتاب البرصان

وشعر كنور الرّوض لاءمت بينه ... بقول إذا أحزن الشعر أسهلا [1] [باب ذكر البرص] وممّن فخر بالبرص ثم من بني رزام المحجّل وكان بساقيه وضح، واسمه معاوية بن حزن بن موءلة بن معاوية بن الحارث. وقد رأس وسمّي المحجّل على الكناية من البياض، والكناية أيضا من البرص، وهو الذي يقول [2] : ياميّ لا تستنكرى نحولي [3] ... ووضحا أوفى على خصيلي [4] فإنّ نعت الفرس الرّجيل [5] ... يكمل بالغرّة والتحجيل وهو الذي يقول:

_ - تحريف. وفي الشريشي: «للقلب فاغتذى بقلب» . وفي الأغاني 3: 23 وأمالي المرتضى: 509: «رافد بقلب» وفي دلائل الإعجاز 257: «رافد القلب» . وفي أصل النسخة هنا: «رافد وقلب» . [1] أمالي المرتضي: «لا أمت بينه» والأمت: العوج. ولكن لا يتفق مع بقية القول. والوجه ما أثبت من الأغاني والشريشي ودلائل الإعجار وديوان بشار 4: 137. ورسمت في الأصل «لا أمت» مع ضبط التاء بالضم على الصواب فى المعنى من الملاءمة والخطأ في كتابة الهمزة، إذ حقها أن تكتب مفردة. [2] الرجز بدون نسبة في الحيوان 5: 165، وعيون الأخبار 4: 65، وأمالي القالي 3: 100، وفي هامش معجم المرزباني 395 عن هامش أصله ما نصه: «معاوية بن حزن موءلة، عرف بالمحجل على الكناية من البياض والبرص. قال يفخر ببياضة فيما ذكر الجاحظ في كتاب البرصان» - وأنشد هذه الأشطار الأربعة. [3] في الأمالي: «لا تعجبي يا سلم من نحولي» . وكأس: من أعلام نسائهم. قال الكلحبة (في المفضليات 32) : وقلت لكأس ألجميها فإنما ... نزلنا الكثيب من زرود لنفزعا [4] أوفى: أشرف. والخصيل: جمع خصيلة، وهي الخصلة من الشعر. [5] الرجيل، بالجيم، من الإبل والدواب: الصبور على طول السير. وفي العيون: «الرحيل» بالحاء المهملة، وهو كذلك الشديد القوي على السير.

وما أنا بالبهيم فتنكروني ... ولا غفل الإهاب من الوشوم [1] وأصل تسميتهم المحجّل مأخوذ من الحجل، والحجل هو الخلخال. فإذا كان في الفرس في موضع المخلخل بياض قيل محجّل. وقال النّعمان ابن بشير: ويبدو من الخود الغريرة حجلها ... وتبيضّ من وقع السّيوف المقادم [2] وقال الفرزدق: مائلة الحجلين لو أنّ ميّتا ... ولو كان في الأكفان تحت الصفائح [3] وإذا ابيضّ من خلف الناقة موضع الصّرار [4] فهم يسمّون ذلك الخلف أيضا محجّلا. وأنشد:

_ [1] البهيم: الدي لا يخالط لونه لون. آخر. والإهاب: الجلد. [2] الخود، بالفتح: الجارية الناعمة، والحسنة الخلق الشابة. والغريرة: الشابة الحدثة التى لم تجرب الأمور. وظهور حجل الجارية: كناية عن الفزع في الحرب. والمقادم: النواصى والجباه. وفي الأصل: «ومدوا من الخود» وفي الأغاني 14: 121: «وتبدو من الخدر العزيزة» ، والوجه ما أثبت مطابقا لما ورد في هامش الأصل. وفي الأغانى أيضا: «من هول السيوف» وانظر ديوان النعمان بن بشير 113. [3] كذا ورد البيت بالخرم في أوله، ولم أجده في ديوان الفرزدق، ولا في ديوان جرير وميل الحجل كناية عن البدانة. والصفائح: جمع صحيفة، وهي حجارة رقاق عراض توضع على القبر. [4] الصرار، بالكسر: خيط يشد فوق خلف الناقة لئلا يرضعها ولدها. وفي الحديث: «لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحل صرار ناقة بغير إذن صاحبها، فإنه خاتم أهلها» . قال ابن الأثير: من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها في المرعى سارحة، يسمون ذلك الرّباط صرارا. فإذا راحت عشيا حلّت تلك الأصرّة وحلبت.

نيط بحقويها رغيب أقمر [1] ... محجّل مقدّم مؤخّر وقال في ذلك أبو النّجم: تزبن لحيي لاهج مخلّل [2] ... عن ذي قراميص لها محجّل [3] وقد يقال أيضا للغراب محجّل على غير هذا المعنى، وذلك أنهم يسمّونه حلقة القيد محجلا [4] ، على التشبيه، بالحجل [5] . والغراب إذا مشى فكأنّه مقيّد. والمحجّل هو المقيّد، فذلك الحجل. وقال الشاعر: وإنّى امرؤ لا تقشعرّ ذؤابتي ... من الذّئب يعوي والغراب المحجّل [6] وقال الطرمّاح: شنج النّسا قذف الجناح كأنّه ... في الدّار بعد الظاعنين مقيّد [7]

_ [1] نيط: علّق. والرغيب: الواسع. والأقمر الملآن. يصف الضرع. [2] هذا الشطر وتاليه في أم الرجز المنشورة بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1347 ص 476، وكذا في الطرائف الأدبية للميمنيّ ص 65. واللاهج: الفصيل يلهج أمه، يتناول ضرعها ليمتصه. والمخلّل: الذي جعل الخلال في لسانه كي لا يرضع. تزبن: تدفع، والزبن: الطرد. والناقة قد تزبن ولدها عن ضرعها برجلها. وفي الأصل: «يدب ئحى» بدون نقطة للكلمة الثانية. وفي أم الرجز: «تزبن يحيى» وفي الطرائف: «تزبن لحيى» ، ووجه هذا كله ما أثبت. [3] قراميص الضرع: بواطن الأفخاذ وانظر اللسان (قرمص) حيث أنشد هذا الشطر. [4] كذا في الأصل. ولم أجد له سندا. ولعل صوابه «حجلا» . وقال عدي بن زيد: أعاذل قد لاقيت ما يزع الفتى ... وطابقت في الحجلين مشى المقيّد والحجل بكسر الحاء وفتحها لغتان. [5] ضبطت في الأصل بفتح الحاء والجيم معا. والصواب ضبطها بكسر الحاء وفتحها مع سكون الجيم. [6] أنشده في اللسان (حجل 158) بدون نسبة. [7] البيت في ديوان الطرماح 130 واللسان (شنج 134 حرق 328 دفا 288) والحيوان-

ومن البرصان الذين فخروا بالبرص

وقال الآخر: وصاح بصرمها من بطن قوّ ... غداة البين شحّاج حجول [1] من اللائي لعنّ بكلّ أرض ... فليس لهنّ في بلد قبول ولذكر المحجّل مكان غير هذا. وإذا كان الشيء مشهّرا معلما شبّهوه بالفرس الأغرّ المحجّل فإنّه إذا كان في الخيل كانت العيون إليه أسرع. ولذلك قال زفر بن الحارث [2] : كلّا وربّ البيت لا تقتلونه ... ولمّا يكن يوم أغرّ محجّل. ومن البرصان الذين فخروا بالبرص الحارث بن حلزّة اليشكريّ الشاعر، قال أبو عبيد: لما قال عمرو بن كلثوم قصيدته التى فخر فيها لتغلب على بكر وهي التي أوّلها: ألا هبّي بصحنك فاصبحينا [3] وأنشدها الملك، قال الحارث بن حلّزة قصيدته التي فخر فيها لبكر على تغلب، وهي التي أوّلها: آذنتنا ببينها أسماء [4]

_ - 5 25 شنج النسا: متقبضه. وفي الحيوان واللسان (دفا) : «أدفى الجناح» ، أى طويل أصول القوادم. وفي سائر المواضع: «حرق الجناح» . والحرق: الذي نسل ريشه وانحصّ. [1] الشحّاج: الغراب يرجع صوته ترجيعا. [2] زفر بن الحارث الكلابي، من الخوارج على عبد الملك بن مروان، وظل يقاتله تسع سنين، ثم ثاب إلى الطاعة. وانظر ترجمته مسهبة في حواشي الحيوان 5: 163. [3] عجزة: ولا تبقي خمور الأندرينا [4] عجزة: رب ثاو يمل منه الثواء

ثم أتى عمرو بن هند فأنشده إيّاها. قال: وكان الحارث أبرص، وكان الملك لا يملأ عينه من رجل به بلاء، فأنشده من وراء السّتر، فلما سمعها استخفّه الطّرب وحمله السّرور على أن أمر برفع الحجاب، ثم أقعده على طعامه، وصيّره في سمّاره. وقالوا: هو المفتخر بالبرص حيث يقول: يا أمّ عمرو لا تعرّي بالرّوق [1] ... ليس يضير الطّرف توليع اليلق [2] إذا حوى الحلبة في يوم السّبق [3] فهذا قول الشاعر. فأمّا محمد بن سلّام فزعم أنّه لم يسبق الحلبة أبلق قطّ ولا بلقاء [4] . قال الأصمعي: لم يسبق الحلبة أهضم قطّ. وقد يجوز أن يكون الشاعر أراد الشاعر نفس الحلبة يوم الرّهان وأراد غير ذلك من أبواب المسابقة.

_ [1] الرجز في الحيوان 5: 166 وعيون الأخبار 4: 65 بدون نسبة فيهما. لا تعرّى: لا تعيبي. عرّه بسوء: لطخه به. وفي الأصل: «لا تغرى» ، صوابه من الحيوان. والرّوق: أن تطول الثنايا العليا السفلى. وفي الحيوان: «يا أخت سعد لا تعري بالزرق» . وفي العيون: «يا أخت سعد لا تعيبي بالزرق» . [2] التوليع: ضروب من الألوان، والطرف، بالكسر: الفرس الكريم الطرفين، أي الأبوين، وفي الحيوان: «ليس يضر» وفي العيون: «لا يضرر الطرف تواليع البهق» . [3] كناية عن سبقه. وفي الحيوان والعيون: «إذا جرى في حلبة الخيل سبق. [4] الحيوان 5: 166.

ابن حناء

على أنّ صديقا لي قد أخبرني أنّ فرسا [1] للمأمون جاءت سابقة.. [ابن حناء] ومما يدلّ على افتخارهم بالبرص قول ابن حبناء [2] واسمه المغيرة: إنّي امرؤ حنظليّ حين تنسبني ... لا ملعتيك ولا أخوالي ولا أخوالي العوق [3] لا تحسبنّ بياضا فيّ منقصة ... إنّ اللهاميم في أقرابها البلق [4] فقول ابن حبناء وقول الحارث بن حلّزة يردّان على محمد بن سلّام ما قال.

_ [1] كذا. والمراد فرسا بلقاء. وفي الحيوان 5: 166: «وقد سبق للمأمون فرس إما أبلق وإما بلقاء» . [2] في الأصل: «حنباء» وإنما هو بتقديم الباء: والحبنآء: العظيمة البطن من داء. وحبناء أمه، وأبوه جبير بن عمرو بن ربيعة بن أسيد بن عبد عوف. والمغيرة شاعر محسن، كان من رجال المهلب بن أبي صفرة. وعاش إلى ما بعد سنة 91. الأغاني: 156، 164 والمؤتلف 105 والخزانة 3: 601. [3] البيتان في الحيوان 5: 165، والشعراء 367، والمعارف 251، وعيون الأخبار 4: 66، وأمالي القالي 2: 233، والأغاني 11: 159. ملعتيك، أي من العتيك. وحذف نون «من» في مثل هذا لغة لبعض العرب. انظر المفضليات 154، وشرح المرزوقي للحماسة 476، 1355. والعتيك: قبيلة من الأزد، منهم المهلب بن أبي صفرة. الجمهرة 369. والعوق، قال أبو الفرج: «العوق من يشكر، وكانوا أخوال المفضل» يعنى المفضل بن المهلب. والبيتان يرد المغيرة فيهما على المفضّل بن المهلب، حين هجاه بسوء أكله. والقصة في الأغاني. [4] الأقراب: جمع قرب، بالضم، وهو الخاصرة. واللهاميم: جمع لهموم بالضم، وهو الجواد من الناس والخيل، كما في اللسان (لهم) حيث أنشد هذا البيت بدون نسبة.

وكان زياد الأعجم [1] قد ألحّ على بنى الحبناء يهجوهم بالبرص. فمن ذلك قوله: عجبت لأبلق الخصيين عبد ... كأنّ عجانه الشّعرى العبور [2] فلما قيل له: قد رفعتهم يا أبا أمامة. قال: والله لأرفعنّهم أيضا. فقال: لا يبرح الدّهر منهم خارىء أبدا ... إلّا حسبت على باب استه القمرا [3] والبياض والأوضاح تستعير ذكره العرب وتنقله في الأماكن. قال الرّعل ابن جبلة: والناس كالخيل إن ذمّوا وإن مدحوا ... فذو الشّيات كذا في النّاس أوضاح [4]

_ [1] هو الشاعر الأموي المعمّر زياد بن سلمى، ويقال ابن جابر، بن عمرو بن عامر، من عبد القيس. وكانت فيه لكنة، فلذلك سمي «الأعجم» . وقال ابن قتيبة: «وهو كثير اللحن في شعره ولهذا قيل له «الأعجم» . وكان زياد مولعا بالهجاء، وكان من أمر مهاجاته للمغيرة ابن حبناء أنهما اجتمعا مع طائفة من الشعراء عند المهلّب، وتباروا في مديحه، فأجازهم جميعا وآثر زيادا عليهم بأن وهبه غلاما فصيحا ينشد شعره لما كان فيه من لكنة. فأقبل المغيرة على الأمير يراجعه في ذلك فهاجاه زياد. وانظر ترجمته في: الشعراء 430- 423، والمؤتلف 131- 132، والأغاني 14: 98- 105، ومعجم الأدباء 11: 168، والخزانة 4: 192- 194. [2] الشعراء 398 بالرواية نفسها. وفي الأغاني 11: 161 «لأبيض الخصيين» . والعجان: ما بين القبل والدبر. والشعرى العبور: كوكب نير في الجوزاء، يقال إنها عبرت السماء عرضا، ولم يعبرها عرضا، غيرها. [3] وكذا في الأغاني 11: 161. وفي الشعراء «لا يدلح الدهر» ، وفي عيون الأخبار 4: 66: «ما إن يدبح» و.. «إلا رأيت» . [4] الشّيات: جمع شية، وهو كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره. في الأصل «الشباب» .

يقولون: فرس كريم، وفرس جواد وفرس عتيق، وفرس رائع. وليست هذه الأشياء الكريمة إلّا للإنسان والفرس. وأصل البلق إنّما هو في الفرس [1] . والعرب تستعير ذلك وتضعه في مواضع كثيرة. وقال الشاعر، وهو يريد بياض الصبح المخالط بسواد في بقيّة اللّيل: جبسناهم حتى أضاء لنا [الدّجى] ... من الصّبح مشهور الشّواكل أبلق [2] وسمّوا أيضا قصر السّموءل بن عاديا: «الأبلق» . قالوا ذلك حين كان بني بالحجارة البيض والسّود، قال الأعشى: بالأبلق الفرد من تيماء منزله ... حصن حصين وجار غير غدّار [3] وقال السموءل بن عاديا: وبالأبلق الفرد بيتي به ... وبيت المصير سوى الأبلق [4]

_ [1] البلق: سواد وبياض، يكون منه ارتفاع التحجيل إلى الفخدين. [2] الشواكل: جمع شاكلة، وهي الخاصرة، وكلمة «الدجى» ليست في الأصل، وأحسبها تتمة الشطر الأول. [3] ديوان الأعشى 127 وحماسة البحترى 215 واللسان (بلق) وفي اللسان: «غير ختار» . والختار والغدار بمعنى. [4] في الأصل: «وبيتا لمصبر» ، صوابه ما أثبت من رواية الديوان 26 صنعة نفطويه. وفي الأغاني 19: 98: «وبيت النضير» . والأبلق: حصن مشرف علي تيماء بين الحجاز والشام، على رابية من تراب، قال ياقوت: «فيه آثار أبنية من لبن لا تدل على ما يحكى عنها من العظمة والحصانة، وهو خراب» . ثم قال: «وكان أول من بناه عادياء أبو السموءل اليهودي. ولذلك قال السموءل: بنى لي عاديا حصنا حصينا ... وماء كلما شئت استقيت » وبعد البيت في الديوان:

وقال خالد بن يزيد بن معاوية: إنّى أرقت لعارض متألق ... ليل التّمام وليته لم يألق [1] ما إن ينام ولا ينيم كأنّه ... بلقاء تضرب عن فلوّ أبلق [2] وأنشدوا قول الراجز في صفة السّحاب: كأنّ في ريّقه إذا ابتسم ... بلقاء تنفي الخيل عن طفل متم [3] وقال محرز بن مكعبر الضبّيّ [4] :

_ - ببلقعة أثبتت حفرة ... ذراعين في أربع خيسق وفي شرح نفطويه للديوان: «قوله ببلقعة، يعني بصحراء خالية، وإنما يعني قبره. وقوله: خيسق، أى على مقدار المدفون يوافقه ذلك» . وفي اللسان: «وقبر خيسق أيضا: قعير» . [1] ألق البرق يألق، من باب ضرب: لمع وأضاء. وفي الأصل: «يؤلق» ولا وجه له. وليل التمام، بالكسر: أطول ما يكون من ليالي الشتاء، أو أطول ما يكون من الليل. وقيل غير ذلك. [2] بلقاء، يعنى فرسا بلقاء. تضرب عنه الخيل: تنفيها عنه. والفلو، كعدو المهر الصغير. [3] الرجز لأعرابي يقال له «مزيد» . تصحيف العسكري 176. وفيه: «كأن في ريقته» ، تحريف. والريّق كسيّد: الناحية والطرف. تنفى الخيل: تطردها. وفي الأصل: «تطفي» ، صوابه من التصحيف. وانظر القصة فيه. والمتم: الممتلىء. [4] في الأصل: «معكبر» ، صوابه بتقديم الكاف، كما في البيان 4: 42 والحماسة 572 بشرح المرزوقي و 2: 138 بشرح التبريزي والمبهج لابن جني 36 والأغاني 15: 74 ومعجم المرزباني 405 واللآلي 706. وفي اللسان (كعبر) أنّه سمي بذلك لأنه ضرب قوما بالسيف. ويقال كعبره بالسيف، أى قطعه. وفي شرح الأنباري للمفضليات: ولم يلحق يوم الكلاب. وفي العقد، فى يوم الكلاب الثاني: «ولم يشهدها» أي أدرك الوقعة ولم يشهدها. فهو شاعر جاهلي. وأجاز التبريزي تبعا لابن جنبي في المبهج فتح الباء وكسرها منه.

أقرّ العين أن طارت عليهم ... شميط اللّون ليس لها حجول [1] ولذلك سمّوا الأبرص الأسيدىّ [2] الراقي المتكهّن: «أبلق» . وإيّاه عنى ذو الرّمّة فقال: أعبد أسيديّ عليه علامة ... من السّوء لا تخفى على من توسّما [3] وإيّاه يعني العلبان [4] الشاعر، أحد بني عبد الله بن درام، حيث يقول: هل الأبلق الراقي الأسيديّ مبريء ... فؤادي من حبّي جواري بني بدر ليس يعني رهط حذيفة بن بدر.

_ [1] الشميط: التى اختلط فيها السواد بالبياض. [2] من بني أسيّد بن عمرو بن تميم. وكان يداوي بالرقية. ويروى أنه داوى جريرا من حمرة به فبرىء، فحكمه فاحتكم بزواج ابنته أم غيلان. فهجا الفرزدق جريرا بذلك. انظر النقائض 840- 841، وفي الاشتقاق 206 «وأسيّد: تصغير أسودفي لغة بني تميم. وسائر العرب يقولون: أسيود، فإذا نسبوا إليه قالوا: أسيدىّ، كرهوا كثرة الكسرات، واستثقلوا أن يقولوا أسيّدىّ» . [3] البيت لم يردفي ديوان ذي الرمة ولا ملحقات ديوانه طبع كمبردج، ولكنه في ديوانه 1908 بتحقيق عبد القدوس. وفي الأصل: «وعندي أسيدي» صوابه من الديوان. وبعد البيت: يداويك من شكواك أم ربك الذي ... شفى كرب أيام النباج وأنعما [4] كذا ورد مضبوطا، ولم أعثر له على ترجمة. ولعله «الفلتان» .

وكان جرير بن الخطفى زوّج أبلق بنته أمّ غيلان، على أنّه رقاها فأفاقت [1] ، فعند ذلك قال العلبان: أخزيت نفسك يا جرير وشنتها ... وجعلت بيتك بسلة للأبلق [2] وهجا جرير أيضا الأبلق بأنّه أبلق، وبغير ذلك، فقال: يا أبلق الكشح إنّ النّاس قد علموا ... أن المهاجر تخزي كلّ كذّاب [3] لو كنت شاورت ذا عقل فأرشدني ... يوم الفريقين ما دنّست أثوابي قد كنت عندك قبل الفعل ذا أرب ... مستحكما بعراقي الدّلو أكرابي لو كنت صاهرت، إنّ الصّهر ذو نسب ... في مازن أو عديّ رهط منجاب ما كنت، ذا الجلدة البلقاء، تعجبني ... سوف السّوابق ريح الكودن الرابي [4]

_ [1] هذا مخالف لما أثبت في الحواشي من نص النقائض فارجع إليه. [2] في الأصل: «بينك نسله» ، و «الأبلق» بدون لام، والصواب ما أثبت. والبسلة، بضم الباء: أجره الراقي، وابتسل: أخذ أجرته. [3] الأبيات مما لم يرد في ديوان جرير. والمهاجر، بفتح الميم: الهجر، والهجر بالضم: القبيح من الكلام والإفحاش فيه. [4] ذا الجلدة البلقاء، أي يا ذا الجلد الأبلق. السوف: الشم. والكوادن: جمع كودن، وهو البرذون الهجين، وقيل هو البغل. والرابي: الذي أخذه الربو، وهو البهر والنهيج وتتابع النفس.

ومن الفرسان البرصان ممن سمي بالأبلق

واعترض على جرير البلتع العنبريّ [1] ، لأنّ عمرو بن تميم ولدهم جميعا فقال: أتعيب أبلق يا جرير وصهره ... وأبوه خير من أبيك وأمنع أتعيب من رضيت قريش صهره ... وأبوك عبد بالخورنق أوكع [2] . ومن الفرسان البرصان ممّن سمّي بالأبلق لمكان البرص: الفارس السّلمي وكان أيام مروان يقاتل وهو أبلق، على فرس أبلق، وهو الذي يقول: هلّا سواي كنت أوعدته ... يوم أكبّ النّاس في الخندق وأحمل الأبلق في صفّهم ... ثمّ أناديك فلا تنطق [3] وفيه [4] قالوا في تلك الحرب: يا أبلق الكشح على أبلق ... وصاحب الراية والخندق ولذمّ الأبلق مكان غير هذا، وهو أنّ الفارس يشهر بركوبه في

_ [1] البلتع العنبري، هو المستنير بن عمرو، أو ابن سبره، أو ابن شكل، أو ابن أبي بلتعة، وواضح أنه من الشعراء المعاصرين لجرير. ذكره المرزباني في المعجم 477، وكذا في الأغاني 7: 42 باسم المستنير بن سبرة. [2] الخورنق: موضع بالكوفة، أو هو نهر. والأوكع: اللئيم. [3] في البيت إقواء، وإن كان قد ضبط في الأصل بكسر القاف هنا. [4] في الأصل: «وفيها» .

الحرب [1] ، ليس يجترىء على ركوب الأبلق في الحرب إلّا غمر، أو مدلّ بنفسه معلم يقصد إلى ذلك. ولمّا رأى إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن [2] ، عمر بن سلمة الهجيمي [3] على فرس أبلق أنشد قول الشاعر: أمّا القتال فلا أراك مقاتلا ... ولئن فررت ليعرفنّ الأبلق وقال ذلك وهو يمازحه. وكان عمر بن سلمة شجاعا، ولذلك قال طفيل الغنوي: بهجر تهلك البلقاءّ فيه ... فلا تبقى، ويودي بالرّكاب [4] وقال في ذلك النابغة: بوجه الأرض لا يعفو لها أثر ... يمسي ويصبح فيها البلق ضلّالا [5] وصف طول هذا الجيش وعرضه، وكثافته وكثرة عددهم، فلذلك

_ [1] الشهرة: ظهور الشي ءفي شنعة حتى يشهره الناس. [2] إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب، خرج هو وأخوه محمد على أبي جعفر المنصور سنة 145 وفيها قتلا أيضا على يد موسى بن عيسى. انظر خبرهما في تاريخ الطبري وغيره. [3] عمر بن سلمة الهجيمي، كان من أوائل من بايع إبراهيم، وقد تزوج إبراهيم بنته، واسمها بهكنة بنت شمر بن سلمة. الطبري 7: 628، 641. [4] الهجر، بالفتح، والهاجرة، والهجير والهجيرة: نصف النهار عند زوال الشمس إلى العصر. والبيت في ديوان طفيل 92 برواية «بمجر» والمجر: الجيش. [5] ورد في ديوان النابغة الذبياني تحقيق شكري فيصل ص 182 برواية: ما إن يبلّ ولم يوجد به أثر ... تمسي وتصبح فيه البلق ضلّالا

خفي مكان الأبلق مع كثرة الأوضاح التى تشهره. وروى عن يحيى بن عبّاد [1] ، عن عاصم [2] ، عن زرّ [3] ، عن عبد الله [4] قال: قلت يا رسول الله، كيف تعرف من لم تر من أمّتك؟ قال: «هم غرّ محجّلون من آثار الوضوء» [5] . معن [6] ، عن مالك [7] ، عن العلاء [8] عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله عليه السلام: «أنتم الغرّ المحجّلون من آثار الوضوء،

_ [1] يحيى بن عباد الضبعي البصري نزيل بغداد، ترجم له في تهذيب التهذيب 11: 235 وتاريخ بغداد 14: 144- 145. [2] عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود الأسدي الكوفي القارىء، روى عن زرّ بن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ عليهما القراءات، وروى عنه: الأعمش، وشبعة. والسفيانان، وغيرهم توفي سنة 127 أو 128 تهذيب التهذيب. [3] هو زر بن حبيش (بالتصغير) بن حباشة الأسدي الكوفي، روى عن عمر وعثمان وعلي، وأبي ذر، وابن مسعود. توفي سنة 83 وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة. تهذيب التهذيب. [4] هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود. [5] أخرجه ابن ماجه في الطهارة برقم 283 كما أخرجه أحمد في مسنده 3820، 4317، 4329. ويروى: «من لم يرك من أمتك» . [6] معن بن عيسى بن يحيى بن دينار الأشجعي، ممن روى عن مالك بن أنس، توفي سنة 198. تهذيب التهذيب. وهو الذي روى عن مالك قوله: «إنما أنا بشر أخطىء وأصيب، فانظروا في رأيي، فما وافق السنة فخذوا به» . [7] هو مالك بن أنس، صاحب المذهب، المتوفى سنة 179. تهذيب التهذيب. [8] هو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، بضم الحاء المهملة وفتح الراء. روى عن أبيه، وابن عمر، وأنس وغيرهم. وعنه: مالك، وشعبة، والسفيانان وغيرهم. توفي سنة 139. تهذيب التهذيب.

من البرصان ممن فخر بالبرص

فمن استطاع منكم أن يطيل غرّته وتحجيله فليفعل [1] » . من البرصان ممّن فخر بالبرص سويد بن أبي كاهل وهو الذي يقول: نفرت سودة منّى أن رأت ... صلع الرأس وفي الجلد وضح [2] قلت: يا سودة هذا والذي ... يفرج الكربة عنّا والكلح هو زين الوجه للمرء كما ... زيّن الطّرف تحاسين القرح [3] . وممن فخر بالبرص من الرّؤساء والشعراء بلعاء بن قيس بن يعمر [4] وهو الشّدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر. قالوا: اعتراه البرص بعد أن أسنّ، وكان سيّد بني ليث، فاشتدّ ذلك عليهم فقيل له في ذلك، فقال: «سيف الله صقله» .

_ [1] رواه البخاري (في باب الوضوء) ، ومسلم وابن ماجه (في الطهارة) . [2] الأبيات نسبها الجاحظ في الحيوان 5: 166 إلى بعض بني نهشل. وكذا في عيون الأخبار 4: 65. وهي تلتبس بأبيات سويد بن أبي كاهل اليشكري التى على وزنها في المفضليات 191، وأولها: بسطت رابعة الحبل لنا ... فوصلنا الحبل منها ما اتسع وشتان ما بين النسبتين، فنهشل من بني دارم من مالك بن حنظلة بن زيد مناة ابن تميم، ويشكر من بني بكر بن وائل بن قاسط. [3] في الحيوان وعيون الأخبار: «هو زين لي في الوجه كما» . والطرف بالكسر: الكريم العتيق من الخيل. والقرح، بالتحريك: بياض يسير في وجه الفرس. وضبطت في الأصل بضم القاف: جمع قرحة، وهي كل بياض يكون في وجه الفرس. [4] سبقت ترجمته في ص 32.

هذه رواية أبي عبيدة والمفضّل. فأمّا الذي لم أزل أسمعه فإنّ أهل الحجاز يزعمون أنه قال: «سيف الله حلّاه» من الحلية. ويقول أهل العراق: بل قال: «سيف الله جلاه» من الجلا [1] وكلّ عجب. وهو أبو مساحق: وله لقبان أحدهما مدح والآخر ذمّ. فأما المدح ف «المحجّب» و «المحجوب» ويقول بنو ليث بن بكر: كان بلعاء يحجب بالنّبل من مكان بعيد. واللقب الآخر «بائع الجيران» لأنه كان نكدا لجوجا شكسا، وداهية لا يرام ما وراء ظهره، وهو الذي يقول: وأبغي صواب الظنّ أعلم أنّه ... إذا طاش ظنّ المرء طاشت مقادره [2] وهو الذي يقول: ومقيّر حجل جررت برجله ... بعد الهدوّ له قوائم أربع [3] وهو الذي يقول: معي كلّ مسترخي الإزار كأنّه ... إذا ما مشى من أخمص الرّجل ظالع [4]

_ [1] انظر الحيوان 5: 167، والمعارف 215، وعيون الأخبار 4: 63، والأغاني 11: 159 وكنايات الثعالبي 35، وجمهرة أنساب العرب 181، والاشتقاق 171. [2] الحيوان 3: 61 وص 12 من الأصل. وقد رسمت «أبغى» هنا «أبقى» بالقاف وضم الهمزة، والوجه ما أثبت. [3] المقيّر، يعني به زق الخمر الذي قد طلي بالقار، وهو الزفت. والحجل: السقاء الضخم. وفي الأصل: «حجر» وفي العقد 6: 20: «حجل» صوابهما ما أثبت، وللبيت قصة في العقد. [4] الظالع، من الظلع، وهو شبه العرج. وقد ورد البيت في المخصص 2: 57 بدون نسبة. ونسب في خلق الإنسان لثابت ص 323 إلى حسان بن ثابت. وليس في ديوانه.

ومن البرصان السادة القادة

وقال كلثوم بن رزين [1] بن يعمر بن نفاثة [2] بن عديّ بن الديل في تسميته بلعاء ببائع الجيران: تمنّى بائع الجيران سبقي ... وأنت إذا تلاقيني فرور [3] منت لك أن تلاقيني المنايا ... أمام القوم أو وحد أسير [4] وقال في بائع الجيران ربيعة بن أمية بن زعر [5] بن يعمر بن ثفاثة [6] ابن عديّ بن الديل: وأفلت بائع منّا وخلّى ... حلائله وقد بدت المعماري [7] . ومن البرصان السّادة القادة الذين مدحتهم الشعراء بالبرص أبو أسيد عمرو بن هدّاب المازني [8] مدحه بذلك أبو الشّعثاء العنزي، قال

_ [1] في المنمق لابن حبيب 321: «بن رزن» . [2] في الأصل: «بغاثة» واضحة الكتابة والضبط، وليست من أعلامهم. والصواب في المنمق ومعجم البلدان في رسم (ظراء) قال ياقوت: «وكان بنو نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بأسفل دقاق، فأصبحوا ظاعنين وتوعدوا ماء ظراء» . وانظر لنفاثة أيضا شرح السكري للهذلييين 362، 365، 366، 703، 729، 730، 843، 844، 1240. [3] بائع، بالرفع على الفاعلية، وبالنصب على النداء. أى أتتمنى يا بائع الجيران. [4] أي قدّرت لك الأقدار. وأنشد نحوه في اللسان (منا 162) : منت لك أن تلاقيني المنايا ... أحاد أحاد في الشهر الحلال والوحد بفتح الحاء وكسرها: الوحيد المنفرد. [5] المعروف في أسمائهم «زغر» بضم الزاي وفتح الغين المعجمة. لكن وردت مضبوطة هكذا في الأصل. [6] في الأصل هنا «بعاثة» بالعين المهملة، مقيدة بوضع علامة الإهمال تحت العين. وانظر ما سبق من تحقيق. [7] معارى المرأة: ما لا بد لها من إظهاره؛ وهي يداها ورجلاها ووجهها، واحدها معرى. [8] في الأصل: «أبو أسيد بن عمرو بن هداب» ، صوابه مما سيأتي، ومن الحيوان 3: 35/5: 167 حيث ورد هذا الخبر. وأبو أسيد: كنيته عمرو بن هداب بن سعيد بن مسعود بن الحكم بن عبد الله بن مرثد بن قطن بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك ابن عمرو بن تميم، كما في جمهرة ابن حزم 212. ولي فارس لمنصور بن زياد. والخبر التالي في الحيوان 5: 167 وبعض منه في الحيوان 3: 35، وعيون الأخبار 2: 48 وانظر ما أثبت في حواشي الحيوان.-

أصاحبنا: ما رأينا أحدا قطّ أبلّ ريقا، ولا أتمّ نفسا، ولا أربط جأشا، من أبي أسيد عمرو هدّاب، كانوا عنده والناس يعزّونه على ذهاب بصره إذ مثل أبو عتّاب الجرّار [1] بين يدية، وهو مثل المحجوم [2] وأبو عتّاب هو إبراهيم بن جامع بن مصاد [3] مولى بلعدويّة- فقال: يا أبا أسيد، لا تحزن على ذهابهما، فإنّك لو قد رأيت ثوابهما في ميزانك لقد تمنّيت أن يكون الله قد قطع يديك ورجليك، ودقّ ظهرك، وأدمى ظلفك [4] ! قال: فلم يبق من القوم أحد إلّا استغرب ضحكا، أو صاح بأبي عتّاب وأراد إسكاته إلّا أبا أسيد نفسه، فإنّه لم يتغيّر لذلك، ولم يظهر منه قبول ولا إنكار، وأقبل على القوم فقال: يرعى له حسن نيّته، ويلغى سوء لفظه. قالوا: ثم ما لبثنا إلا يسيرا حتّى دخل أبو الشعثاء العنزي [5] وعليه

_ [1] 3: 35/5: 167 حيث ورد هذا الخبر. وأبو أسيد: كنيته عمرو بن هداب بن سعيد بن مسعود بن الحكم بن عبد الله بن مرثد بن قطن بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك ابن عمرو بن تميم، كما في جمهرة ابن حزم 212. ولي فارس لمنصور بن زياد. والخبر التالي في الحيوان 5: 167 وبعض منه في الحيوان 3: 35، وعيون الأخبار 2: 48 وانظر ما أثبت في حواشي الحيوان. [1] أبو عتاب، هو إبراهيم بن جامع، كما سيأتي. [2] في الحيوان في الموضعين: «وكان كالجمل المحجوم» . والمحجوم: الذي وضع على فمه الحجام لئلا يعضّ، فصوته حينئذ أقوى صوت. وجاء في حديث ابن عمر، وذكر أباه: «كان يصيح الصيحة يكاد من سمعها يصعق، كالجمل المحجوم» . والحجام، ككتاب: شيء يجعل في فم البعير أو خطمه. [3] مصاد بفتح الميم وضمها مع تخيف الصاد، كما في القاموس، وإن تك قد ضبطت في الأصل مشددة الصاد. وفي الحيوان: «من آل أبي مصادر» . [4] كذا في الأصل، وهو يطابق ما ورد في نسخة ل من الحيوان 3: 35/5: 167 ويروى: «ضلعك» بالضاد والعين، كما يروى: «صلعك» بالصاد المهملة. [5] في المستطرف 2: 271 أن اسم الشاعر «طريف» .

بتّ وكور ضخم، وخفّ جافى [1] ، فقال: أنشدك أبا أسيد بعض ما حبّرته فيك من أراجيزي. قال: هات. فأنشده أرجوزة أعرابيّة فصيحة [2] ، فبينا نحن نستحسن معانيها ونستجيد حوكها إذ قال: أبرص فيّاض اليدين أكلف [3] ... والبرص أندى باللهى وأعرف [4] مجلوّذ في الزّحفات يزحف [5] قال: فصحنا حتّى قطعنا عليه إنشاده فقال عمرو: ارفقوا بشاعرنا وزائرنا؛ فإنّ أكثر الشعراء الذين توضّحت جلودهم قد افتخروا بذلك. وقد قال الشاعر [6] : أيشتمني زيد بأن كنت أبرصا ... فكلّ كريم لا أبالك أبرص أراد: كل أبرص كريم فقال: كاكريم أبرص. وهذا من المقلوب. وزعم كثير من الناس أنّ ذاك البياض إنّما أصابه بسبب يمين حلف بها عند أستار الكعبة.

_ [1] هذا جار على إثبات ياء المنقوص في الوقف. وهو مذهب جائز. انظر همع الهوامع 2: 206، وشرح الرضي على الشافية 2: 279. والجافي: الغليظ الثقيل. [2] في الأصل: «فصحته» . [3] الكلف: لون يعلو الجلد فيغير بشرته. [4] في الأصل: «أيدي» بالياء، صوابه من الحيوان 5: 164. واللهى، بضم ففتح: جمع لهوة، بالضم، وهي العطية، أو أجود العطايا. [5] المجلّوذ: الماضي السريع، وقد اجلوذ اجلوّاذا. وفي الأصل: «مجلوز» صوابه بالذال كما في الحيوان. والوجفات: جمع وجفة، من الوجف والوجيف، وهو سرعة السير. وفي الحيوان: «في الزحفات مزحف» . [6] هو أبو مسهر الأعرابي، كما في الحيوان 5: 166، وهو من فصحاء الأعراب الذين روى عنهم العلماء. الفهرست 71. وانظر نسبة البيت كذلك في عيون الأخبار 4: 64. ونسبة الأبشيهيّ في المستطرف 2: 271- 272 إلى شاعر اسمه «سهل» .

وسمعت غير واحد من جيرانه وأصحابه يزعمون أنّهم ما زالوا يعلمون به وضحا، إلّا أن الوضح يزيد ولا يقف. وقد ذكرنا شأن عمرو بن هدّاب والذي حضرنا من مناقبه في كتاب العميان [1] ، فلذلك لم نذكره في هذا الباب. حدّثني عليّ بن رياح بن شبيب الجوهريّ، عن أبيه رياح، وكان خاصّا بالبرامكة، يدخل عليهم متى أحبّ، وكان يصل إلى مواضع لا يكاد يصل إليها الخاصّ عندهم- قال: دعاني يوما جعفر بن يحيى وهو كئيب حزين، خاشع الطّرف، شديد الانكسار، فرفع لي عن بطنه، فإذا على بطنه، مقدار الدّرهم برص فقال: يا أبا علي، هذا ثمر العقوق! قال: وكان الذي بينه وبين أبيه قد ساء. قالوا: وهذا شيء أخذه جعفر بن يحيى عن أطبّاء الهند. وأطبّاء الهند تزعم أن العقوق يورث البرص. وهذه القضيّة مجانبة لسبيل الطبّ. وآفات الدنيا كثيرة، وأمراضها الشّداد معروفة المقادير عند الأطبّاء. وقد بيّنوا المستغلق العضال الموئس، من غير ذلك، فقالوا في مثل الجذام والبرص العتيق [2] والسرطان. قال جالينوس السرطان لا يبرأ، فإن برأ فإنّه لم يكن سرطانا. والماء الأصفر، والقروح التي تكون في الكلية والمثانة،

_ [1] ذكر أبو أسيد الساعدي، وهو عمرو بن هدّاب، في ما جاء في ذكر العميان، معزوا إلى الهيثم بن عدي في أواخر الكتاب، وليس فيه كلام مفصل عن عمرو بن هداب، ولا ذكر لمناقبه. ولعل هذا دليل على حدوث خرم في نسخة الكتاب. [2] العتيق، يعني به القديم. وانظر ما سيأتي بعد أربعة أسطر.

من الباب أيضا، الذي يعسر المخلص منه. والعرب تخاف إعداء الجرب والصّفر [1] والعدسة [2] والجدريّ. وهو وإن استعظموا هذه الأشياء ولم يقدّموا البرص عليها في الشّدة فإنّ القرآن أصدق منهم، ولولا أنّ البرص العتيق أشدّ امتناعا وأبعد برءا لما ذكر الله البرص دون هذه الأدواء. والفرس أشدّ نفارا من البرص. والدليل على ذلك: ما خبّرتك به من شدّته وامتناع التخلّص منه، قوله: وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ [3] وإلى إبراء الأكمه [4]- وهو الأعمى المطموس- ولم يذكر غير ذلك من جميع الأدواء والمعاضل والعلل الموئسة. وقال في وجه آخر من معارضة البرص بخلافه وضدّه، قال: أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ [5] . وقال الله لموسى: أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ [6] سُوءٍ هذا

_ [1] الصّفر: داء في البطن يصفر منه الوجه. وهو أيضا: دود يكون في البطن وشراسيف الأضلاع فيصفّر عنه الإنسان جدا وربما قتله. [2] العدسة: بثرة تشبه العدسة تخرج في مواضع من الجسد من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالبا. [3] الآية 49 من آل عمران. [4] أي وهذا إلي إبراء الأكمه. فهما متماثلان في الشدة وامتناع التخلص منهما. [5] الآيات 30- 23 من الشعراء. [6] الآية 12 من النمل. وقد طرح الواو من الاستشهاد، ونص الآية «وَأَدْخِلْ يَدَكَ» وجائز أن تطرح الواو أو الفاء ونحوهمافي ذلك. انظر حواشي الحيوان 4: 57.

إلى ما حدّث عبد الله بن عمرو [1] ، عن يعقوب [2] القمّيّ، عن جعفر بن أبي المغيرة [3] ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: جاءت قريش إلى اليهود فقالوا: ما جاءكم به موسى؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للنّاظرين، ثم أتوا النّصارى فقالوا: ما جاءكم به عيسى؟ قالوا: كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فأتوا النبيّ صلّى الله عليه وسلم فقالوا: ادع لنا ربّك يجعل لنا الصّفا ذهبا [4] . فهذا أيضا ممّا يعظم شأن البرص، إذ كان مذكورا في الحالات كلّها، وإذ اجتمع على تشديد أمره القرآن والآثار. وأما قولهم للنبي صلّى الله عليه وسلم: «اجعل لنا الصّفا ذهبا» فإنّ الله لا يعطي الناس الأعلام [5] على قدر شهواتهم وامتحانهم وتمنّيهم، ولا على سبيل

_ [1] هو أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ميسرة التميمي البصري. روى عن عبد الوارث بن سعيد، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم. وعنه: البخاري، وأبو داود، ويوسف بن موسى القطان، وعبد الوارث بن عبد الصمد وغيرهم. توفي سنة 224. تهذيب التهذيب. [2] هو أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك القمّىّ الأشعري، روى عن الأعمش، وزيد بن أسلم، وجعفر بن أبي المغيرة وغيرهم، وعنه: ابن مهدي، ومنصور بن سلمة، وغيرهما. توفي سنة 174. تهذيب التهذيب. [3] جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي القمّيّ أيضا. روى عن سعيد بن جبير وعكرمة وشهر ابن حوشب وغيرهم، وعنه: يعقوب، ومطرف بن طريف وحسان بن علي وغيرهم. قال: رأى ابن الزبير، ودخل مكة أيام ابن عمر مع سعيد بن جبير. وقال أبو نعيم: اسم أبي المغيرة دينار. تهذيب التهذيب. [4] إشارة إلى ما ورد في السيرة 197- 199. [5] أي أعلام النبوة ودلائلها.

التفكّه. فإذا لم يعطهم ذلك على سبيل التفكّه فإعطاؤه إياهم على سبيل التعنّت أبعد [1] . ولا يجب ذلك إلّا لمن يسمع بآية ولم ير علامة. فأما المغموس فيها ومن قد غمرته البرهانات فليس من الحكمة تمكين السّفهاء من مسألة ذلك. وإنّما ينزّل الله الأعلام على قدر المصلحة لا على أقدار الشّوة، وعلى إلزام الحجة لا على الطلب والمسألة. ومتى كان الطالب [2] لذلك معاندا وجاسيا [3] لم يكن إلّا بين أمرين: إن حلي بها [4] لعنته وأجابه [5] إلى مسألته قال: هذا سحر. وإن منعها قال: لو كان صادقا لاتى بها. وآيات الله وبرهانه أجلّ خطرا من أن توضع في هذا المكان، إلا أن يريد الله ببعض ذلك تعذيبهم واستئصال شأفتهم، وأن ينكّل بهم سواهم [6] . قالوا: والبرص أصله من البلغم، وإذا رأيت الرجل القضيف اليابس أبرص الجلد فاعلم أن المرّة هى التي اعتصرت بدنه حتّى قذفت بالبلغم ومجّته [7] في ظاهر جسده، فلمّا لم يقو ذلك المكان على إنفاذه وهضمه تحيّر هناك فأفسد ما هناك. وربّما كان من حرق النار، وربّما كان من الكيّ: إما من كيّ البلاء

_ [1] أي تعنتهم. والمراد استجابة لعنتهم. والمراد بالتفكه تفكههم أيضا. وفي الأصل: «التعبث» تحريف. وانظر ما سيأتي. [2] في الأصل: «الطلب» . [3] جسا الرجل جسوا وجسوّا: صلب. وفي الأصل: «حاسبا» . [4] حلي بها: ظفر بها. وفي الأصل: «حلوها» ولعل وجهه ما أثبت. [5] في الأصل: «وأجابته» . [6] أي عاقبهم عقوبة تخيف غيرهم وتذلّهم. [7] في الأصل: «ومحنة» بالحاء المهملة.

وإما من التّعالج. وليس يعتري السّودان من كيّ البلاء كالذي يعتري الشّقران والحمران. وكذلك الوسم. فإذا خاف النّخّاس أن يكون ذلك البياض برصا قرص ذلك المكان، فإن احمرّ فهناك دم، وإن لم يحمرّ عزم [1] على أنّ به عيبا وفحشة. ويعتري غراميل الخيل وخصاها وجحافلها [2] ، ويكون بالعظاء والحيّات والوزغ برص، بكلّ ذلك جاء الشعر، وكلّ ذلك قالت العرب. وفي الحديث المرفوع أنّ الوزغة لما نفخت على نار إبراهيم صمّت وبرصت، فمن ذلك قيل سامّ أبرص. فهذا الحديث شهد لأولئك الشّعراء بالصّدق. ولولا الأخبار والأشعار والآثار لكان [3] كلّ بياض يكون في أصل التركيب في نفس الخلقة لا يسمّى برصا [4] ، ولا يسمّى البرص إلّا العارض الحادث. وقال صاحب المنطق: لا يقال الباطن جلد الكف أقرع، ولا للطّفل آدر، لأنّ ذلك لم يكن يذهب.

_ [1] في الأصل: «غرم» . [2] الغرمول: الذكر. والخصى: جمع خصية بصم الخاء وكسرها في المفرد، أما الجمع فهو الخصى بضم الخاء فحسب. وانظر الحيوان 1: 119 وضبطت «خصاها» فى الأصل بكسر الخاء خطأ. [3] في الأصل: «وكان» . [4] في الأصل: «برص» بالرفع.

والذي نرجع إليه اتّباع الآثار وما جاء في الأشعار. وحشفة المختون ربّما برصت من حرّ الموسى [1] ، وليس ذلك مما يزداد ويتفشّى. ويعتري مواضع المحاجم، ويصيب [2] أشياء من النّبات، كنحو البطّيخ وغير ذلك. وقد رأيت من نزفه الدم من جراح فبرص. وربّما جرى من ذلك على عرق، وهو عندهم مما يعتري الأولاد، ويعدى إلى الصّحيح. واللّطع ضرب من البرص، وهو يصيب بواطن شفاه الخصيان من الحبشان وربّما كان الحبشىّ منهم ضخما أهدل أدلم ألطع [3] ، فيكون هولا من الأهوال. وشعر الرأس واللحية يبيضّ عن الهول الشديد، ويبيضّ شعر الحدث [4] إذا كانت المرّة تقذف بالبلغم إلى ما هناك، ويبيضّ على الأعراق المتقدمة [5] . ويبيض الشعر من جبهة المرأة إذا طال نتفه. والغالية تشيب الشعر [6] ، وغسل الرأس بالسّدر يرقّه [7] .

_ [1] حر الموسى: حرارة حدتها، كما يقال حر السلاح. وفي الحيوان 7: 26: «ومن أن تكون الموسى حديثة العهد بالإحداد وسقي الماء» وفي 1: 119: «إما لطبع الحديد، وإما لقرب عهده بالإحداد وسقي الماء» . [2] في الأصل: «وتصيب» . [3] الأهدل: المسترخي الشفة المنقلبها. والأدلم: الآدم، أو الشديد السواد. وانظر الحيوان 1: 119. [4] في الأصل: «الشعر الحدث» . [5] أي بطريق الوراثة. [6] الغالية ضرب من الطيب، وله عدة صنعات، ذكر بعضها داود في تذكرته. [7] في تذكرة داود أنه ينقى البشرة وينعمها ويشد الشعر.

وقد ينتف أصحاب الخيل جبهة الفرس البهيم مرارا بمقدار القرحة، فيبيضّ شعر ذلك المكان ويصير ذا قرحة، وذلك إذا كرهوا أن يكون بهيما. واسم هذه القرحة المعمولة فيها الغريب [1] . وتصيب الدابة الدّبرة فيبيض شعر ذلك المكان، وذلك هو التوقيع، والجلد نفسه هو الموقّع. وقال محرز ابن المكعبر الضبى [2] : فما منكم أفناء بكر بن وائل ... لعادتنا إلّا ذلول موقّع [3] وذلك البياض يكون في معنى البرص، لأنّ الجلد لا ينبت الشعر الأبيض حتّى يبيضّ. وجلد الحافر كلّه وجلد الظّلف كلّه إذا كان أسود كان أسود الشعر، وإذا كان أبيض كان أبيض الشعر. والخيول تتحوّل في ألوانها فيصير الأشهب الأبيض أرقط مدنّرا [4] ويسقى الفرس الحليب المحض فإذا طال ذلك عليه صار لونه أسفع [5] وقال الشاعر [6] :

_ [1] لم أجد هذا الاصطلاح في المعاجم المتداولة. [2] فى الأصل: «المعكبر» وهو تحريف سبق التنبيه على صوابه في ص 57. [3] في النقائض 1022: «كغارتنا» ونحوه لرشيد بن رميص في النقائض 1025: فما منكم أفناه بكر بن وائل ... لغارته إلا ركوب مذلل والأفناء والأعناء: القوم النزاع لا يدري من أي قبيلة هم. الواحد فنو وعنو، بالكسر. والموقع: الذي بظهره آثار الدبر. [4] في الأصل: «أرقطا» ، تحريف. والأرقط من الرقطة، وهو سواد يشوبه نقط بياض، أو العكس. والمدنر من الخيل: ما فيه نكت فوق البرش مأخوذ من الدينار في استدارته. [5] الأسفع، من السفعة، بالضم، وهي سواد مشرب حمرة. وفي الأصل: «أشنع» . [6] هو يزيد بن الخذاق الشّنّي المفضليات 297 حيث التخريج.

ودوايتها حتّى شتت حبشيّة ... كأنّ عليها سندسا وسدوسا [1] والناقة إذا كانت حمراء ثم صارت عشراء صارت خلساء بعد أن كانت حمراء. ولذلك قال الشاعر: حمراء لا حبشيّة الإتمام [2] وقد تحمرّ أوبار الإبل جدّا على بعض المراعي. وقال الفزاريّ في صفة إبله: كأنّما علّت بحنّاء ودم ... من حرص القعيان والهرم الخضم [3] وتبيض أوبار الإبل ورءوسها ووجوهها من أكل الحمض. قال عمر ابن لجأ: شابت ولمّا تدن من ذكائها [4] وقال الآخر:

_ [1] الدواء: الصنعة للتضمير. شتت: دخلت في الشتاء. وفي الأصل: «مشت» ، صوابه من المفضليات والحيوان 1: 349، واللسان (شتت) حبشية: اخضرت من العشب، ذهبت شعرتها الأولى وسمنت. والسندس: ضرب من الديباح. والسدوس: الطيلسان الأخضر. ينعت فرسه. [2] في الأصل: «حمراء إلا خلسة الأمام» ، صوابه من الحيوان 1: 349. [3] الحرض، بضمتين: الأشنان تغسل به الأيدي بعد الطعام، وهو من نجيل السباخ، أو من الحمض. والقيعان: جمع قاع، وهي الأرض الحرة الطين لا يخالطها رمل. والهرم، بالفتح: ضرب من الحمض فيه ملوحة. وأراد بالخضم الرطب الأخضر، والمعروف فيه «الخضيمة» . وقد ورد الرجز محرفا في الحيوان 7: 255 مع نسبته إلى إبراهيم بن هرمة. [4] الذكاء: تمام السن ونهاية الشباب. وهذه هي الرواية الصحيحة. وفي أصل الحيوان 1: 349: «من ركابها» صوابه، هنا وفي المعاني الكبير 695.

أكلن حمضا فالوجوه شيب ... شربن حتّى نزح القليب [1] والمرأة الجميلة الرقيقة اللون إذا كان العشيّ ضرب لونها إلى الصّفرة. وبالغداة يضرب لونها إلى البياض. قال الأعشى [2] : بيضاء ضحوتها وصف ... راء العشيّة كالعراره [3] وقال الآخر: قد علمت بيضاء صفراء الأصل [4] وأحسن ما تكون المرأة وأرقّ ما تكون لونا، وأعتق وجها، وأدقّ محاسن [5] في نفاسها، وغبّ ليلة عرسها. وأطيب ما تكون خلوة إذا رقصت في مناحة، أو تعبت من طول سير. وأنشد ابن الأعرابيّ لرجل قال لامرأته:

_ [1] الرجز في الحيوان 1: 349 وكتاب الإبل للأصمعي 77. والحمض، بالفتح: كل نبت فيه ملوحة. والخلة: ما كان حلوا. والعرب تقول: «الخلة حبز الإبل والحمض فاكهتها» والقليب: البئر قبل أن تطوى بالحجارة، فإذا طويت فهي طويّ. نزح الماء: قلّ أو نفذ. [2] ديوانه 111، واللسان (عرر 235) ، والبيان 1: 225، والكامل 498، والعقد 6: 116. [3] العرارة: واحدة العرارة، وهو بهار البر، وهو نبت طيب الريح. [4] الأصل: جمع أصيل، وهو العشيّ. وفي السيرة 839: «الإطل» وهي الخاصرة، مع نسبة الرجز إلى غلام من بني جذيمة، من بني مساحق، حين سمع بمقدم خالد بن الوليد يوم الفتح. والجاحظ إنما يعني رواية «الأصل» ، التى عناها أيضا في البيان. [5] في الأصل: «محاسنا» .

أعجبتني غبّ البناء ونافسا ... وغبّ الكلال، كلّ ذلك معجب [1] وقال بشّار: كأنّ الذي يأتيك من راحتيهما ... هديّ غداة العرس أو نفساء [2] والهديّ: العروس. وقال المتلمّس أو غيره: وطريفة بن العبد كان هديّهم ... ضربوا صميم قذاله بمهنّد [3] وأنا أعلم أنّ عامّة من يقرأ كتابي هذا وسائر كتبي، لا يعرف معاني هذه الأشعار، ولا تفسير هذا الغريب، ولكنّى إن تكلّفت ذلك ضعّف مقدار كلّ كتاب منه [4] . وإذا طال جدّا ثقل، فقد صرت كأنّي إنّما أكتبها للعلماء. والله المعين.

_ [1] المراد بالنافس النفساء، وهي المرأة عقب الولادة. ولم تنص المعاجم المتداولة على «النافس» . [2] كذا فهم الجاحظ. والشعر في ديوان بشار 1: 126 يدل على التفرقة بين المرأة غداة العرس، والمرأة في نفاسها. وفي الديوان: على وجه معروف الكريم بشاشة ... وليس لمعروف البخيل بهاء كأنّ الذي يأتيك من راحتيهما ... عروس عليها الدّر، والنفساء فشبه عطايا الكريم بالعروس المجلوة، وعطايا اللئيم بالنفساء في شحوبها وتلطخها. [3] ديوان المتلمس 144 تحقيق الصيرفي برواية: «كطريفة بن العبد» . وروي: «كطريفة العبدي» . والهديّ في بيت المتلمس، فهمه الجاحظ على أنه العروس، ويفسره غيره في هذا البيت بأنه الرجل الذي له حرمة، مثل الهدي الذي يهدي للبيت. وفي الصحاح واللسان أنه الأسير. والقذال: ما بين الأذن والقفا: «قذالة رأسه» . [4] ضعف الشيء تضعيفا: زاد على أصله وجعله مثليه أو أكثر.

وجلد الشّيخ يسودّ ويبيضّ. ويقول المتطبّبون وناس من المتفلسفين: الصّقلبي [1] من لم تنضجه الأرحام فهو فطير [2] . وأرحام الزّنجيات جاوزت الإنضاج وأحرقت الأولاد. واحتجّ بعضهم بقول عبيد الله بن زياد بن ظبيان، لعبد الملك بن مروان: أنا والله أشبه بأبي من التّمرة بالتّمرة، والجمرة بالجمرة، والذّباب بالذباب، والغراب بالغراب، ولكن إن شئت أخبرتك بالذي لا يشبه أباه. قال: ومن ذلك؟ قال: الذي لم تنضجه الأرحام ولم يولد لتمام [3] ، ولم يشبه الأخوال ولا الأعمام [4] . وعبيد الله بن زياد لم يرد معنى هذا المتطّبب إنّما ذهب إلى أن عبد الملك كان ولد لسبعة أشهر [5] . وكذلك عامر الشّعبيّ [6] ، وكذلك جرير بن الخطفى، وكذلك

_ [1] الصقلبي: نسبة إلى صقلب، وهو موضع بصقلّية، وآخر بين بلغار والقسطنطينية. وقد بين المسعودي خصائص الصقالبة في التنبيه والإشراف ص 22. [2] فطير: لم ينضج. وفي الأصل: «قطين» صوابه من الحيوان 3: 245 وفيه: «فإن الصقلابي فطير خام» . [3] التمام بكسر التاء وفتحها: تمام الخلق، وذلك باستيفاء مدة الحمل. [4] الخبر في البيان 1: 326 برواية واتجاه يخالف ما هنا. فارجع إليه. [5] يفهم من البيان أن عبيد الله بن زياد قاله لعبد الملك تعريضا به، وقد أحسن التخلص من ورطته بزعمه أنه يقوله ابن عمّ له يدعى سويد بن منجوف. وذلك في قصة طريفة. [6] هو أبو عمر، عامر بن شراحيل الشعبي الحميري، أحد التابعين الذين يضرب المثل بحفظهم. وكان نديما لعبد الملك بن مروان وسميرا له. وقد وجهه إلى ملك الروم فلما انصرف من عنده قال: يا شعبىّ، أتدرى ما كتب إلىّ به ملك الرّوم؟ قال: ما كتب؟ قال: كتب: العجب لأهل ديانتك كيف لم يستخلفوا رسولك هذا! قلت: يا أمير المؤمنين، لأنه رآني ولم ير أمير المؤمنين! وكان يقول: أدركت خمسمائة من الصحابة. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة 3: 40- 41، وتاريخ بغداد 12: 227- 234. وفي المعارف 257: «الشعبي-

قال الفرزدق. وأنت ابن صغرى لم تتمّ شهورها [1] ولم يرد اللّون، إنّما أراد تمام البدن في الطّول والعرض، لأنّ لون من ولد لسبعة أشهر ليس بالفاسد وقد زعموا أنّ البقير [2] من الناس والخيل يخرج متغيّر الجلد، وأنّ ذلك يكون ملازما. وحكوا ذلك عن لون خارجة بن سنان [3] ، وعن جلد الفرس الذي قال فيه ابن أقيصر [4] ما قال. وعن بعض أولاد نساء بني تغلب، ليلة نفر الجحّاف بن حكيم. ولست أعرف تأويل قول عبيد الله بن زياد، لأنّ عبد الملك كان موصوفا بحسن اللّون. ولما قال عبد الله بن قيس الرّقّيات [5] في عبد الملك: يعتدل التاج فوق مفرقه ... على جبين كأنّه الذهب [6]

_ - ولد لسبعة أشهر» . ولد سنة 19 وتوفي سنة 109. [1] لم أعثر على صدره، ولم أجده في ديوان الفرزدق. وقد ضبطت «شهورها» في الأصل بضم الراء كما أثبت. [2] البقير: من بقر وشق بطن أمه ليخرج، يقال أبقرها عن جنينها أي شق بطنها عن ولدها. [3] خارجة بن سنان: أخو هرم بن سنان ممدوح زهير. وكان يسمى «البقير» لأنه بقر بطن أمه بعد ما ماتت فأخرج. الاشتقاق 288، وجمهرة ابن حزم 252، والأغاني 9: 142. [4] ابن أقيصر: رجل بصير بالخيل، كما في القاموس واللسان (قصر) . وفي اللسان (كتف) أنه أحد بني أسد بن خزيمة. وانظر البيان 1: 116، وأمالي القالي 2: 251. [5] ديوان 5 وابن سلام 534، والكامل 398، ومجالس ثعلب 21. [6] ويروي: «يعتقد التاج» ، و «يأتلق التاج» .

قالوا: نشهد أنه قد كان رآه. وإن كان إنّما أراد أنّه لم يكن بتامّ اللحم والعظم، فما سمعنا أحدا عاب عبد الملك بقصر ولا نحافة، وإنّما كان أراد: ولد لسبعة أشهر؛ فإنّ الذين يولدون [1] لسبعة أشهر ليس القصر والنّحافة فيهم بأفشى وأشدّ استفاضة منه في غيرهم. وقال عبد الملك للشّعبي: مالي أراك ضئيلا؟ قال: «يا أمير المؤمنين، زوحمت في الرحم» [2] . يقول: إنّي ولدت توءم أخي. ولم يقل: لأنّي ولدت لسبعة أشهر. وقال معاوية بن أوس الكليبي [3] وكان أخا سنان بن أبي حارثة لأمّه: سنانا دعوت وأشياعه ... وعوفا دعوت أبا قهطم [4] فقام فتى وشوشيّ الذّرا ... ع لم يتلبّث ولم يهمم [5] تمطّت به أمّه في النّفا ... س ليس بيتن ولا توءم [6]

_ [1] في الأصل: «يولدوا» . [2] في العقد 2: 231: «وقال الشعبي: لولا أني زوحمت في الرحم ما قامت لأحد معي قائمة. وكان توءما» . [3] في الأصل: «الكلبي» ، والصواب ما أثبت. وهو معاوية بن أوس بن خلف بن بجاد بن كليب بن يربوع، كما في معجم المرزباني 392. [4] في القاموس: «القهطم، كزبرج: اللئيم ذو الصخب، وعلم» . وانظر أخوات هذه الأبيات في رسائل الجاحظ 1: 188 ومعجم المرزباني 393. [5] الوشوشي: الرقيق اليد الخفيف في العمل، كما في اللسان (وشوش) بدون نسبة عند إنشاد هذا البيت. وفي الأصل: «وسوسى» ، تحريف. وفي الأصل: «لم يلبث» صوابه أيضا من اللسان. [6] تمطت به: أي زادت على تسعة أشهر حتى نضّجته وجرّت حمله. بذا فسره ثعلب، كما في اللسان (مطا 154) عند إنشاد البيت. واليتن: الذي تلده أمه منكوسا، تخرج رجلاه قبل رأسه ويديه. والبيت في اللسان (نضج) بدون نسبة.

فكره أن يكون توءما؛ لأنّ التّوءم يكون ضئيلا. وقد رأيت أنا غير الذي يقولون. ولعلّ بعض من رأيت وأكثر كانوا أغلظ عظما وأوثج وثاجة [1] ممن ولد لتمام. رأيت الحكم ومروان ابنى بشر بن أبي عمرو بن العلاء، وكان كلّ واحد منهما كالبغل المزنوق [2] . ورأيت الأخوين اللذين كانا يلقّبان بمنكر ونكير [3] ، كان كلّ واحد منهما كالجمل المحجوم [4] . ورأيت الأخوين المازنّيين، وكان أحدهما إذا حمّ حمّ الآخر، وإذا رمد رمد الآخر، فلما مات أحدهما أوصى الآخر ومات بعده بقليل. وكان كلّ واحد منهما كأنّه الرّمح الرّدينيّ. ولم أر فيهم نحيفا إلّا عبدان تلميذ يحنّا بن ماسويه [5] . حدّثني الحسن بن إبراهيم العلوي [6] ، أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب ولد لسبعة أشهر. فمن كان أبرع عقلا وأتم قواما منه!

_ [1] الوثاجة: كثرة اللحم، وضخم البدن. وفي الأصل: «وأوتح وتاحة» . [2] المزنوق: المربوط بالزناق، وهو حلقة توضع تحت حنكه ثم يجعل فيها خيط يشد برأسه يمنع جماحه. [3] كذا ورد ضبطهما في الأصل. واسمهما مأخوذ من اسم الملكين المعروفين. أما الأول فيضبط بفتح الكاف وكسرها أيضا. والثاني على وزن فعيل بفتح أوله. [4] المحجوم: الذي وضع في فمه الحجام لئلا يعض. [5] يحنا، أو يوحنا، أو يحيى بن ماسويه: من مشاهير الأطباء. كان نصرانيا سريانيا، ولاه الرشيد ترجمة الكتب الطبية القديمة لما وجدها بأنقرة وعمورية وسائر بلاد الروم حين فتحها، ورتب له كتّابا حذّاقا يكتبون بين يديه. وخدم الأمين والمأمون ومن بعدهم من الخلفاء إلى أيام المتوكل. وكان أبوه ماسويه وولده ماسويه بن يوحنا من المشتغلين بالطب. انظر أخبار العلماء للقفطي 248- 256 وطبقات ابن أبي أصيبعة. [6] حدث عنه الجاحظ في الحيوان 30- 399.

وليس بمستنكر أن ترى الواحد منهم بعد الواحد نحيفا. قالوا: وإنّما صارت ألوان سكّان إقليم بابل السّمرة، وهى أعدل الألوان، لأنّهم لم يولدوا في جبال ولا على سواحل بحار [1] ، فخرجت عقولهم الباطنة من الاعتدال والاستواء على حسب ألوانهم وشمائلهم الظاهرة. قالوا: ويولد المغرب والأقشر [2] ولا يعدّونهما في البرصان، وإن كان بياضهما خارجا من المقدار، ولو أنّ بعض جلد المغرب صار لبعض السّودان والأدمان لعدّوهما لا محالة في البرصان. قالوا: والزّنجىّ كلّ شيء منه أسود إلّا أسنانه وبياض مقلتيه. وعلى أنّ لون راحته وظفره لون من البياض والسواد [3] . وسأل بعض المعترضين: كيف اعترى أهل البادية البرص مع كثرة التّعب وقلّة الغذاء والجفاف؟ قالوا: وجدنا ذلك في عدد كثير من أهل الشّرف والنباهة فقد علمنا أنّه في أهل الخمول على أضعاف ذلك، إذ كان الخامل ليس فيه معنى يذكر من أجله بسلامة ولا آفة. قالوا: فإن قالوا: لمكان اللبن وكل ما يجىء من اللّبن.

_ [1] انظر الحيوان 3: 314، وعيون الأخبار 2: 67. [2] المغرب، بفتح الراء الأبيض الأشفار. والمغرب من الإبل: الذي تبيض أشفار عينيه، وحدقتاه، وهلبه، وكل شيء منه. والأقشر: الشديد الحمرة. [3] كذا بالأصل، أي مؤلف من البياض والسواد.

قيل له: فإنّ الزّطّ [1] في الآجام يداومون بين السّمك واللّبن، وهم مغتمسون في جميع أصناف الرّطوبات. وأهل البدو في بلاد الجفاء والجفاف، ويداومون بين اللّبن والتمر. وليس في الزّط من البرص ما ينكر، إلّا أن تكون الحرارة هي التي تقذف بالبلغم من أجواف أهل البدو إلى ظاهر جلودهم. وليس هو عندي كذا كما قالوا، ولكنّ العرب تتهاجى بالأشعار التي تشهر [2] كلّ خير وشرّ، وتتعايب بالألفاظ المتعسّفة المستخشنة، التي تستدعي الرّواية والحكاية. والرّواة لا تعنى بلسان الزّط وسكّان الآجام؛ لهوانهم عليهم، ولأنّهم لم يتعايبوا بينهم بالكلام الذي يحفظ الرّواة مثله. ولو جمعتهم أيضا كلّهم لم يكونوا كقبيلة من قبائل بني سعد. وهذا المقدار من عدد البرصان إنّما وجدتموه في جميع جزيرة العرب منذ كانت العرب إلى يومنا هذا. فهذا المقدار قليل، ولو قصدتم إلى أمّة من الأمم يكون عدد جماعتهم على الشّطر من عدد جماجم العرب [3] لوجدتم عدد برصانهم على الضّعف من عدد برصان العرب. ولولا طعن الحاسد لهم والباغي عليهم لكنت عسى ألّا أتحمّل لك نسخ هذا الكتاب مع ثقله علىّ، وبالله التوفيق. قالوا: والإنسان يعتريه البرش من شرب اللّبن وأكل التّمر. وقد هجا

_ [1] الزط: جيل من الهند، معرب «جتّ» بالفتح. وانظر تتمة التحقيق في حواشي الحيوان 5: 407. [2] في الأصل: «يشهر» . [3] جماجم العرب: القبائل التي تجمع البطون وينسب إليها دونهم، نحو كلب ابن وبرة، إذا قلت كلبى استغنيت أن تنسب إلى شيء من بطونهم.

بذلك الفرزدق بني سعد لقربهم من التّمر فقال: ولست بسعديّ على فيه حبرة ... ولست بعبديّ حقيبته التّمر [1] ولكّنني من دار وهب بن مالك ... وليس بحمد الله والدي الفزر والفزر هو سعد نفسه [2] . وأمّا البرش الذي يعتري الأظفار فإنّ ذلك شيء يعتري الأظفار في حداثة السن. والسّواد يعتري الناس كثيرا في مواضع في جلودهم، يعتري الخصى والمذاكير، وربّما اعترى جلود الآباط وجلد العجمان. وإذا كبر الشيخ جدا وصلع وطال عمره [3] ، عاد لرأسه شعر أسود كالقنازع [4] ، وقال الشاعر [5] ، وهذا الشعر مبهم: لنصر بن دهمان الهنيدة عاشها ... وعشرون حولا ثم قوّم فانصاتا [6]

_ [1] في الديوان 238- 239. إني من القوم الرقاق نعالهم ... ولست بحمد الله والدى الفزر ولست بعبدىّ على فيه حبرة ... ولست بسعدىّ حقيبته التمر والحبرة، بالكسر: صفرة الأسنان. وفي الأصل: «خبزة» ، تحريف. [2] هو سعد بن زيد مناة بن تميم، واشتقاق اسمه من قولهم: فزرت الشيء، إذا صدعته. الاشتقاق 245. وانظر جمهرة ابن حزم 213، والمعارف 37، والقصد والأمم لابن عبد الله 77، 80. وقيل سمي الفزر لأنه كانت له معزى ورفض بنوه أن يرعوها، فغضب ووافى بها الموسم في عكاظ وأنهبها الناس قائلا، من أخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فزر، وهو اثنان فأكثر. فتفرقت إبله في العرب وصارت مثلا لما يدرك فقيل: «لا آتيك معزى الفزر» «ولا أفعل ذلك الفزر» «وحتى تجتمع معزى الفزر» انظر الميداني 2: 146، والمستقصى للزمخشري 2: 57، 251، واللسان (فرز 360) . [3] في الأصل: «وعاد» . [4] القنازع: جمع قنزعة، وهي الخصلة من الشعر تترك على رأس الصبي. [5] هو سلمة بن الخرشب الأنماري، أو عياض بن مرداس. المعمرين 64، وحماسة البحتري 139. واللسان (صيت، هند) . وانظر الميداني في (أعمر من نصر) . [6] قال السجستاني: عاش نصر بن دهمان بن بصار بن بكر بن سليم بن أشجع مائة-

وعاد له شرخ الشّباب الذي مضى ... وراجع حلما بعد ما كان قد فاتا [1] وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه ... ولكنّه من بعد ذا كلّه ماتا [2] ولم أورد [3] هذا الشّعر لرداءة طبع صاحبه، ولكن لجهله شأن الشيوخ الهرمين. والشاعر الجاهليّ [4] الذي أضيف هذا الشعر إليه لا يجهل أمر الشّيوخ في ذلك، وإنّما فسد لقوله: وعاد له شرخ الشباب الذي مضى ... وراجع حلما بعد ما كان قد فاتا وهذا باطل البتّة. ومن البهق الأسود والأبيض. وإنّما ذلك على قدر النقص، فإن كان من المرّة السّوداء كان أسود، وإن كان من البلغم كان أبيض، وإذا ابيضّ جدّا لم يؤمن. وتزعم الأعراب وناس من جهّال أصحاب الأخبار أنّ ناسا من العرب

_ - وتسعين سنة، حتى سقطت أسنانه وابيضّ رأسه، فحزب قومه أمر فاحتاجوا إلى عقله ورأيه، فدعوا الله أن يرد عقله وشبابه، فرد الله عليه عقله وشبابه وفهمه، واسودّ شعره. والرواية في المعمرين: «نصر بن دهمان» بالحزم. وفي الميداني: «كنصر» بالكاف. والهنيدة: مائة سنة. و «عشرون» كذا وردت. وفي المعمرين والميداني واللسان (صيت) : «وتسعين حولا» . وفي (هند) : «وتسعين عاما» . وانصات: استوت قامته بعد انحناء، كأنه اقتبل شبابه. [1] في معظم الروايات: وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه ... وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا وشرخ الشباب: قوته ونضارته. [2] في المعمرين: «وراجع عقلا بعد عقل وقوة» ، وفي اللسان (صيت) : «وراجع أيدا بعد ضعف وقوة» وفي الميداني: «فعاش بخير في نعيم وغبطة» . [3] في الأصل: «ولم أرد» . [4] في الأصل: «الجاهل» .

ومن قريش خاصّة، أصابهم الماء الأصفر والبرص جميعا، وأنّ بعضهم اكتوى فبرأ منه جميعا. وبعضهم وجأ بطنه بحديدة فبرأ منهما جميعا، وبعضهم اكتوى فمات. فمن الذين ماتوا: مسافر بن أبي عمرو بن أمية [1] . وأمّا الذي وجأ بطنه فبرأ منهما جميعا: أبو عزّة الجمحي [2] الشاعر. قال ابن الكلبيّ: سمعت أبي وأبا مسكين قالا: كان عمرو بن عبد الله بن وهيب بن حذافة بن جمح، وهو أبو عزّة الشّاعر، أصابه برص فسقي بطنه [3] ، فأخرجته قريش من مكة مخافة العدوى، وهم يخافون عدوى الجذام والبرص والجرب والصّفر والعدسة والجدريّ [4] . قالا [5] : وكان إذا جنّ عليه اللّيل أوى إلى شعاب في تلك الجبال، فإذا حميت عليه الشمس استذرى بظلال الأشجار، فلمّا طال عليه البلاء

_ [1] اسم أبي عمرو ذكوان. وانظر قصته في الأغاني 7: 46- 50، والخزانة 4: 388. ولأبي طالب عم الرسول الكريم مرثية فيه. ديوانه 7 نسخة الشنقيطي والأغاني والخزانة ومعجم البلدان (هبالة) . وانظر أيضا سيبويه 2: 32 وما سيأتي. [2] هو عمرو بن عبد الله بن عمير بن أهيب بن حذافة بن جمح، وكان رسول الله قد أسره يوم بدر، ثم منّ عليه، ثم لقيه بأحد من المشركين فقال يا رسول الله أقلني! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمدا مرتين. اضرب عنقه يا زبير» . فضرب عنقه. وقيل: إنه قال: «إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. اضرب عنقه يا عاصم بن ثابت» فضرب عنقه. انظر السيرة 591، وجمهرة أنساب العرب 162، والأغاني 14: 11، والمحبر 301. [3] يقال سقى بطنه بالبناء للفاعل، وسقي بطنه بالبناء للمفعول أيضا: اجتمع فيه ماء أصفر. [4] انظر ما سبق في ص 26 من الأصل. [5] يعني أباه، وأبا مسكين.

أخذ مدية فوجأ بها جنبه ليموت فيستريح، فسال ذلك الماء، وذهب ما كان به من برص، فأقام أيّاما ثم دخل إلى قريش كما كان يدخل، فقال: لا همّ ربّ وائل ونهد ... واليعملات والخيول الجرد [1] وربّ من يسعى بأرض نجد ... أصبحت عبدا لك وابن عبد أبرأت منّي وضحا بجلدي ... من بعد ما طعنت في معدّي [2] وقالوا: ممّن كشح بالنار: [3] مسافر بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، كان وفد على النعمان فسقى بطنه هناك، وأصابه وضح، فقيل للنّعمان: ليس له دواء إلّا الكيّ، وخبّروه بشأن أبي عزّة، فكواه فمات. وهو الذي قال عند الكيّ [4] : قد يضرط العير والمكواة في النّار فأرسلها مثلا، فرثاه أبو طالب في كلمة له طويلة: ليت شعري مسافر بن أبي عم ... رو، وليت يقولها المحزون [5]

_ [1] الرجز في المحبر 301، وعيون الأخبار 4: 67، واليعملات واحدتها يعملة، وهى الناقة النجيبة المعتملة. والجرد: جمع أجرد وجرداء، وهو القصير الشعر. [2] المعد: الجنب والبطن، كمافي اللسان والقاموس (معد) . وفي عيون الأخبار: مع ما طعنت اليوم في معدى [3] الكشح: الكي بالنار في موضع الكشح، وهو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف، من لدن السرة إلى المتن. ومنه سمي المكشوح المرادي. وفي الأصل: «كسح» بالسين المهملة، تحريف. [4] هذا قول في صاحب هذا المثل، كما في أمثال الميداني في باب القاف. وقال أيضا: «أول من قال ذلك عرفطة بن عرفجة الهزاني» وانظر قصة المثل فيه وفي الفاخر 71، 154، والأغاني 8: 94، والحيوان 2: 257. [5] الأبيات في ديوان أبي طالب الورقة 7 من مخطوطة الشنقيطي في ثلاثة عشر بيتا،-

رجع الوفد سالمين جميعا ... وخليلي في مرمس مدفون [1] بورك الميّت الكريم كما بو ... رك نضح الرّمّان والزّيتون [2] وفيه يقول بعض العبليّين [3] : ومكشوح لدى النّعمان أمسى ... هّبالة بيته بيت الخيار [4] يفوق بنفسه، ويرى بياضا ... بكشحيه كتلماع النّهار [5] لأنّه مات بموضع يقال له «هبالة» . وممّن اكتوى فبرص: الكوّاء، واسمه عمرو، وهو أبو عبد الله بن الكوّاء [6] ، وإخوته النّسّابون الذين يقال لهم بنو الكوّاء. وفي الكّواء

_ - منها سبعة في الأغاني 8: 48. ومسافر بن أبي عمرو أحد ثلاثة من أجواد العرب كانوا يدعون «أزواد الركب» ، كانوا لا يدعون غريبا أو عابر سبيل أو محتاجا يجوزهم إلا أنزلوه وتكفلوا به حتى يظعن. ثانيهم: زمعة بن الأسود بن المطلب. وثالثهم: أبو أمية بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم. الخزانة 3: 447، والأغاني 8: 46- 50. [1] المرمس: الرمس، وهو القبر. [2] النضح من قولهم: نضح الشجر والغضا: تفطر ليخرج ورقة، قال ابن فارس: وكأنّ سقوط نوره يشبه بنضح الماء. المقاييس (نضح) . [3] العبلى: نسبة إلى العبل بفتحتين، وهم بطن من رعين من القحطانية كما في أنساب السمعاني 382. أو هو نسبة إلى العبلات، وهم أمية الأصغر وعبد أمية ابنا عبد شمس بن عبد مناف. جمهرة ابن حزم 74. [4] هبالة، بالضم والفتح: موضع. والمكشوح: الذي وسم بالكشاح، وهي سمة في موضع الكشح. وفي الأصل: «ومكسوح» . [5] فاق بنفسه يفوق فوقا وفواقا وفؤوقا: جاد، أو مات، أو شهق. والتلماع، بالفتح: اللمعان، وهو بفتح التاء، إذ لم يرد من المصادر بكسر التاء إلا تلقاء وتبيان. [6] هو عبد الله بن عمرو، من بني يشكر، كان ناسبا عالما من شيعة علي. وفيه يقول مسكين الدارمي: هلمّ إلى بني الكوّاء تقضوا ... بحكمهم بأنساب الرجال -

وأخيه يقول الشاعر: غرابان هذا أبقع اللّون منهما ... وهذا غداف فاحم اللّون مصمت وممن اكتوى فبرص: المكشوح المراديّ، واسمه هبيرة بن عبد يغوث، وهو أبو قيس بن المكشوح الفارس الرئيس. والمكشوح الذي يقول: فما وضحي من داء سوء علمته ... ولكنّ كيّ النّار في الجلد يوضح وفي بني الكوّاء يقول الشاعر: إلى معشر بيض الكشوح مصاقع ... عليهم جلود النّمر خنس المعاطس وإنّما قال مصاقع لأنّهم خطباء. وابن الكوّاء يذكر في الخطباء والنسّابين، وفي العوران، ولذلك لمّا قال له معاوية: فما تقول في نفسك؟ قال: أعور سمين! كانوا يميلون إلى قول الخوارج. وأمّا قول الشاعر: عليهم جلود النّمر فإنّما يعني التّبقيع والتفليس [1] الذي في جلودهم من البياض، وكانوا فطسا.

_ - ابن النديم 133، والمعارف 233. وفي الاشتقاق 205: «وكان خارجيا، وكان كثير المساءلة لعلي بن أبي طالب، يسأله تعنتا» . وفي الأغاني 13: 52 أنه كان مع الشراة الذين حاربهم المهلب. [1] التبقيع، من البقع، بالتحريك، وهو أن يختلط البياض بالسواد فلا يدرى أيهما أكثر. والتفليس: لمع كالفلوس على الجلد.

ومن البرصان

ومن البرصان عبد العزّى بن كعب بن سعد [1] قال أبو نخيلة: واحد حمّان كقوم حمّ [2] . وإنّما سمّى حمّان لأنّه كان ألطع، فكان يحمّم شفتيه. والتحميم: التسويد في هذا الموضع. ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفّان [3] في أوّل ما ظهر به البياض، قال: له شفة قد حمّم الدّهر بطنها ... وعين يعمّ النّاظرين احولالها [4] وكان أحول أبرص أعرج. وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل [5] . وكان في بني عثمان، عوران، وعرجان، وحولان، وبرصان. كان

_ [1] عبد العزى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. الجمهرة 220. وجعل من أبنائه خمان بن عبد العزى. أما ابن دريد في الاشتقاق 246 فقد جعل «حمان» لقبا لعبد العزى نفسه، وقال: «إنما سمي حمانا لسواده، كأنه فعلان من الأحم. وقال قوم: إنما سمى حمانا لأنه يحمم شفتيه، أي يسوّدهما» . كما أن أبا نخيلة حماني أيضا، كمافي ترجمته في الشعراء 602، والاشتقاق 252، والأغاني 18: 139. [2] كذا. ويحتمل أن يكون رجزا مشوها. ولم أجده في شعر أبى نخيلة المنشورفي مجلة المورد بالعدد 3 من المجلد السابع. وانظر التنبيه السابق. [3] أبان بن عثمان بن عفان الأموي: ثقة من كبار التابعين، كان عابدا مجتهدا، وله أحاديث. يروي عن أبيه، وزيد بن ثابت، وأسامة بن زيد. وعنه: ابنه عبد الرحمن، وعمر ابن عبد العزيز، والزهري وغيرهم. وكان به صمم ووضح، وحول. وأصابه الفالج قبل أن يموت بسنة. توفي سنة 105 تهذيب التهذيب والمعارف 86. [4] يقال حول يحول حولا، واحولّ احولالا. و «يعم» قيدت في الأصل بعلامة الإهمال. ومعناه لا تستقر على منظر واحد. [5] في المعارف لابن قتيبة 250: «أبان بن عثمان بن عفان، كان أصم شديد الصمم، وكان أبرص يخضب البرص من بدنه ولا يخضبه في وجهه. وكان مفلوجا. ويقال في المدينة: «أصابك الله بفالج أبان! وذلك لشدته. وكان أحول» . وانظر المحبر 235، 301، 303.

سعيد بن عثمان أعور، وكان أبان أحول [1] . وقال مالك بن الرّيب: وما كان في عثمان عيب علمته ... سوى أبن في نجله ثمّ أدبرا [2] فلولا بنو حرب لطلّت دماؤكم ... بطون العظايا من كسير وأعورا لأنّ بطن العظاية أبرص. وكان أيمن بن خريم [3] لمكان الوضح الذي [في] يده وأصابعه وشفتيه ووجهه، يدلك هذه المواضع بالحصّ، والحصّ هو الورس، ليكون أخفى للبياض. فقال الأقيشر [4] يهجوه بذلك:

_ [1] انظر المحبر 303. وترجم له في تهذيب التهذيب. [2] الأبن: جمع أبنة، بالضم، وهي العيب. [3] هو أيمن بن خريم بن الأخرم بن عمرو بن فاتك، من شعراء الدولة الأموية. ولأبيه صحبة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ورواية عنه. وقد جعله أبو الفرج في الأغاني 21: 5 شيعيا، ولكن المسعودي في التنبيه والأشراف 253 عده عثمانيا، فيكون بذلك قد اضطرب بين التيارين. وكان أيمن من خاصة عبد الملك بن مروان. ودخل مصر ومدح بها عبد العزيز بن مروان، ثم رحل منها إلى بشر بن مروان بالعراق وفي ذلك يقول: ركبت من المقطم في جمادي ... إلى بشر بن مروان البريدا وقد أورد له ابن عبد البر في بهجة المجالس 1: 478- 481 أشعارا في الجبن يظهر فيها جبنه وذعره. [4] سيأتي في ص 168 من الأصل أن الشعر لنصيب. ولم يرد في ديوان نصيب ولا في ملحقاته. والأقيشر لقب له، واسمه المغيرة بن عبد الله، من بني عمرو بن أسد، أو هو من بني ناعج بن عمرو بن أسد. وهو أحد مجّان الكوفة وشعرائهم، هجا عبد الملك، ورثى مصعب ابن الزبير. المؤتلف 56، والمرزباني 370، والإصابة 8449، والأغاني 10: 80- 91. وقال أبو الفرج: وعمر عمرا طويلا فكان أقعد بني أسد نسبا، وكان يكني «أبا معرض» .-

ومن البرصان السادة والفرسان القادة

يعالج بالحصّ البياض فلم يصب ... دواء وما داواك عيسى بن مريما. ومن البرصان السّادة والفرسان القادة الرّبيع بن زياد وهو أحد الكملة [1] ، وهو كان قائد عبس وعبد الله بن غطفان في حرب داحس، وبنو زهير بن جذيمة تحت لوائه. وكان رحّالا وكثير الوفادات، شاعرا. وكان بالمنذر خاصّا، وله نديما، وكان الملك لا يشعر بالذي به من الوضح، حتّى قال لبيد بن ربيعة [2] : مهلا أبيت اللّعن لا تأكل معه ... إنّ استه من برص ملمّعه [3] وإنّه يدخل فيها إصبعه ... يدخلها حتّى توارى أشجعه [4]

_ - يقول في شعره: فإن أبا معرض إذ حسا ... من الراح كأسا على المنبر خطيب لبيب أبو معرض ... فإن ليم في الخمر لم يصبر [1] الكملة من العرب أربعة، وهم: الربيع الكامل، وعمارة الوهاب، وقيس الحفاظ، وأنس الفوارس. أبوهم زياد بن عبد الله بن سفيان بن ناشب العبسي. وأمهم فاطمة بنت الخرشب الأنمارية. الأغاني 16: 19- 21، والمحبر 398، 458، والاشتقاق 169، والمعارف 37 والعقد 3: 351، وجمهرة ابن حزم 250. [2] من أرجوزة في ديوانه 340- 343، وهذه الأشطار في ص 343 وانظر الحيوان 5: 173- 174، ومجالس ثعلب 382، وعيون الأخبار 4: 65، والخزانة 2: 79، والأغاني 14: 92. [3] ملمّمعة: فيها لمع سواد وبياض وحمرة. [4] الأشجع: واحد الأشاجع، وهي مغارز الأصابع، كما في اللسان (شجع) عند إنشاد-

ومن البرصان الأشراف المذكورين ومن آباء القبائل والعمائر

كأنّما يطلب شيئا أطمعه [1] قال: فلمّا ترك الملك مؤاكلته ومنادمته تجرّد ثمّ غدا بين يديه ذاهبا وجائيا. فقال الملك: قد قيل ذلك إن حقّ وإن كذب ... فما اعتذارك من شيء إذا قيلا [2] وأنا لا أظنّ هذا البيت كان قيل إلا قبل ذلك اليوم. قال:. ومن البرصان الأشراف المذكورين ومن آباء القبائل والعمائر يربوع حنظلة وإيّاه عنى أوس بن حجر حين قصد إلى تقريع عامر بن مالك ملاعب الأسنّة [3] ببعض الوقائع فقال:

_ - هذا الشطر. [1] الرواية المعروفة: «شيئا ضيعه» . [2] الخزانة 2: 78، ومعجم شواهد العربية. ويروى: «إن حقا وإن كذبا» . [3] كذا. والمعروف أن «قرزل» الآتي في البيت الثالث فرسان أحدهما لحذيقة بن بدر، والآخر لطفيل بن مالك، كما في القاموس. واقتصر في اللسان على أنه فرس واحد لطفيل بن مالك، وإن كان قد أخطأ في نقله عن ابن الأعرابي أنه لعامر بن الطفيل، فإن الذي عند ابن الأعرابي 75 هو طفيل ابن مالك وكذا عند ابن الكلبي 26. وقد نص ابن الكلبي على أن الشعر التالي لأوس يقوله لطفيل بن مالك، عندما فر، وكذا في النقائض 587، 932. وطفيل هو الذي فر على فرسه قرزل يوم ذي نجب، وليس أخاه عامر بن مالك، وانظر ابن الأثير 1: 596. ونحوه في النقائض 923، والديوان 61 قول أوس بن حجر لطفيل بن مالك، في يوم آخر هو يوم السّوبان: لعمرك ما آسى طفيل بن مالك ... بني عامر إذ ثابت الخيل تدّعي وودّع إخوان الصفاء بقرزل ... يمرّ كمرّيخ الوليد المقزّع

كان بنو الأبرص أقرانكم ... فأدركوا الأحدث والأقدما [1] إذ قال عمرو لبني مالك ... لا تعجلوا المرّة أن تحكما [2] والله لولا قرزل إذ نجا ... لكان مثوى خدّك الأخر ما [3] نجّاك همّاس هزيم كما ... أحميت وسط الوبر الميسما [4]

_ [1] ديوان أوس بن حجر 113، والنقائض 587، والمحبر 299، والبيان 3: 21 وسيأتي البيت الأول في أولى ص 150. وبنو الأبرص، هم بنو يربوع بن حنظلة، كما سيأتي في 42 أولى. وفي الجمهرة 1: 258: «أقرانها» . [2] عمرو هذا هو عمرو بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وكان قد نصحهم يوم ذي نجب بقوله: «يا بني مالك، لا طاقة لكم بهذا الملك وما معه من العدد فخفوا من مكانكم هذا» يحذرهم من الملك الكندي حسان بن كبشة، الذي استعانت به بنو عامر بن صعصعة ضدهم، فبتعاونهم على إخوانهم يربوع ابن حنظلة تمكنوا من هزيمة بني عامر بن صعصعة الذين كان لهم النصر يوم جبلة، كما صرعوا الملك اليمني وقتلوا وأسروا من أعدائهم، ويومئذ نجا طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة على فرسه قرزل. والمرة، بالكسر: العقل والأصالة. وإحكامها: تقويتها وتشديدها. [3] في الأصل «مثوى جدك» ، صوابه ما أثبت من الديوان والنقائض. وفي الاشتقاق 93، والنقائض 588، 1081: «مأوى خدك» . والأخرم: طرف أسفل الكتف، أي «لقتلت فسقطت على أخرم كتفك» . وفي الأصل: «المحرما» صوابه من البيان والديوان والنقائض 588 وخيل ابن الكلبي. وفي الاشتقاق 93، والنقائض 1081: «الأحزما» . وقال ابن دريد: «والأحزم من الأرض شبيه بالحزم، وأنشد البيت وقال: «هكذا رواه الأصمعي. وقال أبو عبيدة: الأخرما» ، وانظر المزهر 2: 355، حيث أنشد البيت وتكلم عليه. [4] لهماس: الشديد الغمز بضرسه، وهو من وصف الأسد. والرواية في البيان وغيره:-

ومن البرصان الرؤساء والأشراف الشعراء ومن الرحالين إلى الملوك والحكام من العرب

باتوا يصيب القوم ضيفا لهم ... حتّى إذا ما ليلهم أظلما [1] قروهم شهباء ملمومة ... مثل حريق النار أو أضرما [2] ففات من أفلت من عامر ... ركضا وقد أعجل أن يلجما [3] . ومن البرصان الرّؤساء والأشراف الشّعراء ومن الرّحالين إلى الملوك والحكّام من العرب ضمرة بن ضمرة النّهشليّ [4] وهو الذي لما

_ - «جياش» ، وهو المتدفق في جريه. والهزيم: الشديد الصوت. وفي الأصل: «وسط الدير» صوابه من البيان والمعاني الكبير 16. وقال ابن قتيبة: «شبه حفيفه بحفيف الميسم وسط الوبر» . والميسم: ما يوسم به البعير ونحوه ... [1] لعله يعني بالضيف حسان بن كبشة الملك الكندي اليمني. والكلمة الواضحة في الأصل: «ضيفا لهم» ، وهو إجماع الروايات، وليس ما يدعو إلى قراءتها «ضيفانهم» . [2] قروهم: أطعموهم طعام القرى، وهو للضيف، والمراد: أذاقوهم هذه الحرب. والشهباء: الكتيبة التي عليتها بياض الحديد. والملمومة: المجتمعة. أضرم: أشد اشتعالا، وفي الأصل «أظلما» ، صوابه من الديوان والبيان. [3] البيت لم يرو في الديوان ولا في البيان. [4] قالوا: كان اسمه شقّة بن ضمرة، فلما أعجب به النعمان بن المنذر قال له: أنت ضمرة بن ضمرة! يريد: أنت كأبيك. البيان 1: 171، 237، والشعراء 69، والاشتقاق 244 وأمالي الزجاجي 200، وأمثال الميداني (في باب التاء) ، والفاخر 65- 68، والسمط 922، واللسان (معد 414) . وكان النعمان يسمع بشقّة ويعجبه ما يبلغه عنه، فلما رآه قال هذا المثل. وحينما أجرى معه الحديث وسمع منه فيما قال: «إنما المرء بأصغريه: قلبه ولسانه» أعجب به وسماه ضمرة بن ضمرة. وهو شقة بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم. شاعر جاهلي، ومن ولده كان نهشل بن حرى الشاعر. وفي المحبر لابن حبيب 134 أنه أحد حكام تميم السته هو ومخاشن بن معاوية، وربيعة بن مخاشن، وأكثم بن صيفي، وحاجب-

رآه الملك [1] نحيفا قال: «تسمع بالمعيديّ لا أن تراه» . وزعم أبو عبيدة أنّه أحد من حكم بالرّشوة. وهو الذي يقول: بكرت تلومك بعد وهن في النّدى ... مهلا عليك ملامتي وعتابي [2] أأصرّها وبنيّ عمّي ساغب ... فكفاك من إبة عليّ وعاب [3] وهو الذي يقول: الآن ساغ لي الشّراب ولم أكن ... آتي التّجار ولا أشدّ تكلّمي [4] وأبأت يوما بالنّسار بمثله ... وأخذت يوما من حديث الموسم [5]

_ - بن زرارة، والأقرع بن حابس. [1] هو النعمان بن المنذر، أو المنذر بن ماء السماء. [2] من أبيات في أمالي القالي 2: 279، ونوادر أبي زيد، واللسان (بكر، بسل) بكرت: عجلت، وليست من البكور. والوهن: نحو من نصف الليل. والندى: الكرم والجود. وفي الأمالي ومجالس ثعلب 536: «بسل عليك» أى حرام. [3] صر الناقة: شد ضرعها بالصرار لئلا تحلب. والساغب: الجائع. والإبة: الخزي والعيب، والوأب: الانقباض والاستحياء. والعاب: العيب. [4] العقد 5: 248: والسمط 435 و 503، وحماسة البحتري في الباب 13 ص 44. والتجار: جمع تاجر، وهو بائع الخمر هنا. لا أشد تكلمي، أي لا أرفع صوتي. وقد قال هذا الشعر في يوم ذات الشقوق. [5] أباء اليوم بمثله: جعله قصاصا له ومساواة. وفي الأصل: «وأفأت» صوابه بالباء، يقال أباء القاتل بالقتيل، إذا قتله به. والنسار: جبال صغيرة، أو ماء لبنى عامر بن صعصعة كان به يوم النسار، قتّلت فيه عامر تقتيلا وهزمت. وفي العقد: «يوما بالجفار» ، وفي الحماسة: «يوما-

ومشت نساء في الرّفاق عباهلا ... من بين عارفة السّباء وأيّم [1] لحق الرّماح ببعلها فتركنه ... في صدر معتدل القناة مقوّم والخيل من خلل الغبار خوارج ... كالتمر ينثر من جراب الجرّم [2] وقال فيه الشاعر [3] :

_ في الجفار» . وفي العقد «وأجرت نصفا» ، وفي الحماسة: «وأخذت فضلا» . [1] في الأصل: «ومست مسا» صوابه من العقد. والرفاق: القيد، وأصله في الإبل حبل يشد في عنق البعير إلى رسغه، أو من الوظيف إلى العضد. عباهلا: لا راعى لهن ولا حافظ وأصله في الإبل أيضا. وفي الأصل: «عباها» ، وفي العقد: «عواطلا» . والسباء: الأسر. عارفة السباء: صابرة عليه تقر به. وأنشد ابن الأعرابي: فآبوا بالنساء مردفات ... عوارف بعد كن وابتجاح وفي الأصل: «عارفة السنا» . والأيم: التى مات عنها زوجها أو قتل. [2] في العقد والسمط «حتى صبحت على الشقوق بغارة» . والجرم: جمع جارم، وهو الذي يجني التمر ويقطعه. وفي العقد: «من جريم الحرب» تحريف، وفي السمط: «من جريم الجرم» و «فى جريم الجرم» والجريم: التمر المجزوم، أي المقطوع. قال البكري: «والعرب تشبه شنّ الغارات بنثر التمر» . [3] هو سبرة بن عمرو الفقعسي، قالها في منافرة عبّاد بن أنف الكلب، ومعبد بن نضلة ابن الأشتر الفقعسي، كانا قد تنافرا إلى ضمرة بن ضمرة وكان من حكام الجاهلية، وجعلا بينهما من الخطر مائة من الإبل. فرشا عباد ضمرة بمائة من الإبل ليحكم له بالشرف، ففعل وكان أول من ارتشى من حكام الجاهلية. انظر ما كتبت في حواشي الحماسة بشرح المرزوقي 237، وانظر أيضا معجم البلدان (قراقر) ، والحماسة بشرح التبريزي 1: 232- 234.

مالك ذو الرقيبة [4]

أضمرة ترجو الأبلق الاست والقفا ... وما مثلنا في مثلها لك غافر [1] أتنسى دفاعي عنك إذ أنت مسلم ... وقد سال من جمع عليك قراقر [2] قال أبو عبد الرحمن [3] : من البرص الأشراف ومن الرؤساء المتوّجين: مالك ذو الرّقيبة [4] وهو الذي أخذ فداء حاجب بن زرارة، وغصب الزّهدميين ذاك [5] ، وكان حاجب أسير [6] الزهدمين من بني

_ [1] لم تنقط كلمة «غافر» في الأصل بل وردت مهملة. [2] كان ضمرة بن ضمرة النهشلي قد عيّر سبرة كثرة إبله وشحّه بها. فقال سبرة هذا الشعر. مسلم، بفتح اللام، يقال أسلمه وسلّمه، إذا خلى بينه وبين من يريد النكاية به. وفي الحماسة: «وقد سال من ذل» وذكر التبريزي عن ابن الأعرابي أن الصواب «من نصر» وقال: «يعني نصر بن قعين» أى حين سال الوادى بهم عليك. وقراقر، بضم أوله: قاع ينتهي إليه سيل حائل، وتسيل إليه أودية ما بين الجبلين في حق أسد وطيء. ويروى: «من ذل» . وقال أبو محرز الأعرابى، فيما روى التبريزى: «الصواب: وقد سال من نصر عليك قراقر. يعني نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد» . وأنشد أبو تمام في الحماسة بعد هذا أبياتا ثلاثة رواها ياقوت أيضا في (قراقر) . [3] هو الهيثم بن عدي، المترجم في ص 31. [4] هو مالك ذو الرقيبة بن سلمة الخير بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. الجمهرة 289، والأغاني 10: 40. [5] كان الزهدمان قد أخذا حاجب بن زرارة أسيرا، واستنقذه مالك، فحكم حاجب لمالك ذي الرقيبة بفداء نفسه ألف ناقة، بعد أن رفض تسليم فداء نفسه للزهدمين، في قصة رواها أبو الفرج. والزهدمان هما زهدم وقيس: ابنا حزن بن وهب بن عوير العبسيان. وقال أبو عبيدة: هما زهدم وكردم. انظر الأغاني والاشتقاق وحواشيه 280- 281 وانظر النقائض أيضا 669. [6] في الأصل: «أمير» ، صوابه ما أثبت. وانظر الحاشية السابقة.

عبس. وفي مديح مالك يقول المسيّب بن علس [1] : ولقد رأيت الفاعلين معا ... فلذي الرّقيبة مالك فضل [2] كفّاه مخلفة ومتلفة ... وعطاؤه متخرّق جزل [3] واحتجوا بشعر عوف بن الخرع [4] ، في الوضح الذي كان على ظهر كفّه حيث يقول: ولقد أراك وما تؤبّن هالكا ... عدل الأصرّة في السّنارم الأكوم [5]

_ [1] المسيب، بفتح الياء المشددة. و «علس» بفتحتين. والمسيب لقب به لبيت قاله. واسمه زهير بن علس بن مالك بن عمرو بن قمامة بن عمرو بن زيد بن ثعلبة، ينتمي إلى ضبيعة ابن ربيعة بن نزار. وهو خال أعشى قيس، وكان الأعشى راويته. وكان يطري شعره ويأخذ منه. وهو جاهلي ومن أشعر المقلين. الشعر والشعراء 174، والخزانة 1: 545. [2] البيتان في الشعراء 174، والكامل 273، وجمهرة أشعار العرب 111. ويروى: «الفاعلين وفعلهم» . [3] متلفة، بما يبذل من عطاء، ومخلفة بما يكتسب ويغنم. متخرّق: واسع فياض. ورواية المبرد: «متدفق جزل» . [4] هو عوف بن عطية بن الخرع التيمي. واسم الخرع عمرو بن عبس بن وريقه. وهو شاعر جاهلي. وفي الأصل: «الجزع» تحريف، صوابه من الخزانة 3: 72، والسمط 377، 723، ومعجم المرزباني 276. [5] ما تؤبن هالكا، أى لا يبكى عليك إن مت. والبيت في شرح الأنباري للمفضليات 526، والمعاني الكبير 559، وتهذيب الألفاظ 440 برواية «في السنام الأكوم» كما أثبت. وقال ابن الأنباري: «يريد أن أمه راعية، فهي تعدله بالأصرّة» . وقال ابن قتيبة: «أى كانت أمه راعية فكانت تحمله على بعير وتعدل به الأصرّة» والأصرّة: جمع صرار، وهو خيط يشد-

ومن البرصان الأشراف المذكورين والفرسان المشهورين

حتّى تروّحت المخاض عشية ... فتركت مخلوطا مخاطك بالدّم عبد رضعت بثدي ذات رضاعة ... مثل الزّبابة، بظرها لم يكلم [1] تبكي إليك إذا عرفت سوادها ... كبكا الفقير إلى الغنيّ المنعم [2] . ومن البرصان الأشراف المذكورين والفرسان المشهورين شيطان بن عوف بن مزيد لم يكن يوم مبايض [3] فارس مثله، وكان أبرص، على فرس كثير الأوضاح، فلما رجعت بنو تميم عن تلك الوقعة لامهم وقال:

_ به خلف الناقة. والأكوم: العظيم. وأنشد ابن الأعرابي: وعجز خلف السنام الأكوم وفي الأصل: «في السداد الأكرم» تحريف. [1] الرّضاعة: اللؤم. يقال رضع يرضع رضاعة، بضم العين في الماضى والمضارع. قيل ذلك لكل لئيم إذا أرادوا توكيد لؤمه والمبالغة في ذمه، كأنه كالشيء يطبع عليه. والزبابة: واحدة الزباب، كسحاب، وهو ضرب من الجرذان عظام حمر يوصف بالصمم وبالسرقة، فيقال: «أسرق من زبابة» . وانظر الحيوان 4: 409/5: 254 واللسان (زبب) . والكلمة مهملة النقط في الأصل. والبظر: لحمة ناتئة في الفرج. لم يكلم: لم يجرح ولم يقطع، ويصفها بطول البظر وفي الأصل: «لم تلكم» والوجه ما أثبت. [2] السواد، بالكسر والضم: المسارة، كأنه من إدناء السواد من السواد. والسواد، بالفتح: الشخص. [3] مبايض بضم الميم: ماء أو علم من وراء الدهناء. وكان فيه يوم لبكر على تميم، وفيه قتل طريف بن تميم العنبري، وأبو جدعاء الطهوي انظر العقد 5: 208- 210، وكامل ابن الأثير 1: 602- 604، وأمثال الميدانى 2: 363، ومعجم البلدان في رسم (مبايض) .

ومن البرصان والخطباء ومن الأشراف الرؤساء

خرجتم برؤساء ثلاثة إلى حيّ حريد [1] ، ثم جئتم منهمزمين وقد قتل منكم رئيسان! قالوا: والله ما لقينا إلا شياطين [2] برصا، على خيل بلق!. ومن البرصان والخطباء ومن الأشراف الرؤساء قيس بن خارجة ابن سنان بن أبي حارثة خطيب غطفان، وهو الذي لمّا ضرب بسيفه مؤخّرة رحل أبيه خارجة بن سنان، والحارث بن عوف الحاملين [3] وقال لهما: مالي في هذه الحمالة أيّها العشمتان [4] ؟ قالا: فما عندك؟ قال: عندي رضا كلّ ساخط، وقرى كلّ نازل، وخطبة من لدن تطلع الشّمس إلى أن تغرب، آمر فيها بالتّواصل، وأنهى فيها عن التّقاطع. فلمّا خطب بتلك الخطبة التي سمّيت «العذراء [5] » وضربوا بها المثل، فقال عجلان بن سحبان [6] : ولا كأخي ذهل إذا قام قائلا ... ولا الأسلع الحمّال حين يجيب [7]

_ [1] حيّ حريد: متنح معتزل من جماعة القبيلة، لا يخالطهم في ارتحاله وحلوله، إمّا من عزّتهم وإما من ذلّتهم وقلّتهم. [2] في الأصل: «شياطينا» . [3] يعني حملهما للديات في حرب داحس والغبراء، وحسمهما للنزاع. البيان 1: 116، وشرح القصائد السبع 236، والتبريزي 107، والخزانة 1: 437- 438، وكامل ابن الأثير 1: 343. [4] العشمة، بالتحريك: الشيخ الهرم الذي تقارب خطوه وانحنى ظهره. وفي الأصل: «العبشميان» ، صوابه في البيان. [5] في البيان 1: 348: «وهي خطبة قيس بن خارجة، لأنه كان أبا عذرها» . [6] ولد سحبان وائل الخطيب. انظر البيان 1: 48. [7] الأسلع الحمّال، يعني به قيس بن خارجة بن سنان.

فجعل قيسا أيضا حاملا، وضرب به المثل. وقولهم: الأسلع والأبرص سواء، ولذلك قال جرير في قتل أنس الفوارس عمرو بن عدس [1] ، وكان من المشّهرين بالبرص: هل يذكرون على ثنيّة أقرن ... أنس الفوارس حين يهوي الأسلع [2] وكانوا ثلاثة إخوة [3] : الربيع الكامل، وعمارة الوهاب، وأنس الفوارس، بني زياد، وهم الكملة من بني عبس. وقيل لأمّهم: أيّ بنيك أكمل؟ قالت: أنس، لا بل عمارة، لا بل الربيع، ثكلتهم إن كنت أدري أيّهم أكمل. وهي التي قالت في بعض الكملة [4] : «ما حملته وضعا [5] ، وما

_ [1] كأنه نسبه إلى جده، وإنما هو عمرو بن عمرو بن عدس، كما في جمهرة ابن حزم 232 ومعجم ما استعجم. [2] ديوان جرير 349، ومعجم ما استعجم 1: 180، والنقائض 977. والرواية فيها كلها: «هل تعرفون» . والثنية: الطريقة في الجبل. وأقرن بضمّ الراء: موضع بديار بني عبس. والأسلع هو عمرو بن عمرو بن عدس. وفي الديوان والنقائض: «يوم شك الأسلع» وفي المعجم: «يوم يهوى» . [3] الحق أنهم أربعة، يضاف إلى هؤلاء: قيس الحفاظ. وانظر المحبر 398، 458، والاشتقاق 277، والمعارف 37، وشرح القصائد السبع 505، والأغاني 16: 19- 21، والعقد 3: 351 والجمهرة 250. [4] في الأصل: «الكلمة» ، والوجه ما أثبت انظر الأغاني 16: 20 والميداني 2: 276 عند قولهم: «أنجب من فاطمة بنت الخرشب. وكان السؤال الموجه إليها: «أي بنيك أفضل؟» فقالت: «الربيع، لا بل قيس، لا بل عمارة، لا بل أنس. ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل» . على أن قولها هنا: «ما حملته وضعا» ... إلخ منسوب إلى أم تأبط شرا في ولدها. تؤبنه بعد موته. انظر إصلاح المنطق 10، وانظر تتمة له في ص 90. وكذا في الحيوان 1: 286 والكامل 79 ليبسك، والعقد 6: 118. [5] في الكامل: «تضعا ووضعا أيضا» . وفي العقد: تضعا ولا وضعا» وهما بمعنى-

وضعته يتنا [1] ، ولا سقيته غيلا [2] ، ولا أبتّه على مأقة [3] » . ولمّا سمعوا بأنّ الأسلع هو الأبرص قالوا في قول مساور بن هند [4] : منّا بنو بدر ومنّا هاشم ... والحارثان ومالك والأسلع [5] فزعموا أنّ الأسلع القيسي كان أبرص. وهذا لا يجب، قد يجب

_ - واحد. قال المبرد: «يقال إذا حملت المرأة عند مقبل الحيض: حملته وضعا وتضعا» . والتاء مبدلة من الواو. ونحوه في تفسير العقد. وفي إصلاح المنطق: «ما حملته وضعا تعني آخر الطهر» ونحوه في الأغاني: تضعا، فتقول: لم أحمله في دبر الطهر وقبل الحيض» . [1] أي لم يخرج منكّسا؛ رجلاه قبل رأسه. [2] الغيل: أن ترضع المرأة ولدها وهي حامل. [3] ويروى: «مئقا» . والمأقة: الغضب والغيظ والبكاء. والكلام أطول من هذا في مجمع الأمثال. [4] مساور بن هند بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي، شاعر فارس إسلامي مخضرم أدرك النبى ولم يجتمع به. ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاما، وعاش إلى أيام الحجاج حيث توفي سنة 75. الشعراء 348- 349، والإصابة 6: 171، والخزانة 4: 573 ومعاهد التنصيص 1: 283، وشرح التبريزي للحماسة 2: 4، والمبهج لابن جني. وكانت بينه وبين المرار الفقعسي مهاجاة. انظر أيضا الأغاني 9: 153. [5] بنو بدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عديّ بن فزارة بن ذبيان بن بغيض. وبنو عبس بن بغيض إخوة لبني ذبيان بن بغيض. وأما هاشم فهو هاشم بن حرملة بن إياس، ينتمي إلى مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، وله خبر في يوم حوزة الأول في العقد 5: 163 والحارثان: الحارث بن ظالم المري الفاتك المشهور، والحارث بن عوف بن أبي حارثة المري، كما في جنى الجنتين 37- 38، وانظر جمهرة ابن حزم 253- 254، ومالك هو مالك بن حذيفة بن بدر. الجمهرة 257.

سعد الأثرم بن حارثة ابن لأم

أن يكون اسمه الأسلع، ويجب أن يكون ذا سلعة، ويجب أن يكون أبرص، ولا بدّ من أن يكون على ذلك دليل: إمّا شعر وإمّا حديث، وإمّا أن يقول ذلك العلماء. فإن جاءوا مع ذلك بشاهد فهو أصحّ للخبر، وإن لم يأتوا بشاهد فليس قولهم حجّة. وأمّا قول عجلان [1] : «ولا كأخي ذهل [2] » فإنما عنى دغفل بن حنظلة [3] الخطيب العلامة. غرق دغفل يوم دولاب، حين عبر الناس في دجيل مع حارثه بن بدر الغداني أيام الأزارقة. قال ابن الكلبي: من البرصان الأشراف [4] سعد الأثرم بن حارثة ابن لأم أخو أوس بن حارثة بن لأم، ولكنّ إفراط نباهة أخيه هذا

_ [1] هو عجلان بن سحبان وائل، تقدم ذكره والبيت الذي قاله في ص 101. [2] نسبة إلى ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. [3] هو دغفل بن حنظلة بن يزيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. فهو ذهلي شيباني. غرق يوم دولاب في قتال الخوارج سنة 70، الإصابة 2395، وابن النديم 131، والميداني 2: 273، والمعارف 232، والاشتقاق 211، والجمهرة 319، وتاريخ الإسلام للذهبى 2: 287. [4] في الأغاني 16: 195 أن بنت سعد بن حارثة بن لأم كانت عند النعمان، فكان النعمان بن المنذر قد جعل لبني لأم بن عمرو بن طريف الطائي ريع الطريق طعمة لهم. وأتى بنو لأم حاتما وفيهم سعد بن حارثة، وكان حاتم قد أجار الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس، وأطعمه هو وبني لأم، فغضب سعد لاغتصابه منه الجوار، فتواثبا فأهوى حاتم لسعد بالسيف فأطار أرنبة انفه وقال: وددت وبيت الله لو أنّ أنفه ... هواء، فما متّ المخاط عن العظم ولكنما لاقاه سيف ابن عمّه ... فآب ومرّ السيف منه على الخطم وانظر ديوان حاتم 126- 127.

المرقع بن صيفي بن رباح [2]

غمره [1] . قال: ومن البرصان الأشراف: المرقّع بن صيفيّ بن رباح [2] وأنشدوا قول الشاعر: الله يعلم والأقوام قد علموا ... أنّ المرقّع مرقوع بأوضاح الوضح: وضح الصّبح، يقال: «أبين من وضح الصّبح [3] » . والوضح من الدرهم [4] . والوضح اللّبن. قالوا: حبّذا الوضح [5]

_ [1] أي جعله مغمورا. وفي الأصل: «عسره» بالإهمال. [2] ترجم له في تهذيب التهذيب، وقال: مرقع بن صيفى، ويقال مرقع بن عبد الله بن صيفي بن رباح بن الربيع التميمي الحنظلي. روى عن جده رباح، وعم أبيه حنظلة بن الربيع، وأبي ذر، وابن عباس، وعنه: ابنه عمر، وأبو الزناد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم. وضبط في تقريب التهذيب بكسر القاف المشددة، ولكن الشعر التالي يأبي ذلك. [3] الميداني 1: 107، والدرة الفاخرة 93، وجمهرة العسكري 1: 252، والمستقصى 1: 32. ويروى: «من فلق الصبح» . قال الزمخشري: «وقد تسكن اللام» . ويروى: «من فرق الصّبح» كما في الميداني والفلق والفرق بمعني واحد، وهما الفجر. [4] الذي في اللسان: «ودرهم وضح: نقي أبيض على النسب. والوضح: الدرهم الصحيح. والأوضاح: حلى من الدراهم الصحاح. وحكى ابن الأعرابي: أعطيته دراهم أوضاحا كأنها ... ألبان شول رعت بدكداك مالك [5] في الأصل: «قالوا جيد الوضح» ولا معني لذلك. وإنما هو قطعة من بيت سائر للمنتخل الهذلي في ديوان الهذليين 2: 31، وشرح السكري 1279، واللسان (وضح، عقق، عقا) . والبيت بتمامه:

عامر بن حوط الأبرش [3]

والوضح: كناية عن البياض. والبياض كناية عن البرص. وأوضاح الخيل: ما فيها من البياض. وحلى الفضّة تسمّى الأوضاح [1] . قال كميت: ولاح من الكعاب مخبّات ... من الأوضاح والقدم الخضيب [2] . ومن البرصان الأشراف: عامر بن حوط الأبرش [3] قيل له ذلك كما قيل لجذيمة «الأبرش» بعد أن كان يقال له الأبرص، إكبارا له،

_ عقّوا بسهم فلم يشعر به أحد ... ثم استفاءوا وقالوا: حبّذا الوضح أي قالوا: الدية أحب إلينا من القود آثروا الإبل وألبانها على دم قاتل صاحبهم. وانظر شرح القصائد السبع لابن الأنباري 307. [1] في الأصل: «أوضاح» . [2] الكعاب بالفتح كسحاب، يقال جارية كعاب وكاعب ومكعب: نهد ثديها. الخضيب: المخضوبة بالحناء ونحوها. وفي الأصل: «الخصيب» بالصاد المهملة. والبيت لم يرد في ديوان الكميت تحقيق وجمع داود سلوم. وقد ضبطت الروى بالضم مساوقة لما يبدو أنه أخوات البيت في المعاني الكبير لابن قتيبة 206، 355، 410، 615، 803، 1241. وفي هذه الصفحة: وكان السّوف للفتيات قوتا ... يعشن به وهنّئت الرّقوب وصار وقودهم للحيّ أمّا ... وهان على المخبّاة الشحوب [3] عامر بن حوط، بالحاء المهملة المفتوحة. وحوط هذا هو ابن أبي هند بن المعدل ابن الحزن بن مازن، وفي المؤتلف 34 وشرح التبريزي للحماسة 4: 210 أنه من بني عامر ابن عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة. قال الآمدي: «شاعر فارس» . وأنشد الآمدي وأبو تمام له هذين البيتين، وزادا بيتا ثالثا لهما، وهو: فلأتركن للساملين حياضهم ... ولأحبسنّ على التّنوفات النّعم وفي الأصل: «عامر بن خوط» بالخاء المعجمة، صوابه في المؤتلف والحماسة بشرحيها. وانظر المرزوقي 1676.

ومن البرصان السادة والأشراف الخطباء والفرسان المذكورين والخوارج المقدمين

وكناية عما يكره. وهو أخو بني عبد مناة بن بكر بن ضبّة [1] . وهو القائل: ولقد علمت لتأتينّ عشية ... ما بعدها خوف عليّ ولا عدم وولجت بيت الحقّ ليس بباطل ... ما إن أبالي من تقوّض وانهدم [2] وليس من هذين البيتين دليل على أنه كان أبرص، إلّا أنّ رواة أشعار بني ضبّة زعموا ذلك. وأنشدني جعفر الضبّي بيتا كان يجعله دليلا على برصه، وهو بيت لا يقطع الشهادة، ولكنّه يقرّب إلى ما قالوا، وهو قوله: لو كان ينجو من الآفات ذو كرم ... كان ابن حوط مكان الشمس والقمر [3] . ومن البرصان السادة والأشراف الخطباء والفرسان المذكورين والخوارج المقدّمين ابن الفجاءة [4] وكذلك كان ابنه، وكذلك كان أخوال أبيه، لا يعرف في البرص أعرق من ابن قطريّ المذكور في هذا

_ [1] انظر الحاشية السابقة. [2] في المؤتلف والحماسة: «ما تقوض» . [3] في الأصل: «ابن خوط» ، وانظر التحقيق السالف. [4] ابن الفجاءة: قطري بن الفجاءة المازني، من زعماء الخوارج، خرج في زمن مصعب ابن الزبير، وكان بينه وبين الحجاج نضال مستمر طويل، وعثر به فرسه فاندقت فخذه، فمات وجيء برأسه إلى الحجاج سنة 78 وفيه يقول الحريري في المقامة السادسة: «فقلدوه في هذا الأمر الزعامة، تقليد الخوارج أبا نعامة» . وأبو نعامة كنيته في الحرب، ونعامة: فرسه وكنيته في السلم أبو محمد. وقطري، بالتحريك نسبة إلى قطر، وهى نسبة غير حقيقية، فإن مولده بلد يقال له الأعدان. والفجاءة لقب أبيه، قالوا: قدم أهله فجأة فلقب لذلك. واسم قطري جعونة، واسم أبيه مازن. ابن خلكان، والدميري، وشرح التبريزي للحماسة.

الكتاب، فإنه المقابل المدابر [1] ، والمعمّ المخول [2] ، لأنّ أخواله بنو الحبناء، وأعمامه آل الفجاءة. قال أبو عبيدة وأبو الحسن: خرج جرموز المازنيّ [3] إلى قطريّ بن الفجاءة، وهو بين الصّفّين، فقال له: بلغني أنّك تشترى السّيف بعشر بن ألف درهم وأكثر [4] . قال أفلا أبعث إليك ببنيّ تجبرهم [5] وتغنيهم؟ قال قطريّ: إن بعثت إليّ بهم ضربت أعناقهم وبعثت إليك برءوسهم! قال جرموز: يا عجبا، بنوك وعيالك في منزلي بالبصرة أمونهم، وأبعث إليك ببنيّ تضرب أعناقهم! قال قطريّ: إنّ الذي صنعت بعيالي [شيء [6]] تراه في دينك، والذي أصنع بعيالك شيء أراه في ديني. قال له جرموز: هل أصبت بعدي ولدا؟ قال: نعم. قال: فدعا بغلام شابّ على برذون فقال جرموز: لعلّك أفسدته بشيء من هذه الأعاجم ومن هذه السّبايا! قال: معاذ الله، أمّه الوجناء بنت الحبناء. ثم قال: يا جرموز، إنّ به العلامة التي بنا أهل البيت. يعني الوضح، يقول: إن رأيته فاعرفه. وهو جرموز بن الفجاءة أخو قطريّ بن الفجاءة.

_ [1] يقال رجل مقابل مدابر: كريم الطرفين من قبل أبيه وأمه. وفي الأصل: «المقاتل» ، صوابه ما أثبت. [2] هو الكريم الأعمام والأخوال. وهو بفتح العين والواو فيهما، ويقال معمّ مخول أيضا بكسرهما. وبهما روي امرىء القيس: فأدبرن كالجزع المفصّل بينه ... يجيد معمّ في العشيرة مخول [3] هو جرموز بن الفجاءة. أخو قطري بن الفجاءة، كما سيأتي. [4] أي وقال أيضا. [5] جبره: أغناه بعد فقر، وأحسن إليه، وقد سقطت نقطة الجيم من الأصل. [6] تكملة يفتقر إليها الكلام.

قالوا: وكان الأقيشر الأسدي أبرص، ولذلك سمّوه الأقيشر [1] . وكان مع ذلك يهجو البرصان بالبرص. وقد فعل ذلك بأيمن بن خريم وغيره. وكان الأقيشر يلعب بالحمام [2] ، ويشرف في جوف منزل أبي الصّلت الثّقفى [3] . وكان إذا طيّر الحمام يصفر بفيه ويصفّق بيديه. وإن سقط فرخ على حائط جاره رماه. فقال أبو الصّلت: بطن العظاية كم تمكو على شرف ... وكم تراجم جار البيت من كثب [4] فالمكو: صفير أو شبيه بالصفير. وكان من عمل أهل الجاهليّة، قال الله عز وجل: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً [5] . وقد ذكر غيره المكو حيث يقول:

_ [1] سبقت ترجمته في ص 91 من المنسوخ. [2] انظر للعب بالحمام الحيوان 1: 297/2: 367/3: 2، 192، 256. [3] أبو الصلت: كنية طريح بن إسماعيل الثقفي. نشأ في دولة بني أمية، واستنفد شعره في الوليد بن يزيد، وأدرك طرفا من دولة بني العباس، مات في أيام المهدي سنة 165. والصلت: ولده، ماتت أمه وهو صغير فطرحه إلى أخواله بعد موت أمه. وفيه يقول: بات الخيال من الصّليت مؤرّقي ... بقرا السّراة مع الرّباب الملثق الشعراء 678- 679، والأغاني 4: 74- 82، ومعجم الأدباء 12: 22- 25 طريح، بضم الطاء كزبير. قال التبريزي في شرح الحماسة: «يجوز أن يكون تصغير طرح، من قولك. طرحت الشيء طرحا، أو طارح، أو طروح، أو طريح ونحو ذلك» . وقد اقتبس هذا من كلام ابن جني في المبهج 55- 66. [4] الشرف: ما علا من الأمكنة. والرجم: الرمي بالحجارة. [5] الآية 35 من سورة الأنفال.

تمكو فريصته كشدق الأعلم [1] والمكو [2] : شيء بين النّفخ والصّفير، لأنّه لما طعنه نفخ بالدّم فخرج منه الدّم مكانه. قال: وكان بالحكم بن أبي العاص [3] بياض، ولذلك حين اطّلع في منزل النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من يعذرني من الوزغة [4] » . وقال حسّان، أو عبد الرحمن بن حسان، أو سعيد بن عبد الرحمن ابن حسان، للحكم وأولاده، وبني عثمان: بطون العظايا سرع ما قد نسيتم ... بموسم أهل الجمع لطمة أسعد

_ [1] لعنترة بن شداد في معلقته. وصدره: وحليل غانية تركت مجدّلا وفي الأصل: «لشدق الأعلم» ، صوابه من نصوص المعلقة، ومن البيان 1: 123، والحيوان 3: 309/6: 155. والأعلم: البعير لأنه مشقوق الشفة العليا. ويقال لما كان مشقوق الشفة السفلى: أفلح. [2] ضبطت في الأصل: «والمكو» بضم الميم والكاف وتشديد الواو، والصواب ما أثبت. [3] الحكم بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس، عم عثمان بن عفان رضي الله عنه. كان من المستهزئين، قيل كان يحاكي حديث الرسول عليه السّلام ومشيته ويتخلّج فيها. أسلم يوم الفتح، ونفاه صلّى الله عليه وسلّم إلى الطائف، ولما ولي عثمان أعاده إلى المدينة واعتذر بأنه استأذن النبى صلّى الله عليه وسلّم فيه فوعده برده ومات في سنة 32 في خلافه عثمان: الإصابة 1776. [4] الوزغة، بالتحريك: سام أبرص، والجمع وزغ وأوزاغ ووزغان. وفي اللسان: إن الحكم حاكي رسول الله من خلفه فعلم بذلك، وقال كذا فلتكن. فأصابه وزغ لم يفارقه، أي رعشة. وهذا الوزغ بسكون الزاي.

ومن البرصان

وللنّصف الثاني من هذا البيت تفسير يدخل في المثالب. سمعت الأصمعيّ وسأله رجل عن بعض المثالب فقال: إني والله ما أقول، إنّي لأحسنها ولكن أدعها تحرّجا، ولكن والله إن علّمنيها الله قطّ. قال أبو الحسن وأبو عبيدة: قال الزبير لعثمان بن عفّان في شأن ابنه عبد الله [1] : إني والله ما ألد العوران والعرجان والبرصان، ولا الحولان. قال:. ومن البرصان أبو هوذة بن شمّاس الباهلي أحد بني قتيبة. قال أبو الحسن [2] : قال معاوية يوما: والله لهممت أن أملأ سفينة من باهلة فأبعث بها إلى اليمّ، فإذا توسّطوا غرّقتهم [3] ! قال: فقال له أبو هوذة بن شمّاس: إذا ما رضينا بعددهم من بني أميّة [4] ! قال: اسكت أيّها الغراب الأبقع. فقال هوذة: إنّ الغراب ربّما مشى إلى الرّخمة حتّى ينقر عينها [5] ! فلمّا كان بعد ذاك قال له ابنه يزيد: هلّا قتلته؟ ثم إن معاوية أرسله في بعض البعوث فقتل، فقال معاوية ليزيد: هذا أخفى وأعفى [6] ! قال أصمّ باهلة [7] في شمّاس بن هوذة بن شمّاس:

_ [1] يعني عبد الله بن الزبير. وهو أوّل مولود في المدينة بعد الهجرة. بويع له بالخلافة سنة 64 بعد موت يزيد بن معاوية، فحكم مصر والحجاز واليمن والخراسان والعراق وأكثر الشام، وجعل قاعدة ملكه المدينة، وسار إليه الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان، ونشبت بينهما حروب انتهت بقتله سنة 73. [2] الخبر التالي في الحيوان 3: 427. [3] في الحيوان: «أن أحمل جمعا من باهلة، في سفينة ثم أغرقهم» . [4] في الحيوان: «إذن لا ترضى باهلة بعدّتهم من بني أمية» . [5] في الحيوان: «حتى ينقر دماغها ويقلع عينيها» . [6] في الحيوان: «أخفي وأصوب» . [7] الأصم لقب له، واسمه عبد الله بن الحجاج بن عبد الله بن كلثوم، من بني ذبيان ابن-

أشمّاس لو كانت صحاحا جلودكم ... عذرت ولكنّ الشآميّ أرقط فبهذا البيت حمل بعض النّاس كلّ من قيل في الشّعر [1] إنّه أرقط أنّه أبرص. وليس ذلك بالواجب. يقولون: حميد الأرقط، وهو حميد بن مالك [2] ، الراجز ولم يزعم أحد أنّه كان أبرص. وخلّاد بن يزيد الأرقط [3] ، ولم يكن بأبرص. وأمّ جميل الرّقطاء [4] صاحبة المغيرة بن شعبة، ولم يزعم أحد أنّها كانت برصاء، وعبيد الله بن زياد كان أرقط،

_ - جئاوة بن معن بن مالك بن أعصر، كما في المؤتلف 44. وورد نسبه في النقائض 1027 محرفا. وانظر جمهرة ابن حزم 245. وهو شاعر خبيث إسلامي له قصائد يهجو فيها الفرزدق، كما أنّ للفرزدق هجاء فيه، وفيه يقول: إخال الباهليّ يظنّ أني ... سأقعد لا يجاوزه سبابي [1] في الأصل: «قتل في السفر» ، تحريف. [2] هو حميد بن مالك بن ربعيّ بن مخاشن بن قيس التميمي، شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية. وفيه يقول أبو عبيدة: «بخلاء العرب أربعة الحطيئة، وحميد الأرقط، وأبو الأسود الدؤلي، وخالد بن صفوان» . وكان معاصرا للحجاج بن يوسف. الخزانة 2: 454 ومعجم الأدباء 11: 14- 15، وسمط اللآلي 649. [3] في الأصل: «الأبرص» ، وهو تحريف يفوت معه القصد. وهو خلّاد بن يزيد الباهلي، أحد الرواة للأخبار والقبائل والأشعار. قال ابن النديم 156: «ولا مصنف له نعرفه» . وانظر ابن سلام 8، 300، والأغاني 9: 39/17: 29 ونزهة الألباء 62. [4] هي أم جميل بنت الأفقم، من بني هلال بن عامر بن صعصعة، وكان لها زوج هلك قبل أن يرمى بها المغيرة بن شعبة، يقال له الحجاج بن عبيد، من ثقيف. الطبري 4: 69- 72 في حوادث سنة 17. وفي الأغاني 14: 141 أنها أم جميل بنت عمر. وفيه 14: 139: «كان المغيرة بن شعبة يختلف إلى امرأة من ثقيف يقال لها الرقطاء» . وفي الطبري 4: 70: «يقال لها الرقطاء، وزوجها من ثقيف، وهو من بني هلال» وفي جمهرة ابن حزم 274: «أم جميل بنت الأفقم التي اتّهم بها المغيرة بن شعبة، وكان زوجها الحجّاج ابن عتيك-

وقد جاء ذكره في الشّعر [1] . والرّقط في البراذين والدّجاج والحمام والسّمك. ويوصف به قميص الخمّار [2] . قال الشّاعر: كأنّ دجاجهم في الدار رقطا ... وفود الرّوم ترفل في الحرير [3] وقال حسّان بن ثابت، إن كان قاله [4] : الثقفي» . وفي الإصابة 1616: «الحجاج بن عبد الله، ويقال ابن عبد، ويقال بن عتيك» . وفيها عن عمر بن شبة: أنّ المرأة التي رمي بها المغيرة هي أمّ جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية.

_ [1] انظر الأغاني 17: 64- 68 وديوان شعر يزيد بن المفرغ. وجاء في تاج العروس (رقط) : وقال ابن دريد والزمخشري: كان عبيد الله بن زياد أرقط شديد الرّقطة فاحشها» . [2] الخمّار: بائع الخمر. وفي الأصل: «الحمار» مع ضبط الحاء المهملة بالكسر. والوجه ما أثبت، وسيأتي قبل الأبيات الميمية التالية «سربال الحمار» أيضا، صوابها «سربال الخمّار» . [3] انظر الحيوان 3: 260، 356، وديوان المعاني 1: 330/2: 136 ونثار الأزهار 97 ونهاية الأرب 10: 227، وحماسة ابن الشجري 278، والعقد 6: 347. فمع شهرة الأبيات التي منها هذا البيت لا نلقى لها صاحبا. ويروى: «كان جائجا» و «بنات الروم» . [4] البيتان التاليان مع أربعة بعدهما في ديوان حسان 239 يهجو بها بني العوام، ويعني منهم عبد الرحمن بن العوام، أخا الزبير بن العوام، وكان عبد الرحمن ممن يؤذي النبي قبل أن يدخل في الإسلام يوم الفتح. وأبوهما العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى. ولم يكن حسان موفقا في هذا، فإنّ أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، بل هي الواسطة من آل خويلد، ولحسان هجاء آخر في بني العوام بن خويلد يقول فيها كما في شرح ديوانه: ما سبنّي العوّام إلّا لأنّه ... أخو سمك في البحر جار التّماسح

بني أسد ما بال آل خويلد ... يحنّون شوقا كلّ يوم إلى القبط [1] إذا ذكرت قهقاء حنّوا لذكرها ... وللرّمث المقرون والسمك الرّقط [2] وهذا الشعر كفر، لأنّ خديجة الواسطة من آل خويلد [3] . والزّبير ابن العوام، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الزّبير ابن عمّتي، وحواريّي من أمّتي [4] » . وحسان لم يكن كافرا.

_ [1] رواية البيت في المثالب لابن الكلبي 78 مخطوطة دار الكتب: لقد أصبح العوّام فينا ورهطه ... يحنّون شوقا كلّ يوم إلى النّبط وفيه أيضا: «ومن أدعياء بني أسد بن عبد العزى: العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، بلغنا والله أعلم أنه نبطي من أهل قهقهاء. ويزعمون أن أمه مازنية، مازن هوزان» . والنّبط، بالتحريك: جيل كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين. [2] البيت في ديوان حسان وتاج العروس وتكملة الصاغاني (قهق) . وذكر صاحب القاموس والتاج والتكملة أنّ قهقهاء بلد، ولم يعيّنوها، ولم يرسم لها ياقوت في معجمة. ومن نصّ ابن الكلبي، وهو نص عتيق، يفهم أنّها من بلاد النبط، ولا علاقة لها بمصر والنيل. ويتضح أيضا مقدار الإسراف الذي وقع فيه البرقوقي شارح ديوان حسان من نسبتها إلى مصر وسمكها وأهلها من القبط. والعرب لا يتهاجون بالنسبة إلى مصر والقبط، وإنما يتهاجون بالنسبة إلى النبط وسمكهم المالح منه والطريّ. والرّمث، بالتحريك: خشب يقرن بعضه إلى بعض كالطّوف، ثم يركب عليه في البحر. قال أبو صخر: تمنّيت من حبّي عليّة أننا ... على رمث في الشّرم ليس لنا وفر والرّقط، بالضم، جمع أرقط ورقطاء. وقد ضبطت في التكملة 5: 146 بالفتح خطأ. [3] هي كواسطة القلادة: أنفس دررها وجواهرها التي توضع في الوسط. [4] في صحيح البخاري من حديث جابر: «إنّ لكل نبي حواري، وإنّ حواريّ الزبير ابن العوام» . انظر الحديث 508 وتخريجه في الألف المختارة.

وفي الحيّات الرّقط وغير الرّقط. فأمّا الوزغ والعظاء فإنّ الرّقط فيها عامّ [1] . وأمّا سربال الخمّار [2] فكما قال معاوية بن أوس [3] : وزقّ سبأت لدى تاجر ... تمّلأ كالرّجل الأسحم [4] ضربت بفيه على نحره ... وقائمه كيد الأجذم ترى القار في جلده واضحا ... وسرباله رقط الأرقم [5] فليس يجب لقولهم فلان الأرقط أن يكون أبرص، إلا أن يكون عليه شاهد من شعر أو مثل أو حديث، أو يقول ذلك بعض الثّقات من العلماء فيكون مقبولا. وربّما سمّوا الأبقع ثم يصغّرون ذلك فيقولون بقيع. من ذلك حديث

_ [1] في تاج العروس (رقط 144) : «ومما يستدرك عليه. الرّقط: النّقط، وجمعه أرقاط، قال رؤبة: كالحية المجتاب بالأرقاط [2] السربال: القميص. وفي حديث عثمان: «لا أخلع سربالا سربلنيه الله تعالى» ، وفي الأصل: «سربال الحمار» صوابه ما أثبت. وانظر ما سبق في الحواشي. [3] هو معاوية بن أوس بن خلف بن بجاد بن كليب بن يربوع بن حنظلة التميمي، وهو أخو سنان أبي حارثة المري لأمه. معجم المرزباني 392- 393 وأنشد المرزباني أبياتا خمسة ليس منها هذه الأبيات. [4] هذا البيت وتاليه في رسائل الجاحظ 1: 188. والرواية فيها «لدى متجر أسيود» . والزق وعاء الخمر هنا. وسبا الخمر: اشتراها، أو حملها من بلد إلى آخر. [5] القار: الزفت، وكانوا يقيّرون الزقاق. وفي اللسان: «والزّق: ما زفّت أو قيّر» . والأرقم من الحيات: ما فيه سواد وبياض.

ومن البرصان الأشراف من الملوك

يزيد بن عياض بن جعدبة اللّيثي [1] قال: أراد عبد الله بن جعفر أن يفد إلى عبد الملك، وعلى المدينة أبان بن عثمان، فأرسل إليه بديحا ليستأذنه [2] ، فقال أبان: فليبعث إليّ بجاريته فلانة. فرجع إليه فأخبره فقال: أمّا الجارية فلا ولا كرامة، وقال له: ارجع إلى بقيع فقل له أما الجارية فلا. فقال أبان: فليبعث إلىّ بغلامه الزّامر. قال عبد الله: نعم، وهو يشبهه. فأذن له فوفد إلى عبد الملك.. ومن البرصان الأشراف من الملوك جذيمة بن مالك صاحب الزّبّاء وقصير [2] ، وكان يقال له جذيمة الأبرص، فلمّا ملك قالوا على وجه الكناية: «جذيمة الأبرش» ، فلما عظم شأنه قالوا: «جذيمة الوضّاح» . ولم يقولوا: جذيمة الأوضح، لأنّهم يضعون هذا الاسم في موضع الكناية عن الأبرص، وذلك كثير. وليس في الأرض أبرص يقال له الوضّاح غير جذيمة، ومن يقال له الأوضح كثير. والكناية إذا طال استعمالهم لها صارت

_ [1] جعدبة، بالضم، وأصل الجعدبة نفاخات الماء، وبيت العنكبوت. وترجمة يزيد بن عياض هذا في تهذيب التهذيب. وكنيته أبو الحكم، وهو مدني نزل البصرة، روى عن الأعرج، والزهري، ونافع، وجماعة، وعنه: ابنه الحكم، وهشام بن سعد، وابن وهب وغيرهم. كان ضعيف الحديث يرمى بالكذب، ومات في خلافة المهدي. [2] بديح مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وجعفر هذا هو جعفر الطيار وانظر رسائل الجاحظ 2: 199، والحيوان 3: 233، وجمهرة ابن حزم 68- 69، وفي الأغاني 14: 9 «بديح مولى عبد الله بن جعفر، وكان يقال له بديح المليح. وله صنعة يسيرة. وإنما كان يغني أغاني غيره مثل سائب، خاثر، ونشيط وطويس، وهذه الطبقة» . [3] قصير هذا هو قصير بن سعد اللخمي. وهو الذي غرّر بالزباء وأمكن منها عمرو ابن عدي ليثأر منها لمقتل خاله جذيمة. وانظر القصة مفصلة في مجمع الأمثال: (خطب يسير في خطب كبير) .

كالإفصاح [1] . فمن ذلك أنّهم كنوا عن الفرج فقالوا: كشف علينا متاعه. فصار المتاع والفرج سواء. والفرج والقبل والدّبر كلّه أيضا كنايات: وكذلك الخلا والحشّ والغائط كلّها كنايات. وكذلك البراز [2] والزّبل والنّجو كنايات، والاسم الخرو، وجمعه خروان [3] . وقالوا في الكناية: فلان يدعو إلى نفسه، فلما طال ذلك وكثر قام في القبح مقام الأوّل. وقالوا في الكناية عن قولهم: زنت فلانة: قحبت. والقحاب: السّعال. وقال الشاعر في شاة له: وإذا ما قحبت واحدة ... جاوب المبعد منها فخضف [4] فكأنّهم كانوا في التقدير يضعون سعلت مكان زنت، فلما طال ذلك صار قولهم: قحبت، أقبح من قولهم: زنت.

_ [1] في الأصل: «كالأوضاح» . [2] البراز، بالفتح: الغائظ. وأصل البراز الفضاء الواسع. ويقال في الغائط أيضا البراز بالكسر، كما في اللسان. وفي الأصل «التراب» تحريف غير مراد. وفي الحيوان 1: 333: «وكل شي سواه- أي سوى الخرء- من رجيع وبراز وزبل وغائظ، فكله كناية» . وانظر لهذه المصطلحات الحيوان 1: 330- 334. [3] الخرء والخرآن، بالهمز، وقد استعمل التسهيل هنا كما في كفء وكفو، وبطء وبطو، وهزء وهزو، وانظر شرح الرضي للشافية 2: 312- 313. [4] في الأصل: «واحدة وزنت» وكلمة «وزنت» مقحمة تفسد الوزن. وفي الأصل أيضا: «جاوب المبعر» ، والوجه ما أثبت من الحيوان 1: 334.

وربّما قيل للأبرص: أبرش، وأقشر، وأنمش، وأرقط، وأبقع، ومبقّع وبقيع، ومولّع، ومرقّع. وبكلّ ذلك جاء الشعر. قال السّيّد الحميريّ، وكان إذا قضى وطره من الكلام لم يكن يحفل بما وراء ذلك. والسيّد حميريّ، وهو السيّد بن محمد [1] ، ويكني أبا هاشم، ومولده بعمان، ومنشؤه بالبصرة. ومات في خلافة الرشيد. قال في هجائه لأبي بكر، وعمر [2] ، وعبد الله بن عمر، ولغيرهم من الصحابة: فبعدا وسحقا لتلك الوجوه ... للجبت والعدل والأبرش [3] [عتيق] وصاحبه الظّالمين ... وعجلهما ذلك الأرقش [4] فيا نفس حتّى متى تبلطين ... على الخائن الأوّل المرتشى [5] ثم قال: فهذا ولا قول نعمانهم ... ولا قول سفيان والأعمش أمّا العلماء فلم يقل أحد منهم إن أبا بكر كان أبرش، وكذلك عمر،

_ [1] إنما «السيد» لقب له، واسمه إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميرى، وهو حفيد يزيد بن مفرغ. وقد استنزف شعره في بني هاشم، وله فيهم أكثر من ألفين وثلاثمائة قصيدة، وإنما مات ذكره وهجرة الناس لسبه الصحابة وبعض أمهات المؤمنين وإفحاشه في قذفهم، فتحاماه الرواة. ولد سنة 105 ومات أول أيام الرشيد سنة 173. الأغاني 7: 2- 27، وفوات الوفيات 1: 32- 36. [2] هذه الكلمة والتي قبلها مطموستان في الأصل، ولكن الشعر التالي يدل عليهما. [3] الجبت: الصنم، والكاهن، والساحر. والعدل، بالكسر: نصف الحمل يكون على أحد جنبي البعير. يعني أنّ عمر كان عدلا لأبي بكر. وفي الأصل: «للحبت» بالحاء المهملة، ولم ترد هذه الأبيات في ديوان السيد الحميرى، وروى بيتان فقط ليس من بينهما هذه الأبيات. [4] الكلمة الأولي مطموسة في الأصل. و «عتيق» هو اسم أبي بكر الصديق، وهو الذي عناه بالأبرش. [5] أبلط: لصق بالأرض. وفي الأصل: «تليطين» ولا يتسقيم بها الوزن.

