الاستيعاب في معرفة الأصحاب

ابن عبد البر

المجلد الأول

[المجلد الأول] بسم الله الرّحمن الرّحيم مقدمة المؤلف قَالَ أَبُو عمر يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بن محمد بن عبد البر النّمرى الفقيه الحافظ الأندلسي رحمه الله: بحمد الله ابتدئ وإياه أستعين وأستهدي، وهو ولي عصمتي من الزلل، في القول والعمل، وولي توفيقي، لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلّا به. الحمد للَّه رب العالمين، جامع الأولين والآخرين ليوم الفصل والدين، حمدًا يوجب رضاه، ويقتضي المزيد من فضله ونعماه، وصلى الله على مُحَمَّد نبي الرحمة، وهادي الأمة، وخاتم النبوة، وعلى آله أجمعين وسلم تسليمًا. أما بعد، فإن أولى ما نظر فيه الطالب، وعني به العالم- بعد كتاب الله عز وجل- سنن رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فهي المبينة لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه، والدالة على حدوده، والمفسرة له، والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله، من اتبعها اهتدى، ومن سلك غير سبيلها ضل وغوى، وولاه الله ما تولى. ومن أوكد آلات السنن المعينة عليها، والمؤدية إلى حفظها، معرفة الذين نقلوها عن نبيهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى الناس كافة، وحفظوها عليه، وبلغوها عنه، وهم صحابته الحواريون [1] الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين، حتى كمل بما نقلوه الدين، وثبتت بهم [2] حجة الله تعالى على المسلمين، فهم خير القرون، وخير أمة أخرجت للناس،

_ [1] في ى: والحواريون. [2] في ى: وثبتت به.

ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسوله عليه السلام، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته، ولا تزكية أفضل من ذلك، ولا تعديل أكمل منه. قَالَ الله تعالى ذكره [1] : «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ» 48: 29 الآية. فهذه صفة من بادر إلى تصديقه والإيمان به، وآزره ونصره، [ولصق به] [2] وصحبه، وليس كذلك جميع من رآه ولا جميع من آمن به، وسترى منازلهم من الدين والإيمان، وفضائل ذوي الفضل والتقدم منهم، فاللَّه قد نضّل بعض النبيين على بعض، وكذلك سائر المسلمين، والحمد للَّه رب العالمين، وقال عز وجل [3] : «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ» 9: 100.... الآية. [قَالَ أَبُو عُمَرَ:] [4] أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ يَحْيَى، قال حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حَنْبَلٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي ح، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير، قال حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ. قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ [5] ، أَخْبَرَنَا ابْنُ سِيرِينَ فِي قوله عزّ وجلّ: «وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ» 9: 100

_ [1] آية 29 سورة الفتح. [2] من أما س. [3] سورة التوبة آية 100. [4] من 1 [5] في ى: شعيب.

قَالَ: هُمُ الَّذِينَ صَلَّوُا الْقِبْلَتَيْنِ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: مَا فَرَّقَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ صَلَّوُا الْقِبْلَتَيْنِ. وَبِهَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ وَمُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ بَايَعُوا بيعة الرضوان. [قال: و] [1] أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن على، قال حدثنا الحسن ابن [2] إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ. قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سالم، قال: أخبرنا سنيد، قال: أخبرنا هشيم، قال أخبرنا مطرّف وإسماعيل عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ بَايَعُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. قَالَ سُنَيْدٌ: وَأَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَهِيَ سَمُرَةُ، فَبَايَعْنَاهُ غَيْرَ الْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ بَعِيرِهِ فَقِيلَ لِجَابِرٍ: هَلْ بَايَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْحُلَيْفَةَ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنَّهُ صَلَّى بِهَا، وَلَمْ يُبَايِعْ تَحْتَ شَجَرَةٍ إِلا الشَّجَرَةَ الَّتِي عِنْدَ الْحُدَيْبِيَةِ. قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: كَيْفَ بَايَعُوا؟ قَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نَفِرَّ وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ. قَالَ: وأخبرني أبو الزبير عن جابر، قَالَ: جاء عبد لحاطب بن أبى بلتعة

_ [1] من أ. [2] في أ: الحسين بن إسماعيل.

أحد بني أسد يشتكي سيده، فقال: يا رسول الله، ليدخلن حاطب النار. فقال له: كذبت لا يدخلها أحد شهد بدرًا أو الحديبية. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: قَالَ الله سبحانه «لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» 48: 18. ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبدًا إن شاء الله. وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: لن يلج النار أحد شهد بدرًا أو الحديبية. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّاهَرْتِيُّ [1] رَحِمَهُ اللَّهُ، قال: أخبرنا قاسم بن أصبغ، قال: أخبرنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ. أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عَبْدًا لحاطب ابن أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَشْتَكِي حَاطِبًا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. قَالَ: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: كَذَبْتَ، لا يَدْخُلُهَا أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ. وَرَوَاهُ حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، [وَقَدْ رَوَاهُ الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ عن النبي

_ [1] في ى: الباهرى. وفي أ: الباهرتى. والصواب من م، ومعجم البلدان- مادة- تاهرت. وإنباه الرواة.

صلّى الله عليه وَسَلَّمَ مِثْلَهُ] [1] . وَقَدْ رَوَى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أُمَّ مُبَشِّرٍ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. حَدَّثَنَا عَبْد الوارث بن سفيان، قال: أخبرنا قاسم بن أصبغ، قال: أخبرنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو زيد الهروي، قَالَ: أَخْبَرَنَا قرة بن خالد عن قتادة قَالَ: قلت لسعيد بن المسيب: كم كان الذين شهدوا بيعة الرضوان؟ قَالَ: خمس عشرة مائة. قال قلت: فإنّ جابر ابن عَبْد الله قَالَ: كانوا أربع عشرة مائة. قَالَ: رحم الله جابرًا! هو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة. حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ [2] بْنُ سلمان، أخبرنا عبد الله ابن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال أخبرنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ [قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ] قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ [3] عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ. قَالَ: كُنَّا أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ، وَقَالَ: وَلَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: يعنى الماء النابع من أنامله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وقد ذكرنا طرق ذلك في التمهيد- والحمد للَّه- بما بان به أنّ ذلك كان منه مرات في مواطن شتى صَلَّى الله عليه وآله وسلم.

_ [1] من أ، م. [2] في أ: عبد الله. [3] في ى: قرة. والمثبت من أ، م، والذهبي 287.

وَبِهَذَيْنِ الإِسْنَادَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ. وقال معقل بن يسار وعبد الله بن أبي أوفى- وكانا ممن شهد البيعة تحت الشجرة: كانوا ألفا وأربعمائة، ذكره أحمد بن حنبل عن عَبْد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء، عن الحكم بن عَبْد الله الأعرج، عن معقل بن يسار، وذكره أحمد أيضًا عن أبي قطن عمرو بن الهيثم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي أوفى، كل ذلك من كتاب أحمد بن زهير عن أحمد بن حنبل رحمه الله ومن كتاب عَبْد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه بالإسنادين المتقدمين عنه. وأما أهل بدر فذكر أحمد بن حنبل بالأسنادين المذكورين عنه قَالَ: أَخْبَرَنَا هاشم [1] عن مُحَمَّد بن سيرين عن عبيدة قَالَ: كان عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاث عشرة أو أربع عشرة، أحد العددين. قال أحمد: أخبرنا يحيى بن سعيد، قال: أخبرنا أبو إسحاق. أخبرنا البراء ابن عازب، قَالَ: كنا- يعني أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- نتحدث أن عدة أهل بدر ثلاثمائة وبضع عشرة كعدد أصحاب طالوت الذين جازوا معه النهر وما جاز معه النهر إلا مؤمن. وكذلك قَالَ ابن إسحاق: حَدَّثَنَا عَبْد الوارث قَالَ حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير وعبيد بن عَبْد الواحد البزار قالا: حَدَّثَنَا أحمد ابن محمد بن أيوب، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: جميع من شهد بدرًا من المسلمين من المهاجرين

_ [1] هكذا في أأيضا، وفي م: هشام.

والأنصار ثلاثمائة رجل وأربعة عشر رجلا، من المهاجرين ثلاثة وثمانون، ومن الأوس أحد وستون، ومن الخزرج مائة وتسعون رجلا [1] . وذكر ابن إسحاق عن يزيد بن أبى حبيب عن مرثد ابن عَبْد الله اليزني عن الصنابحي عن عبادة قَالَ: كنت فيمن حضر العقبة- يعنى الأولى- كنا اثني عشر رجلا، وكانوا في العقبة الثانية سبعين رجلا لا خلاف في ذلك، أصغرهم أبو مسعود عقبة بن عمر، ذكره أحمد بن حنبل عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه ومجالد عن الشعبي عن أبي مسعود الأنصاري. قَالَ الشعبي: وكان أصغرهم سنا، وذكره ابن إسحاق بالإسناد المتقدم عنه قال: حدثني معبد ابن كعب بن مالك أن أباه كعب بن مالك حدثه، وكان ممن شهد العقبة قَالَ: حتى إذا اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا، ومعهم امرأتان من نسائهم: نسيبة [2] بنت كعب أم عمارة، وأسماء بنت عمرو بن عدي. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عثمان بن السكن، قال حدثنا محمد بن يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا مَرْثَدٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَكُلُّنَا فَارِسٌ، قَالَ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ [3] . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ حَاطِبٍ، حَتَّى بَلَغَ إِلَى قَوْلِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أليس من أهل بدر! إنّ الله

_ [1] يلاحظ أن المجموع ليس مساويا للعدد الّذي ذكره؟ [2] في ى: شيبة، وهو تحريف. [3] روضة خاخ: موضع بين الحرمين يقرب حمراء الأسد.

قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ أَوْ قَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ. وَبِهِ عَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم وَلا نَصِيفَهُ [1] . وحدثناه عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يحيى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بكر، قال حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكره سواء. وَذَكَرَ سُنَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» 110: 1 قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا، وَقَالَ: النَّاسُ خَيْرٌ، وَأَنَا وَأَصْحَابِي خَيْرٌ، وَقَالَ: لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ. فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ: كَذَبْتَ، وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَرَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ، وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ، وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أن تنزعه عن عراقة [2] قَوْمِهِ، وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزَعَهُ عَنِ الصَّدَقَةِ، فرفع عليه مروان درّته

_ [1] المد في الأصل: ربع الصاع، وإنما قدره لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به في العادة. ويروى بفتح الميم، وهو الغابة. والنصيف: النصف. [2] عرافة: رياسة.

لِيَضْرِبَهُ، فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالا: صَدَقَ. وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ لأَصْحَابِهِ: أَنْتُمْ تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ. حَدَّثَنَا يَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قالا: أخبرنا قاسم ابن أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّنَانِيُّ [1] ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْمَرٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ أَخْبَرَنَا: بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ معاوية بن حيوة الْقُشَيْرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أَلا إِنَّكُمْ تُوفُونَ تِسْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ، وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [2] : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ 3: 110، قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: كُنْتُمْ بِمَعْنَى أَنْتُمْ خَيْرُ أَمَّةٍ. وَقِيلَ: كُنْتُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ مُوَاجَهَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ [بِقَوْلِهِ] [3] : أَنْتُمْ خَيْرُهَا، إِشَارَةً بِالتَّقْدِمَةِ فِي الْفَضْلِ إِلَيْهِمْ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَيَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، رَوَاهُ سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ أصبغ، أخبرنا محمد ابن عَبْدِ السَّلامِ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: كُنْتُمْ خير أمة أخرجت للناس. قَالَ هُمُ: الَّذِينَ هَاجَرُوا مَعَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسلم

_ [1] في ى ما أ: الررنى. وفي القاموس: الرنة: بلدة بأصفهان فيها أحمد بن محمد بن أحمد ابن هالة. والمثبت من اللباب 2- 477، وفي م: البرتي. [2] آل عمران آية 110. [3] زيادة يقتضيها السياق.

إِلَى الْمَدِينَةِ، هَكَذَا قَالَ: مَعَ مُحَمَّدٍ، وَأَكْثَرُ الرواة له عَنْ سِمَاكٍ يَقُولُونَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ: إِنَّهُمُ الَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ. وَالْمَعْنَى واحد لأنهم هَاجَرُوا بِأَمْرِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا هَاجَرُوا مَعَهُ فِي سَفَرٍ وَاحِدٍ، وَإِنَّمَا أَشَارَ إِلَيْهِمُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالذِّكْرِ، لأَنَّهُمُ الَّذِينَ قَاتَلُوا مَنْ خَالَفَهُمْ عَلَى الدِّينِ حَتَّى دَخَلُوا فِيهِ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَمُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ: خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَهُمْ حَتَّى يُدْخِلُوهُمْ فِي الدِّينِ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا، وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّليِنَ وَالأَنْصَارَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ فِي تَارِيخِهِ [قَالَ: ثنا أَبُو كُرَيْبٍ: قَالَ] [1] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ الَّذِينَ بَايَعُوا مَعَهُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: لِمَ سُمُّوا الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، قَالَ: مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ جمَيِعًا، فَهُو مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ [وَالأَنْصَارِ] [2] . قَالَ أَبُو عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدُ بْنُ المسيّب يقضى بأنّ معنى قَوْلَهُمُ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ كَمَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وتعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ من الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ 9: 100، لأَنَّهُمْ صَلَّوُا الْقِبْلَتَيْنِ جَمِيعًا، وَبَايَعُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَفِي ذَلِكَ أَقْوَالٍ لِغَيْرِهِمْ سَنَذْكُرُهَا بَعْدَ إِنْ شاء الله تعالى.

_ [1] من أ، م. [2] ليست في م.

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ [1] عَنْ مَيْسَرَةَ الأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبى هريرة: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ 3: 110 بِمَعْنَى أَنْتُمْ خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ 3: 110، قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، يَجِيئُونَ بِهِمْ فِي السَّلاسِلِ يُدْخِلُونَهُمْ فِي الإِسْلامِ. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ أَيْضًا: كَانُوا خَيْرَ النَّاسِ عَلَى الشَّرْطِ الّذي ذكره الله تعالى، تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ 3: 110. وَجَاءَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ سرَّه أَنْ يَكُونَ مِنْ تِلْكَ الأُمَّةِ فَلْيُؤَدِّ شَرْطَ اللَّهِ فِيهَا. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: كُنْتُمْ بِمَعْنَى أَنْتُمْ، وَالْكَافُ صِلَةٌ وَقَالَ آخَرُونَ: كُنْتُمْ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، وَهُوَ الذِّكْرُ، وَأُمُّ الْكِتَابِ. وَاسْتَدَلُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى [2] : «وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ ... 7: 156 إِلَى قَوْلِهِ: وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» 7: 157. وَرَوَى ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِكِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: لَمَّا دَخَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالشَّامِ نَظَرَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَقَالَ: مَا كَانَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ الَّذِينَ قُطِّعُوا بِالْمَنَاشِيرِ وَصُلِبُوا عَلَى الْخَشَبِ بِأَشَدِّ اجْتِهَادًا مِنْ هَؤُلاءِ. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.

_ [1] في ى: شقيق. [2] الأعراف آية: 156

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا أحمد بن زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ [1] وَسُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: أخبرنا أبو قلابة عبد الملك بن مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عُبَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. قَالَ: لا أَدْرِي أَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَعِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَبُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ، وَجَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، قَالَ: الْقَرْنُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ [2] ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ. قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صاعد. قال: أخبرنا

_ [1] في ى: عن سليمان. [2] في ى: بن حنيفة.

مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ أَبُو هِشَامٍ [1] ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا عَاصِمٌ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ وَبَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ قُلُوبِ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءُ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَنْ دِينِهِ. وَرَوَى السُّدِّيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى 27: 59. قَالَ: أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَهُ السُّدِّيُّ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَابْنُ عُيَيْنَةَ والثوري. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبِيُّ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، مَا فَرَّقَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ- يَعْنِي وَغَيْرِهِمْ؟ قَالَ: فَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْقِبْلَتَانِ، [فَمَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ] [2] مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم من الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ. وَذَكَرَ مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، ثُمَّ حُوِّلَ إِلَى الْقِبْلَةِ [3] قَبْلَ بَدْرٍ بِشَهْرَيْنِ. وَقَالَ محمد بن الحنفية: السابقون الأولون من المهاجرين

_ [1] قاضى بغداد توفى سنة ثمان وأربعين ومائتين (هامش ى) . [2] أ، م [3] في م: الكعبة.

وَالأَنْصَارِ مَنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ. وَقَالَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَابْنُ سِيرِينَ. وَذَكَرَ سُنَيْدٌ قَالَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ 9: 100. قَالَ: هُمُ الَّذِينَ صَلَّوُا الْقِبْلَتَيْنِ. قَالَ سُنَيْدٌ: وَأَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ مِثْلَهُ. قَالَ: وأخبرنا هشيم [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بن أبي هند عن الشعبي قَالَ: فضل ما بين المهاجرين الأولين وسائر المهاجرين بيعة الرضوان يوم الحديبية. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنِ الْحُسَيْنِ [2] قَالَ: فَرَّقَ مَا بَيْنَهُمْ فَتْحُ مَكَّةَ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا شَيْخٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ فِي قَوْلِهِ: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ والأنصار، قَالَ: أَهْلُ بَدْرٍ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن إسماعيل بن سالم، حَدَّثَنَا سُنَيْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ عَنْ مَعْمَرٍ [3] عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: [4] كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ كَما قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ ... 61: 14 الآيَةَ. قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ، جَاءَهُ سَبْعُونَ رَجُلا فَبَايَعُوهُ تَحْتَ الْعَقَبَةِ، فَنَصَرُوهُ وَآوَوْهُ حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ دِينَهُ. قَالَ: وَلَمْ يُسَمَّ حَيٌّ مِنَ النَّاسِ بِاسْمٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِلا هُمْ. قَالَ سُنَيْدٌ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو سُفْيَانَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ وحجاج عن ابن جريج عن عكرمة

_ [1] في ى: هاشم [2] في س: الحسن [3] في ى: عن عمر، وهذه رواية أ، م ويؤيدها ما يأتي بعده وفي هامش ى: ولعله سفيان عن عمرو. [4] سورة الصف آية: 14.

قَالَ: لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ سِتَّةً فَآمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ، فَأَرَادَ أَنْ يَذْهَبَ مَعَهُمْ فَقَالُوا: إِنَّ بَيْنَنَا حَرْبًا، وَإِنَّا نَخَافُ إِنْ جِئْتَنَا عَلَى هذه الحال ألّا يتهيأ الذين تُرِيدُ، فَوَاعَدُوهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ، وَقَالُوا: نَذْهَبُ، لَعَلَّ اللَّهَ يُصْلِحُ تِلْكَ الْحَرْبَ، فَفَعَلُوا، فَأَصْلَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تِلْكَ الْحَرْبَ، وَذَلِكَ يَوْمَ بُعَاثٍ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهَا لا تَصْلُحُ فَلَقُوهُ الْعَامَ الْمُقْبِلَ سَبْعُونَ رَجُلا قَدْ كَانُوا آمَنُوا بِهِ فَأَخَذَ مِنْهُمُ النُّقَبَاءَ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلا. وَأَخْبَرَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُوسَى بْنُ إسماعيل، قالا: حدثنا مهدي ابن مَيْمُونٍ قَالَ: سَمِعْتُ غَيْلانَ بْنَ جَرِيرٍ قَالَ: قلت لأنس بن مالك: يا أَبَا حَمْزَةَ أَرَأَيْتَ اسْمَ الأَنْصَارِ اسْمٌ سَمَّاكُمُ اللَّهُ بِهِ أَمْ أَنْتُمْ كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ مِنْ قَبْلُ؟ قَالَ: بَلِ اسْمٌ سَمَّانَا اللَّهُ بِهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّمَا وَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحَابَ رَسُولِهِ الْمَوْضِعَ الَّذِي وَضَعَهُمْ فِيهِ بِثَنَائِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَدَالَةِ وَالدِّينِ وَالإِمَامَةِ لِتَقُومَ الْحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ أَهْلِ الْمِلَّةِ بِمَا أَدَّوْهُ [1] عَنْ نَبِيِّهِمْ مِنْ فريضة وسنة، فصلّى الله عليه وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ فَنِعْمَ الْعَوْنُ كَانُوا لَهُ عَلَى الدِّينِ فِي تَبْلِيغِهِمْ عَنْهُ إِلَى مَنْ بَعْدِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا عبد الله [بن مسرر، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ] [2] بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْمَكِّيُّ عَنِ الحسن بن أنس بن مالك،

_ [1] في ى: رووه. [2] من م.

قال قال رسول الله صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مَثَلَ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي كَالْمِلْحِ فِي الطَّعَامِ لا يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلا بِالْمِلْحِ. قَالَ الْحَسَنُ: فَقَدْ ذَهَبَ مِلْحُنَا فَكَيْفَ نَصْلُحُ. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال: أخبرنا محمد ابن إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ سَوَاءً. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: عِدَّةُ النُّقَبَاءِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، تِسْعَةٌ مِنَ الْخَزْرَجِ، وَثَلاثَةٌ مِنَ الأَوْسِ، وَقَدْ وَصَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وُجُوهَ أَصْحَابِهِ وَحَلاهُمْ بِحُلاهُمْ لِيُقْتَدِي بِهِ فِيهِمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ. وفيما رواه شيخنا عيسى بن سعيد بن سعدان المقري قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْعَامِرِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [أَبُو يَحْيَى] [1] بْنُ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَعْوَرُ، يَعْنِي الْبَقَّالَ، وَكَانَ مَوْلَى لِحُذَيْفَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخٌ مِنَ الصَّحَابَةِ يُقَالُ لَهُ أَبُو مِحْجَنٍ [أَو مِحْجَنِ] [2] بْنُ فُلانٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَرْأَفَ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهَا فِي أَمْرِ دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقَهَا حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهَا عَلَيٌّ، وَأَقْرَؤُهَا أُبَيٌّ، وَأَفْرَضَهَا زَيْدٌ، وَأَعْلَمَهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأمّة أبو عبيدة بن الجراح.

_ [1] الزيادة من أ، واللباب. [2] من أ، م

وَرَوَى عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ وَوُهَيْبٌ، وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ وُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ إِلا أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ: وَأَقْضَاهُمْ عَلِيٌّ. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَرْحَمُ النَّاسِ بِالنَّاسِ. أَوْ قَالَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً إِلَى آخِرِهِ. وَرَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: عَلِيٌّ أَقْضَى أُمَّتِي، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُهُمْ، وَأَبُو عُبْيَدَةَ أَمِينُهُمْ، ذَكَرَهُ الْحُلْوَانِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ. وَرَوَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ وُجُوهٍ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا، وَأُبَيٌّ أَقْرَؤُنَا. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلامٌ عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ [1] عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِهَا أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجراح، وأبو هريرة وعاء

_ [1] في اللباب: إنّما قيل له ذلك لأنه كان كلما سئل عن شيء قال: حتّى أسأل عمى.

لِلْعِلْمِ، أَوْ قَالَ: وِعَاءُ الْعِلْمِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ علم لا يدرك، وما أظلت خضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق مِنْ أَبِي ذَرٍّ. قَالَ أبو عمر رضي الله تعالى عنه: فضل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جماعة من أصحابه بفضائل خص كل واحد منهم بفضيلة وسمه بها، وذكره فيها، ولم يأت عنه عليه السلام أنه فضل منهم واحدًا على صاحبه بعينه من وجه يصح، ولكنه ذكر من فضائلهم ما يستدل به على مواضعهم ومنازلهم من الفضل والدين والعلم، وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أحلم وأكرم معاشرة، وأعلم بمحاسن الأخلاق من أن يواجه فاضلا منهم بأن غيره أفضل منه، فيجد من ذلك في نفسه بل فضّل السابقين منهم وأهل الاختصاص به على من لم ينل منازلهم فقال لهم: لو أنفق أحدكم مثل أحد ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ. وهذا من معنى قول الله تعالى [1] : «لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ، أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ الله الْحُسْنى» 57: 10. ومحال أن يستوي من قاتله رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مع من قاتل عنه. وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لبعض من لم يشهد بدرًا- وقد رآه يمشي بين يدي أبي بكر- تمشي بين يدي من هو خير منك؟ وهذا لأنه قد كان أعلمنا ذلك في الجملة لمن شهد بدرًا والحديبية. ولكل طبقة منهم منزلة معروفة وحال موصوفة، وسنذكر في باب كل واحد منهم ما بلغنا من ذلك إن شاء الله تعالى.

_ [1] سورة الفتح آية 10.

وبعد فإن العلم محيط بأن السنن أحكام جارية على المرء في دينه في خاصة نفسه وفي أهله وماله، ومعلوم أن من حكم بقوله، وقضى بشهادته، فلا بد من معرفة اسمه ونسبه وعدالته والمعرفة بحاله، ونحن وإن كان الصحابة رضى الله عنهم قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول فواجب الوقوف على أسمائهم والبحث عن سيرهم وأحوالهم ليهتدى بهداهم فهم خير من سلك سبيله واقتدى به وأقل ما في ذلك معرفة المرسل من المسند، وهو علم جسيم لا يعذر أحد ينسب إلى علم الحديث بجهله ولا خلاف علمته [1] بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ من أوكد علم الخاصة، وأرفع علم أهل الخبر، وبه ساد أهل السير، وما أظنّ أهل دين من الأديان إلا وعلماؤهم معنيون بمعرفة أصحاب أنبيائهم لأنهم الواسطة بين النبي وبين أمته. وقد جمع قوم من العلماء في ذلك كتبا صنفوها، ونظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك، وتأملت ما ألفوه فرأيتهم- رحمة الله عليهم- قد طولوا في بعض ذلك وأكثروا من تكرار الرفع في الأنساب ومخارج الروايات وهذا- وإن كان له وجه- فهو تطويل على من أحبّ علم ما يعتمد عليه من أسمائهم ومعرفتهم، وهم مع ذلك قد أضربوا عن التنبيه على عيون أخبارهم التي يوقف بها على مراتبهم، ورأيت كلّ واحد منهم قد وصل إليه

_ [1] في ى: ولا خلاف من العلماء.

من ذلك شيء ليس عند صاحبه فرأيت أن أجمع ذلك وأختصره، وأقربه على من أراده، وأعتمد في ذلك على النكت التي هي البغية [1] من المعرفة بهم، وأشير إلى ذلك بألطف ما يمكن، وأذكر عيون فضائل ذي الفضل منهم وسابقته ومنزلته، وأبين مراتبهم بأوجز ما تيسر وأبلغه، ليستغني اللبيب بذلك، ويكفيه عن قراءة التصنيف الطويل فيه، وجعلته على حروف المعجم [2] ، ليسهل على من ابتغاه، ويقرب تناوله على طالب ما أحبّ منه، رجا. ثواب الله عز وجل، وإلى الله أرغب وسلامة النية وحسن العون على ما يرضاه فإن ذلك به لا شريك له، وأرجو أن يكون كتابي هذا أكبر كتبهم تسمية [3] وأعظمها فائدة، وأقلها مئونة، على أني لا أدعي الإحاطة، بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس، وباللَّه أستعين، وهو حسبي ونعم الوكيل. واعتمدت في هذا الكتاب على الأقوال [4] المشهورة عند أهل العلم بالسّير، وأهل العلم بالأثر والأنساب، وعلى التواريخ المعروفة التي عليها عول العلماء في معرفة أيام الإسلام وسير أهله، فما كان في كتابي هذا عن موسى بن عقبة فمن طريقين: أحدهما ما حدثني به عَبْد الوارث بن سفيان، عن قاسم بن أصبغ، عن مطرف بن عَبْد الرحمن، عن يعقوب بن حميد [5] بن كاسب، عن مُحَمَّد بن فليح عن موسى بن عقبة، وحدثني به خلف بن قاسم عن أبي الحسن علي بن العباس

_ [1] في ى: البقية. [2] إنما رتبه ترتيب أهل المغرب، ولكنا غيرنا في هذه الطبعة ذلك الترتيب، وجعلناه على ترتيب حروف أهل المشرق ليسهل البحث فيه. [3] في ى: نسبة. [4] في أ: على الكتب. [5] في ى: بن أحمد.

ابن محمد بن عبد الغفار يعرف بابن النون المصري، عن جعفر بن سليمان النوفلي، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن مُحَمَّد بن فليح، عن موسى ابن عقبة. وحدثني أيضًا عَبْد الوارث. عن قاسم، عن ابن أبى خيثمة في كتابه، عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة. وما كان فيه عن ابن إسحاق فقرأته على عَبْد الوارث بن سفيان، عن قاسم ابن أصبغ، عن عبيد بن عَبْد الواحد البزار وعن ابن أبى خيثمة أيضًا من كتابه جميعًا عن أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد [1] عن ابن إسحاق. وقرأته على عَبْد الوارث أيضًا، عن قاسم بن أصبغ، عن مُحَمَّد بن عَبْد السلام الخشني، عن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد الرحيم البرقي عن عبد الملك بن هشام النحوي عن زياد بن عَبْد الله البكائي، عن مُحَمَّد بن إسحاق. وقرأته أيضًا على عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يوسف، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج، عن ابن الأعرابي، عن أحمد بن عَبْد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق. وأخبرني به خلف بن قاسم، قَالَ أَخْبَرَنَا أبو مُحَمَّد بن الورد، وهو عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد، عن أبي سعيد عَبْد الرحيم بن عَبْد الله بن عَبْد الرحيم، عن عَبْد الملك بن هشام، عن زياد بن عَبْد الله البكائي، عن ابن إسحاق. وما كان فيه عن الواقدي، فأما كتاب الطبقات له فقرأته على أحمد بن قاسم التاهرتي عن مُحَمَّد بن معاوية القرشي، عن إبراهيم بن موسى بن جميل، عن مُحَمَّد بن سعد كاتب الواقدي، عن الواقدي.

_ [1] في ى: أسعد.

وأما تاريخ الواقدي فأخبرني به خلف بن قاسم عن أبي الحسن علي بن العباس بن النون، عن جعفر بن سليمان النوفلي، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي عن الواقدي. وما كان فيه عن خليفة بن خياط فأخبرني به أبو عمر أحمد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن على عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ عن بقي بن مخلد عنه. وقرأته أيضًا على أبي القاسم [1] خلف بن سعيد الشيخ الصالح، عن أبي مُحَمَّد عَبْد الله بن محمد ابن علي، عن عَبْد الله بن يونس عن بقي عنه. وما كان فيه عن الزبير بن أبي بكر [2] فأخبرني به عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يوسف، عن أحمد بن مُحَمَّد بن إسماعيل، عن مُحَمَّد بن الحسن الأنصاري عن الزبير. وما كان فيه عن مصعب بن عَبْد الله، وعن المدائني فمن كتاب ابن أبى خيثمة عنهما، وكذلك ما كان فيه عن أبي معشر فمن كتاب ابن أبى خيثمة أيضًا، قرأت جميعه على أبي القاسم عَبْد الوارث بن سفيان بن جبرون عن أبي مُحَمَّد قاسم بن أصبغ بن يوسف البياني عن ابن أبى خيثمة أبى بكر أحمد بن زهير ابن حرب، وكل ما كان في كتابي عن ابن أبى خيثمة فبهذا الإسناد عنه. وما كان فيه عن البخاري فمن كتابه الكبير في تاريخ المحدثين، قرأته على أبي القاسم خلف بن قاسم بن سهل الحافظ، عن أبي الحسن الطوسي، عن

_ [1] في ى: أبى الهيثم. [2] في أ: ابن بكار، وهو اسم أبى بكر كما في إنباه الرواة.

أبي أحمد مُحَمَّد بن سليمان بن فارس، عن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري. وما كان فيه من تاريخ أبي العباس مُحَمَّد بن إسحاق بن إبراهيم السراج فأخبرنا بأربعة أجزاء [1] منه أبو القاسم خلف بن القاسم، قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي عنه. وسائره إجازة. وما كان فيه لأبي جعفر الطبري فمن كتابه المسمى (ذيل الذيل) قرأته على أبي عمر أحمد بن مُحَمَّد ابن أحمد، عن أبى بكر أحمد بن الفضل بن العباس الخفاف الدينَوَريّ عن الطبري. وما كان فيه عن الدولابي فمن كتابه (المولد والوفاة) حدثني به أبو القاسم خلف بن القاسم عن الحسن بن رشيق عن أبى بشر محمد بن أحمد [2] ابن حماد الدولابي. وأما ما فيه من تسمية الرواة من الصحابة رضي الله عنهم دون من قتل في المشاهد منهم، أو مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ، أو أدركه بمولده، أو كانت له لقية أو روية، أو كان مسلمًا على عهده ولم يره، فإن هذه الطبقات كثير منها مذكور في الكتب التي قدمنا ذكرها، وما عداهم من الرواة خاصة، فمن كتاب أبى على سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ، المعروف بكتاب «الحروف في الصحابة» . حدثني به أبو القاسم خلف بن القاسم قرأه عليّ

_ [1] في ى: بأربعة أخبر أمته، وهو تحريف صححناه من أ، س، م. [2] في ى: أحمد بن محمد، وهو تحريف، صوابه من أ، س، واللباب.

من كتابه من أوله إلى آخره، حدثني به عن مؤلفه سماعًا منه. ومن (كتاب الآحاد) لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد الجارود في الصحابة، حدثني به أبو عمر [1] أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، عن أبيه عن الحسن بن عَبْد الله عن ابن الجارود. ومن كتاب أبي جعفر العقيلي مُحَمَّد بن عمرو بن موسى المكي في الصحابة، أجازه لي عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يوسف أبو الوليد عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني المكي عن العقيلي. ومن كتاب ابن أبي خيثمة أيضا. وقد طالعت أيضًا كتاب ابن أبي حاتم الرازي، وكتاب الأزرق والدولابي والبغوي في الصحابة. وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد والمعلقات عن الشيوخ ما لا يخفى على متأمّل ذي عناية، والحمد للَّه ولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته حتى ذكرنا من لقي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولو لقته واحدة مؤمنًا به، أو رآه رؤية، أو سمع منه لفظة فأداها عنه. واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين. فدعا له، أو نظر إليه، وبارك عليه، ونحو هذا، ومن كان مؤمنا به قد أدى الصدقة إليه ولم يرد عليه. وبهذا كله يستكمل القرن الذي أشار عليه رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ [على ما قاله عَبْد الله بن أبي أوفى صاحب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ] [2] . وقد ذكرنا أنساب القبائل من الرواة من قريش والأنصار

_ [1] في ى: أبو أحمد عمر. [2] من أ، س، م.

محمد رسول الله

وسائر العرب في (كتاب الإنباه على القبائل الرواة [1] ) وجعلناه مدخل هذا الكتاب ليغنينا عن الرفع في الأنساب، ويعيننا على ما شرطناه من الاختصار والتقريب، وباللَّه العون لا شريك له. ونبدأ بذكر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ونقتصر من حبره وسيرته على النكت التي يجب الوقوف عليها، ولا يليق بذي علم جهلها، وتحسن المذاكرة بها، لتتم الفائدة للعالم الراغب والمتعلم الطالب في التعرف بالمصحوب والمصاحب، مختصرًا ذلك أيضًا، موعبًا مغنيًا عما سواه كافيًا، ثم نتبعه ذكر الصحابة بابًا بابًا على حروف المعجم على ما شرطنا من التقصي والاستيعاب، مع الاختصار وترك التطويل والإكثار، وباللَّه عزّ وجلّ أصل إلى ذلك كله، وهو حسبي عليه توكلت وإليه أنيب. محمد رسول الله لم يختلف أهل العلم بالأنساب والأخبار وسائر العلماء بالأمصار أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عَبْد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا ما لم يختلف فيه أحد من الناس، وقد روي من أخبار الآحاد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه نسب نفسه كذلك

_ [1] في ى: من الرواة.

إلى نزار بن معد بن عدنان، وما ذكرنا من إجماع أهل السير وأهل العلم بالأثر يغنى عما سواه. واختلفوا فيما بين عدنان وإسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وفيما بين إبراهيم وسام بن نوح بما لم أر لذكره هاهنا وجهًا، [لكثرة الاضطراب فيه، وأنه لا يوقف منه على شيء متتابع متفق عليه، وهم مع اختلافهم واضطرابهم مجمعون] ، [1] على أن نزارًا بأسرها، وهي ربيعة ومضر هي [2] الصريح الصحيح من ولد إسماعيل على ما ذكرنا في (كتاب القبائل من الرواة) عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهناك ذكرنا أصح ما قيل في نسبة إلى آدم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم وقال أبو الأسود محمد ابن عَبْد الرحمن عن عروة بن الزبير: قَالَ عمر بن الخطاب رضى الله عنه: إنما ننتسب إلى معدّ، وما بعد معدّ لا ندري ما هو. وقال ابن جريج عن القاسم ابن أبي بزة، عن عكرمة: أضلت نزار نسبها [3] من عدنان وقال خليفة بن خياط عن ابن الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس: بين معد بن عدنان إلى إسماعيل ثلاثون أبا. وليس هذا الإسناد مما يقطع بصحته، ولكنه عمن علم الأنساب صنعته [4] . فأما عشيرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ورهطه وبطنه الّذي يتميز به من سائر بطون قريش وهاشم فقد ذكرنا [5] بالأسانيد الحسان والطرق الصحاح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا

_ [1] من أ، س، م [2] في ى: أن نزارا بأسرها في إياد وربيعة ومضر وهي. وهذه رواية أ، س وإنباه الرواة [3] في ى: أصلت نزار بنسبها. والصواب من أ، والإنباه. [4] في ى: ولكن عن علم الأنساب صنعة، والصواب من أ، س. [5] صفحة 65، من الكتاب المشار إليه.

من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، وقد ذكرنا في (كتاب الإنباة على القبائل الرواة) عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وهو مضاف إلى هذا الكتاب، والحمد للَّه. واسم هاشم عمرو، وإنما قيل له هاشم، لأنه أول من هشم الثريد لقومه فيما زعموا، واسم قصي زيد، هذا هو الأكثر. وقد قيل يزيد، وإنما قيل له قصي، لأنه تقصى مع أمه وهي فاطمة بنت سعد من بنى عذرة، ونشأ مع أخواله من كلب في باديتهم، وبعد في مغيبة ذلك عن مكة: فسمي بذلك قصيًا والله أعلم. وكان يدعى مجمعًا، لأنه جمع قبائل قريش بمكة في حين انصرافه إليها، وقد ذكرنا ذلك في صدر كتاب (القبائل) . وقد قيل اسم عَبْد مناف المغيرة، ويكنى أبا عَبْد شمس. وأما عَبْد المطلب فقيل أسمه عامر، ولا يصح والله أعلم. وقيل: [اسمه شيبة، وقيل] [1] بل اسمه عَبْد المطلب. وكان يقال له شيبة الحمد لشيبة كانت في ذؤابته ظاهرة. ومن قَالَ اسمه شيبة قَالَ: إنما قيل له عبد المطلب، لأن أباه هاشمًا قَالَ لأخيه المطلب، وهو بمكة حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك [المطلب] [2] بيثرب، فمن هناك سمي عَبْد المطلب، ولا يختلفون أنه يكنى أبا الحارث، بابنه الحارث، وكان أكبر ولده. وأمه سلمى بنت زيد، وقبل بنت عمرو بن زيد من بنى عدي بن النجار، ويقال: إنه أول من خضب بالسواد. أخبرنا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: أخبرنا أبو العباس محمد [ابن إسحاق] [2] ابن إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن حنبل،

_ [1] من أ، س، م [2] من أ، س، م، واللباب.

قَالَ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: اسْمُ عَبْدُ الْمُطَلَّبِ شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ. وَهَاشِمٌ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ، وَعَبْدُ مَنَافٍ اسْمُهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ قصىّ وقصيّ اسمه زيد ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. قَالَ: وَسَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: أَبُو طَالِبٍ اسْمُهُ عَبْدُ مَنَافِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ. قَالَ أبو عمر: أم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، قرشية زهرية، تزوّجها عبد الله ابن عبد المطلب، وهو ابن ثلاثين سنة، وقيل: بل كان يومئذ ابن خمس وعشرين سنة، خرج به أبوه عَبْد المطلب إلى وهب بن عَبْد مناف فزوجه ابنته. وقيل: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عَبْد مناف بن زهرة، فأتاه عَبْد المطلب، فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه، وخطب على ابنه عَبْد الله آمنة بنت وهب، فزوجه وزوج ابنه في مجلس واحد، فولدت آمنة لعبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وولدت هالة لعبد المطلب حمزة، فأرضعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحمزة ثويبة جارية أبي لهب، وأرضعت معهما أبا سلمة الأسدي، فكان رسول الله صلّى الله عليه آله وَسَلَّمَ يكرم ثويبة، وكانت تدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن تزوّج خديجة، وكانت خديجة تكرمها، وأعتقها أبو لهب بعد ما هاجر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر، فبلغت وفاتها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فسأل عن ابنها مسروح وبلبنه أرضعته، فقيل له: قد مات، فسأل عن قرابتها فقيل له: لم يبق منهم أحد.

حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُرِيدَ عَلَى ابْنَةِ حَمْزَةَ فَقَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، وَإِنَّهُ يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قال: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد عن بن عَبَّاسٍ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَتَزَوَّجَ ابْنَةَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: إِنَّهَا ابْنَةُ أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1]] وَعَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ قال: حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا قَدْ حُدِّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ [2] بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ؟ لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكِحْ أُمَّ سَلَمَةَ لَمْ تَحِلَّ لِي. إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. ثم استرضع له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بني سعد بن بكر، حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وردته ظئره حليمة إلى أمه آمنة بنت وهب بعد خمس سنين ويومين من مولده، وذلك سنة ست من عام الفيل،

_ [1] الزيادة من أ، م. [2] هذا هو اسمها الأول، وقد سماها النبي زينب وفي ى: برة.

فأخرجته آمنة إلى أخوال أبيه بني النجار تزورهم به بعد سبع سنين من عام الفيل، ووفيت أمه آمنة بعد ذلك بشهر بالأبواء ومعها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فقدمت به أم أيمن مكة بعد موت أمه بخمسة أيام، وسنذكر خبر حليمة وخير أم أيمن من بابهما في كتاب النساء في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى. وقال الزبير: حملت به أمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بمكة في الدار التي كانت تدعى لمحمد بن يوسف أخي الحجاج، وذلك يوم الاثنين [لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وقيل: بل ولد يوم الاثنين] [1] في ربيع الأول لليلتين خلتا منه. قَالَ أبو عمر: وقد قيل لثمان خلون منه. وقيل. إنه ولد أول اثنين [2] من ربيع الأول، وقيل: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه عام الفيل، إذ ساقه الحبشة إلى مكة في جيشهم يغزون البيت، فردهم الله عنه، وأرسل عليهم طيرًا أبابيل [فأهلكتهم] [3] . وقيل أنه ولد في شعب بني هاشم، ولا خلاف أنه ولد عام الفيل: يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قَالَ: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفيل. وهذا يحتمل أن يكون أراد اليوم الّذي حبس الله الفيل فيه عن وطء البيت الحرام، وأهلك الذين جاءوا به. ويحتمل أن يكون أراد بقوله يوم الفيل عام الفيل. وقيل: ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد قدوم الفيل بشهر. وقيل: بأربعين يومًا. وقيل بخمسين.

_ [1] الزيادة من أ، س، م. [2] في ى: أول يوم. [3] الزيادة من أ، م.

يومًا. فأما الخوارزمي مُحَمَّد بن موسى فقال: كان قدوم الفيل مكة وأصحابه لثلاث عشرة ليلة خلت من المحرم. وقد قَالَ ذلك غير الخوارزمي أيضًا، وزاد يوم الأحد قَالَ: وكان أول المحرم تلك السنة يوم الجمعة. قَالَ الخوارزمي وولد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك بخمسين يومًا، يوم الاثنين لثمان خلت من ربيع الأول، وذلك يوم عشرين من نيسان. قَالَ: وبعث نبيّا يوم الاثنين لثمان أيضا من ربيع الأول، وذلك سنة إحدى وأربعين عام الفيل، فكان من مولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى أن بعثه الله تعالى أربعون سنة ويوم، ومن مبعثه إلى أول المحرم من السنة التي هاجر فيها اثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرون يومًا، وذلك ثلاث وخمسون سنة تامة من أول عام الفيل. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ [1] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عن خالد بن أبي عمران عن حنش [2] عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الاثنين، وحرج مِنْ مَكَّةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ يَوْمَ الاثنين، وكانت بدر يَوْمَ الاثْنَيْنِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَشَرَّفَ وَكَرَّمَ. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: الأكثر على أن وقعة بدر كانت يوم الجمعة صبيحة سبع شرة من شهر رمضان، وما رأيت أحدًا ذكر أنها كانت يوم الاثنين

_ [1] في س: الغيرياني، وفي 1: الغير بادى، وكلاهما تحريف (انظر اللباب) . [2] قال في الخلاصة: الحسين بن قيس الرحيبى أبو على لقبه حنش (هامش ى) .

إلا في هذا الخبر من رواية ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران عن حنش، ولا حجة في مثل هذا الإسناد عند جميعهم، إذا خالفه من هو أكثر منه. قَالَ الخوارزمي: وقدم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المدينة مهاجرًا يوم الاثنين، وهو اليوم الثامن من ربيع الأول سنة أربع وخمسين من عام الفيل، وهي سنة إحدى من الهجرة، يوم عشرين من أيلول فكان مبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى يوم هاجر ودخل المدينة ثلاث عشرة سنة كاملة، ومكث بالمدينة عشر سنين وشهرين إلى أن مات، وذلك يوم الاثنين أول يوم من ربيع الأول سنة أربع وستين من عام الفيل، ومن الهجرة سنة إحدى عشرة، وهذا كله قول الخوارزمي، وهذا الذي قَالَ هو معنى قول ابن عباس، إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أقام بمكة ثلاث عشرة سنة، يعنى بعد المبعث، وبالمدينة عشر سنين، ويشهد بصحة ذلك قول أبى قيس صرمة بن قيس الأنصاري: ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا فلما أتانا واستقرت به النوى ... وأصبح مسرورا بطيبة [1] راضيا وأصبح لا يخشى ظلامة ظالم ... بعيد، ولا يخشى من الناس باغيا بذلنا له الأموال من جل مالنا ... وأنفسنا عند الوغى والتآسيا [2]

_ [1] طيبة: المدينة [2] في ى: والبآسيا، وهو تحريف، صوابه من أ، س.

نعادي الذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المواتيا ونعلم أن الله لا شيء غيره ... وأن كتاب الله أصبح هاديا وروينا هذه الأبيات من طرق عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري، وهذا أكمل الروايات فيها. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عبد الله [1] بن محمد بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا أُبَيٌّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِمْلاءً، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ، قَالَ قُلْتُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشْرَ سِنِينَ. فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لَبِثَ بِمَكَّةَ بِضْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. فَقَالَ: إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ الشَّاعِرِ. قَالَ سفيان بن عيينة: وأخبرنا يحيى بن سعيد قَالَ: سمعت عجوزًا من الأنصار يقول: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلّم منه هذه الأبيات: ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقًا مواتيا فذكر الأبيات كما ذكرتها سواء إلى آخرها. قَالَ أبو عمر: ومات أبوه عَبْد الله بن عَبْد المطلب وأمه حامل به. وقيل: بل توفي أبوه بالمدينة والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرا،

_ [1] في أ: أحمد بن محمد بن على.

وقبره بالمدينة في دار من دور بنى عدي بن النجار، وكان خرج إلى المدينة يمتار تمرًا. وقيل: بل خرج به إلى أخواله زائرًا وهو ابن سبعة أشهر. وقيل: بل توفي أبوه وهو ابن شهرين، فكفله جده عَبْد المطلب. وفي خبر سيف بن ذي يزن: مات أبوه وأمه فكفله جده وعمه. وقد قيل: إن عَبْد الله ابن عَبْد المطلب توفي والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ابن ثمانية وعشرين شهرًا. وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قَالَ: بعث عَبْد المطلب ابنه عَبْد الله يمتار له تمرًا من يثرب، فمات بها، وكانت وفاته وهو شاب عند أخواله بنى النجار بالمدينة، ولم يكن له ولد غير رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وتوفيت أمه آمنة بالأبواء بين مكة والمدينة، وهو ابن ست سنين. وقيل: ابن سبع سنين. وقال مُحَمَّد بن حبيب [في كتاب المحبّر [1]] : توفّيت أمّه صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثمان سنين. فال: وتوفّى جده عَبْد المطلب بعد ذلك بسنة وأحد عشر شهرًا، سنة تسع من أول عام الفيل. وقيل: إنه توفي جده عَبْد المطلب، وهو ابن ثمان سنين. وقيل: بل توفي جده وهو ابن ثلاث سنين، فأوصى به إلى أبي طالب فصار في حجر عمه أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة، وكان أبو طالب يحبه، ثم انفرد بنفسه، وكان مائلا إلى عمه أبى طالب لو جاهته في بني هاشم وسنه، وكان مع ذلك شقيق أبيه، وخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عمه في تجارة إلى الشام سنة ثلاث عشرة من عام الفيل، فرآه بحيرا الراهب، فقال: احتفظوا به فإنه نبي.

_ [1] من أ، س، م.

وشهد بعد ذلك بثمان سنين يوم الفجار سنة إحدى وعشرين، وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد، فرآه نسطور الراهب وقد أظلته غمامة فقال: هذا نبي، وذلك سنة خمس وعشرين. وتزويج رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يومًا، في عقب صفر سنة ست وعشرين، وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم الفيل، وقال الزهري: كانت سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة. وقال أبو بكر بن عثمان وغيره: كان يومئذ ابن ثلاثين سنة. قالوا: وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة، ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة. وشهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنيان الكعبة، وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر بعد ذلك بعشر سنين، وذلك سنة ثلاث وثلاثين. قَالَ أبو عمر رضى الله عنه: لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمسًا وأربعين سنة. وقال مُحَمَّد بن جبير بن مطعم: بنيت الكعبة على رأس خمس وعشرين سنة من عام الفيل. وقيل: بل كان بين بنيان الكعبة وبين مبعث النبي صلّى الله عليه وسلم خمس سنين، ثم نبّاه الله تعالى وهو ابن أربعين سنة، وكان أول يوم أوحى الله تعالى إليه فيه يوم الاثنين، فأسر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أمره ثلاث سنين أو نحوها، ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعاء إليه، فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه. وقال الشعبي: أخبرت أن إسرافيل تراءى له ثلاث سنين.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لأَرْبَعِينَ، وَوُكِّلَ بِهِ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثَ سِنِينَ، ثُمَّ وُكِّلَ بِهِ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ. قَالَ: وأخبرنا أحمد بن حنبل، قَالَ حَدَّثَنَا هشيم [1] ، قال حدثنا داود ابن أبى هند عن الشعبي، قال: نبيّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر مثله. قَالَ: ثم بعث إليه جبريل عليه السلام بالرسالة. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: نَزَلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثَ سِنِينَ، فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ، وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ، فَلَمَّا مَضَتْ ثَلاثُ سِنينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ عِشْرِينَ سَنَةً. وقيل: كان مبعثه صلّى الله عليه وَسَلَّمَ وهو ابن أربعين سنة وشهرين وعشرة أيام. وقيل: بل كان مبعثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لتمام أربعين سنة من مولده يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة أربعين، وممن قَالَ: إنه عليه السلام نبي وهو ابن أربعين سنة عَبْد الله بن عباس، ومحمد بن جبير بن مطعم، وقباث بن أشيم، وعطاء، وسعيد

_ [1] في ى: هاشم. والمثبت من أ، س، م.

ابن المسيب، وأنس بن مالك، وهو الصحيح عند أهل السير وأهل العلم بالأثر، فلما دعا قومه إلى دين الله نابذوه، فأجاره عمه أبو طالب، ومنع منه قريشًا لأنهم أرادوا قتله لما دعاهم إليه من ترك ما كانوا عليه هم وآباؤهم، ومفارقته لهم في دينه، وتسفيه أحلامهم في عبادة أصنام لا تبصر ولا تسمع، ولا تضر [1] ولا تنفع، فلم يزل في جوار عمه أبي طالب إلى أن توفي أبو طالب، وذلك في النصف من شوال في السنة الثامنة. وقيل: العاشرة من مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وحصرت قريش النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وأهل بيته بني هاشم ومعهم بنو المطلب في الشعب بعد المبعث بست سنين، فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين، وخرجوا منه في أول سنة خمسين من عام الفيل. وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر، وتوفيت خديجة بعده بثلاثة أيام. وقد قيل غير ذلك، وولد عَبْد الله بن عباس رضي الله عنه في الشعب قبل خروج بني هاشم منه. وقيل: إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان ابن ثلاث عشرة سنة يوم مات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وكان أبو طالب قد أسلم ابنه عليًا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب ذا عيال كثير، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ للعباس عمه- وكان من أيسر بني هاشم: يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال، فانطلق بنا لنخفّف عنه

_ [1] في ى: لا تنصر، وهو تحريف.

من عياله. فقال: نعم. فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقال له: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى يكشف الله عن الناس ما هم فيه. فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما. فأخذ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عليًا فضمه إليه، وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه، فلم يزل علي رضى الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ابتعثه الله نبيًا، وحتى زوجه من ابنته فاطمة على جميعهم الصلاة والسلام. وتزوج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة، على اختلاف في ذلك قد ذكرناه. وكان موتها بعد موت عمه أبي طالب بأيام يسيرة. قيل: ثلاثة أيام. وقيل: سبعة. وقيل: كان بين موت أبي طالب وموت خديجة شهر وخمسة أيام. وتوفي أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة وهي ابنة خمس وستين سنة، فكانت مصيبتان توالتا على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بوفاة عمه أبى طالب ووفاة خديجة رضى الله عنها. وقيل: توفيت خديجة بعد ما تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بأربع وعشرين سنة وستة أشهر وأربعة أيام قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف شهر. وفي عام وفاة خديجة تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سودة وعائشة، ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت رضى الله عنها. وكانت وفاة أبي طالب وخديجة قبل الهجرة بثلاث سنين. وقيل: بسنة. وقيل: كانت وفاتهما سنة عشر من المبعث في أولها، والله أعلم.

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حدثنا محمد بن عبد الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ مَعْرُوفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، قَالَ حَدَّثَنَا يحيى ابن معين، قال حدثنا هشام بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِيهِ. وَلَفْظُهُمَا وَالْمَعْنَى سَوَاءٌ. قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ وَعَبْدُ الله ابن أَبِي أُمَيَّةَ فَقَالَ: يَا عَمِّ، قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عند الله. فقال له أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَمُيَّةَ. يَا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَلَمْ يَزَالا بِهِ حَتَّى كَانَ آخِرُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِّبِ. فقال النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ. فَنَزَلَتْ [1] : مَا كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ ... 9: 113 إِلَى آخِرِ الآيَةِ. وَنَزَلَتْ [2] : إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ... 28: 56 الآيَةَ. قَالَ ابن شهاب: قَالَ عروة بن الزبير: ما زالوا- يعني قريشًا- كافين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو طالب. ولم تمت خديجة فيما ذكر ابن إسحاق وغيره إلا بعد الإسراء، وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

_ [1] التوبة 113. [2] القصص 56.

قَالَ أبو عمر: قَالَ ابن إسحاق وغيره: لما توفى أبو طالب وتوفّيت بعده خديجة بأيام يسيرة خرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف، ومعه زيد بن حارثة، وطلب منهم المنعة، فأقام عندهم شهرًا ولم يجد فيهم خيرًا، ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي. قيل: كان ذلك سنة إحدى وخمسين من عام الفيل، وفيها قدم عليه جن نصيبين بعد ثلاثة أشهر فاسلموا. وأسرى به إلى بيت المقدس بعد سنة ونصف من حين رجوعه إلى مكة من الطائف سنة اثنتين وخمسين، وقد ذكرنا الاختلاف في تاريخ الإسراء في كتاب (التمهيد) عند ذكر فرض الصلاة والحمد للَّه. [قَالَ ابن شهاب] عن ابن المسيب: عرج [1] به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى بيت المقدس وإلى السماء قبل خروجه إلى المدينة بسنة. وقال غيره: كان بين الإسراء إلى اليوم الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة وشهران، وذلك سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل. قَالَ أبو عمر: قَالَ ابن إسحاق وغيره: مكث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بعد مبعثه بمكة إلى أن أذن الله له بالهجرة داعيًا إلى الله صابرًا على أذى قريش وتكذيبهم له إلا من دخل في دين الله منهم، واتبعه على ما جاء به ممن هاجر إلى أرض الحبشة فارّا بدينه، ومن بقي معه بمكة في منعة من قومه، حتى أذن له الله بالهجرة إلى المدينة، وذلك بعد أن بايعه وجوه الأوس والخزرج بالعقبة على أن يؤووه وينصروه، حتى يبلّغ عن الله رسالته،

_ [1] في س، أ: أسرى به إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء.

ويقاتل من عانده وخالفه، فهاجر إلى المدينة، وكان رفيقه إليها أبو بكر الصديق رضى الله عنه لم يرافق غيره من أصحابه، وكان يخدمهما في ذلك السفر عامر بن فهيرة، وكان مكثه بمكة بعد أن بعثه الله عز وجل ثلاث عشرة سنة. وقيل: عشر سنين. وقيل: خمس عشرة سنة، والأول أكثر وأشهر عند أهل السير. ثم أذن الله له في الهجرة إلى المدينة يوم الاثنين، فخرج معه أبو بكر إليها، وكانت هجرة إلى المدينة في ربيع الأول، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، وقدم المدينة يوم الاثنين قريبًا من نصف النهار في الضحى الأعلى لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول. هذا قول ابن إسحاق. وقال ابن إسحاق وغيره: كانت بيعة العقبة حين بايعته الأنصار في أوسط أيام التشريق في ذي الحجة، وكان مخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة بعد العقبة بشهرين وليال، وخرج لهلال ربيع الأول، وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت منه. قال أبو عمر: قد روى عن ابن شهاب أنه قدم المدينة لهلال ربيع الأول. وقال عَبْد الرحمن بن المغيرة: قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى. وقال الكلبي: خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول، وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه. قَالَ أبو عمر: وهو قول ابن إسحاق إلا في تسمية اليوم فإن ابن إسحاق يقول: يوم الاثنين والكلبي يقول: يوم الجمعة، واتفقا لاثنتي عشرة ليلة خلت

من ربيع الأول. وغيرهما يقول لثمان خلت منه، فالاختلاف أيضا في تاريخ قدومه المدينة كما ترى. قَالَ ابن إسحاق، فنزل علي أبي قيس كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس أحد بني عمرو بن عوف، فأقام عنده أربعة أيام. وقيل: بل كان نزوله في بنى عمرو ابن عوف على سعد [1] بن خيثمة، والأول أكثر. فأقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج من بني عمرو بن عوف منتقلا إلى المدينة، فأدركته الجمعة في بني سالم فصلاها في بطن الوادي، ثم ارتحل إلى المدينة فنزل على أبي أيوب الأنصاري، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل، وذلك في السنة الأولى من هجرته. وقال غير ابن إسحاق: نزل في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين إلى يوم الجمعة، ثم خرج من عندهم غداة يوم الجمعة على راحلته معه الناس، حتى مر ببني سالم لوقت الجمعة، فجمع بهم، وهي أول جمعة جمعها رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بالمدينة، ثم ركب لا يحرك راحلته، وهو يقول: دعوها فإنها مأمورة. فمشت حتى بركت في موضع مسجده الذي أنزله الله به في بني النجار، فنزل عشية الجمعة سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل. ومن مقدمة المدينة أرخ التاريخ في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ولم يغز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه تلك السنة. وآخى بين المهاجرين والأنصار بعد ذلك بخمسة أشهر، وبعث عمه حمزة في جمادى الأولى، فكان أول من غرا في سبيل

_ [1] في ى: أسعد، والصواب من م.

الله، وأول من عقدت له راية في الإسلام، خرج في ثلاثين راكبًا إلى سيف البحر، فلقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة من قريش، فحجز بينهم رجل من جهينة، فافترقوا من غير قتال، ثم بعث عبيدة بن الحارث في خمسين راكبًا يعارض عيرًا لقريش، فلقوا جمعًا كثيرًا فتراموا بالنبل، ولم يكن بينهم مسايفة. وقيل: إن سرية عبيدة كانت قبل سرية حمزة، وفيها رمى سعد، وكان أول سهم رمي به فِي سبيل اللَّه. وقيل: أول لواء عقده رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بن جحش، والأول أصح، والله أعلم. والأكثر على أن سرية عَبْد الله بن جحش كانت في سنة اثنتين في غرة رجب إلى نخلة، وفيها قتل ابن الحضرمي لليلة بقيت من جمادى الآخرة. ثم غزا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أهل الكفر من العرب. وبعث إليهم السرايا، وكانت غزواته بنفسه ستًا وعشرين غزوة، هذا أكثر ما قيل في ذلك. وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المسلمين غزوة بدر الكبرى، حيث قتل الله صناديد قريش، وأظهر دينه وأعزه الله من يومئذ، وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة لسبع عشرة من رمضان صبيحة يوم الجمعة، وليس في غزواته ما يعدل بها في الفضل، ويقرب منها إلا غزوة الحديبية، حيث كانت بيعة الرضوان، وذلك سنة ست من الهجرة، وكانت بعوثه وسراياه خمسًا وثلاثين من بين بعث وسرية. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ أَبِيهِ، وَإِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: سَأَلْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: كَمْ غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم؟

قَالَ: تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَغَزَوْتُ مَعَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ، وَسَبَقَنِي بِغَزْوَتَيْنِ. واعتمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثلاث عمر. وفي قول من جعله قارنًا في حجة أربع عمر. وقد بينا ذلك في كتاب «التمهيد» . وافترض عليه الحج بالمدينة، وكذلك سائر الفرائض فيما أمر به أو حرم عليه إلا الصلاة فإنها افترضت عليه حين أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك بمكة، ولم يحج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من المدينة غير حجته الواحدة، حجة الوداع، وذلك سنة عشر من الهجرة. وتزوج رسول الله صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ عددًا كثيرًا من النساء، خص بذلك دون أمته بجمع أكثر من أربع، وأحلّ له فيهن ما شاء، فالمجمع عليه من أزواجه إحدى عشرة امرأة وهن: خديجة بنت خويلد، أول زوجة كانت له، لم يجمع قط معها غيرها، وسنذكر أخبارها ونسبها وولدها من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وكثيرًا من فضائلها وخبرها في بابها من كتاب النساء من هذا الديوان، وكذلك نذكر كل واحدة منهن في موضع اسمها من ذلك الكتاب إن شاء الله تعالى. ثم سودة بنت زمعة بن قيس. من بني عامر بن لؤي، تزوجها في قول الزهري قبل عائشة رضى الله عنها بمكة، وبنى بما بمكة في سنة عشر من النبوة. وعائشة بنت أبي بكر الصديق رضى الله عنهما تزوجها بمكة قبل سودة، وقيل بعد سودة، وأجمعوا على أنه لم يبن بها إلا في المدينة. قيل سنة

هاجر، وقيل سنة اثنتين من الهجرة في شوّال، وهي ابنة تسع سنين، وكانت في حين عقد عليها بنت ست سنين. وقيل بنت سبع سنين. وحفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنهما. تزوجها سنة ثلاث في شعبان. وزينب بنت خزيمة. وهي من بني عامر بن صعصعه، وكان يقال لها أم المساكين، تزوجها سنة ثلاث، فكانت عنده شهرين أو ثلاثة، وتوفيت، ولم يمت أحد من أزواجه في حياته غيرها وغير خديجة قبلها. وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، واسمها هند، تزوجها سنة أربع في شوال. وزينب بنت جحش الأسدية من بني أسد بن خزيمة، تزوجها في سنة خمس من الهجرة في قول قتادة، وخالفه غيره على ما نذكره في بابها من كتاب النساء. وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، واسمها رملة، تزوجها سنة ست، وبنى بها سنة سبع، زوجه إياها النجاشي. واختلف فيمن عقد عليها على ما يأتي به الخبر عند ذكرها في بابها من كتاب النساء إن شاء الله تعالى. وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من بني المصطلق، كانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس، وذلك في سنة ست. وقيل سنة خمس، وهو الأكثر

والصواب: فكاتبها فأذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابتها وتزوجها. وميمونة بنت الحارث [بن حزن] [1] الهلالية، من بني هلال بن عامر بن صعصعه، نكحها سنة سبع في عمرة القضاء. على حسب ما ذكرناه في بابها من كتاب النساء. وصفية بنت حيي بن أخطب اليهودي، وقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه بأرؤس اختلفوا في عددها، وأعتقها وتزوجها، وذلك سنة سبع. فهؤلاء أزواجه اللواتي لم يختلف فيهن، وهن إحدى عشرة امرأة، منهن ست من قريش، وواحدة من بني إسرائيل من ولد هارون، وأربع من سائر العرب. وتوفي في حياته منهن اثنتان خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة، وزينب بنت خزيمة بالمدينة، وتخلف منهن تسع بعده صلّى الله عليه وَسَلَّمَ. وأما اللواتي أختلف فيهن ممن ابتنى بها وفارقها أو عقد عليها، ولم يدخل بها، أو خطبها ولم يتم له العقد منها، فقد اختلف فيهن، وفي أسباب فراقهن اختلافًا كثيرًا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن، وقد ذكرنا جميعهن كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء من كتابنا هذا، والحمد للَّه وحده. ثم بدأ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم مرصه الّذي مات منه

_ [1] في ى: بنت الحارث من الهلالية، والصواب من أ، س، م، وأسد الغابة.

يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بنت ميمونة، ثم انتقل حين اشتد وجعه إلى بيت عائشة. وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قد ولد يوم الاثنين، ونبيّ يوم الاثنين، وخرج من مكة مهاجرًا يوم الاثنين، وقدم المدينة يوم الاثنين، وقبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الاثنين ضحى في مثل الوقت الذي دخل فيه المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، ودفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس. وقيل: بل دفن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ليلة الأربعاء. ذكر ابن إسحاق قَالَ: حدثتني فاطمة [بنت مُحَمَّد] [1] عن عمرة عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل ليلة الأربعاء، وصلى عليه علي والعباس رضى الله عنهما وبنو هاشم، ثم خرجوا، ثم دخل المهاجرون، ثم الأنصار، ثم الناس يصلون عليه أفذاذًا، لا يؤمهم أحد، ثم النساء والغلمان. وقد أكثر الناس في ذكر من أدخله قبره وفي هيئة كفنه وفي صفة خلقه وخلقه وغزواته وسيره مما لا سبيل في كتابنا هذا إلى ذكره. وإنما أجرينا من ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ هاهنا لمعًا [2] يحسن الوقوف عليها والمذاكرة بها، تبركًا بذكره في أول الكتاب، والله الموفق للصواب.

_ [1] الزيادة من أ، س، م. [2] في ى: المعاملات، وهو تحريف.

وأصح ذلك أنه نزل في قبره العباس عمه، وعليّ رضى الله عنهما معه، وقشم بن العباس، والفضل بن العباس، ويقال: كان أوس بن خولي وأسامة بن زيد معهم، وكان آخرهم خروجًا من القبر قثم بن العباس، وكان آخر الناس عهدًا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ذكر ذلك ابن عباس وغيره. وهو الصحيح. وقد ذكر عن المغيرة بن شعبة في ذلك خبر لا يصح أنكره أهل العلم ودفعوه. وألحد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وبنى في قبره اللبن، يقال تسع لبنات، وطرح في قبره سمل قطيفة كان يلبسها، فلما فرغوا من وضع اللبن أخرجوها وأهالوا التراب على لحده، وجعل قبره مسطوحًا ورش عليه الماء رشًا. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعَفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ بْنِ قُدَامَةَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: مَا صُدِّقَ نَبِيٌّ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وأما فضائله وأعلام نبوته فقد وضع فيها جماعة من العلماء، وجمع كل منها ما انتهت إليه روايته ومطالعته، وهي أكثر من أن تحصى. ومما رثي به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قول صفية عمته. قَالَ الزبير: حدثني عمي مصعب بن عَبْد الله، قَالَ: حدثني أبي عَبْد الله بن مصعب، قَالَ: رويت عن هشام بن عروة لصفية بنت عَبْد المطلب ترثي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا برًا ولم تك جافيا وكنت رحيمًا هاديا ومعلّما ... ليبك عليك اليوم من كان باكيا لعمرك ما أبكى النبيّ لفقده ... ولكن لما أخثى من الهرج آتيا كأن على قلبي لذكر مُحَمَّد ... وما خفت من بعد النبي المكاويا أفاطم صلى الله رب مُحَمَّد ... على جدث أمسى بيثرب ثاويا فدى لرسول الله أمي وخالتي ... وعمي وآبائي ونفسي وماليا صدقت وبلغت الرسالة صادقا ... ومتّ صليب العود أبلج صافيا فلو أن رب الناس أبقى نبينا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضيا عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا أرى حسنا أيتمته وتركته ... يبكي ويدعو جده اليوم نائيا وكان له صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أسماء وصفات جاءت عنه في أحاديث شتى بأسانيد حسان. قَالَ: أنا مُحَمَّد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الذي ختم الله بي النبوة، وأنا العاقب فليس بعدي نبي، وأنا المقفى بعد الأنبياء كلهم، ونبي التوبة، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة، ويروى الملاحم. جاء هذا كلّه عنه في آثار شتى من وجوه صحاح، وطرق حسان، وكان يكنى أبا القاسم صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، لا خلاف في ذلك. حَدَّثَنَا يَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ وَسَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قالا: حدّثنا قاسم بن صبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، حدثنا أبو يعقوب [الحنينى] [1]

_ [1] من أ، س م. وفي أ: بن القاسم.

عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: تَسَمُّوا بِاسْمِي، وَلا تَكَنُّوا بِكُنْيَتِي، فَإِنِّي أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن عبد السلام الختنيّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: لا تَجْمَعُوا بَيْنَ اسْمِي وَكُنْيَتِي فَإِنَّمَا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ، اللَّهُ يُعْطِي، وَأَنَا أَقْسِمُ. وأما ولده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وولده من خديجة أربع بنات لا خلاف في ذلك، أكبر هنّ زينب بلا خلاف وبعدها أم كلثوم، وقيل بل رقية، وهو الأولى والأصح، لأن رقية تزوجها عثمان قبل، ومعها هاجر إلى أرض الحبشة، ثم تزوج بعدها، وبعد وقعة بدر أم كلثوم، وسيأتي ذكر كل واحدة منهن في بابها من كتاب النساء في هذا الديوان إن شاء الله تعالى. وقد قيل: إن رقيّة أصغرهنّ، والأكثر والصحيح أنّ أصغر هنّ فاطمة رضى الله عنها وعن جميعهن. واختلف في الذكور، فقيل أربعة: القاسم، وعبد الله، والطيب، والطاهر. وقيل: ثلاثة، ومن قَالَ هذا قَالَ عَبْد الله سمي الطيب، لأنه ولد في الإسلام، ومن قَالَ غلامان قَالَ القاسم، وبه كان يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وعبد الله قيل له الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد المبعث، وولد القاسم قبل المبعث، ومات القاسم بمكة قبل المبعث، وقد ذكرنا الاختلاف

في ذلك كله وسمّينا القائلين به في باب خديجة من كتاب النساء من هذا الديوان [1] . حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ أَنّ مُحَمَّدَ بْنَ عيسى حدّثهم قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي [2] الْعَلافُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ شعيب بن أبى حمزة عن عطاء الخراساني، عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ خَتَنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ، وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً، وَسَمَّاهُ محمدا صلّى الله عليه وسلم. قال يحيى بن أيوب: ما وجدنا هذا الحديث عند أحد إلا عند ابن أبي السري. وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولد مختونًا من حديث عَبْد الله بن عباس عن أبيه العباس بن عَبْد المطلب قَالَ: ولد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مختونًا مسرورًا، يعني مقطوع السرة، فأعجب بذلك جدّه عبد المطلب، وقال: ليكوننّ لابني هذا شأن عظيم. وليس إسناد حديث العباس هذا بالقائم. وفي حديث ابن عباس عن أبي سفيان في قصته مع هرقل- وهو حديث ثابت من جهة الإسناد- دليل على أن العرب كانت تختتن، وأظن ذلك من جهة مجاورتهم في الحجاز ليهود، والله أعلم. واختلف في سنة صلّى الله عليه وسلم يوم مات، فقيل ستون سنة، روى

_ [1] في ى: من هذا الكتاب. [2] في أ: نادى، وهو خطأ، وليس في م.

ذَلِكَ رَبِيعَةُ وَأَبُو غَالِبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَهُوَ قَوْلُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَمَالِكِ ابن أَنَسٍ. وَقَدْ رَوَى حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً، ذكره أحمد بن زهير عن المثنى بن معاذ عن بشر بن المفضل عن حميد عن أنس، وهو قول دغفل بن حنظلة السدوسي النسابة. ورواه معاذ عن هشام عن قتادة عن أنس، ورواه الحسن البصري عن دغفل بن حنظلة قَالَ: توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وهو ابن خمس وستين سنة. ولم يدرك دغفل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ البخاري: ولا نعرف للحسن سماعًا من دغفل. قَالَ البخاري: وروى عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قَالَ: توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن خمس وستين سنة. قَالَ البخاري: ولا يتابع عليه عن ابن عباس إلا شيء [1] رواه العلاء بن صالح عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَرَوَى عِكْرِمَةُ وأبو سلمة وَأَبُو ظَبْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبض وهو ابن ثلاث وستين سنة. قال أبو عمر رضي الله عنه: قد تابع عمار بن أبي عمار على روايته المذكورة عن ابن عباس رضى الله عنهما يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما في خمس وستين. والصحيح عندنا رواية من روى ثلاثا رواه عن ابن عباس من تقدم ذكر البخاري لهم في ذلك، ورواه كما رواه أولئك ممن لم يذكره البخاري أبو حمزة ومحمد بن سيرين

_ [1] هكذا في س، وفي ى: بشيء. والعبارة في أ: ولا نتابع عليه ابن عباس إلا شيء.

ومقسم عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ توفي وهو ابن ثلاث وستين. ولم يختلف عن عائشة أنه توفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثلاث وستين سنة، وهو قول مُحَمَّد بن علي، وجرير بن عَبْد الله البجلي وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن إسحاق. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ سَهْلٍ] [1] ، قَالَ حَدَّثَنَا [2] عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر عن مُحَمَّدِ بْنِ الْوَرْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ بْنِ بَادِي الْعَلافُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بْنِ أَبِي هِلالٍ، [عَنْ هِلالِ] [3] بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ [4] بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّا لَنَجِدُ صِفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم. إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً 33: 45، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَسْتَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا صَخَّابٍ فِي الأسواق، ولا تجزى بسيئة مثلها ولكن تعفو وَتَتَجَاوَزُ، وَلَنْ أَقْبِضَكَ حَتَّى أُقِيمَ بِكَ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَشْهَدُوا أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، أَفْتَحُ بِكَ أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وقلوبا غلفا. قال عطا بن يسار: وأخبرني أبو واقد الليثي أنه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قَالَ عَبْد الله بن سلام رضى الله عن جميعهم.

_ [1] من م. [2] في م: أخبرنا. [3] في هامش م: كذا وقع سلمة، والصحيح أسامة. وفيه أيضا: وقع بخط الشيخ هلال بن سلمة. وهو وهم، والصواب هلال بن أسامة. [4] في ى: أبى عطاء، وهو تحريف.

باب حرف الألف إبراهيم بن النبي

باب حرف الألف إبراهيم بن النبي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ولدته أمه مارية القبطية في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وذكر الزبير عن أشياخه أن أم إبراهيم مارية ولدته بالعالية في المال الّذي يقال له اليوم مشربة أم إبراهيم بالقف [1] ، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ امرأة أبي رافع، فبشر أبو رافع به النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، فوهب له عبدًا، فلما كان يوم سابعه عق [2] عنه بكبش، وحلق رأسه، حلقه أبو هند، وسماه يومئذ، وتصدق بوزن شعره ورقًا [3] على المساكين، وأخذوا شعره فدفنوه في الأرض. هكذا قَالَ الزبير: سماه يوم سابعه. والحديث المرفوع أصح من قوله وأولى إن شاء الله عز وجل. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة بن سَوَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَيْفٍ. قَالَ أبو عمر رضى الله عنه في حديث أنس: تصديق ما ذكره الزبير

_ [1] القف: علم لواد من أودية المدينة، عليه مال لأهلها. [2] العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود. [3] الورق: الفضة.

أنه دفعه إلى أم سيف، قَالَ أنس في حديثه في موت إبراهيم قَالَ: فانطلق رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وانطلقت معه، فصادفنا أبا سيف ينفخ في كيره، وقد امتلأ البيت دخانًا، فأسرعت في المشي بين يدي رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حتى انتهيت إلى أبي سيف، فقلت: يا أبا سيف، أمسك، جاء رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، فأمسك فدعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالصبي فضمه إليه، وقال: ما شاء الله أن يقول. قَالَ: فلقد رأيته يكيد [1] بنفسه، قال: فدمعت عينا النبيّ صلّى الله عليه وسلم، فقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا إبراهيم المحزونون. قَالَ الزبير أيضًا: وتنافست الأنصار فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، لما يعلمون من هواه فيها، وكانت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قطعة من الضأن ترعى بالقف، ولقاح بذي الجدر [2] تروح عليها، فكانت تؤتى بلبنها كل ليلة فتشرب منه وتسقي ابنها، فجاءت أم بردة بنت المنذر بن زيد الأنصاري زوجة البراء بن أوس، فكلمت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في أن ترضعه بلبن ابنها في بني مازن بن النجار وترجع به إلى أمه، وأعطى رسول الله صلّى الله عليه

_ [1] يكيد بنفسه: يجود بها، وفي أ: رأيت يكيد، وهو تحريف. [2] في ى: بذي الحديد، والمثبت من أ، س، م. وفي معجم البلدان: ذو جدر: مسرح على ستة أميال من المدينة بناحية قباء كانت فيها لقاح رسول الله تروح عليه إلى أن أغير عليها وأخذت.

وسلم أمّ بردة قطعة من نخل فنا قلت [1] بها إلى مال عَبْد الله بن زمعة، وتوفي إبراهيم في بني مازن عند أم بردة، وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة ثمان، وقيل: بل ولد في ذي الحجة سنة ثمان، وتوفي سنة عشر، وغسلته أم بردة، وحمل من بيتها على سرير صغير، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالبقيع، وقال: ندفنه عند فرطنا عثمان بن مظعون. وقال الواقدي: توفي إبراهيم بن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يوم الثلاثاء لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة عشر، ودفن بالبقيع، وكانت وفاته في بني مازن عند أم بردة بنت المنذر من بني النجار، ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكذلك قَالَ مصعب الزبيري، وهو الذي ذكره الزبير. وقال آخرون: توفي وهو ابن [2] ستة عشر شهرًا، قَالَ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مؤمل المخزومي في تاريخه: ثم دخلت سنة عشر، ففيها توفي إبراهيم بن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وكسفت الشمس يومئذ على اثنتي عشر ساعة من النهار، وتوفّى وهو ابن ستة عشر شهرًا وثمانية أيام. وقال غيره: توفي وهو ابن ستة [3] عشر شهرًا وستة أيام، وذلك سنة عشر. وأرفع ما فيه ما ذكره مُحَمَّد بن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن أبى بكر

_ [1] هكذا في أ، م أيضا. [2] في ى: سبعة عشر شهرا. [3] في م: وهو ابن سنة وعشرة أشهر وستة أيام.

عن عمرة بنت عَبْد الرحمن عن عائشة قالت: توفي إبراهيم بن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وهو ابن ثمانية عشر شهرًا. قَالَ أبو عمر: ثبت أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بكى على ابنه إبراهيم دون رفع صوت، وقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [1] اللَّهِ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَأَتَى بِهِ النَّخْلَ، فَإِذَا ابْنُهُ إِبْرَاهِيمَ فِي حِجْرِ أُمِّهِ، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، فأخذه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ. إِنَّا لا نَغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا. ثُمَّ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، لَوْلا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ، وَوَعْدٌ صِدْقٌ، وَأَنَّ آخِرَنَا سَيَلْحَقُ أَوَّلَنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمْحُزُونُونَ، تَبْكِي الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ. وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ وَهُو يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم

_ [1] في ى: عبد الله. والمثبت من أ، س، م.

فقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بك يا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ. وَوَافَقَ مَوْتُهُ كُسُوفَ الشَّمْسِ، فَقَالَ قوم: إنّ الشمس انكسفت لموته، فحطبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَلاةِ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ: إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ تُتِمُّ رَضَاعَهُ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ يَقُولُ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لَمَّا مَاتَ إِبْرَاهِيمُ: [أَمَا] [1] إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ. وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَكَبَّرَ أَرْبَعًا، هَذَا قَوْلُ جُمْهُورِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَكَذَلِكَ قال الشَّعْبِيِّ، قَالَ: مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. وروى ابن إسحاق عن عَبْد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دفن ابنه إبراهيم ولم يصل عليه. وهذا غير صحيح، والله أعلم، لأن الجمهور قد أجمعوا على الصلاة على الأطفال إذا استهلوا وراثة [2] وعملا مستفيضًا عن السلف والخلف، ولا أعلم أحدا جاء عنه غير هذا إلا عن سمرة بن جندب، والله أعلم.

_ [1] من م. [2] في ى: دراية، والمثبت من أ، س، م.

وقد يحتمل أن يكون معنى حديث عائشة أنه لم يصل عليه في جماعة أو أمر أصحابه فصلوا عليه ولم يحضرهم، فلا يكون مخالفًا لما عليه العلماء في ذلك، وهو أولى ما حمل عليه حديثها ذلك، والله أعلم. وقد قيل إن الفضل بن العباس غسل إبراهيم ونزل في قبره مع أسامة ابن زيد، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ جالس على شفير القبر. قَالَ الزبير: ورش قبره، وأعلم فيه بعلامة. قَالَ: وهو أول قبر رش عليه، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لو عاش إبراهيم لأعتقت أخواله، ولوضعت الجزية عن كل قبطي. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إذا دخلتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا. وكانت مارية القبطية قد أهداها إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المقوقس صاحب الإسكندرية ومصر هي وأختها سيرين [1] ، فوهب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بن ثابت الشاعر، فولدت له عبد الرحمن بن حسان. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْمُبَارَكِ أَبُو يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا داود بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ السُّدِّيِّ، قال: سألت أنس بن مالك: كم كان بَلَغَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم؟ قال: قد

_ [1] في أ، س: شيرين.

كَانَ مَلأَ مَهْدَهُ، وَلَوْ بَقِيَ لَكَانَ نَبِيًّا، ولكن لم يكن ليبقى، لأَنَّ نَبِيَّكُمْ آخِرُ الأَنْبِيَاءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي أَوْفَى: أَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: مَاتَ وَهُوَ صَغِيرٌ، وَلَوْ قُدِّرَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَبِيٌّ لَعَاشَ، وَلَكِنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أبو عمر: هذا لا أدرى ما هو؟ وقد ولد نوح [2] عليه السلام من ليس نبيا، وكما يلد غير النبي نبيًا فكذلك يجوز أن يلد النبي غير نبي والله أعلم. ولو لم يلد النبيّ إلا نبيًا لكان كل واحد [3] نبيًا، لأنه من ولد نوح عليه السلام، وذا آدم نبي مكلم، وما أعلم في ولده لصلبه نبيًا غير شيث. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ [4] أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السِّجْزِيُّ [5] قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ على، قال:

_ [1] في ى: ضباب، وهو تحريف، والمثبت من أ، س، م. [2] في س: وقد ولد من نوح من ليس بنبي. وفي أ: وقد ولد نوح عليه السلام من ليس نبيا. وفي م: وقد ولد نوح عليه السلام من ليس بنبي. [3] في أ، م: أحد. [4] في ى: أبو بكر بن أحمد، وهو تحريف، والمثبت من أ، س، م. [5] هذه النسبة إلى سجستان على غير قياس كما في اللباب.

من أول اسمه على ألف من الصحابة رضى الله عنهم

حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابن أبى بجيح عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] : أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ 13: 28. قَالَ: بِمُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ. من أول اسمه على ألف من الصحابة رضى الله عنهم باب إبراهيم (1) إبراهيم الطائفي. والد عطاء بن إبراهيم وروى عنه ابنه عطاء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: قابلوا النعال [2] . لم يرو عنه غير ابنه عطاء، وإسناد حديثه ليس بالقائم ولا مما يحتج به، ولا يصح عندي ذكره في الصحابة، وحديثه مرسل عندي، والله أعلم. (2) إبراهيم بن عَبْد الرحمن بن عوف. ذكره الواقدي فيمن ولد على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من الصحابة، أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، يكنى أبا إسحاق. توفي [3] سنة ست وتسعين وهو ابن خمس وتسعين سنة. (3) إبراهيم بن عباد [4] بن أساف بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحدا.

_ [1] سورة الرعد آية 28. [2] أي اجعلوا لها قبالا، وهو السير الّذي يكون بين الأصابع. [3] في أسد الغابة: يقول ابن المنذر: إنه مات سنة خمس وسبعين وله ست وسبعون سنة. [4] في أسد الغابة: بن عباد بن نهيد بن أساف، وما في الإصابة مطابق لما هنا.

باب أبان

باب أبان (4) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. قَالَ الزبير: تأخر إسلامه بعد إسلام أخويه خالد وعمرو، فقال لهما: ألا ليت ميتًا بالصريمة شاهدًا ... لما يفتري في الدين عمرو وخالد أطاعا [1] بها أمر النساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من يكايد ثم أسلم أبان وحسن إسلامه، وهو الذي أجار عثمان بن عفان رضى الله حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى قريش عام الحديبية، وحمله على فرس حتّى دخل مكة وقال له: أقبل وأدبر ولا تخف أحدًا ... بنو سعيد أعزة الحرم وكان إسلام أبان بن سعيد بين الحديبية وخيبر، وأمره رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ على بعض سراياه، منها سرية إلى نجد، واستعمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أبان بن سعيد بن العاصي على البحرين برها وبحرها إذ عزل العلاء بن الحضرمي عنها، فلم يزل عليها أبان إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لأبيه سعيد بن العاصي بن أمية ثمانية بنين ذكور منهم ثلاثة ماتوا على الكفر [2] : أحيحة، وبه كان يكنى سعيد بن العاصي بن أمية، قتل أحيحة بن سعيد يوم الفجار، والعاصي وعبيدة ابنا سعيد بن العاصي قتلا جميعا ببدر كافرين، قتل العاصي عليّ كرم الله وجهه، وقتل عبيدة

_ [1] في م: معا. [2] هكذا في أأيضا، وفي تاج العروس: واستدرك شيخنا أبا أحيحة بالحاء- سعيد بن العاص، والد الصحابي وأخيه أبان بن سعيد. وقد ذكره المصنف في الجيم.

الزبير، وخمسة أدركوا الإسلام، وصحبوا النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ وهم: خالد وعمرو وسعيد وأبان والحكم بنو سعيد بن العاصي بن أمية بن عَبْد شمس، إلا أن الحكم منهم غير رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اسمه فسماه عَبْد الله، ولا عقب لواحد منهم إلا العاصي بن سعيد فإنّ عقب سعيد بن العاصي أبي أحيحة. كلهم منه. ومن ولده سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي، والد عمرو بن سعيد الأشدق، وسيأتي ذكر كل واحد من هؤلاء الخمسة الذين أدركوا الإسلام من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاصي في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي محمد ابن أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادِ أَبُو بِشْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَالَ: لَقِيتُ يَوْمَ بَدْرٍ عُبَيْدَةَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ مُدَجَّجٌ [1] فِي الْحَدِيدِ لا يُرَى مِنْهُ إِلا عَيْنَاهُ، وَكَانَ يُكَنَّى أَبَا ذَاتِ الْكَرِشِ، فَطَعَنْتُهُ بِالْعَنَزَةِ [2] فِي عَيْنِهِ فَمَاتَ فَلَقَدْ وَضَعْتُ رِجْلِي عَلَيْهِ ثُمَّ تَمَطَّيْتُ فَكَانَ الْجَهْدُ أَنْ نَزَعْتُهَا، وَلَقَدِ انْثَنَى طَرَفُهَا. واختلف في وقت وفاة أبان بن سعيد، فقال ابن إسحاق قتل أبان وعمرو ابنا سعيد بن العاصي يوم اليرموك، ولم يتابع عليه ابن إسحاق،

_ [1] في ى: مدمج. وهو تحريف طبعي. [2] العنزة: رميح بين العصا والرمح فيه زج.

(5) أبان المحاربي،

وكانت اليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمسة عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه. وقال موسى بن عقبة: قتل أبان بن سعيد يوم أجنادين، وهو قول مصعب والزبير، وأكثر أهل [1] العلم بالنسب وقد قيل: إنه قتل يوم مرج الصفر، وكانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل وفاة أبي بكر رضي الله عنه بدون شهر. ووقعة مرج الصفر في صدر خلافة عمر سنة أربع عشرة. وكان الأمير يوم مرج الصفر خالد بن الوليد، وكان بأجنادين أمراء أربعة: أبو عبيدة ابن الجراح، وعمرو بن العاص. ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، كل على جنده. وقيل: إن عمرو بن العاص كان عليهم يومئذ، وكان أبان بن سعيد هو الذي تولى إملاء مصحف عثمان رضى الله عنه على زيد بن ثابت، أمرهما بذلك عثمان، ذكر ذلك ابن شهاب الزهري عن خارجة بن ثابت عن أبيه. روى أبان بن سعيد بن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: وضع الله عز وجل كل دم في الجاهلية. أو قَالَ: كل دم كان في الجاهلية، فهو موضوع، قَالَ أبان: فمن أحدث في الإسلام شيئًا أخذناه به. (5) أبان المحاربي، كان أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يقول إذا

_ [1] في أ: العلم بالنسب.

باب ابى

أصبح: الحمد للَّه ربي لا أشرك به شيئًا، أشهد أن لا إله إلا الله- إلا ظل يغفر له ذنوبه حتى يمسي. ومن قالها حين يمسي غفرت له ذنوبه حتى يصبح . باب ابى (6) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وهو [1] تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري المعاوي، وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني جديلة، وهى أمهم، ينسبون إليها، وهي جديلة بنت مالك بن زيد الله [2] بن حبيب بن عبد [3] حارثة بن مالك بن غضب [4] بن جشم بن الخزرج، [وأبوهم معاوية بن عمرو [5]] ، وهي أم معاوية بن عمرو، وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاري. وزعم ابن سيرين أن النجار إنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقال غيره: بل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره [6] فقيل له النجار، يكنى أبي بن كعب أبا الطفيل [بابنه] [7] ، وأبا المنذر.

_ [1] في أ، م: والنجار هو تيم اللات. [2] في ى: بن زيد بن حبيب، والمثبت من أ، س، م. [3] هكذا في ى، س، م. وفي أ: بن عبد بن حارثة. [4] في هامش م: غضب بالغين المعجمة. كذا ضبطه طاهر بن عبد العزيز وهو الصواب، وكذا ذكره محمد بن حبيب. [5] ليس في م. [6] في م: بل فجر وجه رجل بقدوم. [7] من م.

روى وكيع عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري، قَالَ: جاء أبي بن كعب إلى عمر رضى الله عنه فقال: يا بن الخطاب فقال له عمر: يا أبا الطفيل، في حديث ذكره. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، وَسَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أبىّ ابن كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَيُّ آيَةٍ مَعَكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَعْظَمُ؟ فَقُلْتُ: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هو الحىّ القيّوم. قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: لَيُهَنِّئَكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ. وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ. قَالَ أبو عمر: شهد أبي بن كعب العقبة الثانية، وبايع النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ فيها، ثم شهد بدرًا، وكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله. روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قَالَ: أقرأ أمتي أبي، وروي عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ له: أمرت أن أقرأ عليك القرآن، أو أعرض عليك القرآن. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابن مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الأَجْلَحُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن بن ابزى [1] عن أبيه عن

_ [1] في س: أبدى، وهو تحريف.

أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ، قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمَّانِي لَكَ رَبُّكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقَرَأَ عَلَيَّ [1] :؟ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْتَفْرَحُوا هو خير مما يجمعون 10: 58؟. بِالتَّاءِ جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ رُوِي عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَهُمَا جَمِيعًا بِالْيَاءِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ [2] عَنْ قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَعَا أُبَيًّا فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ عَلَيْكَ، قَالَ: اللَّهُ سَمَّانِي لَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِي. قَالَ أَنَسٌ: وَنُبِّيتُ [3] أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا 98: 1. قَالَ عَفَّانُ: وَأَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَيَّةَ [الأَنْصَارِيَّ] [4] الْبَدْرِيَّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ 98: 1 ... إِلَى آخِرِهَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكَ يِأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَهَا أُبَيًّا. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأُبَيٍّ: إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَمَرَنِي أَنْ أقرئك هذه السورة. قال أبىّ: أو ذكرت ثَمَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَكَى أُبَيٌّ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أنس، ومنهم من يرويه مرسلا، وهو

_ [1] سورة البينة آية 1 [2] في ى: قال حدثنا همام، قال حدثنا عفان عن قتادة. [3] في ى: وثبت. [4] ليس في م.

الأَكْثَرُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَقْوَاهُمْ فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَمَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، وَلِكُلِّ أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بْنُ الْجَرَّاحِ. وقد ذكرنا لهذا الحديث طرقًا فيما تقدم من هذا الكتاب. وقد روى من حديث أبي محجن الثقفي مثله سواء مسندًا. وروى أيضًا من وجه ثالث. وروينا عن عمر من وجوه أنه قَالَ: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي. وكان أبي بن كعب ممن كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضًا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرًا من الرسائل. وذكر مُحَمَّد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قَالَ: أول من كتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي مقدمه المدينة أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قَالَ: وكان أبي إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن ثابت، فيكتب. وكان أبي وزيد بن ثابت يكتبان الوحي بين يديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ويكتبان كتبه إلى الناس وما يقطع وغير ذلك. قَالَ الواقدي: وأول من كتب له من قريش عَبْد الله بن سعد أبي سرح، ثم ارتد ورجع إلى مكة، وفيه نزلت [1] : وَمن أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى الله كَذِباً 6: 21،

_ [1] سورة الأنعام آية 93.

أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ ... 6: 93 الآية. وكان من المواظبين على كتاب الرسائل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَبْد الله بن الأرقم الزهري، وكان الكاتب لعهوده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إذا عهد، وصلحه إذا صالح، عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه. وممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر الصديق، وذكر ذلك عمر بن شبّة وغيره في كتاب الكتاب. وفيه زيادات على هؤلاء أيضًا عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وخالد وأبان ابنا [1] سعيد بن العاص، وحنظلة الأسيدي، والعلاء بن الحضرمي، وخالد بن الوليد، وعبد الله رواحة، ومحمد ابن مسلمة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن أبىّ بن سلول، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وجهيم [2] بن الصلت، ومعيقيب بن أبي فاطمة، وشرحبيل ابن حسنة رضي الله عنهم. قَالَ الواقدي: فلما كان عام الفتح وأسلم معاوية كتب له أيضًا. قَالَ أبو عمر: مات أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل سنة تسع عشرة. وقيل: سنة اثنتين وعشرين. وقد قيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. وقال علي بن المديني: مات العباس وأبو سفيان ابن حرب وأبي بن كعب قريبًا بعضهم من بعض في صدر خلافة عثمان رضى الله عنه، والأكثر على أنه مات في خلافة عمر رحمهما الله، يعدّ

_ [1] في ى: وسعيد. والصواب من س، م. وفي أ: وأبان سعيد بن العاص. [2] في ى: جهم، وهو تحريف. والصواب من أ، س، م.

(7) أبى بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار،

في أهل المدينة. روى عنه عبادة بن الصامت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله ابن خباب، وابنه الطفيل بن أبي رضى الله عنهم. (7) أبي بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، شهد مع أخيه أنس بن معاذ بدرًا واحدًا، وقتلا يوم بئر معونة شهيدين. (8) أبي بن عمارة الأنصاري، ويقال ابن عمارة، والأكثر يقولون ابن عمارة [بكسر العين] [1] ، روى أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ صَلَّى فِي بيت أَبِيهِ عُمَارَة القبلتين، وله حديث آخر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في المسح على الخفين. روى عنه عبادة بن نسي، وأيوب بن قطن يضطرب في إسناد حديثه، ولم يذكره البخاري في التاريخ الكبير لأنهم يقولون: أنه خطأ، وإنما هو أبو أبي بن أم حرام، كذا قَالَ إبراهيم بن أبي عبلة، وذكر أنه رآه وسمع منه، وأبو أبي بن أم حرام اسمه عَبْد الله، وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى. (9) أبي بن مالك الحرشي، ويقال العامري، بصري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: من أدرك والديه أو أحدهما، ثم دخل النار فأبعده الله. مخرج حديثه عن أهل البصرة، روى عنه زرارة بن أوفى [2] . قال يحيى ابن معين: ليس في أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أبي بن مالك، وإنما هو عمرو [3] بن مالك، وأبىّ خطأ.

_ [1] ليس في م. [2] في ى: زرارة بن أبى أوفى. [3] في ى: عمر، والمثبت من أ، س، م.

باب أحمر

قَالَ البخاري: إنما هذا الحديث لمالك بن عمرو القشيري. وذكر البخاري أبي بن مالك في كتابه الكبير في باب أبي، وذكر الاختلاف فيه، وغير البخاري يصحح أمر أبي بن مالك هذا وحديثه. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حَبَابَةَ، حَدَّثَنَا الْبَغَوِيُّ، حدثنا على ابن الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ يُقَالُ لَهُ أُبَيٌّ بْنُ مَالِكٍ أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ: مَنْ أَْدرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ . باب أحمر (10) أحمر بن جزء السدوسي، يكنى أبا جزء، له صحبة، روى عنه الحسن البصري، لم يرو عنه غيره فيما علمت، وهو أحمر بن جزء بن معاوية بن سليمان مولى الحارث السدوسي. وقال الدّارقطنيّ: أحمر بن جزىّ بكسر الجيم [1] والزاي جميعًا. (11) أحمر بن عسيب [2] ، روى عنه مسلم بْن عبيد أَبُو نصيرة [3] عن النبيّ

_ [1] في الإصابة: وجزء منهم من يضبطه بفتح الجيم وسكون الزاء، ومنهم من يضبطه بفتح الجيم وكسر الزاى بعدها مثناة تحتانية. [2] في ى: أبو عسيب. وقال في الإصابة: ووقع في الاستيعاب أحمد بن عسيب، ويحتمل أن تكون كنيته وافقت اسم أبيه. [3] في هامش م- بعد أن ضبطه بضم النون مصغرا في الأصل- كتبه مضبوطا بفتح أوله.

(12) أحمر بن سليم،

صلّى الله عليه وَسَلَّمَ في الطاعون. وروى عنده حازم بن العباس أنه كان يصفر لحيته، فيه نظر. (12) أَحْمَرُ بْنُ سُلَيْمٍ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ [1] ، حَدَّثَنَاهُ خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَفْصٍ الإِمَامُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ بْنُ الشِّخِّيرِ، قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَرُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: - وَأَحْسَبُهُ قَدْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْعَبْدَ [بِمَا أَعْطَاهُ] [2] فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ بَارَكَ لَهُ فِيهِ وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ فِيهِ. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: لم يذكر ابن أبي حاتم في باب أحمر إلا أحمر بن جزي وحده [3] وذكره في الأفراد. [وكذلك البخاري لم يذكر غير أحمر بن جزى] [4] .

_ [1] في س: الشخيرى، ونراه تحريفا. [2] من م. [3] في ى: إلا حمير بن خولى، وهو تحريف. [4] من م.

باب أخرم

باب أخرم (13) أَخْرَمُ رَجُلٌ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، لا أَعْرِفُ نَسَبَهُ. ذَكَرَ خَلِيفَةَ بْنَ خَيَّاطٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ عَمْرُو بْنُ الْمُنَخَّلِ [1] السَّدُوسِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ الْعِجْلِيُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَيْمِ الْلاتِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَوْمَ ذِي قَارٍ: الْيَوْمَ أَوَّلُ يَوْمٍ انْتَصَفَ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْعَجَمِ وَبِي نُصِرُوا. (14) الأخرم الأسدي، كان يقال له فارس رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، كما كان يقال لأبي قتادة الأنصاري، قتل شهيدًا في حين غارة عَبْد الرحمن ابن عيينة بن حصن على سرح رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، قتله عَبْد الرحمن بن عيينة يومئذ، وذلك محفوظ في حديث سلمة بن الأكوع. واسم الأخرم محرز بن نضلة، ويقال ناضلة. وقد ذكرناه في باب الميم . باب أدرع (15) أدرع أبو الجعد الضمري، مشهور بكنيته، روى عنه عبيدة [2] بن سفيان الحضرمي، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. (16) أدرع الأسلمي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا. روى عنه سعيد بن أبى سعيد المقبري.

_ [1] في ى: المنجل، والمثبت من م، س. [2] في ى: عبيد، والمثبت من أ، س، م.

باب أزهر

باب أزهر (17) أزهر بن عبد عوف [1] [بن عبد بن الحارث بن زهرة] [2] الزهري القرشي، هو عم عَبْد الرحمن بن عوف، ووالد عَبْد الرحمن بن الأزهر الذي روى عنه ابن شهاب الزهري. روى عن أزهر هذا أبو الطفيل حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أعطى السقاية العباس يوم الفتح، وأن العباس كان يليها في الجاهلية دون أبي طالب. وهو أحد الذين نصبوا أعلام الحرم زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. قَالَ ابن شهاب عن عبيد الله بن عَبْد الله بن عتبة بن مسعود: لما ولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث أربعة عن قريش فنصبوا أعلام الحرم: مخرمة بن نوفل. وأزهر بن عَبْد عوف، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عَبْد العزى. (18) أزهر بن منقر [3] ، لم يحدث عنه إلا عمير بن جابر، قَالَ: صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فاستفتح بالحمد للَّه رب العالمين. (19) أزهر بن قيس: روى عنه حريز بن عثمان، لم يرو عنه غيره فيما علمت حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب.

_ [1] قال في الإصابة: وزعم ابن عبد البر أنه أزهر بن عوف، وأنه أخو عبد الرحمن. ابن أزهر بن عوف فوهم في ذلك. هكذا جاء في الإصابة، وكل الأصول التي بأيدينا كما في ى. فمن أين جاء بهذا؟ [2] من م. [3] في أ: منقد. وفي تاج العروس: ويقال منقد.

(20) أزهر بن حميضة

(20) أزهر بن حميضة [1] ، روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، في صحبته نظر . باب أسامة (21) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزي الكلبي، قد رفعنا في نسبه عند ذكر أبيه زيد بن حارثة، وذكرنا ما لحق أباه زيدا من السباء، وأنه صار بعد [2] مولى لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وله ولاؤه صلّى الله عليه وسلم، وأو ضحنا ذلك في باب أبيه زيد بن حارثة، يكنى أسامة أبا زيد. وقبل أبا مُحَمَّد، يقال له الحب بن الحب. وقال ابن إسحاق: زيد بن حارثة بن شرحبيل، وخالفه الناس، فقالوا: شراحيل وأم أسامة أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحاضنته. اختلف في سنه يوم مات النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، فقيل: ابن عشرين سنة. وقيل: ابن تسع عشرة. وقيل: ابن ثماني عشرة، سكن بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وادي القرى، ثم عاد إلى المدينة، فمات بالجرف في آخر خلافة معاوية. ذكر مُحَمَّد بن سعد قَالَ حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخر الإفاضة من عرفة من أجل أسامة بن زيد ينتظره، فجاء غلام

_ [1] هكذا في ى، م. وفي المحيط وتاج العروس: خميصة. [2] في ى: وابنه صار بعده مولى لرسول الله.

أسود أفطس، فقال أهل اليمن: إنما حبسنا من أجل هذا؟ قَالَ: فلذلك كفر أهل اليمن من أجل هذا. قَالَ يزيد بن هارون: يعنى ردتهم أيام أبي بكر الصديق رضى الله عنه. ولما فرض عمر بن الخطاب للناس فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف، ولابن عمر ألفين، فقال ابن عمر: فضلت علي أسامة، وقد شهدت ما لم يشهد؟ فقال: إن أسامة كان أحب إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ منك، وأبوه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أبيك. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد بن زهير، قال حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا حماد بن سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أُسَامَةُ مَا خَلا [1] فَاطِمَةَ وَلا غَيْرَهَا. وَبِهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، أَوْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَنَا أَرْجُو أَنْ يَكُونَ مِنْ صَالِحِيكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِ خَيْرًا. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَدُعِيَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ إِلَى جَنَازَةٍ لِيُصَلِّي عَلَيْهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ، وَأُسَامَةُ يُصَلِّي عِنْدَ بَابِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُرَى مَكَانُكَ، فَقَدْ رَأَيْنَا مَكَانَكَ، فَعَلَ اللَّهُ بِكَ وَفَعَلَ، قَوْلا قَبِيحًا، ثُمَّ أدبر. فانصرف أسامة

_ [1] في م: ما حاشا.

وَقَالَ: يَا مَرْوَانُ، إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْبَشِيرِيِّ [1] . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ قَالَ قُلْتُ لِوَكِيعٍ: مَنْ سَلِمَ مِنَ الْفِتْنَةِ؟ قَالَ: أَمَّا الْمَعْرُوفُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَأَرْبَعَةٌ: سَعْدُ بْنُ مالك، وعبد للَّه بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيد، واختلط سائرهم. قال: ولم يشهد أَمْرَهُمْ مِنَ التَّابِعِينَ أَرْبَعَةٌ: الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ [2] ، وَمَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ، وَالأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ. قَالَ أبو عمر: أما أبو عَبْد الرحمن السلمي فالصحيح عنه أنه كان مع عليّ ابن أبي طالب كرم الله وجهه، وأما مسروق فذكر عنه إبراهيم النخعي أنه ما مات حتى تاب إلى الله تعالى من تخلفه عن علي كرم الله وجهه، وصح عن عَبْد الله بن عمر رضى الله عنهما من وجوه أنه قَالَ: ما آسى على شيء كما آسى أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي رضى الله عنه. وتوفي أسامة بن زيد بن حارثة في خلافة معاوية سنة ثمان أو تسع وخمسين. وقيل: بل توفي سنة أربع وخمسين، وهو عندي أصح إن شاء الله تعالى. وروى عنه أبو عثمان النهدي، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله ابن عتبة وجماعة.

_ [1] هكذا في أ، م، وفي ك، س: البشرى. وفي المشتبه أحمد بن محمد البشرى بكسر الباء وبمعجمة ساكنة. [2] هكذا في س، ى، م، وفي س أ: خيثم، وهو بضم الخاء وقيل بفتحها.

(22) أسامة بن عمير الهذلي،

(22) أسامة بن عمير الهذلي، من أنفسهم، بصرى، له صحبة ورواية، وهو والد أبى المليح الهذلي، من أنفس هذيل، واسم أبي المليح [1] عامر بن أسامة لم يرو عن أسامة هذا غير ابنه أبي المليح، وكان نازلا بالبصرة، ونسبه ابن الكلبي، فقال: أسامة بن عمير بن عامر بن أقيشر، واسم أقيشر عمير [2] الهذلي من ولد كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَآلِهِ وَسَلَّمَ ما رواه خالد الحذاء عن أبى المليح الهذلي عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في سفر يوم حنين فأصابنا مطر لم يبل أسافل نعالنا، فنادى منادي رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أن صلوا في رحالكم. (23) أسامة بن شريك الذبياني الثعلبي، من بني ثعلبة بن سعد. ويقال من بني ثعلبة بن بكر بن واثل، كوفي له صحبة ورواية. روى عنه زياد بن علاقة [3] . (24) أسامة بن أخدريّ الشّقرىّ، بن عم بشير بن ميمون، وهو من بني شقرة، واسم شقرة الحارث بن تميم، نزل البصرة. روى عنه بشير بن ميمون. (25) أسامة بن خريم، روى عن مرة البهزي، وروى عنه عَبْد الله بن شقيق، لا تصح له صحبة.

_ [1] في هامش م: هذا أحد قولي عمرو بن على. قال: ويقال اسم أبي المليح أسامة بن عامر بن أسامة. وفي تهذيب التهذيب: قيل اسمه عامر، وقيل زيد بن أسامة. [2] هكذا في س، م. وفي أ: عويمر. وفي ى: أقيش، وهو تحريف طبعي. [3] ضبطه في القاموس بفتح العين. وفي تاج العروس: وقضية سياق المصنف في والده أنه بالفتح، وهو خطأ صوابه بالكسر، كما صرح به الحافظ وغيره. وفي التقريب: علاقة- بكسر المهملة والقاف.

باب أسد

باب أسد (26) أسد ابن أخي خديجة [بنت خويلد] [1] القرشي الأسدي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لا تبع ما ليس عندك. ذكره العقيلي وقال: في إسناده مقال. (27) أسد بن عبيد القرطي، نزل هو وثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية [2] يوم قريظة فأسلموا ومنعوا دماءهم وأموالهم، وخبرهم في السير [3] . وذكر الطبري بإسناده عن ابن إسحاق قَالَ: ثم إنّ ثعلبة بن سعيد [وأسيد بن سعية] [4] وأسد بن عبيد، وهم من بني هذيل ليسوا من بني قريظة ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم أسلموا في تلك الليلة التي نزلت في غدها قريظة على حكم سعد بن معاذ. (28) أسد بن كرز بن عامر القسري، جد خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ، حَدِيثُهُ عِنْدَ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أوسط بن إسماعيل البجلي، عن خالد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ الْقَسْرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ أَسَدِ بْنِ كُرْزٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَرِيضَ لَتَحَاتُّ خَطَايَاهُ كَمَا يتحاتّ ورق الشجر.

_ [1] من م. [2] في أسد الغابة: لَمَّا أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، وَثَعْلَبَةُ بن أسيد، وأسد بن عبيد. [3] في ى: أسير، والمثبت من أ، س، م. [4] الزيادة من م.

(29) أسد بن حارثة العليمي الكلبي،

ولابنه يزيد بن أسد صحبة ورواية، وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن أسد بن كرز هذا روى عنه أيضًا ضمرة ابن حبيب والمهاجرين حبيب، قَالَ: له صحبة. (29) أسد بن حارثة العليمي الكلبي، من بني عليم بن جناب، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه قطن بن حارثة في نفر من قومهم فسألوه الدعاء لقومهم في غيث السماء، وكان متكلمهم وخطيبهم قطن بن حارثة، فذكر حديثًا فصيحًا كثير الغريب من رواية ابن شهاب عن عروة بن الزبير . باب أسعد (30) أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، أبو أمامة، غلبت عليه كنيته واشتهر بها، وكان عقبييا نقيبا، شهد العقبة الأولى والثانية وبايع فيهما، وكانت البيعة الأولى في ستة نفر أو سبعة، والثانية في اثني عشر رجلا، والثالثة في سبعين رجلا [وامرأتان] [1] ، أبو أمامة أصغرهم فيما ذكروا، حاشا جابر بن عَبْد الله، وكان أسعد بن زرارة- أبو أمامة هذا- من النقباء. وكان النقباء اثني عشر رجلا: سعد بن عبادة، وأسعد بن زرارة، وسعد بن الربع، وسعد بن خيثمة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، والبراء بن معرور، وأبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير، وعبد الله بن عمرو بن حرام، وعبادة بن الصامت،

_ [1] من م.

ورافع بن مالك، هكذا عدهم يحيى بن أبي كثير، وسعيد بن عَبْد العزيز، وسفيان بن عيينة وغيرهم، ويقال: إن أبا أمامة هذا هو أوّل من بايع النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ ليلة العقبة، كذلك زعم بنو النجار، وسنذكر الخلاف في ذلك في موضعه. ومات أبو أمامة أسعد بن زرارة هذا قبل بدر، أخذته الذبحة [1] ، والمسجد يبني، فكواه النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، ومات في تلك الأيام، وذلك في سنة إحدى، وكانت بدر سنة اثنتين من الهجرة في شهر رمضان. وذكر مُحَمَّد بن عمر الواقدي عن عَبْد الرحمن بن أبي الرجال، قَالَ: مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس ستة أشهر من الهجرة، ومسجد رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِي يومئذ، وذلك قبل بدر. وقال مُحَمَّد بن عمر: ودفن أبو أمامة بالبقيع، وهو أول مدفون به، كذلك كانت الأنصار تقول. وأما المهاجرون فقالوا: أول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون. وذكر الواقدي أيضًا عن عَبْد الرحمن بن عبد العزيز عن خبيب بن عَبْد الرحمن قَالَ: خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرا عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أوّل من قدم بالإسلام المدينة.

_ [1] في الإصابة: أخذته الشوكة. والذبحة. وجع في الحلق أو دم يخنق الرجل فيقتل.

(31) أسعد بن يزيد بن الفاكه [بن يزيد] [3] بن خلدة [بن عامر] [3] بن زريق ابن عبد حارثة الأنصاري الزرقي،

وقال ابن إسحاق: إن أسعد بن زرارة إنما أسلم مع النفر الستة الذين سبقوا قومهم إلى الإسلام بالعقبة الأولى. وذكر ابن إسحاق بإسناده عن كعب بن مالك أنه قَالَ: كان أول من جمع بنا بالمدينة في هزمه [1] من حرة بني بياضة يقال لها نقيع الخضمات [2] . قَالَ فقلت له: كم كنتم يومئذ؟ قَالَ: أربعين رجلا. (31) أسعد بن يزيد بن الفاكه [بن يزيد] [3] بن خلدة [بن عامر] [3] بن زريق ابن عَبْد حارثة الأنصاري الزرقي، من بني زريق. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، وليس في كتاب بن إسحاق. (32) أسعد بن يربوع الأنصاري الساعدي الخزرجي. قتل يوم اليمامة شهيدا. (33) أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري أبو أمامة، وهو مشهور بكنيته، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته بعامين، وأتى به النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فدعا له وسماه باسم جده أبي أمه أبي أمامة سعد بن زرارة، وكناه بكنيته، وهو أحد الجلة من العلماء من كبار التابعين بالمدينة، ولم يسمع من النبي صلّى الله عليه وسلم شيئا ولا صحبه، وإنما ذكرناه لإدراكه النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ بمولده، وهو شرطنا، وأبوه سهل بن حنيف من كبار

_ [1] هكذا في أأيضا، وفي معجم البلدان بعد أن تقل رواية ابن عبد البر هذه: في هزم ابن حرة. [2] نقيع الخضمات: هو موضع بنواحي المدينة. وفي هامش م: الخضمات عنده بالفتح، وقيده طاهر بن عبد العزيز بالكسر. [3] ليس في م.

باب أسلم

الصحابة من أهل بدر، وسيأتي ذكره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. وتوفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة . باب أسلم (34) أسلم مولى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، أبو رافع، غلبت عليه كنيته، واختلف في اسمه. فقيل: أسلم كما ذكرنا، وهو أشهر ما قيل فيه. وقيل: بل اسمه إبراهيم، قاله ابن معين. وقيل: بل اسمه هرمز، والله أعلم. كان للعباس بن [عَبْد المطلب] [1] ، فوهبه للنّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم العباس بشّر أبو رافع بإسلامه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه، وكان قبطيًا. وقد قيل: إن أبا رافع هذا كان لسعيد بن العاصي [2] فورثه عنه بنوه، وهم ثمانية، وقيل عشرة فأعتقوه كلهم إلا واحدًا يقال إنه خالد بن سعيد تمسك بنصيبه منه. وقد قيل: إنه إنما أعتقه منهم ثلاثة، واستمسك بعض القوم بحصصهم منه، فأتى أبو رافع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يستعينه على من لم يعتق منهم، فكلمهم فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فوهبوه له فأعتقه.

_ [1] من م. [2] في هامش م: هذا وهم، وأبو رافع الّذي كان لسعيد بن العاص رجل آخر سوى أبى رافع المذكور في هذا الكتاب. وقد غلط في هذا أبو العباس المبرد في الكامل أيضا وهذا قول مصعب الزبيري وأبى بكر بن أبى خيثمة والبخاري وغيرهم. قال الشيخ أبو الوليد: وجدته بخط مشيخنا الإمام أبى على رحمه الله.

وقال جرير بن حازم، وأيوب السختياني، وعمرو بن دينار إن الذي تمسك بنصيبه من أبي رافع هو خالد بن سعيد بن العاصي وحده، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أعتق إن شئت نصيبك. قَالَ: ما أنا بفاعل. قَالَ: فبعه. قَالَ: ولا. قَالَ: فهبه لي. قال: ولا. قَالَ: فأنت على حقك منه. فلبث ما شاء الله، ثم أتى خالد رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، فقال: قد وهبت نصيبي منه لك يا رسول الله، وإنما حملني على ما صنعته الغضب الذي كان في نفسي. فأعتق رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ نصيبه ذلك بعد قبول الهبة، فكان أبو رافع يقول: أنا مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إنه [ما [1]] كان لسعيد بن العاصي إلا سهمًا [2] واحدًا، فاشترى رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ ذلك السهم فأعتقه، وهذا اضطراب كثير في ملك سعيد بن العاصي له وولاء بنيه، ولا يثبت من جهة النقل. وما روي أنه كان للعباس، فوهبه للنّبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أولى وأصح إن شاء الله تعالى، لأنهم قد أجمعوا أنه مولى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، ولا يختلفون في ذلك، وعقب أبي رافع أشراف بالمدينة وغيرها عند الناس، وزوجه النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ سلمى مولاته، فولدت له عبيد الله ابن أبي رافع، وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ، وشهدت معه خيبر، وكان عبيد الله بن أبي رافع خازنًا وكاتبًا لعلي رضى

_ [1] ليس في م. [2] هكذا في الأصول.

(35) أسلم [2] الحبشي الأسود.

الله عنه، وشهد أبو رافع أحدًا والخندق وما بعدهما من المشاهد، ولم يشهد بدرًا، وإسلامه قبل بدر إلا أنه كان مقيمًا بمكة فيما ذكروا، وكان قبطيًا. واختلفوا في وقت وفاته، فقيل: مات قبل [قتل] [1] عثمان رضى الله عنه، وقال الوقدىّ: مات أو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان رضى الله عنه بيسير، وقيل: مات في خلافة علي رضى الله عنه. روى عنه ابناه عبيد الله والحسن، وعطاء بن يسار. (35) أسلم [2] الحبشي الأسود. كان مملوكًا لعامر اليهودي يرعى غنمًا له. قَالَ ابن إسحاق: وكان من حديثه فيما بلغني أنه أتى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وهو محاصر بعض حصون خيبر ومعه غنم له، وكان فيها أجيرًا لليهودي، فقال: يا رسول الله، أعرض علي الإسلام. فعرضه عليه، فأسلم، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا يحقر أحدًا يدعوه إلى الإسلام ويعرضه عليه، فلما أسلم قَالَ: يا رسول الله، إني كنت أجيرًا لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي فكيف أصنع بها؟ قَالَ: اضرب في وجهها، وقال فسترجع إلى ربها فقام الأسود فأخذ حفنة من حصى، فرمى بها في وجهها، وقال لها: ارجعي إلى صاحبك، فو الله لا أصحبك بعدها أبدًا. فخرجت مجتمعة كأن سائقًا يسوقها، حتى دخلت الحصن. ثم تقدم إلى ذلك الحصن فقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى الله تعالى صلاة قط. فأتى به إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وقد سجي بشملة كانت عليه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه، ثم أعرض عنه،

_ [1] من م. [2] قال في الإصابة: «اعترضه ابن الأثير بأنه ليس في شيء من السياقات أن اسمه أسلم، وهو اعتراض متجه، وقد سماه أبو نعيم يسارا.

(36) أسلم بن عميرة [بن أمية] [1] بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي،

فقالوا: يا رسول الله، لم أعرضت عنه؟ فقال: إن معه الآن زوجته من الحور العين. قَالَ أبو عمر رضى الله عنه: إنما رد الغنم- والله أعلم- إلى حصن مصالح، أو قبل أن تحل الغنائم. (36) أسلم بن عميرة [بن أمية] [1] بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحدا. (37) أسلم بن بجرة الأنصاري، حديثه في بني قريظة أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب عنق من أنبت الشعر منهم، ومن ينبت جعله في غنائم المسلمين. إسناد حديثه ضعيف، لأنه يدور على إسحاق بن أبي فروة، ولا يصح عندي نسب أسلم بن بجرة هذا، وفي صحبته نظر . باب أسماء (38) أسماء بن حارثة الأسلمي، يكنى أبا مُحَمَّد، ينسبونه أسماء بن حارثة بن هند [2] بن عبد الله بن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك ابن أفصى الأسلمي، وهو أخو هند بن حارثة، وكانوا إخوة عددًا، قد ذكرتهم في باب هند، وكان أسماء وهند من أهل الصفة. قال أبو هريرة: ما كنت أرى أسماء وهندًا ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلّى الله عليه

_ [1] الزيادة من أ، س، م. [2] في الإصابة أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله. ثم قال: قال ابن عبد البر: أسماء بن حارثة بن هند بن عَبْد الله، والباقي مثله. وذكر هند في نسبه غلط، وإنما هند إخوة.

(39) أسماء بن ربان [1] الجرمي

وَسَلَّمَ من طول ملازمتهما بابه وخدمتهما إياه. قال أبو عمر رضي الله عنه: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صوم يوم عاشوراء. توفي في سنة ست وستين بالبصرة، وهو ابن ثمانين سنة، هذا قول الواقدي. وقال مُحَمَّد بن سعد: سمعت غير الواقدي يقول: توفي بالبصرة في خلافة معاوية في ولاية زياد. (39) أسماء بن ربان [1] الجرمي من بني جرم بن ربان، وهو الذي خاصم بني عقيل في العقيق، وقضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم للجرمى، وهو ماء في أرض بنى عامر بن صعصعة، وهو القائل: وإني أخو جرم كما قد علمتم ... إذا اجتمعت عند النبيّ المجامع فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه ... فإني بما قَالَ النبيّ لقانع باب أسود (40) الأسود بن عوف بن عَبْد عوف بن عبد [2] بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أخو عَبْد الرحمن بن عوف. له صحبة، هاجر قبل الفتح، وهو والد جابر بن الأسود الذين ولي المدينة لابن الزبير، وهو الذي جلد سعيد بن المسيب في بيعة ابن الزبير، وقد جرى ذكر جابر هذا في الموطأ في طلاق المكره.

_ [1] هكذا في ى. وفي أ: رباب، وفي تاج العروس: وربان ككتان: اسم لشخص من جرم وليس في العرب ربان- بالراء- غيره ومن سواه بالزاي. ثم قال الزبيدي: قلت الّذي صرح به أئمة النسب ريان كشداد، وهو والد جرم (مادة ربن) . وفي هامش م: ليس في العرب رباب- بالراء إلا هذا وحده. [2] في أسد الغابة: بن عبد الحارث، والمثبت من أ، س، م.

(41) الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشي الأسدي،

(41) الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، كان من مهاجرة الحبشة. وأمه الفريعة بنت علي [1] بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، وهو جد أبي الأسود مُحَمَّد بن عَبْد الرحمن بن الأسود بن نوفل [بن خويلد بن أسد بن قصي] [2] . يتيم عروة بن الزبير شيخ مالك [بن أنس] [3] رحمه الله. (42) الأسود بن أبي البختري القرشي الأسدي، واسم أبى البختري العاصي ابن هشام [4] بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي. أسلم الأسود بن أبي البختري يوم الفتح وصحب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وكان من رجال قريش، وقتل أبوه أبو البختري يوم بدر كافرًا، قتله المجذر بن ذياد [5] البلوي، وفي ابنه سعيد بن الأسود [6] قالت امرأة: ألا ليتني أشري وشاحي ودملجي ... بنظرة عين من سعيد بن أسود وذكر الزبير قَالَ: حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار قَالَ: بعث معاوية بسر بن أرطاة إلى المدينة، وأمره أن يستشير رجلا من بني أسد، واسمه الأسود بن فلان، فلما دخل المسجد سد الأبواب، وأراد قتلهم حتى نهاه ذلك الرجل، وكان معاوية قد أمره أن ينتهى إلى أمره.

_ [1] في ى: عدي، والمثبت من أ، س، م. [2] من م. [3] من م. [4] في ى: بن هاشم. والمثبت من م. [5] في تاج العروس: زياد. وفي هامش المحيط كما هنا. [6] وكان جميلا.

(43) الأسود بن خلف بن عبد يغوث القرشي الزهري،

قَالَ الزبير: وهو الأسود بن أبي البختري بن هشام [1] بن الحارث ابن أسد، وكان الناس قد اصطلحوا عليه أيام علي ومعاوية رضي الله عنهما. (43) الأسود بن خلف بن عَبْد يغوث القرشي الزهري، ويقال الجمحي، وهو الأصح، كان من مسلمة الفتح، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: الولد مبخلة مجهلة مجبنة. وروى أيضًا في البيعة، روى عنه ابنه مُحَمَّد بن الأسود. (44) الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة [2] بن النزال بن مرة [3] بن عبيد السعدي التميمي، من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، غزا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يكنى أبا عَبْد الله، نزل البصرة، وكان قاصّا شاعرا محسنا، هو أول من قصّ في مسجد البصرة. روى عَنْهُ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ [4] ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَكَانَ رَجُلا شَاعِرًا أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا أَنْشُدُكَ مَحَامِدَ حَمَدْتُ بِهَا رَبِّي؟ قَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْحَمْدَ، وَمَا اسْتَزَادَنِي. رَوَى [5] السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأسود قَالَ: كَانَ رَجُلا شَاعِرًا، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النبي صلّى الله عليه

_ [1] في ى: هاشم. [2] في م: جنادة [3] كذا في الأصول كلها، قال في هامش ى: ولعله مسيرة، والله أعلم. [4] في أ،: ابن علية، وفي م: إسماعيل بن علية. [5] من هنا إلى آخر الترجمة ليس في أ، وهو في س، م.

(45) الأسود بن وهب،

وَسَلَّمَ أَرْبَعَ غَزَوَاتٍ، فَأَفْضَى بِهِمُ الْقَتْلُ أَنْ قَتَلُوا الذُّرِّيَّةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ أَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: أو ليس خِيَارَكُمْ أَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ، مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلامِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهُ لِسَانُهُ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ وَيُمَجِّسَانِهِ. (45) الأسود بن وهب، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الربا سبعون حوبًا [1] . حديثه عند أبي معيد [2] حفص بن غيلان، عن وهب بن الأسود ابن وهب عن أبيه. (46) الأسود بن زيد بن قطبة، ويقال له الأسود بن رزم بن [زيد بن] [3] قطبة بن غنم الأنصاري، من بني عبيد بن عدي، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. (47) الأسود بن ثعلبة اليربوعي. قَالَ الواقدي: شهد النبيّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: لا يجني جان إلا على نفسه. (48) الأسود بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخو هبار بن سفيان، في صحبته نظر. (49) الأسود بن أصرم المحاربي، له صحبة، روى عنه سليمان بن حبيب قاضي عمر بن عبد العزيز، لم يرو عنه غيره فيما علمت، [يعدّ في الشاميين] [4] .

_ [1] الحوب: الهلاك والبلاء. [2] في ى: أبى معبد، والصواب من م، والتقريب. [3] الزيادة من م، س. [4] ليس في م.

(50) الأسود بن عبد الله السدوسى،

(50) الأسود بن عَبْد الله السدوسي، له صحبة، روينا عن الأصمعي قَالَ: حَدَّثَنَا الصعق بن حزن عن قتادة قال: هاجر من بكر [1] بن وائل أربعة رجال [2] من بني سدوس: أسود بن عَبْد الله من أهل اليمامة، وبشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من النمر بن قاسط، وفرات بن حيان من بني عجل. (51) الأسود، والد عامر بن الأسود، فيما روى هشيم وأبو عوانة عن يعلي ابن عطاء عن عامر بن الأسود عن أبيه أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ حجة الوداع قَالَ: وصليت معه الفجر في مسجد الخيف، فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في أخريات الناس لم يصليا، فأتى بهما ترعد فرائصهما، فقال: ما منعكما أن تصليا معنا ... الحديث. وخالفهما شعبة فقال: عن يعلي بن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ مثله سواء. (52) الأسود بن عمران البكري، من بني [3] بكر بن وائل. ويقال عمران ابن الأسود، هكذا روي على الشك حديثه في إسلام قومه [بكر بن وائل] [4] ، وأنه كان وافدهم بذلك. في إسناد حديثه مقال [لا تقوم به حجة] [5] .

_ [1] في أسد الغابة: هاجر من ربيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة رجال من سدوس. [2] في م: رجلان. [3] في م: من بكر بن وائل. [4] ليس في م. [5] من م.

باب أسيد

(53) الأسود بن يزيد بن قيس النخعي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا ولم يره، روى شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قَالَ: قضى فينا معاذ بن جبل باليمن، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حتّى في رجل ترك ابنته وأخته، فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف. وروى شعبة أيضًا عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد مثله، ولم يقل: ورسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ حي والأسود بن يزيد هذا هو صاحب ابن مسعود، أدرك الجاهلية وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين روى عن أبي بكر وعمر رضى الله عنهما، وكان فاضلا عابدًا ورعًا [سكن الكوفة] [1] . باب أُسيد (54) أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي. اختلف في كنيته فقيل فيها خمسة أقوال. قيل: يكنى أبا عيسى. رَوَى مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَا أَبَا عِيسَى. وقيل: يكنى أبا يحيى. وقيل: يكنى أبا عتيك. وقيل: [أبا الحضير] [2] . وقيل أبا الحصين بالصاد والنون، وأخشى أن يكون تصحيفًا، والأشهر أبو يحيى، وهو قول

_ [1] من م. [2] من م.

ابن إسحاق وغيره. أسلم قبل سعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير، وكان ممن شهد العقبة الثانية، وهو من النقباء ليلة العقبة، وكان بين العقبة الأولى والثانية سنة، ولم يشهد بدرا، كذلك قال ابن إسحاق. وغيره يقول: إنه شهد بدرًا وشهد أحدا وما بعدهما من المشاهد، وجرح يوم أحد سبع جراحات، وثبت مع رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ حين انكشف الناس. ذكر له أبو أحمد [الحاكم في كتابه] في الكنى ثلاث كني: أبو الحصين وأبو الحضير، وأبو عيسى. وذكر له في موضع آخر خمس كنى، وذكر له أبو الحسن [علي ابن عمر] الدار قطنى كنية سادسة أبو عتيق، فقال: أسيد بن حضير: يكنى أبا يحيى وأبا عتيك وأبا عتيق. وكان أسيد بن حضير أحد العقلاء الكملة من أهل الرأي، وآخى رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ بينه وبين زيد بن حارثة، وكان أسيد بن حضير من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، وحديثه في استماع الملائكة قراءته حين نفرت فرسه حديث صحيح جاء عن طرق صحاح من نقل أهل الحجاز والعراق. وَذَكَرَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُطَارِدٍ، وَمَاتَ قَبْلَ ابْنَ عَوْنٍ، قَالَ: جَاءَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ وَزَيْدٌ [1] إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله سلم فَسَأَلاهُ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمَا نَصِيبًا مِنْ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، فَأَخَذَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ الرُّمْحَ فَجَعَلَ يَقْرَعُ رُءُوسَهُمَا وَيَقُولُ: اخْرُجَا أَيُّهَا الْهِجْرَسَانِ. فَقَالَ عامر: من أنت؟ فقال: أنا أسيد

_ [1] في م: وأربد. (الاستيعاب ج 1- م 4)

(55) أسيد بن ثعلبة الأنصاري،

ابن حُضَيْرٍ. قَالَ: حُضَيْرُ الْكَتَائِبُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: كَانَ أَبُوكَ خَيْرًا مِنْكَ. قَالَ: بَل أَنَا خَيْرٌ مِنْكَ وَمِنْ أَبِي مَاتَ أَبِي وَهُوَ كَافِرٌ. فَقُلْتُ لِلأَصْمَعِيِّ: مَا الْهَجْرَسُ؟ قَالَ: الثَّعْلَبُ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيِّ عَنْ إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: ثَلاثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ لم يكن أحد يعتد [1] عليهم فضلا، كلهم من بنى عبد الأشهل: سعد ابن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين. وقيل: سنة إحدى وعشرين، وحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من عَبْد الأشهل حتى وضعه بالبقيع، وصلى عليه. وأوصى إلى عمر بن الخطاب، فنظر عمر في وصيته، فوجد عليه أربعة آلاف دينار، فباع نخله أربع [2] سنين بأربعة آلاف، وقصي دينه. وقيل: إنه حمل نعشه بنفسه بين الأربعة الأعمدة وصلى عليه. (55) أسيد بن ثعلبة الأنصاري، شهد بدرًا، وشهد صفين مع علي بن أبى طالب رضى الله عنه.

_ [1] هكذا في أ، س، م، وفي الإصابة: لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل. [2] في الإصابة: ثلاث سنين. (ظهر الاستيعاب ج 1، م 4)

(56) أسيد بن يربوع بن البدى [1] بن عامر بن عوف [2] بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي،

(56) أسيد بن يربوع بن البدي [1] بن عامر بن عوف [2] بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي، شهد أحدا وقتل يوم اليمامة شهيدًا. (57) أسيد بن ساعدة بن عامر بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي، شهد أحدًا هو وأخوه أبو حثمة [3] ، وهو عم سهل بن أبي حثمة. (58) أسيد بن ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن عمرو [4] بن جشم بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي. له ولأبيه ظهير بن رافع صحبة ورواية، وأبوه من كبار الصحابة ممن شهد العقبة، وهو أخو أنس بن ظهير لأبيه وأمه، وأخو عباد بن بشر لأمه، أمهم فاطمة بنت بشر بن عدي بن غنم [بن عمرو] [5] بن عوف. وقال الواقدي: يكنى أسيد أبا ثابت، عداده في أهل المدينة، كان من المستصغرين يوم أحد، وشهد الخندق، وهو ابن عم رافع بن خديج. وروى عنه

_ [1] قال في أسد الغابة: البدي- بالباء الموحدة. وقيل بالياء تحتها نقطتان وآخره ياء. وقيل للبدن بالباء الموحدة وآخره نون. وقال أبو أحمد العسكري: البدي بالياء الموحدة وتشديد الدال، وليس بشيء. قال أبو عمر: اختلفوا في فتح الدال وكسرها. وفي أ: اليدى بالياء. وفي هامش م: أسيد بن يربوع بن البذي. وقيل اليدى. [2] في أ: بن عامر بن حارثة بن عمرو، وفي س، م مثل ى. وفي أسد الغابة بدل عامر بن عوف عمرو بن عوف. [3] في الإصابة وأسد الغابة: أبو خيثمة، وهو تحريف. [4] في أسد الغابة والإصابة: بن عمرو بن زيد بن جشم وفي م: بن مزيد. [5] من م.

(59) أسيد بن سعية،

أبو الأبرد مولى بنى خطمة عن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: من أتى مسجد قباء فصلى فيه كانت كعمرة. توفي فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان. (59) أسيد بن سعية، ويقال أسيد- بالفتح- بن سعية [1] بن عريض القرظي. قَالَ إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: أسيد بالضم، وقال يونس بن بكير: أسيد بالفتح. وقال الدار قطنى: بالفتح الصواب. وقد قيل سعية وسعنة، وسعية بالياء أكثر، نزل هو وأخوه ثعلبة بن سعية في الليلة التي في صبيحتها نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ، ونزل معهما أسد بن عبيد القرظي فأسلموا وأحرزوا دماءهم وأموالهم . باب أسيد (60) أسيد بن سعية القرظي من بني قريظة. أسلم وأحرز ماله وحسن إسلامه حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى ابن مُفَرِّجٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ أَوْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ سَلامٍ وَثَعْلَبَةُ [3] بْنُ سَعْيَةَ وَأَسِيدُ بْنُ سَعْيَةَ، وَأَسَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ يَهُودٍ فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا وَرَغِبُوا فِي الإِسْلامِ قالت أحبار يهود: ما أتى

_ [1] في ى: شعبة. والمثبت من أ، س، م. [2] في م: عبد بن سلام. [3] في ى: ثعلب.

(61) أسيد بن صفوان.

مُحَمَّدًا إِلا شِرَارُنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى [1] : لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ ... 3: 113 الآيَةَ إلى قوله تعالى: من الصالحين. هَكَذَا رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: أسيد بفتح الهمزة وكسر السين، وكذلك قال الواقدي أسيد بفتح الهمزة وكسر السين، وفي رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق أسيد بالضم، والفتح عندهم أصح، والله أعلم. ورواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق حَدَّثَنَا بها عَبْد الوارث بن سفيان، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا عبيد بن عَبْد الواحد البزار [2] حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمَّد بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق. وذكر الطبري عن ابن حميد عن سلمة [3] بن الفضل عن ابن إسحاق، قَالَ: ثم إن ثعلبة بن سعية، وأسيد بن سعية، وأسد بن عبيد، وهم من بني هذيل، ليسوا من بني قريظة ولا النضير، نسبهم فوق ذلك هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها بنو قريظة على حكم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ البخاري: توفي أسيد بن سعية وثعلبة بن سعية في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم. (61) أسيد بن صفوان. أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. وروى عن عليّ كرّم

_ [1] سورة آل عمران آية 113. [2] في المشتبه: عبيد بن عبد الواحد البزار. وفي هامش الخلاصة فيمن عرف بنسبه: أبو محمد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار، آخره مهملة (هامش ى) ، وفي أ: البزاز، وهو تحريف. [3] في ى: مسلمة، والمثبت من م.

(62) أسيد بن جارية الثقفي

الله وجهه حديثًا حسنًا في ثنائه على أبى بكر يوم مات، رواه عمر بن إبراهيم ابن خالد، عن عَبْد الملك بن عمير، عن أسيد بن صفوان، وكان قد أدرك النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: لما قبض أبو بكر رضي الله عنه وسجي بثوب ارتجت المدينة بالبكاء، ودهش القوم كيوم قبض رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فأقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه مسرعًا باكيًا مسترجعًا حتى وقف على باب البيت فقال: رحمك الله يا أبا بكر. وذكر الحديث بطوله. (62) أسيد بن جارية الثقفي أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا، وهو جدّ عمرو ابن [1] أبي سفيان بن أسيد بن جارية الذي روى عنه الزهري عن أبي هريرة حديث الذبيح إسحاق عليه السّلام. وذكر الدار قطنى أبا بصير الثقفي فقال: أبو بصير أسيد الثقفي، أسلم قديمًا وهو مذكور في حديث الحديبية، كذا قَالَ أسيد فأخطأ خطأ بينا وقد ذكرنا أبا بصير هذا في الكنى، وذكرنا خبره في الحديبية، وذكرنا الاختلاف في اسمه، ولم يقل أحد اسمه أسيد غير الدار قطنى [2] والله أعلم.

_ [1] في ى: ابن سفيان. [2] في هامش م: وهم أبو عمر قال الدار قطنى، وقوله ما لم يقل، وإنما قال الدار قطنى: أبو بصير عتبة بن أسيد. قال الشيخ الوليد: وجدته بخط شيخنا الإمام أبى على رضى الله عنه.

باب أسير

باب أسير (63) أسير بن عروة بن سواد بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، من بني أبيرق. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحٍ حَدَّثَهُ عن عاصم بن عمر بن قتادة عن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي [1] حَبِيبَةَ عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: كَانَ أُسَيْرُ بْنُ عُرْوَةَ رَجُلا منطيقا ظَرِيفًا بَلِيغًا حُلْوًا، فَسَمِعَ بِمَا قَالَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ فِي بَنِي أُبَيْرِقٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ اتَّهَمَهُمْ بِنَقْبِ جِدَارِ عُرْوَةَ [2] وَأَخْذِ طَعَامِهِ وَالدِّرْعَيْنِ فَأَتَى أُسَيْرٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فِي جَمَاعَةٍ جَمَعَهُمْ مِنْ قَوْمِهِ، فَقَالَ قَتَادَةُ وَعَمُّهُ: عَمْدًا إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ مِنَّا أَهْلِ حَسَبٍ وَنَسَبٍ وَصَلاحٍ يَقُولانِ لَهُمْ الْقَبِيحُ [3] بِغَيْرِ ثَبْتٍ وَلا بَيِّنَةٍ، فَوَقَعَ بِهِمْ عِنْدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ. فَأَقْبَلَ قَتَادَةُ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُكَلِّمَهُ، فَجَبَهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ جَبْهًا شَدِيدًا مُنْكَرًا، وَقَالَ: بِئْسَ مَا صنعت! صَنَعْتَ! وَبِئْسَ مَا مَشَيْتَ فِيهِ! فَقَامَ قَتَادَةُ، وَهُوَ يَقُولُ: لَوَدَدْتُ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي، وَلَمْ أُكَلِّمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في شيء من مرهم، وَمَا أَنَا بِعَائِدٍ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في شأنهم [4] .

_ [1] هكذا في س، م أيضا. وفي أ: حنيفة. [2] في م: بنقب علية عمه. [3] في م: يأتونهم بالقبيح، ويقولون لهم ما لا ينبغي بغير ثبت. [4] سورة النساء آية 105.

(64) أسير بن عمرو بن جابر المحاربي،

إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً 4: 105 ... الآيات إلى قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً 4: 107 يَعْنِي أُسَيْرَ بْنَ عُرْوَةَ وَأَصْحَابَهُ. وَكَانَ أَسِيرُ بْنُ عُرْوَةَ مُسْلِمًا فَاتُّهِمَ مِنَ ذَلِكَ الْوَقْتُ بِالنِّفَاقِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: نَزَلَتْ فِيهِ [1] : لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ 4: 113. (64) أسير بن عمرو بن جابر المحاربي، ويقال يسير- بالياء- المحاربي، ويقال فيه أسير بن جار [2] ، ويسير بن جابر، فينسب إلى جده، وهو أسير ابن عمرو بن جابر المحاربي، ويقال الكندي، يكنى أبا الخيار، قاله عباس عن ابن معين، وقد قال عليّ بن المديني: أهل الكوفة يسمونه أسير بن عمرو، وأهل البصرة يسمونه أسير بن جابر، ومنهم من يقول يسير، وهو معدود في كبار أصحاب ابن مسعود. وقد روى عن أبي بكر وعمر رضى الله عنهما، قَالَ علي: روى عنه من أهل البصرة زرارة بن أوفى، وأبو نضرة [3] ، ومحمد بن سيرين، وأبو قتادة العدوي وروى عنه من أهل الكوفة المسيب بن رافع، وأبو إسحاق الشيباني. قَالَ أبو عمر: روى عنه حميد بن عَبْد الرحمن. وحميد بن هلال، وواقع [4] بن سحبان، وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني يحيى ابن معين، قَالَ حَدَّثَنَا هشيم، عن العوام بن حوشب قال: ولد يسير بن عمرو

_ [1] سورة النساء، آية 113 [2] في ى: أسير بن جابر بن جابر، وفي الإصابة. ابن جابر بن سليم. والمثبت من أ، م. [3] اسمه المنذر بن مالك، كما في تاج العروس والقاموس. [4] في ى: رافع. والمثبت من م.

في مهاجر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات سنة خمس وثمانين. قَالَ عَبْد الله: فحدثت بهذا أبي، فقال: ما أعرفه. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ [عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ] [1] . حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو الدمكى، وَكَانَ جَاهِلِيًّا يَعْنِي أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ. وَذَكَرَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو الْكِنْدِيِّ الدَّرْمَكِيِّ. وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ [2] يَسِيرَ بْنَ عَمْرٍو وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ. وَذَكَرَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ. دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين استخلف يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَذَكَرَ كَلامًا، ثُمَّ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلا خَيْرٌ، قَالَ أبو يوسف يعقوب بن شيبة، وهو أسير بن عمرو بن جابر. وجعل الدار قطنى هذا الذي روى حديث الحياء غير أسير بن عمرو بن جابر، والقول عندي ما قاله يعقوب بن شيبة، والله أعلم.

_ [1] من م. [2] في م: رأينا.

باب أغر

باب أغر (65) الأغر المزني، ويقال: الجهني، وهو واحد له صحبة، روى عنه أهل البصرة: أبو بردة بن أبي موسى وغيره. ويقال: إنه روى عنه ابن عمر. وقيل: إن سليمان بن يسار روى عنه ولم يصح. (66) الأغر الغفاري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقرأ في الفجر بالروم، ولم يرو عنه إلا شبيب أبو روح وحده. [فيما علمت] [1] . باب أفلح (67) أفلح بن أبي القعيس [2] ، ويقال أخو أبي القعيس. لا أعلم له خبرًا ولا ذكرًا أكثر مما جرى من ذكره في حديث عائشة في الرضاع [في الموطأ] [3] ، وقد اختلف فيه. فقيل: أبو القعيس. وقيل: أخو أبي القعيس. وقيل: ابن أبي القعيس، وأصحها إن شاء الله تعالى ما قاله مالك ومن تابعه عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة: جاء أفلح أخو أبي القعيس. ويقال: إنه من الأشعريين. وقد قيل، إن أبا القعيس اسمه الجعد. ويقال: أفلح يكنى أبا الجعد. وقيل: اسم أبي القعيس وائل بن أفلح، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.

_ [1] من م. [2] الضبط من أ، م. [3] من م.

(68) أفلح

(68) أفلح مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، مذكور في مواليه [1] . باب أقرع (69) لأقرع بن حابس بن عقال بن مُحَمَّد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي الدّارميّ، أحد المؤلفة قلوبهم. قَالَ ابن إسحاق: الأقرع بن حابس التميمي قدم على رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ مع عطارد بن حاجب في أشراف بني تميم بعد فتح مكة وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن شهدا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فتح مكة وحنينًا والطائف، فلما قدم وفد بني تميم كانا معه، فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا النبي صَلَّى الله عليه وسلم من وراء حجرته: أن اخرج إلينا يا مُحَمَّد: فآذى ذلك من صياحهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج إليهم، فقالوا. يا مُحَمَّد، جئنا نفاخرك، ونزل فيهم القرآن [2] : إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ من وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 49: 4. وكان فيهم الزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم وجماعة سماهم ابن إسحاق. والأقرع بن حابس هو القائل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إن مدحي زين وذمي شين. وقد روى أن قائل ذلك شاعر كان لهم غير الأقرع ابن حابس، والله أعلم. (70) الأقرع بن شفي العكي [3] ، عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم في

_ [1] ليست هذه الترجمة في م. [2] سورة الحجرات، آية 4. [3] في س: الكعبي.

(71) الأقرع بن عبد الله الحميري.

مرضه، لم يرو عنه إلا لفاف بن كرز وحده، والله أعلم. (71) الأقرع بن عَبْد الله الحميري. بعثه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى ذي مران وطائفة من اليمن . باب امرئ القيس (72) امرؤ القيس بن عابس الكندي الشاعر، له صحبة، وشهد فتح النجير [1] باليمن، ثم حضر الكنديين الذين ارتدوا فلما أخرجوا ليقتلوا وثب على عمه، فقال له: ويحك يا امرأ القيس، أتقتل عمك؟ فقال له: أنت عمي، والله عز وجل ربي. وهو الذي خاصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربيعة بن عبدان [2] في أرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: بينتك. فقال. ليس لي بينة. قَالَ يمينه. روى حديثه وائل بن حجر، وهو القائل: قف بالديار وقوف حابس ... وتأن إنك غير آيس لعبت بهن العاصفات ... الرائحات من الروامس ماذا عليك من الوقوف ... بهامد [3] الطللين دارس

_ [1] النجير: حصن باليمن قرب حضر موت. [2] في المشتبه: ربيعة بن عبدان، وفيه ثلاثة أقوال قيل بكسر العين والموحدة وتشديد الدال كذا ضبط جماعة منهم ابن عساكر. وقيل بفتح العين والمثناة من تحت، وقيل بكسر العين والموحدة. وفي م: عيدان. [3] في ى: بها لك.

(73) امرؤ القيس بن الأصبغ [2] الكلبي،

يا رب باكية علي ... ومنشد لي في المجالس أو قائل يا فارسًا ... ماذا رزئت من الفوارس لا تعجبوا أن تسمعوا ... هلك امرؤ القيس بن عابس روى حديثه وهب بن جرير قَالَ: أَخْبَرَنَا أبي قَالَ: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة والعرس [1] بن عميرة أنه حدثه: اختصم امرؤ القيس بن عابس ورجل من حضر موت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض، فسأل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الحضرمي البينة. وذكر الحديث. وَرَوَى عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ خَصْمَانِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَى عَلَى أَرْضِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ عَابِسٍ الْكِنْدِيُّ وَخَصْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ عِمْرَانَ، فَقَالَ الآخَرُ: هِيَ أَرْضٌ أَزْرَعُهَا. فَقَالَ: أَلَكَ بَيِّنَةٌ؟ قَالَ: لا. قَالَ: فَلَكَ يَمِينُهُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ يُبَالِي مَا حَلَفَ عَلَيْهِ. قَالَ: لَيْسَ لَكَ مِنْهُ إِلا ذَاكَ فَلَمَّا ذَهَبَ لِيَحْلِفَ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ حَلَفَ ظَالِمًا، ذَلِكَ لَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ وهو عليه غضبان (73) امرؤ القيس بن الأصبغ [2] الكلبي، من بني عَبْد الله بن كلب بن وبرة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملا على كلب في حين إرساله عما له

_ [1] الضبط من س، وتاج العروس. [2] هكذا ى، وفي أبالعين، وفي س: امرؤ القيس الأصبع من غير ابن. وما هنا ما جاء في تاج العروس (مادة صبع، قيس) .

باب أمية

على قضاعة، فارتد بعضهم، وثبت امرؤ القيس على دينه، وامرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عَبْد الرحمن بن عوف فيما أظن، والله أعلم، لأن أم أبي سلمة تماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة بن ضمضم الكلبي، وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم . باب أمية (74) أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي، حليف لبني نوفل بن عَبْد مناف، والد يعلى بن أمية الذي يقال له يعلى بن منية، وهي أمّه، وأمية أبوه، ولابنه يعلي صحبة، وصحبة أبنه يعلي أشهر، وسيأتي في بابه إن شاء الله تعالى. قدم أمية هذا مع ابنه يعلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بايعنا على الهجرة فقال: لا هجرة بعد الفتح، وكان قدومهما بعد الفتح. (75) أمية بن خويلد الضمري، والد عمرو بن أمية، حجازي، له صحبة ولابنه عمرو صحبة، وصحبة عمرو أشهر من صحبة أبيه أمية. روى حديث أمية هذا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه عن جده أن رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ بعثه عينًا وحده، وذكر الحديث. (76) أمية جد عمرو بن عثمان الثقفي، مدني، حديثه أنّ رسول الله صلّى الله

(77) أمية بن مخشى الخزاعي،

عليه وسلم صلّى في الماء والطين على راحلته، يومئ إيماء، سجوده أخفض من ركوعه. (77) أمية بن مخشي الخزاعي، له صحبة، يكنى أبا عبد الله، روى عنه المثنى ابن عَبْد الرحمن بن مخشي، وهو ابن أخيه، له حديث واحد في التسمية على الأكل. (78) أمية بن الأشكر [1] الجندعي، حجازي، أدرك الإسلام وهو شيخ كبير، وكان الأشكر شريفًا في قومه، وكان له لبنان فقرا منه، وكان أحدهما يسمى كلابًا، فبكاهما بأشعار له [2] وكان شاعرًا، فردهما عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وحلف عليهما ألا يفارقاه أبدًا حتى يموت. خبره مشهور صحيح، رواه الزمرى وهشام بن عروة بن الزبير. (79) أمية بن خالد. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، لا تصح له عندي صحبته، فالحديث مرسل. ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، كذلك قال الثوري وقيس بن الربيع.

_ [1] هكذا في أأيضا وس، وفي م، والإصابة، بن الأسكر. وفيها أشار إلى رواية ابن عبد البر هذه. [2] في أ: لا شعار له، وهو تحريف طبعي، صوابه من أ، م وارجع إلى هذه الأشعار في الإصابة إن شئت في ترجمته.

باب أنس

باب أنس (80) أنس بن قتادة الأنصاري، ويقال أنيس، وقد تقدم ذكره في باب أنيس، والحمد الله. (81) أنس بن معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو ابن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدرًا، واختلف في اسمه، فأما ابن إسحاق فقال: قتل يوم بئر معونة، إلا أنه قَالَ فيه أوس [1] بن معاذ، وقال عَبْد الله ابن مُحَمَّد بن عمارة: أنس بن معاذ، ونسبه كما ذكرنا وقال: شهد أنس بن معاذ بدرًا وأحدًا، أو قتل يوم بئر معونة، وقال الواقدي: أنس بن معاذ، ونسبه كما ذكرنا أيضا، وقال: شهد أنس بن معاذ بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومات في خلافة عثمان رضى الله عنه. (82) أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري، عم أنس بن مالك الأنصاري قتل يوم أحد شهيدًا روى حميد عن أنس أن عمه أنس بن النضر غاب عن قتال يوم بدر، فقال: يا رسول الله، غبت عن قتال بدر، عن أول قتال قاتلت فيه المشركين، والله لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرين الله ما أصنع. فلما كان يوم أحد انكشف الناس فقال: اللَّهمّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء- يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء- يعنى المشركين-

_ [1] هكذا في أ، س، م. وفي أسد الغابة: أنس بن معاذ. وفي الإصابة: أنيس بن معاذ.

(83) أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو الأنصاري الأشهلي.

ومشى بسيفه، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: أي سعد، هذه الجنة ورب أنس أجد ريحها. قَالَ سعد بن معاذ: فما قدرت على ما صنع، فأصيب يومئذ فوجدنا به بضعًا وثمانين ضربة من بين ضربة بسيف وطعنة مح ورمية بسهم. ومثل به المشركون فما عرفته أخته إلا بثيابه، ونزلت هذه الآية [1] : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ من يَنْتَظِرُ ... 33: 23 الآية. قال: فنرى أنها نزلت فيه. (83) أنس بن أوس بن عتيك بن عمرو الأنصاري الأشهلي. قتل يوم الخندق شهيدًا، رماه خالد بن الوليد بسهم فقتله، وكان قد شهد قبل ذلك أحدا، ولم يشهد بدرا رضي الله عنهم أجمعين. (84) أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد [بن حرام بن جندب بن عامر ابن غنم بن عدي بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة] [2] الأنصاري [الخزرجي] [2] النجاري [البصري] [2] ، خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، يكنى أبا حمزة، سمي باسم عمه أنس بن النضر. أمه أم سليم بنت ملحان الأنصارية، كان مقدم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم المدينة ابن عشر سنين. وقيل: ابن ثمان سنين. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قالا: حدثنا سفيان عن

_ [1] سورة الأحزاب، آية 23 [2] ليس في م.

عُيَيْنَةَ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن عشر سنين، وتولى وَأَنَا ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مَوْلًى لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ لأَنَسٍ: أَشَهِدْتَ بَدْرًا؟ قَالَ: لا أُمَّ لَكَ! وَأَيْنَ أَغِيبُ [1] عَنْ بَدْرٍ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: خَرَجَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ تَوَجَّهَ إِلَى بَدْرٍ، وَهُوَ غُلامٌ يخدمه. وقال محمد بن عمر الواقدي: حدثني ابن أبي ذئب عن إسحاق بن زيد قَالَ: رأيت أنس بن مالك مختومًا في عنقه ختم الحجاج، أراد أن يذله بذلك واختلف في وقت وفاته، فقيل سنة إحدى وتسعين، هذا قول الواقدي. وقيل أيضًا: سنة اثنتين وتسعين، وقيل [سنة ثلاث وتسعين] [2] . قاله خليفة ابن خياط وغيره وقال خليفة: مات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين وهو ابن مائة سنة وثلاث سنين. وقيل: كانت سنه إذ مات مائة سنة وعشر [3] سنين. وقال مُحَمَّد بن سعد: سألت مُحَمَّد بن عَبْد الله الأنصاري، ابن كم كان أنس بن مالك يوم مات؟ فقال: ابن مائة سنة وسبع سنين. قَالَ أبو اليقظان: صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. وقال الحسن بن عثمان: مات أنس بن

_ [1] في م: وأين غبت. [2] من م. [3] في ى: مائة سنة وعشرين. والمثبت من م.

(85) أنس بن مالك القشيري،

مالك في قصره بالطف على فرسخين من البصرة سنة إحدى وتسعين. ودفن هناك. وقد قيل: إنه مات وهو ابن بضع وتسعين سنة، وأصح ما فيه ما حَدَّثَنَا به عَبْد الله بن مُحَمَّد، قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن سليمان، قال حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان عن حميد: أنّ أنس ابن مالك عمر مائة سنة إلا سنة. قَالَ أبو عمر: يقال إنه آخر من مات بالبصرة من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وما أعلم أحدًا مات بعده ممن رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا أبا الطفيل عامر بن وائلة، ويقال: إن أنس بن مالك قدم من صلبه من ولده وولد ولده نحوا من مائة قبل موته، وذلك أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ دعا له فقال: اللَّهمّ ارزقه مالا وولدًا وبارك له. قَالَ أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالا وولدًا. ويقال: إنه ولد لأنس بن مالك ثمانون ولدًا منهم ثمانية وسبعون ذكرا، والبنتان الواحدة تسمى حفصة والثانية تكنى أم عمرو. (85) أنس بن مالك القشيري، ويقال الكعبي، وكعب أخو قشير روى عنه أبو قلابة وعبد الله بن سوادة القشيري، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة. سكن البصرة. (86) أنس بن ظهير الحارثي الأنصاري، أخو أسيد بن ظهير، شهد مع رسول

(87) أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة،

الله صلى الله عليه وسلم أحدا، حديثه عند حفيده حسين بن ثابت بن أنس ابن ظهير. (87) أنس بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة، شهد أحدًا، رحمه الله. (88) أنس بن الحارث، روى عنه سليم والد أشعث بن سليم عن النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الحسين، وقتل مع الحسين رضى الله عنهما. (89) أنس بن هزلة، وفد إلى النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه عمرو بن أنس. (90) أنس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهتيم [1] بن ظفر الأنصاري الظفري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخاه مؤنسًا [2] حين بلغه دنو قريش، يريدون أحدا، فاعترضاهم بالعقيق فصارا معهم، ثم أتيا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأخبراه خبرهم وعددهم ونزولهم حيث نزلوا، فكانا عينين لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك، وشهدا معه أحدًا. ومن ولد أنس بن [فضالة يونس بن] [3] مُحَمَّد الظفري. منزله بالصفراء.

_ [1] الضبط من م. [2] في أ، س: مونس، والمثبت من م. [3] من أ، س، م

باب أنيس

باب أنيس (91) أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس [1] الأنصاري، شهد بدرًا وقتل يوم أحد شهيدًا، قتله الأخنس بن شريق الأنصاري. ويقال: كان زوج خنساء بنت خدام الأسدية. وقد قَالَ فيه بعضهم أنس، وليس بشيء (92) أنيس بن قتادة الباهلي، بصري. روى عنه أبو نضرة، قَالَ: أتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في رهط من بني ضبيعة ... الحديث. يقال في أنيس بن قتادة أنس، والأول أكثر وأشهر. (93) أنيس بن جنادة الغفاريّ، أخو أبى ذر الغفاري، أسلم مع أخيه قديمًا وأسلمت أمهما، وكان شاعرًا، حديثهما عند حميد بن هلال عن عَبْد الله بن الصامت عن أبي ذر حديث طويل حسن في إسلامه [2] . (94) أنيس بن مرثد بن أبي مرثد [3] الغنوي، ويقال أنس، والأول أكثر، يكنى أبا يزيد قَالَ بعضهم فيه: الأنصاري لحلف زعم بينهم [4] ، وليس بشيء، وإنما جده حليف حمزة بن عَبْد المطلب، وهو من بني غني بن يعصر ابن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر، وقد نسبنا جده في بابه إلى غنى بن يعصر صحب

_ [1] هكذا في م، س، وفي ى: الأنيس. [2] في م: في إسلامهما رضى الله عنهما. [3] في الإصابة: أنيس بن أبي مرثد، ثم أشار إلى رواية ابن عبد البر هذه. [4] في أسد الغابة: قال أبو عمر يكنى أبا يزيد. وقال بعضهم: نه أنصارى لحلف كان له منهم في زعمه.

(95) أنيس بن الضحاك الأسلمي،

هو وأبوه مرثد وجده أبو مرثد الغنوي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل أبوه يوم الرّجيع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومات جده في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، وهو حليف حمزة بن عَبْد المطلب. وقد ذكرنا كل واحد منهما في بابه من هذا الكتاب والحمد للَّه. وشهد أنيس بن مرثد هذا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة وحنينا، وكان عين النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة حنين بأوطاس، يقال: إنه الذي قَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبى هريرة وزيد ابن خالد الجهنيّ: وأغد يا أنيس على امرأة هذا، فإن اعترفت فارجمها وقيل: إنه كان بينه وبين أبيه مرثد بن أبى مرثد إحدى وعشرون سنة. وتوفى أنيس في ربيع الأول سنة عشرين. روى عنه الحكم بن مسعود حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في الفتنة [1] . (95) أنيس بن الضحاك الأسلمي، روى عنه عمرو بن سليم، ويقال عمرو ابن مسلم روى عنه أيضًا حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ لأبي ذر: ألبس الخشن الضيق. يعد في الشاميين. ومخرج حديثه عنهم. وقد قيل: إنه الذي قيل فيه، واغد يا أنيس، والله أعلم. (96) أنيس رجل من الأنصار، روى عنه شهر بن حوشب، ولم ينسبه، ولم يرو عنه غيره، حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّي

_ [1] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل ما لفظه: ستكون فتنة بكماء عمياء صماء المضطجع فيها خير من القاعد والقاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي.

باب أنيف

لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر أو مدر. إسناده ليس بالقوى باب أنيف (97) أنيف بن وائلة، كذا قاله الواقدي. وقال ابن إسحاق: ابن وائلة- بالمثلثة- قتل يوم خيبر شهيدًا رحمه الله. (98) أنيف بن حبيب، ذكره الطبري فيمن قتل يوم خيبر شهيدًا . باب أهبان (99) أهبان بن أوس الأسلى، يكنى أبا عقبة، كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، ابتنى دارًا بالكوفة، أسلم ومات بها في صدر أيام معاوية بن أبي سفيان، والمغيرة بن شعبة يومئذ أمير لمعاوية عليها، يقال: إنه مكلم الذئب، روى عنه مجزأة بن زاهر الأسلمي. وقيل: إن مكلم الذئب أهبان [1] ابن عياذ. [وقال الواقدي: وهبان- بالواو لا بالألف- بن أرس، أبو عبيد الأسلمي الكوفي، له صحبة] [2] .

_ [1] قال في تاج العروس: وأهبان بن عياذ مكلم الذئب- كذا في المعجم لابن فهد. وفي أ: عياد، وهو تحريف. [2] من م.

(100) أهبان بن صيفي الغفاري البصري،

(100) أهبان بن صيفي الغفاري البصري، يكنى أبا مسلم، حديثه [1] عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: في الفتنة أتخذ سيفًا من خشب، ويقال وهبان بن صيفي، وقد ذكرناه في باب الواو أيضًا. روت عنه ابنته عديسة. ولما ظهر علي رضي الله عنه على أهل البصرة سمع بأهبان بن صيفي فأتاه وقال له: ما خلفك عنا يا أهبان؟ قال: خلّفنى عنك عهد عهد إلي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخوك وابن عمك قَالَ لي إذا تفرقت الأمة فرقتين فاتخذ سيفًا من خشب، والزم بيتك، فأنا الآن قد اتخذت سيفًا من خشب ولزمت بيتي فقال له علي رضى الله عنه: فأطع أخي وابن عمي رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وانصرف عنه. وقصته في القميص الذي كفن فيه رواها الناس، وفيها آية، وذلك أنه لما حضرته الوفاة قَالَ: كفنوني في ثوبين. قالت ابنته: فزدنا ثوبًا ثالثًا قميصًا، فدفناه فيها، فأصبح ذلك القميص على المشجب موضوعًا. وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريين وغيرهم منهم سليمان التيمي وابنه معتمر، ويزيد ابن زريع، ومحمد بن عَبْد الله بن المثنى عن المعلي بن جابر بن مسلم، عن عديسة بنت وهبان عن أبها. (101) [أهبان ابن الأكوع، صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في قول ابن الكلبي. وقال: هو أخو سلمة بن الأكوع، كذا قَالَ، فاعلمه] [2] .

_ [1] في م: روى عن النبي. [2] هذه الزيادة في أوحدها، وهي في هامش م، وليست في الأصل به.

(102) أهبان ابن أخت أبي ذر،

(102) أهبان ابن أخت أبي ذر، روى عنه حميد بن عَبْد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة، وإنما يروى عن خاله أبي ذر رضى الله عنهما. باب أوس (103) أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن [عمرو بن] [1] مالك بن النجار الأنصاري، شهد العقبة وبدرا وقتل يوم أحد شهيدا في قول عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عمارة الأنصاري. وقال الواقدي: شهد أوس بن ثابت بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة. والقول عندي قول عَبْد الله بن مُحَمَّد، والله أعلم. هو أخو حسان بن ثابت الشاعر. ولابنه شدّاد بن أوس صحبة [ورواية، وسيأتي ذكر خبره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله عزّ وجل] [2] . (104) أوس بن خولي بن عَبْد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم الحبلي الأنصاري الخزرجي، شهد بدرًا، ويقال أوس بن عَبْد الله بن الحارث بن خولي، يقال كان من الكملة. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين شجاع بن وهب الأسدي شهد- بعد شهوده بدرًا- أحدًا والخندق وسائر المشاهد كلها. ولما قبض رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأرادوا غسله

_ [1] من م. [2] من م.

