الاغتباط بمن رمي من الرواة بالاختلاط

سِبْط ابن العَجَمي، برهان الدين

مقدمة كتاب الاغتباط بمن رمي بالاختلاط

مقدمة كتاب الاغتباط بمن رمي بالاختلاط للحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي قال (1) سيدنا وشيخ شيوخنا الإمام الحافظ العلامة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الشهير بالمحدث رحمه الله وأعاد من بركاته علينا: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وأشرف السابقين واللاحقين وعلى آله وصحبه وبجَّلَ وكرَّمَ وعظم. أما بعد.. فهذا كتاب جمعته على حروف المعجم في الاسم واسم الأب في معرفة من خلط في آخر عمره من الثقات وغيرهم، وذلك لأن الحافظ تقي الدين أبا عمرو ابن الصلاح قال في علومه: " إنه فن عزيز مهم لم أعلم أحداً أفرده بالتصنيف واعتنى به مع كونه حقيقاً بذلك جداً ". قال شيخنا الحافظ أبو الفضل العراقي فيما قرأته عليه وبسبب كلام ابن الصلاح: أفرده شيخنا صلاح الدين العلائي بالتصنيف في جزء حدثنا به ولكنه اختصره ولم يبسط الكلام فيه ورتبهم على حروف المعجم

_ Q (1) القائل هو محرر النسخة العلامة أبو بكر محمد بن عمر بن عمر بن محمد بن عمر بن أبي بكر النصيبي الحلبي الشافعي كما سيأتي في نهاية الكتاب

"انتهى". ولم أقف أنا عليه، وقد ذكرهم ابن الصلاح في علوم الحديث ستة عشر رجلاً ثقة، وقد زدت عليه جماعة كثيرة منهم (1) ومن غيرهم ثم الحكم في حديث من اختلط من الثقات التفصيل، فما حدث به قبل الاختلاط فإنه يقبل، وإن حدث به فيه أو أشكل أمره، فلم يدر أأخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده فإنه لا يقبل. وكان ينبغي لي أن أذكر في كل ترجمة من الثقات من أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده أو أبهم أمره ليعرف ما يقبل من حديثه دون غيره، وقد ذكر ابن الصلاح بعض ذلك، ولكن هذا يستدعي كتباً كثيرة من التواريخ وغيرها وبلدنا حلب عَري عن ذلك. وقد ذكر شيخنا العراقي هذا في التراجم التي ذكرها ابن الصلاح في النكت على ابن الصلاح، وذكر بعض ذلك في شرح الألفية له، وقد قرأتهما عليه فمن أراد شيئاً من ذلك فلينظر في المؤلفين المذكورين. قال ابن الصلاح: واعلم أن من كان من هذا القبيل محتجاً بروايته في الصحيحين أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز وكان مأخوذاً عنه قبل الاختلاط. انتهى. وهذا من باب إحسان الظن بهما، والله أسأل أن ينفع به إنه قريب مجيب. ولم أذكر فيه من قيل فيه ساء حفظه بآخره ونحوه، فإن النسيان يعتري كثيراً الكبار في السن. وقد رقمت على من له شيء في الكتب الستة أو بعضها بالرقوم المشهورة عند أهل الحديث، ورقمت على من ذكره ابن الصلاح وتركت من زدته بغير علامة.

_ Q (1) يعني من الثقات ومن غير الثقات.

باب الألف

باب الألف 1 -[م س ق] أُبان بن صَمْعَة له ترجمة في ميزان الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن الذهبي شيخ شيوخنا قال فيها عن يحيى بن سعيد أنه تغيربآخره. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لقيته وقد اختلط البتة قبل أن يموت بزمان وذكر فيه كلام غيرهما.

_ Qأبان هذا شيخ صدوق في نفسه لم ينسب إلى الضعف وحديثه قبل الاختلاط مستقيم، روى له النسائي وابن ماجة وليس له في صحيح مسلم سوى حديث واحد متابعة كما روى له البخاري في الأدب المفرد.

أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي

2 - أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ذكره ابن الصلاح في علومه فيمن اختلط من الثقات. قال شيخنا الحافظ العراقي فيما قرأته عليه، وفي ثبوت هذا عن القطيعي نظر. قال: وهذا القول تبع فيه المصنف مقالة حكيت عن أبي الحسن بن الفرات لم يثبت إسنادها إليه ذكرها الخطيب في التاريخ فقال: حدثت عن أبي الحسن بن الفرات فذكرها، وقد أنكر صاحب الميزان هذا على ابن الفرات، وقال: هذا غلو وإسراف. ثم ذكر كلام

_ Qقلت: قال الحافظ العراقي: وعلى تقدير ثبوت ما ذكره أبو الحسن بن الفرات من التغير وتبعه المصنف ممن سمع منه في الصحة بأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو عبد الله الحاكم وأبو بكر البرقاني وأبو نعيم الأصبهاني وأبو علي بن المذهب راوي المسند فإنه سمعه عليه في سنة ست وستين والله أعلم.

أبي عبد الرحمن السلمي أنه سأل عنه الدارقطني فقال: ثقة زاهد سمعت أنه مجاب الدعوة ثم ذكر توثيق الحاكم له ثم كلام غيره، وقد راجعت الميزان فرأيته قال في أول ترجمته: صدوق في نفسه مقبول تغير قليلا إلى أن ذكر كلام ابن الصلاح عن أبي الحسن بن الفرات. ثم قال: قلت: فهذا القول غلو وإسراف إلى آخر كلامه.

أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي عبد الله بن وهب

3 -[م] أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ابن أخي عبد الله بن وهب ذكر الحاكم أنه اختلط بعد الخمسين ومائتين بعد خروج مسلم من مصر كذا ذكره الشيخ محي الدين النووي في مقدمة شرح مسلم له عن أبي عمرو بن الصلاح ولم يذكره في علومه. وقد قال أبو حاتم: كتبنا عنه وأمره مستقيم ثم خلط بعد، ثم جاءنا خبره أنه رجع عن التخليط.

_ Qقلت: وأحمد بن عبد الرحمن بن مسلم المصري صدوق غير متهم في نفسه، له أحاديث أنكرت عليه، ووقع في الاختلاط، يقال: إنه رجع عن الأحاديث التي أنكرت عليه إلا حديث مالك عن الزهري عن أنس كما نص عليه ابن الأخرم. روى له مسلم، ولكن ذكر الحاكم أنه اختلاط بعد الخمسين ومائتين بعد خروج مسلم من مصر، وهذا يدل على أن مسلم روى عنه قبل الاختلاط. أما أبو حاتم فقد نص على أنه كتب عنه وأمره مستقيم، أما أبو زرعة فقد أدركه فلم يكتب عنه ـ يعني أنه تجنبه في اختلاطه. والله تعالى أعلم.

أحمد بن أبي القاسم بن سنبلة (1) البغدادي

4 - أحمد بن أبي القاسم بن سنبلة (1) البغدادي شيخ متأخر مات سنة 619 تسع وعشر وستمائة، اختلط قبل موته بأربع سنين قاله الذهبي في ميزانه.

_ Qقلت: مات سنة تسع عشرة وستمائة، وليس هناك كبير فائدة من إيراد أمثال هؤلاء المتأخرين في مثل هذه الدراسة.

أحمد بن محمد بن حمدان الفارسي أبو الحسن المذكر الزاهد

5 - أحمد بن محمد بن حمدان الفارسي أبو الحسن المذكر الزاهد عن عبدان الأهوازي، قال الإدريسي: لم أكتب عنه خلط في شيء. انتهى. قاله الذهبي في ميزانه. لم أقف أنا إلا على هذا القدر فلعله أراد الاختلاط، والله أعلم.

_ Qهذ كل ترجمته في الميزان، وترجم لهالحافظ في اللسان فلم يزد على ذلك، والله أعلم

إبراهيم بن أبي العباس السامري (1)

6 -[س] إبراهيم بن أبي العباس السامري (1) ويقال ابن العباس قاله ابن سعد. اختلط فحجبه أهله حتى مات.

_ Qقلت: إبراهيم بن أبي العباس، أبو إسحاق الكوفي، ثقة تغير بآخره واختلط. ولكن اختلاطه لم يضره، قال ابن سعد: " كان اختلط في آخر عمره فحجبه أهله في منزله حتى مات". وهذا مثال من أحوال الرواة الثقات الذين لا يضرهم اختلاطهم حيث لم يحدثوا في اختلاطهم ولم يأخذ عنهم أحد في حال تغيرهم، فها هو إبراهيم بن أبي العباس قد حجبه أهله في منزله فلم يأخذ عنه أحد في الاختلاط، والله تعالى أعلم.

قاله المزي في تهذيبه: وتابعه الذهبي عليه في تذهيبه وميزانه، زاد في الميزان قلت: فما ضره الاختلاط وعامة من يموت يختلط قبل موته وإنما المضَّعف للشيخ أن يروي شيئا من اختلاطه. انتهى.

إبراهيم بن خثيم (1) بن عراك بن مالك

7 - إبراهيم بن خُثَيْم (1) بن عراك بن مالك قال الجوزجاني: اختلط بآخرة.

_ Qقلت: وإبراهيم بن خثيم ليست له رواية عند أصحاب الكتب الستة، وحديثه متروك ولو لم يختلط، والبحث عن مثل هذا الراوي لمعرفة اختلاطه ومن أخذ عنه في الاختلاط جهد بلا طائل وعمل بلا فائدة، فحديثه بعد الاختلاط ليس بشيء، أما بعد الاختلاط فالأولى ألا يلتفت إليه، والله تعالى أعلم.

إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحافظ أبو يعقوب الحنظلي ابن راهويه أحد الأعلام

8 -[خ م د ت س] إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحافظ أبو يعقوب الحنظلي ابن راهويه أحد الأعلام قال الذهبي في ميزانه في ترجمة ابن راهويه وذكر لشيخنا أبي الحجاج ـ يعني المزي ـ حديث، فقال: قيل: إن إسحاق اختلط في آخر عمره، قال الذهبي: الحديث ما رواه ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة في الفأرة فزاد فيه إسحاق من دون أصحاب سفيان [وإن كان ذايبا فلا تقربوه] فيجوز أن يكون الخطأ من بعد إسحاق وكذا حديث رواه جعفر الفريابي ثنا إسحاق بن راهويه ثنا شبابه (2) عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر ثم ارتحل فهذا على نُبْل رواته منكر. فقد رواه [م] عن الناقد عن شبابة ولفظه: (إذا كان في سفر وأراد الجمع أخر الظهر حتى يدخل أول (4) وقت العصر ثم يجمع بينهما) تابعه الزعفراني عن شبابة. وأخرجه (خ م) من حديث عقيل عن ابن شهاب عن أنس

_ Qقلت: وإسحاق بن راهويه أحد الحفاظ الأعلام وأحد الثقات الأثبات، وهو قرين لأحمد بن حنبل ومن أجلة شيوخ البخاري له مسند يعرف بمسند إسحاق بن راهويه، تغير قبل موته بمدة يسيرة (خمسة أشهر) وقد سمع أبو داود منه في هذه الفترة ولكنه طرح ما سمعه منه في تغيره فلا يضر سماعه منه في الاختلاط. أما أبو العباس السراج فإنه آخر من حدث عنه كما نص عليه ابن حجر في التهذيب وعليه فإنه يكون ممن روى عنه في الاختلاط. والله تعالى أعلم.

ولفظه: (إذا عجل به السير أخر الظهر إلى أول وقت العصر فيجمع بينهما) ولا ريب أن إسحاق كان يحدث الناس من حفظه فلعله اشتبه انتهى. ونقل بعض مشايخي فيما قرأته عليه عن أبي داودأنه تغير قبل موته بخمسة أشهر. انتهى. وهذا الكلام عن أبي داود في التذهيب.

إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد الحداد، أبو رجاء الأصبهاني

زيادات النهاية: 9 - إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد الحداد، أبو رجاء الأصبهاني صاحب تيك المجالس نزيل بغداد يروي عن: ابن ريدة، وأبي الطاهر بن عبد الرحيم وغيرهما، وروى عنه أبو المعمر الأنصاري وغيره. قال ابن السمعاني: سألت عبد الوهاب الأنماطي فقال: لا أحب أن أروي عنه. وقال يحيى بن مندة: كان كثير السماع قليل الرواية. لم ينسبه في اللسان إلى الاختلاط، ولكن قال الذهبي في ميزانه: قال ابن ناصر: وضع حديثاً وأملاه وكان يخلط.

إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب صحاح اللغة

10 - إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب صحاح اللغة ترجمته معروفة وقد رأيت بخط يشبه أن يكون خط الحافظ تقي الدين محمد بن رافع السلامي ترجمة الجوهري وفيها ما لفظه وقيل إنه اختلط في آخر عمره ومات مترديا من سطح داره بنيسابور ثم أرخ وفاته [تنبيه] : نقل النووي في تهذيبه عن الشيخ تقي الدين ـ يعني ابن الصلاح ـ ما لفظه: (ولا التفات إلى قول الجوهري صاحب صحاح اللغة (1) .. إلى أن قال: فإنه ممن لا يقبل ما ينفرد به، وقد حكم عليه بالغلط من وجهين فذكرهما وقد تعقبه النووي في الوجهين، والله أعلم.

_ Qقلت: وإسماعيل بن حماد الجوهري صاحب " صحاح اللغة" هو ممن برع في اللغة ولكنه ليس من أصحاب الحديث وليست له رواية في الكتب الستة وهو يعد من المتأخرين نسبياً

إسماعيل بن عياش

11 -[4] إسماعيل بن عياش ذكره ابن الجوزي في الموضوعات في باب النهي عن التسمية بالوليد وإسماعيل بن عياش لما (2) كبر تغير حفظه وكثر الخطأ في حديثه وهو لا يعلم فلعل هذا الحديث أدخل عليه في كبره أو قد رواه وهو مختلط. انتهى وذكر نحو هذا الكلام في مكان آخر بعد هذا المكان.

_ Qقلت: وإسماعيل بن عياش بن سليم العنسي صدوق في روايته عن أهل بلده من الشاميين، مستقيم الحديث عنهم لم يخلط فيه، فمن روى عنه حديثه عن الشاميين، إنما يروي أحاديث مستقيمة لا اختلاط فيها، ولكن حديثه عن غير الشاميين من العراقيين والحجازيين فقد وقع له اختلاط فيها، فمن روى عنه هذه الأحاديث إنما يروي عنه فيما اختلط فيه، أما إطلاق الضغف فيه كما فعل النسائي وإخراجه عن حد الاحتجاج به كما زعم ابن حبان فإنه لا يصح، فضعفه إنما جاء من اختلاطه في الرواية عن غير الشاميين. أما عن الشاميين فإنه ثقة مستقيم الحديث، ولعل هذ ما يعنيه النسائي بالضعف، أي ضعيف في غير الشاميين لأن ما ذكره عنه صاحب الميزان إطلاق الضعف، ولكن وجدت في التهذيب ذكر عنه "وقال النسائي: صالح في حديث أهل الشام". أما كلام أبي إسحاق الفزاري فيه وقوله: " ذاك رجل لا يدري ما يخرج من رأسه". فهذا غلو وإسراف في الجرح لا يقبل في مثل إسماعيل بن عياش فإنه عالم أهل الشام وصاحب حديثهم، فهذا جمع من النقاد الأئمة ـ فيما ذكرناه ـ قد شهدوا بثقته واستقامة حديثه عن أهل بلده وإنما ضعفوا حديثه عن العراقيين والحجازيين لاختلاطه فيهم فأنصفوا الرجل وأنصفوا أنفسهم، ويكفي لإسماعيل شهادة البخاري له وقوله فيه: " إذا حدث عن أهل بلده فهو صحيح"، والله تعالى أعلم

إسماعيل بن مسلم البصري ثم المكي المجاور أبو إسحاق

12-[ت ق] إسماعيل بن مسلم البصري ثم المكي المجاور أبو إسحاق متروك وفيه كلام غير ذلك نقل في الميزان عن ابن المديني قال: سمعت يحيى وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي فقال: لم يزل مختلطا كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة أضرب. انتهى. ثم إني رأيته يحتمل أن يريد به الاختلاط المعروف ويحتمل غيره وهو أظهر والله أعلم. ثم إني رأيته في موضوعات ابن الجوزي نقله عن ابن المديني. انتهى. والله أعلم

_ Qقلت: إسماعيل بن مسلم المكي، أبو إسحاق ضعيف الحديث، يروي المناكير ويقلب الأسانيد وإيراده في عداد المخلطين فيه نظر، فجل من تكلموا فيه تكلموا عن ضعفه ونكارة حديثه فنسبته إلى الاختلاط وعده في المختلطين يشعر وكأن حديثه قبل الاختلاط مما يصح ويحتج به، وليس الأمر كذلك في إسماعيل بن مسلم المكي فإنه واه ضعيف الحديث يروي المناكير وتركوا حديثه إلا بعضهم قبل كتابته للشواهد والمتابعات مثل ابن عدي، أما ما اعتمد عليه الحافظ برهان الدين بن العجمي لعده في المختلطين هو ما ذكره من قول يحيى بن معين نقلاً عن الميزان. وقال ابن المديني: سمعت يحيى وسئل عن إسماعيل بن مسلم المكي، قال: "كان لم يزل مختلطاً، كان يحدثنا بالحديث الواحد على ثلاثة أضرب". فذلك لا يعني أنه ينسب إليه الاختلاط بالمعنى الاصطلاحي ولكنه بمعنى الضعف وقلب الأسانيد كما نص عليه ابن حبان وفيما ذكر سابقا، بل هذا ما يرجحه ابن العجمي نفسه حيث قال: "ثم إني رأيته يحتمل أن يريد به الاختلاط المعروف ويحتمل غيره وهو أظهر والله أعلم". أما قول أبي حاتم: ضعيف مختلط فلعله يريد المعنى الذي ذكرناه والله أعلم.

أصبغ مولى عمرو بن حريث

13 -[د ق] أصبغ مولى عمرو بن حريث فيه جهالة ويقال إنه تغير روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ذكره العقيلي في كتابه انتهى. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم عن ابن معين ثقة قال وسئل أبي عنه فقال شيخ انتهى. وقوله فيه جهالة كونه لم يرو عنه اثنان

_ Qقال ابن حبان: تغير بآخرة حتى كبل بالحديد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص. قلت: يعني بالتخليص تمييز حديثه قبل التغير عن حديثه بعد ذلك، ولكنه قال بعد ذلك: وعلم الوقت الذي حدث فيه والسبب الذي يؤدي إلى هذا العلم معدوم فيه.

باب الباء

باب الباء 14 -[ق] بحر بن مَرَّار بن عبد الرحمن مولى بكر الثقفي عن أبيه عن جده وعن شعبة والقطان قال يحيى بن سعيد القطان: رأيته وقد خلط فلم أكتب عنه. وقال (س) تغير وقال مرة ليس به بأس. وقال الكوسج عن ابن معين ثقة.

_ Qقلت: وبحر بن مرار بن عبد الرحمن صدوق في نفسه غير متهم تغير بأخرة واختلطن فأما يحيى بن سعيد القطان فقد نص على أنه عاصر اختلاطه ولكنه لم يكتب عنه في الاختلاط فحديثه عنه صحيح لا يضعف من قبل اختلاطه بحر، وأما الأسود بن شيبان وشعبه فلم أعثر على ما يفيد تركهما لحديثه بعد الاختلاط.

بسر بن أرطاة بن أبي أرطاة

15 -[د ت س] بسر بن أرطاة بن أبي أرطاة يقال إنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم قبض وهو صغير هذا قول الواقدي وابن معين وأحمد وغيرهم وقالوا خرف في آخر عمره. وأما أهل الشام فيقولون سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب وقد ذكر بسر بن أبي أرطاة الحاكم في مستدركه ونقل فيه عن خليفة ـ يعني ابن خياط شبابا العصفري ـ أنه قال مات في خلافه معاوية وقد خرف توفي بالمدينة يكنى أبا عبد الرحمن.. قال الذهبي: قلت: أورد له حديثه في الدعاء: اللهم أحسن عاقبتنا انتهى.