ولا قال أحد منهم إنّ عبد الله بن عمر كان أرقش، وهو الذي سمّاه العجل، وكان شديد الأدمة، أتاه ذلك من قبل أخواله آل مظعون [1] . ومن العجب خبر ضبر الأعمش [2] مع أبي حنيفة وسفيان، وهذان من المرجئة والأعمش من الغالية. وقال ابن عنقاء الفزاريّ [3] في المرقّع بن ذي الرّأسين [4] ، وهو أبو شوّال بن المرقّع: فقلت لشوّال توقّ ذبابه ... ولا تحم أنفا أن يخيم مرقّع [5] وقال أبو عاصم في أيمن بن خريم [6] فيما أظنّ: فأرغم الله أنفا أنت حامله ... وزاد جلدك في تبقيعه بقعا جلد تسربل ثوب الذّلّ ظاهره ... واستبطن اللّؤم حتّى ضاق فانصدعا

_ [1] أمه زينب بنت مظعون الحمجية. الإصابة 4825، وجمهرة ابن حزم 152، والمعارف 79. [2] الضبر: الجمع، ومنه الإضبارة للحزمة من الصحف. وضبر الفرس: جمع قوائمه ليثب. [3] هو قيس بن بجرة، يعرف بأمه عنقاء، ومو شاعر فحل من فحول غطفان، وهو أحد بني لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة. قال المرزباني: عاش في الجاهلية دهرا، وأدرك الإسلام كبيرا وأسلم، وله مع عامر بن الطفيل خبر. وانظر المؤتلف 158، ومعجم المرزباني 323، والإصابة 7285، والسمط 453. [4] ذو الرأسين هذا اسمه خشين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة. جمهرة ابن حزم 259. [5] حمى أنفه: أخذته الحميّة، وهي الأنفة والغيرة. وفي حديث معقل بن يسار: «فحمى من ذلك أنفا» . وخام يخيم: جبن وتراجع. [6] سبقت ترجمته في ص 91.

ومن البرصان ثم من بني ضبة

قالوا: ومن البرصان ثم من بني ضبّة عامر الأبرش [1] وأجمعوا على أنّه كان أبرص وأنّ الأبرش كان كناية.. ومن سمّي الأبرش ولم يكن أبرص الأبرش الكلبي وهو سعيد بن الوليد [2] ، وكنيته أبو مجاشع، وكان أخصّ الناس بهشام وأغلبهم عليه. وقد كان به برش، وكانت فيه عفّة. ولم يقل أحد من أجل أنّه كان يدعى الأبرش أنّه كان أبرص. ومنهم: البرشاء، أم قيس بن ثعلبة [3] وأخته تسمّى الجذماء [4] ، فزعم بعض الناس أنّها كانت برصاء، ولم يأت على ذلك دليل.

_ [1] سبقت ترجمته عامر بن حوط الأبرش في ص 106. [2] ذكره ابن حزم في الجمهرة 458 باسم: سعيد بن بكر بن عبد قيس بن الوليد بن عمرو بن جبلة، وقال: إنه وزير هشام بن عبد الملك، وفي الطبري 6: 181: «وكتب لهشام سعيد بن الوليد بن عمرو بن جبلة الكلبي الأبرش، ويكني أبا مجاشع» . وقد امتدت به الحياة إلى سنة 127 أيام مروان بن محمد. الطبري 7: 315، وذكره الجاحظ في البيان 1: 345 باسم الأبرش الكلبي. وفي 2: 239 باسم الأبرش بن حسان. ويذكر أبو الفرج في 2: 117 أنه حج مع هشام فكان عديله في محملة» . وقد ساق الجهشياري في كتاب الوزراء 59 أخبارا له باسم سعيد بن الوليد بن عمرو بن جبلة الأبرش الكلبي. [3] هو قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. أما البرشاء أمه فإن اسمها رقاش بنت الحارس بن العتيك بن غنم بن تغلب. جمهرة ابن حزم 314. [4] في الجمهرة أن الجذماء هي أسماء بنت جل بن عدي بن عبد مناة بن أدبن طابخة. وأنها أم تيم الله بن ثعلبة. وهذا إنما يستقيم مع رواية سحيم بن حفص الذي ذكر أنّ البرشاء والجذماء ضرّتان، زوجهما هو ثعلبة بن عكابة. أما الرواية الأولى فتجعل الجذماء أختا لقيس ابن ثعلبة لا امرأة لأبيه.

وذكر سحيم بن حفص أنّ الجذماء كانت ضرّة البرشاء، وأنّها رمت البرشاء بجمر كان في يدها فبرش جلدها من النار [1] . وقال بعضهم: بل إنّما قيل ذلك لها من مخافة العين عليها، كما يسمّون الرجل الجميل شيطان [2] ، والغراب النافذ البصر: الأعور، والأرض السّباريت [3] : المفازة، والنّهيش: السليم، والفرس العتيق إذا كان أنثى: شوهاء [4] . وكذلك سمّوا بنت صبّة: العوراء، وكانت عند تميم. وكذلك العوراء بنت أبي جهل [5] ، وكذلك الجرباء بنت عقيل [6] ، وكذلك بني العوجاء في همدان، وعلى ذلك سمّوا بناتهم بكلفاء [7] ، وسوداء، ودلماء [8] ،

_ [1] وكذا في الجمهرة 314. وزاد ابن حزم: «فضربتها رقاش- وهي البرشاء- فقطعت يدها فسميت الجذماء» . وقد أشار إلى ذلك الفيروز آبادي في (برش، جذم) . [2] انظر الحيوان 1: 300/6: 613. و «شيطان» هنا على الحكاية كما هو واضح. [3] السباريت: جمع سبروت، بالضم، وهي القفر. [4] الحيوان 3: 439/4: 253. [5] في الإصابة 794 من قسم النساء وقال: هي التي خطبها علي. وقد تقدم أنّ اسمها جويرية، فلعلّ العوراء لقبها. وفي 249 من قسم النساء جويرية بنت أبي جهل التي خطبها علي ابن أبي طالب فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تجمتع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا» . [6] الجرباء بنت عقيل بن علّفة. قال أبو الفرج 11: 82 في ترجمة عقيل بن علّفة: «وكانت قريش ترغب في مصاهرته، تزوج إليه خلفاؤها وأشرافها، منهم يزيد بن عبد الملك تزوج ابنته الجرباء ... وتزوج أمّ عمرو بنته ثلاثة نفر من بني الحكم بن أبي العاصي: يحيى، والحارث، وخالد» . وكذا في جمهرة ابن حزم 253. [7] الكلفة: لون بين السواد والحمرة والصفرة. [8] الدلماء: الشديدة السواد، أو التي بها تهدل في الشفة.

أم سراقة [5] بن مالك بن جعشم المدلجي [6]

ودهماء [1] ، وعرّاء [2] ، وحبناء [3] ، وخنساء [4] . وزعم أبو عثمان البقطريّ أنّ. أمّ سراقة [5] بن مالك بن جعشم المدلجيّ [6] كانت برصاء وأنشد قول أميّة بن الأسكر [7] : قد جرّت البرشاء أمّ سراقة ... رمته بها البغضاء بين الحواجب [8]

_ [1] الدهماء: السوداء. [2] العراء: مؤنث الأعر، وهو الأجرب، من العر بفتح العين وضمها، والعرّة بضم العين. وفي الأصل: «وغراء» ولا تلتئم مع مقصد الجاحظ. [3] الحبناء من الحبن، بالتحريك، هو داء يأخذ في البطن فيعظم منه ويرم، وبه سميت أم المغيرة بن حبناء. [4] الخنس محركة: تأخر الأنف عن الوجه، مع ارتفاع قليل في الأرنبة. [5] صرح الجاحظ باسمه في كتاب البغال (رسائل الجاحظ 2: 221) أنه «فهدان» . ويأتي أحيانا برسم «اليقطري» بالياء. انظر فهارس الحيوان والبيان. [6] جعشم، بضم الجيم والشين، وأصله القصير الغليظ الشديد، أو الطويل الجسيم (ضد) . وسراقة هذا صحابي جليل، كان قد سعى قبل إسلامه في إدراك النبي صلّى الله عليه وسلّم لما هاجر إلى المدينة، وكانت قريش قد جعلت فيه مائة ناقة لمن رده عليهم، فحاول إدراكه فعثر به فرسه ثلاث مرات، فيئس وعاد إلى قريش. ثم أسلم يوم الفتح. السيرة 331- 332. ومات في خلافة عثمان سنة 24 وقتل من بعده عثمان. الإصابة 3109. وهو من بني مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة. جمهرة الأنساب 187. [7] شاعر من مخضرمي الجاهلية والإسلام. وهو أمية بن حرثان، بضم الحاء، بن الأسكر، من ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وابنه كلاب بن أمية أدرك الإسلام فأسلم مع أبيه ثم هاجر إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة، ثم خرج في بعث إلى العراق في خلافة عمر، وكان هو قد كبر، فبكاه: شعرا، فلما بلغ عمر ذلك أمر برده عليه. الإصابة 251، والمعمرين 67- 69، والأغاني 18: 156- 162، والخزانة 2: 505، وأسد الغابة. [8] في البيت حزم كما ترى.

وقد نيل شطر اللّيل حتى تغضّنت ... مشافره كالقنفذ المتحارب [1] إذا غمزته الكفّ قال ألاله ... وخشيته، لو أنّه غير شائب [2] فهو لعمري شعر أميّة بن الأسكر. وليس في ذكر البرش دليل على البرص. والذي هجا به أميّة بن الأسكر نفسه في هذا الشعر السّخيف السفيه أسمج وأشنع مما هجا به سراقة. وهذا المثل يرغب بمثله عنه. وسمعت شيخا من مزينة يقول: لولا الذي كان من زهير من الفحش في هجاء بني أسد [3] لما كان في الأرض أتمّ في مروءة شعره [4] ، ولا

_ [1] التغضن: التكسر في الجلد ونحوه. وفي الأصل: «تغصبت» . [2] كذا ورد هذا البيت. ولعله: «قالت: أياله وخصيته» . [3] إنما هجا بني أسد ممثلين في الحارث بن ورقاء الصيداوي الأسدي الذي أغار على بني عبد الله بن غطفان جيران مزينة رهط زهير، فغنم منهم، واستاق إبل زهير وراعيه يسارا، فقال زهير قصيدته الكافية يتوعّدهم فيها ويطالب برد إبله وراعيها، ويقول مهددا للحارث بن ورقاء (ديوان زهير 183) : لئن حللت بجو في بني أسد ... في دين عمرو وحالت بيننا فدك ليأتينّك مني منطق قذع ... باق، كما دنّس القبطيّة الودك فلم يأبه الصيداوي بهذا التهديد، فصنع زهير قصيدته الرائية وهجا فيها بني أسد بأقذع هجاء وأفحشه، وهي التي مطلعها (ديوان زهير 300) . تعلم أنّ شرّ الناس حيّ ... ينادى في شعارهم يسار فلما بلغتهم الأبيات قالوا للحارث: اقتل يسارا. فأبى عليهم وكساه ورده، فقال زهير يمدح الحارث ويذمهم (ديوانه 308) : أبلغ لديك بني الصيداء كلّهم ... أنّ يسارا أتانا غير مغلول وفي جمهرة ابن حزم 195: «ومن بني الصّيداء بن عمرو: الحارث بن ورقاء بن سويط ابن الحارث بن نكرة بن نوفل بن الصيّداء بن عمرو بن قعين، الذي مدحه زهير بن أبي سلمى. وقعين هو ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان ابن أسد. [4] في الأصل: «أتم من مروءة شعره» .

أقصد، ولا أقلّ تزيّدا من زهير، لأنّه وصف الملوك والسّوقة، والفرسان والسّادة بالذي يكون فيهم. ويقول أهل العلم: ثلاثة رجال سادوا في الجاهلية والإسلام أحدهم سراقة ابن مالك بن جعشم المدلجيّ [1] ، والآخر الجارود بني المعلّى العبدي [2] ، والثالث جرير بن عبد الله البجليّ [3] . وقالوا في المولّع [4] ، قال أبو عبيدة: كان ثمامة بن عبد الله بن

_ [1] سبقت ترجمته في الورقة ص 122. [2] صحابي جليل، ويقال جارود بن المعلى، أو ابن العلاء، أو ابن عمرو بن المعلى. ويقال اسمه بشر بن حنش. وكنيته أبو المنذر، أو أبو غياث، أو أبو عباب، لقب بالجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم. وفيه يقول الشاعر: فدسناهم بالخيل من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن وائل أو لأنه كان معه بقية من إبل نزل بها على أخواله فجربت إبلهم. وكان الجارود سيد عبد القيس، وقدم مع قومه سنة عشر فيمن وفدوا على رسول الله. وقتل بأرض فارس سنة 21 بعقبة الطين، فسميت عقبة الجارود، وذلك في خلافة عمر. وقيل: كان مصرعه بنهاوند مع النعمان بن مقرن، وقيل: بقي إلى خلافه عثمان. الإصابة 1038. [3] هو أبو عمرو أو أبو عبد الله: جرير بن عبد الله بن جابر (الملقب بالشليل) بن مالك البجلي. وكان امرأ جميلا قال فيه عمر: «هو يوسف هذه الأمة» . أرسله علي رسولا إلى معاوية. ثم اعتزل الفريقين وسكن قرقيسيا حتى مات سنة 54. وهو الذي هدم ذا الخلصة وفيه يقول صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» . الإصابة 1132. وذكر ابن حزم في الجمهرة 387 أنه هو الذي جمع بجيلة بعد أن كانوا متفرقين في أحياء العرب. [4] التوليع: التلميع من برص. والتلميع: التلون بألوان شتى.

أنس [1] أسلع بن أسلع بن أسلع [2] . ولذلك قال خليفة الأقطع، أبو خلف ابن خليفة الشاعر [3] : وكنّا قبل مستقضى بلال ... من الشّيخ المولّع في عناء [4] تقيّل شيخه وأبا أبيه ... كما قدّ الحذاء على الحذاء [5] ويقال إن ولد أنس بن مالك لا ينفكّون في كلّ زمان أن يكون فيهم رؤساء إمّا في الفقه، وإمّا في الزّهد، وإمّا في الخطابة. ولم يكن بالبصرة

_ [1] هو ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصارى البصري، روى عن جده أنس، والبراء بن عازب، وأبي هريرة ولم يدركه. وعنه: حميد الطويل، وعبد الله بن عون، وحماد بن سلمة وجماعة. ولي قضاء البصرة سنة 106 وعزله خالد عنه سنة 110. تهذيب التهذيب. [2] الأسلع: الأبرص. وسيأتي قول جرير: هل تذكرون على ثنية أقرن ... أنس الفوارس يوم يهوى الأسلع [3] خلف بن خليفة، مولى قيس بن ثعلبة، من شعراء الحماسة، وكان من معاصري جرير والفرزدق. وكان يقال له «الأقطع» لأنه قطعت يده في سرقة، فاستعاض عنها بأصابع من جلود. وكان شاعرا مطبوعا ظريفا. الشعراء 714- 715 وشرح التبريزي للحماسة 4: 279 وانظر البيان 1: 50 وأورد الجاحظ لأبيه خليفة شعرا في البيان 3: 358. [4] بلال، هو ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. وكان خالد بن الوليد قد ولّاه قضاء البصرة حينما كان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق سنة 109 فلما ولي يوسف بن عمر سنة 125 عزله عن القضاء وحبسه، ومات في الحبس. وهو الذي قال فيه المبرد: أول من أظهر الجور من القضاة في الحكم بلال، وكان يقول: إن الرجلين ليختصمان إلىّ فأجد أحدهما أخفّ على قلبي فأقضي له. تهذيب التهذيب. مستقضاه، يعني ولايته للقضاء. والشيخ، يعني به بلالا. [5] يقال تقيّله تقيّلا وتقيضه تقيضا: نزع إليه في الشبه. وشيخه، أي والده. وفي أساس البلاغة: «ومن المجاز: ورث عن شيخه الكرم. ومن أشياخه: من آبائه» .

أنظر من ثمامة [1] ، ومن موسى بن حمزة [2] . وولد لأنس عشرون ومائة من صلبه. وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا له بكثرة الولد والسعة في الرّزق [3] . ويستدلّ على مصداق ذلك بكثرة قطائعه. قالوا: ولم يكن يعتريهم عطاش [4] مذ صار فيهم قدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وزعم أصحاب المسند أنّه ليس في جميع المسند أكثر منها فوائد [5] من مسنداته. وإمامة مسجد الجامع بالبصرة مقصورة [6] على الأنصار، لما فيهم من الصلاح والحال الجميلة. وليس لأحد من أهل البصرة من الموالي مثل ما لهم. فمن مواليهم: الحسن، وابن سيرين [7] . ولم يتلطّخوا بشيء من

_ [1] سبقت ترجمته قريبا في ص 125؟ وذكره الجاحظ في البيان 1: 258 وروى له حديثا. وفي الأصل هنا: «أبي ثمامة» ، تحريف. [2] هو موسى بن حمزة بن أنس بن مالك، روى عن عمه ثمامة، وعنه: محمد بن إسحاق. وانظر تحقيق اسمه في تهذيب التهذيب 10: 379 بعد أن ذكره في 10: 341. وما ذكره الجاحظ هنا يعزز التحقيق الذي أورده ابن حجر هناك. [3] انظر الحديث في البخاري (في الدعوات) ، ومسلم (في الفضائل) ، والترمذي (في المناقب) . وانظر كذلك الإصابة 275 في ترجمة أنس بن مالك. [4] العطاش: شدة العطش، وفي الأصل: «عطاس» ، والوجه، ما أثبت. [5] في الأصل: «أكثر منها فوائد» ، والوجه ما أثبت. [6] في الأصل: «مقصورة» . [7] هو أبو بكر محمد بن سيرين الأنصاري، مولي أنس بن مالك، وكان كاتبا له بفارس. روى عن أنس، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم. وعنه: الشعبي، وقتادة، ومالك بن دينار وغيرهم. وكان من أورع أهل البصرة حافظا متقنا يعبر الرؤيا. توفي سنة 110 وله سبع وسبعون سنة. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة 3: 164- 171، وأبوه سيرين من سبي عين التمر في سنة 12 سباه خالد في أربعين غلاما كانوا يتعلمون الإنجيل. الطبرى 2: 377.

الفتن في طول ما حاربت الأزد بالبصرة لتميم. هذا وهم فرسان الأزد. وزعموا أن بني نمير برص [1] . واستشهدوا قول كعب بن سعد الغنوي [2] : ما إن في الحريش ولا عقيل ... ولا أولاد جعدة من كريم [3] ولا البرص الفقاح بني نمير ... ولا العجلان زائدة الظّليم [4] أولئك معشر كبنات نعش ... رواكد لا تسير مع النّجوم [5]

_ [1] البرص: جمع أبرص وبرصاء. وفي الأصل: «برصا» . [2] من شعراء الأصمعيات. وقد ترجمنا له وحققنا نسبه ونسبته في الأصمعية 19، 25. وهو شاعر إسلامي يبدو أنه تابعي. [3] الأبيات الثلاثة في الحماسة بشرح التبريزي 4: 106، وشرح المرزوقي 1537- 1238 غير منسوبة. والحريش وعقيل وجعدة إخوة، أبوهم كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. جمهرة ابن حزم 288، والاشتقاق 297. واسم الحريش معاوية كما في الجمهرة. واشتقاقه من حرش الضب كما في الاشتقاق. واشتقاق عقيل من تصغير العقل أو الأعقل. وجعدة، من اسم نبت، أو من الجعدة وهي النعجة. وفي البيت ما يسمّى بالخرم. وفي الأصل: «ما في الحريش» ولا يستقيم به الوزن، وتصحيحه من الحماسة، لكن رواية التبريزي: «وما إن» بالواو في أولها. وفي رواية المرزوقي: «ما إن» بالخرم كما هنا. [4] الفقاح: جمع فقحة، وهي حلقة الدبر، أو هي الدّبر بأجمعها. وبنو نمير بن عامر بن صعصعة، هم أبناء عمومة من تقدم ذكره من القبائل. الجمهرة 279، والاشتقاق 293، 294. والعجلان من بني عبد الله كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. الجمهرة 288، والاشتقاق 299. والظليم: ذكر النعام. وزائدته: خفه، لأنه لا يكون للطير، أي هم زيادة في الناس بمنزلة تلك الزيادة في الظليم. وقيل المراد به رأس النعامة، أى فرخها. والنعام موصوف بالخفة وسرعة النفار. [5] بنات نعش مثل في الركود والثبات، لأنها ليست من الكواكب السيارة، لأنّها تدور حول قطبها فلا تزول عن رأي العين. وصفهم بسقوط الهمة والإقامة على الذل.

ومن البرصان

قال: وهذا هو معنى قول جرير: ولو وضعت فقاح بني نمير ... على خبث الحديد إذا لذابا [1] قالوا:. ومن البرصان الأبرص الكلبيّ قال المختار بن أبي عبيد [2] حين أيقن بالقتل: إن يقتلوني يجدوا لي جزرا [3] ... محمّدا قتلته وعمرا [4] والأبرص الكلبيّ لما أدبرا قال: ومن البرصان: شمر بن ذي الجوشن الضّبابي [5] قال الحسين بن على بن أبي طالب رحمة الله عليه قبل أن يقتله بليلة: «إنّي

_ [1] ديوان جرير 72 من قصيدة عدتها 115 بيتا، يهجو بها الراعي النميري. وخبث الحديد: ما ينفي منه إذا أذيب. [2] المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، وكان قد غلب على الكوفة في أيام عبد الملك، وأظهر الدعاء لابن الحنفية، وتجرد لقتله الحسين فأباد منهم خلقا كثيرا، وسيّر إبراهيم ابن الأشتر النخعي إلى عبيد الله بن زياد فقتله، ولم يزل مقيما بالكوفة إلى أن سار إليه مصعب ابن الرزبير في أهل البصرة ومعه المهلب، فهزمه وحصره في قصر الإمارة بالكوفة، إلى أن خرج مستميتا في نفر من أصحابه فجالد حتى قتل سنة 67. التنبيه والإشراف 270. [3] الجزر، بالتحريك: ما يجزر ويذبح، ويقال صار القوم جزرا لعدوهم، إذا اقتتلوا. وفي الأصل: «يجدوني» ، صوابه من أنساب الأشراف 5: 262. [4] محمد هذا هو محمد بن الأشعث بن قيس، وكان من أصحاب مصعب، فقتله أصحاب المختار سنة 67. تاريخ الطبري 6: 115. [5] جاء في ذكر بني الضّباب بن كلاب بن ربيعة: «ومنهم قاتل الحسين رضي الله عنه: شمر بن ذي الجوشن الضبابي. واسم ذي الجوشن شرحبيل بن الأعور بن معاوية، وهو الضّباب» . جمهرة ابن حزم 287. والضباب، بكسر الضاد: جمع ضب، وهو لقب معاوية هذا.

البهلول بن سليمان بن عبيد ابن علاق بن شماس الصبيري

رأيت في المنام كأنّ كلبا أبقع يلغ في دمائنا، فعبّرته هذا الأبرص الضّبابي [1] » . يعني شمر بن ذي الجوشن. كان الرئيس في قتل الحسين ابن علي، والملك يزيد بن معاوية، وكان أمير العراق الذي جهز الجيش وعقد اللواء عبيد الله بن زياد [2] ، وكان صاحب الجيش وأمير الجماعة عمر بن سعد [3] ، وكان قائده الأكبر شمر بن ذي الجوشن، وكان الذي تولّى قتله يزيد بن خوليّ [4] ، والذي حفظ ظهر يزيد حتّى نزل إليه وحزّ رأسه سنان بن أنس. وسألت مشيخة بني صبير [5] عن برص. البهلول بن سليمان بن عبيد ابن علّاق بن شمّاس الصّبيري وكان البهلول فتى بني يربوع وشيخها فقالوا: إنّ أمّ عيسى، يعنون أمّ ولد سليمان بن عبيد، كانت برصاء، لم تلد قطّ إلّا أبرص أو برصاء، إلّا أنّه في بعضهم أخفى، وفي بعضهم أظهر.

_ [1] الخبر أيضا في الحيوان 1: 271. [2] عبيد الله بن زياد بن أبيه، أو ابن أبي سفيان. ولي لمعاوية خراسان سنة 54 ثم ولي العراقين بعد أبيه ثماني سنين. فلما مات يزيد خرج عليه أهل البصرة. وفي سنة 66 شخص إليه إبراهيم بن الأشتر لمحاربته، واستمرت الحرب بينهما حتى كان مصرعه سنة 67 بيد ابن الأشتر. الطبري 6: 90. [3] هو عمر بن سعد بن أبي وقاص. انظر الطبري 5: 409- 417 والتنبيه والإشراف 262. [4] لم أجد له مرجعا. [5] صبير، بضم الصاد المهملة، هم صبير بن يربوع بن حنظلة. الجمهرة 224- 225..

بنو عبد الأعلي الشيباني [1]

ومن البرصان: بنو عبد الأعلي الشّيباني [1] الشعراء الخطباء: عبد الله [2] ، وعبد الصّمد [3] ، وأخوهما. وكان هشام بن عبد الملك بعث بهم إلى يوسف بن عمر، وكانوا أصحاب الوليد بن يزيد وخاصّته. والوليد يومئذ القائم بعد هشام، فدفعهم يوسف بن عمر إلى محمّد بن نباتة [4] ، فطّين عليهم إلّا بمقدار ما يدخل عليهم منه الطّعام، فأطعمهم ولم يسقهم، فلمّا أجهدهم العطش صاحوا: يا سميّ رسول الله، إنّا مسلمون. ألا ترى أنّ اسم أبينا «عبد الأعلى» وأسماؤنا عبد الله، وعبد الصّمد؟! فلم يمسوا حتّى اسودّوا ثم اسودّوا، ثم برصوا، ثم سلخوا. وإنّما قالوا ذلك لأنّ هشاما بعث بهم إلى يوسف على أنّهم زنادقة، وأراد بذلك التّشنيع على الوليد. وهجا بعض أولادهم شاعر فقال:

_ [1] هو عبد الأعلى بن أبي عمرة، كما يفهم من ترجمة ولديه. [2] هو عبد الله بن عبد الأعلى بن أبي عمرة الشيباني، مولاهم، كان هو وأبوه شاعرين. وكان عبد الله كثير الأمثال في شعره، أنفذ أكثر قوله في الزهد والمواعظ، وهو القائل: صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما رآه قال للباطل أبعد وعاش إلى خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، لسان الميزان 3: 305 وذكر الطبري في حوادث سنة 12 أنّ جده أبا عمرة كان من الغلمان الذين سباهم خالد بن الوليد في عين التمر، وكانوا يتعلمون الإنجيل، وانظر سمط اللآلي 963. [3] عبد الصمد بن عبد الأعلى، كان معلم ولد عتبة بن أبي سفيان، كما ذكر الجاحظ في البيان 1: 252 كما كان مؤدبا للوليد بن يزيد بن عبد الملك، لسان الميزان 4: 21 وكان متهما بالزندقة وذكروا أنه هو الذي أفسد الوليد بن يزيد. الطبري 7: 209 في حوادث سنة 125. [4] كان محمد بن نباته عاملا على واسط سنة 126. فلما قدم منصور بن جمهور الحيرة، عزله واستعمل مكانه حريث بن أبي الجهم. الطبري 7: 270.

وجدّك أبيض القرنين داج ... أسير الذّلّ والعطش الطّويل وعبد الله بن عبد الأعلى هو الذي يقول: من هنا لي من صديق فليعد ... ليعدني إنّني اليوم كمد من هموم تركتني قلقا ... قلق المحور بالقبّ المسد [1] ليت شعري ولليت نبوة ... أين صار الرّوح مذ بان الجسد [2] بينما المرء شهاب ثاقب ... ضرب الدهر سناه فخمد ولبيب أيّد ذي حنكة ... مستوي المرّة مأمون العقد [3] غاله الدّهر وغطى حزمه ... وانتضاه من عديد وولد [4] وهو الذي يقول: يا ويح هذي الأرض ما تصنع ... لكل حيّ فوقها مصرع تزرعهم حتّى إذا ما أنوا ... عادت لهم تحصد ما تزرع [5]

_ [1] المحور: العود الذي تدور عليه البكرة، وربما كان من حديد. والقبّ، بالباء الموحدة: الخرق الذي في وسط البكرة. وفي الأصل: «بالقت» ، ولا وجه له، والمسد: المحور إذا كان من حديد. فهو صفة للمحور. وقد فصل بين الصفة والموصوف بمتعلق عامل الموصوف. [2] في الأصل: «ولليت بنوه» ، صوابه ما أثبت. والمراد: ما كل ما يتمني المرء يدركه. والنبوة هنا: المجاوزة وعدم الإصابة. وبان الروح الجسد: فارقه. يقال بان الشيء وبنته أنا، يلزم ويتعدى. والروح يذكر ويؤنث. [3] اللبيب: العاقل. والأيد، كسيد: القوى. والحنكة: تمام العقل بطول التجربة. وفي الأصل: «اسدى» ، والوجه ما أثبت. وقد نشأ التحريف من التصاق الكلمتين. والمرة: القوة وشدة العقل. وفي الحديث: «لا تحل الصدقة لغنيّ، ولا لذي مرة سويّ» . [4] انتضاه من بينهم: أخرجه بحادث الموت، كما ينتضى السيف من غمده. [5] أنوا: حان حينهم. يقال أنى الرحيل أي حان وقته.

سعد المطر

ويزعم كثير من الرواة أنّ القصيدة التى تضاف إلى لقيط الإيادي [1] إنّا هي لعبد الله. ومن البرصان [2] سعد المطر وهو الذي يقول: ليتني كنت مغربا ... منتن الرّيح أجربا [3] أو غرابا مطرّدا ... يرقب الذّيب أخنبا [4] ذهب إلى قول رؤبة: يشقى بى الغيران حتّى أحسبا [5] ... سيدا مغيرا أو لياحا مغربا [6]

_ [1] هو لقيط بن يعمر، أو معمر الإيادي، وكان كاتبا في ديوان كسرى، فنمى إليه أن كسرى قد أزمع على محاربة إياد لغضبه عليهم، وأنه سيرسل جيشا كثيفا، فأرسل إليهم بقصيدته العينية المشهورة ينذرهم بذلك ويحضهم على الإعداد للحرب. ويقولون: إن رسول لقيط وقع في يدى كسرى فقطع لسانه وغزا إيادا وللقيط شعر وديوان تحتفظ به دار الكتب المصرية، ومبلغ الظن أنه يعني القصيدة التي مطلعها: يا دار عمرة من محتلّها الجرعا ... هاجت لي الهمّ والأحزان والوجعا وهي القصيدة الأولى في مختارات ابن الشجري في 55 بيتا. وانظر الأغاني 20: 23- 25 والشعراء 199- 201، وشرح قصيدة ابن عبدون 41- 42. [2] في الأصل: «الفرسان» وهو تحريف واضح. [3] المغرب، بضم الميم وفتح الراء: الذي كل شيء منه أبيض، قال في اللسان: «وهو أقبح البياض» . [4] السيد، بالكسر: الذئب. والأخنب: الأعرج، وهو مما ينعت به الغراب في مشيته. انظر الحيوان 1: 143/3: 412/5: 215. [5] في الأصل: «سقاني العران» مع إهمال الكلمة الثانية من النقط. وأثبت ما في الحيوان 7: 92 في أصل نسخة، وهي ل. والغيران: جمع غور، وهو المطمئن من الأرض. [6] السيد: الذئب. واللياح بفتح اللام وكسرها: الثور الأبيض والمغرب، هنا:-

ومن البرصان والعميان الشعراء

يقول: ليتني كنت شيئا يهرب الناس منه، أو غرابا يرقب ذيبا على جيفة فإذا تنحّى الذئب أكل الغراب. وإنّما قيل له سعد المطر لأنّه كان يقول في شعره: دع المواعيد لا تعرض لوجهتها ... إنّ المواعيد مقرون بها المطر [1] إنّ المواعيد والأعياد قد منيا ... منه بأنكر مما يمنى به بشر [2] أمّا الثّياب فلا يغررك إن غسلت ... صحو يدوم ولا شمس ولا قمر [3] وفي الشّخوص له نور وبارقة ... فإن بليت فذاك الفالج الذّكر [4] . ومن البرصان والعميان الشّعراء على بن جبلة [5] وكان يكني أبا

_ - الأبيض. وفي الأصل: «سيد معراء وليثا مغربا» ، صوابه من الحيوان. يصف بهذا الرجز سرعة سيره وقطعه للمفاوز. [1] الأبيات التالية في ثمار القلوب 104. ونقل الثعالبي عن الجاحظ قوله: «إنما قيل له سعد المطر لأنه كان يرى ملقى في المطر» ، ولعلها «ملقّى من المطر» . وفي اللسان (لقى 121) : «ورجل ملقّى: لا يزال يلقاه مكروه» . ملقى بتشديد القاف من التلقية. [2] في ثمار القلوب: «بأنكد ما يمني به البشر» . [3] في الأصل: «صحو قديم» ، والوجه ما أثبت من ثمار القلوب. [4] في الثمار: «له نوء وبارقة» . بيت العدو: أتاه ليلا. وفي الأصل: «لمت» لم ينقط إلا التاء الأخيرة. وفي ثمار القلوب: «فإن يبيت» وأثبت وجهه مما سيأتي في (ذكر المفاليج) . والفالج الذكر، كما في ثمار القلوب وما سيذكره الجاحظ في (ذكر المفاليج) : الذي يهجم على الجوف. [5] هو أبو الحسن على بن جبلة بن عبد الله الأبناوي، المعروف بالعكوك. كان من الشيعة الخراسانية، أي شيعة العباسيين لا العلويين. والأبناوي نسبة إلى أبناء الدعوة العباسية. كان مولده بالحربية قرب بغداد سنة 160 وكان ضريرا أبرص أسود، مدح حميدا الطوسي قائد المأمون، وهجا محمد بن عبد الملك الزيات. وانظر سائر ما يتعلق بترجمته في المقدمة النفيسة لديوانه طبع بغداد بتحقيق زكي ذاكر العاني. والعكوك، القصير الملّزز المقتدر الخلق.

الحسن، وكان مع عماه [1] وشنعة برصه يتعشّق جارية ويتعشّقها شاعرة ظريفة أديبة، وكان أنشد حميد بن عبد الحميد شعرا [2] فوهب له مائتي دينار، فانصرف من دار حميد إلى منزل المعشوقة فصبّ الدنانير في حجرها ثم مضى إلى منزله وليس فيه درهم ولا شيء قيمته درهم. وكان أحسن خلق الله إنشادا [3] ، ما رأيت مثله بدويّا ولا حضريّا، وهو القائل: ودم أهرقت من رشأ ... لم يرد عقلا على هدره [4] إنّما الدّنيا أبو دلف ... بين مغزاه ومحتضره [5]

_ [1] في الأصل: «عمائه» والعمى مقصور لا يمد. [2] هو أبو غانم حميد بن عبد الحميد الطوسي، أحد أمراء الدولة العباسية وقوادها وأجوادها، كما أنه أحد من وطّد الخلافة للمأمون بهزيمته لإبراهيم بن المهدي. وكان لأبي العتاهية، وعلي بن جبلة، وأبي تمام فيه مدائح. كما رثاه أبو تمام ورثى بنيه محمدا، وقحطبة، وأبا نصر بقوله: كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر ... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر وقد قتل بشربة صنعها له جبريل بن بختيشوع سنة 210. الأغاني 18: 105- 113 وأسماء المغتالين (في نوادر المخطوطات) 2: 199- 200. [3] في الأصل: «إنسانا» . [4] يشير إلى ما كان منه إلى جارية ظريفة شاعرة، فيما روى الجاحظ كان يعشقها وتهواه على ما به من وضح وعمّى، فزارته يوما وأمكنته من نفسها فافتضها. والعقل: الدية. والهدر، بالتحريك، ما يبطل من دم ونحوه، يقال دماؤهم هدر، أي مهدرة. وانظر قصته مع الجارية في الأغاني 18: 111 والعقد 1: 307. وفي الأغاني: «يعني بالدم دم البضع» . وبعد هذا البيت في ديوانه 46. بات يدني لي مقاتله ... ويفدّيني على نفره فأتت دون الصباهنة ... قلبت فوقي على وتره [5] أبو دلف: كنية القاسم بن عيسى بن معقل بن إدريس العجلي، أحد قواد المأمون ثم المعتصم. كان كريما ممدحا شجاعا، ذا وقائع مشهورة، وذا صنعة في الغناء. وله من-

ومن البرصان ثم من بني قشير بن كعب

فإذا ولّى أبو دلف ... ولّت الدّنيا على أثره وهو الذي قال في حميد: دجلة تسقى، وأبو غانم ... يطعم من تسقي من النّاس [1] . ومن البرصان ثم من بني قشير بن كعب عبد [2] الأبرص بن هبيرة بن زفر بن عبد الله بن الأعور بن قشير.. ومن البرصان عمرو بن بانة [3] وهو عمرو بن محمد بن سليمان

_ - الكتب: كتاب البزاة والصيد، وكتاب السلاح، وكتاب النزه، وسياسة الملوك وغير ذلك. وممن مدحه أبو تمام، وكذلك بكر بن النطاح الذي يقول فيه: يا طالبا للكيمياء وعلمه ... مدح ابن عيسى الكيمياء الأعظم لو لم يكن في الأرض إلّا درهم ... ومدحته لأتاك ذاك الدرهم وأخباره كثيرة طريفة. وكانت وفاته ببغداد سنة 225. الأغاني 7: 146- 156 وتاريخ بغداد 12: 416 ووفيات الأعيان في رسم القاف. والمغزى والمحتضر: مكان الغزو والإقامة في الحاضرة، وكذلك زمانهما. ويروى أيضا: «بين مبداه ومحتضره» : مكان إقامته في البادية والحاضرة. [1] بعده في الأغاني 18: 113. الناس جسم وإمام الهدى ... رأس، وأنت العين في الرأس [2] كذا ورد هذا الإسم. وكانوا يتسمّون به في الجاهلية والإسلام. منهم أم عبد والدة عبد الله بن مسعود، الجمهرة 197. وعبد بن بشر بن حسان الجمهرة 316 وعبد بن أحمد الهروي أحد الرواة. الجمهرة 234. ولم أجد لعبد هذا ذكرا لكن ذكر ابن حزم زياد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن هبيرة بن زفر بن عبد الله بن الأعور بن قشير، والي خراسان لعمر بن عبد العزيز. فإن صح أنّه حفيده صح أن يكون اسمه «عبد الله الأبرص» . جمهرة ابن حزم 290. [3] هو عمرو بن محمد بن سليمان بن راشد، مولى ثقيف، كان أبوه مولى يوسف-

بن راشد. وكان ذا قدر، وولى ولايات جسيمة. ويقولون: مولى أمير المؤمنين. وثقيف تدّعيه. وأمّه بانة بنت روح كاتب سلمة. وكنيته أبو الفضل، وهو شريف الأبوين، وإنّما أضيف إلى أمّه كما قيل لمحمد بن حفص: ابن عائشة [1] ، وكما قيل: حفص بن بانة. وعلى ذلك المعنى أضافوا بني سلول إلى أمّهاتهم [2] ، وباهلة إلى أمّهم [3] . وكذلك مزينة [4] . وكذلك يصنعون إذا كانت للأمّ نباهة. وعمرو أروى الناس للغناء وأعلمهم به، وأجودهم له صنعة، وله سخاء على الطعام ومروّة في نفسه. وهجاه بعض البغداديين [5] فقال:

_ - بن عمر الثقفي، وصاحب ديوان ووجها من وجوه الكتاب. أما عمرو فكان من كبار المغنين ترجم له أبو الفرج في الأغاني 14: 50- 53. وذكر أنه قال لإسحاق الموصلي: «ليس مثلي يقاس بمثلك، لأنك تعلمت الغناء تكسبا وتعلمته تطربا، وكنت أضرب لئلا أتعلمه، وكنت تضرب حتى تتعلمه» . وانظر ابن النديم 207 ونهاية الأرب 5: 21 حيث ذكر في هذا الجزء تراجم المغنين. [1] الحق أن هذه الكنية متنازعة بينه وبين ولده «عبيد الله» كما في المعاني 228. ولمحمد هذا خبر طريف في البيان 1: 102. أما ابنه فقد عده ابن قتيبة في المحدّثين، أى رجال الحديث، وقال: «توفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومائتين» ، كما أثني عليه الجاحظ في البيان 1: 102. [2] سلول هي بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة. وبنوها أبوهم مرة بن صعصعة بن معاوية ابن بكر بن هوازن. جمهرة ابن حزم 271. [3] باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة، من مذحج. وبنوها هم بنو سعد مناة بن مالك ابن أعصر. جمهرة ابن حزم 245. [4] هم بنو عثمان وأوس: ابني عمرو بن أد بن طابخة. الجمهرة 480. [5] هو عيسى بن زينب المراكبي صاحب مراكب المنصور، وهو مولى لبني أمية بغدادي مأموني. أمه زينب بنت بشر بن ميمون، وأبوه عبد الله بن إسماعيل. الأغاني 18: 179، ومعجم المرزباني 260. وانظر أخبارا له أخرى في طبقات ابن المعتز 326. والبيتان التاليان-

أبو عبد العزيز الأسلع

أقول وقد مرّ عمرو بنا ... فسلّم تسليمه جافية [1] لئن تاه عمرو بحسن العناء ... لقد فضّل الله بالعافيه [2] بئس ما قال، لأنه ذهب مذهب التعيير، فعيّر بشيء لعلّه ينزل به. ومن البرصان: أبو عبد العزيز الأسلع وكان صاحب أخبار، وقد روى لنا الهيثم عنه. أبو الحسن [3] عن عوانة [4] قال: قدم على سليمان بن عبد الملك وفد من المدينة وحضر طعامه، فدعاهم إليه فدنوا، فقال رجل منهم وجاءت

_ - في الأغاني 14: 50 في ترجمة عمرو بن بانة بدون نسبة، وفي ترجمة عيسى بن زينب في معجم المرزباني. [1] في الأصل: «حافية» مع وضع علامة الإهمال تحت الحاء. وليست الحفاوة مرادة هنا، فإن الشعر هجاء من شاعر هجّاء، يهجو الناس، كما هجا أباه بقصيدة في الأغاني 18: 179. وقد أثبت رواية الأغاني. وفي معجم المرزباني: «خافية» بالخاء المعجمة. وصدره في الأغاني: أقول لعمرو وقد مرّ بى [2] في معجم الشعراء: «بفضل الغناء» . وفي الأغاني: «لئن فضّل الله فضل الغناء» . [3] أبو الحسن علي بن محمد المدائني صاحب الأخبار والتصانيف الكثيرة، روى عنه الجاحظ في البيان أكثر من سبعين خبرا. توفي سنة 225. الفهرست 147- 152، ولسان الميزان 4: 253. [4] عوانة، بفتح العين، هو عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض، الكلبي الكوفي الأخباري النسابة. وكان كثير الرواية عن التابعين، وأكثر المدائني في النقل عنه، وكان عثمانيا يضع الأخبار لبني أمية توفي سنة 158. ابن النديم 134، ولسان الميزان 4: 286 ونكت الهيمان 222.

بشر بن المعتمر [4]

ثردة [1] : ما هذه الرّمكاء [2] يا أمير المؤمنين؟ فقال له سليمان: ما هذا الأنس قبل الخلطة. ثم حسر الرجل عن ذراعه وعن يده فإذا في ذراعه وضح، فقال يا أمير المؤمنين وهذا أيضا. قال: فلمّا أمر لهم بجوائزهم قال: زيدوا الرجل مائة دينار لما كلّمناه به. قال أبو الحسن: وكان أيمن بن خريم أبرص، وكان خاصّا ببشر ابن مروان ثم غضب عليه ومضى إلى عبد العزيز وهو على مصر، فوهب له قيمة ألف ألف درهم، ثمّ جرى بينه بعد ذلك وبين بشر كلام فقال أيمن: لا والله، ولكنّك ملول مستطرف [3] . فقال له بشر أنا ملول مستطرف، وأنا أوكلك منذ كذا وكذا!!. ومن البرصان بشر بن المعتمر [4] وهو معلّم أبي موسى المردار [5] ، وبشر القلانسيّ، وأبي عمران الرّقاشيّ، وروح العبدي،

_ [1] في اللسان: «ثردت الخبز ثردا: كسرته فهو ثريد ومثرود. والاسم الثردة بالضم» . [2] الرمكاء من الرمكة، بالضم، وهي لون الرماد. وفي الأصل: «ما هذا الرمكا» . [3] يقال رجل طرف، بكسر الراء، ومتطرّف بكسر الراء المشددة، ومستطرف بكسر الراء: لا يثبت على امرأة ولا صاحب، وانظر الخبر بتفصيل فيما سيأتي. [4] بشر بن المعتمر، بكسر الميم، صاحب البشرية، انتهت إليه رآسة المعتزلة ببغداد، وانفرد عن أصحابه المعتزلة في بعض مسائل أوردتها في كتابي (معجم الفرق الإسلامية) . وكان بشر نخاسا في الرقيق. توفي سنة 210. ولسان الميزان 2: 33، والملل 1: 81، والمواقف 622، ومفاتيح العلوم 19، والفرق 141، واعتقادات الرازي 42. [5] المردار بضم الميم، هو أبو موسى عيسى بن صبيح تلميذ بشر بن المعتمر كما ذكر الرازي أيضا في الاعتقادات 42. وقال البغدادي في الفرق 51: «وكان يقال له راهب المعتزلة. وهذا اللقب لائق به إن كان المراد به مأخوذا من رهبانية النصارى، ولقبه المردار لائق به أيضا، وهو كما قيل: وقلما أبصرت عيناك من رجل ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه » قلت: يشير البغدادي بهذا إلى أن «مردار» بالفارسية معناه القذر أو الجيفة. انظر-

وأبي عبيد الله الأفوه، وهاشم بن ناصح، وكان متكلّما رصينا، شاعرا مغلقا، وراوية ناسبا، ولم يقو أحد على المخمّس والمزدوج على مثل ما قوي عليه بشر، حتّى كان في ذلك أكثر من أبان بن عبد الحميد اللاحقي [1] ، لأنّ أبانا أنّما نقل كتاب «كليلة ودمنه» وبعض كتاب «المنطق» ، مخمّسا ومزدوجا فقط. وبشر أصحّ في أصناف الكلام ودقائق المعاني بالمخمّس، فلم يستكره قافية واحدة. وهجاه معمّر بن عبّاد [2] ومولى بني سليم ورئيس أصحاب المعاني وكان يكني بأبي عمرو وأبي المعتمر، بشعر فضح فيه المتكلّمين [3] ، وهو أوّل شعر قال وآخره، وذلك أنّه قال: وأبرص فياض ... لوجهه رياض يرى السعاية فينا ... وقلبه ممراض

_ - استينجاس 212. وقد توفي سنة 226 كما في لسان الميزان 4: 398. وانظر الملل والنحل 1: 88، والمواقف 622. [1] أبان بن عبد الحميد بن لاحق بن عفير اللاحقي الرقاشي مولى بني رقاش. ونسبه إلى جده لاحق. وكان من ظرفاء الشعراء. ونقل للبرامكة كتاب كليلة ودمنة فجعله شعرا ليسهل عليهم حفظه، فأعطاه يحيى عشرة آلاف دينار، والفضل خمسة آلاف، ولم يعطه جعفر وقال: ألا يكفيك أن أحفظه فأكون راويتك! الأغاني 20: 73. وذكره ابن النديم في الفهرست 172 وقال: «وكان شاعرا هو وجماعة من أهله، واختص هو من بين الجماعة بنقل الكتب المنثورة إلى الشعر المزدوج، فمما نقل كتاب كليلة ودمنة» . وقال في 232: «شاعر مكثر وأكثر شعره مزدوج ومسمط» . [2] معمّر بن عباد السلمي، صاحب فرقة المعمرية من المعتزلة. ومعمّر هذا بتشديد الميم كما في الحيوان 5: 572 ولسان الميزان 6: 71 حيث ترجم له وقال: إنه ناظر النظام ومات سنة 215. [3] يعني أنّ شعره لركاكته وضعفه كان سبه للمتكلمين، وكان أولى به أن يدع قول الشعر.

أبو حماد المروزي [1]

ومن البرصان: أبو حمّاد المروزيّ [1] صاحب لواء أبي مسلم صاحب الدعوة. ومن البرصان: مسمع بن مالك بن مسمع [2] ولي شرطة سليمان [3] ابن عليّ. قال: وكان فاحش البرص. ومن البرصان: الصّفريّ صاحب السّيفين [4] قتله ابن رعول أيّام العصبيّة، ولا أظنه كان متسلّحا. وقد رأيته، وكان ضخما أقشر أرقط مغربا [5] . وكان ذلك لونه. ولا يقال لمن كان لون جسده كلّه لون البرص أبرص، إذا كان ذلك اللّون ليس بحادث. قالوا:. ومن البرصان ثم من الرّواة والنّسّابين وأصحاب الأخبار الحكماء، ومن الصّحابة عبد الله بن عيّاش الهمدانيّ المنتوف [6]

_ [1] في الأصل: «المرزوي» صوابه من الطبري 5: 550/7: 359، 405. وذكره الطبري في 7: 498 باسم «أبو حماد الأبرص مولى بني سليم» ، وفي 7: 635 باسم «أبو حماد الأبرص» . [2] ذكره ابن حزم في الجمهرة 320 وقال: «يكنى أبا سيار» . [3] سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس: عم أبي العباس السفاح، ولي البصرة وعمان والبحرين ومهر جانقذق للخليفة المنصور، وكانت وفاته بالبصرة، وصلى عليه عبد الصمد بن علي سنة 142. الطبري 7: 459- 460- 514. [4] هذه الكلمة مهملة النقط في الأصل، وتحتمل قراءة «السبعين» و «السيفين» . [5] سبق تفسيره في ص 82. [6] كذا ولم يعده أحد في الصحابة، بل هو من تابعي التابعين. وهو عبد الله بن عياش بن عبد الله الهمداني الكوفي. روى عن الشعبي وغيره. وروى عنه الهيثم ابن عدي. وكان-

وكنيته أبو الجرّاح. وهو الذي لا نعلم أحدا [1] أكثر عنه إلّا الهيثم بن عديّ. قال أبو عبيدة، والهيثم: عبث [2] شبّة بن عقال [3] بعبد الله بن عيّاش على باب الخليفة، وكان على كفّ عبد الله وضح فقال: ما هذا على ظهر كفّك يا ابن عيّاش؟ قال: سلح النّعامة! قال: وكان شبّة يلقّب بسلح النّعامة. وأنشدوا: فضح المنابر يوم يخطب قائما ... سلح النّعامة شبّة بن عقال [4] وليس هكذا روى النّاس الشّعر، بل إنّما قال الشاعر: فضح المنابر يوم يخطب قائما ... ظلّ النّعامة شبّة بن عقال [5]

_ - ينادم المنصور ويضحكه ويجترىء عليه. توفي سنة 158. لسان الميزان 3: 322. [1] في الأصل: «لا يعلم» . [2] في الأصل: «عنب» . [3] شبة بن عقال المجاشعي، من مجاشع رهط الفرزدق. وهو زوج جعثن أخت الفرزدق كما في النقائض 855. وروى ابن سلام في الطبقات 387 أنه بعث بدراهم وحملان وكسوة وخمر إلى الأخطل، وذلك ليفضل الفرزدق على جرير ويسبه. وكان شبة شاعرا وكان خطيبا. البيان 1: 127. [4] البيت لجرير في ديوانه 471، والنقائض 323، والحيوان 6: 179، وثمار القلوب 443. وفي الديوان والنقائض: «فضح الكتيبة يوم يضرط قائما» . وفي النقائض: ب «ويروى: السرية يوم يخطب قائما. كان شبة بن عقال من خطباء العرب، فكان يوما يخطب وقد استحنفر في خطبته حتى ضرط فضرب يده على استه فقال: يا هذه كفيناك السكوت فاكفينا الكلام» . ورواية ابن سلام 390: «فضح العشيرة يوم يسلح قائما» . ورواية الجاحظ في الحيوان وتبعه الثعالبي في ثمار القلوب 443: «فضح المنابر يوم يسلح قائما» . [5] في الأصل هنا: «سلح النعامة» كما في الرواية السابقة، وهو واضح الخطأ، وإنما يعني الجاحظ روايته التي أثبتها في الحيوان، وهي «ظل النعامة» لأنها مجال التعليق فيما سيأتي.-

لأنّه كان مفرط الطول، وإنّما ذلك على معني قول الشاعر: لعمري لئن طال الفصيل بن ديسم ... مع الظّلّ ما إن رأيه بطويل [1] وقال جرير: إذ ظلّ يحسب كلّ شخص فارسا ... ويرى النّعامة ظلّه فيحول [2] وأنشد البطين [3] :

_ - ورواية «ظل النعامة» هي الثابتة في ثمار القلوب. [1] نسبه ابن دريد في الاشتقاق 322 إلى الفرزدق، وليس في ديوانه ولا في النقائض. والفصيل، بالصاد المهملة كما في الاشتقاق. وقال: «ومن رجالهم- يعني بني هزّان بن صباح- الفصيل بن ديسم بن هرّاج، وكان شريفا بالبصرة ذا مال وحظ» . والرواية في الاشتقاق: «ما آريّه بطويل» . والآريّ: محبس الدابة على العلف. كأنه ينعته بالبخل. [2] ديوان جرير 475 يهجو الأخطل ورواية الديوان: «ويرى نعامة ظله» . وفي الأصل هنا: «وترى النعامة» تحريف. وقد شبهه بالنعامة في الجبن والذعر، فسماه باسمها. وقديما سمي بيهس بن خلف بن هلال «نعامة» . وقال المتلمس: فمن طلب الأوتار ما حز أنفه ... قصير وخاض الموت بالسيف بيهس [3] البطين: شاعر بصري، وذكره ابن النديم 232 في الشعراء المقلين وقال: «البطين ابن أمية الحمصي. مقل» . وروى له المرزباني في الموشح 172 خبرا: الشعر وضع على أربعة أركان: مدح رافع، أو هجاء واضع، أو تشبيه مصيب، أو فخر سامق. وهذا كله مجموع في جرير والفرزدق والأخطل. فأما ذو الرمة فما أحسن قط أن يمدح، ولا أحسن أن يهجو، ولا أحسن أن يفخر. يقع في هذا كله دونا. وإنما يحسن التشبيه، فهو ربع شاعر» . وترجم له ابن المعتز في الطبقات 248 وذكر أنه من أهل حمص، وأنه تهوّد ليتزوج يهودية، ومكث سنين حتى تزوّجها، ثم عاد إلى الإسلام. وضبط في تاج العروس 9: 142 كزبير والوجه: «كأمير» وفيه يقول أبو عمران السلمي في كتاب الورقة لابن الجراح: إنما شعر البطين ... مثل سلح وسط طين ليس إن فكرت فيه ... لعريق أو فطين -

قيل للبطين: أكان ذو الرمة شاعرا متقدما؟ فقال: أجمع العلماء بالشعر على أن وطول حديث كظلّ الشّروق ... تقضّى الدّهور وما ينقضي لأنّهم يزعمون أنّ ظل الشخص مع طلوع الشمس ليس له غاية [1] ينتهي البصر إليه [2] . وقال أبو زيد النحوي، واسمه سعيد بن أوس، من ولد القارىء الأنصاري [3] : يقال سامّ أبرص، وسامّا أبرص، وسوامّ أبرص، وبإسقاط

_ - وقد قدم إلى مصر وخرج إلى الاسكندرية فانخسفت به بئر مخرج فتلف فيها وذكره الطبري في حوادث سنة 210. [1] مثله في الحيوان 6: 179: «وليس يوجد لظل الشخص نهاية مع طلوع الشمس» . [2] الوجه «إليها» . إلا أن يكون أراد آخر الظل. [3] تمام اسمه: سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير بن أبي زيد ثابت بن زيد بن قيس. والقارىء الذي يعنيه الجاحظ من أجداده، هو أبو زيد ثابت بن زيد. روى البخاري عن قتادة: «سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد قلت: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي» . انظر الإتقان للسيوطي 1: 199 وتأمل تحقيقه في ذلك. وترجم ابن الجزري في الطبقات 1: 305 لأبي زيد النحوي، وذكر من أجداده أبا زيد ثابت بن زيد بن قيس وقال: إنه شهد أحدا، وإنه أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم. ويذكر البغدادي في تاريخه 9: 77 عن محمد بن سعد: «أخبرني أبو زيد النحوي، واسمه سعيد بن أوس ابن ثابت بن بشير بن أبي زيد قال: ثابت بن زيد هو جدي، وقد شهد أحدا، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» . وذكر أنه مات بالمدينة في خلافة عمر. ونحوه فى الإصابة 88. ووردت سلسلة نسبه في بغية الوعاة مشوهة مبتورة، فلتصحح.

سامّ من سامّ أبرص [1] يقولون: أبرص، وأبارص [2] . وأنشد: والله لو كنت لهذا خالصا ... لكنت عبدا يأكل الأبارصا [3] وقال عبيد الله بن عمر بن الخطاب حين هجاهم بعض القرشيّين بمحالفة عديّ [4] لبني بكير بن عبد ياليل [5] ، وكانوا أربعة إخوة قد شهدوا بدرا. وكانوا برصا، فقال عبيد الله:

_ [1] في اللسان عن الأصمعي: «وتقول في التثنية هذان سواما أبرص» ، وأحسب أن ما هنا صوابه. وانظر نوادر أبى زيد 227 ص 15 حيث وردت تثنيته كما هنا. [2] في اللسان: «وهما اسمان جعلا اسما واحدا، إن شئت أعربت الأول وأضفته إلى الثاني، وإن شئت بنيت الأول على الفتح وأعربت الثاني إعراب ما لا ينصرف» . والأولى ما ذكره هو أيضا، أنه مضاف غير مركب ولا مصروف. وهو ما ارتضاه أبو زيد في نوادره ص 227. [3] في الأصل: «أرض وأيارض» تحريف. والرجز مجهول القائل. وانظر الحيوان 4: 300، والمنصف 2: 232، والاقتضاب 355، وابن يعيش 9: 23، 36، واللسان (برص) . وفي الأصل: «تأكل» تحريف. ويروى: «آكل» أي آكلا وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، كما في ابن يعيش 9: 36، واللسان (برص 270) عن ابن جني. [4] في الأصل: «بمخالفة» تحريف. وعدي بن كعب بن لؤي، هم قوم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي هذا. المعارف 77 والجمهرة 150، والإصابة 5731. [5] ذكرهم ابن حزم في الجمهرة 183. وهم: إياس، وخالد، وعاقل، وعامر، وبنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث، كلهم بدريون مهاجرون. وفي المحبر 399 أن أمهم عفراء بنت عبيد بن ثعلبة، وأن إياسا استشهد يوم اليمامة، واستشهد خالد يوم الرجيع، وعاقل يوم بدر، وعامر يوم بئر معونة. وفي الأصل: «لبني بكر بن عبد ياليل» تحريف، صوابه في الجمهرة والمحبر.

أبالأبارص تهجوهم وتثلبهم ... وكلّكم قرح الوجعاء مثفار [1] وأمّكم كلّ مئناث مجدّرة ... وأمّ غيركم مقّاء مذكار [2] سائل بشيخك والرّوميّ يفطؤه ... كأنّما أيره في الكفّ طومار [3] قال: ومن البرص [ما [4]] يعرض لخصى الخيل وغراميلها. وهذا غير الباب الأوّل. فإذا لم يعرض ذلك لها فإنّ خصاها وغراميلها هي المثل المضروب في شدّة السواد. وكذلك الحمير في هذا المعني. قالت ليلى بنت المحلّق [5] : لحا الإله أبا ليلى بفرّته ... يوم النّسار وقنب العير جوّابا [6]

_ [1] في الأصل: «وكلهم وإنما هو خطاب لمن يردّ عليهم هجاءهم. والوجعاء: الدبر، رماهم بالابنة، والمثفار: نعت سوء، قال في المحكم: وهو الذي يؤتى» . [2] المئناث: التي تلد الإناث، ويقابلها المذكار إذا كان ذلك عادتها. والمجدّرة: القصيرة الغليظة، تقال بالدال وبالذال المعجمة، كما في اللسان (جذر) حيث فسر المجذر ثم قال: «والأنثى بالهاء» . وفي الأصل: «محددة» بإهمال النقط. والمقاء: الطويلة. [3] أي اسأل عن شيخك، والشيخ هنا الوالد، كما مضى يفطؤه: يفعل به. وفي الأصل: «معطاوه» بهذا الإهمال. والطومار: الصحيفة. [4] تكملة يفتقر إليها الكلام. وفي الحيوان 1: 119: «والبياض الذي يعرض لغراميل الخيل وخصاها ضرب أيضا من البرص» . [5] كذا. والصواب أنها سلمى بنت المحلق، كما في النقائض 1: 242، وشرح المفضليات لابن الأنباري 366، ومعجم البلدان (رسم النسار) . [6] أبو ليلى، هو الطفيل بن مالك، والد عامر بن الطفيل بن جعفر بن كلاب. وجوّاب هو مالك بن كعب بن عوف بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، كما في الجمهرة 284 والنقائض، وكان جواب على بني عامر يوم النسار، وهو يوم كان لبني ضبة على تميم، وكانت تميم قد استمدّت عامر بن صعصعة، فلقيت عامر شرا من الأسر والقتل، وسبت بنو أسد نساء كثيرة فصارت سلمى بنت المحلق العامرية إلى عروة بن خالد بن نضلة-

والقنب [1] هو الخصية. هجته بشدّة السّواد. وكذلك قال الربيع بن زياد الكامل ليزيد [2] بن عمرو بن خويلد الصّعق [3] ، وفخر بنفسه وإخوته عمارة وأنس، على يزيد وزرعة وعلس [4] : عمارة الوهّاب خير من علس ... وزرعة الفسّاء شرّ من أنس وأنا خير منك يا قنب الفرس وكان يزيد شديد السّواد، وكذلك جوّاب، وجوّاب هو الذي ذكره لبيد فقال:

_ - الأسدي، وفر يومئذ أبو ليلى الطفيل عن امرأتيه، كما فرّ جوّاب. وبعد هذافي النقائض، ومعجم البلدان: كيف الفخار وقد كانت بمعترك ... يوم النّسار بنو ذبيان أربابا لم تمنعوا القوم إذ شلّوا سوامكم ... ولا النّساء، وكان القوم أحزابا [1] المعروف في المعاجم أن القنب جراب قضيب الدابة. [2] في الأصل: «المريد» صوابه من الحيوان 5: 30، والاشتقاق 277. والصّعق، ككتف: لقب خويلد بن نفيل، كما في القاموس والجمهرة 286 والخزانة 1: 206 وكان يزيد هذا شاعرا فارسا، له ذكر في يوم جبلة. وكان جبلة قبل الإسلام بتسع وخمسين سنة. الأغاني 1: 44 وانظر معجم المرزباني 494. [3] هو خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب، كان سيدا فارسا يطعم بعكاظ، وأحرقته صاعقة فلذلك قيل له: «الصّعق» . الخزانة ومعجم المرزباني. وانظر ما سيأتي في باب (من قتلت الصواعق والرياح) . [4] فى الأصل: «وعباس» صوابه من الاشتقاق 277 حيث أورد الخبر والرجز، وقال فى اشتقاقه: «والعلس: حب أسود يختبز في الجدب. ويقال العكس أيضا: ضرب من النمل» . وقد أتى اسمه على الصواب في الرجز التالى.

ومن البرصان

حتّى يحاكمهم إلى جوّاب [1] . ومن البرصان عمرو الثقفي الذي كان يلقب جزره [2] ، وكان يكنى أبا عثمان، وكان سليطا ذا شهامة وعارضة.. ومن البرصان من ثقيف الحكم بن صخر [3] يكنى أبا عثمان. وتزعم ثقيف أنّ الحكم قد بان بشيء لم يكن لأحد قبله. قالوا: لم يبغض أحدا قطّ ولا أبغضه أحد قطّ.

_ [1] صدره في الحيوان 5: 72، وديوان لبيد 24، والنقائض 535، ومعجم البلدان 3: 42: قتلوا ابن عروة ثم لطوا دونه وقبله: أبني كلاب كيف تنفي جعفر ... وبنو ضبينة حاضر والأجباب وجعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، هم قوم لبيد، وكانت غني بن أعصر قد نفت بني جعفر عن الأحباب ونزلت لها، وضبينة هؤلاء هم من غني بن أعصر كما في الاشتقاق 270. وعروة الذي قتل ابنه هو عروة بن جعفر. لطوا دونه: اشتدوا في الخصومة. ولطوا: ستروا أيضا. والخبر مفصل في النقائض وفي الحيوان 5: 172: «حتى تحاكمتم» ، وفي الديوان 24 والنقائض: «حتى نحاكمهم» . وفي معجم البلدان (الجبّ 3: 42) : «حتى يحاكمهم» ولكل من هذه الروايات وجهه. [2] في رسائل الجاحظ 1: 328: «حزرة» بالحاء المهملة. وكلاهما معروف في أعلامهم. وفي القاموس (جزر) : «وجزرة محركة: لقب صالح بن محمد الحافظ» . [3] وهذا أيضا ذكره الجاحظ في رسالته التى داعب بها أبا الفرج محمد بن نجاح وسرد فيها قدرا كبيرا ممّن كانت كنيته «أبو عثمان» . وذكره أبو الفرج في الأغاني 17: 121 في رواية للعتبي عنه. والعتبي هذا هو محمد بن عبد الله العتبي الأخباري المتوفي سنة 228..

ومن البرصان ثم من بني الأعرج

ومن البرصان ثم من بني الأعرج الأسلع [1] وقد صحب النبيّ. وكان قد رحل له [2] وأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يرحل له يوما، فقال إنّي جنب، وليس عندي ما أغتسل به فأنزل الله آية الصّعيد [3] .

_ [1] هو الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي، من بني الأعرج ابن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم، وكان يخدم النبي- صلّى الله عليه وسلّم- ويرحل الإصابة 120. [2] رحل البعير رحلا ورحلة: وضع عليه الرحل. [3] لم يظهر من هذه الكلمة في الأصل إلا الألف واللام والصاد فوقها فتحة، وجزء من العين تحته كسرة. وهو إشارة إلى آية التيمم من الآية 43 من النساء و 6 من المائدة وهي: «وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا» النص مشترك في الآيتين الكريمتين. فهذا ما يعينه الجاحظ بآية الصعيد. وجاء في الإصابة: «وقع للشيخ مغلطاي في شرح البخاري في أول كتاب التيمم نسبة قصة الأسلع هذا إلى الجاحظ في كتاب البرهان (صوابه البرصان) ولفظه: إنّ الأسلع الأعرجي كان يرحل للنبي صلّى الله عليه وسلّم فقال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: إنّى جنب وليس عندي ماء. فأنزل الله آية التيمم» ..

باب ذكر البرص من الآباء والأمهات

باب ذكر البرص من الآباء والأمهات [طائفة من أسماء البرصان المعلومين] فمنهم: البرصاء أمّ شبيب بن البرصاء وهو شبيب بن يزيد بن حمزة [1] بن عوف بن أبي حارثة بن نشبة [2] بن غيظ بن مرّة [3] بن سعد ابن ذبيان [4] . وهذه البرصاء [5] بنت الحارث بن عوف الحمّال [6] وكنيته أبو أسماء. وزعموا أن النبى صلّى الله عليه وسلّم خطبها إليه فقال: بها سوء- يعنى برصا- فقال النبى: «ليكن كذاك» . فيرجع النبيّ وقد برصت [7] وهذا

_ [1] ويقال «جمرة» و «خمرة» و «جبرة» و «حيوة» . انظر نوادر المخطوطات 1: 90، والاشتقاق 290 والجمهرة 252، والأغاني 11: 89، والسمط 630. [2] فى الأصل: «بن شبة» صوابه من الأغاني وجمهرة ابن حزم. [3] فى الجمهرة: «مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان» . [4] فى الأصل: «دينار» ، صوابه من الأغانى والجمهرة. وشبيب هذا شاعر إسلامى من شعراء الدولة الأموية. بدوى لم يحضر إلا وافدا أو منتجعا. وكان يهاجي عقيل بن علفة ابن خالته ويعاديه، بشراسة كانت في عقيل، وكلاهما كان شريفافي قومه. وكان شبيب أعور، أصابه رجل من طىّء في حرب كانت بينهم. وأنشد الأخطل عبد الملك شعرا فقال له عبد الملك: «شبيب بن البرصاء أكرم منك وصفا لنفسه» . [5] سماها أبو الفرج والبكرى في سمط اللآلي 631 وابن حجرفي الإصابة 885 من قسم النساء «فرصافة» . وفي نوادر المخطوطات. «القرصابة» ، وفي ألقاب الشعراء لابن حبيب 132 وجمهرة ابن حزم: «أمامة» . [6] الحمّال: لقب أبيها الحارث بن عوف بن أبى حارثة، ذكر أبو عبيدةفي كتاب الديباج ما يدل على أنّه أسلم. وقد حمل دماء بكر وتغلب في حروبهما. قال أبو عبيدة: والحاملان: خارجة بن سنان، والحارث بن عوف. الإصابة 1457 في ترجمة الحارث بن عوف. [7] فى الإصابة: «ولم يكن بها فرجع فوجدها قد برصت» . وفي السمط: «فأصابها-

أبو عبيد بن الأبرص

لا يكون إلّا أن يكون قد شاركت أباها في كراهة النبي عليه السلام بمعنى استحقّت به ذلك. ومن هؤلاء البرص: أبو عبيد بن الأبرص الشّاعر ربّما غلب هذا الاسم الأوّل [1] : كما غلب على يربوع بن حنظلة [2] . ولذلك قال أوس ابن حجر [3] . كانوا بنو الأبرص أقرانكم ... فأدركوا الأحدث والأقدما والدليل على ذلك أنه لم يقرّع ببني يربوع عامر بن مالك [4] إلّا وهو راض عنهم [5] . ومنهم: البرصاء أم سليمان بن البرصاء وقد روى وسمع الناس منه.

_ - ذلك ولم يكن بها» . وفي الجمهرة: «فبرصت» فقط. فما عند الجاحظ رواية رابعة. [1] غلب على والد عبيد اسم «الأبرص» ولا يعرف له اسم آخر. انظر ترجمة عبيد في الشعراء 267- 269، الأغاني 19: 84- 89، والخزانة 1: 331/4: 164. وأبوه الأبرص بن جشم بن عامر بن مالك بن زهير بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة. [2] أي كما غلب على يربوع بن حنظلة اسم الأبرص. وفي النقائض 1081: «بنو الأبرص: بنو يربوع، وكان أبرص» . [3] البيت في ديوان أوس 113، والنقائض 588، 1081. والرواية فيها جميعا: «كان بنو الأبرص» . وللرواية هنا وجه في العربية. وفي الأصل: «أقرابكم» ، صوابه من الديوان والنقائض في الموضعين. [4] في الأصل: «لم يقرّع بني يربوع» ، وإنما التقريع موجّه إلى عامر بن مالك الذي صوابه الطفيل بن مالك كما سبق في ص 93 [5] إذ مدح بني يربوع بأنهم أدركوا الأحدث والأقدم، وهم بنو الأبرص.

الأبرص أبو حارث بن الأبرص [1]

ومنهم: الأبرص أبو حارث بن الأبرص [1] والحارث الذي يقول: أتعجب من شواري بنت عمرو ... وما أنا في تآسيهم بغمر [2]

_ [1] الأبرص. والد الحارث بن الأبرص بن ربيعة بن عامر بن عقيل، من رؤساء بني عامر. وكان يوم جبلة من أعنف أيام العرب وأشدها، وكان لبني عامر على تميم، فلما تحققت الهزيمة خرجت بنو عامر وحلفاؤها في آثار القوم يقتلون ويأسرون ويسبون، وانطلق قيس بن المنتفق ابن عامر بن عقيل- وهو ابن عم الحارث بن الأبرص- ليأسر عمرو بن عمرو بن عدس قائد تميم، فأسره، وحينئذ أقبل الحارث بن الأبرص ورآه عمرو مقبلا فقال لقيس آسره: إن أدركني الحارث قتلني وبذلك يفوتك ما تلتمس عندي من فداء، فهل أنت محسن إلىّ وإلى نفسك تجزّ ناصيتي وتجعلها في كنانتك، ولك العهد لأفينّ لك. ففعل وأطلقه وأدركهما الحارث وهو ينادي قيسا: اقتل اقتل! ولا من مجيب. وانطلق قائد تميم إلى قومه فلما كان في الشهر الحرام خرج قيس بن المنتفق إلى عمرو يستنجزه الوعد؛ وتبعه الحارث أيضا فلما قدما على عمرو أمر عمرو ابنة أخته أمية بنت زيد بن عمرو فقال: أضربي على قيس الذي أنعم على عمّك هذه القبة، وقد كان الحارث قتل أباها زيدا يوم جبلة. فنظرت الفتاة فرأت الحارث أحياهما وأجملهما، فظنته قيسا فضربت عليه القبة وهي تقول: هذا والله رجل لم يطّلع عليه الدهر بمثل ما اطّلع به علي؛ فلما رجعت إلى عمها عمرو قال: يا ابنة أخي، على من ضربت القبة؟ فنعتت له نعت الحارث فقال: ضربتها والله علي رجل قتل أباك وأمر بقتل عمّك؟ فجزعت مما قال لها عمها. ثم إن عمرا قال: يا حار، ما الذي جاء بك؟ فو الله مالك عندي نعمة، ولقد كنت سيء الرأي فيّ، وقتلت أخي، وأمرت بقتلي: فقال الحارث: بل كففت، ولو شئت إذ أدركتك لقتلتك. قال: مالك عندي من يد! ثم تذمّم فيه فأعطاه مائة من الإبل، ثم انطلق الحارث وذهب، فلما جاء قيس عمرا أعطاه إبلا كثيرة، فخرج بها، ثم تنازع الأخوان وهمّ أحدهما بالآخر، واستولى الحارث علي ما كان مع أخيه، ثم تصالحا وردّ الحارث ما اغتصبه من أخيه. الأغاني 10: 41- 42، والنقائض 409، 671- 672. [2] الشوار، بالفتح: الهيئة. وكان الحارث فيما ذكروا دميما سيء المنظر. وفي الأصل: «العجب من سراري» ، والوجه ما أثبت. وفي النقائض 409: «تعجّب من شواري» . وأم عمرو، لعله كنية أمية بنت زيد بن عمرو السالفة الذكر. وفي النقائض: «بنت عمرو» فيكون قد نسبها إلى جدها. والتآسي: التعامل بالعدل والسوية. والغمر، بالضم: الذي لم يجرب الأمور. وفي النقائض: «في تأسينا» . وأول هذه الأبيات في النقائض 672، والأغاني

أم خالد بن البرصاء [4]

فكم من فارس لم ترزئيه ... أخي الفتيان في عرف ونكر [1] لقد آمرته فعصى إماري ... بأمر حزامة في قتل عمرو [2] أمرت به لتخمش حنّتاه ... فضيّع أمره قيس وأمري [3] . ومنهم البرصاء: أمّ خالد بن البرصاء [4] ذكر ابن عياض بن جعدبة [5] قال: استعمل النبيّ عليه السلام علي النّفل [6] في بعض الأيام،

_ - 1: 24: أما تدرين يا ابنة آل زيد ... أميّ بما أجنّ اليوم صدري [1] في الأصل: «لم تزدريه» صوابه ما أثبت من النقائض والأغاني. ولم تزرئيه: لم تصابي فيه، وذلك لإطلاق سراحه. وبعده في النقائض 409: «أخي الفتيان في عرف ونكر» وفي النقائض 672: «فتى الفتيان في عيص ويسر» . وفي الأغاني: «فتى الفتيان في عيض وقصر» . [2] آمرته: شاورته. وهو يعني ابن عمه عمرو بن المنتفق. والحزامة: الحزم. وفي الأصل: «حرامة» صوابه في النقائض 409. وفيها أيضا: «في جنب عمرو» وفي النقائض 762: «بأمّ عزيمة في جنب عمرو» . وفي الأغاني: «بأمّ غوية في جنب عمرو» . [3] الشطر الأول مهمل النقط في الأصل، وإعجامه من النقائض والأغاني. تخمش: أي تخدش وجهها حزنا منها عليه. وكذلك كنّ يفعلن في المناحة. قال لبيد: يخمشن حرّ أوجه صحاح ... في السّلب السّود وفي الأمساح والحنة: الزوجة، كما في تفسير أبي الفرج. [4] هو خالد بن مالك بن قيس بن عوذ بن جابر بن شجع بن عامر بن ليث. والبرصاء أمه، وقيل أم أبيه. الإصابة 2143 وانظر ترجمة أخيه الحارث في الإصابة 1474. [5] ابن عياض هذا هو يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي المدني نزيل البصرة، وقدم بغداد فحدث بها عن عبد الرحمن الأعرج، ومحمد بن المكندر، وابن شهاب الزهري وغيرهم. ومات بالبصرة في زمان المهدي. تاريخ بغداد 14: 329- 232، وتهذيب التهذيب ولسان الميزان 6: 774، والخلاصة 408 وانظر رسائل الجاحظ 2: 227 حيث جعله الجاحظ في قمّة رواة الأخبار. وفي القاموس في تفسير الجعدية بالضم، أنها نفّاخات الماء، وبيت العنكبوت. وبلا لام: رجل مدني» . يعني جده هذا. [6] النفل، بالتحريك: واحد الأنفال، وهي الغنائم، والمراد بالأيام هنا الغزوات، وهي

أبا الجهم بن حذيفة [1] فجاء خالد بن البرصاء فتناول زماما من شعر، فمنعه أبو الجهم، فقال خالد: نصيبي أكثر من هذا. فعلاه أبو الجهم بعصا فشجّه منقّلة [2] ، فأتى النّبي عليه السلام فأخبره فقال: «خذ خمسين شاة» [3] . فما زال يزيد ويأبي حتّى قال له النبي عليه السلام: «لا أقصّك من عامل عليك» [4] . وعلى ذلك المعنى قال أبو بكر الصديق: «لا أقصّ [من] وزعة الله» [5] . قال: وكان خارجة بن سنان [6] بقيرا، والبقير الذي يبقر عن أمّه

_ - غزوة حنين كما في الإصابة. [1] ذكره ابن هشام في السيرة 883 فيمن أعطاهم الرسول يوم الجعرانة من غنائم حنين. وترجم له ابن حجر في الإصابة 205 من قسم الكني في الجزء السابع. وهو عامر، أو عبيد بالضم، بن حذيفة بن غانم بن عامر القرشي العدوي، من بني عدي بن كعب. وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم النسب. كان من المعمرين حضر بناء الكعبة حين بنتها قريش في الجاهلية، وامتدت حياته إلى أن حضر بناءها أيام ابن الزبير. وانظر خبرا له في السيرة 755. [2] المنقّلة، بتشديد القاف المكسورة: الشجة التي تنقّل العظم تنقيلا، أي تكسره يخرج منها فراش العظام. والفراش، بالفتح: قشور تكون على العظم دون اللحم. [3] في الإصابة: «فقضى فيها النبي صلّى الله عليه وسلّم بخمس عشرة فريضة» . والفريضة: البعير. [4] أقصّى الحاكم فلانا من فلان، إذا مكّنه من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله: من قتل، أو قطع، أو ضرب، أو جرح. [5] كلمة «من» ساقطة من الأصل هنا. وفي نهاية ابن الأثير (وزع) : «ومنه حديث أبي بكر، أنه شكى إليه بعض عماله ليقتصّ منه فقال: أقيد من وزعه الله؟!» وفي رواية أنّ عمر قال لأبي بكر: أقصّ هذا من هذا بأنفه. فقال: «أنا لا أقصّ من وزعة الناس» . الوزعة: جمع وازع، وهو الذي يكف الناس ويحبس أولهم على آخرهم. [6] خارجة بن سنان: أخو هرم بن سنان ممدوح زهير، جدهما أبو حارثة بن مرة بن نشبة بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. المعارف 38، والاشتقاق 288، والجمهرة 252.

فيستخرج لتمام. قالوا: ماتت أمّه وهي تطلق به [1] ، فاستخرج من بطنها، فسمّي خارجة. ويزعمون أنّ البقير من النّاس والخيل يعرف ذلك في لون جلده. قالوا: وكان مسلمة بن عبد الملك أصفر الجلد كأنّه جرادة صفراء، وكان يلقّب جرادة [2] ، ويقال له «جرادة مروان» . وكان بشر بن مروان مصفّرا. وكان عمر بن عبيد الله بن معمر [3] أحمر غليظا، يحتجم في كلّ سبعة أيّام مرّة، ولذلك كان يقال «أفرس النّاس أحمر بني تيم، وحمار بني تميم» ، يريدون عبّاد بن الحصين [4] .

_ [1] يقال طلقت المرأة طلقا، بالبناء للمجهول، وطلقت أيضا ككرمت. والطلق بالفتح: المخاض والوجع عند الولادة. [2] انظر البيان 1: 292. [3] عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ولي فارس لمصعب بن الزبير وتولي حرب الأزارقة سنة 68. وأرسله عبد الملك بن مروان لقتال أبي فديك الخارجى سنة 73، وعاد إليه فصار في جلسائه، وله أخبار في نوادر المخطوطات 1: 77، ورسائل الجاحظ 2: 129، والاشتقاق 146، والمحبر 66، 155. وانظر الاشتقاق 146، والجمهرة 140، وكتب التاريخ في وفيات سنة 82. [4] في الاشتقاق 202: «فمن رجال الحبطات: عباد بن الحصين فارس بني تميم في دهره غير مدافع» . وفي الأغاني 14: 103 أن عباد بن الحصين كان على شرطة الحارث ابن عبد الله بن أبي ربيعة الملقب؛ بالقباع- وهو أخو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، كما في الشعراء 535 فامتدح زياد الأعجم عباد بن الحصين، وطلب إليه حاجة فلم يقضها، فقال زياد:-

ولذلك قال عمر بن عبيد الله في خطبته لعائشة بنت طلحة: تخرجون من عبد أصفر [مبسور] [1] إلى أحمر مشهور! وأما قولهم في الأصفر القحاني [2] ، فإنّا لا ندري أيّ المعاني أرادوا الصّفرة التي ينسب إليها؟ الألوان، أم اصفرار الجلدة كجلد جرادة مروان. وقد خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث [3] ويزيد بن المهلّب، على تحقيق الرّواية في الأصفر القحطاني [4] . ولم يكن بين ألوانهما وبين

_ - سألت أبا جهضم حاجة ... وكنت أراه قريبا يسيرا أبو جهضم: كنية عباد، وكان من الحبطات من تميم، كما في البيان 4: 36، والمحبر 222. وأما تلقيبه بالحمار فلقول زياد الأعجم في هجو الحبطات: رأيت الحمر من شرّ المطايا ... كما الحبطات شرّ بني تميم وفي الأصل هنا: «يزيد وابن عباد بن الحصين» والصواب ما أثبت. ونظيره في المحبر 222: «حكي عن المهلب أنه سئل: من أشد الناس؟ قال صاحب البغلة الشهباء؛ يريد عباد بن الحصين الحبطي» . وفي المعارف 182: قال الحسن: ما كنت أرى أن أحدا يعدل بألف فارس حتى رأيت عبادا. [1] المبسور: من به الباسور. [2] التكملة من ضوء ما في نوادر المخطوطات 1: 71، والأغاني 10: 54. [3] هو عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، صاحب الوقائع مع الحجاج، وكان الحجاج قد سيره بجيش لغزو رتبيل بسجستان، فدخلها واتفق مع قادة جيشه على إخراج الحجاج من أرض العراق، فانتقض عليه وظفر عبد الرحمن وتم له ملك سجستان وكرمان والبصرة وفارس إلا خراسان، وحدثت بينه وبين الحجاج وقعة دير الجماجم التي هزم فيها، وقبض عليه رتبيل وقتله وبعث برأسه إلى الحجاج سنة 85. [4] في الكامل لابن الأثير في حوادث سنة 439 «ظهور الأصفر وأسره» قال: «في هذه السنة ظهر الأصفر التغلبي برأس عين وادعى أنه من المذكورين في الكتب، واستغوى أقواما-

الصّفرة سبب. وخرج على ذلك ثابت بن نعيم الغامدي [1] بالشام، وكان كأنّه لم يزل مغموسا في الورس [2] . وخبّر أبو عبيدة قال: رأيته مصلوبا. ومن الصّفر: يزيد بن أبي مسلم [3] ، قالوا: وكان كأنّه الزعفران.

_ - بمخاريق وضعها، وجمع جمعا وغزا نواحي الروم فظفر وغنم وعاد، وظهر حديثه وقوي ناموسه، وعاودوا الغزو في عدد أكثر من عدد الأول، ودخل نواحي الروم وأوغل، وغنم أضعاف ما غنمه أولا حتى بيعت الجارية الجميلة بالثمن البخس» . وفيه أيضا: «فركب يوما غير متحرز فأبعد، وهم معه، يعني قوما من بني نمير، فعطفوا عليه وأخذوه وحملوه إلى نصر الدولة بن مروان» . وفي التنبيه والإشراف 272 خبر ظهور ابن الأشعث باسم الأصفر القحطاني. وأخرج البخاري الحديث في كتاب الفتن 9: 58 عن أبي هريرة قال: «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه» . وكذا أخرجه مسلم في كتاب الفتن 8: 183 بلفظ البخاري. [1] في الطبري 7: 296، 297، 312، 314، 315 أنه «الجذامي» وأنه خرج على مروان بن محمد وغدر به، وأن مروان كتب إلى الرماحس في طلب ثابت والتلطف به، فدلّ عليه رجل من قومه فأخذ ومعه نفر، فأتي به إلى مروان مؤثقا بعد شهرين، فأمر به وببنيه الذين كانوا في يديه فقطعت أيديهم وأرجلهم، ثم حملوا إلى دمشق وصلبوا على أبوابها. وذلك في حوادث سنة 127. [2] في الأصل: «كأنه لم ير» ، والوجه ما أثبت. الورس: نبت مثل نبات السمسم يكون باليمن، فإذا جف عند إدراكه تفتقت خرائطه، فينفض فينتفض منه الورس، وهو صبغ أصفر. [3] هو زيد بن أبي مسلم، وهو دينار الثقفي، كان مولى الحجاج بن يوسف وكاتبه، فلما حضرت الحجاج الوفاة استخلفه على الخراج بالعراق، فلما مات أقره الوليد بن عبد الملك وقال في شأنه: «مثلي ومثل الحجاج وأبي مسلم، كرجل ضاع منه درهم فوجد دينارا» . ولما مات الوليد، وتولى أخوه سليمان بن عبد الملك عزله، فلما ولي بعده يزيد بن عبد الملك استعمله على إفريقيه، فقتل بها سنة 102 واتّهم بقتله عبد الله بن موسى بن نصير. وفيات الأعيان والمحبر-

واسم أبي مسلم دينار، ولم يكن مولى الحجّاج، وكان يرى قتل الأئمّة [1] . زعم بعضهم أنه كان يرى رأي الخوارج، وكان لسنا خطيبا شديد العارضة، حسن الملبس حسن المأكل، لا يخون ولا يدع أحدا يخون، ولم يكن يحبّ الولاية [2] إلّا لقتل الناس. وكان على ديوان الرسائل فلشهوته لقتل الناس سأل الحجّاج أن يولّيه ديوان الاستخراج [3] ، وكان يكنى بأبي العلاء. ومن الصّفر: المضاء [4] بن القاسم التّغلبي، الفارس الخطيب، قتله المنصور بعد خروجه مع إبراهيم بن عبد الله صبرا. وخبّرني من رآه يوم المربد [5] وهو أصفر، على برذون أصفر، عليه عمامة صفراء وخفتان أصفر [6]

_ - لابن حبيب 492، وإعتاب الكتاب لابن الأبار 57- 59. وانظر أخبارا له متفرقة في 42، 43، 49، 51، 52، 55، 57. [1] في الأصل: «الأمة» ، ولا وجه له. وكان يزيد يصعد المنبر ويقول: علي بن أبي طالب لص ابن لص، البيان 2: 204. وهذه جرأة فاجرة. ويذكر الشهرستاني في الملل والنحل 1: 158 من آراء في الأئمة: «وإن غيّر السيرة وعدل عن الحق وجب عزله أو قتله» . [2] في الأصل: «الولائد» ، تحريف. [3] في حواشي البيان 2: 43: «دار الاستخراج هي دار العذاب التي كان العمال يعذبون فيها» . وصاحب الاستخراج هو الموكل باستصفاء أموال من اتهم باختلاس مال الدولة من الوزراء والكتاب، والولاة، وجباية الخراج. وكان يستخدم كل ما لديه من وسائل التعذيب والإرهاق ليستخرج هذه الأموال. انظر البيان 2: 166. [4] كان المضاء هذا ممن خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن سنة 145 وفيها كانت هزيمة إبراهيم ومقتله على يد حميد بن قحطبة. انظر الطبري وغيره في حوادث سنة 145. [5] كان يوم المربد هذا في سنة 132 حين أتى سلم بن قتيبة المربد، ووجه الخيول في سكة المربد وسائر سكك البصرة لقتال أتباع سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب، وغلب على البصرة، حتى بلغه قتل ابن هبيرة فشخص عنها. تاريخ الطبري في حوادث سنة 132. [6] خفتان، بفتح الخاء: لفظ فارسي لم تذكره المعاجم العربية ولا تعرض له الجواليقي.-

ومن البرصان المجاهيل

وكان كلّ شيء من المأمون على لون جسده، إلّا ساقيه، فإنّه كان في لونهما صفرة وكان يجد في رجليه خصرا شديدا [1] ، وكان ربّما لبس في الصّيف خفّ لبود وهو جالس في الخيش [2] . وزعم ناس أنّ العيص بن إسحاق [3] كان أصفر اللّون، ولذلك قيل للرّوم: بني الأصفر. والرّوم تزعم أنّهم أضيفوا إلى الذهب الأصفر. ومن البرصان المجاهيل قال الكلبي: حدّثني رجل من جرم، قال: وذهب عنّى اسمه [4] ، قال: وفد رجل من النّخع يقال له قيس بن زرارة بن الحارث [5] في نفر من قومه، وكان نصراننّا فقال: رأيت في طريقي رؤيا،

_ - وقال أدي شير 56: «فارسي محض، وهو ثوب من القطن يلبس فوق الدرع. ومنه التركي: قفطان» . وعند استينجاس 468 ما ترجمته أنه ثوب يلبس تحت السلاح، أي الدرع ونحوه. وانظر الحيوان 5: 322. [1] الخصر، بالتحريك وبالخاء المعجمة: البرد يجده الإنسان في أطرافه. وفي الأصل: «حصرا» بالحاء المهملة، تحريف. [2] أي في بيت من الخيش. والخيش: ثياب رقاق النسج، غلاظ الخيوط تتخذ من مشاقة الكتان. وانظر رسائل الجاحظ 1: 393. وقال أدي شير 59: «فارسي محض» . على حين تعده المعاجم العربية لفظا عربيا. [3] هو «عيصو» عند ابن خلدون 1: 63. وفي التكوين 25: 25، «عيسو» . وعند ابن حزم 511: «عيصاب» . ونقل ابن خلدون 1: 64 عن ابن حزم: «اسمه عيصاب أو عيصو» . [4] في الأصل: «وذهب عني اسمه» . [5] فى طبقات ابن سعد وسيرة ابن سيد الناس 2: 258، والطبري سنة 11، والاستيعاب 811، والإصابة 2789 أن رئيس الوفد هو زرارة بن عمرو النخعي. وفي النهاية واللسان (سفع) أنه أبو عمرو النخعي» . وكان وفد النخع آخر الوفود كما في الطبري والاستيعاب، وقيل: كان وفود النخع في السنة التاسعة للهجرة، كما في الإصابة والاستيعاب.

أبو جهل

فقدمت على النبيّ عليه السلام وأسلمت، وقلت: يا رسول الله، إنّي رأيت في سفري هذا إليك رؤيا، قال: وما هي؟ قال: رأيت أتانا لي تركتها في الحيّ، وأنّها ولدت جديا أسفع أحوى [1] ، ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض، ورأيت النّعمان بن المنذر في أعظم ما كان ملكه، عليه قرطان ودملجان [2] ، ورأيت نارا أقبلت وهي تقول: لظى لظى [3] : بصير وأعمى، أطعموني أكلكم [4] . قال: فحال بيني وبينها ابن لي يقال له عمرو. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أمّا الأتان التى وضعت جديا فهي جارية لك أصبتها فولدت غلاما فانتفيت منه» قال: نعم، فما باله أسفع أحوى؟ قال: «ادن منّي» . فدنوت منه فقال لي: «أبك بياض؟» . قال: قلت: نعم والذي بعثك بالحقّ ما رآه إنسيّ علمته [5] . قال: «وأمّا النّار فإنّها فتنة تكون في بعض الزّمان، وإن متّ أدركت ابنك، وإن مات ابنك أدركتك» وفيه كلام غير هذا [6] .. [أبو جهل] أبو الحسن وغيره عن ابن جعدبة [7] ، قال: كان بأبي جهل برص بأليته وغير ذلك، فكان يردعه بالزّعفران [8] ، فلذلك قال عتبة بن ربيعة [9] :

_ [1] السفعة: السواد المشرب حمرة. والحوة: حمرة تضرب إلى سواد. [2] الدملج، كعصفر، والدملوج أيضا، كعصفور: حلية تجعل في العضد كالسوار. [3] لظى: اسم من أسماء النار، لا تنون ولا تنصرف، للعلمية والتأنيث. [4] بعده في سيرة ابن سيد الناس: «أهلكم ومالكم» . [5] في سيرة ابن سيد الناس: «ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك» . وفي الإصابة: «ما علمه أحد من الخلق قبلك» . وفي الاستيعاب: «ما علمه أحد قبلك» . [6] انظر في الإصابة، حيث تجد بقية تعبير الرؤيا. وفيها أيضا: «فكان ابنه عمرو بن زرارة أول خلق الله تعالى خلع عثمان بن عفان» . [7] سبقت ترجمته وتحقيق اسمه. [8] يردعه: يطليه ويلطخه. [9] هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، قتل هو وأخوه شيبة يوم بدر كافرين، وكانا من أشراف قريش-

«سيعلم مصفّر استه [1] ايّنا ينتفخ سحره [2] » . ويقول بعضهم: كلّ مستوه مثفار [3] ، ولكنّ عتبة كنى عن ذلك. قالت مخزوم: فقد قال قيس بن زهير لأصحابه وهو يريدهم على قصّ أثر حذيفة بن بدر وأصحابه: إنّ حذيفة رجل مخرفج [4] تحرق الخيل بادّه [5] ولكأنّي بالمصفّر استه مستنقع في جفر الهباءة [6] . فاتّبعوهم فألفوهم على تلك الحال التي ظنّ وقدّر.

_ - وأجوادها. وكان عتبة قد أرسل حكيم بن حزام إلى أبي جهل ليثني عزمه عن القتال، وقال له: إن عتبة أرسلني إليك بكذا وكذا. فقال: انتفخ والله سحره حين رأى محمدا وأصحابه! فلما بلغ عتبة قول أبي جهل قال: «سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره أنا أم هو؟ قال السهيلي في الروض 2: 67: «وقوله مصفر استه كلمة لم يخترعها عتبة ولا هو بأبي عذرها، قد قيلت قبله لقابوس بن النعمان، أو لقابوس بن المنذر، لأنه كان مرفّها لا يغزو في الحروب، فقيل له: مصفّر استه، يريدون صفرة الخلوق والطيب. وقد قال هذه الكلمة قيس بن زهير في حذيفة «يوم الهباءة» وانظر بقية البحث فيه. [1] قال السهيلي: «إنما أراد مصفر بدنه، ولكنة قصد المبالغة في الذم فخص منه بالذكر ما يسوءه أن يذكر. [2] السحر، بالفتح وبالتحريك أيضا: الرئة، وانتفاخه كناية عن الجبن، كما يقال انقطع سحره، إذا يئس. [3] المستوه: العظيم الاست، والمثفار: المأبون. [4] المخرفج، من الخرفجة، وهي سعة العيش. [5] تحرقه، بضم الراء وكسرها، أي تسحجه، من حرقه يحرقه حرقا: برده وحك بعضه ببعض، والمحرق كمنبر: المبرد. والبادّ: باطن الفخذ، وهما بادّان. وفي الأصل: «باره» ، والصواب ما أثبت. وفي مجمع الأمثال عند قولهم: (قد وقع بينهم حرب داحس والغبراء) : «محرق الخيل نازه» ، وهو تحريف شنيع. [6] استنقع في الماء: ثبت فيه يبترد، والمكان مستنقع بفتح القاف. وجفر الهباءة: بئر بأرض الشّربّة قتل بها حذيفة وحمل: ابنا بدر. والجفر: البئر. والهباءة: أرض ببلاد غطفان.

وقد بلغني أيضا أنّ حذيفة كان مستوها مثفارا [1] . ولم نر أحدا قال ذلك. وإنّما هذه الكلمة تقال لأصحاب التّرف والدّعة [2] . عبيد الله بن محمد [3] ، عن حمّاد بن سلمة [4] ، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «الحجر الأسود من الجنّة، كان أشدّ بياضا من الثّلج حتّى سوّدته خطايا أهل الشرك» [5] .

_ [1] انظر ما سبق في الحواشي. [2] يعني «المصفّر استه» . ونحوه في الروض الأنف 2: 67، «وسادة العرب لا تستعمل الخلوق والطيب إلا في الدعة والخفض، وتعبيه في الحرب أشد العيب. وأحسب أنّ أبا جهل لما سلمت العير وأراد أن ينحر الجزر ويشرب الخمر ببدر وتعزف عليه القيان بها، استعمل الطيب، أو همّ به، فلذلك قال له عتبة هذه المقالة. ألا ترى إلى قول الشاعر في بني مخزوم: ومن جهل أبو جهل أخوكم ... غزا بدرا بمجمرة وتور يريد أنه تبخر وتطيب في الحرب» . [3] هو أبو عبد الرحمن عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله ابن معمر التيمي البصري، المعروف بالعيشي والعائشي؛ وبابن عائشة؛ لأنه من ولد عائشة بنت طلحة. روى عن حماد بن سلمة تسعة آلاف حديث، كما في ترجمته وترجمة حماد بن سلمة في التهذيب 3: 12/7: 45. وروى عنه أحمد ووثقة. وكان من سادات أهل البصرة كريما سخيا. توفي سنة 228. قلت: وردت نسبته في التهذيب «التميمي» صوابها «التيمي» لأنه من بني تيم بن مرة. الجمهرة 140. [4] أبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار البصري مولى تميم، ويقال مولى قريش. روى عن ثابت البناني، وقتادة، وخاله حميد الطويل وغيرهم. وعنه ابن جريج، والثوري وشعبة، وهم أكبر منه، وابن المبارك، وعبيد الله العيشي السابق الذكر، وغيرهم. وكان يعدّ من الأبدال، وعلامة الأبدال عندهم: ألّا يولد له. تزوج سبعين امرأة فلم يولد له. توفي سنة 167. تهذيب التهذيب وصفة الصفوة 3: 273. [5] رواه الترمذي والنسائي، كلاهما في (الحج) . وفي الجامع الصغير 9258 أنه حديث صحيح: ويروى: «أشد بياضا من اللبن» .

وزعم ابن الكلبي وغيره أنّ خالدا الأصبغ بن جعفر بن كلاب [1] ولد أبيض النّاصية. وزعم أبو سعيد الرفاعي عن مقاتل [2] ، أنّ الأبرص الذي دعا له عيسى بن مريم ولد أبرص [3] . وزعم بعضهم أنّ أمّ الفرزدق كانت برصاء [4] . أما عورها وعمى غالب، فهذا ما لا يدفعونه، لأنّ الشاهد عليه من الأشعار كثير. فأما ما ادّعوا عليها من البرص فلسبب قول جرير: ترى برصا بأسفل أسكتيها ... كعنفقة الفرزدق حين شابا [5] وإنّما هذا سفه وتفحّش يلتمس به غيظ المنسوب، وأكثر من يتكلّم

_ [1] في الأصل: «خالد بن الأصبغ» ، وإنّما هو «خالد الأصبغ» وقد انفرد الجاحظ هنا وابن حزم في الجمهرة 284 في ذكرة بهذا اللقب. وانظر أخباره ومقتله في المعارف 40 والاشتقاق 295، والأغاني 10: 16، وذكره ابن حبيب في المحبر 249، أنه كان من الجرّارين من مضر وقاد هوازن بعد قتله زهير بن جذيمة يوم النفراوات. ولم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرأس ألفا. وفيه يقول الفرزدق: فسيف بني عبس وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد [2] هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني، صاحب التفسير، أخذ التفسير عن ابن الكلبي. وكان متهما في الرواية. توفي سنة 150. تهذيب التهذيب. [3] كان عليه السلام، لا يداوى إلّا بالدعاء، كما في تفسير أبي السعود وأبي حيان في تفسير قوله تعالى «وأبرىء الأكمه والأبرص» . وعند أبي حيان أيضا: «كان عيسى يبرىء بدعائه والمسح بيده كل علة» . تفسير أبي حيان 2: 466- 467. [4] أم الفرزدق هي لينه بنت قرظة الضبية، من بني السيّد بن مالك بن بكر بن سعد ابن ضبة. النقائض 188، والاشتقاق 192، والأغاني 19: 2. [5] ديوان جرير 69 برواية: «بمجمع إسكتيها» . وفي النقائض 1053: «بأسفل أسكتيها» . وفي اللسان (أسك) : «يلوح بأسكتيها» . والأسكتان، بكسر الهمزة وفتحها: شفرا الرحم، وقيل جانباه مما يلي شفريه. والعنفقة، بفتح العين: ما نبت على الشفة السفلى من الشعر.

بمثل هذا الغضبان السّفيه، الضيّق الصّدر، والذي يقول لصاحبه: يا ابن الفاعلة، ليس يقدّر فيه أنّ النّاس يجعلون قوله ذلك شاهدا، إنّما هو تشفّى غضبان يريد بذلك الفحش وإدخال الغيظ. وهذا كما ذكر عمرو الأعور الخاركي [1] أمّ المخلخل الشاعر [2] الذي كان يهاجيه: وقد طوّلت الإسب ... فصار الإسب قاريّه [3] علاها برص الصّدع ... فصارت أنذرانيّه [4] وقال أبو الحسن وغيره: قدم على يزيد بن أسيد السّلميّ [5] رسول

_ [1] الخاركي، بفتح الراء: نسبة إلى خارك: جزيرة في وسط الخليج العربي، قال ياقوت: وقد نسب إليها قوم، منهم الخاركي الشاعر في أيام المأمون وما يقاربها. وقد ذكره الجاحظ في الحيوان 1: 176 كما ترجم له المرزباني في معجمه 219 وقال: «أزدي بصري، أصله من خارك: قرية بفارس على البحر، ما جن خبيث الشعر» . وفي الأصل: «الخارجي» ، صوابه ما أثبت. [2] المخلخل: لقب له، واسمه عمرو، كما في معجم المرزباني 217 قال: «مولى ثقيف بصري» ، وروى له أبياتا في هجاء عمرو الخاركي. [3] في الأصل: «وقد طولت الاستقصار» ، وجهه ما أثبت من الورقة لابن الجراح 58 نقلا عن الجاحظ. والإسب، بالكسر: شعر الفرج، ويقال له الشّعرة أيضا، كما في اللسان (أسب) . والقارية، بتشديد الياء: لغة عامية في القارية بتخفيفها، وهو طائر أخضر اللون أصفر المنقار طويل الرجل. اللسان (قرأ 40- 41) . [4] الأنذراني: لغة عامية في الذرآنية. والذرآني بتحريك الراء وإسكانها صفة للملح الشديد البياض. وفي الأصل والورقة: «بردانية» . [5] ذكره ابن حزم في الجمهرة 262 ورفع نسبه إلى بهثة بن سليم، وقال: «من قوّاد بني العباس» . ولّاه السفاح أرمينية سنة 134. ويذكر الطبري مواقف له مع المنصور؛ وأنه غزا الصائفة له في سنة 155، 157 كما غزا في زمن المهدي قاليقليا سنة 162 وفيه وفي يزيد بن حاتم المهلبي يقول ربيعة الرقي:-

ومن البرصان

من قبل المنصور، فدخل الرسول وكان شديد السّواد وعليه عمامة خضراء، وعليه خفتان أحمر [1] وجعل يتكلّم، فقال يزيد: حسبك يا غراب البين!. [ومن البرصان] [عمرو بن عمرو بن عدس] قالوا: وكان عمرو بن عمرو بن عدس [2] أبرص، قتله أنس الفوارس [3] ، فقال جرير: هل تذكرنّ على ثنيّة أقرن ... أنس الفوارس يوم يهوي الأسلع [4] قال: وهجا بعض الشّعراء ولده بذاك، ورماهم بالبرص فقال: وما كان أفواه الكلاب وبقعها ... لترحل إلّا في الخميس العرمرم أمّا التّبقيع فقد قلنا فيه [5] . وقد زعموا أنّهم إنّما قيل لهم أفواه الكلاب لمكان البخر، وقد كذبوا، إنّما يقال ذلك لأصحاب الخطوم

_ - لشتان ما بين اليزيد في الندى ... يزيد سليم والأغرّ ابن حاتم وهو من شواهد العربية. انظر مراجعه ومراجع قصته في معجم شواهد العربية. [1] الخفتان، بفتح الخاء، سبق تفسيره وفي الأصل «خفان أحمر» . [2] في الأصل: «عمر بن عمرو» ، مع ضبط «عمر» بضم العين وفتح الميم، والصواب ما أثبت. وكان عمرو هذا سيد بني دارم وفارسها في الجاهلية. الاشتقاق 235، والجمهرة 232. وفي ضبط دال «عدس» هذا خلاف، وفي القاموس: «وعدس، كزفر أو بضمتين: رجل. وعدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بضمتين، ومن سواه كزفر» . والأفصح ضبطه هنا بضم الدال. [3] انظر ما سبق في ص 82. [4] سبق البيت والكلام عليه في الورقة 34. ورواية «هل تذكرن» لم أجدها في غير هذا الموضع. وقد ضبطت في الأصل بضم الراء وتشديد النون. وقد ورد التوكيد بعد الاستفهام في شواهد كثيرة، منها قول الأعشى: وهل يمنعنّي ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين [5] يشير إلى ما سبق في ص 76.

والخراطيم. وكلّ سبع يكون طيّب الفم كالكلب وما أشبهه فإنّه لا يوصف بذلك، وإنّما يعتري ذلك مثل الأسد والصّقر وكلّ شيء جافّ الفم. ألا ترى أنّ طيب الأفواه عامّ في الزّنج وفي كل مجنون يسيل لعابه. ومن استنكه النائم السائل الفم والنائم الجافّ الرّيق عرف اختلاف ما بينهما [1] . ويزعمون أنّ الظباء أطيب البهائم أفواها [2] ، وفيها جملة ليست في شيء من الحيوان، وذلك أن أبعار الظباء موصوفة بطيب البنّة [3] . نعم حتى صاروا إذا سلئوا السّمن طيّبوه بها، قال الفرزدق: من السّمن ربعي يكون خلاصه ... بأبعار آرام وعود بشام [4]

_ [1] انظر مثيل هذا في الحيوان 2: 154. [2] الحيوان 2: 155. [3] البنة، بالفتح: الرائحة الطيبة. وفي الحديث «إن للمدينة بنّة» . وفي الأصل هنا: «البنية» تحريف. وانظر الحيوان 2: 264 س 7. [4] البيت لم يرد في ديوان الفرزدق ولا في النقائض وهو في الجمهرة 1: 294. وعجزه في الاشتقاق 212. وهو مع بيت قبله وبيت بعده في اللسان (خلص 294) في خبر عن الأصمعي قال: مر الفرزدق برجل من باهلة- يقال له حمام، ومعه نحي سمن، فقال له الفرزدق: أتشتري أعراض الناس قيس منّي بهذا النحي؟ فقال: الله عليك لتفعلنّ إن فعلت؟ فقال: الله لأفعلن: فألقى النّحي بين يديه وخرج يعدو، فأخذه الفرزدق وقال: لعمري لنعم النحي كان لقومه ... عشية غبّ البيع نحي حمام من السّمن ربعي يكون خلاصه ... بأبعار آرام وعود بشام فأصبحت عن أعراض قيس كمحرم ... أهلّ بحجّ في أصمّ حرام » وباهلة هم مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان. والرّبعي: ما كان في زمن الربيع. والخلاص، بالكسر، والخلاصة بالكسر والضم: ما خلص من السمن، لأنهم إذا طبخوا الزبد ليتخذوه سمنا طرحوا فيه شيئا من سويق وتمر، أو أبعار غزلان، ليخلص من اللبن والثّفل. وفي الجمهرة والاشتقاق: «بأبعار صيران» . والصيران: قطعان البقر. والآرام: الظباء، أو أولادها، والبشام، كسحاب: شجر طيب الريح والطعم، يستاك به.

أيمن بن خريم بن فاتك [4]

والدليل على نتن أفواه الأسد قول الحكم بن عبدل [1] لمحمد بن حسّان بن سعد [2] : ونكهته كنكهة أخدريّ ... شتيم شابك الأنياب ورد [3] . ومن البرصان: أيمن بن خريم بن فاتك [4] كان عند عبد العزيز

_ [1] الحكم بن عبدل بن جبلة الأسدي، شاعر خبيث اللسان من شعراء الدولة الأموية، منشؤه ومنزله الكوفة، كان ممن نفاه ابن الزبير من العراق كما نفى منها عمال بني أمية، فقدم دمشق ونال من عبد الملك حظوة، فكان يدخل عليه ويسمر عنده. وكان أعرج لا تفارقه العصا، فترك الوقوف بأبواب الملوك، وكان يكتب حاجته على عصاه ويبعث بها مع رسله، فلا يحبس له رسول ولا تؤخّر له حاجة. الأغاني 2: 144- 153، ومعجم الأدباء 10: 228- 239 فوات الوفيات 1: 286- 287. [2] محمد بن حسان بن سعد التميمي، كان واليا على خراج الكوفة، وكان الحكم ابن عبدل كلمه في رجل من العرب أن يضع عنه ثلاثين درهما من خراجه، فقال: أماتني الله إن كنت أقدر أن أضع من خراج أمير المؤمنين شيئا! فهجاه الحكم بقصيدة دالية منها هذا البيت. وما زال يزيد في قصيدته هذه حتى مات. وهي طويلة جدا واشتهرت، حتى إن كان المكاري ليسوق بغله أو حماره فيقول: «عدّ أمات الله حسّان بن سعد!» نظرا إلى قوله فيها: يقول أماتني ربّي، خداعا ... أمات الله حسّان بن سعد فكان أبوه إذا سمع ذلك يقول: بل أمات الله ابني محمدا، فهو عرّضني لهذا البلاء في ثلاثين درهما. انظر الأغاني 2: 148. [3] الحيوان 1: 252/2: 155، والأغاني 2: 148، ومعجم الأدباء: 10: 232. وفي الأغاني والمعجم: «نكهت علىّ نكهة أخدري» . والأخدريّ عنى به الأسد، كما في الحيوان 1: 154. وإن كان قد فسر الأخدري في موضع آخر بأنه ضرب من الحمر الوحشية، كما هو معروف في المعاجم. انظر الحيوان 1: 139. ويروى: «أعصل الأنياب» . والشتيم: العبوس الكريه الوجه، والورد بالفتح، من الوردة بالضم، وهى لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة. ويقال للأسد: ورد، وللفرس: ورد أيضا. [4] هو أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك الأسدي. وينسب، كما هنا إلى جد أبيه. وقد سبقت ترجمته في ص 91.

ابن مروان، فدخل عليه نصيب أبو الحجناء [1] مولى بني ضمرة، فامتدحه، فقال عبد العزيز: كيف ترى شعره؟ قال: إن كان قال هذا فليس له ثمن، وإن كان رواه فثمنه كذا وكذا [2] . فقال عبد العزيز: هو والله أشعر منك. قال: لا والله ولكنّك طرف ملول [3] . قال: أنا طرف ملول، وأنا أواكلك مذ كذا وكذا! وكان بأيمن بياض في يده، فتركه أيمن ولحق ببشر بن مروان [4] وقال: ركبت من المقطّم في جمادى ... إلى بشر بن مروان البريدا [5] فلو أعطاك بشر ألف الف ... رأى حقّا عليه أن يزيدا

_ [1] هو نصيب بن رباح، مولى عبد العزيز بن مروان، من شعراء الدولة الأموية كان فحلا فصيحا مقدما في النسيب والمدح، ولم يكن له حظ في الهجاء. وكان أهل البادية يسمونه «النصيب» تفخيما له، ويروون شعره، وكان عفيفا كبير النفس، مقدما عند الخلفاء. توفي سنة 108، وانظر الشعراء 410، والأغاني 1: 125- 145، واللآلىء 291- 292، ومعجم الأدباء 19: 228- 234، والعيني 1: 537- 538. وقد طبع ديوانه في بغداد 1968 بجمع وتقديم الدكتور داود سلوم. وهناك شاعر آخر عبد مثله، من شعراء الدولة العباسية، هو مولى المهديّ، نشأ باليمامة واشتري للمهديّ في حياة المنصور، والمهديّ إذ ذاك ولي عهد فاستنشده فأنشده فقال: والله ما هو بدون نصيب مولى بني مروان! والمهديّ إذ ذاك ولي عهد فاستنشده فأنشده فقال: والله ما هو بدون نصيب مولى بني مروان! فأعتقه وزوجه أمة له يقال لها «جعفرة» وكنّاه أبا الحجناء. انظر ترجمة هذا في الأغاني 20: 25- 34، ومعجم الأدباء 19: 234- 237. [2] في الأصل: «قيمته كذا وكذا» ، والوجه ما أثبت. [3] الطّرف: الذي لا يثبت على امرأة ولا صاحب. وقد سبق الخبر في ص 138 موجزا. وانظر له هنا الأغاني 1: 127/21: 7- 8. وفي الأصل هنا «ظرف» في هذا الموضع وتاليه، تحريف. [4] بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، كان من أجواد العرب، ولى إمرة العراقين لأخيه عبد الملك، وهو أول أمير مات بالبصرة. توفي سنة 75. المعارف 155، والجمهرة 105- 106، والخزانة 4: 117. [5] في الأصل: «إلى المقطع» ، صوابه من الأغاني في الموضعين. وفي الأغاني أنّ أيمن كان قد قال له: «ائذن لي أن أخرج إلى بشر بالعراق، واحملني على البريد» .

جعفر الخياط

فأعطاه بشر بن مروان مائة ألف. وكان أيمن يخضب يده ليغطّي البياض بالورس، وكان بشر لا يواكله، فاشتهى بشر لبنا فأتي بثريدة لبن، فقال لحاجبه: انظر من يأكل معي. فخرج فوجد أيمن بن خريم، فلما رآه بشر ساءه دخوله، فقال: يا أيمن، اشتهيت البارحة لبنا، قم إنّي نويت الصوم، فلا أرى أحدا أحقّ به منك. فأكل أيمن فلم يلبث أن اصفرّ اللّبن [1] ، فقال نصيب: تعالج بالحصّ البياض فلم تجد ... دواء ودواك عيسى بن مريما [2] . ومن البرصان: جعفر الخيّاط وهو جعفر بن دينار [3] ، اصطنعه المأمون فقاد الجيوش وفتح الفتوح، وولي الولايات، وله في منزله مروّة ظاهرة، وهو يعدّ في هذه الأقدار [4] ، وفي الطّوال اللّحى، وفيمن لا يكاد يسكت.

_ [1] في الأصل: «صفر اللبن» وقد تصح إذا قرئت «صفر» بالتشديد، أي جعله أصفر، ولكن الجاحظ لا يقولها. [2] سبق البيت برواية أخرى في ص 92 من المنسوخ مع نسبة إلى الأقيشر، وهو الوجه، وهذا البيت لم يرد في شعر نصيب. وانظر ما سبق من أن الحص وهو الورس كان يتلطى به من به برص. [3] هو جعفر بن دينار بن عبد الله الخياط، كان من قواد العباسيين وولاتهم. أشخصه المأمون سنة 215 هو وعجيف بن عنبسة إلى صاحب حصن سنان فسمع وأطاع، كما أشخصه المعتصم سنة 222 إلى الأفشين مددا، وجعله المعتصم على ميسرة الجيش في فتح عمورية سنة 223، كما ولى للمعتصم والواثق والمعتز. وفي خلافة المستعين قام بغزو الصائفة سنة 249. انظر الطبري وابن الأثير في حوادث هذه السنوات. [4] أي الأقدار الكريمة العظيمة. وفي الأصل: «الأقوال» .

علويه المغني

ومن البرصان: علّويه المغنّي وهو علّويه الأعسر [1] ، وأبوه الذي كان يقال له ابن القدريّ. وكان راوية للغناء عالما به جيّد الصنعة، وهو أحد مطربي عصره، لم يكن في ذلك العصر أبلغ في الإطراب من مخارق [2] وعلّويه، وكان يضرب بالعسراء [3] من غير أن يغيّر الأوتار. وكان صحيح الضّرب صافي الوتر. وكان إذا عالما تحدّث بعد أن يضع العود من يده لم يستوحش من حسن حديثه إلى غنائه وصوته [4] . فإن حكى تصوّر في كلّ صورة، وأضحك الثّكلان والغضبان. وكان جيّد الفرشة ظريف الآنية. وحدّثني عن نفسه حديثين عجيبين، قال لي ونحن في منزل بعض مياسير أهل الكرخ: لو أخبرك مخبر أن علّوية دخل الكرخ اليوم يبتاع طيلسانا مطبقا [5] ، إذ كان لا يملك طيلسانا، أكنت تصدّق؟ قلت: لا

_ [1] هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن يوسف، الملقب بعلوية، كان مغنيا حاذقا، مع خفة روح وطيب مجالسة، وملاحة نوادر. وكان إبراهيم الموصلي علّمه وخرّجه وعني به جدّا. وغنّى لمحمد الأمين وعاش إلى أيام المتوكل. ومات بعد إسحاق الموصلي بمديدة يسيرة. الأغاني 10: 115- 125، ونهاية الأرب 5: 9- 13. [2] هو مخارق بن يحيى بن ناوس الجزار، مولى الرشيد، وهو الذي كناه «أبا المهنّا» وكان وهو صبي ينادي على ما يبيع أبوه من اللحم. اشتراه إبراهيم الموصلي وأهداه للفضل بن يحيى، فأخذه الرشيد منه ثم أعتقه، وكان من أحذق الناس بالغناء، كان الواثق يقول: علوية أصح الناس صنعة بعد إسحاق، وأطيب الناس صوتا بعد مخارق. فهو قد أدرك زمان الواثق ومات سنة 231. الأغاني 21: 143- 159، ونهاية الأرب: 4: 304- 312 وانظر أيضا الأغاني 10: 117، والنجوم الزاهرة 2: 260. [3] العسراء: اليد اليسري. زاد في الأغاني 10: 117: «وكان عوده مقلوب الأوتار. البمّ أسفل الأوتار كلها، ثم المثلث فوقه، ثم المثنى، ثم الزّير. وكان عوده إذا كان في يد غيره مقلوبا على هذه الصفة، وإذا كان معه أخذه باليمنى وضرب باليسرى، فيكون مستويا في يده، ومقلوبا في يد غيره، وانظر نهاية الأرب 5: 9- 13» . [4] يقال استوحش منه: لم يأنس به. [5] الطيلسان: ضرب من الأوشحة يلبس على الكتف، أو يحيط بالبدن، خال عن-

والله. قال: فإنّ الأمر كما خبّرتك. قال لي: وأحدّثك بحديث هو أغرب من هذا وأعجب: ربّ والله ما أصبحت في يوم دجن من أوّله إلى آخره، فيتّفق ألّا يبعث إليّ أحد، ولا يمكنني أن أبعث إلى بعض إخواني، لتوقّعي في كل حال رسول من لا أمتنع من إجابته، فلا يبقى من أولئك أحد إلّا والذي يمنعه من الإرسال إليّ أنّه لا يجوز أن يكون الخليفة وأشباه الخليفة يتّفق أمرهم وقولهم على مثلي، لا يتّفق أن يتركه الجميع إلّا توهّم كلّ واحد على حدته أنّ غيره قد سبق إلي. فاتّفق منهم التّدافع، وبقيت أتثاءب وحدي، وإنّما يتهيّأ ذلك أن يدعني في ذلك اليوم الملك الأعظم فيتّفقون كلّهم على هذا الرأي. وكان وضحه في حلقومه حيث تغطّيه اللّحية. وذكر يوحنّا بن ماسويه أنّ موته إنّما كان بسبب دواء كان دفعه إليه لهذه العلّة. فلما دعا به في السّحر غلط الخادم فسقاه دواء كثير الأفيون [1] ، فشربه فمات. وكان يكنى أبا الحسن [2] .

_ - التفصيل والخياطة، معرب: تالسان الفارسية. ويقولون: يا ابن الطيلسان، يريدون: يا عجمي! والمطبق: ما أطبقت طبقة منه فوق الأخرى. [1] في الأصل: «كسر الأفيون» بإهمال النقط ولعل صوابه ما أثبت وجاء نظيره في الخزانة 11: 168: «وطرح بعض غلمانه في بعض أدويته شيئا كثيرا من الأفيون» في قصة وفاة الرئيس ابن سينا. وجاء في القاموس (فين) : «والأفيون: لبن الخشخاش المصري الأسود.. مخدّر وقليله نافع منوّم، وكثيره سمّ» . والذي في الأغاني 10: 115، ونهاية الأرب 5: 9 أنه خرج عليه جرب، فشكاه إلى يحيى بن ماسويه، فبعث إليه بدواء مسهل وطلاء، فشرب الطلاء واطلى بالدواء، فقتله ذلك. [2] في الأصل: «أبا الجن» ، صوابه ما أثبت من الأغاني ونهاية الأرب.

كتاب العرجان

[كتاب العرجان] بسم الله الرحمن الرحيم قد قلنا في البرصان وأسمائهم وأنسابهم، وصفاتهم وأقدارهم، والدليل على ذلك والشاهد، بالشعر الصحيح، والحديث المسند، وسنذكر شأن العرجان وأسماءهم وأنسابهم وصفاتهم وأقدارهم، بمثل ذلك من الأشعار الصحيحة والأسانيد المرضيّة. باب العرج طائفة بأسماء العرجان ومن العرجان الحارث الأعرج الملك الغساني وهو الحارث الأصغر [1] بن الحارث الأوسط بن الحارث الأكبر. وما أقلّ ما يجيء مثل هذا. وفي آل أبي طالب حسن بن حسن بن حسن [2] . وكان في بني مخزوم: الوليد بن الوليد بن الوليد [3] ، فلما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «قد

_ [1] كذا يذكره الجاحظ هنا أنه الأعرج، وإنما الأعرج هو الحارث الأوسط، وهو الحارث ابن أبي شمر. وأبوه هو الملقب بمحرق والمكنى بأبي شمر. واسمه الحارث الأكبر بن عمرو بن عامر كما في الاشتقاق 435، والعمدة 2: 178. أما الحارث الأصغر فهو الحارث بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر. وهذا الحارث الأعرج الأوسط هو الذي يكثر ذكره في الكتب وحوادث التاريخ، يقول ابن قتيبة في المعارف 280: «وكان خير ملوكهم وأيمنهم طائرا وأبعدهم مغارا، وأشدّهم مكيدة» . وبنته حليمة التي قيل فيها «ما يوم حليمة بسر» . وهو الذي أرسل إليه الرسول شجاع بن وهب الأسدي بكتاب يدعوه إلى الإسلام. السيرة 971 فلما قرأ الكتاب قال: أنا سائر إليه! فلمّا بلغ قوله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «باد ملكه» ابن الأثير 2: 213. [2] ومن ولده: حسن بن حسن بن حسن بن حسن، كما في الجمهرة 42. [3] هو الوليد بن المغيرة. وأبوه صحابي جليل وهو أخو خالد بن الوليد. وقد ولد هذا الثالث وسمي بالوليد أيضا، فلما سمع صلّى الله عليه وسلّم رثاء أم سلمة زوج النبي له وكانت ابنة عمه،-

جعلتم الوليد حنانا» [1] تسمّوا بغير الوليد. فإن قال قائل: فلم جاز حسن بن حسن بن حسن، ولم يجز الوليد ابن الوليد بن الوليد؟ قلنا: كأنّهم أرادوا تعظيم شأن الوليد الأوّل وإحياء ذكره والتيمّن باسمه. وكان الوليد بن المغيرة أحد المستهزئين، فكره النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مع قرب العهد بالجاهلية تعظيم شأن أولئك العظاء، والتنويه بأقدار أولئك الكبراء. وكان الحسن الأوّل الذي سمّي الثاني [باسمه] [2] ، والثاني الذي سمّي الثالث باسمه، ابن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وسليله، وأشبه النّاس خلقا وخلقا به، وسيّد شباب أهل الجنّة، وأرفع الناس في الإسلام درجة. فحكمهما يختلف. ولو فعل مثل ذلك اليوم بعض بني مخزوم، لم يكن [3] حكمه اليوم كحكمه يومئذ؛ كأمور كثيرة قد كانوا ينهون عنها يومئذ، كالذي كان من عدد المسلمين وكثرة عدد المشركين. من ذلك ترك الحرص على طلب الولد، والشّغف بكثرة الرّزق، والرغبة في المكاثرة للتّهيب [4] والتخويف، [و] للمناهضة، وبالقدرة

_ - إذ تقول: مثل الوليد بن الولي ... د أبي الوليد كفى العشيرة قال: «ما اتخذتم الوليد إلا حنانا» وسماه النبي صلّى الله عليه وسلم عبد الله. انظر نسب قريش 329، 330 والجمهرة 148، والإصابة 5015- 9152. [1] حنانا، أي موضع حنان تتعطفون عليه فتحبونه، وقيل هو اسم من أسماء الفراعنة فكره أن يسمى به. كذا في اللسان ونهاية ابن الأثير. [2] تكملة يفتقر إليها الكلام. [3] في الأصل: «ولم يكن» تحريف. [4] في الأصل: «للتهبب» .

والاقتسار [1] للعدوّ. ومن ذلك حضور صلاة الجماعة. ولم يجعل رسول الله في ذلك الدهر لابن أمّ مكتوم، [2] وهو أعمى عديم القائد، عذرا في التخلّف، إذ كان يسمع النّداء. ولو قصّر في ذلك العميان في بعض الحالات لم يكن حرجا، ولا عند تلك الجماعة مبهرجا، وإنّما جاز ذلك اليوم لاستفاضة الإسلام وعلوّه على أعدائه وظهور شأنه وتمكّن أركانه، فصاروا كما قال الله: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [3] . ألا ترى أنّه ليس على ظهرها بلد يناله الأخفاف والحوافر إلّا وهو مأخوذ عنوة أو صلحا على إعطاء الجزية، ولم يبق إلّا من اعتصم برءوس الجبال ولجج البحار، وبالوغول في الأوغال [4] ، أو ملك خضع للصّلح وإعطاء بعض الخرج [5] ، فوسم نفسه بالذلّة، وشهرها بإعطاء الجزية. وقد ذكر الحارث الأعرج النّابغة الذّبيانيّ فقال: هذا غلام حسن وجهه ... مستقبل الخير سريع التّمام [6]

_ [1] الاقتسار: الغلبة والقهر. وفي الأصل: «والاقترار» . [2] هو عبد الله أو عمرو بن أم مكتوم، كما في السيرة 432. وهو الذي نزلت فيه سورة (عبس) . وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهري. وأم مكتوم هي أم أبيه واسمها عاتكه. وكان ابن أم مكتوم خال خديجة رضي الله عنها. تفسير أبي حيان 8: 427- 428، والفخر الرازي 8: 331، والإصابة 4737، 5759 حيث يختلف في تعيين اسمه. وفي الأصل هنا «عبد الله بن مكتوم» تحريف. [3] من الآية 33 من سورة التوبة، و 9 من الصف. [4] الوغول: الدخول والإمعان. والأوغال: جمع وغل، وهو الشجر الملتف، وأنشد أبو حنيفة: فلما رأى أن ليس دون سوادها ... ضراء ولا وغل من الحرجات. [5] الخرج، بالفتح: الخراج، وهو شيء يخرجه القوم في السنة من مالهم بقدر معلوم. [6] الأبيات من مقطوعة في ديوانه 125 يهنىء بها النعمان بن الحارث الأصغر، وكان قد-

الأعرج، وهو الحارث بن كعب بن سعد [2]

للحارث الأصغر والحارث ال ... أوسط والأكبر خير الأنام [1] . ومن العرجان: الأعرج، وهو الحارث بن كعب بن سعد [2] وهو أبو قبيل من قبائل بني سعد، وهم بو الأعرج الذي سمعت بهم [3] ، رهط

_ - أدخله على مولود له. فتكون من نوادر شعر الجاهلية. وفي الأغاني 9: 161 أن النابغة نظر إلى النعمان بن الحارث أخي عمرو بن الحارث وهو غلام فقال فيه هذا الشعر. [1] في الأصل: «الأوسط والحارث الأكبر خير الأنام» . وكلمة «الحارث» في هذا مقحمة. وفي الديوان: للحارث الأصغر والحارث الأع ... رج والحارث خير الأنام وفي الأغاني: للحارث الأكبر والحارث الأص ... غر والحارث خير الأنام وفي الخزانة 1: 288 والشعراء 158: للحارث الأكبر والحارث ال ... أصغر والأعرج خير الأنام [2] هو الحارث بن كعب سعد بن زيد مناة بن تميم: الجمهرة 216، والنقائض 970، 1023، 1025. [3] الذي، هنا قد تكون محرفة عن «الذين» . أو يكون الجاحظ أراد محاكاة قوله تعالى: (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وقوله: (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ) ، أو كما ورد في بعض شواهد العربية من ورودها لغة في الذين بحذف النون، نحو قول أشهب بن رملية: وإن الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كل القوم يا أم خالد

زهرة بن جؤيّة [1] الفارس البطل ... وإنّما أعرجه عبشمس بن سعد [2] في حرب وقعت بينهم في شأن الهيجمامة بنت العنبر بن عمرو بن تميم [3] ،

_ [1] ورد اسمه في القاموس (زهر) والمشتبه 338 «زهرة بن جويرية» وكلاهما نص على أن «زهرة» بفتح الزاي. ولم تضبط الزاي في الإصابة 2815. و «جويرية» وردت في الأصابة «حوية» وضبطها ابن حجر بفتح المهملة وكسر الواو وتشديد التحتانية. وقد وردت برسم «حوية» و «الحوية» في مواضع كثيرة جدا من تاريخ الطبري أولها 3: 488 في حوادث سنة 14 حيث ذكر أنه كان من أمراء القادسية وأن ملك هجر كان قد سوّده في الجاهلية. أما ابن الأثير فأورده كما أورده الطبري في مواضع كثيرة. و «جؤية» وردت في بعض نسخ القاموس، وكذلك في الحيوان 7: 192. وقد شهد زهرة القادسية مع سعد بن أبي وقاص، وهو الذي قتل الجالينوس. وعاش إلى زمن الحجاج فقتل في وقعة شبيب الخارجي سنة 77. [2] هذا أحد قولين في تعيين من أعرج الحارث بن كعب. وتجده في أمثال الميداني عند قولهم: «حنت ولات هنت» وجمهرة العسكري عند قولهم: «تحلل غيل» . في قصة تذكر أن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، عشق الهيجمانة بنت العنبر بن عمرو بن تميم، فطرد عنها، فجاء الحارث بن كعب بن زيد مناة ليدفع عنه فضرب على رجله فقطعت. وهذا يطابق رواية الجاحظ هنا. والقول الثاني: أن الذي أعرجه هو غيلان بن مالك بن عمرو بن تميم، وذلك في يوم (تياس) حيث التقت قبائل من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وقبائل من بني عمرو بن تميم، فقطع غيلان ابن مالك بن عمرو بن تميم رجل الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فسمي الأعرج. فطلبوا القصاص، فأقسم غيلان ألا يعقلها ولا يقصّها حتى تحشى عيناه ترابا. وهو ما في النقائض 1025 والعقد 5: 236. وكذا ورد في الأصل هنا «عبد شمس» ، وهو يطابق ما نقله أبو عبيد البكري في فصل المقال 38 عن أبي عبيد القاسم بن سلام في أمثاله، وكذا المفضل بن سلمة في الفاخر 285. ولكن أهل العلم بالنسب، ومنهم ابن حزم في الجمهرة 215 يجمعون على أنه «عبشمس» . وكذا في القاموس. وفي تأصيله وتخريجه بحث رائع في فصل المقال والميداني. وفي الميداني أنه كان اسمه عبد العزى، وكان وسيم الوجه حسن الخلقة فسمي بعبشمس. وعبء الشمس: ضوءها. [3] في فصل المقال: «الهيجمانة: الدرة بالفارسية. وكانت الفارسية ودين الفرس فاشيا في بني تميم، ولذلك سمى لقيط أيضا ابنته دختنوس» . وانظر القاموس (هجم) .

وكذلك اسم سليط بن يربوع [1] . وكذلك اسم مقاعس، وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد. وكذلك شقرة [2] . وكذا الحرماز [3] ، وهو الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم. قالوا: وكذلك القباع المخزومي الخطيب [4] اسمه الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي. وقالوا: من كان ذا لقب في بني تميم فإنّ اسمه الحارث. وكان ينبغي أن نقول: كل حارث في بني تميم فهو ذو لقب. وقال شاعرهم في رجل الأعرج وهو الحارث بن كعب بن سعد: لا نعقل الرّجل ولا نديها ... حتّى ترى داهية تنسيها [5]

_ [1] سليط: لقب له. واسمه كعب بن الحارث بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ابن تميم. كما في الجمهرة 225. [2] شقرة: اسم لعدة قبائل يختلف تعيينها باختلاف ضبطها. وفي مختلف القبائل لابن حبيب 9: «في بني تميم بن مر شقرة- مع ضبطها بكسر القاف- وهو معاوية بن الحارث بن تميم. وشقرة بجزم القاف: ابن نبت بن أدد أخوة عدنان. وفي ضبة بن أد شقرة أيضا بن ربيعة بن كعب ابن سعد بن ضبة بن أد، وفي عبد القيس شقرة بضم الشين بن نكرة بن لكيز بن أقص. وفي جمهرة ابن حزم 207 أن الشقرات بنو الحارث بن تميم» . [3] في الاشتقاق 203: «واشتقاق الحرماز من الحرمزة، وهي حرارة الرأس والذكاء» . [4] أورد الجاحظ في البيان 1: 196 علة لقبه فقال: «وإنما سمي القباع لأنه أتى بمكتل لأهل المدينة فقال: إنّ هذا المكتل لقباع، فسمي به. والقباع: الواسع الرأس القصير، وكان الحارث أحد ولاة البصرة، استعمله عليها ابن الزبير. وروى عن عمر، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة. وروى عنه سعيد بن جبير، والشعبي، والزهري. تهذيب التهذيب، والإصابة 2039. وهو أخو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي. وكان حاول أن يصد أخاه عن قول الشعر فلم يفلح. الأغاني 1: 47. [5] الرجز لغيلان بن مالك بن عمرو بن تميم. وفي الأصل: «ولا بديها» صوابه في النقائض-.

ومن أشراف العرجان

ومن أشراف العرجان الحارث بن شريك الشيباني [1] وهو الحوفزان [2] ، وكنيته أبو حمار [3] . وقال مقّاس العائذي [4] لبني تغلب: لا توعدونا بالهذيل فإنّنا ... مع الحوفزان يجمع الجيش غازيا [5]

_ - 1025، والعقد 5: 237، وجمهرة العسكري 1: 176. وفي الجمهرة: «حتى نرى» بالنون وفي العقد: «حتى تروا» . [1] في الجمهرة 326: الحارث بن شريك بن الصلب، وفي الاشتقاق 358: الحارث بن شريك بن مطر. وفي النقائص 326 الحارث بن شريك بن عمرو، وعمرو هو الصلب بن قيس ابن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان. وهو يطابق ما في الجمهرة. [2] في النقائض 47: «وإنما سمي الحوفزان لأن قيس بن عاصم المنقري زجه بالرمح حين فاته فحفزه عن فرسه فعرج منها» . وفي الاشتقاق 358: «لأن قيس بن عاصم اقتلعه عن سرج بالرمح، وكل ما قلعته عن موضعه فقد حفزته» . والأصحّ من هذا ما ذكره ابن الأثير 1: 611 أن قيسا بن عاصم لما خاف أن يفوته الحوفزان حفزه بالرمح في ظهره. فاحتفز بالطعنة فنجا. فكلمة «احتفز» تلقي ضوءا على تسميته بالحوفزان. ولو لم يحتفز لكان الوجه أن يسمى محفوزا. [3] في الأصل: «أبو حماد» مع ضبط الحاء بفتح وتشديد الميم. والصواب ما أثبت عن النقائض 55، قال: «أبو حمار: الحوفزان، كان له ابنان، أحدهما يقال له: الحمار، والآخر: العفو، وهو الجحش» . والعفو مثلثة العين. وانظر ما سيأتي. [4] مقاس، بفتح الميم وتشديد القاف: لقب له، واسمه مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تميم بن الحارث. والعائذي: نسبة إلى أمهم عائذة بنت الخمس بن قحافة. وهو شاعر جاهلي كما نص عليه ابن دريد في الاشتقاق، وذكر المرزباني في معجمه 405 أنه مخضرم. وفي النقائض 1020 ما يدل على أنه أدرك الإسلام، وليس هناك نص يدل على أنه أسلم. وقال الآمدي 79: «وقيل له مقاس لأن رجلا قال: «هو يمقس الشعر كيف شاء، أي يقوله، يقال مقس من الأكل ما شاء» . ويقال في نسبه أيضا «الغامدي» كما في معجم المرزباني. وهو من شعراء المفضليات له القصيدتان 84، 85 كما أن له من الأصمعيات الأصمعية 13 وهي المفضلية 84، وفي الأصل: «مقاعس العائذي» ، تحريف. [5] الهذيل هذا هو الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب بن حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب. فهو ثعلبي وتغلبي. انظر المحبر لابن حبيب 249- 250 وجمهرة ابن حزم 307 والنقائض 473، والعقد 5: 240. وكان الهذيل يسمى مجدّعا، وكان بنو تميم يفزّعون به أولادهم. انظر النقائض والعقد. وقد ذكره ابن دريد في-

فتّى هو خير من أبيكم بقيّة ... كما نحن خير أنفسا ومواليا [1] به تحلم العذارء في خدر أهلها ... ولو ضمّها جمع الأراقم شاتيا [2] لأنّه كان غزّاء لم ندرك في هذا الباب مثله. قال أبو عبيدة: كان جرّارا ولم يكن رحا [3] . قال: وكان يقال «أمر بكر بن وائل إلى أعرجها حمران بن عبد

_ - الاشتقاق 249، 336. وهو عنده وعند ابن حبيب من الجرارين. وفي النقائض والعقد أنه أغار على بني رياح بن يربوع، من تميم في يوم إراب فقتل فيهم قتلا ذريعا، وأصاب نعما كثيرا، وسبى سبيا كثيرا. وانظر العقد ومعجم البلدان في يوم إراب. وفي بني تغلب هذيل آخر وهو الهذيل بن عمران التغلبي، وقتلته بنو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم كما في المحبر 250. [1] البقية: الفضل فيما يمدح به، من فهم وتمييز وحكمة ونحوها. وفي الكتاب العزيز: (فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ) . [2] الأراقم: بنو بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، وهم جشم، ومالك، والحارث، وعمرو، وثعلبة، ومعاوية. جمهرة ابن حزم 304، والمعارف 43. وفي النقائض 373: هم جشم رهط عمرو بن كلثوم، وعمرو بن ثعلبة رهط الهذيل بن هبيرة، وحنش بن مالك، ومعاوية، والحارث: بنو بكر بن حبيب. فجعلهم خمسة، وذكر علة تسميتهم بالأراقم. وشاتيا، أي في زمان الشتاء. وفي اللسان (شتا) : «والعرب تجعل الشتاء مجاعة لأن الناس يلتزمون فيه البيوت ولا يخرجون للانتجاع» . فأراد: مجتمعا كله بقضه وقضيضه. [3] الجرار: القائد الذي يرأس ألفا. وفي المحبر لابن حبيب 246: «ولم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرس ألفا» . وقد تكفل ابن حبيب بذكر الجرارين من مضر، ومن ربيعة، ومن قضاعة، ومن اليمن. والرحى: سيد القوم الذي يصدرون عن رأيه وينتهون إلى أمره، كما كان يقال لعمر بن الخطاب: «رحى دارة العرب» . اللسان (رحا) . وقد جاءت «رحا» في الأصل مكتوبة بالألف كما أثبت، وكلا وجهي الكتابة صحيح، فإن تثبيتها رحوان ورحيان، ويقال رحوت بالرحا ورحيت.

