البخلاء للخطيب البغدادي

الخطيب البغدادي

ذكر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في البخل، ووصفه، وعيبه، وذمه، والتحذير منه. والاستعاذة بالله منه

ذِكْرُ الرِّوَايَاتِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبُخْلِ، وَوَصْفِهِ، وَعَيْبِهِ، وَذَمِّهِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنْهُ. وَالاسْتِعَاذَةِ بِاللَّهِ مِنْهُ 1 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُجَهِّزِ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَخْلَدٍ الْبَزَّازُ، قَالَ: وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِيَّاكُمْ، وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلَمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ، وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَاحِشَ، وَلا الْمُتَفَحِّشَ، وَإِيَّاكُمْ، وَالشُّحَّ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الشُّحُّ: أَمَرَهُمْ بِالْكَذِبِ، فَكَذَبُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ، فَظَلَمُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ، فَقَطَعُوا " 2 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَافِظُ بِإِصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، وَالْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي كَثِيرٍ الزُّبَيْدِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ، وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفُحْشَ، وَلا التَّفَحُّشَ، وَإِيَّاكُمْ، وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ، فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ، فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ، فَفَجَرُوا» 3 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ محمد المتوثي، أَنْبَأَنَا أَبُو

سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ مَزِيدٍ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحُرَضِيُّ، كِلاهُمَا بِنَيْسَابُورَ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ثَوْرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ، وَإِيَّاكُمْ، وَالظُّلْمَ، فَإِنَّهُ عِنْدَ اللَّهِ ظُلْمَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِيَّاكُمْ، وَالشُّحَّ، وَالْبُخْلَ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: «وَإِيَّاكُمْ، وَالْبُخْلَ. وَلَمْ يَذْكُرِ الشُّحَّ، فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ قَبْلَكُمْ إِلَى أَنْ يَقْطَعُوا أَرْحَامَهُمْ، فَقَطَعُوهَا، وَدَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يَسْتَحِلُّوا مَحَارِمَهُمْ، فَاسْتَحَلُّوهَا، وَدَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يَسْفِكُوا دِمَاءَهُمْ، فَسَفَكُوهَا» 4 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْذَعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَجَا أَوَّلُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالْيَقِينِ، وَالزُّهْدِ، وَهَلَكَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بِالْبُخْلِ وَالأَمَلِ» 5 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الصَّيْرَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَتْحِ الْجِلِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ

استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم بالله من البخل

سُفْيَانَ الصَّفَّارُ بِالْمُصَيِّصَةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ رَحْمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ: شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ " 6 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قُتِلَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهِيدًا فَبَكَتْهُ بَاكِيَةٌ، فَقَالَتْ: وَاشَهِيدَاهْ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّهُ شَهِيدٌ؟ فَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ، أَوْ يَبْخَلُ بِمَا لا يَنْقُصُهُ» استعاذة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باللَّه من البخل 7 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ الصَّائِغُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، وَأَبُو

مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَعْنِي مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ خَمْسٍ: «مِنَ الْبُخْلِ، وَالْجُبْنِ، وَفِتْنَةِ الصَّدْرِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَسُوءِ الْعُمْرِ» . لَفْظُ ابْنِ حَنْبَلٍ، مُسْنَدُ أَحْمَدَ 8 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ الْحَسَنِ الشَّاهِدُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الْمَادَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدُوسٍ الْجَصَّاصُ الأَهْوَازِيُّ واللفظ له، أنبأنا أبو القاسم سلميان بْن أَحْمَد الطبراني، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد القلانسي، حَدَّثَنَا آدم، حَدَّثَنَا شعبة، عن عبد الملك بْن عمير، عن مصعب بْن سعد، عن سعد أنه كان يأمر بخمس، ويذكرهن عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» 9 - أَخْبَرَنَا هِلالُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ الْحَفَّارُ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بنُ

نفي النبي صلى الله عليه وسلم البخل عن نفسه

مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ أَنَسٍ. ح أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ النَّجَّادُ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ» . زَادَ الْحَرْبِيُّ: «وَالْهَرَمِ» . ثُمَّ اتَّفَقَا: «وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ» نفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البخل عن نفسه 10 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازُ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْفَسَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَان، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أَعْطُونِي رِدَائِي، لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لا تَجِدُونَنِي بَخِيلا، وَلا كَذُوبًا، وَلا جَبَانًا»

11 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ غَالِبٍ الْخَوَارِزْمِيُّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: غَيْرُ هَؤُلاءِ كَانُوا أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ. قَالَ: «إِنَّهُمْ يُخَيِّرُونِي بَيْنَ أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ، أَوْ يُبَخِّلُونِي، وَلَسْتُ بِبَاخِلٍ» 12 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ، وَالْقَاضِي أَبُو تَمَّامٍ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِيُّ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنُ مُوسَى الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلْيَمَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلاهُ ثَمَنَ بَعِيرٍ، فَأَعْطَاهُمَا دِينَارَيْنِ، فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، فَلَقِيَهُمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَأَثْنَيَا، وَقَالا مَعْرُوفًا، وَشَكَرَا مَا صَنَعَ بِهِمَا. فَدَخَلَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَكِنَّ فُلانًا أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ عَشَرَةٍ إِلَى مِائَةٍ، وَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ. إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَسْأَلُنِي، فَيَنْطَلِقُ فِي مَسْأَلَتِهِ مُتَأَبِّطُهَا وَهِيَ نَارٌ» . قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: وَلِمَ تُعْطِيهِمْ مَا هُوَ نَارٌ؟ قَالَ: «يَأْبَوْنَ إِلا أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللَّهُ لِي الْبُخْلَ»

وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم السخاء والبخل

13 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِّيِّ بْنِ عُثْمَانَ الأَزْدِيُّ الْمِصْرِيُّ بِدِمَشْقَ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَزَّانُ بِحَلَبَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلانِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَعَانَا فِي شَيْءٍ، فَأَعَانَهُمَا بِدِينَارَيْنِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ فُلانًا، وَفُلانًا خَرَجَا مِنْ عِنْدِكَ، فَإِذَا هُمَا يُثْنِيَانِ خَيْرًا. قَالَ: لَكِنَّ فُلانًا مَا يَقُولُ ذَاكَ، وَقَدْ أَعَنْتُهُ مَا بَيْنَ عَشَرَةٍ إِلَى مِائَةٍ، فَمَا يَقُولُ ذَاكَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ يَخْرُجُ بِصَدَقَتِهِ مِنْ عِنْدِي مُتَأَبِّطُهَا، وَإِنَّمَا هِيَ لَهُ نَارٌ ". فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْطِيهِ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهَا لَهُ نَارٌ؟ قَالَ: «فَمَا أَصْنَعُ؟ يَأْبَوْنَ إِلا أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللَّهُ لِي الْبُخْلَ» وصف رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السخاء والبخل 14 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْبَرَكَاتِ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُؤَدِّبُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ الْحَسَنِيُّ، حَدَّثَنَا

أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرُّوخَ الْوَزَّانُ بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ السَّخَاءَ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ الْجَنَّةِ، لَهَا أَغْصَانُ مُدَلاةٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ كَانَ سَخِيًّا تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ. وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارِ، لَهَا أَغْصَانُ مُدَلاةٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ كَانَ بَخِيلا تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا، فَسَاقَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ» 15 - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ: فَحَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَهْلِنَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، حَدِيثَ السَّخَاءِ وَالْبُخْلِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «لَيْسَ السَّخِيُّ الْمُبَذِّرَ الَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى اللَّهِ مَا فَرَضَهُ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ مِنَ الزَّكَاةِ، وَغَيْرِهَا، وَالْبَخِيلُ الَّذِي لا يُؤَدِّي حَقَّ اللَّهِ فِي مَالِهِ» 16 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْوَاعِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو تَقِيٍّ وَالْفَتْحُ بْنُ مَسْكُوَيْهِ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْبَغْدَادِيُّ بِصُورَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلانَ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سَلامَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ الْخَفَّافُ، وَأَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَذِّنُ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ

عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ بِأَنْطَاكِيَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَفِي حَدِيثِ الْوَاعِظِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّخَاءُ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ، أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ مِنْ أَشْجَارِ النَّارِ، أَغْصَانُهَا مُتَدَلِّيَاتٌ فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى النَّارِ» 17 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ النَّقَّاشُ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا جِبْرَائِيلُ بْنُ مُجَّاعَةَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ السُّوَيْقِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجُودُ مِنْ جُودِ اللَّهِ تَعَالَى، فَجُودُوا يَجُدِ اللَّهُ لَكُمْ، أَلا إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجُودَ، فَجَعَلَهُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، وَجَعَلَ أُسَّهُ رَاسِخًا فِي أَصْلِ شَجَرَةِ طُوبَى، وَشَدَّ أَغْصَانَهَا بِأَغْصَانِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَدَلَّى بَعْضَ أَغْصَانِهَا إِلَى الدُّنْيَا، فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ، أَلا إِنَّ السَّخَاءَ مِنَ الإِيمَانِ، وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ. وَخَلَقَ الْبُخْلَ مِنْ مَقْتِهِ، وَجَعَلَ أُسَّهُ رَاسِخًا فِي أَصْلِ شَجَرَةِ الزَّقُّومِ، وَدَلَّى بَعْضَ أَغْصَانِهَا إِلَى الدُّنْيَا، فَمَنْ تَعَلَّقَ بِغُصْنٍ مِنْهَا أَدْخَلَهُ النَّارَ، أَلا إِنَّ الْبُخْلَ مِنَ الْكُفْرِ، وَالْكُفْرُ فِي النَّارِ» 18 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو

ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثل البخيل

عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ الْحَرَّانِيُّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ الأَشْدَقِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّخَاءُ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْجَنَّةِ، فَلا يَلِجُ الْجَنَّةَ إِلا سَخِيٌّ، وَالْبُخْلُ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي النَّارِ، فَلا يَلِجُ النَّارَ إِلا بَخِيلٌ» ضرب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل البخيل 19 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ الطَّائِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلُ الْمُنْفِقِ وَالْبَخِيلِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ لَدُنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُنْفِقُ يُنْفِقُ، فَاتَّسَعَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ، وَمَرَّتْ تُجِنُّ بَنَانَهُ، وَإِنْ أَرَادَ الْبَخِيلُ أَنْ يُنْفِقَ قُلِّصَتْ، وَلَزِمَتْ كُلُّ حَلَقَةٍ مَكَانَهَا، حَتَّى أَخَذَتْ بِتُرْقُوَتِهِ، أَوْ بِتَرَاقِيهِ فَهُوَ يُوَسِّعُهَا، وَلا تَتَّسِعُ» 20 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ. ح وَأَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ بِنَيْسَابُورَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْمُنْفِقِ، وَالْبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ، أَوْ جُبَّتَانِ مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَإِذَا أَرَادَ

الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أن طعام البخيل داء

الْمُنْفِقُ أَنْ يُنْفِقَ سُبِغَتْ عَلَيْهِ الدِّرْعُ، أَوْ مَرَّتْ تُجِنُّ بَنَانَهُ، وَتَعْفُو أَثَرَهُ، وَإِذَا أَرَادَ الْبَخِيلُ أَنْ يُنْفِقَ قُلِّصَتْ، وَلَزِمَتْ كُلُّ حَلَقَةٍ مَوْضِعَهَا حَتَّى تَأْخُذَ بِعُنُقِهِ، أَوْ تُرْقُوَتِهِ، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا، وَلا تَتَّسِعُ» 21 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَاضِي، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزْدَادَ الْقَارِئُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا، وَقَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ، زَادَ أَحْمَدُ: ابْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثُمَّ اتَّفَقُوا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلُ الْبَخِيلِ، وَالْمُنْفِقِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ مِنْ تَرَاقِيهِمَا إِلَى ثُدِيِّهِمَا، وَقَالَ أَحْمَدُ: إِلَى أَيْدِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلا يُنْفِقُ نَفَقَةً إِلا اتَّسَعَتْ حَلَقَةً، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا عَلَيْهِ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلا تَزْدَادُ عَلَيْهِ إِلا اسْتِحْكَامًا " الرواية عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن طعام البخيل داء 22 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُورِيُّ بِالْبَصْرَةِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَهْلٍ الْفَارِسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْجُهَنِيُّ.

قول النبي صلى الله عليه وسلم أدوى الداء البخل

ح أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ التَّمِيمِيُّ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَاقِدٍ التَّنُوخِيُّ بِبَيْرُوتَ، قَالا: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، زَادَ النَّيْسَابُورِيُّ: ابْنَ إِسْمَاعِيلَ، ثُمَّ اتَّفَقَا الدِّمْيَاطِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ. ح وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارِ بْنِ الْمُثَنَّى الإِسْتِرَابَاذِيُّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا حَبُّوشُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، زَادَ التَّنُوخِيُّ: ابْنُ أَنَسٍ، ثُمَّ اتَّفَقُوا، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " طَعَامُ السَّخِيِّ دَوَاءٌ، وَقَالَ التَّنُوخِيُّ: شِفَاءٌ، وَطَعَامُ الشَّحِيحِ دَاءٌ " قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أدوى الداء البخل 23 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الْوَاعِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ الْبَرْبَهَارِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي لِحْيَانَ؟ قَالُوا: سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، إِلا أَنَّهُ رَجُلٌ فِيهِ بُخْلٌ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَكْبَرُ مِنَ الْبُخْلِ؟»

24 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْخَلَنْجِيُّ الْمُعَدَّلُ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: جَاءَ حَيٌّ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو سَلِمَةَ، رَهْطُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَإِنَّا لَنُبَخِّلُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟» . 25 - قَالَ سُلَيْمَانُ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، إِلا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ. قُلْتُ: قَدْ رُوِيَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ أَيْضًا، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ 26 - أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَنِي سَلِمَةَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ! مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّنَا نُبَخِّلُهُ. قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» . 27 - وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْخُوزِيُّ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَذَلِكَ 28 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ يَحْيَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامُ الْمَسْجِدِ

الْجَامِعِ بِأَصْبَهَانَ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرِاهِيمَ الأَهْوَازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَارُودِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَرْوَانَ الْعَبْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، وَلَكِنَّنَا نُبَخِّلُهُ. قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ! وَلَكِنَّ سَيِّدَكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» 29 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ الْغَضَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ صَاحِبُ النَّذِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَجْلِسِ بَنِي سَلِمَةَ، فَقَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، إِلا أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: إِنَّ السَّيِّدَ لا يَكُونُ بَخِيلا، بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ " 30 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرَيَارَ التَّاجِرُ بِأَصْبَهَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ! مَنْ

سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ. فَقَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الْقَطِطُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» . 31 - كَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَاتِ ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ، وَرُوِيَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «بَلْ سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ» 32 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْفَسَوِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُسَوِّدُونَهُ؟» قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ، لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟ لَيْسَ ذَلِكَ سَيِّدَكُمْ» . قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ» 33 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ،

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْوَاعِظُ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ هُوَ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ تِيبَ عَلَيْهِمْ، يَعْنِي: كَعْبًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! سَيِّدُنَا جَدُّ بْنُ قَيْسٍ. فَقَالَ: «وَبِمَا تُسَوِّدُونَهُ؟» قَالُوا: لأَنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ لَيْسَ ذَلِكَ سَيِّدَكُمْ» . قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: «سَيِّدُكُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ» . هَذَا آخِرُ حَدِيثِ الْحِيرِيِّ، وَزَادَ الآخَرَانِ: قَالَ ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ أَوَّلَ مَنِ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ حَيًّا، وَمَيِّتًا، اسْتَقْبَلَهَا قَبْلَ أَنْ يُوَجِّهَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَقْبِلَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَرَسُولُ اللَّهِ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَأَطَاعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُوَجِّهُوهُ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ صُرِفَتِ الْقِبْلَةُ قِبَلَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ 34 - قُلْتُ: كَذَا جَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ذِكْرُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَهُوَ غَيْرُ صَحِيحٍ، لأَنَّ الْبَرَاءَ مَاتَ فِي صَدْرِ الإِسْلامِ قَبْلَ هِجْرَةِ

رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ عَلَى مَا شَرَحَ ابْنُ كَعْبِ بْنُ مَالِكٍ، وَسُؤَالُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَنْصَارَ، وَقَوْلُهُ لَهُمْ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» إِنَّمَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ مَوْتِ الْبَرَاءِ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ قَالَ: «سَيِّدُكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ» . عَلَى مَا قَدَّمْنَا فِي رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. وَرُوِيَ كَذَلِكَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. 35 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَسْكَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ. قَالَ: «بِمَ سَوَّدْتُمُوهُ؟» قَالُوا: لأَنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ، لَنَزُنُّهُ بِالْبُخْلِ. قَالَ: «فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟» قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ» . 36 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ هُوَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا

مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ. قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَشَدُّ مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ» 37 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو. ح وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْغَضَارِيُّ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلأَنْصَارِ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ» ؟ قَالَ: فَسَمَّوْا رَجُلا. وَفِي حَدِيثِ الْجَوْهَرِيِّ: «مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي عُبَيْدٍ؟» قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّ فِيهِ بُخْلا. ثُمَّ اتَّفَقَا قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ ابْنُ سَيِّدِكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ» 38 - وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ الْخُلْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رِجَالٍ مِنْ بَنِي

سَلِمَةَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، قَالَ: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ. قَالَ: فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ، وَقَالَ: «أَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ لا، وَلَكِنَّ سَيِّدَكُمْ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ الْقَطِطُ» 39 - وَكَانَ جوادا سيدا مدافعا عن قومه، فقال شاعر بني سَلِمَةَ من الطويل: أجد بْن قيس داو بخلك إنه ... أبى لك عند المصطفى أن تسودا 40 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمَخْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمُطَرِّزُ، أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمِسْعَرِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ، قَالَ: لَمَّا حَدَّثْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ بِحَدِيثِ جَدِّ بْنِ قَيْسٍ، أَنْشَدَنَا لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ مِنَ الطَّوِيلِ: وقال: « وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ والحق لازم ... لمن كان منا من تسمون سيدا فقلنا له جد بْن قيس على الذي ... نبخله فينا وقد نال سؤددا فقال وأي الداء أدوى من الذي ... رميتم به جدا وأغلى بها يدا

قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله يبغض البخيل»

فسود بشر بْن البراء بجوده ... وحق لبشر بْن البرا أن يسودا فليس بخاط خطوة لدنية ... ولا باسط يوما إلى غيره يدا إذا جاءه السؤال أنهب ماله ... وقال خذوه إنه عائد غدا فلو كنت يا جد بْن قيس على التي ... على مثلها بشر لكنت المسودا » قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إن اللَّه يبغض البخيل» 41 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَيُّوَيْهِ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللَّهُ تَعَالَى: الْبَخِيلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْفَاجِرُ ". أَوْ قَالَ: «التَّاجِرُ الْحَلافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ» 42 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ دَوْمَا النِّعَالِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ نُصَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الذَّارِعُ النَّهْرَوَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ثَابِتُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّفَّاءُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا سَالِمٌ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُبْغِضُ

ما روي في نفي الإيمان عن البخل

الْبَخِيلَ فِي حَيَاتِهِ، السَّخِيَّ عِنْدَ مَوْتِهِ» 43 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَالْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ شَاذَانَ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ. ح وَأَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أَنْبَأَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الأَدْنَى بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفَرَائِضِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ بُرْدٍ، حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «السَّخِيُّ الْجَهُولُ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَابِدِ الْبَخِيلِ» ما روي في نفي الإيمان عن البخل 44 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ، وَالإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ؟» 45 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ

الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البخيل بعيد من الله

أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالا: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، وَفِي حَدِيثِ أَبِي نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ، زَادَ أَبُو نُعَيْمٍ: الْحَرَّانِيَّ، ثُمَّ اتَّفَقَا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، زَادَ ابْنُ الْفَضْلِ: الْخُدْرِيَّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَصْلَتَانِ لا تُجْمَعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: سُوءُ الْخُلُقِ، وَالْبُخْلُ " 46 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ، أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: «لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ بَخِيلا، وَلا جَبَانًا» 47 - أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْبَرْمَكِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذرعٍ الْعُكْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ بَخِيلا، وَلا جَبَانًا» الرواية عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن البخيل بعيد من اللَّه 48 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ الْبَرْقَانِيُّ،

أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الإِسْمَاعِيلِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْهَجَرِيُّ أَبُو حَفْصٍ بِالأُبُلَّةِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ بِعَيْنِ زَرْبَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ» 49 - أَخْبَرَنَا سَلامَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إن السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّ الْبَخِيلَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ، وَأَدْوَى الدَّاءِ الْبُخْلُ» . اتَّفَقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ بِإِسْنَادٍ وَاحِدٍ، وَخَالَفَهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، فَرَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَخَالَفُه تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى، وَاخْتُلِفَ عَلَى سَعِيدٍ، فَرَوَاهُ سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيُّ، عَنْ تَلِيدٍ، وَسَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عَائِشَةَ. وَرَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، وَالْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الأَنْطَاكِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَلَمْ يَذْكُرُوا بَيْنَ عَائِشَةَ وَمُحَمَّدٍ أَحَدًا 50 - فَأَمَّا حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ. فَأَخْبَرَنَاهُ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَدِّبُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيِّ، وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ. وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَابِدِ الْبَخِيلِ»

51 - وَأَمَّا حَدِيثُ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ يَحْيَى. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ غَالِبٍ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْزُبَانُ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ الْخَيْرِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ. وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ الْخَيْرِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ عَابِدٍ بَخِيلٍ» 52 - وَأَمَّا حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ تَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَسَعِيدِ بْنِ مَسْلَمَةَ. فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْفَضْلِ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي مِهْرَانَ الْجَمَّالُ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَتَلِيدٌ أَبُو إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَابِدِ الْبَخِيلِ» .