_ Qقلت: وبسر بن أرطاة أبي عبد الرحمن، مختلف في صحبته وسماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونص ابن عدي على أنه مشكوك في صحبته، ولكن قال ابن حجر في الإصابة: وفي سنن أبي داود بإسناد مصري قوي عن جنادة بن أمية قال: كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر نأتي بسارق فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا تقطع الأيدي في السفر". وروى ابن حبان من طريق أيوب بن ميسرة بن حليس، سمعت بسر بن أبي أرطاة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها". وقد أنكر أهل المدينة صحبته وسماعه ولعلهم أدرى بالصحبة من أهل الشام، أما بالنسبة لتغيره فثبت اختلاطه وأنه خرف قبل موته والله تعالى أعلم.

بشر بن الوليد الكندي الفقيه

16 - بشر بن الوليد الكندي الفقيه ذكره الذهبي في ميزانه (1) وفيه قال صالح بن محمد جزرة: هو صدوق ولكنه لا يعقل كان قد خرف.

_ Qفي آخر أمره يقال إنه وقف في القرآن، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه لذلك. وقد ذكر الذهي قول صالح جزرة السابق وقال: وقال السليماني: منكر الحديث وقال الآجري: سألت أبا داود: أبشر بن الوليد: ثقة؟ قال لا. وروى السلمي عن الدارقطني: ثقة. مات بشر سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وليست له رواية في الكتب الستة

باب الجيم

باب الجيم 17 -[ع] جرير بن حازم قال ابن مهدي هو أثبت من قرة قال واختلط ـ يعني جرير ـ فحجبه أولاده فلم يسمع منه أحد في حال اختلاطه وقال أبو حاتم تغير قبل موته بسنة.

_ Qقلت وجرير بن حازم بن الأزدي أبو النضر البصري، هو كما قال الذهبي: أحد الأئمة الكبار الثقات، مستقيم الحديث إلا عن قتادة فإن حديثه عنه فيه ضعف، روى عنه مناكير، وهذا لا يسقط الرجل جملة وإنما ينفي هذا الموضع من حديثهن كما أن له أوهام إذا حدث من حفظه، والوهم اليسير لا يضر الراوي، فقد يقع فيه الكبار. أما عن اختلاطه وتغيره فقد وقت أبو حاتم وأبو نعيم الفترة التي اختلط فيها قبل موته بسنة، ولكن اختلاطه هذا لا يضره، ولا يقدح في حديثه، فقد كان أولاده أصحاب حديث فحجبوه، ولم يسمع منه أحد حال اختلاطه، فكل من روى عنه إنما روى عنه قبل الاختلاط، قال أحمد بن سنان عن ابن مهدي: " جرير بن حازم اختلط وكان أولاده أصحاب حديث، فلما أحسوا ذلك منه حجبوه، فلم يسمع أحد منه حال اختلاطه شيئاً". وروايته في الكتب الستة جميعاً.

جرير بن عبد الحميد الضبي

18 -[ع] جرير بن عبد الحميد الضبي اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول حتى قدم عليه بَهْز فعرَّفه وقال أبو حاتم صدوق تغير قبل موته وحجبه أولاده. وكذا نقل هذا الكلام أبو العباس البَنَائي في ترجمة ابن عبد الحميد وإنما المعروف (4) هذا عن ابن حازم كما تقدم لكن البيهقي في سننه في ثلاثين (5) حديثا لجرير بن عبد الحميد قال قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ.

_ Qقلت: وجرير بن عبد الحميد الضبي الكوفي أحد الثقات صحيح الكتاب روايته في الكتب الستة كلها نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ كما نص عليه البيهقي. أما ما قاله أبو حاتم وأبو العباس البنائي من أنه تغير قبل موته وحجبه أولاده فلا يصح وإنما عرف ذلك عن جرير بن حازم صاحب الترجمة السابقة وقد تعب الذهبي في ميزانه هذ الكلام ورده وبين أن الذي حجبه أولاده هو جرير بن حازم، وهذا ما نقله صاحب الاغتباط ولذا تعقب الحافظ ابن حجر كلام أبي حاتم هذا فقال في التهذيب: "وذكر صاحب الحافل عن أبي حاتم أنه تغير قبل موته بسنة فحجبه أولاده، هذا ليس بمستقيم فإن هذا إنما وقع لجرير بن حازم فكأنه اشتبه على صاحب الحافل". أما ما ذكر في ترجمته من قول الإمام أحمد بن حنبل: " لم يكن بالذكي، اختلط عليه حديث أشعث وعاصم الأحول حتى قدم عليه بهز فعرفه". فهذا لا يدخل في معنى الاختلاط اصطلاحاً ولذلك قيل ليحيى بن معين عقي هذه الحكاية: كيف تروي عن جرير؟ قال: ألا تراه قد بين لهم أمرها. ولكن يبقى قول البيهقي في سننه في نحو ثلاثين حديثاً لجرير بن عبد الحميد قد نسب في آخر عمره إلى سوء الحفظ.

باب الحاء المهملة

باب الحاء المهملة 19 - حبان ـ بالكسر ـ ابن زهير اختلط ويقال ابن يسار أبو روح وقال ابن حبان (2) لا يحتج به لكن فرق بين ابن زهير وابن يسار

_ Qقلت: هذا حبان بن زهير وليس هو ابن يسار الذي سيأتي في الترجمة التالية وابن زهير لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة. أما ابن يسار فقد روى له أبو داود.

حبان بن يسار الكلابي البصري

20 -[د] حبان بن يسار الكلابي البصري أبو رويحة ويقال أبو روح ذكره البخاري في الضعفاء فأشار أنه تغير

_ Qقل: وذكره البخاري في التاريخ وذكر في اسم أبيه اختلافاً وأعل حديثه، وقال أبو داود: لا بأس به.

حجاج بن محمد المصيصي الاعور

زيادات النهاية: 21 - حجاج بن محمد المصيصي الأعور

_ Qأحد الثقات، روى عن: ابن جريج وشعبة. وعنه: أحمد وابن معين والذهلي. روى الأثرم عن أحمد قال: كان أحفظ وأصح حديثاً وأشد تعاهداً للحروف ورفع أمره جداً. ورى إبراهيم الحربي، أخبرني صديق لي. قال: لما قدم الحجاج بغداد آخر أمره خلط، فرآه ابن معين يخلط، فقال لابنه: لا يدخل عليه أحد. توفي سنة ست ومائتين. ليست له رواية في الكتب الستة0.

الحسن بن الحسين الرهاوي المقري

زيادات النهاية: 22 - الحسن بن الحسين الرهاوي المقري

_ Qقال عبد العزيز الكتاني: كان فيه تخليط يحدث بما لم يسمع ويركب على الشيوخ. روى عن: عبد الرحمن بن أبي نصر. مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة. قال الحافظ في اللسان: قال ابن عساكر: وجدت نسخته برسالة أبي بكر، وقد سمع فيها لنفسه على أبي محمد بن أبي نصر بسماعه زعم عن أبي الحسن صخر، ولم يلق أحدهما الآخر، وذكر أن سماعه بقراءته بخط ابن الحيان وليس بخط ابن الحيان نسأل الله السلامة.

الحسن بن عثمان التمتامي سبط تمتام

زيادات النهاية: 23 - الحسن بن عثمان التمتامي سبط تمتام

_ Qحدث بخرسان وما وراء النهر عن عبد الله بن إسحاق المدائني والبغوي كتب عنه الحاكم وقال كان يحفظ وليس بالمعتمد فإنه حدث عن الباغندي والمدائني وعبد الله بن زيدان بأحاديث لا يتابع عليها. قال الإدريسي: كان يخلط. وساق له الحاكم عن أبي بكر محمد بن هارون عن سجادة عن يحيى الأسلمي عن برد بن سنان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة فوضع يده اليمنى على يده اليسرى. وقال الإدريسي: سمعت محمد بن سعيد الحافظ يقول: كتب عني الحسن بن عثمان التمتامي أحاديث لبهز بن حكيم ثم ذهب فحدث بها عن مشائخي. وقال الإدريسي: مات بالشاش سنة خمس وأربعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى.

الحسين بن الحسين الفانيد

24 - الحسين بن الحسين الفانيد الرواي عن أبي علي بن شاذان. قال شجاع الذهلي وغيره: تغير بأخرة

_ Qقال في اللسان: وقد ذكر ابن السمعاني قال: سألت عبد الله بن طاهر بن فارس: هل سمعت من الفانيدي شيئاً؟ فقال: حضرت عنده فسألت بعض أهل الحديث أن يقرأ عليه شيئاً، فقرأ حديثين، فجاء ابن خسرو فعرك أذني، وقال: هذا مجنون، كيف تسمع منه؟ فتركه.. وقد قال السلفي في معجم شيوخه: لم نر له عن غير ابن شاذان، وكان صحيح السماع، ما روى غير جزءين أو ثلاثة وتناقض عقله في آخر عمره. مات في شوال سنة ست وتسعين وأربعمائة، وأثنى عليه عبد الوهاب الأفاطي. أهـ.

الحسين بن علي النخعي

25 -الحسين بن علي النخعي شيخ كتب عنه الإسماعيلي عُمِّر وتغير لايعتمد عليه

_ Qقال عنه الذهبي في الميزان: شيخ كتب عنه الإسماعيلي، عمر وتغير لا يعتمد عليه وأتى بخبر باطل قال: حدثنا العباس بن الوليد حدثنا مروان بن محمد حدثنا سعيد حدثنا قتادة عن أنس مرفوعاً: "فضلت بأربع، بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطن" رواه عنه الإسماعيلي. ولكن الحافظ في اللسان لا يرى أن الحسين بن علي النخعي هو علة هذا الخبر فقال: هذا لا ذنب فيه لهذا الرجل والظاهر أن الضعف من قبل سعيد وهو ابن بشير والله أعلم. أهـ. والنخعي ليست له رواية في الكتب الستة.

حصين بن عبد الرحمن أبو الهذيل السلمي الكوفي

26 -[ع ص] حصين بن عبد الرحمن أبو الهذيل السلمي الكوفي ذكره ابن الصلاح فيمن اختلط وتغير وعزاه للنسائي وغيره انتهى. وقال أبو حاتم ثقة ساء حفظه في الآخر وقال النسائي تغير وعن يزيد بن هارون وكان قد نسي وعنه أيضا أنه قال اختلط وقد أنكر علي بن عاصم اختلاطه

_ Qقال العراقي: وقد سمع منه قديما قبل أن يتغير سليمان التيمي وسليمان الأعمش وشعبة وسفيان. والله تعالى أعلم. قلت: وممن سمع منه قديماً غير الأربعة الذين ذكرهم الحافظ العراقي هشيم بن بشير وزائدة بن قدامة وخالد الواسطي وسليمان بن كثير. أنظر مقدمة الفتح (2/123) . وممن روى عنه بعد الاختلاط: حصين بن نمير وأبو عوانة وأبو بكر بن عياش وأبو كدينة وعبثر بن القاسم وعبد العزيز العمي وعبد العزيز بن مسلم ومحمد بن فضيل وقد أخرج البخاري من حديثهم ما توبعوا عليه كما نص عليه ابن حجر في مقدمة الفتح. وكذلك روى عنه بعد الاختلاط: حصين بن نمير وقد أخرج له البخاري بمتابعة هشيم ومحمد بن فضيل له. وقد اشترك ثلاثة كوفيون آخرون غير أبي الهذيل السلمي الكوفي في هذه التسمية ويتميز كل واحد منهم بنسبه أو كنيه، وقد ذكر الأربعة الخطيب في المتفق والمفترق، وذكرهم كذلك ابن حجر في التهذيب والذهبي في الميزان وميزوا بينهم وكذلك ذكرهم الحافظ العراقي في تعقبه على ابن الصلاح كما أشرنا من قبل، والثلاثة الآخرون هم: أـ حصين بن عبد الرحمن الجعفي أخو إسماعيل بن عبد الرحمن كوفي أيضاً. ب ـ حصين بن عبد الرحمن الحارثي الكوفي. ج ـ حصين بن عبد الرحمن النخعي الكوفي أخو مسلم بن عبد الرحمن النخعي. قال ابن حبان: هؤلاء الثلاثة من أهل الكوفة وقد رووا ثلاثتهم عن الشعبي، روى عنهم أهل الكوفة.

حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة النخعي أبو عمر الكوفي

زيادات النهاية: 27 -[ع] حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن ثعلبة النخعي أبو عمر الكوفي قاضيها وقاضي بغداد أيضا

_ Qقلت: وحفص بن غياث النخعي أبو عمر الكوفي القاضي ثقة فقيه، احتج بروايته أصحاب الكتب الستة كلهم، تغير حفظه في الآخر قليلاً، وذلك أنه ولي القضاء وجفا كتبه فمن كتب عنه من كتابه فهو صحيح كما قال أبو زرعة، وهذا التغير أقرب إلى سوء الحفظ منه إلى معنى الاختلاط المصطلح عليه، ونسبه أحمد وابن سعد إلى التدليس. مات حفص سنة أربع وتسعين ومائة على الصحيح والله تعالى أعلم.

حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة

زيادات النهاية: 28 -[م 4] حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة مولى تميم ويقال مولى قريش

_ Qقلت: وحماد بن سلمة بن دينار الإمام العلم أبو سلمة البصري أطنب الأئمة في عدالته وفضله وأمانته وعلمه. قال في الميزان: ثقة له أوهام. وهو أثبت الناس في ثابت، احتج به الجماعة غير البخاري فإنه استشهد به ليبين أنه ثقة وأخرج له تعليقاً حديثاً في رواية ثابت عن أنس. تغير حفظه بآخره. وقد نص عليه البيهقي قال: هو أحد الأئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ اثني عشر حديثاً أخرجها في الشواهد.

حنظلة السدوسي البصري

29 -[ت ق] حنظلة السدوسي البصري يقال ابن عبد الله ويقال ابن عبيد الله وقيل غير ذلك قال ابن معين تغير في آخر عمره

_ Qقلت: وحنظلة بن عبد الله السدوسي ضعيف الحديث وعامة من تكلم فيه من الأئمة على تضعيف حديثه ولم يوثقه إلا ابن حبان فقد ذكره في الثقات ثم عاد وأورده في الضعفاء ونص عبارته في المجروحين قال: " اختلط بآخرة حتى كان لا يدري ما يحدث فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير تركه يحيى القطان سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقولك سئل يحيى بن معين عن حنظلة السدوسي عن أنس فقال: ضعيف". ومعرفة حديثه القديم وحديثه الأخير قبل وبعد الاختلاط لا طائل من ورائه فإنه ودون النظر إلى ثلمة الاختلاط فإنه ضعيف، لم يوثقه غير ابن حبان، وتوثيقه له غير مقبول فهو الذي أورده بنفسه في المجروحين بعد ذلك.

حيان بن عبيد الله أبو زهير

30 - حيان بن عبيد الله أبو زهير شيخ بصري قال البخاري: ذكر الصلت منه الاختلاط وقد ذكر هذا الرجل ابن حبان في ثقاته ولم يذكره بالاختلاط

باب الخاء المعجمة

باب الخاء المعجمة 31 -[ت ق] خالد بن إياس ويقال ابن إلياس الكلام في تضعيفه معروف. وقال أبو الحسن بن القطان كما نقله عنه الإمام جمال الدين الزيعلي في تخريج أحاديث الهداية في حديث أبي هريرة أنه عليه والصلاة والسلام: "كان ينهض في الصلاة على صدور قدميه". والأمر الذي أعل به خالد هو موجود في صالح مولى التؤمة قال: وهو الاختلاط. انتهى.

_ Qقلت: وخالد بن إياس: إمام المسجد النبوي مجمع على ترك حديثه بل اتهمه ابن حبان والحاكم برواية الموضوعات، ولا أدري لماذا أورده الحافظ برهان الدين ابن العجمي هنا في المختلطين، وهو مجمع على ضعفه ونكارة حديثه، بل وذهب بعض النقاد إلى عدم كتابة حديثه ـ للمتابعات والشواهد ـ كما نص عليه ابن معين والنسائي. وجل الذين ضعفوه وحكموا بترك حديثه لم ينسبوا إليه الاختلاط بل لنكارة حديثه أما ما ذكره ابن العجمي من كلام الزيلعي في نصب الراية منسوباً إلى أبي الحسن بن القطان في حديث نهوض النبي صلى الله عليه وسلم على صدور قدمية من أن الأمر الذي أعل به خالد هو موجود في صالح مولى التؤمة وهو الاختلاط. فكان الأولى عدم الالتفات اليه فإن خالد بن إياس إنما أعل بغير الاختلاط فقد أعل بضعفه ونكارة حديثه كما رأينا في أقوال الأئمة والنقاد والله تعالى أعلم.

خالد بن طهمان أبو العلاء (1) الكوفي

32 -[ت] خالد بن طهمان أبو العلاء (1) الكوفي ضعفه ابن معين وقال: خلط قبل موته بعشر سنين وكان قبل ذلك ثقة.

_ Qقلت: وخالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي، صدوق في نفسه غير متهم نسب إلى التشيع له بعض الخطأ والوهم ضعفه ابن معين وكذا ابن الجارود ولعل ذلك من أجل أنه اختلط قبل موته بعشر سنين والله تعالى أعلم

خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني أبو عون

33-[4] خصيف بن عبد الرحمن الجزري الحراني أبو عون من موالي بني أمية مذكورا في الميزان أنه ضعفه أحمد وقال مرة: ليس بقوي وقال ابن معين صالح وقال مرة ثقة وذكر كلام غيرهما لكن لم يذكره بالاختلاط إلا أنه قال وقال أبو حاتم: تكلم في سوء حفظه إلى آخر كلام فيه. وقد ذكر الحافظ شهاب الدين ابن حجر في كتاب التقريب للتهذيب ما لفظه: "صدوق سيء الحفظ خلط بآخرة" انتهى.

_ Qقلت: وخصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون صدوق في نفسه ولكن كثير الخطأ والاضطراب في حديثه فضعف ونسبه أبو حاتم وابن حجر إلى الاختلاط واجتنب يحيى بن سعيد حديثه وقد أنصفه ابن حبان بقوله: " إلا أن الإنصاف فيه قبول ما وافق الثقات في الروايات وترك ما لا يتابع عليه"

خطاب بن القاسم أبو عمر قاضي حران

34 -[د س] خطاب بن القاسم أبو عمر قاضي حران في الميزان وثقه ابن معين وغيره وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال البرذعي عن أبي زرعة منكر الحديث يقال إنه اختلط

_ Qقلت: وخطاب بن القاسم الحراني: ثقة، وإن كان أنكر عليه حديث صيام التطوع فقد وثقه غير واحد، قال البرذعي عن أبي زرعة: منكر الحديث ولكن روى ابن أبي حاتم عن أبي زرعة أيضاً وقد نسبه إلى أبو زرعة إلى الاختلاط فلعله كان يقصد أنه منكر الحديث حال تغيره ووقوعه في الاختلاط والله تعالى أعلم.

خلف بن خليفة الأشجعي الكوفي المعمر

35 -[م 4] خلف بن خليفة الأشجعي الكوفي المعمر قال ابن سعد تغير قبل موته واختلط وفي حفظي فيما أخال أني رأيت في مسند أحمد أنه قال دخلت عليه فرأيته قد اختلط فلم أسمع منه انتهى وقال أحمد رأيت خلفا وهو مفلوج وكان لا يفهم وقال أيضا أتيته فلم أفهم عنه وقال عبد الله عن أبيه رأيت خلفا هو كبير فوضعه إنسان فصاح ـ يعني من الكبر ـ فقال له إنسان يا أبا أحمد حدثكم محارب بن دثار وقص الحديث فتكلم بكلام خفي فجعلت لا أفهمه فتركته

_ Qقلت: وخلف بن خليفة بن صاعد الأشجعي أبو أحمد الكوفي صدوق وثقه غير واحد قبل التغير والاختلاط، وقد أنكر عليه أحمد وابن عيينة أنه رأى عمرو بن حريث، وممن سمع منه قديما قبل التغير، هشيم ووكيع، وآخر من روى عنه هو الحسن بن عوف أما عن سنة وفاته فالراجح أنه مات سنة 181هـ فقد نص عليه ابن سعد وأقره ابن حجر وعليه فإن ما ذكره البخاري أن تاريخ وفاته سنة 171هـ فيه نظر وكذا ما ذكره أحمد أنه رآه مفلوجاً سنة سبع وثمانين ومائة والله تعالى أعلم.