عمرو [1] ، والحوفزان بن شريك» [2] . هذا قول بعضهم. وقال آخرون: «أمر بكر بن وائل إلى أعرجها: عمران بن مرّة [3] ، والحوفزان الحارث بن شريك [4] . والقول الآخر أحقّ بالصّواب لمكان الشاهد. قال شاعرهم: رأيت الأعرجين أبا حمار ... وعمران بن مرّة قد ألاما [5] أتاني أنّ حارثة بن وعل ... تبدّل بعدنا ملكا هماما [6] وأنت لواء رمحك في عمود ... وما ألويتها إلّا غراما [7] ستبني العنكبوت عليه بيتا ... تجدّ نسوجه عاما فعاما وكان الذي أعرج الحوفزان قيس بن عاصم المنقريّ. قالوا: كان قيس ابن عاصم المنقريّ على أنثى، وكان الحوفزان على حصان، فلمّا خاف قيس بن عاصم أن يفوته نجله بالرّمح في خرابة وركه [8] فعرج

_ [1] حمران بن عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد، كما في المحبر لابن حبيب 263، والنقائض 326، وكان قائدا للهازم يوم جدود، وأسره الأهتم بن سمي بن سنان المنقري. [2] الحوفزان، سبقت ترجمته في ص 177. [3] هو عمران بن مرة بن دب بن مرة بن ذهل بن شيبان. يذكرون أنه رأس بكر بن وائل يوم زبالة في حرب أسر فيها الأقرع بن حابس المجاشعي وأخوه فراس، وأبو جعل من بني عمرو بن حنظلة. النقائض 680- 681. وفي الجمهرة 325 أنه عمران بن مرة بن الحارث ابن مرة بن دب بن مرة بن ذهل بن شيبان. [4] في الأصل: «الحوفزان بن الحارث» . وإنما الحوفزان لقب الحارث، كما مر في ترجمته. [5] أبو حمار: كنية. الحوفزان كما مضى في ترجمته. ألام: أتى بما يلام عليه. [6] في الأصل: «حارثة بن وعك» . [7] ألوى اللواء: عمله أو رفعه. وأعاد الضمير مؤنثا لمعنى الراية. والغرام: الشر الدائم، والهلاك، وفي الكتاب العزيز: (إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً) . [8] خرابة الورك: ثقبها ومغرز رأسها. والذي في النقائض 327، 710: «في استه» .-

منها، فسمّي الحوفزان حين حفز بالرّمح. وقال قيس بن عاصم المنقريّ في ذلك: أفي كلّ عام أنت ناحى طعنة ... سوى يوم ما أشويت يوم رؤام [1] وأنشد: تركوا الحوائم عاكفات حوله ... يحجلن بين حجاجه والمعصم [2] والحوفزان تداركته شزّب ... بالمنقريّ حوائحل الألجم [3] حفزوه والأبطال تحفز بالقنا ... بشباة أسمر كالجديل مقوّم [4] والدّليل على أنّ الحوفزان يكنى أبا حمار [5] قول ابن عنمة الضبّيّ [6] ، وكان نازلا في بني شيبان ويغزو معهم:

_ - ونجله بالرمح: رماه به أو طعنه به. [1] يقال نحاله بسهم: رماه. ونحا عليه بالشفرة ونحوها: طعنه. ورماه فأشواه، أي أصاب شواه ولم يصب مقتله. والشوى: كل ما ليس مقتلا. ورؤام: موضع ذكره ياقوت والبكري. والمعروف أن هذه الحفزة إنما كانت في يوم (جدود) . [2] جاء في تفسير المرزوقي لقول دريد بن الصمة في الحماسة 823: وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... وعز المصاب جثو قبر على قبر. «نبه بقوله تحجل الطير حوله، على أنه ترك بالعراء، وعوافي الطير تأكله، فلم يدفن. وإنما قال تحجل إشارة إلى امتلاء حواصلها وثقلها، فهي تحجل حوله ولا تطير. والحجل: مشي المقيد» . والحجاج، كسحاب وككتاب: العظم المستدير حول العين. [3] الشّزب: جمع شازب، وهو الفرس الضامر. وفي الأصل: «بداركته سرب» بهذا الإهمال. وسائر البيت هكذا ورد بالأصل. [4] الأسمر ها هنا: الرمح. والجديل: الحبل المفتول، شبه الرمح به في طوله. [5] انظر ما سبق في حواشي ص 177. [6] هو عبد الله بن عنمة بن حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة. من شعراء المفضليات له المفضلية 114، 115؛ وهو شاعر إسلامي مخضرم-

لو كنت في جيش بسطام لغنّمني ... أبا حمار، وأنت المرء تتّبع [1] أكان حظّي من نهب تقسّمه ... ناب كزوم وبكر ناحف جدع [2] وفي عمران بن مرّة [3] ، أخي دبّ بن مرّة [4] يقول ابن مفرّغ- وعمران هذا هو الذي أسر الأقرع بن حابس. والأقرع أعرج، وأسير أعرج [5]- فقال ابن مفرغ: لو كنت جار بني هند تداركني ... عوف بن نعمان أو عمران أو مطر [6]

_ - شهد القادسية، وذكره الحافظ ابن حجر في المخضرمين في الإصابة 5: 94. وانظر الخزانة 3: 580. ولعبد الله بن عنمة هذا مرثية في بسطام ابن قيس، في الأصمعيات 36 وكامل ابن الأثير 1: 615 والحماسة بشرح المرزوقي 1021. [1] في الأصل: «في حبس بسطام» ووجهه ما أثبت. وبسطام هو بسطام بن قيس ابن مسعود بن قيس بن خالد، سيد شيبان ومن أشهر فرسان العرب في الجاهلية، أدرك الإسلام ولم يسلم. وقتله عاصم بن خليفة الضبي يوم الشقيقة، وهو يوم بين بني شيبان وضبة بن أد. انظر المعارف 45 والجمهرة 326، والأغاني 9: 173، وكامل ابن الأثير 1: 614، وأمثال الميداني في (يوم الشقيقة) . وقد عده ابن حبيب في الجرارين من ربيعة. المحبر 250. غنمه تغنيما: أعطاه من الغنيمة، ومثله أغنمه. [2] الناب: الناقة المسنة. والكزوم: الهرمة من النوق التي لم يبق في فيها ناب، وقيل ولا سنّ، من الهرم. والبكر، بالفتح: الفتىّ من الإبل بمنزلة الغلام من الناس. والناحف، عنى به النحيف. ولم أجد هذا الوصف فيما لدي من المعاجم والجدع بكسر الدال المهملة، من قولهم: جدع الفصيل: ساء غذاؤه وجدع أيضا: ركب صغيرا فوهن. وفي الأصل: «جذع» وهو صفة مدح، وهو من الإبل: ما استكمل أربعة أعوام ودخل في الخامسة. [3] سبقت ترجمته في ص 175. [4] أخوهم، أى منهم ومن بطونهم. ودب بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، كما في الجمهرة 325. [5] وذلك لأن الذي أوقعه في الأسر هو عمران بن مرة الذي عده الجاحظ من العرجان في ص 175. [6] ورد هذا البيت في شعر يزيد بن مفرغ جمع داود سلوم ص 81 وجمع عبد القدوس-

قوم إذا حلّ جار في بيوتهم ... لم يسلموه ولم يسنح له البقر [1] وقال أبو أوس يذكر الحوفزان الحارث: لعمر أبيك ما ضمّت حصان ... إلى كشحين مثلك من نزار [2] أعزّ إذا نفوس القوم ذلّت ... وأوفى عند نائبة لجار فعندها قال الآخر: لمن الدّيار بجانب الغمر ... آياتهنّ كواضح السّطر يا حار أعطاك الإله كما ... أثنى عليك أخو بني جسر [3] فلأنت أكسبهم إذا افتقروا ... ولأنت أجودهم إذا تثرى وكان حنظلة بن عمرو بن بشر بن مرثد [4] ، أسر الحوفزان وجزّ

_ - أبو صالح 124. والبيت في الأغاني 17: 57، والاشتقاق 358. وبنو هند، هم سعد، ودب، وكسر، وبجير، وجندب، وسيار، والحارث: بنو مرة بن ذهل بن شيبان. وأمهم هند بنت ذهل بن عمرو بن عبد بن جشم. انظر الجمهرة 324، وحواشيها. ومطر، هو مطر بن شريك، كما في الاشتقاق 359 عند إنشاد البيت. [1] هذا البيت مما فات جامعي ديوان يزيد. وكان العرب يتطيرون بالثور الأغضب، وهو المكسور القرن. العمدة 2: 201، والخزانة 2: 209 وفي ذلك يقول الكميت: ولا أنا ممن يزجر الطير همه ... أصاح غراب أم تعرّض ثعلب ولا السانحات البارحات عشية ... أمرّ سليم القرن أم مرّ أعضب [2] الحصان، كسحاب: العفيفة عن الريبة. وفي الأصل: «حسان» مع المبالغة في التحريف، إذ ضبطت الحاء بالفتح، والسين بعلامة الإهمال فوقها، والصّواب ما أثبت. والكشحان: جانبا البطن، وقيل هو الحشى. [3] جسر، بالفتح، وهو المعروف بالنخع. والنخع من بني عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، كما في الجمهرة 214. لكن في الاشتقاق 397 أن جسرا هو أخ للنخع. وفي المعارف 48 أنّ جسرا والد النخع بن جسر. وهذا اختلاف بيّن. [4] اختلف الرواة في آسر الحوفزان، والعلة في ذلك حرص القوم على الاعتزاز بأسر-

ناصيته ومنّ عليه، [و] [1] قيس بن عاصم، طعنه في وركه حفزة بها، فسمّي الحوفزان [2] . وذكر شاعر بني شيبان [3] فرّة كانت من قيس بن عاصم والحوفزان يطلبه فقال: نجّاك جدّ يفلق الصّخر بعد ما ... أظلّتك خيل الحارث بن شريك [4] ألمّت بنا وجه النّهار وقد طوت ... بنا العيس بطن المستوى وأريك [5] ولو أصبح السّعديّ قيس بأرضنا ... لأمسى لجلّ المال غير مليك [6] وقيس بن عاصم أحد بني مالك الأعرج [7] ، ولم يكن إبله تمّت ألفا، ولو تمّت ألفا لقد كان فقأ عين فحلها [8] ، ولو فعل لم يدع

_ - مثل هذا الفارس. وفي النقائض 73 أن حنظلة بن بشر بن عمرو بن عدس قد شرك في أسر الحوفزان. وفي 268: إنما أسر الحوفزان أبو مليل، وهو عبد الله بن الحارث بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع، وعبد عمرو بن سنان السليطي، وحنظلة بن بشر. وفي 285 أن الذي أسره هو حنظلة بن بشر بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، ثم منّ عليه بلا فداء. [1] تكملة يستقيم بها الكلام. [2] انظر ما سبق في الورقة ص 177. [3] في الوحشيات 7 أن الشاعر هو مالك بن المنتفق الضبي. وانظر النقائض 190، 191، 234- 237. [4] الجد، بالفتح: الحظ والبخت. وفي الأصل: «بحال جد» ، صوابه ما أثبت وهو يطابق ما في الوحشيات. وفي البيت ما يسمي بالخرم. [5] في الأصل: «بطن المسوى» مع إهمال نقط السين الوحيدة في الكلمة. وأريك: موضع في بلاد بني مرة أو بني ذبيان. [6] جل المال: معظمه. مليك: مالك. [7] لم أجد في نسب قيس عاصم من يدعى «مالك الأعرج» . وانظر الأغاني 12: 143 والإصابة 7188، والجمهرة 216. [8] في الحيوان 1: 17: «فإن زادت على الألف فقئوا العين الأخرى، وذلك المفقأ-

الأقرع بن حابس [2]

شعراؤهم ذكر ذلك، على أنّ قيسا نفسه كان شاعرا، وكان أحد حكماء العرب. وقد جاء في الحديث أنّه سيّد أهل الوبر [1] . وكان أحد الفرسان المعاودين. وكان بعيد الصّوت في العرب. ومن العرجان الأشراف: الأقرع بن حابس [2] وكان أحد حكام العرب بعكاظ، وقد تحاكمت إليه العرب في النّفورات [3] . وقد ساير النبيّ عليه السلام في مرجعه من فتح مكّة، وقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما أخّر قومك عن مثل هذا الأمر؟ قال: يا رسول الله: لم يتأخّر عنك قوم معك، منهم ألف رجل، يعني مزينة. وفي تصديق ذلك يقول عبّاس بن مرداس [4] : صبحناهم بألف من سليم ... وألف من بني عثمان واف وبنو مزينة هم بنو عثمان [5] ، ومزينة أمّهم، ولكنّ الأمّ إذا كانت

_ - والمعمّى اللذان سمعت في أشعارهم» . [1] رواه ابن سعد بسند حسن إلى الحسن عن قيس بن عاصم، كما في الإصابة. [2] الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي المجاشعي الدارمي. الجمهرة 230، والخزانة 3: 497 والإصابة 229. [3] في اللسان: «ونافر الرجل منافرة ونفارا: حاكمه، واستعمل منه النفورة كالحكومة» . وأنشد لابن هرمة: يبرقن فوق رواق أبيض ماجد ... يدعى ليوم نفورة ومعاقل [4] كذا. وإنما البيت من أبيات تسعة رواها ابن هشام في السيرة 831 لبحير بن زهير ابن ابي سلمى، فيما قيل في الشعر يوم فتح مكّة، برواية: «بسبع من سليم» . وفي المؤتلف والمختلف للآمدي 58 أنه لبجير بن أوس بن أبي سلمى. [5] في الجمهرة 480 أن مزينة هم: بنو عثمان وأوس ابني عمرو بن أد بن طابخة، وبطين صغير يقال لهم بنو حميس بن أد بن طابخة. وفي الاشتقاق 180 أن مزينة هو عمرو-

ذات نباهة أضافوا الولد إليها وإن كان الآب نبيها [1] . وزعم أبو عبيدة أنّ أوّل حكم في الجاهلية جار في الحكم الأقرع ابن حابس. وقال لأنّه نفّر جرير بن عبد الله [2] على الكلبيّ [3] حين وجده أقرب إلى مضر [4] . ولعلّه إذا كان أقرب إلى مضر وإلى نزار أن يكون أحقّ بالنّفورة، لفضله في مضر أو في نزار. ولعلّه رأى مع ذلك جريرا في نفسه أكثر من هذا الرّجل الذي نافره. وإنّما ينبغي أن يحتجّ بهذا رجل من قضاعة. فأمّا أبو عبيدة فما يدعوه إلى هذا وليس في فقر إلى هذه الحجّة كفقر القضاعيّ إليها. وكان الأقرع أقرع الرّأس سنوط اللّحية أعرج رجل اليسرى. ولذلك قال الحصين بن عوف بن القعقاع [5] :

_ - ابن أد بن طابخة، ومزينة أم ولده وهي ابنة كلب بن وبرة. ومزينة: تصغير مزنة، وهي السحابة البيضاء. [1] انظر ألقاب الشعراء ومن نسب منهم إلى أمه لابن حبيب في نوادر المخطوطات 2: 297- 328 وما سبق. [2] سبقت ترجمة جرير بن عبد الله البجلي في ص 124. [3] هذا الكلبي هو خالد بن أرطأة بن خشين بن شبث بن إساف بن هذيم بن عدي ابن جناب، ينتهي نسبه إلى كلب بن وبرة، النقائض 139، وجمهرة ابن حزم 456. وقصة النفورة مفصلة في النقائض 139- 142. [4] في جمهرة ابن حزم 10: «فولد نزار بن معد بن عدنان: مضر، وربيعة، وإياد، وقيل: وأنمار. وذكروا أن خثعم وبجيلة من ولد أنمار» . فبجيلة أقرب إلى مضر وإلى نزار. أما كلب بن وبرة بن تغلب فهم من قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان. وانظر عبارة أبي عبيدة في النقائض 142. [5] كذا ذكر الجاحظ نسبه هنا. وسيأتي في آخر الكتاب بالورقة 163 باسم: حصين-

ومن العرجان

يا أقرع الرّأس من القذال [1] ... وأعرج الرّجل من الشّمال وسنذكر الأقرع في موضع ذكرنا للقرعان في آخر الكتاب إن شاء الله. ومن العرجان هميم بن صعصعة بن ناجية بن عقال وهو عمّ الفرزدق [2] ، وبه سمّي الفرزدق همّاما. [3] وكان غالب بن صعصعة يسمّى الفرزدق هميما [4] ، وهميم بن صعصعة هو الذي يقول: لعمر أبيك فلا تكذبن ... فقد ذهب الخير إلّا قليلا وقد فتن النّاس في دينهم ... وخلّى ابن عفّان حزنا طويلا وهو الذي قال في عرجه، وعرج وهو شابّ:

_ - ابن القعقاع. وكذا في الحيوان 1: 316 حيث أورد له مقطوعة يرثي بها عتيبة بن الحارث. وكما ورد اسمه في اللسان (سنت) عند قوله: هم السمن بالسنوت لا ألس بينهم ... وهم يمنعون جارهم أن يقرّدا وكذا أورده في المؤتلف 87 باسم الحصين بن القعقاع الدارمي. وفي النقائض 681: الحصين بن القعقاع بن معبد الدارمي. فقد يكون منسوبا مرة إلى أبيه ومرة إلى جده.- [1] القذال: جماع مؤخر الرأس من الإنسان فوق الفقا، جمعه قذل وأقذله. [2] الفرزدق هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال واسمه همام بصيغة المبالغة، كما في الخزانة 1: 106. [3] أي اشتقاقا من اسم عمه «هميم» . [4] أي كان أبوه يطلق عليه أحيانا اسم «هميم» مراعاة واعتزازا باسم عمه هميم وهذا نص نادر. وفي الشعراء 272 أنّ من إخوة الفرزدق هميم بن غالب، وسمي الفرزدق باسمه. وانظر الأغاني 19: 2- 52.

ومن العرجان الأشراف

أعوذ بالرحمن من سوء العرج ... ومن خماع وظلاع وعرج [1] إنّ القناة بالفتى جدّ سمج [2] ... وكنت كالظّبي إذا الظّبي معج [3] . ومن العرجان الأشراف أبو الأسود الدّيلي ظالم بن عمرو بن سفيان، وهو يعدّ في العرجان، وفي مفاليج الأشراف، وفي رجال الشّيعة، وهو رأس النّحويّين، وبنوه بعده، وكان شاعرا داهيا، ويعدّ في البخر [4] وفي البخلاء. وهو الذي قال له ابن عبّاس لمّا مرّ به وهو يعرج: لو كنت جملا كنت ثفالا [5] . وقال مسلمة بن محارب [6] :. من العرجان بنو الأدرم [7] وأصابهم

_ [1] الخماع بالضم، العرج، والظلاع بضم أوله أيضا: العرج وغمز في المشية. [2] القناة: العصا. وكل عصا مستوية فهي قناة. والمراد العصا التي يستعين بها العرجان. وفي الأصل: «إن الفتاة» ، وهو تحريف صوابه ما أثبت. والسّمج، بالتحريك: مصدر سمج بالكسر عن اللحياني، وهو القبح. [3] معج الظبي: أسرع في عدوه. [4] البخر: جمع أبخر وبخراء. والبخر: رائحة كريهة تنبعث من الفم. [5] وردت الكلمة في الأصل مهملة النقط. والثفال بفتح المثلثة والفاء: البطيء الثقيل. وفي حديث جابر: «كنت على جمل ثفال» . ويصح أن تقرأ أيضا: «ثقال» بفتح الثاء والقاف، وفي اللسان (ثقل 92) : «وبعير ثقال: بطىء» . [6] مسلمة بن عبد الله بن محارب البصري النحوي المقري، ويذكره الجاحظ في الحيوان والبيان كثيرا. وترجم له في لسان الميزان 6: 34 وقال: «كان صاحب فصاحة» . وممن روى عنه: يونس بن بكير الذي توفي سنة 199 كما في تهذيب التهذيب التهذيب. [7] الأدرم هو تيم بن غالب بن فهر بن مالك. الجمهرة 12، 175 والاشتقاق 106 حيث ذكر أن اشتقاقه من الدرم، بالتحريك، وهو مشية الأرنب إذا قصرت خطوها.

ذلك في حرب كانت. وقال الشاعر: وتيم غداة الكوم أدبر مقبلا ... وأقبل إقبال اللّيوث الضراغم [1] كأنّه رماهم وهو مولّ، كما يحكون ذلك عن الأتراك [2] . فردّ عليه الآخر وقلب الكلام وقال: وتيم غداة الكوم أقبل مدبرا ... وأدبر إدبار المخضّبة الزّعر [3] وذكر آخر فقال: وصادف سيف الجعد أخمص رجله ... فعاد دريم الكعب يمشي على العصا [4] ولما أهوى قرن أبي الزبير إليه بالسّيف سقط على قفاه ورفع رجليه

_ [1] كذا وردت «الكوم» مضبوطة في الأصل بالضم، ولعله اسم موضع. [2] انظر مناقب الترك في رسائل الجاحظ 1: 46، 83. [3] المخضبة: التي احمرت سوقها، والمراد هنا النعام يقال للظليم خاضب، ومنه قول ذي الرمة: أذاك أم خاضب بالسّيّ مرتعه ... أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب والزعر: القليلات الريش، وهو مما توصف به قوائم الظليم، ومنه قول علقمة الفحل (الحيوان 4: 366) . كأنها خاضب زعر قوائمه ... أجنى له باللّوى شرى وتنّوم وفي الأصل «المحصة الذعر» ووجه قراءته ما أثبت. [4] أخمص الرجل: ما دخل من باطن القدم فلم يصب الأرض. دريم، من درم الكعب، وهو استواؤه أو لعلّه أو لسمن.

الربيع بن زياد بن أبي سفيان [3]

ولم يجد مضربا إلّا أخمص رجليه، وعرج من ذلك. وكان إذا مشى أخذ عصا بيمينه وعصا بشماله، فقال ابن أبي كريمة [1] : لقد زادك الرحمن فضل تزيّد ... على كلّ مشلول القوائم أعرج [2] . ومن العرجان: الربيع بن زياد بن أبي سفيان [3] فداه سلم بن زياد [4] حين أسرته الخزر بمائة ألف درهم [5] ، وكانت عنده بنت القعقاع ابن شور [6] .

_ [1] ابن أبي كريمة هو أحمد بن زياد بن أبي كريمة، كما صرح باسمه في الحيوان 2: 367. وأورد له أخبار أخرى في الحيوان 1: 242/3: 349، 350، 459، 500، 525/4: 485/5: 334، 335/6: 385، 475. وهذا كان صديقا للجاحظ، وأورد له في البخلاء اخبارا تدل على صلته به. وهناك أسود بن أبي كريمة في البيان 1: 142، 143، 167 يقول فيه: «انشدني ابن أبي كريمة أو ابن كريمة، واسمه أسود» ويبدو أنّ هذا من أسرة ذاك. وأنشد الطبري في تاريخه 8: 301 يتبين من الشعر منسوبين إلى ابن أبى في رثاء البرامكة. [2] التزيد: الزيادة، وفي الأصل: «مزيد» ولا يستقيم به الوزن. وفي الأصل أيضا: «مسلول» تحريف. [3] في المعارف 152: «وأما الربيع بن زياد فكان أعرج، وله عقب بالبصرة قليل» . ولم يذكر سبب عرجه. [4] هو أبو حرب سلم بن زياد بن أبي سفيان. وكان أجود بني زياد، ومن كبار القواد في دولة بني أمية. وفي الأغاني 14: 61: «قدم سلم بن زياد على يزيد فنادمه، فقال له ليلة: ألا أوليّك خراسان؟ قال: بلى وسجستان. فعقد له في ليلته» . وانظر المعارف 152. [5] لم أجد هذا الخبر في جمهور كتب التاريخ وذكر ابن قتيبة في المعارف 152 أن أخاه أبا عبيدة بن زياد كان واليا من قبل سلم على كابل، وأنه وقع في الأسر، بدون تعيين لمن أسره، وأن أخاه سلما فداه بسبعمائة ألف درهم. [6] في الأصل «سود» مع ضبط السين بالضم، والصواب ما أثبت. والقعقاع بن شور-

إبراهيم البيطار [1]

ومن العرجان: إبراهيم البيطار [1] قاتل يحيى بن زيد بن عليّ، قتله أبو مسلم وهو شيخ كبير، ووقف بنفسه على بابه وأمر بإخراجه، والذي تولّى ذلك سليمان بن كثير الخزاعيّ النّقيب [2] ، فقال له أبو مسلم: أكنت شهدت قتل يحيى بن زيد؟ قال: نعم، وكنت مع مولاي مكرها. قال: هذا كان خروجك مكرها أفأكرهت على الرّمي؟ قال: نعم. قال: فهذا أكرهت على الرّمي أفأكرهت على الإصابة والتسديد! ثم أمر بضرب عنقه. وكان أبو مسلم لا ينظر إلى مضروب العنق، إلّا ما كان ضرب عنق إبراهيم البيطار، وسليمان بن كثير.

_ - ذكره صاحب القاموس في (شور) وضبطه بفتح الشين، وكذا في الاشتقاق 351 قال: وشور: مصدر شرت البعير أشوره شورا، والموضع مشوار، إذا أجرى البعير المشوّر» وعده هو وابن حزم 319 في رجال ثعلبة بن عكابة، وترجم له في لسان الميزان 4: 74 وقال: «من كبار الأمراء في دولة بني أمية» . [1] في حوادث سنة 125 من الكامل ذكر ابن الأثير أن الذي قتله رجل من عنزة يقال له عيسى، رماه بسهم فأصاب جبهته. ونحوه في مقاتل الطالبين 158 وزاد أنّ سورة بن محمد وجده قتيلا فاحتزّ رأسه. ويذكرون أنه بعد أن قتل يحيى صلب بالجوزجان، فلم يزل مصلوبا حتّى ظهر أبو مسلم الخراساني واستولى على خراسان، فأنزله وصلّى عليه ودفنه، وأمر بالنياحة عليه في خراسان. ثم تتبع أبو مسلم قتلة يحيى بن زيد، فأخذ ديوان بني أمية وعرف منه أسماء من حضر قتل يحيى، فمن كان حبا قتله، ومن كان ميتا خلفه في أهله بسوء. وانظر المحبر 483- 484. وفي الجمهرة 56 أنه قتل وله ثماني عشرة سنة ولم يعقب إلّا ابنة واحدة توفيت بعده. وفي الجمهرة 211- 212 أن قاتل يحيى هو سلم بن أحوز المازني. [2] سليمان بن كثير بن أمية بن سعد بن عبد الله، ينتهي إلى خزاعة. الجمهرة 242 والاستقاق 480. وعده ابن حزم رئيسا لدعاة بني العباس، وكانوا اثني عشر نقيبا. وعدهم ابن حبيب في المحبر 465 ثلاثة عشر نقيبا وجعله في أوّلهم. وفي الكامل 5: 379 أنه كان خطيبا مفوّها. وقتله أبو مسلم صبرا.

ابن أنف الكلب الصيداوي [1]

قال: ومن العرجان: ابن أنف الكلب الصّيداويّ [1] طعنه سمير ابن الحارث الضبي [2] فأعرجه، وقال: تركت ابن أنف الكلب ينقل رجله ... يخرّ على حرّ الجبين ويعثر إذا قام لم يحبس على الأرض رجله ... وزيد صريع عنده متمطّر [3] أردت الذي إن متّ أورثت مجدها ... وإن عشت يوما كان للحيّ مفخر. ومن العرجان ومن تحوّل في النّوكي الأعرج المسعودي وهو الذي قال لرقبة بن مصقلة [4] : متى يحرم الطّعام على الصائم؟ قال إذا

_ [1] هو عباد بن أنف الكلب الصيداوي، كما في الحيوان 1: 315، 319. وذكره المرتضى في أماليه 1: 582 وأنشد من شعره: فتمسى لا أقيّدها بحبل ... بها طول الضّراوة والكلال وفي المعمرين 43 أنه عاش عشرين ومائة سنة وقال: عمرت فلما جزت ستين حجة ... وستين قال الناس: أنت مفنّد في أحد عشر من أبيات حسان. والصيداوي: نسبة إلى بني الصيداء بن عمرو بن قعين ابن الحارث بن ثعلبة بن أسد كما في الجمهرة 195. [2] في نوادر أبي زيد 123، 124: «شمير» بالشين المعجمة. قال أبو الحسن حفظي سمير. وضبطه الصاغاني في العباب بالمهملة وقال: وهو شاعر جاهلي وانظر الخزانة 2: 364. [3] لم يحبسها: لم يقرّها على الأرض. وفي الأصل: «لم يحمس» والمتمطر: الذي برز للمطر وبرده، أي هو في العراء، ومنه قول طفيل الغنوي: كأنهن وقد صدرن من عرق ... سيد تمطر جنح الليل مبلول والعرق: السطر من الخيل والطير، الواحد منها عرقة. اللسان (مطر، عرق) . [4] هو أبو عبد الله رقبة بن مصقلة بن عبد الله العبدي الكوفي. ويقال أيضا في أبيه «مسقلة» بالسين كما وقع في صحيح مسلم. كان مفوها وثقة مأمونا، يعد في رجالات العرب، إلا أنه كانت فيه دعابة: أرخ بن الأثير وفاته سنة 129. تهذيب التهذيب. وانظر-

ومن العرجان ثم من النساك الزهاد، ومن القصاص الخطباء، ومن المعربين البلغاء

طلع الفجر. قال: فإن طلع الفجر نصف اللّيل؟ قال: الزم السّمت [1] الأوّل يا أعرج.. ومن العرجان ثم من النساك الزهاد، ومن القصاص الخطباء، ومن المعربين البلغاء أبو حازم الأعرج [2] مولى بني ليث بن بكر، ثم أحد بني شجع بن ليث [3] ، مات في خلافة أبي جعفر سنة أربعين ومائة. وهو الذي قال: اضمنوا لي خصلتين أضمن لكم الجنّة. اعملوا ما تكرهون إذا أحبّ الله، واتركوا ما تحبّون إذا كره الله [4] .. ومن العرجان من أصحاب الفتوح والزّحوف موسى بن نصير قال أبو الحسن: رأى الوليد بن عبد الملك في المنام أن رجلا من أهل الأندلس أعرج يكنى أبا عبد الرحمن، من أهل الجنّة، يفتح الله على يديه المغرب.

_ - الجمهرة 297. [1] السمت: وجه العمل، ووجه الكلام والرأي. وفي الأصل: «الصمت» تحريف. [2] هو أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج الأفزر، التمار، المدني القاضي، مولى الأسود ابن سفيان المخزومي. كان ثقة كثير الحديث. توفي بعد سنة 140 في خلافة المنصور. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة 2: 88- 94، والمعارف 210. وورد ذكره في البيان مرارا بلغت عشرا على حين لم يرد له ذكر في الحيوان. [3] شجع، بكسر الشين المعجمة كما في القاموس: بطن من كنانة. وفي الجمهرة 182، 465 بطن من عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وفي الأصل هنا: «أشجع» تحريف. [4] ورد هذا القول في صفة الصفوة 2: 93 بألفاظ مقاربة.

ومن العرجان

فكتب إليه موسى بن نصير [1] : أنام الله عينك يا أمير المؤمنين. أنا أبو عبد الرحمن، وأنا موسى بن نصير، وأنا أعرج، أونا بالأندلس. فكتب إليه الوليد: أنت موسى بن نصير من أهل كفر هندا [2] ولست به. فاطلب لي الرّجل الغربيّ الذي وصفت لك ثم احمله إليّ، فسأل عنه بعد ذلك فإذا كما وصف، وإذا هو عبد الله [3] . فحمله إليه.. ومن العرجان الأحوص بن محمد الأنصاري الشاعر، قال يونس ابن حبيب: قدم الأحوص البصرة فنزل على عمرو بن عبيد الأنصاري [4] ، فجاء يتوكّأ على عصا جلس في الحلقة، فتلاحيا، فأخذ عمرو عصاه فضرب بها رجله فكسرها [5] ، ثمّ حمل إلى منزله [6] .

_ [1] كان موسى بن نصير من خيار التابعين، روى عن تميم الداري، وكان عاقلا كريما شجاعا ورعا. ولي إفريقية والمغرب من قبل الوليد بن عبد الملك سنة 88 وأرسل مولاه طارق ابن زياد الليثى إلى غزو الشاطىء الأوروبي فغزا وفتح الأندلس سنة 92. ثم قام موسى نفسه بغزو الأندلس من طريق غير طريق طارق في سنة 93. وكانت حياة موسى بن نصير ما بين سنتي 19- 97. وفيات الأعيان، ونفح الطيب، ومعجم البلدان (كفر مثري) . [2] الذي في معجم البلدان: «كفر مثرى» . [3] لعله عبد الله بن موسى بن نصير والى القيروان. [4] هو أبو عثمان عمرو بن عبيد بن باب، كان جده باب من سبي فارس، وكان عمرو يسكن البصرة، وجالس الحسن وحفظ عنه، ثم أزاله واصل بن عطاء عن مذهب أهل السنة فقال بالقدر. وكان أحد الزهاد المشهورين. توفي بمرّان سنة 144 ورثاه المنصور، قالوا: ولم يسمع بخليفة رثى من دونه سواه. المعارف 212 وتاريخ بغداد 6652. [5] في الأصل: «فكرها» . [6] هذا خبر نادر لم أجد له مرجعا ولا رواية فيمن ترجم للأحوص أو ساق شيئا من أخباره وانظر الشعراء 518، والأغاني 4: 40- 58، والمؤتلف 47، والخزانة 1: 231- 234، واللآلى 73.

ومن العرجان ثم [من [2]] أهل الشرف والجمال المنعوت

ثم مرّ به الفرزدق فقال له الأحوص [1] : مذ كم عهدك بالزّنى؟ قال: مذ ماتت العجوز.. قال: ومن العرجان ثمّ [من [2]] أهل الشّرف والجمال المنعوت عمر [3] بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب وقد ولى اليمن لأبي العبّاس [4] ، وكان يدع الخروج لكثرة نظر الناس إليه.. ومن العرجان أبان بن عثمان البجلّى [5] الأعرج، وكان صاحب أخبار، وقد أكثر عنه محمد بن سلّام الجمحي. ومن العرجان: أبو راشد الضّبّي وكان أعرج ثم عمي، ثم أقعد من رجله، فقال حين عمي، وقد كان ابن حبيب [6] وهب له عصا حين

_ [1] في عيون الأخبار 4: 110: «قال رجل للفرزدق» . [2] تكملة يفتقر إليها الكلام. [3] في الأصل: «عمرو» صوابه ما أثبت من كتاب نسب قريش للزبيري 363، 364 والجمهرة 152. وذكر الزبيري أنه هو وأخوه عبد الكبير لأم ولد. [4] الذي في الجمهرة: «ولي مكة للسفاح، وولي اليمن لداود بن علي خمسة أشهر» ، وفي نسب قريش: «ولاه أبو العباس مكة» . [5] أبان بن عثمان البجلي الكوفي الأعرج، أحد شيوخ محمد بن سلام الجمحي، روى عنه كثيرا في الطبقات أكثر من عشر روايات. وفي ص 211 «حدثني أبان الأعرج» . [6] هو أبو عبد الرحمن يونس بن حبيب الضبي، إمام نحاة البصرة في عصره. أخذ الأدب عن أبي عمرو ابن العلاء، وأخذ عنه سيبويه وروى عنه في كتابه كما أخذ عنه الكسائي والفراء، وأبو عبيدة، وخلف، وأبو زيد الأنصاري. ولد سنة 80 ومات سنة 182 عن 102 سنة. وقد أكثر الجاحظ من ذكره في كل من الحيوان والبيان. وأنظر فهارس رسائل الجاحظ-

عرج، وكان يمشي عليها: وهبت عصا العرجان عونا ومرفقا ... فأين عصا العميان يا ابن حبيب فقد صرت أعمى بعد أن كنت أعرجا ... أنوء على عود أصمّ صليب فلمّا صار أعرج أعمى لم يتعاط المشي، فلما طال قعوده أقعد من رجليه، فقال: أرى كلّ داء فيه للقوم حيلة ... وداؤك مسمور الرّتاج عسير فصبرا فإن الصبر أجدى مغبّة ... عليك، وأنواع البلاء كثير فقال حين جفاه أصحابه وجيرانه وأهله: قد كنت أنضي الخافقين برحلتي ... فصار جماع الأرض كفّة حابل [1]

_ - بأجزائها الأربعة. وترجمته في معجم الأدباء 10: 64- 67 وإنباه الرواة 4: 68- 72 وبغية الوعاة وغيرها من كتب التراجم. [1] الخافقان: المشرق والمغرب، وذلك أنّ المغرب يقال له الخافق، وهو الغائب، فغلبوا المغرب على المشرق فقالوا: الخافقان، اللسان (خفق 370) وذكر المحبي في جنى الجنتين 43: «قال ابن السكيت: لأن الليل والنهار يخفقان فيهما» . والإنضاء، أصله من إنضاء الدابة، أي إهزالها بكثرة السير عليها. وكفّة الحابل: حبالة الصائد، جعلت مثلا في الضيق والحبس. ومنه قول عبد الله بن الحجاج في هربه حين ضاقت عليه الأرض: كأنّ فجاج الأرض وهي عريضة ... على الخائف المطلوب كفّه حابل انظر حواشي الحيوان 6: 432.

أبول وأنجو في مكاني ومقعدي ... وعندي عجوز ما تعين بطائل وأبكار صدق من عقائل معشر ... كواسد قد عوّدن بعض المغازل [1] كساد فتاة الحيّ في الدار مغزل ... وما البعل إلّا معقل للعقائل [2] وفي الموت للزّمنى جمال وراحة ... وفي القبر ستر للفقير المحامل [3] وما كلّ محتاج يجود بعرضه ... ويؤثر في الأقوام لؤم المداخل [4] كذاك وما للمرء صهر وحسبه ... إذا ما ابتلي فيها بجوع مطاول [5] وليس بمعذور إذا طال صمته ... فيهلك بؤسا من مخافة عاذل

_ [1] كواسد، من كساد التجارة. أراد أنهنّ عوانس لم يظفرن بأزواج. [2] المعقل: الملجأ والحصن. والعقيلة من النساء: الكريمة المخدّرة. [3] الزمنى: جمع زمين كجريح وجرحى، وهو ذو العاهة والمحامل: الذي يقدر على جوابك، فيدعه إبقاء على مودتك. والمحامل أيضا: من يتكلّف الأمر على مشقة، كما في اللسان (حمل 187) عند تفسير قوله: «كنا نحامل على ظهورنا» . [4] في الأصل: «المداحل» بالحاء المهملة. [5] الضمير في «فيها» لأبكار صدق في البيت الثالث. والجوع المطاول: الدائم الشديد.

وما ذاك من عدل ولا خور به ... فيثنى عليه لومه في المحافل [1] ولكنّه ما دام حيّا كميّت ... فلا بدّ أن يحيا ببعض المآكل يقيم حشاشات النّفوس بمذقة ... ويشرب غبّا من فضول المناهل [2] ويصبر صبر العير من دون رهطه ... ويخشى حديثا غبّه غير طائل [3] ويشكو بطرف العين إيماض مشفق ... إلى كلّ مجهول المناسب خامل [4] سأعرف قومي ثم أعرف جيرتي ... وما أنا عن ذمّ القريب بغافل ولا أشتهي ذكر اللّئام تكلّفا ... فأصبح فيهم عارفا مثل جاهل

_ [1] العدل هنا: مصدر عدل عن الشيء والمراد عدل عما ينبغي، إن صحت هذه الكلمة. ثنى عليه اللوم: ضاعفه، من ثني الشيء: جعله اثنين، أو هو من ثناه بمعنى عطفه ورجعه. [2] الحشاشة، بالضم: روح القلب ورمق حياة النفس. والمذقة، بالفتح: الطائفة من اللبن الممزوج بالماء. والغبّ هنا: الشرب الثاني. وفضول المناهل: ما يبقى فيها من ماء. [3] يصبر، من قولهم في المثل: «أصبر من العير» . انظر الحيوان 2: 257، وكتب الأمثال، وفي الأصل: «ويضبر ضبر العير» . يخشى الحديث: يخافه، والمراد حديث الناس عنه. وفي الأصل: «ويحسا» . وغب الأمر: عاقبته ومغبته. والطائل: ذو النفع والفائدة، وما له قدر. يقولون: لم يحل منه بطائل، أي لم يظفر. [4] المناسب: الإنساب. والخامل: الخفيّ الساقط الذي لا نباهة له.

وأسأل ربّي أن يبسّطني لهم ... ويشرح صدري بالهجاء المداخل [1] ويرزقني فيهم عروضا محبّبا ... وصدق مقال غير قيل الأباطل [2] فيصبح وسمي لائحا بجلودهم ... وأعلم أني مدرك بطوائلي [3] وكان بكر بن بكّار إذا أنشد قوله: ولكنه ما دام حيّا كميت ... فلا بدّ أن يحيا ببعض المآكل أنشد قوله الآخر [4] : على كلّ حال يأكل المرء زاده ... على الضّرّ والسّرّاء والحدثان

_ [1] التبسيط، من البسط وهو نقيض القبض، وفي اللسان: «يقال بسّطه فتبسّط» . يتمنى أن تسره الشماتة بقومه وأن يسمع فيهم هجاء لاذعا عنيفا. وكلمة «يبسطني» مهملة النقط في الأصل فيما عدا نقطة النون. [2] العروض، أراد به الشعر والقصيد، وأصل العروض طرائق الشعر وعمده، مثل الطويل والبسيط، لأنّ الشعر يعرض عليه. [3] المراد بالوسم: أثر هجائه فيهم. لائحا. ظاهرا. والطوائل: جمع طائلة، وهي الثأر والوتر والذحل. [4] في الأصل: «قواه الآخر» . وفي عيون الأخبار 3: 57: قال الأصمعي: مررت بأعرابية وبين يديها فتي في السياق، ثم رجعت ورأيت في يدها قدح سويق تشربه فقلت لها: ما فعل الشّابّ؟ فقالت: واريناه. فقلت: فما هذا السويق؟ فقالت: على كل حال يأكل المرء زادهم ... على البؤس والبلوى وفي الحدثان

قال: وقتل لبعض العرب بنون، فاشتدّ حزنه وترك كلام الناس دهرا، فقيل له بعد أن رأوه قد تحدّث وضحك: نراك قد تحدّثت وضحكت. قال كان جرحا فبرأ. وقالت الخنساء: ترتع ما غفلت حتّى إذا ذكرت ... فإنّما هي إقبال وإدبار [1] وقال أبو العتاهية: فكما تبلى وجوه في الثّرى ... فكذا يبلى عليهنّ الحزن [2] قال: ولمّا نظرت نائلة بنت الفرافصة [3] في المرآة فرأت حسن ثناياها تناولت فهرا فدقّت به ثناياها، فقيل لها في ذلك فقالت: إنّي أرى

_ [1] ديوان الخنساء 28، ومعجم شواهد العربية. ويروى: «إذا ادّكرت» . [2] في ديوان أبي العتاهية 390 مقطوعة على هذا الوزن والروي، وليس فيها هذا البيت، ولكن البيت وحده ورد منسوبا إلى أبي العتاهية في البيان 3: 197، وعيون الأخبار 3: 57 وملحقات الديوان 664. [3] نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة، زوجه عثمان بن عفان، تزوجته وهي مسلمة، وكان أبوها نصرانيا. جمهرة ابن حزم 456. وهي التي وجهت النعمان بن بشير بقميص عثمان إلى معاوية بالشام. وعدّها ابن حبيب من الوافيات لأزواجهن، إذا خطبها معاوية ابن أبي سفيان فألح عليها، فقلعت ثنيّتيها وبعثت بهما إليه، فأمسك حينئذ عنها. المحبر 294، 396، وفرافصة هذه بفتح الفاء. وفي مختلف القبائل لابن حبيب 9: «كل اسم في العرب فرائصة فهو مضموم الفاء إلّا فرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن الكلبي فإنه مفتوح الفاء» .

ومن العرجان الأشراف، ممن له صحبة

الحزن يبلى كما الثّوب، فخفت أن يبلى حزني على عثمان فأتزوّج بعده.. ومن العرجان الأشراف، ممّن له صحبة مجالد بن مسعود السّلميّ [1] ذكر إسماعيل بن عليّة [2] عن يونس [3] عن الحسن قال: كان الأسود بن سريع [4] يقصّ في ناحية المسجد، ورفع النّاس أيديهم [5] ،

_ [1] مجالد بن مسعود بن ثعلبة بن وهب، من سليم بن منصور، وكان من القصّاص بالبصرة، وقتل يوم الجمل. الإصابة 7718. وفي المعارف 144 أنّه كان به عرج شديد، وأنّه شهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها. [2] هو أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بابن عليّة. وعليّة بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء: اسم والدته هو وأخويه ربعيّ وإسحاق. المشتبه للذهبي 469. وقد روى عن سليمان التيمي، وحميد الطويل، ومعمر، ويونس بن عبيد وخلق كثير. وعنه: شعبة وابن جريج، وهما من شيوخه، وبقية، وحماد بن زيد، وهما من أقرانه. وولي صدقات البصرة، كما ولى المظالم ببغداد في آخر خلافه هارون. ولد سنة 110 وتوفي سنة 193. تهذيب التهذيب. [3] يونس هذا هو يونس بن عبيد، كما سبق في ترجمة إسماعيل. وهو أبو عبيد يونس ابن عبيد بن دينار العبدي البصري. رأى أنس بن مالك، وروى عن إبراهيم التيمي، وثابت، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين وغيرهم. وعنه: ابنه عبد الله، وشعبة، والثوري، وغيرهم. كان ثقة كثير الحديث قال: ما كتبت شيئا قط. توفي سنة 140 فحمله بنو العباس على أعناقهم. تهذيب التهذيب. [4] الأسود بن سريع، بفتح السين المهملة، بن حمير بن عبادة التميمي السعدي: صحابي غزا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربع غزوات وروى عنه، ونزل البصرة وكان أول من قصّ بها. وروى عنه الأحنف بن قيس، والحسن، وعبد الرحمن بن أبي بكرة. وتوفي سنة 42. انظر تهذيب التهذيب والإصابة 160. [5] الذي في الإصابة في ترجمة مجالد حيث أورد هذا الخبر: «فارتفعت الأصوات في مجالد بن مسعود» .

ومن العرجان

فأتاهم مجالد بن مسعود وكان فيه قزل، فأوسعوا له فقال: والله ما جئت لأجالسكم وإن كنتم جلساء صدق، ولكنّي رأيتكم صنعتم شيئا فشغر النّاس لكم [1] ، فإيّاكم وما أنكر المسلمون. قالوا: والقزل [2] : أسوأ العرج. هكذا الحديث [3] .. ومن العرجان مالك بن المحراس كسرت يوم الهباءة رجله فعرج. ومن العرجان: المنهال العنبري [4] وهو الذي يقول: ألفت العصا وابتزّني الشّيب وانتهت ... لداتي وأودى كلّ لهو ومقصد وظلت أزجّ النّفس وهي بطيّة ... إلى اللهو زجّي بالثّفال المقّيد [5] فأصبحن لا يخضبن كفّا لزينة ... من آجلي ولا يكحلن عينا بإثمد [6] وهذا الشاعر وإن خبرّ أنه يمشى على العصا فلم يخبر أنّه أعرج،

_ [1] الشّغر: التفرقة، ويقال تفرقت الغنم شغر بغر، أي تفرقت في كل وجه. وفي الأصل: «شعر» بالشين وبدون نقط للحرف الثاني. [2] في الأصل: «والقول» . [3] هذه العبارة لم أعرفها للجاحظ، ويبدو أنّها من صنيع ناسخ. [4] المنهال العنبري، لم أعثر له على ترجمة. [5] أزجّ النفس: أدفعها، كما يزجّ الظليم برجليه. والثّفال، كسحاب: الثقيل البطيء. وفي حديث حذيفة أنه ذكر فتنة فقال: «تكون فيها مثل الجمل الثفال» . والكلمة مهملة النقط في الأصل. [6] يعني الغواني، أعرضن عنه وتركن التعرّب إليه، والبيت منبىء بأنه مبتور عما قبله هنا.

وقد يعرض للكبير [1] من الض عف ما يدعوه ذلك إلى أخذ العصا. وقد قال الأوّل: الدّهر أفناني وما أفنيته ... والدّهر غيّرني وما يتغيّر والدّهر قيّدني بقيد مرمل ... فمشيت فيه، وكلّ يوم يقصر [2] إنّ امرأ أمسى أبوه وأمّه ... تحت التّراب أحقّ من يتفكّر [3] ومن هذا الشكل قوله: آتي النّديّ فلا يقرّب مجلسي ... وأقود للشّرف الرفيع حماريا [4] ومن هذا الشكل قوله: إذا أقوم عجنت الأرض معتمدا ... على البراجم حتّى يذهب البقر [5]

_ [1] في الأصل: «وقد تعرض للكبر» صوابه ما أثبت. [2] المرمل: كمنبر: القيد الصغير، كما في القاموس. وإذا صغر كان بالغا في الشدة. [3] في الأصل: «لحق من يتفكر» . [4] الندي: مجلس القوم. وأنشده في الحيوان 6: 486 مسبوقا بقوله: «وقال آخر ووصف ضعفه وكبر سنه» . وأنشده في اللسان (شرف) شاهدا للشرف بمعني المكان العالي، وعقّب عليه بقوله: «يقول: إني خرفت فلا ينتفع برأيي، وكبرت فلا أستطيع أن أركب من الأرض حماري إلا من مكان عال» . ورواية اللسان: «حماري» موضع «حماريا» . وفي الأصل «حمارا» صوابه من الحيوان والبيان 3: 262. [5] عجن الأرض: اعتمد عليها وغمزها بجمعه إذا أراد النهوض، من كبر أو بدانة. وفي الأصل: «عجبت» تحريف. والبراجم: مفاصل الأصابع، جمع برجمة بالضم. والبقر، من قولهم بقر الرجل بقرا: أعيا.

ما للكواعب يا دهماء قد جعلت ... تزورّ منّي وتلقى دوني الحجر [1] قد كنت فرّاج أبواب مغلّقة ... تعشو إليّ إذا ما خولس النّظر [2] وهو الذي يقول: وكنت أمشي على رجلين معتمدا ... فصرت أمشي على رجل من الخشب [3]

_ [1] سيأتى نسبة الشعر إلى أبي الدهماء. والبيت الأول مع بيتين بعده في البيان 3: 75 بدون نسبة كما هنا. والبيتان الأولان في ملحقات ديوان ابن أحمر 181 والخزانة 4: 94 مع تردد النسبة بينه وبين محمد بن بشير. والبيت الأول في الموشح 118 مع النسبة إلى عمرو ابن أحمر. ودهماء: بنته، أو صاحبته. ويروى: «يا عيساء» في الملحقات والموشح والخزانة. وفي الأصل: «الحجرا» صوابه في المراجع السابقة. ويروى: «تثنى» و «تطوى» . [2] في الخزانة 4: 94 واللسان (ذبب) : «ذب الرياد إذا ما خولس النظر» . وفي اللسان أيضا: «فتّاح أبواب» . وذب الرياد، أي زير نساء، وأصله في الثور يقال له ذبّ الرياد لأنه لا يثبت في رعيه على مكان واحد وفي الأصل: «النظرا» تحريف. [3] نسب إلى أبي حية في الحيوان 6: 483. وهو بدون نسبة في البيان 3: 75 لكن برواية «معتدلا» و «رجل من الشجر» . وفي الموشح مع النسبة إلى ابن أحمر: «متئدا» ، و «على أخرى من الشجر» . وفي عيون الأخبار 4: 68 بدون نسبة: «معتمدا» و «على أخرى من الشجر» .

وممن تعارج ولم يكن به عرج: الزّبير [1] ، وهو مولى [ابن [2]] الزّبير. والزّبير هذا هو أبو الأشعب [3] الذي يقال «أطمع من أشعب» ، وكان خرج مع المختار بن أبي عبيد على مصعب بن الزبير، ورآه مصعب في الطريق وإذا هو يتعارج ويتعاور، فأثبته مصعب [4] فقدّمه فضرب عنقه. وتزوّج أبو الغول الطّهوي [5] ، امرأته فوجدها عرجاء من رجليها جميعا فقال: أعوذ بالله من زلّاء فاحشة ... كأنّما نيط ثوباها على عود [6]

_ [1] كذا ورد بهذا الرسم، وإنما هو «جبير» باتفاق المراجع التي ترجمت لأشعب، ومنها الأغاني 17: 83، ولسان الميزان 1: 450، وتاريخ بغداد 7: 37- 44. كما أن كتب الأمثال قد أجمعت على أن اسمه «جبير» عند قولهم في المثل: «أطمع من أشعب» . انظر الفاخر للمفضل بن سلمة، وجمهرة الأمثال للعسكري، وأمثال الميداني، والمستقصى للزمخشري. [2] هذه التكملة من المراجع المتقدمة، وابن الزبير هذا هو عبد الله بن الزبير. [3] أشعب بن جبير، كما سبق. وذكر المترجمون له أنّه ولد يوم قتل عثمان. وعمّر إلى أن أدرك زمان المهدي. [4] أثبت فلانا: عرفه حق المعرفة. [5] الطهوي: نسبة إلى طهية بنت عبشمس بن سعد بن مناة، وهي أمهم. الجمهرة 134. وأبوهم مالك بن حنظلة. وأبو الغول: شاعر إسلامي كان في الدولة المروانيّة كما في شرح التبريزي للحماسة 1: 14، واللآلى 579. وقال البغدادي في الخزانة 3: 106: «لم أقف على كونه إسلاميا أو جاهليا» . وفي المؤتلف والمختلف للآمدى 163 أنّه «يكني أبا البلاد، وقيل له أبو الغول لأنه فيما زعم رأى غولا فقتلها» . [6] الزلاء: الرسحاء، وهي الخفيفة الوركين. وفي الأصل: «دلا» . نيط، من النوط-

ومن العرجان: أبو الفوارس الباهلي

لا يمسك الحبل حقواها إذا انتطقت ... وفي الذّنابي وفي العرقوب تحديد [1] أعوذ بالله من ساق بها عوج ... كأنّها من حديد القين سفّود [2] وأنشدني لأعرابيّ: ليست من العوج العملّجات [3] ... كأنّ رجليها كراعا شاة [4] في قدم عوجاء كالمسحاة [5] . ومن العرجان: أبو الفوارس الباهلي كان رسول ابن هبيرة [6] إلى

_ - وهو التعليق. وفي هذا البيت إقواء. [1] الأبيات بدون نسبة في عيون الأخبار 4: 33. الحقو، بالفتح ويكسر: الكشح، وهو الخصر، انتطقت: شدت وسطها بالمنطقة. وأراد بالذنابي ها هنا العجز وما برز من عظمها. وأصل الذنابي لذنب الطائر. التحديد: الدقة. [2] القين: الحداد. وفي عيون الأخبار: «من ساق لها حنب. والحنب، بفتح الحاء والنون، اعوجاج الساق» . [3] العوج: جمع أعوج وعوجاء. والعملجة: المعوجة الساقين، ينفي عنها أن تكون كذلك. [4] الكراع، بالضم، هو من البقر والغنم: مستدقّ الساق، يذكر ويؤنث. [5] المسحاة، بالكسر: المجرفة من الحديد يسحى بها الطين عن وجه الأرض. [6] هو يزيد بن عمر بن هبيرة بن معية بن سكين بن بغيض بن مالك، ينتمي إلى بني فزارة بن ذبيان، الجمهرة 255 ولي العراقين لمروان بن محمد خمس سنين. وكان له شأن في مقاومة جيوش أبي مسلم وقائده قحطبة وابنه الحسن بن قحطبة، ولما ولي أبو العباس السفاح أرسل أخاه المنصور لمحاربته فلم يزل محاصرا له بواسط حتى افتتحها صلحا سنة 132 ثم قتل-

الأعرج الضبي

هشام ابن هبيرة [1] في الجيش. قال: فقدمت غدوة وقدم ابن هبيرة نفسه بالعشيّ. قال:. ومن العرجان: الأعرج الضّبّيّ ثم الكوزيّ [2] ، وكان شاعرا، وهو الذي يقول: متى نلق حيّا من جؤيّة لا تكن ... تحيّتنا إلّا ببيض صفائح [3] على القاطعات الحزن بالخيل والقنا ... كأنّ على أقرابها ثوب ماتح [4] هناك لا قربي تناصر بيننا ... سوى نسب في أوّل الدّهر بارح ومن هذا الشكل وليس من ذكر باب العرجان قول كنانة بن عبد

_ - المنصور يزيد بن عمر وابنه داود. المعارف 161- 162، 179. قال ابن قتيبة وكان شريفا، يقسّم على زوّاره في كلّ شهر خمسمائة ألف، ويعشّي كلّ ليلة من شهر رمضان. وكان جميل المرآة عظيم الخطر وأمه سندية. [1] هشام بن هبيرة، كان قاضيا على البصرة من سنة 58 إلى سنة 74 كما يفهم من تعقب كامل ابن الأثير 3: 521/4: 101- 373. [2] في الأصل: «الكوذى» بالذال، وإنما هو بالزاي نسبة إلى بني كوز بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبّة. ابن حزم 204، ومختلف القبائل لابن حبيب 17، وشرح التبريزي للحماسة 2: 140. [3] في الأصل: «متى تلق» بالتاء. والوجه ما أثبت والصفيحة: السيف العريض. [4] الأقراب: جمع قرب، بالضم، وهو الخاصرة. والماتح: المستقي من أعلى البئر. يصف عرق الخيل من كثرة السير وشدة العدو.

سعيد بن أبي عروبة [2]

ياليل [1] : يا عمرو لا تأخذك فيهم رأفة ... احذرهم حذر امرىء لا يمزح واحذرهم كالمصطلى بجحيمه ... إنّ القرابة كلّ يوم تنزح . ومن العرجان: سعيد بن أبي عروبة [2] واسم أبي عروبة مهران، مات سنة تسع وخمسين ومائة [3] ، وقد لقي الحسن، وهو صاحب قتادة [4] ، وروى عنه المخالف والموافق [5] ، وله تصنيف كتاب الطلاق،

_ [1] ياليل: اسم صنم لهم، كما في تاج العروس، أضيف إليه كما قالوا: عبد شمس، وعبد العزى، وعبد يغوث. [2] أبو النضر سعيد بن أبي عروبة اليشكري العدوي، مولى بني عدي يشكر. روى عن قتادة، والحسن، وأيوب وغيرهم. وعنه: الأعمش وهو من شيوخه، وشعبة، وعبد الأعلى ابن عبد الأعلى السامي، ويحيى القطان وجماعة. وكان ثقة كثير الحديث، ثم اختلط في آخر عمره. تهذيب التهذيب. و «عروبة» بفتح العين كما في تقريب التهذيب. ومهران بكسر الميم: علم أعجمي، كما في معجم البلدان. [3] الذي في التهذيب والمعارف 222 أن وفاته كانت سنة 156 أو 157. وسجل ابن الأثير وفاته سنة 150. [4] أبو الخطاب قتادة بن دعامة، بكسر الدال، السدوسي البصري. روى عن أنس، وسعيد بن المسيب، والحسن، وابن سيرين وجماعة. وعنه: شعبة، وهشام الدستوائي، وسعيد ابن أبي عروبة، والأوزاعي وغيرهم. وكان يحفظ ولا يكتب، لأنه ولد أكمه. وكان سعيد وهشام الدستوائي أثبت الرواة عن قتادة. ولد سنة 61 وتوفي سنة 117، أو 118. تهذيب التهذيب وتذكرة الحفاظ 1: 102، وصفة الصفوة 3: 182- 183. [5] كان سعيد قدريا كما في المعارف 222 وكذا في 268 عند سرده لأسماء القدرية. وفي تهذيب التهذيب: «وكان أعرج، يرمى بالقدر. وقال أحمد: كان يقول بالقدر ويكتمه» .

يقولون: «طلاق سعيد بن أبي عروبة» . وقد سمعت أنا من عبد الأعلى الساميّ [1] ، وأصحاب سعيد كبار ثقات، فحدّث عنهم المخالف والموافق. ومن أعاجيب سعيد أنه لم يمسّ امرأة قطّ، من غير عجز. قال يزيد بن قبيصة المهلّبيّ [2] : قدمت على أبي مسلم صاحب الدّولة من البصرة، فساءلني [3] عما أراد ثم قال لي: ما فعل الأعرج سعيد ابن أبي عروبة؟ لكأني أنظر إلى نظافة بيته. قال: قلت: سالم صالح. قال: فما فعل هشام الدّستوائيّ [4] ، كأني أنظر إلى دموعه على خدّيه!

_ [1] يشير الجاحظ إلى أنه قد سمع ممن له رواية عن سعيد بن أبي عروبة، انظر ترجمته فيما سبق. وعبد الأعلى هو أبو همام عبد الأعلى بن عبد الله بن محمد القرشي البصري الساميّ، نسبة إلى سامة بن لؤى روى عن حميد الطويل، ومعمر، وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم. وعنه: إسحاق بن راهويه، وبندار، ويوسف بن حماد وجماعة. وكان قدريا غير داعية إليه، كما كان شيخه سعيد. توفي سنة 198، تهذيب التهذيب. [2] نسبة إلى جده، وهو أمر يكثر في الأنساب، وإنما هو يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة، كما في الجمهرة 370. ومما يذكر أنّ المهلب ولد له نحو ثلاثمائة ولد، أعقب منهم تسعة عشر كما في الجمهرة 368. وبتتبع تاريخ الطبري نجد أنّه ولي مصر من قبل المنصور من سنة 143 إلى سنة 152 حيث عزل ثم ولي إفريقية من قبل المنصور أيضا سنة 154 إلى أن توفي سنة 170 في خلافة موسى الهادي. [3] في الأصل: «فسايلني» بالتسهيل. [4] الدستوائى: نسبة إلى دستوا، بفتح الدال والتاء: بلدة بالأهواز تجلب منها الثياب الدستوائية، وكان الدستوائي يبيع الثياب المجلوبة منها. وفي الأصل: «الدستواني» بالنون، تحريف. وهو أبو بكر هشام بن أبي عبيد الله سنبز- كجعفر، الدستوائي البصري البكري. وكان يرمى بالقدر. روى عن قتادة، ومطر الوراق، وبديل بن ميسرة وغيرهم. وعنه: ابن-

سعد الأعرج [1]

قلت: سالم صالح. قال: أما إنّي إن دخلت العراق قتلتهما! قلت: ولم ذاك أيّها الأمير؟ قال: لأنهما يزعمان أنّ عثمان أفضل من عليّ. قال: وقدم العراق فلم يعرض لهما. قال: ومن العرجان: سعد الأعرج [1] من أصحاب يعلى بن منية [2] ، ولقي عمر بن الخطاب. ومن العرجان: إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله [3] سمع

_ - مهدي، ويحيى القطان، وإسماعيل بن عليّة وجماعة. وكان يقال له أمير المؤمنين في الحديث. توفى سنة 152 أو 153 تهذيب التهذيب، وتذكرة الحفاظ 1: 155 والمعارف 223، 268، وأنساب السمعاني 226، ومعجم البلدان وحواشي الحيوان 3: 537. [1] هو سعد بن مالك الأعرج، ويقال الأقرع، اليماني. أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم ووفد على عمر فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الجهاد. قال: «ارجع إلى صاحبك- يعني يعلى بن أمية، ويعلى يومئذ على اليمن- فإن عملا بحقّ جهاد حسن» . الإصابة 3669. [2] في الأصل: «منبه» تحريف. ويعلى بن منيه هذا هو يعلى بن أمية. ومنية أمّه، وهى منية بن جابر، عمّة عتبة بن غزوان بن جابر. الجمهرة 225. وأما أبوه فهو أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث التميمي الحنظلي. الجمهرة 229 والإصابة 6390. وقد استعمل أبو بكر يعلى هذا على حلوان في الردة، ثم عمل لعمر على بعض اليمن فحمى لنفسه حمى فعزله. ثم عمل لعثمان على صنعاء اليمن. ثم خرج مع عائشة في وقعة الجمل. ثم شهد صفين مع علي؛ ويقال إنّه قتل بها. [3] ذكره الزّبيريّ في نسب قريش 283 وقال: إبراهيم الأعرج كان يشتكي النقرس، استعمله عبد الله بن الزبير على خراج الكوفة. وكان يقال له «أسد الحجاز. وبقى حتى أدرك هشام بن عبد الملك» . وفي المحبر 378 أنّ عبد الملك بن مروان ولاه ديوان المدينة. وفي تهذيب التهذيب أن أمّة خولة بنت منظور. وفي المعارف 102 أنه كان أصلع أعرج. وفي تهذيب-

ومن العرجان الشعراء

أبا هريرة وعبد الله بن عمر، ومات بالمدينة سنة عشر ومائة [1] .. ومن العرجان الشعراء مجلودة الأعرج [2] وهو الذي يقول: تعرّفنى هنيدة من بنوها ... وأعرفها إذا امتدّ الغبار [3] متى ما تلق منّا ذا ثناء ... يؤزّ كأنّ رجليه شجار [4] فلا تعجل عليه فإنّ فيه ... منافع حين يبتلّ العذار [5]

_ - التهذيب أنه ولد سنة 36. [1] في الأصل: «عشرة ومائة» . [2] في الوحشيات 64: «جلمود» حيث روى أبو تمام الأبيات مع بيتين بعدهما. [3] الأبيات مع بيتين بعدهما أيضا بدون نسبة في البيان 4: 49- 50، وفي البيان: «تعرفني هنيدة من بنوها» ، وفي الوحشيات: «من أبوها» ، وفيهما أيضا: «إذا اشتد الغبار» . وفي الأصل هنا «وتعرفني هنيدة من بنيها» ، تحريف. [4] يؤز، من الأز، وهي الحركة الشديدة. والشجار: خشب الهودج، والخشبة التى توضع خلف الباب. وفي الأصل: «ذا ثناء فر» مع كلمة غامضة قبل «فر» ، وأثبت ما في البيان. [5] ابتلال العذار كناية عن شدة الحرب، والعذاران: جانبا اللحية، لأنّ ذلك موضع العذار في الدابة، وهما السيران اللذان يجتمعان عند القفا.

وقال أبو محجن [1] في الزّراية على الشّجاع الذي لا رواء له [2] ، وليس هذا من ذكر باب العرجان، ولكنه يناسب [3] شعر مجلودة، وهو قوله: ألم تسأل فوارس من سليم ... بنضلة وهو موتور مشيح [4] رأوه فازدروه وهو خرق ... وينفع أهله الرجل القبيح [5]

_ [1] كذا في البيان 3: 338. وفي الأصل هنا «أبو مخنف» تحريف. وأبو محجن الثقفى: عبد الله بن حبيب بن عمرو بن عمير. وهو من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، معدود في أولي البأس والنجدة. وكان يدمن شرب الخمر، وأقام عليه عمر الحد مرارا. ابن سلام 225، والشعراء 423، والأغاني 21: 137- 143. ونسبة الشعر إلى أبي محجن مما انفرد به الجاحظ. وهو منسوب إلى نضلة السّلمي في الكامل 52 ليبسك والعقد 5: 242. وفيهما أنّ الشعر قاله يوم غول. وكان حقيرا دميما وكان ذا نجدة وبأس. وكذلك نسب إلى نضلة في مجمع الأمثال عند قولهم: «أصول من جمل» . وإلى نضلة أيضا في الحماسة البصرية 1: 67 ونسب في مجالس ثعلب 8 إلى رجل من سليم، وكان قوم من سليم مروا برجل من مزينة يقال له «نضلة» في إبل له، فاستسقوه لبنا فسقاهم، فلما رأوا منه أن ليس في الإبل غيره ازدروه فأرادوا أن يستاقوها، فجالدهم حتّى قتل منهم رجلا وأجلى الباقين عن الإبل، فقال رجل من سليم هذا الشعر. [2] الرواء، بضم الراء: المرأى والمنظر الحسن، وفي الأصل: «لا دواء له» بالدال، صوابه ما أثبت. [3] في الأصل: «يناسد» تحريف. [4] الرواية في الكامل، والعقد، والميداني، والحماسة البصرية: «ألم تسل الفوراس يوم غول» . وفي الأصل: «النضلة» صوابها «بنضلة» كما في جميع المراجع. وفي القرآن الكريم: (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) ، و (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) ، يأتون بالباء بعد السؤال والمشيح، من الإشاحة، وهي الجدّ والسرعة في حذر. [5] الخرق، بالكسر: الكريم الخليقة. ويروى: «وهو حر» في الكامل والعقد-

ومن العرجان

ولم يخشوا مصالته عليهم ... وتحت الرّغوة اللّبن الصّريح [1] وقال المسرهد في زنبور التّغلبي: يا أعرج الرّجل صغير الجرم [2] ... وناقص الطّرز خبيث الإسم [3] وقال أبو خراش الهذلي: وإنّي لأثوي الجوع حتّى يملّني ... فيذهب لم يدنس ثيابي ولا جرمي [4] . ومن العرجان الهيثم بن مطهّر الفأفاء [5] ونوادره كثيرة.

_ - والحماسة البصرية، والميداني، وعيون الأخبار 4: 38 حيث روى هذا البيت وحده بدون نسبة. [1] المصالة: الصولة والسطوة. يقال صال على قرنه صولا وصيالة وصؤولا وصولانا وصالا ومصالة. كما في اللسان (صول) عند إنشاء هذا البيت بدون نسبة. وفي الأصل: «مقالته» ، صوابه من المراجع المتقدمة. [2] في الأصل: «مغير الجرم» . والجرم: الجسد. [3] الطرز، بالكسر: الهيئة والشكل. ومنه قول رؤبة (ديوانه 66) : فاخترت من جيّد كلّ طرز ... جيّدة القدّ جياد الخرز وفي الأصل: «وناقص الصور» . [4] أثوى الجوع، من الإثواء. يقول: أطيل حبسه عندي حتّى يملني. كناية عن صبره على الجوع. لم يدنس ثيابي ولا جرمي، يقول: لم يلحقنى عار. والدنس: لطخ الوسخ. دنس يدنس دنسا، ودنسه غيره تدنيسا. ديوان الهذليين 2: 127 وشرح السكري 1199. [5] أورد الجاحظ له في البيان 2: 269 نادرة من نوادره. وهي كذلك في عيون الأخبار 1: 160..

وفي أصناف الحيوان عرج وأشباه العرج

وفي أصناف الحيوان عرج وأشباه العرج وأشكال من المشي واختلاف في العدو، وتفاوت في الوطء [1] . وللإنسان نفسه اختلاف شديد على قدر الحالات المختلفة عليه، وبكلّ ذلك نطقت الأشعار، واستفاضت الأخبار، وشهد عليه العيان، وميّزته العقول. فمن العرج الضّبع، عرجاء البتّة [2] ، وهي أشدّ السّباع حرصا على لحوم الناس، وأشدّ الخلق مغارز أسنان [3] ، ويقال إنّها ممطولة في فكّيها [4] . وهي تنبش القبور وتحفرها حتّى تنتهي إلى أبدان الموتي. ثم الذّئب، وهو أقزل- والقزل: أقبح العرج- والفرس شنج النّسا كأنّ به عقّالا [5] . وقال عمرو بن العاص: شنج الفرسن محبوك القرا ... شنج الأنساء في غير فحج [6]

_ [1] في الأصل: «الوطى» . [2] الحيوان 1: 43/5: 213. [3] مغارز الأسنان: أصولها. وفي اللسان: «ومغرز الضلع والضرس والريشة ونحوها: أصلها» . وفي النسخة: «معار واسنان» ، تحريف. [4] المطل، أصله السك والطبع. وفي الحيوان 4: 53: «ممطولة في نفس العظم» . [5] الشنج: المتقبض. والنسا؛ بالفتح: عرق يمتد من الورك إلى الكعب. وهو مدح له، لأنه إذا تقبّض نساه وشنج لم تسترخ رجلاه. والعقّال، كرمّان، وقد تخفف القاف: داء يأخذ في رجل الدابة، إذا مشى ظلع ساعة ثم انبسط. وفي أسماء خيولهم «ذو العقّال» ، سمّوه بذلك دفعا لعين السّوء عنه. [6] الفرسن، كزبرج: «الحافر من الدابة. وبعده الرسغ، ثم الوظيف ثم الساق. وفي الأصل: «المرسن» ، وهو كمجلس ومقعد ومنبر: موضع الرسن على أنف الدابة، ولا وجه-

والغراب يحجل ويمشي مشي المقيّد [1] . وقال الطّرمّاح: شنج النّساء وافي الجناح كأنّه ... في الدّار، بعد الظّاعنين، مقيّد [2] وقال أبو عمران الأعمى [3] : فما استوحش الحيّ المقيم لرحلة ال ... خليط ولا عزّ الذين تحمّلوا [4]

_ - له هنا. والقرا، بالفتح: الظهر، أو وسطه. والمحبوك: المدمج، والذي فيه استواء مع ارتفاع. والفحج: تباعد ما بين الرجلين. وهذا العجز أنشده الجاحظ في الحيوان 5: 214 بدون نسبة. [1] الحيوان 1: 143/5: 215. [2] الحيوان 5: 215، والديوان 130، والمعاني الكبير 151، واللسان (شنج، حرق، دفا) . [3] وفي الجناح: طويله. وفي الأصل: «واثى» تصحيف سمع، لتقارب ما بين الفاء والثاء. وفي الديوان والحيوان: واللسان (دفا) : «أدفى الجناح» ، وهو ما طال جناحاه من أصول قوادمه. وفي اللسان (شنج، حرق) : «حرق الجناح» وهو الذي نسل ريشة وانحصّ. [3] في الأصل: «أبو عمران الأعجم» ، صوابه في العققة والبررة (نوادر المخطوطات 2: 352 والحيوان 3: 325. وانظر أيضا الحيوان 5: 215 وأبو عمران هذا هو يحيى بن سعيد، مولى آل طلحة بن عبيد الله. وكان ابنه عيسى بن يحيى يعيب شعره ويماريه في رأيه، ويعيب أباه بسوء خلقه، فصنع أبوه قصيدة طويلة يعاتبه فيها. أثبتها أبو عبيدة في كتاب العققة والبررة 2: 355- 357. وقد ذكر فيها أمر تحول قضاعة إلى قحطان. وقضاعة هو قضاعة ابن معد بن عدنان، وقد تحولت إلى حمير فعدّت في اليمن، كما في المعارف 29، والجمهرة 440. وقد وضّح ابن الكلبي سبب هذا التحول فيما أورته مسهبا في حواشي الحيوان 3: 325 اعتمادا على الروض الأنف 1: 16 فارجع إليه. [4] وهذه رواية العققة والبررة أيضا. وفي الحيوان: «كما استوحش الحي المقيم ففارقوا الخليط فلا عزّ» . وفي الأصل هنا: «ولا عن الذين تحملوا» ، صوابه في العققة والبررة-

كتارك يوما مشية من سجيّة ... لأخرى ففاتته فأصبح يحجل [1] والأسد يتبهنس ويتخلّع [2] ، وكأنّه إذا مشى يتقلّع من طين علك أو دهاس كثير الرّمل [3] . وكذلك السنّور على قدره. والأسد والببر والنّمر والفهد والسنور متشابهة [4] في عمود الصّورة. وفي ذلك مشابه في جهات أخر. قال أبو زبيد في مشية الأسد: إذا تبهنس يمشي خلته وعثا ... وعت سواعده من بعد تكسيره [5] وذلك أنّ العربّ تزعم أن ربّ عظم إذا جبر بعد الكسر يصير أشدّ.

_ - والحيوان. [1] فيه الفصل بين المتضايفين بالظرف، كما في قول أبي حية النميري سيبويه 1: 91 والإنصاف 432: كما خطّ الكتاب بكفّ يوما ... يهوديّ يقارب أو يزيل ويصح أن يقرأ أيضا بجر اليوم ونصب مشية، كما في رواية بعض نسخ الحيوان، وهي كما في قول القائل: يا سارق الليلة أهل الدار [2] يتبهنس: يمشي مشية المتبختر. والتخلع: مشية متفككة. وانظر الحيوان 5: 124. [3] العلك: اللزج. والدهاس، كسحاب: كل ليّن سهل لا يبلغ أن يكون رملا وليس بتراب ولا طين. [4] في الأصل: «متشابهة» . [5] ديوان أبي زبيد 81 والحيوان 5: 214، وتهذيب الألفاظ 173. والوعث: المكسور، وعثت يده كفرح: انكسرت. وعت تعي: انجبرت بعد الكسر على اعوجاج. وفي الحيوان والتهذيب: «وعت سواعد منه» . وفي الديوان: «وعى السواعد منه» .

وقال في ذلك أيضا زهير: رأيتكم آل البروك كأنّما ... تصدّون عن ذي لبدة عرك جهم [1] أزبّ طويل السّاعدين كأنّما ... وعت بعد كسر ساعداه على عثم [2] وفي المثل: «كأنّما كسر ثمّ جبر» . وللأسد تحت المطر مشي آخر. وقال في ذلك عمرو بن الإطنابة [3] : خزر عيونهم لدى أعدائهم ... يمشون مشي الأسد تحت الوابل [4] وقال سويد بن أبي كاهل [5] :

_ [1] البيتان لم يردا في ديوان زهير. والبروك، بالفتح، من النساء: التي تتزوج ولها ولد كبير. والعرك: الشديد العلاج والبطن في الحرب. والجهم: الكريه الوجه. [2] الأزبّ: الكثير شعر الوجه والعثنون. والعثم: إساءة جبر العظم، حتّى ينجبر وفيه عوج. [3] الإطنابة أمّه. وهو عمرو بن عامر بن زيد مناة الخزرجي. شاعر فارس من فرسان الجاهلية ورؤساء الخزرج، وأمه الإطنابة بنت شهاب بن زبان، من بني القين بن جسر. وأصل الإطنابة سير بشدّ في وتر القوس العربية لتحزق به. الاشتقاق 453، ومعجم المرزباني 203- 204 وذكر أبو الفرج في الأغاني 10: 28 أنه كان ملك الحجاز. وانظر كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء في نوادر المخطوطات 1: 95. [4] الخزر: جمع أخزر وخزراء، وهو الذي ينظر عن معارضة ليحدّد النظر، والأعداء يفعلون ذلك لذلك، وليخيفوا أعداءهم. [5] هو سويد بن أبي كاهل بن حارثة بن حسل بن مالك بن عبد سعد بن جشم بن-

هل سويد غير ليث ضيغم ... ثئدت أرض عليه فظلع [1] وللخماع الذي في قوائم الأسد قال أبو زبيد: كأنّما يتفادى أهل ودّهم ... من ذي زوائد في أرساغه فدع [2] والعصفور على خلاف الحيوان، وذلك أنّه لا يمشي البتّة، وإنّما يجمع رجليه فيضعهما جميعا ويرفعهما جميعا، لا يقدر على غير

_ ذبيان بن كنانة بن يشكر. شاعر مقدم مخضرم، عاش في الجاهلية دهرا وعمّر في الإسلام عمرا طويلا إلى ما بعد سنة 60 من الهجرة. وكان أبوه أبو كاهل شاعرا أيضا. ابن سلام 128 والشعراء 421، والأغاني 11: 165- 167، واللآلىء 313، والخزانة 2: 546- 548 والإصابة وجمهرة ابن حزم 309. [1] البيت آخر المفضلية رقم 40 في المفضليات 202. والضيغم: الأسد الواسع الشدق، من الضغم وهو العضّ الشديد. وفي المفضليات: «خادر» وهو الذي يتخذ الأجمة خدرا له. ثئدت: نديت. والثأد: الندى والقذر. وفي الأصل: «ثإدت الأرض» ، والكلمة الأولى محرفة الكتابة، والثانية محرفة، صوابهما من المفضليات. وفيها «فانتجع» ، من النجعة بضم فسكون، وهي طلب الكلأ في موضعه. يقول: لمّا فسد عليه موضع انتقل إلى غيره. [2] يتفادون منه: يتحامونه وينزوون عنه. ومنه قول ذي الرمة: مرمّين من ليث عليه مهابة ... تفادى الليوث الغلب منه تفاديا وفي الأصل: «ينقاد في» صوابه في تاج العروس (رسغ) وفي أمالي المرتضى والحماسة البصرية: «يتفادي أهل أمرهم» . وفي شروح سقط الزند 1452: «رأس أمرهم» . ويقال للأسد إنه ذو زوائد، لتزيده في هديره وزئيره. والزوائد أيضا: الزمعات اللواتي في مؤخر الرجل. والفدع: عوج وميل في المفاصل كلها، وهو في خلقة الأسد. وفي اللسان (فدع) : «مقابل الخطو في أرساغه فدع» .

ذلك [1] . وأما الزّرازير- وواحدها زرزور- فإنّه طائر شديد الطّيران، خفيف البدن، صغير الجرم، وهو لا يمشي البتّة [2] ، وإنّما يرسل نفسه من وكره طائرا، ثم يعود إلى جوف وكره طائرا. والظّبي يمشي، وإذا شاء جمع قوائمه ووثب [3] ، فإن شاء واتر بين ذلك، وإن شاء لم يواتر. إلّا أنّ الظباء ليس لها عدو ولا ضبر [4] مذكور إلّا على بسيط الأرض. وليس للأوعال عمل مذكور إلّا في الجبال. قال الشاعر [5] : وخيل تكدّس بالدارعين ... كمشي الوعول على الظّاهرة [6]

_ [1] الحيوان 2: 330/5: 216. [2] الحيوان 3: 233/5: 220. [3] الحيوان 6: 300، 375. [4] الضبر: أن يجمع قوائمه ويثب. وفي الأصل: «صبر» مع وضع علامة الإهمال تحت الصاد. [5] هو مهلهل، كما في اللسان (ظهر، كدس) ، أو عبيد بن الأبرص كما في تهذيب الألفاظ 279 واللسان (كدس) . [6] التكدس: السرعة في المشي، أو أن يمشى كأنه مثقل. ويروى: «تكردس» والدارع: لابس الدرع الحديدي. والظاهرة: أعلى الجبل حيث يسكن الوعل. وفي الأصل: «الظاهر» وانظر حواشي الحيوان 4: 353/6: 300. وقبل البيت في تهذيب الألفاظ: ألا أيّها الملك المرسل ال ... قوافي وذو الأمر والنائره هل لك فينا وما عندنا ... وهل لك في الأدم الوافره

وصف مشي النساء

والجرادة تمشي وتجمع نفسها وقوائمها إذا أرادت، ثم تثب، كلّ ذلك عندها. وكذلك البرغوث يمشي وإذا شاء وثب، والوثب أكثر عمله، وإنّما قيل له طامر لطموره [1] . قال الراجز: فكم وكم من طوّل طموح [2] ... لم ينجه طموره في اللّوح [3] من صلتان فلتان شيح [4] وقال في البرغوث: أو طامريّ واثب ... لم ينجه منه وثابه [5] . [وصف مشي النّساء] ويوصف مشي النّساء بضروب البقر، وإذا قاربت الخطو وحرّكت منكبيها شبّهوا مشيها بمشي القطا. قال الشاعر:

_ [1] الطمور: الوثب إلى أسفل أو إلى أعلى. [2] الطّول، كسكّر: طائر، كما في اللسان. وفي القاموس: طائر مائي طويل الرجلين. [3] اللّوح، بالضم: الهواء بين السماء والأرض. [4] الصّلتان: النشيط الحديد الفؤاد، وآصله في الخيل. والفلتان بمعناه. وفي الأصل: «قلتان» ، تحريف. والشّيح، الكسر، والشائح والمشيح: الجادّ الحذر. [5] البيت لأبي نواس في الحيوان 5: 216، 380 من أبيات في الحيوان 5: 380 ونهاية الأرب 10: 178، وليست في ديوان أبي نواس ولا في أخبار أبي نواس لابن منظور.

وعلى يبرين صفوا ... ن سحبا بازلات [1] يتمشّين كما تم ... شي قطا أو بقرات [2] يتخاصرن ويدعو ... ن مجيب الدّعوات [3] وقال الكميت بن زيد: يمشين مشي قطا البطاح تأوّدا ... قبّ البطون رواجح الأكفال [4] وقال الغطمّش [5] : أبلغ سميّة أنّي لست ناسيها ... عمري، ولا قاضيا من حبّها حاجي [6]

_ [1] كلمة «سحبا» لم يتجه لي وجه صوابها. ولعلها «ضحيّا» أى في الضحى والبازلات إن صحت كانت جمع بازلة. وفي اللسان: «وقد قالوا: رجل بازل، على التشبيه بالبعير، وربما قالوا ذلك يعنون به كماله في عقله وتجربته» . [2] البيت في الحيوان 5: 218، وكذلك في اللسان (شجا 152) . [3] التحاضر: أن يأخذ بعضهن بيد بعض. وكذلك المخاصرة أن يأخذ إنسان بيد آخر، يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه. [4] ديوان الكميت 2: 53 والحيوان 5: 217، 576، والأغاني 15: 19، ومعجم المرزباني 348، ولباب الآداب 371، والمستطرف 2: 22؛ والتأود: التثني. والقبّ هنا: جمع قبّاء، وهي الدقيقة الخصر الضامرة البطن. [5] ابن جني في المبهج 41: «الغطمشة: أخذ الشيء قهرا، قالوا: ومنه اشتق الغطمّش» وهو كما في شرح الحماسة للمرزوقي والتبريزي، من بني شقرة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة. وكذلك في اللسان مع إسقاط «سعد» ، والوجه إثباته كما في الجمهرة 203. [6] الحاج: جمع حاجة. قال: وأرضع حاجة بلبان أخرى ... كذلك الحاج ترضع باللّبان

خود كأنّ بها وهنا إذا نهضت ... تمشي رويدا كمشي الظّالع الواجي [1] وفي شبيه بهذا المعنى في صفة مشيها يقول الشّمّاخ بن ضرار: تخامص عن برد الوشاح إذا مشت ... تخامص حافي الخيل في الأمعز الوجي [2] وقال عمرو بن العاص: ففدى لهم أمّي غدا ... ة الرّوع إذ يمشون قطعا [3] ووصفوا مشي الهلوك من النساء، وهي التي تهالك إلى الرّجال فتزيف في مشيها إذا رأتهم [4] . وقد أخطأ من زعم أنّ الهلوك البغيّ لا محالة. وقد تكون بغيّا وغير بغيّ. قال الهذلي [5] :

_ [1] الخود، بالفتح: الفتاة الحسنة الخلق الشابة. والواجي: الذي يجد وجعا في حافره. [2] ديوان الشماخ 7 والشعراء 317 واللسان (خمص) تخامص: تتخامص بحذف إحدى التاءين، أى تتجافي عن برد الوشاح بما زيّن به من ودع يؤذيها ببرده. والحافي: الذي أصابه الحفا، وهو رقة الحافر. والأمعز: المكان فيه غلظ وصلابة. والوجي صفة للحافي. والوجى أشد من الحفا. [3] القطع، بالضم: البهر الذي يقطع الأنفاس. والقطع أيضا: جمع أقطع، وهو المقطوع اليد. وليس مرادا هنا. وفي الأصل: «أن يمشون» صوابه ما أثبت. [4] تتهالك: تتمايل وتتساقط وتفقد اتزانها. زافت تزيف وتزوف: مشت مسترخية الأعضاء كأنها تستدير. [5] هو المتنخل. ديوان الهذليين 2: 34، والسكري 281.

ويلمّه رجلا تأبي به بدلا ... إذا تجرّد، لا خال ولا بخل [1] السّالك الثّغرة اليقظان كالئها ... مشي الهلوك عليها [الخيعل] الفضل [2] وقال آخر ووصف الهجمة [3] وفحلها فقال: يقودها منه جلال نهد [4] ... كأنّما رجس لهاه الرّعد [5] يمشي إليها بسمات نهد [6] ... مشي العذارى بينهنّ ودّ وقال الفرزدق:

_ [1] ويلمه عبارة إعجاب لا دعاء، وأصله: في الدعاء على الرجل بالويل وهو الهلاك. وفي ديوان الهذليين والسكري: «تأبي به غبنا» تجرّد: تهيّا للقتال وجدّ فيه. والخال: الخيلاء، وهو الكبر والعجب. والبخل، بالتحريك: لغة في البخل. [2] الثغرة، بالضم، والثغر بالفتح: موضع المحافة. والكالىء: الحافظ والحارس. مشى الهلوك، ينعته بالطمأنينة كأنه يسعى وقد حبّب إليه القتال كما تمشي الهلوك إلى صاحبها. والخيعل: درع يخاط أحد شقيه ويترك الآخر. والفضل، بضمتين: الثوب الواحد، أو هو صفة ثانية للهلوك، ويكون قد جره على المجاورة كما في حجر ضب خرب. [3] الهجمة: القطعة الضخمة من الإبل ما بين الثلاثين والمائة. وانظر الحيوان 3: 75، 457/5: 419/6: 69، 468. وفي الأصل: «العجمة» ، تحريف لا وجه له. [4] الجلال، بالضم: الجمل العظيم. والنهد: المرتفع الضخم القوي. وفي الأصل: «فهد» ، تحريف. وسيأتي على الصواب في الورقة 159؟. [5] الرجس، بالفتح: الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير. واللها، بالفتح: جمع لهاة. وهي لحمة حمراء في الحنك، معلقة على عكدة اللسان وجعل له لهوات لشدة صوته. [6] السمات: جمع سمة، وهي ما يوسم به البعير من ضروب الصور والعلامات ليعرف بها. وفي الأصل: «سمات» ولا يستقيم به الوزن ولا المعني. والنهد: المرتفع المشرف.

كأنّ تطّلع التّرعيب منها ... عذارى يطّلعن إلى عذارى [1] وقال قطران العبشميّ [2] في تخزّلها إذا مشت: من الماشيات الخيزلى وتهاديا ... إذا العشّة العصلاء خفّ نقيلها [3] وقال في تثنّيها وتأوّدها في المشي، وفي بعدها من الخفّة:

_ [1] ديوان الفرزدق 238. وكان الفرزدق قد مر بأبي السّحماء، من ولد عبادة بن مرثد ابن عمرو بن مرثد، أحد بني قيس بن ثعلبة فغدّاه وسقاه. وقبل البيت: تمال عليهم والقدر تغلي ... بأبيض من سديف الشّول وارى والترعيب، بكسر التاء: جمع ترعيبة، وهي قطع السنام. وقد تفتح التاء فيهما كما في اللسان. وفي الديوان: «فيها» . شبّة قطع السنام وهي تضطرب بغليان القدر، بالعذارى البيض ينظر بعضهن إلى بعض بتطلّع. والعذارى بفتح الراء وكسرها: جمع عذراء. [2] أنشد له الجاحظ في الحيوان 1: 322 أبياتا على روي البيت التالي ووزنه. وفي اللسان: «والقطران: اسم رجل، سمي به لقوله: أنا القطران والشّعراء جربى ... وفي القطران للجربى هناء » ونسب هذا البيت إلى القطران في مقاييس اللغة (جرب) . [3] البيت في كتاب الاختيارين صنعه الأخفش 124 من قصيدة عدتها 58 بيتا منها الأبيات التي رواها الجاحظ في الحيوان منسوبة إلى القطران السعدي، وكلتا النسبتين صحيحتان، فإن العبشمي منسوب إلى عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. الجمهرة 215. والخيزلى، بالألف المقصورة: مشية فيها تفكّك، كالخوزلي والخوزري والخيزري. والتهادي: مشي في تمايل وسكون. وفي الأصل: «تهاديا» ، وإثبات الواو من الاختيارين. والعشّة بفتح العين: القليلة اللحم الضئيلة الخلق. والعصلاء: المرأة اليابسة التي لا لحم عليها. وفي الاختيارين: «العضلاء» بالضاد المعجمة، وفسره بالعوجاء، وإخاله تحريفا. وفي اللسان: ليست بعصلاء تذمي الكلب نكهتها ... ولا بعندلة يصطكّ ثدياها والنقيل: ضرب من السير. وفي الاختيارين: «ثقيلها» ، تحريف واضح أيضا.

تأطّرن حتّى قلت لسن بوارحا ... وذبن كما ذاب السّديف المسرهد [1] وقال يربوع الجذميّ [2] : جارية من ضبّة بن أدّ ... بدّاء تمشي مشية الأبدّ [3] وقال ابن همّام [4] في الأبدّ:

_ [1] البيت لعمر بن أبي ربيعة في اللسان (أطر) ، لكن أتى به شاهدا على تأطرت المرأة تأطرا: لزمت بيتها وأقامت فيه. والجاحظ إنما أتي به شاهدا على التأطر بمعنى التثني في المشية. والسديف: لحم السنام. والمسرهد: السمين، والمقطع قطعا. ومنه قول طرفة: فظلّ الإماء يمتللن حوارها ... ويسعى علينا بالسّديف المسرهد والبيت في ملحقات ديوان عمر 483. [2] هو يربوع بن ثعلبة العدويّ الجذمي، كما في شرح الجواليقي لأدب الكاتب 334 نسبة إلى عدي بن عبد مناة. وفي الأصل: «الجرمى» صوابه ما أثبت. فإن ولد عدي بن عبد مناة هم جلّ بفتح الجيم، وملكان بكسر الميم، وجذيمة. كما في الجمهرة 200، والنسبة إلى جذيمة جذمى.. قال الجواليفي: «قال أبو عبيدة: كانت عند يربوع بن ثعلبة العدوي- من بني عديّ بن عبد مناة- امرأة من بني ضبة فنشزت عليه، فخاصموه، فقال يربوع» . وأنشد هذين الشطرين. وبعدهما: ميّاسة في مجسد وبرد ... قالت لها إحدى أولاك النّكد ويحك لا تستأسري وجدّي ... حتى اتقت بوارم مردّ وانظر الإبل للأصمعي 125 والعقدة 5: 507. [3] نسب هذا الشطر في اللسان (بدد) إلى أبي نخيلة السعدي. والبداء: البعيدة ما بين الفخذين مع كثرة لحم. [4] هو عبد الله بن همام السلولي المري. والسلولي نسبة إلى أمهم سلول بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة. وأبوهم مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان. المعارف 39 وابن حزم 271. وهو من شعراء الدولة الأموية، وهو الذي حدا يزيد بن معاوية على-

أتيح لها من شرطة الحيّ جأنب ... عريض القصيري لحمه متكاوس [1] أبدّ إذ يمشي يميس كأنّما ... به من دماميل الجزيرة ناخس [2] الأولي صارت بدّاء لعظم ركبها وغلظ شفرها، والثاني صار [أبدّ] [3] لعظم أيره. ولذلك قالت عمرة بنت الحمارس: أير يبدّ الإسكتين بدّا [4] وهذا غير قوله [5] : فأبدّهنّ حتوفهنّ فطالع ... بذمائه أو ساقط متجعجع [6]

_ - البيعة لابنه معاوية. وأخباره في ابن سلام 522، والأغاني 14: 115- 116، والشعراء 651، واللآلي 683، والخزانة 3: 639 ومعاهد التنصيص 1: 96. [1] البيتان في الحيوان 4: 137، ومعجم البلدان (الجزيرة) . وذكر الجاحظ أن الشعر قاله في دماميل الجزيرة. وشرطة كل شيء: خياره، وشرط السلطان، خيار جنده. وفي الحيوان ومعجم البلدان: «أتيح له» . والجأنب بالهمز كجعفر: القصير. والهمز ثابت في أصل النسخة. والقصيري بضم القاف وفتح الصاد مع القصر: أسفل الأضلاع. متكاوس: متراكب متراكم. [2] يميس: يتبختر ويختال. وفي معجم البلدان: «إذا يمشي يحيك» . وفي الحيوان: «إذا يمضي يحك» . والحكك: مشية بتحرك، كمشية القصيرة تحرك منكبيها» . والحيكان: التبختر، وتحريك المنكب والجسد في المشي. والناخس: الدمل أو القرحة، كما في شرح ديوان العجاج 448- 449 عند إنشاد هذا البيت. [3] تكملة يفتقر الكلام إليها. [4] يبدّ: يفرج ويفرق. والإسكتان بكسر الهمزة وفتحها: جانبا الفرج مما يلي شفرية. [5] هو أبو ذؤيب الهذلي. المفضليات 425، وديوان الهذليين 1: 9، والسكرى 24 والحيوان 6: 64. [6] الحتف: الهلاك والموت. أبدّهنّ حتوفهنّ، الضمير للصائد، أي أعطى كل واحدة-

وصف مشي العجوز ومشي الشيوخ ومشي الرهبان ومشي الأرملة ومشي المجنون

يقول: قسم الحتوف بينهنّ سواء، وإلى هذا المعنى ذهب عمر بن أبي ربيعة: أمبدّ سؤالك العالمينا [1] ويضم إلى بيت قطران العبشميّ قول الشاعر: أوانس لا يمشين إلّا تخزّلا ... ولا ينتهزن الضّحك إلّا تبسّما [2] . [وصف مشي العجوز ومشي الشيوخ ومشي الرهبان ومشي الأرملة ومشي المجنون] ووصفوا مشي العجوز ومشي الشيخ فقال أعشى همدان [3] : أسمعت بالجيش الذين تمزّقوا ... وأصابهم ريب الزّمان الأعوج وتبيعهم فيها الرّغيف بدرهم ... فيظلّ جيشك بالملامة ينتجي [4]

_ - من هذه الحمر الوحشية حتفها على حدة، لم يقتل اثنين بسهم واحد، ولم يقتل واحدا ويدع واحدا. والذماء بفتح الذال المعجمة: بقية النفس. والرواية: «فهارب بذمائه» . وروى الأخفش «فطالع بذمائه بالطاء المهملة كما هنا. وفي شرح السكرى: «كقولك طلع الثنية» . [1] صدره في ديوان عمر 292 والمردفات من قريش 73: قلت من أنتم فصدّت وقالت كأنها تقول: أمفرق سؤالك العالمين، نحو قول القائل (اللسان بدد 45) : بلّغ بني عجب وبلغ مأربا ... قولا يبدّهم وقولا يجمع [2] التخزل: التثني والتكسر. [3] هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث، الهمداني، نسبة إلى همدان بن مالك، من القحطانية، ويكني أبا المصبّح، من شعراء الدولة الأموية، وكان أحد الفقهاء القراء، ثم ترك ذلك وقال الشعر. وكان الحجاج قد أغزاه بلاد الديلم فأسر وأطلقت سراحه بنت العلج، ثم خرج مع ابن الأشعث فأسر وأتي به إلى الحجاج، فأمر بضرب عنقه. الأغاني 5: 138- 155 والمؤتلف للآمدي 14. [4] ينتجي، من النجوى، وهي الحديث سرا. والهزل، بالفتح، ويضم أيضا: الهزال-

فأمتّهم هزلا وأنت ضفندد ... ملآن تمشي كالأبدّ الأفحج [1] ووصفوا مشي العجوز، ومشي الشّيوخ، ومشي الرّهبان [2] والأرملة. وقالوا في العجوز: جاءت بوسق وحنين وزجل [3] ... تمشي الهويني وهي قدّام الإبل مشي الجمعليلة بالخفّ النّقل [4] وقال: قد أغتدي قبل طلوع الشّمس ... للصّيد في يوم قليل النّحس [5] بأحجن الخطم كميّ النّفس [6] ... يمشي كمشي الخاظيات العجس [7]

_ نقيض السمن. [1] الضفندد: الضخم الأحمق. والضفندد أيضا: السمين الرخو البطن وفي الأصل: «الضفيد» ، تحريف. [2] في الأصل: «الرهان» ، تحريف. يشير إلى قوله «مشى النصارى» فيما سيأتي. [3] الوسق: حمل بعير. والحنين: صوت الناقة إذا اشتاقت إلى ولدها. والزّجل: رفع الصوت بالطرب. [4] الجمعليلة: الناقة الهرمة. وفي الأصل: «الجمعلية» ، تحريف ما أثبت من اللسان (نقل) . والنّقل: ذو النقل، بالتحريك، وهو داء في خف البعير. ورواية اللسان: «بالحرف النقل» وبالجرف النقل. والنقل في هذا: «ذو الحجارة الصغار» . [5] النحس: الغبار، كما في شرح نوادر أبي زيد 51. عند إنشاد الثلاثة الأشطار الأولى من هذا الرجز. [6] الأحجن: المعقف. يعني كلب الصيد. والكمي: الشجاع الجريء. [7] الخاظيات: الكثيرة اللحم. وفي الأصل: «الخاظيا» . والعجس: جمع أعجس-

مشي النصارى في ثياب ورس وقال أبو النّجم [1] : أقبلت من عند زياد كالخرف [2] ... أجرّ رجليّ بخطّ مختلف تخطّ رجلي في الطّريق لام ألف وقال أبو نواس في مرثية خلف الأحمر [3] : لا تئل العصم في الهضاب ولا ... شغواء تغذو فرخين في لجف [4] يحصنها الجوّ بالنّهار ويؤ ... ويها سواد الدّجى إلى هدف [5]

_ - وعجساء، وهي الشديدة العجس، أي الوسط. وفي الأصل: «المعسى» بالإهمال. [1] الخزانة 1: 49 والموشح 177. [2] زياد هذا صاحب لابي النجم، كان يسقيه الشراب فينصرف ثملا من عنده، كما في القصة التي أوردها المرزباني في الموشح. [3] هو أبو محرز خلف بن حيان، الملقب بالأحمر. عالم بالغريب والنحو والنسب والأخبار، شاعر كثير الشعر جيده. وكان خلف مولى لأبي بردة بلال بن أبي موسى الأشعري، أعتقه واعتق أبويه وكانا فرغانيين. الشعراء 879، ومعجم الأدباء 11: 66، وبغية الوعاة وإنباه الرواة 1: 348. مات في حدود سنة 180. وقد رثى بهذه المرثية خلفا قبل وفاته. وكان أستاذا له، فعرضها عليه فاستجادها. وأنشدها أبا عبيدة فقال: ما أحسنها، وطوبي لمن يرثى بمثلها! فقال: مت راشدا وعلى، أن أرثيك بخير منها! [4] المرثية في ديوان أبي نواس 133- 135 وأخبار ابن منظور 24- 27 ومنها قطعة في الحيوان 3: 493. وأل يئل فهو وائل، إذا التجأ إلى موضع ونجا. والعصم: جمع أعصم وعصماء، وهو من الظباء والوعول ما في ذراعية بياض. والشغواء: العقاب، سميت بذلك لفضل في منقارها الأعلى على الأسفل، أو لتعقّفه. واللجف، بالتحريك: ما أشرف على الغار من صخرة وغيرها، ناتىء في الجبل. [5] يعني العقاب، يحفظها ويصونها الهواء الذي تطير فيه وتسبح. وفي الديوان «يكنها-

ديدنه ذاك سوم ليلته ... حتّى إذا لاح حاجب السّدف [1] غدا كوقف الهلوك ينهفت ال ... قطقط عن متنتيه والكتف [2] كأنّ شذرا وهت معاقده ... بين صلاه فملعب الشّنف [3] وأخدريّ صلب الصّواهل صلصا ... ل أمين الفصوص والوظف [4]

_ - الجو» . والهدف، بالتحريك: المشرف من الأرض وإليه يلجأ، وهو أيضا كل شيء عظيم مرتفع. وفي الديوان: «إلى شرف» ، وهو المرتفع كذلك. [1] البيت بهذا منقطع عما قبله، فإن ما قبله في صفة عقاب، وهذا في صفة ثور. والذي يصله بما قبله هو أبيات ثلاثة في الديوان وكذلك في عيون الأخبار: تحنو بجؤ شوشها على ضرم ... كقعدة المنحنى من الخرف ولا شبوب باتت تؤرقه النّث ... رة منها بوابل قصف دان على الأرض وأسندفي ... بهو أمين الإباد ذي هدف والديدن: الدأب والعادة. والضمير عائد إلى الشبوب، وهو الثور الوحشي الذي انتهى شبابا. سوم ليلته، أي عامتها. وفي الديوان: «طول ليلته» . والسدف: الصبح والضوء، وهو أيضا ظلمة الليل، وهو من الأضداد. لاح: ظهر. وفي الديوان والعيون: «انجاب» ، أي انكشف وزال، والمعنى فيهما واحد، وهو ظهور الصبح. [2] الوقف: سوار من عاج، شبهه به في البياض. والهلوك: المرأة الفاجرة، فهي تغني بحليها. ينهفت: يتساقط. والقطقط، كزبرج: صغار القطر. والمتنتان: مكتنفا الصلب عن يمين وشمال. وفي الأصل: «متنيه» ، وفي الديوان والأخبار: «منبتيه» صوابهما ما أثبت. [3] الشذر: صغار اللؤلؤ. وهت معاقده: ضعف السلك الذي ينتظم حبّاته فانتثر. والصلا: وسط الظهر. والشنف: القرط في أعلى الأذن، وإنما أراد الأذن عينها. وملعبه، يريد حيث يضطرب ويتذبذب. جعل حبات القرط التي تعلو أعلى بدنه كأنه حبات ذلك العقد المنثور. وانظر سرقات أبي نواس 57. [4] وأخدري، يريد: ولا أخدري ينجو، كما لا ينجو ما ذكره من العصم والعقاب والثور. والأخدري: ضرب من الحمر الوحشية منسوب إلى فرس فحل اسمه «أخدر» كان لأردشير بن بابك، صار وحشيا فحمى عدة عانات فضرب فيها، فكان نسله أعظم من سائر-

لمّا رأيت المنون آخذة ... كلّ قويّ وكلّ ذي ضعف [1] بتّ أعزّي الفؤاد عن خلف ... وبات دمعي إلّا يفض يكف [2] أنسى الرّزايا ميت فجعت به ... أمسى رهين التّراب في جدف [3] وله أيضا: لو كان حيّ وائلا من التّلف [4] ... لو ألت شغواء في أعلى لجف [5] أمّ فريخ أحرزته في نجف [6] ... مزغّب الألغاد لم يأكل بكفّ [7] كأنّه مستقعد من الخرف [8] ... هاتيك أم عصماء في أعلى شعف [9]

_ - حمر الوحش. انظر هذا الزعم في الحيوان 1: 139. وضبط البيت كله في الأصل بجر «أخدري» وما ورد بعده من الصفات. والوجه الرفع كما أثبت. والصواهل: أراد حيث يخرج الصهيل من حلقه، وهو صوته الأجشّ. وفي الديوان وأخبار أبى نواس: «صلب النواهق» وهى حيث النهيق من الحلق أيضا. والصلصال: الشديد الصوت. والفصوص: مفاصل العظام. والأمين: الوثيق المتين. والوظف: جمع وظيف، وهو مستدقّ الذراع والساق. [1] المنون: الموت، لأنه يمنّ كل شيء: يضعفه وينقصه ويقطعه. والضّعف، بالتحريك: لغة في الضعف. [2] وكف يكف: قطر أو سال قليلا قليلا. [3] أي أنساني ما أصبت به من قبل من الرزايا، لأن الفاجعة فيه فاقت فاجعتي فيمن مضى. والجدف والجدث: القبر. وكأنه ينظر إلى قول ذي الرمة: فلم تنسني أوفى المصيبات بعده ... ولكنّ نكء، القرح بالقرح أوجع [4] وائلا: ناجيا. [5] أنظر البيت الأول من المرثية السابقة. [6] النجف والنجفة: أرض مستديرة مشرفة. [7] الألغاد: جمع لغد، بالضم، وهو هنا ظاهر لحم الحلق. [8] شبّه الفريخ بالرجل المقعد الذي أقعدته شيخوخته وخرفه. [9] العصماء من الوعول: ما في ذراعيها أو إحداهما بياض، وسائرها أسود أو أحمر.-

ترود في الطّبّاق والمعد الأنف [1] ... أودى جماع العلم مذ أودى خلف من لا يعدّ العلم إلا ما عرف ... قليدم من العيالم الخسف [2] كنّا متى نشاء منه نعترف ... رواية لا تجتنى عن الصّحف [3] ووصفوا مشية المجنون، فقال خلف بن حيّان [4] : كم أجازت من قوز رمل وقفّ ... وخسيف المياه صهب المنون [5] أسأدت ليلة ويوما، فلمّا ... دخلت في مسربخ مردون [6]

_ - والشعف: جمع شعفة، وهي أعلى الجبل. [1] ترود: تذهب وتجيء. والطّبّاق كرمّان: شجر نحو القامة ينبت متجاورا لا يكاد يرى منه واحدة منفردة. والمعد: شجر يتلوّى على الشجر أرقّ من الكرم، وورقه طوال دقاق ناعمة، يخرج جراء مثل جراء الموز إلّا أنها أرق قشرا وأكثر ماء. والأنف: الجديد. وفي الحيوان والديوان: «والنزع الألف» . والنزع: نبات. [2] القليذم: البئر الغزيرة الكثيرة ماء. والعيالم: جمع عيلم، وهي البئر الواسعة الكثيرة الماء. والخسف: جمع خسيفة، وهى البئر حفرت في حجارة فنبعت بماء غزير لا ينقطع. [3] في الديوان: «من الصحف» . [4] هو خلف الأحمر. وقد سبقت ترجمته ص 228. [5] أجازت الطريق: سلكته وقطعته. والقوز، بفتح القاف: هو من الرمل نقا مستدير منعطف. والقفّ، بالضم: ما ارتفع من الأرض وغلظ. والخسيف: البئر التي تحفر في الحجارة فلا ينقطع ماؤها. والصهب: جمع أصهب وصهباء، وهو من الإبل: ما يعلو شعره حمرة وأصوله سود. وهي خير الإبل وأشدها. والمنون: المنية. وفي الأصل: «سهب المنون» ، ولا وجه له. والمراد: أنّ رحى الموت دائرة على الأحياء في كل فج. [6] الإساد: سير الليل كله. وفي الأصل: «أسأرت» بالراء، تحريف. والمسربخ: الطريق الواسع، والبعيد. والمردون: المنسوج بالسراب. وفي الأصل: «موزون» صوابه من الديوان واللسان. وهذا البيت أنشده في اللسان (سربخ، ردن) منسوبا إلى أبي دواد الإيادي. وهو في ديوان أبي دواد ص 346 أول أبيات عدتها 16 بيتا ليس منها البيت السابق ولا البيت-

أصبحت تعرف الخلاء بعين ... ها وتمشي تخلّع المجنون [1] وقال الهذليّ [2] : كمشي الأقبل السّاري عليها ... عفاء كالعباءة عفشليل [3] وأنشد مسعود بن هند [4] : تمشي على حسن اعتدال وركها [5] ... مشي العروس طهرت من عركها [6]

_ - التالي. [1] الخلاء: الأرض الخالية. وفي اللسان (خلج 82) : «تنفض» موضع «تعرف» . يقال نفض المكان واستنفضه، إذا نظر جميع ما فيه. والتخلّع: مشية فيها تفكك. وفي اللسان: «تخلج» . وتخلج المجنون: تمايله يمنة ويسرة، يتجاذبه اليمين واليسار. [2] ساعدة بن جؤية الهذلي. ديوان الهذليين 1: 216، وشرح السكري 1147، واللسان (عفشل) . وقبل البيت: تبيت الليل لا يخفى عليها ... حمار حيث جرّ ولا قتيل [3] يصف الضبع ومشيها. والأقبل: الذيي في عينيه قبل، وهو داء شبيه بالحول. وفي الأصل: «عليه» ، وإنما هو في صفة ضبع. فالوجه «عليها» كما أثبت من الهذليين وشرح السكرى والمعاني الكبير 216. والعفاء، بالكسر: وبرها وشعرها. وفي اللسان: «وكساء عفشليل: كثير الوبر جاف ثقيل. وربما سميت الضبع عفشليلا به» . وأنشد البيت. فهو صفة للكساء أو للضبع. وفي الأصل: «عنسليل» تحريف. [4] انظر لهذا العلم الحيوان 3: 251/5: 157/6: 338 فقد ورد برسم مسعود ابن فيد، ومسعود بن قند. [5] الورك بفتح الواو وكسرها: لغتان في الورك ككتف، وهي ما فوق الفخذ، مؤنثة. والفخذ أيضا بفتح الفاء وكسرها: لغتان في الفخذ: ما بين الساق والورك، مؤنثة أيضا. [6] العرك، بالفتح: الحيض. ومثله العزاك بالكسر، والعروك بالضم. المحلب: شجر-

وصف أصحاب الخيلاء في المشي ومشي العدو

قد خلطت محلبها بمسكها وهجا آخر رجلا فشبّه مشيته بمشية الضّبّ فقال: هو القرنبي ومشي الضّبّ تعرفه ... وخصيتا صرصرانيّ من الإبل [1] . [وصف أصحاب الخيلاء في المشي ومشي العدو] وأصحاب الخيلاء في المشي ثلاثة: بنو مخزوم [2] ، وبنو بدر [3] ، وبنو جعفر بن كلاب [4] . وكانت لعيينة بن حصن [5] مشية عجيبة، ولعيينة في ذلك حديث. وقال الأخطل: إذا شرب الفتى منها ثلاثا ... بغير الماء حاول أن يطولا [6]

_ - له حب يجعل في الطيب، واسم ذلك الطيب المحلبية. [1] البيت مع قرين له في الحيوان 6: 109 بدون نسبة أيضا. والقرنبي: دويبة فوق الخنفساء ودون الجعل. والصرصراني: واحد الصرصرانيات، وهي إبل بين البخاتيّ والعراب. وفي الأصل: «هو القرى» ، و «خصيتاه صواي من الإبل» ، صوابه من الحيوان. [2] مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. الجمهرة وحواشيها 141. [3] بنو بدر بن عمرو بن جؤيّة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة. قال ابن حزم: «فهم بيت فزارة وعددهم» . الجمهرة 256. وجوية هذا بضم الجيم وفتح الواو: تصغير جواء، كما في الاشتقاق 284. والجواء: وعاء القدر من جلد أو خصفة. [4] جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. الجمهرة 284. [5] هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، وكان اسمه حذيفة فلقب عيينة لأنه كان أصابته شجة فجحظت عيناه. وهو من المؤلفة قلوبهم شهد حنينا والطائف، وعاش إلى خلافة عثمان. وكان صلّى الله عليه وسلم يسمّيه: الأحمق المطاع. انظر الإصابة 6146، والمعارف 131- 132، 149. [6] ديوان الأخطل 371 عن الأغاني، والأغاني 7: 168، 177. وكان الأخطل قد-

مشى قرشيّة لا عيب فيها ... وسحّب من جوانبه الفضولا [1] ورأى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبا دجانة سماك بن خرشة [2] وهو يمشي الخيلاء بين الصفّين في الحرب فقال: «إنّ هذه لمشية يبغضها الله إلّا في هذا المكان [3] » . قال الشاعر في مرثية دؤاد بن حريز [4] ، وذكر حرب إياد وفارس فقال: ترى المغضب الغيران يمشي بشيفه ... ويخطر في كاب من النّقع أصهب [5]

_ - دخل على عبد الملك وقد شرب وخلّط في كلامه تخليطا. [1] في الموضع الأول من الأغاني: « ... لا شك فيها ... وأرخى من مآزره الفضولا » . وفي الثاني: «لا عيب فيها» .. إلخ. وفي الأصل: «الفيولا» صوابه من الأغاني. وفضول الثوب: أطرافه. [2] أبو دجانة، سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبدود بن ثعلبة بن الخزرج الأنصاري، شهد بدرا، وثبت يوم أحد يذبّ عن رسول الله حتى كثرت فيه الجراحة، واستشهد يوم اليمامة سنة 11. وحارب يوم أحد بسيفه، وأعطاه رسول الله سيفا عندما قال: من يأخذ هذا السيف بحقّه؟ فقام أبو دجانة فقال: أنا، فماحقّه؟ قال: «لا تقتل به مسلما ولا تفرّ به من كافر» الإصابة 371 من قسم الكنى، وجمهرة ابن حزم 366، والمعارف 69، والسيرة 498، 561. [3] كان ذلك يوم أحد، كما في السيرة 561. [4] في الأصل: «جرير» صوابه من أعلى نسخ البيان 1: 42، 155، وسمط اللآلى 718. [5] الكابي: المرتفع. وفي الأصل: «فى كابي» . والنقع: الغبار الساطع.

ويذكر مأثور الحديث حفيظة ... فيعنق نحو الفارس المتلبّب [1] خالد الأحول، عن خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب [2] ، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «بينا رجل في الجاهلية يتبختر في حلّة مشتملا بها، فأمر الله الأرض فأخذته، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة [3] » . وقد خبّرنا قبل هذا عن قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي دجانة حين رآه يتبختر بين الصّفّين: «إنّ هذه مشية يبغضها الله إلّا في هذا المكان» [4] . وقد خبّر الله عن قوله: (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبالَ طُولًا) [5] .

_ [1] أي يخشي ما سيؤثر من الحديث ويروى إن نكص وجبن. أعنق إعناقا: أسرع. والمتلبب: المتحزّم بالسلاح وغيره. [2] أبو زيد عطاء بن السائب بن مالك الثقفي، روى عن أبيه وأنس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والنخعي، والحسن وغيرهم. وعنه: الأعمش، وابن جريج، والحمّادان، والسفيانان وغيرهم. توفي سنة 137. تهذيب التهذيب. [3] يتجلجل في الأرض: يتحرّك فيها ويغوص. وفي الأصل: «يتخلخل» وليس في معانية إلا تخلخلت المرأة: لبست الخلخال، وقولهم عسكر متخلخل، أى غير متضامّ. والصواب من صحيح البخاري ومسلم في كتاب (اللباس) من حديث أبي هريرة، واللسان والنهاية. وانظر الألف المختارة 745، وتخريج الحديث فيها. [4] انظر ما سبق في ص 234. [5] الآية 37 من سورة الإسراء.

وعرك عمر بن الخطّاب أذن فتى من بني المغيرة [1] رآه يتبختر في مشيته، وقال: «نخوة بني مخزوم» . وقال حسّان بن ثابت: ربّ خال لي لو أبصرته ... سبط المشية في اليوم الخصر [2] وخبّر الله عن قول لقمان لابنه: (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ) [3] .. الآية. ومن [المشي [4]] مشي [5] العدوّ إذا رأى عدوّه، قال الشاعر: تلقى العدوّ إذا ما مرّ تحسبه ... من العداوة والبغضاء مشكولا [6]

_ [1] انظر لكبر بني مخزوم الحيوان 6: 70، 72. وهم مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي. والمغيرة هذا هو المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وفيه بيت بني مخزوم وعددهم. الجمهرة 144. وانظر لبني المغيرة الحيوان 5: 460، والبيان 1: 121، والعقد 6: 235. [2] ديوان حسان 204 والرواية هنا تطابق ما في البيان 1: 360. وفي الديوان: «سبط الكفين» كناية عن الجود في الشتاء. والخصر: البرد. وقبل هذا البيت في الديوان: سألت حسّان من أخواله ... إنما يسأل بالشيء الغمر قلت: أخوالي بنو كعب إذا ... أسلم الأبطال عورات الدّبر [3] الآيات 13- 18 من سورة لقمان. والجاحظ يشير إلى الآية الأخيرة: «ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختار فخور» . [4] تكملة يفتقر إليها الكلام. [5] في الأصل: «المشي» مع ضرب بالكتابة على الألف واللام لتقرأ «مشى» كما أثبت. [6] المشكول: المقيد بالشكال، وهو القيد.

ومن العرج من أصناف الحيوان:

وقال بلعاء بن قيس: معي كلّ مسترخي الإزار كأنّه ... إذا ما مشى من أخمص الرّجل ظالع [1] وقال آخر في مشي العدوّ إلى العدوّ: مشي السّبنتى واجه السّبنتى [2] وإنّما سمّوا الناقة بالسّبنتى حين شبّهوها بالسّبع. ومن ذلك مشية المجنون. وقال عبد الرحمن بن حسان: إنّ اللّعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلّجا مجنونا [3] . ومن العرج من أصناف الحيوان: الجعل. والجعل أفحج. والأفحج

_ [1] سبقت ترجمته في الورقة ص 32 مضى الكلام على هذا البيت في ص 64. [2] أنشده في الحيوان 6: 404 والسبنتى هو النمر، قال الجاحظ: «ثم صار اسما لكل سبع جريء» والرواية فيه: «وجد السبنتى» . [3] سيأتي في ص 432 من الطبقة الأولى وفي الأصل هنا «أخوك» تحريف، وذلك لأن البيت يقوله عبد الرحمن بن حسان في هجائه عبد الرحمن بن الحكم يذكره أباه الحكم بن أبي العاص. وفي الأصل هنا: «مخلخلا» ، ولا وجه له: والصواب ما أثبت مما سيأتي. والمخلّج، من تخلّج المجنون في مشيته، وهو أن يتمايل ويتجاذب يمينا وشمالا.

والأفلج سواء [1] . وفي قوائمه تفريض وحزوز [2] . وقال الشماخ: وإن يلقيا شأوا بأرض هوى له ... مفرّض أطراف الذّراعين أفلج [3] وقال سعد المطر [4] يهجو رجلا من الحبشان [5] : وذاك أسود نوبيّ به فدع ... كأنّه جعل يمشي بقرواح [6] وقال الأصمعي في صفة الجعل:

_ [1] الأفحج: البعيد ما بين القوائم، وكذلك الأفلج. وانظر الحيوان 6: 506 وفي اللسان (فلج 170) : «والفلج: الفحج في الساقين» . [2] التفريض: التحزيز. وفي الأصل: «تفريض» تحريف. وانظر الحيوان 6: 506. [3] ورد البيت في الأصل محرفا على هذا الوضع: وإن يلقنا نلهو بأرض هوى له ... فرص أطراف الذراعين أفلح صوابه من الحيوان 3: 505، وديوان الشماخ 16. والضمير في «يلقيا» راجع إلى العير والأتان في أبيات سابقة. والشأو: الزبيل من تراب يخرج من البئر، فشبه ما يلقيانه من روثهما به. هوى له: انقضّ ليأخذه، وذلك لولوع الجعل بالروث والنجو. وأفلج هو رواية الحيوان. ورواية الديوان: «أفحج» ، وهما بمعنى كما سبق. وفي البيت مع ذلك إقواء، فإن القصيدة مكسورة الروى، أولها: ألا ناديا أظعان ليلى تعرّج ... فقد هجن شوقا ليته لم يهيّج [4] في بعض نسخ الحيوان 3: 507: «سعد بن مطر» . وفي بعضها: «سعد بن طريف» . [5] في الحيوان: «يهجو بلال بن رباح مولى أبي بكر» ، وهو بلال بن رباح الحبشي المؤذّن، كان أبو بكر قد اشتراه إنقاذا له من عذاب سيّده المشرك، ثم أعتقه، فلزم الرسول خادما ومؤذّنا، وشهد معه جميع المشاهد، وتوفي سنة 20. [6] الفدع: عوج وميل في المفاصل كلّها خلقة. وفي الحيوان: «له ذفر» . والقرواح، بالكسر: الفضاء من الأرض.

كأربيّة النّوبيّ يحسب ظهره ... ومن تحته عوج لهنّ أشور [1] لهنّ على الأنقاء مشي كأنّه ... مهاريق حاريّ لهنّ سطور [2] تراوح رجلاه يداه فتثني ... على القهقري رجلاه حين يغير [3] وقال الشاعر في الجعل: يبيت في مجلس الأقوام يربؤهم ... كأنّه شرطيّ بات في حرس [4] وهذا البيت وإن كان في الجعل فليس هو في معني الشّعر الأوّل. ويقال للبرذون: مشى مشية النّعاج. ويقال للفرس: مشى مشي الثعلبية [5] . وقال أمرؤ القيس:

_ [1] الأربية، بالضم والتشديد: أصل الفخذ. والعوج: جمع أعوج وعوجاء، والمراد بها القوائم. والأشور: جمع أشر بضمتين وبضم ففتح، وهي التحزيز، وأصله في الأسنان، وجعله هنا لتحزيز القوائم. وأنشد في اللسان: لها بشر صاف ووجه مقسّم ... وغرّ ثنايا لم تفلّل أشورها [2] الأنقاء: جمع نقا، وهو القطعة من الرمل تنقاد محدودبة. والمهاريق: جمع مهرق، وهو الصحيفة يكتب فيها. والحاريّ: المنسوب إلى الحيرة بالكسر، وهي بلد بجنب الكوفة كان ينزلها نصارى العباد، والنسبة حيرى وحارى على غير قياس. اللسان (حير 306) وفي الأصل: «جادى» . [3] المراوحة: أن يعمل هذا مرة والآخر مرة. وقد أتى البيت على لغة من يلزم المثنى الألف في الإعراب. [4] البيت في الحيوان 1: 236/3: 503. يربؤهم: يرقبهم، أو يكون لهم ربيئة، أي عينا. [5] انظر الحيوان 6: 307.

له أيطلاظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل [1] وقال آخر: يعدو كعدو الثّعلب ال ... ممطور بالله العشي بقوائم عوج شما ... طيط وهاد زاعبي [2] والماشي أيضا: صاحب الماشية. قال آخر: أعين [ألا] فابكي شنينا وأعولي ... إذا أجدب الماشي وقلّ اللواقح [3] وقال الحطيئة: ويمشي إن أريد به المشاء [4]

_ [1] البيت من معلقة امرىء القيس. أنظر شروح المعلقات والديوان 21، والحيوان 1: 275. [2] شماطيط: متفرقة تفرّق شماطيط النخل، وهي شماريخه. والهادى: العنق، لتقدّمه. والزاعبي: الرمح، منسوب إلى رجل من الخزرج يقال له «زاعب» . وفي الأصل: «وهاد رعيى» ، تحريف. [3] بدون مثل هذه التكملة ينكسر الوزن. شنينا: أي دمعا دائم القطران. وأنشد في اللسان (شنن 108) والتهذيب 11: 279: يا من لدمع دائم الشّنين وفي الأصل: «فابكى شتبا» تحريف. [4] ديوان الحطيئة 26 واللسان (مشى 151) . وصدره: فيبني مجدها ويقيم فيها ويروى: «مجدهم» ، والضمير عائد إلى قبيلة «قريع» في بيت قبله، يقول: يقيم جارهم في النّعم والشاء الممنوحة له، فيبني مجدهم بحسن ثنائه، ويصير هو ذا ماشية.-.

ووصف ضروب الاعوجاج والجنوء والإكباب

[ووصف ضروب الاعوجاج والجنوء والإكباب] ووصفوا ضروب الاعوجاج والجنوء [1] ، والإكباب وعطف العنق والجنوح. قال الكميت: جنوح الهالكيّ على يديه ... مكبا يجتلي ثقب النّصال [2] وقال جعيفران [3] : كأنّهم والأيور عامدة ... صياقل في جلاية النّصل [4] وقال الطّرمّاح:

_ - والمشاء، بالفتح: تناسل المال وكثرته. [1] الجنوء: الاحديداب، يقال جنأ ظهره جنوءا. وفي الأصل: «الحنو» ، تحريف. [2] سيأتي مع نسبته إلى الكميت أيضا، وكذا ورد في اللسان (جنح، هلك، نقب) . والصواب نسبته إلى لبيد، وهو في ديوانه 78 من قصيدة طويلة. وفي الموضع الأخير من اللسان: «جنوء» . والجنوء هنا: الإكباب. والهالكي: الحداد. قال ابن الكلبي: أول من عمل الحديد من العرب: الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكان حدادا. ولذلك قيل لبني أسد: القيون. وجنوحه: إقباله على الشي يعمله بيديه وقد حنى عليه صدره. والنقب: جمع نقبة، بالضم، وهي صدأ السيف والنصل. ولعل سبب الخطأ في نسبته إلى الكميت أن للكميت بيتا مشابها في الحيوان 2: 21 وهو: مكبا كما اجتنح الهالكيّ ... على النصل إذ طبع المنصل [3] هو جعيفران بن علي بن أصفر بن السري الأبناوي، أبوه من أبناء الجند الخراسانية. ولد ونشأ ببغداد. وكان أديبا شاعرا ظريفا، تغلب عليه السوداء حينا، فإذا أفاق قال جيد الشعر. الأغاني 18: 61- 65، وفوات الوفيات 1: 207- 209، وطبقات ابن المعتز 382- 383، وعقلاء المجانين 88- 91. [4] يقوله في قوم من اللّوطيين. البيان 2: 228. وفي الأصل هنا: «غامدة» بالغين المعجمة، صوابه بالمهملة كما أثبت من البيان. والنصل، أراد بها النصال، ولم يسمع في جمع النصل غير النصال والأنصل والنصول.

يمسي بعقوتها الهجفّ كأنّه ... حبشيّ حازقة غدا يتهبّد [1] وقال قيس بن زهير: سوالفها كخدود الإما ... ء صدّت عن الذّنب أن تلطما [2] وقال الحادرة [3] : بمحبس ضنك والرّماح كأنّها ... دوالي جرور بينها سلب جرد [4]

_ [1] البيت محرف في الأصل على هذه الصورة: يمسي بعقوته العجيف كأنه ... قيسى حارفه عدا يتهبد وأثبت رواية الديوان 140، وشروح سقط الزند 1311. والعقوة: الساحة والناحية. والضمير في «بعقوتها» عائد إلى «مهمهة» في بيت سابق، وهو: في تيه مهمهة كأنّ صويّها ... أيدي مخالعة تكفّ وتنهد (المخالعة: القوم يتقامرون، لأنهم يتخالعون أموالهم. الميسر والقداح لابن قتيبة 62) . والهجف: الظليم الجافي الخلقة. والحازقة: الجماعة ويتهبد: يطلب الحنظل ليتخذ منه الهبيد، وهو حبّه. [2] سيأتي برواية: «صددن عن الذنب» ص 433. [3] في الأصل: «الجارود» ، تحريف. والأبيات في ديوان الحادرة الذبياني رواية اليزيدي، مخطوطة الشنقيطى الورقة 5. والحادرة شاعر جاهلي مقلّ، اسمه قطبة بن محصن بن جرول. وإنما لقبه بذلك صاحبه زبان بن سيار بقوله فيه: كأنك حادرة المنكبي ... ن رصعاء تنقض في حائر الأغاني 3: 79- 80. وانظر حواشي البيان 3: 320. [4] الضنك: الضيق. والجرور من الركايا والآبار: البعيدة القعر. ودواليها: جمع دالية، وهي الأرشية التى يدلى بها. وفي الأصل: «دواي جون وذر سلب» صوابه في الديوان الورقة 5. والسلب: شيء تفتل منه الأرشية. وجرد: قد تمحّصت وذهب زئبرها.

تصبّ سراعا بالمضيق عليهم ... وتثنى بطاء لا تخبّ ولا تعدو [1] إذا هي شكّ السّمهريّ نحورها ... وخافت عن الأعداء أقحمها [2] القدّ سوالفها عوج إذا هي أدبرت ... لكرّ سريع فهي قابعة حرد [3] وقال ابن ميّادة: يعدو به قرم بني هاشم ... مقلّص ذو خصل أشقر [4] كأنّه من طول تمعاجه ... والطّعن في منحره أشتر [5]

_ [1] تصبّ سراعا، أي تحدر حدرا، وهذا من سرعتهم. ويروى: «تحش» . وتثنى بطاء. أى ترجع منتصره، لا تحتاج إلى الفرار. والخبب: ضرب من العدو. في الأصل. «لا تحث» ، صوابه في الديوان. [2] شك: انتظم. والسمهري، أراد الرماح السمهرية. خامت: جبنت وكرهت الإقدام. والقدّ، بالكسر: السوط. [3] السالفة: أعلى العنق. وفي شرح اليزيدي: «سوالفها عوج، إذا هي أدبرت عن القوم. يقول: فيها تهيّو للميل فهي قابعة. وحرد: أدخلت أيديها في أعناقها، لم تمدها لتمضي» . [4] في الأصل: «يغدو بها» ، صوابه مما سيأتي. وهو في صفة فرس. والقرم، بالفتح، السيد المعظم، وأصله من القرم: فحل الإبل الذي يترك من الركوب والعمل ويودع للفحلة. والمقلّص، بكسر اللام المشددة: الطويل القوائم المنضم البطن. والخصل: جمع خصلة، بالضم، وهي المجموعة من الشعر. أراد أنه طويل الشعر، في ذنبه وعرفه. وفي الأصل: «ذي خصل» ، تحريف. [5] التّمعاج: تفعال من المعج، وهو التفنن في العدو، يستنّ في عدوه يمينا مرة وشمالا أخرى. والأشتر: الذي انقلب جفنه إلى أسفل، وقلّما يكون خلقه، أو الذي قطع جفنه الأسفل-

وقال الآخر: فإذا قصرت لها الزّمام سمالها ... فوق المقادم ملطم حرّ [1] فكأنّها مصغ لتسمعه ... بعض الحديث بأذنه وقر [2] وأضداد العرجان: الذين كانوا يعدون على أرجلهم فيبلغون مبالغ أصحاب الخيول المضمّرة. وما ظنّك بالمنتشر بن وهب [3] ! والشاعر يقول فيه [4] : لا يغمز السّاق من أين ولا وصب ... ولا يعضّ على شرسوفه الصّفر [5]

_ - وفي حديث قتادة: «في الشّتر ربع الدية» . [1] هو أبو نواس، من قصيدته المشهورة في ديوانه 101 التي يمدح بها الخصيب، وأولها: يا منّة أمتنّها السّكر ... ما ينقضي منّي لك الشكر والمقادم من الوجه: ما استقبلت منه. وفي اللسان (قدم 368) : «وقادم الإنسان: رأسه، والجمع القوادم، وهي المقادم، وأكثر ما يتكلم به جمعا. والملطم، بفتح الميم مع كسر الطاء وفتحها: الخدّ» . [2] مصغ، من الإصغاء، وهو ميل المرء برأسه ليسمع. وفي الأصل: «مصعى» وبفتحة فوق العين، تحريف، صوابه في الديوان. والوقر، بالفتح: ثقل السمع. [3] هو المنتشر بن وهب بن سلمة بن كرثة بن هلال بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل. قتلته بنو الحارث بن كعب في قصة ذكرها البغدادي في الخزانة 1: 90. وكان المنتشر رئيسا فارسا، وكان رئيس الأبناء يوم أرمام، وهو أحد يومي مضر في اليمن. [4] اختلف في تعيينه، والصحيح أنه أعشى باهلة كما في الأصمعيات 87 والخزانة 1: 91. ويقول المرتضي في أماليه 2: 24: «وقد رويت أنّها للدعجاء أخت المنتشر، وقيل لليلى أخته» . وقال: «ومن هنا اشتبه الأمر على عبد الملك بن مروان فظن أنها لليلى الأخيلية» . [5] الغمز: الجس والعصر. والأين: الإعياء والتعب. والوصب: الوجع والمرض.-

لا يأمن النّاس ممساه ومصبحه ... من كلّ أوب وإلّا يغز ينتظر [1] وأعجب من المنتشر بن وهب [و] من أوفى بن مطر [2] ، الذي يحكى عن مهرة [3] بأنّ الرّجل منهم يقيم ثلاثة أجمال، بعضها إلى جنب بعض، ثم يقوم دونها بأذرع، ثم يجمع جراميزه [4] ثم يثب فيجوزها. وأعجب من ذلك ما حدّث به أبو الحسن عن رجال قال: أرسلوا

_ - والشرسوف، كعصفور: رأس الضلع مما يلي البطن. والصفر، زعموا: دابة تعض الضلوع والشراسيف إذا جاع الإنسان. قال ابن السيد: «وإنما أراد أنه لا صفر في جوفه فيعض على شراسيفه. يصفه بشدة الخلق وصحة البنية» . [1] الأوب: الوجه والناحية. ويروى: «من كل فجّ» ، وهو الطريق. أي إنهم قلقون يرقبون أن يغزوهم في أي وقت كان. [2] في الأصل: «من أوفي بن مطر» ، و «أوفى» لقب له، وقد ذكره ابن حبيب في المحبر 348 في قمة الوافين من العرب، في عشرة سرد أسماءهم ومنهم: السموءل، والحارث ابن عباد. وأوفى اسمه مقرن بن مطر بن ناشرة من بني مازن بن عمرو بن تميم، شاعر جاهلي. وهو أحد الرجال المشهورين بالسعي، كانوا لا يجارون عدوا، وهم أوفى، وسليك بن السّلكة التميمي، والمنتشر بن وهب الباهلي. كان الرجل منهم إذا جاع يعدو خلف الظبي فيأخذه. معجم المرزباني 468. وقد قتل أخاه قيس بن مطر حين قتل زوج جارته غيلة لتخلوله، وقال: إنّى ابنة العمريّ لا ثوب غادر ... لبست، ولا من غدرة أتقنّع سعيت على قيس بذمّة جاره ... لأمنع عرضي، إنّ عرضي ممنّع وانظر جمهرة العسكري 2: 96- 97. [3] مهرة: قبيلة، وهم مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحافي بن قضاعة. الجمهرة 440، 485. [4] الجراميز: اليدان والرجلان. وفي حديث عمر أنه كان يجمع جراميزه ويثب على الفرس.

وصف مشية الحيات

الحلبة بمكّة [1] ، وأرسلوا معها امرأة حبلى، فجاءت سابقة. [وصف مشية الحيات] قال: ومشى الحيّات على ثلاث طبقات! والحيات، سوى الأفعى والقزة [2] ، تمشي مستقيمة ومعوجّة، والأفعى لا تمشى أبدا إلّا على شقّ. وأما القزة فإنّ بها عرجا. قال خلف الأحمر: أذاك أم بعض القزات العرجان والضّبع عرجاء نبّاشة للقبور، شديدة الحرص على أكل لحوم الناس. وقال الشاعر [3] : وجاءت جيال وأبو بنيها ... أحمّ المقلتين به خماع [4]

_ [1] الحلبّة، بسكون اللام: الخيل تجمع للسباق. [2] لم يذكرها الجاحظ في الحيوان، كما لم يذكرها المعلوف في معجم الحيوان. وفي اللسان والقاموس (قزو) أنّ القزة، كثبة: الحية، أو حيّة بتراء عرجاء، وفي اللسان: «عوجاء» بالواو. وفي المخصص 8: 110: «أبو حاتم: القزة حية عرجاء تنزو. ولم يحلّ» . وفي الأصل هنا: «القرة» في هذا الموضع وتاليه، صوابه ما أثبت. [3] هو رجل من بني عامر يقال له «مشعّث» بفتح العين المشددة، كما في الأصمعيات 148، ومعجم المرزباني 475 حيث أنشد الشعر، واللسان (جأل) . لكن نسب في اللسان (خمع) إلى «مثقّب» . [4] في الأصل هنا وأصل الحيوان أيضا 5: 213: «وابنا أبيها» . وفي اللسان (جأل) : «وبنوبنيها» ، وصواب الرواية ما أثبت من الأصمعيات والمرزباني واللسان (خمع) ، وشرح السكرى للهذليين 1147، والمعاني الكبير 215. وقال ابن قتيبة: «أبو بنيها: الذكر، وهو الضّبعان» . وجيأل: علم لأنثى الضباع، وحقه المنع من الصرف. أحم: أسود، وفي الأصل: «أحمرا المقلتين» تحريف. ورواية الحيوان والمرزباني واللسان في موضعيه: «المأقيين» . والمأقى: أحد لغات عشر في المؤق، وهو طرف العين مما يلي-

فظلا ينبشان التّرب عنّى ... وما أنا ويب غيرك والضّباع [1] وقال الهذلّي [2] : وغودر ثاويا وتأوّبته ... مذرّعة أميم لها فليل [3] وقال الآخر [4] : له الويل من عرفاء ترقل موهنا ... كأنّ عليها جلّ سقب مجلّد [5] معاودة حفر القبور متى تجد ... لها ملحدا في جانب القبر تلحد [6]

_ - الأنف. والخماع، كغراب: الظّلع والعرج. [1] الويب: الهلاك، يدعو على غير المخاطب. وفي الأصل: «وما انويت غيرك» ، تحريف. [2] و. (3) . هو ساعدة بن جؤية. المعاني الكبير 216، وديوان الهذليين 1: 215، وشرح السكرى 1149. يصف نهاية الحي إذا ما هلك وتأوبته الضبع، أي جاءته ليلا، يقال تأوّبه وتأيّبه، على المعاقبة. والمذرّعة: الذي بذراعيها توقيف، أي آثار. و «أميم» : ترخيم تصغير «أمامة» في مطلع قصيدته: ألا قالت أمامة إذ رأتني ... لشانئك الضّراعة والكلول والفليل: ما تكبّب منن الشعر والوبر. [4] هو حوىّ بن حصين، كما في وحشيات أبي تمام 149. [5] العرفاء: الضبع، لطول عرفها وكثرة شعرها. الإرقال: سرعة في العدو. موهنا: نحو نصف الليل. والسّقب: ولد الناقة. وفي الأصل: «صقب» . والجلّ: جل الدابة الذي تلبسه لتصان به. وفي الأصل: «جلى» ، صوابه من الوحشيات. والمجّلد: المسلوخ. كانوا يجلدون جلد البعير أو غيره من الدواب، أى يسلخونه، فيلبسه غيره من الدواب، قال العجاج يصف أسدا: «ديوانه 160» : كأنه في جلد مرفّل والجلد، بالتحريك: اسم الجلد المسلوخ من البعير ونحوه. [6] هما من لحد إلى الشيء يلحد: مال إليه.

وقال أبو أسامة، حليف بني مخزوم [1] : فدونكم بني وهب أخاكم ... ودونك مالكا يا أمّ عمرو [2] فلولا مشهدي قامت عليه ... موقّفة القوائم أمّ أجر [3] دفوع للقبور بمنكبيها ... كأنّ بوجهها تحميم قدر [4]

_ [1] هو أبو أسامة معاوية بن زهير بن قيس بن الحارث بن سعد بن ضبيعة بن مازن بن عدي بن جشم بن معاوية، حليف بني مخزوم. قال ابن هشام في السيرة 533: «وكان مشركا، وكان مر بهبيرة بن أبي وهب وهم منهزمون يوم بدر، وقد أعيا هبيرة، فألقى عنه درعه وحمله ومضى به. قال وهذه أصحّ أشعار أهل بدر» . وأنشد مقطوعة 27 بيتا منها هذه الأبيات. وانظر الروض الأنف 2: 115- 117. [2] أخاكم، يعني به هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وكان أبو أسامة قد قاتل عنه حتّى أفلت من الموت. انظر الاختيارين 261، وجمهرة ابن حزم 37، 141. وقد وقع في بعض نسخ السيرة: «هبيرة بن أبي رهم» ، وهو تحريف. وفي الأصل هنا: «فدونكم وهبا أخاكم» ، صوابه من الاختيارين 262. وهذا البيت ملفق من بيتين أولهما في الاختيارين، وهو: ودونكم بني وهب أخاكم ... ليبشرني بمحمدة وشكر وثانيهما في الاختيارين أيضا: فدونكما هبيرة، ضرّتيه ... ودونك مالكا يا أمّ عمرو وفي شرح الاختيارين: يريد: يا ضرّتيه أنه كان أنقذه، فقال: دونكما فقد دفعته إليكما سليما. ومالك: آخر كان قاتل عنه حتّى أنجاه. [3] في الأصل: «فلا في مشهدي» ، صوابه من السيرة والاختيارين. والموقّفة سبق تفسيرها في المذرّعة. والأجرى: جمع جرو، وهو ولد الضبع. [4] ورد هذا البيت بدون نسبة في المعاني الكبير 218، وكذا مع التحريف في سمط اللآليء 534: «تحميم قار» . وقال ابن قتيبة: «يريد أن في وجهها سوادا. والتحميم: السواد» . وإنّما تنبش القبور لولوعها بأكل الموتى.

وقال جريبة بن أشيم في ذلك [1] : من مبلغ عنّى سنانا ونافعا ... وأسلم إنّ الأوثقين الأقارب [2] فلا تدفننّي في ضرا وادفننّى ... بديمومة تنزو عليّ الجنادب [3] وأن أنت لم تعقر علىّ مطيّة ... فلا قام في مال لك الدّهر حالب [4] ولا يأكلنّي الذئب فيما دفنتم ... ولا فرعل مثل العصيرة دارب [5] أزبّ هلّبّ لا يزال مطابقا ... إذا انتشبت أنيابه والمخالب [6]

_ [1] جريبة، بالتصغير، بن الأشيم بن عمرو بن وهب بن دثار بن فقعس الأسدي ثم الفقعسي، كان أحد شياطين بني أسد وشعرائها في الجاهلية، ثم أسلم. المؤتلف 77، والإصابة 1280. وفي الحماسة البصرية 1: 84 أنه كان أموي الشعر. [2] الأبيات في الحيوان 6: 453 وفي الحيوان: فمن مبلغ عني يسارا ورافعا ... وأسلم إنّ الأوهني الأقارب [3] الضرا: مقصور الضراء، بالفتح، وهو الشجر الملتفّ في الوادي. وفي الأصل هنا «صوى» صوابه من الحيوان. والديمومة: الفلاة البعيدة. تنزو: تثب. [4] كانوا في الجاهلية يعقرون عند قبر الميت مطية، ويسمونها البلية، ويزعمون أن الناس يحشرون يوم القيامة ركبانا على بلاياهم، ومن لم تكن له بلية حشر ماشيا. اللسان (بلا 92) وفي هذا المعنى يقول جريبة بن الأشم أيضا مخاطبا ولده. (المحبر 322 والملل للشهرستانى 3: 230) : يا سعد إمّا أهلكنّ فإنّنى ... أوصيك، إنّ أخا الوصاة الأقرب لا تتركنّ أباك يعثر راجلا ... في الحشر يصرع لليدين وينكب ولعلّ لي مما تركت مطيّة ... في القبر أركبها إذا قيل اركبوا [5] الفرعل، بضم الفاء والعين: ولد الضبع. و «العصيرة» لم أهتد إلى تحريها والدارب، من الدربة، بالضم، وهي الضراوة. وفي الحيوان: «مثل الصريمة حارب» الصريمة: الليل، شبهه به لسوداه. والحارب: السالب. [6] الأزب: الكثير الشعر. والوجه رواية الحيوان: «أزل باللام وهو الأرسح الصغير العجز. ومنه قول تأبط شرا في الحماسة 832:-

وقال مدرك بن حصن [1] في عرجها وخماعها، وفي نوكها والغثارة التي فيها [2] : رغا رغوة بعد البكاء كما رغت ... موشّمة الجنبين رطب عرينها [3] من الغثر ما تدري أرجل شمالها ... بها الظّلع إمّا هرولت أم يمينها [4] وذكرها المفضّل النّكريّ [5] بالعرج فقال:

_ مسبل في الحيّ أحوى رفلّ ... وإذا يغزو فسمع أزلّ السمع: ولد الضبع من الذئب. و «هلب» كذا وردت. وفي الحيوان: «هليب» من الهلب وهو كثرة الشعر، ولم ينص على هذه الصيغة في المعاجم. مطابقا، من قولهم: طابق بمعني مرن، وطابق على العمل: مارن، كما في اللسان (طبق 80) . وفي الحيوان: «مآبطا إذا ذربت» . [1] مدرك بن حصن: شاعر حجازي: ذكره المرزباني في معجمه 406 وأنشد له: عش ما استطعت وإن دببت على العصا ... ما دام وإلي أمرك ابن هشام ملك الأعنّة والأسنة وانتهت ... حكم الأمور إليه وهو غلام [2] الغثارة، يعني بها الحمق والجهل، وفي اللسان: «وقيل للأحمق الجاهل أغثر، استعارة وتشبيها بالضبع الغثراء للونها» . [3] رغا: صاح وصوت، وأصل الرغاء للإبل. وفي المعاني الكبير 215: «رغا جزعا بعد البكاء» . وفي اللسان (عرن) «رغا صاحبي عند البكاء» . والمراد بالموشمة الضبع. وفي اللسان: «موشمة الأطراف» ونبه على رواية «موشمة الجنبين» . قال ابن قتيبة: يريد ضبعا موشمة بها وشوم. والرطب: اللين. والعرين: اللحم، كما في اللسان عند استشهاده بهذا البيت. [4] الغثر: جمع أغثر وغثراء، وقد سبق تفسيره. وفي اللسان: «من الملح» والأملح: بين الأبيض والأسود. والبيت أيضا في الحيوان. [5] في الأصل: «البكري» مع ضبط الباء بالفتح، صوابه ما أثبت. والمفضّل النّكري من شعراء الاصمعيات له الأصمعية 69. وهو المفضل بن معشر بن أسحم بن عديّ بن شيبان بن سويد بن عذرة بن منبّة بن نكرة، بضم النون. وكثيرا ما يرد اسمه مصحفا في الكتب بالبكري.-

وأشبعنا الضّباع وأشبعونا ... فراحت كلّها تئق يفوق [1] تركنا العرج عاكفة عليهم ... وللغربان من شبع نعيق [2] وقال الآخر: وكم غادرن من خرق صريع ... يطوف بشلوه عرج الضّباع [3] وذكر عنترة عرج الضّباع فقال: يا ربّ قرن قد تركت مجدّلا ... متخرّق السّربال عند مجال تنتابه عرج الضّباع كأنّما ... خضبت جوانحه من الجريال [4] وقال عبّاس بن مرداس في الضّبع ولم يذكر عرجها:

_ وذكر السيوطي في شرح شواهد المغني 62 أن اسمه معشر بن أسحم، وإنما سمّى مفضلا لهذه القصيدة. أي التى منها هذه الأبيات التالية. وقال ابن سلام 232، وقد سلكه في شعراء البحرين: «فضّلته قصيدته التى يقال لها المنصفة» . وانظر الاشتقاق 330، وسمط اللآلي 125، وجمهرة ابن حزم 299 وسماه البحتري «المفضّل العبدي» الحماسة 62 حيث روى له الابيات مع طائفة أخرى من الأصمعية. وذلك لأن نكرة هو ابن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. [1] في الأصل: «وأشبعونا» ، صوابه في الأصمعيات وحماسة البحتري 62. يقول: كثرت القتلي فيما بيننا وبينهم. والتئق: الممتلىء. يفوق: يأخذه البهر فشخصت الريح من صدره. [2] في الأصمعيات: «نغيق» بالغين المعجمة. يقال نعق الغراب ونغق: صاح. [3] الخرق، بالكسر: الكريم المتخرق في الكرم، أي المتسع فيه. والشلو، بالكسر: الجسد، وبقية ما أكل منه. [4] البيتان ملفقان من أبيات ثلاثة في ديوان عنترة 194- 195. والقرن، بالكسر: المثيل في الشجاعة والشدة. والمجدّل: الصريع الملقى على الجدالة، وهي الأرض. وفي الأصل: «منخرق السربال» ، تحريف. والجريال: الخمر الشديدة الحمرة، وحمرتها تدعى أيضا الجريال. وزعم الأصمعي أن الجريال اسم أعجمي رومي، عرّب وكان أصله «كريال» .

فلو مات منهم من جرحنا لأصبحت ... ضباع بأكناف الأراك عرائسا [1] والضبع تكنى أمّ عامر. قال الكميت بن زيد: كما خامرت في حضنها أمّ عامر ... لدى الحبل حتّى عال أوس عيالها [2] وقال الشّنفرى [3] :

_ [1] البيت من قصيدته المنصفة في الأصمعيات 206. وانظر ديوانه 71، والأغاني 13: 68، والحيوان 6: 453، والمعاني الكبير 214، 927، والحماسة البصرية 1: 55. وعجز البيت برواية أخرى في النقائض 180. والأراك: موضع. و «عرائس» جمع عروس. يشير إلى ما يذكر العرب، من أن القتيل إذا بقي بالعراء انتفخ عضوه، وانقلب بعد ما كان منبطحا على وجه، فعند ذلك تجيء الضبع فتركبه، فتقضي حاجتها ثم تأكله. الحيوان 6: 450. [2] البيت في ديوان الكميت 2: 80، والحيوان 1: 198/6: 397، والمعاني الكبير 1: 212 وعيون الأخبار 2: 79، ونهاية الأرب 9: 273، واللسان (جهز، أوس، عول) . خامرت: سكنت وانخدعت. لدى الحبل يريد الصائد، كما في المعاني الكبير. ويروى: «لذي الحبل» ، وهو الصائد أيضا. عال عيالها، قال الجاحظ: يقولون: إن الضبع إذا صيدت أو قتلت فإنّ الذئب يأتي أولادها باللحم. وقال ابن قتيبة: «وذلك أنه يثب على الضبع فتحمل منه وتلد له. وكان بعضهم يرويه: غال أوس عيالها، أي أكل جراءها» . والرواية بالغين المعجمة هي رواية الأصل هنا واللسان (أوس) . وأوس هو الذئب. [3] الشنفري: شاعر جاهلي فحطاني. وهو ابن أخت تأبط شرا. وزعم بعضهم أن الشنفرى لقبه- ومعناه عظيم الشفة، وأن اسمه ثابت بن جابر. وهذا غلط لأن ثابت بن جابر هو خال تأبط شرا. كما غلط العيني في زعمه أن اسمه عمرو بن براق، بل هما صاحباه في التلصص، وكان الثلاثة أعدى العدائين في العرب، لم تلحقهم الخيل. وانظر ترجمته وأخباره في الأغاني 21: 87- 93، والخزانة 2: 16- 19 وهو صاحب القصيدة اللامية التى تسمى لامية العرب. وأولها:-

لا تقبروني إنّ دفني محرّم ... عليكم ولكن أبشري أمّ عامر [1] لقلت لها قد كان ذلك مرّة ... ولست على ما قد عهدت بقادر [2] وقال الآخر [3] : فإنّك إذ تحدوك أمّ عويمر ... لذو حاجة حاف مع القوم ظالع [4] وكان أسيرا يقاد مع الأسرى [5] .