(105) أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم [1] بن فهر بن ثعلبة بن غنم [2] ابن سالم بن عوف بن الخزرج الأنصاري،

حضرت الأنصار فنادت على الباب: الله الله! فإنا أحواله فليحضر بعضنا. فقيل لهم: اجتمعوا على رجل منكم، فأجمعوا على أوس بن خولي، فدخل فحضر غسل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودفنه مع أهل بيته. وتوفي أوس بن خولي بالمدينة في خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه (105) أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم [1] بن فهر بن ثعلبة بن غنم [2] ابن سالم بن عوف بن الخزرج الأنصاري، شهد بدرًا وأحدًا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وبقي إلى زمن عثمان بن عفان رضى الله عنهم. وهو الذي ظاهر من امرأته فوطئها قبل أن يكفر، فأمره رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يكفر بخمسة عشر صاعا من سعير على ستين مسكينا. روى عنه حسان بن عطية، وأوس بن الصامت هذا هو أخو عبادة بن الصامت، وكان شاعرا محسنا وهو القائل: أنا ابن مزيقياء عمرو وجدي ... أبوه عامر ماء السماء (106) أوس بن الأرقم بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج، قتل يوم أحد شهيدًا (107) أوس بن حبيب الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، قتل بخيبر على حصن ناعم [3] .

_ [1] في أ: بن حرام، وهو تحريف. [2] في أسد الغابة: بن عون. [3] حصن من حصون خيبر.

(108) أوس بن الفاكه [1] الأنصاري،

(108) أوس بن الفاكه [1] الأنصاري، من الأوس، قتل يوم خيبر شهيدا. (109) أوس بن الحدثان النصري. من بنى نصر بن معاوية له صحبة واختلف في صحبة ابنه مالك بن أوس بن الحدثان. رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حدّثه أنّ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَأَوْسُ بْنُ الْحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ فَنَادَيَا أَنْ لا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مُؤْمِنٌ، وَأَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. (110) أوس بن بشر، رجل من أهل اليمن، يقال إنه من جيشان [2] ، أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأسلم. حديثه عن الليث بن سعد عن عامر الجيشانيّ (111) أوس بن شرحبيل، أحد بني المجمع، ويقال شرحبيل بن أوس، معدود من الشاميين، روى عنه نمران الرحبي، حديثه عند الزبيري [3] ، ذكره البخاري. (112) أوس بن أوس الثقفي، ويقال أوس بن أبي أوس. وهو والد عمرو بن أوس روى عنه أبو الأشعث الصنعاني، وابنه عمرو بن أوس، وعطاء والد يعلي بن عطاء له عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، منها في الصيام، ومنها من غسل [4] واغتسل وبكر وابتكر، يعني يوم الجمعة ... الحديث قَالَ عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: أوس بن أوس، وأوس بن أبى أوس واحد.

_ [1] في أسد الغابة: اختلف في اسم أبيه، فقيل: فاكه، وقيل فاتك، وقيل فائد وفي هامش م: الفاتك في كتاب ابن إسحاق. [2] مخلاف جيشان باليمن. [3] في ى: الزبيدي. [4] في ى: اغتسل.

(113) أوس بن حذيفة الثقفي.

وأخطأ فيه ابن معين، والله أعلم، لأن أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة (113) أوس بن حذيفة الثقفي. يقال فيه أوس بن أبي أوس، [واسم أبي أوس حذيفة] [1] ، وقال خليفة بن خياط: أوس بن أبي أوس، اسم أبي أوس حذيفة [2] . قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: هو جد عثمان بن عبد الله بن أوس، ولأوس ابن حذيفة أحاديث منها في المسح على القدمين، في إسناده ضعف. وحديثه أنه كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من بني مالك فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم فيحدثهم بعد العشاء الآخرة. قَالَ ابن معين: إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في تحزيب القرآن حديث ليس بالقائم. [جعل البخاري هذا والذي قبله رجلا واحدًا] [3] (114) أوس بن عاثذ، قتل يوم خيبر شهيدًا. (115) أوس بن عوف الثقفي، حليف لهم من بني سالم، أحد الوفد الذين قدموا بإسلام ثقيف على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ مع عَبْد ياليل بن عمرو فأسلموا وأسلمت ثقيف حينئذ كلها.

_ [1] من م. [2] العبارة في أسد الغابة: وقال خليفة بن خياط: أوس بن أوس، وأوس بن أبي أوس، واسم أبى أوس حذيفة. وفي الإصابة: هو أوس بن حذيفة. والمثبت من م، س. وفي أ: لم يخص أوس بن حذيفة بترجمة، بل جعله السابق. [3] ليس في م.

(116) أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح،

(116) أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، أبو محذورة الجمحي القرشي، مؤذن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بمكة، غلبت عليه كنيته. واختلف في اسمه، وهذا قول خليفة وغيره في ذلك، وسنذكره إن شاء الله تعالى في موضعه من الكنى في باب السين أيضًا، لأن طائفة يقولون: اسمه سمرة، ويقولون غير ذلك مما سيأتي في الكنى. وقد قيل: إن أوس بن معير هذا هو أخو أبي محذورة، وفي ذلك نظر، والأول أكثر [وأصح وأشهر] [1] . وقال الزبير: أوس بن معير أَبُو محذورة مؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وأخوه أنيس بن معير، قتل كافرًا، وأمهما امرأة من خزاعة، ولا عقب لهما. قَالَ: وورث الأذان عن أبي محذورة بمكة إخوتهم من بنى سلامان بن ربيعة [بن سعد] [1] بن جمح. وقال أبو اليقظان: قتل أوس بن معير يوم بدر كافرًا، وليس هذا عندي بشيء، والصواب ما قاله الزبير وخليفة بن خياط، والله أعلم. قَالَ ابن محيريز: رأيت أبا محذورة صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وله شعر، فقلت: يا عم، ألا تأخذ من شعرك؟ فقال: ما كنت لآخذ شعرًا مسح عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ودعا فيه بالبركة.

_ [1] من م.

(117) أوس بن سمعان، أبو عبد الله،

(117) أوس بن سمعان، أبو عَبْد الله، مذكور في حديث أنس في الأشربة قوله للنبي صلى الله عليه وسلم: والّذي بعثك بالحق إني لأجدها كذلك في التوراة، يعني كما قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن حقًا على الله ألا يشربها عَبْد من عبيده في الدنيا إلا سقاه الله يوم القيامة من طينه الخبال صديد أهل النار يعني الخمر حديث ليس إسناده بالقوى. (118) أوس بن قيظي [1] بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحدًا هو وابناه كباثة [2] وعبد الله، ولم يحضر عرابة [3] ابن أوس أحدًا مع أبيه ولا مع أخوته، لأنه استصغره رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فرده يومئذ. (119) أوس بن عَبْد الله بن حجر الأسلمي سكن البادية، مخرج حديثه عن ولده وذريته. وهو حديث حسن في هجرة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي بَكْر. قَالَ أوس بن عَبْد الله بن حجر: إنه مر به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ومعه أبو بكر متوجهين إلى المدينة بدوحات، بين الجحفة وهرشي [4] ، وهما على جمل واحد، فحملهما على فحل إبله، وبعث معهما غلامًا يقال له مسعود، فقال له، اسلك بهما مخارق الطريق، ولا تفارقهما حتى يقضيا حاجتهما منك ومن جملك، فسلك بهما الطريق التي سماها ورجع

_ [1] في ى: قبطى، وهو تحريف. [2] في ى كناية، وهو تحريف. والصحيح من م. [3] في ى: عوانة، وهو تحريف. [4] هرشى: ثنية في طرفي مكة قريبة من الجحفة.

باب أوفى

الرسول مسعود إلى سيده أوس بن عَبْد الله، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعودا أن يأمر سيده أن يسم الإبل في أعناقها قيد الفرس. قَالَ صخر بن مالك بن أوس [1] بن عبد الله بن حجر وهو شيخ من أهل العرج، راوي الحديث: فهي سمتنا إلى اليوم. وقد قيل فيه أوس بن حجر الأسلمي. وقيل [2] : أبو أوس تميم بن حجر الأسلمي، كان ينزل الجدوات [3] من بلاد أسلم ناحية العرج، وكلهم ذكره في الصحابة. وقد قَالَ فيه بعضهم: أوس بن حجر [4]- بفتحتين- كاسم الشاعر التميمي الجاهلي . باب أوفى (120) أو في بن موله التميمي. حديثه في الإقطاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لهم في أديم. ليس إسناد حديثه بالقوي. (121) أوفى بن عرفطة. له ولأبيه عرفطة صحبة، واستشهد أبوه يوم الطائف.

_ [1] في م: بن إياس بن مالك بن أوس. [2] في ى. وقال. [3] في أ، س: الجذوات. [4] في الإصابة: وقيل بضم أوله وإسكان ثانية.

باب إياس

(122) باب إياس (122) إياس بن البكير، ويقال إياس بن أبي البكير، وهو إياس بن البكير [بن أبي البكير] [1] بن عَبْد ياليل بن ناشب بن غيرة [2] [من أبي البكير] [3] ابن سعد بن ليث الليثي حليف بن عدي، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامه وإسلام أخيه عامر في دار الأرقم، وكانوا أربعة أخوة: إياس، وخالد، وعامر، وعاقل، بنو البكير، كلهم شهد بدرًا، وسنذكر كل واحد منهم في بابه إن شاء الله تعالى وإياس هذا هو والد مُحَمَّد بن إياس بن البكير الذي يروى عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة فيمن طلق امرأته ثلاثًا قبل أن يمسها أنها لا تحل له. روى عن مُحَمَّد بن إياس بن البكير مُحَمَّد بن عَبْد الرحمن بن ثوبان مولى بنى عامر بن لؤي ونافع مولى ابن عمر. ومحمد بن إياس بن البكير هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب، وكان قتل في حرب بين بني عدي جناها عَبْد الله بن مطيع وبنو أبى جهم: ألا يا ليت أمي لم تلدني ... ولم أك في الغواة لدى البقيع ولم أر مصرع ابن الخير زيد ... وهدته هنالك من صريع هو الرزء الذي عظمت وجلت ... مصيبته على الحي الجميع

_ [1] ما بين القوسين ليس في س، م. [2] في ى: غبرة، والمثبت من أ، س، م. [3] من م.

(123) إياس بن معاذ

كريم في النجار تكنفته ... بيوت المجد والحسب الرفيع شفيع الجود ما للجود حقًا ... سواه إذ تولى من شفيع أصاب الحي حي بني عدي ... مجللة من الخطب الفظيع وخصهم الشقاء به خصوصًا ... لما يأتون من سوء الصنيع بشؤم [1] بنى حذيفة أن فيهم ... معًا نكدًا وشؤم بني مطيع وكم من ملتقى خضبت حصاه ... كلوم القوم س علق النجيع ورثاه أيضًا عَبْد الله بن عامر بن ربيعة بأبيات قد ذكرتها في بابه من كتابنا هذا. قَالَ عَبْد الله بن مصعب: خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب هو الذي أصاب زيدًا تلك الليلة برمية ولم يعرفه. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: زيد بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. (123) إياس بن معاذ من بني عَبْد الأشهل. ذَكَرَ ابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الْحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ الأَشْهَلِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَبُو الْحَيْسَرِ [2] ، أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ، مَكَّةَ ومَعَهُ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، فِيهِمْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ يَلْتَمِسُونَ الْحِلْفَ مِنْ قُرَيْشٍ على قومهم من الخزرج، سمع

_ [1] في م: لشؤم. [2] هكذا في ى. وفي أ، س، م، وهوامش الاستيعاب أبو الخنيس- بضم الخاء وفتح النون. وفي هامش م. في مغازي ابن إسحاق: أبو الحيسر. (الاستيعاب ج 1- م 5)

(124) إياس بن ودقة [3] الأنصاري،

بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَاهُمْ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: هَلْ لَكُمْ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، بَعَثَنِي اللَّهُ إِلَى الْعِبَادِ أَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْزَلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ ثُمَّ ذَكَرَ لَهُمُ الإِسْلامَ وَتَلا عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ وَكَانَ حَدَثًا: أَيُّ قَوْمٍ هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِمَّا جِئْتُمْ لَهُ. قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو الْحَيْسَرِ أَنَسُ بْنُ رَافِعٍ حِفْنَةً مِنَ الْبَطْحَاءِ، فَضَرَبَ بِهَا وَجْهَ إِيَاسِ بْنِ مُعَاذٍ، وَقَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَلَعَمْرِي لَقَدْ جِئْنَا لِغَيْرِ هَذَا. قَالَ: فَصَمَتَ إِيَاسٌ، وَقَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَنْهُمْ، فَانْصَرَفُوا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَكَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ بَيْنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ. قَالَ: ثُمَّ لَمْ يَلْبَثْ إِيَاسُ بْنُ مُعَاذٍ أَنْ هَلَكَ. قَالَ محمود بن لبيد: فأخبرني من [1] حضر من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه [2] حتى مات، فما كانوا يشكون أنه مات مسلمًا، ولقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ما سمع. (124) إياس بن ودقة [3] الأنصاري، من بني سالم بن عوف بن خزرج، شهد بدرًا وقتل يوم اليمامة شهيدًا. (125) إياس بن عدي الأنصاري النجاري، من بني عمرو بن مالك بن النجار، قتل يوم أحد شهيدا، لم يذكره ابن إسحاق.

_ [1] في أسد الغابة: فأخبرني من حضره من قومه. [2] في ى: ويسجد. والمثبت من م. [3] في ى، م: ودقة بالقاف. وفي أسد الغابة: وقال أبو موسى: رأيت في نسخة مكتوبة عن أبى نعيم فوق ودقة فاء كأنه أملاه بالفاء. قال أبو موسى: والصحيح فيه القاف. قلت والصواب عندي بالفاء والله أعلم. والمثبت من أ، س، وتاج العروس. (ظهر الاستيعاب ج 1 م 5)

(126) إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلى

(126) إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عَبْد الأعلى ويقال ابن عَبْد الأعلم ابن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك ابن الأوس، وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل، قتل يوم أحد شهيدًا، ويقال فيه الأنصاري الأشهلي. (127) إياس بن عَبْد المزني [1] ، له صحبة. يعد في الحجازيين. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا تبيعوا الماء. لا أحفظ له غير هذا الحديث، رواه عنه أبو المنهال: واسمه عَبْد الرحمن بن مطعم. وروى أبو المنهال هذا عن ابن عباس والبراء. وأما أبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي، فلا أعلم له رواية عن صاحب إلا عن أبي برزة الأسلمي، وأكثر روايته عن أبي العالية رفيع الرياحي. هو من رهطه. (128) إياس بن عَبْد الفهري أبو عَبْد الرحمن [2] ، شهد حنينًا، روى شاهت الوجوه ... الحديث بطوله [حديثه عند حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار. عن أبي عَبْد الرحمن الفهري] [3] . (129) إياس بن عَبْد الله بن أبي ذباب الدوسي، مديني. له صحبة، حديثه عند [4] الزهري عن عَبْد الله بن عَبْد الله بن عمر عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: لا تضربوا إماء الله ... الحديث.

_ [1] في أسد الغابة: كذا ذكره الثلاثة إياس بن عبد غير مضاف إلى اسم الله تعالى، والّذي ذكره الترمذي، عبد الله، وكلهم رووا عنه النهى عن بيع الماء. [2] في أسد الغابة: إياس بن عبد الله الفهري، وارجع إلى الإصابة صفحة 139. [3] ما بين القوسين ليس في أ، م، وهو في هوامش الاستيعاب. [4] في ى: عن.

(130) إياس بن ثعلبة،

(130) إياس بن ثعلبة، أبو أمامة الحارثي الأنصاري، من بني حارثة، وهو ابن أخت أبي بردة بن نيار. ويقال: بل اسم أبي أمامة الحارثي ثعلبة بن سهل [1] ، والأول الأصح، وهو مشهور بكنيته، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لا يقتطع رجل مال امرئ مسلم بيمينه إلا حرم الله عليه الجنة، وأوجب له النار، وإن كان سواكًا من أراك. [قالها ثلاث مرات] [2] . وروى أيضًا: البذاذة من الإيمان باب أيمن (131) أيمن بن عبيد الحبشي، وهو أيمن ابن أم أيمن، مولاة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وأم أيمن هذه هي أم الظباء [3] بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن [4] ابن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وهي أم أسامة بن زيد بن حارثة، وأيمن هذا هو أخو أسامة بن زيد لأمه. كان أيمن هذا ممن بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ولم ينهزم. وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم حنين وأنه [5] الذي عنى العباس بن عَبْد المطلب رضي الله عنه بقوله في شعره: وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسه في الله [6] لا يتوجّع

_ [1] في ى: سهيل. والمثبت من م، وتهذيب التهذيب. [2] من م. [3] في هامش م: اسم أم الظبا بركة. [4] في ى: حصين، والمثبت من أ، س، م. [5] في ى: فإنه. [6] في أسد الغابة: في الدين.

(132) أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي،

قَالَ ابن إسحاق: الثامن الأيمن بن عبيد، وقد ذكرنا بعض هذا الشعر في باب العباس. (132) أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي، [وهو أيمن بن خريم بن أخرم ابن شداد بن عمرو بن الفاتك بن القليب [1] الأسدي] [2] من بني أسد بن خزيمة، قد نسبنا أباه في بابه من هذا الكتاب، يقال: إن أيمن بن خريم أسلم يوم الفتح، وهو غلام يفاع. روى عن أبيه وعمه وهما بدريان. وقالت طائفة: أسلم أيمن بن خريم مع أبيه يوم الفتح، والأول أصح إن شاء الله. وروى عنه الشعبي، وهو شامي الأصل، نزل الكوفة وكان شاعرًا محسنًا. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَعْبَانَ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ يَعْنِي الْعُطَارِدِيَّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُرْسِلَ مَرَوَانُ [بْنُ الْحَكَمِ] [3] إِلَى أَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ أَلا تَتْبَعَنَا عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَقَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شَهِدَا بَدْرًا [4] ، وَإِنَّهُمَا عَهِدَا إِلَيَّ أَلا أُقَاتِلَ رَجُلا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِنْ جِئْتَنِي بِبَرَاءَةٍ مِنَ النَّارِ، فَأَنَا مَعَكَ. فَقَالَ: لا حَاجَةَ لَنَا بِمَعُونَتِكَ، فَخَرَجَ وهو يقول:

_ [1] في أ: وفاتك وهو القليب، وفي تاج العروس: كما هنا، وقال ابن الفاتك بن القليب الشاعر الفارس (قلب) . وفي هوامش الاستيعاب: وفاتك يقال له القليب. [2] ليس في م. [3] من م. [4] في هوامش الاستيعاب: هذا مما لا يعرف عندنا ولا عند أحد ممن له علم بالسير، وإنما أسلم حين أسلمت بنو أسد بعد فتح مكة.

وَلَسْتُ بِقَاتِلٍ أَحَدًا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانَ آخِرَ مِنْ قُرَيْشِ لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهُ مِنْ سَفَهٍ وَطَيْشِ [أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غير جرم ... فلست بنافعي ما عشت عيشي] [1] وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ قَالَ حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [2] ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ لأَيْمَنَ بْنِ خُرَيْمٍ يَوْمَ الْمَرْجِ يَوَم قُتِلَ الضَّحَّاكُ بْنُ قُيَسٍ الْفِهْرِيُّ: أَلا تَخْرُجُ فَتُقَاتِلُ [3] مَعَنَا؟ قَالَ: إِنَّ أَبِي وَعَمِّي شهدا بدرا. وإنهما عهدا إلي ألا أقاتل مُسْلِمًا، وَرُبَّمَا قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَإِنَّهُمَا نَهَيَانِي أَنْ أُقَاتِلَ [4] أَحَدًا يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَ: فَاخْرُجْ إِذًا. قَالَ: فَخَرَجَ. وهو يقول: وَلَسْتُ مُقَاتِلا أحدًا يُصَلِّي ... عَلَى سُلْطَانَ آخَرَ مِنْ قُرَيْشِ لَهُ سُلْطَانُهُ وَعَلَيَّ إِثْمِي ... مَعَاذَ اللَّهُ مِنْ سَفَهٍ وَطَيْشِ أَأَقْتُلُ مُسْلِمًا فِي غير جرم ... فلست بنافعي ما عشت عيشي قال الدار قطنى: قد روى أيمن بن خريم عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وأما أنا فما وجدت له رواية إلا عن أبيه وعمه.

_ [1] ليس هذا البيت في م. [2] في ى: ابن أبي عمرو، والمثبت من أ، س، م. [3] في م: تقاتل. [4] في م: ألا أقاتل.

باب الأفراد

باب الأفراد (133) أرقم بن أبي [1] الأرقم، واسم [2] أبي الأرقم عَبْد مناف بن أسد بن عَبْد الله بن عمر [3] بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي. وأمه من بني سهم بن عمرو بن هصيص، اسمها أميمة بنت عَبْد الحارث. ويقال: بل اسمها تماضر بنت حذيم [4] من بني سهم. يكنى أبا عَبْد الله، كان من المهاجرين الأولين قديم الإسلام. قيل: أنه كان سبع الإسلام سابع سبعة. وقيل أسلم بعد عشرة أنفس. وذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وفي دار الأرقم ابن أبي الأرقم هذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله سلم مستخفيًا من قريش بمكة يدعو الناس فيها إلى الإسلام في أول الإسلام حتى خرج عنها، وكانت داره بمكة على الصفا فأسلم فيها جماعة كثيرة، وهو صاحب حلف الفضول. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث، وذكر ابن أبى خيثمة أبا الأرقم أباه فيمن أسلم. وروى من بني مخزوم، وهذا غلط، والله أعلم. ولم يسلم أبوه فيما علمت، وغلط فيه أيضًا أبو حاتم الرازي وابنه فجعلاه والد عَبْد الله بن الأرقم والزهري، والأرقم والد عَبْد الله بن الأرقم هو الأرقم بن عَبْد يغوث الزهري، وهذا مخزومي مشهور كبير أسلم في داره كبار الصحابة في ابتداء الإسلام.

_ [1] في ى: أرقم بن الأرقم وهو تحريف- انظر تاج العروس مادة رقم. [2] في تاج العروس: أبو عبد الله الأرقم بن أبي الأرقم واسمه عبد مناف. [3] في ى، وأسد الغابة: عمرو، والمثبت من أ، س. [4] هكذا في ى، م

(134) أسيرة [3] بن عمرو الأنصاري الجاري.

ذكر سعيد بن أبي ريم قَالَ: حَدَّثَنَا عطاف [1] بن خالد، قَالَ حدثني عَبْد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده الأرقم وكان بدريًا، وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في داره عند الصفا حتى تكاملوا أربعين رجلا مسلمين، وكان آخرهم إسلامًا عمر بن الخطاب، فلما كانوا أربعين رجلا خرجوا. [ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت أحمد بن عبد الله ابن عمران بن عَبْد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم يقول: سمعت أبي ومشايخنا يقولون: توفي الأرقم يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وقيل] [2] : توفي الأرقم بن أبي الأرقم بن المخزومي سنة خمس وخمسين بالمدينة، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وكان قد أوصى أن يصلى عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكان بالعقيق، فقال مروان أيحبس صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم لرجل غاثب، وأراد الصلاة عليه، فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان، وقامت بنو مخزوم معه، ووقع بينهم كلام، ثم جاء سعد فصلى عليه، فإن صح هذا فيمكن أن يكون أبوه الأرقم مات يوم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وتوفي الأرقم سنة خمس وخمسين. وعلى هذا يصح قول ابن أبي خيثمة أن أبا الأرقم له صحبة ورواية، والله أعلم. (134) أسيرة [3] بن عمرو الأنصاري الجاري. من بني عدي بن النجار، هو أبو سليط، غلبت عليه كنيته، ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن

_ [1] في ى، م: غطاف. [2] ما بين القوسين ليس في م. [3] هكذا في كل النسخ، وفي تاج العروس: «أسير بن عمرو، وقيل سبرة بن عمرو، والأول أصح» (مادة سلط) .

(135) الأشعث بن قيس [1] بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدى بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر [2] بن الحارث الأكبر بن معاوية ابن ثرر بن مرتع بن معاوية بن ثور [3] بن عفير بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد الكندي،

شهد بدرًا وأحدًا، وسنذكره في الكنى بأكثر من ذكره ها هنا، ونذكر الاختلاف في اسمه هناك إن شاء الله تعالى. (135) الأشعث بن قيس [1] بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر [2] بن الحارث الأكبر بن معاوية ابن ثرر بن مرتع بن معاوية بن ثور [3] بن عفير بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد الكندي، وكندة هم ولد ثور بن عفير، يكنى أبا مُحَمَّد. وأمه كبشة بنت يزيد من ولد الحارث بن عمرو، قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر في وفد كندة، وكان رئيسهم. وقال ابن إسحاق عن ابن شهاب: قدم الأشعث بن قيس في ستين راكبًا من كندة، وذكر خبرا طويلا فيه ذكر إسلامه وإسلامهم، وقول رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا [4] كان في الجاهلية رئيسًا مطاعًا في كندة، وكان في الإسلام وجيهًا في قومه، إلا أنه كان ممن ارتد عن الإسلام بعد النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، ثم راجع الإسلام في خلافة أبي بكر الصديق، وأتى به أبو بكر الصديق رضى الله عنه أسيرا.

_ [1] الأشعث لقب لقب به لأنه كان لا يزال شعثا، واسمه معديكرب (هوامش الاستيعاب) . [2] هكذا في ى، س، وفي أ: بن ربيعة بن الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر بن ثور بن مرتع. [3] في ى: الحارث الأكبر بن معاوية بن مرتع بن ثور. والمثبت من م. [4] أي لا نتهمها ولا نقذفها. وقيل معناه لا نترك النسب إلى الآباء وننتسب إلى الأمهات (النهاية لابن الأثير) .

قَالَ أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: كأني أنظر إلى الأشعث ابن قيس، وهو في الحديد يكلم أبا بكر، وهو يقول: فعلت وفعلت حتى كان آخر ذلك سمعت الأشعث يقول: استبقني لحربك وزوجني أختك، ففعل أبو بكر رضي الله عنه. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: أخت أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي زوجها من الأشعث بن قيس هي أم فروة بنت أبي قحافة، وهي أم مُحَمَّد ابن الأشعث، فلما استخلف عمر خرج الأشعث مع سعد إلى العراق، فشهد القادسية والمدائن وجلولاء ونهاوند، واختط بالكوفة دارًا في كندة ونزلها، وشهد تحكيم الحكمين، وكان آخر شهود الكتاب. مات سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة أربعين بالكوفة، وصلى عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما. وروى أن الأشعث قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثين راكبًا من كندة وقالوا: يا رسول الله، نحن بنو آكل المرار، وأنت ابن آكل المرار، فتبسم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وقال: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا. وروى الأشعث أحاديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، روى عنه قيس بن أبي حازم، وأبو وائل، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وعبد الرحمن بن عدي [1] الكندي. وروى سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قَالَ: شهدت جنازة فيها جرير والأشعث، فقدم الأشعث جريرًا، وقال: إني ارتددت ولم ترتدّ.

_ [1] في م: بن على.

(136) إيماء بن [1] رحضة بن خربة [2] الغفاري،

وقال الحسن بن عثمان، مات الأشعث الكندي، ويكنى أبا مُحَمَّد: سنة أربعين بعد مقتل علي رضي الله عنه بأربعين يومًا فيما أخبرني والده. وقال الهيثم بن عدي: صلى عليه الحسن بن علي رضي الله عنهما. (136) إيماء بن [1] رحضة بن خربة [2] الغفاري، أسلم قريبًا من الحديبية، وكانوا مروا عليه ببدر وهو مشرك، ولابنه خفاف صحبة، وكانا ينزلان غيقة من بلاد بني غفار، ويأتون المدينة كثيرًا، ولابنه خفاف رواية عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم. (137) آبي اللحم الغفاري، من قدماء الصحابة وكبارهم، ذكر الواقدي عن موسى بن مُحَمَّد عن أبيه عن عمير مولى آبي اللحم قَالَ: كان أبي اللحم من غفار، له شرف، وإنما قيل: آبي اللحم، لأنه أبى أن يأكل اللحم، فقيل له: آبي اللحم. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: وقد قيل إنه كان يأبى أن يأكل لحمًا ذبح على النصب. واختلف في اسمه فقال خليفة بن خياط: اسمه عَبْد الله بن عَبْد الملك. وقال الهيثم بن عدي: اسمه خلف بن عبد الملك. وقال غيرهما. اسمه الحويرث ابن عَبْد الله بن خلف بن مالك بن عَبْد الله بن حارثة بن غفار. وقيل: اسمه عَبْد الله بن عَبْد الله بن مالك.

_ [1] هكذا في ى، س، وتاج العروس. وفي أ، م: رخصة. وفي الإصابة رحضة- بفتح الراء المهملة ثم معجمة وإيماء- بكسر الهمزة في أوله ومدة في آخره. ويفتح الأولى مع القصر- لغتان (هوامش الاستيعاب) . [2] في ى، وأسد الغابة، والإصابة: حرابة. والمثبت من أ، س، م وتاج العروس. وفي هامش م: قال الدار قطنى: جزية بسكون الزاى.

(138) أذينه العبدي،

وقد ذكرناه في العبادلة بخلاف هذه النسبة إلى غفار، ولا خلاف أنه من غفار، وأنه قتل يوم حنين، وشهدها معه مولاه عمير. (138) أذينة العبدي، والد عَبْد الرحمن بن أذينة، اختلف فيه، فقيل: أذينة ابن مسلم العبدي من بني عَبْد القيس من ربيعة. وقيل: أذينة بن الحارث بن يعمر بن عوف بن كعب [1] بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة، والأول أصح. وقد قَالَ بعضهم فيه الشني، ولا يصح، والله أعلم. [وشن بن أفصى بن عَبْد القيس [2]] . روى عنه ابنه عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في كفارة اليمين. حديثه عند [3] أبي إسحاق عن عَبْد الرحمن بن أذينة عن أبيه يقولون: إنه لم يروه هكذا عن أبي إسحاق غير أبي الأحوص سلام بن سليم. (139) أصيل [4] الهذلي ويقال الغفاريّ. حديثه عند أهل حران في مكة وغضارتها والتشوق إليها وقد روى حديثه أهل المدينة: إنه قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إلى المدينة، فقالت عائشة: يا أصيل، كيف تركت مكة؟ قَالَ: تركتها حين ابيضت أباطحها [5] ، وأرغل ثمامها، وامتشر

_ [1] في أسد الغابة: بن مالك بن عامر. [2] في القاموس: شن بن أفصى أبوحى. وفي اللباب: هذه النسبة إلى شن بن أفصى بن عبد القيس بطن. وليست هذه العبارة في م. [3] في م: عن. [4] أصيل بن عبد الله، وقيل ابن سفيان. [5] في ى: آباطها، وهو تحريف صوابه من أ، م. وفي أسد الغابة. بطحاؤها.

(140) أحيحة بن أمية بن خلف الجمحي،

سلمها، وأعذق إذخرها [1] . فقالت عائشة: يا رسول الله، اسمع [2] ما يقول أصيل؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّمَ: لا تشوقنا- أو كلمة نحوها- يا أصيل. (140) أحيحة بن أمية بن خلف الجمحي، أخو صفوان بن أمية. مذكور في المؤلفة قلوبهم. (141) أربد [3] بن حمير، ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة. (142) أنسة مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويكنى أبا مسرح [4] ، ويقال أبو مسروح، ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن شهد بدرًا، وكذلك قَالَ ابن إسحاق، وكان من مولدي السراة، وكان يأذن على النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ إذا جلس فيما حكى مصعب الزبيري. ومات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وذكر المدائني عن عَبْد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: استشهد يوم بدر أبو أنسة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كذا قال أبو أنسة. والمحفوظ أنسة.

_ [1] الثمام: نبت معروف في البادية ولا تجهده النعم إلا في الجدوبة. وأرغل: اشتد حبه في السنبل والرغل: ثمر الثمام. وأمشر سلمها: خرج ورقة واكتسى به. وفي م: وامتشر. وفي هوامش الاستيعاب: امتشر الرجل وتمشر: إذا لبس وتزين. الإذخر: حشيشة طيبة الرائحة. وأعذق إذخرها: صار له أعذاق. [2] في أ: ألا تسمع. [3] في الإصابة: أريد بن جبير. وقيل: بن حمير وقيل ابن حمزة. وفي التجريد: أريد ابن حمير، شهد بدرا. [4] في هوامش الاستيعاب: ويقال أبا مشروح.

(143) أبيض بن حمال السبائى [2] المأربي،

قَالَ الواقدي: ليس ذلك عندنا بثبت. قَالَ: ورأيت أهل العلم يثبتون أنه قد شهد أحدًا، وبقي بعد ذلك زمانًا. قَالَ: وحدثني ابن أبي الزناد [1] عن مُحَمَّد بن يوسف قَالَ: مات أنسة بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. في ولاية أبى بكر الصديق رضي الله عنه. (143) أبيض بن حمّال السبائي [2] المأربي، من مأرب اليمن، يقال أنه من الأزد. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما يحمى من الأراك. وروى عنه أنه أقطعه الملح الذي بمأرب، إذ سأله ذلك، فلما أعطاه إياه قَالَ له رجل عنده: يا رسول الله، إنما أقطعته الماء العد [3] ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: فلا إذن. روى عنه شمير بن عَبْد المدان وغيره. وفي حديث سهل بن سعد من رواية ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عنه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير اسم رجل كان اسمه أسود فسماه أبيض، فلا أدري أهو هذا أم غيره. (144) أشيم الضّبابى، مات فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (145) أديم التغلبي [4] ، ذكره شريك عن منصور بن المعتمر عن أبي وائل في حديث الصبي بن معبد.

_ [1] في ى: الزيات، وهو تحريف. [2] في اللسان: أبيض بن حمال المازني. [3] الماء العد: الدائم الّذي له مادة لا انقطاع لها. وفي ى: العذب، والمثبت من أ، م، واللسان. [4] في أسد الغابة: أديم- بضم الهمزة وفتح الدال، وقيل بفتح الهمزة وكسر الدال. وفي هوامش الاستيعاب: يقال فيه أريم.

(146) أقعس بن مسلمة

(146) أقعس بن مسلمة [1] ، حديثه عند عبيد الله بن صبره بن هوذة [2] عن الأقعس أنه جاء بالإداوة التي بعث بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم ينضح بها مسجد قرّان. (147) أفطس، رجل من الصحابة، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة، قَالَ: رأيت رجلا من أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُقَالُ له أفطس يلبس الخز. (148) أسلع بن شريك الأعوجي [3] التيمي، خادم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وصاحب راحلته نزل البصرة، روى عنه زريق المالكي. (149) أسلع بن الأسقع الأعرابي. له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في التيمم: ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين. لا أعلم له غير هذا الحديث، ولم يرو عنه غير الربيع بن بدر المعروف بعليلة بن بدر عن أخيه فيما علمنا، وفيه وفي الذي قبله نظر. (150) أقرم بن زيد الخزاعي. روى عن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ أنه نظر إليه بالقاع من نمرة يصلي، قَالَ: فكأني أنظر إلى عفرة [4] إبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد له ولابنه عَبْد الله بن الأقرم الخزاعي

_ [1] في الإصابة: سلمة. وفي أسد الغابة: بن سلمة، وقيل: مسلمة. [2] في الإصابة: عبيد الله بن ضمرة. وفي أسد الغابة: عبيد الله بن ضمرة بن هود ثم قال: وقال ابن مندة: عبيد الله بن صبرة بن هوذة- بالصاد المهملة والباء الموحدة، وهوذة بالذال المعجمة وآخرها هاء، والّذي أظنه أن هودة بزيادة هاء أصح. [3] في الإصابة: وقع في أصله بخطه الأعوجي- بالواو، وقيل: إنما هو بالراء. وفي التجريد: التميمي [4] في م: عفر. وفي اللسان: عفرتى. قال: العفرة بياض ولكن ليس بالبياض الناصع الشديد

(151) أنجشة العبد الأسود،

صحبة ورواية، وقال بعضهم: أرقم الخزاعي، ولا يصحّ، والصواب أقرم إن شاء الله. (151) أنجشة العبد الأسود، كان يسوق أو يقود نساء النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ عام حجة الوداع، وكان حسن الحداء، وكانت الإبل تزيد في الحركة بحدائة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: رويدًا يا أنجشة، رفقًا بالقوارير، يعني النساء. حديثه عند أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قَالَ: كَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِالنِّسَاءِ. وَكَانَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ يَحْدُو بِالرِّجَالِ، وَكَانَ إِذَا حَدَا أَعْنَقَتِ الإِبِلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: يا أنجشة رويدك سوقك بالقوارير. وروى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ عَبْدٌ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةَ، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، وَكَانَ أَنْجَشَةُ يَحْدُو بِهِمْ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقَكَ بِالْقَوَارِيرِ، وَكَانَ يَسُوقُ بِالنِّسَاءِ. قَالَ: وَكَانَتْ فِيهِنَّ أُمُّ سليم. (152 أَشَجُّ عَبْدُ الْقَيْسِ، وَيُقَالُ أَشَجُّ بَنِي عَصْرٍ، العصرى العبديّ، هو من وَلَدِ لُكَيْزٍ بْنِ أَفْصَى بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ، كَانَ سَيِّدَ قَوْمِهِ، وَوَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد عبد القيس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَا أَشَجُّ،

(153) أصرم الشقرى:

فيك خصلتان يحبّهما الله ورسوله، قال قلت: وَمَا هُمَا؟ قَالَ: الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ. وَرُوِيَ الْحِلْمُ وَالْحَيَاءُ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَيْءٌ مِنْ قِبَلِ نَفْسِي أَوْ شَيْءٌ جَبَلَنِي اللَّهُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: بَلْ شَيْءٌ جَبَلَكَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ: فَقُلْتُ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَبَلَنِي عَلَى خُلُقَيْنِ يَرْضَاهُمَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَيُقَالُ: اسْمُ الأَشَجِّ الْمُنْذِرُ بْنُ عَائِذٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي بَابِ الميم. (153) أصرم الشقرى: كان في النّفر الذين أتوا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من بني شقرة، فقال له: ما اسمك؟ فقال: أصرم. فقال: أنت زرعة، روى حديثه أسامة بن أخدري. (154) أعين بن ضبيعة [1] بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي، هو الذي عقر الجمل الذي كانت عليه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وبعثه علي كرم الله وجهه إلى البصرة بعد ذلك فقتلوه، هو ابن عم الأقرع ابن حابس وابن عم صعصعة بن ناجية [2] . (155) أكثم بن الجون، أو ابن أبي الجون الخراعى. قَالَ أبو هريرة: سمعت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يقول لأكم بن الجون الخزاعي: يا أكثم، رأيت عمرو ابن لحي بن قمعة بن خندف [3] يجر قصبة [4] في النار، وما رأيت من رجل أشبه برجل منك به ولا به منك. فقال أكثم: أيضرّني

_ [1] في أسد الغابة والإصابة: أعين بن ضبيعة بن ناحية. وفي أ: بن عيال. [2] في الإصابة: قتل أعين غيلة سنة ثمان وثلاثين. [3] في اللسان: جندب. [4] القصب: اسم للأمعاء كلها، والحديث في اللسان- مادة قصب، وبحر، ووصل.

شبهه يا رسول الله؟ قَالَ: لا، إنك مؤمن وهو كافر، وإنه كان أول من غير دين إسماعيل، فنصب الأوثان وسيب السائبة، وبحر البحيرة، ووصل الوصيلة وحمى الحامي. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ، فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ غَيَّرَ عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ، فَسَيَّبَ السَّوَائِبَ، وَبَحَرَ الْبَحَائِرَ، وَحَمَى الحمامي، وَنَصَبَ الأَوْثَانَ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ. فَقَالَ أَكْثَمُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَضُرُّنِي شَبَهُهُ؟ قَالَ: لا، إِنَّكَ مُسْلِمٌ وَهُوَ كَافِرٌ. وروى عن أكثم قَالَ: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أكثم ابن الجون. أغز مع قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك. [وقد روى في الحديث: اغز مع غير قومك. وأما الخبر الذي ذكر فيه أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: أشبه من رأيت بالدجال أكثم ابن الجون. قَالَ: يا رسول الله، أيضرني شبهه؟ قَالَ: لا، أنت مؤمن وهو كافر، وهذا لا يصح في ذكره الدجال هاهنا في قصة أكثم بن أبي الجون وإنما يصح في ذلك ما قاله في عمرو بن لحي على ما تقدم لا في الدجال الله وأعلم] [1] .

_ [1] من م.

(156) أسمر بن مضرس الطائي،

وقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: خير الرفقاء أربعة: من حديث الزهري. (156) أسمر بن مضرس الطائي، قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فبايعته، فقال: من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له. يقال هو أخو عروة بن مضرس. روت عنه ابنته عقيلة. وأسمر هذا أعرابي وابنته أعرابية. (157) أوسط بن عمرو البجلي، روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عنه سليم بن عامر الخبائري. (158) أكتل بن شماخ، نسبه ابن الكلبي إلى عوف بن عبد مناف بن أدبن طابخة وقال: شهد الجسر مع أبي عبيد، وأسر مردان شاه [1] وضرب عنقه، وشهد القادسية، وله فيها آثار محمودة. قَالَ: وكان علي بن أبي طالب إذا نظر إليه قَالَ: من أحب أن ينظر إلى الصبيح الفصيح فلينظر إلى أكتل بن شماخ. (158) أعشى المازني، من بني مازن بن عمرو بن تميم سكن البصرة، وكان شاعرًا، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأنشده: يا مالك الناس وديان العرب ... إني لقيت [2] ذربة من الذرب ذهبت [3] أبغيها الطعام في رجب ... فخالفتني بنزاع وهرب

_ [1] في أسد الغابة في فرخان شاه. وفي م: فرد شاه. [2] إليك أشكو. وقال: أراد بالذربة امرأته كنى بها عن فسادها وخيانتها. مادة ذرب. وفي م: إني نكحت. [3] في اللسان: خرجت، وفي أسد الغابة: غذوت.

(159) أجمد الهمداني،

أخلفت العهد ولطت [1] بالذنب ... وهن شر غالب لمن غلب فجعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتمثل ويقول: وهن شر غالب لمن غلب ويقال: إن اسم أعشى بن مازن هذا عَبْد الله، وسنذكر خبره في باب العبادلة إن شاء الله تعالى (159) أجمد الهمداني، قَالَ الدارقطني: أحمد كثير، وأجمد- بالجيم- رجل واحد، وهو أجمد بن عجيان [2] الهمداني وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد فتح مصر في أيام عمر بن الخطاب، وخطته معروفة بجيزة مصر. أخبرني بذلك عَبْد الواحد بن مُحَمَّد البلخي [3] قَالَ سمعت أبا سعيد عَبْد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عَبْد الأعلى الصدفي يقوله، ولا أعلم له رواية. وقال أبو عمر: أخبرني بتاريخ أبي سعيد حفيد يونس في المصريين عَبْد الله بن محمد بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن مالك بن عائذ [4] عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن ابن أبي صالح [الحافظ عن أبي سعيد، ورواه عَبْد الله بن مُحَمَّد أيضًا عن أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مفرج [5] القاضي، عن أبي سعيد] [6] . (160) الأحنف بن قيس السعدي التميمي. يكنى أبا بحر، واسمه الضحاك بن قيس. وقيل: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال

_ [1] في ى: ولظت، وهو تحريف ولطت: سترت. [2] في الإصابة: بجيم ومثناة تحتانية بوزن عثمان، ضبطه ابن الفرات. وقيل بوزن عليان حكاه ابن الصلاح. ثم قال: وضبطه القاضي ابن العربيّ بالخاء المهملة فوهم. وفي م: عجيان بضم العين وبفتح الجيم وتشديد الجيم. وفي تاج العروس: مصغر. وضبطه ابن الفرات على وزن سفيان. [3] هكذا في أ، م. وفي ى: البجلي. [4] في م: عائد. [5] في ى: مفرح. [6] ما بين القوسين ليس في م.

ابن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وأمه من باهلة، كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ودعا له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن هنالك ذكرناه في الصحابة، لأنه أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقَالَ: أَلا أُبَشِّرُكَ؟ فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: هَلْ تَذْكُرُ إِذْ بَعَثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قَوْمِكَ بَنِي سَعْدٍ، فَجَعَلْتُ أَعْرِضُ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ، وَأَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ؟ فَقُلْتَ أَنْتَ: إِنَّهُ لَيَدْعُوكُمْ إِلَى خَيْرٍ، وَمَا حَسَّنَ إِلا حَسَنًا. فَبَلَّغْتُ ذَلِكَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اغْفِرْ لِلأَحْنَفِ. فَقَالَ الأَحْنَفُ: هَذَا مِنْ أَرْجَى عَمَلِي عِنْدِي. كان الأحنف أحد الجلة الحلماء الدهاة الحكماء العقلاء، يعد في كبار التابعين بالبصرة. وتوفي الأحنف بن قيس بالكوفة في إمارة مصعب بن الزبير سنة سبع وستين، ومشى مصعب في جنازته. قَالَ أبو عمر رحمه الله: ذكرنا الأحنف بن قيس في كتابنا هذا على شرطنا أن نذكر كل من كان مسلمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في حياته. ولم نذكر أكثم بن صيفي لأنه لم يصح إسلامه في حياة رسول الله

صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وقد ذكره أبو علي بن السكن في كتاب الصحابة فلم يصنع شيئًا، والحديث الذي ذكره له في ذلك هو أن قال: لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قالوا: أنت كبيرنا لم تك لتخف عليه. قَالَ: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه قَالَ: فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي، وهو يسألك من أنت؟ وما أنت؟ وبم جئت؟ فقال النّبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أنا مُحَمَّد بن عَبْد الله، وأنا عَبْد الله ورسوله، ثم تلا عليهم هذه الآية [1] : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ 16: 90 ... الآية. فأتيا أكثم فقالا: أبى أن يرفع نسبه، فسألناه عن نسبه فوجدناه زاكي النسب واسطًا في مضر، وقد رمى إلينا بكلمات قد حفظناهن، فلما سمعهن أكثم قَالَ: أي قوم، أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها، فكونوا في هذا الأمر رؤساء، ولا تكونوا فيه أذنابا، وكونوا فيه أولا، ولا تكونوا فيه آخرًا، فلم يلبث أن حضرته الوفاة، فقال: أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإنه لا يبلى عليهما أصل. وذكر الحديث إلى آخره. قَالَ ابْنُ السَّكَنِ: وَالْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ إِمْلاءً، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ. قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا بَلَغَ أَكْثَمَ بْنَ صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَذَكَر الْخَبَرَ عَلَى حَسَبِ مَا أَوْرَدْنَاهُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا الْخَبَرِ شَيْءٌ يَدُلُّ عَلَى إِسْلامِهِ، بَلْ فِيهِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّهُ إِذْ أتاه

_ [1] سورة النحل، آية 90.

(161) إياد أبو السمح،

الرَّجُلانِ اللَّذَانِ بَعَثَهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَخْبَرَاهُ بِمَا قَالَ لَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، وَمِثْلُ هَذَا لا يَجُوزُ إِدْخَالُهُ فِي الصحابة وباللَّه التوفيق. (161) إياد أبو السمح، خادم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، هو مذكور بكنيته، لم يرو عنه فيما علمت إلا محلّ [1] بن خليفة، وسنذكره في الكنى إن شاء الله.

_ [1] في هامش التهذيب: بضم أوله وكسر ثانية، وتشديد اللام. وفي أ، س ضبط بفتح الحاء.

باب حرف الباء

باب حرف الباء باب بجير (162) بجير بن أبي بجير العبسي. من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان وقيل: بل هو من بلى. ويقال: بل هو من جهينة حليف لبنى دينار بن النجار، شهد بدرا وأحدا. وبنو دينار بن النجار يقولون: هو مولانا. (163) بجير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، هو عم عروة بن مضرس، في إسلامه نظر. (164) بجير بن بجرة الطائي، لا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. وله في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قتال أهل الردة آثار وأشعار، ذكرها ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد عنه عن ابن إسحاق. (165) بجير بن زهير بن أبي سلمى [1] ، واسم أبي سلمى ربيعة بن رياح بن قرط ابن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن [بردين] [2] ثور بن هرمة بن لاطم ابن عثمان بن مزبنة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر لمزنى. أسلم قبل أخيه كعب بن زهير، وكان شاعرًا محسنًا هو وأخوه كعب بن زهير. وأما أبو هما فأحد المبرزين الفحول من الشعراء وكعب بن زهير يتلوه في ذلك، وكان كعب وبجير قد خرجا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم،

_ [1] في ى: سلمة وهو تحريف. [2] من م.

فلما بلغا أبرق العراق [1] قَالَ كعب لبجير: الق هذا الرجل، وأنا مقيم لك هاهنا، فقدم بجير على رسول الله صلى الله عليه، فسمع منه فأسلم، وبلغ ذلك كعبًا، فقال في ذلك أبياتًا ذكرنا بعضها في باب كعب. ثم لما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ المدينة منصرفه من الطائف كتب بجير إلى أخيه كعب: إن كانت لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا، وذلك أنه بلغه أن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أهدر دمه لقول بلغه عنه، وبعث إليه بجير: فمن [2] مبلغ كعبًا فهل لك في التي ... تلوم عليها باطلا وهي أحزم إلى الله لا العزى ولا اللات وحده ... فتنجو إذا كان النجاة وتسلم لدي يوم لا ينجو وليس بمفلت ... من النار إلا طاهر القلب مسلم فدين زهير وهو لا شيء غيره [3] ... ودين أبي سلمى علي محرم وبجير هو القائل يوم الطائف في شعر له: كانت علالة يوم بطن حنينكم [4] ... وغداة أوطاس ويوم الأبرق جمعت هوازن جمعها فتبددوا ... كالطير تنجو من قطام أزرق لم يمنعوا منا مقامًا واحدًا ... إلا جدارهم وبطن الخندق ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا ... فتحصنوا منّا بباب مغلق

_ [1] هكذا في ى، م، وفي هامش م حقق كذلك وفي أسد الغابة: أبرق العزاف، وهو المعروف. [2] في م: من. [3] في م: دينه وفي أسد الغابة: عنده. [4] في ى: حنين. والمثبت من م، وأسد الغابة.

باب بديل

(166) بجير بن عَبْد الله بن مرة بن عبد الله بن صعب [1] بن أسد، هو الذي سرق عيبة النبي صلى الله عليه وسلم . باب بديل (167) بديل بن ورقاء [2] بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي، من خزاعة، أسلم هو وابنه عَبْد الله بن بديل وحكيم بن حزام يوم فتح مكة بمر الظهران في قول ابن شهاب. وذكر ابن إسحاق أن قريشًا يوم فتح مكة لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولاه رافع وشهد بديل وابنه عَبْد الله حنينًا والطائف وتبوك، وكان بديل من كبار مسلمة الفتح. وقد قيل: إنه أسلم قبل الفتح، وروت عنه حبيبة بنت شريق جدة عيسى بن مسعود بن الحكم الزرقي. وروى عنه أيضًا ابنه سلمة بن بديل أنّ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ كتب له كتابًا. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأموي، عن أبيه. عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ عَنِ ابْنِ بُدَيْلِ بْنِ وَرْقَاءَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَمَرَ بُدَيْلا أَنْ يَحْبِسَ السَّبَايَا وَالأَمْوَالَ بالجعرانة حتى يقدم عليه، ففعل.

_ [1] في ى: سعيد. والمثبت من م، وأسد الغابة. [2] في أسد الغابة: بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى الخزاعي.

(168) بديل،

(168) بديل، رجل آخر من الصحابة. روى عنه علي بن رباح المصري قَالَ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يمسح على الخفين. حديثه عند رشدين بن سعد، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه عن بديل حليف لهم. (169) بديل بن أم أصرم، وهو بديل بن ميسرة [1] السلولي الخزاعي، بعثه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى بني كعب يستنفرهم [2] لغزو مكة هو وبسر بن سفيان الخزاعي. وبديل ابن أم أصرم هو أحد المنسوبين إلى أمهاتهم، وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأخنس بن مقياس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب الخزاعي . باب البراء (170) البراء بن معرر بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدىّ بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي، أبو بشر [باسم ابنه بشر] [3] ، أمة الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عَبْد الأشهل، هو أحد النقباء ليلة العقبة الأولى، وكان سيد الأنصار وكبيرهم. وذكر ابن إسحاق قَالَ: حدثني معبد بن كعب بن مالك، عن أخيه عبيد الله [4] بن كعب، عن أبيه كعب بن مالك قَالَ: خرجنا في الحجّة التي

_ [1] في ى: بن سلمة. والمثبت من م، وتهذيب التهذيب. [2] في ى: يسنفزهم. [3] من م. [4] في ى: عبد الله، وهو تحريف.

بايعنا فيها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعقبة مع مشركي قومنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، وذكر الخبر. وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها، وأول من أوصى بثلث ماله. مات فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزعم بنو سلمة أنه أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة. قَالَ ابن إسحاق: وكذلك أخبرني معبد بن كعب، عن أخيه عَبْد الله ابن كعب، عن أبيه كعب بن مالك قَالَ: كان أول من ضرب على يد رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البراء بْن معرور، فشرط له واشترط عليه، ثم بايع القوم. قَالَ ابن إسحاق: ومات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقال غيره مات في صفر قبل قدوم النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ بشهر، فلما قدم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ المدينة أتى قبره في أصحابه، فكبر عليه وصلى. وذكر معمر عن الزهري قَالَ: البراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيًا وميتًا، وكان يصلي إلى الكعبة والنبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يصلي إلى بيت المقدس، فأخبر به النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فأرسل إليه أن يصلي نحو بيت المقدس، فأطاع النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فلما حضرته الوفاة قَالَ

(171) البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم ابن مازن بن النجار.

لأهله: استقبلوا بي نحو [1] الكعبة [2] . وقال غير الزهري: إنه كان وعد رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أن يأتيه الموسم بمكة العام المقبل، فلم يبلغ العام حتى توفي، فلما حضرته الوفاة قَالَ لأهله: استقبلوا بي الكعبة لموعدي محمدًا، فإني وعدته أن آتي إليه. فهو أول من استقبل الكعبة حيًا وميتًا. (171) البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم ابن مازن بن النجار. هو أبو إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ من الرضاع، لأن زوجته أم بردة أرضعته بلبنه. (172) البراء بن مالك بن النضر الأنصاري، أخو أنس بن مالك لأبيه وأمه [3] ، وقد تقدم نسبه في ذكر نسب عمه أنس بن النّضر، شهدا أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكان البراء بن مالك [هذا] أحد الفضلاء ومن الأبطال الأشداء، قتل من المشركين مائة رجل مبارزة سوى من شارك فيه. قَالَ مُحَمَّد بن سيرين عن أنس بن مالك قَالَ: دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى بالشعر، فقلت له: يا أخي، تتغنى بالشعر، وقد أبدلك الله به ما هو خير منه- القرآن؟ قَالَ: أتخاف علي أن أموت على فراشي، وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه! إلى لأرجو ألّا يفعل الله ذلك بى.

_ [1] في ى: استقبلوا إلى، والمثبت من م. [2] في أسد الغابة: أوصى أن يدفن وتستقبل به الكعبة، ففعلوا ذلك. وفي الإصابة: فلما كان عند موته أمر أهله أن يوجهوه قبل الكعبة وفي أ: استقبلوا إلى الكعبة. والمثبت من م. [3] في هوامش الاستيعاب: قوله لأبيه وأمه وهم.

وَرَوَى ثُمَامَةُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِثْلَهُ. وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّهُ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَلا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ بْنَ مَالِكٍ عَلَى جَيْشٍ مِنْ جُيُوشِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّهُ مَهْلَكَةٌ مِنَ الْمَهَالِكِ يَقْدَمُ بِهِمْ. وَرَوَى سَلامَةُ بْنُ رَوْحِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَمِّهِ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] : كم مِنْ ضَعِيفٍ مُسْتَضْعَفٍ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ. وَإِنَّ الْبَرَاءَ لَقِيَ زَحْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَوْجَعَ الْمُشْرِكُونَ فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ، يَا بَرَاءُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ: لَوْ أَقْسَمْتَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّكَ، فَأَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ، قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، ثُمَّ الْتَقَوْا عَلَى قَنْطَرَةِ السُّوسِ، فَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا بَرَاءُ، أَقْسِمْ عَلَى رَبِّكَ. فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَبِّ لَمَا مَنَحْتَنَا أَكْتَافَهُمْ، وَأَلْحِقْنِي بنىّ الله صلى الله عليه وسلم، فمنحوا أكتافهم، وقتل البراء شهيدا. حدثنا أحمد بن [محمد بن] [2] عبد الله بن محمد بن علي، قال: حدثنا أبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ ابن خَيَّاطٍ، قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: زَحَفَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فِي الْيَمَامَةِ حَتَّى أَلْجَئُوهُمْ إِلَى الْحَدِيقَةِ، وَفِيهَا عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلَمَةُ. فَقَالَ الْبَرَاءُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَلْقُونِي عَلَيْهِمْ، فَاحْتُمِلَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الْجِدَارِ اقْتَحَمَ فَقَاتَلَهُمْ عَلَى الْحَدِيقَةِ، حَتَّى فَتَحَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَدَخَلَ عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ، فَقَتَلَ الله مسيلمة.

_ [1] في الإصابة: رب أشعث أغبر لا يؤبه له، لو أقسم ... إلخ. [2] من م.

(173) البراء بن عازب بن حارث بن عدى بن جشم بن مجدعة [5] بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج الأنصاري الحارثي الخزرجي،

قَالَ خَلِيفَةُ: وَحَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: رَمَى الْبَرَاءُ بِنَفْسِهِ عَلَيْهِمْ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى فَتَحَ الْبَابَ، وَبِهِ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ جراحة، من بين رمية بسهر وَضَرْبَةٍ، فَحُمِلَ إِلَى رَحْلِهِ يُدَاوَى، فَأَقَامَ عَلَيْهِ خَالِدٌ شَهْرًا. قَالَ أبو عمر: وذلك سنة عشرين [1] فيما ذكر الواقدي. وقيل: إن البراء إنما قتل يوم تستر، وافتتحت السوس وانطابلس [2] وتستر سنة عشرين [في خلافة عمر بن الخطاب رحمه الله] [3] إلا أن أهل السوس صالح عنهم دهقانهم [4] على مائة، وأسلم المدينة، وقتله أبو موسى، لأنه لم يعد نفسه منهم وَذَكَرَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أبو عمرو الشيباني عن أبى هلال الراسبي عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ قُتِلَ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ بتُسْتَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ. (173) البراء بن عازب بن حارث بن عدي بن جشم بن مجدعة [5] بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج الأنصاري الحارثي الخزرجي، يكنى أبا عمارة، وقيل أبا الطفيل وقيل: يكنى أبا عمرو. وقيل: أبو عمر، والأشهر [والأكثر] [6] أبو عمارة، وهو أصح إن شاء الله تعالى.

_ [1] في أسد الغابة: وقتل البراء، وذلك سنة عشرين في قول الواقدي، وقيل سنة تسمع عشرة. وقيل سنة ثلاث عشرة، قتله الهرمزان. [2] في ى: والزابلس، وهو تحريف طبعي. [3] من م. [4] الدهقان: زعيم فلاحى العجم، ورئيس الإقليم. [5] في الإصابة: لم يذكر ابن الكلبي في نسبة مجدعة، وهو أصوب. وذكر في تهذيب التهذيب في نسبه مجدعة، وليس فيه جشم. [6] من م.

وَرَوَى شُعْبَةُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، سَمِعَهُ يَقُولُ: اسْتُصْغِرْتُ أَنَا وَابْنُ عُمَرَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَئِذٍ نَيِّفًا عَلَى السِّتِّينَ، وَكَانَ الأَنْصَارُ نَيِّفًا عَلَى الأربعين ومائة. هكذا في هذا الحديث ويشبه أن يكون البراء أراد الخزرج خاصة قبيلة إن لم يكن أبو إسحاق غلط عليه. والصحيح عند أهل السير ما قدمناه في أول هذا الكتاب في عدد أهل بدر، والله أعلم. وقال الواقدي: استصغر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يوم بدر جماعة، منهم البراء بن عازب، وعبد الله بن عمر، ورافع بن خديج، وأسيد بن ظهير، وزيد بن ثابت، وعمير بن أبي وقاص، ثم أجاز عميرًا فقتل يومئذ، هكذا ذكره الطبري في كتابه الكبير عن الواقدي. وذكر الدولابي عن الواقدي قَالَ: أول غزوة شهدها ابن عمر والبراء ابن عازب وأبو سعيد [الخدري] [1] ، وزيد بن أرقم- الخندق، قَالَ أبو عمر: وهذا أصح في رواية نافع. والله أعلم. وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [2] بْنِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ [3] الأَنْصَارِيُّ عَنْ عُمَرَ بن زيد ابن حَارِثَةَ، قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَصْغَرَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ. وَزَيْدَ بْنَ أرقم، وأبا سعيد الخدريّ وسعد بن حيثمة، وعبد الله بن عمر. وقال أبو عمرو الشيباني: افتتح البراء بن عازب الري سنة أربع وعشرين

_ [1] من م. [2] ليس في م. [3] في م: جارية.

باب بسر

صلحًا أو عنوة وقال أبو عبيدة: افتتحها حذيفة سنة اثنتين وعشرين. وقال حاتم بن مسلم: افتتحها قرظة بن كعب الأنصاري. وقال المدائني: افتتح بعضها أبو موسى، وبعضها قرظة، وشهد البراء بن عازب مع علي كرم الله وجهه الجمل وصفّين والنهروان، ثم نزل الكوفة، ومات بها أيام مصعب ابن الزبير رحمه الله تعالى . باب بسر (174) بسر بن أرطاة [1] بن أبي أرطاة القرشي، واسم أبي أرطاة عمير، وقيل عويمر العامري، من بني عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وينسبونه بسر بن أرطاة بن عويمر، وهو [أبو أرطاة] [2] بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيصر بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، يكنى أبا عبد الرحمن. يقال: إنه لم يسمع من النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، لأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وهو صغير هذا قول الواقدي وابن معين وأحمد [بن حنبل] [3] ، وغيرهم. وقالوا: خرف في آخره عمره. وأما أهل الشام فيقولون: إنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو

_ [1] هكذا في النسخ، وفي أسد الغابة: هو بسير بن أرطاة. وقيل: ابن أبى أرطاة، واسمه عمرو بن عويمر. وفي الإصابة: بسر بن أرطاة، أو ابن أبي أرطاة، وقال ابن حبان: من قال ابن أبى أرطاة فقد وهم. واسم أبى أرطاة عمير بن عويمر. [2] من م. [3] من م. (الاستيعاب ج 1- م 6)

أحد الذين بعثهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مددًا إلى عمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه أيضًا، فيمن ذكره فيهم قَالَ: كانوا أربعة، الزبير، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطاة، والأكثر يقولون: الزبير، والمقداد، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وهو أولى بالصواب إن شاء الله تعالى. ثم لم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر. ولبسر بن أرطاة عن النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ حديثان: أحدهما لا تقطع الأيدي في المغازي [1] . والثاني، في الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كان يقول: اللَّهمّ أحسن عاقبتنا في الأمور كلها. وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. وكان يحيى بن معين يقول: لا تصح له صحبة، وكان يقول فيه: رجل سوء. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كَانَ بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ رَجُلَ سَوْءٍ. وبهذا الإسناد عندنا تاريخ يحيى بن معين كله من رواية عباس عنه.

_ [1] الحديث في أسد الغابة: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تقطع الأيدي في السفر، وفي الإصابة: لا تقطع الأيدي في السفر. وفي هوامش الاستيعاب: في السيف. (ظهر الاستيعاب ج 1- م 6)

قَالَ أبو عمر رحمه الله: ذلك لأمور عظام ركبها في الإسلام فيما [1] نقله أهل الأخبار والحديث أيضًا [من] [2] ذبحه ابني عبيد الله بن العباس بن عَبْد المطلب، وهما صغيران بين يدي أمهما، وكان معاوية قد استعمله [3] على اليمن أيام صفين، وكان عليها عبيد الله بن العباس لعلي رضي الله عنه، فهرب حين أحس ببسر بن أرطاة ونزلها بسر، فقضى فيها هذه القضية الشنعاء، والله أعلم. وقد قيل: إنه إنما قتلهما بالمدينة، والأكثر على أن ذلك كان منه باليمن. قَالَ أبو الحسن [علي بن عمر] [4] الدار قطنى: بسر بن أرطاة أبو عَبْد الرحمن له صحبة، ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وهو الذي قتل طفلين لعبيد الله بن عباس بن عَبْد المطلب باليمن في خلافة معاوية، وهما عَبْد الرحمن وقثم ابنا عبيد الله بن العباس. وذكر ابن الأنباري عن أبيه، عن أحمد بن عبيد، عن هشام بن مُحَمَّد عن أبي مخنف، قَالَ: لما توجه بسر بن أرطاة إلى اليمن أخبر عبيد الله بن العباس بذلك، وهو عامل لعلىّ رضى الله عنه عليها، فهرب ودخل بسر

_ [1] في م: منها ما نقله. [2] من أسد الغابة. [3] في أسد الغابة: وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمين ليقتل شيعة على ويأخذ البيعة. فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالا شنيعة. وسار إلى اليمن، وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملا لعلى بن أبي طالب، فهرب عبيد الله فنزلها بسر ففعل فيها هذا. وقيل إنه قتلهما بالمدينة. والأول أكثر. [4] من م.

اليمن، فأتى بابني عبيد الله بن العباس، وهما صغيران فذبحهما، فنال أمهما عائشة بنت عَبْد المدان من ذلك أمر عظيم، فأنشأت تقول. ها من أحس بني اللذين هما ... كالدرتين تشظى [1] عنهما الصدف ها من أحسّ نبيّ اللذين هما ... سمعي وعقلي فقلبي اليوم مزدهف [2] حدثت بسرًا وما صدقت ما زعموا ... من قيلهم [3] ومن الإثم [4] الذي اقترفوا أنحى على ودجي ابني مرهفة ... مشحوذة وكذاك الإثم يقترف ثم وسوست، فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر، وتهيم على وجهها، وذكر تمام الخبر وذكر المبرد أيضًا نحوه. وقال أبو عمرو الشيباني: لما وجه معاوية بسر بن أرطاة الفهري لقتل شيعة علي رضي الله عنه قام إليه معن أو عمرو بن يزيد بن الأخنس السلمي، وزياد بن الأشهب الجعدي فقالا: يا أمير المؤمنين، نسألك باللَّه والرحم ألا تجعل [5] لبسر على قيس سلطانًا، فيقتل قيسًا بما قتلت بنو سليم من بني فهر وكنانة يوم دخل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مكة. فقال معاوية: يا بسر، لا إمرة لك على قيس. فسار حتى أتى المدينة، فقتل ابني عبيد الله

_ [1] تشظى: تفرق. [2] المزدهف: المستطار القلب من جزع أو حزن. وفي م: مختطف. ورواية اللسان: بل من أحسن بريمى اللذين هما [3] في ى: قتلهم. [4] في م: ومن الإفك. [5] في م: أن تجعل.

ابن العباس، وفر أهل المدينة، ودخلوا الحرة حرة بني سليم. وفي هذه الخرجة التي ذكر أبو عمرو الشيباني أغار بسر بن أرطاة على همدان، وقتل وسبى نساءهم، فكن أول مسلمات سبين في الإسلام، وقتل أحياء من بني سعد. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد بن علي، قال حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الله ابن يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَلامَةَ، أَبُو سَلامَةَ. عَنْ أَبِي الرَّبَابِ وَصَاحِبٌ لَهُ أَنَّهُمَا سَمِعَا أَبَا ذر رضى الله عنه [يدعو و] [1] يتعوّذ فِي صَلاةٍ صَلاهَا أَطَالَ قِيَامَهَا وَرُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قال: فَسَأَلْنَاهُ، مِمَّ تَعَوَّذْتَ؟ وَفِيمَ دَعَوْتَ؟ فَقَالَ: تَعَوَّذْتُ باللَّه من يوم البلاء وَيَوْمِ الْعَوْرَةِ. فَقُلْنَا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَّا يوم البلاء فَتَلْتَقِي فِتْيَانٌ [2] مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَأَمَّا يَوْمُ الْعَوْرَةِ فَإِنَّ نِسَاءً مِنَ الْمُسْلِمَاتِ لَيُسْبَيْنَ، فَيُكْشَفُ عَنْ سُوقِهِنَّ فَأَيَّتُهُنَّ كَانَتْ أَعْظَمَ سَاقًا اشُتْرِيَتْ عَلَى عِظَمِ سَاقِهَا. فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَلا يُدْرِكَنِي هَذَا الزَّمَانُ، وَلَعَلَّكُمَا تُدْرِكَانَهُ. قَالَ: فقتل عثمان، ثُمَّ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ إِلَى الْيَمَنِ، فَسَبَى نِسَاءَ مُسْلِمَاتٍ، فَأُقِمْنَ فِي السُّوقِ. وَرَوَى ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ لا أَشْهَدُ لأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى أَعْلَمُ مَا يَمُوتُ عَلَيْهِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ

_ [1] من م. [2] في ى: فئتان.

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَسْرَعُ انْقِلابًا مِنَ الْقِدْرِ إِذَا اسْتَجْمَعَتْ غَلْيًا [1] . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال حدثنا أبو محمد إسماعيل ابن عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ بِبَغْدَادَ فِي تَارِيخِهِ الْكَبِيرِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُؤْمِنِ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ: وَذَكَرَهُ زِيَادٌ أَيْضًا عَنْ عَوَانَةَ قَالَ: أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ بَعْدَ تَحْكِيمِ الْحَكَمَيْنِ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ فِي جَيْشٍ، فَسَارُوا مِنَ الشَّامِ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، وَعَامِلُ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ صَاحِبُ رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَفَرَّ أَبُو أَيُّوبَ وَلَحِقَ بِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَدَخَلَ بُسْرُ الْمَدِينَةَ، فَصَعَدَ مِنْبَرَهَا، فَقَالَ: أَيْنَ شَيْخِي الَّذِي عَهِدْتُهُ هُنَا بِالأَمْسِ؟ يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- ثُمَّ قَالَ: يا أهل الْمَدِينَةِ، وَاللَّهِ لَوْلا مَا عَهِدَ إِلَيَّ مُعَاوِيَةُ مَا تَرَكْتُ فِيهَا مُحْتَلِمًا إِلا قَتَلْتُهُ. ثُمَّ أَمَرَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِالْبَيْعَةِ لِمُعَاوِيَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى بَنِي سَلَمَةَ، فَقَالَ: مَا لَكُمْ عِنْدِي أَمَانٌ ولا مبايعة حتى تأتونى بِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. فَأُخْبِرَ جَابِرٌ، فَانْطَلَقَ حَتَّى جَاءَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال لها: ماذا ترين؟ فإنّي خَشِيتُ أَنْ أُقْتَلَ، وَهَذِهِ بَيْعَةُ ضَلالَةٍ. فَقَالَتْ: أَرَى أَنْ تُبَايِعَ، وَقَدْ أَمَرْتُ ابْنِي عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ أَنْ يُبَايِعَ. فَأَتَى جَابِرٌ بسرا فبايعه لمعاوية، وهدم بسر ورا بِالْمَدِينَةِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، وَبِهَا أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، فَخَافَهُ أَبُو مُوسَى عَلَى نفسه أن

_ [1] في ى: غليانه.

يَقْتُلَهُ فَهَرَبَ، فَقِيلَ ذَلِكَ لِبُسْرٍ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لأَقْتُلَهُ، وَقَدْ خَلَعَ عَلِيًّا وَلَمْ يَطْلُبْهُ. وكتب أبو موسى إلى اليمن: إن خيلا مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس، من أبي أن يقر بالحكومة. ثم مضى بسر إلى اليمن، وعامل اليمن لعلي رضي الله عنه عبيد الله بن العباس، فلما بلغه أمر بسر فر إلى الكوفة حتى أتى عليًا، واستخلف على اليمن عَبْد الله بن عَبْد المدان الحارثي، فأتى بسر فقتله وقتل ابنه ولقي ثقل [1] عبيد الله بن العباس وفيه ابنان صغيران لعبيد الله بن العباس، فقتلهما ورجع إلى الشام. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بن عثمان بن السكن، قال حدثنا محمد بْنُ يُوسُفَ، قَالَ حَدَّثَنَا الْبُخَارِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ [2] : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونَنِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ. قَالَ أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ قلت: نعم، فإني أشهد على أبي سعيد الخدري، سمعته وهو يزيد

_ [1] الثقل: متاع المسافر وحشمه [2] صحيح مسلم: 218

فيها: فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: فسحقًا سحقًا لمن غير بعدي. والآثار في هذا المعنى كثيرة جدًا. قد تقصيتها في ذكر الحوض في باب خبيب من كتاب التمهيد، والحمد للَّه. وروى شعبة عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إنكم محشورون إلى الله عز وجل عراة غرلا [1] ، فذكر الحديث. وفيه: فأقول: يا رب، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. ورواه سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ مثله. وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني قَالَ: قدم حرمي [2] بن ضمرة النهشلي على معاوية، فعاتبه في بسر بن أرطاة، وقال في أبيات ذكرها. وإنك مسترعى [3] وإنا رعية ... وكل سيلقى ربه فيحاسبه وكان بسر بن أرطأة من الأبطال الطّغاة، وكان مع معاوية بصفين، فأمره أن يلقى عليًا في القتال، وقال له: سمعتك تتمنى لقاءه فلو أظفرك

_ [1] الغزل: جمع الأغزل، وهو الأقلف (مسلم: 2194) . [2] في م: جزى. [3] ى: مسترع.

الله به وصرعته حصلت على دنيا وآخره، ولم يزل به يشجعه ويمنيه حتى رآه فقصده في الحرب فالتقيا فصرعه علي رضوان الله عليه، وعرض [له معه] [1] مثل ما عرض فيما ذكروا [لعلي رضي الله عنه] [2] مع عمرو بن العاص. ذكر ابن الكلبي في كتابه في أخبار صفين أن بسر بن أرطأة بارز عليًا رضي الله عنه يوم صفين، فطعنه علي رضي الله عنه فصرعه، فانكشف له، فكف عنه كما عرض له فيما ذكروا مع عمرو بن العاص، ولهم فيها أشعار مذكورة في موضعها من ذلك الكتاب، منها فيما ذكر ابن الكلبي والمدائني قول الحارث بن النضر السهمي. قَالَ الكلبي، وكان عدوا لعمرو وبسر: أفي كل يوم فارس ليس ينتهي ... وعورته وسط العجاجة باديه يكف لها عنه على سنانه ... ويضحك منه في الخلاء معاويه بدت أمس من عمرو فقنع رأسه ... وعورة بسر مثلها حذو حاذيه فقولا لعمرو ثم بسر ألا أنظرا ... سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه ولا تحمدا إلا الحيا وخصا كما ... هما كانتا والله للنفس واقيه ولولا هما لم ينجوا من سنانه ... وتلك بما فيها عن العود ناهيه متى تلقيا الخيل المشيحة [3] صبحة ... وفيها عليّ فاتركا الخبل ناحيه وكونا بعيدًا حيث لا تبلغ القنا ... نحوركما، إنّ التجارب كافيه

_ [1] من م وفي ى: وعرض على كرم الله وجهه معه مثل ما عرض. [2] من م. [3] في ى: المشجة.

(175) بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر الخزاعي

قَالَ أبو عمر: إنما كان انصراف علي رضي الله عنهما وعن أمثالهما من مصروع ومنهزم، لأنه كان يرى في قتال الباغين عليه من المسلمين ألا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح، ولا يقتل أسير، وتلك كانت سيرته في حروبه في الإسلام رضي الله عنه. وعلى ما روى عن علي رضي الله عنه في ذلك مذاهب فقهاء الأمصار في الحجاز والعراق إلا أنّ أبا حنيفة قَالَ: إن انهزم الباغي إلى فئة [من المسلمين [1]] اتبع، وإن انهزم إلى غير فئة لم يتبع. يعد بسر بن أرطأة في الشاميين، ولي [2] اليمن، وله دار بالبصرة. ومات بالمدينة وقيل: بل مات بالشام في بقية من أيام معاوية. (175) بسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر الخزاعي أسلم سنة ست من الهجرة، وبعثه النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ عينًا إلى قريش إلى مكة، وشهد الحديبية، وهو المذكور في حديث الحديبية من رواية الزهري عن عروة عن المسور ومروان قوله: حتى إذا كنا بغدير [3] الأشطاط لقيه عينه [4] الخزاعي، فأخبره خبر قريش وجموعهم. قالوا: هو بسر بن سفيان هذا. (176) بسر السلمي، ويقال المازني، نزل عندهم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأكل عندهم ودعا لهم، ولا أعرف له غير هذا الخبر، وهو والد عَبْد الله

_ [1] ليس في م. [2] في ى: وأتى. [3] في م: حتى إذا كان. [4] في الإصابة: حتى إذا كان بعسقان لقيه بسر بن سفيان الكعبي.

(177) بسر بن جحاش القرشي،

ابن بسر، لم يرو عنه غير ابنه عَبْد الله بن بسر، وليس من الصماء في شيء، يعد في أهل الشام. (177) بسر بن جحاش القرشي، هكذا ذكره ابن أبي حاتم في باب بسر. وقد تقدم ذكره في باب بشر، وهو الأكثر في اسمه. روى عنه جبير بن نفير. وقال أبو الحسن على بن عمر قطنى: هو بسر بن جحاش القرشي. ولا يصح فيه بشر . باب بشر (178) بشر بن البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي، من بني سلمة، قد تقدّم نسب أبيه، بابه [من هذا الكتاب] [1] . قَالَ ابن إسحاق: شهد بشر بن البراء العقبة وبدرًا وأحدًا والخندق، ومات بخيبر في حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة من أكلة أكلها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ من الشاة التي سم فيها. قيل: إنه لم يبرح من مكانه حين أكل منها حتى مات. وقيل: بل لزمه وجعه ذلك سنة ثم مات منه، وكان من الرماة المذكورين من الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين واقد ابن عبد الله [2] التميمي، حليف بن عدي، وهو الذي قَالَ فيه رسول الله

_ [1] من م. [2] في الإصابة: واقد بن عمرو التميمي.

صلى الله عليه وَسَلَّمَ حين سأل [1] بني سلمة [2] ، من سيدكم؟ قالوا: الجدّ من قيس، على بخل فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: وأي داء أدوأ من البخل، بل سيد بني سلمة الأبيض الجعد بشر بن البراء، هكذا ذكره ابن إسحاق. وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن ابن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ قَالَ: بِمَ سَوَّدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزُنُّهُ [3] بالبخل فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ؟ قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ هَكَذَا وَقَعَ فِي هَذَا الْخَبَرِ لبني ساعدة، وإنما هو لِبَنِي سَارِدَةَ، لأَنَّهُ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ بْنِ سعد ابن [4] عَدِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَرَوَى أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلَهُ وَذَكَرَهُ ابْنُ عَائِشَةَ أَيْضًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَلَمَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ فَقَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ. فَقَالَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ الْبُخْلِ! سَيِّدُكُمُ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وقد ذكرنا حبره في باب عمرو بن الجموح، والنفس إلى ما قاله الزهري

_ [1] في ى: قال ابن سلمة. [2] العبارة في أسد الغابة: قال فيه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قَالُوا: الجد بن قيس: وفي الإصابة: يا بنى نضلة. [3] نزنه: نتهمه. [4] في م: بن على.

(179) بشر بن الحارث بن قيس بن عدى بن سعيد [1] بن سهم القرشي السهمي.

وابن إسحاق أميل، وهما أجل أهل هذا الشأن وشيوخ العلم به، والله أعلم (179) بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد [1] بن سهم القرشي السهمي. [قَالَ أبو عمر: هو من ولد سهم بن سعد لا سعيد بن سهم [2]] ، كان من مهاجرة الحبشة هو وأخواه الحارث بن الحارث بن قيس ومعمر بن الحارث ابن قيس. (180) بشر بن عَبْد الله الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج، قتل يوم اليمامة شهيدا. قَالَ مُحَمَّد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال فيه بشير. (181) بشر بن عبد، سكن البصرة، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فسمعه يقول: إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له. لم يرو عنه غير ابنه عفان فيما علمت. (182) بشر بن سحيم بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري، روى عنه نافع بن جبير بن مطعم حديثًا واحدًا. عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في أيام التشريق أنها أيام أكل وشرب. لا أحفظ

_ [1] في ى: سعد والمثبت من م، والإصابة. [2] ما بين القوسين ليس في م، وهو في هوامش الاستيعاب.

(183) بشر بن معاوية البكائي ثم الكلابي،

له غيره ويقال فيه بشر بن سحيم البهزي [1] وقال الواقدي: بشر بن سحيم الخزاعي، كان ينزل كراع الغميم وضجنان، والغفاري في شر أكثر. (183) بشر بن معاوية البكائي ثم الكلابي، قدم مع أبيه معاوية بن ثور وافدين على النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وقد ذكرت خبره بتمامه في باب معاوية. (184) بشر بن عصمة المزني، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خزاعة مني وأنا منهم. روى عنه كثير بن أفلح، مولى أبى أيوب، وفي إسناده شيخ مجهول لا يعرف. (185) بشر الثقفي، ويقال بشير روت عنه حفصة بنت سيرين (186) بشر الغنوي، ويقال الخثعمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: لتفتحنّ القسطنطينية، فنعم لأمير أميرها، ونعم الجيش ذلك الجيش! قَالَ: فدعاني مسلمة فسألني عن هذا الحديث فحدثته، فغزا تلك السنة. إسناده حسن لم يرو عنه غير ابنه عبيد الله بن بشر. (187) بشر السلمي، ويقال بسر، ويقال بشير، كل [2] ذلك ذكر فيه الثقات، هكذا على الاختلاف، روى عنه ابنه رافع لم يرو عنه غيره، حديثه «تخرج نار ببصرى تضيء منها أعناق الإبل» . الحديث بتمامه.

_ [1] في ى: النهري، والمثبت من م وأسد الغابة، وفي الإصابة: ويقال النهراني. [2] في الإصابة: وقيل بفتح أوله وزيادة ياء، وقيل بضم أوله، وقيل بالضم ومهملة ساكنة.

(188) بشر بن الحارث،

(188) بشر بن الحارث، وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد أحدًا هو وأخواه مبشر وبشير، فأما بشير فهو الشاعر، وكان منافقا يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد مع أخويه بشر ومبشر أحدًا وكانوا أهل حاجة: فسرق بشير من رفاعة بن زيد درعه، ثم ارتد في شهر ربيع الأول من سنة أربع من الهجرة، ولم يذكر لبشر [هذا] [1] نفاق والله أعلم. وقد ذكر فيمن شهد أحدًا مع النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ. (189) بشر بن جحاش [2] ، ويقال بسر، وهو الأكثر، وهو من قريش، لا أدري من أيهم، سكن الشام. ومات بحمص، روى عنه جبير بن نفير، قَالَ علي بن عمر [3] الدار قطنى: هو بسر، ولا يصحّ بشر. (190) بشر بن قدامة الضبابي. روى عنه عَبْد الله بن حكيم. (191) بشر بن عقربة الجهني، يكنى أبا اليمان ويقال بشير. وقد ذكرناه في باب بشير أيضًا. (192) بشر بن عاصم الثقفي هكذا قول أكثر أهل العلم، إلا ابن رشد بن

_ [1] من م. [2] في الإصابة: بكسر الجيم بعدها مهملة خفيفة. ويقال بفتحها بعدها مثقلة وبعد الألف. معجمة. وفي م: ضبطت بالفتح والتشديد. [3] في ى: بن عمير. وهو تحريف.

باب بشير

فإنه ذكره في كتابه في الصحابة، فقال المخزومي، ونسبه فقال: بشر بن عاصم ابن عَبْد الله بن عمر [1] بن مخزوم قَالَ أبو عمر رحمه الله: له حديث واحد، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: الجائر من الولاة تلتهب به النار التهابًا، في حديث ذكره اختصرته، رواه عنه أبو هلال مُحَمَّد بن سليم الراسبي، ذكره ابن أبي شيبة وغيره. وذكر ابن أبي حاتم قَالَ: بشر بن عاصم، له صحبة روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة: سمعت أبى يقول ذلك. وقال: لم يذكره عن أبي وائل عن بشر بن عاصم غير سويد بن عَبْد العزيز . باب بشير (193) بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس [2] بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، يكنى أبا النعمان بابنه النعمان، شهد العقبة، ثم شهد بدرًا هو وأخوه سماك بن سعد، وشهد بشير أحدًا والمشاهد بعدها، ويقال: إن أول من بايع أبا بكر الصديق يوم السقيفة من

_ [1] في ى: بشر عاصم بن عمر بن عبد الله. والمثبت من م. [2] في ى: خلاص. وهو تحريف. والمثبت من م. وفي هامش تهذيب التهذيب: هو بضم الجيم وتخفيف اللام آخره مهملة كما في التقريب وزاد في هامش الخلاصة قال في جامع الأصول: ثعلبة بن خلاس- بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام والسين المهملة. وفي الإصابة: جلاس- بضم الجيم مخففا. وضبطه الدار قطنى. وفي هوامش الاستيعاب بفتح الخاء المعجمة وتثقيل اللام.

(194) بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفرى،

الأنصار بشير بن سعد هذا، وقتل وهو مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبى بكر رضى الله عنهم يعدّ من أهل المدينة. وروى عنه ابنه النعمان بن بشير، وروى عنه جابر بن عَبْد الله، ومن حديث جابر أيضًا قَالَ. سمعت عَبْد الله بن رواحة يقول لبشير بن سعد: يا أبا النعمان، في حديث ذكره. (194) بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد أحدًا والخندق والمشاهد بعدها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم جسر أبي عبيد ذكره الطبري ويعرف بشير بن عنبس هذا بفارس الحواء باسم فرس له [1] . (195) بشير بن عَبْد المنذر، أبو لبابة الأنصاري، من الأوس، غلبت عليه كنيته، واختلف في اسمه، فقيل رفاعة بن عَبْد المنذر. وقيل بشير بن عَبْد المنذر، وسيأتي ذكره مجودًا في الكنى إن شاء الله تعالى. (196) بشير بن الخصاصية السدوسي، والخصاصية أمه، وهو بشير بن معبد السدوسي، كان اسمه في الجاهلية زحما، فقال له رسول الله صلى عليه وَسَلَّمَ: أنت بشير. وقد اختلف في نسبه، فقيل بشير بن يزيد [2] بن ضباب بن سبع [3]

_ [1] في الإصابة: «ونقل ابن ماكولا عن ابن القداح أنه سماه نسيرا- بضم النون وفتح المهملة. وهو عندي أثبت» . [2] في أسد الغابة: بن يزيد بن معبد بن ضباب. [3] في ى: صبع. والمثبت من م، وأسد الغابة.

(197) بشير بن الحارث،

ابن سدوس وقيل بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباب [1] بن سدوس بن شيبان. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث صالحة. روى عنه بشير بن نهيك، قَالَ قتادة: هاجر من بكر بن وائل أربعة رجال: رجلان من بني سدوس: أسود بن عَبْد الله من أهل اليمامة، وبشير ابن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من النمر بن قاسط، وفرات بن حيان من بني عجل. [قَالَ ابن دريد جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية، وقد حدثت جهدمة عن زوجها عن النبي صلى الله عليه وسلم [2]] . (197) بشير بن الحارث، روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، روى عنه الشعبي. ذكره ابن أبي حاتم (198) بشير بن معبد الأسلمي، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أحاديث منها حديثه في الثوم من أكله فلا يناجينا. هو جد مُحَمَّد بن بشر [3] بن بشير الأسلمي روى عنه ابنه [بشر بن] [4] بشير، وهو القائل: إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا [5] . (199) بشير بن أبي زيد الأنصاري. قَالَ الكلبي. استشهد أبوه أبو زيد

_ [1] قال في الإصابة: وقال في نسبه بدل ضبارى ضباب. وهو تصحيف. وفي هامش م: إنما هو ضبارى. [2] ما بين القوسين ليس في م. [3] في ى: بشير. [4] الزيادة من م. [5] في م: إنا نأخذ الخير بأيماننا.

(200) بشير بن عمرو بن محصن،

يوم أحد، وشهد بشير بن أبي زيد وأخوه وداعة بن أبي زيد صفين مع علي رضي الله عنه. (200) بشير بن عمرو بن محصن، أبو عمرة الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل صفّين، وقد اختلف في اسم أبي عمرة الأنصاري هذا والد عَبْد الرحمن بن أبي عمرة. وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. (201) بشير بن عبد الله الأنصاري من بى الحارث بن الخزرج قتل يوم اليمامة شهيدا قَالَ مُحَمَّد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب. ويقال فيه بشر وقد ذكرناه في باب بشر. (202) بشير الغفاري، حديثه عند أبي يزيد [المدني] [1] عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في رد الجمل الشرود في البيع إذا لم يبين به. وفيه تفسير قول الله تعالى [2] : يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ 83: 6 قَالَ: مقداره ثلاثمائة سنة من أيام الدنيا حديث حسن، رواه عنه أبو هريرة. وقيل إنه كان لبشير هذا مقعد من رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يخطئه (203) بشير بن عقربة الجهني، ويقال بشر، والأكثر بشير، ويقال الكناني، يكنى أبا اليمان، ويعرف بالفلسطيني له صحبة، ولأبيه عقربة صحبة، استشهد أبوه مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات هو بعد سنة خمس وثمانين. حديثه عند [3] الشاميين. رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ ضَمْضَمِ بن زرعة عن

_ [1] ليس في م. [2] سورة المطففين، آية 6 [3] في ى: في.

(204) بشير بن عمرو

شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ قَالَ لِبَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ يَوْمَ قَتْلِ عمرو ابن سعيد بن العاصي: يَا أَبَا الْيَمَانِ، قَدِ احْتَجْنَا إِلَى كَلامِكَ فَقُمْ فَتَكَلَّمْ. فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ رَاءَى [1] اللَّهُ بِهِ وَسَمَّعَ وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ عَنْ بَشِيرِ بْنِ عَقْرَبَةَ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله. وَرَوَى أيضًا عَبْد الله بن عوف قَالَ: أصيب أبي يوم أحد، فمر بي النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأنا أبكي، فقال: أما ترضى أن تكون عائشة أمك وأكون أنا أباك؟ (204) بشير بن عمرو ولد في عام الهجرة قَالَ بشير: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابن عشر سنين. وروى عنه أنه كان عريف قومه زمن الحجاج. وتوفي سنة خمس وثمانين. (205) بشير السلمي: ويقال بشير بالضم، والله أعلم روى عنه ابنه حديثًا واحدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوشك أن تخرج نار تضيء لها أعناق الإبل ببصرى، تسير بسير بطيء الإبل، تسير النهار، وتقوم الليل. تغدو وتروح، يقال: غدت النار أيها الناس فاغدوا. قالت النار فقيلوا، راحت النار فروحوا من أدركته أكلته. (206) بشير بن أنس بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة الأنصاري، شهد أحدا.

_ [1] في الإصابة: وقفه الله موقف رياء وسمعة. وفي أسد الغابة: من قام مقاما يراني فيه الناس أقامه الله عز وجل يوم القيامة مقام رياء وسمعة.

(208) بشير بن أبى مسعود الأنصاري.

(207) بشير بن جابر بن غراب. وقيل ابن عراب بن عوف بن ذؤالة العتكي وقيل الغافقي ذكره حفيد يونس فيمن شهد فتح مصر وقال له صحبه، وليس له رواية [1] . (208) بشير بن أبي مسعود الأنصاري. واسم أبي مسعود عقبة بن عمرو، وقد نسبناه في باب أبيه [2] من هذا الكتاب، [رأى النبي صلى الله عليه وسلم صغير، وشهد صفين مع علي كرم الله وجهه] [3] . (209) بشير بن يزيد الضبعي، أدرك الجاهلية [له صحبة] [4] . وروى عنه أشهب الضبعي. وقال خليفة بن خياط فيه مرة: يزيد بن بشير، والصحيح عنه وعن غيره بشير بن يزيد. أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله ابن يُونُسَ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الأَشْهَبُ الضُّبَعِيُّ عَنْ بشير بن زيد الضُّبَعِيِّ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم ذِي قَارٍ الْيَوْمَ أَوَّلُ يَوْمٍ انْتَصَفَتْ فِيهِ العرب من العجم. (210) بشير الحارثي، أحد بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ: قدم بشير الحارثي هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: مرحبًا بك ما اسمك؟ قَالَ: أكبر. قَالَ: بل أنت بشير. روى عنه ابنه عصام بن بشير.

_ [1] في الإصابة ضبطه ابن السماني بتحتانية ثم مهملا مصغرا. [2] في ى: وقد نسبناه في بابه. [3] ليس في م. [4] من م.

باب بكر

باب بكر (211) بكر بن أمية الضمري، أخو عمرو بن أمية، حديثه عند مُحَمَّد بن إسحاق، عن الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية عن أبيه عن عمه بكر بن أمية، له صحبة. (212) بكر بن مبشر بن خير [1] الأنصاري، قيل: إنه من بني عبيد روى [2] عنه إسحاق بن سالم، وأنيس بن أبي يحيى. يعد في أهل المدينة ، باب بلال (213) بلال بن رباح المؤذن، يكنى أبا عَبْد الله، وقيل أبا عَبْد الكريم وقيل أبا عَبْد الرحمن وقال بعضهم: يكنى أبا عمرو [3] ، وهو مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، اشتراه بخمس أواق، وقيل بسبع أواق، وقيل بتسع أواق ثم أعتقه، وكان له خازنا، ولرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مؤذنًا، شهد بدرًا وأحدًا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب. وقيل: بل آخي بينه وبين أبي رويحة الخثعمي. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ زرّ، عن عبد الله قال:

_ [1] في تهذيب التهذيب: بكر بن مبشر بن حبر. وفي هامشه: في التجريد: بكر بن مبشر بن خير الأنصاري. [2] في الإصابة: لم يرو عنه إلا إسحاق بن سالم. وإسحاق لا يعرف. [3] في ى: أبا عمر، والمثبت من م.

كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ سبَعَةٌ: رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَصُهَيْبٌ، وَبِلالٌ، وَالْمِقْدَادُ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرُعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلا وَقَدْ أَتَاهُمْ [1] عَلَى مَا أَرَادُوا إِلا بِلالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يقول: أحد أحد. وروى مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإسلام سبعة، فذكر معنى حديث ابن مسعود، إلا أنه لم يذكر المقداد، وذكر موضعه خبابًا، وذكر في سمية ما لم يذكر في حديث ابن مسعود، وزاد في خبر بلال أنهم كانوا يطوفون به والحبل في عنقه بين أخشبي مكة. قَالَ ابن إسحاق: كان بلال [2] مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه لبعض بنى جمح، مولدًا من مولديهم، قيل [من] مولدي مكة. وقيل من مولدي السراة، واسم أبيه رباح، واسم أمه حمامة، وكان صادق الإسلام طاهر القلب وقال المدائني: كان بلال من مولدي السراة. مات بدمشق، ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وعشرين وقيل: توفي وهو ابن سبعين سنة. ويقال: كان ترب [3] أبي بكر الصديق رضي الله عنه،

_ [1] في م: وأتاهم. [2] في تهذيب التهذيب: كان بلال ترب أبى بكر. [3] في ى: يرث، وهو تحريف طبعي. والمثبت من م.

وله أخ يسمى خالدًا، وأخت تسمى غفرة [1] . وهي مولاة عمر بن عَبْد الله مولى غفرة المحدث المصري. وكان فيما ذكروا آدم شديد الأدمة، نحيفًا طوالا أجنى خفيف العارضين. روى عنه عَبْد الله بن عمر وكعب [2] بن عجرة، وكبار تابعي المدينة والشام والكوفة. وقال علي بن عمر: روى عن بلال جماعة من الصحابة، منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر، وكعب ابن عجرة والبراء بن عازب وغيرهم رضي الله عنهم. وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قَالَ: بلغني أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لبلال: إني دخلت الجنة، فسمعت فيها خشفًا [3] أمامي قَالَ: والخشف: الوطء والحس، فقلت: من هذا؟ قيل: بلال. قَالَ: فكان بلال إذا ذكر ذلك بكى. وَذَكَر ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ شَيْخٍ يُقَالُ لَهُ الْحَفْصِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَذَّنَ بِلالٌ حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَذَّنَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيَاتَهُ، وَلَمْ يُؤَذِّنْ فِي زَمَنِ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُؤَذِّنَ؟ قَالَ: إِنِّي أَذَّنْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حتى

_ [1] غفيرة في الإصابة. [2] في ى: عبد الله بن عمرو بن كعب بن عجرة. وهو تحريف. [3] في النهاية: الخشف: الحس والحركة.

قُبِضَ، لأَنَّهُ كَانَ وَلِيَّ نِعْمَتِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يَا بِلالُ، لَيْسَ عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَخَرَجَ مُجَاهِدًا. ويقال: إنه أذن لعمر إذ دخل الشام مرة، فبكى عمر وغيره من المسلمين. حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن بكر [1] ، قال حدثنا أبو داود، قال: قُرِئَ عَلَى سَلَمَةَ بْنِ شَبِيبٍ وَأَنَا شَاهِدٌ. قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَذَكَرَ بِلالا فَقَالَ: كَانَ شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ وَكَانَ يُعَذَّبُ عَلَى دِينِهِ. فَإِذَا أَرَادَ الْمُشْرِكُونَ أَنْ يُقَارِبَهُمْ قَالَ: اللَّهُ اللَّهُ. قال: فلقى النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: لو كان عندنا مال اشترينا بلالا قال: فلقى أبو بكر العبّاس بن عبد المطلب، فقال له: اشتر لي بِلالا. فَانْطَلَقَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ لِسَيِّدَتِهِ: هَلْ لَكِ أن تبيعيني عَبْدَكِ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَفُوتَكَ خَيْرُهُ وَتُحْرَمِي منه؟ قَالَتْ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ! إِنَّهُ خَبِيثٌ، وَإِنَّهُ [2] قَالَ: ثُمَّ لَقِيَهَا فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَاشْتَرَاهُ الْعَبَّاسُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ، فَكَانَ يُؤَذِّنُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: بَلْ تَكُونُ عِنْدِي. فَقَالَ إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِنَفْسِكَ فَاحْبِسْنِي، وَإِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي للَّه عَزَّ وَجَلَّ فَذَرْنِي أَذْهَبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَقَالَ: اذْهَبْ. فَذَهَبَ إِلَى الشام فكان بها حتى مات.

_ [1] في م: بكير- بالتصغير. [2] في أسد الغابة: وإنه. وإنه.

وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن بكر، قال حدثنا أبو داود، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: اشْتَرَى أبو بكر بلالا وهو مدفون بالحجارة. وأخبرنا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ. قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أبى هند قال: كان بلال لأيتام أَبِي جَهْلٍ [1] ، وَأَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ لِبِلالٍ: وَأَنْتَ أَيْضًا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ؟ قَالَ: فَأَخَذَهُ فَبَطَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَسَلَقَهُ فِي الشَّمْسِ، وَعَمَدَ إِلَى رَحًى فَوَضَعَهَا عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ. قَالَ: فَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلا كَانَ لَهُ صَدِيقًا، قَالَ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لِي بِلالا. وَذَكَرَ مَعْنَى خَبَرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ إِلَى قَوْلِهِ: فَأَعْتَقَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَ ذَلِكَ. وكان أمية بن خلف الجمحي ممن يعذب بلالا، ويوالي عليه العذاب والمكروه، فكان من قدر الله تعالى أن قتله بلال يوم بدر على حسب ما أتى [2] من ذلك في السير، فقال فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبياتًا، منها قوله: هنيئا زادك الرحمن خيرا ... فقد أدركت ثارك يا بلال

_ [1] في ى: أبى جميل. [2] في م: ما أتى به من ذلك.

(215) بلال بن [1] الحارث بن عصم [2] بن سعيد بن قرة المزني،

(214) بلال بن مالك المزني، بعثه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى بني كنانة فأشعروا به فلم يصب منهم إلا فرسًا واحدًا، وذلك في سنة خمس من الهجرة. (215) بلال بن [1] الحارث بن عصم [2] بن سعيد بن قرة المزني، مدني، وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد مزينة سنة خمس من الهجرة، وسكن موضعًا يعرف بالأشعر وراء المدينة، يكنى أبا عَبْد الرحمن، وكان أحد من يحمل ألوية مزينة يوم الفتح توفي سنة ستين في آخر خلافة معاوية رحمه الله، وهو ابن ثمانين سنة. روى عنه ابنه الحارث بن بلال وعلقمة بن وقاص : (216) بلال، رجل من الأنصار، ولاه عمر بن الخطاب عمان، ثم عزله، وضمها إلى عثمان بن أبى العاصي، لا أقف على نسبه في الأنصار، وخبره هذا مشهور.

_ [1] في هامش م: قال المالكي: شهد بلال بن أبى بردة غزو إفريقية وفتحها مع عبد الله بن سعد. وقال: ذكر الواقدي قال حدثنا كثير بن عبد الله قال: كانت مزينة في غزو إفريقية أربعمائة وكان لواؤهم على حدة، يحمله بلال بن الحارث المزني. [2] في ى. عاصم، والمثبت من م والإصابة.

باب الأفراد في الباء

باب الأفراد في الباء (217) بصرة بن أبي بصرة الغفاريّ، [له] [1] ولأبيه صحبة، وهما معدودان فيمن نزل مصر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، واختلف في اسم أبي بصرة على ما نذكره في بابه من الكنى في هذا الكتاب. وَأَمَّا حَدِيثُ مَالِكٍ فِي الْمُوَطَّإِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْهَادِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ [بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ] [2] عَنْ أَبِي سَلَمَةَ [بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ] [2] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: [خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ] [3] فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ. فَقَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ.. الْحَدِيثَ. فَإِنَّ هَذَا [4] الْحَدِيثَ لا يُوجَدُ هَكَذَا إِلا فِي الْمُوَطَّإِ لَبَصْرَةَ بْنِ أَبِي بَصْرَةَ، وَإِنَّمَا الْحَدِيثُ لأَبِي هُرَيْرَةَ فَلَقِيتُ أَبَا بَصْرَةَ يَعْنِي أَبَاهُ. هَكَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أَبِي هُرَيْرَةَ. وكذلك رواه سعيد بن المسيب وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة، كلّهم بقول فيه [فلقيت] [5] أبا بصرة، وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهادي، والله أعلم. وقد ذكرنا ذلك مما ينبغي من ذكره في التمهيد. ويقال: إن عزة صاحبة كثير بنت أبيه، والله أعلم.

_ [1] من م. [2] من م. [3] من أسد الغابة. [4] من م. [5] من م.

(217) بريدة الأسلمي

(217) بريدة الأسلمي هو بريدة بن الحصيب [1] بن عبد الله بن الحارث ابن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر، يكنى أبا عَبْد الله، وقيل يكنى أبا سهل، وقيل أبا الحصيب، وقيل يكنى أبا ساسان، والمشهور أبو عَبْد الله، أسلم قبل بدر، ولم يشهدها وشهد الحديبية، فكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لما هاجر من مكة إلى المدينة وانتهى إلى الغميم أتاه بريدة بن الحصيب، فأسلم هو ومن معه، وكانوا زهاء ثمانين بيتًا فصلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العشاء فصلوا خلفه ثم رجع بريدة إلى بلاد قومه، وقد تعلم شيئًا من القرآن ليلتئذ، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بعد أحد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية، وكان من ساكني المدينة ثم تحول إلى البصرة، ثم خرج منها إلى خراسان غازيا فمات بمرو في إمرة يزيد بن معاوية، وبقي ولده بها رضي الله عنه. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ لا يَتَطَيَّرُ، وَلَكِنْ يَتَفَاءَلُ فَرَكِبَ بُرَيْدَةُ فِي سَبْعِينَ رَاكِبًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، فَتَلَقَّى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: من أنت؟ قال: أنا نريدة. فَالْتَفَتَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، بَرَدَ أَمْرُنَا وَصَلُحَ، ثُمَّ قَالَ لِي: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنْ أسلم.

_ [1] في ى: الخصيب- بالخاء المعجمة. وهو تحريف.

(218) بجاد

قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: سَلِمْنَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مِنْ بَنِي مَنْ؟ قُلْتُ: مِنْ بَنِي سَهْمٍ؟ قَالَ: خَرَجَ سَهْمُكَ. وَرَوَى الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُقَاتِلٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ خالد، عن عبد الله بن مسلم الأسلمي، من أهل مرو قال: سمعت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ يَقُولُ: مَاتَ وَالِدِي بِمَرْوَ، وَقَبْرُهُ بِالْحِصْنِ [1] ، وَهُوَ قَائِدُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ ونورهم، لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِي بِبَلْدَةٍ فَهُوَ قائدهم ونورهم يوم القيامة. (218) بجاد ويقال بجار بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي، قتل يوم اليمامة شهيدًا في صحبته نظر، وأخواه جابر وعويمر ابنا السائب قتلا يوم بدر كافرين، وليسا في كتاب موسى بن عقبة، وأخوهم عائذ بن السائب، أسر يوم بدر كافرًا. وقد قيل: أسلم وصحب النبيّ صلى الله عليه وسلم. (219) برّ بن عبد الله، ويقال برير بن عَبْد الله، أبو هند الداري وهو بر بن عَبْد الله بن رزين بن عميث بن ربيعة بن دراع [2] بن عدي بن الدار ابن هاني بن حبيب بن نمازة بن لخم، ويقال: بل اسم أبي هند الداري الطيب، والأول أشهر. وقيل: إن له ابنًا يسمى الطيب بن بر. وقيل: إن أخاه يقال له الطيب، سماه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم.

_ [1] هكذا في ى. وفي م: الحصين. وفي هامش م: قال الدار قطنى: وهو مقبرة بمرو ودفن فيها غير واحد من الصحابة والتابعين. [2] في ى: ذراع.

وقال البخاري رحمه الله: بر [1] بن عَبْد الله، أبو هند الداري أخو تميم الداري، كان بالشام، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا مما غلط فيه البخاري غلطًا لا خفاء به عند أهل العلم بالنسب، وذلك أن تميمًا الداري ليس بأخ لأبي هند الداري، وإنما يجتمع [2] أبو هند وتميم في درّاع بن عدي ابن الدار، وتميم الداري هو تميم بن أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة [3] ابن دراع، وكان ربيعة جد أبي هند وجذيمة جدّ تميم أخوين وهما ابنا دراع ابن عدىّ بن الدار بن هاني بن حبيب بن نمازه بن لخم، وهو مالك بن عدي ابن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ، هكذا نسبهما ابن الكلبي وخليفة [بن خياط] وجماعتهم مخرج حديث أبي هند الداري عن الشاميين. رَوَى عَنْهُ مَكْحُولٌ وَابْنُهُ زِيَادُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. مِنْ حَدِيثِهِ الَّذِي لا يُوجَدُ إِلا عِنْدَ ولده ما رواه أحمد ابن عُمَيْرِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زياد بن فايد [4] بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي زِيَادٍ عَنْ أَبِيهِ فَائِدٍ عَنْ جَدِّهِ زِيَادِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي وَيَصْبِرْ عَلَى بَلائِي فَلْيَلْتَمِسْ ربّا سوائي. وليس هذا الإسناد بالقوى.

_ [1] في م: برير. [2] في أسد الغابة: وإنما يجتمع هو وأبو هند. [3] في ى: خزيمة. ونراه تحريفا. [4] في ى: قائد. والمثبت من م.

(220) بشير [بن عبد الله] [1] السلمى الحجازي،

(220) بشير [بن عَبْد الله] [1] السلمي الحجازي، له صحبة. روى عنه ابنه رافع بن بشير. ذكره ابن أبي حاتم [2] عن أبيه. (221) بهير [3] بن الهيثم بن عامر [4] بن بابي الحارثي الأنصاري. شهد العقبة وأحدًا مع النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، ذكره الطبري [في كتابه] [5] . (222) بنة الجهني، ويقال نبيه [6] روى عنه جابر بن عَبْد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تعاطوا السيف مسلولا. كذا قَالَ فيه قوم عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن بنة الجهني أخبره الحديث. وَقَالَ فِيِه ابْنُ وَهْبٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أبي الزبير عن جابر أن نبيها الجهني أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى قَوْمٍ فِي مَجْلِسٍ أَوْ فِي مَسْجِدٍ يَسُلُّونَ سَيْفًا بَيْنَهُمْ وَيَتَعَاطَوْنَهُ غَيْرَ مَغْمُودٍ، فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ مَنْ يَفْعَلُ هَذَا، أو لم أَزْجُرْكُمْ عَنْ هَذَا إِذَا سَلَلْتُمُ السَّيْفَ فَلْيَغْمِدْهُ الرَّجُلُ ثُمَّ لِيُعْطِهِ ذَلِكَ. وابن وهب أثبت الناس في ابن لهيعة، ولا يقاس به غيره فيه. وهو حديث انفرد به ابن لهيعة، لم يروه غيره بهذا الإسناد، والله أعلم. وذكر عباس عن ابن معين أنه سئل عن هذا الحديث فقال: إنما هو نبيه كما قَالَ ابن وهب قَالَ: وكذلك هو في كتبهم كلهم، والحديث حدثناه

_ [1] من م. [2] في م: أبى حازم. [3] في هامش م، نهير أيضا. وفي الإصابة: ويقال بالنون. [4] في ى: من بابي. وفي أسد الغابة: من بنى بابي. [5] من م. [6] في تهذيب التهذيب: قلت: وقد اختلف الأئمة في ضبطه، فذكره البغوي في الياء الموحدة. وذكره ابن السكن في الياء الأخيرة وذكره عباس الدوري عن ابن معين في النون. قال أبو عمر: هي رواية ابن وهب عن ابن لهيعة، وهي أرجع الروايات.

(223) بيرح بن أسد الطاحى،

عَبْد الرحمن بن يحيى قَالَ حَدَّثَنَا علي بن مُحَمَّد، قَالَ حَدَّثَنَا أحمد بن داود، حَدَّثَنَا سحنون، حَدَّثَنَا ابن وهب، فذكره. (223) بيرح بن أسد الطاحي، قدم المدينة بعد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بأيام، وقد كان رآه، جرى ذكره في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة أرض عمان. (224) بحر- بضمتين- بن ضبع [1] الرعيني، وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشهد فتح مصر واختط بها. قَالَ حفيد يونس: وخطته معروفة برعين، ومن ولده أبو بكر السمين بن مُحَمَّد بن بحر، ولي مراكب دمياط سنة إحدى ومائة في خلافة عمر ابن عَبْد العزيز، ومن ولده أيضًا مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر الشاعر، وكان فصيحا بليغا، وهو القائل يمدح جدّه: وجدّى الّذي عاطى الرسول يمينه ... وخبت [2] إليه من بعيد رواحله ذكر ذلك كله حفيد يونس [صاحب التاريخ المصري] [3] . (225) بهز، روى على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يشرب مصًا، ويتنفس [في الإناء] [4] ثلاثًا. روى عنه سعيد بن المسيب [ولم ينسبه] [5] ، ولم يرو عنه غيره، وإسناد حديثه ليس بالقائم.

_ [1] في ى: ضبيع. وفي م: صبيع. وفي تاج العروس بحر بن ضبع- بضمتين فيهما. وكذلك في الإصابة. [2] في م: وحنت. [3] من م. [4] ليس في م. [5] من م. (الاستيعاب ج 1- م 7)

(226) بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة [1] [بن زيد] [2] بن عمرو بن سعد ابن ذبيان الذبياني ثم الأنصاري،

(226) بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة [1] [بن زيد] [2] بن عمرو بن سعد ابن ذبيان الذبياني ثم الأنصاري، حليف لبني طريف ابن الخزرج. ويقال بسبس بن بشر [3] ، حليف الأنصار، شهد بدرًا، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عدىّ بن أبى الرغباء ليعلما علم عير أبي سفيان بن حرب، ولبسبس هذا يقول الراجز: أقم لها صدورها يا بسبس. (227) بحاث [4] بن ثعلبة بن خزمة [5] بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك البلوي. من بني فران [6] بن بلي، حليف لبني عوف بن الخزرج، شهد بدرًا وأحدًا هو وأخوه عَبْد الله بن ثعلبة، هكذا قَالَ ابن الكلبي بحاث، ونسبه في بلي من قضاعة. وقال الدارقطني: وقال فيه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق بحاب بن ثعلبة، بن خزمة، وذكره مع أخيه عبد الله بن ثعلبة بن خزمة فيمن شهد بدرًا. قَالَ أبو عمر رحمه الله القول عندهم قول ابن الكلبي، والله أعلم وقد قيل في بحاب هذا نحاب من النحيب.

_ [1] في ى: حرسة. وهو تحريف. والمثبت من م، وأسد الغابة. [2] ليس في م. [3] في ى: بسر. والمثبت من م. [4] في الإصابة: بحاث- بوزن فعال وبالحاء المهملة، وآخره مثلثة، لكن سماه ابن إسحاق نحاب- بنون أوله وبموحدة آخره. [5] في ى: حزمة. وفي أسد الغابة: خرمة. والمثبت من م، وفي هوامش الاستيعاب: بالتحريك وبسكون الزاى. [6] في ى: قران. وهو تحريف. (ظهر الاستيعاب ج 1- م 7)

(228) بحراة [2] بن عامر،

(227) وأخوهما: يزيد بن ثعلبة خزمة بن أصرم، شهد العقبتين، ولم يشهد بدرًا، وسنذكره في بابه إن شاء الله تعالى. وعمارة- بالفتح والتشديد [1] : في بلىّ من قضاعة. (228) بحراة [2] بن عامر، قَالَ: أتينا النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأسلمنا وسألناه أن يضع عنا صلاة العتمة، فإنا نشتغل بحلب إلينا، فقال: إنكم إن شاء الله ستحلبون إبلكم وتصلّون. (229) باقوم الرومي، روى عنه صالح مولى التوأمة، قَالَ: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ منبرًا من طرفاء له ثلاث درجات، القعدة ودرجتيه. إسناد حديثه ليس بالقائم (230) بهيس [3] بن سلمى التميمي قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: لا يحل لمسلم من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه.

_ [1] في م: وتشديد الميم. [2] في هوامش الاستيعاب: بيجرة عند ابن السكن ولعله الصواب. [3] في ى: بهيسر، وهو تحريف.

باب حرف التاء

باب حرف التاء باب تميم (231) تميم بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية الأنصاري الخزرجي، شهد بدرًا وأحدًا مع النبي صلى الله عليه وسلم. (232) تميم بن نسر بن عمرو الأنصاري الخزرجي. شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم، كذا ذكره على بن عمر [الدار قطنى الحافظ] [1] بالنون والسين غير معجمة. (233) تميم بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، كان من مهاجرة [2] الحبشة، وقتل يوم أجنادين، وأخواه سعيد بن الحارث وأبو قيس بن الحارث، كانا أيضًا من مهاجرة الحبشة، وأخوهم الرابع عَبْد الله ابن الحارث قتل يوم الطائف شهيدًا، وأخوهم الخامس السائب بن الحارث جرح [3] يوم الطائف. وقتل يوم فحل. ولهم أخ سادس يسمى الحجاج بن الحارث، أسر يوم بدر. وكان أبوهم الحارث بن قيس عدي السهمي أحد المستهزءين، وهو الذي يقال له ابن الغيطلة. وهي أمه، وهو اسمها، وهي من بني كنانة.

_ [1] من م. [2] في ى: من مهاجر، وهو تحريف. [3] في ى: خرج.

(234) تميم الأنصاري،

لم يذكر ابن إسحاق بن تميم بن الحارث [هذا] [1] في المهاجرين إلى أرض الحبشة في نسخة ابن هشام، وذكر بشر بن الحارث السهمي مكان تميم. (234) تميم الأنصاري، مولى بني غنم شهد بدرًا وأحدًا في قول جميعهم، كذا قَالَ ابن إسحاق، مولى بنى غنم. وقال ابن هشام: هو مولى سعد بن خيثمة، قَالَ أبو عمر: سعد بن خيثمة هو المقدم في بني غنم، وبنو غنم من الأوس، وذكره موسى بن عقبة في البدريين، وتميم مولى بنى غنم بن السلم [وهو أحد النقباء ليلة العقبة] [2] . وقال الطبري: وهو غنم بن السلم- بكسر السين. والله أعلم. (235) تميم الداري، وهو تميم بن أوس بن خارجة بن سود [3] بن جذيمة [4] ابن دراع [5] بن عدىّ بن الدار بن هاني بن حبيب بن نمازه ابن لخم بن عدي، ينسب إلى الدار، وهو بطن من لخم، يكنى أبا رقية [بابنة له تسمى رقية] [6] لم يولد له غيرها. كان نصرانيًا، وكان إسلامه في سنة تسع من الهجرة، وكان يسكن المدينة، ثم انتقل منها إلى الشام بعد قتل عثمان رضى الله عنه.

_ [1] من م. [2] من م. [3] في ى: سواد، وهو تحريف صوابه من م، وتهذيب التهذيب. [4] في ى: خزيمة، وهو تحريف. [5] في ى: ذراع. وفي تهذيب التهذيب: وراع. ويقال ذراع بن عدي. [6] من م.

(236) تميم مولى خراش بن الصمة،

روى عنه عَبْد الله بن موهب، وسليم بن عامر وشرحبيل بن مسلم، وقبيصة بن ذؤيب، وعطاء بن يزيد الليثي. [روى الشعبي عن فاطمة بنت قيس أنها سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر الدجال في خطبته، وقال فيها: حدثني تميم الداري، وذكر خبر الجساسة وقصة الدجال. وهذا أولى مما يخرجه المحدثون في رواية الكبار عن الصغار] [1] . (236) تميم مولى خراش بن الصمة، شهد مع مولاه خراش بن الصمة بدرًا، وهو معدود فيهم، وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بين تميم مولى خراش ابن الصمة وبين خباب مولى عتبة بن غزوان، وشهد تميم أحدا بعد بدر. (237) تميم بن أسيد، ويقال ابن أسيد، أبو رفاعة العدوي، من بنى عدىّ ابن عبد مناة بن أد بن طابخة، هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل: تميم بن أسيد، قاله يحيى وأحمد فيما ذكر ابن أبى خيثمة عنهما. وقال خليفة بن خياط وعبد الله بن الحارث: حَدَّثَنَا عَبْد الوارث، حَدَّثَنَا قاسم، قال حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: أبو رفاعة العدوي صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم تميم بن أسيد. وذكر [2] الدار قطنى أنه تميم بن أسيد بفتح الهمزة وكسر السين، وذكر في موضع آخر عن عباس عن يحيى أبو رفاعة العدوي تميم بن نذير.

_ [1] ما بين القوسين ليس في م. [2] في م: وقطع.

(238) تميم المازني الأنصاري،

(238) تميم المازني الأنصاري، والد عباد بن تميم. قيل فيه تميم بن عبد عمرو. وقيل تميم بن زيد بن عاصم أخو عَبْد الله وحبيب ابني زيد بن عاصم [بن عمرو] [1] من بني مازن بن النجار، أمهم أم عمارة نسيبة الأنصارية، ويعرفون ببني أم عمارة. يكنى تميم أبا الحسن. روى عنه ابنه عباد بن تميم في الوضوء، قَالَ: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يتوضأ ويمسح الماء على رجليه. هو حديث ضعيف الإسناد لا تقوم به حجة. وأما ما روى عباد بن تميم عن عمه فصحيح إن شاء الله تعالى، ولا أعرف لتميم هذا غير هذا الحديث، [وفيه] [2] وفي صحبته نظر. (239) تميم بن حجر، أبو أوس الأسلمي [3] ، كان ينزل الخذوات [4] بناحية العرج والخذوات: بلاد أسلم، ذكره مُحَمَّد بن سعد كاتب الواقدي . باب الأفراد في التاء (240) تمام بن العباس بن عَبْد المطلب، أمه أم ولد رومية تسمى سبأ، وشقيقه كثير بن العباس، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تدخلوا علي قلحًا [5] ، استاكوا. من حديث منصور بن المعتمر عن أبى على الصيقل، عن جعفر بن تمام بن عباس بن عَبْد المطلب عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

_ [1] ليس في م. [2] من م. [3] في م: السلمي. وفي الإصابة مثل ما في ى. [4] في م: الجدوات. [5] قلح: جمع أقلح. والقلح- محركة: صفرة الأسنان.

وكان تمام بن العباس واليًا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما على المدينة، وذلك أن عليًا لما خرج عن المدينة يريد العراق استخلف سهل بن حنيف على المدينة، ثم عزله واستجلبه إلى نفسه، وولى المدينة تمام بن العباس ثم عزله، وولى أبا أيوب الأنصاري، فشخص أبو أيوب نحو علي رضي الله عنهما. واستخلف على المدينة رجلا من الأنصار، فلم يزل عليها حتى قتل علي رضي الله عنه. ذكر ذلك كله خليفة بن خياط. وقال الزبير: كان تمام بن العباس من أشد الناس بطشًا، وله عقب. وكان للعباس بن عَبْد المطلب رضي الله عنه عشرة من الولد: سبعة منهم ولدتهم له أم الفضل بنت الحارث الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وهم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن، وأم حبيب شقيقتهم، وعون بن العباس لا أقف على اسم أمه، ولأم ولد منهم اثنان: تمام وكثير، وأما الحارث بن العباس ابن عَبْد المطلب فأمه من هذيل، فهؤلاء أولاد العباس رضي الله عنهم. وكان أصغرهم تمام بن العباس، وكان العباس يحمله ويقول: تموا بتمام فصاروا عشره ... يا رب فاجعلهم كرامًا برره واجعل لهم ذكرًا وأنم الثمره قَالَ أبو عمر رحمه الله: وكل بني العباس لهم رواية، وللفضل وعبد الله وعبيد الله سماع ورواية، وقد ذكرنا كل واحد منهم في موضعه من كتابنا هذا، والحمد للَّه.

(241) الثلب

ويقال: إنه ما رئيت قبور أشد تباعدًا بعضها من بعض من قبور بني العباس بن عَبْد المطلب، ولدتهم أمهم أم الفضل في دار واحدة، واستشهد الفضل بأجنادين، ومات معبد وعبد الرحمن بإفريقية، وتوفي عَبْد الله بالطائف، وعبيد الله باليمن، وقثم بسمرقند، وكثير بينبع، أخذته الذبحة. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: في هذه الجملة اختلاف عند التفصيل ستراها في باب كل واحد منهم من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. (241) الثّلب [1] ، ويقال الثلب بن ثعلبة بن ربيعة العنبري التميمي ونسبه خليفة، فقال: التلب بن ثعلبة بن ربيعة بن عطية بن أخيف بن كعب بن العنبر ابن عمرو بن تميم، سكن البصرة، يكنى أبا الملقام. روى عنه ابنه ملقام ابن التلب أنه أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فقلت استغفر لي يا رسول الله. قَالَ: اللَّهمّ اغفر للتلب وارحمه ثلاثًا. وكان شعبة [بن الحجاج [2]] يقول الثلب بالثاء يجعل من التاء ثاء، لأنه كان ألثغ لا يبين التاء.

_ [1] في الإصابة: هو بفتح المثناة وكسر اللام بعدها موحدة خفيفة وقيل ثقيلة، وكان شعبة يقول بالمثلثة في أوله، والأول أصبح. [2] من م.

حرف الثاء

حرف الثاء باب ثابت (242) ثابت بن الجذع، واسم الجذع ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام ابن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، شهد العقبة [1] وبدرًا والمشاهد كلها، وقتل يوم الطائف شهيدًا، ذكره موسى بن عقبة في البدريين، فقال: ثابت بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن حرام، من بني النبيت [2] ، ثم من بني عَبْد الأشهل. قَالَ: وثعلبة هو الذي يدعى الجذع. (243) ثابت بن هزال بن عمرو الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، شهد بدرًا وسائر المشاهد، وقتل يوم اليمامة شهيدًا، رحمه الله. (244) ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار، شهد بدرا، وقيل يوم أحد شهيدا في قول جميعهم. قَالَ ذلك موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين [3] . (245) ثابت بن خالد [بن عمرو [4]] بن النعمان بن خنساء، من بنى مالك ابن النجار، شهد بدرًا وأحدًا، وقتل يوم اليمامة شهيدًا. وقيل: بل قتل يوم بئر معونة شهيدا رحمه الله.

_ [1] في هامش م: هي الثانية، ولم يشهد الأولى. [2] في ى والإصابة: من بنى كعب. [3] في هامش م: «بل قد ذكره محمد بن إسحاق في البدريين، وفيمن قتل يوم أحد، ولم يذكره موسى بن عقبة فيمن قتل يوم أحد وذكره البدريين» . وهذا الّذي ذكر في هامش م جاء في أصل ى. [4] من م.

(246) ثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدى بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار الأنصاري،

(246) ثابت بن خنساء بن عمرو بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري، شهد بدرًا في قول الواقدي دون غيره [1] . (247) ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان البلوي، ثم الأنصاري، حليف لهم، [يقال إنه حليف لبنى عمرو بن عوف [2]] ، شهد بدرًا والمشاهد كلها، ثم شهد غزوة مؤنة، فدفعت الراية إليه بعد قتل عَبْد الله بن رواحة، فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد، وقال: أنت أعلم بالقتال منى. وقتل ثابت ابن أقرم سنة إحدى عشرة في الردة. وقيل: سنة اثنتي عشرة، قتله طليحة بن خويلد الأسدي في الردة هو وعكاشة بن محصن في يوم واحد، واشترك طليحة وأخوه في قتلهما جميعا، ثم أسلم طليحة بعد. (248) ثابت بن صهيب بن كرز بن عَبْد مناة بن عمرو بن غيان بن ثعلبة ابن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي، شهد أحدا، ذكره الطبري. (249) ثابت بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عَبْد الأشهل الأنصاري الأشهلي، هو أخو سعد بن زيد، شهد بدرًا. وقال عباس: سمعت يحيى بن معين يسأل عن أبي زيد الذي يقال إنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هو؟ فقال: ثابت بن زيد،

_ [1] في هامش م: بلى قد ذكره ابن إسحاق وابن عقبة في البدريين، وقال موسى بن عقبة: لا عقب له. [2] من م.

(250) ثابت بن قيس بن شماس [بن ظهير] [2] بن مالك بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج،

وما أعرف هذا لغير يحيى بن معين في أبي زيد الذي جمع القرآن، وسيأتي الاختلاف فيه في موضعه من هذا الكتاب في الكنى إن شاء الله تعالى. وأما ثابت بن زيد فله صحبة، روى عنه عامر بن سعد [بن أبي وقاص] [1] (250) ثابت بن قيس بن شماس [بن ظهير] [2] بن مالك بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، وأمه امرأة من طي. يكنى أبا مُحَمَّد بابنه مُحَمَّد. وقيل: يكنى أبا عَبْد الرحمن. وقتل بنوه مُحَمَّد ويحيى وعبد الله بنو ثابت بن قيس بن شماس يوم الحرة، وكان ثابت بن قيس خطيب الأنصار، ويقال له خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقال الحسّان شاعر النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد. وقتل يوم اليمامة شهيدًا رحمه الله في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه. قَالَ أنس بن مالك: لما انكشف الناس يوم اليمامة قلت لثابت بن قيس ابن شماس: ألا ترى يا عم، ووجدته قد حسر عن فخذيه وهو يتحنط، فقال: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، بئس ما عودتم أقرانكم. وبئس ما عودتم أنفسكم، اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء [3] ، ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه، ورآه بعض الصحابة في النوم فأوصاه أن

_ [1] من م. [2] ليس في م. وفي ى: بن شماس بن ظهير وفي أسد الغابة: بن شماس بن زهير. وفي تهذيب التهذيب: ثابت بن قيس بن شماس بن مالك. [3] يعنى الكفار. وأبرأ إليك مما يصنع هؤلاء- يعنى المسلمين (أسد الغابة) .

تؤخذ [1] درعه ممن كانت عنده وتباع ويفرق ثمنها في المساكين. فقص ذلك الرجل الرؤيا على أبي بكر رضي الله عنه، فبعث في الرجل فاعترف بالدرع، فأمر بها فبيعت وأنفذت وصيته من بعد موته، ولا نعلم أحدًا أنفذت له وصيته بعد موته سواه. وكان يقال: إنه كان به مسّ من الجنّ. أنبأنا عبد الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ. قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بن الفرج، قال حدثنا سعيد بن عفير وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الْمَدَنِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ [بْنِ قَيْسٍ [2]] الأَنْصَارِيِّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: يَا ثَابِتُ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيشَ حَمِيدًا، وَتُقْتَلَ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ- فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ. زَادَ عَبْدُ الْعَزِيزِ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ مَالِكٌ: فَقُتِلَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الخراساني قال حدثتني ابنة ثابت بن قيس ابن شماس قالت: لما نزلت [3] «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ. 49: 2 الآية» دَخَلَ أَبُوهَا بَيْتَهُ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ، فَفَقَدَهُ النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ مَا خَبَرُهُ؟ فَقَالَ: أنا رجل شديد الصوت،

_ [1] في ى: يأخذ. [2] من م [3] سورة الحجرات آية 2

أخاف أن يكون قد هبط عَمَلِي. قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَل تَعِيشُ بِخَيْرٍ وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ. قَالَ [1] : ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ [2] : «إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ 31: 18 فَأَغْلَقَ عَلَيْهِ بَابَهُ وَطَفِقَ يَبْكِي، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ الْجَمَالَ وَأُحِبُّ أَنْ أَسُودَ قَوْمِي. فَقَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا، وَتُقْتَلُ شَهِيدًا، وَتَدْخُلَ الْجَنَّةَ. قالت: فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد بن الوليد إلى مسيلمة، فلما التقوا انكشفوا، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حفر كل واحد منهما له حفرة، فثبتا وقاتلا حتى قتلا، وعلى ثابت يومئذ درع له نفيسة، فمر به رجل من المسلمين فأخذها، فبينا رجل من المسلمين نائم إذ أتاه ثابت في منامه فقال له: إني أوصيك بوصية، فإياك أن تقول هذا حلم فتضيعه، إني لما قتلت أمس مر بي رجل من المسلمين فأخذ درعي، ومنزله في أقصى الناس، وعند خبائه فرس يستن [3] في طوله، وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل، فإيت خالدًا فمره أن يبعث إلي درعي فيأخذها، وإذا قدمت المدينة على خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعني أبا بكر الصديق رضي الله عنه-

_ [1] في م: وأنزل. [2] سورة لقمان آية 18 [3] بستن: يعدو لمرحه ونشاطه.

(251) ثابت بن الدحداح،

فقل له: إن علي من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق [1] فلان. فأتى الرجل خالدًا فأخبره، فبعث إلى الدرع، فأتى بها، وحدث أبا بكر رضي الله عنه برؤياه، فأجاز وصيته بعد موته. قَالَ: ولا نعلم أحدًا أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت بن قيس رضي الله عنه. (251) ثابت بن الدحداح، ويقال: ابن الدحداحة بن نعيم بن غنم بن إياس، يكنى أبا الدحداح، كان في بنى أنيف أو في بني العجلان من بلى حليف [2] بني زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. قَالَ مُحَمَّد بن عمر الواقدي. حدثني عَبْد الله بن عمار الخطمي، قَالَ: أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أحد والمسلمون أوزاع قد سقط في أيديهم، فجعل يصبح: يا معشر الأنصار، إلي إلي، أنا ثابت بن الدحداحة إن كان مُحَمَّد قتل فإن الله حي لا يموت. فقاتلوا عن دينكم، فإن الله مظهركم وناصركم. فنهض إليه نفر من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين. وقد وقفت له كتيبة خشناء [3] فيها رؤساؤهم: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، وضرار بن الخطاب، فجعلوا يناوشونهم. وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه فأنفذه، فوقع ميتًا، وقتل من كان معه

_ [1] في م، وأسد الغابة: وفلان. [2] في ى: حلفاء. [3] كتيبة خشناء: كثيرة السلاح.

(252) ثابت بن ربيعة،

من الأنصار، فيقال: إن هؤلاء آخر من قتل من المسلمين يومئذ. قَالَ مُحَمَّد بن عمر الواقدي: وبعض أصحابنا الرواة للعلم يقولون: إنّ ابن الدّحداحة برأ من جراحاته تلك. ومات على فراشه من جرح كان قد أصابه، ثم انتقض به مرجع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ من الحديبية [سنة ست من الهجرة] [1] . (252) ثابت بن ربيعة، من بني عوف بن الخزرج، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرًا، وقال: يشك فيه. (253) ثابت بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري، مذكور في الصحابة. (254) ثابت بن عامر بن زيد الأنصاري، شهد بدرًا، رحمه الله. (255) ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عَبْد الأشهل الأنصاري الأشهلي. قَالَ ابن إسحاق: زعم لي عاصم بن عمر بن قتادة أنه قتل يوم أحد شهيدًا، وأما ابناه عمرو بن ثابت، وعمر بن ثابت فقتلا يومئذ شهيدين، رحمهما الله. (256) ثابت بن عبيد الأنصاري، شهد بدرًا، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضى الله عنه، وقتل بها.

_ [1] من م. وفي هامش م: ذكر على بن عبد العزيز في نسخته: حدثنا عمرو بن طلحة- قال: حدثنا أسياط عن سماك عن جابر بن سمرة قال: لما مات ثابت بن الدحداح تبع النبي صلى الله عليه وسلم جنازته، فلما دفن وفرغ منه أتى بفرس فركبه فرجع صلى الله عليه وسلم.

(257) ثابت بن الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي،

(257) ثابت بن الضحاك بن أمية بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، هو أخو أبى جبيرة ابن الضحاك. كان ثابت بن الضحاك رديف رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق ودليله إلى حمراء الأسد، وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان، وهو صغير. (258) ثابت بن الضحاك بن خليفة بن ثعلبة بن عدي بن كعب بن عَبْد الأشهل. ولد سنة ثلاث من الهجرة، يكنى أبا يزيد [1] ، سكن الشام، وانتقل إلى البصرة. ومات سنة خمس وأربعين. وقد قيل: إنه مات في فتنة ابن الزبير، روى عنه من أهل البصرة أبو قلابة وعبد الله بن معقل. (259) ثابت بن الصامت الأشهلي، حديثه عند عَبْد الرحمن ابنه عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أنه صلى في كساء ملتفًا به يضع يديه عليه يقيه برد الحصى. وقد قيل: إن ثابت بن الصامت توفي في الجاهلية، والصحبة لابنه عَبْد الرحمن بن ثابت. (260) ثابت بن وديعة، ينسب إلى جده، وهو ثابت بن يزيد بن وديعة ابن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم وهو الحبلي بن عوف

_ [1] في ى: زيد. والمثبت من م.

(261) ثابت بن قيس بن الخطيم بن عمرو بن يزيد بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري

ابن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري. قَالَ الواقدي: يكنى أبا سعيد [1] ، وأمه أم ثابت بن [2] عمرو بن جبلة ابن سنان، يعد في الكوفيين. روى عنه زيد [3] بن وهب وعامر بن سعد، وقد روى عنه البراء ابن عازب حديثه في الضب. يختلفون فيه اختلافًا كثيرًا، وأما حديثه في الحمر الأهليه يوم خيبر فصحيح. (261) ثابت بن قيس بن الخطيم بن عمرو بن يزيد بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري وظفر اسمه كعب بن الخزرج مذكور في الصحابة. مات فيما أحسب في خلافة معاوية، وأبوه قيس بن الخطيم أحد الشعراء، مات على كفره قبل قدوم النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ المدينة، وشهد ثابت بن قيس بن الخطيم «مع علي رضي الله عنه صفين والجمل والنهروان، ولثابت بن قيس بن الخطيم ثلاثة بنين: عمر، ومحمد، ويزيد، قتلوا يوم الحرة، ولا أعلم لثابت هذا رواية، وابنه عدي بن ثابت من الرواة الثقات. (262) ثابت بن رفيع. ويقال بن رويفع الأنصاري سكن البصرة ثم سكن مصر، حدث عنه الحسن البصري وأهل الشام. (263) ثابت بن مسعود، قاله صفوان بن محرز، قَالَ: كان جاري رجل من

_ [1] في ى، وأسد الغابة: سعد، والمثبت من م. [2] في ى: بنت. [3] في ى: يزيد، والمثبت من م، وأسد الغابة.

(264) ثابت بن واثلة،

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسبه ثابت بن مسعود، فما رأيت رجلا أحسن جوارًا منه، وذكر الخبر. (264) ثابت بن واثلة، قتل يوم خيبر شهيدًا، رحمه الله. (265) ثابت بن النعمان بن الحارث بن عَبْد رزاح بن ظفر الأنصاري الظفري، مذكور في الصحابة رضي الله عنهم. (266) ثابت بن الحارث الأنصاري [1] ، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه نهى عن قتل رجل شهد بدرًا. وقال: وما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر ... الحديث. روى عنه الحارث بن يزيد المصري . باب ثعلبة (267) ثعلبة بن عنمة [2] بن عدي بن نابي [3] بن عمرو بن سواد بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري، شهد العقبة في السبعين، وشهد بدرًا، وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة. وقتل يوم الخندق شهيدًا، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي. وقيل: إن ثعلبة بن غنمة قتل يوم خيبر شهيدا، قاله إبراهيم بن المنذر عن عبد الله

_ [1] في ى: «ثابت بن وائلة في كتاب ابْن إِسْحَاق فيمن قتل بخيبر من بني عمرو بن عوف بن الحارث الأنصاري» وهو خلط من الناسخ. والصواب من م. وسبب هذا الخلط أن في هامش م: «ثابت بن أثلة: مذكور في كتاب ابْن إِسْحَاق فيمن قتل بخيبر من بني عمرو بن عوف» . فنقل الناسخ هذه العبارة وأضافها كما رأيت. [2] في ى، وأسد الغابة: غنمة. [3] في ى: هانئ.

(268) ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة الأنصاري الساعدي،

ابن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة عن أبيه ولأول قول ابن إسحاق، والذين كسروا آلهة بني سلمة معاذ بن جبل، وعبد الله بن أنيس، وثعلبة بن غنمة هذا، رحمه الله. (268) ثعلبة بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج ابن ساعدة الأنصاري الساعدي، قتل يوم أحد شهيدا، وهو عم أبي حميد الساعدي، وعم سهل بن سعد [الساعدىّ] [1] . (269) ثعلبة بن عمرو [بن عامرة] [2] بن عبيد بن محصن [3] بن عمرو بن عتيك [ابن عمرو] [4] بن مبذول، وهو [عامر] الذي يقال له سدن بن مالك بن النجار، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي وقت وفاته، فقال الواقدي: توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه بالمدينة. وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد الأنصاري: لم يدرك ثعلبة بن عمرو عثمان بن عفان ولكنه قتل يوم جسر أبى عبيد في خلافة عمر رضي الله عنه. روى عنه ابنه عبد الرحمن، حَدِيثُهُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أبيه عَبْد الرحمن عنه أن رجلا سرق حملا لبني فلان، فقطع رسول الله صَلَّى الله

_ [1] من م. [2] ليس في م. [3] في هامش م: ثعلبة بن عمرو بن محصن ذكره ابن إسحاق وابن عقبة وذكر ابن إسحاق نسبه كما في الكمال. [4] من م.

(270) ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف ابن عمرو بن عوف،

عليه وَسَلَّمَ يده. قَالَ ثعلبة: فكأني أنظر [1] إليه حين قطعت يده. يقال: إنه أبو عمرة [2] الأنصاري والد عَبْد الرحمن بن أبي عمرة، وفي ذلك نظر. وسنذكر أبا عمرة الأنصاري، والاختلاف في اسمه في بابه من كتاب الكنى إن شاء الله تعالى. وثعلبة هذا هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قطع يد عمرو بن سمرة [3] في السرقة، وذكر قوله في يده، والحمد للَّه الذي طهرني منك. ومن حديثه أيضًا: للفارس ثلاثة أسهم، وللفرس سهمان. وقد قيل: إن ثعلبة الأنصاري والد عَبْد الرحمن بن ثعلبة هو الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا أتاه فقال: إني سرقت جملا لبني فلان، فأرسل إليهم فحضروا فأمر فقطعت يده. قَالَ ثعلبة: فأنا أنظر إليه حين قطعت يده، فيما رواه ابن لهيعة. عن يزيد ابن أبي حبيب عن عَبْد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري عن أبيه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فذكره، هكذا ذكره ابن أبي حاتم. (270) ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف ابن عمرو بن عوف،

_ [1] في هامش م: ثعلبة هو أخو أبى عمرة، قاله العدوي. قال: وإنما الأخوان: أبو عبيدة بن عمرو وحبيب بن عمرو. ولجميعهم صحبه. [2] في ى: أبو أبى عمرة. والمثبت من م. وفي الإصابة: ويقال: إنه اسم أبى عمرة الأنصاري. [3] في هامش م صحيح هذا بأنه عمرو بن سبرة.

(271) ثعلبة بن سلام،

آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين ثعلبة بن حاطب هذا وبين معتب بن عوف بن الحمراء. شهد بدرًا وأحدا، وهو مانع الصدقة فيما قال قتادة وسعيد بن جبير، وفيه نزلت [1] : وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ ... 9: 75 الآيات إلى آخر القصة. توفي في خلافة عمر رضي الله عنه، وقيل في خلافة عثمان رضي الله عنه. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ شُعَيْبٍ. شَابُورٌ، قَالَ حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ [2] ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ حَاطِبٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَالا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ يَا ثَعْلَبَةَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لا تُطِيقُهُ ... فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ذَكَرَهُ. وذكر سنيد عن الوليد بن مسلم عن معان بن رفاعة بإسناده سواء. (271) ثعلبة بن سلام، أخو عَبْد الله بن سلام، فيه وفي أخيه عَبْد الله بن سلام وفي ثعلبة بن سعية ومبشر وأسد بني كعب نزلت [3] : من أَهْلِ الْكِتابِ 3: 113

_ [1] سورة التوبة، آية 75 [2] في ى: معاذ، والصواب من م، وتهذيب التهذيب. [3] سورة آل عمران، آية 113.

(272) ثعلبة بن سعية،

أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ ... 3: 113 الآية، ذكره ابن جريج. (272) ثعلبة بن سعية، قد تقدم ذكره في الثلاثة الذين أسلموا يوم قريظة، فأحرزوا [1] دماءهم وأموالهم. لهم خبر في السير يخرج في أعلام نبوة مُحَمَّد صَلَّى الله عليه وسلم وقال البخاري: وفي ثعلبة بن سعية وأسيد بن سعية في حياة النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ. وذكر الطبري أن ابن إسحاق قَالَ في ثعلبة بن سعية [وأسيد بن سعية] [2] ، وأسد بن عبيد: هم من بني الهذيل ليسوا من بني قريظة [3] ، ولا النضير، نسبهم فوق ذلك، هم بنو عم القوم، أسلموا تلك الليلة التي نزلت فيها قريظة على حكم سعد بن معاذ. (273) ثعلبة بن سهيل، أبو أمامة الحارثي هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل: إياس بن ثعلبة، وقيل: ثعلبة بن سهيل [4] ، والأول أشهر [5] ، وسيأتي ذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. (274) ثعلبة بن زهدم الحنظلي، له صحبة، روى عنه الأسود بن هلال، بصرى.

_ [1] في م: فمنعوا رحالهم. [2] من م. [3] في ى: قريظ. [4] في ى: سهل. [5] في أسد الغابة: ثعلبة بن عبد الله، وقيل: ثعلبة بن إياس.

(275) ثعلبة بن الحكم الليثي،

(275) ثعلبة بن الحكم الليثي، نزل البصرة، ثم تحول إلى الكوفة رَوَى عَنْهُ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، رَوَى شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ قَالَ: كُنْتُ غُلامًا عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا غنما فانتهبوها، فبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْفِئُوا الْقُدُورَ، فَإِنَّ النُّهْبَةَ لا تَصْلُحُ (276) ثعلبة بن صعير، ويقال ابن أبي صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي بن صعير بن حزاز [1] بن كامل بن عمرة الحزّازى العذري، وعذرة في قضاعة حليف بن زهرة. روى عنه عَبْد الرحمن بن كعب بن مالك وابنه عبد الله بن ثعلبة. قال الدار قطنى: لثعلبة هذا ولابنه عَبْد الله بن ثعلبة صحبة، روى عنهما جميعًا الزهري. [277) ثعلبة بن أبي مالك القرظي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. واسم أبي مالك عَبْد الله يكنى أبا يحيى من كندة، وقدم أبوه أبو مالك من اليمن على دين اليهود، ونزل في بني قريظة فنسب إليهم، ولم يكن منهم فأسلم يروى عن عمر وعثمان رضي الله عنهما [2]] .

_ [1] في ى: خراز، والصواب من م، واللباب. [2] من م.

باب ثمامة

باب ثمامة (277) ثمامة بن عدي القرشي، لا أدري من أي قريش هو؟ كان أميرًا لعثمان رضي الله عنه على صنعاء. روى عنه أبو الأشعث الصنعاني في التوجع على عثمان رضي الله عنه والتلهف والبكاء عليه. وَذَكَرَ أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ ثُمَامَةَ بْنَ عَدِيٍّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ- قَتْلُ عُثْمَانَ، وَكَانَ عَلَى صَنْعَاءَ أَمِيرًا قَامَ خَطِيبًا فَذَكَرَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَبَكَى وَطَالَ بُكَاؤُهُ ثُمَّ قَالَ: هَذَا حِينَ انْتُزِعَتْ خِلافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وَصَارَتْ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ. هكذا ذكره أسد بن موسى عن حماد عن أيوب، لم يجاوز به أبا قلابة. ورواه عفان عن وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني أن رجلا من قريش كان على صنعاء، فذكر مثله سواء. (278) ثمامة بن أثال الحنفي، سيد أهل اليمامة، روى حديثه أبو هريرة. ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعَبْدِ اللَّهِ ابني عمر عَن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ ثُمَامَةَ الْحَنَفِيَّ أُسِرَ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: مَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟ فَقَالَ: إِنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تَمْنُنْ تَمْنُنْ عَلَى شَاكِرٍ، وَإِنْ تُرِدِ

الْمَالَ تُعْطَ مَا شِئْتَ. قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَسْلَمَ، فَأَمَرَهُ النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنْ يَغْتَسِلَ. وَرَوَى عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: خَرَجَ ثُمَامَةُ بْنُ أُثَالٍ الْحَنَفِيُّ مُعْتَمِرًا فَظَفَرَتْ بِهِ خَيْلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ بِنَجْدٍ، فَجَاءُوا بِهِ، فَأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِأُسْطُوَانَةٍ عِنْدَ بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآهُ فَعَرَفَهُ فَقَالَ مَا تَقُولُ يَا ثُمَامُ؟ فَقَالَ: إِنْ تَسْأَلْ مَالا تُعْطَهُ، وَإِن تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ. فَمَضَى عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنَّ أَكْلَةً مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ، ثُمَّ كَرَّرَ [1] عَلَيْهِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا ثَمُامَةُ؟ قَالَ: إِنْ تَسْأَلْ مالا تعطه. وإن تقتل تقتل ذا دم، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شَاكِرٍ. قَالَ: اللَّهمّ إِنَّ أَكْلَةً مِنْ لَحْمِ جَزُورٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دَمِ ثُمَامَةَ. ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُطْلِقَ. فَذَهَبَ ثُمَامَةُ إِلَى الْمَصَانِعِ [2] ، فَغَسَلَ ثِيَابَهُ وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَشَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ خَيْلَكَ أَخَذَتْنِي، وَأَنَا أُرِيدُ الْعُمْرَةَ، فَمُرْ مَنْ يُسَيِّرْنِي إِلَى الطَّرِيقِ، فَأَمَرَ مَنْ يُسَيِّرُهُ، فَخَرَجَ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ جاءُوهُ فَقَالُوا: يَا ثُمَامَةُ، صَبَوْتَ وَتَرَكْتَ دِينَ آبَائِكَ، قَالَ: لا أَدْرِي مَا نقولون، إِلا أَنِّي أَقْسَمْتُ بِرَبِّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ [3] لا يَصِلْ إِلَيْكُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ شَيْءٌ مِمَّا تَنْتفِعُونَ به حتى تتبعوا محمدا عن آخركم.

_ [1] في م: كر. [2] في ى: الصائغ، وهو تحريف. [3] في ى: البيت.

قَالَ: وَكَانَتْ مِيرَةُ قُرَيْش وَمَنَافِعُهُمْ مِنَ الْيَمَامَةِ، ثُمَّ خَرَجَ فَحَبَسَ عَنْهُمْ مَا كَانَ يَأْتِيهِمْ مِنْهَا مِنْ مِيرَتِهِمْ وَمَنَافِعِهِمْ، فَلَمَّا أَضَرَّ بِهِمْ كَتَبُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ عَهِدْنَا بِكَ وَأَنْتَ تَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحِمِ، وَتَحُضُّ عَلَيْهَا، وَإِنَّ ثُمَامَةَ قَدْ قَطَعَ عَنَّا مِيرَتَنَا وَأَضَرَّ بِنَا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ أَنْ يُخَلِّي بَيْنَنَا وَبَيْنَ مِيرَتِنَا فَافْعَلْ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَنْ خَلِّ بَيْنَ قَوْمِي وَبَيْنَ مِيرَتِهِمْ. وَكَانَ ثُمَامَةُ حِينَ أَسْلَمَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَجْهٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا دِينٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، وَلا بَلَدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ، وَمَا أَصْبَحَ على وجه الأرض وجه أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وَجْهِكَ، وَلا دِينٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ دِينِكَ، وَلا بَلَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَلَدِكَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: ارْتَدَّ أَهْلُ الْيَمَامَةِ عَنِ الإِسْلامِ غَيْرَ ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ. وَمَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، فَكَانَ مُقِيمًا بِالْيَمَامَةِ يَنْهَاهُمْ عَنِ اتِّبَاعِ مُسَيْلِمَةَ وَتَصْدِيقِهِ، وَيَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَأَمْرًا مُظْلِمًا لا نُورَ فِيهِ، وَإِنَّهُ لَشَقَاءٌ كَتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ أَخَذَ بِهِ مِنْكُمْ، وَبَلاءٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَأْخُذْ بِهِ مِنْكُمْ يَا بَنِي حَنِيفَةَ. فَلَمَّا عَصَوْهُ وَرَأَى أَنَّهُمْ قَدْ أَصْفَقُوا [1] عَلَى اتِّبَاعِ مُسَيْلَمَةَ عَزَمَ عَلى مُفَارَقَتِهِمْ، وَمَرَّ الْعَلاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُ [2] عَلَى جَانِبِ الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ قَالَ لأَصْحَابِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: إِنِّي وَاللَّه مَا أَرَى أَنْ أُقِيمَ مَعَ هَؤُلاءِ مَعَ مَا قَدْ أَحْدَثُوا، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَضَارِبُهُمْ بِبَلِيَّةٍ لا يَقُومُونَ بِهَا وَلا يَقْعُدُونَ،

_ [1] في أسد الغابة: أنفقوا [2] في ى: ومن معه.

(279) ثمامة بن بحاد،

وَمَا نَرَى أَنْ نَتَخَلَّفَ عَنْ هَؤُلاءِ وَهُمْ مُسْلِمُونَ، وَقَدْ عَرَفْنَا الَّذِي يُرِيدُونَ، وَقَدْ مَرُّوا قَرِيبًا، وَلا أَرَى إِلا الْخُرُوجَ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ مِنْكُمْ فَلْيَخْرُجْ. [فَخَرَجَ] [1] مُمِدًّا لِلْعَلاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَكَانَ ذَلِكَ قَدْ فَتَّ فِي أَعْضَادِ عَدُوِّهِمْ [2] حِينَ بَلَغَهُمْ مَدَدُ بَنِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ ثُمَامَةُ بْنُ أثال في ذلك: دَعَانَا إِلَى تَرْكِ الدِّيَانَةِ وَالْهُدَى ... مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ إِذْ جَاءَ يَسْجَعُ فَيَا عَجَبًا مِنْ مَعْشَرٍ قد تتايعوا [3] ... لَهُ فِي سَبِيلِ الْغَيِّ وَالْغَيُّ أَشْنَعُ فِي أَبْيَاتٍ كَثِيرَةٍ ذَكَرَهَا ابْنُ إِسْحَاقَ فِي الرِّدَّةِ وفي آخرها: وَفِي الْبُعْدِ عَنْ دَارٍ وَقَدْ ضَلَّ أَهْلُهَا ... هُدًى وَاجْتِمَاعُ كُلِّ ذَلِكَ مَهْيَعُ وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نَحْوَ حَدِيثِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، وَلَمْ يَذْكُرِ الشِّعْرَ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرات بْن حيان إِلَى ثُمَامَةَ بْنِ أُثَالٍ فِي قِتَالِ مُسَيْلِمَةَ وقتله (279) ثمامة بن بحاد، رجل من عبد القيس. له صحبة، كوفى. روى عنه العيزار ابن حريث وأبو إسحاق السّبيعى ذكره ابن أبى حاتم عن أبيه.

_ [1] من م. [2] في ى: أعدادهم. [3] في ى: تبايعوا. وتتايعوا: أسرعوا وعجلوا.

باب الأفراد في الثاء

باب الأفراد في الثاء (280) ثقب بن فروة بن البدن [1] الأنصاري الساعدي، هكذا قَالَ الواقدي: ثقب. وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد: هو ثقيب بن فروة، وهو الذي يقال له الأخرس، وكذلك قَالَ إبراهيم بن سعد [2] عن أبي إسحاق ثقيب بن فروة بن البدن. وفي بعض نسخ السير: ثقيف بالفاء، والصحيح إن شاء الله تعالى ثقب أو ثقيب بالياء كما قَالَ ابن القداح وهو عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عمارة الأنصاري النسابة، وهو أعلم الناس بأنساب الأنصار. قَالَ أبو عمر: ثقب هذا هو ابن عم أبي أسيد الساعدي، قتل يوم أحد شهيدًا. وقد ذكرنا في باب أسيد من قال في البدن البدىّ. (281) ثقف بن عمرو الأسلمي، ويقال الأسدي، حليف بني عَبْد شمس، ويكنى أبا مالك، ويقال ثقاف. شهد هو وأخواه: مدلاج بن عمرو، ومالك بن عمرو [3] بدرا، وقتل ثقف بن عمرو يوم أحد شهيدا. وقال موسى بن عقبة: قتل يوم خيبر [4] شهيدًا، قتله أسير اليهودي.

_ [1] في هامش م: وجدت في أصل طاهر بن عبد العزيز في المغازي: ثقف بفتحتين بن فروة بن اليدن- بالياء باثنتين. [2] في ى: مسعود، وهو تحريف. [3] في ى: وأخوه مدلاج بن عمرو بن مالك بن عمرو، وهو تحريف صوابه من م. [4] في ى: حنين، والصواب من هامش م.

(282) ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(282) ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أبو عَبْد الله. وقيل: أبو عَبْد الرحمن، وأبو عَبْد الله أصح، وهو ثوبان بن بجدد، من أهل السراة، والسراة موضع بين مكة واليمن. وقيل: إنه من حمير. وقيل إنه حكمي من حكم بن سعد العشيرة، أصابه سباء فاشتراه رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فأعتقه، ولم يزل يكون معه في السفر والحضر إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فخرج إلى الشام فنزل الرملة، ثم انتقل إلى حمص فابتنى بهادارا. وتوفي بها سنة أربع وخمسين. كان ثوبان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وأدى ما وعى، وروى عنه جماعة من التابعين، منهم جبير بن نفير الحضرمي، وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلام الحبشي، وأبو أسماء الرحبي، ومعدان بن أبي طلحة، وراشد بن سعد، وعبد الله بن أبي الجعد. (283) ثروان [1] بن فزارة بن عَبْد يغوث بن زهير [الأكبر] الصّتم، وهو التام- بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعه، وفد على النبيّ صلى الله عليه وسلم، وله شعر [2] رواه هشام الكلبي، قاله الدار قطنى، ولم يذكره أبو عمر.

_ [1] هذه الترجمة وردت في هامش م. وليست بالأصل، ولهذا جاءت العبارة الأخيرة فيها كما يأتى: وله شعر رواه هشام الكلبي، قاله الدارقطنيّ، ولم يذكره أبو عمر. [2] منه في أسد الغابة: إليك رسول الله خبت مطبتى ... مسافة أرباع تروح وتغتدي

باب حرف الجيم

باب حرف الجيم باب جابر (284) جابر بن خالد بن مسعود بن عَبْد الأشهل بن حارث بن دينار بن النجار الأنصاري. شهد بدرا. قَالَ ابن عقبة: لا عقب له، وشهد أحدا في قولهم جميعًا. (285) جابر بن عَبْد الله بن رياب بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. شهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وهو أول من أسلم من الأنصار قبل العقبة الأولى، وله حديث عند الكلبي عن أبي صالح عنه في قوله تعالى [1] : يَمْحُوا الله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ 13: 39. لا أعلم له غيره. (286) جابر بن عَبْد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السّلسى، من بني سلمة. ينسب [2] جابر بن عَبْد الله [بن عمرو] [3] بن حرام بن عمرو بن سواد بن سلمة، ويقال: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة.

_ [1] سورة الرعد، آية 39. [2] في ى: نسب. [3] من م.

وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم. اختلف في كنيته، فقيل: أبو عَبْد الرحمن، وأصح ما قيل فيه بو عَبْد الله. شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صغير، ولم يشهد الأولى، ذكره بعضهم في البدريين، ولا يصح، لأنه قد روى عنه أنه قَالَ: لم أشهد بدرًا، ولا أحدًا، منعني أبي. وذكر البخاري أنه شهد بدرًا، وكان ينقل لأصحابه الماء يومئذ، ثم شهد بعدها مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمان عشرة غزوة. ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم. وقال ابن الكلبي: شهد أحدًا، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه. وروى أبو الزبير عن جابر قَالَ: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه إحدى وعشرين غزوة. شهدت منها [معه] [1] تسع عشرة غزوة وكان من المكثرين الحفاظ للسنن، وكف بصره في آخر عمره. وتوفي سنة أربع وسبعين. وقيل سنة ثمان وسبعين. وقيل سنة سبع وسبعين بالمدينة. وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أميرها. وقيل: توفى وهو ابن أربع وتسعين سنة.

_ [1] من م.

(287) جابر بن عبد الله الراسبى.

(287) جابر بن عَبْد الله الراسبي. من بني راسب. روى عنه أبو شداد. (288) جابر [بن عَبْد الله] [1] الصدفي. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ، وَبَعْدَ الْخُلَفَاءِ أُمَرَاءُ، وَبَعْدَ الأُمَرَاءِ مُلُوكٌ، وَبَعْدَ الْمُلُوكِ جَبَابِرَةُ، وَبَعْدَ الْجَبَابِرَةِ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلا. رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ ابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَيْسِ بْنِ جَابِرِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [2] الصَّدَفِيِّ عَنْ [أبيه] [3] عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم [الحديث بتمامه] [4] . (289) جابر بن سفيان الأنصاري الزرقي، من بني زريق بن عامر، ينسب أبوه سفيان إلى معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، لأنه حالفه وتبناه بمكة. قَالَ ابن إسحاق: غلب معمر بن حبيب على نسب سفيان وبنيه، فإليه ينسبون، وهو رجل من الأنصار من بنى زريق بن عامر، ثم من بني جشم ابن الخزرج، وقد ذكرنا خبر سفيان وابنيه في بابه من هذا الكتاب، والحمد للَّه. قَالَ ابن إسحاق: قدم سفيان وابناه جابر وجنادة من أرض الحبشة على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في السفينتين اللتين قدمتا المدينة من

_ [1] من م. [2] من م. [3] من م. [4] من م. (الاستيعاب ج 1- م 8)

(290) جابر بن عتيك الأنصاري المعاوي،

أرض الحبشة. قَالَ: وهلك سفيان وابناه جابر وجنادة في خلافة عمر بن الخطاب رحمه الله وأخو هما لأمهما شرحبيل بن حسنة، تزوّجها أبو هما سفيان بمكة، ومن خبر هما في باب شرحبيل بن حسنة، والحمد للَّه. (290) جابر بن عتيك الأنصاري المعاوي، من بني عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس. ويقال جبر بن عتيك، هكذا قَالَ ابن إسحاق جبر، ونسبه فقال: جبر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن [قيس بن] [1] هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري المعاوي المديني، شهد بدرا وجميع المشاهد بعدها. وتوفي سنة إحدى وستين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، يكنى أبا عَبْد الله، وكان معه راية بني معاوية عام الفتح. قال على بن المديني: جابر بن عتيك والحارث بن عتيك أخوان، لهما صحبة. (291) جابر بن النعمان [2] بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد [2] بن مرى بن إراشة البلوي السوادي، من بني سواد، فخذ من بلي، له صحبه، وعداده في الأنصار، ذكره ابن الكلبي وغيره، وهو من رهط كعب ابن عجرة.

_ [1] من م. [2] في هامش م: سواد هذا بالضم. وكعب بن عجرة من بنى غنم بن سواد، وعمرو بن سواد. بالفتح والتشديد لا غير. والمواد بالكسر والتشديد في حديث عبد الله بن مسعود وغير ذلك سواد- بالفتح والتخفيف. وزاد عبد الغنى أحمد بن سواد بالتشديد أيضا (ظهر الاستيعاب ج 1 م 8)

(293) جابر بن أبى صعصعة، أخو قيس بن أبى صعصعة،

(292) جابر بن عمير الأنصاري المدني، روى عنه عطاء بن أبي رباح، جمعه مع جابر بن عَبْد الله في حديث ذكره. (293) جابر بن أبي صعصعة، أخو قيس بن أبي صعصعة، وهم أربعة أخوة: قيس، والحارث، وجابر، وأبو كلاب، من بني مازن بن النجار من الأنصار، قد ذكرنا كل واحد منهم في بابه من هذا الكتاب، والحمد للَّه. وقتل جابر وأبو كلاب يوم مؤته سنة ثمان من الهجرة. (294) جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول ابن بحتر الطائي البحتري. ذكره الطبري فيمن وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طىّ، قَالَ: وكتب له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كتابًا فهو عندهم. وبحتر هو الذي ينسب إليه البحتري الشاعر، وهو بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو ابن [الحارث بن] [1] الغوث بن طيِّئ. (295) جابر بن حابس، حديثه عند حصين بن نمير [2] عن أبيه عن جده. (296) جابر بن عبيد العبدي، أحد وفد عَبْد القيس، حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في الأشربة، لم يرو عنه إلا ابنه عَبْد الله بن جابر. وذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فقال فيه: كان يكون بالبحرين.

_ [1] من م. [2] في أسد الغابة: حبيب.

(297) جابر بن أبى سبرة،

روى عنه ابنه عَبْد الله أنه وفد من البحرين إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. (297) جابر بن أبي سبرة، أسدي كوفي. روى عنه سالم بن أبي الجعد أحاديث، منها حديث في الجهاد. (298) جابر بن أسامة الجهني روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب. (299) جابر بن سمرة [1] بن عمرو بن جندب [2] بن حجير بن رياب بن حبيب ابن سواءة [3] ، وقيل جابر بن سمرة بن جنادة [بن جندب بن عمرو] [4] بن جندب ابن حجير بن رياب السوائي، ومنهم من يسقط حبيبًا من نسبه، فيقول جابر بن سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن رياب بن سواءة السوائي، من بني سواءة بن عامر بن صعصعه حليف بنى زهرة، يكنى أبا عَبْد الله، وقيل: أبا خالد، وهو ابن أخت سعد بن أبي وقاص، أمه خالدة بنت أبي وقاص، نزل جابر بن سمرة الكوفة وابتنى بها دارًا في بني سواءة، وتوفي في إمرة بشر بن مروان عليها، وقيل: توفي جابر بن سمرة سنة ست وستين أيام المختار ابن أبي عبيد. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أحاديث كثيرة، منها قوله: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في ليلة مقمرة وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر، فلهو عندي أحسن من القمر. ومنها قوله عليه السلام: المستشار مؤتمن.

_ [1] في هامش م: قال ابن دريد: يقولون سمرة مخففا، وبنو تميم يقولون سمرة مثقلا. [2] في أسد الغابة: بن جنادة بن جندب. [3] في القاموس: بنو سوأة- بالضم: حي. وسواءة كخرافة: اسم. وفي م: سوأة [4] ليس في م.

(300) جابر الأحمسي.

(300) جابر الأحمسي. يقال جابر بن عوف الأحمسي، ويقال جابر بن طارق الأحمسي، ويقال جابر بن أبي طارق الأحمسي، وهو كوفي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل عليه وعنده قرع، فقال: نكثر به طعامنا. روى عنه ابنه حكيم بن جابر. (301) جابر بن سليم، ويقال سليم بن جابر، والأكثر جابر بن سليم، أبو جرى التميمي الهجيمي من بلهجيم بن عمرو بن تميم التميمي. وقال البخاري: أصح شيء عندنا في اسم أبي جري الهجيمي جابر بن سليم. قَالَ أبو عمر: روى حديثه في البصريين، روى عنه جماعة منهم مُحَمَّد بن سيرين، له حديث حسن في وصية رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إياه، حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابْنُ الصُّدَائِيِّ، قَالَ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ الْهُجَيْمِيِّ (ح) ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا محمد ابن بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَفَّانَ [1] عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي جُرَيٍّ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا وَالنَّاسُ يَصْدُرُونَ عَنْ رَأْيِهِ، فَقُلْتُ: [لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ] [2] ، مَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ الله. فقال: عليك السلام تحية الموتى،

_ [1] في م: أبو غفار. [2] من م.

باب جارية

وَلَكِنْ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ الَّذِي إِذَا دَعَوْتَهُ أَجَابَكَ، وَإِذَا أَصَابَتْكَ سَنَةٌ دَعَوْتَهُ فَسَقَاكَ، وَأَنْبَتَ لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ فَلاةٍ فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ دَعَوْتَهُ فَرَدَّهَا عَلَيْكَ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ. قَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ، وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إناء المستسقى، وإذا غيّرك رَجُلٌ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بِأَمْرٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ، فَيَكُونُ وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْكَ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مَخِيلَةٌ، وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ وَلا تَسُبَّنَّ أَحَدًا.. قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ [أَحَدًا] [1] بَعِيرًا وَلا شَاةً وَلا إِنْسَانًا . باب جارية (302) جارية بن قدامة التميمي السعدي، يكنى أبا عمرو، وقيل: أبا أيوب. وقيل أبا يزيد. نسبه بعضهم فقال: جارية بن قدامة بن مالك بن زهير، ويقال جارية بن قدامة بن زهير، ويقال جارية بن قدامة بن زهير بن حصن [2] . ويقال حصين بن رزاح بن أسعد [3] بن بجير بن [ربيعة بن] [4] كعب بن سعد ابن زيد مناة [بن تميم] [4] التميمي السعدي، يعد في البصريين. روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة، وكان من أصحاب على في حروبه، وهو الّذي

_ [1] من م. [2] في تهذيب التهذيب: الحصن. [3] في ى: سعد، والمثبت من م. [4] من م.