باب الدال المهملة

باب الدال المهملة 36 - داود بن فراهيج قال أبو حاتم تغير حين كبر وهو ثقة صدوق

_ Qقلت: وداود بن فراهيج صدوق في نفسه ولكن ضعف حديثه غير واحد من الأئمة منهم النسائي ويحيى بن معين وشعبة، لكن قد حكي التوثيق عن يحيى القطان، وليست له رواية في الكتب الستة. تغير في الكبر، ولكن حديثه قبل تغيره فيه ضعف ولكنه محتمل في الشواهد والمتابعات والله تعالى أعلم.

باب الراء المهملة

باب الراء المهملة 37 -[ع ص] ربيعة ابن أبي عبد الرحمن فروخ الرأي قال أبو عمرو بن الصلاح قيل إنه تغير في الآخر انتهى قال شيخنا العراقي فيما قرأته عليه إن هذا لم تره لغيره ولا أعلم أحدا تكلم فيه بالاختلاط

_ Qقلت: وربيعة بن أبي عبد الرحمن أبو عثمان المدني المعروف بربيعة الرأي، أحد الأئمة الثقات، وأحد الفقهاء روى له أصحاب الكتب الستة كلهم لم يتكلم فيه أحد من قبل اختلاطه غير ابن الصلاح وإنما تكلموا فيه لإفراطه في الرأي وإن كان كلامهم لم يخرجه عن حد التوثيق والاحتجاج به، وقد تعقب الحافظ العراقي كلام ابن الصلاح في نسبته إلى التغير والاختلاط فقال: " وما حكاه من تغير ربيعة في آخر عمره لم أره لغيره، وقد احتج به الشيخان ووثقه أحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي ويحيى بن سعيد والنسائي وابن حبان وابن عبد البر وغيرهم ولا أعلم أحداً تكلم فيه باختلاط ولا ضعف إلا النباتي، أورده في ذيل الكامل وقال: إن البستي ـ وهو ابن حبان ـ ذكره في الزيادات مقتصراً على قول ربيعة لابن شهاب: إن حالي ليست تشبه حالك أنا أقول برأي، من شاء أخذه، وذكر البخاري قول ربيعة هذا في التاريخ الكبير، وقال ابن سعد في الطبقات بعد توثيقه: كانوا يتقونه لموضع الرأي، ورووا في ذلك أخباراً قد ذكرتها في غير هذا الموضع، قال: وكان سفيان بن عيينة والشافعي وأحمد بن حنبل لا يرضون عن رأيه لأن كثيراً يوجد له بخلاف المسند الصحيح لأنه لم يتسع فيه". وروى ابن عبد البر في كتاب "جامع بيان العلم" بإسناده إلى مالك قال: قال لي ابن هرمز: لا تمسك على شيء مما سمعته مني من هذا الرأي، فإني افتجرته أنا وربيعة فلا تتمسك به، وذكر كلاماً آخر لابن عبد البر ثم قال: فهذا كما تراه إنما تكلم فيه من قبل الرأي لا من اختلاطه، فإني لم أر أحداً ذكره غير ابن الصلاح، على أن غير واحد قد برأوه من الرأي فروينا عن عبد العزيز بن أبي سلمة قال: يا أهل العراق تقولون: ربيعة الرأي، والله ما رأيت أحداً أحفظ لسنة منه. أهـ.

رواد بن الجراح العسقلاني أبو عصام

38 -[ق] رواد بن الجراح العسقلاني أبو عصام قال أبو حاتم محله الصدق تغير حفظه قبل موته وقال البخاري رواد عن سفيان كان قد اختلط لا يكاد يقوم له حديث قايم

_ Qقلت: ورواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني شيخ صالح صدوق غير متهم في نفسه وحديثه عن سفيان الثوري يجب أن يطرح ففيه ضعف شديد ونكارة قد ثبت من قول غير واحد من أئمة النقاد أنه اختلط قبل موته فترك حديثه بعد الاختلاط كما يترك حديثه عن سفيان، روى له ابن ماجة.

باب السين المهملة

باب السين المهملة 39 -[ع ص] سعيد بن أبي إياس أبو مسعود الجريري البصري قال أبو حاتم تغير حفظه قبل موته وقال محمد بن أبي عدي لا نكذب والله سمعنا من الجريري وهو مختلط

_ Qقلت: وسعيد بن أبي إياس الجريري أبو مسعود البصري أحد الثقات الذين احتج بهم الجماعة رق واختلط قبل موته بثلاث سنين ولكن يبدو أنه لم يفحش في اختلاطه ذكره ابن الصلاح في علومه قال: "سعيد بن أبي إياس، اختلط وتغير حفظه قبل موته ثم ذكر كلام النسائي فيه نقلاً عن أبي الوليد الباجي، وقد تعقبه الحافظ العراقي فقال: وفيه أمور: (أحدها) : أن نقل المصنف لكلام النسائي بواسطة أبي الوليد الباجي لأن الظاهر أنه إنما رآه في كلام الباجي عنه، وهو تحرز حسن ولكن هذا موجود في كلام النسائي ذكره في كتاب " التعديل والجرح" رواية أبي بكر محمد بن معاوية بن الأحمر عنه قال فيه: ثقة أنكر أيام الطاعون، وكذا ذكره غير النسائي. قال يحيى بن سعيد عن كهمس: أنكرن الجريري أيام الطاعون. وقال أبو حاتم الرازي: تغير حفظه قبل موته فمن كتب عنه قديماً فهو صالح. وقال ابن حبان: كان قد اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين مات سنة أربع وأربعين ومائة. (الأمر الثاني) : أن الذين عرف أنهم سمعوا منه قبل الاختلاط، إسماعيل بن علية هو أرواهم عنه، والسفيانان، وشعبة وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ومعمر ووهيب بن خالد ويزيد بن زريع وذلك لأن هؤلاء الأحد عشر سمعوا من أيوب السختياني وقد قال أبو داود فيما رواه عنه أبو عبيد الآجري: كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد. (الأمر الثالث) : في بيان من ذكر أن سماعه منه بعد التغير وهم: إسحاق الأزرق وعيسى بن يونس ومحمد بن عدي ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون. أما إسحاق الأزرق فقال يزيد بن هارون: سمع منه إسحاق الأزرق بعدنا وسيأتي أن يزيد سمع منه في سنة اثنتين وأربعين ومائة، وليست روايته عنه في شيء من الكتب الستة. وأما عيسى بن يونس فقال يحيى بن معين: قال يحيى بن سعيد لعيسى بن يونس: أسمعت من الجريري؟ قال: نعم، قال: لا ترو عنه. قال المزي في التهذيب: قال غيره: لعله سمع منه بعد اختلاطه وروايته عنه في سنن أبي داود وفي اليوم والليلة للنسائي. وأما محمد بن عدي فقال يحيى بن معين عن محمد بن عدي: لا نكذب والله سمعنا من الجريري وهو مختلط ولم يكن اختلاطه فاحشا. وقال عباس الدوري عن ابن معين: سمع يحيى بن سعيد من الجريري وكان لا يروي عنه. قال صاحب الميزان: لأنه أدركه في آخر عمره. وأما يزيد بن هارون فقال محمد بن سعيد عن يزيد بن هارون: سمعت من الجريري سنة اثنتين وأربعين ومائة وهي أول سنة دخلت فيها البصرة ولم ينكر منه شيئاً وكان قيل لنا إنه قد اختلط. وقال أحمد بن حنبل عن يزيد بن هارون: ربما ابتدأنا الجريري وكان قد أنكر، وروايته عنه عند مسلم. وقد يجاب عنه بأن يزيد بن هارون أنكر اختلاطه حين سمع منه. (الأمر الرابع) : في بيان من أخرج له الشيخان أو أحدهما من روايته عن الجريري فروى الشيخان من رواية بشر بن المفضل، وخالد بن عبد لله الطحان وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الوارث بن سعيد عنه، وروى مسلم له من رواية إسماعيل بن علية، وجعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن أسامة، وحماد بن سلمة وسالم بن نوح، وسفيان الثوري وسليمان بن المغيرة وشعبة وعبد الله بن المبارك وعبد الواحد بن زياد وعبد الوهاب الثقفي ووهيب بن خالد ويزيد بن زريع ويزيد بن هارون.

سعيد بن أبي سعيد المقبري صاحب أبي هريرة

40 -[ع] سعيد بن أبي سعيد المقبري صاحب أبي هريرة قال ابن سعد ثقة لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين وكذا قاله ابن حبان في ثقاته وقد نقل ذلك الذهبي في تذهيبه عن الواقدي

_ Qقلت: وسعيد بن أبي سعيد المقبري أبو سعيد المدني، أحد الثقات احتج به الستة، وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة، تغير قبل موته بأربع سنين ونص غير واحد من الأئمة على اختلاطه مثل: ابن حبان ويعقوب بن شيبة وابن سعد ولكن الراجح أن أحداً لم يسمع منه في تغيره. فقد قال الذهبي في الميزان: ما أحسب أن أحداُ أخذ عنه في الاختلاط فإن ابن عيينة أتاه فرأى لعابه يسيل فلم يحمل عنه

سعيد بن سفيان الأندلسي

41 - سعيد بن سفيان الأندلسي رحل وأدرك إسحاق الدبري قال ابن الفرضي خلط في آخر عمره الظاهر أنه أراد الاختلاط

_ Qذكره في الميزان. وليس هناك زيادة على ما هنا. وقد وجدنا في (بغية الملتمس) ترجمة مقتضبة جداً له، قال: سعيد بن سفيان ـ بجاني فقيه ـ ت329 هـ. ولم نجد له ذكراً في "جذوة المقتبس" ولا فيما بين أيدينا من تراجم الأندلسيين.

سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي

42 -[م 4] سعيد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي أحد الأئمة أشار حمزة الكتاني إلى أنه تغير بآخره وقال أبو مسهر كان قد اختلط قبل موته

_ Qقلت: وسعيد بن عبد العزيز التنوخي أبو محمد أحد الأئمة وكان من العباد القانتين وكان صاحب ليل أنزله أحمد منزلة الأوزاعي فقال: هو عندي والأوزاعي سواء، وقدمه أبو مسهر على الأوزاعي، وجعله أبو عبد الله الحاكم لأهلالشام كمالك لأهل المدينة. ولكن نص غير واحد من الأئمة على اختلاطه قبل موته منهم أبو مسهر وحمزة الكتاني وابن معين وأبو داود، ولين الذهبي حديثه عن الزهري والله أعلم.

سعيد بن أبي عروبة

43 -[ع ص] سعيد بن أبي عروبة تغير بأخرة

_ Qقلت: وسعيد بن أبي عروبة أبو النضر البصري أمام أهل البصرة في زمانه أحد الحفاظ الثقات كثير التدليس قال أبو بكر البزاز: "يحدث عن جماعة لم يسمع منهم، فإذا قال: سمعت وحدثنا كان مأموناً على ما قال" أهـ. كلام البزار. وروايته في الكتب الستة كلها، ولكنه اختلط، وطالت مدة اختلاطه فوق العشر سنين، وهو ممن أوردهم ابن الصلاح فيمن اختلط ـ كم ذكرنا من قبل ـ وأورد كلام يحيى بن معين أن سعيد بن أبي عروبة اختلط بعد هزيمة إبراهيم بن عبد الله بن حسن سنة اثنتين وأربعين ومائة ومن سمع منه بعد ذلك فليس بشيء، وقد تعقب الحافظ العراقي كلام ابن الصلاح فقال في التقييد والإيضاح: وفيه أمور: (أحدها) : أن ما اقتصر عليه المصنف حكاية عن يحيى بن معين من أن هزيمة إبراهيم سنة اثنتين وأربعين ليس بجيد، فإن المعروف في التواريخ أن خروجه وهزيمته معاً كانا في سنة خمس وأربعين ومائة وأنه احتز رأسه في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من ذي القعدة منها، وكذا ذكر دحيم اختلاط ابن أبي عروبة وخروج إبراهيم على الصواب فقال: اختلط ابن أبي عروبة مخرج إبراهيم سنة خمس وأربعين ومائة. وكذا قال ابن حبان: سنة خمس وأربعين ومائة وبقي خمس سنين في اختلاطه، مات سنة خمس وماية". هكذا قال ابن حبان والمشهور أن وفاته سنة ست وخمسين. هكذا قال عمرو بن الفلاس وأبو موسى الزمن وعليه اقتصر البخاري في التاريخ حكاية عن عبد الصمد. قال المزي: وقال غيره سنة سبع وخمسين. فعلى المشهور تكون مدة اختلاطه عشر سنين وبه جزم الذهبي في العبر وخالف ذلك في الميزن فقال: عاش بعد ثلاث عشرة سنة مع جزمه في العبر وفي الميزان أيضاً أن وفاته سنة ست وخمسين فلعل ما قاله في الميزان عن مدة اختلاطه بناء على قول يحيى بن معين أن هزيمة إبراهيم سنة اثنتين وأربعين وهو مخالف لقول الجمهور والله أعلم. (الأمر الثاني) : اقتصر المصنف على ذكر اثنين ممن سماعه منه صحيح يزيد بن هارون وعبدة بن سليمان وهو كما ذكر قاله يحيى بن معين إلا أن عبدة بن سليمان أخبر عن نفسه أنه سمع منه في الاختلاط اللهم إلا أن يريد بذلك بيان اختلاطه وأنه لم يحدث عنه بما سمعه منه في الاختلاط والله أعلم. وقد ذكر أئمة الحديث جماعة آخرين سماعهم منه صحيح وهم: أسباط بن محمد وخالد بن الحارث وسرار بن مجشر وسفيان بن حبيب وشعيب بن إسحاق ـ على اختلاف كما سنذكره ـ وعبد الله بن بكر السهمي وعبد الله بن المبارك عبد الأعلى الشامي وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف ومحمد بن بشر ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن بزيع فذكر ابن حبان في الثقات أنه سمع منه قبل اختلاطه: عبد الله بن زريع، وقال ابن عدي: أرواهم عنه عبد الأعلى الشامي، ثم شعيب بن إسحاق، وعبدة بن سليمان، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وأثبتهم فيه يزيد بن زريع وخالد بن الحرث ويحيى بن سعيد القطان وقال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن السهمي والخفاف في حديث ابي عروبة: فقال: عبد الوهاب أقدم: فقيل له: عبد الوهاب سمع في الاختلاط. فقال: من قال هذا؟ سمعت أحمد بن حنبل سئل عن عبد الوهاب في سعيد بن أبي عروبة فقال: عبد الوهاب أقدم وقال ابن حبان: كان سماع شعيب بن إسحاق منه سنة أربع وأربعين قبل أن يختلط بسنة، وقيل إنما سمع منه في الاختلاط كما سيأتي. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أسباط بن محمد أحب إليك في سعيد أوالخفاف؟ فقال: أسباط أحب إلي لأنه سمع بالكوفة وقال أبوعبيد الآجري: سألت أبا داود عن أثبتهم في سعيد فقال: كان عبد الرحمن يقدم سرار وكن يحيى يقدم يزيد بن بزيع وقال في موضع آخر: سمعت أبا داود يقول: سرار بن مجشر ثقة كان عبد الرحمن يقدمه على يزيد بن بزيع وهو من قدماء أصحاب سعيد بن أبي عروبة ومات قديماً. وقال أبو حاتم الرازي: كان سفيان بن حبيب أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة. وقال أحمد بن حنبل: قال عبد الله بن بكر السهمي: سمعت من سعيد سنة إحدى أو سنة اثنتين وأربعين يعني وماية. وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سماع محمد بن بشر من سعيد بن أبي عروبة فقال: هو أحفظ من كان بالكوفة. (الأمر الثالث) : أن المصنف ذكر ممن عرف أنه سمع منه بعد اختلاطه اثنين وهما وكيع والمعافى بن عمران، وقد سمع منه في الاختلاط أبو نعيم الفضل بن دكين وكذلك غندر محمد بن جعفر وعبدة بن سليمان وشعيب بن إسحاق على خلاف في هؤلاء الثلاثة. أما أبو نعيم فإنه قال: كتبت عنه بعدما اختلط حديثين وقد يقال لعله ما حدث بهما ولذلك لم يعده المزي في التهذيب في الرواة عنه. وأما محمد بن جعفر غندر، فقال عبد الرحمن بن مهدي: سمع منه غندر في الاختلاط وروايته عنه عند مسلم كما سيأتي. وأما عبدة بن سليمان ـ فقد تقدم إخباره عن نفسه أنه سمع منه في الاختلاط وقد ذكر المصنف أن سماعه منه صحيح وروايته عنه عند مسلم. وأما شعيب بن إسحاق: فروى أبو عبيد الآجري عن أبي داود عن أحمد بن حنبل قال: سمع شعيب بن إسحاق من سعيد بن أبي عروبة بآخر رمق. وقال هشام بن عمار عن شعيب بن إسحاق: سمعت من سعيد بن أبي عروبة سنة أربع وأربعين وماية. وتقدم قول ابن حبان أنه سمع منه قبل أن يختلط بسنة، وهذا الخلاف فيه مخرج على الخلاف في مدة اختلاطه. فإن ابن معين قال إنه اختلط بعد سنة اثنتين وأربعين، وقال: دحيم وغيره سنة خمس وأربعين، ويمكن أن يجمع بين قول أحمد أنه سمع منه آخر رمق وبين قول من قال سمع منه قبل أن يختلط أنه كان ابتداء سماعه منه سنة أربع وأربعين كما أخبر هو عن نفسه ثم إنه سمع منه بعد ذلك بآخر رمق فإنه بقي إلى سنة ست وخمسين على قول الجمهور. وعلى هذا فحديثه كله مردود لأنه سمع منه في الحالتين على هذا التقدير، ويحتمل أن يراد بآخر رمق آخر زمن الصحة. فعلى هذا يكون حديثه عنه كله مقبولاً إلا على قول ابن معين والله أعلم. (الأمر الرابع) : في بيان من أخرج لهم الشيخان أو أحدهما من روايتهم عن سعيد بن أبي عروبة فاتفق الشيخان على الإخراج لخالد بن الحرث وروح بن عبادة وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الرحمن بن عثمان البكراوي ومحمد بن سواد السدوسي ومحمد بن أبي عدي ويحيى بن سعيد القطان ويزيد بن زريع من روايتهم عنه. وأخرج البخاري فقط من رواية بشر بن المفضل وسهل بن يوسف وعبد الله بن المبارك وعبد الوارث بن سيعد وكهمس بن المنهال ومحمد بن عبد الله الأنصاري عنه. وأخرج مسلم فقط من رواية إسماعيل بن علية وأبي أسامة حماد بن أسامة وسالم بن نوح وسعيد بن عامر الضبعي وأبي خالد الأحمر واسمه سليمان بن حبان وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف وعبدة بن سليمان وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن بكر البرساني ومحمد بن جعفر غندر عنه. انتهى تعقيب الحافظ العراقي.