_ أقيموا بني أمي صدور مطيكم ... فإني إلى قوم سواكم لأميل [1] البيت بهذه النسبة في الأغاني 21: 89، ومقدمة الشعر والشعراء 80 والعقد 1: 101 والحماسة بشرح المرزوقي 487 والمقاييس (خمر) واللسان (عمر) . وبدون نسبة في الأمالي 3: 36. وهو في الحيوان 6: 450 منسوب إلى تأبط شرا. لا تقبروني: لا تدفنوني. ويروى «فلا تدفنونى» في الشعراء والعقد والمقايس. كما يروى: «إن قبري» ، و «إن قتلى» ، و «إن دفني» . أبشري أم عامر، أي اتركوني للتي يقال لها: أبشري أم عامر، وهي الضبع، يعجبها أكل الموتي. [2] لم أجد لهذا البيت ذكرا في المراجع السالفة. [3] البيت لقيس بن العيزارة الهذلي في دير الهذليين 3: 78، وشرح السكرى 592. والعيزارة: أمه. وهو قيس بن خويلد بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة. معجم المرزباني 326. ولم يذكره ابن حبيب فيمن نسب إلى أمه من الشعراء. [4] تحدوك: تتبعك، تطمع أن تقتل فتأكل لحمك، وقيل: تسوقك الضبع من ضعفك. وأم عويمر، أراد أم عامر، وهي الضبع، فصغّر. وقال أبو عمرو: أم عويمر: امرأة ممن أسره. حاف ظالع: لا يقدر على الهرب منها. وظالع، أراد به ضعيف المشي يمشى مشية الأعرج. وفي الأصل: «إن تحدوك» ، تحريف. [5] في شرح السكرى 590 أن قيس بن العيزارة قال هذا الشعر حين أسرته فهم فأفلت منهم، وأخذ سلاحه ثابت بن جابر بن سفيان، وهو تأبط شرا. وفي ذلك يقول:-

وصف مشية الذئب

ويزعمون أنّ الضّباع والذّئاب تتبع الأسرى والجيوش. وفي هذا الموضع كلام كثير.. [وصف مشية الذئب] ومن العرجان الذّئب، وهو يوصف في مشيه بالقزل، وهم يزعمون أنّ القزل أقبح العرج. وقال الشّاعر [1] : [وحمش بصير المقلتين] كأنّه ... إذا ما مشى مستكره الرّيح أقزل [2] ولذلك وصفوا مشيته بالعسلان. وقال جران العود [3] : شدّ الممضاضع منه كلّ مضطمر ... وفي الذّراعين والخرطوم تأسيل [4] كالرّمح أرقل في الكفّين واطّردت ... منه القناة وفيها لهذم غول [5]

_ - سرا ثابت بزّي ذميما، ولم أكن ... سللت عليه شلّ مني الأصابع [1] هو كعب بن زهير: ديوانه 50، والمعاني الكبير 256. [2] وحمش، عطف على «متضائل من الطلس» في بيت قبل هذا بتسعة أبيات، وهو: قطعت يماشيني بها متضائل ... من الطلس أحيانا يخبّ ويعسل يعني أنه قطع هذه الفلاة الموحشة ليس له بها رفيق غير الذئب الذي نعته في تسعة أبيات، وكذلك هذا الغراب. وحمش يعني غرابا دقيق الساقين. مستكره الريح، أي يستقبل الريح كارها وتردّه لأنه يضعف عنها. والتكملة في هذا البيت من الديوان والمعاني الكبير. وفي الأصل أيضا: «مستكره الرجل» تحريف. [3] يصف الذئب، وقد احتوى بقرة وحشية وجعل يفرسها. الديوان 40، 41. [4] الاضطمار: الأنضمام. أي شد مماضعه، أي أسنانه، وضمها كل الانضمام. وفي الديوان: «كل منصرف» ، أي كل ناحية. وفي الديوان أيضا: «من جانبيه وفي الخرطوم تسهيل» أي طول. والتأسيل: الدقة. [5] الإرقال: ضرب من عدو الإبل، ويستعار لحركة الرمح، كما قال أبو حية:-

ويقولون: ذيب، وذيبة، ولا يقولون: ضبع وضبعة [1] . ولقد قال رجل من كبار الناس وأشرافهم [2] في بعض المقالات، وهو يذكر رجلا [3] : «هذه الضّبعة» . فإنّها لتؤثر عنه إلى يومنا هذا. وقال زهير بن مسعود [4] ، وهو يشبّه مشى فرس بعسلان الذئب:

_ - أما إنه لو كان غيرك أرقلت ... إليه القنا بالراعفات اللهازم كما استعير هنا لاضطرابه في الكف للينه. والاطراد: تتابع الحركة. واللهذم، كجعفر: القاطع من الأسنة. وغول، أى يغتال كل ما ظفر به. وقد وقع اضطراب في تجليد نسخة الأصل. بعد هذا، وأمكن بعون الله أن أعيد ترتيبه ليتصل الكلام ولا ينقطع. وانظر مقدمة التحقيق. [1] إذ أنهم يخصون الضبع بالأنثى. أما الذكر فيقال له ضبعان بكسر أوله. لكن قال الأزهرى: «الضبع الأنثى من الضباع ويقال للذكر» . اللسان (ضبع) ، كما يقال للأنثى ضبعانة وضبعة عن ابن عباد، كما في القاموس. ففى الأمر خلاف. [2] يعني يزيد بن المهلب. قال المبرد في الكامل 159 ليبسك: «على أن يزيد لم تؤخذ عليه زلة في لفظ إلّا واحدة، فإنه قال على المنبر، وذكر عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد بن الخطاب فقال: هذه الضبعة العرجاء، فاعتدّت عليه لحنّا، لأن الأنثى إنّما يقال لها الضبع» . وانظر الحاشية السابقة. [3] في الأصل: «رجل» ، تحريف. وهذا الرجل هو عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الكوفة بعد عزل يزيد بن المهلب. الطبري في حوادث سنة 99. [4] أنشد له شعرا في النوادر 70، وشرح الألفاظ لابن السكيت 143، وجمهرة ابن دريد 1: 93. وقال التبريزي في شرح الألفاظ: «أغارت ضبة يوم أبضة على بني فرير وبحتر، فقتل زهير الحليس بن وهب، وقال: عشية غادرت الحليس كأنّما ... على النحر منه لون برد محبّر جمعت له كفّى بلدن يزينه ... سنان كمصباح الدّجى المتسعّر »

من الأمور الملتوية والمعوجة

يعسل [تحتي] عسلانا كما ... يعسل تحت الثّلّة الذيب [1] . [من الأمور الملتوية والمعوجّة] قال: وليس الشأن في الاستقامة ولا في الاعوجاج، وإنّما الشأن في المصالح والمنافع، وما هو أردّ وأربح. ألا ترى أنّ أمورا كثيرة وفوق الكثيرة، من الأمور الملتوية والمعوجّة لو كانت [2] مستوية مستقيمة، لعظم الضرر وظهرت الخلّة. فمن ذلك الأضلاع والمفاتيح، والمزاليج، وأطلال السّفن [3] ، والعقود [4] ، والنّعوش [5] ، والمناجل [6] ، والأهلّة [7] ، والعراصيف [8] ، والمحاجن [9] ، والكلاليب، والشّصوص [10] ، وشوك

_ [1] ينعت فرسا. والتكملة في البيت من كتاب المعاني الكبير 36، حيث أنشد البيت بدون نسبة أيضا. والثّلّة، بالفتح: جماعة الغنم. ورواية ابن قتيبة: «تحت الرّدهة» . وقال: «الردهة: منقع ماء قليل» . [2] في الأصل: «كان» . [3] أطلال السفن وأجلالها: أشرعتها، جمع طلل، بالتحريك وجلّ بالفتح. [4] المراد بها عقود الأنينة. [5] جمع نعش، وهو مما يوصف بالاحديداب. قال كعب بن زهير: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته ... يوما على آلة حدباء محمول [6] جمع منجل، وهي من آلات الحصد؛ وهي حديدة ذات أسنان، سمّى منجلا لأنه يقطع به العود من النبات فينجل به أي يرمى. وفي الأصل: «المناحل» . [7] الأهلة هنا: جمع هلال، وهي حديدة تضمّ ما بين أحناء الرحل. [8] العراصيف: جمع عرصوف كعصفور، وهي خشبات في الرحل تشدّ بها رءوس أحنائه. وفي الأصل: «العراجين» ولا وجه لها هنا؛ لأن الجاحظ بصدد سرد أنواع من الأدوات المصنوعة. [9] المحاجن: جمع المحجن، وهي عصا معقفة الرأس، وفي الأصل: «المحاجين» . [10] جمع شص، وهو بالفتح والكسر: حديدة عقفاء يصاد بها السمك.

من الأمور المخلوقة معوجة

القنّاصين [1] ، ومعاليق رمّانات القبّانات [2] والقرسطونات [3] ، والعرّادات [4] . [من الأمور المخلوقة معوجّة] ومن الأشياء المخلوقة: المناسر، والمخالب، والبراثن، والقرون، وإبر العقارب، وأنياب الفيلة، والأفاعي. وقد بيّن الشّاعر [5] هذا المعنى فقال: لئن كنت محتاجا إلى الحلم إنّني ... إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج ولي فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولي فرس للجهل بالجهل مسرج فمن شاء تقويمي فإنّي مقوّم ... ومن شاء تعويجي فإنّي معوّج [6]

_ [1] الشوك: جمع شوكة. وفي الأصل: «القنافذ» ، وليست من قبيل ما يسرده الجاحظ هنا. [2] القبّان: ضرب من الموازين، قيل إنه معرب. ولا يزال مستعملا إلى وقتنا هذا، كما لا تزال الرمانة التي تجرى عليه معروفة باسمها. [3] القرسطونات: ضرب من القبانات. انظر ما كتبت في حواشي الحيوان 1: 81 ورسائل الجاحظ 1: 68. [4] العرّادات: جمع عرّادة، وهي منجنيق صغير. والمنجنيق: آلة ترمى بها الحجارة في القتال. وانظر رسائل الجاحظ 1: 69، وحواشي البيان 3: 17. [5] هو صالح بن جناح، كما في بهجة المجالس لابن عبد البر 1: 618، والحماسة البصرية 1: 15. وذكر في الحماسة أنّه أموي الشعر. وتروى الأبيات أيضا لمحمد بن حازم الباهلي في معجم المرزباني 429. ولمحمد بن وهيب الحميري في عيون الأخبار 1: 289. ورويت بدون نسبة في العقد 3: 14، والمستطرف 1: 156. [6] ويروى: «فمن رام» في الحماسة، والعيون، والمستطرف، ومعجم المرزباني.

ما ذكر في الاعوجاج وفي حد الشيء إذا كان معوجا

ولست براضي الجهل خدنا وصاحبا ... ولكنّني أرضى به حين أحرج [1] فإن قال بعض القوم: فيه سماجة ... فقد صدقوا، والذّلّ بالمرء أسمج [2] . [ما ذكر في الاعوجاج وفي حدّ الشيء إذا كان معوجّا] وممّا ذكروا [3] في الاعوجاج وفي حدّ الشيء إذا كان معوجّا وما يشبه ذلك وما سمّي بأعوج [4] ، قال الشاعر: يا ربّ هيت نجّنا من هيت [5] ... ومن طريق الأعوج المقيت [6] ونفحات القير والكبريت [7] والأعوج معروف المواضع من شاطىء الفرات. والعوجان [8] : نهر

_ [1] في العيون والحماسة وبهجة المجالس: «وما كنت أرضى الجهل» . وفي بهجة المجالس والحماسة: «خدنا ولا أخا» . [2] في العقد: «فإن قال قوم إن فيه سماحة» . وفي بهجة المجالس: «فإن قال بعض الناس في سماجة» . وهو ظاهر التحريف. [3] في الأصل: «وما ذكروا» . [4] في الأصل: «بأعرج» ، والكلام إنما هو في العوج. [5] هيت بالكسر: مدينة على شاطىء الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، وهي مجاورة للبّرّية. وفي تحديد العراق يقال: هو ما بين هيت إلى السند والصين، كما في معجم ما استعجم، وفي الأصل: «يجتنى من هيت» ، صوابه في معجم ما استعجم 1357. [6] في الأصل: «الأعرج» تحريف. [7] القير، بالكسر: صعد يذاب فيستخرج منه القار. أو القير والقار شيء واحد، وهو الزفت. وفي اللسان أن الصّعد: شجر يذاب منه القار. [8] في الأصل: «العرجان» تحريف. والعوجان هذا، بالتحريك، كما في القاموس-

من أنهار الروم. واكتنوا بأيى العوجاء، منهم: أبو العوجاء بن قبيصة بن مخارق الهلالي [1] . وقال أبو الشيص الأعمى [2] : سروا يخبطون اللّيل فوق ظهورها ... إلى أن بدا قرن من اللّيل أبلج [3] وأضحوا وبعض ما يقيم لسانه ... وبعض إذا ما حاول المشي يعرج

_ - ومعجم البلدان. قال ياقوت: اسم لنهر قويق الذي بحلب. وأنشد لابن أبي الخرجين: هل العوجان الغمر صاف لوارد ... وهل خضبته بالخلوق مدود [1] قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد بن معاوية بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال ابن عامر بن صعصعة الهلالي، ويكني أبا بشر، له صحبة، وسكن البصرة. وولده قطن بن قبيصة كان شريفا، وولي سجستان. وقد ذكر ابن حجر ولده هذا كما ذكره ابن حزم في الجمهرة 273 ولم يذكر له كنية. وكنية قطن بن قبيصة في تهذيب التهذيب هي أبو سهلة. أما كنية أبي العوجاء فلعلها كنية أخرى لقبيصة أو لولده قطن. ولم أجد لها توثقيا. انظر الإصابة والجمهرة والاشتقاق 392. [2] أبو الشيص: لقب غلب عليه. والشيص: تمر لا يشتد نواه كالشيصاء، وجنس من السمك أيضا. وكنيته أبو جعفر. واسمه محمد بن رزين بن سليمان بن تميم بن نهشل. وهو عمّ دعبل بن على بن رزين الخزاعي. وكان متوسط المحلّ في شعراء عصره، لوقوعه بين مسلم بن الوليد وأشجع وأبي نواس، فخمل. وانقطع إلى عقبة بن جعفر الخزاعي أمير الرقة فمدحه بأكثر شعره فقلّما يروى له في غيره. وعمى أبو الشيص في آخر عمره. وله مراث في عينية قبل ذهابهما وبعده. الأغاني 15: 104، وتاريخ بغداد 5: 401، ومعاهد التنصيص 2: 142. وذكر الصفدي في نكت الهميان 257 أنّه توفي سنة مائتين أو قبلها. وهو أحد من نسبت إليه القصيدة الدعدية انظر ديوانه المجموع بعناية الأخ عبد الله الجبوري بمطبعة الآداب بالنجف 42- 51. [3] البيتان مما لم يرد في ديوانه، ولم يردا في شيء من المراجع المتقدمة.

وهذا يقع مع ذكر مشي السّكران. وقال حكيم بن جبلة [1] : وأهلكني وقومي كلّ يوم ... تعوّجهم عليّ وأستقيم [2] رقاب كالمآجن خاظيات ... وأستاه على الأكوار كوم [3] وقال قيس بن زهير: ومارست الرّجال ومارسوني ... فمعوجّ عليّ ومستقيم

_ [1] هو حكيم بن جبلة بن حصين بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل. وذكر ابن حزم 298 أنه أحد قتلة عثمان. وأورده ابن حجر في القسم الثالث 1990 في المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يرد في خبر قطّ أنّهم اجتمعوا بالنبي ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا. وضبطه بضم أوله مصغرا. وذكر ابن حزم أن من ولده يموت ابن المزرّع بن موسى بن سنان بن حكيم، وهو ابن أخت الجاحظ. وقد روى أبو زيد في نوادره 161 البيتين منسوبين إلى علي بن طفيل السعدي، جاهلي. ونسبا في اللسان (وجن) إلى عامر بن عقيل السعدي، وإلى علي بن طفيل السعدي. [2] أنشده ابن جنى في المحتسب 2: 32 بدون نسبة، شاهدا لوضع الفعل «أستقيم» موضع الفعل، وبرواية: وأهلكني لكم في كلّ يوم ... تعوّجكم علىّ وأستقيم وهي أيضا رواية أبي زيد في النوادر وابن منظور في اللسان (وجن، خظا) . [3] في الأصل هنا: «رقاب لماجن» ، صوابه مما سيأتي عند إعادة الجاحظ لإنشاده، والمآجن: جمع مئجنة، وهي الخشبة التي يدق بها القصار الثياب ويبيّضها. وانظر اللسان (أجن) . وفي النوادر واللسان (كوم، وجن، سته، خظا) : «كالمواجن» ، وهي لغة. خاظيات: مكتنزات كثيرات اللحم. وكوم: جمع أكوم وكوماء، وهي الضخمة العظيمة.

وقال آخر: ومحنّب مثل القنا ... ة تخاله للضّمر قدحا [1] والتحنيب: الاعوجاج ويسمّون الفرس «أعوج» ، و «العوجاء» . قال مسكين الدارميّ: دعتنا الحنظليّة إذ لحقنا ... وقد حملت على جمل ثفال [2] فأدركها ولم يعدل شريح ... وأعوج عند مختلف العوالي [3] وقال الشّمّاخ بن ضرار: وعوجاء مجذام وأمر صريمة ... تركت بها الشكّ الذي هو عاجز [4]

_ [1] نسبه الجاحظ في الحيوان 1: 274 إلى ابن الصعق، وهو يزيد بن عمرو بن خويلد كما في الخزانة 1: 206- 207. ورواية الحيوان: «بمحنب مثل العقاب» . والخيل تشبه بالقنا في ضمرها وصلابتها، كما تشبه بالعقبان في سرعتها وانطلاقها. وانظر الفهارس الفنية للمفضليات 512- 513 حيث تجد مواضع هذين، وكذلك المعاني الكبير 1: 58، 37. والقدح، بالكسر: واحد القداح، وهي السهام، شبهه بها في دقتها وملاستها وسرعة انطلاقها. وانظر المعاني الكبير 1: 43- 44. [2] الثفال، كسحاب: البعير البطيء الذي لا ينبعث إلا كرها. وفي ديوان مسكين 63 والموفقيات 270: «ثقال» بالقاف، وهما سيّان وزنا ومعنى. [3] شريح، ذكره ابن دريد في الاشتقاق 235 في بني عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، قال: «ومن رجالهم شريح، وكان فارسهم أيضا» . ولم يذكر بقية نسبه. وأعوج: اسم لعدة أفراس لهم. ومختلف العوالي: الموضع الذي تضطرب فيه الرماح وتتشاجر. [4] العوجاء: الناقة عجفت فاعوجّ ظهرها، وذلك من إدمانها السفر. والمجذام: مفعال من الجذم، وأصله بمعني القطع، وأراد به سرعة الركض، والفعل المسموع بمعناه هو: أجذم السير: أسرع فيه. والصريمة: العزيمة. والشك: خلاف اليقين. يقول: رب أمر صريمة-

كما يقال خظّة عوجاء. ومن أمثال العامة: «قيل للشّحم أين تذهب؟ قال: أسوّي كل معوجّ» . وقال محمد بن واسع الأزدي [1] : «ما آسى من الدنيا إلّا على ثلاث: صاحب إن تعوّجت أقامني، وقوت من رزق [2] ليس لأحد علىّ فيه منّه ولا لله فيه تبعة، وصلاة في جماعة يرفع عنّي سهوها، ويكتب لي فضلها» . وقال الآخر [3] : فسيرة الدّهر تعويج وتقويم [4] شبابة، عن ورقاء، عن أبي الزّناد [5] ، عن الأعرج، عن أبي هريرة

_ - أمضيته بهذه الناقة، وتركت التردد الذي هو شيمة العجز. وفي الأصل: «وابر عزيمة» صوابه من ديوان الشماخ 43» . [1] هو أبو بكر أو أبو عبد الله محمد بن واسع بن جابر الأزدي. روى عن أنس، ومطرف، والأعمش. وكان أحد النساك العباد الزهاد. توفي هو ومالك بن دينار سنة 123. تهذيب التهذيب والمعارف 209، وصفوة الصفوة 3: 190. وقد روى له الجاحظ أقوالا في البيان 2: 103/3: 196، 273. والخبر التالي في البيان 3: 162 وصفة الصفوة 3: 194 مع اختلاف في الألفاظ. [2] في الأصل: «وفوز من رزق» ، صوابه من صفة الصفوة، واللفظ فيها: «وقوت من الدنيا» . [3] هو ابن مقبل، ديوانه 272، وحماسة البحتري 239. [4] صدره: وإن يكن ذاك مقدارا أصبت به. [5] هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان القرشي، المعروف بأبي الزناد. روى عن أنس، وسعيد بن المسيب، والأعرج، وهو راويته، وغيرهم. وعنه: ابناه: عبد الرحمن،-

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خلقت المرأة من ضلع، ومتى أردت أن تقيمة كسرته، وليست تستقيم لك المرأة على خلق واحد وإن تستمتع بها [استمتعت [1] بها] وفيها عوج» . وقال طفيل الغنويّ: إنّ النّساء كأشجار نبتن معا ... منها المرار وبعض النّبت مأكول [2] إنّ النساء متى ينهين عن خلق ... فإنّه واجب لا بدّ مفعول [3] وقال آخر: عريانة السّاق في أنسائها شنج ... وفي قوائمها طول وتحنيب [4] وقال الآخر: بكلّ كميت مشرف خجباته ... تعاونت الرّعشاء فيه وأعوج [5]

_ - وأبو القاسم، والأعمش، والسفيانان وجماعة. وقال البخاري: «أصح أسانيد أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة» . توفي سنة 130 تهذيب التهذيب. [1] التكملة من مسلم في كتاب (الرضاع) ، باب الوصية بالنساء 4: 178، والبخاري في كتاب (النكاح) باب المداراة مع النساء. وانظر اللؤلؤ والمرجان 2: 123. [2] البيتان في ديوان طفيل 34 والبيان 3: 328 وعيون الأخبار 4: 113 والشعراء 453. وذكر أبو حاتم في شرح ديوانه أنّهما لمالك بن كعب. [3] الواجب: اللازم الثابت، وهو أيضا الواقع. وفي عيون الأخبار: «فإنه واقع» . [4] الأنساء: جمع نسا، وهو عرق يمتد من الورك إلى الكعب. والبيت لعقبة بن مكدّم التغلبي، كما في كتاب الخيل لأبي عبيدة 154. [5] الحجبات: جمع حجبة، بالتحريك، وهي رأس الورك. والرعشاء: فرس، وفي القاموس: «فرس مالك بن جعفر جدّلبيد» ..

القول في المنازلة والمشي بالسيف وفي مديح الذي يقاتل على ظهر الأرض كما يقاتل على ظهر الفرس

[القول في المنازلة والمشي بالسّيف وفي مديح الذي يقاتل على ظهر الأرض كما يقاتل على ظهر الفرس] وقالوا في المنازلة والمشي بالسّيف، وفي مديح الذي يقاتل على ظهر الأرض كما يقاتل على ظهر الفرس، وفي القلع [1] الذي ينبو عن ظهر الفرس إذا اشتدّ ركضه، وفي الكفل [2] يستمسك بقربوسه وبغير ذلك، مخافة السّقوط عن ظهره. وقال مهلهل: لم يطيقوا أن ينزلوا ونزلنا ... وأخو الحرب من أطاق النّزولا [3] وقال القحيف [4] :

_ [1] القلع، بالكسر، والقلع بفتح فكسر: الذي لا يثبت على السرج. [2] الكفل، بالكسر: الذي لا يثبت على ظهور الخيل، وجمعه أكفال. قال الجحاف ابن حكيم: والتغلبي على الجواد غنيمة ... كفل الفروسة دائم الإعصام والقربوس بفتحتين، وبضم أوّله وثالثه كعصفور: حنو السرج، وهما حنوان: مقدّم ومؤخّر. [3] البيت في الحيوان 6: 429، والعقد 5: 217، وبهجة المجالس 1: 477. [4] القحيف العقيلى: شاعر إسلامي كوفي، لحق الدولة العباسية. وعدّة ابن سلّام 583 في الطبقة العاشرة من الإسلاميّين قرينا لأبي دواد ويزيد بن الطثرية. وترجم له الآمدي في المؤتلف 93 والمرزباني في المعجم 331. ويذكر ابن سلام 479 أنّ خرقاء صاحبة ذي الرمة أرسلت إليه تسأله أن يشبب بها فقال: لقد أرسلت خرقاء نحوي جريّها ... لتجعلني خرقاء فيمن أضلّت وخرقاء لا تزداد إلّا ملاحة ... ولو عمّرت تعمير نوح وجلّت وهو القحيف بن خمير بن سليم الندى بن عبد الله بن عوف بن حزن بن معاوية بن خفاجة ابن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، كما في الخزانة 4: 250. والقحيف بالقاف، وخمير بالخاء المعجمة، وسليم، كلّها بهيئة التصغير. وفي الأصل: «العحيف» تحريف. وفي الأصل هنا: «العجيف» ، تحريف.

وبيض يجعلون الهام فيها ... إذا ابيضّت من الخلل النّصال [1] ولمّا إن دعوا كعبا وقالوا: ... نزال، وعادة لهم نزال [2] أتانا بالعقيق صريخ كعب ... فحنّ النّبع والأسل النّهال [3] وقال ربيعة بن مقروم [4] :

_ [1] البيت من قصيدة قالها يوم الفلج بأرض اليمامة. وهو يوم لبني عامر على بني حنيفة، بعد مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان المهير بن سلمى الحنفي بعث رجلا يقال له المندلف بن إدريس الحنفي إلى الفلج وأمره إن يأخذ صدقات بني كعب العامريين جميعا، فلما بلغهم خبره أرسلوا في أطرافهم يستصرخون عليه، فأتاهم أبو لطيفة بن مسلمة العقيلي في عالم من عقيل فقتلوا المندلف وصلبوه. وانظر الأغاني 20: 141- 142 وابن سلام 594- 599. ولم أجد فيما أثر من هذه القصيدة وهى تربو على أكثر من عشرين بيتا ما يصلح أن يتصل بهذا البيت. والبيض هنا: بيض السلاح لأنه على شكل بيض النعام، والبيضة: الخوذة. والهام: الرءوس، جمع هامة. وخلل الجيش: ما بين صفوفه. وابيضت النصال: لمعت وظهرت. والنصال، جمع نصل، وهو حديدة السهم أو السيف أو الرمح. [2] في البيت إقواء. [3] العقيق واد واسع ياليمامة فيه قرى ونخل كثير، وهو لبني عقيل. والصريخ: صوت الاستغاثة. والنبع: جمع نبعة، وهي القوس؛ لأن جيادها تتّخذ من هذا الشجر. والأسل: الرماح. وأصله شجر يخرج قضبانا دقاقا ليس لها ورق ولا شوك إلّا أنّ أطرافها محدّدة، وليس لها شعب ولا خشب. فسميّت الرماح به تشبيها، لاعتداله وطوله واستوائه ودقة أطرافه. والنهال: العطاش إلى الدماء. والناهل من الأضداد، يقال للريان وللعطشان. والبيت في ابن سلام 595، والأغاني 20: 142. [4] ربيعة بن مقروم الضبي، من شعراء المفضليات، له المفضلية 38، 39، 43، 113 والأصمعية 84. وهو أحد شعراء مضر المعدودين في الجاهلية والإسلام، أسلم فحسن إسلامه، وشهد القادسية وغيرها من الفتوح، وعاش 100 سنة. الأغاني 19: 90- 93 والخزانة 3: 566، والإصابة 2730، والمؤتلف 125، وسمط اللآلى.

ولقد شهدت الخيل يوم طرادها ... بسليم أوظفة القوائم هيكل [1] فدعوا نزال وكنت أوّل نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل [2] وقال ابن هرمة [3] : والمشرفيّة والمظاهر نسجها ... يوم اللقاء وكلّ ورد صاهل [4] وبكلّ أروع كالحريق مطاعن ... فمسايف فمعانق فمنازل [5]

_ [1] البيتان في الحيوان 6: 423، والحماسة 61- 62 بشرح المرزوقي، والأغاني 5: 107/19: 93، واللسان (نزل) والأول مع أربعة أخرى في الخيل لأبي عبيدة 172 والثاني مع أبيات أخرى في الحيوان 7: 263. وانظر الخزانة 2: 305. والطّراد من الفرسان: حمل بعضهم على بعض. والأوظفة: جمع وظيف، وهو مستدقّ الذراع والساق من الخيل والإبل. والهيكل: الطويل الضخم. [2] نزال: كلمة يقولونها في الحرب، أي هلموا إلى المنازلة والطراد. وفي الأصل: «أركبها» ، صوابه من المراجع السابقة ومن الحيوان في موضعيه. [3] هو إبراهيم بن علي بن سلمة بن هرمة الفهري، كان معاصرا لجرير، وكان الأصمعي يقول: «ختم الشعراء بابن هرمة، وحكم الخضري، وابن ميّادة، وطفيل الكناني، ودكين العذريّ» . وفي الأغاني 4: 113: «ولد ابن هرمة سنة تسعين، وأنشد أبا جعفر المنصور، في ستة أربعين ومائة، قصيدته التى يقول فيها: إنّ الغواني قد أعرضن مقلية ... لمّا رمى هدف الخمسين ميلادي ثم عمر بعدها مدة طويلة» . وانظر الشعراء 753، والخزانة 1: 203- 204، وسمط اللآلىء 398. [4] ديوان ابن هرمة 197 عن الحيوان 6: 418. والرواية فيهما: «بالمشرفية» . والمشرفية: السيوف المنسوبة إلى مشارف الشام. والمظاهر نسجها: هى الدروع قد ضوعف نسجها. والورد: ما لونه الوردة، بالضم، وهي ما بين الكميت والأشقر. [5] في الأصل: «ولكل أرعن» صوابه من الحيوان. والأروع: الرجل الكريم ذو الجسيم والجهارة والسودد..

القول في القلع الذي ينبو عن ظهر الفرس

[القول في القلع الذي ينبو عن ظهر الفرس] ومن القلعين [1] : حارث بن موسى بن سمرة، وكان على فرس زمن الفتنة، قتله ابن الأشعث، ولا عقب له، وكان قلعا يشدّ منطقته بسرجه. وكان المخارق بن عفار قلعا [2] ، وكان خفيفا نحيفا [3] ، وضئيلا دميما، وكان يزرفن سرجه [4] ، وكان شجاعا بطلا. قال أبو عبيدة: أطنب المسور بن عمرو بن عبّاد [5] ذات يوم في وصف حسكة بن عتّاب الحبطيّ [6] ، فقال لهم قائل: لقد كان حسكة

_ [1] انظر للقلعين ما مضي في حواشي ص 264. [2] في الأصل: «عفار» تحريف. وكان المخارق هذا من رجال قحطبة بن شبيب الطائي النقيب. وبعد مقتله بعثه عبد الله بن على في أربعة آلاف للقاء جيش عبد الله بن مروان بن محمد فهزموا وأسروا، ونجا المخارق من الأسر، وذلك سنة 132. وظل مواليا لأبي العباس حتى وفاته. ولما خرج عبد الله بن علي على المنصور، كان المخارق هذا ممن خرج معه. انظر الطبري في حوادث 132، 137. [3] انظر الطبري 7: 433 س 4. [4] الزرفنة كلمة مولدة، يقال زرفن صدغيه: جعلهما كالزرفين. والزّرفين: حلقة الباب، أو هي عامّة. والكلمة معربة من الفارسية، كما في الصحاح واللسان والقاموس والمعرب 176 تقال بكسر الزاي وهو الأفصح، وبضمها. وفي المعرب: «وقد صرّف منه الفعل» . وضبطها استينجاس في معجمة 615 بالضم، وفسرها بأنها مزلاج الباب أو حلقته. وفي الأصل: «بسرجه» ، والوجه حذف الباء، والمراد يجعل له حلقات. وقد يكون ذلك للاستعانة بها في الاستمساك بالسرج. [5] هو المسور بن عمرو بن عباد بن الحصين، ينتمي إلى الحارث بن عمرو بن تميم. والحارث هذا يقال لولده الحبطات. وكان المسور من سادات أهل البصرة. جمهرة ابن حزم 207. وذكر الطبري في حوادث 126 أن المسور هذا كان عاملا ليزيد بن الوليد على أحداث البصرة. [6] في البيان 3: 36 «وهل فضح الحبطات مع شرف حسكة بن عتاب، وعباد بن-

قلعا- قال: وما يضرّه ذلك والفارس النّجيد في كفّة كالخرنق في كف العقاب [1] . وكان جرير بن عبد الله قلعا حتّى شكا ذلك إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعا له فأذهب الله عنه. وكان عيسى بن يزيد الجلودي [2] قلعا، وكان إذا حمي الوطيس ضرب الأرض فقاتل بالرّمح والسيف ورمى بالحجارة، وكان يفخر بذلك على جميع الأفارقة.

_ - الحصين، إلا قول الشاعر: رأيت الحمر من شر المطايا ... كما الحبطات شر بني تميم » فحسكة بن عتاب هذا حبطي منسوب إلى الحبطات. وفي الأصل: «الحنظلي» تحريف. وفي الاشتقاق 564: «وحسكة بن عتاب أحد فرسان بني تميم بخراسان في الإسلام، له ذكر وصيت» . [1] النجيد: الشجاع الماضي الشديد البأس، جمعه نجد ونجداء. والخرنق بالكسر: ولد الأرنب، يكون للذكر وللأنثى. [2] في معجم البلدان: «جلود بالفتح ثم الضم وسكون الواو ودال مهملة، قالوا: هي بليدة بإفريقية، ينسب إليها القائد عيسى بن يزيد الجلودي، وكان مع عبد الله بن طاهر، وولي مصر» . وكان له نشاط ظاهر على الخارجين على الخلافة أيام المأمون، بدءا من سنة 200. وفي سنة 205 ولاه المأمون محاربة الزط. وأنابه عبد الله بن طاهر في إمرة مصر سنة 212 ثم جرى عليه العزل ثم أعيد. وفي أيامه ثار أهل الحوف واتسعت ثورتهم حتّى فتك بهم المعتصم في خلافة المأمون، حينما وليها بعد عبد الله بن طاهر، وصلحت أحوال مصر، وعزل في آخر سنة 214. أنظر الطبري 8: 535، 539: 54، 247، 567، 580، والنجوم الزاهرة 2: 204، 208، 212.

وكان حذيفة بن بدر لا يثبت على ظهر فرسه مع شدّة الركض وطول السير. ولذلك قال قيس بن زهير لأصحابه: إنّ حذيفة رجل مخرفج تحرق الخيل بادّه [1] ، ولكأني بالمصفّر استه في الهباءة [2] . وأراد أعرابيّ سفرا طويلا فقالت امرأته [3] : اخرج بي معك. فقال: إنّك لو سافرت قد مذحت [4] ... وحكّك الحنوان فانفشحت [5] وقلت: هذا حسك تحت استي [6] وقال خزز بن لوذان لامرأته [7] :

_ [1] في الأصل: «يحرق الخيل ناره» بإهمال الكلمتين الأخيرتين، والوجه ما أثبت. وقد سبق النص مصححا مفسرا في ص 160. [2] في ص 160: «بالمصفرة استه مستنقع في جفر الهباءة» . [3] في الأصل: «فقالت امرأة» ، صوابه من البيان 3: 318. وفيه: «فطلبت إليه امرأته أن تكون معه» . [4] نسب البيت وتاليه في الصحاح والتاج (فشح) إلى حسان وليس في ديوانه. وهما في اللسان (فدح، فشح) والجمهرة 2: 159 والمقاييس (قشج) بالجيم المعجمة بدون نسبة برواية: «إنك لو صاحبتنا مذحت» ، مذح: اصطكت فخذاه والتوتا حتى تتسحّجا. [5] الحنوان: مثنى الحنو، بالكسر، وهو من الرحل والقتب والسرج: كل عود منحن من عيدانه، انفشحت: تفاجّت وفرّجت ما بين رجليها. وفي الأصل: «فانفتحت» ، صوابها من البيان والصحاح واللسان والتاج والجمهرة والمقاييس. [6] الحسك، بالتحريك: الشوك. وفي رواية: «هذا ديك تحتي» . [7] خزز، بزاءين معجمتين وبوزن عمر، بن لوذان بفتح اللام وبذال معجمة: شاعر قديم جاهلي، كما في الخزانة 3: 11. وانظر القاموس (خزر، لوذ) : والمؤتلف 102.-

لا تذكري مهري وما أطعمته ... فيكون لونك مثل لون الأجرب [1] إنّ الغبوق له وأنت مسوءة ... فتأوّهي ما شئت أو فتحوّبي [2] كذب العتيق وماء شنّ بارد ... إن كنت سائلتي غبوقا فاذهبي [3] إنّي لأخشى أن تقول حليلتي ... هذا غبار ساطع فتلبّب [4]

_ - ونسبة الأبيات إلى خزز هي الثابتة أيضا في الحيوان 4: 363 وخيل ابن الأعرابىّ 92 والخزانة وأمالي ابن الشجري 1: 260. ونسب إلى عنترة في المخصص 13: 206 والعقد 3: 406 وحماسة ابن الشجري 8 وأماليه 1: 261، وهي في ديوان عنترة 23- 25) . [1] في البيان: «جلدك مثل جلد الأجرب» . وفي الخيل لابن الأعرابي: لا تذكري مهري وما أطعمتها ... فيكون لونك مثل لون الأجرب وفي أمالي ابن الشجري: «قال ابن السكيت: كان لعنترة امرأة من بجيلة لا تزال تلومه في فرس كان يؤثره بالغبوق، وهو شرب العشي، فتهدّدها بالضرب الأليم في قوله: فيكون جلدك مثل جلد الأجرب، أي أضربك فيبقى أثر الضرب عليك كالجرب. وقيل: بل أراد: أدعك وأجتنبك كما يجتنب الجرب» . [2] الغبوق، بالفتح: ما يشرب بالعشي، وعند ابن الشجري في الحماسة: «إن الصبوح» وفي الأصل هنا: «وأنت مسرة، صوابه من البيان والمراجع السابقة. والتحوب: التوجع والشكوى والتحزن» . [3] العرب يقولون: كذب كذا، وكذب عليك كذا. وهما مثلان غريبان من أمثلة الإغراء. وقد جاء هذا مسموعا في كلامهم بكثرة. انظر اللسان (كذب) ، وأمالي ابن الشجري، والمخصص 3: 84- 86، والمزهر 1: 382- 384 في باب معرفة المشترك، وقد نص ابن سيده على أنّ مضر تنصب بهذا الفعل ما بعده، وأن اليمن ترفع به. انظر توجيهه لذلك. يقول لها: عليك بأكل العتيق، وهو يابس التمر، وبشرب الماء البارد الذي في القربة الخلق البالية، ولا تتعرضي لغبوق اللبن لأن اللبن خصصت به مهري الذي أنتفع به ويسلمني وإياك من الأعداء. انظر اللسان (كذب) والمخصص 3: 86. في الأصل هنا: «عنوقا» موضع «غبوقا» تحريف. [4] الحليلة: بالحاء المهملة كما ضبط في الأصل، هي الزوجة، وفي البيان: «خليلتي» بالخاء المعجمة، وهي بالمعني نفسه. وعند ابن الشجري: «إني أحاذر أن تقول ظعينتي» .-

إنّ العدوّ لهم إليك وسيلة ... إن يأخذوك تكحّلي وتخضبّي [1] ويكون مركبك القعود وحدجه ... وابن النعامة يوم ذلك مركبي [2] وأنا امرؤ إن يأخذوني عنوة ... أقرن إلى شرّ الرّكاب وأجنب [3] وأراد رجل من الخوارج الهرب مع أصحابه، فقالت له امرأته: أخرجني معك فأنشأ يقول: إنّ الحرورية الحرّى إذا ركبوا ... لا يستطيع لها أمثالك الطّلبا [4]

_ - الظعينة: المرأة أيضا. والساطع: المرتفع. وعنى بالغابر الساطع ما يتطاير من جري خيل العدوّ المغير. والتلبب: التحزم بالسلاح وغيره. [1] العدو، من الكلمات التي تقال بلفظ واحد للواحد والاثنين والجمع مؤنثا ومذكرا بلفظ واحد. وروى ابن الشجري في أماليه: «أن يأخذوك» وقال: «موضعه نصب بتقدير الخافض، أي في أن يأخذوك» ثم قال: «قذفها بإرادتها أن تؤخذ مسبية، فلذلك قال: تكحلي وتخضبي» . [2] أي يحملك الأعداء حين تسبين على القعود، وهو بفتح القاف: الفصيل من فصلان الإبل. والحدج، بالكسر: مركب من مراكب النساء. يقول: وأما أنا فأركب للقاء العدو فرسي المسمى بابن النعامة. وقيل: أراد بابن النعامة باطن القدم، وقيل: أراد الطريق. وأول الثلاثة أصحّها. والنعامة: اسم أم فرسه، وهي فرس الحارث بن عباد: أنظر اللسان والمقاييس (نعم) والمخصص 2: 57/12: 13 206. وذكر ابن الأعرابي في كتاب اسماء خيل العرب وفرسانها 92 أن ابن النعامة هذا فرس خزز، كان يدعى «الغراف» ، قال: «وهو ابن النعامة» فسمّاه باسمه. في الأصل هنا «صرخبي» ، صوابه ما أثبت. [3] عنوة، بفتح العين، أي قسرا. والركاب: الإبل تحمل عليها الأثقال، الواحد منها راحلة على غير لفظها. وفي الأصل: «سير الركاب» صوابه في البيان وأمالي ابن الشجري وديوان عنترة. وجنب الفرس والأسير: يجنبه جنبا، فهو مجنوب وجنيب: قاده إلى جنبه. [4] البيتان مع الخبر في البيان 3: 316 والحرّى: فعلى من الحرّ، يراد تعطشهم إلى القتال.

إن يركبوا فرسا لا تركبي فرسا ... ولا تطيقي مع الرّجّالة الخببا [1] وقال الطّرمّاح: وإن أشمط فلم أشمط لئيما ... ولا متخشّعا للنائبات [2] ولا كفل الفروسة شاب غمرا ... أحمّ القلب حشويّ الطّيات [3] وقال آخر [4] : والتّغليبيّ على الجواد غنيمة ... كفل الفروسة دائم الإعصام

_ [1] الرّجّالة: الذين يسيرون على أرجلهم. وفي الأصل: «الترحالة» ، صوابه من البيان. يقول لا تستطيعين مجاراتهم إن ساروا وإن ركبوا. [2] الشمط: أن يخالط البياض سواد الشعر. والتخشع: الخضوع والذل. والبيتان في ديوان الطرماح 20. وهذا البيت في حماسة البحتري 195 مقرونا ببيت آخر. [3] الكفل، بالكسر: الذي لا يثبت على ظهر الفرس. والفروسة: الفروسية. والغمر، بالتثليث: الذي لم يجرب الأمور. وفي الأصل: «شكل عمرو» ، صوابه من الديوان. والحشويّ: بضم الحاء وكسرها: نسبة إلى الحشوة، وحشوة الناس: رذالهم. والطّيّات: جمع طيّة، وهي بكسر الطاء: النية والوجهة. والأصل فيها تشديد الياء، وإنما خففها للشعر، كما في اللسان (طوى 245) عند إنشاد هذا العجز. وفي الأصل: «حسو الطيبات» صوابه من الديوان. وفي اللسان أيضا: «حوشي الطيات» . [4] هو الجحاف بن حكيم السلمي، الذي أوقع ببني تغلب بالبشر وقعته المشهورة. انظر النسبة في اللسان (كفل 108 عصم 298) وكفل الفروسة، سبق تفسيرها. والإعصام أن يتشدد ويستمسك بشيء من أن تصرعه فرسه أو راحلته. كما في اللسان. ومثله في إصلاح المنطق 248 عند إنشاده عجز هذا البيت غير منسوب..

القول في الساق العليلة والساق السليمة

القول في الساق العليلة والساق السليمة قالو: إذا كانت ساق الإنسان منتصبة وكانت القدم على الأرض ثابتة وضربها [1] ضارب بعصا لم تنكسر، إلّا أن تصيبها الضّربة وهي على غير الهبة [2] . سفيان [3] ، عن زياد [4] ، عن سعيد [5] ، عن الزّهري [6] ، عن سعيد

_ [1] في الأصل: «ضربها» وقد أثبت الواو قبلها. [2] الهبة، بالضم: الأهبة والاستعداد. [3] أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، نسبة إلى ثور بن عبد مناة بن أد ابن طابخة. روى عن أبيه، وأبي إسحاق الشيباني، وأبي إسحاق السيبعى، وزياد بن علاقة وغيرهم. وروى عنه خلق كثير منهم شعبة والأوزاعي. توفي بالبصرة سنة 161 وكان مولده سنة 97 تهذيب التهذيب. [4] هو أبو مالك زياد بن علاقة- بكسر العين- بن مالك الثعلبي. روى عن عمه قطبة، وأسامة بن شريك، وجرير بن عبد الله، والمغيرة بن شعبة وغيرهم. وعنه: السفيانان، والأعمش، وسماك بن حرب وغيرهم. توفي سنة 135 وقد قارب المائة. تهذيب التهذيب. [5] أبو عبد الرحمن سعيد بن بشير الأزدي مولاهم. روى عن قتادة، والزهري والأعمش، وغيرهم. وعنه: بقية، وابن عيينة، وعبد الرزاق وغيرهم. توفي سنة 168 وله 89 سنة. تهذيب التهذيب. [6] هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري نسبة إلى زهرة بن كلاب. كان عالم الحجاز والشام. روى عن عبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، والحسن، وغيرهم. وعنه: عطاء بن رباح، وصالح بن كيسان، وابن أبي ذئب وغيرهم. ولد سنة 61 وتوفي سنة 117. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة 2: 77، وتذكرة الحفاظ 1: 102، ووفيات الأعيان.

ابن المسيب [1] ، عن أبي هريرة عن النبي عليه السلام قال: «يخرّب الكعبة ذو السّويقتين من الحبشة [2] » . وعن ابن عباس عن النبي عليه السلام قال: «كأنّي أنظر إليه أصلع أفحج، يهدمها حجرا حجرا [3] » . ومحمد بن فضيل [4] ، عن المغيرة [5] ، عم أم موسى [6] ، عن علي

_ [1] سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي. روى عن أبي بكر مرسلا، وعن عمر وعثمان وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس وغيرهم، وعنه: ابنه محمد، والزهري، وقتادة، وأبو الزناد وغيرهم. قال ابن المدينى: هو عندي أجل التابعين، توفي سنة 94 في خلافة الوليد وهو ابن خمس وسبعين سنة. تهذيب التهذيب وصفة الصفوة 2: 44. [2] رواه البخارى في كتاب الحج (باب هدم الكعبة) ، ومسلم في كتاب الفتن الأحاديث 57- 59 وأحمد 2: 220، 291، 310، 312، 328، 351، 417 و 5: 371. والسويقة: تصغير الساق، وهي مؤنثة فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها. وإنما صغر الساق لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة» . [3] الحديث رواه البخاري في كتاب الحج (باب هدم الكعبة) عن ابن عباس برواية: «كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا» . [4] محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي مولاهم، كان جدّه غزوان عبدا رودا لرجل من بني ضبة، وشهد القادسية مع مولاه فأعتقه. روى عن أبيه، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الأحول وغيرهم. وعنه: الثوري، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه وغيرهم. توفي سنة 195. تهذيب التهذيب والمعارف 222، 268. [5] المغيرة هذا هو المغيرة بن مقسم الضبي، مولاهم. أبو هشام الكوفي الفقيه. روى عن أبيه، وأم موسى سرية علي، وإبراهيم النخعي وغيرهم. وعنه: شعبة، والثورى، ومحمد ابن فضيل وآخرون. وتوفي سنة 136. تهذيب التهذيب. [6] أم موسى، كانت سرية لعلي بن أبي طالب، قيل اسمها فاختة، وقيل حبيبة، روت عن على بن أبي طالب. وعن أم سلمة. وروى عنها مغيرة بن مقسم الضبي. كوفية تابعة ثقة. تهذيب التهذيب.

قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشيء منها، فنظر أصحابه إلى حموشة ساقيه فضحكوا منها، فقال النبي عليه السلام: «ما تضحكون؟ لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد» [1] . والذي سمّى شريح بن ضبيعة [2] «الحطم» ، رشيد بن رميض [3] حين رجز به في الحرب فقال:

_ [1] الحديث في مسند أحمد الحديث رقم 920، 3991. وفي الأصل: «لرجل عند الله» صوابه من مسند أحمد في الموضع الأول، ونصه: «لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحد» . وفي الموضع الثاني: «مم تضحكون؟ قالوا: يا نبي الله من دقة ساقيه. فقال: «والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد» . [2] في الأصل: «بن صنيعة» ، تحريف. وهو كما في الجمهرة 320، والمحبر 463: شريح بن ضبيعة، بالتصغير، بن شرحبيل بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة. وذكر ابن حبيب أن شريحا هذا قد رأس وربع هو وأبوه وخاله عبادة بن مرثد. وفي الأغاني 14: 44 أنّه كان زعيم المرتدين في البحرين، وبعث أبو بكر العلاء الحضرمي لقتالهم فهزمهم شر هزيمة. وتولى قتله قيس بن عاصم. ويذكر أبو الفرج أن شريحا كان قد غزا اليمن في جموع جمعها من ربيعة، فغنم وسبى بعد حرب كانت بينه وبين كندة، وأخذ على طريق مفازة، فضلّ بهم دليلهم ثم هرب منهم، ومات منهم ناس كثير، بالعطش، فجعل يسوق بأصحابه سوقا عنيفا حتى نجوا ووردوا الماء، فقال فيه رشيد هذا الرجز التالي يشيد بكياسته وحزمه. [3] رشيد بن رميض، بالتصغير فيهما. شاعر مخضرم أدرك الإسلام وأسلم. الإصابة 2733. وفي اللسان (حطم) أنه عنزى، وفي الكامل 215 أنه «رويشد بن رميض العنبري» والصواب أنه عنزي. انظر ما كتبت في حواشي الحيوان 5: 434، وحواشي الحماسة 345 بشرح المرزوقي، وما كتبه العلامة الميمني في سمط اللآلى 729. والكامل 215، والأغاني 14: 44.

من كان دميم الساق فاحش الدقة

قد لفّها الليل بسوّاق حطم [1] ... ليس براعي إبل ولا غنم [2] ولا بجزّار على ظهر الوضم [3] ... خدلّج السّاقين خفّاق القدم [4] وهذا غير قول الشاعر [5] : لا يغمز السّاق من أين ولا وصب ... ولا يعضّ على شرسوفه الصّفر. [من كان دميم السّاق فاحش الدّقّة] وممن كان دميما دقيق السّاق فاحش الدّقّة: عوير بن شجنة العطاردي [6] ، وهو الوافى، وكان خفير امرىء القيس بن جحر، فبينا هو

_ [1] الرجز في البيان 1: 108 والحماسة 354 بشرح المرزوقي، وهي في 37 شطرا منسوبة إلى الأغلب العجلي في مختارات ابن الشجري 37- 38. وفي خيل ابن الأعرابى 86 منسوبة إلى جابر بن حنّي التغلبي. والحطم: بناء للمبالغة من الحطم بمعنى الكسر، كما في شرح الحماسة. وفي اللسان: «ورجل حطم وحطمة، إذا كان قليل الرحمة للماشية، يهشم بعضها ببعض» ، وانظر اللسان (زلم، وضم) . لفها، يعني الإبل، جمعها الليل برجل متناهي القوة عنيف الساق شديد العسف. [2] أي هو لا يرفق بتلك الإبل كما يفعل الراعي، وليس له تلك الرعاية التي يلتزم بها الرعاة. [3] أي ليس له رفق الجزار الذي يتقن تقسيم اللحم. والوضم: كل شيء يوضع عليه اللحم من خشب أو حصير يوقى به من الأرض. [4] أي هو خدلّج. والخدلّج: الغليظ الساقين. خفاق القدم، يقول: لقدمه خفق، وهو سرعة الخطو مع ضرب الأرض بها. كأنه يشير بهذا إلى ثيابه وقوته في العمل والسير. [5] هو أعشى باهلة، في مرثيته المشهورة لأخيه من أمه المنتشر بن وهب. انظر الأصمعيات 90. وقد سبق الكلام على هذا البيت في ص 244. [6] كان شرحبيل بن الحارث بن عمرو عم امرىء القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو قد قتل يوم الكلاب الأول، فقامت بنو سعد بن زيد مناة بن تميم دون عياله، فمنعوهم وحموهم، وحالوا بين الناس وبينهم، ودافعوا عنهم حتى ألحقوهم بقومهم ومأمنهم، وولى ذلك منهم عوير بن شجنة بن الحارث بن عطارد، وحشد له في ذلك رهطه ونهضوا معه، فأثنى عليهم امرؤ-

يقودهم ليلا طلع القمر، فأبصر نساء امرىء القيس ساقيه فقالت [إحداهن] [1] : ما رأيت ساقي واف أقبح! فقال عوير: هما ساقا غادر أقبح [2] ! وإيّاه يعني امرؤ القيس حيث يقول: لا حميريّ وفي ولا عدس ... ولا است عير يحكّها الثّفر [3] لكن عوير وفى بذمّته ... لا قصر عابه ولا عور [4] وقال: عوير ومن مثل العوير ورهطه ... وأفضل في حال البلابل صفوان [5]

_ - القيس في ذلك في أشعارهم وامتدحهم، وهجا بني حنظلة وما كان من خذلانهم شرحبيل. انظر النقائض 1077- 1078. [1] تكملة يقتضيها السياق. [2] المثل مع قصة أخرى فيها امرؤ القيس في الشعراء 117- 118، وفصل المقال 139، 315، وأمثال الميداني في (أوفى من أبي حنبل) ، وجمهرة العسكري 2: 355، والمستقصي 1840. [3] في الأصل: «ولا حميري» والواو مقحمة، وانظر ديوان امرىء القيس 133. وحميري وعدس، من بني حنظلة. واست عير، عنى رجلا نسب إلى الدناءة واللؤم. وخصّ العير لأنّه أذلّ المركوبات وألأمها، كما في شرح الديوان. ويحكّها الثفر، إشارة إلى أنّه ممتهن بالخدمة لهجنته، وليس بفحل فيعز ظهره. والثفر: السير الذي في مؤخر السرج. وفي اللسان (ثفر) : «ثفره» : تحريف. [4] في الديوان: «لا عور شانه ولا قصر» . [5] في ديوانه 82: «وأسعد في ليل البلابل صفوان» وفي البيت إقواء. والبلابل: شدة الهم والوسواس في الصدر. وصفوان هذا هو صفوان بن شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد. وهو أخو عوير بن شجنة بن عطارد. انظر الشعراء 687 في ترجمة أوس بن مغراء. وكانت الإفاضة من عرفات لبنيه، وفيهم يقول أوس بن مغراء: ولا يريمون في التعريف موقفهم ... حتّى يقال أفيضوا آل صفوانا -.

وممن كان يوصف بدقة الساق

وممن كان يوصف بدقّة الساق أبو حنبل الطائي [1] . وفي المثل: «قامت الحرب على ساق» . ويزعم ناس أنّ السّاق اسم من أسماء الحمام الذكر [2] . قال الطّرمّاح: كالساق ساق الحمام [3] وقال الآخرون: بل اسمه ساق حرّ. والأصمعيّ يخالف في ذلك. وقال الله: (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ) [4] وهذا مثل.

_ [1] هو أبو حنبل جارية بن مر الطائي ثم الثّعلي، أحد المشهورين بالوفاء والعزة والمنعة في العرب، وكان يلقب بمجير الجراد. الشعراء 118، والمحبر 352- 353، وفصل المقال 139، 315 وأمثال الميداني في (أوفى من أبي حنبل) وجمهرة العسكري 2: 355. [2] انظر الحيوان 3: 243، وأمالي الزجاجي 82. [3] البيت في تشبيه الرماد بالحمام، كما ذكر الجاحظ. وصدره في الحيوان وديوان الطرماح 391 وأمالي الزجاجي: بين أظآر بمظلومة والأظآر: أثافي القدور، شبهت بالإبل الأظآر لتعطّفها حول الرماد كما تتعطف الظئر العاطفة على غير ولدها المرضعة له. والمظلومة: الأرض لم تمطر ومطر ما حولها. وسراة كل شي: ظهره وأعلاه. وقصيدة الطرماح هذه من بحر المديد، ويجوز في رويها الإسكان والكسر كما في تكملة الصاغاني عند إنشاد أبيات القصيدة. وفي حاشية الدمنهوري 45: «وحكى الأخفش ضربا صحيحا للعروض الثانية المحذوفة» . [4] الآية 29 من سورة القيامة. وللآية تفسيرات كثيرة يرجع إليها في أمهات التفاسير. وأعدل الأقوال فيها أنها استعارة لشدة كرب الدنيا في آخر يوم منها وشدة كرب الآخرة في أول يوم منها. لأنه بين الحالين قد اختلطا به.-

ويقال إنّ جميع نبات الأرض على ثلاثة أصناف: نجم، وشجر، ويقطين. فما كان قائما على [غير] [1] ساق فهو نجم. وما كان متفرّعا ذا أغصان ومتشعّبا بأفنان فهو شجر. وما كان منبطحا منسطحا كالقرع والبطّيخ وما أشبه ذلك فهو يقطين. وفي القرآن: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) [2] . فمن ذهب في النجم إلى غير هذا فليس يذهب إلى الثّريّا إنّما يذهب إلى قول الشاعر [3] : فباتت تعدّ النّجم في مستحيرة ... سريع على أيدي الطّهاة جمودها [4] وإنّما وصف جفنة غرّاء [5] كثيرة الإهالة قدّمها إلى أضيافه ليلا، فكانوا يرون صورة النّجوم فيها. ولا يستقيم في هذا الموضع أن يعني نجم

_ - انظر تفسير أبي حيان 8: 390. [1] تكملة يفتقر إليها الكلام كما اجمعت عليه كتب اللغة ومعاجمها. [2] الآية 6 من سورة الرحمن. [3] هو الراعي، ديوانه 69 واللسان (نجم 47) ، والحماسة 1510 بشرح المرزوقي و 4: 80 بشرح التبريزي، والمعاني الكبير 375. [4] فى الأصل: «فبات بعد» ، والصواب ما أثبت من جميع المراجع السالفة. وفي شرح التبريزي: «قال النمري: يعني امرأة أضافها» . وهذه المرأة هي أم خنزر بن أرقم، كما في شرح المرزوقي. والمستحيرة: المتحيرة لامتلائها. أي في مرقة أو قدر قد تحيّرت، فهي من صفائها وكثرة دسمها ترى فيها نجوم الثريا، لأن الثريا عدة نجوم. وإنّما خص الثريا لأنّها لا تكاد ترى في قعر الجفنة، وغيرها من الأواني! إلّا أن تكون قمّ الرأس، ولا تكون قمّ الرأس إلا في الشتاء، وهو زمان التمدح بالكرم والجود. وهذا تحقيق أبي محمد الأعرابي. وغيره يذهب إلى أنّ النجم يراد به النجوم كلها. انظر شرح التبريزي: ويروى: «سريع بأيدي الآكلين» . [5] الغراء: البيضاء، وذلك لبياض الشحم فوقها. وفي الأصل: «عرا» .

باب آخر من العوج الحادث الذي يزول بزوال العلة

الثريا وحدها [1] . والنّجم: اسم الثّريا، إلّا أنّ التأويل الآخر أعمّ وأشبه بالتأويل. قال: و. باب آخر من العوج الحادث الذي يزول بزوال العلّة من الظّلع العارض، الذي لم يكن في أصل الخلقة، وهو أنّ البعير يسمن جدّا، ويتراكم عليه الشّحم واللحم، فيصير به ظلع ويخلّط في المشي، ويهاب بسيط الأرض، ويحسب المستوي هبطة، والسّهولة وعورة، قال طفيل الغنويّ وذكر إبله: تهاب الطّريق السّهل تحسب أنّها ... وعور وراط وهي بيداء بلقع [2] وقد سمنت حتّى كأنّ مخاضها ... تفشّغها ظلع وليست بظلّع [3] ويقال إنّها إذا سمنت جدّا، وتراكم عليها اللّحم وصار ظلّ أبدانها أعظم استهالته وفزعت منه. وأنشدني أبو العاص بن عبد الوهاب [4] قال:

_ [1] انظر ما سبق في الحواشي. [2] هذا البيت من قصيدة في ديوانه 85- 89 يمدح بها بني سعد بن عوف، مطلعها: جزى الله عوفا من موالي جنابة ... ونكراء خيرا، كل جار مودع وانظر اللسان (ورط) . [3] في الديوان واللسان «طريق السهل تحسب أنّه» والطريق يذكر ويؤنث، فكأنه ذكر ثم أنث، أو أن الضمير ضمير الشأن والقصة. والوراط: جمع ورطة، وهي أهوية متصوّبة تكون في الجبل تشقّ على من وقع فيها. وفي اللسان أيضا: «وهو يبداء بلقع» . والبيت مع أبيات أخرى في ديوانه 52- 54 مكسورة الروى يمدح فيها بني الحارث بن كعب، أولها: إذا ما دعاهنّ ارعوين لصوته ... كما يرعوى غيد إلى صوت مسمع تفشغها: دخل فيها وتمشيّ، وفي الأصل: «يعسغها» بإهمال جميع الحروف ما عدا الغين. والبيت في اللسان (فشغ) . [4] هو صاحب الرسالة التي رواها الجاحظ في البخلاء 141- 153 وعقب عليها بذكر-

أنشده يونس بن حبيب [1] ، وخلف بن حيّان [2] ، قول العكلي: مضت فزعات من زوائد ظلّها ... فعدن وقد عادت لهنّ قلوب يقول: رجعن من تلك السّفرة وقد تواضعن وذهب عنهنّ ذلك الشّحم، فذهب عنهنّ ذلك الفزع. وقال آخر: معاقيل من أيديهم وأنوفهم ... بكارا ونيبا تركب الحزن ظلّعا [3] هجاهم بأخذ الدّيات، وجعلها سمانا على وجه السّخرية [4] . وقال محرز بن المكعبر [5] : وجئتم بها مدمومة جرشيّة ... تكاد من الدّمّ المبيّن تظلع [6]

_ - رد ابن التوأم عليها. وانظر أخبار أبي نواس لابن منظور 184 حيث ذكر أباه وإخوته. ومنهم عبد المجيد بن عبد الوهاب الثقفي صاحب ابن مناذر الذي رثاه بقوله (انظر أيضا الكامل 749) : إن عبد المجيد يوم تولّى ... هدّ ركنا ما كان بالمهدود [1] سبقت ترجمته في ص 192. [2] مضت ترجمته في ص 228. [3] معاقيل: جمع معقول من العقل وهو الدية. والبكار: بالكسر: جمع البكر بالفتح، وهو الفتّي من الإبل، مثل فرخ وفراخ. ويقال في جمعه بكارة أيضا وبكران. والنيب: جمع ناب، وهي المسنة من الإبل. وفي الأصل: «ثتيا» تحريف. وفي الأصل أيضا: «ترت» وبإهمال نقط ما قبل الحرف الأخير، صوابه مما سيأتي في الكتاب. [4] في الأصل: «السحر به» . و «ظلعا» في البيت السابق تشير إلى ذلك السمن. [5] سبقت ترجمته في ص 57 وفي الأصل: «الكعبر» تحريف. [6] المدموم: المتناهي السمن الممتلىء شحما كأنه طلى بالشحم، قال ذو الرمة:-

يقول: قد متلأت [1] دما وأثقلها ذلك. وفي سمن الإبل قال الشاعر: أرى غيثا كأفواه العزالي ... غزيرا، تستدير به السّحاب [2] به تمشي العشار مخزّمات ... وتنفع أهلها المعزى الرّباب [3] يقول: خزموا مشافر الإبل كي لا تربع [4] في ذلك المكان فتزداد سمنا فتهلك. وحدّثنى مهديّ بن إبراهيم قال: ربّما رأيت البعير في بعض مراعي

_ - حتى انجلى البرد عنه وهو محتفر ... عرض اللوى زلق المتنين مدموم يذكر حمارا. وفي الأصل: «مذمومة» بالذال المعجمة، تحريف. والجرشية: نسبة إلى جرش، كزفر، وهي من مخاليف اليمن من جهة مكة، ينسب إليها الأدم والنوق، فيقال أدم جرشيّ وناقة جرشية، كما في معجم البلدان. ويبدو أنّها حمر الألون. وفي اللسان: «وناقة جرشية: حمراء» والدّم: السمن وكثرة الشحم، يقال للشيء السمين: كأنما دمّ بالشحم دمّا. وفي الأصل: «من اللؤم» ، تحريف. والمبين، بتشديد الياء المكسورة: الظاهر الواضح. يقال بان الشيء وتبيّن واستبان وبيّن. ومنه قولهم في المثل: «قد بيّن الصبح لذي عينين» ، أي تبين وظهر. [1] في الأصل: «لؤما» والوجه ما أثبت. [2] العزالى: جمع عزلاء، وهي مصب الماء من الرواية والقربة في أسفلها حيث يفرغ ما فيها من الماء، سميت عزلاء لأنها في أحد خصمي المزادة لا في وسطها ولا هى كفمها الذي منه يستقى. [3] مخزمات مشدودة المشافر بالخزامة، وهي حلقة من شعر. والرباب، بالضم: جمع الرّبّى، على فعلى، بالضم، وهي التي وضعت حديثا، قال أبو زيد: الربى من المعز. وقال غيره من المعز والضأن. جميعا. وفي الأصل: «الذئاب» ، وهو من عجيب التحريف. [4] تربع، كما هو واضح في الأصل، تسرح في المرعى وتأكل وتشرب حيث شاءت.

مضر وقد قتله الشّحم، وإنه لمتصدّع جلد الكركرة [1] ، على مثل شطّ السّنام [2] . وحدّثني أبو البهلول الهجيمي- وكان شاعرا فصيحا داهيا- قال: إذا خفنا على الإبل أن تموت سمنا عدلنا بها عن وادي بلهجيم [3] إلى موضع هو أرقّ نباتا وأقلّ دسما. وزعم أنّهم يحصدون السّنبل في واديهم كلّ عام مرّتين. ونحن نرى الدّجاجة تسمن في بعض البيوت، وكذلك البطّة، فإذا أفرط [4] عليها السّمن فربّما ماتت. ولا بدّ من أن تعمّى قبل ذلك، وذلك إذا جعلوها في وعاء وخيّطوا عليها [5] ومنعوها من الحركة. وقد يتّخذون للصّبّي طمرين [6] ، وكذلك الفصيل. فلا يزال ذلك الشّحم القديم لازما لتلك الأبدان. وما سقي اللّبن فهو في البهائم أنجع.

_ [1] المتصدّع: المتشقق. الكركرة: بالكسر: رحى زور البعير والناقة، إذا برك أصابت الأرض، وهي إحدى الثفنات الخمس. [2] شط السنام، بالفتح: شقّه، وقيل نصفه. ولكل سنام شطّان. [3] بلهجيم، هم بنو الهجيم بن عمرو بن تميم. الجمهرة 209، والاشتقاق 201 والمعارف 35. وحذف النون في مثل هذا شاذ مسموع فيما تظهر فيه لام التعريف، وذلك لقرب مخرج اللام من النون. انظر نهاية كتاب سيبويه. [4] أفرط: زاد وجاوز قدره. وفي الأصل: «فرط» تحريف. [5] في الأصل: «وحبطوا عليها» . [6] الطّمر، بالكسر: الثوب الخلق. وخص به ابن الأعرابي الكساء البالي من غير الصوف.

قال: وقال أبو مجيب [1] : «تعقم، ولا تعقم الأصلاب [2] » كأنّه يذهب إلى أنّ المرأة والشاة والأتان والناقة إذا سمنّ جدّا صرن عقّرا [3] . ولا يعتري ذلك الرجل، والتّيس، والعير، والجمل. وإذا نزل الغيث وعمّ ودرّ كان حزن الممعز والمصرم [4] بقدر سرور صاحب الهجمة [5] . ممّن يقولون [6] : «كلأ يتّجع به كبد المصرم [7] » . ويقولون عند ذلك: «مرعى ولا أكولة [8] » وقد قال الشاعر في الدّعاء على رجل: وجنّبت الجيوش أبا زهير ... وجاد على مسارحك السّحاب [9]

_ [1] أبو المجيب الربعي: أحد فصحاء الأعراب الذين روى عنهم ابن الأعرابي. الفهرست لابن النديم 103. وله أقوال كثيرة في البيان. [2] يعنى أنّ البدانة تصيب صاحبها بالعقم. والمراد بالأصلاب هنا الذكور. [3] العقر كركع: جمع عاقر، يقال امرأة عاقر لا تحمل، ورجل عاقر لا يحمل له، ويقال نساء عقّر ورجال عقّر أيضا. [4] الممعز، من قولهم: أمعز القوم: كثرت معزاهم. والمصرم: القليل المال، أى الإبل. [5] الهجمة: القطعة الضخمة من الإبل، وهي ما بين الثلاثين إلى المائة. [6] أي العرب ربّما يقولون ذلك. انظر ما كتبت في حواشي الجزء الأول من سيبويه ص 24. [7] يتجع: يلحقها الوجع. تقال بفتح التاء وكسرها أيضا، كما يقال: توجع وتأجع، وفي البيان 2: 161 واللسان (وجع 231) : «يتّجع منه» . أي هو كلأ كثير، فإذا رآه القليل المال تأسّف ألا تكون له إبل كثيرة يرعيها فيه. [8] المثل في جمهرة العسكري 2: 254، والميداني 3: 276، والمستقصى 2: 344 يضرب للرجل له مال كثير وليس له من ينفقه عليه. [9] أنشده في البيان 2: 162. وأنشده في اللسان (زنب) ومعاني الشعر للأشنانداني-

لأنّ الفقير لا يغزوه أحد [1] . وإذا جاد السّحاب على مسارح المصرم كان أشدّ لحسرته. وقال الآخر: غيث سماكيّ أجشّ رعده [2] ... هيهات من نوّ الثّريّا عهده [3] أرزم عشرا يستحرّ صفده [4] ... جاءت معا كمأته وزبده [5] ويقال غمامة خرساء [6] ، ورعد أجشّ. كذلك يجدون في الغيوم

_ - 108، والعمدة 2: 152. وفي اللسان والبيان: «أبا زنيب» وفي المعاني: «أبا ذنيب» . وفي العمدة: «تجنبك الجيوش أبا حبيب» . وفي العمدة: «على منازلك» وفي المعاني: «على محلتك» . وبعده في البيان ومعاني الشعر: «يجوز أن يكون دعا عليه. ويجوز أن يكون دعا له» . ونحوه في العمدة وقال: «إن دعا له فإنما أراد أن يعافى من الجيوش وأن يجوده السحاب فتخصب أرضه. وإن دعا عليه قال: لا بقي لك خير تطمع فيه الجيوش، فهي تتجنّب دارك لعلمهم بقلّة الخير عندك، ويدعو على محلّته بأن تدرسها الأمطار. وقال غيره: معناه جاد على محلتك السحاب فأختصب ولا ماشية لك. فذلك أشدّ لهمّك وغمك» . و «غيره» في هذا النص، يعني بها غير أبي عبد الله محمد بن جعفر النحوي» . [1] في الأصل: «يعروه» عراه يعروه واعتراه أيضا: غشيه طالبا معروفه، وإنما هو الغزو والجيوش. [2] سماكّي: نسبة إلى السّماك، وهما سماكان: الأعزل، والرّامح. وهو أحد منازل القمر في الرابع عشر من القمر. وأراد به نوء السماك. ونوؤه غزير كما في الأزمنة والأمكنة 1: 192، 310، وانظر لتفسير الأنواء فيه 1: 186. [3] النوّ. مسهل النوء. والثريا منزل للقمر أيضا في الثالث. ومطرها يثري ويستمر خمس ليال. الأزمنة 1: 315. [4] أرزم، يقال سحابة رزمة، إذا كانت مصوّتة بالرعد. كما في شرح القصائد لابن الأنباري 524. وأصل الإرزام اشتداد صوت الرعد. يستحرّ: يشتدّ. والصّفد: العطاء. وفي الأصل: «صعده» . [5] في الأصل: «حان معا» بالإهمال. [6] الخرساء: التى لا رعد فيها ولا برق. وفي الأصل: «عمامة حرسا» مع ضبط العين-

الثّقال المرجحنّة، وهي في السّحاب المتكاثف [1] القليل المخارق [2] ، الظّاهر الرّطوبة، القريب من الأرض. وقال شاعرهم [3] في صفة الغيث واشتراطه صفة دون صفة: سحائب لا من صيّف ذي صواعق ... ولا مخرفات صوبهنّ حميم [4] إذا ما هبطن الأرض قد مات عودها ... بكين بها حتّى يعيش هشيم [5] ووصف امرؤ القيس المرعى الموفّر النّبت فقال: تحاماه أطراف الرماح تحاميا ... وجاد عليه كلّ أسحم هطّال [6]

_ - مهملة بالكسر، تحريف. والغمامة: السحابة. [1] في الأصل: «المكاثف» . [2] قليل المخارق: أي لا فرج فيه ولا ثقوب. [3] البيتان لابن ميادة في الكامل 50 ليبسك، والأغاني 2: 109 مع قصة. ونسبا في حماسة الخالديّين 2: 260 إلى مزاحم بن الحارث. [4] الصّيّف: مطر الصيف. وفي الأصل: «محرفات» مع إهمال نقط الخاء والفاء. والمخرفات: ما كانت في زمن الخريف. وفي الأغاني: «محرقات» . وفي الحماسة: «ملحقات» ، وصححت بملحقات. والصّوب، المطر. وفي الأصل: «صوتهن» ، تحريف. وفي جميع المراجع: «ماؤهن» ، فالوجه في هذه ما أثبت. والحميم هنا: الماء البارد. وهو من الأضداد يقال للبارد ويقال للحار. ومن شواهد المعنى الأوّل: فساغ لي الشراب وكنت قبلا ... أكاد أغصّ بالماء الحميم [5] في الأصل: «عوده» ، تحريف، صوابه في جميع المراجع. [6] ديوان امرىء القيس 37 بشرح الأعلم و 67 بشرح الوزير عاصم. وفسّره الأعلم بقوله: «أى تمنع منه الرماح، ولكنّى أتيته لعزّى ولما أنا فيه من الملك» . وفسره عاصم بقوله:-

وإلى ذلك ذهب أبو النّجم في قوله: تبقّلت من أوّل التبقّل ... بين رماحي مالك ونهشل [1] وقال الهذليّ [2] : وإنهما لجوّابا خروق [3] ... وشرّابان بالنّطف الطّوامي

_ - «يقول: إن هذا الكلأ هو بين حيين متضادّين فهذا يحميه وهذا يحميه، فهذا خال موحش، فقد أتيته أنا لعزى غير خائف شيئا» . ويعزز هذا التفسير الأخير ما في سمط اللآلىء 857. [1] الشطران من أرجوزته التى بلغت 193 شطرا، ونشرها للمرة الأولى الأستاذ محمد بهجة الأثري بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1347، وتلاه العلامة الميمني فنشرها في الطرائف الأدبية سنة 1357. وقبل هذين الشطرين، وهو مفتح الأرجوزة: الحمد لله الوهوب المجزل ... أعطى فلم يبخل ولم يبخّل كوم الدّرى من خول المخوّل تبقّلت: رعت البقل في أول الربيع فأسنمت، أي عظم سنامها. ويروون أنّ رؤبة لما رأى أبا النجم أعظمه وقام له عن مكانه وقال: هذا رجّاز العرب! وأنّ رؤبة حين أنشده أبو النجم هذه اللامية قال: هذه «أمّ الرجز» . ثم قال يا أبا النجم قد قربت مرعاها بين رجل وابنه- لأن نهشل هم بنو دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم- فقال له أبو النجم: هيهات، الكمر تشابه! أي إني إنما أريد مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ابن على بن بكر بن وائل، لا مالكا جد نهشل هؤلاء. يريد بين بلاد بكر وبلاد بني تميم. وكان بين بني دارم وبني نهشل دماء وحروب في بلادهم، فتحامى جميعم الرعي فيما بين فلج والصّمّان، مخافة أن يغرّوا بشرّ، حتى عفا كلؤه وطال، فذكر أنّ بني عجل جاءت لعزّها إلى ذلك الموضع فرعته ولم تخف من هذين الحيّين. وانظر الأغاني 9: 74، وسمط اللآلىء 857، والخزانة 1: 402- 404. [2] هو معقل بن خويلد الهذلي. ديوان الهذليين 3: 67، وشرح السكرى 380. وللقصيدة قصة طويلة عند السكري. وقبل البيت الآتي: فما العمران من رجلي عديّ ... وما العمران من رجلي فئام [3] الجوّاب: القطاع. والخروق: طرق تنخرق من فلاة إلى فلاة. والنطفة: الماء-

كأنّهما في طول ما ينقّبان في البلاد، ويجوبان في المفاوز، يهجمان [1] على مياه ليست لها أرباب ولا هي على طرق الغزاة والبغاة، والماء طام [2] يطفح. وربّ موضع هذا هو ضدّ هذا، وهو كما قال امرؤ القيس: مجرّ جيوش غانمين وخيّب [3] ووصف النّمر بن تولب الرّوضة والأرض المحمودة، والبطن الخصيب العشيب، والوادي الكريم فقال: وكأنّها دقرى تخيّل نبتها ... أنف يعمّ الضّال نبت بحارها [4]

_ - القليل، ثم لم يزلوا يقولونها حتّى سمّوا البحر نطفة. والطوامي المرتفعة المملوءة. يقول: إن هذين العمرين بطلان يقطعان الفيافي ويردان المياه التي لا تورد، فهي طامية لم يشرب منها فتغيض. [1] في الأصل: «ويهجمان» ، والواو مقحمة. [2] في الأصل: «طافى» ، ووجهه ما أثبت. وهو إشارة إلى كلمة «الطوامى» . [3] صدره في ديوانه 45 بشرح الأعلم و 79 بشرح الوزير أبي بكر عاصم بن أيوب: بمحنية قد آزر الضال نبتها أى هذه المحنية في موضع تمر الجيوش به من غانم أو خائب، فلا ينزلها أحد ليرعاها خوفا من الجيوش، فذلك أوفر لكلئها وأتمّ لخصبها. قال عاصم: وذلك أنّ من مرّ بها من الجيوش وهو غانم لم يلو عليها، ومن مرّ بها وهو خائب لم يحبس عليها، لأنّ همه أن يطلب ما يؤخذ» . [4] البيت في اللسان (بحر 108 دقر 375) ، وعجزه في اللسان (غمم 339) . وانظر القصيدة في ديوان النمر بن تولب 59- 65. وفي الأصل: «بينها أنف يعم» ، صوابه من الديوان واللسان. دقرى: روضة خضراء ناعمة، تخيّل: تلوّن بالنّور، فتريك رؤيا تخيل إليك أنّها لون، ثم تراها لونا آخر. ثم قطع الكلام الأول فقال: نبتها أنف. والأنف، بضمتين: الذي لم يرع. يغمّ: يعلو ويستر ويغطّي» ، أي نبتها يغمّ ضالها. والضال: السّدر البري. والبحار: جمع بحرة، وهي الأرض المستوية التي ليس بقربها جبل. وهذا التفسير من اللسان (دقر) . وفي مادة (بحر) : «البحرة: الروضة العظيمة مع سعة» .

عزيت وباكرها الشّتاء بديمة ... وطفاء تملؤها إلى أصبارها [1] وقال في مثل ذلك [2] : كأنّ جمرة أو عزّت لها شبها ... في العين يوم تلاقينا بأرمام [3] ميثاء جاد عليها واكف هطل ... فأمرعت لاحتيال فرط أعوام [4]

_ [1] عزبت: بعدت. وفي الديوان: «وباكرها السمى» : جمع سماء. وفي التهذيب 12: 182: «وباكرها الربيع» . وفي الجمهرة 1: 260، والتهذيب 11: 396: «الشتى» وهذه الأخيرة رواية اللسان (صبر 110 شتا 149) . والشّتّي على فعيل: مطر الشتاء. والدّيمة: المطر الدائم لا رعد فيه ولا برق. والوطفاء: المسترخية الجوانب لكثرة مائها. أصبارها: أعاليها ورأسها. [2] الأبيات في ديوان النمر بن تولب 110- 112، والحيوان 3: 120، وديوان المعاني للعسكري 2: 13. [3] جمرة: اسم زوجة كما في الأغاني 19: 158. وقد ورد اسمها كثيرا في شعره 55، 59، 77، 81، 110. وهي جمرة بنت نوفل، كان أخوه الحارث بن تولب قد أغار على بني أسد فسبى منهم هذه المرأة، فوهبها لأخيه النمر فتزوّجها وولدت له أولادا. وكانت قد فركته واحتالت على الخلاص منه فقالت له في بعض أيامها: أزرني أهلي فإني قد اشتقت إليهم! فقال لها: إني أخاف أن تغلبيني على نفسك. فواثقته لترجعنّ إليه. فانطلق بها في الشهر الحرام حتى أقدمها بلاد بني أسد، فلما أطل على الحي تركته واقفا وانصرفت إلى منزل بعلها الأول، ومكثت طويلا فلم ترجع إليه فعرف ما صنعت وأنّها خدعة. وعزّت: غلبت، أي غلبت شبها لها، هي فوق الشّبيه. وأرمام: جبل في ديار باهلة، أو واد في الثّلبوت من ديار بني أسد. [4] شبهها بالميثاء، وهي الرملة السهلة، والرابية الطيبة. والهطل: الكثير الهطلان، وهو تتابع القطر المتفرّق العظام. لاحتيال، أي بعد احتيال، وهو مرور الأحوال. وفرط أعوام: بعد أعوام، قال لبيد: هل النفس إلّا متعة مستعارة ... تعار فتأتي ربّها فرط أشهر

إذا يجفّ ثراها بلّها ديم ... من واكف نزل بالماء سجّام [1] لم يرعها أحد وارتبّها زمنا ... فأو من الأرض محفوف بأعلام [2] تسمع للطّير في حافاتها زجلا ... كأنّ أصواتها أصوات جرّام [3] كأنّ ريح خزاماها وحنوتها ... باللّيل ريح النجوج وأهضام [4] وقال آخر [5] في صفة روضة: كانت لنا من غطفان جاره ... حلّالة ظعّانة سيّاره كأنّها من ربل وشارة [6] ... والحلي حلي التّبر والحجاره [7] مدفع ميثاء إلى قراره [8] ... إياك أعني واسمعي يا جاره [9]

_ [1] نزل: ذو نزل، كثير المطر. [2] ارتّبها، هذا على التشبيه، يقال تربّبه وارتبّه وربّاه، أي رعاه وأصلحه. وفي اللسان (فأو) : «واكتمّ روضتها» . والفأو: بطن من الأرض تطيف به الرمال. [3] الجرّام: الذين يصرمون التمر، أي يقطعونه، وقد عنى الأنباط. [4] الخزامى والحنوة: نبتان طيبا الرائحة. واليلنجوج: العود الهندي الذي يتبخر به. والأهضام: جمع هضم بالكسر، وهضم بالفتح، وهضمة، وهو كل شيء يتبخر به غير العود واللّبنى. [5] في بعض مخطوطات الحيوان: «يقول جرير» . انظر الحيوان 3: 121- 122 ونسب الرجز في الفاخر 159 وفصل المقال 76 والميداني إلى سهل بن مالك الفزاري. وفي جمهرة الأمثال 1: 29 إلى سيار بن مالك. [6] الرّبل: كثرة الشحم واللحم. وفي الحيوان: «دبل» بالدال، وهما بمعنى. والشارة: السمن، أو حسن الهئية. وفي المخصص 4: 40 واللسان (حلى 212) : «من حسن وشاره» ، وفي جمهرة الأمثال: «من هيئة وشاره» . [7] استشهد به في المخصص على أنّ الحلى ما يتزيّن به من مصوغ المعدنيات والحجارة. [8] المدفع: مجرى الماء. والميثاء سبق تفسيرها والقرارة: المطمئن من الأرض. [9] هو من أمثالهم، قد ورد في أمثال الميداني مع اشطار أخرى منسوبة إلى سهل بن-

وقال بشّار بن برد: وحديث كأنّه قطع الرّو ... ض وفيه الصّفراء والحمراء [1] وأنشد الأصمعيّ في هزال المال: طائيّة تبكي على أجمالها ... ومن منعنا الرّيف من عيالها فما تخطّى الطّنب من تهزالها [2] ويقال إنّ الحيوان يحتشي من اللّحم والشحم على قدر سعة جلده. ويقال إنّ سعة الجلد من أعون الأمور على بعد الوثبة. وإذا كان فضفاض الإهاب واسع الإبطين ضابعا [3] ، وكان طويل العنق، لا يسبقه شيء. فالبعير يعدو بطول عنقه، وبه ينهض بحمله الثّقيل بعد بروكه. والثّور يسرع بسعة جلده، ويبطىء بالوقص الذي في عنقه [4] . والحمار يسرع

_ - مالك الفزاري. [1] أنشده في الحيوان 3: 122 برواية: «وفيه الحمراء والصفراء» . وفي ديوان بشار 1: 119: «زهته الصفراء والحمراء» . وفي العقد 5: 417: «كأنه زهر الروض وفيه الصفراء والحمراء» . [2] الطنب بالضم وبضمتين أيضا: حبل الخباء يشد به، وهي الأطناب للأخبية والسرادقات. والتهزال: تفعال من الهزال. ولم يذكر التهزال في المعاجم المتداولة. [3] الضابع، بالباء الموحدة: الذي يمد ضبعه في سيره. والضبع: العضد. وفي الأصل: «ضايعا» ، تحريف، وانظر الحيوان 7: 193. [4] الوقص، بالتحريك: قصر العنق، هو أوقص وهي وقصاء.

بطول عنقه، ويبطىء بضيق جلده. والفرس يسرع بسعة إبطه وجلده، وبطول عنقه وعظم جفرته [1] . ولذلك قال الشاعر: ببطنه يعدو الذّكر وزعم أبو عبيدة، وأبو الحسن، أنّ الفرس ليس له طحال [2] . قال: ولذلك لا يحتشي ريحا ولا يناله من الرّبو ما ينال غيره من ذوات الأربع. قال الشاعر: رحيب الجوف معتدل قراه ... هريت الشّدق فضفاض الإهاب [3] وقال آخر: وضاق عنه جلده الفضفاض وأما قول الآخر: يا سعد كيف أنت إذ أصحابي [4] ... عاتبتهم فتركوا عتابي وخلّ جسيمي وانحنت أصلابي [5] ... وكثرت فواضل الإهاب [6]

_ [1] الجفرة، بالضم: ما يجمع البطن والجنبين، وهي الوسط أيضا. [2] الطحال، بالكسر: لحمة سوداء عريضة في بطن الإنسان وغيره عن اليسار. وانظر الحيوان 6: 441 واللسان (طحل) . [3] أنشده أبو عبيدة في كتاب الخيل مرتين في ص 84 شاهدا لاعتدال الصلب. وفي 87 لسعة الجلد. وفي الأصل هنا: «قواه» ، صوابه ما أثبت. والقرا، بالفتح: الظهر. هريت الشدق: واسعه. فضفاض الإهاب: واسع الجلد. [4] في الأصل: «إذا» ، ولا يستقيم به الوزن. [5] خل جسمه يخلّ ويخلّ خلّا وخلولا: قلّ ونحف، وذلك في الهزال خاصة. [6] هذا الشطر في الحيوان 5: 48 والإهاب: الجلد ما لم يدبغ. يذكر تغضن جلده-

وهذا عيب، لأنه وصف شيخا قد نحل جسمه، وذهب شحمه ولحمه، ودقّ عظمه ورقّ عصبه، فماج إهابه، وصار فارغا، بعد أن كان مملوّا. فإذا صار الجلد كذلك وذهب الذي كان يملؤه وتمدّد وتبسّط، وذهبت البلّة، وأعقب مكانها اليبس، تقبّض جلده وتشنّج إهابه. ولذلك قال النّمر بن تولب: كأنّ محطّا في يدي حارثيّة ... صناع علت منّي به الجلد من عل [1] والمحط: مدلكة مملّسة يحطّ بها أصحاب المصاحف ظهور جلود رقاب المصاحف لتجعل تلك الجزوز نقوشا. وما أحسن ما قال النّمر بن تولب، ولقد جهدت أن أصيب بيت شعر مثل هذا للعرب فما قدرت عليه، وكذلك قول عنترة [2] : فترى الذّباب بها يغنّى وحده ... هزجا كفعل الشّارب المترنّم غردا يحكّ ذراعه بذراعه ... فعل المكبّ على الزّناد الأجذم

_ - واتساعه لكبره. [1] البيت في ديوان النمر 85، وفي الحيوان 5: 48، وجمهرة أشعار العرب 109، واللسان (حطط 145) . وقبله في الديوان والجمهرة: فضول أراها في أديمى بعدما ... يكون كفاف اللحم أو هو أفضل وفي الجمهرة: يقول: رابتني هذه الفضول أو التقبض، بعد ما كان مكتنزا كفافا أو هو أفضل. يقول: إنه كان لحمه كثيرا كفاف الجلد، فلما هزل اضطرب جلده. والمحطّ: الذي يحط به الأدم (في اللسان: حديدة أو خشبة يصقل بها الجلد حتى يلين ويرقّ) . وأراد بالحارثية النسبة إلى الحارث بن كعب، لأنّهم أهل أدم. [2] انظر الحيوان 3: 127، والبيان 3: 326.

ووصف الشاعر الثّور فقال: وأغلب فضفاض جلد اللّبان ... يدافع غبغبه بالوظيف [1] ووصف أبو موسى الأشعريّ البقرة فقال: إذا صغر رأسها ودقّ قرنها واتّسع جلدها فإنها مما تكون كريمة [2] . وليس للإنسان من بين جميع الحيوان جلد إذا سلخ تبرّأ من اللّحم، وفرق ما بين جلده وسائر الجلود فرق ما بين القرقمان والحوصلة [3] . وقال البقطريّ [4] : سابقوا بين فرس وحمار وثور، فجاء الفرس سابقا، وشهد ذلك بعض الأعراب فقال: ليس الطّبق كالضابع [5] ولا الأوقص كالأعنق [6] . يقول: لأنّ الحمار طبق كزّ [7] رجع الإبطين، لا

_ [1] نسبه في الحيوان 7: 193 إلى إسحاق بن حسان الخريمي، يصف غبب الثور، وهو جلده المتدلي تحت الحنك، وهو الغبغب أيضا. والوظيف: ما بين الرسغ إلى الركبة. وكلمة «يدافع» ليست في الأصل، وإثباتها من الحيوان. [2] هذا التعبير استعمله سيبويه في كتابه 1: 8، بولاق و 1: 24 من نسختي. وعقب عليه السيرافي بقوله: «أراد ربما» ثم قال: «والعرب تقول: أنت مما يفعل كذا، أي ربما تفعل» . [3] كذا وردت هذه العبارة. [4] سبق الكلام على تحقيق هذا العلم في ص 122. [5] الطّبق: الذي لزقت يده بالجنب ولا تنبسط. انظر اللسان (طبق 80 س 6) والضابع: سبق تفسيره قريبا. [6] الأوقص سبق تفسيره وفي الأصل: «أوقص» . والأعنق: الطويل العنق في غلظ. وانظر الحيوان 7: 193. [7] الكزازة: الضيق وعدم الانبساط.. وفي الأصل: «كزه» . والرجع: رد اليدين في سيره-

يستطيع إذا عدا أن يمدّ ضبعيه كالفرس والكلب. قال الشاعر: كم تضبعون وكم نأسو كلومكم ... وأنتم ألف ألف أو تزيدونا [1] وقال رؤبة: ولا تني أيد علينا تضبع ... بما أصبناها وأخرى تشفع [2] يقول: إذا دعا الله علينا مدّ ضبعيه ورفعهما إلى السماء. وقال الراجز: إنّ الجياد الضّابعات [3] وقال بعض اللّصوص وهو يتمنّى أن يستاق أموال عبد القيس: نجائب عبديّ يكون بغاؤه ... دعاء، وقد جاوزن عرض الشّقائق [4]

_ [1] تضبعون: تمدون أيديكم إلينا بالسيوف. نأسو كلومكم: نداوي جراحكم. [2] ملحقات ديوان رؤبة 177. واللسان (ضبع) . والشطر الأول في المخصص: 165 والمقاييس (ضبع) . لاتني: ما تبطيء، ويروى: «وماتني» . وفي الديوان واللسان: «وأخرى تطمع» . [3] في الأصل: «إن الحاد» . [4] النجيبة: الناقة القوية الخفيفة السريعة. والعبدي: المنسوب إلى عبد القيس. والبغاء، بالضم: طلب الرجل حاجته أو ضالّته، وأنشد الجوهري: لا يمنعنّك من بغا ... ء الخير تعقاد التمائم وفي الأصل: «دعا» بفتح الدال والعين مع القصر، تحريف. والعرض، بالضم: وسط الشيء، وناحيته، ومعظمه. والشقائق: موضع ذكره ياقوت، كما ورد في معجم البكري 941.

يقول: ليس عندهم من بذل المجهود إلّا الدّعاء والابتهال على من ظلمهم. ووصف الهذليّ [1] الثّور وجلده للنعل فقال: وصلهما جميل [2] وهم لا يذكرون جلد الجاموس، ولا يعرفون النّعال إلّا من البقر والإبل، ومن رديء الجلود عندهم جلد الضّبع وجلد العثّ [3] . قال الراجز [4] :

_ [1] هو أبو خراش الهذلي، ديوان الهذليين 2: 140، وشرح السكري 1212. [2] كذا وردت هذه القطعة، وليس فيها ما يشير إلى ما أراده. والبيت تمامه كما في المرجعين السالفين: بموركتين من صلوى مشبّ ... من الثيران عقدهما جميل الموركة: النعل جلدها من حيال الورك. والصلوان: ما فوق الذنب من الوركين. والمشبّ بكسر ففتح: الشاب من الثيران. وهذا صواب ضبطه. أما «المشب» بضم فكسر، فهو المسنّ من الثيران، وليس مرادا هنا. وهو يمدح صديقا له من آل صوفة خدّام الكعبة، يدعى «دبيّة» كان قد حذاه نعلين. وقبله: حذاني بعد ما خذمت نعالي ... دبيّة، إنّه نعم الخليل [3] العثّ: دويبة تقرض الصوف والجلد ونحوهما. وجلده مثل في الرقة، كما أنّ جلد الضبع مثل في الغلظ والخشونة. [4] هو أبو المقدام، واسمه جسّاس بن قطيب، كما في المستقصى 2: 224، واللسان (وقع) . والرجز في الحيوان 6: 446 والبيان 3: 109، والبخلاء 171، وأمالي القالي 1: 115، والميداني في (الكاف) ، وجمهرة العسكري 2: 164، 429، وفصل المقال 318.

قول الأصمعي في ظلع الكلاب

يا ليت لي نعلين من جلد الضّبع ... وشركا من استها لا ينقطع [1] كلّ الحذاء يحتذي الحافي الوقع [2] فقد دلّك بقوله: «كلّ الحذاء يحتذي الحافي الوقع» على أنّه قد وضعه في موضع التجوّز والاحتمال. وقال الآخر: إهابه مثل إهاب العثّ [3] ثم رجع بنا القول في العرج والظّلع. قال الحطيئة: تسدّيتها من بعد نام ظالع ال ... كلاب وأخبى ناره كلّ موقد [4] . [قول الأصمعيّ في ظلع الكلاب] قال الأصمعيّ في ظلع الكلاب، وزعم أنّ الكلب إذا أصاب رجله

_ [1] الشرك، بضمتين: جمع شراك، وهو سير النعل. [2] الحافي: الذي لا شيء في رجله من خف ولا نعل. والوقع: الذي مشى في الوقع بالتحريك وهي الحجارة، فوقعت رجله بداء أو وجع. [3] قبله في الحيوان 6: 346: يحثّني وردان أيّ حثّ ... وما يحثّ من كبير عثّ والعث في هذا الشطر الثاني، هو بالفتح: الضئيل الجسم. [4] تسداها: علاها. وهذا البيت لم يرو في ديوان الحطيئة برواية السكري. وفي ديوانه 25 بيت آخر مشهور، وهو: متى تأته إلى تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد والبيت في الحيوان 2: 59، والمعاني الكبير 1: 235، وأمثال الميداني عند قولهم: «إذا نام ظالع الكلاب» مع نسبته إلى الحطيئة، برواية: «ألا طرقتنا بعدما» وقال: «يضرب مثلا في تأخير قضاء الحاجة» . وهو كذلك في المستقصى للزمخشري 1: 129، واللسان (ظلع) منسوب إلى الحطيئة برواية: «تسديتنا من بعد ما» . وقال ابن منظور: «يخاطب خيال امرأة طرقه» .

شيء فظلع [1] ، وهو يريد سفاد الكلبة، ويخاف أن تمنعه الكلاب السليمة الأبدان، وهو ينتظر نومها. وهي لا تنام حتّى تملّ من النّباح والتجاوب، وتهدا [2] كل رجل منها، ولذلك قال: «أخبي ناره كلّ موقد» . وقال الآخر: لا، ولكن الكلب الظالع هو الهائج. ويقال للكلب ظلع إذا هاج. وأنشد: يبيت يشكو وجعا ولا وجع ... وهو إذا أعطى زادا ابتلع أسرع شيء عدوه إلى الطّمع ... كأنّه الكلب إذا الكلب ظلع وقال الآخر: بل الكلب إذا هاج اعتراه بعض الخماع [3] ، فإذا مشى رأيته كأنّه يظلع. وقد قال الطّفيل: وقد سمنت حتّى كأنّ مخاضها ... تفشّغها ظلع وليست بظلّع [4] وقال ابن عنقاء الفزاريّ [5] : أمرّ على عوج طوال كأنّه ... بذي الشّثّ سيد آبه اللّيل جائع [6]

_ [1] في الأصل: «قطع» تحريف. [2] في الأصل: «وتهدي» تحريف كتابي. [3] الخماع، بالضم: العرج. [4] سبق البيت والكلام عليه ص 280. وفي الأصل هنا: «وليس بظلع» تحريف. [5] مضت ترجمته في ص 119. [6] البيتان في المؤتلف 158، وأمالي المرتضي 2: 212، والحماسة البصرية 2: 340 في أبيات ثمانية ذكر المرتضى أنها أبيات مشهورة. أمر إمرارا: فتل فتلا شديدا. والعوج الطوال: قوائمه. ينعت فرسا. وفي الأصل: «كأنها» صوابه في جميع المراجع. ورواية صدره-

بغى كسبه أطراف ليل كأنّه ... وليس به ظلع من الخمص ظالع [1] يقول: ليس به ظلع من علّة حادثة، سوى الظّلع الذي ركّب عليه في أصل الخلقة، لأنّه أقزل، والأقزل أسوأ حالا من كثير من العرجان، لأنّ الذّئب لا يزال مضطربا في مشيته، ونساه أشدّ تشنّجا من نسا الفرس والغراب [2] . والذئب أقزل مرثوم الخطم بسواد، سائل الأنف، وكذلك أنف البقرة يكون سائلا ومرثوما بسواد [3] وكذلك الكلب. وأما قول الشاعر: غاداك ذيب سلجم أنيابه [4] ... يسبق حدّ نابه لعابه فإنّما ذكر ذلك على جهة المثل، كما قال الشاعر [5] :

_ - في الأمالي والحماسة: «وأعوج من آل الصريح كأنه» . وفي المؤتلف: «ويخطو على صم صلاب كأنه» والسيد، بالكسر: الذئب. آبه: رجع به، على نزع الخافض، كما في قول الشنفرى في المفضليات 109: إذا هو أمسى آب قرة عينه ... مآب السعيد لم يسل أين ظلّت أي رجع إليها. وكذلك الرواية في أمالي المرتضي وأصل الحماسة البصرية. وفي المؤتلف: «بله الليل» . وذو الشث: موضع بالحجاز كما في معجم البلدان. [1] فى الأصل: «أطراق ليل» ، صوابه في جميع المراجع. [2] النسا، بفتح النون مقصور: عرق يخرج من الورك قيستبطن الفخذين ثم يمر بالعرقوب حتى يبلغ الحافر، فإذا سمنت الدابة انفلقت فخذاها بلحمتين عظيمتين، وجرى النّسا بينهما واستبان، وإذا هزلت خفى. [3] الرثمة: بياض في طرف الأنف. وأراد يخالط هذا البياض سواد. [4] أصل السلجم النصل الطويل، أو الدقيق، أو المحدّد، فجعله صفة للأنياب. [5] هو بشر بن أبي خازم. ديوانه 183، والمفضليات 348، والمعاني 932، واللسان (ضبب 29) .

وبنو نمير قد لقينا جمعهم ... خيل تضبّ لثاتها للمغنم [1] وكما قال الآخر: ضبّت لثات بني عمرو لوقعتهم ... يوم النّجير وكانوا معشرا حشدا [2] وإنّما هذا على جهة المثل، لأنّ الإنسان ما دام له ريق فهو حيّ، وصاحب الفزع والذي يكيد بنفسه يجفّ ريقه جفوفا شديدا. وعلى حساب ذلك يصيب المحزون. والجبان في الحرب والخائف، يشتدّ عطشهما ويجفّ ريقهما. وقال ابن أحمر: هذا الثّناء وأجدر أن أصاحبه ... وقد يدوّم ريق الطامع الأمل [3] وقد قال الآخر [4] :

_ [1] رواية اللسان: «وبني تميم قد لقينا منهم خيلا» . وفي سائر المراجع «وبني نمير قد لقينا منهم خيلا» . تضب: تسيل وتقطر، كأنها مقلوب تبضّ، وهذا مثل ضربه لشدة حرصهم على المغانم. وأراد بالخيل الفرسان. [2] النجير: حصن باليمن قرب حضر موت، وهو حصن منيع لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر، فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتى افتتحه عنوة وقتل من فيه وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة 12 من الهجرة. انظر معجم البلدان وكامل ابن الأثير 2: 378- 383. [3] أنظر لهذا البيت حواشي الحيوان 1: 231/3: 47، والبيان 1: 180. وهو آخر قصيدة له في ديوانه 136 يمدح بها النعمان بن بشير الأنصاري. يقول: هذا ثنائي على النعمان، وأجدر أن أصاحبه ولا أفارقه. يدوّم الريق: يبلّه. [4] هو أشرس بن بشامة الحنظلى، كما في نوادر أبي زيد 20، واللسان (عصب 98) . أبو زيد أنه شاعر إسلامي. والبيت التالي مع بيت قبله في البيان 1: 179.

القول في سواد منخر الذئب والكلب

إذا ما استيأس الريّق عاصبه [1] وقال الزّبير بن العوّام وهو يرقّص عروة بن الزّبير: أبيض من آل أبي عتيق ... مبارك من ولد الصّدّيق ألذّه كما ألذّ ريقي [2] وقال بشّار: رهبة أو رغبة في ودّه ... إنّه إن شاء أحلى وأمرّ [3] يتّقي الموت به أشياعه ... حين جفّ الرّيق وانشقّ البصر [4] . [القول في سواد منخر الذّئب والكلب] وقالوا في سواد منخر الذّئب والكلب. قال الشاعر ووصف ذيبة:

_ [1] البيت في البيان ونوادر أبي زيد، وقبله: تراه بنصرى في الحفيظة واثقا ... وإن صدّ عني العين منه وحاجبه وهو بتمامه: وإن خطرت أيدي الكماة وجدتني ... نصورا إذا ما استيأس الريق عاصبه وفي البيان واللسان: «إذا ما استيبس» والمؤدى واحد على نزع الخافض من الريق. وصدره في اللسان: «وإن لقحت أيدي الخصوم وجدتني» . وعاصب الريق، أي يابسه. [2] الرجز في البيان 1: 180، وعيون الأخبار 3: 95، والعقد 2: 439 في مجموعة كبيرة مما قيل في حب الولد، واللسان والتاج (لذذ) . [3] البيتان من قصيدة له في ديوانه 3: 290- 295 يمدح بها عقبة بن سلم. أمرّ، من الإمرار: صار مرا. كما أنّ أحلى بمعنى صار حلوا. وقيل هذا البيت في الديوان: فتأييت على مستأذن ... مشرف المنبر فضفاض الأزر تأييت: تمكثت وتلبثت، وبين هذا البيت وتاليه عدة أبيات. [4] أي هو يحميهم من الموت وفظاعته. وفي الأصل: «يبقى الموونة أسياعه» ، صوابه من الديوان.

مألولة الأذنين كحلاء العين [1] ... ومنخرين خلقا مسودّين وقال الطّرمّاح أيضا في سواد لثام الذّئب: وفلاة يستفزّ الحشا ... من صواها ضبح بوم وهام [2] تفجأ الذّئب بها قائما ... أبرق النّحر أحمّ اللّثام [3] فزعم كما ترى أنّه أحمّ اللّثام. وكذلك وصف الشاعر الكلب فقال: وأغضف الأذن طاوي البطن مضطمر ... لوهوه رذم الخيشوم هرّار [4]

_ [1] مألولة، هي كذلك في المعاني الكبير 197 أراد محدّدة منتصبة، والمعروف مؤّللة بالتشديد، كما في قول طرفة: مؤلّلتان تعرف العتق فيهما ... كسامعتي شاة بحومل مفرد وقبله في المعاني: تبر له طلساء ذات جروين ... مألولة الأذنين كحلاء العين [2] يستقر الحشا: يستخفها ويجعلها تضطرب من الفزع والذعر. والحشا: ما دون الحجاب مما يلى البطن كله، من الكبد والطحال والكرش وما تبع ذلك. والصّوى: جمع صوّة، بالتشديد، وهي أعلام من حجارة تنصب بالفلاة ليستدل بها المسافرون على الطريق. ضبح البوم: صياحها. وفي الأصل: «صيح» صوابه من الديوان. والهام: جمع هامة، وهو طائر- زعموا- يخرج من رأس القتيل إذا لم يدرك بثأره، ويزقو عند قبره، وانظر ديوان الطرماح 405. [3] في الديوان: «نفجأ» بالنون. وفي أساس البلاغة (لثم) : «يفجأ» بالياء. وفي الديوان فقط: «أبرق النحر» . والأبرق: ما في لونه بياض وسواد. والأحم: الأسود. وأراد باللثام الفم والخطم. [4] الأغضف: المسترخي الأذن. والمضطمر: الضامر. لوهوه: أي هو لأب وهوه.-

وقال كعب بن زهير يذكر سيلان أنف الذّئب: قالت أراهط من عوف ومن جشم ... يا كعب ويحك هلّا تشتري غنما [1] من لي منها إذا ما أزمة أزمت ... ومن أويس إذا ما أنفه رذما [2] واسم الذئب أوس، فلما صغّره قال أويس. وقال الشاعر [3] : ما فعل اليوم أويس في الغنم وقال الطّرماح «أبرق النّحر» ، هو مثل قول عمرو بن معد يكرب: وكم من غائط من دون سلمى ... قليل البوم ليس بها كتيع [4]

_ - والوهوه: النشيط الحريص على الجري. والرذم: الذي يقطر أنفه. والهرار: الكثير الهرير، وهو النباح. وجاء عجز البيت محرفا في الأصل برسم «موهوم ردم على الخيشوم هرار» ، صوابه من الحيوان 2: 170. [1] ديوان كعب بن زهير 224، وفي الأزمنة والأمكنة للمرزوقي 2: 336، ومحاضرات الراغب 2: 297. وقال المرزوقي: «يذم الغنم وقد اتّخذت مالا ومعيشة» . ورواية الديوان والمحاضرات: «يقول حياي» ، ورواية المرزوقي: «يقول حيان» . وفي المحاضرات والأزمنة: «لم لا تشتري غنما» . الأراهط: جمع رهط، وهم الجماعة من ثلاثة أو سبعة إلى عشرة أو ما دون العشرة. [2] من لي منها استفهام تقرير. وفي الديوان: «مالى منها» . وفي الأزمنة: «إذا ما جلبة أزمت» . وفي المحاضرات: «من لي بهن إذا ما أزمة جلبت» . رذم أنفه: قطر. [3] هو عمرو ذو الكلب الهذلي. شرح أشعار الهذليين للسكري 575، واللسان. (مرخ) وهو لهذلي غير مسمى في ديوان الهذليين 3: 96، وشرح السكري أيضا 575 والحيوان 1: 198 واللسان (أوس) ، وروى الرجز أيضا لأبي خراش في شرح السكري أيضا. [4] الأصمعيات 176، واللسان (صدع 62، كتع 180) ، والسمط 567. والغائظ:-

ترى السّرحان مفترشا يديه ... كأنّ بياض لبته الصّديع [1] لأنّ الأبرق يكون سواده مخالطا للبياض، والصّديع هو الفجر، والفجر مختلط ببياض النّهار ببقيّة سواد اللّيل. وأما قوله: لكلّ ريح نفحت معدّين [2] فقد وصف الراجز [3] استرواح الذئب وحرصه على استنشاء الريح [4] فقال:

_ - المطمئن من الأرض الواسع. وفي الأصمعيات: «قليل الأنس» . وفي السمط: «قليل الإنس» بكسر الهمزة. ليس به كتيع، أى أحد. وأصل الكتيع المنفرد من الناس. [1] في الأصمعيات: «به السرحان» ، والسّرحان، بالكسر: الذئب. واللّبّة، بالفتح: وسط الصدر والمنحر. [2] سبق شطران قبل هذا الشطر ص 311 كما في المعاني الكبير 197. ونفحت الريح: هبت. وفي المعاني: «نفخت» تحريف. معدّين، من الإعداد والتهيئة. قال ابن قتيبة: «يعني أنها تستروح، فإذا وجدت ريح شيء طلبته» . [3] هو أبو الرديني العكلي، كما في حواشي الحيوان 1: 34/4: 132/7: 140 نقلا عن البيان 1: 82. [4] الاستنشاء بالهمز: التشمم. وجعلها بعضهم مشتقه من النشوة، كما في اللسان (نشأ 167) .

ومن العرجان ثم من رؤساء المتكلمين

يستخبر الرّيح إذا لم يسمع [1] ... بمثل مقراع الصّفا الموقّع [2] . ومن العرجان ثم من رؤساء المتكلّمين ومن مشايخ المعتزلة، ومن أرباب النّحل، ومن العلماء باختلاف الملل، وكان أعلم من رأينا من الخوارج، وكان قد أرمى على المائة [3] ، وهو أبو كلدة [4] وهو الذي قال له النضر بن إسماعيل [5] القاصّ البليغ الشّجّاع، وكنيته أبو المنذر، وكان رئيس الشّعوبية قبلنا بالبصرة: يا أبا كلدة إنّ لك شرجا وإنّ لي

_ [1] الشطران في اللسان (مخر، قرع) ، والمعاني الكبير 1: 183 بدون نسبة فيهما. ورواية اللسان في الموضعين «يستمخر» وقال: «استمخرها: قابلها بأنفه ليكون أروح لنفسه» . وفي سائر المراجع: «يستخبر الريح» . [2] قال الجاحظ في البيان: «المقراع: الفأس التي يكسر بها الصخر. والموقّع: المحدد» . وفي المعاني الكبير: «أي يستروح إذا لم يسمع صوتا بخرطوم مثل مقراع الصفا، وهو الفأس التي يكسر بها الصخر. وجعل تشمّمه استخبارا» . [3] يقال أرمى على المائة وأربى عليها، بالميم وبالباء، لغتان، أي زاد عليها. وأنشدوه لحاتم طيء: وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر [4] أبو كلدة: أحد المتكلمين الذين ذكرهم الجاحظ في الحيوان 1: 234/3: 395/4: 332 وأورد له أقوالا. وكذلك أورده في الرسائل 3: 287، 289. ويخطىء من يزعم أنّه أبو كلدة اليشكري الشاعر الذي ترجم له أبو الفرج في الأغاني 10: 105- 114. فهذا كان شاعرا في زمان الحجّاج، وقتله الحجّاج لخروجه مع ابن الأشعث. والحجّاج بن يوسف كانت وفاته سنة 95 كما في التنبيه والإشراف 274. [5] هو النضر بن إسماعيل بن حازم البجلي، القاص الكوفي، إمام مسجدها. روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الأعمش، ومحمد بن سوقة وغيرهم. وعنه: أحمد بن حنبل، والقاسم بن سلام، والحسن بن عرفة وغيرهم. اختلف في توثيقه، قال الذهبي: توفي سنة 182، تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 13: 462. وكنيته فيهما «أبو المغيرة» فقد تكون كنية ثانية له.

مالك بن المحراس

شرجا [1] ، فاطلب شرجك فيما بينهما وفيما بين بينهما إن كان بين بينهما بون. قال أبو كلدة: يا أبا المنذر، هذه رقية، وأنا رجل أعرج، فاقصد بها رجلي فلعلّ الله أن رزقني على يديك الشفاء! والنّضر هو الذي لما سئل عن خلق الكلام قال: منه الحروف ومنك التأليف، كما كان منه النّتاج ومنك الكنيف [2] . وقال له رجل: أضحّى بالجذع من الضّان؟ قال إذا كفّت [3] الثّنيان [4] والمهازيل من الثّنيان [5] .. ومن العرجان: مالك بن المحراس كسرت رجله يوم الهباءة [6] ، فعرج.

_ [1] الشّرج: الطبقة والشكل، والضّرب، يقال هما على شرج واحد، وأنشد في اللسان: فلا رأيهم رأيى ولا شرجهم شرجي [2] الكنيف: حظيرة من خشب أو شجر تتخذ للإبل ونحوها، لتقيها الريح والبرد. يقال كنف الإبل والغنم كنفا: عمل لها كنيفا. [3] الجذع من الضأن: ما بلغ عمره سنة أو سنتين، ثم هو ثنّى، والجمع ثنيان بالضم. [4] كفّت: منعت، أي لم توجد. وفي الأصل: «كبت» مع إهمال الحرف الثاني، وفي الحديث: «لا تذبحوا إلا مسنّة، فإن عسر عليكم فاذبحوا الجذع من الضأن» . رواه مسلم في كتاب الأضاحي (باب سنّ الأضحية) . وانظر كتاب الأضاحي في المغني لابن قدامه 8: 617- 643. [5] في الأصل: «من السمان» . وإنّما المراد الحرص على أن تكون الضحية من الثنيان على الأقل في غير الضأن. [6] الهباءة: أرض ببلاد غطفان، وكان يوم الهباءة أو جعفر الهباءة، لعبس على ذبيان،-.

ومن العرجان الفقهاء البلغاء

ومن العرجان الفقهاء البلغاء أبو العلاء يزيد بن الشّخّير [1] أخو مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير [2] . ومن العرجان الأشراف ومن أهل العارضة واللّسن والجلد إبراهيم ابن محمد بن طلحة بن عبيد الله بن محمد [3] أخو حسن بن حسن لأمّه [4] . قالوا: وكان قد غلب على أموالهم حتّى شكوا ذلك إلى أبي

_ - وفيه قتل حذيفة بن بدر الفزاري وأخوه حمل، قتلهما قيس بن زهير العبسي. انظر النقائض 95، 96، 239، 420، والعقد 5: 156، والعمدة 2: 161، والميداني في آخر أبوابه وكامل الأثير 1: 578، والخزانة 1: 303. [1] أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير البصري، أحد التابعين. روى عن أبيه وأخيه مطرّف، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. وعنه: سليمان التيمي، وسعيد الجريري، وقتادة وآخرون. توفي سنة 111، تهذيب التهذيب والمعارف 193. [2] هو أبو عبد الله مطرف بن عبد الله بن الشخير الحرشي البصري، من بني الحريش ابن كعب بن ربيعة، وكان من كبار التابعين. روى عن أبيه وعثمان وعلي وعائشة وغيرهم. وعنه: أخوه، والحسن البصري، وغيلان بن جرير وآخرون، ولد في حياة الرسول صلّى الله عليه وسلم وتوفي سنة 87. تهذيب التهذيب وصفة الصفوة 3: 144- 151، والمعارف 40، 193. ولمطرف أخبار وأقوال كثيرة في البيان. [3] إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وكان يلقب «أسد الحجاز» . ولى خراج الكوفة لعبد الله بن الزبير. ومات بمكة وهو محرم. الجمهرة 139، والمعارف 102، ونسب قريش 46. [4] هو أبو محمد الحسن بن على بن أبي طالب. كان من ذوي الأقدار في الشيعة. وأمه خولة بنت منظور بن زبّان الفزارية، كان أبوه قد تزوجها فولدت له الحسن، ثم خلف عليها بعده محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان، فجاءت بإبراهيم بن محمد، وهو الأعرج السالف الذكر. وذكر الطبري 5: 469 أنّه نجا من مذبحة آل البيت بعد مقتل الحسين لاستصغار سنه إذ ذاك. وانظر المعارف 92، ونسب قريش 46، والجمهرة 38، 41.

هاشم عبد الله بن محمّد بن علي بن أبي طالب [1] ، فدخل على والي المدينة، فلمّا رآه عنده قال: ألا أدلّك أيّها الأمير على الظّالم الضّالع الظالع، في كلام غير هذا قد عرضه الرواة. وقال حميد بن ثور الهلاليّ: كفى حزنا ألّا أردّ مطيتي ... .... مستزاد إلى أهلي [2] وألّا أدلّ القوم واللّيل دامس ... فجاج الصّوى باللّيل في الغائط المحل [3] ولا يتّقي الأعداء شرّي وقد يرى ... مكان سوادي لا أمرّ ولا أحلى [4]

_ [1] أبو هاشم عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب، وأبوه المعروف بمحمد بن الحنفية. وكان عبد الله هذا إمام الشيعة، وهو الذي أسند وصيته إلى محمد بن على بن عبد الله بن العباس، كما في نسب قريش 74- 75، وطبقات ابن سعد 5: 240- 241. وانظر جمهرة ابن حزم 66. [2] كذا ورد البيت وفيه هذا البياض. ولم أجد هذه الأبيات في ديوان حميد مع وجود أبيات أخرى من هذا الوزن والروي في ديوانه 123- 127. وهي مع ذلك ليست من جو هذه الأبيات. [3] الصوى: جمع صوة كقوة، وهي أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي والمفاوز، يستدل بها على الطريق، ومما يجدر ذكره أن حميد بن ثور عاش دهرا طويلا في الجاهلية والإسلام، وله البيت المشهور: أرى بصري قد رابني بعد صحة ... وحسبك داء أن تصح وتسلما [4] السواد: الشخص. أمرّ وأحلى: جاء بالمرّ والحلو، والمراد ما أضرّ وما أنفع.

وطرحي سلاحي واحتبائي قاعدا ... لدى البيت لا يبلى شراكي ولا نعلي [1] وإنصاتتي أهلي لضعفي مخافة ... عليّ، وما قام الحواضن عن مثلي [2] أعين العصا بالرّجل والرّجل بالعصا ... فما عدلت مثلي عصاي ولا رجلي هذا رجل يصف الكبر والضّعف الذي يعتري الهرمى. وليس يحمل أحدهم العصا على جهة حمل الأعرج [3] ، ولكنّه مما يجوز أن يدخل في هذا الباب. والعرج أيضا يعرض من أمور كثيرة. وقد علمنا أنّ صاحب النّقرس أسوأ حالا إذا تكلّف المشي من الأعرج، كما كان يصيب هرثمة بن

_ [1] الاحتباء: أن يضم رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليها. وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. والشراك، ككتاب: سير النعل، يقال أشرك النعل: جعل لها شراكا. [2] الإنصات: الإسكات، يقال أنصت الرجل القوم: جعلهم يسكتون ترقبا لسماع قوله. وفي الأصل: «الضعيف» ، ووجهه ما أثبت. والحواضن: جمع حاضن وحاضنة، وهي الموكّلة بالصبي تحفظه وتربيه، والمراد بها الأمهات. [3] في الأصل: «على حمل جهة الأعرج» ، ووجهه ما أثبت.

أعين [1] ، ونصر بن شبث [2] ، وإسماعيل بن نيبخت [3] . وكان العلاء بن الوضّاح يوتد سكّة حديد في الأرض حتّى يغرقها، ثم يشدّ ساقه بها، ثم يضع رجله اليسرى في الرّكاب ويثب، فيقلع السّكّة ويستوي على ظهر الفرس، كأنّه لم يصنع شيئا، من شدّة متنه وقوّة عصبه، وتوتير نساه. فانقطعت في بعض ذلك عصبة من ساقه، فكان أسوأ حالا من الأعرج. ولقد رأيته بالمبارك [4] في غداة قرّة، وهو على فرس له

_ [1] هرثمة بن أعين قائد عباسي، ولاه الرشيد مصر سنة 178 ثم أفريقية، ثم عقد له على خراسان. وقاد الجيوش للمأمون أيام الفتنة بينه وبين الأمين، ثم حبسه إلى أن مات في الحبس سنة 200 النجوم الزاهرة والطبري في حوادث سنة 200. [2] نصر بن شبث: أحد زعماء الخوارج، وهو من بني عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. خرج على المأمون في كيسوم من نواحي الجزيرة، واستمر خروجه خمس سنوات إلى أن وجه المأمون عبد الله بن طاهر، فالتقيا بالرّقّة، فقاتله وأثخن في أصحابه، فطلب الأمان فأعطيه، وقدم على المأمون. وذلك سنة 209. جمهرة ابن حزم 291، والمعارف 169، والطبري وابن الأثير في حوادث 209. [3] هو إسماعيل بن أبي سهل بن نيبخت، جليس المأمون. وكان الحسن بن هانىء يرتع على مائدته، إذ كان من المطمعين للطعام المسرفين، ثم كان جزاؤه منه أن هجاه وهجا خبزه وطعامه إذ يقول: خبز إسماعيل كالوش ... ى إذا ما شقّ يرفا ويقول: على خبز إسماعيل واقيه البخل ... وقد حلّ في دار الأمان من الأكل انظر ديوان أبي نواس 171، وأخبار أبي نواس 127، والبخلاء 63، ورسالة الحاسد والمحسود من رسائل الجاحظ وبغداد لابن طيفور 161، وحواشي الحيوان 3: 129. [4] المبارك: اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري أمير العراقين لهشام بن عبد الملك. وهو أيضا فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ وانظر الحيوان 1: 261/2: 78/3: 346.

مرح جامّ [1] ، في قباء طاق [2] ، فما رأيت مثله أشدّ ولا أفرس. ومن العرجان الأشراف السادة، ومن [3] قدّمته العشائر طوعا، ورأّسته الخلفاء اختيارا، وتحفّظ الناس كلامه، ودوّنوا ألفاظه، واقتبسوا من علمه. وفي طول ما مدح الله به عباده والصّالحين بالأسماء الكريمة، ووصفهم بالخصال الشريفة، لم يمدحهم بشيء أقلّ من ذكره لهم بالحلم. ولم نجد ذلك في القرآن إلّا في موضعين [4] . وقد وصف النّاس بالحلم عادا في الجملة كما قال النابغة: أحلام عاد وأجساد مطهّرة ... من المعقّة والآفات والأثم [5]

_ [1] المرح: النشيط. والجامّ، من الجمام كسحاب، وهو الراحة، وذلك إذا ترك فلم يركب، فعفا من تعبه وذهب إعياؤه. [2] الطاق: الطليسان، أو الطيلسان الأخضر، أو ضرب من الثياب. [3] في الأصل: «وممن» . [4] يعني ندرة الوصف بالحلم، كأنه لندرة من اتصف به. أما الموضع الأول فهو في وصف إبراهيم عليه السلام: (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) و (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) 114 من التوبة و 75 من هود. والموضع الثاني في صفة شعيب، قال له قومه: (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) الآية 87 من سورة هود. أقول وهناك موضع ثالث في سورة الصافات 101 في صفة إسماعيل: (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ) . [5] ديوان النابغة 127 والبيان 2: 265 في مدح ملوك غسّان حين ارتحل عنهم راجعا. والمعقّة: العقوق. والأثم، بضمتين: جمع أثام كسحاب وكتاب، وهو الإثم. ولم يرد هذا الجمع في المعاجم ولكنه قياسى.

وقد ذكروا في الشعر حلم لقمان ولقيم بن لقمان [1] ، وذكر [وا] قيس بن عاصم [2] ، ومعاوية بن أبي سفيان، ورجالا كثيرا، ما رأينا هذا الاسم التزق والتحم بإنسان وظهر على الألسن، كما رأيناه تهيّأ للأحنف ابن قيس. وكان مع ذلك رئيسا في أكثر تلك الفتن، فلم نر حاله عند الخاصّة والعامّة، وعند النّسّاك والفتّاك، وعند الخلفاء الراشدين [3] ، والملوك المتغلّبين، ولا حاله في حياته، ولا حياته بعد موته إلّا مستويا. فينبغي أن يكون قد سبقت له من النبي صلّى الله عليه وسلّم دعوة، أو قال فيه خيرا، كما قد رووه وذكروه [4] ، أو كان قد كان يظهر من حسن النيّة ومن شدّة الإخلاص ما لم يكن عليه أحد من نظرائه. فإن قال قائل: أنتم تزعمون أنّ عبد المطّلب أحلم النّاس، وكذلك العبّاس بن عبد المطلب. قلنا إنّ الأحنف كان الحلم سيّد عمله [5] ، فبان من سائر أعماله؛ ومحاسن عبد المطّلب، وخصال العبّاس في المجد والشرف كانت متكاتفة [6] متساوية، كلّ خصلة منها تنتصف من أختها، وكانت كما قال الشاعر [7] :

_ [1] انظر البيان وحواشيه 1: 184- 185. [2] سبقت ترجمته مصدر ص 119؟؟. وفي الأصل: «وذكر» البناء للمجهول. [3] في الأصل: «الخلفاء والراشدين» . [4] انظر الإصابة 426 في ترجمته، وفيها حديث: «اللهم اغفر للأحنف» . [5] في الأصل: «سيد علمه» ، ووجهه ما أثبت. [6] في الأصل: «متكاثفة» بالثاء المثلثة، تحريف. [7] هو: إبراهيم بن هرمة. ديوانه 65، والكامل 22، وإصلاح المنطق 71، وتهذيب إصلاح المنطق 1: 128، وشرح القصائد السبع الطوال 309، والمقاييس 4: 417، وأضداد ابن الأنبارى 107، وشروح سقط الزند 656، واللسان (غرض، نصف) .

أنّي غرضت إلى تناصف وجهها ... غرص المحبّ إلى الحبيب الغائب [1] ومثل ذلك قوله [2] : جاءتا تهضّ الأرض أيّ هضّ [3] ... يدفع منها بعضها عن بعض [4] مثل العذارى شمن عين المغضى [5] وقال جرير [6] في شبه ذاك: برزن فلا ذو اللّبّ وفّرن عقله ... وقلن فلم يفضح بهنّ مريب وقال قيس بن الخطيم [7] : تغترق الطّرف وهي ساهية ... كأنّما شفّ وجهها النّزف [8]

_ [1] غرض: اشتاق. تناصف وجهها: استواء محاسنه، كأنّ بعض أعضاء الوجه أنصف بعضا، في أخذ القسط من الجمال. وقبل البيت: من ذا رسول ناصح فمبلّغ ... عني عليّة غير قيل الكاذب [2] هو ركّاض الدّبيري، كما في التهذيب 5: 349، واللسان (هضض 116) . [3] تهضّ المشي، أي تسرع فيه. [4] ابن الأعرابي: يقول: هي إبل غزيرات فتدفع ألبانها عنها قطع رءوسها، كقوله: حتّى فدى أعناقهنّ المحض [5] شمن، من شام يشيم: نظر. والمغضي: المطبق جفنيه على حدقته. يقول: ينظرن إلى المغضي الذي ليس بصاحب ريبة، ويتوقّين صاحب الريبة. [6] لم يرو البيت التالي في ديوانه. وفّرن عقله: تركنه موفورا كاملا. وفي الأصل: «وقرن» تصحيف. وأراد أيضا أنهنّ عفيفات خفيضات الصوت. [7] ديوان قيس بن الخطيم 39، والأصمعيات 197، والأغاني 2: 163، واللسان (شفف، نزف، غرق) . [8] تغترق الطرف: تشغل العين بالنظر إليها عن النظر إلى غيرها، لحسنها. شفّ-

وهذا البيت ليس من الشكل الأوّل، ولكنّه مما يتعلّق به ويروى معه. وإذا كانت الخصال كذلك لم يغلب على صاحبه اسم دون اسم، ورجع الأمر فيه إلى أن يسمّى سيّدا وما أشبه ذلك، والنّبوّة تأتي على الغايات، وتحوز النهايات. وكان الأحنف أحنف من رجليه جميعا، ولم يكن له إلّا بيضة واحدة، وكان قد ضرب على رأسه بخراسان فماهت إحدى عينيه [1] وقال الحتات [2] : إنّك لضئيل، وإنّ أمّك لورهاء [3] . وقال أبو الحسن: ولد الأحنف مرتتق حتار الاست [4] حتّى فتق وعولج. فإن كانت هذه الصّفات كذبا وباطلا، فإنّا لا نشكّ أنّ الحسد الذي أخرج من أعدائه هذه الأمور لم يكن إلّا على نعمة سابغة غامرة، وإلّا على خصال عالية فاضلة، ثم لم يضره ذلك ولا وضع منه، ولا زادته

_ - وجهها: هزله. والنّزف بالضم: الضعف الحادث عن النزف، وحرك الزاي للشعر. ويروى: «وهي لاهية» كما يروى: «نزف» . [1] ماهت: كثر ماؤها وندرت، أى برزت. [2] الحتات، كغراب: هو الحتات بن يزيد بن علقمة التميميي الدارمي المجاشعي. وكان الرسول صلوات الله عليه قد آخى بينه وبين معاوية، فمات في خلافته فورثه بالأخوّة. الإصابة 1607. وهو أحد من وفد من بني تميم على رسول الله. السيرة 933- 934. [3] الورهاء: الحمقاء التى لا تتمالك حمقا. وانظر الخبر والتعليق عليه في البيان 1: 59. [4] حتار الاست: حروف الدبر. وضبطت الحاء بالفتح في الصحاح واللسان ضبط قلم، وفي القاموس بالكسر ضبط قلم أيضا. وفي بعض نسخ التهذيب بالكسر أيضا، وفي بعضها بالفتح.

الأيّام إلّا رفعة، والحالات إلّا رياسة، وإن كانت هذه الخصال قد كانت فيه وكانت معلومة معروفة، لم تنقص من قدره عروة، ولا فسخت من معاقد رياسته عقدة، فيعلم الطّاعن عليه أنّه إنّما يريد أن يطمس عين الشّمس، ويردّ هبوب الريح. كان أبين النّاس في كلّ حال، وأخطبهم في يوم حفل وتصنّع [1] ، وفي يوم أنس واسترسال. وهو صاحب الرّاية بخراسان، وقد انغمس في حومة الحرب ثلاث مرّات [2] وهو يقول: إنّ على كلّ رئيس حقّا ... أن يخضب الصّعدة أو تندقّا [3] وسار تحت لوائه الأقرع بن حابس، وكان واليه على الجوزجان [4] ، ومشي في جنازته مصعب بن الزّبير بغير حذاء ولا رداء، مع علمه بما قال الناس في شأنه وشأن ابن جرموز. وكان مع ذلك لا يرى الحكمين. وهو الذي قال لرسول قطريّ ولرائده وبغيّته [5] ، والمبلّغ

_ [1] المراد بالتصنع هنا الاحتفال والظهور بأحسن مظهر بين الناس. [2] انظر تفصيل ذلك في تاريخ الطبري 4: 168- 170، وعيون الاخبار 1: 174. [3] الشطران في اللسان (صعد) . والصعدة: القناة المستوية. وخضاب القناة: أن يطعن بها فيسيل الدم عليها. تندق: تنكسر. وبعد الشطرين في الطبري: إنّ لنا شيخا بها ملقّى ... سيف أبي حفص الذي تبقّى وقد تمثل بالشطرين الأولين بشر بن مروان كما في الطبري 5: 539 في وقعة مرج راهط. [4] الجوزجان: كورة واسعة من كور بلخ بخراسان. وكان الأحنف قد أوقع بالعدو بطخارستان، فسارت طائفة منهم إلى الجوزجان، فوجه الأحنف إليهم الأقرع بن حابس فاقتتلوا بالجوزجان، فقتل من المسلمين طائفة، ثم انهزم العدوّ وتمّ فتح الجوزجان عنوة في سنة 32. انظر معجم البلدان والطبري في حوادث سنة 32 في الجزء الرابع 309- 312. [5] البغيّة: الطليعة، يقال جاءت بغيّة القوم وشيّغتهم، أي طليعتهم. اللسان-

عنه: «إن ركبوا بنات شحّاج [1] ، وقادوا بنات أعوج [2] ، وأصبحوا ببلدة وأمسوا بأخرى، طال أمرهم» . وهو الذي قال لمّا طمع فيه عبد الملك للجفوة التي حدثت بينه وبين مصعب وجرّد إليه رسولا فقال للرسول: «أبلغ صاحبك أنّه إن لم يغزنا لم نغزه، وإن أتانا لم نقاتله» ، فعندها قوي عبد الملك في نفسه. ومما يدلّ على تواضعه وحسن نيّته، وعلى أنّه يعمّ بالرأي ولا يخصّ، ممّا رووا من شأن الرجل الذي قال له: ما يمنعك يا أبا بحر من دخول المقصورة [3] ؟ قال: فأنت ما يمنعك من ذلك؟ قال: لا أترك! قال: فلذلك لا أدخلها. وتكلّم النّاس عند معاوية في توكيد بيعة يزيد والأحنف ساكت، فقال معاوية: لم لا تتكلم يا أبا بحر؟ قال: «أخافك إن صدقتك، وأخاف

_ - (بغى 83- 84) . وفي الأصل: «بغيه» والوجه ما أثبت. وفي كتاب البغال (2: 228 من رسائل الجاحظ) : «ولمّا خرج قطريّ بن الفجاءة، أحبّ أن يجمع إلى رأيه رأى غيره، فدس إليه الأحنف بن قيس رجلا ليجري ذكره في مجلسه ويحفظ عنه ما يقول، فلما فعل قال الأحنف» ثم ساق القول التالي. [1] بنات شحّاج، هي البغال. والشحيج: صوت البغل، وبعض أصوات الحمار. وفي كتاب البغال: «بنات صهّال» . [2] أعوج: فرس مشهور، كان لكندة، فأخذته بنو سليم في بعض أيامهم، فصار لبني هلال. وليس في العرب فحل أشهر ولا أكثر نسلا منه. وبدله في كتاب البغال: «وركبوا بنات النهّاق» . [3] المقصورة: الدار الواسعة المحصّنة للرجل، لا يدخلها غيره، والحجلة، وهى شيء كالقبة وموضع يزين بالثياب. وفي المعارف 241 أنّ أوّل من اتخذ المقصورة في المسجد معاوية.

الله إن كذبتك [1] » . وأطرى رجل من قريش يزيد بن معاوية عند معاوية، فلمّا خرج الناس أقبل على الأحنف فقال: إنّي والله وإن قلت الذي قلت رغبة أو رهبة فإنّه ما علمت للّذي، وإنّ ابنه ما علمت للّذي.. قال الأحنف: «إنّ ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها» . وشهد مصعبا يوما وهو يوبّخ رجلا ويقرّعه ويقول: أبلغني عنك الثّقة كذا، وأبلغني عنك الثّقة كذا [2] . فقال الأحنف: «كلّا أيها الأمير، إنّ الثّقة لا يبلّغ» . هذا الذي كتبت لك قليل من كثير، ولم نرد الإخبار عن بلاغة لسانه، ولا عن كثرة معرفته، وإنّما أردت أن تعرف حسن نيّته. وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقّاص: «يا سعد سعد بني وهيب [3] . إنّ الله إذا أحبّ عبدا حبّبه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله

_ [1] الخبر بصورة أوسع في الكامل 30 ليبسك. وبعض الفقرة الأولى في البيان 1: 211 والثانية في 2: 149. [2] في عيون الأخبار 2: 20 عاتب مصعب بن الزبير الأحنف بن قيس على شيء بلغه عنه، فاعتذر إليه الأحنف من ذلك ودفعه، فقال مصعب: أخبرني بذلك الثقة. والخبر كذلك على هذا الوجه في العقد 2: 333. [3] في الأصل: «وهب» تحريف. وهو سعد بن مالك بن أهيب- ويقال وهيب- ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أحد العشرة المبشّرين وآخرهم موتا، وهو كذلك أحد الستة أهل الشورى. ولاه عمر الكوفة، ثم ولاه عثمان، ثم عزله الوليد بن عقبة، وتوفي بالمدينة سنة 55. الإصابة 3187، وجمهرة ابن حزم 129.

بمنزلتك من الناس، واعلم أنّ ما لك عند الله مثل ما لله عندك [1] » . فنحن نظنّ أنّ هذه المنزلة التي صارت للأحنف في قلوب الناس لمنزلة الإسلام من قلبه. وهو الذي لمّا دخل في الوفد على مسيلمة الكذّاب فخرج من عنده، قال له بعض رؤساء القوم: كيف رأيته؟ قال: والله ما هو بنبيّ صادق، ولا متنبّىء حاذق [2] . وهو الذي لما وفد على عمر وتنازعوا الكلام عنده أمسك، حتّى كان عمر هو المستنطق له الكلام، وخصّ بالكلام عمر، وذكروا شأن أنفسهم، وتكلّم الأحنف عمّن غاب من مجلسهم، فتكلّم في مصلحة البلاد والعباد. وسنذكر فقرا من كلامه في كتاب البيان والتّبيان [3] إن شاء الله. وبالله التوفيق.

_ [1] الخبر في البيان 1: 261 وهو بصورة أطول في رسالة نفي التشبيه من رسائل الجاحظ 1: 295. [2] الخبر كذلك في أمالي المرتضى 1: 292. ولكن في محاضرات الراغب 2: 188: «قيل للأحنف وكان ممن زفّ سجاح إلى مسيلمة: ما وجدته؟ قال: ما هو بنبيّ صادق، ولا متنبىء حاذق. وفيها يقول: أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا » والخبر بصورة أخرى في البيان 2: 87- 88. [3] هذه التسمية لم أجدها في غير هذا الموضع. والمعروف: «التبيين» و «التبين» كما أشرت إلى ذلك في مقدمة البيان. وهذا النص هنا دليل على سبق كتاب البرصان لكتاب البيان..

ومن العرجان ثم من الملوك

ومن العرجان ثم من الملوك يزدجرد بن شهريار بن شيرويه بن كسرى برواز [1] وطىء بخراسان، أيام خرج من العراق، امرأة فولدت ابنا مخدجا [2] ذاهب الشّقّ. وكان عرج يزدجرد من قبل نقصان كان بوركه. وقيل لجدّه: إنّه سيكون ذهاب ملككم على رأس غلام أعرج ناقص الورك! فعزم على قتله، حتّى صرفته عن ذلك شيرين [3] . قال أبو عبد الرحمن [4] : كان أنوشيروان أعور، وكان يزدجرد أعرج، والحارث الملك الأصغر الغسانيّ أعرج [5] ، وكان جذيمة بن مالك

_ [1] هو الملك الثلاثون من الملوك الساسانية، وهو آخر ملوك الفرس. وقد ساق نسبه ابن حزم أنه يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان إلى آخر النسب. الجمهرة 511، والتنبيه والإشراف 90. ونحوه في الطبري 2: 217- 218 حيث ذكر قصة النقص الذي في أحد وركيه. وفي الطبري 4: 293 أنّ يزجرد وطىء امرأة بمرو فولدت له غلاما «ذاهب الشق» ، وذلك بعد ما قتل يزدجرد، فسمّي «المخدج» . كما ذكر أنّ مقتل يزدجرد كان سنة 31 من الهجرة. ولعل ما وقع هنا من زيادة «شيرويه» في نسبه أنّ يزدجرد كان أحيانا ينسب إلى جدّته التي تبنّته، وهي «شيرين» لا «شيرويه» . وشيرين هذه هي بنت كسرى أبرويز. الطبرى 4: 300. [2] المخدج، بفتح الدال: الناقص الخلق الذي ولد لغير تمام الأيام، وقد يطلق على الذي ولد لغير تمام الأيام وإن كان تام الخلق. ومثله الخديج. [3] هي جدّته شيرين التي سبقت الإشارة إليها. وفي الأصل: «سيرين» ، تحريف. [4] أبو عبد الرحمن هو الهيثم بن عدي المترجم في حواشي ص 31. [5] كذا يذكره الجاحظ هنا أنّه الأعرج. وانظر ما سبق من تحقيق في ص 171.

ومن العرجان

الوضّاح أبرص [1] . وعمي صصّه أبو داهر بن صصّة [2] ملك الهند، قبل أن يموت بسنة. وكان يزيد بن عبد الملك أفقم. وكان هشام أحول. وكان مروان الحمار أشقر أزرق. وكان النّعمان بن المنذر أحمر العين أحمر اللّون. ولم يكن في أصحابنا مذ هلك أبو العبّاس إلى ملك المتوكّل إلّا سليم الجوارح نقيّ من الأبن [3] صحيح الأعضاء، جميل المنظر، بهيّ الرّواء. فأمّا الصّلع فإنّه انقطع بعد مروان بن الحكم، فلم يكن في ملوكهم ولا في خلفائنا أصلع إلى يومنا هذا.. ومن العرجان سلمان بن ربيعة الباهلي [4] وهو سلمان الخيل،

_ [1] هو جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران الأزدي، ملك الحيرة الذي قتلته الزباء. وفي الأصل: «جذيمة بن عبد الملك» ، وهو تحريف عجيب، صوابه ما أثبت من المعارف 241، 279، والجمهرة 379، والعمدة 2: 178. [2] داهر بن صصّة، ملك الهند أو ملك السند كما في الطبري 6: 442، وابن الأثير 2: 516. وكان الحجاج بن يوسف، قد أرسل إليه جيشا على رأسه محمد بن القاسم الثقفي فقتله سنة 90. وفي الأصل: «زاهر» ، صوابه ما أثبت، وفي القاموس (دهر) : «وداهر كهاجر: ملك للدّيبل، قتله محمد بن القاسم الثقفي» . [3] الأبن: جمع أبنه، بالضم، وهي العيب. وفي الأصل: «نقيا من الأبن» . [4] سلمان بن ربيعة بن يزيد الباهلي، ذكره البخاري في الصحابة. قال ابن منده: لا يصحّ. وكان من القادة القضاة، استقضاه عمر على الكوفة، ثم ولى غزو أرمينية في زمن عثمان. واستشهد قبل الثلاثين أو بعدها. لكن الطبري يسجل مصرعه سنة 60. وانظر الحيوان 1: 92، والإصابة 3347، والمعارف 191، 243، وتهذيب التهذيب.

كان أبصر النّاس بعتق دابّة، وأبصرهم بإقراف وهجنة [1] ، وأعلمهم بخارجيّ وعريق، وتميم وبقير [2] ، ويعرف السّابق من المصلّي. قالوا: وكان ابن أقيصر [3] على مثاله يحتذي، وإيّاه يحكي. وفي قبره وقبر قتيبة بن مسلم يقول شاعرهم [4] : إنّ لنا قبرين قبر بلنجر ... وقبر بصين استان يا لك من قبر [5] فإمّا الذي بالصّين عمّت فتوحه ... وسلمان يستسقى به سبل القطر [6]

_ [1] الإقراف: ما كان من قبل الفحل، والهجنة: ما كانت من قبل الأم. وانظر صورة من معرفة سلمان للخيل في المعاني الكبير 128، وعيون الأخبار 1: 155. [2] التميم: التام الخلق الذي استوفي أيام حمله. والبقير: الذي يولد في ماسكة أو سلى، لأنه يشقّ عن ذلك. [3] ابن أقيصر: أحد البصراء بالخيل، وهو أحد بني أسد بن خزيمة، واسمه عمر بن محمد بن أقيصر السلمي، كما في مجالس ثعلب 501. وانظر أمالي الزجاجي 4 والقالي 2: 251 والبيان 2: 116 وعيون الأخبار 1: 154. [4] هو عبد الرحمن بن جمانة الباهلي، كما في معجم البلدان (بلنجر) . وفي المعارف 191 أنه أبو جمانة الباهلي. [5] بلنجر، بفتحتين: مدينة ببلاد الخزر. و «استان» بمعنى الموضع والناحية. [6] في المعجم والمعارف: «فهذا الذي بالصين» . والذي بالصين هو قتيبة بن مسلم الباهلي. وفي المعارف: «قال أبو اليقظان: «قبر قتيبة بفرغانة، فجعله الشاعر من الصين» . وفيها أيضا: «وقتل سلمان ببلنجر من أرض الترك في خلافه عثمان. ويقال إن بلنجر من أرمينية. ويقال إن عظامه عند أهل بلنجر في تابوت، إذا احتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا» . ونحوه في معجم البلدان. وفي الأصل: «يستسقى بها» ، صوابه ما أثبت. وفي المعارف: «وهذا الذي بالترك يسقى به القطر» . وفي المعجم: «وهذا الذي يسقى به سبل القطر» .

وكان على المقاسم [1] ، وأوّل من قضى لعمر بن الخطاب على الكوفة. قالوا: جلس للنّاس شهرين، فلمّا لم يتقدّم إليه خصمان، لصلاح الزّمان واصطلاح الناس، طوى بساطه، وحمد الله على ذلك. وله أخبار وأحاديث. قالوا: وكانت دار سلمان بن ربيعة لسعيد بن قيس الهمدانيّ [2] ، حتّى رحل سلمان إلى عمر بن الخطّاب فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي رجل أعرج، ولا قوّة لي على المشي إلى المسجد. فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص: أن أقطعه أقرب المواضع إلى المسجد. وكلّم سعد سعيد بن قيس فقال له: يا أبا عبد الرحمن، هذا رجل زمن، فتحوّل عن دارك وأعطيك مثلها. فتحوّل عنها سعيد ونزلها سلمان، ووفي له سعد بالذي قاله. قالوا: وكان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب والي الكوفة [3] ، وكان أعرج وكان على شرطه القعقاع بن سويد المنقري،

_ [1] يراد بها قسمة الزكاة والصدقات للأصناف الثمانية، وكذلك قسمة الفيء والغنيمة. [2] هو سعيد بن قيس بن مرة الهمداني، من فرسان العرب وأجوادهم. وكان ذا خاصة عند على كرم الله وجهه، وشهد معه صفين، وكان قد أمّره على همدان ومن معهم من حمير. انظر أخباره في وقعة صفين لنصر بن مزاحم. وكان علي عليه السلام قد أهدر دم حارثه بن بدر الغداني فكان قيس شفيعا له عنده، فعفا عنه. وفي ذلك يقول حارثة (الأغاني 21: 65) : الله يجزي سعيد الخير نافلة ... أعني سعيد بن قيس قرم همدان أنقذني من شفا غبراء مظلمة ... لولا شفاعته ألبست أكفاني وفي الأصل: «لسعد بن قيس» تحريف. وانظر ما سيأتي. [3] كان واليا عليها من قبل عمر بن عبد العزيز وذلك سنة 99 كما في الطبري 6: 554. وله معه قصة طريفة في البيان 2: 280، والوزراء للجهشياري 55. وقد استمرت ولايته على الكوفة إلى سنة 102، كما في الطبري.