(303) جارية بن حميل [3] بن شبة [4] بن قرط الأشجعي،

حاصر عَبْد الله بن الحضرمي في دار شبيل [1] ، ثم حرق عليه، وكان معاوية بعث ابن الحضرمي ليأخذ البصرة وبها زياد خليفة لا بن عباس، فنزل عَبْد الله بن الحضرمي في بني تميم، وتحول زياد إلى الأزد، وكتب إلى علي فوجه إليه أعين بن صبيعة المجاشعي. فقتل فبعث جارية بن قدامة. روى عنه الأحنف بن قيس، ويقال: إن جارية بن قدامة عم الأحنف، وعسى أن يكون عمه لأمه، وإلا فما يجتمعان إلا في سعد بن زيد مناة. روى هشام بن عروة عن الأحنف بن قيس أنه أخبره ابن عم له، وهو جارية ابن قدامة، أنه قَالَ: يا رسول الله، قل لي قولا ينفعني وأقلل لعلي أعقله. قَالَ: لا تغضب، فعاد له مرار يرجع [2] إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغضب. (303) جارية بن حميل [3] بن شبة [4] بن قرط الأشجعي، أسلم وصحب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ذكره الطبري. (304) جارية بن ظفر اليمامي، والد نمران بن جارية، سكن الكوفة. روى عنه ابنه نمران، ومولاه عقيل بن دينار. ذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رشيد، قال: حدثنا مروان ابن مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَهْثَمُ بْنُ قُرَّانَ، قَالَ: حدثنا عقيل بن دينار مولى جارية

_ [1] في أسد الغابة: ابن شبيل. [2] في ى: فرجع. [3] في ى: جميل، والصواب من م، والإصابة. [4] هكذا في ى، والإصابة، وفي م: نشبة.

(305) جارية بن زيد،

ابن ظَفَرٍ، عَنْ جَارِيَةَ بْنِ ظُفَرٍ أَنَّ دَارًا كَانَتْ بَيْنَ أَخَوَيْنِ، فَحَظَرَا فِي وَسَطِهَا حِظَارًا، ثم هلكا، وترك كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِبًا، فَادَّعَى عَقِبَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنَّ الْحِظَارَ لَهُ مِنْ دُونِ صاحبه، فَاخْتَصَمَ عَقِبَاهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقْضِي بَيْنَهُمَا، فَقَضَى بِالْحِظَارِ لِمَنْ وَجَدَ مَعَاقِدَ الْقُمْطِ [1] تَلِيهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ نِمْرَانُ أَحَادِيثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (305) جارية بن زيد، ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة رضي الله عنهم. باب جبار (306) جبار بن صخر الأنصاري. وهو جبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن سنان، ويقال خنيس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي الأنصاري، شهد بدرًا، وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، ثم شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وكان أحد السبعين ليلة العقبة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين المقداد بن الأسود. نسبه [2] ابن إسحاق كما ذكرنا، وقال ابن هشام: هو جبار بن صخر بن أمية بن خناس بن سنان،

_ [1] القمط: جمع قماط، وهي الشرط التي يشد بها الخص ويوثق به من ليف أو خوص أو غيرهما. [2] العبارة في م: هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وقال ابْن هِشَام.

(307) جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي.

فجعله ابن هشام من ولد خناس، وجعله ابن إسحاق من ولد خنساء. وقيل خناس وخنيس [1] وخنساء سواء. وقيل: هما أخوان ابنا سنان بن عبيد بن عدي بن غنم يكنى أبا عَبْد الله. توفي بالمدينة سنة ثلاثين، روى عنه شرحبيل بن سعد. قَالَ: صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقمت عن يساره فأخذني وجعلني عن يمينه. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُرَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ بِعَسْقَلانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ الْعَسْقَلانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَيِ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ. قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ أَنَّهُ سَمِعَ جَبَّارَ بْنَ صَخْرٍ يَقُولُ: [سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ:] [2] إِنَّا نُهِينَا أَنْ نَرَى عَوْرَاتِنَا. وَرَوَى أَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصَّامِتِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فأخذني فجعلني عن يمينه، وجاء جبّار بن صخر، فدفعنا حتى جعلنا حلفه. وقال ابن إسحاق: كان جبار بن صخر خارصًا [3] بعد عَبْد الله بن رواحة. (307) جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب الكلابي.

_ [1] في ى: خنس، والمثبت من م. [2] من م. [3] خارصا: جائعا مقرورا.

باب جبر

هو الذي قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، ثم أسلم بعد ذلك، ذكره إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق، وقال: كان جبّار بن سلمى فيمن حضرها يومئذ- يعني بئر معونة- مع عامر بن الطفيل، ثم أسلم بعد ذلك، فكان يقول: ما دعاني إلى الإسلام إلا أني طعنت رجلا منهم فسمعته يقول: فزت والله. قَالَ: فقلت في نفسي: ما فاز، أليس قد قتلته، حتى سألت بعد ذلك عن قوله. فقالوا: الشهادة فقلت: فاز لعمر الله. لم يذكر البخاري جبار بن سلمى ولا جبار بن صخرة. باب جبر (308) جبر الأعرابي المحاربي، روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في فضل عثمان رضي الله عنه، روى عنه الأسود بن هلال. (309) جبر بن عتيك. ويقال جابر بن عتيك. قد تقدم ذكره في باب جابر. ونسبوه [1] جابر بن عتيك بن قيس بن الحارث بن مالك بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن أوس. أمه جميلة بنت زيد بن صيفي بن عمرو بن حبيب بن حارثة بن الحارث، هكذا نسبه خليفة. وقال: مات سنة إحدى وستين.

_ [1] من هنا إلى آخر الترجمة ليس في م.

(310) جبر بن عبد الله القبطي،

ونسبه غيره فقال: جبر بن عتيك بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن زيد بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِ أَبِي عُمَيْسٍ مِنْ رِوَايَةِ وَكِيعٍ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَادَهُ فِي مَرَضِهِ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْ أهله: إن كنّا لنرجو أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ شَهَادَةً لَهُ فِي سَبِيلِ الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شهداء أمّتى إذا لقليل، القتيل في سبيل الله شهيد، المبطون شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ [1] شَهِيدَةٌ، وَالْحَرِقُ [2] شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ [3] شَهِيدٌ، وَالْمَجْنُوبُ [4] شَهِيدٌ. وَقَالَ أبو عمر: خالف مالك أبا غميس فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ عَتِيكِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، وَخَالَفَهُ فِي بَعْضِ معانيه. (310) جبر بن عَبْد الله القبطي، مولى أبي بصرة الغفاري، هو الذي أتى من عند المقوقس بمارية القبطية إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مع حاطب ابن أبى بلتعة.

_ [1] ماتت بجمع: يريد أنها ماتت بكرا (النهاية) . [2] الحرق. وفي رواية الحريق: الّذي يقع في حرق النار فيلتهب (النهاية) . [3] الغرق- بكسر الراء: الّذي يموت بالغرق. وقيل: هو الّذي غلبه الماء ولم يغرق، فإذا غرق فهو غريق (النهاية) . [4] المجنوب: الّذي أخذته ذات الجنب. وقيل أراد بالمجنوب الّذي يشتكي جنبه مطلقا. وفي ى: المجنون. وهو تحريف.

باب جبير

باب جبير (311) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، يكنى أبا مُحَمَّد، وقيل أبا عدي، أمه أم جميل بنت سعيد، من بني عامر ابن لؤي. قَالَ مصعب الزبيري: كان جبير بن مطعم من حلماء قريش وساداتهم، وكان يؤخذ عنه النسب. وقال ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة: كان جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش وللعرب قاطبة، وكان يقول: إنما أخذت النسب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما. وكان أبو بكر من أنسب العرب. أسلم جبير بن مطعم فيما يقولون يوم الفتح. وقيل عام خيبر، وكان [إذ] [1] أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فداء أسارى بدر كافرًا. روى جماعة من أصحاب ابن شهاب [عن ابن شهاب] [2] عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أسارى بدر، فوافقته وهو يصلي بأصحابه المغرب أو العشاء، فسمعته وهو يقرأ، وقد خرج صوته من المسجد [3] : إِنَّ عَذَابَ ربك لواقع ماله من دافع. قال: فكأنما صدع قلبي. وبعض أصحاب الزهري يقول عنه في هذا الخبر: فسمعته يقرأ [4] :

_ [1] من م. [2] ليس في م. [3] سورة الطور، آية 7، 8 [4] سورة الطور آية 35، 36

(312) جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زرق الأنصاري الزرقي.

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ. 52: 35 أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، بَلْ لا يُوقِنُونَ. 52: 36 فكاد قلبي يطير، فلما فرغ من صلاته كلمته في أسارى بدر فقال: لو كان الشيخ أبوك حيًا فأتانا فيهم شفعناه. وقال بعضهم فيه: لو أن أباك كان حيًا، أو لو أن المطعم بن عدي كان حيًا ثم كلمني في هؤلاء النتنى [1] لأطلقتهم له. قال: وكانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يد، وكان من أشراف قريش. وإنما كان هذا القول من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في المطعم بن عدي، لأنه الذي كان أجار رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم من الطائف من دعاء ثقيف، وكان أحد الذين قاموا في شأن الصحيفة التي كتبتها قريش على بني هاشم. وكانت وفاة المطعم بن عدي في صفر سنة ثنتين من الهجرة قبل بدر بنحو سبعة أشهر، ومات جبير بن مطعم بالمدينة سنة سبع وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين في خلافة معاوية، وذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وفيمن حسن إسلامه منهم. ويقال: إن أول من لبس طيلسانا بالمدينة جبير بن مطعم. (312) جبير بن إياس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زرق الأنصاري الزرقيّ.

_ [1] يعنى أسارى بدر. واحدهم نتن، كزمن وزمنى. وسماهم نتى لكفرهم، كقوله تعالى: إنما المشركون نجس (النهاية) .

(313) جبير بن بحينة، هو جبير بن مالك بن القشب،

شهد بدرًا وأحدًا، هكذا قَالَ ابن إسحاق وموسى بن عقبة والواقدي وأبو معشر، وقال عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عمارة: هو جبر بن إياس. (313) جبير بن بحينة، هو جبير بن مالك بن القشب، ويقال جبير [1] بن مالك الأزدي، والأكثر جبير بن بحينة. أمه بحينة بنت الحارث هو أخو عبد الله بن بحينة، أمهما بحينة ابنة الحارث بن عَبْد المطلب، وهو حليف لبني المطلب، وأصله من الأزد [2] ، قتل يوم اليمامة شهيدًا. (314) جبير بن نفير الحضرمي، جاهلي إسلامي، يكنى أبا عَبْد الرحمن، أدرك الجاهلية ولم ير النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، أسلم في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وهو معدود في كبار تابعي أهل الشام، ولأبيه نفير صحبة ورواية، وقد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب. قَالَ على بن المديني: حدّثنا زيد [3] ابن الحباب، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، وكان جاهليًا إسلاميًا. وروينا عن جبير بن نفير أيضا أنه قَالَ: أتانا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ... في حديث ذكره. (315) جبير بن الحويرث روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. روى عنه سعيد بن عَبْد الرحمن بن يربوع، في صحبته نظر.

_ [1] في م: جبر. [2] في م: للأزد. [3] في ى: يزيد. والمثبت من م، وتهذيب التهذيب.

باب جبلة

باب جبلة (316) جبلة بن حارثة الكلبي، أخو زيد بن حارثة، يأتي نسبه في باب زيد أخيه إن شاء الله. روى عنه أبو إسحاق السّبيعى، وأبو عمرو الشيباني، وبعضهم يدخل بين أبي إسحاق وبين جبلة بن حارثة فروة [1] بن نوفل. أَخْبَرَنَا عبد الوارث قال: حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا حُدَيْجُ [2] بْنُ مُعَاوَيَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: قِيلَ لِجَبَلَةَ بْنِ حَارِثَةَ: أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ زَيْدٌ؟ قَالَ: زَيْدٌ خَيْرٌ مِنِّي، وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ، وَسَأُخْبِرُكُمْ أَنَّ أُمَّنَا كَانَتْ مِنْ طيِّئ، فَمَاتَتْ فَبَقَيْنَا فِي حِجْرِ جدّ لي فَأَتَى عَمَّايَ فَقَالا لِجَدِّنَا: نَحْنُ أَحَقُّ بِابْنَيْ أَخِينَا فَقَالَ: مَا عِنْدَنَا خَيْرٌ لَهُمَا فَأَبَيَا. فَقَالَ: خُذَا جَبَلَةَ، وَدَعَا زَيْدًا. فَأَخَذَانِي فَانْطَلَقَا بِي، وَجَاءَتْ خَيْلٌ مِنْ تِهَامَةَ فَأَصَابَتْ زَيْدًا، فَتَرَامَتْ بِهِ الأُمُورُ حَتَّى وَقَعَ إِلَى خَدِيجَةَ فوهبته للنّبيّ صلى الله عليه وسلم. (317) جبلة بن عمرو الأنصاري الساعدي. ويقال هو أخو أبي مسعود الأنصاري. وفي ذلك نظر. يعد في أهل المدينة، روى عنه سليمان بن يسار، وثابت بن عبيد. قال

_ [1] في م: أبو فروة، وثراه تحريفا، كما في تهذيب التهذيب. [2] في ى: جريج، وهو تحريف، صوابه من تهذيب التهذيب.

(318) جبلة بن أزرق الكندي.

سليمان بن يسار: كان جبلة بن عمرو فاضلا من فقهاء الصحابة، وشهد جبلة بن عمرو صفين مع علي رضي الله عنه، وسكن مصر. (318) جبلة بن أزرق الكندي. روى عنه راشد بن سعد، يعد في أهل الشام. (319) جبلة رجل من الصحابة غير منسوب. روى عنه مُحَمَّد بن سيرين أنه جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها. (320) جبلة بن مالك الداري، من رهط تميم الداري. قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منصرفه من تبوك في رهط من قومه. (321) جبلة [بن مالك] [1] الأشعر الخزاعي الكعبي [2] ، واختلف في اسم أبيه. قال الواقدي: قتل مع كرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح. باب جرير (322) جرير بن عَبْد الله بن جابر، وهو الشّلبل [3] بن مالك بن نصر بن ثعلبة ابن جشم بن عويف [4] بن خزيمة [بن حرب] بن على [5] بن مالك بن سعد ابن نذير بن قسر، وهو مالك بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث البجلي.

_ [1] ليس في م، ولا في أسد الغابة. [2] في ى: الكلبي. والمثبت من م، وأسد الغابة. [3] بالمعجمة كما صرح به القاموس. والزبيدي، وكما في ى، م. وفي تهذيب التهذيب: السليل. وقال في هامشه: ذكر في المغنى: السليل- بفتح سين مهملة. [4] في ى: عوق. والمثبت من م، والتهذيب التهذيب. [5] في م: بن عدي. وفي هامشه: المعروف على. كذا حكاه ابن حبيب وغيره.

يكنى أبا عمرو. وقيل: أبا عبد الله، واختلف في بجيلة [1] فقيل ما ذكرنا، وقيل: إنهم من ولد أنمار بن نزار على ما ذكرناه في (كتاب القبائل) ، ولم يختلفوا أنّ بجيلة أمهم نسبوا إليها، وهي بجيلة بنت صعب بن على بن سعد [2] العشيرة. قال ابن إسحاق: جرير بن عَبْد الله البجلي سيد قبيلته، يعني بجيلة. قَالَ: وبجيلة هو ابن أنمار بن نزار بن معد بن عدنان. وقال مصعب: أنمار بن نزار بن معد بن عدنان، منهم بجيلة. قَالَ أبو عمر رحمه الله: كان إسلامه في العام الذي توفي فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. وقال جرير: أسلمت قبل موت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بأربعين يومًا. وَرَوَى شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ عَنْ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ وَلا رَآنِي قَطُّ إِلا ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ وَقَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حِينَ أَقْبَلَ وَافِدًا عَلَيْهِ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ خَيْرُ ذِي يَمَنٍ، كَأَنَّ عَلَى وَجْهِهِ مِسْحَةَ مَلَكٍ، فَطَلَعَ جَرِيرٌ وَبَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ إِلَى ذِي كُلاعٍ وَذِي رُعَيْنٍ بِالْيَمَنِ. وفيه فيما روى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ. وَرَوَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ. وفي جرير قال الشاعر:

_ [1] في هامش م: قال الزبير: بجيلة امرأة، وهي ابنة صعب بن سعد العشيرة ولدت الأنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث. [2] في هامش م: الصواب صعب بن سعد العشيرة. وهذا وهم.

لَوْلا جَرِيرٌ هَلَكَتْ بَجِيلَهْ ... نِعْمَ الْفَتَى وَبِئْسَتِ الْقَبِيلَهْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا مَدَحَ من هجى قومه، وكان عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُوسُفُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يَعْنِي فِي حُسْنِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لِعُمَرَ حِينَ وَجَدَ فِي مَجْلِسِهِ رَائِحَةً مِنْ بَعْضِ جُلَسَائِهِ. فَقَالَ عُمَرُ: عَزَمْتُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الرَّائِحَةِ إِلا قَامَ فَتَوَضَّأَ، فَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: عَلَيْنَا كُلِّنِا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْزِمْ. قَالَ: عَلَيْكُمْ كُلُّكُمْ عَزَمْتُ. ثُمَّ قَالَ: يَا جَرِيرُ، مَا زِلْتَ سَيِّدًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالإِسْلامِ. ونزل جرير الكوفة وسكنها، وكان له بها دار، ثم تحول إلى قرقيسياء، ومات بها سنة أربع وخمسين. وقد قيل: إن جريرًا توفي سنة إحدى وخمسين. وقيل: مات بالسراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة لمعاوية. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَلا تَكْفِينِي ذَا الْخَلَصَةِ [1] ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ لا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ فِي صَدْرِي، فَقَالَ: اللَّهمّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ مِنْ قومي فأتيناها فأحرقناها.

_ [1] ذو الخصلة- محرك وبضمتين: بيت كان يدعى الكعبة اليمانية لخثعم، كان فيه صنم اسمه الخلصة.

وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى ذِي الْكُلاعِ [1] وَذِي ظُلَيْمٍ بِالْيَمَنِ، وَقَدِمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ سَعْدًا فِي وِلايَتِهِ؟ فَقَالَ: تَرَكْتُهُ أَكْرَمَ الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة، هو لهم كَالأُمِّ الْبَرَّةِ، يَجْمَعُ لَهُمْ كَمَا تُجْمَعُ الذَّرَّةُ [2] ، مَعَ أَنَّهُ مَيْمُونُ الأَثَرِ، مَرْزُوقُ الظَّفْرِ، أَشَدُّ النَّاسِ عِنْدَ الْبَأْسِ، وَأَحَبُّ قُرَيْشٍ إِلَى النَّاسِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ حَالِ النَّاسِ. قَالَ: هَمْ كَسِهَامِ الْجَعْبَةِ، مِنْهَا الْقَائِمُ الرَّائِشُ [3] ، وَمِنْهَا الْعَضِلُ [4] الطَّائِشُ، وَابْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ثَقَافُهَا يَغْمِزُ عَضِلَهَا، وَيُقِيمُ مَيْلَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالسَّرَائِرِ يَا عُمَرُ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ إِسْلامِهِمْ. قَالَ: يُقِيمُونَ الصَّلاةَ لأَوْقَاتِهَا، وَيُؤْتُونَ الطَّاعَةَ لِوُلاتِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: الْحَمْدُ للَّه إِذَا كَانَتِ الصَّلاةُ أُوتِيَتِ الزَّكَاةُ، وَإِذَا كَانَتِ الطَّاعَةُ كَانَتِ الْجَمَاعَةُ. وَجِريرٌ الْقَائِلُ: الْخَرَسُ خَيْرٌ مِنَ الْخِلابَةِ [5] وَالْبَكْمُ خَيْرٌ مِنَ الْبَذَاءِ. وَكَانَ جَرِيرُ رَسُولَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إلى معاوية، فحبسه مدة طويلة،

_ [1] ذو الكلاع: من أدواء اليمن. [2] الذر: صغار النمل، واحدته ذرة. [3] الرائش: ذو الريش، إشارة إلى كماله واستقامته (النهاية) . [4] في هامش م: العضل- بكسر الضاد- من السهام: المعوج، وفي اللسان: العصل- بالصاد. وأتى بهذا الجزء من حديث عمر وجرير. وفي النهاية بالصاد أيضا. [5] في هامش م: أراد الخلابة بالقول.

(323) جرير بن أوس بن حارثة بن لأم الطائي.

ثُمَّ رَدَّهُ بِرَقٍّ مَطْبُوعٍ غَيْرِ مَكْتُوبٍ، وَبَعَثَ مَعَهُ مَنْ يُخْبِرُهُ [1] بِمُنَابَذَتِهِ [لَهُ] [2] فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ مَشْهُورٍ. رَوَى عَنْهُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَهَمَّامُ بْنُ الْحَارِثِ، وَالشَّعْبِيُّ وَبَنُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ وَالْمُنْذِرُ وَإِبْرَاهِيمُ. (323) جرير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي. ويقال فيه خريم بن أوس، وأظنه أخاه. هاجر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فورد عليه منصرفه من تبوك فأسلم، وروى شعر عباس بن عَبْد المطلب الذي مدح به النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، هو ابن عم [3] عروة بن مضرس الطائي، وهو الذي قَالَ له معاوية: من سيدكم اليوم؟ فقال: من أعطى سائلنا، وأغضى عن جاهلنا، واغتفر زلتنا. فقال له معاوية: أحسنت يا جرير. قَالَ أبو عمر: خريم وجرير قدما على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معًا، ورويا شعر العباس والله أعلم. باب جعدة (224) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، أمه أم هانئ بنت أبي طالب. ولاه خاله علي بن أبي طالب على خراسان.

_ [1] في ى: يحشر. [2] من م. [3] في هامش م. الصواب إسقاط (ابن) ، وهو في أسد الغابة من غيراين) أيضا.

(325) جعدة بن هبيرة الأشجعي،

قالوا: كان فقيهًا. قَالَ أبو عبيدة: ولدت أم هانئ بنت أبي طالب من هبيرة ثلاثة بنين: أحدهم يسمى جعدة، والثاني هانئًا، والثالث يوسف. وقال الزبير والعدوي: ولدت أم هانئ لهبيرة أربعة بنين: جعدة وعمرًا وهانئًا ويوسف، وهذا أصح إن شاء الله تعالى. قَالَ الزبير: وجعدة بن هبيرة هو الذي يقول: أبي من بني مخزوم إن كنت سائلا ... ومن هاشم أمي لخير قبيل فمن ذا الذي يباهي علي بخاله ... كخالي علي ذي النّدى وعقيل روى عنه مجاهد بن جبر. (325) جعدة بن هبيرة الأشجعي، كوفي، روى عنه يزيد الأودي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الناس قرني. حديث عند إدريس وداود ابني يزيد الأودي عن أبيهما عنه. (326) جعدة الجشمي، هو جعدة بن خالد بن الصمة الجشمي. حديثه في البصريين عند شعبة عن أبي إسرائيل الجشمي، مولى لهم، واسم أبي إسرائيل هذا شعيب قَالَ سُنَيْدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَعْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يقول لرجل سمين يومى بِيَدِهِ إِلَى بَطْنِهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي غَيْرِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَكَ. [يعني لو كان هذا السمن في إيمانك كان خيرًا لك] [1]

_ [1] ليس في م.

باب جعفر

باب جعفر (327) جعفر بن أبي طالب، يكنى أبا عَبْد الله [بابنه عَبْد الله] [1] ، واسم أبي طالب عَبْد مناف بن عَبْد المطلب بن هاشم [بن عَبْد مناف] [2] . كان جعفر أشبه الناس خلقًا وخلقًا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان جعفر أكبر من علي رضي الله عنهما بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين. وكان جعفر من المهاجرين الأولين، هاجر إلى أرض الحبشة، وقدم منها على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر، فتلقاه النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأعتنقه وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحًا، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ وكان قدوم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة، واختط له رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد، ثم غزا غزوة مؤتة، وذلك سنة ثمان من الهجرة، فقتل فيها رضي الله عنه. قَالَ الزبير: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى مؤنة في جمادى الأولى من سنة ثمان من الهجرة، فأصيب بها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتل فيها جعفر حتى قطعت يداه جميعًا ثم قتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أبدله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء، فمن هنا قيل له جعفر ذو الجناحين.

_ [1] من م. [2] من م.

وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ قَالَ: أُرِيَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ذَا جَنَاحَيْنِ مُضَرَّجًا بِالدَّمِ. وروينا عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قَالَ: وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح. وقد روى أربع وخمسون جراحة، والأول أثبت، ولما أتى النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ نعي جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر، ودخلت فاطمة رضى الله عنها وهي تبكى وتقول: وا عمّاه، فقال رسول الله صلى الله عليه: على مثل جعفر فلتبك البواكي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَعْفَرٍ: أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي يَا جَعْفَرُ ... فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ. وأخبرنا عَبْد الوارث قَالَ: حَدَّثَنَا قاسم، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا خلف بن الوليد، قَالَ: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ [بن هانئ] [1] عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أيوب،

_ [1] من م.

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عمرو البزار، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن المثنى، حَدَّثَنَا عبيد الله الحنفي، حَدَّثَنَا زمعة بن صالح، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: دخلت البارحة الجنة فإذا فيها جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة مع أصحابه. وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مُثِّلَ لِي جَعْفَرٌ، وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فِي خَيْمَةٍ مِنْ دُرٍّ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى سَرِيرٍ، فَرَأَيْتُ زَيْدًا وَابْنَ رَوَاحَةَ فِي أَعْنَاقِهِمَا صُدُودٌ، وَرَأَيْتُ جَعْفَرًا مُسْتَقِيمًا لَيْسَ فِيهِ صُدُودٌ، قَالَ: فَسَأَلْتُ أَوْ قِيلَ لِي: إِنَّهُمَا حِينَ غَشَيِهُمَا الْمَوْتُ أَعْرَضَا، أَوْ كَأَنَّهُمَا صَدَّا بِوَجْهِهِمَا، وَأَمَّا جَعْفَرُ فَإِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يُحَدِّثُ عَنْ مُجِالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ يَقُولُ: كُنْتُ إِذَا سَأَلْتُ عَلِيًّا شَيْئًا فَمَنَعَنِي فَقُلْتُ لَهُ: بِحَقِّ جَعْفَرٍ أَعْطَانِي. حَدَّثَنَا خلف بن القاسم، حَدَّثَنَا ابن شعبان حَدَّثَنَا أحمد بن شعيب، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بشار، حَدَّثَنَا عَبْد الوهاب، حَدَّثَنَا خالد عن عكرمة عن أبي هريرة قَالَ: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أفضل من جعفر بن أبي طالب رضى الله عنه،

(328) جعفر بن أبى سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

وجعفر أول من عرقب فرسا في سيل الله، نزل يوم مؤتة إذ رأى الغلبة، فعرقب فرسه، وقاتل حتى قتل. قَالَ الزبير بن بكار: كانت سن جعفر بن أبي طالب يوم قتل إحدى وأربعين سنة. (328) جعفر بن أبي سفيان بن الحارث بن عَبْد المطلب بن هاشم. ذكر أهل بيته أنه شهد حنينًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وذكر ذلك ابن هشام وغيره، ولم يزل مع أبيه ملازما لرسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض، وتوفي جعفر في خلافة معاوية. باب جعيل (329) جعيل بن سراقة الغفاري. ويقال الضمري. أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووكله إلى إيمانه، وذلك أنه أعطى أبا سفيان مائة من الإبل، وأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة بن حصن مائة من الإبل، وأعطى سهيل بن عمرو مائة، فقالوا: يا رسول الله، أتعطي هؤلاء وتدع جعيلا؟ وكان جعيل من بني غفار فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: جعيل خير من طلاع الأرض مثل هؤلاء، ولكن أعطي هؤلاء أتألفهم، وأكل جعيلا إلى ما جعل الله عنده من الإيمان. ذكره حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم [بن الحارث] [1]

_ [1] ليس في م.

(330) جعيل الأشجعي،

التيمي كما ذكرنا أبا سفيان وسهيل بن عمرو، والأقرع بن حابس، وعيينة. وَقَالَ فِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، أَنّ قَائِلا قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعَ مِائَةً مِائَةً، وَتَرَكْتَ جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيَّ؟ فَقَالَ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَجُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ خَيْرٌ مِنْ طِلاعِ الأَرْضِ كُلُّهُمْ مِثْلُ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ، وَلَكِنِّي تَأَلَّفْتُهُمَا، وَوَكَّلْتُ [1] جُعَيْلَ بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى إِيمَانِهِ. قَالَ أبو عمر: غير ابن إسحاق يقول فيه جعال بالألف، وقد ذكرناه في الأفراد. (330) جعيل الأشجعي، كوفي، روى عنه عَبْد الله بن أبي الجعد حديثًا حسنًا في أعلام النبوة قَالَ: كنت مع رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في بعض غزواته على فرس لي ضعيفة عجفاء في أخريات الناس، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: سر. فقلت: إنها عجفاء ضعيفة، فضربها بمخفقة كانت معه، وقال: بارك الله لك فيها. فلقد رأيتني أول الناس ما أملك رأسها، وبعت من بطنها باثني عشر ألفًا. باب جميل (331) جميل بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح، أخو سعيد بن عامر، لا أعلم له رواية، وهو جد نافع بن عمر بن عَبْد الله بن جميل الجمحي المحدث المكيّ.

_ [1] في ى: ووكلنا.

(332) جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.

(332) جميل بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. هو أخو سفيان بن معمر، وعم حاطب وحطاب ابني الحارث بن معمر، وكانا من مهاجرة الحبشة. قَالَ الزبير: ليس لجميل وسفيان ابني معمر عقب، والعقب لأخيهما الحارث بن معمر، ولجميل بن معمر خبر في إسلام عمر وإخباره قريشًا بذلك معروف في المغازي، وكان يسمى ذا القلبين فيما ذكره الزبير عن عمه مصعب، قَالَ: وفيه نزلت [1] : مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قَلْبَيْنِ في جَوْفِهِ. 33: 4 وذكر زكريا بن عيسى، عن ابن شهاب قال: ذو القلبين من بنى الحارث بن فهر. أسلم جميل عام الفتح، وكان مسنًا، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. حنينًا، فقتل زهير بن الأبجر الهذلي مأسورًا، فلذلك قَالَ أبو خراش الهذلي يخاطب جميل بن معمر [2] : فأقسم [3] لو لاقيته غير موثق ... لآبك [4] بالجزع الضباع النواهل [5] وكنت جميل أسوأ الناس صرعة [6] ... ولكن أقران الظهور مقاتل فليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل وقد ذكرنا هذا الخبر بتمامة في باب أبي خراش الهذلي من كتابنا هذا في الكنى.

_ [1] سورة الأحزاب آية 4. [2] ديوان الهدليين: 2- 150. [3] في الديوان: فو الله. [4] في ى: لبكتك. [5] النواهل: المشتهيات للأكل كما تشتهي الإبل الماء. والجزع: منعطف الوادي. [6] الرواية في الديوان: لظل جميل أسوأ القوم تلة ... ولكن قرن الظهر للمرء شاغل.

باب جنادة

وذكر الزبير بن بكار قال: جاء عمر بن الخطاب إلى عَبْد الرحمن بن عوف، فسمعه قبل أن يدخل عليه يتغنى بالنصب: وكيف ثوائى بالمدينة بعد ما ... قضى وطرًا منها جميل بن معمر [1] فلما دخل عليه قال: ما هذا أبا مُحَمَّد؟ قَالَ: إنا إذا خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس. وذكر مُحَمَّد بن يزيد هذا الخبر، فقلبه وجعل المتغني عمر، والجائي إليه عَبْد الرحمن. والزبير أعلم بهذا الشأن. باب جنادة (333) جنادة بن سفيان الأنصاري، ويقال الجمحي، لأن أباه سفيان ينسب إلى معمر بن حبيب بن حذافة بن جمح، لأن معمرا تبناه بمكة، وقد ذكرنا خبره في باب سفيان، وهو من الأنصار أحد بنى زريق بن عمرو من بني جشم بن الخزرج، إلا أنه غلب عليه معمر بن حبيب الجمحي، فهو وبنوه ينسبون إليه. وقدم جنادة وأخوه جابر بن سفيان وأبوهما سفيان من أرض الحبشة، وهلكوا ثلاثتهم في خلافة عمر بن الخطاب. فيما ذكر ابن إسحاق. وجنادة وجابر ابنا سفيان هما أخوا شرحبيل بن حسنة لأمّه، لأنّ سفيان أبا هما تزوج حسنة أم شرحبيل بمكة فولدتهما له.

_ [1] في ى: عامر، والمثبت من م، وأسد الغابة.

(334) جنادة بن مالك الأزدي،

(334) جنادة بن مالك الأزدي، كوفي، حديثه عند القاسم بن الوليد، عن مصعب بن عَبْد الله بن جنادة الأزدي، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: من أمر الجاهلية النياحة على الميت. (335) جنادة الأزدي، ذكره ابن أبي حاتم بعد ذكره جنادة بن مالك الأزدي، جعله آخر، فقال: جنادة الأزدي له صحبة، بصري. روى الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير، عن حذيفة الأزدي، عن جنادة الأزدي. وقد وهم ابن أبي حاتم فيه وفي جنادة بن أبي أمية. (336) جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني، من بني زهران، واسم أبي أمية مالك، كذا قَالَ خليفة وغيره. قَالَ أبو عمر: كان من صغار الصحابة، وقد سمع من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ، وَرَوَى أيضا عن أصحابه عنه، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: جنادة بن أبي أمية الدوسي، واسم أبي أمية كبير [1] . لأبيه أبي أمية صحبة، وهو شامي. قَالَ: وروى جنادة بن أبي أمية عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت وابن عمر. روى عنه مجاهد، وعلى بن رباح، وعمير ابن هانئ، وبسر بن سعيد، وعمرو بن الأسود، وأبو الخير، وعبادة بن نسي، وابنه سليمان بن جنادة وقال البخاري: جنادة بن أبي أمية، واسم أبي أمية كبير. قَالَ مُحَمَّد ابن سعد كاتب الواقدي: جنادة بن أبي أمية غير جنادة بن مالك يعنى المتقدم

_ [1] في ى، وتهذيب التهذيب: كثير، والمثبت من م، والإصابة.

ذكره، وهو كما قال محمد بن سعد: هما اثنان عند أهل العلم بهذا الشأن، وكان جنادة بن أبي أمية على غزو الروم في البحر لمعاوية من زمن عثمان إلى أيام يزيد. إلا ما كان من زمن الفتنة، وشتا في البحر سنة تسع وخمسين، هكذا ذكر الليث بن سعد، والوليد بن مسلم. مخرج حديثه عن أهل مصر، روى عنه من أهل المدينة بسر بن سعيد، وروى عنه من المصريين أبو الخير مرثد بن عَبْد الله اليزني، وأبو قبيل المعافري، وشييم بن بيتان، ويزيد بن صبيح [1] الأصبحي، والحارث ابن يزيد الحضرمي. وَذَكَرَ ابْنُ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ التُّجِيبِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ أَنَّ جُنَادَةَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رِجِالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ اخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ قَالَ جُنَادَةُ: فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللَّهِ، إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّ الْهِجْرَةَ قَدِ انْقَطَعَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ مَا كَانَ الْجِهَادُ وذكر حديثا آخر عن أبي الخير عن جنادة بن أبي أمية أيضًا. قَالَ ابن يونس: وجنادة بن أبي أمية ممن شهد فتح مصر، قدم مع عبادة بن الصامت، وكان عبادة يومئذ أميرًا على ربع المدد. وَذَكَرَ ابْنُ عُفَيْرٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بكير ابن الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جُنَادَةَ بن أبى أمية، أنّ عبادة بن

_ [1] في م: الأمنحى.

(508) حسان بن جابر،

وتوفي حسان بن ثابت رحمه الله قبل الأربعين في خلافة علي رضي الله عنه وقيل: بل مات حسان سنة خمسين. [وهو ابن مائة عشر بن سنة] [1] وقيل إن حسان بن ثابت توفي سنة أربع وخمسين، ولم يختلفوا [2] أنه عاش مائة، وعشرين سنة، منها ستون في الجاهلية وستون في الإسلام، وأدرك النابغة الذبياني، وأنشده من شعره، وأنشد الأعشى وكلاهما قَالَ له: إنك شاعر. (508) حسان بن جابر، ويقال: ابن أبي جابر السلمي، شهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ الطائف، وروي عنه حديث واحد مسند بإسناد مجهول من رواية بقية بن الوليد. (509) حسان بن خوط الذهلي ثم البكري، كان شريفًا في قومه، وكان وافد بكر بن وائل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وله بنون جماعة، منهم الحارث وبشر، شهد الجمل مع علي رضي الله عنه، وبشر هو القائل يومئذ: أنا ابن حسان بن خوط وأبي ... رسول بكر كلها إلى النبي باب حسيل (510) حسيل بن جابر العبسي القطعي. ويقال حسل، وهو المعروف باليمان، والد حذيفة بن اليمان، وإنما قيل له اليمان، لأنه نسب إلى جده اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس بن بغيض، واسم اليمان جروة بن الحارث

_ [1] من أ، ت. [2] في هامش ت: كيف يصح هذا مع تقديمه القول بأنه مات قبل الأربعين.

باب جندب

باب جندب (339) جندب [1] بن جنادة، أبو ذر الغفاري، على أنه قد اختلف في اسمه، فقيل ما ذكرنا. وقيل برير [2] بن جندب، ويقال برير بن عشرقة، وبرير [3] بن جنادة. ويقال برير بن جنادة، كذا قَالَ ابن إسحاق. وقيل برير بن جندب [4] أيضا عن ابن إسحاق، ويقال جندب بن عَبْد الله. ويقال جندب بن السكن، والمشهور المحفوظ جندب بن جنادة، واختلف فيما بعد جنادة أيضًا، فقيل: جنادة بن قيس بن عمرو بن صعير بن [عبيد بن] [5] حرام بن غفار. وقيل جندب بن جنادة بن صعير بن عبيد بن حرام بن غفار. وقيل: جندب ابن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار. وأمه رملة بنت الوقيعة [6] من بني غفار أيضًا. كان إسلام أبي ذر قديمًا، فيقال: بعد ثلاثة، ويقال بعد أربعة، وقد روى عنه أنه قَالَ: أنا ربع [7] الإسلام. وقيل كان خامسًا، ثم رجع إلى بلاد قومه بعد ما أسلم فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم المدينة فصحبه إلى أن مات، ثم خرج بعد وفاة أبى بكر

_ [1] في التقريب: بضم أوله والدال تفتح وتضم. [2] بموحدة مصغرا ومكبرا كما في التقريب. [3] في ى: يزيد [4] في م: ابن جنادة. [5] من م. [6] في ى: ربيعة والمثبت من م، وتهذيب التهذيب. [7] ريع الإسلام، أي رابع أهل الإسلام. يريد تقدمتنى ثلاثة وكشت رابعهم وفي ى: رابع. والمثبت من م، والنهاية.

رضي الله عنه إلى الشام، فلم يزل بها حتى ولي عثمان رضي الله عنه. ثم استقدمه عثمان لشكوى معاوية به وأسكنه الربذة [1] ، فمات بها وصلى عليه عَبْد الله بن مسعود، صادفه وهو مقبل من الكوفة، مع نفر فضلاء من أصحابه [2] ، منهم: حجر بن الأدبر، ومالك بن الحارث الأشتر، وفتى من الأنصار، دعتهم امرأته إليه فشهدوا موته، وغمضوا عينيه، وغسلوه وكفّنوه في ثياب الأنصاري في خبر عجيب حسن فيه طول. وفي خبر غيره أن ابن مسعود لما دعي إليه وذكر له بكى بكاء طويلا. وقد قيل: إن ابن مسعود كان يومئذ مقبلا من المدينة إلى الكوفة فدعى إلى الصلاة عليه، فقال ابن مسعود: من هذا؟ قيل: أبو ذر. فبكى بكاء طويلا. وقال: أخي وخليلي، عاش وحده، ومات وحده، ويبعث وحده، طوبى له. وكانت وفاته بالرّبذة سنة ثنتين وثلاثين، وصلى عليه ابن مسعود رضي الله عنهما. وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَثْيَمٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ ذرّ زوجة أبى ذَرٍّ، قَالَتْ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا ذَرٍّ الْوَفَاةُ بكيت. فقال لي: ما يبكيك؟ فقلت: وما لي لا أَبْكِي وَأَنْتَ تَمُوتُ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا لِي وَلا لك؟ ولا يد لي للقيام [3] يجهازك. قال: فابشرى

_ [1] الرَّبَذَة: من قرى المدينة. [2] في ى: الصحابة. [3] في ى: بالقيام. (الاستيعاب ج 1 م 9)

وَلا تَبْكِي، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لا يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأَيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أَوْ ثَلاثَةٌ فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ أَبَدًا، وَقَدْ مَاتَ لَنَا ثَلاثَةُ مِنَ الْوَلَدِ. وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ، تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ المؤمنين، وليس من أولئك الفر أَحَدٌ إِلا وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، فَأَنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ [1] وَلا كذبت فأبصرى الطريق. قلت: وَأَنَّى [2] وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ، وَتَقَطَّعَتِ الطَّرِيقُ؟ قَالَ اذْهَبِي فَتَبَصَّرِي. قَالَتْ: فَكُنْتُ أَشْتَدُّ [3] إِلَى الْكَثِيبِ فأنظر ثم أرجع إليه فأمرضه، فبينا هُوَ وَأَنَا كَذَلِكَ، إِذْ أَنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كَأَنَّهُمُ الرَّخَمُ تَحُثُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ، فَأَسْرَعَوُا إِلَيَّ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ فَقَالُوا: يَا أَمَةَ الله، مالك؟ قُلْتُ: امْرُؤٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ، تُكَفِّنُونَهُ؟ قَالُوا: ومن هو؟ قلت: أَبُو ذَرٍّ. قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. [قَالَتْ] [4] : فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ. أَبْشِرُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلاةٍ مِنَ الأَرْضِ تَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ هَلَكَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ، [وَلا كَذَبْتُ] [5] ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَوْبٌ يسعني كفنا لي أو لامرأتى

_ [1] في ى: ما كذب، والثبت من م. [2] في م: أنى. [3] أشتد: أعدو. [4] من م. [5] من م. (ظهر الاستيعاب ج 1 م 9)

لم أكفّن إلا في ثوب هو لي أو لها، وإني أنشدكم للَّه ألا يكفني [1] رَجُلٌ مِنْكُمْ كَانَ أَمِيرًا أَوْ عَرِيفًا أَوْ بَرِيدًا أَوْ نَقِيبًا، وَلَيْسَ مِنْ أُولَئِكَ النَّفَرِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ قَارَفَ بَعْضَ مَا قَالَ، إلّا فتى من الأنصار، فقال: أنا أَنَا أُكَفِّنُكَ يَا عَمِّ فِي رِدَائِي هَذَا، وفي ثوبين في غيبتي من غزل أمى. قال: أنت تكفني [يَا بُنَيَّ] [2] . قَالَ: فَكَفَّنَهُ الأَنْصَارِيُّ وَغَسَّلَهُ فِي النَّفَرِ الَّذِينَ حَضَرُوهُ، وَقَامُوا عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ فِي نَفَرٍ كُلِّهِمْ يَمَانٌ. وروى عنه جماعة من الصحابة، وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق، سئل علي رضي الله عنه عن أبي ذر فقال: ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئًا منه. وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: أبو ذر في أمتي شبيه عيسى ابن مريم في زهده. وبعضهم يرويه من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم، فلينظر إلى أبي ذر. ومن حديث ورقاء وغيره، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظلّت الخضراء ولا أفلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، [ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر إلى أبى ذرّ] [3] .

_ [1] في م: أن يكفني. [2] من م. [3] من م.

(340) جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقى [1] .

وروى عنه صلى الله عليه وَسَلَّمَ من حديث أبي الدرداء وغيره أنه قال: ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. وقد ذكرنا إسناد حديث أبي الدرداء في باب اسمه من الكنى من كتابنا هذا إن شاء الله عز وجل. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ قُوتِي عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من تمر، فَلَسْتُ بِزَائِدٍ عَلَيْهِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى. وفي بابه في الكنى من خبره ما لم يذكر هنا. رَوَى الأَعْمَشُ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ شهر بن حوشب عن عبد الرحمن ابن غَنْمٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ إِذْ دخل عليه رجل من أهل المدينة فَسَأَلَهُ فَقَالَ: أَيْنَ تَرَكْتَ أَبَا ذَرٍّ؟ قَالَ: بِالرَّبْذَةِ. فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 لَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ قَطَعَ مِنِّي عُضْوًا لَمَا هِجْتُهُ، لِمَا سَمِعْتُ مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه. (340) جندب بن عَبْد الله بن سفيان البجلي العلقي [1] . والعلق: بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر [2] بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخو الأزد بن الغوث، له صحبة [3] ليست بالقديمة، يكنى أبا عَبْد الله، كان بالكوفة ثم صار إلى البصرة.

_ [1] في هامش تهذيب التهذيب: في هامش الخلاصة. في نسخة من التهذيب العلقميّ، وعلقمة: حي بن مجيلة. [2] في ى: عبقري. والمثبت من م، وأسد الغابة. [3] في م: صحبته ليست بالقديمة.

(341) جندب بن مكيث الجهني.

روى عنه من أهل البصرة الحسن بن أبى الحسن، ومحمد بن سيرين، أنس بن سيرين، وأبو السوار العدوي، وبكر بن عبد الله المزني، ويونس ابن جبير الباهلي، وصفوان بن محرز المازني، وأبو عمران الجوني. وروى عنه من أهل الكوفة عَبْد الملك بن عمير، والأسود بن قيس، وسلمة بن كهيل. ومنهم من يقول: جندب بن سفيان، ينسبونه إلى جده. ومنهم من يقول: جندب بن عَبْد الله، وهو جندب بن عَبْد الله بن سفيان، وله رواية عن أبي بن كعب وحذيفة بن اليمان. (341) جندب بن مكيث الجهني. أخو رافع بن مكيث، يعد في أهل المدينة، روى عنه مسلم بن عبد الله ابن حبيب، له ولأخيه صحبة ورواية. (342) جندب بن ضمرة الجندعي. لما نزلت [1] : أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها 4: 97. قَالَ: اللَّهمّ قد أبلغت في المعذرة والحجة، ولا معذرة لي ولا حجة، ثم خرج وهو شيخ كبير. فمات في بعض الطريق، فقال بعض أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مات قبل أن يهاجر، فلا يدرى أعلى ولاية هو أم لا؟ فنزلت [2] : وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله ... 4: 100 الآية.

_ [1] سورة النساء، آية 97. [2] سورة النساء آية، 100.

(343) جندب [بن عبد الله] [1] بن كعب العبدي، ويقال الأزدي،

(343) جندب [بن عَبْد الله] [1] بن كعب العبدي، ويقال الأزدي، ويقال الغامدي. وهو عند أكثرهم قاتل الساحر بين يدي الوليد بن عقبة، حَدَّثَنَا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ: قَالَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: جُنْدُبُ بْنُ كَعْبٍ الْغَامِدِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْهُ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَحَارِثَةُ بْنُ مُضَرَّبٍ، وَهُو الَّذِي قَتَلَ السَّاحِرَ بَيْنَ يَدَيِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ جُنْدُبِ بْنِ كَعْبٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ: حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةُ بِالسَّيْفِ. فقيل: إنه جندب ابن، كعب وقيل إنه جندب بن زهير. وقد اختلف في صحبة [2] جندب بن زهير، وقيل حديثه هذا مرسل، وتكلموا فيه من أجل السري بن إسماعيل. وذكر حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن، الحسن أن جندب بن كعب كان مع علي رضي الله عنه بصفّين. وممن قَالَ: إن قاتل الساحر جندب بن زهير الزبير بن بكار في خبر ذكره في قتله الساحر بين يدي الوليد، والصحيح عندنا أنه جندب ابن كعب.

_ [1] من م. وفي أسد الغابة والإصابة: جندب بن كعب بن عبد الله. وفي تهذيب التهذيب: يكنى أبا عبد الله يقال إنه جندب بن زهير. ويقال جندب بن عَبْد الله. ويقال جندب بن كعب ابن عبد الله. [2] في ى: في صحبته، والمثبت من م.

وذكر علي بن المديني: حَدَّثَنَا المغيرة بن سلمة عن عَبْد الواحد بن زياد عن عاصم عن أبي عثمان، قَالَ: رأيت الذي يلعب بين يدي الوليد بن عقبة فيرى أنه يقطع رأس رجل ثم يعيده، فقام إليه جندب بن كعب فضرب وسطه بالسيف وقال: قولوا له فليحي نفسه الآن. قَالَ: فحبس الوليد جندبا، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه، فكتب عثمان أن خل سبيله، فتركه. قَالَ: وَحَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانَ سَاحِرٌ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْوَلِيدِ يُرِيهِمْ أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي فَمِ الْحِمَارِ وَيَخْرُجُ مِنْ ذَنَبِهِ أَوْ مِنْ دُبُرِهِ، وَيَدْخُلُ فِي اسْتِ الْحِمَارِ وَيَخْرُجُ مِنْ فِيهِ، وَيُرِيهِمْ أَنَّهُ يَضْرِبُ رَأْسَ نَفْسِهِ فَيَرْمِي بِهِ، ثُمَّ يَشْتَدُّ فَيَأْخُذُهُ ثُمَّ يُعِيدُهُ مَكَانَهُ، فَانْطَلَقَ جُنْدَبٌ إِلَى الصَّيْقَلِ، وَسَيْفُهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ: وَجَبَ أَجْرُكَ، فَهَاتِهِ. قَالَ: فَأَخَذَهُ فَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ. ثُمَّ جَاءَ إِلَى السَّاحِرِ مَعَ أَصْحَابِهِ وَهُوَ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَصْنَعُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ، فَتَفَرَّقَ أَصْحَابُ الْوَلِيدِ، وَدَخَلَ هُوَ الْبَيْتُ، وَأُخِذَ جُنْدُبٌ وَأَصْحَابُهُ فَسُجِنُوا. فَقَالَ لِصَاحِبِ السِّجْنِ: قَدْ عَرَفْتَ السَّبَبَ الَّذِي سُجِنَّا فِيهِ: فَخَلِّ سَبِيلَ أَحَدِنَا حَتَّى يَأْتِيَ عُثْمَانَ، فَخَلَّى سَبِيلَ أَحَدِهِمْ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْوَلِيدَ، فَأَخَذَ صَاحِبَ السِّجْنِ فَصَلَبَهُ. قَالَ: وَجَاءَ كِتَابُ عُثْمَانَ أَنْ خَلِّ سَبِيلَهُمْ وَلا تَعْرِضْ لَهُمْ، وَوَافَى كِتَابُ عُثْمَانَ قَبْلَ قَتْلِ الْمَصْلُوبِ فَخَلَّى سَبِيلَهُ. وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابن جريج عن عمرو

ابن دينار قال: سمعت بحالة التَّمِيمِيَّ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ: اقْتُلُوا كُلَّ سَاحِرٍ وَسَاحِرَةٍ. قَالَ: وَأَمَّا شَأْنُ أَبِي بُسْتَانٍ [1] فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ لِجُنْدُبٍ: جُنْدُبٌ، وَمَا جُنْدُبٌ! يَضْرِبُ ضَرْبَةً يُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، فَإِذَا أَبُو بُسْتَانٍ يَلْعَبُ فِي أَسْفَلِ الْحِصْنِ عِنْدَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ وَهُوَ أَمِيرُ الْكُوفَةِ، وَالنَّاسُ يَحْسَبُونَ أَنَّهُ عَلَى سُورِ الْقَصْرِ، يَعْنِي وَسَطَ الْقَصْرِ، فَقَالَ جُنْدُبٌ: وَيْلَكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ، أَمَا إِنَّهُ يَلْعَبُ بِكُمْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَفِي أَسْفَلِ الْقَصْرِ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَاشْتَمَلَ عَلَى السَّيْفِ ثُمَّ ضَرَبَهُ بِهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قَتَلَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ لَمْ يَقْتُلْهُ، وَذَهَبَ عَنْهُ السِّحْرُ، فَقَالَ أَبُو بُسْتَانٍ: قَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ عَزَّ وجلّ بضربتك، وسجن الوليد جنديا فَانْقَضَّ ابْنُ أَخِيهِ- وَكَانَ فَارِسَ الْعَرَبِ- حَتَّى حَمَلَ عَلَى صَاحِبِ السِّجْنِ فَقَتَلَهُ وَأَخْرَجَهُ، فَذَلِكَ قوله: أَفِي مُضَرَّبٍ السَّحَّارِ يُسْجَنُ جُنْدُبُ ... وَيُقْتَلُ أَصْحَابُ النَّبِيِّ الأَوَائِلُ فَإِنْ يَكُ ظَنِّي بِابْنِ سَلْمَى وَرَهْطِهِ ... هُوَ الْحَقُّ يُطْلَقُ جُنْدُبٌ أَوْ يُقَاتِلُ وَنَالَ مِنْ عُثْمَانَ فِي قَصِيدَتِهِ هَذِهِ، وَانْطَلَقَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ، فَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ بِهَا أَهْلَ الشِّرْكِ حَتَّى مَاتَ لِعَشْرِ سَنَوَاتٍ مَضَيْنَ من خلافة معاوية.

_ [1] في الإصابة: قال ابن الكلبي: اسم الساحر المذكور بستاني، وفي الاستيعاب أبو بستان. قال صاحب اللغوي في الفصوص: اسمه يطرونا.

باب جهم

باب جهم (344) جهم بن قيس بن عَبْد بن شرحبيل بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار، أبو خزيمة، هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته أم حرملة بنت عَبْد [بن] [1] الأسود الخزاعية، ويقال حريملة بنت عَبْد بن الأسود، وتوفيت بأرض الحبشة، وهاجر معه ابناه عمرو وخزيمة ابنا جهم بن قيس، ويقال فيه جهيم. (345) جهم البلوي، روى عنه ابنه علي بن الجهم أنه وافى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديبية. باب جهيم (346) جهيم بن الصلت بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي الملبى، أسلم عام خيبر، وأعطاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا، وجهيم هذا هو الذي رأى الرؤيا بالجحفة حين نفرت قريش، لتمنع عن عيرها، ونزلوا بالجحفة ليتزودوا من الماء ليلا، فغلبت جهيمًا عينه، فرأى فارسًا وقف عليه، فنعى إليه أشرافًا من أشراف قريش. (347) جهيم بن قيس، ويقال جهم وقد تقدم ذكره في باب جهم، كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته خولة بنت الأسود بن حذافة.

_ [1] زيادة من م، وأسد الغابة.

باب الأفراد في الجيم

باب الأفراد في الجيم (344) جرول بن العباس بن عامر بن ثابت. أو ثابت [1] . اختلف في ذلك ابن إسحاق وأبو معشر فيما ذكر خليفة بن خياط، واتفقا على أنه قتل يوم اليمامة شهيدًا، وهو من الأوس من الأنصار. (345) الجارود العبدي [2] ، هو الجارود بن المعلى بن العلاء. وقيل هو الجارود ابن عمرو بن العلاء، يكنى أبا غياث، وقيل أبا عتاب، ذكره أبو أحمد الحاكم، وأخشى أن يكون تصحيفًا، ولكنه ذكر له الكنيتين أبو عتاب وأبو غياث. قَالَ أبو عمر: وقد قيل يكنى أبا المنذر، ويقال الجارود بن المعلى بن حنش، من بني جذيمة، وكان سيدًا في بني عَبْد القيس رئيسًا، وقال ابن إسحاق: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى في سنة عشر الجارود ابن عمرو بن حنش بن المعلى [3] ، أخو عَبْد القيس في وفد عَبْد القيس، وكان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه.

_ [1] هكذا في ى. وفي م، وأسد الغابة: أو ثابت. وفي الإصابة: قلت: وفي كتاب ابن ماكولا: جرو- بضم الجيم بعدها راء- ابن عياش بتحتانية وشين معجمة، من بنى مالك بن أوس. هذه رواية العطاردي. وفي رواية إبراهيم بن سعد عنه: جرو بن عباس- بفتح أوله وبموحدة وسين مهملة. وعند موسى بن عقبة بفتح الجيم وسكون الزاى بعد هما همزة ووافق على الموحدة والمهملة. والله أعلم. وذكره شرح القاموس قال: منهم جرو بن عباس من بنى مالك، قتل يوم اليمامة، يقال فيه بالضم والفتح. [2] في هامش م: قال ابن هشام: الجارود بن بشر المعلى. أما ابن الكلبي فقال: الجارود اسمه بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى. وفي اللسان: اسمه بشر بن عمرو. [3] في ى: يعلى. والمثبت من م.

ويقال: إن اسم الجارود بشر بن عمرو، وإنما قيل له الجارود، لأنه أغار [1] في الجاهلية على بكر بن وائل، فأصابهم فجردهم، وقد ذكر ذلك المفضل العبدي في شعره فقال: ودسناهم بالخيل من كل جانب ... كما جرد الجارود بكر بن وائل فغلب عليه الجارود، وعرف به. قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في سنة تسع فأسلم [2] ، وكان قدومه مع المنذر بن ساوى في جماعة من عَبْد القيس، ومن قوله لما حسن إسلامه: شهدت بأن الله حق وسامحت ... بنات فؤادي بالشهادة والنهض فأبلغ رسول الله عني رسالة ... بأني حنيف [3] حيث كنت من الأرض ثم إن الجارود سكن البصرة، وقتل بأرض فارس. وقيل: إنه قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرّن. وقيل: إنّ عثمان بن أبى العاصي بعث الجارود في بعث نحو ساحل فارس، فقتل بموضع يعرف بعقبة الجارود، وكان قبل ذلك يعرف بعقبة الطين [4] ، فلما قتل الجارود فيه عرف بعقبة الجارود، وذلك سنة إحدى وعشرين، وقد كان سكن البحرين ولكنه يعد في البصريين.

_ [1] في هامش م، وفي اللسان: سمى الجارود لأنه فر بإبله إلى أخواله من بنى شيبان وإبله داء ففشا ذلك الداء في إبل أخواله فأهلكها. وفي شرح القاموس: الجارود لقب بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى. [2] هكذا في الأصول. وقد مر أنه قدم في سنة عشر. [3] الحنيف: الصحيح الميل إلى الإسلام والثابت عليه. [4] في ى: الطى، والمثبت من م.

(346) الجلاس بن سويد بن الصامت الأنصاري،

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها: ضالة المؤمن حرق [1] النار. روى عنه مطرف بن الشخير. وابن سيرين، وأبو مسلم الجذمى [2] ، وزيد ابن علي أبو القموص، وروى عنه من الصحابة عَبْد الله بن عمرو بن العاص، وروى عنه جماعة من كبار التابعين. كان الجارود هذا سيد عَبْد القيس، وأمه دريمكة [3] بنت رويم من بني شيبان. (346) الجلاس بن سويد بن الصامت الأنصاري، كان متهما. النفاق، وهو ربيب [4] عمير بن سعد زوج أمه، وقصته معه مشهورة في التفاسير عند قوله تعالى [5] : يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا، وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ. 9: 74 فتحالفا، وقال الله عز وجل: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ. 9: 74 فتاب الجلاس، وحسنت توبته وراجع الحق، وكان قد آلى ألا يحسن إلى عمير، وكان من توبته أنه لم ينزع عن خير كان يصنعه إلى عمير. قَالَ ابن سيرين: لم ير بعد ذلك من الجلاس شيء يكره. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بن جعفر عن أبيه، قال: كان

_ [1] حرق النار: لهبها، أي إن ضالة المؤمن إذا أخذها إنسان ليتملكها أدته إلى النار. [2] في هامش م: هكذا وقع عندي، وهو وهم، وصوابه الجرمي. وفي هوامش الاستيعاب: الجذمى. منسوب إلى جزيمة. [3] في ى: دويمكة. والمثبت من م وأسد الغابة. [4] ريب: أي زوج الأم. [5] سورة التوبة، آية 74.

الْجُلاسُ بْنُ سُوَيْدٍ مِمَّنْ تَخَلَّفَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَ يُثَبِّطُ النَّاسَ عَنِ الْخُرُوجِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا لَنَحْنُ شَرُّ مِنَ الْحُمُرِ [1] . وَكَانَتْ أُمُّ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ تَحْتَهُ، وَكَانَ عُمَيْرٌ يَتِيمًا فِي حِجْرِهِ لا مَالَ لَهُ، فَكَانَ يَكْفُلُهُ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِ، فَسَمِعَهُ عُمَيْرٌ يَقُولُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: يَا جُلاسُ، وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتَ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، وَأَحْسَنَهُمْ عِنْدِي يَدًا، وَأَعَزَّهُمْ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، وَلَقَدْ قُلْتَ مَقَالَةً لَئِنْ ذَكَرْتُهَا لأَفْضَحَنَّكَ، وَلَئِنْ كَتَمْتُهَا لأَهْلَكَنَّ وَلإِحْدَاهُمَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنَ الأُخْرَى. فَذَكَرَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَقَالَةَ الْجُلاسِ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إِلَى الْجُلاسِ، فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَ عُمَيْرٌ. فَحَلَفَ باللَّه مَا تَكَلَّمَ بِهِ قَطُّ، وَإِنَّ عمير الكاذب، وَعُمَيْرٌ حَاضِرٌ. فَقَامَ عُمَيْرٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ أَنْزِلْ عَلَى رَسُولِكَ بَيَانَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى على رسوله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يَحْلِفُونَ باللَّه مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كلمة الكفر ... الآيَةَ. فَتَابَ بَعْدَ ذَلِكَ الْجُلاسُ، وَاعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَالَ الجُلاسُ. أَسْمَعُ اللَّهَ وَقَدْ عَرَضَ [2] عَلَيَّ التَّوْبَةَ، وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهُ وَصَدَقَ عُمَيْرٌ، فَتَابَ وَحَسُنَتْ تَوْبَتُهُ، وَلَمْ يَنْزَعْ عَنْ خَيْرٍ كَانَ يَصْنَعُهُ إِلَى عُمَيْرٍ، فَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا عُرِفَتْ بِهِ تَوْبَتُهُ.

_ [1] في ى: الحمير. [2] في م: عزم.

(247) الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدى [بن تميم] [1] بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي،

وفي باب عمير بن سعد من هذا ذكر أتم من هذا، والحمد للَّه. (247) الجد بن قيس بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي [بن تميم] [1] بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، يكنى أبا عَبْد الله، كان ممن [2] يغمص عليه النفاق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن ابن عباس أنه قَالَ: في الجد بن قيس نزلت [3] : ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي. 9: 49 وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ لهم في غزوة تبوك: اغزوا الروم تنالوا بنات الأصفر. فقال الجد بن قيس: قد علمت الأنصار أنى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي. فنزلت: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا في الْفِتْنَةِ سَقَطُوا. 9: 49 وكان قد ساد في الجاهلية جميع بني سلمة، فانتزع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سودده وسود فيهم عمرو بن الجموح على ما ذكرنا من خبره في باب عمرو بن الجموح. ويقال: إنه مات في خلافة عثمان. وفي حديث الأعمش عن أبى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَلا نَفِرَّ كُلُّنَا إِلا الْجَدَّ بْنَ قَيْسٍ اخْتَبَأَ تَحْتَ بَطْنِ ناقته. وفي حديث أبى قتادة

_ [1] ليس في م. [2] في أسد الغابة: كان ممن يظن فيه النفاق وفي م مثل ى. ويقال: هو مغموص عليه، بالنفاق، أي مطعون في دينه متهم بالنفاق. [3] سورة التوبة، آية 49.

(348) جاهمة السلمي،

عنه ما هو أسمج من هذا في الحديبية، وقال له: يا عَبْد الله [1] ، لا تقل هذا. وقد قيل: إنه تاب، فحسنت توبته، والله أعلم. (348) جاهمة السلمي، والد معاوية بن جاهمة، ويقال هو جاهمة بن العباس ابن مرداس السلمي، حجازي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أَسْتَشِيرُهُ فِي الْجِهَادِ. قَالَ: أَلَكَ وَالِدَةٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: اذْهَبْ فَأَكْرِمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تحت رجليها. (349) الجراح الأشجعي، مذكور في حديث ابن مسعود في قصة بروع [2] بنت واشق، حدث به الجراح هذا، وأبو سنان الأشجعي جميعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لها صداق المرأة من نسائها، ولها الميراث، وعليها العدة، في الذي مات عنها قبل أن يدخل بها ولم يكن فرض لها. (350) جنيد [3] بن سباع، أبو جمعة. ويقال حبيب بن سباع، وحبيب بن وهب، وهو مشهور بكنيته، وسنذكره في باب الكنى إن شاء الله تعالى.

_ [1] في م: يا أبا عبد الله. [2] في هامش م: بروع- بفتح الباء. قال ابن دريد: وقوم يقولون بروع- بكسرها، وهو خطأ ليس في كلامهم. [3] في أسد الغابة: ذكروه هنا بالياء المثناة من تحتها بعد النون. وقد تقدم حديثه في جنبذ- بالباء الموحدة بعد النون.

(351) جدار الأسلمي،

(351) جدار الأسلمي، روى عنه يزيد بن شجرة حديثًا مرفوعًا في فضل الجهاد، ليس إسناده القويّ. (352) جهجاه الغفاري، مدني، وهو جهجاه بن مسعود، ويقال ابن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار. يقال: إنه شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة [1] ، وكان قد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ غزوة المريسيع، وكان يومئذ أجيرًا لعمر بن الخطاب، ووقع بينه وبين سنان بن وبرة الجهني في تلك الغزاة شر [2] ، فنادى جهجاه الغفاري: يا للمهاجرين! ونادى سنان يا للأنصار! وكان حليفًا لبني عوف بن الخزرج، فكان ذلك سبب قول عَبْد الله بن أبى بن سلول في تلك الغزوة: لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المدينة ليخرجن الأعزّ منها الأذل. وقد ذكرنا الخبر بذلك في موضعه. مات بعد عثمان رضي الله عنه بيسير. روى عنه عطاء بن يسار عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. وهو كان المراد بهذا الحديث في حين كفره، ثم في حين إسلامه، لأنه شرب حلاب سبع شباه قبل أن يسلم، ثم أسلم فلم يستتم يومًا آخر حلاب شاة واحدة [3] ، فعليه خاصة كان مخرج ذلك الحديث، وحديثه بذلك معروف عند ابن أبى شيبة وغيره.

_ [1] في م: بيعة الشجرة. [2] في ى: شيء، والمثبت من م، وأسد الغابة. [3] العبارة في أسد الغابة: وأسلم فلم يستتم حلاب شاة واحدة.

(353) جزء بن مالك بن عامر من بنى جحجبي،

وروى أن جهجاه هذا هو الذي تناول العصا من يد عثمان وهو يخطب فكسرها يومئذ، فأخذته [1] الأكلة في ركبته، وكانت عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه عطاء، وسليمان بن يسار، ونافع مولى بن عمر. (353) جزء بن مالك بن عامر من بني جحجبي، ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة من الأنصار، وذكر الطبري الجزء ابن مالك من بني جحجبي فيمن شهد أحدًا، وفيهما نظر، وربما كانا واحدًا والله أعلم. وذكر الدار قطنى جزء بن مالك والجزء بن مالك، كما ذكرنا عن موسى ابن عقبة وعن الطبري، ثم ذكر جزء بن عباس من رواية يونس ابن بكير عن ابن إسحاق قَالَ: فيمن قتل يوم اليمامة شهيدًا جزء بن عباس- بضم الجيم. وذكر من رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فيمن قتل يوم اليمامة جزء بن العباس من بني العجلان بفتح الجيم، وعن موسى بن عقبة مثل ذلك بفتح الجيم فيمن استشهد يوم اليمامة جزء بن العباس، قَالَ: قَالَ الطبري، جزء بن عباس حليف بني جحجبي بن كلفة، قتل يوم اليمامة شهيدا. (354) جرثوم بن لاشر [2] بن النضر، أبو ثعلبة الخشني، كذا قَالَ ابن البرقي، ونسبه في خشين إلى الحاف بن قضاعه بن مالك بن حمير.

_ [1] في م: ثم أخذنه. [2] في م: بن الأشتر. وفي هامشه وهوامش الاستيعاب: لا شر هو الصواب، ووقع عنده ابن الأشتر ومو وحم له.

(355) جرهد الأسلمي،

وقال أحمد بن زهير: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: أبو ثعلبة الخشني جرهم بن ناشر. قَالَ أحمد بن حنبل: وبلغني عن أبي مسهر عن سعيد بن عَبْد العزيز أنه قَالَ: أبو ثعلبة الخشني جرثوم. قَالَ أحمد بن زهير: كذا قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين في أبي ثعلبة أنه ابن ناشر. قَالَ: وبغنى أنه ابن ناشم وابن ناشب. قَالَ أبو عمر: اختلفوا في اسمه واسم أبيه كما ترى، وهو مشهور بكنيته، كان ممن بايع تحت الشجرة وضرب له بسهمه يوم خيبر، وأرسله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قومه فأسلموا. نزل الشام ومات في أول إمرة معاوية. وقيل: مات في إمرة يزيد. وقيل: إنه توفي في سنة خمس وسبعين في إمرة عَبْد الملك والأول أكثر. روى عنه أبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير. (355) جرهد الأسلمي، قيل جرهد بن خويلد. هكذا قَالَ الزهري. وقال غيره: جرهد بن رزاح [1] بن عدي بن سهم الأسلمي. وقال غيره: جرهد ابن خويلد بن بحرة [2] بن عبد يا ليل بن زرعة بن رزاح من أسلم بن أفصى [3] ابن حارثة بن عمر بن عامر، يكنى جرهد هذا أبا عَبْد الرحمن، يعد في أهل المدينة، وداره بها في زقاق ابن حنين، وجعل ابن أبي حاتم جرهد

_ [1] في ى: بن دراج. [2] هكذا في ى، وفي م: شجرة. [3] في ى: قصي. والمثبت من.

(356) جبيب بن الحارث،

بن خويلد هذا غير جرهد بن دراج، [هكذا قَالَ دراج] [1] الأسلمي وقال: يكنى أبا عَبْد الرحمن، وكان من أهل الصفة، ذكر ذلك عن أبيه، وهذا غلط، وهو رجل واحد من أسلم لا تكاد تثبت له صحبة. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: الفخذ عورة. وقد رواه جماعة غيره، وحديثه ذلك مضطرب. ومات جرهد الأسلمي سنة إحدى وستين. (356) جبيب بن الحارث، مذكور في حديث عائشة من رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، حدث به عيسى بن إبراهيم البركي [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ السَّاحِلِ، قَالَ أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ جُبَيْبُ بْنُ الْحَارِثِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي مِقْرَافٌ لِلذُّنُوبِ. قَالَ: فَتُبْ إِلَى اللَّهِ يَا جُبَيْبُ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَتُوبُ ثُمَّ أَعُودُ. قَالَ: فَكُلَّمَا أَذْنَبْتَ فَتُبْ. فَقَالَ: إِذَنْ تَكْثُرُ ذُنُوبِي. قَالَ: عَفْوُ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ ذُنُوبِكَ يا جبيب بن الحارث. هكذا ذكر الدار قطنى جبيب بالجيم. (357) جبل بن جوال الثعلبي، ذكره ابن إسحاق، قَالَ: وقال جبل بن جوّال الثعلبي يوم قريظة: لعمرك ما لام ابن أخطب نفسه ... ولكنه من يحذل الله يخذل وقال الدار قطنى: جبل بن جوال الثعلبي له صحبة. (358) جليبيب، روى حديثه أبو برزة الأسلمي في إنكاح رسول الله

_ [1] الزيادة من م. [2] في هامش م: وقع في أصل النسخ وبخطه: التركي- بالتاء. وصوابه البركي- بباء معجمة موحدة من تحتها.

صلى الله عليه وَسَلَّمَ إياه إلى رجل من الأنصار، وكانت فيه دمامة وقصر، فكأن الأنصاري وامرأته كرها ذلك، فسمعت ابنتهما بما أراد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من ذلك فتلت [1] : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ، وَرَسُولُهُ أَمْرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. وقالت: رضيت وسلمت لما يرضي لي به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللَّهمّ اصبب عليها الخير صبًا ولا تجعل عيشها كدًا، ثم قتل عنها جليبيب، فلم يكن في الأنصار أيم أنفق منها [2] ، وذلك أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بعض غزواته، ففقده رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأمر به يطلب، فوجده قد قتل سبعة من المشركين ثم قتل، وهم حوله مصرعين فدعا له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وقال: هذا مني وأنا منه، ودفنه ولم يصل عليه. ومن حديث أنس بن مالك قَالَ: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له جليبيب، وكان في وجهه دمامة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ التزويج فقال: إذن تجدني يا رسول الله كاسدًا، فقال: إنك عند الله لست بكاسد. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ، عن أبى برزة

_ [1] سورة الأحزاب، آية 36. [2] العبارة في أسد الغابة: فكانت من أكثر الأنصار نفقة ومالا

(356) جري،

الأَسْلَمِيِّ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزَاةٍ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا. قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا وَفُلانًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا، قَالُوا: نَعَمْ فُلانًا وَفُلانًا، ثُمَّ قَالَ: هَلْ تَفْقِدُونَ أَحَدًا، قَالُوا: لا. قَالَ: لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ فِي الْمَعْرَكَةِ. قَالَ: فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قُتِلَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ ذَا قَدْ قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قُتِلَ. فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قُتِلَ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ- ثَلاثَ مِرَارٍ. ثم احتمله النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ، مَا لَهُ سَرِيرٌ غَيْرُ ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حَفَرُوا لَهُ فَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ قَالَ حماد: ولم يذكر غسلا. قَالَ أبو عمر: هذا حديث صحيح في أن الشهيد لا يغسل، وقد تقدم أنه لم يصل عليه. (356) جري، ويقال جزي بالزاي، حديثه عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في الضب والسبع والثعلب وخشاش الأرض، ليس إسناده بقائم، لأنه يدور على عَبْد الكريم بن أبى أميّة. (357) جزي [1] السلمي، ويقال الأسلمي، والد حيان [2] بن جزي، أسلم وكساه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بردين في حديث فيه طول، ليس إسناده أيضا بالقائم.

_ [1] قال في أسد الغابة: قال الدار قطنى: أصحاب الحديث يقولون بكسر الجيم. وأصحاب العربية يقولون بعد الجيم المفتوحة زاي وهمزة. وقال عباد الغنى: جزى بفتح الجيم وسكون الزاى، وبالجملة فهذه الأسماء كلها قد اختلف العلماء فيها اختلافا كثيرا. [2] في هامش م: هكذا. وصوابه: وأخوه خزيمة بن جزى قاله عبد الغنى. وقال الدار قطنى: جزى- بكسر الجيم.

(358) جزى بن معاوية،

(358) جزي بن معاوية، عم الأحنف بن قيس، لا تصح له صحبة، كان عاملا لعمر بن الخطاب على الأهواز، وقد ذكرنا نسبه عند ذكر أخيه صعصعة ابن معاوية. (359) جرموز الهجيمي، من بلهجيم بن عمرو بن تميم. ويقال له جرموز القريعي التميمي، له حديث واحد، مخرجه عن أهل البصرة. رَوَى حَدِيثَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَوْذَةَ الْقُرَيْعِيُّ عَنْ أَبِي تَيْمَةَ الْجُهَنِيِّ عَنْ جُرْمُوزٍ الْقُرَيْعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي. قَالَ: أُوصِيكَ أَلا تَكُونَ لَعَّانًا. وَقَدْ رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ بن جرموز. (360) جعال. ويقال جميل بن سراقة الضمري. ويقال الثعلبي. ويقال إنه في عداد بني سواد من بني سلمة، كان من فقراء المسلمين، وكان رجلا صالحًا قبيحًا دميمًا وأسلم قديمًا، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أحدًا. ويقال: إنه الذي تصور إبليس في صورته يوم أحد من روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: أو ليس الدهر كله غدًا. (361) جندرة بن خيشنة، أبو قرصافة، هو مشهور بكنية معدود في الشاميين. له أحاديث، مخرجها عن أهل الشام. وقد قيل: إن اسم أبي قرصافة قيس، والأول أكثر، وقد ذكرناه في الكنى، والحمد للَّه. (362) جفينة النهدي. كتب إليه رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فوقع بكتابه الدلو، ثم أتاه بعد مسلما.

(363) جمرة بن النعمان بن هوذة العذري،

حديثه عند أبي بكر الدهري [1] عن الثوري، لم يرو عنه غيره، ولا يحتج به لضعف الدهري. (363) جمرة بن النعمان بن هوذة العذري، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عذرة، ولا أعرفه بغير هذا. (364) جيفر بن الجلندي [2] اليماني، كان رئيس أهل عمان هو أخوه عيد بن الجلندي، أسلما على يد عمرو بن العاص حين بعثه النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى ناحيته عمان، ولم يقدما على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ولم يرياه، وكان إسلامهما بعد خيبر. (365) جودان، لا أعرف له نسبًا، ولا علم لي به أكثر من روايته عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فيمن لا يقبل معذرة أخيه، كان عليه خطيئة صاحب مكس. (366) جزاء [3] بن عمرو العذري، ويقال جرو. قدم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فكتب له كتابا. (367) جزء [4] السدوسي، ثم اليماني. قالت: أتيت النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ بتمر من تمر اليمامة. روى عنه رجل من بنى حفص بن المعارك.

_ [1] في م: الزاهريّ. والمثبت في ى، والباب. [2] هكذا في م، في القاموس: جلنداء، أوله وفتح ثانيه ممدودة. وبضم ثانية مقصورة: اسم ملك عمان. وفي الإصابة: بضم أوله وفتح اللام وسكون النون وفتح الدال: ملك عمان. [3] في ى، وأسد الغابة جزء، والمثبت من م. وفي أسد الغابة: جزء بن عمره ويقال: جرو. [4] هكذا في ى، وأسد الغابة، وقال فيه: وقيل: جرو بالجيم والراء والواو آخره، وفي م أيضا: جرو.

(368) جناب الكلبي،

(368) جناب الكلبي، أسلم يوم الفتح. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول لرجل ربعة: إنّ جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري والملائكة قد أظلت عسكري، فخذ في بعض هناتك: فأطرق الرجل شيئا، ثم طفق يقول: يا ركن معتمد وعصمة لائذ ... وملاذ منتجع وجار مجاور يا من تخيره الإله لخلقه ... فحباه بالخلق الزكي الطاهر أنت النبي وخير عصبة آدم ... يا من تجود كفيض بحر زاخر ميكال معك وجبرئيل كلاهما ... مدد لنصرك من عزيز قاهر [1] قَالَ: فقلت من هذا الشاعر؟ فقيل: حسان بن ثابت الأنصاري، فرأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يدعو له ويقول له خيرًا. (369) الجفشيش الكندي. ويقال الحضرمي. يقال فيه بالجيم وبالحاء وبالخاء، يكنى أبا الخير. يقال اسمه جرير بن معدان، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ في وفد كندة، وخاصمه إليه رجل في أرض سماه ابن عون في حديثه عن الشعبي عن جرير بن معدان قَالَ: وكان يلقب الجفشيش، هكذا قَالَ بالجيم: أنه خاصم رجلا في أرض إلى النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فجعل اليمين على أحدهما، فقال: يا رسول الله إن حلف دفعت إليه أرضي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإنه إن حلف باللَّه كاذبًا لم يغفر الله له.

_ [1] في ى: قادر. والمثبت من م.

(370) جليحة بن عبد الله بن الحارث،

وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ الأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ: كَانَ بَيْنَ رَجُلٍ مِنَّا وَبَيْنَ رَجُلٍ مِنَ الْحَضْرَمِيِّينَ، يُقَالُ لَهُ الْجَفْشِيشُ خُصُومَةٌ فِي أرض، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: شُهُودَكَ وَإِلا حَلَفَ لَكَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وقال عمران بن موسى بن طلحة: لما قدم وفد كندة على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ له أبو الخير- واسمه الجفشيش- هكذا قَالَ بالجيم وضمها: يا رسول الله، أنتم منا يا بني هاشم. قَالَ: كذبتم، نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا. (370) جليحة بن عَبْد الله بن الحارث، في قول ابن إسحاق، وقال الواقدي: ابن محارب [1] بن ناشب [2] بن سعد بن ليث الليثي، شهد حنينًا والطائف مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم الطائف شهيدًا. (371) جعشم الخير بن خليبة الصدفي، من ولد حريم [3] بن الصدف، بايع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت الشجرة، وكساه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قميصه ونعليه. وأعطاه من شعره، فتزوج جعشم الخير آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عَبْد شمس. قتله الشريد بن مالك في الردة بعد قتل عكاشة بن محصن.

_ [1] في م: ابن الضبي بن ناشب. [2] في أسد الغابة: ابن ناشب بن غيرة بن سعد. [3] حريم: بطن من حضر موت منهم جعشم بن خليبة بن موهب، ويقال حريم- بكسر الراء. وفي م: من ولد حريم الصدفي.

(372) جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة.

(372) جندلة بن نضلة بن عمرو بن بهدلة. حديثه في أعلام النبوة حديث حسن. (373) جويرية العصري، من عَبْد القيس. جرى ذكره في حديث وفد عَبْد القيس، لا أعلم له خبرا. (374) جعفي، ذكره ابن أبي حاتم فقال: جعفي بن سعد العشيرة، وهو من مذحج، كان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد حجف [1] في الأيام التي توفي النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فيها، كذا قَالَ عن أبيه [2] . (375) جندع الأوسي، روى عنه حارث بن نوفل. (376) جبارة بن زرارة البلوي، له صحبة، وليست له رواية، شهد فتح مصر. هكذا قَالَ علي بن عمر الدار قطنى جبارة- بكسر الجيم.

_ [1] في ى: حجفة، والمثبت من م، وأسد الغابة. [2] في أسد الغابة: قلت: وهذا من أغرب ما يقوله عالم، فإن جعفي بن سعد العشيرة مات قبل النبي بدهر طويل.

باب حرف الحاء

باب حرف الحاء باب حابس (377) حابس بن دغنة الكلبي، له خبر في أعلام النبوة، وله رواية وصحبة. (378) حابس بن سعد الطائي، شامي، مخرج حديثه عنهم، ويعرف فيهم باليماني. ويقال: إن حابس بن سعد الطائي هو الذي ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ناحية من نواحي الشام، فرأى في المنام كأن الشمس والقمر يقتتلان، ومع كل واحد منهما كواكب. فقال له عمر رضي الله عنه: مع أيهما كنت؟ قَالَ: مع القمر. قَالَ: لا تلي لي عملا أبدًا، إذ كنت مع الآية الممحوة. فقتل وهو مع معاوية بصفين. وأما أهل العلم بالخبر فقالوا: إن عمر رضي الله عنه دعا حابس بن سعد الطائي، فقال: إني أريد أن أوليك قضاء حمص، فكيف أنت صانع؟ قَالَ: أجتهد رأيي وأشاور جلسائي. فقال: انطلق. فلم يمض إلا يسيرًا حتى رجع، فقال: يا أمير المؤمنين، إني رأيت رؤيا أحببت أن أقصها عليك. قَالَ: هاتها. قَالَ: رأيت كأن الشمس أقبلت من المشرق، ومعها جمع عظيم [1] ، وكأن القمر أقبل من المغرب، ومعه جمع عظيم [2] . فقال له عمر رضي الله عنه:

_ [1] في أسد الغابة: ومعها جمع عظيم من الملائكة. [2] في أسد الغابة: ومعه جمع عظيم من الكواكب.

(379) حابس بن ربيعة التميمي،

مع أيهما كنت؟ قَالَ: مع القمر. فقال عمر رضي الله عنه: كنت مع الآية الممحوة، لا، والله، لا تعمل لي عملا أبدًا. ورده، فشهد صفين مع معاوية رحمه الله، وكانت راية طىّ معه، فقتل يومئذ. وهو ختن [1] عدي بن حاتم الطائي، وخال ابنه زيد بن عدي، وقتل زيد قاتله غدرًا، فأقسم أبوه عدي ليدفعنه إلى أوليائه، فهرب إلى معاوية، وخبره بتمامه مشهور عند أهل الأخبار، وقد روينا هذا الخبر من وجوه كثيرة، منها ما سمى فيه الرجل ومنها ما لم يسم فيه. (379) حابس بن ربيعة التميمي، وليس بوالد الأقرع بن حابس، روى عنه حديث واحد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا شيء في الهام، والعين حق، وأصدق الطير الفأل. يعد في البصريين، في إسناد حديثه اضطراب يختلف فيه على يحيى بن أبي كثير، روى عنه ابنه حية [2] بن حابس. باب حاجب (380) حاجب بن يزيد [3] الأنصاري الأشهلي. من بني عَبْد الأشهل. وقيل: إنه من بني زعوراء بن جشم، إخوة عَبْد الأشهل بن جشم، من الأوس. قتل يوم اليمامة شهيدًا رضي الله عنه، وهو حليف لهم من أزد شنوءة.

_ [1] الختن- بفتحتين- عند العرب: كل من كان من قبل المرأة كالأب والأخ، وختن الرجل عند العامة: زوج ابنته. وقال الأزهري: الختن: أبو المرأة (المصباح) . [2] بتحتانية ثقيلة، وقيل: إن الصواب حبة- بموحدة. [3] في الإصابة: بن زيد أو يزيد.

(381) حاجب بن زيد بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة،

(381) حاجب بن زيد بن تيم بن أمية بن خفاف بن بياضة، شهد أحد، رضي الله عنه، ذكره الطبري [1] باب الحارث (382) الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، هو ابن أخي سعد بن معاذ، شهد بدرًا، وقتل يوم أحد شهيدًا، يكنى أبا أوس، وكان يوم قتل ابن ثمان وعشرين سنة. (383) الحارث بن أوس بن المعلى بن لوذان بن حارثة، هو أبو سعيد بن المعلى. واختلف في اسمه، فقيل الحارث. وقيل رافع، وهو الأكثر فيه. (384) الحارث بن أوس بن عتيك [2] بن عمرو بن عبد الأعلم [3] بن عامر بن زعوراء بن جشم، شهد أحدًا والمشاهد كلها، وقتل يوم أجنادين، وذلك لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة. (385) الحارث بن أنس. وأنس هو أبو الحيسر [4] بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عَبْد الأشهل الأنصاري الأشهلي. من الأوس، شهد بدرًا وقتل يوم أحد شهيدًا. (386) الحارث بن أنس بن مالك بن عبيد بن كعب الأنصاري. وذكره

_ [1] في أسد الغابة: ذكر الطبري أنه شهد أحدا. [2] هكذا في ى، ت. وفي الإصابة: بن عتاب. [3] في ت: بن عبد الأشهل. وفي أسد الغابة: بن الأعلم. [4] في أسد الغابة: قال أبو عمر: وليس هو أبو الحيسر. وفي هوامش الاستيعاب: أبو الخنيس، وصوابه أبو الحيس.

(387) الحارث بن أقيش،

موسى بن عقبة في البدريين، فيه نظر، أخاف أن يكون الأشهلي بن رافع ابن امرئ القيس [1] . (387) الحارث بن أقيش، ويقال ابن وقيش، وهو واحد، يقال العكلي، ويقال العوفي. وعكل امرأة خصيف والد عوف نسبوا إليها. يقال: إنه كان حليفًا للأنصار. يعد في البصريين. حديثه عند حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن عَبْد الله بن قيس، عن الحارث بن أقيش: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ في أمّى لمن [2] يشفع في أكثر من ربيعة ومضر ... في حديث ذكره. ومن حديثه أيضًا عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث حسن: في الجنة لمن مات له ثلاثة من الولد أو اثنان. ومن حديثه أن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ كتب لبني زهير بن أقيش حي من عكل. يرويه أبو العلاء بن الشخير، عن رجل منهم. (388) الحارث بن الأزمع الهمداني، مذكور في الصحابة، توفي في آخر خلافة معاوية. (389) الحارث بن بدل السعدي [3] . ويقال الحارث بن سليمان بن بدل.

_ [1] في الإصابة: قلت: بل هو غيره. [2] في الطبقات: ليشفع. [3] في هوامش الاستيعاب: الأصح أنه تابعي، قال الذهبي: قال ابن أبى حاتم: إن محمد ابن عبد الله الشعبثى روى عن الحارث بن بدل، وله صحبة.

(390) الحارث بن تبيع [1] الرعيني،

حديثه عند مُحَمَّد بن عَبْد الله الشعيثي، لا يصح حديثه، لكثرة الاضطراب فيه، ولضعف الشعيثي المتفرد به. (390) الحارث بن تبيع [1] الرعيني، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، ذكره ابن [2] يونس. (391) الحارث بن ثابت بن سفيان بن عدي بن عمرو بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، قتل يوم أحد شهيدًا. (392) الحارث بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، كان من مهاجرة الحبشة مع أبيه الحارث بن قيس، ومع أخويه: بشر بن الحارث، ومعمر بن الحارث. (393) الحارث بن الحارث بن كلدة الثقفي، كان أبوه طبيبًا في العرب حكيمًا، وهو من المؤلفة قلوبهم، معدود فيهم، وكان من أشراف قومه، وأما أبوه الحارث بن كلدة فمات في أول الإسلام، ولم يصح إسلامه [3] . روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر سعد بن أبى وقاص أن يأتيه ويستوصفه في مرض نزل به، فدل ذلك على أنه جائز أن يشاور أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله، [والله أعلم] [4] .

_ [1] في أسد الغابة: قال ابن ماكولا: بفتح التاء وكسر الباء الموحدة. وقال عبد الغنى. بضم التاء وفتح الباء الموحدة. وذكره أبو عمر بضم التاء وفتح الباء. وفي هوامش الاستيعاب: تبيع- بالفتح- قيده الدار قطنى. [2] في ت: ذكره أبو يونس. [3] في الإصابة: قلت وسيأتي الرد عليه في ترجمة حارثة بن كلدة. [4] من ت

(394) الحارث بن الحارث الأشعري،

(394) الحارث بن الحارث الأشعري، روى عنه أبو سلام الأسود، واسم أبي سلام ممطور الحبشي، له عنه حديث واحد، عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وهو حديث حسن [1] جامع لفنون [2] من العلم لم يحدث [3] به عن أبي سلام بتمامه [4] إلا معاوية بن سلام. (395) الحارث بن الحارث الأزدي. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا طَعِمَ أَوْ شَرِبَ قَالَ: اللَّهمّ لَكَ الْحَمْدُ، أَطْعَمْتَ وَسَقَيْتَ، وَأَشْبَعْتَ وَأَرْوَيْتَ [5] ، فَلَكَ الْحَمْدُ غَيْرَ مَكْفُورٍ وَلا مُودَّعٍ، وَلا مُسْتَغْنًى عَنْكَ. حديثه عند مروان بن معاوية الفزاري، عن مُحَمَّد بن أبي قيس السلمي، عن عَبْد الأعلى بن هلال، عنه. (396) الحارث بن الحارث الغامدي [6] ، روى: الفردوس سرة الجنة. قَالَ: وهو كقولك بطن الوادي هو أسرّ ما لك وأحسنه. ومن حديثه أيضًا أنه سمع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول لابنته زينب: خمري [7] عليك نحرك، وكانت قد بدا نحرها وهي تبكي لما نزل برسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ من قريش، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

_ [1] هذا الحديث في أسد الغابة: 1- 320. [2] في ى: الفنون. [3] في الإصابة والتقريب: تفرد بالرؤية عنه أبو سلام. [4] في ى: تمامه. [5] في ى: وآويت. والمثبت من ت. [6] في أسد الغابة: وما يبعد أن يكون هذا الأزدي هو والغامدي واحدا، فإن غامد بطن من الأزد. [7] التخمير: التغطية.

(397) الحارث بن حاطب الأنصاري،

لا تخافي على أبيك غلبة [1] ولا ذلا. روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي. (397) الحارث بن حاطب الأنصاري، قيل: إنه من بني عبد الأشهل. وقيل: إنه من بني عمرو بن عوف، ومن قَالَ ذلك نسبه: الحارث بن حاطب ابن عمرو بن عبيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس، يكنى أبا عَبْد الله، رده رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حين توجّه إلى بدر من الرّؤساء في شيء أمره به إلى بني عمرو بن عوف وضرب له بسهمه وأجره، فكان [2] كمن شهدها في قول ابن إسحاق. قَالَ الواقدي: شهد الحارث بن حاطب أحدًا، والخندق، والحديبية، وقتل يوم خيبر شهيدًا، رماه رجل من فوق الحصن فدمغه. (398) الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، ولد بأرض الحبشة هو وأخوه مُحَمَّد بن حاطب، والحارث أسن من مُحَمَّد، واستعمل ابن الزبير الحارث بن حاطب على مكة سنة ست وستين. وقيل: إنه كان يلي المساعي أيام مران [3] . (399) الحارث بن حسان بن كلدة البكري. ويقال الربعي والذهلي. من بني ذهل بن شيبان. ويقال الحارث بن يزيد بن حسان، ويقال حريث [4] بن حسان البكري، والأكثر يقولون: الحارث بن حسان البكري، وهو الصحيح إن شاء الله. روى عنه أبو وائل. واختلف في حديثه، منهم من يجعله عن عاصم ابن بهدلة عن الحارث بن حسان لا يذكر فيه أبا وائل، والصحيح فيه عن

_ [1] في ت: عيلة. [2] في أسد الغابة: وضرب لهما بسهمهما وأجرهما فكانا. [3] أي لما كان أميرا على المدينة لمعاوية (أسد الغابة) . [4] في الإصابة: ولعله تصغير. وفي التقريب: ويقال: اسمه حريث. (الاستيعاب ج 1- م 10)

(400) الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي،

عاصم، عن أبى وائل، عن الحارث بن حسان، قَالَ: قدمت المدينة فأتيت المسجد، فإذا النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ على المنبر، وبلال قائم متقلد سيفًا، وإذا رايات [1] سود، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا عمرو بن العاص قدم [2] من غزاة. وفى حديثه قصة وافد عاد، وهو صاحب حديث قيلة، فيما ذكر أبو حاتم، والحارث بن حسان البكري هذا هو الذي سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حديث عاد قوم هود، وكيف هلكوا بالريح العقيم؟ فقال له: يا رسول الله، على الخبير سقطت، فذهبت مثلا. وكان قد قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله أن يقطعه أرضًا من بلادهم، فإذا بعجوز من بني تميم تسأله ذلك، فقال الحارث: يا رسول الله، أعوذ باللَّه أن أكون كقيل بن عمرو وافد عاد. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: كما قَالَ الأول، فقال: على الخبير سقطت. فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أعالم أنت بحديثهم؟ قَالَ: نعم، نحن ننتجع [3] بلادهم، وكان آباؤنا يحدثوننا عنهم، يروى ذلك الأصغر عن الأكبر. فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إيه! يستطعمه الحديث، فذكر الخبر أهل الأخبار وأهل التفسير للقرآن: سنيد وغيره. (400) الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، كان قديم الإسلام بكة، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة

_ [1] في الطبقات: براية سوداء تخفق. [2] في الطبقات: قالوا: هذا رسول الله يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. [3] تتجمع بلادهم: نطلب الكلأ فيها. (ظهر الاستيعاب ج 1- م 10)

(401) الحارث بن خزمة،

الثانية مع امرأته ريطة بنت الحارث بن خالد بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرّة، فولدت له بأرض الحبشة: موسى، وزينب، وإبراهيم [1] ، وعائشة بني الحارث بن خالد، وهلكوا بأرض الحبشة، هكذا قَالَ مصعب. وقال غيره من أهل النسب: إنه خرج بهم أبوهم الحارث بن خالد من أرض الحبشة، يريد النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ حتى إذا كانوا ببعض الطريق وردوا ماء فشربوا منه فماتوا أجمعون، إلا هو فجاء حتى نزل المدينة، فزوجه النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ بنت عَبْد يزيد بن هاشم بن عَبْد المطلب بن عَبْد مناف، ومن ولده مُحَمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المحدث المدني، وأم مُحَمَّد بن حفصة بنت أبي يحيى، حليف لهم. (401) الحارث بن خزمة، أبو خزمة، هذا قول ابن إسحاق، وغيره من أهل السير. وقيل: الحارث بن خزيمة، وقال الطبري: الحارث بن خزمة- بحركتين- بن عدي بن أبي بن غنم [2] بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف ابن الخزرج، يكنى أبا بشير [3] ، شهد بدرًا، وأحدا، والخندق، وما بعدها من المشاهد، ومات بالمدينة سنة أربعين، هكذا قَالَ الطبري في كنيته وفي اسم أبيه، ولم يقله إلا عن علم، والله أعلم، ونسبه الطبري كما نسبه ابن إسحاق حرفًا بحرف، والصواب فيه إن شاء الله: الحارث بن خزمة، [بسكون

_ [1] هكذا في ى، ت: وفي أسد الغابة والإصابة والطبقات وهوامش الاستيعاب: فاطمة بدل إبراهيم. [2] في ى: بن أبي غنم، وفي الإصابة: ابن عدي بن غنم. والمثبت من ت، والطبقات، وأسد الغابة. [3] هكذا في ى، وفي الطبقات، ت: أبا بشر.

(402) الحارث بن خزيمة،

الزاي. وقال: موسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا مع الحارث ابن خزيمة] [1] . وقال إبراهيم بن المنذر: حَدَّثَنَا عَبْد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: فيمن شهد بدرًا من الأنصار من بني ساعدة الحارث بن خزمة. قَالَ أبو عمر رضي عنه: هو الذي جاء بناقة رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ حين ضلت في غزوة تبوك، حين قَالَ المنافقون: هو لا يعلم خبر موضع ناقته، فكيف يعلم خبر السماء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- إذ بلغه قولهم: إني لا أعلم إلا ما علّمنى الله، وقد أعلمنى بكانها. ودلني عليها، وهي في الوادي في شعب كذا حبستها شجرة، فانطلقوا حتى تأتوني بها، فانطلقوا فجاءوا بها، وكان الذي جاء بها من الشّعب الحارث بن خزيمة وجد زمامها قد تعلق بشجرة. هكذا جاء في هذا الخبر خزيمة. وقال ابن إسحاق: هو الحارث بن خزمة ابن عدي بن أبي بن غنم [2] بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، حليف لبني عَبْد الأشهل، شهد بدرًا وقال غيره: توفى الحارث ابن خزمة سنة أربعين، وهو ابن سبع وستين. وقد ذكرنا ذلك. (402) الحارث بن خزيمة، أبو خزيمة الأنصاري قَالَ ابن شهاب عن عبيد ابن السباق عن زيد بن ثابت، قَالَ: وجدت آخر التوبة مع أبى خزية الأنصاري، وهذا لا يوقف له على اسم على صحة، وهو مشهور بكنيته، وقد ذكرناه في الكنى.

_ [1] ليس في ت. [2] انظر الحاشية رقم 2 من الصفحة السابقة.

(402) الحارث بن ربعي بن بلدمة،

(402) الحارث بن ربعي بن بلدمة، أبو قتادة الأنصاري السلمي، من بني غنم بن كعب بن سلمة بن زيد بن جشم بن الخزرج، هكذا يقول ابن شهاب وجماعة من أهل الحديث، إن اسم أبي قتادة الحارث بن ربعي. قَالَ ابن إسحاق: وأهله يقولون اسمه النعمان بن عمرو بن بلدمة. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: يقولون بلدمة بالفتح، وبلدمة بالضم، وبلذمة بالذال المنقوطة، والضم أيضًا، يقال لأبي قتادة فارس رسول الله، وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قَالَ: خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع. قيل: توفي أبو قتادة بالمدينة سنة أربع وخمسين، والصحيح أنه توفي بالكوفة في خلافة علي رضي الله عنه، وهو [الذي] [1] صلى عليه، وقد ذكرناه في الكنى، لأنه ممن غلبت عليه كنيته. [403) الحارث بن زياد الساعدي الأنصاري، مدني كان شاعرًا، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في حب الأنصار، وروى عنه حمزة بن أبى أسيد] [2] . (404) الحارث بن الطفيل بن عَبْد الله بن سخبرة القرشي، قَالَ أحمد بن زهير: لا يدري [3] من أي قريش هو؟ وقال الواقدي: هو أزدى،

_ [1] من ت. [2] من ت. وفي التقريب: له حديث واحد. [3] في أسد الغابة: لا أدرى.

(405) الحارث بن مسعود بن عبدة بن مظهر بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف،

ونسبه في الأزد، وسنذكر ذلك في باب الطفيل أبيه إن شاء الله. والحارث هذا هو ابن أخي عائشة وعبد الرحمن، ابني أبي بكر لأمهما، لأن الطفيل أباه هو أخو عائشة لأمها، ولأبيه صحبة ورواية. (405) الحارث بن مسعود بن عبدة بن مظهر بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، له صحبة، قتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا. قَالَ الطبري: صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم الجسر. (406) الحارث بن مالك ابن البرصاء، والبرصاء أمه، ويقال: بل هي جدته أم أبيه، وهي البرصاء بنت ربيعة بن رباح بن ذي البردين، من بني هلال بن عامر، واسم البرصاء ريطة، وهو الحارث بن مالك بن قيس بن عوذ من بني ليث بن بكر، روى عنه عبيد بن جريج والشعبي، وقال العقيلي: الحارث ابن مالك بن البرصاء القرشي العامري، وهذا وهم من العقيلي ومن كل من قاله [1] ، والصحيح ما ذكرناه. (407) الحارث بن مخاشن، ذكره إسماعيل بن إسحاق عن على بن المديني، قَالَ: الحارث بن مخاشن من المهاجرين، قبره بالبصرة. (408) الحارث بن مسلم التميمي، ويقال: مسلم بن الحارث، روى حديثه الوليد بن مسلم، عن عَبْد الرحمن بن حسان، عن أبيه عنه.

_ [1] في أسد الغابة: المعروف بابن البرصاء، وهي أمه. وقيل: أم أبيه مالك، واسمها ريطة.

(409) الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

واختلف فيه على الوليد بن مسلم، ولم يختلف فيه على مُحَمَّد بن شعيب، عن عَبْد الرحمن بن حسان، عن الحارث بن مسلم، عن أبيه مسلم بن الحارث، وهو الصواب إن شاء الله. سئل أبو زرعة الرازي عن مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم. فقال: الصحيح [1] الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه. (409) الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. قَالَ مصعب الزبيري: صحب رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وولد له على عهده عَبْد الله ابن الحارث الذي يقال له ببة، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد ابن معاوية. وقال الواقدي: كان الحارث بن نوفل على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ رجلا. وأسلم عند إسلام أبيه نوفل على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وولد ابنه عَبْد الله بن الحارث الملقب بببه على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وكانت تحته درة بنت أبي لهب بن عَبْد المطلب. وقال غيرهما: ولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه الحارث بن نوفل مكة، ثم انتقل إلى البصرة من المدينة، واختطّ بالبصرة دارًا في ولاية عَبْد الله بن عامر، ومات بها في آخر خلافة عثمان. (410) الحارث بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس، وهو البرك بن ثعلبة

_ [1] في أسد الغابة: الصحيح مسلم بن الحارث عن أبيه.

(411) الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر،

ابن عمرو بن عوف بن مالك بن مالك بن الأوس، شهد بدرا وأحدا، والحارث ابن النعمان هذا هو عم خوات بن جبير. (411) الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، وعامر هذا يقال له مبذول بن مالك بن النجار، يكنى أبا سعد [1] ، كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قد آخى بينه وبين صهيب بن سنان، وكان فيمن خرج مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى بدر، فكسر بالروحاء، فرده رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وضرب له بسهمه وأجره، وشهد معه أحدًا فثبت معه يومئذ حين انكشف الناس، وبايعه على الموت، وقتل عثمان بن عَبْد الله ابن المغيرة يومئذ وأخذ سلبه، فسلبه [2] رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ولم يسلب يومئذ غيره، ثم شهد بئر معونة فقتل يومئذ شهيدًا، وكان هو وعمرو [3] ابن أمية في السرح، فرأيا الطير تعكف على منزلهم، فأتوا فإذا أصحابهم مقتولون، فقال لعمرو: ما ترى؟ قَالَ: أرى أن الحق برسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقال الحارث: ما كنت لأتأخر عن موطن قتل فيه المنذر، فأقبل حتى لحق القوم فقاتل حتى قتل. قَالَ عَبْد الله بن أبي بكر: ما قتلوه حتى شرعوا له الرماح فنظموه بها حتى مات، وأسر عمرو بن امية، وفيه يقول الشاعر يوم بدر:

_ [1] هكذا في ى، والطبقات، وفي ت: أبا سعيد. [2] في س: فأعطاه رسول الله السلب، ولم يعط السلب يومئذ غيره. [3] في هوامش الاستيعاب: عمر. ثم قال: إنما الّذي كان مع عمر بن أمية في السرح المنذري محمد بن عقبة، قاله ابن إسحاق في السيرة.

(412) الحارث بن ضرار الخزاعي،

يا رب إن الحارث بن الصمه ... أهل وفاء صادق وذمه [1] أقبل في مهامه ملمه ... في ليلة ظلماء مدلهمه يسوق بالنبي هادي الأمه ... يلتمس الجنة فيما ثمه (412) الحارث بن ضرار الخزاعي، ويقال الحارث بن أبي ضرار المصطلقي، وأخشى أن يكونا اثنين. (413) الحارث بن عَبْد الله بن سعد بن عمرو [بن قيس بن عمرو] [2] بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، قتل يوم أحدًا شهيدًا. (414) الحارث بن عَبْد الله بن وهب الدّوسى، قدم مع أبيه على النبي صلى الله عليه وسلم في السبعين الذين قدموا من دوس، فأقام الحارث مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ورجع أبوه عَبْد الله إلى السراة، فمات وقبض النبي صلى الله عليه وسلم والحارث بالمدينة. هو جد أبي زهير عَبْد الرحمن بن مغراء بن [3] الحارث الدوسي الرازي المحدث. (415) الحارث بن عَبْد الله بن أوس الثقفي. وربما قيل فيه الحارث بن أوس،

_ [1] في الطبقات: كان رفيقا وبنا ذا ذمه [2] ليس في ت. [3] في ت: بن عياض بن الحارث.

(416) الحارث بن عمرو بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بن عدى بن كعب القرشي العدوي،

حجازي، سكن الطائف، روى في الحائض: يكون آخر عهدها الطواف بالبيت. روى عنه الوليد بن عَبْد الرحمن وعمرو بن عَبْد الله بن أوس. (416) الحارث بن عمرو بن مؤمل بن حبيب بن تميم بن عَبْد الله بن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي، هاجر في الركب الذين هاجروا من بني عدي بن كعب عام خيبر، وهم سبعون رجلا، وذلك حين أوعبت بنو عدي بالهجرة، ولم يبق منهم بمكة رجل. (417) الحارث بن عمرو السهمي، ويقال الباهلي. وسهم باهلة غير سهم قريش، يكنى أبا سفينة [1] ، حديثه عند البصريين، وهو معدود فيهم، له حديث واحد فيه طول، سمع النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ يخطب بمنى أو عرفات، فيه ذكر المواقيت وذكر الضحية والعتيرة [2] . روى عنه ابن ابنه زرارة ابن كريم بن الحارث بن عمرو. (418) الحارث بن عمرو بن غزية المدني [3] . توفي سنة سبعين، وهو معدود في الأنصار، وأظنه الحارث بن غزية الذي روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: متعة النساء حرام. (419) الحارث بن عمرو الأنصاري، خال البراء بن عازب. ويقال عم البراء [4] .

_ [1] في الإصابة والتقريب: يكنى أبا مسقبة- بفتح الميم وسكون المهملة وفتح القاف والموحدة، صحفه بعضهم، فقال أبو سفينة. وفي هوامش الاستيعاب: ضبطه ابن مفرح وخلف بن قاسم في كتاب ابن السكن: أبو مسقبة. [2] العتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في العشر الأول من رجب (صحيح مسلم 1564) [3] في أسد الغابة: المزني. [4] في التقريب: وقيل: خاله.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال. حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عن أشعث، عن عدىّ ابن ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: مَرَّ بى عمّى الحارث بن عمرو، ومعه رَايَةٌ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ نَكَحَ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَآخُذَ مَالَهُ. قَالَ أحمد بن زهير: هكذا قَالَ هشيم عن أشعث عن عدي عن البراء: مر بي عمي ... وقال زيد بن أبي أنيسة عن [1] عدي بن ثابت، عن زيد بن البراء، عن البراء قَالَ: لقيت عمي، ولم ينسبه. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه غيرهما: يقول في هذا الحديث: عن عدي عن البراء، لقيت خالي، كذلك قَالَ حفص بن غياث عن أشعث عن عدي عن البراء وقاله [2] الحسن البجلي، عن عدي بن ثابت، عن عَبْد الله بن يزيد، عن البراء، وفيه اضطراب يطول ذكره، فإن كان الحارث بن عمرو هذا هو الحارث بن عمرو بن غزية كما زعم بعضهم فعمرو بن غزية ممن شهد العقبة، وكان له فيما يقول أهل النسب أربعة من الولد كلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وهم: الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، بنو عمرو ابن غزية، وليس لواحد منهم رواية إلا الحارث، هكذا زعم بعض من ألف في الصحابة وفيما من ذلك نظر.

_ [1] في أسد الغابة: عن أشعث عن عدي. [2] في ى: وقال. والمثبت من ت.

(420) الحارث بن أبى صعصعة،

وقد روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، الحجاج بن عمرو بن غزية لا يختلفون في ذلك، وما أظنّ الحارث هذا هو ابن عمرو [1] بن غزية، والله أعلم. وقد روى الشعبي عن البراء بن عازب قال: كان اسم خالي قليلا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كثيرًا، وقد يمكن أن يكون له أخوال وأعمام. (420) الحارث بن أبي صعصعة، أخو قيس بن أبي صعصعة، واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف بن مبذول بن غنم بن مازن بن النجار، قتل يوم اليمامة شهيدًا، وله ثلاثة إخوة: قيس، وأبو كلاب، وجابر. وقتل أبو كلاب وجابر يوم مؤتة شهيدين. (421) الحارث بن عوف، أبو واقد الليثي، ويقال الحارث بن مالك. ويقال عوف بن الحارث، والأول أصح، وهو مشهور بكنيته، وقد ذكرناه في الكنى. (422) الحارث بن عوف المري [2] ، قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فأسلم وبعث معه رجلا من الأنصار إلى قومه ليسلموا، فقتل الأنصاري، ولم يستطع الحارث على المنع منه [3] . وفيه يقول حسان بن ثابت رضى الله عنه [4] .

_ [1] في أسد الغابة: هو عمرو بن غزية. [2] في الإصابة: المزني. [3] هكذا في ى، ت. وفي أسد الغابة: ولم يستطع الحارث أن يمنع عنه. [4] ديوانه: 210

(423) الحارث بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخمى،

يا حار من يغدر بذمة جاره ... منكم فإن محمدا لا يغدر [1] وأمانة المري- ما استودعته- ... مثل الزجاجة صدعها لا يجبر فجعل الحارث يعتذر، وبعث القاتل إبلا في دية الأنصاري، فقبلها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفعها إلى ورثته. (423) الحارث بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخمى، قتل يوم أحد شهيدا، لم يذكره ابن إسحاق. (424) الحارث بن عدي بن مالك بن حرام بن معاوية الأنصاري المعاوي. شهد أحدًا، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا. (425) الحارث بن عقبة بن قابوس، قدم مع عمه وهب بن قابوس من جبل مزينة بغنم لهما المدينة، فوجداها خلوا، فسألا أين الناس؟ فقيل: بأحد يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم خرجا، فأتيا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقاتلا المشركين قتالا شديدًا حتى قتلا، رحمه الله عليهما. (426) الحارث بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن مبذول، وهو عامر ابن مالك بن النجار، وهو أخو سهل بن عتيك الذي شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الحارث بن عتيك يكنى أبا أخزم. قتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا. ذكره الواقدي، والزبير [2] . (427) الحارث بن عمير الأزدي، أحد بني لهب، بعثه رسول الله صلى الله

_ [1] في ت والديوان: لم يغدر، ولم يجبر. [2] في الإصابة: شهد أحدا والمشاهد.

(428) الحارث بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث ابن فهر،

عليه وَسَلَّمَ، بكتابه إلى الشام، إلى ملك الروم، وقيل: إلى صاحب بصرى، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني، فأوثقه رباطًا، ثم قدم فضربت عنقه صبرا، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ رسول غيره، فلما اتصل برسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ خبره بعث البعث الذي بعثه إلى مؤتة، وأمر عليهم زيد بن حارثة، في نحو ثلاثة آلاف، فلقيتهم الروم في نحو مائة ألف. (428) الحارث بن عَبْد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث ابن فهر، كان من مهاجرة الحبشة، هو وأخوه سعيد [1] بن عَبْد القيس. (429) الحارث بن عرفجة بن الحارث بن كعب بن النحاط [2] بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري، شهد بدرًا، فيما ذكره موسى بن عقبة والواقدي وابن عمارة، ولم يذكره [3] ابن إسحاق، وأبو معشر في البدريين. (430) الحارث بن عمر [4] الهذلي، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن عمرو ابن مسعود أحاديث، وتوفي سنة سبعين، فيما ذكر الواقدي. (431) الحارث بن غطيف الكندي، يكنى أبا غطيف. ويقال فيه غضيف بن الحارث.

_ [1] في ى: سعد. والمثبت من ت، والطبقات. [2] في ى: النجار. والمثبت من ت، والطبقات، وأسد الغابة. [3] في هوامش الاستيعاب: لي قد ذكره ابن إسحاق. [4] في ت: عمرو.

(432) الحارث بن غزية،

قال يحيى بن معين: الصواب الحارث بن غطيف نزل حمص، حديثه عند أهل الشام. (432) الحارث بن غزية، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقول يوم فتح مكة: متعة النساء حرام ثلاث مرات. حديثه هذا عند إسحاق بن أبي فروة، عن عَبْد الله بن رافع عنه. والحارث بن غزية هو القائل يوم الجمل: يا معشر الأنصار، انصروا أمير المؤمنين آخرًا كما نصرتم رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أولا، والله إن الآخرة تشبه [1] بالأولى، إلا أن الأولى أفضلهما. (433) الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي، كان أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت الحكومة والأموال التي كانوا يسمونها لآلهتهم، ثم أسلم [2] وهاجر إلى أرض الحبشة مع بنيه الحارث وبشر ومعمر. (434) الحارث بن قيس بن خلدة [3] بن مخلد بن عامر بن زريق، أبو خالد الأنصاري الزرقي، غلبت عليه كنيته، شهد العقبة وبدرًا، وقد ذكرناه في الكنى. (435) الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي. أسلم وعنده ثانى نسوة.

_ [1] في ت: لشبيهة. [2] في هوامش الاستيعاب: وما ذكر أنه أسلم إلا أبو عمر. [3] في ت: خالد.

(436) الحارث بن سويد،

ويقال: قيس بن الحارث، اختلفوا فيه، ليس له إلا حديث واحد، ولم يأت من وجه صحيح، روى عنه، حميضة [1] بن الشمردل. (436) الحارث بن سويد، ويقال: ابن مسلمة [2] المخزومي. ارتد على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ولحق بالكفار، فنزلت هذه الآية [3] : كَيْفَ يَهْدِي الله قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ 3: 86، إلى قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تابُوا. 3: 89 فحمل رجل هذه الآيات، فقرأهن عليه. فقال الحارث: والله ما علمتك إلا صدوقًا وإن الله لأصدق الصادقين. فرجع وأسلم وحسن إسلامه. روى عنه مجاهد، وحديثه هذا عند جعفر بن سليمان عن حميد الأعرج عن مجاهد. (437) الحارث بن سهل بن أبي صعصعة الأنصاري، من بني مازن بن النجار، استشهد يوم الطائف. (438) الحارث بن أبي سبرة. هو والد سبرة، هو ابن الحارث بن أبى سبرة، وربما قيل سبرة بن أبي سبرة، ينسب إلى جده، وقد قيل: إن والد سبره بن أبي سبرة يزيد بن أبي سبرة، والله أعلم. (439) الحارث بن شريح بن ذؤيب بن ربيعة بن عامر بن خويلد [4] المنقري التميمي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني منقر مع قيس بن عاصم فأسلموا.

_ [1] في ى: حميصة. والمثبت من ت، والتقريب. [2] في ت، وأسد الغابة: ابن مسلم. [3] سورة آل عمران آية 86، وما بعدها. [4] في أسد الغابة: بن ربيعة.

حديثه عند دلهم بن دهثم العجليّ عن عائذ بن ربيعة عنه. وقد قيل إنه نميري، وقدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في وفد بني نمير. (440) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو [1] بن مخزوم القرشي المخزومي، يكنى أبا عَبْد الرحمن، وأمه أم الجلاس أسماء بنت مخربة [2] بن جندل بن أبين [3] بن نهشل بن دارم، شهد بدرًا كافرًا مع أخيه شقيقه أبي جهل، وفر حينئذ، وقتل أخوه وعير الحارث بن هشام لفراره ذلك، فمما قيل فيه قول حسّان بن ثابت [4] : إن كنت كاذبة [5] بما حدثتني ... فنجوت منجى الحارث بن هشام ترك الأحبّة أن يقاتل دونهم ... ونجا برأس طمرة [6] ولجام فاعتذر الحارث بن هشام من فراره يومئذ بما زعم الأصمعي أنه لم يسمع بأحسن من اعتذاره ذلك من فراره، وهو قوله [7] : الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى رموا فرسي بأشقر مزبد [8] ووجدت [9] ريح الموت من تلقائهم ... في مأزق والخيل لم تتبدّد

_ [1] هكذا في ى، ت: وفي الطبقات والتقريب، وأسد الغابة وتهذيب التهذيب: عمر. [2] في الإصابة: أمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة. [3] في ى: أعين. والمثبت من ت، وتهذيب التهذيب، وأسد الغابة. [4] ديوانه: 363. [5] في الديوان: كاذبة الّذي حدثتني. [6] الطمرة: الفرس الكثير الجرى. [7] ديوان حسان: 366، وفي هوامش الاستيعاب: وروى هذا الشعر أيضا للحارث بن خالد المخزومي. [8] الأشقر المزبد: الدم، ولعله يريد أن فرسه جرح فعلاه دمه. [9] في الديوان: وشممت.

فعلمت [1] أني إن أقاتل واحدًا ... أقتل ولا ينكي [2] عدوي مشهدي فصدفت [3] عنهم والأحبة دونهم [4] ... طمعًا لهم بعقاب يوم مفسد [5] ثم غزا أحدًا مع المشركين أيضًا، ثم أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه، وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم. وروينا أن أم هانئ بنت أبي طالب استأمنت له النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأمنه يوم الفتح، وكانت إذ أمنته قد أراد على قتله، وحاول أن يغلبها عليه، فدخل النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ منزلها ذلك الوقت، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى ابن أمي يريد قتل رجل أجرته؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت، فأمنه. هكذا قَالَ الزبير وغيره، وفى حديث مالك وغيره أن الذي أجارته بعض بني زوجها هبيرة بن أبى وهب وأسلم الحارث فلم ير منه في إسلامه شيء يكره، وشهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حنينًا، فأعطاه مائة من الإبل كما أعطى المؤلفة قلوبهم. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ذكر الحارث بن هشام وفعله

_ [1] في ت، والديوان: وعلمت. [2] في الإصابة: ولا يبكى. وفي ت: ولا يضرر. [3] في الإصابة: ففررت منهم. وفي الديوان: فصدرت. [4] في الديوان: فيهم. [5] في الإصابة والديوان: يوم مرصد.

في الجاهلية في قرى الضيف وإطعام الطعام، فقال: إن الحارث لسري، وإن كان أبوه لسريا، ولوددت أن الله هداه إلى الإسلام. وخرج إلى الشام في زمن عمر بن الخطاب راغبًا في الرباط والجهاد، فتبعه أهل مكة يبكون لفراقه، فقال: إنها النقلة إلى الله، وما كنت لأوثر عليكم أحدًا. فلم يزل بالشام مجاهدًا حتى مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. وقال المدائني: قتل الحارث بن هشام يوم اليرموك، وذلك في رجب سنة خمس عشرة، وفي الحارث بن هشام يقول الشاعر: أحسبت أن أباك يوم تسبني ... في المجد كان الحارث بن هشام أولى قريش بالمكارم كلها ... في الجاهلية كان والإسلام وأنشد الشاعر أبو زيد عمر بن شبة للحارث بن هشام: من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن إذ نلبس العيش صفوًا لا يكدره ... طعن الوشاة ولا ينبو بنا الزمن وخلف عمر بن الخطاب رضي الله عنه على امرأته فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة، وهي أم عَبْد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقالت طائف من أهل العلم بالنسب: لم يبق من ولد الحارث بن هشام إلا عَبْد الرحمن بن الحارث، وأخته أم حكيم بنت حكيم بنت الحارث بن هشام. روى ابن مبارك، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بن أبى عقرب

قال: خَرَجَ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ مِنْ مَكَّةَ، فَجَزِعَ أَهْلُ مَكَّةَ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ يَطْعَمُ إِلا وَخَرَجَ مَعَهُ يُشَيِّعُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِأَعْلَى الْبَطْحَاءِ أَوْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَفَ وَوَقَفَ النَّاسُ حَوْلَهُ يَبْكُونَ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَ النَّاسِ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ رَغْبَةً بِنَفْسِي عَنْ أَنْفُسِكُمْ، وَلا اخْتِيَارَ بَلَدٍ عَلَى بَلَدِكُمْ، وَلَكِنْ كَانَ هَذَا الأَمْرُ، فَخَرَجَتْ فِيهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاللَّهِ مَا كَانُوا مِنْ ذَوِي أَسْنَانِهَا وَلا مِنْ بِيُوتَاتِهَا فَأَصْبَحْنَا وَاللَّهِ لَوْ [1] أَنَّ جِبَالَ مَكَّةَ ذَهَبٌ فَأَنْفَقْنَاهَا [2] فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا أَدْرَكْنَا يَوْمًا مِنْ أَيَّامِهِمْ، واللَّهِ لَئِنْ فَاتُونَا بِهِ فِي الدُّنْيَا لَنَلْتَمِسَنَّ أَنْ نُشَارِكَهُمْ بِهِ فِي الآخِرَةِ فَاتَّقَى اللَّهَ امْرُؤٌ. فتوجه إلى الشام واتبعه ثقلة فأصيب شهيدًا. روى [3] أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ. فَقَالَ: امْلِكْ عَلَيْكَ هَذَا، وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ، قَالَ: فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ يَسِيرٌ. وَمِنْ رِوَايَةِ ابْنِ شِهَابٍ لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْهُ مَنْ يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَرَأَيْتُ أَنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، وَكُنْتُ رَجُلا قَلِيلَ الْكَلامِ، وَلَمْ أَفْطِنْ لَهُ، فَلَمَّا رمته فإذا [4] لا شيء أشدّ منه.

_ [1] في ت، وأسد الغابة: ولو. [2] في ى، ت: أنفقنا. [3] في ت: «رَوَى عَنْهُ أَبُو نَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْكِنَانِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ وَذَكَرَ الزُّهْرِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَعْدٍ الْمُقْعَدَ حدثه أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أخيره.. [4] في أسد الغابة: فإذا هو لا شَيْءَ أَشَدَّ مِنْهُ.

(439) الحارث بن هشام الجهني، أبو عبد الرحمن،

(439) الحارث بن هشام الجهني، أبو عَبْد الرحمن، حديثه عند أهل مصر. (440) الحارث بن يزيد القرشي العامري، من بني عامر بن لؤي، فيه نزلت [1] : وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً 4: 92. وذلك لأنه خرج مهاجرًا إلى النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فلقيه عياش بن أبي ربيعة بالحرة، وكان ممن يعذبه بمكة مع أبي جهل، فعلاه بالسيف وهو يحسبه كافرًا، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأخبره، فنزلت: وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً 4: 92، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال لعيّاش: قم فحرّر. (441) الحارث بن يزيد بن أنسة، ويقال ابن أنيسة [2] ، وهو الذي لقيه عياش بن أبي ربيعة بالبقيع عند قدومه المدينة، وذلك قبل أحد، هكذا ذكره أبو حاتم. (442) الحارث المليكي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها ... الْحَدِيثُ. حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُسْتَانِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَدِمَ بَغْدَادَ وَنَحْنُ بِهَا مِنَ الشَّامِ، فَأَمْلَى عَلَيْنَا قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النُّفَيْلِيُّ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُلَيْكِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ وَالنَّيْلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَأَهْلُهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا. (443) الحارث أبو عَبْد الله، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة عَلَى الميت، حديثه عند علقمة بن مرثد عن عبد الله [3] بن الحارث عن أبيه.

_ [1] سورة النساء، آية 92. [2] في ت، والإصابة: ابن أنيسة، ويقال: ابن أبي أنيسة. [3] في أسد الغابة: عن عبيد للَّه.

باب حارثة

باب حارثة (443) حارثة بن النعمان بن نفع [1] ، بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار الأنصاري، يكنى أبا عَبْد الله، شهد بدرا وأحدا والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكان من فضلاء الصحابة. ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبرنى عبد الله ابن عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ومعه جبرئيل عَلَيْهِ السَّلامُ جَالِسٌ بِالْمَقَاعِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَجُزْتُ [2] . فَلَمَّا رَجَعْتُ وَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: هَلْ رَأَيْتَ الَّذِي كَانَ معى؟ قلت: نعم. قال: فإنه جبرئيل، وَقَدْ رَدَّ عَلَيْكَ السَّلامَ. وَفِي حَديِثِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ عَلَى النبيّ صلى الله عليه وسلم، ومعه جبرئيل يناجيه فلم يسلم، فقال له جبرئيل: مَا مَنَعَهُ أَنْ يُسَلِّمْ؟ أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ. فَلَمَّا رَجَعَ حَارِثَةُ سَلَّمَ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُسَلِّمَ حِينَ مَرَرْتَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ مَعَكَ إِنْسَانًا تُنَاجِيهِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ حَدِيثَكَ. فَقَالَ: أَوَقَدْ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قال: أما إنّ ذلك جبرئيل، وَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ ... وذكر تمام الخبر.

_ [1] في ى: نفع- بالقاف. والمثبت من ت، والطبقات. وفي هوامش الاستيعاب: نفع- بالفاء قيده طارق بن عبد العزيز. وفي الإصابة: نفيع. [2] في ت: وجزت معه.

(444) حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدى بن مالك بن عدى بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار.

وذكر عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وَسَلَّمَ: نِمْتُ فَرَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَسَمِعْتُ صَوْتَ قَارِئٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: صَوْتُ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كَذَلِكَ الْبِرُّ [، كَذَلِكَ الْبِرُّ [1]] . وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِأُمِّهِ. وأمه فيما يقولون: جعدة بنت عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. قيل: إنه توفي في خلافة معاوية، قاله خليفة وغيره، وهو جد أبي الرجال فيما يقول بعضهم. وقال عطاء الخراساني، عن عكرمة: فيمن شهد بدرًا حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، يزعمون أنه رأى جبرئيل عليه السلام. قَالَ أبو عمر: كان حارثة بن النعمان قد ذهب بصره فاتخذ خيطًا [2] من مصلاه إلى باب حجرته، ووضع عنده مكتلا فيه تمر، فكان إذا جاءه المسكين يسأل أخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط [3] حتى يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: مناولة المسكين تقي ميته السوء. (444) حارثة بن سراقة بن الحارث بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. أمه أم [4] حارثة عمة أنس بن مالك، شهد بدرًا،

_ [1] من ت. [2] في ت: حائطا. [3] في ت: بطرف الحائط. [4] في أسد الغابة: أمه الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك. وفي الطبقات: وأمه. أم حارثة، واسمها الربيع بنت النضر.

(445) حارثة بن وهب الخزاعي،

وقتل يومئذ شهيدًا، قتله حبان بن العرقة [1] بسهم، وهو يشرب من الحوض. وكان خرج نظارًا يوم بدر. فرماه فأصاب حنجرته فقتل [2] . وهو أول قتيل قتل يومئذ ببدر من الأنصار. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى أَبُو صَالِحٍ [3] . وَحَدَّثَنَا عبد الوارث قال: حدثنا قاسم، قال: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بن حبيب المصيصي، قال [4] : أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أُصِيبَ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَهُوَ غُلامٌ، فَجَاءَتْ أمّه إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ، وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى تَرَ مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ: ويحك أو جنة وَاحِدَةٌ، إِنَّمَا هِيَ جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جنة الفردوس. (445) حارثة بن وهب الخزاعي، أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ومعبد بن خالد الجهني، يعد في الكوفيين. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو داود النّفيلى،

_ [1] في ى: حيان بن العرفة، وهو تحريف صوابه من ت، والطبقات، والقاموس (عرق) . قال: وقد تفتح راء العرقة. [2] في ت: فما قتل. [3] في ى: ابن صالح، والمثبت من ت، وتهذيب التهذيب. [4] في ت: قالا.

(446) حارثة بن عمرو الأنصاري،

حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بِمِنًى وَالنَّاسُ أَكْثَرُ مَا كَانُوا، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ. وروى عنه معبد بن خالد حديثا مرفوعًا: أهل الجنة كل ضعيف مستضعف [1] لو أقسم على الله لأبره، وأهل النار كل عتل جواظ متكبر [2] . (446) حارثة بن عمرو الأنصاري، من بني ساعدة، قتل يوم أحد شهيدًا. (447) حارثة وحصن ابنا قطن، بن زابر [3] بن كعب بن حصن بن عليم الكلبي، من قضاعة، ذكرهما ابن الكلبي فيمن وفد على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من قضاعة، وكتب لهما كتابًا: من مُحَمَّد رسول الله لحارثة وحصن ابني قطن لأهل العراق [4] من بني جناب من الماء الجاري العشر ومن العثري [5] نصف العشر في السنة في عمائر كلب. (448) حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي. ذكره الواقدي فيمن شهد بدرا. [6]

_ [1] في أ: متضعف. [2] العتل: هو الشديد الجافي. الجواظ: الكثير اللحم المختال في مشيه. وقيل: القصير البطين (النهاية، وأسد الغابة) . [3] في هوامش الاستيعاب: زابر- بالباء الموحدة، قيده الدار قطنى. وفي الإصابة: زابر بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي. [4] في أسد الغابة: لأهل الموات. [5] في ى، ت: العشرى. والعثرى من النخيل الّذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة (النهاية) . [6] في هوامش الاستيعاب: قال الذهبي في تجريده: حارثة بن مالك هذا ثم قال: وهم فيه ابن عبد البر من وجهين: أحدهما، وهو أفحش الخطأ- أنه جاهلى قديم بينه وبين أولاده من الصحابة نحو ثمانية أولاد أو تسعة، فكيف يصح وجوده في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. الثاني أن اسمه عبد حارثة!

(449) حارثة بن عدى بن أمية بن الضبيب،

(449) حارثة بن عدي بن أمية بن الضبيب، ذكره بعضهم في الصحابة، وهو مجهول لا يعرف، وقد ذكره البخاري [وابن أبى حاتم] [1] (450) حارثة بن حمير، الأشجعي، حليف لبني سلمة من الأنصار. وقيل حليف لبني الخزرج، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرًا هو وأخوه عَبْد الله بن حمير، ذكر يونس بن بكير عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرًا حارثة بن خمير بالخاء المنقوطة فيما ذكر الدارقطني. وأما إبراهيم بن سعد فذكر عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرًا خارجة بن حمير وعبد الله بن حمير من أشجع، حليفان لبني سلمة، هكذا قَالَ خارجة مكان حارثة، والله أعلم. باب حازم (451) حازم بن حرملة بن مسعود الغفاري. ويقال الأسلمي. له حديث واحد أن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَالَ له: يا حازم، أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فإنها كنز من كنوز الجنة. يعد في أهل المدينة. روى عنه مولاه أبو زينب. (452) حازم بن حزام [2] الخزاعي. ذكره العقيلي في الصحابة، مخرج حديثه عن ولده مُحَمَّد [3] بن سليمان بن عقبة بن شبيب بن حازم بن حزام.

_ [1] ليس في ت. [2] هكذا في ى، أ. وفي ت: حرام- بالراء. وفي أسد الغابة: ابن حرام. وقيل: حزام. [3] هكذا في ى، أ، ت. وفي أسد الغابة: جعله ابن مندة وغيره مدرك بن سليمان. وقال الدار قطنى وعبد الغنى: محمد بن سليمان بدل مدرك بن سليمان.

(453) حازم بن أبى حازم الأحمسي،

(453) حازم بن أبي حازم الأحمسي، أخو قيس بن أبي حازم، واسم أبي حازم عَبْد عوف بن الحارث، وكان حازم وقيس أخوه مسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ولم يرياه، وقتل حازم بصفين مع علي رضي الله عنه تحت راية أحمس وبجيلة يومئذ. باب حاطب (454) حاطب بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدرًا، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين. (455) حاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي، أخو سهيل بن عمرو، وسليط بن عمرو، والسكران ابن عمرو، وذكره ابن عقبة فيمن شهد بدرًا من بني عامر بن لؤي. وأسلم حاطب بن عمرو قبل دخول رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعًا في رواية ابن إسحاق والواقدي. وروى الواقدي عن سليط بن مسلم العامري، عن عَبْد الرحمن بن إسحاق، عن أبيه قَالَ: أول من قدم أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عَبْد شمس في الهجرة الأولى. قَالَ الواقدي: وهو الثابت عندنا، وذكره ابن إسحاق والواقدي فيمن شهد بدرًا.

(456) حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.

(456) حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. مات بأرض الحبشة، وكان خرج إليها مع امرأته فاطمة بنت المجلل بن عَبْد الله بن أبي قيس القرشية العامرية، وولدت له هناك ابنيه مُحَمَّد بن حاطب، والحارث بن حاطب، وأتى بهما من هناك غلامين. (457) حاطب بن أبي بلتعة اللخمي، من ولد لخم بن عدي في قول بعضهم. يكنى أبا عَبْد الله وقيل يكنى أبا مُحَمَّد، واسم أبي بلتعة عمرو [بن عمير بن سلمة بن عمرو [1]] ، وقيل حاطب بن عمرو بن راشد بن معاذ اللخمي، حليف قريش، ويقال: إنه من مذحج، وقيل: هو حليف الزبير بن العوام. وقيل: كان عبدا لعبيد [2] الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد [3] بن عبد العزى بن قصي، فكاتبه فأدى كتابته يوم الفتح، وهو من أهل اليمن. والأكثر أنه حليف لبني أسد بن عَبْد العزى. شهد بدرًا، والحديبية، ومات سنة ثلاثين بالمدينة، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلى عليه عثمان، وقد شهد الله لحاطب بن أبي بلتعة بالإيمان في قوله [4] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ 60: 1. وذلك إن حاطبًا كتب إلى أهل مكة قبل حركة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إليها عام الفتح يحبرهم ببعض ما يريد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بهم من

_ [1] ليس في أ، ت. [2] في ى: لعبد الله. والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة. [3] في ت: راشد. وفي أمثل ى. [4] سورة الممتحنة، آية 1.

الغزو إليهم، وبعث بكتابه مع امرأة، فنزل جبريل عليه السلام بذلك على النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ. فبعث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في طلب المرأة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وآخر معه. قيل المقداد بن الأسود، وقيل الزبير بن العوام، فأدركا المرأة بروضة خاخ [1] ، فأخذا الكتاب، ووقف [2] رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ حاطبًا، فاعتذر إليه، وقال: ما فعلته رغبة عن ديني، فنزلت فيه آيات من صدر سورة «الممتحنة» ، وأراد عمر بن الخطاب قتله، فقال له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنه شهد بدرًا ... الحديث. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قال: حدثنا الحارث ابن أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَشْتَكِي حَاطِبًا، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: كَذَبْتَ، لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ. وَرَوَى [3] الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ. وروى يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: جاء غلام

_ [1] روضة خاخ: بقرب حمراء الأسد من المدينة (ياقوت) . [2] في أ: وواقف. [3] في ت: وروى عن الأعمش.

لحاطب بن أبي بلتعة إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقال: لا يدخل حاطب الجنة، وكان شديدًا على الرقيق، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: ما ذكر يحيى بن أبي كثير في حديثه هذا من أن حاطبًا كان شديدًا على الرقيق، يشهد له ما في الموطأ من قول عمر لحاطب حين انتحر رقيقه ناقة لرجل من مزينة: أراك تجيعهم، وأضعف عليه القيمة على جهة الأدب والردع. وكان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث حاطب بن أبي بلتعة في سنة ست من الهجرة إلى المقوقس صاحب مصر والإسكندرية، فأتاه من عنده بهدية، منها مارية القبطية، وسيرين أختها، فاتخذ رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مارية لنفسه، فولدت له إبراهيم ابنه على ما ذكرنا من ذلك في صدر هذا الكتاب، ووهب سيرين لحسان بن ثابت، فولد له [1] عَبْد الرحمن. وبعث أبو بكر الصديق حاطب بن أبى بلتعة أيضا إلى المقوقس بصر، فصالحهم، ولم يزالوا كذلك حتى دخلها عمرو بن العاص فنقض الصلح [وقاتلهم] [2] وافتتح مصر، وذلك سنة عشرين في خلافة عمر. وروى حاطب بن أبي بلتعة عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم أنه قال: من رآني

_ [1] في أ، ت: فولدت. [2] من أ، ت.

بعد موتي فكأنما رآني في حياتي، ومن مات في أحد الحرمين بعث في الآمنين يوم القيامة. لا أعلم له غير هذا الحديث. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، قَالَ: بَعَثَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الْمُقَوْقِسِ مَلِكِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، فَجِئْتُهُ بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأنزلنى في منزله، وأقمت عنده ليالي، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ وَقَدْ جَمَعَ بَطَارِقَتَهُ فَقَالَ: إِنِّي سَأُكَلِّمُكَ [1] بِكَلامٍ أُحِبُّ أَنْ تَفْهَمَهُ مِنِّي. قَالَ قُلْتُ: هَلُمَّ. قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَاحِبِكَ، أَلَيْسَ هُوَ نَبِيًّا؟ قُلْتُ: بَلَى، هُوَ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: فَمَا لَهُ حَيْثُ كَانَ هَكَذَا لَمْ يَدْعُ عَلَى قَوْمِهِ حَيْثُ أَخْرَجُوهُ مِنْ بَلْدَتِهِ إِلَى غَيْرِهَا؟ فَقُلْتُ لَهُ: فَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ أَتَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ؟ فَمَا لَهُ [حَيْثُ] [2] أَخَذَهُ قَوْمُهُ فَأَرَادُوا صَلْبَهُ أَلا يَكُونَ دَعَا عَلَيْهِمْ بِأَنْ يُهْلِكَهُمُ اللَّهُ حَتَّى رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي سَمَاءِ الدُّنْيَا! قَالَ: أَحْسَنْتَ، أَنْتَ حَكِيمٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ حَكِيمٍ، هَذِهِ هَدَايَا أَبْعَثُ بِهَا مَعَكَ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَأَرْسِلْ معك من يبلعك إِلَى مَأْمَنِكَ. قَالَ: فَأَهْدَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ثلاث جوار، منهنّ أم إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأُخْرَى وَهَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَبِي جَهْمِ بْنِ حُذَيْفَةَ الْعَدَوِيِّ، وَأُخْرَى وَهَبَهَا لِحَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، وَأَرْسَلَ بِثِيَابٍ مع طرف من طرفهم.

_ [1] في ى: سائلك. والمثبت من أ، ت. [2] من أ، ت.

باب حباب

باب حباب (458) الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، يكنى أبا عمرو [1] ، شهد بدرًا وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، هكذا قَالَ الواقدي وغيره، وكلهم ذكره في البدريين إلا ابن إسحاق في رواية سلمة عنه. كان يقال له ذو الرأي، وهو الّذي أشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل على ماء بدر للقاء القوم، قال ابن عباس: فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فقال: الرأي ما أشار به حباب. وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وهو القائل يوم السقيفة: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير. مات الحباب بن المنذر في خلافة عمر رضى الله عنه. روى عنه أبو الطفيل عامر بن وائلة. (459) الحباب [2] بن قيظي الأنصاري. قتل يوم أحد شهيدًا هو وأخوه لأبيه وأمه: صيفي بن قيظي. أمه الصعبة بنت التيهان [3] أخت الهيثم بن التيهان.

_ [1] في أ، ت، وأسد الغابة: يكنى أبا عمر، وقيل: أبا عمرو. [2] في أسد الغابة: أخرجه أبو عمر وأبو موسى في الخاء المعجمة والباء الموحدة، ثم قال: وفي رواية عن ابن سعد جباب- بالجيم. [3] في ت: النبهان.

(460) الحباب بن زيد بن تيم [1] بن أمية بن خفاف بن بياضة الأنصاري البياضي.

(460) الحباب بن زيد بن تيم [1] بن أمية بن خفاف بن بياضة الأنصاري البياضي. شهد أحدًا مع أخيه حاجب بن زيد. (461) الحباب بن جزء [2] بن عمرو بن عامر بن عَبْد رزاح بن ظفر، ذكره الطبري فيمن شهد أحدا. (462) الحباب بن جبير، حليف بني أمية، وابنه عرفطة بن الحباب، استشهد يوم الطائف مع النبي صلى الله عليه وسلم. باب حبان وحيان (463) حيان [3] الأنصاري، والد عمران بن حيان، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب الناس يوم خيبر. روى عنه ابنه عمران بن حيّان. (464) حيان بن الأبجر، له صحبة. يعد في الكوفيين، شهد مع علي صفين. (465) حيان [4] بن بح الصدائي، يعد فيمن نزل مصر من الصحابة، وحديثه بمصر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: لا خير في الإمارة لمسلم ... في حديث طويل ذكره. حديثه عند ابن [5] لهيعة عن بكر بن

_ [1] في ى: تميم. والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة. [2] في أسد الغابة: وقال مصعب عن القداح: هو الحباب بن جزى- بضم الجيم. وكأن الأول أكثر. [3] في ى، والإصابة بالباء. [4] في أسد الغابة: أخرجه الثلاثة بالياء المثناة من تحت. وقال أبو عمر فيه: قال الدارقطنيّ: حبان بن بح- بكسر الحاء. [5] في م ت: عند أبي لهيعة. (الاستيعاب ج 1 م 11)

(466) حيان أو حبان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة [بن معاوية] [1] بن بكر بن هوازن،

سوادة عنه. وقال الدار قطنى: حبان بن بح الصدائي، بكسر الحاء مع باء معجمة بواحدة. (466) حيان أو حبان بن قيس بن عَبْد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة [بن معاوية] [1] بن بكر بن هوازن، هو النابغة الجعدي الشاعر، أبو ليلى، اختلف في اسمه [2] وفى سياق نسبه على ما نذكره مجودًا في باب النون إن شاء الله تعالى. (467) حبان- بفتح الحاء- ابن منقذ بن عمرو الأنصاري المازني، من بنى مازن ابن النجار. له صحبة، شهد أحدًا وما بعدها، تزوّج أروى الصغرى بنت ربيعة ابن الحارث بن عَبْد المطلب، وهي الهاشمية التي ذكر مالك في الموطأ، فولدت له يحيى بن حبّان وواسع بن حبان، وهو جد مُحَمَّد بن يحيى بن حبان شيخ مالك، ومات حبان في خلافة عثمان، له ولأبيه منقذ صحبة. باب حبة (468) حبة بن بعكك، أبو السنابل القرشي العامري [3] ، وهو مشهور بكنيته، وهو الذي خطب سبيعة الأسلمية عند وفاة زوجها، وقد ذكرناه في الكنى بأتم من ذكرنا له هاهنا. (469) حبة بن خالد السوائي. ويقال الخزاعي، قَالَ الهيثم بن جميل: حبّة

_ [1] من ت وحدها. [2] في أسد الغابة والتقريب: اختلف فيه فقيل حبة، وقيل حنة. [3] في أ: العبديّ. (ظهر الاستيعاب ج 1- م 11)

باب حبيب

ابن خالد الخزاعي. وقال غيره أيضا: روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، هو وأخوه سواء بن خالد أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال لهما: لا تيأسا من الرزق ما تهززت رءوسكما، فإن الإنسان تلده أمه، ليس عليه قشر، ثم يعطيه الله [1] ويرزقه، ويعد في الكوفيين. باب حبيب (470) حبيب مولى الأنصار، شهد بدرًا. قَالَ موسى بن عقبة: حبيب بن سعد مولى الأنصار. وقال غيره: حبيب بن أسود بن سعد وقال آخر: [2] حبيب بن الأسود مولى بني حرام من الأنصار، كلهم ذكره بما وصفنا فيمن شهد بدرًا، ولا أدري أفي واحد هذا القول كله أم في اثنين. (471) حبيب بن زيد بن تميم بن أسيد بن خفاف الأنصاري البياضي، من بني بياضة من الأنصار، قتل يوم أحد شهيدًا. (472) حبيب بن زيد بن عاصم، وقال فيه بعض من صحف: اسمه خبيب، والصواب فيه حبيب بن زَيْد بْن عَاصِم بْن كَعْب بْن عَمْرو بن عوف بن مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني، النجارىّ. شهد أحدا هو

_ [1] في ى: يغطيه. والمثبت من أ، ت. [2] في ى: حبيب بن الأسود. وفي ت: حبيب بن أسود بن سعد. وقال آخرون: حبيب بن أسلم مولى بنى جشم بن الخزرج. وقالت طائفة: حبيب بن الأسود مولى ... والمثبت من أ

(470) حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري،

وأخوه عَبْد الله بن زيد بن عاصم، وأبو هما زيد بن عاصم، وكان حبيب ابن زيد هذا قد بعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى مسيلمة الكذّاب باليمامة، فكان مسيلمة إذا قَالَ له: أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ قَالَ: نعم. وإذا قَالَ له: أتشهد أني رسول الله؟ قَالَ: أنا أصم لا أسمع، فعل ذلك مرارًا، فقطعه مسيلمة عضوًا عضوًا، ومات شهيدًا رحمه الله. (470) حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري، يكنى أبا عَبْد الرحمن، يقال له حبيب الروم، لكثرة دخوله إليهم ونيله منهم، وولاه عمر بن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بن غنم، وضمّ إلى حبيب ابن مسلمة أرمينية وأذربيجان، ثم عزله وولى عمير بن سعد [1] . وقيل [2] : بل عثمان بعثه إلى أذربيجان، وسلمان بن ربيعة، أحدهما مدد لصاحبه، فاختلفا في الفيء فتواعد بعضهم بعضًا، فقال رجل من أصحاب سلمان: فإن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم ... وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل وفي حبيب بن مسلمة، يقول شريح بن الحارث: ألا كل من يدعي حبيبًا وإن بدت [3] ... مروءته يفدي حبيب بني فهر قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: كان أهل الشام يثنون على حبيب بن مسلمة، [يقول شريح بن الحارث] [4] . قَالَ سعيد بن عَبْد العزيز: كان حبيب

_ [1] في ى: سعيد. والمثبت من أ، ت. [2] العبارة في أسد الغابة: وقيل لم يستعمله عمر، وإنما سيره عثمان إلى أذربيجان من الشام، وبعث سلمان. [3] في أ، ت: ولو بدت. [4] ليس في أ، ت.

(471) حبيب بن أسيد بن جارية [5] الثقفي.

ابن مسلمة فاضلا مجاب الدعوة، ويقال: إن معاوية قد وجه حبيب بن مسلمة [1] بجيش إلى نصر عثمان بن عفان، فلما بلغ وادي القرى بلغه مقتل عثمان، فرجع ولم يزل مع معاوية في حروبه بصفين وغيرها، ووجهه معاوية إلى أرمينية واليًا عليها، فمات بها سنة اثنتين وأربعين. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه نفل [2] الثلث مرة بعد الخمس، والربع مرة بعد الخمس. وروينا أن الحسن بن علي قَالَ لحبيب بن مسلمة في بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب، رب مسير لك في غير طاعة الله! فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن: بلى والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه، وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، فليتك إذ أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قَالَ الله تعالى [3] : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً 9: 102. ولكنك كما قَالَ الله تعالى [4] : كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ 83: 14. (471) حبيب بن أسيد بن جارية [5] الثقفي. حليف لبني زهرة. قتل يوم اليمامة شهيدًا، هو أخو أبي بصير. (472) حبيب بن عمرو بن محصن الأنصاري، من بنى عمرو بن مبذول بن

_ [1] في ت: وجه حبيب بن مسلمة فاصلا ... [2] النفل- محركة: الغنيمة وجمعه أنفال (النهاية) [3] سورة التوبة، آية 103 [4] سورة المطففين، آية 4 [5] في ت: حارثة.

(473) حبيب بن حيان [1] أبو رمثة التميمي.

غنم بن مازن بن النجار، يعد فيمن استشهد يوم اليمامة، لأنه قتل في الطريق وهو ذاهب. (473) حبيب بن حيان [1] أبو رمثة التميمي. ويقال اسم أبي رمثة حيان [1] بن وهب، ويقال: رفاعة بن يثربي، قدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ هو وابنه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: من هذا معك؟ فقال: ابني. قَالَ: أما إنك لا تجني عليه ولا يجنى عليك. (474) حبيب بن سباع أبو جمعة الأنصاري، ويقال الكناني. ويقال القاري من القارة وهو مشهور بكنيته، فقيل ما ذكرنا، وقيل جنبذ بن سباع، وقيل حبيب بن وهب، وقيل حبيب بن فديك، والأول أصح، وقد ذكرناه في الكنى. (475) حبيب بن فديك، أبو فديك ويقال حبيب بن فويك [2] اضطرب في حديثه، روت بنت أخيه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعا له وهو أعمى مبيضة عيناه، فأبصر، وكان يدخل الخيط في الإبرة. يختلف في حديثه، وقد ذكرناه في باب الفاء، للاختلاف [3] في حديثه. (476) حبيب بن الحارث، هاجر إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه عند مُحَمَّد بن عَبْد الرحمن الطّفاوى. (477) حبيب السلمي والد أبي عَبْد الرحمن السلمي، واسم أبي عَبْد الرحمن السلمي عَبْد الله بن حبيب، تابعي ثقة، يروى عن علي وعثمان وحذيفة بن اليمان، وهو أحد الأئمة في القراءة.

_ [1] في تهذيب التهذيب. حبان- بالباء. [2] في الإصابة: فويك بفاء وواو- مصغرا. ويقال بدل الواو دالا، ويقال: راء [3] في ت: للاختلاف فيه.

(478) حبيب بن خماشة الخطمي الأنصاري.

رَوَى زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبِي قَدْ شهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ الْمَشَاهِدَ [1] . وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا حُذَيْفَةُ بِالْمَدَائِنِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. 54: 1 أَلا وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ، وَإِنَّ السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ، أَلا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِفِرَاقٍ، أَلا وَإِنَّ الْمِضْمَارَ الْيَوْمَ وَغَدًا السِّبِاقُ. فَقُلْتُ لأَبِي: أَيَسْتَبِقُ النَّاسُ غَدًا! قَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّكَ لَجَاهِلٌ، إِنَّمَا هُوَ السِّبَاقُ بِالأَعْمَالِ، وَإِنَّ السَّابِقَ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ. (478) حبيب بن خماشة الخطمي الأنصاري. وخطمة هو ابن جشم بن مالك بن الأوس. سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول بعرفة: عرفة كلّها موقف إلا بطن عرنة [2] ، والمزدلفة كلها موقف إلا بطن محسر [3] . قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: حبيب بن خماشة الخطمي هذا هو جد أبي جعفر الخطمي المحدث، وأبو جعفر الخطمي اسمه عمير بن يزيد ابن حبيب بن خماشة. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ذُكِرَ عِنْدَهُ أَبُو جعفر الخطميّ فقال: كان أبو جعفر الْخَطْمِيُّ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ حَبِيبُ بْنُ خَمَاشَةَ قَوْمًا توارثوا الصدق بعض عن بعض.

_ [1] في أ، ت: مشاهد. [2] موضع عند الموقف بعرفات (ياقوت) . [3] واد بين عرفات ومنى.

(479) حبيب بن مخنف العمرى.

قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: قد اختلف في صحبة حبيب بن خماشة الخطمي، والأكثر ما ذكرناه، وباللَّه توفيقنا. (479) حبيب بن مخنف العمري. قَالَ: أتيت النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يوم عرفة بعرفة. حديثه عند عَبْد الكريم بن أبي المخارق، ولا يصح، رواه عَبْد الرزاق وأبو عاصم عن ابن جريج عن عبد الكريم [عن حبيب ابن مخنف عن أبيه] [1] ، إلا أن عَبْد الرزاق قَالَ: لا أدري عن أبيه أم لا. وَرَوَى عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ أَبِي رَمْلَةَ [2] عَنْ مِخْنَفِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعرفة. (480) حبيب [3] السلاماني. قَالَ الواقدي: وفي سنة عشر قدم وفد سلامان على رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في شوال، وهم سبعة نفر، رأسهم حبيب السلاماني.

_ [1] ليس في أ، ت. [2] في أ: أرملة. [3] في أسد الغابة: حبيب بن عمرو السلاماني.

باب حجاج

باب حجاج (481) حجاج بن الحارث بن قيس بن عدي السهمي، هاجر إلى أرض الحبشة، وانصرف إلى المدينة بعد أحد، لا عقب له، هو أخو السائب وعبد الله وأبي قيس، بني الحارث بن قيس بن عدي لأبيهم وأمهم، [ذكره موسى بن عقبة فيمن قتل بأجنادين] [1] . (482) الحجاج بن علاط السلمي ثم البهزي، ينسبونه علاط [2] بن خالد بن نويرة بن حنثر [3] بن هلال بن عبيد بن ظفر بن سعد بن عمرو بن تميم بن بهز ابن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، يكنى أبا كلاب. وقيل: أبا مُحَمَّد. وقيل أبو عَبْد الله. وهو معدود في أهل المدينة، سكن المدينة، وبنى بها دارًا ومسجدا أيعرف به، وروينا من حديث وائلة بن الأسقع قَالَ: كان سبب إسلام الحجاج بن علاط البهزي أنه خرج في ركب من قومه إلى مكة فلما جن عليه الليل وهو في واد وحش مخوف قعد، فقال له أصحابه: يا أبا كلاب، قم فاتخذ لنفسك ولأصحابك أمانًا، فقام الحجاج بن علاط يطوف حولهم يكلؤهم ويقول: أعيذ نفسي وأعيذ صحبي ... من كل جني بهذا النّقب حتى أؤوب سالما وركبي

_ [1] ليس في أ، ت. [2] هكذا في ى. وفي أ: إلى ابن علاط بن خالد. وفي ت: يتسبونه ابن علاط بن خالد [3] في أ، ت: بن نويرة بن هلال بن عبيد.

(483) الحجاج بن عمرو بن عزية الأنصاري المازني.

فسمع قائلا يقول [1] : يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا من أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ 55: 33. وقال: فلما قدموا مكة أخبر بذلك في نادي قريش، فقالوا له: صبأت والله يا أبا كلاب، إن هذا فيما يزعم مُحَمَّد أنه أنزل عليه. قَالَ: والله لقد سمعته وسمعه هؤلاء معي. ثم أسلم الحجاج فحسن إسلامه، ورخص له رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أن يقول فيه بما شاء عند أهل مكة عام خيبر من أجل ماله وولده بها، فجاء العباس بفتح خيبر وأخبره بذلك سرًا، وأخبر قريشًا بضده جهرًا حتى جمع ما كان له من مال بمكة، وخرج عنها. وحديثه بذلك صحيح من رواية ثابت البناني وغيره عن أنس، وذكر مُوسَى ابْن عقبة عَنِ ابْن شهاب قَالَ: كان الحجاج بن علاط السلمي ثم البهزي أسلم، وشهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ خيبر، وكان مكثرًا من المال، كانت له معادن بني سليم. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: وابنه نصر بن الحجاج هو الفتى الجميل الذي نفاه عمر بن الخطاب من المدينة حين سمع المرأة تنشد: هل من سبيل إلى خمر فأشربها ... أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج وخبره ليس هذا موضع ذكره، وذكر ابن أبي حاتم أن الحجاج بن علاط مدفون بقاليقلا [2] . (483) الحجاج بن عمرو بن عزيّة الأنصاري المازني. يقال في نسبه الحجاج

_ [1] سورة الرحمن، آية 33 [2] قرية من ديار بكر (المشتبه) .

(484) الحجاج بن عامر الثمالي.

بن عمرو بن غزية بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجار، [قَالَ البخاري] [1] : له صحبة. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما في الحج: من كسر أو عرج فقد حل وعليه حجة أخرى. والآخر كان النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ يتهجد من الليل بعد نومه. روى عنه عكرمة حديث من كسر أو عرج. وروى عنه كثير بن العباس حديث التهجد. والحجاج [بن عمرو] [2] هذا هو الذي ضرب مروان يوم الدار فأسقطه، وحمله أبو حفصة مولاه وهو لا يعقل. أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن محمد، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بن المديني، قَالَ: الحجاج بن عمرو المازني له صحبة، وهو الذي روى عنه ضمرة بن سعيد عن زيد بن ثابت في العزل [3] . قَالَ علي: ويقال الحجاج بن أبي الحجاج، وهو الحجاج بن عمرو المازني الأنصاري. (484) الحجاج بن عامر الثمالي. ويقال الحجاج بن عَبْد الله الثمالي. وقيل النصري [4] ، سكن الشام.

_ [1] من أ، ت [2] من أ، ت [3] في ى: العدل. والمثبت من أ، ت. وتهذيب التهذيب. [4] في أ: النضري.

(485) الحجاج بن مالك بن عويمر الأسلمي.

روى عنه حديث واحد من رواية أهل حمص، رواه [1] عنه شرحبيل ابن مسلم مرفوعا: إياكم وكثرة السؤال وإضاعة المال. (485) الحجاج بن مالك بن عويمر الأسلمي. ويقال الحجاج بن عمرو الأسلمي. والصواب ما قدمنا ذكره إن شاء الله تعالى، وهو الحجاج بن مالك ابن عويمر بن أسيد [2] بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أقصى، مدني كان ينزل العرج، له حديث واحد رواه عنه عروة بن الزبير، ولم يسمعه منه عروة والله أعلم، لأنه أدخل بينه وبينه فيه ابنه الحجاج بن الحجاج فيما حَدَّثَنَا عَبْد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إسماعيل، قال حدثنا وهيب، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن الحجاج بن الحجاج، عن أبيه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يذهب عنى مذمة الرضاع؟ قَالَ: الغرة عَبْد أو أمة. باب حجر (486) حجر بن ربيعة بن وائل، والد وائل بن حجر. روى عنه حديث واحد فيه نظر حَدَّثَنَاهُ عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ حَدَّثَنَا مُسَدِّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يسجد على جبهته وأنفه.

_ [1] في أ، ت: روى عنه. [2] هكذا في ى، أ، ت. وفي أسد الغابة وتهذيب التهذيب: ابن أبي أسيد.

(487) حجر بن عدي بن الأدبر الكندي،

قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: إن لم يكن قوله في هذا الحديث عن جده وهما فحجر هذا صاحب، وإن كان غلطًا غير محفوظ فالحديث لابنه وائل، ولا يختلف في صحبة وائل بن حجر. (487) حجر بن عدي بن الأدبر الكندي، يكنى أبا عَبْد الرحمن، كوفي، وهو حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة بن الأدبر، وإنما سمي [1] الأدبر، لأنه ضرب بالسيف على أليته [موليًا] [2] فسمى بها الأدبر. كان حجر من فضلاء الصحابة، وصغر سنه عن كبارهم، وكان على كندة يوم صفين وكان على الميسرة يوم النهروان، ولما ولى معاوية زياد العراق وما وراءها، وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر خلعه حجر ولم يخلع معاوية، وتابعه جماعة من أصحاب علي وشيعته، وحصبه يومًا في تأخير الصلاة هو وأصحابه. فكتب فيه زياد إلى معاوية فأمره أن يبعث به إليه، فبعث إليه مع وائل بن حجر الحضرمي في اثني عشر رجلا، كلهم في الحديد، فقتل معاوية منهم سنة، واستحيا ستة، وكان حجر ممن قتل، فبلغ ما صنع بهم زياد إلى عائشة أم المؤمنين، فبعثت إلى معاوية عَبْد الرحمن بن الحارث بن هشام: الله الله في حجر وأصحابه! فوجده عَبْد الرحمن قد قتل هو وخمسة من أصحابه، فقال لمعاوية: أين عزب عنك حلم أبي سفيان في حجر وأصحابه؟ ألا حبستهم في السجون وعرضتهم للطاعون؟ قَالَ: حين غاب عنى مثلك من قومي.

_ [1] في أسد الغابة: أي أبوه عدي. [2] من أسد الغابة.

قال: والله لا تعدلك العرب حلمًا بعدها أبدًا، ولا رأيًا. قتلت قومًا بعث بهم إليك أسارى من المسلمين. قَالَ: فما أصنع؟ كتب إلى فيهم زياد يشدد [1] أمرهم، ويذكر أنهم سيفتقون على فتقًا لا يرقع. ثم قدم معاوية المدينة، فدخل على عائشة، فكان أول ما بدأته به قتل حجر في كلام طويل جرى بينهما، ثم قَالَ: فدعيني وحجرًا حتى نلتقي عند ربنا. والموضع الذي قتل فيه حجر بن عدي ومن قتل معه من أصحابه يعرف بمرج عذراء [2] . حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا بقي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ فِي السُّوقِ فَنُعِيَ إِلَيْهِ حُجْرٌ، فَأَطْلَقَ حَبْوَتَهُ وَقَامَ وَقَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ النَّحِيبُ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا أُتِيَ بِحُجْرِ بْنِ الأَدْبَرِ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: أَوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أنا؟ اضْرِبُوا عُنُقَهُ. قَالَ: فَلَمَّا قُدِّمَ لِلْقَتْلِ قَالَ: دعوني أصلى ركعتين. فصلّاهما خفيفتين،

_ [1] في ت: بشر أمرهم. [2] مرج عذراء: بغوطة دمشق (ياقوت) .

ثُمَّ قَالَ: لَوْلا أَنْ تَظُنُّوا بِي غَيْرَ الَّذِي بِي لأَطَلْتُهُمَا، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَتْ صَلاتِي لَمْ تَنْفَعْنِي فِيمَا مَضَى مَا هُمَا بِنَافِعَتَيَّ، ثُمَّ قَالَ لِمَنْ حَضَرَ مِنْ أَهْلِهِ: لا تُطْلِقُوا عَنِّي حَدِيدًا، وَلا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا، فَإِنِّي مُلاقٍ مُعَاوِيَةَ عَلَى الْجَادَّةِ. حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ حَدَّثَنَا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين. أَنَّهُ كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ الْقَتْلِ قَالَ: صَلاهُمَا خُبَيْبٌ وَحُجْرٌ، وَهُمَا فَاضِلانِ. قَالَ أَحْمَدُ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْوَاسِطِيُّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فُضَالَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ- وَقَدْ ذَكَرَ مُعَاوِيَةَ وَقَتْلَهُ حُجْرًا وَأَصْحَابَهُ: وَيْلٌ لِمَنْ قَتَلَ حُجْرًا وَأَصْحَابَ حُجْرٍ، قَالَ أحمد: قلت ليحيى ابن سُلَيْمَانَ: أَبَلَغَكَ أَنَّ حُجْرًا كَانَ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وَسَلَّمَ. وروينا عن أبي سعيد [2] المقبري قَالَ: لما حج معاوية جاء إلى المدينة زائرًا، فاستأذن على عائشة رضي الله عنها، فأذنت له، فلما قعد قالت له: يا معاوية، أمنت أن أخبأ لك من يقتلك بأخي مُحَمَّد بن أبي بكر؟ فقال: بيت الأمان دخلت. قالت: يا معاوية، أما خشيت الله في قتل حجر وأصحابه؟ قَالَ: إنما قتلهم من شهد عليهم.

_ [1] في ت: خلف بن عبد الله. وفي أ: حدثنا خلف، قال حدثنا عبد الله. [2] في ت: عن سعيد المقبري.

(488) حجر بن عنبس [3] الكوفي،

وعن مسروق بن الأجدع، قَالَ: سمعت عائشة أم المؤمنين تقول: أما والله لو علم معاوية أن عند أهل الكوفة منعة ما اجترأ على أن يأخذ حجرًا وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام، ولكن ابن آكلة [1] الأكباد علم أنه قد ذهب الناس، أما والله إن كانوا لجمجمة العرب عزا [2] ومنعة وفقها، وللَّه درّ لبيد حيث: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب لا ينفعون ولا يرجى خيرهم ... ويعاب قائلهم وإن لم يشغب ولما بلغ الربيع بن زياد الحارثي من بني الحارث بن كعب، وكان فاضلا جليلا، وكان عاملا لمعاوية على خراسان، وكان الحسن بن أبي الحسن كاتبه، فلما بلغه قتل معاوية حجر بن عدي دعا الله عز وجل، فقال: اللَّهمّ إن كان للربيع عندك خير فاقبضه إليك وعجل. فلم يبرح من مجلسه حتى مات. وكان قتل معاوية لحجر بن عدي بن الأدبر سنة إحدى وخمسين. (488) حجر بن عنبس [3] الكوفي، أبو العنبس. وقيل: يكنى أبا السكن. أدرك الجاهلية وشرب فيها الدم، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه آمن به في حياته.

_ [1] يريد معاوية، وأمه التي لاكت كبد حمزة. [2] في ى: عدا. [3] في أسد الغابة: وقيل: ابن قيس.

باب حجير

روايته عن علي بن أبي طالب، ووائل بن حجر. هو معدود [1] في كبار التابعين. ذكر البخاري، قَالَ حَدَّثَنَا أبو نعيم، عن موسى بن قيس الحضرمي، قَالَ: سمعت حجرًا وكان شرب الدم في الجاهلية. قَالَ أبو عمر: شعبة كني حجرًا هذا أبا العنبس في حديث وائل بن حجر، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في التأمين. وغير شعبة يقول: حجر أبو السكن. باب حجير (489) حجير بن أبي إهاب التميمي، حليف بني نوفل، له صحبة روت عنه مارية مولاته خبر زيد بن عمرو بن نفيل [2] : (490) حجير الهلالي، ويقال: إنه حنفي. وقد قيل: إنه من ربيعة بن نزار، وهو أبو مخشي بن حجير. حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض. (491) حجير بن بيان. يعد في أهل العراق، روى عنه أبو قزعة حديثًا مرفوعًا في التشديد في منع الصدقة عن ذي الرّحم.