سفيان بن عيينة أحد الأعلام

44 -[ع ص] سفيان بن عيينة أحد الأعلام روى محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي عن يحيى القطان قال أشهد أنه اختلط سنة 197 قد ذكره أبو عمرو بن الصلاح فيمن اختلط وقد استبعد ذلك الذهبي في ميزانه فقال وأنا أستبعده وأعده غلطا من ابن عمار فإن القطان مات في صفر سنة 98 وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به ثم قال فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع

_ Qقلت: وسفيان بن عيينة بن أبي عمران أبو محمد الكوفي شيخ الإسلامي والحافظ الكبير أحد الأئمة الأثبات الذين أجمعت الأمة على الاحتجاج بهم مستغن عن التزكية لتثبته وإتقانه، أتقن وجود وجمع وصنف، كان يرحل إليه وأزدحم الخلق عليه وانتهى إليه علو الإسناد ربما دلس ولكن المعهود منه ألا يدلس إلا إن الثقات وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار اختلط وتغير حفظه بآخره ذكره ابن الصلاح في علومه فيمن اختلط قال: سفيان بن عيينه وجدت عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي أنه سمع يحيى بن سعيد يقول: أشهد أن سفيان بن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين فمن سمع منه في هذه السنة وبعد هذه فسماعه لا شيء قلت: توفي بعد ذلك بنحو سنتين سنة تسع وتسعين ومائة أهـ. وقد استبعد الذهبي كلام القطان في اختلاط سفيان فقال في ميزانه: وأنا أستبعد هذا الكلام من القطان وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع مع أن يحيى متعنت جداً في الرجال وسفيان فثقة ملطقاً والله أعلم. أهـ. وأما ابن حجر فلم يستبعد ما استبعده الذهبي بل رأى أن التوفيق الصحيح هو أن يكون نبأ اختلاط ابن عيينة قد بلغ القطان سنة سبع عن طريق جماعة ممن حج في تلك السنة فقال في التهذيب: وهذا الذين لا يتجه غيره لأن ابن عمار من الأثبات المتقنين وما المانع أن يكون يحيى بن سعيد سمعه من جماعة ممن حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانو كثير فشهد على استفاضتهم وقد وجدت عن يحيى بن سعيد شيئاً يصلح أن يكون سبباً لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لابن عيينة تكتب الحديث وتحدث القوم وتزيد في إسناده أو تنقص منه فقال: عليك بالسماع الأول فإني قد سمنت. وقد ذكر ابن معين الرازي في زيادة كتاب الإيمان لأحمد أن هارون بن معروف قال له أن ابن عيينة تغير أمره بآخره وأن سليمان بن حرب قال له إن ابن عيينة أخطأ في عامة حديثه عن أيوب. انتهى. وأما الحافظ العراقي فقد تعقب ابن الصلاح فقال في التقييد والإيضاح: وفيه أمور (أحدها) : أن المصنف لم يبين من سمع منه في سنة سبع وتسعين وما بعدها وقد سمع منه في هذه السنة محمد بن عاصم صاحب ذاك الجزء العالي كما هو مؤرخ في ذاك الجزء المذكور. وهكذا ذكره أيضاً صاحب الميزان قال: فأما سنة ثمان وتسعين ففيها مات ولم يلقه فيها أحد فإنه توفي قبل قدوم الحاج بأربعة أشهر. قال: ويغلب على ظني أن سائر شيوخ الأئمة الستة سمعوا منه قبل سنة سبع. (الأمر الثاني) : أن هذا الذي ذكره المصنف عن محمد بن عبد الله بن عمار عن القطان قد استبعده صاحب الميزان فقال: وأنا أستبعده وأعده غلطاً من ابن عمار، فإن القطان مات في صفر من سنة ثمان وتسعين وقت قدوم الحاج ووقت تحدثهم عن أخبار الحجاز فمتى تمكن يحيى بن سعيد من أن يسمع اختلاط سفيان ثم يشهد عليه بذلك والموت قد نزل به. ثم قال: فلعله بلغه ذلك في أثناء سنة سبع. (الأمر الثالث) : أن ما ذكره المصنف من عند نفسه كونه بقي في الاختلاط نحو سنتين وهم منه وسبب ذلك وهمه في وفاته فإن المعروف أنه توفي بمكة يوم السبت أول شهر رجب سنة ثمان وتسعين قاله محمد بن سعد وابن زبر وابن قانع وقال ابن حبان يوم السبت آخر يوم من جمادى الآخره. أهـ.

سفينة "أعتقته أم سلمة" في اسمه أقوال

45 -[م 4] سفينة "أعتقته أم سلمة" في اسمه أقوال صحابي مشهور في صحيح مسلم في الطهارة في حديث ابن حجر قال ابن حجر وقد كان كبر وما كنت أثق بحديثه انتهى فهذا والله أعلم يعني أنه اختلط أو كبر وغلب عليه النسيان

_ Qقال ابن حجر في التهذيب: قالت: ويقال: إن اسمه: عمير حكاه ابن عبد البر ويقال عيسى حكاه أبو نعيم ويقال سليمان حكاه العسكري ويقال أيمن ويقال طهمان حكاهما السهيلي ويقال مثعب حكاه البرديجي ويقال ذكر أنه حكاه ابن عساكر ويقال غير ذلك وفرق ابن أبي خيثمة بين مهران وسفينة وتبعه غير واحد والله أعلم بالصواب. انتهى.

سلمة بن نبيط بن شريط الأشجعي

46 -[د س ق] سلمة بن نبيط بن شريط الأشجعي قال البخاري يقال اختلط بآخره

_ Qقلت: وسلمة بن نبيط بن شريط الأشجعي روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة وقال عنه العجلي كوفي تابعي ثقة وقد وثقه جمع من الأئمة غيره منهم الإمام أحمد وابن معين وأبو داود والنسائي ومحمد بن نمير وابن حبان وعثمان بن أبي شيبة وابن شاهين ولكن نص البخاري على اختلاطه بآخره والله تعالى أعلم.

سليمان بن زياد

47 -[ق] سليمان بن زياد مصري واه قال ابن يونس في روايته عن ابن وهب نظر يقال إنه اختلط قاله في الميزان

_ Qقلت: وسليمان بن زياد الحضرمي المصري ثقة روى له ابن ماجة وكذا البخاري في الأدب المفرد وما قاله عنه الذهبي في الميزان أنه واة ـ وهو ما نقله صاحب الاغتباط ـ فيه نظر فقد وثقه ابن معين ونص أبو حاتم على أنه صحيح الحديث وكذا وثقه يعقوب الفسوي كما جزم بتوثيقه ابن حجر في التقريب. أما نسبته إلى الاختلاط وعده في المختلطين فلم يتكلم أحد من الأئمة بقول صريح، وما ذكره الذهبي فقد أورده بغير جزم، ولكن بصيغة فيها تليين والله تعالى أعلم.

سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة الذهلي البكري أبو المغيرة الكوفي

زيادات النهاية: 48 -[م 4] سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة الذهلي البكري أبو المغيرة الكوفي

_ Qقلت: وسماك بن حرب أبو المغيرة الكوفي صدوق صالح من أوعية العلم وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة ساء حفظه وتغير بآخره حتى صار يلقن فيتلقن ولكن لا ينسب إلى الضعف المطلق، فما قاله ابن المبارك من أنه ضعيف في الحديث تعقبه ابن حجر قال: والذي قاله ابن المبارك إنما نرى أنه فيمن سمع منه بآخره. أهـ. وعليه يحمل كلام من أشار إلى تضعيفه إلى هذا التغير الذي وقع له في آخر عمره، وكذا إلى اضطرابه في رواية عكرمة. وممن روى عنه قديماً شعبة وسفيان وقد احتج به أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة كما احتج به مسلم وروايته عن جابر بن سمرة والنعمان بن بشير وجماعة.

سمرة بن جندب الصحابي

49 -[ع] سمرة بن جندب الصحابي ذكره القاضي عياض في الشفا في فصل "ومن ذلك ما اطلع عليه من الغيوب" أنه هرم وخرف انتهى وأنا لم أر أحدا ذكره بذلك بل ولا أعلم أحدا من الصحابة خرف واختلط والله أعلم إلا ما ذكر عن بسر بن أرطاة فيما تقدم على القول بأنه صحابي وإلا ما يحتمل ما ذكرته في سفينة

_ Qقلت: أما نسبته إلى الاختلاط فلم يذكره بذلك أحد غير كلام القاضي عياض في الشفا ولكن يبدو أن الحافظ برهان الدين ابن العجمي لا يقره على ذلك فتعقبه بكلامه السابق والله أعلم.

سهيل بن أبي صالح

50 -[م 4 خ مقرونا] سهيل بن أبي صالح ذكر الذهبي عن ابن القطان أنه هو وهشام بن عروة اختلطا وتغيرا وقد تعقبه في هشام ذكر ذلك في الميزان وأقره على سهيل

_ Qقلت: وسهيل ابن أبي صالح أبو يزيد المدني صدوق حسن الحديث قال عنه الذهبي في ميزانه: أحد العلماء الثقات وغيره أقوى منه وقد نسبه غير واحد إلى التغير والاختلاط في آخر عمره. قال الذهبي في الميزان أيضاً: قد روى عنه شعبة ومالك وقد كان اعتل بعلة فنسي بعض حديثه. وقيل إن مالكاً أخذ عنه قبل التغير. أما قول ابن معين: لم يزل أصحاب الحديث يتقون حديثه وقوله: ضعيف وقوله حينما سئل عنه ليس بذاك فلعل ذلك محمول على حال تغيره واختلاطه والله تعالى أعلم. وقد احتج به الجماعة عدا البخاري فقد روى له مقروناً وتعليقاً أيضاً كما قاله ابن حجر.

باب الشين المعجمة

باب الشين المعجمة 51 -[د ق] شرحبيل بن سعد المدني قال ابن سعد بقي حتى اختلط واحتاج وليس يحتج به

_ Qقلت: وشرحبيل بن سعد المدني صدوق في نفسه عمر حتى قارب المائة ووقع في الاختلاط، ولكن حديثه قبل التغير والاختلاط الأغلب عليه الضعف فقد ضعفه الدارقطني والنسائي وابن معين ولينه أبو زرعة. روى له أبو داود وابن ماجة.

شريك بن عبد الله النخعي القاضي

52 -[خت م 4] شريك بن عبد الله النخعي القاضي كذا رأيته في ثقات ابن حبان ولفظه فيها كان في آخر عمره يخطىء فيما يروي تغير عليه حفظه فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام انتهى وهذا قد تغير حفظه فيحتمل أن لا يذكر مع هؤلاء وقد قال الذهبي في ميزانه في ترجمته قال عبد الجبار بن محمد قلت ليحيى بن سعيد زعموا أن شريكا إنما خلط بآخرة قال ما زال مخلطا انتهى فيحتمل أن لا يريد يحيى بن سعيد بهذه العبارة الاختلاط المعروف والظاهر أنه لم يرده لقوله ما زال مخلطا والله أعلم

_ Qقلت: وشريك بن عبد الله النخعي أبو عبد الله صدوق أحتج بروايته الجماعة عدا البخاري فقد روى له في التاريخ ولكن لا يسلم حفظه من الاضطراب والخطأ وقد اجتنب يحيى بن سعيد القطان الرواية عنه وضعفه، ولكن لم يوافقه ابن معين على ذلك. قال: لم يكن شريك عند يحيى القطان بشيء وهو ثقة ثقة. أهـ. وقد كان شريك فقيهاً عابداً عادلاً فاضلاً وكان شديداً على أهل البدع وقد تغير حفظه واختلط بعد ولايته القضاء فمن سمع منه بعدما ولي القضاء فإنما سمع منه في الاختلاط ومن القدماء الذين سمعوا منه قبل الاختلاط يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق كما نص عليه ابن حبان.

باب الصاد المهملة

باب الصاد المهملة 53 -[د ت ق ص] صالح بن نبهان مولى التوءمة وقد ذكره فيهم أيضا أبو عمرو بن الصلاح قال أحمد مالك أدرك صالحا وقد اختلط وكذا صرح غيره بالاختلاط

_ Qقلت: وصالح بن نبهان المدني مولى التوءمة صدوق حديثه مقبول إذا روى عنه ثقة وحدث عنه من سمع منه قبل الاختلاط احتج به أبو داود والترمذي وابن ماجة، ذكره ابن الصلاح في علومه ونحا نحو ابن حبان في أن حديثه الأخير اختلط بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك وفي هذا نظر وسرف في ترك حديث الرجال فقد تميز حديثه بسماع من سمع منه قديماً قبل الاختلاط مثل ابن أبي ذئب وغيره ولذلك تعقب الحافظ العراقي ابن الصلاح فقال في التقييد والإيضاح: " وقد اقتصر المصنف من أقوال من تكلم في صالح بالاختلاط على حكاية كلام ابن حبان فاقتضى ذلك ترك جميع حديثه وليس كذلك فقد ميز غير واحد من الأئمة بعض من سمع منه في صحته ممن سمع منه بعد الاختلاط. فممن سمع منه قديماً محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب قاله علي بن المديني ويحيى بن معين والجوزجاني وأبو أحمد بن عدي، قلت: وكذلك سمع منه قديماً أسيد بن أبي أسيد، وسعيد بن أيوب، وعبد الله بن علي الأفريقي، وعمارة بن غزية، وموسى بن عقبة. وممن سمع منه بعد الاختلاط مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والله أعلم. أهـ.

باب العين المهملة

زيادات النهاية: باب العين المهملة 54 -[4 خت] عباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري القاضي

_ Qقلت: وعباد بن منصور الناجي أبو سلمة البصري صدوق في نفسه وكان داعية إلى القدر لم يكن بالقوي في الحديث ولكن يكتب حديثه للاعتبار وكان يدلس وتغير بآخره نص غير واحد على تغيره وروى له الأربعة وله في البخاري تعليقاً وليس الاختلاط هو كل ما يهم الباحث في حديثه فإن حديثه قبل التغير والاختلاط لا يسلم من الضعف والنقد.

عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أبي القسم بن محمد بن أبي بكر عمر القزويني المحتد الحلبي أبو أحمد الحنفي المنعوت بالجمال المعروف بابن الهجيني

باب العين المهملة 55 - عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أبي القسم بن محمد بن أبي بكر عمر القزويني المحتد الحلبي أبو أحمد الحنفي المنعوت بالجمال المعروف بابن الهجيني ذكره الحافظ تقي الدين بن رافع في معجمه وأنه سمع وحدث سمع منه ابن شامة وغيره إلى أن قال طعن عليه شيخنا أبو محمد الحلبي من جهة الشهادة لكن سماعه صحيح واختلط في آخر عمره ثم ذكر وفاته سنة إحدى وثلاثين وسبعماية بالقاهرة ودفن بمقبرة باب النصر

_ Qمن المتأخرين الذين لا وجود لهم في أسانيد الحدي خاصة في الكتب الصحاح الستة، ونرى أن الاستطراد في تراجم مثل هؤلاء المتأخرين لا طائل من ورائه في مثل هذا المصنف.

عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي أحد العلماء

56 -[ع] عبد الله بن جعفر بن غيلان الرقي أحد العلماء قال (س) (1) ليس به بأس قبل أن يتغير وقال هلال بن العلاء (2) : عمي سنة عشرة ومائتين وتغير سنة ثماني عشرة ومات سنة عشرين. وقال ابن حبان اختلط سنة ثماني عشرة ولم يكن اختلاطه اختلاطا فاحشا

_ Q (1) يرمز بذلك للنسائي. (2) والمذكور في النسخة المطبوعة من الاغتباط من أنه: عمي سنة عشرة ومائتين خطأ، والصحيح المنسوب إلى هلال بن العلاء هو أنه عمي سنة ست عشرة ومائتين وتغير سنة ثماني عشرة ومات سنة عشرين والتصحيح عن الميزان والتهذيب.

عبد الله بن عبد العزيز بن أبي ثابت الليثي

57 -[ق] عبد الله بن عبد العزيز بن أبي ثابت الليثي قال ابن حبان اختلط بأخرة فاستحق الترك وقال أبو ضمرة كان قد خولط

_ Qقلت: وعبد الله بن عبد العزيز الليثي أبو عامر ضعيف الحديث لم يشهد أحد من الأئمة لحديثه بخير ومثله لا يشتغل بالبحث عن اختلاطه وعن مروياته قبل وبعد الاختلاط فقد أوتي من قبل ضعفه ونكارة حديثه قبل أن يؤتى من قبل اختلاطه والله تعالى أعلم.

عبد الله بن لهيعة القاضي المشهور

58 -[د ت ق م مقرونا] (1) عبد الله بن لهيعة القاضي المشهور الكلام فيه معروف وقال بعض مشايخي فيما قرأت إنه نسب إلى الاختلاط انتهى والعمل على تضعيف حديثه والله أعلم

_ Q (1) لم يرمز له بشيء في النسخة المطبوعة من الاغتباط. قلت: وعبد الله بن لهيعة ـ كما رأيناه من كلام الأئمة ـ صدوق في نفسه غير متهم بالكذب ولم يقصد الكذب، وإنما جاء ضعفه واختلاطه أنه حدث من حفظه بعد احتراق كتبه، واختلاطه هذا ينسب لهذه العلة أكثر مما ينسب لذهاب عقله وتغيره قبل موته، وإن كان قد وقع له هذا أيضاً قبل موته كما قال أبو جعفر الطبري في تهذيب الآثار وعليه فاختلاطه هذا ينسب إلى سوء حفظه أكثر مما ينسب إلى المعنى الاصطلاحي للاختلاط، ورواية العبادلة عنه كابن المبارك وابن وهب صحيحة وأعدل من رواية الآخرين، وقد أنصفه الحاكم بقوله: "لم يقصد الكذب إنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ". أهـ.

عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النشاروي المكي

59 - عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النشاروي المكي سمعت عليه بالقاهرة قدمها (1) بعض الثقفيات وقرأت بعضها فكمل لي الجميع بسماع شيخنا لها على الشيخ رضي الدين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر الطبري بسماعه لها من ابن الجميزي وسمعت عليه غير ذلك أخبرني بعض محدثي مكة هو تاج الدين محمد بن الشيخ موسى المراكشي المكي أنه توفي سنة تسعين وسبعماية وأنه اختلط قبل موته بسنتين اختلاطا خفيفا وأنه دفن بالمعلى من مكة شرفها الله تعالى ورحمه.

_ Q (1) هكذا في النسخة المطبوعة من الاغتباط ولعل الصحيح "حين قدمها" والله أعلم. ترجمه الحافظ ابن حجر في أنباء الغمر وقال: "ولد سنة خمس وسبعمائة وقيل قبل ذلك وسمع من الرضي الطبري وأجاز له أخوه الصفي وحدث بالكثير ... " ونص ابن حجر على أنه " حضر إلى القاهرة في أواخر عمره وحدث ثم رجع إلى مكة وتغير قليلاً" توفي في ذي الحجة سنة 790هـ. كما ترجمته أيضاً في الدرر الكامنة ترجمة ممتعة. وترجمه ابن العماد في "شذرات الذهب" فلم يزد على ذلك بل أنقص.

عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني

60 - عبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني قال الإمام المحدث الشريف الحسيني في رجال مسند أحمد كلاما آخره ولعله كبر فاختلط وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم عن أحمد ولعله اختلط وفي كلام آخر لأحمد ولعله كبر فاختلط

_ Qقلت: وعبد الله بن واقد أبو قتادة الحراني من رجال المسند وليست له رواية عن أي من الأئمة أصحاب الكتب الستة كان له فضل وعبادة وكان عفيفا متفقها بقول أبي حنيفة غير متهم في نفسه ولا يتعمد الكذب. قال عنه ابن عدي: ليس هو عندي ممن يتعمد الكذب إنما يخطئ ولكنه كان متروك الحديث ولا تقوم بحديثه حجة. روى المناكير وكان يدلس وكان أحمد يثني عليه وينسبه إلى الكبر والاختلاط وعلى صحة وقوعه في التغير والاختلاط فمثله لا يلتفت إليه في اختلاطه والآولى ادخار الوقت والجهد لغيره فمثله يترك حديثه قبل وبعد الاختلاط ومن ثم فلا معنى للتحقيق في اختلاطه بل الأولى عدم إيراده ابتداء في مثل هذا لأن الغرض من معرفة المختلطين هو أخذ حديث الثقات قبل اختلاطهم وتغيرهم في آخر أعمارهم. والله تعالى أعلم.

عبد الباقي بن قانع أبو الحسين الحافظ

61 - عبد الباقي بن قانع أبو الحسين الحافظ قال أبو الحسن بن الفرات حدث به اختلاط قبل موته بسنتين وقال الخطيب في جملة كلامه وقد تغير في آخر عمره

_ Qمات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة. وهذا هو الراجح في موته وقد أرخه ابن ماكولا سنة أربع وخمسين وليست له رواية عند أصحاب الكتب الستة. وقال ابن حزم: اختلط ابن قانع قبل موته بسنة وهو منكر الحديث تركه أصحاب الحديث جملة. ولكن تعقبه ابن حجر في اللسان قال: قلت: ما أعلم أحداً تركه وإنما صح أنه اختلط فاجتنبوه. أهـ.

عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود

62 -[خت 4] عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وقد ذكره فيهم أيضا ابن الصلاح

_ Qقلت: وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي ثقة مستقيم الحديث قبل أن يختلط ببغداد وقد تشدد بعضهم في أمره ورد حديثه كله لأنه لم يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير ومن هؤلاء ابن حبان حتى قال عنه: إنه استحق الترك وهذا لا يصح، ولكن الصحيح التفصيل كما فصل الأئمة فمن سمع منه ببغداد فقد سمع بعد الاختلاط ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد فقد كان اختلاطه ببغداد كما نص عليه أحمد بن حنبل. وقد تعقب الحافظ العراقي كلام ابن الصلاح في علومه فقال: "وفيه أمور: [أحدها] أن المصنف اقتصر على ذكر اثنين ممن سمع منه بعد الاختلاط وهما عاصم بن على وأبو النضر هاشم بن القاسم وممن سمع منه أيضا بعد الاختلاط عبد الرحمن ابن مهدى ويزيد بن هارون وحجاج بن محمد الأعور وأبو داود الطيالسى وعلى بن الجعد قال محمد بن عبد الله بن نمير كان المسعودى ثقة فلما كان بآخرة اختلط سمع منه عبد الرحمن بن مهدى ويزيد بن هارون أحاديث مختلطة وما روى عنه الشيوخ فهو مستقيم". وذكر الحافظ العراقي كلاماً للأئمة في ذلك ثم قال: [الأمر الثانى] فى بيان ابتداء اختلاطه وقد اقتصر المصنف على حكاية كلام ابن معين أن من سمع منه فى زمان أبى جعفر فهو صحيح السماع وعلى هذا فكانت مدة اختلاطه سنة أو سنتين فإن أبا جعفر المنصور مات بظاهر مكة في سادس ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وماية وكانت وفاة المسعودى على المشهور فى سنة ستين وماية قاله سليمان بن حرب وأبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد بن حنبل وبه حزم البخارى فى تاريخه نقلا عن أحمد وابن حبان فى الضعفاء وابن زبر وابن قانع وابن عساكر فى التاريخ والمزى فى التهذيب والذهبى فى العبر والميزان وما اقتضاه كلام يحيى بن معين من قدر مدة اختلاطه صرح به أبو حاتم الرازى فقال تغير بآخره قبل موته بسنة أو سنتين وفى كلام غير واحد أنه اختلط قبل ذلك وتقدم قول أبى قتيبة سلم بن قتيبة أنه رآه سنة سبع وخمسين والذر يدخل فى أذنيه وقال عمرو بن على الفلاس سمعت معاذ بن معاذ يقول رأيت المسعودى سنة أربع وخمسين يطالع الكتاب يعنى أنه قد تغير حفظه وهذا موافق لما حكاه عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه أنه قال انما اختلط المسعودى ببغداد ومن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد وكان قدوم المسعودى بغداد سنة أربع وخمسين ولكن لم يختلط فى أول قدومه بغداد فقد سمع منه شعبة ببغداد كما ذكره ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل وعلى هذا فقد طالت مدة اختلاطه لا سيما على قول من قال أنه مات سنة خمس وستين وهو قول يعقوب بن شيبة رواه الخطيب فى التاريخ عنه وان كان المشهور أنه توفى سنة ستين وماية كما تقدم لكن قد روينا بالإسناد الصحيح إلى على بن المدينى سمعت معاذ بن معاذ يقول قدم علينا المسعودى البصرة قدمتين يملى علينا إملاء ثم لقيت المسعودى ببغداد سنة أربع وخمسين وما أنكر منه قليلا ولا كثيرا فجعل يملى على ثم أذن لى فى بينه ومعى عبد الله ابن عثمان ما أنكر منه قليلا ولا كثيرا قال ثم قدمت عليه مرة أخرى مع عبد الله بن حسن قال فقلت لمعاذ سنة كم قال سنة إحدى وستين فقالوا دخل عليه فذهب ببعض سماعه فأنكروه لذلك قال معاذ فتلقانا يوما فسألته عن حديث القاسم فأنكره وقال ليس من حديثى قال ثم رأيت رجلا جاءه بكتاب عمرو بن مرة عن إبراهيم فقال كيف هو فى كتابك قال عن علقمة وجعل يلاحظ كتابه فقال معاذ فقلت له انك انما حدثتناه عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن عبد الله قال هو عن علقمة ففى هذا أنه تأخر إلى سنة إحدى وستين وقد رواه هكذا ابن عساكر فى التاريخ وغيره وذكره المزى فى التهذيب وضبب على قوله إحدى وذلك أنه اقتصر فى التهذيب على أنه توفى سنة ستين فرأى هذا مخالفا لما ذكر من وفاته فضبب عليه والله أعلم. [الأمر الثالث] في بيان من سمع منه قبل اختلاطه قال أحمد بن حنبل سماع وكيع من المسعودى بالكوفة قديم وأبو نعيم أيضا قال وانما اختلط المسعودى ببغداد قال ومن سمع منه بالبصرة والكوفة فسماعه جيد انتهى وعلى هذا فتقبل رواية كل من سمع منه بالكوفة والبصرة قبل أن يقدم بغداد وهم أمية بن خالد وبشر بن المفضل وجعفر بن عون وخالد بن الحرث وسفيان بن حبيب وسفيان الثورى وأبو قتيبة سلم بن قتيبة وطلق بن غنام وعبد الله بن رجاء الغدانى وعثمان بن عمر بن فارس وعمرو بن مرزوق وعمرو بن الهيثم والقاسم بن معن بن عبد الرحمن ومعاذ بن معاذ العنبرى والنضر ابن شميل ويزيد بن زريع [الأمر الرابع] أنه قد شدد بعضهم فى أمر المسعودى ورد حديثه كله لأنه لا يتميز حديثه القديم من حديثه الأخير قال ابن حبان فى تاريخ الضعفاء كان المسعودى صدوقا الا أنه اختلط فى آخر عمره اختلاطا شديدا حتى ذهب عقله وكان يحدث بما يحب فحمل عنه فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير ولم يتميز فاستحق الترك وقال أبو الحسن القطان فى كتاب بيان الوهم والايهام كان لا يتميز فى الأغلب ما رواه قبل اختلاطه مما رواه بعد انتهى والصحيح ما قدمناه من أن من سمع منه بالكوفة والبصرة قبل أن يقدم بغداد فسماعه صحيح كما قال أحمد وابن عمار وقد ميز بعض ذلك والله أعلم. انتهى كلام الحافظ العراقي.

عبد الرازق بن همام الإمام

63 -[ع] عبد الرازق بن همام الإمام وقد ذكره أيضا فيهم ابن الصلاح

_ Qقلت: وعبد الرزاق بن همام أحد الحفاظ الثقات ومصنف شهير على تشيع فيه ولكن يبدو أنه لم يكن من المغالين في تشيعه وقد احتج به أصحاب الكتب الستة جميعاً وكان تغيره واختلاطه بسبب العمى في آخر عمره فعز عليه النظر في كتبه فكان يلقن فيتلقن فمساع من سمع منه بعدما عمي وذهب بصره إنما هو سماع في الاختلاط والتغير وليس بشيء. ولم يذكر ابن الصلاح في علومه أحداً ممن سمع من عبد الرزاق بعد تغيره إلا إسحاق بن إبراهيم الديري وسكت عن غيره، ولهذا تعقبه الحافظ العراقي فقال: لم يذكر المصنف أحدا ممن سمع من عبد الرزاق بعد تغيره إلا إسحق بن إبراهيم الدبرى فقط وممن سمع منه بعد ما عمى أحمد بن محمد بن شبوية قاله أحمد بن حنبل وسمع منه أيضا بعد التغير محمد بن حماد الطهرانى والظاهر أن الذين سمع منهم الطبرانى فى رحلته إلى صنعاء من أصحاب عبد الرزاق كلهم سمع منه بعد التغير وهم أربعة أحدهم الدبرى الذى ذكره المصنف وكان سماعه من عبد الرزاق سنة عشر ومائتين وكانت وفاة الدبرى سنة أربع وثمانين ومائتين والثانى من شيوخ الطبرانى إبراهيم بن محمد بن برة الصنعانى والثالث إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد الشنابى والرابع الحسن بن عبد الأعلى البوسى الصنعانى فهؤلاء الأربعة سمع منهم الطبرانى فى رحلته إلى اليمن سنة اثنين وثمانين وسماعهم من عبد الرزاق بآخرة وممن سمع من عبد الرزاق قبل الاختلاط أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وعلى ابن المدينى ويحيى بن معين ووكيع بن الجراح فى آخرين أخرج لهم الشيخان من رواياتهم عن عبد الرزاق فممن اتفق الشيخان على الإخراج له عن عبد الرزاق مع إسحق بن راهويه إسحق بن منصور الكوسج ومحمود بن غيلان وممن أخرج له البخارى فقط عن عبد الرزاق مع على بن المدينى إسحق بن إبراهيم السعدى وعبد الله بن محمد المسندى ومحمد بن يحيى الذهلى ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ويحيى بن جعفر البيكندى ويحيى بن موسى البلخى الملقب خب وممن أخرج له مسلم عن عبد الرزاق مع أحمد بن حنبل أحمد بن يوسف السلمى وحجاج بن يوسف الشاعر والحسين بن على الخلال وسلمة بن شبيب وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعبد بن حميد وعمرو بن محمد الناقد ومحمد بن رافع ومحمد بن مهران الحمال والله أعلم. انتهى كلام الحافظ العراقي. قلت: وذكر الحافظ العراقي أن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ممن أخرج لهم البخاري عن عبد الرزاق وهذا لا يصح فمحمد بن يحيى العدني ليس من رجال البخاري ولكن أخرج له أربعة فقط من أصحاب الكتب الستة وهم: مسلم والنسائي والترمذي وابن ماجة. قال عنه ابن حجر في التقريب: محمد بن يحيى صدوق صنف المسند وكان لازم بن عيينة لكن قال أبو حاتم كانت فيه غفلة من العاشرة مات سنة ثلاث وأربعين م ت س ق. ولم يرمز له بما يدل على أنه من رجال البخاري.

عبد السلام بن سهل أبو علي السكري

64 - عبد السلام بن سهل أبو علي السكري بغدادي حدث بمصر عن يحيى الحماني والقواريري وعنه ابن شنبوذ الطبراني قال ابن يونس من نبلاء الناس وأهل الصدق تغير في آخر أيامه انتهى

عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي

65 -[ق] عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي قال ابن الصلاح روينا عن الإمام ابن خزيمة أنه قال حدثنا أبو قِلابة بالبصرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد انتهى ولم يتعقبه شيخنا العراقي

_ Qقلت: وعبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاش صدوق موصوف بالخير والصلاح ولكن له أخطاء وأوهام في المتون والأسانيد. والعمدة في معرفة اختلاطه ومعرفة من سمعوا منه في الاختلاط ومن سمعوا قبله هو ما روي عن الإمام ابن خزيمة أنه قال: حدثنا أبو قلابة بالبصرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد. وهو ما أخذ به الحافظ العراقي فقال: وظاهر كلام ابن خزيمة أن من سمع منه بالبصرة قبل أن يخرج إلى بغداد فسماعه صحيح وإن من سمع منه ببغداد فهو بعد الاختلاط أو مشكوك فيه. وقال أيضاً: " وليس صريحا فى عبارته بل هو ظاهر منها". وهو أيضاً ما سار عليه ابن حجر في التقريب فقال: " صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد". وقال الحافظ العراقي: "فمن سمع منه بالبصرة أبو داود السجستانى وابن ماجه وأبو مسلم الكجى وأبو بكر بن أبى داود ومحمد بن إسحاق الصاغانى وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذرى وأبو عروبة الحسين بن محمد الحرانى وممن سمع منه ببغداد أحمد بن سلمان النجاد وأحمد بن كامل بن سحرة القاضى وأحمد بن عثمان بن يحيى الآدمى وأبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وإسماعيل بن محمد الصفار وحبشون بن موسى الخلال وعبد الله بن إسحق بن إبراهيم ابن الخراسانى البغوى وأبو عمرو عثمان بن أحمد السماك وأبو بكر محمد بن أحمد ابن يعقوب بن شيبة السدوسى وأبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعى وأبو عيسى محمد بن على بن الحسين التحاري بالتاء المثناة من فوق المضمومة وأبو جعفر محمد بن عمرو ابن البحترى ومحمد بن مخلد الدورى وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم وما أخذناه من عبارة ابن خزيمة من أن من سمع منه بالبصرة فهو قبل الاختلاط ومن سمع منه ببغداد فهو بعد الاختلاط وليس صريحا فى عبارته بل هو ظاهر منها وبعض من ذكرنا أنه سمع منه ببغداد فهو بعد الاختلاط كأبى بكر الشافعى وكذلك محمد بن يعقوب الأصم فقد ذكر الحاكم فى تاريخ نيسابور أن الأصم لم يسمع بالبصرة حديثا واحدا وأن أباه رحل به سنة خمس وستين على طريق أصبهان وذكر بقية رحلته للبلدان ثم دخل بغداد سنة تسع وستين إلى آخر كلامه. انتهى.

عبد الملك بن عمير

66 -[ع] عبد الملك بن عمير ذكر فيمن تغير

_ Qقلت: وعبد الملك بن عمير ثقة فقيه وكان من أوعية العلم وهو ممن جاوز المائة. فطال عمره وساء حفظه لما وقع في الشيخوخة وأصابه الكبر، وقد احتج به أصحاب الكتب الستة جميعاً، وإن احتاج الشيخين في صحيحيهما بمثل هؤلاء الثقات الذين تغيروا في الكبر فإنه يحمل ذلك على روايتهم قبل التغير والهرم وهو ما أشار إليه ابن الصلاح في علومه بقوله: "واعلم: أن من كان من هذا القبيل محتجا بروايته في (الصحيحين) أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة: أن ذلك مما تميز وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط والله أعلم".

عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت

76 -[ع] عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت قال عقبة بن مكرم كان قد اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع وقال (د) تغير وذكره العقيلي فقال تغير في آخرة عمره وذكره ابن الصلاح أيضا فيهم

_ Qمات عبد الوهاب سنة 194 وله 84 سنة وقد روى له البخاري ومسلم وأصحاب السنن الأربعة ولكن جميعهم إنما رووا في الصحة قبل التغير فإنه لم يحدث ولم يسمع منه أحد في الاختلاط قال العراقي: "لم يبين المصنف مقدار مدة اختلاطه ولا من ذكر أنه سمع منه فى الصحة أو فى الاختلاط فأما مقدار مدة اختلاطه فقال عقبة بن مكرم العمى اختلط قبل موته بثلاث سنين أو أربع سنين انتهى وكانت وفاته سنة أربع وتسعين وماية بتقديم التاء على السين وهو قول عمرو بن على الفلاس وأبو موسى الزمن وبه جزم ابن زبر وابن قانع والذهبى فى العبر والمزى فى التهذيب وقيل سنة أربع وثمانين وبه صدر ابن حبان كلامه وأما الذين سمعوا منه فى الصحة فجميع من سمع منه إنما سمع منه فى الصحة قبل اختلاطه قال الذهبى فى الميزان ما ضرر تغيره حديثه فإنه ما حدث بحديث فى زمن التغير ثم استدل على ذلك بقول أبى داود تغير جرير بن حازم وعبد الوهاب الثقفى فحجب الناس عنهما". انتهى.

عبيدة بن معتب الضبي

68 -[د ت ق] عبيدة بن معتب الضبي قال شعبة أخبرني عبيدة قبل أن يتغير انتهى الظاهر أنه أراد بتغيره الاختلاط وقد يريد أنه ساء حفظه والله أعلم

_ Qقلت: أما ما ذكره الحافظ برهان الدين العجمي تعليقاً على قول شعبة فليس هناك احتمال للتردد بين هذين الرأيين فمتى كان حفظه جيد حتى نقول أنه ساء حفظه. وقد ذكرنا من قبل قول الساجي: صدوق سيء الحفظ وقول يعقوب بن سفيان: حديثه لا يساوي شيئاً. ثم إنه قد نص غير واحد من الأئمة على اختلاطه. منهم النسائي وابن حبان. وقد قلنا إنه ليس هناك كبير فائدة من حصر هؤلاء الضعفاء.

عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي

69 -[د] عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي قال (د) ثقة لكنه تغير في آخر أمره لقن أحاديث ليس لها أصل

_ Qوعبيد بن هشام صدوق له مناكير وينفرد بما لا يتابع عليه لم يرو له غير أبي داود من أصحاب الكتب الستة تغير في آخر عمره واختلط حتى لقن ما لا أصل له ولكنه حتى قبل التغير والاختلاط في حديثه ضعف ونكاره

عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر العبدي، أبو عمرو البصري مؤذن جامع البصرة

زيادات النهاية: 70 -[خ] عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان بن المنذر العَبْدي، أبو عمرو البصري مؤذن جامع البصرة

_ Qقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ. قلت: ولعل كثرة الخطأ الذي أشار إليها الدارقطني إنما جاءت من أنه صار يتلقن في آخر عمره لتغير حفظه. والله تعالى أعلم.