وكان أعرج، وكان على كتابته سلمان بن كيسان، وكان أعرج، فكان صاحب الشّرطة يخرج وهو يخمع، ثم يخرج الأمير وهو يخمع، ثم يخرج الكاتب وهو يخمع وكان الحكم بن عبدل الشّاعر أعرج، فرآهم يوما وخاطب نفسه فقال [1] : ألق العصا ودع التّخادج والتمس ... عملا فهذي دولة العرجان [2] لأميرنا وأمير شرطتنا معا ... يا قومنا لكليهما رجلان [3] لم أر الشعر دلّ على عرج الأمير، وصاحب الشّرطة، وعلى عرج الحكم الشاعر. وفي حديث الهيثم زيادة أعرجين: أحدهما ابن أبي موسى [4] ، والآخر سليمان بن كيسان. وهذا عندي عجب. وكان الحكم بن عبدل قد خافه الناس وهابته الأمراء بعد هجائه

_ [1] الخبر بروايات أخر في البيان 3: 76، والحيوان 6: 485، وعيون الأخبار 4: 67، والأغاني 2: 145 وشرح المقامات للشريشي 318. [2] في الحيوان: «ودع التعارج» ، وفي البيان والشريشي: «ودع التخامع» ، وفي عيون الأخبار: «ودع التناوش» . [3] في الحيوان فقط: «فأميرنا» . وبعد البيت في المراجع السالفة فيما عدا عيون الأخبار: فإذا يكون أميرنا ووزيرنا ... وأنا فإنّ الرابع الشيطان [4] ابن أبي موسى، هو بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. واسم أبي بردة عامر، واسم أبي موسى عبد الله. كان بلال أمير البصرة وقاضيها. ومات في حبس يوسف ابن عمر. تهذيب التهذيب والمعارف 174. وانظر البيان 1: 330 حيث ذكر خبر ساقه. وفيه يقول ذو الرمة (ديوانه 353، والخزانة 1: 450) : إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر

ومن العرجان ثم من العبيد الشعراء

لمحمد بن حسّان، فكان بعد ذلك لا يغشى أبوابهم، ولكنه كان يكتب على عصاه حاجته ويبعث بها مع غلامه، فيدخل الحاجب العصا وتقضى حاجته، والناس والشّعراء محجوبون. فلمّا رأى يحيى بن نوفل، وحمزة ابن بيض، وابن حسرج [1] ما صنع الحاجب بعصا الحكم وهو بمزجر الكلب، قال يحيى بن نوفل: عصا حكم في الدّار أوّل داخل ... ونحن لدى الأبواب نقصى ونحجب [2] . ومن العرجان ثم من العبيد الشّعراء وممن يعدّ في الحدب والعرج «ذو الرّكبة العوجاء» وأظنّه السائل المثري وهو الذي يقول فيه الشاعر في قصيدته التي ذكر فيها شعر العبيد- وقد ذكرنا هذه (في كتاب الصّرحاء والهجناء) . وإيّاه يعني في قوله: وفي درك والعبد ذكوان والذي ... أناخ على بشر بقاصمة الظّهر [3] وعبد بني الحسحاس والشّيخ مورق ... وذي الرّكبة العوجاء والسّائل المثري فذو الرّكبة الذي يقول:

_ [1] كذا ورد هذا العلم في الأصل. [2] بعده في الأغاني والشريشي: وكانت عصا موسى لفرعون آية ... وهذي لعمر الله أدهى وأعجب تطاع فلا تعصى ويحذر سخطها ... ويرغب في المرضاة منها ويرهب [3] أناخ، وردت في الأصل مهملة النقط.

سخر الغواني أن رأين مويهنا ... كالنو أكلف شاحبا منهوك [1] ورأى البيوت فجاء يأمل خيرها ... بيدي جريّ فغلبه وسلوك [2] والركبتان مفارق رأساهما ... والظّهر أحدب والمعاش ركيك سئم الحياة ولاح في أعطافه ... قشف الفقير وذلّة المملوك مثل البلية برّحت بحياته ... جوف البطون قليلة التّبريك [3] يقول: أنا راعي ضأن والضأن آكل شيء وأدومه رغبة وأكلا، وهي لا تبرك كبروك الإبل فيستريح الرّاعي. ولغلظ مؤونتها على الراعي قالوا: «أحمق من راعي ضأن ثمانين [4] » . لأنه يتعايا بها وتغلبه، فيعجز عنها. والنّعجة موصوفة بشدّة الأكل ودوامه، وهي آكل من الكبش. والرّمكة آكل من البرذون [5] . وقيل لأعرابيّ: أيّ الدوابّ آكل؟ قال: برذونة رغوث [6] . فإذا كانت البرذونة آكل الدوابّ فعلى حساب ذلك يزيد أكلها إذا أرضعت.

_ [1] كذا ورد هذا العجز، وسيأتي في الورقة ص 405 «كالذئب أطلس شاحب منهوك» . [2] الكلمتان الأوليان من العجز مهملتا النقط، ولعل وجههما ما أثبت. والجرى: الخادم. ولم تتضح قراءة الكلمة الثالثة. [3] الجوف: جمع أجوف وجوفاء، وهو الواسع الجوف. ومنه قول حسان: حار بن كعب ألا أحلام تزجركم ... عنّا وأنتم من الجوف الجماخير [4] الحيوان 5: 488، والبيان 1: 248. وانظر ما فيهما من الحواشي. [5] الرمكة: الأنثى من البراذين. والبرذون من الخيل: ما كان من غير نتاج العراب. [6] الرّغوث: المرضعة. والخبر في الحيوان 1: 114، والبيان 3: 212 والبغال (رسائل الجاحظ 2: 340) .

ومن العرجان

ويقال إنّه لو جمع أكل المرأة من غدوة إلى اللّيل لكان أكثر من غداء الرجل وعشائه. هكذا يحكون في أكثر النّساء. وهي تمضغ من غدوة إلى اللّيل. وكذلك الحجر والفرس [1] . ومن العرجان معاذ بن جبل [2] قالوا: وكان معاذ أمّة [3] ، وكان يشبه إبراهيم خليل الرحمن، ولم يكن في السّلف أحسن جردة [4] ولا أنعم بدنا من معاذ، وسهل بن حنيف [5] . وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «آمن كلّ شيء من معاذ حتّى خاتمه» . وكان يعدّ من الزّهّاد السّتّة، وقد شهد المشاهد، وولي للنبّي الولايات، وقبض الصّدقات وتعليم الناس الإسلام، وتدريسهم القرآن وهو ابن أقلّ من عشرين سنة. وكان عند رسول الله وجيها، وفي عيون المسلمين عظيما.

_ [1] الحجر، بالكسر: الفرس الأنثى، لم يدخلوا فيه الهاء لأنه اسم لا يشركها فيه المذكر. والجمع أحجار، وحجور، وحجورة. [2] أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي الخزرجي: صحابي جليل، وهو أحد من جمع القرآن على عهد الرسول شهد بدرا، وهو ابن إحدى وعشرين، وأمرّه الرسول على اليمن وكتب إلى أهلها: «إني بعثت لكم خير أهلي» . وقدم من اليمن في خلافة أبي بكر. وتوفي بطاعون عمواس في فلسطين سنة 17. الإصابة 8032، والمعارف 111 والجمهرة 342، 358، وصفة الصفوة 1: 195- 201. [3] الأمّة: العالم، والرجل الجامع للخير، والذي لا نظير له. [4] الجردة، بالضم، والمتجرّد بفتح الراء المشددة: المتعرّي. [5] أبو سعد، وأبو عبد الله سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة ابن الحارث الأوسي، شهد بدرا وثبت يوم أحد، وشهد الخندق والمشاهد كلها، واستخلفه عليّ على البصرة بعد الجمل، ثم شهد معه صفّين. ومات سنة 38. الإصابة 3520، والمعارف 126، والجمهرة 336.

وقال الهيثم: أنبأنا أبو الهذيل [1] سعيد بن عبيد الطائي في إسناد له قال: بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم معاذ بن جبل إلى اليمن فنزل في حيّ منهم وقال: لا تروني أصنع شيئا إلّا صنعتم مثله. وكان به عرج فكان إذا صلّى قدّم إحدى رجليه. قال: فلمّا صلّوا لم يبق منهم أحد إلا قدّم إحدى رجليه قال: فلما انصرفوا قال لهم: إنّما فعلت هذا من عرج، فلا تفعلوا مثل هذا. وزعموا أنّه صلّى إلى قرب شجرة فكان غصن منها قد أضرّ بإحدى عينيه، فتناوله فكسره، فلم يبق أحد ممّن خلفه إلا تقدّم إلى الشّجرة فكسر منها غصنا. قالوا: ولمّا قدم معاذ على النبي عليه السلام ومعه أصحابه الذي قدم بهم سجدوا للنبي عليه السلام. وكانوا يرون ذلك من صنيع العامّة تعظيما للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فقال النبي: «اسجدوا لربّكم، وأكرموا أخاكم. ولو أمرت أحدا يسجد لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها [2] » . وكان أبو عبدان المخلّع مولى بلعنبر واسمه مرثد، وكان أطيب

_ [1] في الأصل: «ابن الهذيل» تحريف. وهو أبو الهذيل سعيد بن عبيد الطائي الكوفي. روى عن أخيه عقبة، وبشير بن يسار، وسعيد بن جبير وغيرهم. وعنه: الثوري، وابن المبارك، ووكيع وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب. [2] رواه الترمذي عن أبي هريرة، وأحمد عن معاذ، والحاكم عن بريدة، وأبو داود عن قيس بن سعد. الجامع الصغير الحديث 7481، 7482. والتكملة من هذه المراجع.

الناس شعرا، وكان صعتريّا [1] صاحب نيزكيّة وتخلّع [2] ، وكان يتشالّ [3] ، وإذا تكلم عقّف أصابعه. فلم يزل يتكلّف ذلك حتّى صار مخلّعا بالحقّ، وصار أسوأ حالا من الأشلّ. وكان في صغره خيّاطا فصار في حال لا يستطيع أن يملك نفسه ولا يمسك إبرة بيده. وهو الذي يقول: الدّين أدناني وما كنت بالدّني ... وأدنى من الدّين الذي لديات وهو الذي يقول في أبيات له فاحشة [4] يذكر فيها الغلمان: وكل نكس بالكشخ معترف ... أصبح نحوي مؤاجرا دربا [5]

_ [1] الصّعتريّ: الشاطر الذي أعيا أهله خبثا؛ عراقية. وقال الأزهري: رجل صعتري، إذا كان فتّى كريما شجاعا. والمراد هنا هو المعنى الأول. [2] النيزكية: مصدر صناعي لم تفسره المعاجم، وهو مأخوذ من النيزك، وهو الرمح القصير. وقالوا رجل نزك، كصرد: طعّان في الناس، والنّزاك، كشدّاد: الذي يعيب الناس ويطعن عليهم. والتخلع: التفكك في المشية، وأن يهزّ يديه ومنكبيه إذا مشى. [3] يتشال: يتصنع الشلل. [4] في الأصل: «فحشة» . [5] النكس، بكسر النون: الرجل الضعيف، أو المقصّر عن غاية النجدة والكرم، فهو نعت سوء. وفي الأصل: «نكش» بالشين المعجمة. والكشخ: فعل الكشخان، وهو الديّوث. وقد وردت كلمة «الكشخ» في كتاب القيان من رسائل الجاحظ 2: 180. والكشخان دخيل في كلام العرب، وقال في اللسان: «الكشخنة مولّدة ليست عربية» . وفيه أيضا: «يقال لا تكشخ فلانا» بشين مكسورة. وفي القاموس: «وكشّخه تكشيخا وكشخنه: قال له يا كشخان» . والمعترف: المعروف، يقال اعترفت فلانا، أي عرفته. والمؤاجر، بكسر الجيم وفتحها: الذي يبيح نفسه بالأجر، وأصله في المرأة. واللفظة عباسية يقصد بها من يستأجره اللاطة. انظر كنايات الجرجاني 120 س 11، وأخبار أبي نواس لابن منظور 9، 49، والحيوان 3: 26. والدّرب: الذي اعتاد أمرا ودرب به. والبيت شديد التحريف في الأصل على هذا الوجه:-

صار له حاضبا فواحزنا ... لو عزّ هذا التّمير ما حضبا [1] ومثله ما خبّرني به أبو عبّاد النّميري، واسم أبي عبّاد مروان [2] ، قال: كنت وأنا غلام أشتهي الصّعتريّة والمواثبة، والتّكاتف والتّشالّ [3] ، وتعقيف الأصابع إذا تكلّمت، فصرت والله كأنّي أفرغت في ذلك القالب إفراغا، فلمّا عقلت احتجت إلى أن أستوي فما أجابتني الطبيعة، ولا أجابتني تلك الجوارح إلّا بشدّة الاستكراه، وبقيت والله خنصر أصابعي ما تنبسط إلّا بأن أمدّها، ومتى تركتها عادت معقّفة. وأبو عبّاد هو الذي يقول لمّا وجّهه بعض العمّال في السّعاية، وحفظ البيدر وما فيه [4] ، فقال: كنت بازا أضرب الكر ... كيّ والطّير العظاما [5]

_ - وكل نكش بالكشح مغترف ... أصبح نحوى مواجرا ذربا [1] كذا وردت «حاضبا» بعلامة الإهمال تحت الحاء. يقال حضب النار، إذا خبت فألقى عليها الحطب لتتّقد. [2] هو أبو عباد مروان الكاتب، كاتب أحمد بن أبي خالد، أحد ولاة المأمون. وقد أورد الجاحظ له أخبارا وأقوالا طريفة وأشعارا في الحيوان 2: 193، 337، 338/5: 140، 288، 599، 600، والبيان 2: 41، 91. [3] يراد بالتكاتف هنا التخلع الذي سبقت الإشارة إليه. والتشالّ: تصنع الشلل، كما سبق. [4] الخبر مفصل في الحيوان 5: 599 وفيه أنه أتى باب بعض العمال، يسأله شيئا من عمل السلطان، فبعثه إلى أستقانا، فسرقوا كلّ شيء في البيدر وهو لا يشعر، فعاتبه في ذلك، فكتب إليه أبو عباد هذا الشعر التالي. والخبر كذلك مع تشويه في محاضرات الراغب: 1: 87. [5] في الأصل: «بازى» ، صوابه في الحيوان.

فتقنّصت بي الصّع ... وفأوهنت القدامي [1] وإذا ما أرسل البا ... زي على الصّعو تعامى وكان يتمثّل في ذلك بقول الفرزدق حين بعثوه يرعى الغنم فضيّعها وعاث فيها الذّئب، فقال عند ذلك في أبيات له، وهو أوّل شعر قاله [2] : وما كنت مضياعا ولكنّ همّتي ... سوى الرّعي مفطوما وإذ أنا يافع [3] أبيت أسوم النّفس كلّ عظيمة ... إذا وطؤت بالمكثرين المضاجع [4] وقد كان أبو عبّاد أراد قول أبي النّجم في صفة الراعي: يميس بين الغانيات الجهّل [5] ... كالصّقر يجفو عن طراد الدّخّل [6]

_ [1] التقنص: الصيد والقنص. والصعو: طائر أصغر من العصفور أحمر الرأس. والقدامى: القوادم، وهي ريشات أربع في مقدم الجناح. وفي الأصل: «القواما» ، صوابه من الحيوان. والبيت ساقط من محاضرات الراغب. [2] في ديوان الفرزدق 512: «وكان الفرزدق يرعى على أمه غلاما، فأغار الذئب عليه فأخذ كبشا، فلما راح إليها لامته. وهي من أول شعر قاله» . [3] البيتان، هما نهاية أبيات ثمانية في ديوانه. [4] في شرح الديوان: «وطؤت المضاجع: لانت ومهّدت، من النّعمة والترفيه» . وفي الأصل هنا: «وطأت» ، صوابه من الديوان. [5] هذا الشطر في الحيوان 5: 599، والطرائف الأدبية 70. يقول: هو لا يحسن مغازلة الغوانى ولا يعبأ بهن لجفائه. وهو نحو قوله في هذه الأرجوزة اللامية أيضا: صلب العصا جاف عن التغزّل ورواية الحيوان والطرائف: «يمر بين الغانيات» . وإنّما نعتهنّ بالجهل ليرى أنهنّ في موقع الإغراء والاستمالة. [6] هذا الشطر في الحيوان والطرائف الأدبية وجمهرة ابن دريد 2: 275/3: 351-

وقد وصف عبيد الرّاعي [1] ، كيف تتحوّل صورة الراعي وتتبدّل خلقته، وكذلك كلّ صناعة فهي تصوّر صاحبها على ما يشاكلها. ألا ترى أنّ الحائك يعرف بصدرته وتفحّج رجليه [2] ، ولا يكون أبدا إلّا وجلد بطنه أسود وقد ذكر خلف بن خليفة [بذلك] [3] وقال عبيد الرّاعي: ترى وجهه قد شاب في غير لحية ... وذا لبدة تحت العصابة أنزعا [4] ترى كعبه قد كان كعبين مرّة ... وتحسبه قد عاش حولا مكنّعا [5]

_ - والمعاني الكبير 286. والدخّل، كسكّر: طير صغار أمثال العصافير تأوي الشجر الملتف، وهي أنواع كثيرة كلها غرّيد. [1] هو عبيد بن حصين (بتصغيرهما) بن معاوية بن جندل بن قطن بن ربيعة بن عبد الله بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة. لقب بالراعي لكثرة وصفه الإبل والرّعاء في شعره، أو لبيت قاله، وهو: لها أمرها حتى إذا ما تبوّأت ... لأخفافها مرعى تبوّأ مضجعا الشعراء 415- 418، وابن سلام 250، والمؤتلف 122 والأغاني 20: 168- 173، والخزانة 1: 502- 504، والسمط 50. [2] التفحج: انفراج ما بين الرجلين، والصدرة، بالضم: الصدار، وهو ما يلبس فوق الصدر. وفي الأصل: «بصورته» . وانظر ما سيأتي في الشعر. [3] تكملة يفتقر إليها الكلام، وإلا كان إقحاما. وانظر الحيوان 3: 248. حيث رمي إبراهيم النّظام بأنه أسود البطن، أي إنه من أبناء الحاكة. أما خلف بن خليفة فهو شاعر إسلامي مجيد محسن مقل، كان في زمن جرير والفرزدق، وكان يقال له «الأقطع» لأنه قطعت يده لسرقة اتهم بها، كما في شرح التبريزي للحماسة 4: 279. وقد كانت له أصابع من جلود، كما في الشعراء 714. وفيه يقول الفرزدق: هو اللص وابن اللص لا لص مثله ... لنقب جدار أو لطرّ الدراهم [4] اللبدة هنا: الشعر المتلبّد بعضه على بعض. وفي الأصل: «لبد» . والأنزع: الذي انحسر مقدم شعر رأسه عن جانبي الجبهة. [5] كان هنا بمعنى صار، كما في قوله تعالى (فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا) ، وقول ابن أحمر:-

وقال يزيد بن مفرّغ ما يؤكّد قولنا ويفسّره قال: يقولون: أوس شاعر فاحذرنّه ... وما أنا إن لم أهج أوسا بشاعر [1] رأيت لأوس خلقة فشنيتها ... لهازم حرّاث وتقطيع جازر [2] وقال الآخر: وصفت بجهدي وجه حفص وخلقه ... فما قلت فيه واحدا من ثمانيه لهازم أكّار وخلقة كافر ... وتقطيع كشخان ورأس ابن زانيه [3] ولحية قوّاد وعينا مخنّق ... وجبهة مأبون يناك علانيه [4]

_ بتيهاء قفر والمطي كأنها ... قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها وكأنه يعني تفلّق كعبه. والمكنع: المقفّع الأصابع مع يبس وتقبض. والبيت لم يرد في ان الراعي. وأنشده أبو عبيد البكري في سمط اللآلىء 969. [1] البيت وتاليه مما فات جامعي ديوان يزيد بن مفزع. ولم أجد في أخبار يزيد بن مفزّع ما يلقي ضوءا على أوس هذا. [2] كذا وردت «فشنيتها» بالتسهيل مع الضبط الكامل. يقال شنأ الشيء وشنئه أيضا: أبغضه. واللهزمة: عظمة ناتئة في اللحى تحت الأذنين، وهما لهزمتان، والتقطيع: واحد التقاطيع، وهو قدّ الإنسان وقامته. [3] اللهزمة سبق تفسيرها. والأكار: الحراث. والكافر: الزراع يكفر البذر بالتراب ويغطّيه. ومنه في الكتاب العزيز: (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ) في بعض التفسيرات. والكشخان: الديّوث. وانظر ما سبق في حواشي ص [4] في الأصل: «وعيني مخنق» .

وراحة صبّاغ وصدرة حائك ... ومرفق سقط ردّ في الرّحم ثانيه [1] وممن هجي بالخلقة وليس بشيء اجتلبه، جعفر بن يحيى، قال أبو نواس في جعفر بن يحيى: قالوا: امتدحت فماذا اعتضت قلت لهم ... خرق النّعال وإخلاق السّراويل [2] قالوا: فسمّ لنا هذا، فقلت لهم ... أو وصفه يعدل التّفسير في القيل [3] ذاك الوزير الذي طالت علاوته ... كأنّه ناظر في السّيف بالطّول [4] وقال أبو نواس فيه أيضا [5] :

_ [1] الصدرة، سبق تفسيرها. والمرفق، كمسجد ومنبر: موصل الذراع في العضد. والسقط: الجنين يسقط من بطن أمه قبل تمامه، يقال بكسر السين وضمها وفتحها، الذكر والأنثى فيه سواء. [2] في ديوان أبي نواس 173: «وإبلاء السراويل» . [3] في الديوان: «وصفي له يعدل التصريح في القيل» . والقيل: القول. [4] العلاوة، بالكسر: أعلى الرأس، أو أعلى العنق، وما في البيت من تشبيه يعد غاية في الندرة والبراعة. وقال الجاحظ تعليقا على هذا البيت الذي أنشده وحده في البيان 3: 356: «ذكروا أن جعفر بن يحيى كان أول من عرّض الجربّانات، لطول عنقه» . وهو لبنته وطوقه. [5] هذه الأبيات في ديوانه 173، والحيوان 1: 238، 263، والبيان 3: 354، وعيون الأخبار 1: 273، والشعراء 814.

هرثمة بن النضر الختلي [5]

عجبت لهارون الخليفة ما الذي ... يؤمّله من جعفر خلقة السّلق [1] قفا خلف وجه قد أطيل كأنّه ... قفا ملك يقضي الهموم على بثق [2] وأعظم زهوا من ذباب على خرا ... وألأم من كلب عقور على عرق [3] أرى جعفرا يزداد بخلا ورقّة ... إذا زاده الرحمن في سعة الرزق ولو جاء غير البخل من عند جعفر ... لما وضعوه النّاس إلّا على حمق [4] . ومن العرجان: هرثمة بن النّضر الختّليّ [5] وما رأيت أحدا قطّ

_ [1] السلق، بالكسر: الذئب، والأنثي سلقة، والجمع سلقان وسلقان بضم السين وكسرها. ويروى: «لهارون الإمام وما الذي يروى ويرجو فيك» . وفي الديوان: «لهارون الإمام وما الذي يود ويرجو فيك» . [2] يروى: «مالك» ، و «يقصي الهموم» ، و «يقضي الحقوق» . والبثق، بفتح الباء وكسرها: منبعث الماء. [3] في الأصل: «وألم» تحريف. والرواية في جميع المراجع المتقدمة: «وأبخل» . والعرق، بالفتح: العظم بلحمه، فإذا أكل لحمه فهو عراق كغراب، أو كلاهما لكليهما. [4] وضعوه الناس، جاء به على لغة أكلوني البراغيث. وفي البيان: «إلّا على الحمق» . [5] الختّلي، نسبة إلى ختّل، بضم الخاء المعجمة وتشديد التاء المفتوحة، وهي كورة على تخوم الهند، نسب إليها جماعة من أهل العلم كما في معجم ياقوت والأنساب للسمعاني. وفيها يقول المرادي: عدّ من ختّل فختّل أرض ... عرفت بالدّواب لا بالناس وفي الأصل: «الجبلي» ، تحريف.-

يمشي وهو أعرج إلّا وقد كان هرثمة أقبح مشيا منه. وذكروا أنّه كان على ظهر الفرس يعطي يوم الرّوع حقّه من الطّعان. قال العمريّ [1] : كان عمر بن الخطاب يمسك أذنه اليسرى بإصبعه اليمنى، ثم يثب على ظهر الفرس كأنّما خلق هنالك [2] . وكان يقول: «اقطعوا الرّكب [3] ، وانزوا على الخيل، وتمعددوا واخشوشنوا [4] » . وكان يقول: «إيّاكم والسّمنة فإنّها عقلة، وامشوا حفاة فإنّكم لا تدرون متى تكون الجولة [5] » .

_ - وفي الطبري 9: 77 في حوادث 223 أنّ هرثمة هذا كان واليا على المراغة، وكان في عداد من سمّاه العباس بن المأمون أنّه من أصحابه، فكتب المعتصم في حمله في الحديد، فتكلم فيه الأفشين واستوهبه من المعتصم فوهبه له، فكتب الأفشين كتابا إلى هرثمة يعلمه بذلك، وأنه قد ولّاه البلد الذي يصل إليه الكتاب فيه، فورد به الدّينور عند العشاء مقيّدا، فطرح في الخان وهو موثق في الحديد، فوافاه الكتاب في جنح الليل، فأصبح وهو والي الدينور. [1] العمريّ هذا هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري، أحد الفقهاء السبعة، وكان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة، وشرفا، وحفظا وإتقانا. توفي سنة 147. تهذيب التهذيب. وفي البيان 3: 24: «قال الأصمعي: قال العمري» . وفي عيون الأخبار 1: 132- 133 «وقال العمري» . [2] في البيان: «يأخذ بيده اليمني أذن فرسه اليسرى، ثم يجمع جراميزه ويثب فكأنما خلق على ظهر فرسه» . وفي عيون الأخبار: «يأخذ بيده اليمنى أذنه اليمنى، وبيده اليسرى أذن فرسه اليسرى ثم يجمع جراميزه» .. إلخ. [3] الرّكب، بضمتين: جمع ركاب، وركاب السرج: ما توضع فيه رجل الراكب. [4] الخبر برواية أخرى في البيان 3: 24، وثالثة في عيون الأخبار 1: 132. وتمعددوا، أي تشبهوا بعيش معدّ بن عدنان، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش. وبدله في عيون الأخبار: «وعليكم بالمعدّية، أو قال العربية» . [5] في البيان: «متى تكون الجفلة» . الجفلة: الهرب والانقلاع.

أبو مالك الأعرج الشاعر [3]

قال: وجمع الوليد بن يزيد جراميزه [1] ووثب من الأرض على ظهر فرسه كأنّه لم يزل فوقه، ثم أقبل على ابن هشام [2] وكان الوليد وليّ عهد هشام فقال: أبوك يحسن مثل هذا؟ قال: لأبي مائة عبد كلّهم يحسن مثل هذا. قالوا: ولم يكن من ولد العبّاس إلى يومنا هذا خليفة إلّا وهو فارس صبور على شدّة الركض، وعلى طول السّرى. ومن العرجان: أبو مالك الأعرج الشاعر [3] وهو الذي عناه اليزيديّ [4] بقوله:

_ [1] الجراميز: جملة البدن، الجسد والأعضاء. [2] في البيان: «على مسلمة بن هشام» . [3] هو أبو مالك النضر بن أبي النضر التميمي. نشأ بالبادية ووفد على الرشيد ومدحه فأحمد مذهبه، ولحظته عنايته من الفضل بن يحيى فبلغ ما أحب. الأغاني 19: 150- 151، وفيه أيضا: أن عامل ديار مضر خرج إلى ناحية كانت فيها طوائف من تميم فقصدهم وهم غارّون، فأخذ منهم جماعة فيهم أبو النضر أبو أبي مالك الأعرج، فطلبه فيمن طلب من الجناة الذين قطعوا الطريق على بعض القوافل، وطمع في ماله، فضربه ضربا أتى فيه على نفسه، فبلغ ذلك أبا مالك فقال يرثيه، من قصيدة طويلة أولها: فيم يلحي علي بكائي العذول ... والذي نابني فظيع جليل [4] هو أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي، يهجو عنان جارية النّاطفى، وأبا ثعلب الأعرج، الشاعر، وهو كليب بن أبي الغول كما في اللسان (أير 98) لكن في الحيوان 6: 486 مانصه: «وكان من العرجان الشعراء أبو ثعلب، وهو كليب بن أبي الغول. ومنهم: أبو مالك الأعرج، وفي أحدهما يقول اليزيدى» . وأنشد البيت التالى وبيتين بعده. واليزيدي هذا مقرىء لغوي بصري سكن بغداد، وحدث عن أبي عمرو والخليل. وكان قد أدب أولاد يزيد-

لعمري لئن كان الأعيرج آرها ... فما الناس إلّا آير ومئير [1] وأبو مالك الذي يقول: تلوّط دهرا ثم عاد بدبره ... فيا لك من دبر يردّ المظالما [2] ومن العرجان المجاهيل [3] ما حدّث به أبو الحسن [4] عن أبي الوليد [5] قال: بينما عمر بن الخطاب جالسا إذ أقبل أعرج يقود ناقة تظلع حتّى

_ - ابن منصور الحميري فنسب إليه. وكان المأمون يعجب به ويستشيره في العلم. مات بخراسان سنة 202 عن أربع وسبعين سنة. إنباه الرواة 4: 25- 33 وفيه مراجع ترجمته وافية بقلم محققه العلامة محمد أبو الفضل إبراهيم. [1] في اللسان: «ولا غرو أن كان الأعيرج آرها» . وقبل البيت في الحيوان واللسان وحواشي ابن بري، وحواشي معجم المرزباني 355: وبالبغلة الشهباء رقة حافر ... وصاحبنا ماضي الجنان جسور [2] تلوّط: عمل عمل قوم لوط، كما في القاموس. ومثله لاط ولاوط، كما في اللسان والقاموس معا. [3] ذكر ابن حبيب في كتاب من نسب إلى أمه من الشعراء (نوادر المخطوطات 1: 88) أنه حميد بن طاعة السكوني. لكن في المؤتلف والمختلف للآمدي 67 أنه ابن برّاقة السكوني. [4] أبو الحسن، على بن محمد المدائني الأخباري المتوفي سنة 224. لسان الميزان وابن النديم 147- 152. [5] هو أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب الليثي، كان أخباريا علامة نسّابة. روى عن هشام بن عروة، وابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان. وعنه شبابة، ومحمد بن سلام الجمحي، وحوثرة بن أشرس، وغيرهم. وكان يضع الحديث بالمدينة، وابن شوكر يضعه في السّند. وتوفي قبل مالك بن أنس بسنة، أي سنة 178. تاريخ بغداد 5845، ولسان الميزان، وابن النديم 133، وحواشي الحيوان 6: 61.

وقف عليه فقال: إنّك مسترعى وإنّا رعيّة ... وإنّك مدعوّ بسيماك يا عمر [1] أرى يوم شرّ شرّه متفاقم ... وقد حمّلتك اليوم أحسابها مضر [2] فقال عمر: لا حول ولا قوة إلا بالله! وشكا عرج رجله وظلع ناقته، فقبض عمر الناقة وحمله على جمل وزوّده، ثم خرج عمر حاجّا في عقب ذلك، فبيناه يسير إذ لحق راكبا وهو يقول [3] : ما رأينا مثلك يا ابن الخطّاب ... بعد النبيّ صاحب الكتاب أبّر بالأدني وبالأحباب فنخسه عمر بمخصرة معه. وفي بني النّضير عرجان وحولان، فلذلك قال خفاف بن ندبة

_ [1] في المؤتلف: «وإنك مسترعي وإنا رعية، فإنّك» . [2] في كتاب ابن حبيب: لدى يوم شرّ شرّه لشراره ... وخير لمن كانت معائشه الخير وفي المؤتلف: لدى يوم حقّ شرّه لشراره ... وخير لمن كانت معيشته الخير [3] في كتاب ابن حبيب أن القائل هو حميد بن طاعة السكوني أيضا.

السّلميّ [1] في تعيير الرّبيع بن أبي الحقيق [2] : فسوف ترى إن ردّت الأوس حلفها ... وزالت، وأحساب الرّجال تزيّل [3] ولاقيتها شهباء تخطر بالقنا ... وسعية يدعى وسطها والسّموّل [4] وأبصرتها وسط البيوت كأنّها ... إذا برقت في عارض الصّبح أعبل [5]

_ [1] هو ممن نسب إلى أمّه من الشعراء. وندبة أمه، وهي بضم النون وفتحها أيضا. وأبوه عمير بن الحارث. وخفاف: شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وشهد حنينا والطائف، وبقي إلى زمان عمر. الإصابة 3269، والخزانه 2: 472- 473، والمؤتلف 108، وتحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه للفيروز آبادي في نوادر المخطوطات 1: 104. [2] الربيع بن أبي الحقيق، بهيئة التصغير، عده ابن سلام 237 في طبقة شعراء يهود. وذكر أبو الفرج في الأغاني 21: 61- 62 أنه كان أحد الرؤساء في يوم بعاث، وكان حليفا للخزرج هو وقومه، وروى إجازة شعرية بينه وبين النابغة الذبياني في سوق بني قينقاع، وساق جملة من أشعاره كان يتمثل ببعضها أبان بن عثمان بن عفان. [3] تزيّل، أي تتزيّل وتتحوّل. [4] كتيبة شهباء، بيضاء، لما فيها من بياض السلاح والحديد. يخطر فرسانها بالقنا، أي يهزّون الرماح، إعجابا بأنفسهم متعرّضين للطعان، أو يتمايلون ويمشون مشية المعجب. وسعية هذا بفتح السين المهملة وقبل آخره ياء مثناة تحتية، هو سعية بن العريض، على هيئة التصغير. وهو أخو السموءل بن عريض بن عاديا، الذي يقال له السموءل بن عاديا، يدرجون «عريضا» في سياق النسب. وكلاهما شاعر يهودي. والسموءل هو المشهور بالوفاء. وفي الأصل: «شعبة» تحريف. وانظر ما كتبنا في الأصمعيات 82 من تحقيق. والسّموّل: تخفيف السّموءل. وفي كامل ابن الأثير 1: 681 في يوم بعاث ما نصه: «ثم إن الأوس وجدت مسّ السلاح فولّوا منهزمين نحو العريض» . والعريض هذا هو والد سعيه والعريض السالف الذكر. [5] عارض الصّبح: ما يعترض منه في الأفق، كما يقال للسحاب الذي يعترض في الأفق-

وغودر وسط القوم لمّا اصطففتم ... ثلاثة رهط: أعرجان وأحول قالوا: وكذلك يقال في بارق [1] ، إنّ الأعمي والأعرج فيهم كثير، ولذلك قال جرير [2] : أكسحت باستك للفخار وبارق ... شيخان: أعمى مقعد وكسير [3]

_ - عارص. والأعبل والعبلاء: حجارة بيض. وأنشد الأزهري في صفة ذئب: يبرق نابه كالأعبل التهذيب 2: 409، واللسان (عبل 447) . وقال أبو كبير الهذلي: صديان أخذى الطرف في ملمومة ... لون السحاب بها كلون الأعبل شرح السكري 1078، واللسان (عبل) . وأنشد في اللسان أيضا: والضرب في أقبال ملمومة ... كأنّما لأنها الأعبل وجاء في الأصل هنا: «في عارض الصبح أعيل» ، صوابه ما أثبت. [1] بارق هو سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقيا بن عمرو ماء السماء بن حارثة الغطريف. الجمهرة 367، 473، 484. [2] في الأصل: «حيه» ، صوابه ما أثبت. والبيت التالي من قصيدة طويلة لجرير في ديوانه 300- 303 يهجو فيها سراقة بن مرداس البارقي الأصغر. قال في المؤتلف 134 شاعر مشهور خبيث، قال يهجو جريرا في قصيدة أولها: لمن الديار كأنّهن سطور قلت: وعجز هذا البيت في ديوان سراقة 48: قفر عفته روايس ودهور وفي هذه القصيدة حملة على بشر بن مروان الذي كان قد أغرى سراقة بهجاء جرير السالف الذكر. [3] البيت في ديوان جرير 303، وابن سلام 379، والأغاني 7: 42. كسح باسته: زحف كأنه يكسح الأرض، أي يكنسها. وفي الأصل: «كسحتك استك» ، صوابه من الديوان-

وقال الصّحيح للأعرج: ذكرت الاعوجاج فمدحته وقلت: ليس الشأن في الاستقامة والاعوجاج، وإنّما مدار الأمر على المصالح. ونحن نجد جميع أعضاء الجسم إذا دخله الاعوجاج فسد، كما يقال للرّجل أعرج، وأفحج، وأفلح [1] ، وأجدع، وأفدع [2] ، وأقعد [3] ، وأحنف وأصدف [4] ومثل خامع وظالع [5] . وفي الظهر: مثل أحدب وأزور [6] ، وأبزخ وأقعس [7] ، ومثل

_ - وابن سلام. وفي الأغاني: «وكسحت باستك» . والكسير: المكسور الرجل، وكذلك الأنثى بغير هاء. والجمع كسرى وكسارى بفتح الكاف فيهما. وانفرد الديوان برواية: «مقعد وضرير» . [1] الأفلح: الذي في شفته السّفلى شقّ، فإذا كان ذلك في العليا فهو أعلم. [2] الفدع: اعوجاج الرسغ من اليد أو الرجل، حتّى تنقلب الكفّ أو القدم إلى إنسيّها، أو ارتفاع أخمص القدم، أو اعوجاج المفاصل. [3] الأقعد من القعد، وهو أن يكون بوظيف البعير تطامن واسترخاء. [4] الأحنف: الذي اعوجت قدمه إلى الداخل. والصّدف: إقبال إحدي الركبتين على الأخري عند المشي. [5] الخامع، من الخماع، وهو شبه العرج وفي الأصل: «جامع» تحريف. والظالع: الذي يغمز في مشيه. [6] الأزور: الذي اعوج زوره، وهو الصدر أو وسطه أو أعلاه. ويقال كلب أزور قد استدق جوشن صدره وخرج كلكله، كأنّه قد عصر جانباه. [7] البزخ: خروج الصدر ودخول الظهر. والقعس مثله، وهما نقيضا الحدب.

أجنف [1] ، وأعرج وأعصل [2] ، وأشدف [3] ، وأعتب [4] ، وأجنأ [5] . وفي الفم: ملعم [6] وأضجم [7] ، وأفقم، وأشغى [8] . وفي العين: أشتر [9] وأحول وأقبل [10] .

_ [1] الأجنف هنا بالجيم، من الجنف، وهو دخول أحد شقّي الصدر وانهضامه، مع اعتدال الآخر. [2] الأعصل: المعوج الساقين. [3] الأشدف: الأعسر، والفرس المائل في أحد شقيه. والشّدف كذلك التواء رأس البعير. وفي الأصل: «أسدف» . [4] في الأصل «أعقب» ، تحريف، وإنما هي أعتب. والأعتب، من العتب والعتّبان، وهو الظلع، والمشي على ثلاث قوائم من عقل أو عقر، كأنه يقفز قفرا. وكذلك الإنسان إذا وثب برجل واحدة ورفع الأخرى. انظر اللسان والقاموس. [5] الأجنأ: الذي أشرف كاهله على صدره. وكتب في الأصل: «أجني» . [6] كذا وردت هذه الكلمة، ولم أهتد إلى صوابها. [7] الضجم: عوج في الفم وميل في الشدق، وقد يكون عوجا في الشفة والذقن والعنق إلى أحد شقيه. وفي الأصل: «أصحم» . [8] الفقم في الفم: أن تتقدم الثنايا السفلي فلا تقع عليها العليا إذا ضمّ الرجل فاه. والشغا: اختلاف نبتة الأسنان بالطول والقصر والدخول والخروج. وفي الأصل: «أشفى» بالفاء. [9] الشتر: انقلاب الجفن من أعلى وأسفل وتشنجه، أو استرخاء أسفله. [10] القبل: إقبال السواد على الأنف، أو إقبال إحدي الحدقتين على الأخرى، أو إقبالها على عرض الأنف، أو على المحجر، أو على الحاجب.

وفي الأذن: أخذى [1] وأدفى [2] وأبدّ [3] . وفي الضّرع والثدي: الحضون [4] والشّطور [5] . وفي اليد: المكنّع، والمقفّع [6] . وقد قالت امرأة [7] في صفة ساق شيخ: عجبت للشيخ إذا ما اجلخّا ... وسال غربا عينه ولخّا [8]

_ [1] الأخذى: الذي استرخت أذنه من أصلها وانكسرت مقبلة على الوجه، ويكون الخذي في الناس والخيل والحمر خلقة أو حدثا. وفي الأصل: «أحذى» بالحاء المهملة، تحريف. وانظر خيل أبي عبيدة 18 وحلية الفرسان 105. [2] الأدفي، بالدال والفاء كما في الأصل: الذي أقبلت إحدى أذنيه على الأخرى حتى تكاد أطرافهما تماسّ في انحدار قبل الجبهة ولا تنتصب، وهي شديدة في ذلك. انظر اللسان (دفا) ، والمخصص 1: 86، والخيل لابي عبيدة 18. [3] في حلية الفرسان 105: «فإن كانتا- إي الأذنان- مائلتين على خديه كهيئة آذان الحمير فذلك البدد. والفرس منه أبدّ» . وهذا نص نادر إذ لم أجده في المعاجم المتداولة بهذا المعنى. [4] الحضون، بالضاد المعجمة: التي أحد خلفيها أو ثدييها أكبر من الآخر، أو التي ذهب أحد طبييها. وفي الأصل: «الحصون» بالصاد المهملة، تحريف. [5] الشطور بفتح الشين المعجمة: هي من الغنم التي يبس أحد خلفيها، ومن الإبل التي يبس خلفان من أخلافها لانّ لها أربعة أخلاف. فإن يبس ثلاثة فهو تلوث. وفي الأصل: «السطور» ، تحريف. [6] المكنع: الذي تشنّجت يده. والمقفّع: الذي يبست يده وتقبضت. [7] في الأصل: «مرة» بمعنى المرأة، وهي صحيحة، لكن الجاحظ لا يقولها. [8] الأشطار في أمالي الزجاجي 121، ومجالس ثعلب 451، والخزانة 3: 104، واللسان (دخخ) . وقد نقل البغدادي نسبة الرجز إلى العجاج، وليس في ديوانه. والشطران الأولان في اللسان (جلخ، لخخ) . واجلخّ: ضعف وفتر عظامه وأعضاؤه. وغربا العين: مسيلا-

وصار أكلا دائما وشخّا [1] ... تحت رواق البيت يغشى الدّخّا [2] وقال بعض الشيوخ في انحناء ظهره: لما رأت في ظهري انحناء ... والمشي بعد قعس إجناء [3] أجلت وكان حبّها إجلاء ... وجعلت ثلثي غبوقي ماء [4] ثم تقول من بعيد هاء [5] ... دحرجة إن شئت أو إلقاء [6] ثم تمنّى أن يكون داء [7] ... لا جعل الله لها شفاء وقال حميد بن مالك الأرقط [8] ، يصف أنوف ضيفانه بأنها

_ - الدمع. ويروى: «واطلخّ ماء عينه» . لخّت العين: كثرت دموعها وغلظت أجفانها، أو رمدت. [1] في الأصل: «وصارا دائما» وتصحيحه وإكماله في ضوء المراجع المتقدمة. وفي أمالي الزجاجي: «وكان أكلا كله» . وفي أمالي ثعلب والخزانة: «وكان أكلا قاعدا» . شخ الشيخ ببوله: لم يقدر أن يحبسه فغلبه. [2] الدخ، بالضم: الدخان. قال الزجاجي: يقول: يغشي التنّور فيقول أطعموني: [3] الرجز في أمالي الزجاجي 186. والقعس: خروج الصدر ودخول الظهر، نقيض الحدب. والإجناء: الإكباب. وفي الأصل: «إجياء» صوابه في الأمالي. [4] في أمالي الزجاجي: «نصف غبوقي. والغبوق: الشرب بالعشي، وخصّ به بعضهم اللبن المشروب. أراد أنها مزجت له اللبن استهانة به» . [5] هاء، بالفتح: كلمة تستعمل عند المناولة. [6] هذا الشطر والشطر بعده والشطر السابق لهما في مجالس ثعلب 146 بهذه الصورة: دحرجة إن شئت أو إلقايا ... ثم تقول من بعيد هايا ثم تعود بعد ذاك دايا شاهدا لقلب الهمزة ياء. [7] تمنى، أي تتمني هي، فحذف إحدى التاءين. [8] حميد بن مالك بن ربعي بن مخاشن بن قيس بن نضلة التميمي، الملقّب بالأرقط-

حجن، والأحجن والأعوج سواء: ومزمّلين على الأقتاب بزّهم ... حقائب وعباء فيه تفنين [1] مقدّمين أنوفا في غطائهم ... حجنا ألا جدّعت تلك العرانين [2] وقال الهذلي [3] : ولو سمعوا منه دعاء يروعهم ... إذا لأتته الخيل أعينها قبل [4] وقال بشامة بن الغدير [5] في صفة ناقته: توقّر شازرة طرفها ... إذا ما ثنيت إليها الجديلا [6] بعين كعين مفيض القداح ... إذا ما أفاض إليها الحويلا [7]

_ - لآثار كانت بوجهة. وهو شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية معاصر للحجّاج، مادح له. الخزانة 2: 454، ومعجم الأدباء 11: 13. وانظر سمط اللآلى 649. [1] المزمل: الملفّف بالثياب. والبز: متاع البيت من الثياب خاصة. والعباء: جمع عباءة. والتفنين: التخليط، يقال ثوب فيه تفنين، إذا كانت فيه طرائق ليست من جنسه. [2] في الأصل: «لا جدعت» ، والوجه ما أثبت. [3] هو أبو خراش. ديوان الهذليين 2: 165، وشرح السكري 1237. [4] قبل: جمع أقبل، وقد مضى تفسيره. وقبل البيت: دعا قومه لما استحلّ حرامه ... ومن دونهم عرض الأعقّة فالرمل [5] بشامة بن الغدير- واسمه عمرو- بن هلال بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد ابن ذبيان، شاعر محسن مقدم، وهو خال زهير بن أبي سلمي. انظر المفضليات 55 والمؤتلف والمختلف 66، 163، والخزانة 3: 515. [6] توقّر: تتوقر بوقار تنظر بوقار ورزانة. شازرة طرفها: تنظر بمؤخر العين على غير استواء. وفي الأصل: «شاردة» ، تحريف. صوابه في المفضليات 57. والجديل: الزمام. [7] مفيض القداح: الذي يقلّب قداح الميسر ويدفعها ليظهر الرابح. والحويل: الاحتيال.-

وقال سويد بن صامت [1] ، يذكر ما كان في قريظة والنّضير من الحولان والرّمصان، والحدب: قل لليهوديّ إنّ اللّؤم حالفكم ... من قبل عاد فأخفوا الشّخص واقتصدوا [2] حول ورمص لئام في مجالسهم ... منهم خنازير أهل الأرض والقرد [3] وأحدب الظّهر ما ترجى مروءته ... مشوّة الخلق في أطرافه أود [4] وأنشد أبو الرّدينيّ العكلي [5] في الأعصل والمعوجّ:

_ - وفي المفضليات: «إذا ما رأغ يريد الحويلا» . [1] سويد بن الصامت بن حارثة بن عدي الخزرجي الأنصاري. كان شاعرا محسنا كثير الحكم في شعره، وكان قومه يدعونه الكامل. ذكره ابن حجر في الإصابة 3592 وروى أنه شهد أحدا. وفي الاستيعاب 2: 677: قال أبو عمر: أنا شاك في إسلام سويد بن الصامت، كما شكّ فيه غيري ممن ألف في هذا الشأن قبلي. وفي سمط اللآلىء 361: «وزعم قومه أنه أسلم ومات قبل الهجرة وهو شيخ كبير» . [2] في الأصل: «خالفكم» ، تحريف، فإن الشعر هجاء. [3] الرمص: جمع أرمص ورمصاء، والرمص: صغر العين ولزوقها. والقرد، بكسر ففتح: جمع قرد، أثبته صاحب القاموس، ولم يذكر في جموعه في اللسان. كما يقال قردة بالتاء، وقردة بالتاء وبفتح فكسر، وأقراد وقرود. [4] الأود: الاعوجاج. [5] أبو الرديني العكلي، هو الدّلهم بن شهاب، أحد بني عوف بن كنانة، من عكل وكان يهاجي عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير أحد شعراء الدولة العباسية. الأغاني 20: 183 والحيوان 5: 159/6: 343، والخزانة 3: 105.

يا صاحبيّ حمّلاه ما حمل ... ولا تخافا جفوتي ولا بخل إني على بطء قيامي وكسل ... ودقّة فيّ وشيء من عصل أذبّ عن عرضي وأودي بالجمل [1] وذكروا أنّ أخوين من أهل اليمامة أو من بعض بلاد النّخل، كان أحدهما صاحب إبل والآخر صاحب نخل، فقال صاحب الإبل يفخر على صاحب النخل وكان أحدهما، فلما أراد الزّراية على الفسيل وتهجين شأنها بأنّها مقيمة، لا تبرح ولا تمشي ولا تتصرّف، جعلها عرجا فقال: ألهاك عن سوق المخاض الثّبج [2] ... وندّها لغائط ملتجّ [3] أحوى كلون اللّيل مزمهجّ [4] ... تنبيت أولاء الأشاء العرج [5] مجنّبات كسبايا الزّنج [6]

_ [1] في الأصل: «بالحمل» . [2] الثّبج: جمع أثبج وثبجاء، وهو العظيم الجوف. [3] ندّ البعير يندّ ندودا: شرد ومضى على وجهه. والغائظ: المتسع من الأرض. والملتجّ: الشديد الخضرة. ويقال التجّت الأرض: اجتمع نباتها وطال وكثر. [4] كلأ مزمهج: أنيق ناضر كثير، كما في التكملة 1: 445، والقاموس. وفي الأصل: «مزمئج» بالهمز، تحريف. [5] يقال نبّت الزرع والشجر تنبيتا، إذا غرسه وزرعه. وفي الأصل: «تنبت» تحريف. وأولاء، بمد الهمزة: لغة في أولاء، نص عليها السيوطي في الهمع 1: 75 س 24. ونصه: «وبناء آخره على الضم لغة حكاها قطرب، وكذا إشباع الهمزة أوله في أولاء وأولئك، حكاهما قطرب» . وفي الأصل: «أولا» ، جريا على الكناية القديمة. والأشاء: صغار النخل، واحدتها أشاءة بالفتح. [6] مجنبات، من التجنيب، وأصله في الفرس: انحناء وتوتير في رجله. وفي اللسان (جنب) : «قال الأصمعي: التجنيب بالجيم في الرجلين، والتحنيب بالحاء في الصلب-

الطائي [5]

فردّ عليه صاحب النّخل فقال: إنّي وجدت النفس في حياضها ... والجدول العاسل من فراضها [1] خيرا من القعدان واعتضاضها [2] ... ونزوات القلب من أمراضها كوم الذّرى لم تئن في إباضها [3] ... ولم تحوّط خشية ارفضاضها [4] . ومن العرجان: الطائيّ [5] وخطب امرأة فشكت إلى جاراتها وقالت أيخطبني أعرج؟! فقال:

_ - واليدين» ، وهو من الفروق اللغوية الصادقة. [1] العاسل: الذي حركته الريح فاضطرب. وأنشد في اللسان: حوضا كأنّ ماءه إذا عسل ... من نافض الرّيح رويزيّ سمل والفراض ككتاب: فوّهة النهر، قال لبيد: تجري خزائنه على من نابه ... جرى الفرات على فراض الجدول [2] القعدان، بالكسر: جمع قعود، ومن الإبل ما أمكن أن يركب، وأدناه أن تكون له سنتان، ثم هو قعود إلى أن يثني فيدخل في السنة السادسة. وفي الأصل: «القعدا» ووجهة ما أثبت. والاعتضاض، من قولهم: عضضت بمالى عضوضا وعضاضة: لزمته، يقال إنّه لعضّ مال. [3] كوم الذرى: مرتفعة الأعالي، يعني النخيل هنا. والإباض: حبل يشد رسغ يده إلى عضده. وفي الأصل: «لم يبن فمن إباضها» ، تحريف. وأنشد في اللسان للفقعسىّ: أكلف لم يثن يديه آبض يقول إنّ نخله المرتفعة الأعالي لا تحتاج إلى أن تؤبض بالإباض كما يصنع بالإبل. [4] الارفضاض: التفرق. يقول: ليست نخلي بحاجة إلى أن تحوّط كما يفعل بالإبل خشية تفرّقها وشرودها. [5] يعني الأعرج المعنى الطائى، وهو عدي بن عمرو بن سويد بن زبّان بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن. وهو شاعر مخضرم جاهلي إسلامي. الإصابة 6409، 3713، ومعجم المرزباني 351. وانظر البيان 1: 246- 247.

تشكو إلى جاراتها وتعيبني ... فقالت معاذ الله أنكح ذا الرّجل فكم من صحيح لو يوازن بيننا ... لكنّا سواء، أو لمال به حملي [1] والأعرج الطائيّ هو الذي يقول: لقد علم الأقوام أن قد فررتم ... ولم تظهروها للمعاشر أوّلا [2] فكونوا كداعي كرّة بعد فرّة ... ألا ربّ من قد فرّ ثمّت أقبلا فإن أنتم لم تفعلوا فتبدّلوا ... بكلّ سنان معشر الغوث مغزلا [3] وبالدّرع ذات الفرج درجا وعيبة ... وبالتّرس مرآة، وبالسّيف مكحلا [4] وأعطوهم حكم الصبيّ بأهله ... وإنّي لأرجو أن تقولوا بأنّ لا [5]

_ [1] الحمل، بالكسر: ما يحمل. وفي الأصل: «ولمال به» ، والوجه ما أثبت. [2] في الأصل: «قد قدرتم» ، وكذا في أصل البيان 1: 247 صوابه من حماسة البحتري 47 في باب ذم الفرار. وفي حماسة البحتري: «ولم تبتدوها للمعاشر» . وفي البيان: «ولم تبدءوهم بالمظالم» . [3] هم بنو الغوث بن طيء بن أدد. الجمهرة 400. وجعل ابن قتيبة في المعارف 47 الغوث وطيئا أخوين. [4] لم يروه الجاحظ في البيان. وفي حماسة البحتري: «ذات السرد» . والدّرج بالضم: سفيط صغير تدّخر فيه المرأة طيبها وأداتها. والمكحل: بكسر الميم: الميل تكحل به العين. [5] في كل من البيان والحماسة: «أن يقولوا بأن لا» .

ومن العرجان الأشراف وأصحاب الولايات

وحكم الصّبيان مضروب به المثل. وقال الآخر: ولا تحكما حكم الصّبّي فإنّه ... كثير على ظهر الطّريق مجاهله [1] . ومن العرجان الأشراف وأصحاب الولايات الحكم بن أيّوب الثّقفي [2] ولّاه الحجّاج البصرة، ثلاث مرّات، فلما كان أيام يزيد بن المهلّب وصالح بن عبد الرحمن قتل في العذاب [3] . ومن العرجان: محمد بن ثابت، مولى نصير [4] أتلف الناس

_ [1] أنشده كذلك في البيان 1: 247 وانظر الحيوان 3: 470. [2] هو الحكم بن أيوب بن الحكم بن أبي عقيل، وهو زوج ابنة الحجاج، ولّاه إمارة البصرة سنة 75 وعلى يديه كان مصرع شبيب الخارجي سنة 77. ولما استعصت البصرة على الحجاج سنة 81 وأراد عبد الله بن عامر أن يقطع الجسر دونه رشاه الحكم مائة ألف، فكف عن ذلك، ودخل الحجاج البصرة. انظر الطبري 6: 209، 279، 340، 341، والحيوان 1: 20. وانظر خبر زواجه وهو شيخ كبير بزينب ابنة الحجاج، في الأغاني 6: 27. [3] جاء في حوادث الطبري سنة 96. وفي هذه السنة عزل سليمان بن عبد الملك يزيد بن أبي مسلم عن العراق، وأمر عليه يزيد بن المهلب، وجعل صالح بن عبد الرحمن على الخراج، وأمره أن يقتل آل أبي عقيل ويبسط عليهم العذاب ... وأخذ صالح آل أبي عقيل فكان يعذّبهم، وكان يلي عذابهم عبد الملك بن المهلب. وبذلك نستطيع أن نحدد وفاة الحكم بن أبي أيوب بن الحكم بن أبي عقيل بسنة 96 انظر الطبري 6: 506. [4] هو نصير الوصيف أو الخادم، كان من وصفاء المهدي سنة 159. وكان له دور في مبايعة الهادي إذ كان أمر البريد إليه سنة 169 ثم اختفى سلطانه إلى سنة 202 إذ كان ممن قام بأمر البيعة لإبراهيم بن المهدي. الطبري 8: 117، 179، 187، 557. وفي كتاب الوزراء للجهشياري 167 أن نصيرا هذا كان مولى لهارون الرشيد على دواب البريد، فأنفذه هارون إلى الهادي بخبر وفاة المهدي وأنفذ معه القضيب والبردة والخاتم.

لدرهم، وأبصرهم بكل شكل وزيّ ولباس، وفرشة [1] ، ومركب وأداة، ومن لم يرقطّ متنزّها [2] . وأحمد بن خلف البريديّ [3] لم ير نزهة قطّ. وكلّ ذي رجلين في الأرض وكلّ ذي أربع إذا قطعت واحدة أو انكسرت واحدة فإنّه يمشي على الأخرى شيئا قليلا كان أو كثيرا، وإن كان ذلك على التحامل والوثوب على رجل واحدة أو على ثلاث، إلّا النعامة من بين جميع الخلق؛ فإنّ الظليم متى انكسرت إحدى رجليه لم يبرح مكانه أبدا مات أو عاش [4] . وأنشدنا ابن الأعرابيّ أو بعض إخواني من النحويّين الثّقات، لبعض الأعراب يخاطب امرأة في جفائها بأخيه، وكان اسم أخيه زحنة [5] :

_ [1] الفرشة، بالكسر: اسم هيئة من الفرس. وفي الأصل: «فرسه» تحريف. [2] في الأصل: «فيه متنزها» . والتنزه: الخروج إلى البساتين والخضر والرياض. والجاحظ يريد أن يقول: إن جمال داره وما حشد فيها من متاع واستمتاع كفاه مؤنة طلب المتعة في التنزه. [3] كذا وردت في الأصل بالباء، وهي من النسب المعروفة. [4] الحيوان 5: 218، والمعاني الكبير 335، وعيون الأخبار 2: 85، والعقد 6: 237. [5] لم تنقط هذه الكلمة في الأصل، وأثبت ما في مجالس العلماء 97، وطبقات الزبيدي 153، وإنباه الرواة 3: 120، ومعجم الأدباء 18: 115. وفي القاموس في تفسير «الزحنة» أنها بالضم منعطف الوادي، وابن عبد الله قاتل الضحاك بن قيس يوم المرج. وانفرد الثعالبي في ثمار القلوب 444 بأنه «دحية» .

أزحنه عنّي تطردين تبدّدت ... بلحمك طير طرن كلّ مطير [1] قفي لا تزلي زلّة ليس بعدها ... جبور وزلّات النساء كثير [2] فإنّي وإيّاه كرجلي نعامة ... على كلّ حال من غنى وفقير [3]

_ [1] في الأصل: «ففي» ، صوابه في المراجع السالفة الذكر. تبددت: تفرقت. والمعنى: كثر نزول الطير على هذه المرأة لتطعم من لحمها ثم تتفرق في جهات شتى. تمنى لها القتل. [2] الجبور: إصلاح العظم الكسير. يقال جبره جبرا وجبورا، فانجبر، واجتبر، وتجبّر. وفي هذا البيت إقواء. [3] روى هذا البيت وحده ابن قتيبة في المعاني 335، وعيون الأخبار 2: 85 برواية: «على ما بنا من ذي غنى وفقير» فيهما. وهذه لا قول فيها. وقد أثار العلماء القول في أسلوب رواية «على كل حال من غني وفقير» ، وعللوا صحته بأن المصادر والأسماء يستعمل كل منهما موضع الآخر فالفقير بمعنى الفقر. وقال ابن قتيبة في تفسيره: «ابن الأعرابي: كل طائر إذا كسرت إحدى رجليه أو قطعت تحامل على الأخرى خلا النعام، فإنه متى كسرت إحدى رجليه جثم ولم يتحامل بواحدة. فأخبر أنه وأخاه كذلك، إذا أصاب أحدهما شي بطل الآخر» ..

باب ذكر العرج [1] إذا عم أهل البيت

باب ذكر العرج [1] إذا عمّ أهل البيت وجرى القوم منه على عرق أو غير ذلك من العلل والآفات [بنو الحدّاء] كان بنو الحدّاء عرجا، وكانت أرجلهم معوجّة شديدة الاعوجاج، فقال بشر بن أبي خازم: لله درّ بني الحدّاء من نفر ... وكلّ جار على جيرانه كلب [2] إذا غدوا وعصيّ الطّلح أرجلهم ... كما تنصّب وسط البيعة الصّلب [3] قال الأصمعي: عصيّ الطّلح وأغصانه أشدّ الأغصان اعوجاجا، فوصف أرجلهم بها. ومن ذلك قول البطين [4] لرجل من بني تغلب: موقّع الوجه قليل الصّفح ... له كلام كعصيّ الطّلح [5] لأنّه كان معوجّ الكلام، مخرجه على غير الاستقامة.

_ [1] في الأصل: «وذكر العرج» ، وإنما هو عنوان من عنوانات الكتاب. [2] البيتان في الحيوان 1: 316/6: 484، والبيان 3: 75، وملحق ديوان بشر بن أبي خازم 227 عنهما. وفي الأصل، «بني الحذاء» بالذال المعجمة في الشعر والكلام الذي قبله، تحريف. والكلب، المراد به الملحّ على رعاية جاره الغاضب له، والمحامي عنه. [3] البيعة، بالكسر: متعبّد النصارى. [4] انظر تحقيق اسمه وترجمته في حواشي الحيوان 6: 57. [5] في الأصل: «كعصاة الطلح» وأثبت تصحيحه بما وجدت في حواشي المخطوطة من تصحيح ناسخها بقلمه.

وأنشدني أبو الرّديني العكلي [1] : فتى كان يعلو مفرق الحقّ قيله ... إذا الخطباء الصّيد غضّل قيلها [2] يقول: إذا اعوج كلام الناس وزلّ عن الطريق علا كلامه مفرق الحق. وبينا بيان سمعان [3] في غرفة بالمدائن من أصحابه، وهو يخبرهم بما يكون من الملاحم، ومرّ به رجل أعور سكّير فقال: نعم والله لا تنقضي الفتنة حتّى يملك هذا الأعور أعنّة الخيل، إذ [4] أشرف رجل منهم فرأى رجلا على الباب في زيّ السّلطان، وكان الرجل رسول صاحب الخراج إلى ربّ الدار، ولم يكن رسول السّلطان إليهم، فقال المشرف: أتيتم!

_ [1] سبقت ترجمته ص 346. [2] الصيد: جمع أصيد، وهو الذي يرفع رأسه كبرا. والقيل: القول. عضل تعضيلا: صعب وعسر، من قولهم: عضّلت الحامل وأعضلت، إذا صعب خروج ولدها. والبيت في البيان 1: 131. [3] بيان بفتح الباء والياء الخفيفة. وسمعان بكسر السين. وهو بيان بن سمعان التميمي، من الغلاة المارقين، زعم أنه هو المذكور في القرآن: (هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) ، وكان يزعم أنه يعرف الاسم الأعظم، وأنّه يهزم به العساكر. وقد ظهر في زمن خالد بن عبد الله القسري، ورفع خبره إليه زمان ولايته على العراق، فاحتال على بيان حتّى ظفر به وأحرقه، وذلك في سنة 119. الفرق بين الفرق 228، وتاريخ الطبري 7: 129، ولسان الميزان 2: 69. وقيل إنّه صلبه هو والمغيرة بن سعيد العجلي، كما في عيون الأخبار 2: 148 حيث أنشد قول الشاعر: طال التجاوز من بيان واقفا ... ومن المغيرة عند جذع العاشر وقد أفضت القول فيه في معجمي (معجم الفرق الإسلامية المخطوط) . [4] في الأصل: «إذا» .

قد جاءتكم رسل السّلطان!! فتطافروا الجدران [1] ، وسقط بيان بن سمعان فانكسرت ساقه، وتهشّم وجهه، فلمّا علموا أن الرسل لم يكن لسلطان، وأنّه إنّما جاء إلى ربّ الدار نراجعوا، فقال له بعضهم: أنت تخبرنا عن الأمور الكائنة ولا تعلم بشأن هذا الرجل حتّى قتلت نفسك! قال: قد عرفت شأنه، ولكنّي أردت أن أبلو أخباركم! فقال معدان الأعمى: وهو أبو السّريّ الشّميطي [2] ، من أهل المازحين والمديبر [3] ، يذكر بيانا [4] في قصيدته التي يذكر فيها أصناف الغالية وغيرهم، ممن خالف قول الشّميطيّة [5] : والذي طفّف الجدار من الرّع ... ب وقد بات قاسم الأنفال [6] يعد الأعور المدامن سكرا ... أن سيقتاد ضمّرا كالسّعالى [7]

_ [1] هو من قولهم: طفر الرجل الحائط: وثبه إلى ما ووراءه. وانظر اللسان (طفر) . [2] في الأصل: «الشمطي» ، تحريف. والشميطية: فرقة من الشيعة الرافضة، نسبت ألي أحمر بن شميط البجلي الأحمسىّ، وكان صاحب المختار بن أبي عبيد وقد قتلهما معا مصعب ابن الزبير، وذلك في سنة 67. انظر الفرق بين الفرق 36، 39، ومفاتيح العلوم 22، وكامل المبرد 643، والملل والنحل 2: 3، وتاريخ الطبري في حوادث سنة 67. [3] في رسم (المازحين) من معجم البلدان: إنّ معاوية أنزل بني تميم الرابية، وأنزل المازحين والمديبر أخلاطا من قيس وأسد وغيرهم. وفي رسم (المديبر) أن المديبر تصغير مدبر ضد المقبل: موضع قرب الرّقّة، ذكر في المازحين فيما تقدم. وفي الأصل هنا: «المارج» ، صوابه ما أثبت. [4] في الأصل: «بيان» . [5] في الأصل: «الشمطية» . وانظر ما سبق من الحواشي والحيوان 2: 268/7: 122. [6] هذا البيت والبيت الأخير في الحيوان 6: 484، والبيان 3: 75. طفّف الجدار: علّاه ورفعه، ليكون له كالحصن. والأنفال: الغنائم. وفي الحيوان والبيان: «من الذعر» . [7] لم أجد لهذا البيت وتاليه مرجعا. ونحن نجد أبياتا ثلاثة أخرى من هذه القصيدة-

وإليه مع الخزائن طرّا ... نقمات الورى وقود الرّعال [1] فغدا خامعا بوجه هشيم ... وبساق كعود طلح بال [2] فهذا كلّه يدلّ على تفسير الأصمعيّ. قال البطين [3] : أناس ترى الأفخاذ منهم بسوقها ... مرادي سفين في البطائح تمهر [4]

_ - في البيان 1: 23 وستة أخري في البيان 3: 356- 357. والأعور هنا يريد به المسيح الدجّال، كما جاء في قوله في البيان 3: 356: غير كفتي ومن يلوذ بكفتي ... فهم رهط الأعور الدجّال والأعور الدجال هو المسيح الدجال، سمّي مسيحا لأنه ممسوح العين، وسمي الدجّال لتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل. وأنشدوا: إذا المسيح يقتل المسيحا هو عيسى بن مريم يقتل الدجال بنيزكه، وهو رمح قصير. اللسان (مسح، دجل) . يشير الشميطي إلى بيان بأنه الأعور الدجال، وشبهه به في دجله، ويذكر ما كان يردده من أنه سيقتاد الخيل ويمتد سلطانه. والضمر: الخيل الضامرة. والسعالي: جمع سعلاة، بالكسر، وهي أخبث الغيلان. [1] النقمة، بفتح فكسر: النقمة والعقوبة. والورى: الخلق، أى إن أمر العقاب سيكون موكولا إليه. والرعال: جمع رعلة بالفتح، وهي القطعة من الخيل أو من الفرسان. [2] في الأصل: «مخا معا» ، صوابه في البيان والحيوان و «بوجه هشيم» ، تطابق رواية البيان 3: 75. وفي الحيوان: «بأيدي هشيم» . والهشيم: الشجر اليابس البالي. والطلح: شجر من أعظم العضاه له أغصان طوال عظام، تنادي السماء من طولها. [3] سبقت ترجمته ص 142. [4] المرادىّ: جمع مردىّ، بضم الميم وتشديد الياء، وهي خشبة تكون في يد الملّاح يدفع بها السفينة. والبطائح: أرض واسعة بين واسط والبصرة. سميت بطائح لأنّ المياه تبطّحت فيها، أي سالت واتسعت في الأرض. وانظر معجم البلدان في رسم (البطيحة) . تمهر: أراد تسبح. والماهر: السابح المجيد. ومنه قول الأعشى:-

زيد بن عمارة

وصف اعوجاج سوق هؤلاء العرجان بالمراديّ إذا رأيتها، فإنّك لا ترى المراديّ إلّا وهي معوجّة في العين أو منكسرة. وقوله: «تمهر» يريد تسبح، لأنّ الماهر هو السابح.. [زيد بن عمارة] وكان زيد بن عمارة صاحب البريد بالأهواز أعرج من رجليه جميعا، وكانت ساقه شديدة الاعوجاج، فقال أبو الشّمقمق [1] : رجل زيد بن عماره ... مثل مفتاح مناره [2] لأنّ مفاتيح المزاليج أشدّ اعوجاجا من القسيّ الفارسيّة.. وبنو كابية بن حرقوص صلعانهم كثير، فقال القائل: أنتم بنو كابية بن حرقوص ... كلّكم هامته كالأفحوص [3]

_ - مثل الفراتىّ إذا ما طما ... يقذف بالبوصيّ والماهر [1] هو أبو محمد مروان بن محمد، مولى مروان بن محمد بن محمد بن مروان بن الحكم. وهو شاعر بصري قدم بغداد في أيام الرشيد، وكان يجتمع هو وأبو نواس وجماعة من الشعراء في منزل أبي العتاهية بالكرخ. وله قصة مع بشار رواها صاحب تاريخ بغداد. ولما كان يزيد بن مزيد الشيباني واليا على اليمن قصده أبو الشمقمق ومدحه بقصيدة فأعطاه ألف دينار. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 7128، وطبقات ابن المعتز 126- 130، ووفيات الأعيان في تضاعيف ترجمة يزيد بن مزيد. وقد ذكر ابن المعتز أنّ وفاته كانت في حدود الثمانين ومائة. [2] المنارة، هنا: التي يؤذّن عليها، وهي المئذنة، لأنّها علم من الأعلام. والجمع مناور ومنائر. [3] بنو كابية بن حرقوص، وإخوتهم معاوية بن حرقوص، من قبائل بني مازن بن مالك ابن عمرو بن تميم. الاشتقاق 204. والأفحوص: مبيض القطا، وهو مثل في الصغر، يهجوهم بصغر هاماتهم. والرجز في الحيوان 6: 455. ورواية «بنو كابية» وردت في إحدي-

ولذلك قال الآخر لبني حمّان [1] : أجشّة خلقت في صدر أوّلكم ... أم كلّكم يا بني حمّان مزكوم [2] وقال الآخر: نحن بنو جعدة فرع صيّاب [3] ... فطح أباهيم عراض الأعقاب [4] وقال نهيك بن إساف [5] : إنّي أتمّم أيساري بذي أود ... فرد إذا حارد الخور المجاليح [6]

_ - مخطوطات الحيوان. لكن الرواية العالية «بني كابية» على الاختصاص كما يقولون. وفي الحيوان أيضا: «كلهم هامة» . [1] حمّان، بكسر الحاء وتشديد الميم: هم حمّان بن عبد العزّى بن كعب بن سعد ابن زيد مناة بن تميم. الجمهرة 220. [2] الجشة، بالضم: صوت غليظ فيه بحّة، يخرج من الخياشيم. [3] هم بنو جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. الاشتقاق 297. ويقول قائلهم أيضا وهو النابغة الجعدي، (أدب الكاتب 418، ومعجم البلدان فلج، والخزانة 4: 159، وملحقات ديوان النابغة الجعدي 216) : نحن بنو جعدة أرباب الفلج ... نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج وفرع، بضم الفاء: جمع أفرع، وهو الطويل الشعر. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أفرع ذا جمة. والصّيّاب، كرمّان، وكذلك الصّيّابة: خيار القوم وأخلصهم نسبا. [4] الفطح: جمع أفطح وفطحاء، وهو العريض. والأباهيم: جمع إبهام وهي الإصبع الكبرى، تكون في اليد وفي القدم. [5] نهيك، بفتح النون، بن إساف بكسر الهمزة، ويقال أيضا: إساف بن نهيك: شاعر اختلف في صحبته، ولكنّه قديم. انظر الإصابة 85، 86، 8816. وجعله في القاموس (أسف) صحابيا. وقال ابن دريد في الاشتقاق 209: إنّ اشتقاق نهيك من النّهاكة، وهي الجرأة والإقدام. وقد اختار له في حماسة الخالديين 1: 30. [6] كانوا إذا فاز أحدهم في الميسر وأراد أن يعود بقدحه سألهم ذلك واستؤنفت إفاضة-

في يوم غرب وماء البئر مشترك ... وفي مباركها الجون المصابيح [1] يسعى بها بازل فتخ قوائمه ... كأنّهنّ إذا استقبلته روح [2] والفتخ والفطح سواء. وقال أبو زبيد في صفة الأسد:

_ - القداح، يفعل ذلك مكرمة، وإباء أن يظفر ذلك الظفر السهل، وإرادة أن يعرّض نفسه للغرم الذي جانبه في أوّل الأمر. انظر الميسر والأزلام من تأليفى ص 43. ومثله قول النابغة: إني أتمّم أيساري وأمنحهم ... مثنى الأيادي وأكسو الجفنة الأدما والأود: الاعوجاج، وذلك من كثرة استعماله. والفرد الذي لا مثيل له. ونحوه قول الطرماح يذكر قدحا من قداح الميسر (ديوانه 202) : إذا انتحت بالشّمال سانحة ... جال بريحا واستفردته يده حاردت: قلت ألبانها، وذلك في الشتاء والجدب. والخور، بالضم: جمع خوّارة، وهي الناقة الغزيرة اللبن. قال أبو ذؤيب: المانح الأدم كالمرو الصلاب إذا ... ما حارد الخور واجتتّ المجاليح وفي الأصل: «الجون» ولا يستقيم ذكرها مع تكرارها في البيت التالي. المجاليح: جمع مجلاح ومجالح، وهي الباقية اللبن على الشتاء، قلّ ذلك منها أو كثر. وفي الأصل: «المخاليج» ، تحريف. والبيت برواية أخرى في حماسة الخالديين 2: 54 مع نسبته إلى قيس ابن الخطيم، برواية «الشم المساميح» . وليس في ديوان قيس ولا في ملحقاته. [1] أنشد صدر البيت في اللسان (غرب 134) . وقال: أراه أراد بقوله في يوم غرب، أي في يوم يسقي فيه بالغرب، وهو الدلو الكبير الذي يستقى به على السانية. والمصابيح: جمع مصباح، وهي التى تصبح في مبركها لا ترعى حتى يرتفع النهار، وهو مما يستحبّ في الإبل، وذلك لقوّتها وسمنها. [2] يسعى بها، أي يتقدّمها، لأنه رئيس الهجمة.. والبازل: الذي استكمل الثامنة وطعن في التاسعة. وليس بعد البازل سن يقال. ويقولون رجل بازل على التشبيه بالبعير، يعنون به كماله في عقله وتجربته. والرّوح، بالضم: أروح، وهو الذي في صدر قدميه انبساط. وفي الأصل: «استقبلنه» بالنون، وإنما أراد أن من استقبل هذا البازل خال قوائمه روحا.

فيضرب بالشّمال إلى حشاه ... وقد نادى فأخلفه الأنيس [1] بسمر كالمحاجن في فتوخ ... يقيها قضّة الأرض الدّخيس [2] لأنّ الأسد وأشباه الأسد إذا وطئت الأرض دخلت أظفارها في كمام [3] ، فهي لا تمسّ الأرض فتأكلها، فهي أبدا مصونة كأنّها حراب مذرّبة. وكذلك ناب الأفعى إذا شحت فاها [4] فإنّ نابها في كمّ، وهي كالغلاف، يقال له ناب أغلف، فلذلك قال الشاعر، وهو جاهلي [5] :

_ [1] البيتان في ديوان أبي زبيد 97. والثاني منهما في الحيوان 4: 284/5: 347 والمعاني الكبير 245، 675. [2] في المعاني الكبير: «السّمر: المخالب» والرواية فيه وفي الديوان: «كالمحالق» . والمحالق: المواسي، شبّهها في حدتها. وفي الحيوان «كالمحاجن» جمع محجن، وهو العصا المعوجّة. والفتوخ، قال ابن قتيبة: «في فتوخ: في استرخاء ولين» . وأرى أنّ الفتوخ هنا هي من الأسد مفاصل مخالبة، كما في القاموس. وفي الحيوان: 347: «في قنوب» : جمع قنب بالضم، وهو ما يدخل فيه الأسد مخالبه من يده. والقضّة: الحصى الصغار. والدّخيس: لحم باطن الكف. [3] الكمام: جمع كمّ، بالضم، وهو غشاء مخالب السبع. ويجمع أيضا على أكمام وكموم. [4] شحت فاها: فتحته: وفي الأصل: «سحت فاها» ، تحريف. ويقال شحافاه يشحوه شحوا، ويشحاه شحيا. [5] أشطار هذا الرجز مفرقة في الحيوان 4: 119، 283- 284/5: 347/6: 129، 402، والمعاني الكبير 663، واللآلىء 490، وشرح ديوان النابغة للوزير أبي بكر ص 51.

فابعث له في بعض أعراض اللّمم [1] ... لميمة من حنش أعمى أصم [2] قد عاش حتّى هو ما يمشي بدم ... وكلّما أفضل منه الجوع شم [3] حتّى إذا أمسى أبو عمرو ولم ... تمس به واهية ولا سقم [4] قام وودّ بعدها أن لم يقم ... ولم يقم لإبل ولا غنم حتّى دنا من رأس نضناض أصم [5] ... فخاضه بين الشّراك والقدم [6] بمذرب أخرجه من جوف كمّ

_ [1] قبله في الحيوان 4: 283: لا همّ إن كان أبو عمرو ظلم ... وخانني في علمه وقد علم واللمم، بالتحريك: ما يلمّ بالإنسان من شدة. ومثله: «اللّمّة» بالفتح. [2] لميمة: تصغير لمة، وقد سبق تفسيرها. [3] وكذا في المعاني الكبير. وأفضل: زاد. ورواية الحيوان: «أقصده» أي طعن أو رمى من سهم فلم يخطىء المقتل. والمراد أنهكه وأضعفه. وفي اللآلى: «فكلما أسأر» أي أبقى. وشمّ، أي تنسّم الهواء ليغتذي به. وانظر الحيوان 4: 119. [4] في الحيوان 4: 283: «يمسّ منه مضض ولا سقم» . [5] النضناض: الحية بنضنض لسانه، أي يحركه. [6] هو من قولهم: خاضه بالسيف خوضا: وضعه في أسفل بطنه ثم رفعه إلى فوق. والشراك: سير النعل، وجمعه شرك بضمتين، وأشرك أيضا. المدرب: الحادّ، عنى به ناب الحية.

وقال بغثر بن لقيط [1] ، يزعم أنّ بني رواحة [من [2]] بني أسد: ليس إذا قلتم أبونا وأمّنا ... هناك مدان [لا] ولا متقارب [3] ولكن أبوكم فقعس قد علمتم ... ومنصبكم، إن عدتم في المناصب فها هذه أقدامنا في نعالكم ... وآنفنا. بين اللحى والحواجب [4] وإعطاؤنا في خيمنا، وإباؤنا ... إذا ما أبينا لا ندرّ لعاصب [5] وقال في ذلك مرّار الأسدي: رأيت بني خفاجة من عقيل ... كرام النّاس مشتبهي النّعال [6]

_ [1] في القاموس والتاج: «بغثر بن لقيط بن خالد بن نضلة، الشاعر الجاهلي، نسبه ابن الأعرابي» . وضبط «لقيط» في نسخة القاموس بضم اللام وفتح القاف ضبط قلم. والمعهود في تسميتهم «لقيط» كأمير. وفي الأصل: «بعثر» بالعين المهملة مع ضم الباء، تحريف. ولعل اشتقاقه من البغثر، وهو الجمل الضخم. ومما يجدر ذكره أن خالد بن نضلة، كان سيّد بني أسد، كما في الجمهرة 196. [2] تكملة يفتقر إليها الكلام. [3] كلمة «لا» بين المعقفين ليست في الأصل، وبها يستقيم الوزن. [4] أي بين لحاكم وحواجبكم، وهذا كله كناية عن شدّة الشبه واندماج القبيلتين. [5] الخيم، بالكسر: السجية والطبيعة. أي أنتم تشبهوننا في الكرم، والجود شيمة من شيمنا وشيمكم. وكذلك الإباء. ويقال عصب الناقة: شدّ فخذيها بحبل لتدرّ. يقول: نحن نأبي القهر فلا ندرّ للعاصب، ولا نستجيب للقهر. ومثله قول الحطيئة في هجائه: تدرّون إن شدّ العصاب عليكم ... ونأبي إذا شدّ العصاب فلا ندرّ [6] هم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. الجمهرة-

كمثل بني أميّة في قريش ... لكلّ قبيلة منهم عوالي [1] وقال في العرق والإعداء ونزع الشّبه: إذا أردت امرأة تعليها ... كريمة فانظر إلى أخيها يخبرك عنها، وإلى أبيها ... فإنّ أشباه أبيها فيها كما قال ابن الدّمينة: إذا كنت مرتادا لنجلك أيّما ... لنفسك، فانظر من أبوها وخالها [2] فإنّهما منها كما هي منهما ... كما قيس من نعل بنعل مثالها [3] وقال آخر في نزع الشّبه وفي الضّوى جميعا [4] : ولست بضاويّ تموج عظامه ... ولادته في خالد بعد خالد [5] تقارب من آبائه أمهاته ... إلى نسب أدنى من الشّبر واحد [6]

_ - 269. وفي الأصل: «مشبهي البغال» ، تحريف. وفي شرح المفضليات لابن الأنباري 343: «مسمطة النعال» أي ليست بمخصوفة. ومعناه ينظر إلى قول بغثر السابق: «أقدامنا في نعالكم» . [1] «عوالي» أي أصول عالية. وفي شرح المفضليات: «منها عوالي» . [2] البيتان ليسا في ديوان ابن الدمينة ولا في ملحقاته. والأيّم: الحرة، والبكر، والثيب أيضا. والنجل: النسل. [3] فإنهما، أي الأب والخال. [4] الضوى، بفتح الضاد: دقة العظم وقلة الجسم خلقة، وهو الهزال أيضا. [5] سبقت الأبيات وتفسيرها في ص 44 مع نسبتها إلى الأسدي. [6] في الأصل: «إلى لسد» بهذا الإهمال. وأثبت الرواية السابقة.

بني أخوات أنكحوهنّ إخوة ... مشاغرة فالحيّ للحيّ والد [1] وقال آخر [2] في التّسوية بينهم في موضع الذّمّ والهجاء: سواس كأسنان الحمار فلا ترى ... لذي شيبة منهم على ناشيء فضلا [3] وقال الهيثم: الزّرقة في همدان فاشية [4] ، ولذلك قال الشاعر: وما أنزل الكذّاب من حلّ مالنا ... ولا الزّرق من همدان غير شريد وقال آخر: إذا ما قلت أيّهم لأيّ ... تشابهت المناكب والرّءوس [5]

_ [1] الرواية السابقة: «وفي أخوات» . والمشاغرة، سبق تفسيرها. وفي الأصل هنا: «مساعرة» بالإهمال. وفي البيت إقواء كما ترى. [2] هو كثير، كما في تهذيب الألفاظ 198، واللسان (سوي) ، وأمثال الميداني 1: 301 وكنايات الجرجاني 119. وانظر حواشي الحيوان 6: 107. والبيت من قصيدة في ديوان كثير 382 يهجو فيها بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة ويفتخر برهطه. وهو بدون نسبة في عيون الأخبار 2: 2 وفصل المقال 196. [3] يقال هم سواسية وسواس وسواسوة، الأخيرة نادرة، كلها أسماء جمع، أي متساوون. وأسنان الحمار مستوية. ويقال هذا في الهجاء. ويقولون في غير الهجاء: «سواسية كأسنان المشط» . ورواية الديوان: «سواء» و «لذي كبرة» . وفي الأصل هنا: «الذي شبه» صوابه من الحيوان واللسان والميداني. [4] المراد بالزرقة زرقة العين لا زرقة الجلد. وأنظر تحقيق هذا في حواشي الحيوان 3: 175. [5] البيت ثالث ثلاثة أبيات في الكامل 98- 99 لأعرابي يهجو قوما من طيء. وأنشدهما ابن قتيبة في عيون الأخبار 2: 2، والبكري في فصل المقال 196. وروي الأول منها في كنايات-

وقال آخر. إذا ما قيل أيّ النّاس شرّ ... فشرّ النّاس من ولد الزّبير [1] كبيرهم وطفلهم سواء ... هم الجمّاء في اللّؤم الغفير [2] ثمّ [من [3] هذا الباب إلّا أنّه من المدح قوله [4] : هينون لينون أيسار ذوو يسر ... سوّاس مكرمة أبناء أيسار [5] من تلق منهم تقل لا قيت سيّدهم ... مثل النّجوم التي يسري بها السّاري فأمّا الذي يجعل أولاد المكدّين [6] عميانا وعرجانا، وعمشا وحدبا

_ - الجرجاني 119. وقال المبرد: «قوله تشابهت المناكب والرؤوس؛ إنّما ضربه مثلا للأخلاق والأفعال، أي ليس فيهم مفضل» . [1] الزّبير هذا بفتح الزاي. وفي المشتبه للذهبي 334: «وبالفتح أيضا عبد الله بن الزّبير: أعرابي قال لعبد الله بن الزّبير لما حرمه: لعن الله ناقة حملتني إليك. فقال: ان وراكبها وابنه الزبير بن عبد الله بن الزبير: شاعر كأبيه» . [2] الجماء الغفير، كناية عن الكثرة. وأصل الجمّاء: بيضة الرأس لاستوائها. والغفير من الغفر وهو الستر والتغطية، فجعلت الكلمتان موضع الشمول والإحاطة. وأنشد الميداني هذا البيت عند قولهم: «مررت بهم الجمّاء الغفير» برواية: «صغيرهم وكهلهم سواء» . [3] تكملة يفتقر إليها الكلام. [4] هو العبيد بن العرندس الكلابي، كما في الكامل 47، وتنبيه البكري 73. ونسب الشعر في الحماسة 1593، والأمالي 1: 239، ومعجم المرزباني 306 إلى العرندس الكلابي، ونبه البكري على هذا الخطأ. والشعر في الحيوان 2: 92، وديوان المعاني 1: 41 بدون نسبة. [5] ذوو يسر، أي في أخلاقهم يسر، كما في شرح التبريزي للحماسة 4: 72. وقال أيضا: «سوّاس مكرمة، أي يروضون المكارم ويلون أمرها» . وأبناء أيسار، أي إنهم عريقون في الكرم. والأيسار: جمع يسر، بالتحريك، وهو المقامر. [6] المكدي، الملحّ في السؤال. يقال أكدى: ألح في المسألة. قال الزبيدى: أكثر-

فهو يسمى «المشعّب [1] » . فلا أدري أيّهم أعظم كفرا وأقسى قلبا: الآباء أو الأمّهات الذين يسلمون أولادهم إلى المشعّب حتى يعمي أبصارهم، ويعرج أرجلهم، ويزمنهم [2] ويشوّه بهم، أو المشعّب نفسه الذي ترك كلّ صناعة في الأرض وتعلّم هذه الصناعة فجعلها مكسبته [3] التي لا يفارقها. وأنا رأيت من هذه الصّفة جماعة قد أزمنوا أولادهم [4] ، وكتبت عنهم تصنيف المكدّين [5] .

_ - ما يقوله أهل المشرق، يقولون المكدّية للسؤّال الطّوافين على البلاد، والصواب: مكد، من قولك حفر فأكدى، إذا بلغ الكدية فلم ينبط ماء. انظر شفاء الغليل في حرف الكاف، ومفردات الراغب (كدى) وشرح الدرة للخفاجي 197. لكن الجاحظ يستعمله بتشديد الدال كما في البخلاء 39، 40 في حديث خالد بن يزيد حيث استعمل كلمة (التكدية) مرّتين. لذلك ضبطته هنا بضبطه. [1] في البخلاء 45: والمشعّب: الذي يحتال للصبيّ حين يولد، بأن يعميه أو يجعله أعسم أو أعضد، ليسأل الناس به أهله. وربما جاءت به أمّه وبوه ليتولّى ذلك منه بالغرم الثقيل، لأنه يصير حينئذ عقدة وغلّة، فإمّا أن يكتسبا به، وإما يكرياه بكراء معلوم، وربما أكروا أولادهم ممن يمضي إلى إفريقية فيسأل بهم الطريق، أجمع، بالمال العظيم. [2] يزمنهم، أي يجعلهم زمنى، من الزّمانة، وهي العاهة. وفي تاج العروس: «وأزمن الله فلانا: جعله زمنا، أي مقعدا أو ذا عاهة» . [3] المكسبة، كالمغفرة: الكسب. وفي القاموس: «وفلان طيب المكسب والمكسب والمكسبة كالمغفرة، والكسبة بالكسر، أي طيب الكسب» . [4] انظر الحاشية السابقة. [5] ذكر هذا الكتاب صاحب الفرق بين الفرق ص 162 في معرض الكلام في الطعن على كتب الجاحظ. يقول البغدادي: «ومنها كتبه في القحاب والكلاب واللّاطة، وفي حيل المكدّين» ..

باب من كان عرجه من قبل قطع رجله في الحرب وفي غير ذلك

[باب من كان عرجه من قبل قطع رجله في الحرب وفي غير ذلك] (وباب آخر) ونحن ذاكرون إن شاء الله كلّ من كان عرجه من قبل قطع رجله في الحرب وفي غير ذلك، وكلّ أقطع وأحدب، ومقعد، وآدر، وأعسر، وأشباه ذلك. والأجذم والأقطع سواء. قال عنترة: فترى الذّباب بها يغنّي وحده ... هزجا كفعل الشّارب المترنّم غردا يحكّ ذراعه بذراعه ... فعل المكبّ على يديه الأجذم [1] يريد فعل الأجذم المكبّ على الزناد. ويريد المقطّع اليدين. ومن ذلك قول إياس بن غسّان التّغلبيّ، حين قطعت يده يوم البشر [2] : قد علمت قيس ونحن نعلم ... أنّ الفتى يضرب وهو أجذم يفور من بين تراقيه الدّم [3]

_ [1] كذا وردت الرواية هنا. والمعروف في الرواية: «على الزناد الأجذم» ، وهي الواردة في الحيوان 3: 127. [2] البشر: جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية، وبه واد لبني تغلب. وقد أوقع الجحاف بني حكيم السلمي وقعة عظيمة فيه ببني تغلب، وجعل يبقر بطون نساء التغلبيين. انظر لهذا اليوم معجم البلدان وابن الأثير 4: 319- 222 في حوادث سنة 70، والأغاني 11: 55- 60، وحواشي الحيوان 3: 423. [3] التراقي: جمع للتّرقوه بفتح التاء وضم القاف، وهما ترقوتان: عظمان مشرفان بين ثغرة النحر والعاتق.

حاتم بن عتاب بن قيس بن الأعور بن قشير

وقطعت رجلا عبد الله بن وهب الرّاسبيّ [1] إمام الخوارج، فقاتل وهو يقول: الفحل يحمي شوله معقولا [2] وقال آخر شعرا في المعني، وهو قوله: رجل الفتى يمشي بها ... وبها يساعي من سعى فإذا أصيبت رجله ... ألف القعود وأسرعا [3] [حاتم بن عتاب بن قيس بن الأعور بن قشير] وقطعت في الحرب رجل حاتم بن عتاب بن قيس بن الأعور بن

_ [1] من بني راسب بن مالك بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد، وكان يلقب «ذا الثفتات» لكثرة صلاته وسجوده. وكان من القوّاد في فتح ماسبذان أيام عمر بن الخطاب سنة 16. وكان زعيم من خرجوا على علي رضي الله عنه سنة 37 بعد التحكيم بالنهر. وكان مقتله سنة 37 في يوم النهروان. انظر جمهرة ابن حزم 386، والتنبيه والإشراف 256، والاشتقاق 301 وكتب التاريخ في حوادث سنة 37. ولتلقيبه بذي الثفتات اللسان (ثفن 228) . وممن لقب بهذا اللقب: علي بن الحسين بن علي، وعلي بن عبد الله بن عباس. انظر ثمار القلوب 291. [2] المثل لم يعرف قائله. ومن المحتمل أن يكون نثرا. وانظر الحيوان 2: 249، والميداني 2: 16، والعسكري 2: 91، والمستقصى 2: 338. والشول: الإبل شالت ألبانها، أي ارتفعت وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية، الواحدة شائلة. والمعقول: المشدود بالعقال. يضرب في احتمال الحرّ للعظائم وحمايته لحوزته وإن كان مضطهدا. [3] أي أسرع في قعوده.

قشير [1] ، وهو الذي كان ينشد رجله [2] وهو يقاتل، فسمّي «ناشد رجله [3] » ، وهو الذي كان يحجل يوم اليرموك على الأخري [4] ويقاتل الرّوم، وذهب إلى قدر زيت تغلي، فأدخل رجله فيها ليكويها ويقطع عنها النّزف- وقال شاعرهم [5] : أبو حمل أعني ربيعة لم يزل ... لدن شبّ حتّى مات في الحمد راغبا [6]

_ [1] لم أجد لحاتم هذا ذكرا فيما لدي من مراجع. ولكن ابن حزم في الجمهرة 290 يذكر «جياش ابن قيس الأعور بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة» ، وأنه شهد يوم اليرموك ويقال إنه قتل بيده ألف نصراني، وقطعت رجله يومئذ. كما يذكر ابن حجر في الإصابة 2017 حياص بن قيس بن الأعور بن قشير بن كعب. ويروى عن ابن الكلبي أنه شهد اليرموك فقتل من العلوج خلقا يقال ألف رجل، وقطعت رجله وهو لا يشعر ثم جعل ينشدها. [2] نشد الضالة ينشدها نشدة ونشدانا: نادى وسأل عنها طالبا لها. [3] سيأتي في ص 401 ذكر من نشد يده كذلك، وهو زياد بن عطارد. [4] اليرموك: واد في طرف الغور يصب في نهر الأردن، كانت به حرب بين المسلمين والروم في أيام أبي بكر، فكان الفتح على يد خالد بن الوليد، وجاءه البريد بموت أبي بكر، وخلافة عمر، وتأمير أبي عبيدة على الشام كله، وعزل خالد، فأغفل أمر الكتاب إلى أن انتهى من القضاء على الروم. ثم أبرز الكتاب ودخل على أبي عبيدة وسلّم عليه بالإمارة. وكان ذلك في سنة 13 من الهجرة. [5] هو سوّار بن أوفي بن سبرة بن سلمة بن قشير بن كعب، كما في الإصابة 2017، 3707 وقد ترجم له ابن حجر في الموضع الثاني وعدّه من المخضرمين، وذكر أنه كان يهاجي النابغة. وانظر ديوان النابغة الجعدي 133. وفيه أنّ سوارا هذا زوج ليلى الأخيلية. [6] ربيعة هذا هو ربيعة بن قشير بن كعب، عم جد الشاعر. وفي الإصابة 3707: «عمى ربيعة» ، وفيها أيضا: «في المجد راغبان» . وانظر الجمهرة 289.

ومنّا ابن عتّاب وناشد رجله ... ومنّا الذي أذي إلى الحيّ حاجبا [1] ومن بني قيس بن ثعلبة: عمرو بن عبد الله [2] ، ذو الكفّ الأشلّ، وقد رأس، وكان سيّدا، وهو الذي يقول: نمدّهم بالماء لا لهوانهم ... ولكن إذا ما ضاق أمر توسّعا [3] ومنهم: الأجذم، أبو ربيع بن عمرو الأجذم [4] ، رأس الناس يوم

_ [1] ابن عتاب هذا هو قيس بن عتاب، كما في الإصابة 3707. وفي الأصل: «إلى الحرب» ، صوابه ما أثبت من الإصابة في الموضعين. والمراد: الذي أسر حاجب بن زرارة، وهو مالك ذو الرقيبة بن سلمة الخير بن قشير، أسره يوم جبلة، كما في الجمهرة 289، والأغاني 10: 40- 41. [2] في الأصل: «عمر بن عبد الله» ، صوابه من معجم الشعراء 207 حيث ذكر أنه شاعر جاهلي، وساق سلسلة نسبه. وانظر القاموس (كفف) . [3] ورد البيت بدون نسبة في شرح المرزوقي للحماسة 1693 برواية: نمد لهم بالماء من غير هونهم ... ولكن إذا ما ضاق أمر يوسّع وفي الأصل هنا: «نعدهم بالماء» تحريف. [4] في الأصل: «بن عمرو بن الأجذم» وكلمة «بن» مقحمة، وعمرو نفسه هو الأجذم، كما في الاشتقاق 229، وكامل المبرد 616، 617، 640. والربيع هذا غداني، من بني غدانة بن يربوع، تولى قتال الأزارقة بالأهواز بعد مسلم بن عيسى بن كريز، واستخلف حارثه بن بدر لقتالهم بعد مقتل كل من نافع الأزرق، ومسلم بن عبيس في سنة 65. ثم إنّ المهلب صدر إليه الأمر بقتال الأزارقة، فأجهز عليهم. انظر الطبري في حوادث سنة 65. ويفهم من صنيع المبرد أنّ الأجذم لقب ربيع لا لقب أبيه، كما أن الطبري في 5: 416 يسميه «ربيعة الأجذم» يجعله كذلك لقبا له. ووقع الاسم محرفا في ابن الأثير 4: 195 بلفظ «ربيعة بن الأجرم» .

عمر بن وازع الحنفي

ابن عبيس [1] والأزارقة.. [عمر بن وازع الحنفي] وممن شلّت يده وبقيّ كذلك: عمر بن وازع الحنفي، ضربه دلم ابن صامت بن مالك، أحد بني الحارث بن نمير، فقال النّميريّ [2] : نحن صبحنا عمرا حين ظلم ... ملمومة ذات غبار وقتم [3] فيها غثيم ورباح ودلم [4] ... ندقّهم دأبا كتثبيج الغنم [5] وقال دلم بن صامت: أنّا النّميرى الذي عمّى عمر [6] ... يرفع من أبصارهم فوق البصر مبارك الرّاية مرزوق الظّفر ... بالطّعن والشّدّات أجواف الثّغر [7] حتّى يكون النّاس أبناء مضر [8]

_ [1] في الأصل: «عبيس» وإنما هو مسلم بن عبيس بن كريز، كما في الحاشية السابقة وابن الأثير 4: 194، 195، 200. [2] في الأصل: «العنبري» . وإنما المراد شاعر من بني نمير، رهط دلم بن الصامت. [3] الملمومة: الكتيبة المجتمعة، ضمّ بعضها إلى بعض. القتم: ريح ذات غبار كريهة. [4] غثيم، بالثاء المثلثة: اسم من أسمائهم، بزنة كريم وزبير، كما في اللسان (غثم) . وفي الأصل هنا: «غتيم» بالتاء المثناة، تحريف. [5] التثبيج: التخليط، وقد وردت الكلمة مهملة النقط في الأصل. [6] عمّاه تعمية وأعماه: صيّرة أعمى. والمراد شدة الضربة التي أصابته بالشلل فجعلته كالأعمى. وأنشد في اللسان لساعدة بن جؤية: وعمّى عليه الموت يأتي طريقه ... سنان كعسراء العقاب ومنهب يعني بالموت سنان الرمح، وببابى طريقة عينيه. [7] الثّغر: جمع ثغرة، بالضم، وهى نقرة النحر. [8] يفخر على بني حنيفة، وهم من ربيعة، بأنه انتصر لمضر، وصار الناس المعدودون-

وخبّرني صديق لي قال: رأيت أعرابيّا مقطوع يد اليمنى ورجل اليسري [1] ، وهو يمشي على عصا ذات زجّ، وأنشدني لنفسه: الله يعلم أنّي من رجالهم ... وإن تخدّد عن متنيّ أطماري [2] وإن رزيت يدا كانت تجمّلني ... وإن مشيت على زجّ ومسمار وقال الآخر [3] وقدّموه لتقطع يده: يدي يا أمير المؤمنين أعيذها ... بك اليوم أن تلقى مكانا يشينها [4] فلو قد أتي الأخبار قومي لقطّعت ... إليك المهاري وهي خوص عيونها [5]

_ - من بين الأنام، هم مضر، لا يدانيهم أحد في شرفهم وكريم منصبهم. وبنو حنيفة من بني لجيم ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد ابن ربيعة نزار. وبنو نمير، من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار. [1] هو من إضافة الموصوف إلى الصفة، كما في حديث: «يا نساء المسلمات» ، و «يرحم الله نساء المهاجرات الأول» ، وحديث: «صلى بأصحابه في الخوف في غزوة السابعة» . انظر الألف المختارة الحديث 333، 653، 556. [2] البيتان أنشدهما الجاحظ في البيان 3: 67. تخدد: تشقق. والأطمار: جمع طمر، بالكسر، وهو الثوب الخلق. [3] في المستطرف 1: 193 أنه أعرابي اسمه «حمزة» كان قد سرق وقامت عليه البينة، فهمّ عبد الملك بقطع يده، فكتب إليه حمزة من السجن هذين البيتين، وأن أمه استشفعت له عند الخليفة فعفا عنه. والخبر كذلك في عيون الأخبار 1: 99، والعقد 2: 167 بدون ذكر لاسم الأعرابي. [4] في العيون والعقد والمستطرف: «أعيذها بعفوك أن تلقى» . [5] قطعت: حملت على شدة العدو، يقال للفرس الجواد: تقطعت أعناق الخيل عليه فلم تلحقه. والمهارى، بفتح الراء وكسرها: جمع مهريّة، بالفتح منسوبة إلى مهرة بن حيدان،-

وقال جحدر اللصّ [1] لعيّاش الضبّي [2] : أعيّاش إذ وطّنت نفسك فاصطبر ... غدا لملمّات: سبا وسعير [3] وأنت قطيع الرّجل تخطو على العصا ... وكفّك من عظم اليمين جذير [4] وأحموقة وطنت نفسك خاليا ... لها وحماقات الرجال كثير [5]

_ - أبو قبيلة هم حيّ عظيم. والخوص: جمع أخوص وخوصاء، وهو الغائر العين. وذلك هنا من إجهادها في السير. وبدل هذا البيت في المراجع المتقدمة: فلا خير في الدنيا وكانت حبيبة ... إذا ما شمال فارقتها يمينها [1] هو جحدر بن معاوية العكلي، أحد لصوص العرب الشعراء، كان لصا مبرّا فأخذه الحجاج وحبسه. وله في ذلك قصيدة رواها القالي في الأمالي 1: 281- 282. وانظر المؤتلف والمختلف 110. والجحدر، بالفتح: القصير. [2] في الأصل: «لعباس الضبي» ، تحريف. وفي الشعر التالي «عياش» . على أن الشعر قد رواه المرزباني في معجمه 279 منسوبا إلى ابن الطيلسان يردّ به على شعر قاله عيّاش، يخاطب ابن الطيلسان بقوله: ألم ترني بالدّير دير ابن عامر ... زللت وزلّات الرجال كثير لقد طال ما وطّنت نفسي لما ترى ... وقلبك يا ابن الطّيلسان يطير [3] أي تلك الملمّات هي السّباء والأسر، ثم النار في الآخرة. وفي معجم المرزباني: فحظّك من بعد الممات سعير [4] جذير: مقطوع. والجذر: القطع والاستئصال. وفي حد السرقة تقطع يمين السارق من الزّند، فإن عاد قطعت رجله اليسرى من مفصل الكعب. وانظر المغني لابن قدامه 8: 259. [5] يقال وطّن نفسه للأمر وعلى الأمر: حملها عليه بالتمهيد فتحمّلت وذلّت. وفي-

عمير بن الحباب

فإن وطّن الظّبّيّ نفسا لئيمة ... على الذلّ ما نفسي لها بصبور [1] . [عمير بن الحباب] قال: وقطعت بنو تغلب يمين عمير بن الحباب [2] قبل أن ترضخه بالحجارة وتقتله، قتله عاصم بن الأجذم التّغلبّي [3] . قال أبو عبيدة: ولكنّ زيادا لمّا كان أنبه من أخيه عاصم أضيف إليه [4] . فمنهم: الأجذم، أبو عاصم [5] .

_ - الأصل: «بها» تحريف، صوابه في المعجم. وفي قول كثير: فقلت لها يا عزّ كل مصيبة ... إذا وطّنت يوما لها النفس ذلّت [1] في المعجم: «ما نفسي له بوقور» . [2] هو عمير بن الحباب بن جعدة بن إياس بن حزابة بن محارب بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم. وهو شاعر إسلامي وإليه يرجع الفضل في فتح حصن كمخ بالروم سنة 59. كامل ابن الأثير 3: 526. وقتلته بنو تغلب بالحشاك إلى جانب الثرثار بالقرب من تكريت. الأغاني 11: 55، ومعجم المرزباني 245، وابن الأثير 4: 315. [3] في الأصل: «الملعي» ، صوابه ما أثبت. وعاصم هذا هو أخو زياد كما سيأتي القول. وزياد هذا هو زياد بن هوبر التغلبي الذي ينسب إليه قتل عمير بن الحباب، كما في الكامل لابن الأثير 4: 317. [4] أي نسب إليه قتل عمير بن الحباب. على أن نسبة القتل إلى ابن هوبر مقول فيها، فإن الأصح أن قاتله هو جميل بن قيس كما في جمهرة ابن حزم 305، وكامل ابن الأثير 4: 316. وقال الشاعر في تصحيح ذلك، كما في الكامل 4: 317: وإن عميرا يوم لاقته تغلب ... قتيل جميل لا قتيل ابن هوبر [5] في الأصل: «وأبو عاصم» والواو مقحمة. وهو دليل على أن الأجذم أبو عاصم هذا لقب «هوبر» والده ووالد أخيه زياد.

حكيم بن جبلة [4]

ومنهم: عمير بن الحباب. ويدلّ على ذلك قول الجحّاف بن حكيم السّلمي [1] : ولقد وجدت على عمير حرّة ... برد الغليل وحرّها لم يبرد [2] قطع النّصاري رأسه ويمينه ... طلب الإله بلحمه المتبدّد [3] . ومنهم: حكيم بن جبلة [4] أحد بني غنم [5] بن وديعة بن عبد القيس [6] ، شهد قتل عثمان، وزعم أنه الذي جاء بالزّبير بن العوّام إلى عليّ حتى بايعه.. وهو الذي يقول:

_ [1] الجحّاف بن حكيم بن عاصم بن قيس السلمي، قاد قومه وأغار على بني تغلب بموضع يسمى البشر بين الفرات والشام فقتل منهم مقتلة عظيمة سبقت الإشارة إليها في ص 367 وقد لحق الجحاف بعد يوم البشر إلى أرض الروم، ثم استأمن ورجع وتنسّك نسكا تامّا صحيحا إلى أن مات. جمهرة ابن حزم 264، والاشتقاق 308، وابن الأثير في حوادث سنة 70. [2] الحرّة، بالفتح: الحرارة، أي ألم الحزن وشدّته. وقد أورد الآمدي في المؤتلف والمختلف 76 خمسة أبيات أخرى من وزن وروىّ هذين البيتين. [3] دعاء بأن يؤخذ بثأره. وهي عبارة جميلة نادرة. [4] حكيم، بهيئة التصغير، كما في الإصابة 1990 حيث ضبط بضم أوله مصغرا. وحكيم هذا أدرك النبى صلّى الله عليه وسلّم، ولكن لم تعرف له صحبته. وكان عثمان بعثه إلى السند، ثم نزل البصرة وقتل بها يوم الجمل. وذكر ابن حزم في الجمهرة 298 أنه أحد قتلة عثمان رضى الله عنه وانظر صورة من شجاعته النادرة في الطبري 5: 280 في حوادث سنة 36. [5] في الأصل: «عثمان» ولكن أشار ناسخ المخطوطة في الحاشية إلى أنّ صحتها «غنم» وهو المطابق لما في الجمهرة، فإنه من بني غنم بن وديعة بن لكيز بن أقصى بن عبد القيس. [6] هذا من اختصار النسب. وانظر الحاشية السابقة.

وأهلكني وقومي كلّ يوم ... تعوّجهم علّي وأستقيم [1] رقاب كالمآجن خاظيات ... واستاه على الأكوار كوم قتل يوم الزابوقة [2] بالبصرة مع ابنه الأشرف [3] وأخيه رعل، فقالت أمّه: ليس الرزيّة بالتّنبال تفقده ... بل الرزيّة مثل الرّعل والحكم [4] قالوا: قطعت رجله بفخذها، فتناولها فرمى بها قاطع رجله فكبّده بها فسقط [5] فزحف إليه حتى ذبحه، ثمّ استرخى من النّزف، فاتكأ على قتيله وهو قاطع رجله، فمرّ به رجل فقال: من أصابك [6] ، قال: وسادي! فهذا ممّا ينكره أصحاب الحرب. وأعجب منه حديث أبي عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء، فإن كان أبو عبيدة قد صحّح هذا الخبر عن أبي عمرو فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

_ [1] سبق البيتان والكلام عليها في ص 260. [2] في الأصل: «الرابوقة» مع أهمال النقط. والزابوقة: موضع قريب من البصرة كانت فيه وقعة الجمل، كما في معجم البلدان. وانظر رسائل الجاحظ 2: 10. [3] في الأصل: «الأسرف» مهمل النقط. [4] جعلت اسمه هنا مكبّرا، وإنّما هو حكيم، بالتصغير، كما سبق. والرّعل، بكسر الراء. وفي اللسان: «والرعل: ذكر النحل، ومنه سمّي رعل بن ذكوان» . [5] كبده كبدا: ضرب كبده وأصابها. [6] في الأصل: «من بك» ولعل وجهه ما أثبت..

ربيعة بن مكدم

[ربيعة بن مكدّم] قالوا: ولما أثبت [1] ربيعة بن مكدّم [2] وهو على فرسه، قتله نبيشة بن حبيب [3] ، قال للظّعن اللواتي معه: اذهبن فإنّي أحميكنّ ما دمت واقفا على ظهر فرسي، ولا يتبعونكم [4] ما داموا يرون سواد شخصي وإن كنت ميّتا! قال: فلم يتبعوهنّ [5] لمّا رأوه منتصبا. قال أبو عبيدة: قال أبو عمرو: ما نعلم قتيلا ميتا حمى ظعائن [6] غير ربيعة. ولو كان الأمر كما قالو لما كان للّتي [7] خصّ الله بها سليمان بن داود فضيلة على حال ربيعة بن مكدّم. قال الله عزّ وجلّ: (فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ [1] ) ... الآية،

_ [1] أثبت، بالبناء للمجهول، أي أثبتته الجراحة فلم يتحرك. [2] ربيعة بن مكدم بن عامر بن خويلد بن جذيمة بن علقمة بن فراس الكناني، أحد فرسان مضر المعدودين، وشجعانهم المشهورين. جمهرة ابن حزم 188، والاشتقاق 311. وأخباره في الأغاني 14: 125- 134. وقد روي الجاحظ في البيان 1: 249 خبر هزيمته لجمع غامد وحده، وأنشد قول شاعرة من غامد: ألا هل أتاها علي نأيها ... بما فضحت قومها غامد تمنّيتهم مائتي فارس ... فردكم فارس واحد [3] نبيشة، بهيئة التصغير، قال ابن دريد في الاشتقاق 311: «تصغير نبشة» . وكل شيء كشفت عنه التراب فقد نبشته. وساق نسبه ابن حزم في الجمهرة 261 نبيشة بن حبيب ابن رئاب بن رواحة بن مليل، من بني سليم بن منصور. وانظر مقتله وحمايته للظعن بصورة مفصلة في الأغاني 14: 126. [4] كذا بضمير المذكر، رعاية لمن كان معهن من الرجال والأعوان. [5] في الأصل: «فلم يتبعونهن» ، تحريف. [6] في الأصل: «ظعائنا» ، تحريف. وفي الأغاني: «حمى الظعائن غيره» . [7] في الأصل: «التي» .

المغيرة بن الفزر

فهذا إنّما كان شيئا خصّ الله به سليمان، وهو من علامات النّبيّين، وبرهانات المرسلين.. [المغيرة بن الفزر] فأمّا ما ترويه رواة السّوء من شأن المغيرة بن الفزر [2] ومردويه كرداي بالأهواز فهو من المحال الذي لا يخيل على ذي عقل [3] . قالوا: التقيا فاختلفا ضربتين [4] ، فضرب المغيرة وسطه، فمن حدته وجودته، ومن شدّة ضربته وقوّته، مرّ السّيف في وسطه حتّى نفذ من الجانب الآخر، والمضروب لم يشعر به، ثم قال المضروب للمغيرة: ما صنعت شيئا! قال المغيرة: فإن كنت صادقا فتحرّك. فلمّا تحرّك تباين نصفاه فسقط أحدهما عن يمين الفرس والآخر عن يساره. فهذا من أحاديث الخرافات. وليس يحتمل هذا الضرب من الأحاديث إلّا من لا علم له. وهم يزعمون أنّ حلحلة بن أشيم الفزاريّ [5] لما قدّموه ليضرب عنقه قيل له:

_ [1] من الآية 14 في سورة سبأ. [2] المغيرة بن الفزر، ذكره الجاحظ في فخر السودان علي البيضان. انظر الرسائل 1: 193. ويذكر من هؤلاء السودان «كعبويه صاحب المغيرة بن الفزر» . وفي مقاتل الطالبيين 318: «المغيرة بن الفزع، ويقال الفزر» . وانظر الطبري 7: 461، 628. [3] أخال الشيء: اشتبه. ويقال هذا الأمر لا يخيل علي أحد، أي لا يشكل. وفي الأصل: «لا يحيل» ، تحريف. [4] أي تبادلا ضربتين. [5] هو حلحلة بن قيس بن سيار بن عمرو بن فزارة، كما في الجمهرة 258، والاشتقاق 283. وأجمعت كتب الأمثال وكذا ابن منظور في اللسان (ضغط، عرك) أنه حلحلة بن قيس ابن أشيم. انظر حمزة الأصبهاني، والميداني، والعسكري، والبكري، والزمخشري. وتذكر-

اصبر حلحلة! قال: أصبر من عود بدفّيه جلب [1] وقال: اصبر حلحلة! قال [2] : أصبر من ذي ضاغط عركرك [3] ... ألقى بواني زوره للمبرك [4] فلمّا ضربوا عنقه خطا خطوتين ليريهم أنّ عقله معه. وزعموا أنّ هدبة بن خشرم العذريّ [5] لما قيل له: أجزعت من

_ - القصة في هذه المراجع أن الحجاج بن يوسف لما ظفر بحلحلة بن قيس وسعيد بن أبان عيينة ابن حصن، بعث بهما إلى عبد الملك بن مروان، فقدّمهما إلى القتل، وأنّ بشر بن مروان كان ينادي كلّا منهما ويقول مرة: اصبر حلحلة! ويقول أخرى لسعيد: اصبر سعيد! [1] الدفّان: جنبا البعير. والحلب: جمع جلبة، بالضم، وهي القشرة التى تعلو الجرح عدن البرء وبعده: قد اثّر البطان فيه والحقب [2] انفرد الجاحظ وصاحب اللسان بنسبة هذا الرجز التالي الذي على روي الكاف إلى حلحلة حينما نودي «اصبر حلحلة» وتنسبه كتب الأمثال جميعها إلى سعيد بن أبان. أما ابن حزم فقد أتى بهذا الرجز وسابقه مجهّلين، إذ قال: «قال أحدهما» . و «وقال الآخر» . [3] الضاعظ أن يكون فى البعير تحت إبطه شبه جراب أو جلد مجتمع. والعركوك: الجمل القوي الغليظ. ويروى «معرك» ، وهما روايتان أشار إليهما الميداني. [4] البواني: جمع بانية، وهي عظام الصدر. والزّور، بالفتح: الصدر، وقيل وسطه. [5] هو أبو سليمان هدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حيّة بن الكاهن. وقد ساق ابن حزم في الجمهرة و 448 نسبه إلى جده الحارث، وهو بطن من عذرة بن سعد هذيم. وانظر معجم المرزبانى 484. وهدبة شاعر مفلق، كثير الأمثال في شعره وهو قاتل ابن عمّه زيادة بن زيد العذري في أيام معاوية، بعد مناقضات ومهاداة بالأشعار، انتهت بقتل هدبة لزيادة، فحبسه سعيد ابن العاص وهو على المدينة خمس سنين أو ستا، إلى أن بلغ المسور بن زيادة، وكان صغيرا، فقتله بأبيه. وهدبة هو القائل في الحبس هذا البيت الخالد:

كلثوم بن حبيب بن أنيف

القتل؟ قال: إن مددت إحدي رجلي وقبضت الأخرى وقد بان رأسي فإني لم أجزع، وإن لم أفعل ذلك فقد جزعت [1] . وهذا الضرب من الأحاديث لا يصدّق به إلّا جاهل.. [كلثوم بن حبيب بن أنيف] ومن العرجان ثم من علماء المتكلّين، ومن الدّهاة المناكير، ومن المطعمين وأصحاب القري ممن كان يقري [2] الليل كلّه: كلثوم بن حبيب بن أنيف، أحد بني امرىء القيس بن تميم، وكان رئيس الشّمرية بعد أبي شمر [3] وقد جمع بينه وبين أبي الهذيل [4] وكتب الكتب.

_ - عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب وانظر الأغاني 21: 169- 173، ونوادر المخطوطات 2: 256- 262. [1] في نوادر المخطوطات: «علامة ما بيني وبينكم إن جزعت فإنى إذا قطعت رإسي مددت رجلي وقبضتها. وإن أنا بقيت ممدود الرجلين فإني لم أجزع. فلما سقط رأسه بقي باسطا رجليه» . [2] يقري، من القرى وهو إطعام الضيف ورعايته؛ قريت الضيف قرى: أحسنت إليه وفي الأصل: «يجري» ، تحريف. [3] أبو شمر هذا ضبط في نسخ البيان 1: 91 بفتح الشين وكسر الميم. وضبطه السمعاني بكسر الشين وسكون الميم. وذكر أن الشّمرية طائفة من المرجئة ينسبون إلى أبي شمر المرجىء القدري. السمعانى 338، والفرق بين الفرق 190- 194. وفي المعتزلة أيضا: «الشّمّريّة» بكسر الشين وفتح الميم المشددة، نسبه إلى عمرو بن أبي عثمان الشّمّرى رأس المعتزلة، يروى عن عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، كما في أنساب السمعاني والمشتبه للذهبي 371. [4] هو محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول البصري، أبو الهذيل العلّاف، شيخ المعتزلة. وله تصانيف عدة، وشعر دقيق المعاني على مذهب المتكلمين. ولد سنة 135 وتوفي بسرّ من رأى سنة 126 وله مائة وأربع سنين. لسان الميزان 5: 413- 414، وتاريخ بغداد 6: 97.

الجياد، وهو الذي اختاره محمد المخلوع مع سعيد ابن جبير الحميريّ في تقريب ما بينه وبين المأمون. وكان جدّه أنيف من الدّعاة أيام ظهر السّواد، وكان يكنى أبا عمرو. ومن الجذمى [1] : سيّار بن رافع [2] ، قطعت يده في بعض قلاع فارس. وهو الذي يقول في أوفى بن موءلة [3] حين عرج: رأيت أوفي بعيد الشّيب من كثب ... في الدّار يمشي على رجل من الخشب جعلت للعرج مجدا لم يكن لهم ... وللقصار مقالا آخر الحقب وكان أوفى قصيرا. ومنهم: زيد بن صوحان العبدي [4] الخطيب الفارس القائد. وفي

_ [1] الجذمى: جمع أجذم، وهو المقطوع اليد، كما في اللسان (جذم 355) . ومثله أحمق وحمقى، وأنوك ونوكى. وفي الأصل: «الحدرا» ، تحريف. وتكون الجذمي أيضا جمعا لجذيم، وهو المقطوع مطلقا، كما في اللسان. [2] هو والد القائد المعروف نصر بن سيار بن رافع المترجم في ص 47 وهو من بني جندع ابن ليث بن كناية، وكان سيار هذا مع مصعب بن الزبير، فسرف عيبة فقطع عبد الرحمن ابن سمرة يده، فكان يقال له الأقطع. المعارف 180. [3] سبقت ترجمته في ص 48. [4] هو أبو سليمان أو أبو عائشة زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس العبدي، وكان ممن أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد القادسية فقطعت يده في الجهاد. وكان من الأمراء على عبد القيس في وقعة الجمل، فقتل فيها سنة 36 قتله عمرو بن يثربي. الإصابة 2991، وجمهرة ابن حزم 205، وتاريخ بغداد 8: 439- 440، والمعارف 176.

الحديث المرفوع: «يسبقه عضو منه إلى الجنّة [1] » . وزيد هو الذي قال لعلي بن أبي طالب رحمة الله عليهما: «إنّى مقتول غدا» قال: ولم؟ قال: «رأيت يدي في المنام حتّى نزلت من السماء، فاستشلت يدي [2] » . فلما قتله عمير بن يثربيّ [3] مبارزة، ومرّ به علي بن أبي طالب وهو مقتول فوقف، [وقال] : «أما والله ما علمتك إلّا حاضر المعونة، خفيف المؤونة» . وبنو صوحان [4] كلّهم خطيب، إلّا أنّ صعصعة [5] كان أعلاهم في الخطابة.

_ [1] من مسند علي رضي الله عنه، في الإصابة وتاريخ بغداد. [2] استشالها: رفعها، كما يقال شالها وأشالها. وفي المعارف 176: «رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني» أي تطلب أن يشيلها. [3] عمير بن يثربي بن بشر بن الرحب بن أمية الضبيّ، فارس ضبة، وكان من رؤوس ضبة في الجاهلية ثم أسلم، واستقضاه عثمان على البصرة. وهو الذي قتل زيد بن صوحان كما في الطبري 4: 530، والمعارف 176، والجمهرة 205. وقال في ذلك: إن تنكروني فأنا ابن يثربي ... قاتل علباء وهند الجملي ثم ابن صوحان على دين على وانظر الإصابة 6513. وفي الأصل هنا: «عميرة بن يثربي» ، تحريف. [4] في البيان 1: 97: «ومن خطبائهم المشهورين: صعصعة بن صوحان، وزيد بن صوحان، وسيحان بن صوحان» . وفي الاشتقاق 329 أنهم بنو صوحان بن حجر بن الحارث ابن الهجرس. وساق ابن حزم في الجمهرة 297 نسبهم إلى لكيز بن أفصى بن عبد القيس. وقال ابن دريد، وكانت لبني صوحان صحبة لعلي بن أبي طالب عليه السلام وخطابة» . وذكر أن سيحان فعلان من السيح، وصوحان فعلان من قولهم صوح البقل. وصعصعة من قولهم: تصعصع القوم، إذا تفرقوا. [5] صعصعة بن صوحان، من المخضرمين، أسلم في عهد رسول الله ولم يره. وله رواية عن عثمان وعلي وشهد صفين معه، وله مع معاوية مواقف. قال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب. وقد نفاه المغيرة بن شعبة بأمر معاوية من الكوفة إلى جزيرة أوال في البحرين فمات-

زياد بن عطارد بن زياد

وذكروا عن سلّام أبي المنذر قال: تكلّم زيد بن صوحان، فجعل أعرابيّ يسمع كلامه ويتعجب، ثم قال: إنّ كلامك ليعجبني وإنّ يدك لتريبني! فقال: إنّها اليسرى يا أعرابيّ [1] : وهو الذي قال: «من يشتري سيفي وهذا أثره [2] » .. [زياد بن عطارد بن زياد] قال: ولمّا قطعت يد زياد بن عطارد بن زياد جعل السّليك

_ - بها. الإصابة 4125، وتهذيب التهذيب 4: 422. وله أقوال وروايات كثيرة في البيان 1: 97، 99، 133، 202، 285، 327، 393/2: 181/3: 112/4: 93، 94. أما أخوه زيد فقد سبقت ترجمته قربيا. وأمّا سيحان فقد عده ابن حجر في الصحابة 3624 وروى عن القاسم بن محمد أنه كان أحد الأمراء في قتال أهل الردة. قال ابن حجر: وكانوا لا يؤمّرون إلّا الصحابة. ويقال إن سيحان قتل يوم الجمل وهي سنة 36. [1] في الأصل: «السرى» ، بهذا الإهمال، والوجه ما أثبت. بقوله له: هذه اليد المجذومة التى ترى هي اليسرى. واليد التي تريب هي اليد اليمنى، إذ هي موضع الحدّ الشرعي في السرقة، ولا تقطع فيه اليسرى. [2] المعروف أن أوّل من قاله هو الحارث بن ظالم المري. الفاخر 165، وفضل المقال 319، والميدانى 3: 322. ونسبه الزمخشري في المستقصى 2: 363 إلى الأغلب العجلي خطأ. وإنّما تمثل الأغلب به في قوله: قالت له في بعض ما تسطّره ... من يشتري سيفي وهذا أثره أما العسكريّ في الجمهرة فلم ينسبه. وقال هو والزمخشري: يضرب مثلا للرجل يقدّم على الأمر الذي اختبر وجرب. وقال الميداني: يضرب في المحاذرة من شيء قد ابتلي بمثله مرة. وقال العسكري أيضا: «وهو مثل قول العامة من نهشته الحية حذر الرسن» . وروى العسكرى عن الأصمعى: «معناه أخبرك خبرا هذا تبيانه» ، ثم قال: «والوجه قول الأصمعي. وأثر السيف: فرنده» .

الخويلديّ [1] ينشد يده [2] وهو يقاتل ويقول: كيف تراني والفتى عطاردا ... أذود من حنيفة المواردا [3] أذود منهم سرعانا واردا [4] ... أنشد كفّا ذهبت وساعدا أنشدها ولا أراني واجدا وقال زياد ومرّ به مقتولا: قد يتمت بنتي وآمت كنّتي [5] ... وشعثت بعد الدّهان لمّتي

_ [1] في الأصل: «السليل» ، تحريف. وسليك هذا ذكره ابن حجر في الإصابة 3689 فيمن له إدراك، وقال: «شهد اليمامة فقطعت كفه في قتال أهل الردة» . وأنشد له الرجز التالي. كما ذكره الآمدي في المؤتلف 137 وأنشد له الرجز أيضا. وجعلا نسبه «العقيلي» . والخويلدي نسبة إلى خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل، كما في الجمهرة 290. [2] المفهوم من النص أنّ اليد المنشودة هي يد «زياد» ولد عطارد بن زياد. والسليك السالف الذكر هو أخو عطارد كما في الإصابة 6424 حيث ترجم لعطارد العقيلي وقال: «له إدراك وذكر في قتال أهل الرّدة. تقدم ذكره في ترجمة أخيه سليك» . وهذا لا يتعارض مع القول بأن السليك قطعت يده أيضا. [3] في الإصابة: «نذود من حنيفة المراودا» . وفي المؤتلف: «نذود من حنيفة المزاودا» . [4] لم يرد هذا الشطر في الإصابة. وفي المؤتلف: «نذود منهم» . وقبل هذه الأشطار عند الآمدي: أبلغ أبا لطيفة المعاندا ... والمطعم الستّة مدّا واحدا قد كان في دفع سليك جاهدا ... وكان لصّا من عقيل ماردا وبعدها عنده: ألا فتى يسقي شرأبا باردا [5] نسب الرجز في الحماسة 507 بشرح المررومي وشرح التبريزي 2: 80 إلى جحدر ابن ضبيعة. والكنّة: امرأة الأخ أو الابن. وآمت: فقدت زوجها.

الأنصاري [1] قال: حدّثنا حميد [2] ، عن أنس أنّ رهطا من عكل وعرينة قدموا [3] على النبي صلّى الله عليه وسلّم فاجتووا المدينة [4] فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو خرجتم إلى إبل الصّدقة فشربتم من ألبانها وأبوالها» ، ففعلوا فصحّوا، فقتلوا الراعي واستاقوا الإبل وخرجوا مرتدّين، فبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتى بهم، فقطّع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم وألقاهم في الشّمس حتّى ماتوا. قال: وحدّثنا زيد بن الحباب [5] قال: حدثنا أبو هلال [6] ، عن

_ [1] الأنصاري هذا هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس الأنصاري. روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن المسيب، وعدي بن ثابت، وحميد الطويل والزهري وغيرهم. وعنه الزهري وابن أبي ذئب، وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم. توفي سنة أربع أو ست وأربعين ومائة. تهذيب التهذيب. [2] هو أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل. روى عن أنس بن مالك وثابت البناني، والحسن البصري وغيرهم. وعنه ابن أخته حماد بن سلمة، ويحيى بن سعيد الأنصاري وهو من أقرانه، وحماد بن زيد، والسفيانان وغيرهم. توفي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين ومائة. تهذيب التهذيب. [3] في الأصل: «تقدموا» ، تحريف. حديث أنس هذا في صحيح البخاري في (الجهاد، والمغازي، والحدود، والديات) .. وصحيح مسلم في (القسامة، واللباس) ، والترمذي والنسائي في (الطهارة) . وانظر مفتاح كنوز السنة 149، وسيرة ابن هشام 998، والطبري 2: 644، وسيرة ابن سيد الناس 2: 88- 91 حيث تجد التحقيق في نسب عكل وعرينة وبجيلة. وانظر أيضا جمهرة ابن حزم 387. [4] اجتويت البلد: كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة. والاجتواء أيضا: ألا يستمرىء الطعام بالأرض أو الشراب. [5] زيد بن الحباب بن الريان التميمي العكلى الكوفي. أصله من خراسان، ورحل في طلب العلم وسكن الكوفة. روى عن مالك بن أنس، والثوري، وابن أبي ذئب وغيرهم، وعنه: أحمد، وعلي بن المديني، وعبد الله بن وهب وغيرهم؛ ورحل إلى مصر وخراسان. وتوفي سنة 203. تهذيب التهذيب. [6] هو أبو هلال محمد بن سليم الراسبي البصري. روى عن الحسن، وابن-

قتادة، عن أنس قال: لمّا صنع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأصحاب اللّقاح ما صنع، نزلت: (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً) [1] إلى آخر الآية. وقال أبو الدّهماء [2] في الباب الأول: ما للكواعب يا دهماء قد جعلت ... تزورّ عنّي ويلقى دوني الحجر [3] لا أسمع الصوت حتّى أستدير له ... ليلا طويلا يناغيني له القمر وقال: وكنت أمشي على رجلين معتدلا ... فصرت أمشي على رجل من الشّجر [4] وقال رجل من بني عجل: وشي بي واش عند ليلى سفاهة ... فقالت له ليلى مقالة ذي عقل [5] وخبّرها أنّي عرجت فلم تكن ... كورهاء تجترّ الملامة للبغل [6]

_ - سيرين، وقتادة، وداود بن أبي هند وغيرهم. وعنه: ابن مهدي، ووكيع بن المبارك، وزيد بن الحباب وغيرهم. ومات في خلافة المهدي سنة تسع وستين ومائة. تهذيب التهذيب. [1] الآية 33 من سورة المائدة. [2] انظر ما سبق من تحقيق النسبة. [3] ويروى: «وتطوى دوني الحجر» . [4] في عيون الأخبار 4: 68: قد كنت أمشي على رجلين معتمدا ... فاليوم أمشي على أخرى من الشجر [5] الأبيات في الحيوان 6: 483، والبيان 3: 76. والثالث بدون نسبة في عيون الأخبار 4: 67. [6] الورهاء: الحمقاء.

كردويه الأعسر

وما بي عيب للفتى غير أنّني ... جعلت العصا رجلا أقيم بها رجلي [1] هذا أعرج، والذي قبل هذا إنّما وصف الكبر والهرم. وقال أبو ضبّة [2] : وقد جعلت إذا ما قمت أوجعني ... ظهري وقمت قيام الشّارف الظّهر [3] ومنهم: كردويه الأعسر رئيس تكاكرة [4] سندان [5] ، كان أيمن فلما قطعت يمينه في الحرب استعمل يساره، فمرن حتّى كأن لم يزل أعسر، لم يضرب بعمود أحدا قطّ إلّا قتله، وله حديث (في كتاب العرب والموالي) [6] .

_ [1] في الحيوان والبيان والعيون: «من عيب الفتى» . [2] وكذا في البيان 3: 76. لكن في الحيوان 6: 483، والخزانة 4: 95 نقلا عن كتاب الحيوان: «أبو حية» . وروي في الموشح 80 لعمرو بن أحمر. [3] وكذا في الحيوان والخزانة. وفي البيان: «إذا ما نمت» والشارف من الإبل: المسن. والظّهر: الذي يشتكي ظهره، كما في مقاييس اللغة. ورواية الحيوان والخزانة: «فقمت قيام الشارب السكر» . [4] في الأصل: «رنس بكل كره» ، صوابه ما أثبت مستضيئا بما سيرد في مثل هذا الموضع من الكتاب. والتكاكرة: جمع تكّريّ، بضم التاء وتشديد الكاف المفتوحة، وهو القائد من قوّاد السند. وأنشد في اللسان: لقد علمت تكاكرة ابن تيرى ... غداة البين أني هبرزيّ [5] سندان بنقط النون الأولي فقط في الأصل. قال ياقوت: «سندان مدينة في ملاصقة السند، بينها وبين الديبل والمنصورة نحو عشر مراحل» . [6] وكذا ورد اسمه في مقدمة كتاب الحيوان 1: 5 قال فيها: «وعبتني بكتاب العرب-

ومنهم: أصطاث الرّومي، صديق أبي عمارة، قاتل باليسار، وشدّ ترسه على يمنيه المقطوعة، فكأنه لم يزل رجلا أعسر [1] .

_ - والموالي، وزعمت أنّي بخست الموالي حقوقهم كما أنّي أعطيت العرب ما ليس لهم. وعبتني بكتاب العرب والعجم، وزعمت أنّ القول في فرق ما بين العرب والعجم هو القول في فرق ما بين الموالي والعرب، ونسبتني إلى التكرار والترداد» . وورد اسمه في كتاب الفرق بين الفرق 162 بلفظ «فضل الموالي على العرب» . وجاء في العقد 3: 416- 417 نص مطول من هذا الكتاب باسم «كتاب الموالى والعرب» . وفي 6: 77 منه نص من كتاب «الموالي» . ولكن القول ما قال الجاحظ في كتابيه. [1] في الأصل: «أعر» ..

كتاب فيه أبواب منوعة أخرى

[كتاب فيه أبواب منوعة أخرى] باب ذكر من سقى بطنه من الأشراف [1] منهم: عمران بن الحصين الخزاعي [2] وكنيته أبو النّجيد [3] . اكتوى- قالوا: وكان مكلّما [4] فلما اكتوى انقطع ذلك عنه. ولمّا لم يرفي الكيّ ما أحبّ قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الاكتواء، فما أفلحنا ولا أنجحنا [5] حين اكتوينا. قالوا: وعاده أبو بردة [6] ، فلما رأى شدّة حاله قال: لولا ما أرى بك لكثر إتياني لك! قال: لا تفعل، فإنّ ذلك أحبّ إلى الله وإليّ.

_ [1] سقى بطنه، بالبناء للفاعل، وللمفعول أيضا، وكذلك استسقى بطنه استقى بطنه استسقاء: اجتمع فيه ماء أصفر. [2] عمران بن الحصين بن عبيد بن خلف الخزاعى، كان صاحب راية خزاعة يوم الفتح، وأسلم عام فتح خيبر، واستقضاه عبد الله بن عامر على البصرة أيّاما ثم استعفاه فأعفاه، وتوفي في خلافه معاوية 52. الإصابة 6005، وتهذيب التهذيب، والمعارف 134، وصفة الصفوة 1: 283. [3] أبو النجيد، بالجيم وبهيئة التصغير، كما في الإصابة. ونجيد هذا ولده وهو أحد من روى عنه. وفي الأصل: «أبو النجيد» ، تحريف. [4] وفي الاشتقاق 473: «وكانت تصافحه الملائكة وتناجيه لداء كان به فاكتوى فذهب عنه ذلك، وذهب ما كان يسمع ويرى» . وفي الإصابة أنّه كان يرى الحفظة. وكانت تكلّمه حتّى اكتوى. والخبر كذلك في صفة الصفوة وتهذيب التهذيب. [5] في سنن أبي داود 4: 5، وصفة الصفوة: «فما أفلحن ولا أنجحن» . وفي صفوة الصفوة: «يعني المكاوي» . وفي سنن ابن ماجه ص 1155: «فما أفلحت ولا أنجحت» . وانظر الترمذي في كتاب الطب أيضا. [6] أبو بردة هو عامر بن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري. وكان أبو بردة قاضيا-

خباب بن الأرت [1]

ومنهم: خبّاب بن الأرتّ [1] وقد اكتوى في بطنه سبع كيّات فقال: لولا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى أن ندعو بالموت لدعوت به. وكان قديم الإسلام، وعذّبه أهل مكّة وألقوه على الرّضف [2] حتى انقطع ماء متنه. وكان من ولده ببغداد خبّاب مولى بريه [3] وصاحب ثمامة [4] . والعروضيّ [5] رأيته وقد فلج، ومعه بقيّة من اللسان الذي كان يقدّم به على جميع أهل بغداد. وله أحاديث، وفيه أخبار.

_ - على الكوفة سنة 79 وظل كذلك إلى سنة 81 كما في تاريخ الطبري. وكانت وفاته سنة 103. المعارف 115، والنجوم الزاهرة 1: 252. وفي الإصابة: «فدخل عليه رجل» ، ولم يعينه. وفي صفة الصفوة: أنّ المتحدث بذلك هو «مطرّف» ، وهو مطرّف بن عبد الله بن الشخير. [1] صحابي جليل، وهو عبد الله خبّاب بن الأرتّ بن جندلة بن سعد بن خزيمة التميمي. أسلم سادس ستة. وكان أوّل من أظهر إسلامه، وعذّب عذابا شديدا. وكان قد سبي في الجاهلية فبيع بمكة، وكان قينا يعمل السيوف بها. وقد شهد المشاهد كلها، وتوفي بالكوفة سنة 37 وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، وصلي عليه علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- حين منصرفه من صفين. وهو أول من قبر بظهر الكوفة. الإصابة 2206، وصفة الصفوة 1: 168 وتهذيب التهذيب. [2] الرّضف، بالفتح: الحجارة المحماه بالشمس أو بالنار. [3] ورد هذا في الأصل مهمل النقط. وفي القاموس: «وبريه: مصغّر إبرهم» . [4] ثمامة بن أشرس النميري: أحد المعتزلة البصريين، ورد بغداد واتصل بهارون الرشيد وغيره من الخلفاء. وله أخبار ونوادر يحكيها عنه أبو عثمان الجاحظ وغيره. تاريخ بغداد 7: 145، والفرق بين الفرق 157- 160، والبيان 1: 111، وعيون الأخبار 3: 137 وحواشي الحيوان 2: 150. [5] هو أبو محمد عبد الله العروضي، معاصر الجاحظ، كما في البخلاء 49، 118، 183. وانظر الحيوان 3: 248.

عثمان بن أبي العاص [2]

وممن سقي بطنه من الأشراف: قبيصة بن المهلّب [1] .. ومن الأشراف أيضا: عثمان بن أبي العاص [2] إليه يضاف شطّ عثمان [3] ، شكا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم نسيان القرآن، فتفل في فيه، فكان بعد ذلك لا ينسى ما حفظ منه. وقال لثقيف، بعد وفاة رسول الله عليه السلام، حين همّت بالارتداد: «يا معشر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاما فلا تكونوا أوّلهم ارتدادا» . وكان فارس ثقيف، خرج إلى عمرو بن معد يكرب حين غزاهم في

_ [1] في الجمهرة 368 أنه كان للمهلّب بن أبي صفرة نحو ثلاثمائة ولد، أعقب منهم تسعة عشر، منهم قبيصة هذا. وفي كامل ابن الأثير 4: 440 أنّ المهلّب حين هزم الخوارج شرّ هزيمة أرسل مبشّرا إلى الحجاج يخبره عن نصرة الجيش على الخوارج، وأخبره عن بني المهلّب فقال: المغيرة فارسهم وسيدهم، وجوادهم وسخيهم: قبيصة، ولا يستحيي الشجاع أن يفرّ من مدركة، وعبد الملك سمّ ناقع، وحبيب موت ذعاف، ومحمد ليث غاب، وكفاك بالمفضّل نجدة. قال له الحجاج: فأيّهم كان أنجد؟ قال: كانوا كالحلقة المفرغة لا يعرف طرفاها. وفي الاشتقاق 194: «واشتقاق قبيصة من قولهم: قبصت قبصة، أي أخذت بثلاث أصابعي شيئا» . [2] عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد دهمان الثقفي. أسلم في وفد ثقيف فاستعمله النبي صلّى الله عليه وسلّم على الطائف، وأقرّه أبو بكر وعمر، ثم استعمله عمر على عمان والبحرين سنة 15 وصار إلى توّج من بلاد فارس ففتحها، ونزل عثمان البصرة فأقطعه عثمان بن عفّان اثني عشر ألف جريب. ومات بالبصرة في خلافة معاوية سنة 55. الإصابة 5433، والمعارف 116- 117، ومعجم المرزباني 454، والجمهرة 266، ومعجم البلدان «توّج» . [3] شط عثمان: موضع بالبصرة، كانت سباخا ومواتا، فأحياها عثمان بن أبي العاص، وكان ذلك سبب إقطاع عثمان بن عفان له بما أقطعه من الأرضين. وانظر معجم البلدان (شط عثمان) .

أبو عزة الشاعر

بني زبيد وغيرهم، فلم يلبث له، وطلبه ففاته، وله في ذلك شعر مشهور [1] ، وكان شاعرا بيّنا، عاقلا رئيسا، سيّدا مطاعا، وله فتوح كبار ومقامات شريفة. وكان في شرط ثقيف: ألّا يولّي عليهم إلّا رجلا منهم. فولّاه النبّي صلى الله عليه وسلم. وكتب عمر بن الخطاب إلى عثمان وأبي موسى حين كانا في شقّ بلاد فارس: «إذا التقيتما فعثمان الأيسر. وتطاوعا، والسلام» . هذا، وحال أبي موسى حاله عند عمر. وممن سقي بطنه: أبو عزّة الشاعر وقد كتبنا قصّته وكيف اكتوى وكيف برأ «في باب ذكر البرصان [2] » . وممّن سقى بطنه فاكتوى فمات: مسافر بن أبي عمرو بن أبي أميّة وقد كتبنا قصّته والدليل على شأنه في الشعر في باب البرصان [3] . وفيه قال الشاعر:

_ [1] هو، كما في الإصابة ومعجم المرزباني، وكان عثمان قد شد على عمرو في الجاهلية، فهرب عمرو فقال عثمان: لعمرك لولا الليل قامت مآتم ... حواسر يخمشن الوجوه على عمرو وأفلتنا فوت الأسنّة بعدما ... رأى الموت، والخطىّ أقرب من شبر يحث برجليه سبوحا كأنّها ... عقاب دعاها جنح ليل إلى وكر [2] انظر ما سبق في ص 86. [3] انظر ما سبق في ص 86.

ومكشوح له النّعمان أمسى ... هبالة بيته بيت الخيار [1] يفوق بنفسه ويرى بياضا ... بكشحيه كتلماع النّهار وذكر موسى بن داود [2] ، عن زهير [3] ، عن أبي الزّبير [4] ، عن جابر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كوى سعد بن معاذ في أكحله [5] ، وكوى أسعد بن زرارة [6] في عنقه وقال:

_ [1] سبق تفسيره هو تاليه في ص 88. [2] أبو عبد الله موسى بن داود الضبي، كوفي الأصل، سكن بغداد وروى عن جرير بن حازم، وزهير بن معاوية وغيرهم. وعنه: علي بن المديني وأحمد بن حنبل، وبشر بن موسى وآخرون. ولي قضاء طرسوس إلى أن مات بها سنة 217. تهذيب التهذيب، وتاريخ بغداد 6990، والبيان 1: 132 حيث وصفه الجاحظ بالفصاحة والخطابة. [3] زهير بن معاوية بن حديج بن رحيل (بالتصغير فيهما) بن زهير بن خيثمة الكوفي. روى عن أبي إسحاق السّبيعي، والأعمش، وسماك بن حرب، وأبي الزبير. وعنه: ابن مهدي، والقطّان، وأبو داود الطيالسي وغيرهم. ولد سنة 100 وتوفي سنة 173. تهذيب التهذيب. [4] أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي. روى عن العبادلة الأربعة، وعائشة، وجابر وغيرهم. وعنه: عطاء، والزهري، والأعمش، ومالك بن أنس، وجماعة. توفي سنة 126. تهذيب التهذيب. [5] الأكحل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده. وسعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس الأوسي الأنصاري، سيّد الأوس. وأمه كبشة بنت رافع لها صحبة. شهد سعد بدرا، وأصابه سهم يوم الخندق، فعاش بعد ذلك شهرا ثم انتقض جرحه فمات سنة خمس، وحزن عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «اهتز العرش لموت سعد بن معاذ» . الإصابة 3197، والجمهرة 339. والحديث في سنن أبي داود 4: 5- 6، والترمذي 8: 208، وابن ماجه 1156. وانظر نهاية ابن الأثير (كوى) . [6] هو أبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة الأنصاري النجّاري، قديم الإسلام، شهد العقبتين، وكان نقيبا على بني ساعدة. ومات في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل بدر. الإصابة 111، والجمهرة 349. وسماه ابن دريد في الاشتقاق 450 «أسعد الخير» .

بئس الميّت ليهود [1] ، يقولون: لو كان سالما ما سقي [2] ما أملك لنفسي شيئا. سفيان [3] ، عن ابن أبي نجيح [4] ، عن عقّار بن المغيرة بن شعبة [5] عن أبيه قال: قال النبي عليه السلام: «لم يتوكّل من اكتوى واسترقى [6] » .