_ [1] في ى: وحجر هذا معدود. والمثبت من أ، ت. [2] في أ: نوفل.

باب حذيفة

باب حذيفة (492) حذيفة بن اليمان، يكنى أبا عَبْد الله، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذيفة بن حسل، ويقال حسيل بن جابر [1] بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن [2] بن قطيعة بن عبس العبسي القطيعي [3] ، من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار. وأمه امرأة من الأنصار من الأوس من بني عَبْد الأشهل، واسمها الرباب بنت كعب بن عدىّ بن عَبْد الأشهل، وإنما قيل لأبيه حسيل اليمان، لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وكان جروة بن الحارث أيضًا يقال له اليمان، لأنه أصاب في قومه دمًا فهرب إلى المدينة، فخالف بني عَبْد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لأنه حالف اليمانية. شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان أحدًا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين. كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وهو الذي بعثه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يوم الخندق ينظر إلى قريش،

_ [1] في الطبقات: ابن ربيعة بن عمرو. [2] في هوامش الاستيعاب: بإسقاط «مازن» كذا ذكر ابن الكلبي وابن سعد وغيرهما [3] هكذا في ى. وفي ت: القطعي.

(493) حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري،

فجاءه بخبر حيلهم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر، وكان حذيفة يقول: خيّرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة. فاخترت النصرة، وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل. وشهد حذيفة نهاويد فلما، قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور [1] على يد حذيفة، وكانت فتوحه كلها سنة اثنتين وعشرين. ومات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة علي، وقيل: توفي سنة خمس وثلاثين، والأول أصح، وكان موته بعد أن أتى نعثى عثمان إلى الكوفة ولم يدرك الجمل. وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفين، وكانا قد بايعا عليًا بوصية أبيهما إياهما بذلك. سئل حذيفة أي الفتن أشد؟ قَالَ إن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركب [2] . وقال حذيفة: لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها. (493) حذيفة بن أسيد أبو سريحة الغفاري، كان ممن بايع تحت الشجرة-

_ [1] الدينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرميسين (ياقوت) [2] في ى: تركت. والمثبت من ت.

(494) حذيفة القلعاني

يعد في الكوفيين، وبالكوفة مات، قد ذكرناه في الكنى بأكثر من ذكره هنا، لأنه ممن غلبت عليه كنيته. (494) حذيفة القلعاني [1] لا أعرفه بأكثر من أن أبا بكر الصديق عزل عكرمة بن أبي جهل [عن عمان] [2] ووجهه إلى اليمن، وولى على عمان حذيفة القلعاني، فلم يزل عليها حتى توفي أبو بكر [الصديق] [3] رضي الله عنه. باب حذيم (495) حذيم بن عمرو السعدي التميمي. من بني سعد بن عمرو بن تميم. يعد في الكوفيين. شهد حجة الوداع، وروى حديثًا واحدًا، روى عنه زياد بن حذيم، وهو جد موسى بن زياد بن حذيم. (496) حذيم بن حذيفة بن حذيم. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، روى عنه ابنه حنظلة بن حذيم، ذكره أبو حاتم الرازي، وذكر أنه كان أعرابيا من بادية البصرة. باب حرام (497) حرام بن ملحان، واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم [4] بن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدرًا مع أخيه سليم بن ملحان، وشهد أحدًا، وقتل يوم بئر معونة مع المنذر

_ [1] في أسد الغابة: أخرجه أبو عمر، وضبطه فيما رأينا من النسخ، وهي في غاية الصحة بالقاف واللام والعين، وأنا أشك فيه. وذكره الطبري فقال حذيفة بن محصن الغلفانى- بالغين المعجمة واللام والفاء. [2] ليس في ت. [3] من ت. [4] في أسد الغابة: غنم بن عدي بن مالك.

(498) حرام بن أبى كعب الأنصاري السلمى،

ابن عمرو، وعامر بن فهيرة، قتله عامر بن الطفيل، وهو الذي حمل كتاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى عامر بن الطفيل، وخبره في باب المنذر ابن عمرو، وهو أخو أم سليم بنت ملحان، وأم حرام بنت ملحان، وهو خال أنس بن مالك. ذكر عَبْد الرزاق، عن معمر بن ثمامة بن عَبْد الله بن أنس بن مالك أن حرام بن ملحان- وهو خال أنس- طعن يوم بئر معونة في رأسه، فتلقى دمه بكفه فنضحه على رأسه ووجهه، وقال: فزت ورب الكعبة. وقيل: إن حرام بن ملحان ارتث [1] يوم بئر معونة، فقال الضحاك ابن سفيان الكلابي- وكان مسلمًا يكتم إسلامه لامرأة من قومه: هل لك في رجل إن صح كان نعم الراعي؟ فضمته إليها فعالجته فسمعته يقول: أتت [2] عامر ترجو الهوادة بيننا ... وهل عامر إلا عدوّ مداهن [3] إذا ما رجعنا ثم لم تك وقعة ... بأسيافنا في عامر وتطاعن [4] فلا ترجونا أن تقاتل بعدنا ... عشائرنا والمقربات الصوافن فوثبوا عليه وقتلوه، والأول أصح، والله أعلم. (498) حرام بن أبي كعب الأنصاري السلمي، ويقال حزم بن أبي كعب. هو الذي صلى خلف معاذ، فلما طول معاذ في صلاة العتمة خرج من إمامته وأتم لنفسه، فشكا بعضهم [5] بعضا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال

_ [1] ارتث- بالبناء للمجهول: حمل من المعركة جريحا (القاموس) . [2] في ى: أيا عامر نرجو المودة. والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة. [3] في أ، وأسد الغابة: مداجن. [4] في أ، ت: أو تطاعن. [5] في أ، ت: بعضهما بعضا. (22- الاستيعاب- أول)

باب حرملة

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ: أفتان أنت يا معاذ؟ الحديث. هكذا ذكره ابن إسحاق في حديث جابر بن عَبْد الله من رواية عَبْد الرحمن بن جابر عن أبيه، فقال فيه: حزم بن أبي كعب. وقال فيه عَبْد العزيز بن صهيب، عن أنس: حرام بن أبي كعب. وقال غير هما فيه: سليم، والله أعلم. وذكر البخاري قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، حَدَّثَنَا طالب بن حبيب، قال: سمعت عبد الرحمن بن جابر يحدث عن حزم بن أبي كعب أنه مر بمعاذ ... فذكر الخبر. قَالَ البخاري: وقال أبو داود عن طالب عن عَبْد الرحمن بن جابر عن أبيه أن حزما.... فذكره. باب حرملة (499) حرملة بن هوذة العامري، من بني عامر بن صعصعة، قدم هو وأخوه خالد بن هوذة على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسر بهما. وهما معدودان في المؤلفة قلوبهم. (500) حرملة بن عَبْد الله بن إياس، ويقال حرملة بن إياس [1] العنبري. تميمي، يعد في أهل البصرة، حديثه عند ابنتي ابنه صفية ودحيبة ابنتي عليبة عن أبيهما عليبة بن حرملة، عن [أبيه] [2] حرملة أن النبي صلى الله عليه وسلم

_ [1] في الإصابة: ويقال حرملة بن أبى أويس، وفي التقريب كما هو مثبت أيضا. [2] من أ، ت

(501) حرملة المدلجي،

قَالَ له: إيت المعروف، واجتنب المنكر ... في حديث ذكره. وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الأَصْمَعِيُّ فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ أَبُو الْجُنَيْدِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا حِبَّانُ [1] بْنُ عَاصِمٍ، وَكَانَ جَدُّهُ حَرْمَلَةُ أَبَا أُمِّهِ وَجَدَّتَاهُ صَفِيَّةُ وَدُحَيْبَةُ ابْنَتَا عُلَيْبَةَ أَنَّ حَرْمَلَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنِي؟ فَقَالَ: يَا حَرْمَلَةُ، إِيتِ الْمَعْرُوفَ وَاجْتَنِبِ المنكر ... وذكر الحديث. (501) حرملة المدلجي، أبو عَبْد الله، كان ينزل بينبع، معدود في الصحابة. حديثه قَالَ قلت: يا رسول الله، إنا نحب الهجرة وأرضنا أرفق في المعيشة. قَالَ: إن الله لا يلتك من عملك شيئًا حيثما كنت. (502) حرملة بن عمرو بن سنة الأسلمي، والد عَبْد الرحمن بن حرملة المدني، حجازي، كان ينزل بينبع، له صحبة ورواية. حديثه عند ابنه عَبْد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند أنه سمع حرملة بن عمرو- وهو أبو عَبْد الرحمن بن حرملة قَالَ: حججت حجة الوداع مرد في عمي سنان بن سنة، فلما وقفنا بعرفات رأيت النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ واضعًا إحدى إصبعيه على الأخرى فقلت لعمي: ماذا يقول؟ قَالَ: يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخزف. رواه عن عَبْد الرحمن بن حرملة جماعة منهم وهيب بن الورد، والدراوَرْديّ،

_ [1] هكذا في ت. وفي أ، ى: حيان- بالياء.

باب حريث

ويحيى بن أيوب، ولم يروه عنه مالك. وقد روى عنه غير ما حدثت. [1] ولهند والد يحيى بن هند هذا صحبة أيضًا، وقد ذكرناه من كتابنا هذا في موضعه. باب حريث (503) حريث بن زيد بن عَبْد ربه [2] بن ثعلبة بن زيد، من بنى جشم ابن الحارث بن الخزرج، شهد بدرًا مع أخيه عبد الله بن زيد بن عبد ربه الّذي أرى النداء للصلاة في النوم، وشهد أحدًا أيضًا في قول جميعهم. (504) حريث بن حسان، مذكور في حديث قيلة، هو الحارث بن حسان البكري [2] ، قد ذكرناه في باب الحارث، وذكرنا له خبرًا غير خبر قيلة. (505) حريث بن عَبْد الله [3] بن عثمان بن عبيد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، والد عمرو بن حريث، حمل ابنه عمرو بن حريث إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ. فدعا له روى عنه ابنه عمرو بن حريث عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين. (506) حريث بن سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري، روى عنه محمود ابن لبيد.

_ [1] في ى: غير ما حديث. والمثبت من أ، ت. [2] في ت: بن عبد الله. [3] في ى: عمرو. والمثبت من أ، ت.

باب حسان

باب حسان (507) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري، الشاعر، يكنى أبا الوليد. وقيل: يكنى أبا عَبْد الرحمن. وقيل: أبا الحسام، وأمه الفريعة بنت خالد بن خنيس [1] بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب ابن ساعدة الأنصارية كان يقال له شاعر رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. روينا عن عائشة رضي الله عنها أنها وصفت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: كان والله كما قَالَ فيه شاعره حسان بن ثابت رضى الله عنه [2] : متى يبد في الداجي البهيم جبينه ... يلح مثل مصباح الدجى المتوقد فمن كان أو من قد يكون كأحمد ... نظام لحق أو نكال لملحد وَرَوَيْنَا عَنْ حَدِيثِ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ وجرير بن حازم عن محمد ابن سِيرِينَ، وَمِنْ حَدِيثِ السُّدِّيِّ عَنِ الْبَرَاءِ، وَمِنْ حَدِيثِ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَأَبي إِسْحَاقَ- دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي بَعْضٍ: أَنَّ الَّذِينَ كَانُوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم من مُشْرِكِي قُرَيْشٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى، وَأَبُو سفيان ابن الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وضرار بن الخطاب،

_ [1] هكذا في أ، ت ى. وفي تهذيب التهذيب: حبيش. [2] ديوان حسان: 101

فقال قائل لعلىّ بن أبى طالب: اهْجُ عَنَّا الْقَوْمَ الَّذِينَ يَهْجُونَنَا. فَقَالَ: إِنْ أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فَعَلْتُ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذِنْ لَهُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عَلِيًّا لَيْسَ عِنْدَهُ مَا يُرَادُ فِي ذلك منه، أو: ليس في ذلك لك. ثُمَّ قَالَ: مَا يَمْنَعُ الْقَوْمُ الَّذِينَ نَصَرُوا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بِسِلاحِهِمْ أَنْ يَنْصُرُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ؟ فَقَالَ حَسَّانٌ: أَنَا لَهَا، وَأَخَذَ بِطَرْفِ لِسَانِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ ما يسرّنى به مقول [1] بَيْنَ بُصْرَى وَصَنْعَاءَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: كَيْفَ تَهْجُوهُمْ وَأَنَا مِنْهُمْ؟ وَكَيْفَ تَهْجُو أَبَا سُفْيَانَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّي؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ. فَقَالَ لَهُ: إِيتِ أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَنْسَابِ الْقَوْمِ مِنْكَ. فَكَانَ يَمْضِي إِلَى أَبِي بَكْرٍ لِيَقِفَ عَلَى أَنْسَابِهِمْ، فَكَانَ يَقُولُ لَهُ: كُفَّ عَنْ فُلانَةَ وَفُلانَةَ، وَاذْكُرْ فُلانَةَ وَفُلانَةَ، فَجَعَلَ حَسَّانٌ يَهْجُوهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَتْ قُرَيْشٌ شِعْرَ حَسَّانٍ قَالُوا: إِنَّ هَذَا الشِّعْرَ مَا غَابَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، أَوْ: مِنْ [2] شِعْرِ ابْنِ أَبِي قُحَافَةَ. فَمِنْ شِعْرِ حَسَّانٍ فِي أبى سفيان بن الحارث [3] : وَإِنَّ سَنَامَ الْمَجْدِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... بَنُو بنت مخزوم ووالدك العبد

_ [1] في ى: أقول. وفي أ: ت: مقولا. [2] في أ: أو متى شعر ابن أبى قحافة. [3] ديوانه: 159.

وَمَنْ وَلَدَتْ أَبْنَاءَ [1] زُهْرَةَ مِنْهُمُ ... كِرَامٌ وَلَمْ يَقْرَبْ عَجَائِزَكَ الْمَجْدُ وَلَسْتَ كَعَبَّاسٍ وَلا كَابْنِ أُمِّهِ ... وَلَكِنْ لَئِيمٌ [2] لا تُقَامُ لَهُ زَنْدُ وَإِنَّ امْرَأً كَانَتْ سُمَيَّةُ أُمَّهُ ... وَسَمْرَاءُ- مَغْمُورٌ إِذَا بَلَغَ الْجَهْدُ وَأَنْتَ هَجِينٌ [3] نِيطَ فِي آلِ هَاشِمٍ ... كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكِبِ الْقَدَحُ الْفَرْدُ فَلَمَّا بَلَغَ هَذَا الشِّعْرُ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ: هَذَا كَلامٌ لَمْ يَغِبْ عَنْهُ ابْنُ أبى أَبِي قُحَافَةَ. قَالَ أبو عمر: يعني بقوله بنت مخزوم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم فيما ذكر أهل النسب، وهي أم أبي طالب، وعبد الله، والزبير، بني عَبْد المطلب. وقوله: ومن ولدت أبناء زهرة منهم، يعني حمزة وصفية، أمهما هالة بنت وهيب بن عَبْد مناف بن زهرة والعباس، وابن أمه شقيقه ضرار بن عَبْد المطلب، أمهما نتيلة امرأة من النمر بن قاسط، وسمية أم أبي سفيان وسمراء أم أبيه. ومن قول حسان أيضا في أبى سفيان [4] : هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء هجوت مطهرًا [5] برًا حنيفًا ... أمين الله شيمته الوفاء [6] أتهجوه ولست له بكفء ... فشرّكما لخير كما الفداء

_ [1] في الديوان: أفناء زهرة منكم. [2] في الديوان: هجين ليس بورى له زند. [3] في الديوان: وأنت زنيم. [4] ديوانه: 8 [5] في الديوان: مباركا. [6] في صحيح مسلم: هجوت محمدا برا تقيا ... رسول الله شيمته الوفاء

فإن أبي ووالدتي [1] وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء وهذا الشعر أوله [2] : عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء قَالَ مصعب الزبيري: هذه القصيدة قَالَ حسان صدرها في الجاهلية وآخرها في الإسلام. قَالَ: وهجم حسان على فتية من قومه يشربون الخمر، فعيرهم في ذلك، فقالوا: يا أبا الوليد، ما أخذنا هذه إلا منك، وإنا لنهم بتركها ثم يثبطنا عن ذلك قولك: ونشربها فتتركنا ملوكا ... وأسدا ما ينهنهنا اللقاء فقال: هذا شيء قتله في الجاهلية، والله ما شربتها منذ أسلمت. قَالَ ابن سيرين: وانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان ابن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، فكان حسان وكعب ابن مالك يعارضانهم بمثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثر، ويذكران مثالبهم، وكان عَبْد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فكان قوله يومئذ أهون القول عليهم، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان أشد القول عليهم قول عبد الله ابن رواحة.

_ [1] في ت، والديوان: ووالده. [2] ديوانه: 1

وروينا من وجوه كثيرة عن أبي هريرة وغيره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول لحسان: اهجهم- يعني المشركين- وروح القدس معك. وإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لحسان: اللَّهمّ أيده بروح القدس لمناضلته عن المسلمين. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إنّ قوله فيهم أشدّ من وقع النبل. ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحسان وهو ينشد الشعر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقال: أتنشد الشعر؟ أو قَالَ: مثل هذا الشعر في مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ؟ فقال له حسان: قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك- يعني النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. فسكت عمر. وروي عن عمر رضي الله أنه نهى أن ينشد الناس شيئًا من مناقضة الأنصار ومشركي قريش، وقال: في ذلك شتم الحي والميت، وتجديد الضغائن، وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام. وَرَوَى ابْنُ دُرَيْدٍ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: فُضِّلَ حَسَّانٍ عَلَى الشُّعَرَاءِ بِثَلاثٍ: كَانَ شَاعِرَ الأَنْصَارِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَشَاعِرَ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي [أَيَّامِ] النُّبُوَّةِ، وَشَاعِرَ الْيَمَنِ كُلِّهَا فِي الإِسْلامِ. قَالَ أبو عبيدة: واجتمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عَبْد القيس، ثم ثقيف، وعلى أن أشعر أهل المدر حسّان بن ثابت.

وقال أبو عبيدة: حسان بن ثابت شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر أهل اليمن في الإسلام، وهو شاعر أهل القرى. وعن أبي عبيدة وأبي عمرو بن العلاء أنهما قالا: حسان بن ثابت أشعر أهل الحضر. وقال أحدهما: أهل المدر. وقال الأصمعي: حسان بن ثابت أحد فحول الشعراء، فقال له أبو حاتم: تأتي له أشعار لينة. فقال الأصمعي: تنسب إليه أشياء لا تصح عنه. وروى ابن أخي الأصمعي عن عمه قَالَ: الشعر نكد يقوى في الشر ويسهل، فإذا دخل في الخير ضعف ولان، هذا حسان فحل من فحول الشعراء في الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره. وقال مرة أخرى: شعر حسان في الجاهلية من أجود الشعر. وقيل لحسان: لان شعرك أو هرم شعرك في الإسلام يا أبا الحسام. فقال للقائل: يا بن أخي، إن الإسلام يحجز عن الكذب، أو يمنع من الكذب، وإن الشعر يزينه الكذب، يعنى إن شأن التجويد في الشعر الإفراط في لوصف والتزيين بغير الحق، وذلك كله كذب. وقال الحطيئة: أبلغوا الأنصار أن شاعرهم أشعر العرب حيث يقول [1] :

_ [1] ديوانه: 309

يغشون حتى ما تهر كلابهم ... لا يسألون عن السواد المقبل وقال عَبْد الملك بن مروان: إن أمدح بيت قالته العرب بيت حسان هذا. وقال قوم في حسان: إنه كان ممن خاض في الإفك على عائشة رضي الله عنها، وإنه جلد في ذلك وأنكر قوم أن يكون حسان خاض في الإفك أو جلد فيه، ورووا عن عائشة رضي الله عنها أنها برأته من ذلك ذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابن جريج، عن محمد بن السائب ابن بَرَكَةَ، عَنْ أُمِّهِ، أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ عَائِشَةَ فِي الطَّوَافِ، وَمَعَهَا أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ خَالِدِ بن العاصي، وَأُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، فَتَذَاكَرَتَا [1] حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ [فَابْتَدَرْنَاهُ] [2] بِالسَّبِّ، فقالت عائشة: ابْنُ الْفُرَيْعَةَ تَسُبَّانِ؟ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُدْخِلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِذَبِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بلسانه، أليس القائل [3] : هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذَاكَ الْجَزَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَتِي وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمُ وِقَاءُ فَبَرَّأَتْهُ مِنْ أَنْ يَكُونَ افترى عليها، فَقَالَتَا: أَلَيْسَ مِمَّنْ لَعَنَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِمَا قَالَ فِيكِ؟ فَقَالَتْ: لَمْ يَقُلْ شيئا، ولكنه الّذي يقول [4] :

_ [1] في ت: فتذاكرن: وفي أ: فتذاكرت. [2] من أ، ت. [3] ديوانه: 8 [4] ديوانه: 324.

حصان رزان مَا تزن بريبة ... وتصبح غرثى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ [1] فَإِنْ كَانَ مَا قَدْ قِيلَ عَنِّي قُلْتُهُ ... فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ الأَخْبَارِ وَالسِّيَرِ: إِنَّ حَسَّانًا كَانَ مِنْ أَجْبَنِ النَّاسِ، وَذَكَرُوا مِنْ جُبْنِهِ أَشْيَاءَ مُسْتَشْنَعَةً أَوْرَدُوهَا عَنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ حَكَاهَا عَنْهُ، كَرِهْتُ ذِكْرَهَا لِنَكَارَتِهَا. وَمَنْ ذَكَرَهَا قَالَ: إِنَّ حَسَّانًا لَمْ يَشْهَدْ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ شَيْئًا مِنْ مَشَاهِدِهِ، لِجُبْنِهِ، وَأَنْكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْخَبَرِ ذَلِكَ، وَقَالُوا: لَوْ كَانَ حَقًّا لَهُجِيَ بِهِ. وَقِيلَ: إِنَّمَا أَصَابَهُ ذَلِكَ الْجُبْنُ مُنْذُ ضَرَبَهُ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ بِالسَّيْفِ. وقال مُحَمَّد بن إسحاق، عن مُحَمَّد بن إبراهيم التيمي: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أعطى حسانًا عوضًا من ضربة صفوان الموضع الذي بالمدينة، وهو قصر بني جديلة، وأعطاه سيرين أمة قبطية، فولدت له عَبْد الرحمن ابن حسان. وقال أبو عمر رضي الله عنه: أما إعطاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم سير بن أخت مارية لحسان فمروي من وجوه، وأكثرها أن ذلك ليس لضربة صفوان، بل لذبه بلسانه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين له، والله أعلم.

_ [1] ما تزن: ما تتهم. غرثى: جائعة. الغوافل: جمع غافلة، يريد أنها لا ترتع في أعراض الناس.

ومن جيد شعر حسان ما ارتجله بين يدي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين قدوم وفي بني تميم، إذا أتوه بخطيبهم وشاعرهم، ونادوه من وراء الحجرات أن اخرج إلينا يا مُحَمَّد، فأنزل الله فيهم [1] : إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ، وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ ... 49: 4- 5 الآية. وكانت حجراته صلى الله عليه وَسَلَّمَ تسعًا، كلها من شعر مغلقة [2] من خشب العرعر [3] . فخرج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم إليهم، وخطب خطيبهم مفتخرا، فلما سكت أمر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثابت بن قيس بن شماس أن يخطب بمعنى ما خطب به خطيبهم، فخطب ثابت بن قيس فأحسن، ثم قام شاعرهم، وهو الزبرقان ابن بدر فقال: نحن الملوك [4] فلا حي يقاربنا ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع [5] ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ... من العبيط [6] إذا لم يؤنس القزع [7] وننحر الكوم عبطا [8] في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا

_ [1] سورة الحجرات: آية 4 [2] في ت: معلقة في ... [3] العرعر: شجر السرو (القاموس) . [4] في الديوان: نحن الكرام. [5] البيع: جمع بيعة: متعبد النصارى (القاموس) . [6] لحم عبيط: طرى، لم تصبه علة. [7] القزع: الغيم. يقول: إذا لم ير المطر، وذلك آية القحط. [8] عبطا: أي تنحرها من غير علة. (الاستيعاب ج 1 م 12)

ثم جلس. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لحسان بن ثابت: قم، فقام وقال [1] : إنّ الذّوائب من فهر وإخوتهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع يرضي بها كل من كانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة ... إن الخلائق فاعلم شرها البدع لو كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لأدنى سبقهم تبع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم ... عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا ولا يضنّون عن جار [2] بفضلهم ... ولا يمسّهم [3] في مطمع طبع أعفة ذكرت للناس [4] عفتهم ... لا يبخلون ولا يرديهم طمع خذ منهم ما أتوا عفوًا إذا [5] عطفوا ... ولا يكن همك الأمر الذي منعوا فإن في حربهم فاترك عداوتهم ... شرًا يخاض إليه الصاب والسلع أكرم بقوم رسول الله شيعتهم ... إذا تفرقت الأهواء والشيع فقال التميميون عند ذلك: وربكم أن خطيب القوم أخطب من خطيبنا، وإن شاعرهم أشعر من شاعرنا، وما انتصفنا [6] ولا قاربنا.

_ [1] ديوانه: 246 [2] في الديوان: عن مولى. [3] في الديوان: ولا بصيهم. [4] في ت: في الناس وفي الديوان: في الوحي. [5] في الديوان: ما أتي عفوا إذا غضبوا. [6] في ت: ولا انتصفنا. (ظهر الاستيعاب ج 1- م 12)

(337) جنادة بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف.

الصَّامِتِ كَانَ عَلَى قِتَالِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَكَانَ مَنَعَهُمْ مِنَ الْقِتَالِ فَقَاتَلُوا، فَقَالَ: أَدْرِكِ النَّاسَ يَا جُنَادَةَ، فَذَهَبْتُ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَقُتِلَ أَحَدٌ؟ فَقُلْتُ: لا. فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لم يقتل منهم أحدٌ عَاصِيًا. قال أبو عمر: ولجنادة بن أبي أمية أيضًا حديث عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في صوم يوم الجمعة، وتوفي بالشام سنة ثمانين. (337) جنادة بن عَبْد الله بن علقمة بن المطلب بن عَبْد مناف. وأبوه عَبْد الله هو أبو نبقة. قتل جنادة يوم اليمامة شهيدًا، رحمه الله. (338) جنادة بن جراد العيلاني [1] الأسدي، أحد بني عيلان، سكن البصرة، وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى عن سمة الإبل في وجوهها، وإن في تسعين حقتين [2] مختصرًا، والحديث عند عمرو بن علي الباهلي أبي حفص. قَالَ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَاهِلِيُّ. قَالَ حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ قُرَيْعٍ أَحَدُ [3] بَنِي عَيْلانَ بْنِ جُنَادَةَ [4] عَنْ أَبِيهِ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ جراد أحد بنى عيلان ابن جُنَادَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِبِلٍ قَدْ وَسَمْتُهَا فِي أَنْفِهَا. فَقَالَ لِي: يَا جُنَادَةُ، أَمَا وَجَدْتَ فِيهَا عَظْمًا تسمعه إِلا فِي الْوَجْهِ، أَمَا إِنَّ أَمَامَكَ. الْقِصَاصَ. قَالَ: أَمَرُهَا إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِيتِنِي مِنْهَا بِشَيْءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وَسْمٌ، فَأَتَيْتُهُ بِابْنِ لَبُونٍ وَحِقَّةٍ، فَوَضَعْتُ الْمَيْسَمَ حِيَالَ الْعُنُقِ. فقال النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أَخِّرْ أَخِّرْ، حَتَّى بَلَغَ الْفَخِذَ، فَقَالَ النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ. فَوَسَمْتُهَا فِي أَفْخَاذِهَا، وكانت صدقتها حقتين.

_ [1] في ى: الغيلانى، والمثبت من م، وأسد الغابة. [2] الحقاق من الإبل: جمع حق وحقة، وهو الّذي دخل في السنة الرابعة، وعند ذلك يتمكن من ركوبه وتحميله. [3] في م: أخابنى. [4] في ى: خاوة.

(511) حسيل بن نويرة الأشجعي،

ابن قطيعة بن عبس، وإنما قيل لجروة اليمان، لأنه أصاب في قومه دمًا فهرب إلى المدينة فخالف بني عَبْد الأشهل، فسماه قومه اليمان لمحالفته اليمانية. شهد هو وابناه حذيفة وصفوان مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدًا، فأصاب حسيلا المسلمون في المعركة فقتلوه يظنونه من المشركين، ولا يدرون، وحذيفة يصيح أبي أبي، ولم يسمع، فتصدق ابنه حذيفة بديته على من أصابه. وقيل: أن الذي قتل حسيلا عتبة بن مسعود، وقد تقدم من نسبه وحلفه في باب ابنه حذيفة ما أغنى عن ذكره ها هنا. (511) حسيل بن نويرة الأشجعي، كان دليل رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إلى خيبر. باب حصين (512) الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، هو أخو عبيدة بن الحارث، شهد بدرًا هو وأخواه عبيدة والطفيل بن الحارث، فقتل عبيدة ببدر شهيدًا، ومات الحصين والطفيل جميعًا سنة ثلاثين. (513) الحصين بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. هو الزبرقان بن بدر التميمي، غلب عليه الزبرقان، وعرف به، وقد ذكرنا المعنى في ذلك في باب الزاي،

(514) حصين بن عبيد،

لأن الزبرقان هو المشهور المعروف، وقد ذكرنا هناك طرفا كافيا من خبره، والحمد للَّه. (514) حصين بن عبيد، والد عمران بن حصين الخزاعي، روى عنه ابنه عمران بن حصين حديثًا مرفوعًا في إسلامه وفي الدعاء. روينا عن الحسن البصري أنه قَالَ: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا حصين، ما تعبد؟ قَالَ: أعبد عشرة آلهة. قَالَ: وما هم؟ قَالَ: تسعة في الأرض وواحد في السماء. قَالَ: فمن لحاجتك؟ قَالَ: الذي في السماء! قَالَ: فمن لطلبتك؟ قَالَ: الذي في السماء. قَالَ: فمن لكذا؟ فمن لكذا؟ كل ذلك يقول: الذي في السماء. قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فألغ التسعة. (515) حصين بن عوف الخثعمي، مدني، روى عنه عَبْد الله بن عباس وغيره أنه قَالَ: يا رسول الله، إن أبي شيخ كبير ضعيف، وقد علم شرائع [1] الإسلام ولا يستمسك على بعيره، أفأحج عنه؟ قَالَ: أرأيت لو كان على أبيك دين ... الحديث. وقد روى هذا الحديث عن ابن عباس عن حصين بن عوف أن رجلا قَالَ: يا رسول الله، إن أبي ... الحديث. وذلك خلاف رواية الزهري. (516) حصين بن أوس النهشلي التميمي، يعد في أهل البصرة. روى عنه ابنه زياد بن حصين. (517) حصين. ويقال: حصن. والأكثر حصين بن ربيعة الأحمسي،

_ [1] في أ، ت: وقد قرت شرائع الإسلام.

(518) حصين بن وحوح الأنصاري.

أبو أرطأة. يقال حصين بن ربيعة بن عامر بن الأزور، [والأزور] [1] مالك الشاعر، روى في خيل أحمس [2] وقد قيل في اسم أبي أرطاة هذا ربيعة بن حصين، والصواب حصين ابن ربيعة، والله أعلم. وأبو أرطأة هذا هو الّذي بشّر النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ بهدم ذي الخلصة، وكان مع جرير في ذلك الجيش، وروى في خيل أحمس ورجالها. وأم حصين هذا هي الأحمسية التي روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المختلعه [3] أخت أبي أرطاة. (518) حصين بن وحوح الأنصاري. من الأوس، يقال: أنه قتل بالعذيب [4] ، روى قصة طلحة بن البراء [الغلام] [5] . (519) حصين بن مشمت. وفد على النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ فبايعه وأقطعه ماء. روى عنه ابنه عاصم بن حصين، وهو حصين بن مشمت بن شداد بن زهير بن النمر بن مرة بن حمان. وقد روى عنه أيضا قصة طلحة بن البراء. (520) حصين بن الحمام الأنصاري. ذكروه في الصحابة، وكان شاعرًا يكنى أبا معية. (521) حصين بن يزيد بن شداد بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن الحارث بن كعب الحارثي،

_ [1] من ت: وفي أ: واسم أبي الأزور مالك. [2] في أسد الغابة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تريحني من ذي الخاصة، فسرت في خمسين ومائة من أحمس وكانوا أصحاب خيل فأحرقناها. [3] في أ، ت: المحلقين. [4] العذيب: ماء بين القادسية والمغيثة بينه وبين القادسية أربعة أميال (ياقوت) . [5] من أ، ت.

باب الحكم

ويقال له ذو الغصّة، وقد على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأسلم، وسنذكره في الأذواء إن شاء الله تعالى. باب الحكم (522) الحكم بن كيسان، مولى هشام بن المغيره المخزومي، كان ممن أسر في سرية عَبْد الله بن جحش حين قتل واقد التميمي عمرو بن الحضرمي، أسره المقداد. قَالَ المقداد: فأراد أميرنا ضرب عنقه، فقلت: دعه يقدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فقدمنا به على رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فأسلم وحسن إسلامه. وذلك في السنة الأولى من الهجرة، ثم أستشهد يوم بئر معونة مع عامر بن فهيرة. (523) الحكم بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عَبْد مناف، قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مهاجرًا فقال له: ما اسمك؟ فقال: الحكم. فقال: أنت عَبْد الله، فغير رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ اسمه، فهو عَبْد الله بن سعيد بن العاص، وقد ذكرناه في العبادلة. اختلف في وفاته فقيل: قتل [يوم بدر شهيدًا وقيل: بل قتل] [1] يوم مؤتة شهيدا. وقال المدائني: استشهد يوم اليمامة. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جرير، حدثنا عمرو ابن عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو سَلَمَةَ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص عن [جدّه] [2] سعيد بن عمرو [3] ،

_ [1] من ت، أ. [2] من أ، ت. [3] هكذا في ى، أ. وفي ت: سعيد بن العاصي.

(524) الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي،

قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقُلْتُ: الْحَكَمُ، فَقَالَ: أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ. قَالَ: فَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ. (524) الحكم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب القرشي المطلبي، شهد خيبر، وأعطاه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ثلاثين وسقًا، وكان من رجال قريش وجلتهم، استخلفه مُحَمَّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة على مصر، حين خرج إلى معاوية وعمرو بن العاص بالعريش. (525) الحكم بن عمرو الغفاري، يقال له الحكم بن الأقرع، وهو أخو رافع بن عمرو الغفاري، غلب عليهما أنهما من بني غفار بن مليل، [1] وليسا عند أهل النسب كذلك، إنما هما من بني نعيلة بن مليل أخي غفار [2] ، وينسونهما الحكم ورافع ابنا عمرو بن مجدع [3] بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة، صحبا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ورويا عنه، وسكنا البصرة. روى عن الحكم بن عمرو وأبو حاجب سوادة بن عاصم، ودلجة بن قيس، وجابر بن زيد، وعبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر الغفاري، بعثه زياد على البصره واليًا في أول ولاية زياد العراقين، ثم عزله عن البصرة، وولاه بعض أعمال خراسان، ومات بها. ويقال: إنه مات بالبصرة سنة خمسين. وقيل: بل مات بخراسان سنة خمسين، ودفن هو وبريدة الأسلمي في موضع واحد، أحدهما إلى جنب صاحبه،

_ [1] في ى والطبقات: مليك. والمثبت من أ، ت. وفي الإصابة: ثعلبة بن مليل. [2] في أ، ت: أخوه غفار. [3] في أ: مخدج.

وهذا هو الصحيح، ولم يختلف أن بريدة الأسلمي مات بمرو من خراسان، وما أحسب الحكم ولى البصره لزياد قط، وإنما ولى لزياد بعض خراسان. وقال صالح بن الوجيه: وفي سنة أربع وأربعين ولى معاوية زياد بن أبيه العراق وما وراءها من خراسان، وفيها [1] قدم الحكم بن عمرو الغفاري خراسان واليًا عليها [2] من قبل زياد ابن أبيه، فدخل هراة، ثم فصل منها على جبال جوزجان إلى مرو، فمات بمرو، وقبره بها. قَالَ: وكانت الجنوب بنت الحكم بن عمرو تحت قثم بن العباس. حَدَّثَنَا أحمد، حَدَّثَنَا أبي حَدَّثَنَا عَبْد الله [3] . حَدَّثَنَا بقي، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا ابن علية، عن هشام، عن الحسن، قَالَ: كتب زياد إلى الحكم ابن عمرو الغفاري وهو على خراسان أن أمير المؤمنين كتب [إلى] [4] أن يصطفى له الصفراء والبيضاء، فلا تقسم بين الناس ذهبًا ولا فضة. فكتب إليه الحكم: بلغني أن أمير المؤمنين [5] كتب أن يصطفي له البيضاء والصفراء، وإني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين، وإنه والله لو أنّ السّماوات والأرض كانتا رتقًا على عَبْد، ثم اتقى الله جعل له مخرجًا، والسلام عليكم. ثم قال للناس: اغدوا على ما لكم فغدوا فقسمه بينهم، وقال الحكم: اللَّهمّ إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك. فمات بخراسان بمرو، واستخلف لما حضرته الوفاة أنس بن أبى إياس.

_ [1] في ى: وفيما. [2] في ى: علينا. [3] في ى: حدثنا أحمد بن أبى عبد الله. والمثبت من أ، ت. [4] ليس في أ، ت. [5] يعنى معاوية- كما في أسد الغابة.

(526) الحكم بن أبى العاص بن بشر بن دهمان الثقفي.

وروى يزيد بن هارون، قَالَ: حَدَّثَنَا هشام بن حسان، عن الحسن، قَالَ: بعث زياد الحكم بن عمرو الغفاري على خراسان فأصاب مغنمًا، فكتب إليه: إن أمير المؤمنين معاوية كتب إلي، وأمرني أن أصطفي له كل صفراء وبيضاء، فإذا أتاك كتابي هذا فانظر ما كان من ذهب وفضة فلا تقسمه، واقسم ما سوى ذلك. فكتب إليه الحكم: كتبت إلى تذكر أن أمير المؤمنين كتب إليك يأمرك أن تصطفي له كل صفراء وبيضاء، وإني وجدت كتاب الله.... فذكر الحديث إلى آخره سواء. (526) الحكم بن أبي العاص بن بشر بن دهمان الثقفي. يكنى أبا عثمان وقيل: أبو عَبْد الملك، وهو أخو عثمان بن أبي العاص، كان أميرًا على البحرين، وذلك أن أخاه عثمان ولاه عمر على عمان والبحرين، فوجه أخاه الحكم على البحرين. وقال المدائني: كانت الوقعة بصهاب على المسلمين وأميرهم الحكم بن أبي العاص، وافتتح عثمان والحكم فتوحًا كثيرة بالعراق في سنة تسع عشرة وسنة عشرين. يعد في البصريين، ومنهم من يجعل أحاديثه مرسلة، ولا يختلف في صحبة أخيه عثمان. (527) الحكم بن عمير [1] ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: اثنان فما فوقهما جماعة. مخرج حديثه عن أهل الشام.

_ [1] في ى: عمر. والمثبت من أ، ت.

(528) الحكم بن أبى الحكم،

(528) الحكم بن أبي الحكم، مجهول، لا أعرفه بأكثر من [1] حديث مسلمة ابن علقمة عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن قيس بن حبتر [2] عنه، قال: تواعدنا أن نغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيناه سمعنا صوتا خلفا ظننا أنه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتّت، فغشى عينا. (529) الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، عم عثمان بن عفان، وأبو مروان بن الحكم، كان من مسلمة الفتح، وأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة وطرده عنها فنزل الطائف، وخرج معه ابنه مروان. وقيل: إن مروان ولد بالطائف، فلم يزل الحكم بالطائف إلى أن ولي عثمان، فرده عثمان إلى المدينة، وبقي فيها وتوفي في آخر خلافة عثمان قبل القيام على عثمان بأشهر فيما أحسب، واختلف في السبب الموجب لنفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إياه، فقيل: كان يتحيل ويستخفي ويتسمع [3] ما يسره رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى كبار الصحابة في مشركي قريش وسائر الكفار والمنافقين، فكان يفشي ذلك [عنه حتى ظهر ذلك] [4] عليه، وكان يحكيه في مشيته وبعض حركاته إلى أمور غيرها كرهت ذكرها، ذكروا أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان إذا مشى ينكفأ، وكان الحكم بن أبي العاص يحكيه، فالتفت النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ يوما فرآه يفعل ذلك، فقال صَلَّى الله عليه وسلم: فكذلك فلتكن، فكان الحكم

_ [1] في ى: بأكثر من هذا من حديث مسلمة. والمثبت من أ، ت. وأسد الغابة. [2] في ى: جبر. والمثبت من أ، ت. [3] في ى: ويسمع. [4] من ت، أ.

(530) الحكم بن عمرو [3] الثمالي،

مختلجا يرتعش من يومئذ، فعيّره عَبْد الرحمن بن حسان بن ثابت، فقال في عبد الرحمن بن الحكم يهجوه: إن اللعين أبوك فارم عظامه ... إن ترم ترم مخلجًا [1] مجنونًا يمسي خميص البطن من عمل التقى ... ويظل من عمل الخبيث بطينا فأما قول عَبْد الرحمن بن حسان: إن اللعين أبوك فروى عن عائشة من طرق ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره أنها قالت لمروان، إذ قَالَ في أخيها عَبْد الرحمن [2] ما قَالَ: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن أباك وأنت في صلبه. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن عمرو بن العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَكُنْتُ قَدْ تَرَكْتُ عُمَرًا يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيُقْبِلَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ أَزَلْ مُشْفِقًا أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ، فَدَخَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ. (530) الحكم بن عمرو [3] الثمالي، وثماله في الأزد، شهد بدرًا، رويت عنه أحاديث مناكير من أحاديث أهل الشام لا تصح، والله أعلم. (531) الحكم بن سفيان الثقفي، ويقال سفيان بن الحكم. روى حديثه

_ [1] تخلج في مشيته: تمايل يمينا وشمالا. [2] في أسد الغابة: حين قال لأخيها عبد الرحمن بن أبى بكر لما امتنع من البيعة ليزيد بن معاوية بولاية العهد. [3] في الطبقات: بن عمير.

(532) الحكم بن حزن الكلفي،

منصور بن مجاهد، فاختلف أصحاب منصور في اسمه، وهو معدود في أهل الحجاز. له حديث واحد في الوضوء مضطرب الإسناد. يقال: إنه لم يسمع من النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، وسماعه منه عندي صحيح، لأنه نقله الثقات، منهم الثوري، ولم يخالفه من هو في الحفظ والإتقان مثله. قَالَ ابن إسحاق: هو الحكم بن سفيان بن عثمان بن عامر بن معتب الثقفي. (532) الحكم بن حزن الكلفي، وكلفة في تميم، ويقال: هو من نصر بن سعد بن بكر بن هوازن. له حديث واحد ليس له غيره، رواه عنه زريق الثقفي الطائفي، وروى شهاب بن خراش، عن شعيب بن زريق، عن الحكم ابن حزن الكلفي قَالَ: وفدت إلى النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ سابع سبعة، أو تاسع تسعة، فذكر الحديث. (523) الحكم بن حارث السلمي، غزا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ثلاث غزوات، روى عنه عطيه الدعاء، [هو عطيه بن سعد، بصري] ، [1] (534) الحكم بن عمرو بن معتب الثقفي، كان أحد الوفد الذين قدموا مع عَبْد ياليل بإسلام ثقيف، من الأحلاف.

_ [1] ليس في ت.

باب حكيم

باب حكيم (535) حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، يكنى أبا خالد، هو ابن أخي خديجة بنت خويلد زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولد في الكعبة، وذلك أن أمه دخلت الكعبة في نسوة من قريش، وهي حامل فضربها المخاض، فأتيت بنطع فولدت حكيم بن حزام عليه. وكان من أشراف قريش ووجوهها في الجاهلية والإسلام، كان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة أو اثنتي عشرة سنة على اختلاف [في ذلك] [1] وتأخر إسلامه إلى عام الفتح، فهو من مسلمة الفتح هو وبنوه عَبْد الله وخالد ويحيى وهشام، وَكُلُّهُمْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاش حكيم بن حزام في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وتوفي بالمدينة في داره بها عند بلاط الفاكهة وزقاق الصواغين في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وكان عاقلا سريًا فاضلا تقيًا سيدًا بماله غنيًا. قَالَ مصعب: جاء الإسلام ودار الندوة بيد حكيم بن حزام فباعها بعد منه معاوية بمائة درهم، فقال له ابن الزبير: بعت مكرمة قريش! فقال حكيم: ذهبت المكارم إلا التقوى. وكان من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه منهم. أعتق في الجاهلية مائة رقبة، وحمل على مائة بعير، ثم أتى النبي صلى الله

_ [1] من أ، ت. وفي أ: على الاختلاف في ذلك.

(536) حكيم بن طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس،

عليه وَسَلَّمَ بعد أن أسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنت أفعلها في الجاهلية، أتحنث بها ألي فيها أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أسلمت على ما سلف لك من خير. وحج في الإسلام ومعه مائة بدنة قد جللها بالحبرة، وكفها عن أعجازها، وأهداها، ووقف بمائة وصيف بعرفة في أعناقهم أطواق الفضة منقوش فيها عتقاء الله عن حكيم بن حزام، وأهدى ألف شاة. (536) حكيم بن طليق بن سفيان بن أمية بن عَبْد شمس، كان من المؤلفة قلوبهم، ذكره أبو عبيد عن الكلبي [1] . [وقال الكلبي] [2] : درج لا عقب له. [3] (537) حكيم بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، عم سعيد بن المسيب بن حزن أخو أبيه المسيب بن حزن. أسلم عام الفتح مع أبيه، وقتل يوم اليمامة شهيدًا هو وأبوه حزن ابن أبي وهب المخزومي، هذا قول ابن إسحاق. وقال أبو معشر: استشهد يوم اليمامة حزن بن أبى وهب، وحكيم ابن أبي وهب، فجعل حكيمًا أخا حزن فغلط، والصواب ما قاله ابن إسحاق، وكذلك قَالَ الزبير كما قَالَ ابن إسحاق. قَالَ الزبير: كان المسيب بن حزن وحكيم بن حزن أخوين لعلات، كانت أم حكيم بن حزن فاطمة بنت السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وأم المسيب بن حزن أم الحارث بنت شعبة من بني عامر بن لؤيّ.

_ [1] في أ: عن ابن الكلبي. [2] ليس في أ، ت. [3] درج: انقرض وذهب (القاموس) .

(539) حكيم،

(538) حكيم بن معاوية النميري، من بني نمير بن عامر بن صعصعة. قَالَ البخاري: في صحبته نظر. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: كل من جمع في الصحابة ذكره فيهم، وله أحاديث منها: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا شؤم، وقد يكون اليمن في الدار والمرأة والفرس. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه حكيم بن معاوية النميري: له صحبة، روى عنه ابن أخيه معاوية بن حكيم وقتادة من رواية سعيد بن بشير [1] عنه. (539) حكيم، أبو معاوية بن حكيم، ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وهو عندي غلط وخطأ بين، ولا يعرف هذا الرجل في الصحابة، وهو عندي غلط وخطأ بين، ولا يعرف هذا الرجل في الصحابة، ولم يذكره أحد غيره فيما علمت، والحديث الذي ذكره له هو حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وجده معاوية بن حيدة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ حَكِيمٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَبُّنَا بِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَكُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، هَذَا دِينُكَ، وَأَيْنَمَا تَكُنْ يَكْفِكَ هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَعَلَى هَذَا الإِسْنَادِ عَوْلٌ فِيهِ، وَهُو إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَمِنْ قَبْلِهِ أَتَى ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِيهِ. وَالصَّوَابُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ يَعِيشُ بْنُ سعيد الورّاق،

_ [1] في ت: بشر.

وعبد الوارث بن سفيان قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد ابن مُحَمَّدٍ الْبِرْتِيُّ [1] الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ المقعد، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ الْقُشَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جدّه، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى حَلَفْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ الأَنَامِلِ- وَطَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيْهِ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى- أَلا آتِيكَ، ولا آتى دينك، فقد أتيتك امرء لا أَعْقِلُ شَيْئًا إِلا مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ، وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ: بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنَا إِلَيْنَا؟ قَالَ: بِدِينِ الإِسْلامِ قَالَ: وَمَا دِينُ الإِسْلامِ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّه [وَتَخَلَّيْتُ] [2] ، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ. وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَكُلُّ مُسْلِمٍ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ، لا يقبل الله ممّن أشرك بعد ما أَسْلَمَ عَمَلا حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ، مَا لِي أُمْسِكُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، أَلا وَإِنَّ رَبِّي دَاعيَّ [3] ، وَإِنَّهُ سَائِلِي هَلْ بَلَّغْتَ عِبَادِي [4] ؟ فَأَقُولُ: رَبِّ قَدْ بَلَّغْتُ، أَلا فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ، أَلا ثُمَّ إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُفَدَّمَةً أَفْوَاهُكُمْ بِالْفِدَامِ، ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ يُنْبِئُ عَنْ أَحَدِكُمْ لَفَخِذُهُ وَكَفُّهُ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا دِينُنَا؟ قَالَ: هَذا دِينُكَ، وَأَيْنَمَا تُحْسِنْ يَكْفِكَ. وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ. فَهَذَا هُوَ الْحَدِيثُ الصَّحِيحِ بِالإِسْنَادِ الثَّابِتِ الْمَعْرُوفِ، وَإِنَّمَا هُوَ لِمُعَاوِيَةَ ابن حيدة، لا لحكيم أبى معاوية [5] .

_ [1] في ى: البرقي. والصواب من أ: واللباب. [2] ليس في أ. [3] هكذا في كل الأصول. [4] في ت: هل بلغت عبادة. [5] في ى: لا لحكم بن أبي معاوية، والصواب من أ، ت.

(540) حكيم،

سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ حكيم عن أبيه عن جده فقال: إسناد صَحِيحٌ، وَجَدُّهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ. قَالَ أَبُو عمر: ومن دون بهزين حَكِيمٍ فِي هَذَا الإِسْنَادِ ثِقَاتٌ فَإِنَّهُ حَدِيثٌ [1] . (540) حكيم، ويقال حكيم بن جبلة، وهو الأكثر، ويقال ابن جبل، [وابن جبلة] [2] ، العبدي، من عَبْد القيس. أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، ولا أسلم له عنه رواية ولا خبرًا يدل على سماعه منه ولا رؤيته له، وكان رجلا صالحًا له دين، مطاعًا في قومه، وهو الذي بعثه عثمان إلى السند فنزلها، ثم قدم على عثمان فسأله عنها، فقال: ماؤها وشل، ولصها بطل، وسهلها جبل، إن كثر الجند بها جاعوا، وإن قلوا بها ضاعوا، فلم يوجه عثمان إليها أحدًا حتى قتل. ثم كان حكيم بن جبله هذا ممن يعيب عثمان من أجل عبد الله ابن عامر وغيره من عماله. ولما قدم الزبير، وطلحة، وعائشة، البصرة، وعليها عثمان بن حنيف واليًا لعلي رضي الله عنه، بعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة العبدي في سبعمائة من عَبْد القيس، وبكر بن وائل، فلقي طلحة والزبير بالزابوقة [3] قرب البصرة، فقاتلهم قتالا شديدًا، فقتل رحمه الله، قتله رجل من بني حدان. هذه رواية في قتل حكيم بن جبلة، وقد روى أنه لما غدر ابن الزبير بعثمان بن حنيف بعد الصلح الذي كان عقده عثمان بن حنيف مع طلحة

_ [1] هكذا في ى. وفي ت: وَمَنْ دُونَ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ فِي هَذَا الإسناد قائمة حديث. وفي أ: وَمَنْ دُونَ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ فِي هَذَا الإسناد فأتمه حديث. [2] من أ، ت. [3] الزابوقة: موضع قريب من البصرة كانت فيه وقعة الجمل أول النهار (ياقوت) .

والزبير أتاه ابن الزبير ليلا في القصر، فقتل نحو أربعين رجلا من الزط على باب القصر، وفتح بيت المال، وأخذ عثمان بن حنيف فصنع به ما قد ذكرته في غير هذا الموضع، وذلك قبل قدوم على رضي الله عنه، فبلغ ما صنع ابن الزبير بعثمان بن حنيف حكيم بن جبلة، فخرج في سبعمائة من ربيعه فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر، ثم كروا عليه فقاتلهم حتى قطعت رجله، ثم قاتل ورجله مقطوعة حتى ضربه سحيم الحداني العنق [1] فقطع عنقه، واستدار رأسه في جلدة عنقه حتى سقط وجهه على قفاه. وقال أبو عبيدة: قطعت رجل حكيم بن جبله يوم الجمل، فأخذها ثم زحف إلى الذي قطعها فلم يزل يضربه بها حتى قتله، وقال: يا نفس لن تراعي ... رعاك [2] خير راعي إن قطعت كراعي ... إن معي ذراعي قَالَ أبو عبيدة: وليس يعرف في جاهلية ولا إسلام أحد فعل مثل فعله. وقال أبو عمر رضي الله عنه: كذا قَالَ أبو عبيدة، قطعت رجله يوم الجمل، وهذا منه على المقاربة، لأنه قبل يوم الجمل بأيام، ولم يكن علي رضي الله عنه لحق حينئذ، وقد عرض لمعاذ بن عمرو بن الجموح يوم بدر في قطع يده من الساعد قريب من هذا، وقد ذكرنا ذلك في بابه من هذا الكتاب.

_ [1] هكذا في كل الأصول. [2] في ى: أرعاك.

وذكر المدائني عن شيوخه عن أبي نضره العبدي، وابن شهاب الزهري وأبي بكر الهذلي، وعامر بن حفص، وبعضهم يزيد على بعض: أن عثمان بن حنيف لما كتب الكتاب بالصلح بينه وبين الزبير، وطلحة، وعائشة أن يكفوا عن الحرب، ويبقى هو في دار الإمارة خليفة لعلي على حاله حتى يقدم علي رضي الله عنه فيرون رأيهم قال عثمان بن حنيف لأصحابه: ارجعوا وضعوا سلاحكم. فلما كان بعد أيام جاء عَبْد الله بن الزبير في ليلة ذات ريح وظلمة وبرد شديد، ومعه جماعة من عسكرهم، فطرقوا عثمان بن حنيف في دار الإمارة فأخذوه، ثم انتهوا به إلى بيت المال فوجدوا أناسًا من الزط يحرسونه، فقتلوا منهم أربعين رجلا، وأرسلوا بما فعلوه من أخذ عثمان وأخذ ما في بيت المال إلى عائشة يستشيرونها في عثمان، وكان الرسول أليها أبان بن عثمان. فقالت عائشة: اقتلوا عثمان بن حنيف. فقالت لها امرأة: ناشدتك الله يا أم المؤمنين في عثمان بن حنيف وصحبته لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فقالت: ردوا أبانا، فردوه، فقالت: احبسوه ولا تقتلوه. فقال أبان: لو أعلم أنك رددتني لهذا لم أرجع، وجاء فأخبرهم. فقال لهم مجاشع بن مسعود: اضربوه وانتفوا شعر لحيته. فضربوه أربعين سوطًا ونتفوا شعر لحيته وحاجبه وأشفار عينه، فلما كانت الليلة التي أخذ فيها عثمان بن حنيف غدا عَبْد الله بن الزبير إلى الزابوقة، ومدينة الرزق وفيها طعام يرزقونه الناس، فأراد أن يرزقه أصحابه، وبلغ حكيم ابن جبلة ما صنع بعثمان بن حنيف فقال: لست أخاه إن لم أنصره. فجاء في سبعمائة من عَبْد القيس وبكر بن وائل، وأكثرهم عَبْد القيس، فأتى ابن الزبير في مدينة الرزق، فقال: مالك يا حكيم؟ قَالَ: تريد أن نرزق

باب حمزة

من هذا الطعام، وأن تخلوا عثمان بن حنيف فيقيم في دار الإمارة على ما كنتم كتبتم بينكم وبينه حتى يقدم على علي ما تراضيتم عليه، وأيم الله لو أجد أعونًا عليكم ما رضيت بهذا منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم، ولقد أصبحتم وإن دماءكم لحلال بمن قتلتم من إخواننا، أما يخافون الله؟ بم تستحلون الدماء؟ قالوا: بدم عثمان. قَالَ: فالذين قتلتموهم قتلوا عثمان أو حضروا قتله، أما تخافون الله؟ فقال ابن الزبير: لا نرزقكم من هذا الطعام، ولا نخلي عثمان حتى نخلع عليًا. فقال حكيم: اللَّهمّ اشهد. اللَّهمّ اشهد. وقال لأصحابه: إني لست في شك من قتال هؤلاء، فمن كان في شك فلينصرف، فقاتلهم فاقتتلوا قتالا شديدًا، وضرب رجل ساق حكيم فقطعها، فأخذ حكيم الساق فرماه بها فأصاب عنقه، فصرعه ووقذه [1] ، ثم حجل إليه فقتله، وقتل يومئذ سبعون رجلا من عَبْد القيس. باب حمزة (541) حمزة بن عَبْد المطلب بن هاشم، عم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكان يقال له أسد الله، وأسد رسوله، يكنى أبا عمارة وأبا يعلى أيضًا بابنيه عمارة ويعلى. أسلم في السنة الثانية من المبعث، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ دار الأرقم في السنة السادسة من مبعثه صلى الله عليه وَسَلَّمَ، كان أسن من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بأربع سنين،

_ [1] وقذه: صرعة وغلبه (القاموس) .

وهذا لا يصح عندي، لأن الحديث الثابت أن حمزة [1] ، وعبد الله بن عبد الأسد [2] ، أرضعتهما ثويبة مع رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين. وذكر البكائي، عن ابن إسحاق، قَالَ: كان حمزة أسن من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بسنتين. وقال المدائني: أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حمزة بن عَبْد المطلب في ربيع الأول من سنة اثنتين إلى سيف البحر من أرض جهينة، وخالفة ابن إسحاق فجعلها لعبيدة بن الحارث قَالَ ابن إسحاق: وبعض الناس يزعمون أن راية حمزة أول راية عقدها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وكان حمزة أخا رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة ولم تدرك الإسلام، فما أسلم من أعمام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلا حمزة والعباس. واختلف في أعمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل عشرة. وقيل اثنا عشر، ومن جعلهم اثني عشر جعل عَبْد الله أباه ثالث عشر من بني عَبْد المطلب، وقال: هم أبو طالب، واسمه عَبْد مناف، والحارث، وكان أكبر ولد عَبْد المطلب. والزبير، وعبد الكعبة. وحمزة. والعباس، والمقوم. وحجل، واسمه المغيرة. وضرار. وقثم، وأبو لهب وأسمه عَبْد العزى. والغيداق [3] ، فهؤلاء اثنا عشر رجلا، كلهم بنو عَبْد المطلب، وعبد الله

_ [1] في ى: الحمزة. [2] في ى: عبد الله بن الأسد. [3] في أ، ى: والغيلان، وهو تحريف.

أبو رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ثالث عشر، هكذا ذكرهم جماعة من أهل العلم بالنسب، ومنهم ابن كيسان وغيره. ومن جعلهم عشرة أسقط عَبْد الكعبة، وقال: هو المقوم، وجعل الغيداق [1] وحجلا واحدًا. ومن جعلهم تسعة أسقط قثم، ولم يختلفوا أنه لم يسلم منهم إلا حمزة والعباس. قَالَ أبو عمر: للزبير بن عَبْد المطلب ابن يسمى حجلا، وقد قَالَ: بعضهم: إن اسمه المغيرة أيضًا، وأما أبو لهب وأبو طالب فأدركا الإسلام ولم يسلما. وكان عَبْد الله أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو طالب والزبير وعبد الكعبة، وأم حكيم، وأمية، وأروى، وبرّة، وعاتكة بنات عبد المطلب لأب وأم، أمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وكان حمزة وصفية والمقوم وحجل لأب وأم، أمهم هالة بنت وهيب بن عَبْد مناف بن زهرة. وكان العباس وضرار وقثم لأب وأم، أمهم نتيلة [2] بنت جناب، بن كليب، من النمر بن قاسط. وقيل: بل هي نتيلة بنت جندب بن عمرو ابن عامر، من [3] النمر بن قاسط. وأم الحارث صفية [4] بنت جنيدب بن حجير بن رئاب [5] بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، لا شقيق له منهم.

_ [1] في أ، ى: الغيلان، وهو تحريف. [2] في هوامش الاستيعاب: نتيلة- بالتاء أخت الطاء، ذكره ابن دريد. ثم قال: بنت خباب- كذا بخط كاتب الأصل، في هامشه جناب. [3] في ى: بن. [4] في هوامش الاستيعاب: وكانت سبية في بنى سواد بن عامر بن صعصعة. وكان سواد غلاما لبني عبد مناف. [5] في ى: يرتاب، وهو تحريف.

وقيل: أم الحارث سمراء بنت جنيدب بن جندب بن حرثان بن سواءة ابن [عامر بن] [1] صعصعة. وأم أبي لهب لبى بنت هاجر، من خزاعة. شهد حمزة، بدرًا، وأبلى فيها بلاء حسنًا مشهورًا، قيل: إنه قتل عتبة ابن ربيعة مبارزة يوم بدر، كذا قَالَ موسى بن عقبة. وقيل: بل قتل شيبة ابن ربيعة مبارزة، قاله ابن إسحاق وغيره، وقتل يومئذ طعيمة بن عدي أخا المطعم بن عدي، وقتل يومئذ أيضًا سباعًا الخزاعي. وقيل: بل قتله يوم أحد قبل أن يقتل، وشهد أحدًا بعد بدر، فقتل يومئذ شهيدًا، قتله وحشي ابن حرب الحبشي، مولى جبير بن عدي على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة، وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنه، ودفن هو وابن أخته عَبْد الله ابن جحش في قبر واحد. روى عن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: حمزة سيد الشهداء. وروى خير الشهداء، ولولا أن تجد صفية لتركت دفنه حتى يحشر في بطون الطير والسباع، وكان قد مثل به وبأصحابه يومئذ. قَالَ ابن جريج: مثل الكفار يوم أحد بقتلى المسلمين كلّهم إلا حنظلة ابن الراهب، لأن أبا عامر الراهب كان يومئذ مع أبي سفيان، فتركوا حنظلة لذلك. وقال كثير بن زيد عن المطلب [2] : عن حنطب: لما كان يوم أحد جعلت هند بنت عتبة والنساء معها يجد عن أنوف المسلمين، ويبقرن بطونهم، ويقطعن

_ [1] من ت. [2] في ت: عن عبد المطلب عن حنطب.

الآذان إلا حنظلة، فان أباه كان من المشركين. وبقرت هند عن بطن حمزة فأخرجت كبدة، وجعلت تلوك كبده، ثم لفظته [1] ، فقال النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لو دخل بطنها لم تدخل النار. قَالَ: لم يمثل بأحد ما مثل بحمزة، قطعت هند كبده، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه، وبقرت بطنه، فلما رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما صنع بحمزة قَالَ: لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم، فأنزل الله عز وجل [2] : وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ، وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ 16: 126- 127 ... الآية. قَالَ معمر عن قتادة: مثل بالمسلمين يوم أحد فأنزل الله تعالى: وَإِنْ عاقَبْتُمْ 16: 126. وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ. 16: 126 ثم قَالَ: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا باللَّه. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ] [3] بْنِ شَعْبَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ سَجَّادَةُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ عَوْفٍ [4] ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كَانَ حَمْزَةُ يُقَاتِلُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ [يَوْمَ أُحُدٍ] [5] بِسَيْفَيْنِ، فَقَالَ قَائِلٌ: أَيُّ أَسَدٍ! فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ عَثَرَ عَثْرَةً فَوَقَعَ مِنْهَا عَلَى ظَهْرِهِ، فَانْكَشَفَ الدِّرْعُ عَنْ بَطْنِهِ، فَطَعَنَه وَحْشِيٌّ الْحَبَشِيُّ بِحَرْبَةٍ. أَوْ قَالَ بِرُمْحٍ، فَأَنْفَذَهُ. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي حَمَّادٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن محمد عقيل،

_ [1] في ت: لفظتها، والكبد قد تذكر. [2] سورة النحل، آية: 126، 127. [3] من ت. [4] في ب، والطبقات: عون. [5] من الطبقات.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا رأى النبيّ صلى الله عليه حَمْزَةَ قَتِيلا بَكَى، فَلَمَّا رَأَى مَا مُثِّلَ بِهِ شَهَقَ. وَرَوَى صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّمِيمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَلَى حَمْزَةَ، وَقَدْ قُتِلَ وَمُثِّلَ بِهِ فَلَمْ يَرَ مَنْظَرًا كَانَ أَوْجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَيْ عَمِّ، فَلَقَدْ كُنْتَ وصولا للرحم، فعولا للخيرات، فو الله لَئِنْ أَظْفَرَنِي اللَّهُ بِالْقَوْمِ لأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ. قَالَ: فَمَا بَرِحَ حَتَّى نَزَلَتْ: وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ. 16: 126 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بَلْ نَصْبِرُ، وَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ. وذكر الواقدي قَالَ: لم تبك امرأة من الأنصار على ميت بعد قول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لكن حمزة لا بواكي له إلى اليوم- إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها. وأنشد أبو زيد [عن] [1] عمر بن شبه لكعب بن مالك يرثي حمزة- وقال ابن إسحاق هي لعبد الله بن رواحة [2] : بكت عيني وحق لها بكاها ... وما يغني البكاء ولا العويل على أسد الإله غداة قالوا ... لحمزة [3] ذاكم الرجل القتيل أصيب المسلمون به جميعًا ... هناك وقد أصيب به الرسول أبا يعلي، لك الأركان هدت ... وأنت الماجد البرّ الوصول

_ [1] من ت. [2] سيرة ابن هشام: 3- 148. [3] في السيرة: أحمزة.

(542) حمزة بن عمرو [3] الأسلمي.

عليك سلام ربك في جنان ... يخالطها نعيم لا يزول ألا يا هاشم الأخيار صبرًا ... فكل فعالكم حسن جميل رسول الله مصطبر كريم ... بأمر الله ينطق إذ يقول ألا من مبلغ عني لؤيًا ... فبعد اليوم دائلة تدول وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا ... وقائعنا بها يشفي الغليل [1] نسيتم ضربنا بقليب بدر ... غداة أتاكم الموت العجيل غداة ثوى أبو جهل صريعا ... عليه الطير حائمة تجول وعتبة وابنه خرا جميعًا ... وشيبة عضه السيف الصقيل ألا يا هند لا تبدي شماتًا ... بحمزة إن عزكم ذليل ألا يا هند فابكى لا تملى ... فأنت الواله العبري الهبول [2] (542) حمزة بن عمرو [3] الأسلمي. من ولد أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو ابن عامر، يكنى أبا صالح. وقيل: يكنى أبا مُحَمَّد، يعد في أهل الحجاز. مات سنة إحدى وستين، وهو ابن إحدى وسبعين سنه. ويقال ابن ثمانين سنه. روى عنه أهل المدينة، وكان يسرد الصوم [4] .

_ [1] في ت: العليل. [2] في ى: الشكول، والمثبت من ت، والسيرة. والهبول: التي فقدت عزيزها. [3] في هوامش الاستيعاب: يخط كاتب الأصل في هامشه ما نصه: حمزة بْن عامر بْن مالك بْن خنساء بْن مبذول، شهد أحدا مع أخيه سعيد، قاله العدوي. وحمزة بن عوف قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنه يزيد فبايعاه. [4] في هوامش الاستيعاب: أنه قال: يا رسول الله، أجد لي قوة على الصيام في السفر، فهل عليّ جناح؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه.

باب حمل

(543) حمزة بن الحمير، حليف لبني عبيد بن عدي الأنصاري، هكذا قَالَ الواقدي: حمزة. وقال: وقد سمعت من يقول إنه خارجة بن الحمير. قَالَ أبو عمر: هو خارجة بن الحمير، كذلك قَالَ ابن إسحاق وغيره. وقد ذكرناه في باب خارجة. وقيل فيه: حارثة بن الخمير. باب حمل (544) حمل، ويقال: حملة بن مالك بن النابغة الهذلي، من هذيل بن مدركة ابن الياس بن مضر. نزل البصرة، وله بها دار، يكنى أبا نضلة، وذكره مسلم بن الحجاج في تسمية من روى عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ من أهل المدينة وغيره، يعد في البصريين، ومخرج حديثه في الجنين عند المدنيين، وهو عند البصريين أيضًا كانت عنده امرأتان: إحداهما تسمى مليكة، والأخرى أم عفيف، رمت إحداهما الأخرى بحجر أو مسطح أو عمود فسطاط، فأصابت بطنها فألقت جنينًا، فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بغرة عَبْد أو أمة. (545) حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل بن كعب بن عليم بن جناب الكلبي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وعقد له لواء وهو القائل: لبث [1] قليلا يدرك الهيجا حمل. وشهد مع خالد مشاهده كلها، وقد تمثل بقوله سعد بن معاذ يوم الخندق حيث قال: لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ... ما أحسن الموت إذا حان الأجل

_ [1] في ى، وأسد الغابة: البث.

باب حميد

باب حميد (546) حميد بن ثور الهلالي الشاعر، يقال في نسبه حميد بن ثور بن عَبْد الله [1] بن عامر بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة، كذا قَالَ فيه أبو عمر والشيباني وغيره، أسلم حميد وقدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنشده قصيدته التي أولها: أضحى فؤادي من سليمى مقصدا ... [إن خطأ منها وإن تعمدا] [2] وذكر العقيلي أبو جعفر مُحَمَّد بن عمرو [3] بن موسى المكيّ، قال: حدثنا الحسن بن مخلد المقري، وذكره الأزدي الموصلي أبو الحسن [4] أيضا، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى بن السكين [5] ، قالا: حَدَّثَنَا هاشم بن القاسم الحراني أبو أحمد، قَالَ: حَدَّثَنَا يعلى بن الأشدق بن جراد [6] بن معاوية العقيلي يكنى أبا الهيثم، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بن ثور الهلالي أنه حين أسلم أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: أضحى قلبي [7] من سليمى مقصدًا ... إن خطأ منها وإن تعمدا فذكر الشعر بتمامه، وفي آخره: حتى أرانا ربنا محمدًا [8] ... يتلو من الله كتابا مرشدا

_ [1] في أسد الغابة: حميد بن ثور بن حزن بن عمرو بن عامر. ثم قال: وقيل: حميد بن ثور بن عبد الله ... [2] ليس في أ، ت. [3] في ى: بن عمر. والمثبت من أ، ت. [4] في ت: أبو الحسين. وفي أ: أبو الفتح. [5] في ى: بن سكين. [6] في ى: جواد. والمثبت من أ، ت. [7] في ى: فؤادي. [8] في الإصابة حتى أتيت المصطفى محمدا

(547) حميد بن منهب بن حارثة الطائي،

فلم نكذب وخررنا سجدًا ... نعطي الزكاة ونقيم المسجدا قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: لا أعلم له في إدراكه غير هذا الخبر، وله رواية عن عمر. وحميد أحد الشعراء المجودين. ذكر إبراهيم بن المنذر، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن فضالة النحوي، قَالَ: تقدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشعراء ألا يشبب رجل بامرأة إلا جلد، فقال حميد بن ثور: أبى الله إلا أن سرحة مالك ... على كل أفنان العضاة تروق فقد ذهبت عرضا وما فوق طولها ... من السرح إلا عشة وسحوق فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العشي تذوق [1] فهل أنا إن عللت نفسي بسرحة ... من السرح موجود علي طريق قَالَ أبو عمر: ذكر أحمد بن زهير حميد بن ثور فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشعراء، وأنشد الزبير بن بكار لحميد بن ثور الهلالي، وذكر أنه قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما وأنشده: فلا يبعد الله الشباب وقولنا ... إذا ما صبونا صبوه سنتوب ليالي أبصار الغواني وسمعها ... إلي وإذ ريحي لهن جنوب وإذ ما يقول الناس شيء مهون ... علينا وإذ غصن الشباب رطيب (547) حميد بن منهب بن حارثة الطائي، لا تصح له صحبة، وإنما سماعه من علي وعثمان، لا أعرف له غير ذلك، وقد ذكره في الصحابة قوم ولا يصح، والله أعلم.

_ [1] في أ: تذوق.

باب حنظلة

باب حنظلة (548) حنظلة بن الربيع، يقال ابن ربيعة، والأكثر ابن الربيع بن صيفي الكاتب الأسيدي [1] التميمي، يكنى أبا ربعي، من بنى أسيد بن عمرو بن نميم، من بطن يقال لهم بنو شريف، وبنو أسيد بن عمرو بن تميم من أشراف بني تميم. وهو أسيد بكسر الياء وتشديدها، قَالَ نافع بن الأسود التميمي يفخر بقومه: قومي أسيد إن سألت ومنصبي ... فلقد علمت معادن الأحساب وهو ابن أخي أكثم بن صيفي حكيم العرب. وأدرك أكثم بن صيفي مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن مائة وتسعين سنه، وكان يوصي قومه بإتيان النبي صلّى الله عليه وَسَلَّمَ ولم يسلم، وكان قد كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاوبه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسر بجوابه، وجمع إليه قومه، فندبهم إلى إتيان النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ والإيمان به، وخبره في ذلك عجيب، فاعترضه مالك بن نويره اليربوعي، وفرق جمع القوم، فبعث أكثم إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ابنه مع من أطاعه من قومه، فاختلفوا في الطريق، فلم يصلوا، وحنظلة أحد الذين كتبوا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويعرف بالكاتب. شهد القادسية، وهو ممن تخلف عن علي في قتال أهل البصرة يوم الجمل. جل حديثه عند أهل الكوفة. ولما توفي رحمه الله جزعت عليه امرأته فنهتها جاراتها وقلن: إن هذا يحبط أجرك، فقالت:

_ [1] في ت: الأسدي.

(549) حنظلة الغسيل،

تعجبت دعد لمحزونة ... تبكي على ذي شيبة شاحب إن تسأليني اليوم ما شفني ... أخبرك قولا ليس بالكاذب إن سواد العين أودى به ... حزن على حنظلة الكاتب مات حنظلة الكاتب في إمارة معاوية بن أبي سفيان ولا عقب له. (549) حنظلة الغسيل، وهو حنظلة بن أبي عامر الراهب الأنصاري الأوسي، من بني عمرو بن عوف. قَالَ ابن إسحاق: هو حنظلة بن أبي عامر، واسم أبي عامر عمرو بن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة ويقال: اسم أبى عامر الراهب عبد عمرو ابن صيفي بن زيد بن أمية بن ضبيعة. ويقال: ابن صيفي بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد [بن مالك بن] [1] عوف بن عمرو بن عوف [بن مالك بن الأوس بن حارثة الأنصاري الأوسي] [2] وأبوه أبو عامر، كان يعرف بالراهب في الجاهلية، وكان هو وعبد الله بن أبي بن سلول قد نفسا [3] على رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ الله به عليه. فأما عَبْد الله بن أبي بن سلول فآمن ظاهره وأضمر النفاق، وأما أبو عامر فخرج إلى مكة، ثم قدم مع قريش يوم أحد محاربًا، فسماه رسول الله صلي الله عليه وسلم أبا عامر الفاسق، فلما فتحت مكة لحق بهرقل هاربًا إلى الروم، فمات كافرًا عند هرقل، وكان معه هناك كنانة بن عبد يا ليل وعلقمة بن علاثة، فاختصما في ميراثه إلى هرقل، فدفعه إلى كنانة بن عَبْد ياليل، وقال لعلقمة: هما من أهل المدر، وأنت من أهل الوبر.

_ [1] من ت. [2] ليس في ت. [3] نفس عليه بخير: حسده.

وكانت وفاة أبي عامر الراهب عند هرقل في سنة تسع. وقيل في سنة عشر من الهجرة. وأما حنظلة ابنه فهو المعروف بغسيل الملائكة، قتل يوم أحد شهيدًا، قتله أبو سفيان بن حرب، وقال حنظلة بحنظلة، يعني بابنه حنظلة المقتول ببدر: وقيل. بل قتله شداد بن الأسود بن شعوب الليثي. وقال مصعب الزبيري: بارز أبو سفيان بن حرب حنظلة بن أبي عامر الغسيل، فصرعه حنظلة، فأتاه ابن شعوب [1] وقد علاه حنظلة فأعانه حتى قتل حنظلة، فقال أبو سفيان [2] : ولو شئت نجتني كميت طمرة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب في أبيات كثيرة. وذكر أهل السيرة أن حنظلة الغسيل كان قد ألم بأهله في حين خروجه إلى أحد، ثم هجم عليه من الخروج في النفير ما أنساه الغسل، وأعجله عنه، فلما قتل شهيدًا أخبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الملائكة غسلته. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لامْرَأَةِ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ: مَا كَانَ شَأْنُهُ؟ قَالَتْ: كَانَ جُنُبًا وَغَسَلْتُ أَحَدَ شِقَّيْ رَأْسِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ الْهَيْعَةَ خَرَجَ فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلائِكَةَ تُغَسِّلُهُ. وابنه عَبْد الله بن حنظلة، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قد ذكرناه في باب العبادلة من هذا الكتاب.

_ [1] ابن شعوب: هو شداد بن الأسود، وهو الّذي قتل حنظلة. [2] سيرة ابن هشام: 3- 21. (الاستيعاب ج 1- م 13)

(550) حنظلة بن حذيم بن حنيفة،

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ الْخُشَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيُّ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: افْتَخَرَتِ الأَوْسُ فقالوا: منّا غسيل الملائكة حنظلة ابن الرَّاهِبِ، وَمِنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدَّبْرُ [1] عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ، وَمِنَّا مَنْ أُجِيزَتْ شَهَادَتُهُ بِشَهَادَةِ رَجُلَيْنِ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَمِنَّا مَنِ اهْتَزَّ بِمَوْتِهِ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. فَقَالَ الْخَزْرَجِيُّونَ: مِنَّا أَرْبَعَةٌ قَرَءُوا الْقُرْآنَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقْرَأْهُ غَيْرُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ. وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. قَالَ أبو عمر رحمه الله: يعني لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس، ولكن قد قرأه جماعة من غير الأنصار، منهم عَبْد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وغيرهم (550) حنظلة بن حذيم بن حنيفة، أبو عبيد الحنفي، من بني حنيفة. ويقال: حنظلة بن حذيم التميمي السعدي، هكذا قَالَ العقيلي. وقال البخاري: حنظلة بن حذيم ولم ينسبه. قَالَ: وقال يعقوب بن إسحاق، عن حنظلة بن حنيفة بن حذيم قَالَ: قَالَ حذيم: يا رسول الله، إن حنظلة أصغر بني ... الحديث. هكذا ذكره البخاري، ولم يجوده. روى حنظلة هَذَا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يتم على غلام بعد احتلام، ولا على جارية إذا هي حاضت. وروى أيضًا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا متربعًا. روى عنه الذيال بن عبيد.

_ [1] الدبر: الزنابير.

(551) حنظلة [1] الأنصاري،

(551) حنظلة [1] الأنصاري، إمام مسجد قباء. روى عنه جبلة بن سحيم، لا أعلم أنه روى عنه غيره. (552) [حنظلة بن قيس الورقى، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فيما ذكره الواقدي. وروى عن عمر بن عثمان، ورافع بن خديج، وروى عنه ابن شهاب الزهري] [2] . باب حي (553) حيّ بن حارثة الثقفي، حليف لبني زهرة بن كلاب. أسلم يوم فتح مكة، وقتل يوم اليمامة شهيدا، هكذا قال ابن إسحاق حي بن حارثة [3] . وقال الواقدي: حي بن جارية بالجيم، وكذلك ذكره الطبري. وقال أبو معشر: يعلى بن جارية الثقفي. (554) حيي الليثي، سكن مصر، له صحبة، حديثه عند ابن لهيعة. باب الأفراد في الحاء (555) الحسن بن علي بن أبي طالب بن عَبْد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي [حفيد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ابن بنته فاطمة رضي الله عنها، وابن ابن عمه علي بن أبي طالب] [4] يكنى أبا مُحَمَّد، ولدته أمه فاطمة بنت رسول الله صلى

_ [1] في هوامش الاستيعاب أمامه: حنظلة بن النعمان بن عامر بن عجلان شهد أحدا وما بعدها، وهو الّذي خلف على خولة بنت قيس بعد حمزة بن عبد المطلب، قاله العدوي. [2] من ت. [3] في أسد الغابة: يعنى بالحاء والثاء المثلثة. وقال الطبري: بحاء وياء- بن جارية- بجيم. وقال الواقدي: جي بياءين وجيم. ثم قال: وقد ذكرناه في جى- بعد الحاء باء موحدة. [4] ما بين القوسين ليس في أ، ت.

الله عليه وَسَلَّمَ في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء الله، وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سابعه بكبش [1] ، وحلق رأسه، وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْوَرْدِ، قَالَ حَدَّثَنَا: يُوسُفُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالا: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هانئ بن هانئ، عن علي رضي الله عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ جاء رَسُولُ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: بَلْ هُوَ حَسَنٌ. فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ قَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: سَمَّيْتُهُ حَرْبًا. قَالَ: بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ. فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرُونِي ابْنِي، مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْتُ: حَرْبًا قَالَ: بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ. زَادَ أَسَدٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ وَشَبِّيرُ وُمَشَبِّرٌ. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ أَشْبَهَ الناس برسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَا بَيْنَ الصَّدْرِ إِلَى الرَّأْسِ، وَالْحُسَيْنُ أشه الناس بالنبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَا كَانَ أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ. وتواترت الآثار الصحاح عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال لحسن ابن علي: إن ابني هذا سيد، وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. رواه جماعة من الصحابة.

_ [1] في ى: يكبشين. والمثبت من أ، ت.

وفي حديث أبي بكرة في ذلك: وإنه ريحانتي من الدنيا. ولا أسود ممن سماه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ سيدًا، وكان رضي الله عنه حليمًا ورعًا فاضلا، دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدنيا رغبة فيما عند الله، وقال: والله ما أحببت منذ علمت ما ينفعني وما يضرني أن إلي أمر أمة محمد صلى الله عليه وَسَلَّمَ على أن يهراق في ذلك محجمة دم. وكان من المبادرين إلى نصرة عثمان والذابين عنه، ولما قتل أبوه علي رضي الله عنه بايعه أكثر من أربعين ألفًا، كلهم قد كانوا بايعوا أباه عليًا قبل موته على الموت، وكانوا أطوع للحسن وأحب فيه منهم في أبيه، فبقي نحوًا من أربعة أشهر خليفة بالعراق وما وراءها [1] من خراسان، ثم سار إلى معاوية، وسار معاوية إليه، فلما تراءى الجمعان، وذلك بموضع يقال له مسكن من أرض السواد بناحية الأنبار علم أنه لن تغلب إحدى الفئتين حتى تذهب أكثر الأخرى، فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه على أن يشترط عليه ألا يطلب أحدًا من أهل المدينة والحجاز ولا أهل العراق بشيء كان في أيام أبيه، فأجابه معاوية، وكاد يطير فرحًا، إلا أنه قَالَ: أما عشرة أنفس فلا أؤمنهم. فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه يقول: إني قد آليت أني متى ظفرت بقيس بن سعد أن أقطع لسانه ويده، فراجعه الحسن إني لا أبايعك أبدًا وأنت تطلب قيسًا أو غيره بتبعة قلت أو كثرت. فبعث إليه معاوية حينئذ برق أبيض وقال: أكتب ما شئت فيه وأنا ألتزمه. فاصطلحا على ذلك، واشترط عليه الحسن أن يكون له الأمر من بعده، فالتزم ذلك كله معاوية فقال له عمرو بن العاص: إنهم قد انفل حدهم،

_ [1] في ى: وما وراءه. (الاستيعاب ج 1- م 14)

وانكسرت شوكتهم، فقال له معاوية: أما علمت أنه قد بايع عليا أربعون ألفا على الموت، فو الله لا يقتلون حتى يقتل أعدادهم من أهل الشام، وو الله ما في العيش خير بعد ذلك. واصطلحا على ما ذكرنا، وكان كما قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيٌّ سَارَ الْحَسَنُ فِيمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ، وَسَارَ مُعَاوِيَةُ فِي أَهْلِ الشَّامِ، فَالْتَقَوْا، فَكَرِهَ الْحَسَنُ الْقِتَالَ، وَبَايَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى أَنْ يَجْعَلَ الْعَهْدَ لِلْحَسَنِ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَكَانَ أَصْحَابُ الْحَسَنِ يَقُولُونَ لَهُ يَا عَارَ الْمُؤْمِنِينَ. فَيَقُولُ: الْعَارُ خَيْرٌ مِنَ النَّارِ. حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الله بْنُ عُمَرَ [1] بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَعْمَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رشدين، قال: حدثني عمرو ابن خَالِدٍ مِرَارًا، قَالَ: حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو رَوْقٍ [2] الْهَمْدَانِيُّ أَنَّ أَبَا الْغَرِيفِ [3] حَدَّثَهُمْ قَالَ: كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا بِمَسْكِنَ مُسْتَمْيِتِينَ تَقْطُرُ أَسْيَافُنَا مِنَ الْجَدِّ وَالْحِرْصِ عَلَى قِتَالِ أَهْلِ الشَّامِ وَعَلَيْنَا أَبُو الْعَمْرِ طه [4] ، فَلَمَّا جَاءَنَا صُلْحُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ كَأَنَّمَا كسرت

_ [1] في ى: عبد الله بن محمد بن إسحاق. والمثبت من أ، ت. [2] في هوامش الاستيعاب: اسم أبى روق عطية بن الحارث. [3] في ى: العريق، والصواب من ت، والتقريب. واسمه عبيد الله بن خليفة كما في التقريب، أو عبد الله بن خليفة كما في هوامش الاستيعاب. وفي أ، وهوامش الاستيعاب: أبا العريف. [4] هكذا في كل الأصول. (ظهر الاستيعاب ج 1- م 14)

ظُهُورُنَا مِنَ الْغَيْظِ وَالْحُزْنِ فَلَمَّا جَاءَ الْحَسَنُ الْكُوفَةَ أَتَاهُ شَيْخٌ مِنَّا يُكَنَّى أَبَا عَامِرٍ سُفْيَانَ بْنَ لَيْلَى [1] ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ. فَقَالَ: لا تَقُلْ يَا أَبَا عَامِرٍ، فَإِنِّي لَمْ أُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُمْ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ. وَحَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَكَثَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نَحْوًا مِنْ ثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ لا يُسَلِّمُ الأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَؤَمِّرَهُ أَحَدٌ، وَكَانَ بِالطَّائِفِ. قَالَ: وَسَلَّمَ الأَمْرُ الْحَسَنُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي النِّصْفِ مِنْ جُمَادَى الأُولَى مِنْ سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، فَبَايَعَ النَّاسُ مُعَاوِيَةَ حِينَئِذٍ، وَمُعَاوِيَةُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ سِتٍّ وَسِتِّينَ إِلا شَهْرَيْنِ. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: هذا أصح ما قيل في تاريخ عام الجماعة، وعليه أكثر أهل هذه الصناعة من أهل السير والعلم بالخبر، وكل من قَالَ: إن الجماعة كانت سنة أربعين فقد وهم، ولم يقل بعلم، والله أعلم. ولم يختلفوا أن المغيرة حج عام أربعين على ما ذكر أبو معشر، ولو كان الاجتماع على معاوية قبل ذلك لم يكن كذلك، والله أعلم. ولا خلاف بين العلماء أن الحسن إنما سلم الخلافة لمعاوية حياته لا غير، ثم تكون له من بعده، وعلى ذلك انعقد بينهما ما انعقد في ذلك، ورأى الحسن ذلك خيرًا من إراقة الدماء في طلبها، وإن كان عند نفسه أحق بها. حَدَّثَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، وَيُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأعلى، قالوا: حدثنا

_ [1] في هوامش الاستيعاب: في غير هذا الكتاب: الليل.

ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ حِينَ سَلَّمَ الأَمْرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ كَلَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَأْمُرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَيَخْطُبُ النَّاسَ، فَكَرِهَ ذَلِكَ مُعَاوِيَةُ، وَقَالَ: لا حَاجَةَ بِنَا إِلَى ذَلِكَ قَالَ عَمْرٌو: وَلَكِنِّي أُرِيدُ ذَلِكَ لِيَبْدُوَ عِيُّهُ [1] ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي هَذِهِ الأُمُورَ مَا هي؟ ولم يَزَلْ بِمُعَاوِيَةَ حَتَّى أَمَرَ الْحَسَنَ أَنْ يَخْطُبَ، وَقَالَ لَهُ: قُمْ يَا حَسَنُ فَكَلِّمِ النَّاسَ فِيمَا جَرَى بَيْنَنَا. فَقَامَ الْحَسَنُ فَتَشَهَّدَ، وَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ: أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ بِأَوَّلِنَا، وَحَقَنَ دِمَاءَكُمْ بِآخِرِنَا، وَإِنَّ لِهَذَا الأَمْرُ مُدَّةً، وَالدُّنْيَا دُوَلٌ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ [2] : وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ 21: 109. إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ ومتاع إلى حين. فَلَمَّا قَالَهَا قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: اجْلِسْ، فَجَلَسَ ثُمَّ قَامَ مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ لِعَمْرٍو: هَذَا مِنْ رَأْيِكَ. وَأَخْبَرَنَا خَلَفٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ الأَجْلَحُ، أَنَّهُ سَمِعَ الْمُجَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ يَذْكُرُ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لَمَّا جَرَى الصُّلْحُ بَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ قَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: قُمْ فَاخْطُبِ النَّاسَ، وَاذْكُرْ مَا كُنْتَ فِيهِ. فَقَامَ الْحَسَنُ فَخَطَبَ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي هَدَى بِنَا أَوَّلَكُمْ [3] . وَحَقَنَ بِنَا دِمَاءَ آخِرِكُمْ، أَلا إِنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التَّقِيُّ، وَأَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ، وَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي اخْتَلَفْتُ فِيهِ أَنَا وَمُعَاوِيَةُ إِمَّا أَنْ يَكُونَ كَانَ أَحَقَّ بِهِ

_ [1] في ى: عيبه. والمثبت من أ، ت. [2] سورة الأنبياء، آية 109 وما بعدها. [3] في أسد الغابة: هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا.

مِنِّي، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ حَقِّي فَتَرَكْتُهُ للَّه، ولإصلاح أمّة محمد صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَحَقْنِ دِمَائِهِمْ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ [1] ، وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ 21: 111. ثُمَّ نَزَلَ. فَقَالَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ: مَا أَرَدْتُ إِلا هَذَا. ومات الحسن بن علي رضي الله عنهما بالمدينة واختلف في وقت وفاته، فقيل: مات سنة تسع وأربعين. وقيل: بل مات في ربيع الأول من سنة خمسين بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين. وقيل: بل مات سنة إحدى وخمسين، ودفن ببقيع الغرقد [2] وصلى عليه سعيد بن العاص، وكان أميرًا بالمدينة قدمه الحسين للصلاة على أخيه، وقال. لولا أنها سنة ما قدمتك. وقد كانت أباحت له عائشة أن يدفن مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيتها، وكان سألها ذلك في مرضه، فلما مات منع من ذلك مروان وبنو أمية في خبر يطول ذكره. وقال قتادة وأبو بكر بن حفص: سم الحسن بن على، سمته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي. وقالت طائفة [3] : كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك، وكان لها ضرائر، والله أعلم. ذَكَرَ أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ وَأَبُو بَكْرِ بن أبى خيثمة قالا: حدثنا موسى

_ [1] سورة الأنبياء، آية 111. [2] مقبرة أهل المدينة. [3] في هوامش الاستيعاب: نسبة السم إلى معاوية غير صحيحة، لما في تاريخ ابن خلدون إن ما ينقل من أن معاوية دسّ إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث فهو من أحاديث الشيعة، وحاشا لمعاوية من ذلك.

ابن إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قال: دخل الحسين على الحسن، فَقَالَ: يَا أَخِي إِنِّي سُقِيتُ السُّمَّ ثَلاثَ مرار، لَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذِهِ الْمَرَّةِ إِنِّي لأَضَعُ كَبِدِي. فَقَالَ الْحُسَيْنُ: مَنْ سَقَاكَ يَا أَخِي؟ قَالَ: مَا سُؤَالُكَ عَنْ هَذَا؟ أَتُرِيدُ أَنْ تُقَاتِلَهُمْ، أَكِلُهُمْ إِلَى اللَّهِ. فلما مات ورد البريد بموته على معاوية، فقال: يا عجبًا من الحسن، شرب شربة من عسل بماء رومة. فقضى نحبه. وأنّى ابن عباس معاوية. فقال له: يا بن عباس، احتسب الحسن، لا يحزنك الله ولا يسوءك. فقال: أما ما أبقاك الله لي يا أمير المؤمنين فلا يحزنني الله ولا يسوءني. قَالَ: فأعطاه على كلمته ألف ألف وعروضا وأشياء، وقال: خذها واقسمها على أهلك. حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فَدَخَلَ الْمَخْرَجَ ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: لَقَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا وَمَا سُقِيْتُهُ مِثْلَ هَذِه الْمَرَّةِ، لَقَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ كَبِدِي، فَرَأَيْتُنِي أَقْلِبُهَا بِعُودٍ مَعِي فَقَالَ لَهُ الحسين: يَا أَخِي، مَنْ سَقَاكَ؟ قَالَ: وَمَا تُرِيدُ إِلَيْهِ؟ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: لَئِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُّ فاللَّه أَشَدُّ نِقْمَةً، وَلَئِنْ كَانَ غَيْرُهُ مَا أُحِبُّ أَنْ تَقْتُلَ بِي بَرِيئًا. وَذَكَرَ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْحَسَنِ. وقال أبو جحيفة: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكان الحسين يشبهه.

قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: حفظ الحسن بن علي عن رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ أحاديث ورواها عنه، منها حديث الدعاء في القنوت، ومنها: إنا آل مُحَمَّد لا تحل لنا الصدقة. وروى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم من وجوه أنه قال في الحسن والحسين: إنهما سيدا شباب أهل الجنة. وقال: اللَّهمّ إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما. قيل: كانت سنة يوم مات ستّا وأربعين سنة وقيل سبعا وأربعين. وكان معاوية قد أشار بالبيعة إلى يزيد في حياة الحسن، وعرض بها، ولكنه لم يكشفها، ولا عزم عليها إلا بعد موت الحسن. وروينا من وجوه أن الحسن بن علي لما حضرته الوفاة قَالَ للحسين أخيه: يا أخي، إن أبانا رحمه الله تعالى لما قبض رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ استشرف لهذا الأمر، ورجا أن يكون صاحبه، فصرفه الله عنه، ووليها أبو بكر، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوف لها أيضًا، فصرفت عنه إلى عمر. فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم، فلم يشك أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما هلك عثمان بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، وطلبها، فما صفا له شيء منها، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا- أهل البيت- النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخفك [1] سفهاء أهل الكوفه فأخرجوك وقد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: نعم. وإني لا أدري لعلها كان ذلك منها حياء، فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فإن طلت نفسها فادفني في بيتها،

_ [1] في أسد الغابة: فلا يستخفنك أهل الكوفة ليخرجوك.

(556) الحسين بن على بن أبى طالب،

وما أظن القوم إلا [1] سيمنعونك إذا أردت ذلك، فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك، وادفني في بقيع الغرقد، فإن فيمن فيه [2] أسوة. فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة، فطلب ذلك إليها، فقالت: نعم وكرامة. فبلغ ذلك مروان، فقال مروان: كذب وكذبت، والله لا يدفن هناك أبدًا، منعوا عثمان من دفنه في المقبرة، ويريدون دفن الحسن في بيت عائشة! فبلغ ذلك الحسين، فدخل هو ومن معه في السلاح، فبلغ ذلك مروان فاستلأم في الحديد أيضًا، فبلغ ذلك أبا هريرة فقال: والله ما هو إلا ظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه، والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ثم انطلق إلى الحسين فكلمه وناشده الله، وقال له: أليس قد قَالَ أخوك: إن خفت أن يكون قتال فردوني إلى مقبرة المسلمين، فلم يزل به حتى فعل، وحمله إلى البقيع، فلم يشهده يومئذ من بنى أميّة إلا سعيد بن العاصي، وكان يومئذ أميرًا على المدينة، فقدمه [3] الحسين للصلاة عليه وقال: هي السنة. وخالد بن الوليد بن عقبة ناشد بني أمية أن يخلوه يشاهد الجنازة، فتركوه، فشهد دفنه في المقبرة، ودفن إلى جنب أمه فاطمة رضي الله عنها وعن بينها أجمعين. (556) الحسين بن علي بن أبي طالب، أمه فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، يكنى أبا عَبْد الله، ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع، وقيل سنة ثلاث، هذا قول الواقدي وطائفة معه.

_ [1] في ت: وما أظن أن القوم سيمنعونك. وفي أمثل ى. [2] في ى: فإن فيمن ثمة لي أسوة. [3] في ى: قدمه.

قَالَ الواقدي: علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة. وروى جعفر بن مُحَمَّد عن أبيه قَالَ: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر واحد. وقال قتادة: ولد الحسين بعد الحسن بسنة [1] وعشرة أشهر لخمس سنين وستة أشهر من التاريخ [2] ، وعق [3] عنه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كما عق عن أخيه، وكان الحسين فاضلا دينًا كثير الصيام والصلاة والحج. قتل رضي الله عنه يوم الجمعة لعشر خلت من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بموضع يقال له كربلاء [4] من أرض العراق بناحية الكوفة، ويعرف الموضع أيضًا بالطف، قتله سنان بن أنس النخعي، ويقال له أيضًا سنان بن أبي سنان النخعي، وهو جد شريك القاضي. ويقال: بل الذي قتله رجل من مذحج. وقيل: بل قتله شمر بن ذي الجوشن، وكان أبرص، وأجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي من حمير، جز رأسه وأتى به عبيد الله بن زياد وقال: أوقر ركابي فضة وذهبًا ... إني [5] قتلت الملك المحجبا قتلت خير الناس أمًا وأبًا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا وقال يحيى بن معين: أهل الكوفة يقولون: إن الذي قتل الحسين عمر ابن سعد بن أبي وقاص، قَالَ يحيى: وكان إبراهيم بن سعد يروى فيه حديثًا إنه لم يقتله عمر بن سعد.

_ [1] في ى: أو عشرة أشهر. والمثبت من أ، ت. [2] في أسد الغابة: فولدته لست سنين وخمسة أشهر ونصف شهر من الهجرة. [3] العقيقة: الشاة التي تذبح عند حلق شعر المولود. وعق عن المولود: ذبح عنه (القاموس) . [4] كربلاء: الموضع الّذي قتل فيه الحسين في طرف البرية عند الكوفة (ياقوت) . [5] في أسد الغابة: فقد قتلت السيد.

وقال أبو عمر: إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين، [وأمر عليهم عمر ابن سعد] [1] ، ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله، وكان في تلك الخيل- والله أعلم- قوم من مضر [2] ومن اليمن. وفي شعر سليمان بن قتة الخزاعي. وقيل: إنها لأبي الرميح [3] الخزاعي ما يدل على الاشتراك في دم الحسين، فمن قوله في ذلك [4] : مررت على أبيات آل مُحَمَّد ... فلم أر من أمثالها حين حلت فلا يبعد الله البيوت وأهلها ... وإن أصبحت منهم برغمي تخلت وكانوا رجاء ثم عادوا رزية [5] ... لقد عظمت تلك الرزايا وجلت أولئك قوم لم يشيموا سيوفهم ... ولم تنك في أعدائهم حين سلت وإن قتيل الطف من آل هاشم ... أذل رقابا من قريش فذلت [6] وفيها يقول: إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها ... وتقتلنا قيس إذا النعل زلت وعند غني قطرة من دمائنا ... سنجزيهم يومًا بها حيث حلت ومنها أو من غيرها: ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد حسين والبلاد اقشعرّت

_ [1] الزيادة من أ، ت. [2] في ى: مصر. وفي ت من بنى مضر. والمثبت من أ. [3] نسبت هذه الأبيات إلى أبى دهبل الجمحيّ في معجم البلدان (مادة طف) . وفي هوامش الاستيعاب: بخطه الزميج، وصوابه: لأبى رمح. [4] في ياقوت: فلم أرها أمثالها. [5] في ياقوت: وكانوا غياثا ثم أضحوا رزيه [6] في ياقوت: ألا إن قتلى الطف من آل هاشم ... أذلت رقاب المسلمين فذلت

وقد أعولت تبكي السماء لفقده ... وأنجمها ناحت عليه وصلت في أبيات كثيرة. وقال خليفة بن خياط: الذي ولى قتل الحسين بن علي شمر بن ذي الجوشن وأمير الجيش عمر بن سعد. وقال مصعب: الذي ولى قتل الحسين بن علي سنان بن أبي سنان النخعي، لا رحمه الله، ويصدق ذلك قول الشاعر: وأي رزية عدلت حسينًا ... غداة تبيره [1] كفا سنان وقال منصور النمري: ويلك يا قاتل الحسين لقد ... بؤت بحمل ينوء بالحامل أي حباء [2] حبوت أحمد في ... حفرته من حرارة الثاكل تعال فاطلب غدًا شفاعته ... وانهض فرد حوضه مع الناهل ما الشك عندي في حال قاتله ... لكنني قد أشك في الخاذل [3] كأنما أنت تعجبين ألا ... تنزل بالقوم نقمة العاجل لا يعجل الله إن عجلت وما ... ربك عما ترين بالغافل ما حصلت لامرئ سعادته ... حقت عليه عقوبة الآجل أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ

_ [1] في ى: تثيره. [2] في أسد الغابة، أ: حبا. [3] في أسد الغابة: بالخاذل.

النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ نِصْفَ النَّهَارِ وَهُوَ قَائِمٌ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، بِيَدِهِ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ فقلت: يا أبى أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا دَمُ الْحُسَيْنِ لَمْ أَزَلْ أَلْتَقِطُهُ مُنْذُ الْيَوْمِ، فَوُجِدَ قَدْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمَ. وهذا البيت زعموا قديمًا لا يدرى قائله: أترجو أمة قتلت حسينًا ... شفاعة جده يوم الحساب وبكى الناس الحسين فأكثروا. وروى فطر، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية قَالَ: قتل مع الحسين سبعة عشر رجلا كلهم من ولد فاطمة وقال أبو موسى، عن الحسن البصري: أصيب مع الحسين بن علي ستة عشر رجلا من أهل بيته ما على وجه الأرض يومئذ لهم شبة. وقيل: إنه قتل مع الحسين من ولده وإخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا. وقال أبو عمر: لما مات معاوية وأفضت الخلافة إلى يزيد، وذلك في في سنة ستين، ووردت بيعته على الوليد بن عقبة [1] بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها أرسل إلى الحسين بن علي وإلى عَبْد الله بن الزبير ليلا فأتى بهما، فقال: بايعا، فقالا: مثلنا لا يبايع سرًا، ولكننا نبايع على رءوس الناس إذا أصبحنا. فرجعا إلى بيوتهما، وخرجا من ليلتهما إلى مكة، وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب، فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوال وذا القعده، وخرج يوم التروية يريد الكوفة، فكان سبب هلاكه. قتل [2] يوم الأحد لعشر مضين من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى

_ [1] في ت: عتبة. [2] في ت: فقتل.

وستين بموضع من أرض الكوفة يدعى كربلاء قرب الطف، وقضى الله عز وجل أن قتل عبيد الله بن زياد يوم عاشوراء سنة سبع وستين، قتله إبراهيم بن الأشتر في الحرب، وبعث برأسه إلى المختار، وبعث به المختار إلى ابن الزبير، فبعث به ابن الزبير إلى علي بن الحسين. واختلف في سنّ الحسين يوم قتله: فقيل: قتل وهو ابن سبع وخمسين. وقيل: قتل وهو ابن ثمان وخمسين. قَالَ قتادة: قتل الحسين وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر، وذكر المازني، عن الشافعي، عن سفيان بن عيينة، قَالَ: قَالَ لي جعفر بن مُحَمَّد: توفي علي بن أبي طالب، وهو ابن ثمان وخمسين سنة. وقتل الحسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وتوفي علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وتوفي مُحَمَّد بن علي بن الحسين وهو ابن ثمان وخمسين سنة. قَالَ سفيان: وقال لي جعفر بن مُحَمَّد وأنا بهذه السنة في ثمان وخمسين فتوفى فيها رحمه الله. قَالَ مصعب الزبيري: حج الحسين بن علي خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، وَذَكَرَ أَسَدٌ عَنْ حَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرَّدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: أَبْصَرَتْ عَيْنَايَ هَاتَانِ، وَسَمِعَتْ أُذُنَايَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ آخِذٌ بِكَفَّيْ حُسَيْنٍ، وَقَدَمَاهُ عَلَى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: تَرَقَّ عَيْنَ بَقَّةٍ. قَالَ: فَرَقَّى الْغُلامُ حَتَّى وَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ

رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: افْتَحْ فَاكَ، ثُمَّ قَبَّلَهُ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ أَحِبَّهُ، فَإِنِّي أُحِبُّهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عن النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ قَوْلَهُ: مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ. هَكَذَا حَدَّثَ بِهِ الْعُمَرِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكرنا الاختلاف [في إسناد هذا الحديث في] [1] كتاب التمهيد لحديث رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في الموطأ، والحمد للَّه. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سنان ابن أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا في ابن صائد: اختلفتم وأما بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَأَنْتُمْ بَعْدِي أَشَدُّ اخْتِلافًا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ [2] ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يَسْأَلُ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي فِكَاكِ الأَسِيرِ عَلَى مَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ أَعَانَهُمْ، وَرُبَّمَا قَالَ: قَاتَلَ مَعَهُمْ. قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي يُقَاتِلُ مَعَ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَيُفَكُّ مِنْ جِزْيَتِهِمْ. قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَتَى يَجِبُ عَطَاءُ الصَّبِيِّ؟ قَالَ: إذا استهلّ وجب عطاؤه ورزقه.

_ [1] الزيادة من ت، أ. [2] في. ت: ابن عمر.

(557) حويطب بن عبد العزى بن أبى قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري،

وَسَأَلَهُ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا فَدَعَا بِلِقْحَةٍ لَهُ فَحُلِبَتْ وَشَرِبَ قَائِمًا وَنَاوَلَهُ، وَكَانَ يُعَلِّقُ الشَّاةَ الْمَصْلِيَّةَ [1] فَيُطْعِمُنَا مِنْهَا وَنَحْنُ نَمْشِي مَعَهُ. (557) حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، كان من مسلمة الفتح، وهو أحد المؤلفة قلوبهم. أدركه الإسلام وهو ابن ستين سنه أو نحوها، وأعطى من غنائم حنين مائة بعير، وهو أحد النفر الذين أمرهم عمر بن الخطاب بتجديد [أنصاب [2]] الحرم، وكان ممن دفن عثمان بن عفان. وباع من معاوية دارًا بالمدينة بأربعين ألف دينار، فاستشرف لذلك الناس، فقال لهم معاوية: وما أربعون ألف دينار لرجل له خمسة من العيال؟ يكنى أبا مُحَمَّد وقيل: يكنى أبا الأصبع. روى عنه أبو نجيح المكي، والسائب بن يزيد. وقال ابن معين: لست أعلم له حديثًا ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: قد روى عن عَبْد الله بن السعدي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال مروان يومًا لحويطب بن عَبْد العزى: تأخر إسلامك أيها الشيخ حتى سبقك الأحداث فقال حويطب: الله المستعان، والله لقد هممت بالإسلام غير ما مرة، كل ذلك يعوقى أبوك عنه وينهاني، ويقول: تضع شرف [3] قومك وتدع دينك ودين آبائك لدين محدث، وتصير تابعًا. قَالَ: فأسكت- والله- مروان، وندم على ما كان قال له.

_ [1] صلى اللحم: شواه، كأصلاه، وصلّاه (القاموس) . [2] ليس في أ. [3] في أ، ت: تضع شرفك.

(558) حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، القرشي الجمحي.

ثم قَالَ له حويطب: أما كان أخبرك عثمان بما كان لقي من أبيك حين أسلم، فازداد مروان غمًا. ثم قَالَ حويطب: ما كان في قريش أحد من كبرائها الذين بقوا على دين قومهم إلى أن فتحت مكة أكره لما هو عليه مني، ولكن المقادير. ويروى عنه أنه قَالَ: شهدت بدرًا مع المشركين فرأيت عبرًا، رأيت الملائكة تقتل وتأسر بين السماء والأرض، ولم أذكر ذلك لأحد. وشهد مع سهيل بن عمرو صلح الحديبية، وآمنة أبو ذر يوم الفتح، ومشى معه، وجمع بينه وبين عياله حتى نودي بالأمان للجميع، إلا للنفر الذين أمر بقتلهم، ثم أسلم يوم الفتح، وشهد حنينًا والطائف مسلمًا، واستقرضه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أربعين ألف درهم فأقرضه إياها. ومات حويطب بالمدينة في آخر إمارة معاوية. وقيل: بل مات سنة أربع وخمسين، وهو ابن مائة وعشرين سنة. (558) حطاب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، القرشي الجمحي. هاجر إلى أرض الحبشة مع أخيه حاطب بن الحارث، وهاجرت معه امرأته فكيهة بنت يسار، ومات حطاب في الطريق إلى أرض الحبشة، لم يصل إليها، فقيل: إنه مات في الطريق منصرفه منها، كذلك قَالَ مصعب. (559) حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمرو [1] بن مخزوم القرشي المخزومي،

_ [1] في ى: عمر. والمثبت من أ، ت.

(560) حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ [2] بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي،

جد [1] المطلب بن عَبْد الله بن حنطب، كان من مسلمة الفتح له حديث واحد إسناده ضعيف. أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ يَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عن المغيرة عبد الرحمن، عن المطلب ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: هَذَانِ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَ الرَّأْسِ، فَلَيْسَ لَهُ غَيْرُ هَذَا الإِسْنَادِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَذَا هُوَ الْحِزَامِيُّ ضَعِيفٌ، وَلَيْسَ بِالْمَخْزُومِيِّ الْفَقِيهِ صَاحِبِ الرَّأْيِ، ذَلِكَ ثِقَةٌ فِي الْحَدِيثِ حَسَنُ الرَّأْيِ. (560) حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ [2] بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو وهب، جد سعيد بن المسيب بن حزن، الفقيه المدني، كان من المهاجرين [3] ومن أشراف قريش في الجاهلية، وهو الذي أخذ الحجر من الكعبة حين فرغوا من قواعد إبراهيم فنزًا [4] الحجر من يده حتى رجع مكانه. وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحزن بن أبي وهب: ما اسمك؟ قَالَ: حزن، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا، بل أنت سهل، فقال: اسم سماني به أبى.

_ [1] في ت: عبد المطلب. وفي هوامش الاستيعاب. وكان المطلب من أسارى بدر من عليه رسول الله بغير فداء لفقره وعجزه عن فداء نفسه، وليس لأبيه صحبة ولا رواية وقد ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وهم. [2] في أ، ت: عائد. [3] في هامش ت: إنما هو من الطلقاء، وقتل يوم اليمامة. [4] في أ: فنزل. ونزا: وثب.

(561) الحويرث بن عبد الله بن خلف بن مالك بن عبد الله بن حارثة بن غفار بن مليل الغفاري،

ويروى أنه قَالَ: إنما السهولة للحمار. قَالَ سعيد بن المسيب: فما زالت تلك الحزونة تعرف فينا حتى اليوم. وقال أهل النسب: في ولده حزونة وسوء خلق معروف ذلك فيهم لا يكاد يعدم [1] منهم. وكان سعيد بن المسيب ربما أنشد: وعمران بن مخزوم فدعهم ... هناك السر [2] والحسب اللّباب (561) الحويرث بن عَبْد الله بن خلف بن مالك بن عَبْد الله بن حارثة بن غفار بن مليل الغفاري، هو آبي اللحم. قيل له ذلك فيما ذكر ابن الكلبي، لأنه أبي أن يأكل ما ذبح على الأنصاب. قتل يوم حنين شهيدًا، وذلك سنة ثمان من الهجرة. (562) حريز، أو أبو حريز [3] ، هكذا روى على الشك. أتى النبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ بمنى وهو يخطب. قَالَ: فوضعت يدي على ضفة راحلته فإذا مسك ضائنة [4] . (563) حزابة بن نعيم بن عمرو بن مالك بن الضبيب الضبابي، أسلم عام تبوك. (564) حمنن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أخو عَبْد الرحمن بن عوف. قَالَ الزبير: لم يهاجر ولم يدخل المدينة، وعاش في الجاهلية ستّين سنة، وفي الإسلام ستين سنة،

_ [1] في ى: يعدو. وهو تحريف. [2] في أ: الشر. [3] في أسد الغابة: قد أخرجه ابن مسعود في الأفراد فقال: جرير أو أبو جرير- بالجيم. والأول أصح. [4] في أسد الغابة: على رحله فإذا ميثرته جلد ضائنة. وفي الطبقات: على ميثرته.

(565) حزم بن أبى كعب الأنصاري،

وأوصى حمنن والأسود ابنا عوف إلى عَبْد الله بن الزبير. قال: وفي موت حمين يقول القائل: فيا عجبا إذ لم تفتق عيونها ... نساء بني عوف وقد مات حمنن (565) حزم بن أبي كعب الأنصاري، ذكر البخاري في التاريخ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا طالب بن حبيب، قال: سمعت عبد الرحمن بْنَ جَابِرٍ، عَنْ حَزْمِ بْنِ أَبِي كَعْبٍ أَنَّهُ مَرَّ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَهُوَ يَؤُمُّ فِي الْمَغْرِبِ فَطَوَّلَ، فَانْصَرَفَ فَذُكِرَ حَزْمٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ [1] : أَحْسَنْتُ صَلاتِي، فَقَالَ: يَا مُعَاذُ لا تَكُنْ فَتَّانًا. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَيُقَالُ عَنْ أَبِي دَاوُدَ عَنْ طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن جابر، عن أبيه أن حزم ابن أَبِي كَعْبٍ صَلَّى خَلْفَ مُعَاذٍ فَطَوَّلَ مُعَاذُ ... الْحَدِيثَ. قَالَ أبو عمر: وفي غير هذه الرواية أن صاحب معاذ اسمه حزام [2] ابن أبي كعب. قَالَ أبو عمر: قد ذكرناه فيما تقدم. (566) حيدة ووردان، ابنا مخرم بن مخرمة بن قرط بن جناب من بني العنبر بن عمرو بن تميم، لهما صحبة قاله الطبري. قدما عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما ودعا لهما. (567) حمران بن جابر الحنفي اليمامي، له صحبة، وهو أحد الوفد السبعة من بني حنيفة. (568) الحر بن قيس بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، ابن أخى عيينة

_ [1] في ى: قال. [2] في ى: حرام.

ابن حصن، كان أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من فزارة مرجعه من تبوك. روى سفيان بن عيينة، عن الزهري قَالَ: كان جلساء عمر بن الخطاب أهل القرآن شبابًا وكهولا، قَالَ: فجاء عيينة الفزاري، وكان له ابن أخ من جلساء عمر يقال له الحر بن قيس، فقال لابن أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل؟ فقال: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي. فقال: لا أفعل. فأدخله على عمر. فقال: يا بن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا نعطي الجزل فغضب عمر غضبا شديدا حتى هم أن يوقع به. فقال ابن أخيه: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى يقول في كتابه [1] : «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ» 7: 199 وإن هذا من الجاهلين. قال: فخلى عنه عمر، وكان [2] وقافا عند كتاب الله عز وجل والحر بن قيس هذا، هو المذكور في حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس في صاحب موسى الذي سأل لقاءه، فمر بهما أبي بن كعب فحدثهما بقصة موسى والخضر. حدث به عن الزهري الأوزاعي ويونس بن يزيد. وذكر الطبري الحر بن مالك من بني جحجبى شهد أحدا، وقد ذكرناه في حين ذكرنا جزء بن مالك في الجيم فيما تقدم، فلولا الاختلاف فيه لجعلنا الحرّ في باب [3] .

_ [1] سورة الأعراف، آية 198. [2] في أسد الغابة: وكان دقافا عند كتاب الله. [3] في ى: بابه.

(569) حميل [1] بن بصرة أبو بصرة الغفاري،

(569) حميل [1] بن بصرة أبو بصرة الغفاري، ويقال حميل وحميل، والصواب حميل. كذلك قَالَ علي بن المديني. وزعم أنه سأل بعض ولده عن ذلك فقال حميل، وجعل ما عداه تصحيفًا قَالَ علي بن المديني: سألت شيخًا من بني غفار. فقلت: جميل بن بصرة تعرفه؟ فقال: صحفت، صاحبك والله إنما هو حميل بن بصرة، وهو جد هذا الغلام- لغلام كان معه- وكذلك قَالَ فيه زيد بن أسلم: حميل. رَوَى عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ هَذَا أَبُو هُرَيْرَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى النَّاقِدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ. عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُجَبِّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الطُّورِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَلَقِيَ حُمَيْلا الْغِفَارِيَّ. فَقَالَ لَهُ حُمَيْلٌ: مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟ قَالَ: مِنَ الطُّورِ. قَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ لَقِيتُكَ لَمْ تَأْتِهِ. ثُمَّ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا تُضْرَبُ [2] أَكْبَادُ الإِبِلِ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ أبو عمر: هذا يشهد لصحة قول من قَالَ في هذا الحديث

_ [1] في التقريب: مثل حميد، لكن آخره لام. وقيل بفتح أوله، وقيل بالجيم- ابن بصرة بفتح الموحدة ابن وقاص، أبو بصرة الغفاريّ. وفي أسد الغابة: وقيل: بصرة ابن أبى بصرة. [2] في أسد الغابة: لا نشد الرحال.

(570) حى بن جارية الثقفي.

عن أبى هريرة: فلقت أبا بصرة. ومن قَالَ فيه: فلقيت بصرة بن أبي بصرة، فليس بشيء، وقد أوضحنا ذلك في باب بصرة، والحمد للَّه. (570) حي بن جارية الثقفي. أسلم يوم الفتح، وقتل يوم اليمامة شهيدًا، هذا قول الطبري، وفي رواية إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قَالَ: وممن قتل يوم اليمامة حي بن حارثة من ثقيف. قَالَ الدارقطني: كذا ضبطناه بكسر الحاء ممال في كتاب ابن إسحاق رواية إبراهيم بن سعد. قَالَ أبو عمر: هكذا قَالَ ابن حارثة بالحاء والثاء [1] . (571) حبيش بن خالد بن منقذ بن ربيعة، ومنهم من يقول حبيش بن خالد ابن خليف [2] بن منقذ بن ربيعة [بن أصرم بن ضبيب بن حرام [3]] الخزاعي [الكعبي [4]] أحد بني كعب بن عمرو. [وقيل: حبيش بن خالد بن ربيعة، لا يذكرون منقذا. وينسبونه: حبيش ابن خالد بن ربيعة بن حرام بن ضبيس بن حرام بن حبيشة بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي، حليف بني منقذ بن عمرو] [5] ، ويكنى أبا صخر، وهو صاحب حديث أم معبد الخزاعية، لا أعلم له حديثًا غيره. وأبوه خالد يقال له الأشعر [6] يعرف بذلك، وحبيش هذا هو أخو أم معبد الخزاعية، واسمها عاتكة بنت خويلد بن خالد، وأخوها خويلد بن خالد،

_ [1] قال في أسد الغابة: قال الطبري: وبحاء وياء واحدة، ابن جارية- بجيم. وقال الواقدي: جي بياءيين وجيم ثم قال: وقد ذكرناه في جى بعد الحاء باء موحدة. [2] في ت: حليف بنى منقذ وفي أمثل ى. [3] من أوحدها. [4] من أ، ت. [5] من أوحدها. [6] في ى: الأسعر، والمثبت من أ، ت.

(572) حبشى بن جنادة السلولى.

ومن نسبهم قَالَ: بنو خالد بن خليفة بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام [1] بن حبيشة بن كعب بن عمرو، وهو أبو خزاعة. وكان إبراهيم بن سعد يقول فيه خنيس بن خالد بالخاء المعجمة، ويرويه عن ابن إسحاق [2] وكذلك رواه سلمة [3] عن ابن إسحاق، وقاله غيره أيضًا، والأكثر يقولون حبيش، والله أعلم. وقال موسى بن عقبه: وقتل يوم الفتح كرز بن جابر [4] وحبيش بن خالد. قَالَ: وخالد يدعى الأشعر وقال غيره: يقال لحبيش هذا ولأبيه قتيل البطحاء. (572) حبشي بن جنادة السلولي. يكنى أبا الجنوب، معدود في الكوفيين. روى عنه الشعبي، وأبو إسحاق السبيعي، وابنه عَبْد الرحمن بن حبشي. (573) حوط بن عَبْد العزى، يقال: إنه من بني عامر بن لؤي. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا تقرب الملائكة رفقة فيها جرس. روى عنه ابن بريدة، وقد قيل أيضًا عن ابن بريدة في هذا الحديث عن حويطب بن عبد العزّى، والصحيح حوط بن عَبْد العزى [5] ، وقال أبو حاتم الرازيّ: لا تصحّ له صحبة.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: حزام. وفي أ، ت مثل ى. [2] في أسد الغابة: والأول أصح. [3] في ى: مسلمة. والمثبت من أ، ت. [4] في ى: كرز بن خالد. والمثبت من أ. وفي ت: كرز- فقط. [5] في أسد الغابة: وأخرجه أبو نعيم في خوط- بالخاء المعجمة.

(575) حسل بن خارجة الأشجعي،

(574) حدرد الأسلمي [1] ، يكنى أبا خراش. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: هجر الرجل أخاه سنة كسفك دمه. روى عنه عمران بن أبي أنس (575) حسل بن خارجة الأشجعي، ويقال حسيل. وبعضهم يقول حنبل. أسلم يوم خيبر، وشهد فتحها، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعطى الفارس يومئذ ثلاثة أسهم، سهمان لفرسه وسهم له، وأسهم للراجل سهمًا واحدًا. (576) حممة [2] رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. ذكر ابن المبارك في كتاب الجهاد له، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ حُمَمَةٌ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى أَصْبَهَانَ غَازِيًا فِي خِلافَةِ عُمَرَ، قَالَ: وَفُتِحَتْ أَصْبَهَانُ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، قَالَ: فَقَالَ اللَّهمّ إِنَّ حُمَمَةَ يَزْعُمُ أَنَّه يُحِبُّ لِقَاءَكَ، فَإِنْ كَانَ حُمَمَةُ صَادِقًا فَاعْزِمْ لَهُ عَلَيْهِ، وَصَدِّقْهُ، اللَّهمّ لا تَرُدَّ حُمَمَةَ مِنْ سَفَرِهِ هَذَا. قَالَ: فَأَخَذَهُ بَطْنُهُ فَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ. فَقَامَ أَبُو مُوسَى فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلا وَإِنَّا وَاللَّهِ فِيمَا سَمِعْنَا مِنْ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَفِيمَا بَلَغَنَا عِلْمُهُ، أَلا إِنَّ حُمَمَةَ شَهِيدٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي كِتَابِ فَتْحِ الْعِرَاقِ مِنْ مُصَنَّفِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قال: حدثنا أبو عوانة، قال حدثنا دواد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ رَجُلا كَانَ يُقَالُ لَهُ حُمَمَةُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ سَوَاءً، إِلا أَنَّه قَالَ: فَأَخَذَهُ الْمَوْتُ، فَمَاتَ بِأَصْبَهَانَ، وَلَمْ يَقُلْ: فَأَخَذَهُ بطنه، وذكر الخبر إلى آخره.

_ [1] في التقريب: حدود بن أبى حدرد الأسلمي. [2] ذكره في أسد الغابة: حممة بن أبي حممة الدوس.

(577) حرب بن الحارث،

(577) حرب بن الحارث، روى عنه الربيع بن زياد، قال: سمعت رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: قد أمرنا للنساء بالورس [1] ، وكان الورس قد أتاهم من اليمن. (578) حتى الليثي، له صحبة، حديثه عند ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن أبى يم الجيشانيّ، قال: كان حي الليثي- وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ [2]- إذا مالت الشمس صلى الظهر في بيته ثم راح فإن أدرك الظهر في المسجد صلى معهم. (579) حويصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي [3] بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الحارثي، يكنى أبا سعد أخو محيصة لأبيه وأمه. يقال: إن حويصة كان أسن من أخيه محيصة، وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكبر الكبر، [4] إذا قالا له قصة ابن عمهما عَبْد الله بن سهل المقتول بخيبر، وشكوا ذلك إليه مع أخيه عبد الرحمن ابن سهل، فأراد عَبْد الرحمن أن يتكلم لمكانه من أخيه، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ: كبر كبر- في حديث القسامة. شهد حويصة أحدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه مُحَمَّد بن سهل بن أبي حثمة، وحرام بن سعد بن محيّصة.

_ [1] في أ، ت: يورس. [2] في أسد الغابة: كان حي الليثي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. [3] في أسد الغابة: بن عامر بن ربيعة بن عدي، وفي أ، ت مثل ى. [4] أي ليبدأ الأكبر، أو قدموا الأكبر، إرشادا إلى الأدب في تقديم الأسن. ويروى: كبروا الكبر، أي قدموا الأكبر (النهاية) .

(580) حصيب [1] ،

(580) حصيب [1] ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كان الله لا شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق سبع سماوات. قَالَ. ثم أتاني آت، فقال: إن ناقتك قد انحلت فخرجت والسراب دونها، فوددت أني كنت تركتها، وسمعت باقي كلامه. قَالَ أبو عمر: لا أعرفه بغير هذا الحديث، ولا أقف له على نسب. (581) حوشب بن طخية [2] الحميري، ويقال الألهاني، ذو ظليم أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: إنه قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، واتفق أهل العلم بالسير والمعرفة بالخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى حوشب ذي ظليم الحميري كتابًا، وبعث به إليه مع جرير البجلي ليتعاون هو وذو الكلاع وفيروز الديلمي ومن أطاعهم على قتل الأسود العنسي الكذاب، وكان حوشب وذو الكلاع رئيسين في قومهما متبوعين، وهما كانا ومن تبعهما من أهل اليمن القائمين بحرب صفين مع معاوية، وقتلا جميعًا بصفين: قتل حوشبًا سليمان بن صرد الخزاعي، وقتل ذا الكلاع حريث بن جابر. وقيل قتله الأشتر. حُدِّثْتُ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَزاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سوقة،

_ [1] في هوامش الاستيعاب- بخط كاتب الأصل في هامشه: لا أعرف حصيبا هذا. والحديث لعمران بن حصين صحيح. ويروى عن أبيه أيضا، ولعل بعض الرواة صحف خصيبا حصيبا. وفي أسد الغابة: لعل بعض الرواة صحف. [2] في أسد الغابة: وقيل ظخمة بالميم. وفي هوامش الاستيعاب- بالميم أيضا.

(582) [حمير،

عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: نَادَى حَوْشَبُ الْحِمْيَرِيُّ عَلِيًّا يَوْمَ صِفِّينَ، فَقَالَ: انْصَرِفْ عَنَّا يا بن أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّا نَنْشُدُكَ اللَّهَ فِي دِمَائِنَا وَدَمِكَ، وَنُخَلِّي بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِرَاقِكَ، وَتُخَلِّي بَيْنَنَا وَبَيْنَ شَامِنَا، وَتَحْقِنُ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: هيهات يا بن أُمِّ ظَلِيمٍ، وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ الْمُدَاهَنَةَ تَسَعُنِي فِي دِينِ اللَّهِ لَفَعَلْتُ، وَلَكَانَ أَهْوَنَ عَلَيَّ فِي الْمُؤْنَةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ بِالسُّكُوتِ وَالإِدِّهَانِ إِذَا كَانَ اللَّهُ يُعْصَى وَهُمْ يُطِيقُونَ الدِّفَاعَ وَالْجِهَادَ حَتَّى يَظْهَرَ أَمْرُ اللَّهِ. وقد روى عن حوشب الحميري حديث مسند في فضل من مات له ولد، رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ كُرَيْبٍ، عَنْ حَوْشَبِ [الْحِمْيَرِيِّ] [1] عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ قِيلَ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ ما أخذنا منك. (582) [حمير، ويقال الحمير، بالألف واللام، بن عدي القاري الخطمي الأنصاري، أحد بني خطمة، تزوج مولاة عَبْد الله بن أبي بن سلول، وكانت فاضلة فولدت له توأمين الحارث بن الحمير وعدي بن الحمير وأم سعد بن الحمير، وكان الحمير من أصحاب مسجد الضرار ثم تاب فحسنت توبته] [2] . (583) حشرج غير منسوب، حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أخذه فوضعه في حجره، ومسح رأسه، ودعا له. لا نعرفه بغير حديثه هذا. (584) الحفشيش الكندي، يقال فيه بالجيم وبالحاء وبالخاء. وقد ذكرناه في باب الجيم بأتمّ من ذكره هنا.

_ [1] من أ، ت. [2] من ت وحدها.

(585) حنين مولى العباس بن عبد المطلب،

قيل: اسمه جرير بن معدان، والحفشيش لقب، يكنى أبا الخير، قدم على النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ في وفد كندة، وهو الذي نازع الأشعث بن قيس في أرضه، وترافعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (585) حنين مولى العباس بن عَبْد المطلب، كان عبدا وخادما للنّبيّ صلى الله عليه وَسَلَّمَ فوهبه لعمه العباس، فأعتقه العباس، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، هو جد إبراهيم بن عَبْد الله بن حنين. وقد قيل: إنه مولى علي بن أبى طالب. (586) [حماس الليثي، ذكره الواقدي فيمن ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر. وهو أبو أبي عمرو بن حماس، من أنفسهم، وله دار بالمدينة] [1] . (587) الحتات [2] بن يزيد بن علقمة بن حوى [3] بن سفيان بن مجاشع بن دارم المجاشعي التميمي. هكذا هو الحتات بتاءين منقوطتين باثنتين، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في وفد تميم، منهم عطارد بن حاجب، والأقرع بن حابس، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بن الأهتم، والحتات بن يزيد، ونعيم بن زيد، فأسلم وأسلموا، ذكره ابن إسحاق وابن هشام وابن الكلبي، وقالوا: آخى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الحتات وبين معاوية بن أبي سفيان، فمات الحتات عند معاوية في خلافته، فورثه بتلك الأخوة، فقال الفرزدق في ذلك لمعاوية [4] :

_ [1] من أ، ت. [2] في الإصابة: بضم أوله وتخفيف المثناة، وفي هوامش الاستيعاب: الحتات لقب، واسمه عامر. وفي شرح القاموس: الحتات لقب، واسمه بشر. [3] في الإصابة، ت: جرى. وفي شرح القاموس: بن جرى. والمثبت في ى، أ. [4] ديوانه: 13.

أبوك وعمي يا معاوي أورثا ... تراثًا فيحتاز التراث أقاربه [1] فما بال ميراث الحتات أكلته ... وميراث صخر جامد لك ذائبه [2] قَالَ ابن هشام: وهذان البيتان في أبيات له، والحتات بن يزيد هذا هو القائل: لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا لقد فتن الناس في دينهم ... وخلى [3] ابن عفان شرًا طويلا وأول هذه الأبيات: نأتك أمامة نأيًا محيلا ... وأعقبك الشوق حزنًا دخيلا [4] وحال أبو حسن دونها ... فما تستطيع إليها سبيلا لعمر أبيك [5] . وكان هرب من على رضى الله عنه إلى معاوية. للحتات بنون: عَبْد الله، وعبد الملك، ومنازل، بنو الحتات ولّوا لبني أمية. وقال الدار قطنى: حَدَّثَنَا الحسن بن مُحَمَّد بن كيسان النحوي، قَالَ: حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق، حَدَّثَنَا نصر بن علي، قال: حدثنا الأصمعي قال: حدثنا الحارث بن عمير، عن أيوب، قَالَ: غزا الحتات المجاشعي، وجارية بن قدامة، والأحنف، فرجع الحتات فقال لمعاوية: فضلت علي محرفًا ومخذلا. قَالَ: اشتريت منهما دينهما، قَالَ: فاشتر مني ديني.

_ [1] في الإصابة: فتحتاز التراث وفي الديوان: فأولى بالتراث. [2] في الإصابة: وميراث حرب. وفي ت: جامدا. [3] في الإصابة: وأبقى. [4] في ى: وخيلا. [5] من أ، ت.

(588) حليس

قَالَ نصر: يعني بالمحرق جارية بن قدامة، لأنه كان أحرق دار الإمارة بالبصرة. وبالمخذل الأحنف، لأنه كان خذل عن عائشة والزبير [يوم الجمل] [1] . (588) حليس [2] روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل قريش. روى عنه أبو الظاهرية [3] يعدّ في الشاميين. (589) الحسحاس، رجل من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا الله والله أكبر هكذا ذكره ابن أبي حاتم في الحاء. وقد ذكره غيره في باب الخاء المنقوطة، وإن كان هو كذلك فهو غير الخشخاش العنبري، لأنّ الخشخاش العنبري بالخاء المنقوطة وهو عندي وهم، والله أعلم، لأنّ حديث ذلك غير حديث هذا، وقد جوده أبو حاتم والله أعلم [4] .

_ [1] ليس في أ، ت، وفي الإصابة: مجدلا، جدل. [2] في الإصابة: بموحدة، ثم مهملة- بوزن جعفر. وقيل بتحتانية مصغرة غير منسوب [3] في أسد الغابة: أبو الزاهرية. وفي ت: أبو الزهرانة. وهذه الترجمة في ت وحدها. [4] هنا في المطبوعة ترجمة لمن اسمه حنيفة ولم نجدها في كل الأصول!.

المجلد الثاني

[المجلد الثاني] حرف الخاء باب خارجة (590) خارجة بن زيد [1] بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري، يعرفون بيني الأغر. شهد العقبة وبدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، ودفن هو وسعد بن الربيع في قبر واحد، وكان ابن عمه، وكذلك [2] كان الشأن في قتلى أحد، دفن الاثنان منهم والثلاثة في قبر واحد، وكان خارجة هذا من كبار الصحابة صهرا لأبي بكر الصديق، كانت ابنته تحت أبي بكر، وفيها قَالَ أبو بكر- حين حضرته الوفاة: إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية، واسم ابنته زوجة أبي بكر حبيبة، وذو بطنها أم كلثوم بنت أبي بكر، وكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين أبي بكر الصديق حين آخى بين المهاجرين والأنصار، وابنه زيد بن خارجة هو الذي تكلم بعد الموت. وذكر أن خارجة بن زيد بن أبي زهير أخذته الرماة يوم أحد، فجرح بضعة عشر جرحا، فمر به صفوان بن أمية فعرفه فأجهز عليه، ومثل به، وَقَالَ: هذا ممن أغرى بأبي علي يوم بدر- يعني أباه أمية بن خلف- وكان أمية بن خلف الجمحي والد صفوان يكنى أبا علي بابنه علي، وقتل معه يوم بدر. قَالَ ابن إسحاق: قتل أمية بن خلف رجل من الأنصار من بنى مازن.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: يختلف فيه، فقيل: زيد بن خارجة، وقيل خارجة بن زيد. [2] في أ، ت: وذلك.

(591) خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب القرشي العدوي،

وقال ابن هشام: ويقال قتله معاذ بن عفراء، وخارجة بن زيد، وخبيب بن إساف، اشتركوا فيه. قَالَ ابن إسحاق: وابنه علي بن أمية قتله عمار بن ياسر، يعني يومئذ ببدر، فلما قتل صفوان من قتل يوم أحد قَالَ: الآن شفيت نفسي حين قتلت الأماثل من أصحاب محمد، قتلت ابن قوقل، وقتلت ابن أبي زهير خارجة بن زيد، وقتلت أوس بن أرقم. (591) خارجة بن حذافة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي، أمه فاطمة بنت عمرو بن بجرة [1] العدوية، كان أحد فرسان قريش. يقال: إنه كان يعدل بألف فارس. وذكر بعض أهل النسب والأخبار أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر ليمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده بخارجة بن حذافة هذا، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود. وشهد خارجة بن حذافة فتح مصر. وقيل: إنه كان قاضيا لعمرو بن العاص بها. وقيل: بل كان على شرطة عمرو، وهو معدود في المصريين، لأنه شهد فتح مصر، ولم يزل فيها إلى أن قتل فيها، قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين كانوا انتدبوا لقتل علي ومعاوية وعمرو، فأراد الخارجي قتل عمرو، فقتل خارجة هذا، وهو يظنه عمرا، وذلك أنه كان استخلفه عمرو على صلاة الصبح ذَلِكَ اليوم، فلما قتله أخذ وأدخل على عمرو، فَقَالَ: من هذا الذي تدخلوني عليه؟ فقالوا: عمرو بن العاص. فَقَالَ: ومن قتلت؟ قيل: خارجة. فَقَالَ: أردت عمرا وأراد الله خارجة.

_ [1] في الإصابة: بجيرة.

(592) خارجة بن حصين [1] ،

وقد روى أن الخارجي الذي قتله لما أدخل على عمرو قَالَ له عمرو: أردت عمرا، وأراد الله خارجة، فاللَّه أعلم من قال ذلك منهما. والذي قتل خارجة هذا رجل من بني العنبر بن عمرو بن تميم يقَالُ له زاذويه، وقيل: إنه مولى لبني العنبر. وقد قيل: إن خارجة الذي قتله الخارجي بمصر على أنه عمرو رجل يسمى خارجة من بني سهم رهط عمرو بن العاص، وليس بشيء، وقبر خارجة بن حذافة معروف بمصر عند أهلها فيما ذكره علماؤها. ولا أعرف لخارجة هذا حديثا غير روايته عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الله أمركم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر، جعلها لكم فيما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. وإليه ذهب بعض الكوفيين في إيجاب الوتر، وإليه ذهب أيضا من قَالَ: لا تصلّى بعد الفجر. (592) خارجة بن حصين [1] ، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رجع من غزوة تبوك. (593) خارجة بن عمرو [2] الأنصاري، مذكور في الذين تولّوا يوم أحد. (594) خارجة بن الصلت، يعد في الكوفيين، روى عنه الشعبي. (595) خارجة بن جبلة، ويقَالَ جبلة بن خارجة [3] . روى عنه فروة [4] بن نوفل في: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1، إنها براءة من الشرك لمن قرأها عند نومه. وهو حديث كثير الاضطراب.

_ [1] في ت، والإصابة: حصن. وفي هوامش الاستيعاب: حصن. وقيل: حصين. [2] في ت: عامر. وفي هوامش الاستيعاب: وسمى الذهبي إياه عمرا. [3] في أسد الغابة: الصواب جبلة بن جارجة. [4] في ى: عروة. وهو تحريف.

(596) خارجة بن جزى [1] العذري.

(596) خارجة بن جزي [1] العذري. قَالَ: سمعت رجلا يوم تبوك قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أيباضع أهل الجنة؟ حديثه عند سعيد بن سنان عن ربيعة الجرشي عنه، يعد في الشاميين. (597) خارجة بن حمير الأشجعي، من بني دهمان، حليف لبني خنساء بن سنان من الأنصار، شهد بدرا هو وأخوه عبد الله بن حمير، هكذا قَالَ ابن إسحاق خارجة في رواية إبراهيم بن سعد. وَقَالَ موسى بن عقبة: حارثة بن الحمير، ولم يختلفوا أنه من أشجع ومن بني دهمان، وأنه شهد بدرا [هو وأخوه] [2] وأحدا. وَقَالَ يونس بن بكير مكان حمير خمير بالخاء المنقوطة [3] . (598) خارجة بن عقفان [4] ، حديثه عند ولده أنه أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما مرض، فرآه يعرق، فسمع فاطمة تقول: وا كرب أبي! فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا كرب على أبيك بعد اليوم. لَيْسَ يأتي حديثه إلا عن ولده وولد ولده، وليسوا بالمعروفين. باب خالد (599) خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي، يكنى أبا سعيد. أسلم قديما، يقَالُ: إنه أسلم بعد أبي بكر الصديق فكان ثالثا أو رابعا. وقيل: كان خامسا. وَقَالَ ضمرة بن ربيعة: كان إسلام

_ [1] في الإصابة: بن جزء- بفتح الجيم وسكون الزاى بعدها همزة ويقال: بكسر الزاى وتحتانية خفيفة. وفي أسد الغابة: جزى- بفتح الجيم وقيل بكسرها وبالزاي المكسورة. وقيل بسكونها وقيل: هو جزء- بفتح الجيم وبالزاي الساكنة وبعدها همزة. [2] ليس في أ، ت. [3] وقال ابن أبي حاتم: الجميز- بالجيم والزاى (أسد الغابة) وفي هوامش الاستيعاب: الجمير بالجيم أو الراء. [4] في الإصابة: عطفان.

خالد مع إسلام أبي بكر الصديق، وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدِ بِنْتِ خالد بن سعيد ابن الْعَاصِ تَقُولُ: كَانَ أَبِي خَامِسًا فِي الإِسْلامِ. قلت: من تقدّمه؟ قالت: على ابن أَبِي طَالِبٍ، وَابْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَزَيْدُ بْنُ حارثة، وسعد بن أبى وقّاص. قال أبو عمر: هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته الخزاعية، وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد، واسمها أمة [1] بنت خالد، وهاجر معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد بن العاص. وذكر الواقدي، حَدَّثَنَا جعفر، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد، قالت: وهاجر إلى أرض الحبشة المرة الثانية، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنابها، ثم قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بخيبر، فكلّم المسلمين فأسهوا لنا، ثم رجعنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، وأقمنا بها، وشهد أبي مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضاء [2] وفتح مكة وحنينا والطائف وتبوك، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات اليمن، فتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي باليمن. وروى إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص، قالت: أبي أول من كتب بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1: 1، وكان قدومه من أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صدقات مذحج، واستعمله على صنعاء اليمن، فلم يزل عليها إلى أن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

_ [1] في أسد الغابة: أميمة. [2] في ت: القضية.

ذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قَالَ: قتل خالد بن سعيد بن العاص يوم أجنادين. وذكر الدولابي، عن ابن سعدان، عن الحسن بن عثمان، قَالَ: قتل بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم خالد وعمرو ابنا سعيد بن العاص. قَالَ: وَقَالَ محمد بن يوسف: كانت وقعة أجنادين في جمادى الأولى لليلتين بقيتا منه يوم السبت نصف النهار سنة ثلاث عشرة قبل وفاة أبي بكر بأربع وعشرين ليلة. وقيل: بل قتل خالد بن سعيد بن العاص بمرج الصفر [1] سنة أربع عشرة في صدر خلافة عمر. قَالَ الزبير لخالد بن سعيد بن العاص: وهب عمرو بن معديكرب الصّمصامة، وذكر شعره في ذَلِكَ. وَذَكَرَ الْبَغَوِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ خَاتَمٌ مِنْ فِضَّةٍ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ «مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ» . قَالَ: فَأَخَذَهُ مِنِّي فَلَبِسَهُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ فِي يَدِهِ. وَقَالَ خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد: أخبرني أبي أن أعمامه: خالدا، وأبانا، وعمرا، بني سعيد بن العاص رجعوا عن عمالتهم حين مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أبو بكر: ما لكم رجعتم عن عمالتكم؟ ما أحد أحق بالعمل من عمال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارجعوا إلى أعمالكم. فقالوا: نحن بنو أبي أحيحة، لا نعمل لأحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدا. ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا.

_ [1] مرج الصفر: بدمشق.

وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية [1] ، وكان الحكم يعلم الحكمة. ويقَالَ [2] : ما فتحت بالشام كورة إلا وجد فيها رجل من بني سعيد بن العاص ميتا. وكان سعيد بن سعيد بن العاص قد قتل مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالطائف. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَحَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ [3] بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلامُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ قَدِيمًا، وَكَانَ أَوَّلَ إِخْوَتِهِ إِسْلامًا، وَكَانَ بَدْءُ إِسْلامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَنَّهُ وُقِفَ بِهِ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ، فَذَكَرَ مِنْ سِعَتِهِمَا مَا اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِ [4] ، وَكَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ فِيهَا، وَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذًا بِحِقْوَيْهِ [5] لا بقع فِيهَا، فَفَزِعَ، وَقَالَ: أَحْلِفُ باللَّه إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ، وَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدَ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبِعْهُ، وَإِنَّكَ سَتَتَّبِعُهُ فِي الإِسْلامِ الَّذِي يَحْجُزُكَ مِنْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا. فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَجْيَادَ [6] ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِلَى مَنْ تَدْعُو؟ فَقَالَ: أَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده وَرَسُولُهُ، وَتَخْلَعُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ، وَلا يَضُرُّ وَلا يَنْفَعُ، وَلا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدْهُ. قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ. فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلامِهِ، وَتَغَيَّبَ خَالِدٌ، وَعَلِمَ أَبُوهُ بِإِسْلامِهِ، فَأَرْسَلَ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ،

_ [1] في أ، ت: قرى عربية- بغير واو. [2] في ى: وقال. [3] في ت: بن مخلد بن خالد، مثل ى. [4] في ى: بها. [5] في ى: بحقوته. [6] أجياد: موضع بمكة يلي الصفا.

(600) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة،

وَلَمْ يَكُونُوا أَسْلَمُوا، فَوَجَدُوهُ فَأَتُوا بِهِ أَبَاهُ أَبَا أُحَيْحَةَ، فَسَبَّهُ [1] وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِمِقْرَعَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، وَأَنْتَ تَرَى خِلافَهُ قَوْمَهُ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَعَيْبِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ. فَقَالَ: قَدْ وَاللَّهِ تَبِعْتُهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ. فَغَضِبَ أَبُو أُحَيْحَةَ وَنَالَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ، وَقَالَ: اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ. وَاللَّهِ لأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي فَإِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُنِي مَا أَعِيشُ بِهِ، فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ لِبَنِيهِ: لا يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا صَنَعْتُ بِهِ مَا صَنَعْتُ بِهِ. فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَلْزَمُهُ وَيَعِيشُ مَعَهُ، وَتَغَيَّبَ عَنْ أَبِيهِ فِي نَوَاحِي مَكَّةَ حَتَّى خَرَجَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَانَ خَالِدٌ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ إِلَيْهَا. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ [2] بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ [مُحَمَّدِ بْنِ] [3] الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَمِّهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ مَرِضَ فَقَالَ. لَئِنْ رَفَعَنِي اللَّهُ مِنْ مَرَضِي هَذَا لا يُعْبَدُ إِلَهُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ بِمَكَّةَ أَبَدًا. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عِنْدَ ذَلِكَ: اللَّهمّ لا تَرْفَعْهُ، فَتُوُفِّيَ فِي مَرَضِهِ ذَلِكَ. (600) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة، أبو أيوب الأنصاري النجاري، من بني غنم بن مالك بن النجار، غلبت عليه كنيته، أمه هند بنت سعد بن عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد، وعليه نزل رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه

_ [1] في أ، ت: فأنبه. [2] في ى: بن على. [3] من أ، ت.

وَسَلَّمَ في خروجه من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة، فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة، وبنى مساكنه، ثم انتقل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مسكنه. وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين مصعب بن عمير. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ اللَّيْثِ بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ [1] أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: نَزَل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بَيْتِنَا الأَسْفَلِ، وَكُنْتُ فِي الْغُرْفَةِ، فَأُهْرِيقَ مَاءٌ فِي الْغُرْفَةِ، فَقُمْتُ أَنَا وَأُمُّ أَيُّوبَ بِقَطِيفَةٍ نتتبع الْمَاءَ شَفَقَةً أَنْ يَخْلُصَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [مِنْهُ شَيْءٌ] [2] ، وَنَزَلْتُ إلى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مُشْفِقٌ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَيْسَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ فَوْقَكَ، انْتَقِلْ إِلَى الْغُرْفَةِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَتَاعِهِ أَنْ يُنْقَلَ، وَمَتَاعُهُ قَلِيلٌ ... وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ. وكان أبو أيوب [3] الأنصاري مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها، ثم مات بالقسطنطينية من بلاد الروم في زمن معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، هو كان أميرهم يومئذ، وذلك سنة خمسين أو إحدى وخمسين من التاريخ. وقيل: بل كانت سنة اثنتين وخمسين، وهو الأكثر في غزوة يزيد القسطنطينية. حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن

_ [1] في ى: السمعي. والمثبت من أ، ت. [2] ليس في أ، ت. [3] هو خالد، صاحب الترجمة كما تقدم.

(601) خالد بن البكير بن عبد يا ليل بن عبد ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الليثي،

وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَشْيَاخِهِ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّهُ خَرَجَ غَازِيًا فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ فَمَرِضَ، فَلَمَّا ثَقُلَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَاحْمِلُونِي، فَإِذَا صَافَفْتُمُ [1] الْعَدُوَّ فَادْفِنُونِي تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ فَفَعَلُوا [2] ... وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ. وقبر أبي أيوب قرب سورها معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون، وقد ذكرنا طرفا من أخباره في باب كنيته. (601) خالد بن البكير بن عبد يا ليل بن عبد ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الليثي، أخو إياس بن البكير وعاقل بن البكير وعامر بن البكير [وكان] [3] عبد يا ليل، قد حالف في الجاهلية نفيل بن عبد العزي جد عمر بن الخطاب، فهو وولده حلفاء بني عدي. شهد هو وإخوته بدرا، ولا أعلم له رواية. وقتل خالد بن البكير يوم الرجيع [4] في صفر سنة أربع من الهجرة. وكان يوم قتل ابن أربع وثلاثين سنة، وكانت سرية يوم الرجيع مع عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ومرثد بن أبي مرثد الغنوي، قاتلوا هذيلا ورهطا من عضل والقارة حتى قتلوا ومن معهم، وأخذ خبيب بن عدي، ثم صلب، وله يقول حسان بن ثابت: ألا ليتني فيها شهدت ابن طارق ... وزيدا وما تغني الأماني ومرثدا فدافعت عن حيي خبيب وعاصم ... وكان شفاء تداركت خالدا

_ [1] في ى: صافيتم. وهو تحريف. [2] العبارة في أسد الغابة: إذا أنامت فاركب، ثم أسع في أرض العدو ما وجدت مساغا، فادفني ثم ارجع. [3] من أ، ت. [4] الرجيع: الموضع الّذي غدرت فيه عضل والقارة بالسبعة النفر الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم معهم. وهو ماء لهذيل (ياقوت) .

(602) خالد بن عمرو بن عدى بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم [1] بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمى،

(602) خالد بن عمرو بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم [1] بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد العقبة الثانية. (603) خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو سليمان. وقيل أبو الوليد، أمه لبابة الصغرى. وقيل: بل هي لبابة الكبرى. والأكثر على أن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولبابة أمه خالة بني العباس بن عبد المطلب، لأن لبابة الكبرى زوج العباس وأم بنيه. وكان خالد أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت القبة والأعنة في الجاهلية. فأما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش. وأما الأعنة فإنه كان يكون [المقدم] [2] على خيول قريش في الحروب. ذكر ذَلِكَ الزبير. واختلف في وقت إسلامه وهجرته، فقيل: هاجر خالد بعد الحديبية. وقيل: بل كان إسلامه بين الحديبية وخيبر. وقيل: بل كان إسلامه سنة خمس بعد فراغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني قريظة. وقيل: بل كان إسلامه سنة ثمان مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة. وقد ذكرنا في باب أخيه الوليد بن الوليد زيادة في خبر إسلام خالد، وكان خالد على خيل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية في ذي القعدة سنة ست، وخيبر بعدها في المحرم وصفر سنة سبع، وكانت هجرته مع عمرو

_ [1] في أسد الغابة: بن عدي بن غنم. [2] من أسد الغابة.

ابن العاص وعثمان بن طلحة. فلما رآهم رَسُول اللَّهِ عليه وسلم قَالَ: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. ولم يزل من حين أسلم يوليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعنة الخيل فيكون في مقدمتها في محاربة العرب. وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فتح مكة، فأبلى فيها، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى العزى وكان بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر تبجله فهدمها، وجعل يقول: يا عز كفرانك اليوم لا سبحانك ... إني رأيت الله قد أهانك قَالَ أبو عمر: لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا إلى الغميصاء [1] ماء من مياه جذيمة من بني عامر، فقتل منهم ناسا لم يكن قتله لهم صوابا، فوداهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: اللَّهمّ إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد، وخبره بذلك من صحيح الأثر، ولهم حديث. وكان على مقدمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين في بني سليم، وجرح يومئذ فأتاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رحله بعد ما هزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق. وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة [2] الجندل، وهو رجل من اليمن كان ملكا، فأخذه خالد فقدم به على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحقن دمه وأعطاه الجزية، فرده إلى قومه.

_ [1] قرب مكة، كان يسكنه بنو جذيمة بن عامر الذين أوقع بهم خالد بن الوليد عام الفتح. [2] دومة- بضم أوله وفتحه: ودومة الجندل: حصن وقرى بين الشام والمدينة (ياقوت) .

وبعث رسول الله صلّى الله عليه خالد بن الوليد أيضا سنة عشر إلى بلحارث ابن كعب، فقدم معه رجال منهم فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران. وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ: انْدَقَّتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ، فَمَا صَبَرَتْ فِي يَدِي إِلا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَّةٌ. وأمره أبو بكر الصديق على الجيوش، ففتح الله عليه اليمامة وغيرها، وقتل على يده أكثر أهل الردة، منهم مسيلمة ومالك بن نويرة. وقد اختلف في حال مالك بن نويرة، فقيل: إنه قتله مسلما لظن ظنه به، وكلام سمعه منه، وأنكر عليه أبو قتادة قتله، وخالفه في ذَلِكَ، وأقسم ألا يقاتل تحت رايته أبدا. وقيل: بل قتله كافرا، وخبره في ذَلِكَ يطول ذكره، وقد ذكره كل من ألف في الردة. ثم افتتح دمشق، وكان يقَالُ له سيف الله. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ، قَالَ: حدثنا الوليد ابن مسلم، قال: حدثني وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم- وذكر خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ- فَقَالَ: نِعْمَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو الْعَشِيرَةِ وَسَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ ثَعْلَبََةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: اشْتَكَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ

لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَقَعُونَ فِيَّ [1] فَأَرُدُّ عَلَيْهِمْ. فَقَالَ: لا تُؤْذُوا خَالِدًا فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَى الْكُفَّارِ. رَوَى جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلامٌ، فَقَالَ عَمَّارٌ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَلا أُكَلِّمَكَ أَبَدًا، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، مَالَكَ وَلِعَمَّارٍ؟ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَدْ شَهِدَ بَدْرًا. وَقَالَ لِعَمَّارٍ: إِنَّ خَالِدًا- يَا عَمَّارُ- سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ عَلَى الْكُفَّارِ. قَالَ خَالِدٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّ عَمَّارًا مِنْ يَوْمِئِذٍ. ولما حضرت خالد بن الوليد الوفاة قَالَ: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء. وتوفي خالد بن الوليد بحمص. وقيل: بل توفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين. [وقيل: بل توفي بحمص ودفن في قرية على ميل من حمص سنة إحدى وعشرين] [2] أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأوصى إلى عمر ابن الخطاب. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَنَّ نِسْوَةً مِنْ نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ اجْتَمَعْنَ فِي دَارٍ يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِينَ أَبَا سُلَيْمَانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ أو لقلقة [3] .

_ [1] في ت: بي. [2] من أ، ت. [3] النقع: رفع الصوت. وقيل: أراد شق الجيوب. واللقلقة: الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت واللقلق اللسان (أسد الغابة) .

(604) خالد بن الوليد الأنصاري،

وذكر محمد بن سلام قَالَ: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد بن الوليد، يقول: حلقت رأسها. (604) خالد بن الوليد الأنصاري، لا أقف على نسبه في الأنصار. ذكره ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين مع علي بن أبي طالب من الصحابة، وكان ممن أبلي هناك، لا أعرفه بغير ذَلِكَ. (605) خالد بن عمير، كان قد أدرك الجاهلية. روى عنه حميد بن هلال. (606) خالد بن أسيد [1] بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أخو عتاب بن أسيد، أسلم عام الفتح. مات بمكة، من حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أهل حين راح إلى منى. يروي عنه ابنه عبد الرحمن بن خالد ابن أسيد، وله بنون عدد، وهو معدود في المؤلفة قلوبهم. قَالَ ابن دريد: كان أسيد بن أبي العيص خزازا. (607) خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي، قتل أبوه يوم بدر كافرا. قتله عمر بن الخطاب، وكان خال عمر، وولى عمر بن الخطاب خالد بن العاص هذا مكة إذ عزل عنها نافع بن عبد الحارث الخزاعي، وولاه عليها أيضا عثمان بن عفان، له رواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقولون: لم يسمع منه. روى عنه ابنه عكرمة بن خالد. (608) خالد بن حزام بن خويلد بن أسد [2] ، أخو حكيم بن حزام القرشي الأسدي، كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وكانت هجرته إليها في المرة الثانية

_ [1] ضبط هكذا في أسد الغابة والطبقات، وفي ت ضبط بضم الهمزة. [2] في د: خويلد بن أسيد. والصواب من أ، ت، والطبقات. (م 2- الاستيعاب- ثان)

(609) خالد بن عقبة بن أبى معيط بن أبى عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي،

فنهشته حية فمات في الطريق قبل أن يدخل أرض الحبشة. قد روى أن فيه نزلت [1] : «وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى الله 4: 100» . (609) خالد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، واسم أبي معيط أبان، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية، كان هو وأخواه [2] الوليد وعمارة من مسلمة الفتح، ليست له رواية علمت، ولا خبر نادر، إلا إن له أخبارا في يوم [3] الدار، منها قول أزهر بن سيحان في خالد هذا معارضا له في أبيات قالها (منها) [4] : يلومونني أن جلت في الدار حاسرا [5] ... وقد فر منها خالد وهو دارع وفي الموطأ لعبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه كان معه عند دار خالد بن عقبة التي في السوق: حديث لا يتناجى اثنان دون واحد. [وخالد بن عقبة هذا ينسب إليه المعيطيون الذين عندنا بقرطبة [6]] . (610) خالد بن هوذة بن ربيعة العامري، ثم القشيري، وفد هو وأخوه حرملة بن هوذة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خزاعة يبشرهم بإسلامهما، ذكره ابن الكلبي. وهما من المؤلفة قلوبهم.

_ [1] سورة النساء، آية 99، وفي الإصابة: المشهور أن الّذي نزلت فيه هذه الآية جندب ابن ضمرة. [2] في أسد الغابة: وخالد هو أخو الوليد بن عقبة، وهو من مسلمة الفتح. [3] يوم حصر عثمان بن عفان. [4] من أ، ت. [5] الحاسر: من لا درع له. [6] ما بين القوسين ليس في ت، وهو في أ.

(611) خالد بن هشام،

وخالد بن هوذة هذا هو والد العداء بن خالد بن هوذة الذي ابتاع منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العبد أو الأمة، وكتب له العهدة. قال لأصمعى: أسلم العداء وأبوه خالد، وكانا سيدي قومهما، وليس خالد [1] ابن هوذة هذا من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة، أولئك في بني تميم، ولكن يقَالُ لجد خالد هذا أنف الناقة أيضا. (611) خالد بن هشام، ذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وفيه نظر. (612) خالد بن عقبة، جاء إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: اقرأ علي القرآن، فقرأ عليه [2] : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ 16: 90» إلى آخر الآية. فَقَالَ له: أعد، فأعاد، فَقَالَ: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمغدق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر. قَالَ أبو عمر: لا أدرى إن كان خالد ابن عقبة بن أبي معيط أو غيره، وظني أنه غيره، والله أعلم. (613) خالد بن قيس بن مالك بن العجلان بن عامر بن بياضة بن عامر الأنصاري البياضي، شهد العقبة في قول ابن إسحاق والواقدي، ولم يذكر ذَلِكَ موسى بن عقبة ولا أبو معشر، وشهد بدرا وأحدا. (614) خالد الأشعر الخزاعي الكعبي، اختلف في اسم أبيه، قال الواقدي: قتل مع كرز بن جابر بطريق مكة عام الفتح. (615) خالد بن عبادة الغفاريّ، هو الّذي دلّاه رسول الله صلّى الله عليه وسلم

_ [1] هكذا في أ، ت. وفي ى: وليس خالد هو ابن هوذة. وفي أسد الغابة: وليس هوذة هذا من بنى أنف الناقة. [2] سورة النحل، آية 90.

(616) خالد بن عبد الله الخزاعي،

بعمامته في البئر يوم الحديبيّة، فماح [1] في البئر فكثر الماء حتى روى الناس، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخرج سهما من كنانته فأمر به فوضع في قعرها، وليس فيها ماء فنبع الماء فيها وكثر، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من رجل ينزل في البئر؟ فنزل فيها خالد بن عبادة الغفاريّ. وقيل: بل نزل فيها ناجية بن جندب الأسلمي. (616) خالد بن عبد الله الخزاعي، ويقَالَ السلمي. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رجع يوم حنين بالسبي حتى قسمه بالجعرانة. إسناد حديثه هذا لا تقوم به حجة لأنهم مجهولون. (617) خالد الخزاعي، روى عنه ابنه نافع، لم يرو عنه غيره عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني الثالثة [2] . (618) خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان الليثي، ويقَالَ البكري، من بني ليث بن بكر بن عبد مناه. ويقَالَ: بل هو من قضاعة من بني عذرة. ومن قَالَ هذا قَالَ: هو خالد بن عرفطة بن صعير، ابن أخى ثعلبة بن صعير، عذري من بني حزاز بن كاهل بن عذرة حليف لبني زهرة، يقَالُ له العذري، ويقال الحزّازى، ويقَالَ البكري، ومن جعله عذريا قَالَ: هو خالد بن عرفطة بن أبرهة بن سنان بن صيفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان [3] بن أسلم ابن حزّاز بن كاهل بن عذرة بن سعد بن هذيم.

_ [1] الميح: أن يدخل البئر فيملأ الدلو، وذلك إذا قل ماؤها (اللسان) . [2] في أسد الغابة: أخرجه أبو عمر، وهو وهم، ويرد الكلام عليه في خالد بن نافع. [3] في هوامش الاستيعاب: يقال فيه عيلان وغيلان.

(619) خالد بن حكيم بن حزام،

وهذا هو الصواب [1] في نسبه، والحق إن شاء الله تعالى، والله أعلم، [وهو حليف لبني زهرة عند جميعهم [2]] . وَقَالَ خليفة بن خياط: لما سلم الأمر الحسن إلى معاوية خرج عليه عبد الله ابن أبي الحوساء بالنخيلة [3] ، فبعث إليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة في جمع من أهل الكوفة، فقتل ابن الحوساء، ويقَالَ ابن أبي الحمساء، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين فيما ذكره أبو عبيدة والمدائني، وفي ذَلِكَ الشهر كان الاجتماع على معاوية. قَالَ أبو عمر: سكن خالد بن عرفطة الكوفة، ومات بها سنة ستين، وقيل: سنة إحدى وستين عام قتل الحسين، وفيها ولد عمر بن عبد العزيز. روى عنه عثمان النهدي، ومسلم مولاه، وعبد الله بن يسار. (619) خالد بن حكيم بن حزام، له ولإخوته- هشام، وعبد الله، ويحيى- صحبة، أسلموا عام الفتح، وكان أبوهم من سادات قريش في الجاهلية والإسلام، وكان يكنى حكيم أبا خالد، وحديثه عند بكير بن الأشج، عن الضحاك، عنه. (620) خالد بن أبي جبل، ويقَالَ ابن أبي جيل العدواني. من عدوان بن قيس بن غيلان، معدود في أهل الحجاز، سكن الطائف. له حديث واحد. روى عنه ابنه عبد الرحمن، كان ممن بايع تحت الشجرة.

_ [1] في أسد الغابة: هذا كلام أبي عمر، وفيه سهو [2] ما بين القوسين ليس في ت. وهو في أ. [3] النخيلة: موضع قرب الكوفة (ياقوت) .

(621) خالد بن رباح الحبشي،

(621) خالد بن رباح الحبشي، أخو بلال بن رباح المؤذن له صحبة، ولا أعلم له رواية. (622) خالد بن عدي الجهني. يعد في أهل المدينة، كان ينزل الأشعر، روى عنه بسر بن سعيد [1] . (623) خالد بن نافع، أبو نافع الخزاعي، كان من أصحاب الشجرة. حديثه عند أبي مالك الأشجعي، عن نافع بن خالد، عَنْ أَبِيهِ خالد [2] . (624) خالد بن اللجلاج [3] ، في صحبته نظر. له حديث حسن رواه ابن عجلان، عن زرعة بن إبراهيم، عنه، ولا أعرفه في الصحابة. (625) خالد بن الحواري [الحبشي] [4] ، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم له حكاية، يروى عنه أنه قَالَ عند الموت: غسلوني غسلتين، غسلة للجنابة، وغسلة للموت. (626) خالد بن أيمن المعافري، روى أن أهل العوالي كانوا يصلون مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنهاهم أن يصلوا صلاة في يوم مرتين. ذكره هكذا ابن أبي حاتم، وَقَالَ: روى عنه عمرو بن شعيب. قَالَ أبو عمر: هذا خطأ، ولا يعرف خالد بن أيمن هذا في الصحابة، ولا ذكره فيهم غيره، والله أعلم، فهذا الحديث إنما يرويه عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار عن ابن عمر عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم. (627) خالد بن ربعي النهشلي التميمي. ويقَالَ: خالد بن مالك بن ربعي. أحد

_ [1] في ت: بشر بن سعيد. [2] قال في أسد الغابة: قد أخرج أبو عمر هذه الترجمة إلى قوله: روى عنه ابنه نافع. وقد أخرج خالد الخزاعي من غير أن ينسبه وقد تقدم، جعلهما اثنين وهما واحد (2- 100) . [3] في التهذيب: ويقال حصين بن اللجلاج. [4] من أ، ت وهوامش الاستيعاب. وفي ى: الحواري، وفي الطبقات: الحواترى.