لَمْ يَقُلِ ابْنُ بُرْهَانَ فِي حَدِيثِهِ: «قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ» . وَأَظُنُّهُ سَقَطَ مِنْ كِتَابِ الدَّقَّاقِ، فَإِنِّي رَأَيْتُهُ مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ ابْنِ بُرْهَانَ عَنْهُ كَذَلِكَ 53 - وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَكَمِ بْنِ مُوسَى، وَابْنِ الْجُنَيْدِ، وَابْنِ غَالِبٍ، فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى. وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ بُرْهَانَ الْغَزَّالُ بِصُورَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ غَيْلانَ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجُنَيْدِ. وَأَخْبَرَنَا سَلامَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَفَّافُ، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ الأَنْطَاكِيُّ بِأَنْطَاكِيَّةَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَقَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَقَالَ ابْنُ غَالِبٍ: قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللَّهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، قَرِيبٌ مِنَ الْجَنَّةِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ، وَالْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَالْجَاهِلُ السَّخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْعَابِدِ الْبَخِيلِ»

الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أن البخيل لا يدخل الجنة

الرواية عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن البخيل لا يدخل الجنة 54 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ، وَلا بَخِيلٌ، وَلا لَئِيمٌ، وَلا مَنَّانٌ، وَلا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ» 55 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالا: أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى صَاحِبُ الرَّقِيقِ، عَنْ فَرْقَدٍ، عَنْ مُرَّةَ، زَادَ أَبُو سَعِيدٍ: ابْنِ شَرَاحِيلَ، ثُمَّ اتَّفَقَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ، وَلا خَائِنٌ، وَلا خِبٌّ، وَلا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ» 56 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الأَبْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ الْحَافِظُ،

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ خَالِدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْجَنَّةُ دَارُ الأَسْخِيَاءِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ، وَلا عَاقٌّ وَالِدَيْهِ، وَلا مَنَّانٌ بِمَا أَعْطَى» 57 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّبِّيُّ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَ ابْنُ عُمَرَ رَجُلا، يَقُولُ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «الشَّحِيحُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ»

البخل والشح

البخل والشح 58 - قرأت على القاضي أبي العلاء الواسطي، عن أبي الفتح مُحَمَّد بْن الحسين الموصلي، قَالَ: حَدَّثَنَا هاشم بْن القاسم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الخليل، حَدَّثَنَا حجاج بْن مُحَمَّد، عن ابن جريج، عن عبد اللَّه بْن طاووس، قَالَ: قَالَ طاووس: «الذي يقع عليه اسم البخل من بخل بما في يديه أن يعطي منه، والشح أن يشح على ما في أيدي الناس، يحب أن يكون ذلك له من أي وجه كان من حل أو حرام، فنعوذ باللَّه من هاتين الخلتين»

59 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا جَدِّي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الدَّحْدَاحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الأَشْجَعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يَقُولُونَ، أَوْ يَقُولُ قَائِلُكُمْ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ، وَأَيُّ ظُلْمٍ أَظْلَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الشُّحِّ؟ حَلَفَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِزَّتِهِ، وَعَظَمَتِهِ، وَجَلالِهِ، أَلا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ شَحِيحٌ وَلا بَخِيلٌ " 60 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى غَرَسَ جَنَّةَ عَدْنٍ بِيَدِهِ، وَزَخْرَفَهَا، وَأَمَرَ الْمَلائِكَةَ، فَشَقَّتْ فِيهَا الأَنْهَارَ، فَتَدَلَّتْ فِيهَا الثِّمَارُ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى زَهْرَتِهَا، وَحُسْنِهَا، قَالَ: وَعِزَّتِي، وَجَلالِي، وَارْتِفَاعِي فَوْقَ عَرْشِي، مَا جَاوَرَنِي فِيكِ بَخِيلٌ " 61 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقَوَيْهِ، أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، وَأَحْمَدُ بْنَ سِنْدِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَدَّادُ، قَالا: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلُّوَيْهِ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عِيسَى الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ

مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى جَنَّةَ عَدْنٍ، قَالَ لَهَا: تَزَيَّنِي. فَتَزَيَّنَتْ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: أَظْهِرِي أَنْهَارَكِ. فَأَظْهَرَتْ عَيْنَ السَّلْسَبِيلِ، وَعَيْنَ الْكَافُورِ، وَعَيْنَ التَّسْنِيمِ. فَفَجَّرَ مِنْهَا فِي الْجِنَانِ أَنْهَارَ الْخَمْرِ، وَأَنْهَارَ الْعَسَلِ، وَاللَّبَنِ، ثُمَّ قَالَ لَهَا: أَظْهِرِي سُرُرَكِ، وَحِجَالَكِ، وَكَرَاسِيَّكِ، وَحُلِيَّكِ، وَحُلَلَكِ، وَحُورَ عِينِكِ. فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: تَكَلَّمِي. قَالَتْ: طُوبَى لِمَنْ دَخَلَنِي! فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَعِزَّتِي لا أَسْكَنْتُكِ بَخِيلا " 62 - أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ، قَالَ: سَمِعْتُ كَادِحَ بْنَ رَحْمَةَ النَّهْدِيَّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ: " إِذَا مَاتَ السَّخِيُّ الْمُعْسِرُ، قَالَتِ الأَرْضُ، وَالْحَفَظَةُ: رَبِّ، تَجَاوَزْ عَنْ عَبْدِكَ لِسَخَائِهِ فِي الدُّنْيَا، وَاسْتِخْفَافِهِ بِهَا. وَإِذَا مَاتَ الْبَخِيلُ، قَالَتْ: اللَّهُمَّ احْجُبْ هَذَا الْعَبْدَ عَنِ الْجَنَّةِ الدَّائِمَةِ، كَمَا حَجَبَ عِبَادَكَ عَمَّا جَعَلْتَ فِي يَدَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا " 63 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المعدل، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جعفر الحوزي، حَدَّثَنَا أبو بكر بْن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا إسحاق بْن إبراهيم، حَدَّثَنَا جرير، عن بنان، عن الشعبي، قَالَ: " ما أدري أيهما أبعد غورا في النار: الكذب أو البخل؟ "

باب ذكر المأثور عن المتقدمين في ذم البخل والباخلين

باب ذكر المأثور عن المتقدمين في ذم البخل والباخلين 64 - أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يعقوب المقرئ، حَدَّثَنَا أبو بكر بْن أبي الثلج الكاتب، حَدَّثَنَا علي بْن عبدة، حَدَّثَنَا الأصمعي، عن المبارك بْن سعيد أخي سفيان الثوري، عن أبي حمزة الثمالي، قَالَ: سمعت شيخا أدرك الناس، وهو يقول: " ثلاث هن أحسن شيء فيمن كن فيه: نصب لغير دنيا، وجود لغير ثواب، وتواضع في غير ذل. وخمس هن أقبح شيء فيمن كن فيه: الحرص في العالم، والفسق في الشيخ، والبخل في الغني، والكذب في ذي الحسب، والحدة في السلطان " 65 - أخبرني أبو مُحَمَّد يحيى بْن الحسن بْن علي بْن المنذر القاضي، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بْن سعيد بْن سويد المعدل، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، أنبأنا عبد الرحمن يعني: ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول: «الحسد ماحق للحسنات، والزهو جالب لمقت اللَّه عز وجل ومقت الصالحين، والعجب صارف عن الازدياد من العلم، داع إلى التخمط والجهل، والبخل أسوأ الأخلاق وأجلبها لسوء الأحدوثة» 66 - أخبرنا أبو تغلب عبد الوهاب بْن علي بْن الحسن المؤدب، حَدَّثَنَا القاضي أبو الفرج المعافى بْن زكريا الجريري، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بْن عمر بْن لقيط، من السريع: «

ما أحسن الجود مع العسر ... وأقبح البخل مع اليسر ليس يواسي الناس من ماله ... من حدثته النفس بالفقر » 67 - أخبرنا الحسن بْن علي الجوهري، حَدَّثَنَا أبو عمر مُحَمَّد بْن العباس بْن مُحَمَّد بْن زكريا بْن حيويه الخزاز، حَدَّثَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يحيى النحوي، حَدَّثَنَا حماد بْن إسحاق بْن إبراهيم الموصلي، حدثني أبي، قَالَ أبو بكر: وحدثني أبي، حَدَّثَنَا أبو عكرمة الضبي عامر بْن عمران، حَدَّثَنَا إسحاق بْن إبراهيم الموصلي، واللفظ في الروايتين مختلط، قَالَ: دخلت على هارون الرشيد، فقال لي: يا أبا إسحاق، أنشدني شيئا من شعرك. فأنشدته، من الطويل: " وآمرة بالبخل قلت لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بخيلا له في العالمين خليل وإني رأيت البخل يزري بأهله ... فأكرمت نفسي أن يقال بخيل من خير حالات الفتى لو علمته ... إذا نال شيئا أن يكون ينيل

عطائي عطاء المكثرين تكرما ... ومالي كما قد تعلمين قليل وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأي أمير المؤمنين جميل فقال الرشيد: لا، كيف إن شاء اللَّه تعالى، يا فضل، أعطه مئة ألف درهم. ثم قَالَ: لله در أبيات تأتينا بها يا إسحاق، ما أجود أصولها، وأحسن فصولها. فقلت: يا أمير المؤمنين، كلامك أحسن من شعري. فقال: يا فضل، أعطه مئة ألف أخرى ". فكان ذلك أول مال اعتقدته 68 - أخبرنا علي، عن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أخبرنا الحسين بْن صفوان البرذعي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي الدنيا، حدثني الحارث بْن مُحَمَّد القمي، عن أبي الحسن القرشي، قَالَ: قَالَ رجل من العباد: «صغر فلان في عيني لعظم الدنيا في عينه، كان يرد السائل ويبخل النائل» 69 - أخبرنا الحسن بْن الحسين النعالي، أنبأنا أَحْمَد بْن نصر بْن عبد اللَّه الذارع، حَدَّثَنَا صدقة بْن موسى، حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: سمعت أعرابيا وقد وصف رجلا، فقال: «لقد صغر فلان في عيني لعظم الدنيا في عينه، وكأنما يرى بالسائل إذا رآه ملك الموت إذا أتاه» 70 - أخبرنا علي بْن المحسن التنوخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس

الخزاز، وأخبرني أبو منصور يوسف بْن هلال بْن بية صاحب التميمي، أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن الحسين القطيعي، قَالَ: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: أنشدني أبي من المنسرح: « لما رأيت السؤال قد كثروا ... والمال قوت يمسك الرمقا خيرت نفسي بين الخصاصة ... والبخل فقالت نصيحة شفقا البخل عار يبقى ولا عار ... للفقر وشر العيوب ما لصقا فاختارت الفقر من تكرمها ... وقالت البخل شر ما خلقا » 71 - أخبرني أبو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه، حَدَّثَنَا أبو علي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الحسن الصواف، قَالَ: حدثني أبو العباس أَحْمَد بْن المغلس الحماني، إملاء، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن سماعة، يقول: سمعت أبا يوسف، يقول: سمعت أبا حنيفة، يقول: " لا أرى أن أعدل بخيلا. فقيل له: وكيف؟ قَالَ: يحمله البخل على التقصي، فيأخذ فوق حقه مخافة أن يغبن، فمن كان هكذا لا يكون مأمون الأمانة "

72 - وَأَخْبَرَنَا ابْنُ رَزْقَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُغَلِّسِ الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مَلِيحُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ، يَقُولُ، وَقَدْ ذُكِرَ عِنْدَهُ ذَمُّ الْبَخِيلِ وَإِسْقَاطُ شَهَادَتِهِ: مَنْ أَيْنَ قُلْتَ؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ رَبَاحٍ، يَقُولُ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: " وَاللَّهِ مَا اسْتَقْصَى كَرِيمٌ قَطُّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ} " 73 - أخبرنا الحسن بْن علي الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، حَدَّثَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، إملاء، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن يحيى، وأبي، واللفظ في الروايتين مختلط، وأحدهما يزيد وينقص من الطويل: « وعاذلة هبت علي تلومني ... ولم يغتمزني قبل ذاك عذول تقول اتئد لا يدعك الناس مملقا ... وتزر بمن يا ابن الكرام تعول فقلت أبت نفسي على كريمة ... وطارق ليل غير ذاك يقول ألم تعلمي يا عمرك اللَّه أنني ... كريم على حين الكرام قليل وإني لا أخزي إذا قيل مملق ... سخي وأخزي أن يقال بخيل » 74 - وأخبرني الجوهري، أنبأنا أبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي، قَالَ: قَالَ

أبو العيناء: حضرت بعض إخواني من الأدباء وهو يجود بنفسه يردد شعرا حتى مات: « يرى الحر أحيانا إذا قل ماله ... من الجود ساعات فلا يستطيعها وما ذاك عن بخل ولكن وجده ... يقصر عنها والبخيل يضيعها » 75 - أخبرنا أبو الفتح هلال بْن مُحَمَّد بْن جعفر الحفار، حَدَّثَنَا أبو جعفر مُحَمَّد بْن عمرو البختري الرزاز، إملاءا، أخبرنا إسحاق بْن إبراهيم بْن سفيان، قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المؤذن، قَالَ: هذه لأبي العتاهية، من الكامل: « من عف خف على الصديق لقاؤه ... وأخو الحوائج وجهه مملول وأخوك من وفرت ما في كيسه ... فإذا عبثت به فأنت ثقيل يلقاك بالتعظيم ما لم ترزه ... فإذا رزأت أخا فأنت ذليل والموت أروح من سؤالك باخلا ... فتوق لا يمنن عليك بخيل هبة البخيل شبيهة بطباعه ... فهو القليل وما ينيل قليل والعز في حسن المطامع كلها ... فإن استطعت فمت وأنت نبيل

» 76 - أخبرنا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أخبرنا أبو الحسين إسحاق بْن أَحْمَد الكاذي، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن يحيى ثعلب لأبي العتاهية، من مجزوء الكامل: « من لم يكن لك منصفا ... في الود فابغ به بديلا وعليك نفسك فارعها ... وأكسب لها حملا ثقيلا ومن استخف بنفسه ... كسبت له قالا وقيلا أصرف بطرفك حيث شئت ... فلا ترى إلا بخيلا ولربما سئل البخيل ... الشيء لا يسوى فتيلا فيقول لا أجد السبيل ... إليه أكره أن أنيلا » 77 - حَدَّثَنَا أبو عبد اللَّه الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الصيرفي الأصم بلفظه، قَالَ: حدثني أبو الفرج أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى الحافظ صاحب أبي بكر بْن مجاهد ويعرف بالصامت ويعرف بالصامت، قَالَ: حَدَّثَنَا يموت بْن المزرع بْن يموت أبو بكر، قَالَ: سمعت خالي أبا عثمان عمرو بْن بحر الجاحظ، يقول: " ما بقي من اللذات إلا ثلاث: ذم البخلاء، وأكل القديد، وحك الجرب "

78 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الشِّيعِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: «الْبَخِيلُ لا غِيبَةَ لَهُ» . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكَ لَبَخِيلٌ» . وَمُدِحَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: صَوَّامَةٌ، قَوَّامَةٌ، إِلا أَنَّ فِيهَا بُخْلا. قَالَ: " فَمَا خَيْرًا إِذًا؟ 79 - أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَرَّاقُ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً صَوَّامَةً، قَوَّامَةً مُصَلِّيَةً، امْرَأَةَ صِدْقٍ، غَيْرَ أَنَّهَا بَخِيلَةٌ. فَقَالَ: «فَمَا خَيْرُهَا إِذًا» 80 - وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلَفٍ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ ذَرِيحٍ، حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: " ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةٌ مُتَعَبِّدَةٌ، فَقِيلَ: إِنَّهَا بَخِيلَةٌ. قَالَ: «فَمَا خَيْرًا إِذًا» 81 - أخبرنا أبو الحسين بْن بشران، وأبو الحسن العباس بْن عمر بْن العباس، قالا: حَدَّثَنَا عثمان بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه الدقاق، حَدَّثَنَا الحسن بْن عمرو الشيعي، وقال العباس: السبيعي ثم اتفقا، قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث، يقول: «صاحب زيغ سخي أخف علي قلبي من عابد بخيل» . زاد ابن بشران: والنظر إلى البخيل يقسي القلب

82 - وأخبرنا ابن بشران، أنبأنا عثمان بْن أَحْمَد، حَدَّثَنَا هارون بْن زياد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أبي الورد، قَالَ: حدثني حسين الأنماطي، قَالَ: سمعت بشر بْن الحارث، يقول: «بقاء البخلاء كرب على قلوب المؤمنين» 83 - أخبرنا أَحْمَد بْن علي بْن الحسين التوزي، حَدَّثَنَا الحسن بْن الحسين بْن حكمان الفقيه الهمداني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن نصر البخاري، قَالَ: سمعت إسماعيل بْن الحسين المذكر القزويني، يقول: سمعت يحيى بْن معاذ، يقول: «يأبى القلب للأسخياء إلا حبا ولو كانوا فجارا، وللبخلاء إلا بغضا ولو كانوا أبرارا» 84 - أخبرنا أبو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الفوارس الحافظ، حَدَّثَنَا أبو عبد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد الهروي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي علي الجلادي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن موسى السمري، قَالَ: أنشدنا حماد بْن إسحاق الموصلي، للخليل بْن أَحْمَد، من السريع: « ما أقبح النسك بسئال وأقبح البخل بذي المال والحرص من شر أداة الفتى ... لا خير في الحرص على حال وأقبح الثروة إن لم تكن ... عند أخي جود وإفضال

من بات محتاجا إلى أهله ... هان على ابن العم والخال ما وقع الواقع في ورطة ... أزرت به من رقة الحال » 85 - وأخبرنا أبو الفتح بْن أبي الفوارس، حَدَّثَنَا علي بْن عبد اللَّه بْن المغيرة، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي، قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن المعتز: «أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه» 86 - أخبرني أبو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر الوكيل، أنبأنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي الكوفي، أنبأنا أبو عمر هو مُحَمَّد بْن عبد الواحد اللغوي، عن ثعلب، عن ابن الأعرابي، يعني أنه أنشد، من الطويل: « تكامل فيه الجود والبخل فاعتلى ... بفضليهما والبخل بالمرء قد يزري أراد الجود بماله، والبخل بعرضه، والبخل الثاني ضد السخاء» 87 - أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بْن المحسن التنوخي، قَالَ: أنبأنا أبو عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أنشدنا أبو الحسن علي بْن سليمان الأخفش، قَالَ: أنشدنا أبو العباس مُحَمَّد بْن يزيد، عن أبي محلم، لعباس المشوق، هكذا في أصل المرزباني مضبوط: « قال البخيل أنا أسود عشيرتي ... بدراهمي وبكسوتي ومواكبي

فأجابه أدنى العشيرة كلها ... نسبا إليه في الحرام الكاذب » 88 - وأخبرنا التنوخي، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا العباس بْن العباس الجوهري، قَالَ: أنشدنا أبو عبد اللَّه الصوفي لنفسه، من السريع: « البخل شؤم وله قسوة ... وكل ما ضر فمذموم قد فاز من كانت له نعمة ... تظهر والمعروف مكتوم أمواله ينفقها راضيا ... وهو بشكر اللَّه موسوم وآخر يحرس أمواله ... موكل بالجمع مهموم قد عدم اللذات في ذوقه ... كأنه الكشحان محموم » 89 - أخبرنا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أنبأنا الحسين بْن صفوان، حَدَّثَنَا بْن أبي الدنيا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى المروزي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن خبيق، قَالَ: " لقي يحيى بْن زكريا عليهما السلام إبليس في صورته، فقال له: يا إبليس! ! " أخبرني بأحب الناس

إليك، وأبغض الناس إليك. قَالَ: أحب الناس إلي المؤمن البخيل، وأبغضهم إلي الفاسق السمح. قَالَ يحيى: وكيف ذلك؟ قَالَ: لأن البخيل قد كفاني بخله، والفاسق السخي أتخوف أن يطلع اللَّه عليه في سخائه فيقبله. ثم ولي، وهو يقول: لولا أنك يحيى لم أخبرك " 90 - أخبرنا أبو مُحَمَّد الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي، قَالَ: أنشدنا أبو العيناء، من الهزج: « لحجل هكذا ميلا ... على رجلين أو رجل ووطء الحسك الملقى ... بلا خف ولا نعل ومشي في الليالي القر في الماء وفي الوحل وشرب المسكر المر ... الذي يذهب بالعقل وإقدام على الليث ... مع اللبوة والشبل لنا أصلح من أن ننزل ... الحاجة بالنذل » 91 - أخبرنا أبو الحسن علي بْن محمود الزوزني الصوفي، أنبأنا

أبو عبد الرحمن مُحَمَّد بْن الحسين النيسابوري فيما أذن لنا أن نرويه عنه، قَالَ: سمعت طاهر بْن عبد اللَّه، يقول: " كان ببغداد أخوان يقال لأحدهما: عقبة، وكان من أجود الناس. ويقال للآخر: عيسى، وكان من أبخل الناس. فقال فيهما ابن بسام الشاعر، من البسيط: لم يدر ما كرم عيسى فليم كما ... لم يدر عقبة ما لؤم فلم يلم فزهد عقبة في لا حين نسأله ... كزهد عيسى إذا ما سيل في نعم " 92 - حَدَّثَنَا أبو القاسم عبيد اللَّه بْن علي بْن عبيد اللَّه الرقي، قَالَ: قرأت بخط أبي علي الفارسي مكتوبا، من مجزوء الرجز: « وقائل لا أبدا ... إن جد أو إن هزلا حتى إذا اضطر إلى ... قول نعم قَالَ بلى تأنسا منه بما ... تضمنت من ذكر لا » 93 - أخبرنا أبو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن سعيد بْن سويد المعدل، حَدَّثَنَا أبو علي الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: قَالَ لي أبو العباس المبرد: قيل لأبي الحارث جمين: لو لقيت فلانا لحباك ونالك ببر، واستظرفك. قَالَ: قد أتيته فوجدته

ألفا. قَالَ: وما ألف؟ قَالَ: ألف نصف لا وهو ثلث لاش. قال: وقيل له مرة: بلغنا أنك صرت إلى نصر بْن رستم، فكيف وجدته؟ قَالَ: مشجب. قيل: وما معنى مشجب؟ قَالَ: من أين أتيته رأيت لا " 94 - أخبرنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي طاهر الدقاق، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخلدي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، حدثني علي بْن سلام أبو الحسن القطان الهروي، قَالَ: حدثني روح بْن عمر العامري، قَالَ: كنت مع أبي وهب، فسأل رجلا من أهله حاجة، فبخل بها عنه فأنشد أبو وهب، يقول، من الطويل: إذا أنا لم أثن بخير علمته ... ولم أذمم الرجس البخيل المذمما ففيم عرفت الخير والشر باسمه ... وشق لي اللَّه المسامع والفما " 95 - أخبرني أبو الحسن أَحْمَد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد السلمي بدمشق، قَالَ: أخبرني جدي، أنبأنا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سهل السامري، حَدَّثَنَا إبراهيم بْن الجنيد، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن رجاء الجزري، حَدَّثَنَا معقل بْن عبيد اللَّه الجزري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المنكدر، قَالَ: كان يقال: «إذ أراد اللَّه تعالى بقوم شرا أمر عليهم شرارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي بخلائهم»

96 - أخبرنا أبو الحسين أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حماد الواعظ مولى بني هاشم، حَدَّثَنَا أبو بكر يوسف بْن يعقوب بْن إسحاق بْن البهلول الأزرق في سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة، حَدَّثَنَا أبو عتبة يعني: أَحْمَد بْن الفرج الحمصي، حَدَّثَنَا ضمرة، وحدثنا أبو القاسم سعيد بْن مُحَمَّد بْن الحسن المروذي، قَالَ: أخبرنا أَحْمَد بْن علي بْن الحسن الكسائي بزبيد اليمن، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحسن بْن إسحاق بْن عتبة الرازي، حَدَّثَنَا عمار بْن وثيمة، حَدَّثَنَا أبو سعيد يعني: يحيى بْن سليمان الجعفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عمير، حَدَّثَنَا ضمرة، عن إبراهيم بْن أبي عبلة، قَالَ: سمعت أم البنين أخت عمر بْن عبد العزيز، تقول: «أف للبخل، لو كان البخل قميصا ما لبسته، ولو كان طريقا ما سلكته» . وقال الواعظ: «واللَّه لو كان البخل طريقا ما سلكته، ولو كان ثوبا ما لبسته» . قال أبو عمير: هذا يسوى خمسين حديثا. هذا مما سألني عنه يحيى بْن معين 97 - أخبرني أبو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه التميمي المعروف بابن الجواليقي في كتابه إلي من الكوفة، أنبأنا أبو جعفر أَحْمَد بْن علي بْن عبد اللَّه الخزاز، أخبرنا أبو بكر عبد اللَّه بْن بحر بْن طيفور الجنديسابوري، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم النسائي، قَالَ: حدثني إبراهيم بْن عبد اللَّه مولى بني هاشم، عن عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد التميمي، قَالَ: أنشدني بعض الكرام بيتا، فقلت: ما هو يا أبا عبد الرحمن؟ ! قَالَ، من الوافر: «

له دين وليس عليه دين ... وذاك علامة الرجل البخيل » 98 - وقال عمر: حَدَّثَنَا ناجية بْن عبد اللَّه البصري، قَالَ: كان عندنا بالبصرة رجل ميسر، وكان بخيلا على نفسه وعلى عياله، فدعاه بعض جيرانه، فوضع بين يديه طباهجة ببيض، فأكل فأكثر، وجعل يشرب الماء، فانتفخ بطنه ونزل به الكرب والموت، فجعل يتلوى، فلما أجهده الأمر، وخاف الموت على نفسه، بعث إلى جار له متطبب، فدخل عليه، فقال: ما حالك؟ قَالَ: أكلت طباهجة ببيض، وشربت ماء كثيرا، وقد نزل بي الموت. فقال: لا بأس عليك، قم فتقيأ ما أكلت وقد برئت. فقال: هاه! أتقيأ طباهجة ببيض؟ أموت ولا أتقيأ طباهجة ببيض أبدا " 99 - أخبرنا أبو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العتيقي، قَالَ: أنشدنا أبو عمر مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، وأخبرنا علي بْن المحسن التنوخي، والحسن بْن علي الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا علان بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أنشدنا أبو مُحَمَّد الأنباري، قَالَ: أنشدنا أبو عكرمة لحماد عجرد، من السريع: « زرت امرأ في بيته مرة ... له حياء وله خير يكره أن يتخم زواره ... إن أذى التخمة محذور ويشتهي أن يؤجروا عنده ... بالصوم والصائم مأجور

» 100 - أنشدني أبو السرى مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الموصلي، قَالَ: أنشدني العكلي، لبعضهم لدعبل الخزاعي، من البسيط: « أضياف عثمان في خفض وفي دعة ... وفي عطاء لعمري غير ممنوع وضيف عمرو وعمرو يسهران معا ... عمرو لتخمته والضيف للجوع » 101 - أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، قَالَ: أنشدنا وليد بْن معن الموصلي من المتقارب: يقول إذا جاءه زائر ... فديتك إن العشا متخمه وإن زار هو قَالَ نفسي الفدا ... تعش فترك العشا مهرمه ولبعضهم من الخفيف: ما يبالي أعينه فارقته ... أم كسرنا رغيفه فأكلنا قد نزلنا به نريد قراه ... فابتدا يمدح الصيام فصمنا " 102 - أخبرنا أبو الحسن العتيقي، وأبو مُحَمَّد الجوهري، قالا: أنشدنا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا علان بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أنشدنا قاسم بْن مُحَمَّد الأنباري، قَالَ: أنشدنا أبو عكرمة، من مجزوء الرجز: «