_ [1] الحديث خرجه ابن حجر في الإصابة 111. كما أخرجه ابن ماجه في السنن 1155 وفيه أن الذي اكتوي هو أخوه سعد بن زرارة. وفيه أيضا: «ميتة سوء لليهود» دعاء عليهم أن يموتوا ميتة السوء هذه. [2] في الأصل: «ما سق» . والمراد أنه لا أمل في حياة من سقى بطنه، ولو كتبت له الحياة ما سقى بطنه. وبدله عند ابن ماجه «يقولون: أفلا دفع عن صاحبه؟ وما أملك له ولا لنفسي شيئا» . [3] يحتمل أن يكون سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي المتوفي سنة 161 بالبصرة، وأن يكون سفيان بن عيينة الهلالي الكوفي المتوفي سنة 198 بمكة، فكلاهما قد روى عن ابن أبي نجيح، كما سيأتي في ترجمته. [4] في الأصل: «ابن نجيح» ، تحريف، وإنما هو عبد الله بن أبي نجيح. وهو عبد الله بن أبي نجيح يسار. روى عن أبيه وعطاء ومجاهد وجماعة. وعنه: شعبة، ومحمد بن مسلم الطائفي، والسفيانان وغيرهم. توفي سنة 131. تهذيب التهذيب. [5] في الأصل: «عبد الغفار» ، تحريف. وليس للمغيرة بن شعبة ولد يدعى بذلك، وإنما ولده هو «عقّار» بفتح العين المهملة، كشداد. ذكره ابن حجر في تبصير المنتبه بتحرير المشتبه ص 958، وترجم له في تهذيب التهذيب 7: 237 وقال: روى عن أبيه، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص. وعنه: مجاهد، وحسان بن أبي وجزة، وعبد الملك بن عمير وغيرهم. وقال أيضا: «ذكره ابن حبّان في الثقات، أخرجوا له حديثا واحدا عن أبيه في الكي» . وهو هذا الحديث الذي نحن بصدده ورواه ابن ماجه في السنن 1154 عن مجاهد ابن عقار بن المغيرة عن أبيه. ونجيح، بفتح النون، كما في القاموس. [6] النص عند ابن ماجه: «من اكتوى أو استرقي فقد برىء من التوكل» ، وأخرجه-

وقد طعن في هذا قوم وسألوا عمّا لا يلزم. وقال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنا فيما لا يوحي إلىّ كأحدكم» [1] ، يعني في علم الغيب، ليس أنّه كأحدهم في الحلم والعلم، والصّبر واليقين، والشّجاعة والطّهارة، والرّأي وكثرة الصواب، والكمال والتمام. وقد قال النبي عليه السلام في التّأبير [2] ، فلما قيل له في ذلك قال: «إنّما قلت برأيي [3] » . ومتى عالج النبيّ رجلا بعلاج مثل علاج النّاس بعضهم لبعض فلم يبرأ [4] ذلك المعالج فليس في هذا مسألة على أحد، لأنّ نفس العلاج بالأدوية من الكيّ والوجور واللّدود [5] وأشباه ذلك، يدلّ على أنّه لم يجعل ذلك علامة وأعجوبة وبرهانا، وإنّما عالجه من طريق علاج الناس بعضهم لبعض.

_ - الترمذي في الطب عن محمد بن بشار. [1] لفظه في مسلم 8: 95 في كتاب الفضائل: «إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر» . وهو من حديث رافع بن خديج. [2] في الأصل: «التدبير» ، تحريف. والتأبير: تلقيح النخل بأن يشقّ طلع الأنثى، ويوضع فيه شيء من طلع الذكور ليكون الثمر. [3] الحديث بروايات مختلفة عن طلحة بن عبيد في مسلم 7: 95، وسنن ابن ماجه 825. وعن رافع بن خديج في مسلم، وعن عائشة في مسلم وسنن ابن ماجه. وتدلّ الروايات كلها أنّ القوم كانوا يلقّحون النخل، فأشار عليهم رسول الله ألا يفعلوا، فتركوا التلقيح لذلك، فصار تمرهم شيصا عامئذ ولم يصلح، فذكروا له ذلك فقال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم» ، أو ما هو بمعناه. [4] في الأصل: «فلم يبر» بالتسهيل ثم الحذف. [5] الوجور، بفتح الواو: الدواء يوجر في الفم أو الحلق، وجره وجرا، وأوجره كذلك. واللدود بفتح اللام: ما يصب بالمسعط في أحد شقّي الفم.

وإنّما كانت المسألة لازمة لو قال: اللهم أبره واشفه، وقال: يبرأ فلان اليوم، أو يمرض فلان اليوم. فإذا لم يكن ذلك جاز للسّائل حينئذ أن يطعن، فأمّا غير ذلك من الأمور فالمسألة فيه ظلم. ومن أفاق على يديه عليه السلام أكثر، ولم يجعل ذلك برهانا على نبوّته، ودلالة على رسالته. وذكر المعلّى [1] عن ابن لهيعة [2] عن عمرو بن شعيب [3] عن أبيه عن جده، عن زنباع الجذامي [4] أبي روح بن زنباع، أنّه قدم على النبي

_ [1] هو المعلّى بن منصور الرازي، أبو يعلى. روى عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وأبي بكر بن عياش، وأبي يوسف القاضي، وابن لهيعة. وعنه: علي بن المديني، وأبو بكر ابن أبي شيبة، والبخاري في غير الصحيح، وجماعة. وتوفي ببغداد سنة 211. تهذيب التهذيب، وتاريخ بغداد: 13: 188- 190. [2] هو عبد الله بن لهيعة، بفتح اللام وكسر الهاء، بن عقبة بن فرعان الحضرمي الفقيه القاضي. روى عن الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء بن دينار، وعمرو بن شعيب وغيرهم. وعنه: الثوري، وشعبة، والأوزاعي، والليث بن سعد وغيرهم. توفي سنة 174. تهذيب التهذيب. [3] عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عن أبيه وجلّ روايته عنه، وطاوس، وسليمان بن يسار وغيرهم. وعنه: عطاء، والزهري، وهشام بن عروة وجماعة. توفي سنة 118. تهذيب التهذيب. [4] زنباع بن سلامة، ويقال ابن روح بن سلامة بن حداد الجذامي. وله قصة طريقة مع عمر في الجاهلية. وكان زنباع قد وجد غلاما مع جارية له فجدع أنفه وجبّه، فأتى العبد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وذكر له ذلك، فقال للعبد: انطلق فأنت حر. وقد روى عنه ولده روح، وولد وولده مسلمة بن روح، الإصابة 2811، تهذيب التهذيب.

صلّى الله عليه وسلّم وقد خصى غلامه [1] ، فأعتقه النبيّ عليه السلام [2] . قال أبو إسحاق [3] : كان مانى صاحب الزّنادقة مكنّع اليد [4] وكان زاردشت أحذّ [5] وكان أرسطاطاليس أحمر أزرق [6] وكان مسيلمة الكذاب عاقرا لا يولد له. وكان المقنّع [7] الذي ادّعى الرّبوبيّة بخراسان أيام حميد

_ [1] في الأصل: «أخصى غلامه» تحريف. وإنما الإخصاء، كما في القاموس: أن يتعلم الرجل علما واحدا. [2] الحديث في الإصابة والحيوان 1: 265، وسنن ابن ماجه في الديات 894. [3] أبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظام، شيخ الجاحظ. [4] المكنع: المعقّف الأصابع في يبس وتقبض. وأنظر للمانوية الملل والنحل 1: 143، والفرق بين الفرق 333، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي 88. وقد ادعى ماني النبوة في أيام سابور بن أزدشير قبل الإسلام. [5] الأحذ: المقطوع اليد، أو ذو اليد القصيرة. [6] يعني بذلك زرقه العين لا رزقة البدن. وانظر الحيوان 5: 331. [7] كان منشأ المقنعّ في قرية من قرى مرو يقال لها: «كازه كيمردان» ، وكان كما ذكر البغدادي، قد عرف شيئا من الهندسة والحيل والنيرنجات، فادّعى لنفسه الإلهية واحتجب عن الناس ببرقع من حرير أخضر، فسمي «المقنّع» لذلك، ودامت فتنته على المسلمين نحو أربع عشرة سنة، واشتد أمره، واستعان بالأتراك الخلجية على المسلمين، فهزموا كثيرا من عساكرهم أيام المهدي بن المنصور. وقد أباح لأتباعه المحرّمات وأسقط عنهم الصلاة والصوم وسائر العبادات. وجهزّ المهدي إليه صاحب جيشه معاذ بن مسلم في سبعين ألفا من المقاتلة، وأتبعهم بسعيد بن عمرو الحرشي الذي قاتل المقنّع سنين، وشدّد الحصار عليه في قلعته في كشّ، فلما أحسّ بالهلاك تناول السم وسقاه أهله ونساءه فماتوا جميعا، ودخل المسلمون قلعته واحتزوا رأسه وأنفذ إلى المهدي، وقيل: إنّه أحرق نفسه في تنّور في حصنه قد أذاب فيه النحاس مع السكر حتى ذاب فيه، وافتتن به أصحابه بعد ذلك لما لم يجدوا له جثة ولا رمادا. انظر الفرق بين الفرق 243- 244، وشروح سقط الزند 1544- 1546، والآثار الباقية للبيروني 211 وكتب التاريخ في حوادث 159- 163.

بن قحطبة، أعور قصّارا [1] يسمّى عطاء [2] وكان سفيان أصمّ [3] . وخبّرني من رأى بابك [4] عند المعتصم بعد أن نزعت القلنسوة السّمّور [5] من رأسه، فإذا أصلع صعل الرّأس [6] .

_ [1] القصار: الذي يبيض الثياب بعد نسجها، بأن يبلّها ثم يدقّها بالقصرة. وفي الأصل: «فصار» وفي البيان 3: 103: «وكان أعور ألكن» . [2] وكذا ورد اسمه أيضا في البيان 3: 103. وفي المراجع المتقدمة أن اسمه هاشم بن حكيم. وانظر قاموس الأعلام للزركلي. [3] سفيان هذا هو سفيان بن الأبرد بن أبي أمامة بن قابوس بن سفيان بن ثعلبة بن حارثة ابن جناب الكلبي، أحد قواد بني أمية أيام عبد الملك بن مروان والحجاج. وكان ذا ضلع كبيرة في حرب الخوارج: شبيب بن يزيد، وعبد الرحمن بن الأشعث. وهو آخر من أرسل إلى قطري ابن الفجاءة وقتله سنة 78 وكان المباشر لقتله سودة بن أبجر الكلبي. جمهرة ابن حزم 457 وابن خلكان (ترجمة قطري) وكتب التاريخ في حوادث سنة 78. وفي الأصل هنا: «وكان سفاد أصم» ، صوابه ما أثبت. وفى البيان 1: 407: «ولما خطب سفيان بن الأبرد الأصم الكلبي فبلغ في الترهيب والترغيب المبالغ، ورأى عبيدة بن هلال أن ذلك قد فت في أعضاد أصحابه أنشأ يقول: لعمري لقد قام الأصم بخطبة ... لها في صدور المسلمين غليل » . [4] بابك الخرّمي: مجوسي تظاهر بالإسلام، وتسمّى بالحسن أو الحسين. قال ياقوت: خرّم وتفسيره بالفارسية السرور، وهو رستاق بأردبيل. قال نصر: وأظن الخرمية الذي كان منهم بابك الخرمي نسبوا إليه. وقيل الخرمية فارسي معناه الذين يتبعون الشهوات ويستبيحونها. وقد رأس بابك الخرّمية بعد موت زعيمهم جاويدان بن سهل، واشتدّت شوكته في أيام المعتصم، وحاربه الأفشين واستولى على معقله بمدينة البذّ، ثم وقع في يد سهل بن سنباط بطريق أرمينية، وقبض عليه وهو يصطاد، وسلمه إلى الأفشين، وصلبه المعتصم سنة 223. الطبري، والفرق بين الفرق 266- 268 ودائرة المعارف الإسلامية. [5] السمور: حيوان من ذوات الفراء والوبر. انظر الحيوان 5: 486/6: 27، 32. [6] الصعل: الدقيق الرأس والعنق.

واعلم أنّ في كل من ادّعى الرّبوبيّة من جميع هذا الخلق في جميع الأزمنة فإنّما ذهبوا منه إلى التّناسخ الذي يتهافتون به [1] ، وفساده كثير.

_ [1] ممن كان يقول بالحلول والتناسخ بيان بن سمعان صاحب البيانية. الفرق 255. والمقنع الكندي الذي سبقت ترجمته. وانظر له الفرق بين الفرق 243. وفي الأصل: «يتهاونون به» ، تحريف. والتهافت: التساقط..

باب من قتلت الصواعق والرياح

باب من قتلت الصواعق والرّياح خويلد الصّعق، جدّ يزيد بن عمرو بن خويلد الصّعق [1] ، ولذلك سمّي الصّعق. عمل طعاما فتأنّق فيه، وهبّت رياح وعصفت عليه، فأذرت التّراب في قدره، فسبّ الرّياح فصعق من يومه [2] . قال الشاعر: قتيل الرّعد بالبلد التّهام [3] لأنّ الصّاعقة تقتل بشدّة الصّوت كما تحرق بالنار التي فيها. وكان الحسن يسمّيها صاقعة ويجعل الصّواعق ما كان من العذاب النّازل على

_ [1] سبقت ترجمة يزيد كما سبقت ترجمة جده في الصفحة نفسها. ويروي المرزباني في معجم الشعراء 494 قولين في من سميّ بالصعق، هل هو خويلد هذا الجد، أو هو ولده عمرو بن خويلد؟ وممن ذهب إلى أنّ الصعق هو عمرو، ابن دريد في الاشتقاق 297، لكن الشعر التالي ينطق بأنه خويلد الجد. [2] انظر الاشتقاق 297. وقيل سميّ الصعق لأن بني تميم ضربوه ضربة على رأسه فأمّته، فكان إذا سمع الصوت الشديد صعق فذهب عقله. الخزانة 1: 207، والمفضليات 388 والأصمعيات 144، 233. [3] في الأصل: «قبيل» ، تحريف. والبيت في اللسان (صعق 68) . والبيت بتمامه فيه: بأن خويلدا فابكى عليه، وفي النقائض 759: قتيل الريح في البلد التهامي «إن خويلدا فابكوا عليه» .

الأمم. فأمّا هذه التي تراها اليوم فهي عنده صواقع [1] ولا أعرف وجهه، وهو أعلم بما قال وأولى بذلك. وممّن صعق: أربد بن جزء [2] بن خالد بن جعفر بن كلاب، أخو لبيد بن ربيعة لأمّه، فلذلك قال: أخشى على أربد الحتوف ولا ... أرهب نوء السّماك والأسد [3] فجّعني الرّعد والصّواعق بال ... فارس يوم الكريهة النّجد [4] زعم سنديّ بن صدقة [5] قال: صحبنا في طريق مصر سعيد النصرانيّ الجهبذ [6] ، وكان يسايرنا إذ تقدّم على بغل له ناج [7] ،

_ [1] في الأصل: «مواقع» ، تحريف. [2] وهو أربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر بن كلاب، كما في الجمهرة 285، والأغاني 15: 130، وأربد هذا هو الذي أراد قتل رسول الله مع عامر بن الطفيل، فدعا عليه، فرماه الله بصاعقة فمات. [3] الحتوف: جمع حتف، وهو الموت. والبيت وتاليه في ديوان لبيد 158، والأغاني 15: 133. ويعني بنوء السماك والأسد، ما يكون فيهما من صواعق. وفي شرح الديوان: «ولم أكن أفرق عليه صاعقة» . [4] النجد، بضم الجيم وكسرها: ذو النجدة، وهي الشجاعة والبأس. [5] سنديّ بن صدقة، شاعر كاتب، ذكره ابن النديم في الفهرست 236 وذكر أن ديوانه خمسون ورقة. وأورد له الجاحظ في الرسائل 1: 303 بيتين من الشعر دون أن ينسبه إلى أبيه. [6] في القاموس: «الجهبذ، بالكسر: النقاد الخبير» . ولم ترد هذه المادة في التهذيب واللسان. وفي تاج العروس: «وهو معرب، صرح به الشهاب، وابن التلمساني. وكان ينبغي التنبيه عليه» . ثم قال: «ومما يستدرك عليه الجهباذ بالكسر، لغة في الجهبذ، والجمع الجهابذة» . وذكر استينجاس في معجمه 381 أن فارسيته «كهبد» . [7] في الأصل: «ناجي» ، والوجه ما أثبت. والناجي، من النجاء، وهو السرعة.

وارتفعت سحابة فبرقت ورعدت، وأرسلت صاعقة، فتقع عليه وهو منّا غير بعيد، فجئناه فإذا هو وبغله قد ماتا، وإذا في كمّه صرّة فيها دراهم انسبكت فصارت نقرة واحدة [1] ، وكمّه صحيح لم يحرق، وهذا عندي من العجب. قال أبو عبيدة في ميتة عنترة: ظعنت عبس لبعض الأمر، وخلّفت عنترة في الدار شيخا كبيرا لا حراك به، فعصفت ريح [2] فمات فيها خفاتا [3] . قال أبو الوجيه العكلّي: [4] بل مرّ به نفر من طيء، فلما رأوه

_ [1] النقرة، بالضم: السبيكة، وهي من الذهب والفضة: القطعة المذابة. والجمع نقار بالكسر. [2] عصفت الريح تعصف عصفا وعصوفا، فهي عاصف وعاصفة وعصوف: اشتدت. وفي لغة أسد أعصفت فهي معصفة. وفي الكتاب العزيز: (فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) . وفي الأصل هنا: «فصعقت» ، تحريف. [3] الخفات: موت البغتة، قال الجعدي: ولست وإن عزّوا على بهالك ... حفاتا ولا مستهزم ذاهب العقل وخبر أبي عبيدة هذا نادر. وهو بتفصيل في الأغاني 7: 145 عن أبي عبيدة أن عنترة كان قد أسنّ واحتاج، وعجز لكبر سنة عن الغارات، وكان له على رجل من غطفان بكر، فخرج يتقاضاه إياه، فهاجت عليه ريح من صيف، وهو بين شرج وناظرة، فأصابته فقتلته. وروى أبو الفرج مع هذا خبرا لمقتله برمية من وزر بن جابر النبهاني. وقد روى هذا الخبر في اسماء المغتالين 2: 210- 211 من نوادر المخطوطات. وروى أبو الفرج خبرا ثالثا لمصرعه برمية من ربيئة طيء. [4] أبو الوجيه العكلي: أحد فصحاء الأعراب، كان معاصرا للجاحظ وأبي عبيدة. وروى له الجاحظ أخبارا في الحيوان 1: 300/4: 194/6: 59، والبيان 1: 169، 172/3: 114. وعكل، بضم العين، هم بنو عكل بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة.-

مخلّفا في الدار أثبتوه معرفة، قال بعضهم لبعض: في قتل هذا شرف! فلما خبطوه بأسيافهم قال عنترة: أيّ حفص يجزرون [1] !!

_ - الجمهرة 480. [1] الحفص: شبل الأسد، وقال ابن الأعرابي: هو السبع أيضا. وقال صاحب العين: «الأسد يكنى أبا حفص، ويسمى شبله حفصا» ..

باب ذكر الحدب والوقص

[باب ذكر الحدب والوقص] ذكر الحدب ومن الحدب: واصل الأحدب وهو واصل بن حيّان [1] الأحدب الأسديّ، من بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان [2] . قال أبو نعيم [3] : توفي سنة عشرين ومائة. ومن الحدب: سلمة بن الخطل العرجيّ [4] قال لمعاوية: والله لقد أنصفت وما كنت منصفا يا معاوية. فغضب معاوية وقال: ما أنت وذاك

_ [1] واصل بن حيان، ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب 11: 103، وقال: «الأسدي الكوفي بياع السّابري» . وذكر أنه روى عن شريح القاضي، وإبراهيم النخعي، وعبد الله بن أبي الهذيل وغيرهم. وعنه أبو إسحاق الشيباني، والثوري، وشعبة وآخرون. ونقل عن أبي نعيم وفاته سنة 120 وعن ابن حبان سنة 129. [2] ذكر ابن حزم 194 أنه كان في بني سعد بن الحارث بن ثعلبة هؤلاء شعراء. [3] كذا ورد هذا النص مقحما على كتاب البرصان. والجاحظ لم يدرك أبا نعيم. وأبو نعيم هو الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، صاحب حلية الأولياء. ولد بأصبهان سنة 336 ومات بها سنة 430. [4] في الأصل: «الأعوجي» ، تحريف. وإنما هو العرجي بضم ففتح نسبة إلى عريج بهيئة التصغير. وفي الإصابة 3365: «الكناني ثم العرجي» ، ثم قال: «أحد بني عريج بن عبد مناة بن كنانة» . وأورد الخبر التالي بإيجاز. وفي العقد 4: 30 حيث أورد الخبر بإسهاب: «سلمة بن الخطل العرجي» كما أثبت، والنسبة إلى فعيل مضمومة العين بحذف يائها كثير. وفي شرح الشافية 2: 29: «قال السيرافي: أما ما ذكره سيبويه من أن النسبة إلى هذيل هذلي فهذا الباب عندي لكثرته كالخارج عن الشذوذ. وذلك خاصة في العرب الذين بتهامة وما يقرب منها لأنهم قالوا: قرشي وملحي وهذلي وفقمي. وكذلك سليم، وخثيم، وقريم، وحريث وهم من هذيل: سلمي، وخثمي، وقرمي، وحرثي» . فهو يرى أن حذف الياء كاد أن يكون قياسا. وانظر لنسب عريج جمهرة ابن حزم 184، والمعارف 31.

ذو الركبة العوجاء [5]

يا أحدب! والله لكأني أنظر إلى بيتك من مهيعة [1] بطنبه تيس مربوط، بفنائه أعنز غفر [2] ، درّهن [3] غبر! قال الأحدب: قد كان ذلك، فهل رأيتني يا معاوية قتلت مسلما أو غصبت مالا حراما؟ قال معاوية: أين أنت، فأراك لا تدبّ إلا في خمر [4] ، وأيّ مسلم يعجز عنك حتّي تقتله؟ وأيّ مال تقوى عليه حتّى تغصبه؟ اجلس [لا] أجلسك الله! ثم قال: أستغفر الله منك يا أحدب!. ومن الحدب: ذو الرّكبة العوجاء [5] الشّاعر العبد، وهو الذي يقول: سخر الغواني أن رأين مويهنا ... كالذّئب أطلس شاحب منهوك [6] وقد ذكرنا قصّته (في كتاب الهجناء والصّرحاء) .

_ [1] مهيعة: الجحفة، وقيل قريب من الجحفة. والجحفة: ميقات أهل الشام. [2] عفر: جمع أعفر وعفراء، وهو الأبيض، أو الخالص البياض. [3] في الأصل: «عبر» ، تحريف. والغبر، بضم الغين: بقية اللبن في الضرع. ويقال فيه أيضا «غبر» كسكر بتشديد الباء. وفي العقد: «بفنائه أغنر عشر يحتلبن في مثل قوارة حافر العير» . [4] الخمر، بالتحريك: ما واراك من شجر وغيره. وهو كناية عن الخداع، يقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر. وانظر اللسان (خمر) ، والعقد 4: 22 س 2. وفي الأصل هنا (حمر) بالمهملة، صوابه في العقد. [5] في الأصل: «العرجاء» صوابه مما سبق. والركبة لا توصف بالعرج. [6] سبق البيت محرفا في ص 325.

مشمرخ الأحدب

ومن الحدب: مشمرخ الأحدب قال ثمامة [1] لي: رأيت جماعة نساء لم أرقطّ أحسن ولا أملح شكلا، ولا أظهر دلّا، مع لباس وشارة، وإذا فتيان من فتيان الغزل والجمال واليسار قد عارضوهنّ، والتفتّ فإذا أنا بالمشمرخ الأحدب، وإذا هو يتقدّمهنّ مرّة ويزاحمهن مرة، وإذا هو في ذلك يختال في مشيته ويخطر بكمّية، فأقبلت عليه واحدة منهنّ فقالت: عذرنا هؤلاء الذين يدلّون بالشّباب والجمال واليسار، فقد أطمعهم ذلك فينا، وأنت بأي شيء تدلّ؟ قال: بالبزاعة [2] والظّرف! قال: فضحكن منه وصار أكثر كلامهنّ معه دون سائر الناس وغلب عليهنّ وشغلهنّ. ولد علقمة بن زرارة شيبان [3] ، فولد شيبان المأموم [4]- واسمه حنظلة- وولد يزيد المقعد [5] ، وفي يزيد [و] المأموم تقول المرثديّة وهي ترقّص ابنها: هذا غلام ولدته مهدد ... ليس بمأموم ولا بمقعد وهي مهدد بنت حمّان [6] بن عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد.

_ [1] سبقت ترجمته ثمامة بن أشرس في ص 390. [2] البزاعة، بالزاي المعجمة: الظّرف والملاحة وذكاء القلب. بزع بضم الزاي بزاعة فهو بزيع وبزاع بالضم. [3] هو علقمة بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم. [4] شيبان بن علقمة بن زرارة، ترجم له في الإصابة 3935 وذكر أن له وفادة. [5] الذي في الجمهرة 233 «المأمون» ، وهو خطأ. وقد ورد على الصواب بالميم كما هنا في الاشتقاق 236. قال ابن دريد: «فولد شيبان المأموم، وهو مفعول من قولهم: أمّ رأسه، إذا شجّة على أمّ رأسه، فهو مأموم وأميم» . [6] ذكر ابن حزم في الجمهرة 233 يزيد هذا، وأخاه حنظلة، دون أن ينعت واحدا منهما. وذكر لهما ثالثا هو «الفضل» . ذكرها ابن حجر في الإصابة 1034 من قسم النساء برسم «مهدد بنت حمران بن بشر بن عمرو بن مرثد» لكن وردت هنا «حمان» .

أبو مازن الأحدب

ومن الحدب: أبو مازن الأحدب وكان أحدب أعضد العظام [2] ، أضعف الناس قبل كلّ شيء. وقد سمعته مع ذلك يقول: أنا لا أموت سويّا! قالوا: ولم؟ قال: لأني لا آخذ الناس إلّا عنوة! وهو الذي دقّ عليه الباب جبل العمّيّ [3] بعد أن مضى من الليل [4] وهدأت الرّجل [5] ، فخرج إليه أبو مازن الأحدب وهو لا يظنّ أنه إنسان يريد أن يبيت عنده [6] فلما رآه جبل العميّ قال له: ليس نحن في الصّيف فأضيق علي عيالك السّطح، ولا نحن في الشّتاء فتكره أكون قرب حرمتك، ونحن في الفصل [7] ، وقد تعشّيت وإنّما خفت الطائف [8] ، فدعني أبيت بقية ليلتي في الدّهليز، في ثيابي التي عليّ، فإذا كان مع الفجر مضيت.

_ [2] الأصل في معني الأعضد أنه الدقيق العضد، كما في اللسان والقاموس: وأبو مازن هذا من البخلاء، وذكره الجاحظ في البخلاء 32- 33 حيث ساق القصة التالية له مع جبل العمي. [3] هو أبو عبد الله الأبرص العمي، كما في الحيوان 2: 240، قال الجاحظ: «وكان من المعتزلين» . وأنشد له شعراء في الحيوان 5: 315. وذكره في البخلاء 32- 33 باسم «جبل العمى» كما هنا ويبدو أن «الجبل» لقب له، وأن اسمه «روح» كما في ديوان أبي نواس 1184 حيث نجد ست مقطوعات لأبي نواس في هجائه بالثقل والسماجة والبرد وإيذاء جلسائه بغنائه المقيت. والعمى: نسبة إلى موضع يقال له «العم» ، ويبعد أن يكون منسوبا إلى بني العم، وهم مرة بن مالك بن حنظلة. [4] أي مضى جزء من الليل. [5] في الأصل: «وهدت الرجل» . وهو كناية عن انصراف القوم إلى النوم. [6] في البخلاء: «فلم يشك أبو مازن أنه دقّ صاحب هدّية، فنزل سريعا» . [7] في البخلاء: «نحن في أيام الفصل، لا شتاء ولا صيف» . يعني اعتدال الزمان [8] الطائف: العاسّ بالليل، والعسس أيضا، كما في اللسان.

قال: ويلك، أنا والله سكران ما أفهم عنك قليل ولا كثير [1] . فأعاد عليه القول فقال: سكران والله، ليس أفهم عنك! وأصفق الباب في وجهه [2] . فضحك جبل، فمرّ به الطائف فسأله عن شأنه، فضحك الطائف وشيّعه إلى أهله. قال أبو الحسن [3] : سقط أحدب في بئر فاستوت حدبته وصار آدر [4] ، فلما جاءه الناس يهنئونه قال: الذي جاء أشرّ من الذي ذهب [5] . ووقع بين شيخ أحدب وبين رجل شرّ، فقال له الرجل: والله لئن ركلت حدبتك هذه ركلة لأسوّينّا بظهرك! قال: وأمّك إنّك إذا لعظيم البركة! دخلت مع روح بن الطّائفية [6] حمّام أفرادارين في قنطرة قرّة [7]

_ [1] يبدو أن الجاحظ يحكي كلام أبي مازن غير معرب. وانظر البخلاء 33 حيث اعتذر عن أمثال هذه العبارات. [2] صفق الباب وأصفقه: أغلقه ورده. [3] أبو الحسن على بن محمد المدأئني. [4] الحدبة، بالتحريك: موضع الحدب في الظهر الناتىء، وهو دخول الصدر وبروز الظهر. والآدر من الأدرة، وهو انتفاخ الخصية، أو إصابتها بالفتق. [5] القصة في الحيوان 1: 177/5: 9، وعيون الأخبار 3: 48/4: 68. والرواية في جميعها: «شر من الذي ذهب» . و «أشرّ» هنا صحيحة فصيحة. وقرىء «سيعلمون غدا من الكذاب الأشرّ» ، بتضعيف الراء. [6] روح بن الطائفية، ذكره الجاحظ في الحيوان 6: 490- 493، وأنه كان عبدا لأخت أنس بن أبي شيخ كاتب البرامكة، وكانت المرأة قد فوّضت إليه كل شيء من أمرها. [7] في معجم ياقوت أن القرّة قرية قريبة من القادسية.

ومن الوقص [3] :

وكان روح أكثر الناس عبثا وهزلا، وإذا في الحمام شيخ أحدب لم أر مثل حدبته [1] ، وإذا هو مطليّ وقد ولّى وجهه الحائط، وليس في الحمام غيرنا وغيره، ونحن شباب، فقال لي روح: إنّى عزمت على شيء. قلت: وما هو؟ قال: قد صحّ عندي أنّ الأحدب إذا حكّوا حدبته ضرط، وليس لي بدّ من ذلك! فقلت له: ومالك في ذلك؟ قال: والله لضرطة أحبّ إليّ من بدرة [2] ! قلت: فدونك. فدنا منه وكأنّه ليس يريده، فلمّا صار بالموضع الذي قد أمكنه فيه ما أراد، وإذا الأحدب على حذر، ولكأنّه قد حكّت حدبته ألف مرّة وضرط ألف ضرطة، وهو يستعمل الحراسة استعمال مجرّب. فلما كاد روح أن ينال ظهره انفتل إليه انفتالة أسرع من الطّرف، ثم لطمه لطمة ما سمعت بمثل وقعتها قطّ، وسقط روح مغشيّا عليه من الضحك وقال: أنا بلطمته أشدّ عجبا منّي بضرطته! وولّى الأحدب وجهه إلى الحائط كأنّه لم يصنع شيئا. وتزعم العامّة أنّ من اعتراه الحدب طال أيره واشتدّ شبقة، وأحدث له ذلك ظرفا وخبثا.. ومن الوقص [3] : مالك بن سلمة [4] وهو ذو الرّقيبة، وهو الذي أسر حاجب ابن زرارة. وكان من الممدّحين والمعمّرين، وإيّاه عنى

_ [1] في الأصل: «حديثه» ، تحريف وانظر هامش 4 ص 408. [2] البدرة، بالفتح: كيس به قدر من المال يتعامل به، ويقدّم في العطايا والمنح. [3] الوقص: جمع أوقص ووقصاء، وهو القصير العنق. [4] سبقت ترجمته وخبره مع حاجب بن زرارة الذي أعاد أسره ليخلصه من أسر الزهدمين في حواشي ص 98. وفي الأصل: «مالك بن ملسمة» ، تحريف.

الأوقص السلمي

المسيب بن علس بقوله: ولقد رأيت الفاعلين معا ... فلذي الرّقيبة مالك فضل [1] . ومن الوقص: الأوقص السلمي جدّ خولة بنت حكيم ابن الأوقص [2] ، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم [3] . ومما يدخل في هذا الباب: المقعد التّبوكي [4] ، وذكر أبو مسهر [5] عن سعيد بن عبد العزيز [6] ، عن يزيد بن جابر [7] ، عن يزيد

_ [1] سبق التعليق على هذا البيت مع قرين له، في ص 99. [2] هي خولة، أو خويلة، بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال السلمية، امرأة عثمان بن مظعون. وكانت صالحة فاضلة، وكانت من اللائي وهبن أنفسهن للنبي صلّى الله عليه وسلّم. الإصابة 360 من قسم النساء، والاستيعاب 3321، والمعارف 60. ويقال إنها «أمّ شريك» ، ويقال إنّ أم شريك امرأة غيرها. [3] انظر الحاشية السابقة وكتب التفسير في الآية 50 من سورة الأحزاب، إذ يذكرون أن من وهبن أنفسهن للرسول: ميمونة بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وخولة بنت حكيم، وأم شريك: أربع إن عدّت أم شريك غير خولة، وثلاث إن عدّت أم شريك كنية لخولة. [4] ذكره ابن حجر في الإصابة 8606 وقال: «وحقه أن يذكر في المبهمات» ، يعني أنه نكرة ليس له اسم معين، وإنما ذكر بوصفه فقط. وفي الأصل: «التنوكي» ، تحريف. [5] أبو مسهر الدمشقي هذا غير أبي مسهر الأعرابي المترجم في الورقة. وأبو مسهر هذا هو عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى. روى عن سعيد بن عبد العزيز، وصدقة بن خالد، ومالك بن أنس وجماعة. وعنه: البخاري، وأحمد بن حنبل، وأبو حاتم. وكان قد أشخص من دمشق إلى المأمون في محنة خلق القرآن فحبسه المأمون في بغداد. وتوفي سنة 218 ومولده سنة 140. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 11: 72. [6] هو أبو محمد سعيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى التنوخي الدمشقي، روى عن عبد العزيز بن صهيب، والزهري، وربيعة بن يزيد الدمشقي، ومكحول وجماعة. وعنه: الثوري، وشعبة، ووكيع، وأبو مسهر وغيرهم. ولد سنة 90 ومات سنة 167. تهذيب التهذيب. [7] نسبه إلى جده، وإنما هو يزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي. روى عن عبد الرحمن-

ومن الحدب

بن نمران [1] قال: رأيت مقعدا بتبوك [2] فقال: مررت بين يدي النبي عليه السلام وهو يصلّي، فقال: «اللهمّ اقطع أثره [3] » فما مشيت عليها. ومن الحدب الأحدب بن سيّار [4] بن عمرو بن جابر العشراء [5] ، وهو عمّ هرم [6] ، وأخواه زبّان، وقطبة [7] .

_ - ابن أبي عمرة، ومكحول، ووهب، ومنبه وغيرهم. وعنه: الأوزاعي، والسفيانان وجماعة. توفي سنة 133 ولم يبلغ ستين سنة. تهذيب التهذيب. [1] في الأصل: «عمران» ، تحريف. وإنما هو نمران بكسر النون. وهو يزيد بن نمران ابن يزيد بن عبد الله المذحجي. ذكره ابن حجر في الإصابة 8606 في ترجمة المقعد، كما أفرد له ترجمة في 9459. وعقد له ترجمة أيضا في تهذيب التهذيب. وذكر أنه روى عن عمر، وأبي الدراء، والمقعد. [2] تبوك: موضع بين وادي القرى والشام كانت به آخر الغزوات سنة تسع. [3] الحديث رواه ابن حجر في الإصابة 8606 مبتورا. وهو بتمامه في سنن أبي داود 1: 188 برقم 705. [4] في الأصل: «يسار» ، صوابه من الجمهرة 258، والاشتقاق 283، والمعارف 37. [5] العشراء: لقب لعمرو بن جابر، كما في نهاية الأرب للقلقشندي 67- 68. [6] هرم هذا هو هرم بن قطبة بن سيار، كما في الجمهرة 258. وفي الأصل «وهو عمرو بن جرم» ، وهو نص لا يستقيم. والأحدب بن سيار هو أخو قطبة بن سيار كما سيأتي. [7] في الأصل: «وأخوه زبان بن قطبة» . والحق أن زبان بن سيار أخو الأحدب، كما في الأغاني 3: 79- 80 إذ ذكر له قصة مع الحادرة الذبياني. كما أن «قطبة بن سيار» أخوه أيضا. الجمهرة 258. فهما أخواه كما رأيت. وفي الاشتقاق 283: «ومن ولد سيار: زبان وقطبة» ..

باب الأدران

باب الأدران ومن الأدران [1] : الحتات بن يزيد المجاشعي [2] قال للأحنف [3] : إنّك لضئيل، وإنّ أمّك لورهاء [4] !» . قال الأحنف: اسكت يا أويدر [5] . وأنشد أبو القمقام [6] بن بحر السّقّاء، في أدرة عديّ بن الرقاع [7] :

_ [1] الأدران؛ بالضم: جمع آدر، وهو العظيم الخصية من داء أو فتق. ونظيره: أحمر وحمران، وأسود وسودان، وأعمى وعميان. [2] الحتات، كغراب، هو الحتات بن يزيد بن علقمة التميمي الدارمي المجاشعي، كان الرسول قد آخى بينه وبين معاوية فيمن آخى، فمات الحتات في خلافته فورثه بالأخوّة الإصابة 1607. وهو أحد من وفد من بني تميم على رسول الله ونزلت فيهم سورة الحجرات. السيرة 933- 435. وفيه يقول الفرزدق (ديوانه 56، والنقائض 608 في قصة أوردها) : أبوك وعمي يا معاوي أورثا ... تراثا فيحتاز التراث أقاربه فما بال ميراث الحتات أكلته ... وميراث حرب جامد لك ذائبه [3] في الأصل: «قال الأحنف» ، صوابه ما أثبت. والخبر أورده الجاحظ في البيان 1: 59. [4] الورهاء: الحمقاء: لا تتمالك حمقا. [5] هو تصغير آدر، كما يقال في تصغير آدم: أويدم. وانظر الأشمونى. 4: 165 وفي الأصل: «يادريه» ، ولا وجه له. [6] وكذا في الأصل البيان 4: 19. وفي رسائل الجاحظ 2: 316 وبعض نسخ البيان والبخلاء 112، 113، وجمع الجواهر 16، والكامل 419: «القماقم» . وأصل معنى القماقم، بالضم، والقمقام، بالفتح، هو البحر. [7] هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع العاملي، كان شاعرا مقدما عند بني-

إن عديا فاضح القبيلة ... أعشى أدير فاسد الحليلة [1] وقال سنحار [2] : وجدت بني وهب نراعى أذلة ... بطاء عن التّقوى لئام الضّرائب [3] مراوب البان الشّتاء إذا شتوا ... وليسوا بفتيان الصّباح الشّواحب [4] يمشّون أدرنا كأنّ خصاهم ... إذا أشرفوا فوق الإكام الجباجب [5]

_ - أمية، مداحا لهم، خاصا بالوليد بن عبد الملك، وكان منزله بدمشق. وقد تعرض لجرير وناقضه في مجلس الوليد؛ ثم لم تتم بينهما مهاجاة، إلا أن جريرا قد هجاه تعريضا في قوله: حىّ الهدملة من ذات المواعيس ... فالحنو أصبح فقرا غير مأنوس يقول فيها: إنّي إذا الشاعر المغرور حرّ بني ... جار لقبر علي مرّان مرموس فلم يصرّح، لأن الوليد حلف إن هو هجاه أسرجه وألجمه وحمله على ظهره. الأغاني 8: 172- 187، والشعراء 618- 621، وابن سلام 324، والمؤتلف 116، والمرزباني 253. ونسبته إلى «الرقاع» نسبة إلى جده الأعلى. [1] أدير: تصغير آدر تصغير ترخيم قياسي. والحليلة: الزوجة. [2] كذا ورد هذا الاسم. [3] نزاعي، يريد نزّاعا. والنزّاع: جمع نزيع، وهو الغريب في غير قومه، وهو أيضا الذي أمه سبيّة. [4] المراوب: جمع مروب، وهو الذي يكثر ترويب اللبن يجعله رائب. والشواحب: جمع شاحب، وهو الذي تغيّر لونه وجسمه. وفي الأصل: «السواحب» . [5] في الأصل: «الحباحب» ، تحريف. والحباجب: جمع جبجبة، بضم الجيمين، وهو الكرش يجعل فيه اللحم يتزود به في الأسفار، وهو أيضا زبيل من جلود ينقل فيه التراب.

وقال آخر [1] : إذا ما نكحت فلا بالرّفاء ... وإمّا ابتنيت فلا بالبنينا تزوّجت أصلع ذا أدرة ... تجنّ الحليلة منه جنونا كأنّ المساويك في شدقه ... إذا ما تسوّك يقلعن طينا [2] وقال آخر: فيأيّها المهدي الخنا من كلامه ... كأنّك تضغو في إزارك خرنق [3] وقال جرير بن الخطفى، في بني ضرار بن عمرو الضبى [4] :

_ [1] نسبت الأبيات في ذيل الأمالي 115 إلى رجل من أهل الكوفة في امرأته وقد تزوجت غيره. ونسبت في اللسان (حرم 17) ، وعيون الأخبار 4: 62 لشقيق بن السلكة العامري. وفي اللسان أيضا أنّها تروى لابن أخي زرّ بن حبيش الفقيه القارىء، وكان قد خطب امرأة فردّته. والأبيات طويلة في اللسان، وكذا في حماسة الخالديين 2: 237- 238. وانفردت الحماسة بنسبتها إلى السليك بن السلكة. وانظر سمط اللآلى 3: 54. [2] ويروى: «إذا هن أكرهن» في اللسان، وعيون الأخبار، وحماسة الخالديين. [3] الخرنق، بالكسر: ولد الأرنب، يكون للذكر والأنثى. والضّغاء: صوت السنّور ونحوه. ومثله قول طرفة في ديوانه 14، والمعاني الكبير 591: إذا جلسوا خيّلت تحت ثيابهم ... خرانق توفي بالضّغيب لها نذرا [4] هو أبو قبيصة ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد الضبي، سيد ضبة شهد يوم القرنتين، وهو يوم كانت فيه وقعة لغطفان على بني عامر، وكان معه ثمانية عشر ذكرا من ولده، وهم الذين حموه من ملاعب الأسنة أبي براء عامر بن مالك. وابنه الحصين بن ضرار أدرك وقعة الجمل. وفيه يقول الفرزدق. زيد الفوارس وابن زيد منهم ... وأبو قبيصة والرئيس الأوّل الجمهرة 203، والاشتقاق 194، والمعارف 34. وضرار هذا هو القائل: «من سره بنوه ساءته نفسه» . وانظر كتب الأمثال والحيوان 6: 506، وعيون الأخبار 2: 320. وضرار هذا غير ضرار بن عمرو صاحب الضرارية، المترجم في حواشى البيان 1: 21.

لهم أدر تجلجل في خصاهم ... كتصويت الجلاجل في القطار [1] وقال حسّان بن ثابت لبني عبد الدّار: أرادوا لحاق القوم فاستأخرت بهم ... أوائل من خال لئيم ومن أبّ [2] عظام الخصى، رمص، جعاد، أنوفهم ... لئام، وما هذا بخلق بني كعب [3] ولا عامر، فانظر ولا ولد مالك ... بل القوم أرداف كزائدة الكلب [4]

_ [1] ديوان جرير 192، والنقائض 248 والرواية فيهما: «تصوّت في خصاهم» . والأدر: جمع أدرة، بالضم، وقد مضي تفسيرها. تجلجل: تصوّت مع حركة. والجلاجل: جمع جلجل بضم الجيمين، وهو الجرس الصغير يعلّق في أعناق الدواب وغيرها. والقطار: قطار الإبل تشدّ على نسق، واحدا خلف واحد. وفي النقائض: «يقال إن الآدر إذا غضب فاشتد غضبه نقّت ادرته» . والحق أن جريرا إنما يهجوا بهذا البيت مجاشعا كلّها رهط الفرزدق. وقبله في كل من الديوان والنقائض: وجوه مجاشع طليت بلؤم ... يبيّن في المقلّد والعذار وحالف جلد كلّ مجاشعي ... قميص اللؤم ليس بمستعار [2] الأبيات لم ترد في ديوان حسان. والأب، بتشديد الباء: لغة في الأب. انظر الأشموني 1: 71. ولم ترد هذه اللغة في كل من اللسان والقاموس. [3] الرّمص: جمع أرمص ورمصاء، وهو الصغير العين اللاصقها. والجعاد: جمع جعد، وهو القصير المتردّد الخلق. ولؤم الأنف: كناية عن الذلة. [4] الولد، بالضم: ما يولد، كالولد بالتحريك، يقع على الواحد والجميع، والذكر والأنثى. وزائدة الكلب والأسد ونحوهما: زمعات في مؤخّر الرجل، وهي هنوات ناتئة تشبه الأظفار. والأرداف: جمع ردف، بالكسر، وهو المؤخر والعجز.

وقال أبو عبيدة: قامر عبد الله بن عنمة الضّبيّ [1] بني هند من بني شيبان [2] ، فأحسنوا مقامرته، إلّا ما كان من أخوق، وكان في أخوق أدرة، فقال ابن عنمة: أتيت بني هند لتربح قمرتي ... فمانلت من أيسارهم غير أخوقا [3] خنابس زىّ يلعب القوم باسته ... ويضرب خصييه إذا هو أعنقا [4] حرابيّ متنيه تديص كأنّها ... خصى أكلب ينبحن في رأس أبرقا [5] وقال آخر: [6]

_ [1] سبقت ترجمته في ص 180. [2] بنو هند هم: سعد، ودب، وكسر، وبجير، وجندب، وسيار، والحارث، أبوهم مرّة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، نسبوا إلى أمهم هند بنت ذهل بن عمرو بن عبد بن جشم. الجمهرة 324، والمقتضب لياقوت 53. [3] في الأصل: «أخوق» ، صوابه بالحاء المهملة، كما في مختصر الجمهرة 145. وهو أحوق بن كليب الهندي. وفي الأصل أيضا: «فمالت» ، تحريف. والأيسار: جمع يسر، بالتحريك، وهو المضارب في الميسر. [4] الخنابس: الضخم الذي تعلوه كراهة. والزّي، بكسر الزاي: الهيئة. وفي الأصل: «خنافس ذي» ، ولا وجه له. وفي الأصل أيضا: «وتطرب خصيته» ، ولعلها تحريف ما أثبت. وأعنق إعناقا: أسرع في السير. [5] الحرابي: جمع حرباء، بالكسر، وهي لحمان الظهر. تديص: تموج وتتزلق. وفي الأصل: «فريص» ، صوابه من المعاني الكبير 1002 حيث أنشد البيت وحده برواية: «ينزون» بدل «ينبحن» . والأبرق: جبل يبرق لك بلون حجارته وترابه. [6] هو طرفة. ديوانه 14، والمعاني الكبير 591، والشعراء 195، وعيون الأخبار 4: 68. ويقول ابن قتيبة في الشعراء: «وطرفة أول من ذكر الأدرة في شعره» .

وما ذنبنا [في أن أداءت خصاكم] ... وأن كنتم في قومكم معشرا أدرا [1] وقال عقيل بن علّفة، يهجو زبّان بن منظور: لا بارك الله في قوم يسودهم ... ذئب [عوى] وهو مشدود على كور [2] يزيد بن هارون [3] ، عن حمّاد بن سلمة [4] ، عن علي بن يزيد [5] ، عن أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هذه الآية: (لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا [6] ) . فقال رسول الله

_ [1] التكملة من المراجع السابقة. [2] التكملة من الحيوان 1: 378. وبعد البيت: لم يبق من مازن إلا شرارهم ... فوق الحصى حول زبّان بن منظور ولم أجد زبان بن منظور في غير هذا الشعر. [3] يزيد بن هارون بن زاذان بن ثابت السلمي الواسطي. روى عن سليمان التيمي، وحميد الطويل والحمادين: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وشعبة، والثوري وغيرهم. وعنه: أحمد ابن حنبل، ويحيى بن معين، وعلى بن المديني وجماعة، وكان يقال إن في مجلسه سبعين ألف رجل. ولد سنة 117. وتوفي سنة 206. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 14: 377. [4] سبقت ترجمته في ص 161 [5] أبو عبد الملك علي بن يزيد بن أبي هلال الألهاني الدمشقي. روى عن القاسم بن عبد الرحمن ومكحول الشامى، وروى عنه عبد الله بن زحر، وعثمان بن أبي العاتكة، ويحيى ابن الحارث الذماري وغيرهم. والقاسم شيخه ممن أدرك أربعين من المهاجرين والأنصار. توفي علي في العشر الثاني بعد المائة. تهذيب التهذيب. [6] من الآية 69 في سورة الأحزاب.

صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ موسى كان إذا دخل الماء ليغتسل دخل وعليه إزاره، فإذا بلغ الماء منه عورته خلع الازار فوضعه على صخرة. قال: فقالت بنو إسرائيل: إن موسى إنّما يفعل هذا لأنّه آدر. فلما كان ذات يوم جاء ليغتسل، فتناول الإزار فوثبت الصخرة تسعى وموسى يقول: إزاري صخرة [1] ، إزاري صخرة! وهو يضربها بعصاه، فلما ضرب اثّر ذلك فيها حتّى مرّ على الملأ من بني اسرائيل، فعلموا أنّه ليس بآدر [2] . وأما قوله: ألم تر أنّ الغزو يعرج أهله ... مرارا وأحيانا يفيد ويورق [3] فليس قوله «يعرج» مأخوذا [4] من العرج والخماع، وإنما هو من العرج، بإسكان الراء. والعرج: ألف بعير أو شبيه بألف. ممّن [5] ملك العرج وفقأ عين بعير عن ألف بعير: حرثان بن حزى [6] بن كعب بن الحارث الجعفيّ، ملك ألف بعير وفقأ عين فحلها، ليدفع بذلك عنها العين والسّواف [7] والغارة وقال الشاعر:

_ [1] أي يا صخرة. ويروى: «ثوبي حجر» . [2] الحديث رواه البخاري في (الغسل) 1: 60، (والأنبياء) 4: 156، ومسلم في (الحيض) 1: 183، و (الفضائل) 7: 99 من حديث أبي هريرة. [3] الغزو: السير إلى قتال العدو وإنتهابه. وفي الأصل: «الفرق» ، تحريف. و «الغزو» هو رواية اللسان (عرج 145) . ورواية اللسان (ورق 255) ومجالس ثعلب 444: «أن الحرب تعرج أهلها» . يورق، من قولهم: أورق الغازي، إذا غنم. [4] في الأصل: «مأخوذ» . [5] في الأصل: «فمن» . [6] كذا ورد بهذا الرسم في الأصل. ولم أجد له مرجعا، ولعله «جزء» أو «حرى» . [7] السواف، بالضم والفتح: الموتان يقع في الإبل.

فقات لها عين الفحيل تعيّفا ... وفيهن رعلاء المسامع والحامي [1] وإذا كان فحل الإبل كريما فهو «فحيل» . وإذا كان الفحل [من النّخل] [2] كريما فهو «فحّال» . وإذا أرادوا فرق ما بين الذكر والأنثى فهو فحل فقط. قال الراعي: كانت نجائب منذر ومحرّق ... أمّاتهنّ وطرقهنّ فحيلا [3] وقال الشاعر في نافع بن خليفة الغنوي [4] : تعرّض دوني نافع وابن أمّه ... عطيط خفىّ الرّزّ غير فحيل [5] فلست بفرع ثابت في رباوة ... ولست بأصل ثابت بمسيل [6]

_ [1] البيت في الحيوان 1: 17، والبيان 3: 96. والفحيل سيرد تفسيره. والرعلاء، كما قال الجاحظ: التي تشقّ أذنها وتترك مدّلاة لكرمها. والحامي: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود، قيل عشرة أبطن، فقد حمى ظهره من الركوب، ولا يجزّ له وبر ولا يمنع من مرعى. وفي البيان: «تعيّفا» . [2] التكملة من البيان 3: 96. وفي اللسان: «ولا يقال لغير الذكر من النخل فحّال» . [3] البيت في البيان 3: 96. وهو من قصيدة للراعي في جهرة أشعار العرب 172- 176 والخزانة 1: 502 وأنشده في اللسان (طرق) مسبوقا بقوله: «يقال للطارق ضرب بالمصدر، والمعنى أنه ذو طرق» . والطرق: الضراب. [4] نافع بن خليفة: أحد الأعراب الفصحاء الشعراء، روى الزجاجي في أماليه 182 خبرا له في مجلس مروان بن الحكم، كما أنشد الجاحظ له في البيان 1: 176 شعرا بدويا. وروى أبو الفرج في الأغاني 14: 86 أن أجود ما قالته العرب في الصبر قوله: ومن خير ما فينا من الأمر أنّنا ... متى ما نوافي موطن الصبر نصبر [5] الرز بالكسر: الصوت. [6] الرباوة، مثلثة الراء: الربوة مثلثة أيضا، وهو كل ما ارتفع من الأرض.

وقال أيضا جرير: قل للأخيطل لا عجوزك أنجبت ... في الوالدات، ولا أبوك فحيل [1] وممّن ملك من العرجان: شيبان بن علقمة بن زرارة [2] ، وقد مدح بكثرة المال وهجي به. وفي فقء عين ألف بعير يقول الأوّل [3] : وهبتها وأنت ذو امتنان ... تفقأ فيها أعين البعران [4] وقال الآخر: فكان شكر القوم عند المنن [5] ... كيّ الصّحيحات وفقء الأعين والكيّ مثل قول النابغة: وكلّفتني ذنب امرىء وتركته ... كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع [6]

_ [1] من قصيدة له في ديوانه 472- 477 يمدح بها عبد الملك ويهجو الأخطل. [2] سبقت ترجمته في ص 406. [3] في الأصل: «في فقء» . [4] في الأصل: «وهبته» ، صوابه في البيان 3: 96. [5] في الأصل: «عند الظنن» ، صوابه في البيان 3: 96. [6] ديوان النابغة 52، والحيوان 1: 16، والمغني 518، والأشباه والنظائر 3: 127. وفي الحيوان: «وكانوا إذا أصاب إبلهم العر كووا السليم ليدفعه عن السقيم، فأسقموا الصحيح من غير أن يبرئوا السقيم» . والعر، بالضم: الجرب. وقيل العر بالفتح: الجرب، وبالضم: قروح بأعناق الفصلان.

وقال الفرزدق: غلبتك بالمفقّأ والمعمّى ... وبيت المحتبي والخافقات [1] لأنّه إذا ملك ألفا فقأ عينه، فإن ملك زيادة على الألف فقأ عينيه. فذلك هو المفقّأ والمعمّى. وقد قال بعض العلماء في تفسير هذا البيت قولا دلّ على أنه حين لم يعرف أخلاق الجاهليّة، احتال لذلك ببعض ما يحضر مثله [2] . وهذا قول يونس بن حبيب. وقال الكميت بن زيد:

_ [1] ديوان الفرزدق 131، والحيوان 1: 17، وابن سلام 329، والنقائض 774، واللسان (عنى 342، عمى 335) . وفي معظم الروايات: «والمعنّى» . وهو كما يقولون إشارة إلى قوله في قصيدة أخرى: وإنّك إذ تسعى لتدرك دارما ... لأنت المعنّى يا جرير المكلف وضبطت «المعنى» في النقائض واللسان بكسر النون المشددة. وأما «المحتبى» فهي في الأصل هنا «المحتما» . وإنما هو «المحتبى» كما في جميع المارجع. وقالوا: هو إشارة إلى قوله في قصيدة أخرى: بيتا زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل وأما الخافقات فهو إشارة إلى قوله: وأين تقضّي المالكان أمورها ... بحقّ وأين الخافقات اللوامع [2] يشير الجاحظ إلى ما ورد في تفسير البيت أنه إشارة إلى أقوال قالها الفرزدق في الأبيات المتقدمة، ويستظهر أن يكون المعنى على ظاهره، أن المفقّأ والمعمّى من الإبل، واحتباء السيد، وكثرة الرايات. وهو المعنى الذي قاله يونس بن حبيب.

وفي اللّزبات إذا ما السّنو ... ن ألقي من بركها كلكل [1] لعام يقول له المؤلفو ... ن هذا المعيم لنا المرجل [2]

_ [1] البيتان في الحيوان 7: 258، وديوان الكميت 410 والثاني منهما في المعاني الكبير 420، 1243، والأزمنة والأمكنة 2: 302، والسيرة 38، واللسان (عيم) . واللزبات: السنون الشديد. وإلقاء البرك: كناية عن الثبات والجثوم. والبرك ما يلي الأرض من جلد صدر البعير إذا برك. والكلكل: الصدر. وفي الأصل: «ألقا» تحريف. [2] المؤلفون: جمع مؤلف، وهو الذي يملك ألف بعير. والمعيم: الذي يصيبهم بشدة العيمة، وهي شهوة اللبن. الجوهري: أعامه الله: تركه بغير لبن. وفي الأصل: «المقيم» ، صوابه في المراجع السالفة. والمرجل، بالجيم: الذي يجعل القوم لا مركوب لهم، فيصيرون راجلين. وفي الأصل هنا: «المرحل» ، تحريف..

باب ما يحضرنا في اللقوة [1] وما أشبه ذلك

باب ما يحضرنا في اللّقوة [1] وما أشبه ذلك قال ابن ميّادة في باب من الاشتقاق والتشبيه: يعدو به قرم بني هاشم ... مقلّص ذو خصل أشقر [2] كأنّه من طول تمعاجه ... والطّعن في مسحله أشتر [3] وقال أيّوب الوهبيلىّ [4] في [ابن] [5] الزبير: منى الله عين ابن الزّبير بلقوة ... مميّلة حتى يطول سهودها [6]

_ [1] اللقوة، بالفتح: داء يعوّج منه الشدق أو الوجه فيميله إلى أحد جانبيه. وقد لقي بالبناء للمجهول فهو ملقوّ. ولقوته أنا: أجريت عليه ذلك. [2] سبق البيت وتفسيرة في ص 243. [3] الرواية فيما سبق: «والطعن في منحره» . وفي الأصل هنا: «في مسلحه» ، وإنما هو «المسحل» كمنبر، وهو اللجام أو فأسه. والمسحلان أيضا: جانبا اللحية. [4] الوهبيلي: نسبة إلى وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع، كما في الجمهرة 414 والقاموس (وهبل) وفي الوحشيات 235: «أيوب بن سعف النهشلي. وقال دعبل: أيوب ابن سعفة النخعي» . [5] تكملة يفتقر إليها الكلام ويقتضيها الشعر بعده. [6] مناه الله بخير أو شر، ومناه له: قدّره. قال أبو قلابة الهذلي: ولا تقولن لشيء سوف أفعله ... حتى تلاقي ما يمني لك الماني مميّلة: تميل شدقه. وفي الوحشيات: «تخلجها» . والسهود: أراد به الأرق، والمعروف فيه السهد بالفتح، والسهد، بالتحريك، والسهاد. عل، من قومهم: على الضارب المضروب، إذا تابع عليه الضرب.

وعلّ مآقي المقلتين بجمرة ... مشيّعة حمراء باق وقودها [1] بكيت على دار لأسماء هدّمت ... مثابتها كانت غلولا مشيدها [2] ولم تبك بيت الله إذ دلفت له ... أميّة حتّى حرّقته جنودها [3] ومما يدخل في هذا الباب مما يكون القول فيه على الاشتقاق وعلى تشبيه الشيء بالشيء قول أبي الشّيص الأعمى، وهو محمد بن عبد الله بن رزين [4] : وصاحب كان لي وكنت له ... أشفق من والد على ولد [5]

_ [1] مشيّعة، من قولهم: شيّع النار في الحطب: أضرمها. وفي الأصل: «بحمرة مشنعشة» وفي الوحشيات: «منشنشة» . وإنما المراد الجمرة ولونها واشتعالها. [2] أسماء: اسم أم عبد الله بن الزبير بن العوام، وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة رضي الله عنهما. والمثابة: المنزل، وأساس البيت. وفي الأصل: «مشاتبها» . وفي الوحشيات: «مساكنها» . والغلول: الخيانة والسرقة. وفي الأصل: «علولا» . [3] يشير إلى ما كان من حرق الكعبة سنة 64 وذلك في الحصار الثاني لابن الزبير، حينما رميت بالنار والمجانيق، واضطر إلى هدمها حتّى سويت بالأرض. ويقال دلفت الكتيبة إلى الكتيبة في الحرب، أي تقدمت. وكلمه «له» ليست بالأصل، وإثباتها من الوحشيات. وفي الأصل: «لهامته حتى حرقت» ، صوابه من الوحشيات. [4] أبو الشيص: لقب غلب عليه. والشيص: رديء التمر. واسمه محمد بن رزين، أو محمد بن علي بن رزين كما ذكر الجاحظ. وهو عم دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، أو ابن عمه، بناء على الخلاف السابق. وقد صحح الخطيب أنه ابن عمه. وعمى أبو الشيص في آخر عمره، وله مراث في عينيه قبل ذهابهما وبعده. وكان أحد شعراء الرشيد، معاصرا لأبي نواس ومسلم بن الوليد، فاخملا ذكره: الشعراء 843- 848، والأغاني 15: 104- 108، وتاريخ بغداد 2918، ونكت الهميان 257، ومعاهد التنصيص 2: 142. [5] الأبيات في ديوانه المجموع ص 37، وديوان المعاني 2: 198- 199، وبهجة المجالس 1: 710- 711. ونسبت في العقد 2: 347 إلى محمد بن أبي حازم. وورد-

كنّا كساق تسعى بها قدم ... أو كذراع نيطت إلى عضد وكان لي مؤنسا وكنت له ... ليست بنا وحشة إلى أحد حتّى إذا دانت الحوادث من ... خطوي وحلّ الزمان من عقدي [1] أحولّ عنّي وكان ينظر من ... عيني، ويرمي بساعدي ويدي [2] حتّى إذا استرفدت يدي يده ... كنت كمسترفد يد الأسد وهو الذي يقول: صرت نسرا إذا التحفت بثوب ... يّ ونوحا إذا سلكت طريقي [3] ولمّا ضرب معتر [4] وأسرع السّيف في شقّه قال الأشتر بن عمارة [5] :

_ - بعضها بدون نسبة في عيون الأخبار 3: 81، والحيوان 5: 518، والمحاسن والأضداد المنسوب إليه ص 32، والمحاسن والمساوى للبيهقي 2: 389 مع عزوها إلى بعض الكتاب. [1] دانت: قاربت، من المداناة. [2] ورد هذا البيت وحده في عيون الأخبار 3: 111. احوّل، من حولت عينه: أصابها الحول، والمراد إعراضه وانصرافه. ويروى: «ازورّ عني» في العقد، والمحاسن والأضداد، والمحاسن والمساوى. [3] لم يرد البيت في أشعار أبي الشيص. وفي الأصل: «صرت نشرا» ، ووجهه ما أثبت. [4] معتر بكسر الميم وفتح التاء وآخره راء مهملة، كما في النقائض 930. وفي الأصل: «معير» في هذا الموضع وفي الشعر بعده، صوابه من الحيوان 5: 518، والنقائض. [5] الأشتر بن عمارة، لم أعثر له على ترجمة إلا أن شعره كان في حرب هراميت، وهي من الحروب الإسلامية، كانت في زمن عبد الملك بن مروان في فتنة ابن الزبير. وكانت بين الضباب، وهم بنو معاوية بن كلاب، وبين إخوتهم بني جعفر بن كلاب في الهراميت بناحية الدهناء. وفي هذه الحروب طعن الأجلح الضّبابي «معترا» الجعفري، ضربة أشرعت في شقه،-

عشيّة يدعو معتر يال جعفر ... أخوكم أخوكم أحول الشّقّ مائله ومن هذا الشّكل قوله [1] : صبّ عليه قانص لمّا غفل [2] ... والشّمس كالمرآة في كفّ الأشلّ [3] قال أبو النجم: فهي على الأفق كعين الأحول [4] وقال الشاعر في صفة عين أفعى: في عينه حول، وفي خيشومه ... فطس، وفي أنيابه مثل المدى [5] وقال آخر [6] :

_ - فنادى معتر: أن شددتموني بثوب فلا بأس عليّ! فلم يلبث أن مات. فقال فيه الأشتر هذا الشعر. النقائض 927- 930، والعمدة 2: 167، ومعجم البلدان. [1] هو الشماخ، أو جبار بن جزء ابن أخي الشماخ، أو أبو النجم، أو ابن المعتز. معاهد التنصيص 1: 144، وديوان الشماخ 109- 111. [2] يصف ثورا شبه به ناقته. صبّ عليه القانص: هجم بكلابه، من قولهم: صب ذؤالة على غنم فلان، إذا عاث فيها. [3] في الأصل: «في وجه الأشل» ، صوابه من المرجعين السابقين. [4] الطرائف الأدبية 69. وانظر ما فيها من تخريج. وقد جرّ عليه هذا الشطر من أرجوزته شرّا مستطيرا من قبل هشام بن عبد الملك لما أنشده هذا الرجز، لأنّ هشاما كان أحول. انظر الشعراء 604، والطبري 7: 207، والخزانة 1: 402، ومعاهد التنصيص 1: 8. [5] ورد البيت في الأصل مرسوما بهيئة النثر، وإنما هو من بحر الكامل. [6] هو خلف الأحمر. ديوانه، والحيوان 4: 286. ويقول الجاحظ معلقا: «وما علمت أن أحدا وصف عين الأفعى على معرفة واختبار غيره» . ونسب إلى النابغة في ديوان المعاني 2: 145، وأصل نهاية الأرب 10: 145، وحماسة ابن الشجري 273- 274. وفي-

شقّت لها عينان طولا في شتر [1] ... مهروتة الشّدقين حولاء النّظر [2] وقال زهير بن مسعود [3] : ظلّ وظلّت حولها صيّما ... تراقب الجونة كالأحول [4] كان النّضر السّلميّ الأحول طائفا [5] للجرّاح بن الحكم [6] بالليل، فأخذ نوحا [7] الضبّيّ، فقال الفرزدق: يا نوح ما اغترّ بالجرّاح من أحد ... إلا سفيه فكيف اضطرك القدر أتأمن الليل والظلماء داجية ... والنّضر يدلج مقلوبا له البصر [8]

_ - مجموعة المعاني 145: «وقال النابغة، ونسبت إلى خلف الأحمر» . ولم أجد الرجز في ديوان النابغة. [1] الشّتر: انقلاب الجفن من أعلى وأسفل وتشنجه. [2] المهروت والهريت: الشدق الواسع. والشطر في اللسان (هرت) أيضا بدون نسبة. [3] سبقت ترجمته في ص 255. [4] ظاهره أنه في صفة عانة حمير وغيرها. والصيّم والصوّم أيضا: جمع صائم، وهو هنا القائم الساكن الذي لا يطعم شيئا، ومنه قول النابغة: خيل صيام وخيل غير صائمة ... تحت العجاج وأخرى تعلك اللّجما والجونة، بفتح الجيم: الشمس عند مغيبها لأنها تسودّ حين تغيب. [5] الطائف: العاسّ بالليل. [6] هو الجراح بن عبد الله بن الحكم، ويقال أيضا: الحكمي، أحد قواد الحجاج من سنة 82 إلى 87. وفيها جعله خليفة على البصرة إلى سنة 96 كما استخلفه يزيد بن المهلب على واسط سنة 97 وعمر بن عبد العزيز على خراسان سنة 99 ثم عزله عنها وولّاه الحرب سنة 100. وظل يتقلب في الولايات والقيادة إلى سنة 112 حينما قتله الترك ببلنجر أيام هشام ابن عبد الملك. انظر حوادث الطبري في التواريخ المتقدمة. [7] في الأصل: «نوح» مع ضبط «أخذ» قبلها بفتح الخاء والذال. [8] الإدلاج: سير الليل كلّه. ويسمّون القنفذ المدلج، لأنه يدلج ليلته جمعاء، كما-

كان يزيد عبد الملك أفقم، وكان عمرو بن سعيد [1] أفقم [2] قال أبو رجاء الكلبيّ: كان لأمامة امرأة جرير ابن أخ ذو إبل، وكان يسمّى «عضيدة» [3] ، وكان ناقص العضد ولم تزل تحرّض على تزويج ابنته من عضيدة. وفي ذلك يقول بعد ذلك [4] :

_ - قال: فبات يقاسي ليل أنقد دائبا ... ويحذر بالقفّ اختلاف العجاهن وأنقد هو القنفذ. وفي الأصل هنا: «يدبح» ووجهه ما أثبت. والبيتان لم يردا في ديوان الفرزدق. [1] هو أبو أمية عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، المعروف بالأشدق، وكان يلقّب بلطيم الشيطان، وهو لقب يقال لمن به لقوة أو شتر. الحيوان 6: 178. وهو أحد التابعين. وهناك عمرو بن سعيد بن العاص الأكبر صحابي قديم. ولي الأشدق المدينة لمعاوية ويزيد، ثم طلب الخلافة وغلب على دمشق. وذلك أنه كان بايع عبد الملك بن مروان، بشرط أن يكون الخليفة من بعده، فلما أراد عبد الملك خلعه وأن يبايع لأولاده، نفر عمرو من ذلك وخرج عليه. وقتله عبد الملك بعد أن أعطاه الأمان. وكان ذلك سنة 70. تهذيب التهذيب وتاريخ الطبري وجمهرة ابن حزم 81 ونسب قريس 176- 179. [2] الفقم: أن يخرج أسفل اللحى ويدخل أعلاه، ثم كثر حتّى صار كل معوج أفقم. [3] عضيدة، من أعلامهم. وهو تصغير عضد، وهو من الإنسان: ما فوق الساعد، ما بين المرفق إلى الكتف. وقال اللحياني: «العضد مؤنثة لا غير» . وقيل: يذكر ويؤنث. وممن سمي بعضيدة أيضا: «عضيدة بن عفاس» . ذكره الذهبي في المشتبه 464. [4] في ديوان جرير 416 أنه يقول هذا في ابن عم له خطب أخته زينب. فكأنه يعتذر له بهذا الشعر. وفي النقائض 843: «وقال جرير في تزويج الفرزدق عصيدة» . ولا ريب في فساد هذا النص.

وغرّتنا أمامة فافتحلنا ... عضيدة إذ تنجّبت الفحول [1] إذا ما كان فحلك فحل سوء ... خلجت الفحل أو لؤم الفصيل [2] ابن الكلبي، عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبيدة [3] من ولد عمّار ابن ياسر قال: وفد مخوس [4] بن معد يكرب بن وليعة الكندىّ على النبي

_ [1] في الديوان: «غرتنا» ، بالخرم في أوله. وأصل الافتحال: أختيار الفحل الكريم المنجب من الإبل، جعله هنا للزوج. وفي الديوان: «فافتحلنا أمامة» ، تحريف. وفي النقائض: «عصيدة» بالصاد المهملة. والتنجب؛ أراد به اختيار النجيب. والذي تعرفه المعاجم في هذا المعني هو الانتجاب. وفي النقائض: «تنخبت» بالخاء المعجمة. والقول فيها كسابقها. [2] خلجه: عدله عن النوق كي لا يضرب فيها. وهي رواية الديوان أيضا. ورواية النقائض: «عدلت» وقال: «عدلت، أي عدلته عن الإبل فلا يضرب فيها للؤمه» . [3] هو أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر العنسي، أخو سلمة بن محمد، وقيل هما واحد. روى عن أبيه، والرّبيع بنت معوذ، وطلحة بن عبد الله بن عوف، وجماعة. وعنه ابنه عبد الله، وعبد الكريم الجزري، ومحمد بن إسحاق وغيرهم. تهذيب التهذيب 12: 160- 161 في باب الكنى. [4] في الأصل: «مجوس» و «مجوسا» فيما سيأتي، صوابهما من الاشتقاق 367 وجمهرة ابن حزم 428 وطبقات ابن سعد والقاموس (خوس) . قال ابن حزم: «ومن بني حجر القرد بن الحارث الولّادة الملوك الأربعة: مخوس، ومشرح، وجمد، وأبضعة، كلهم بالإسكان، وأختهم العمّردة بنو معد يكرب بن وليعة بن شرحبيل، وفدوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثم ارتدّوا، فقتلوا كلهم» . وكذا عدّد أسماءهم في الاشتقاق وقال: «مخوس: مفعل من خاس يخوس خوسا، والخوس: الخيانة» . ومشرح: مفعل من الشّرح. وجمد ضبط في نسخة الاشتقاق بالتحريك، وقال: الجمد: الصلابة من الأرض والغلظ، والجمع أجماد. وضبط في الجمهرة بالسكون. ومما يجدر ذكره أن «مخوس» ورد في الطبري 3: 334 وابن الأثير 2: 380 محرفا برسم «مخوص» ، وما هنا صوابه.

عليه السلام في نفر من قومه، ثم خرجت من عنده فأصاب مخوسا اللّقوة، فرجع بعضهم إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا سيّد العرب، أصابته اللّقوة فادللنا على دوائه. قال: «خذوا مخيطا فأحموه في النّار ثم اقلبوا [1] شفر عينيه. ففيها شفاؤه [2] . والله أعلم بما قلتم حين خرجتم من عندي [3] » . فبرأ وقتل يوم النّجير [4] . وأنشد عوانة [5] في عمرو بن سعيد [6] : وعمر ولطيم الجنّ وابن محمد ... بأسوأ هذا الأمر ملتبسان [7] ولما أهوى بيده [8] إلى عبد الله بن معاوية وهو رديف عبيد الله بن

_ [1] في الأصل: «افتلوا» ، صوابه من طبقات ابن سعد 1/2/79 و 5: 7 حيث ورد الخبر بهذا اللفظ والإسناد. [2] في الأصل: «ففتلهما شفاؤه» صوابه من الطبقات. [3] بعده في الطبقات: «فصنعوه به فبرأ» . [4] النجير، بهيئة التصغير: حصن منيع باليمن قرب حضرموت، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس في أيام أبي بكر، فحاصره زياد بن لبيد البياضي حتى افتتحه عنوة، وقتل من فيه، وأسر الأشعث بن قيس، وذلك في سنة 15 للهجرة. ياقوت والطبري 3: 330- 342، وابن الأثير 2: 378. [5] عوانة، بفتح العين. وهو عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الكلبي الكوفي، الأخباري النسابة. وكان كثير الرواية عن التابعين، وأكثر المدائني في النقل عنه، وكان عثمانيا يضع الأخبار لبني أمية. توفي سنة 158. الفهرست 134، ولسان الميزان 4: 386، ونكت الهميان 222. [6] هو عمرو بن سعيد الأشدق، المترجم في ص 428 وفي الأصل هنا «سعد» ، تحريف. والخبر في البيان 1: 315- 316. وانظر تلقيبه بلطيم الشيطان في البيان والحيوان 6: 178. [7] البيت في البيان 1: 315- 316 برواية «يلتبسان» . وابن محمد، هو ابن أخي عمرو بن سعيد بن العاص، ومحمد هو شقيق عمرو، أمهما أم البنين بنت الحكم بن العاص ابن أمية. الجمهرة 81، والطبري 6: 147. [8] يقال أهوى إليه بيده، كما يقال أهوى يده، أي مدّها نحوه. وفي الأصل:-

الحكم بن أبي العاص [2]

زياد قال له عبيد الله [1] : يدك عنه يا لطيم الشيطان!. وممن أصابته اللّقوة: الحكم بن أبي العاص [2] ذكر عبيد الله بن محمد [3] قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد [4] ، عن صدقة [5] ، عن جميع بن عمير [6] ، أنّ ابن عمر قال: رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم جالسا والحكم بن أبي العاص خلفه، فجعل يلوي شدقه يهزأ به، فقال رسول الله عليه السلام: «اللهم الو وجهه» . وكان عبد الرحمن بن الحكم [7] يحكى مشيته، فقال عبد الرحمن

_ - «هوى» ، تحريف. وانظر اللسان (هوى 248) ، والحيوان 6: 178. [1] في الأصل: «عبد الله» ، وهي عبارة مستحيلة، صوابها في الحيوان. [2] سبقت ترجمته ص 110. [3] سبقت ترجمته ص 161. [4] أبو بشر أو أبو عبيدة عبد الواحد بن زياد العبدي الثقفي البصري. روى عن أبي إسحاق الشيباني، وعاصم الأحول، والأعمش وجماعة. وعنه: ابن مهدي، ومعلي بن أسد، وقتيبة بن سعيد وغيرهم. توفي سنة 176 تهذيب التهذيب والمعارف 224، 258. وقال ابن قتيبة: «ليس من ثقيف وهو مولى لعبد القيس ونسب إلى ثقيف» . [5] هو صدقة بن سعيد الحنفي الكوفي. روى عن جميع بن عمير، وبلال بن المنذر، ومصعب بن شيبة العبدري. وعنه: الثوري، وزائدة، وأبو بكر بن عياش وغيرهم. تهذيب التهذيب. وفي الأصل: «صدقة بن جميع» ، صوابه ما أثبت. [6] جميع بن عمير بن عفاق التيمي، أبو الأسود الكوفي. روى عن عائشة وابن عمر، وأبي بردة بن نيار. وعنه: الأعمش، وأبو إسحاق الشيباني، وابنه محمد بن جميع، وعدة. تهذيب التهذيب. [7] سبقت ترجمة الحكم، أما عبد الرحمن بن الحكم فكان من الشعراء الإسلاميين، وكان يهاجى عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. وهو القائل لمعاوية حين استلحق-

عيينة بن حصن

ابن حسّان: إنّ اللّعين ابوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلّجا مجنونا [1] في هجائه عبد الرحمن بن الحكم. قال: وممن أصابته اللقوة. عيينة بن حصن جحظت عينه وزال فكّه، فسمّي عيينة، وكان اسمه حذيفة [2] . وإذا عظمت عين الإنسان لقّبوه أبا عيينة وأبا عيناء [3] ، مثل حبناء وعيناء [4] وإمّا أبو العيناء، وإمّا مثل عينون الكاتب. ولا يسمّون بأعين ولا يلقبّونه؛ لأنّ تأويل أعين خلاف تأويل الأول [5] . ومما قالوه على الاشتقاق والتشبيه كقول ذي الرمّة:

_ - زيادا: ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل الهجان أتغضب أن يقال أبوك عفّ ... وترضى أن يقال أبوك زان الأغانى 12: 69- 73/13: 144- 148. [1] انظر ما سبق من الكلام على البيت في ص 237. [2] سبقت ترجمته. [3] في الأصل: «إما عيينة وإما عيناء» ، صوابه من أمالي المرتضى 1: 532 حيث نقل النص عن الجاحظ. [4] في الأصل: «حبا وعينا» ، والوجه ما أثبت. ونص المرتضى وقف عند الكلام السابق. وممن لقب به محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر، مولى أبي جعفر المنصور. ولد بالأهواز ونشأ بالبصرة، وسمع من أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد والعتبي. وله أخبار حسان. وفقد أبو العيناء بصره بعد الأربعين. وسبب تلقيبه بأبي العيناء مذكور في وفيات الأعيان. ولد سنة 191 وتوفي سنة 282. وانظر نكت الهميان 265، والأغاني 6: 204/9: 29/20: 90، 91، وطبقات ابن المعتز 415- 416. [5] يريد أن الأعين وصف بالحسن، تتسع فيه العين ويعظم سوادها، ولا كذلك الضخم العينين العظيمهما.

ألمّت بشعث كالسّيوف وأينق ... حراجيج من آل الجديل وداعر [1] جذبن البرى حتّى شدفن وأورثت ... رءوس المهارى لقوة في المناخر [2] وقال الحادرة [3] ، وهو يدخل في هذا الباب: بمحبس ضنك والرّماح كأنّها ... دوالي جرور بينها سلب حرد تصبّ سراعا بالمضيق عليهم ... وتثنى بطاء لا تخبّ ولا تعدو إذا هي شكّ السمهريّ نحورها ... وخامت عن الأعداء أقحمها القدّ سوالفها عوج إذا هي أدبرت ... تكرّ سراعا فهي قابعة جرد [4] وقال قيس بن زهير: سوالفها كخدود الإما ... ء صددن عن الذّنب أن تلطما [5] وقال الكميت:

_ [1] يذكر رحلة طيف خرقاء صاحبته. وقبل البيتين في ديوانه 290- 291: ألا خيّلت خرقاء بالبين بعدما ... مضى الليل إلّا خطّ أبلق جاشر سرت تخبط الظلماء من جانبي قسا ... فأجبب بها من خابط الليل زائر وصدر البيت في الديوان: «إلى فتية مثل السيوف» . والحراجيج: جمع حرجوج، وهي الناقة الطويلة الجسيمة الحادّة القلب. والجديل وداعر: فحلان كريمان تنسب إليهما الإبل. [2] البرى: جمع برة بضم ففتح، وهي الحلقة تجعل في أنف الناقة للتذليل. شدفن: مالت رؤوسهن في ناحية. والمهارى، بفتح الراء وكسرها، جمع مهريّة بالفتح، وهي النوق تنسب إلى مهرة بن حيدان. [3] في الأصل: «الجارود» ، وانظر ما سبق من تحقيق في ص 242 حيث سبق الشعر وتفسيره. [4] في الأصل: «قانعة جرد» ، تحريف. [5] سبق في ص 242 برواية: «صدت» .

جنوح الهالكيّ على يديه ... مكبّا مجتلى نقب النّصال [1] وقال مزرّد بن ضرار: بفتيان صدق من قريش كأنّهم ... سيوف جلاها صيقل وهو جانف [2]

_ [1] سبق في ص 241. [2] جانف: مائل بشقه، كما في شرح الديوان، أو هو بمعنى منحني الظهر إكبابا منه على الصقل. والبيت في ديوان مزرد 54..

باب ذكر المفاليج ومن يسطحه الفالج

[باب ذكر المفاليج ومن يسطحه الفالج] ذكر المفاليج ومن المفاليج: عبّاد بن الحصين الحبطيّ [1] الفارس الذي لم يدرك مثله. سئل المهلّب بن أبي صفرة عن أفرس النّاس فقال: حمار بني تميم، وأحمر بني تيم. يعني بالحمار: عبّاد بن الحصين، وبالأحمر: عبيد الله ابن معمر [2] فقيل له: ما تقول في عبد الله بن الزّبير؟ وفي عبد الله بن خازم [3] ؟ فقال: إنما سألتموني عن النّاس [4] . قال: وكان المهلّب حكما ومقنعا في القضيّة بين الفرسان. قال:

_ [1] عباد بن الحصين، سبقت ترجمته في ص 42. [2] عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. الجمهرة 140، 138، والمعارف 32، والإصابة 5309. وذكر ابن حجر أنه لم يرو عنه إلا حديث واحد، وهو «ما أوتي أهل بيت الرفق إلّا نفعهم، ولا منعوه إلّا ضرهم» . وعدّه صاحب العقد من أجواد أهل الإسلام الأحد عشر، من أجواد البصرة الخمسة منهم. العقد 1: 293، 300- 301. [3] في الأصل: «حازم» ، وإنما هو بالخاء المعجمة. وهو عبد الله بن خازم- بالمعجمتين- ابن أسماء بن الصلت، أبو صالح السلمي البصري أمير خراسان، وليها عشر سنين. وكان أشجع الناس وأحد غربان العرب. ولما وقعت فتنة ابن الزبير كتب إلى ابن خازم فأقرّه على خراسان، ثم ثار عليه وكيع ابن الدّورقية وغيره فقتلوه، وذلك في سنة 72. الإصابة 4632، وتهذيب التهذيب، والمعارف 184، والمحبر 221، والجمهرة 219. [4] في الإصابة: «إنما سئلت عن الإنس ولم أسأل عن الجن!» . يعني أنه في مرتبة أعلى. وفي المحبر 222: «إنما سألتم عن أشد الناس فأخبرتكم، ولو سألتموني عن أشد الإنس والجن لقلت لكم: عبد الله ومصعب ابنا الزبير بن العوام، وعبد الله بن خازم» .

عبيد الله بن زياد بن ظبيان التيمي العائشي [4]

وإنما قدّم الناس عبّادا [1] ، وشعبة بن ظهير [2] ، ورقبة بن مصقلة [3] لأنّهم كانوا في شدّة الأبدان مثلهم في القلوب. ومن المفاليج: عبيد الله بن زياد بن ظبيان التّيميّ العائشي [4] وكان فارسا فاتكا، وخطيبا مفوّها. ولعبيد الله أماكن في هذا الكتاب، لأنّه يذكر

_ [1] في الأصل: «عباد» . [2] شعبة بن ظهير النهشلي، أحد فرسان تميم في خراسان، الذين خرجوا على عبد الله بن خازم واضطر إلى محاصرتهم في قصر فرتنا، قال الطبري 5: 624: وكان مع الحريش ابن هلال فرسان لم يدرك مثلهم، إنّما الرجل كتيبة، وذكر منهم شعبة بن ظهير. وذلك في سنة 66. وعند ما استعمل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة على ولاية الكوفة والبصرة وخراسان استعمله سعيد خذينة على سمرقند سنة 102 فقتل في غزوة للصّغد في تلك السنة. ابن الأثير 5: 90- 96. [3] رقبة بن الحر بن الحنيف بن جعونة العنبري التميمي. الجمهرة 208. وذكر الطبري 6: 77، وابن الأثير 4: 254، أنه كان من المحاصرين بقصر فرتنا سنة 66 ويصفه الطبري في 6: 406 بأنه كان جسيما كبيرا غائر العينين ناتىء الوجنتين، مفلّجا بين كل سنّين له موضع سنّ، كان وجهه ترس» . [4] عبيد الله بن زياد بن ظبيان بن مطر بن الجعد بن قيس بن عمرو بن مالك بن عائش ابن مالك بن تيم الله بن ثعلبة. قاتل المصعب بن الزبير وحامل رأسه إلى عبد الملك. وكان المصعب قد قتل أخاه. وكان عبيد الله فاتكا من الشجعان مقربا من عبد الملك بن مروان، وكان مقتل مصعب سنة 71 أو 72. جمهرة ابن حزم 315، والبيان 1: 326، وابن الأثير 4: 328. وذكره النويري في نهاية الأرب 9: 216، وهو وعبيد الله بن زياد بن أبيه. وقال: «خبرهما يشبه مسائل الدور والتسلسل، فإن عبيد الله بن زياد بن أبيه قتله المختار، والمختار قتله مصعب، ومصعب قتله عبيد الله بن زياد بن ظبيان» . ولما خرج على الحجاج مع ابن الجارود انصرف إلى عمان ولجأ إلى ابن الجلندي، فخافه هذا فدسّ له السم في بطّيخة فمات سنة 75. وانظر قاموس الأعلام للزركلي حيث ساق الخبر الأخير عن مؤلف مجهول.

أبو الأسود الديلي

فى المسمومين [1] ، وفي المفاليج، وفي ضروب سنذكرها إن شاء الله [2] . ومن المفاليج: أبو الأسود الدّيلي وهو ظالم بن عمرو بن سفيان، ويقع ذكره في مواضع: كان رئيس الناس في النّحو، وفي مشايخ الشّيعة، وفي الشعراء والظّرفاء، وفي العرجان، وفي البخلاء، وفي البخر. ودنا من عبيد الله بن زياد [3] يسارّه، فخمّر عبيد الله أنفه، فجذب يده جذبا عنيفا، ثم قال: إنّك والله لا تسود حتّى تصبر على سرار الشّيوخ البخر [4] . وهو الذي قال في قصيدته التي يعرّف فيها الخاصّة لحن العامّة. ولا أقول لقدر القوم قد غليت ... ولا أقول لباب الدار مغلوق [5] . ومن المفاليج: شجرة بن سليم الجدليّ خرج يوما إلى الحرب فرأى جاريته التي ألبسته السّلاح تشرف، فقال لها بعد ذلك: أنظرت إلى الرّجال: فقالت: والله ما نظرت إلّا إليك، تخوّفا منّى عليك! فعمد إلى مسمار فضربه في عينها حتّى أثبته في الحائط، فماتت، وأصبح شجرة مفلوجا.

_ [1] كذا وردت هذه الكلمة واضحة في الأصل، وانظر الحاشية السابقة. [2] الحق أن عبيد الله بن زياد بن ظبيان، لم يذكر في غير هذا الموضوع من الكتاب. [3] عبيد الله بن زياد بن أبيه. سبقت ترجمته في ص 129. [4] الخبر برواية أخرى في الأغاني 11: 108. وفيه «معاوية» بدل «عبيد الله بن زياد» . [5] البيت في ديوان أبي الأسود 40، والمنصف لابن جني 63، وإصلاح المنطق 190، المزهر 1: 318 واللسان (غلا، غلق) وكثير مع المراجع.

إدريس النبي

ومن المفاليج: إدريس النبيّ ورووا أنّ الفالج من أمراض الأنبياء. ولا أعرف إسناد هذا القول [1] ، وهذا يحتاج فيه إلى الرواية عن الثّقات إلا ما حدّث به عبّاد بن كثير [2] ، عن الحسن بن ذكوان [3] ، عن عبد الواحد بن قيس [4] ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «داء الأنبياء الفالج واللّقوة [5] » . ومن المفاليج: عمران بن الحصين الخزاعي [6] ويكنى أبا النّجيد، ويقع ذكره في مواضع، وقد ذكرناه فيمن سقى بطنه. ويزعم أهل البصرة أنّه لم يزل مكلّما حتّى اكتوى [7] .

_ [1] القول الأول أن إدريس عليه السلام قد فلج، والثاني أن الفالج داء الأنبياء. [2] عباد بن كثير الثقفي البصري. روى عن أيوب السختياني، وثابت البناني، وعبد الله بن طاوس وغيرهم. وعنه: إبراهيم بن فهمان، وإسماعيل بن عياش، وأبو عاصم وغيرهم. توفي نحو سنة 150. تهذيب التهذيب. [3] في الأصل: «عن الحسن وذكوان» ، صوابه ما أثبت. وهو أبو سلمة الحسن بن ذكوان البصري، روى عن عطاء بن أبي رباح، وطاوس، والحسن، وابن سيرين وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وصفوان بن عيسى وجماعة. تهذيب التهذيب. وانظر الترجمة التالية. [4] هو أبو حمزة عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي. روى عن أبي أمامه، ونافع مولى ابن عمر، وعروة بن الزبير، وغيرهم. وعنه: ابنه محمد، والأوزاعي، والحسن بن ذكوان وغيرهم. قال ابن المديني: «كان شبه لا شيء، كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب» . تهذيب التهذيب. [5] لم أجد له مرجعا في فهارس كتب الحديث. [6] عمران بن الحصين الخزاعي، سبقت ترجمته ص 389. [7] انظر ما سبق في ص 389.

عامر بن مسمع [1]

ومن المفاليج: عامر بن مسمع [1] سيّد ربيعة قاطبة في زمانه. وفي عامر يقول نهار بن توسعة [2] حين خاطب أخا عامر، مقاتل بن مسمع فقال: مررنا على سابور يوما فلم نجد ... لها عند باب الجحدريّ معرّجا [3] لحا الله بعدي من يرى الحصن راجعا ... تكلّف روحات إليك وأدلجا فهل أنت إلّا كابن أمّك عامر ... إذا أرعدت أشداقه، وتخلّجا . ومن المفاليج: أبان بن عثمان [4] ويقع أيضا ذكره في الحولان والعرجان. وأهل المدينة يضربون المثل بفالج أبان ويسمّون هذا النّوع من

_ [1] عامر بن مسمع بن شهاب بن قلع بن عمرو بن عباد بن حجدر بن ضبيعة. جمهرة ابن حزم 320. ويقول فيه ابن حزم: «وكان جبانا» ، ويؤيد هذا ما أورده المبرد في الكامل 637 من قول المهلب للأزدي الذي كان يردّ المنهزمين: «دعه فلا حاجة لي في مثله من أهل الجبن» . ومع هذا يذكر الطبري في 6: 169 أن المهلب بعثه على سابور سنة 72. [2] نهار بن توسعة بن تميم بن عرفجة التيمي، أحد شعراء بكر بن وائل هو وأبوه توسعة كذلك. وهو من شعراء الدولة الأموية. وله أهاج ومدائح في قتيبة بن مسلم، ومدائح في يزيد ابن المهلب، ومراث في المهلب. المؤتلف 193، والشعراء 537، والأمالي 2: 198- 199، والطبري 6: 355، 460، 479، 528. [3] الجحدري هو عامر بن مسمع، وفي أجداده «جحدر بن ضبيعة» . والمعرّج: المقام والمحبس. [4] سبقت ترجمته في ص 90.

الفالج: الفالج الذّكر، وهو الذي يهجم على الجوف. وقال سعد المطر [1] : فإن بليت فذاك الفالج الذكر [2] سريج [3] قال: حدثنا ابن أبي الزّناد [4] ، عن أبيه، عن عامر بن سعد [5] ، عن أبان بن عثمان، عن عثمان قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من قال في كل صباح ومساء ثلاث مرّات: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض [ولا في

_ [1] مضت بعض أخباره في ص 132. [2] صدره كما مضي: وفي الشخوص له نور وبارقة [3] في الأصل: «شريح» ، تصحيف. وإنما هو سريج، بالسين المهملة والجيم، وهو أبو الحسين سريج بن النعمان بن مروان الجوهري البغدادي. روى عن فليح بن سليمان، والحمادي، وابن أبي الزناد، وهشيم وغيرهم. وعنه: البخاري، وأبو حاتم، وأحمد بن حنبل وجماعة. توفي سنة 217. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 9: 217. [4] سبقت ترجمة أبيه أبي الزناد عبد الله في ص 263. أما ابن أبي الزناد هذا فهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان. روى أبيه، وهشام بن عروة، والأوزاعي وغيرهم. وعنه: ابن جريج، وسريج بن النعمان، وزهير بن معاوية، ويحيى بن حسان وغيرهم. وولي خراج المدينة فكان يستعين بأهل الخير والورع. توفي ببغداد سنة 174 ومولده سنة 100. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 10: 228. [5] عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني. روى عن أبيه، وعثمان، والعباس، وأبي هريرة، وأبان بن عثمان وغيرهم. وعنه: سعد بن المسيب، ومجاهد، والزهري وغيرهم. توفي سنة 104. تهذيب التهذيب.

ومن المفاليج من يسطحه الفالج

السماء] وهو السّميع العليم، ولم يضرّه ذلك اليوم شيء [1] » . فنظر رجل [2] إلى أبان بن عثمان بعد ما فلج، فقال: الحديث كما حدّثتك، ولكن لم أقلها يومئذ ليقضى قدر الله [3] !. ومن المفاليج من يسطحه الفالج [سطيح الكاهن] كسطيح الكاهن [4] ، وهو الذي يقال له «الذّئبيّ» ، والذي كان كاهنا وكان حكيما، وكان شجاعا. وقال الأعشى: ما نظرت ذات أشفار كنظرتها ... حقّا كما صدق الذّئبيّ إذ سجعا [5]

_ [1] أخرجه أبو داود في (الأدب) 4: 323، وابن ماجه في (الدعاء) 2: 1273، وكذا أخرجه الترمذي في (الدعوات) 12: 177. [2] عند أبي داود: «فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه» . وعند ابن ماجه: «فجعل الرجل ينظر إليه» . [3] عند أبي داود: «ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبت فنسيت أن أقولها» . وعند ابن ماجه: «ولكن لم أقله يومئذ ليمضي الله على قدره» . وعند الترمذي: «ولكن ليمضى الله على قدره» . [4] سطيح: لقب له. واسمه ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذئب بن حارثة ابن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد. الجمهرة 374- 375، والسيرة 10. وانظر أخباره في السيرة 10، 28، 45، 47. والبيان 1: 290، والحيوان 3: 210/6: 204. [5] ديوان الأعشى 82، واللسان (ذأب 365) . وفي الأصل: «ذات إشفاق» ، تحريف. والأشفار: جمع شفر، بالضم: وهو حرف الجفن الذي ينبت عليه الشعر. ويعني بها زرقاء اليمامة، وهي مضرب المثل في حدة النظر. انظر الدرة الفاخرة 55، وجمهرة العسكري 1: 405، والميداني والمستقصي عند قولهم: «أحكم من زرقاء اليمامة» . و «أبصر من زرقاء اليمامة» . والزرقاء: لقب لها، واسمها «عنز» كما في الميداني نقلا عن الجاحظ، وذكر أنها كانت من بنات لقمان بن عاد. وانظر مثالا لسجع سطيح الذئبي وتفسير أسجاعه في سيرة ابن هشام في الصفحات المتقدمة..

الحارث بن بشر بن هلال بن أحوز

[الحارث بن بشر بن هلال بن أحوز] وكان الحارث بن بشر بن هلال بن أحوز [1] سطيحا، وكان صاحب نكاح لا يصبر عنه، وكانت المرأة تركبه. ومن هؤلاء بأعيانهم: محمد بن إبراهيم المفلوج المحدّث [2] . وممن كان سطيحا: عبد الواحد بن زيد [3] ويكني أبا عبيدة، رئيس أصحاب المضمار [4] ، والكلام، والوساوس، ومحاسبة النفوس، والتبلّغ باليسير وتقديم الفضول [5] ، والقول في نفي العجب والكبر والرّياء

_ [1] الحارث بن بشر، كان جده هلال بن أحوز بن أربد بن محرز بن لأي بن سهيل ابن ضباب بن حجية بن كابية بن حرقوص بن مازن. من الذين قاتلوا آل المهلب بقندابيل. وأخوه سلم بن أحوز صاحب شرطه نصر بن سيار. الجمهرة 211- 212، والطبري 6: 602، وابن الأثير 5: 86 في حوادث سنة 102. أما الحارث هذا وأبوه بشر فلم أعثر لهما على خبر. [2] الذي في البيان 2: 43: «وقال إبراهيم الأنصاري، وهو إبراهيم بن محمد المفلوج، من ولد أبي زيد القارىء» . وأورد الجاحظ له خبرا. [3] أبو عبيدة عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد، شيخ الصوفية، وأعظم من لحق الحسن وغيره. وعن مسمع بن عاصم قال: شهدت عبد الواحد ذات يوم وهو يعظ، قال: فمات يومئذ في ذلك المجلس أربعة أنفس قبل أن يقوم» . وعن أبي سليمان الداراني: «أصاب عبد الواحد بن زيد الفالج، فسأل الله أن يطلقه في وقت الوضوء. فإذا أراد أن يتوضّأ انطلق، وإذا رجع إلى سريره عاد عليه الفالج. صفة الصفوة 3: 240- 244، ولسان الميزان 4: 80- 81، وابن النديم 260. وهو غير عبد الواحد بن زياد المترجم في الورقة 431. [4] وكذا في البيان 3: 286. والمراد بالمضمار المتدرّج إلى الطعام اليسير والقوت الضروري. مأخوذ من تضمير الخيل، وهو أن تعلف حتّى تسمن ثم ترد إلى القوت الضروري، فيذهب رهلها ويشتد لحمها، وذلك في أربعين يوما، وهذه المدة تسمى المضمار. [5] الفضول: جمع فضل، وهو ما يبقى من ماء أو شراب أو طعام.

والخيلاء، وكان يكنى أبا عبيدة وهو مولى بني جحدر، ومسجده في أصحاب القماقم، وكان غلمانه رؤساء المتزهّدة [1] ، مثل حيّان أبي الأسود [2] ، ودهثم أبي العلاء [3] ، ورياح القيسي [4] ، ورابعة القيسية [5] ، وأحمد الهجيمي [6] ، ومنصور السّاجيّ، وعبد الله الشّقري [7] ، وموسى

_ [1] في الأصل: «ورؤساء المتزهدة» ، والواو مقحمة. [2] حيان أبو الأسود، ذكره الجاحظ في البيان 1: 364 في النساك والزهاد من أهل البيان. [3] دهثم أبو العلاء، ذكره الجاحظ أيضا في البيان 1: 364 قرينا للسابق، كما أورد له قولا في البيان 3: 153. [4] هو أبو المهاصر رياح بن عمرو القيسي، ترجم له في صفة الصفوة 3: 278- 286 وأورد طائفة من أقواله الصوفية. [5] هي أم الخير رابعة بنت إسماعيل العدوية القيسية البصرية، وهي تعد أشهر الزاهدات المتعبدات، كانت تقول إذا وثبت من مرقدها: «يا نفس كم تنامين، وإلى كم تنامين. يوشك أن تنامى نومة لا تقومين منها إلا بصرخة يوم النشور» . وانظر لسائر أقوالها المأثورة: صفة الصفوة 4: 17، وإحياء العلوم للغزالي (كتاب الفقر والزهد) . وهي مولاة لآل عتيك، وهم من قيس بن عدي. ولدت سنة 95 في بيت فقير، وأسرت وهي طفلة ثم بيعت، بيد أن صلاحها أكسبها حريتها، وانصرفت إلى الانقطاع عن الدنيا صادفة عن الزواج، وانتقلت من البادية إلى البصرة فاجتمع حولها كثير من المريدين، منهم: مالك بن دينار، ورياح القيسي، وسفيان، وشقيق البلخي. وذكر ابن خلكان أن وفاتها كانت في سنة 135. وقبرها بظاهر القدس على رأس جبل يسمى جبل الطور. وانظر دائرة المعارف الإسلامية والبيان 1: 364/3: 127، 170، 193. [6] ذكره في البيان 3: 286 وقال: «أحمد الهجيمي أبو عمر، أحد أصحاب عبد الواحد بن زيد» ، وأورد له دعاء. [7] ذكره في البيان 3: 286 وقال: «وكان عبد الله الشقري، وهو الكعبي، أحد أصحاب المضمار، من غلمان عبد الواحد بن زيد يقول» ، وأورد له دعاء. وانظر حاشية البيان.

زوادار، وخداش، ومخلد الشهيدين [1] . ضرب عبد الواحد الفالج بعد الكبر وقلّة الرزق، وكان فيه من العجب أنّ الفالج أكثر ما يعتري المتوسّطين في الأسنان؛ لأنّ الشباب كثير الحرارة، والشّيخ كثير اليبس، فأكثر ما يعتري بين هذين السّنّين. وكان عبد الواحد رجلا يعرف النّجم. وقد رأيت من ضربه الفالج عند عينه [2] . ورأيت رجلا من جند قريش بن شبل [3] أصابت شقّه الأيمن شظيّة من حجر المنجنيق، فذهب شقّه الأيسر وذهب لسانه وسمعه، وبقي بصره. ويزعم نسّاك البصريين أنّ عبد الواحد بيناه سطيحا وليس عنده أحد إذ أخذه بطنه، فسأل الله أن يطلق عنه ريثما يأتي المتوضّأ ثم يرجع إلى موضعه. ففعل ذلك.

_ [1] في الأصل: «الشهيدان» . وذكر في صفة الصفوة 4: 240 «مخلد بن الحسين» وقال: «كان من أهل البصرة فتحول فنزل المصيصة» ، وأنه توفي بالمصيصة سنة 191. [2] في الأصل: «عند غيره» ، ولا وجه له. [3] هو قريش بن شبل الدنداني، مولي طاهر بن الحسين وأحد قواده، وكان له فضل كبير في استيلاء طاهر على الأهواز وواسط والمدائن سنة 196. انظر كامل ابن الأثير 6: 262- 265، والطبري 8: 432- 438 ويسميه الطبري حينا «قريش الدنداني» كما في 8: 483، 487. ويذكر أن طاهرا أمره بقتل محمد الأمين، وأن غلام قريش الدنداني ويدعى «خمارويه» هو الذي ضربه بالسيف، ثم أجهز عليه جماعة منهم.

وقالوا: الفلج [1] في الرّجلين: شيء يكون بين الفحج والعرج. وقال شمّاخ بن ضرار في صفة الجعل: وإن يلقيا شأوا بأرض هوى له ... مفرّض أطراف الذّراعين أفلج [2] والفلج أيضا في الثّنايا. ويقال مفلّج الثنايا. ومن ذلك تفّاح مفلّج. وإذا كان الرجل كذلك قيل رجل أفلج بيّن الفلج. والفالج: مكيال بعينه. والفالج: البعير الذي قد انشقّ سنامه نصفين. وقال: بعث عمر حذيفة [3] وعثمان بن حنيف [4] ، ففلجا الجزية [5] على أهل السّواد.

_ [1] في الأصل: «الفالج» في هذا الموضع وتاليه، تحريف. [2] في الأصل: «وإن تلقا» ، و «هوالة» ، و «أفلح» صوابه ما أثبت. وقد سبق البيت وتفسيرة في ص 238. [3] هو حذيفة بن حسل بن جابر بن ربيعة العبسي. واليماني لقب لأبيه، هرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليماني. وشهد هو وأبوه أحدا، وكان صاحب سرّ رسول الله، واستعمله عمر على المدائن. وكانت له فتوحات في الدينور، وماسبذان، وهمذان، والري. ومات بالكوفة أو بالمدائن سنة 36. المعارف 114، وصفة الصفوة 1: 249- 252، والإصابة 1642 وتهذيب التهذيب 2: 119. [4] هو عثمان بن حنيف (بالتصغير) بن واهب (بألف بعد الواو) بن العكيم (بالتصغير) الأوسي. كان أول مشاهده أحدا. وبعثه عمر هو وحذيفة على مساحة الأرض بالسواد بعد أن فتحت الكوفة، واستعمله علي على بعض البصرة فغلبه عليها طلحة والزبير، فكانت القصة المشهورة في وقعة الجمل. ومات في خلافة معاوية. الجمهرة 336، والمعارف 90- 91، والإصابة 27، 54، وتهذيب التهذيب 7: 112. [5] الخبر في اللسان (فلج) . وفسر الأصمعي فلجاها بمعنى قسماها. وفي الأصل هنا: «الجزيرة» ، تحريف.

والفالج من المكيال الذي يقتسمون به. وقال الشاعر [1] : ألقي فيها فلجان من مسك دا ... رين وفلج من فلفل ضرم [2] وقال أبو دواد الإيادي: ففريق يفلّج اللحم نيّا ... وفريق لطابخيه قتار [3] يزيد بن هارون [4] ، عن همّام [5] ، عن قتادة [6] ، عن النّضر بن

_ [1] هو النابغة الجعدي. ديوانه 153، واللسان (فلج 172) . [2] في الأصل: «ألقى عليها» ولا يستقيم به الوزن. والصواب من الديوان واللسان. فيها، أي في الخمر، يعني وعاءها الذي تختزن فيه. ودارين، بكسر الراء: فرضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند. والضرم: الشديد الحرارة، والمراد شدة الحرافة واللّذع. وفي الأصل: «صرم» ، تحريف. [3] ديوان أبي دواد 320، والمعاني الكبير 776، وكتاب الجيم 3: 57، واللسان (فلج 170) . يفلجه: يقسمه. والتّيّ بكسر النون: مسهل النّيء بكسرها أيضا مع الهمز، وهو الذي لم ينضج. وعليه قول أبي ذؤيب (ديوانه 72) : عقار كماء النّيّ ليست بخمطة ... ولا خلّة يكوي الشّروب شهابها وفي الأصل: «بنا» ، تحريف. والقتار، بالضم: رائحة الشواء، وهو أيضا رائحة القدر. [4] يزيد بن هارون، سبقت ترجمته في ص 417. [5] همام بن يحيى بن دينار الأزدي البصري. روى عن عطاء بن أبي رباح، وإسحاق ابن أبي طلحة، وقتادة وغيرهم. وعنه: الثوري، وابن المبارك، ويزيد بن هارون. وقال ابن المبارك: «همام ثبت في قتادة» . توفى سنة 164. تهذيب التهذيب. [6] قتادة بن دعامة، مضت ترجمته في ص 207.

ذكر المفاليج

أنس [1] ، عن بشير بن نهيك [2] ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من رجل له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى إلّا جاء يوم القيامة وأحد شقّيه مائل» [3] .. [ذكر المفاليج] ومن المفاليج أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام [4]

_ [1] النضر بن أنس بن مالك الأنصاري. روى عن أبيه أنس، وابن عباس، وبشير بن نهيك وغيرهم. وعنه: قتادة، وحميد الطويل، وسعيد بن أبي عروبة وجماعة. ذكّر الطبري أنه كان فيمن خرج مع يزيد بن المهلب على يزيد بن عبد الملك بن مروان سنة 101. تهذيب التهذيب وتاريخ الطبري 6: 587. [2] أبو الشعثاء بشير بن نهيك، بفتح النون وكسر الهاء، السدوسي البصري. روى عن بشير بن الخصاصيّة، وأبي هريرة. وعنه: يحيى بن سعيد، وأبو مجلز، والنضر بن أنس وغيرهم. وذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثانية من قراء البصرة تهذيب التهذيب. [3] أخرجه أبو داود في (النكاح) 1: 242، والنسائى في (عشرة النساء) 7: 63 وابن ماجه في (النكاح) 9: 169 ولفظه فيه: «من كانت له امرأتان يميل مع إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة وأحد شقّيه ساقط» . [4] هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي. واسمه كنيته، ويبدو أن أباه سماه باسم أبي بكر الصديق تيمنا، كما سمى اثنين من إخوته عمر وعثمان. ولد في خلافة عثمان وكان يقال له «راهب قريش» ، و «راهب المدينة» لفضله وكثرة صلاته. واستصغر هو وعروة بن الزبير يوم الجمل فردّا وذلك في سنة 36. وهو أحد فقهاء المدينة السبعة الذين جمعهم الشاعر في قوله: فخذهم: عبيد الله، عروة، قاسم ... سعيد، سليمان، أبو بكر، خارجه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وأبو بكر هذا، وخارجة بن زيد. وقد أضرّ في أواخر حياته فذهب بصره، ودخل مغتسله فمات فيه فجأة سنة 94 بالمدينة، وهي سنة الفقهاء، لأنه مات فيها جماعة منهم. المعارف 122، والطبري 4: 453/6: 427، 435، وابن حزم 145، وصفة الصفوة 2: 51، ونكت الهميان 131، وتهذيب التهذيب 12: 30- 32.

سلمة بن الحارث بن عمرو المقصور [3]

وكنيته هي اسمه. ولد في خلافة عمر بن الخطاب، وهو راهب قريش. قال الواقديّ: أخبرني عبد الله بن جعفر قال: صلّى العصر ودخل مغتسله فسقط، فجعل يقول: والله ما أحدثت في صدر نهاري شيئا! فما غابت الشّمس حتّى مات بالمدينة، وكان أعمى. فأبو بكر بن عبد الرحمن يعدّ في المفاليج، وفي العميان، وفي الأشراف، وفي الفقهاء، وفي العبّاد، وفيمن بقي بالمدينة، وفيمن كنيته اسمه. وأبو بكر وعمر: ابنا عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، خامس خمسة في الشّرف [1] . و [عمر بن] [2] عبد الرحمن كان القائم والساعي في صلح الأزد وبكر بن تميم، حتّى تمّ ذلك على يديه. ومن المفاليج: سلمة بن الحارث بن عمرو المقصور [3] ملك بني

_ [1] النص في البيان 1: 319: «وعمر بن عبد الرحمن خامس خمسة في الشرف، وكان هو الساعي بين الأسد وتميم في الصلح» ، والأسد، بسكون السين: لغة في الأزد. [2] تكملة يقتضيها الكلام، كما في البيان 1: 319، والطبري 5: 528، وابن الأثير 4: 142 في حوادث سنة 64. أما والده عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فإنه ولد في زمان النبي صلّى الله عليه وسلّم وتوفي سنة 43 أي قبل فتنة مسعود بن عمرو العتكي الأزدي بإحدي وعشرين سنة. انظر خبر تلك الفتنة بين الأزد ورأسهم زياد بن عمرو العتكي، وتميم وعلى رأسهما الأحنف ابن قيس في كتب التاريخ في حوادث 64، ونوادر المخطوطات 2: 171، وانظر لترجمة عبد الرحمن الإصابة 6195، وتهذيب التهذيب 6: 156- 158.

تغلب. وهو قاتل أخيه شرحبيل بن الحارث [1] ملك تميم والرّباب يوم الكلاب الأوّل [2] . وكان معد يكرب بن الحارث، وهو الغلفاء [3] ملك قيس عيلان، وسوس حين قتل إخوته [4] وذهب ملكهم. وقيس بن الحارث كان سيّارة [5] ، فإنّما قوم نزل بهم فهو ملكهم. وفلج من أطبّاء محمد بن عبد الملك [6] ثلاثة، كلّهم قد كان بلغ في السنّ وفي سلطان اليسر ما قدّ يؤمنهم من هذه العلّة، وما كانوا إلّا جلودا على عظم.

_ [1] جمهرة ابن حزم 427. [2] النقائض 452، 887، والعقد 5: 222- 223، والكامل 338، والخزانة 2: 500- 502، 17. [3] في اللسان والصحاح (غلف) : «ومعد يكرب بن الحارث بن عمرو، أخو شرحبيل ابن الحارث يلقّب بالغلفاء، لأنه أوّل من غلّف بالمسك فيما زعموا» . [4] في الأصل: «أخويه» ، والوجه ما أثبت. ويعني بذلك ما كان من مقتل شرحبيل يوم الكلاب، ومقتل حجر بن الحارث والد امرئ القيس، قتلته بنو أسد والتعبير بالجمع عن المثني كثير في كلامهم. [5] في جمهرة ابن حزم 428: «كان سيارا» ، وكلاهما صحيح، والتاء فيه كالتاء في علامة وراوية لزيادة المبالغة. [6] محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، والمعروف بابن الزيات، كان جده أبان يتجر بالزيت. ووزر محمد للمعتصم والواثق، ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على تولية ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، فلما ولي المتوكل سنة 232 نكبه وعذبه إلى أن مات في بغداد سنة 233. وكان للجاحظ صلة وثيقة به، وقد أهدى إليه كتاب الحيوان، كما أهدى إلى القاضى أحمد بن أبي داود كتاب البيان والتبيين، وإلى إبراهيم بن العياس الصولي كتاب الزرع والنخل. تاريخ بغداد 2: 342- 344، وإعتاب الكتاب لابن الأبار 133- 138، ووفيات الأعيان 2: 54- 57.

معبد المغني [4]

فمنهم: ابن مرايا [1] ، ومنهم أبو عمرو بن بابويه [2] ، ومنهم إسحاق بن دينارويه [3] . وإسحاق هذا هو الذي قال لابن عبد الملك: لي إليك حاجة؟ قال: ما حاجتك؟ قال: ترفع المتّكأ عن يمينك، وتخرج العدس من مطبخك.. ومن المفاليج: معبد المغنّي [4] وهو مغنّي أهل المدينة وكان من الفحول، يكنى أبا عباد مولى آل مطر. وآل مطر موالي العاص بن وابصة المخزومى. وساءت حاله، وثقل لسانه، فسئل عن سبب سوء حاله فأشار إلى لسانه. ومن المفاليج: عبيد الله بن يحيى بن خالد ومن العرجان أبو يحيى الأعرج يروى عنه، وهو [مولى] [5]

_ [1] كذا في الأصل النسخة. [2] كذا في الأصل. [3] سيرد ذكره فيما سيأتي حيث يعيد الجاحظ هذه القصة. [4] معبد بن وهب، أحد كبار المغنين ذوي الشهرة، بدأ حياته راعيا لغنم مواليه، ثم برع في الغناء واسترعى أنظار وجوه المدينة، ثم رحل إلى الشام وعرفه أمراؤها وذاع صيته، وغنّي في أول دولة بني أمية، وأدرك دولة بني العباس. وفيه يقول الشاعر: أجاد طويس والسّريجيّ بعده ... وما قصبات السّبق إلا لمعبد الأغانى 2: 18- 28. [5] تكملة لا يستقيم القول بدونها. فالمعروف أن اسمه «مصدع» ، بكسر الميم وفتح الدال، كما في النص التالي.

معاذ بن عفراء [1] . قال ابن المديني [2] اسمه مصدع.

_ [1] أما معاذ بن عفراء فهو أحد إخوة ثلاثة من رجال الخزرج، وهم معاذ، ومعوّذ، وعوف، يقال لهم بنو عفراء، كما في الاشتقاق 450. قال ابن دريد: «ومعاذ الذي ضرب أبا جهل يوم بدر فقطع رجله فوقع في القتلي، وأجاز عليه- أى أجهز- عبد الله بن مسعود» . وفي السيرة 509 أن الذي ضربه هو أخوه معوّذ بن عفراء. أما أبو يحيى فيلقّب أيضا بالأجرد، وبالمعرقب، كما في تهذيب التهذيب 10: 157/12: 277، وتقريب التهذيب حيث ذكرا أنه مولى عبد الله بن عمر، أو مولى معاذ بن عفراء. روى مصدع عن علي والحسن وابن عباس وعائشة. وعنه: سعد بن أوس، وعمّار الدهني، وشمر بن عطية وغيرهم. وإنما لقّب المعرقب، بفتح القاف، لأنّ الحجاج أو بشر بن مروان عرض عليه سبّ علي فأبى، فقطع عرقوبه. [2] ابن المديني، هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي، روى عن أحمد، والبخارى، وأبو داود. وروى هو أكثر من مائة ألف حديث. ولد بالبصرة سنة 161 وتوفي سنة 234. السمعاني 516، وتهذيب التهذيب 7: 349- 367، وتذكرة الحفاظ 2: 15- 16، وتاريخ بغداد 6349..

باب الأشجين [1]

باب الأشجّين [1] منهم: بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب [2] كان يقال له «أشجّ ولد عمر» . وكان عبد الله بن عمر ربّما قال: أترجو يا بلال أن تكون أشجّ ولد عمر؟! لأنّ عمر بن الخطاب كان يقول: «من ولدي رجل بوجهه شين يملأ الأرض عدلا» . فكان ذلك عمر بن عبد العزيز. فقد ولده عمر من قبل أمّه [3] . ومن الأشجّين: وافد عبد القيس [4] وهو الذي قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: «فيك خصلتان يمقك [5] الله عليهما: الشّجاعة، والحياء» . واسمه عائد ابن منذر [6] .

_ [1] الأشج: من في وجهه أو رأسة أثر جرح. [2] بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، روى عن أبيه حديث: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» . وعنه: كعب بن علقمة، وعبد الله بن هبيرة، وعبد الملك بن فارع. وهو يعد في الطبقة الأولى من المدنيين، كما يعد في فقهاء أهل المدينة. تهذيب التهذيب. ويذكر ابن قتيبة في المعارف 80- 81 أنه هلك وهو صغير، وأنه لا عقب له. [3] إذ أن أمه هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. الجمهرة 105، والمعارف 81. [4] ذكره في الإصابة عرضا في ترجمة صحار بن العباس 4036 باسم أشج عبد القيس، واسمه المنذر بن عائد. وفي ترجمة مطر بن هلال 8014 باسم أشجّ عبد القيس» . ثم ترجم له في 8214 بأنه المنذر بن عائذ العبدي المعروف بالأشجّ أشجّ عبد القيس.. وقيل اسمه منقذ بن عائذ. وفي المعارف 147 أنه منذر بن عائذ، من عصر. [5] يمقك من المقة، وهي الحب، ومقه يمقه كوعده يعده. وفي الأصل: «يمقتك» وهي عبارة محالة. ونص الحديث في المعارف: «إن فيك خلقتين يحبهما الله: الحلم والحياء» . [6] في الأصل: «بن منذر» ..

بكير بن الأشج [1] الفقيه

ومن الأشجّين: بكير بن الأشجّ [1] الفقيه وقال أبو حزابة [2] ، وهو يعني عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث [3] : يا ابن قريع كندة الأشجّ ... أما ترى ذا فرسي في المرج وماهنوش ذهبت بسرجي [4] ... في فتنة النّاس وهذا الهرج [5]

_ [1] في الأصل: «أبو بكير» ، تحريف. وجاء في تهذيب وتقريب التهذيب: «بكير ابن عبد الله بن الأشجّ نزيل مصر» . وفي حسن المحاضرة للسيوطي 1: 298: «بكير بن عبد الله الأشج» جعل الأشجّ لقبا لوالده عبد الله. روى عن أبي أمامة بن سهيل، وسعيد بن المسيب، ونافع مولى ابن عمر وغيرهم. وعنه: الليث، وابن إسحاق، وابن عجلان، وجماعة. توفى سنة 122. [2] أبو حزابة، بضم الحاء بعدها زاي خفيفة: اسمه الوليد بن حنيفة، أو ابن نهيك، أحد بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، من شعراء الدولة الأموية ورجالها، بدوي حضر وسكن البصرة، ثم اكتتب في الديوان، وضرب عليه البعث إلى سجستان فكان بها مدّة، وعاد إلى البصرة، وخرج مع ابن الأشعث لما خرج على عبد الملك. الأغاني 19: 152- 156، وشرح شواهد الشافية 3: 364- 365 واللسان والقاموس (حزب) . [3] قصة الرجز في الأغاني 19: 154 أنّه لما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج وكان معه أبو حزابة، فمروا بدستبى، وبها مستراد الصّنّاجة، وكان لا يبيت بها أحد إلا بمائة درهم، فبات بها أبو حزابة ورهن عندها سرجه، فلما أصبح وقف لعبد الرحمن، فلما أقبل صاح به وأنشده هذا الرجز. والخبر كذلك في أنساب الأشراف 11: 335. [4] ماهنوش: اسم الصناجة التي بات عندها أبو حزابة.. وفي الأغاني: «ومستراد ذهبت بالسرج» . وفي الأصل: «وماهنوس ذهبت يسرج» ، تحريف. وأثبت ما في أنساب الأشراف. [5] بعد هذا في الأغاني: «فعرف ابن الأشعث القصة وضحك، وأمر أن يفتكّ له سرجه، ويعطى معه ألف درهم. فبلغت القصة الحجاج فقال: ايجاهر في عسكره بالفجور فيضحك ولا ينكر؟! ظفرت به إن شاء الله» .

يزيد بن مزيد بن زائدة [4]

قال: ومن الدّليل أنّه لم يعن قيسا نفسه قول الشاعر: [1] بين الأشجّ وبين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود [2] بل إنّما ذهب إلى قيس، أبي سعيد بن قيس الهمداني [3] ولم يذهب إلى قيس بن معديكرب. والأشجّ لا محالة قيس بن معد كرب. ومن الأشجّين: يزيد بن مزيد بن زائدة [4] والدليل على ذلك قول الشاعر وهو يهجوه:

_ [1] هو أعشى همدان كما سيأتي قريبا، وكما في الأغاني 5: 145، وأمالي ابن الشجري 1: 390، وابن يعيس 4: 78، واللسان والأساس (بخخ) . وفي الأساس أنه يقوله لعبد الرحمن بن الأشعث. وفي الأغاني: «وجعل الأعشى يقول الشعر في ابن الأشعث يمدحه، ولا يزال يحرض أهل الكوفة بأشعاره على القتال» . وأنشد له 12 بيتا من بينهما البيت التالي. [2] في الأصل: «باذخا» ، صوابه في المراجع السابقة. والباذخ: الشرف العالى. [3] في الأصل: «قيس أبي سعد بن قيس الهمداني» وإنما هو قيس والد سعيد بن قيس الهمداني. وسعيد بن قيس هذا جد عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث لأمه، لأن أم عبد الرحمن هي أم عمرو بنت سعيد بن قيس الهمداني، وكان أعشى همدان من أخواله، فلهذا قال الشعر الذي سبقت الإشارة إليه. وانظر الأغاني 5: 145 وما سيأتى. [4] هو القائد العباسي يزيد بن مزيد بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن الصّلب، وهو عمرو بن قيس الشيباني، كما في الجمهرة 326، والمعارف 182. وقد أسر يوسف البرم في أيام المهدي سنة 160. وكان له أثر كبير في قتال الخوارج، وهو قاتل خراشة الخارجى، والوليد بن طريف الشاري. وولي أرمينية للرشيد ثم عزله عنها ثم ولاها إياه مرة ثانية مع أذربيجان. ويقول ابن حزم: «بنو يزيد بن مزيد كلهم قواد لهم رياسة» . ثم يقول: «اتصلت الرياسة فيهم من أول أيام مروان بن محمد، ثم جميع دولة بني العباس إلى آخر أيام المعتضد» ، ومات يزيد في خلافة الرشيد سنة 185 بموضع يسمى برذعة. انظر الطبري 8: 236، 261، 270، 273.

مزيد بن زائدة [4]

ما أحسن الضّربة في وجهه ... إن لم تكن رمحة برذون [1] وقول ابن النّطاح [2] حين مدحه: ملك يلوح على محاسن وجهه ... أثر الوفا ومعاقد التّيجان [3] لم ينقطع أحد إليه بودّه ... إلّا اتّقته نوائب الحدثان . ومن الأشجّين: مزيد بن زائدة [4] وكنيته أبو داود، ذكر شجته الشاعر فقال: ويحسبه الشّجاع قراع سيف ... ويحسبه الجبان قراع ثور [5]

_ [1] البرذون: واحد البراذين، وهو من الخيل ما كان من غير نتاج العراب. ورمح الفرس والبغل والحمار وكل ذي حافر، يرمح رمحا: ضرب برجله، وقيل ضرب برجليه جميعا. [2] في الأصل: «ابن البطاح» ، تحريف. وهو أبو وائل بكر بن النطاح الحنفي. شاعر فارس من شعراء الدولة العباسية. وكان صعلوكا يصيب الطريق، ثم أقصر عن ذلك، فجعله أبو دلف من الجند، وجعل له رزقا سلطانيا. وشعره بالغ الجودة، ومنه البيت المشهور: إنّى رأيتك في نومي تعانقني ... كما تعانق لام الكاتب الألفا والذي يقول: أكذّب عيني عنك في كلّ ما أرى ... وسمع أذني منك ما ليس يسمع واختار له ابن المعتز في الطبقات قصيدة تائية عدتها 92 بيتا. انظر الطبقات 217- 226، والأغاني 17: 153- 163. [3] يروي ابن المعتز وأبو الفرج خبرا ليزيد بن مزيد مع الرشيد يأمره باستدعاء بكر بن النطاح لينتقم منه، فيأمره يزيد أن يختفي، فيستتر زمانا إلى أن يموت الرشيد، ثم يظهر إذ ذاك ويلحق يزيد اسمه بالديوان. [4] مزيد بن زائدة، هو أخو معن بن زائدة الجواد المشهور، ووالد يزيد بن مزيد الشيباني الذي مضت ترجمته قريبا. انظر جمهرة ابن حزم 326. [5] في الأصل: «نور» ، تحريف.

أسد بن يزيد بن مزيد [1]

وأسد بن يزيد بن مزيد [1] أشجّ ابن أشيجّ ابن أشجّ. وقال أعشى همدان في عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث: ولقد سألت الجود أين محلّه ... بالجود بين محمّد وسعيد بين الأشجّ وبين قيس باذخ ... بخ بخ لوالده وللمولود [2] قيس هذا هو أبو عبد الرحمن بن قيس. ومن الأشجين: عمر بن عبد العزيز [3] وفيه يقول الشاعر: مرّوا على قبر الأشجّ فسلّموا ... وقفوا وأعينكم عليه تدمع وذكر عمر رياح بن عبيدة الباهليّ [4] ، وكان رياح بن عبيدة من

_ [1] أسد بن يزيد بن مزيد الشيباني، قائد من قواد الدولة العباسية. ولاه الرشيد على أرمينية وأذربيجان، مكان أبيه بعد موته سنة 185 فلما ولي الأمين الخلافة وحاول أسد أن ينصحه، يقول أسد: «فدخلت» ، فما كان بيني وبينه إلّا كلمتان حتى غضب وأمر بحبسي» . وذلك في سنة 196. ثم ولى الأمين مكانه عمّه أحمد بن يزيد الذي شفع له عند الأمين فحلّ قيوده وخلّى سبيله في تلك السنة. انظر الطبري 8: 273، 418، 422. وانظر خدعة الفضل بن الربيع له في لقائه بالأمين في الوزراء والكتاب للجهشياري 294. [2] أنظر ما سبق في الحواشي. [3] كانت شجته في جبينه وهو صغير، دخل وهو غلام اصطبل أبيه فرمحته بغلة على جبينه. انظر خبر ذلك في الأغاني 8: 146. وكان عمه عبد الملك بن مروان يؤثره ويرقّ عليه، ويرفعه فوق ولده جميعا إلّا الوليد. وقال في شأنه حينما عوتب على ذلك: «إن هذا سيلي الخلافة يوما، وهو أشجّ بني مروان الذي يملأ الأرض عدلا بعد أن تملأ جورا» . يشير بذلك إلى قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «إن من ولدي رجلا بوجهه أثر يملأ الأرض عدلا» . وأم عمر بن عبد العزيز هي أن عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. المعارف 158. [4] رياح بن عبيدة، بفتح العين، مولى باهلة، البصري، ويقال الكوفي أو الحجازي.

تميم بن زيد القيني [2]

خاصّة عمر، وكانت الشّجّة من جبينه إلى حاجبه، في قصيدة له طويلة: فلا تبعدن بين الضّريحين أعظم ... بوال وأثر في جبين وحاجب [1] فقوموا على قبر الأشجّ فسلّموا ... عليه وجودوا بالدّموع السواكب وكان عمر أشجّ أصلع فاحش الصّلع، وصلع قبل الثلاثين. ومن زعم أنه لم يكن بعد مروان بن الحكم أصلع فقد غلط. وعمر بن عبد العزيز أشهر بالصّلع من مروان.. ومن الأشجّين: تميم بن زيد القينيّ [2] قال ابن عيّاش [3] كانت بوجه تميم بن زيد ضربة منكرة، فسأله الحجاج ذات يوم عنها فقال: رمحني فرس! فقال الحجاج: لكن والله بعض فسقة أهل العراق، لو كانت به لقال: أصابني يوم كذا وكذا.

_ روى عن عتبان بن مالك، وعمر بن عبد العزيز، وأبان بن عثمان وغيرهم. وعنه: حاتم بن أبي صغيرة، وداود بن أبي هند، وقعنب بن محرز وغيرهم. ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من خواصّ عمر بن عبد العزيز. تهذيب التهذيب والمشتبه للذهبي 303. [1] الأثر، بالضم وبضمتين: أثر الجرح يبقى بعد البرء. [2] في الأصل: «تميم بن زبيد القمي» ، تحريف. وهو كما في الجمهرة 454: تميم بن زيد بن حمل بن منبّه بن معقل، من بني القين بن جسر. قال ابن حزم: «هو الذي غزا الهند» . وفي كامل ابن الأثير 4: 590 أن الجنيد بن عبد الرحمن الذي ولي السند أيام هشام بن عبد الملك وليّ تميم بن زيد القيني هذا، فضعف ووهن، ومات قريبا من الديبل. وكانت ولاية هشام من سنة 102 إلى 125. [3] هو أبو الجراح عبد الله بن عياش الهمداني المنتوف المترجم في ص 140..

باب ما جاء في شبه الأعضاء المرغوب عنها من أعضاء الذئاب والكلاب وغير ذلك

باب ما جاء في شبه الأعضاء المرغوب عنها من أعضاء الذّئاب والكلاب وغير ذلك قال الشّاعر: مولى من الخوف يدعى وهو مشتمل ... تري به عن قتال القوم عقّالا [1] حتّى بنانة وسط القوم يشتمني ... وخصية الكلب وسط القوم مسلالا [2] في فتية من بني هند كأنّهم ... آذان أحمرة يحملن أثقالا [3] ومما ذكروا فيه الآذان وليس من الباب الأوّل قول الأعرابيّ: بأحبل المعوط والعذار [4] ... أصبو فإنّي أذن الحمار

_ [1] أي يدعى إلى الحرب فلا يتهيأ لها، بل يظلّ لابسا شملة، وهي كساء من صوف أو شعر يتغطّى به ويتلفف به. والعقّال، كرمان: ظلع يأخذ في قوائم الدابة. [2] بناتة، بالضم: اسم من أسمائهم. مسلالا، أي أعني مسلالا. وظاهره أنه علم من أعلامهم، نصبه بتقدير فعل. ولقبه بخصية الكلب تحقيرا له. [3] هند: علم لعدة قبائل في العرب، منهم هند بني شيبان، وهند بنت مر بن أد وغيرهما. والأحمرة: جمع من جموع الحمار. والبيت في المعاني الكبير 578. [4] كذا ورد هذا الشطر، وبدون نقط للكلمة الثانية منه.

وقال الباهلي [1] وليس هذا أيضا من الباب الأوّل: بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها [2] يقول [3] : ضربوهم بالسّيوف فعلّقوا على أيديهم ولحومهم كآذان الحمير. والفرأ: الحمار. والفراء: الحمير. قال النبي عليه السلام: «كلّ الصّيد في بطن الفرا» [4] . وقال الشاعر في الباب الأوّل: ما كنت في العدّ إلّا فقع قرقرة ... لمّا توعّدتني يا برثن الطّير [5]

_ [1] هو مالك بن زغبة الباهلي، كما في المعانى الكبير 979، والمجتني لابن دريد 18 واللسان (فرأ، بور، وزغ) . والبيت بدون نسبة في الحيوان 2: 256/6: 412، والكامل 181، وديوان المعاني 2: 73. [2] الفراء، بكسر الفاء: جمع فرأ كجبل وجبال. والإيزاغ: دفع الناقة ببولها تبورها: تختبرها، تعرضها على الفحل لتنظر ألاقح هي أم حامل. وهي إذا كانت حاملا بالت في وجه الفحل. [3] في الأصل: «تقول» . [4] ويروى: «في جوف الفرا» الحبوان 1: 335، والبيان 2: 16 والمجتنى لابن دريد 14، والعسكري 2: 162، وفصل المقال 10، والميداني 3010، والمستقصى 2: 224، واللسان (فرأ) . والمثل قديم، وأصله أن ثلاثة نفر خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدهم أرنبا، والآخر ظبيا، والثالث حمارا، فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالا وتطاولا عليه، فقال الثالث: «كل الصيد في جوف الفرا» ، أي جميع ما صدتموه يسير في جنب ما صدته. والمثل تمثل به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متألفا لأبي سفيان حين استأذن فحجب قليلا ثم أذن له فقال: «ما كدت تأذن لى حتّى تأذن لحجارة الجلهنين- وهما جانبا الوادي- فقال صلّى الله عليه وسلّم: «يا أبا سفيان أنت كما قيل: كيل الصيد في جوف الفرا» ، يتألّفه على الإسلام، معناه إذا حجبتك قنع كل محجوب. يضرب لمن يفضّل على أقرانه، أو في الواحد يقوم مقام الكثير لعظمه. [5] في الأصل: «ما كنت للأعداء» ولا يستقيم وزنه بذلك. والفقع: الأبيض الرخو-

وقال أبو عزّة، وهوو عمرو [1] بن عبد الله بن وهب [2] بن حدافة ابن سعد [3] بن جمح: قبح الإله وجوههم وشياتهم ... مما تجنّ صدورهم أو تخمر [4] زرق العيون كأنّ حدّ أنوفهم ... كمر الكلاب لناظر يتبصّر وقال زويهر بن عبد الحارث الضّبّيّ [1] :

_ - من الكمأة، وهو أردؤها. والقرقرة: الأرض الملساء ليست بجدّ واسعة. يشبه به الرجل الذليل، لأنّ الدوابّ تنجله بأرجلها. والمثل في الذرة الفاخرة 204، والعسكري 1: 469، والميداني 1503، والزمخشري 1: 134، واللسان (فقع) . [1] في الأصل: «عمر» صوابه في الاشتقاق 131، والجمهرة 162، والسيرة 471، 551، 591، 611. [2] في السيرة: «عمرو بن عبد الله بن عثمان بن أهيب» ، وفي الجمهرة: «عمرو ابن عبد الله بن عمير بن أهيب» . ومهما يكن فإن صواب «وهب» هنا «أهيب» لأنه هو الذي في سلسلة نسبه. أما «وهب» فهو أخو أهيب، وليس في نسبه. [3] الحق أنه مقحم في النسب، فإن سعد بن جمح هو أخو حذافة بن جمح وليس أباه. وانظر الجمهرة 159. ومما يجدر ذكره أن أبا عزة هذا أسر يوم بدر فمنّ عليه رسول الله، فقال شعرا يمدحه فيه. السيرة 471. ثم عاد إلى عداوته للإسلام فأسر يوم أحد فقال: يا رسول الله أقلني، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول: خدعت محمّدا مرتين. اضرب عنقه يا زبير» . فضرب عنقه. وقيل: إنه قال له رسول الله: «إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. اضرب عنقه يا عاصم بن ثابت» . فضرب عنقه. [4] يقال خمره يخمره خمرا، من باب نصر، وأخمره إخمارا: ستره وأخفاه. [5] هو زويهر بن عبد الحارث بن ضرار، من فرسان ضبة. وفي النقائض 378 أنه هو قاتل طريف بن سيدان في يوم غول، وهو موضع كانت فيه وقعة لضبة على بني كلاب. معجم البلدان.

ألا إنّ شرّ الناس معترفا به ... حصين بن زيد فوحر غمق رطب [1] ثعالب لا يوفين جارا بذمة ... ويقسمن أشلاء برابية حذب [2] وقال محرز بن المكعبر الضّبّي [3] : تخال أفواههم أحراح نسوتهم ... كأنّ آنفهم في المجلس الكمر وقد يدخل في هذا الباب قول اللّعين [4] : نبّيت خولة تهجوني فقلت لها: ... يا خول هل لك في الكبساء والحوق [5]

_ [1] الغمق، أصله في النبات يفسد من كثرة الأنداء عليه، فتجد لريحه خمة وفسادا، وأراد به اللّخن والنتن. وفي الأصل: «عمق» بالعين المهملة، تصحيف. [2] الحدب، بالضم: جمع حدباء، وهي ما أشرف من الأرض وغلظ وارتفع. وصف الرابية بصفة الجمع بتعدّد مواضعها. [3] سبقت ترجمته وتحقيق اسمه في الورقة ص 57 وفي الأصل هنا: «المكعبر» تحريف. [4] اللعين لقب له، واسمه منازل بن ربيعة، من بني منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو ابن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. ونقل صاحب الخزانة عن صاحب زهر الآداب أن سبب تلقيبه بذلك أن عمر سمعه ينشد شعرا والناس يصلّون فقال: من هذا اللعين؟ فعلق به هذا الاسم. وهو القائل في الحكومة بين جرير والفرزدق: سأقضي بين كلب بني كليب ... وبين القين قين بني عقال فإن الكلب مطعمه خبيث ... وإنّ القين يعمل في سفال الشعراء 494، والاشتقاق 251، والخزانة 1: 530- 531، والعيني 2: 404- 405. [5] الكبساء: الكمرة الضخمة. والحوق بضم الحاء المهملة هنا، وتقال أيضا بفتحها،-

مثل الصّلاية متآم إذا ولجت ... في مهبل صادفت ذات اللّخاقيق [1] وقاسح كعمود الأثل يحفزه ... رجلا حصان ومتن غير معروق [2] كأنّ أوداجه منه إذا انشخبت ... حلقوم شيخ من الحرمان مخنوق [3] وقال في هذا الباب معبد بن سعنة الضّبّي [4] :

_ - هي ما استدار بالكمرة من حروفها. وأنشد في اللسان: غمزك بالكبساء ذات الحوق وفي الأصل: «في الكنسآء والجوق» ، صوابه ما أثبت. [1] أي هذه الكبساء مثل الصّلاية، وهي مدقّ الطّيب، في صلابته. متآم: ذات أزدواج بشقّيها. والأصل في المتآم المرأة عادتها أن تنجب توءمين. وفي اللسان (خفق) : «ميثام» ، مفعال من الوثم، وهو الضرب والدق والوطء الشديد. والمهبل، بكسر الباء: الرحم، أو أقصاه، أو مسلك العضو في الرحم. واللخاقيق: جمع لخقوق بالضم. ولخاقيق الفرج: ما انزوى من قعره. وفي اللسان (خقق، لخق) : «داء اللخااقيق» ، وما هنا صوابه. [2] القاسح: الصلب الشديد، وأصله في صفة الرمح. والقاسح أيضا: الكثير الإنعاظ. وفي الأصل: «وماسح» مع الإهمال. يحفزه: يدفعه. وفي اللسان (لخق) : «دركا حصان» صواب هذه «وركا حصان» . والورك، بالفتح: لغة في الورك. وفي اللسان أيضا: «وصلب غير معروق» . والمعروق: القليل اللحم. وفي اللسان (خفق) عند إنشاد هذا البيت وسابقه، أن اللعين المنقري يصف ذكر فرس، وهو خطأ وغفلة عما يقتضيه البيت الأول من هذه الأبيات. والبيت الأول منها لم يرد في مظانّه من اللسان. [3] انشخبت: سالت. [4] في الأصل: «بن شعبة» ، صوابه من أمالي ابن الشجري 1: 115 حيث قال: «وسعنة منقول من قولهم: «ما لهم سعنة ولا معنة، أي ما لهم شيء قليل ولا كثير» . وفي تاج العروس (سعن) : «وابن سعنة: شاعر جاهلي، واسمه معبد ابن ضبة» ، صوابه: «من-

ما كان لو طاعنت عن بكراتها ... لبنى البروك مويلك والأعور [1] ولحقّ جيش كنت أنت رئيسه، ... جلد العظاية، أن يجيء بمنكر فقال الآخر: فإنّك لو ابصرتهنّ بيثرب ... عرفت الأنوف الخثم والأعين الزّرقا [2] وقال الشاعر في الرقاب الغلب والآنف الخثم، مع ما قال [3] في مديح الأنوف وغيرها، قال حسان بن ثابت: بيض الوجوه نقيّة أجسادهم ... شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل [4]

_ - ضبة» . وورد اسمه محرفا في الحيوان 1: 321 ومجموعة المعاني 200، ومصححا في المؤتلف 143. [1] البروك من النساء: التى تتزوج ولها ولد كبير بالغ. ومويلك: علم من الأعلام انظر الجمهرة 376، 416. وفي الأصل: «لبني النرول مويلد» ، تحريف. [2] الخثم: جمع أخثم وخثماء، وهو الأنف الغليظ العريض الأرنبة. وفي الأصل: «الجثم» ، بالجيم، تحريف. [3] في الأصل: «معما قال» تحريف كتابي. [4] ديوان حسان 310، وأمالي المرتضى 1: 247، واللسان (طرز) . والرواية فيها جميعا: «كريمة أحسابهم» . والطراز: أصله الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجياد، وهو معرب «تراز» وأصله التقدير المستوي بالفارسية، جعلت التاء طاء، كما في اللسان عند إنشاد هذا البيت. وانظر معجم استينجاس 291.

وقال ابن مقروم الضبّي [1] : وفتية لا يشين الفحش مجلسهم ... شمّ العرانين لا ميل ولا عزل وقال ابن قنبر [2] : إذا كانت الأحرار أصلي ومنصبي ... ومانع ظهري خارم وابن خازم [3] عطت بأنف شامخ وتناولت ... يداي الثريّا قاعدا غير قائم وقال آخر: وأبغض من قريش كلّ إزب ... صغير الجسم تحسبه وليدا [4] كأنّهم كلى بقر الأضاحي ... إذا قاموا حسبتهم قعودا

_ [1] هو ربيعة بن مقروم الضبي المترجم في الورقة ص 265. [2] في الأصل: «قتير» ، تحريف. وابن قنبر هذا هو الحكم بن محمد بن قنبر المازني، من شعراء الدولة العباسية، كان يهاجي مسلم بن الوليد مدة ثم غلبه مسلم. الأغاني 13: 8- 10 والحق أن البيتين لإسحاق بن إبراهيم الموصلي، فإنه هو الذي كان ولاؤه لآل خازم، ومنهم خزيمة بن خازم الذي مدحه بهذا الشعر. وكان أبوه خازم من أشراف الدولة الهاشمية، وولي خراسان وعمان للخليفة المنصور وأما خزيمة هذا فكان من كبار قوّاد أبي مسلم، ثم الرشيد من بعده. ونسبة الشعر إلى إسحاق ثابتة في الأغاني 5: 35، والقالي 3: 70، والمرتضى 1: 360، والحصري 593، والحماسة البصرية 2: 19، وصبح الأعشى 1: 376. [3] في الأغاني والحماسة البصريّة: «إذا مضر الحمراء كانت أرومتي ودافع ضيمي» . وفي صبح الأعشي: «إذا مضر الحمراء كانت أرومتي وقام بنصري» . [4] في اللسان (أزب) : «قصير الشخص» . والإزب من الرجال: القصير الدميم.

وقال الشاعر: وقال الناس آل بني هشام ... هم الأنف المقدّم والسّنام [1] وقالوا: كان بنو عبد المطّلب عشرة، يأكل أحدهم جذعة ويشرب فرقا [2] ، ترد أنوفهم الماء قبل شفاههم [3] . وإذا ذكروا إنسانا بالكبر قالوا: «كأنّ [في] أنفه نعرة» [4] ، و «في أنفه خنزوانة» [5] و «إنّما أنفه في أسلوب» [6] قال الشاعر: جاءوا إلينا وهم صيد رءوسهم ... فقد تركنا لهم يوما كأيّام [7] ويقولون: جدع الله أنفه، وأرغم الله أنفه. والرّغام: التراب.

_ [1] أنشد عجز هذا البيت في الحيوان 7: 170 بدون نسبة. وهو من أبيات للأعور ابن يزيد الكلابي في الاختيارين 183. كما ينسب إلى يزيد بن صحار في مدح بني مخزوم في معجم المرزباني 496. [2] الجذعة: مؤنث الجذع، وهو من الغنم والمعزى ما أتى عليه الحول. والفرق، بالفتح: مكيال ضخم لأهل المدينة. [3] انظر البيان 2: 327. [4] كلمة «في» ساقطة من الأصل، وإثباتها من الحيوان 3: 351. والنّعرة، بضم ففتح: واحدة النعر، وهو ضرب من الذبّان. [5] الخنزوانة، بالضم: الكبر والخيلاء. [6] الأسلوب: شموخ في الأنف. وانظر الحيوان 1: 229/3: 306. [7] يوما كأيام، أي يوما طويلا، مما لقوا فيه من الشدة. وهو نحو من قول النابغة في ديوانه 221: إني لأخشى عليكم أن يكون لكم ... من أجل بغضائهم يوم كأيّام

ويقولون: أنف، ومرسن [1] ومعطس ونحوه. وربّما قالوا: خرطوم. قال الشاعر: أمسى المضاء ورهطه في هبطة ... ليسوا كما كان المضاء يقول [2] تخرأ الذّبّان فوق أنوفهم ... فاليوم تخرأ فوقها وتبول وقال آخر [3] : يا ربّ من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه واغتدين [4] لو ينبت البقل على أنفه ... لرحن منه أصلا قد أبين [5] وقال حميد بن ثور الهلالي [6] : ودّ الملوك بأشراف مجدّعة ... وأنّ أعينهم مطموسة عور أنّ أبانا أبوهم غير منتحل ... إذ جرّبونا وأنّ الجدّ منصور وفي القرآن: (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ [7] ) . وقال خليفة الأقطع [8] :

_ [1] المرسن، كمجلس، ومنبر، وملعب، ثلاث لغات. [2] البيتان بدون نسبة أيضا في الحيوان 7: 233. [3] هو عمرو بن قميئة، أو عمرو بن لأي بن موءلة. انظر تخريجه مفصلا في معجم شواهد العربية. [4] أي لم يستطع منعها من المرعي وأكره على ذلك. [5] أي لو كان البقل نابتا فوق أنفه لم يستطع كذلك منعها من الرعي، ولراحت في الآصال إلى مراحها أبين، أي أبين الطعام من كثرة ما رعين فأشبعن شهواتهن. وهي كذلك رواية الحيوان 3: 306 ويروي: «قدونين» و «قد أنين» كما في معجم المرزباني 214 وقال: «ونين وأنين من السمن، أي أبطأن» . [6] البيتان لم يردا في ديوان حميد. وأشراف الإنسان: أذناه وأنفه. قال عدي: كقصير إذ لم يجد غير أن ج ... دّع أشرافه لمكر قصير [7] الآية 16 من سورة القلم. [8] سبقت ترجمته مع ولده في الورقة.