عطاء بن السائب

71 -[4 خ متابعة] عطاء بن السائب وقد ذكره فيهم ابن الصلاح

_ Qقلت: وعطاء بن السائب أبو السائب الثقفي أحد الأعلام صدوق فيه لين واختلاط ولا بد لمن يحتج بحديثه أن يكون صاحب يقظة وعلم بأصحاب السماع القديم منه فمن يحتج بحديثه أن يكون صاحب يقظة وعلم بأصحاب السماع القديم منه فمن يحتج بحديثهم عنه وبهؤلاء الذين سمعوا منه بأخره بعد التغير وهؤلاء الذين سمعوا منه في الصحة والتغير. قال ابن حجر في التهذيب: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثوري وشعبة وزهيرا وزائدة وحماد بن زيد وأيوب عنه صحيح ومن عداهم يتوقف فيه الا حماد بن سلمة فاختلف قولهم والظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب كما يومي إليه كلام الدارقطني ومرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة وسمع منه مع جرير وذويه والله أعلم". وقال ابن الصلاح في علومه: " فمنهم (عطاء بن السائب) اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل (سفيان الثوري) (وشعبة) لأن سماعهم منه كان في الصحة وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منه آخرا وقال (يحيى بن سعيد القطان) في (شعبة) : إلا حديثين كان (شعبة) يقول: سمعتهما بالآخرة عن (زادان) ". وقد تعقب العراقي ابن الصلاح فقال: "قوله فمنهم عطاء بن السائب اختلط فى آخر عمره فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل سفيان وشعبة إلى آخر كلامه وقد يفهم من كلامه فى تمثيله بسفيان وشعبة من الأكابر أن غيرهما من الأكابر سمع منه فى الصحة وقد قال يحيى بن معين جميع من روى عن عطاء روى عنه فى الاختلاط إلا شعبة وسفيان وقال أحمد بن حنبل سمع منه قديما شعبة وسفيان وقال أبو حاتم الرازى قديم السماع من عطاء سفيان وشعبة وقد استثنى غير واحد من الأئمة مع شعبة وسفيان حماد بن زيد قال يحيى بن سعيد القطان سمع حماد بن زيد من عطاء بن السائب قبل أن يتغير وقال النسائى رواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة انتهى وقال فى موضع آخر حديثه عنه صحيح وصحح أيضا حديثه عنه أبو داود والطحاوى كما سيأتى ونقل الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن خلف بن المواق فى كتاب بغية النقاد الاتفاق على أن حماد بن زيد إنما سمع منه قديما واستثنى الجمهور أيضا رواية حماد بن سلمة عنه أيضا فممن قاله يحيى بن معين وأبو داود والطحاوى وحمزة الكتانى فروى ابن عدى فى الكامل عن عبد الله ابن الدورقى عن يحيى بن معين قال حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عن عطاء ابن السائب مستقيم وهكذا روى عباس الدورى عن يحيى بن معين وكذلك ذكر أبو بكر بن أبى خيثمة عن ابن معين فصحح رواية حماد بن سلمة عن عطاء وسيأتى نقل كلام أبى داود فى ذلك وقال الطحاوى وإنما حديث عطاء الذى كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم وهم شعبة وسفيان الثورى وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وقال حمزة بن محمد الكتانى فى اماليه حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء بن السائب نعم قال عبد الحق فى الاحكام أن حماد بن سلمة من سمع منه بعد الاختلاط حسبما قاله العقيلى فى قوله إنما ينبغى أن يقبل من حديثه ما روى عنه مثل شعبة وسفيان فأما جرير وخالد بن عبد الله وابن علية وعلى بن عاصم وحماد بن سلمة وبالجملة أهل البصرة فأحاديثهم عنه مما سمع منه بعد الاختلاط لانه إنما قدم عليهم فى آخر عمره انتهى وقد تعقب الحافظ أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن المواق كلام عبد الحق هذا بأن قال لا يعلم من قاله غير العقيلى والمعروف عن غيره خلاف ذلك قال وقوله لأنه إنما قدم عليهم فى آخر عمره غلط بل قدم عليهم مرتين فمن سمع منه فى القدمة الاولى صح حديثه عنه قال وقد نص على ذلك أبو داود فذكر كلامه الآتى نقله أنفا واستثنى أبو داود أيضا هشاما الدستوائى فقال وقال أحمد قدم عطاء البصرة قدمتين فالقدمة الأولى سماعهم صحيح سمع منه فى المقدمة الأولى حماد بن سلمة وحماد بن زيد وهشام الدستوائى والقدمة الثانية كان تغير فيها سمع منه وهيب وإسماعيل يعنى بن علية وعبد الوارث سماعهم منه فيه ضعف قلت وينبغى استثناء سفيان بن عيينة أيضا فقد روى الحميدى عنه قال كنت سمعت من عطاء بن السائب قديما ثم قدم علينا قدمته فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته انتهى فأخبر ابن عيينة أنه اتقاه بعد اختلاطه واعتزله فينبغى أن تكون روايته عنه صحيحة والله أعلم وأما من سمع منه فى الحالين فقال يحيى بن معين فيما رواه عباس الدورى عنه سمع أبو عوانة من عطاء فى الصحة وفى الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه وأما من صرحوا بأن سماعه منه بعد الاختلاط فجرير بن عبد الحميد وإسماعيل بن علية وخالد بن عبد الله الواسطى وعلى بن عاصم قاله أحمد بن حنبل والعقيلى كما تقدم وكذلك وهيب بن خالد كما تقدم نقله عن أبى داود وكذلك ما روى عنه محمد بن فضيل بن غزوان قال أبو حاتم فيه غلط واضطراب وقال العجلى ممن سمع منه بآخرة هشيم وخالد بن عبد الله الواسطى قلت وقد روى البخارى حديثا من رواية هشيم عن عطاء بن السائب وليس له عند البخارى غيره إلا أنه قرنه فيه بأبى بشر جعفر بن إياس رواه عن عمرو الناقد عن هشيم عن أبى بشر وعطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الكوثر الخير الكثير الذى أعطاه الله إياه وممن ذكر أنه سمع منه بآخرة البصريون كجعفر بن سليمان الضبعى وروح بن القاسم وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وعبد الوارث بن سعيد قال أبو حاتم الرازى وفى حديث البصريين الذين يحدثون عنه تخاليط كثيرة لانه قدم عليهم فى آخر عمره وهذا يوافق ما قاله العقيلى إلا أن أبا حاتم لم يقل أن أحاديث أهل البصرة عنه مما سمع بعد الاختلاط كما قال العقيلى بل ذكر أن فى حديثهم عنه تخليطا وهو كذلك وقد صرح أبو داود بأنه قدمها مرتين والتخليط إنما كان فى الثانية والله أعلم". انتهى كلام الحافظ العراقي.

عفان بن مسلم الصفار

72 -[ع] عفان بن مسلم الصفار الحافظ الثبت ذكر في الميزان للذهبي ما لفظه وقد قال أبو خيثمة أنكرنا عفان قبل موته بأيام قلت هذا التغير من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ انتهى وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء والله أعلم

_ Qقلت: قد رأينا كلام الأئمة النقاد في عفان بن مسلم وهو الحافظ الثقة الثبت ولكنه ربما وهم في أشياء. والوهم اليسير قد يقع فيه الثقات الأثبات ولا يضرهم أما نسبته إلى الاختلاط فلم تقع في قول أحد من الأئمة إلا في قول أبي خيثمة وابن معين فقد قال ابن أبي خيثمة: وسمعت أبي وابن معين يقولان أنكرنا عفان في صفر سنة 19 وفي رواية سنة عشرين ومات بعد أيام. وهذا لا يعد تغيراً واختلاطاُ بالمعنى الاصطلاحي فإنه تغير بسبب مرض الموت وقد مات بعد هذا التغير بأيام وهي فترة يسيرة لم يحدث فيها أحد ولم يسمع منه فيها أحد فإنه كان في مرض الموت. قال الذهبي في ميزانه وهو القول الذي نقله عنه صاحب الاغتباط، قلت: هذا التغير هو من تغير مرض الموت وما ضره لأنه ما حدث فيه بخطأ. وعليه فإنه لا يعد فيمن اختلط وتغير في آخر عمره ولذلك لم يورده ابن الكيال الشافعي في الكواكب النيرات وهو الذي شرط على نفسه إيراد من اختلط من الرواة الثقات. وقد أحسن ابن العجمي حينما قال: وما ينبغي أن يذكر مع هؤلاء ولكن كان الأولى به ألا يذكره في كتابه أصلا. والله أعلم.

عكرمة بن عمار أبو عمار العجلي اليمامي بصري الأصل

زيادات النهاية: 73 -[م 4] عكرمة بن عمار أبو عمار العجلي اليمامي بصري الأصل

_ Qقلت: وعكرمة بن عمار العجلي احتج به الجماعة إلا البخاري وهو صدوق يغلط وقد أجمع على تضعيف روايته عن يحيى بن أبي كثير وقد يتفرد ببعض المطولات التي لا يتابعه عليها أحد ولكنه مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة كما نص عليه ابن عدي. ولا يصح نسبته إلى الاختلاط، وقد أوردته في الزيادات لأن ابن الكيال قد أورده في كتابه وقال: قال البيهقي: اختلط في آخر عمره وساء حفظه، فروى ما لم يتابع عليه. اهـ ولكن قد أورد ابن حجر في تهذيبه والذهبي في ميزانه كلام الأئمة في عكرمة فلم يتكلم أي منهم في نسبته إلى الاختلاط إنما أخذوا عليه اضطراب روايته عن يحيى بن كثير وكذا أنه كان يغلط وله بعض مفردات لا يتابعه عليها أحد ولم يذكر الحافظان قول البيهقي ولم يشرا إليه ولم أره في موضع آخر.

العلاء بن الحارث الدمشقي صاحب مكحول

74 -[م 4] العلاء بن الحارث الدمشقي صاحب مكحول قال ابن سعد كان قليل الحديث ولكنه كان أعلم أصحاب مكحول وأقدمهم وكان يفتي حتى خولط وقال ابن معين ثقة يرى القدر وقال أبو حاتم لا أعلم في أصحاب مكحول أوثق منه وقال (د) ثقة تغير عقله وقال [خ] منكر الحديث وقد ذكره ابن حبان في الثقات فقال تغير حديثه من رواية الثقات عنه

_ Qقلت: والعلاء صدوق في الحديث ثقة فقيه ولكنه اختلط وتغير كما نص على ذلك ابن سعد وأبو داود وكان يرى القدر. أما قول البخاري: منكر الحديث. ففيه نظر لأن البخاري إنما قال ذلك في العلاء بن كثير الدمشقي وليس في العلاء بن الحارث الدمشقي الفقيه، فوهم الذهبي وأورده في حق العلاء بن الحارث، وقد تبع ابن العجمي الذهبي في هذا الخطأ فأورد هذا القول في الاغتباط نقلاً عن الميزان وكذلك وقع في هذا الخطأ ابن الكيال فنقله عن الذهبي في الكواكب النيرات قال في هامش الميزان هذا سهو وإنما قال ذلك البخاري في العلاء بن كثير الدمشقي وقد بينت ذلك في مقدمة كتابي إنعام المعلم بشرح مسلم قاله محمد. أهـ. (هامش س) .

علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني

75 - علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني* صاحب كتاب الأغاني ذكر صاحب الميزان عن أبي الفتح بن أبي الفوارس أنه خلط قبل موته

_ Q* هو علي بن الحسين أبو الفرج الأصبهاني الأموي صاحب كتاب الأغاني شيعي وهو نادر في أموي

علي بن الخضر بن سليمان بن سعد أبو الحسن السلمي الصوفي الوراق

زيادات النهاية: 76 - علي بن الخضر بن سليمان بن سعد أبو الحسن السلمي الصوفي الوراق

_ Qقال عبد العزيز الكتاني: روى أشياء لا سماع له فيها ولا إجازة وخلط تخليطا عظيما وقال الكتاني أيضا: لم يكن هذا الشأن من صفته مات سنة خمس وخمسين وأربعمائة.

علي بن زيد بن جدعان

77 -[م 4] علي بن زيد بن جدعان قال شعبة ثنا علي بن زيد وكان رفَّاعا (أي يرفع الشيء الذي يوقفه غيره) وقال مرة ثنا علي قبل أن يختلط

_ Qقلت: وعلي بن زيد بن عبد الله بن جدعان كان من أهل الصدق ولكنه كان ضعيفاً في الحديث وجاء ضعفه من جهة سوء حفظه وكثرة أوهامه فقد كان يهم ويخطئ فكثر ذلك فاستحق الترك كما قال ابن حبان. أما عن اختلاطه فقد نفاه ابن معين فيما رواه عن الجنيد حينما سأله: علي بن زيد اختلط؟ قال: ما اختلط قط. ولكن أثبت اختلاطه غير واحد من النقاد. فيما أوردناه من أقوالهم قال الفسوي: اختلط في كبره وقال ابن قانع خلط في آخر عمره وترك حديثه. وكذا نص على اختلاطه شعبه قال حدثنا علي قبل أن يخلط وهو القول الذي أورده الذهبي في ميزانه ونقله عنه صاحب الاغتباط. وأيما كان من أمره فإن حديثه قبل الاختلاط ضعيف وإن كان اختلط فإنما ازداد حديثه ضعفا على ضعف.

عمر بن الحسن بن الخطاب بن دحية الإمام الحافظ الأندلسي

78 - عمر بن الحسن بن الخطاب بن دحية الإمام الحافظ الأندلسي متهم في نقله مع أنه كان من أوعية العلم ذكر الذهبي في ترجمته كلاما كثيرا منه قلت وإنما عزله ـ يعني الكامل عن تدريس الكاملية بالقاهرة ـ لأنه حصل له تغير ومبادىء اختلاط انتهى وقد رأيت شيخ شيوخنا الإمام أبا حيان أنكر قول من ضعفه في القطر الحبي في أسئلة الذهبي والله أعلم

_ Qقال ابن نقطة: كان موصوفاً بالمعرفةوالفضل إلا انه يدعي أشياء لا حقيقة لها، وذكر لي ثقة ـ وهو أبو القاسم بن عبد السلام ـ قال: أقام عندنا ابن دحية فكان يقول: أحفظ صحيح مسلم والترمذي، قال: فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات، فجعلتها في جزء فعرضت حديثاً من الترمذي عليه، فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال: لا أعرفه ولم يعرف منها شيئاً. مات أبو الخطاب في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.

عمر بن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الوادي آشى شيخنا الحافظ

79 - عمر بن الإمام أبي الحسن علي بن أحمد الوادي آشى شيخنا الحافظ الشهير باب الملقن إمام عالم كثير الفوائد والمؤلفات اختلط قبل موته فيما بلغني بسبب احتراق كتبه

_ Qلم أقف له على ترجمة.

عمرو بن عبد الله السبيعي

80 -[ع] عمرو بن عبد الله السبيعي وقد ذكره أيضا فيهم ابن الصلاح قال الذهبي في ميزانه في ترجمته من أئمة التابعين بالكوفة وأثباتهم إلا أنه شاخ ونسي ولم يختلط وقد سمع منه سفيان بن عيينة وقد تغير قليلا ثم نقل عن الفسوي قال ابن عيينة ـ ثنا أبو إسحاق في المسجد ليس معنا ثالث قال الفسوي فقال بعض أهل العلم كان قد اختلط وإنما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه

_ Qقلت:.. قال ابن الصلاح في علومه: (أبو إسحاق السبيعي) اختلط أيضا ويقال: إن سماع (سفيان بن عيينة) منه بعد ما اختلط ذكر ذلك (أبو يعلى الخليلي) . أهـ. وقد تعقبه العراقي بقوله: وفيه أمور: (أحدها) : أن صاحب الميزان أنكر اختلاطه فقال شاخ ونسى ولم يختلط قال وقد سمع منه سفيان بن عيينة وقد تغير قليلا (الأمر الثانى) : أن المصنف ذكر كون سماع بن عيينة منه بعد ما اختلط بصيغة التمريض وهو حسن فإن بعض أهل العلم أخذ ذلك من كلام لابن عيينة ليس صريحا فى ذلك قال يعقوب الفسوى قال ابن عيينة ثنا أبو إسحاق فى المسجد ليس معنا ثالث قال الفسوى فقال بعض أهل العلم كان قد اختلط وإنما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه انتهى (الأمر الثالث) : أن المصنف لم يذكر أحدا قيل عنه أن سماعه منه بعد الاختلاط إلا ابن عيينة وقد ذكر ذلك عن إسرائيل بن يونس وزكريا بن أبى زائدة وزهير بن معاوية وكذلك تكلم فى رواية زائدة بن قدامة عنه أما إسرائيل فقال صالح بن أحمد ابن حنبل عن أبيه إسرائيل عن أبى إسحاق فيه لين سمع منه بآخرة وقال محمد بن موسى بن مشيش سئل أحمد بن حنبل أيما أحب إليك شريك أو إسرائيل فقال إسرائيل هو أصح حديثا من شريك إلا فى أبى إسحاق فإن شريكا اضبط عن أبى إسحق قال وما روى يحيى عن إسرائيل شيئا فقيل لم فقال لا أدري أخبرك إلا أنهم يقولون من قبل أبى إسحق لأنه خلط وروى عياش الدورى عن يحيى بن معين قال زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم فى أبى إسحق قريب من السواء إنما أصحاب أبى إسحق سفيان وشعبة قلت قد خالفهما فى ذلك عبد الرحمن بن مهدى وأبو حاتم فقال ابن مهدى إسرائيل فى أبى إسحق أثبت من شعبة والثورى وروى عبد الرحمن بن مهدى عن عيسى بن يونس قال قال لى إسرائيل كنت أحفظ حديث أبى إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن وقال أبو حاتم الرازى إسرائيل من أتقن أصحاب أبى إسحق وروايته عن جده فى الصحيحين وأما زكريا بن أبى زائدة فقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه إذا اختلف زكريا وإسرائيل فإن زكريا أحب إلى فى أبى إسحق من إسرائيل ثم قال ما أقربهما وحديثهما عن أبى إسحق لين سمعا منه بآخرة وقال أحمد بن عبد الله العجلى كان ثقة إلا أن سماعه عن أبى إسحق بآخرة بعد ما كبر أبو إسحق قال وروايته ورواية زهير بن معاوية وإسرائيل بن يونس قريب من السواء وتقدم قول يحيى بن معين أيضا أن حديث الثلاثة عن أبى إسحق قريب من السواء وروايته عنه فى الصحيحين وأما زهير بن معاوية فقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه فى حديثه عن أبى إسحق لين سمع منه بآخرة وقال أبو زرعة ثقة إلا أنه سمع من أبى إسحق بعد الاختلاط وقال أبو حاتم زهير أحب إلينا من إسرائيل فى كل شئ إلا فى حديث أبى إسحق وقال أيضا زهير ثقة متقن صاحب سنة تأخر سماعه من أبى إسحق وتقدم أيضا قول يحيى بن معين زكريا وزهير وإسرائيل حديثهم فى أبى إسحق قريب من السواء وقال الترمذى زهير فى إسحق ليس بذاك لأن سماعه منه بآخرة وروايته عنه فى الصحيحين وأما زائدة بن قدامة فروى أحمد بن حنبل بن الحسن الترمذى عن أحمد بن حنبل قال إذا سمعت الحديث عن زائدة وزهير فلا تبال أن لا تسمعه من غيرهما إلا حديث أبى إسحق وروايته عنه فى سنن أبى داود فقط (الأمر الرابع) : أنه قد أخرج الشيخان فى الصحيحين لجماعة من روايتهم عن إبى إسحق وهم إسرائيل بن يونس بن أبى إسحاق وزكريا ابن أبي زائدة وزهير بن معاوية وسفيان الثورى وأبو الأحوص سلام بن سليم وشعبة وعمر بن أبى زائدة ويوسف بن إبى إسحاق وأخرج البخارى من رواية جرير بن حازم عنه وأخرج مسلم من رواية إسماعيل بن أبى خالد ورقبة بن مصقلة وسليمان بن مهران الأعمش وسليمان بن معاذ وعمار ابن رزيق ومالك بن مغول ومسعر بن كدام عنه وقد تقدم أن إسرائيل وزكريا وزهير سمعوا منه بآخرة والله أعلم.

عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي البصري

81 -[م ق] عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي البصري روى الأثرم عن أحمد ثقة لكنه اختلط قبل موته

_ Qقلت: نص على اختلاطه أحمد بن حنبل فيما رواه عنه الأثرم وهو ما نقله صاحب الاغتباط من الميزان. وكذا نسبه الذهبي إلى التغير في آخر عمره ولكن بصيغة ممرضة فقال في الكاشف: ثقة قيل تغير بأخره. وقال عنه ابن حجر في التقريب: صدوق اختلط من السابعة.

عنبسة بن سعيد أخو أبي الربيع السمان

82 -[د] عنبسة بن سعيد أخو أبي الربيع السَّمَّان قال الفلاس عنبسة أخو أبي الربيع السمان قد سمعت منه كان مختلطا متروك الحديث كان صدوقا لا يحفظ انتهى ومن يسمى بعنبسة بن سعيد تسعة أشخاص

_ Qقلت: وابن حجر على تردده في التهذيب أيهم عنبسة الذي أخرج له أبو داود إلا أنه نجده في التقريب يقطع بأن أبا لم يرد لعنبسة بن سعيد القطان بل لابن أبي رائطة. قال في التقريب: عنبسة بن سعيد القطان الواسطي أو البصري ضعيف من السابعة، لم يصح أن أبا داود روى له بل لابن أبي نقطة أهـ. وعنبسة بن سعيد القطان أخو أبي الربيع السمان ضعيف الحديث يحدث بالمناكير ويأتي بالغرائب وقد نص الفلاس على اختلاطه وهو ما نقله صاحب الاغتباط عن الميزان. وما زاده الاختلاط إلا ضعفاً ونكارة فإنه وقبل اختلاطه لا يحتج بحديثه إذا انفرد به.

باب الفاء

باب الفاء 83 - فطر بن حماد بن واقد بصري قال أبو داود تغير تغيرا شديدا

_ Q* هو فطر بن حماد بن واقد البصري قال عنه الذهبي: وثق.

باب القاف

باب القاف 84 -[خ م د ت س] قريش بن أنس قال النسائي تغير قبل موته بست سنين وقال البخاري في الضعفاء اختلط ست سنين في البيت وقال ابن حبان كان شيخا صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به وبقي ست سنين في اختلاطه إلى آخر الكلام

_ Q* هو قريش بن أنس الأنصاري وقيل الأموي مولاهم أبو أنس البصري. قلت: سماع المتأخرين عنه بعد اختلاطه مثل: ابن أبي العوام ويزيد بن سنان البصري وبكار القاضي وأبي قلابة والكديمي. وقال ابن حبان: اختلط فظهر في حديثه مناكير فلم يجز الاحتاج بأفراده. وقال أبو حاتم الرازي: تغير عقله وكان سنة (203) صحيح العقل ومات سنة (208) أهـ.

قنبر مولى علي رضي الله عنه

85 - قنبر مولى علي رضي الله عنه لم يثبت حديثه قاله الأزدي يقال كبر حتى كان لا يدري ما يقوله أو يروي

_ Q (1) في المطبوعة من الاغتباط قنبي والتصحيح من الميزن. * هو: قنبر مولى علي رضي الله عنه، ويقال: إنه حاجب معاوية بن أبي سفيان وصاحبه.