أتيت عمرا سحرا ... فقال إني صائم فقلت إني قاعد ... فقال إني قائم فقلت آتيك غدا ... فقال صومي دائم » 103 - أنشدنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن علي بْن عبد اللَّه الصوري، قَالَ: أنشدني أبو مُحَمَّد عبد المحسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غالب الصوري لنفسه من الخفيف: « وأخ مسه نزولي بقرح ... مثلما مسني من الجوع قرح بت ضيفا له كما حكم الدهر ... وفي حكمه على الحر قبح فابتدأني يقول وهو من السكرة ... بالهم طافح ليس يصحو لم تغربت قلت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ... والقول منه نصح ونجح سافروا تغنموا فقال وقد قال ... تمام الحديث صوموا تصحوا

» 104 - أخبرنا أبو نعيم عبد الرحمن بْن علي بْن القاسم المعدل بصور، لعبد المحسن بْن مُحَمَّد في رجل بخيل من المنسرح: « إذا عزمتم على زيارته ... فودعوا الخبز حيثما كنتم فليس يحتاج أن يقول لكم ... صوموا أضيفوا به وقد صمتم » 105 - أخبرني أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد البزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إسماعيل الكاتب، قَالَ: " كان جعفر بْن عبد الواحد الهاشمي بخيلا، وكان بسر من رأى يستهدي رطبا، وكان له صديق يوجه كل يوم بسلة رطب مع غلام له، فقال له: إن الغلا يشعث السلة فاختمها. ففعل، فوجدها قد تشعثت، فقال له: إن أردت أن تبرني بها فاختمها بعد أن تودعها زنبورين يكونان فيها. فكانت تجيء بهيئتها، فإذا فتحها طار الزنبوران وعلم أن اليد لم تدخل فيها " 106 - قرأت على الحسن بْن علي الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران المرزباني قَالَ: أخبرني المظفر بْن يحيى، قَالَ: قَالَ ابن مناذر من الطويل: « رأيت أبا القعقاع إن ذكر القرى ... ترعد خوفا واقشعرت ذوائبه

رأى الصيف مكتوبا فظن بأنه ... لتصحيفه ضيف فقام يواثبه » 107 - أنشدني أبو بكر مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن عبد اللَّه بْن توبة العكبري، لبعضهم من الطويل: « رأى الصيف مكتوبا على باب داره ... فصحفه ضيفا فقام إلى السيف فقلت له خيرا رأيت فظنني ... أقول له خبزا فمات من الخوف » 108 - أخبرنا عبيد اللَّه بْن أبي الفتح الفارسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد الخزاز، أنبأنا الصولي، قَالَ: حدثني أبو الفضل مخلد بْن أبان، حَدَّثَنَا إسحاق الموصلي، حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: " أول ما تكلم به النابغة من الشعر أنه حضر مع عمه عند رجل، وكان عمه يشاهد به الناس، ويخاف أن يكون عييا، فوضع الرجل كأسا في يده، وقال من الوافر: تطيب كئوسنا لولا قذاها ... ونحتمل الجليس على أذاها فقال له النابغة: قذاها أن صاحبها بخيل ... يحاسب نفسه بكم اشتراها وحمي لذلك " 109 - أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بْن عبد اللَّه بْن طاهر

الطبري، حَدَّثَنَا القاضي أبو الفرج المعافى بْن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا الحسن بْن أَحْمَد بْن سعيد الكلبي، أخبرنا الغلابي، حدثني مهدي بْن سابق، قَالَ: " أقبل أعرابي يريد رجلا، وبين يدي الرجل طبق تين، فلما أبصر الأعرابي غطى التين بكساء كان عليه، والأعرابي يلاحظه، فجلس بين يديه، فقال له الرجل: هل تحسن من القرآن شيئا؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فاقرأ. قَالَ: فقرأ الأعرابي: {وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ} [التين: 2 - 2] . قَالَ الرجل: فأين التين؟ قَالَ: التين تحت كسائك " 110 - أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وأبو مُحَمَّد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الكاتب، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن زكريا، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن عبد الرحمن، قَالَ: " دعا مديني أخا له، فأقعده إلى العصر فلم يطعمه شيئا، فاشتد جوعه وأخذه مثل الجنون، فأخذ صاحب البيت العود، وقال له: بحياتي أي صوت تشتهي أن أسمعك؟ قَالَ: صوت المقلى " 111 - أنشدني أبو الفضل عبد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، لجحظة من المنسرح: " أطعمني بيضة وناولني ... من بعدها ذقت فقده قدحا وقال: أي الأصوات يا ابن أخي ... تريد؟ إني أراك مقترحا

فقلت مقلى وصوت جردقة ... إن جاز ذا الاقتراح أو صلحا فاشتط من ذاك وامتلا غضبا ... وكان سكران طافحا فصحا فقلت إني مزحت قَالَ كذا ... رأيت حرا بمثل ذا مزحا " 112 - بلغني أن مُحَمَّد بْن يحيى بْن خالد بْن برمك كان بخيلا قبيح البخل، فسئل نسيب له كان يألفه عنه، وقال له قائل: صف مائدته. فقال: هي فتر في فتر، وصحافه منقورة من حب الخشخاش، وبين نديمه والرغيف نقدة جوزة. قَالَ: فمن يحضره؟ قَالَ: الكرام الكاتبون. قَالَ: أفما يأكل معه أحد؟ قَالَ: بلى! الذباب. فقال: سوأة له! أنت خاص به وثوبك مخرق. فقال: إني واللَّه! ما أقدر على إبرة أخيطه بها، ولو ملك مُحَمَّد بيتا من بغداد إلى النوبة مملوءا إبرا، ثم جاءه جبريل وميكائيل، ومعهما يعقوب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضمنون عنه إبرة، ويسألونه إعارته إياها ليخيط بها قميص يوسف الذي قد من دبر، ما فعل. 113 - أخبرني الأزهري، قَالَ: أنشدنا أبو عمر بْن حيويه الخزاز، قَالَ: أنشدنا العباس بْن العباس هو ابن المغيرة الجوهري، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن موسى، قَالَ: أنشدنا هلال بْن العلاء من الكامل: «

لو أن دارك أنبتت لك فاحتشت ... إبرا يضيق بها فناء المنزل وأتاك يوسف يستعيرك إبرة ... ليخيط قد قميصه لم تفعل » 114 - أخبرنا أبو الحسن علي بْن أيوب القمي الكاتب، أنبأنا أبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني، أنبأنا ابن دريد، أنبأنا أبو عثمان الأشنداني، قَالَ: كان أبو عبيدة، يقول: " كان الأصمعي بخيلا، فكان يجمع أحاديث البخلاء ويتحدث بها، ويوصي بها ولده، وكان أبو عبيدة إذا ذكر الأصمعي أنشد من الكامل: عظم الطعام بعينه فكأنه ... هو نفسه للآكلين طعام " 115 - وأخبرني علي بْن أيوب، أنبأنا المرزباني، أخبرني الصولي، حَدَّثَنَا أبو خليفة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلام، قَالَ: كنا مع أبي عبيدة في جنازة ننتظر إخراج الميت، ونحن بقرب دار الأصمعي، فارتفعت ضجة من دار الأصمعي، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا " 116 - أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، أخبرنا المعافي بْن زكريا، قَالَ: حدثني الحسين بْن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبيد، قَالَ: " كان جعفر بْن يحيى يعيب الأصمعي برثاثة الهيئة، وذلك بعد أن أوصل إليه خمس مئة ألف درهم، وقد كان جعفر في يوم من الأيام ركب ليقصد الأصمعي في منزله، وأمر خادما له بحمل ألف دينار، ليصله بها عند انصرافه، فلما دخل منزله ورأى رثاثة حاله

ووسخ منزله، ورأى في دهليزه حبا مكسورا، أمر الخادم برد ألف دينار، فقيل لجعفر في ذلك، فقال: إن لسان النعمة أنطق من لسانه، وإن ظهور الصنيعة أمدح وأهجى من مديحه وهجائه، فعلام نعطيه الأموال إذا لم تظهر الصنيعة عنده وتنطق النعمة بالشكر عنه، ويتزيا بزي أهل المروءات، ويتغذى غذاء أهل الجدات " 117 - أنشدنا أبو الفتح مُحَمَّد بْن مظفر بْن مُحَمَّد بْن غالب الدينوري، قَالَ: أنشدني منصور بْن ربيعة الزهري لنفسه من المنسرح: قوم غدا للطعام عندهم ... وزن لجين ووزن ياقوت إن كان قوتي إليهم وبهم ... برئت منهم ومنك ياقوتي " 118 - أخبرني مُحَمَّد بْن أَحْمَد الجواليقي في كتابه إلي، قَالَ: أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم النسائي، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عيسى القارئ، حدثني مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن غزوان، قَالَ: قَالَ بعض الشعراء من المنسرح: « واصف داود بالندى غلط ... كراقع الوشي بالكرابيس ثياب طباخه إذا اتسخت ... أنقى بياضا من القراطيس

مطبخ داود في نظافته ... أشبه شيء بصرح بلقيس لو طرح الخبز وسط مطبخه ... ما طمعت فيه جوقة السوس » 119 - ولأبي الفرج علي بْن الحسين بْن هندو من المنسرح: لو مات لم يأكل الطعام إذا ... ما كان ذاك الطعام من كيسه إن لم نشاهد دخان مطبخه ... فقد شهدنا دخان تعبيسه. 120 - أخبرنا الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا عبد العزيز بْن أَحْمَد الجوهري لأبي العنبر من البسيط: يهوى النبيذ ولكن ليس ينبذه ... وما به وله فقد ولا عدم قد كلف النفس منه فوق طاقتها ... ما يأكل اللحم إلا يوم يحتجم

" 121 - قرأت على الجوهري، عن أبي عبد اللَّه المرزباني، قَالَ: أخبرني يوسف بْن يحيى بْن علي المنجم، عن أبيه، قَالَ: حدثني ابن مهرويه، قَالَ: حدثني علي بْن مُحَمَّد النوفلي، قَالَ: قَالَ سمعت أبي، يقول: " كان مروان بْن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلا حتى يقوم إليه، فإذا قرم أرسل غلامه، فاشترى له رأسا فأكله، فقيل له: نراك لا تأكل إلا الرءوس في الصيف والشتاء، فلم تختار ذلك؟ فقال: نعم، الرأس أعرف سعره، فآمن خيانة الغلام ولا يستطيع أن يغبنني فيه، وليس بلحم يطبخه الغلام فيقدر أن يأكل منه، إن مس عينا أو أذنا أو خدا وقفت على ذلك، وآكل منه ألوانا، آكل عينه لونا، وأذنيه لونا، وغلصمته لونا، ودماغه لونا، وأكفى مئونة طبخه، فقد اجتمعت لي فيه مرافق " 122 - قَالَ المرزباني: وأخبرني يوسف بْن يحيى، عن أبيه، عن أبي غسان، عن أبي عبيدة، عن جهم بْن خلف، قَالَ: " آتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بْن أبي حفصة، فأطعمنا تمرا، وأرسل غلامه بفلس وسكرجة ليشتري له زيتا، فلما جاء بالزيت، قَالَ: خنتني. قَالَ: من فلس؟ كيف أخونك؟ قَالَ: أخذت الفلس لنفسك واستوهبت زيتا " 123 - قرأت على الجوهري، عن المرزباني، قَالَ: حدثني أَحْمَد بْن عيسى الكرخي، أخبرنا أبو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم اليمامي، قَالَ: " كان مروان بْن أبي حفصة من أبخل الناس، خرج يريد الخليفة

المهدي، فقالت له امرأة من أهله: ما لي عليك إن رجعت بالجائزة؟ قَالَ: إن أعطيت ألف درهم أعطيتك درهما. فأعطي ستين ألفا، فدفع إليها أربعة دوانيق! وكان قد اشترى يوما لحما بدرهم، فدعاه صديق له، فرد اللحم على القصاب بنقصان دانق، وقال: أكره الإسراف. وهجاه بعض الشعراء، فقال من الطويل: وليس لمروان على العرس غيرة ... ولكن مروانا يغار على القدر " 124 - حدثني مُحَمَّد بْن فتوح الأندلسي، أنبأنا منصور بْن النعمان الضيري، أنبأنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الحسيني، عن أبي العباس الصقري، قَالَ: قَالَ مخلد الموصلي من المتقارب: فتى لا يغار على عرسه ... ولكن يغار على خبزه يد البخل قد شبكت كفه ... وكف السماحة في عجزه قال: وقال آخر من الوافر: ألم تعجب لعلقمة بْن سيف ... له غنم وليس له كلاب

مخافة أن تدل عليه ضيفا ... فأنزل أهله بين الضراب " 125 - أخبرنا أبو علي الحسن بْن علي بْن عبد اللَّه المقرئ، أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن جعفر التميمي الكوفي، أنشدنا أبو بكر الصولي، لدعبل بْن علي الخزاعي من الطويل: « رأيت أبا عمران يبذل عرضه ... وخبز أبي عمران في أحرز الحرز يحن إلى جاراته بعد شبعه ... وجاراته غرثى تحن إلى الخبز » 126 - وأخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي، قَالَ: أنشدنا أبو علي المنصوري لدعبل بْن علي من البسيط: « قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم ... واستوثقوا من لزام الباب والدار لا يقبس الجار منهم فضل نارهم ... ولا تكف يد عن حرمة الجار » 127 - حَدَّثَنَا أبو رجاء هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي الشيرازي، قَالَ: أنشدنا علي بْن ما شاذ بأصفهان، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أسيد، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن زكريا البصري، قَالَ: أنشدنا إبراهيم بْن عمر بْن حبيب من البسيط: «

قوم إذا أكلوا أخفوا كلامهم ... واستوثقوا من رتاج الباب والدار لا يرتجي الجار منهم فضل نائلهم ... ولا تكف يد عن حرمة الجار » 128 - أخبرني الأزهري، وعبيد اللَّه بْن علي الرقي، قالا: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد المقرئ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، حَدَّثَنَا يموت هو ابن المزرع، قَالَ: قَالَ الجاحط: " قَالَ رجل من البخلاء لغلامه: هات الطعام، وأغلق الباب. فقال: هذا خطأ، بل أغلق الباب، وأت بالطعام. قَالَ: أنت حر لعلمك بالحزم "

129 - أنبأنا أبو الحسين مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي بْن رزمة البزاز، أنبأنا القاضي أبو سعيد الحسن بْن عبد اللَّه السيرافي، وأنبأنا أبو الحسين مُحَمَّد بْن الحسن بْن أَحْمَد الأهوازي، أنبأنا أبو أَحْمَد الحسن بْن عبد اللَّه بْن سعيد العسكري، قَالَ أبو سعيد أنبأنا، وقال أبو أَحْمَد: حَدَّثَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم، عن الأصمعي، عن يونس، قَالَ: " كتب زياد بْن عبيد اللَّه الحارثي إلى المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه، وأبلغ في كتابه، فوقع المنصور في القصة: إن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه، وأمير المؤمنين يشفق عليك من ذلك، فاكتف بالبلاغة ". ولم يذكر الأهوازي في إسناده الأصمعي

130 - وأخبرنا مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي، أنبأنا أبو القاسم عمر بْن مُحَمَّد بْن يوسف، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس اليزيدي، حَدَّثَنَا الزبير بْن بكار أبو عبد اللَّه، قَالَ: " وكتب زياد يعني: ابن عبيد اللَّه إلى المنصور أمير المؤمنين في حوائج ذكرها، وأبلغ في كتابه، فوقع أمير المؤمنين المنصور في كتابه: إن البلاغة والغنى إذا اجتمعا في رجل أبطراه، فاكتف بالبلاغة " 131 - أخبرنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزقويه، أنبأنا أبو الحسن المظفر بْن يحيى الشرابي، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبد اللَّه المرثدي، عن أبي إسحاق طلحة بْن عبيد اللَّه الطلحي، قَالَ: أخبرني أبو مُحَمَّد عمر بْن عيسى التميمي، قَالَ: " كان زياد بْن عبيد اللَّه الحارثي خال أبي العباس أمير المؤمنين، واليا لأبي العباس على مكة، فحضر أشعب مائدته في أناس من أهل مكة، وكان لزياد بْن عبيد اللَّه صحفة يخص بها، فيها مضيرة من لحم جدي فأتي بها، فأمر الغلام أن يضعها بين يدي أشعب، وهو لا يعلم أنها المضيرة، فأكلها أشعب حتى أتى على ما فيها، واستبطأ زياد بْن عبيد اللَّه المضيرة، فقال: يا غلام! الصحفة التي كنت تأتيني بها، قَالَ: قد أتيتك بها أصلحك اللَّه! فأمرتني أن أضعها بين يدي أبي العلاء. قَالَ: هنأ اللَّه أبا العلاء وبارك له! فلما رفعت المائدة، قَالَ: يا أبا العلاء! وذاك في استقبال شهر رمضان، قد حضر هذا الشهر المبارك، وقد رققت لأهل السجن لما هم فيه من الضيق ثم لانهجام الصوم عليهم، وقد رأيت أن أصيرك إليهم، فتلهيهم بالنهار، وتصلي بهم

بالليل. وكان أشعب حافظا، فقال: أو غير ذلك، أصلح اللَّه الأمير! ؟ قَالَ: وما هو؟ قَالَ: أعطي اللَّه عهدا ألا آكل مضيرة جدي أبدا " 132 - أخبرني أبو القاسم الأزهري، وأبو مُحَمَّد الجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا أبو بكر بْن الأنباري، حَدَّثَنَا أبي القاسم بْن مُحَمَّد الأنباري، حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن قحطبة الصلحي، أخبرنا أبو حاتم الرازي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي الفضل، حَدَّثَنَا سعيد الوراق، قَالَ: " كان للأعمش جار كان لا يزال يعرض عليه المنزل، يقول: لو دخلت فأكلت كسرة وملحا. فيأبى عليه الأعمش، فعرض عليه ذات يوم، فوافق جوع الأعمش، فقال: مر بنا. فدخل عليه، فقرب إليه كسرة وملحا، إذ سأل سائل، فقال له رب المنزل: بورك فيك! فأعاد إليه المسألة، فقال له: بورك فيك! . فلما سأل الثالثة، قَالَ له: اذهب، وإلا خرجت إليك بالعصا. قَالَ: فناداه الأعمش، فقال: أذهب ويحك، فلا واللَّه، ما رأيت أحدا أصدق مواعيد منه، هو منذ سنة يعدني على كسرة وملح، فلا واللَّه، ما زادني عليهما " 133 - حَدَّثَنَا أبو طاهر هو مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد السماك، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشي، حَدَّثَنَا أبو الفرج علي بْن الحسين الأصبهاني، قَالَ أنشدني جحظة لنفسه من الخفيف: قل لقوم ما فيهم من رشيد ... لا ولا فوق بخلهم من مزيد

لن تنالوا العلى بصحن قديد ... وبناء بنيتموه مشيد وستور قد علقت ودهاليز ... طوال من خلف باب حديد إنما تدرك المكارم بالصبر ... لهدم الحلوى وأكل الثريد ليس صدي عنكم صدود تجاف ... هو ذم يشيب رأس الوليد بهجاء في كل يوم عتيد ... وبذم في كل يوم جديد هاك خذها من ذي بيان فما قصر ... عن شعر جرول ولبيد " 134 - أخبرنا أبو الحسن علي بْن طلحة بْن مُحَمَّد المقرئ، أخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران الكاتب، قَالَ: أنشدني صالح بْن مُحَمَّد لبعضهم من مجزوء الرمل: « قد رأينا حسن ساباطك ... والدار الجميله وعلمنا أن في بيتك ... ما يكفي قبيله غير أن الجن لا تحسن ... في خبزك حيله »

135 - أنشدنا أبو عبد اللَّه بْن هلال بْن عبد اللَّه الطيبي مؤدبي رحمه اللَّه من البسيط: « لأضربن رجائي ألف مقرعة ... حدا وأصلب آمالي على خشبه إذ منياني مواتا لا حراك بهم ... وإن سمعت لهم في دورهم جلبه ستر رقيق وأبواب مفتحة ... وفي القصور الأعالي أنفس خربه » 136 - أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن الجواليقي، أنبأنا أَحْمَد بْن علي بْن عبد اللَّه الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر الجنديسابوري، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم النسائي، أخبرنا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عيسى، حدثني مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن غزوان، قَالَ: قَالَ بعض الشعراء من السريع: « دار أبي العباس محشوة ... ما شئت من بسط وأنماط ومنتهى بعدك من خبزه ... كبعد بلخ من سميساط عاتبه الدرهم في لحمه ... في يوم إسراف وإفراط

مطبخه قفر وخبازه ... أفرغ من حجام ساباط وخبزه عدة إخوانه ... كأنها أفلاق خراط يكره أن يتخم إخوانه ... إذا أتوه فعل محتاط » 137 - أخبرني الحسن بْن علي بْن عبد اللَّه العطار، أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن جعفر التميمي المعروف بابن النجاد، أنبأنا أبو القاسم السكوني، قَالَ: حدثني الحسن بْن مُحَمَّد، قَالَ: حدثني يوسف بْن تميم، قَالَ: حَدَّثَنَا بعض شباب أهل البصرة: " أنّ رجلا كان موسرا كثير المال، وكان ينظر في دقيق الأشياء، فاشترى حوائج له، فدعا بحمال، فقال: بكم تحمل هذه الحوائج؟ قَالَ: بحبة. قَالَ: أحسن. قَالَ: أقل من حبة؟ لا أدري كيف أقول. قَالَ: نشتري بالحبة جزرا، فنجلس جميعا فنأكله " 138 - أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسن الدقاق، عن جعفر الخلدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مسروق، حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عبد الرحمن الطائفي، حدثني أبو جعفر مُحَمَّد بْن الأصبغ الحارثي، قَالَ: سمعت عمي، قَالَ: " كان زبيدة بْن حميد الصيرفي

استلف من بقال كان على بابه درهمين ونصف دانق، فقضاه بعد ستة أشهر درهمين وثلاث حبات شعير، فاغتاظ البقال، فقال: سبحان اللَّه، أنت رب مال، وأنا بقال أملك مئة فلس، وإنما أعيش باستفضال الحبة والحبتين، وإنما صاح على بابك جمال وحمال فلم يحضرك شيء، وغاب وكيلك، فنقدت عنك درهمين وأربع شعيرات، فتقضيني بعد ستة أشهر درهمين وثلاث شعيرات! ؟ فقال له زبيدة: يا مجنون، أسلفتني في الصيف وقضيتك في الشتاء، وثلاث شعيرات شتوية أوزن من أربع شعيرات صيفية، وما أشك أن معك فضلا كثيرا " 139 - أخبرنا عبيد اللَّه بْن أبي الفتح الفارسي، قَالَ: أنشدنا أبو بكر أَحْمَد بْن إبراهيم بْن شاذان، قَالَ: أنشدني العباس ختن الصرصري لبعض إخوانه، من البسيط: « قدر الرقاشي مضروب بها المثل ... لكل شيء سوى النيران تبتذل تشكو إلى قدر جارتها إذا التقتا ... اليوم لي سنة ما مسني بلل لكنني بي يرقى ماء بئرهم ... وبي ترابهم إن جم ينتقل فإنما بعد نقل الماء أخلقني ... نقل التراب إذا ما عزت الزبل » قلت: هذه الأبيات لأبي نواس، قالها في فضل بْن عبد الصمد الرقاشي قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أخبرني

مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشد يوما رجل أبا العباس المبرد لأبي نواس، من البسيط: قدر الرقاشي مضروب بها المثل ... لكل شيء سوى النيران تبتذل تشكو إلى قدر جارات إذا التقيا ... اليوم لي سنة ما مسني بلل فأنشده أبو العباس لغيره، من الطويل: أقول متى باللحم عهد قدوركم ... فقالت إذا ما كن يوما عواريا من أضحى إلى أضحى وإلا فإنها ... تكون بنسج العنكبوت كماهيا " 140 - أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وعبد الكريم بْن مُحَمَّد الضبي، قالا: أنبأنا أبو الحسن الدارقطني، قَالَ: " كان عقبة بْن جبار المنقري بخيلا، وفيه يقول الشاعر، من البسيط: لو أن قدرا بكت من طول محبسها ... على القفور بكت قدر ابن جبار ما مسها دسم مذ فض معدنها ... ولا رأت بعد نار القين من نار " 141 - أخبرنا أَحْمَد بْن عبد الواحد الدمشقي، أنبأنا جدي، أنبأنا جعفر بْن مُحَمَّد السامري، قَالَ: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد ينشد لبعضهم في ذم البخيل، من الطويل:

ألا ليت شعري يال خاقان هل لكم ... إذا ما سلبتم نعمة اللَّه شاكر فأما وأنتم لابسون ثيابها ... فما لكم والحمد لله ذاكر " 142 - أنشدنا أبو الحسن علي بْن عبيد اللَّه اللغوي المعروف بالسمسماني، من المتقارب: خنازير ناموا عن المكرمات ... فأيقظهم قدر لم ينم فيا قبحهم في الذي خولوا ... ويا حسنهم في زوال النعم " 143 - أخبرنا أبو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل، حَدَّثَنَا أبو علي الحسين بْن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا المبرد، قَالَ: " قيل لأبي الحارث جمين: تغديت عند فلان؟ قَالَ: لا، ولكنني مررت ببابه وهو يتغدى. قيل: وكيف علمت ذلك قَالَ: رأيت غلمانه بأيديهم قسي البنادق يرمون الطير في الهواء " 144 - ولأبي الحارث بْن التمار الواسطي، من الخفيف: جئته زائرا فقال لي البواب ... صبرا فإنه يتغدى قلت سمعا فقد سمعت قديما ... خبزه لازم ولا يتعدى

145 - أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن مخلد الوراق، وأبو مُحَمَّد الحسن بْن مُحَمَّد الخلال، قَالَ الخلال: حَدَّثَنَا، وقال الآخر أنبأنا أبو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، قَالَ: أنشدني وليد بْن مُحَمَّد لجحظة، من المتقارب: تفزع إذ جئته للسلام ... ومات من الخوف لما دخلت فقلت له لا يرعك الدخول ... فواللَّه ما جئت حتى أكلت " 146 - حدثني أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن فتوح الأندلسي، قَالَ: " كتب بعض الأدباء إلى بعض إخوانه يشاوره في قصد بعض الرؤساء تأميلا له واستدعاءا لنائله، وكان معروفا بالبخل، فكتب إليه: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، كتبت إلي تسألني عن فلان، وذكرت أنك هممت بزيارته، وحدثتك نفسك بالقدوم عليه، فلا تفعل أمتع اللَّه بك! فإن حسن الظن به لا يقع إلا بخذلان من اللَّه، وإن الطمع فيما عنده لا يخطر على القلوب إلا من سوء التوكل على اللَّه، والرجاء لما في يديه لا ينبغي إلا بعد اليأس من روح اللَّه، لأنه رجل يرى التقتير الذي نهى اللَّه عنه هو التبذير الذي يعاقب عليه، وأن الاقتصاد الذي أمر اللَّه به هو الإسراف الذي يعذب عليه، وإن بني إسرائيل لم يستبدلوا العدس بالمن، والبصل بالسلوى، إلا لفضل أحلامهم وقديم علم توارثوه عن آبائهم، وأن الضيافة مدفوعة، والهبة مكروهة، وأن الصدقة منسوخة، وأن التوسع ضلالة، والجود فسق، والسخاء من همزات الشياطين، كأنه لم يسمع بالمعروف إلا في الجاهلية الأولى التي

قطع اللَّه أخبارها ونهى عن اتباع آثارها، وكأن الرجفة لم تأخذ أهل مدين إلا لسخاء كان فيهم، ولا أهلكت الريح العقيم عادا إلا بجود أفضال كان معهم، وهل يخشى العقاب إلا على الإنفاق ويرجو العفو إلا على الإمساك، ويعد نفسه بالفقر ويأمرها بالبخل خيفة أن تنزل به قوارع الظالمين ويصيبه ما أصاب الأولين، فأقم رحمك اللَّه بمكانك، واصبر على عض زمانك، وامض على عسرتك عسى اللَّه أن يبدل لك خيرا منه زكاة وأقرب رحما " 147 - أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، أنبأنا مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى، أنّ مُحَمَّد بْن يحيى أخبره، قَالَ: حدثني علي بْن العباس يعني: النوبختي، قَالَ: " كان البختري معي جالسا، فسلم علينا ابن لعيسى بْن المنصور، فقال لي: من هذا؟ فقلت: هذا ابن عيسى بْن المنصور، الذي يقول ابن الرومي في أبيه، من المتقارب: يقتر عيسى على نفسه ... وليس بباق ولا خالد ولو يستطيع لتقتيره ... تنفس من منخر واحد فقال لي: أف وتف، هذا من خاطر الجن لا من خاطر الأنس. ووثب فمضى " 148 - أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الشاعر الخالع، أخبرني أبو الحسين علي بْن جعفر الحمداني، قَالَ: أنشدنا ابن الرومي في عيسى بْن موسى بْن المتوكل، كذا روى لنا الخالع، من المتقارب:

يقتر عيسى على نفسه ... وليس بباق ولا خالد ولو يستطيع لتقتيره ... تنفس من منخر واحد " 149 - حَدَّثَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد الزنجاني بهمذان، حَدَّثَنَا الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الجرجاني، حَدَّثَنَا سلم بْن الفضل بمصر، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن موسى القرشي، قَالَ: سمعت الأصمعي، يقول: " ثلاثة لا يسألون الحوائج: رجل استغنى بعد فقر، فإنه يرى إن قضاها عاد إلى فقره، وعبد، فإنه يقول: ليس الأمر إلي، إنما الأمر إلى موالي، وصيرفي، فإن مروءته أن يستربح على إخوانه في مئة دينار حبة ذهب " 150 - أخبرنا أبو الفتح منصور بْن ربيعة بْن أَحْمَد الزهري الخطيب بالدينور، قَالَ: أنشدني شعيب بْن علي القاضي الهمذاني، قَالَ: أنشدني أبو الحسين أَحْمَد بْن فارس، قَالَ: أنشدني المنقري لجحظة، من الكامل: « قوم إذا استنجدتهم فكأنني ... حاولت نتف الشعر في آنافهم قم فأسقنيها بالكبير وغنني ... ذهب الذين يعاش في أكنافهم » فما أنشدتها أحدا، إلا قَالَ: صدقت، هم أهل هذا الزمان 151 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفِ بْنِ شَجَرَةَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو

إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: " قَاتَلَ اللَّهُ لَبِيدًا، حَيْثُ يَقُولُ، مِنَ الْكَامِلِ: ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وَبَقِيتَ فِي نَسْلٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ يَتَحَدَّثُونَ مَلاذَةً وَمَهَانَةً ... وَيُعَابُ قَائِلُهُمْ وَإِنْ لَمْ يَشْغَبِ قَالَ مَالِكٌ: قَالَ هِشَامٌ: قَالَ عُرْوَةُ: ثُمَّ تَقُولُ عَائِشَةُ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ هَذَا الزَّمَانَ؟ قَالَ مَالِكٌ: قَالَ هِشَامٌ: أَمَّا أَنَا فَلا أَقُولُ شَيْئًا " 152 - حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عمر بْن علي الصابوني من لفظه وحفظه، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن إبراهيم الشافعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يونس الكديمي، قَالَ: سمعت أبا نعيم الفضل بْن دكين، يقول: " ما أكثر تعجبي من تمثل عائشة ببيت لبيد: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب ولكن، من الخفيف: ذهب الناس فاستقلوا وصرنا ... خلفا في أراذل النسناس في أناس نعدهم من عديد ... فإذا فتشوا فليسوا بناس

كلما جئت أبتغي النيل منهم ... بدروني قبل السؤال بياس وبكوا لي حتى تمنيت أني ... مفلت منهم فرارا براس " 153 - أخبرنا أبو الحسن علي بْن أيوب القمي، أنبأنا أبو عبيد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن دريد، أنبأنا أبو حاتم، قَالَ: كتب أَحْمَد بْن يوسف بْن القاسم بْن صبيح إلى سعيد بْن سلم: " لولا أن اللَّه ختم نبوته بمُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتبه بالقرآن لانبعث فيكم نبي نقمة، وأنزل فيكم قرآن غدر، وما عسيت أن أقول في قوم محاسنهم مساوئ السفلة، ومساوئهم فضائح الأمم، وألسنتهم معقولة بالعي، وأيديهم معقودة بالبخل، وأعراضهم أغراض للذم، فهم كما قَالَ الشاعر، من البسيط: لا يكثرون وإن طالت حياتهم ... ولا تبيد مخازيهم وإن بادوا " 154 - أخبرنا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أنبأنا أبو الحسين إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاذي، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن يحيى: ثعلب، وأنبأنا عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي، والقاضي أبو الحسين مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد الهاشمي، قَالَ عبيد اللَّه: أنشدنا، وقال مُحَمَّد: أنبأنا أبو الفضل مُحَمَّد بْن الحسن بْن الفضل بْن المأمون، قَالَ: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ:

أنشدني أبي، قَالَ: أنشدنا أبو عكرمة الضبي، قَالَ: أنشدنا أبو العالية، من الطويل: ترحل، فما بغداد دار إقامة ... ولا عند من أضحى ببغداد طائل محل ملوك سمنهم في أديمهم ... فكلهم من حلية المجد عاطل سوى معشر قلوا وجل قليلهم ... مضاف إلى بذل الندى وهو باخل ولا غرو أن شلت يد المجد والعلى ... وقل سماح من رجال ونائل إذا غضغض البحر الغطامط ... ماءه فليس عجيبا أن تغيض الجداول " لم يذكر ثعلب البيت الثالث، وقال: معنى سمنهم في أديمهم: خبزهم في بيوتهم 155 - أخبرنا أبو الحسين مُحَمَّد بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن الحسين بْن علي الحراني المعدل، أنبأنا أبو الفضل عبيد اللَّه بْن عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري، قَالَ: قرأت في كتاب أبي، أخبرني الخلنجي الدلال، قَالَ: قَالَ الأصمعي: " ست يضنين بل يقتلن: انتظار المائدة، ودمدمة الخادم، والسراج المظلم، والوكف من أول الليل إلى آخره، وخلاف من تحبه، والنظر إلى بخيل " 156 - أخبرنا أبو منصور مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن شعيب، أنبأنا

سهل بْن أَحْمَد الديباجي، قَالَ: حدثني قاسم بْن جعفر السراج، قَالَ: أنشدني منصور الفقيه، من المجتث: « ما بالبخيل انتفاع ... والكلب ينفع أهله فنزه الكلب عن أن ... ترى أخا البخل مثله » 157 - أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد الخزاز، حَدَّثَنَا أبو بكر الصولي، قَالَ: أنشدنا لأبي هفان، من المجتث: ما لي أراك بخيلا ... أما تجود بشيء أما مررت بسلح ... لكلب حاتم طي " 158 - وأنشدني أبو الحسن علي بْن أَحْمَد النعيمي، لأبي الشمقمق: « ما لي أراك بخيلا ... أما تجود بشيء » وذكر هذين البيتين 159 - وأخبرنا أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد البزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى، حَدَّثَنَا أبو أَحْمَد البزبزي، قَالَ: " أهدى رجل إلى إسماعيل الأعرج الطالبي فالوذجة عتيقة العمل قد سنخت، وكتب: إني اخترت لعملها جيد السكر السوسي، والعسل الماذي، والزعفران الأصبهاني. فكتب إليه: برئت من اللَّه، لقد عملت هذه

الفالوذجة قبل أن تمصر أصبهان، وقبل أن تدحى السوس، وقبل أن يوحي اللَّه إلى النحل " 160 - قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أخبرني علي بْن عبد اللَّه الفارسي، عن أَحْمَد بْن منصور المروذي، قَالَ: قَالَ لي الجاحظ وأنا أقرأ عليه كتابه في البخلاء، وتذاكرنا ما دقق الشعراء فيه من ذم البخل لا أعرف شيئا أبلغ في الهجاء بالبخل من قول أبي الشمقمق، من الدافر: " وما روحتنا لتذب عنا ... ولكن خفت مرزئة الذباب وقوله، من البسيط: الحابس الروث في أعفاج بغلته ... خوفا على الحب من لقط العصافير " قلت: أما البيت الأول فلم يسم لنا المهجو به، وقبله بيت هو، من الوافر: شرابك في السحاب إذا عطشنا ... وخبزك عند مقتطع التراب

وبعده: وما روحتنا. . . . . . وأما البيت الثاني فالمهجو به أوفى بْن نوفل، وقبله بيت هو، من البسيط: ما كنت أحسب أنّ الخبز فاكهة ... حتى نزلت على أوفى بْن خنزير وقد روي هذا الشعر لغير أبي الشمقمق 161 - أخبرنا أبو الخطاب عبد الصمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مكرم، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد بْن إسماعيل بْن سويد، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي، حدثني القاسم بْن أَحْمَد الكاتب، أخبرني حجاج الكاتب، قَالَ: أمر المأمون لحفصويه الكاتب من مال زيد بْن زبر بمئة ألف درهم، فسأل زيد حفصويه أن يتجافى له عن بعض ما أمر له به، فأبى، وهجاه فقال، من البسيط: ما كنت أحسب أنّ الخبز فاكهة ... حتى رأيتك يا زيد بْن خنزير يا حابس الروث في أعفاج بغلته ... بخلا على الحب من لقط العصافير " 162 - أنشدنا هلال بْن عبد اللَّه الطيبي، وقال: لم أسمع في الهجاء أبلغ من هذين البيتين، من السريع: مجتمع بالكلب لكنه ... يفزع أن يسمع من نبحه

لو سقطت من فمه لقمة ... في سلحة عض على سلحه " 163 - أخبرنا أبو علي الحسن بْن نصر الحنبلي، أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن الحسين الدقاق، حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مسروق، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن سليمان، قَالَ: سمعت أبا الشمقمق، يقول: وأخبرنا أبو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد، قَالَ: أنشدنا أبو علي الكواكبي لأبي الشمقمق، من مجزوء الكامل: " يا من يؤمل مبعدا ... من بين أهل زمانه لو كان في أستك درهم ... لاستله بلسانه وأنشدت لأبي الشمقمق، من السريع: الخبز يبطي حين يدعى به ... كأنما يقدم من قاف ويمدح الملح لإخوانه ... يقول هذا ملح سيراف " 164 - أخبرنا الأزهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن جعفر الكوفي، حَدَّثَنَا أبو علي الحسن بْن داود، حَدَّثَنَا حبيب بْن نصر، حَدَّثَنَا يزيد بْن مُحَمَّد، قَالَ: سمعت أبا عاصم الضحاك بْن مخلد، ينشد لأبي الشمقمق من مجزوء الرمل:

أنا من زوار بيتي ... وأنا ضيف لنفسي أشتري في كل يوم ... حزمة البقل بفلس وإذا ما ذقت خلا ... كان من أيام عرسي " 165 - قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن موسى، عن الجاحظ، قَالَ: " دعا أبو العتاهية عياش بْن القاسم إلى بعض المتنزهات، فاتخذ له ضروبا من الأطعمة، وكان في أبي العتاهية شح شديد، فدخلت إليهم، فإذا أبو العتاهية يأكل من صحفة بين يديه فيها ثريد بخل وبزر، فشممته، فقلت: أتدري ما تأكل؟ قَالَ: نعم، غلط الغلام بين دبة الزيت والبزر، فصب بزرا، فكرهت أن يرفع بين يدي فيبطل ولا يأكله أحد، وهما عندي قريب من قريب، فرأيت أن آكله ولا يضيع بعدي " 166 - أخبرني أبو الحسن ابن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، قَالَ: أنشدني عبد اللَّه بْن عبد الرحمن بْن غزوان، من مجزوء الكامل: وإذا سئلت تقول لا ... وإذا طلبت تقول هات أفلا سبيل إلى نعم ... أو ترك لا حتى الممات "

167 - أنشدنا أبو الحسن علي بْن أَحْمَد النعيمي لنفسه، يهجو رجلا خلالا، من البسيط: خلى التي لا تنافيها وتنقضها ... فليته بدلا من ذاك خلى لا وجه تلوح عليه من حموضته ... شهادة أنه ما زال خلالا " أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بْن مخلد بْن جعفر المعدل، إجازة، وأنبأنا أبو عبد اللَّه الحسين بْن مُحَمَّد بْن عثمان النصيبي عنه، قراءة عليه، أخبرني عبد اللَّه بْن جعفر بْن درستويه النحوي، حَدَّثَنَا المبرد، قَالَ: " أتى أبو الشمقمق باب رجل يمدحه، فأقام ببابه أربعا، فخرجت في اليوم الرابع جارية تستقي ماء في جرة، فكتب على جرتها، من السريع: آويت دهليزك مذ أربع ... ولم أكن آوي الدهاليزا خبزي من السوق ومدحي لكم ... تلك لعمري قسمة ضيزى قال ابن درستويه: أنشدنا المبرد، من المنسرح: أصبحت لا تعرف الجميل ولا ... تفضل بين القبيح والحسن

إن الذي ظل يرتجيك كمن ... يحلب تيسا من شهوة اللبن " 168 - أنشدني أبو طالب البريدي الرازي لبعض أهل دمشق، من الكامل: ودعوتني فأكلت عندك لقمة ... وشربت شرب من استتم خروفا وسألتني في إثر ذلك حاجة ... ذهبت بمالي تالدا وطريفا فجعلت أفكر فيك باقي ليلتي ... ما كنت تفعل لو أكلت رغيفا " 169 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَعِيدٍ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الأَنْبَارِيِّ، قَالَ: قَوْلُهُمْ: " نَارُ الْحُبَاحِبِ. قَالَ الْكَلْبِيُّ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ الْحُبَاحِبُ رَجُلا مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، وَكَانَ رَجُلا بَخِيلا، فَكَانَ لا يُوقِدُ نَارَهُ بِلَيْلٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَاهَا رَاءٍ، فَيَنْتَفِعُ بِضَوْئِهَا، فَإِذَا احْتَاجَ إِلَى إِيقَادِهَا، فَأَوْقَدَهَا، ثُمَّ بَصَرَ بِمُسْتَضِيءٍ بِهَا أَطْفَأَهَا، فَضَرَبَتِ الْعَرَبُ بِنَارِهِ الْمَثَلَ، وَذَكَرُوهَا عِنْدَ كُلِّ نَارٍ لا يُنْتَفَعُ بِهَا " 170 - أخبرنا إبراهيم بْن مخلد إجازة، وأخبرنا ابن النصيبي عنه قراءة، قَالَ: أخبرني ابن درستويه، قَالَ: أنشدنا المبرد، من الطويل:

فتى يجعل الزاد المحب لبطنه ... شعارا ويقري الضيف عضبا مهندا وإن خاف أن يستوضح الكلب زاده ... بها كعم الكلب العقور وأخمدا " 171 - أخبرنا مُحَمَّد بْن علي بْن مخلد الوراق، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عمران، حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن يحيى، عن الغلابي، عن ابن عائشة، قَالَ: " صحب الغاضري رجلا من قريش من المدينة إلى مكة، فلما نزلوا المنزل دعا القرشي بالطعام، فأتوه في طعامه بدجاجة باردة مشوية، فقال: يا غلام، أسخنها. فلم يردها الخباز حتى رفع الخوان، فلما نزلوا المنزل الثاني دعا القرشي بالطعام، فأتوه بالدجاجة، فأمر بها أن تسخن، فرفع الطعام قبل أن يأتوا بها، ففعل ذلك ثلاث مرات، فلما طال ذلك على الغاضري، قَالَ: ويحكم، أخبروني عن دجاجتكم هذه، أمن آل فرعون هي؟ قالوا: وما ذاك؟ قَالَ: لأنها تعرض على النار غدوا وعشيا. فقال له القرشي: أكتم علي، ولك مئة دينار. قَالَ: ما كنت لأبيع هذا بشيء " 172 - أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بْن عمر بْن أَحْمَد بْن عثمان الواعظ، قَالَ: حدثني أبي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد الأزدي، أنبأنا أبو حاتم يعني: السجستاني، عن الأصمعي، قَالَ: سمعت أعرابية تهجو رجلا، وهي تقول من الوافر:

رأيتك في الغنى تزداد بخلا ... وتزهى مثلما يزهى الغراب ولا تعطي على حمد وأجر ... وتعطي من تصانع أو تهاب كأنك تحسب الأموال تبقى ... عليك إذا تضمنك التراب " 173 - أنشدني أبو الحسن علي بْن أيوب القمي، قَالَ: أنشدنا أبو الحسن علي بْن هارون القرميسيني، قَالَ: أنشدنا مدرك الشيباني لنفسه يهجو أبا الفرج بْن الحصين الكاتب، من الطويل: أبا الفرج اسمع قول من ليس ظالما ... ولا عن سبيل العدل مذ كان يعدل جزاك إله الخلق ما تستحقه ... ولا زلت في الحاجات مثلك تسأل بخلت بما لو يسأل الكلب ضعفه ... لجاد به عفوا وما كان يبخل فأم الذي ولاك ما أنا مضمر ... أما كان ذا عقل بأن ليس تعقل فقيل له: ما أضمرت؟ قَالَ: زانية " 174 - أنشدني أبو النجيب عبد الغفار بْن عبد الواحد الأرموي،

قَالَ: أنشدني أبو تمام مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن أَحْمَد الهاشمي بتبريز، لنفسه، من الخفيف: أخذ مال البخيل يا أيها الناس ... عليه أشد من جذع أنفه فخذوه وأرغموا الأنف منه ... واصفعوه بنعله وبخفه " 175 - أخبرنا أبو طالب عمر بْن إبراهيم بْن سعيد الزهري الفقيه، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا أبو أَحْمَد ابن مهيار، حَدَّثَنَا العنزي، قَالَ: حدثني أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي أيوب، قَالَ: قَالَ أبو نواس في عثمان بْن نهيك، من البسيط: اغسل يديك بأشنان فأنقهما ... غسل الجنابة مما عند عثمان واسلح على كل عثمان مررت به ... سوى الخليفة عثمان بْن عفان عثمان يعلم أن الحمد ذو ثمن ... لكنه يشتري حمدا بمجان والناس أبعد من أن يحمدوا رجلا ... حتى يروا عنده آثار إحسان قد سمج اللَّه في عيني وبغضهم ... كل العثامين من بغضي لعثمان يا أخت كندة ليس الرزق في يده ... الرزق في كف من لو شاء أغناني

" 176 - أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، قَالَ: أنشدني أبو بكر أَحْمَد بْن سعيد الطائي الدمشقي في مجلس أبي الحسن الأخفش، قَالَ: أنشدني مخلد بْن علي السلامي، يهجو نوح بْن عمرو بْن حوي، من السريع: أشكو ويشكو سوء حالاته ... فلست أدري أينا السائل لو كان لي شيء لواسيته ... لأنه المسكين يستاهل " 177 - أنبأنا الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الرافقي، أنبأنا علي بْن مُحَمَّد السري الهمذاني، قَالَ: أنشدنا جحظة، لنفسه، قلت: وقرأت أنا هذه الأبيات في كتاب جحظة بخطه، من الخفيف: لي صديق يقول للسائل المعتر ... لا در در من أعطاكا زملوا ماءه فقالت له الجارة ... هات اسقني جعلت فداكا قال صبي في الحب كوزا بكوز ... وأزيحي البردين هذا وذاكا " 178 - أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين بْن مُحَمَّد بْن جعفر الخالع، إجازة، وأخبرنا مُحَمَّد بْن عبد اللَّه البيع عنه، قراءة، قَالَ: أنبأنا أَحْمَد بْن

الفضل المعروف بسندانة، عن عبد اللَّه بْن المعتز، قَالَ: قَالَ بشار، من الطويل: خليلي من كعب أعينا أخاكما ... على دهره إن الكريم معين ولا تبخلا بخل ابن قرعة إنه ... مخافة أن يرجي نداه حزين " 179 - أخبرني أبو عبد اللَّه الحسين بْن مُحَمَّد بْن عثمان النصيبي، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن سويد المعدل، أنبأنا أبو بكر بْن دريد، حَدَّثَنَا أبو حاتم، حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: " قالت امرأة مدنية لزوجها: اشتر لي رطبا. قَالَ لها وكيف يباع الرطب؟ قالت: كيلجة بدرهم. فقال: واللَّه لو وأنت تمخضين بعيسى ما ينتظر إلا خرج الدجال أن تلديه فيقتل الدجال، ثم لم تلديه حتى تأكلي رطبا ما اشتريته لك، كيلجة بدرهم! ؟ " 180 - أخبرني أبو الحسن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، أخبرنا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن جعفر بْن سهل مولى بني هاشم، أنبأنا أَحْمَد بْن الحارث، قَالَ: " حفر لعكابة النميري في داره ركية، فخرج ماؤها عذبا، فقال: إنا لله، بأي شيء نبل الطين؟ " 181 - أخبرنا عبيد اللَّه بْن أبي الفتح، حدثني مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حدثني أَحْمَد بْن سهل بْن أبي عاصم الحلواني، أخبرنا