قطعوا منطق الرّئيس هريم ... وحذوا مسورا على الخرطوم [1] وقال الشاعر: وجدنا بني شيبان خرطوم وائل ... ويشكر خنزير أدنّ قصير [2] وقال أبو قيس بن الأسلت [3] في إرغام الآنف: فتركت سيّدهم ينوء بطعنة ... من زاعبّي ذي سنان مطرد [4]

_ [1] المنطق والمنطقة، بكسر الميم فيها، والنطاق: كل ما يشد به الوسط. وهريم هذا هو هريم بن أبي طحمة المجاشعي. وفي حوادث سنة 101 من تاريخ الطبري 6: 101: «وخرج يزيد بن المهلب حين اجتمع له الناس حتى نزل جبانة بني يشكر، وجاءته بنو تميم وقيس وأهل الشام، فاقتتلوا هنيهة، فحمل عليهم محمد بن المهلب، فضرب مسور بن عبّاد الحبطي بالسيف فقطع أنف البيضة، ثم أسرع السيف إلى أنفه. وحمل على هريم بن أبي طحمة بن أبي نهشل بن دارم، فأخذ بمنطقته، فحذفه عن فرسه» . ومسور، هو مسور بن عباد، كما سبق. حذوه: من الحذو هو القطع. وفي الأصل: «حدوا» ، تحريف. والخرطوم: الأنف. وطحمة، بفتح الطاء كما في الاشتقاق 241 والكامل 687، ليبسك والنقائض 351. [2] أنشده في الحيوان 7: 233 بدون نسبة أيضا. وقبله: وإني لقاض بين شيبان وائل ... ويشكر، إنّي بالقضاء بصير والأدنّ: القصير اليدين وعنقه قريبة من الأرض. وفي الأصل: «أزب نضير» ، صوابه من الحيوان. [3] أبو قيس كنيته، واختلف في اسمه، والراجح أنه صيفي بن الأسلت والأسلت: لقب أبيه وأسمه عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عمارة بن مرة بن مالك بن الأوس. وكانت الأوس قد أسندت أمرها إلى أبي قيس وجعلته رئيسا عليها فكفى وساد. واختلف في إسلامه، فقيل إنه أسلم، وقيل إنه وعد بالإسلام ثم سبقه الموت إليه فلم يسلم. الإصابة 7: 158، وابن سلام 264- 265، والأغاني 15: 154، والخزانة 2: 47- 48. [4] الزاعبي من الرماح: الذي إذا هزّ تدافع كله، كأنّ آخره يجري في مقدّمه، منسوب إلى زاعب، وهو بلد أو رجل خزرجي كان يعمل الأسنة. وفي الأصل: «من زاعب في» .-

رغما لآنفكم رعين فانّكم ... أهل الجياد الخنب قدما فابعدوا [1] وباب آخر من ذكر الأنوف، وهو قول القائل: أنوف وآذان وأيد أترّها ... مع القتل هبّات السّيوف الصوارم [2] وقال آخر في عيب الرّضا بالدّيات وترك طلب الثّأر: كلوا أنف حيّان بكارا فإنّنا ... تركناه عن فرط من السنّ أجدعا [3] ولذلك قال الشاعر: معاقيل من أيديهم وأنوفهم ... بكارا ونيبا تركب الحزن ظلّعا [4] وفي الباب الأوّل يقول الشاعر:

_ - والمطرد: الرمح القصير. وفي البيت إقواء. [1] رعين، يعني الخيل أو الإبل. وفي الأصل: «رعى» . والخنب: جمع أخنب، وهو الأعرج. وفي الأصل: «الحب» . [2] أترّها إترارا: قطعها وأندرها. وفي الأصل: «وأيدى أترها» بإهمال الكلمة الثانية وزيادة الياء في «أيدى» والوجه ما أثبت. والهبّات: جمع هبة، وهي هزة السيف ومضاؤه في الضريبة. وأنشد: جلا القطر عن أطلال سلمى كأنّما ... جلا القين عن ذي هبّة داثر الغمد وفي الأصل: «هيات» ، تحريف. [3] أنف حيان أي دية أنفه، والمراد ديته وقد قتل وجدعت أنفه. والبكار: جمع بكر، وهو الفتى من الابل. والفرط: الزيادة. [4] سبق في ص 281 وفي الأصل: «بكارا وثنيا» ، تحريف.

أنت أنف الجود إن زايلته ... عطس الجود بأنف مصطلم [1] وفي باب آخر ذكر الأنوف وما يكون فيه من الشّعر. قال ذو الرمّة: فلو كان عمران بن موسى أتى بها ... ولكنّ عمران بن جيداء قصّرا [2] لئن كان موسى لجّ منك بدعوة ... لقد كان من ثؤلول أنفك أوجرا [3] وقال عقيل بن علّفة، يهجو عمّار بن عيينة بن حصن [4] : لم يبق من آل بدر غير أهجنة ... شعر أنوفهم حول ابن عمّار [5] وفزارة تهجى بشعر القفا. ولذلك قال الحارث بن ظالم [6] حيث

_ [1] الاصطلام: الاستئصال. [2] ديوان ذي الرمة 193. يهجو عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله. وجده الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله. وكانت والدة عمران أم ولد. انظر المعارف 102، ومجالس ثعلب 21، ونسب قريش 286، والأغاني 13: 124. وكأن ذا الرمة يهجوه بأنه ابن أمة «جيداء» . وفي الديوان: «أتمها ولكن عمران بن أحيد أقصرا» . [3] لج في الأمر: تمادى عليه وأبى أن ينصرف عنه. والدعوة، بكسر الدال: انتساب الدعي إلى غير أبيه وعشيرته. أي إنما كان ادعاك بعد ما ولدت. والثؤلول: حبة تظهر في الجلد كالحمّصة فما دونها. والأوجر: الخائف، مثل الأوجل بمعني الوجل. أي ادّعاه على خوف، لأن هذا الثؤلول يبعد شبهه بأبيه. [4] كذا، وإنما الشعر في هجاء «ابن عمار» . وليس في نسل عيينة بن حصن من في نسه عمار إلّا عمار بن أبان بن سعد بن عيينة بن حصن، وابنه «مسعدة» كما في جمهرة ابن حزم 257. [5] الهجين: اللئيم، والعربي يولد لأمة، أو من أبوه خير من أمه، والجمع هجن وهجناء وهجنان ومهاجين ومهاجنة. ولم أظفر بجمعه على «أهجنة» فى غير نص ابن بزرج في التهذيب 6: 59 في قوله «غلمة أهيجنة» ، وهو مصغر أهجنة. ونقله عنه في اللسان (هجن 323) . [6] هو الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرّة بن عوف بن سعد بن-

انتسب إلى قريش وانتفى من بني مرّة بن عوف: فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشّعر الرّقابا [1] وأما مزرّد بن ضرار فإنّه جعل ذلك مفخرا ومجدا حيث قال: إلى الفرعين من غطفان أنمي ... وجدّك لم يبلّغك انتسابي [2] نجيب بين ثعلبة بن سعد ... وبين فزارة الشّعر الرّقاب [3] فما من كان بينهما بنكس، ... وجدّك، في الخطوب ولا بكابي [4]

_ - ذبيان. الجمهرة 253- 254. وكان خالد بن جعفر بن كلاب قد أغار على رهطه وقتل منهم مقتلة عظيمة، والحارث يومئذ غلام، فلما بلغ أشده انتقم لقومه وقتل خالدا وهو في جوار الأسود بن المنذر، وانطلق هاربا في القبائل. وفي أثناء ذلك قتل ابنا للنعمان فجعل النعمان يطلبه، فظل يتنقل في القبائل، وأجارته قريش في إحدي مرات هربه، فانتسب إليهم. وانتهى أمره بأن أمنّه النعمان بن المنذر ثم قتله. نوارد المخطوطات 2: 134- 135 و 228- 229، والأغاني 10: 16- 28. [1] المفضليات 314، والبيان 4: 238، وسيبويه 1: 103 وابن الشجري 2: 143، والإنصاف 84، والعيني 3: 609، والأغاني 10: 28. يصف ما كان من انتقاله عن ذبيان وقبائلهم. وثعلبة هو ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وفزارة هي فزارة بن ذبيان. والشّعري: مؤنث الأشعر، وهو الكثير شعر القفا ومقدم الرأس. فهذا عندهم مما يتشاءم به، ويحمدون النزع، وهو انحسار الشعر عن مقدم الرأس. [2] البيت الثاني والثالث من هذه المقطوعة في البيان 3: 39 وأثبتهما جامع ديوانه ص 75 عن البيان والتبيين. [3] في البيان والديوان: «منيع بين ثعلبة بن سعد» . [4] النكس، بالكسر: الرجل الضعيف، والمقصر عن غاية الجود والكرم. والكابي،-

وإذا عظم الأنف وطال شبّهوه بثيل الجمل [1] ، وعابوه بذلك. قال قعنب ابن أمّ صاحب [2] : أتيت الوليد فألفيته ... كما قد علمت عييّا بخيلا [3] بطيّ العطاء سريع القضاء ... لا يفعل الخير إلّا قليلا [4] فقدت الوليد وأنفا له ... كثيل القعود أبى أن يبولا [5] وقال آخر:

_ - من الكبوة، وهو مثل الوقفة تكون عند الشيء يكرهه الإنسان يدعى إليه أو يراد منه. [1] الثيل بكسر الثاء وفتحها: القضيب، أو وعاؤه. [2] قعنب بن أم صاحب من شعراء الدولة الأموية، ممن نسب إلى أمّه من الشعراء وأبوه ضمرة أخو بني سحيم بن عمرو بن خديج بن عوف بن ثعلبة بن بهثة. ألقاب الشعراء في نوادر المخطوطات 2: 310، واللآلىء 362. وفي شرح شواهد الشافية للبغدادي 490: «ومعناه في اللغة: الشديد من كل شيء. وهو غطفاني» ومأخذ البغدادي من شرح التبريزي للحماسة فإنه جعل أباه ضمره أحد بني عبد الله بن غطفان. وانظر ما كتبت في حواشي الحماسة بشرح المرزوقي 1450. [3] يهجو الوليد بن عبد الملك كما في عيون الأخبار 4: 61 حيث أنشد البيت الثالث ثم الأول فقط من هذه المقطوعة. وفي عيون الأخبار: «كما يعلم الناس وخما ثقيلا» . وفي الوحشيات 219: «كما قد يقال غنيا بخيلا» . [4] القضاء: الحكم. وفي الأصل: «سريع العصا» . وهذا البيت لم يرد في عيون الأخبار. [5] القعود، بالفتح: البكر من الإبل حين يصلح للركوب. وفي عيون الأخبار: «كمثل المعين» ، وصوابه على ضوء ما هنا «كثيل البعير» .

وما لمتها لمّا تبيّنت وجهه ... وعينا له خوصاء من تحت حاجب [1] وأنفا كثيل العود يقطر ماؤه ... على لحية سمطاء ذات عجائب وأنشد أبو الرّديني العكليّ [2] : عدمت أنفا ها هنا مشتالا [3] ... من امرىء قد عدم الجمالا وحاجبين عظما وطالا ... وعين سوء تكسر المكحال وقال أبو فرعون [4] : إليك يا محمّد بن عمرو ... غدوت في الفخر وقبل الفخر كأنّ عينيه صرار صبر [5] ... بينهما أنف كثيل البكر

_ [1] الخوصاء: الضيقة الصغيرة الغائرة. [2] أبو الرديني العكلي سبقت ترجمته في ص 346. [3] المشتال: «المرتفع. واشتال بمعنى شال، مثل ارتوى بمعنى روى، كما في اللسان (شول 399) حيث أنشد: حتى إذا اشتال سهيل في السحر وفي الأصل: «مستالا» ولا وجه له. [4] ذكره الجاحظ في الحيوان 6: 78، وفخر السودان (رسائل الجاحظ 1: 182. وأورده ابن النديم في الفهرست 233 في جماعة من الشعراء المقلين، وقال: «أبو فرعون الشاشي ثلاثون ورقة» . يعني أن شعره في ثلاثين ورقة. وترجم له ابن المعتز في الطبقات 376- 379 وجعل نسبته «الساسي» ، وأورد طائفة من شعره الهزلي، وقال: «وكان من أفصح الناس وأجودهم شعرا وأكثرهم نادرة، ولكنه لا يصبر عن الكدية» . [5] الصرار، بالكسر: خيط دقيق يشد فوق خلف الناقة لئلا يرضعها ولدها.

ويزعمون أنّ معاقرة الشراب تعظّم الأنف. وقال حمّاد بن الزّبرقان [1] يهجو حمّاد بن أبي ليلى الراوية [2] ، وذكر معاقرته الشراب وكذا عظم أنفه لذلك، فقال: نعم الفتى لو كان يعبد ربّه ... ويقوم وقت صلاته حماد [3] هدلت مشافره الشّمول فأنفه ... مثل القدوم يسنّها الحدّاد [4] وابيضّ من شرب المدامة وجهه ... فبياضه يوم الحساب سواد وقال جرير يهجو الأخطل في إكبابه على شرب المسكر وبترك طلب ثأره، حتى عظم لذلك أنفه: قبّحت موتورا وطالب دمنة ... بالحضر تشرب تارة وتبول [5]

_ [1] في الأصل: «حماد بن سابور» ، صوابه من الحيوان 4: 445، والشعراء 779، وأمالي المرتضى؛ 133، وطبقات ابن المعتز 69. ونسبت الأبيات في الأغاني 6: 162، والخزانة 4: 132 إلى أبي الغول الطهوي. وهي بدون نسبة في العقد 6: 339. وحماد بن الزبرقان ترجم له في لسان الميزان 2: 347 وقال: «وهو ممن اتّهم بالزندقة» . كما ترجم له القفطي 1: 330. وكان من النحاة البصريين كما في الإنباه وابن النديم 78. وأما «سابور» التي وردت هنا خطأ فإنها تذكر في ترجمة حماد الرواية الذي اختلف في اسم أبيه فقيل ميسرة وقيل شابور، كما في لسان الميزان 2: 352، ووفيات الأعيان 1: 164. [2] اختلف في اسم أبيه فقيل ميسرة، وقيل شابور، كما مر في الحاشية السابقة وترجم له في لسان الميزان ومعجم الأدباء 10: 258- 266، ووفيات الأعيان ولد سنة 95 وتوفي سنة 155. [3] في الحيوان وجميع المراجع: «ويقيم وقت صلاته» . [4] في الأصل: «يسنه» ، تحريف صوابه في الحيوان وجميع المراجع. والقدوم أنثى لا غير. [5] الدمنة: الذحل والثأر. والحضر، بالفتح: مدينة بازاء تكريت في البرية، بينها وبين الموصل والفرات.

وشربت بعد أبي ظهير وابنه ... سكر الدّنان كأنّ أنفك ثيل [1] وقال الشاعر في المعنى الأوّل: قد علم الناس عند الفخا ... ر أنّ كنانة أنف العرب فكذلك يضعون الغلصمة والغلاصم [2] ، كما يضربون المثل بالخرطوم والخراطيم، [و] [3] بالأنف والأنوف. ولذلك قال الشّاعر: فإن تك في الغلاصم من قريش ... فإنّي من بني جشم بن بكر وقال شريك بن الأعور [4] : فإن تك في أميّة من ذراها ... فإنّي من بني عبد المدان وللخرطوم أيضا أماكن، فمنها قول ذي الرّمّة: كأنّ أنوف الطّير في عرصاتها ... خراطيم أقلام تخطّ وتمصع [5] وقال أيضا ذو الرّمّة:

_ [1] وقع البيت محرفا في الحيوان 4: 446. وانظر ديوان جرير 477. وفي ديوان جرير أيضا: «بعد أبي ظهيرة» . [2] الغلصمة، بالفتح: الموضع الناتىء في الحلق، ويستعار للسيادة والشرف، فيقال إنه لفي غلصمة من قومه، أي في شرف وعدد. ومنه قول الفرزدق (في اللسان لهزم) : فما أنت من قيس فتنبح دونها ... ولا من تميم في اللها والغلاصم [3] ليست بالأصل. [4] ذكره ابن دريد في الاشتقاق 401 في رجال سعد العشيرة، وهم مذحج، قال: «ومن رجالهم: شريك بن الأعور، وهو الذي خاطب معاوية، وله حديث، فقال في ذلك: أيشتمني معاوية بن حرب ... وسيفي صارم ومعي لساني » . [5] البيت لم يرد في ديوانه ولا في ملحقاته. تمصع: تلمع وتتحرك. وجاء منه في قول ذي الرمة: إذا هاج نحس ذو عثانين والتفت ... سباريث أشباه بها الآل يمصع

[سديس] تطاوي البعد أو حدّ نابها ... صبيّ كخرطوم الشّعيرة فاطر [1] وقد جعل مسكين الدراميّ للبعير خرطوما حيث يقول: كأنّ على خرطومه متهافتا ... من القطن هاجته الأكفّ النوادف [2] ويصف الإنسان بأنّه أقنى [3] ، مدح، وكذلك جوارح الطّير. قال ذو الرمة: نظرت كما جلّى على رأس مرقب ... من الطّير أقنى ينفض الطّلّ أزرق [4]

_ [1] التكملة من ديوان ذي الرمة 247. والسديس من الإبل: ما دخل في الثامنة، وذلك إذا ألقى السن التي بعد الرباعية. تطاوي البعد، أي تباريه في الطي. ويقال فلان يطوي البلاد، أي يقطعها بلدا عن بلد. صبى، في شرح الديوان: «يريد حين فطر» يعني من قولهم: صبأ الناب، أي طلع. خرطوم الشعيرة، أي طرفها. والفاطر: الذي طلع وانشقّ عنه اللحم. وفي الأصل: «السعيرة ناطر» ، تحريف. وقبل البيت: قطعت بخلقاء الدّفوف كأنّها ... من الحقب ملساء العجيزة ضامر [2] الحيوان 6: 493 وديوان مسكين 53. [3] من القنا، وهو طول الأنف ودقة أرنبته مع حدب في وسطه. [4] ديوان ذي الرمة 400 واللسان (جلا، رها، قنا) ، وأساس البلاغة (رهو) . يصف يقظته وحدّة نظره في الفلاة. جلى البازي تجلّيا وتجلية: رفع رأسه ثم نظر. والمرقب والمرقبة: المكان المشرف. والطل: الندى. والأزرق: الذهبي العين. وفي الحيوان 6: 330: «البازي يسمّي أزرق، وكذلك العقاب والزّرّقّ، وكلّ شيء ذهبيّ العين» ، وهو تحقيق نادر.

ووصف الخريميّ [1] المنجنيق [2] فقال، وجعل أنفها في قفاها، كما يزعمون أنّ لجام السفينة في ذنبها: ومجانيق تمطر الموت كالآ ... طام منصوبة لنا بالفناء [3] كلّ وقصاء أنفها في قفاها ... عنتريس أوفت على علياء [4] فسما أنفها بماضي الحميّا ... تتهادي بصخرة صمّاء [5] ما يبالي الرامي بها أوليّا ... أم عدوّا أصاب عند الرّماء فتوارت في الجوّ ثمّ تدلّت ... بالمنايا كأنّها بنت ماء [6]

_ [1] هو إسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب المعروف بالخريمى. وأصله من خراسان من أبناء السّغد، وكان متصلا بخزيم بن عامر المريّ وآله فنسب إليه، وقيل كان اتّصاله بعثمان ابن خزيم، وكان قائدا جليلا وسيدا شريفا. وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد، كاتب البرامكة، ويحيى بن خالد؛ ومراث لعثمان بن خريم. وقد عمي بعد ما أسنّ. وانظر ترجمته في الشعراء 853، وتاريخ بغداد 3369. ولم يورده الصفدي في نكت الهميان. وفي تاريخ بغداد أنّ الجاحظ قد سمع منه. وانظر أخبارا وأقوالا له مختلفة في الحيوان والبيان. [2] المنجنيق: آلة للحرب ترمى بها الحجارة ونحوها، تقال بفتح الميم وكسرها مع فتح الجيم فقط. وهي مؤنئه قال زفر بن الحارث: لقد تركتني منجنيق ابن بحدل ... أحيد عن العصفور حين يطير [3] الآطام: الحصون، والقصور، والأبنية المرتفعة، جمع أطم بضمتين. والفناء، بالفتح: الهلاك، وبالكسر: الساحة الفسيحة أمام البيوت. [4] الوقصاء: القصيرة العنق، وهذا تصوير نادر لصفة المنجنيق، جعلها كالعنتريس، وهي الناقة الصلبة الشديدة. أوفت: أشرفت. [5] حميا كل شيء: شدته وحدته. [6] توارت: اختفت، وهو تصوير لعلو الصخور في الجور. ونبت الماء: ما يكون في الماء من سمك ونحوه. انظر الحيوان 2: 73 وثمار القلوب 276 والمرصع لابن الأثير 315- 316، وحياة الحيوان للدميري.

[و] الشّمّ ودقّة الاسترواح يكون للنّعامة. قال الراجز [1] : أشمّ من هيق وأهدى من جمل [2] ومن أعاجيب الدّنيا شمّ الفرس لريح الحجر [3] وبينهما عدّة دور، وشمّ النّملة لما لا رائحة له عند النّاس. والسّباع توصف بجودة السمّ. وفي الناس الأخشم [4] المصمت الذي لا يجد رائحة البتة، وإذا كان كذلك لم يجد طعما البتّة. قال موسى بن يزيد الصيرفي: ما أفصل بين الخلّ والعسل. وكذلك كان عيسى بن حطّان المروزيّ الأزرق، وكان صاحب يحيى بن خاقان [5] . وكذلك كان خاقان بن صبيح النحويّ المتكلم. وكذلك كان عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن

_ [1] الشطر بدون نسبة في الحيوان 4: 133، 402 وجعله من إنشاء يحيى بن نجيم ابن زمعة، وهو من رواة البغداديين. انظر حواشي الحيوان 2: 351. وهو كذلك بدون نسبة في المستقضى 1: 198. [2] الهيق، بالفتح: الظليم، وهو ذكر النعام. وأهدى، من الهداية. [3] الحجر، بالكسر: الفرس الأنثي، والجمع أحجار وحجورة وحجور. [4] الخشم: داء يعتري الخيشوم، وهو سقوط الخياشيم وانسداد المتنفس. [5] يحيى بن خاقان، هو والد عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل. وكان يحيى قائما على ديوان الخراج من قبل المتوكل منذ سنة 233. كما كان كاتبا للحسن بن سهل. كتاب بغداد لابن طيفور 160، وتاريخ الطبري 9: 162. أما ولده الوزير فقد استكتبه المتوكل سنة 235 ثم وزر له سنة 245 إلى أن قتل المتوكل سنة 247 وتوفي هو سنة 252.

معاوية بن هشام بن عبد الملك، صاحب الأندلس [1] . وأهل البدو أجود شمّا وألطف حسّا من غيرهم، وأولادهم أجود شما منهم. وقال الشاعر: [2] : إذا اختلّ حضني بلدة طرّ منهما ... لأخرى خفيّ الشّخص للرّيح تابع [3] وقال الآخر: وجاء كمثل الرّأل يتبع أنفه ... لعقبيه من وقع الصخور قعاقع [4] وقال الشاعر: ويهماء يستاف التّراب دليلها ... وليس بها إلّا اليمانيّ محلف [5]

_ [1] هو أبو المطرف عبد الرحمن بن الحكم، رابع ملوك بني أمية في الأندلس. وكانت أيامه أيام نهضة حضارية بالأندلس، وفخامة في الملك، وكان صاحب غزوات، وأديبا ينظم الشعر، ويشارك في كثير من العلوم والفنون. ولد سنة 176 وتوفي بقرطبة سنة 238 بعد أن ولي الملك نحو إحدي وثلاثين سنة. نفح الطيب 1: 322- 328. [2] هو حميد بن ثور. ديوانه 104، والشعراء 391، والمعاني الكبير 196، 343. [3] حضنا البلدة: جانباها. وفي الأصل والديوان والشعراء «احتل» بالحاء المهملة، صوابه بالخاء المعجمة كما في المعاني الكبير، وقال ابن قتيبة: «هذا مثل، أي كما يختل الرمح حضني الإنسان، أي ينفذهما» . طرّ، بالبناء للمجهول، أي طرد منهما، أي من حضني البلدة. وفي الأصل: «متهما» بالتاء، تحريف. وفي الأصل أيضا: «لليل تابع» ، صوابه من جميع المراجع. وبدونه لا يستقيم الاستشهاد. والبيت في صفة ذئب. [4] أنشده الجاحظ في الحيوان 4: 403 مسبوقا بقوله: «وقال الشاعر وهو يصف استرواح الناس» . كما أنشده ابن قتيبة في المعاني 342. وقال ابن قتيبة: «وأحسب هذا البيت لبعض المحدثين» . والرأل: فرخ النعام. وقال الجاحظ: «شبه به رجلا يتبع الريح فيشتم» . [5] اليهماء: الفلاة لا ماء بها ولا علم. يستاف، من السّوف، وهو الشم. واليماني،-

تجاوزتها وحدي ولم أرهب الرّدي ... دليلي نجم أو جواد مخلّف [1] وقال [2] إذا الدليل استاف أخلاق الطّرق [3] وقال في بعض ما يستدلّ به الأدلّاء: هاتكته حتّى انجلت ظلماؤه [4] ... عنّي وعن ملمومة أحناؤه [5] وأما قوله: يستخبر الرّيح إذا لم يسمع [6] ... بمثل مقراع الصّفا الموقّع [7] فإنّما يعني الذّئب واسترواحه.

_ - يعني الكوكب اليماني. وبيان الكواكب اليمانية في الأزمنة والأمكنة 2: 379. وأشهر الكواكب اليمانية «سهيل» . والمحلفان هما حضار والوزن، يطلعان قبل سهيل من مطلعه، فيظنّ الناس بكل منهما أنه سهيل، فيحلف الواحد أنه سهيل ويحلف الآخر أنه ليس به. [1] مخلّف: متروك، أعيا فترك رذيّا هالكا، فدلّه ذلك على أنه طريق مسلوك. [2] هو رؤبة بن العجاج. ديوانه 104، وإصلاح المنطق 315، والمنصف 2: 114 والمحتسب 1: 126، 290 واللسان (سوف) . [3] الأخلاق: جمع خلق، وهو البالي. قال ابن السكيت: «وكان الدليل إذا كان في فلاة أخذ التراب فشمه فعلم أنه على الطريق والهداية» . [4] هاتكته، يعني الليل، أي سرت في دجاه. وفي اللسان (هتك، كرا) ، «حتى انجلت أكراؤه» . قال ابن منظور: «والكري؛ النعاس، يكتب بالياء. والجمع أكراء» . [5] في اللسان (هتك) : «ملموسة أحناؤه» . وقال في (لمس) بدون إنشاد: «وإكاف ملموس الأحناء، إذا لمست بالأيدي حتّى تستوي. وفي التهذيب: «هو الذي قد أمرّ عليه اليد ونحت ما كان فيه من ارتفاع وأود» . [6] سبق الكلام عليه. [7] في الأصل: «لمثل» ، صوابه بالباء، كما سبق.

وكان دعيميص الرّمل [1] أهدى من قطاة، لم يكن في العرب مثله. وهو الذي قال لبنيّ له صغير: أعرف منك طمعي وياسي ... ونظري في الأرض واستئناسي ويقال: إنه لمخشّ، وإنّه لخرّيت، إذا كان دليلا منصاتا [2] : قال امرؤ القيس: على لاحب لا يهتدي بمناره ... إذا سافه العود النّباطيّ جرجرا [3] وقال آخر [4] :

_ [1] أمثال الميداني، والمستقضى للزمخشري، والدرة الفاخرة عند قولهم: «أدلّ من دعيميص الرمل» . وفي ثمار القلوب 105: «أهدى من دعيمص الرمل» . قال الثعالبي: «ويقال إنه دخل وبار، وهي بلدة تزعم العرب أنها بلده الجن، ولم يدخلها إنسيّ غيره، فرمته الجنّ بالرمل حتّى عمي، ثم مات. ولما اشتهر ذلك عنه غلب عليه هذا الاسم» . ونحوه في الأزمنة والأمكنة 2: 215. وأغرب منه ما رواه ابن حبيب في المحبر 189- 190 في هذا الصدد، فارجع إليه. [2] المنصات: الشديد الإنصات أي السكوت، وذلك لكي يسمع. قال الطرماح: يخافتن بعض المضع من خشية الردى ... وينصتن للسّمع انتصات القناقن يقال نصت ينصت نصتا، وأنصت ينصت إنصاتا. وفي الأصل: «منصافا» ، صوابه ما أثبت. [3] ديوان امرىء القيس 66، والخصائص 3: 165، 321 وأمالي ابن الشجري 1: 192 واللسان (سوف) . اللاحب: الطريق البيّن الذي لحبته الحوافر، أي أثرت فيه فصارت فيه طرائق وآثار بينة. ولاحب بمعنى ملحوب كما في عيشة راضية. لا يهتدي بمناره، أي ليس فيه علم ولا منار فيهتدي به. وفي الأصل: «لمنارة» ، تحريف. والعود: المسنّ من الإبل: والنّباطي، بفتح النون: المنسوب إلي النبط، كما قيل في المنسوب إلى اليمن يماني، والنباطي من الإبل أشدّها وأصبرها. جرجر: صوّت ورغا، وذلك لبعده وما يلقى من مشقته. [4] هو الأغلب العجلي، وهو من مخضرمي الجاهلية والإسلام. أو هو خالد بن الوليد حين دلّه رافع بن عميرة الطائي على طريق في البادية يسلكه من العراق إلى الشام، في قصة-

لله درّ رافع [1] أنّي اهتدي ... فوّز من قراقر إلى سوى [2] خمس إذا ما ساره الجيش بكى [3] ... ما ساره قبلك إنس يرى يزيد بن هارون [4] ، عن أبي الأشهب [5] ، وعبد الله بن مخلد [6] ،

_ - يرويها الرواة، أو هو شاعر من المسلمين. انظر المحبر لابن حبيب 190، والطبري 3: 415- 417، وابن الأثير 2: 407- 408، وفصل المقال 334، وأمثال الميداني 2382، والأزمنة والأمكنة 2: 316، ومعجم البلدان (سوى، قراقر) . والبكري (قراقر) ، واللسان (فوز) . [1] في الأصل: «نافع» ، تحريف. صوابه في جميع المراجع. ويروى: «لله عينا رافع» . [2] فوز الرجل بإبله تفويزا: ركب بها المفازة. وقراقر: واد لكلب بالسّماوة من ناحية العراق. وسوى، باضم ففتح: ماء لبهراء من ناحية السماوة، وبينهما خمس ليال كما في الطبري وابن الأثير. [3] الخمس، بالكسر: ظمء من أظماء الإبل، أن ترعى ثلاثة أيام وترد اليوم الرابع وقد وردت قبل الرعي يوما. والرواية «خمسا» بالنصب. [4] يزيد بن هرون، سبقت ترجمته. [5] أبو الأشهب العطاردى البصري: جعفر بن حيان. روى عن أبي رجاء العطاردي، والحسن البصري، وخليد العصري وجماعة. وعنه: ابن المبارك، ويزيد بن هارون، وأبو نعيم وغيرهم. ولد سنة 70 وتوفي سنة 165. تهذيب التهذيب. [6] أبو محمد عبد الله بن مخلد بن خالد بن عبد الله التميمي. روى عن أبيه مخلد، وأحمد بن حنبل، وأبي عبيد القاسم بن سلام وكان راوية كتبه، ومكي بن إبراهيم وغيرهم. وعنه: أبو داود، وابن خزيمة، وأبو عمرو المستملي وجماعة. توفي سنة 260. تهذيب التهذيب. ويبدو أنه كان من المعمّرين.

عن أبي الأشهب، سمع عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة [1] ، أنّ أنفه [2] أصيب يوم الكلاب فاتّخذ أنفا من ورق [3] ، فأنتن عليه، فأمره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يتخذ أنفا من ذهب.

_ [1] في الأصل: «عبد الله بن طرفة» ، تحريف صوابه في الاستيعاب 1795، وسنن أبي داود 4: 92، والنسائي 8: 163- 164. وانظر لترجمة عبد الرحمن الاستيعاب وتهذيب التهذيب 6: 2000. قال ابن حجر: «روى عن جده، وروى عنه أبو الأشهب، وسلمة ابن زرير» . وأما عرفجة، فهو عرفجة بن أسعد بن كرب بن صفوان التيمي السعدي الصحابي الفارس. وترجمته في الإصابة والاستيعاب. [2] انظر الحديث في الإصابة 5498، وسنن أبي داود، والنسائى، ومسند أحمد 4: 342/5: 23 وابن الأثير في النهاية (كلب، ورق) والعقد 6: 354. [3] الورق، بفتح فكسر: الفضة. وكان الأصمعي يرويه: «من ورق» بفتح الراء، وهو هذا الذي يكتب فيه، وقال: إن الفضة لا تنتن. واعترض عليه بأن الفضة تبلى وتصدأ ويعلوها السواد وتنتن. نهاية ابن الأثير (ورق) . لكن في سنن النسائي 8: 164: «فاتخذ أنفا من فضة» . وهذا نصّ صريح..

باب القول في الرءوس صغارها وكبارها

باب القول في الرءوس صغارها وكبارها وممّن يضاف إلى صغر الرأس ويعاب بذلك: سنان بن سلمة الهذلي، وهو الذي قال له ابن راشد الجديديّ [1] : «والله ما أنت بعظيم الرأس فتكون سيّدا، وما أنت بأرسح فتكون فارسا» [2] . ومنهم: عمر بن هبيرة الفزاري [3] ، قالوا: كان يلقّب رأس العصا ولذلك قال الشاعر [4] : [من مبلغ رأس العصا أن بيننا ... ضغائن لا تنسى وإن قدم الدهر] [5] ومنهم: عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث [6] .

_ [1] الذي في البيان 1: 94: «قال ابن سنان الجديدي لراشد بن سلمة الهذلي» ونسبه إلى الجديدة بالتصغير، وهي قلعة في كورة بين النهرين التي بين نصيبين والموصل. [2] الأرسح: القليل لحم العجز والفخذين. [3] في الأصل: «عمرو بن هبيرة» ، صوابه من البيان 3: 41، ونوادر المخطوطات 1: 204. وهو عمر بن هبيرة بن سعد بن عدي بن فزارة، ولي العراقين ليزيد بن عبد الملك ست سنين، وكان يكنى أبا المثنّى. المعارف 286. [4] في البيان والنوادر: «فقال فيه سويد بن الحارث» . [5] موضع البيت بياض في الأصل، وأثبته من البيان والنوادر. [6] سبقت ترجمة عبد الرحمن في ص 155.

ومنهم: إفريقيّ هرثمة [1] قدم به هرثمة [2] . [وكان] [3] ينظر في الأكتاف ويتكهّن. والنّظر في الأكتاف شبيه بالنّظر في أسرار الكف [4] ، وفي قرض الفأر، وفي الخيلان [5] . ولكلّ صنف من هذه الأبواب صنف من الناس يدّعون أن فيه علما. وخبّرني بكر بن الأشقر [6] صاحب خمس بني تميم بالبصرة [7] ، وكان أبو زيد [8] جارا له ببغداد، قال: لم يزل يقول: لا يموت هرثمة

_ [1] إفريقي هرثمة: رجل من إفريقية، قدم به هرثمه بن أعين على الرشيد يعجّبه من كبر خلقه وعظم بدنه، في حديث ماجن أورده الجاحظ في كتاب البغال ورسائل الجاحظ 2: 322. واسم هذا الإفريقي أبو زيد الكتّاف. قال الجاحظ: «وتأويل الكتّاف أنه كان ينظر في الأكتاف» ، يريد للفراسة. [2] هو هرثمة بن أعين، قائد عباسي ولّاه الرشيد مصر سنة 178 ثم إفريقية، ثم عقد له على خراسان، ثم قاد الجيوش للمأمون في أيام الفتنة بينه وبين الأمين. ثم غدر به المأمون فحبسه حتّى مات سنة 200. النجوم الزاهرة والطبري في حوادث 178، 200. [3] تكملة يفتقر إليها الكلام. [4] أسرار الكف هي الخطوط التي في باطنها، واحدها سرّ بالضم، وبالكسر، وسرر كعنب، وسرار ككتاب. قال الأعشى: فانظر إلى كفّ وأسرارها ... هل أنت إن أوعدتني ضائري [5] الخيلان: جمع خال، وهو نكتة سوداء في البدن. وانظر ضروب الفراسات في الحيوان 5: 303. [6] وكذا في كتاب البغال 2: 322 حيث أورد له حديثا عن أبي زيد الكتّاف. لكن في البيان 2: 177 بكر بن الأشعر، بالعين المهملة. [7] في البيان: «وكان سجانا» . [8] أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري اللغوي الثقة، وكان من شيوخ الجاحظ. توفي سنة 215.

حتّى يهزم جيش المبيّضة [1] . قال مسكين الدارميّ في عظم رءوس بني تميم: وإنّا أناسن تملأ البيض هامنا ... ونحن حواريّون حين نزاحف [2] المعلّي [3] ، عن جويبر [4] ، عن عمارة بن القعقاع [5] ، عن أبي زرعة [6] ، عن أبي هريرة قال: لا أزال أحبّ بني تميم لثلاث سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، جاء سبي بني العنبر، وكان على عائشة رقبة من ولد

_ [1] المبيّضة: خوارج جعلوا شعارهم البياض، مقابلا لسواد العباسيين، وقد خرجوا أيام فتنة الأمين والمأمون، يقودهم أخو أبي السّرايا سنة 202. وانظر حواشي فخر السودان على البيضان في رسائل الجاحظ 1: 203. [2] ديوان مسكين 54، وحماسة ابن الشجري 209. ابن سيده: وكل مبالغ في نصرة آخر حواريّ. اللسان (حور 300) . [3] هو المعلي بن منصور الرازي، المترجم في الورقة ص 396. [4] في الأصل: «المعلى جبير» ، وإنما هما رجلان كما أثبت. وليس في رجالهم من يدعى «المعلي بن جويبر» ، فالصواب: «المعلى، عن جويبر» . وجويبر هذا هو جويبر ابن سعيد الأزدي البلخي. روى عن أنس بن مالك، والضحاك بن مزاحم، ومحمد بن واسع وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، والثوري، وحماد بن زيد، وجماعة. مات بين سنة 140، 150. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 3742. [5] عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي. روى عن أبي زرعة، وعبد الرحمن ابن أبي نعيم البجلي، والحارث العكلي وغيرهم. وعنه: الحارث العكلي شيخه وابنه القعقاع، والسفيانان وغيرهم. تهذيب التهذيب. [6] أبو زرعة بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي، قيل اسمه هرم، أو عبد الله، أو عبد الرحمن، أو عمر. رأى عليا، وروى عن جده وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم. وعنه: إبراهيم النخعي، وعبد الله بن شبرمة القاضي، وعمارة بن القعقاع. تهذيب التهذيب.

إسماعيل، فقال النبيّ عليه السلام: «إن أردت أن تعتقي من ولد إسماعيل فهذا من ولد إسماعيل [1] » . وجاءت صدقة بني تميم فقال رسول الله: «هذه صدقة قومي» [2] وسمعته يقول: «ضخم الهام، رجع الأحلام، وأشدّ الناس على الدّجّال [3] في آخر الزمان» . عبد الوارث [4] ، عن أيّوب [5] ، عن عكرمة [6] عن ابن عباس قال: قال رسول الله عليه السلام: «الصّورة الرأس، فإذا ذهب الرّأس فلا صورة» [7] .

_ [1] انظر خبر غزوة عيينة بن حصن لبني العنبر من تميم في السيرة 983. وفيه عن عائشة قالت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله إن على رقبته من ولد إسماعيل. قال: «هذا سبي بني العنبر فنعطيك منهم إنسانا فتعتقينه» . [2] في صحيح مسلم في فضائل الصحابة 7: 181: «هذه صدقات قومنا» . [3] في الأصل: «الرجال» ، صوابه من صحيح مسلم في حديث أبي هريرة. [4] عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي العنبري. روى عن أيوب السختياني، وأيوب ابن موسى، وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم. وعنه: الثوري ومعلّى بن منصور، وأبو عاصم النبيل وجماعة. توفي سنة 180. تهذيب التهذيب والمعارف 223. [5] أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري. روى عن نافع، وعطاء، وعكرمة وغيرهم. وعنه: الأعمش، وشعبة، وعبد الوارث وجماعة. ولد سنة 66 وتوفي سنة 131. تهذيب التهذيب والمعارف 207. [6] عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. روى عن أبيه، وأبي هريرة، وابن عباس وابن عمر وغيرهم. وعنه: أيوب، وابن جريج، وقتادة وجماعة. تهذيب التهذيب. [7] أخرجه السيوطي في الجامع الصغير 3: 516 عن الإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس، بلفظ: «فإذا قطع الرأس» .

عبيد الله بن موسى [1] ، عن ابن أبي ليلى [2] ، عن عطيّة [3] ، عن أبي سعيد [4] قال: «رأى رسول الله عليه السلام حمارا موسوما في وجهه، فكره ذلك وقال فيه قولا شديد» [5] .

_ [1] في الأصل: «عبد الله بن موسى» ، وإنما هو بالتصغير، عبيد الله بن موسى بن أبي المختار، واسمه باذام، العبسي الكوفي الحافظ. روى عن الأعمش، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والثوري وغيرهم. وعنه: البخاري، وأبو بكر بن أبي شيبة، ووكيع ابن الجراح وغيرهم. توفي سنة 213. تهذيب التهذيب والمعارف 226، 231، 301. [2] هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي الأنصاري واسم أبي ليلي يسار. روى عن نافع مولى ابن عمر، وعطية بن سعد، وسلمة بن كهيل وغيرهم. وعنه: شعبة، والثوري، وعبيد الله بن موسى وآخرون. وكان الثوري يقول: فقهاؤها ابن أبي ليلي وابن شبرمة. وتوفي سنة 148. تهذيب التهذيب والمعارف 216، 239. [3] هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي. روى عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر وغيرهم. وعنه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومطرف، وسالم ابن أبي حفصة وآخرون. توفي سنة 11. تهذيب التهذيب. وذكره ابن قتيبة في الشيعة. المعارف 268. [4] هو الصحابي الجليل أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري. روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، وجابر، ومن التابعين: ابن المسيب، وعبيد بن عمير. توفي سنة 74. الإصابة 3189 والاستيعاب وجمهرة ابن حزم 362. [5] أخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة 6: 163 من حديث جابر: «نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الضرب في الوجه، وعن الوسم في الوجه» . و «مر عليه حمار قد وسم في وجهه، فقال: لعن الله الذي وسمه» . ونحوه من حديث جابر أيضا في سنن أبي داود 3: 26. وفي مسلم أيضا من حديث ابن عباس: «رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حمارا موسوم الوجه فأنكر ذلك. قال: فو الله لا أسمه إلّا في أقصى شيء في الوجه. فأمر بحمار له فكوى في جاعريته. فهو أول من كوى الجاعرتين» .

قالوا: وكان أوّل من اجتنب الوسم [1] في الوجه العبّاس [2] ، وكان أوّل من وسم الحمار على جاعرتيه [3] وقال العبلي [4] في رأس عتبة بن ربيعة [5] حين طلبوا لرأسه بيضة تسعه في ذلك العسكر [6] : وقد عجزت عن رأسه كلّ بيضة ... أتوه بها والقوم دلم شواحب [7] وقال ابن عنمة الضّبّي [8] :

_ [1] في الأصل: «الوشم» ، تحريف. [2] وكذا في النهاية واللسان (جعر) . ويفهم من الحاشية السابقة أنه «ابن عباس» لا «العباس» . وفي حواشي مسلم: «قوله قال فو الله، ظاهره القائل هو ابن عباس. وقال القاضي: هو العباس بن عبد المطلب. كذا ذكره في سنن أبي داود. قال النووي: يجوز أن تكون القضية جرت للعباس ولابنه» . [3] الجاعرتان: لحمتان تكتنفان أصل الذنب. [4] العبلي، هو عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن عدي، شاعر مجيد من شعراء قريش ومن مخضرمي الدولتين. وله أخبار كثيرة مع بني هاشم وبني أمية، وكان ميله إلى بني هاشم. الأغاني 10: 98- 104 والاشتقاق 82. [5] عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، قتل يوم بدر كافرا، قتله عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. الجمهرة 76، والاشتقاق 82، وسيرة ابن هشام في أكثر من موضع. [6] في الأصل: «العسكرين» ، تحريف. وفي سيرة ابن هشام 442: «ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسعة من عظم هامته، فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له» . [7] الدّلم: جمع أدلم، وهو الشديد السواد من الرجال وغيرهم اعتراهم هذا من معاناة الحرب. والشاحب: المتغيّر اللون من الهزال أو السفر أو الجوع. وفي الأصل: «سواحب» بإهمال نقط الشين. [8] عبد الله بن عنمة الضبي. مضت ترجمته في ص 180.

لعمرك ما غيظ بأشباه صائد ... ولا شاكهت ألوانهم للجعاثم [1] ولكنّما غيظ إذا ما لقيتهم ... سناط وصلع أو عظام الجماجم [2] وقال الخريميّ [3] يصف رءوس أهل خراسان في كلمته التي يقول فيها: والشّرق يرميهم بأرواقه ... بجحفل يأوي إلي جحفل [4] من كلّ مفطوح صليف القفا ... مستأسد كاللّبوة المشبل [5] وقال آخر في تعظيم شأن الرّأس العظيم:

_ [1] غيظ؛ بنو غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان. المعارف 38. وبنو الصائد من بطون همدان، واسمه كعب بن شرحبيل بن شراحبيل بن عمرو بن جشم. الجمهرة 395، 476. وفي الأصل: «صائل» ، تحريف. شاكهت: شابهت. والجعاثم: بنو جعثمة بضم الجيم والثاء، كما في القاموس واللسان. من ولد النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران ابن الحافي بن قضاعة. الجمهرة 454، 455 والاشتقاق 513، 514. وضبط في الاشتقاق بكسر الجيم والثاء. [2] السّناط: وصف يوصف به الواحد والجمع، وهو الذي لا لحية له أصلا. وفي الأصل: «سياط» ، تحريف. [3] إسحاق بن حسان الخريمى، المترجم في حواشى ص 476. [4] في الأصل: «الشوق» ولا وجه له. والشرق، يريد شرقي بغداد حيت تنازع أنصار الأمين والفتنة الكبرى بينهما. وكان هرثمة قد دخل الجانب الشرقي من بغداد وطاهر بن الحسين جانبها الغربي، ونال بغداد من تلك الحروب شرّ مستطير، سجّله الخريمي في قصيدة طويلة رائية يرثي بها بغداد. تاريخ الطبري 8: 448- 454 في حوادث سنة 197. [5] الصليفان: جانبا العنق. والمفطوح: العريض. وفي الأصل: «مقطوع» ، ولا وجه له. المشبل: ذات الأشبال.

ودّ نقير الكباس أنّه ... بنجران في شاء الحجاز الموقّر [1] أسعيا إلى نجران في شهر ناجر ... وأعيا عليه كلّ أعيس مشقر [2] وصرت لهم عينى بيوم حربه ... كأنّهم تدبيج شاء معفّر [3] عمدتم إلى سلو تنوذر قبلكم ... كبير عظام الرّأس ضخم المذمّر [4] وقال آخر [5] : يقول [لي] الأمير بغير نصح ... تقدّم، حين جدّ به المراس [6]

_ [1] كذا ورد صدر هذا البيت، وقد يكون «الكباس» وهو العظيم الرأس تصحيحا لكلمة «الكاس» . [2] ناجر: رجب أو صفر. وقيل كل شهر من شهور الصيف ناجر. والأعيس: الأبيض. والمشقر: مفعل من الشّقرة، وهي الحمرة تعلو البياض. [3] كذا ورد هذا الصدر. والتدبيج: تنكيس الرأس في المشي. والمعفر من الشاء: الذي خلط بسوده بيض. وفي الحديث: «فقال: ما ألوانها؟ قالت: سود. قال: عفّري» أي اخلطيها بغنم عفر، أي بيض. [4] الشلو: الجسد من كل شيء. تنوذر: أى خوّف الناس بعضهم بعضها منه. وفي قول النابغة: تناذرها الراقون من سوء سمّها ... تطلّقه طورا وطورا تراجع والمذمّر: القفا. [5] هو أيمن بن خريم، كما في بهجة المجالس 1: 479، حيث أورد له أشعارا تنبىء عن جبنه وتخلفه عن القتال. والبيتان في مجموعة المعاني 43 بدون نسبة. [6] كلمة «لي» ساقطة من الأصل. وفي البهجة:-

فمالي إن أطعتك من حياة ... ومالي بعد هذا الرأس راس [1] وقال آخر [2] وقدّمه قائد في الحرب، فأبى وقال: ألا لا تلمني يا ابن صوحان إنّني ... أخاف على فخّارتى أن تحطّما [3] فلو أنّني أبتاع في السّوق مثلها ... متى شئت، ما باليت أن أتقدّما [4] ومنهم: ذو الرّأسين، جدّ شوّال بن المرقّع بن ذي الرّأسين [5] . وقال الشاعر:

_ - يقول لي الأمير وقد رآني ... تقدّم حين جد بنا المراس وفي مجموعة المعاني: يقول لي الأمير بغير علم ... تقدم حين جد بنا المراس [1] في البهجة: «إن أطعتك غير نفسي ومالي غير هذا الرأس» . [2] البيتان التاليان بدون نسبة في العقد 1: 151 ومعهما بيتان آخران. ونسبا في مجموعة المعاني 43 إلى أبي دلامة، وكذلك نسبا إلى أبي دلامة في الأغاني 9: 131 وذكر أن أبا دلامة كان مع أبي مسلم في بعض حروبه، فدعا رجل إلى البراز، فقال له أبو مسلم: ابرز إليه! فاستعفي أبو دلامة وقال البيتين، فضحك وأعفاه. وفي الأغاني 15: 17 نسبة البيتين إلى حمزة بن بيض الحنفي، وكان قد وقع بين قومه بني حنيفة بالكوفة وبين بني تميم شر حتّى نشبت الحرب بينهم، فقال رجل لحمزة: ألا تأتي هؤلاء القوم فتدفعهم عن قومك فإنك ذوبيان وعارضة؟ فقال البيتين. [3] في الأغاني 15: 17: «ألا لا تلمني يا ابن ماهان» . وفي مجموعة المعاني والأغاني 9: 131: «ألا لا تلمني إن فررت فإنني» . [4] في العقد: ولو كان مبتاعا لدى السوق مثله ... فعلت ولم أحفل بأن أتقدما [5] عند ابن حزم 259 أن ذا الرأسين خشين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة. وفي جني الجنتين للمحبّي 158: «ذو الرأسين هو خشين بن لأي بن شمخ بن فزارة، شاعر فارس. وأمية بن جشم» .

أما لابن ذي الرأسين مجد مقوّم ... وسيف إذا مسّ الكريهة يقطع وكنا نتعجّب من حسن قوله [1] : منّا الكواهل والأعناق تقدمها ... فيها اللّسان وفيها السمع والبصر [2] فلما سمعنا قول الآخر [3] : لا تقبروني إنّ قبري محرم ... عليكم ولكن أبشري أمّ عامر إذا ضربوا رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثمّ سائري [4] هنالك لا أبغي حياة تسرّني ... سمير اللّيالي مسلما بالجرائر [5]

_ [1] هو الفرزدق. ديوانه 244، والأغاني 19: 30 من أبيات قالها متحدّيا لخالد بن عبد الله، أو لأخية أسد بن عبد الله، وكانا شديدي، العصبيّة لليمانية. وأول الأبيات: يختلف الناس ما لم نجتمع لهم ... ولا خلاف إذا ما أجمعت مضر فقال الفرزدق لابنه وكان قد أوصاه ألا يفخر بمضر: «ما كنت قط أملأ لقلبه منى الساعة» . [2] في الديوان: «والرأس منا وفيه السمع والبصر» . وفي الأغاني: «فيها الرؤوس وفيها السمع والبصر» . [3] هو الشنفرى، كما سبق في ص 252 حيث ورد أنشاد البيت الأول مع بيت آخر: [4] في الرأس أكثري، قال المرزوقي 489: «لأنّ الحواس خمس وأربع منها في الرأس: البصر للمرئيات، والأذن للمسموعات، والأنف للمشمومات، والفم للمذوقات» . والملتقى: موضع التقاء القوم حيث اجتمعوا لدفنه. [5] سمير الليالي: أي آخرها، كما في اللسان (سمر 42) عند إنشاد البيت. ويروى: «سجيس الليالي» ، أي أبدا، كما في اللسان (سجس) عند إنشاد هذا البيت أيضا. وفي-

رأيناه عاليا على كلّ ما جاء في هذا الباب من الشعر، فقال في ذلك بلعاء بن قيس [1] : كالرّأس مرتفع فيه مشاعره ... يهدي السّبيل له سمع وعينان [2] قال: وكان رأس هشام بن عبد الملك صغيرا، ولذلك قال الفرزدق حين مدحه فلم يعط إلّا خمسمائة درهم: وقبّلت رأسا لم يكن رأس سيّد ... وكفّا ككفّ الكلب بل هي أحقر [3] ومما يدخل في هذا الباب وإن لم يكن في ذكر الرأس قول الآخر [4] : دعا ابن مطيع للبياع فجئته ... إلى بيعة قلبي لها غير عارف [5]

_ - الأصل: «مسلم» والوجه النصب. ويروى «مبسلا» كما في اللسان (بسل) عند إنشاد هذا البيت. والجرائر: جمع جريرة، وهي الجناية يجنيها الرجل. [1] سبقت ترجمته في ص 32. [2] البيت في اللسان (شعر 81) برواية: «والرأس مرتفع» جعله شاهدا للمشاعر بمعني الحواسّ، ولم ينصّ على مفرده. وكذا وردت الكلمة والشاهد في تاج العروس، وليست في أصل القاموس. [3] البيت بدون نسبة في البيان 1: 94، واللآلىء 408. وفي إحدي نسخ البيان: «تقلب رأسا» . والبيت لم يرد في ديوان الفرزدق. [4] هو فضالة بن شريك الأسدي، أحد مخضرمي الجاهلية والإسلام. وكان عبد الله ابن الزبير فدولّي عبد الله بن مطيع بن الأسود الكوفة، فطرده عنها المختار ابن أبي عبيد الثقفي حين ظهر. وانظر الأغاني 10: 164 حيث أورد القصة والأبيات، وهي سبعة عنده. والبيتان في البيان 1: 15 بدون نسبة، وهما مع بيتين آخرين في 3: 15 بدون نسبة أيضا، وهما مع ثالث في الوحشيات 241 مع النسبة إلى فضالة بني شريك. [5] البياع: المبايعة، يعني مبايعة عبد الله بن الزبير بالخلافة. وفي الأصل: «البياع» ،-

فناولني خشناء لمّا لمستها ... بكفّي ليست من أكفّ الخلائف [1] وضخم الرّأس في المرأة أحمد، وعلى حسب ذلك يكون صغرا رأسها في القبح. ورأس الرجل وإن كان العظم ممدوحا فإنّ للعظم غاية إذا جاوزها الرأس عاد ذلك إلى فساد. وضخم الثّدي في غير تبدّد [2] محمود في المرأة، قال المرّار بن منقذ [3] : صلتة الخدّ طويل جيدها ... ضخمة الثّدي ولمّا ينكسر [4] جعدة فرعاء في جمجمة ... ضخمة يفرق عنها كالضّفر [5]

_ - تحريف. وفي البيان: «قلبي لها غير آلف» . وفي الأغاني: «قلبي بها غير عارف» . [1] في الأغاني: فقرّب لي خشناء لمّا لمستها ... بكفّي لم تشبه أكفّ الخلائف [2] التبدد: التفرق والتباعد. وفي الأصل: «تسرد» ، ولا وجه له. [3] المرار بن منقذ: شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية، كان معاصرا لجرير والفرزدق. وهو زياد بن منقذ بن عبد بن عمرو بن صديّ بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الحنظلي العدوي. وإنّما قيل له العدوي لأن أم صدي بن مالك كانت عدوية من بني جلّ بن عدي. والمرار لقب له، واسمه زياد. وانظر الخزانة 2: 391- 396، والمؤتلف 176، ومعجم المرزباني 409. [4] البيتان من قصيدة المرار في المفضليات 90 وترتيبهما فيها على الولاء 70، 65 والأول منهما في البيان 4: 8، وعيون الأخبار 4: 30، وصلته الخد: منجردته ليست برهلة ورواية المفضليات «ناهد الثدي» والنّاهد: المرتفع. وجرد الوصف هنا من التاء لأنه صفة خاصة بالأثنى. أو هو على إزادة ناهد ثديها. [5] جعدة يعني جعدة الشعر، وفيه تقبض. فرعاء: طويلة الشعر. والضّفر: جمع-

ودخل مالك الأشتر [1] على علي بن أبي طالب في صبيحة عرسه ببعض نسائه، فقال: كيف رأى أمير المؤمنين أهله؟ قال: كالخير من امرأة [2] جبّاء قبّاء [3] . قال: وهل يريد الرجال من النساء غير ذلك؟ لا، حتّى تدفىء الضّجيع، وتروي الرّضيع [4] . وقد سمعت رجالا من أهل البيان يستحسنون هذا الكلام جدّا. وربّ جنس من الحيوان يكون عظم الرأس فيه أحمد، وذلك كالجمل ولذلك قال ذو الرمة: ورأس كقبر المرء من آل تبّع [5] فأمّا البقر فصغر الرّأس فيها أحمد.

_ - ضفيرة. [1] هو المعروف بالأشتر النخعي، واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة ابن ربيعة. أدرك الجاهلية، وكان من أصحاب علي، شهد معه الجمل وصفّين وغيرهما. وكان ممن ألّب على عثمان وشهد حصره، وولّاه علّى على مصر بعد صرف قيس بن عبادة عنها، فلما وصل إلى القلزم شرب شربة عسل فمات سنة 38. ولقب بالأشتر لأنّ رجلا ضربه في يوم اليرموك على رأسه، فسالت الجراحة قيحا إلى عينه فشترتها. الإصابة 8335 وتهذيب التهذيب ومعجم المرزباني 362. [2] وكذا في اللسان (جبب 242) . وفي البيان 2: 78: «كخير امرأة» . [3] الجبّاء: الصغيرة الثديين. والقبّاء: الدقيقة الخصر. [4] هذا الجزء الأخير من الخبر، ورد في عيون الأخبار 4: 30. [5] في الديوان 470: «من قوم تبع» ، وهم مثل في الطول. وعجزه: غلاظ أعاليه سهول أسافله وقبله، وهو في صفة بعير: يمدّ حبال الأخدعين بسرطم ... يقارب منه تارة ويطاوله

ولمّا هجا أبا موسى رجل من العرب فقال له: أنت بالبقر أبصر منك بالخيل! فقال أبو موسى: لئن قلت ذلك إنّي لعالم بها؛ إذا أردتها غزيرة فعليك بها ضخمة الجوف، صغيرة الرّأس، دقيقة القرن. قال الكميت بن معروف: إنّا إذا اجتمع النّفير لمجمع ... ينفي الأقلّ به العزيز الأكثر [1] يحمي حقيقتنا ويدرك حقّنا ... رأس إذا اجتمع الجماجم مجهر [2] وإذا عزّت القبيلة وقهرت القبائل فهي رأس، كذلك تسمّى، ولذلك قال عمرو بن كلثوم: برأس من بني جشم بن بكر ... ندقّ به السّهولة والحزونا [3] قال: وقيل لأعرابي: إنّك لتكثر لبس العمامة! قال: إنّ شيئا فيه السّمع والبصر لجديد بأن يوقى الحرّ والقرّ! وقال نصيب أبو الحجناء [4] : الحمد لله، أمّا بعد يا عمر ... فقد أتتك بنا الحاجات والقدر [5] وأنت رأس قريش وابن سيّدها ... والرأس فيه يكون السمع والبصر

_ [1] النفير: القوم ينفرون معك لقتال، والجماعة من الناس، كالنّفر. [2] الجماجم: رؤساء القوم وساداتهم. والمجهر، كمنبر: الشديد الصوت. وفي حديث عمر أنه كان مجهرا. ويقال أجهر فهو مجهر، إذا عرف بشدة الصوت. [3] في الأصل: «يدق» ، صوابه من المعلقات. [4] سبقت ترجمته في ص 167. [5] يعني عمر بن عبد العزيز.

وقال الشاعر: قلوص الظّلامة من وائل ... ترذّ إلى الحارث الأضجم [1] وقال لقيط بن زرارة، أو حاجب بن زرارة [2] : قتلت به خير الضّبيعات كلّها ... ضبيعة قيس لا ضبيعة أضجما [3] وكان ابن مارية أقصم أثرم [4] ، وهو الملك الذي مدحه الحارث بن حلّزة [5] فقال:

_ [1] القلوص: الفتية من الإبل، أو كل أنثى من الإبل حين تصلح للركوب. وهذا على المثل. أي هو موئل للمظلوم. والأضجم: لقب للحارث بن عبد الله بن ربيعة بن دوفن بن حرب بن وهب بن جلّي بن أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار. الجمهرة 292- 293. والضّجم: عوج في الفم وميل في الشّدق. [2] الشعر منسوب لحاجب بن زرارة في الكامل 276. وكان أخوه علقمة بن زرارة قد قتلته بنو ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، فقتل به حاجب أشيم بن شراحيل القيسي، وقال البيت التالي مع بيت قبله، وهو: فإن تقتلوا منا كريما فإننا ... أبأنا به مأوى الصعاليك أشيما ونسب في الإصابة 5656 إلى لقيط بن حاجب بن زرارة، وكان أشيم قد قتل أخاه علقمة بن حاجب بن زرارة، ثم مر أشيم ببني تميم فقتلوه، وافتخر لقيط بذلك في أبيات منها: وآليت لا آسى على فقد هالك ... ولا فقد مال بعدك الدهر علقما قتلت به خير الضّبيعات كلّها ... ضبيعة قيس لا ضبيعة أضجما [3] في الكامل: «قتلنا» ، وضبيعة قيس: رهط أشيم القيسى، وهم ضبيعة بن قيس بن ثعلبة وأما ضبيعة أضجم فهم ضبيعة بن ربيعة بن نزار رهط المتلمس. الجمهرة 319، 292- 293 والكامل 276. [4] الأقصم: المنكسر الثنّية من النصف. والأثرم: المنكسر السنّ من أصلها، أو المنكسر الأسنان المقدمة كالثنايا والرباعيات، أو المنكسر الثنية. [5] هذا الملك الممدوح هو قيس بن شراحيل بن همام بن ذهل بن شيبان. وأمه مارية-

فإلى ابن مارية الجواد، وهل ... شروى أبي حسّان في الإنس [1] ولذلك قال الحارث بن حلزة: فهلّا سعيت لصلح الصديق ... كسعي ابن مارية الأقصم قال الشاعر: وجه مليح ولسان أبكم ... ومشفر [لا] يتوارى أضجم [2] قال: ومن الثّرم: ذو الإصبع العدواني [3] ، وهو الذي يقول: لا يبعدن عهد الشّباب ولا ... لذّاته ونباته النّضر [4]

_ - بنت سيار بن ذهل بن شيبان. المفضليات 132- 133. أو هي مارية بنت الصباح بن شيبان، من بني هند. الأغاني 9: 172. [1] في المفضليات: «وإلى ابن مارية» . والشّروى: المثل والشبيه. [2] كلمة «لا» ساقطة من الأصل، ولا يستقيم المعنى ولا الوزن بدونها. [3] في الأصل: «ذو الأصابع العدواني» ، تحريف. وهو حرثان بن محرث بن الحارث ابن ربيعة بن وهب بن ثعلبة، كما في أمالي المرتضى 1: 244، والأغاني 3: 2- 11، والخزانة 2: 408. وقيل في اسمه ونسبه غير هذا كما هو في خزانة الأدب والشعر والشعراء 708 والمؤتلف 188 والمعمرين 90. وقالوا: سمّي ذا الإصبع لأن حية نهشت إصبعه فقطعها. وهو من قدماء شعراء الجاهلية. [4] الأبيات رواها المرتضى- ما عدا الثاني- في أماليه نقلا عن الجاحظ، مع النسبة لذي الإصبع. ورواها ثعلب في المجالس 295- 297، والقالي 2: 170 منسوبة لسلمىّ بن غوية بن سلمىّ. كما رواها البحتري في الحماسة 334 منسوبة إلى غوية بن سلمى بن ربيعة. وانظر السمط والبيت الأخير مع أبيات أخرى بدون نسبة في الأزمنة والأمكنة 2: 270. ومن الممكن أن يقرأ عجز هذا البيت بالرفع في كلماته، ويترتب على هذا الإقواء، وأن يقرأ بجر كلماته كلها عطفا على «الشباب» ، فلا إقواء.

والمرشقات من الخدور كإي ... ماض الغمام صواحب القطر [1] لولا أولئك ما حفلت متى ... عوليت من حرج إلى قبر [2] هزئت أثيلة أن رأت ثرمى ... وأن انحنى لتقادم ظهري [3]

_ [1] المرشق من الظباء: التي تمدّ عنقها وتنظر، فهي أحسن ما تكون. وخصّ الخدود لمجاورتها العين. والإيماض: لمع البرق. عنى البرق اللامع وسط الغمام الماطر. وفي الأصل: «كإيماض الغماص» ، تحريف. [2] عوليت: رفعت. والحرج، بالتحريك: سرير الموتى. وفي الأصل: «من حرج» ، صوابه في المجالس، والأمالي. ويروى: «إلى قبري» . [3] ويروى: «زنيبه» . وفي الأصل وأمالي المرتضى: «أن رأت هرمي» ، ويبدو أن المرتضى نقل النص من نسخة رديئة كنسختنا هذه، فإن المتعين أن تكون «ثرمي» كما في المجالس، وأمالي القالي، واللسان (دلف) ، لأنّ الجاحظ إنما أنشد الأبيات شاهدا على ثرم ذي الإصبع. ومن عجب أن يعلّق المرتضى قبل الأبيات بقوله: «وذكر الجاحظ أنه كان أثرم» ، ثم يروى عن النسخة «هرمي» .

باب ما قالوا في الأعناق في الصنفين جميعا من الرجال والنساء

باب ما قالوا في الأعناق في الصّنفين جميعا من الرجال والنساء قال الشاعر [1] : ركب تساقوا على الأكوار بينهم ... كأس الكرى وانتشى المسقيّ والسّاقي كأنّ هامهم والسّكر واضعها ... على المناكب لم تعدل بأعناق وقال آخر [2] : وقد شربوا حتّى كأنّ رقابهم ... من اللّين لم تخلق لهنّ عظام وقال الشاعر [3] في غير هذا الباب من ذكر الأعناق: من كلّ أنثي قد قضيت لبانتي ... سوى عظم أعجاز ثقال الرّوادف [4]

_ [1] هو أبو نواس. ديوانه 129 والتشبيهات لابن أبى عون 189. [2] كما أنشد هذا البيت وحده في الحيوان 7: 257. وهو لإسحاق الموصلي كما في التشبيهات 188. [3] هو بعض المحدثين، كما في الحيوان 7: 258. [4] كذا ورد البيت بالخرم في أوله. وفي الأصل: «من كل لبني» ، تحريف.

وهصري أعناقا تلين فتنثني ... كما لان خيطان الأراك الضعائف [1] وقال ذو الرمّه: القرط في واضح الذّفرى معلّقه ... تباعد الحبل منه فهو يضطرب [2] وقال ابن بي ربيعة المخزومي: بعيدة مهوى القرط إمّا لنوفل ... أبوها وإمّا عبد شمس وهاشم [3] وقال عبيد بن الأبرص: ناطوا الرّعاث بمهوى لو يزلّ به ... لا ندقّ دون تلاقي اللّبّة القرط [4]

_ [1] الخيطان: جمع خوط، بالضم، وهو الغصن الناعم. والأراك: شجر من الحمض، يستاك بعيدانه. [2] ديوان ذي الرمة 6، والعمدة 1: 216. وكذا ورد البيت بالخرم. ويروى: «في حرّة الذفري» . والذفري: العظم خلف الأذن. وفي أساس البلاغة (حرر) : «أي في أذن حرّة ذفراها» . والحبل هنا: حبل العاتق، وهو عصبة بين العنق والمنكب. وإنما تباعد لطول عنقها. وفي الأصل: «تباعد الخد» ، تحريف. [3] العمدة 1: 216، وديوان عمر 200 من مقطوعة أولها: رأيت بجنب الخيف هندا فراقني ... لها جيد ريم زيّنته الصرائم وذكر ابن رشيق أنّ أصل هذا المعنى للنابغة، ثم أخذه عمر بن ربيعة، وتبعه ذو الرمة- أي في بيته السابق- فزاد المعنى وضوحا. [4] ديوان عبيد 83، والعمدة 1: 218 مع تحريف شديد. ناطوا: علقوا. والرعاث: جمع رعث، وهو ما علق بالأذن من قرط ونحوه. وفي الأصل: «الرغاث لو تزل به» ،-

وقال مطيع بن إياس: قد دلّهتني طويلة العنق ... وحبّ طول الأعناق من خلقي [1] وقال الآخر: لعوب ترى خرصانها بمهالك ... إذا هي هزّت جيدها لفخار [2] ثم ذكر أنفها فقال: إذا الرّيح هبّت ترثم الرّيح أنفها ... إذا لم تصنها كفّها بخمار [3] وقال آخر ووصف عنق رجل فقال:

_ - تحريف. واللبة بالفتح: موضع القلادة من الصدر. يقول: لوزلّ القرط وسقط لانكسر قبل أن يصل إلى اللبة. [1] البيت مع قرين له في الحيوان 6: 603 برواية: «قد كلفتني» . وقرينه وتاليه هو: اقلق من بعدها، فإن قربت ... فالقرب أيضا يزيد في قلقي [2] الخرصان، بالكسر: جمع خرص، بالضم والكسر: حلقة صغير من حلى الأذن. والمهالك: جمع مهلكة، وهى المفازة، مبالغة في طول العنق. [3] رثم أنفه وفاه يرثمه رثما: كسره حتى تقطّر منه الدم. وكذلك رتمه بالتاء المثناة.

يا ريّها يوم تلاقى أسلما [1] ... يوم تلاقى الشّيظم المقوّما [2] عبل المشاش وتراه أهضما [3] ... كأنّ بين منكبيه سلّما

_ [1] يا ريّها، يعني ريّ الإبل حين يسقيها هذا الساقي. ونحوه ما في الكامل 570: يا ريّها إن سلمت يميني ... وسلم الساقي الذي يليني وقول الآخر، وأنشده في الحيوان 1: 244 واللسان (عبثر) : يا ريّها إذا بدا صناني ... كأنّني جاني عبيثران وفي الأصل هنا: «يا ربها» ، بضم الراء وإهمال نقط الياء. [2] الشيظم: الطويل الجسيم، والمقوّم: المعتدل القامة. [3] المشاش، بالضم: رؤوس العظام كالركبتين والمرفقين والمنكبين. والأهضم: الدقيق الخصر.

الأعناق الطوال

الأعناق الطّوال عنق الفرس، وعنق البعير، وعنق الظّبي. والوقص: الفيل، والخنزير، والثور. أمّا الفرس ففي عنقه يقول الشاعر [1] : مدفقة المتنين ينمي لها ... هاد كجذع النّخل يعبوب [2] وقال آخر: ملبونة شدّ المليك أسرها [3] ... أسفلها وبطنها وظهرها يكاد هاديها يكون شطرها وهذا كثير. وأما قولهم في عنق البعير كقول الشاعر [4] :

_ [1] هو زهير بن مسعود الضبي، كما في الوحشيات 87، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 205- 206. [2] مدفقة، من الأدفق، وهو الأعوج. ونمى ينمي: ارتفع. والهادي: العنق واليعبوب: الفرس الطويل السريع، يقال للذكر والأنثى. [3] أنشده في اللسان (لبن 257) شاهدا لقولهم: فرس ملبون: سقى اللبن. وكانوا يؤثرون خيلهم على أنفسهم باللبن. ومنه قول يزيد بن الخذّاق في المفضليات 297 في صفة فرس: قصرنا عليها بالمقيظ لقاحنا ... رباعية وبازلا وسديسا وقول عوف بن عطية في المفضليات 413: وأعددت للحرب ملبونة ... تردّ على سائسيها الخمارا [4] هو الراجز، العجاج، كما في اللسان (شعع 48) . والرابع فيه (صهب 21) مع نسبته إلى العجاج، وفي إصلاح المنطق 201 بدون نسبة. وقد ورد الشطران الأولان غير-

لا مال إلّا كلّ صهباء فضل [1] ... تناول الحوض إذا الحوض شغل [2] ومنكباها خلف أوراك الإبل ... بشعشعانيّ صهابيّ هدل [3] وقال آخر: أغرّك أن جاءت ظماء وباشرت ... بأعناقها برد النّطاف الصّباصب [4] تناولن ما في الحوض ثمّ امترينه ... بخرج وأعناق طوال المذانب [5]

_ - منسوبين في (غفل) والثاني والرابع فيه (هدل) مع نسبتهما إلى أبي محمد الخذلمي. وليست في ديوان العجاج مع أنه قد وردت أشطار من هذا الروي في ص 218- 220 وليس من بينها أحد هذه الأشطار. [1] في اللسان (غفل) : «كل صهباء غفل» ، وهي التي لا سمة عليها. والصهباء: الناقة البيضاء يخالط بياضها حمرة. وفي الأصل هنا: «كل صهباء فضل» ، وليس للفضل وجه في صفة الناقة. [2] في اللسان (شعع) : «تبادر الحوض» . [3] الشعشعانىّ: الطويل الحسن الخفيف اللحم. وفي اللسان: «ووصف به العجاج المشفر لطوله ورقته» . وفي إصلاح المنطق واللسان (هدل) : «بكل شعشاع» . والصهابي، بضم الصاد: الأصهب، وقد مرّ تفسيره. وقال في اللسان (صهب) : «إنما عنى به المشفر وحده، وصفه بما توصف به الجملة» . والهدل: الطويل، يعني المشفر أيضا. وفي الأصل «هزل» ، تحريف. [4] النطاف: جمع نطفة، وهي الماء القليل. والصبّاصب: الغليظ، كالصبصاب، وأصله في صفة الإبل. [5] امترينه: استدررنه واستخرجنه، كما تستمري الناقة بالحلب ويستمري السحاب بالريح. وفي الأصل: «امتذينه» ، ولا وجه له. والخرج بالضم، وهي في أصلها بضمتين:-

وقال آخر: لهنّ أعناق وهام لدّ [1] ... كأنّ اثباج وبار تعدو [2] ومن حشاها والسّخال مدّ [3] ... ما تسقها فهو عليك ردّ محض إذا شئت وسير وخد ... وثمن فيه وفاء نقد فهي جمال وغنى ورفد ... يقودها منها جلال نهد كأنما رجس اللهاة الرّعد [4]

_ - جمع خروج، بالفتح، وأصله في صفة الخيل تطول أعناقها فتغتال بطولها كلّ عنان. وقد وصف بها هنا أعناق الإبل. [1] اللّدّ: العوج، جمع ألدّ. [2] الأثباج: جمع ثبج، وهو وسط الشيء وأعلاه. والوبار، بالكسر: جمع وبر بالفتح، وهي دويبة على قدر السنّور غبراء أو بيضاء، من دوابّ الصحراء، حسنة العينين شديدة الحياء. [3] الحشى: جمع حشوة بالضم والكسر، وهو الرذالة. والسّخال: جمع سخل، وهو ما لم يتمّم من كل شيء. [4] سبق الكلام على هذا الشطر وسابقه والرواية هناك: «رجس لهاه» ..

باب الصلع والقرع

باب الصّلع والقرع أنشدنا الأصمعي [1] : ألا قالت الحسناء يوم لقيتها ... كبرت ولم تجزع من الشّيب مجزعا [2] رأت ذا عصا يمشي عليها وشيبة ... تقنّع منها رأسه ما تقنّعا فقلت لها: لا تهزئنّ فقلّما ... يسود الفتى حتى يشيب ويصلعا [3] وللقارح اليعبوب خير علالة ... من الجذع المجرى وأبعد منزعا [4]

_ [1] في البيان 3: 122: «وأنشد الأصمعي عن بعض الأعراب» . والبيت الأول والثالث والرابع في الحماسة 321 بشرح المرزوقي، والخزانة 1: 482. [2] البيان والخزانة: «ألا قالت الخنساء» ، فى الحماسة: «العصماء» . وعجزه في الحماسة: أراك حديثا ناعم البال أفرعا [3] في البيان: «لا تهزئي بي» . وفي البيان والخزانة: «لا تنكريني» . [4] القارح: الفرس في سنته الخامسة. واليعبوب: الطويل السريع. والعلالة، بالضم: الجري الثاني. والجذع من الخيل: ما استتم سنتين ودخل في الثالثة ويروى: «من الجذع المرخى» والمرخي، بفتح الخاء: الذي يرخي في سيره قليلا قليلا لا يكلف أكثر من ذلك ويروى: «المرخي» ، بكسر الخاء أيضا، من الإرخاء، وهو لين في العدو.

وقال المساور بن هند بن قيس بن زهير [1] : وأرى الغواني بعدما واجهنني ... أعرضن ثمّت قلن شيخ أعور [2] ورأين رأسي صار وجها كلّه ... إلّا قفاي ولحية ما تضفر [3] وقال آخر: [لقد] بنى المجد آباء لنا سلفوا ... صلع الرءوس وسيما السّادة الصّلع [4] وقال الآخر: إذا ما لقينا أصلع الرأس أشيبا ... طويل القرا ضخم العثانين أكلفا [5]

_ [1] المساور بن هند بن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي: شاعر فارس مخضرم أدرك النبي ولم يجتمع به، ويقال إنه ولد في حرب داحس قبل الإسلام بخمسين عاما. الإصابة والخزانة 4: 573، والشعراء 348- 349. [2] قبله في الحماسة 458 بشرح المرزوقي: أودى الشباب فما له متقفّر ... وفقدت أترابي فإين المغبر وفي الحماسة: «بعد ما أوجهننى» . أوجهه: جعل له جاها ومنزلة. وفي الإصابة عن المرزباني أن المساور كان أعور. وهذا الشعر يشهد بذلك. [3] يقول: انحسر الشعر عن رأسي حتى صار كله كوجهي، إلا القفا فقد بقي فيه نبذ من الشعر، واللحية التي قد خف شعرها بعد ما كان يمكن ضفرها في حين الشباب. وبعد هذا البيت في الحماسة خمسة أبيات أخرى. [4] ورد البيت منقوصا في أوله، فأكملته بما ترى ليستقيم وزنه. [5] القرا، بالفتح: الظهر. والعثانين: جمع عثنون، وهو طرف اللحية. والأكلف: الذي تغير لون بشرته.

فذاك الذي لا يخلف البرق ودقه ... ويصبح بسّاما وإن كان مدنقا عطوف على بذل اللهى وهو واجد ... وإن كان مختلا أبى وتكلّفا [1] تفرّع من طودي غنيّ بن يعصر ... بواذخ صدّاف عن الضّيم أشرفا لهاميم صلع في قديم أرومة ... وحادث مجد كان بالأمس مطرفا [2] سواء عليه حين يجتاب وحده ... طخا اللّيل أو ضوءا من الصّبح أسدفا [3] وأنشد: إن زيادا وزياد فرع ... أصلع ينميه رجال صلع [4] وأنشد ابن الأعرابي: وهلك الفتى ألّا يراح إلى النّدى ... وألّا يرى شيئا عجيبا فيعجيا [5]

_ [1] اللهى: جمع لهوة، بالضم والفتح، وهي العطية. والواجد: الغني. والمختل: المعدم الفقير. [2] الأرومة: الأصل. [3] الطخاء، كسحاب: الظلمة. وقد قصره هنا. [4] أنشده ابن قتيبة في عيون الأخبار 1: 244. [5] البيتان بدون نسبة في البيان 3: 242، 343 وأمالي الزجاجي 30. ونسبهما القالي في أماليه 2: 181 إلى علي بن الغدير الغنوي.

ومن يتتبّع منّي الظّلع يلقنى ... إذا ما رآني أصلع الرأس أشيبا [1] وأنشد أبو عبيدة: وصلع الرّءوس عظام البطون ... جفاة المحزّ غلاظ القصر [2] شداد المقابض يوم الجلاد ... رحاب الشّداق طياب الخبر [3] قال: وذكر السيّد [4] صلع عليّ بن أبي طالب، في ذكر حوض النبي صلّى الله عليه وسلّم وسقيه النّاس منه فقال: حوض له ما بين بصري إلى ... أيلة يوم الجمع أو أوسع [5] يصبّ فيه مثعبا فضّة ... فالحوض من مائهما مترع [6] فيه أباريق وقدحانه ... يذبّ عنه الرجل الأصلع [7]

_ [1] الظلع: غمز شيبه بالعرج. عنى بذلك ضعف الرأي. يقول: قد ارتفعت عن سنّ الشباب إلى سن الحنكة والرأي الصائب. [2] أنشده في البيان 1: 108 بهذه الرواية، ثم أعاد إنشاده في 1: 122 برواية: «رحاب الشداق» بدل: «جفاة المحز» وذلك في سياق الكلام على التشادق وسعة الأشداق. ونسب البيت في حماسة الخالديين 2: 206 إلى طرفة، وليس في ديوانه. المحز: مصدر ميمي من الحز، وهو قطع الشيء في علاج. أي هم لا يتأنقون في فصل اللحم كعمل الجزار الخبير. والقصر، بالتحريك: جمع قصرة، وهي أصل العنق. وفي حماسة الخالديين: «ذكر أن لبس البيض والمغافر ومداومتهم لذلك قد صلّع رؤوسهم» . [3] الطّياب: جمع طيب، مثل جيد وجياد. وانظر الحيوان 3: 27. [4] السيد الحميري، سبقت ترجمته في ص 118. [5] في ديوان السيد 264: «ما بين صنعا إلى أرض الشام» . [6] المثعب: مجرى الماء وموضع انطلاقة. وفي الديوان: «ينصب فيه علم للهدي والحوض من ماء له» . [7] القدحان هنا: جمع قدح بالتحريك، وهو الإناء الذي يشرب به. وهذا الجمع لم-

أبو النجم

يذبّ عنه ابن أبي طالب ... ذبّك جربى إبل تشرع [1] وقال معاوية بن أبي سفيان: ثلاث خصال من السّودد: الصّلع، واندحاق البطن [2] ، وترك الإفراط في الغيرة. قال أبو الحسن: وحدّثني رجل سمع شيخا من الشّيعة يقول في دعائه: «اللهم إنّي أستصلعك، وأستبطنك، وأستحمشك» [3] . [أبو النجم] وكان أبو النجم أصلع، وفي ذلك يقول: قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي ... عليّ ذنبا كلّه لم أصنع [4] أن أبصرت رأسي كرأس الأقرع

_ - تذكره المعاجم، وإنما ذكرت الأقداح. والضمير في «عنه» للحوض. وفي الديوان: «يذب عنها» . [1] تشرع: ترد الماء. وهو إشارة إلى حديث: «يا علي، معك يوم القيامة عصا من عصيّ الجنة تذب بها المنافقين عن الحوض» . انظر ذخائر العقبى للمحب الطبري 91. ومثله قول السيد أيضا في ديوانه 119: متى ما يرد مولاه يشرب وإن يرد ... عدو له يرجع بخزي ويضرب [2] اندحاق البطن: اتساعها، كأن جوانبها قد بعد بعضها من بعض. والخبر في كتاب السؤدد من عيون الأخبار 1: 223 مع رواية عن الأصمعي. [3] استحمشك، أي أطلب أن أكون حمشا. وهو حمش الساقين والذراعين، أي دقيقهما. [4] انظر تخريج هذا الرجز في معجم الشواهد. وأم الخيار، هي زوج أبي النجم. ويعني بالذنب الشيب والصلع والشيخوخة.

أسيلم [2] بن الأحنف

ومن الصّلعان والجلحان [1] : أسيلم [2] بن الأحنف وفيه يقول الشاعر [3] : أسيلم ذاكم لا خفا بمكانه ... لعين تدحّى أو لأذن تسمّع [4] من النّفر الشّمّ الذين إذا انتجوا ... وهاب الرّجال حلقة الباب قعققوا [5] جلا الأذفر الأحوى من المسك فرقه ... وطيب الدّهان رأسه فهو أنزع [6]

_ [1] جمع أجلح، وهو الذي انحسر شعره عن جانبي رأسه. [2] في الأصل هنا في الشعر: «مسلم» وفي حواشى الأصل: «إنما هو أسيلم» ، وهو الصواب. وأسيلم بن الأحنف الأسدي هذا كان من خاصة عبد الملك بن مروان، وقهرمانا للوليد بن عبد الملك، ذا بيان وأدب وعقل وجاه. انظر البيان 1: 396، ورسائل الجاحظ، 2: 397. وفي الكامل 103 ليبسك تحقيق في لفظ هذا الأسم. انظر حواشيه. [3] انظر لتحقيق نسبة الأبيات ما كتبت في حواشي البيان 3: 305. [4] الأبيات في البيان 1: 396/3: 305، والحيوان 3: 486، ورسائل الجاحظ 1: 221، والبخلاء 213، والكامل 103، والعقد 5: 343/6: 227- 228، والخزانة 2: 532. وفي الأصل: «تدجى» ، صوابه بالراء من الرجاء وهو الأمل. أو «تدحى» بالدال والحاء المهملة، أي تتدحى، أي تنبسط، كما في القاموس. [5] في نوادر القالي 164: «من النفر البيض» . والشم جمع أشم، وهو من به شمم، أي كبر ونخوة. والنفر: اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة، ولا واحد له من لفظه. أطلقه على الكرام إشارة إلى أنهم ذوو عدد قليل. انتجوا: تسارّوا. وليس بالوجه. والوجه «انتموا» كما في معظم المراجع، أي «انتسبوا» كما يروى: «اعتزوا» بمعناه. والمراد بالباب هنا باب الملك، يقول: هم ذوو مكانة عند الملوك. [6] الأذفر: الطيب الرائحة. والأحوى: الأسود.

إذا النّفر السّود اليمانون حاولوا ... له حوك برديه أرقّوا وأوسعوا [1] قال: الغالية تورث الشّيب [2] ، وغسل الرّأس بالسّدر [3] يحتّ الشّعر. وقال ابن أبي كريمة [4] : هب المشيب يداوى فرط منظره ... فمن له بدواء يذهب الصّلعا وقال ابن أبي بردة بن أبي موسى [5] : «كفروا كفرة صلعاء» . وقال أمية بن الأسكر [6] : ومرقبة نميت إلى ذراها ... تزلّ الطّير كالرأس الحليق [7] وقال عمرو بن معد يكرب:

_ [1] الحوك: النسج. [2] الغالية: نوع من الطيب مركب من مسك وعنبر وعود ودهن، يقال إنّ أول من سماها بذلك سليمان بن عبد الملك. [3] السدر: شجر النبق، ويستعمل ورقة غسولا. [4] أحمد بن زياد بن أبي كريمة، سبقت ترجمته في ص 189. [5] هو بلال بن أبي برد، المترجم في ص 323. [6] أمية بن الأسكر، سبقت ترجمته في ص 122 وفي الأصل هنا: «الأشكر» ، تحريف. [7] نميت: ارتفعت إليها ورقتها. والحليق: المحلوق. عنى أنها ملساء يزلق من مشى عليها.

عمر بن الخطاب

وزحف كتيبة دلفت لأخرى ... كأنّ زهاءها رأس صليع [1] أبو الحسن قال: حدّثني رجل عن الحسين بن عمارة [2] ، عن نعيم بن أبي هند [3] قال: دخل إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله [4] على عمر بن عبد العزيز، وكان إبراهيم ذا جمّة حسنة [5] . [عمر بن الخطاب] وكان عمر ذاهب الشّعر [6] ، وصلع قبل الثلاثين، فقال له عمر: أما إنّ قريشا تزعم أنّ كرامها صلعانها. فقال إبراهيم: أمّا لئن قلت ذاك لقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله ليزين المرء المسلم بالشّعر الحسن» . وقالت عائشة: «والذي زيّن الرجال باللّحى» .

_ [1] الأصمعيات 175، والخزانة 3: 462. ورواية الأصمعيات: «وسوق كتيبة دلفت لأخرى» . والخزانة: «وزحف كتيبة للقاء أخرى» . دلفت: مشت وقاربت الخطو، وهو المشي الرويد، وذلك لكثرة الجيش. والزهاء بضم الزاي وكسرها: القدر. وقبل البيت: أشاب الرأس أيام طوال ... وهمّ ما تبلّعه الضلوع [2] الحسين بن عمارة، ذكره ابن حجر في لسان الميزان 2: 307 وذكر أنه روى عن بكر بن عبد ربه المزني، وعنه: ليث بن أبي سليم. قال ابن أبى حاتم: سألت أبا زرعة عنه فقال: لا أدري. [3] نعيم بن أبي هند، واسمه النعمان، بن أشيم الأشجعي الكوفي. روى عن أبيه وله صحبة، وربعي بن خراش، وأبي حازم الأشجعى وجماعة. وعنه: سليمان التيمي، وشعبة، وشيبان النحوي وغيرهم. توفي سنة 110. تهذيب التهذيب. [4] إبراهيم بن محمد بن طلحة، سبقت ترجمته في الورقة ص 209. [5] الجمة: مجتمع شعر الرأس، ويبدو أنه مع هذا قد أدركه الصّلع كما سبق في ترجمته. [6] في الأصل: «ذهب الشعر» .

وليس شيء أشد على الرجال ولا أشنع عندهم في عقوبة السلطان من حلق الرّءوس واللّحى.

باب القزعان والقرعان

باب القزعان والقرعان فمن القرعان: الأقرع بن حابس [1] ، كان أقرع الرأس سنوطا لا لحية له. وكان عبد الله بن جدعان [2] أقزع [3] غير أقرع. وكذلك عمير بن الحباب [4] ، كان سنوطا أقطّ [5] . وكذلك قيس بن سعد [6] ، كان سنوطا، وقدّم عليه سويد بن

_ [1] سبقت ترجمته في الورقة ص 184 [2] عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم، أحد أجواد العرب في الجاهلية، وكان ممدحا لأمية بن أبي الصلت، وكان له أمتان تسمّيان الجرادتين، فوهبه إياهما. الأغاني 8: 2- 4. [3] القزع، بالزاي المعجمة: رقة شعر الرأس وتفرقه، لا يرى إلا شعرات متفرقة تطاير مع الريح. [4] سبقت ترجمته في الورقة ص 374. [5] القطط: شدة جعودة الشعر مع قصره. [6] هو أبو عبد الملك قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري، كان عند النبي صلّى الله عليه وسلّم بمنزلة صاحب الشرط، وكان من أدهى العرب، شهد مع علي صفين، وولاه مصر ثم عزله عنها، وذكره ابن قتيبة في الطوال من الأشراف، وروى في ذلك قصة وشعرا. وتوفي في أيام عبد الملك بن مروان. الإصابة 7171 والمعارف 113- 256.

منجوف [1] وإياه يعني عبيد الله بن الحرّ [2] في معاتبته مصعب بن الزّبير حين يقول [3] : بأي بلاء أو بأيّة علّة ... يقدّم قبلي مسلم والمهلّب [4] ويدعى ابن منجوف أمامي كأنّه ... خصىّ أتى للماء من غير مشرب [5] وعمير بن الحباب هو الذي يقول: من يشتري قلبا كميّا بلحية ... فإنّ اللّحى جاءت بغير قلوب

_ [1] سويد بن منجوف بن ثور السدوسي، كان زعيم بكر بن وائل بالبصرة، وأحد من هجاهم الأخطل. الحيوان 5: 162، والبيان 1: 326، والاشتقاق 212، والجمهرة 318، والأغاني 7: 174. وفي الطبري 6: 136 أن سويدا كان خفيف اللحية. [2] عبيد الله بن الحر الجعفي، قائد من الشجعان الأبطال، كان من أصحاب عثمان، وبعد مقتله انحاز إلى معاوية وشهد صفين، وكانت له منازعات مع مصعب بن الزبير، وصمد لرجال مصعب صمودا، ولكن أصحابه تفرقوا عنه فخاف أن يؤسر، فألقى بنفسه في الفرات فمات غرقا سنة 68. وكان عبيد الله شاعرا فحلا. انظر الطبري وابن الأثير في حوادث سنة 68، والخزانة 1: 296- 299. [3] جاءت نسبة البيتين في الحيوان 1: 134 إلى عبد الله بن الحارث. ويبدو أن ما هنا صوابه. والبيتان وردا بنسبتهما إلى عبيد الله بن الحرفي الطبري 6: 136- 137. [4] في الطبري: «أم بأية نعمة» . ومسلم هذا هو مسلم بن عمرو الباهلي، وكان من القواد على ميسرة إبراهيم بن الأشتر النخعي صاحب مصعب، وأصيب بجراحات شديدة في حرب مسكن التي كانت بين مصعب وعبد الملك بن مروان في سنة 72 ومات بها. وانظر الأغاني 17: 161- 164. [5] في الطبري: «أتى للماء والعير يسرب» ، وفي الحيوان: «دنا للماء من غير مشرب» ، وأشار الجاحظ إلى ما فيه من إقواء.

وكان قطبة بن حصرا [1] أقرع أزعر سنوطا، وكان سيّدا فارسا. وهو الذي يقول: لا يمنع المرء أن يسود وأن ... يحمل في القوم قلّة الشّعر [2] من يك ذا لمّة يقيّنها ... فهل تراني يضرّني زعري [3] وقال حصين بن القعقاع للأقرع بن حابس: يا أقرع الرّأس مع القذال ... وأعوج الرّجل من الشّمال [4] وقال الفرزدق: ألم تر أنّا بني دارم ... زرارة منّا أبو معبد [5]

_ [1] كذا ورد هذا العلم. [2] يحمل، من الحمالة، وهي الدية والغرامة التى يحملها قوم عن قوم. وكانوا يسمون السيد يفعل ذلك «الحمّال» ، و «صاحب الحمالة» ، ومنه قتادة صاحب الحمالة. وقول الفرزدق في عطارد بن حاجب بن زرارة (ديوانه 517 والبيان 1: 328) : ومنا خطيب لا يعاب وحامل ... أغرّ إذا التفّت عليه المجامع وقول جرير في رثائه للفرزدق (ديوانه 535) : صح بحمّال الديات ابن غالب ... وحامي تميم عرضها والبراجم والحمالة مقارنة للسّيادة. ويصح أن يكون وجهها «يجمل» ، من الجمال. [3] اللمة، بالكسر: ما ألم من الشعر بالمنكبين. يقيّنها: يزينها ويعنى بها. وفي الأصل: «يفينها» ، صوابه ما أثبت. يعني أنه إن كان في الناس من يتجمل بشعره فليس يضيرني ضآلة شعري وتفرقه. [4] انظر ما سبق ويروى: «وأعرج» ، بالراء. [5] في الأصل: «بنو دارم» ، صوابه من الديوان 202، والنقائض 788. وليس القصد الإخبار، وإنما المراد الاختصاص على الفخر والمدح. وأبو معبد: كنية زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم. وهو من عمومة أجداده، لأن جد الفرزدق هو صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم.

وناجية الخير والأقرعا ... ن وقبر بكاظمة المورد [1] وقال الرّشيد بن رميض [2] : جاءت هدايا من الرّحمن مرسلة ... حتى أناخت إلى أبيات بسطام [3] جيش الهذيل وجيش الأقرعين معا ... وكبّة الخيل والأزواد في عام [4] وكان حمران بن أبان النميري أقرع الرأس أجرد، وسنوط اللّحية ليس في وجهه شعر. وكذلك أبو زكريا يحيى بن أبي طلحة الأنصاري، إمام مسجد الجامع بالبصرة. ويقال إن بني الهجيم أثطاط [5] . قال الشاعر [6] :

_ [1] ناجية: والد جد الفرزدق. والأقرعان، هذا على التغليب، وهما الأقرع بن حابس بن عقال، وفراس بن جابس بن عقال. وفي النقائض 789: «والعرب إذا جمعوا بين اسمين أحدهما أنبه من الآخر وأخفّ في اللفظ جمعوهما به، فقالوا: سنّة المعمرين، يريد أبا بكر وعمر. وقالوا: الأحوصان، يريد الأحوص بن جعفر وابنه» . والقبر الذي بكاظمة هو قبر أبيه غالب. وأضاف كاظمة إلى المورد لأنها مياه تورد كثيرا دائمة الماء، فأضاف ذلك إليها. [2] رشيد بن رميض، سبقت ترجمته في ص 275 وفي الأصل: «رهيص» ، تحريف. [3] بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني. [4] الهذيل بن هبيرة التغلبي، ترجم في ص 522 وكبّة الخيل، بالفتح: جماعتها. والأزواد: جمع للزاد، وهو طعام المسافر. [5] الثط: جمع أثط، وهو القليل شعر اللحية. بنو الهجيم هم: عمرو، وسعد، وربيعة، أبوهم الهجيم بن عمرو بن تميم. الجمهرة 209، والاشتقاق 201، والمعارف 35. [6] هو جرير. ديوانه 581، والحيوان 1: 258، والبيان 3: 321، وعيون الأخبار 3: 225.

وبنو الهجيم سخيفة أحلامهم ... ثطّ اللّحى متشابهو الألوان [1] وكان عبد الله بن الزّبير نحيفا خفيف اللّحية جدّا، وكان يقول: عالجتها ستّين سنة، فلمّا بلغتها يئست منها. وكان الأقرع، أبو السائب بن الأقرع [2] ، من دهاة الرجال [3] . وكذلك السائب. قال: وكان اسم حاجب بن زرارة «زيد» ، وكان عظيم الحاجبين، ولذلك يسمّى حاجبا. أمّا قول الفرزدق: زرارة منّا أبو معبّد [4] فإنّما ذلك كقوله: وأبو قبيصة والرّئيس الأول [5] فجعل ضرار بن عمرو [6] أبا قبيصة. وكان زرارة يكنى أبا

_ [1] في البيان: «وبنو الفقيم» ، وفي الديوان: «إن الهجيم قبيلة مخسوسة» . [2] السائب بن الأقرع بن عوف بن جابر بن سفيان الثقفي. دخلت به أمه مليكة على رسول الله صلوات الله عليه فمسح رأسه ودعا له. استعمله عمر على المدائن. وولي أصبهان ومات بها. الإصابة 3050، والبيان 2: 263، والمعارف 41. [3] يقول فيه ابن عباس: «لم يكن للعرب أمرد ولا أشيب أشد عقلا من السائب بن الأقرع» . الإصابة 3050. [4] عجز بيت سبق في ص 518. [5] صدره في ديوان الفرزدق والنقائض 188: زيد الفوارس وابن زيد منهم والرئيس الأول هو محلم بن سويبط، من بني ثعلبة بن سعد بن ضبة، كما في النقائض. [6] هو أبو قبيصة ضرار بن عمرو بن زيد بن الحصين بن زيد بن صفوان، أخو بني-

خزيمة. وإنما ذلك كقول الشاعر [1] في معاوية بن أبي سفيان: فهبها أمّة هلكت ضياعا ... يزيد أميرها وأبو يزيد [2] استجاز ذلك لأنّه قد كان له ابن يسمى يزيد. ولو زعم أنّ ذلك كنيته كان قد كذب [3] . وضرار بن عمرو الضبّي كان يكني أبا عمرو، ولم يكن يكنى أبا قبيصة. وإيّاه يعني الشاعر: إبلغ ضرارا أبا عمرو مغلغلة ... أن كان قولك ظهر الغيب يأتينا [4] إنّ ضحيكا قتيل من سراتكم ... وإنّ عمران منكم فاعدلوا الدّينا [5] وإنّ عبيدا فلا يؤذي عشيرته ... نهيك خير له من نهي ناهينا

_ - ثعلبة بن سعد بن ضبة، كما في النقائض 189. [1] هو عقبة بن هبيرة الأسدي، كما في الخزانة 1: 343، 452. [2] في الخزانة: «فهبنا أمة ذهبت» . [3] أما كنية معاوية التي عرف بها، فهي أبو عبد الرحمن. وعبد الرحمن ولد معاوية ولم يعقب عبد الرحمن. المعارف 152- 153. [4] الأبيات في البيان 3: 314 بدون نسبة كما هنا. وفي البيان بيت رابع هو بعد الأول هنا، وهو: ارهن قبيصة إن صلح هممت به ... إن ضرارا لكم رهن بما فينا والمغلغة: الرسالة تحمل من بلد إلى بلد. [5] في البيان: «وإن حطان منكم» .

باب القول في الأيمن والأعسر والأضبط وفي كل أعسر يسر [1]

باب القول في الأيمن والأعسر والأضبط وفي كلّ أعسر يسر [1] قال الأعسر: من العسر: يزيد بن حذيفة الأعيسر [2] ، وهو الذي كان أسر الهذيل التغلبي [3] في الجاهليّة من ولده سعر بن يزيد [4] ، وكان رأس بني تميم. وابنه مجّاعة بن سعر [5] ، وكان من وجوه بني تميم. وقد ولي الولايات، وقاد الجيوش. ومن العسر: حابس بن خبيس الأعسر الأزرقيّ، وهو القائل:

_ [1] في الأصل: «أعسر وأيسر» ، صوابه ما أثبت. [2] ذكره ابن دريد في الاشتقاق 249 بلقب «الأعيس» ، في رجال بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وقال: «ويزيد هذا هو الأعيس الذي أسر الهذيل التغلبي في الجاهلية. والأعيس من العيس، وهو من ألوان الإبل بياض تخلطه حمرة» . [3] الهذيل بن هبيرة التغلبي والثعلبي أيضا. [4] في الأصل: «سعد بن يزيد» . وانظر ما سيأتى. [5] في الأصل: «مجاعة بن سعد» بالدال، وإنما هو «مجاعة بن سعر السعدي» ذكره الطبري 6: 395 في حوادث سنة 85، وابن الأثير 4: 282 في حوادث 68، وأنه قتل بعمود كان معه أربعة عشر رجلا من الخوارج. وذكره ابن الأثير أيضا في 4: 380 في حوادث سنة 75 أنه مات بعد سنة بمكران فقيل فيه: ما من مشاهدك التي شاهدتها ... إلّا يزيدك ذكرها مجّاعا وذكره أيضا ابن حبيب في المحبر 484 باسم مجاعة بن سعر السّعدي، وأن الحجاج وجّهة إلى أهل عمان بعد أن صلبوا أخاه القاسم بن سعر السعدي.

واعسر في الحرب ذي تدرء ... إذا الحرب ألقت لها كلكلا [1] تهكّم فيها على قرنه ... ولم يرعنها له معدلا [2] فلست أبالي إذا ما قتل ... ت كبش الكتيبة أن أقتلا [3] ومن العسر: زهير بن عمرو بن معاوية الضّبابي [4] ، كان أوّل من خرج على أبي الجون [5] ولقيط وحاجب ابني زرارة، وعلى ذلك الجيش أجمع يوم شعب جبلة، وهو قابض بيمينه على ذنب فحل أعور، وقابض بيساره على السّيف صلتا وهو يقول: أنا الغلام الأعسر ... والخير فيّ والشّرّ والشّرّ فيّ أكثر [6] فقال: حاربنى أعسر، وذوناب أعور، ارجعوا يا بني أسد! فكان

_ [1] ذو تدرأ، أي ذو حفاظ وقوة على أعدائه ومدافعة، يكون ذلك في الحرب، ويكون في الخصومة أيضا. [2] تهكّم عليه: اشتدّ غضبه، ودارك الطعان، وتبختر بطرا. [3] كبش الكتيبة: قائدها وحاميها. [4] ذكره ابن حزم في الجمهرة 287 وأنه قتل يوم جبلة. على أن القصة والرجز التالي ينسب إلى معاوية بن عبادة بن عقيل في النقائض 661، والأغاني 10: 36. أما صاحب العقد 5: 142 فيذكر أن الرجز لغلام أعسر، ولم يعين أسمه. [5] لعله «ابن الجون» فإن المذكور من فرسانهم في يوم شعب جبلة هو حسان بن عمرو بن الجون، ومعاوية بن شرحبيل بن أخضر بن الجون. جمهرة ابن حزم 248، والنقائض 656. وفي كامل ابن الأثير 1: 583 أن معاوية بن الجون كان على رأس بني أسد وفزارة يوم شعب جبلة. [6] في الأغاني: «والضر في أكثر» .

ذلك أوّل هزيمتهم. قال: ومن العسر: زهير بن مسعود بن سلمى [1] الشاعر الضّبّي، وكذلك كان يدعى. ومن العسر: كردوية الأقطع [2] رئيس بطارقة سندان وتكاكرة [3] الفتيان، فكان يضرب بيده اليسرى على عادته الأولى، ولم يضرب احدا إلّا حطمه، وكان إذا ضرب قتل، فإن لم يصب بعموده الضّربة سقط، لأنّ جناحه الآخر كان مقطوعا. وكان محمد بن يزيد [4] مولى المهالبة، أشدّ الناس في فتنة سندان [5] ، له في كلّ يوم يكون فيه حرب أسير يأخذه من صفّ عدوّه عنوة أخذيد،

_ [1] مضت ترجمته في الورقة ص 255. [2] كردويه الأقطع، ورد ذكره في البخلاء 42 في حديث خالد بن يزيد مولى المهالبة، في وصيته لابنه، يقول له: «لم تشهدني وكردويه الأقطع أيام سندان، ولا شهدتني في فتنة سرنديب» . سندان: بفتح أوله وآخره نون: مدينة في ملاصقة السند بينها وبين الديبل والمنصورة نحو عشر مراحل. وفيها يقول البحتري (ديوانه 1167) : ولقد ركبت البحر في أمواجه ... وركبت هول اللّيل في بيّاس وقطعت أطوال البلاد وعرضها ... ما بين سندان وبين سجاس [3] التكاكرة: جمع تكّرىّ، بضم التاء وتشديد المفتوحة، وهو القائد من قواد السند، وفي الأصل: «بكاكرة» ، تحريف. [4] هو محمد بن يزيد بن حاتم المهلبي، وهو أخو خالد بن يزيد الذي مضى ذكره في الحواشي. كان عاملا لمحمد الأمين على الأهواز. وقد لقي مصرعه على يد طاهر بن الحسين سنة 196. ورثاه بعض المهالبة بقوله: فتى لا يرى أن يخذل السيف في الوغى ... إذا ادّرع الهيجاء في النقع واكتنى [5] في الأصل: «سنداد» ، تحريف. وانظر ما سبق في الحواشي.

فيضجعه ويذبحه والناس ينظرون إليه، فشدّ عليه كردوية ذات يوم، وثبت له محمد بن يزيد، فاختلفا ضربتين، فضربه كردوية ضربة خرّمنها ميّتا لم يفحص برجل، ولم يتحرك له عرق. وكان كردويه مع فتكه وإقدامه يتشيّع، فكان لا يبدأ بقتال حتى يبتدأ. قال: وممّا جاء في الشعر من المثل بضرب الأعسر ورميه من قول الشاعر [1] : كأنّ الحصى من خلفها وأمامها ... إذا نجلته رجلها خذف أعسرا [2] وقال شمّاخ بن ضرار: لها منسم مثل المحارة خفّه ... كأنّ الحصى من خلفه خذف أعسرا [3] وقال مزرّد بن ضرار في ضيف له شرب عسّا من لبن، فوصف خفّته على يديه وسرعة إهوائه به إلى فيه:

_ [1] هو امرؤ القيس. ديوانه 64 واللسان (المقاييس: خذف، نجل) . [2] ينعت ناقته. نجلته: فرّقته ورمت به. والخذف، بالخاء المعجمة: الرمي بالحصى ونحوها، فإن كان بالعصا وشبهها فهو الحذف بالحاء غير معجمة. وخص الأعسر لأنّ رميه لا يكون مستقيما. [3] ديوانه 30، واللسان (عسر 240) بدون نسبة. والمحارة: الصدفة. جعل خف ناقته كالمحارة في صلابتها. والمنسم، كمجلس: طرف الخف، وهما منسمان في مقدمه، بهما يستبان أثر البعير الضال.

فواجهه جذلان حتّى أمرّه ... بيسرى يديه كالشّمال المخاطر [1] وأنشد في صفة الفرس: فبات يغنّي في الخليج كأنّه ... كميت مدمّى أصبح اللّون أقرح [2] والخليج: المقود المفتول شزرا، وهو ما يفتل على العسراء. ومن الفتل: القبيل والدّبير [3] . وكذلك قوله [4] :

_ [1] هذا البيت مما أغفله ديوان مزرّد تحقيق خليل العطية. والمخاطر: الذي يراهن غيره، فإذا سبق حاز الخطر، وهو القصبة التي تكون علما للفوز. وفي حماسة ابن الشجري 287، حيث ساق أبيات القصيدة مع نسبتها لجبيهاء الأشجعي: «كاشتمال المخاطر» . [2] البيت لتميم بن مقبل في ديوانه 38، واللسان (خلج 82) . وفي الأصل: «أفرع» ، تحريف. والأقرح: الفرس في جبهته قرحة، وهي بياض يسيردون الغرّة. يصف وتدا شجّ رأسه وبات والخيل تصهل حوله، فكأنّ هذا غناء له. والخليج سيأتي تفسيره عند الجاحظ. والكميت: الأحمر يخالط حمرته سواد. والأصبغ من الخيل: ما ابيضت ناصيته. وقبل البيت: وضمنت أرسان الجياد معبدا ... إذا ما ضربنا رأسه لا يرنّح فبات يقاسي بعد ما شجّ رأسه ... فحولا جمعناها تشبّ وتضرح ضرحت الدابة برجلها: رمحت. [3] اختلف في تفسيرهما، فقيل القيبل في قوى الحبل كل قوة على قوة، وجهها الداخل قبيل، والخارج دبير. وقيل القبيل: ما أقبل به الفاتل إلى حقوه. والدبير: ما أدبر به الفاتل إلى ركبته. [4] هو أمرؤ القيس. ديوانه 120، واللسان (سلك 328 خلج 84 لأم 3 نبل 166) .

نطعنهم سلكى ومخلوجة ... لفتك لأمين على نابل [1] طعن على الاستقامة، وعلى العسراء. ووصف الآخر صقرا له ينقضّ ويضرب بمخلبه فقال: حتّى انتحى كالنبطيّ الأعسر [2] ... قال وليس الولد إلّا من البيضة اليسرى [3] قالوا: ولذلك قال الجارود بن أبي سبرة الهذليّ [4] في شماتته ببلال بن أبي بردة حين عذّب [5] :

_ [1] السّلكى: المستقيمة حيال الوجه. والمخلوجة: ما كانت على اليمين واليسار. واللأم: السهم عليه ريش لؤام يلائم بعضه بعضا، وهو ما كان بطن القذّة منه يلى ظهر الأخرى. وفي اللسان (نبل) أن أمرأ القيس سئل وهو يشرب طلاء مع علقمة بن عبدة عن معنى هذا فقال: «مررت بنابل وصاحبه يناوله الريش لؤاما وظهارا، فما رأيت أسرع منه ولا أحسن، فشبهته به» . الظّهار، بالضم ما يلى الشمس والمطر من الجناح. [2] الانتحاء: الاعتماد على الجانب الأيسر في السير ونحوه. والنبطي: واحد الأنباط، وهم جيل كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين. [3] انظر الحيوان 1: 123، والبيان 1: 330. [4] الجارود بن أبي سبرة سالم بن سلمة الهذلي البصري. روى عن أبيه، وطلحة بن عبيد الله، وأنس، ومعاوية. وعنه: قتادة، وثابت البناني وغيرهما. توفي سنة 20. تهذيب التهذيب. وذكر الجاحظ في البيان 1: 330: أنه كان شاعرا مفلقا. [5] الخبر والشعر في البيان 1: 330.

يقرّ بعيني أنّ ساقيه دقّتا ... وأنّ قوى الأوتار في البيضة اليسرى [1] قالوا: فأمّا النّفس من المنخرين جميعا فإنّه مقسّم بالسّاعات عليها بأعدل قسمة [2] ، فإن الإنسان ليس يتنفّس في كل حالاته من المنخرين جميعا، إلّا أن يستكره ذلك. فأمّا إذا ترك الطّبيعة وسومها وسجيّتها [3] فإنّها تدفع النّفس وبخار الجوف، وتجلب روح النّسيم ساعة من الأيمن وساعة من الأيسر. وقال جهيل اليشكري يصف تعاقب عيني الذئب إذا قسم الحراسة بينهما إذا نام: وأعور من يمناه ما شاء مرّة ... وإن شاء من يسراه ما كان راقدا لقد فزت دون العور أوس برتبة ... فأعطيت نابا يفلق الصّخر حاردا [4] وقال حميد بن ثور في صفة نوم الذئب:

_ [1] في البيان: «لقد قر عيني» . [2] في الأصل: «إن» . [3] خلّاه وسومه: تركه وما يريد. وأصل السوم التكليف. وانظر الحيوان 5: 512/7: 212. [4] أوس، أي يا أوس. وأوس، هو الذئب، اسم له معرفة. والرتبة: المنزلة والخاصة. والحارد: الشديد الفتك، وأصله من الحرد وهو شدّة الغضب، ومنه قيل أسد حارد وليوث حوارد.

ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي ... بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع [1] فلم يرض بما قال حميد حتى قسم بينهما الحراسة على السّواء. وحميد إنّما قال هذا على سبيل المثل لا على التحقيق. قالوا: والسّباع هي الظاهرة عليها والآكلة لها. وكانت البهائم هي المغلوبة والمأكولة. وفي القياس أن الصائد أرفع من الصّيد. والسّباع عسر. والدّليل على ذلك أن سيّد السباع ورئيسها، وهو الأسد، كذلك، [و] كلّ شيء [2] صوّر على صورته، وحمل على تركيبه. ولو تفقدتم ذلك من سنانير البيوت، والدّور لوجدتموها عسرا. ويدلّ على ذلك قول أبي زبيد الطائي، وكان بأخلاق السّباع، وعادتها عارفا، وقال في صفة الأسد: فيضرب بالشّمال على حشاه ... وقد نادى فأخلفه الأنيس [3] قالوا: وليس الأيمن بيمينه بأشدّ رمية ولا أشدّ ذهابا من الأعسر بيساره. ورأينا الأيمن يتعلّم الرمي بالعسراء فتكون رميته أشدّ وأسدّ، ولم نر

_ [1] ديوان حميد 105، والحيوان 6: 647، والشعراء 352، وعيون الأخبار 2: 82، والمصون 74، وأمالي المرتضى 2: 213، والعينى 1: 562. [2] في الأصل: «وهو الأسد وكذلك كل شيء» ، والوجه ما أثبت، بتأخير واو «وكذلك» إلى ما بعدها. [3] سبق الكلام على هذا البيت في ص 360.

أعسر قطّ يتعلّم بيمينه الرّمي. ولو أن إنسانا علّق أوتار العود على العسراء لم يكن في الأرض أيمن يضرب به، ولا يتعاطى ذلك منه ولم يطمع فيه [من] [1] غير أن يغيّر تلك الأوتار. وقد كان علّويه [2] يتناول العود وأوتاره على اليمين، فيضرب وهو أعسر، من غير أن يغيّره، ضربا يعجز عنه كلّ أيمن في الأرض. قالوا: ومتى لقي في الحرب رجل أعسر رجلا أيمن مع كل واحد منهما سيف أو عصا كان الأيمن أشدّ هيبة للأعسر من الأعسر للأيمن. قالوا: وكلّ طفل في الأرض فهو أعسر، لا يختلفون في هذا، حتّى إذا شبّوا افترقوا فصار منهم الأعسر، والأيمن، والأضبط، ومنهم من يصير أعسر يسرا. إلا في إمساك الثّدي [3] فإن الطّفل أكثر ما يمسكه باليمين. قالوا: كلّ بهيمة في الأرض، وكلّ سبع من ذوات الأربع فإنه إذا ربض لا يربض إلّا على شقّه الأيسر، يتجافى عن الشّق الذي فيه الكبد، لقلة احتمال الكبد للحمل عليها، بلا تعليم ولا تلقين، ولكن بإلهام خالقها،

_ [1] تكملة يفتقر إليها الكلام. وانظر ما سيأتي. [2] علويه المغني الأعسر، سبقت ترجمته في ص 169. [3] في الأصل: «الثاني» ، تحريف.

وبتعريفه لها مصالحها، فسبحانه [1] . ومن ذلك قول إسحاق بن دينارويه المتطّبب لابن عبد الملك: حاجتي أن ترفع المتّكأ عن يمينك، وتخرج العدس من مطبخك [2] . قالوا: لو هرب هارب من حرب أو سبع أو ما أشبه ذلك، وقد ترك نفسه على سومها ولم يستكرهها على غير سجيّتها، فإنّ ذلك الهارب لا يوجد إلّا في الشّق الأيسر [3] ، إلّا أن يخرج لسانه، فإنه إن أخرجه من حاقّ وهل الجنان [4] ، أو من حاقّ الجدّ والاجتهاد، فإنّه يعدل به إلى يمينه عن شماله [5] . وكذلك الثّور إذا هرب من الكلاب. ولذلك قال عبدة بن الطّبيب [6] :

_ [1] انظر مثيل هذا النص للجاحظ في الحيوان 5: 512 مع عزو هذا القول إلى «أبي عتاب» . [2] انظر ما مضى. [3] في الحيوان 5: 513: «وليس في الأرض هارب من حرب أو غيرها استعمل الحضر، إلا أخذ على يساره، إلّا إذا ترك عزمه وسوم طبيعة» . [4] حاقّ الأمر: شدّته. وللجاحظ ولوع باستعمال هذا اللفظ. انظر فهرس اللغة في كتاب الحيوان 8: 135. والوهل: الفزع والخوف.. [5] أنظر مثل هذا في الحيوان 5: 513- 514. [6] عبدة بن الطبيب، وأسم الطبيب يزيد، بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبد الله بن عبد نهم بن جشم بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم: مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم، وشهد مع المثني بن حارثة قتال هرمز سنة 13. الإصابة 6386، والأغاني 18: 161- 164، والشعراء 727- 728. وله المفضليتان 26، 27.

[مستقبل الرّيح يهفو] وهو مبترك ... لسانه عن شمال الشّدق معدول [1] وأنشد الأصمعيّ لبعض الشعراء، وهو يمدح قوما بخلاف أخلاق الهرب: إذا فزعوا لم يأخذوا عن شمالهم ... ولم يمسكوا فوق القلوب الخوافق ومن النساء نساء يعملن كل شيء بأيمانهنّ غير النّقاب وغير ضرب الدّفّ. قالوا: ومن العرب قبائل تدير الكأس عن اليسار، منهم باهلة بن أعصر. وقد قال الشاعر: وباهل لا تسقي على اليمن كأسها ... سقاها من المهل المذاب مليكها [2] وقد قال الشاعر في النساء اللّواتي يلبسن الثياب باليسار واليمين: يلثن الخزّ ميمنة ويسرى ... بغيلات أناملها طفول [3]

_ [1] تكملة البيت من المفضليات 140. وفي الأصل: «وهو؟؟؟» بدون نقط للكلمة الثانية، تحريف. وإنما يستقبل الريح يستروح بها من حرارة التعب وجهد العدو. والمبترك: الذي يعتمد في سيره لا يترك جهدا. معدول: ممال. يريد أنه قد دلع لسانه يلهث من الإعياء. [2] اليمن، بالفتح: مصدر يمن ييمن: أخذ ذات اليمين. وانظر اللسان (يمن 353) . والمهل: النحاس المذاب. [3] اللوث: الإدارة، كما تدار العمامة والإزار. والخز، أى الثياب المتخذة من الخز،-

وشدّت الذّئاب على غنم ناس عسر يرمون عن أشملهم، فقال في ذلك قائلهم: الحمد لله الذي أرضان ... بمقتل السّرحان بعد السّرحان [1] ما صبّها على شياه العسران [2] ... يرمون بالأشمل قبل الأيمان وعن عمرو بن جميع [3] عن ليث بن أبي سليم [4] قال: قال علي بن أبي طالب: اللّحم من اللّحم، فمن لم يأكل اللّحم أربعين يوما ساء خلقه، ومن ساء خلقه فأذّنوا في أذنه اليمنى» [5] . قالوا: ولم يقل في اليسرى.

_ - وهو صوف وإبرايسمم أو إبريسم فقط. والغيلات، أراد بها الأيدي الريانة الممتلئة، يقولون: ساعد غيل: ريان ممتلىء. والطفول: جمع طفل، بالفتح: وهو البنان الرخص. [1] السرحان، بالكسر: الذئب. [2] ما صبّها، أي ما جعلها تعيث في تلك الشياه. يعني الذئاب التي انصبت على الغنم. وفي الأصل: «شيا العسران» . [3] أبو المنذر أو أبو عثمان عمرو بن جميع الكوفي. وجميع بهيئة التصغير كما في المشتبه 177. قال ابن حجر: كان على قضاء حلوان، كذبه يحيى بن معين. وقال الدارقطني وجماعة: متروك. لسان الميزان 4: 358- 359. وفي تاريخ بغداد 6654: حدث عن يحي بن سعيد الأنصاري، وسليمان الأعمش، وليث بن أبي سليم، وجويبر بن سعيد. وروى عنه أبو إبراهيم الترجماني، وسريج بن يونس، وأبو عمرو الدوري وغيرهم. وقال: كان ببغداد جارا لخلف بن سالم. [4] ليث بن أبي سليم بن زنيم القرشي، واسم أبي سليم أيمن، أو أنس، أو زياد، أو عيسى. روى عن طاوس ومجاهد وعطاء وعكرمة وغيرهم. وعنه: الثوري، والحسن بن صالح، وشعبة بن الحجاج، وجماعة. مات سنة 148. تهذيب التهذيب. [5] كناية عن أنه يصير كالمحتضر الذي يلقّن الشهادتين.

قالوا: وأنتم لا ترضون إلّا بالتفضيل، ولا من التفصيل إلّا بالإفراط، والروايات المأثورة، والأخبار الصحيحة، والأحكام المستعملة، تردّ عليكم مذتبيّن نكر [1] مقالتكم. روى يزيد بن هارون [2] عن حميد [3] عن أنس قال: «بصر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنخامة في المسجد فحكّها ثم قال: إنّ أحدكم إذا كان يصلّي استقبلته الرّحمة [4] ، وكان ربّه بينه وبين القبلة، فلا يبزقنّ أمامه ولا عن يمينه ولا عن يساره، يفعل هكذا» [5] ثم بصق في ثوبه وردّ بعضه على بعض. قالوا: فلم نر النبيّ عليه السلام قدّم يدا على يد، ورأيناه قد ساوى بينهما.

_ [1] في الأصل: «مذهس مكو» . [2] يزيد بن هارون، سبقت ترجمته في ص 417. [3] حميد بن أبي حميد الطويل، المترجم في ص 385. [4] لعله «ملائكة الرحمة» ، وفي حديث أبي هريرة عند ابن ماجة 1: 262: «إن أحدكم إذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الّذي صلى فيه يقولون: «اللهم أغفر له، اللهم ارحمه» . [5] أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي (في الصلاة) ، والنسائي، وابن ماجه (في الطهارة) . ذخائر المواريث 1: 84. قلت: وأخرجه الدارمي أيضا في السنن 1: 324.

وأبو معاوية [1] عن الأعمس، عن إبراهيم [2] قال: قال عبد الله: «لا يجعلنّ أحدكم الشيطان من صلاته جزءا: أن لا يرى [3] أنّ حتما عليه ألّا ينصرف إلّا عن يمينه، فقد رأيت رسول الله عليه السلام أكثر ما ينصرف عن يساره» . وهذا الحديث أشدّ عليكم من الأوّلين. وروى أبو هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه «كان يبدأ بالميامن» [4] ، فدعا عليّ بالوضوء فبدأ بمياسره وقال: «لأكذّبنّ حديث أبي هريرة» !

_ [1] هو أبو معاوية الضرير محمد بن خازم- بمعجمتين- التميمي السعدي الكوفي. يقال عمي وهو ابن ثمان سنين أو أربع. روى عن عاصم الأحول، والأعمش، وداود بن أبي هند وغيرهم. وعنه: أسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وكثيرون. قال وكيع: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية. توفي سنة 113. تهذيب التهذيب، والتقريب، ونكت الهميان 247. ويفهم من ترتيب الصفدي في النكت أن أباه «حازم» بالحاء المهملة. والأوثق في ضبطه الخاء المعجمة كما في التهذيب، والتقريب، والمشتبة للذهبي 201. [2] إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي. روى عن مسروق، وعلقمة، وشريح القاضي، وجماعة. وعنه: الأعمش، وحماد بن سليمان، ومغيره بن مقسم الضبي، وخلق. وكان مفتي أهل الكوفة، ومات وهو مختف من الحجاج سنة 96. تهذيب التهذيب. [3] في الأصل: «ألا ترى» ، تحريف. ولفظ حديث عبد الله في صحيح مسلم 2: 153: «لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا، لا يرى إلّا أنّ حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه. أكثر ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينصرف عن شماله» . ونحوه في سنن أبي داود 1: 273، وسنن الدارمي 1: 311 كلاهما من حديث عبد الله. [4] أخرجه البخاري في (الوضوء والجنائز) ، ومسلم في (الجنائز) ، وابن ماجه في (الطهارة) .

قالوا: وجدنا ديات الأيدي والأصابع والأرجل والآذان سواء [1] . فإن اعتللتم بأنّ الكبد بالشّق الأيمن، والطّحال بالشّقّ الأيسر، وزعمتم أنّ الكبّر أرفع منزلة من الطّحال، فالفؤاد [2] الذي هو سيّد الأعضاء مركّب في الجوف ممّا يلي اليسار دون اليمين. وهذه أيضا فضيلة لليسار على اليمين. قالوا: ووجدنا فقهاءنا وعوامّنا لا يتختّمون إلّا في اليسار، ومعاينة الخواتيم في الأصابع ليس للخاصّة فيه فضل على العامة، فنحن لا ندع هذا الأمر الظاهر للرّواية الشاذّة. وروى المعلّى [3] ، عن أبي بكر بن عيّاش [4] ، عن أبي إسحاق [5] ، عن صلة [6] أو يحيى بن جارية، عن عمار بن ياسر قال:

_ [1] أي لا فرق بين الأيمن والأيسر منها. [2] في الأصل: و «الفؤاد» . وإنما هو ردّ على زعم تفضيل الأيمن على الأيسر. [3] هو المعلى بن منصور، سبقت ترجمته في ص 396. [4] أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي. روى عن أبيه، وأبي إسحاق السبيعي، وحميد الطويل، وجماعة. وعنه: الثوري، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. توفي سنة 94. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة 3: 96. [5] أبو إسحاق السّبيعي، وهو عمرو بن عبد الله بن عبيد الكوفي. والسبيع، بفتح السين: حي من همدان. روى عن علي، والمغيرة وقد رآهما، وعن سليمان بن صرد، وصلة بن زفر، وغيرهم. وعنه: قتادة، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وجماعة. توفي سنة 126. تهذيب التهذيب. [6] صلة بن زفر العبسي الكوفي. روى عن عمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان، وابن مسعود، وغيرهم. وعنه: ربعيّ بن حراش، وأبو إسحاق السّبيعي، وأيوب السختياني، وجماعة. ومات في ولاية مصعب بن الزبير. تهذيب التهذيب.

«رأيت النبي عليه السلام عن يمينه ويساره» [1] فقد سوّى بينهما.

_ [1] في الحديث سقط لعله: «ينصرف عن يمينه أو يساره» ، في الانصراف بعد الصلاة. وفي حديث رواه أبو داود عن والد رجل من طيىء أنه صلى مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان ينصرف عن شقيه. انظر السنن برقم 1041..

باب ما جاء في فضل الأيمن على الأيسر

باب ما جاء في فضل الأيمن على الأيسر قال الأيمن: الناس كلّهم يقتسمون في هذا الباب على أربعة أقسام: أيمن، وهو الذي يكون أكثر أعماله بيمينه؛ وأعسر، وهو الذي يكون أكثر أعماله بيساره؛ وأضبط، وهو الذي يعمل بهما جميعا؛ وأعسر يسر، وهو الذي يكون استعماله ليمينه كاستعماله ليساره سواء، وكان عمر بن الخطّاب أعسر يسرا [1] . الأصمعيّ عن بعض رجاله قال: نظر أعرابيّ إلى عمر ثم قال للناس: «ما رجل رأيته أعسر يسرا، لا يأخذ أحدا إلّا كدس به [2] ، إمّا أن يكون خير النّاس أو شرّ الناس» . وقد روى الناس عن الأحنف أنّ عمر كان أعسر يسرا. وقد جعل النّاس كثيرا [3] الأضبط، مثل عامر بن الأضبط [4] ، وهو

_ [1] في الأصل: «أعسر يسر» هنا وفي المواضع التالية، «يسر» إنما هو معرب مصروف وانظر اللسان (عسر 240 يسر 161) . [2] كدس به الأرض: صرعه وألصقه بها. [3] في الأصل: «كسر» بإهمال النقط. [4] عامر بن الأضبط الأشجعي، ذكره ابن حزم في الجمهرة 181 كما ذكره ابن حجر في الإصابة 4356. واتفقا على أن محلّم بن جثّامة قتله، ويضيف ابن دريد في الاشتقاق 287 أنه قال عند مقتله: «لا إله إلا الله» ، فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: ألا شققت عن قلبه؟ ودعا عليه رسول الله، فمات ودفن فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إن الأرض لتقبل من هو شرّ من صاحبكم، ولكن الله عز وجل أراد أن يعظكم» . وفي الأصل هنا: «أبي عامر الأضبط» ، والصواب ما أثبت.

الذي قتله محلّم بن جثّامة [1] ، أضبط الناس، وجعلوا الأضبط بن قريع كذلك. فإن كان اسمه أضبط فقد بطل دليلهم، إلّا أن يكون له اسم غير الأضبط. وكذلك القول في البيت الذي أنشدوه في الناقة حيث يقول الشاعر [2] : عذافرة ضبطاء تخدي كأنّها ... فنيق [غدا يحمي السّوام السّوارحا] [3] فلعلّه ذهب إلى الضّباطة [4] ، إلّا أن تكون الناقة قد كانت تقدّم يدها اليمنى مرّة واليسرى مرّة. وهذا لا يعرف. وقد قالوا في الفرس الأعسر الذي يغرق البتّة من [بين] جميع الخيّل [5] . وزعموا أنّه إذا مشى قدّم يده اليسرى. فأحسب أنّ الذي ذكروا من ذلك، كما ذكروا لأيّة علّة إذا كان أعسر غرق، ونحن نجد الأعسر من الناس سابحا ماهرا مثل الأيمن، لا ندري ما هذا. إلّا أنّا قد علمنا أنّ من الخيل ما لا يسبح، وهو الذي يسمّونه الأعسر، ليس عندنا إلّا هذا.

_ [1] في الأصل: «ملجم بن جثامة» ، صوابه ما أثبت من الاشتقاق والجمهرة والإصابة 7746. [2] هو معن بن أوس، كما في اللسان والمقاييس (ضبط) ولم يرد في ديوانه. [3] ورد البيت مبتورا في الأصل، وإكماله من اللسان والمقاييس. والعذافرة: الناقة الصلبة القوية. تخدي، من الخدي، وهو ضرب من السير السريع. والفنيق: الفحل المقرم لا يركب لكرامته على أهله. [4] الضباطة: مصدر كالضبط، وهو الحزم والقوة. [5] انظر الحيوان 2: 180/7: 119.

وجميع الحيوان إذا سقط في الماء سبح ونجا، إلّا الإنسان، والقرد، والفرس الأعسر. فأما الإنسان فإنّه بالتعليم يصير سابحا. وإما القرد والفرس الأعسر فليس إلى سباحتهما سبيل. والحيّات تسبح إلا بعض الحيّات فإنّ لها سباحة سوء [1] . فأمّا العقرب فإنك إذا القيتها في الماء لم ترسب [2] ، ولم تطف، ولم تتحرّك [3] ، ولكنها تبقى في وسط عمق الماء غير زائلة عن مكانها. وهذا عجب. وقد زعم أناس أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص كان أعسر أيسر؛ لأنه كان يقاتل في حرب صفّين [بسيفين] [4] وهذا لا يكون. وممن كان يتقلّد سيفين في الحرب ولا يضرب بهما معا، بيد ولا بيدين: عبّاس النخشيّ [5] . وأنا رأيت رمحه وكان كلّه من حديد. وكان الصّفرى الذي قتله ابن زغلول أيّام المبيّضة يتقلّد بسيفين. وكان الفضل بن سهل يتقلّد بسيفين، يجعلهما كالوشاح.

_ [1] الحيوان 2: 180/7: 119، وعيون الأخبار 2: 67- 68. وانظر لسباحة الحيات الحيوان 5: 119، 351. [2] في الأصل: «ترسب» بدون «لم» ، صوابه من الحيوان 5: 118. [3] في الأصل: «ولن تطف ولن تتحرك» ، تحريف. وانظر الحيوان 5: 118، 119، 354/7: 119. [4] تكملة يفتقر الكلام إليها. ومع هذا قد تتبعت وقعة صفين لنصر بن مزاحم في جميع مظان هذا فلم أجد له أثرا. [5] لعله «النخشبي» . ونخشب من مدن ما وراء النهر بين جيحون وسمرقند.

وقد تقلّد خالد بن الوليد في يوم مؤتة عدّة أسياف، وانقطعت في يده تسعة أسياف. وكان عمرو بن معد يكرب يقول: عليكم بالنّفح [1] ، وإيّاكم والهبر [2] فإنّه يقطع متن السّيف. ولم يكن عمرو أعرف بذلك من خالد. وقد يستعمل الرجل يديه جميعا في مواضع نحن ذاكروها إن شاء الله. وقالت امرأة [3] ترثي عمير بن معبد بن زرارة: أعيني ألا فابكي عمير بن معبد ... وكان ضروبا باليدين وباليد [4] يعنى باليد السّيف [5] ، ويعنى باليدين القداح. وقربوا إلى حسّان بن ثابت طعاما بعد أن كفّ بصره فقال لابنه: «أطعام يد أو يدين» [6] طعام اليد: الثّريد وما أشبه ذلك من الحرير [7]

_ [1] نفحه بالسيف: تناوله من بعيد شزرا. [2] الهبر: الضرب الذي يقطع اللحم. [3] هي دختنوس بنت لقيط بن زرارة، كما في الشعراء 711، وفصل المقال للبكري 359 حيث ورد إنشاد البيت التالي. وقد جاء بدون نسبة في الحيوان 6: 424/7: 260، والمعاني الكبير 1153، والميسر والقداح 140. [4] رواية «عمير بن معمر» عند ابن قتيبة خطأ، لأن زوجها هو عمير بن معبد بن زرارة كما في الحيوان 7: 260. وانظر قصة زواجها بتفصيل في فصل المقال 358- 359. [5] في الأصل: «بالسيف اليد» . [6] الخبر في الحيوان 6: 424/7: 260. [7] الحرير: جمع حريرة، كما أن الخزير جمع خزيرة، وهما متقاربان في الصنع،-

والعصائد [1] ، والحيس [2] ، والوطيّة [3] ، والأرز، والفالوذج وما أشبه ذلك. وطعام يدين كالشّواء وما أشبه ذلك. وقال يزيد بن أسيد [4] لغلام له وقد أتوه بأسير: اضرب، ولم يزده على ذلك، فقال الغلام: بيدين أو بيد؟ فقال: بيدين. فضرب عنقه. فأعتقه يزيد بن أسيد، وزوّجه، وأدناه؛ للذي رأى من فهمه وجودة استفهامه. وقال الفرزدق في مثل ذلك حين ضرب عنق الروميّ فنباسيفه، فضحك النّاس [5] : أيعجب النّاس أن أضحكت خيرهم ... خليفة الله يستسقى به المطر [6]

_ - كلاهما دقيق يلقى على مرق أو لبن، وقيل لا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم. ولم تنص المعاجم على الحرير بالحاء المهملة، ولكنها قريبة التناول. [1] العصائد: جمع عصيدة، وهي دقيق يلتّ بالسمن ويطبخ. [2] الحيس: جمع حيسة، وهو طعام يتخذ من التمر والأقط والسمن. وانظر للحيسة ما أورده الجاحظ في الرسائل 4: 116. [3] الوطية: مسهّل الوطيئة، وهي تمر يخرج نواه ويعجن بلبن، أو هو تمر يجعل في برمة ويصب عليه الماء والسمن. [4] يزيد بن أسيد السلمي، مضت ترجمته، على أن الخبر قد ورد في الحيوان 7: 260- 261، وأوله: «وقال بعض السلاطين لغلام من غلمانه» . [5] انظر هذه القصة بتفصيل في النقائض 384، والأغاني 14: 82- 83، والعمدة 1: 126 والغيث المنسجم 2: 113. [6] في النقائض والأغاني: «أيضحك الناس أن أضحكت سيدهم» . ورواية الديوان 361 كما هنا.

ولن يقدّم نفسا قبل ميتتها ... جمع اليدين ولا الصّمصامة الذكر [1] لأنّهم كانوا يفعلون [كذلك] [2] إذا ضربوا الأعناق. وقالت بنت عتيبة بن مرداس [3] ترثي أباها: وكان أبى عتيبة شمّريّا ... ولا تلقاه يدّخر النّصيبا [4] ضروب باليدين إذا اشمعلّت ... عوان الحرب لا ورعا هيوبا [5] قالوا: كان [6] يلحق الفارس والفارس مستخذله، حتّى يجمع يديه على مقبض سيفه ثم يضربه؛ لأنّ ذلك لا يمكن في نفس المعركة، وعند

_ [1] في الديوان: «ما يعجل السيف نفسا» ، وفي النقائض: «وما يعجل نفسا» ، وفي الأغاني: «وما يقدم نفسا» . [2] تكملة يفتقر إليها الكلام. [3] في الأصل: «عيينة» ، تحريف. وهو عتيبة، أو عتبة، بن مرداس بن الحارث بن مدرك الدهمان، من بني تميم. وهو شاعر مقل مخضرم ممن أدرك الجاهلية والإسلام، وكان هجّاء خبيث اللسان، وكان على صلة بالحسين بن علي، وعبد الله بن جعفر، ووفد إليهما بالمدينة فوصلاه بما أرضاه، فمدحهما بشعر عاتب فيه ابن عباس، وكان قصده من قبل بالبصرة فحجبه ولم يعطه شيئا. الإصابة 640، والشعراء 369، والأغاني 19: 143- 146. وبنت عتيبة هذا هي «مية» ، وتسمّى «أم البنين» أيضا. وانظر معجم البلدان في رسم (اللعباء) حيث أورد البيتين مع آخرين في هذا الرثاء. [4] صدر هذا البيت في الأصل: «وكان عيينة» ، كلمتان فقط، وتصحيحه وإكماله من معجم البلدان (اللعباء) . والشمري بفتح الشين مع فتح الميم المشددة، وبكسرها مع كسر الميم المشددة: الماضي في الأمور والحوائج المجرّب. [5] الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة بعد مرة. اشمعلّت: شملت وانتشرت. والورع بفتحتين: الجبان، والصغير الضعيف لا غناء عنده. [6] في الأصل: «كأنه» .

المشاولة والمنازلة [1] . وقالت خرنق بنت هفّان [2] : لا يبعدن قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر [3] الضاربين لدى أعنّتهم ... والطّاعنين وخيلهم تجري ولم ترد أنهم يطعنون بالرّماح ويضربون بالسّيوف، ولكنّها فخرت أنّهم كانوا فرسانا، ولم يكونوا رجالا ولا ركبانا. وحدّثني حسين بن عبيد، وكان من خاصّة أبي السّرايا [4] ، قال: كان أبو السّرايا إذا لحق الفارس لا يضربه بسيفه حتّى يجوزه، ثم يستقبله بضربة.

_ [1] المشاولة: أن يتناول القوم بعضهم بعضا بالرماح عند القتال. والمنازلة: أن ينزل الفريقان عن أبلهما إلى فيتضاربوا. [2] في الأصل: «بنت بفعان» . وإنما هي «بنت هفان» . وهي خزنق بنت هفان، من بني قيس ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهي أخت طرفه بن العبد لأمه، أو هي عمته. كما في الخزانة 2: 306- 309. [3] ترثي بهذا زوجها بشر بن عمرو بن مرثد الضبعي، وابنها علقمة بن بشر، وأخويه حسان وشرحبيل، ومن قتل من قومهم يوم قلاب. وانظر معجم شواهد العربية. [4] أبو السرايا الخارجي، اسمه السّريّ بن منصور، وكان يذكر أنه ولد هانىء بن قبيصة ابن هانىء بن مسعود. خرج بالكوفة من ابن طباطبا، وكان هو القيم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة الجيش. وكان سبب الخروج ما كان من أمر صرف المأمون طاهر بن الحسين عما كان إليه، وتولية ذلك الحسن بن سهل. وكان ذلك سنة 199 وانتهت حروبه بمصرعه سنة 200 حين أمر الحسن بن سهل بضرب عنقه. انظر الطبري وابن الأثير في حوادث هاتين السنتين.

ويقال: أخذ فلان فلانا باليدين. وقال الشاعر [1] : وإذا صنعت صنيعة أتممتها ... بيدين ليس نداهما بمكدّر وإذا تباع كريمة أو تشترى ... فسواك بائعها وأنت المشترى [2] وممّا يحفظ مع هذين البيتين وإن لم يكن فيه ذكر اليدين قول الشاعر [3] : إذا لبسوا عمائمهم وطووها ... على كرم وإن سفروا أناروا [4] يبيع ويشتري لهم سواهم ... ولكن بالطّعان هم تجار [5] إذا ما كنت جار بني خريم ... فأنت لأكرم الثّقلين جار [6] وقال [رجل من] [7] سليم:

_ [1] هو ابن المولى كما في معجم المرزباني 411، والعيني 3: 125. واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم، مولى بني عمرو بن عوف، من مخضرمي الدولتين. وله أخبار مع عبد الملك بن مروان. وأسنّ حتى لحق الدولة العباسية، ومدح جعفر بن سليمان، وقثم بن العباس، ويزيد بن حاتم بن قبيصة. الأغاني 3: 85- 93، ومعجم المرزباني. [2] يقولهما في مدح يزيد بن حاتم، كما في معجم المرزباني والعيني. [3] هو أبو الطمحان القيني، كما في حماسة الخالديين 2: 162، والحماسة البصرية 1: 132. وفي الحماسة البصرية 1: 171 نسبة الشعر إلى إسحاق بن حسان الخريمى. ونسب الشعر إلى شاعر من بني تميم في المستطرف 1: 258. والأبيات في البيان 3: 104 بدون نسبه كما هنا. [4] في الحماستين «ثنوها» . وفي المستطرف: «طووها» كما هنا. [5] في الحماستين: «ولكن بالرماح» . [6] في البيان والمستطرف: «بني تميم» ، وفي نسخه من البيان: «بني لؤي» ، كما في الحماسة البصرية. ولعل أوفق الروايات ما أثبته الجاحظ هنا، وهو رواية حماسة الخالديين، إن كانت نسبة الشعر إلى إسحاق بن حسان الخريمي؛ فإن بني خريم كانوا مواليه، كما سبق في ترجمته. [7] تكملة يفتقر إليها الكلام.

وذي كلب تعادى القوم منه ... تركت مجدّلا والقوم زور [1] جمعت له يديّ بذي كعوب ... ... عسه سواء عنّي تطير [2] فذكر أنّه طعن بيديه جميعا. وهذا عند أهل الحرب اليوم وإنّما [3] هو طعنة رجل [4] ، إلّا أن يكون في حال استخذاء من المطعون وقد أمن ما وراء ظهره [5] . وقد قالوا في معنى قول القائل: «أخذ فلان فلانا باليدين» . قال الحارث بن الوليد وكان شاعرا: ألا أبلغ بني أروى رسولا ... وما أربي إلى كذب ومين [6] فإنّي قد طلبت العذر منكم ... كما طلب البراءة ذو رعين [7]

_ [1] الكلب: الشر والأذى. زور: جمع أزور وهو المائل. وفي اللسان: يقال للقوس زوراء لميلها، وللجيش أزور: والأزور: الذي ينظر بمؤخر عينه. [2] كذا ورد هذا العجز. [3] في الأصل: «وأنما» . [4] الرجل هنا بمعنى الراجل غير الراكب. والمعنى أن جمع اليدين بالرمح إنما يتمكن منه الراجل لا الراكب. [5] انظر ما سبق من تعقيب الجاحظ على شعر بنت عتيبة بن مرداس. [6] الأرب: الحاجة، والمقصود. والمين: الكذب. [7] يشير بذلك إلى ما كان من الكتاب الذي دفعه مختوما إلى عمرو بن تبّان أسعد، حينما هم بقتل أخيه حسان بن تبان أسعد بإشارة أشراف اليمن، ونهاه هو عن ذلك. فلما تم قتل عمرو لحسان اعتراه الأرق، فسأل الكهان فعزوا ذلك إلى ما كان من قتله لأخيه، وأنه لم يفعل ذلك أحد إلا اعتراه الأرق. فشرع ينتقم من الأشراف، وعندما أراد أن يفتك بذي رعين قال له: إن عندك براءة. فقال: وما هي؟ قال: الكتاب الذي دفته إليك. فأخرجه فإذا فيه: ألا من يشترى سهرا بنوم ... سعيد من يبيت قرير عين -

فلولا الله والإسلام منّي ... وما قد لفّ بينكم وبيني رحلتكم بقافية شرود ... من الأمثال عينا غير دين [1] كأنّكم وترككم أخاكم ... وأخذكم المحيّر باليدين كعاطلة أرادت أن تحلّى ... فخّيرت الرّصاص على اللّجين وقال الله جل ثناؤه: (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) [2] ، وقال: (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ) [3] ، ثم وصف الفريقين. وقال الله تبارك وتعالى: (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [4] وقال امرؤ القيس: وقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي [5]

_ - فإمّا حمير غدرت وخانت ... فمعذرة الإله لذي رعين فتركه ورأى أنه قد كان له نصيحا، وعفا عنه وأحسن جائزته. السيرة 17: 20، وأمثال الميداني (ألا من يشتري سهرا بنوم) . [1] يقال رحلته بما يكره، أي ركبته. والقافية الشرود: العاثرة السائرة في البلاد تشرد كما يشرد البعير. [2] الآية 27 من الواقعة. [3] الآية 41 من الواقعة. [4] الآية 67 من سورة الزمر. [5] ديوان امرىء القيس 32، وسيبويه 2: 147، والخصائص 2: 284، والخزانة 4: 209، 231، والعيني 2: 13. وهو من الشواهد التي يتكرر ذكرها في كتب النحو واللغة شاهدا لحذف «لا» قبل «أبرح» ونحوه. والأوصال: جمع وصل، بالكسر والضم: وهو المفصل والعضو.

وقال الشاعر، جميل [1] : حمراء تامكة السّنام كأنّها ... جمل بهودج أهله مظعون [2] جادت بها عمر الغداة يمينه ... كلتا يدي عمر الغداة يمين [3] ما إن يجود بمثلها في مثله ... إلّا كريم الخيم أو مجنون [4] وقال جبلة بن الأيهم لحسّان بن ثابت: أين أنا من النّعمان بن المنذر؟ قال حسان: «والله لشمالك أندى من يمينه، ولقفاك أحسن من وجهه، ولأمّك خير من أمّه» [5] .