قيس بن أبي حازم

86 -[ع] قيس بن أبي حازم حجة كاد أن يكون صحابيا وثقه ابن معين والناس قال إسماعيل بن أبي خالد كان ثبتا قال وقد كبر حتى جاوز المائة وخرف قال الذهبي أجمعوا على الاحتجاج به ومن تكلم فيه فقد آذى نفسه نسأل الله العافية وترك الهوى فقد قال معاوية بن صالح كان قيس أوثق من الزهري

_ Q* هو: قيس بن أبي حازم واسمه حصين بن عوف، ويقال: عوف بن عبد الحارث، ويقال: عبد عوف بن الحارث بن عوف البجلي الأحمسي أبو عبد الله الكوفي. قلت: وقد احتج به أصحاب الكتب الستة جميعاً، وكما نبهنا فإن مثل هؤلاء الثقات الرواية عنهم في الصحيحين إنما هي قبل التغير والاختلاط.

باب اللام

باب اللام 87 -[م مقرونا 4] ليث بن أبي سُليم الليثي الكوفي قال ابن حبان في آخر عمره

_ Q (1) في المطبوعة ابن سليم والتصحيح من التهذيب والميزان. * هو ليث بن ابي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر، ويقال: أبو بكر الكوفي واسم أبي سليم: أيمن، ويقال: أنس، ويقال: زيادة، ويقال: عيسى، أحد العلماء. قلت: وليث بن أبي سليم ـ كما رأينا من كلام الأئمة والنقاد ـ كان صالحاً عابداً صدوقاً لكن كان سيء الحفظ كثير الغلط ضعيف الحديث واختلط في آخر عمره فمثله كما قال أبو حاتم وأبو زرعة لا يشتغل به وهو مضطرب الحديث.

باب الميم

باب الميم 88 -[د ت ق] المثنى بن الصباح قال البخاري قال يحيى القطان ترك حديثه لاختلاط منه

_ Q* هو المثنى بن الصباح اليماني الأبناوي أبو عبد الله. ويقال: أبو يحيى المكي أصله من أبناء فارس. قلت: كان صالحاً في نفسه وكان من العباد إلا أن الضعف بين على حديثه كما قال ابن عدي وجمع في آخر عمره على هذا الضعف البين اختلاط.

مجاهد بن جبر

89 -[ع] مجاهد بن جبر الإمام في التفسير والقراآت مشهور الترجمة لم أر من ذكره بالاختلاط إلا ما في ثقات العجلي في ترجمة أحمد بن محمد بن حنبل الإمام قال في مجاهد عن الإمام أحمد وقد اختلط بأخرة والله أعلم

_ Q (1) رمز سبط بن العجمي برواية الأربعة له دون البخاري ومسلم وكما في المطبوع من الاغتباط والصحيح أنه من رجال الستة. قلت: لم ينسبه أحد إلى الاختلاط إلا احمد بن حنبل وهو ما أورده العجلي في ثقاته في ترجمة أحمد بن حنبل وهو ما أشار إليه الحافظ برهان الدين الحلبي في الاغتباط. قال العجلي في ثقاته: "دخلت على أحمد بن حنبل وأحمد بن نوح وهما محبوسان بالصور فسألت أحمد بن نوح كيف كان تقييده يعنى أحمد وأحمد قريب منا يسمع قال لما امتحن أحمد جمع له كل جهمى ببغداد فقال بعضهم إنه مشبه وقال إسحاق بن إبراهيم والى بغداد أليس تقول ليس كمثله شيء قال بلى وهو السميع البصير قالوا شبه قال أي شيء أردت بهذا قال ما أردت به شيئا قلت كما قال القرآن فسألوه عن حديث جامع بن شداد وكتب في الذكر قال كان محمد بن عبيد يخطىء فيه قال إن كان محمد بن عبيد يقول وخلق في الذكر ثم تركه وسألوه عن حديث مجاهد إلى ربها ناظرة وحديث آخر عن مجاهد قال قد اختلط بأخرة قال له إسحاق بن إبراهيم أليس زعمت أنك لا تحسن الكلام أراك قائما بحجتك فطرح القيد في رجله". فعسى أن يكون الإمام أحمد قد اطلع على حال مجاهد في آخر عمره وعلم من أحواله ما لم يعلمها غيره من الأئمة النقاد والله أعلم.

محمد بن أحمد بن عثمان أبو الطاهر الأموي المديني

90 - محمد بن أحمد بن عثمان أبو الطاهر الأموي المديني ذكره ابن يونس في الغرباء قال وكان يحفظ ويفهم روى مناكير أراه كان اختلط لا تجوز الرواية عنه

_ Q (1) في النسخة المطبوعة من الاغتباط " الشعراء" وهو تصحيف والصواب " ذكره ابن يونس في الغرباء".

محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني

91 - محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني سمع أبا العباس الأصم تغير واختلط قاله الحاكم

_ Q (1) ولم أقف على أكثر من هذا في ترجمته

محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفي الجرجاني

92 -[ص] محمد بن أحمد بن الحسين الغطريفي الجرجاني ذكر ابن الصلاح عن البرذعي أنه بلغه أنه تغير انتهى وقد تعقب شيخنا العراقي كلام ابن الصلاح فيما قرأته عليه فإنه لم ير أحدا ذكره بالاختلاط في كلام كثير وفي آخره "وثم آخر يوافق الغطريفي في الاسم واسم أبيه وبلده ويقاربه أيضا في اسم الجد وهما متعاصران وقد اختلط في آخر عمره فيحتمل أن يكون اشتبه الغطريفي به إلى أن قال واسم الآخر ـ يعني المختلط ـ محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني وقد بين الحاكم في تاريخ نيسابور اختلاط هذا انتهى وهذا الرجل هو المذكور قبل صاحب الترجمة والله أعلم

_ Q (3) يعني محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني وهو صاحب ترجمة 91 وهي الترجمة السابقة. قلت: هذا كلام الذهبي عنه في تذكره الحفاظ لم ينسبه إلى الاختلاط والتغيير، بل يم يذكر أحداً نسبه إلى ذلك، قال ابن الصلاح في علومه: " وممن بلغنا عنه ذلك من المتأخرين أبو أحمد الغطريفي الجرجاني وأبو طاهر حفيد الإمام بن خزيمة فقد ذكر الحافظ أبو علي البردعي في معجمه انهما اختلطا في آخر عمرهما". أهـ. وقال الحافظ العراقي متعقباً كلام ابن الصلاح: " وأما الغطريفى فلم أر من ذكره فيمن اختلط غير ما حكاه المصنف عن الحافظ أبى على البردعى وقد ترجمه الحافظ حمزة السهمى فى تاريخ جرجان فلم يذكر عنه شيئا من ذلك وهو أعرف به فإنه أحد شيوخ حمزة وقد حدث عنه الحافظ أبو بكر الاسماعيلى فى صحيحه إلا أنه دلس اسمه فقال مرة حدثنا محمد بن أبى حامد النيسابورى وقال مرة حدثنا محمد بن أحمد العبقسى وقال مرة حدثنا محمد بن أحمد الوردى وقال مرة حدثنا محمد بن أحمد البغوى وقال مرة حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين ولم ينسبه ونسبته الغطريفى إلى أحد أجداده فإنه محمد بن أحمد بن الحسين القاسم بن السرى ابن الغطريف الغطريفى الجرجانى الرباطى ولم يدلسه الاسماعيلى لضعفه ولكن لكونه ليس فى مرتبة شيوخه وإنما هو من أقرانه وكان نازلا فى منزل الإسماعيلى وتوفى الاسماعيلى قبله فى سنة إحدى وسبعين وثلاث مايه فى غرة شهر رجب وتأخر الغطريفى ست سنين فتوفى فى سنة سبع وسبعين فى شهر رجب أيضا فلذلك أبهم نسبه فإن كان قد حصل للغطريفى تغير فهو بعد موت الاسماعيلى وآخر من بقى من أصحاب الغطريفى القاضى أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبرى وهو أيضا سمع منه قبل التغير إن كان حصل له تغير فإن القاضى أبا الطيب رحل إلى جرجان سنة إحدى وسبعين فى حياة الاسماعيلى فقدمها يوم خميس فاشتغل بدخول الحمام ثم أصبح فاراد الاجتماع بالاسماعيلى والسماع عليه فقال له ابنه أبو سعد إنه شرب دواء لمرض حصل له فتعال غدا للسماع عليه فجاء من الغد يوم السبت فوجده قد مات فلم يحصل للقاضى أبى الطيب لقى الاسماعيلى وسمع فى تلك السنة من الغطريفى فإنه كان نازلا فى منزل الاسماعيلى ولم يذكر الذهبى فى الميزان الغطريفى فيمن تغير ولكن ذكر السمعانى فى الأنساب أنهم أنكروا على الغطريفى حديثا رواه من طريق مالك عن الزهرى عن أنس أن النبى صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لأبى جهل قال السمعانى وكان يذكر أن ابن صاعد وابن مظفر أفاداه عن الصوفى هذا الحديث قال ولا يبعد أن يكون قد سمع إلا أنه لم يخرج أصله قال وقد حدث غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بهذا الحديث عن الصوفى قال السمعانى وأنكروا عليه أيضا أنه حدث بمسند إسحق بن إبراهيم الحنظلى عن ابن شيرويه من غير الأصل الذى سمع فيه وقال حمزة السهمى سمعت أبا عمرو الرزجاهى يقول رأيت سماع الغطريفى فى جميع كتاب ابن شيرويه والله أعلم. قلت وثم آخر يوافق الغطريفى فى الاسم واسم أبيه وبلده وتقاربا أيضا فى اسم الجد وهما متعاسران وقد اختلط فى آخر عمره فيحتمل أن يكون اشتبه الغطريفى به واسم الغطريفى محمد بن أحمد بن الحسين الجرجانى كما تقدم واسم الآخر محمد بن أحمد ابن الحسن وقد بين الحاكم فى تاريخ نيسابور اختلاط هذا فقال ولقد سافر معى وسبرته فى الحضر والسفر نيفا وأربعين سنة فما اتهمته فى الحديث قط ثم تغير بآخرة وخلط والله تعالى يغفر لنا وله وينتقم ممن أفسد علمه وتوفى عشية يوم الاثنين الرابع من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وثلاث ماية". أهـ. انتهى كلام العراقي.

محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة

93 - محمد بن إسحاق بن يحيى بن مندة الحافظ الجوال صاحب التصانيف قال أبو نعيم في تاريخه هو حافظ من أولاد المحدثين مات في سلخ ذي القعدة سنة 395 اختلط آخر عمره.. إلى آخر كلامه

_ Qقلت: ينبغي أن نأخذ الجرح من الأقران بحذر وخاصة إذا ما كان بين هؤلاء الأقران شيء من الوحشة والشقاق ونسبة ابن مندة إلى الاختلاط إنما جاء في كلام أبو نعيم، وكلام أي من الرجلين في الآخر يجب أن يؤخذ بحذر، وقد أسرف كل منهما في الآخر كما نص عليه الذهبي. والله تعالى أعلم.

محمد بن جابر بن سيار بن طلق السحيمي اليمامي الحنفي أبو عبد الله

زيادات النهاية: 94 -[د ق] محمد بن جابر بن سيار بن طلق السُّحَيمي اليمامي الحنفي أبو عبد الله. أصله كوفي وكان أعمى

_ Qقلت: قد ضعفه غير واحد وله مناكير، ولكن يصلح حديثه للاعتبار، ذهبت كتبه فساء حفظه، وخلط كثيراً وعمي فصار يلقن فيتلقن روى له أبو داود وابن ماجة.

محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد أبو خازم أخو القاضي أبي يعلى يعرف بابن الفراء

زيادات النهاية: 95 - محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد أبو خازم أخو القاضي أبي يعلى يعرف بابن الفراء

محمد بن دينار الطاحي البصري

96 -[د ت] محمد بن دينار الطَّاحي البصري أبو بكر قال أبو زرعة صدوق وقال ابن عدي ينفرد بأشياء وهو صدوق وضعفه ابن معين وقال أبو داود تغير قبل أن يموت كان ضعيف القول في القدر وفيه تعديل لغير من ذكرت

_ Q (1) وفي النسخة المطبوعة من الاغتباط الطاجي والتصحيح عن الميزان. قلت: ومحمد بن دينار الأزدي الطاحي، صدوق في نفسه ولكنه ضعيف الحديث سيء الحفظ صاحب وهم يرمي بالقدر روى له الترمذي وأبو داود وقد نص أبو داود على تغيره قبل موته وهو ما نقله الحافظ برهان الدين الحلبي عن الميزان، وما نرى فائدة من تتبع وحصر الرواة عنه قبل التغير وبعده، فحديثه قبل التغير ليس بذاك. والله أعلم.

محمد بن زهير أبو يعلى الأبلي

97 - محمد بن زهير أبو يعلى الأُّبلي قال ابن غلام الزهري اختلط قبل موته بسنتين

محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب

98 - محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب عاش مائة سنة وسماعه صحيح لكنه يتشيع ثم إنه قد اختلط قبل موته بعامين فيعتبر تاريخ السامع منه قاله الذهبي

محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري

99 -[ع] محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري قال أبو داود تغير تغيرا شديدا

_ Q (1) في النسخة المطبوعة من الاغتباط رمز له برواية الأربعة والصحيح أنه من رجال الستة. (2) في المطبوعة " تغير شديداً" وهو خطأ مطبعي وإسقاط والتصحيح من الميزان. قلت: أحد الثقات أنكر عليه حديث الحجامة للصائم ولكن كما قال الذهبي: " ما ينبغي أن يتكلم في الأنصاري لأجل حديث تفرد به، فإنه صاحب حديث". ونص أبو داود على تغيره تغيراً شديداً وهو ما نقله صاحب الاغتباط عن الميزان، وحديثه في الصحيحين إنما هو قبل تغيره واختلاطه كما هو الحال في الثقات الذين اختلطوا واحتج بحديثهم في أصل الصحيحين، والله تعالى اعلم.

محمد بن عبد القادر بن عثمان الجعفري النابلسي الحنبلي شيخنا الإمام شمس الدين

100 - محمد بن عبد القادر بن عثمان الجعفري النابلسي الحنبلي شيخنا الإمام شمس الدين بلغني أنه اختلط قبل موته بسبب موت ابنه صاحبنا الإمام شرف الدين عبد القادر الحنبلي قاضي دمشق

_ Q* ترجمته في إنباء الغمر.

محمد بن علي بن محمود الصابوني المحمودي الحافظ

101 - محمد بن علي بن محمود الصابوني المحمودي الحافظ ذكره ابن عبد الهادي في الطبقات التي اختصرها من طبقات الحفاظ للذهبي فقال تغير قبل موته قال ابن أبي الفتح اختلط قبل أن يموت بسنة روى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وأبو الحسن بن العطار مات في ذي القعدة سنة (680) ودفن بسفح قاسيون وكذا ذكر أنه تغير واختلط البرزالي الحافظ علم الدين في معجمه وكذا الذهبي في معجمه أيضا

محمد بن علي بن عطية أبو طالب المكي الزاهد الواعظ صاحب القوت

102 - محمد بن علي بن عطية أبو طالب المكي الزاهد الواعظ صاحب القوت ذكره الذهبي في ميزانه فقال فيه قال الخطيب ذكر في القوت أشياء منكرة في الصفات قال لي أبو طاهر العلاف إن أبا طالب وعظ ببغداد وخلط في كلامه فحفظ عنه أنه قال كذا وكذا فذكر كلاما فاحشا والظاهر أن هذا ليس المراد به التخليط المعروف الذي هو مرادنا والله أعلم..

_ Qقلت: إن ما أشار إليه الحافظ برهان الدين ابن العجمي في تعقيبه على كلام أبي طاهر العلاف من أن الاختلاط المذكور في كلامه والمنسوب إلى أبي طالب المكي ليس هو الاختلاط بالمعنى الاصطلاحي. فقال: والظاهر أن هذا ليس المراد به التخليط المعروف الذي هو مرادنا والله أعلم. أهـ. فالراجح أن أبا طاهر كان يشير بالاختلاط إلى ما حفظ عن أبي طالب المكي من كلام شديد الفحش في عقائد المسلمين عظيم الفساد في دينهم مخالفاً ما عليه كواف المسلمين سلفهم وخلفهم، ولهذا رموه بالبدعة وهجروه. والله تعالى أعلم.

محمد بن الفضل عارم

103 -[ع ص] محمد بن الفضل عارم وقد ذكره ابن الصلاح أيضا فيهم

_ Qقلت: هو أحد الثقات الأثبات تغير واختلط في آخر عمره ولكن يبدو أنه لم يفحش في اختلاطه، فقد قال عنه الدارقطني: تغير بأخره وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وهو ثقة. وقد شنع الذهبي على ابن حبان لإسرافه القول في اختلاط عارم محمد بن الفضل، ولا أدري لم كل هذا التشنيع من الذهبي على ابن حبان؟ فالحق أن ابن حبان لم يكن متهوراً في عارم كما وصفه الذهبي، فإن رأيه في عارم موافق من قريب لرأي أبي حاتم حيث قال: اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله فمن سمع منه قبل الاختلاط فسماعه صحيح، وكتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة، ولم أسمع منه بعدما اختلاط أهـ. وهو كلام أبي حاتم المذكور من قبل بل إن حبان التزم القاعدة التي وضعها لنفسه في أول الكتاب لمن تغير بأخرة وقد اشار إلى هذه القاعدة متعقباً على رأيه في عارم فقال: هذا حكم من تغير آخر عمره واختلط إذا كان قبل الاختلاط صدوقاً وهو مما يعرف بالكتابة والجمع والاتقان أهـ أما كلام ابن الصلاح فقد تعقبه الحافظ العراقي فقال: " ولم يبين المصنف ابتداء اختلاطه ولا كم قام فى الاختلاط ولا من سمع منه قبل الاختلاط وبعده إلا ما ذكر عن البخارى ومحمد بن يحيى الذهلى وغيرهما من الحفاظ وأتى به بصيغة ينبغى ولم ينقله عن أحد يرجع إليه مع أن بعض الحفاظ سماعه منه بعد الاختلاط وهو أبو زرعة الرازى كما سيأتى وأنا أبين ذلك إن شاء الله تعالى فأما ابتداء اختلاطه فقد اختلفوا فى ذلك فقال أبو حاتم كتبت عنه قبل الاختلاط سنة أربع عشرة يعنى ومائتين قال ولم أسمع منه بعدما اختلط فمن سمع منه قبل سنة وعشرين ومائتين فسماعه جيد قال وأبو زرعة لقيه سنة اثنتين وعشرين وقال أبو داود بلغنا أن عارما أنكر سنة ثلاث عشرة ومائتين ثم راجعه عقله واستحكم به الاختلاف سنة ست عشرة ومات عارم سنة أربع وعشرين ومائتين فإذا كان اختلاطه ثمانى سنين على قول ابى داود وأربع سنين على قول أبى حاتم وقال الدارقطنى ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر وأما ابن حبان فإنه قال فى تاريخ الضعفاء اختلط فى آخر عمره وتغير حتى كان لا يدرى ما يحدث به فوقع المناكير الكثيرة فى روايته فما روى عنه القدماء إذا علم أن سماعهم منه كان قبل تغيره إن احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت أرجو أن لا نخرج فى فعل ذلك وأما رواية المتأخرين عنه فلا يجب إلا التنكب عنها على الأحوال وإذا لم يعلم التمييز بين سماع المتأخرين والمتقدمين منه يترك الكل فلا يحتج بشئ منه وقد أنكر صاحب الميزان قول ابن حبان هذا ونسبه إلى التخسيف والتهوير وقال لم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا فأين ما زعم. وأما من سمع منه قبل الاختلاط فأحمد بن حنبل وعبد الله بن محمد المسندى وأبو حاتم الرازى وأبو على محمد بن أحمد بن خالد الزريقى وكذلك ينبغى أن يكون من حدث عنه من شيوخ البخارى أو مسلم وروى عنه فى الصحيح شيئا من حديثه ومع كون البخارى روى عنه فى الصحيح فقد روى فى الصحيح أيضا عن عبد الله ابن محمد المسندى عنه وروى مسلم فى الصحيح عن جماعة عنه وهم أحمد بن سعيد الدارمى وحجاج بن الشاعر وأبو داود سليمان بن سعيد السنجى وعبد بن حميد وهارون بن عبد الله الحمال وأما من سمع منه بعد الاختلاط فأبو زرعة الرازى كما قال أبو حاتم وعلى ابن عبد العزيز البغوى على قول أبى داود أنه استحكم به الاختلاط سنة ست عشرة وذلك أن سماع على بن عبد العزيز كان فى سنة سبع عشرة كما قاله العقيلى فأما على قول أبى حاتم المتقدم فسماع على بن عبد العزيز البغوى منه كان قبل اختلاطه والله أعلم". أهـ.

محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة

104 -[ص] محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال الحاكم مرض في الآخر وتغير بزوال عقله وقد ذكره ابن الصلاح فيهم قال الذهبي في ميزانه ما عرفت أحدا سمع منه أيام عدم عقله والله أعلم

_ Qقال الحافظ العراقي في تعقيبه على ابن الصلاح: " وأما محمد بن الفضل بن محمد بن إسحق ابن خزيمة فقد بين الحاكم فى تاريخ نيسابور مدة اختلاطه فقال إنه مرض وتغير بزوال العقل فى ذى الحجة من سنة أربع وثمانين وثلاث ماية فإنى قصدته بعد ذلك غير مرة فوجدته لا يعقل وكل من أخذ عنه بعد ذلك فلقلة مبالاته بالدين وتوفى ليلة الجمعة الثامن عشر من جمادى الأولى من سنة سبع وسبعين وثلاث ماية انتهى فعلى هذا تكون مدة اختلاطه سنتين وخمسة أشهر أو مع زيادة بعض شهر آخر وأما نقل صاحب الميزان عن الحاكم أنه عاش بعد تغيره ثلاث سنين فنقل غير محرر وهكذا قال فى العبر اختلط قبل موته بثلاثة أعوام فتجنبوه قال فى الميزان ما عرفت أحدا سمع منه أيام عدم عقله والله أعلم" أهـ. قال الحافظ في اللسان: وفي تحديد مدة اختلاطه تجوز، وأن الحاكم قال: مرض وتغير بزوال العقل ... الخ. ثم قال شيخنا في النكت على ابن الصلاح: فعلى هذا يكون مدة اختلاطه سنتين ونصفاً ينقص أياماً، وقد أعاد الذهبي كلامه في العبر فقال: اختلط قبل موته بثلاثة أعوام فتجوز، وأما كونه لم يحدث في الاختلاط فإن كلام الحاكم يدل على أنه حدث في أيام اختلاطه.

محمد بن كثير الصنعاني المصيصي

105 -[د ت س] محمد بن كثير الصنعاني المصيصي قال ابن سعد ـ في جملة كلامه ـ يذكرون أنه اختلط في آخر عمره

_ Qقلت: صدوق في نفسه ولكن كثر الخطأ في حديثه وروى أشياء منكرة فضفعفوه وبعضهم كأحمد بن حنبل نسبه إلى الضعف الشديد، أما ما اعتمد عليه الحافظ ابن العجمي من نسبته إلى الاختلاط فهو ما جاء في كلام ابن سعد: " ويذكرون أنه اختلط في أواخر عمره" فهذه صيغة غير جازمة وليس فيها قطع بالاختلاط، وحتى لو لم يثبت اختلاطه فحديثه ضعيف والله تعالى أعلم.

محمد بن مبارك بن مشق البغدادي

106 - محمد بن مبارك بن مشق البغدادي من طلبة الحديث اختلط قبل موته بثلاثة أعوام فما حدث فيها بشيء قاله الذهبي

محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي الأصل الدمشقي المولد والدار

107 - محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي الأصل الدمشقي المولد والدار ذكره ابن رافع الحافظ تقي الدين في ذيل تاريخ بغداد فأطال في ترجمته وفي آخرها قال قال الذهبي حصل له غفلة وتغير يسيرا في آخر أيامه في بعض الأحايين انتهى سمعت على شيخنا الأذرعي الإمام شهاب الدين الشافعي الشقرطاسية بإجازته منه

_ Q (1) في المطبوعة: عبد الله. وأغلب الظن أنه تحريف، والصواب ما أثبتناه من جميع المصادر. * ذكره الحافظ الذهبي في التذكره عند ترجمته لابن القوطي، كما ذكره في ذيل العبر في وفيات سنة723 قال: " وكبر سنه وأكثر ولم يختلط" وفي قوله: " ولم يختلط" معنى أنه تغير وهي التي ذكرها عنه البرهان ـ رحمه الله ـ في المتن من هذا الكتاب. وذكره في وفيات هذه السنة ابن العماد الحنبلي فلم يزد على ما قاله الذهبي.

محمد بن موسى بن محمد اللخمي الشافعي ابن سند الحافظ شمس الدين شيخنا

108 - محمد بن موسى بن محمد اللخمي الشافعي ابن سند الحافظ شمس الدين شيخنا بلغني اختلاطه قبل موته بمدة تزيد على سنة اختلاطا فاحشا

_ Q* ترجمه ابن حجر في إنباء الغمر وفي الدرر. قال في الإنباء: " ... وقرأت بخط البرهان المحدث أنه اختلط قبل موته بسنة بسبب مرض طال به ـ اختلاطاً فاحشاً. قال: وكان عالماً له يد في النحو والحديث حسن الشكل كيساً متواضعاً لين الجانب. قلت: وكلام الحافظ ابن حجر يظهر أن سبب اختلاط الرجل هو " مرض طال به" ويظهر أيضاً أن " برهان الدين الحلبي" كان يعرف هذا السبب ومع ذلك لم يذكره هنا ـ فيما بين أيدينا من نسخ الاختلاط. فهل هذا النص منقول من نسخة عثر عليها الحافظ من الاختلاط؟ أم أنه من كتاب آخر؟ غير أن هناك تأويلاً لهذا الاختلاط حكاه ابن حجر حين قال: " ... تغير آخر عمره تغيراً شديداً، ونسي بعض القرآن فكان يقال: " إن ذلك لكثرة وقيعته في الناس" وهذا التأويل لا يقدح في السبب الظاهر لهذا الاختلاط، وهو ما ساقه المصنف آنفاً وهو كذلك لا يعنية أنه كان يوقع بين الناس وإنما قصد " ابن حجر" كثرة وقوعه في الناس يعني اعتيابهم واغتيابهم ولعله كان يذكر اخطاء العلماء في عصره ـ كما هو دأب هذه العصور المتأخرة. وقد ذكره ابن العماد فما زاد على ذلك شيئاً.

مسروق بن الأجدع

109 -[ع] مسروق بن الأجدع إمام أحد الأعلام لا أعلم فيه مقالا وقد رأيت بعض فضلاء الشافعية ممن لقيته مرارا بالقاهرة قال في بعض مؤلفاته في روايته عن أم رومان وكلام الناس في ذلك معروف قال فيها ولعله رواه لهؤلاء عند اختلاطه آخر عمره انتهى

_ Qقلت: أحد الأعلام الثقات لم نر أحد من الأئمة قد نسبه إلى الاختلاط والتغير وإنما تكلموا عن روايته عن أم رومان أنها مرسلة. أما ما أورده الحاظ برهان الدين الحلبي عن بعض فضلاء الشافعية أنه ذكر في بعض مؤلفاته روايته عن أم رومان ونسبه فيها إلى الاختلاط وقال: ولعله رواه لهؤلاء عند اختلاطه آخر عمره. فلم يحدد اسم من قال ذلك ولا اسم هذه المؤلفات التي نسب فيها مسروق إلى الاختلاط حتى يمكن الرجوع إليها، ثم إن هذا المشار إليه أنه من فضلاء الشافعية إنما نسبه إلى الاختلاط بصيغة ممرضة لم يقطع فيها بتغيره ووقوعه في الاختلاط، وأيضاً فإن أحداً من الأئمة لم ينسبه إلى الاختلاط فلا عبرة بقول هذا المجهول المخالف لأقوال الأئمة في مسروق، وكان الأحرى بالحافظ برهان الدين الحلبي ألا يذكر مسروقاً فيمن اختلطوا. والله تعالى أعلم.

مسلم بن كيسان أبو عبد الله الضبي الكوفي

110 -[ت ق] مسلم بن كيسان أبو عبد الله الضبي الكوفي قال يحيى إنه اختلط

_ Q (1) وعبارة الميزان: " وقال يحيى: زعموا أنه اختلط". قلت: ضعيف لا يحتج بحديثه فما زاد الاختلاط حديثه إلا ضعفا ونكارة والله تعالى أعلم.

هاشم بن القاسم الحراني

باب الهاء 111 -[ق] هاشم بن القاسم الحراني عن يعلى بن الأشدق وجماعة قال أبو عروبة كبر وتغير فأما هاشم بن القاسم محدث بغداد فثقة مشهور

_ Q (1) لم يرمز له في المطبوعة بشيء والصواب أن يرمز له برواية ابن ماجة. قلت: لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة غير ابن ماجة وهو صدوق مقبول الحديث قبل كبره وتغيره، أما يعلى بن الأشدق الذي روى عنه هاشم فإنه متروك أدعى أنه لقي الصحابة.

هشام بن عروة

112 -[ع] هشام بن عروة قال ابن القطان فيما نقله الذهبي عنه في ميزانه كما تقدم أنه هو وسهيل بن أبي صالح اختلطا وتغيرا وتعقبه الذهبي فقال نعم الرجل تغير قليلا ولم يبق حفظه كهو في حال الشبيبة فنسي بعض محفوظه أو وهم فكان ماذا؟ أهو معصوم من النسيان إلى آخر كلامه انتهى

_ Q (1) لم يرمز له في المطبوعة بشيء والصواب أن يرمز له برواية الستة. قلت: وهشام أحد الأعلام حجة ثقة فقيه حديثه في الكتب الستة كلها. قال عنه في التقريب: ربما دلس ولعله يقصد ما كان يرسله عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه وهو مما أنكر عليه بعدما صار إلى العراق ولم ينسبه أحد غير القطان إلى التغير والاختلاط ولكن الذهبي في ميزانه انتصر لهشام وحمل على القطان في كلامه هذا

هشام بن عمار السلمي

113 -[خ 4] هشام بن عمار السلمي قال أبو حاتم صدوق وقد تغير فكان كلما لقنه يلقن

_ Qقلت: صدوق كبير المحل كما قال الدارقطني إلا أنه كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح كما نص عليه أبو حاتم ويقال إن ممن سمع منه قديماً أبو عبيد القاسم بن سلام، روى عنه قبل وفاته بنحو عن أربعين سنة، أما روايته في صحيح البخاري فهي تحمل على أنها من مروياته قبل أن يكبر ويلقن، والله تعالى أعلم.

هلال بن خباب الكوفي

114 -[4] هلال بن خباب الكوفي قال يحيى القطان أتيته وكان قد تغير وقال العقيلي في حديثه وهم وتغير بأخرة

_ Q (1) لم يرمز له في المطبوعة بشيء والصواب أن يرمز له برواية الأربعة. قلت: هو شيخ ثقة نفى عنه ابن معين التغير والاختلاط في آخر عمره فقال: " لا ما اختلط ولا تغير. ولكن لا يلتفت إلى كلام ابن معين هذا فقد أثبت غير واحد من الأئمة اختلاطه في آخر عمره وممن نص على اختلاطه وتغيره ممن ذكرنا كلامهم من قبل يحيى القطان وابن حبان وأبو أحمد الحاكم والساجي والعقيلي، فلا موضع لنفي ابن معين عنه الاختلاط بعد ذلك والله تعالى أعلم.

باب الواو

زيادات النهاية: باب الواو 115 -[ع] وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم أبو بكر البصري صاحب الكرابيسي

_ Qقل: ورواية وهيب في الكتب الستة كلها، ويبدو أن تغيره كان تغيراً يسيراً والله تعالى أعلم.

باب الياء

باب الياء 116 - يحيى بن إبراهيم بن أبي زيد الأندلسي أبو الحسين بن البياز المقرىء قال ابن بشكوال سمعت بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب وإلى ادعاء الرواية عمن لم يلقه قال الذهبي ويشبه أن يكون ذلك في وقت اختلاطه لأنه اختلط أخيرا انتهى

_ Qقلت: ويحيى بن إبراهيم بن أبي زيد الأندلسي يعد من المتأخرين وليست له رواية في الكتب الستة.

يحيى بن يمان العجلي الكوفي أبو زكرياء

زيادات النهاية: 117 -[م 4] يحيى بن يمان العجلي الكوفي أبو زكرياء

_ Qقلت: صدوق في نفسه لا يتعمد الكذب إلا أنه كثير الخطأ وقد نص ابن لمديني والعجلي على تغيره، وقد روى له الجماعة إلا البخاري فلم يخرج له في الصحيح وإنما أخرج له في الأدب المفرد.

يزيد بن هارون بن وادي ويقال زاذان بن ثابت السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي

زيادات النهاية: 118 - يزيد بن هارون بن وادي ويقال زاذان بن ثابت السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي أحد الأعلام الحفاظ المشاهير قيل أصله من نجارا

_ Qقلت: لم ار فيما أورده الحافظ في التهذيب قولاً صريحاً في نسبة يزيد بن هارون إلى التغير والاختلاط ولكن أورد أقوالاً للأئمة تشعر بذلك، قال: "وذكره بن حبان في الثقات وقال كان من خيار عباد الله تعالى ممن يحفظ حديثه وكان قد كف في آخر عمره وقال زكريا بن يحيى كنا نسمع أن يزيد من أحسن أصحابنا صلاة وأعلمهم بالسنة ذكر بن أبي خيثمة في تاريخه أنه كاتب أبي شيبة القاضي جد أبي بكر بن أبي شيبة قال وسمعت أبي يعني أبا خيثمة زهير بن حرب يقول كان يعاب على يزيد حين ذهب بصره ربما إذا سئل عن حديث لا يعرفه فيأمر جاريته فتحفظه من كتابه ". وكذا ما أورده من قول ابن سعد: "وكان قد أنكر" وهو القول المذكور بتمامه آنفاً في صلب الترجمة، ولكن الحافظ في التقريب قد ذكره دون أن ينسبه إلى التغير والاختلاط فقال: ثقة متقن عابد من التاسعة مات سنة ست ومائتين وقد قارب السبعين. ثم أشار برواية الجماعة له. فلا ندري هل وقع له تغير قبل موته بعدما كف بصره أم لا؟ والله تعالى أعلم.

يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي المعقلي أبو أحمد وأبو يوسف الشافعي المعروف قديما بابن المقرىء وبابن الإمام والمشهور بابن الصابوني

119 - يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي المعقلي أبو أحمد وأبو يوسف الشافعي المعروف قديما بابن المقرىء وبابن الإمام والمشهور بابن الصابوني سمع بدمشق وبالقاهرة وأجاز له اليلداني وغيره وحدث سمع منه البرزالي سنة ثمانية وستمائة وحدث بغالب مروياته تولى مشيخة الحديث بالمنكوتمرية وكا ذا سمت وعقل وديانة مولده تخمينا سنة خمسين وستمائة بحلب وقال الذهبي سنة أربع وأربعين قال ابن رافع في معجمه ولعله وهم قال ابن رافع في معجمه ـ نقلا ـ وكان مرض مرضة طويلة نحو سنة ونصف وتغير ذهنه فيها وتوفي يوم الخميس ثاني عشرين رجب من سنة عشرين وسبعمائة بالقاهرة ودفن بمقبرة باب النصر انتهى

_ Qقلت: وهو من المتأخرين جداً وليس له رواية في شيء من كتب السنة المعتبرة.

الكنى

الكنى 120 - أبو بكر بن عبد الحكم بن أبي العز العسقلاني المقرىء الرجل الصالح الزاهد مولده بحران في حدود سنة 632 وسمع من الجمال البغدادي وغيره ذكره الذهبي في معجم شيوخه فقال تغير ذهنه بعد سماعنا منه بمدة وذلك قبل موته بعامين وآواه أولاد أخته توفي في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وسبعماية ثم أخرج عنه حديثا

_ Qلم أقف له على ترجمة.

أبو بكر بن عياش المقرىء

121 -[خ 4] أبو بكر بن عياش المقرىء الكلام فيه معروف ذكره في الميزان وذكر كلام الناس فيه وقد ذكر الإمام جمال الدين الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية عنه عن حصين عن مجاهد قال صليت خلف ابن عمر فلم يكن يرفع يديه إلا في التكبيرة الأولى من الصلاة ثم ذكر بعد ذلك عن البيهقي أنه أسند عن البخاري أنه قال أبو بكر بن عياش اختلط بأخرة انتهى والله أعلم

_ Q (1) في المطبوعة رمز له الحافظ برهان الدين الحلبي برواية الستة ولكن مسلماً لم يرو له إلا في المقدمة. قلت: ثقة له فضل وعبادة وصاحب سنة، وفي حديثه بعض الوهم، كتابه صحيح لم ينكر عليه ابن عدي حديثاً من رواية ثقة عنه إلا ان يروي عن ضيعيف، إلا أنه لما كبر ساء حفظه ونسبه البخاري إلى الاختلاط فيما ذكره صاحب " نصب الراية" وهو ما نقله عنه صاحب الاغتباط ولكن يبدو أنه لم يفحش في اختلاطه فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: اختلفوا في اسمه والصحيح أن اسمه كنيته وكان من العباد الحفاظ المتقنين وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الراي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روي والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر، فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته". أهـ

أبو بكر جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى ماهان

122 -[4] أبو بكر جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى ماهان صالح الحديث ذكره الذهبي في ميزانه وذكر كلام من وثقه ومنه قال ابن المديني ثقة كان يخلط وقال مرة يكتب حديثه إلا أنه كان يخطىء ثم ذكر كلام من ضعفه ذكره الذهبي في الأسماء وفي الكنى في الميزان إلا أنه في الكنى لم يذكر فيها كلام ابن المديني بل ذكر ترجمته مختصرة وقال فيها مر

_ Q (3) يعني مرت ترجمته سابقاً قلت: وأبو جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى صدوق في نفسه لكن حديثه ضعف، وخالصة ما يرويه عن مغيرة، وليس بمتقن في الحفظ، لمن ينسبه غير ابن المديني إلى الاختلاط وخاصة فيما يرويه عن مغيرة والله تعالى أعلم.

النساء

النساء 123 - سكن بنت عبد الله المُلَقَّبة قطر النبات عتيقة جمال الدين محمد بن علي بن عبد النور الشاذلي سمعت علي أبي الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي وعلي بن يونس بن عبد القوي الدبوسي توفيت في رمضان سنة خمس وثمانين وسبع ماية بالقاهرة أخبرت أنها اختلطت قبل وفاتها قرأت عليها ما قرب سنده لابن شاهين وجزءا من حديث ابن رُزقويه الأول بسماعها على ابن قريش والثاني بسماعها على الدبوسي وذلك في المحرم سنة اثنين وثمانين وسبعماية بمسكنها بالقاهرة رحمها الله تعالى

آخر الكتاب

[آخر الكتاب] قال الإمام الحافظ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي في آخر مؤلفه بعد الترجمة الأخيرة: " هذا آخر المؤلف، وهو قابل للزيادة، فمن وقف على أحد ممن لم أذكره فليلحقه في مكانه. علقته من كلامي على البخاري، وفي هذا زيادة في الأسماء في مشايخنا وغيرهم، في يوم الأربعاء ثاني جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وثماني مائة بالشرقية بحلب، قاله جامعه إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي الحلبي عفا الله عنه. ثم جاء في آخر النسخة المطبوعة أيضاً: " وفرغ من تعليقه لنفسه ولمن شاء من بعده صبيحة يوم الثلاثاء ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثمان وستين وثمانمائة الفقير: أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن النصيبي الحلبي الشافعي عفا الله تعالى سبحانه عنهم أجمعين، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم حسبنا الله وكفى.

§1/1