يحيى بْن علي المنجم، أخبرني أَحْمَد بْن أبي طاهر، قَالَ: دعوت أبا هفان، فأبطئ عليه الغداء، قَالَ، فقال: من الجزوء الرمل: أنا في بيت صديق ... واصل بر شفيق رجل أعمر من ... منزله ظهر الطريق ليس لي أكل سوى لحمي ... وشرب غير ريقي " 182 - أخبرني أبو القاسم الأزهري، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن العباس بْن حيويه، قَالَ: أنشدني جحظة البرمكي لنفسه، وأنا حاضر: لي صديق عدمته من صديق ... أبدا يلقني بوجه صفيق قوله إن شدوت أحسنت عندي ... وبأحسنت لا يباع الدقيق " 183 - أخبرنا عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان الصيرفي، وعلى بْن المحسن التنوخي، قالا: أنبأنا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن شاذان، زاد التنوخي: ومُحَمَّد بْن عبد الرحمن المخلص، واللفظ لابن شاذان، قالا: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عبد الرحمن السكري، حَدَّثَنَا أبو يعلى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي، عن أبيه، قَالَ: " كان السيد بْن مُحَمَّد بْن يزيد الحميري عند عقبة بْن مسلم، فغداه ثم سقاه نبيذا، فاستزاده السيد، فجعل يقول لخادمته: هاتي نبيذا. ويشير عقبة إليها ألا تفعلي، فلم تزده الخادم على ما كان يسقى، فأنشأ السيد يقول، من الوافر:

بخيل بالنبيذ أبو مليك ... جواد بالدنانير الجياد أقول له اسقني فيقول هاتي ... ودون نبيذه خرط القتاد " 184 - أخبرنا علي بْن أبي علي البصري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن شاذان، حدثني أبو بكر بْن العلاف المعروف بالمخرف، قَالَ: " وجهت إلى حنانان النصراني بقنينة، وسألته أن يوجه لي فيها نبيذا، فاحتبس الرسول، ثم جاءني ومعه قنينة ناقصة، وإذا قد مزجها بالماء، فقلت فيه، من المتقارب: نبيذ حنانان في بيته ... أعز من الماء في واقصه بعثنا إليه بقنينة ... وأبصارنا نحوها شاخصه فأمزجها الماء من بئره ... وجاء بها بعد ذا ناقصه " 185 - أخبرني أبو مُحَمَّد الجوهري، قَالَ: ذكر علي بْن مُحَمَّد بْن أبي الفتح بْن العصب الشاعر، أنّ جحظة أنشدهم، لنفسه، من المتقارب: دخلت على باخل مرة ... وجنات بستانه زاهره

وقد قابل النور نقش الستور ... فأعين زواره حائره جنان تعجل للباخلين ... ونحن نؤجل للآخره " 186 - وأخبرنا الجوهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن شاذان، قَالَ: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، قَالَ: أنشدني الرياشي، قَالَ: أنشدني الأصمعي لمجنون من أهل البصرة، من السريع: « رفضت بالبصرة أهل الغنى ... إني لأمثالهم رافض فيهم أناس لا أسميهم ... طعم الندى عندهم حامض » ووجدت في غير هذه الرواية في هذا الشعر بيتا ثالثا، هو: قد جللوا بالقطف أعذاقهم ... كأن حمى بسرهم نافض 187 - أنشدني أبو شجاع فارس بْن الحسين المؤدب، قَالَ: أنشدنا أبو القاسم عبد الواحد بْن مُحَمَّد المطرز لنفسه، يصف بستان أبي الخطاب بْن عون الحريري، من المنسرح: بستان عبد السلام مقبرة ... لا تنظر العين فيه عمرانا

فيه نخيل أعذاقها حملت ... من شهوات النفوس حرمانا له خفير مقطب أبدا ... من غير جزم تراه غضبانا حماه فالريح لا تمر به ... إلا إذا صادفته وسنانا لو عبر الطائر الغريب به ... لسب من أجله سليمانا وإن رأى نملة تطوف به ... مثلها في المكان ثعبانا قد كتب اللؤم فوق جبهته ... للشر قبل اللقاء عنوانا دعا إليه يوما فقلت له ... لا كنت من باخل ولا كانا لا جزت يوما به ولو فتحت ... جنة عدن وكان رضوانا " 188 - وأنشدني فارس أيضا، قَالَ: أنشدنا المطرز لنفسه في مثله، من المنسرح:

لما دعانا الغوي معترضا ... بقول ساه لا قول معتمد إلى قراح كالنجم موقعه ... أعز بابا من جبهة الأسد عليه سور وحارس لحز ... وأعين لا تنام للرصد قال ادخلوا قد أبحت لحظكم ... ولا تمسوا أثماره بيد قلنا له فالثمار مطلقة ... قال بوزن الأثمان في البلد فإن قنعتم فزتم بلحظكم ... أو لا فيا بردها على كبدي لا تأكلوا وانظروا على وجل ... فهو لغير الأفواه والمعد أما سمعتم ما سار من مثل ... لم يشتبه قوله على أحد كم أكلة داخلت حشا شره ... فأخرجت روحه من الجسد " 189 - أخبرنا أبو بكر عبد اللَّه بْن علي بْن حمويه بْن أبرك

الهمذاني بها، أنبأنا أبو بكر أَحْمَد بْن عبد الرحمن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى الشيرازي، قَالَ: أنشدنا أبو جعفر مُحَمَّد بْن إبراهيم الفقيه الجرجاني بسمرقند، قَالَ: أنشدني أبو الحسين ابن الخيزراني لمدينة الشاعر، من الطويل: إذا جمع الآفات فالبخل شرها ... وشر من البخل المواعيد والمطل فإن كنت ذا مال ولم تك عاقلا ... فأنت كذي نعل وليس لها رجل وإن كنت ذا عقل ولم تك ذا غنى ... فأنت كذي رجل وليس لها نعل ألا إنما الإنسان غمد لنفسه ... ولا خير في غمد إذا لم يكن نصل فإن كان للإنسان عقل فعقله ... هو الفضل والإنسان من بعده فضل "

فصل وصف الفضلاء مواعيد البخلاء

فصل وصف الفضلاء مواعيد البخلاء 190 - أخبرنا أبو منصور مُحَمَّد بْن علي بْن إسحاق الهمذاني خازن دار العلم، حَدَّثَنَا أبو بكر أَحْمَد بْن جعفر بْن حمدان بْن مالك القطيعي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يونس، حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: قَالَ أعرابي: «عدة الكريم نقد وتعجيل، وعدة اللئيم تسويف وتعليل» 191 - أخبرنا أبو نعيم أَحْمَد بْن عبد اللَّه الحافظ، حَدَّثَنَا أبو القاسم سليمان بْن أَحْمَد الطبراني، قَالَ: أنشدنا علي بْن العباس يعني: المقنعي، أنشدنا الحسين بْن عمرو بْن مُحَمَّد العنقزي، قَالَ: أنشدنا أبو نعيم، من الوافر: فما جار الزمان ولا تعدى ... ولكن أهله مسخوا كلابا مواعدهم مواعد كاذبات ... إذا حصلتها كانت سرابا "

192 - وأخبرنا أبو نعيم، قَالَ: أنشدنا أبو بكر الطلحي بالكوفة، قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بْن غنام، من السريع: منيتني الباطل حتى إذا ... أطمعتني في ملك قارون جئت من الليل بغسالة ... تغسل ما قلت بصابون " 193 - أخبرنا الحسن بْن أبي بكر بْن شاذان، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن الحسن بْن مقسم العطار، قَالَ: أنشدنا أبو العباس أَحْمَد بْن يحيى ثعلب، قَالَ: أنشدني أبو العالية، من المنسرح: أذم بغداد والمقام بها ... من بعد ما خبرة وتجريب ما عند أملاكهم لمختبط ... خير ولا فرجة لمكروب ورأيت في غير رواية ابن شاذان هاهنا هذا البيت: قوم مواعيدهم مزخرفة ... تزخرف الزور والأكاذيب وبعده عن ابن شاذان: خلوا سبيل العلى لغيرهم ... ونافسوا في الفسوق والحوب

يحتاج راجي النوال عندهم ... إلى ثلاث بغير تكذيب كنوز قارون أن تكون له ... وعمر نوح وصبر أيوب " 194 - حدثني أبو منصور عبد المحسن بْن علي القران، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن الحسين بْن الغفار التنيسي، قَالَ أنشدني أبو الحسن علي بْن نصر، لبعضهم، من الكامل: أوعدتني عدة ظننتك صادقا ... فجعلت من طمعي أجيء وأذهب فإذا حضرت أنا وأنت بمجلس ... قالوا مسيلمة وهذا أشعب "

195 - أنبأنا أَحْمَد بْن علي بْن الحسين بْن المحتسب، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل، أنشدنا أبو بكر بْن دريد، لنفسه، من الخفيف: إن من يرتجي نداك معنى ... خالف الحزم محسن بك ظنا وعدتني أمنيتي عنك خيرا ... فأبى الخلف دون ما أتمنى " 196 - أخبرنا الأمير أبو مُحَمَّد الحسن بْن علي بْن المقتدر باللَّه أمير المؤمنين، حَدَّثَنَا أبو العباس أَحْمَد بْن منصور اليشكري، أنبأنا الصولي يحيى بْن علي، حدثني ابن مهدي، قَالَ: أنشدني خير بْن خالد من ولد سلمة بْن الأكوع بمربد البصرة، من الطويل:

أبا حسن إن الثراء وإن صفا ... يبيد ويفنى والثناء جديد إلى كم تمنيني بعود وإنما ... خراب بيوت المملقين تعود عدمت بعود من كلام فإنه ... من الخير قدما والنجاح بعيد " قال: فكتبها عن الرياشي 197 - أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن حميد، أنبأنا الصولي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يزيد النحوي، قَالَ: " كان لمحمود الوراق صديق وكان يغشاه كثيرا، فربى عنده دجاجا سمانا، فيعده بذبحها له ويخلفه، فلما طال هذا على محمود كتب إليه، من الطويل: دجاج أبي عثمان أبعد منظرا ... وأطول أعمارا من الشمس والقمر فإن لم نمت حتى نفوز بأكلها ... حييت بإذن اللَّه ما أورق الشجر " 198 - أخبرنا أبو الحسين أَحْمَد بْن عمر بْن روح النهرواني، حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي، حَدَّثَنَا إسماعيل بْن ميمون، أخبرني حماد بْن إسحاق بْن إبراهيم، عن أبيه، قَالَ: أنشدني ابن محرز لابن مارية، " وكان صاحب له بالعقيق قد وعدهم أن يذبح لهم كبشا، وأن يصنع لهم طعاما، فلما أتوه جعل يحدثهم وينشدهم، وأتاهم بقصيدة

ويزعم ويزعم أنه خبأها لهم، فقال ابن مارية، من الكامل: أأتيت تخبرنا بأنك شاعر ... والشعر ليس بنافع للجوع اجعل مكان قصيدة أهديتها ... للقوم أقرن ذا قوائم أربع " 199 - أخبرنا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أنبأنا إسحاق بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الكاذي، قَالَ: أنشدنا أبو العباس أَحْمَد بْن يحيى، عن ابن الأعرابي، من البسيط: اللَّه يعلم لولا أنني فرق ... من الأمير لعاتبت ابن نبراس في موعد قاله لي ثم أخلفني ... غدا ضرب أخماس لأسداس حتى إذا نحن ألجأنا مواعده ... إلى الطبيعة في نقر وإبساس أجلت مخيلته عن لا فقلت له ... لو ما بدأت بلا ما كان من باس وليس يرجع في لا بعد ما سلفت ... منه نعم طائعا حر من الناس " 200 - أخبرنا ابن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا ابن عبد الحكم، قَالَ: أنشدني

مُحَمَّد بْن أشكاب العجمي، من الخفيف: وإذا جدت للصديق بوعد ... فصل الوعد بالفعال الجميل ليس في وعد ذي السماحة مطل ... إنما المطل في عدات البخيل " 201 - حدثني عبد اللَّه بْن أبي الفتح، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن إبراهيم، قَالَ: أنشدني أبو العباس ختن الصرصري، لأبي عثمان الناجم، من المنسرح: جود أبي الصقر كله عدة ... وكل ما قاله فممسوخ ليس يرى أن يفي بموعده ... كلامه ناسخ ومنسوخ " 202 - أخبرنا أَحْمَد بْن عمر بْن روح، أنبأنا المعافى بْن زكريا، قَالَ: أنشدنا الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: أنشدني أبو جعفر بْن مهروية، لأبي العتاهية، من مجزوء الكامل: لأبي العلاء مخائل ... وبوارق ورواعد وله إذا ما جئته ... ماء عتيد بارد ومقاله متيقظ ... والفعل منه راقد

قد كنت أحسب أنه ... علق نفيس ماجد حتى بدا لي مطله ... وبدت لذاك شواهد فاذهب إليك أبا العلا ... فإن جودك جامد " 203 - قلت: والعرب تضرب المثل في إخلاف المواعيد بعرقوب، وكان من خبره ما أخبرنا الحسن بْن أبي بكر، أنبأنا أبو جعفر أَحْمَد بْن يعقوب الأصبهاني، حدثني أبو طالب الدعبلي، عن العباس بْن هشام الكلبي، عن أبيه، قَالَ: " عرقوب بْن صخر أو ابن معبد بْن أسد رجل من العماليق بالمدينة، سأله رجل من العرب عذقا، فقال: نعم. فلما صار بلحا، قَالَ: دعها حتى تكون زهوا. فلما بلغت، قَالَ: دعها حتى تشقح. فلما أشقحت، قَالَ: دعها حتى تحلقم. فلما حلقمت، قَالَ: دعها حتى ترطب. فلما أرطبت، قَالَ: دعها حتى تكون تمرا. فلما صارت تمرا جدها بالليل وهرب، فصار مثلا. وهو الذي ذكره كعب بْن زهير في شعره، فقال، من البسيط: كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل " 204 - وأخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا الجريري، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن منصور الحارثي، حَدَّثَنَا الغلابي،

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الرحمن التيمي، حَدَّثَنَا هشام بْن سليمان المخزومي، قَالَ: " كان عرقوب رجلا من الأوس فجاءه أخ له، فقال: إذا أطلعت هذه النخلة فهي لك. فلما أطلعت، قَالَ: دعها حتى تصير بلحا، فلما صارت بلحا، قَالَ: دعها حتى تشقح. فلما أشقحت، قَالَ: دعها حتى تصيرا رطبا. فلما صارت رطبا، قَالَ: دعها حتى تصير تمرا. فلما صارت تمرا، جاء ليلا فجدها، ولذلك قَالَ جبيهاء الأشجعي، من الطويل: وعدت وكان الخلف منك سجية ... مواعيد عرقوب أخاه بيثرب فضربته العرب مثلا في إخلاف العدات ". وقد ذكره كعب بْن زهير في كلمته التي قالها في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومدحه فيها، واعتذر إليه، وأظهر توبته من سالف كفره، ورغب إليه في عفوه عنه وإعفائه إياه مما توعده به، فقال في ذلك، من البسيط: نبئت أن رسول اللَّه أوعدني ... والعفو عند رسول اللَّه مأمول وبيته الذي ذكر فيه عرقوبا في هذه الكلمة، قوله: كانت مواعيد عرقوب لها مثلا ... وما مواعيدها إلا الأباطيل 205 - أخبرني الأزهري، حَدَّثَنَا أبو الحسن مُحَمَّد بْن جعفر الأديب، حَدَّثَنَا الصولي، أنبأنا أَحْمَد بْن سعيد الطائي، قَالَ: " مرض

البحتري، فوصف له الطيب مزورة، فقال له بعض إخوانه: عندي جارية أحذق خلق اللَّه بها. فمضى ليوجه إليه بها، فلم يفعل، فكتب إليه البحتري، من البسيط: وجدت وعدك زورا في مزورة ... ذكرت مبتدئا أحكام طاهيها فلا شفى اللَّه من يرجو الشفاء بها ... ولا علت كف ملقي كفه فيها فاحبس رسولك عني أن يجيء بها ... فقد حبست رسولي عن تقاضيها " 206 - أنشدني عبد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، لبعضهم، من الطويل: خلقت على باب اللئام كأنني ... قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل إذا جئت أبغي السؤال والجود والندى ... يقولون لا تهلك أسى وتجمل ففاضت دموع العين من سوء فعلهم ... على النحر حتى بل دمعي محملي فقد طال تردادي وعودي إليهم ... فهل عند رسم دارس من معول

فصل من مدح بخيلا رجاء عطائه ثم أعقب مديحه بذمه وهجائه

" فصل من مدح بخيلا رجاء عطائه ثم أعقب مديحه بذمه وهجائه 207 - أخبرنا أبو القاسم الأزهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد الخزاز، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد الحكيم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يونس، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حبيب، قَالَ: لقي أبو العتاهية العباس بْن مُحَمَّد، فقال: جعلني اللَّه فداك، تسمع مني؟ قَالَ: هات، فأنشده، من الكامل: إن المكارم لم تزل معقولة ... حتى حللت براحتيك عقالها لو قيل للعباس يا ابن مُحَمَّد ... قل لا وأنت مخلد ما قالها فدخل ووجه إليه بدينارين، فقال أبو العتاهية للخادم: انتظر حتى أكتب جواب ما جئت به، فأخذ رقعة وكتب فيها، من الوافر: مدحتك مدحة السيف المحلى ... لتجري في الكرام كما جريت فهبها مدحة ذهبت ضياعا ... كذبت عليك فيها واعتديت

ورد الدينارين، فغضب العباس بْن مُحَمَّد من ذلك، وطلبه ليقتله، فلم يقدر عليه " 208 - أخبرنا التنوخي، أنبأنا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن شاذان، ومُحَمَّد بْن عبد الرحمن المخلص، واللفظ لابن شاذان، قالا: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عبد الرحمن السكري، حَدَّثَنَا أبو يعلى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي، عن المعتمر، قَالَ: " مدح أعرابي رجلا، فلم يعطه شيئا، فقال: إن فلانا يكاد يعدي بلؤمه من يسمى باسمه، ولرب قافية قد ضاعت في طلب رجل كريم " 209 - أخبرني أبو الحسين مُحَمَّد بْن الحسين بْن الفضل القطان، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن الحسن بْن زياد النقاش، أن مسبح بْن حاتم أخبرهم بالبصرة، قَالَ: أخبرني عمرو بْن بحر الجاحظ، قَالَ: أخبرني سعيد بْن سلم الباهلي، قَالَ: دخل على بشار بْن برد يوما، فقال: إني قد امتدحتك وأعزك اللَّه، بقصيدة لم يقل مثلها عربي ولا أعجمي، وإني فيها لأشعر الناس. قَالَ: قلت: هاتها، قَالَ: فأنشدني، من الخفيف: حييا صاحبي أم العلاء ... واحذرا طرف عينها الحوراء عذبتني بالحب عذبها الله ... بما تشتهي من الأهواء إنما همة الجواد ابن سلم ... في عطاء ومركب للقاء

ليس يعطيك للرياء وللخوف ... ولكن يلتذ طعم العطاء يسقط الطير حيث ينتثر الحب ... وتغشى منازل الكرماء قال: فقلت: يا بشار، أراك تبجح في شعرك، وقد جاءني أعرابي منذ مدة، فمدحني ببيتين لم أسمع أجود منهما، فأغفلت ثوابه فهجاني ببيتين لم أسمع أوجع منهما. قَالَ: فقلت: فما البيتان اللذان امتدحك بهما؟ قَالَ: قوله، من الطويل: فيا سائرا في الليل لا تخش ضلة ... سعيد بْن سلم ظل كل بلاد لنا سيد أربى على كل سيد ... جواد حثا في وجه كل جواد قال: قلت: فما البيتان اللذان هجاك بهما؟ قَالَ: قوله، من الطويل: لكل أخي مدح ثواب يعده ... وليس لمدح الباهلي ثواب مدحت سعيدا والمديح مهزة ... فكان كصفوان عليه تراب قال: فقال بشار: وهذا أشعر مني ومن أبي وأمي " 210 - أخبرنا عبد الصمد بْن مُحَمَّد الخطيب، حَدَّثَنَا الحسن بْن الحسين الفقيه الشافعي، قَالَ: سمعت عبد اللَّه بْن جعفر الرازي الكوفي، يقول: سمعت أبي، يقول: " رأيت رجلا يكتب على حائط بيتين فقرأتهما بعد أن كتبهما، من السريع:

يا ذا الذي أحسنت ظني به ... ولم ينلني منه إحسان أقل حقي ضرب حلقي على ... توهمي أنك إنسان " 211 - أخبرنا الحسن بْن علي بْن عبد اللَّه المقرئ، أنبأنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن جعفر التميمي الكوفي، قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بْن القاسم لابن الرومي، من الطويل: إذا ما مدحت الباخلين فإنما ... تذكرهم ما في سواهم من الفضل فتهدي لهم غما طويلا وحسرة ... فإن منعوا منك النوال فبالعدل " 212 - أخبرنا أبو عبد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الكاتب، أنبأنا أبو مُحَمَّد علي بْن عبد اللَّه بْن المغير الجوهري، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي، حدثني الزبير بْن بكار، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن الحسن المخزومي، قَالَ: " كان رجل يوصف باللؤم، فأتاه رجل من الشعراء فامتدحه، فوعده عدة لم يف بها، فقال، من السريع: قد صرت في مدحكم شهرة ... يقال لي أطمع من أشعب هذا الذي جاء إلى صخرة ... ينزع ما فيها بلا مخلب يا سوءتي من طلبي سيبكم ... أطلب شيئا قط لم يطلب

قد كان لي في ما ممضى عبرة ... لو أن عقلا لي لم يعزب " 213 - أخبرنا أبو الحسن بْن الجوالقي في كتابه، قَالَ: أنبأنا أَحْمَد بْن علي بْن عبد اللَّه الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر الجنديسابوري، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن حفص بْن الربيع، عن مُحَمَّد بْن بشير، قَالَ: " كان وال بفارس قد احتجب بجهده إذ نجم شاعر بين يديه، فأنشده شعرا مدحه فيه، فلما فرغ، قَالَ: قد أحسنت. ثم أقبل على كاتبه، فقال: أعطه عشرة آلاف درهم. قَالَ: ففرح الشاعر فرحا كاد أن يستطير به، فلما رأى حاله، قَالَ: وإني لأرى هذا القول قد وقع منك هذا الموقع، يا فلان، اجعلها عشرين ألف درهم. قَالَ: فكاد الشاعر أن يخرج من جلده. قَالَ: فلما رأى فرحه قد أضعف، قَالَ: وإن فرحك ليتضاعف على تضاعف القول، يا فلان، أعطه أربعين ألف درهم. قَالَ: فكاد الفرح يقتله. قَالَ: فلما رجعت نفسه إليه، قَالَ له: جعلت فداك، كلما رأيتني قد ازددت فرحا تزيدني في الجائزة؟ قَالَ: ثم دعا وخرج. قَالَ: فأقبل عليه كاتبه، فقال: سبحان اللَّه، هذا يرضى منك بأربعين درهما، تأمر له بأربعين ألف درهم؟ قَالَ: وتريد أنّ تعطيه شيئا؟ إنما هذا رجل سرنا بكلام، وسررناه بمثله، فهو حين يزعم أني أحسن من القمر، وأشد من الأسد، وأن لساني أقطع من السيف، جعل في يدي من هذا شيئا أرجع به؟ أليس يعلم يعلم أنه قد كذب، ولكن قد سرنا حين كذب علينا، فنحن أيضا نسره بالقول، وإن كان كاذبا، فيكون كذبا بكذب "

فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه

فصل من استضاف رجلا فساء قراه فحمله ذلك على أن ذمه وهجاه 214 - أخبرنا القاضي أبو مُحَمَّد الحسن بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن رامين الاستراباذي، أخبرنا الحسن بْن إبراهيم بْن يزيد القطان الفسوي بها، حَدَّثَنَا أبو القاسم عمرو بْن مُحَمَّد الغلابي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْن القاسم، قَالَ: حدثني أبي، عن خالد بْن سعيد، قَالَ: نزل جرير بعميرة: حي من بني عامر بْن كلب، فلم يقروه، ولم يرفعوا به رأسا حتى رحل عنهم، فأنشأ يقول، من الوافر: وما لمنا عميرة غير أنا ... نزلنا بالعذيب فما قرينا فبتنا موحشين بليل سوء ... وقد لقي المطي كما لقينا " 215 - وقال الغلابي: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن الضحاك، حَدَّثَنَا هشام، قَالَ: " نزل أبو مالك الخصاصي، وهو حي من أسد، بخالد بْن قطن الحارثي، بقرية له على نهر صرصر، فأساء قراه، فأنشأ يقول، من الوافر:

تضيفت ابن ملكة في قراه ... فكان قراه لما أنّ أتاني رغيفا خف من منقشر الأعالي ... شديد اليبس ليس لذاك ثاني أكل المهرجان كما رأينا ... بقرية خالد في المهرجان فلما أن مددت يدي إليه ... تقشر من خشونته بناني " 216 - أخبرنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن علي البزاز، أنبأنا القاضي أبو سعيد السيرافي، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، أنبأنا أبو حاتم، أخبرني عمارة يعني: ابن عقيل، قَالَ: " نزل بلال بْن جرير برجل، يقال له: مسعود بْن طعمة، أحد بني بيدعة من بني عدي، فلم يحسن قراه، وقد كان قَالَ له: انزل علي إذا مررت. فقال بلال، من المتقارب: أمسعودا أنت الدنيء اللئيم ... كأنك قنفذة في ضعة سمعنا له إذ نزلنا به ... كلاما كما تنطق الضفدعة فأي اللئيمين أشبهته ... أطعمة أم أمك الكوتعه عددنا عديا وآباءهم ... فشر عدي بنو بيدعة

فما أعطش الضيف لما غدا ... من البيدعات وما أجوعه " 217 - قَالَ ابن دريد: وأخبرنا أبو حاتم، عن عمارة، قَالَ: " مر بلال بْن جرير بنفر من بني ناشرة، فجفوه، ولم يقروه، فقال، من المتقارب: عددنا فقيما وآباءهم ... فشر فقيم بنو ناشره قصار الفعال طوال الخصى ... مناتين ليست لهم بادره يعدون غرما قرى ضيفهم ... فلا عدموا صفقة خاسره إذا ضفتهم وتخيلتهم ... وجدت لهم علة حاضره وليسوا إذا قلت ماذا هم ... بأصحاب دنيا ولا آخره " 218 - أخبرنا أبو يعلي أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل، حَدَّثَنَا الحسين بْن القاسم الكوكبي، قَالَ: قَالَ أبو مُحَمَّد الهدادي: " نزل حمزة بْن بيض بقوم، فأساءوا ضيافته، وطرحوا لبغلته تبنا رديئا فعافته، فأشرف عليها، فشحجت حين رأته، فقال، من الرمل: احسبيها ليلة أدلجتها ... فكلي إن شئت تبنا أو ذري

قد أتى مولاك خبز يابس ... فتغدى فتغدي واصبري 219 - وأخبرنا أبو يعلى، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد، أخبرنا الكوكبي، قَالَ: أخبرني المسكي، قَالَ: " قدم ابن حمدون النديم مدينة السلام منصرفا من الحج، وقد كان قطع عليه في الطريق، فعرض عليه مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن طاهر، وسأله أنّ ينزل عنده، فلم يفعل، فصرت إليه، فأنشدته، من الطويل: ليهنك أجرا حجة ورزية ... وأنك لم تحلل بدار ابن طاهر بدار كأن الضيف في جنباتها ... إذا ما غدا ضيف لأهل المقابر " 220 - أخبرنا أبو عبد اللَّه الخالع، إجازة، وأنبأنا مُحَمَّد بْن علي البيع عنه، قراءة، قَالَ، أنبأنا أَحْمَد بْن الفضل المعروف بسندانة، عن عبد اللَّه بْن المعتز، قَالَ: قَالَ بعضهم، من السريع: عوذ لما بت ضيفا له ... أقراصه بخلا بياسين فبت والأرض فراشي وقد ... غنت قفا نبك مصاريني " 221 - أخبرنا أبو الحسن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العتيقي، حَدَّثَنَا سهل بْن أَحْمَد الديباجي، قَالَ: أنشدني أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد المديني، لنفسه بمصر، من الوافر: «

فتى لرغيفه صوت فصيح ... ينادي بالضيوف ألا حذار يفر من الضيوف إذا رآهم ... فرار الصقر من ذرق الحباري » 222 - وقال أبو نصر منصور بْن مشكان الخراساني الكاتب، من المتقارب: ظلمناك لما طلبنا قراك ... وما للقرى والفتى الباخل وسمناك ما لم تكد تستطيع ... وتأبى الطباع على الناقل. 223 - أنشدني أبو الحسن علي بْن أَحْمَد النعيمي، قَالَ: أنشدني أبو هلال العسكري لنفسه، من الطويل: تنانيركم للنمل فيها مدارج ... وفي قدركم للعنكبوت مناسج وعندكم للضيف حين ينوبكم ... حوالات سوء بالقرى وسفاتج وأنتم على ما تزعمون أكارم ... فأيري في است أم المكارم والج " 224 - أنشدني أبو منصور عبد الباقي بْن عبد اللَّه البارع، لأبي عبد اللَّه بْن الحجاج، وأنشدني القاضي أبو القاسم التنوخي، قَالَ: أنشدنا ابن حجاج لنفسه، من السريع:

يا ذاهبا في داره جائيا ... بغير معنى وبلا فائده قد جن أضيافك من جوعهم ... فاقرأ عليهم سورة المائده " 225 - أخبرنا ابن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا ابن عبد الحكم، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن علي الباذبيني، قَالَ: قَالَ دعبل الخزاعي، من السريع: يا تارك البيت على ضيفه ... وهاربا منه من الخوف ضيفك قد جاء بخبز له ... فارجع وكن ضيفا على الضيف " 226 - وقال ابن عبد الحكم: حدثني مُحَمَّد بْن سهل، قَالَ: أنشدني أبو العباس القرشي، من البسيط: قوم يغارون أن تغشى موائدهم ... ولا يغارون في العصيان للحرم إن جاء ضيف تواروا في بيوتهم ... كأنه جاءهم يبغيهم بدم لهم وقار وحلم من عدوهم ... وفي البيوت لهم جهل على الخدم

فصل أخبار مستظرفة لجماعة من البخلاء

" فصل أخبار مستظرفة لجماعة من البخلاء 227 - أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي، قَالَ: أخبرني أبي، أن أبا عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سعيد حدثه، أن العسكري حدثه، قَالَ: " كنت أكتب لأبي أَحْمَد بْن ماذويه الأهوازي، وهو يومئذ عامل خوي أرذك والأنهار، وكان من أبخل من رأيت على شيء من المأكولات، وكان يحتبسني للأكل، فأجلس معه على الطعام، ولا آكل كثير شيء، فاحتبسني يوما وعنده جماعة، فأكلوا وأكل، وجريت على عادتي في التنقير، وكان الطعام أرزة جدي مشوي ولونين، من أطرافه وسقطه، فلما فرغنا من ذلك أقبل غلامه وعلى يده طيفورية فيها الجدي، فأقبل هو علينا، فقال: أما أنا فقد شبعت، ولم يبق في فضل، فما تقولون أنتم؟ فقلت: أما أنا فقد شبعت. فقالت الجماعة كقولي. قَالَ فنجعل الجدي لغد ونأكله مبردا. فقلت: هذا هو الصواب. فقال: ما أظنكم إلا وفيكم فضلة للأكل، وإنما قلتم قد شبعتم مساعدة لي. فقلت لا واللَّه يا سيدي، ما في فضل.

فقال للذي يليني: ما تقول؟ فقال: ما في فضل. فقال لو كنت شبعان لحلفت كما حلف أبو عبد اللَّه. فحلف الرجل الرجل أنه شبعان، فقال للآخر الذي إلى جانبه، فحلف، فلم يزل يستقري واحدا واحدا، ويحلف أنه شبعان ومن لم يحلف، قَالَ له: لو كنت شبعان لحلفت. فيحلف الرجل، فلما استوثق من جماعتنا بالأيمان، وثلج صدره أنه لا حيلة لأحد منا في الأكل، قَالَ: أما أنا فقد تتبعت نفسي أكل شحم كلاه حارا. فقلنا له: كل هناك اللَّه. فقال: يا غلام، ضع الطيفورية. فتركت بين يديه، فأكل أكثر الجدي وحده، وأمر برفع باقيه وحفظه " 228 - وأخبرنا التنوخي، حَدَّثَنَا أبي، قَالَ: أخبرني غير واحد: " أن أسد بْن جهور العامل كان بخيلا سواديا، وكان مكاشفا بالبخل على الطعام جدا، فكان ندماؤه يلقون لذلك جهدا، وكان يحضرهم ويطالبهم بالجلوس، ويحضر كل لذيذ شهي من الطعام، فإن ذاقه منهم ذائق استحل دمه وعجل عقوبته، وكانت علامته معهم إذا شيلت المائدة أنّ يمسحوا أيديهم بلحاهم، ليعلم أنهم ما شعثوا شيئا يزهمها، وكان له ابن أخت يتجرى عليه ولا يفكر فيه، ويهتك ستره إذا واكله. فقدمت يوما إليه دجاجة هندية فائقة سرية، فحين أهوى ابن أخته إليها بيده قبض أسد عليها، وقال: يا غث يا بارد، يا سيئ العشرة، يا قبيح الأدب، أفي الدنيا أحد استحسن إفساد هذه؟ فقال له ابن أخته: يا بخيل، يا لئيم، يا سيئ الاختيار، فلأي تصلح؟ عقدة على وجه الدهر، كنزا للأعقاب، صنما للعبادة، أوسطة للمخانق، سرية يتمتع بالنظر إليها؟ شهد اللَّه أنني ما أدعها. فتصابرا عليها، إلى أن قَالَ له الفتى: فافتدها مني. قَالَ: بماذا تحب حتى أفعل؟ قَالَ: ببغلتك الفلانية. قَالَ: قد فعلت، قَالَ: بسرجها

ولجامها المحلى الفلاني. قَالَ: قد فعلت. قَالَ: ما أرفع يدي عنها أو تحضر ذلك. قَالَ: يا غلمان، أحضروه. فأحضرت البغلة والمركب، فسلمها الفتى إلى غلامه وأخرجها، ورفع يده عن الدجاجة، وانقضى الطعام، وشيلت المائدة، وقام أسد لينام فخرج ابن أخته، وقال للطباخ: علي بالفائقة الساعة وبجميع ما شلتموه من المائدة. فأحضر إليه، ورد الندماء وقعدوا، فأكلوا ذلك، وانصرفوا وقد أكل الدجاجة والطعام أجمع، وحصلت له البغلة والمركب. قَالَ: وإنما كان أسد لا يطيق أن يرى ذلك يؤكل، فأما إذا نحي من بين يديه لم يسأل عنه ولم يطالب برده " 229 - سمعت القاضي أبا الطيب طاهر بْن عبد اللَّه الطبري أو حدثت عنه: " أن بعض الأكابر كان يشتهي أن يحضر الناس مائدته ويأكلوا طعامه، غير أنه كان لا يستطيع أن يرى فما يمضغ شيئا، فشكا ذلك إلى صديق له يأنس به، فقال له صديقه: لو اتخذت لهم طعاما يتناولونه من غير أن يمضغوه. فقال: وهل يمكن ذلك؟ قَالَ: نعم، أصنع لهم سرطراطة، وهي فالوذجة لم تنضجها النار، فتنعقد، فإنهم يبلعونها ولا يحتاجون إلى أن يمضغوها. فقال الرجل لصديقه: فرجت عني، وهذا أسهل الأشياء عندي، وليس يصعب علي إلا دوية المضغ حسب. فأمر بالفالوذجة فصنعت، وجعلت في صحن واسع، وأحضر من يريد أن يدعوه، فجلس الناس في صحن الدار، وجلس الرجل في

غرفة مشرفة عليهم لينظر كيف يأكلون، فلما كان بعد زمان صعد صديقه الذي كان يأنس به إليه، فوجده مغشيا عليه، فانتظره حتى أفاق، ثم قَالَ له: أيش حالك يا سيدي؟ وما الذي أصابك؟ فقال: يا حبيبي، البلع، واللَّه، أشد علي من المضغ " 230 - أخبرني الحسين بْن مُحَمَّد بْن عثمان النصيبي، أنبأنا إسماعيل بْن سعيد المعدل، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن الحسين بْن دريد، حَدَّثَنَا عبد الرحمن، عن عمه، قَالَ: " مر أعرابي برجل قد وضع بين يديه غداءه وهو يأكل، فقال: لو تعرضت له لعله يدعوني إلى الغداء. فقال: السلام عليكم. فقال: كلمة مقولة. ثم طأطأ رأسه يأكل، فقال له الأعرابي: أما أني مررت بأهلك. قَالَ: عليهم كان طريقك؟ قَالَ: وهم صالحون. قَالَ: كذلك خلفتهم. قَالَ: إن امرأتك حبلى. قَالَ: كذلك عهدتها. قَالَ: إنها ولدت غلامين. قَالَ: كذلك كانت أمها. قَالَ: مات أحدهما. قَالَ: ما كانت لتقوى على رضاع اثنين. قَالَ: ثم مات الآخر. قَالَ: ما كان ليبقى بعد أخيه. قَالَ: ثم ماتت الأم. قَالَ: ما كانت لتبقى بعد ولديها. قَالَ: ما أطيب طعامك. قَالَ: نفعه لغيرك. قَالَ: أف لك. قَالَ: اللئيم سباب " 231 - أخبرنا أبو الفتح منصور بْن ربيعة الخطيب بالدينور، حَدَّثَنَا عبد الواحد بْن سليمان، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مهران، حَدَّثَنَا الحسن بْن علي بْن الحسين السامري، إملاء، قَالَ: أخبرني عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم النسائي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المغيرة، عن الأصمعي، قَالَ: " قدم أعرابي على غير حيه، فقدم على رجل من حيه، فنزل عليه، فقال: كيف تركت كلبي بليقا؟ قَالَ: قد ملأ الحي نباحا. قَالَ: طاب

خبرك، فكيف تركت بعيري الأحمر؟ قَالَ: قد ملأ الحي ماء. قَالَ: طاب خبرك. قَالَ: فكيف تركت ابني عمرا؟ قَالَ: صالحا، قد ملأ الحي أنسا. قَالَ: طاب خبرك. قَالَ: فما فعلت الدار؟ قَالَ: عامرة بأهلها. قَالَ: طاب خبرك. ثم قَالَ: يا جارية، هات العشاء. فجعل الأعرابي يأكل أكل الهيم، قَالَ: فغاظ الرجل ذلك، فأراد أن يشغله بالحديث عن الأكل، فقال له: عد في حديثك. قَالَ: سل عما بدا لك. قَالَ: ما فعل كلبي بليق؟ قَالَ: صالح لو كان حيا. قَالَ: وقد مات؟ قَالَ: نعم. قَالَ: من أي شيء؟ قَالَ: أكل من لحم الجمل الأحمر. قَالَ: ومات الجمل الأحمر؟ قَالَ: نعم. قَالَ: من أي شيء؟ قَالَ: مات من نفلة الماء إلى قبر أم عمرو. قَالَ: وماتت أم عمرو؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وما أماته؟ قَالَ: سقطت الدار عليه. قَالَ: وسقطت الدار؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ومن أي شيئ كان موتها؟ قَالَ: من جزعها على عمرو. قَالَ: ومات عمرو؟ قَالَ: نعم. قَالَ: يا جارية، ارفعي العشاء وهات العصا. قَالَ: فرفع الأعرابي رجليه ولم يلحقه " 232 - أخبرني علي بْن أبي علي البصري، أخبرني أبي، قَالَ: سمعت أبا عبد اللَّه ابن أبي موسى الهاشمي، يقول: " كنت بحضرة ناصر الدول، فاستدعى شيئا يأكله، فجاؤوه بدجاجة مشوية ورغيف واحد وسكرجتين وخل وملح وقليل بقل، فجعل يأكل وأنا أحادثه، إذ دخل الحاجب، فأخبره بحضور قوم لا بد من، فرفعت بسرعة ومسح يده، ودخل القوم، فخاطبهم بما أراد وانصرفوا، فقال: ردوا الطبق. فأحضر فتأمل الدجاجة ساعة، ثم جرد وقال: فأين تلك الدجاجة؟ فقالوا: هي هذه.

فقال: لا وحق أبي، علي بالطباخ. فحضر، فقال: هذه هي تلك الدجاجة؟ فسكت، فقال: اصدقني، ويلك! قَالَ: فما فعلت بتلك؟ قَالَ: لما شيلت لم نعلم أنك تردها، فأخذها بعض الغلمان الصغار، فأكلها، فلما طلبتها أخذنا هذه فكسرنا منها وشعثنا مثل ما كنت كسرت من تلك وشعثت، طمعا في أنك لا تعلم بذلك، وقدمناها. قَالَ: يا حمار، تلك كنت كسرت منها الفخذ اليمنى، وأكلت جانب الصدر الأيسر، وهذه مأكولة جانب الصدر الأيمن مكسورة الفخذ اليسرى، لا تعاود بعد هذا لمثل هذا. فقال: السمع والطاعة. وانصرف الطباخ، فجعلت أعجب من تفقده، وهو ملك لمثل هذا ونظره فيه " 233 - أخبرنا التنوخي، قَالَ: أخبرني أبي، أن أبا منصور بْن سورين الكاتب النصراني حدثه، قَالَ: حدثني من سمع جحظة، يقول: " حضرت يوما عند بعض الرؤساء البخلاء، وكنت عقيب تشك، وقد أحضرت مائدته مضيرة حسنة، فأمعنت فيها إمعانا استنفد صبره، وهتك تجمله وستره، فقال لي: يا أبا الحسن، أعزك اللَّه، أنت عليل وجسمك نحيل، واللبن يستحيل. فقلت له: والعظيم الجليل، لا تركت فيها من كثير ولا قليل، وحسبنا اللَّه ونعم الوكيل. قَالَ: فصبر إلى أن أخذ النبيذ منه، ثم عربد علي، فانصرفت من عنده، وقلت، وصنعت فيه لحنا، من الطويل: ولي صاحب لا قدس اللَّه روحه ... بطيء عن الخيرات غير قريب أكلت عصيبا عنده في مضيرة ... فيا لك من يوم علي عصيب

" 234 - حَدَّثَنَا أبو طاهر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد السماك، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشي، أنبأنا علي بْن الحسين أبو الفرج الأصبهاني، أخبرني أبو بكر الربيعي الشاعر، وكان كالمنقطع إلي، قَالَ: " دعانا أبو مُحَمَّد بْن الشار يوما، وكان فيه بخل على الطعام، ودعا جحظة، فطال حبسه للطعام جدا، فأخذ دواة ورقعة، وكتب إلي: ما لي وللشار وأولاده ... لا قدس الوالد والوالده قد حفظوا القرآن واستعملوا ... ما فيه إلا سورة المائده ورمى بها إلي، فقراتها، وكان ابن الشار يقرأ، فأومأت بها إليه، فقرأها، ووثب خجلا، فقدم الطعام، وكان بعد ذلك يجهد جهده في أن يجيئه جحظة، فلا يفعل، ويقول لي: حتى يحفظ تلك السورة، ثم أجيئه " 235 - قَالَ أبو الفرج: وحدثني جحظة، قَالَ: " دخلت على أبي مُحَمَّد بْن الشار أهنئه بدخول شهر رمضان، فسألني عن حالي ومن ألقى من إخواني، فأنشأت أقول، من المتقارب: ركبت أطوف في الجانبين ... وأقطع عمر زمان الصيام فلم ألق إلا صديقا يجود ... بطيب الكلام وحسن السلام ولو أنني كنت في بيته ... سقاني بكفيه كأس الحمام

فكيف أكون إذا ما قصدت ... لأكل الطعام وشرب المدام " 236 - قلت: وممن شهر بالبخل من المتقدمين أبو الأسود الدؤلي، فأخبرني أبو الحسن أَحْمَد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد الدمشقي بها، أخبرني جدي أبو بكر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عثمان السلمي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر السامري، حَدَّثَنَا يموت بْن المزرع، حَدَّثَنَا عيسى، حَدَّثَنَا أبو زيد الأنصاري، قَالَ: " وقف أعرابي بأبي الأسود الدؤلي، وهو على دكان له على باب داره يأكل تمرا، فقال له: أصلحك اللَّه، شيخ هم، غابر ماضين، ووافد محتاجين، أكله الدهر، وأذله الفقر. فناوله أبو الأسود تمرة، فرمى بها الأعرابي في وجهه، ثم قَالَ له: جعلها اللَّه حظك من حظك عنده، وألجأك إلى كما ألجأني إليك، ليبلوك بي كما بلاني بك " 237 - أخبرنا علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه المعدل، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد الآدمي القارئ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عبيد بْن ناصح، حَدَّثَنَا الأصمعي، حَدَّثَنَا ابن أبي طرفة، قَالَ: " بينما أبو الأسود الدؤلي يأكل رطبا، إذ مر بي أعرابي فدعاه، فأقبل يأكل أكلا حيره، وكان أبو الأسود يشفق على طعامه، إلى أن سقطت من يده رطبة، فأخذها الأعرابي، ونفخها، ثم ألقاها في فيه، وقال: لا أدعك للشيطان. فقال أبو الأسود: لا واللَّه، ولا لجبريل ولا لميكائيل ولو نزلا "

238 - أخبرنا أبو مُحَمَّد الجوهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حدثنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن جلاد أبو العيناء، قَالَ: " سلم أعرابي على أبي الأسود، قَالَ: كلمة مقولة، قَالَ: أتأذن في الدخول؟ قَالَ: وراءك أوسع عليك. قَالَ: هل عندك شيء يؤكل؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أطعمني. قَالَ: عيالي أحق به. قَالَ: ما رأيت ألأم منك. قَالَ: نسيت نفسك؟ " 239 - قَالَ: وقال أبو الأسود لرجل معه ثوب: بكم هو؟ قَالَ: خذه حتى أقاربك. قَالَ: إن لم تقاربني ما عدتك، فبكم هو؟ قَالَ: أعطيت به كذا. قَالَ: أنت تخبر عما فاتك " 240 - وقال: باع أبو الأسود بعيرا من رجل، فقال له: أتقضيني حتى أكافئك؟ قَالَ: أهنأ الخير أعجله "

241 - أنبأنا علي بْن أبي علي البصري، أنبأنا أبي، قَالَ: حدثني أبو الحسين بْن عياش، قَالَ: حدثني جحظة، وقال: " ربحت بأكلة افتديتها مع الحسن بْن مخلد خمس مئة دينار وخمس مئة درهم، وخمسة أثواب فاخرة وعتيدة طيب سرية، فقلت: كيف كان ذلك؟ فقال: كان الحسن بخيلا على الطعام، سمحا بالمال، وكان يأخذ ندماءه بغتة، فيسقيهم النبيذ ويؤاكلهم، فمن أكل قتله مثلا، ومن شرب معه على الخسف حظي به. قَالَ: فكنت عنده يوما، فقال لي: يا أبا الحسن، قد عملت غداء على صبوح الجاشري. قَالَ علي بْن أبي علي: يعني: الشرب قبل طلوع الفجر فبت عندي. فقلت: لا يمكنني، ولكن أباكرك قبل الوقت، فعلى أي شيء عملت

أن نصطبح؟ فقال: قد أعد لنا كذا وكذا. ووصف ما تقدم إلى الطباخ بعمله، فعقدنا الرأي على أن أباكره، وقمت، فجئت إلى بيتي ودعوت طباخي، فتقدمت إليه أن يصلح لي مثل ذلك بعينه، ويفرغ منه وقت العتمة، ففعل ونمت، وقمت وقد مضى نصف من الليل، فأكلت ما أصلح لي، وغسلت يدي، وأسرج لي، وأنا عامل على المضي إليه، إذ طرقتني رسله فجئته، فقال: بحياتي أكلت قلت: أعيذك باللَّه، انصرفت من عندك قبيل المغرب، وهذا نصف الليل، فأي وقت أصلح لي شيء، أو أي وقت أكلت؟ سل غلمانك على أي حال وجدوني؟ قالوا: وجدناه واللَّه يا سيدي، قد لبس ثيابه، وهو ذا ينتظر أن يفرغ من إسراج بغلة ليركبها. فسر بذلك سرورا شديدا، وقدم الطعام، فما كان في فضل لشمه، فأمسكت عن تشعيثه ضرورة وهو يستدعي أكلي، ولو أكلت أحل دمي. قَالَ: وكذا كانت عادته، فأقول له: هو ذا أكل يا سيدي، وفي الدنيا أحد يأكل أكثر من هذا؟ قَالَ: وانقضى الأكل، وجلسنا على الشرب، فجعلت أشرب بالأرطال وهو يفرح، وعنده أني أشرب على الريق أو ذلك الأكل الذي أكلت معه، ثم أمرني بالغناء، فغنيت، فاستطاب ذلك وطرب، وشرب أرطالا، فلما رأيت النبيذ قد عمل فيه، قلت: يا سيدي، تطرب أنت على غنائي، فأنا على أي شيء أطرب؟ فقال: يا غلام، هات دواة. فأحضرت، فكتب لي رقعة، ورمى بها إلي، فإذا هي إلى صيرفي يعامله بخمس مئة دينار، فأخذتها وشكرته، ثم غنيت فطرب، وقد زاد سكره، فطلبت منه ثيابا، فخلع على خمسة أثواب من أنواع