باب خباب

الوفود [الوجوه] [1] من بني تميم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان خالد بن ربعي هذا مقدما في رهطه، وكان قد تنافر هو والقعقاع بن معبد إلى ربيعة بن حذار [2] أخي أسد بن خزيمة في الجاهلية، فَقَالَ لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قد عرفتكما، وأراد أن يستعمل أحدهما على بني تميم، فَقَالَ أبو بكر: يَا رَسُولَ الله، استعمل فلانا. وقال عمر: استعمل فلانا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إنكما لو اجتمعتما أخذت برأيكما، ولكنكما تختلفان علي أحيانا، فأنزل الله تعالى [3] : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ» 49: 1. هكذا في رواية محمد بن المنكدر. وأما حديث ابن الزبير ففيه أن الرجلين اللذين جرت هذه القصة [4] فيهما بين أبي بكر وعمر، القعقاع بن معبد، والأقرع بن حابس، وسيأتي ذكر ذلك في باب القعقاع إن شاء الله. باب خباب (628) خباب بن الأرت، اختلف في نسبه، فقيل: هو خزاعي، وقيل: هو تميمي، ولم يختلف أنه حليف لبني زهرة، والصحيح أنه تميمي النسب، لحقه سباء في الجاهلية، فاشترته امرأة من خزاعة وأعتقته، وكانت من حلفاء بني عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، فهو تميمىّ بالنسب، خزاعيّ

_ [1] من أ، ت. [2] في أسد الغابة: حذار- بكسر الحاء المهملة وبالذال المعجمة، وضبطه أبو عمر بخطه بالجيم والدال المهملة. والله أعلم. [3] سورة الحجرات، آية 1. [4] في ى: القضية.

بالولاء، زهري بالحلف، وهو خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، كان قينا يعمل السيوف في الجاهلية، فأصابه سبى فبيع بمكة، فاشترته أم أنمار بنت سباع الخزاعية، وأبوها سباع حليف بني عوف بن عبد عوف كما ذكرنا. وقد قيل: هو مولى ثابت بن أم أنمار. وقد قيل: بل أم خباب هي أم سباع الخزاعية، ولم يلحقه سباء، ولكنه انتمى إلى حلفاء أمه من بنى زهرة. قَالَ أبو عمر: كان فاضلا من المهاجرين الأولين، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أبا عبد الله. وقيل: يكنى أبا يحيى. وقيل: يكنى أبا محمد، كان قديم الإسلام ممن عذب في الله وصبر على دينه. كان رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين تميم مولى خراش ابن الصمة. وقيل: بل آخى بينه وبين جبر [1] بن عتيك، والأول أصح، والله أعلم. نزل الكوفة، ومات بها سنة سبع وثلاثين منصرف على رضي الله عنه من صفين [2] ، [وقيل: بل مات سنة تسع وثلاثين بعد أن شهد مع علي صفين] [3] والنهروان، وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكانت سنه إذ مات ثلاثا وستين [4] سنة، رضي الله عنه. وقيل: بل مات سنة تسع عشرة بالمدينة وصلى عليه عمر رضي الله عنه.

_ [1] في أ: بينه وبين ابن عتيك. [2] في أ: سنة سبع وثلاثين بعد أن شهد مع علي صفين. وقيل: بل مات سنة تسع وثلاثين بعد أن شهد مع على صفين والنهروان. [3] من ت. [4] في أسد الغابة: ثلاثا وسبعين.

(629) خباب بن قيظى بن عمرو بن سهل الأنصاري الأشهلي،

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا أبو داود، حَدَّثَنَا مُقَاتِلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ بَيَانٍ [1] ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ خَبَّابًا عَمَّا لَقِيَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، انْظُرْ إِلَى ظَهْرِي، فَنَظَرَ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ! قَالَ خَبَّابٌ: لَقَدْ أُوقِدَتْ لِي نَارٌ وَسُحِبْتُ عَلَيْهَا فَمَا أَطْفَأَهَا إلّا ودك ظهري. (629) خباب بن قيظى بن عمرو بن سهل الأنصاري الأشهلي، من بني عبد الأشهل، قتل يوم أحد شهيدا هو وأخوه صيفي بن قيظى. (630) خباب مولى عتبة بن غزوان، يكنى أبا يَحْيَى، شهد بدرا مع مولاه عتبة بن غزوان، وتوفي بالمدينة سنة تسع عشرة، وهو ابن خمسين سنة، وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (631) خباب مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، أدرك الجاهلية، واختلف في صحبته، وقد روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا وضوء إلا من صوت أو ريح. روى عنه صالح بن حيوان [2] وبنوه أصحاب المقصورة، منهم السائب ابن خبّاب، أبو مسلم صاحب المقصورة.

_ [1] في أ: بن بنان. [2] ويقال بالمعجمة، كما في التهذيب والتقريب.

باب خبيب

باب خبيب (632) خبيب بن عدي الأنصاري، من بني جحجبي [1] بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري، شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع في السرية التي خرج فيها مرثد بن أبي مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخالد بن البكير في سبعة نفر فقتلوا، وذلك في سنة ثلاث، وأسر خبيب وزيد بن الدثنة، وانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما، فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب قد قتل الحارث بن عامر يوم بدر، كذا قَالَ معمر عن ابن شهاب: إن بني الحارث بن عامر بن نوفل ابتاعوا خبيبا. وَقَالَ ابن إسحاق: وابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليف لهم، وكان حجير أخا الحارث بن عامر لأبيه فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه. قَالَ ابن شهاب: فمكث خبيب عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ليستحد بها، فأعارته. قالت: فغفلت عن صبي لي، فدرج إليه حتى أتاه. قالت: فأخذه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعا عرفه في [2] ، والموسى في يده. فَقَالَ: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله. قَالَ: فكانت تقول: ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ من حديقة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقا آتاه الله إياه. قَالَ: ثم خرجوا به من الحرم ليقتلوه، فَقَالَ: دعوني أصلي ركعتين. ثم قَالَ: لولا أن يروا أن ما بي من جزع من الموت لزدت.

_ [1] في أ، ت: من بني جحجبي بن كلفة بن عمرو بن عوف. [2] في ت: عرفه في وجهي.

قَالَ: فكان أول من صلى ركعتين عند القتل [هو] [1] ، ثم قَالَ: اللَّهمّ أحصهم عددا، [وأقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا] [2] ، ثم قَالَ: فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع قَالَ: ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله. هذا كله فيما ذكره ابن هشام عن عمرو [بن أبي سفيان] [3] الثقفي، عن أبي هريرة. وذكر ابن إسحاق قال: وقال خبيب حين صلبه [4] : لقد جمع الأحزاب حولي وألبوا ... قبائلهم واستجمعوا كلّ مجمّع وقد قرّبوا أبناءهم ونساءهم ... وقربت من جذع طويل ممنّع وكلهم يبدي العداوة جاهدا ... علي، لأني في وثاق بمضيع إلى الله أشكو غربتي بعد كربتي ... وما جمع الأحزاب لي عند مصرعي فذا العرش صبرني على ما أصابني ... فقد بضعوا لحمى وقد ضل مطمعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع وقد عرضوا بالكفر والموت دونه ... وقد ذرفت عيناي من غير مدمع وما بي حذار الموت، إني لميت ... ولكن حذاري حر نار تلفع فلست بمبد للعدو تخشعا ... ولا جزعا إني إلى الله مرجعي ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي حال كان في الله مصرعي [5]

_ [1] من ت وحدها. [2] من أسد الغابة. [3] من أ، ت. [4] في أ: صلبوه. [5] في ت: مضجعي.

وصلب بالتنعيم [1] ، وكان الذي تولى صلبه عقبة بن الحارث وأبو هبيرة العبدري [2] ، وذكر من الركعتين نحو ما ذكر ابن شهاب، قَالَ: وَقَالَ عبد الله ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: هو أول من سن الركعتين عند القتل. وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ [3] قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ [بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ] [4] عَنْ عَمِّهِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُقْبَةَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ اشْتَرَى خُبَيْبَ بْنَ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ خُبَيْبٌ قَدْ قَتَلَ أَبَاهُ يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ: وَاشْتَرَكَ فِي ابْتِيَاعِ خُبَيْبٍ فِيمَا زَعَمُوا أبو إهاب ابن عزير، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَالأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ الأَوْقَصِ، وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي عُتْبَةَ، وَبَنُو الْحَضْرَمِيِّ، وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ بِنْ خَلَفٍ، وَهُمْ أَبْنَاءُ مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَدَفَعُوهُ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ، فَسَجَنَهُ فِي دَارِهِ، وَكَانَتِ امْرَأَةُ عُقْبَةَ تَقُوتُهُ وَتَفْتَحُ عَنْهُ [5] وَتُطْعِمُهُ، وَقَالَ لَهَا: إِذَا أَرَادُوا قَتْلِي فَآذِنِينِي. فَلَمَّا أَرَادُوا قَتْلَهُ آذَنَتْهُ، فَقَالَ لَهَا: أَعْطِينِي [6] حَدِيدَةً أَسْتَحِدُّ بِهَا، فَأَعْطَتْهُ مُوسَى، فَقَالَ- وَهُوَ يَمْزَحُ: قَدْ أَمْكَنَ اللَّهُ مِنْكُمْ، فَقَالَتْ: مَا كَانَ هَذَا ظَنِّي بِكَ، فَطَرَحَ الْمُوسَى، وَقَالَ: إِنَّمَا كُنْتُ مَازِحًا. وروى عمرو بن أمية الضمري، قَالَ: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى خبيب بن عدي لأنزله من الخشبة، فصعدت خشبته ليلا، فقطعت عنه وألقيته، فسمعت وجبة خلفي، فالتفت فلم أر شيئا. روى سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر أنه سمع يقول الذي قتل خبيبا أبو سروعة عقبة بن الحارث بن نوفل.

_ [1] التنعيم: موضع بمكة، وهو بين مكة وسرف على فرسخين من مكة (ياقوت) . [2] في أ: العبديّ. وفي ت: العذري. [3] في ى: إسماعيل بن أبى يونس، قال: حدثني إسماعيل بن أبى أويس. [4] ليس في أ، ت. [5] في أ: عليه. [6] في أ، ت: ابغني.

(633) خبيب بن إساف،

(633) خبيب بن إساف، ويقَالَ يساف بن عنبة [1] بن عمرو بن خديج بن عامر بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، شهد بدرا وأحدا والخندق، وكان نازلا في المدينة. قَالَ الواقدي: كان خبيب بن يساف قد تأخر إسلامه حتى خرج النبي صَلَّى الله عليه وسلم بدر، فلحقه في الطريق، فأسلم وشهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات في خلافة عثمان. قَالَ أبو عمر: خبيب بن إساف هذا تزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير بعد أن توفي عنها أبو بكر الصديق، وروى عنه حديث واحد من وجه واحد، رواه عنه ابنه عبد الرحمن بن خبيب. وخبيب هذا هو جد خبيب بن عبد الرحمن بن [عبد الله بن] [2] خبيب ابن يساف شيخ مالك. وخبيب بن يساف هذا هو الذي قتل أمية بن خلف يوم بدر فيما ذكروا. قَالَ مسلم بن الحجاج: خبيب جد خبيب بن عبد الرحمن له صحبة. باب خداش (634) خداش بن سلامة، أبو سلامة السلامي، ويقَالَ ابن أبي سلامة. يعد في الكوفيين، روى عنه حديث واحد، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: أوصى امرأ بأمه، [أوصي أمرأ بأمه] [3] ثلاث مرات، أوصي امرأ بأبيه،

_ [1] في ى: عتبة. والصواب من الإصابة، وهوامش الاستيعاب، والطبقات. [2] من أ، ت. [3] من أ، ت.

(635) خداش [2] ، عم صفية [3] بنت أبى مجزأة [4] ،

أوصى امرأ بمولاه الذي يليه ... الحديث، رواه الثوري عن منصور، عن عبيد الله [1] بن علي، عنه. وذكره ابن أَبِي شَيْبَةَ، عن شريك، عن منصور بنحوه، وأدخل شيبان بين عبيد الله وأبي سلامة عرفطة السلمي. وقد قيل: في أبي سلامة خداش هذا إنه من ولد خبيب السلمي، وقد وهم فيه بعض من جمع في الأسماء والكنى، فَقَالَ: هو من ولد خبيب السلمي والد أبي عبد الرحمن السلمي، فلم يصنع شيئا. (635) خداش [2] ، عم صفية [3] بنت أبي مجزأة [4] ، عمة أيوب بن ثابت، حديثه في شأن الصحيفة. (636) خداش، أو خراش، بن حصين بن الأصم، واسم الأصم رحضة بن عامر ابن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. له صحبة، ولا أعلم له رواية. وزعم بنو عامر بن لؤي أنه قاتل مسيلمة الكذاب. باب خراش (637) خراش بن الصمة بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بدرا وأحدا، وجرح يوم أحد عشر جراحات، [ويقَالَ لخراش بن الصمة قائد الفرسان] [5] ، وكان من الرّماة المذكورين.

_ [1] هكذا في ى، والتهذيب. وفي أ، ت: عن عبيد بن على. [2] في أسد الغابة والإصابة: خداش بن أبي خداش المكيّ. [3] في أ: عم أبى صفية، ت مثل ى. [4] في أ، ت: بحراة. وفي أسد الغابة: بنت بحر، وفي الإصابة: بنت بحرية. [5] من ت وحدها.

(638) خراش بن أمية بن الفضل [1] الكعبي الخزاعي،

(638) خراش بن أمية بن الفضل [1] الكعبي الخزاعي، مدني شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديبية وخيبر وما بعدهما من المشاهد، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الحديبية إلى مكة، فآذته قريش وعقرت جمله، فحينئذ بعث إليهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عثمان بن عفان، وهو الذي حلق رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم يوم الحديبيّة. روى عن خراش هذا ابنه عبد الله بن خراش. توفى خراش في آخر خلافة معاوية. (639) خراش الكلبي، ثم السلولي. مذكور في الصحابة، لا أعرفه بغير ذَلِكَ. وقد قيل: إنه الذي قبله، وذكر له ذَلِكَ الخبر، والصحيح في ذَلِكَ أنه خزاعي [2] . باب خرشة (640) خرشة بن الحارث، مصري. له صحبة ورواية. حديثه عند ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عنه. (641) خرشة بن الحرّ الفزاري، ويقال الأزدي. نزل حمص. له عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث [واحد] [3] في الإمساك عن الفتنة، لَيْسَ له عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيره فيما علمت. ولأخته سلامة بنت الحر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. وقد ذكرناها في الصواحب.

_ [1] في أسد الغابة: ونسبه هشام الكلبي فقال: خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل ابن منقذ بن عفيف. [2] في أسد الغابة: قلت: هو خراش بن أمية، لا شبهة فيه. فلا أدرى كيف اشتبه على أبى عمر. [3] من أ، ت.

(642) خرشة [1] ،

وكان خرشة بن الحر هذا يتيما في حجر عمر بن الخطاب، روى عن عمر وأبي ذر وعبد الله بن سلام، روى عنه جماعة من التابعين، منهم ربعي بن خراش، والمسيب بن رافع، وأبو زرعة بن عمرو بن جرير. (642) خرشة [1] ، شامي، له صحبة، كذا قَالَ أبو حاتم، وجعله غير خرشة بن الحر. وَقَالَ: روى عنه أبو كثير المحاربي. باب خريم (643) خريم بن فاتك الأسدي، وهو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو ابن الفاتك بن القليب بن عمرو [2] بن أسد بن خزيمة. وأبوه الأخرم يُقَالُ له فاتك. وقد قيل: إنّ فاتك هو ابن الأخرم، يكنى خريم بن فاتك أبا يَحْيَى وقيل: أبا أيمن بابنه أيمن بن خريم، شهد بدرا مع أخيه سبرة بن فاتك. وقد قيل: إن خريما هذا وابنه أيمن بن خريم أسلما جميعا يوم فتح مكة والأول أصح، وقد صحح البخاري وغيره أن خريم بن فاتك وأخاه سبرة بن فاتك شهدا بدرا وهو الصحيح إن شاء الله، عداده في الشاميين. وروينا من وجوه عن أيمن بن خريم أنه قَالَ لمروان حين سأله أن يقاتل معه بمرج راهط: إن أبي وعمي شهدا بدرا ونهياني أن أقاتل مسلما. وَرَوَى إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ رَجُلٍ أَنْتَ لَوْلا خُلَّتَانِ فِيكَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُمَا؟ قَالَ: تُسْبِلُ إِزَارَكَ، وَتُرْخِي شَعْرَكَ. قَالَ: قُلْتُ: لا جَرَمَ فَجَزَّ خُرَيْمٌ شَعْرَهُ ورفع إزاره.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: قال الذهبي: هو ابن الحر، لكن فرق بينهما ابن أبى حاتم. [2] هكذا في التهذيب والتقريب، ى، ت. وفي أ: بن عمر. وفي هوامش الاستيعاب: فاتك هو القليب.

(664) خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي،

وروينا مثل ذَلِكَ أيضا من حديث سهل بن الحنظلية قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم الرجل خريم الأسدي، لولا طول جمته وإسبال إزاره. فبلغ ذَلِكَ خريم، فقطع جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى نصف ساقه. يعد في الكوفيين. روى عنه المعرور بن سويد، وشمر بن عطية، والربيع ابن عميلة، وحبيب بن النعمان الأسدي. (664) خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، يكنى أبا لحاء. روى عنه أنه قَالَ: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت عليه منصرفه من تبوك، فسمعت العباس عمه بقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أريد أن امتدحك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قل، لا يفضض الله فاك، فأنشأ يقول: من قبلها [1] طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق ثم هبطت البلاد لا بشر ... أنت ولا مضغة ولا علق بل نطفة تركب السفين وقد ... ألجم نسرا وأهلها [2] الغرق تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندف علياء تحتها النطق وأنت لما ولدت أشرقت ... الأرض وضاءت بنورك الأفق فنحن في ذَلِكَ الضياء وفي النور ... وسبل الرشاد تخترق وذكر حديثا طويلا. وقد روى هذا الشعر بنحو هذه الرواية جرير ابن أوس أخو خريم بن أوس، كما رواه خريم، فاللَّه أعلم.

_ [1] في أ: قبلها. [2] في لسان العرب: وأهله. ونسر: صنم. (م 3- الاستيعاب- ثان)

باب خزيمة

باب خزيمة (665) خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الخطمي الأنصاري، من بني خطمة من الأوس، يعرف بذي الشهادتين، جعل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهادته بشهادة رجلين، يكنى أبا عمارة، شهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، وكانت راية خطمة بيده يوم الفتح، وكان مع علي رضي الله عنه بصفين، فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل حتى قتل، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. روى عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت من وجوه قد ذكرتها في «كتاب الاستظهار في [طرق] [1] حديث عمار» . قَالَ: ما زال جدي خزيمة بن ثابت مع علي بصفين كافا سلاحه، وكذلك فعل يوم الجمل، فلما قتل عمار بصفين قَالَ خزيمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتل عمارا الفئة الباغية. ثم سل سيفه فقاتل حتى قتل. (666) خزيمة بن معمر، أبو معمر الأنصاري الخطمي أيضا، من بني خطمة. روى عنه محمد بن المنكدر، لا أعلم روى عنه غيره حديثه في المرجومة، في إسناده اضطراب كثير، وفيه إقامة الحد كفارة. (667) خزيمة بن خزمة [2] بن عدي بن أبي غنم [3] بن عوف بن الخزرج، من القواقلة [4] ، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

_ [1] من ت، أ. [2] في ى: بن خزيمة. والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة، والإصابة. [3] في أسد الغابة: بن أبى بن غنم. [4] القوقل: اسم بطن من الأنصار، وهم القواقلة. (القاموس) .

(668) خزيمة بن أوس بن يزيد بن أصرم،

(668) خزيمة بن أوس بن يزيد بن أصرم، أخو مسعود بن [أوس بن] [1] يزيد بن أصرم، هكذا ذكرهما موسى بن عقبة جميعا فيمن شهد بدرا. (669) خزيمة بن جزي السلمي، له صحبة. روى عنه أخوه حبان بن جزي [2] ، ذكره أبو حاتم الرازي. فيه وفي الذي بعده نظر، وقال فيه الدارقطنيّ: جزىّ- بكسر الجيم. (670) خزيمة بن جهم بن قيس [3] بن عبد شمس، كان ممن حمله [4] النجاشي في السفينة، مع عمرو بن أمية، ذكره ابن أبي حاتم الرازيّ عن أبيه. (671) خزيمة بن الحارث، مصري له صحبة، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، حديثه عند ابن لهيعة عن يزيد عنه. (672) خزيمة بن جزي بن شهاب العبدي، من عبد القيس، يعد في أهل البصرة. روى عنه حديث واحد في الضب يختلف في إسناده ومتنه. باب خفاف (673) خفاف بن إيماء بن رحضة [5] بن خربة الغفاري. كان إمام مسجد بني غفار وخطيبهم، شهد الحديبية، وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة، يعد في المدنيين.

_ [1] من أ، ت. [2] هكذا ضبط في الإصابة. وقال في أسد الغابة: قال الدار قطنى وابن ماكولا: بكسر الجيم. وقال عبد الغنى فيه: يقال بفتح الجيم. وجزء- يعنى بالهمزة. [3] في أسد الغابة: بن عبد قيس. [4] في أ، ت: حمل النجاشي. وفي الإصابة: ممن بعثه النجاشي مع عمرو بن أمية. [5] في التهذيب: رحضة- براء مهملة وضاد معجمة. وفي الإصابة: بفتح الراء المهملة، ثم معجمة- رخصة.

(674) خفاف بن ندبة،

روى عنه عبد الله بن الحارث، وحنظلة بن علي الأسدي [1] . ويقَالَ: إن لخفاف هذا ولأبيه إيماء، ولجده رحضة صحبة، كلهم صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانوا ينزلون غيقة من بلاد غفار، ويأتون المدينة كثيرا. [يقولون هو والد مخلد بن خفاف، الذي روى عنه ابن أبي ذئب، ولا يصح ذلك] [2] . (674) خفاف بن ندبة، ويقَالَ ندبة وندبه وندبة [3] بن عمير بن عمرو [4] ابن الشريد السلمي. يكنى أبا خرشة [5] ، وهو ابن عم خنساء، وصخر، ومعاوية. وخفاف هذا شاعر مشهور بالشعر، أمه ندبة، وأبوه عمير، وكان أسود حالكا. قَالَ أبو عبيدة: هو أحد أغربة العرب، قَالَ الأصمعي: شهد خفاف حنينا. وَقَالَ غيره: شهد مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، ومعه لواء بني سليم، وشهد حنينا والطائف. وَقَالَ أبو عبيدة: حَدَّثَنِي أبو بلال سهم بن أبي العباس [6] [بن مرداس] [7] السلمي قَالَ: غزا معاوية بن عمرو بن الشريد أخو خنساء مرة وفزارة، ومعه خفاف بن ندبة، فاعتوره هاشم وزيد، ابنا حرملة المريان فاستطرد له أحدهما، ثم وقف وشد عليه الآخر فقتله، فلما تنادوا قتل معاوية. قَالَ خفاف: قتلني الله إن رمت حتى أثأر به، فشد على مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة فقتله وقال:

_ [1] في ى: الأسيدي. والصواب من أ، ت. [2] ليس في أ، ت. [3] أي بالحركات الثلاث. [4] ندبة أمه. وأبوه عمير. [5] في ت، والإصابة: خراشة- بضم الخاء والشين. [6] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ: سهم بن أبي بن العباس. وفي ت: سهم بن العباس. [7] من أ، ب.

باب خلاد

فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ... فعمدا على عيني تيممت مالكا وقفت له علوي وقد خان [1] صحبتي ... لأبني مجدا أو لأثأر هالكا أقول له والرمح يأطر [2] متنه ... تأمل خفافا أنني أنا ذلكا قَالَ أبو عمر: له حديث واحد لا أعلم له غيره، رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم: فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أين تأمرني أن أنزل، أعلى قرشي، أم أنصاري أم أسلم أم غفار؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر نصرك، وإن احتجت إليه رفدك. باب خلاد (675) خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، شهد بدرا مع أخيه رفاعة بن رافع الزرقي، يقولون: إنه له رواية، والله أعلم. (676) خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأكبر، شهد العقبة، وشهد بدرا وأحدا والخندق، وقتل يوم بني قريظة شهيدا، طرحت عليه الرحى من أطم من آطامها، فشدخت رأسه ومات، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يذكرون: إن له أجر شهيد [3] ، ويقولون:

_ [1] في أ، ت: خام. [2] يأطر: ينثني. المتن: الظهر. أنا ذلك: أنا الّذي سمعت به (الإصابة) . [3] في الإصابة: شهيدين.

(677) خلاد بن السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري [2] ،

[إن] [1] التي طرحت عليه الرحى بنانة امرأة من بني قريظة، ثم قتلها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بني قريظة، إذ قتل من أنبت منهم، ولم يقتل امرأة غيرها. (677) خلّاد بن السائب بن خلّاد بن سويد الأنصاري [2] ، يختلف في صحبته، وفي حديثه في رفع الصوت بالتلبية اختلاف كبير. روى عنه عطاء بن يسار عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أخاف أهل المدينة أخافه الله. يختلف فيه، فمنهم من يقول فيه السائب بن خلاد، وسيأتي ذكره في باب السائب بأكثر من هذا إن شاء الله. (678) خلاد بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي، شهد هو وأبوه وإخوته معوذ، وأبو أيمن، ومعاذ، بدرا. وقتل خلّاد بن عمرو ابن الجموح هو وأبوه وأبو أيمن أخوه يوم أحد شهيدا، وقيل: إن أبا أيمن مولى عمرو بن الجموح لَيْسَ بابنه، ولم يختلفوا أن خلادا هذا شهد بدرا وأحدا. باب خنيس (679) خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، كان على حفصة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان من المهاجرين الأولين، شهد بدرا بعد هجرته إلى أرض الحبشة، ثم شهد أحدا، ونالته ثمة جراحة [3] ، مات منها بالمدينة. هو أخو عبد الله بن حذافة.

_ [1] من أ، ت. [2] في أسد الغابة: جعلهما (أي هذا والّذي قبله) أبو أحمد العسكري واحدا، فقال خلاد بن سويد. وقيل خلاد بن السائب. [3] في ت: ثم جراحات.

(680) خنيس بن خالد،

(680) خنيس بن خالد، وهو الأشعر بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حبشية [1] ابن سلول بن كعب بن عمرو الكعبي الخزاعي، يكنى أبا صخر، هكذا قَالَ فيه إبراهيم بن سعد وسلمة جميعا عن ابن إسحاق: خنيس بالخاء المنقوطة [والنون] [2] وغيرهما يقول حبيش بالحاء المهملة والشين المنقوطة، وقد ذكرناه في الحاء. باب خولي (681) خولي بن أبي خولي العجلى، هكذا قَالَ ابن هشام، ونسبه إلى عجل ابن لجيم [3] ويقَالَ الجعفي، كذا قَالَ ابن إسحاق وغيره، وهو حليف بنى عدىّ ابن كعب. ومنهم من يقول: فيه خولي بن خولى، والأكثر يقولون: خولى ابن أبي خولي، واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن جعف [4] ، كان حليفا للخطّاب ابن نفيل. شهد بدرا، أو شهد معه في قول أبي معشر والواقدي: ابنه، ولم يسمياه. وأما محمد بن إسحاق فَقَالَ: شهد خولي بن أبي خولي وأخوه مالك بن أبي خولي [الجعفيان] [5] بدرا. وَقَالَ موسى بن عقبة: شهد خولي وأخوه هلال بن أبى خولى بدرا [6] .

_ [1] في ت: بن حبشية بن كعب بن عمرو الكعبي الخزاعي. وفي أ: بن ضبيس بن عمرو الكعبي الخزاعي وفي هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في هامشه ما لفظه: حبيشة- بالفتح. قال فيه ابن حبيب. [2] من ت وحدها. [3] في ى: لحيم. والمثبت من الزبيدي. [4] في ت: من جعف. [5] من أ، ت. [6] في هوامش الاستيعاب: قال أبو عمر: أخطأ ابن هشام وأصاب إسحاق.

(682) خولى بن أوس [2] الأنصاري،

وَقَالَ هشام بن الكلبي: شهد خولي بن أبي خولي بدرا، وشهدها معه أخواه هلال وعبد الله، هكذا قَالَ: وعبد الله. وَقَالَ الطبري: شهد خولي بن أبي خولي بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات في خلافة عمر. ولخولي هذا حديث واحد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قال له: وذكر تغيّر الزمان [1] : عليك بالشام. وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قَالَ: شهد بدرا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خولي بن أبي خولي، وهلال بن أبي خولي، ولم يذكر مالك ابن أبي خولي. (682) خولي بن أوس [2] الأنصاري، زعم ابن جريج أنه ممن نزل في قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مع عليّ والفضل. (683) خولي [3] ، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه الضحاك بن مخمر [4] ، والد أنيس بن الضحاك، هكذا ذكره ابن أبي حاتم، لا أدري أهو غير هذين [5] أو أحدهما.

_ [1] في أ، ت: الزمن. [2] في هوامش الاستيعاب: قال الذهبي: وإنما هو أوس بن خولى. [3] في هوامش الاستيعاب: لعله الّذي قبله- يعنى خولى بن أبى خولى. [4] في أ: محمد. [5] يعنى الّذي تقدم ذكرهما (أسد الغابة) .

باب خويلد

باب خويلد (684) خويلد بن عمرو، أبو شريح الخزاعي الكعبي، هو مشهور بكنيته، واختلفوا في اسمه، فقيل: اسمه كعب بن عمرو. وقيل: عمرو بن خويلد، والأكثر يقولون: خويلد بن عمرو بن صخر بن عبد العزي، أسلم قبل فتح مكة، وتوفي بالمدينة سنة ثمان وستين، وقد ذكرناه في الكنى. (685) خويلد بن خالد بن منقذ بن ربيعة الخزاعي، أخو أم معبد، لم يذكروه في الصحابة، ولا أعلم له رواية، وقد روى أخوه خنيس [1] بن خالد، وروى عن أختهما أم معبد الخزاعية حديثها في مرور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، وسنذكر خبرها إن شاء الله. باب الأفراد في الخاء (686) خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس، وامرؤ القيس هذا يقَالُ له البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، يكنى أبا عبد الله في قول ابن عمارة وغيره، وَقَالَ الواقدي: يكنى أبا صالح. كان أحد فرسان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، شهد بدرا هو وأخوه عبد الله بن جبير في قول بعضهم، روى سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن ثابت ابن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قَالَ: قَالَ لي خوات بن جبير، وكان بدريا. وَقَالَ موسى بن عقبة: خرج خوات بن جبير مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم

_ [1] في أ، ت: حبيش. وقد سبق أن اسمه خنيس، وحبيش- في باب (خنيس) .

إلى بدر، فلما بلغ الصفراء أصاب ساقه حجر فرجع فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه. وَقَالَ ابن إسحاق: لم يشهد خوات بن جبير بدرا، ولكن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضرب له بسهمه مع أصحاب بدر، وشهدها أخوه عبد الله بن جبير، يعد في أهل المدينة. توفى بها سنة أربعين، وهو ابن أربع وتسعين، وكان يخضب بالحناء والكتم [1] . روى خوات بن جبير في تحريم المسكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما أسكر كثيره فقليله حرام، وروى في صلاة الخوف، وله في الجاهلية قصة مشهورة مع ذات النحيين قد محاها الإسلام، وهو القائل: فشدت على النحيين كفا شحيحة ... فأعجلتها وآلفتك من فعلاتي في أبيات تركت ذكرها، لأن في الخبر المشهور أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله عنها وتبسم، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّهِ، قد رزق الله خيرا، وأعوذ باللَّه من الحور بعد الكور [2] . وأهل الأخبار يقولون: إنه شهد بدرا، وقد ذكرنا الاختلاف في ذَلِكَ. وذات النحيين امرأة من بني تيم الله بن ثعلبة، كانت تبيع السمن في الجاهلية، وتضرب العرب المثل بذات النحيين فتقول: أشغل من ذات النحيين. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الرِّبَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا

_ [1] الكتم: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر. [2] أي من النقصان بعد الزيادة (النهاية) .

(687) الخشخاش بن الحارث،

فُلَيْحٌ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بن أبى حذيفة [1] ، عن خوّات ابن جُبَيْرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا حُجَّاجًا مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَسِرْنَا فِي رَكْبٍ فِيهِمْ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَقَالَ الْقَوْمُ: غَنِّنَا مِنْ شِعْرِ ضِرَارٍ، فَقَالَ عُمَرُ: دَعُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَلْيُغَنِّ مِنْ بُنَيَّاتِ [2] فُؤَادِهِ، يَعْنِي مِنْ شِعْرِهِ، قَالَ: فَمَا زِلْتُ أُغَنِّيهِمْ حَتَّى كَانَ السَّحَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: ارْفَعْ لِسَانَكَ يَا خَوَّاتُ فَقَدْ أَسْحَرْنَا. (687) الخشخاش بن الحارث، ويقَالَ [ابن] [3] مالك بن الحارث العنبري التميمي، وقيل: الخشخاش بن جناب العنبري، قاله ابن معين. وقيل: الخشخاش بن حباب- بالحاء. للخشخاش، ولبنيه: مالك، وقيس، وعبيد صحبه، وقد روى عنهم وعن أبيهم حصين بن أبي الحر. [وروي عن الخشخاش العنبري [4]] ، قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعي ابن لي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنك لا تجني عليه ولا يجنى عليك، مثل حديث أبي رمثة سواء، لا أعلم له غير هذا الحديث. روى عنه الحصين بن أبي الحر، قَالَ خليفة: هو الخشخاش [بالخاء] [3] بن مالك ابن الحارث بن أخيف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. (688) خرباق السلمى، قَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ خِرْبَاقٍ السُّلَمِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ لَهُ خِرْبَاقُ: أَشَكَكْتَ أَمْ قَصُرَتِ الصَّلاةَ يَا رسول الله؟ فقال: ما شككت

_ [1] في هوامش الاستيعاب: صوابه: قيس بن حذيفة. [2] في ى: ثنيات. [3] من أ، ت. [4] ليس في أ، ت.

(689) خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن غنم الأنصاري الأوسي،

وَلا قَصَرْتُ [الصَّلاةَ] [1] . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ ثُمَّ سَلَّمَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ النُّفَيْلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ بِإِسْنَادِهِ. قَالَ أبو عمر: ورواه أيوب السختياني وهشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، ولم يذكروا خرباقا، وإنما أحفظ ذكر الخرباق من حديث عمران بن الحصين في قصة ذي اليدين- قَالَ: فقام رجل يقَالُ له: الخرباق طويل اليدين. (689) خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن غنم الأنصاري الأوسي، هو والد سعد بن خيثمة، قتل يوم أحد شهيدا، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي، وقتل ابنه سعد بن خيثمة يوم بدر شهيدا. (690) خليفة بن عدي الأنصاري البياضي، ذكره موسى بن عقبة، فيمن شهد بدرا وأحدا. (691) خليدة بن قيس بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بدرا، كهذا قَالَ موسى بن عقبة، وأبو معشر. وَقَالَ ابن إسحاق والواقدي: خليد بن قيس، وَقَالَ عبد الله بن محمد ابن عمارة: خالد بن قيس، ولم يختلفوا أنه شهد بدرا. (692) الخريت بن راشد الناجي، ذكر سيف عن زيد بن أسلم قَالَ: لقي الخريت بن راشد الناجي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بين مكة والمدينة، في وفد

_ [1] ليس في أ، ت.

(693) خذام بن وديعة الأنصاري،

بنى سامة بن لؤي فاستمع لهم، وأشار إلى قوم من قريش، فَقَالَ: هؤلاء قومكم فأنزلوا عليهم. قَالَ سيف: وكان الخريت على مضر يوم الجمل مع طلحة، والزبير. قَالَ: وكان عبد الله بن عامر استعمل الخريت على كورة من كور فارس. (693) خذام بن وديعة الأنصاري، من الأوس. وقيل: خذام بن خالد، هو والد خنساء بنت خذام التي أنكحها [أبوها] [1] كارهة، فرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحها، واختلف فيها هل كانت بكرا أو ثيبا، على ما ذكرناه في بابها، واختلف في نزول عثمان بن عفان على خذام هذا في حين هجرة عثمان إلى المدينة. (694) خلدة الزرقي الأنصاري، مدني، هو جد عمر بن عبد الله بن خلدة، حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ [2] ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلْدَةَ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ خَلْدَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ: يَا خَلْدَةَ، ادْعُ لِي إِنْسَانًا يَحْلِبُ نَاقَتِي: فَجَاءَهُ بِرَجُلٍ: فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: حَرْبٌ. فَقَالَ: اذْهَبْ. فَجَاءَهُ بِرَجُلٍ. فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: يَعِيشُ. قَالَ: احْلِبْهَا يَا يَعِيشُ. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، فذكره. (695) خديج بن سلامة، ويقَالَ: ابن سالم بن أوس بن عمرو بن القراقر [3] ،

_ [1] من ت وحدها. [2] في ت: بن أويس. [3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في هامشه بالفاء لطائر.

(696) خنافر بن التوأم الحميري،

البلوي، حليف لبني حرام من الأنصار، شهد العقبة الثانية، ولم يشهد بدرا، ولا أحدا، وشهد ما بعد ذَلِكَ، قاله الطبري، وَقَالَ: يكنى أبا رشيد [1] . (696) خنافر بن التوأم الحميري، كان كاهنا من كهان حمير، ثم أسلم على يدي معاذ باليمين، وله خبر حسن في أعلام النبوة، إلا أن في إسناده مقالا، ولا يعرف إلا به. (697) الخفشيش الكندي، ويقَالَ فيه بالحاء وبالجيم، وقد ذكرناه في باب الجيم.

_ [1] في الإصابة وأسد الغابة: أبا شباث- بضم الشين المعجمة وبالباء الموحدة وبعد الألف ثاء مثلثة.

حرف الدال

حرف الدال (698) داذويه، أحد الثلاثة الذين دخلوا على الأسود العنسي الكذاب بصنعاء فقتلوه، وهم: قيس بن مكشوح، وداذويه، وفيروز الديلميّ. (699) دارم، أبو الأشعث التميمي، روى عنه ابنه الأشعث بن دارم عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمتي خمس طبقات. .. الحديث. في إسناده ضعف. (700) داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح. أبو ليلى، والد عبد الرحمن بن أبي ليلى. روى عنه ابنه عبد الرحمن، وفي اسمه اختلاف، منهم من قَالَ: يسار، وقد ذكرناه في باب الياء، وفي باب الكنى. (701) دحية بن خليفة بن فروة الكلبي، من كلب بن وبرة في [1] قضاعة، يقَالُ في نسبه دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج. والخزرج العظيم هو زيد مناة بن عامر بن بكر بن عامر الأكبر بن عوف [بن بكر بن عوف] [2] بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، كان من كبار الصحابة، لم يشهد بدرا، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد وبقي إلى خلافة معاوية. وهو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قيصر رسولا في الهدنة، وذلك في سنة ست من الهجرة، فآمن به قيصر، وأبت بطارقته أن تؤمن، فأخبر بذلك دحية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ثبت [الله] [3] ملكه ... في حديث طويل.

_ [1] في ى: بن، والمثبت من أ، ت. [2] ليس في أ، ت. [3] ليس في أ، ت.

(702) دغفل بن حنظلة النسابة العلامة السدوسى الشيباني،

وذكر موسى بن عقبة، عن شهاب، قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبه دحية الكلبي بجبريل عليه السلام. (702) دغفل بن حنظلة النسابة العلامة السدوسي الشيباني، نسبه ابن إسحاق وغيره. يقَالَ: إن له صحبة ورواية، ولا يصح عندي سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه الحسن الْبَصْرِيُّ، وَابْنُ سِيرِينَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَدْرِي أَلَهُ صُحْبَةٌ أَمْ لا؟ حَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ دَعَا دَغْفَلا فَسَأَلَهُ عَنِ الْعَرَبِيَّةِ، وَسَأَلَهُ عَنْ أَنْسَابِ النَّاسِ، وَسَأَلَهُ عَنِ النُّجُومِ، فَإِذَا الرَّجُلُ عَالِمٌ، فَقَالَ: يَا دَغْفَلُ، مِنْ أَيْنَ حَفِظْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: حَفِظْتُ هَذَا بِقَلْبٍ عَقُولٍ، وَلِسَانٍ سَئُولٍ، وَإِنَّ غَائِلَةَ الْعِلْمِ [1] النِّسْيَانُ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: انْطَلِقْ إِلَى يَزِيدَ فَعَلِّمْهُ أَنْسَابَ النَّاسِ، وَعَلِّمْهُ النُّجُومَ، وَعَلِّمْهُ الْعَرَبِيَّةَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانَ دَغْفَلُ رَجُلا عَالِمًا، وَلَكِنِ اغتلبه [2] النسب. (703) دفة [3] بن إياس بن عمرو الأنصاري، شهد بدرا. (704) دكين بن سعيد المزني ، ويقَالَ الخثعمي، قَالَ: أتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نسأله الطعام. فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لعمر: قم فأعطهم.

_ [1] في ى: العالم. وفي أسد الغابة: آفة العلم. [2] في ت، أ: عتلته. [3] في أسد الغابة: وقد ذكر في حرف الواو: ودفة بن إياس، جعلهما اثنين وهما واحد. وفي هوامش الاستيعاب: وقد ذكره الذهبي في دفة وعزاه لأبى عمر، ثم قال: وإنما هو ودفة.

(705) ديلم الحميري الجيشاني،

قَالَ: سمع وطاعة. .. وذكر الحديث في أعلام النبوة في قصة التمر. روى عنه قيس بن أبى حازم. (705) ديلم الحميري الجيشاني، هو ديلم بن أبي ديلم. ويقَالَ: ديلم بن فيروز [1] ، ويقَالَ: ديلم بن الهوشع [2] . وهو من ولد حمير بن سبأ. له صحبة. سكن مصر ولم يرو عنه فيما أعلم غير حديث واحد في الأشربة، رواه عنه [3] المصريون، ورواه مرثد بن عبد الله اليزني. وقد قيل: إن ديلم بن الهوشع غير ديلم الحميري، وليس بشيء. (706) دينار الأنصاري، انفرد بالرواية عنه ابنه ثابت بن دينار، وهو جدّ عدي ابن ثابت، حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المستحاضة يضعفونه، وله حديث آخر في القيء، والعطاس، والنعاس، والتثاؤب من الشيطان، ولا يصح إسناده.

_ [1] في ى: فرقد. والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة. [2] في هوامش الاستيعاب: بخط ابن سيد الناس في هامشه: الهوسع بالسين في كتاب ابن السكن. [3] في ى: روى عنه، والمثبت من ت. (م 4- استيعاب ثان)

حرف الذال

حرف الذال باب ذؤيب (707) ذؤيب بن كليب بن ربيعة الخولاني، كان أول من أسلم من اليمن، فسماه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الله، وكان الأسود الكذاب قد ألقاه في النار لتصديقه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم تضره النار، ذكر ذَلِكَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه، فهو شبيه إبراهيم عليه السلام، رواه ابن وهب عن ابن لهيعة. (708) ذؤيب بن حلحلة، ويقَالَ: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير بن حبيشة [1] بن سلول بن كعب بن عمرو ابن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر الخزاعي الكعبي، وخزاعة هم ولد حارثة بن عمرو بن عامر. كان ذؤيب هذا صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يبعث معه الهدى، ويأمره إن عطب منه شيء قبل محله أن ينحره ويخلي بين الناس وبينه. رَوَى سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ ذُؤَيْبًا أَبَا قَبِيصَةَ حَدَّثَهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْعَثُ بِالْبُدْنِ ثُمَّ يَقُولُ: إِنْ عَطِبَ مِنْهَا شَيْءٌ قَبْلَ مَحِلِّهِ فَخَشِيتَ عَلَيْهِ مَوْتًا فَانْحَرْهَا، ثُمَّ اغْمِسْ نَعْلَهَا فِي دَمِهَا، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِ صَفْحَتَهَا، وَلا تَطْعَمْهَا أَنْتَ وَلا أحد من أهل رفقتك.

_ [1] في ى وأسد الغابة: حبشية. والمثبت من أ، ت.

(709) ذؤيب بن شعثن [4] العنبري،

[وذؤيب] [1] هو والد قبيصة بن ذؤيب، شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وكان يسكن قديدا [2] ، وله دار بالمدينة، وعاش إلى زمن معاوية. قَالَ يَحْيَى بن معين: ذؤيب والد قبيصة بن ذؤيب له صحبة ورواية. وجعل أبو حاتم الرازي ذؤيب بن حبيب غير ذؤيب بن حلحلة، فَقَالَ: ذؤيب بن حبيب الخزاعي، أحد بني مالك بن أفصى، أخي أسلم بن أفصى، صاحب هدي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابن عباس. ثم قَالَ: ذؤيب بن حلحلة بن عمرو الخزاعي أحد بني قمير [3] ، شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وهو والد قبيصة بن ذؤيب، روى عنه ابن عباس. ومن جعل ذؤيبا هذا رجلين فقد أخطأ ولم يصب، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم. (709) ذؤيب بن شعثن [4] العنبري، ذكره العقيلي في الصحابة، ولا أعرفه، وقد ذكره ابن أبي حاتم، فَقَالَ: ذؤيب بن شعثم- هكذا بالميم [5] . وذكره العقيلي بالنون، قَالَ ابن أبي حاتم العنبري يعرف بالكلاح، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ له: ما اسمك؟ فَقَالَ: الكلاح، فَقَالَ: اسمك ذؤيب. وكانت له ذؤابة طويلة في رأسه.

_ [1] ليس في أ، ت. [2] قديد: اسم موضع قرب مكة (ياقوت) . [3] في أ: أحد بنى تميم. [4] في تاج العروس: شعثن كجعفر، والثاء مثلثة والدأبى رديح ذؤيب العنبري الصحابي. وقد تقدم في الميم- شعثن. [5] في أ: كذا قال بالميم.

باب ذكوان

باب ذكوان (710) ذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري، الزرقي، شهد العقبة الأولى والثانية، ثم خرج من المدينة إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان معه بمكة، وكان يقَالُ له: مهاجري أنصاري، وشهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا، قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، فشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أبي الحكم بن الأخنس بن شريق وهو فارس، فضرب رجله بالسيف فقطعها من نصف الفخذ، ثم طرحه عن فرسه فذفف عليه [1] . وذكر الواقدي، عن عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن حبيب بن عبد الرحمن الأنصاري قَالَ: خرج أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة، فسمعا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتياه، فعرض عليهما الإسلام، وقرا عليهما القرآن، فأسلما ولم يقربا عتبة، ورجعا إلى المدينة، فكانا أول من قدم بالإسلام إلى المدينة. (711) ذكوان، ويقَالَ: طهمان، مولى بني أمية، حديثه عند عبد الرازق، عن عمرو بن حوشب، عن إسماعيل بن أمية، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كان لنا غلام يقَالُ له ذكوان أو طهمان، فعتق [2] بعضه، وذكر الحديث مرفوعا، وأظنه الذي روى عنه حبيب بن أبي ثابت أنّ رسول الله صلّى الله

_ [1] ذفف عليه: أجهز عليه. [2] في أ: فأعتق. وفي ت مثل ى.

(712) ذكوان، مولى النبي صلى الله عليه وسلم،

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جاءه رجل فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني لأعمل العمل فيطلع عليه فيعجبني. قَالَ: لك أجران أجر السر، وأجر العلانية. (712) ذكوان، مولى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدِيثُهُ عَنْ [1] عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ بَعْضِ بَنَاتِ عَلِيٍّ [2] عَنْ طَهْمَانَ، أَوْ ذَكْوَانَ، كَذَا رُوِيَ عَلَى الشَّكِّ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ حَدَّثَهَا قَالَ: قَالَ لي رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ذَكْوَانُ أَوْ يَا طَهْمَانُ- شَكَّ الْمُحَدِّثُ- إِنَّ الصَّدَقَةَ لا تَحِلُّ لِي وَلا لأَهْلِ بَيْتِي، وَإِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ من أنفسهم. باب الأذواء [3] (713) ذو الأصابع التميمي، ويقَالَ الخزاعي. ويقَالَ الجهني. سكن بيت المقدس. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضل بيت المقدس والشام. (714) ذو الجوشن [الضبابي] [4] العامري، من بني الضباب بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة، أبو شمر. اختلف في اسمه، فقيل: اسمه أوس بن الأعور [5] . وقيل: اسمه شرحبيل [6] ابن الأعور بن عمرو بن معاوية. سكن الكوفة. روى عنه أبو إسحاق

_ [1] في أ، ت: عند. [2] في ت: بن، أمثل ى. [3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتبه في هامشه: قال أحمد بن حنبل: من كان من أهل اليمن يقال له ذو فهو شريف. [4] ليس في أ، وهو في ت، وأسد الغابة. [5] في ى: بن أعور، والمثبت من أ، ت، وأسد الغابة. [6] في تاج العروس: قيل اسمه أوس. وقيل شرحبيل بن قرط الأعور، هكذا في النسخ. الّذي في المعاجم وكتب الأنساب شرحبيل بن الأعور (جوش) .

السبيعي. وقيل: إن أبا إسحاق لم يسمع منه، وإنما سمع حديثه من ابنه شمر بن ذي الجوشن عَنْ أَبِيهِ. وَذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ قَالَ: وَكَانَ اسْمُهُ شُرَحْبِيلُ، وَسُمِّيَ ذَا الْجَوْشَنِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ صَدْرَهُ كَانَ نَاتِئًا، وَكَانَ ذُو الْجَوْشَنِ شَاعِرًا مَطْبُوعًا مُحْسِنًا، وَلَهُ أَشْعَارٌ حِسَانٌ يَرْثِي بِهَا أَخَاهُ الصُّمَيْلَ [1] بْنَ الأَعْوَرِ، وَكَانَ قَتَلَهُ رَجُلٌ مِنْ خَثْعَمٍ يُقَالُ لَهُ: أَنَسُ بْنُ مُدْرِكٍ أَبُو سُفْيَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى مَا ذَكَرَهُ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي كِتَابِ مَقَاتِلِ الْفُرْسَانِ، فَمِنْ أَشْعَارِهِ فِي أَخِيهِ الصُّمَيْلِ: وَقَالُوا كَسَرْنَا بِالصُّمَيْلِ جَنَاحَهُ ... فَأَصْبَحَ شَيْخًا عِزُّهُ قَدْ تَضَعْضَعَا كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللَّهِ لا تَبْلُغُونَنِي ... وَلَمْ يَكُ قَوْمِي قَوْمَ سُوءٍ فَأَجْزَعَا فَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَا ... قَبَائِلَ عَوْهَى [2] وَالْعُمُورَ وَأَلْمَعَا فَمَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي قَبَائِلَ خَثْعَمٍ ... وَمَذْحِجَ هَلْ أُخْبِرْتُمُ الشأن أجمعا بأن قد تركنا الحىّ حىّ ابن مُدْرِكٍ ... أَحَادِيثَ طَسْمٍ وَالْمَنَازِلَ بَلْقَعَا جَزَيْنَا أَبَا سُفْيَانَ صَاعًا بِصَاعِهِ ... بِمَا كَانَ أَجْرَى فِي الْحُرُوبِ وَأَوْضَعَا وَهِيَ أَكْثَرُ مِنْ هَذِهِ الأَبْيَاتِ تَرَكْتُ ذِكْرَهَا لِمَا فِيهَا مِنَ الْفَخْرِ بِالْجَاهِلِيَّةِ. وَمِنْ أَشْعَارِهِ فِي ذَلِكَ أَيْضًا: مَنَعْتُ الْحِجَازَ وأعراضه ... وفرّت هوازن عنى [3] فرارا

_ [1] هكذا ضبط في أ، ت. وفي تاج العروس: صميل مثل أمير. [2] بنو عوهى: بطن من العرب بالشام (اللسان- مادة عوه) وفي هوامش الاستيعاب: عوهى بخط كاتبه في هامشه: قبائل من اليمن. والعمور: حي من عبد القيس (القاموس) . [3] في أ: منى. وفي ت مثل ى.

(715) ذو الزوائد الجهني،

بِكُلِّ نَصِيلٍ [1] عَلَيْهِ الْحَدِيدُ ... يَأْبَى لِخَثْعَمِ إِلا غِرَارَا وَأَعْدَدْتُ لِلْحَرْبِ وَثَّابَةً ... وَأَجْرَدَ نَهْدًا [2] يَصِيدُ الْحِمَارَا وَفَضْفَاضَةً مِثْلَ مَوْرِ السَّرَابِ ... يَنْكَسِرُ السَّهْمُ عنها انكسارا (715) ذو الزوائد الجهني، له صحبة ورواية. سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في حديث ذكره يقول: إذا عاد العطاء رشا عن دينكم فدعوه. (716) ذو الشمالين، واسمه عمير بن عمرو بن نضلة بن عمرو بن غبشان ابن سليم بن مالك بن أفصى بن حارثة بن عمرو [3] بن عامر. وَقَالَ ابن إسحاق: هو خزاعي، يكنى أبا محمد، حليف لبني زهرة، كان أبوه عبد عمرو بن نضلة، قدم فحالف عبد [4] الحارث بن زهرة، وزوجه ابنته نعمى، فولدت له عميرا ذا الشمالين، كان يعمل بيديه جميعا، شهد بدرا، وقتل يوم بدر شهيدا، قتله أسامة الجشمي. (717) ذو عمرو، رجل أقبل من اليمن مع ذي الكلاع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين، ومعهما جرير بن عبد الله البجلي. قيل: إنه كان الرسول إليهما من قبل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قتل الأسود العنسي. وقيل. بل كان إقبال جرير معهما مسلما وافدا على النبيّ صلّى الله عليه وسلم،

_ [1] في هوامش الاستيعاب: النصيل: الخارج بالسلاح إلى المبارزة. [2] في أ: بهذا. وهو تحريف. [3] في ى: بن عمر. والمثبت من أ، ت. [4] في أ: عبد بن الحارث، وت مثل ى.

(718) ذو الغرة الجهني،

وكان الرسول الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ذي الكلاع وذي عمرو رئيسي اليمن جابر [1] بن عبد الله [في قتل الأسود العنسي الكذاب، فقدموا وافدين على رسول الله صلى الله عليه وسلم] [2] ، فلما كان في بعض الطريق رأى ذو عمرو رؤيا أو رأى شيئا، فَقَالَ لجرير: يا جرير، إن الذي تمر إليه قد قضى وأتى عليه أجله [3] . قَالَ جرير: فرفع لنا ركب فسألتهم، فقالوا: قبض رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر. فَقَالَ لي ذو عمرو: يا جرير، إنكم قوم صالحون، وإنكم على كرامة لن تزالوا بخير ما إذا هلك لكم أمير أمرتم آخر، فأما إذا كانت بالسيف كنتم ملوكا ترضون كما ترضي الملوك وتغضبون كما تغضب الملوك. ثم قَالا لي جميعا- يعني ذا الكلاع وذا عمرو: أقرأ صاحبك السلام [4] ، ولعلنا سنعود، ثم سلما علي ورجعا. (718) ذو الغرة الجهني، ويقَالَ الطائي الهلالي [5] ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة في أعطان الإبل، والأمر بالوضوء من لحومها، وَقَالَ: لا توضئوا من لحوم الغنم، وصلوا في مراحها. ويقَالَ: إن اسم ذي الغرة يعيش، والله أعلم. (719) ذو الغصة، الحصين بن يزيد بن شداد الحارثي، من بنى الحارث ابن كعب، يقال له: ذو الغصّة.

_ [1] في أ: جرير. [2] من أ، ت. [3] في أ، ت: وأتى على أجله. [4] في ى: اقرأ على صاحبك. [5] في أ، ت: والهلالي. وفي أسد الغابة: وقيل الهلالي.

(720) ذو الكلاع،

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن الكلبي وَقَالَ: إنما قيل له ذو الغصّة، لأنه كان يحلقه غصة، وكان لا يبين بها الكلام، فسمي ذا الغصة. [رأس بني الحارث مائة سنة] [1] . (720) ذو الكلاع، اسمه أيفع [2] بن ناكور، من اليمن، أظنه من حمير، يقَالُ: إنه ابن عم كعب الأحبار، يكنى أبا شرحبيل. ويقَالَ، أبو شراحيل، كان رئيسا في قومه مطاعا متبوعا، أسلم، فكتب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التعاون على الأسود، ومسيلمة، وطليحة، وكان الرسول إليه جرير بن عبد الله البجلي، فأسلم، وخرج مع جرير إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن القاسم، قَالَ: حدثنا على ابن سعيد بن بشير، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو كريب، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إدريس، قَالَ: سمعت إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جابر بن عبد الله، هكذا قَالَ، وإنما هو جرير بن عبد الله، قَالَ. كنت باليمن فأقبلت ومعي ذو الكلاع [3] وذو عمرو، فأقبلت أحدهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ ذو عمرو: يا جابر، إن كان الذي تذكر فقد أتى عليه أجله. قَالَ: فقلت: نسأل، فرفع لنا ركب، فسألتهم فقالوا: قبض رسول الله صلّى

_ [1] ليس في ت، وهو أ. [2] في الإصابة: اسمه أسميفع- بفتح أوله وسكون المهملة وفتح ثالثه وسكون التحتانية وفتح الفاء بعدها مهملة. ويقال سميفع- بفتحتين، ويقال أيفع بن ناكور. [3] في أ، ت: ذو كلاع.

الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر. فَقَالَ لي: أقرأ صاحبك السلام، ولعلنا سنعود. وقيل: اسم ذي الكلاع سميفع [1] أبو شرحبيل، وكان ذو الكلاع القائم بأمر معاوية في حرب صفين، وقتل قبل انقضاء الحرب ففرح معاوية بموته، وذلك [2] أنه بلغه أن ذا الكلاع ثبت عنده أن عليا بريء من دم عثمان، وأن معاوية لبس عليهم ذَلِكَ، فأراد التشتيت [3] على معاوية، فعاجلته منيته بصفين سنة سبع وثلاثين. ولا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حياته، وأظنه أحد الوفود عليه [والله أعلم] [4] ، ولا أعلم له رواية إلا عن عمرو [بن] [4] عوف بن مالك. ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه إلى الأشعث يرغب إليه في جثة أبيه ليأذن له في أخذها، وكان في الميسرة، فَقَالَ له الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعد [5] بن قيس، فإنه في الميمنة، وكانوا قد منعوا أهل الشام تلك الأيام أن يدخلوا عسكر علي لئلا يفسدوا عليهم، فأتى ابن ذي الكلاع معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إلى سعد بن قيس، فأذن له، فلما ولي قَالَ معاوية: لأنا أفرح بموت ذي الكلاع منّى بمصر

_ [1] في تاج العروس: سميفع- كسميدع، وقد تضم سينه كأنه مصغر. وحينئذ يجب كسر الفاء (مادة سميفع) وفي هوامش الاستيعاب: سميقع- بالقاف. وفي كتاب الطبري بالفاء. [2] في ى: وذكر. والمثبت من أ، ت. [3] في ى: التثبت. والمثبت من أ، ت، وتاج العروس. [4] من أ، ت. [5] في أسد الغابة: سعيد بن قيس.

لو فتحتها، وذلك أنه كان يخالفه، وكان مطاعا في قومه. فأتى ابن ذي الكلاع سعد بن قيس فأذن له في أبيه، فأتاه فوجده قد ربط برجله طنب فسطاط، فأتى أصحاب الفسطاط فسلم عليهم، وَقَالَ: أتأذنون في طنب من أطناب فسطاطكم، قالوا: نعم، ومعذرة إليك، ولولا بغيه علينا ما صنعنا به ما ترون. فنزل إليه وقد انتفخ، وكان عظيما جسيما، وكان مع ابن ذي الكلاع أسود له فلم يستطيعا رفعه، فَقَالَ ابنه: هل من معاون؟ فخرج إليه رجل من أصحاب علي يدعى الخندف فقالوا [1] : تنحوا. فَقَالَ ابن ذي الكلاع: ومن يرفعه؟ قَالَ: يرفعه الذي قتله. فاحتمله حتى رمى به على ظهر البغل، ثم شده بالحبل وانطلقا به إلى عسكرهم. ويقَالَ: إن الذي قتل ذا الكلاع حريث بن جابر. وقيل: قتله الأشتر. حَدَّثَنَا خَلَفُ بن قاسم قال: حدثنا عبد الله بن عُمَرَ، قَالَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبَانٍ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل الْهَمْدَانِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ [فِي رَوْضَةٍ] [3] وَذَا الْكُلاعِ فِي الْمَنَامِ فِي ثِيَابِ بِيضٍ فِي أَفْنِيَةِ الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: أَلَمْ يَقْتُلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ فَقَالُوا: بَلَى، وَلَكِنْ وَجَدْنَا اللَّهَ وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين، قال حدثني يحيى بن سليمان. قال

_ [1] في أ، ت: الخندق، فقال. [2] في أ، ت: يمان. [3] ليس في أ، ت.

(721) ذو ظليم،

يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وائل، عن أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، وكان من أفضل أصحاب عبد الله ابن مَسْعُودٍ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا قِبَابٌ مَضْرُوبَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ؟ فَقَالُوا: لِذِي الْكُلاعِ، وَحَوْشَبٍ- قَالَ: وَكَانَا مِمَّنْ قُتِلَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بِصِفِّينَ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَأَيْنَ عَمَّارٌ وَأَصْحَابُهُ؟ قَالُوا: أَمَامَكَ. قُلْتُ: وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا؟ فَقِيلَ: إِنَّهُمْ لَقُوا اللَّهَ فَوَجَدُوهُ، وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ. قُلْتُ: فَمَا فَعَلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ- يَعْنِي الْخَوَارِجَ؟ فَقِيلَ لِي: لَقُوا بَرْحًا [1] . (721) ذو ظليم، حوشب بن طخية. ويقَالَ: ظليم [2] بضم الظاء، وهو الأكثر. ويقَالَ: في اسم أبيه حوشب [3] بن طخية وطخمة، والأول أكثر [4] ، بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير البجلي في التعاون على الأسود العنسي وإلى ذي الكلاع معه، وكانا رئيسي قومهما، وقتل رحمه الله بصفين سنة سبع وثلاثين. أَخْبَرَنَا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الله بْنُ عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حُجْرٍ الأَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمِّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَأَصْحَابَهُ فِي رَوْضَةٍ، وَرَأَيْتُ ذَا الْكُلاعِ وَحَوْشَبًا فِي رَوْضَةٍ، فَقُلْتُ: كَيْفَ وَقَدْ قَتَلَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا؟ فَقَالَ: إِنَّهُمْ وجدوا الله واسع المغفرة.

_ [1] البرح: الشدة والشر. [2] في أسد الغابة: وهو الأكثر. [3] في ى: حوشب بن عبد الله البجلي. والمثبت من أ، ت. [4] في تاج العروس: ويقال في اسم أبيه طحية- بضم فتشديد الياء والحاء مهملة (مادة طخم)

(722) ذو اللحية الكلابي،

(722) ذو اللحية الكلابي، يعد في البصريين، واسمه شريح بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، له صحبة. روى عنه يزيد بن أبي منصور. (723) ذو مخبر [1]- ويقَالَ: ذو مخمر. وكان الأوزاعي يأبى في اسمه إلا ذو مخمر بالميمين، لا يرى غير ذَلِكَ، وهو ابن أخي النجاشي، وقد ذكره بعضهم في موالي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له أحاديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخرجها عن أهل الشام، وهو معدود فيهم. (724) ذو اليدين، رجل من بني سليم، يقَالُ له الخرباق، حجازي، شهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد رآه وهم [2] في صلاته فخاطبه، وليس هو ذا الشمالين، ذو الشمالين رجل من خزاعة حليف لبني زهرة، قتل يوم بدر، نسبه ابن إسحاق وغيره، وذكروه فيمن استشهد يوم بدر. وذو اليدين عاش حتى روى عنه المتأخرون من التابعين، وشهد أبو هريرة يوم ذي اليدين، وهو الراوي لحديثه، وصحّ عنه فيه قوله: [بينا نحن مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [3] صلى بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحدى صلاتي العشي، فسلم من ركعتين، فَقَالَ له ذو اليدين ... وذكر الحديث. وأبو هريرة أسلم عام خيبر بعد بدر بأعوام، فهذا يبين لك أن ذا اليدين الذي راجع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ في شأن الصلاة لَيْسَ بذي الشمالين

_ [1] في تاج العروس: ذو مخمر كمنبر- أو هو مخبر- بالباء الموحدة. وكان الأوزاعي بقول: هو بالميم لا غير (خمر) . [2] في أ، ت: أوهم. [3] ليس في أ، ت.

المقتول يوم بدر. وقد كان الزهري مع علمه بالمغازي يقول: إنه ذو الشمالين المقتول ببدر، وإن قصة ذي اليدين في الصلاة كانت قبل بدر، ثم أحكمت الأمور بعد. وذلك وهم منه عند أكثر العلماء، وقد ذكرنا ما يجب من القول في ذَلِكَ عندنا في كتاب التمهيد، فمن أراد ذَلِكَ تأمله هنالك. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَحْرِ بْنِ بَرِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْدِيُّ بْنُ سُلَيْمَانُ السَّعْدِيُّ [1] ، صَاحِبُ الطَّعَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ مُطَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ مُطَيْرٍ، وَمُطَيْرٌ حَاضِرٌ يُصَدِّقُهُ بِمَقَالَتِهِ، قَالَ: يَا أَبَتَاهُ، أَلَيْسَ أَخْبَرْتَنِي أَنَّ ذَا الْيَدَيْنِ لَقِيَكَ بِذِي خَشَبٍ [2] ، فَأَخْبَرَكَ أَنَّ رَسُولَ الله صلّى الله عليه وسلم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِهِمْ إِحْدَى صَلاتَيِ الْعَشِيِّ وَهِيَ الظُّهْرُ [3] ، فَسَلَّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ وَاتَّبَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجَ سَرَعَانُ [4] النَّاسِ، فَلَحِقَهُ ذُو الْيَدَيْنِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَقْصُرَتِ الصَّلاةَ أَمْ نَسِيتَ؟ قَالَ: مَا قَصَرْتُ الصَّلاةَ وَلا نَسِيتُ. ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ ذُو الْيَدَيْنِ؟ فَقَالا: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ. وقد روى هذا الحديث عن معدى بن سليمان صاحب الطعام- وكان

_ [1] في أ: الصفدي. [2] ذو خشب: من مخاليف اليمن. وفي أسد الغابة: بذي جشب. [3] في أسد الغابة: وهي العصر. [4] سرعان الناس- محركة: أوائلهم المستبقون إلى الأمر. ويسكن.

ثقة فاضلا- جماعة منهم: أبو موسى الزمن محمد بن المثنى، وبندار محمد ابن بشار، كما رواه على بن بحر بن بري، وقد ذكرنا ذَلِكَ في كتاب التمهيد، وهذا يوضح لك أن ذا اليدين لَيْسَ ذا الشمالين المقتول ببدر، لأن مطيرا متأخر جدا لم يدرك من زمن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيئا. وذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في الأدواء من اليمن في الإسلام من لم يشهر أكثرهم عند العلماء بذلك، فمن ذكره: ذو الشهادتين خزيمة بن ثابت، وهو مشهور باسمه وحاله، فلا حاجة إلى ذكره في الأذواء، وإنما يذكر فيهم من لم يعرف إلا بذلك أو من غلب عليه. وممن ذكره: ذو العين قتادة بن النعمان، أصيبت عينه فردها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكانت أحسن عينيه، وكانت لا تعتل وتعتل التي لم ترد. ومنهم: أبو الهيثم بن التيهان ذو السيفين، كان يتقلد سيفين في الحرب. ومنهم: ذو الرأي، حباب [1] بن المنذر صاحب المشورة يوم بدر، أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم برأيه، وكانت له آراء مشهورة في الجاهلية. ومنهم ذو المشهرة أبو دجانة، سماك بن خرشة [2] كانت له مشهرة إذا خرج بها يختال بين الصفين لم يبق ولم يذر، وهؤلاء كلهم أنصاريون. ومن [3] غيرهم: ذو النور، عبد الله بن الطفيل الأزدي ثم الدوسي، أعطاه

_ [1] في أ: خباب. والمثبت من أ، ت. [2] في تاج العروس والقاموس: سماك بن أوس بن خرشة. [3] في أ: ومن اليمن غيرهم. وفي ت: ومن اليمن من غيرهم.

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نورا في جبينه ليدعو قومه به. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هذه مثله [1] ، فجعله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سوطه. وذكر ذا اليدين الخزاعي، وأنه كان يدعى ذا الشمالين، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا اليدين، وذكر أنه هو القائل: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ وقد تقدم في ذكر ذي اليدين ما فيه كفاية. هذا ما ذكره المبرد، وأما ما ذكره أهل السير وأهل الآثار والعلم بالخبر فما ذكرناه في كتابنا هذا، ومحال عند أهل العلم أن يذكر أبو الهيثم ابن التيهان، وقتادة بن النعمان، وخزيمة بن ثابت في الأذواء، وهذا لا معنى له عند العلماء. وقد أجمعوا أن عثمان بن عفان يقَالُ له ذو النورين، ولم يذكره المبرد في الأذواء، فدل على أنه لم يصنع شيئا في الأذواء، إذ ذكر فيهم من لم نذكر [2] فيهم.

_ [1] في ى: أعطاه النبي صلّى الله عليه وسلم هذه مثلة. والمثبت من أ، ت. وفي الإصابة: وروى الطبري من طريق ابن الكلبي قال: سبب تسمية ابن الطفيل بذي النور أنه لما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لقومه قال له ابعثني إليهم واجعل لي آية فَقَالَ: اللَّهمّ نَوِّرْ لَهُ. فَسَطَعَ نُورٌ بَيْنَ عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا مثلة، فتحول إلى طرف سوطه فكان يضيء له في الليل المظلمة. [2] في ى: يذكر.

حرف الراء

حرف الراء باب رافع (725) رافع بن بشير السلمي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: تخرج نار تسوق الناس إلى المحشر. روى عنه ابنه بشير بن رافع يضطرب فيه. (726) رافع بن الحارث بن سواد بن زيد بن ثعلبة بن غنم، هكذا قَالَ الْوَاقِدِيُّ سواد. وَقَالَ ابن عمارة: هو الأسود [1] بن زيد بن ثعلبة. شهد رافع بن الحارث هذا بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. (727) رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد [بن عمرو بن زيد] [2] ابن جشم الأنصاري النجاري الخزرجي [3] ، يكنى أبا عبد الله، وقيل أبا خديج. روى عن ابن عمر أنه قَالَ له: يا أبا خديج. وأمه حليمة بنت [عروة بن] [4] مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة الأنصاري. هو ابن أخي ظهير ومظهر ابني رافع بن عدي، رده رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، لأنه استصغره، وأجازه يوم أحد، فشهد أحدا والخندق وأكثر المشاهد، وأصابه يوم أحد سهم [5] ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

_ [1] في أسد الغابة: هو ابن الأسود. [2] من أ، ت. [3] في ى: بن جشم هكذا فيما تقدم في نسب أسيد بن ظهير. والمثبت من أ، ت. [4] ليس في أ، ت. [5] في ت: جراحة. وأ مثل ى. (م 5- استيعاب- ثان)

(728) رافع بن رفاعة بن رافع الزرقي،

[أنا] [1] أشهد لك يوم القيامة، وانتقضت جراحته في زمن عبد الملك ابن مروان، فمات قبل ابن عمر بيسير، سنة أربع وسبعين، وهو ابن ست وثمانين سنة. وَقَالَ الواقدي: مات في أول سنة أربع وسبعين وهو بالمدينة. قَالَ أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن عمر، ومحمود بن لبيد، والسائب ابن يزيد، وأسيد بن ظهير، وروى عنه من التابعين من دون هؤلاء مجاهد وعطاء والشعبي وابن ابنه عباية [2] بن رفاعة بن رافع، وعمرة بنت عبد الرحمن، شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (728) رافع بن رفاعة بن رافع الزرقي، لا تصح صحبته، والحديث المروي عنه في كسب الحجام في إسناده غلط، والله أعلم. (729) رافع بن زيد، ويقَالَ: ابن يزيد، بن كرز بن سكن بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، كذا نسبه ابن إسحاق والواقدي وأبو معشر، وقال عبد الله بن [محمد بن] [3] عمارة: لَيْسَ في بني زعوراء سكن، وإنما سكن في بني امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، وَقَالَ: هو رافع بن يزيد بن كرز ابن زعوراء بن عبد الأشهل. شهد رافع هذا بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، وقيل: بل مات سنة ثلاث من الهجرة، يقَالُ: إنه شهد بدرا على ناضح لسعيد [4] بن زيد.

_ [1] من أ، ت. [2] هكذا في ى، ت، وأسد الغابة. وفي أ: عبادة. [3] من أ، ت. [4] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ، ت: لسعد.

(730) رافع بن سنان الأنصاري،

(730) رافع بن سنان الأنصاري، يكنى أبا الحكم، هو جد عبد الحميد بن جعفر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخيير الصغير بين أبويه، وكان أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين أسلم وأبت امرأته ان تسلم. روى عنه ابنه جعفر والد [1] عبد الحميد. وهو جد أبيه لأنه عبد الحميد ابن جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان، ومن ولده سعيد بن عبد الحميد [ابن جعفر، وهو جد أبيه، لأنه] [2] شيخ أبي بكر بن أبي خيثمة [3] . (731) رافع بن سهل بن رافع، بن عدي بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري، حليف للقواقلة، قيل: إنه شهد بدرا، ولم يختلف أنه شهد أحدا وسائر المشاهد بعدها، وقتل يوم اليمامة شهيدا. (732) رافع بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج ابن عمرو بن مالك بن الأوس، شهد أحدا، وخرج هو وأخوه عبد الله بن سهل إلى حمراء الأسد، وهما جريحان، فلم يكن لهما ظهر، وشهدا الخندق، ولم يوقف لرافع على وقت وفاة، وأما عبد الله بن سهل أخوه فقتل يوم الخندق شهيدا. (733) رافع بن ظهير، أو حضير، هكذا روى على الشك، ولا يصح، وليس في الصحابة رافع بن ظهير ولا رافع بن حضير، ولا يعرف في غير الصحابة أيضا، وإنما في الصحابة ظهير بن رافع بن عدي عم رافع بن خديج، وقد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب، والحديث الذي وقع فيه هذا الوهم والخطأ.

_ [1] في ت: ووالد عبد الحميد بن جعفر. [2] ليس في أ، ت. [3] في ى: بن أبى شيبة.

(734) رافع بن عمرو بن مجدع،

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الحميد ابن جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ رَافِعِ بْنِ ظُهَيْرٍ أَوْ حُضَيْرٍ أَنَّهُ رَاحَ مِنْ عِنْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ كِرَاءِ الأَرْضِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَكْرِيهَا بِمَا يَكُونُ عَلَى السَّاقِي وَالرَّبِيعِ، فَقَالَ: لا، ازْرَعُوهَا أَوْ دَعُوهَا، إنما يعرف لرافع بن خديج، ولا أدري ممن جاء هذا الغلط، فإنه لا خفاء به. (734) رافع بن عمرو بن مجدع، وقيل: ابن مخدع الغفاري، أخو الحكم بن عمرو الغفاري، يعد في البصريين. روى عنه عبد الله بن الصامت وغيره، وقد ذكرناه في باب الحكم [بن عمرو] [1] أخيه بنسبهما وصحبتهما لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [وليسا من غفار، وإنما] [2] هما من بني نعيلة [بن مليل] [3] أخي غفار ممن نزل البصرة وسكنها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (734) رافع بن عمرو بن هلال المزني، له ولأخيه عائذ بن عمرو المزني صحبة، سكنا جميعا البصرة. وروى عن رافع هذا عمرو بن سليم المزني، وهلال بن عامر المزني، من حديث عمرو بن سليم عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العجوة من الجنّة» . (736) رافع بن عميرة، ويقَالَ: رافع بن عمرو، وهو رافع بن أبي رافع الطائي. قَالَ أحمد بن زهير: يقَالُ في رافع بن أبى رافع رافع بن عمرو، ورافع بن عميرة

_ [1] من أ، ت. [2] ليس في أ، ت. [3] من أ، ت.

ورافع بن عمير. وَقَالَ غيره: يكنى أبا الحسن، يقَالُ: إنه الذي كلمه الذئب، كان لصا في الجاهلية فدعاه الذئب إلى اللحوق برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ابن إسحاق: ورافع بن عميرة الطائي فيما تزعم طي هو الذي كلمه الذئب، وهو في ضأن له يرعاها، فدعاه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واللحاق به، وقد أنشد لطي شعرا في ذَلِكَ، وزعموا أن رافع بن عميرة قاله في كلام الذئب إياه وهو: رعيت الضأن أحميها بكلبى ... من اللصت [1] الخفي وكل ذيب فلما إن سمعت الذئب نادى ... يبشرني بأحمد من قريب سعيت إليه قد شمرت ثوبي ... على الساقين قاصرة [2] الركيب فألفيت النبي يقول قولا ... صدوقا لَيْسَ بالقول الكذوب فبشرني بدين الحق حتى ... تبينت الشريعة للمنيب وأبصرت الضياء يضيء حولي ... أمامي إن سعيت ومن جنوبي في أبيات أكثر من هذه، وله خبر في صحبته أبا بكر الصديق رضي الله عنه في غزوة ذات السلاسل. وكانت وفاة رافع هذا سنة ثلاث وعشرين قبل قتل عمر رضي الله عنه، روى عنه طارق بن شهاب والشعبي [3] ، يقَالُ: إن رافع بن عميرة قطع ما بين الكوفة ودمشق في خمس ليال لمعرفته بالمفاوز، ولما شاء الله عز وجل.

_ [1] اللصت: اللص. وفي أ: اللص. وفي ت: الضع. [2] في أ، ت: قاصدة، وفي ى: الركوب. [3] في ى، ت: الشعبي.

(737) رافع بن عنجرة.

(737) رافع بن عنجرة. ويقَالَ: [ابن] [1] عنجدة الأنصاري، من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، شهد بدرا. وعنجدة أمه فيما قَالَ ابن هشام. وأبو معشر يقول: هو عامر بن عنجدة. وَقَالَ ابن إسحاق: هو رافع ابن عنجدة، وهي أمه، وأبوه عبد الحارث، شهد بدرا وأحدا والخندق. (738) رافع بن مالك [2] بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق. الزرقي الأنصاري الخزرجي، يكنى أبا مالك. وقيل: يكنى أبا رفاعة، نقيب بدري عقبي، شهد العقبة الأولى والثانية، وشهد بدرا فيما ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين. وذكر فيهم رفاعة ابن رافع وخلاد بن رافع ابنيه إلا أنهما ليسا بعقبيين. قَالَ أحمد بن زهير: سمعت سعيد [3] بن عبد الحميد بن جعفر يقول: رافع بن مالك أحد الستة النقباء. وأحد الاثني عشر، وأحد السبعين، قتل يوم أحد شهيدا. وَقَالَ الواقدي: رافع بن مالك يكنى أبا مالك. قَالَ أبو عمر: الستة النقباء كلهم قتلوا. (739) رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، شهد بدرا، وقتل يومئذ شهيدا، قتله عكرمة بن أبى جهل.

_ [1] من أ، ت. [2] في هوامش الاستيعاب: هذا أول من أسلم من الأنصار. [3] في ت: سعد بن عبد الحميد. وفي أ: سمعت عبد الحميد بن جعفر.

(740) رافع بن مكيث الجهني،

وَقَالَ موسى بن عقبة: شهد رافع بن المعلى، وأخوه هلال بن المعلى ابن لوذان بدرا. وقيل: يكنى أبا سعيد، وقد زعم قوم أنه أبو سعيد بن المعلى الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث في أم القرآن أنه لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل مثلها. ومن قَالَ هذا فقد وهم، وليس رافع هذا ذَلِكَ، والله أعلم. وأبو سعيد المعلى روى عنه عبيد بن حنين، فأين هذا من ذَلِكَ [1] ؟ واسم أبي سعيد بن المعلى الحارث بن نفيع، كذا قَالَ خليفة بن خياط. (740) رافع بن مكيث الجهني، أخو جندب بن مكيث، شهد الحديبية، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حسن الخلق نماء، وسوء الخلق شؤم [2] ... الحديث. (741) رافع، مولى [3] بديل بن ورقاء الخزاعي، له صحبة. قَالَ ابن إسحاق: لما دخلت خزاعة مكة لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي، ودار مولى لهم يقَالُ له رافع. (742) رافع، مولى غزيّة بن عمرو، قتل يوم أحد شهيدا. (743) رافع بن يزيد الثقفي، مذكور في الصحابة. روى عنه الحسن بن أبى الحسن.

_ [1] في أ، وأسد الغابة: من ذاك. [2] في أسد الغابة: حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم. [3] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ، ت: بن بدل «مولى» .

باب رباح، أو رياح

باب رباح، أو رياح (744) رباح [1] بن الربيع. ويقَالَ: ابن ربيعة، وابن الربيع أكثر، هو أخو حنظلة بن الربيع الكاتب الأسدي. له صحبة، يعد في أهل المدينة، ونزل البصرة، روى عنه ابن [2] المرقع بن صيفي بن رباح، اختلف فيه فقيل: رباح، وقيل: رياح، وهو الذي قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رَسُول اللَّهِ، لليهود يوم، وللنصارى يوم، فلو كان لنا يوم! فنزلت سورة الجمعة. قال الدار قطنى: لَيْسَ في الصحابة أحد يقَالُ له رباح إلا هذا، على اختلاف فيه أيضا. (745) رباح [3] اللخمي، جدّ موسى بن على بن رباح، روى في فتح مصر أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سَتُفْتَحُ بَعْدِي مِصْرُ، وَيُسَاقُ إِلَيْهَا أَقَلُّ النَّاسِ أَعْمَارًا. رَوَاهُ مُطَهَّرُ بْنُ الْهَيْثَمِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ. (746) رباح بن المعترف، وَقَالَ الطبري: هو رباح بن عمرو بن المعترف. قَالَ أبو عمر: يقولون اسم المعترف وهيب [4] بن حجوان بن عمرو بن شيبان بن محارب ابن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري، كانت له صحبة، كان شريك عبد الرحمن بن عوف في التجارة، وابنه عبد الله بن رباح أحد العلماء. روى أنه كان مع عبد الرحمن يوما في السفر فرفع صوته رباح يغنّى غناء

_ [1] في الإصابة: بتخفيف الباء، ويقال فيه بالتحتانية، وهو أكثر. [2] هكذا في أ، ت، وأسد الغابة، وفي ى: ابن أخيه. [3] رباح- بالموحدة كما في التقريب- وفي أسد الغابة: هو رباح بن فصير اللحمي. [4] في ت، والإصابة: وهب. وفي أمثل ى. وفي هوامش الاستيعاب: رباح بالباء المعجمة بواحدة لا خلاف في ذلك. والمغترف بالغين المعجمة ذكره ابن دريد. وقال: وقد روى قوم المعترف بالعين غير المعجمة.

(747) رباح، مولى النبي صلى الله عليه وسلم،

الركبان، فَقَالَ عبد الرحمن: ما هذا؟ قَالَ: غير ما بأس تلهو ويقصر عنا [1] السفر. فَقَالَ عبد الرحمن: إن كنتم [لا بد [2]] فاعلين فعليكم بشعر ضرار بن الخطاب. ويقَالَ: إنه كان معهم في ذَلِكَ السفر عمر بن الخطاب، وكان يغنيهم غناء النصب. (747) رباح، مولى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان أسود، وربما أذن على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحيانا إذا انفرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان يأخذ عليه الإذن صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (748) رباح، مولى بني جحجبي. شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة شهيدا، أظنه المتقدم [3] ، مولى الحارث بن مالك. (749) رباح، مولى الحارث بن مالك الأنصاري، وقتل يوم اليمامة شهيدا. باب ربيع (750) الربيع الأنصاري، لا أقف على نسبه، وروى أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لنسوة يبكين على حميم لهن: دعهن يبكين ما دام [حيا [4]] ، فإذا وجب فليسكتن. (751) ربيع بن إياس بن عمرو بن أمية بن لوذان الأنصاري، شهد هو وأخوه بدرا.

_ [1] في أ: نلهو ونقصر. وفي ت مثل ى. [2] من أوحدها. [3] أي بحسب الترتيب الأول للكتاب، وهو التالي لهذه الترجمة في هذه الطبعة. [4] من ت، وأسد الغابة، أمثل ى.

(752) ربيع [1] بن زياد بن الربيع الحارثي،

(752) ربيع [1] بن زياد بن الربيع الحارثي، من بني الحارث بن كعب، له صحبة، ولا أقف له على رواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، استخلفه أبو موسى سنة سبع عشرة على قتال مناذر، فافتتحها عنوة، وقتل وسبى، وقتل بها يومئذ أخوه المهاجر بن زياد، ولما صار الأمر إلى معاوية، وعزل عبد الرحمن ابن سمرة عن سجستان ولاها الربيع بن زياد الحارثي، فأظهره الله على الترك، وبقي أميرا على سجستان إلى أن مات المغيرة بن شعبة أميرا [2] على الكوفة، فولى معاوية الكوفة زيادا مع البصرة، جمع له العراقين، فعزل زياد الربيع ابن زياد الحارثي عن سجستان، وولاها عبد الله بن أبى بكرة، وبعث الربيع ابن زياد إلى خراسان فغزا بلخ. وَقَالَ زياد: ما قرأت مثل كتب الربيع بن زياد الحارثي، ما كتب [3] قط إلا في اختيار منفعة أو دفع مضرة، ولا كان في موكب قط فتقدم [4] عنان دابته عنان دابتي [5] ، ولا مسّت ركبته ركبتي. روى عن الربيع بن زياد مطرف بن الشخير، وحفصة بنت سيرين عنه عن أبي كعب، وعن كعب الأحبار، ولا أعرف له حديثا مستندا. (753) ربيع [1] بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد أحدا.

_ [1] في أ، ت: الربيع. [2] في ت: وكان أميرا، وأ مثل ى. [3] في أسد الغابة: وكان لا يكتب قط إلى زياد إلا في اختيار منفعة أو دفع مضرة (2- 164) . [4] في أ: فقدم، ت مثل ى. [5] في أسد الغابة: فتقدمت دابته على دابة من إلى جانبه ولا مس ركبته ركبته.

باب ربيعة

باب ربيعة (754) ربيعة بن أبي خرشة، بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، أسلم يوم فتح مكة. وقتل يوم اليمامة شهيدا. (755) ربيعة بن أكثم بن سخبرة الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، وهو ربيعة بن أكثم بن سخبرة الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، وهو ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن بكير [1] بن عامر بن غنم بن دودان [2] بن أسد بن خزيمة، أحد حلفاء بني أمية بن عبد شمس، وقيل حليف بني عبد شمس، يكنى أبا يزيد، وكان قصيرا دحداحا [3] ، شهد بدرا وهو ابن ثلاثين سنة، وشهد أحدا والخندق والحديبية، وقتل بخيبر، قتله الحارث اليهودي بالنطاة [4] . قَالَ ابن إسحاق: شهد بدرا من بني أسد بن خزيمة اثنا عشر رجلا: عبد الله بن جحش، وعكاشة بن محصن، وأخوه أبو سنان بن محصن، وشجاع بن وهب، وأخوه عقبة بن وهب، ويزيد بن قيس، وسنان بن أبي سنان، ومحرز بن نضلة، وربيعة بن أكثم، ومن حلفائهم: كثير بن عمرو، وأخواه مالك بن عمرو، ومدلج بن عمرو.

_ [1] في أ: نفير. وفي ت: بن عمر بن كعب. وفي أسد الغابة- بعد أن نسبه كما هنا: هكذا قال أبو نعيم، ونسبه مثله أبو عمر، إلا أنه قال: عمرو بن لغير بن عامر، كذا رأيته عدة نسخ أصول صحاح (2- 165) . [2] في ت: داودان. [3] الدحداح: القصير. [4] النطاة: أحد حصون خيبر.

(756) ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف،

ومن حديثه [قَالَ: [1]] كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستاك عرضا، ويشرب مصا، ويقول: هو أهنأ وأمرأ. روى عنه سعيد بن المسيب، ولا يحتج بحديثه، لأن من دون سعيد لا يوثق بهم لضعفهم، ولم يره سعيد ولا أدرك زمانه بمولده، لأنه ولد زمن عمر [بن الخطاب [2]] . (756) ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، يكنى أبا أروى، هو الذي قَالَ فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم فتح مكة: ألا إن كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي، وأن أول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث. وذلك أنه قتل لربيعة بن الحارث ابن في الجاهلية يسمى آدم. وقيل تمام. [وقيل اسمه إياس. ويقَالَ: إن حماد بن سلمة هو الذي سماه آدم، وصحف في ذَلِكَ [3]] . فأبطل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطلب به [4] في الإسلام، ولم يجعل لربيعة في ذَلِكَ تبعة، وكان ربيعة هذا أسن من العباس فيما ذكروا بسنتين. وقيل: إن ربيعة بن الحارث توفي سنة ثلاث وعشرين في خلافة عمر. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها قوله: إنما الصدقة أوساخ الناس، [في حديث [5]] فيه طول من حديث مالك وغيره.

_ [1] من أ، ت. [2] ليس في أ، ت. [3] ما بين القوسين ليس في ت، وهو في أ. [4] في أ: بدمه. وت مثل ى. [5] هكذا في الأصول، وما بين القوسين من ت، أ.

(757) ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة السلمى.

ومنها حديثه في الذكر في الصلاة [1] والقول في الركوع والسجود. روى عنه عبد الله بن الفضل. (757) ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة السلمي. كان يقَالُ له ابن الدغنة، وهي أمه، فغلبت على اسمه، شهد حنينا ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، وهو قاتل دريد بن الصمة أدركه يوم حنين، فأخذ بخطام جمله وهو يظن أنه امرأة، فإذا برجل، فأناخ به فإذا [2] شيخ كبير، وإذا هو دريد، ولا يعرفه الغلام، فَقَالَ له دريد: ماذا تريد بي؟ قَالَ: أقتلك. قَالَ: ومن أنت؟ قَالَ: أنا ربيعة بن رفيع السلمي، ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا. قَالَ: بئسما سلحتك أمك، خذ سيفي هذا من مؤخر الرحل، ثم اضرب به، وارفع عن العظم، واخفض عن الدماغ، فإني كذلك كنت أضرب الرجال، فإذا أتيت أمك فأخبرها أنى قتلت دريد ابن الصمة، فرب والله يوم قد منعت فيه نساءك. فزعمت [3] بنو سليم أن ربيعة قَالَ: لما ضربته تكشف فإذا عجانه وبطون فخذيه [أبيض [4]] مثل القرطاس من ركوب الخيل أعراء. فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله إياه، فقالت: أما والله لقد أعتق أمهات لك ثلاثا، ذكر خبره ابن إسحاق وغيره. (758) ربيعة بن روح العنسي [5] ، مدني، روى عنه محمد بن عمرو بن حزم.

_ [1] في الذكر والصلاة. [2] في أ: وإذا. وت مثل ى. [3] في ت، أ: فزعم. [4] ليس في أ، ت. [5] في أ، ت: العبسيّ.

(759) ربيعة بن زياد الخزاعي،

(759) ربيعة بن زياد الخزاعي، ويقَالَ ربيع، روى الغبار في سبيل الله ذريرة الجنة. في إسناده مقال. (760) ربيعة بن عامر بن الهادي الأزدي، ويقَالَ الأسدي، وقد قيل: إنه ديلي، من رهط ربيعة بن عباد، روى عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث واحد من وجه واحد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ. ألظوا [1] بيا ذا الجلال والإكرام. (761) ربيعة بن عبد الله بن الهدير التميمي القرشي، قالوا: ولد في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عن أبي بكر وعمر، وهو معدود في كبار التابعين. قَالَ مصعب: هو ربيعة بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزي بن عامر بن الحارث [2] بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة. (762) ربيعة بن عباد الديلي، من بني الديل بن بكر بن كنانة [3] ، مدني. روى عنه ابن المنكدر، وأبو الزناد، وزيد بن أسلم وغيرهم، يعد في أهل المدينة، وعمر عمرا طويلا، لا أقف على وفاته وسنه، ويقَالَ ربيعة بن عباد [4] ، والصواب عندهم بالكسر. من حديث أبي الزناد، عن ربيعة بن عباد أنه رأى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذي المجاز وهو يقول: يا ايها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. ووراءه رجل

_ [1] أي الزموا ذلك (الإصابة) . [2] في ت: من. [3] في أ: مدينى. [4] في الإصابة: ربيعة بن عباد- بكسر المهملة وتخفيف الموحدة. ويقال في أبيه بالفتح والتثقيل. وفي أسد الغابة: قاله أبو عمر بالكسر والتخفيف. والفتح والتشديد. وأما ابن ماكولا فلم يذكر إلا الكسر. وقال: توفى بالمدينة أيام الوليد بن عبد الملك (2- 170) .

(763) ربيعة بن عمرو الجرشى،

أحول ذو غديرتين يقول: إنه صابئ، إنه صابئ، أي كذاب، فسألت عنه، فقالوا: هذا عمه أبو لهب. قَالَ ربيعة بن عباد: وأنا يومئذ أريد القوت لأهلي [1] . (763) ربيعة بن عمرو الجرشي، يعد في أهل الشام، روى عنه علي بن رباح [وغيره [2]] ، يقَالُ: إنه جد هشام بن الغاز [3] ، قال الواقدي: قتل ربيعة ابن عمرو الجرشي يوم مرج راهط، وقد سمع من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ أبو عمر: له أحاديث منها أنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف. قالوا: بم ذا يا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: باتخاذهم القينات وشربهم الخمور. ومنها قوله عليه السلام: استقيموا وبالحرى إن استقمتم ... الحديث. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ [بْنِ أَصْبَغَ [4]] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالَ النَّاسُ: اقْتَدُوا بِهَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ: رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُرَشِيِّ، وَمَرْوَانَ الأَرْحَبِيِّ، [5] وَمَرْثَدِ بْنِ نِمْرَانَ. قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: وَقُتِلَ رَبِيعَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجُرَشِيُّ بِمَرْجِ رَاهِطٍ. ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ رَبِيعَةَ الْجُرَشِيَّ هَذَا فَقَالَ: قَالَ بَعْضُ النَّاسِ لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَيْسَ لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ أَبُو الْمُتَوَكِّلُ النَّاجِيُّ: سَأَلْتُ [6] رَبِيعَةَ الْجُرَشِيَّ وَكَانَ يُفَقِّهُ النَّاسَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَأَمَّا رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ السُّلَمِيُّ فَكَانَ مِنَ النَّوَاصِبِ يَشْتُمُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

_ [1] في أ، ت. أرفو القرب لأهلى. [2] ليس في أ، وهو في ت. [3] في ت: الغازي. [4] ليس في أ، ت. [5] في ى: الرحى. [6] في الإصابة: لقيت.

(764) ربيعة القرشي،

قال [1] أبو حاتم الرازي: لا يروى عنه وَلا كَرَامَةَ، وَلا يُذْكَرُ بِخَيْرٍ، وَمَنْ ذَكَرَهُ فِي الصَّحَابَةِ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا. هذا كله بخطه. (764) ربيعة القرشي، قَالَ أحمد بن زهير: لا أدري من أي قريش هو، حديثه عند عطاء بن السائب، عن ابن ربيعة القرشي، عَنْ أَبِيهِ، روى أن [2] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقف بعرفات في الجاهلية والإسلام. (765) ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر الأسلمي، أبو فراس، معدود في أهل المدينة، وكان من أهل الصفة، وكان يلزم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السفر والحضر، وصحبه قديما وعمر بعده. مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونعيم بن المجمر، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وقيل: إنه أبو فراس الذي روى عنه أبو عمران الجوني [3] البصري، والله أعلم. وربيعة بن كعب هذا هو الذي سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرافقته في الجنة، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعني على [4] نفسك بكثرة السجود. رواه الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ربيعة بن كعب. (766) ربيعة بن لهاعة [5] الحضرمي. قدم في وفد حضرموت على النبي صلّى الله عليه وسلم فأسلموا.

_ [1] من هنا إلى آخر الترجمة ليس في أ. وهو في ت، ما عدا: «هذا كله بخطه» وانظر ما يأتي في صفحة 495. [2] في ت عن، أمثل ى. [3] في أ: الجزمى، ت مثل ى. [4] في ت: عن. [5] في أسد الغابة: لهيعة. وفي الإصابة ابن لهيعة، ويقال لهاعة الحضرميّ.

(767) ربيعة [1] بن يزيد السلمي،

(767) ربيعة [1] بن يزيد السلمي، ذكره بعضهم في الصحابة ونفاه أكثرهم، وكان من النواصب يشتم عليا، قَالَ أبو حاتم الرازي: لا يروى عنه ولا كرامة ولا يذكر بخير، قَالَ: ومن ذكره في الصحابة لم يصنع شيئا. (768) ربيعة الدوسي، أبو أروى، هو مشهور بكنيته، وهو من كبار الصحابة، [روى عنه أبو واقد الليثي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن [2]] ، قد ذكرناه في السكنى. باب رجاء (769) رجاء بن الجلاس، ذكره بعض من ألف في الصحابة [3] وَقَالَ: له صحبه، حديثه عن عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة [4] عن أم بلج، عن أم الجلاس، عن أبيها رجاء بن الجلاس أنه سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخليفة بعده، فَقَالَ: أبو بكر. وهو إسناد ضعيف لا يشتغل بمثله. (770) رجاء الغنوي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من أعطاه الله حفظ كتابه وظن أن أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد صغر أعظم النعم. روت عنه سلامة بنت الجعد، لا يصح [حديثه، ولا تصح [5]] له صحبة، يعد في البصريين.

_ [1] هذه الترجمة في أ، وليست في ت. وانظر ما سبق في صفحة 494. [2] ما بين القوسين ليس في ت، وهو في أ. [3] في ت: ذكره بعضهم في الصحابة. وفي أ: ذكره بعضهم، وقال: له صحبة. [4] في أ: عبد الرحمن بن سنان بن عمر، وفي ت مثل ى. [5] من أ، ت.

باب رشيد

باب رشيد (771) رشيد الفارسي الأنصاري، مولى لبني معاوية بطن من الأوس، كناه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد أبا عبد الله. قَالَ الواقدي في غزوة أحد: وكان رشيد مولى بني معاوية الفارسي، لقي رجلا من المشركين من بني كنانة مقنعا في الحديد يقول: أنا ابن عويف، فتعرض له سعد مولى حاطب فضربه ضربة جزله باثنتين، ويقبل عليه رشيد فيضربه على عاتقه، فقطع الدرع حتى جزّله باثنتين، ويقول: خذها وأنا الغلام الفارسي، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرى ذَلِكَ ويسمعه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هلا قلت: خذها، وأنا الغلام الأنصاري! فتعرض له أخوه يعدو كأنه كلب، قَالَ: أنا ابن عويف، ويضربه رشيد على رأسه وعليه المغفر ففلق رأسه، ويقول: خذها وأنا الغلام الأنصاري، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: أحسنت يا أبا عبد الله، فكناه يومئذ، ولا ولد له. (772) رشيد بن مالك، أبو عميرة التميمي السعدي، حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتزع تمرة من فم الحسن ثم قذف بها، وَقَالَ: إنا- آل محمد- لا تحل لنا الصدقة، يعد في الكوفيين، روت عنه حفصة بنت طلق امرأة من الحي

باب رفاعة

باب رفاعة (773) رفاعة بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم، هو أحد بني عفراء، شهد بدرا في قول ابن إسحاق. وأما الواقدي فَقَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ عندنا بثبت، وأنكره في بني عفراء، وأنكره غيره في البدريين أيضا. (774) رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي. وأمه أم مالك بنت أبىّ بن سلول، يكنى أبا معاذ، شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد معه بدرا أخواه خلاد ومالك ابنا رافع، شهدوا ثلاثتهم بدرا. واختلف في شهود أبيهم رافع بن مالك بدرا. وشهد رفاعة بن رافع مع علي الجمل وصفين. وتوفي في أول إمارة معاوية. وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ كَتَبَتْ أَمُّ الْفَضْلِ بِنْتُ الْحَارِثِ إِلَى عَلِيٍّ بِخُرُوجِهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: الْعَجَبُ لِطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَبَضَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا: نَحْنُ أَهْلُهُ وَأَوْلِيَاؤُهُ لا يُنَازِعُنَا سُلْطَانَهُ أَحَدٌ، فأبى علينا قومنا فولّوا غيرنا. وأم اللَّهِ لَوْلا مَخَافَةُ الْفُرْقَةِ وَأَنْ يَعُودَ الْكُفْرُ وَيَبُوءَ [1] الدِّينُ لِغَيْرِنَا، فَصَبَرْنَا عَلَى [بَعْضِ الأَلَمِ، ثُمَّ لَمْ نَرَ بِحَمْدِ اللَّهِ إِلا خَيْرًا [2]] ، ثم وثب الناس

_ [1] في أ، ت: يبور. [2] مكان ما بين القوسين في ى: «على مضض مما لو تم لم نر بحمد الله إلا خيرا» والمثبت من أ، ت.

عَلَى عُثْمَانَ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ بَايَعُونِي وَلَمْ أَسْتَكْرِهْ أَحَدًا، وَبَايَعَنِي طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَلَمْ يَصْبِرَا شَهْرًا كَامِلا حَتَّى خَرَجَا إِلَى الْعِرَاقِ نَاكِثَيْنِ. اللَّهمّ فَخُذْهُمَا بِفِتْنَتِهِمَا لِلْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ رفاعة بن رافع الزرقي: إن الله لما قبض رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظننا أنا أحق الناس بهذا الأمر لنصرتنا الرسول ومكاننا [1] من الدين، فقلتم: نحن المهاجرون الأولون وأولياء رَسُول اللَّهِ الأقربون، وإنا نذكركم الله أن تنازعونا مقامه في الناس، فخليناكم والأمر [2] ، فأنتم أعلم، وما كان بينكم، غير أنا لما رأينا الحق معمولا به، والكتاب متبعا، والسنة قائمة رضينا. ولم يكن لنا إلا ذَلِكَ. فلما رأينا الأثرة أنكرنا لرضا [3] الله عز وجل، ثم بايعناك ولم نأل. وقد خالفك من أنت في أنفسنا خير منه [4] وأرضى، فمرنا بأمرك. وقدم الحجاج بن غزية الأنصاري فَقَالَ: يا أمير المؤمنين: دراكها دراكها قبل الفوت ... لا وألت نفسي إن خفت الموت يا معشر الأنصار، انصروا أمير المؤمنين آخرًا كما نصرتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولا، إن الآخرة لشبيهة بالأولى ألا إن الأولى أفضلهما. وَمِنْ [5] حَدِيثِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ وَالشَّعْبِيِّ وَابْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمْ أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ الله عنه قال في خطبته حين نهوضه إلى الجمل: إن الله عز وجل فرض الجهاد وجعله نصرته وناصره، وما صلحت

_ [1] في ت: ولمكاننا. [2] في ت: وللأمر. [3] في أ: لنرضى، وفي ت: ليرضى. [4] في أ: خيرا. [5] من أول هذه الفقرة إلى أول الترجمة التي تليها ليس في ت.

(775) رفاعة بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب،

دُنْيَا وَلا دِينٌ إِلا بِهِ، وَإِنِّي مُنِيتُ بأربعة: أدهى [1] الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأسرع الناس فتنة يعلى ابن مُنَبِّهٍ [2] ، وَاللَّهِ مَا أَنْكَرُوا عَلَيَّ مُنْكَرًا [3] ، وَلا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وإنهم ليطلبون حقا تركوه، ودما سفكوه. ولقد ولوه دوني، وَلَوْ أَنِّي كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيمَا كَانَ [4] لَمَا أَنْكَرُوهُ، وَمَا تَبِعَةُ دَمِ عُثْمَانَ إِلا عَلَيْهِمْ [5] ، وإنهم لهم الفئة الباغية، بايعوني ونكثوا بيعتي، وما استأنوا بي حتى يعرفوا جوري من عدلي، وإني لراض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم، وإني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم، فَإِنْ قَبِلُوا فَالتَّوْبَةُ مَقْبُولَةٌ، وَالْحَقُّ أَوْلَى مِمَّا أَفْضَوْا إِلَيْهِ [6] . وَإِنْ أَبَوْا أَعْطَيْتُهُمْ حَدَّ السَّيْفِ، وكفى به شافيا من باطل، وناصرا، والله إن طلحة والزبير وعائشة ليعلمون أني على الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ مُبْطِلُونَ. (775) رفاعة بن زيد بن عامر بن سواد بن كعب، وهو ظفر بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الظفري، عم قتادة بن النعمان، هو الذي سرق سلاحه وطعامه بنو أبيرق، فتنازعوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزلت في بني أبيرق [7] : وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ 4: 107 ... الآية. خبره هذا عند محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه عن جده قتادة ابن النعمان.

_ [1] في ى: أو هي. [2] في ى: يعنى ابن أمية. [3] في ى: منكرا لا استأثرت- وهو تحريف. [4] في ى: وإن كنت شريكهم بما كان. [5] في أ: عندهم. [6] في أ: ما انصرف إليه. [7] سورة النساء، آية 106.

(776) رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي [1]

(776) رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي [1] ثم الضبيبي. من بني الضبيب، هكذا يقوله بعض أهل الحديث، وأما أهل النسب فيقولون الضبيبى [2] ، من بني الضبين من جذام، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هدنة الحديبية في جماعة من قومه فأسلموا، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه [3] ، وكتب له كتابا إلى قومه فأسلموا. يقَالَ: إنه أهدى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغلام الأسود المسمى مدعما المقتول بخيبر. (777) رفاعة بن سموأل، ويقَالَ رفاعة بن رفاعة القرظي، من بني قريظة. روى عنه ابنه قَالَ: نزلت هذه الآية [4] : «وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ 28: 51 ... » الآية في عشرة أنا أحدهم، وهو الذي طلق أمرأته ثلاثا على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير، ثم طلقها قبل أن يمسها. حديثه ذَلِكَ ثابت في الموطأ وغيره. (778) رفاعة بن عبد المنذر بن زنبر [5] بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، أبو لبابة الأنصاري، من بني عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس، نقيب، شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد. هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه فقيل رفاعة. وقيل بشير بن عبد المنذر، وقد ذكرناه في باب الباء، ونذكره في الكنى أيضا إن شاء الله.

_ [1] في أ: الجدامى. وفي ت: الحزامي. [2] نسبه في اللباب: الضبنى. وقال هو بفتح الضاد والباء الموحدة وبعدها نون وهذه النسبة إلى ضبينة بطن من جذام منهم رفاعة بن زيد (1- 71) وفي ى: الضبيبى. وفي هوامش الاستيعاب: صوابه الضبنى من بنى ضبينة. [3] في أ: وعقد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لواء وأهدى إلى رسول الله غلاما وكتب. وفي ت: وعقد له على قومه، وأهدى ... [4] سورة القصص، آية 51. [5] في ى: زبير. والمثبت من أ، ت، والطبقات.

(779) رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن غنم ابن عوف بن الخزرج الأنصاري السالمي،

(779) رفاعة بن عمرو بن زيد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن سالم بن غنم ابن عوف بن الخزرج الأنصاري السالمي، شهد بيعة العقبة، وشهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، يكنى أبا الوليد، ويعرف بابن أبي الوليد، لأن جده زيد بن عمرو يكنى أبا الوليد. (780) رفاعة بن عرابة، ويقال بن اعرادة الجهنيّ، مدني، روى عنه عطاء ابن يسار، يعد في أهل الحجاز. (781) رفاعة بن عمرو الجهني، شهد بدرا وأحدا، قاله أبو معشر، ولم يتابع عليه، وَقَالَ ابن إسحاق والواقدي وسائر أهل السير: هو وديعة بن عمرو. (782) رفاعة بن مبشر بن الحارث الأنصاري [الظفري [1]] ، شهد أحدا مع أبيه مبشر. (783) رفاعة بن مسروح الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، حليف لبني عبد شمس، أو لبني أمية بن عبد شمس، قتل يوم خيبر شهيدا. (784) رفاعة بن وقش. وقيل: ابن قيس، والأكثر ابن وقش، شهد أحدا وهو شيخ كبير، وهو أخو ثابت بن وقش، قتلا جميعا يوم أحد شهيدين، قتل رفاعة خالد بن الوليد وهو يومئذ كافر. (785) رفاعة بن يثربي [2] ، أبو رمثة التميمي. وقيل: اسم رمثة حبيب، وقد تقدم ذكره، روى عنه إياد بن لقيط.

_ [1] ليس في ت، وهو في أ. [2] في أ، ت: ثيرى.

باب روح

باب روح (786) روح بن زنباع الجذامي، أبو زرعة. قَالَ أحمد بن زهير: وممن روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جذام روح بن زنباع [و] [1] مولى لروح يقَالُ له: حبيب، واختلف في جذام فنسب إلى معد بن عدنان، ونسب إلى سبأ في اليمن. قَالَ أبو عمر: هكذا ذكره أحمد بن زهير فيمن روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما رأيت له رواية عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ولا ذكر له أحمد بن زهير حديثا، وإنما يروى أن أبا زنباعا قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأما روح فلا تصحّ له عندي صحبة، وقد ذكره أحمد بن زهير كما ذكرت لك. وذكره مسلم بن الْحَجَّاجِ في كتاب الأسماء والكنى فَقَالَ: أبو زرعة روح ابن زنباع الجذامي له صحبة. وأما ابن أبي حاتم وأبوه فلم يذكراه إلا في التابعين، وقالا: روح بن زنباع أبو زرعة روى عن عبادة بن الصامت. وروى عنه شرحبيل بن مسلم، ويحيى بن أبي عمرو الشيباني، وعبادة بن نسي. وذكره أبو جعفر العقيلي أيضا في الصحابة، وذكر له رواية عن عبادة ابن الصامت، وليست روايته عن عبادة تثبت، له صحبة. وذكر الحسن بن محمد فَقَالَ: أبو زرعة روح بن زنباع يقَالُ: له صحبة. قَالَ أبو عمر: لم تظهر له رواية إلّا عن الصحابة، منهم تميم الداريّ،

_ [1] من أ، ت.

(787) روح بن سيار،

وعبادة بن الصامت. روايته عن تميم الداري قَالَ [روح: [1]] دخلت على تميم الداري، وهو أمير بيت المقدس، فوجدته ينقى لفرسه شعيرا، فقلت: أيها الناس، أما كان لهذا غيره [2] ، فَقَالَ: إني سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من نقى لفرسه شعيرا ثم جاءه به حتى يعلقه عليه كتب الله له بكل شعيرة حسنة. وروينا إن روح بن زنباع كانت [3] له زراعة إلى جانب زراعة وليد عبد الملك [4] ، فشكا وكلاء روح إليه وكلاء الوليد، فشكا ذَلِكَ روح إلى الوليد، فلم يشكه، فدخل على عبد الملك وأخبره والوليد جالس، فَقَالَ عبد الملك: ما يقول روح يا وليد؟ قَالَ: كذب يا أمير المؤمنين. قَالَ [روح] [5] : غيري والله أكذب. قال الوليد: لأسرعت خيلك يا روح. قَالَ: نعم. كان أولها [6] في صفين وآخرها بمرج راهط. ثم قام مغضبا، فخرج. فَقَالَ عبد الملك للوليد: بحقي عليك لما أتيته فترضيته ووهبت له زراعتك، فخرج الوليد يريد روحا، فقيل لروح: هذا ولي العهد يريدك، فخرج يستقبله، فوهب له الزراعة بما فيها، وكان عبد الملك بن مروان يقول: جمع أبو زرعة روح بن زنباع طاعة أهل الشام ودهاء أهل العراق وفقه أهل الحجاز. (787) روح بن سيار، أو سيار بن روح الكلبي، هكذا ذكره البخاري على الشك وَقَالَ: يعد في الشاميين، له صحبة، قَالَ الْبُخَارِيُّ: قال خطاب [7] الحمصي،

_ [1] من ت وحدها. [2] في أ، ت: غيرك. [3] في أ، ت: أنه كانت لروح. [4] هكذا في ت. وفي أ: للوليد. وفي ى: زراعة وليد. [5] من أ، ت. [6] في أ، ت: فكان. [7] في أ: خطاب بن عثمان أبو عمرو اخمصى. وفي ى: خصاب.

باب رويفع

حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك، وفضالة بن عُبَيْدٍ، وَأَبَا الْمُنِيبِ، وَرَوْحَ بْنَ سَيَّارٍ [أَوْ سيّار [1]] بن روح يرخون العمأم مِنْ خَلْفِهِمْ وَثِيَابُهُمْ عَلَى الْكَعْبَيْنِ، روى عنه مسلم بن زياد مولى ميمونة صاحب بقية. باب رويفع (788) رويفع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة الأنصاري، من بنى مالك ابن النجار. سكن مصر واختط بها دارا. وأمره معاوية على إطرابلس [2] سنة ست وأربعين فغزا من إطرابلس إفريقية سنة سبع وأربعين ودخلها، وانصرف من عامه. يقَالَ: مات بالشام. ويقَالَ: مات ببرقة، وقبره بها. روى عنه حنش بن عبد الله الصنعاني وشيبان بن أمية القتباني. (789) رويفع، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعلم له رواية. باب الأفراد في حرف الراء (790) راشد السلمي. يكنى أبا أثيلة، يقَالُ له: راشد [3] بن عبد الله، كان اسمه في الجاهلية ظالما فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راشدا. وقيل: إنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: غاوى [4]

_ [1] من أ، ت. [2] في ى: طرابلس. [3] في هوامش الاستيعاب: قيل اسمه راشد بن عند ربه. [4] في أ، ت: غاو.

(791) [رباب بن سعيد بن سهم القرشي السهمي،

ابن ظالم. فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل أنت راشد بن عبد الله. وكان سادن صنم بني سليم. (791) [رباب بن سعيد بن سهم القرشي السهمي، مذكور في حديث عمرو ابن شعيب عَنْ أَبِيهِ عن جده [1]] . (792) ربتس [2] بن عامر بن حصن بن خرشة الطائي، وفد على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. قَالَ الطبري: وممن وفد إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طي الربتس بن عامر بن حصن بن خرشة بن حيّة. (793) ربعي بن رافع بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان بن ضبيعة، من بلي، حليف لبني عمرو بن عوف، شهد بدرا. ويقال: ربعي بن أبى رافع. (794) رجيلة بن ثعلبة بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي، شهد بدرا، كذا قَالَ ابن إسحاق رجيلة، بالجيم، وَقَالَ ابن هشام رحيلة، بالحاء المهملة. وَقَالَ ابن عقبة فيما قيدناه في كتابه: رخيلة، بالخاء المنقوطة. وكذلك ذكر إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق رخيلة بالخاء المنقوطة: وكذلك ذكره أبو الحسن الدار قطنى. (795) الرحيل الجعفي، وهو من رهط زهير بن معاوية. وحديثه عنده قَالَ: حَدَّثَنِي أسعر بن الرحيل [3] ، أن أباه وسويد بن غفلة نهضا إلى

_ [1] من أوحدها. [2] ربتس كجعفر. وفي الإصابة هو ابن عامر بن حصن بن خرشة بن عمرو بن مالك الطائي. وفي أ: بن حصين. [3] هنا في أ: وقد روى هذا الخبر عن زهير بن معاوية عن أسعر بن الرحيل. وفي ت. أو قال: حدثني أبى عن أسعر بن الرحيل.

(796) رزين بن أنس السلمي.

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمين، فانتهيا إليه حين نفضت الأيدي من قبره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنزل سويد على عمرو، ونزل الرحيل على بلال. (796) رزين بن أنس السلمي. ذكر أنه أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب له كتابا. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ. حَدِيثَهُ عِنْدَ فَهْدِ بْنِ عَوْفٍ [الْعَامِرِيِّ [1]] عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ [الْعَامِرِيِّ [2]] عَنْ نَائِلِ [3] بْنِ مُطَرِّفِ بْنِ رَزِينِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، إِنَّ لَنَا بِئْرًا بِالْمَدِينَةِ، وَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَغْلِبَنَا عَلَيْهَا مَنْ حَوَالَيْنَا. فَكَتَبَ لَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول اللَّهِ. أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ لَهُمْ بِئْرَهُمْ، إِنْ كَانَ صَادِقًا، وَلَهُمْ دَارَهُمْ إِنْ كَانَ صَادِقًا. (797) رسيم [4] الهجريّ، ويقال: العبديّ، له حديث واحد عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأشربة والانتباذ [5] في الظروف. روى عنه ابنه. (798) رشدان. رجل مجهول. وذكره بعضهم في الصحابة الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم. (799) رعية السحيمي. وَقَالَ فيه الطبري: رعية الهجيمي [6] فصحّف في نسبه،

_ [1] من ت وحدها. [2] من أوحدها. [3] في أ: عن أبى فاتك. وفي ت: عن أبي نائل. [4] في هوامش الاستيعاب: رستم الهجريّ بخط كاتب الأصل ما لفظه: رسيم قيده عبد الغنى. [5] في ت: والأنبذة، أمثل ى. والانتباذ: اتخاذ النبيذ (النهاية) . [6] في هوامش الاستيعاب: الجهنيّ. وفي الزبيدي: رعية- بلا لام- صحابى، هكذا ضبطه المحدثون. أو هو كسمية، وهكذا ضبطه الطبري (رعى) .

(800) رقيم بن ثابت الأنصاري،

وإنما هو السحيمى. ويقال العرني، وهو من سحيمة عرينة. وقد قيل فيه: الربعي، وليس بشيء، كتب إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقع بكتابة دلوه، فقالت له ابنته: ما أراك إلا ستصيبك قارعة، عمدت إلى سيد العرب فرقعت به دلوك، وبعث إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيلا، فأخذ هو وأهله وولده وماله فأسلم، وقدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أغير على أهلي ومالي وولدي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما المال فقد قسم، ولو أدركته قبل أن يقسم كنت أحق به، وأما الولد فاذهب معه يا بلال فإن عرف ولده فادفعه إليه، فذهب معه فأراه إياه وَقَالَ لابنه: تعرفه؟ قَالَ: نعم. فدفعه إليه. (800) رقيم بن ثابت الأنصاري، من الأوس، قتل يوم الطائف شهيدا. (801) ركانة بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي. كان من مسلمة الفتح، وكان من أشد الناس، وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أن يصارعه، وذلك قبل إسلامه ففعل وصرعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين أو ثلاثا، وطلق امرأته سهيمة بنت عويمر بالمدينة البتة، فسأله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أردت بها؟ يستخبره عن نيته في ذَلِكَ. فَقَالَ: أردت واحدة. فردها عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تطليقتين. من حديثه أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن لكل دين خلقا، وخلق هذا الدين الحياء. وتوفي ركانة في أول خلافة معاوية سنة اثنتين وأربعين.

(802) ركب المصري كندى.

(802) ركب المصري كندي. له حديث واحد حسن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه آداب وحض على خصال من الخير والحكمة والعلم، ويقال: إنه لَيْسَ بمشهور في الصحابة، وقد أجمعوا على ذكره فيهم. روى عنه نصيح العنسيّ [1] . (803) رومان، يقال إن سفينة مولى أم سلمة الذي يقَالُ له: سفينة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم اسمه رومان.

_ [1] في أ: العبسيّ. وفي هوامش الاستيعاب: ويقال صالح العنسيّ، ذكره البخاري.

حرف الزاى

حرف الزاي باب زاهر (804) زاهر بن حرام الأشجعي، شهد بدرا، كان حجازيا، يسكن البادية في حياة رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فكان لا يأتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أتاه إلا بطرفة يهديها إليه. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إن لكل حاضرة بادية، وبادية آل محمد زاهر بن حرام. ووجده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما بسوق المدينة، فأخذه [1] من ورائه، ووضع يديه على عينيه، وَقَالَ: من يشتري العبد؟ فأحس به زاهر، وفطن أنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إذن تجدني يا رَسُول اللَّهِ كاسدا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل أنت عند الله ربيح، ثم انتقل زاهر ابن حرام إلى الكوفة. (805) زاهر الأسلمي، أبو مجزأة بن زاهر، وهو زاهر بن الأسود بن حجاج ابن عبد بن دعبل [2] بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى الأسلمي، كان ممن بايع تحت الشجرة، سكن الكوفة، يعدّ من الكوفيين.

_ [1] في ى: فأخذ. [2] في أ: بن قيس بن دعبل. وفي ت مثل ى. وفي أسد الغابة: بن قيس بن عبد بن دعبل.

باب الزبير

باب الزبير (806) الزبير بن عبد الله الكلابي، لا أعلم له لقاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه أدرك الجاهلية، وعاش إلى آخر خلافة عمر رضي الله عنه. رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أُسَيْدٍ الْكِلابِيِّ، عن العلاء بن الزبير ابن عَبْدِ اللَّهِ الْكِلابِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ غَلَبَةَ فَارِسَ الرُّومَ، ثُمَّ رَأَيْتُ غَلَبَةَ الرُّومِ فَارِسَ، ثُمَّ رَأَيْتُ غَلَبَةَ الْمُسْلِمِينَ فَارِسَ، كُلُّ ذَلِكَ فِي خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، أَوْ قَالَ: خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. (807) الزبير بن عبيدة [1] الأسدي، من المهاجرين الأولين، لم يرو عنه العلم، قَالَ أبو عمر: ذكر محمد بن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة- الزبير بن عبيدة، وتمام بن عبيدة، وسخبرة بن عبيدة بن الزبير. (808) الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، يكنى أبا عبد الله. أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى وكيع وغيره، عن هشام بن عروة، قَالَ: أسلم الزبير وهو ابن خمس عشر سنة. وروى أبو أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه مثله سواء إلى آخره.

_ [1] في أ: عبيد. وت، وأسد الغابة مثل ى.

وذكر السَّرَّاجُ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمه موسى بن طلحة، قال: كان علي، وَالزُّبَيْرُ، وَطَلْحَةُ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وُلِدُوا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَرَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعْدٍ، عن الليث بن سعد، عن أبي الأسود [مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [1]] عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: أَسْلَمَ الزُّبَيْرُ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن أنه بلغه أن علي بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ أَسْلَمَا، وَهُمَا ابْنَا ثَمَانِي سِنِينَ. وروى أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة. [وقول عروة أصح من قول أبي الأسود [2]] والله أعلم. قَالَ أبو عمر: لم يتخلف الزبير عن غزوة غزاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود حين آخى بين المهاجرين بمكة. فلما قدم المدينة، وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بين الزبير وبين سلمة بن سلامة بن وقش، وكان له من الولد فيما ذكر بعضهم عشرة: عبد الله، وعروة، ومصعب، والمنذر، وعمر، وعبيدة، وجعفر، وعامر، وعمير، وحمزة. وكان الزبير أول من سل سيفا في سبيل الله عزّ وجل، رواه حماد ابن سلمة، عن علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيّب. قال سعيد: ودعا له

_ [1] ليس في أ، ت. [2] ليس في أ، وهو في ت. (8- الاستيعاب- 2)

النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ بخير، والله لا يضيع دعاءه. وقال [1] الزبير ابن بكار: قَالَ حَدَّثَنِي أبو حمزة بن عياض [2] ، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن أول رجل سل سيفه في سبيل الله الزبير، وذلك أنه نفحت نفحة من الشيطان أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقبل الزبير يشق الناس بسيفه [3] ، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأعلى مكة، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مالك يا زبير؟ قَالَ: أخبرت أنك أخذت، فصلى عليه، ودعا له، ولسيفه. وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الزبير ابن عمتي وحواريي من أمتي. وأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لكل نبي حواري، وحوارييىّ الزبير. وسمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن الحواري. فَقَالَ له: إن كنت ابن الزبير، وإلا فلا. وَقَالَ محمد بن سلام: سألت يونس بن حبيب عن قوله صَلَّى الله عليه وسلم: حوارييى الزبير. فَقَالَ: [من] خلصائه [4] . وذكر علي بن المغيرة أبو الحسن الأثرم، عن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ محمد بن السائب، أنه كان يقول: الحوارىّ الخليل، وذكر قول جرير: أفبعد مقتلهم خليل محمد ... ترجو العيون مع الرسول سبيلا وَقَالَ غيره: الحواري الناصر، وذكر قول الأعور الكلابي: وأكنه ألقى زمام قلوصه ... فيحيا كريما أو يموت حواريا

_ [1] في ى: فقال. والمثبت من أ، ت. [2] في أ: أبو صمرة أنس بن عياض. [3] في ى: شقة. والمثبت من أ، ت. [4] ليس في أ، ت. وفيهما: فقال خلصاؤه.

وَقَالَ غيره: الحواري الصاحب المستخلص. وَقَالَ معمر، عَنْ قَتَادَةَ: الحواريون كلهم من قريش، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة، وجعفر، وأبو عبيدة الجراح، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن أبي وقاص، وطلحة، والزبير. وَقَالَ روح بن القاسم، عَنْ قَتَادَةَ أنه ذكر يوما الحواريين فقيل له: وما الحواريون؟ قَالَ: الذين تصلح لهم الخلافة. شهد الزبير بدرا، وكانت عليه يومئذ عمامة صفراء كان معتجرا بها، فيقال: إنها نزلت الملائكة يوم بدر على سيماء الزبير. وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن عبّاد بن حمزة ابن الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَتْ عَلَى الزُّبَيْرِ عِمَامَةٌ صَفْرَاءُ مُعْتَجِرًا بِهَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَنَزَلَتِ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهَا عَمَائِمُ صُفْرٌ. وشهد الحديبية والمشاهد كلها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يلج النار أحد شهد بدرا والحديبية. وَقَالَ عمر: في الستة أهل الشورى: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو راض عنهم. وهو أيضا من العشرة، الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. وثبت عن الزبير أنه قَالَ: جمع لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أبويه] [1] مرتين: يوم أحد، ويوم قريظة، فقال: ارم فداك أبى وأمى.

_ [1] ليس في أ.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ قَالَ: سَأَلْتُ مَجْلِسًا فِيهِ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ أَكْرَمَ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالُوا: الزُّبَيْرُ، وعلى ابن أَبِي طَالِبٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ الزُّبَيْرِ تَاجِرًا مَجْدُودًا فِي التِّجَارَةِ، وَقِيلَ لَهُ يَوْمًا: بِمَ أَدْرَكْتَ فِي التِّجَارَةِ مَا أَدْرَكْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَشْتَرِ عَيْنًا [1] ، وَلَمْ أُرِدْ رِبْحًا، وَاللَّهُ يُبَارِكُ لِمَنْ يَشَاءُ. وَرَوَى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ نَهِيكِ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ مُغِيثِ بْنِ سَمِيٍّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: كَانَ لِلزُّبَيْرِ أَلْفُ مَمْلُوكٍ يُؤَدُّونَ إِلَيْهِ الْخَرَاجَ، فَمَا كَانَ يُدْخِلُ بَيْتَهُ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، يَعْنِي أَنَّهُ يَتَصَدَّقُ بِذَلِكَ كُلِّهِ، وفضله حسان على جميعهم، كما فضل أبو هريرة على الصحابة أجمعين جعفر بن أبى طالب، فقال يمدحه [2] : أقام على عهد النبي وهديه ... حواريه والقول بالفعل يعدل أقام على منهاجه وطريقه ... يوالي ولي الحق والحق أعدل هو الفارس المشهور والبطل الذي ... يصول إذا ما كان يوم محجل وإن امرأ كانت صفية أمه ... ومن أسد في بيته لمرفّل [3]

_ [1] في أ: غيبا، ت مثل ى. [2] ديوانه: 338. [3] في ى: لمرقل.

له من رَسُول اللَّهِ قربى قربية ... ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل فكم كربة ذب الزبير بسيفه ... عن المصطفى، والله يعطى ويجزل [1] إذا كشفت عن ساقها الحرب حشها [2] ... بأبيض سباق إلى الموت يرقل [3] فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل [4] ثم شهد الزبير الجمل، فقاتل فيه ساعة، فناداه علي وانفرد به، فذكر الزبير أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له، وقد وجدهما يضحكان بعضهما إلى بعض: أما إنك ستقاتل عليا، وأنت له ظالم. فذكر الزبير ذَلِكَ، فانصرف عن القتال فاتبعه ابن جرموز عبد الله، ويقَالَ عمير، ويقَالَ عمرو [5] . وقيل عميرة بن جرموز السعدي، فقتله بموضع يعرف بوادي السباع، وجاء بسيفه إلى علي، فَقَالَ له علي: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وكان الزبير قد انصرف عن القتال نادما مفارقا للجماعة التي خرج فيها، منصرفا إلى المدينة، فرآه ابن جرموز، فَقَالَ: أتى يؤرش [6] بين الناس، ثم تركهم، والله لا أتركه، ثم اتبعه، فلما لحق بالزبير، ورأى الزبير أنه يريده أقبل عليه، فَقَالَ له ابن جرموز: أذكرك الله. فكف عنه الزبير حتى فعل ذَلِكَ مرارا، فَقَالَ الزبير: قاتله الله، يذكرنا الله وينساه، ثم غافصه [7] ابن جرموز فقتله. وذلك يوم الخميس لعشر خلون من جمادى

_ [1] في الديوان: فيجزل. [2] حشها: أسعرها وهيجها. وفي أ، ت: حسها. [3] في ى: يرفل. ويرقل: يسرع. والإرقال: ضرب من العدو. [4] يذبل: اسم جبل في بلاد نجد. [5] في ى: عمر. والمثبت من أ، ت، والزبيدي. [6] في ت: إنا نؤرش. ويقال: أرشت بين الرجلين إذا أغريت أحدهما بالآخر، وأوقعت بينهما الشر (اللسان- أرش) . [7] غافص الرجل مغافصة: أخذه على غرة فركبه بمساءة (اللسان- غفص) وفي ى: عافصه- بالعين. ونراه تحريفا.

الأولى سنة ست وثلاثين، وفي ذَلِكَ اليوم كانت وقعة الجمل، ولما أتى قاتل الزبير عليا برأسه يستأذن عليه فلم يأذن له، وقال للآذن: بشّره بالنار، فقال: أتيت عليا برأس الزبير ... أرجو لديه [1] به الزلفة فبشر بالنار إذ جئته ... فبئس البشارة والتحفة وسيان عندي قتل الزبير ... وضرطة عير [2] بذي الجحفة وفي حديث عمرو بن جاوان، عن الأحنف قَالَ: لما بلغ الزبير سفوان موضعا من البصرة، كمكان القادسية من الكوفة، لقيه البكر [3] رجل من بني مجاشع، فَقَالَ: أين تذهب يا حواري رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك، فأقبل معه وأتى إنسان الأحنف بن قيس فَقَالَ: هذا الزبير قد لقي بسفوان. فَقَالَ الأحنف: ما شاء الله، كان قد جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم يلحق ببنيه [4] وأهله، فسمعه عميرة بن جرموز، وفضالة بن حابس، ونفيع في غواة بني تميم، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النفر، فأتاه عمير بن جرموز من خلف، وهو على فرس له ضعيفة، فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقَالُ له ذو الخمار، حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه يا نفيع! يا فضالة! فحملوا عليه حتى قتلوه، وهذا أصح مما تقدم والله أعلم. وكانت سن الزبير يوم قتل- رحمه الله- سبعا وستين سنة. وقيل [5] ستا وستين، وكان الزبير أسمر ربعة معتدل اللحم خفيف اللحية رضي الله عنه.

_ [1] في ى: أرجو به لديه، وفي أ: إليه به. والمثبت من ت، وأسد الغابة. [2] في أسد الغابة: عنز. [3] هكذا في ى. وفي أ، ت: النفر، ولعلها تحريف عن النقز- بالكسر، وهو الرديء الفسل من الناس كما في الزبيدي. [4] في أسد الغابة: ببيته. [5] في هامش ت: هذا يخالف ما تقدم أنه ولد هو وعلى في عام واحد.

باب زرارة

باب زرارة (809) زرارة بن أوفى [1] النخعي، له صحبة، مات في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه. (810) زرارة بن جزي. ويقَالَ: جزي [2] الكلابي، له صحبة. روى عنه المغيرة بن شعبة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب إلى الضحاك ابن سفيان أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها. حديثه عن محمد ابن عبد الله الشعيثي، عن زفر بن وثيمة، عن المغيرة بن شعبة، عنه. روى عنه مكحول أيضا. (811) زرارة بن عمرو النخعي، والد عمرو بن زرارة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني رأيت في طريقي رؤيا هالتني. قَالَ: وما هي؟ قَالَ: رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا أسفع أحوى، ورأيت نارا خرجت من الأرض، فحالت بيني وبين ابن لي، يقال: له عمرو، وهي تقول: لظى لظى بصير وأعمى. فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خلفت في أهلك أمة مسرة حملا؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فإنها قد ولدت غلاما، وهو ابنك. قَالَ: فأني له أسفع أحوى. فَقَالَ: ادن مني، أبك برص تكتمه؟

_ [1] في ى وهوامش الاستيعاب: بن أبى أوفى. والمثبت من أ، والإصابة، والزبيدي. [2] في ى والإصابة: جزء. والمثبت من أ، ت. وفي أسد الغابة: قال ابن ماكولا: يقوله المحدثون بكسر الجيم وسكون الزاى، وأهل اللغة يقولون جزء- بفتح الجيم والهمزة. وقال أبو عمر: جزى- يعنى بالكسر. وجزى- يعنى بالفتح. وقال عبد الغنى: جزى- بفتح الجيم وكسر الزاى، والله أعلم.

(812) زرارة بن قيس [بن الحارث [3]] بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار [الأنصاري [3]] الخزرجي،

قَالَ: والذي. بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك. قَالَ: فهو ذاك. وأما النار فإنها فتنة تكون بعدي. قَالَ: وما الفتنة يا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس، وخالف بين أصابعه، دم المؤمن عند المؤمن أحلى من العسل [1] . يحسب المسيء أنه محسن، إن مت أدركت ابنك، وإن مات ابنك أدركتك. قَالَ: فادع الله ألا تدركني، فدعا له [2] . وكان قدوم زرارة بن عمرو النخعي هذا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في النصف من رجب سنة تسع. (812) زرارة بن قيس [بن الحارث [3]] بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن عبيد ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار [الأنصاري [3]] الخزرجي، قتل يوم اليمامة شهيدا. (813) زرارة بن قيس [النخعي [4]] ، قَالَ الطبري [5] : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد النخع، وهم مائتا رجل، فأسلموا، [ونسبه] ، فَقَالَ: زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي بن الحارث بن عوف بن جشم ابن كعب بن قيس بن سعد بن مالك بن النخع، كذا قال: عدي ابن الحارث.

_ [1] في أ، ت: الماء. وفي الإصابة: أحلى من شرب الماء. [2] في الإصابة: فإن مت أدركت ابنك وإن أنت بقيت أدركتك، فكان ابنه عمرو ابن زرارة أول خلق الله تعالى خلع عثمان بن عفان (1- 529) . [3] ليس في أ، ت، وهو في أسد الغابة والإصابة. [4] من أ، ت. [5] في أسد الغابة: قلت: هذا زرارة هو الّذي تقدم ذكره في ترجمة زرارة الّذي أخرجه أبو عمر، وذكر فيه حديث الرؤيا (2- 202) .

باب زرعة

باب زرعة (814) زرعة بن خليفة، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سمعه يقرأ في صلاة المغرب في السفر: وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ 95: 1، و «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 97: 1» . روى عنه محمد بن زياد الراسبي. (815) زرعة بن ذي يزن [1] . أسلم، وآمن بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره، وقدم بإسلامه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مالك بن مرة الرهاوي. (816) زرعة الشقري. كان اسمه أصرم، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت زرعة، أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بعبد حبشي ... الحديث. باب زهير (817) زهير بن أبي جبل [2] الشنوي من أزد شنوءة، وزهير بن عبد الله بن أبي جبل الشنوي، روى عنه أبو عمران الجوني، يعد في البصريين. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «من مات فوق إنجار لَيْسَ حوله ما يدفع القدم فمات فقد برئت منه الذمة. ومنهم من يقول فوق إجاره [3] .

_ [1] في أسد الغابة: زرعة بن سيف بن ذي يزن. [2] في أ: زهير بن جبل، ت، وأسد الغابة مثل ى. [3] الإجار- بالكسر والتشديد: السطح الّذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه. والإنجار بالنون لغة فيه (النهاية) .

(818) زهير بن أبى أمية

(818) زهير بن أبي أمية مذكور في المؤلفة قلوبهم، فيه نظر، لا أعرفه. (819) زهير الأنماري، ويقَالَ أبو زهير، شامي. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الدعاء. روى عنه خالد بن معدان. (820) زهير بن صرد، أبو صرد الجشمي السعدي، من بني سعد بن بكر. وقيل: يكنى أبا جرول، كان زهير رئيس قومه، وقدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد هوازن، إذ فرغ من حنين، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حينئذ بالجعرانة يميز الرجال من النساء في سبي هوازن، فَقَالَ له زهير بن صرد: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنما سبيت منا عماتك وخالاتك وحواضنك اللائي كفلنك، ولو أنا ملحنا [1] للحارث بن أبي شمر أو النعمان بن المنذر، ثم نزل منا أحدهما بمثل ما نزلت به لرجونا عطفه وعائدته، وأنت خير المكفولين، ثم قال: امنن علينا رَسُول اللَّهِ في كرم ... فإنك المرء نرجوه وندخر [2] امنن على بيضة قد عافها قدر ... ممزق شملها في دهرها غير يا خير طفل ومولود ومنتخب ... في العالمين إذا ما حصل البشر إن [3] لم تداركها نعماء تنشرها ... يا أرجح الناس حلما حين يختبر امنن علي نسوة قد كنت ترضعها ... إذ فوك يملؤه من محضها درر [4] إذ كنت طفلا صغيرا كنت ترضعها ... وإذ يزينك ما تأتى وما تذر

_ [1] ملحنا: أرضعنا (النهاية) . [2] في أ، ت: وننتظر. [3] في ت: إذ لم تداركهم. [4] في أ، ت: الدرر.

لا تجعلنا كمن شالت نعامته ... واستبق منا فإنا معشر زهر يا خير من مرحت كمت الجياد به ... عند الهياج إذا ما استوقد الشرر إنا لنشكر آلاء وإن كفرت ... وعندنا بعد هذا اليوم مدخر إنا نؤمل عفوا منك تلبسه ... هذي البرية إذ تعفو وتنتصر فاغفر عفا الله عما أنت واهبه ... يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم. وَقَالَ المهاجرون كذلك. وقالت الأنصار كذلك. وأبى الأقرع ابن حابس، وبنو تميم، وعيينة بن حصن، وبنو فزارة، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول سبي نصيبه، فردوا على الناس أبناءهم ونساءهم. اختصرت هذا الحديث، وفيه طول. أخبرنا به من أوله إلى آخره بالشعر عبد الوارث بن سفيان قراءة مني عليه، عن قاسم، عن عبيد، عن عبد الواحد [1] ، عن أحمد بن محمد بن أيوب، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّهِ- الحديث بطوله والشعر، إلا أن في الشعر بيتين لم يذكرهما محمد بن إسحاق في حديثه، وذكرهما عبد الله بن رماحس، عن زياد بن طارق بن زياد، عن زياد بن صرد بن زهير بن صرد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ زهير بن صرد أبى جرول أنه حدثه هذا الحديث.

_ [1] هكذا في ى. وفي أ: عن عبيد بن عبد الواحد. وفي ت: عن قاسم بن عبيد ابن عبد الواحد.

(821) زهير بن عثمان الثقفي الأعور،

(821) زهير بن عثمان الثقفي الأعور، بصرى، روى الحسن البصري، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عنه- حديثا في إسناده نظر، يقَالُ: إنه مرسل، وليس له غيره. قَالَ: قَالَ [1] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الوليمة أول يوم حق، واليوم الثاني معروف، واليوم الثالث رياء وسمعة. (822) زهير [2] بن علقمة النخعي، ويقَالَ: البجلي. وروى عنه إياد بن لقيط عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لامرأة مات لها ثلاثة بنين: لقد احتظرت دون النار حظارا [3] شديدا. يقَالَ: إنه مرسل، وزعم البخاري أن زهير بن علقمة هذا ليست له صحبة، وقد ذكره غيره في الصحابة. (820) زهير بن عمرو الهلالي، يقَالُ النصري [4] من بني نصر بن معاوية. ومن قَالَ الهلالي جعله من بني هلال بن عامر بن صعصعه، نزل البصرة، روى عنه أبو عثمان النهدي. (823) زهير بن غزية بن عمرو بن عنز بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية ابن بكر بن هوازن، صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، ذكره الدار قطنى في باب عنز، وذكره أيضا في باب غزية، وذكر الطبري زهير بن غزية.

_ [1] في أ، م: قال إن النبي ... قال: الوليمة حق. [2] في هوامش الاستيعاب، وأسد الغابة: أو زهير بن أبى علقمة. [3] في النهاية: بحظار شديد وفي أسد الغابة: احتظارا شديدا. والاحتظار فعل الحظار أراد لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرها ويؤمنك دخولها (النهاية) . [4] في ى: النضري، وهو تحريف.

(824) زهير بن قرضم بن الجعيل المهري،

(824) زهير بن قرضم بن الجعيل المهري، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يكرمه لبعد مسافته. وذكره الطبري هكذا زهير بن قرضم، وقال محمد ابن حبيب: هو ذهبن [1] بن قرضم بن الجعيل، فاللَّه أعلم. باب زياد (825) زياد بن أبي سفيان، ويقَالَ زياد بن أبيه. وزياد بن أمه. وزياد بن سمية، وكان يقَالُ له قبل الاستلحاق زياد بن عبيد [2] الثقفي. وأمه سمية جارية الحارث ابن كلدة. واختلف في وقت مولده، فقيل: ولد عام الهجرة [3] . وقيل قبل الهجرة. وقيل: بل ولد يوم بدر. ويكنى أبا المغيرة. ليست له صحبة ولا رواية. وكان رجلا عاقلا في دنياه، داهية خطيبا، له قدر وجلالة عند أهل الدنيا، روى معتمر بن سليمان عَنْ أَبِيهِ، عن أبي عثمان النهدي أنه أخبره، قَالَ: اشترى زياد أباه عبيدا بألف درهم فأعتقه فكنا نغبطه بذلك. كان عمر بن الخطاب قد استعمله على بعض صدقات البصرة، أو بعض أعمال البصرة. وقيل: بل كان كاتبا لأبي موسى، فلما شهد على المغيرة مع أخيه أبي بكرة وأخيه نافع، وشبل بن معبد وجدهم ثلاثتهم عمر [4] دونه، إذ لم يقطع الشهادة زياد، وقطعوها، وعزله، فَقَالَ له زياد: يا أمير المؤمنين،

_ [1] في ى: وهبن- بالدال. وفي أسد الغابة: قال الدّارقطنيّ: ذهبن- بالذال المعجمة والباء الموحدة والنون وارجع إلى أسد الغابة (1- 138) . [2] في أ: أبي عبيد. وفي ت وأسد الغابة مثل ى. [3] في أ: عام الفتح. وأسد الغابة مثل ى. [4] في أ: وجدهم عمر ثلاثتهم.

أخبر الناس أنك لم تعزلني لخزية. وَقَالَ بعض أهل الأخبار: إنه قَالَ له: ما عزلتك لخزية، ولكني كرهت أن أحمل على الناس فضل عقلك، فاللَّه أعلم إن كان [ذَلِكَ [1]] كذلك. ثم صار زياد مع علي، فاستعمله على بعض أعماله، فلم يزل معه إلى أن قتل علي وانخلع الحسن لمعاوية، فاستلحقه معاوية وولاه العراقين جمعهما له. ولم يزل كذلك إلى أن توفي بالكوفة، وهو أمير المصرين في شهر رمضان لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه سنة ثلاث وخمسين، وصلى عليه عبد الله بن خالد بن أسيد، كان قد أوصى إليه بذلك. وَقَالَ الحسن بن عثمان: توفي زياد بن أبي سفيان، ويكنى أبا المغيرة، سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن ثلاث وخمسين، فهذا يدل على أنه ولد عام الهجرة وكانت ولايته خمس سنين، ولي المصرين: البصرة والكوفة سنة ثمان وأربعين، وتوفي سنة ثلاث وخمسين وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. وقيل ابن ست وخمسين. وزياد هو الذي احتفر نهر الأبلة حتى بلغ موضع الجبل، وكان يقَالُ زياد يعد لصغار الأمور وكبارها، وكان زياد طويلا جميلا يكسر إحدى عينيه، وفي ذَلِكَ يقول الفرزدق للحجاج: وقبلك ما أعييت كاسر عينه ... زيادا فلم تعلق على حبائله حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بن عبد الرحمن ومحمد بن إبراهيم بن سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عبد الرحمن، قال أبو سلمة أسامة بن أحمد التّجيبي،

_ [1] من أ، ت.

قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [1] بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زِيَادًا فِي إِصْلاحِ فَسَادٍ وَقَعَ فِي الْيَمَنِ، فَرَجَعَ مِنْ وَجْهِهِ، وَخَطَبَ خُطْبَةً لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهَا، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ هَذَا الْغُلامُ قُرَشِيًّا لَسَاقَ الْعَرَبَ بِعَصَاهُ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَعْرِفُ الَّذِي وَضَعَهُ فِي رَحِمِ أُمِّهِ. فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: وَمَنْ هُوَ يَا أَبَا سُفْيَانَ؟ قَالَ: أَنَا. قَالَ: مَهْلا يَا أَبَا سُفْيَانَ. فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْلا خَوْفُ شَخْصٍ ... يَرَانِي يَا عَلِيُّ مِنَ الأَعَادِي لأَظْهَرَ أَمْرَهُ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ ... وَلَمْ تَكُنِ الْمَقَالَةُ [2] عَنْ زِيَادِ وَقَدْ طَالَتْ مُجَامَلَتِي ثَقِيفًا ... وَتَرْكِي فِيهِمْ ثَمَرَ الْفُؤَادِ قَالَ: فذاك الذي حمل معاوية على ما صنع بزياد، فلما صار الأمر إلى على ابن أبي طالب وجه زيادا إلى فارس، فضبط البلاد وحما وجبى، وأصلح الفساد، فكاتبه معاوية يروم إفساده على علي فلم يفعل، ووجه بكتابه إلى علي. قَالَ أبو عمر: وفيه شعر تركته، لأني اختصرت الخبر فيه. فكتب إليه علي: «إنما وليتك ما وليتك. وأنت أهل لذلك عندي، ولن تدرك ما تريد مما أنت فيه إلا بالصبر واليقين، وإنما كانت من أبى سفيان فلتة

_ [1] في ت: عبيد الله. وأ مثل ى. [2] في أ: المجمجم. وت مثل ى.

زمن عمر لا تستحق بها نسبا ولا ميراثا. وإن معاوية يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه، فاحذره، ثم احذره. والسلام» . فلما قرأ زياد الكتاب قَالَ: شهد لي أبو الحسن ورب الكعبة. قَالَ: فذلك الذي جرأ زيادا ومعاوية على ما صنعا. ثم أدعاه معاوية في سنة أربع وأربعين، ولحق به زيادا أخا على ما كان من أبي سفيان في ذَلِكَ، وزوج معاوية ابنته من ابنه محمد بن زياد، وكان أبو بكرة أخا زياد لأمه، أمهما سمية. فلما بلغ أبا بكرة أن معاوية استلحقه، وأنه رضي بذلك آلى يمينا لا يكلمه أبدا، وَقَالَ: هذا زنى أمه، وانتفى من أبيه، ولا والله ما علمت سمية رأت أبا سفيان قط، ويله ما يصنع بأم حبيبة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيريد أن يراها، فإن حجبته فضحته، وإن رآها فيا لها مصيبة! يهتك من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرمة عظيمة، وحج زياد في زمن معاوية، فأراد الدخول على أم حبيبة، ثم ذكر قول أبي بكرة، فانصرف عن ذَلِكَ. وقيل: إن أم حبيبة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حجبته ولم تأذن له في الدخول عليها. وقيل: إنه حج ولم يزر من أجل قول أبي بكرة، وقال: جزى الله أبا بكرة خيرا، فما يدع النصيحة على حال. ولما ادعى معاوية زيادا دخل عليه بنو أمية، وفيهم عبد الرحمن بن الحكم فَقَالَ له: يا معاوية، لو لم تجد إلا الزنج لاستكثرت بهم علينا قلة وذلة، فأقبل معاوية على مروان وَقَالَ: أخرج عنا هذا الخليع، فَقَالَ مروان: والله

إنه لخليع ما يطلق. فَقَالَ معاوية: والله لولا حلمي وتجاوزي لعلمت أنه يطاق. ألم يبلغني شعره في زياد، ثم قَالَ لمروان أسمعنيه، فَقَالَ: ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فقد ضاقت بما تأتي اليدان أتغضب أن يقَالُ أبوك عف ... وترضي أن يقَالُ أبوك زان فأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان وأشهد أنها حملت زيادا ... وصخر من سمية غير دان وهذه الأبيات تروي ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري الشاعر. ومن رواها له جعل أولها: ألا بلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني وذكر الأبيات كما ذكرناها سواء. روى عمر بن شبة وغيره أن ابن مفرغ لما وصل إلى معاوية أو إلى ابنه يزيد بعد أن شفعت فيه اليمانية وغضبت لما صنع به عباد وأخوه عبيد الله، وبعد أن لقي من عباد وأخيه عبيد الله بن زياد ما لقي مما يطول ذكره، وقد نقله أهل الأخبار ورواة الأشعار، بكى، وَقَالَ: يا أمير المؤمنين، ركب مني ما لم يركب من مسلم قط على غير حدث في الإسلام، ولا خلع يد من طاعة، فَقَالَ له معاوية: ألست القائل: ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة من الرجل اليماني أتغضب أن يقَالُ أبوك عف ... وترضى أن يقَالُ أبوك زان وذكر الأبيات كما ذكرناها. فَقَالَ ابن مفرغ: لا والذي عظم حقك، ورفع

قدرك يا أمير المؤمنين ما قلتها قط، لقد بلغني أن عبد الرحمن بن الحكم قالها ونسبها إلى. قال: أفلست القائل: شهدت بأن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع ولكن كان أمرا فيه لبس ... على وجل شديد وارتياع أولست القائل: إن زيادا ونافعا وأبا ... بكرة عندي من أعجب العجب هم رجال ثلاثة خلقوا ... في رحم أنثى وكلهم لأب ذا قرشي كما يقول وذا ... مولى وهذا بزعمه عربي في أشعار قلتها في زياد وبنيه هجوتهم أعزب فلا عفا الله عنك، قد عفوت عن جرمك. ولو صحبت زيادا لم يكن شيء مما كان، اذهب فاسكن أي أرض أحببت، فاختار الموصل. قَالَ أبو عمر: ليزيد بن مفرغ في هجو زياد وبنيه من أجل ما لقى من عباد بن زياد بخراسان أشعار كثيرة، وقصته مع عباد بن زياد وأخيه عبيد الله بن زياد مشهورة، ومن قوله يهجوهم: أعباد ما للؤم عنك محول ... ولا لك أم في قريش ولا أب وقل لعبيد الله مالك والد ... بحق ولا يدري امرؤ كنت تنسب وروى الأصمعي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قَالَ: قَالَ عبيد الله بن زياد: ما هجيت بشيء أشد على من قول ابن مفرغ: فكر ففي ذاك إن فكرت معتبر ... هل نلت مكرمة إلا بتأمير عاشت سمية ما عاشت وما علمت ... إن ابنها من قريش في الجماهير

وقال غيره أيضا: زياد لست أدري من أبوه ... ولكن الحمار أبو زياد وروينا أن معاوية قَالَ حين أنشده مروان شعر أخيه عبد الرحمن: والله لا أرضي عنه حتى يأتي زيادا فيترضاه ويعتذر إليه. وأتاه عبد الرحمن يستأذن عليه معتذرا فلم يأذن له، فأقبلت قريش على عبد الرحمن بن الحكم فلم يدعوه حتى أنى زيادا، فلما دخل عليه وسلم فتشاوس له زياد بعينه وكان يكسر عينه، فَقَالَ له زياد: أنت القائل ما قلت؟ فَقَالَ عبد الرحمن: وما الّذي قلت؟ قال: قلت ما لا يقَالُ. فَقَالَ عبد الرحمن: أصلح الله الأمير، إنه لا ذنب لمن أعتب، وإنما الصفح عمن أذنب، فاسمع مني ما أقول. قَالَ: هات. فأنشأ يقول: إليك أبا المغيرة تبت مما ... جرى بالشام من جور اللسان وأغضبت الخليفة فيك حتى ... دعاه فرط غيظ أن لحاني وقلت لمن يلمني في اعتذاري ... إليك الحق شأنك غير شأني عرفت الحق بعد خطاء رأيي ... وما ألبسته غير البيان زياد من أبي سفيان عصن ... تهادى ناضرا بين الجنان أراك أخا وعما وابن عم ... فما أدري بعين من [1] تراني وأنت زيادة في آل حرب ... أحب إلي من وسطى بناني ألا بلغ معاوية بن حرب ... فقد ظفرت بما يأتي اليدان فَقَالَ له زياد: أراك أحمق مترفا شاعرا صنع اللسان يسوغ لك ريقك ساخطا ومسخوطا عليك، ولكنا قد سمعنا شعرك، وقبلنا عذرك، فهات حاجتك. قَالَ: كتاب إلى أمير المؤمنين بالرضا عني. قَالَ: نعم، ثم دعا كاتبه فَقَالَ:

_ [1] في أ، ت: بعين ما تراني.

(825) زياد بن الحارث [3] الصدائى،

اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله معاوية أمير المؤمنين، من زياد بن أبي سفيان، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: [فإنه] وذكر الخبر [وفيه [1]] . فأخذ الكتاب ومضى حتى دخل على معاوية فقرأ الكتاب ورضي عنه ورده إلى حاله، وَقَالَ: قبح الله زياد! ألم يتنبه له إذ قَالَ: وأنت زيادة في آل حرب. قَالَ أبو عمر: روينا أن زيادا كتب إلى معاوية أني قد أخذت العراق بيميني وبقيت شمالي فارغة- يعرض له بالحجاز، فبلغ ذَلِكَ عبد الله بن عمر فَقَالَ: اللَّهمّ اكفنا شمال زياد، فعرضت له قرحة في شماله فقتلته، ولما بلغ ابن عمر موت زياد قَالَ: اذهب إليك ابن سمية فقد أراح الله منك. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا خُرَيْمُ [2] بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ زِيَادٌ لِبَنِيهِ لَمَّا احْتُضِرَ: لَيْتَ أَبَاكُمْ كَانَ رَاعِيًا فِي أَدْنَاهَا وَأَقْصَاهَا وَلَمْ يَقَعْ بِالَّذِي وَقَعَ بِهِ. وَقَالَ أبو الحسن المدائني: ولد زياد عام التاريخ. ومات بالكوفة يوم الثلاثاء لأربع خلون من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. (825) زياد بن الحارث [3] الصدائي، وصداء حي من اليمن، وهو حليف لبني الحارث بن كعب، بايع النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وأذّن بين يديه، بعدّ في المصريين وأهل المغرب.

_ [1] ليس في ت، وهو في أ. [2] في ت: هرثم. وفي أ: هريم. [3] في الإصابة: وقيل زياد بن حارثة.

(826) زياد بن حذرة [2] بن عمرو [3] بن عدى،

روى الإفريقي، عن زياد بن نعيم، عن زياد بن الحارث الصدائي أنه حدثه، قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته على الإسلام، وبعث جيشا إلى صداء، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اردد الجيش وأنا لك بإسلامهم، فرد الجيش، وكتب إليهم. فأقبل وفدهم بإسلامهم، فأرسل إلي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إنك لمطاع في قومك يا أخا صداء. فقلت: بل الله هداهم. وقلت: ألا تؤمرني عليهم؟ فَقَالَ: بلى، ولا خير في الإمارة لرجل مؤمن. فقلت: حسبي [الله [1]] . ثم سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسيرا، فسرت معه، فانقطع عنه أصحابه، فأضاء الفجر. فَقَالَ لي: أذن يا أخا صداء، فأذنت. وذكر الحديث بطوله، وقد ذكره سنيد وغيره. (826) زياد بن حذرة [2] بن عمرو [3] بن عدي، أتى إلى [4] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم على يده ودعا له. روى عنه ابنه تميم بن زياد. (827) زياد بن حنظلة التميمي، له صحبة، ولا أعلم له رواية، وهو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، ليتعاونوا على مسيلمة الكذاب، وطليحة، والأسود، وقد عمل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان منقطعا إلى علي رضي الله عنه، وشهد معه مشاهده كلها.

_ [1] من ت وحدها. [2] هكذا في ى، وفي أ، ت: خدرة. وفي الإصابة: اختلف في ضبط أبيه فقيل بالجيم. وقيل بالمهملة، وقيل بالمعجمة. وفي أسد الغابة: ضبطه أبو عمر بالحاء المهملة والذال المعجمة. وضبطه أبو موسى خدرة- بالخاء المعجمة. أو حدرة- بالحاء والدال المهملتين. [3] في ى: عمر. والمثبت من أ، ت. [4] في أ، ت: أتى به.

(828) زياد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهلي الأنصاري،

(828) زياد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأشهلي الأنصاري، قتل يوم أحد. رَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُصَيْنُ بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ [1] بْنِ عَمْرِو بْنِ يزيد بن السكن أن رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا لَحَمَهُ [2] الْقِتَالُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَخُلِصَ إِلَيْهِ، وَدَنَا مِنْهُ الأَعْدَاءُ، ذَبَّ عَنْهُ الْمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ حَتَّى قُتِلَ، وَأَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ حَتَّى كَثُرَتْ فِيهِ الْجِرَاحُ، وَأُصِيبَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وتلمث رُبَاعِيَّتُهُ، وَكُلِمَتْ شَفَتُهُ، وَأُصِيبَتْ وَجْنَتُهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظَاهَرَ يَوْمَئِذٍ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ رَجُلٌ يَبِيعُ لَنَا نَفْسَهُ؟ فَوَثَبَ إِلَيْهِ فِتْيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ خَمْسَةٌ، مِنْهُمْ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ، فَقَاتَلُوا حَتَّى كَانَ آخِرَهُمْ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ، فَقَاتَلَ حَتَّى أُثْبِتَ، ثُمَّ ثَابَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَاتَلُوا عَنْهُ حَتَّى أَجْهَضُوا عَنْهُ الْعَدُوَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزِيَادِ بْنِ السَّكَنِ: ادْنُ مِنِّي- وَقَدْ أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ، فَوَسَّدَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه حَتَّى مَاتَ عَلَيْهَا. وَذَكَر هَذَا الْخَبَرَ الطَّبَرِيُّ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ مَحْمُودِ [3] بْنِ عَمْرِو بْنِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: فَقَامَ زِيَادُ بْنُ السَّكَنِ فِي نَفَرٍ خَمْسَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ. وبعض الناس يقول: إنما هو عمارة بن زياد السكن على ما نذكره في باب عمارة [إن شاء الله [4]] .

_ [1] في أ: محمد. [2] لحمه: اشتد عليه القتال. [3] في أ: محمد. [4] ليس في ت، وهو في أ.

(829) زياد بن عبد الله الأنصاري،

(829) زياد بن عبد الله الأنصاري، روى عنه الشعبي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه بعث عبد الله بن رواحة، فخرص [1] على أهل خيبر، فلم يجدوه أخطأ حشفة [2] . (830) زياد بن عمرو. ويقَالَ ابن بشر، حليف الأنصار، شهد بدرا هو وأخوه ضمرة. قَالَ فيه موسى بن عقبة: زياد بن عمرو الأخرس، شهد بدرا، أو هو مولى لبني ساعدة بن كعب بن الخزرج مع أخيه صمرة بن عمرو. (831) زياد بن عياض الأشهلي، اختلف في صحبته. (832) زياد بن القرد [3] . ويقال ابن أبي القرد، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عمار: تقتله الفئة الباغية، حديثه لا يتّصل. (833) زياد بن كعب بن عمرو بن عدي بن عمر بن رفاعة بن كليب الجهني، شهد بدرا وأحدا. (834) زياد بن لبيد بن ثعلبة بن سنان بن عامر بن عدي بن أمية بن بياضة الأنصاري البياضي، من بني بياضة بن عامر بن زريق، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: يكنى أبا عبد الله، خرج إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقام معه بمكة حتى هاجر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فكان يقَالُ: لزياد مهاجري أنصاري. شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حضرموت. مات في أول خلافة معاوية.

_ [1] الخرص: الحزر والتقدير. [2] الحشف: الخبر اليابس. وبالتحريك أردأ التمر أو الضعيف لاقوى له (القاموس) . [3] في الإصابة: زياد بن الغرد- بالغين المعجمة والراء المكسورة. وقيل بقاف بدل الغين. وقيل الفرد- بالفاء. وانظر أسد الغابة (2- 217) .

(835) زياد بن نعيم الفهري،

[حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: بَيَّنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ نَظَرَ إِلَى السَّمَاءَ، فَقَالَ: هَذَا أَوَانُ رَفْعِ الْعِلْمِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ: أَيُرْفَعُ الْعِلْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ عَلَّمْنَاهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ كُنْتُ لأَحْسَبُكَ مِنْ أَفْقَهِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ. وَذَكَرَ لَهُ ضَلالَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ وَعِنْدَهُمْ مَا عِنْدَهُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ. فلقى جبير بن نفير شداد بن أوس في المصلى، فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك. فَقَالَ: صدق عوف. ثم قَالَ: يا شداد، هل تدري ما رفع العلم؟ قَالَ: قلت: لا أدري. قَالَ: ذهاب أوعيته. هل تدري أول العلم يرفع؟ قَالَ: قلت لا أدري! قَالَ: الخشوع حتى لا يرى خاشعا [1]] . (835) زياد بن نعيم الفهري، مذكور في الصحابة، لا أعلم له رواية، قتل يوم الدار، حين قتل عثمان رضي الله عنه. (836) زياد الغفاري، يعد في أهل مصر. له صحبة، روى عنه يزيد ابن نعيم.

_ [1] من أوحدها.

باب زيد

باب زيد (837) زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان بن مالك بن [1] الأغر بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، من بني الحارث بن الخزرج، اختلف في كنيته اختلافا كثيرا. فقيل: أبو عمر [2] وقيل: أبو عامر. وقيل: أبو سعد. وقيل أبو سعيد. وقيل: أبو أنيسة، قاله الواقدي، والهيثم بن عدي. وروينا عنه من وجوه أنه قَالَ: غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع عشرة غزوة غزوت منها معه سبع عشرة غزوة. ويقَالَ: إن أول مشاهده المريسيع، يعد في الكوفيين، نزل الكوفة وسكنها، وابتني بها دارا في كندة. وبالكوفة كانت وفاته، في سنة ثمان وستين. وزيد بن أرقم هو الذي رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن أبي بن سلول قوله: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، 63: 8 فكذبه [3] عبد الله بن أبي، وحلف، فأنزل الله تصديق زيد بن أرقم، فتبادر أبو بكر، وعمر إلى زيد ليبشراه، فسبق أبو بكر فأقسم عمر لا يبادره [4] بعدها إلى شيء، وجاء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ بإذن زيد، وَقَالَ: وعت [5] أذنك يا غلام. من تفسير ابن جريج ومن تفسير الحسن من رواية معمر وغيره. قيل: كان ذَلِكَ في غزوة بني المصطلق. وقيل: في تبوك.

_ [1] ليس في أ، ت، وأسد الغابة. [2] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ، ت: عمرو. [3] في أ: فأكذبه. [4] في ى: ألا يبادره. [5] في أ، ت: وفت.

(838) زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدى بن العجلان العجلاني،

وشهد زيد بن الأرقم مع علي رضي الله عنه صفين، وهو معدود في خاصة أصحابه. ذكر ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قَالَ: كان زيد بن أرقم يتيما في حجر عبد الله بن رواحة، فخرج به معه إلى مؤتة يحمله على حقيبة رحله، فسمعه زيد بن أرقم من الليل وهو يتمثل أبياته التي يقول فيها: إذا أدنيتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك فأنعمي وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي وجاء المؤمنون وغادروني ... بأرض الشام مشتهى الثواء [1] فبكى زيد بن أرقم، فخفقه عبد الله بن رواحة بالدرة، وَقَالَ: ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل. ولزيد بن أرقم يقول عبد الله بن رواحة: يا زيد زيد اليعملات الذّبل ... تطاول الليل هديت فأنزل وقيل: بل قَالَ: ذَلِكَ في غزوة مؤتة لزيد بن حارثة. وروى عن زيد بن أرقم جماعة منهم أبو إسحاق السبيعي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو حمزة مولى الأنصار. (838) زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان العجلاني، [ثم [2]] البلوي، ثم الأنصاري، حليف لبنى عمرو بن عوف، شهد بدرا فيما ذكر موسى ابن عقبة، وشهد أحدا. هو ابن عم ثابت بن أقرم. (839) زيد بن أبي أوفى الأسلمي، له صحبة، يعد في أهل المدينة. روى

_ [1] في ى: مشهو. وفي أ، ت: النواء. [2] ليست في أ، ت.

(840) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري،

عنه سعد بن شرحبيل، هو أخو عبد الله بن أوفى، وقد نسبنا أخاه في بابه، فأغنى ذَلِكَ عن إعادته هنا. روى حديث المواخاة بتمامه، إلا أن في إسناده ضعفا. (840) زيد بن ثابت بن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري، وأمّه النوار بنت مالك ابن معاوية بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، يكنى أبا سعيد. وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن، قاله الهيثم بن عدي. وقيل: يكنى أبا خارجة بابنه خارجة، يقَالُ: إنه كان في حين قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ابن إحدى عشرة سنة، وكان يوم بعاث ابن ست سنين، وفيها قتل أبوه. وَقَالَ الواقدي: استصغر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر جماعة فردهم، منهم زيد بن ثابت، فلم يشهد بدرا. قَالَ أبو عمر: [ثم [1]] شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. وقيل: إن أول مشاهده الخندق. قبل: وكان ينقل التراب يومئذ مع المسلمين، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إنه نعم الغلام! وكانت راية بني مالك ابن النجار في تبوك مع عمارة ابن حزم [2] ، فأخذها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفعها إلى زيد بن ثابت، فَقَالَ عمارة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أبلغك عني شيء؟ قَالَ: لا، ولكن القرآن مقدم، وزيد أكثر أخذا منك للقرآن. وهذا عندي خبر لا يصحّ، والله أعلم.