_ [1] يبدو أن كلمة «جميل» إضافة من قارىء، كما هو المألوف في الكتب العتيقة. والأبيات التالية بدون نسبة في الحيوان 3: 107/6: 345. ولم ترد الأبيات في ديوان جميل، وليست من نسج شعره. [2] التامك: السنام المرتفع. والمظعون: المشدود بالظّعان، وهو جمل الهودج. وكلمة «جمل» ليست في الأصل، وإثباتها من الحيوان. شبه الناقة المهداة إليه من الممدوح بالجمل المظعون هذا، في وثاقة خلقها. [3] في الأصل: «لها» ، صوابه من الحيوان. أراد: شماله كيمينه في العطاء، مبالغة في وصفه بالجود. وجاء في الأحاديث الموهمة للتشبيه: «كلتا يديه يمين» ، فتوهّم بعضهم التشبيه لا المجاز. وردّ عليهم ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث 265 بأن المراد تمام العطاء والفضل وكماله. [4] الخيم، بالكسر: الخلق والأصل. [5] ورد هذا الخبر منقوصا في الحيوان 4: 377. وانظر الأغاني 14: 2، حيث أورد الخبر وصاحب الحديث فيه «عمرو بن الحارث الأعرج، والنابغة الذبياني» ، لا «جبلة بن الأيهم وحسان» . ثم عقب أبو الفرج على الخبر بقوله: «وقد ذكر المدائني أن هذه الأبيات والسجع الذي قبلها لحسان. وهذا أصح» .

وقال عبد الرحمن بن الحكم [1] ، في مروان بن الحكم: فذا العرش غيّر ما بمروان إنّني ... أراه بمعروف الخلائق أعسرا [2] وقال ابن هرمة: وكنت امرأ لم أبغ بيعه باطل ... بحقّ ولم آخذ بأيمن أعسرا [3] وقال الأيمن: تقول العامة: ما يسوى فلان كعبا أعسر، وإنما بنو فلان كعاب عسر. قال الشاعر: إن كبّر النّاس غنّى ... وإن تغنّوا يكبّر فليس يعدو خلافا ... إذ قيل خالف لتذكر [4] خلاف أكشف [5] ذي دا ... رتين في الرأس أعسر قالوا: ورأينا في الملوك [و] الأشراف [6] ، الحول والزّرق والعرج، وكذلك العلماء. ولم نر عالما قطّ ولا ملكا أعسر.

_ [1] عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص: شاعر إسلامي، سبقت ترجمته وترجمة أبيه. [2] فذا العرش، أي يا ذا العرش. [3] لم يرد هذا البيت في ديوان ابن هرمة. [4] في الأصل: «خالف تذكر» ، ولا يستقيم به الوزن. ونحوه ما في الحيوان 7: 84، والبيان 2: 187: خلافا علينا من خيالة رأيه ... كما قبل قبل اليوم خالف فتذكرا والمثل عند الميداني 1: 213. [5] الأكشف، من الكشف، وهو انقلاب من قصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شعيرات تنبت صعدا. [6] الواو قبلها ساقطة من الأصل.

والأعسر إذا اشتمل بثوبه ومشى فكأنّه مخبّل [1] ، ويظهر عند ذلك نقصه والتّشويه، الذي في خلقه. والعسر قبيح بالرّجال، وهو بالمرأة أقبح. ولم نر أعسر ألّا حائكا أو ساقطا نذلا. ومرّ الأحنف بعكراش بن ذؤيب [2] وقد كان شهد الجمل فعطبت يداه جميعا، فلمّا مر به الأحنف [3] صاح: يا مخذّل [4] ! [فقال له الأحنف [5]] أما إنّك لو كنت أطعتني لا ستنجيت بشمالك، وأكلت

_ [1] المخبل، من الخبل، وهو فساد الأعضاء حتى لا يدرى كيف يمشي. [2] عكراش بن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزّال بن مرة بن عبيد، ينتهي نسبه إلى تميم. قال ابن سعد: صحب النبي وسمع منه. وبعث به بنو مرة بن عبيد، وهم رهط الأحنف بن قيس أيضا بصذقات أموالهم إلى رسول الله. وشهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف: كأنكم به قد أتى به قتيلا أو به جراحة لا تفارقه حتّى يموت! فضرب ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثر الضربة به. المعارف 36، 135، والاشتقاق 249، والإصابة 5631، وجمهرة ابن حزم 217. [3] الخبر في الاشتقاق 209- 210. ويدور الحديث فيه بين الأحنف وأبي فروان، من بني الهجيم بن عمرو بن تميم. وكان أبو فروان قد شهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها وكنعت يداه. [4] يشير إلى اعتزال الأحنف في وقعة الجمل. وكان الأحنف قد أرسل إلى على رضي الله عنه: إن شئت أتيتك، وإن شئت كففت عنك أربعة آلاف سيف. فأرسل إليه علي: كفّ من قدرت على كفّه. الطبري 4: 499- 501. ولما رجع الأحنف من عند على لقيه هلال ابن وكيع فقال: ما رأيك؟ قال: الاعتزال. واتبعت بنو سعد الأحنف فاعتزل بهم إلى وادي السباع. الطبري 4: 504 فلم يكن الأحنف مشايعا لأحد الفريقين في وقعة الجمل، وإن ذكر التاريخ أنه بايع عليّا بعد الوقعة في سنة 36. الطبري 4: 534. [5] التكملة من الاشتقاق 210 مع نسبة القول إلى أبي فروان.

بيمينك [1] » . ألا ترى أنّ الشّمال إنّما هي للاستنجاء، والمخاط، والأمور المرغوب عنها. وقال الشاعر: غراب شمال ينفض الرّيش حاتما [2] وقال شتيم بن خويلد [3] : وقلت لسيّدنا يا حكيم ... إنّك لم تأس أسوا رفيقا [4] أعنت عديّا على شأوها ... تعادي فريقا وتبقي فريقا [5] أطعت عريّب إبط الشّمال ... يحزّ بحدّ المواسي الحلوقا [6]

_ [1] في الاشتقاق: «أما والله لو أطلعتني لأكلت بيمينك وامتسحت بشمالك، ولما كنعت يداك» . كنعت: تقبضت وتشنجت يبسا. [2] في الأصل: «جاثما» ، تحريف، صوابه من أعلى نسخ الحيوان 6: 518 ومن المعاني الكبير 363. والحاتم: الغراب الأسود، وهو غراب البين. وصدر البيت في الحيوان والمعاني الكبير: وهوّن وجدي أنني لم أكن لهم وفي المعاني: «ينتف الريش» وقال في تفسيره: «يقال مرّ له طير شمال، أي طير شؤم» . [3] شتيم بن خويلد الفزاري، من شعراء الجاهلية، كما في الخزانة 4: 164 يقول الشعر في معاوية بن حذيفة بن بدر الفزاري، كما في معجم المرزباني 392. [4] الأبيات في الحيوان 3: 82/5: 517، والبيان 1: 181، ومعجم المرزباني واللسان (خفق) . ويروى: «يا حليم» ، قال ابن الأنباري في الأضداد 225: «أراد: يا حليم عند نفسك، فأمّا عندي فأنت سفيه» . والأسو: الإصلاح والعلاج. [5] في الأصل: «أعدت عديا» تحريف. والشأو: الطّلق والشّوط، وفي البيان: «الشأو: الغلوة لركض الفرس» . ويقال أبقاه وأبقى عليه، إذا رحمه وعفا عنه. [6] عريّب، بهيئة التصغير مع تشديد الياء: لقب معاوية بن حذيفة السابق الذكر، كما-

وقال الشاعر: وخصم غضاب ينغضون رءوسهم ... أولي قدم في الشّعب صهب سبالها [1] ضربت لهم إبط الشّمال فأصبحت ... يردّ عداة آخرين نكالها [2] وقال الله جل ذكره: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما [3] . فقطعوا اليمين وإن كان إنّما يسرق باليسار. وكذلك إن كان أعسر. والجانب الأيسر من الدّابة هو الجانب الوحشيّ. وقولهم: أمر عسير من الأعسر، [و] من العسراء. وقال الشاعر:

_ في معجم المرزباني. الشّمال: لقب له. كما في المعجم، لأنه كان مشئوما. والمواسي: جمع موسى، الحلاق. والحلوق: جمع حلق. ويروى: «تنحى لحد المواسي» . أي تميل الحلوق إلى حد المواسي. وفي المرزباني: «ينحّي بحد المواسي» ، أي يزيلها. وفي اللسان: «أطعت اليمين عناد الشمال تنحي بحد» . وقال: «مثل ضربه. يريد فعلت فعلا أمكنت به أعداءنا منا» . والعرب تأتي أعداءها من اليمين، كما في اللسان والحيوان 5: 515 وروت جميع المراجع في ختام هذه الأبيات: زحرت بها ليلة كلّها ... فجئت بها مؤيدا خنفقيقا [1] أنغض رأسه إنغاضا: حركه وأماله، استهزاء وسخرية. وفي الكتاب العزيز: فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ . وفي الأصل: «ينفضون» بالفاء صوابه في البيان. أولي قدم: أصحاب سبق. وفي الأصل: «إلى قدم في الشعب» ، صوابه في البيان. والشغب: تهييج الشر والفتنة والخصام. والسبال: جمع سبلة، وهي ما على الشارب من الشعر. وصهبة السبال: شقرتها وحمرتها، وهي من خواصّ الروم. كناية عن عداوتهم. [2] هذا البيت فسره الجاحظ بقوله: «إبط الشّمال، يعني الفؤاد لأنه لا يكون إلا في تلك الناحية» . [3] سورة المائدة 38. وفي قراءة أبيّ وعبد الله «أيمانهما» . وفي قراءة عبد الله أيضا:-

وما تفعل فإنك حاتميّ ... يمينك حين تبسطها شمال [1] [قال الأيمن [2]] : لو ذكرتم الاتكاء على اليسار، وربوض ذات الأربع على الشّقّ الأيسر، فهذا حجة [3] عليكم، لأنّ ذلك إنّما كان من النّاس والبهائم صيانة للكبد التي بصلاحها تصلح المعد والكروش وأجواف السّباع. وهي التي تقسّم الأغذية، وبصلاحها تصلح الطّبيعة. قالوا: الجنديّ إذا ذهبت عينه اليمنى سقط من الديوان؛ لأنه إذا اتّقى بترسه حجبت عينه اليسرى وهو ذاهب اليمين، فيصير كالأعمى. قال الأعسر: أين أنتم عن الحجّاج بن باب [4] قائد النّاس يوم الأزاراقة، وهاشم المرقال [5] ، وفلان وفلان، إنّما كانوا عورانا من جهة العين اليمين.

_ - «إيمانهم» . تفسير أبي حيان 3: 483، والطبري 10: 294- 295 وابن كثير 2: 55. [1] حاتمي: نسبه إلى حاتم الطائي. وفي الأصل: «حذلمي» ، تحريف. يقول: يمينه كشماله، وشماله كيمينه، استواء في الجود. [2] تكملة يفتقر إليها الكلام. وانظر ما سبق في ص 540. [3] في الأصل: «وهذا حجة» . وانظر الحيوان 5: 512. [4] في الأصل: «بن صامت» ، تحريف. والمعروف في حرب الأزارقة هو الحجاج ابن باب الحميري، كما في تاريخ الطبري 5: 416، وابن الأثير 4: 194، وكامل المبرد 617، 640 ويذكر المبرد أنه التقى هو وعمران بن الحارث الراسبي، فاختلفا ضربتين فسقطا ميتين. [5] هو هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، الملقب بالمرقال، من قولهم: أرقل البعير إرقالا، إذا مشى فوق الخبب شبيها بالجمز. وكان معه لواء علي رضي الله عنه يوم صفّين. وقتل في آخر أيامها سنة 37. الإصابة 8913، والاشتقاق 153- 154. ويمكن تتبع أخباره في فهارس وقعة صفين لنصر بن مزاحم.

قال القوم: هؤلاء قادة، وإنما نحن في ذكر الاتباع، وهؤلاء إنّما يراد منهم التّدبير والتّوقيف [1] ، والاسم المهيب الطّائر في الآفاق. وكان كلّاس ومقلاس [2] أخوين أحدهما أيمن والآخر أعسر، فكان الأيمن يفخر على الأعسر، فأخذا في سرق [3] ، فقطعت أيديهما، فكان الأيمن لا يستطيع أن يعمل بيده، وكان الأعسر يعمل بيده العسرى أعماله كلّها على صحّته وعادته، ففخر الأعسر على الأيمن بذلك فقال الأيمن: ما علمت للأيسر فضيلة إلا أن يسرق فيؤخذ فتقطع يمينه. قالوا: وكان عمر بن الخطاب يخرج الضّاد من شدقه الأيسر كما يخرجه من شدقه الأيمن. ومن لم يكن أعسر يسرا فإنّما يخرجه من شدق واحد، وهو الأيمن. وهذه فضيلة الأيمن على الأعسر. قالوا: وإنّما صار هذا أعسر وهذا أيمن على قدر قوّة الكبد والطّحال. فإن كانت جواذب الكبد أكثر وأشدّ كانت الأعمال لليمنى، وإن كانت جواذب الطّحال أكثر وأشدّ كانت الأعمال لليسرى. وأما الذين زعموا أنّ الناس إنّما افترقوا بعد اجتماعهم وهم أطفال على العمل بالعسرى على قدر ما يجب على كلّ إنسان، وعلى قدر ما اتّفق- فهذا القول باطل، ولم تكن ها هنا علّة، و [لو] [4] كانت علّة ذلك

_ [1] التوقيف: التبيين والإرشاد. وفي الأصل: «التوقف» ، تحريف. [2] كلاس ومقلاس، وذكرهما الجاحظ في الحيوان 6: 28 على أنهما أعلام لبعض الحيوانات. وفي الحيوان: «كيلاس» موضع «كلاس» . [3] السرق بفتح الراء وكسرها: السرقة. [4] تكملة يفتقر إليها الكلام.

التّكلف لكانت العادة الأولى أخفّ عليهم، ولم يكونوا يستكرهون [1] أنفسهم على شيء لا يرون فيه من الفضل ما يوازن ذلك. ولو كان ذلك من طريق الاتفاق لم يتّفق ذلك في جميع الأمم في كلّ زمان، وفي كل بلد، إلّا في الواحد الشّاذّ. [وهذا [2]] باطل. قالوا: فقد كان ينبغي لأهل الجنّة ألّا يكون منهم إلّا أعسر يسر قلنا هذا ما لا نقف عليه، وليس يقع على أهل الجنة اسم أعسر ولا اسم أيمن، وليست هنالك معاناة، لأنّ الكفايات هناك تامّة، والأمور كائنة على غاية الموافقة، وعلى تمام النّعمة. قالوا: ولو لم يكره الأيمن لأن يكون أعسر إلّا لأنّ الشّيطان أعسر- لكان ينبغي له أن يكره ذلك. يزيد بن هارون [3] ، عن هشام بن أبي عبد الله [4] ، عن هفّان [5] عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمنه،

_ [1] في الأصل: «يستكرهوا» ، والوجه، أثبت. [2] ساقطة من الأصل. [3] يزيد بن هارون، ترجم في الورقة ص 417. [4] في الأصل: «هشام بن عبد الله» ، صوابه ما أثبت. وهو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، البصري، واسم ابنه «سنبر» كجعفر. وسمّى الدّستوائيّ لأنه كان يبيع الثياب التي تجلب من دستواء. روى عن قتادة، ومطر الوراق، وحماد بن أبي سليمان وغيرهم. وعنه: شعبة بن الحجاج، وابن المبارك، ويزيد بن هارون وغيرهم. توفي سنة 152. تهذيب التهذيب. [5] حديث الأكل باليمين، أخرجه مسلم في (الأشربة) ، وابن ماجه في (الأطعمة) من حديث أبي هريرة.

فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله» . لم يقل: فإنّ الشيطان [يأكل [1]] بيساره، لأنّ اليسار كناية عن الشّمال وتهوين للأمر. وتغدّى أبو داود صاحب الطيالسة [2] ، وكان من حفّاظ الحديث، عند يحيى بن سعيد الأحول القطّان [3] وكان يحيى قد فاقه في الحديث وفي الحال عند أصحاب الحديث، فأكل بشماله فقال له يحيى: بيدك اليمين علّة؟ قال: لا. قال: فهي مشغولة؟ قال: لا. قال: فلم لا تأكل بيمينك؟ قال: كان فلان لا يرى بأسا أن يأكل الرجل بيده اليسار. قال: وما حاجتك إلى أن تصنع شيئا من غير علّة، تحتاج فيه إلى أن تصيب من يخرج لك فيه عذرا، ثم جذب يده اليمنى فأدخلها في الصحفة. قالوا: ومما يؤكّد حال الشيطان في ذلك ما رواه يزيد بن هارون،

_ [1] ساقطة من الأصل. [2] هو أبو داود، سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري الحافظ. فارسيّ الأصل، هو مولى لآل الزبير وأمه فارسية. روى عن أيمن بن نابل، وشعبة، والثورى، وغيرهم. وعنه: أحمد، وعلى بن المديني وهارون الحمال وجماعة. قال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث وليس مع كتاب. توفي سنة 203 بالبصرة. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 4617، وتذكرة الحفاظ 1: 320- 321. [3] أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي مولاهم النصري القطان. ولد سنة 120 وسمع هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، والأعمش، وشعبة وغيرهم. وعنه: أحمد، وابن مهدي، وعلي بن المديني، وبندار وخلق كثير. وقال على بن المديني: ما رأيت أعلم بالرجال من يحيى القطان. وتوفي سنة 198. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 7461، وتذكرة الحفاظ 1: 274- 276.

عن الجريريّ [1] ، عن أبي العلاء [2] ، عن عثمان بن أبي العاص [3] أنّه أتى النبيّ عليه السلام فقال: يا رسول الله، إنّ الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي [4] ! فقال رسول الله عليه السلام: «ذلك شيطان يقال له خنزب [5] . وإذا أحسست ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثا [6] وتعوّذ بالله من شرّه [7] » . ألا ترى أنّ الشيطان إنّما أتاه من قبل يساره لأنّه أعسر. فهو يذهب إلى شكله من الخوارج. وأنشد أبو زيد لبعض الرّجاز [8] :

_ [1] الجريري، بضم الجيم وفتح الراء، نسبة إلى بني جرير بن عبّاد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة، كما في جمهرة ابن حزم 320، والمشتبه 149. وهو سعيد بن إياس البصري. روى عن أبي الطفيل، وعبد الرحمن بن أبي بكرة، وأبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير وغيرهم. وعنه: ابن عليّة، والثوري، وشعبة، ويزيد بن هارون وجماعة. توفي سنة 144. تهذيب التهذيب. [2] أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير العامري البصري. روى عن أبي هريرة وعائشة، وعن أبيه وأخيه مطرّف، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعثمان بن أبي العاص الثقفي وغيرهم. وعنه: سليمان التيمي، وسعيد الجريري، وقتادة وآخرون. توفي سنة 111. تهذيب التهذيب. [3] سبقت ترجمته في الورقة ص 391. [4] أخرجه مسلم في (الطب) 7: 21. وبعده في مسلم: «وقراءتي يلبّسها علي» . [5] ضبط في مسلم بكسر الخاء مع فتح الزاي. وذكر ابن الأثير في النهاية أنه يروى مثلثا، بالفتح والضم والكسر. واقتصر صاحب القاموس على لغة الفتح. وانظر اللسان (حنزب) . [6] عند مسلم: «فإذا أحسسته فتعوّذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا» . [7] بدله في مسلم: «قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني» . [8] الرجز لم يرد في نوادر زيد. والشطر الأول والثاني في اللسان (ضطر، عفك) .-

قلت ألم تعجب لضرّ الضّيطر [1] ... الأحوال الأعفك ثم الأيسر [2] حتّى يلوّي باللّحاء الأقشر [3] ... تلوية الخاتن زبّ المعذر [4] قال أبو محمد الفقعسيّ [5] . ووصف فحل الإبل فقال [6] : لها زجاج ولهاة فارض [7] ... حدلاء كالوطب نحاه الماخض [8]

_ - والثالث والرابع منه في اللسان (عبر، عذر 225) . [1] الضيطر: اللئيم، والرجل الضخم الذي لا غناء عنده. ويروى: «صاح، ألم تعجب لقول الضيطر» . [2] الأعفك، بالكاف: الأحمق، والذي لا يحسن العمل. وفي الأصل: «الأعفل» ، صوابه من اللسان. والأغلب في العفل أن يكون من صفة النساء. والأحول: يروى فيه: «الأحدل» بالدال كما في اللسان والأحدل: ذو الخصية الواحدة. [3] في اللسان (عبر) : «فهو يلوي» . [4] المعذر: الذي أعذره الخاتن، قطع عذرته، وهي جلدة العضو. وفي اللسان: «المعذور» ، تحريف. [5] هو أبو محمد عبد الله بن ربعيّ بن خالد الفقعسي الحذلمي، راجز إسلامي، كما في اللآلىء 652 حيث ساق هذه الترجمة النادرة. وحذلم، بفتح الحاء وسكون الذال وفتح اللام، كما في نهاية الأرب للقلقشندي 230 وقال: وهم حذلم بن فقعس بن طريف بن عمرو ابن قعين بن ثعلبة بن دودان بن أسد. [6] من هذه الأرجوزة أشطار في الحيوان 3: 457، والكامل 113، واللآلىء 40، 812، واللسان (زجج 110، عود 313، عشش 207، جرض 400، عرض 29، عوض 55، فرض 69، نضض 104) ، والمقاييس 4: 46، 182، 188، 271، والمخصص 8: 125/9: 113/12: 75، 251. [7] الزجاج، بالكسر جمع زج، الضم. وفي اللسان (زجج) حيث أنشد هذا الشطر: «والزجاج: الأنياب. وزجاج الفحل: أنيابه» . ويقال لهاة فارض، أي واسعة، كما فسره بذلك المبرد في الكامل عند إنشاد هذا الشطر. وفي الأصل هنا: «لها لهاة وزجاج فارض» ، تحريف. [8] حدلاء، بالحاء المهملة: مائلة. وفي الأصل: «جذلا» ، بالجيم والذال، تحريف.-

وقال أبو القماقم [1] : كان لنا جار تزوّج امرأة عسراء، فلما ماتت المرأة جعل يخطب، فكان يدلّ على ما يسأل الناس عن جمالها ومالها وعفافها وحسبها، وهو يسأل فيقول: خبّروني عنها: عسراء هي؟ وخبّروني عن أمّها. قالوا: ونحن ما علمنا بذلك، ولا سمعنا بأحد يسأل عن هذه المسألة. فكانوا يضحكون منه، ويعتذر إليهم بما ابتلي به في جميع ولده. قالوا: والأعسر الحارض البائر: الذي خرجت أخلاقه على قدر قبح شمائله. قالوا: وناس من أصحاب الأهواء يدفنون الميّت من يده اليسرى كي لا يأخذ كتابه بشماله، فقال زرارة بن أعين [2] : فيومئذ قامت شمال بحقّها ... وقام عسيب العين ينعى ويخطب [3]

_ - ويقال نحى اللبن ينحيه وينحاه: مخضه. وفي الأصل: «لجاه» تحريف. [1] أبو القماقم بن بحر السقاء. ذكره الجاحظ في البيان 4: 19، والبخلاء 112، 113، كما أورد له المبرد في الكامل 419، والحصري في جمع الجواهر 160 القصة التي رواها الجاحظ في البخلاء مع اختلاف في الألفاظ. وانظر رسائل الجاحظ 2: 316. ويقال له أيضا: «أبو القمقام» . [2] ذكره الجاحظ في الحيوان 7: 122 وقال: «زرارة بن أعين مولى بني أسعد بن همام، وهو رئيس الشميطية» . [3] ورد البيت محرفا في الحيوان 7: 122. وفي الحيوان: «وقام عسيب القفر يثني ويخطب» .

وقال معدان الأعمى، وهو [أبو] السّريّ الشّميطي [1] : منهم جاعل العسيب إماما ... وفريق يرضّ زند الشّمال [2] أبو النضر [3] قال: حدثنا عكرمة بن عمّار [4] ، عن إياس بن سلمة [5] ، عن أبيه. أن رجلا أكل عند النبي عليه السلام، فأكل بشماله فقال: «كل بيمينك» . قال لا أستطيع. قال: «لا استطعت» . فما وصلت بعد إلى فيه [6] . وسفيان، عن الزّهريّ، عن أنس قال: «قدم النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة

_ [1] في الأصل: «وهو السري الشميطي» ، والصواب ما أثبت. وقد سبقت ترجمته «معدان» في الورقة ص 355. [2] أنشده في الحيوان 2: 269. يرضّ الزند: يقدحه. والزند: العود الأعلى الذي يقتدح به النار. [3] أبو النصر البغدادي هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم الليثي الحافظ. خراساني الأصل، ولقبه قيصر. روى عن عكرمة بن عمار، وحريز بن عثمان، وعبد العزيز بن الماجشون وخلق. وعنه: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، وعلي بن المديني وغيرهم. ولد سنة 134 ومات سنة 207. تهذيب التهذيب وتاريخ بغداد 7406. [4] عكرمة بن عمار العجلي اليمامي. روى عن الهرماس بن زياد وله صحبه، والقاسم ابن محمد، وعطاء، وغيرهم. وعنه: شعبة، والثورى، ووكيع وجماعة. مات سنة 159 تهذيب التهذيب. [5] إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمي. روى عن أبيه وابن لعمّار بن ياسر. وعنه: عكرمة بن عمار، وابن أبي ذئب، ويعلي بن الحارث، وجماعة. توفي بالمدينة سنة 119. تهذيب التهذيب. [6] الحديث في صحيح مسلم 6: 109 في كتاب الأشربة. وزاد قبل هذا في مسلم: «ما منعه الا الكبر» .

وأنا ابن عشر، ودخل علينا دارنا، فحلبنا من شاة داجن لنا، وأبو بكر عن شماله وأعرابيّ عن يمينه، وكان عمر ناحية، فقال: أعط أبا بكر فأعطى الأعرابيّ، وقال: الأيمن فالأيمن [1] » . قال: فهي السنّة. وسعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك [2] ، عن إسماعيل بن أميّة [3] ، عن نافع [4] ، عن ابن عمر، «أنّ النّبيّ عليه السلام دخل

_ [1] في الأصل: «الأيمن في الأيمن» ، تحريف. والحديث أخرجه البخاري ومسلم، كلاهما في (الأشربة) ولفظ مسلم 6: 112 مسهب. وفي إحدي روايات مسلم: «الأيمنون الأيمنون الأيمنون» . كما أخرجه البخاري في (الشرب والمساقاة) 3: 110. [2] في الأصل: «وسعيد، عن سلمة، عن هشام، عن عبد الملك» . جعلهم التحريف الظالم أربعة أجيال من الرواة، وإنما هم رجل واحد، وهو سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي. روى عن إسماعيل بن أمية، وجعفر الصادق، وهشام ابن عروة، والأعمش وغيرهم. وعنه: الشافعي، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، والحكم بن موسى وجماعة. اختلف في توثيقه. تهذيب التهذيب. والحديث التالي بهذا السند في سنن ابن ماجه في المقدمة 38 وسنده: «علي بن ميمون الرقي، ثنا سعيد بن مسلمة، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع عن ابن عمر» . [3] إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية. روى عن نافع مولى ابن عمر، وعكرمة مولى ابن عباس، والزهري، وجماعة. وعنه: ابن جريح، والثوري، ومعمر وغيرهم. وقال الدارقطني في حديث معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن عياض ابن عبد بن أبي سرح، عن أبي سعيد في زكاة الفطر: «خالفه سعيد بن مسلمة عن إسماعيل ابن أمية عن الحارث بن أبي ذباب عن عياض» . وذكر ابن حزم أنه كان ناسكا. قال ابن الزبير: كان فقيه أهل مكة. ومات في سجن داود بن على سنة 144. تهذيب التهذيب والمعارف 139، وجمهرة ابن حزم 81- 82. [4] نافع هذا هو نافع الفقيه، مولى ابن عمر، وكان ديلميا فيه لكنة، أصابه ابن عمر في بعض مغازيه، روى عن مولاه، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم. وعنه: إسماعيل بن أمية، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وخلق كثير. قال مالك: «كنت إذا سمعت من نافع يحدث عن ابن عمر لا أبالي ألا أسمعه من غيره» . مات سنة 119. تهذيب-

المسجد ويده اليمنى على أبي بكر، ويده اليسرى على عمر، وقال: هكذا نبعث يوم القيامة [1] » . والمتطبّبون يزعمون أن النّوم على شقّ اليمين يوهن الكبد ويثقل الكبد عن هضم ما في المعدة، وقد رأيت من لا أحصي من الرجال [2] أكثر نومهم على الشّقّ الأيمن، وما أحسّوا بسوء ذلك قطّ. وقد يجوز أن يكون تأويل النبي صلّى الله عليه وسلّم على أن يبدأ على اليمين ثم يتحوّل إذا شاء. ذكر ذلك يزيد [3] ، عن هشام [4] ، عن محمد بن عجلان [5] ، عن

_ - التهذيب وتذكرة الحفاظ 1: 94. وذكر الذهبي عن نافع أن عبد الله بن عامر بن كريز عرض على ابن عمر ثلاثين ألفا ثمنا لنافع، بعد أن خدم ابن عمر ثلاثين سنة، فقال ابن عامر: إني أخاف أن يفتنني دراهم ابن عامر. اذهب فأنت حر! [1] لفظه عند أبي ماجه في المقدمة 38: «خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أبي بكر وعمر فقال: هكذا نبعث» . [2] في الأصل: «من الرجل» . [3] يزيد هذا هو يزيد بن زريع، بالتصغير، العيشي ويقال، أبو معاوية البصري الحافظ. روى عن هشام بن حسان، وشعبة، والثوري وغيرهم. وعنه: ابن المبارك، وابن مهدي، وعلي بن المديني وجماعة. توفي بالبصرة سنة 183. والعيشي نسبة إلى عائش بن مالك، بطن من تيم الله بن ثعلبة. تهذيب التهذيب والخلاصة 370 وصفة الصفوة 3: 276 والمشتبه للذهبي 436. وفي التهذيب والخلاصة: «ويقال التميمي» ، صوابه ما أثبت. [4] هشام بن حسان الأزدي القردوسي البصري. روى عن حميد بن هلال، والحسن البصري، وأنس وغيرهم. وعنه: يزيد بن زريع، والحمادان، والسّفيانان وجماعة. توفي سنة 107. تهذيب التهذيب وتذكرة الحفاظ 1: 154 وصفة الصفوة 3: 232 وخلاصة التذهيب 351. ولقب بالفردوسىّ لأنه كان نازلا في القراديس. وقيل: كان مولاهم. [5] محمد بن عجلان المدني القرشي. روى عن أبيه، وأنس بن مالك، ورجاء بن حيوة-

المقبري [1] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بإزاره لا يدري ما خلفه عليه بعده، ثمّ ليضطجع على شقّه الأيمن ويقول: باسمك ربّ وضعت جنبي، وبك ربّ أرفعه [2] » . ومن حديث حفصه بنت عمر [3] أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أوى إلى فراشه توسّد يده اليمنى وقال: رب قني عذابك، يوم تبعث عبادك» . تمّ كتاب البرصان والعرجان والعميان والحولان بحمد الله وعونه وتأييده. وصلى الله على محمد وآله وسلم

_ - وغيرهم. وعنه: صالح بن كيسان، وشعبة، والليث، وسعيد المقبري وجماعة. توفي سنة 148. تهذيب التهذيب وتذكرة الحفاظ 1: 156، وخلاصة التذهيب 390. [1] المقبري: نسبة إلى مقبرة بالمدينة كان مجاورا لها. واسمه سعيد بن أبي سعيد، واسمه كيسان. روى عن سعد، وأبي هريرة، وعائشة، وأنس بن مالك وغيرهم. وعنه: مالك، ومحمد بن عجلان، والليث بن سعد. وجماعة. توفي سنة 125. تهذيب التهذيب وتذكرة الحفاظ 1: 110 وخلاصة تذهيب الكمال 118. [2] أخرجه البخاري في (الدعوات) 9: 71، و (التوحيد) 9: 119، ومسلم في (الذكر) 8: 79، وابن ماجه في (الدعاء) 1275. وفي الأصل هنا: «وضعت جنبي رب، رب أرفعه» ، وصوابه من جميع روايات الحديث. واتفقت الروايات على إضافة: «إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين» . [3] أم المؤمنين حفصه بنت عمر بن الخطاب، تزوجها بعد عائشة رضي الله عنها. وانظر الإصابة 294 من قسم النساء. وحديثها هذا أخرجه أبو داود في (الأدب) في أبواب النوم 5045. ولفظه فيه: «كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات» .

كتاب الهيثم بن عدي

كتاب الهيثم بن عدي

بسم الله الرحمن الرحيم قال الهيثم بن عدي: العميان الأشراف شعيب النبي/ عبد المطلب بن هاشم/ العباس بن عبد المطلب عبد الله بن العباس/ أبو سفيان بن حرب/ جابر بن عبد الله عبد الله بن أرقم/ الحكم بن أبي العاصي/ الحارث بن العباس عتبان بن مالك [1] /عمرو بن أمّ مكتوم/ البراء بن عازب كعب بن مالك/ حسّان بن ثابت/ عبد الله بن أبي أوفى [2] قتادة بن النعمان [3] /أبو عبد الرحمن السّلمي [4] /أبو أسيد السّاعديّ [5]

_ [1] عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان، بدري. الجمهرة 354. [2] عبد الله بن أبي أوفي، واسمه علقمة، بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد، له صحبة، آخر الصحابة موتا بالكوفة. الجمهرة 242. [3] قتادة بن النعمان بن يزيد بن عامر بن سواد بن ظفر الخزرجي الظفري، بدري عقبي، وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. الجمهرة 343. [4] هو عبد الله بن حبيب، بهيئة التصغير، بن ربيعة، أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي القارىء، ولأبيه صحبة. شهد مع علي صفين ثم صار عثمانيا، ومات في سلطان الوليد بن عبد الملك سنة 85. تهذيب التهذيب. [5] هو مالك بن ربيعة بن البدن- بفتح الباء والدال- بن عمرو بن عوف بن حارثة ابن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الساعدي. شهد بدرا والمشاهد كلّها. ومات سنة 60. تهذيب التهذيب. وأسيد بضم أوله، كما في تقريب التهذيب.

العور

أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام [1] مطعم بن عديّ. أبو بشر بن مطعم [2] العور أبو سفيان بن حرب [3] ، ذهبت عينه يوم الطائف. الأشعث بن قيس، ذهبت عينه يوم اليرموك. المغيرة بن شعبة، ذهبت عينه يوم القادسية. جرير بن عبد الله، ذهبت عينه بهمذان حيث وليها في زمان عثمان بن عفان.

_ [1] أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أحد فقهاء المدينة السبعة. جمهرة ابن حزم 145. وفي تهذيب التهذيب 12: 30، قيل اسمه محمد، وقيل اسمه أبو بكر وكنيته أبو عبد الرحمن. والصحيح أن اسمه وكنيته واحد. وكان يقال له «راهب قريش» لكثرة صلاته. توفي سنة 94. ونظر صفة الصفوة 2: 51 ونكت الهميان 131. وسبق الحديث عنه في الورقة ص 447. [2] المطعم بن عدي بن نوفل عبد مناف القرشي: أحد من قام بنقض الصحيفة التي كتبها المشركون عداء لبني هاشم، ومقاطعة لهم، كما أنه أجار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منصرفه من الطائف. السيرة 169، 247، 251. المفهوم أنه ابن المطعم بن عدي. ولم أجد له ترجمة، كما لم يذكره بن حزم 116. [3] الملحوظ أنه ذكر أبا سفيان في العميان أولا، ثم ذكره في العور ثانيا. ويبدو أنه قد لحقه العور يوم الطائف، ثم أدركه العمى بعد ذلك، فلا تناقض. والخبران مذكوران في ترجمته في الإصابة 4041. فبعد أن ساق خبر فقء عينه يوم الطائف، أو يوم اليرموك، روى عن البغوي بإسناد صحيح عن أنس «أن أبا سفيان دخل على عثمان بعد ما عمى وغلامه يقوده» . وأبو سفيان هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموى.

عديّ بن حاتم، ذهبت عينه يوم الجمل. سعيد بن عثمان، ذهبت عينه بسمرقند. طلحة الطّلحات [1] ذهبت عينه بسمرقند مع سعيد بن عثمان. الأحنف بن قيس. قبيصة بن ذؤيب [2] ، ذهبت عينه يوم الجزيرة. مالك بن مسمع [3] ، هبت عينه يوم الجفرة بالبصرة [4] . قطن بن عبد الله بن الحصين [5] ، ذهبت عينه بأذربيجان، كان واليا

_ [1] طلحة الطلحات هو طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي، أحد الأجواد المشهورين في الإسلام. وكان واليا على سجستان أيام مسلم بن زياد. وبها مات. وانظر علة تسميته بطلحة الطلحات في الخزانة 3: 394. [2] قبيصة بن ذؤيب بن طلحة بن عمرو بن كليب الخزاعي. له رؤية. وقال ابن سعد: «كان على خاتم عبد الملك بن مروان، ويعد في فقهاء أهل المدينة. توفي سنة 88. الإصابة 7265» . [3] مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب الربعي، أبو غسان. له إدراك. وكان سيد ربيعة في زمانه، مقدما رئيسا. وفيه يقول حضين بن المنذر: حياة أبي غسان خير لقومه ... لمن كان قد قاسي الأمور وجربا الإصابة 8353. [4] الجفرة، بالضم: سعة في الأرض مستديرة. والجفرة هذه هي جفرة نافع بن الحارث، التي سميت فيما بعد «جفرة خالد» . انظر كامل ابن الأثير 4: 307 سنة 70، ومعجم ياقوت. وكانت الوقعة بين خالد بن عبد الله بن خالد من قبل عبد الملك، وبين أهل البصرة من قبل مصعب بن الزبير، وكان مالك بن مسمع من شيعة عبد الملك بالبصرة، ودامت الحرب أربعين يوما هزم فيها أهل الشام، وفقئت عين مالك بن مسمع. وانظر بقية الخبر في الكامل، ومعجم البلدان. [5] قطن بن عبد الله بن حصين، أبو عثمان الحارثي، وكان من أصحاب عبد الملك بن مروان، ولّاه الكوفة أربعين يوما سنة 71. وانظر أخباره في الطبري 5: 217، 269/6: 48، 156، 158، 164.

عليها، فلقي العدوّ فذهبت عينه. قيس بن مكشوح، وذهبت عينه يوم اليرموك. الأشتر النّخعي، ذهبت عينه يوم اليرموك. المختار بن أبي عبيد، تناوله عبيد الله بن زياد بسوط فذهبت عينه. عبد الله بن يزيد [1] ، أبو خالد القسري، ذهبت عينه يوم راهط. عبد الله بن أبي عقيل [2] . الحنتف بن السّجف التميمي [3] . علباء بن الهيثم السّدوسي. عمرو بن معد يكرب، ذهبت عينه يوم اليرموك. الحارث الأعور. إبراهيم بن يزيد النخعي [4] . عبد الله بن عبيد بن عمير اللّيثي [5] .

_ [1] في الأصل: «زيد» ، تحريف. وإنما هو عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري. وكان يزيد هذا قد وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم فأسلم ونزل بالشام. المعارف 174، والإصابة 9229 والاشتقاق 518. [2] عبد الله بن أبي عقيل بن مسعود بن معتب الثقفي. صحابي نزل الكوفة، وكان أحد الأمراء الأربعة الذين توجهوا في خلافة عمر سنة 21 مددا للأحنف بمرو الشاهجان. الإصابة 4820. [3] الحنتف، بالفتح، بن السّجف بالكسر، من رجال ضبة. انظر حواشي الاشتقاق 197 حيث تجد في نسبه. وذكره ابن حزم 228 في رجال ربيعة بن مالك بن حنظلة، وقال: «وهو قاتل حبيش بن دلجة القيني، إذ بعثه مروان إلى الحجاز، فبعث ابن الزبير الحنتف، فقتل حبيشا هذا، وأفلت الحجاج يومئذ وكان مع حبيش» . [4] إبراهيم بن يزيد النخعي المحدث، سبقت ترجمته. [5] عبد الله عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث الليثي ثم الجندعي. روى عن أبيه، وعائشة، وابن عباس وغيرهم. وعنه: جرير بن حازم، وعبد الملك بن جريج،-

الحولان

عبد الله بن عامر [1] . الحولان أبو جهل بن هشام. أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة [2] . عمرو بن عتبة بن أبي سفيان. أبان بن عثمان بن عفان. عروة بن المغيرة بن شعبة. أبو بكر بن أبي موسى الأشعريّ. هشام بن عبد الملك. عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة [3] .

_ - والأوزاعي وجماعة. قتل بالشام في الغزو سنة 113. تهذيب التهذيب وحواشي الحيوان 4: 294. [1] عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو ابن خال عثمان بن عفان. كان شجاعا جوادا ميمونا، ولّاه عثمان البصرة وضم إليه فارس، فافتتح خراسان وأطراف فارس وسجستان وغيرها. وولّاه معاوية البصرة. توفي سنة 59 قبل وفاة معاوية بنسبة. الإصابة 6175، والمعارف 140 والجهشياري 148. [2] أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. اسم أبي حذيفة «هشيم» ، أو «مهشم» ، أو «هاشم» ، أو «قيس» ولذلك يذكر بكنيته. كان أبو حذيفة من السابقين إلى الإسلام، وهاجر الهجرتين، وصلّى إلى القبلتين، وشهد بدرا، واستشهد يوم اليمامة وله ست وخمسون سنة الإصابة المعارف 118، والإصابة 263 من قسم الكنى. [3] عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وكان ممن غلب على البصرة أيام ابن الأشعث. جمهرة ابن حزم 74 والطبري وكامل ابن الأثير في-

الزرق [1]

زياد بن أبيه. عدي بن زيد السّاعدي. الزّرق [1] عبد الرحمن بن عتّاب بن [أسيد [2]] . العباس بن الوليد بن عبد الملك. مروان بن محمد بن مروان. الفقم عمرو بن سعيد بن العاص. يزيد بن عبد الملك. عمرو بن الزّبير. ملكهم عبيد الله تعالى الحسن بن علي الجلاوي ثم اليكليزي ودهم الله لسيد الصغير نفعنا الله ... ببركاته وبركات أجداده آمين.

_ - حوادث سنة 83. [1] المراد بالزرق هنا العيون. انظر ما مضى. [2] عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي. ولد في آخر حياة الرسول، وشهد الجمل مع عائشة. والتقى هو والأشتر فقتله الأشتر. ورآه علي وهو قتيل فقال: هذا يعسوب قريش. جمهرة ابن حزم 113، والإصابة 6220، والمعارف 123. وبدل هذه التكملة في الأصل إلحاق بهامش النسخة نصه: «صح العبدي» . ولا وجه له..

فهرس الكتاب

[فهرس الكتاب] 1- فهرس الموضوعات الموضوع/ الرقم مقدمة التحقيق 2 مقدمة الطبعة الثانية 5 مقدمة المؤلف 7 كتاب البرصان 27 ممن فخر بالبرص ثم من بنى رزام: المحجل 49 ومن البرصان الذين فخروا بالبرص: الحارث بن حلّزة اليشكرى 52 ابن حبناء 54 ومن الفرسان البرصان ممن سمى بالأبلق: الفارس السلمى 60 ومن البرصان ممن فخر بالبرص: سويد بن أبي كاهل 63 وممن فخر بالبرص من الرؤساء والشعراء: بلعاء بن قيس بن يعمر 63 ومن البرصان السادة القادة: أبو أسيد عمرو بن هداب المازني 65 ومن البرصان: عبد العزى بن كعب بن سعد 90 ومن البرصان السادة والفرسان القادة: الربيع بن زياد 92

ومن البرصان الأشراف، ومن آباء القبائل والعمائر: يربوع حنظلة 93 ومن البرصان الرؤساء، والأشراف الشعراء: ضمرة بن ضمره النهشلي 95 مالك ذو الرقيبة 98 ومن البرصان الأشراف، والفرسان المشهورين: شيطان بن عوف بن مزيد 100 ومن البرصان الخطباء، والأشراف والرؤساء: قيس بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة 101 ومن البرصان الأشراف: سعد الأثرم بن حارثة بن لأم 401 المرقع بن صيفىّ بن رباج 105 عامر بن حوط الأبرش 106 ومن البرصان السادة والأشراف الخطباء، والفرسان: ابن الفجاءة 107 ومن البرصان: أبو هوذة بن شماس الباهلي 111 ومن البرصان الأشراف من الملوك: جذيمة بن مالك 116 ومن سمى الأبرش ولم يكن أبرص: الأبرش الكلبي 120 البرشاء أم قيس بن ثعلبة 120 الجذماء أخت قيس بن ثعلبة 120 أم سراقة بن مالك بن جعشم 122

ومن البرصان: الأبرص الكلبي 128 شمر بن ذي الجوشن الضّبابي 128 البهلول بن سليمان بن عبيد 129 بنو عبد الأعلى الشيباني: عبد الله، وعبد الصمد 130 سعد المطر 132 ومن البرصان والعميان والشعراء: على بن جبلة 133 ومن البرصان ثم من بنى قشير بن كعب: عبد الأبرص بن هبيرة 135 ومن البرصان عمرو بن بانة 135 أبو عبد العزيز الأسلع 137 بشر بن المعتمر 138 أبو حماد المروزي 140 مسمع بن مالك بن مسمع 140 الصّفري صاحب السيفين 140 ومن البرصان ثم من الرواة والنسابين والصحابة: عبد الله بن عياش الهمداني 140 ومن البرصان: عمرو الثقفي 147 ومن البرصان من ثقيف: الحكم بن صخر 147 ومن البرصان ثم من بنى الأعرج: الأسلع بن شريك 148

باب ذكر البرص من الآباء والأمهات: أم شبيب بن البرصاء 149 أبو عبيد بن الأبرص 150 أم سليمان بن البرصاء 150 أبو حارث بن الأبرص 151 أم خالد بن البرصاء 152 ومن البرصان المجاهيل: قيس بن زرارة 158 أبو جهل 159 ومن البرصان: عمرو بن عمرو بن عدس 164 أيمن بن خريم بن فاتك 166 جعفر الخياط 168 علّويه المغني 169 كتاب العرجان 171 ومن العرجان: الحارث الأعرج الملك الغسانى 171 الحارث بن كعب بن سعد 174 ومن أشراف العرجان: الحارث بن شريك الشيباني 177 الأقرع بن حابس 184 ومن العرجان: هميم بن صعصعة بن ناجية 186 ومن العرجان الأشراف: أبو الأسود الديلي 187

ومن العرجان: بنو الأدرم 187 الربيع بن زياد 189 إبراهيم البيطار 190 ابن أنف الكلب الصيداوي 191 ومن العرجان ومن تحول في النوكى: الأعرج المسعودى 191 ومن العرجان ثم من النساك والزهاد: أبو حازم الأعرج 192 ومن العرجان من أصحاب الفتوح والزحوف: موسى بن نصير 192 ومن العرجان: الأحوص بن محمد الأنصارى 193 ومن العرجان ثم من أهل الشرف: عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن 194 ومن العرجان: أبان بن عثمان البجلى 194 أبو راشد الضبى 194 ومن العرجان الأشراف، ممن له صحبة: مجالد بن مسعود السلمى 200 ومن العرجان: مالك بن المحراس 201 المنهال العنبرى 201 أبو الفوارس الباهلى 205 الأعرج الضبى 206

سعيد بن أبى عروبة 207 سعد الأعرج 209 إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله 209 ومن العرجان الشعراء: مجلودة الأعرج 210 ومن العرجان: الهيثم بن مطهر الفأفاء 212 العرج وأشباه العرج في الحيوان 213 وصف مشي النساء 219 وصف مشى العجوز، ومشى الشيوخ، ومشى الرهبان، ومشى الأرملة 226 وصف مشية المجنون 231 أصحاب الخيلاء في المشي 233 مشي العدوّ 236 من العرج من أصناف الحيوان 237 وصف مشية الحيوان 239 وصف ضروب الإعوجاج، والجنوء والإكباب 241 وصف مشية الحيات 246 وصف مشية الذئب 254 من الأمور الملتوية والمعوجة 256 من الأشياء المخلوقة معوجة 257 ما ذكرفي الاعوجاج، وفي حد الشيء إذا كان معوجا 258 القول في المنازلة والمشي بالسيف، وفي مديح الذي يقاتل على ظهر الأرض كما يقائل على ظهر الفرس 264 القول في القلع الذي ينبو على ظهر الفرس 267 القول في الساق العليلة، والساق السليمة 173

من كان دميم الساق فاحش الدقة 276 من كان يوصف بدقة الساق 278 باب العوج الحادث الذي يزول بزوال العلة 280 قول الأصمعى في ظلع الكلاب 297 القول في سواد منخر الذئب والكلب 301 ومن العرجان ثم من رؤساء المتكلمين: أبو كلدة 305 ومن العرجان: مالك بن المحراس 306 ومن العرجان الفقهاء والبلغاء: أبو العلاء يزيد بن الشخير 307 ومن العرجان الأشراف إبراهيم بن محمد بن طلحة 307 ومن العرجان ثم من الملوك: يزدجرد بن شهريار بن شيرويه 319 ومن العرجان: سلمان بن ربيعة الباهلى 320 ومن العرجان ثم من العبيد الشعراء: السائل المثرى 324 ومن العرجان: معاذ بن جبل 324 هرثمة بن النضر الختّلىّ 334 أبو مالك الأعرج الشاعر 336 الطائىّ 348

الحكم بن أيّوب الثقفي 350 محمد بن ثابت مولى نصير 350 باب ذكر العرج اذا عمّ أهل البيت: 353 بنو الحداء 353 زيد بن عمارة 357 بنو كابية بن حرقوص 357 باب آخر: 367 حاتم بن عتاب بن قيس بن الأعور بن قشير 369 عمر بن وازع الحنفي 371 عمير بن الحباب 374 حليم بن جبلة 375 ربيعة بن مكدّم 377 المغيرة بن الفزر 378 كلثوم بن حبيب بن أنيف 380 زياد بن عطارد بن زياد 383 كردويه الأعسر 387 باب ذكر من سقى بطنه من الأشراف: 389 عمران بن الحصين الخزاعي 389 العروضي 390 عثمان بن أبي العاص 391 أبو عزة الشاعر 392 مسافر بن أبي عمرو بن أبي أمية 392 باب من قتلت الصواعق والرياح: 400 واصل بن حيّان 404 سلمة بن الخطل العرجي 404

ذو الركبة العوجاء 405 مشمرخ الأحدب 406 أبو مازن الأحدب 407 ومن الوقص: مالك بن سلمة 409 الأوقص السملى 410 ومن الحدب: الأحدب بن سيار 411 باب الأدران: 412 ومن الأدران: الحتات بن يزيد المجاشعي 412 باب ما يحضرنا في اللقوة وما أشبه ذلك 423 وممن أصابته اللّقوة: الحكم بن أبي العاص 431 عيينة بن حصن 432 ذكر المفاليج: 435 ومن المفاليج: عباد بن الحصين الحبطيّ 435 عبيد الله بن زياد بن ظبيان 436 أبو الأسود الديلى 437 شجرة بن سليم الجدلى 437 إدريس النبيّ 438 عمران بن الحصين الخزاعى 438 عامر بن مسمع 439 أبان بن عثمان 439 ومن المفاليج من يسطحه الفالج: وممن كان سطحيا: سطيح الكامن 441 الحارث بن بشر بن هلال 442 عبد الواحد بن زيد 442 ومن المفاليج: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث 447

سلمة بن الحارث بن عمرو المقصور 448 معبد المغني 450 عبيد الله بن يحيى بن خالد 450 ومن العرجان: أبو يحيى الأعرج 450 باب الأشجين: 452 ومن الأشجين: بلال بن عبد الله بن عمر 452 وافد عبد القيس 452 بكير بن الأشجّ 453 يزيد بن مزيد بن زائدة 454 مزيد بن زائدة 455 أسد بن يزيد بن مزيد 456 عمر بن عبد العزيز 456 تميم بن زيد القيني 457 باب ما جاء في شبه الأعضاء المرغوب عنها 458 باب القول في الرءوس صغارها وكبارها 483 باب ما قالوافي الأعناق في الصنفين جميعا من الرجال والنساء 500 الأعناق الطوال 504 باب الصلع والقرع 507 ومن الصلعان: أبو النجم 511 أسليم بن الأحنف 512 عمر بن الخطاب 514 باب القزعان والقرعان: 516 باب القول في الأيمن والأعسر والأضبط وفي كل أعسر يسر 522 باب ما جاءفي فضل الأيمن على الأيسر 538

كتاب الهيثم بن عدى 564 العميان الأشراف 565 العور 566 الحولان 569 الزرق 570 الفقم 570.

2 - فهرس القرآن الكريم

2- فهرس القرآن الكريم السورة الآية الصفحة وأبرىء الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ... آل عمران 49 69 إنّما جزاء الّذين يحاربون الله ورسوله ... المائدة 33 386 والسّارق والسّارقة فاقطعوا أيديهما ... المائدة 38 552 وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكاء وتصدية. الأنفال 35 109 ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون ... التوبة 33 والصف 9 173 ولا تمش في الأرض مرحا ... الإسراء 37 235 قال أو لو جئتك بشيء مّبين.... بيضآء للنّاظرين. الشعراء 30- 33 69 وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضآء من غير سوء النمل 12 69 يا بنيّ لا تشرك بالله ... لقمان 13 236 لا تكونوا كالّذين آذوا موسى فبرّأه الله ممّا قالوا الأحزاب 69 417 فلمّا قضينا عليه الموت ما دلّهم على موته إلّا دابة الأرض ... سبأ 14 377 ولقد صدّق عليهم إبليس ظنّه ... سبأ 20 33 والسّموات مطويّات بيمينه ... الزمر 67 547 اجتنبوا كثيرا من الظّنّ إنّ بعض الظّنّ إثم ... الحجرات 12 33 والنّجم والشّجر يسجدان ... الرحمن 6 279 وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين ... الواقعة 27 547 وأصحاب الشّمال ما أصحاب الشّمال ... الواقعة 41 466 سنسمه على الخرطوم القلم 16 466 والتفّت السّاق بالسّاق ... القيامة 29 278.

3 - فهرس الأحاديث الشريفة

3- فهرس الأحاديث الشريفة آمن كل شيء من معاذ حتى خاتمه ... إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ... إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بإزاره فإنه لا يدرى ما خلفه عليه بعده ... اسجدوا لربكم وأكرموا أخاكم، ولو أمرت أحدا يسجد لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها ... اللهم اقطع أثره ... اللهم الو وجهه ... أما الأتان التي وضعت جديا فهي جارية لك أصبتها فولدت غلاما أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عرفجة أن يتخذ أنفا من ذهب ... إن أحدكم إذا كان يصلي استقبلته الرحمة ... إن أردت أن تعتقي من ولد إسماعيل فهذا ولد إسماعيل ... أنا فيما لا يوحي إلي كأحدكم ... هم غر محجلون من آثار الوضوء ... أنتم الغر المحجلون ... إن الله ليزين المرء المسلم بالشعر الحسن ... إنما قلت برأيي ... إن موسى كان إذا دخل الماء ليغتسل دخل وعليه إزاره ... إن هذه لمشية يبغضها الله إلا في هذا المكان ...

بئس الميت ليهود ... بينا رجل في الجاهلية في حلة له مشتملا بها فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ... الصفحة 326 الحجر الأسود من الجنة، كان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك ... 555- 556 خذ خمسين شاة ... خلقت المرأة من ضلع ومتى أردت أن تقيمه كسرته ... 563 خذوا مخيطا فاحموه في النار، ثم افتلوا شفر عينيه ففيها شفاؤه داء الأنبياء الفالج واللقوة ... 327 ذلك شيطان يقال، خنزب، فإذا أحسست ذلك فاتفل عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله من شره ... 411 رب قني عذابك يوم تبعث عبادك ... 431 رأيت النبي عليه السلام ينصرف عن يمينه ويساره ... 159 ذلك وقال فيه قولا شديدا ... 482 الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي ... 534 الصورة الرأس فإذا ذهب الرأس فلا صورة ... 486 فيك خصلتان يمقك الله عليهما الشجاعة والحياء ... 395 قد جعلتم الوليد حنانا ... 62 كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يبدأ بالميامن ... 62 كل بيمينك ... 514 كل الصيد في بطن الفرا ... 395 لم يتوكل من اكتوى واسترقى ... 418 لا أقصك من عامل عليك ... 234 لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من ألبانها وأبوالها ... ليكن كذاك ...

ما أخر قومك عن مثل هذا الأمر 184 ما تضحكون؟ لرجل عبد الله في الميزان أثقل من أحد 275 ما من رجل له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى إلا جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل 447 من قال في كل صباح ومساء ثلاث مرات: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم يضره ذلك اليوم شيء 440- 441 من يعذرني من الوزغة 110 هكذا نبعث يوم القيامة 562 هذه صدقة قومي 486 يسبقه عضو منه إلى الجنة 382 يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة كأني أنظر إليه أصلع أفحج يهدمها حجرا حجرا 274.

4 - فهرس الأمثال

4- فهرس الأمثال أبين من وضح الصّبح 105 أحمق من راعي ضأن ثمانين 325 أخنث من مصفر أسته 102 أصبر من ذي ضلغط عركوك 379 أصبر من عود بدفيه جلب 379 أطمع من أشعب 204 أعلم من دغفل أفتك من الحارث بن ظالم إيّاك أعني واسمعي يا جارة 290 تسمع بالمعيديّ لا أن تراه 96 العصا من العصية قامت الحرب على ساق 278 قد يضرط العير والمكواة في النّار 87 قيل للشحم أين تذهب قال: أسوي كل معوج 262 كأنّما كسر ثمّ جبر 216 كلّ الصيد في بطن الفرا 459 لا آتيك معزى الفزر ما رأيت ساقي واف أقبح 277 من يشتري سيفي وهذا أثره 383 مرعى ولا أكولة 284 كلأ يتّجع به كبد المصرم 284 هما ساقا غادر أقبح والتفّت السّاق بالسّاق 278.

5 - فهرس اللغة

5- فهرس اللغة (أ) أب: آبه 298 أبر: التأبير 395 أبض: إباضها 348 أبن: الأبن 320 أتى: أتاويّان 43 أثم: الأثم 311 أجر: مؤاجرا 328 أدر: آدر، 367، 328 أدران أدران 412، 417 أرب: الأربية 239 أزم: أزمت 303 أسد: الأسد 401 أسل: تأسيل 254 أشر: أشور 239 ألف: المؤلفون 422 أل: مألولة 302 أم: أمة: 326 المأموم 406 أنف: أنف 288، 461 آب: تأوّبته 247 أود: أود 223، 346، 358 (ب) بثق: بثق 334 بحر: بحارها 288 بخر: البخر 164، 187، 437 الأبد 225، 343 تبدّد 494 برز: البراز 117 برش: الأبرش 116، 118، 120 البرش 83، 84 برص: البرص 53، 54، 55، 63، 68، 72، 73 برق: أبرق 303 برك: بركها 272، البروك؟ برك: التبريك 325 بزخ: أبزخ 341 بز: بزهم 345 بزع: بزاعة 406 بزل: بازل 359 بغا: بغاؤه 295 بقر: البقير 79 بقيرا 153 بقع: التبقيع 89 الأبقع، بقيع 115،

116، مبقع 118 بقل: تبقلت، التبقل 287 بقي: بقيته بلق: البلق 54، 56، 43، أبلق 53، 55، 56، 58، 59، 60- بلقاء 53: بهنس: يتبهنس 215. بهق: 85 بون: بواني 379 بيض: 55، 75، 70، 265، 301. (ت) تر: أترها 496- 460 تفل: تتفل 242- 240 تمر: تمير 329 تملك: تامكة 584- 548 تم: تمام 78، تميم 321 توأم: 80 (ث) ثبت: فأثبته 20 ثبج: الثبج كتثبيج 371، 347، أثباج 537- 506 ثرد: ثردة 138 ثرم: أثرم 497، الثرم 529، 498 ثط: اثطاط 553، 519 ثعب: التعلبية 229 مثعبا 543 510 ثفر: مثفار 160، 161، الثفر 277 ثفل: ثفال 261 ثنى: تثنى 243، الثنيان 306 ثيل: بثيل 471، كثيل 472 (ج) جبب: جباء 595 جبر: جبور 352 جدع: أجدع 341 جدل: الجديلا 345 جذر: جذير 373 جذع: جذعة 465 جذم: أجذم مجذام 261 جرد: الجردة 326 جرجرا 480 مجر 288 جرم: جرام 290 جرمز: جراميزه 245، 336 جزر: جزرا، جازر 332 جش: أجش 215 أجشة 358 جعد: جعاد 415 جعر: جاعرتيه 488 جفر: جفرته 292 جلب: جلب 379 جلجل: يتجلجل 235 الجلاجل 415

جلح: المجاليح 358، الجلحان 512 جلخ: أجلخا 343 جل: الجلال 506 جلا: يجتلى 241، اجلاء 344 جلا 512 جم: جام 311 جنأ: الجنوء 241، أجنأ 342 جنب: أجنب 271 مجنبات 347 جهر: مجهر 527 496 جوب: لجوابا جوز: أجازت 231 جوف: جوف 325 جان: الجون 359 جوى: فاجتووا 385 (ح) حبا: الاحتباء 359 حت: يحت 513 حتر: حتار الاست 314 حجب: نحجب 324 حجر: الحجر 326، 577 حجل: المحجل 51 المحجلون 62، حجلها 50 حجول 52 حجن: أحجن 227، 345، المحاجن 360 حدج: حدجة: 271 حدل: حدلاء 558 حرب: حرابى 416 حرج: حرج 499، أحرج 258 حرد: حارد 358، حاردا 528 حرض: الحارض 559 حرز: أحرزته: 230 حزق: حازقة 242 حش: الحش 117 حشا: حشوي 272 الحشا 302 حص: الحص 98 حضب: حاضبا 329 حضن: الحواض 319 الحضون 343 الحواض 309 حطا: محطا 293 حطم: الحطم 275، حطمه حفز: حفزه: 183، الحوافزان 179، 180 حفظ: تحفظا 321 تحفظ: 311 حفا: الحافي 297 حاق 531 حلب: محلبها 233 حلي: احلى 301 حمش: استحمشك 511 حموشة 275 حمض: الحمض 75 حمق: احموقة 273

حم: التحميم 90، حمان 90 أحم أحم القلب: 272 اللثاء 302 أحم المقلتين: 246 حمى: تحاماه 286، الحامي 419 حنب: تحنيب 263 حنف: الحنف، أحنف 341 حوب: فتحوبي 270 حور: حواريون 585 حول: الحويلا 345 لاحتيال: 289 حوى: أحوى 347 حير: مستحيرة 279 (خ) خبط: يخبطون 259 خبا: أخبى 297 خبر: يستخبر 305 خدج: التخادج 333 323 خد: تخدد 372 خدر: أخدرى 229 خذف: 525، 525 خذي أخذي 343 خرج: الخرج 173 بخارجى 321 خرص: خرصانها 533 502 خرطم: خرطوم 254، 466، خراطيم 165، 474 خرفج: مخرفج 160، 269 خرق: 251 متخرق خروق 287 الخرو: 117 خزل: تخزلها 223 خسف: الخسف 231 الخسيف 231 خشع: متخشعا 272 خشم: الأخشم 477 خطر: المخاطر 526 خظى: خاظيات 265 خفت: خفاتا 421 402 خفق: خفاق 276 خلج: مخلجا: 237 خلجت، الخيج، مخلوجة 561 526 خلع: يتخلع 215، التخلع 232، تخلع 328 خلف: خل 292، الخلاة 117 خمر: تخمر 460 فخمر 437 خمس: المخمس: 139 خمص: الأخمص خمع: الخماع 298، 246، خماعها 250 لخماع 217 خنب: الخنب: 468 خنس: خنابس 416 خنز: خنزوانة 465 خنق: مخنق 332 خور: الخور

خوص: خوص 372 خوض: فخاضة 361 حوق: الحوق 461 خول: المخول: 198 خيل: يخيل 378 الخيلان 484، تخيل 288 خيم: خيمنا 362، (د) أير: آرها، آير، مئير 337 دبر: الدبرة 74، المدابر 198، الدبر 117 دبح: تدبيح 490 دحق: اندحاق 511 دخ: الدخا 344 دخس: الدخيس 365 دخل: الدخل 330 درأ: تدرأ 558 523 درب: دربا 328 درج: درجا 349 دفع: مدفع 295 دف: بدفية 379 دفق: مدفقة 554 دفا: ادفى 343 دقر: دقرى 288 دلم: دلم 488 دمن: الدمنة 502 دمنة 473 دنف: مدنفا 541 559 دن: أدن 467 دهس: دهاس 215 دام: يدوم 350 ديص: تديص 416 ديم: بديمة 289 (ذ) ذرب: بمذرب 361، مذربة 365 ذمر: المذمر 520 490 (ر) ربا: يربؤهم 239 رتب: ارتبها: 295 ربل: 295 ربا: الرباوة 419 رتق: مرتتق 314 رثم: مرثوم 299 ترثم 533 202 رجس: 537 506 رجع: رجع الابطين 294 رجل: المرجل 422 رخى: مسترخي 237 إرخاء 240 رد: أرد 256 ردن: مردون 231 الرديني

رذم: رذم الخيشوم 352 رز: الرز 419 رسح: بأرسح 583 رسن: المرسن 466 رشق: المرشقات 530 499 رعل: الرعال 356، رعلاء 419 رغث: رغوث 325 رغم: الرغام 465 رفض: ارفضاضها 348 رقط: أرقط 112، 118، الرقط: 114، 115، رقع: مرقع 118 رقل: أرقل 254 رمص: رمص 346، 415 رمك: الرمكة 325، رمكاء 138 رما: أرمى 355 رهط: أراهط 353 روب: مرواب 413 روح: استرواح 354 روح 359 (ز) زب: أزب 349، 464 زبل: الزبل 117 زجل: زجل 227 زغب: مزغب 235 زعب: زاعبي 467 زل: تزل: 513 زمج: مزمهج 347 زمن: يزمنهم 366 زنا: زنت 117 زوج: المزدوج 139 زود: الأزواد 519 مستزاد 358 زور: أزور 341 زيف: فتزيف 221 (س) سأد: أسأدت 231 سام أبرص: 143 سربخ: مسربخ 231 سدى: تسديتها 397 سطع: ساطع 275 سعل: سعلت 117 سقط: سقط 333 سقى: 407 389 سلأ: سلأوا 165 سلب: أسلوب 465 سلجم: سلجم 399 سلع: الأسلع 102، 103، 125 سلك: سلكى 527 سلم: السليم 121 سمير: سمير 523

سمك: سماكى 285، السماك 401 سنخ: السنخ سنط: سنوط 185 516 سناط: 489 سود: السواد: 84 سوس: سواس 365 364 سوف: السواف 418، يستاف 758 سوق: كالساق ساق الحمام 278 ساق حر 278، الساق 278، السويقتين: 274 سوم: سوم ليلة 229، أسوم 335 سيد: سيد: 298 (ش) شأي: شأوا 238، 445 شتر: اشتر 342، 243 شتر، 427 شجر: شجر 279 شخب: انشخبت 462 شخت: شختا 43 شخ: شخا 344 شدف: شدفن 433 أشدف 342 شرج: شرجا 355 شرع: تشرع 511 شرك: شركا 297 شركى 309 الشراك 361 شرى: شروى 498 شزر: شازرة 345 شط: شط السنام 283 شطر: الشطور 343 شظم: الشيظم 503 شعب: المشعب 366 شعشع: بشعشعاني 505 شعف: شعف 230 شغر: شغر فشغر 201 شغا: 235 أشغى 342 شق: الشقائق 295 شكك: شك 243 شكل: مشكولا، 236، 39 شلل: يتشال 328، تشال 329 شلا: شلو 520 490 شمط: أشمط 272، شماطيط 245 شنا: فشنيتها 332 شنج: شنج 213، 263 شن: شن 275 شور: شارة 299 شاره: 290 شوه: شوهاء 121 شيع: مشيعة 424 شيم: شمن 313 شيل: فاستشلت 382

(ص) صبّ: صب: 426 صبب: الصباصب 505 صبر: أصبارها 289 صدر: بصدرته 331، صدرة 333 صدع: الصديع 304 صدف: أصدف 341 صرصر: صرصراني 233 صرم: المصرم 284، 285 صريمة 261 صعتر: صعتريا 328 صعد: الصعدة 315 صعل: صعل الرأس 398 صعا: الصعو 330 صفر: الصفر 156، 157 صقع: مصاقع 89 صقلب: الصقلبي 78 صلت: صلتة 494 صلصل: صلصال 229 صلف: صليف 589 صلا: صلاة 229 الصلاية 462 صلى: المصلى 321 صنع: تصنع 315 صهب: صهابي 505 صوى: الصوى 358 صواها 352 صيب: صياب 358 صيد: الصيد 354، صيد: 465 صيف: صيف 286 (ض) ضب: تضب 300، ضبت 300 ضبح: ضبح 302 ضبر: ضبر 218 ضبع: ضابعا 291 تضبعون، تضبع، الضابعات 295 ضجم: الأضجم 342 ضطر: الضيطر 558 ضغط: ضاغط 379 ضغا: تضغو 414 ضفر: كالضفر 494 ضل: الضال 288 ضلع: الضالع 358 ضمر: مضطمر 354، ضمرا 355 ضوى: ضاويان 43، تضوى بضاوى 44، 363 (ط) طبق: طباق 231، المطبق، طبق 94 مطابق: 249 طخا: طخا الليل 509

طر: مطرد 467 طر: طر 478 طرز: الطراز 463 طرف: يستطرف طرف، مستطرف 138، مطرفا 509 طرق: طرقهن 419 طف: طفف 355 طفل: طفول 532 طمر: طامر، طامري 219، أطمارى 372 طم: الطوامى 3، 287 طنب: الطنب 291 طال: بطوائلهم 45 طوى: الطيات 272 (ظ) ظلع: ظلع 297، 298 ظلاع، فظلع 298، ظالع 297، الظالع 358، بظلع 285، تظلع 281، الظالع 358، ظلعا 281 ظهر: المظاهر: 266، الظاهرة: 218، الظهر 387 (ع) يعبوب: 504، 507 عبل: عبل 503، بعبلات، أعبل 339 عتب: اعتب 342 عتق: العتيق 275 عث: العث 296، 297 عجس: العجس 227 عدا: معدين 354 عرج: يعرج، العرج 418 أعرج 342 عرس: عنتريس 476 عرض: عرض الشقائق 295 عارض الصبح 339 عرق: عرق 334 عرك: عركها 232، عركرك 379 عرن: العرانين 345 عزب: عزبت 289 عسل: يعسل، عسلانا: 256 العاسل 348 عصب: عاصبه 301 عصل: أعصل 342، عصل 347، عصل عصم: العصم 228 الأعصام 272 عضد: اعضد 457 عضيدة عض: اعتضاضها 348 عطس: معطس 466 عفر: عفر 435 عفشل: عفشليل 232 عفك: الاعفك 558 عفاء: عفاء 232 عقف: أعقف، تعقيف 329

عقق: المعقة 311 عقا: عقوتها 244 بعقوتها: 242 علك: علك 215 عل: 293 علا: علاوته 333 عمد: عامدة 241 عمى: المعمى 421 عنق: 438 أعنقا: 416 عاج: العوج 239، عوج طوال 298 ز أعوج: 261 عوجاء 262 عود: المعاودين 184 عور: الأعور 121 عاس: الأعيس 490، عيلم: عيالم 233 العيالم: 231 عيي: يتعايا 325 (غ) غبغب: غبغبة 394 غبق: غبوقي 344 غرب: المغرب 82، غرب 359 غربا 343 غرض: غرضت 313 غرق: تغترق 313 غرمل: غراميلها 145 غضف: أغضف 302 أغضى: مغضي 313 غط: غطيط غلب: أغلب 394 غلصم: الغلاصم 474 غلغل: المغلغلة 555 مغلغلة 521 غلف: أغلف، كالغلاف 360 غمق: 461 غملج: الغملجات غم: يغم 296 يعم: 288 غوط: الغائط 117، 353، 358، (ف) فأى: فأو فتخ: فتوخ 360، فتح: فتخ: 359 فحج: فحج، أفحج، تفحج 237، 274، 331 فحص: 357 فدع: فدع 238، فرض: تفريض 239، فراضها 348 مفرض 238، فارض فرط: فرط 289 فرج: الفرج 117 فرع: فرع 358 فرق: الفرق، مفرقة فرأ: الفراء 459 فز: يستفز 302

فشغ: تفشغها 285، 298 فضل: أفضل 361 فطح: فطح 358، فطر: فطير 78، فاطر، 475 فقا: فقأ 183 المفقأ 421 فقع: فقع 487 فقم: الأفقم 342 أفقم 428 فلج: الفالج الذكر 133، الفالج، 442، 446 فلجان 446 فلح: أفلح 341 فلس: التفليس 89 فن: تفنين 345 فوز: مفازة 121 فوز 481 فيض: مفيض 345 (ق) قبض: فقبض 338 قب: قباء 495 قبل: المقابل 158، الأقبل 232. أقبل 342، قبل 345 قتم: قتم 371 قحب: قحبت، القحاب 117 قدم: المقادم 344، القدامى 330 قرب: أقرابها 54، القرنبى 233، تقريب 245 قرح: القرح 63، للقارح 507، بقرواح: 238 قرد: القرد 346 قرع: مقراع 305 قرف: بإقراف 321 قرقر: قرقرة 459 قراه 292 قزع: القزعان 516 قزل: قزل 201، 201 أقزل 213، 254، 299 قسح: قاسح 462 قشر: الأقشر 82، 118، قصر قصير: 116 القصر 510 المقصورة: 316 قصم: أقصم 497، الأقصم 498 قض: قضة 360 قطر: القطار 415 قطع: تقطيع 332 الأقطع: 367 قطقط: القطقط 229 أقط 516 قطن: يقطين 279 قعد: مستقعد 235، القعود 368، القعدان 348، أقعد 341 مقعد 367، 406 قعس: أقعس 341، قعس 344 قفع: المقفع 343

قفا: قفا قفاى 508 قلذم: قليذم 231 قلع: يتقلع: 215 القلع: 264، قنب: القنب 146 قنى: أقنى 475 قوز: قوز 231 قوم: مقوم 257 المقوما 503 (ك) كب: كبة 519 كبد: فكبده 376 كبس: الكبساء 461 كبا: بكابى 470 كتع: كتيع 303 كذب: كذب العتيق 270 كركر: الكركرة 283 كز: كز 294 كشح: كشح 87، بالكشح كشخ: كشخان 332 بالكشخ 328 كفر: كافر 332 كف: كفة حابل كفت: 306 كفل: كفل الفروسة 272 كلف: أكلفا 508 كم: كمام 325 360 كمى: كمى 228 كنع: مكنعا 397 مكنع: 343 كور: كور 417 كوم: كوم 265، 348 كاد: يكيد بنفسه 300 (ل) لبب: لبته 304 لبد: لبدة 331 لبن: اللبان 294 ملبونة 504 لج: اللجاج 32، النجوج 295 ملتج: 347 لثم: احم اللثام 302 لجف: لجف 228، 235 لخ: ولخا 343 لخق: اللخاقيق 462 لد: لد 506، اللدود 395 لزب: اللزبات 422 لزق: التزق 312 لطع: اللطع 73، لفت: لفتك 527 لقى: القوة 423 لم: اللم، لميمة 361، ملمومة 371 لهذم: لهزم: لهازم 332 لهم: لها ميم 509 لهى: اللهى 509

لاط: تلوط 337 (م) متع: المتاع 117 متن: متنتان 229 مخض: مخض 506 الماخض: 558 مذح: مذحت 269 مرد: مرادى 356 مر: أمر 298 أمر 301 مرع: فأمرعت 289 مرى: أمترينه 505 مش: المشاش، ويمشي، المشاء 240، 503 مصع: تمصع 474 مضع: مماضع: 254 مطر: الممطور 245، متمطر 191 مطل: ممطولة 213 معج: تمعاجه 243، 423 معد: تمعدوا 335 مكا: المكو 98 109: 110 مل: ملول 138، 167 من: منة 262 مهر: تمهر، الماهر 357 مهيعة 405 ميث: ميثاء 289، 290 ميل: 464 (ن) نبت: تنبيت 347 نجب: نجائب 295 نجل: نجله 179، نجلته 525 نجا: النجو 117 نجر: ناجر 490 ند: ندها 347 نذر: تنوذر، 490 نزع: أنزعا 331 نزف: النزف: 313 نزك: نيزكية 328 نزل: ينزل، نزول 264 نشأ: ينشد 369 استنشاء 304 ناشد 369 نشد: 385 ينشد 369 نصت: وانصاتتتي 359 نصف: تناصف 313 نصل: النصل 241 نض: نضناض 361 نطف: النطف 295، بالنطف: 287 النطاف: 505 نعر: نعرة: 465 نفح: نفحت 354 بالنفح

نفل: الأنفال 355 نقرش: النقرش 309 نقل: منقلة: 153، النقل 227 نقم: نقمات 356 نكير: المناكير: 380 نكس: نكس 328 نكة: استنكه 165 بنكس 470 نمش: انمش 118 نمى: ينمى 504 نهد: نهدد. نهد 506 نهل: النهال 265 ناء: نو 285 ناط: ناطلوا 501 (هـ) هب: الهبة 273، هبات 468 هبد: يتهبد 242 هتك: هاتكته 479 هجف: الهجف 242 هجم: الهجمة 222، 284 هجن: هجنة 321، أهجنة 469 هدى: هاد 504 هر: هرار 352 هض: تهض 313 هضم: أهضام 295، اهضما 503 هطل: هطال 286 هفت: ينهفت 229 يتهافتون 399 هلك: الهالكي 241، الهلوك 229 هوى: أهوى بيدده الى 430 هام: وهام 302 (و) وال: تئل، وائلا، لوالت 228، 230 وبر: وبار 506 وجر: أوجر 469 الوجور 395 وجع: الوجعاء، تيجع 284 وخد: وخد 506 ودق: ودقه 509 ورد: ورد 266 ورس: الورس 91، 228 ورط: ورط 280 وره: لورهاء 314 وسق: بوسق 227 كورهاء 386 وضح: وضح: 63، 92، 105، الأوضاح 105، 106، الأوضح 116 وضم: الوضم 276 وطأ: وطؤت 330 وطف: وطفاء 289 وطن: وطنت 373 وغل: الوغول في الأوغال 173 وفى: أوفت 476 وفر: وفّرن 313

وقر: توقر 345 وقص: الوقص 410، الأوقص 410، 409، بالوقص 291: وقصاء 476 وقع: التوقيع 74، موقع 74، 305، 353، الوقع 297 وقف: كوقف 229 ولع: المولع 124 مولغ 118 ومق: يمقك 452 وهل: وهل الجنان 531 وهوه: لوهوه 302 (ي) يئس: استيأس 301 يسر: أيسار، 365 يقطين: 279.

6 - فهرس الكتب الواردة في النص

6- فهرس الكتب الواردة في النص البيان والتبيان للجاحظ الصرحاء والهجناء للجاحظ 324 تصنيف المكدين 366 طلاق سعيد بن أبي عروبة 208 العميان للجاحظ 68 كليلة ودمنة 139 المنطق لأرسطو 139 العرب والموالي للجاحظ 387. 7- فهرس الشعر الهمزة نفساء: بشار بن برد 77 الحمراء: بشار بن برد 291 عناء: خلف بن خليفة 125 بالفناء: أبو يعقوب الخريمي 476 (ب) القرائب:- (ينسب إلى النابغة) 44 المهلّب: عبد الله بن الحارث 517 العرب: 474 لذابا: جرير 128 دربا: أبو عبدان المخلع 328 شابا: جرير 162 راغبا: سوار بن أوفى 369 الرقابا: الحارث بن ظالم 470 جوّابا: ليلى بنت المحلق 145 فيعجبا: علي بن الغدير 509 الطلبا: 271 النصيبا: بنت عتيبة بن مرداس 543 السحاب:- 282 السحاب: 284 ونحجب: يحيى بن نوفل 324 ثواب: العبلى شواحب: العبلى 488 يضطرب: ذو الرمة 501 يخطب: زرارة بن أعين 559 معجب: 77 كلب: بشر بن أبي حازم 353 الذّهب: الرقيات 79

يعبوب: زهير بن مسعود 504 قلوب: العكلى 281 الغائب: ابن هرمة 313 يجيب: عجلان بن سحبان 101 تحنيب 263 الذّيب: زهير بن مسعود 255 مريب: جرير 313 الخضيب: الكميت 106 أبّ: حسان بن ثابت 415 وعتابي: ضمرة بن ضمرة 96 كئب: أبو الصلت 109 وثابه: (أبو نواس) 219 كذاب: جرير الخطفي 59 انتسابي: مزرد بن ضرار 470 الإهاب: 292 بالرّكاب: طفيل الغنوى 61 الحواجب: أمية بن الأسكر 112 حاجب: رباح بن عبيدة 457 حاجب:- 472 متقارب: بغثر بن لقيط 362 الأجرب: خزر بن لوذان 269 الخشب: سيار بن رافع 47- 381 الخشب: أبو حية 203 الصباصب:- 505 رطب: زويهر الضبي 461 كعب: مالك بن أبي كعب 38 الأقارب: جريبة بن الشيم 249 المناكب: قيس بن الخطيم 42 حبيب:- 195 الخضيب: الكميت (ت) فانصاتا (سلمة بن الخرشب) 84 مصمت:- 89 للنائبات: الطرماح 272 الحبطات: 43 الخافقات: الفرزدق 421 لديات: أبو عبدان المخلع 328 سلت:- (ج) فحج: عمرو بن العاص 213 معرجا: نهار بن توسعة 439 هجاها: أبو الرديني العكلي أبلج: أبو الشيص الأعمى 259 أحوج: (صالح بن جناح) 257 أسمج:- أفلج: الشماخ 238، 445 حاجي: الغطمّش 220 أعرج: ابن أبي كريمة 189 وأعوج:- 263 الأعوج: أعشى همدان 226 الوجي: الشماخ بن ضرار: 221

(ح) السوارحا: معن بن أوس 539 قدحا ابن الصعق 261 أوضاح: الرعل بن جبلة 55 أقرح: تميم بن مقبل 526 لا يمزح: كنانة بن عبد ياليل 207 مشيح: (نضلة السلمى) 211 يوضح: المكشوح المرادي 89 اللواقح: 240 الطّلح: البطين 353 المجاليح: نهيك بن أساف 358 بقرواح: سعد المطر 238 بأوضاح- 105 الصفائح: الفرزدق 50 صفائح: الأعرج الضبي 206 (د) كمد: عبد الله بن الأعلى 131 تجد: عمر بن أبي ربيعة 27 حشدا: 300 راقدا: جهيل اليشكري 528 البريدا: أيمن بن خريم 167 وليدا:- 464 حمّاد: حماد بن الزّبرقان 473 اللّبد: الراعي 27 يتهبد: الطرماح 242 جرد: الحادرة 242، 433 الشّدّ: أبو العملّس 46 واقتصدوا: سويد بن صامت 346 المسرهد: عمر بن ربيعة 224 حمودها: الراعي 279 سهودها: أيوب الوهبيليّ 423 مقيّد: الطرماح 51، 214 خالد: الأسدي 44، 363 مزبد: الحارث بن هشام 39 معبد: الفرزدق 518، 520 يبرد: الجحاف بن حكيم 375 الجرد: أبو عزة 87 ورد: الحكم بن عبدل 166 مطرد: أبو قيس بن الأسلت 467 الأسد: لبيد بن ربيعة 401 مقصد: المنهال العنبري 201 النّضد: أبو الدهماء 45 أسعد: حسان بن ثابت 110 بمهنّد: المتلمس 77 موقد: الحطيئة 297 مجلّد: جوي بن حصن: 247 ولد: أبو الشيص الأعمى 424 المدى: 426 شريد: 364 سعيد: أعشى همدان 456

عود: أبو الغول الطهوي 204 وللمولود: أعشى همدان 454 وباليد: دختنوس بنت لقيط 541 يزيد: عقبة بن هبيرة 521 (ر) يكبر: 549 وأمرّ: بشار بن برد 301 ينكسر: المرار بن منقذ 494 الخصر: حسان بن ثابت 236 لفرور: عمر بن معد كرب 40 القصر: 510 أعور: المساور بن هند 508 يسارا- حمارا- أدبرا: مالك بن الريب 91 جرجرا: امرؤ القيس 480 أدرا: (طرفة بن العبد) 417 أعسرا: (امرؤ القيس) 525 أعسرا: شماخ بن ضرار 525 أعسرا: ابن هرمة 549 أعسرا: عبد الرحمن بن الحكم 549 اليسرى: الجارود بن أبي سبرة 528 قصرا: ذو الرمة 469 القمرا: زياد الأعجم 55 الظاهرة: (مهلهل) 218 كالعرارة: الأعشى 76 وإدبار: الخنساء 199 الغبار: مجلودة الأعرج 210 قتار: أبو دواد الأيادي 446 بحارها: النمر بن تولب 288 مثفار: عبيد الله بن عمر 145 أناروا: أبو الطمحان القيني 545 العبور: زياد الأعجم 55 ويعثر: سمير بن الحارث: 191 الأكثر: الكميت بن معروف 496 الحجر: أبو الدهماء 386 الحجر: عمرو بن أحمر 203 القدر: نصيب 496 القدر: الفرزدق 427 حرّ: أبو نواس 244 وكسير: جرير 340 تكسير: أبو زبيد 215 البصر: الفرزدق 492 فاطر: ذو الرمة 475 مطر: يزيد بن مفرغ 181 المطر: سعد المطر 133 الثّقر: امرؤ القيس 277 الصفر: أعشى باهلة 244، 276 غافر: (سبرة بن عمرو) 97 البقر:- 202 أحقر: الفرزدق 493

أشقر: ابن ميادة 243، 423 بكر:- 474 التمر: الفرزدق 84 تخمر: أبو عزة الجمحى 460 الكمر: محرز بن الكعبر 461 الدهر: (سويد بن الحارث) 483 تمهر: البطين 356 تبورها: الباهلي 359 فرور: كلثوم بن رزين 65 زور: سليم 546 أشور:- 239 أعور: المساور بن هند 508 عور: حميد بن ثور 466 ومئير: اليزيدي 337 الزبير: 365 عسير:- 195 قصير:- 467 سعير: جحدر اللص 373 يتغير:- 202 عذارى: الفرزدق 223 غدار: الأعشى: 56 ثور:- 455 الطير: 459 هرار: 302 نزار: أبو أوس 182 أيسار: (العبيد بن العرندس الكلابي) 365 القطار: جرير 415 المعاري: ربيعة بن أمية 65 الموقر:- 490 بخمار:- 502 أطماري:- 372 عمار: عقيل بن علفة 469 قبر: عبد الرحمن بن جمانة 321 الشّجر: أبو الدهماء 386 لفخار:- 502 بدر: العلبان 58 مقادرة: بلعاء بن قيس 32، 64 بمكدّر: محمد بن عبد الله بن مسلم 545 النضر: ذو الأصبع العدواني 498 السّطر: 182 المخاطر: مزرد بن ضرار 526 داعر: ذو الرمة 433 بشاعر: يزيد بن مفرغ 332 الزّعر:- 188 الشعر: قطبة بن حصراء 518 عامر: الشنفري 253، 492 عمرو: أبو أسامة 248 بغمر: الحارث: بن الأبرص 151 والقمر: جعفر الضبي 107 الظهر: أبو ضبة 387 الظهر:- 324 المجمهر: عامر بن الطفيل

والأعور: معبد بن سعنة: 462 الخيار: بعض العبليين 88، 393 كور: عقيل بن علفة 417 الحرير:- 113 مطير:- 352 (ز) عاجز: الشماخ بن ضرار 261 (س) فارس: أبو طالب 47 وسدوسا: يزيد بن الخذاق 75 عرائسا: عباس بن مرداس 252 المراس: أيمن بن خريم 490 متكاوس ابن همام 225 الرؤوس:- 364 الأنيس: أبو زبيد الطائي 360، 529 المكيّس: زيد الخيل 39 بالناس: عباس بن الأحنف 33 الناس: علي بن جبلة 135 حرس: 239 المعاطس:- 89 الإنس: الحارث بن حلزة 498 (ش) والأبرش: السيد 118 والأعمش: السيد: الحميري 118 (ص) العصا:- 188 أبرص «أبو مسهر الاعرابي» 67 (ض) ينقضي: البطين 143 (ط) أرقط: عبد الله بن الحجاج بن عبد الله 112 القرط: عبيد بن الأبرص 501 القبط: حسان بن ثابت 114 (ع) فظلع: سويد بن أبي كاهل 217 سجعا: الأعشي 441 أجدعا:- 468 مجزعا:- 507 أنزعا: عبيد الراعي 331 سعى: 368 توسعا، عمر بن عبد الله ذو الكف الأشل 370 قطعا: عمرو بن العاص 221

بقعا: أبو عاصم 119 الصلعا: ابن أبي كريمة 513 ظلّعا:- 281، 468 تابع: (حميد بن ثور) 487 أربع: بلعاء بن قيس 64 راتع: النابغة 420 هاجع: حميد 529 متعجع: أبو ذؤيب الهذلي 225 فدع: أبو زبيد 217 مصرع: عبد الله بن عبد الأعلى 131 أوسع: السيد الحميري 510 وتمصع: ذو الرمة 474 يقطع:- 492 يافع: الفرزدق 330 مرفّع: ابن عنقاء الفزاري 119 بلقع: طفيل الغنوي 280 موقّع: محرز بن المكعب الضبي 74 ظالع: بلعاء بن قيس 64، 237، ظالع: قيسر بن العيزارة 253 جائع: ابن عنقاء الفزاري 298 والأسلع: مساور بن هند 103 الأسلع: جرير 102، 164 الصلع: 508 تظلع: محرز بن المكعبر 281 تدمع:- 456 أجمع: (نعيم بن شقيق التميمي) 41 تسمع:- 512 وأمنع: البلتع العنبريّ 60 قعاقع:- 478 كتيع: عمرو بن معد يكرب 303 صليع: عمرو بن معد يكرب 514 بظلّع: طفيل العنوي 298 خماع:- 246 الضباع:- 251 (ف) فخضف:- 117 أكلفا:- 508 نزاحف: مسكين الدارمي 485 النوادف: مسكين الدارمي 475 النّزف: قيس بن الخطيم 313 محلف:- 478 جانف: مزرد بن ضرار 434 واف: عباس بن مرداس 184 لجف: أبو نواس 228، 230 الروادف:- 500 عارف: فضالة بن شريك 493 بالوظيف:- إسحاق الخريمي 294 (ق) الزرقا: 463 تندقّا: الأحنف بن قيس 315

أخوفا: ابن عنمة الضبي 416 رفيقا: شتيم بن خويلد 551 أزرق: ذو الرمة 475 ويورق:- 418 الأبلق:- 61 الأبلق: السمؤل بن عاديا 56 أبلق:- 56 يألق: خالد بن يزيد بن معاوية 57 خرنق:- 414 العوق: المغيرة بن حيناء 54 يفوق: المفضل النكري 251 الخندق: الفارس السلمي 60 والخندق: 60 الأبلق: السمؤل بن عاديا 56 للأبلق: العلبان 59 السّلق: أبو نواس 334 خلقي: مطيع بن إياس 502 السّاقي: أبو نواس 500 الخوافق:- 532 الخوق: اللعين 461 مغلوق: أبو الأسود 437 الشقائق:- 295 طريقي: أبو الشيص: 425 الحليق: أمية بن الأسكر 513 (ك) منهوك: ذو الركبة العوجاء 325، 405 شريك: مالك بن المنتفق 183 مليكها:- 532 (ل) الإبل:- 233 عقالا:- 458 ضلالا:- النابغة 61 عيالها: الكميت بن زيد 252 فضلا: كثير 364 كلكلا: حابس بن خبيس الأعسر 523 أولا: الأعرج الطائي 349 النزولا: مهلهل 264 يطولا: الأخطل 233 مشكولا:- 236 وأحولا: بشار بن برد 48 بخيلا: قعنب ابن أم صاحب 471 فحيلا: الراعي 419 الجديلا: بشامة بن الغدير 345 قيلا: المنذر 93 قليلا: هميم بن صعصعة 186 سبالها:- 552 خالها: ابن الدمينة 363 احولالها:- 90 شمال:- 553 قبل: أبو خراش الهذلي 345 محجل: زفر بن الحارث 52

المحجّل:- 51 بخل: (المتنخل الهذلي) 222. ولا عزل: ابن مقروم الضبي 464 أقزل: كعب بن زهير 254 فضل: المسيب بن علس 99، 410 كلكل: الكميت بن زيد 422 الأمل: ابن أحمر 300 تحملوا: أبو عمران الأعمى 214 مجاهله: (الحكم بن أيوب) 350 وتبول: جرير 473 حجول: محرز بن مكعبر الضبي 57 حجول:- 52 فيحول: جرير 142 الفحول: جرير 429 معدول: عبدة بن الطبيب 532 طفول:- 532 يقول:- 466 مأكول: طفيل الغنوي 263 فحيل: جرير 420 فحيل: 419 تزيل: خفاف بن ندبة 339 تأسيل: جران العود 254 قليل: الهذلي (ساعدة بن جؤية) 247 عفشليل (ساعدة بن جؤية) 232 قليل: الهذلي سائله: الأشتر بن عمارة 426 نقلها: قطران العشمي 223 قيلها: أبو الرديني العكلي 354 طويل: مبشر بن الهذيل الفزاري 48 مجال: عنترة 251 وأوصالي: امرؤ القيس 547 النصال: الكميت 241، 433 النصال: القحيف 265 هطّال: امرؤ القيس 286 فعالى: أبو طالب 46 ثفال: مسكين الدرامي 261 الأكفال: الكميت بن زيد 220 الأنفال: معدان الأعمى 355 عقال: جرير 141 النعال: مرار الأسدي 362 الشّمال: معدان الأعمى 560 حابل: أبو راشد الضبي 195 وخابل: لبيد 41 نابل: امرؤ القيس 527 الوابل: عمرو بن الاطنابة 216 الرّجل: الأعرج المعنى الطائي 45، 349 النّصل: جعيفران 241 تتفل: امرؤ القيس 240 عقل: رجل من بني عجل 386 جحفل: الخريمي 489 عل: النمر بن تولب 293 المآكل: أبو راشد الضبي 198

هيكل: ربيعة بن مقروم 266 صاهل: ابن هرمة 266 أهلي: حميد بن ثور الهلالي 308 الأول: حسان بن ثابت 463 كالأحول: زهير بن مسعود 427 فحيل:- 419 بطويل: الفرزدق 142 الطويل:- 131 السراويل: أبو نواس 333 (م) وهام: الطرماح 302 عدم: عامر بن حوط 107 مصطلم:- 469 ألاما:- 179 العظاما: أبو عباد النميري 329 المظالما: أبو مالك الأعرج 337 أضجما: لقيط بن زرارة 497 والأقدما: أوس بن حجر 94، 150 تبسّما:- 226 توسّما: ذو الرمة 58 تحطما: (أبو دلامة) 491 تلطما: قيس بن زهير 242، 433 غنما: كعب بن زهير 303 مريما: الأقيشر 92، 168 عظام: إسحاق الموصلي 500 والسنام:- 465 المقادم: النعمان بن بشير 50 هاشم: ابن أبي ربيعة المخزومي 501 مزكوم:- 358 لجسيم: أوفى بن موءلة 48 قهطم: معاوية بن أوس 80 وأستقيم: حكيم بن جبلة 260، 376 ومستقيم: قيس بن زهير 260 حميم: (ابن ميادة أو مزاحم العقيلي) 286 الحامي:- 419 بشام: الفرزدق 165 الإعصام: (الجحاف بن حكيم السلمي) 272 بسطام: الرشيد بن رميض 519 رؤام: قيس بن عاصم 180 الطوامى: الهذلي (معقل بن خويلد) 287 كأيام:- 465 للجعاثم: ابن عنمة الضبي 489 تلأثم: النابغة 311 الاضجم: 497 الأسحم: معاوية بن أوس 115 الصوارم:- 468 جرمى: أبو خراش الهذلي 212 ضرم: (النابغة الجعدي) 446

الأكرم: عوف بن الخزع التميمي 99 العرمرم: 164 خازم: ابن قنبر 464 والمعصم: قيس بن عاصم 180 أضجم: 498 الأقصم: الحارث بن حلزة 498 الضّراغم:- 188 والحكم: أم حكيم بن جبلة 376 تكلمى: ضمرة بن ضمرة النهشلي 96 المترنّم: عنترة 293، 367 للمغنم 330 بأرمام 289 جهم: زهير 216 الوشوم: معاوية بن حزن المحجل 50 الخرطوم: خليفة الأقطع 467 كريم: كعب بن سعد الغنوي 127 (ن) الحزن: (أبو العتاهية) 199 تفنين: حميد بن مالك الأرقط 345 عرينها: مدرك بن حصن 250 صفوان: امرؤ القيس 277 واغتديين: (عمرو بن لأي) 466 ومين: الحارث بن الوليد 546 تزيدونا:- 295 الحزونا: عمرو بن كلثوم 496 مجنونا: عبد الرحمن بن حسان 237، 432 بالبنينا:- (السليك بن السلكة) 414 يأتينا: 215 المحزون: أبو طالب 87 يشينها:- 372 الحدثان:- 198 العرجان: الحكم بن عبدل 323 التيجان: ابن النطاح 455 المدان: شريكا بن الأعور 474 البعران:- 420 ملتبسان: عوانة بن الحكم 430 عينان: بلعاء بن قيس 493 الألوان (جرير) 520 الزمن:- 38 برذون: 455 مظعون: جميل: جميل 548 (ي) حماريا: 202 غازيا: مقاس العائذي 177 قاليا: 28 مآليا: العشي:- 240 قاربّه: عمرو الأعور الخاركي 163 جافيه: (عيسى بن زينب المراكبي) 137

ثمانيه:- 332 «الألف المقصورة» المدى:- 426 سعى:- 368.

8 - فهرس انصاف الأبيات

8- فهرس انصاف الأبيات نصف البيت/ قائله/ الصفحة ويمشي إن أريد به المشاء / الحطيئة/ 240 آذنتنا بينها أسماء / الحارث بن حلزة/ 52 حتّى يحكمهم إلى جوّاب / لبيد/ 147 إذا ما استيأس الرّيق عاصبه /-/ 301 مجرّجيوش غانمين وخيّب / امرؤ القيس/ 288 إنّ الجيّاد الضّابعات /-/ 295 إهابه مثل إهاب العثّ /-/ 297 ... حبّذا الوضح/ المنتخل الهذلي/ 105 فإن بليت فذاك الفالج الذّكر / سعد المطر/ 440 وأنت ابن صغرى لم تتمّ شهورها / الفرزدق/ 79 ورأس كقبر المرء من آل تبّع / ذو الرمة/ 495 وأبو قبيصة والرّئيس الأول / الفرزدق/ 520 وصلهما جميل/ أبو خراش/ 296 كالسّاق ساق الحمام / الطرماح/ 278 قرقمه العزّ وأضواه الكرام /-/ 43 غراب شمال ينفض الريش جاثما /-/ 551 فسيّره الدّهر تعويج وتقويم / ابن مقبل/ 262 حمراء لا حبشيّة الإتمام /-/ 59 قتيل الرّعد بالبلد التّهام /-/ 400 تمكو فريصته كشدق الأعلم / عنترة/ 110 ألاهبيّ بصحنك فاصبحنا / عمرو بن كلثوم/ 52 أمبدّ سؤالك العالمينا / عمر بن أبي ربيعة/ 226.

9 - فهرس الرجز

9- فهرس الرجز (أ) انحناء:- 44 ظلماؤه: رؤبة 479 ذكائها: عمر بن لجأ 75 (ب) الخطّاب: (عمرو بن براقة) 38 صيّاب:- 358 أجربا: سعد المطر 132 شيب: 76 أنيابه:- 299 أصحابي:- 292 جلب: حلحلة بن أشيم 379 (ت) بازلات:- 220 السبنى:- 237 العملّجات: 205 مذحت:- 269 كنتى:- زياد بن عطارد 384 هيت:- 258 (ج) العرج: هميم بن صعصعة 187 الثّبج:- 347 الأشج: أبو حزابة 453 (ح) وضح: سويد بن أبي كاهل 63 الصفح: البطين 353 طموح:- 219 (خ) ما اجلخّا: 343 (د) مهدد: المرثدية 406 بدا: عمرة بنت الحمارس 225 عطاردا: السليك الخويلدي 384 رعده:- 285 الجرد: 87 نّهد:- 222 أدّ: يربوع الجذمي 224 الشّدّ: أبو العملس 46

لد:- 506 (ر) شتر: خلف الأحمر 427 القصر: أبو عبيدة 323 الذكر:- 292، 464 الأعسر:- 527 الأعسر: زهير بن عمرو بن معاوية 523 الضيطر: 558 عمر: دلم بن صامت 371 ياعمر: ابن براقة السكوني 338 جاره: سهل بن مالك الفزاري 290 عماره: أبو الشمقمق 357 جزرا: المختار بن أبي عبيد 128 جزرة: عتيبة بن الحارث بن شهاب 41 أسرها:- 504 أقمر:- 51 والغدار:- 458 عمرو: أبو فرعون 472 الحرّه: ابن مطيع 40 الضّيطر:- 558 (س) الشمس: 227 علس: أنس الفوارس 146 الابارصا:- 144 حرقوص:- 357 (ض) الفضفاض:- 292 ممراض: معمر بن عباد 139 حياضها:- 348 فارض: أبو محمد الفقعسي 558 هض: (ركاض الدبيري) 313 (ع) الضبع (أبو المقداد) 297 معه: لبيد بن ربيعة 92 تضبع: رؤبة 295 وجع: 298 تدعى: أبو النجم 511 صلع: 509 يسمع: رؤية 305، 479 (ف) كالخاف: أبو النجم 228 بصرفه: 28 التّلف: أبو نواس 230 أكلف: أبو الشعثاء العنزي 67

(ق) حقا: الأحنف بن قيس 315 الطرق: رؤبة 479 بالرّق: الحارث بن حلزة 53 عتيق: الزبير بن العوام 301 (ك) مليكها: 532 وركها: مسعود بن هند 232 عركرك: حلحلة بن أشيم 379 (ل) وزجل:- 227 الأصل: غلام من بني جذيمة: 76 فضل: (العجاج أو غيره) 505 غفل: (الشماخ بن ضرار) 426 جمل: (يحيى بن نجيم) 447 حمل: أبو الرديني العكلي 47 مشتالا: أبو الرديني العكلي 472 معقولا: 368 بخيلا: قعنب ابن أم صاحب 471 القبيلة: أبو القمقام بن بحر 413 القذال: الحصين بن عوف 186، 518 أجمالها:- 291 محجّل: أبو النجم 51 التّبقّل: أبو النجم 287 الجهل: أبو النجم 330 الأحول: أبو النجم 426 خصيلي: المحجل معاوية بن حزن 49 (م) الجرم: المسرهد 212 متم:- مزيد 57 الخضم: الفزاري 75 حطم: رشيد بن رميض 276 ظلم: النميري 371 الغنم:- عمرو ذو الكلب الهذلي 303 أسلما:- 503 نعلم: إياس بن غسان التغلبي 367 اللمم: 361 (ن) أتاويّان:- 43 العين:- 302 معدين:- 304 العرجان: خلف الأحمر 246 أرضان:- 533 المنن:- 420 المنون: خلف بن حيان 231 الألف المقصورة اهتدى: خالد بن الوليد 481 (ي) تنسيها: غيلان بن مالك 176 تعليها:- 363.

10 - فهرس الاعلام

10- فهرس الاعلام (أ) أبان بن عبد الحميد اللاحقي 139 أبان بن عثمان بن عفان 90، 91، 116، 439، 440، 441، 569 أبان بن عثمان البجلي 194 إبراهيم (عليه السلام) 72، 326 إبراهيم البيطار 190، إبراهيم بن جامع بن مصاد مولى بالعدويّة أبو عتّاب الجرّار 66 إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي ابن أبي طالب 61، 157 إبراهيم بن محمد بن طلحة 209، 307، 514 إبراهيم بن يزيد 568 إبراهيم بن يزيد بن قيس 535 الأبرش الكلبي وهو سعيد بن الوليد أبو مجاشع 120 الأبرص الأسيدي الراقي التكهن- الأبلق الأبرص الكلبي الأبرص أبو حارث بن الأبرص 151 الأبرص الكلبي 128 الأبلق (الأبرص الأسيدي الراقي) 58، 59 إبليس 33، 34 الأجذم: أبو ربيع بن عمرو بن الأجذم 370 الأجذم: أبو عاصم 374 الأحدب بن سيّار بن عمرو بن جابر العشراء 411 أحمد بن خلف البريدي 351 أحمد الهجيمي 443 ابن أحم 29، 300 أحمد بني تيم- عباد بن الحصين الأحنف 412، 538، 550 الأحنف بن قيس- أبو بجر 312، 314 315، 316، 317، 318، 567 الأحوص بن محمد الأنصاري 193، 194 الأخطل 233، 473 أخوق 416 الأخيطل 420 إدريس عليه السلام 438 أربد بن جزء 401 أرسطا طاليس 397

أبو أسامة: معاوية بن زهير أبو إسحاق (عمرو بن عبد الله) 536 أبو إسحاق «إبراهيم بن سيار النظام» 397 إسحاق بن إبراهيم الموصلي 476 إسحاق بن حسان الخريمي 294 476، 489 إسحاق بن دينارويه 450، 531 أسد بن يزيد بن مزيد 456 أسعد بن زرارة 393 الأسلع بن شريك 147 الأسلع القيسي 103 إسماعيل عليه السلام 486 إسماعيل بن أمية 561 إسماعيل بن علية 200 إسماعيل بن نيبخت 310 أبو الأسود الدؤلي (ظالم بن عمرو) 187، 437 الأسود بن سريع 200 أبو أسيد- عمرو بن هداب أبو أسيد الساعدي 565 أسيلم بن الأحنف 512 الأشتر بن عمارة 425 الأشتر النخعي 568 الأشرف بن حكيم 376 الأشعث بن قيس 566 ابن الأشعث- عبد الرحمن بن محمد ابن الأشعث أبو الأشهب (المحدث) 481، 482 أصطاث الرومي 388 الأصفر القحطاني 155 الأصمعي 53، 111، 238، 278، 291، 297، 353، 356، 507 532، 538، الأضبط بن قريع 539 الأعرج 262 الأعرج- الحارث بن كعب بن سعد الأعرج الضبي ثم الكوزي 206 الأعرج (المحدث) 262 الأعرج المسعودي 191 الأعرج المعنى الطائي (عدي بن عمرو) 45، 348 ابن الأعرابي 76، 351، 509 الأعشى (ميمون بن قيس) 56، 76، 441، أعشى باهلة (عامر بن الحارث) 244، 276 أعشى همدان (عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث) 226، 456 الأعمش 118، 535 الأغلب العجلي 480 إفريقي هرثمة أبو زيد الكتاف 484 الأقرع بن حابس 181، 184، 185، 315، 516، 518، الأقرع أبو السائب بن الأقرع 520

الأقيشر الأسدي 91، 109 ابن أقيصر 79، 321 أبو أمامة- زياد الأعجم أمامة امرأة جرير 428، 429 القيس بن تميم 380 امرؤ القيس بن حجر 239، 276، 277، 286، 288، 480، 547 أنس (أخو الربيع بن زياد) : 146 أنس بن مالك 125، 126، 385، 386، 417، 434، 555، 560 الأنصاري (المحدث) 385 ابن أنف الكلب الصيداوي 191 أنيف (جد كلثوم بن حبيب رئيس الشمريّه 381 أبو شروان 319 أبو أوس 182 أوس بن حارثة بن لأم 104 أوس بن حجر 93، 150 أوفى بن مطر 245 أوفى بن مؤلة 47، 48، 381 الأوقص السلمي 410 إياس بن سلمة 560 إياس بن غسان التغلبي 367 أيمن بن خريم 91، 109، 119، أيوب (بن أبي تميمة المحدث) 486 أيوب الوهبيليّ 423 (ب) بابك الخرمي 398 بائع الجيران- بلعاء بن قيس بانة بنت روح كاتب سلمة 136 باهلة بن أعصر 532 الباهلي (مالك بن زغبة) 459 بديح المليح 116 البراء بن عازب 565 أبو بردة (عامر بن أبي موسى الأشعري) 389، البرشاء أم قيس بن ثعلبة 120، 121 البرصاء: أم خالد بن البرصاء 152 البرصاء أم سليمان بن البرصاء 150 البرصاء: أم شبيب بن البرصاء 149 بشار بن برد 48، 77، 291، 301 بشامة بن الغدير 345 بشر بن حنش لقب- الجارود بن المعلى بشر بن أبي خازم 353 بشر القلانسي 138 بشر بن مروان 138، 154، 167، 168 أبو بشر بن مطعم 566 بشر بن المعتمر 138، 139 بشير بن نهيك 447 البطين 142، 143، 353، 356 بعثر بن لقيط 362

البقطري- أبو عثمان البقطري أبو بكر الصديق 118، 153، 561، 562، بكر بن الأشقز 484 بكر بن بكار 198 بكر بن وائل 178، 179 أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام 447، 448، 566 أبو بكر بن عياش 536 أبو بكر بن أبي موسى الأشعري 569 بكير بن الأشج الفقيه 453 بكير بن عبد ياليل 144 بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري 323، 513، 527 بلال بن رباح 238 بلال بن عبد الله بن عمر بن الخطاب 452 البلتع العنبري (المستنير بن عمرو) 60 بلعاء بن قيس بن يعمر 32، 63، 64، 65، 237 أبو البهلول الهجمي 283 البهلول بن سليمان بن عبيد بن علاثة ابن شمس الصبيري 129 بيان بن سمعان 354، 355 (ت) تميم بن زيد القيني 457 تميم بن مقبل 526 (ث) ثابت بن نعيم الغامدي 156 ثعلبة بن سعد 470 ثمامة (ابن أشرس) 390، 406 ثمامة بن عبد الله بن أنس 124، 126 (ج) جابر 393 جابر بن عبد الله 565 الجارود بن المعلى العبدي 124 الجارود بن أبي سبرة الهذلي 527 جالينوس 68 جبل العمى 407، 408 جبلة بن الأيهم 548 الجحاف بن حكيم السلمي 79، 375 جحدر اللص 373 الجذماء 120، 121 جذيمة الأبرش- جذيمة بن مالك جذيمة الأبرص- جذيمة بن مالك جذيمة بن مالك 106، 116، 319، 320 جذيمة الوضاح- جذيمة بن مالك جرادة مروان- مسلمة بن عبد الملك

الجراح بن الحكم 427 جران العود 254 الجرباء بنت عقيل 121 جرموز المازني 108- جرموزين الفجاءة ابن جرموز 315 جريبة بن أشيم 249 جرير 60، 102، 128، 142، 162، 164، 313، 340، 420، 428، 473 جرير بن الخطفي 59- 78- 414 جرير بن عبد الله البجلي 185، 268، 566 الجريري (المحدث) 557 ابن جعدبة (المحدث) 159 جعدة بن كعب جعفر الخياط (جعفر بن دينار) 168 جعفر الضي 107 جعفر بن المغيرة 70 أبو جعفر المنصور 157، 164، 192، جعفر بن يحيى 68، 333، 334 جعيفران (الموسوس) 241 جميع بن عمير 431 أم جميل الرقطاء 112 أبو جهل بن هشام 159، 169 أبو الجهم بن حذيفة 153 جهيل اليشكري 528 جواب 147 أبو الجون 253 جويبر بن سعيد 485 جوي بن حصين 247 (ح) حابس بن خبيس الأعسر الأزرقي 552 حاتم بن عتاب بن قيس بن الأعور 368 حاجب بن زرارة 98، 409، 497، 520، 523، الحادرة 242، 433 أبو حازم الأعرج 192 الحارث الأصغر الغساني 171، 319 الحارث الأعرج- الحارث الأوسط الحارث الأعور 568 الحارث الأوسط 173 الحارث بن بشر بن هلال بن أحوز المازني 442 الحارث بن حلزة اليشكري 52، 53، 54، 497، 498 الحارث بن شريك الشيباني- الحوفزان بن شريك الحارث بن أبي شمر 34 الحارث بن ظالم المري 469 الحارث بن العباس 565 الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة القباع- 176

الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة- الأضخم الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد 176 الحارث بن عوف 101، 149 الحارث بن كعب: 174، 176 الحارث بن مالك- الحرماز حارث بن موسى بن سمرة 267 الحارث بن نمير 371 الحارث بن هشام 39 حارثة بن الوليد 546 حارثة بن بدر الغداني 104 أبو حازم سلمة بن دينار ابن حبناء- المغيرة بن حبناء ابن حبيب 194 الحتات بن يزيد المجاشعي 314، 412، الحجاج بن باب الحميريي 553 الحجاج بن يوسف 157، 350، 457، الحجب، والمحجوب- بلعاء بن قيس حذيفة بن بدر 58، 160، 161، 269 أبو حذيفة بن عتبة 569 حذيفة بن حزى بن كعب بن الحارث الجعفي 418 الحرماز (الحارث بن مالك بن عمرو ابن تميم) 176 أبو حزابة 453 حسان بن ثابت 113، 114، 236، 415، 463، 541، 548، 565 ابن حسرج 324 حسكة بن عتاب 267 الحسن بن إبراهيم العلوي 81 الحسن البصري 126، 200، 207، 400، حسن بن حسن 307 حسن بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب 171، 172 الحسن بن ذكوان 438 الحسن بن علي بن أبي طالب 81. الحسن بنعلي الجلاوي 570 أبو الحسن (علي بن محمد المدائني) 108، 111، 137، 159، 163، 192، 245، 292، 314، 337، 408، 511، 514 حسين بن عبيد 544 حسين بن علي رضي الله عنه 128، 129 الحسين بن عمارة 514 الحصين بن عوف 185 الحصين بن القعقاع بن معبد الدرامي 518 الحطيئة 240، 297 حفص بن غياث 30 حفص بن بانة 136 حفصة بنت عمر 563 الحكم بن أيوب الثقفي 350 (الحكم بن بشير بن أبي عمرو ابن العلاء) 81

الحكم بن صخر 147 الحكم بن أبي العاص 110، 431، 565 الحكم بن عبدل 166، 323، حكيم بن جبلة 260، 375 أم حكيم بن جبلة حلطة بن أشيم الفزاري 378 حماد بن الزبرقان 473 حماد بن سلمة 361، 417 حماد بن أبي ليلى 473 أبو حمار- الحوفزان بن شريك حمار بني تميم- عباد بن الحصين أبو حماد المروزي 140 حمران بن أبان النميري 519 حمران بن عبد عمرو 178 حمزة بن بيض الحنفي 324 حميد (المحدث) 385، 534 حميد الأرقط- حميد بن مالك حميد بن ثور الهلالي 308، 466، 528، 529 حميد الطوسي 134، 135 حميد بن قحطبة 397، حميد بن مالك 112، 344 أبو حنبل الطائي 278 الحنتف بن السجف التميمي 568 حنظلة بن شيبان- المأموم حنظلة بن عمرو بن بشر بن مرثد 182 أبو حنيفة 119 الحوفزان بن شريك 34، 177، 179، 180، 182، 183 حيان أبو الأسود 443 (خ) خارجة بن سنان 79، 101، 153 خاقان بن صبيح النحوي المتكلم 477 خالد الأحول 235 خالد بن أرطأة الكلبي 158، 162، 185 خالد الأصبغ بن جعفر بن كلاب 162 خالد بن البرصاء 153، خالد بن بكير بن عبد ياليل 144 خالد بن عبد الله القسري 235 خالد بن مالك بن قيس الليثي خالد بن الوليد 541 خالد بن معاوية 57 خباب بن الأرت 35، 390 خبابمولى بريه خداش الشهيد 444 خديجة بنت خويلد 114 أبو خراش الهذلي 212، 296، 345 خرنق بنت هفان 544 الخريمي- إسحاق بن حسان الخريمي خزز بن لوزان 269 خفاف بن ندبة السلمي 338

خلاد بن يزيد الباهلي البصري 112 خلف بن خليفة الأقطع 331، خلف بن حيان البصري المعروف بالأحمر 228، 231، 246، 281 خليفة الأقطع 125، 466 الخنساء 199 خولة بنت حكيم السلمي 410 خويلد الصعق 400 خيرة مولاة أم سلمة (د) أبو داود الأيادي 446 أبو داود بن حريز 234 أبو داود صاحب الطيالسة 556 داود بن علي داود بن يزيد دبّ بن مرة 181، أبو دجانة- سماك بن خرشة دختنوس بنت لقيط دعيميص الرمل 480 دغفل بن حنظلة 104 أبو دلف العجلي- القاسم بن عيسى دلم بن صامت بن مالك 134، 135، 371 ابن الدمينة 363 دهثم أبي العلاء 443 أبو الدهماء 45، 386 (ذ) ذو الإصبع العدواني 498 ذو الرأسين جد شوال بن المرقع بن ذي الرأسين 491 ذو الرقيبة- مالك بن سلمة ذو الركبة العوجاء الشاعر العبد 324، 405 ذو الرمة 58، 143، 432، 469، 474، 495، 501، أبو ذؤيب الهذلي 225 هـ (ر) رلبعة القيسية 443 رأس العصا- عمر بن هبيرة بن سعد الفزاري 483 أبو راشد الضبي 194، الراعي النميري 419، راهب قريش- أبو بكر بن عبد الرحمن رؤبة بن العجاج 132، 295، الربيع بن أبي الحقيق 339 الربيع بن زياد 92، 146 الربيع بن زياد بن أبي سفيان 189 الربيع بن مسعود الكلبي 34 الربيع الكامل 102

ربيعة بن أمية بن زعر 65 ربيعة- (ربيعة بن قشير بن كعب) 369 ربيعة بن مقروم 265 ربيعة بن مكدم 377 أبو رجاء الكلبي 428 أبو الرديني العكلي 346، 354، 472 رشيد بن رميض 275، 519، الرشيد- هارون الرشيد الرّعل بن جبلة 55، 376 ابن رعول: 140 رقبة بن مصقلة 191، 436 ركاض الدبيري 313 روح بن الطائفية 408، 409 روح العبدي 138 رياح بن عبيدة الباهلي 456 رياح القيسي 443 رياح بن شبيب 68 (ز) زارد شت 397 الزباء 116 زبان بن سيار 411 زبان بن منظور 417 أبو زبيد الطائي 215، 217، 359 الزبير 111 الزبير- أبو الأشعث 204 أبو الزبير 188 أبو الزبير (المحدث) 393 الزبير بن العوام 114، 301، 375 ابن الزبير- عبد الله بن الزبير زحنة 351 زر بن حبيش 62 زرارة بن أعين 559 زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم 520 أبو زرعة 485 زرعة بن عمرو الصعق 146 ابن زغلول 540 زفر بن الحارث 52 أبو زكريا يحيى بن أبي طلحة الأنصاري 519 أبو الزناد 262، ابن أبي الزناد 440 زنباع الجذامي 396 زنبور التغلبي 212 زهدم بن حزن 98 الزهدمان 98 زهرة بن جؤية 175 الزهري 273، 56 زهير بن جذيفة 92 زهير بن أبي سلمى 123، 124، 216 زهير بن عمرو بن معاوية الضبابي 523 زهير بن مسعود بن سلمى الشاعر الضبي

255، 427، 524 زهير بن معاوية 393 زهير بن الحارث الضبي 460 زياد بن أبيع 570 زياد الأعجم 55 زياد 374 زياد بن عطارد بن زياد 383، 384 زياد (المحدث) 273 أبو زيد 557 زيد بن الحباب 385 زيد الخيل 39 زيد بن صوحان العبدي 381، 383 زيد بن عمارة 357 أبو زيد الأنصاري 143، 484، (س) ساعدة بن جؤية الهذلي 232، 247 السائب بن الأقرع 520 السائل المثرى ذو الركبة العوجاء سبرة بن عمرو الفقعسي 97 سحيم بن خفص 121 سراقة بن مالك 123، 124، أم سراقة بن مالك 122 أبو السرايا السرى بن منصور 544 سريج 440 سطيح بن ربيعة الكاهن 441 سعد الأثرم بن حارثة بن لأم 104 سعد الأعرج 209 سعد بن الحارث بن ثعلبة 404 سعد بن مالك 487 سعد بن زيد منتة 84، سعد المطر (بن طريف) 132، 133، 238، 440 سعد بن معاذ 393 سعد بن الهجيم بن عمرو بن تميم سعد بن أبي وقاص 317، 322 سعد بن يزيد 522 سعيد 456 سعيد بن أوس- أبو زيد الأنصار سعيد بن جبير 70، 161، 381، أبو سعيد الرفاعي 162 سعيد بن عبد العزيز 410 سعيد بن عبد الرحمن بن حسان 110 سعيد بن عثمان 91، 567 سعيد بن أبي عروبة 207، 208 سعيد بن قيس الهمداني 322، 454 سعيد بن مسلمة بن هشام 561 سعيد بن المسيب 274 سعيد (المحدث) 273 سعيد النصراني 401 سعيد بن الوليد- الأبرش الكلبي (أبو العباس) 194، 320 سفيان (المحدث) 119، 273،

394، 560 سفيان بن الأبرد 398 أبو سفيان بن حرب 565، 566 سلام أبي المنذر 383 سلم بن زياد 189 سلمان الخيل- سلمان بن ربيعة سلمان بن ربيعة الباهلي 320، 322 سلمان بن كيسان 323 سلمة بن الحارث بن عمرو المقصور ملك بني تغلب 448 سلمة بن الخرشب الأنماري 84 سلمة بن الخطل العرجي 404، 405 سلمة بن دينار 192 سليط بن يربوع 176 السليك الخويلدي 384 سليك بن السلكة سليمان بن داود (عليه السلام) 377، 378 سليمان بن عبد الملك 137، 138 سليمان بن عبيد 129 سليمان بن علي 140 سليمان بن كثير 140 سليمان بن كثير الخزاعي النقيب 190 سليمان بن كيسان الكلبي 34، 323 سماك بن خرشة 234، 235 السموءل بن عادياء 56 سمير بن الحارث الضبي 191 سنان بن أنس 129 سنان بن أبي حارثة 80 سنان بن سلمة الهذلي 483 سنحار 413 سندي بن صدقة 401 سهل بن مالك الفزاري 290 سهل بن حنيف 326 سوار بن أوفى 369 سويد بن صامت 346 سويد بن الحارث 483 سويد بن أبي كاهل 63، 216 سويد بن منجوف 516 سيار بن رافع الليثي 47، 381 السيد الحميري 118، 510 ابن سيرين 126 (ش) شبابة (المحدث) 262 شبّة بن عقال 141 شبيب بن البرصاء 149 شبيب بن يزيد بن حمزة- شبيب بن البرصاء شتيم بن خويلد الفزاري 551 شجرة بن سليم الجدلي 437 شجع بن ليث 192 الشداخ بن عوف بن كعب- بلعاء ابن قيس

شرحبيل بن الحارث بن عمرو بن حجر أكل المرار الكندي 449 شريح بن ضبيعة الحطم 275 شريك بن الأعور 474 الشعبي (عامر بن شراحيل) 80 شعبة بن ظهير 436 أبو الشعثاء العنزي 65، 66 شعيب النبي 565 شقرة (الحارث بن تميم) 176 الشماخ بن ضرار 221، 238، 261، 445، 525 شماس بن هوذة بن شماس 111 شمر بن ذي الجوشن الضبابي 128، 129، 380 أبو الشمقمق 357 الشنفري 252 شوال بن المرقع 491 شيبان بن علقمة بن زرارة 46، 420 شيرين 319 أبو الشيص الأعمى وهو محمد بن عبد الله بن رزين 259، 424 شيطان بن عوف بن مزيد 100 (ص) صاحب البغلة الشهباء- عباد بن الحصين صالح بن جناح 257 صالح بن عبد الرحمن 350 صدقة بن سعيد 431 صصة بن. بن صصة ملك الهند 320 صعصة بن صوحان: 382 ابن الصعق الكلابي- يزيد بن الصعق الصفري صاحب السبعين 140، 520 صلة (المحدث) 536 أبو الصلت الثقفي 109 (ض) ضبر الأعمش 119 أبو ضبة 387 ضبيعة بن قيس بن ثعلبة ضرار بن عمرو الضبي- أبو عمرو 414، 520، 521 ضمرة بن ضمرة النهشلي 95. (ط) أبو طالب بن عبد المطلب 34، 46، 87 الطائي الأعرج- الأعرج الطائي طرفة بن العبد الطرماح 51، 214، 421، 272، 278، 302، 303 طفيل الغنوي 61، 263، 280، 298 طلحة الطلحات 567

(ع) عاد 311 أبو العاص بن عبد الوهاب 280 العاص بن وابصة المخزومي 450 عاصم بن بهدلة الحدث 62 أبو عاصم الشاعر 119 عاصم بن الأجذم 374 عاقل بن بكير بن عبد ياليل 144 عامر بن الأضبط الأشجعي 538 عامر بن بكير بن عبد ياليل الليثي 144 عامر بن حوط الأبرش 106، 120 عامر بن سعد 440 عامر بن شراحيل الشعبي 78 عامر بن الطفيل 41 عامر بن مالك ملاعب الأسنة 93، 95، 150 عامر بن مسمع 439 عامر بن أبي موسى الأشعري 389 عائذ بن منذر 452 عائشة (رضي الله عنها) 485، 514 عائشة بنت طلحة 155 عباد بن الحصين 42، 154، 435، 436 عباد بن كثير 438 أبو عباد النميري واسم أبي عباد مروان 329، 330 العباس 336 العباس بن الأحنف 29، العباس بن عبد المطلب 312، 488، 465 عباس بن مرداس 184، 251 عباس النخشي 540 العباس بن الوليد بن عبد الملك 570 ابن عباس 70، 161، 187، 274، 486، 560 عبد الأبرص بن هبيرة 135 عبد الأعلى السامي 208 عبد الأعلى الشيباني 130 أبو عبدان المخلع 327 عبدان تلميذ يحنا بن ماسويه 81 عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب 34، 322 عبد الرحمن بن جمانة الباهلي 321 هـ عبد الرحمن بن الحارث 448 عبد الرحمن بن حسان 110، 237، 432 عبد الرحمن بن الحكم بن العاص 431، 432، 477، 549 عبد الرحمن بن 482 عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث 155، 267، 456، أبو عبد الرحمن- الهيثم بن عدي

أبو عبد الرحمن السلمي 565 عبد الصمد بن عبد الأعلى 130 أبو عبد العزيز الأسلع 137 عبد العزيز بن مروان 138، 166، 167 عبد العزى بن كعب بن سعد 90 عبد القيس 295 عبد الله 111، 535 عبد الله بن أرقم 565 عبد الله بن أبي أوفى 565 عبد الله بن جدعان 34، 516 عبد الله بن جعفر 116، 448، عبد الله بن الحجاج- أصم باهلة 111 عبد الله بن خازم السلمي 435 عبد الله بن 40، 204، 423، 435، 520 عبد الله الشقري 443 عبد الله بن عبد الأعلى 130، 132 عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي 568 عبد الله بن عثمان بن عفان 111 عبد الله بن أبي عقيل 568 عبد الله بن عمر 118، 119، 210، 431، 452، 488 عبد الله بن عمرو بن العاص 540 عبد الله بن عياش الهمداني المنتوف 140، 141، 457 عبد الله بن قيس الرقيات 79 عبد الله بن مخلد 481 عبد الله بن محمد أبو هاشم 308 عبد الله بن مسعود 62، 483 عبد الله بن عمرو 70، 235 عبد الله بن عمرو الكواء 88 عبد الله بن غطفان 92 عبد الله بن مطيع 40 عبد الله بن معاوية 430 عبد الله بن همام السلولي 224 عبد الله بن وهب الراسبي: 368 عبد الله بن يزيد، أبو خالد القسري 568 عبد المطلب بن هاشم 456، 565 ابن عبد المطلب 450، 531 عبد الملك بن مروان 78، 79، 80، 116، 316 عبد الواحد بن زياد 431 عبد الواحد بن قيس 438 عبد الواحد بن زيد 442، 443، 44 عبد الوارث (المحدث) 486 عبدة بن الطبيب 531 عبشمس بن سعد 175، 204 العبلى- عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي 488 عبيد بن الأبرص 501 عبيد الراعي 331 أبو عبيد الله الأفوه 139

عبيد الله بن الحر 517 عبيد الله بن زياد بن أبيه 112، 431، 129، 568 عبيد الله بن زياد بن ظبيان 78، 79، 436، 437 عبيد الله بن عمر بن الخطاب 144 عبيد الله بن محمد 161، 431 عبيد الله بن معمر 435 عبيد الله بن موسى 487 عبيد الله بن يحيى بن خالد 450 أبو عبيد بن الأبرص 150 أبو عبيدة (معمر بن المثنى) 52، 64، 96، 108، 111، 124، 141، 156، 178، 185، 267، 292، 374، 376، 377، 402، 416، 429، 510 أبو عتاب الجرار 66 أبو العتاهية 199 عتبان بن مالك 565 عتبة بن ربيعة 159، 160، 160، 488 عتبة بن الحارث بن شهاب التميمي 40 عتبة بن مراد 543 بنت عتبة بن مرداس 543 عثمان 440 أبو عثمان البقطري (فهدان) 122، 294 عثمان بن حنيف 445 عثمان بن أبي العاص 35، 391 عثمان بن عفان 111، 200، 209، 566، 375، 392 العجاج 504 عجلان بن سحبان 101، 104 عدي بن حاتم 567 عدي بن زيد الساعدي 570 عدي بن الرقاع 412 عدي بن عمرو 45 عدي بن كعب 144 أبو عروبة (مهران) 207 العروضي 390 عروة بن الزبير 301 عروة بن المغيرة بن شعبة 569 أبو عزة الجمحي 86، 87، 392، 460 عضيدة 428 عطاء بن السائب 161، 235 عطية بن سعد 487 عقيل بن علفة 417، 469 عقار بن المغيرة 394 عكراش 550 عكرمة (المحدث) 486 عكرمة بن عمار 560 العكلي 281 العلاء بن عبد الرحمن 62 العلاء بن الوضاح 310 أبو العلاء يزيد بن الشخير 307، 557 علباء بن الهيثم 568

العلبان اشاعر أحد بني عبد الله بن دارم 58، 59 علس بن عمرو بن الصعق الكلابي 146 علقمة بن زرارة 406 علوية المغنى 169، 530 علي بن رياح بن شبيب الجوهري 68 علي بن جبلة 133 علي بن أبي طالب 209، 274، 375، 382، 495، 510، 511، 533 علي بن محمد المدائني: (أبو الحسن) علي بن يزيد 417 عمار بن عيينة بن حصن 469 عمار بن ياسر 429، 536 أبو عمارة 388 عمارة 146 عمارة الوهاب 102 عمارة بن زياد الوهاب 102، 146 عمارة بن القعقاع 485 ابن عمر- عبد الله بن عمر عمر بن الخطاب 32، 118، 209، 236، 317، 322، 335، 337، 338، 392، 445، 448، 452، 456، 457، 538، 554، 561، 562، عمر بن أبي ربيعة 226 عمر بن سلمة الهجيمي 61 عمر بن سعد 129 عمر بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب 194 عمر بن عبد الرحمن 448 عمر بن عبد العزيز 452، 456، 457، 514 عمر بن عبد الله ذو الكف الأشل عمر بن عبيد الله بن معمر 154، 155 عمر بن لجأ 75 عمر بن هبيرة الفزاري 483 عمر بن وازع الحنفي 371 عمرو بن الإطنابة 216 عمرو بن أم مكتوم 565 عمرو الأعور الخاركي 163 أبو عمرو بن بابويه 450 عمرو بن بانه 135، 136، 137، عمرو بن تميم 60 عمرو الثقفي (يلقب جزرة) 147 عمرو بن جميع 533 عمرو بن الجموح الأنصاري 34 عمرو ذو الكلب 33 عمرو بن الزبير 570 عمرو بن سعيد 428، 430 عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق 570 عمرو بن شعيب 396

عمرو بن العاص 213، 221 عمرو بن عبد الله ذو الكف الأشل 370 عمرو بن عبد الله بن وهيب- أبو عزة الجمحي عمرو بن عبيد 193 عمرو بن عتبة بن أبي سفيا 569 عمرو بن عمرو بن عدس الدرامي 164 أبو عمرو بن العلاء 376، 377 عمرو بن قيس بن زرارة 159 عمرو الكواء 88 عمرو بن كلثوم 52، 496 عمرو بن محمد بن سليمان بن راشد- عمرو بن بانة عمرو بن معد يكرب 39، 303، 391، 513، 541، 568، عمرو بن هداب 65، 66، 67، 68 عمرو بن هند 53 عمرو بن وازع الحنفي 371 عمرو بن يثربي 381 أبو عمران بن الحصين الخزاعي 35، 389، 438 أبو عمران الرقاشي 138 عمران بن مرة 179، 181 عمرة بنت الحمارس 225 العمرى 335 أبو العملس 46 عمير بن الحباب 374، 375، 516، 517 عمير بن معبد بن زرارة 541 عنترة 367، 251، 293، 402، ابن عنقاء الفزاري 119، 298، ابن عنمة الضبي 180، 416، 488 العوراء بنت أبي جهل 121 عوبر بن شجنة العطاردي 276، 277، عوانة بن الحكم 137، 138، 430 أبو العوجاء بن قبيصة الهلالي 259 عوف بن الخرع 99 عوف بن نعمان 181 عياش الضبي 373 ابن عياض بن جعدبة 152 عيسى (عليه السلام) 70، 162، عيسى بن حطان المروزي الأزرق 477 عيسى بن زينب المراكبي 136 عيسى بن يزيد الجلودي 268 أم عيسى (أم ولد سليمان بن عبيد) 129 العيص بن إسحاق 158 أبو الغيناء 432 عينون الكاتب 432 عيينة بن حصن الفزاري 233، 432، (غ) غالب بن صعصعة 186

أبو غانم 135 الغطمش 220 أبو الغول الطهوي 204 أم غيلان بنت جرير 59 (ف) الفارس السلمي 60 أبو فديك الخارجي 42 الفرزدق 50، 79، 84، 162، 165، 186، 194، 222، 330، 421، 427، 493، 518، 520، 542 أم الفرزدق 162 أبو فرعون 472 الفزاري 75 الفزر- سعد بن زيد مناة فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد الأسدي 493 الفضل بن سهل 540 أبو الفوارس الباهلي 205 (ق) قبيصة بن ذؤيب 567 قبيصة بن المهلب 35، 391 قتادة 386 قتادة بن النعمان 565 قتادة بن دعامة السدوسي 207، 446 قتيبة بن مسلم 321 القحيف 264 ابن القدري 169 قريش بن شبل الدنداني 444 قصير بن سعد 116 قطبة بن سيار 411 قطبة بن حصرا 518 قطران العبشمي 223، 226 قطرى بن الفجاءة 107، 108 قطن بن عبد الله بن الحصين 567 القعقاع بن سويد المنقري 34، 322 القعقاع بن شور 189 قعنب بن أم صاحب 471 أبو القماقم بن بحر السقاء 412، 559 ابن قنبر 464 قيس 456 أبو قيس بن الأسلت 467 أبو قيس بن المكشوح 89 قيس بن بجرة الفزاري 119 قيس بن ثعلبة 370 قيس بن الحارث 449 قيس بن حزن بن وهب 98 قيس بن خارجة 101، 102 قيس بن الخطيم 42، 313 قيس بن زرارة 158 قيس بن زهير 160، 242، 269 433،

قيس بن سعد الأنصاري 516 قيس بن عاصم المنقري 179، 180، 183، 184، 312، قيس بن العيزارة الهذلي 253 قيس بن المكشوح 568 قيس بن معد يكرب 454 (ك) كردويه الأقطع (الأعسر) 387، 524، 525 ابن أبي كريمة 513 كعب بن زهير 303 كعب بن سعد الغنوي 127 كعب بن مالك الأنصاري 565 كلّاس 554 الكلبي- خالد بن أرطأة ابن الكلبي 86، 304، 162، 429، كلثوم بن حبيب بن أنيف 380 كلثوم بن رزين بن يعمر 65 أبو كلدة 305، 306 الكميت بن زيد 106، 241، 220، 252، 421، 433 كنانة بن معروف 496 كنانة بن عبد ياليل 207 ابن الكواء- عبد الله بن عمرو الكواء الكواء- عمرو الكواء (ل) لبيد بن ربيعة 41، 92، 147، 401 لقمان بن عاد 236 لقمان 312 لقيط الأيادي 132 لقيط بن زرارة 497، 523 لقيم بن لقمان 312 اللعين المنقري 461 ابن لهيعة 396 ليث بن بكر 192 ليث بن أبي سليم 533 ابن أبي ليلى 487 ليلى بنت المحلق 145 (م) ابن مارية (قيس بن شراحيل) 497، 498 أبو مازن الأحدب 407 مالك الأشتر (بن الحارث) 495 أبو مالك الأعرج (النضر بن أبي النضر التميمي) 336 مالك بن الحارث بن عبد يغوث- مالك الأشتر مالك ذو الرقيبة (بن سلمة الخير بن قشير) 98، 99، 409

مالك بن الريب 91 مالك بن زغبة الباهلي 459 مالك بن سلمة الخير- مالك ذو الرقيبة مالك بن أبي كعب 38 مالك بن أنس 62 مالك بن المحراس 201، 306 مالك بن مسمع 567 مالك بن المنتفق 183 المأموم (حنظلة بن شيبان) 406 المأمون 158، 168، 406، ماني صاحب الزنادقة 397 المتلمس 77 المتنخل الهذلي 221 التموكل، 320 مجاعة بن سعر 522 مجالد بن مسعود السلمي 200، 201 مجدع- الهذيل التغلبي مجلودة الأعرج 210، 211 أبو مجيب 284 المحجل- معاوية بن حزن أبو محجن الثقفي 211 محرز بن المكعبر الضبي 57، 74، 281، 461 محكّم بن جثّامة 539 محمد 456 محمد بن إبراهيم المفلوج المحدث 442 محمد بن خازم 535 محمد بن حرب الهلالي 32 محمد بن حسان بن سعد 166، 324 محمد بن حفص بن عائشة 136 محمد بن سلام الجمحي 53، 54، 194 محمد بن عبد الملك 449 محمد بن عجلان 562 محمد بن فضيل 274 أبو محمد الفقعسي 558 محمد المخلوع (الأمين) 381 محمد بن نباته 130 محمد بن واسع الأزدي 262 محمد بن يزيد 524، 525 المخارق بن غفار 267 مخارق بن يحيى 169 المختار بن عبيد الثقفي 128، 204، 568 مخلد الشهيد 444 أم المخلخل 163 مخوس بن معد يكرب بن وليعة الكندي 429 مدرك بن حصن 250 ابن المديني 451 المرار الأسدي 362 المار بن منقذ 494 ابن مرايا 450 المرثدية 406 مردويه كرداي 378

المرقع بن ذي الرأسين 119 المرقع بن صيفي بن رباح 105 المرقم الذهلي- خزرين لوزان مرة بن عوف 470 مروان بن بشر 81 مروان بن الحكم 690، 320، 457، 549، مروان بن محمد بن مروان 570 مروان الحمار 320 مزرد بن ضرار 434، 470، 525 مزيد بن زائدة 455 أبو مساحق- بلعاء بن قيس مسافر بن أبي عمرو بن أمية 86، 87، 392 المساور بن هند 103، 508 المسرهد 212 مسعدة بن عمار ابن مسعود عبد الله بن مسعود مسعود بن هند 232 أبو مسكين 86 مسكين الدرامي 261، 485 مسلم بن عقبة 40 أبو مسلم الخراساني 140، 157، 190، 208 مسلم بن قتيبة مسلمة بن عبد الملك 154 مسلمة بن محارب 187 مسمع بن مالك بن مسمع 140 أبو مسهر الأعرابي 67 أبو مسهر الدمشقي 410 المسور بن عمرو بن عباد 267 المسيب بن علس 99، 410 مسليمة الكذاب 397 مشمرخ الأحدب 406 مصعب بن الزبير 204، 315، 316، 317، 517 المضاء بن القاسم التغلبي 157، 466 مطرف بن عبد الله بن الشخير 307 مطعم بن عدي 38، 566 مطيع بن إياس 502 ابن مطيع (عبد الله بن مطيع) 40 معاذ بن جبل 34، 326، 327 معاذ بن عفراء 451 معاوية بن أوس 80، 115 معاوية بن زهير «أبو أسامة» 248 معاوية بن أبي سفيان 89، 111، 412، 316، 317، 404، 405، 511، معبد بن سعنة الضبي 462 معبد المغني 450 معتر 425 المعتصم 398 معدان الأعمى (أبو السري الشميطي) 355، 560

معد يكرب بن الحارث 449 معقل بن خويلد الهذلي 287 المعلى بن منصور 396، 485، 536 معمّر بن عباد 139 معمر بن المثنى- أبو عبيدة أبو معمر- يحيى بن نوفل الحميري معن بن عيسى 62 المغيرة بن جبير (ابن حبناء) 54 المغيرة بن شعبة 112، 566 المغيرة بن عبد الله بن معرض الأسدي- الأقيشر الأسدي المغيرة بن الفزر 378 المغيرة بن مقسم 274 ابن مفرّغ 181 المفضل الضبي 64 المفضل النكرى 250 مقاتل بن سليمان 162 مقاتل بن مسمع 439 مقّاس العائذي 177 المقبري 563 ابن مقبل: 262 ابن مقروم الضبي 464 أبو المقدام 296 المقعد التبوكي 410 المقنع الخراساني 397 ابن أم مكتوم 173 المكشوح المرادي 89 المنتشر بن وهب 244، 245 أبو المنذر- النضر بن إسماعيل المنذر بن ماء السماء 92 منصور الساجي 443 المنصور- أبو جعفر المنصور منكر ونكير 81 المنهال العنبري 201 مهدد بنت حمان- المرثدية مهدي بن إبراهيم 282 الهلب بن أبي صفرة، 435 مهلهل 264 أبو الهنا- مخارق بن يحيى الجزار أبو موسى الأشعري 294، 392، 496 موسى (عليه السلام) 69، 70، 417، 418 أبو موسى 274 موسى بن حمزة 126 موسى بن داود 393 موسى زوادار 444 أبو موسى المردار 138 موسى بن نصير 192، 193 موسى بن يزيد الصيرفي 477 ابن ميادة 243، 423 الميسور بن عمرو بن عباد 267 (ن) النابغة الذبياني 61، 173، 311

نافع بن خليفة الغنوي 419 نافع (المحدث) 561 نائلة بنت الفرافضة 199 نبيشة بن حبيب 377 أبو النجم 51، 228، 287، 330، 426، 511 ابن أبي نجيح 394 أبو نخيلة 90 نصر بن دهمان شبث 47، 310، نصيب أبو الحجناء 167، 496 نصير الوصيف 350 أبو النضر 560 النضر بن إسماعيل- أبو المنذر 305، 306 النضر بنأنس 446 النضر السلمي الأحوال 427 ابن النطاح- أبو وائل بكر بن النطاح 455 أبو نعيم 404 نعيم بن شقيق التميمي 41 نعيم بن أبي هند 514 النعمان بن بشير 50 النعمان بن المنذر 87، 159، 320، 548 النمر بن تولب 288، 293، النميري 371 نهار بن توسعة 439 نهيك بن أساف 358 أبو نواس 29، 228، 333 نوح الضبي 427 (هـ) هارون الرشيد 118، 334 أبو هاشم- عبد الله محمد بن علي بن أبي طالب هاشم بن ناصح 139 هاشم المرقال 553 ابن هبيرة (يزيد بن عمر) 379 الهذيل بن هبيرة الأكبر التغلبي (مجدع) 522 أبو الهذيل العلاف 380 أبو الهذيل (سعيد بن عبيد الطائي) 327 أبو الهذيل (محمد بن الهذيل بن عبد الله) 380 هرثمة بن أعين 47، 310 هرثمة بن النضر الختلي 334، 335 هرم بن قطبة 411 ابن هرمة إبراهيم بن علي بن سلمة 266، 549 أبو هريرة 62، 210، 262، 274، 485، 535، هشام 120، 320 هشام الدستوائي 208

هشام بن أبي عبد الله 555 هشام بن عبد الملك 130، 493، 561، 562، 569 هشام بن هبيرة 206 هفان 555 أبو هلال 385 ابن همام السلولي- عبد الله بن همام همام بن يحيى 446 هميم بن صعصعة ناجية بن عقال 186 أبو هوذة بن شماس الباهلي 111، أبو الهول الهجيمي 283 الهيثم 323، 327، 364 الهيثم بن عدي (أبو عبد الرحمن) 31، 34، 98، 137، 141، 192، 319 الهيثم بن مطهر الفأفاء 212 الهيجمانة بنت العنبر 175 (و) واصل الأحدب بن حيان 404 وافد عبد القيس- عائذ بن منذر 452 الواقدي 448 أبو الوجيه العكلي 402 ورقاء 262 أبو الوليد 337 الوليد بن المغيرة 172 الوليد بن الوليد بن الوليد 171، 172 الوليد بن يزيد بن عبد الملك 13، 192، 336 وهب بن مالك: 84 (ي) أبو يحيى الأعرج (مصدع) 450 يحيى بن جارية 536 يحيى بن حماد 477 يحيى بن خاقان 477 يحيى بن زيد بن علي 190 يحيى بن سعيد الأحول 556 يحيى بن عباد: 62 يحيى بن نوفل 324 يربوع الجذمي 224 يربوع بن حنظلة 93، 150 يزدجرد بن شهريار 319 يزيد 111، 406 يزيد بن أسيد 542 يزيد بن أسيد السلمى 163 يزيد بن جابر 410 يزيد بن حذيفة الأعيسر 522 يزيد بن خولى 129 يزيد بن زريع 562 يزيد بن عبد الملك 320، 428، 570 يزيد بن عمرو 147 يزيد بن عمرو بن خويلد الصعق 146،

يزيد بن عياض 116 يزيد بن قبيصة المهلبي 208 يزيد بن مزيد بن زائدة 454 يزيد بن أبي مسلم 156 يزيد بن معاوية 129، 316، 317 يزيد بن مفرغ 332 يزيد بن المهلب 155 350 يزيد بن نصران 411 يزيد بن هارون 417، 446، 481، 534، 555، 556 اليزيدي 336 يعقوب القمى 70 يعلى بن منية 209 يوحنا بن مآسويه 81، 170 يوسف بن عمر 130 يونس 200 يونس بن حبيب 193، 281، 421.

11 - فهرس الفهارس

11- فهرس الفهارس

§1/1