الثياب، ثم أمر أن يبخر من كان بين يديه، فأحضرت عتيدة حسنة سرية فيها طيب كثير، وأخذ الغلمان يبخرون بها الناس، فلما انتهوا إلي، قلت: يا سيدي، وأنا أرضى بأن أتبخر حسب؟ فقال: ما تريد؟ قلت: أريد نصيبي من العتيدة. قَالَ: قد وهبتها لك. فأخذتها وشرب بعد ذلك رطلا آخر، واتكأ على مسورته، وكذا كانت عادته إذا سكر. فقام الناس من مجلسه، وقمت وقد طلع الفجر وأضاء، وهو وقت يبكر الناس في حوائجهم، فخرجت كأني لص قد خرج من بيت قوم، على قفا غلامي الثياب والعتيدة كارة، فصرت إلى منزلي، ونمت نومة، ثم ركبت إلى درب عون أريد الصيرفي حتى لقيته في دكانه، فأوصلت الرقعة إليه، فقال: يا سيدي، أنت الرجل المسمى في التوقيع قلت: نعم. قَالَ: أنت تعلم أن أمثالنا يعاملون للفائدة. قلت: أجل. قَالَ: ورسمنا أن نعطى في مثل هذا ما يخسر فيه، في كل دينار درهم، فقلت له: لست أضايقك في هذا. فقال: ما قلت هذا لأربح عليك، ولكن أيما أحب إليك، تأخذ مثلما يأخذ الناس وهو ما عرفتك، أو تجلس مكانك إلى الظهر حتى أفرغ من شغلي، ثم تركب معي إلى داري، فتقيم عندي اليوم والليلة نشرب؟ فقد واللَّه سمعت بك، وكنت أتمنى أن أسمعك، ووقعت الآن إلي رخيصا، فإذا فعلت هذا دفعت إليك الدنانير بما تساوي من غير خسران؟

فقلت: بل أقيم عندك. فجعل الرقعة في كمه، وأقبل على شغله وقوضه، فلما أذنت الظهر، جاء غلامه ببغل فاره، فركبه وركبت معه، فصرنا إلى دار سرية حسنة بفاخر الفرش والآلات، ليس فيها إلا جوار روم للخدمة من غير فحل، فتركني في مجلسي، ودخل، ثم خرج إلي بثياب أولاد الخلفاء من حمام داره، وتبخر، وبخرني بند عتيق حدة، وأكلنا أطيب طعام وأنظفه، ونمنا وقمنا إلى مجلس سري للشرب، فيه فواكه وآلات بمال، فشربنا ليلتنا، فكانت ليلتي عنده أطيب من أختها عند الحسن بْن مخلد، فلما أصبحنا أخرج كيسين، فإذا أحدهما دنانير، فوزن لي من أجودها خمس مئة، ثم فتح الآخر، فإذا هو دراهم طرية، فوزن لي منها خمسة مئة، فقال: يا سيدي، تلك ما أمرت به، وهذه يعني: الدراهم هدية مني، فأخذتها وانصرفت، وصار الصيرفي لي صديقا، وداره لي معقلا " 242 - أخبرنا القاضي أبو مُحَمَّد الحسن بْن الحسن بْن رامين الأستراباذي، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن جعفر الجرجاني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الفضل بْن عبد اللَّه العدني، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن فارس بهراة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن شعيب، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد البغدادي، قَالَ: " كنا في بيت أبي إسحاق نلعب بالشطرنج، إذ تعالى النهار وجعنا. قَالَ: فتركنا اللعب، وجعلنا ننظر إلى جدار البيت، فإذا في ناحية الجدار مكتوب، من البسيط: نعم الصديق صديق لا يكلفنا ... ذبح الفراخ ولا ذبح الفراريج يرضى بلونين من كشك ومن عدس ... وإن تشهى فباقلى بطسوج

قال: فقلنا: ما كان ولو باقلى، فإنا قد رضينا، فإنا يكلفنا ذبح الفراخ قَالَ: فعدنا في اللعب حتى ضجرنا. قَالَ: فرفعنا رؤوسنا، وتركنا اللعب، فإذا في ناجية أخرى مكتوب، من السريع: اشرب على الخيري والريق ... فنحن في بعد من السوق لا ترجون الخبز في بيتنا ... ما لك إلا النفخ في البوق قال: فقمنا وتركناه " 243 - أخبرنا أبو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، أخبرنا إسماعيل بْن سعيد، أخبرنا الحسن بْن القاسم الكوكبي، أخبرنا المبرد، قَالَ: " وجه صالح بْن شيخ إلى سعد بْن سلم بجوذابة وأوزة، ولم يوجه بالأوزة، فكتب إليه سعيد، من المتقارب: بعثت إلينا بجوذابة ... فأين التي جاء جوذابها فقال صالح لابنه موسى: أجبه. فقال موسى، من المتقارب: بعثنا إليك بجوذابة ... وحاز الأوزة أربابها وذلك حظ الفتى الباهلي ... فلا يتعبنك تطلابها "

فصل وقد كثر الهجاء بالبخل على الطعام

فصل وقد كثر الهجاء بالبخل على الطعام إذ كان من أقبح صفات اللئام 244 - أخبرنا أبو علي الحسن بْن الحسين بْن العباس النعالي، أنبأنا أَحْمَد بْن نصر بْن عبد اللَّه الذارع بالنهروان، حَدَّثَنَا عمر بْن الحسن القاضي، حَدَّثَنَا الحارث بْن أبي أسامة، حَدَّثَنَا المدائني، قَالَ: قَالَ الحجاج بْن يوسف: «البخل في الطعام أقبح من الوضح في جلد الإنسان» 245 - قرأت على القاضي أبي العلاء مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَد الواسطي، عن أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الحافظ النيسابوري قَالَ: سمعت أبا زكرياء العنبري، يقول: سمعت أبا واثلة مضر بْن مُحَمَّد بْن الأديب المروزي، يقول: سمعت مُحَمَّد بْن أبي ثميلة، يقول: " كان سعيد بْن سلم بْن قتيبة بْن مسلم والي مرو يبخل، فقال فيه الشاعر، من الطويل: رغيف سعيد عنده عدل نفسه ... يقلبه طورا وطورا يلاعبه ويحمله في كمه ويشمه ... ويلثمه حينا وحينا يخاطبه

وإن قام مسكين على باب داره ... إذا ثكلته أمه وأقاربه يصب عليه البول من كل جانب ... وتحصب ساقاه وينتف شاربه " 246 - أخبرنا أبو عبد اللَّه الخالع، إجازة، وحدثنا مُحَمَّد بْن علي البيع عنه، قراءة، أنبأنا أَحْمَد بْن الفضل المعروف بسندانة، عن عبد اللَّه بْن المعتز، قَالَ: قَالَ اليزيدي للأصمعي، من المتقارب: وما أنت هل أنت إلا امرؤ ... إذا صح أصلك من باهله وللباهلي على خبزه ... كتاب لآكله الآكله " 247 - أخبرنا الحسن بْن علي بْن عبد اللَّه المقرئ، أخبرنا مُحَمَّد بْن جعفر التميمي الكوفي، أخبرنا أبو الحسن الضبي، عن أَحْمَد بْن أبي موسى، عن الأثرم، عن أبي عبيدة، قَالَ: كتب رجل إلى مُحَمَّد بْن خازم الباهلي، من المتقارب: ألا أيها المدعي باهله ... وهبك كما قلت من باهله فلو هجيت باهل كلها ... لكانت لأجلك مستاهله أرى الباهلي على خبزه ... يموت وتأكله الآكله

" 248 - أخبرنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد العتيقي، والحسن بْن علي الجوهري، قالا: أنشدنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ: أنشدنا علان بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أنشدنا قاسم بْن مُحَمَّد الأنباري، قَالَ: أنشدنا أبو عكرمة، من السريع: رأيت عثمان أبا حلس ... ينوح حقبين على فلس يبكي على الكسرة من لؤمه ... بكاء شماس على قس يمحو كتاب الفلس في كفه ... من شدة الضبط على الفلس يكتب تعويذا على خبزه ... أعاذك اللَّه من الضرس " 249 - أخبرنا الجوهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن عمران المرزباني، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد، حَدَّثَنَا أبو العيناء، قَالَ: قَالَ أبو نواس في إسماعيل بْن نوبخت، من الطويل: على خبز إسماعيل واقية البخل ... فقد حل في دار الأمان من الأكل وما خبزه إلا كآوى يرى ابنه ... ولم ير آوى في الحزون ولا السهل وما خبزه إلا كعنقاء مغرب ... تصور في بسط الملوك وفي المثل

يحدث عنها الناس من غير رؤية ... سوى صورة ما إن تمر ولا تحلي وما خبزه إلا كليب بْن وائل ... ليالي يحمي عزه منبت البقل وإذ هو لا يستب خصمان عنده ... ولا الصوت مرفوع بجد ولا هزل فإن خبز إسماعيل حل به الذي ... أصاب كليبا لم يكن ذاك عن ذل ولكن قضاء ليس يستطيع رده ... بحيلة ذي دهي ولا مكر ذي عقل " 250 - أخبرنا أبو الحسن الجواليقي في كتابه، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، حدثني أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن يزيد الأزدي، عن الحسن بْن هانئ، قَالَ، من مجزوء الرمل: خبز إسماعيل كالوشي ... إذا ما انشق يرفا عجبا من أثر الصنعة ... فيه كيف يخفى إن رقاءك هذا ... ألطف الأمة كفا فإذا قابل بالنصف ... من الخبزة نصفا

ألحم الصنعة حتى ... لا ترى موضع أشفى مثلما جاء من التنور ... ما غادر حرفا وله من بعد هذا ... خصلة أحكم ظرفا يمزج العذب بماء البئر ... كي يزداد ضعفا فهو لا يسقيك منه ... مثلما يشرب صرفا " 251 - وقال عمر: حدثني مُحَمَّد بْن سهل بْن المغيرة، أخبرني مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: قَالَ أعرابي، من البسيط: وإن نصرا له دار مشيدة ... ومثله لجياد الدور بناء الحسن ظاهرها والجوع داخلها ... وفي جوانبها بؤس وضراء ما ينفع المرء من تزويق منزله ... وليس في جوفه خبز ولا ماء أستغفر اللَّه ربي ربما خبزوا ... في الدهر كعكا عليه السقم والداء " 252 - أخبرنا الأزهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسين الدقاق، عن جعفر الخلدي، عن أَحْمَد بْن مسروق، قَالَ: قَالَ أبو نواس في البخل، من المتقارب:

أتانا بخبز له يابس ... شبيه الدراهم في خلقته إذا ما تنفست عند الخوان ... تطاير في البيت من خفته فنحن جلوس جميعا معا ... نداري التنفس من خشيته " 253 - أخبرني عبيد اللَّه بْن أبي الفتح، أنبأنا الحسن بْن الحسين بْن علي النوبختي، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن الحسين البصري جوذاب، قَالَ: أنشدنا أبو العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد للحمدوني، من المتقارب: أتانا بخبز له حامض ... شبيه الدراهم في حليته يضرس آكله طعمه ... وينشب في الحلق من خشنته إذا ما تنفست عند الخوان ... تطاير في البيت من خفته فنحن جلوس معا كلنا ... نداري التنفس من خشيته " 254 - أخبرني أَحْمَد بْن أبي جعفر القطيعي، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس بْن حيويه، قَالَ: وجدت بخط جدي، قَالَ الحمدوني، ويقال: للمصيصي، من مجزوء الرمل: لأبي نوح رغيف ... أبدا في حجر دايه

برة تمسحه الدهر ... بكم ووقايه وتعاويذ عليه ... خط فيها بعنايه فسيكفيكهم الله ... إلى آخر الآيه " 255 - أنشدني أبو الفضل عبد الصمد بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الخطيب لبعضهم، من المجتث: يجوع ضيف أبي نوح ... بكرة وعشيه أجاع بطني حتى ... وجدت طعم المنيه وجاءني برغيف ... قد أدرك الجاهليه فقمت بالفأس كيما ... أدق منه شظيه فثلم الفأس وانصاع ... مثل سهم الرميه فشج رأسي ثلاثا ... ودق مني ثنيه " 256 - أخبرني الأزهري، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن الحسن، قَالَ: أنشدنا أبو مُحَمَّد المصري، قَالَ: أنشدنا أبو العباس الخياط، من مجزوء الرمل:

لأبي نوح رغيف ... كان في تنور نوح ثم إذ ذلك في سلة ... إسحاق الذبيح فجرى من ذلك الدهر ... إلى عهد المسيح ولقد بارز عمرا ... قبل أيام الفتوح فنبا من تحت صمصامته ... نبوة ريح تركت عمرا بلا سنن ... ولا ضرس صحيح " 257 - قَالَ أَحْمَد بْن إبراهيم: وأنشدنا أيضا، من الخفيف: أكرموا الخبز بالصيانة حتى ... جعلوا الكعك للبنات شنوفا " 258 - أنشدت لبعضهم، من الخفيف: لك نفس إذا أضر بها الجوع تلافيتها بشم الرغيف من يكن عيشه كعيشك هذا ... فلتكن داره بغير رغيف

259 - أخبرني بْن الجواليقي في كتابه، أخبرنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، أخبرنا عبد اللَّه بْن بحر، أخبرنا ابن عبد الحكم، قَالَ: أنشدني عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حاتم، لدعبل، من الوافر: أتحجب مطبخا لا شيء فيه ... من الدنيا يخاف عليه أكل فهبك المطبخ استوثقت منه ... فما بال الكنيف عليه قفل ولكن قد بخلت بكل شيء ... فحتى السلح منك عليك بخل " 260 - قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: أنشدنا أبو العباس المبرد، لدعبل، من السريع: يفرح بالقولنج في بطنه ... بخلا على ما حاز في الجوف لا يذكر اللَّه بشيء سوى ... أعوذ باللَّه من الضيف قال: وله من الخفيف: أنا سوط العذاب أرسلني اللَّه ... على الساقط السمين البخيل

غير أن الفتى يصون رغيفا ... ما إليه لناظر من سبيل هو في رقعتين من أدم الطائف ... في سلتين في منديل في جراب في مخدع جوف صندوق ... إلى جنب خادم مغلول وعلى السلتين قفلان ... فتاحاهما في جناح ميكائيل ختمت كل سلة برصاص ... وسيور قددن من جلد فيل بختام من النحاس عظيم ... صيغ بعد الإرهاق والتوكيل نقشه يا سمي ما أحسن الصبر ... عن الخبز بعد جوع طويل " 261 - أخبرنا التنوخي، والجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا علان بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أنشدنا أبو مُحَمَّد الأنباري، قَالَ أنشدنا أبو عكرمة، من الوافر: فتى لرغيفه قرط وشنف ... وخلخالان من در وشذر ويبكي إن شققت له رغيفا ... بكا الخنساء إذ فجعت بصخر

وتلقى دون نائله نطاحا ... وضربا مثل وقعة يوم بدر " 262 - أخبرنا الخالع، إجازة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي البيع عنه، قَالَ: أنبأنا أَحْمَد بْن الفضل، عن ابن المعتز، قَالَ: قَالَ عباس الخياط، من مجزوء الرمل: لأبي عيسى رغيف ... فيه خمسون علامه فعلى جانبه الواحد ... لقيت الكرامه ثم لا ذاقك لي ضيف ... إلى يوم القيامه وعلى الآخر سطر ... نسأل اللَّه السلامه " 263 - أخبرنا أبو القاسم عبيد اللَّه بْن أَحْمَد الصيرفي، وأبو يعلى أَحْمَد بْن عبد الواحد الوكيل، قالا: أنبأنا مُحَمَّد بْن جعفر النحوي الكوفي، قَالَ: أنشدنا عبد اللَّه بْن القاسم، لعلي بْن العباس بْن الرومي، من المنسرح: « فتى على خبزه ونائله ... أشفق من والد على ولده رغيفه منه حين يسأله ... مكان روح الجبان من جسده

» 264 - أخبرنا الأزهري، قَالَ: أنشدنا أبو بكر بْن شاذان، قَالَ: أنشدنا إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة، قَالَ: أنشدنا أَحْمَد بْن يحيى، من الخفيف: قد نزلنا بمالك فوجدناه ... سخيا إلى المكارم ينمي فانتقلنا إلى سعيد بْن سلم ... فإذا ضيفه من الجوع يرمي وإذا خبزه عليه سيكفيكهم ... اللَّه ما بدا ضوء نجم وإذا خاتم النبي سليمان ... بن داود قد علاه بختم فارتحلنا من عند هذا بحمد ... وارتحلنا من عند هذا بذم " 265 - قَالَ أبو عبد اللَّه بْن عرفة: وقال آخر، من الهزج: أرى ضيفك في البيت ... وكرب الموت يغشاه ... على خبزك مكتوب ... سيكفيكهم اللَّه " 266 - أخبرنا أبو طالب عمر بْن إبراهيم بْن سعيد الفقيه، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، أنبأنا عمر بْن سعيد، قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن

مُحَمَّد القرشي: أنشدني مُحَمَّد بْن الحسين، من مجزوء الكامل: أما رغيفك في البعاد ... فخلف ما حلف الصنم فإذا علا فوق الخوان ... فمن حمامات الحرم ما إن يذاق ولا يمسس ... ولا ينال ولا يشم فتراه أصفر ذاويا ... بالي النفوس من الهرم " 267 - أخبرنا التنوخي، والجوهري، قالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العتيقي، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن العباس بْن حيويه، قَالَ: أنشدنا أبو القاسم علان بْن أَحْمَد الرزاز، قَالَ: أنشدنا القاسم بْن مُحَمَّد بْن بشار الأنباري، قَالَ: أنشدنا أبو عكرمة، من الطويل: بكى عامر لما شققت رغيفه ... وأطرق طورا ما يمر وما يحلي وحشرج لما أن عسفت ثريده ... وشق بعينيه وقال اجمعوا أهلي فقد حل بي ضيف أظن منيتي ... بكفيه إن لم يدفع اللَّه أو قتلي فلما رأيت الأمر قد حل بالفتى ... وقام من الهول الجسيم على رجل

دعوت بمنديل لترجع نفسه ... إليه وأشنان وقمت إلى نعلي " 268 - أخبرني عبيد اللَّه بْن أَحْمَد الصيرفي، أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسين الدقاق، عن جعفر الخلدي، عن أَحْمَد بْن مسروق، لبعضهم، من الوافر: ويحبس جعسه في البطن شهرا ... مخافة أن يجوع إذا خريه وقد يبكي عليه إذا خريه ... كما يبكي اليتيم على أبيه " قَالَ: ولآخر، من الوافر: رغيفك في الحجال عليه قفل ... وأجراس وأبواب منيعه رأى في بيته يوما رغيفا ... فقال لضيفه هذا وديعه 270 - أخبرنا أبو طالب الفقيه، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه يعني: الكاتب، قَالَ: أنشدنا أبو مُحَمَّد الأنباري، من الوافر: فديتك ليس لي ذنب إليه ... سوى جهلي بمنزلة الرغيف يقول وقد كسرت الحرف منه ... تعست أخذت تعبث بالحروف

271 - " قَالَ: وأنشدنا أيضا، من مجزوء الكامل: وإذا مررت ببابه ... فاستر رغيفك عن غلامه سيان كسر رغيفه ... أو كسر عظم من عظامه. 272 - قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد اللَّه المرزباني، قَالَ: أنشدني أَحْمَد بْن الشاه لأبي الشمقمق، من مجزوء الكامل: يا كاسرا حرف الرغيف ... عرضت نفسك للحتوف أو ما علمت بأن هوذة ... غير نوام ضعيف وتراه خوف مطفل ... للبخل يأكل في الكنيف " 273 - أنشدنا الحسن بْن الحسين بْن العباس النعالي، قَالَ: أنشدنا أبو الفرج علي بْن الحسين الأصبهاني، قَالَ: أنشدني جحظة لنفسه يهجو بعض البخلاء، من المتقارب: وخل ودود دعاني وقد ... توهم أني خل ودود أبحت حريم فراريجه ... وكانت حمى أن تمس الجلود

ودون الرقاب تدق الرقاب ... ودون الكبود ترض الكبود فقال وصعد أنفاسه ... نعم هكذا تستثار الحقود فقلت وقد كان ما كان لا ... أعود فقال أنا لا أعود " 274 - أخبرني الحسن بْن علي المقنعي، قَالَ: ذكر علي بْن مُحَمَّد بْن الفتح بْن العصب الشاعر: أن عليا أبا الحسن المنيري أنشدهم، قَالَ: أنشدني جحظة، من المنسرح: وصاحب زرته فقدم لي ... كسرة خبز وعينه عبرى وقال: ما تشتهي فقلت له ... قطرة ملح وكسرة أخرى فمزق الجيب ثم لاكمني ... وقال هذا المصيبة الكبرى " 275 - قَالَ ابن العصب: وأنشدنا له، من مجزوء الكامل: « لما حجبت بباب دارك ... والأمور لها تشاكل أسرعت سير حميري ... وعلمت أنك كنت تأكل

» 276 - قَالَ: وأنشدنا المنيري، لجحظة، من السريع: وصاحب إن جئته قاصدا ... أفدت منه العلم والظرفا حتى إذا ما جئته زائرا ... لم ألق لا نانا ولا أفا " 277 - أخبرني المقنعي، قَالَ: ذكر ابن العصب، أن جحظة أنشدهم، مجزوء الكامل: يا سائلي بأميرنا ... اسمع إلى الخبر المخبر إني ركبت وما أكلت ... إلى الأمير كما تقدر قال الطعام فجاء ... خادمه بفرخ قد تغير قد كان فقيعا فأصبح ... عند طول المكث أخضر وتناعرت داياته ... هاتوا له الجنب المبرر فأتوا به في صحفة ... نجرت لكسرى أو لقيصر كرفاداة الفصد الصغيرة ... بل أظن الجنب أصغر

الحمد لله الذي ... جعل السماحة خير متجر " 278 - أخبرنا أبو طاهر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن السماك، أنبأنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن موسى القرشي، حَدَّثَنَا أبو الفرج علي بْن الحسين الأصبهاني، قَالَ: أنشدنا جحظة لنفسه، من الخفيف: رب خل طرقته للسلام ... ظن أني أتيته للطعام فتمطي سويعة ثم نادى ... يا غلامي وأين لي بغلامي هات لي حقة الجوارش إني ... بشم من هريسة وهلام قلت قد قمت عنك قَالَ ومن لي ... منك يا من فقدته بالقيام أَحْمَد اللَّه أقسم اللَّه أن لا ... يتوخى بالرزق غير اللئام " 279 - قَالَ: وأنشدني جحظة لنفسه، من الخفيف:

لي صديق طرقته يوم جمع ... واحتفال ومن دعاه حصول يتشكون شدة الجوع والداعي ... لهم عن مقالهم مشغول ثم ناديت بالطعام وقد كادت ... نفوس الحضار جوعا تسيل هل إلى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصدى ويشف الغليل قال هيهات دون ذلك قفل ... ضاع مفتاحه ومنع طويل " 280 - أخبرنا أبو مُحَمَّد الجوهري، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن العباس، قَالَ: أنشدنا مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الكاتب، قَالَ: أنشدني أبو الحسن بْن سندية لجحظة، من المتقارب: وقائلة ما دهى ناظريك ... فقلت رويدك إني دهيت قرضت دجاجة بعض الملوك ... فما زلت أصفع حتى عميت " 281 - أخبرني المقنعي، قَالَ: ذكر علي بْن مُحَمَّد بْن الفتح بْن العصب، أن ابن السرى أنشدهم، لجحظة، من الكامل: وشققت عن جدي البخيل إهابه ... وأكلت شحم الكليتين بسكر

فهناك ما دنت الأكف لهامتي ... لطما فأخرجت الدما من منخري " 282 - أنشدنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن علي بْن عبد اللَّه الصوري، قَالَ: أنشدني أبو علي صالح بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن رشيد بْن مضر، قَالَ: أنشدنا كشاجم، لأبيه، من الطويل: صديق لنا من أبرع الناس في البخل ... وأفضلهم فيه وليس بذي فضل دعاني كما يدعو الصديق صديقه ... فجئت كما يأتي إلى مثله مثلي فلما دنونا للطعام رأيته ... يرى أنه من بعض أعضائه أكلي ويغتاظ أحيانا ويشتم عبده ... وأعلم أن الغيظ والشتم من أجلي أمد يدي سرا لآخذ لقمة ... فيلحظني شزرا فأعبث بالبقل إلى أن جنت كفي لحيني جناية ... وذلك أن الجوع أعدمني عقلي وأهوت يميني نحو رجل دجاجة ... فجرت كما جرت يدي رجلها رجلي وقدم من بعد الطعام حلاوة ... فلم أستطع فيها أمر ولا أحلي

فلو أنني قد كنت بت ببيته ... ربحت ثواب الصوم مع عدم الأكل " 283 - أنشدني أبو الفرج عتبة بْن علي، لبعض الكتاب، من المتقارب: رأيتك عند حضور الخوان ... قليل النشاط كثير الصياح تلاحظ عينك كف الأكيل ... فترمقه من جميع النواحي وتشغله باستماع الحديث ... طورا وآونة بالمزاح فعال امرئ بخلت نفسه ... بشيء يؤول إلى المستراح "