_ [1] من أ، ت. [2] في أ: حازم. وت مثل ى.

وأما حديث أنس [بن مالك [1]] إن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني من الأنصار- فصحيح، وقد عارضه قوم بحديث ابن شهاب عن عبيد بن السباق، عن زيد بن ثابت، أن أبا بكر أمره في حين مقتل القراء باليمامة بجمع القرآن من الرقاع والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت آخر آية من التوبة مع رجل يقال له: خزيمة أو أبو خزيمة. قالوا: فلو كان زيد قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأملاه من صدره، وما احتاج إلى ما ذكره [2] . قالوا: وأما خبر جمع عثمان للمصحف فإنما جمعه من الصحف [3] التي كانت عند حفصة من جمع أبي بكر. وكان زيد يكتب لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي وغيره، وكانت ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب بالسريانية، فأمر زيدا فتعلمها في بضعة عشر يوما، وكتب بعده لأبي بكر، وعمر، وكتب لهما معيقيب الدوسي معه أيضا. واستخلف عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على المدينة ثلاث مرات في الحجتين وفي خروجه إلى الشام، وكتب إليه من الشام إلى زيد بن ثابت من عمر بن الخطاب. وَقَالَ نافع، عن ابن عمر، قَالَ: كان عمر يستخلف زيدا إذا حج، وكان عثمان يستخلفه أيضا على المدينة إذا حج. ورمي يوم اليمامة بسهم فلم

_ [1] ليس في أ، ت. [2] في أ، ت: ما ذكروه. [3] في أ: المصحف، وهو تحريف.

يضره، وكان أحد فقهاء الصحابة الجلة الفراض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفرض أمتي زيد بن ثابت. وكان أبو بكر الصديق قد أمره بجمع القرآن في الصحف [1] ، فكتبه فيها، فلما اختلف الناس في القراءة زمن عثمان، واتفق رأيه ورأي الصحابة على أن يرد القرآن إلى حرف واحد، وقع اختياره على حرف زيد، فأمره أن يملي المصحف على قوم من قريش جمعهم إليه، فكتبوه على ما هو عليه اليوم بأيدي الناس، والأخبار بذلك متواترة المعنى، وإن اختلفت ألفاظها، وكانوا يقولون: غلب زيد بن ثابت الناس على اثنين [2] : القرآن والفرائض. وَقَالَ مسروق: قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم. وروى حميد بن الأسود، عن مالك بن أنس، قَالَ: كان إمام الناس عندنا بعد عمر بن الخطاب زيد بن ثابت- يعني بالمدينة. قَالَ: وكان إمام الناس بعده عندنا عبد الله بن عمر. وروى أبو معاوية، عن الأعمش، عن ثابت بن عبيد، قَالَ: كان زيد بن ثابت من أفكه الناس إذا خلا مع أهله، وأصمتهم إذا جلس مع القوم. وَرَوَى الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ وُهَيْبٍ عَبْدٌ كَانَ لِزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَكَانَ زَيْدٌ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، فَدَخَلَ عُثْمَانُ فَأَبْصَرَ وُهَيْبًا يُعِينُهُمْ فِي بَيْتِ الْمَالِ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ زَيْدٌ: مَمْلُوكٌ لِي

_ [1] في ى: المصحف. [2] في أ، ت: اثنتين.

(841) زيد بن جارية [2] الأنصاري العمرى،

فَقَالَ عُثْمَانَ: أَرَاهُ يُعِينُ الْمُسْلِمِينَ وَلَهُ حَقٌّ. وَإِنَّا نَفْرِضُ لَهُ، فَفَرَضَ لَهُ أَلْفَيْنِ فَقَالَ زَيْدٌ: وَاللَّهِ لا نَفْرِضُ لِعَبْدٍ أَلْفَيْنِ، فَفَرَضَ لَهُ أَلْفًا. قَالَ أبو عمر: كان عثمان يحب زيد بن ثابت، وكان زيد عثمانيا، ولم يكن فيمن شهد شيئا من مشاهد علي مع الأنصار، وكان مع ذَلِكَ يفضل عليا ويظهر حبه. وكان فقيها رحمه الله. اختلف في وقت وفاة زيد بن ثابت. فقيل: مات سنة خمس وأربعين. وقيل: سنة اثنتين وقيل: سنة ثلاث وأربعين، وهو ابن ست وخمسين. وقيل: ابن أربع وخمسين. وقيل: بل توفي سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. [وقيل سنة خمسين [1]] . وقيل سنة خمس وخمسين، وصلى عليه مروان. وَقَالَ المدائني: توفي زيد بن ثابت سنة ست وخمسين. (841) زيد بن جارية [2] الأنصاري العمرى، وقد قيل: زيد بن حارثة. كان ممن استصغر يوم أحد، وهو من بني عمرو بن عوف، كان زيد بن جارية، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وسعد ابن حبتة [3] ممن استصغر يوم أحد. رواه أَبُو سَلَمَة مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [4] بْنِ زَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ [عَنْ عُمَرَ بْنِ زَيْدِ بن جارية الأنصاري [5]] قال: حدثني زيد جَارِيَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم استصغره

_ [1] ليس في أ، ت. [2] في ت: حارثة، أوأسد الغابة (2- 223) مثل ى. [3] في أسد الغابة: خيثمة. [4] في أ: عبيد الله، ت مثل ى. [5] من أ، ت. وفي أسد الغابة: روى عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ جارية عن عمر بن زيد بن جارية عن أبيه زيد بن جارية (2- 223) .

يَوْمَ أُحُدٍ، وَالْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَزَيْدَ بْنَ أرقم، وسعد ابن حَبْتَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ. وَقَالَ أبو عمر: هو زيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري من الأوس، وكان أبوه جارية من المنافقين أهل مسجد الضرار، كان يقَالُ له: حمار الدار، شهد زيد بن جارية هذا صفين مع علي رضي عنه، وهو أخو مجمع بن جارية. روى عنه أبو الطفيل حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن أخاكم النجاشي قد مات فصلوا عليه. قَالَ: فصففنا [1] صفين. قَالَ أبو عمر: ذكره أبو حاتم الرازي في باب من اسم أبيه علي من باب زيد [2] ، وَقَالَ: زيد بن جارية العمري الأوسي، له صحبة. وَقَالَ: سمعت أبي يقول ذَلِكَ. وَقَالَ: لا أعرفه. وَذَكَرَ أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ جَارِيَةَ أَخُو بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا كَيْفَ السَّلامُ عَلَيْكَ. فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ، صَلُّوا عَلَيَّ وَقُولُوا: اللَّهمّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. [هَكَذَا رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ. ورواه إسرائيل عن

_ [1] هكذا في وأسد الغابة. وفي أ، ت: فصفنا. [2] هكذا في ت. ولعل كلمة (من) زائدة.

(842) زيد بن الجلاس الكندي،

عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَرُبَّمَا قَالَ فِيهِ، أَرَاهُ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا السَّلامَ عَلَيْكَ فَذَكَرَهُ [1]] . (842) زيد بن الجلاس الكندي، حديثه أنه سأل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الخليفة بعده، فَقَالَ: أبو بكر. إسناده لَيْسَ بالقوي. (843) زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي. أبو أسامة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزي بن امرئ القيس [2] بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود [بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد عوف [3]] [ابن عوف [4]] بن كنانة بن بكر بن عوف ابن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب [5] ابن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة [بن مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان [6]] ، هكذا نسبه ابن الكلبي وغيره، وربما اختلفوا في الأسماء وتقديم بعضها على بعض، وزيادة شيء فيها. قَالَ ابن الكلبي: وأم زيد سعدي بنت ثعلبة بن عبد عامر بن أفلت من بني معن من طىّ.

_ [1] ما بين القوسين ليس في أ، وهو في ت وحدها. [2] في أ: بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس. [3] ليس في ت. [4] ليس في أ. [5] في ى: ثعلب. [6] من أ، ت.

وكان ابن إسحاق يقول: زيد بن حارثة بن شرحبيل، ولم يتابع على قوله شرحبيل، وإنما هو شراحيل. كان زيد هذا قد أصابه سباء في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة [1] ، وهي سوق بناحية مكة كانت مجمعا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد، فوهبته خديجة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فتبناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل النبوة، وهو ابن ثمان سنين، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكبر منه بعشر سنين، وقد قيل بعشرين سنة، وطاف به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين تبناه على حلق قريش يقول: هذا ابني وارثا وموروثا، يشهدهم على ذَلِكَ، هذا كله معنى قول مصعب والزبير بن بكار وابن الكلبي وغيرهم. قَالَ عبد الله بن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد، حتى نزلت [2] : ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ يَزِيدَ الْكَلْبِيِّ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- وَقَوْلُ جَمِيلٍ أَتَمُّ- قَالَ خَرَجَتْ سُعْدَى بِنْتُ ثَعْلَبَةَ أُمُّ زَيْدِ بن حارثة، وهي امرأة من بنى طى تَزُورُ قَوْمَهَا، وَزَيْدٌ مَعَهَا، فَأَغَارَتْ خَيْلٌ لِبَنِي الْقَيْنِ بْنِ جَسْرٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَمَرُّوا عَلَى أَبْيَاتِ مَعْنٍ- رَهْطِ أُمِّ زَيْدٍ، فَاحْتَمَلُوا زَيْدًا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ يَفَعَةٌ، فَوَافَوْا بِهِ سُوقَ عُكَاظٍ، فَعَرَضُوهُ لِلْبَيْعِ، فَاشْتَرَاهُ مِنْهُمْ حَكِيمُ بْنُ حِزَامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ لِعَمَّتِهِ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ بأربعمائة درهم، فلما تزوّجها

_ [1] في ياقوت: سوق من أسواق العرب في الجاهلية. [2] سورة الأحزاب 5. (م 9- استيعاب- ثان)

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهَبَتْهُ لَهُ، فَقَبَضَهُ. وَقَالَ أبوه حارثة بن شراحيل- حين فقده: بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحىّ يرجّى أم أتى دونه الأجل فو الله ما أدري وأن كنت سائلا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل [1] تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل وإن هبت الأرواح هيجن ذكره ... فيا طول ما حزني عليه ويا وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي ... وكل امرئ فان وإن نمرّه الأجل [2] سأوصي به عمرا وقيسا كليهما ... وأوصي يزيد ثم من بعده جبل يعني جبلة بن حارثة أخا زيد، وكان أكبر من زيد، ويعني يزيد أخا زيد لأمه، وهو يزيد بن كعب بن شراحيل. فحج ناس من كلب، فرأوا زيدا فعرفهم وعرفوه، فَقَالَ لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات، فإنّي أعلم أنهم قد جزعوا عليّ فقال: أحن إلى قومي وإن كنت نائيا ... فإني قعيد البيت عند المشاعر فكفوا من الوجد الّذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر فإني بحمد الله في خير أسبرة ... كرام معدّ كابرا بعد كابر

_ [1] في ى: نحل والمثبت من أ، والطبقات. [2] هكذا في ى. وفي أ، ت، والطبقات. الأمل.

فانطلق الكلبيون، فأعلموا أباه فَقَالَ: ابني ورب الكعبة، ووصفوا له موضعه، وعند من هو. فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل لفدائه، وقدما مكة فسألا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل: هو في المسجد، فدخلا عليه، فقالا: يا بن عبد المطلب، يا بن هاشم، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكون العاني، وتطعمون الأسير، جئناك في ابننا عندك، فامنن علينا، وأحسن إلينا في فدائه. قَالَ: ومن هو؟ قالوا: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا غير ذَلِكَ! قالوا: وما هو؟ قَالَ: أدعوه فأخيره، فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا. قالا: قد زدتنا على النصف، وأحسنت. فدعاه فَقَالَ: هل تعرف هؤلاء؟ قَالَ: نعم. قَالَ: من هذا؟ قَالَ: هذا أبي. وهذا عمي. قَالَ: فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما. قَالَ زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك، وعلى أهل بيتك! قَالَ: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئا. ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال: يأمن حضر. اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه. فلما رأى ذَلِكَ أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا. ودعي زيد بن محمد، حتى جاء الإسلام فنزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5. فدعي يومئذ زيد بن حارثة، ودعى الأدعياء إلى آبائهم، فدعي المقداد بن عمرو، وكان يقَالُ له قبل ذَلِكَ المقداد بن الأسود، لأن الأسود بن عبد يغوث كان قد تبناه.

وذكر معمر في جامعه، عن الزهري قَالَ: ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة. قَالَ عبد الرزاق: وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري. قَالَ أبو عمر: قد روي عن الزهري من وجوه أن أول من أسلم خديجة، وشهد زيد بن حارثة بدرا، وزوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولاته أم أيمن، فولدت له أسامة بن زيد، وبه كان يكنى، وكان يقَالُ لزيد بن حارثة حب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: أحب الناس إلي من أنعم الله عليه وأنعمت عليه- يعني زيد بن حارثة- أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعم عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعتق. وقتل زيد بن حارثة بمؤتة من أرض الشام سنة ثمان من الهجرة، وهو كان كالأمير على تلك الغزوة، وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن قتل زيد فجعفر، فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة، فقتلوا ثلاثتهم في تلك الغزوة. لما أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعي جعفر بن أبي طالب وزيد ابن حارثة بكى وَقَالَ: أخواي ومؤنساي ومحدثاي. حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سفيان بن جيرون [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ معين، حدثنا يحيى ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بن سعد، قال: بلغني أن زيد ابن حَارِثَةَ اكْتَرَى مِنْ رَجُلٍ بَغْلا مِنَ الطَّائِفِ اشْتَرَطَ عَلَيْهِ الْكَرِيُّ أَنْ يُنْزِلَهُ حَيْثُ شَاءَ. قَالَ: فَمَالَ بِهِ إِلَى خَرِبَةٍ، فَقَالَ لَهُ: انزل. فنزل، فإذا في الخربة

_ [1] في المشتبه: يجيم وموحدة.

(844) زيد بن خارجة بن زيد بن أبى زهير بن مالك،

قَتْلَى كَثِيرَةٌ. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَهُ قَالَ لَهُ: دَعْنِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: صَلِّ. فَقَدْ صَلَّى قَبْلَكَ هَؤُلاءِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمْ صَلاتُهُمْ شَيْئًا. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّيْتُ أَتَانِي لِيَقْتُلَنِي. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. قَالَ: فَسَمِعَ صَوْتًا لا تَقْتُلْهُ. قَالَ: فَهَابَ ذَلِكَ، فَخَرَجَ يَطْلُبُ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَرَجَعَ إِلَيَّ، فَنَادَيْتُ: يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَفَعَلَ [1] ذَلِكَ ثَلاثًا، فَإِذَا أَنَا بِفَارِسٍ عَلَى فَرَسٍ فِي يَدِهِ حَرْبَةُ حَدِيدٍ، فِي رَأْسِهَا شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ، فَطَعَنَهُ بِهَا. فَأَنْفَذَهُ مِنْ ظَهْرِهِ، فَوَقَعَ مَيِّتًا، ثُمَّ قَالَ لِي: لَمَّا دَعَوْتَ الْمَرَّةَ الأُولَى يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ كُنْتُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَلَمَّا دَعَوْتُ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ كُنْتُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا دَعَوْتَ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَتَيْتُكَ. (844) زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك، من بني الحارث بن الخزرج. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو الذي تكلم بعد الموت، لا يختلفون [2] في ذَلِكَ، وذلك أنه غشي عليه قبل موته، وأسري بروحه، فسجى عليه بثوبه، ثم راجعته نفسه، فتكلم بكلام حفظ عنه في أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم مات في حينه. روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير، ورواه ثقات الكوفيين، عن يزيد بن النعمان بن بشير، عَنْ أَبِيهِ. ورواه يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن محمد،

_ [1] في أ: فعل. وفي ت: فقال. [2] في أسد الغابة: وهو الّذي تكلم بعد الموت في أكثر الروايات، وهو الصحيح (2- 237) .

قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ابن مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بلال، عن يحيى، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَارِجَةَ الأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. تُوُفِّيَ زَمَنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَسُجِّيَ بِثَوْبٍ، ثُمَّ إِنَّهُمْ سَمِعُوا جَلْجَلَةً فِي صَدْرِهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَقَالَ: أحمد أحمد في الكتاب [الأول [1]] . صدق صَدَقَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، الضَّعِيفُ فِي نَفْسِهِ، الْقَوِيُّ فِي أَمْرِ اللَّهِ، كَانَ ذَلِكَ فِي الكتاب الأول. صدق صَدَقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الْقَوِيُّ الأَمِينُ فِي الكتاب الأول. صدق صَدَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَى مِنْهَاجِهِمْ، مَضَتْ أَرْبَعُ سِنِينَ وَبَقِيَتِ اثْنَتَانِ [2] ، أَتَتِ الْفِتَنُ، وَأَكَلَ الشديد الضعيف، وقامت الساعة، وسيأتيكم خبر بئر أريس وما بئر أَرِيسٍ [3] . قَالَ يَحْيَى بن سعيد: قَالَ سعيد بن المسيب: ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم فَقَالَ: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق. وكانت وفاته في خلافة عثمان، وقد عرض مثل قصته لأخي ربعي بن خراش أيضا. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي ربعي بن خراش قال: مات لي

_ [1] ليس في ت، وهو في أ. [2] في أ، ت: سنتان. [3] في ياقوت: بئر بالمدينة ثم بقباء مقابل مسجدها.

(845) زيد بن خالد الجهني،

أَخٌ كَانَ أَطْوَلَنَا صَلاةً، وَأَصْوَمَنَا فِي الْيَوْمِ الْحَارِّ، فَسَجَّيْنَاهُ وَجَلَسْنَا عِنْدَهُ، فَبَيَّنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! أَبَعْدَ الْمَوْتِ! قَالَ: إِنِّي لَقِيتُ رَبِّي فَتَلَقَّانِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، وَكَسَانِي ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ، وَأَسْرَعُوا بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ قَدْ أَقْسَمَ لا يَبْرَحُ حَتَّى أُدْرِكَهُ أَوْ آتِيهِ، وَإِنَّ الأَمْرَ أَهْوَنُ مِمَّا تَذْهَبُونَ إِلَيْهِ فَلا تَغْتَرُّوا. وَايْمُ اللَّهِ كَأَنَّمَا كَانَتْ نَفْسُهُ حَصَاةً، ثُمَّ أُلْقِيَتْ فِي طَسْتٍ. قَالَ علي: وقد روى هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير غير واحد، ومنهم جرير بن عبد الحميد، وزكريا بن يَحْيَى بن عمارة. قَالَ علي: ورواه عن ربعي بن خراش حميد بن هلال، كما رواه عبد الملك بن عمير، ورواه عن حميد بن هلال أيوب السختياني وعبد الله بن عون، وذكر على الأحاديث عنهم [كلهم] [1] . (845) زيد بن خالد الجهنيّ، اختلف في كنيته وفي وقت وفاته وسنه اختلافا كثيرا، فقيل: يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبا طلحة. وقيل: أبا زرعة، كان صاحب لواء جهينة يوم الفتح. توفي بالمدينة سنة ثمان وستين وهو ابن خمس وثمانين. وقيل: بل مات بمصر سنة خمسين. وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل: توفي بالكوفة في آخر خلافة معاوية، وقيل: إن زيد بن خالد توفي سنة ثمان وسبعين، وهو ابن خمس وثمانين سنة. وقيل: [سنة [1]] اثنتين وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة. روى عنه ابناه خالد

_ [1] من أ، ت.

(846) زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح [بن عدي] [2] بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي.

وأبو حرب، وروى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، وبشر [1] بن سعيد. (846) زيد بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح [بن عدي] [2] بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العدوي. أخو عمر بن الخطاب لأبيه، يكنى أبا عبد الرحمن. أمه أسماء بنت وهب بن حبيب من بني أسد بن خزيمة. وأم عمر حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزومي، كان زيد أسن من عمر، وكان من المهاجرين الأولين، أسلم قبل عمر، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين معن بن عدي العجلاني، حين آخى بين المهاجرين والأنصار بعد قدومه المدينة، فقتلا باليمامة شهيدين. وكان زيد بن الخطاب طويلا بائن الطول أسمر، شهد بدرا وأحدا والخندق وما بعدها من المشاهد، وشهد بيعة الرضوان بالحديبية، ثم قتل باليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة، وحزن عليه عمر حزنا شديدا. ذكر أبو زرعة الدمشقي في باب الإخوة من تاريخه قَالَ: أخبرني محمد بن أبي عمر، قَالَ: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قتل زيد بن الخطاب باليمامة، فوجد عليه عمر وجدا شديدا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَشَهِدْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يُمْلِي عَلَى يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ عمر ابن الْخَطَّابِ: مَا هَبَّتِ الصَّبَا إِلا وَأَنَا أَجِدُ مِنْهَا رِيحَ زَيْدٍ. وروى نافع عن ابن عمر قَالَ: قَالَ عمر لأخيه زيد يوم أحد: خذ درعي. قَالَ: إني أريد من الشهادة ما تريد، فتركاها جميعا.

_ [1] في ى: بسر. [2] من أ، ت، والطبقات.

وكانت مع زيد راية المسلمين يوم اليمامة، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو، ويضارب بسيفه حتى قتل رحمه الله، ووقعت الراية فأخذها سالم بن معقل مولى أبي حذيفة. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحِجَّافُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ وَلَدِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحْمِلُ رَايَةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، وَقَدِ انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى غَلَبَتْ حَنِيفَةُ عَلَى الرِّجَالِ، فَجَعَلَ زَيْدٌ يَقُولُ: أَمَّا الرِّجَالُ فَلا رِجَالَ [وَأَمَّا الرِّجَالُ فَلا رِجَالَ [1]] ثُمَّ جَعَلَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: اللَّهمّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِنْ فِرَارِ أَصْحَابِي، وَأَبْرَأُ إِلَيْكِ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُسَيْلَمَةُ وَمُحَكِّمُ بْنُ الطُّفَيْلِ، وَجَعَلَ يُشِيرُ بِالرَّايَةِ يَتَقَدَّمُ بِهَا فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، ثُمَّ ضَارَبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى قُتِلَ، وَوَقَعَتِ الرَّايَةُ، فَأَخَذَهَا سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ: يا سالم، إنا نخاف أن تؤتى مِنْ قِبَلِكَ! فَقَالَ: بِئْسَ حَامِلُ الْقُرْآنِ أَنَا إِنْ أَتَيْتُمْ مِنْ قِبَلِي. وزيد بن الخطاب هو الذي قتل الرجال [2] بن عنفوة. وقيل عفوة، واسمه نهار بن عنفوة، وكان قد هاجر، وقرأ القرآن ثم سار إلى مسيلمة مرتدا، وأخبره أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشركه في الرسالة، فكان أعظم فتنة على بني حنيفة. وروى عن أبي هريرة، قَالَ: جلست مع رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم

_ [1] من أ، ت. [2] في أ، ت: الرجال.

في رهط، ومعنا الرجال بن عنفوة، فَقَالَ: إن فيكم لرجلا ضرسه في النار مثل أحد. فهلك القوم، وبقيت أنا والرجال بن عنفوة، فكنت متخوفا لها حتى خرج الرجال مع مسيلمة، وشهد له بالنبوة. وقتل يوم اليمامة، قتله زيد ابن الخطاب. وَذَكَرَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ ابْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ الْحَنَفِيَّ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو مَرْيَمَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ أَكْرَمَ زَيْدًا بِيَدِي وَلَمْ يُهِنِّي بِيَدِهِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ أَبَا مَرْيَمَ الْحَنَفِيَّ قَتَلَ زَيْدَ بْنَ الْخَطَّابِ. قَالَ: وأنبأنا علي بن محمد أبو الحسن، عن أبي خزيمة [1] الحنفي، عن قيس بن طلق، قَالَ: قتله سلمة بن صبيح ابن عم أبي مريم. قَالَ أبو عمر رحمه الله: النفس أميل إلى هذا، لأن أبا مريم لو كان قاتل زيد ما استقضاه عمر، والله أعلم. وقد كان مالك يقول: أول من استقضى معاوية، وينكر أن يكون استقضى أحد من الخلفاء الأربعة. وهذا عندنا محمول على حضرتهم، لا على ما نأى عنهم، وأمروا عليه من أعمالهم غيرهم، لأن استقضاء عمر لشريح على الكوفة أشهر عند علمائها من كل شهرة وصحة.

_ [1] هكذا في ى، ت وفي أ: عن ابن خزيمة.

(847) زيد بن الدثنة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي.

ولما قتل زيد بن، الخطاب، ونعي إلى أخيه عمر قَالَ: رحم الله أخي، سبقني إلى الحسنيين، أسلم قبلي، واستشهد قبلي. وَقَالَ عمر لمتمم بن نويرة حين أنشده مراثيه في أخيه: لو كنت أحسن الشعر لقلت في أخي زيد مثل ما قلت في أخيك. فَقَالَ متمم: لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزنت عليه. فَقَالَ عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزّيتنى به. (847) زيد بن الدثنة بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الأنصاري البياضي. شهد بدرا، وأحدا، وأسر يوم الرجيع مع خبيب بن عدي، فبيع بمكة من صفوان بن أمية فقتله، وذلك في سنة ثلاث من الهجرة. (848) زيد بن سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزي بن خزيمة بن عمرو ابن عبد عوف بن غنم، قتل يوم جسر أبى عبيد بالقادسيّة. (849) زيد بن سعنة. ويقَالَ: سعية بالياء، والنون أكثر في هذا. كان من أحبار يهود، أسلم وشهد مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشاهد كثيرة، وتوفي في غزوة تبوك مقبلا إلى المدينة. روى عنه عبد الله بن سلام، وكان عبد الله بن سلام يقول: قَالَ زيد بن سعية: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشرف وكرم. (850) زيد بْن سهل بْن الأسود بْن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، أبو طلحة الأنصاري النجاري، وأمه أيضا من

بني مالك بن النجار، وهي عبادة بنت مالك بن عدي بن زيد مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار، وهو مشهور بكنيته. شهد بدرا. روى عنه من الصحابة ابن عباس، وأنس، وزيد بن خالد. رَوَى [1] حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، وعلي بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ قَرَأَ سُورَةَ بَرَاءَةَ، فَأَتَى عَلَى قَوْلِهِ عَزَّ وجل: انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا 9: 41، فَقَالَ: لا أَرَى رَبَّنَا إِلا اسْتَنْفَرَنَا [2] شُبَّانًا وشيوخا، يا بنىّ، جهّزونى جَهِّزُونِي. فَقَالُوا لَهُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ. قَدْ غَزَوْتَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَاتَ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى مَاتَ، وَمَعَ عُمَرَ حَتَّى مَاتَ، فَدَعْنَا نَغْزُ عَنْكَ. قَالَ: لا، جَهِّزُونِي. فَغَزَا الْبَحْرَ، فَمَاتَ فِي الْبَحْرِ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ جَزِيرَةً يَدْفِنُونَهُ بِهَا إِلا بَعْدَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَدَفَنُوهُ بِهَا، وَهُوَ لَمْ يَتَغَيَّرْ. قَالَ أبو عمر: يقَالُ: أن أبا طلحة توفي سنة إحدى وثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين. وَقَالَ أبو زرعة: عاش أبو طلحة بالشام بعد موت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعين سنة يسرد الصيام. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَذْكُرُ ذَلِكَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ- يَعْنِي أَبَا طَلْحَةَ- سَرَدَ الصَّوْمَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. وهذا خلاف بين لما تقدم. وَقَالَ المدائني: مات أبو طلحة سنة إحدى وخمسين.

_ [1] في ت: وروى عنه حماد. [2] في أ، ت: يستغفرنا.

(851) زيد بن الصامت،

حدثنا سعيد بن نصر، قال: حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ لا يَكَادُ يَصُومُ فِي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ أَجْلِ الْغَزْوِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَأَيْتُهُ مُفْطِرًا إِلا يَوْمَ فِطْرٍ وَأَضْحَى [1] وَقَالَ سفيان بن عيينة: اسمه زيد بن سهل وهو القائل: أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم في سلاحي صيد وأبو طلحة هذا هو ربيب أنس بن مالك، خلف بعد أبيه مالك بن النضر على أمه أم سليم بنت ملحان، فولد له منها عبد الله بن أبي طلحة، والد إسحاق وإخوته. (851) زيد بن الصامت، أبو عياش الزرقي الأنصاري، هو مشهور بكنيته، حجازي. وقد اختلف في اسمه، وهذا أصح ما قيل فيه، إن شاء الله تعالى، وهو مذكور في الكنى بأتم من هذا. (852) زيد بن صوحان بن حجر [بن الحارث [2]] بن الهجرس، العبدي، أخو صعصعة وسيحان، كان مسلما على عهد النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، يكنى أبا سليمان. ويقَالَ: أبا سلمان. ويقَالَ: أبا عائشة، لا أعلم له عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية، وإنما يروى عن عمر، وعلي، روى عنه أبو وائل. قتل يوم الجمل. ذكره محمد بن السائب الكلبي عن أشياخه في تسمية من شهد الجمل،

_ [1] في أ، ت: أو. [2] ليس في أ، ت. وهو في أسد الغابة.

فَقَالَ: وزيد بن صوحان العبدي، وكان قد أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه، هكذا قَالَ. ولا أعلم له صحبة، ولكنه ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، بسنه مسلما، وكان فاضلا دينا، سيدا في قومه هو وإخوته. روى حماد بن زيد، عن أيوب، عن حميد بن هلال. قَالَ: أرتث زيد بن صوحان يوم الجمل، فَقَالَ له أصحابه: هنيئا لك يا أبا سليمان الجنة. فَقَالَ. وما يدريكم؟ غزونا القوم في ديارهم وقتلنا إمامهم، فيا ليتنا إذ ظلمنا صبرنا، ولقد مضى عثمان على الطريق. وروى العوام بن حوشب، عن أبي معشر، عن الحي الذي كان فيهم زيد ابن صوحان قَالَ: لما أوصى قالوا له: أبشر يا أبا عائشة. روى عنه من وجوه أنه قَالَ: شدوا على ثيابي، ولا تنزعوا عنى ثوبا، ولا تغسلوا دما، فإني رجل مخاصم. أو قَالَ: فإنا قوم مخاصمون. وكانت بيده راية عبد القيس يوم الجمل. وَرَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ أَبِي قُدَامَةَ، قَالَ: كُنْتُ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ سَلْمَانُ، فَكَانَ زيد بن صوحان يؤمّهم بأمره بدون سلمان. وروى من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسيرة له، فبينما هو يسير إذ هوم فجعل يقول: زيد وما زيد! جندب وما جندب! فسئل عن ذَلِكَ فَقَالَ: رجلان من أمتي، أما أحدهما فتسبقه يده، أو قَالَ: بعض جسده إلى الجنة، ثم يتبعه سائر جسده. وأما الآخر فيضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل. قَالَ أبو عمر: أصيبت يد زيد يوم جلولاء، ثم قتل يوم الجمل مع على ابن أبى طالب.

(853) زيد بن عاصم بن كعب بن منذر بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مازن بن النجار المازني الأنصاري،

وجندب قاتل الساحر قد ذكرناه في بابه من هذا الكتاب. وروى إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، قَالَ: أنبئت أن عائشة أم المؤمنين سمعت كلام خالد يوم الجمل، فقالت: خالد بن الواشمة؟ قَالَ: نعم. قالت: أنشدك الله أصادقي أنت إن سألتك؟ قلت: نعم، وما يمنعني أن أفعل؟ قالت: ما فعل طلحة؟ قلت: قتل، قالت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 ثم قالت: ما فعل الزبير؟ قلت: قتل. قالت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 قلت: بل نحن للَّه ونحن إليه راجعون [1] ، على زيد وأصحاب زيد. قالت: زيد ابن صوحان؟ قلت: نعم. فقالت: له خيرا. فقلت: والله لا يجمع الله بينهما في الجنة أبدا. قالت: لا تقل، فإن رحمة الله واسعة، وهو على كل شيء قدير. (853) زيد بن عاصم بن كعب بن منذر بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مازن بن النجار المازني الأنصاري، كان ممن شهد العقبة، وشهد بدرا، ثم شهد أحدا مع زوجته أم عمارة، ومع ابنيه حبيب بن زيد، وعبد الله بن زيد، أظنه يكنى أبا حسن. (854) زيد بن عبد الله الأنصاري، روى عنه، قَالَ: عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم الرقية من الحمى، فأذن لنا. روى عنه الحسن البصري. (855) زيد بن عمر [2] العبديّ. له صحبة.

_ [1] في أ: وإنا إليه راجعون. [2] في أ، ت: عمير.

(856) زيد بن كعب البهزي،

(856) زيد بن كعب البهزي، ثم السلمي، صاحب الظبي الحاتف [1] ، وكان صائده، روى عنه عمير بن سلمة. (857) زيد بن مربع الأنصاري، من بني حارثة، قَالَ يزيد بن شيبان: أتانا ابن مربع- يعنى في الحج- فَقَالَ: أنا رسول [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. يقول: كونوا على مشاعركم، فإنكم على إرث من إرث إبراهيم عليه السلام. قَالَ أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل يقولان: ابن مربع اسمه زيد، ولزيد بن مربع إخوة ثلاثة: عبد الله، وعبد الرحمن، ومرارة، وقيل: إن ابن مربع هذا لَيْسَ بأخ لهم. وقد قيل: إن ابن مربع هذا اسمه عبد الله. (858) زيد بن المزين [3] الأنصاري البياضي، شهد بدرا، وأحدا، ذكره محمد بن إسحاق، وموسى بن عقبة، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري المعروف بابن القداح. وَقَالَ الواقدي: يزيد بن المزين. وكذلك قَالَ أبو سعيد السكري. قَالَ أبو عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين مسطح ابن أثاثة حين آخى بين المهاجرين والأنصار إذ قدموا المدينة.

_ [1] ظبى حائف: نائم. [2] في أ، م: أتانا النبي. وفي أسد الغابة: أنا رسول الله إليكم: يقول: كونوا ... (2- 240) . [3] في أسد الغابة: المزين. بضم الميم وتشديد الياء. وفي أصل طاهر من السيرة: مزين- بكسر الميم وتخفيف الياء. وضبطه الدار قطنى: مزين- بضم الميم وفتح الزاى وتسكين الياء. ومثله قال ابن ماكولا (2- 241) .

(860) زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزى بن عدى بن مالك بن سالم الحبلى،

(860) زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس بن جزي بن عدي بن مالك بن سالم الحبلي، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا من بني عوف بن الخزرج، وذكره غيره فيمن شهد بدرا، وأحدا. (861) زيد بن وهب الجهني، أدرك الجاهلية، يكنى أبا سليمان، وكان مسلما على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورحل إليه في طائفة من قومه فبلغته وفاته في الطريق، وهو معدود في كبار التابعين بالكوفة. (862) زيد الخيل، هو زيد بن مهلهل بن زيد منهب الطائي، قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم في وفد طيِّئ سنة تسع، وأسلم، وسمّاه رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير، وَقَالَ له: ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون الصفة غيرك، وأقطع له أرضين في ناحيته. يكنى أبا مكنف، وكان له ابنان مكنف، وحريث. وقيل فيه: حارث. أسلما وصحبا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدا قتال الردة مع خالد ابن الوليد، وكان زيد الخيل شاعرا محسنا خطيبا لسنا شجاعا بهمة [1] كريما، وكان بينه وبين كعب بن زهير هجاء، لأن كعبا اتهمه بأخذ فرس له. قيل: مات زيد الخيل منصرفه من عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محموما، فلما وصل إلى بلده مات. وقيل: [بل] [2] مات في آخر خلافة عمر، وكان قبل إسلامه قد أسر عامر بن الطفيل وجزّ ناصيته. (863) زيد [أبو يسار] [3] مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستغفار. روى حديثه ابنه يسار بن زيد.

_ [1] في ى: همة. وهو تحريف. والمثبت من أ، م. والبهمة: الشجاع [2] من أ، م. [3] ليس في أ، م. (10- استيعاب- ثاني)

باب الأفراد في الزاى

وليسار بن زيد ابن يسمى بلالا. رَوَى عَنْ أَبِيهِ يَسَارٍ عَنْ جَدِّهِ زَيْدٍ أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الشَّنِّيُ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ- سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ يَسَارٍ. باب الأفراد في الزاي (864) زائدة بن حوالة العنزي، ويقَالَ بريدة [1] بن حوالة، روى عنه عبد الله ابن شقيق. (865) زبّان بن قيسور الكلفي ويقال: زبان بن قسور. [ويقال زبان بن قيسور [2]] قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو نازل بوادي الشوحط، حديثه غريب فيه ألفاظ من الغريب كثيرة، وهو عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يَحْيَى بن عروة بن الزبير عَنْ أَبِيهِ، وهو حديث ضعيف الإسناد لَيْسَ دون إبراهيم بن سعد بن يحتج به، وهو عندهم منكر. (866) الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس بن خلف بن بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم البهدلي السعدي التميمي، يكنى أبا عياش، وقيل: يكنى أبا سدرة [3] . وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قومه، وكان أحد ساداتهم، فأسلموا، وذلك في سنة تسع، فولاه رَسُول الله صلّى الله عليه وسلم

_ [1] في أ، ت: مزيدة. وأسد الغابة مثل ى. [2] ليس في أ، ت. وفي أسد الغابة: قال ابن ماكولا: ذكره عبد الغنى ويحيى بن على الحضرميّ في زبار آخره راء. وقال الدار قطنى: آخره نون (1- 193) . [3] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ، ت: شذرة.

صدقات قومه، وأقره أبو بكر، وعمر على ذَلِكَ، وله في ذَلِكَ اليوم من قوله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مفاخرا: نحن الملوك فلا حي يقاومنا [1] ... فينا العلاء وفينا تنصب البيع ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يونس القزع [2] وننحر الكوم عبطا في أرومتنا ... للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا وأجابه عليها حسان فأحسن، وأجاب خطيبهم ثابت بن قيس يومئذ فقرعهم، وخبرهم مشهور بذلك عند أهل السير موجود في كتبهم وفي كتب جماعة من أصحاب الأخبار، وقد اختصرناه في باب حسان بن ثابت. وقيل: إن الزبرقان بن بدر اسمه الحصين بن بدر، وإنما سمي الزبرقان لحسنه، شبه بالقمر، لأن القمر يقَالُ له الزبرقان. قَالَ الأصمعي: الزبرقان القمر، والزبرقان الرجل الخفيف اللحية. وقد قيل: إن اسم الزبرقان بن بدر القمر بن بدر، والأكثر على ما قدمت لك، وقيل: بل سمي الزبرقان، لأنه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران، والله أعلم. وفي الزبرقان يقول رجل من النمر بن قاسط في كلمة يمدح بها الزبرقان وأهله. وقيل: إنه الحطيئة، والأول أصح [3] : تقول حليلتي لما التقينا ... ستدركنا [4] بنو القرم الهجان سيدركنا بنو القمر بن بدر ... سراج الليل للشمس الحصان

_ [1] في أ، ت: يقاربنا. [2] القزع: قطع من السحاب رقاق (اللسان) . [3] الأغاني: 2- 190. [4] في أ، ت: سيدركنا.

(867) زبيب بن ثعلبة [بن عمرو [1]] العنبري،

فقلت أدعى وأدعو إن أندى ... لصوت أن ينادي داعيان فمن يك سائلا عني فإني ... أنا النمري جار الزبرقان وفي إقبال الزبرقان إلى عمر بصدقات قومه لقيه الحطيئة وهو سائر ببنيه وأهله إلى العراق فرارا من السنة وطلبا للعيش، فأمره الزبرقان أن يقصد داره، وأعطاه أمارة يكون بها ضيفا له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، ثم هجاه بعد ذلك بقوله: دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي فشكاه الزبرقان إلى عمر، فسأل عمر حسان بن ثابت عن قوله هذا، فقضى أنه هجو له وضعة منه، فألقاه عمر بن الخطاب لذلك في مطمورة حتى شفع له عبد الرحمن بن عوف والزبير، فاطلقه بعد أن أخذ عليه العهد، وأوعده ألا يعود لهجاء أحد أبدا، وقصته هذه مشهورة عند أهل الأخبار ورواة الأشعار فلم أر لذكرها وجها. (867) زبيب بن ثعلبة [بن عمرو [1]] العنبري، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، يقَالُ له: زبيب بالباء، وزنيب بالنون، كان ينزل البادية على طريق الناس إلى مكة من الطائف ومن البصرة، حديثه عند عمار بن شعيث بن عبد الله [2] بن زبيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ زبيب، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قضى باليمين مع الشاهد، لم يرو عنه غير ابنه عبد الله بن زبيب، ويقَالَ له: عبيد الله بن الزبيب. وله حديث حسن قَالَ: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جيشا إلى بني العنبر، فأخذوهم بركية من ناحية الطائف، فاستاقوهم إلى نبيّ الله صلّى الله

_ [1] ليس في أ، ت، والتقريب مثل ى. [2] في التقريب: عبيد الله.

(868) الزراع بن عامر العبدي،

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ الزبيب: فركبت بكرة من أهلي، فسبقتهم إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة أيام، فقلت: السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، أتانا جندك فأخذونا وقد كنا أسلمنا وخضرمنا [1] آذان النعم. وذكر تمام الخبر، وفيه: إنه شهد له شاهد على إسلامهم فأحلفه مع شاهده، ورد إليهم ذراريهم ونصف أموالهم. (868) الزراع بن عامر العبدي، أبو الوازع بن عبد القيس، حديثه عند البصريين، ويقَالَ له الزارع بن الزارع، والأول أولى بالصواب. وله ابن يسمى الوازع، وبه كان يكنى، روت عنه بنت ابنه أم أبان بنت الوازع عن جدها الزارع حديثا حسنا ساقته بتمامه وطوله سياقة حسنة. (869) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن هلال، أو بن بلال [2] الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، يكنى أبا مريم، وقيل: يكنى أبا مطرف، أدرك الجاهلية ولم ير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من جلّة التابعين من كبار أصحاب ابن مسعود، أدرك أبا بكر، وعمر، وروى عن عمر وعلي، وروى عنه الشعبي، وإبراهيم النخعي، وكان عالما بالقرآن قارئا فاضلا، توفي سنة ثلاث وثمانين وهو ابن مائة سنة وعشرين سنة، يعد في الكوفيين. وقيل: إنه مات سنة إحدى وثمانين، والأول أصح، لأنه مات بدير الجماجم، وكانت وقعة الجماجم في شعبان سنة ثلاث وثمانين. قَالَ أبو عبيدة: إنما قيل له دير الجماجم لأنه كان يعمل به أقداح من خشب. [روى أبو بكر بن عياش عن عاصم بن بهدلة] [3] قال: كان زرّ بن حبيش أكبر

_ [1] خضر منا آذان النعم: قطعناها، وكان أهل الجاهلية يخضرمون آذان نعمهم، فلما جاء الإسلام أمرهم النبي صلّى الله عليه وسلم أن يخضرموا في غير الموضع الّذي خضرم فيه الجاهلية. [2] في ى: أبو بلال. وهو تحريف صوابه من ت، وتهذيب التهذيب. [3] ليس في ت، وهو في أ.

(870) زكرة بن عبد الله،

من أبي وائل، فكانا إذا جاءا جميعا لم يحدث أبو وائل مع زر، وَقَالَ إسماعيل ابن أبي خالد: رأيت زر بن حبيش في المسجد يختلج لحياه من الكبر، وهو يقول: أنا ابن عشرين ومائة سنة، ذكره ابن إدريس عن ابن أبي خالد، وَقَالَ هشيم: عاش زر بن حبيش مائة واثنتين وعشرين سنة، قَالَ ابن معين: قلت لهشيم: من ذكره؟ قَالَ: إسماعيل بن أبي خالد. (870) زكرة بن عبد الله، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لو أعرف قبر يَحْيَى بن زكريا لزرته، وهو حديث لَيْسَ إسناده بالقوى. (871) زمل، ويقَالَ زميل بن ربيعة الضني، ثم العذري، له خبر في إعلام النبوة من رواية أهل الأخبار، وقدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمن به، وعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء على قومه، وكتب له كتابا، ولم يزل معه ذَلِكَ اللواء حتى شهد به صفين مع معاوية، وقتل يوم مرج راهط. وَقَالَ ابن الكلبي: هو زمل بن عمرو بن العنز بن خشاف [1] بن خديج ابن واثلة [بن حارثة [2]] بن هند بن حرام بن ضنة العذري، وذكر خبره كما ذكرنا سواء، وكذلك ذكره الطبري ومن كتابه أخذه، والله أعلم. (872) زنباع الجذامي، وهو زنباع بن روح، يكنى أبا روح بابنه روح بن عدي، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام بن حرب، حدثنا إسحاق ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ سَلامَةَ بْنِ رَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده،

_ [1] في أ: الخشاف. وت مثل ى. [2] من أ، ت.

(873) زهرة بن جوية التميمي،

إنه قدم على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَقَدْ خَصَى غُلامًا لَهُ فَأَعْتَقَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُثْلَةِ. (873) زهرة بن جوية التميمي، هكذا قَالَ ابن إسحاق جوية بالجيم فيما روى عنه إبراهيم بن سعد، وَقَالَ سيف بن عمر: زهرة بن حوية بالحاء، ونسبه فَقَالَ: زهرة بن حوية بن عبد الله بن قتادة، ورفع في نسبه إلى سعد بن زيد مناة ابن تميم، وَقَالَ: كان وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفده إليه ملك هجر قَالَ: وكان على مقدمة الجيش [1] في القادسية في قتال الفرس. قَالَ أبو عمر: لا أعلم له رواية، وذكره مع سعد في القادسية ذكر جميل، كان سعد يرسله للغارة واتباع الفرس، وهو الذي قتل جالينوس، وأخذ سلبه. وقيل: بل قتله كثير بن شهاب، وبالقادسية قتل زهرة هذا. (874) زيادة بن جهور اللخمي ، قَالَ: ورد على كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رَسُول اللَّهِ إلى زيادة بن جهور، أما بعد فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ... الحديث.

_ [1] في ت: وكان على مقدمة سعد. وفي أ: وكان على مقدمته.

حرف السين

حرف السين باب ساعدة (875) ساعدة بن حرام بن محيصة [1] ، روى عنه بشير بن يسار [2] ، ولا تصح له صحبة، وحديثه في كسب الحجام مرسل عندي، والله أعلم. حَدِيثُهُ عِنْدَ يعقوب ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ سَاعِدَةَ ابن حَرَامِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مُحَيِّصَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ لِمُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَبْدٌ حَجَّامٌ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو طِيبَةَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْفِقْهُ عَلَى نَاضِحِكَ. وَإِنَّمَا قُلْنَا بِرَفْعِ هَذَا الْحَدِيثِ لِحَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ في ذلك. (876) ساعدة الهذلي، والد عبد الله بن ساعدة، في صحبته نظر، والله أعلم. باب سالم (877) سالم بن أبي سالم، أبو شداد العبسي، ويقَالَ: القيسي، والأول أصوب، شهد وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل حمص ومات بها. (878) سالم بن حرملة بن زهير، له صحبه ورواية. (879) سالم بن عبيد الأشجعي، كوفي، له صحبة، وكان من أهل الصفة. روى عنه خالد بن عرفطة، ونبيط [3] بن شريط، وهلال بن يساف.

_ [1] في أسد الغابة: وقال ابن مندة وأبو نعيم: ساعدة بن محيصن- آخره نون، وقالا: ذكره البخاري في الصحابة (2- 244) . [2] في أسد الغابة: ابن بشار. [3] في أ: وروى عنه نبيط. وفي التقريب نبيط- بالتصغير- ابن شريط- بفتح المعجمة (520) .

(880) سالم بن عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة.

(880) سالم بن عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة. ويقَالَ: سالم بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عمرو بن عوف، شهد بدرا، وأحدا، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وهو أحد البكّاءين. قال فيه موسى ابن عقبة: سالم بن عبد الله. (881) سالم بن معقل، مولى أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أبا عبد الله، وكان من أهل فارس من إصطخر. وقيل: إنه من عجم الفرس من كرمد [1] ، وكان من فضلاء الموالي، ومن خيار الصحابة وكبارهم، وهو معدود في المهاجرين، لأنه لما اعتقته مولاته زوج أبي حذيفة تولى أبا حذيفة وتبناه أبو حذيفة، ولذلك [2] عد في المهاجرين، وهو معدود أيضا في الأنصار، في بني عبيد لعتق مولاته الأنصارية زوج أبي حذيفة له، وهو يعد في قريش المهاجرين لما ذكرنا، وفي الأنصار لما وصفنا، وفي العجم لما تقدم ذكره أيضا، يعدّ في القرّاء مع ذلك أيضا، وكان يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن [الخطاب [3]] قبل أن يقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة. وقد روي أنه هاجر مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونفر من الصحابة من مكة، وكان يؤمهم إذا سافر معهم، لأنه كان أكثرهم قرآنا، وكان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يفرط في الثناء عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين معاذ بن ماعص [4] . وقد قيل: إنه آخى بينه وبين أبي بكر رضى الله عنه، ولا يصحّ ذلك.

_ [1] لم نقف على ضبطه. [2] في أ: فلذلك. [3] من أ. [4] في ى: ماعض. والمثبت من أ، وتاج العروس.

وقد روى عن عمر أنه قَالَ: لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى. وذلك بعد أن طعن فجعلها شورى، وهذا عندي على أنه كان يصدر فيها عن رأيه، والله أعلم. وكان أبو حذيفة قد تبنى سالما، فكان ينسب إليه. ويقَالَ [1] : سالم بن أبى حذيفة حتى نزلت: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 ... الآية. وكان سالم عبدا لثبيتة [2] بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد الأنصاري من الأوس، زوج أبي حذيفة، فأعتقته [سائبة [3]] فانقطع إلى أبي حذيفة، فتبناه وزوجه بنت أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة، لم يختلف [4] أنه مولى بنت يعار زوج أبي حذيفة. واختلف في اسمها فقيل: [بثينة، وقيل [5] :] ثبيتة. وقيل: عمرة، وقيل: سلمى بنت حطمة [6] . وَقَالَ الطبري: قد قيل: في اسم أبيها تعار بالتاء، وقد ذكرناها في بابها من كتاب النساء بما أغنى عن ذكرها هنا. وحدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ [7] ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو [8] فَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ- وَبَدَأَ [9] بِهِ، وَمِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمِنْ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَمِنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَعِنْدَ الأَعْمَشِ فِي هَذَا إسناد آخر عن

_ [1] في أ:: يقال. [2] في ى: ثبينة. والمثبت من أ، وتاج العروس. [3] ليست في أ. [4] في أ: ولم. [5] من أ. [6] في أ: خطمة. [7] في ى: أحمد بن أبي زهير. [8] في أ: عمر. [9] في أ: فبدأ به.

(882) سالم رجل من الصحابة،

عَنْ [إِبْرَاهِيمَ عَنْ [1]] عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ أبو عمر: شهد سالم مولى أبي حذيفة بدرا، وقتل يوم اليمامة شهيدا هو ومولاه أبو حذيفة، فوجد رأس أحدهما عند رجلي الآخر، وذلك سنة اثنتي عشر من الهجرة. (882) سالم رجل من الصحابة، حجم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشرب دم المحجم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما علمت أن الدم كلّه حرام. (883) سالم العدوي، مخرج حديثه عند [2] ولده، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام حدث، وعليه ذوابة، فشمت عليه ودعا له، وتطهر سالم بفضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أحسبه من عدي قريش [3] . باب السائب (884) السائب بن الأقرع الثقفي، كوفي، شهد فتح نهاوند مع النعمان بن مقرن، وكان عمر بعثه بكتابه إلى النعمان بن مقرن، ثم استعمله عمر على المدائن. قَالَ البخاري: السائب بن الأقرع أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح برأسه، ونسبه أبو إسحاق الهمداني. (885) السائب بن الحارث بن قيس بن عدي بن [سعيد بن سهم [4]] القرشي السهمي، كان من مهاجرة الحبشة هو وإخوته: بشر، والحارث

_ [1] من أ. [2] في أ: عن. [3] في أسد الغابة: هذا سالم العدوي هو سالم بن حرملة الّذي تقدم ذكره، وهو من عدي بن عبد مناة (2- 248) . [4] من أ.

(886) السائب بن أبى حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي،

ومعمر، وعبد الله، بنو الحارث بن قيس. وجرح السائب بن الحارث يوم الطائف، وقتل بعد ذَلِكَ يوم فحل [1] بالأردن شهيدا، وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة في أول خلافة عمر، هكذا قَالَ ابن إسحاق وغيره. وَقَالَ ابن الكلبي: كانت فحل سنة أربع عشرة. (886) السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي، معدود في أهل المدينة، وهو الذي قَالَ فيه عمر بن الخطاب: ذاك [2] رجل لا أعلم فيه عيبا. وما أحد بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا وأنا أقدر أن أعيبه. وقد روى أن ذَلِكَ قاله في ابنه عبد الله ابن السائب بن أبي حبيش، وكان شريفا أيضا وسيطا في قومه. والأثبت إن شاء الله تعالى أنه قاله في أبيه السائب بن أبي حبيش، [وكان [3]] هو أخو فاطمة بنت حبيش المستحاضة. روى عنه سليمان بن يسار وغيره. (887) السائب بن حزن بن أبي وهب المخزومي، أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمولده، ولا أعلم له رواية، عم سعيد بن المسيب. قَالَ مصعب الزبيري في المسيب، وعبد الرحمن، والسائب، وأبو معبد: بنو حزن بن أبي وهب، أمهم أم الحارث بنت سعيد [4] بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل، قَالَ: ولم يرو عن أحد منهم إلا عن المسيب بن حزن. (888) السائب بن خباب، مولى قريش، مدني، هو صاحب المقصورة،

_ [1] خل: من أرض الشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم، وكان بعد فتح دمشق في عام واحد (ياقوت) . [2] في ى: وذلك. والمثبت من أ، وأسد الغابة. [3] ليس في أ. [4] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ: سعد.

(889) السائب بن خلاد الجهني،

له صحبة، يكنى أبا مسلم. ويقَالَ: إنه مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة. وقيل: يكنى أبا عبد الرحمن. روي عنه حديث واحد: أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا وضوء إلا من ريح أو صوت. وروى عنه محمد بن عمرو بن عطاء، وإسحاق بن سالم، وابنه مسلم بن السائب. قيل: إنه توفي سنة سبع وسبعين، وهو ابن اثنتين وتسعين سنة. (889) السائب بن خلاد الجهني، أبو سهلة، روى عنه عطاء بن يسار وصالح ابن حيوان. فحديث عطاء بن يسار عنه مرفوعا من أخاف أهل المدينة. وحديث صالح عنه في الإمام الذي بصق في القبلة فنهاه أن يصلّى بهم. (890) السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري الخزرجي، من بني كعب بن الخزرج، أبو سهلة، وأمه ليلى بنت عبادة من بني ساعدة، هو والد خلاد ابن السائب. من نسبه قَالَ فيه: السائب بن خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس [بن عمرو بن امرئ القيس [1]] بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب الخزرج الأنصاري الخزرجي، له صحبه. روى عنه ابنه خلاد بن السائب، لم يرو عنه غيره فيما علمت. وحديثه في رفع الصوت بالتلبية مختلف على خلاد فيه. وقد ذكرنا الاختلاف في ذَلِكَ في كتاب التمهيد، وقد جوده مالك وابن عيينة وابن جريج ومعمر، ورووه عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن

_ [1] من أ.

(891) السائب، ابو خلاد الجهني،

عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن خلاد بن السائب، عَنْ أَبِيهِ السائب بن خلاد [بن سويد [1]] ، قاله ابن جريج. قَالَ البخاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وحسين بن محمد: السائب بن خلاد بن سويد الأنصاري يكنى أبا سهلة، ولم يذكر أبو أحمد الحاكم في الكنى من الصحابة أبا سهلة غيره. (891) السائب، أبو خلاد الجهني، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستنجاء بثلاثة أحجار، حديثه هذا عند الزهري وقتادة عن ابنه [2] خلاد بن السائب عنه. يعد في أهل المدينة. (892) السائب بن أبي السائب، واسم أبي السائب صيفي بن عائذ بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم. واختلف في إسلامه، فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرا. قَالَ ابن هشام: وذكر غير ابن إسحاق أنه الذي قتله الزبير بن العوام، وكذلك قَالَ الزبير بن بكار: إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بدر كافرا، وأظنه عول فيه على قول ابن إسحاق، وقد نقض الزبير ذَلِكَ في موضعين من كتابه بعد ذَلِكَ: فَقَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان، عن جعفر، عن عكرمة، عن يَحْيَى بن كعب، عَنْ أَبِيهِ كعب مولى سعيد بن العاص، قَالَ: مر معاوية وهو يطوف بالبيت، ومعه جنده، فزحموا [3] السائب بن صيفي ابن عائذ فسقط، فوقف عليه معاوية وهو يومئذ خليفة، فَقَالَ: أوقعوا الشيخ. فلما قام قَالَ: ما هذا يا معاوية؟ تصرعوننا حول البيت! أما والله لقد أردت أن

_ [1] من أ. [2] في أ: أبيه. [3] هكذا في ى، وفي أ، وأسد الغابة: فرجموا.

أتزوج أمك. فَقَالَ معاوية: ليتك فعلت، فجاءت بمثل أبي السائب- يعني عبد الله بن السائب. وهذا أوضح [1] في إدراكه الإسلام، وفي طول عمره. وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنِي أَبُو ضَمْرَةَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ اللَّيْثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ- يَعْنِي الْمَاجِنَ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: قَالَ: كَانَ جَدِّي أَبُو السَّائِبِ بْنُ عَائِذٍ شَرِيكَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَ الشَّرِيكُ كَانَ أَبُو السَّائِبِ، [كَانَ [2]] لا يُشَارِي وَلا يُمَارِي. وَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الزُّبَيْرِ مُنَاقَضَةٌ فِيمَا ذَكَرَ إن السائب بن أبي السائب قتل يوم بَدْرٍ كَافِرًا. قَالَ ابن هشام: السائب بن أبي السائب الذي جاء فيه الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الشريك السائب كان لا يشاري ولا يماري- كان قد أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا. قَالَ ابن هشام: وذكر ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أن السائب بن أبي السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ممن هاجر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين. قَالَ أبو عمر: هذا أولى ما عول عليه في هذا الباب. وقد ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هؤلاء مضطرب جدا. منهم من يجعل الشركة [مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3]] للسائب بن أبي السائب. ومنهم من يجعلها لأبي السائب [أبيه [4]] كما ذكرنا عن الزبير

_ [1] في أ: واضح. [2] ليس في أ. [3] من أ. [4] ليست في أ.

(893) السائب بن سويد،

هاهنا. ومنهم من يجعلها [لقيس بن السائب، ومن يجعلها [1]] لعبد الله بن السائب، وهذا اضطراب لا يثبت به شيء ولا تقوم به حجة. والسائب بن أبي السائب من جملة المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم. [ذكر الزبير هذا الخبر في الموقفيات فَقَالَ: أخبرني أبو ضمرة أنس بن عياض عن ابن السائب المخزومي قَالَ: كان جدي في الجاهلية يكنى أبا السائب، وبه اكتنيت، وهو أبو السائب بن صيفي بن أبي السائب، كان خليطا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذكر في الإسلام قَالَ: نعم الخليط كان أبو السائب لا يشاري ولا يماري [2]] . (893) السائب بن سويد، مدني روى عنه محمد كعب بن القرظي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ما من شيء يصاب به أحدكم من العافية والضر [3] إلا الله [4] يكتب له به أجرا. [ (894) السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن مناف جد الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب الشافعي. كان السائب هذا صاحب راية بني هاشم يوم بدر مع المشركين فأسر ففدى نفسه ثم أسلم. (895) السائب الغفاري، ذكر ابن لهيعة قَالَ: حَدَّثَنَا أبو قبيل- رجل من بني غفار- أن أم السائب أتت به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعليه تميمة فقطعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: ما اسم ابنك؟ قالت: السائب. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: بل اسمه عبد الله.] [5]

_ [1] ليست في أ. [2] من أ. [3] في ى: والطير. [4] في أسد الغابة: إلا أن الله ... [5] من أ.

(896) السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح.

(896) السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. قَالَ ابن إسحاق: هاجر مع أبيه عثمان بن مظعون ومع عميه: قدامة، وعبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره فيمن شهد بدرا وسائر المشاهد، وقتل السائب بن عثمان بن مظعون وهو ابن بضع وثلاثين سنة يوم اليمامة شهيدا. ذكره موسى بن عقبة في البدريين، وذكره ابن إسحاق، وأبو معشر، والواقدي، وخالفهم ابن الكلبي في ذَلِكَ. (897) السائب بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي، أخو الزبير ابن العوام. أمه صفية بنت عبد المطلب، شهد أحدا، والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وقتل [السائب بن العوام [1]] يوم اليمامة شهيدا. (898) السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر، ولد على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ذكرنا أباه والاختلاف في اسمه، وطرفا من أخباره في بابه. قَالَ إبراهيم بن منذر: ولد السائب بن أبي لبابة بن عبد المنذر على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. يكنى أبا عبد الرحمن، روايته عن عمر بن الخطاب [وهو قول الواقدي [2]] . (899) السائب بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، أخو عثمان بن مظعون لأبيه وأمه. كان من المهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة، وشهد بدرا [مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3]] ، ولا أعلم متى مات، وليس لعثمان ولا لأخيه السائب عقب. ولم يذكره ابن عقبة في البدريين. وذكر ابن أخيه فيهم السائب بن مظعون، وذكره هشام بن محمد وغيره في المهاجرين البدريين مع أخيه.

_ [1] من أ. [2] من أ. [3] ليس في أ. (11- الاستيعاب- 2)

(900) السائب بن نميلة

(900) السائب بن نميلة الذكور في الصحابة. رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدٌ حَدِيثَهُ عِنْدَ الْجَوَّابِ الأَحْوَصِ [1] بْنِ جَوَّابٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ زريق، عن محمد بن عبد الكريم، مُجَاهِدٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ نُمَيْلَةَ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الْقَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاةِ الْقَائِمِ. لا أَعْرِفُهُ بِغَيْرِ هَذَا، وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ حَدِيثُهُ مرسلا. (901) السائب بن أبي وداعة، واسم أبي وداعة الحارث بن صبيرة [2] بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي روى عنه أخوه المطلب، كانت وفاته بعد سبع وخمسين، فاللَّه أعلم، لأنه تصدق في سنة سبع وخمسين بداريه فيما كر البخاري. وَقَالَ الزبير عن عمه: زعموا أنه كان شريكا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة. قَالَ أبو عمر: هو أخو المطلب بن أبى وداعة. (902) السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة بن الأسود بن أخت النّمر [3] . تلف في نسبته، فقيل كناني، [وقيل: كندي، وقيل: ليثى، وقيل: سلمى [4]] ، ل: هذلي، وقيل: أزدي. وَقَالَ ابن شهاب: هو من الأزد، وعداده بني كنانة. وقيل: هو حليف لبني أمية أو لبني عبد شمس. ولد في السنة الثانية من الهجرة، فهو ترب ابن الزبير، والنعمان بن بشير فول من قَالَ ذَلِكَ. كان عاملا لعمر على سوق المدينة مع عبد الله بن عتبة مسعود.

_ [1] في أ: الأخوص، وفي التقريب: اسمه أحوص. [2] في ى: صبرة. [3] في أسد الغابة: وهو المعروف بابن أخت نمر. [4] ليس في أ.

وَقَالَ السائب: حج بي أبي مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن سبع سنين. هذه رواية محمد بن يوسف، عنه. وَقَالَ ابن عيينة، عن الزهري، عن السائب بن يزيد، قَالَ: لما قدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غزوة تبوك تلقاه الناس، فتلقيته مع الناس، وَقَالَ مرة: مع الغلمان، وفي حجة الوداع أيضا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حدثنا إسحاق ابن أَبِي حَيَّانَ [1] [الأَنْمَاطِيُّ [2]] ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عِمَارَةَ [3] ، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا الجعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ: ذَهَبَتْ بِي خَالَتِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [هَذَا] ابْنُ أُخْتِي وَجِعٌ، فَدَعَا لِي، وَمَسَحَ بِرَأْسِي، ثُمَّ تَوَضَّأَ، فَشَرِبْتُ مِنْ وُضُوئِهِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى خَاتَمِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَأَنَّهُ زِرُّ الْحَجَلَةِ. اختلف في وقت وفاته، واختلف في سنه ومولده، فقيل: توفي سنة ثمانين. وقيل: سنة ست وثمانين. وقيل: سنة إحدى وتسعين، وهو ابن أربع وتسعين. وقيل: بل توفي وهو ابن ست وتسعين. وَقَالَ الواقدي: ولد السائب بن يزيد ابن أخت النمر- وهو رجل من كندة من أنفسهم، له حلف في قريش- في سنة ثلاث من التاريخ.

_ [1] في أ: بن أبى حسان. [2] من أ. [3] في أ: عمار.

باب سبرة

باب سبرة (903) سبرة بن أبي سبرة الجعفي، واسم أبي سبرة يزيد بن مالك، وقد نسبنا أباه في بابه، ولأبيه أبي سبرة صحبة، ولأخيه عبد الرحمن بن أبي سبرة صحبة أيضا، وسبرة هذا هو عم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود. (904) سبرة أبو سليط، والد عبد الله بن أبي سليط، هو مشهور بكنيته، وقد اختلف في اسمه فقيل سبرة، وقيل أسبرة [1] ، شهد خيبر، وروى في لحوم الحمر الأهلية. (905) سبرة بن عمرو، ذكره ابن إسحاق فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع القعقاع بن معبد، وقيس بن عاصم، ومالك بن عمرو، والأقرع بن حابس التميمي. (906) سبرة بن فاتك، أخو خريم بن فاتك الأسدي، وقد تقدم ذكر نسبه في باب أخيه، قَالَ أبو زرعة: خريم بن فاتك، وسبرة بن فاتك أخوان، وَقَالَ أيمن بن خريم: إن أبى وعمّى شهدا بدرا، وعهدا إلي ألا أقاتل مسلما، وقد ذكرنا هذا الخبر فيما تقدم. يعد سبرة بن فاتك في الشاميين، روى عنه بشر بن عبد الله، وجبير ابن نفير. [وَقَالَ البخاري وابن أبي خيثمة: سمرة بن فاتك- بالميم- الأسدي. ثم ذكر اسبرة بن فاتك بالباء رجلا آخر جعلاه في باب سبرة [2]] . (907) سبرة بن الفاكه، ويقَالَ ابن أبي الفاكه، كوفي، روى عنه سالم بن أبي الجعد.

_ [1] في أ: سئيرة. [2] من أ.

(908) سبرة بن معبد الجهني،

(908) سبرة بن معبد الجهني، ويقَالَ: ابن عوسجة بن حرملة بن سبرة بن خديج ابن مالك بن عمرو الجهنيّ، يكنى أبا ثرية، وَقَالَ بعضهم فيه: أبو ثرية بفتح الثاء، والصواب ضمها عندهم. سكن المدينة، وله بها دار، ثم انتقل في آخر أيامه إلى المروة، وهو والد الربيع بن سبرة الجهني. روى عنه ابنه الربيع. وروى عن الربيع جماعة، وأجلهم ابن شهاب، حديثه في نكاح المتعة، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرمها بعد أن أذن فيها. باب سبيع (909) سبيع بن حاطب بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن [1] معاوية ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف [بن مالك بن الأوس] [2] الأنصاري [الأوسي [2]] ، قتل يوم أحد شهيدا، وقيل ابن عنبسة [3] . (910) سبيع بن قيس بن عيشة بن أمية بن مالك بن عامرة [4] بن عدي بن كعب [الأنصاري [5]] وَقَالَ ابن عمارة: هو سبيع بن قيس بن عائشة بن أمية الأنصاري الخزرجي، شهد بدرا هو وأخوه عباد بن قيس، وشهد أحدا.

_ [1] في أ: سبيع بن حاطب بن الحارث بن هيشة من بنى معاوية، وما في أسد الغابة مثل ى. [2] ليس في أ. [3] هكذا في ى. وفي أ، وأسد الغابة: ابن عيشة. [4] في أ: عامر: ونراه تحريفا. في أسد الغابة: وأبو موسى قال غاضرة بدل غامرة، وذكر ابن الكلبي وأبو عمر: عامرة. والله أعلم (2- 240) . [5] من أ.

باب سراقة

باب سراقة (911) سراقة بن الحارث بن عدي العجلاني. قتل يوم حنين شهيدا سنة ثمان من الهجرة. (912) سراقة بن [1] الحباب الأنصاري، استشهد يوم حنين. (913) سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مالك ابن النجار الأنصاري، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وعمرة القضاء، وقتل يوم مؤتة شهيدا. (914) سراقة بن عمرو، ذكروه فيهم ولم ينسبوه، قَالَ سيف بن عمر: ورد عمر بن الخطاب سراقة بن عمرو إلى الباب، وجعل على مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي. وسراقة بن عمرو هو الذي صالح أهل [2] أرمينية والأرمن على الباب والأبواب، وكتب إلى عمر بذلك، ومات سراقة هنالك، واستخلف عبد الرحمن ابن ربيعة، فأقره عمر على عمله. قَالَ: وكان سراقة بن عمرو يدعى ذا النور، وكان عبد الرحمن بن ربيعة يدعى أيضا ذا النور [قاله سيف بن عمر [3]] . (915) سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزي بن غزّية. كذا قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وابن عمارة [4] ، وأبو معشر. وَقَالَ إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق: هو عبد العزّى ابن عروة، وفي رواية هارون بن أبي عيسى عن ابن إسحاق: عبد العزى بن فروة، وكلاهما خطأ، والصواب عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك ابن النجار، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وتوفي في خلافة معاوية.

_ [1] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي أ: بن أبى الحباب. [2] في أ: سكان. [3] من أ. [4] في أ: وأبو عمارة.

(916) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرة ابن عبد مناة بن على بن كنانة المدلجي الكناني،

(916) سراقة بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو بن تيم بن مدلج بن مرّة ابن عبد مناة بن علي بن كنانة المدلجي الكناني، يكنى أبا سفيان، كان ينزل قديدا. يعد في أهل المدينة. ويقَالَ: إنه سكن مكة. روى عنه من الصحابة ابن عباس، وجابر، وروى عنه سعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سراقة. وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِيهِ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ تَرِدُ عَلَى حَوْضِ إِبِلِي، أَلِي أَجْرٌ إِنْ سَقَيْتُهَا؟ فَقَالَ: فِي الْكَبِدِ الْحَرَّى أَجْرٌ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَخَاهُ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الضَّالَّةَ ... فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِسُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ: كَيْفَ بِكَ إِذَا لَبِسْتَ سِوَارَيْ كِسْرَى؟ قَالَ: فَلَمَّا أُتِيَ عُمَرُ بِسِوَارَيْ كِسْرَى وَمِنْطَقَتِهِ وَتَاجِهِ دَعَا سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهُمَا، وَكَانَ سُرَاقَةُ رَجُلا أَزَبَّ كَثِيرَ شَعْرِ السَّاعِدَيْنِ، وَقَالَ لَهُ: ارْفَعْ يَدَيْكَ. فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ للَّه الَّذِي سلبهما كسرى ابن هُرْمُزَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ: أَنَا رَبُّ النَّاسِ، وَأَلْبَسَهُمَا سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ أَعْرَابِيٌّ [رَجُلٌ [1]] مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، وَرَفَعَ بِهَا عُمَرُ صَوْتَهُ، وَكَانَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ شاعرا مجوّدا وهو القائل لأبى جهل:

_ [1] ليس في أ.

باب سعد

أَبَا حَكَمٍ وَاللَّهِ لَوْ كُنْتَ شَاهِدًا ... لأَمْرِ جَوَادِيَ إِذْ تَسُوخُ قَوَائِمُهُ عَلِمْتَ وَلَمْ تَشْكُكْ بِأَنَّ مُحَمَّدًا ... رَسُولٌ بِبُرْهَانٍ فَمَنْ ذَا يُقَاوِمُهُ عَلَيْكَ بِكَفِّ الْقَوْمِ عَنْهُ فَإِنَّنِي ... أَرَى أَمْرُهُ يَوْمًا سَتَبْدُو مَعَالِمُهُ بِأَمْرٍ يَوَدُّ النَّاسُ فِيهِ بِأَسْرِهِمْ ... بِأَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ طُرًّا يُسَالِمُهُ وَمَاتَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ فِي صَدْرِ خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ بَعْدَ عُثْمَانَ. باب سعد (917) سعد بن الأخرم، يختلف في صحبته، ويختلف في حديثه. روى عبسى ابن يُونُسَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ أَوْ عَنْ عَمِّهِ- شَكَّ الأَعْمَشُ- قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لِي: هُوَ بِعَرَفَةَ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ دَفَعْتُ عَنْهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُ فَإِرْبٌ [1] مَا جَاءَ بِهِ ... الْحَدِيثَ. وَعِنْدَ الأَعْمَشِ لَهُ حَدِيثٌ آخَرُ رَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَخْرَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تَتَّخِذُوا الضَّيْعَةَ فَتَرْغَبُوا فِي الدُّنْيَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: غَيْرُ بَعِيدٍ رِوَايَةُ مِثْلِهِ عَنِ ابْنِ مسعود. (918) سعد بن الأطول بن عبيد الله، ويقَالَ: ابن عبد الله بن خالد بن واهب الجهني. يكنى أبا مطرف، ويقَالَ: أبا قضاعة، له صحبة ورواية، وله أخ يسمى يسار بن الأطول، مات على عهد رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.

_ [1] إرب: حاجة. وانظر النهاية ففيه روايات وشرح لهذا الحديث.

(919) سعد بن إياس، أبو عمرو [1] الشيباني،

(919) سعد بن إياس، أبو عمرو [1] الشيباني، ويقَالَ: البكري، من بنى شيبان ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، صاحب ابن مسعود، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أذكر أني سمعت برسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة، فقيل: خرج نبي بتهامة. وَقَالَ: انتهى شبابي يوم القادسية أربعين سنة. مات سنة خمس وتسعين وهو ابن مائة وعشرين سنة، روى عنه جماعة من الكوفيين. (920) سعد بن تميم السكوني، ويقَالَ: الأشعري، أبو بلال بن سعد الواعظ الشامي الدمشقي، له صحبة ورواية. حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِلْخَلِيفَةِ عَلَيْنَا بَعْدَكَ؟ قَالَ: مِثْلُ مَالِي، مَا رَحِمَ ذَا الرَّحِمِ، وَأَقْسَطَ فِي الْقِسْطِ، وَعَدَلَ في القسمة. (921) سعد بن الحارث بن الصمة. قد ذكرنا نسبه في باب أبيه، صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد مع علي صفين، وقتل يومئذ وهو أخو جهيم [2] بن الحارث بن الصمّة. (922) سعد بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج ابن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدا.

_ [1] في أسد الغابة: أبو عمر. [2] في ى: وهو أخو أبى الجهم، والمثبت من أ، وأسد الغابة.

(923) سعد ابن حبتة،

(923) سعد ابن حبتة، وحبتة [1] هي بنت مالك من بني عمرو بن عوف، وهو سعد بن بجير [2] بن معاوية بن سلمى بن بجيلة، حليف لبني عمرو ابن عوف الأنصاري. رَوَى مِنْ حَدِيثِهِ حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جابر بن عبد الله، قال: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى سعدا بْنِ حَبْتَةَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ يُقَاتِلُ قِتَالا شَدِيدًا، وَهُوَ حَدِيثُ السِّنِّ، فَدَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ أنت يا فتى؟ قال سعد ابن حَبْتَةَ. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَسْعَدَ اللَّهُ جَدَّكَ، اقْتَرِبْ مِنِّي، فَاقْتَرَبَ مِنْهُ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِهِ. وذكر ابن الكلبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أبو قتادة بن ثابت بن أبي قتادة الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أن أبا قتادة قَالَ: لما خرجت في طلب سرح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقيت [3] مسعدة، فضربته ضربة أثقلته، وأدركه سعد ابن حبتة فضربه، فخر صريعا، فاحفظوا ذَلِكَ لولد سعد ابن حبتة. قَالَ أبو عمر: لا يختلفون أن أبا يوسف القاضي هو يعقوب بن إبراهيم ابن حبيب ابن خنيس بن سعد ابن حبتة الأنصاري، وجد أبي يوسف خنيس فيما ذكر ابن الكلبي هو صاحب جهارسوج [4] خنيس بالكوفة. وتفسير جهارسوج بالعربية رحبة مربعة تفترق منها أربعة طرق. [وولى القاضي أبو يوسف المهدي، ثم من بعده للهادي، ثم للرشيد بعده إلى أن توفى في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة [5] .

_ [1] في أ: وحبته أمه بنت ... [2] في أسد الغابة: بحير: قيل بفتح الباء وكسر الحاء المهملة. وقيل بضم الباء وفتح الجيم. [3] في أ: لحقت. [4] الضبط من أ، وانظر هامش أسد الغابة (2- 271) . [5] من أ.

(924) سعد بن حمار [3] بن مالك الأنصاري،

وقال ابن الكلبي: سعد ابن حبتة هو سعد بن عوف بن بجير بن معاوية، وأمه حبتة بنت مالك من بني عمرو بن عوف، جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له وبرك عليه، ومسح [على [1]] رأسه. ومن ولده النعمان بن سعد الذي [2] روى عن علي. ومن ولده أيضا خنيس بن سعد. ومن ولده أيضا أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم بن خنيس بن سعد ابن حبتة. قال أبو عمر: سعد ابن حبتة ممن استصغر يوم أحد هو والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وزيد بن حارثة الأنصاري. (924) سعد بن حمار [3] بن مالك الأنصاري، هو أخو كعب بن حمار، حليف لبني ساعدة من الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيدا، وكان قد شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. (925) سعد بن الحنظلية، والحنظلية هي أم جده، وهو سعد بن الربيع بن عمرو ابن عدي، يكنى أبا الحارث. استصغر يوم أحد. هو أخو سهل ابن الحنظلية، وهما من بني حارثة من الأنصار. وقد قيل إن سعد ابن الحنظلية أبوه [4] يسمى عقيبا ولهما أخ يسمى عقبة. وقد قيل: إن الحنظلية أمه وأم أخويه. (926) سعد بن خولي، من المهاجرين الأولين، ذكر إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق قال: وممن شهد بدرا من بني عامر بن لؤي سعد بن خولي حليف لهم من أهل اليمن. (927) سعد بن خولي، مولى حاطب بن أبي بلتعة، وهو رجل من مذحج أصابه سباء، وقيل: هو من الفرس، شهد بدرا، هكذا قال أبو معشر: سعد

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: المدني. [3] في أ: جماز. وفي أسد الغابة: جماز قيل بالجيم، آخره زاي. وقال ابن الكلبي: حمار يعنى بالحاء المكسورة وآخره راء والميم خفيفة، والله أعلم. (2- 272) . [4] في أ: أخوه، ونراه تحريفا.

(928) سعد بن خولة،

ابن خولي مولى حاطب رجل من مذحج. وَقَالَ ابن هشام: سعد مولى حاطب [رجل [1]] من كلب، وَقَالَ غيره أيضا كذلك. ولم يختلفوا أنه شهد بدرا هو ومولاه حاطب بن أبي بلتعة. قتل يومئذ شهيدا، وفرض عمر بن الخطاب لابنه عبد الله بن سعد في الأنصار. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد. وقد قيل: إنه قتل يوم أحد، فإن كان قتل يوم أحد فحديث إسماعيل عنه مرسل. وقد روى عنه جابر ابن عبد الله. (928) سعد بن خولة، من بني عامر بن لؤي من أنفسهم عند بعضهم، وعند بعضهم هو حليف لهم. وَقَالَ بعضهم: إنه مولى أبي رهم بن عبد العزي العامري، قَالَ ابن هشام: هو من اليمن حليف لبني عامر بن لؤي. وقاله أبو معشر. وَقَالَ غيره: كان من عجم الفرس، وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية في قول الواقدي. وفي قول ابن إسحاق أيضا فيما ذكره ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق. وذكره ابن هشام أيضا عن زياد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدرا، وتابع ابن هشام على ذَلِكَ معتمر بن سليمان عَنْ أَبِيهِ في البدريين. [وذكره موسى بن عقبة في البدريين [2]] في بني عامر بن لؤي، وكان زوج سبيعة الأسلمية [ولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: قد حللت فانكحي من شئت. وقد ذكرنا خبر سبيعة في بابها من هذا الكتاب [3]] . ذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٍ، عَنِ الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قَالَ: أَرْسَلَ مَرْوَانُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ إِلَى سُبَيْعَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ يَسْأَلُهَا عَمَّا أَفْتَاهَا به

_ [1] ليس في أ. [2] ليس في أ. [3] من أ.

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ سَعْدِ بْنِ خَوْلَةَ فُتُوُفِّيَ عَنْهَا فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا، [وَوَلَدَتْ بعد وفاته بليال فقال لها رسول الله صلّى الله عليه: قَدْ حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ [1]] . ولم يختلفوا في أن سعد بن خولة مات بمكة في حجة الوداع إلا ما ذكره الطبري محمد بن جرير فإنه قَالَ: توفي سعد بن خولة سنة سبع. والصحيح ما ذكره معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أَبِيهِ أنه قَالَ: توفي في حجة الوداع. وأخبرنا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جعفر بن الورد، حدثنا الحسن ابن عُلَيْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَابِرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ قَالَ أبو عمر: رثى له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن مات بمكة، يعني في الأرض التي هاجر منها، ويدل على ذَلِكَ قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم. وذلك محفوظ في حديث ابن شهاب، عن عامر بن سعد، عَنْ أَبِيهِ. وروى جرير بن حازم، عن عمه جرير بن يزيد، عن عامر بن سعد، عَنْ أَبِيهِ، أنه قَالَ: مرضت بمكة، فأتاني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودني، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أموت بأرضي التي هاجرت منها؟ ثم ذكر معنى حديث ابن شهاب، وفي آخره لكن سعد بن خولة البائس قد مات في الأرض التي هاجر منها. وهذا يرد قول من قَالَ إنه إنما رثى له لأنه مات قبل أن بهاجر،

_ [1] ليس في أ.

(929) سعد بن خيثمة [2] الأنصاري،

وذلك غلط واضح، لأنه لم يشهد بدرا إلا بعد هجرته، وهذا ما لا يشك فيه ذو لب. وقد أوضحنا هذا المعنى في كتاب التمهيد. حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن الحسن، حَدَّثَنَا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن خالد، حَدَّثَنَا رياح عن معتمر [1] ، قَالَ: وممن شهد بدرا من بني عامر بن لؤيّ حاطب ابن عبد العزي وسعد بن خولة. (929) سعد بن خيثمة [2] الأنصاري، من بنى عمرو بن عوف، كذا قَالَ ابن إسحاق وغيره، ونسبه ابن هشام فَقَالَ: سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب ابن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك ابن الأوس الأنصاري، عقبي، بدري، قتل يوم بدر شهيدا. قَالَ أبو عمر: قتله طعيمة بن عدي. وقيل: بل قتله عمرو بن عبد ود، وقتل حمزة يومئذ طعيمة، وقتل علي عمرا يوم الأحزاب، وقتل خيثمة أبو سعد ابن خيثمة يوم أحد شهيدا. وكان يقَالُ لسعد بن خيثمة سعد الخير، يكنى أبا عبد الله. وذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم لما استنهض أصحابه إلى غير قريش أسرعوا، فَقَالَ خيثمة بن الحارث لابنه سعد: إنه لا بد لأحدنا أن يقيم، فآثرني بالخروج، وأقم أنت مع نسائنا، فأبى سعد وَقَالَ: لو كان غير الجنة لآثرتك به، إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا، فاستهما، فخرج سهم سعد، فخرج مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فقتل. قال ابن هشام:

_ [1] في أ: معمر. [2] في هوامش الاستيعاب: حثمة (93) .

(930) سعد بن أبى ذباب،

كتب ابن إسحاق. سعد بن خيثمة في بني عمرو بن عوف، وإنما هو من بنى غنم ابن سلم، ولكنه ربما كانت دعوته فيهم فنسبه إليهم. وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نزل على سعد بن خيثمة في بنى عمرو ابن عوف. والأكثر يقولون: إنه نزل على كلثوم بن الهدم في بني عمرو بن عوف، ثم انتقل إلى المدينة، فنزل على أبي أيوب. (930) سعد بن أبي ذباب، دوسي حجازي. روي عنه حدث واحد في زكاة العسل بإسناد مجهول. ومن ولده الحارث بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي ذباب. أخبرنا خلف بن قاسم، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي العقيب [1] ، حَدَّثَنَا أبو زرعة الدمشقي، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا صفوان بن عيسى، وأخبرنا خلف، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي العقيب بدمشق، حَدَّثَنَا أبو زرعة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن صالح الوحاظي، حَدَّثَنَا عبد العزيز [2] بن محمد الدراوَرْديّ جميعا، عن الحارث بن أبي ذباب، عن منير بن عبد الله. وفي حديث ابن أَبِي شَيْبَةَ منير بن عبد الله [3] ، عَنْ أَبِيهِ، عن سعد بن أبي ذباب، قَالَ: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعته، فاستعملني على قومي، وأبو بكر بعده، وعمر بعده. وذكر الخبر وفيه: قلت لعمر: يا أمير المؤمنين، ما ترى في العسل؟ قَالَ: خذ منه العشر. فقلت: أين أضعه؟ فَقَالَ: ضعه في بيت المال. (931) سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي

_ [1] في أ: العقب. [2] في أ: محمد بن عبد العزيز الدراوَرْديّ. [3] في أ: عبيد الله.

عقبي، بدري. كان أحد نقباء الأنصار، وكان كاتبا في الجاهلية، وشهد العقبة الأولى والثانية، وشهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، وأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ أن يلتمس في القتلى، وَقَالَ: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ فَقَالَ رجل: أنا، فذهب يطوف بين القتلى، فوجده وبه رمق، فَقَالَ له سعد بن الربيع: ما شأنك؟ فَقَالَ الرجل: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لآتيه بخبرك. قَالَ: فاذهب إليه فأقرأه مني السلام، وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وأني قد أنفذت مقاتلي. وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وواحد منهم حي. هكذا ذكر مالك هذا الخبر، ولم يسم الرجل الذي ذهب ليأتي بخبر سعد بن الربيع، وهو أبىّ بن كعب، ذَكَرَ ذَلِكَ رُبَيْحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ فِي هَذَا الْخَبَرِ أَنّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ الأَسَنَّةَ قُدْ أُشْرِعَتْ إِلَيْهِ. فَقَالَ أُبَيُّ بن كعب: أنا، وذكر الخير، وَفِيهِ اقْرَأْ عَلَى قَوْمِي السَّلامَ، وَقُلْ لَهُمْ: يَقُولُ لَكُمْ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ: اللَّهَ اللَّهَ وَمَا عَاهَدْتُمْ عَلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ليلة العقبة، فو الله ما لكم عند الله عذر إن خلص إلى بينكم وَفِيكُمْ عَيْنُ تَطْرَفُ. وَقَالَ أُبَيٌّ: فَلَمْ أَبْرَحْ حتى مات، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ. [فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، نَصَحَ للَّه ولرسوله حيا ومينا [1]] . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: دُفِنَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَخَارَجَةُ بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ في

_ [1] ليس في أ.

(932) سعد بن زرارة،

قَبْرِ وَاحِدٍ. وَخَلَّفَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ابْنَتَيْنِ فَأَعْطَاهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثُّلُثَيْنِ، فَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ بَيَانِهِ لِلآيَةِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] : فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ 4: 11. وَفِي ذَلِكَ نَزَلَتِ الآيَةُ، وَبِذَلِكَ عُلِمَ مُرَادُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهَا، وَعُلِمَ أَنَّهُ أَرَادَ [2] بِقَوْلِهِ: فَوْقَ اثْنَتَيْنِ 4: 11، أَيِ اثْنَتَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا، وَذَلِكَ أَيْضًا عِنْدَ الْعُلَمَاءِ قِيَاسٌ عَلَى الأُخْتَيْنِ، إِذْ لإِحْدَاهُمَا النِّصْفُ وَلِلاثْنَتَيْنِ الثُّلُثَانِ، فَكَذَلِكَ الابْنِتَانِ. (932) سعد بن زرارة، جد عمرة بنت عبد الرحمن. قيل: إنه أخو أسعد بن زرارة، أبي أمامة، فإن كان كذلك فهو سعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وفيه نظر. وأخشى ألا يكون أدرك الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره. (933) سعد بن زيد الطائي، وقيل الأنصاري. مختلف فيه، ولا يصح، لأنه انفرد بذكره جميل بن زيد، عن سعد بن زيد الطائي في قصة المرأة الغفارية التي تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما نزعت ثيابها رأى بياضا عند ثدييها، فَقَالَ لها لما أصبح: الحقي بأهلك. ويقولون: أنه أخطأ فيه محمد بن أبي حفصة، لأن أبا معاوية روى هذا الحديث عن جميل بن زيد، [عن زيد [3]] بن كعب بن عجرة، قَالَ يَحْيَى بن معين: جميل بن زيد لَيْسَ بثقة. (934) سعد بن زيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة [4] بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، شهد بدرا.

_ [1] سورة النساء. [2] في ى: المراد. [3] ليس في أ. [4] في أ: خالد. (م 12- استيعاب- ثان)

(935) سعد بن زيد الأنصاري الأشهلي،

(935) سعد بن زيد الأنصاري الأشهلي، قَالَ ابن إسحاق: هو سعد بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل. شهد بدرا. وَقَالَ غير ابن إسحاق: هو سعد بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج، ولم يشهد بدرا. والصواب أنه من بني عبد الأشهل، شهد بدرا وما بعدها. وقيل: سعد بن زيد بن سعد الأشهلي، شهد العقبة في قول الواقدي خاصة، وعند غيره شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: في ذَلِكَ [نظر [1]] ، أظنهما اثنين. وسعد بن زيد الأنصاري هذا هو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلا وسلاحا، وهو الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل للأوس والخزرج. ولسعد بن زيد الأنصاري حديث واحد في الجلوس في الفتنة. آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عمرو بن سراقة وبين سعد بن زيد الأنصاري. روى عن أحدهما سليمان بن محمد بن مسلمة. يعد في أهل المدينة. وسعد ابن زيد الطائي الذي روى قصة الغفارية هو غيرهما، وقد ذكرته فيما تقدم على أنه قد قيل في ذَلِكَ الأنصاري أيضا. (936) سعد بن زيد الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وروى عن عمر.

_ [1] من أ.

(937) سعد أبو زيد،

وتوفي في آخر خلافة عبد الملك بن مروان، ذكره محمد بن سعد. (937) سعد أبو زيد، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الأنصار كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم. من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن زيد بن سعد، عَنْ أَبِيهِ: يعد في أهل المدينة. (938) سعد بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، هو سلكان بن سلامة، أبو نائلة، وسلكان لقب، واسمه سعد. وقد ذكرناه في الكنى، وفي الأفراد في السين. (939) سعد بن سهل [1] بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري، شهد بدرا. (940) سعد بن سويد بن قيس بن عامر بن عمار بن عمار بن الأبجر، مذكور في الصحابة، لا أعلم له خبرا. (941) سعد بن سويد بن قيس، من بني خدرة، من الأنصار، قتل يوم أحد شهيدا. (942) سعد بن ضميرة الضمري، له صحبة، أتى ذكره في حديث محلّم ابن جثامة، صحبته صحيحة وصحبة ابنه ضميرة. (943) سعد بن عائذ المؤذن، مولى عمار بن ياسر المعروف بسعد القرظ، له صحبة، وإنما قيل له سعد القرظ، لأنه كان كلما اتجر في شيء وضع فيه فاتجر في القرظ، فربح، فلزم التجارة فيه. روى عنه ابنه عمار بن سعد وابن ابنه [2] حفص بن عمر بن سعد، جعله

_ [1] في أ: سهيل. وفي أسد الغابة: بن سهل. وقيل سهيل. [2] في أ: وابن أخته.

(944) سعد بن عبادة بن دليم بن أبى حليمة [2] ،

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مؤذنا بقباء، فلما مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وترك بلال الأذان نقل أبو بكر رضي الله عنه سعد القرظ هذا إلى مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الأذان فيه إلى زمن مالك وبعده أيضا. وقد قيل: إن الذي نقله من قباء إلى المدينة للأذان عمر بن الخطاب. وقيل: إنه كان يؤذن للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلفه بلال على الأذان في خلافة عمر حين خرج بلال إلى الشام. وقيل: انتقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وذكر ابن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهري قَالَ: أخبرني حفص بن عمر بن سعد أن جده سعدا المؤذن كان يؤذن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل قباء حتى نقله [1] عمر بن الخطاب في خلافته، فأذن له في المدينة في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر تمام الخبر. وَقَالَ خليفة بن خياط: أذن لأبي بكر سعد القرظ مولى عمار بن ياسر، هو كان مؤذنه إلى أن مات أبو بكر، وأذن بعده لعمر بن الخطاب رضي الله عنهم. (944) سعد بن عبادة بن دليم بن أبى حليمة [2] ، ويقَالَ ابن أبي حزيمة [3] بن ثعلبة ابن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، يكنى أبا ثابت. وقد قيل أبو قيس، والأول أصح، وكان نقيبا، شهد العقبة وبدرا في قول بعضهم. ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين، وذكره فيهم جماعة غيرهما منهم الواقدي والمدائني وابن الكلبي.

_ [1] في أ: انتقله. [2] في أ: حكيمة، وفي التقريب: ابن دليم بن حارثة، وفي تهذيب التهذيب: ابن دليم ابن حارثة بن أبى خزيمة. [3] في ى: خزيمة. وقد ضبط في أسد الغابة، وفي هوامش الاستيعاب كما ضبطناه.

وذكره أبو أحمد الحافظ [1] في كتابه في الكنى بعد أن نسب أباه وأمه، فَقَالَ: شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: ويقَالَ: لم يشهد بدرا، وكان عقيبا نقيبا سيدا جوادا. قَالَ أبو عمر: كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها، له رياسة وسيادة، يعترف قومه له بها. يقَالَ: إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون [2] في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، ولا كان مثل ذَلِكَ في سائر العرب أيضا إلا ما ذكرنا عن صفوان بن أمية في بابه من كتابنا هذا. أخبرنا عبد الرحمن إجازة، حَدَّثَنَا ابْنُ الأعرابي، حَدَّثَنَا ابْنُ أبي الدنيا، حَدَّثَنِي محمد بن صالح القرشي، أَخْبَرَنَا محمد بن عمر، حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع، عَنْ أَبِيهِ [نافع [3]] ، قَالَ: مر ابن عمر على أطم سعد، فَقَالَ لي: يا نافع، هذا أطم جده، لقد كان مناديه ينادي يوما في كل حول، من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم، فمات دليم، فنادى منادي عبادة بمثل ذَلِكَ، ثم مات عبادة، فنادى منادي سعد بمثل ذَلِكَ، ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذَلِكَ، وكان قيس جوادا من أجواد الناس. وبه، عن محمد بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الله بن محمد الظفري، قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الملك بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة أن دليما جدهم كان يهدي إلى مناة صنم كل عام عشر بدنات، ثم كان عبادة يهديها كذلك، ثم كان سعد يهديها كذلك إلى أن أسلم، ثم أهداها قيس إلى الكعبة.

_ [1] في أ: الحاكم. [2] في أ: يتوالون. [3] ليس في أ.

وبه، عن محمد بن صالح، قَالَ: حَدَّثَنِي محمد بن عمر الأسلمي، حدثني محمد ابن يَحْيَى بن سهل، عَنْ أَبِيهِ، عن رافع بن خديج، قَالَ: أقبل أبو عبيدة ومعه عمر، فقالا لقيس بن سعد: عزمنا عليك ألا تنحر، فلم يلتفت إلى ذَلِكَ ونحر، فبلغ النبي صلّى الله عليه وسلم ذلك، فَقَالَ: إنه من بيت جود. وفي سعد بن عبادة وسعد بن معاذ جاء الخبر المأثور: إن قريشا سمعوا صائحا يصيح ليلا على أبى قبيس: فإن يسلم السعدان يصبح محمد ... بمكة لا يخشى خلاف مخالف [قَالَ [1]] : فظنت قريش أنهما سعد بن زيد مناة بن تميم وسعد بن هذيم، من قضاعة، فلما كان الليلة الثانية سمعوا صوتا على أبى قبيس: أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ... ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعي الهدي وتمنيا ... على الله في الفردوس منية عارف فإن ثواب الله للطالب الهدى ... جنان من الفردوس ذات رفارف [2] قَالَ فقالوا: هذان والله سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة. قَالَ أبو عمر: وإليهما أرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الخندق يشاورهما فيما أراد أن يعطيه يومئذ عيينة بن حصن من تمر المدينة، وذلك أنه أراد أن يعطيه يومئذ ثلث أثمار [3] المدينة، لينصرف بمن معه من غطفان، ويخذل الأحزاب، فأبى عيينة إلا أن يأخذ نصف التمر، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الأنصار، لأنهما كانا

_ [1] ليس في أ. [2] في أسد الغابة: زخارف. [3] في أ: تمر.

سيدي قومهما، كان سعد بن معاذ سيدا لأوس، وسعد بن عبادة سيدا لخزرج، فشاورهما في ذَلِكَ، فقالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن كنت أمرت بشيء فافعله وامض له، وإن كان غير ذلك فو الله لا نعطيهم إلا السيف. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لم أومر بشيء، ولو أمرت بشيء ما شاورتكما، وإنما هو رأي أعرضه عليكما. فقالا: والله يا رَسُول اللَّهِ ما طمعوا بذلك منا قط في الجاهلية، فكيف اليوم؟ وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا. والله لا نعطيهم إلا السيف. فسر بذلك [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعا لهما، وَقَالَ لعيينة بن حصن ومن معه: ارجعوا، فليس بيننا وبينكم إلا السيف، ورفع بها صوته. وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سعد بن عبادة، فلما مر بها على أبي سفيان- وكان قد أسلم أبو سفيان- قَالَ سعد إذ نظر إليه: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة [2] . اليوم أذل الله قريشا. فأقبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كتيبة الأنصار، حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أمرت بقتل قومك؟ فإنه زعم سعد ومن معه حين مر بنا أنه قاتلنا. وَقَالَ: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة، اليوم أذل الله قريشا. وإني أنشدك الله في قومك، فأنت أبر الناس وأرحمهم وأوصلهم. وَقَالَ عثمان، وعبد الرحمن بن عوف: يا رَسُول اللَّهِ، والله ما نأمن [3] من سعد أن تكون منه في قريش صولة. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يا أبا سفيان، اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشا.

_ [1] أ: في فسر رسول الله بقولهما. [2] في أ، وأسد الغابة: الحرمة. [3] في أ: ما نأمن سعدا.

وقال ضرار بن الخطاب الفهري يومئذ: يا نبيّ الهدى إليك ... لجاحيّ قريش ولات حين لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء والتقت حلقتا البطان على القوم ... ونودوا بالصيلم الصلعاء إن سعدا يريد قاصمة الظهر ... بأهل الحجون والبطحاء خزرجي لو يستطيع من الغيظ ... رمانا بالنسر والعواء وغر الصدر لا يهم بشيء ... غير سفك الدما وسبي النساء قد تلظى على البطاح وجاءت ... عنه هند بالسوءة السوآء إذ تنادى بذل حي قريش ... وابن حرب بذا من الشهداء فلئن أقحم اللواء ونادى ... يا حماة اللواء أهل اللواء ثم ثابت إليه من بهم الخزرج ... والأوس أنجم الهيجاء لتكونن بالبطاح قريش ... فقعة القاع في أكف الإماء فانهينه فإنه أسد الأسد ... لدى الغاب والغ في الدماء إنه مطرق يريد لنا الأمر ... سكوتا كالحية الصماء فأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألى سعد بن عبادة، فنزع اللواء من يده، وجعله بيد قيس ابنه، ورأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن اللواء لم يخرج عنه، إذ صار إلى ابنه، وأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعمامته، فعرفها سعد. فدفع اللواء إلى ابنه قيس، هكذا ذكر يَحْيَى بن سعيد الأموي في السير، ولم يذكر ابن إسحاق هذا الشعر ولا ساق هذا الخبر.

(945) سعد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي الفهري،

وقد روي أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى الراية الزبير، إذ نزعها من سعد. وروي أيضا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر عليا فأخذ الراية، فذهب بها حتى دخل مكّة، فغرزها عند الركن. وتخلف سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه، وخرج من المدينة، ولم ينصرف إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه، وذلك سنة خمس عشرة. وقيل سنة أربع عشرة. وقيل: بل مات سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة. ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول- ولا يرون أحدا: قتلنا سيّد الخزرج ... سعد بن عباده رميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده ويقَالَ: أن الجن قتلته. وروى ابن جريج عن عطاء، قَالَ: سمعت الجن قالت في سعد بن عبادة، فذكر البيتين. روى عنه من الصحابة عبد الله بن عباس. وروى عنه ابناه وغيرهم. (945) سعد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي الفهري، كان من مهاجرة الحبشة، ويقَالَ فيه: سعيد، وقد ذكرناه في باب سعيد.

(946) سعد بن عبيد [1] بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن ضبيعة ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري، أبو عمير.

(946) سعد بن عبيد [1] بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن ضبيعة ابن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري، أبو عمير. ويقَالَ أبو زيد. شهد بدرا، وقتل بالقادسية شهيدا، وذلك سنة خمس عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة يومئذ. ويقال: أنه عاش أشهرا ومات بعد. يعرف بسعد القاري [2] . يقَالَ: إنه أحد الأربعة من الأنصار الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنه أبو زيد المذكور في الأربعة. روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، وطارق بن شهاب. يعد في الكوفيين، وابنه عمير بن سعد وإلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الشام، هذا كله قول الواقدي، وقد خالفه غيره في بعض ذَلِكَ. (947) سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عمر بن زريق الأنصاري الزرقي، شهد بدرا، يكنى أبا عبادة، ويعرف بكنيته أيضا، وقد ذكرناه في الكنى. كان سعد بن عثمان هذا ممن فر يوم أحد هو وأخوه عقبة بن عثمان، وعثمان بن عفان. وقد ذكرنا الخبر عنهم في باب عقبة بن عثمان من هذا الديوان، وفيمن فر يوم أحد نزلت [3] : «إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ» 3: 155. (948) سعد بن عمارة، أبو سعيد الزرقي، هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه،

_ [1] في أ: عبيدة. وما في أسد الغابة مثل ى. [2] في أسد الغابة: من بنى قارة. [3] سورة آل عمران: 155.

(949) سعد بن عمرو الأنصاري.

فقيل: سعد بن عمارة. وقيل: عمارة بن سعد، والأكثر يقولون سعد بن عمارة. روى عنه عبد الله بن مرة، وعبد الله بن أبي بكر، وسليمان بن حبيب المحاربي، ويحيى بن سعيد الأنصاري. (949) سعد بن عمرو الأنصاري. شهد هو وأخوه الحارث بن عمرو صفين مع علي بن أبي طالب رضى الله عنه، ذكرهما ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من الصحابة. (950) سعد بن عمرو بن ثقف، واسم ثقف كعب بن مالك بن مبذول، شهد أحدا، وقتل يوم بئر معونة شهيدا، هو وابنه الطفيل بن سعد، قتلا جميعا يومئذ بعد أن شهدا أحدا. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: وقتل مع سعد بن عمرو بن ثقف يوم بئر معونة ابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف. (951) سعد بن عياض الثمالي، حديثه مرسل، ولا تصح له صحبة، وإنما هو تابعي، يروي عن ابن مسعود. (952) سعد بن قرجاء [1] ، له صحبة. ذكر ابن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب أن سعد بن قرجاء [1] رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها. (953) سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي، هو والد سهل بن سعد. ذكر الواقدي عن

_ [1] هكذا في ى، أ. وفي هوامش الاستيعاب: قرحا (39) .

(954) سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن [عبيد بن] [2] الأبجر،

[أبي بن عباس بن] [1] سهل بن سعد عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر، فمات، فموضع قبره عند دار بني قارظ، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره. (954) سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن [عبيد بن] [2] الأبجر، والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو سعيد الخدري، هو مشهور بكنيته، أول مشاهده الخندق، وغزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنتي عشرة غزوة، وكان ممن حفظ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سننا كثيرة، وروى عنه علما جما، وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم. توفي سنة أربع وسبعين. روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين. (955) سعد بن مالك العذري، قدم في وفد عذرة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (956) سعد بن مسعود الثقفي، عم المختار بن أبي عبيد، له صحبة. (957) سعد بن مسعود الكندي كوفي. روى عنه قيس بن أبي حازم. (958) سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت، وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي، يكنى أبا عمرو. وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة، أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية، على يدي مصعب بن عمير، وشهد بدر، وأحدا، والخندق، ورمى يوم الخندق بسهم فعاش شهرا ثم انتقض جرحه فمات منه. والذي رماه بالسهم حبان [3] بن العرقة، وَقَالَ: خذها وأنا ابن العرقة،

_ [1] من أ. [2] من أ. [3] في ى: حيان، والمثبت من القاموس والتقريب.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرق الله وجهه في النار. والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص، وهذا حبان [1] ابنها هو ابن عبد مناف بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي. وقيل: إن العرقة تكنى أم فاطمة، وإنما قيل لها العرقة لطيب ريحها، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ، وكان يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة، وكان موته بد الخندق بشهر، وبعد قريظة بليال، كَذَلِكَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ [بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَى اللَّيْثُ بن سعد [2]] عن أبي الزبير، عن جابر، قَالَ: رُمِيَ يَوْمَ الأَحْزَابِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فقطعوا أكحله، فحسمه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَفَخَتْ يَدُهُ وَنَزَفَهُ الدَّمُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: اللَّهمّ لا تُخْرِجْ نَفْسِي حَتَّى تَقَرَّ عَيْنِي فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، فَاسْتَمْسَكَ عِرْقُهُ، فَمَا قَطَرَ قَطْرَةً حَتَّى نَزَلَ بَنُو قُرَيْظَةَ عَلَى حُكْمِهِ، وَكَانَ حُكْمُهُ فِيهِمْ أَنْ تُقْتَلَ رِجَالُهُمْ، وَتُسْبَى نِسَاؤُهُمْ وَذُرِّيَّتُهُمْ، فَيَسْتَعِينَ بِهَا الْمُسْلِمُونَ، فَقَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَبْتَ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ، وكانوا أربعمائة، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات. وروى من حديث سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبل. وروى من حديث أنس بن مالك قَالَ: لما حملنا جنازة سعد بن معاذ

_ [1] في ى: حيان. [2] من أ.

قَالَ المنافقون: ما أخف جنازته، وكان رجلا طوالا ضخما! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الملائكة حملته. وَرَوَى [إِبْرَاهِيمُ بن سعد عن [1]] ابن إسحاق، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلَ مِنْهُمْ: سَعْدُ بْنُ معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، وَرُوِيَ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَهُوَ حَدِيثٌ رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ كَثِيرَةٍ مُتَوَاتِرَةٍ، رَوَاهَا جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي حُلَّةٍ رَآهَا تُشْتَرَى [2] : لَمِنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا. وَهُوَ حَدِيثٌ ثَابِتٌ أَيْضًا. وَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ حَكَمَ فِي بَنِي قريظة بقتل المقاتلة وسبى الذرية [3] : لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سبع سماوات: وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ لَنَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أبو قرة محمد ابن حميد، حَدَّثَنَا سعيد بن تليد، حَدَّثَنَا محمد بن فضالة، عن أبي طاهر عبد الملك ابن محمد بن أبي بكر، عن عمه عبد الله بن أبي بكر، قَالَ: مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيدا. قال: وبلغني أنّ جبرئيل عليه السلام نزل في جنازته معتجرا بعمامة من إستبرق، وَقَالَ: يا نبي الله، من هذا الّذي

_ [1] من أ. [2] في أ: سيراء. [3] في أ: الذراري.

(959) سعد بن المنذر،

فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فوجد سعدا قد قبض، وَقَالَ رجل من الأنصار: وما اهتز عرش الله من موت هالك ... سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ ابن الحسن الصبّاحى، قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنٍ الأَشْقَرُ أَبُو بِلالٍ، قَالَ حَدَّثَنَا زافر بن سليمان، عن عبد العزيز ابن أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ: ثَلاثٌ أَنَا فِيهِنَّ: رَجُلٌ [يَعْنِي [1]] كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَأَنَا رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ، مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا قَطُّ إِلا عَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلا كُنْتُ فِي صَلاةٍ قَطُّ فَشَغَلْتُ نَفْسِي بِشَيْءٍ غَيْرِهَا حَتَّى أَقْضِيَهَا، وَلا كُنْتُ فِي جَنَازَةٍ قَطُّ فَحَدَّثْتُ نَفْسِي بِغَيْرِ مَا تَقُولُ، وَيُقَالُ لَهَا، حَتَّى أَنْصَرِفَ عَنْهَا. قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ: هَذِهِ الْخِصَالُ مَا كُنْتُ أَحْسِبُهَا إِلا فِي نَبِيٍّ. (959) سعد بن المنذر، له صحبة. روى عنه حبان بن واسع من رواية ابن لهيعة عن حبان بن واسع عَنْ أَبِيهِ عن سعد بن المنذر. (960) سعد بن المنذر، والد أبي حميد الساعدي، كذا ذكره ابن أبي حاتم، أخاف أن يكون الأول، وفيه نظر. (961) سعد بن النعمان الأنصاري، أحد بني أكال، ثم أحد بني عمرو

_ [1] ليس في أ.

(962) سعد بن هذيل، والد الحارث بن سعد،

ابن عوف، هو الذي أخذه أبو سفيان بن حرب أسيرا ففدى به ابنه عمرو ابن أبي سفيان. قَالَ الزبير: كان سعد بن النعمان قد جاء معتمرا، فلما قضى عمرته وصدر كان معه المنذر بن عمرو فطلبهم [1] أبو سفيان، فأدرك سعدا، فأسره، وفاته المنذر حين أدركه، ففي ذَلِكَ يقول ضرار بن الخطاب: تداركت سعدا عنوة فأخذته ... وكان شفاء لو تداركت منذرا وَقَالَ في ذَلِكَ أبو سفيان بن حرب: أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه ... تعاقدتم [2] لا تسلموا السيد الكهلا فإن بني عمرو بن عوف أذلة ... إذا لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا ففادوا سعدا بابنه عمرو، وكان عمرو بن أبي سفيان قد أسر يوم بدر، فقيل لأبي سفيان: ألا تفتدي عمرا؟ فَقَالَ: قتل حنظلة وأفتدي عمرا، فأصاب بمالي وولدي؟ لا أفعل، ولكني أنتظر حتى أصيب منهم رجلا فأفديه به، فأصاب سعد بن النعمان ابن أكال أحد بني عمرو بن عوف. (962) سعد بن هذيل، والد الحارث بن سعد، لم يرو عنه أحد غير ابنه فيما علمت، حديثه عند ابن شهاب، عن أبي خزامة، عن الحارث بن سعد، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أرأيت رقي يسترقى بها وأدوية يتداوى [3] بها، هل ترد؟ أو قَالَ: هل تنفع من قدر الله؟ قَالَ: هي من قدر الله. (963) سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف

_ [1] في أ: فطلبه. [2] في أسد الغابة: تفاقدتم. [3] في أ: نسترقى بها وأدوية نتداوى.

ابن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، كان سابع سبعة في الإسلام [1] اسلم بعد ستة. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: أَسْلَمْتُ وَأَنَا ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أَسْلَمْتُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَوَاتُ. وَشَهِدَ بَدْرًا، وَالْحُدَيْبِيَةَ، وَسَائِرَ الْمَشَاهِدِ، وَهُوَ أَحَدُ الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ. وَأَحَدُ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودُ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ مَشْهُورًا بِذَلِكَ، تُخَافُ دَعْوَتُهُ وَتُرْجَى، لا يُشَكُّ فِي إِجَابَتِهَا [2] عِنْدَهُمْ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيهِ: اللَّهمّ سَدِّدْ سَهْمَهُ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ. وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وذلك في سرية عبيدة بن الحارث، وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو، وعتبة بن غزوان. ويروى أن سعدا قَالَ في معنى أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل: ألا هل جا رَسُول اللَّهِ أني ... حميت صحابتي بصدور نبلي أذود بها عدوهم ذيادا ... بكل حزونة وبكل سهل فما يعتد رام من معد ... بسهم مع رَسُول اللَّهِ قبلي وجمع له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وللزبير أبويه، فَقَالَ لكل واحد منهما، فيما روى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارم، فداك أبي وأمي. ولم يقل ذَلِكَ لأحد غيرهما فيما يقولون، والله أعلم.

_ [1] في أ: في إسلامه. [2] في أ: لاشتهار إجابتها. (13- استيعاب- ثان)

رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: اللَّهمّ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، وَسَدِّدْ رَمْيَتَهُ. وَرَوَى يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَامِرٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ سَعْدٌ فَقَالَ: أَنْتَ خَالِي. وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي الْغَزْوِ عِنْدَ الْقِتَالِ. وكان أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مغازيه، وهو الذي كوف الكوفة ولقى [1] الأعاجم، وتولى قتال فارس، أمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ذَلِكَ، ففتح الله على يده أكثر فارس، وله كان فتح القادسية وغيرها، وكان أميرا على الكوفة، فشكاه أهلها، ورموه بالباطل، فدعا على الذي واجهه بالكذب [عليه [2]] دعوة ظهرت فيه إجابتها، والخبر بذلك مشهور تركت ذكره لشهرته. وعزله عمر، وذلك في سنة إحدى وعشرين حين شكاه أهل الكوفة، وولى عمار بن ياسر الصلاة، وعبد الله بن مسعود بيت المال، وعثمان بن حنيف مساحة الأرض [3] ، ثم عزل عمارا، وأعاد سعدا على الكوفة ثانية، ثم عزله

_ [1] في أ: ونفى. [2] ليس في أ. [3] في أ: الأرضين.

وولى جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يخرج إليها، وولى المغيرة بن شعبة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر رضي الله عنه، فأقره عثمان يسيرا ثم عزله، وولى سعدا، ثم عزله، وولى الوليد بن عقبة. وقد قيل: إن عمر لما أراد أن يعيد سعدا على الكوفة أبى عليه وَقَالَ: أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي! فتركه. فلما طعن عمر جعله أحد أهل الشورى. وَقَالَ: إن وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة. ورامه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد قتل عثمان فأبى، وكذلك رامه أيضا ابن أخيه هاشم بن عتبة، فلما أبى عليه صار هاشم إلى علي رضي الله عنه. وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة، وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام، فطمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ويقول لهم: إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك، ويقول: إن قاتله وخاذله سواء، في نثر ونظم كتب به إليهم تركت ذكره، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذَلِكَ، وينكر مقالته، ويعرفه بأنه لَيْسَ بأهل لما يطلب، وكان في جواب سعد بن أبى وقّاص له: معاوي داؤك الداء العياء ... وليس لما تجيء به دواء أيدعوني أبو حسن علي ... فلم أردد عليه ما يشاء وقلت له اعطني سيفا بصيرا ... تميز به العداوة والولاء

فإن الشر أصغره كبير ... وإن الظهر تثقله الدماء أتطمع في الذي أعيا عليا ... على ما قد طمعت به العفاء ليوم منه خير منك حيا ... وميتا أنت للمرء الفداء فأما أمر عثمان فدعه ... فإن الرأي أذهبه البلاء قَالَ أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته، ونصرته والقيام معه، فَقَالَ: أولئك قوم خذلوا الحق، ولم ينصروا الباطل. ومات سعد بن أبي وقاص في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة، وحمل إلى المدينة على أعناق [1] الرجال، ودفن بالبقيع، وصلى عليه مروان ابن الحكم. واختلف في وقت وفاته، فَقَالَ الواقدي: توفي سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة. وَقَالَ أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين. وَقَالَ الزبير، والحسن بن عثمان، وعمرو بن علي الفلاس: توفي سعد بن أبي وقاص سنة أربع وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة. وَقَالَ الفلاس: وهو ابن أربع وسبعين سنة. وذكر أبو زرعة، عن أحمد بن حنبل قَالَ: توفي سعد بن أبي وقاص، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة في إمارة معاوية بعد حجته الأخرى. واختلف في صفته اختلافا كثيرا متضادا، فلم أذكرها لذلك. وروى الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن سعد بن أبي وقاص لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فَقَالَ: كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي علي، وإنما كنت أخبؤها لذلك.

_ [1] في أ: رقاب.

(964) سعد بن وهب الجهني،

(964) سعد بن وهب الجهني، رَوَى ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ كَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ غَيَّانُ، وَكَانَ أَهْلُهُ حِينَ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يُبَايِعُهُ [1]] بِبَلَدٍ مِنْ بِلادِ جُهَيْنَةَ يُقَالَ لَهُ غَوَّاءُ، فَسَأَلَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسْمِهِ وَأَيْنَ تَرَكَ أَهْلَهُ؟ فَقَالَ: اسْمِي غَيَّانُ، وَتَرَكْتُ أَهْلِي بِغَوَّاءَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَنْتَ رَشْدَانُ، وَأَهْلُكَ بِرَشَادٍ. قَالَ: فَتِلْكَ الْبَلْدَةُ تُسَمَّى إِلَى اليوم برشاد، وَيُدْعَى الرَّجَلُ رَشْدَانُ. وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ قَالَ: بَنُو غَيَّانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ بَنُو غَيَّانَ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَنْتُمْ بَنُو رَشْدَانَ، فَغَلَبَ عَلَيْهِمْ، وَكَانَ وَادِيهِمْ غَوَّاءَ [2] فَسُمِّيَ رَشَدًا. (965) سعد الأسلمي، روى عنه ابنه عبد الله بن سعد أنه نزل مع رَسُول اللَّهِ عليه وسلم على سعد بن خيثمة. (966) سعد الجهني، والد سنان بن سعد الجهني. روى عنه ابنه سنان أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حديث ذكره: إن الإمام لا يخص نفسه بالدعاء دون القوم. في إسناد حديثه هذا مقَالُ. (967) سعد الدوسي، قَالَ فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن يؤخر هذا ويهرم فستدركه الساعة. فلم يعمّر. من حديث الحسن.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: يسمى غويا، فسمى رشدا، وفي أسد الغابة مثل ى. وفي الإصابة: فسمى رشدان.

(968) سعد الظفري الأنصاري،

(968) سعد الظفري الأنصاري، من بني ظفر. روى عنه عبد الرحمن بن حرملة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الكيّ. (969) سعد العرجي، من بلعرج بن الحارث بن كعب بن هوازن، هكذا قَالَ بعضهم. له صحبة. ويقَالَ: إنه مولى الأسلميين، وإنه إنما قيل له العرجي، لأنه اجتمع مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعرج، وهو يريد المدينة فأسلم، وكان دليله إلى المدينة في هجرته. روى عنه ابنه. (970) سعد مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، روى عنه الحسن البصري. ليس يوجد حديثه إلا عند أبي عامر الخراز صالح بن رستم. ويقَالَ في هذا: سعيد. وسعد أكثر، وهو الصحيح، والله أعلم. يعد في أهل البصرة، وقد كان خدم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (971) سعد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنه أبو عثمان النهدي. (972) سعد مولى عتبة بن غزوان، شهد بدرا مع مولاه. (973) سعد مولى قدامة بن مظعون، قتلته الخوارج سنة إحدى وأربعين مع عبادة بن قرص، في صحبته نظر.

باب سعيد

باب سعيد [974) سعيد بن تجير [1] الشقري. وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعه على الإسلام. حديثه عند بعض ولده. ذكره أبو علي بن السكن، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن يوسف، قَالَ حَدَّثَنَا الوليد بن مروان الأزدي، قال حدثنا عمى جنادة ابن مروان، عن أبي الحكم بن تجير الشقري، قال: أخبرنى أبى أنّ جده سعيد ابن تجير قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايعه، وذكر الحديث. قَالَ أبو علي: لم أجد لسعيد رواية إلا من هذا الوجه. والله أعلم [2]] . (975) سعيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي، حَدَّثَنَا سعيد بن نصر، حَدَّثَنَا قَاسِمُ ابن أصبغ، حدثنا ابن وضاح، حدثنا ابن أبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الحسن بن موسى، حَدَّثَنَا ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن أسامة ابن زيد، أنه أخبره أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أردفه وراءه يعود سعد بن عبادة وسعيد بن الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر. (976) سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، هاجر هو وإخوته كلهم إلى أرض الحبشة، أمهم [3] امرأة من بنى سواءة بن عامر ابن صعصعة، وقد ذكرت إخوته في باب تميم من هذا الكتاب، وقتل سعيد ابن الحارث بن قيس يوم اليرموك، وذلك في رجب سنة خمس عشرة. (977) سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو [4] بن مخزوم، وهو أسن من أخيه عمرو بن حريث، شهد فتح مكة مع النبي صلّى الله عليه وسلم

_ [1] هكذا في أ. [2] في أ: وأمهم. [3] من أوحدها. [4] في التهذيب: عمر.

(978) سعيد بن حيوة بن قيس الباهلي،

وهو ابن خمس عشرة سنة، ثم نزل الكوفة، وغزا خراسان، وقتل بالجزيرة، ولا عقب له. روى عنه أخوه عمرو بن حريث. (978) سعيد بن حيوة بن قيس الباهلي، معدود في أهل البصرة، أدرك الجاهلية هو وأبو كندير بن سعيد، له حديث واحد لَيْسَ يعرف إلا به قصة عبد المطلب، إذ فقد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو صغير، وكان بعثه في طلب إبل له فأبطأ عليه فجعل يقول: يا رب رد راكبي محمدا ... إلى ربي [1] واصطنع عندي يدا فلما أتاه قَالَ: والله لا أبعثك بعدها أبدا، ولا تفارقني بعدها أبدا. روى عنه ابنه كندير. (979) سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص بن أمية، ولد بأرض الحبشة في هجرة أبيه إليها، وهو ممن أقام بأرض الحبشة حتى قدم مع جعفر في السفينتين. (980) سعيد بن أبي راشد، روى عنه عبد الرحمن بن سابط حديثا واحدا أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف. من رواية عمرو بن جميع، عن يونس بن حبان [2] ، عن عبد الرحمن بن سابط عنه. (981) سعيد بن رقيش [3] ، من المهاجرين الأولين، لا أعلم له رواية ولا خبرا. (982) سعيد بن زيد بن عمرو، بن نفيل عبد العزي بن رياح [4] بن عبد الله ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية، هو ابن عم عمر بن الخطاب وصهره، يكنى

_ [1] في أسد الغابة: ردّ إليّ واتخذ ... [2] في أ، والتهذيب: خباب. [3] في أ: وقيش. وفي أسد الغابة مثل ما في ى، غير أنه في آخر الترجمة قال: وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعنى ابن مندة- فقال سعيد بن وقش (1- 306) . [4] في ى: رباح. والمثبت من أ، وأسد الغابة والطبقات.

أبا الأعور، كانت تحته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد بن عمرو [بن نقيل [1]] تحت عمر بن الخطاب، وكان سعيد بن زيد من المهاجرين الأولين، وكان إسلامه قديما قبل عمر، وبسبب زوجته كان إسلام عمر بن الخطاب، وخبرهما في ذَلِكَ خبر حسن، وهاجر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، ولم يشهد بدرا، لأنه كان غائبا [بالشام] [2] ، قدم منها بعقب غزوة بدر، فضرب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره، فقصته أشبه القصص بقصة طلحة بن عبيد الله فيما قَالَ موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وكذلك قَالَ ابن إسحاق. قَالَ الواقدي: كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث- قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر- طلحة بن عبد الله وسعيد بن زيد [إلى طريق الشام [2]] يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، فقدماها يوم وقعة بدر، فضرب لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمهما وأجرهما. وبقول [3] الواقدي قَالَ الزبير في ذَلِكَ سواء. وقد قيل: إنه شهد بدرا، ثم شهد ما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة. وكان أبوه زيد بن عمرو ابن نفيل يطلب دين الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام قبل أن يبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان لا يذبح للأنصاب ولا يأكل الميتة والدم [4] .

_ [1] من أ. [2] ليس في أ. [3] في أ: وكقول ... [4] في أ: ولا الدم.

ومن خبره: في ذَلِكَ أنه خرج في الجاهلية يطلب الدّين هو ورقة بن نوفل، فلقيا اليهود، فعرضت عليهما يهود دينهم، فتهود ورقة، ثم لقيا النصارى فعرضوا عليهما دينهم، فترك ورقة اليهودية وتنصر، وأبي زيد بن عمرو أن يأتي شيئا من ذَلِكَ، وَقَالَ: ما هذا إلا كدين قومنا، تشركون ويشركون، ولكنكم عندكم من الله ذكر ولا ذكر عندهم. فَقَالَ له راهب: إنك لتطلب دينا ما هو على الأرض اليوم. فَقَالَ: وما هو؟ قَالَ: دين إبراهيم. قَالَ: وما كان عليه إبراهيم؟ قَالَ: كان يعبد الله لا يشرك به شيئا، ويصلي إلى الكعبة. فكان زيد على ذَلِكَ حتى مات. أخبرنا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية، حَدَّثَنَا إبراهيم بن موسى بن جميل، حدثنا إسماعيل بن إسحاق [القاضي [1]] ، حدثنا نصر بن علي، حَدَّثَنَا الأصمعي قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أبي الزناد، قَالَ، قالت أسماء بنت أبي بكر، وكانت أكبر من عائشة بعشر سنين أو نحوها- قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش، والله لا آكل ما ذبح لغير الله، والله ما على دين إبراهيم [أحد [2]] غيري. أخبرنا قاسم بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أحمد بن عمر [3] ، حدثنا محمد ابن صخر، حَدَّثَنَا عبيد [4] الله بن رجاء، حَدَّثَنَا مسعود [5] ، عن نوفل بن هشام بن سعيد بن زيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: خرج ورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل

_ [1] من أ. [2] ليس في أ. [3] في أ: عمرو قال. [4] في أ: ابن سنجر حدثنا عبد الله. [5] في أ: المسعودي.

يطلبان الدين حتى مر بالشام، فأما ورقة فتنصر، وأما زيد فقيل له: إن الذي تطلب أمامك. قَالَ: فانطلق حتى أتى الموصل، فإذا هو براهب، فَقَالَ: من أين أقبل صاحب الراحلة؟ فَقَالَ: من بيت إبراهيم. قَالَ: فما تطلب؟ قَالَ: الدين. [قَالَ: [1]] فعرض عليه النصرانية. فَقَالَ: لا حاجة لي بها، وأبى أن يقبلها. فَقَالَ: إن الذي تطلب سيظهر بأرضك. فأقبل وهو يقول: لبيك حقا حقا. تعبدا ورقا. مهما تجشمني فإني جاشم. عذت بما عاذ به إبراهم. قَالَ: ومر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أبو سفيان بن الحارث يأكلان من سفرة لهما، فدعواه إلى الغذاء، فقال: يا بن أخي، إني لا آكل ما ذبح على النّصب. قال: فما رئي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من يومه ذَلِكَ يأكل مما ذبح على النصب حتى بعث صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وأتاه سعيد بن زيد، فَقَالَ: إن زيدا كان كما قد رأيت وبلغك، فاستغفر له؟ قَالَ: نعم. فاستغفر له [2] ، فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وذكر ابن أبي الزناد أيضا، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله ابن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه لقى زيد بن عمرو بن نقيل بأسفل بلدح [3] ، وذلك قبل أن ينزل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوحي، فقدم إليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة فيها لحم، فأبى أن يأكل منه. [وَقَالَ: إني لا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه، رواه علي بن الحسين

_ [1] ليس في أ: [2] في أ: استغفر. [3] بلدح: موضع بالحجاز قرب مكة.

عن الطوسي عن الزبير عن عمه مصعب عن الضحاك بن عثمان عن عبد الرحمن ابن أبي الزناد [1]] . وكان عثمان قد أقطع سعيدا أرضا بالكوفة، فنزلها وسكنها إلى أن مات، وسكنها من بعده من بنيه الأسود بن سعيد، وكان له أربعة بنين: عبد الله، وعبد الرحمن، وزيد، والأسود، كلهم أعقب وأنجب. وذكر الزبير عن إبراهيم بن حمزة، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن العمري، عبد الله بن عمر بن حفص، عن نافع، عن ابن عمر أن مروان أرسل إلى سعيد ابن زيد ناسا يكلمونه في شأن أروى بنت أويس، وكانت شكته إلى مروان. فَقَالَ سعيد: تروني ظلمتها وقد سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من ظلم من الأرض شبرا طوقه يوم القيامة من سبع أرضين. اللَّهمّ إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئر. فقال: فو الله ما ماتت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها وهي حذرة فوقعت في بئرها فكانت قبرها. قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي إبراهيم بن حمزة، قَالَ حَدَّثَنِي عبد العزيز بن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ أن أروى بنت أويس استعدت مروان ابن الحكم على سعيد بن زيد في أرضه بالشجرة، فَقَالَ سعيد: كيف أظلمها؟ وذكر مثل ما تقدم. وأوجب مروان عليه اليمين، فترك سعيد لها ما ادعت، وَقَالَ: اللَّهمّ إن كانت أروى كاذبة فأعم بصرها، واجعل قبرها في بئرها، فعميت

_ [1] من أوحدها.

أروى، وجاء سيل [1] . فأبدى ضفيرتها، فرأوا حقها خارجا عن حق سعيد، فجاء سعيد إلى مروان، فَقَالَ: أقسمت عليك لتركبن معي ولتنظرن إلى ضفيرتها، فركب معه مروان، وركب أناس معهما حتى نظروا إليها. ثم إن أروى خرجت في بعض حاجتها بعد ما عميت، فوقعت في البئر فماتت. قَالَ: وكان أهل المدينة يدعو بعضهم على بعض يقولون: أعماك الله كما أعمى أروى، يريدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى التي في الجبل يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، أَخْبَرَنَا المطلب ابن سَعِيدٍ [2] ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِي، عَنْ أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزْمٍ، قَالَ: جَاءَتْ أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ إِلَى أبى محمد بن عمرو بن حزم، فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الْمَلِكِ، إِنَّ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قَدْ بَنَى ضَفِيرَةً [3] فِي حَقِّي فَأْتِهِ بِكَلِمَةٍ فلينزع عن حقي، فو الله لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ لأَصِيحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال لَهَا: لا تُؤْذِي صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا كَانَ لِيَظْلِمَكِ وَلا لِيَأْخُذَ لَكِ حَقًّا. فَخَرَجَتْ وَجَاءَتْ [4] عِمَارَةَ بْنَ عَمْرٍو [5] ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لَهُمَا: ائْتِيَا سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فَإِنَّهُ قَدْ ظَلَمَنِي وبنى ضفيرة في حقي، فو الله لَئِنْ لَمْ يَنْزَعْ لأَصِيحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَخَرَجَا حتى

_ [1] في أ: قيل، وهو تحريف. [2] في أ: شعيب. [3] الضفيرة مثل المسناة المستطيلة في الأرض فيها خشب وحجارة (اللسان) . [4] في أ: فجاءت. [5] في أ: عمر.

(983) سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري.

أَتَيَاهُ فِي أَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَا أَتَى بِكُمَا؟ قَالا: جَاءَتْنَا أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ، فَزَعَمَتْ أَنَّكَ بَنَيْتَ ضَفِيرَةً فِي حَقِّهَا، وَحَلَفَتْ باللَّه لَئِنْ لَمْ تَنْزِعْ لَتَصِيحَنَّ بِكَ فِي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ، وَنَذْكُرَ ذَلِكَ لَكَ. فَقَالَ لَهُمَا: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ يُطَوِّقُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ. فَلْتَأْتِ فَلْتَأْخُذْ مَا كَانَ لَهَا مِنَ الْحَقِّ، اللَّهمّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَلا تُمِتْهَا حَتَّى تُعْمِيَ بَصَرَهَا وَتَجْعَلَ مِيتَتَهَا فِيهَا [1] ، فَرَجَعُوا فَأَخْبَرُوهَا ذَلِكَ فَجَاءَتْ فَهَدَمَتِ الضَّفِيرَةُ، وَبَنَتْ بُنْيَانًا، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلا قَلِيلا حَتَّى عَمِيَتْ، وَكَانَتْ تَقُومُ بِاللَّيْلِ وَمَعَهَا جَارِيَةٌ لَهَا تَقُودُهَا لِتُوقِظَ الْعُمَّالَ، فَقَامَتْ لَيْلَةً وَتَرَكَتِ الْجَارِيَةَ فَلَمْ تُوقِظْهَا، فَخَرَجَتْ تَمْشِي حَتَّى سَقَطَتْ فِي الْبِئْرِ [2] ، فَأَصْبَحَتْ مَيِّتَةً. توفي سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بأرضه بالعقيق، ودفن بالمدينة في أيام معاوية سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة. روى عنه [ابن عمر، [3]] وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل عامر بن واثلة وجماعة من التابعين. (983) سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري. قَالَ قوم: له صحبة. وقال أحمد ابن حنبل: أما قيس فنعم، وأما سعيد فلا أدري. قَالَ أبو عمر: روى عن سعيد هذا ابنه شرحبيل بن سعيد، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وصحبته صحيحة.

_ [1] في أ: في بيرها. [2] في أ: فسقطت. [3] من أ.

(984) سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.

ذكره الواقدي وغيره فيمن له صحبة، وكان واليا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه على اليمن. حَدَّثَنَا سعيد بن نصر، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا عبد الله بن روح المدائني، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن سعيد بن سعد بن عبادة قَالَ: كان بين أبياتنا رويجل ضعيف ضرير، فخرج فلم يرع الحي إلا وهو على أمة من إمائهم. وذكر الحديث. وحديث شرحبيل عنه مرفوع في اليمين مع الشاهد. (984) سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. استشهد يوم الطائف، وكان إسلامه قبل فتح مكة بيسير، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الفتح على سوق مكة، فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الطائف خرج معه فاستشهد. (985) سعيد بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار، هكذا قَالَ موسى بن عقبة، والواقدي، وعبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري. وقال ابن إسحاق وأبو معشر: [سعيد بن سهيل [1]] شهد بدرا وأحدا. (986) سعيد بن سويد بن قيس بن عامر بن عباد. ويقَالَ ابن عبيد: وهو الصواب، ابن الأبجر الأنصاري الخدري. والأبجر هو خدرة. قتل يوم أحد شهيدا. (987) سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، ولد عام الهجرة. وقيل:

_ [1] ليس في أ.

بل ولد سنة إحدى. وقتل أبوه العاص بن سعيد بن العاص يوم بدر كافرا، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قَالَ: رأيته يوم بدر يبحث التراب عنه كالأسد، فصمد إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتله. وَقَالَ عمر لابنه سعيد يوما: لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام، وما بي [1] أن أكون أعتذر من قتل مشرك! فَقَالَ له سعيد: لو قتلته كنت على الحق، وكان على الباطل. فتعجب عمر من قوله وَقَالَ: قريش أفضل الناس أحلاما. وكان سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص هذا أحد أشراف قريش ممن جمع السخاء والفصاحة، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان رضي الله عنه، استعمله عثمان على الكوفة، وغزا بالناس طبرستان فافتتحها. ويقَالَ: إنه افتتح أيضا جرجان في زمن عثمان سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وكان أيدا يقَالُ: إنه ضرب- بجرجان- رجلا على حبل عاتقه فأخرج السيف من مرفقه. وَقَالَ أبو عبيدة: وانتقضت أذربيجان، فغزاها سعيد بن العاص، فافتتحها، ثم عزله عثمان وولى الوليد بن عقبة، فمكث مدّة، فشكاه أهل الكوفة فعزله وردّ سعيدا، فرده أهل الكوفة، وكتبوا إلى عثمان: لا حاجة لنا في سعيدك ولا وليدك. وكان في سعيد تجبر وغلظ وشدة سلطان، وكان الوليد أسخى منه وآنس [2] وألين جانبا، فلما عزل الوليد وانصرف سعيد قَالَ بعض شعرائهم:

_ [1] في ى. ومالي، وانظر الطبقات: 5- 19. [2] في أ: أسن.

يا ويلتا قد ذهب الوليد ... وجاءنا من بعده سعيد ينقص في الصاع ولا يزيد وقالوا: إن أهل الكوفة إذ رأوا [1] سعيد بن العاص، وذلك سنة أربع وثلاثين، كتبوا إلى عثمان يسألونه أن يولي أبا موسى، فولاه، فكان عليها أبو موسى إلى أن قتل عثمان. ولما قتل عثمان لزم سعيد بن العاص هذا بيته، واعتزل أيام الجمل وصفين، فلم يشهد شيئا من تلك الحروب، فلما اجتمع الناس على معاوية، واستوثق له الأمر ولاه المدينة، ثم عزله وولاه مروان، وكان يعاقب بينه وبين مروان بن الحكم في أعمال المدينة، وله يقول الفرزدق [2] : ترى الغر الجحاجح من قريش ... إذا ما الأمر في الحدثان عالا قياما ينظرون إلى سعيد ... كأنهم يرون به هلالا وذكر محمد بن سلام، عن عبد الله بن مصعب، قال: كان [يقال [3]] سعيد ابن العاص بن سعيد بن العاص عكة العسل. وقال سفيان بن عيينة: كان سعيد ابن العاص كريما إذا سأله سائل فلم يكن عنده ما يعطيه كتب له بما يريد إلى أيام يسره. وذكر الزبير قَالَ: لما عزل سعيد بن العاص عن المدينة انصرف عن المسجد، فرأى رجلا يتبعه فَقَالَ له: ألك حاجة؟ قَالَ لا، ولكني رأيتك وحدك فوصلت جناحك. فَقَالَ له: وصلك الله يا بن أخي، اطلب لي دواة وجلدا، وادع لي مولاي فلانا، فأتى بذلك، فكتب له بعشرين ألف درهم دينا عليه، وقال:

_ [1] في أ: ردوا. [2] ديوانه: 100. [3] ليس في أ. (م 14- استيعاب- ثان)

(988) سعيد بن عامر بن حذيم [2] بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح [القرشي الجمحي [3]] .

إذا جاءت غلتنا دفعنا ذَلِكَ إليك، فمات في تلك السنة، وأتى بالكتاب إلى ابنه، فدفع إليه عشرين ألف درهم، وابنه ذَلِكَ عمرو بن سعيد الأشدق. وكان لسعيد بن العاص سبعة بنين: عمر، ومحمد، وعبد الله، ويحيى، وعثمان، وعتبة [1] ، وأبان، كلهم بنو سعيد بن العاص، ولا عقب لسعيد بن العاص ابن أمية فيما يقولون إلا من قبل سعيد بن العاص بن سعيد هذا. وقد قيل: إن خالد بن سعيد أعقب أيضا. وتوفي سعيد بن العاص هذا في خلافة معاوية سنة تسع وخمسين. (988) سعيد بن عامر بن حذيم [2] بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح [القرشي الجمحي [3]] . هذا قول أكثر أهل النسب إلا ابن الكلبي، فإنه يدخل بين ربيعة وسعد بن جمح عريجا، فيقول: سلامان بن ربيعة بن عريج ابن سعد بن جمح. وَقَالَ الزبير: هذا خطأ من ابن الكلبي ومن كل من قاله، ولا مدخل هاهنا لعريج، لأن عريجا، ولوذان، وربيعة، إخوة، بنو سعد بن جمح، ولم يكن لعريج ولد إلا بنات. يقَالَ: إن سعيد بن عامر [بن حذيم] هذا أسلم قبل خيبر، وشهدها وما بعدها من المشاهد، وكان خيرا فاضلا، ووعظ عمر، فَقَالَ له عمر: من يقوى على ذَلِكَ؟ قَالَ: أنت يا أمير المؤمنين، إنما هو أن تقول فتطاع.

_ [1] في أ: وعنبسة. [2] في ى: خذيم. [3] ليس في أ.

(989) سعيد بن عبد بن قيس،

وولاه عمر بعض أجناد الشام، فبلغ عمر أنه يصيبه لمم، فأمره بالقدوم عليه، وكان زاهدا، فلم ير معه إلا مزودا وعكازا وقدحا، فَقَالَ له عمر: لَيْسَ معك إلا ما أرى؟ فَقَالَ له سعيد: وما أكثر من هذا؟ عكاز أحمل بها زادي، وقدح آكل فيه! فَقَالَ له عمر: أبك لمم؟ قَالَ: لا. قَالَ: فما غشية بلغني أنها تصيبك؟ قَالَ: حضرت خبيب بن عدي حين صلب، فدعا على قريش وأنا فيهم، فربما ذكرت ذَلِكَ فأخذتني فترة يغشى علي. فَقَالَ له عمر: فارجع إلى عملك. فأبى وناشده إلا أعفاه [1] . فقيل: إنه أعفاه. وقيل: إنه لما مات أبو عبيدة، ومعاذ، ويزيد بن أبى سفيان، ولى عمر سعيد بن عامر حمص، فلم يزل عليها حتى مات، فحينئذ جمع عمر الشام لمعاوية. وَقَالَ الهيثم بن عدي: كان سعيد بن عامر أمير قيسارية. وَقَالَ غيره: استخلف عياض بن غنم الفهري سعيد بن عامر [بن حذيم] [2] فأقره عمر. وروى أنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك واستغاث أبو عبيدة عمر فأمده [3] بسعيد بن عامر [بن حذيم [2]] فهزم الله المشركين بعد قتال شديد. واختلف في وقت وفاته، فقيل: توفي سنة تسع عشرة، وقيل سنة عشرين. وقيل سنة إحدى وعشرين، وهو ابن أربعين سنة. وروى عنه عبد الرحمن بن سابط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: يدخل فقراء المهاجرين الجنة قبل الناس بتسعين [4] عاما. (989) سعيد بن عبد بن قيس، ذكره موسى بن عقبة فيمن هاجر إلى أرض

_ [1] في أ: الإعفاء. [2] ليس في أ. [3] في أ: أمده. [4] في أ: بسبعين عاما.

(990) سعيد بن عمرو التميمي،

الحبشة، وذكره غيره فَقَالَ: سعيد بن عبيد بن قيس بن لقيط بن عامر بن ربيعة [أو أمية بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري [1]] . هاجر إلى أرض الحبشة، وكان ممن أقام بها إلى أن كانت الخندق، هكذا قَالَ: وأظنه أنه لم يأت إلا مع جعفر، [والله أعلم بالصواب [1]] . (990) سعيد بن عمرو التميمي، حليف لبني سهم وإخوته. وقد قيل: إنه كان أخا لهم لأمهم [2] ، قاله ابن إسحاق، وموسى بن عقبة. وَقَالَ الواقدي وأبو معشر: هو معبد بن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية. (991) سعيد بن القشب [3] الأزدي، حليف لبني أمية، ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جرش. (992) سعيد بن نمران الهمداني، كان كاتبا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، أدرك حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعواما، روى عن أبي بكر. روى عنه عامر بن سعيد. (993) سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو عبد الرحمن. يقَالَ أبو هود. ويقَالَ أبو يربوع، وكان يلقب بالصرم. وكان له ابنان: عبد الله، وعبد الرحمن. قيل: أسلم قبل الفتح، وشهد الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: لأمه وفي أسد الغابة: وقد قيل إنه كان أخا تميم بن الحارث بن قيس ابن عدي لأمه. [3] في أ: القشيب، وضبطه يضم القاف.

(994) سعيد بن يزيد بن الأزور الأزدي،

وذكر إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني، قَالَ: سعيد بن يربوع كان يلقب صرما، يقَالُ له سعيد الصرم، وهو مخزومي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، [وَقَالَ غيره: كان يلقب أصرم فلم يصنع شيئا [1]] . وَقَالَ غيره: كان اسمه الصرم فغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه، وَقَالَ: أنت سعيد. وَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أينا أكبر؟ قَالَ: أنا أقدم منك، وأنت أكبر مني وخير مني. وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ قَالا: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وكان اسمه الصرم، فسماه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعِيدًا- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: أَيُّنَا أَكْبَرُ أَنَا أَوْ أَنْتَ؟ قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ أَكْبَرُ مِنِّي وَخَيْرٌ، وَأَنَا أَقْدَمُ مِنْكَ سِنًّا. قَالَ: أَنْتَ سَعِيدٌ. وذكره بعضهم في المؤلفة قلوبهم، وذكر أنه أعطى غنائم حنين خمسين بعيرا. قَالَ أبو عمر: روى أيضا قصة ابن خطل، والحويرث، ومقيس، وابن أبي سرح، وتوفي سعيد بن يربوع بالمدينة، وقيل بمكة سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية، وكان له يوم توفي مائة سنة وأربع وعشرون سنة. وقيل: مائة وعشرون سنة، وكان له بالمدينة دار بالبلاط. (994) سعيد بن يزيد بن الأزور الأزدي، مصري. روى عنه أبو الخير اليزني، وزعم أن له صحبة. وأما الذي روينا [2] من روايته فعن ابن عمر.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: رأينا.

(995) [سعيد بن يزيد التميمي

(995) [سعيد بن يزيد التميمي - حليف لبني سهم وإخوته، وقد قيل: كان أخاهم لأمه- قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة. وَقَالَ الواقدي وأبو معشر: وهو معبد بن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية [1]] . باب سفيان (996) سفيان بن أسد، ويقَالَ ابن أسيد. وأسيد الحضرميّ شامي. روى عنه جبير ابن نفير [واختلف في اسم أبيه [2]] . حديثه من حديث الحمصيين عن بقية، عن ضبارة بن مالك الحضرمي، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عَنْ أَبِيهِ، واختلف في اسم أبيه على ما ذكرناه [3] . (997) سفيان بن بشر بن زيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي، من بنى جشم ابن الحارث بن الخزرج، شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا وأحدا، كذا قاله ابن إسحاق سفيان بن بشر بن زيد بن الحارث في رواية البكائي عنه. وكذلك قَالَ أبو معشر. وَقَالَ ابن هشام: هو سفيان بن نسر بن عمرو بن الحارث بن كعب بن زيد. وَقَالَ يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: سفيان بن بشير. وَقَالَ الواقدي وعبد الله بن محمد ابن عمارة [4] القداح الأنصاري فيه: سفيان بن نسر- بالنون والسين غير المعجمة،

_ [1] من أوحدها [2] من أ. [3] في ى: واختلف في اسم أبيه على بقية على ما ذكرناه. وفي أ: بدل العبارة: مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة. [4] في أ: ومحمد بن عبد الله بن عمارة.

(998) سفيان بن ثابت الأنصاري،

كما قَالَ ابن هشام. وَقَالَ محمد بن حبيب: من قَالَ فيه سفيان بن بشر أو بشير فقد وهم، وإنما هو سفيان بن نسر- بالنون والسين غير معجمة. (998) سفيان بن ثابت الأنصاري، من بني النبيت من الأنصار، استشهد يوم بئر معونة هو وأخوه مالك بن ثابت، ذكر ذَلِكَ الواقدي. (999) سفيان بن حاطب بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا، وقتل يوم بئر معونة. (1000) سفيان بن الحكم. ويقَالَ الحكم بن سفيان، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثرهم يقولون الحكم بن سفيان، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومنهم من يقول سفيان بن الحكم عَنْ أَبِيهِ، وهو حديث مضطرب جدا: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ ونضح فرجه. (1001) سفيان بن أبي زهير الشنوئي [1] له صحبة. وقال فيه بعضهم: النمري. ويقال: النميري، والأول أكثر. وهو من أزد شنوءة، [له صحبة [2]] لا يختلفون فيه، وربما كان في أسماء أجداده نمر أو نمير فنسب إليه. يعد في أهل المدينة. وذكر علي بن المديني سفيان بن أبي زهير هذا، فَقَالَ: اسم أبيه أبي زهير القرد. وَقَالَ غيره: كان [3] يقَالُ ابن أبي القرد أو ابن أم القرد، حكى هذا عن الواقدي وأظنه تصحيفا، والله أعلم. قَالَ أبو عمر: له حديثان عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلاهما عند مالك

_ [1] في أ: الشنوى، وبعدها فيها: من أزد شنوءة، وسيجيء في ى. [2] ليس في أ، وهو مكرر، فقد سبقت هذه العبارة. [3] في أ: بل كان يلقب. وفي ى. الفرد- بالفاء- والمثبت من أ، وتهذيب التهذيب.

(1002) سفيان بن عبد الأسد،

ابن أنس: أحدهما رواه عنه عبد الله بن الزبير مرفوعا: تفتح اليمن [1] فيجيء قوم ... الحديث. والآخر رواه عنه السائب بن يزيد مرفوعا: من اقتنى كلبا ... الحديث ورواية ابن الزبير والسائب بن يزيد عنه تدل على جلالته وقدم مرتبته [2] . (1002) سفيان بن عبد الأسد، مذكور في المؤلفة قلوبهم، فيه نظر. (1003) سفيان بن عبد الله بن ربيعة [الثقفي [3]] ، معدود في أهل الطائف. له صحبة وسماع ورواية، كان عاملا لعمر بن الخطاب على الطائف، ولاه عليها إذ عزل عثمان بن أبي العاص عنها، ونقل عثمان بن أبي العاص حينئذ إلى البحرين، يعد في البصريين. روى عنه ابنه عبد الله بن سفيان. ويقَالَ: [ابنه [4]] أبو الحكم بن سفيان، وعروة بن الزبير، ومحمد بن عبد الله بن عامر. (1004) سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي، يعد في أهل الحجاز، وحديثه عندهم. روى عنه عيسى بن عبد الله، حديثه عند ابن إسحاق في وفد ثقيف. (1005) سفيان بن قيس بن أبان الطائفي، له صحبة، ولأخيه وهب بن قيس من حديث أميمة بنت رقيقة عن أمها عنهما [5] . (1006) سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، أخو جميل بن معمر الجمحي، يكنى أبا جابر. وقيل: أبا جنادة، كان من مهاجرة الحبشة، وابنه الحارث بن سفيان أتى به من أرض الحبشة. قَالَ ابن إسحاق: هاجر سفيان بن معمر الجمحي، ومعه ابناه جابر [6] بن سفيان

_ [1] في أسد الغابة: يفتح الشام. [2] في أ: وقدم موته. [3] من أ. [4] من أ. [5] في أ: عنها. [6] في الطبقات: خالد (4- 148) .

(1007) سفيان بن همام العبدي،

وجنادة بن سفيان، ومعه امرأته حسنة، وهي أمهما، وأخوهما من أمهما شرحبيل ابن حسنة قَالَ ابن إسحاق: وكان سفيان من الأنصار، ثم أحد بني زريق بن عامر من بني جشم بن الخزرج، قدم مكة فأقام بها، ولزم معمر بن حبيب بن وهب ابن حذافة بن جمح، فتبناه وزوجه حسنة، ولها ولد يسمى شرحبيل ابن حسنة من رجل آخر، وغلب معمر بن حبيب على نسب سفيان هذا ونسب بنيه، فهم ينسبون إليه، قَالَ: وهلك سفيان وابناه جابر وجنادة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وَقَالَ الزبير بن بكار: هو سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة ابن جمح، أمه أم ولد، وهو من مهاجرة الحبشة، وكان تحته حسنة التي نسب [1] إليها شرحبيل بن عبد الله بن المطاع تبنته، وليس بابن لها، وكانت مولاة لمعمر ابن حبيب. قَالَ: وليس لسفيان ولا لأخيه جميل بن معمر عقب. (1007) سفيان بن همام العبدي، من عبد القيس، روى في نبيذ الجر، روى عنه ابنه عمرو بن سفيان. (1008) سفيان بن وهب الخولاني، له صحبة، يعد في أهل مصر. روى عنه أبو الخير اليزني وأبو عشانة المعافري، وسعيد بن أبي شمر. روى عنه غياث ابن أبي شبيب، قَالَ: كان سفيان بن وهب صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمر بنا ونحن غلمة بالقيروان فيسلم علينا، ونحن في الكتاب، وعليه عمامة قد أرخاها من خلفه.

_ [1] في أ: ينسب.

(1009) سفيان بن يزيد الأزدي،

(1009) سفيان بن يزيد الأزدي، من أزد شنوءة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه محمد بن سيرين. (1010) سفيان الهذلي، قَالَ: خرجنا في عير إلى الشام، فإذا هم يذكرون أن نبيا قد خرج في قريش، اسمه أحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب سلمان (1011) سلمان بن ربيعة الباهلي، أحد بني قتيبة بن معن بن مالك، كوفي، ذكره العقيلي في الصحابة. وَقَالَ أبو حاتم الرازي: له صحبة، وهو عندي كما قَالا. كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد بعثه [1] قاضيا بالكوفة قبل شريح، فلما ولى سعد الولاية الثانية [الكوفة [2]] استقضاه أيضا. قَالَ أبو وائل: اختلفت إلى سلمان بن ربيعة حين قدم على قضاء الكوفة أربعين صباحا لا أجد عنده فيها خصيما [3] ، وكان يلي الخيل لعمر، وكان يقَالُ له سلمان الخيل، وهو كان [4] الأمير في غزاة بلنجر. ذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنِ [أَبِي بكر بن [5]] أبي شيبة، [قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة [5]] ، قال: حدثنا أبو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بلنجر [6] ، فحرج عَلَيْنَا أَنْ نَحْمِلَ عَلَى دَوَابِّ الْغَنِيمَةِ، وَرَخَّصَ لنا في الغربال والحبل والمنخل.

_ [1] أ: جعله قاضيا. [2] ليس في أ. [3] في أ: خصما. [4] في أ: وكان الأمير. [5] ليس في أ. [6] بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب (ياقوت) .

(1012) سلمان بن صخر،

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ وعمّه يذكران، قالا قال سلمان ابن رَبِيعَةَ: قَتَلْتُ بِسَيْفِي هَذَا مِائَةَ مُسْتَلْئِمٍ، كُلُّهُمْ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ، مَا قَتَلْتُ رَجُلا مِنْهُمْ صَبْرًا. وقتل سلمان بن ربيعة سنة ثمان وعشرين ببلنجر من بلاد أرمينية، وكان عمر قد بعثه إليها، ولم يقتل إلا في زمن عثمان وقيل: بل قتل ببلنجر سنة تسع وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين وقيل: سنة إحدى وثلاثين. روى عنه عدي بن عدي، والضّبىّ بن معبد، والبراء ابن قيس، وأبو وائل شقيق بن سلمة. (1012) سلمان بن صخر، هو سلمة بن صخر، كان يقَالُ له سلمان، وقد ذكرناه في باب سلمة، [والحمد للَّه أولا وآخر [1]] . (1013) سلمان بن عامر بن أوس بن حجر بن عمرو بن الحارث بن تيم [2] بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر الضبي، قَالَ بعض أهل العلم بهذا الشأن: لَيْسَ في الصحابة من الرواة ضبي غير سلمان بن عامر هذا. وَقَالَ ابن أبي خيثمة: وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني ضبة عتاب بن شمير. سكن سلمان بن عامر البصرة، وله بها دار قريب من الجامع. روى عنه محمد بن سيرين، والرباب، وهي الرباب بنت صليع [3] بن عامر بنت أخى سلمان بن عامر.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: زيد. [3] في هامش ى: بمهملتين. وفي أسد الغابة. وتاج العروس بالضاد.

(1014) سلمان الفارسي، أبو عبد الله،

(1014) سلمان الفارسي، أبو عبد الله، يقَالُ: إنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعرف بسلمان الخير، كان أصله من فارس من رامهرمز، من قرية يقال لها جيّ. ويقال: بل كان أصله من أصبهان لخبر قد ذكرته في التمهيد، وهناك ذكرت حديث إسلامه بتمامه، وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ قال: أنا سلمان ابن الإسلام من بني آدم. وروى أبو إسحاق السبيعي، عن أبي قرة الكندي، عن سلمان الفارسي، قَالَ: كنت من أبناء أساورة فارس- في حديث طويل ذكره. وكان سلمان يطلب دين الله تعالى، ويتبع من يرجو ذَلِكَ عنده، فدان بالنصرانية وغيرها، وقرأ الكتب، وصبر في ذَلِكَ على مشقات نالته، وذلك كله مذكور في خبر إسلامه. وذكر سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي أنه تداوله في ذَلِكَ بضعة عشر ربا، من رب إلى رب، حتى أفضى إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن الله عليه بالإسلام. وقد روي من وجوه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه على العتق. وَرَوَى زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ. قَالَ [1] : حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ الله ابن بريدة، عن أبيه، أنّ سلمان الْفَارِسِيّ أَتَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَدَقَةٍ، فَقَالَ: هَذِهِ صَدَقَةٌ عَلَيْكَ وَعَلَى أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ، إِنَّا- أَهْلَ الْبَيْتِ- لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ. فَرَفَعَهَا ثُمَّ جَاءَ مِنَ الْغَدِ بِمِثْلِهَا، فَقَالَ: هَذِهِ هَدِيَّةٌ. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ: كُلُوا، فَاشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قوم، من

_ [1] في أ: عن.

الْيَهُودِ بِكَذَا وَكَذَا دِرْهَمًا، وَعَلَى أَنْ يَغْرِسَ لهم كذا وكذا من النخل بعمل فِيهَا سَلْمَانُ حَتَّى تُدْرِكَ، فَغَرَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّخْلَ كُلَّهُ إِلا نَخْلَةً وَاحِدَةً غَرَسَهَا عُمَرُ، فَأَطْعَمَ النَّخْلَ كُلَّهُ إِلا تِلْكَ النَّخْلَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَرَسَهَا؟ فَقَالُوا: عُمَرُ. فَقَلَعَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَرَسَهَا، فَأَطْعَمَتْ مِنْ عَامِهَا. وَذَكَرَ مَعْمَرٌ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، قَالَ: دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى سَلْمَانَ، وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدَائِنِ وَهُوَ يَعْمَلُ هَذَا الْخُوصَ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَعْمَلُ هَذَا وَأَنْتَ أَمِيرٌ يَجْرِي عَلَيْكَ رِزْقٌ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ آكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِي. وَذَكَرَ أَنَّهُ تَعَلَّمَ عَمَلَ الْخُوصِ بِالْمَدِينَةِ مِنَ الأَنْصَارِ عِنْدَ بَعْضِ مَوَالِيهِ. أول مشاهده الخندق، وهو الذي أشار بحفره، فَقَالَ أبو سفيان وأصحابه، إذ رأوه: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. وقد قيل: إنه شهد بدرا، وأحدا، إلا أنه كان عبدا يومئذ، والأكثر أن أول مشاهده الخندق، ولم يفته بعد ذَلِكَ مشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان خيرا فاضلا حبرا عالما زاهدا متقشفا. ذكر هشام بن حسان، عن الحسن، قَالَ: كان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان إذا خرج عطاؤه تصدق به ويأكل من عمل يده، وكانت له عباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها. وذكر ابن وهب وابن نافع عن مالك قَالَ: كان سلمان يعمل الخوص بيده، فيعيش منه، ولا يقبل من أحد شيئا. قَالَ: ولم يكن له بيت، وإنما كان يستظل بالجذور والشجر، وإن رجلا قَالَ له: ألا أبنى لك بيتا تسكن فيه؟ فقال:

ما لي به حاجة، فما زال به الرجل حتى قَالَ له: إني أعرف البيت الذي يوافقك. قَالَ: فصفه لي. قَالَ: أبني لك بيتا إذا أنت قمت فيه أصاب رأسك سقفه، وإن أنت مددت فيه رجليك أصاب أصابعهما الجدار. قَالَ: نعم، فبنى له [بيتا كذلك [1]] . وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه أنه قَالَ: لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان. وفي رواية أخرى: لناله رجال من فارس. وروينا عن عائشة [أم المؤمنين [2]] رضي الله عنها، قالت: كان لسلمان مجلس من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينفرد به بالليل حتى كاد يغلبنا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَنِي رَبِّي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يُحِبُّهُمْ: عَلِيٌّ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ. وَرَوَى قَتَادَةُ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: [كَانَ [3]] سَلْمَانُ صَاحِبَ الْكِتَابَيْنِ. قَالَ قَتَادَةُ: يَعْنِي الإِنْجِيلَ وَالْفُرْقَانَ. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ سُئِلَ عن سلمان. فقال: علم

_ [1] ليس في أ. [2] من أ. [3] ليس في أ.

الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالآخِرَ، بَحْرٌ لا يَنْزِفُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ. هَذِهِ رِوَايَةُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ. وَفِي رِوَايَةِ زَادَانَ [أَبِي عُمَرَ [1]] عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ مِثْلُ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ خَبَرِ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ. وَقَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: سَلْمَانُ حُشِيَ عِلْمًا وَحِكْمَةً. وَذَكَرَ مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا بهز، أَخْبَرَنَا بَهْزُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن معاوية بن قرة، عن عائذ بْنِ عَمْرٍو- أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ، وَصُهَيْبٍ وَبِلالٍ فِي نَفَرٍ، فَقَالُوا: مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ. وَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، لِئَنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ جَلَّ وَعَلا، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: يَا إِخْوَتَاهُ، أَغْضَبْتُكُمْ؟ قَالُوا: لا، يَا أَبَا بَكْرٍ، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ الشَّامَ نَزَلَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ. وَرَوَى أَبُو جُحَيْفَةَ أَنَّ سَلْمَانَ جَاءَ يَزُورُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُبْتَذَلَةً فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ؟ قَالَتْ: إِنَّ أَخَاكَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا. قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَحَّبَ سلمان وَقَرَّبَ لَهُ طَعَامًا. قَالَ سَلْمَانُ: اطْعَمْ. قَالَ: إِنِّي صَائِمٌ. قَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِلا مَا طَعِمْتَ، إِنِّي لَسْتُ بِآكِلٍ حَتَّى تَطْعَمَ. قَالَ: وَبَاتَ سَلْمَانُ عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ، فَلَمَّا كَانَ الليل قام أبو الدرداء فحبسه سلمان. قَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ، إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ. قال: فلما كان وجه الصبح قال:

_ [1] ليس في أ.

باب سلمة

قُمِ الآنِ. فَقَامَا فَصَلَّيَا، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى الصَّلاةِ. قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو الدَّرْدَاءِ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ سَلْمَانُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَا قَالَ سَلْمَانُ. ذَكَرَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ [1] عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ، عَنْ عَوْنِ ابن أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَلَهُ أَخْبَارٌ حِسَانٌ وَفَضَائِلُ جَمَّةٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. توفي سلمان رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين. وقيل: بل توفي سنة ست وثلاثين في أولها. وقيل: توفى في [آخر [2]] خلافة عمر. والأول أكثر، والله أعلم. قَالَ الشعبي: توفي سلمان في علية لأبي [3] قرة الكندي بالمدائن. روى عنه من الصحابة ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو الطفيل. يعد في الكوفيين. روينا عن سلمان أنه تلا هذه الآية ... «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ [4] » . 6: 82 فَقَالَ له زيد بن صوحان: يا أبا عبد الله، وذكر الخبر. باب سلمة (1015) سلمة بن أسلم بن حريش [5] بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن عدي بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي، شهد بدرا والمشاهد كلها. وقتل يوم جسر أبي عبيد سنة أربع عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وقيل: بل قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة يوم جسر أبى عبيد، يكنى

_ [1] في أ: عوف. [2] ليس في أ. [3] من أ: ابن. [4] سورة الأنعام: 82. [5] في الطبقات: حريس.

(1016) سلمة بن الأكوع،

أبا سعد [1] يقَالُ: إنه الذي أسر السائب بن عبيد والنعمان بن عمرو يوم بدر، ذكر ذَلِكَ أبو حاتم الرازي. (1016) سلمة بن الأكوع، هكذا يقول جماعة أهل الحديث، ينسبونه إلى جده وهو سلمة بن عمرو بن الأكوع. والأكوع هو سنان بن عبد الله بن قشير [2] ابن خزيمة بن مالك بن سلامان بن الأفصى [3] الأسلمي. يكنى أبا مسلم، وقيل: يكنى أبا إياس. وَقَالَ بعضهم: يكنى أبا عامر، والأكثر أبو إياس، [بابنه إياس [4]] ، كان ممن بايع تحت الشجرة، سكن بالربذة، وتوفي بالمدينة سنة أربع وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة، وهو معدود في أهلها، وكان شجاعا راميا سخيا خيرا فاضلا. روى عنه جماعة من تابعي أهل المدينة. قَالَ ابن إسحاق: وقد سمعت أن الذي كلمه الذئب سلمة بن الأكوع، قَالَ سلمة: رأيت الذئب قد أخذ ظبيا، فطلبته حتى نزعته منه، فقال: ويحك! ما لي ولك [5] ؟ عمدت إلى رزق رزقنيه الله، لَيْسَ من مالك تنتزعه مني؟ قَالَ: قلت: أيا عباد الله، إن هذا لعجب، ذئب يتكلم. فَقَالَ الذئب: أعجب من هذا أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصول النخل يدعوكم إلى عبادة الله وتأبون إلا عبادة الأوثان. قَالَ: فلحقت برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلمت. فاللَّه أعلم أي ذَلِكَ كان. ذكر ذَلِكَ ابن إسحاق بعد ذكر ارفع بن عميرة الذي كلمه الذئب على حسب ما تقدم

_ [1] في أ: أبا سعيد، وما في أسد الغابة مثل ى. [2] في ى: قيس. والمثبت من أ، وأسد الغابة. [3] في أ: ابن أسلم بن أفصى. وفي أسد الغابة: بن أسلم الأسلمي. [4] من أ. [5] في أ: ما لي ولك ولها. (م 15- الاستيعاب- ثان)

(1017) سلمة بن أمية بن أبى عبيدة بن همام بن الحارث التميمي [2]

من ذَلِكَ في بابه من هذا الكتاب. عمر سلمة بن الأكوع عمرا طويلا. روى عنه ابنه إياس بن سلمة، ويزيد بن أبي عبيد. وروى عنه يزيد بن خصيفة. وَقَالَ يزيد بن أبي عبيد، قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الحديبية؟ قَالَ: على الموت. قَالَ يزيد: وسمعت سلمة ابن الأكوع يقول: غزوت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، وخرجت فيما بعث من البعوث سبع غزوات. وَقَالَ عنه ابنه إياس: ما كذب أبي قط. وروى عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: خير رجالنا سلمة بن الأكوع. وَرَوَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ موسى بن عبيدة، عن إياس ابن سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيَّنَا نَحْنُ قَائِلُونَ نَادَى مُنَادٍ: أَيُّهَا النَّاسُ، الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ، فَثُرْنَا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَبَايَعْنَاهُ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [1] : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ.. 48: 18. الآية. (1017) سلمة بن أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث التميمي [2] أخو يعلى ابن أمية. كوفي، له حديث واحد، لَيْسَ يوجد إلا عند ابن إسحاق. روى عنه صفوان بن يعلى ابن أخيه. (1018) سلمة بن بديل بن ورقاء الخزاعي. قَالَ ابن أبي حاتم: كانت له صحبة، ولم أر روايته إلا عَنْ أَبِيهِ. روى عنه ابنه عبد الله بن سلمة. (1019) سلمة بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا هو وأخوه عمرو بن ثابت. وذكر

_ [1] سورة الفتح: 18. [2] في أ: التيمي. وفي أسد الغابة: من بنى تميم.