فصل المذكورون بأنهم أبخل الناس

فصل المذكورون بأنهم أبخل الناس 284 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَلالُ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارَقُطْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطَّلْحِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي طَلْحَةُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبُخْلُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ، فَتِسْعَةٌ فِي فَارِسَ، وَوَاحِدٌ فِي النَّاسِ» 285 - أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيُّوَيْهِ الْخَزَّازُ، قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ يَعْنِي: ابْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيمِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيْفٌ هُوَ ابْنُ عُمَرَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُسِّمَ الْحِفْظُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ: فَتِسْعَةٌ فِي التُّرْكِ، وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ. وَقُسِّمَ الْبُخْلُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ: فَتِسْعَةٌ فِي فَارِسَ، وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ. وَقُسِّمَ السَّخَاءُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ: فَتِسْعَةٌ فِي السُّودَانِ، وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ. وَقُسِّمَ الْحَيَاءُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ: فَتِسْعَةٌ فِي الْعَرَبِ، وَجُزْءٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ. وَقُسِّمَ الْكِبْرُ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ: فَتِسْعَةٌ فِي الرُّومِ، وَوَاحِدٌ فِي سَائِرِ النَّاسِ "

286 - أَخْبَرَنِي أبو القاسم عبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان بْن الفرج الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر أَحْمَد بْن إبراهيم بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن شاذن البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن علي بْن زكريا، قَالَ: سمعت عمرا الجاحظ، يقول: " ليس في الدنيا أبخل من ثلاثة: خادم، ومخنث، وذمي " 287 - أخبرنا الحسن بْن علي المقنعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عمر مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، قَالَ: سمعت أبا أيوب ابن الحلاب، يقول: سمعت إبراهيم الحربي رحمه اللَّه، يقول: جاء رجل يسأل يحيى بْن أكثم، فقال له: أيش توسمت في؟ أنا قاض والقاضي يأخذ ولا يعطي، وأنا من مرو وأنت تعرف ضيق مرو، وأنا من تميم والمثل إلى بخل تميم "

288 - في كتابي عن أبي تغلب عبد الوهاب بْن علي بْن الحسن الملحمي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاضي أبو الفرج المعافى بْن زكريا الجريري، قَالَ: أنبأنا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الرحمن يعني: ابن عبيد اللَّه بْن قريب ابن أخي الأصمعي، عن عمه، قَالَ: " أبخل أهل خراسان أهل طوس، وكانت قرية من قراها قد شهر أهلها بالبخل، وكانوا لا يقرون ضيفا، فبلغ ذلك واليا من ولاتهم، ففرض عليهم قرى الضيف، وأمرهم أن يضرب كل رجل منهم وتدا في المسجد الذي يصلي فيه، وقال: إذا نزل ضيف فعلى أي وتد علق سوطا أو ثوبا فقراه على صاحب الوتد، وكان فيهم رجل مفرط البخل، فعمد إلى عود صلب، فملسه وحدده وصيره في زاوية المسجد، ووتده منصوبا ليزل عنه ما علق عليه، فدخل المسجد ضيف، فقال في نفسه: أن يكون هذا الوتد لأبخل القوم، وإنما فعل هذا هربا من الضيافة. فعمد إلى عمامته، فعقدها على ذلك الوتد عقدا شديدا، فثبتت، وصاحب الوتد ينظر إليه قد سقط في يديه، فجاء إلى امرأته مغتما، فقالت: ما شأنك؟ فقال: البلاء الذي كنا نحيد عنه، قد جاء الضيف ففعل كذا وكذا. فقالت: ليس لنا حيلة إلا الصبر، واستعانة اللَّه عليه. وجعلت تعزيه، واجتمع بناته وجيرانه متحزنين لما حل به، وكان أمر الضيف عندهم عظيما، فعمد إلى شاة فذبحها، والى دجاجة فاشتواها، والى جفنة فملأها ثريدا ولحما، فجعلت امرأته وبناته وجاراته يتطلعن من فروج الأبواب والسطوح إلى الضيف وأكله، وجعلوا يتبادرون: قد جاء الضيف، ويلكم، قد جاء الضيف. فتناول

الضيف عرقا من ذلك اللحم ورغيفا، فأكله ومسح يده وحمد اللَّه عز وجل، وقال: ارفعوا، بارك اللَّه عليكم! فقال صاحب البيت: كل يا عبد اللَّه! واستوف عشاءك، فقد تكلفنا لك. قَالَ: قد اكتفيت. فقال: هكذا أكل الضيف مثل أكل الناس لا غير؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ما ظننت إلا أنك تأكل جميع ما عملناه وتدعو بغيره. فكان ذلك الرجل بعد ذلك لا يمر به ضيف إلا قراه " 289 - أخبرني أبو الحسن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن الجواليقي الكوفي في كتابه إلي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو جعفر أَحْمَد بْن علي بْن عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مهران الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر عبد اللَّه بْن بحر بْن طيفور الجنديسابوري، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو حفص عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم النسائي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حاتم بْن أسد، قَالَ: قَالَ أبو الشمقمق، من البسيط: ما إن رأيت خنازيرا معربة ... إلا ذكرت بها ناسا بحلوان قوم إذا حل ضيف بين أظهرهم ... لم ينزلوه ودلوه على الخان " 290 - أنشدني القاضي أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن التيمي الأصبهاني، لبعضهم، من الوافر: إذا صادقت صادق واسطيا ... على بذل السلام بلا طعام يريك الفضل في صاد وميم ... ويمنع ذاك في كاف ولام

" 291 - أخبرنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر البزاز، أخبرنا أبو عمر مُحَمَّد بْن العباس الخزاز، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عيسى المكي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القاسم بْن خلاد، عن علي بْن الصباح، قَالَ: قَالَ بشار بْن برد الأعمى، من الطويل: على واسط من ربها ألف لعنة ... وتسعة آلاف على أهل واسط أيلتمس المعروف من أهل واسط ... وواسط مأوى كل علج وساقط نبيط وأعلاج وخوز تجمعوا ... شرار عبيد اللَّه من كل غائط وإني لأرجو أن أنال بشتمهم ... من اللَّه أجرا مثل أجر المرابط " 292 - أخبرني ابن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، حدثني أَحْمَد بْن إسماعيل بْن عمر، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، حدثني أَحْمَد بْن إسماعيل بْن عمر الأنباري، حدثني سعيد بْن يحيى بْن سعيد القرشي، حدثني بعض أهل البصرة، قَالَ: كان عندنا جماعة من القسامل يتواصون باللؤم مقحط الأموال، قَالَ: فقال بعضهم: غدوت إلى البازجاه بمران إلى رجل عليه قلسان. قَالَ: فقال لي، يعني صاحبا له: فرطت وضيعت وأسأت. قَالَ:

وكيف؟ قَالَ: قَالَ ازددت على قوتك، وأخلقت ثوبك، وأبليت نعلك. فقال: كان ثوبي مطويا على عنقي، ونعلي معلقة بيدي، ولم أزدد على قوتي شيئا. فقال: قد حفظت " 293 - أخبرنا أبو نعيم أَحْمَد بْن عبد اللَّه بْن أَحْمَد بْن إسحاق الحافظ بأصبهان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن عمر أبو سعيد، حَدَّثَنَا أبو عمر مُحَمَّد بْن الحسين القيسي، حَدَّثَنَا مسبح بْن حاتم، حَدَّثَنَا عبد الجبار بْن عبد اللَّه، قَالَ: " مات رجل، يعني: بالبصرة، وأوصى بثلث ماله للسفل، فسأل، يعني: وصية عن السفل، فقيل له: السماكين. فمضى إلى سماكي الحبل، فقال: أنتم السفل؟ قالوا: نحن السفل، ولكن سماكي البازجة أسفل منا. فمضى إلى البازجة، فقال: أنتم السفل؟ فقالوا: نحن السفل، ولكن سماكي الأبلة أسفل منا. فمضى إلى الأبلة، فقال: أنتم السفل؟ فقالوا: نحن السفل، فماذا تريد؟ قَالَ: مات رجل وأوصى بثلث للسفل فأرشدت إليكم، فقام رجل منهم فوثب عليه، وقال: لا نزايلك إلى الحاكم حتى تحلف أنك ما انتفعت من بشيء، ولا أنفقت. فقال الرجل: أشهد أنكم سفل سفل سفل " 294 - حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد الجوهري، أنبأنا أبو عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عمران بْن موسى المرزباني، حَدَّثَنَا عبد الواحد بْن مُحَمَّد الخصيبي، قَالَ: سمعت أبا علي أَحْمَد بْن إسماعيل، يقول: «ليس يتهيأ لك الاستقصاء على السفلة أو تسفل معهم»

295 - أخبرني ابن الجواليقي في كتابه، أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد، قَالَ: قَالَ صبي من أهل الكوفة لأبيه: يا أبة، أشتهي رمانا. فقالك وما يدريك ما الرمان؟ ثم قَالَ لأمنه: ذريه حتى يظن أن الذرور هو الرمان " 296 - قَالَ عمر: وسمعت أبا أيوب الأنطاكي، يقول: عن رجل، قَالَ: " دعاني رجل بالكوفة إلى منزله، فأتيته، فإذا شاة مشدودة في ناحية الدار، فبينا أنا كذلك إذ سمعت: الناطف، الناطف. قَالَ: فصاحت الشاة، واضربت اضطرابا شديدا. قَالَ: ففزعت من ذلك، فقال لي الكوفي: يا عبد اللَّه، لا تفزع ولا ترع، أن لنا صبيا إذا سمع صوت الناطف جاء إلى هذه الشاة، فنتف صوفها واشترى به ناطفا، فالشاة لما ينزل بها من الوجع من نتف الصوف تصيح هذا الصياح إذا سمعت صوت الناطف " 297 - وقال عمر بْن الحكم: حدثني مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن صبح الخراساني، قَالَ: سمعت عبد اللَّه بْن عقبة الباهلي، يقول: " دعاني رجل من أهل الكوفة إلى منزله أتغدى عنده، فأتيته، فأدخلني إلى دار قوراء كبيرة، فأجلسني في بيت منها، فلم أزل حتى انتصف النهار واشتد جوعي، فقلت: يا هذا، قد حبستني. قَالَ: فنادى بأعلى صوته: يا عاتكة، يا حمامة، يا أم غراب. قَالَ: فأجابته جارية من أقصى الدار: لبيك يا مولاي. قَالَ: ويلك أبو مُحَمَّد قد حبسناه منذ غدوة، فهاتي ما عندك. فقالت: يا مولاي، قد نخلت دقيقي، وأنا أنتظر السقاء يجيء حتى أعجن. قَالَ: فقمت، فخرجت "

298 - سمعت بعض أصحابنا يذكر: " أن رجلا عربيا كان يمشي في بعض دروب الكوفة في يوم قائظ شديد الحر، فلظه العطش، فتقدم إلى باب دار فطرقه، فخرجت إليه جارية، فقال لها: قد لظني العطش، فاسقيني كوزا من ماء. فقالت له: واللَّه ما عندنا ماء، ولكن عندنا لبن، فهل لك أن تشرب منه؟ فقال لها الرجل: ومن لي بذلك؟ فأخرجت إليه فخارة فيها لبن ودفعتها إليه، فعجب الرجل، وقال في نفسه: أليس يذكر عن أهل الكوفة البخل؟ وأنا قد طلبت من أهل هذه الدار ماء فسقوني لبنا وهذا غاية الكرم. ثم وضع الفخارة عن فمه، وقال للجارية: يا هذه، إني أرى في الفخارة فأرة ميتة. فقالت الجارية: فأرة أخرى؟ فرمي بالفخارة عن يده إلى الأرض فسقطت فانكسرت، فبادرت الجارية إلى مولاها صارخة تولول، وتقول: يا ستي كسر الرجل مبولتك " 299 - وبلغنني أن بغداديا لحاما نزل بالكوفة، وفتح فيها حانوتا ليبيع فيه اللحم، فمكث زمانا لا يشتري أحد منه شيئا، ثم جاءته امرأة في قناعها نخالة، وقالت له: أعطني بهذه النخالة لحما. فصاح عليها وانتهرها، وقال: أي خير يرتجى من قوم يريدون ابتياع اللحم بالنخالة؟ فولت المرأة وهي تضحك تعجبا منه، وقالت: هذا البغدادي طريف، لا يبيع اللحم إلا بنوى

فصل مذهب البخلاء فيما جمعوه أن الحزم ألا ينفقوه

فصل مذهب البخلاء فيما جمعوه أن الحزم ألا ينفقوه 300 - أخبرنا أبو طاهر مُحَمَّد بْن الحسين بْن مُحَمَّد بْن سعدون الموصلي، قَالَ: أنبأنا أبو بكر أَحْمَد بْن إبراهيم بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن شاذان البزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو بكر أَحْمَد بْن مسعود الزنبري، قَالَ: حَدَّثَنَا إسحاق بْن عيسى بْن منصور، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الغمر، قَالَ حَدَّثَنَا الهيثم بْن عدي، قَالَ: " كان أبو العميس رجلا بخيلا، فكان إذا أخذ الدرهم نقره، وقال: كم من يد وقعت فيها، ومن بلد دخلته، أسكن وقر عينا، فقد استقرت بك الدار، واطمأن بك المنزل. ثم يرفعه " 301 - أخبرني أبو علي الحسن بْن الحسين بْن العباس النعالي، قَالَ: أنبأنا أبو بكر أَحْمَد بْن نصر بْن عبد اللَّه الذراع، قَالَ: حدثني بعض إخواني، قَالَ: بلغني عن بعض البخلاء أنه كان إذا وقع الدرهم في يده يخاطبه، ويقول له: أنت عقلي وديني، وصلاتي وصيامي، وجامع

شملي وقرة عيني، وأنسي وقوتي، وعدتي وعمادي. ثم يقول له، من السريع: أهلا وسهلا بك من زائر ... كنت إلى وجهك مشتاقا ثم يقول له: يا نور عيني، وحبيب قلبي، قد صرت إلى من يصونك، ويعرف قدرك، ويعظم حقك، ويرعى قديمك، ويشفق عليك، وكيف لا تكون كذلك وأنت تعظم الأقدار، وتعمر الديار، وتفتض الأبكار، وتسمو على الأشراف، وترفع الذكر، وتعلي القدر، وتؤنس من الوحشة. ثم يطرحه في كيسه، ويقول، من الطويل: بنفسي مخبوء عن العين شخصه ... ومن ليس يخلو من لساني ولا قلبي ومن ذكره حظي من الناس كلهم ... وأول حظي منه في البعد والقرب " 302 - أخبرني أبو الحسن الجواليقي في كتابه، قَالَ: أنبأنا أَحْمَد بْن علي الخزاز، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن بحر، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن مُحَمَّد بْن عبد الحكم، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرو الوراق، عن علي بْن مُحَمَّد القرشي المدائني، قَالَ: " كان خالد بْن صفوان إذا أخذ جائزته، قَالَ للدراهم: أما واللَّه لطالما غربت في البلاد، فواللَّه لأطيلن ضجعتك، ولأديمن صرعتك.

قَالَ: وأتى خالد بْن صفوان رجل يسأله، فأعطاه درهما، فقال له: سبحان اللَّه! يا صفوان! أسألك فتعطيني درهما؟ فقال له خالد: يا أحمق! أما تعلم أن الدرهم عشر العشرة، والعشرة عشر المئة، والمئة عشر الألف، والأف عشر عشرة الآلاف، ألا ترى كيف ارتفع الدرهم إلى دية المسلم؟ ! واللَّه! ما تطيب نفسي بدرهم أنفقه إلا درهما قرعت به باب الجنة، أو درهما أشتري به موزا فآكله " 303 - قَالَ عمر: وحدثني عبد الرحمن بْن حبيب الحارثي، قَالَ: أنبأنا مُحَمَّد بْن سلام الجمحي، قَالَ: قَالَ يزيد بْن عمير لبنيه: " يا بني، اعلموا أنه يكون عند أحدكم مئة ألف أعظم له من صدور بني تميم، وأعظم شرفا من أن يقسمها فيهم، ولأن يقال لأحدكم: شحيح، وهو غني، خير من أن يقال: سخي، وهو قد افتقر، ولأن يقال لأحدكم: جبان، وهو حي، خير من أن يقال: شجاع، وقد قتل، وتعلموا الرد، فواللَّه لهو أشد من الإعطاء " 304 - أخبرنا أبو الحسن علي بْن القاسم بْن الحسن الشاهد بالبصرة، قَالَ أنبأنا أبو بكر مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: أنبأنا أبو العيناء مُحَمَّد بْن القاسم، قَالَ: قَالَ الفضل بْن سهل: " رأيت جملة البخل سوء الظن باللَّه عز وجل، وجمل السخاء حسن الظن باللَّه عز وجل، قَالَ اللَّه تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [البقرة: 268] . وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39] " 305 - أنشدنا أبو القاسم علي بْن الحسن العلوي الموصلي

المعروف بالمرتضي، لنفسه من قصيدة طويلة، من الكامل: ولقد عجبت لمعشر صانوا الغنى ... وأذال منهم ما سواه مذيله ظل الغنى من ساكني ظل الغنى ... يخشى عليه زواله وحؤوله لم يثر من لم يغن مفتقرا ولم ... ينل الغنى من لا تراه ينيله والجود لا يبقي التلاد على الفتى ... والبخل عنوان الغنى ودليله " 306 - أنشدنا أبو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غالب الخوارزمي، لبعضهم، من البسيط: « أنفق ولا تخش إقلالا فقد قسمت ... بين العباد من الآجال أرزاق لا ينفع البخل مع دنيا مولية ... ولا يضر من الإقبال إنفاق

فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال

» فصل ما ينبغي أن يتيقنه من بخل بإنفاق المال أنه لوارثه إن سلم من حادث في الحال 307 - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ بِجَنْبَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ كُلَّهَا إِلا الثَّقَلَيْنِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا، وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا، وَمَا أَفَلَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلا بَعَثَ اللَّهُ بِجَنْبَيْهَا مَلَكَيْنِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ الْخَلائِقَ كُلَّهَا إِلا الثَّقَلَيْنِ: مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى " 308 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ يَعْنِي: ابْنَ شُمَيْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ، يَقْرَأُ هَذِهِ

الآيَةَ: " {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التكاثر: 1] . قَالَ: " يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ، فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ، فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ، فَأَمْضَيْتَ؟ " 309 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْوَرَّاقُ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّلَمَاسِيُّ، وَأَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُطَرِّزُ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ كَيْسَانَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي! مَالِي! إِنَّ مَا لَهُ مِنْ مَالِهِ، مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ، فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى، فَأَمْضَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ، فَذَاهِبٌ ". وَقَالَ الْمُطَرِّزُ. فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ 310 - أخبرنا أبو سهل محمود بْن عمر بْن جعفر العكبري، قَالَ: أنبأنا أبو الحسن علي بْن الفرج بْن أبي روح، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي الدنيا، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّد المقري، قَالَ: قيل لبعض الحكماء: اكتسب فلان مالا. قَالَ: فهل اكتسب أياما يأكله فيها؟ قيل: ومن يقدر على ذلك؟ قَالَ: فما أراه اكتسب شيئا " 311 - قَالَ ابن أبي الدنيا: وسمعت الحسين بْن عبد الرحمن ينشد، من البسيط: يا جامعا مانعا والدهر يرمقه ... مقدرا أي ناب فيه يعلقه

مفكرا كيف تأتيه منيته ... أغاديا أم بها تسري فتطرقه جمعت مالا ففكر هل جمعت له ... يا جامع المال أياما تفرقه المال عندك مخزون لوارثه ... ما المال مالك إلا يوم تنفقه " 312 - أخبرنا أبو الفتح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الفوارس الحافظ، قَالَ: أنبأنا أبو مُحَمَّد علي بْن عبد اللَّه بْن المغيرة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي، قَالَ: قَالَ عبد اللَّه بْن المعتز: «بشر مال البخيل بحادث أو وارث» 313 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبُخَارِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ الْفَقِيهُ بِالْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّكُمْ مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ إِلا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِ وَارِثِهِ. قَالَ: اعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ. قَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلا ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ إِلا مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ. قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّمَا مَالُ أَحَدِكُمْ مَا قَدَّمَ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ " 314 - أخبرنا أبو القاسم الأزهري، وأبو القاسم التنوخي، قالا: أنبأنا أَحْمَد بْن إبراهيم بْن شاذان، زاد التنوخي: ومُحَمَّد بْن عبد الرحمن

المخلص، قالا: حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن عبد الرحمن السكري، حَدَّثَنَا أبو يعلى المنقري، حَدَّثَنَا الأصمعي، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول:. . . . «كدك فيما نفعه لغيرك» 315 - أخبرنا أَحْمَد بْن عبد الواحد بْن مُحَمَّد الدمشقي، أنبأنا جدي، أنبأنا مُحَمَّد بْن جعفر بْن مُحَمَّد بْن سهل السامري، قَالَ: سمعت أبا موسى عمران بْن موسى المؤدب، يقول: وفد على أنوشروان حكيم للهند وفيلسوف للروم، فقال للهندي: تكلم. فقال: «خير الناس من ألفي سخيا، وعند الغضب وقورا، وفي القول متأنيا، وفي الرفعة متواضعا، وعلى كل ذي رحم مشفقا» . وقام الرومي، فقال: «من كان بخيلا ورث عدوه ماله، ومن قل شكره لم ينل النجح، وأهل الكذب مذمومون، وأهل النميمة يموتون فقراء، ومن لم يرحم سلط عليه من لا يرحمه» 316 - وقال مُحَمَّد بْن جعفر: سمعت أبا العباس مُحَمَّد بْن يزيد المبرد، وغيره، يقول: قَالَ بعض الحكماء: " غافص الفرص عند إمكانها، وكل الأمور إلى وليها، ولا تحمل على نفسك هم ما لم يأتك، ولا تعدن عدة ليس في يديك وفاؤها، ولا تبخل بالمال على نفسك، فكم من جامع لبعل حليلته؟ فنقل هذا الكلام الأخير مُحَمَّد بْن بشير، فقال، من البسيط: كم مانع نفسه لذاتها حذرا ... للفقر ليس له من ماله ذخر

إن كان إمساكه للفقر يحذره ... فقد تعجل فقرا قبل يفتقر " 317 - وقال مُحَمَّد بْن جعفر، لمحمود الوراق، من المتقارب: تمتع بمالك قبل الممات ... وإلا فلا مال إن أنت متا شقيت به ثم خلفته ... لغيرك بعدا وسحقا ومقتا فجاد عليك بزور البكاء ... وجدت له بالذي قد جمعتا وأعطيته كل ما في يديك ... وخلاك رهنا بما قد كسبتا " 318 - أخبرنا القاضي أبو الحسين مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن المهتدي باللَّه الهاشمي، أنبأنا أبو الفضل مُحَمَّد بْن الحسن المأمون، قَالَ: أنشدنا أبو بكر مُحَمَّد بْن القاسم الأنباري، قَالَ: أنشدني أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي، قَالَ: أنشدني عبد اللَّه بْن المعتز لنفسه، وعبد اللَّه حي، من السريع: « سابق إلى مالك وراثه ... ما المرء في الدنيا بلباث كم صامت يخنق أكياسه ... قد صاح في ميزان وراث » 319 - أخبرنا أبو بكر عبد اللَّه بْن علي بْن حمويه الهمذاني بها،

أنبأنا أبو بكر أَحْمَد بْن عبد الرحمن الشيرازي، قَالَ: أنشدنا أبو مُحَمَّد عبد الجبار بْن مُحَمَّد المروزي، قَالَ: أنشدنا أبو أَحْمَد علي بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن حبيب، لبعضهم. وأخبرني أبو مُحَمَّد الجوهري، أنبأنا مُحَمَّد بْن العباس، أنبأنا عبد الرحمن بْن مُحَمَّد الزهري، قَالَ: أنشدنا أبو العباس أَحْمَد بْن يحيى: إذا كنت جماعا لمالك ممسكا ... فأنت عليه خازن وأمين تؤديه مذموما إلى غير حامد ... فيأكله عفوا وأنت دفين " 320 - أخبرنا القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو علي مُحَمَّد بْن الحسين الجازري، قالا: حَدَّثَنَا المعافى بْن زكريا، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الحسن بْن دريد، أنبأنا أبو حاتم، عن العتبي، عن سعيد، قَالَ: سمعت أعرابيا، يقول: «عجبا للبخيل المتعجل للفقر الذي منه هرب، والمؤخر للسعة التي إياها طلب، ولعله يموت بين هربه وطلبه، فيكون عيشه في الدنيا عيش الفقراء، وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء، مع أنك لم تر بخيلا إلا وغيره أسعد بماله منه، لأنه في الدنيا متهم بجمعه، وفي الآخرة آثم بمنعه، وغيره آمن في الدنيا من همه، وناج في الآخرة من إثمه»

§1/1