(1020) سلمة بن حاطب بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد،

ابن إسحاق قَالَ: وزعم لي عاصم بن عمر بن قتادة أن أباهما ثابتا وعمهما رفاعة ابن وقش قتلا يومئذ. قَالَ ابن إسحاق: قتل سلمة بن ثابت يوم أحد أبو سفيان بن حرب. (1020) سلمة بن حاطب بن عمرو بن عتيك بن أمية بن زيد، شهد بدرا وأحدا. (1021) سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، وأمه سلمى بنت سلمة بن خالد بن عدي، أنصارية حارثية، يكنى أبا عوف، شهد العقبة الأولى والعقبة الآخرة في قول جميعهم، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها، واستعمله عمر على اليمامة، ثم توفي سنة خمس وأربعين بالمدينة، وهو ابن سبعين سنة. روى عنه محمود بن لبيد وجبيرة والد زيد بن جبيرة. (1022) سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم القرشي المخزومي، ربيب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقول أهل العلم بالنسب: إنه الذي عقد لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمه أم سلمة، فلما زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب أقبل على أصحابه، فَقَالَ: تروني كافأته! وكان سلمة أسن من أخيه عمر بن أبي سلمة، وعاش إلى خلافة عبد الملك ابن مروان، لا أحفظ له رواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد روى أخوه عمر [1] . (1023) سلمة بن صخر بن حارثة الأنصاري ثم البياضي، مدني [2] . ويقَالَ له

_ [1] في أ: وقد روى عنه عمر أخوه. [2] في أ: مدينى.

(1024) سلمة بن قيس الأشجعي،

سلمان بن صخر، وسلمة أصح، وهو الذي ظاهر من امرأته، ثم وقع عليها، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفّر، وكان أحد البكاءين. (1024) سلمة بن قيس الأشجعي، من أشجع بن ريث بن غطفان، كوفي. روى عنه هلال بن يساف، وأبو إسحاق السبيعي. (1025) سلمة بن قيس الجرمي، هكذا بكسر اللام [1] ، وهو والد عمرو بن سلمة الجرمي، له صحبة، بصري. روى عنه ابنه عمرو بن سلمة. (1026) سلمة بن المحبق [2] ، ويقَالَ: سلمة بن ربيعة المحبق الهذلي. من هذيل ابن مدركة بن إلياس بن مضر. واسم المحبق صخر بن عبيد بن الحارث. يكنى سلمة أبا سنان بابنه سنان بن سلمة بن المحبق. يعد في البصريين. روى عنه قبيصة بن حريث، وجون بن قتادة. (1027) سلمة بن مسعود بن سنان الأنصاري. من بني غنم بن كعب، قتل يوم اليمامة شهيدا. (1028) سلمة بن الميلاء الجهني، قتل يوم فتح مكة، كان في خيل خالد بن الوليد. (1029) سلمة بن نعيم بن مسعود الأشجعي، كوفي. روى عنه سالم بن أبي الجعد، له ولأبيه نعيم صحبة. يعد في الكوفيين. (1030) سلمة بن نفيع الجرمي، له صحبة، روى عنه جابر الجرمي. (1031) سلمة بن نفيل السكوني، ويقَالَ له التراغمي، هو من حضرموت، أصله من اليمن، وسكن حمص. حديثه عند أهل الشام. روى عنه جبير بن نفير، وضمرة بن حبيب.

_ [1] ستأتي ترجمته مرة أخرى في أفراد السين. [2] في أسد الغابة: قال أبو أحمد العسكري، أصحاب الحديث يقولون المحبق- بفتح الباء. وقرأته على أبى بكر الجوهري فأنكره وقال المحبق بكسر الباء: 2- 338.

(1032) سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرشي المخزومي،

(1032) سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، القرشي المخزومي، كان من مهاجرة الحبشة، وكان من خيار الصحابة وفضلائهم، كانوا خمسة إخوة: أبو جهل، والحارث، وسلمة، والعاص، وخالد. فأما أبو جهل والعاص فقتلا ببدر كافرين، وأسر خالد يومئذ، ثم فدى، ومات كافرا. وأسلم الحارث وسلمة، وكانا من خيار المسلمين. وكان سلمة قديم الإسلام، واحتبس بمكة وعذب في الله عز وجل، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو له في صلاته، يقنت بالدعاء له ولغيره من المستضعفين بمكة، ولم يشهد سلمة بدرا [لما وصفنا [1]] . قتل يوم مرج الصفر سنة أربع عشرة في خلافة عمر. وقيل: بل قتل بأجنادين سنة ثلاث عشرة في جمادى الأولى قبل موت أبي بكر بأربع وعشرين ليلة. ذكر الواقدي أنّ مسلمة بن هشام لما لحق برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، وذلك بعد الخندق، قالت له أمه ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة ابن قشير: لاهمّ [2] رب الكعبة المحرمة ... أظهر على كل عدو سلمة له يدان في الأمور المبهمة ... كف بها يعطي وكف منعمة فلم يزل سلمة مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فخرج مع المسلمين إلى الشام حين بعث أبو بكر الجيوش لقتال الروم،

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: اللَّهمّ.

(1033) سلمة بن يزيد بن مشجعة كوفى،

فقتل سلمة شهيدا بمرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة، وذلك في أول خلافة عمر رضى الله عنه. (1033) سلمة بن يزيد بن مشجعة كوفي، اختلف أصحاب الشعبي وأصحاب سماك في اسمه، فَقَالَ بعضهم: سلمة بن يزيد، وبعضهم قَالَ: يزيد بن سلمة، وَرَوَى عَنْهُ عَلْقَمَةُ بْنُ قَيْسٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ. حَدِيثُ عَلْقَمَةَ عَنْهُ مَرْفُوعًا: الْوَائِدَةُ وَالْمَوْءُودَةُ فِي النَّارِ إِلا أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الإِسْلامَ فَتُسْلِمَ. وَحِديثَ يَزِيدَ بْنِ مُرَّةَ مَرْفُوعًا عَنْهُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ الله عز وجل [1] : إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً. 56: 35 يَعْنِي مِنَ الثَّيِّبِ وَالأَبْكَارِ. جَعَلَهُنَّ كُلَّهُنَّ أَبْكَارًا عربا أترابا. (1034) سلمة الأنصاري. أبو يزيد بن سلمة جد عبد الحميد بن يزيد بن سلمة. حديثه عند أهل البصرة مرفوعا في تخيير الصغير بين أبوابه إذا وقعت الفرقة بينهما. وقد قيل: إنه والد عبد الحميد بن سلمة لا جده، وذلك غلط، والصواب ما قدمنا ذكره. حديثه عند عثمان البتي، عن عبد الحميد، عَنْ أبيه، عن جدّه. (1035) سلمة بن العنزي [2] . ويقَالَ: سلمة بن سعيد بن صريم العنزي. حديثه مرفوعا: نعم الحي عنزة مبغيّ عليهم منصورون قوم شعيب وأخبار موسى عليهما السلام ... الحديث. لم يرو عنه غير ابنه سعد بن سلمة.

_ [1] سورة الواقعة: 56. [2] في أ: سلمة بن سعد العنزي.

باب سلمى

باب سلمى (1036) سلمى بن حنظلة السحيمي، أبو سالم، له حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس له غيره. (1037) سلمى بن القين. قَالَ ابن الكلبي: سلمى بن القين صحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. باب سليط (1038) سليط بن سفيان بن خالد بن عوف. له صحبة. هو أحد الثلاثة الذين بعثهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طلائع في آثار المشركين يوم أحد. (1039) سليط بن سليط بن عمرو العامري، شهد مع أبيه سليط اليمامة. قَالَ ابن إسحاق: وقتل هنالك. وَقَالَ أبو معشر: لم يقتل هنالك. والصواب ما قاله أبو معشر إن شاء الله تعالى، لأن الزبير ذكر في خبره أن عمر بن الخطاب لما كسا أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحلل فضلت عنده حلة، فَقَالَ: دلوني على فتى هاجر هو وأبوه، فدلوه على عبد الله بن عمر، فَقَالَ: لا، ولكن سليط بن سليط، فكساه إياها. (1040) سليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لؤي القرشي العامري، أخو سهيل بن عمرو، وكان من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين. وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا، ولم يذكره غيره في البدريين، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هوذة

(1041) سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدى بن النجار الأنصاري،

ابن علي الحنفي وإلى ثمامة بن أثال الحنفي، وهما رئيسا اليمامة، وذلك في سنة ست أو سبع. ذكر الواقدي وابن إسحاق إرساله إلى هوذة. وزاد ابن هشام وثمامة. وقتل سنة أربع عشرة. (1041) سليط بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار الأنصاري، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلها، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا. روى عنه ابنه عبد الله بن سليط. (1042) سليط التميمي، له صحبة. يعد في البصريين. روى عنه الحسن البصري ومحمد بن سيرين. ومن حديث محمد بن سيرين [1] أنه قَالَ في يوم الدار: نهانا عثمان رضي الله عنه عن قتالهم، ولو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم عن [2] أقطارها. باب سليم (1043) سليم بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل، شهد أحدا والخندق والحديبية وخيبر، وقتل يوم خيبر شهيدا. (1044) سليم بن جابر، أبو جرى الهجيمي. ويقَالَ: جابر بن سليم. وهذا أصح إن شاء الله تعالى، وقد تقدم ذكره في باب الجيم، له صحبة وسماع من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه أبو رجاء العطاردي، وأبو تميمة الهجيمي، وعقيل ابن طلحة، وغيره. (1045) سليم بن الحارث بن ثعلبة بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار ابن النجار، شهد بدرا. وقد قيل: إن سليم بن الحارث هذا عبد لبني دينار بن

_ [1] في أ: ر من حديث ابن سيرين عنه. [2] في أ: من.

(1046) سليم بن عامر، أبو عامر.

النجار، [شهد بدرا [1]] . وقد قيل: إنه أخو الضحاك بن الحارث بن ثعلبة. وقيل: إن الضحاك أخو سليم والنعمان ابني عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة ابن دينار لأمهما، وكلهم شهد بدرا. (1046) سليم بن عامر، أبو عامر. وليس بالخبائري [2] . قَالَ أبو زرعة الرازي: أدرك سليم بن عامر هذا الجاهلية، غير أنه لم ير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمار بن ياسر رضي الله عنهم أجمعين. (1047) سليم بن عقرب، ذكره بعضهم في البدريين، لا أعرفه بغير ذلك. (1048) سليم بن عمرو بن حديدة، ويقَالَ سليم بن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد العقبة وشهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا مع مولاه عنترة. (1049) سليم بن قيس بن قهد [3] . ويقَالَ ابن قهيد. والأشهر والأكثر قهد. واسم قهد خالد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن [مالك بن [4] النجار الأنصاري، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عثمان. وقد ذكرنا أباه قيس بن قهد في بابه من هذا الكتاب. وأخت سليم هذا خولة بنت قيس بن قهد زوجة حمزة بن عبد المطلب، وقد ذكرناها أيضا في بابها من هذا الكتاب [بما أغنى عن الإعادة [5]] .

_ [1] ليس في أ. [2] في التقريب: ويقال الخبائرى. [3] في الإصابة- بالقاف. وفي أ: بالفاء. [4] من أ. [5] ليس في أ.

(1050) سليم أبو كبشة مولى النبي صلى الله عليه وسلم،

(1050) سليم أبو كبشة مولى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كان من مولدي أرض [1] دوس، مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقيل: بل مات في اليوم الذي استخلف فيه عمر بن الخطاب. روى عنه أزهر بن سعد الحرازي وأبو البختري الطائي، ولم يسمع منه. وأبو عامر الهوزني، وأبو نعيم بن زياد. يعد في أهل الشام. (1051) سليم بن ملحان، واسم ملحان مالك بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن عبد بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري، شهد بدرا مع أخيه حرام بن ملحان، وشهد معه أحدا، وقتلا جميعا يوم بئر معونة شهيدين رضي الله عنهما، وهما أخوا أم سليم بنت ملحان. قَالَ ابن عقبة: ولا عقب لهما. (1052) سليم الأنصاري السلمي، يعد في أهل المدينة. روى عنه معاذ بن رفاعة. أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا صَخْرٌ [2] ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ [يُقَالَ لَهُ سُلَيْمٌ [3]] أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن معاذا يأتينا بعد ما نَنَامُ وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا بِالنَّهَارِ، فَيُنَادِي بِالصَّلاةِ، فَنَخْرُجُ إِلَيْهِ فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مُعَاذُ، لا تَكُنْ فَتَّانًا، إِمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَنْ قَوْمِكَ. ثُمَّ قَالَ: يَا سُلَيْمُ، مَاذَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ؟ فَقَالَ: مَعِي أَنِّي أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِهِ مِنَ النَّارِ، مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هَلْ تَصِيرُ دَنْدَنَتِي وَدَنْدَنَةُ مُعَاذٍ إِلا أَنْ نَسْأَلَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَنَعُوذُ باللَّه مِنَ النَّارِ.

_ [1] في أسد الغابة: كان من مولدي السراة. [2] في أ: ابن إسحاق. [3] ليس في أ.

(1053) سليم السلمى،

قَالَ سُلَيْمٌ: سَتَرَوْنَ غَدًا إِذَا لاقَيْنَا الْقَوْمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَالنَّاسُ يَتَجَهَّزُونَ إِلَى أُحُدٍ. فخرج فكان أول الشهداء. (1053) سليم السلمي، رجل من بني سليم. روى عنه أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير. يعد في أهل البصرة. (1054) سليم العذري. قدم [على [1]] النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد عذرة، وكانوا اثنى عشر [يعنى رجلا [1]] فأسلموا. لا أعلم له رواية. باب سليمان (1055) سليمان بن أبي حثمة بن غانم بن عامر [بن عبد الله [2]] بن عبيد ابن عويج [3] بن عدي بن كعب القرشي البدري، هاجر صغيرا مع أمه الشفاء، وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم، واستعمله عمر على السوق، وجمع عليه وعلى أبي بن كعب الناس ليصليا بهم في شهر رمضان، وهو معدود في كبار التابعين. (1056) سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعي، من ولد كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة بن عمرو ابن عامر، وهو ماء السماء [عامر [2]] بن الغطريف، والغطريف هو حارثة ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن، وقد ثبت نسبه في خزاعة لا يختلفون فيه،

_ [1] من أ. [2] من أ. [3] في أسد الغابة: عريج.

يكنى أبا مطرف، كان خيرا فاضلا، له دين وعبادة، كان اسمه في الجاهلية يسارا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان، سكن الكوفة، وابتنى بها دارا في خزاعة، وكان نزوله بها في أول ما نزلها المسلمون، وكان له سن عالية، وشرف وقدر، وكلمة في قومه، شهد مع علي صفين، وهو الذي قتل حوشبا ذا ظليم الألهاني بصفين مبارزة، ثم اختلط الناس [يومئذ [1]] . وكان فيمن كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما يسأله القدوم إلى الكوفة، فلما قدمها ترك القتال معه، فلما قتل الحسين ندم هو، والمسيب بن نجبة الفزاري، وجميع من خزله إذ لم يقاتلوا معه، ثم قالوا: ما لنا من توبة مما فعلنا إلا أن نقتل أنفسنا في الطلب بدمه، فخرجوا فعسكروا بالنخيلة، وذلك مستهل ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صرد، وسموه أمير التوابين، ثم ساروا [2] إلى عبيد الله بن زياد، فلقوا مقدمته في أربعة آلاف عليها شرحبيل ابن ذي الكلاع، فاقتتلوا، فقتل سليمان بن صرد والمسيب [بن نجبة [3]] بموضع يقَالُ له عين الوردة. وقيل: إنهم خرجوا إلى الشام في الطلب بدم الحسين رضي الله عنه، فسموا التوابين، وكانوا أربعة آلاف، فقتل سليمان بن صرد، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم أدهم بن محيريز [4] الباهلي، وكان سليمان يوم قتل ابن ثلاث وتسعين سنة.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: صاروا. [3] من أ. [4] في أ: محرز.

(1057) سليمان بن عمرو بن حديدة الأنصاري الخزرجي.

أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أصبغ، حدثنا ابن وضاح، حدثنا أبو بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ- أَنَّ رَجُلَيْنِ تَلاحَيَا فَاشْتَدَّ غَضَبُ أَحَدُهُمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لأَعْرِفُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا سَكَنَ غَضَبُهُ: أَعُوذُ باللَّه مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، (1057) سليمان بن عمرو بن حديدة الأنصاري الخزرجي. قتل هو ومولاه عنترة يوم أحد شهيدين، والأكثر يقولون في هذا سليم الخزرجي، وكذلك قَالَ ابن هشام، وقد ذكرناه في باب سليم، وذلك الأصح فيه إن شاء الله تعالى. (1058) سليمان، رجل من الصحابة، حديثه عند عروة بن رويم، عن شيخ من خزاعة [1] ، عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: إنكم ستجندون أجنادا وتكون لكم ذمة وخراج. ذكره أبو زرعة في مسند الشاميين، وذكره أبو حاتم في كتاب الوحدان، وكلاهما قَالَ فيه [سليمان [2]] صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب سماك (1059) سماك بن ثابت الأنصاري، من بني الحارث بن الخزرج، مذكور في الصحابة. (1060) سماك بن خرشة. ويقال سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود ابن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، أبو دجانة الأنصاري. هو مشهور بكنيته، شهد بدرا، وكان أحد الشجعان، له مقامات

_ [1] في أ: جرش. [2] ليس في أ.

(1061) سماك بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج الأنصاري.

محمودة في مغازي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو من كبار الأنصار، استشهد يوم اليمامة. روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قَالَ: رمى أبو دجانة بنفسه في الحديقة يومئذ فانكسرت رجله، فقاتل حتى قتل. وقد قيل: إنه عاش حتى شهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين، والله أعلم، وإسناد حديثه في الحرز المنسوب إليه ضعيف. (1061) سماك بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب ابن الخزرج الأنصاري. أخو بشير بن سعد، وعم النعمان بن بشير، شهد بدرا مع أخيه بشير بن سعد، وشهد سماك أحدا. من ولده بشير بن ثابت الذي يروي عنه شعبة. (1062) سماك بن مخرمة الأسدي، له صحبة، وإليه ينسب مسجد سماك بالكوفة، وهو خال سماك بن حرب، وعلى اسمه سمي. وَقَالَ سيف بن عمر: سماك بن مخرمة الأسدي، وسماك بن عبيد العبسي، وسماك بن خرشة الأنصاري، وليس بأبي دجانة، هؤلاء الثلاثة أول من ولي مسالح دستبي [1] من أرض همذان وأرض الديلم. قَالَ سيف: وقدم هؤلاء الثلاثة على عمر بن الخطاب في وفود أهل الكوفة بالأخماس، فاستنسبهم، فانتسبوا له: سماك، وسماك، وسماك، فَقَالَ: بارك الله فيكم. اللَّهمّ اسمك بهم الإسلام وأيد بهم.

_ [1] دستبى: كورة كبيرة كانت مقسومة بين الري وهمذان (ياقوت) .

باب سمرة

باب سمرة (1063) سمرة بن جندب بن هلال بن جريج بن مرة بن حزن بن عمرو بن جابر ابن ذي الرئاستين، هكذا نسبه سليمان بن سيف. وَقَالَ ابن إسحاق وغيره من أهل النسب: هو من فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان حليف للأنصار، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو عبد الله. وقيل أبو سليمان. وقيل: يكنى أبا سعيد، سكن البصرة. وكان زياد يستخلفه عليها ستة أشهر وعلى الكوفة ستة أشهر، فلما مات زياد استخلفه على البصرة. فأقره معاوية عليها عاما أو نحوه، ثم عزله، وكان شديدا على الحرورية، كان إذا أتى بواحد منهم إليه قتله ولم يقله، ويقول: شر قتلي تحت أديم السماء يكفرون المسلمين ويسفكون الدماء. فالحرورية ومن قاربهم في مذهبهم يطعنون عليه وينالون منه. وكان ابن سيرين والحسن وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه ويجيبون [1] عنه. وَقَالَ ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير. وَقَالَ الحسن: تذاكر سمرة وعمران بن حصين، فذكر سمرة أنه حفظ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سكتتين: سكتة إذا كبر، وسكتة إذا فرغ من قراءة ولا الضالين. فأنكر ذَلِكَ عليه عمران بن حصين، فكتبوا في ذَلِكَ إلى المدينة إلى أبي بن كعب، فكان في جواب أبي بن كعب: أن سمرة قد صدق وحفظ. حَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا عبد الصمد، حَدَّثَنَا أَبُو هلال، حدثنا عبد الله بن

_ [1] في أ: ويحملون عنه.

صبيح، عن محمد بن سيرين، قَالَ: كان سمرة- ما [1] علمت- عظيم الأمانة، صدوق الحديث، يحب الإسلام وأهله. وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن [علي بن [2]] مروان، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن حنبل، فذكره بإسناده سواء. وكان سمرة من الحفاظ المكثرين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاته بالبصرة [في خلافة معاوية [3]] سنة ثماني وخمسين، سقط في قدر مملوءة ماء حارا كان يتعالج بالقعود عليها، من كزاز شديد أصابه، فسقط في القدر الحارة فمات، فكان ذَلِكَ تصديقا لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له ولأبي هريرة ولثالث معهما: آخركم موتا في النار. روى عن سمرة من الصحابة عمران بن حصين، وروى عنه كبار التابعين بالبصرة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد بن علي، حَدَّثَنَا سَعِيدُ [4] بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أُمَّ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا، وَتَرَكَ ابْنَهُ سَمُرَةَ، وَكَانَتِ امْرَأَةً جَمِيلَةً فَقَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فَخُطِبَتْ، فَجَعَلَتْ تَقُولُ: إِنَّهَا [5] لا تتزوج إلا برجل يكفل لها نفقة

_ [1] في أ: فيما. [2] من أ. [3] ليس في أ. [4] في أ: سعد. [5] في أ: لا أتزوج إلا رجلا.

(1064) سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن رياب [2] بن سواءة.

بنها سَمُرَةَ حَتَّى يَبْلُغَ، فَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، فَكَانَتْ مَعَهُ فِي الأَنْصَارِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعْرِضُ غِلْمَانَ الأَنْصَارِ فِي كُلِّ عَامٍ، فَمَرَّ بِهِ غُلامٌ فَأَجَازَهُ فِي الْبَعْثِ، وَعُرِضَ عَلَيْهِ سَمُرَةُ مِنْ بَعْدِهِ فَرَدَّهُ، فَقَالَ سَمُرَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ أَجَزْتَ غُلامًا وَرَدَدْتَنِي، وَلَوْ صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَصَارِعْهُ. قَالَ: فَصَارَعْتُهُ فَصَرَعْتُهُ. فَأَجَازَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبَعْثِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ الْفَزَارِيُّ حَلِيفٌ لِلأَنْصَارِ، يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا [عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن النعمان، قَالَ [1]] محمد [بن علي [1]] : حَدَّثَنَا إبراهيم بن عرعرة، حَدَّثَنَا محمد بن أبي عدي، أخبرني حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، قَالَ: سمعت سمرة بن جندب يقول: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما حدثا، فكنت أحفظ عنه، وما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالا هم أسن مني، ولقد صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على امرأة ماتت في نفاسها، فقام عليها للصلاة وسطها. روى عنه الحسن والشعبي، وعلي بن ربيعة، وقدامة ابن وبرة. (1064) سمرة بن عمرو بن جندب بن حجير بن رياب [2] بن سواءة. ويقَالَ [ابن [3]] رياب [3] بن حبيب بن سواءة، أبو جابر بن سمرة السوائي، من بني سواءة بن عامر بن صعصعة. روى عنه ابنه حديثا واحدا، ليس له غيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: يكون

_ [1] من أ. [2] في أسد الغابة، والإصابة: رباب. [3] ليس في أ.

(1065) سمرة بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح القرشي الجمحي، أبو محذورة المؤذن.

بعدي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش. ولم يروه عنه غيره، وابنه جابر بن سمرة صاحب، له رواية، وقد تقدم ذكره في بابه من هذا الكتاب. (1065) سمرة بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح القرشي الجمحي، أبو محذورة المؤذن. غلبت عليه كنيته، واشتهر بها، واختلف في اسمه فقيل: أوس بن معير، وقيل سمرة بن معير. وقيل غير ذَلِكَ مما ذكرناه في بابه في الكنى من هذا الكتاب، وهناك استوعبنا القول فيه، ومات أبو محذورة بمكة سنة تسع وسبعين. (1066) سمرة العدوي. لا أدري هو من قريش أو غيره. روى عنه جابر بن عبد الله حديثه مع أبي اليسر في إنظار المعسر. باب سنان (1067) سنان بن تيم الجهني، حليف لبني عوف بن الخزرج. ويقَالَ سنان ابن وبرة الجهني، غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق، وكان شعارهم يومئذ يا منصور، أمت أمت. يقَالَ: إنه الذي سمع عبد الله بن أبي بن سلول يقول [1] : لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8. وقد قيل: إن الذي رفع ذَلِكَ وسمعه زيد بن أرقم، على ما قد ذكرناه في بابه، وهو الصحيح. وإنما سنان هذا هو الذي نازع جهجاه الغفاري يومئذ، وكان جهجاه يقود فرسا لعمر بن الخطاب، وكان أجيرا له في تلك الغزاة، فبينا الناس على الماء

_ [1] سورة المنافقون: 8.

(1068) سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة [2] بن جشم بن حارثة الأنصاري،

ازدحم جهجاه وسنان بن تيم الجهني [على الماء [1]] فاقتتلا، فصرخ الجهني: يا معشر الأنصار، وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين، فغضب عبد الله بن أبي ابن سلول، فَقَالَ: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ 63: 8. والخبر بذلك مشهور في السير وغيرها. (1068) سنان بن ثعلبة بن عامر بن مجدعة [2] بن جشم بن حارثة الأنصاري، شهد أحدا. (1069) سنان بن روح مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة. (1070) سنان بن سلمة الأسلمي، بصري. روى عنه قتادة ومعاذ بن سبرة. في حديثه اضطراب، [لا أعرف له رواية [3]] . (1071) سنان بن سلمة بن المحبق [4] الهذلي، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل يكنى أبا جبير [5] . روى وكيع عن ابنه عنه أنه قَالَ: ولدت يوم حرب كانت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسماني سنانا. وقد قيل: إنه لما ولد قَالَ أبوه سلمة بن المحبق لسنان أقاتل به في سبيل الله أحب إلي منه، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنانا. وروى عنه أنه قَالَ: ولدت في يوم حرب كانت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذهب بي أبي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكني وتفل في في، ودعا لي، وسماني سنانا. وكان من الشجعان الأبطال الفرسان.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: محيدعة. [3] ليس في أ. [4] في الخلاصة بمهملة وموحدة كمعظم. [5] هكذا في ى. وفي أ: حبترة. وفي أسد الغابة: حبتر.

(1072) سنان بن أبى سنان الأسدي،

قَالَ أبو اليقظان: لما قتل عبد الله بن سوار كتب معاوية إلى زياد: انظر رجلا يصلح لثغر الهند، فوجهه. فوجه زياد سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي. وَقَالَ خليفة بن خياط: ولي زياد سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي غزو الهند بعد قتل راشد بن عمرو الجريري [1] وذلك سنة خمسين. ولسنان هذا خبر عجيب في غزو الهند. وتوفي سنان بن سلمة بن المحبق في آخر أيام الحجاج. (1072) سنان بن أبي سنان الأسدي، واسم أبي سنان وهب بن محصن بن حرثان ابن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، شهد بدرا هو وأخوه وأبوه وعمه عكاشة بن محصن، وشهدوا سائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وسنان أول من بايع بيعة الرضوان في قول الواقدي. [وَقَالَ غيره: بل أبو سنان أول من بايع بيعة الرضوان [2]] . وتوفي سنان بن أبي سنان سنة اثنين وثلاثين. وَقَالَ الواقدي: أول من بايع بيعة الرضوان سنان أبي سنان [بايعه [3]] قبل أبيه. قَالَ أبو عمر: الأكثر والأشهر أن أباه أبا سنان هو أول من بايع بيعة الرضوان، والله أعلم. (1073) سنان بن سنة الأسلمي، مدني، له صحبة ورواية. ويقَالَ إنه عم حرملة ابن عمرو الأسلمي، والد عبد الرحمن بن حرملة. روى عنه حكيم بن أبي حرة، ويحيى بن هند، ومعاذ بن سعوة [4] .

_ [1] في أ: الحريري. [2] ليس في أ. [3] من أ. [4] في هوامش الاستيعاب: شعوة- بفتح الشين وضم العين. وقال بخطه في هامشه سعوة- بسين مهملة في تاريخ الطبري.

(1074) سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء الأنصاري،

(1074) سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء الأنصاري، من بني سلمة، شهد العقبة وشهد بدرا. (1075) سنان بن ظهير الأسدي، له صحبة. (1076) سنان بن عبد الله الجهني، روى عنه ابن عباس، عن عمته، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرها أن تقضي عن أمها مشيا إلى الكعبة، كانت نذرته أمها. من حديث محمد بن كريب، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عباس. (1077) سنان بن عمرو بن طلق، وهو من بني سعد بن قضاعة، يكنى أبا المقنع. كانت له سابقة وشرف، شهد مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وما بعدها من المشاهد. (1078) سنان بن مقرن. أخو النعمان بن مقرن، له صحبة. (1079) سنان الضمري، استخلفه أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين خرج من المدينة في شأن قتال أهل الردة. باب سهل (1080) سهل بن بيضاء، أخو سهيل وصفوان، أمهم البيضاء، واسمها دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك، وأبوهم وهب بن ربيعة [ابن عمرو بن عامر بن ربيعة [1]] بن هلال بن أهيب بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر، كان سهل ابن بيضاء ممن أظهر إسلامه بمكة، وهو الذي مشى إلى النفر الذين قاموا في شأن الصحيفة التي كتبها [مشركو [2]] قريش علي بني هاشم،

_ [1] ليس في أ. [2] ليس في أ.

حتى اجتمع له نفر تبرءوا من الصحيفة وأنكروها، وهم هشام بن عمرو بن ربيعة، والمطعم بن عدي بن نوفل، وزمعة بن الأسود [1] بن عبد المطلب بن أسد، وأبو البختري بن هشام بن الحارث بن أسد، وزهير بن أبي أمية بن المغيرة، وفي ذلك يقول أبو طالب: جزى الله رب الناس رهطا تبايعوا [2] ... على ملأ يهدي لخير ويرشد قعود لدى [3] جنب الحطيم كأنهم ... مقاولة، بل هم أعز وأمجد هم رجعوا سهل ابن بيضاء راضيا ... فسر أبو بكر بها ومحمد ألم يأتكم أن الصحيفة مزقت ... وأن كل ما لم يرضه الله مفسد أعان عليها كل صقر كأنه ... إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد أسلم سهل ابن بيضاء بمكة، وأخفى [4] إسلامه [5] ، فأخرجته قريش [معهم [6]] إلى بدر، فأسر يومئذ مع المشركين، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه بمكة يصلي، فخلى عنه، لا أعلم له رواية. ومات بالمدينة، وفيها مات أخوه سهيل وصلى عليهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد فيما رواه ابن أبي فديك، عن الضحاك بن عثمان، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة [أم المؤمنين [7]] قالت: والله ما صلّى رسول الله

_ [1] هكذا في ى. وفي أ، وأسد الغابة: وربيعة بن الأسود. [2] في أ: تتابعوا. [3] قعودا إلى. [4] في أ: وكتم. [5] في هامش ى: كذا وجد في بعض نسخ الاستيعاب، وقد مضى في أول هذه الترجمة أنه أظهر إسلامه بمكة، وكذا ذكر في الإصابة. [6] ليس في أ. [7] ليس في أ.

(1081) سهل بن حارثة الأنصاري.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ابني بيضاء إلا في المسجد سهل وسهيل. ورواه مالك عن أبي النضر، عن أبي سلمة، ولم يذكر فيه سهلا. وأرسل الحديث. وقد قيل: إن سهل ابن بيضاء مات بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذلك الواقدي. وأما صفوان أخوهما فقتل ببدر مسلما، على اختلاف في ذَلِكَ، وقد ذكرناه في بابه. (1081) سهل بن حارثة الأنصاري. حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إن ناسا كانوا قد شكوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم سكنوا دارا وهم ذوو عدد فقلوا وفنوا. فَقَالَ: اتركوها ذميمة. (1082) سهل بن أبي حثمة. يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبا يَحْيَى. وقيل: أبا محمد. واختلف في اسم أبيه، فقيل: عبيد الله بن ساعدة. وقيل: عامر بن ساعدة. وقيل: عبد الله بن ساعدة بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس. ولد سهل بن أبي حثمة سنة ثلاث من الهجرة. قَالَ أحمد بن زهير: سمعت سعد بن عبد الحميد يقول: سهل بن أبي حثمة من بني حارثة من الأوس. قَالَ الواقدي: قبض رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين، ولكنه حفظ عنه فروى وأتقن. وذكر أبو حاتم الرازي أنه سمع رجلا من ولده يقول: [سهل بن أبي حثمة [1]] كان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ تحت الشجرة، وكان دليل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة أحد، وشهد المشاهد كلها إلا بدرا، والذي قاله الواقدي أظهر، والله أعلم.

_ [1] ليس في أ.

(1083) سهل ابن الحنظلية،

قال أبو عمر: وهو معدود في أهل المدينة، وبها كانت وفاته. روى عنه نافع بن جبير، وبشير بن يسار، وعبد الرحمن بن مسعود، وابن شهاب، وما أظن ابن شهاب سمع منه. (1083) سهل ابن الحنظلية، والحنظلية أمه، وقيل: هي أم جده، وهو سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد الأنصاري [الحارثي [1]] ، من بني حارثة بن الحارث من [2] الأوس. قَالَ أبو مسهر: سهل ابن الحنظلية أنصاري حارثي، من بني حارثة بن الحارث من الأوس، كان ممن بايع تحت الشجرة، وكان فاضلا عالما معتزلا عن الناس، كثير الصلاة والذكر لا يجالس أحدا، سكن الشام ومات بدمشق في أول خلافة معاوية، ولا عقب له. قَالَ أبو مسهر: قَالَ سعيد بن عبد العزيز: كان سهل ابن الحنظلية لا يولد له، فكان يقول لي: لأن يكون لي سقط في الإسلام أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. له أخ يسمى سعدا وأخ يسمى عقبة، ولهم صحبة. (1084) سهل بن حنيف بن واهب [3] بن العكيم بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن خناس. ويقَالَ: ابن خنساء بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن الأوس، يكنى أبا سعيد. وقيل: أبا سعد. وقيل: أبا عبد الله. وقيل: أبا الوليد. وقيل: أبا ثابت. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثبت يوم أحد، وكان بايعه يومئذ على الموت، فثبت معه حين انكشف الناس عنه، وجعل

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: بن. [3] ى: وهب، والمثبت من ى، وأسد الغابة، وتهذيب التهذيب.

(1085) سهل بن رافع بن أبى عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.

ينضح بالنبل يومئذ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نبلوا سهلا فإنه سهل. ثم صحب عليا رضي الله عنه من حين بويع له، وإياه استخلف علي رضي الله عنه حين خرج من المدينة إلى البصرة، ثم شهد مع علي صفين، وولاه على فارس، فأخرجه أهل فارس، فوجه علي زيادا فأرضوه وصالحوه، وأدوا الخراج. ومات سهل بن حنيف بالكوفة سنة ثمان وثلاثين، وصلى عليه علي وكبر ستا. روى عنه ابنه وجماعة معه. (1085) سهل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. له أخ أيضا يسمى سهيلا. وهما اليتيمان اللذان كان لهما المربد الذي بنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه المسجد، كانا يتيمين في حجر أبي أمامة أسعد بن زرارة، لم يشهد بدرا وشهدها [1] أخوه سهيل. (1086) سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف الأنصاري صاحب الصاع. ويقَالَ له: صاحب الصاعين الذي لمزه المنافقون لما أتى بصاعي تمر زكاة ماله، فيه نزلت [2] : «الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ.. 9: 79. الآية» لا أدري أكان الذي قبله أم لا. (1087) سهل بن الربيع بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري، الحارثي، شهد أحدا.

_ [1] في ى: وشهد بها. [2] سورة التوبة 80.

(1088) سهل بن رومي بن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي.

(1088) سهل بن رومي بن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي. قتل يوم أحد شهيدا، ذكره الواقدي. (1089) سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن [الخزرج بن [1]] الحارث بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الساعدي الأنصاري، يكنى أبا العباس. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، عن الزهري، قال: قلت لسهل بن سعد، ابن كم كنت يومئذ- يعني يوم المتلاعنين؟ قَالَ: ابن خمس عشرة سنة. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا الحكم ابن نَافِعٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سنة. وعمّر سهل ابن سَعْدٍ حَتَّى أَدْرَكَ الْحَجَّاجَ [وَامْتُحِنَ بِهِ [3]] ، ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ. وَغَيْرُهُ قَالَ: وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ أَرْسَلَ الْحَجَّاجُ فِي سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ يُرِيدُ إِذْلالَهُ. قَالَ: مَا مَنَعَكَ مِنْ نُصْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْتُهُ. قَالَ: كَذَبْتَ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَخُتِمَ فِي عُنُقِهِ، وَخُتِمَ أَيْضًا فِي عُنُقِ أَنَسِ [بْنِ مَالِكٍ [4]] حَتَّى وَرَدَ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيهِ، وَخُتِمَ فِي يَدِ جَابِرٍ، يُرِيدُ إِذْلالَهُمْ بِذَلِكَ، وَأَنْ يَجْتَنِبَهُمُ الناس ولا يسمعوا منهم.

_ [1] من أ. [2] في أ: عبيد الله. [3] من أ. [4] ليس في أ.

(1090) سهل بن أبى سهل.

وَاختلف [1] في وقت وفاة سهل بن سعد. فقيل: توفي سنة ثمان وثمانين [2] وهو ابن ست وتسعين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وتسعين، وقد بلغ مائة سنة. ويقَالَ: إنه آخر من بقي بالمدينة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَكَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَوْ مُتُّ لَمْ تَسْمَعُوا أَحَدًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ، وأحمد بن منصور الرمادي، قالوا: حدثنا أبا سُفْيَانَ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ دِينَارٍ أَبَا حَازِمٍ يَقُولُ: كَانَ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1090) سهل بن أبي سهل. مخرج حديثه عن أهل مصر. رَوَى عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تَهَادَوْا فَإِنَّهَا تُذْهِبُ الأَضْغَانَ [3] . (1091) سهل بن صخر، له صحبة ورواية، حديثه عند يوسف بن خالد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أنه أوصى فَقَالَ: يا بني، إذا ملكت ثمن عبد فاشتر عبدا، فإن الجدود في نواصي الرجال. (1092) سهل بن عامر بن [عمرو بن [4]] ثقف الأنصاري، قتل مع عمه سهل ابن عمرو شهيدين يوم بئر معونة.

_ [1] في أ: واختلفوا. [2] في أ: وثلاثين. [3] في أ: تذهب بالأضقان. [4] من أ.

(1093) سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر،

(1093) سهل بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر، وعامر هذا هو الذي يقَالُ له مبذول بن مالك بن النجار الأنصاري، شهد العقبة، ثم شهد بدرا، لا عقب له، هكذا قَالَ جمهور أهل السير: سهل بن عتيك. وَقَالَ أبو معشر: سهل بن عبيد. قَالَ الطبري: وهو خطأ عندهم. (1094) سهل بن عدي بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم أخي عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج. قتل يوم أحد شهيدا. (1095) سهل بن عمرو العامري، أخو سهيل بن عمرو، كان من مسلمة الفتح ومات في خلافة أبي بكر أو صدر خلافة عمر رضي الله عنه. (1096) سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1097) سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا. (1098) سهل بن مالك بن عبيد بن قيس. ويقَالَ: سهل بن عبيد بن قيس. ولا يصح سهل بن عبيد، ولا سهل بن مالك، ولا تثبت لأحدهما صحبة ولا رواية. يقَالُ: إنه حجازي، سكن المدينة، لم يرو عنه إلا ابنه مالك بن سهل أو يوسف ابن سهل. ومن قَالَ: سهل بن مالك، جعل ابنه يوسف بن سهل. ومن قَالَ: سهل بن عبيد جعل ابنه مالك بن سهل. حديثه يدور على خالد بن عمرو القرشي الأموي، ومنكر الحديث متروك الحديث يَرْوِي عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَهْلِ بْنِ مَالِكٍ، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَاضٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ، وَسَعِيدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ

(1099) سهل مولى بنى ظفر الأنصاري،

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ... الْحَدِيثُ فِي فَضْلِ الصَّحَابَةِ والنّهى عن سبّهم، وفي آخره: يا أيها النَّاسُ، ارْفَعُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ الْمُسْلِمِينَ، إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَقُولُوا فِيهِ خَيْرًا. حديث منكر موضوع. يُقَالَ فيه: إنه من الأنصار، ولا يصح، وفي إسناد حديثه مجهولون ضعفاء غير معروفين، يدور على سهل بن يوسف بن مالك بن سهل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، وكلّهم لا يعرف. (1099) سهل مولى بني ظفر الأنصاري، شهد أحدا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب سهيل (1100) سهيل ابن بيضاء القرشي الفهري. يكنى أبا أمية فيما زعم بعضهم، والبيضاء أمه التي كان ينسب إليها اسمها دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وهو سهيل بن عمرو بن وهب. وقيل: سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة. وقيل: سهيل ابن بيضاء [1] هو سهيل بن عمرو ابن وهب بن ربيعة بن هلال ... النسب كما ذكرناه. خرج سهيل مهاجرا إلى أرض الحبشة حتى فشا الإسلام وظهر، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فأقام معه حتى هاجر، وهاجر سهيل، فجمع الهجرتين جميعا، ثم شهد بدرا.

_ [1] في أ: وهو.

(1101) سهيل بن رافع بن أبى عمرو بن عائذ.

ومات بالمدينة في حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد. وروى سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أنس بن مالك قَالَ: كان أسن أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر وسهيل ابن بيضاء. روى الدراوَرْديّ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سُهَيْلِ ابْنِ بَيْضَاءَ فِي الْمَسْجِدِ. (1101) سهيل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ. قال ابن هشام: ويقال: عائذ [1] ابن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، شهد بدرا. وَقَالَ موسى بن عقبة: كان لسهيل بن رافع ولأخيه عند مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مربدا. شهد سهيل هذا بدرا [وأحدا [2]] والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. [1102) سهيل بن سعد، أخو سهل، ذكره ابن السكن، وذكر له حديثا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رواته حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فَقَالَ: دخلت المسجد ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة، فصليت، فلما انصرف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآني أركع ركعتين فَقَالَ: ما هاتان الركعتان؟ فقلت:

_ [1] في أ، س: عابد. [2] من أوحدها.

(1103) سهيل بن عامر بن سعد الأنصاري.

يَا رَسُولَ اللَّهِ، جئت وقد أقيمت الصلاة فأحببت أن أدرك معك الصلاة، ثم أصلي الركعتين الآن. فسكت، وكان إذا رضي شيئا سكت وذلك في صلاة الصبح [1]] . (1103) سهيل بن عامر بن سعد الأنصاري. استشهد يوم بئر معونة رضي الله عنه. (1104) سهيل بن عدي الأزدي. من أزدشنوءة، حليف بني عبد الأشهل من الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيدا. (1105) سهيل بن عمرو بن أبي عمرو الأنصاري. ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين من البدريين، فَقَالَ: سهيل بن عمرو الأنصاري شهد بدرا وقتل مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه بصفين. قَالَ أبو عمر: وكانت وقعة صفين سنة سبع وثلاثين، وَقَالَ أبو عمر: ومن جعل سهيل بن عمرو بن أبي عمرو وسهيل بن رافع بن أبي عمرو واحدا فقد غلط ووهم ولم يعلم. (1106) سهيل بن عمرو [2] بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري، يكنى أبا يزيد، كان أحد الأشراف من قريش وساداتهم في الجاهلية، أسر يوم بدر كافرا، وكان خطيب قريش، فَقَالَ عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انزع ثنيته، فلا يقوم عليك خطيبا أبدا. فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده، وكان الّذي أمره مالك بن الدّخشم، فقال في ذلك: أسرت سهيلا فما [3] أبتغي ... أسيرا به من جميع الأمم

_ [1] ليس في أ، وهو في س. [2] في أ: عمر، والمثبت من س، وأسد الغابة. [3] في أ: فلم.

وخندق تعلم أن الفتى ... سهيلا فتاها إذا تصطلم [1] ضربت بذي الشفر حتى انثنى ... وأكرهت سيفي على ذي العلم قَالَ: فقدم مكرز بن حفص بن الأحنف العامري فقاطعهم في فدائه، وَقَالَ: ضعوا رجلي في القيد حتى يأتيكم الفداء، ففعلوا ذَلِكَ. وكان سهيل أعلم مشقوق الشفة، وهو الذي جاء في الصلح يوم الحديبية، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآه: قد سهل لكم من أمركم [2] ، وعقد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلح يومئذ، وهو كان متولى [3] ذَلِكَ دون سائر قريش، وهو الذي مدحه أمية بن أبى الصلت فقال: أبا [4] يزيد، رأيت سيبك واسعا ... وسجال كفك يستهل ويمطر وَقَالَ فيه ابن قيس الرقيات حين منع خزاعة من بني بكر بعد الحديبيّة، وكانوا أخواله، فقال: منهم ذو الندى سهيل بن عمرو ... عصبة [5] الناس حين جب الوفاء حاط أخواله خزاعة لما ... كثرتهم بمكة الأحياء وكان المقام الذي قامه في الإسلام الذي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعمر: دعه فعسى أن يقوم مقاما تحمده، فكان مقامه في ذَلِكَ أنه لما ماج أهل مكة عند وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وارتد من ارتدّ من العرب قام سهيل ابن عمرو خطيبا، فَقَالَ: والله إني أعلم أن هذا الدين سيمتدّ امتداد الشمس

_ [1] في أ: يصطلم. [2] في أ: سهل أمركم. [3] في أ: وكان متولى. [4] في أ: أأبا. [5] في أ: وعصمة.

في طلوعها إلى غروبها. فلا يغرنكم هذا من أنفسكم- يعني أبا سفيان، فإنه ليعلم من هذا الأمر ما أعلم. ولكنه قد ختم [1] على صدره حسد بني هاشم. وأتى في خطبته بمثل ما جاء به أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالمدينة، فكان ذَلِكَ معنى قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه لعمر. والله أعلم. وروى ابن المبارك [2] قَالَ: حَدَّثَنَا جرير بن حازم، قَالَ: سمعت الحسن يقول: حضر الناس باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، وأولئك الشيوخ من قريش، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر: لصهيب، وبلال، وأهل بدر، وكان يحبهم، وكان قد أوصى بهم، فَقَالَ أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس، لا يلتفت إلينا، فَقَالَ سهيل بن عمرو: قَالَ الحسن- ويا له من رجل ما كان أعقله: أيها القوم، إني والله قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دعى القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تتنافسون فيه، ثم قَالَ: أيها القوم، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون، ولا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله [عز وجل [3]] أن يرزقكم شهادة، ثم نقض ثوبه وقام ولحق بالشام. قَالَ الحسن: فصدق، والله لا يجعل الله عبدا له أسرع إليه كعبد أبطأ عنه. وذكر الزبير عن عمه مصعب، عن نوفل بن عمارة، قال: جاء الحارث بن

_ [1] في أ: جثم. [2] في أ: وروى ابن المبارك عن جرير. [3] ليس في أ. (م 17- الاستيعاب- ثان)

هشام، وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب، فجلسا وهو بينهما، فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر، فيقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث، فينحيهما عنه، فجعل الأنصار يأتون فينحيهما عنه كذلك، حتى صارا في آخر الناس، فلما خرجا من عند عمر قَالَ الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو: ألم تر ما صنع بنا؟ فَقَالَ له سهيل: إنه الرجل لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعي القوم فأسرعوا، ودعينا فأبطأنا، فلما قاموا [1] من عند عمر أتياه، فقالا له: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت بنا اليوم، وعلمنا أنا أتينا من قبل أنفسنا، فهل من شيء نستدرك به ما فاتنا من الفضل؟ فَقَالَ: لا أعلم إلا هذا الوجه- وأشار لهما إلى ثغر الروم. فخرجا إلى الشام فماتا بها. قالوا: وكان سهيل بن عمرو بعد أن أسلم كثير الصلاة والصوم والصدقة، وخرج بجماعة أهله إلا بنته هندا إلى الشام مجاهدا حتى ماتوا كلهم هنالك، فلم يبق من ولده أحد إلّا بنته هند وفاختة بنت عتبة بن سهيل، فقدم بها على عمر، فزوجها عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وكان الحارث قد خرج مع سهيل، فلم يرجع ممن خرج معهما إلا فاختة وعبد الرحمن، فَقَالَ: زوجوا الشريد الشريدة. ففعلوا، فنشر الله منهما عددا كثيرا. قَالَ المديني: قتل سهيل بن عمرو باليرموك. وقيل: بل مات في طاعون عمواس [رضي الله عنه [2]] .

_ [1] في أ: قام. [2] ليس في أ.

باب سواد

باب سواد (1107) سواد بن عمرو القاري الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الخلوق مرتين أو ثلاثا، وأنه رآه متخلقا، فطعنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجريدة في بطنه. فخدشه، فَقَالَ: أقصني [1] ، فكشف له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن بطنه، فوثب فقبل بطن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه الحسن البصري [رحمة الله عليه [2]] ، وهذه القصة لسواد بن عمرو، لا لسواد بن غزية، وقد رويت لسواد بن غزية. (1108) سواد بن غزية. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا والمشاهد بعدها، من بني عدي بن النجار، وهو الذي أسر خالد بن هشام المخزومي يوم بدر. وسواد بن غزية هو كان عامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خيبر، فأتاه بتمر جنيب [3] قد أخذ منه صاعا بصاعين من الجمع. رواه الدراوَرْديّ، عن عبد المجيد بن سهيل، عن المسيب أن أبا سعيد وأبا هريرة حدثاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سواد بن غزية أخا بني عدي من الأنصار فأمره على خيبر فقدم عليه بتمر جنيب- وذكر الحديث. وذكر الطبري سواد بن غزية، ووقع في أصل شيخنا سوادة [4] بن غزية، وهو وهم وخطأ. قَالَ: وهو من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها، وهو الذي طعنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمخصرة، ثم أعطاه إياها، فَقَالَ: استقد.

_ [1] أقصه: مكنه من أخذ القصاص، وهو أن يفعل به مثل فعله (النهاية) . [2] ليس في أ. [3] جنيب: نوع جيد معروف من أنواع التمر. [4] في أ، س: سوار.

(1109) سواد بن قارب الدوسى.

(1109) سواد بن قارب الدوسي. كذا قَالَ ابن الكلبي. وَقَالَ ابن أبي خيثمة: سواد بن قارب سدوسي من بني سدوس، قَالَ أبو حاتم: له صحبة. قال أبو عمر: وكان يتكهن في الجاهلية، وكان شاعرا ثم أسلم، وداعبه عمر يوما فَقَالَ: ما فعلت كهانتك يا سواد! فغضب، وَقَالَ: ما كنا عليه نحن وأنت يا عمر من جهلنا [1] وكفرنا شرّ من الكهانة، فما لك تعيرني بشيء تبت منه، وأرجو من الله العفو عنه. وقد روي أن عمر إذ قَالَ له- وهو خليفة: كيف كهانتك اليوم؟ غضب سواد، وَقَالَ: يا أمير المؤمنين، ما قالها لي أحد قبلك. فاستحيي عمر، ثم قَالَ له: يا سواد، الذي كنا عليه من الشرك أعظم من كهانتك، ثم سأله عن حديثه في بدء [2] الإسلام وما أتاه [3] به رئيه من ظهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره أنه أتاه رئيه ثلاث ليال متواليات، وهو فيها كله بين النائم واليقظان، فَقَالَ له: قم يا سواد، فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، وأنشد [4] في كل ليلة من الثلاث ليال ثلاثة أبيات معناها واحد وقافيتها [مختلفة [5]] أولها: عجبت للجن وتطلابها [6] ... وشدها العيس بأقتابها [7]

_ [1] في أ، س: جاهليتنا. [2] في أ: بدو. [3] في أ: أتى به. [4] في أ، س: وأنشده. [5] من أ، س. [6] في أسد الغابة: وأنجاسها. [7] في أسد الغابة: بأحلاسها.

111) سواد بن يزيد.

تهوي إلى مكة تبغي الهدى ... ما صادق الجن ككذابها [1] فارحل إلى الصفوة من هاشم ... لَيْسَ قداماها [2] كأذنابها [3] وذكر تمام الخبر، وفي آخر شعر سواد إذ قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنشده ما كان من الجني [4] رئيه إليه ثلاث ليال متواليات وذكر قوله في ذلك: أتاني نجيي بعد هدء [5] ورقدة ... ولم يك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كل ليلة ... أتاك نجي [6] من لؤي بن غالب فرفعت أذيال الإزار وشمرت ... بي الفرس الوجناء حول السبائب فأشهد أن الله لا رب غيره [7] ... وأنت مأمون على كل غائب وأنك أدنى المرسلين وسيلة ... إلى [8] الله يا بن الأكرمين الأطايب فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا ... وإن كان فيما جئت شيب الذوائب وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة ... بمغن فتيلا عن سواد بن قارب 111) سواد بن يزيد. ويقَالَ ابن رزق. ويقَالَ ابن رزين. ويقَالَ ابن رزيق بن ثعلبة بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي، شهد بدرا وأحدا رضي الله عنه

_ [1] في أسد الغابة: ما مؤمنوها مثل أرجاسها. [2] في ى: قدامها. [3] في أسد الغابة: واسم بعينيك إلى رأسها. [4] في ى: الجن. [5] في س: هدو. [6] في أ، س: نبي. [7] في أ، س: لا شيء. [8] في أ، س: من.

باب سوادة

باب سوادة (1111) سوادة بن الربيع [ويقَالَ ابن الربيع [1]] الجرمي، له صحبة [بصرى [2]] روى عنه سالم بن عبد الرحمن الجرمي [والله أعلم [3]] . (1112) سوادة بن عمرو الأنصاري. ويقَالَ سواد بن عمرو الأنصاري. حديثه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقاده من نفسه. روى عنه الحسن ومحمد بن سيرين. يعدّ في البصريين. (1113) سوادة بن عمرو. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن. أظنه الأول [والله أعلم [4]] . باب سويد (1114) سويد بن جبلة الفزاري، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأدخله أبو زرعة الدمشقي في مسند الشاميين فغلط، وليست له صحبة، وحديثه مرسل، أنكر ذَلِكَ أبو حاتم الرازي. (1115) سويد بن حنظلة، لا أعرف له نسبا، حديثه عند إسرائيل، عن إبراهيم ابن عبد الأعلى، عن جدته عن أبيها سويد بن حنظلة، قال: أتينا رسول الله

_ [1] من أ، والضبط منها أيضا. [2] ليس في أ. [3] من أ. [4] من أ.

(1116) سويد بن الصامت الأوسي،

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومعنا وائل بن حجر الحضرمي، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي، فخلوا سبيله، فأتينا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته، فَقَالَ: صدقت، المسلم أخو المسلم. لا أعلم له غير هذا الحديث. (1116) سويد بن الصامت الأوسي، لقي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسوق ذي المجاز من مكة في حجة حجها سويد على ما كانوا يحجون عليه في الجاهلية، وذلك في أول مبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعائه إلى الله عز وجل، فدعاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الإسلام، فلم يرد عليه سويد شيئا، ولم يظهر له قبول ما دعاه إليه، وَقَالَ له: لا أبعد ما جئت به، ثم انصرف إلى قومه بالمدينة، فيزعم قومه أنه مات مسلما وهو شيخ كبير، قتلته الخزرج في وقعة الخزرج في وقعة كانت بين الأوس والخزرج، وذلك قبل بعاث. قَالَ أبو عمر: أنا شاك في إسلام سويد بن الصامت كما شك فيه غيري ممن ألف في هذا الشأن قبلي. والله أعلم. وكان شاعرا محسنا كثير الحكم في شعره، وكان قومه يدعونه الكامل لحكمة شعره وشرفه فيهم، وهو القائل فيهم: ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفري وهو شعر حسن، وله أشعار حسان. ذكر ابن إسحاق قَالَ: حَدَّثَنِي عاصم بن عمرو [1] بن قتادة الظفري عن أشياخ من قومه قالوا: قدم سويد بن الصامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجا أو معتمرا، قَالَ: وكان يسمّيه قومه الكامل، وسويد هو القائل:

_ [1] في أ: عاصم بن قتادة. وفي س: عمر.

(1117) سويد بن طارق،

ألا رب من تدعو [1] صديقا ولو ترى ... مقالته بالغيب ساءك ما يفري مقالته كالشهد [2] ما كان شاهدا ... وبالغيب مأثور على ثغرة [3] النحر يسرك باديه وتحت أديمه ... منيحة شر [4] يفترى [5] عقب الظهر تبين لك العينان ما هو كاتم ... من الغل [6] والبغضاء والنظر الشزر فرشني بخير طالما قد بريتني ... وخير الموالي من يريش ولا يبري (1117) سويد بن طارق، ويقَالَ طارق بن سويد، وهو الصواب، وهو من حضرموت، وقد ذكرناه في باب طارق [من كتابنا هذا [7]] . حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ أنّ سويد ابن طَارِقٍ أَوْ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ- سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ فَنَهَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا دَوَاءٌ. قَالَ: لا، وَلَكِنَّهَا دَاءٌ. هَكَذَا قَالَ شُعْبَةُ سُوَيْدُ بْنُ طَارِقٍ أَوْ طَارِقُ بْنُ سُوَيْدٍ عَلَى الشَّكِّ. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ، وَلَمْ يَشُكَّ وَلَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ. (1118) سويد بن عامر الأنصاري، روى عنه مجمع بن يَحْيَى، وهو أحد عمومته، حديثه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بلوا أرحامكم ولو بالسّلام.

_ [1] في أسد الغابة: يدعو. [2] في أ، س: كالشحم. [3] في أ: نقره. [4] في أ، س: غش. [5] في س: تفترى. [6] في أ، س: وما جن بالبغضاء. [7] من أ.

(1119) سويد بن عمرو،

(1119) سويد بن عمرو، قتل يوم مؤتة شهيدا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين وهب بن سعد بن أبي سرح العامري [والله أعلم [1]] . (1120) سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي، يكنى أبا أمية، أدرك الجاهلية، ولم ير النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان شريكا لعمر في الجاهلية، وكان أسن من عمر، لأنه ولد عام الفيل، وكان قد أدى الصدقة إلى مصدق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم قدم المدينة يوم دفن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم شهد القادسية، فصاح الناس: الأسد الأسد. فخرج إليه سويد بن غفلة، فضرب الأسد على رأسه فمر سيفه في فقار ظهره، وخرج من عكوة ذنبه، وأصاب حجرا ففلقه [2] . روى هذه الحكاية فلفلة [3] الجعفي، ثم شهد سويد بن غفلة مع علي رضي الله عنه صفين. وَقَالَ عاصم بن كليب الجرمي: تزوج سويد بن غفلة جارية بكرا، وهو ابن مائة وست عشرة سنة فافتضها. قَالَ أبو نعيم: حَدَّثَنَا الحسن [4] بن الحارث، قَالَ: كان سويد بن غفلة يمر بنا، وله امرأة في النخع، فكان يختلف إليها، وقد أتت عليه سبع وعشرون ومائة سنة. وَرَوَى أَبُو لَيْلَى الْكِنْدِيُّ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ: أَتَانَا مُصَدِّقُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، أَوْ أَخَذَ بيدي، فقرأت في عهده لا يُجَمِّعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ [5] وَلا يُفَرَّقُ بَيْنَ مجتمع خشية الصدقة. وذكر تمام الخبر.

_ [1] ليس في أ. [2] في أ، ى: ففله. والمثبت من س. [3] هكذا في ى وفي أ، س: فلفل. [4] هكذا في ى. وفي أ، س: حنش. [5] في أوأسد الغابة: متفرق.

(1122) سويد بن مخشى، أبو مخشى الطائي،

سكن الكوفة، ومات بها في زمن الحجاج سنة إحدى وثمانين، وهو ابن مائة وخمس وعشرين سنة. وقيل: سبع وعشرين ومائة سنة. رحمة الله عليه. (1121) سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة العبدي بزا من هجر، وأتينا به مكة، فأتانا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فابتاع منا رجل سراويل، وثمّ وزّان يزن بالأجرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: يا وزان، زن وأرجح. يختلف في حديثه. روى عنه سماك بن حرب. يعد في الكوفيين. (1122) سويد بن مخشى، أبو مخشي الطائي، وقيل فيه أزيد [1] بن مخشي، ذكره أبو معشر وغيره فيمن شهد بدرا. (1123) سويد بن مقرن بن عائذ المزني، أخو النعمان بن مقرن، يكنى أبا عدي، وقيل: [يكنى [2]] أبا عمرو. روى شعبة، عن حصين، عن هلال بن يساف، قَالَ: كنا نبيع البر في دار سويد بن مقرن، فخرجت جارية وقالت لرجل منا كلمة فلطمها، فغضب سويد، وَقَالَ: لطمت وجهها. لقد رأيتني سابع سبعة من إخواني [3] مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما لنا خادم إلا واحدة، فلطمها أحدنا، فأمرنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقناها. يعد في الكوفيين، وبالكوفة مات، روى عنه الكوفيون. (1124) سويد بن النعمان بن مالك بن عائذ بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري، شهد بيعة الرضوان. وقيل: إنه شهد أحدا وما بعدها من المشاهد

_ [1] في أ، س: أربد. [2] من أ. [3] في أ: إخوتي.

(1125) سويد بن هبيرة بن عبد الحارث الديلي.

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعد في أهل المدينة. روى عنه بشير بن يسار [قال الدار قطنى: لم يرو عنه غيره [1]] . (1125) سويد بن هبيرة بن عبد الحارث الديلي. وقيل العبدي. وقيل العدوي. حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: خير مال الرجل المسلم سكة مأبورة أو مهرة مأمورة [2] . حديثه عند أبي نعامة، عن أبي إياس بن زهير، عنه من رواية روح بن عبادة عن أبي نعامة، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ [3] عبد الوارث، ومعاذ بن معاذ، عن أبي نعامة، عن إياس بن زهير، عن سويد بن هبيرة، قَالَ: بلغني عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (1126) سويد الأنصاري. ويقَالَ الجهني. ويقَالَ المزني، حليف للأنصار، والد عقبة أو عتبة بن سويد، مدني. روى عنه ابنه عقبة من حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قَالَ: أخبرني عقبة بن سويد أنه سمع أباه، وكان من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عن عقبة الزهري وربيعة حديثه في اللقطة وفي أحد: جبل يحبنا ونحبه. حديثان صحيحان.

_ [1] من أوحدها. [2] في النهاية: ومهرة مأمورة. والسكة: الطريقة المصطفة من النخل. والمأبورة الملقحة. وقيل السكة سكة الحرث. والمأبورة المصلحة- أراد خير المال نتاج أو زرع (النهاية) . [3] في أ: فقال.

باب الأفراد في السين

باب الأفراد في السين (1127) سابط بن أبي حميصة [1] بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، والد عبد الرحمن بن سابط. روى عنه ابنه عبد الرحمن بن سابط عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها من أعظم المصائب» . وكان يَحْيَى بن معين يقول: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، [سابط [2]] جدّه، وفي ذلك نظر. رواه عن عبد الرحمن بن سابط علقمة بن يزيد. (1128) سابق [بن ناجية [3]] خادم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عنه حديث واحد من حديث الكوفيين، اختلف فيه على شعبة [4] ومسعر. والصحيح فيه عنهما ما رواه هشيم وغيره عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام خادم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد ذكرنا ذَلِكَ في موضعه، والحمد للَّه، ولا يصحّ سابق في الصحابة. والله أعلم. (1129) سباع بن عرفطة، استعمله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة حين خرج إلى خيبر، وإلى دومة الجندل، وهو من كبار الصحابة. (1130) سخبرة الأزدي، والد عبد الله بن سخبرة، له صحبة. حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، قال حدثنا جعفر بن محمد

_ [1] في أ، والإصابة وتاج العروس: حميضة وفي س مثل ى. وفي أسد الغابة: خميصة. [2] من أ، س. [3] ليس في أ، س. [4] في س: سعيد.

(1131) سراج مولى تميم الداري.

السُّوسِيُّ بِمَكَّةَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَرِّيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَخْبَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَأُعْطِيَ فَشَكَرَ، وَظُلِمَ فَغَفَرَ، وَظَلَمَ فَاسْتَغْفَرَ» ثُمَّ سَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ: فَمَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال [1] : «أولئك لهم الأمن وهم مهتدون» . (1131) سراج مولى تميم الداري. قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خمسة غلمان لتميم. روى عنه في تحريم الخمر، وأنه أسرج في مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقنديل والزيت، وكانوا لا يسرجون قبل ذَلِكَ إلا بسعف النخل. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أسرج مسجدنا؟ فَقَالَ تميم الداري: غلامي هذا. فَقَالَ: ما اسمه؟ فَقَالَ: فتح. فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بل اسمه سراج. قَالَ: فسماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سراجا. (1132) سرّق بن أسد [2] الجهني، ويقَالَ: الأنصاري. ويقَالَ: إنه رجل من بني الديل. سكن مصر كان اسمه الحباب فيما يقولون فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرق، لأنه ابتاع من رجل من أهل البادية راحلتين كان قدم بهما المدينة وأخذهما ثم هرب، وتغيب عنه، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: التمسوه. فلما أتوا به [3] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: أنت سرق. في حديث فيه طول. وبعضهم يقول في حديثه هذا أنه لما ابتاع من البادي

_ [1] سورة الأنعام: 82. [2] في أ: أسيد. وفي تهذيب التهذيب: قلت: وزعم العسكري أنه سرق بتخفيف الراء مثل غدر. قال: وأصحاب الحديث يشددون الراء، والصواب تخفيفها. [3] في أ، س: فلما أتوه.

(1133) سعر بن شعبة بن كنانة الكناني الدؤلي،

راحلتين [1] أتى به إلى دار لها بابان فأجلسه على أحدهما، ودخل فخرج من الباب الآخر، وهرب بهما، وكان سرق يقول: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرق فلا أحب أن أدعى بغيره. (1133) سعر بن شعبة بن كنانة الكناني الدؤلي، حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حقتان في الجذعة وثنية [2] . روى عنه ابنه جابر بن سعر، قَالَ بشر بن السري: هو سعر بن شعبة، وهؤلاء ولده هاهنا. (1134) سعيد بن سهيل الأنصاري الأشهلي، مذكور فيمن شهد بدرا، لم يذكره ابن إسحاق. (1135) سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل مولى أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: أعتقه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: أعتقته أم سلمة واشترطت عليه خدمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عاش. يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: يكنى أبا البختري. وأبو عبد الرحمن أكثر وأشهر. ذكر عمر بن شبة عن أحمد [3] الزبيري، عن حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جمهان، قَالَ: قلت لسفينة: يا أبا البختري، ما اسمك؟ قَالَ: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة. قَالَ: ولم سماك سفينة؟ وذكر الخبر. قَالَ حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة أبي عبد الرحمن قَالَ أبو عمر: يقَالُ اسمه عمير [4] كان يسكن بطن نخلة.

_ [1] في أ، س: راحلتيه. [2] هكذا في ى. وفي أ: حقنا في الجذعة والثنية. [3] في أ، س، عن أبى أحمد. [4] في أسد الغابة: عبس. وانظر تهذيب التهذيب: 4- 125.

(1136) السكران بن عمرو،

قَالَ الواقدي: اسم سفينة مهران، وكان من مولدي الأعراب. قَالَ أبو عمر: مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو غير سفينة عند أكثرهم. والله أعلم. وَقَالَ غيره: هو من أبناء فارس، واسمه سقبة بن مارقة [1] ، روينا عنه أنه قَالَ: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفينة، وذلك أني خرجت معه ومعه أصحابه يمشون، فثقل عليهم متاعهم، فحملوه علي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احمل فإنما أنت سفينة، فلو حملت يومئذ [2] وقر بعير ما ثقل علي. وَقَالَ له سعيد بن جمهان: ما اسمك؟ فَقَالَ: ما أنا بمخبرك، سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة: ولا أريد غير هذا الاسم. وَقَالَ سفينة: أعتقتني أم سلمة واشترطت علي أن أخدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما عاش. رواه حماد بن سلمة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة. وتوفي سفينة في زمن الحجاج. روى عنه الحسن، ومحمد بن المنكدر، وسعيد بن جمهان. (1136) السكران بن عمرو، أخو سهيل بن عمرو لأبيه وأمه، القرشي العامري، قد تقدم نسبه في باب أخيه وبني أخيه. كان السكران بن عمرو من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها مع زوجه سودة

_ [1] هكذا في ى. وفي أ: سنبه بن مرفنة، وفي س: بسبة بن مارقنة. وفي تهذيب التهذيب: شنبة بن مارقة. [2] في أ، س: منذ يومئذ.

(1137) سكنة بن الحارث [1] ،

بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ومات هناك، ثم تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هذا قول موسى بن عقبة وأبي معشر. وَقَالَ ابن إسحاق والواقدي: رجع السكران بن عمرو إلى مكة فمات بها قبل الهجرة إلى المدينة، وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجه سودة رضي الله عنها. (1137) سكنة بن الحارث [1] ، له صحبة، حديثه عند عبد الله بن شقيق العقيلي. (1138) سكين [2] الضمري، مدني، له صحبة، روى عنه عطاء بن يسار. قَالَ البخاري: سكين الضمري مدني، له صحبة. سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. قال محمد بن سلام، عن مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، قَالَ: أخبرت عن عطاء بن يسار، عن سكين الضمري، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: المؤمن يأكل في معى واحد. قَالَ: وَقَالَ موسى بن عبيدة، عن عبيد بن الأغر، عن عطاء بن يسار، عن جهجاه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، ولا يصح جهجاه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا كله كلام البخاري. (1139) سلامة بن قيصر الحضرمي حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ قائد [3] عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ سَلامَةَ بْنِ قَيْصَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ

_ [1] الضبط من س. وفي أسد الغابة. سبكة. وفي الإصابة: سكينة. [2] في تاج العروس: وسكن الضمريّ محركة. أو شكين كزبير. [3] في أ، س: خالد.

(1140) سلكان بن سلامة الأنصاري،

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ صَامَ يَوْمًا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ... الْحَدِيثَ. ولا يوجد له سماع. ولا إدراك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بهذا الإسناد، وأنكر أبو زرعة أن تكون له صحبة. وَقَالَ: روايته عن أبي هريرة. يعد في أهل مصر. (1140) سلكان بن سلامة الأنصاري، أبو نائلة، قد ذكرناه في الكنى، وهو أحد النفر الذين قتلوا كعب بن الأشرف، واسمه سعد، وسلكان لقب له وهو أشهر بكنيته، ولذلك أخرنا ذكره إلى الكنى. (1141) سلم بن نذير. بصري [1] . روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه عندي مرسل، روى عنه يزيد بن أبي حبيب. (1142) سلمة بن قيس الجرمي، والد عمرو بن سلمة. له صحبة، ولابنه عمرو الذي كان يؤم قومه وهو ابن سبع سنين أو ثمان، وعليه بردة [2] ، كان إذا سجد بدت منها عورته، فقالت امرأة من الحي: غطوا عنا است قارئكم. ذكره البخاري. (1143) سليك بن هدبة الغطفاني، روى حديثه جابر بن عبد الله حيث أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي ركعتين يوم الجمعة وهو يخطب. وكان سليك قد جلس ذَلِكَ الوقت قبل أن يركع. (1144) السليل الأشجعي، روى عنه أبو المليح. معدود في الصحابة.

_ [1] هكذا في ى. وفي أ، س: مصرى. [2] في أ، س: البردة. (م 18- الاستيعاب- ثان)

(1145) سمعان بن عمرو الأسلمي،

(1145) سمعان بن عمرو الأسلمي، إسناد حديثه لَيْسَ بالقائم. (1146) سندر، مولى زنباع الجذامي، له صحبة. حديثه عند عمرو بن شعيب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كان لزنباع الجذامي عبد يقَالُ له سندر، فوجده يقبل جارية له فخصاه وجدعه، فأتى سندر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل إلى زنباع، وَقَالَ: من مثل به أو أحرق بالنار فهو حر. وهو مولى الله عز وجل ورسوله. وأعتق [1] سندر، فَقَالَ له سندر: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أوص بي. فَقَالَ: أوصي بك كل مسلم. فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أتى سندر إلى أبي بكر، فَقَالَ: احفظ في وصية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فعاله أبو بكر حتى توفي، ثم أتى بعده إلى عمر. فقال عمر: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك، وإلا فانظر أي المواضع أحب إليك فاكتب لك. فاختار سندر مصر، فكتب له إلى عمرو بن العاص يحفظ فيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قدم على عمرو بن العاص أقطع له أرضا واسعة ودارا، فكان سندر يعيش فيها، فلما مات قبضت في مال الله. وذكر أبو عفير [2] في تاريخه عن أبي نعيم سماك بن نعيم الجذامي، عن عمر [3] الجروي أنه أدرك مسروح بن سندر [4] الذي جدعه زنباع بن روح الجذامي،

_ [1] في أ، س: فأعتق. [2] في ص: ابن عفير. وفي أ: ابن عقبة. [3] في أ: عن عثمان بن سويد الجرولى. وفي س: عن عثمان بن سويد الجروى. وفي الإصابة: عثمان بن يزيد الجريريّ. [4] في هامش أ: قال الخطيب في المؤتلف والمختلف: اختلف في الّذي خصاه زنباع، فقيل هو سندر نفسه. وقيل ابن سندر. قلت: وقيل: أبو الأسود. والراجح أن الّذي خصى هو سندر، وأنه يكنى أبا الأسود، وأن عبد الله ومسروحا ولداه.

(1147) سنين، أبو جميلة الضمري،

وكان له مال كثير من رقيق وغيره، وكان جاهلا ممكرا، وعمر حتى زمن عبد الملك. (1147) سنين، أبو جميلة الضمري، ويقَالَ السلمي. روى عنه ابن شهاب، قَالَ عنه معمر: حَدَّثَنِي أبو جميلة، وزعم أنه أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الزبيري، عن الزهري: أدركت ثلاثة من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أنس ابن مالك، وسهل بن سعد، وأبا جميلة سنينا السلمي. وَقَالَ مالك عن ابن شهاب: أخبرني سنين أبو جميلة أنه أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفتح. (1148) سواء بن خالد، من بني عامر بن ربيعة بن عمرو بن صعصعة، وهو أخو حبة بن خالد، حديثهما عند الأعمش عن سلام [1] بن شرحبيل، قَالَ: سمعت حبة وسواء ابني خالد يقولان: أتينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يعمل عملا فأعناه عليه، فلما فرغ دعا لنا وقال: لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رءوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر لَيْسَ عليه قشر، ثم يغطيه الله ويرزقه. هكذا كان أَبُو مُعَاوِيَةَ يقول سواء. وكان وكيع يقول: سوّار- بالراء. (1149) سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار بن قصي [ابن كلاب [2]] القرشي العبدري. أمه امرأة من خزاعة

_ [1] في س: عن سلام ابى شرحبيل وفي أ: عن سلام بن أبى شرحبيل. [2] ليس في أ، س.

سمى هنيدة. كان من مهاجرة الحبشة، ولم يذكره ابن عقبة فيمن هاجر إلى أرض لحبشة، سقط له، وذكره محمد بن إسحاق وغيره. وشهد سويبط بدرا وكان مزاحا يفرط في الدعابة، وله قصة ظريفة [1] مع نعيمان وأبي بكر الصديق نذكرها لما فيها من الظرف وحسن الخلق. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح، عن الزهري، عن وهب ابن عبد بن زمعة، عن أم سلمة قالت: خرج أبو بكر [الصديق رضي الله عنه [2]] في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعام، ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا قد شهدا بدرا، وكان نعيمان على الزاد [3] ، فَقَالَ له سويبط- وكان رجلا مزاحا: أطعمني. فَقَالَ: لا، حتى يجيء أبو بكر. فَقَالَ: أما والله لأغيظنك، فمروا بقوم فَقَالَ لهم سويبط: تشترون مني عبدا؟ قالوا: نعم. قال: إنه عبد له كلام، وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قَالَ لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي. قالوا: بل نشتريه منك. قَالَ: فاشتروه منه بعشر قلائص. قَالَ: فجاءوا فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا. فَقَالَ نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم، وإني حر لست بعبد، قالوا: قد أَخْبَرَنَا خبرك، فانطلقوا به. فجاء أبو بكر فأخبره سويبط، فاتبعهم، فردّ

_ [1] في أ، س: طريفة. [2] ليس في أ، س. [3] في أ: على الزاد له.

(1150) سويبق بن حاطب بن الحارث بن حاطب بن هيشة الأنصاري،

عليهم القلائص، وأخذه، فلما قدموا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبروه. قَالَ: فضحك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه منها حولا. هكذا روى هذا الخبر وكيع، وخالفه غيره، فجعل مكان سويبط نعيمان، وقد ذكرناه في باب النون. وذكر أبو حاتم الرازي سويبط بن عمرو من المهاجرين الأولين، هكذا، ولم يزد، ولا أعرف ما ذكر من ذَلِكَ، وقد جعل من سويبط ثلاثة رجال، وإنما هو واحد، فلله الحمد على توفيقه ونعمه، لا شريك له. (1150) سويبق بن حاطب بن الحارث بن حاطب بن هيشة الأنصاري، قتل يوم أحد شهيدا، قتله ضرار بن الخطاب. (1151) سيابة [1] بن عاصم [السلمي [2]] ، حَدِيثُهُ عِنْدَ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ ابن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه عَنْ جَدِّهِ عَنْ سِيَابَةَ بْنِ عَاصِمٍ السُّلَمِيِّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ حُنَيْنٍ: أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ. فَسُئِلَ هُشَيْمٌ عَنِ الْعَوَاتِكِ، فَقَالَ: أُمَّهَاتٌ كُنَّ لَهُ مِنْ قَيْسٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يَعْنِي جَدَّاتٍ كُنَّ [3] لَهُ لآبَائِهِ وَأَجْدَادِهِ. وَقَدْ رَوَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ سِيَابَةَ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا ابْنُ الْعَوَاتِكِ مِنْ سُلَيْمٍ. وَلا يَصِحُّ ذِكْرُ سُلَيْمٍ فِيهِ. وَالْعَوَاتِكُ جَمْعُ عَاتِكَةَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ فِي ذَلِكَ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: الْعَوَاتِكُ [ثَلاثٌ [4]] مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، إِحْدَاهُنَّ عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ [5] بْنِ مَالِكٍ وَهِيَ جَدَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ [1] في الإصابة: بكسر أوله والتخفيف وبعد الألف موحدة. وضبطه في القاموس بفتح أوله. [2] من أ، س. [3] في س: يعنى جدات له من آبائه وأجداده. وفي أ: يعنى جدات لآبائه وأجداده. [4] من س. وفي أ: الثلاث. [5] في أ، س: أو قص.

(1152) سيار بن روح، أو روح بن سيار،

مِنْ قِبَلِ بَنِي زَهْرَةَ. وَالثَّانِيَةُ: عَاتِكَةُ بِنْتُ هِلالِ بْنِ فَالِجٍ [1] أُمُّ عَبْدِ مَنَافٍ. وَالثَّالِثَةُ: عَاتِكَةُ أُمُّ هَاشِمٍ. وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنِسْوَةٍ أَبْكَارٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ فَأَخْرَجْنَ ثُدِيَّهُنَّ فَوَضَعْنَهَا فِي فِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فدرّت. (1152) سيار بن روح، أو روح بن سيار، هكذا جاء الحديث فيه على الشك من حديث الشاميين، رواه بقية عن مسلم بن زياد قال: رأيت أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك، وفضالة بن عبيد، وأبا المسيب [2] ، وروح بن سيار أو سيار بن روح يرخون العمائم من خلفهم وثيابهم إلى الكعبين. (1153) سيف، من ولد قيس بن معديكرب الكندي، له صحبة. (1154) سيمويه [3] البلقاوي، روى عنه منصور بن صبيح أخو الربيع بن صبيح.

_ [1] في أ: فألح. [2] في أ، س: وأبا المنيب. [3] بوزن سيبويه، كما في التبصير.

حرف الشين

حرف الشين باب شبل (1155) شبل بن خالد، ويقَالَ ابن حامد. ويقَالَ شبل بن خليد. ويقال شبل ابن معبد. قَالَ يَحْيَى بن معين: شبل بن معبد هو أشبه بالصواب، أو قَالَ: هو الصواب. ذكره ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبي هريرة وزيد بن خالد، وشبل عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأمة إذا زنت ولم تحصن [الحديث [1]] ، ولم يتابع ابن عيينة على ذكر شبل في هذا الحديث، ولا له ذكر في الصحابة إلا في رواية ابن عيينة هذه، وحسبك. وقد أوضحنا الصواب في إسناد هذا الحديث في كتاب «التمهيد» والحمد للَّه، فإن كان شبل ابن معبد فهو بجلي من بجيلة، وهو الذي عزل على يده عثمان أبا موسى فيما ذكر مصعب وخليفة، وولاها عبد الله بن عامر، وذلك أنه دخل على عثمان حين لم يكن عنده غير أموي [2] ، فَقَالَ: ما لكم معشر قريش، أما فيكم صغير تريدون أن ينبل، أو فقير تريدون غناه، أو خامل تريدون التنويه باسمه، علام أقطعتم هذا الأشعري العراق يأكلها خضما! فَقَالَ عثمان: ومن لها؟ فأشاروا بعبد الله بن عامر، وهو ابن ست عشرة سنة فولاه حينئذ. وإن كان شبل بن حامد فإنما يروي عن عبد الله ابن مالك الأوسي، وقد بيناه في «التمهيد» ، وليست لشبل بن حامد صحبة [والله أعلم [3]] .

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: غير الأمويين. [3] من أ.

(1156) شبل والد عبد الرحمن بن شبل،

(1156) شبل والد عبد الرحمن بن شبل، روى عنه ابنه عبد الرحمن، لم يرو عنه غيره، وليس بمعروف هو ولا ابنه، ولا يصح، والله أعلم. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن نقرة الغراب [1] في الصلاة. وله حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يوجد نعل قريش [2] في القمامة، ويقَالَ: هذا نعل قريش [2] . وهو حديث منكر لا أصل له. وشبل مجهول. باب شداد (1157) شداد بن أسيد، أو أسيد الأسلمي. والفتح أكثر في اسم أبيه. وشداد ابن أسيد مدني- روى عنه قيظي بن عامر، ولم يحدث بحديثه أحد إلّا زيد ابن الحباب، عن عمر بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ شداد- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: أنت مهاجر حيثما كنت. (1158) شداد بن أوس بن ثابت بن المنذر ابن أخي حسان بن ثابت الأنصاري، يكنى أبا يعلى، نزل الشام بناحية فلسطين ومات بها سنة ثمان وخمسين، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وقيل: بل توفي شداد [بن أوس [3]] سنة إحدى وأربعين. وقيل: بل توفي سنة أربع وستين. قَالَ عبادة بن الصامت: كان شداد بن أوس ممن أوتي العلم والحلم. روى

_ [1] في أ: نقر. وفي النهاية: نقرة الغراب: يريد تخفيف السجود، وأنه لا يمكث فيه إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله. [2] في أ: نعل قرشي. [3] ليس في أ.

(1159) شداد بن شرحبيل الجهني،

عنه أهل الشام. روى الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَشْرَسَ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْتِي الرَّجُلَ الْعِلْمَ وَلا يُؤْتِيهِ الْحِلْمَ، وَيُؤْتِيهِ الْحِلْمَ وَلا يُؤْتِيهِ الْعِلْمَ، وَإِنَّ أَبَا يَعْلَى شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ مِمَّنْ آتَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ والحلم. قال مالك: كان أبو يعلى ابن عم حسان بن ثابت. قَالَ أبو عمر: هكذا قَالَ مالك، وإنما هو ابن أخي حسان بن ثابت الأنصاري، لا ابن عمه. روى عنه ابنه يعلى بن شداد، وأبو الأشعث الصنعاني، وصمرة بن حبيب. (1159) شداد بن شرحبيل الجهني، شامي. روى عنه عياش بن يونس حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه رآه قد وضع يمينه على يساره وهو في الصلاة. حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ إِمْلاءً عَلَيَّ، قال: حدثنا أبو على سعيد ابن عُثْمَانَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، قَالَ: مَهْمَا نَسِيتُ مِنْ شَيْءٍ فَلَمْ أَنْسَ أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَاضِعًا يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى، وَهُوَ فِي الصَّلاةِ قَابِضًا عَلَيْهَا. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَيْسَ لِشَدَّادِ بْنِ شُرَحْبِيلَ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (1160) شداد بن عبد الله القناني، قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ في وفد بلحارث بن كعب سنة عشر مع خالد بن الوليد فأسلم وحسن إسلامه. (1161) شداد بن الهادي الليثي [ثم [1]] العتواري [2] حليف بني هاشم، هو مدني من بني ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. قيل: اسمه أسامة بن عمرو، وشداد لقب، والهادي هو عمرو.

_ [1] من أ. [2] الضبط من اللباب.

قَالَ خليفة بن خياط: هو أسامة بن عمرو. وعمرو هو الهادي بن عبد الله ابن جابر بن بشر [1] بن عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر، وهو أبو عبد الله ابن شداد بن الهادي. وَقَالَ غير خليفة: إنما قيل له الهادي لأنه كان يوقد النار ليلا لمن سلك الطريق للأضياف. وَقَالَ مسلم بن الْحَجَّاجِ: شداد بن الهادي الليثي [يقَالُ [2]] : اسم الهادي أسامة بن عمرو بن عبد الله [بن بر بن عتوارة [3]] بن عامر بن ليث. قَالَ أبو عمر: كان شداد بن الهادي سلفا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأبي بكر، لأنه كانت عنده سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس، وهي أخت ميمونة بنت الحارث لأمهما [4] ، وسكن المدينة ثم تحول منها إلى الكوفة، وداره بالمدينة معروفة. من حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي وهو حامل أحد ابني ابنته، الحسن أو الحسين ... الحديث. وروى عنه ابنه عبد الله بن شداد بن الهادي، وروى عنه ابن أبي عمار. والله أعلم.

_ [1] في أ: بر. [2] ليس في أ. [3] من أ. [4] في أ: لأمها.

باب شراحيل

باب شراحيل (1162) شراحيل بن زرعة الحضرمي، قدم في وفد حضرموت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا. (1163) شراحيل الجعفي. وقيل فيه شرحبيل، والله أعلم، وقد تقدم [1] في باب شرحبيل. وذكر علي بن المديني، عن يونس بن محمد، عن حماد بن زيد، عن مخلد ابن عقبة بن عبد الرحمن بن شراحيل الجعفي، عَنْ جَدِّهِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ شراحيل قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وبكفي سلعة [2] ، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، إن هذه السلعة قد حالت بيني وبين قائم سيفي أن أقبض عليه، وحالت بيني وبين عنان الدابة. فَقَالَ: ادن منى، فدنوت منه، فَقَالَ: افتح كفك، ففتحتها، ثم قَالَ: اقبض كفك [3] فقبضتها، ثم قَالَ: افتح كفك [4] ففتحتها، ثم نفث [5] فيها، ثم لم يزل يطحنها ويدلكها بيده، ثم إنه رفع يده وما أرى لها أثرا. (1164) شراحيل بن مرة الكندي، رَوَى عَنْهُ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ الْكِنْدِيُّ، حَدِيثَهُ عِنْدَ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عن حجر بن عدي، عن شراحيل ابن مرّة الكوفي، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبْشِرْ فَإِنَّ حياتك وموتك معى. (1165) شراحيل المنقري، له صحبة ورواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد في الشاميين. روى عنه أبو يزيد الهوزني.

_ [1] سيأتي بعد على الترتيب الجديد للكتاب. [2] السلعة: غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غمزت باليد تحركت. [3] في أ: يدك. [4] في أ: ثم قال: افتحها ففتحتها. [5] في أ: ثم تنفس فيها.

باب شرحبيل

باب شرحبيل (1166) شرحبيل بن أوس. وقيل أوس بن شرحبيل. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن شرب الخمر مثل حديث معاوية: فإن عاد الرابعة فاقتلوه. وهو منسوخ بالإجماع [1] وبقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث. وبجلده نعيمان أو ابن نعيمان خامسة في الخمر، وإن كان حديثه مرسلا فإنه يعضده الإجماع. (1167) شرحبيل ابن حسنة، وهو شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن عبد الله، من كندة [2] حليف لبني زهرة، يكنى أبا عبد الله [3] ، نسب إلى أمه حسنة، وكانت مولاة لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح. وَقَالَ ابن هشام: وهو شرحبيل بن عبد الله أحد بني الغوث بن مر أخي تميم بن مر. وَقَالَ موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وهو شرحبيل بن عبد الله من بني جمح، وأمه حسنة. وَقَالَ ابن إسحاق: أمه حسنة امرأة عدولية [4] ولاؤها لمعمر بن حبيب ابن وهب بن حذافة بن جمح، تزوجها سفيان، رجل من الأنصار، أحد بنى زريق ابن عامر. ويقَالَ له سفيان بن معمر، لأن معمر بن حبيب الجمحي حالفه وتبناه وزوجه من حسنة، وقد كان لها من غيره شرحبيل، فولدت له جابرا وجنادة

_ [1] في أ: بإجماع. [2] في أ: بن عمرو من كندة. [3] في أ: يكنى أبا عبد الرحمن. [4] عدولى: بلدة بالبحرين.

(1168) شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندي. ويقال شرحبيل ابن السمط بن الأعور بن جبلة الكندي.

ابني سفيان، فلما قدموا من الحبشة نزلوا على قومهم من بني زريق في ربعهم، ونزل شرحبيل مع أخويه لأمه، ثم هلك سفيان وابناه في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يتركوا عقبا. فتحول شرحبيل ابن حسنة إلى بني زهرة، فحالفهم، وذكر باقي خبره. قال الزبير: شرحبيل بن عبد الله بن المطاع تبنته حسنة زوجة سفيان بن معمر ابن حبيب الجمحي، وليس بابن لها، ونسب إليها. قال: وحسنة مولاة لمعمر ابن حبيب، وهي من أهل عدولي [1] من ناحية البحرين، إليها تنسب السفن العدولية. قَالَ أبو عمر: كان شرحبيل ابن حسنة من مهاجرة الحبشة، معدود في وجوه قريش، وكان أميرا على ربع من أرباع الشام [لعمر بن الخطاب رضي الله عنه [2]] . توفي في طاعون عمواس [3] سنة ثمان عشرة، وهو ابن سبع وستين سنة. (1168) شرحبيل بن السمط بن الأسود بن جبلة الكندي. ويقال شرحبيل ابن السمط بن الأعور بن جبلة الكندي. أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان أميرا على حمص لمعاوية، ومات بها، وصلى عليه حبيب بن سلمة. وقيل: إنه مات سنة أربعين. قَالَ أبو عمر: كان شرحبيل بن السمط على حمص، فلما قدم جرير على معاوية رسولا من عند علي رضي الله عنه حبسه أشهرا يتحيّر ويتردّد في أمره،

_ [1] في ى: عدول. [2] ليس في أ. [3] في ياقوت: رواه الزمخشريّ بكسر أوله وسكون الثاني، ورواه غيره بفتح أوله وثانيه وآخره سين مهملة. وهي كورة من فلسطين بالقرب من بيت المقدس.

(1169) شرحبيل بن غيلان بن سلمة الثقفي.

فقيل لمعاوية: إن جريرا قد رد بصائر أهل الشام في أن عليا ما قتل [1] عثمان، ولا بد لك من رجل يناقضه في ذَلِكَ ممن له صحبة ومنزلة، ولا نعلمه إلا شرحبيل ابن السمط، فإنه عدو لجرير. فاستقدمه معاوية، فقدم عليه، فهيأ له رجالا يشهدون عنده أن عليا قتل عثمان، منهم بسر بن أرطأة، ويزيد بن أسد جد خالد بن عبد القسري، وأبو الأعور السلمي، وحابس [2] بن سعد الطائي، ومخارق بن الحارث الزبيدي، وحمزة بن مالك الهمداني، قد واطأهم معاوية على ذَلِكَ، فشهدوا عنده أن عليا قتل عثمان. فلقي جريرا فناظره فأبى أن يرجع. وَقَالَ: قد صح عندي أن عليا قد قتل عثمان، ثم خرج إلى مدائن الشام يخبر بذلك، ويندب إلى الطلب بدم عثمان، وله قصص طويلة، وفيها أشعار كثيرة لَيْسَ كتابنا هذا موضوعا [3] لها، وهو معدود في طبقة بسر بن أرطأة وأبي الأعور السلمي. (1169) شرحبيل بن غيلان بن سلمة الثقفي. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الاستغفار بين كل سجدتين من صلاته- في حديث ذكره، لَيْسَ إسناده مما يحتج به، وكان أحد الخمسة رجال من وجوه ثقيف الذين بعثتهم [4] ثقيف بإسلامهم مع عبد يا ليل، له ولأبيه غيلان بن سلمة صحبة. (1170) شرحبيل الجعفي. وَقَالَ بعضهم فيه: شراحيل. حديثه في أعلام النبوة في قصة السلعة التي كانت به، شكاها إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فنفث

_ [1] في ى: أن عليا قد قتل عثمان. [2] في أ: وجابر بن سعد. [3] في أ: موضعا. [4] في ى: بعثهم.

(1171) شرحبيل الضبابي،

فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضع يده عليها، ثم رفع يده فلم ير لها أثر. روى عنه [ابنه [1]] عبد الرحمن. (1171) شرحبيل الضبابي، ويقَالَ: الحنظلي. يعرف بذي الجوشن، لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، وقد تقدم ذكره في الأذواء في باب الذال. باب شريح (1172) شريح بن الحارث الكندي، أبو أمية القاضي، وهو شريح بن الحارث ابن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرّة ابن أدد الكندي. وقد اختلف في نسبه إلى كندة. وقيل: هو حليف لهم من بني رائش. ونسبه ابن الكلبي فَقَالَ: هو شريح بن الحارث بن قيس بن الجهم بن معاوية بن عامر بن [2] الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مربع [3] بن معاوية بن كندة. قَالَ: وليس بالكوفة من بني الرائش غيرهم، وسائرهم ينسبون في حضرموت. وقد قيل فيه: إنه شريح بن هانئ، وشريح بن شراحيل، ولا يصح إلا شريح بن الحارث. أدرك شريح القاضي الجاهلية، ويعد في كبار التابعين، وكان قاضيا لعمر على الكوفة، ثم لعثمان، ثم لعلي رضي الله عنهم، فلم يزل قاضيا بها إلى زمن

_ [1] من أ. [2] في ى: بن عامر الرائش. [3] في أ: بن مرتع، وهو كندة.

(1173) شريح بن ضمرة المزني.

الحجاج، وكان أعلم الناس بالقضاء، وكان ذا فطنة وذكاء، ومعرفة وعقل ورصانة، وكان شاعرا محسنا، وله أشعار محفوظة في معان حسان، وكان كوسجا سناطا [1] لا شعر في وجهه، وتوفي سنة سبع وثمانين، وهو ابن مائة سنة، وولى القضاء ستين سنة من زمن عمر ألى زمن عبد الملك بن مروان. (1173) شريح بن ضمرة المزني. هو أول من قدم بصدقة مزينة، إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. (1174) شريح بن عامر السعدي، من بني سعد بن بكر. له صحبة، ولّاه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه البصرة، فقتل بناحية الأهواز. (1175) شريح بن هانئ بن يزيد بن الحارث الحارثي بن كعب، جاهلي إسلامي، يكنى أبا المقدام، وأبوه هانئ بن يزيد [2] ، له صحبة، قد ذكرناه في بابه، وشريح هذا من أجلة أصحاب علي رضي الله عنه. (1176) شريح بن أبي وهب الحميري. قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [لبى [3]] حين استوت به [راحلته أو [4]] ناقته، حديثه عند عمرو بن قيس الملائي عن المحكم [5] بن وداعة اليماني، عنه. (1177) شريح الحضرمي. كان من أفضل [6] أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم

_ [1] الكوسج: من لا شعر على عارضيه (الزبيدي) . والسناط- بالكسر والضم: كوسج لا لحية له أصلا، أو الخفيف العارض ولم يبلغ حال الكوسج. أو لحيته في الذقن وما بالعارضين شيء (القاموس) . [2] في أ: وأبوه هاني بن شريك، وهو مخالف لما تقدم في نسبه. [3] من أ. [4] ليس في أ. [5] في أ: المحلم. [6] في أ: أفاضل.

(1178) شريح رجل من الصحابة،

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: ذُكِرَ شُرَيْحٌ الْحَضْرَمِيُّ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك رجل لا يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ [1] ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ فذكره. (1178) شريح رجل من الصحابة، روى عنه أبو وائل، لا أدري أهو أحد هؤلاء أم آخر غيرهم؟ حديثه عند واصل بن حيان الأحدب، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن شريح، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال [2] : يقول الله عز وجل يا بن آدم، امش إلي أهرول إليك ... في حديث ذكره. (1179) شريح رجل من الصحابة، حجازي، رَوَى عَنْهُ أَبُو الزُّبَيْرِ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، سَمِعَاهُ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ، ذَبَحَ اللَّهُ لَكُمْ كُلَّ دَابَّةٍ خَلَقَهَا فِي الْبَحْرِ. قَالَ الزُّبَيْرُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: كَانَ شُرَيْحٌ هَذَا قَدْ أَدْرَكَ النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم: له صحبة.

_ [1] في أ: راشد. [2] في أ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله عز وجل. (م 20- الاستيعاب- ثان)

باب شريك

باب شريك (1180) شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، الأنصاري الأشهلي، هو أخو الحارث بن أنس الذي شهد بدرا، وابنه عبد الله ابن شريك شهد معه أحدا. (1181) شريك بن حنبل العبسي، روى في أكل الثوم مثل حديث أبي هريرة: من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن المسجد [1]-[يعني الثوم [2]] ، روى عنه عمير بن تميم. قالوا: حديثه مرسل، وقد أدخله قوم في المسند. روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ولشريك [3] بن حنبل هذا روايته عن علي. (1182) شريك بن طارق الأشجعي، ويقَالَ الحنظلي التميمي. يقَالَ: إنه له صحبة، ويقال: إن حديثه مرسل. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من زنى نزع عنه الإيمان. وروى أيضا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ما منكم من أحد إلا وله شيطان ... الحديث. ويحدث عن فروة بن نوفل عن عائشة أم المؤمنين، وليس له خبر يدل على لقاء أو رؤية، الا أن خليفة بن خياط ذكره فيمن نزل الكوفة من الصحابة، ونسبه في أشجع بن ريث بن غطفان. ويقَالَ: يكنى أبا مالك.

_ [1] في أ: فلا يقربن مسجدنا. [2] ليس في أ. [3] في ى: وشريك.

(1183) شريك بن عبدة بن مغيث [1] بن الجد بن عجلان البلوى. من ولد يحيى [2] ابن بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة،

وذكر محمد بن سعد، عن الواقدي، في جملة من نزل الكوفة من الصحابة شريك بن طارق الحنظلي التميمي، وذكر له صاحب كتاب الوحدان- وهو الحسين بن محمد بن زياد القباني أبو علي حديثا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يدخل الجنة أحد بعمله ... الحديث. وَقَالَ فيه شريك بن طارق الحنظلي التميمي كما قَالَ الْوَاقِدِيُّ، والأول أصح إن شاء الله تعالى. (1183) شريك بن عبدة بن مغيث [1] بن الجد بن عجلان البلوي. من ولد يحيى [2] ابن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، حليف للأنصار. هو شريك ابن سحماء صاحب اللعان، نسب في ذَلِكَ الحديث إلى أمه، قيل: إنه شهد مع أبيه أحدا، وهو أخو البراء بن مالك لأمه، وهو الذي قذفه هلال بن أمية بامرأته. قيل: إنه أول من لاعن في الإسلام، قاله هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك. (1184) شريك بن عبد عمرو بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي، شهد أحدا هو وأخوه أبو ثابت. باب شهاب (1185) شهاب بن مالك اليمامي [3] ، وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1186) شهاب بن المجنون الجرمي جد عاصم بن كليب. له ولأبيه صحبة [وسماع [4]] ورواية.

_ [1] في أسد الغابة: ابن معتب. [2] في أ: من ولد هني بن بلى. [3] في أ: اليماني. [4] ليس في أ.

باب شيبان

شهاب الأنصاري، سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول: من ستر على كأنما أحياه. فَقَالَ له جابر: لم يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ غيري؟ وغيرك. باب شيبان شيبان بن مالك الأنصاري ثم السلمي. يكنى أبا يحيى، هو جدّ، واسم أبي هبيرة يَحْيَى بن عباد بن شيبان. روى عنه ابنه عباد بن بن ابنه أبو هبيرة يَحْيَى بن عباد. شيبان والد علي بن شيبان. روى عنه ابنه على. حديثه عند أهل اليمامة محمد بن جابر اليمامي. باب الأفراد في حرف الشين شباث [1] بن حديج [2] بن سلامة بن أوس البلوي. حليف لبني حرام ولد ليلة العقبة، وكان أبوه في قول بعضهم أحد السبعين يومئذ، مع بنت عمرو بن عدي [بن سنان [3]] بن نابي الأنصارية، ليست له رواية شبيب بن ذي الكلاع، أبو روح، قَالَ: صليت خلف رسول الله

_ [1] ط؟ من أسد الغابة، والقاموس، قال: كغراب. [2] ، ى: خديج، والصواب من تاج العروس. [3] في أ.

(1192) شبيل بن عوف بن أبى حية [1] ،

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصبح، فقرأ فيها بسورة الروم، وتردد في آية. وحديثه هذا مضطرب الإسناد، روى عنه عبد الملك بن عمير. (1192) شبيل بن عوف بن أبي حية [1] ، أبو الطفيل الأحمسي البجلي، أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأدرك الجاهلية ثم شهد القادسية، لا تصح له رواية ولا صحبة، إنما روايته عن عمر بن الخطاب ومن بعده. قَالَ إسماعيل بن أبي خالد: حَدَّثَنِي شبيل بن عوف، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأدرك الجاهلية، وشهد القادسية. (1193) شجار السلفي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. أخشى أن يكون حديثه مرسلا، روى عنه أبو عيسى. (1194) شجاع بن أبي وهب. ويقَالَ ابن وهب [2] بن ربيعة بن أسد بن صهيب ابن مالك بن كثير بن غم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف لبني عبد شمس، يكنى أبا وهب، شهد هو وأخوه عقبة بن أبي وهب بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعلم لهما رواية. كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وممن قدم المدينة منها حين بلغهم إسلام أهل مكة، وكان رجلا نحيفا طوالا أجنأ [3] ، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين ابن خولى. وشجاع هذا هو الذي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وإلى جبلة بن الأيهم الغساني، واستشهد شجاع هذا يوم اليمامة، وهو ابن بضع وأربعين سنة.

_ [1] في ى: حبة. والمثبت من أ، وأسد الغابة. [2] في أ: وهبان. [3] أجنأ: أشرف كاهله على صدره (القاموس) . وفي ى: أحنى.

(1195) الشريد بن سويد الثقفي.

(1195) الشريد بن سويد الثقفي. وقيل: إنه من حضرموت ولكن عداده في ثقيف. روى عنه ابنه عمرو بن الشريد، ويعقوب بن عاصم، يعد في أهل الحجاز. روى أبو عاصم قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، قَالَ: حَدَّثَنِي عمرو بن الشريد أن أباه أخبره أنه أنشد النبي صَلَّى الله عليه وسلم من شعر أمية ابن أبي الصلت مائة قافية، فَقَالَ: كاد يسلم- يعنى أمية [والله [1]] . (1196) شريط بن أنس بن مالك بن هلال الأشجعي. شهد حجة الوداع مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع فيه خطبته، وكان ردفه يومئذ ابنه نبيط بن شريط، وكلاهما مذكور في الصحابة. (1197) شطب الممدود. يكنى أبا طويل، وهو رجل من كندة، نزل الشام وسكن بها، روى عنه عبد الرحمن بن جبير. حَدَّثَنَا أَبُو القاسم خلف بن القاسم، قال: حدثنا أبو على سعيد بن عثمان ابن السَّكَنِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ [2] بْنُ إِسْمَاعِيلَ [الْمَحَامِلِيُّ [3]] الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيطٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَجَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي الطَّوِيلِ [4] شَطْبٍ الْمَمْدُودِ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال:

_ [1] ليس في أ. [2] في ى: حسن، والمثبت من أ، ولب اللباب. [3] من أ. [4] في أ، أسد الغابة: عن أبى طويل. وانظر الإصابة 2- 149.

(1198) شعيب بن عمرو الحضرمي.

أَرَأَيْتَ رَجُلا عَمِلَ الذُّنُوبَ كُلَّهَا لَمْ يَتْرُكْ مِنْهَا شَيْئًا، وَهُوَ فِي ذَلِكَ لَمْ يَتْرُكْ حَاجَّةً وَلا دَاجَّةً إِلا اقْتَطَعَهَا بِيَمِينِهِ، فَهَلْ لِذَلِكَ مِنْ تَوْبَةٍ؟ قَالَ: هَلْ أَسْلَمْتَ [1] ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُهُ. قَالَ: نَعَمْ، تَفْعَلُ الْخَيْرَاتِ، وَتَتْرُكُ السَّيِّئَاتِ يَجْعَلُهُنَّ اللَّهُ لَكَ كُلَّهُنَّ خَيْرَاتٍ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، فَمَا زَالَ يُكَبِّرُ حَتَّى تَوَارَى. قَالَ أَبُو الْمُغِيرَةِ: سَمِعْتُ مُبَشِّرَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: الْحَاجَّةُ هُوَ الَّذِي يَقْطَعُ الطَّرِيقَ عَلَى الْحَاجِّ إِذَا تَوَجَّهُوا. وَالدَّاجَّةُ الَّذِي يَقْطَعُ الطَّرِيقَ عَلَيْهِمْ إِذَا رَجَعُوا. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لِشَطْبٍ الْمَمْدُودِ أَبِي الطَّوِيلِ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثَ. (1198) شعيب بن عمرو الحضرمي. لا يصح حديثه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يصبغ بالحناء. (1199) شفىّ الهذلي، والد النضر بن شفي. يعد في أهل المدينة. ذكره بعضهم في الصحابة، ولا تصح له صحبة، والله أعلم. (1200) شقران مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: اسمه صالح فيما ذكر خليفة بن خياط، ومصعب. وَقَالَ مصعب: كان شقران عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف، فوهبه لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد الرحمن بن عوف وأعتقه. وَقَالَ عبد الله بن داود الخريبي [2] وغيره: كان رَسُول الله صلّى الله عليه وسلم

_ [1] في أ: هل أسلم؟ [2] في أ: الحديبى.

(1201) شقيق بن سلمة،

قد ورث شقران مولاه من أبيه، فأعتقه بعد بدر، وأوصى به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته، وكان فيمن حضر غسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موته. قَالَ مصعب: وقد انقرض ولد شقران، مات آخرهم بالمدينة في ولاية الرشيد، وكان بالبصرة رجل منهم، فلا أدري أترك عقبا أم لا. وَقَالَ أبو معشر: شهد شقران بدرا، وكان يومئذ عبدا فلم يسهم له. (1201) شقيق بن سلمة، أبو وائل، صاحب ابن مسعود، أدرك الجاهلية قَالَ: بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا شاب ابن عشر حجج، أرعى إبلا لأهلي، وَقَالَ: أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام يومئذ، فكان يأخذ الصدقة من كل خمسين ناقة ناقة، فأتيته بكش فقلت: خذ من هذا صدقته. فَقَالَ: لَيْسَ في هذا صدقة، وروى أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: قَالَ لي شقيق بن سلمة: يا سلمان، لو رأيتنا [1] ، ونحن هراب من خالد بن الوليد يوم براخة، فوقعت عن البعير، فكادت عنقي تندق، فلو مت يومئذ كانت لي النار. قَالَ: وكنت يومئذ ابن إحدى وعشرين سنه. (1202) شكل بن حميد العبسي، من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان. روى عنه ابنه شتير بن شكل، لم يرو عنه غيره، حديثه في الدعاء والاستعاذة. (1203) شماس بن عثمان بن الشريد [بن سويد بن هرمي [2]] المخزومي، من بني عامر بن مخزوم، اسمه عثمان، وشماس لقب غلب عليه، وقد ذكرنا الخبر

_ [1] في أ: رأيتني. [2] من أ.

(1204) شمعون بن يزيد [5] بن خنافة القرظي،

بذلك في باب عثمان، وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس، كان من مهاجرة الحبشة، ثم شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، وكان يوم قتل ابن أربع وثلاثين سنة، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ما وجدت لشماس شبها إلا الجنّة [1] ، يعنى بما يقاتل عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ، وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يرمى ببصرة يمينا ولا شمالا إلا رأى شماسا في ذَلِكَ الوجه يذب بسيفه حتى غشي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فترس بنفسه دونه حتى قتل، فحمل إلى المدينة وبه رمق، فأدخل على عائشة فقالت أم سلمة: ابن عمي يدخل على [2] غيري! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احملوه إلى أم سلمة، فحمل إليها فمات عندها، فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرد إلى أحد، فيدفن هنالك كما هو في ثيابه التي مات فيها بعد أن مكث يوما وليلة إلا أنه لم يأكل ولم يشرب ولم يصل عليه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يغسله. وذكر أبو عبيدة أن شماسا هذا قتل يوم بدر فغلط، وَقَالَ في ذَلِكَ حسان بن ثابت يرثيه ويعزى أخته [فاختة] [3] فيه: اقني حياتك [4] في ستر وفي كرم ... فإنما كان شماس من الناس قد ذاق حمزة سيف الله فاصطبري ... كأسا رواء ككأس المرء شمّاس (1204) شمعون بن يزيد [5] بن خنافة القرظي، من بني قريظة، أبو ريحانة الأنصاري الخزرجي حليف لهم.

_ [1] في هامش ى: بضم الجيم. وفي أ: الحبة. [2] في أ: إلى. [3] من أ. والشعر ليس في ديوان حسان الّذي بأيدينا. [4] في أ: حياءك. [5] في أ: بن زيد، وفي تاج العروس: قال أبو سعيد: هو بإعجام الغين أصح عندي.

(1205) شيبة بن عثمان بن أبى طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى القرشي العبدري الحجبى المكي،

يقال: إنه مولى رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كانت ابنته ريحانة سرية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو مشهور بكنيته، له صحبة وسماع ورواية، وكان من الفضلاء [الأخيار النجباء [1]] الزاهدين في الدنيا [الراجين ما عند الله [1]] ، نزل الشام. روى عنه الشاميون. (1205) شيبة بن عثمان بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري الحجبي المكي، يكنى أبا عثمان. وقيل: أبا صفية، وأبوه عثمان بن أبي طلحة يعرف بالأوقص، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم أحد كافرا. واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى. أسلم شيبة بن عثمان يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وقيل: بل أسلم بحنين. قَالَ الزبير: كان شيبة قد خرج مع رسول الله صلى الله عليه يوم حنين مشركا يريد أن يغتال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأى من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غرة، فأقبل يريده، فرآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا شيبة، هلم لا أم لك. فقذف الله في قلبه الرعب، ودنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووضع يده على صدره، ثم قَالَ: اخسأ [2] عنك الشيطان، فأخذه. [أفكل [3]] ونزع، وقذف الله في قلبه الإيمان، فأسلم، وقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ممن صبر معه يومئذ، وكان من خيار المسلمين، ودفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة، أو إلى ابن عمه

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: أخس. [3] من أ.

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وقال: خذوها خالدة تالدة إلى يوم القيامة يا بني أبي طلحة، لا يأخذها منكم إلا ظالم. قال: فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار. قَالَ أبو عمر: شيبة هذا هو جد بني شيبة حجبة الكعبة إلى اليوم دون سائر الناس أجمعين. وهو أبو صفية بنت شيبة. وتوفي في آخر خلافة معاوية سنة تسع [1] وخمسين. وقيل: بل توفي في أيام يزيد، ذكره بعضهم في المؤلّفة قلوبهم، وهو من فضلائهم.

_ [1] في أسد الغابة: سبع وخمسين.

حرف الصاد

حرف الصاد باب صخر (1206) صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أبو سفيان القرشي الأموي. غلبت عليه كنيته فأخرنا أخباره إلى كتاب الكنى من هذا الديوان. وأمه صفية بنت حزن الهلالية. أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا. وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية، كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم، وأعطى ابنيه: يزيد، ومعاوية، فَقَالَ له أبو سفيان: والله إنك لكريم، فداك أبي وأمي! والله لقد حاربتك فنعم المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرا وشهد الطائف، ورمى [1] بسهم، ففقئت عينه الواحدة، واستعمله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على نجران، فمات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو وال عليها، ورجع إلى مكة فسكنها برهة، ثم رجع إلى المدينة فمات بها. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: أصحابنا ينكرون ولاية أبي سفيان على نجران في حين وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقولون: كان أبو سفيان بمكة وقت وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان عامله على نجران يومئذ عمرو بن حزم. ويقَالَ: إنه فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك. وقيل: إنه كان له كنية أخرى، أبو حنظلة بابن له يسمى حنظلة، قتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم بدر كافرا.

_ [1] في أ: فرمى.

(1207) صخر بن العيلة [1] بن عبد الله بن ربيعة الأحمس،

وتوفى أبو سفيان المدينة سنة ثلاثين فيما ذكر. وقيل: سنة إحدى وثلاثين الواقدي، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وَقَالَ المدائني: توفى أبو سفيان سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان بن عفان. روى عنه عبد الله بن عباس قصته مع هرقل حديثا حسنا. حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا إبراهيم بن موسى بن؟ جميل، حَدَّثَنَا إسماعيل بن إسحاق، حَدَّثَنَا نصر بن علي، حَدَّثَنَا الأصمعي؟ حَدَّثَنَا الحارث بن عمير، عن يونس بن عبيد، قال: كان عتبة بن ربيعة وشيبة ابن ربيعة، وأبو جهل، وأبو سفيان لا يسقط لهم رأي في الجاهلية، فلما جاء الإسلام لم يكن لهم رأي، وتبين عليهم السقوط والضعف والهلاك في الرأي (1207) صخر بن العيلة [1] بن عبد الله بن ربيعة الأحمس، يكنى أبا حازم من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن القوم إذا أحرزوا أموالهم ودماءهم. روى عنه قيس بن أبي حازم. حديثه عند أهل الكوفة، وعداده في الكوفيين وقد قيل: إن عيلة أمه. والعيلة في أسماء [نساء [2]] قريش متكررة [3] . (1208) صخر بن قدامة العقيلي، روى عنه الحسن البصري. (1209) صخر بن قيس، ويقَالَ: الضحاك بن قيس. هو الأحنف بن قيس التميمي السعدي، يكنى أبا بحر، قد تقدّم ذكر نسبه إلى تميم في باب الألف أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يره، ودعا له رسول الله

_ [1] في القاموس: وصخر بن العيلة، أو ككيسة، ويقال أين أبى العيلة. [2] س أ. [3] في أسد الغابة: وأما قول أبى عمر: إن العيلة في أسماء نساء قريش متكررة فلا أعرف فيهن هذا الاسم، إنما فيهن عبلة- بالباء الموحدة، وإليها تنسب العبلات أمية الصغرى، فإن من كان أرادهم فقد وهم لأن هذا بالياء تحتها نقطتان والله أعلم (3-

(1210) صخر بن وداعة الغامدي.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قدم عليه وفد بني تميم فذكروه له. وكان الأحنف عاقلا حليما ذا دين وذكاء وفصاحة ودهاء، لما [1] قدمت عائشة البصرة، أرسلت إليه فأتاها، فقالت: ويحك يا أحنف، بم تعتذر إلى الله من ترك [2] جهاد قتلة أمير المؤمنين عثمان؟ أمن قلة عدد، أو أنك لا تطاع في العشيرة؟ قَالَ: يا أم المؤمنين، ما كبرت السن، ولا طال العهد، وإن عهدي بك عام أول تقولين فيه وتنالين منه. قالت: ويحك يا أحنف! إنهم ماصوه موص [3] الإناء ثم قتلوه. قَالَ: يا أم المؤمنين، إني آخذ بأمرك وأنت راضية، وأدعه وأنت ساخطة. وعمر الأحنف إلى زمن مصعب بن الزبير، وخرج معه إلى الكوفة لقتال المختار، فمات بها، وذلك في سنة سبع وستين، وصلى عليه مصعب بن الزبير، ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وَقَالَ: هذا سيد أهل العراق. ذهبت إحدى عينه يوم الحرة، ودفن بقرب قبر زياد بالكوفة. (1210) صخر بن وداعة الغامدي. وغامد في الأزد [4] . سكن الطائف، وهو معدود في أهل الحجاز. روى عنه عمارة بن حديد، [وعمارة [5]] رجل مجهول لم يرو عنه غير يعلى بن عطاء الطائفي، ولا أعلم لصخر الغامدي غير حديث: بورك لأمتي في بكورها. وهو لفظ رواه جماعة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلم.

_ [1] في أ: ولما. [2] في أ: تركك. [3] الموص: الغسل. أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه ولما أعطاهم ما طلبوا قتلوه (اللسان- ماص) . [4] في أ: في الأسد- وهي لغة في الأزد. [5] من أ.

باب صعصعة

باب صعصعة (1211) صعصعة بن صوحان العبدي. كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلقه ولم يره، صغر عن ذَلِكَ، وكان سيدا من سادات قومه عبد القيس، وكان فصيحا خطيبا عاقلا، لسنا دينا، فاضلا بليغا. يعد في أصحاب على رضي الله عنه. قَالَ يَحْيَى بن معين: صعصعة وزيد وصيحان [1]- بنو صوحان- كانوا خطباء من عبد القيس، قتل زيد وصيحان [1] يوم الجمل، وصعصعة بن صوحان هذا هو القائل لعمر بن الخطاب حين قسم المال الذي بعث به إليه أبو موسى- وكان ألف ألف درهم، وفضلت منه فضلة، فاختلفوا عليه حيث يضعها، فقام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه وَقَالَ: أيها الناس، قد بقيت لكم فضلة بعد حقوق الناس، فما تقولون فيها؟ فقام صعصعة بن صوحان- وهو غلام شاب- فَقَالَ: يا أمير المؤمنين، إنما تشاور [2] الناس فيما لم ينزل الله فيه قرآنا، أمّا ما أنزل الله به من القرآن ووضعه مواضعه فضعه في مواضعه التي وضع الله تعالى فيها. فَقَالَ: صدقت، أنت مني، وأنا منك، فقسمه بين المسلمين. ذكره عمر بن شبة. (1212) صعصعة بن معاوية، عم الأحنف بن قيس. وصعصعة بن معاوية بن حصن [أو حصين [3]] بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث ابن عمرو بن كعب بن سعد بن زبد مناة بن تميم.

_ [1] في أ: وسيحان. [2] في أ: يشاور. [3] من أ.

(1213) صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم.

وقد اختلف في صحبته، والذي عندنا من روايته إنما هو عن عائشة [عن [1]] أبي ذر الغفاري. إلا ما روى عنه أنه قَالَ: قدمت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه ابن أخيه الأحنف بن قيس، والحسن البصري، وابنه عبد ربه؟ صعصعة، وهو أخو جزء [2] بن معاوية عامل عمر بن الخطاب على الأهواز. (1213) صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم. جدّ فرزدق بن غالب بن صعصعة بن ناجية. روى عنه طفيل بن عمرو وابنه عقَال. وروى عنه الحسن إلا أنه قال: اثنى صعصعة عم الفرزدق، وهو عندهم جد الفرزدق الشاعر. واسم الفرزدق؟ بن غالب. وكان صعصعة هذا من أشراف بنى تميم ووجوه بنى مجاشع، كان في الجاهلية يفتدي الموءودات من بني تميم فامتدح الفرزدق [جدّه [3]] لك في قوله: وجدي [4] الذي منع الوائدات ... وأحيى الوئيد فلم توأد [5] باب صفوان (1214) صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحيّ، له أيضا جمحية، من ولد جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي غالب، يكنى أبا وهب، وقيل أبا أميّة، وهما كنيتان له مشهورتان،

_ [1] من أ. [2] في أ: جزى- بفتح الجيم وكسر الزاى وتشديد الياء. [3] من أ. [4] في اللسان: وعمى. [5] في أ، واللسان: يوءد.

ففي الموطأ لمالك، عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصفوان ابن أمية: انزل أبا وهب. وذكر ابن إسحاق، عن أبي جعفر محمد بن علي أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لصفوان بن أمية: يا أبا أمية. وقتل أبوه أمية بن خلف ببدر كافرا، وقتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمه أبي بن خلف بأحد كافرا، طعنه فصرعه فمات من جرحه ذَلِكَ، وهرب صفوان بن أمية يوم الفتح. وفي ذَلِكَ يقول حسان [1] بن قيس البكري يخاطب امرأته فيما ذكر ابن إسحاق وغيره: إنك لو شهدت [2] يوم الخندمة ... إذ فر صفوان وفرّ عكرمة واستقبلتنا بالسيوف المسلمه ... يقطعن [3] كل ساعد وجمجمه ضربا فلا تسمع إلا غمغمة ... لهم نبيب [4] خلفنا وهمهمه [5] لم تنطقي في اللوم [6] أدنى كلمه ثم رجع صفوان إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشهد معه حنينا والطائف، وهو كافر وامرأته مسلمة، أسلمت يوم الفتح قبل صفوان بشهر، ثم أسلم صفوان وأقرا [7] على نكاحهما، وكان عمير بن وهب بن خلف قد استأمن له رسول الله

_ [1] في أ: خناس البكري. وفي اللسان: وقال الراعش لامرأته. ثم قال: وذكر ابن بري أنه حماس بن قيس (اللسان- خندم) ، وانظر هوامش الاستيعاب ورقة 59. [2] في اللسان: شاهدت. [3] في اللسان: يفلقن. [4] في ى: نئيب. وفي اللسان: نهيت. [5] في اللسان: وحمحمة. [6] في ى: النوم. والمثبت من أ. وفي اللسان: باللوم. [7] في أ: فقرا.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين هرب يوم الفتح هو وابنه وهب بن عمير، فآمنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهما، وبعث إليه [مع] [1] وهب بن عمير بردائه أو ببرده أمانا له، فأدركه وهب بن عمير ببرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بردائه، فانصرف معه، فوقف على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وناداه في جماعة الناس: يا محمد، إن هذا وهب بن عمير يزعم أنك آمنتني على أن أسير [2] شهرين. فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزل أبا وهب. فَقَالَ: لا، حتى تبين لي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انزل فلك مسير [3] أربعة أشهر. وخرج معه إلى حنين، واستعاره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلاحا، فَقَالَ: طوعا أو كرها؟ فَقَالَ: بل طوعا، عارية مضمونة، فأعاره. وأعطاه رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم من الغنائم يوم حنين فأكثر. فَقَالَ صفوان: أشهد باللَّه ما طابت بهذا إلا نفس نبي. فأسلم وأقام بمكة. ثم إنه قيل له: من لم يهاجر هلك، ولا إسلام لمن لا هجرة له، فقدم المدينة مهاجرا، فنزل على العباس بن عبد المطلب، وذكر ذَلِكَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا هجرة بعد الفتح. وَقَالَ له: على من نزلت أبا وهب؟ قَالَ: نزلت على العباس. قَالَ: نزلت على أشد قريش لقريش حبا. ثم أمره أن ينصرف إلى مكة، فانصرف إليها، فأقام بها حتى مات. هكذا قَالَ جماعة من أهل العلم بالأخبار والأنساب: إن عمير بن وهب هو الذي جاء صفوان بن أمية برداء [4] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمانا لصفوان.

_ [1] ليس في أ. [2] في أسد الغابة: على أن لي مسير شهرين. [3] في أ: نسير. [4] في أ: ببرد.

وذكر مالك، عن ابن شهاب أن الذي جاء برداء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمانا هو ابن عمه وهب بن عمير. والله أعلم. ووهب بن عمير هو ابن عمير بن وهب، وكان إسلامهما معا ومتقاربا بعد بدر. وقد ذكرنا ذَلِكَ في موضعه، والحمد للَّه. وكانا إسلام صفوان بن أمية بعد الفتح، وكان صفوان بن أمية أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت فيهم الأيسار، وهي الأزلام، فكان لا يسبق بأمر عام حتى يكون هو الذي يجري يسره على يديه، وكان أحد المطعمين، وكان يقَالُ له سداد [1] البطحاء. وهو أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم. وكان من أفصح قريش لسانا. يقَالُ: إنه لم يجتمع لقوم أن يكون منهم مطعمون خمسة إلا لعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف، أطعم خلف، وأمية، وصفوان، وعبد الله، وعمرو، ولم [2] يكن في العرب غيرهم إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، فإن هؤلاء الأربعة مطعمون. وَقَالَ معاوية يوما: من يطعم بمكة من قريش؟ فقالوا: عمرو بن عبد الله بن صفوان. فَقَالَ: بخ ... تلك نار لا تطفأ. وقتل ابنه عبد الله بن صفوان بمكة مع ابن الزبير، وذلك أنه كان عدوا لبني أمية، وكان لصفوان بن أمية أخ يسمى ربيعة بن أمية بن خلف، له مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قصتان رأيت أن أذكرهما، وذلك أن ربيعة بن أميّة ابن خلف أسلم عام الفتح، وكان قد رأى رؤيا فقصّها على عمر، فَقَالَ: رأيت كأني في واد معشب، ثم خرجت [3] منه إلى واد مجدب، ثم انتبهت وأنا في الوادي

_ [1] في أ: شداد. [2] في أ: فلم يكن. [3] في هوامش الاستيعاب: فأفضيت إلى أرض مجدبة.

(1215) صفوان بن أمية بن عمرو [5] السلمي،

المجدب. فَقَالَ عمر: تؤمن ثم تكفر، ثم تموت وأنت كافر. فَقَالَ: ما رأيت شيئا. فَقَالَ عمر: قضى لك كما قضى لصاحبي يوسف. قَالا: ما رأينا شيئا، فَقَالَ يوسف [1] : قضى الأمر الّذي فيه تستفتيان. ثم إنه شرب خمرا، فضربه عمر بن الخطاب [الحد [2]] ، ونفاه إلى خيبر، فلحق بأرض الروم فتنصر، فلما ولى عثمان بعث إليه قاصدا [3] أبا الأعور السلمي، فَقَالَ له: ارجع إلى دينك وبلدك، واحفظ نسبك وقرابتك من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واغسل ما أنت فيه بالإسلام، فكان رده عليه أن تمثّل بيت النابغة: حياك ربي [4] فإنا لا يحل لنا ... لهو النساء وإن الدين قد عزما ومات صفوان بن أمية بمكة سنة اثنتين وأربعين في أول خلافة معاوية. روى عنه ابنه عبد الله بن صفوان، وابن أخيه حميد، وعبد الله بن الحارث، وعامر بن مالك، وطاوس. (1215) صفوان بن أمية بن عمرو [5] السلمي، حليف بني أسد بن خزيمة. اختلف في شهوده بدرا، وشهدها أخوه مالك بن أمية، وقتلا جميعا شهيدين باليمامة، رضى الله عنهما.

_ [1] سورة يوسف: 41. [2] ليس في أ. [3] في أ: قصدا. [4] في أ: حياء ود. والمثبت من الديوان (صفحة 93) . [5] في أ: عمر.

(1216) صفوان ابن بيضاء الفهري، أبو عمرو.

(1216) صفوان ابن بيضاء الفهري، أبو عمرو. والبيضاء أمّه، وهو صفوان ابن وهب بن ربيعة بن هلال [بن أهيب [1]] بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري، أخو سهيل وسهل ابني وهب، المعروفون ببني البيضاء، وهي أمهم، واسمها دعد بنت الجحدم بن أمية بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك. وقيل: اسم البيضاء دعد بنت جحدر [2] بن عمرو بن عايش بن غوث ابن فهر [3] . وأما سهل ابن بيضاء فشهد مع المشركين بدرا في قصة [4] سنذكرها في بابه إن شاء الله، ثم أسلم بعد. وأما سهيل وصفوان فشهدا جميعا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدرا، وقتل صفوان يومئذ ببدر شهيدا، قتله طعيمة بن عدي فيما قَالَ ابن إسحاق. وقد قيل: إنه لم يقتل ببدر، وإنه مات في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين. ويقَالَ: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم آخى بين صفوان بن بيضاء، ورافع ابن عجلان، وقتلا جميعا ببدر. (1217) صفوان بن عبد الرحمن بن صفوان القرشي الجمحي، أتى به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ليبايعه [5] على الهجرة. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا هجرة بعد الفتح. وشفع له العباس، فبايعه. و [نذكر [6]] خبره في باب أبيه [7] عبد الرحمن.

_ [1] من هوامش الاستيعاب الورقة 59. [2] في أ: الجحدم. [3] في أ: بن ظرب بن الحارث بن فهر [4] في أ: لقصة، وقد تقدمت ترجمته على الترتيب الجديد للكتاب. [5] في أ: بالمبايعة. [6] ليس في أ. [7] في أ: ابنه.

(1218) صفوان بن عسال من بنى الربض بن زاهر المرادي.

(1218) صفوان بن عسال من بني الربض بن زاهر المرادي. سكن الكوفة يقَالُ: إنه روى عنه من الصحابة عبد الله بن مسعود. وأما الذين يروون عنه فزر بن حبيش، وعبد الله بن سلمة، وأبو العريف، يقولون: إنه من [بني [1]] جمل [2] بن كنانة بن ناجية بن مراد. (1219) صفوان بن عمرو السلمي، ويقَالَ: الأسلمي. أخو مدلاج وثقف [3] ومالك بني عمرو السلميين أو الأسلميين، شهد صفوان بن عمرو أحدا، ولم يشهد بدرا، وشهدها إخوته. وهم حلفاء بني عبد شمس. (1220) صفوان بن قدامة التميمي، هاجر إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقدم عليه المدينة ومعه ابناه عبد العزي وعبد نهم. فبايعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومد إليه يده، فمسح عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له صفوان: إني أحبّك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب. وَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما اسم ابنيك؟ فَقَالَ: هذا عبد العزى، وهذا عبد نهم. فسمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد العزى عبد الرحمن، وسمى عبد نهم عبد الله، وأقام صفوان بالمدينة حتى مات بها. (1221) صفوان بن محمد روى عنه الشعبي. وقيل محمد بن صفوان. [وقيل: محمد بن صيفي] [4] خرج عنه ابن أَبِي شَيْبَةَ حديثا. (1222) صفوان بن مخرمة القرشي الزهري يقَالُ: إنه أخو المسور بن مخرمة. لم يرو عنه غير ابنه قاسم بن صفوان.

_ [1] ليس في أ. [2] في ى وأسد الغابة: حمل. والمثبت من تهذيب التهذيب. وقال في الخلاصة: جمل: بفتح الجيم والميم. [3] في أ: وثقيف. [4] من أ.

(1223) صفوان بن المعطل بن ربيعة [1] بن خزاعي بن محارب بن مرة بن فالج ابن ذكوان بن ثعلبة [بن بهثة [2]] بن سليم السلمى،

(1223) صفوان بن المعطل بن ربيعة [1] بن خزاعي بن محارب بن مرّة بن فالج ابن ذكوان بن ثعلبة [بن بهثة [2]] بن سليم السلمي، ثم الذكواني، يكنى أبا عمرو. يقَالُ: إنه أسلم قبل المريسيع. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: شهد صفوان بن المعطل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق والمشاهد كلها بعدها [3] ، وكان مع كرز [4] ابن جابر الفهري في طلب العرنيين الذين أغاروا على لقاح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أبو عمر: كان يكون على ساقه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يتخلف بعد عن غزوة غزاها. وَقَالَ سلمة، عن ابن إسحاق: قتل صفوان بن المعطل في غزوة أرمينية شهيدا، وأميرهم يومئذ عثمان بن أبي العاص سنة تسع عشرة في خلافة عمر. وقيل: إنه مات بالجزيرة في ناحية شمشاط، ودفن هناك، والله أعلم. ويقَالَ: إنه غزا الروم في خلافة معاويه فاندقت ساقه، ولم يزل يطاعن حتى مات، وذلك سنة ثمان وخمسين، وهو ابن بضع وستين. وقيل: مات سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية، وله دار بالبصرة في سكة المربد، وكان خيرا فاضلا شجاعا بطلا، وهو الذي قَالَ فيه أهل الإفك ما قالوا مع عائشة، فبرأهما الله مما قالوا.

_ [1] هكذا في ى. وفي أ، وأسد الغابة: ربيضة. وفي الإصابة: رحضة. وفي هوامش الاستيعاب: بعد أن ذكر ما تقدم: وقال فيه الحاكم: رحيضة. [2] من أ. [3] في أ: بعد. [4] في ى: كريز.

(1224) صفوان بن اليمان، أخو حذيفة بن اليمان العبسي.

وَقَالَ محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة: اعترض صفوان بن المعطل حسان بن ثابت بالسيف لما قذفه [1] به من الإفك وضربه، ثم قال: تلق ذباب السيف مني [2] فإنني ... غلام إذا هو جيت لست بشاعر وكان حسان قد عرض بابن المعطل وبمن أسلم من مضر في شعر له ذكره ابن إسحاق، وذكر الخبر في ذلك. (1224) صفوان بن اليمان، أخو حذيفة بن اليمان العبسي. حليف بني عبد الأشهل، شهد أحدا مع أبيه حسيل، وهو اليمان، ومع أخيه [حذيفة [3]] ، وقد ذكرنا خبر أبيه في بابه، والحمد للَّه. (1225) صفوان، أو أبو صفوان [4] ، كذا قالوا فيه على الشك. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان لا ينام حتى يقرأ حم السجدة، وتبارك الذي بيده الملك. روى عنه ابن الزبير. فيه وفي الذي قبله الجمحي نظر، أخشى أن يكونا واحدا. باب صهيب (1226) صهيب بن سنان الرومي، يعرف بذلك لأنه أخذ لسان الروم إذ سبوه وهو صغير، وهو نمري من النمر بن قاسط، لا يختلفون في ذلك.

_ [1] في أ: قرقه. [2] في أ: عنك. [3] ليس في أ. [4] في أسد الغابة: أو ابن صفوان.

قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: وممن شهد بدرا مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من النمر بن قاسط صهيب بن سنان. وفي كتاب البخاري، عن محمد بن سيرين، قَالَ: كان صهيب من [العرب من] [1] النمر بن قاسط. وَقَالَ ابن إسحاق: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن طفيل ابن عامر بن جندلة [بن كعب [2]] بن سعد [بن خزيمة بن كعب بن سعد [3]] ، شهد بدرا، إلى هنا نسبه ابن إسحاق. وَقَالَ: يزعمون أنه من النمر بن قاسط. ونسبه الواقدي، وخليفة بن خياط، وابن الكلبي، وغيرهم، فقالوا: هو صهيب بن سنان بن خالد بن عبد عمرو بن عقيل بن كعب بن سعد. ومنهم من يقول: ابن سفيان بن جندلة بن مسلم بن أوس بن زيد مناة ابن النمر بن قاسط. كان أبوه سنان بن مالك [4] أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة، وكانت منازلهم بأرض الموصل في قرية من شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل، فأغارت الروم على تلك الناحية، فسبت صهيبا وهو غلام صغير، فنشأ صهيب بالروم، فصار ألكن، فابتاعته منهم كلب، ثم قدمت به مكة، فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم، فأعتقه، فأقام معه بمكة حتى هلك عبد الله بن جدعان، وبعث النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

_ [1] من أ. [2] ليس في أ. [3] من أ. وفي هوامش الاستيعاب: ابن خزيمة، بخط كاتب الأصل: جذيمة. [4] في أ: بن خالد.

وأما [أهل [1]] صهيب وولده فيزعمون أنه إنما هرب من الروم حين عقل وبلغ، فقدم مكة، فحالف عبد الله بن جدعان، وأقام معه إلى أن هلك. وكان صهيب فيما ذكروا أحمر شديد الحمرة، لَيْسَ بالطويل ولا بالقصير، وهو إلى القصر أقرب، كثير شعر الرأس. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كان إسلام صهيب وعمار بن ياسر في يوم واحد. حَدَّثَنَا [2] عبد الله بن أبي عبيدة [عَنْ أَبِيهِ [3]] قَالَ: قَالَ عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها، فقلت له: ما تريد؟ فَقَالَ لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت [4] الدخول إلى محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسمع كلامه. قَالَ: فأنا [5] أريد ذَلِكَ. قَالَ: فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثم مكثنا يومنا حتى أمسينا، ثم خرجنا مستخفين، فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا، وهو ابن عم حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، يلتقي حمران وصهيب عند خالد بن عبد عمرو. وحمران أيضا ممن لحقه السباء من سبي عين التمر، يكنى صهيب أبا يَحْيَى. وَقَالَ مصعب بن الزبير [6] : هرب صهيب من الروم، ومعه مال كثير، فنزل مكة، فعاقد عبد الله بن جدعان وحالفه وانتمى إليه، وكانت الروم قد أخذت صهيبا من نينوى، وأسلم قديما، فلما هاجر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم

_ [1] من أ. [2] في أ: حدثني. [3] ليس في أ. [4] في أ: أريد. [5] في أ: وأنا أريد. [6] في أ: مصعب الزبيري.

إلى المدينة لحقه صهيب إلى المدينة، فقالت له قريش: لا تفجعنا بنفسك ومالك، فرد إليهم ماله، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ربح البيع أبا يَحْيَى، وأنزل الله تعالى في أمره [1] : وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله. 2: 207 قَالَ: وأخوه مالك [بن سنان [2]] [لم يذكره أبو عمر في باب مالك بن سنان [3]] . قَالَ أبو عمر: وروى عن صهيب أنه قَالَ: صحبت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يوحى إليه. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة. وروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من كان يؤمن باللَّه واليوم الآخر فليحب صهيبا حب الوالدة لولدها. وذكر الواقدي، قَالَ: أَخْبَرَنَا عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف، عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت، قَالَ: قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب، وذلك للنصف من ربيع الأول، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقباء لم يرم بعد. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير،

_ [1] سورة البقرة: 207. [2] من أ. [3] ليس في أ.

[قَالَ [1]] : حَدَّثَنَا محمود بن غيلان، [قَالَ [2]] : حَدَّثَنَا الفضل بن موسى، حَدَّثَنَا محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عَنْ أَبِيهِ أن عمر ابن الخطاب قَالَ لصهيب: إنك تدعى إلى النمر بن قاسط، وأنت رجل من المهاجرين الأولين ممن أنعم الله عليه بالإسلام. قَالَ صهيب: أما ما تزعم أنى ادعيت إلى النمر ابن قاسط فإن العرب كانت تسبى بعضها بعضا فسبوني، وقد عقلت مولدي وأهلي فباعوني بسواد الكوفة، فأخذت لسانهم، ولو أني كنت من روثة حمار ما ادعيت إلا إليها. وأخبرني سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قالا: حدثنا قاسم ابن أصبغ، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل الصائغ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بن أبي بكير [3] ، حَدَّثَنَا زهير بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن صهيب أن صهيبا كان يكنى أبا يَحْيَى. وزعم أنه كان من العرب، وكان يطعم الطعام الكثير، فَقَالَ له عمر: يا صهيب، مالك تتكنى بأبي يَحْيَى، وليس لك ولد، وتزعم أنك من العرب، وتطعم الطعام الكثير، وذلك سرف في المال؟ فَقَالَ له صهيب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني بأبي يَحْيَى. وأما قولك في النسب فإني رجل من النمر بن قاسط من أنفسهم، ولكني سبيت غلاما صغيرا قد عقلت أهلي وقومي. وأما قولك في الطعام فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول: خياركم من أطعم الطعام، ورد السلام، فذلك الّذي يحملني على أن أطعم.

_ [1] من أ. [2] من أ. [3] في أ: ابن أبى بكرة.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى صُهَيْبٍ حَائِطًا [1] لَهُ بِالْعَالِيَةِ، فَلَمَّا رَآهُ صُهَيْبٌ قَالَ: يَا نَاسُ يَا نَاسُ. فَقَالَ عُمَرُ: لا أَبَا لَهُ! يَدْعُو النَّاسَ! فَقُلْتُ: إِنَّمَا يَدْعُو غُلامًا يُدْعَى يُحَنِّسُ. فَقَالَ عُمَرُ: مَا فِيكَ شَيْءٌ أُعِيبُهُ يَا صُهَيْبُ إِلا ثَلاثَ خِصَالٍ، لَوْلاهُنَّ مَا قَدَّمْتُ عَلَيْكَ أَحَدًا. هَلْ أَنْتَ مُخْبِرِي عَنْهُنَّ؟ قَالَ صُهَيْبٌ: مَا أَنْتَ بِسَائِلِي عَنْ شَيْءٍ إِلا صَدَقْتُكَ عَنْهُ. قَالَ: أَرَاكَ تَنْتَسِبُ عَرَبِيًّا وَلِسَانُكَ أَعْجَمِيٌّ، وَتَتَكَنَّى بِأَبِي يَحْيَى اسْمُ نَبِيٍّ، وَتُبَذِّرُ مَالَكَ. قَالَ: أَمَّا تَبْذِيرِي مَالِي ما أُنْفِقُهُ إِلا فِي حَقِّهِ. وَأَمَّا اكْتِنَائِي بِأَبِي يَحْيَى فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّانِي بِأَبِي يَحْيَى، أَفَأَتْرُكُهَا لَكَ. وَأَمَّا انْتِسَابِي [2] إِلَى الْعَرَبِ فَإِنَّ الرُّومَ سَبَتْنِي صَغِيرًا فَأَخَذْتُ لِسَانَهُمْ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنَ النَّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ لَوِ انْفَلَقَتْ عَنِّي رَوْثَةٌ لانْتَسَبْتُ [3] إِلَيْهَا. حدثنا سعيد [4] بن نصر، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عفان بن مسلم، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا: حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، قَالَ: خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَانْتَثَرَ [5] مَا فِي كِنَانَتِهِ، وَقَالَ لهم: يا معشر قريش، قد تعلمون

_ [1] الحائط: الحديقة. [2] في أ: انتمائي. [3] في أ: لانتميت. [4] في أ: سعد. [5] في أسد الغابة: فنثل كنانته.

أنى من أرماكم، وو الله لا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي، ثُمَّ أَضْرِبُكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخَلِّي عَنْكَ. فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، فَدَلَّهُمْ، وَلَحِقَ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: «وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله وَالله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ» . 2: 207 قَالَ أَبُو عُمَرُ: وَكَانَ صُهَيْبٌ مَعَ فَضْلِهِ وَوَرَعِهِ حَسِنَ الْخُلُقِ مُدَاعِبًا، رَوَيْنَا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِقُبَاءَ، وَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ رُطَبٌ وَتَمْرٌ، وَأَنَا أَرْمَدُ فَأَكَلْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَأْكُلُ [1] التَّمْرَ عَلَى عَيْنِكَ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آكُلُ فِي شِقِّ عَيْنِي الصَّحِيحَةِ. فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ. وَأَوْصَى إِلَيْهِ عُمَرُ بِالصَّلاةِ بِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَتَّفِقَ [2] أَهْلُ الشُّورَى، اسْتَخْلَفَهُ [3] عَلَى ذَلِكَ ثَلاثًا، وَهَذَا مِمَّا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ السِّيَرِ وَالْعِلْمِ بِالْخَبَرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ [4] الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، [قَالَ: [5]] ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ مَرَّ عَلَى سَلْمَانَ، وَصُهَيْبٍ، وَبِلالٍ، فَقَالُوا: مَا أَخَذَتِ السُّيُوفُ مِنْ عنق عدوّ الله مأخذها؟

_ [1] في أ: أتأكل. وفي أسد الغابة: أتأكل التمر وأنت أرمد. [2] في أ: إلى أن تتفق. [3] في أ: واستحلفه. [4] في أ: بن سكن. [5] من أ.

(1227) صهيب بن النعمان،

فَقَالَ لَهُمْ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهَا؟ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالُوا. فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ. فَرَجِعَ فَقَالَ: يَا إِخْوَانِي، لَعَلَّي أَغْضَبْتُكُمْ. فَقَالُوا: يَا أبا بكر يغفر الله لك. وفضائل صهيب، وسلمان، وبلال، وعمار، وخباب، والمقداد، وأبي ذر، لا يحيط بها كتاب، وقد عاتب الله تعالى نبيه فيهم في آيات من الكتاب. ومات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثمانين في شوال. وقيل: مات في سنة تسع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وسبعين سنة. وقيل: ابن تسعين [1] ، ودفن بالبقيع. وروى عنه من الصحابة عبد الله بن عمر، ومن التابعين كعب الأحبار، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأسلم مولى عمر، وجماعة. يعد في المدنيين. (1227) صهيب بن النعمان، روى عنه عبد الله بن يساف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة.

_ [1] ابن سبعين.

باب صيفي

باب صيفي (1228) صيفي بن الأسلت [1] ، أبو قيس الأنصاري، أحد بني وائل بن زيد، كان هو وأخوه وحوح قد سارا إلى مكة مع قريش فسكناها وأسلما يوم الفتح، ذكرهما ابن إسحاق. وذكر الزبير أن أبا قيس [بن [2]] الأسلت الشاعر أخا وحوح لم يسلم، واسمه الحارث بن الأسلت. قَالَ: ويقَالَ عبد الله. وفيما ذكر الزبير وابن إسحاق نظر في أبي قيس. (1229) صيفي بن ربعي بن أوس. في صحبته نظر. شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (1230) صيفي بن سواد بن عباد بن عمرو بن غنم بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري، شهد [بيعة [3]] العقبة الثانية، ولم يشهد بدرا، كذا قَالَ ابن إسحاق صيفي بن سواد بن عمرو. وَقَالَ ابن هشام: هو صيفي بن أسود بن عباد، ثم نسبه كما ذكرنا. (1231) صيفي بن عامر سيد بني ثعلبة، كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا أمره فيه على قومه (1232) صيفي بن قيظي بن عمرو بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاري [الأشهلي [4]] ، هو ابن أخت أبي الهيثم بن التيهان. أمه الصعبة بنت التيهان بن مالك، قتل يوم أحد شهيدا، قتله ضرار بن الخطاب.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: الأسلت عامر بن جشم بن وائل. [2] من أ. [3] ليس في أ. [4] ليس في أ.

باب الأفراد في حرف الصاد

باب الأفراد في حرف الصاد (1233) صالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقال له شقران. غلب عليه ذَلِكَ، والاسم صالح، كان حبشيا [1] عند عبد الرحمن بن عوف، فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقه. (1234) صبيح مولى أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس. قَالَ ابن إسحاق: كان قد تجهز للخروج مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، ثم مرض، فحمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على بعيره أبا سلمة بن عبد الأسد، ثم شهد صبيح المشاهد كلها مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقول موسى بن عقبة في ذَلِكَ مثل قول ابن إسحاق. وقد قيل: إنه لما مرض حمل على بعيره أبا سلمة إلى بدر، لا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حمله. (1235) صبيحة بن الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي. كان من المهاجرين. وهو أحد النفر من قريش الذين بعثهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يحددون أعلام الحرم، وكان عمر قد دعاه إلى صحبته ومرافقته في سفر، فخرج [2] فيه معه. (1236) صحار العبدي، وهو صحار بن صخر. ويقَالَ صحار بن عباس بن شراحيل العبدي، من عبد القيس، يكنى أبا عبد الرحمن، له صحبة ورواية. يعد في أهل

_ [1] في أ: كان حبشيا عبدا لعبد الرحمن وفي أسد الغابة كان حبشيا لعبد الرحمن. [2] في أ: خرج معه فيه. (م 21- الاستيعاب- ثان)

(1237) صدي [1] بن عجلان بن وهب، أبو أمامة الباهلي،

البصرة، وكان بليغا لسنا مطبوع البلاغة مشهورا بذلك. حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأشربة أنه رخص له وهو سقيم أن ينبذ في جرة. وهو الذي قَالَ له معاوية: يا أزرق. قَالَ: البازي أزرق. قَالَ له: يا أحمر. قَالَ: الذهب أحمر، وهو القائل لمعاوية- إذ سأله عن البلاغة- قال: لا تخطىء ولا تبطئ. (1237) صدي [1] بن عجلان بن وهب، أبو أمامة الباهلي، غلبت عليه كنيته، ولا أعلم في اسمه اختلافا. كان يسكن حمص. توفي سنة إحدى وثمانين، وهو ابن إحدى وتسعين سنة. ويقَالَ: مات سنة ست وثمانين. قَالَ سفيان بن عيينة: كان أبو أمامة الباهلي آخر من بقى بالشام من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: قد بقى بالشام بعده عبد الله بن بسر [2] ، هو آخر من مات بالشام من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كان أبو أمامة الباهلي ممن روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأكثر. روى عنه جماعة من التابعين، منهم سليم بن عامر الخبائريّ، والقاسم [3] بن عبد الرحمن، وأبو غالب حزور، وشرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد. وقد ذكرناه في الكنى بأتمّ من هذا.

_ [1] بالتصغير- كما في التقريب. [2] في أسد الغابة: عبد الله بن بشر. [3] في ى: أبو عبد الرحمن.

(1238) صرد بن عبد الله الأزدي.

(1238) صرد بن عبد الله الأزدي. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد قومه، فأسلم وحسن إسلامه، وذلك في سنة عشر، وأمّره رسول الله صلّى الله على من أسلم من قومه، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من قومه من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن. خبره بتمامه في المغازي. (1239) صرمة [1] بن أبي أنس، اسم أبي أنس قيس بن صرمة بن مالك بن عدىّ ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري، يكنى أبا قيس، غلبت عليه كنيته، وربما قَالَ فيه بعضهم: صرمة بن مالك، فنسبه إلى جده، وهو الذي نزلت في سببه وسبب عمر بن الخطاب رضي الله عنه [2] : «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ 2: 187 إلى قوله تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا.. 2: 187. الآية» ، لقصة محفوظة في التفسير، وفي الناسخ والمنسوخ. قَالَ [3] ابن إسحاق: كان رجلا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، واجتنب الحائض [4] من النساء، وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب، وقال: أعبد رب إبراهيم، وأنا على دين إبراهيم. فلم يزل بذلك [5] حتى قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم وحسن إسلامه، وهو شيخ كبير، وكان

_ [1] في أسد الغابة: صرمة بن أنس. وفي القاموس: صرمة بن قيس وابن أنس وابن أبى أنس. [2] سورة البقرة: 187. [3] في أ: قاله أبو إسحاق عن البراء بن عازب، وذكره البخاري عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل، عن أبى إسحاق كان رجلا ... [4] في أ: الحيض. [5] في أ: كذلك.

(1240) صرمة العذري [4] .

قوالا بالحق، يعظم الله في الجاهلية، ويقول أشعارا في ذلك حسنا، فذكر أشعارا منها قوله: يقول أبو قيس وأصبح ناصحا ... ألا ما استطعتم من وصاياي [1] فافعلوا وهي ستة أبيات قد ذكرتها في بابه من الكنى. ومنها قوله أيضا: سبحوا الله شرق كل صباح ... طلعت شمسه وكل هلال وهي خمسة عشر بيتا قد ذكرت أكثرها في بابه في الكنى. وذكر سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد قَالَ: سمعت عجوزا من الأنصار تقول: رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلّم منه هذه الأبيات: ثوى في قريش بضع عشرة حجة ... يذكر لو يلقى صديقا مواسيا [2] ويعرض في أهل المواسم نفسه ... فلم ير من يؤوي ولم ير داعيا فلما أتانا واستقرت به النوى ... وأصبح مسرورا بطيبة راضيا وأصبح ما يخشى ظلامة ظالم [3] ... بعيد ولا يخشى من الناس باغيا بذلنا له الأموال من جل مالنا ... وأنفسنا عند الوغى والتآسيا نعادي الذي عادى من الناس كلهم ... جميعا وإن كان الحبيب المواتيا ونعلم أن الله لا شيء غيره ... وأن كتاب الله أصبح هاديا (1240) صرمة العذري [4] . روى عنه ربيعة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سبي بني المصطلق وقصة العزل نحو حديث أبي سعيد الخدري في ذلك.

_ [1] في أ: وصاتى. [2] في أسد الغابة: مواتيا. [3] في أسد الغابة: وأصبح لا يخشى عبارة واحد، قريبا. [4] في أ. صرفة.

(1241) الصعب بن جثامة بن قيس الليثي،

(1241) الصعب بن جثامة بن قيس الليثي، من بني عامر بن ليث، وهو أخو مسلم بن جثامة، كان ينزل ودان من أرض الحجاز. مات في خلافة أبي بكر الصديق. روى عنه عبد الله بن عباس، وشريح بن عبيد الحضرميّ. (1242) صلصال [1] بن الديلمة، سقط لأبي عمر فألحقه الفقيه أبو علي. وروى عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال أمتي في فسحة ... الحديث. (1243) صلصل بن شرحبيل، لا أقف على نسبه. له صحبة، ولا أعلم له رواية، وخبره مشهور في إرسال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه إلى صفوان بن أمية وسبرة العنبري، ووكيع الدارمي، وعمرو بن المحجوب العامري، وعمرو بن الخفاجي من بني عامر، وهو أحد رسله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1244) صلة بن الحارث الغفاري. معدود في المصريين. وهو الّذي قال لسليم ابن عنز التجيبي- إذ قام يقص على الناس ويعظهم: ما تركنا عهد نبينا، ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا. وحديثه هذا عند عبد الرحمن المقري، عن حيوة بن شريح، عن الحجاج ابن شداد الصنعاني، عن أبي صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاريّ- أنّ سليم ابن عنز [2] كان يقص على الناس، فَقَالَ له صلة بن الحارث الغفاريّ- وكان

_ [1] هذه الترجمة كلها ليست في أ. وفي أسد الغابة، والإصابة: الصلصال بن الدلهمس. [2] في أ: عتر.

(1245) الصنابح بن الأعسر الأحمسي،

من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: والله ما تركنا عهد نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الخبر. (1245) الصنابح بن الأعسر الأحمسي، له صحبة، وهو معدود في أهل الكوفة من الصحابة. روى عنه قيس بن أبي حازم، لم يرو عنه غيره، وليس هو الصنابحي الذي روى عن أبي بكر الصديق الذي يروى عنه عطاء بن يسار في فضل الوضوء، وفي النهي عن الصلاة في الأوقات الثلاثة، وذلك [1] لا تصح له صحبة. وقد بينا القول فيه في كتاب التمهيد والاستذكار أيضا، وذكرناه أيضا في باب عبد الرحمن من هذا الكتاب، وهو الصنابحي، منسوب إلى قبيلة من اليمن. وهذا الصنابح اسم لا نسب، ونسبه في أحمس، وذلك تابعي، وهذا له صحبة، وذلك معدود في أهل الشام، وهذا كوفي له صحبة ورواية. (1246) صواب، رجل من الصحابة. وكان لا يضع خوانه إلا دعا يتيما أو يتيمين.

_ [1] في أذاك، وفي أسد الغابة: ذلك.

حرف الضاد

حرف الضاد باب الضحاك (1247) الضحاك بن أبي جبيرة، [وقيل أبو جبيرة بن الضحاك [1]] ، روى عنه الشعبي، واختلف فيه على الشعبي، فَقَالَ حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن الضحاك بن أبي جبيرة، قَالَ: كانت الألقاب ... وذكر الحديث. وروى بشر بن المفضل، وإسماعيل بن علية، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن أبي جبيرة بن الضحاك، قَالَ: فينا نزلت [2] : وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ. 49: 11 [وذكر الحديث [3]] . وَقَالَ قوم: إن الضحاك بن أبي جبيرة هو الضحاك بن خليفة المتقدم [4] ذكره، والله أعلم. (1248) الضحاك بن حارثة بن زيد [بن حارثة [5]] بن ثعلبة بن عبيد بن عدىّ ابن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. شهد العقبة، ثم شهد بدرا. (1249) الضحاك بن خليفة الأنصاري الأشهلي، هو ابن خليفة بن ثعلبة بن عدىّ ابن كعب بن عبد الأشهل. شهد أحدا، وتوفي في آخر خلافة عمر بن الخطاب

_ [1] ليس في أ. [2] سورة الحجرات: 11. [3] من أ. [4] سيأتي بعد، على حسب ترتيبنا للكتاب. [5] من أ.

(1250) الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبى بكر بن كلاب الكلبي،

رضي الله عنه، وهو أبو ثابت بن الضحاك، وأبو أبي جبيرة [1] بن الضحاك، ولهما أخت تسمى نبيشة [2] ، وكلهم بنو الضحاك بن خليفة، وهو الذي تنازع مع محمد بن مسلمة في الساقية، وارتفعا إلى عمر، فَقَالَ عمر لمحمد بن مسلمة: والله ليمرن بها ولو على بطنك. وقيل [3] : إن أول مشاهده غزوة بني النضير، ولا أعلم له رواية. (1250) الضحاك بن سفيان بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب الكلبي، يكنى أبا سعيد. معدود في أهل المدينة، كان ينزل باديتها. وقيل: كان نازلا بحرة [4] ، وولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه، وكتب إليه أن يورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها، وكان قتل أشيم خطأ، وشهد بذلك الضحاك بن سفيان عند عمر بن الخطاب، فقضى به وترك رأيه. وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية، وأمر عليهم الضحاك بن سفيان هذا، فذكره عباس بن مرداس في شعره، فقال: إن الذين وفوا بما عاهدتهم ... جيش بعثت عليهم الضحاكا أمرته ذرب السنان كأنه ... لما تكنفه [5] العدو يراكا طورا يعانق باليدين وتارة ... يفرى الجماجم صارما [6] بتّاكا

_ [1] في أ: جبير. [2] في أ: بثينة. [3] في أ: ويقال. [4] في أ: بنجدة. وفي أسد الغابة: وكان ينزل في بادية المدينة، وقال ابن سعد: كان ينزل نجدا في موالي ضرية. [5] في أسد الغابة والإصابة: لما تكشفه العدو. [6] في أسد الغابة: حازما.

وكان الضحاك بن سفيان الكلابي أحد الأبطال، وكان يقوم على رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوشحا سيفه، وكان يعد بمائة فارس وحده. وله خبر عجيب مع بني سليم، ذكره أهل الأخبار: روى [1] الزبير بن بكار قَالَ: حدثتني ظمياء بنت عبد العزيز بن موالة بن كثيف [بن حجل بن خالد [2]] الكلابي، قالت: حَدَّثَنِي أبي عن جدي موءلة بن كثيف. قَالَ: حَدَّثَنِي أبي عن جدي موءلة بن كثيف بن جمل [3] بن خالد الكلابي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان سياف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما على رأسه متوشحا بسيفه، وكانت بنو سليم في تسعمائة، فَقَالَ لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل لكم في رجل يعدل مائة يوفيكم ألفا، فوافاهم بالضحاك بن سفيان. وكان رئيسهم، فَقَالَ عباس بن مرداس المعنى [4] المذكور في الخبر [5] : نذود أخانا عن أخينا ولو نرى ... وصالا [6] لكنا الأقربين نتابع نبايع بين الأخشبين وإنما ... يد الله بين الأخشبين تبايع عشية ضحاك بن سفيان معتص ... لسيف رَسُول اللَّهِ والموت واقع وروى عنه سعيد بن المسيب، والحسن البصري.

_ [1] في أ: ذكر. [2] من أ. [3] في أ: جميل، وفي القاموس: حمل. [4] في أ: بمعنى مذكور في الخبر. [5] هذه الأبيات مضطربة مصحفة في ى، وقد صححناها من أ، ومن سيرة ابن هشام (4- 1. 1) . [6] في أ: مهزا، وفي السيرة: مصالا.

(1251) الضحاك بن عبد عمرو بن مسعود [بن كعب [1]] بن عبد الأشهل ابن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري.

(1251) الضحاك بن عبد عمرو بن مسعود [بن كعب [1]] بن عبد الأشهل ابن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري. شهد بدرا مع أخيه النعمان بن عبد عمرو وشهد أحدا. (1252) الضحاك بن عرفجة السعدي التميمي، أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من فضة فأنتن، قَالَ: فسألت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأمرني أن أتخذ أنفا من ذهب. هكذا قَالَ عبد الله بن عرادة، عن عبد الرحمن بن طرفة، عن الضحاك بن عرفجة، وَقَالَ ثابت بن زيد أبو زيد، عن أبي الأشهب، عن عبد الرحمن بن طرفة، عَنْ أَبِيهِ طرفة، أنه أصيب أنفه يوم الكلاب، فذكر مثله سواء. وَقَالَ ابن المبارك، عن جعفر بن حبان [2] ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن طرفة عن [3] عرفجة عَنْ جَدِّهِ- يعني عرفجة- أنه أصيب أنفه يوم الكلاب ... مثله سواء. فقوم جعلوا القصة للضحاك، وقوم جعلوها لطرفة، وقوم جعلوها لعرفجة، وهو الأشبه عندي. والله أعلم. وقد تقدم في باب صخر بن قيس أنّ الأحنف ابن قيس أيضا اسمه الضحاك بن قيس. (1253) الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة [4] ابن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشي الفهرىّ، يكنى أبا أنيس. وقيل

_ [1] من أ. [2] في أ: حيان. [3] في أ: بن. [4] في ى: وائل، والمثبت من أ، وأسد الغابة، وتهذيب التهذيب.

أبو عبد الرحمن- قاله خليفة. والأول قول الواقدي. وهو أخو فاطمة بنت قيس، وكان أصغر سنا منها. يقَالُ: إنه ولد قبل وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسبع سنين ونحوها، وينفون سماعه من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والله أعلم. كان على شرطة معاوية، ثم صار عاملا له على الكوفة بعد زياد، ولاه عليها معاوية سنة ثلاث وخمسين، وعزله سنة سبع، وولى مكانه عبد الرحمن ابن أم الحكم، وضمه إلى الشام، وكان معه حتى مات [معاوية [1]] ، فصلى عليه، وقام بخلافته حتى قدم يزيد بن معاوية، فكان مع يزيد وابنه معاوية إلى أن ماتا [2] ، ووثب مروان على بعض الشام، فبويع له، فبايع الضحاك بن قيس أكثر أهل الشام لابن الزبير، ودعا له، فاقتتلوا، وقتل الضحاك بن قيس، وذلك بمرج راهط. ذكر المدائني في كتاب المكايد له، قَالَ: لما التقى مروان والضحاك بمرج راهط اقتتلوا، فَقَالَ عبيد الله بن زياد لمروان: إن فرسان قيس مع الضحاك ولا تنال منه ما تريد إلا بكيد، فأرسل إليه فاسأله الموادعة حتى تنظر في أمرك، على أنك إن رأيت البيعة لابن الزبير بايعت. ففعل، فأجابه الضحاك إلى الموادعة، وأصبح أصحابه قد وضعوا سلاحهم، وكفّوا عن القتال، فقال عبيد الله ابن زياد لمروان: دونك. فشد مروان ومن معه على عسكر الضحاك على غفلة

_ [1] من أ. [2] في أ: إلى مات يزيد، ومات بعده معاوية بن يزيد ووثب.

باب ضرار

وانتشار منهم، فقتلوا من قيس مقتلة عظيمة. وقتل الضحاك يومئذ. قَالَ: فلم يضحك رجال من قيس بعد يوم المرج حتى ماتوا. وقيل: إن المكيدة من عبيد الله بن زياد كايد بها الضحاك، وَقَالَ له: مالك والدعاء لابن الزبير، وأنت رجل من قريش، ومعك الخيل، وأكثر قيس، فادع لنفسك، فأنت أسن منه وأولى، ففعل الضحاك ذَلِكَ، فاختلف عليه الجند، وقاتله مروان فقتله. والله أعلم. وكان يوم المرج حيث قتل الضحاك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين. روى عنه الحسن البصري، وتميم بن طرفة، ومحمد بن سويد الفهري، وميمون بن مهران، وسماك بن حرب، فحديث الحسن عنه في الفتن، وحديث تميم عنه في ذم الدنيا وإخلاص العمل للَّه عز وجل. باب ضرار (1254) ضرار بن الأزور بن مرداس بن حبيب بن عمرو بن كثير بن عمرو ابن شيبان الأسدي. وقيل: ضرار بن الأزور، واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة [1] بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة [بن أسد [2]] بن دودان بن أسد، يكنى أبا الأزور الأسدي. ويقَالَ أبو بلال، والأول أكثر. كان فارسا شجاعا

_ [1] هكذا في أ، وأسد الغابة، وفي ى: بن أنيس بن خزيمة. وفي الإصابة: بن أوس ابن خزيمة. [2] من أ.

شاعرا مطبوعا، استشهد يوم اليمامة، ولما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم قال: تركت الخمور وضرب القداح ... واللهو تعللة [1] وانتهالا فيا رب لا تغبنن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا ومنهم من ينشدها [2] : خلعت القداح وعزف القيان ... والخمر أشربها والثمالا وكري المحبر [3] في غمرة ... وجهدي على المشركين القتالا وقالت جميلة بددتنا [4] ... وطرحت أهلك شتى شمالا فيا رب لا أغبنن صفقتي ... فقد بعت أهلي ومالي بدالا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما غبنت صفقتك يا ضرار. وهو الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، ذكره ابن شهاب. وضرار بن الأزور كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى بني الصيداء وبعض بني الديل. من حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: احلب هذه الناقة ودع داعي [5] اللبن. قَالَ موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: قتل ضرار بن الأزور يوم أجنادين

_ [1] في أ: تقلبة. [2] البيت الثاني من البيتين السابقين والبيت الأول من الأبيات الآتية ليسا في أ. [3] المحبر: فرس ضرار بن الأزور- كما في اللسان. وفي الأصول كلها: المجبر. [4] في أسد الغابة: شتتنا. [5] في أ: دواعي.

(1255) ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو ابن شيبان [1] بن محارب بن فهر القرشي الفهري.

في خلافة أبي بكر، وَقَالَ غيره: توفي ضرار بن الأزور في خلافة عمر بالكوفة. وذكر الواقدي قَالَ: قاتل ضرار بن الأزور يوم اليمامة قتالا شديدا حتى قطعت ساقاه جميعا، فجعل يحبو على ركبتيه ويقاتل، وتطؤه الخيل حتى غلبه الموت. وقد قيل: مكث ضرار باليمامة مجروحا، ثم مات قبل أن يرتحل خالد بيوم. قَالَ: وهذا أثبت عندي من غيره. (1255) ضرار بن الخطاب بن مرداس بن كثير بن عمرو بن حبيب بن عمرو ابن شيبان [1] بن محارب بن فهر القرشي الفهري. كان أبوه الخطاب بن مرداس رئيس بني فهر في زمانه، وكان يأخذ المرباع لقومه، وكان ضرار بن الخطاب يوم الفجار على بني محارب بن فهر، وكان من فرسان قريش وشجعانهم وشعرائهم المطبوعين المجودين حتى قالوا: ضرار ابن الخطاب فارس قريش وشاعرهم، وهو أحد الأربعة الذين وثبوا الخندق. قَالَ الزبير بن بكار: لم يكن في قريش أشعر منه، ومن ابن الزبعري. قَالَ الزبير: ويقدمونه على ابن الزبعى، لأنه أقل منه سقطا وأحسن صنعة. قَالَ أبو عمر: كان ضرار بن الخطاب من مسلمة الفتح، ومن شعره في يوم الفتح قوله: يا نبي الهدى إليك لجا ... حي قريش وأنت [2] خير لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأرض ... وعاداهم إله السماء والتقت حلقنا البطان على القوم ... ونودوا بالصيلم الصلعاء إن سعدا يريد قاصمة الظهر ... بأهل الحجون والبطحاء

_ [1] في الإصابة: بن سفيان. [2] هكذا في ى، وأسد الغابة، وفي أ، والإصابة: ولات حين.

باب ضمرة

وتمام هذا الشعر في باب سعد بن عبادة من هذا الكتاب. وَقَالَ ضرار بن الخطاب يوما لأبي بكر الصديق: نحن كنا لقريش خيرا منكم، أدخلناهم الجنة وأوردتموهم النار. واختلف الأوس والخزرج فيمن كان أشجع يوم أحد، فمرّ بهم ضرار ابن الخطاب فقالوا: هذا شهدها، وهو عالم بها، فبعثوا إليه فتى منهم، فسأله عن ذَلِكَ، فَقَالَ: لا أدري ما أوسكم من خزرجكم، ولكني زوجت يوم أحد منكم أحد عشر رجلا من الحور العين. باب ضمرة (1256) ضمرة بن ثعلبة البهزي، ويقَالَ النصري. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تزالون بخير ما لم تحاسدوا. روى عنه أبو بحريّة السكونيّ، ويحيى ابن جابر الطائي. ويعد في الشاميين. (1257) ضمرة بن عمرو. ويقَالَ ضمرة بن بشر. والأكثر يقولون: ضمرة بن عمرو [بن كعب [1]] بن عدي الجهني. حليف لبني طريف من الخزرج. وقيل: حليف لبني ساعدة من الأنصار. وَقَالَ موسى بن عقبة: هو مولى لهم، شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا. (1258) ضمرة بن عياض الجهني، حليف لبني سواد من الأنصار، شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة شهيدا، وهو ابن عم عبد الله بن أنيس.

_ [1] ليس في أسد الغابة.

(1259) ضمرة بن العيص [1] بن ضمرة بن زنباع الخزاعي.

(1259) ضمرة بن العيص [1] بن ضمرة بن زنباع الخزاعي. روى هشيم عن أبي بشير [2] ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى [3] : وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100- قَالَ: كان رجل من خزاعة يقَالُ له ضمرة ابن العيص بن ضمرة بن زنباع لما أمروا بالهجرة كان مريضا، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره، ويحملوه إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: ففعلوا فأتاه الموت، وهو بالتنعيم، فنزلت هذه الآية. وقد قيل في ضمرة هذا أبو ضمرة بن العيص هكذا. وقد ذكرنا من قَالَ ذَلِكَ في الكنى، والصحيح أنه ضمرة لا أبو ضمرة. وروينا عن يزيد بن أبي حكيم عن [الحكم بن [4]] أبان، قَالَ: سمعت عكرمة يقول: [اسم الرجل [4]] الذي خرج من بيته مهاجرا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ضمرة بن العيص. قَالَ عكرمة: طلبت اسمه أربع عشرة سنة حتى وقفت عليه [5] . (1260) ضمرة بن غزية [6] بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، شهد أحدا مع أبيه، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا. باب ضميرة 1- ضميرة بن حبيب، ويقَالَ ضميرة بن جندب، ويقَالَ ضميرة ابن أنس. خرج مهاجرا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وقال لأهله: اخرا من أرض المشركين إلى أرض المسلمين. فمات قبل أن يصل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فنزلت: وَمن يَخْرُجْ من بَيْتِهِ مُهاجِراً ... 4: 100 الآية. قاله أشعث عن عكرمة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، ويقَالَ: إن الذي نزلت فيه الآية ضمرة بن العيص. ويقَالَ: بل هو العيص بن ضمرة بن زنباع. هذا قول سعيد بن جبير. وَقَالَ ابن جريج، عن عكرمة: هو جندب بن ضمرة الجندعي، هذا كله قد قيل في الذي نزلت فيه هذه الآية. 2- ضميرة بن سعد السلمي ويقَالَ الضمري. هو جد زياد بن سعيد بن ضميرة. مخرج حديثه عن أهل المدينة وعداده فيهم. روى عنه ابنه سعد بن ضميرة من حديث محمد بن جعفر بن الزبير، عن زياد بن سعد بن ضميرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، في قصة محلم بن جثامة. 3- ضميرة بن أبي ضميرة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له ولأبيه أبي ضميرة صحبة، وهو جد حسين بن عبد الله بن ضميرة. يعد في أهل المدينة. ذكر ابن وهب قَالَ: أخبرني ابن أبي ذئب، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ ضميرة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر بأم ضميرة وهي تبكي فَقَالَ: ما يبكيك؟ أجائعة أنت أم عارية؟ قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فرق بيني وبين ابني. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يفرق بين والدة وولدها. ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فابتاعه منه.

_ [1] في أ: الفيض. وفي أسد الغابة، والإصابة: ابن أبى العيص. وقيل ابن العيص. [2] في أ: أبى بشر. [3] سورة النساء: 99. [4] من أ. [5] في أ: وقعت. [6] في أسد الغابة: عرنة.

باب الأفراد في حرف الضاد

باب الأفراد في حرف الضاد (1261) ضماد الأزدي، من أزد شنوءة، كان صديقا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية، وكان رجلا يتطبب ويرقى، ويطلب العلم، أسلم في أول الإسلام. روى حديثه ابن عباس، وفيه خطبة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر حديثه يَحْيَى بن سعيد الأموي، عن ابن إسحاق، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كان رجل من أزد شنوءة يقَالُ له ضماد، وكان يرقى ويداوي من الريح، فقدم مكة في أول الإسلام فذكر الحديث، قد كتبته في غير هذا الموضع بتمامه. وروى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن جبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبو بكر بعثا، فمروا ببلاد صماد، فلما جاوزوا تلك الأرض وقف أميرهم فَقَالَ: أعزم على كل رجل أصاب شيئا من أهل هذه الأرض إلا رده. فقالوا: أصلح الله الأمير، ما أصبنا منها شيئا. قَالَ: وجاء رجل منهم بمطهرة فَقَالَ: إني أصبت هذه. فَقَالَ: ارددها، إن هؤلاء قوم ضماد الذي بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وشرف وكرم [1]] . (1262) ضمام بن ثعلبة، أحد بني سعد بن بكر السعدي، ويقَالَ التميمي، وليس بشيء، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعثه بنو سعد بن بكر وافدا. قيل:

_ [1] ليس في أ.

إن ذَلِكَ في سنة خمس، قاله محمد بن حبيب وغيره. وذكر ابن إسحاق قدوم ضمام بن ثعلبة ولم يذكر العام. وقيل: كان قدومه في سنة سبع. وقيل في سنة تسع، ذكره ابن هشام عن أبي عبيدة- فساءله عن الإسلام فأسلم، ثم رجع إليهم، فأسلموا، وفي حديثه وصف الإسلام ودعائمه، وأنه من أتى بها دخل الجنة. روى حديثه ابن عباس، وأبو هريرة، وأنس بن مالك، وطلحة بن عبيد الله، ولم يسمه طلحة، كلها طرق صحاح، وقد ذكرتها في التمهيد. ومن أكملها حديث ابن عباس قَالَ: بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدم عليه، وأناخ بعيره على باب المسجد، ثم عقله ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالس في المسجد في أصحابه، وكان ضمام بن ثعلبة رجلا جعد الشعر [1] ذا غديرتين- قَالَ: فأقبل حتى وقف على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في أصحابه، فَقَالَ: أيكم ابن عبد المطلب؟ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا ابن عبد المطلب. قَالَ: محمد؟ قَالَ: نعم. قَالَ: يا بن عبد المطلب. أني سائلك ومغلظ عليك في المسألة، فلا تجدن في نفسك. قَالَ: لا أجد في نفسي، سل عما بدا لك. قَالَ: أنشدك باللَّه إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، الله أمرك أن نعبده [2] وحده لا نشرك [2] به شيئا، وأن نخلع هذه الأوثان التي كان آباؤنا يعبدون معه. قَالَ: اللَّهمّ نعم. قَالَ: فأنشدك باللَّه إلهك وإله من كان قبلك، وإله من هو كائن بعدك، الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس؟ قَالَ: اللَّهمّ نعم. قَالَ: ثم جعل

_ [1] في أ: جلدا أشعر. [2] الرواية في ابتاء الخطاب: تعبده ... لا تشرك به.

يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة: الزكاة، والصيام، والحج، وشرائع الإسلام، كلها يناشده عند كل فريضة كما يناشده في التي قبلها. حتى إذا فرغ قَالَ: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول اللَّهِ، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، لا أزيد ولا أنقص. قَالَ: ثم انصرف إلى بعيره، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة. قَالَ: فأتى بعيره، فأطلق عقاله، ثم خرج حتى قدم على قومه، فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قَالَ: بئست اللات والعزى! قالوا: مه يا ضمام، اتق البرص، اتق الجذام، اتق الجنون. قَالَ: ويلكم! إنهما والله ما تضران وما تنفعان، وإن الله قد بعث رسولا، وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما آمركم به وأنهاكم عنه، قال: فو الله ما أمسى من ذَلِكَ اليوم في حاضرته من رجل ولا امرأة إلا مسلما. قَالَ ابن عباس: فما سمعنا بوافد قط كان أفضل من ضمام بن ثعلبة. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ نُوَيْفِعٍ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ- أَنَّ ضِمَامَ بْنَ ثَعْلَبَةَ أَخَا بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ لَمَّا أَسْلَمَ سَأَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فَرَائِضِ الإِسْلامِ، فَعَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِنَّ، ثُمَّ الزَّكَاةَ، ثُمَّ صِيَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ حَجَّ الْبَيْتِ، ثُمَّ أَعْلَمَهُ بِمَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ، وَسَأَفْعَلُ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ. وَلا أَزِيدُ وَلا أَنْقُصُ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة.

حرف الطاء

حرف الطاء باب طارق (1263) طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي، والد أبي مالك الأشجعي، واسم أبي مالك سعد بن طارق. روى عنه ابنه أبو مالك. يعد في الكوفيين، ذكرته طائفة في الصحابة. (1264) طارق بن زياد، حديثه عند سماك بن حرب، عن ثوبان بن سلمة، عن طارق بن زياد، قَالَ قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن لنا كرما ونخلا ... الحديث. (1265) طارق بن سويد الحضرمي [1] ، ويقَالَ: سويد بن طارق. له صحبة. حديثه في الشراب- يعني الخمر- حديث صحيح الإسناد. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، [قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ [2]] ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ سُوَيْدٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ بِأَرْضِنَا أَعْنَابًا نَعْتَصِرُهَا، فَنَشْرَبُ مِنْهَا؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: إِنَّا نَسْتَشْفِي مِنْهَا لِلْمَرِيضِ. قَالَ: لَيْسَ بالشفاء، ولكنه داء. (1266) طارق بن شريك. له حديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخشى أن يكون مرسلا، لأنه قد روى عن فروة بن نوفل. روى عنه زياد بن علاقة، وعبد الملك بن عمير. يعدّ في الكوفيين.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: الأحمسي، ويقال الجعفي. [2] من ت.

(1267) طارق بن شهاب البجلي الكوفي،

(1267) طارق بن شهاب البجلي الكوفي، أبو عبد الله، ينسب طارق بن شهاب ابن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم- في أحمس من بجيلة، أدرك الجاهلية. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ [هُوَ الْخَشِنِيُّ [1]] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ [2] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، حدثنا عمرو ابن مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ [وَعُمَرَ [3]] . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أحمد بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَزَوْتُ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ- ثَلاثًا وَثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثًا وَأَرْبَعِينَ بَيْنَ غَزْوَةٍ وَسَرِيَّةٍ. رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَمُخَارِقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَيْسٍ [4] ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شِبْلٍ وغيرهم.

_ [1] ليس في ت. [2] في ت: يسار. [3] ليس في ت. [4] في ت: ميسرة بدل قيس.

(1268) طارق بن عبد الله المحاربي،

(1268) طارق بن عبد الله المحاربي، له صحبة، روى عنه جامع بن شدّاد، وربعي ابن حراش. يعد في الكوفيين. (1269) طارق بن المرقع. روى عنه عطاء وابنه عبد الله بن طارق، في صحبته نظر. أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلا. باب طفيل (1270) الطفيل بن أبىّ بن كعب الأنصاري، أمه بنت الطفيل بن عمرو الدوسي، كان يلقب أبا بطن، وكان صديقا لابن عمر. روى عن عمر، ذكر ذَلِكَ الواقدي، وذكر أنه ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1271) الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، شهد بدرا هو وأخواه: عبيدة بن الحارث، والحصين بن الحارث، وقتل أخوهما عبيدة بن الحارث ببدر، وسيأتي خبره في بابه إن شاء الله. وشهد الطفيل وحصين أحدا وسائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومات طفيل وحصين جميعا في سنة ثلاث وثلاثين. [وقيل: سنة إحدى وثلاثين [1]] ، وقيل سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة في عام واحد، مات الطفيل ثم تلاه الحصين بعده بأربعة أشهر. (1272) الطفيل بن سخبرة [2] ، هو الطفيل بن عبد الله بن الحارث بن سخبرة القرشي.

_ [1] ليس في ت. [2] في التقريب: الطفيل بن سخبرة ويقال ابن عبد الله بن الحارث بن سخبرة- بفتح المهملة وسكون المعجمة ثم موحدة.

(1273) الطفيل بن سعد بن عمرو بن ثقف [2] الأنصاري،

قَالَ ابن أبي خيثمة: لا أدري من أي قريش هو. قَالَ: وهو أخو عائشة لأمها. قَالَ أبو عمر رحمه الله: لَيْسَ من قريش، وإنما هو من الأزد. قَالَ الواقدي: كانت أم رومان تحت عبد الله بن الحارث بن سخبرة بن جرثومة الخير بن عادية ابن مرة بن الأوس بن النمر [1] بن عثمان الأزدي، وكان قدم بها مكة فحالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان وقد ولدت له الطفيل، ثم خلف عليها أبو بكر، فولدت له عبد الرحمن وعائشة، فهما أخوا الطفيل هذا لأمه. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: روى عن الطفيل هذا ربعي بن حراش، مِنْ حَدِيثِهِ عَنْهُ مَا رَوَاهُ سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَزَائِدَةُ، وَجَمَاعَةٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنِ الطُّفَيْلِ، وَكَانَ أَخَا عَائِشَةَ لأُمِّهَا أَنَّ رَجُلا رَأَى فِي الْمَنَامِ. وَفِي حَدِيثِ زَائِدَةَ عَنِ الطُّفَيْلِ أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّ قَائِلا يَقُولُ لَهُ مِنَ الْيَهُودِ: نِعْمَ الْقَوْمُ أَنْتُمْ، لَوْلا قَوْلُكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ رَأَى لَيْلَةً أُخْرَى رَجُلا مِنَ النَّصَارَى، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: لا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ، وَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِيهِ ثُمَّ مَا شَاءَ مُحَمَّدٌ. (1273) الطّفيل بن سعد بن عمرو بن ثقف [2] الأنصاري، شهد أحدا مع أبيه سعد بن عمرو، وقتل هو وأبوه يوم بئر معونة شهيدين. (1274) الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم ابن دوس الدوسي، من دوس، أسلم وصدق النبي صلّى الله عليه وسلم بمكة،

_ [1] في أسد الغابة: بين نمر. [2] في ى: ثقيف.

ثم رجع إلى بلاد قومه من أرض دوس، فلم يزل مقيما بها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وهو بخيبر بمن تبعه من قومه، فلم يزل مقيما مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى قبض صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم كان مع المسلمين حتى قتل باليمامة شهيدا. وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قَالَ: قتل الطفيل بن عمرو الدوسي عام اليرموك في خلافة عمر بن الخطاب، وذكر المدائني عن أبي معشر أنه استشهد يوم اليمامة. من حديثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوسا قد عصت ... الحديث. حديثه عند أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ لَفْظًا مِنْهُ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي غَالِبٍ الْبَزَّارُ، بِالْفُسْطَاطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَدِمَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا، فَقُلْنَا: هَلَكَتْ دَوْسٌ. فَقَالَ: اللَّهمّ اهْدِ دَوْسًا وَآتِ بِهِمْ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ يُقَالَ لَهُ ذُو النُّورِ، [ذَكَرَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الأَزْدِيِّ، عَنْ هشام ابن الْكَلْبِيِّ، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الطُّفَيْلُ ... إِلَى آخِرِ كلام ابن الكلبي] [2] .

_ [1] في ت: عبيد الله. [2] ليس في ت.

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن الفضل، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ [1] قَالَ: حَدَّثَنَا الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن عمران الأزدي، عن هشام ابن الْكَلْبِيِّ، قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرِو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم ابن فَهْمٍ ذَا النُّورِ، لأَنَّهُ وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِمُ الزِّنَا، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اهْدِ دَوْسًا. ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْعَثْنِي إِلَيْهِمْ، وَاجْعَلْ لِي آيَةً يَهْتَدُونَ بِهَا. فَقَالَ: اللَّهمّ نَوِّرْ لَهُ. فَسَطَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَقُولُوا مُثْلَةَ، فَتَحَوَّلَتْ إِلَى طَرَفِ سَوْطِهِ، فَكَانَتْ تُضِيءُ فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ، فَسُمِّيَ ذَا النُّورِ. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: للطفيل بن عمرو الدوسي في [معنى [2]] ما ذكره ابن الكلبي خبر عجيب في المغازي، ذكره الأموي في مغازيه، عن ابن الكلبي، عن أبي صالح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن ابن الطفيل بن عمرو الدوسي. وذكره ابن إسحاق عن عثمان بن الحويرث، عن صالح بن كيسان، عن الطفيل ابن عمرو الدوسي، قَالَ: كنت رجلا شاعرا سيدا في قومي، فقدمت مكة فمشيت إلى رجالات قريش [3] ، فقالوا: يا طفيل، إنك امرؤ شاعر، سيد مطاع في قومك، وإنا قد خشينا أن يلقاك هذا الرجل فيصيبك ببعض حديثه، فإنما حديثه كالسحر، فاحذره أن يدخل عليك وعلى قومك ما أدخل علينا وعلى قومنا، فإنه يفرق بين المرء وابنه، وبين المرء وزوجه، وبين المرء وأبيه،

_ [1] في ت: بن جرير. [2] من ت. [3] في أسد الغابة: فمشى إليه رجال من قريش.

فو الله ما زالوا يحدثونني [في شأنه [1]] ، وينهونني أن أسمع منه حتى قلت: والله لا أدخل المسجد إلا وأنا ساد أذني، قَالَ: فعمدت إلى أذني فحشوتهما كرسفا [2] ، ثم غدوت إلى المسجد، فإذا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائما في المسجد. قَالَ: فقمت منه قريبا، وأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله. قَالَ: فقلت في نفسي: والله أن هذا للعجز [3] ، والله إني امرؤ ثبت، ما يخفى علي من الأمور حسنها ولا قبيحها، والله لأستمعن منه، فإن كان أمره رشدا أخذت منه، وإن كان غير ذَلِكَ اجتنبته. فَقَالَ: فقلت: بالكرسفة! فنزعتها من أذني، فألقيتها، ثم استمعت له، فلم أسمع كلاما قط أحسن من كلام يتكلم به. قَالَ: قلت- في نفسي: يا سبحان الله؟ ما سمعت كاليوم لفظا أحسن منه ولا أجمل. قَالَ: ثم انتظرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى انصرف فاتبعته، فدخلت معه بيته، فقلت له: يا محمد، إن قومك جاءوني، فقالوا كذا وكذا، فأخبرته بالذي قالوا، وقد أبى الله إلا أن أسمعني منك ما تقول، وقد وقع في نفسي أنه حق، فاعرض علي دينك، وما تأمر به، وما تنهى عنه. قَالَ: فعرض علي رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم الإسلام فأسلمت، قلت: يا رَسُول اللَّهِ، إني أرجع إلى دوس، وأنا فيهم مطاع، وأنا داعيهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم، فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه. فَقَالَ: اللَّهمّ اجعل له آية تعينه على ما ينوي من الخير. قَالَ: فخرجت حتى أشرفت على ثنية أهلي التي تهبطنى على حاضر دوس.

_ [1] من ت. [2] الكرسف: القطن. [3] في ى: لمفخر.

قَالَ: وأبي هناك شيخ كبير، وامرأتي ووالدتي. قَالَ: فلما علوت الثنية وضع الله بين عيني نورا يتراءاه الحاضر في ظلمة الليل، وأنا منهبط من الثنية. فقلت: اللَّهمّ في غير وجهي، فإنّي أخشى أن يظنوا أنها مثلة لفراق دينهم، فتحول في رأس سوطي، فلقد رأيتني أسير على بعيري إليهم، وإنه على رأس سوطي كأنه قنديل معلق فيه حتى قدمت عليهم، فَقَالَ: فأتاني أبي فقلت: إليك عني، فلست منك ولست مني. قَالَ: وما ذاك يا بني؟ قَالَ: فقلت: أسلمت واتبعت دين محمد. فَقَالَ: أي بني، فإن ديني دينك، قَالَ: فأسلم وحسن إسلامه. ثم أتتني صاحبتي، فقلت: إليك عني، فلست منك ولست مني. قالت: وما ذاك بأبي وأمي أنت! قلت: أسلمت واتبعت دين محمد، فلست تحلين لي ولا أحل لك. قالت: فديني دينك. قَالَ قلت: فاعمدي إلى هذه المياه فاغتسلي منها وتطهري وتعالي. قَالَ: ففعلت، ثم جاءت فأسلمت وحسن إسلامها، ثم دعوت دوسا إلى الإسلام، فأبت علي وتعاصت، ثم قدمت على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غلب على دوس الزنا، والربا، فادع الله عليهم، فَقَالَ: اللَّهمّ اهد دوسا. ثم رجعت إليهم. قَالَ: وهاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة، فأقمت بين ظهرانيهم أدعوهم إلى الإسلام حتى استجاب لي منهم من استجاب، وسبقتني بدر، وأحد، والخندق، مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثم قدمت على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمانين أو تسعين أهل بيت من دوس إلى المدينة، فكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله مكة، فقلت: يا رَسُول اللَّهِ، ابعثني إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه. قال: أجل، فاخرج

(1275) الطفيل بن مالك بن النعمان بن خنساء.

إليه فحرقه، قَالَ: فخرجت حتى قدمت عليه. قَالَ: فجعلت أوقد النار وهو يشتعل بالنار، واسمه ذو الكفّين، قال: وأنا أقول: يا ذا الكفين لست من عبادكا [1] ... ميلادنا أكبر [2] من ميلادكا [2] إني حشوت النار في فؤادكا [3] ثم قدمت على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأقمت معه حتى قبض. قَالَ: فلما بعث أبو بكر بعثه إلى مسيلمة الكذاب خرجت، ومعي ابني مع المسلمين عمرو بن الطفيل، حتى إذا كنا ببعض الطريق رأيت رؤيا، فقلت لأصحابي: إني رأيت رؤيا عبروها. قالوا: وما رأيت؟ قلت: رأيت رأسي حلق، وأنه خرج من فمي طائر، وأن امرأة لقيتني وأدخلتني في فرجها، وكان ابني يطلبني طلبا حثيثا، فحيل بيني وبينه. قالوا: خيرا، فَقَالَ: أما أنا والله فقد أولتها. أما حلق رأسي فقطعه، وأما الطائر فروحي، وأما المرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأدفن فيها، فقد رجوت أن أقتل شهيدا، وأما طلب ابني إياي فلا أراه إلا سيغدو في طلب الشهادة، ولا أراه يلحق في سفرنا هذا. فقتل الطفيل شهيدا يوم اليمامة، وجرح ابنه، ثم قتل باليرموك بعد ذَلِكَ في زمن عمر بن الخطاب شهيدا. (1275) الطفيل بن مالك بن النعمان بن خنساء. وقيل: الطفيل بن النعمان بن خنساء الأنصاري السلمي، من بني سلمة، شهد العقبة، وشهد بدرا، وأحدا،

_ [1] في ت، وأسد الغابة: من عبادك. [2] في أسد الغابة: أقدم. [3] في ت وأسد الغابة: ميلادك، فؤادك، وانظر شرح القاموس- مادة كف.

(1276) الطفيل بن مالك،

وجرح بأحد ثلاثة عشر جرحا، وعاش حتى شهد الخندق، وقتل يوم الخندق، شهيدا، قتله وحشي بن حرب. وذكر موسى بن عقبة في البدريين الطفيل ابن النعمان بن الخنساء، والطفيل بن مالك بن خنساء رجلين. (1276) الطفيل بن مالك، مدني. قَالَ: طاف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين يديه أبو بكر، وهو يرتحز بأبيات أبي أحمد بن جحش المكفوف: حبذا مكة من وادي ... بها أهلي وأولادي بها أمشي بلا هادي الأبيات بتمامها. روى عنه عامر بن عبد الله بن الزبير. باب طلحة (1277) طلحة بن البراء بن عمير بن وبرة بن ثعلبة بن غنم بن سري بن سلمة ابن أنيف الأنصاري، من بني عمرو بن عوف. هو الذي قَالَ فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ [1] مات وصلى عليه: اللَّهمّ ألق طلحة وأنت تضحك إليه وهو يضحك إليك. وكان لقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو غلام، فجعل يلصق برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقبل قدميه، ويقول: مرني بما أحببت يا رَسُول اللَّهِ فلا أعصي لك أمرا، فسر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعجب به، ثم مرض ومات فصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قبره ودعا له. وروى حديثه حصين بن وحوح.

_ [1] في ت: إذا.

(1278) طلحة بن أبى حدرد الأسلمي.

(1278) طلحة بن أبي حدرد الأسلمي. حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أشراط الساعة أن يروا [1] الهلال يقولون: هو ابن ليلتين وهو ابن ليلة. (1279) طلحة بن زيد الأنصاري. آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين الأرقم بن أبي الأرقم، أظنه أخا خارجة بن زيد بن أبي زهير. (1280) طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي. وأمه الحضرمية، اسمها الصعبة بنت عبد الله ابن عماد بن مالك بن ربيعة بن أكبر بن مالك بن عويف بن مالك بن الخزرج ابن إياد بن الصدف بن حضرموت بن كندة، يعرف أبوها عبد الله بالحضرمي. ويقَالَ لها بنت الحضرمي. يكنى طلحة أبا محمد، يعرف بطلحة الفياض [2] . وذكر أهل النسب أن طلحة اشترى مالا بموضع يقَالُ له بيسان، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنت إلا فياض، فسمي طلحة الفياض. ولما قدم طلحة المدينة آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين كعب ابن مالك حين آخى بين المهاجرين والأنصار. قَالَ ابن إسحاق، وموسى بن عقبة عن ابن شهاب: لم يشهد طلحة بدرا، وقدم من الشام بعد رجوع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر. وكلم [3] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سهمه، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لك سهمك، قَالَ: وأجري يا رَسُول اللَّهِ؟ قال: وأجرك [4] .

_ [1] في ت: تروا. [2] في ت: يعرف بطلحة الخير وطلحة الفياض. وفي أ: ويعرف. [3] في أ: فكلم. [4] في ت: وأجرتى؟ قال: وأجرتك.

قَالَ الزبير بن بكار: وكان [1] طلحة بن عبيد الله بالشام في تجارة حيث كانت وقعة بدر، وكان من المهاجرين الأولين، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، فلما قدم قَالَ: وأجري يا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: وأجرك. قَالَ الواقدي: بعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، فقدماها يوم وقعة بدر. قَالَ أبو عمر: شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. قَالَ الزبير وغيره: وأبلى طلحة يوم أحد بلاء حسنا، ووقى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنفسه، واتقى النبل عنه بيده حتى شلت إصبعه، وضرب الضربة في رأسه، وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى استقل [2] على الصخرة، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اليوم أوجب [3] طلحة [يا أبا بكر [4]] . ويروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهض يوم أحد ليصعد صخرة، وكان ظاهر بين درعين فلم يستطع النهوض، فاحتمله طلحة بن عبيد الله فأنهضه حتى استوى عليها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أوجب طلحة. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلاءَ، وَقَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ شَهِدَ طَلْحَةُ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا، وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ وَهُوَ أَحَدُ الْعَشْرَةِ المشهود لهم بالجنة وأحد الستة

_ [1] في أ، ت: كان. [2] في أسد الغابة، صعد. [3] أوجب طلحة: عمل عملا أوجب له الجنة (النهاية) . [4] ليس في أ: وهو في ت.

الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ. وَرُوِيَ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ. ثُمَّ شَهِدَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يَوْمَ الْجَمَلِ مُحَارِبًا لِعَلِيٍّ، فَزَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَلِيًّا دَعَاهُ فَذَكَّرَهُ أَشْيَاءَ مِنْ سَوَابِقِهِ وَفَضْلِهِ، فَرَجَعَ طَلْحَةُ عَنْ قِتَالِهِ عَلَى نَحْوِ مَا صَنَعَ الزُّبَيْرِ، وَاعْتَزَلَ فِي بَعْضِ الصُّفُوفِ فَرُمِيَ بِسَهْمٍ، فَقَطَعَ مِنْ رِجْلِهِ عِرْقَ النَّسَا، فَلَمْ يَزَلْ دَمُهُ يَنْزِفُ حَتَّى مَاتَ. ويقَالَ: إن السهم أصاب ثغرة نحره، وإن الذي رماه مروان بن الحكم بسهم فقتله. فَقَالَ: لا أطلب بثأري بعد اليوم. وذلك أن طلحة- فيما زعموا- كان ممن حاصر عثمان واستبد [1] عليه. ولا يختلف العلماء الثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ، وكان في حزبه. روى عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن يَحْيَى بن سعيد، قَالَ: قال طلحة يوم الجمل: ندمت ندامة الكسعي لما ... شريت رضا بني جرم برغمي [2] اللَّهمّ خذ مني لعثمان حتى يرضى ومن [3] حديث صالح بن كيسان، وعبد الملك بن نوفل بن مساحق، والشعبي، وابن أبي ليلى بمعنى واحد: أن عليا رضي الله عنه قال في خطبته

_ [1] هكذا في ى. وفي أ، ت: واشتد. [2] في أ، ت: بنى حزم. وفي ى: بزعمي. [3] من هنا إلى آخر الفقرة ليس في ت، وهو في أ.

حين نهوضه إلى الجمل: إن الله عز وجل فرض الجهاد، وجعله [1] نصرته وناصره، وما صلحت دنيا ولا دين إلا به، وإني بليت [2] بأربعة: أدهى الناس، وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأسرع الناس إلى فتنة يعلى بن أمية، والله ما أنكروا علي [شيئا [3]] منكرا، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى [4] ، وإنهم ليطلبون حقا تركوه، ودما سفكوه، ولقد ولوه دوني، وإن كنت شريكهم في الإنكار لما أنكروه، وما تبعة عثمان إلا عندهم، وإنهم لهم الفئة الباغية، بايعوني ونكثوا بيعتي، وما استأنوا [5] بي، حتى يعرفوا جوري من عدلي، وإني لراض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم، وإني مع هذا لداعيهم ومعذر إليهم، فإن قبلوا فالتوبة مقبولة، والحق أولى ما انصرف [6] إليه، وإن أبوا أعطيتهم حد السيف، وكفى به شافيا من باطل وناصرا، والله إن طلحة، والزبير، وعائشة ليعلمون أني على الحق وأنهم مبطلون. وقد روي عن علي رضي الله عنه أنه قَالَ: والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة، والزبير ممن قَالَ الله تعالى [7] : «وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» 15: 47. وروى معاذ بن هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قتادة، عن الجارود بن أبى سبرة

_ [1] في ى: وجعل. [2] في أ: وإني منيت. [3] ليس في أ. [4] في أ: إلى هوى. [5] في أ: وما استكانوا في. [6] في أ: ما صرف إليه. [7] سورة الحجر، آية 47. (م 23- الاستيعاب- ثان)

قَالَ: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فَقَالَ: لا أطلب بثأري بعد اليوم، فرماه بسهم فقتله. وروى حصين عن عمرو بن جاوان قَالَ: سمعت الأحنف يقول: لما التقوا كان أول قتيل طلحة بن عبيد الله. وروى حماد بن زيد، عن قرة بن خالد، عن ابن سيرين، قَالَ: رمي طلحة بن عبيد الله بسهم فأصاب ثغرة نحره. قَالَ: فأقر مروان أنه رماه. وروى جويرية، عن يَحْيَى بن سعيد عن عمه قَالَ: رمى مروان طلحة بسهم، ثم التفت إلى أبان بن عثمان فَقَالَ: قد كفيناك بعض قتلة أبيك. وذكر ابن أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أسامة، قَالَ حَدَّثَنَا إسماعيل بن أبي خالد، قَالَ حَدَّثَنَا قيس، قَالَ: رمى مروان بن الحكم يوم الجمل طلحة بسهم في ركبته. قَالَ: فجعل الدم يسيل فإذا أمسكوه أمسك، وإذا تركوه سال. قَالَ فَقَالَ: دعوه. قَالَ: وجعلوا إذا أمسكوا فم الجرح انتفخت ركبته، فَقَالَ: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله تعالى، فمات فدفناه على شاطئ الكلأ. فرأى بعض أهله أنه أتاه في المنام، فَقَالَ: ألا تريحوني من هذا الماء، فإني قد غرقت- ثلاث مرات يقولها. قَالَ: فنبشوه فإذا هو أخضر كأنه السلق، فنزعوا عنه الماء، ثم استخرجوه، فإذا ما يلي الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض، فاشتروا له دارا من دور آل أبي بكرة بعشرة آلاف درهم فدفنوه فيها. [[1] قَالَ: وأخبرنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: كان

_ [1] من هنا إلى آخر الفقرة ليس في ت، وهو في أ.

مروان مع طلحة يوم الجمل، فلما اشتبكت الحرب قَالَ مروان: لا أطلب بثأري بعد اليوم. قَالَ: ثم رماه بسهم فأصاب ركبته، فما رقأ الدم حتى مات، وَقَالَ: دعوه فإنما هو سهم أرسله الله] . [حَدَّثَنَا [1] عَبْدُ الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ أَنَّ مَرْوَانَ أَبْصَرَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ وَاقِفًا يَوْمَ الجمل، فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ فَخِذَهُ فَشَكَّهَا بِسَرْجِهِ، فَانْتَزَعَ السَّهْمَ عَنْهُ، فَكَانُوا إِذَا أَمْسَكُوا الْجُرْحَ انْتَفَخَتِ الْفَخِذُ، فَإِذَا أَرْسَلُوهُ سَالَ. فَقَالَ طَلْحَةُ: دَعُوهُ فَإِنَّهُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ اللَّهِ تَعَالَى أَرْسَلَهُ، فَمَاتَ وَدُفِنَ، فَرَآهُ مَوْلًى لِي ثَلاثَ لَيَالٍ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّهُ يَشْكُو إِلَيْهِ الْبَرْدَ، فَنُبِشَ عَنْهُ، فَوَجَدُوا مَا يَلِي الأَرْضَ مِنْ جَسَدِهِ [2] مُخْضَرًّا وَقَدْ تَحَاصَّ شَعْرُهُ، فَاشْتَرُوا لَهُ دَارًا مِنْ دُورِ أَبِي بَكْرَةَ بِعَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فدفنوه فيها] . وحدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى ابن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلا رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: حَوِّلُونِي عَنْ قَبْرِي، فَقَدْ آذَانِي الْمَاءُ، ثُمَّ رَآهُ أَيْضًا [حَتَّى رَآهُ [3]] ثَلاثَ لَيَالٍ، فَأَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَهُ فَنَظَرُوا فَإِذَا شِقُّهُ الَّذِي يَلِي الأَرْضَ قَدِ اخْضَرَّ [4] مِنَ نَزِّ الْمَاءِ، فَحَوَّلُوهُ. قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى الْكَافُورِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ [5] لَمْ يَتَغَيَّرْ إِلا عَقِيصَتُهُ فإنّها مالت عن موضعها.

_ [1] هذه الفقرة أيضا ليست في ت، وهي في أ. [2] في أ: من خده. [3] من أ، ت. [4] في أ، ت: الّذي يلي الأرض في الماء. [5] في ت، أ: في عينيه.

(1281) طلحة بن عتبة الأنصاري،

وقتل طلحة رضي الله عنه وهو ابن ستين سنة. وقيل: ابن اثنتين وستين سنة. وقيل: ابن أربع وستين سنة- يوم الجمل. وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين. وقيل: كانت سنه يوم قتل خمسا وسبعين، وما أظن ذَلِكَ صحيحا. وكان طلحة رجلا آدم حسن الوجه كثير الشعر لَيْسَ بالجعد القطط ولا بالسبط، وكان لا يغير شعره، وسمع علي رضي الله عنه رجلا ينشده: فتى كان يدنيه الغني من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر فَقَالَ: ذَلِكَ أبو محمد طلحة بن عبيد الله. وذكر الزبير أنه سمع سفيان بن عيينة يقول، كانت غلة طلحة بن عبيد الله ألفا وافيا كلّ يوم. قال: والوافي وزنه وزن الدينار، وعلى ذَلِكَ وزن دراهم فارس التي تعرف بالبغلية. (1281) طلحة بن عتبة الأنصاري، من بني جحجبي، من الأوس، شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة شهيدا. (1282) طلحة بن عمرو النضري [1] . حديثه عند أبي حرب بن أبي الأسود. له صحبة. كان من أهل الصفة. وقد قيل فيه طلحة بن عبد الله [الطبري. وقيل: فيه أبو طلحة [2]] . (1283) طلحة بن مالك السلمي. روى عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم إن من اقتراب الساعة هلاك العرب.

_ [1] في ت: البصري. [2] من ت.

(1284) طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي.

حديث عند سليمان بن حرب، عن محمد بن رزين، عن أمه، عن مولاه طلحة بن مالك [عن طلحة بن مالك [1]] هذا [2] . حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، قال حدثنا عبد الرحمن بْنُ عُمَرَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ حَدَّثَنَا محمد بن رَزِينٍ. قَالَ. حَدَّثَتْنِي أُمِّي، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ الْحُرَيْرِ، وَكَانَتْ أُمُّ الْحَرِيرِ إِذَا مَاتَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ اشْتَدَّ عَلَيْهَا فَقِيلَ لَهَا فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ مَوْلايَ طَلْحَةَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: إن من اقتراب الساعة هلاك العرب. (1284) طلحة بن معاوية بن جاهمة السلمي. روى عنه ابنه محمد بن طلحة. (1285) طلحة بن نضيلة [3] . روى عنه القاسم بن مخيمرة. (1286) طلحة، والد عقيل بن طلحة السلمي. له صحبة فيما ذكر ابن شوذب. روى عنه ابنه عقيل بن طلحة. (1287) [طلحة، غير منسوب، ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بخيبر من الأنصار. قَالَ ابن إسحاق، وأوس بن القائد، وأنيف بن حبيب، وثابت بن أثلة، وطلحة، يعني أنهم استشهدوا كلهم بخيبر. هكذا ذكر طلحة غير منسوب] [4] . باب طليب (1288) طليب بن أزهر بن [عمرو بن [5]] عبد عوف [6] القرشي الزهري. كان هو وأخوه مطلب بن أزهر من مهاجرة الحبشة، وبها ماتا جميعا، وهما أخوا عبد الرحمن ابن أزهر

_ [1] من ت. [2] في ى: بهذا. [3] في هوامش الاستيعاب: بن نضلة، بحط كاتب الأصل في الهامش: نصيلة. [4] من ت. [5] من ت. [6] في ت: ابن عوف.

(1289) طليب بن عرفة بن عبد الله بن ناشب.

(1289) طليب بن عرفة بن عبد الله بن ناشب. قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسمعه يقول: اتق الله في عسرك ويسرك. لم يرو عنه غير ابنه كليب [بن طليب [1]] ، وكليب ابنه مجهول. حديثه عند أبي قرة موسى بن طارق عن المثنى الأنصاري [2] ، عن كليب بن طليب بن عرفة بن عبد الله بن ناشب، عن أبيه. (1290) طليب بن عمير بن وهب بن أبي كثير بن عبد بن قصي القرشي العبدي، أمه أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. يكنى أبا عدي. وعبد بن قصي هو أخو عبد الدار بن قصي، وعبد مناف بن قصي، وعبد العزي بن قصي بن كلاب. هاجر طليب بن عمير إلى أرض الحبشة، ثم شهد بدرا في قول ابن إسحاق، والواقدي، وقد سقط في بعض الروايات عن ابن إسحاق، وكان من خيار الصحابة. قَالَ الزبير بن بكار: كان طليب بن عمير بن وهب من المهاجرين الأولين، وشهد بدرا، قتل بأجنادين شهيدا، لَيْسَ له عقب. وَقَالَ مصعب: قتل يوم اليرموك. وذكر الواقدي قَالَ: حَدَّثَنَا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أَبِيهِ قَالَ: أسلم طليب [3] بن عمير في دار الأرقم، ثم خرج ودخل على أمه، وهي أروى بنت عبد المطلب، فَقَالَ: اتبعت محمدا، وأسلمت للَّه عزّ وجل. فقالت

_ [1] من ت. [2] في ت: بن الصباح بدل الأنصاري. [3] في ى: كليب، وهو تحريف.

باب طليحة

أمه: إن أحق من وازرت وعضدت ابن خالك. والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لمنعناه، وذببنا عنه، وذكر تمام الخبر، وهو مذكور في باب أروى من كتاب النساء. [ويقَالَ طليب بن عمير أول من أهراق دما في سبيل الله، وقيل: بل سعد بن أبي وقاص [1]] . باب طليحة (1291) طليحة بن خويلد الأسدي. ارتد بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وادعى النبوة، وكان فارسا مشهورا بطلا، واجتمع عليه قومه، فخرج إليهم خالد بن الوليد في أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانهزم طليحة وأصحابه، وقتل أكثرهم، وكان طليحة قد قتل هو وأخوه عكاشة بن محصن الأسدي [وثابت بن أقرم [2]] ، ثم لحق بالشام، فكان عند بني جفنة حتى قدم مسلما مع الحاج المدينة، فلم يعرض له أبو بكر، ثم قدم زمن عمر بن الخطاب، فَقَالَ له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين- يعني ثابت بن أقرم، وعكاشة بن محصن، فَقَالَ: لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيدي. فَقَالَ: والله لا أحبك أبدا. قَالَ: فمعاشرة [3] جميلة يا أمير المؤمنين. ثم شهد طليحة القادسية، فأبلى فيها بلاء حسنا. وذكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى النُّعْمَانِ بْنِ مُقْرِنٍ: استشر واستعن في حربك بطليحة، وعمرو بن معديكرب، ولا تولهما من الأمر شيئا، فإن كل صانع أعلم بصناعته. (1292) طليحة الديلي، مذكور في الصحابة. لم أقف له على خبر.

_ [1] ليس في ت. [2] ليس في ت. [3] في ت، فمحالفة.

باب طهفة

باب طهفة (1293) طهفة [1] بن زهير النهدي. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع حين وفد أكثر العرب، فكلمه بكلام فصيح، وأجابه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله، وكتب له كتابا إلى قومه بني نهد بن زيد. حديثه عند زهير ابن معاوية، عن ليث بن أبي سليم، عن حبّة العرنىّ. (1294) طهفة الغفاري، اختلف فيه اختلافا كثيرا، واضطرب فيه اضطرابا شديدا، فقيل: طهفة بن قيس بالهاء. وقيل. طخفة بن قيس بالحاء. وقيل طغفة بالغين. [وقيل [2] :] طقفة بالقاف والفاء. وقيل: قيس بن طخيفة [3] . وقيل: يعيش بن طخفة عَنْ أَبِيهِ. وقيل عبد الله بن طخفة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل طهفة، عن أبي ذر، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثهم كلهم واحد: كنت نائما في الصفة على بطني، فركضني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برجله وَقَالَ: هذه نومة يبغضها الله. وكان من أصحاب الصفة. ومن أهل العلم من يقول: إن الصحبة لعبد الله ابنه، وإنه صاحب القصة. حديثه عند يَحْيَى بن أبى كثير، وعليه اختلفوا فيه.

_ [1] في القاموس بفتح الطاء، والضبط من التقريب. وقد جاء في القاموس أنه ابن أبى زهير. [2] ليس في ت. [3] في ت: بن طفخة.

باب طهمان

باب طهمان (1295) طهمان، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى حديثه عطاء بن السائب في الصدقة، اختلف فيه، فقيل طهمان. [وقيل طهمان [1]] وقيل ذكوان، وقيل غير ذَلِكَ، وقد ذكرناه في غير هذا الموضع. (1296) طهمان، مولى سعيد بن العاص. حديثه عند إسماعيل بن أميّة بن عمرو ابن سعيد بن العاص، عن أبيه عن جده أن غلاما لهم يقَالُ له طهمان أعتقوا نصفه ... وذكر الحديث مرفوعا. باب الأفراد في حرف الطاء (1297) الطاهر بن أبي هالة، أخو هند، وهالة بنو أبي هالة الأسدي التميمي، حليف بني عبد الدار بن قصي. أمه خديجة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملا على بعض اليمن. ذكر سيف بن عمر، قَالَ: أَخْبَرَنَا جرير بن يزيد الجعفي، عن أبي بردة ابن أبي موسى، عن [أبي موسى [2]] ، قَالَ: بعثني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خامس خمسة على أخلاف اليمن أنا، ومعاذ بن جبل، وخالد بن سعيد بن العاص، والطاهر بن أبي هالة، وعكاشة بن ثور، فبعثنا متساندين، وأمرنا أن تتياسر،

_ [1] في القاموس: طهمان كسلمان- وبضم. [2] من ت.

(1298) طرفة بن عرفجة

وأن نيسر ولا نعسر، ونبشر ولا ننفر، وإذا قدم معاذ طاوعناه ولم نخالفه. وذكر تمام الخبر في الأشربة. (1298) طرفة بن عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن، فأذن له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذ أنفا من ذهب، قاله ثابت بن زيد، عن أبي الأشهب، وخالفه ابن المبارك، فجعله لعرفجة وهو أصحّ. (1299) طريفة بن حاجز [1] مذكور فيهم، قَالَ سيف بن عمر: هو الذي كتب إليه أبو بكر الصديق في قتال الفجاءة السلمي الذي حرقه أبو بكر بالنار، فسار طريفة في طلب الفجاءة، وكان طريفة بن حاجز، وأخوه معن بن حاجز، مع خالد بن الوليد، وكان مع الفجاءة نجبة بن أبي الميثاء، فالتقى نجبة، وطريفة فتقاتلا، فقتل الله نجبة على الردة، ثم سار حتى لحق بالفجاءة السلمي، واسمه إياس ابن عبد الله بن عبد ياليل، فأسره، وأنفذه إلى أبي بكر، فلما قدم به عليه أوقد له نارا، وأمر به فقذف فيها حتى احترق. (1300) طلق بن علي بن طلق بن عمرو. ويقَالَ: طلق بن على [بن المنذر [2]] ابن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزي بن سحيم بن مرة بن الدؤل بن حنيفة السحيمي الحنفي اليمامي، أبو علي. مخرج حديثه عن أهل اليمامة. ويقَالَ طلق بن ثمامة، وهو والد قيس بن طلق اليمامي. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا وتران في ليلة، وفي مس الذكر إنما هو بضعة منك [3] وفي الفجر أنه الفجر المعترض الأحمر.

_ [1] بالراء في ت، وأسد الغابة. وفي ى، وشرح القاموس: حاجز بالزاي. [2] ليس في ت. [3] في ت: بضعتك.

(1301) طليق بن سفيان بن أمية [2] بن عبد شمس بن عبد مناف،

رَوَى مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْقٍ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ، وَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّ بِأَرْضِنَا بَيْعَةً، وَقَالَ لَنَا: إِذَا قَدِمْتُمْ بَلَدَكُمْ فَاكْسَرُوا بَيْعَتَكُمْ، وَابْنُوهَا مَسْجِدًا، فَقَدِمْنَا بِلادَنَا وَكَسَرْنَا بَيْعَتَنَا وَاتَّخَذْنَاهَا مَسْجِدًا، وَنَضَحْنَاهَا بِمَاءِ فَضْلِ طَهُورِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عِنْدَنَا فِي إِدَاوَةٍ تَمَضْمَضَ مِنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَجَّ [1] فِيهَا، وَأَمَرَنَا أَنْ نَنْضَحَ بِهَا الْمَسْجِدَ إِذَا بَنَيْنَاهُ فِي الْبَيْعَةِ، فَفَعَلْنَا ذَلِكَ، وَنَادَيْنَا فِيهِ بِالصَّلاةِ، وَرَاهِبُنَا رَجُلٌ من طىّ، فَلَمَّا سَمِعَ الأَذَانَ قَالَ عَوَّةُ حَقٍّ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ تَلْعَةً مِنْ تِلاعِنَا، فَلَمْ نَرَهُ بَعْدُ. (1301) طليق بن سفيان بن أمية [2] بن عبد شمس بن عبد مناف، مذكور في المؤلفة قلوبهم، هو وابنه حكيم بن طليق، [لا أعرفه بغير ذلك [3]] . (1302) طيب بن البراء، أخو أبي هند الداري لأمه، قدم على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منصرفه من تبوك، وكان أحد الوفد الداريين فأسلم، وسمّاه رسول صلّى الله عليه وسلم عبد الله.

_ [1] في ت: تم مج. [2] في ى: بن أسيد. والمثبت من ت، وأسد الغابة. [3] من ت.

حرف الظاء

حرف الظاء باب ظهير وظبيان (1303) ظبيان بن كدادة [1] الإيادي، ويقَالَ الثقفي، قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث طويل يرويه أهل الأخبار والغريب، فأقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطعة من بلاده، ومن قوله فيه: فأشهد بالبيت العتيق وبالصفا ... شهادة من إحسانه متقبل بأنك محمود لدينا مبارك ... وفي أمين صادق القول مرسل [2] (1304) ظهير بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس، شهد العقبة الثانية، وبايع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا، وما بعدها من المشاهد، هو وأخوه مظهر بن رافع فيما قَالَ ابن إسحاق وغيره. وهو عمّ رافع ابن خديج، ووالد أسيد بن ظهير. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: روى عنه رافع ابن خديج.

_ [1] في ت: كداد. وفي الإصابة: كدادة. [2] بعد هذا- أي في آخر حرف الظاء- في ت: تم الجزء الثاني من كتاب الاستيعاب بحمد الله وعونه وإحسانه.

حرف العين

حرف العين باب عاصم (1305) عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، واسم أبي الأقلح قيس بن عصمة بن النعمان بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف ابن مالك بن أوس [1] الأنصاري، يكنى أبا سلمان [2] ، شهد بدرا، وهو الذي حمته الدبر وهي ذكور النحل، حمته من المشركين أن يجزوا [3] رأسه يوم الرجيع، حين قتله بنو لحيان- حي من هذيل. وأحسن أسانيد خبره في ذَلِكَ، ما ذكره عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة، قَالا: بعث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سرية عينا له، وأمر عليهم عاصم بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة، نزولا ذكروا لحي [4] من هذيل، يقَالُ لهم بنو لحيان، فتبعوهم في قريب من مائة رجل رام، فاقتصوا آثارهم حتى لحقوا بهم، فلما رآهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجئوا إلى فدفد، وجاء القوم فأحاطوا بهم، وقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا ألا نقتل منكم رجلا. فَقَالَ عاصم بن ثابت: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللَّهمّ فأخبر عنا رسولك. [فَقَالَ [5] :] فقاتلوهم فرموهم حتى

_ [1] في س: بن الأوس. [2] في س: أبا سليمان. [3] في س: يجتزوا. [4] في س: مروا بحي من هذيل. [5] من س.

قتلوا عاصما في سبعة نفر، وبقي زيد بن الدثنة، وخبيب بن عدي، ورجل آخر، فأعطوهم العهد والميثاق أن ينزلوا إليهم، فنزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلوا [1] أوتار قسيهم، فربطوهم، فَقَالَ الرجل الثالث الذي كان معهما: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم، وَقَالَ: إن لي في هؤلاء أسوة، فضربوا عنقه، وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة. وذكر خبر خبيب إلى صلبه. قَالَ: وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده ليحرقوه، وكان قتل عظيما من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء، فلما أعجزهم قالوا: إن الدبر ستذهب إذا جاء الليل، حتى بعث الله عز وجل مطرا جاء بسيل فحمله، فلم يوجد، وكان قتل كبيرا منهم، فأرادوا رأسه، فحال الله بينهم وبينه. ومن ولده الأحوص الشاعر، واسمه عبد الله بن محمد بن [عبد الله [2]] بن عاصم ابن ثابت بن أبي الأقلح. قَالَ أبو عمر: رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَنَتَ شَهْرًا يَلْعَنُ رَعْلا وَذْكَوَانَ [3] وَبَنِي لَحْيَانَ. وَقَالَ حسان بن ثابت الأنصاري [4] : لعمري لقد شانت [5] هذيل بن مدرك ... أحاديث كانت في خبيب وعاصم

_ [1] في س: خلعوا. [2] من س. [3] رعل وذكوان قبيلتان من قيس. [4] ليس في ديوانه: الّذي بأيدينا. [5] في ى: شابت.

(1306) عاصم بن حدرة [2] الأنصاري.

أحاديث لحيان ضلوا بقبحها [1] ... ولحيان ركابون شر الجرائم في أبيات كثيرة مذكورة في المغازي لابن إسحاق. (1306) عاصم بن حدرة [2] الأنصاري. بصري. روى عنه الحسن قَالَ: دخلنا على عاصم بن حدرة فَقَالَ: ما أكل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على خوان قط. حديثه عند سعيد بن بشر [3] ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن. (1307) عاصم بن حصين بن مشمت الحماني. [قيل [4]] : إنه وفد مع أبيه حصنين ابن مشمت على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه شعيب بن عاصم. (1308) عاصم بن سفيان، روى عنه ابنه قيس، لا يصح حديثه. (1309) عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة العجلاني ثم البلوي. من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وأخوه معد بن عدي، حليف بني عبيد بن زيد، من بني عمرو بن عوف، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا عمر، شهد بدرا وأحدا والخندق، والمشاهد كلها. وقيل: لم يشهد بدرا بنفسه، لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رده عن بدر بعد أن خرج معه إليها إلى أهل مسجد الضرار لشيء بلغه عنهم وضرب له بسهمه وأجره. وقيل: بل كان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استخلفه حين خرج إلى

_ [1] في س، وأسد الغابة: بقبيحها. [2] في أسد الغابة: بحاء مفتوحة ودال مهملة ساكنة ثم راء وهاء- قاله ابن ماكولا. [3] في س: بشير. [4] من س.

(1310) عاصم بن العكير [3] الأنصاري

بدر على قباء وأهل العالية، وضرب له بسهمه، فكان [كمن [1]] شهدها، وهو صاحب عويمر العجلاني الذي قَالَ له: سل لي يا عاصم عن ذَلِكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث اللعان، وهو والد أبي البداح بن عاصم بن عدي. توفي سنة خمس وأربعين، وقد بلغ قريبا من عشرين ومائة سنة، وكان عبد العزيز بن عمران يحدث عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: عاش عاصم بن عدي عشرين ومائة سنة، فلما حضرته الوفاة بكى أهله، فَقَالَ: لا تبكوا علي، فإنما فنيت فناء، وكان إلى القصر [2] ما هو. وذكر موسى بن عقبة عاصم بن عدي وأخاه معن بن عدي فيمن شهد بدرا، قَالَ: وخرج عاصم بن عدي فيما زعموا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرده، فرجع من الروحاء. فضرب له بسهمه، ولهذا ذكره بعضهم في البدريين. (1310) عاصم بن العكير [3] الأنصاري حليف لبني عوف بن الخزرج. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا. (1311) عاصم بن عمر بن الخطاب [بن نفيل القرشي العدوي [4]] ، أمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح أخت عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري. وقد قيل: إن أمه جميلة بنت عاصم، والأول أكثر، وكان اسمها عاصية فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمها وسماها جميلة. ولد عاصم بن عمر قبل وفاة رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بسنتين،

_ [1] من س. [2] في ى: العصر. [3] في أسد الغابة: العكير- بضم العين وفتح الكاف وتسكين الياء تحتها نقطتان ثم راء. [4] من س.

وخاصمت فيه أمه أباه عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق، وهو ابن أربع سنين. وقد ذكر البخاري قَالَ: قَالَ لي أحمد بن سعيد، عن الضحاك عن [1] مخلد، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ- أن جدته خاصمت في جده، وهو ابن ثماني سنين. وذكر مالك خبره ذَلِكَ في موطئه، ولم يذكر سنه، وكان عاصم بن عمر طويلا جسيما، يقَالُ: إنه كان في ذراعه ذراع ونحو من شبر، وكان خيرا فاضلا، يكنى أبا عمر. ومات سنة سبعين قبل موت أخيه عبد الله بنحو أربع سنين، ورثه أخوه عبد الله بن عمر، فقال: وليت المنايا كن خلفن عاصما ... فعشنا جميعا أو ذهبن بنا معه وكان عاصم شاعرا حسن الشعر. روى عبد الله بن المبارك، عن السري بن يَحْيَى، عن ابن سيرين، قَالَ: قَالَ لي فلان- وسمى رجلا: ما رأيت أحدا من الناس إلا وهو لا بد أن يتكلم ببعض ما لا يريد، غير عاصم بن عمر. ولقد كان بينه وبين رجل ذات يوم شيء فقام وهو يقول: قضى ما قضي فيما مضى، ثم لا يرى [2] ... له صبوة فيما بقي آخر الدهر

_ [1] في ى: بن. [2] في س: لا ترى. (م 24- الاستيعاب- ثان)

(1312) عاصم بن عمرو التميمي،

وروى ابن المبارك عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن سلمة [1] ، عن خالد بن أسلم قَالَ: آذى رجل عبد الله بن عمر بالقول فقيل له: ألا تنتصر منه؟ فَقَالَ: إني وأخي عاصم لا نساب الناس. وقد قيل: إن لعمر بن الخطاب ابنا يسمى عاصما، مات في خلافته، [ولا يصح [2]] . والله أعلم. وعاصم هذا هو جد عمر بن عبد العزيز لأمه، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. (1312) عاصم بن عمرو التميمي، أخو القعقاع بن عمرو، [أدرك النبي صلى الله عليه وسلم [2]] فيما ذكره سيف بن عمرو، [و [2]] لا يصح لهما عند أهل الحديث صحبة ولا لقاء ولا رواية. والله أعلم. وكان لهما بالقادسية مشاهد كريمة، ومقامات محمودة، وبلاء حسن. (1313) عاصم بن عمرو بن خالد الليثي، والد نصر بن عاصم. روى عنه ابنه نصر ابن عاصم. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا غَسَّانُ بْنُ مُضَرَ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَيْلٌ لِهَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ ذِي الأَسْتَاهِ. وَقَالَ مَرَّةً أخرى: ويل لأمتى من فلان

_ [1] في س: بن أبى سلمة. [2] من س.

(1314) عاصم بن قيس بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ابن عمرو بن عوف،

ذِي الأَسْتَاهِ» . وَقَالَ أَحْمَدُ: لا أَدْرِي أَسَمِعَ عَاصِمٌ هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لا. (1314) عاصم بن قيس بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة ابن عمرو بن عوف، شهد بدرا وأحدا. (1315) عاصم بن الأسلمي، مدني روى عنه ابنه هاشم بن عاصم. باب عامر (1316) عامر بن الأضبط الأشجعي، هو الذي قتلته سرية رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يظنونه متعوذا يقول لا إله إلا الله، فوداه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لقاتله قولا عظيما، وَقَالَ: فهلا شققت عن قلبه، فأنزل الله فيه [1] : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا، وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً» 4: 94. من حديث ابن عمر وحديث عبد الله بن أبي حدرد [2] الأسلمي وقد قيل: إن المقتول يومئذ في تلك السرية مرداس بن نهيك. (1317) عامر بن الأكوع، وهو عامر بن سنان [الأنصاري [3]] عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، استشهد عامر بن سنان يوم خيبر،

_ [1] سورة النساء، آية 93. [2] في ى: من حديث عبد ربه بن أبى صرد. والمثبت من س، وأسد الغابة. [3] من س.

قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، حَدَّثَنَا إياس بن سلمة بن الأكوع، قَالَ أخبرني أبي قَالَ: لما خرج عمي عامر ابن سنان إلى خيبر مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل يرتجز بأصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل يسوق الركاب، وهو يقول: باللَّه [1] لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا إن الذين قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة آبينا ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزل سكينة علينا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هذا؟ قالوا: عامر يا رَسُول اللَّهِ. قَالَ: غفر لك ربك. قَالَ: وما استغفر لإنسان قط يخصه بالاستغفار إلا استشهد. قَالَ: فلما سمع ذَلِكَ عمر بن الخطاب قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لو متعتنا بعامر، فاستشهد يوم خيبر قَالَ سلمة: وبارز عمّى يومئذ مرحبا اليهودي فقال مرحب. قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فَقَالَ عمى: قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر

_ [1] في س: تاللَّه. وفي أسد الغابة: باللَّه.

واختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، ورجع سيفه على ساقه فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه. قَالَ سلمة: فلقيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه. [قَالَ سلمة [1]] : فجئت إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، بطل عمل عامر؟ فَقَالَ: من قَالَ ذَلِكَ؟ فقلت: ناس من أصحابك. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد كذب من قَالَ ذَلِكَ، بل له أجره مرتين. قَالَ سلمة: ثم إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلني إلى علي بن أبي طالب وَقَالَ: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قَالَ: فجئت به أقوده أرمد، فبصق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عينيه، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال: قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فَقَالَ علي رضي الله عنه: أنا الذي سمتني أمي حيدرة ... كليث غابات كريه المنظرة [2] أوفيهم [3] بالصاع كيل السندرة ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه.

_ [1] من س. [2] في اللسان: غليظ القصرة. [3] في اللسان: أكيلكم. وفيه: اختلفوا في السندرة، فقال ابن الأعرابي وغيره: هو مكيال ضخم، أي أقتلكم قتلا واسعا كبيرا. وقيل السندرة امرأة كانت تبيع القمح وتوفى الكيل، أي أكيلكم كيلا وافيا.

(1318) عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدى بن غنم بن عدى ابن عامر بن غنم بن عدى بن النجار.

(1318) عامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس بن مالك بن عدي بن غنم بن عدىّ ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. هو والد هشام بن عامر، شهد بدرا، واستشهد يوم أحد، لا أحفظ له رواية عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقالت عائشة رضي الله عنها- إذ دخل عليها هشام بن عامر: نعم المرء كان عامرا. [وهو الذي ذكره حسان في شعره [1]] (1319) عامر بن أبي أمية، أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أسلم عام الفتح، وقد نسبناه عند ذكر أخيه عبد الله، وعند ذكر أخته أيضا، لا أحفظ له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عن أم سلمة. روى عنه سعيد بن المسيّب. (1320) عامر بن البكير الليثي، هذا قول ابن إِسْحَاق وغيره. وَقَالَ الواقدي وأبو معشر: ابن أبي البكير. قَالَ أبو عمر: شهد بدرا هو وإخوته إياس بن البكير، وعاقل بن البكير، وخالد بن البكير، كلهم شهدوا بدرا وما بعدها من المشاهد، وأسلموا في دار الأرقم، وهم حلفاء بني عدي بن كعب، ولا أعلم لهم رواية. وقتل عامر بن البكير يوم اليمامة شهيدا. (1321) عامر بن ثابت حليف لبني جحجبي، من بني عمرو بن عوف، شهد أحدا، وقتل يوم اليمامة شهيدا.

_ [1] من س.

(1322) عامر بن ثابت بن [1] أبى الأقلح الأنصاري،

(1322) عامر بن ثابت بن [1] أبي الأقلح الأنصاري، أخو عاصم بن ثابت، هو الذي ولي ضرب عنق عقبة بن أبي معيط يوم بدر، أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل قتله عاصم أخوه. (1323) عامر بن ثابت بن سلمة بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، قتل يوم اليمامة شهيدا. (1324) عامر بن الحارث الفهري [القرشي [2]] . ويقَالَ: عمرو، شهد بدرا فيما ذكر موسى بن عقبة. (1325) عامر بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عريج [3] بن عدىّ ابن كعب القرشي العدوي، أبو جهم. هو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل عامر، وقيل عبيد، وقد ذكرناه في الكنى. (1326) عامر الرامي، ويقَالَ عامر الرام، أخو الخضر، والخضر قبيلة في قيس عيلان. [وهم بنو مالك بن طريف بن خلف بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان [4]] يقَالُ لهم الخضر. روى محمد بن إسحاق عن أبي [5] منظور، عن عامر الرامي أخي الخضر، قَالَ: إنا بأرض محارب إذ أقبلت رايات، وإذا رَسُول اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم ... فذكر الحديث.

_ [1] في أسد الغابة: عامر بن ثابت بن قيس، وقيس هو أبو الأقلح الأنصاري. [2] من س. [3] في ى: عويج. [4] ليس في س. [5] هكذا في ى، وأسد الغابة، وفي س: بن منظور.

(1327) عامر بن ربيعة [العنزي [1]] العدوي،

(1327) عامر بن ربيعة [العنزي [1]] العدوي، حليف لهم، وهو عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة بن عامر بن سعد بن عبد الله بن الحارث بن رفيدة بن عنز بن وائل بن قاسط. وقيل: عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن هنب [2] بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان. وقيل. عامر بن ربيعة بن عامر بن مالك بن ربيعة بن حجير بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل [بن قاسط [3]] . هذا الاختلاف كله ممن [4] نسبه إلى عنز بن وائل بن قاسط، وعنز بن وائل هو أخو بكر وتغلب. وَقَالَ أبو عبيدة معمر بن المثنى: عامر بن ربيعة العدوي حليف عمر بن الخطاب كان بدريا، وهو من ولد عنز بن وائل أخي بكر بن وائل، وعدد العنزيين في الأرض قليل. وَقَالَ علي بن المديني: عامر بن ربيعة من عنز، هكذا قَالَ علي: عنز- بفتح النون- والأول عندهم أصح [5] من تسكين النون وهو الأكثر والله أعلم.

_ [1] ليس في س. [2] في أسد الغابة: ابن هنب. [3] من س. [4] في ى: فيمن. [5] في أسد الغابة: قال على بن المديني: هو من عنز- بفتح النون والصحيح سكونها، وعنز قليل، وإنما عنزة- بالتحريك آخره هاء كثير.

(1328) عامر بن ساعدة بن عامر، أبو حثمة [2] الأنصاري الحارثي.

ومنهم من ينسبه إلى مذحج في اليمن، ولم يحتلفوا أنه حليف للخطاب بن نفيل، لأنه تبناه. أسلم عامر بن ربيعة قديما بمكة. وهاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته. ثم هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وسائر المشاهد، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين. وقيل: سنة اثنتين وثلاثين. وقيل: سنة خمس وثلاثين بعد قتل عثمان بأيام. يكنى أبا عبد الله. روى عنه جماعة من الصحابة، منهم ابن عمر، وابن الزبير. وروى ابن وهب، عن مالك، عن يَحْيَى بن سعيد أنه سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول: قام عامر بن ربيعة يصلي من الليل حين [1] نشب الناس في الطعن على عثمان بن عفان رضي الله عنه. قَالَ: فصلى من الليل، ثم نام فأتى في المنام فقيل له: قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده. فقام، فصلى ودعا. ثم اشتكى فما خرج بعد إلا بجنازته. (1328) عامر بن ساعدة بن عامر، أبو حثمة [2] الأنصاري الحارثي. والد سهل ابن أبي حثمة. وقد قيل اسم أبي حثمة هذا عبد الله بن ساعدة، وكان أبو حثمة هذا دليل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يوم أحد. (1329) عامر بن سلمة بن عامر البلوي، حليف للأنصار، شهد بدرا [فيما ذكر موسى بن عقبة [3]] . قد قيل فيه عمرو بن سلمة.

_ [1] في س: حيث. [2] في أسد الغابة: أبو خيثمة. [3] ليس في س.

(1330) عامر بن شهر الهمداني،

(1330) عامر بن شهر الهمداني، ويقَالَ: الناعطي. ويقَالَ البكيلي. وكل ذَلِكَ في همدان. يكنى أبا شهر. وقيل: بل يكنى أبا الكنود [1] ، روى عنه الشعبي، لم يرو عنه غيره في علمي، يعد في الكوفيين. ذكر سيف، قَالَ: أَخْبَرَنَا طلحة الأعلم، عن عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أول من اعترض على الأسود العنسي، وكابره عامر بن شهر الهمداني في ناحيته، وفيروز الديلمي وداذويه في ناحيتهما، ثم تتابع الذين كتب إليهم فيه، فامتثلوا بما أمروا به. وكان عامر بن شهر الهمداني أحد عمال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على اليمن، ولست أحفظ له إلا حديثا واحدا حسنا، قَالَ: سمعت كلمتين: من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلمة، ومن النجاشي كلمة، سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: انظروا قريشا فخذوا من قولهم ودعوا فعلهم. وكنت عند النجاشي جالسا فجاءه ابن له من الكتاب، فقرأ آية من الإنجيل، فعرفتها وفهمتها، فضحكت، فَقَالَ: مم تضحك؟ أمن كتاب الله! فو الله إنه مما أنزل على عيسى ابن مريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على نبينا وعليه: إن اللعنة تكون في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان. (1331) عامر بن الطفيل بن الحارث. قَالَ وثيمة، قَالَ ابن إسحاق: كان وافد قومه إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر مقامه في الأزد وقت الردة يوصيهم بلزوم الإسلام ويحرضهم عليه. قَالَ: وذكره الترمذي في الصحابة أيضا. (1332) عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث ابن فهر بن مالك [بن [1]] النضر بن كنانة القرشي الفهري أبو عبيدة،

_ [1] في س، وأسد الغابة: أبا الكنوز، والمثبت من ى، والتقريب.

غلبت عليه كنيته. قَالَ الزبير: كان أبو عبيدة أهتم، وذلك أنه نزع الحلقتين اللتين دخلتا في وجه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المغفر يوم أحد، فانتزعت ثنيتاه فحسّنتا فاه، فيقال: إنه ما رئي أهتم قط أحسن من هتم أبي عبيدة. وذكره بعضهم فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، ولم يختلفوا في شهوده بدرا، والحديبية، وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، جاء ذكره فيهم في بعض الروايات، وفي بعضها ابن مسعود، وفي بعضها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم تختلف تلك الآثار في التسعة. وكان أبو عبيدة يدعى في الصحابة القوي الأمين، لقول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل نجران: لأرسلن معكم القوي الأمين. ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل أمة أمين، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح. وَقَالَ فيه أبو بكر الصديق يوم السقيفة: لقد رضيت لكم أحد الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم: عمر، وأبو عبيدة بن الجراح. وَذَكَر ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ أَصْحَابِي أَحَدٌ إِلا لَوْ شِئْتُ لَوَجَدْتُ عَلَيْهِ إِلا أَبَا عُبَيْدَةَ. وَذَكَرَ أَيْضًا عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الشَّامِ، وَعَزَلَ خَالِدَ بْنَ الوليد قال

_ [1] من س.

خَالِدٌ: بُعِثَ عَلَيْكُمْ أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَالِدٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ. وَنِعْمَ فَتَى الْعَشِيرَةِ. وَذَكَرَ خَلِيفَةُ، عن معاذ، عن ابن عون، عن ابن سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ قَالَ: وَاللَّهِ لأَنْزِعَنَّ خَالِدًا حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ يَنْصُرُ دِينَهُ. قَالَ: وأخبرنا علي وموسى، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أَبِيهِ قَالَ: لما استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة: إني قد استعملتك وعزلت خالدا. قَالَ خليفة: لما ولى عمر عزل خالدا، وولى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين، وشرحبيل ابن حسنة على الأردن، وخالد بن الوليد على دمشق، وحبيب بن مسلمة على حمص، ثم عزله وولّى عبد الله ابن قرط الثمالي، ثم عزله، وولى عبادة بن الصامت، ثم عزله، وولّى عبد الله ابن قرط. ثم وقع طاعون عمواس، فمات أبو عبيدة، واستخلف معاذ، ومات [1] معاذ، واستخلف يزيد بن أبي سفيان، فمات يزيد، واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر. وكان موت أبو عبيدة ومعاد ويزيد في طاعون عمواس، وكان طاعون عمواس بأرض الأردن وفلسطين سنة ثمان عشرة، مات فيه نحو خمسة وعشرين ألفا. ويقَالَ: إن عمواس قرية بين الرملة وبيت المقدس. وقيل إن ذَلِكَ كان لقولهم عم واس [2] ، ذكر ذَلِكَ الأصمعي، وكانت سن أبي عبيدة يوم توفى ثمانيا وخمسين سنة.

_ [1] في س: فمات. [2] في س: لقولهم عمر واس.

(1333) عامر بن عبد عمرو،

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ [1] ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أنّ أهل بحران قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْعَثْ مَعَنَا أَمِينًا، فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ وَقَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ. وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وُجُوهٍ، مِنْ حَدِيثِ حذيفة وغيره. (1333) عامر بن عبد عمرو، ويقال عامر بن عمير أبو حبة البدري الأنصاري، من بني ثعلبة بن عمرو بن عوف بن سعد بن الأوس [2] ، غلب عليه أبو حبة البدري لشهوده بدرا، واختلف في اسمه كما ذكرنا، وهو مشهور بكنيته، وسنذكره في الكنى بأتم من هذا إن شاء الله تعالى. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمّه. (1334) عامر بن عبد عمرو، ويقال عامر بن عمرو، أبو حبة الأنصاري المازني البدري، اختلف في اسمه، وسنذكره في الكنى إن شاء الله. (1335) عامر بن عبدة [3] ، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الشيطان يأتي القوم في صورة الرجل يعرفون وجهه ولا يعرفون نسبه، فيحدثهم فيقولون: حَدَّثَنَا فلان، ما اسمه؟ لَيْسَ يعرفونه. حديثه عند الأعمش عن المسيب بن رافع عنه.

_ [1] في س: حرب. [2] في س: بن عوف بن مالك بن الأوس. وفي أسد الغابة بن ثعلبة بن مالك بن عمرو ابن عوف بن مالك بن الأوس. [3] في أسد الغابة: قال ابن ماكولا في عبدة- بفتح العين والباء عامر بن عبدة، أبو إياس. وقيل عبدة بسكون الباء.

(1336) عامر بن عمرو المزني [1] ،

(1336) عامر بن عمرو المزني [1] ، انفرد بحديثه أَبُو مُعَاوِيَةَ الضرير. ويقَالَ إنه أخطأ فيه، لأن يعلى بن عبيد قَالَ فيه عن هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ عن هلال بن عامر [2] ، عَنْ أبيه. (1337) عامر بن غيلان بن سلمة الثقفي، أسلم قبل أبيه وهاجر، ومات بالشام في طاعون عمواس، وأبوه يومئذ حي. (1338) عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر الصديق، أبو عمرو، كان مولّدا من من مولدي الأزد، أسود اللون، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن سخبرة، فأسلم، وهو مملوك، فاشتراه أبو بكر من الطفيل، فأعتقه، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها إلى الإسلام، وكان حسن الإسلام، وكان يرعى الغنم في ثور، يروح بها على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في الغار، ذكر ذَلِكَ كله موسى بن عقبة وابن إسحاق عن ابن شهاب. وكان رفيق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي بكر في هجرتهما إلى المدينة، وشهد بدرا، وأحدا، ثم قتل يوم بئر معونة، وهو ابن أربعين سنة، قتله عامر بن الطفيل. ويروى عنه أنه قَالَ: رأيت أول طعنة طعنتها عامر بن فهيرة نورا أخرج فيها [3] .

_ [1] في س: المديني. [2] في س: عمرو. [3] في س: منها.

وذكر ابن إسحاق، عن هشام بن عروة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لما قدم عامر بن الطفيل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: من الرجل الذي لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض، حتى رأيت السماء دونه، ثم وضع. فَقَالَ له: هو عامر ابن فهيرة. هكذا رواية يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، ورواية غيره عن ابن إسحاق، قَالَ: فحَدَّثَنِي هشام بن عروة عَنْ أَبِيهِ أن عامر بن الطفيل كان يقول: من رجل منهم لما قتل رأيته رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء دونه؟ قالوا: عامر بن فهيرة. وذكر ابن المبارك، وعبد الرزاق جميعا، عن معمر، عن الزهري، عن عروة قَالَ: طلب عامر بن فهيرة [يومئذ [1]] في القتلى فلم يوجد. قَالَ عروة: فيروون أن الملائكة دفنته أو رفعته. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: زَعَمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يُوجَدْ جَسَدُهُ حِينَ دَفَنُوا، فَيَرْوُونَ أَنَّ الْمَلائِكَةَ دَفَنَتْهُ. وَكَانَتْ بِئْرُ مَعُونَةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعْوُنَةَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا حَتَّى نَزَلَتْ [2] : «لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ» ، 3: 128 فَأَمْسَكَ عَنْهُمْ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ قَوْلَهُ عَزَّ وجلّ: «لَيْسَ لَكَ من الْأَمْرِ شَيْءٌ» 3: 128 نَزَلَتْ فِي غَيْرِ هَذَا، وَذَكَرُوا فِيهَا وُجُوهًا ليس هذا موضعا لذكرها.

_ [1] من س. [2]- سورة آل عمران، آية 128.

(1339) عامر بن قيس الأشعري.

(1339) عامر بن قيس الأشعري. أبو بردة، غلبت عليه كنيته، هو أخو أبي موسى الأشعري، وقد ذكرنا نسبه عند ذكر أخيه أبي موسى في العبادلة، وفي الكنى، وسيأتي ذكر أبي بردة هذا في بابه في الكنى. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ اللَّهمّ اجعل فناء أمتي في سبيلك بالطعن والطاعون. (1340) عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، أمه البيضاء بنت عبد المطلب. أسلم يوم الفتح، وبقي إلى خلافة عثمان، هو والد عبد الله بن عامر ابن كريز الذي ولاه العراق وخراسان. (1341) عامر بن مخلد بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا. (1342) عامر بن مسعود الجمحي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة. روى عنه نمير بن عريب. (1343) عامر بن هلال، أبو سيارة المتعي. اختلف في اسمه، وقد ذكرناه في الكنى. يقَالَ: إنه من بني عبس بن حبيب، كتب له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا، وهو باق عند بني عمه وبني بنيه [في [1]] المتعيّين. (1344) عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمير بن جابر بن حميس [1] بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي، أبو الطفيل. غلبت عليه كنيته، أدرك من حياة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثماني سنين، كان مولده عام أحد

_ [1] في ى: عميس.

(1345) عامر بن أبى وقاص، واسم أبى وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة القرشي (الزهري [3] ) ،

ومات سنة مائة أو نحوها. ويقَالَ: إنه آخر من مات ممن رأى النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روى نحو أربعة أحاديث، وكان محبا لعلي رضي الله عنه، وكان من أصحابه في مشاهده، وكان ثقة مأمونا يعترف بفضل الشيخين، إلا أنه كان يقدم عليا. توفي سنة مائة من الهجرة، وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من هذا [1] . [وباللَّه التوفيق [2]] . (1345) عامر بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف ابن زهرة القرشي (الزهري [3] ) ، كان من مهاجرة الحبشة، ولم يهاجر إليها سعد أخوه، أسلم بعد عشرة رجال. باب عائذ (1346) عائذ بن سعد [4] الجسري، وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- قاله الطبري. (1347) عائذ بن عمرو بن هلال المزني، يكنى أبا هبيرة، وكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من صالحي الصحابة، سكن البصرة، وابتنى بها دارا، وتوفي في إمرة عبيد الله بن زياد أيام يزيد بن معاوية.

_ [1] في س: بأكثر من ذكره هاهنا. [2] ليس في س. [3] ليس في س. [4] في أسد الغابة: سعيد. (م 25- الاستيعاب- ثان)

(1348) عائذ بن قرط السكونى.

روى عنه الحسن، ومعاوية بن قرة، وعامر الأحول. (1348) عائذ بن قرط السكوني. شامي، روى عنه عمرو [1] بن قيس السكوني. من حديث عائذ بن قرط عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من صلى صلاة لم يتمّها زيد فيها من سبحاته حتى تتمّ. (1349) عائذ بن ماعص بن قيس بن خلدة [2] بن عامر بن زريق الأنصاري [الزرقي [3]] ، شهد بدرا مع أخيه معاذ، وقتل عائذ يوم اليمامة شهيدا في قول بعضهم. وقيل: إنه قتل يوم بئر معونة شهيدا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بين عائذ بن ماعص وبين سويبط بن حرملة. (1350) عائذ الجعفي [4] . روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عنه الجعد ابن الصلت، ذكره البخاري، أخشى أن يكون حديثه مرسلا. باب عائذ الله (1351) عائذ الله بن سعد [5] المحاربي. ويقَالَ عائذ [6] . مذكور فيمن وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من محارب بن خصفة بن قيس. (1352) عائذ الله بن عبد الله [7] الخولاني، أبو إدريس، غلبت عليه كنيته، ولد عام حنين، وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من هذا.

_ [1] في ى. عمر، والمثبت من س، وأسد الغابة. [2] في س: خالدة. [3] من س. [4] في أسد الغابة: عائذ بن أبى عائذ الجعفي. [5] في أسد الغابة: بن سعيد. [6] في أسد الغابة ويقال عائذ بن سعيد- غير مضاف إلى اسم الله عز وجل. [7] في س: بن عبيد الله.

باب عباد وعباد

وَقَالَ ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس الخولاني، وكان من فقهاء أهل الشام. وَقَالَ مكحول: ما أدركت مثل أبي إدريس الخولاني. روى أبو إدريس عن عبادة وشداد [1] بن أوس، وحذيفة، وأبي الدرداء، وغيرهم. روى عنه الزهري وبسر [2] بن عبيد الله، وربيعة بن يزيد وغيرهم [3] . باب عباد وعباد (1353) عباد بن الأخضر [4] ، أو ابن الأحمر. روى عن النبي صَلَّى الله وَسَلَّمَ أنه كان إذا أخذ مضجعه قرأ [5] : «قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» 109: 1. (1354) عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. قَالَ الواقدي: يكنى أبا بشر. وَقَالَ ابن عمارة: يكنى أبا الربيع. وَقَالَ إبراهيم بن المنذر: عباد بن بشر يكنى أبا بشر، ويكنى أبا الربيع. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: لا يختلفون أنه أسلم بالمدينة على يد [6] مصعب ابن عمير، وذلك قبل إسلام سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وشهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف اليهودي، وكان من فضلاء الصحابة.

_ [1] في س: وسواد. [2] في س: وقيس. [3] في ى: وغيره، والحمد للَّه تعالى. [4] في أسد الغابة: ابن أخضر. [5] سورة «الكافرون» . [6] في س: على يدي.

روى أنس بن مالك أن عصاه كانت تضيء له، إذ كان يخرج من عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى بيته ليلا، وعرض له ذَلِكَ مرة مع أسيد بن حضير، فلما افترقا أضاءت لكل واحد منهما عصاه. وروى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قَالَ: كان عباد بن بشر ورجل آخر من الأنصار عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتحدثان في ليلة ظلماء حندس، فخرجا من عنده، فأضاءت عصا عباد بن بشر حتى انتهى عباد وذهب الآخر، فأضاءت عصا الآخر. وَقَالَ أبو عمر: الآخر أسيد بن حضير على ما ذكرناه [1] ، وروينا ذَلِكَ من وجوه أخر. حَدَّثَنَا أبو القاسم خلف بن قاسم [2] الحافظ، حَدَّثَنَا أبو الحسن على بن محمد ابن إسماعيل الطوسي [بمكة [3]] ، حَدَّثَنَا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري، حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن يَحْيَى بن عباد، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، قالت: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. هكذا ذكر البخاري، ورواه الناس من طريق سلمة وغيره، عن ابن إسحاق، ذكره ابن جعفر الطبري، وأبو العباس محمد بن إسحاق السراج. حَدَّثَنَا محمد بن حميد، حَدَّثَنَا سلمة عن ابن إسحاق، عن يحيى ابن عباد بن الزبير، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، قالت:

_ [1] في س: على ما ذكرنا وروينا. [2] في س: ابن القاسم. [3] من س.

كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أحد أفضل منهم: سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر. قال عباد ابن عبد الله: والله ما سماني أبى عبادا إلا به. كان عباد بن بشر ممن قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يؤذي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويحرض على أذاه. وَقَالَ عباد بن بشر في ذلك شعرا: صرخت به فلم يعرض لصوتي ... ووافى [1] طالعا من رأس جدر فعدت له فَقَالَ من المنادي ... فقلت أخوك عباد بن بشر وهذي درعنا رهنا فخذها ... لشهر إن وفى أو نصف شهر فَقَالَ معاشر سغبوا [2] وجاعوا ... وما عدلوا [3] الغنى من غير فقر فأقبل نحونا يهوى سريعا ... وَقَالَ لنا لقد جئتم بأمر [4] وفى أيماننا بيض جداد [5] ... مجردة [6] بها الكفار نفري فعانقه ابن مسلمة المردي ... به [7] الكفار كالليث الهزبر وشد بسيفه صلتا عليه ... فقطره أبو عبس بن جبر فكان [8] الله سادسنا فأبنا ... بأنعم نعمة وأعز نصر وجاء برأسه نفر كرام ... همو ناهيك [9] من صدق وبرّ

_ [1] في س: وأوفى. [2] في ى: شبعوا، والمثبت من س. [3] في س: وما عدموا. [4] في س: لأمر. [5] في س: حداد. [6] في س: مجربة. [7] في ى: بها. [8] في س: وكان. [9] في ى: تاهوك.

(1355) عباد بن ثعلبة [3] .

والذين قتلوا كعب بن الأشرف: محمد بن مسلمة، والحارث بن أوس، وعباد بن بشر، وأبو عبس بن جبر، وأبو نائلة سلكان بن وقش الأشهلي. قَالَ ابن إسحاق: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عباد بن بشر، وقتل يوم اليمامة شهيدا، وكان له يومئذ بلاء وغناء، فاستشهد يومئذ وهو ابن خمس وأربعين سنة. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ [عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابن الزُّبَيْرِ [1]] عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تَهَجَّدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي، فَسَمِعَ صَوْتَ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، صَوْتُ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ هَذَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لَهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن [2] ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عِمَارَةَ بْنِ حَفْصَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ الأَنْصَارِيِّ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ، فَلا أُوتَيَنَّ مِنْ قِبَلِكُمْ، قَالَ عَلِيٌّ: وَهَذَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الله ابن مُصْعَبٍ الْخَطْمِيُّ، مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: وَلا أَحْفَظُ لِعَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ غَيْرَ هَذَا الحديث. (1355) عباد بن ثعلبة [3] . ويقَالَ: عباد بن ثعلبة- بكسر العين، يد في الكوفيين.

_ [1] من س. [2] في س: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن. [3] في أسد الغابة: عباد أبو ثعلبة.

(1356) عباد بن الحارث بن عدى بن الأسود بن الأصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف.

روى عنه ابنه ثعلبة، ولم يرو عنه غيره، حديثه في فضل الوضوء حديث حسن. (1356) عباد بن الحارث بن عدي بن الأسود بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة بن عوف. يعرف بفارس ذي الخرق، فرس كان يقاتل عليه، شهد أحدا، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرسه ذي الخرق، وشهد عليه اليمامة، فقتل يومئذ شهيدا. (1357) عباد بن خالد الغفاري. هكذا بكسر العين. له صحبة ورواية، له حديثان عند عطاء بن السائب، عَنْ أَبِيهِ، عن خالد [1] بن عباد، عَنْ أَبِيهِ عباد بن خالد. (1358) عباد بن الخشخاش. ويقَالَ عبادة. وقد تقدم ذكره في باب عبادة. (1359) عباد بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. قتل يوم أحدا شهيدا، قتله صفوان بن أمية الجمحي. (1360) عباد بن شرحبيل الغبري اليشكري، رجل من بنى غبر بن يشكر ابن وائل. وروى عنه جعفر بن أبي وحشية قصة لَيْسَ له غيرها أنه قَالَ: دخلت حائطا فأخذت سنبلا ففركته، فجاء صاحبه فضربني وأخذ ثوبي، فأتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكرت له ذَلِكَ، فدعاه ورد على ثوبي. (1361) عباد بن شيبان. قَالَ: خطبت إلى النبي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامة بنت عبد المطلب فأنكحني، ولم يشهد. روى عنه ابناه: عيسى [2] بن عباد ويحيى ابن عبّاد.

_ [1] في س: عن أبيه عن خالد. [2] في س، والتهذيب: ابناه: إبراهيم بن عباد....

(1362) عباد بن عبد العزى بن محصن بن عقيدة [1] بن وهب بن الحارث ابن جشم بن لؤي بن غالب،

(1362) عباد بن عبد العزى بن محصن بن عقيدة [1] بن وهب بن الحارث ابن جشم بن لؤي بن غالب، كان يلقب الخطيم، لأنه ضرب على أنفه يوم الجمل. ذكره ابن الكلبي من رواية الحارث بن أبي أسامة، عن محمد بن عمران الأسدي، عنه. (1363) عباد بن عبيد بن التيهان، شهد بدرا، ذكره الطّبرى. (1364) عباد بن قيس بن عامر بن خلدة بن عامر بن زريق الزرقي الأنصاري، شهد بدرا وأحدا بعد أن شهد العقبة. (1365) عباد بن قيس بن عبسة. ويقَالَ عيشة، بن أمية بن مالك بن عدى بن كعب ابن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بدرا هو وأخوه سبيع بن قيس، وقتل يوم مؤتة شهيدا. (1366) عباد بن قيظى الأنصاري الحارثي، أخو عبد الله وعقبة ابني قيظي، وقتل هو وأخوه يوم جسر أبي عبيد، له صحبة. (1367) عباد [2] بن ملحان بن خالد، شهد أحدا، واستشهد يوم جسر أبى عبيد، قاله العدوي. (1368) عباد بن نهيك الخطمي الأنصاري. هو الذي أنذر بنى حارثة حين وجدهم يصلون إلى بيت المقدس، وأخبرهم أن القبلة قد حولت، فأتموا الركعتين الباقيتين نحو المسجد الحرام.

_ [1] في س: عبد، والمثبت من ى، وأسد الغابة. [2] هذه الترجمة ليست في س.

باب عبادة

باب عبادة (1369) عبادة بن الأشيم [1] . وفد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب له كتابا، وأمره على قومه- ذكره ابن قانع في معجمه. (1370) عبادة بن أوفى النميري، شامي. روى عنه مكحول، قيل: حديثه مرسل، لأنه يروي عن عمرو بن عبسة. (1371) عبادة [بن الحسحاس، ويقَالَ ابن] [2] الخشخاش بن عمرو بن زمزمة الأنصاري. حليف لهم، من بلي، قَالَ ابن إسحاق، وأبو معشر: عبادة بن الخشخاش بالخاء والشين المنقوطتين. وَقَالَ الواقدي: هو عبادة بن الخشخاش. قَالَ: وهو ابن عم المجذر بن زياد وأخوه لأمه، ولم يختلفوا أنه من بلي بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة. شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا. قَالَ ابن إسحاق: ودفن النعمان بن مالك والمجذّر بن زياد، وعبادة ابن الخشخاش في قبر واحد. ويقَالَ فيه عباد بن الخشخاش بلا هاء، والأكثر يقولون عبادة. (1372) عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن [فهر بن [3]] ثعلبة بن غنم ابن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاري السالمي، يكنى

_ [1] في أسد الغابة: ابن الأشيب. [2] من س. وفي أسد الغابة: وقيل الخشخاش- بخاء وشينين معجمات. وقيل بحاءين وسينين مهملات. [3] من س، وأسد الغابة.

أبا الوليد. وَقَالَ الحزامي: أم عبادة بن الصامت قرة العين بنت عبادة بن نضلة ابن مالك بن العجلان، وكان عبادة نقيبا، وشهد العقبة الأولى والثانية والثالثة. وآخى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبى مرثد الغنوي، وشهد بدرا والمشاهد كلها، ثم وجهه عمر إلى الشام قاضيا ومعلما، فأقام بحمص، ثم انتقل إلى فلسطين، ومات بها، ودفن بالبيت [1] المقدس، وقبره بها معروف إلى اليوم. وقيل: إنه توفي بالمدينة، والأول أشهر وأكثر. وقال ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة [2] : قبر عبادة بن الصامت بالبيت المقدس. وَقَالَ ابن سعد: سمعت من يقول: إنه بقي حتى توفى في خلافة معاوية بالشام. وَقَالَ الأوزاعي: أول من تولى قضاء فلسطين عبادة بن الصامت، وكان معاوية قد خالفه في شيء أنكره عليه عبادة في الصرف، فأغلظ له معاوية في القول، فقال له عبادة: لا أسا كنك بأرض واحدة أبدا، ورحل إلى المدينة. فَقَالَ له عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فَقَالَ: ارجع إلى مكانك، فقبح الله أرضا لست فيها ولا أمثالك. وكتب إلى معاوية: لا إمرة لك على عبادة. توفي عبادة بن الصامت سنة أربع وثلاثين بالرملة. وقيل بالبيت المقدس، وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.

_ [1] في س: ببيت المقدس. [2] في ى: عن رجال أبى سلمة- وهو تحريف.

(1373) عبادة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي.

روى عنه من الصحابة أنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وفضالة بن عبيد، والمقدام بن معديكرب، وأبو أمامة الباهلي، ورفاعة بن رافع، وأوس بن عبد الله الثقفي، وشرحبيل ابن حسنة، ومحمود بن الربيع، والصنابحي، وجماعة من التابعين. (1373) عبادة بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي. روى أنه مسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه وبرك عليه. وأبوه له صحبة، وبابنه عبادة يكنى. وقد ذكره أبو عمر في باب سعد، وفي الكنى أيضا. (1374) عبادة بن قرص الليثي، ويقَالَ ابن قرط. والصواب عند أكثرهم قرص. وروى عنه أبو قتادة العدوي، وحميد بن هلال. وَقَالَ يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال: أقبل عبادة بن قرص الليثي من الغزو، فلما كان بالأهواز لقيه الحرورية فقتلوه. وَقَالَ أبو عبيدة والمدائني: في سنة إحدى وأربعين خرج سهم بن مالك بن غالب الهجيمي، ومعه الخطيم الباهلي، واسم الخطيم زيادة بن مالك بناحية جسر البصرة، فقتلوا عبادة بن قرص الليثي صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعث إليهم معاوية عبد الله بن عامر، فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما، وقتل عدة من أصحابهما، ثم عزل معاوية ابن عامر في سنة خمس وأربعين، وولى زيادا، فقدم زياد البصرة، فقتل سهم بن غالب الهجيمي وصلبه، ثم قتل زياد أيضا الخطيم الباهلي الخارجي أحد بني وائل سنة تسع وأربعين. (1375) عبادة بن قيس، ويقَالَ فيه عباد بن قيس بن زيد بن أمية بن عامر بن

(1376) عبادة الزرقي،

عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. شهد بدرا وأحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل يوم مؤتة شهيدا. وقد ذكرناه في باب عباد. (1376) عبادة الزرقي، روى في صيد المدينة. روى عنه ابناه عبد الله وسعد، لا ترفع [1] صحبته. باب عباس (1377) عباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم ابن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية. قَالَ ابن إسحاق: كان ممن خرج إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو بمكة، وشهد بيعة العقبتين. وقيل: بل كان في النفر الستة من الأنصار الذين لقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، فأسلموا قبل سائر الأنصار، وأقام مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ بها حتى هاجر إلى المدينة، فكان يقَالُ له مهاجري أنصاري. قتل يوم أحد شهيدا، ولم يشهد بدرا، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [حين هاجر إلى المدينة [2]] بينه وبين عثمان بن مظعون. (1378) عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا الفضل بابنه الفضل بن العباس، وكان العباس أسن من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنتين. وقيل بثلاث سنين. أمّه امرأة من النمر ابن قاسط وهى نتلة. وقيل نتيلة بنت خباب بن كليب بن مالك بن عمرو

_ [1] في س: لا تدفع. [2] ليس في س.

ابن عامر بن زيد مناة بن عامر، وهو الضيحان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله ابن النمر بن قاسط، هكذا نسبها الزبير وغيره. وَقَالَ أبو عبيدة: هي بنت خباب [1] بن حبيب بن مالك بن عمرو بن عامر الضيحان [الأصغر بن زيد مناة بن عامر الضحيان [2]] الأكبر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط ولدت لعبد المطلب العباس فأنجبت به، قَالَ: وهي أول عربية كست البيت الحرام الحرير والديباج وأصناف الكسوة. وذلك أن العباس ضل وهو صبي فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت الحرام، فوجدته ففعلت ما نذرت وكان العباس في الجاهلية رئيسا في قريش، وإليه كانت عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، فالسقاية معروفة، وأما العمارة فإنه كان لا يدع أحدا يسب [3] في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هجرا، يحملهم على عمارته في الخير، لا يستطيعون لذلك امتناعا، لأنه كان ملأ قريش قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذَلِكَ، فكانوا له أعوانا عليه، وسلموا ذَلِكَ إليه. ذكر ذَلِكَ الزبير وغيره من العلماء بالنسب والخبر. وَذَكَرَ ابْنُ السَّرَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِهَابٍ [4] ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ أَنَّ الْعَبَّاسَ عَمّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مع المشركين يوم بدر، فأسر فيمن

_ [1] في س: حباب. [2] ليس في س. [3] في س: يستب. [4] في س. بن هشام.

أُسِرَ مِنْهُمْ، وَكَانُوا قَدْ شَدُّوا وَثَاقَهُ، فَسَهِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَلَمْ يَنَمْ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: مَا أَسْهَرَكَ [1] يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟ فَقَالَ: أَسْهَرُ لأَنِينِ الْعَبَّاسِ. فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَأَرْخَى مِنْ وَثَاقِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ما لي لا أَسْمَعُ أَنِينَ الْعَبَّاسِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا أَرْخَيْتُ مِنْ وَثَاقِهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَافْعَلْ ذَلِكَ بِالأَسْرَى كُلِّهِمْ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ قَبْلَ فَتْحِ خَيْبَرَ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلامَهُ، وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاطٍ أَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا يَسُرُّهُ مَا يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَظْهَرَ إِسْلامَهُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَشَهِدَ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَتَبُوكَ. وقيل: إن إسلامه قبل بدر، وكان رضى الله عنه يكتب بأخبار المشركين إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وكان المسلمون ينقوّون به بمكة، وكان يحب أن يقدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مقامك بمكة خير، فلذلك قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: من لقي منكم العباس فلا يقتله، فإنه إنما أخرج كارها. وكان العباس أنصر الناس لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أبى طالب، وحضر مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العقبة يشترط له على الأنصار، وكان على دين قومه يومئذ، وأخرج إلى بدر مكرها فيما زعم قوم، وفدى يومئذ عقيلا ونوفلا ابني أخويه أبى طالب والحارث من ماله، وولى السقاية بعد أبي طالب وقام بها، وانهزم الناس عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين غيره وغير عمر،

_ [1] في س: ما يسهرك.

وعلي، وأبي سفيان بن الحارث. وقد قيل غير سبعة من أهل بيته، وذلك مذكور في شعر العباس الّذي يقول فيه: ألا هل أتى عرسي مكري ومقدمي ... بوادي حنين والأسنة تشرع وقولي إذا ما النفس جاشت لها قدى [1] ... وهام تدهدى [2] بالسيوف وأدرع وكيف رددت الخيل وهى مغيرة ... بزوراء تعطى في اليدين وتمنع وهو شعر مذكور في السير لابن إسحاق، وفيه: نصرنا رَسُول اللَّهِ في الحرب سبعة ... وقد فر من قد فر عنه وأقشع وثامننا لاقى الحمام بسيفه ... بما مسه في الله لا يتوجع وَقَالَ ابن إسحاق: السبعة: علي، والعباس، والفضل بن العباس، وأبو سفيان بن الحارث، وابنه جعفر، وربيعة بن الحارث، وأسامة بن زيد، والثامن أيمن بن عبيد. وجعل غير ابن إسحاق في موضع أبي سفيان عمر بن الخطاب، والصحيح أن أبا سفيان بن الحارث كان يومئذ معه لم يختلف فيه، واختلف في عمر. وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكرم العباس بعد إسلامه ويعظمه ويجله. ويقول: هذا عمي وصنو أبي، وكان العباس جواد مطعما وصولا للرحم ذا رأي حسن ودعوة مرجوّة. وروى على بن المدائني، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ نَافِعُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص، قال: قال

_ [1] في س: قرى. [2] في ى: وها تدعوين.

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَجْوَدُ قُرَيْشٍ كَفًّا، وَأَوْصَلُهَا [رَحِمًا [1]] . وَرَوَى ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الثِّقَةِ- أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمْ يَمُرَّ بِعُمَرَ وَلا بِعُثْمَانَ وَهُمَا رَاكِبَانِ إِلا نَزَلا حَتَّى يَجُوزَ الْعَبَّاسُ إِجْلالا لَهُ، وَيَقُولانِ: عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى ابْنُ الْعَبَّاسِ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا قَحَطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ. قَالَ أبو عمر: وكان سبب ذَلِكَ أن الأرض أجدبت إجدابا شديدا على عهد عمر زمن الرمادة، سنة سبع عشرة، فَقَالَ كعب: يا أمير المؤمنين، إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فَقَالَ عمر: هذا عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصنو أبيه، وسيد بني هاشم، فمشى إليه عمر، وشكا إليه ما فيه الناس [من القحط [2]] ، ثم صعد المنبر ومعه العباس، فَقَالَ: اللَّهمّ إنا قد توجهنا إليك بعم نبينا وصنو أبيه، فاسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين، ثم قَالَ عمر: يا أبا الفضل، قم فادع. فقام العباس. فَقَالَ بعد حمد الله تعالى والثناء عليه: اللَّهمّ إن عندك سحابا، وعندك ماء، فانشر السحاب، ثم أنزل الماء منه علينا، فاشدد به الأصل، وأدر به الضرع، اللَّهمّ إنك لم تنزل بلاء إلا بذنب، ولم تكشفه [3] إلا بتوبة، وقد توجه القوم إليك، فاسقنا الغيث، اللَّهمّ شفعنا في أنفسنا وأهلينا، اللَّهمّ إنا شفعنا بمن [4] لا ينطق من بهائمنا وأنعامنا، اللَّهمّ

_ [1] ليس في س. [2] ليس في س. [3] في ى: ولم تكشف. [4] في س: عمن.

اسقنا سقيا وادعا نافعا، طبقا سحا عاما، اللَّهمّ إنا لا نرجو إلا إياك، ولا ندعو غيرك، ولا نرغب إلا إليك، اللَّهمّ إليك نشكو جوع كل جائع، وعرى كل عار، وخوف كل خائف، وضعف كل ضعيف ... في دعاء كثير. وهذه الألفاظ كلها لم تجيء في حديث واحد، ولكنها جاءت في أحاديث جمعتها واختصرتها، ولم أخالف شيئا منها. وفى بعضها: فسقوا والحمد الله. وفي بعضها قال: فأرخت السماء عز اليها، فجاءت بأمثال الجبال، حتى استوت الحفر بالآكام، وأخصبت الأرض، وعاش الناس. قَالَ أبو عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله عز وجل والمكان منه. وَقَالَ حسان بن ثابت في ذلك [1] : سأل الإمام وقد تتابع جدبنا [2] ... فسقى الغمام بغرة العباس عم النبي وصنو والده الذي ... ورث النبي بذاك دون الناس أحيا الإله به البلاد فأصبحت ... مخضرة الأجناب بعد الياس وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبى لهب: بعمي سقى الله الحجاز وأهله ... عشية يستسقي بشيبته عمر توجّه بالعباس في الجدب راغبا ... فما كر حتى جاء بالديمة المطر وروينا من وجوه، عن عمر- أنه خرج يستسقى، وخرج معه بالعباس، فَقَالَ: اللَّهمّ أنا نتقرب إليك بعم نبيك ونستشفع به، فاحفظ فيه نبيك كما حفظت الغلامين لصلاح أبيهما، وأتيناك مستغفرين ومستشفعين. ثم أقبل

_ [1] ليست هذه الأبيات في الديوان الّذي بأيدينا. [2] في س: جهدنا. (م 26- الاستيعاب- ثان)

على الناس فَقَالَ [1] : «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» 71: 10- 12. ثم قام العباس وعيناه تنضحان، فطالع [2] عمر، ثم قَالَ: اللَّهمّ أنت الراعي لا تهمل الضالة، ولا تدع الكسير بدار مضيعة، فقد ضرع الصغير، ورق الكبير، وارتفعت الشكوى، وأنت تعلم السر وأخفى، اللَّهمّ فأغثهم بغياثك من قبل أن يقنطوا فيهلكوا، فإنه لا ييأس من روحك إلا القوم الكافرون. فنشأت طريرة من سحاب، فَقَالَ الناس: ترون ترون! ثم تلاءمت واستتمت ومشت [3] فيها ريح، ثم هرت ودرّت، فو الله ما يرحوا حتى اعتلوا الجدار [4] ، وقلصوا المآزر، وطفق الناس بالعباس يمسحون أركانه، ويقولون: هنيئا لك ساقي الحرمين. قَالَ ابن شهاب: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرفون للعباس فضله، ويقدمونه ويشاورونه ويأخذون برأيه، واستسقى به عمر فسقي. وَقَالَ الحسن بن عثمان: كان العباس جميلا أبيض بضا ذا ضفيرتين، معتدل القامة. وقيل: بل كان طوالا. وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: أَرَدْنَا أَنْ نَكْسُوَ الْعَبَّاسَ حِينَ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَمَا أَصَبْنَا قَمِيصًا يَصْلُحُ عَلَيْهِ إِلا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ. وَتُوُفِّيَ الْعَبَّاسُ بِالْمَدِينَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لاثْنَتَيْ عشرة ليلة خلت من رجب. وقيل:

_ [1] سورة هود، آية 52. [2] في س: فطال. [3] في س: وتمشت. [4] في س: حتى اعتلقوا الحذاء.

(1379) العباس بن مرداس بن أبى عامر بن حارثة [1] بن عبد بن عبس بن رفاعة ابن الحارث [بن حيي بن الحارث [2]] بن بهثة بن سليم السلمي،

بَلْ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ بِسَنَتَيْنِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ عُثْمَانُ وَدُفِنَ بالبقيع، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل ابْنُ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ. أَدْرَكَ فِي الإِسْلامِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاثِينَ سَنَةً وَفِي الْجَاهِلِيَّةِ سِتًّا وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: كَانَتْ وَفَاةُ الْعَبَّاسِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ، وَدَخَلَ قَبْرَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الله بن عباس. (1379) العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة [1] بن عبد بن عبس بن رفاعة ابن الحارث [بن حيي بن الحارث [2]] بن بهثة بن سليم السلمي، يكنى أبا الفضل، وقيل أبا الهيثم. أسلم قبل فتح مكة بيسير، وكان مرداس أبوه شريكا ومصافيا لحرب بن أمية، وقتلتهما جميعا الجن، وخبرهما معروف عند أهل الأخبار. وذكروا أن ثلاثة نفر ذهبوا على وجوههم، فهاموا ولم يوجدوا، ولم يسمع لهم بأثر: طالب بن أبي طالب، وسنان بن حارثة، ومرداس بن أبي عامر: أبو عباس [بن مرداس [3]] . وكان عباس بن مرداس من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولما أعطى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤلفة قلوبهم من سبي حنين [الأقرع ابن حابس وعيينة بن حصن [3]] مائة مائة من الإبل، ونقص طائفة من المائة، منهم عباس بن مرداس، جعل عباس بن مرداس يقول- إذا لم يبلغ به من العطاء ما بلغ بالأقرع بن حابس وعيينة بن حصن [4] :

_ [1] في س: بن جارية. [2] ليس في س. [3] من س. [4] الطبقات: 4- 16.

أتجعل نهبي ونهب العبيد ... بين عيينة والأقرع فما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع وما كنت دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع وقد كنت في القوم ذا تدرأ ... فلم أعط شيئا ولم أمنع فصالا أفائل أعطيتها [1] ... عديد قوائمها الأربع وكانت نهابا تلافيتها ... بكري على المهر في الأجرع وإيقاظي القوم أن يرقدوا ... إذا هجع الناس لم أهجع وفى رواية ابن عقبة، وابن إسحاق: إلا أفائل أعطيتها. والذي في الأصل [2] هو سفيان بن عيينة عن عمرو [3] بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية ابن رفاعة، عن رافع بن خديج. ورواية ابن إسحاق أيضا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اذهبوا فاقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رضي، وكان شاعرا محسنا مشهورا بذلك. وروي أن عبد الملك بن مروان قَالَ يوما، وقد ذكروا الشعراء في الشجاعة، فَقَالَ: أشجع الناس في الشعر عباس بن مرداس، حيث يقول: أقاتل في الكتيبة لا أبالي ... أحتفي كان فيها أم سواها وله في يوم حنين أشعار حسان، ذكر كثيرا منها ابن إسحاق، ومنها قوله، وهو من جيد [4] قوله في ذلك:

_ [1] في س والطبقات: إلا أفائل من حربة. [2] في س: وفي رواية: سفيان. [3] في س: عمر. [4] في س. وهو من جيدها.

ما بال عينك فيها عائر سهر ... مثل الحماطة [1] أغضى فوقها الشفر عين أقاد بها [2] من شوقها أرق ... فالماء يغمرها طورا وينحدر كأنه نظم در عند ناظمه ... تقطع السلك منه فهو منتثر يا بعد منزل من ترجو مودته ... ومن أتى دونه الصمان [3] والحفر دع ما تقدم من عهد الشباب فقد ... ولى الشباب وجاء الشيب والذعر واذكر بلاء سليم في مواطنها ... وفي سليم لأهل الفخر مفتخر في شعر مطول مذكور في المغازي في حنين. ومن قوله المستحسن: جزى الله خيرا خيرنا لصديقه ... وزوده زادا كزاد أبي سعد وزوده صدقا وبرا ونائلا ... وما كان في تلك الوفادة من حمد وهو القائل: يا خاتم النباء إنك مرسل ... بالحق كل هدى السبيل هداكا إن الإله بنى عليك محبة ... في خلقه ومحمدا سماكا وكان عباس بن مرداس ممن حرم الخمر في الجاهلية، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية أيضا أبو بكر الصديق، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وقيس بن عاصم، وحرمها قبل هؤلاء عبد المطلب بن هاشم، وعبد الله بن جدعان، وشيبة بن ربيعة، وورقة بن نوفل، والوليد بن

_ [1] في ى. الحمامة. والحماط: شجر خشن الملمس الواحدة حماطة (اللسان) . [2] في س: تأوبها من شجوها. [3] في س: الصفوان.

باب عبد

المغيرة، وعامر بن الظرب، ويقَالَ هو أول من حرمها في الجاهلية على نفسه. ويقَالَ: بل عفيف بن معديكرب العبدي. كان عباس بن مرداس ينزل بالبادية بناحية البصرة. روى عنه ابنه كنانة بن عباس. باب عبد (1380) عبد بن جحش بن رئاب الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، تقدم [1] ذكر نسبه إلى أسد عند أخيه عبد الله بن جحش، يكنى عبد هذا أبا أحمد، غلبت عليه كنيته، وعرف بها، هو حليف حرب بن أمية، كان ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وهو من المهاجرين الأولين، صهر رَسُول الله صلّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ذكرناه في الكنى بأتم من هذا. (1381) عبد، أبو حدرد الأسلمي، هو مشهور بكنيته. واختلف في اسمه، فقيل سلامة، وأكثرهم يقولون عبد. يعد في المدنيين، وهو والد عبد الله بن أبى حدرد، ووالد أم الدرداء، وسنذكر خبره في الكنى. (1382) عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب القرشي العامري، أمّه عاتكة بنت الأحنف ابن علقمة من بني معيص بن عامر بن لؤي، كان شريفا سيدا من سادات الصحابة، هو أخو سودة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبيها. وأخوه لأبيه أيضا عبد الرحمن بن زمعة ابن وليدة زمعة الذي تخاصم فيه عبد بن زمعة مع سعد. وقد ذكرناه [1] في باب عبد الرحمن. وأخوه لأمه قرظة بن عبد عمرو بن نوفل ابن عبد مناف.

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.

(1383) عبد بن قوال بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن طريف،

(1383) عبد بن قوال بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن طريف، شهد أحدا، والمشاهد بعده، حتى قتل يوم الطائف شهيدا، قاله العدوي. (1384) عبد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، شهد العقبة، ثم شهد بدرا. (1385) عبد، المزني، والد يزيد بن عبد. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعق عن الغلام ولا يمس رأسه بدم. قيل إنه مرسل. باب عبدة (1386) عبدة بن حزن النصري، كوفي، يكنى أبا الوليد. روى عنه أبو إسحاق. السبيعي، مختلف في حديثه، ومنهم من يجعله مرسلا لروايته عن ابن مسعود ورواية مسلم البطين، والحسن بن [1] سعد عنه، وَقَالَ البخاري: عبدة بن حزن النصري من بني نصر معاوية، أبو الوليد، أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1387) عبدة بن مغيث بن الجد بن عجلان الأنصاري، حليف لهم، البلوي، شهد أحدا، وابنه شريك بن عبدة يقَالُ له شريك ابن سحماء صاحب اللعان، نسب إلى أمه.

_ [1] في أسد الغابة: والحسن بن مسلم.

باب عبد الرحمن

باب عبد الرحمن (1388) عبد الرحمن بن أبزى [1] الخزاعي، مولى نافع بن عبد الحارث الخزاعي. سكن الكوفة، واستعمله علي على خراسان، وأدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصلى خلفه. أكثر رواياته عن عمر، وأبي بن كعب، وَقَالَ فيه عمر بن الخطاب: عبد الرحمن بن أبزى ممن رفعه الله بالقرآن. وروى عنه ابناه: سعيد، وعبد الله، وروى عنه أيضا محمد بن أبي المجالد. روى شعبة عن الحسن بن عمران، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان لا يتم التكبير. (1389) عبد الرحمن بن أزهر بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث [2] ابن زهرة القرشي الزهري، ابن أخي عبد الرحمن بن عوف، شهد مع رسول الله اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينا، يكنى أبا جبير [3] . روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وابنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أزهر، وابن شهاب الزهري، وأروى الناس عنه الزهري، وقد غلط فيه من جعله ابن عم عبد الرحمن بن عوف، وَقَالَ فيه عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف [4] .

_ [1] أبزى كسكرى- كما في شرح القاموس. [2] في الإصابة: ابن عبد الحارث. [3] في ى: أبا جابر، والمثبت من س، وأسد الغابة، والتقريب. [4] في س: عبد يغوث.

(1390) عبد الرحمن بن الأشيم [1] الأنماري.

(1390) عبد الرحمن بن الأشيم [1] الأنماري. ويقَالَ الأنصاري. وأظنه حليفا لهم، له صحبة. روى عنه سلمة بن وردان أنه كان لا يغير شيبه. فيمن ذكر من الصحابة أنه رآهم لا يغيرون الشيب، قد ذكرتهم في باب مالك بن أوس بن الحدثان. (1391) عبد الرحمن بن بجيد [2] الأنصاري، أنكر على سهل بن أبى حثمة حديثه في القسامة، وهو ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع عنه فيما أحسب، وفى صحبته نظر، إلا أنه روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمنهم من يقول: إن حديثه مرسل، ومنهم من لا يقول ذَلِكَ، ويروي عن جدته أم بجيد. روى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث، وسعيد المقبري، وكان الرحمن بن بجيد هذا يذكر بالعلم. (1392) عبد الرحمن بن بديل بن ورقاء الخزاعي. قَالَ ابن الكلبي: كان هو وأخوه عبد الله رسولي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى أهل اليمن، وشهدا جميعا صفين. (1393) عبد الرحمن بن بشير. ويقَالَ فيه بشر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل علي رضى الله عنه. روى عنه الشعبي. [وروى عنه محمد بن سيرين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قالوا يا رَسُول اللَّهِ، قد عرفنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ قَالَ: قولوا اللَّهمّ

_ [1] هكذا في ى، وفي س، وأسد الغابة: أشيم. [2] بموحدة وجيم- مصغر، كما في التقريب.

(1394) عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق،

صل على محمد ... الحديث. رواه ابن عون، وهشام بن حسان، عن ابن سيرين عنه [1]] . (1394) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، يكنى أبا عبد الله. وقيل: بل يكنى أبا محمد بابنه محمد الذي يقَالُ له أبو عتيق، والد عبد الله بن أبي عتيق. وأدرك أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة هو وأبوه وجده وأبو جده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولد أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن قبل موت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأم عبد الرحمن أم رومان بنت الحارث بن غنم الكنانية، فهو شقيق عائشة. وشهد عبد الرحمن بن أبى بكر بدرا وأحدا مع قومه كافرا، ودعا إلى البراز، فقام إليه أبوه ليبارزه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ له: متعنا [2] بنفسك، ثم أسلم وحسن إسلامه، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية. هذا قول أهل السيرة. قالوا [3] : كان اسمه عبد الكعبة فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه عبد الرحمن. وذكر الزبير، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان أن عبد الرحمن بن أبي بكر خرج في فئة [4] من قريش هاجروا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الفتح- قَالَ: وأحسبه قَالَ: إن معاوية كان منهم- وكان

_ [1] من س. [2] في س: متعني. [3] في س: قال. [4] في س، والإصابة: فتية.

عبد الرحمن بن أبي بكر من أشجع رجال قريش، وأرماهم بسهم، وحضر اليمامة مع خالد بن الوليد فقتل سبعة من كبارهم، شهد له بذلك جماعة عند خالد بن الوليد، وهو الذي قتل محكم اليمامة بن طفيل [1] ، رماه بسهم في نحره فقتله فيما ذكر جماعة من أهل السير: ابن إِسْحَاق وغيره. وكان محكم اليمامة قد سد ثلمة من الحصن فدخل المسلمون من تلك الثلمة، وكان عبد الرحمن أسن ولد أبي بكر. قَالَ الزبير: وكان امرأً صالحا. وكانت فيه دعابة. قَالَ الزبير: حَدَّثَنِي عبد الله بن نافع الصائغ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عَنْ أَبِيهِ أن عمر بن الخطاب نفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي، حين فتح دمشق، وكان قد رآها قبل ذَلِكَ، فكان يشبب بها، وله فيها أشعار، وخبره معها مشهور عند أهل الأخبار. قَالَ أبو عمر رحمه الله: وشهد الجمل مع أخته عائشة، وكان أخوه محمد يومئذ مع علي رضى الله عنه. قَالَ الزبير: وحَدَّثَنِي عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري. قَالَ: قعد معاوية على المنبر يدعو [2] إلى بيعة يزيد، فكلمه الحسين بن علي، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فكان كلام ابن أبي بكر: أهرقلية، إذا مات كسرى كان كسرى مكانه؟ لا نفعل والله أبدا. وبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد، فردها عليه عبد الرحمن، وأبى أن يأخذها وقال:

_ [1] في س: محكم اليمامة طفيلا. [2] في س: فدعا.

(1395) عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت بن عدى بن كعب بن عبد الأشهل.

أبيع ديني بدنياي، فخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد بن معاوية. قَالَ أبو عمر رضي الله عنه: يقولون: إن عبد الرحمن بن أبي بكر مات فجاءة بموضع يقَالُ له الحبشي [1] على نحو عشرة أميال من مكة، وحمل إلى مكة فدفن بها، ويقَالَ: إنه توفي في نومة نامها. ولما اتصل خبر موته بأخته عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها ظعنت من المدينة حاجة حتى وقفت على قبره- وكانت شقيقته- فبكت عليه وتمثلت [2] : وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت مكانك، ولو حضرت [3] ما بكيتك. ويقَالَ: إنه لم يدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة ولا أب وبنوه إلا أبو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر، وابنه أبو عتيق محمد بن عبد الرحمن والله أعلم. وكانت وفاة عبد الرحمن بن أبى بكر سنة ثلاث وخمسين. وقيل سنة خمس وخمسين بمكة، والأول أكثر. (1395) عبد الرحمن بن ثابت بن الصامت بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل.

_ [1] في ياقوت: حبشي- بالضم ثم السكون والشين معجمة والياء مشددة: جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك. [2] ياقوت- مادة حبشي. [3] في س: ولو حضرتك.

(1396) عبد الرحمن بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، أبو عبس الأنصاري،

صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وتوفي أبوه ثابت بن الصامت قديما في الجاهلية. (1396) عبد الرحمن بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، أبو عبس الأنصاري، غلبت عليه كنيته، شهد بدرا وكانت سنه إذ شهدها ثمانيا وأربعين [سنة [1]] أو نحوها. [و [1]] يقال: إنه كان يكتب بالعربي قبل الإسلام، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف، وكان كعب بن الأشرف وأبو رافع بن أبي الحقيق اليهوديان يؤذيان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأذن الله في قتلهما، وذلك قبل نزول سورة براءة. توفي أبو عبس بن جبر الأنصاري سنة أربع وثلاثين، وهو ابن سبعين سنة. روى عنه عباية [2] بن رفاعة بن رافع بن خديج. (1397) عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كان ابن عشر سنين حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ مصعب: يكنى أبا محمد، وقد روينا ذَلِكَ عن مالك رحمه الله، وهو الشريد الذي رثى عمر [له [3]] وسماه بذلك. (1398) عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، يكنى أبا يَحْيَى. قَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ومات سنة ثمان وستين.

_ [1] من س. [2] في التقريب: بفتح أوله والموحدة الخفيفة وبعد الألف تحتانية خفيفة. [3] من س.

(1399) عبد الرحمن بن حزن بن أبى وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم،

(1399) عبد الرحمن بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، عم سعيد بن المسيب القرشي المخزومي. قتل يوم اليمامة شهيدا، لم يذكره موسى بن عقبة، وكان للمسيب بن حزن بن أبي وهب إخوة، منهم عبد الرحمن هذا، والسائب، وأبوه معبد، بنو حزن، كلهم أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنه ومولده، ولا أعلم أنهم حفظوا عنه ولا رووا، والله أعلم. وقد روى المسيب وأبوه حزن عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (1400) عبد الرحمن ابن حسنة، أخو شرحبيل ابن حسنة، له صحبة، أمهما مولاة لعمر بن حبيب بن حذافة بن جمح. اختلف في اسم أبيهما وفى نسبه، وفي ولائه على ما نذكره [1] في باب شرحبيل، لم يرو عن عبد الرحمن ابن حسنة غير زيد بن وهب. (1401) عبد الرحمن بن حنبل [2] ، أخو كلدة بن حنبل، كان هو وأخوه كلدة ابن حنبل أخوي صفوان بن أمية لأمه، أمهما صفية بنت معمر بن خبيب بن وهب الجمحي، كان أبوهما قد سقط من اليمن إلى مكة، وقد مضى [3] ذكره في باب كلدة بن حنبل، ولا أعلم لعبد الرحمن هذا رواية، وهو القائل في عثمان بن عفان رضى الله عنه [لما أعطى مروان خمسمائة ألف من خمس إفريقية [4]] .

_ [1] ذكر قبل هذا على حسب ترتيبنا للكتاب. [2] في أسد الغابة: ابن الحنبل. [3] سيأتي على حسب ترتيب الكتاب الجديد. [4] ليس في س.

(1402) عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي،

وأحلف باللَّه جهد اليمين [1] ... ما ترك الله أمرا [2] سدى ولكن جعلت [3] لنا فتنة ... لكي نبتلى بك أو تبتلى دعوت الطريد فأدنيته ... خلافا لما سنه المصطفى ووليت قرباك أمر العباد ... خلافا لسنة من قد مضى وأعطيت مروان خمس الغنيمة ... آثرته وحميت الحمى ومالا أتاك به الأشعري ... من الفيء أعطيته من دنا فإن الأمينين قد بينا ... منار الطريق عليه الهدى فما أخذا درهما غيلة ... ولا قسما درهما في هوى (1402) عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يحفظ عنه، ولا سمع عنه، وأبوه خالد بن الوليد من كبار الصحابة وجلتهم، وكان عبد الرحمن من فرسان قريش وشجعانهم، وكان له فضل وهدى حسن وكرم، إلا أنه كان منحرفا عن علي وبني هاشم مخالفة لأخيه المهاجر بن خالد، وكان أخوه المهاجر محبا لعلي، وشهد معه الجمل وصفين، وشهد عبد الرحمن صفين مع معاوية، ثم إنه لما أراد معاوية البيعة ليزيد خطب أهل الشام، وَقَالَ لهم: يا أهل الشام، إنه قد كبرت سني، وقرب أجلي، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نظاما لكم، وإنما أنا رجل منكم فأروا [4]

_ [1] في أسد الغابة: أقسم باللَّه رب العباد. [2] في س: شيئا. [3] في أسد الغابة: خلقت. [4] في س: فارتأوا.

(1403) عبد الرحمن بن خباب السلمي.

رأيكم، فأصفقوا واجتمعوا، وقالوا: رضينا عبد الرحمن بن خالد، فشق ذَلِكَ على معاوية، وأسرها في نفسه. ثم إن عبد الرحمن مرض فأمر معاوية طبيبا عنده يهوديا- وكان عنده مكينا- أن يأتيه فيسقيه سقية يقتله بها، فأتاه فسقاه فانحرق بطنه، فمات، ثم دخل أخوه [1] المهاجر بن خالد دمشق مستخفيا هو وغلام له، فرصدا ذَلِكَ اليهودي، فخرج ليلا من عند معاوية، فهجم عليه ومعه قوم هربوا عنه، فقتله المهاجر، وقصته هذه مشهورة عند أهل السير والعلم بالآثار والأخبار اختصرناها [2] ، ذكرها عمر بن شبة في أخبار المدينة وذكرها غيره. وقد جاءت لعبد الرحمن [3] بن خالد رواية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فيها سماع، والله أعلم. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي هَزَّانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ وَبَيْنِ كَتِفَيْهِ، فَقِيلَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَهْرَاقَ مِنْهُ هَذِهِ الدِّمَاءَ فَلا يَضُرُّهُ أَلا يَتَدَاوَى بِشَيْءٍ. (1403) عبد الرحمن بن خباب السلمي. روي عنه حديث واحد في فضل عثمان، رواه عنه فرقد أبو طلحة. يعد في أهل البصرة، وقد قيل: إنه عبد الرحمن بن خباب بن الأرتّ، وليس بشيء. (1404) عبد الرحمن بن خبيب الجهني، حَدِيثُهُ عِنْدَ عبد الرحمن بن نافع الصائغ،

_ [1] في هوامش الاستيعاب: في ترجمة المهاجر بن خالد أن فاعل ذلك خالد بن المهاجر ابن خالد (70) . [2] في س: اختصرتها. [3] في س: عن عبد الرحمن.

(1405) عبد الرحمن بن خراش الأنصاري،

عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا عَرِفَ الْغُلامُ يَمِينَهُ مِنْ شِمَالِهِ فَمُرُوهُ بِالصَّلاةِ. لا يُعْرَفُ هَذَا بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ، أَحْسِبُهُ إِنْ صَحَّ هَذَا أَخَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خبيب. (1405) عبد الرحمن بن خراش الأنصاري، يكنى أبا ليلى، شهد مع علي صفين. (1406) عبد الرحمن بن خنبش [1] التميمي. وقيل فيه عبد الله. والصحيح عبد الرحمن. روى عنه أبو التياح [2] ، يعد في البصريين. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَأَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ خَنْبَشٍ- وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ كَادَتْهُ الشَّيَاطِينُ؟ قَالَ: تَحَادَرَتْ عَلَيْهِ الشَّيَاطِينُ مِنَ الأَوْدِيَةِ وَالْجِبَالِ، يُرِيدُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِيهِمْ شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعْلَةُ نَارٍ يُرِيدُ أَنْ يَحْرِقَهُ بِهَا، فَلَمَّا رَآهُمْ وَجِلَ وَجَاءَ جبريل عليه السلام فقال. يا محمد، قُلْ. قَالَ: وَمَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فَاجِرٌ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأَرْضِ وَمَا بَرَأَ، وَمِنْ شر ما يخرج منها، ومن شرفتن اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلا طارقا يطرق بخير، يا رحمان، فطفئت

_ [1] خنبش- بمعجمة، ثم نون، ثم موحدة بوزن جعفر- كما في الإصابة. [2] أبو التياح- بفتح أوله وتشديد التحتانية وآخره مهملة اسمه يزيد بن حميد- كما في التقريب.

(1407) عبد الرحمن بن أبى درهم الكندي،

نَارُ الشَّيْطَانِ، وَهَزَمَهُمُ اللَّهُ. وَسِيَاقُ [1] الْحَدِيثِ لِلْبَزَّارِ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ: لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَنْبَشٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا عَلِمْتُ. (1407) عبد الرحمن بن أبي درهم الكندي، مذكور في الصحابة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستغفار. (1408) عبد الرحمن، أبو راشد الأزدي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال [له [2]] : ما اسمك؟ فَقَالَ: عبد العزي. قَالَ: أبو من؟ قَالَ: أبو مغوية. قَالَ: كلا، ولكنك عبد الرحمن أبو راشد. قَالَ: فمن هذا معك؟ قَالَ: مولاي، قَالَ: ما اسمه؟ قَالَ: قيوم. قَالَ: كلا، ولكنه عبد القيوم، أبو عبيدة. (1409) عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، أخو سلمان بن ربيعة [الباهلي [3]] ، يعرف بذي النور، أدرك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسنه ولم يسمع منه، ولا روى عنه، كان أسن من أخيه سلمان، وكان يعرف بذي النور. ذكر سيف عن مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: لما وجه عمر سعدا إلى القادسية جعل على قضاء الناس عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي ذا النور، وجعل إليه الأقباض وقسمة الفيء، ثم استعمل عمر عبد الرحمن بن ربيعة على الباب والأبواب وقتال الترك، وقتل ذو النور هذا ببلنجر [4] في خلافة عثمان بعد ثمان سنين مضين منها.

_ [1] في س: ومساق. [2] من س. [3] من س. [4] مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قالوا فتحها عبد الرحمن بن ربيعة (ياقوت) .

(1410) عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب الأسلمي.

(1410) عبد الرحمن بن ربيعة بن كعب الأسلمي. مدني. روى عنه أبو سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف. (1411) عبد الرحمن بن رقيش بن رئاب بن يعمر الأسدي. شهد أحدا، هو أخو يزيد بن رقيش. (1412) عبد الرحمن بن الزبير [1] بن باطا [2] القرظي، هو الذي قالت فيه امرأته تميمة بنت وهب: إنما معه مثل هدبة الثوب، وكان تزوجها بعد رفاعة ابن سموأل، فاعترض عنها، ولم يستطع أن يمسها، فشكته إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فذكر حديث العسيلة ... (1413) عبد الرحمن بن زمعة القرشي العامري، هو ابن وليدة زمعة الذي قضى فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن الولد للفراش وللعاهر الحجر، حين تخاصم فيه أخوه عبد بن زمعة مع سعد بن أبي وقاص، لم يختلف النسابون لقريش: مصعب، والزبير، والعدوي، فيما ذكرنا، قالوا: وأمه أمة كانت لأبيه يمانية، وأبوه زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي. وأخته سودة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزبير: ولعبد الرحمن عقب وهم بالمدينة. (1414) عبد الرحمن بن زهير الأنصاري، يكنى أبا خلاد. روى عنه أبو فروة، وليس إسناده بالقوي. (1415) عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، وأمّه لبابة

_ [1] في أسد الغابة: الزبير- والد عبد الرحمن- بفتح الزاى. وفي التقريب كأمير. [2] في ى: باطيا. والمثبت من التقريب، والتهذيب.

(1416) عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري الساعدي،

بنت أبي لبابة بن عبد المنذر، أتى به أبو لبابة إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ له: ما هذا منك يا أبا لبابة؟ فَقَالَ: ابن بنتي يا رَسُول اللَّهِ. قَالَ: ما رأيت مولودا قط أصغر خلقا منه، فحنكه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومسح رأسه ودعا له بالبركة. قال: فما رئي عبد الرحمن بن زيد قط في قوم إلا فرعهم طولا. قَالَ مصعب: كان عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فيما زعموا أطول الرجال وأتمهم. (1416) عبد الرحمن بن ساعدة الأنصاري الساعدي، سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل في الجنة خيل؟ يختلف في حديثه. (1417) عبد الرحمن بن السائب بن أبي السائب، أخوه عبد الله بن السائب، قتل يوم الجمل، واختلف في إسلام أبيه السائب على ما ذكرناه في بابه. (1418) عبد الرحمن بن سبرة الأسدي، روى عنه الشعبي، له ولأبيه صحبة، وفيه وفي عبد الرحمن بن سبرة الجعفي نظر. (1419) عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، واسم أبي سبرة زيد بن مالك. معدود في الكوفيين، وكان اسمه عزيرا [1] فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن، وَقَالَ: أحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن. هو والد خيثمة بن عبد الرحمن. روى عنه الشعبي، وابنه خيثمة بن عبد الرحمن. وقد ذكرنا أبا سبرة وأخاه سبرة بن أبي سبرة في بابيهما من هذا الكتاب، ونسبنا أبا سبرة في بابه [والحمد للَّه [2]] (1420) عبد الرحمن بن سعد بن المنذر، ويقَالَ عبد الرحمن بن عمرو بن سعد

_ [1] في ى: عزيزا. [2] من س.

(1421) عبد الرحمن [بن سعيد الصرم [1]] المخزومي،

ابن المنذر بن سعد بن خالد بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، أبو حميد الساعدي. وغلبت عليه كنيته. واختلف في اسمه فَقَالَ البخاري: اسمه منذر. وَقَالَ أحمد بن زهير: سمعت أحمد بن حنبل يقول اسمه عبد الرحمن بن سعد بن المنذر. قَالَ أبو عمر. يعد في أهل المدينة. روى عنه جماعة من أهلها، وتوفي في آخر خلافة معاوية. (1421) عبد الرحمن [بن سعيد الصرم [1]] المخزومي، هو عبد الرحمن بن سعيد [2] بن يربوع. كان اسمه الصرم فسماه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن. وقد قيل: إن أباه سعيدا هو الذي كان اسمه الصرم، فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه وسماه سعيدا، وهذا هو الأولى [3] ، والله أعلم. (1422) عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، يكنى أبا سعيد، أسلم يوم فتح مكة. وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، ثم غزا خراسان في زمن عثمان، وهو الذي افتتح سجستان، وكابل، وَقَالَ خليفة: وفى سنة اثنتين وأربعين وجه عبد الله بن عامر عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، فخرج إليها ومعه في تلك الغزاة الحسن بن أبي الحسن، والمهلب بن أبي صفرة، وقطري بن الفجاءة، فافتتح كورا من كور سجستان، وكان قد ولاه ابن عامر سجستان سنة ثلاث وثلاثين، فلم يزل بها حتى اضطرب أمر عثمان، فخرج عنها، واستخلف رجلا من بنى يشكر، فأخرجه أهل سجستان، ثم عاد إليها بعد، على ما ذكرنا، ثم رجع إلى البصرة فسكنها، وإليه تنسب سكة ابن سمرة بالبصرة، وتوفي بها سنة إحدى وخمسين. روى عنه الحسن وغيره.

_ [1] ليس في س. [2] في ى: سيف. والمثبت من س، وأسد الغابة. [3] في س: الأصح.

(1423) عبد الرحمن بن سنة [1] الأسلمي،

(1423) عبد الرحمن بن سنة [1] الأسلمي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإسلام بدأ غريبا ... الحديث. في الإسناد عنه ضعف. (1424) عبد الرحمن بن سهل الأنصاري، يقَالُ: إنه شهد بدرا، وكان له فهم وعلم. ذكر ابن عيينة، قَالَ: حدثني يَحْيَى بن سعيد، قَالَ: سمعت القاسم بن محمد يقول، جاءت إلى أبى بكر جدتان فأعطى السدس أم الأم دون أم الأب، فَقَالَ له عبد الرحمن بن سهل، رجل من الأنصار من بنى حارثة قد شهد بدرا: يا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أعطيته التي لو ماتت لم يرثها، وتركت التي لو ماتت ورثها، فجعله أبو بكر بينهما. قَالَ أبو عمر: هو أخو عبد الله المقتول بخيبر، وهو الذي بدأ [2] بالكلام في قتل أخيه قبل عميه حويصة ومحيصة. فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كبر كبر، وروى عنه محمد بن كعب القرظي أنه غزا. فمرت به روايا تحمل خمرا فشقها برمحه، وَقَالَ: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهانا أن ندخل الخمر بيوتنا وأسقيتنا. (1425) عبد الرحمن بن شبل الأنصاري، له صحبة. روى عنه تميم بن محمود، أبو راشد الحبراني. وأخوه عبد الله بن شبل له أيضا صحبة. [1426) عبد الرحمن بن صبيحة التيمي. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ولد على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحج مع أبى بكر رضي الله عنه، وروى عنه. وله دار بالمدينة عند أصحاب الأقفاص] [3] . (1427) عبد الرحمن بن صفوان بن أمية القرشي الجمحيّ. يعدّ في المكيين.

_ [1] في أسد الغابة: سنة- بالسين المهملة المفتوحة والنون المشددة. [2] في س: بدر. [3] من س.

(1428) عبد الرحمن بن صفوان، أو صفوان بن عبد الرحمن،

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعار سلاحا من أبيه صفوان بن أمية. روى عنه ابن أبى مليكة. (1428) عبد الرحمن بن صفوان، أو صفوان بن عبد الرحمن، كذا روى حديثه على الشك. روى عنه مجاهد، وأكثر الرواة يقولون فيه عبد الرحمن بن صفوان، وأظنه عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة، فاللَّه أعلم. ذكر سنيد عن جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قَالَ: كان رجل من المهاجرين يقَالُ له عبد الرحمن بن صفوان [بن قدامة [1]] ، وكان له في الإسلام بلاء حسن، وكان صديقا للعباس بن عبد المطلب، فلما كان فتح مكة جاء بأبيه إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بايعه على الهجرة، فأبى، وَقَالَ: لا هجرة بعد الفتح، فأتى العباس وهو في السقاية، فَقَالَ: يا أبا الفضل، أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبي ليبايعه على الهجرة، فأبى. فقام العباس معه وما عليه رداء، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قد علمت ما بيني وبين فلان، فأتاك [2] بأبيه لتبايعه على الهجرة، فأبيت. فَقَالَ: إنه لا هجرة [بعد الفتح [3]] . فَقَالَ العباس: أقسمت عليك لتبايعنه، فَقَالَ: ها أبررت قسم عمي، ولا هجرة بعد الفتح. (1429) عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة التيمي، كان اسمه عبد العزى، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد الرحمن، وكان قدم مع أبيه صفوان ومع أخيه عبد الله على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأبوه صفوان بن قدامة له صحبة، يعد في أهل المدينة.

_ [1] ليس في س. [2] في س: وأتاك. [3] من س.

(1430) عبد الرحمن بن عائش الحضرمي،

(1430) عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، يعد في أهل الشام يختلفون في حديثه. روى عنه خالد بن اللجلاج، وأبو سلام الحبشي، لا تصحّ له صحبة، لأن حديثه مضطرب، رواه الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرحمن بن عائش، قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يقل فيه سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير الوليد بن مسلم. ورواه الأوزاعي وصدقه ابن خالد، عن ابن جابر، عن خالد عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يقولا سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد رواه ابن جابر أيضا عن أبي سلام [هذا [1]] عن عبد الرحمن بن عائش، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه يَحْيَى بن أبي كثير عن أبي سلام ممطور الحبشي، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، وهذا هو الصحيح عندهم. قاله البخاري وغيره. وَقَالَ فيه أبو قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فغلط. (1431) عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل بإفريقية شهيدا هو وأخوه معبد بن العباس في زمن عثمان بن عفان مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح، هذا قول مصعب وغيره، وَقَالَ ابن الكلبي: قتل عبد الرحمن بن العباس بالشام. (1432) عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة، أبو عقيل البلوي، حليف بنى جحجبى ابن كلفة [2] بن عمرو بن عوف من الأنصار، وكان اسمه في الجاهلية عبد العزى،

_ [1] ليس في س. [2] بضم الكاف وبفتح كما في القاموس.

(1433) عبد الرحمن بن عبد القاري،

فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الأوثان، شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدا، قاله الواقدي. ونسبه محمد بن حبيب، فَقَالَ: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن ثبحان [1] بن عامر بن أنيس [2] البلوي، من ولد فرار بن بلي بن عمران بن الحاف بن قضاعة. (1433) عبد الرحمن بن عبد القاري، والقارة هم بنو الهون بن خزيمة، أخو أسد وكنانة. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، لَيْسَ له منه سماع ولا له عنه رواية. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: هو صحابي، وذكره في كتاب الطبقات في جملة من ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَقَالَ: كان مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وذكر ابن إسحاق عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عبد القاري قَالَ: كنت على بيت المال زمن عمر بن الخطاب. وهو من جلة تابعي المدينة وعلمائها. توفي سنة إحدى وثمانين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وقيل: توفي سنة ثمانين وهو ابن ثمان وسبعين. وَقَالَ الواقدي: مات عبد الرحمن بن القاري عن ثمان وسبعين، وكان يكنى أبا محمد. (1434) عبد الرحمن بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي، أخو طلحة بن عبيد الله له صحبة. قتل يوم الجمل، وذلك في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وفيها قتل طلحة أخوه رضي الله تعالى عنهما. (1435) عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، لا تصح له صحبة ولا رواية.

_ [1] في ى: بن النجار، والمثبت من س، وأسد الغابة. [2] في س: بن مالك بن عامر بن أنيف. وفي أسد الغابة: بن عامر بن مالك بن عامر بن جشم.

(1436) عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي،

(1436) عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، ابن أخي طلحة بن عبيد الله، أسلم يوم الحديبية. وقيل: بل أسلم يوم الفتح، قتل مع ابن الزبير بمكة في يوم واحد، وكان له من الولد معاذ، وعثمان، رويا عنه. وروى عنه محمد بن المنكدر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب. من حديثه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضية، فسلك [1] بين الشجرتين اللتين في المروة مصعدا. ومن حديثه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن لقطة الحاج. وَقَالَ محمد بن سعد: يقَالُ لعبد الرحمن ابن عثمان هذا: شارب الذهب. (1437) عبد الرحمن بن عديس البلوي، مصري، شهد الحديبية. ذكر أسد ابن موسى، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قَالَ: كان عبد الرحمن بن عديس البلوي ممن بايع تحت الشجرة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: هو كان الأمير على الجيش القادمين من مصر إلى المدينة الذين حصروا عثمان وقتلوه. قالوا: توفي عبد الرحمن بن عديس بالشام سنة ست وثلاثين. روى عنه جماعة من التابعين بمصر منهم أبو الحصين الحجري، واسمه الهيثم بن شفي [2] . وروى عنه أبو ثور الفهمي. (1438) عبد الرحمن بن عرابة الجهني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفعة. روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب.

_ [1] في س: سلك. [2] في س: شفا. وفي التقريب: وزن «على» في الأصح.

(1439) عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحى. [1]

(1439) عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي. [1] قبيلة من اليمن نسب إليها أبو عبد الله، كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقصده، فلما انتهى إلى الجحفة لحقه الخبر بموته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو معدود في كبار التابعين. روى عن أبي بكر، وعمر، وبلال، وعبادة بن الصامت، وكان فاضلا، وكان عبادة كثير الثناء عليه. حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا أبو الميمون، حدثنا أبو زرعة، حدثنا دحيم، حدثنا أبو مسهر، قَالَ: كتب إلي ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، قَالَ: قلت للصنابحي: هاجرت؟ قَالَ: خرجت من اليمن فقدمنا الجحفة ضحى، فمر بنا راكب، فقلنا: ما وراءك؟ قَالَ: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذ خمس. قَالَ أبو الخير: فقلت له: لم يفتك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بخمس. هكذا ذكر أبو مسهر، عن ابن لهيعة، وَقَالَ العقبي [2] ، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن الصنابحي إنه قيل له: متى هاجرت؟ قَالَ: منذ توفي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيني رجل بالجحفة، فقلت: ما الخبر يا عبد الله؟ قَالَ: أي والله خبر طويل، أو قَالَ: خبر جليل، دفن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول من أمس. روى عنه عطاء بن يسار، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني. (1440) عبد الرحمن بن أبي عقيل بن مسعود الثقفي. اختلف في نسبه. وأجمعوا أنه من ولد قيس بن منبه بن بكر بن هوازن، وقيس هو ثقيف. ولعبد الرحمن هذا صحبة ورواية، روى عنه عبد الرحمن بن علقمة الثقفي،

_ [1] في التهذيب: عسيلة بمهملة مصغرا. [2] في س: القعنبي.

(1441) عبد الرحمن بن علقمة الثقفي.

وقد ذكر قوم عبد الرحمن بن علقمة هذا في الصحابة، ولا تصح له صحبة. [والله أعلم [1]] ، وصحبة عبد الرحمن بن أبي عقيل صحيحة. وقد روى عنه أيضا هشام بن المغيرة الثقفي. (1441) عبد الرحمن بن علقمة الثقفي. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أن وفد ثقيف قدموا عليه. وفي سماعه عنه نظر، وهو الّذي ذكرناه في باب عبد الرحمن ابن أبي عقيل. (1442) عبد الرحمن بن علي الحنفي، روى [2] عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي مسعود فيمن لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده. (1443) عبد الرحمن الأكبر ابن عمر بن الخطاب، أخو عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر لأبيهما وأمهما، وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب، أخت عثمان بن مظعون. هو أبو بهيش [3] . وبهيش لقب، واسمه عبد الله بن عبد الرحمن ابن عمر، وأبوه عبد الرحمن بن عمر هذا أدرك بسنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عنه. وعبد الرحمن بن عمر الأوسط، هو أبو شحمة، هو الذي ضربه عمرو بن العاص بمصر في الخمر، ثم حمله إلى المدينة، فضربه أبوه أدب الوالد، ثم مرض ومات بعد شهر، هكذا يرويه معمر عن الزهري، عن سالم، عن أبيه. وأما أهل العراق فيقولون: إنه مات تحت سياط عمر، وذلك غلط. وَقَالَ الزبير: أقام عليه عمر حدّ الشراب فمرض ومات.

_ [1] من س. [2] في هوامش الاستيعاب: هذا خطأ، والصواب فيه عن عبد الرحمن بن على عن أبيه على (71) . [3] في س: بيهس، وبيهس.

[1444) عبد الرحمن بن عمرو بن غزية الأنصاري،

وعبد الرحمن بن عمر الأصغر هو أبو المجبّر، اسمه أيضا عبد الرحمن ابن [عبد الرحمن بن [1]] عمر بن الخطاب، إنما سمي المجبر لأنه وقع وهو غلام فتكسر، فأتى به إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل لها: انظري إلى ابن أخيك المكسر. فقالت: لَيْسَ [والله [2]] بالمكسر، ولكنه المجبر، هكذا ذكره العدوي وطائفة. وَقَالَ الزبير: هلك عبد الرحمن الأصغر، وترك ابنا صغيرا أو حملا، فسمته حفصة بنت عمر عبد الرحمن ولقبته المجبر، لعل الله يجبره. [1444) عبد الرحمن بن عمرو بن غزية الأنصاري، ذكره أبو عمر في باب أخيه الحارث بن عمرو] [3] . (1445) عبد الرحمن بن أبي عميرة. وَقَالَ الوليد بن مسلم: عبد الرحمن ابن عمرة أو عميرة المزني. وقيل: [4] عبد الرحمن بن أبي عمير المزني. وقيل عبد الرحمن بن عمير أو عميرة القرشي، حديثه مضطرب، لا يثبت في الصحابة، وهو شامي. روي عن ربيعة بن يزيد عنه أنه سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ... وذكر معاوية اللَّهمّ اجعله هاديا مهديا، واهده واهد به، ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه، ولا يصح مرفوعا عندهم [5] . وروى عنه أيضا القاسم أبو عبد الرحمن مرفوعا: لا عدوى ولا هام ولا صفر. وروى عنه [علي بن زيد مرسلا [6]] عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في فضل

_ [1] من س، وأسد الغابة. [2] من س. [3] ليست هذه الترجمة في س. [4] في س: عبد الرحمن بن عميرة الأزدي. ويقال عبد الرحمن بن أبى عميرة المزني. وقيل: عبد الرحمن بن عمير أو عميرة القرشي. وفي أسد الغابة ترجمتان: إحداهما لعبد الرحمن بن أبى عمرة، والأخرى لعبد الرحمن بن أبى عميرة. [5] في س: ولا يصح إسناده والله أعلم. [6] في س: روى عنه جبير بن نفير.

(1446) عبد الرحمن بن العوام بن خويلد بن أسد،

قريش، وحديثه منقطع الإسناد مرسل. لا تثبت أحاديثه، ولا تصح صحبته. (1446) عبد الرحمن بن العوام بن خويلد بن أسد، أخو الزبير بن العوام. أسلم عام الفتح، وصحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزبير: كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. استشهد يوم اليرموك، وقتل ابنه عبد الله بن عبد الرحمن يوم الدار. قَالَ أبو عبد الله العدوي في كتاب النسب له: بسبب عبد الرحمن هذا هجا حسان آل الزبير بن العوام، قَالَ: وهذا هو الثبت، ولا يصح قول من قَالَ: إن ذَلِكَ بسبب عبد الله بن الزبير. (1447) عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث [1] بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي [بن غالب [2]] القرشي الزهري، يكنى أبا محمد، كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن. أمه الشفاء بنت عوف بن عبد بن [1] الحارث بن زهرة. ولد بعد الفيل بعشر سنين، وأسلم قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وكان من المهاجرين الأولين، جمع الهجرتين جميعا: هاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم قبل الهجرة، وهاجر إلى المدينة، وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع، وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى دومة الجندل إلى

_ [1] في الإصابة: بن عبد الحارث. [2] من س.

كلب وعممه بيده، وسدلها [1] بين كتفيه، وَقَالَ له: سر باسم الله، وأوصاه بوصاياه لأمراء سراياه. ثم قَالَ له: إن فتح الله عليك فتزوج بنت مليكهم، أو قَالَ: بنت شريفهم. وكان الأصبغ بن ثعلبة الكلبي شريفهم، فتزوج بنته تماضر بنت الأصبغ، وهي أم ابنه أبي سلمة الفقيه. قَالَ الزبير: وأم ابنه محمد الذي كان يكنى به. ولد في الإسلام، وابنه سالم الأكبر مات قبل الإسلام، وابنته أم القاسم ولدت في الجاهلية، أم هؤلاء الثلاثة أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس. وأمّ إبراهيم، وحميد وإسماعيل أم كلثوم بنت عقبة بن معيط. وأم عروة بجيرة بنت هانئ ابن قبيصة، من بني شيبان. قتل عروة بن عبد الرحمن بن عوف بإفريقية. وأم سالم الأصغر سهلة بنت سهيل بن عمرو العامري، أخوه لأمه محمد بن أبي حذيفة. وأم أبي بكر بن عبد الرحمن بن عوف أم حكيم بنت قارظ بن خالد بن عبيد ابن كنانة. وأم عبد الله الأكبر. يكنى أبا عثمان، قتل أيضا بإفريقية، والقاسم، أمهما بنت أنس بن رافع الأنصاري من بني عبد الأشهل، هي أمهما جميعا. قَالَ: وعبد الله الأصغر هو أبو سلمة الفقيه. وعبد الرحمن بن عبد الرحمن ابن عوف أمه أسماء بنت سلامة بن مخرمة بن جندب [2] ، من بني نهشل بن دارم. ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف أمه سبية [3] من بهز وسهيل بن عبد الرحمن بن عوف أمه مجد بنت يزيد بن سلامة الحميري. وعثمان بن عبد الرحمن

_ [1] في س: وأسدلها. [2] في س: جندل. [3] في ى: نفيسة.

ابن عوف أمه غزال بنت كسرى، من سبي سعد بن أبي وقاص يوم المدائن. وجويرية بنت عبد الرحمن بن عوف زوج المسور بن مخرمة، أمها بادية بنت غيلان بن سلمة الثقفي. ومحمد، ومعن، وزيد، بنو عبد الرحمن بن عوف، أمهم سهلة الصغري بنت عاصم بن عدىّ العجلاني، هذا كله قول الزبير بن بكار. وكان عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة الذين شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر الشورى فيهم، وأخبر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض. وصلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلفه في سفرة، وروى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: عبد الرحمن بن عوف [سيد من سادات المسلمين، وروى عنه عليه السلام أنه قَالَ: عبد الرحمن بن عوف [1]] أمين في السماء وأمين في الأرض. أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا [2] الْقَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُعَلَّى الْجَزَرِيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عِمْرَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَالَ لأَصْحَابِ الشُّورَى: هل لكم أن أختار لكم وأنتفى مِنْهَا، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ رَضِيَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَنْتَ أَمِينٌ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَمِينٌ فِي أَهْلِ الأَرْضِ. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَمِينَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم على نسائه.

_ [1] من س. [2] في س: أحمد بن قاسم.

وروى عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قَالَ: دخلت على عمر، وعن يمينه رجل كأنه قلب فضة، وهو عبد الرحمن بن عوف، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كان رجلا طويلا فيه جنأ، أبيض مشربا بالحمرة، حسن الوجه رقيق البشرة، ولا يغير لحيته ولا رأسه. وروينا عن سهلة بنت عاصم زوجه قالت: كان عبد الرحمن بن عوف أبيض أعين أهدب الأشفار أقنى [الأصابع [1]] طويل النابين الأعليين، ربما أدمى شفتيه، له جمة، ضخم الكفين، غليظ الأصابع، جرح يوم أحد إحدى وعشرين جراحة، وجرح في رجله، وكان يعرج منها. قَالَ أبو عمر: كان تاجرا مجدودا في التجارة، وكسب مالا كثيرا، وخلف ألف بعير وثلاثة آلاف شاة، ومائة فرس ترعى بالبقيع، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا، فكان يدخل منه [2] قوت أهله سنة. وروى ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف، قَالَ: صالحنا امرأة عبد الرحمن بن عوف التي طلقها في مرضه من ثلث الثمن بثلاثة وثمانين ألفا. وقد روى غير ابن عيينة في هذا الخبر أنها صولحت بذلك عن ربع الثمن من ميراثه. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ طَارِقٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيَّاجِ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهمّ قِنِي شُحَّ نَفْسِي. فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هَذَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف.

_ [1] ليس في س. [2] في س: من ذلك (م 28- الاستيعاب- ثان)

وَرَوَى عَنْهُ أَنَّهُ أَعْتَقَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاثِينَ عَبْدًا. وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ بَكَى بُكَاءً شَدِيدًا، فَسُئِلَ عَنْ بُكَائِهِ، فَقَالَ: إِنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ كَانَ خَيْرًا مِنِّي، تُوُفِّيَ عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ، وَإِنَّ حمزة ابن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ خَيْرًا مِنِّي لَمْ نَجِدْ لَهُ كَفَنًا، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُونَ مِمَّنْ عُجِّلَتْ لَهُ طَيِّبَاتُهُ فِي حَيَاةِ [1] الدُّنْيَا، وَأَخْشَى أَنْ أَحْتَبِسَ [2] عَنْ أَصْحَابِي بِكَثْرَةِ مَالِي. وذكر ابن سنجر، عن دحيم بن فديك، وذكره ابن السراج. قال: حدثنا محمد بن الصباح، حَدَّثَنَا علي بن ثابت جميعا، عن ابن أبى ذئب، عن مسلم ابن جندب، عن نوفل بن إياس الهذلي، قَالَ: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا، وكان نعم الجليس، وإنه انقلب بنا ذات يوم حتى دخلنا منزله، ودخل فاغتسل، ثم خرج فجلس معنا، فأتينا بقصعة فيها خبز ولحم، ولما وضعت بكى عبد الرحمن ابن عوف، فقلنا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قَالَ: مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا [لهذا [3]] لما هو خير لنا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حمدان، حدثنا عبد الله ابن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَالَتْ: فَقَالَ يَا أُمَّهْ، قَدْ خِفْتُ أَنْ يُهْلِكَنِيَ كَثْرَةُ مَالِي، أَنَا أَكْثَرُ قُرَيْشٍ مَالا. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، أَنْفِقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يقول: إن من أصحابى

_ [1] في س: في حياته. [2] في س: أحبس، [3] من س.

مَنْ لا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَقِيَ عُمَرَ، وَأَخْبَرَهُ، فَجَاءَ عُمَرُ فَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: باللَّه مِنْهُمْ أَنَا؟ فَقَالَتْ: لا والله، ولن أبرئ أحدا بعدك [أبدا [1]] . وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ مِنْ حَدِيثِ [زَيْدِ [2]] بْنِ أَبِي أَوْفَى- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو وَضَّاحٍ [3] ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: دَخَلَ عليها عبد الرحمن بن عوف. فقال: يَا أُمَّهْ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ يُهْلِكَنِيَ كَثْرَةُ مالي، أنا أكثر قريش كلهم مَالا. قَالَتْ: يَا بُنَيَّ، تَصَدَّقْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أُفَارِقَهُ. فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَقِيَ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ لَهَا: باللَّه مِنْهُمْ أَنَا؟ قَالَتْ: لا. وَلَنْ أَقُولَ لأَحَدٍ بَعْدَكَ. هَكَذَا رَوَاهُ الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَرَوَاهُ عَاصِمُ بْنُ [أَبِي النَّجُودِ عَنْ [4]] أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَصْحَابِي مَنْ لا أَرَاهُ وَلا يَرَانِي بَعْدَ أَنْ أَمُوتَ أَبَدًا. قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَأَتَاهَا يَشْتَدُّ وَيُسْرِعُ، فَقَالَ: أُنْشِدُكِ باللَّه أَنَا مِنْهُمْ؟ قَالَتْ: لا. وَلَنْ أَبْرِئَ بَعْدَكَ أحدا أبدا. ذكره احمد بن حنبل.

_ [1] ليس في س. [2] ليس في س. [3] في س: ابن وضاح. [4] ليس في س.

(1448) عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة الأنصاري،

قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ [عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [1]] توفي عبد الرحمن بن عوف سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن خمس وسبعين سنة بالمدينة. وروى عن أبي سلمة أنه قَالَ: توفي أبي وهو ابن اثنتين وسبعين سنة بالمدينة، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان، هو أوصى بذلك. وَقَالَ إبراهيم بن سعد: كانت سن عبد الرحمن بن عوف ثمانيا وسبعين سنة. (1448) عبد الرحمن بن عويم بن ساعدة الأنصاري، أحد بني أمية بن زيد، ولد على عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما ذكر الواقدي. (1449) عبد الرحمن بن غنم الأشعري، جاهلي، كان مسلما على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، ولم يفد عليه، ولازم معاذ بن جبل منذ بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى اليمن إلى أن مات في خلافة عمر، يعرف بصاحب معاذ، لملازمته له، وسمع من عمر بن الخطاب، وكان [من [1]] أفقه أهل الشام، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام، وكانت له جلالة وقدر، وهو الذي عاتب أبا هريرة، وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند علي رضي الله عنه رسولين لمعاوية، وكان مما قَالَ لهما: عجبا منكما، كيف جاز عليكما ما جئتما به، تدعوان عليا أن يجعلها شورى، وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون والأنصار، وأهل الحجاز والعراق، وأن من رضيه خير ممن كرهه، ومن بايعه حير ممن لم يبايعه.

_ [1] من س.

(1450) عبد الرحمن بن قتادة السلمي،

وأي مدخل لمعاوية في الشورى، وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة، وهو وأبوه من رءوس الأحزاب، فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه رضي الله تعالى عنهم. ومات عبد الرحمن بن غنم سنة ثمان وسبعين. روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي أهل الشام. (1450) عبد الرحمن بن قتادة السلمي، شامي. روى عنه حديث مضطرب الإسناد، يرويه عنه راشد بن سعد. (1451) عبد الرحمن بن أبي قراد الأسلمي [1] ، له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ حديثا واحدا في آداب الوضوء إنه كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا أراد حاجته أبعد. وحديثا آخر في الوضوء: وله أحاديث. يعد في أهل الحجاز، وروى عنه أبو جعفر الخطميّ عمير بن يزيد، وعمارة بن خزيمة، والحارث ابن الفضيل. (1452) عبد الرحمن بن قرط الثمالي، مذكور في الصحابة، أظنّه أخا عبد الله ابن قرط. روى عن عبد الرحمن بن قرط مسكين بن ميمون مؤذن الرملة حديثا في الإسراء. وروى عنه عروة بن رويم، وسليم بن عامر. (1453) عبد الرحمن بن قيظي بن [قيس بن [2]] لوذان بن ثعلبة بن عدي ابن مجدعة بن حارثة. شهد أحدا مع أبيه قيظي. وقتل يوم اليمامة شهيدا. (1454) عبد الرحمن بن كعب المازني الأنصاري، أبو ليلى، شهد بدرا، ومات

_ [1] في أسد الغابة: الأسلمي. [2] من س.

(1455) عبد الرحمن بن محيريز.

سنة أربع وعشرين، وهو أحد البكاءين الذين لم يقدروا على التحمل في غزوة تبوك، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون. [وقد مر ذكر أخيه عبد الله بن كعب ونسبه [1]] . (1455) عبد الرحمن بن محيريز. حديثه في كيفية رفع الأيدي في الدعاء عندنا مرسل، ولا وجه لذكره في الصحابة إلا على ما شرطنا فيمن ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد ذكره فيهم العقيلي وما أتى له بشاهد فيما ذكر، وقد قيل فيه عبد الله بن محيريز، وكان فاضلا. (1456) عبد الرحمن بن مربع الأنصاري، أخو عبد الله بن مربع الأنصاري الحارثي لأبيه وأمه. شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدا، هما أخوا زيد بن مربع، ومرارة بن مربع. (1457) عبد الرحمن بن مرفع السلمي. سكن مكة والمدينة. روى عنه أبو يزيد المدني. (1458) عبد الرحمن بن معاذ بن جبل الأنصاري، قد تقدم نسبه [1] عند ذكر أبيه رضي الله عنهما. توفي مع أبيه في الطاعون، وكان فاضلا، واختلفوا فيه فمنهم من أنكر أن يكون ولد لمعاذ بن جبل ولد على ما ذكرنا [2] في بابه، والله أعلم. وَقَالَ الزبير: عبد الرحمن بن معاذ بن جبل مات بالشام في الطاعون، وكان آخر من بقي من بني أدى بن سعد أخي سلمة بن سعد بن الخزرج انقرضوا، وعداده في بنى سلمة.

_ [1] من س، وعبد الله سيأتي. [2] سيأتي على حسب ترتيب الكتاب الجديد.

(1459) عبد الرحمن بن معاذ بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي،

(1459) عبد الرحمن بن معاذ بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، ابن عم طلحة بن عبيد الله، روى عنه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قَالَ: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن معاذ، وكان من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى فذكر الخطبة وفيها: أن ارموا الجمار بمثل حصى الخذف. وقد قيل في هذا الحديث، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان، أو عثمان بن معاذ: أنه سمع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الناس مناسكهم، فذكر أنه قال: ارموا الجمرة بمثل حصني الخذف. (1460) عبد الرحمن بن معقل، صاحب الدثنية. حديثه في الضبع والأرنب والثعلب لَيْسَ بالقوي. (1461) عبد الرحمن بن مل [1] . ويقَالَ فيه ابن ملي. أبو عثمان النهدي، ونسبوه عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب [ابن ربيعة [2]] ابن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد، ونهد هو ابن زيد [ابن بشر بن محمود [3]] بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، لم ير النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسئل: هل أدركت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، أسلمت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأديت إليه ثلاث صدقات، ولم ألقه، وغزوت على عهد عمر غزوات.

_ [1] في التهذيب: بلام ثقيلة والميم مثلثة. [2] ليس في س. [3] في س: بن ليث بن سواء.

قَالَ أبو عمر رحمه الله: شهد فتح القادسية، وجلولاء، وتستر، ونهاوند، واليرموك، وأذربيجان، ومهران، ورستم. ويقَالَ: إنه عاش في الجاهلية أزيد من ستين سنة وفي الإسلام مثل ذَلِكَ، وكان يقول: بلغت نحوا من ثلاثين ومائة سنة فما منّا شيء إلا وقد عرفت النقص فيه إلا أملي فإنه كما كان. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ بَقِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلَ صُبَيْحٌ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، وَأَنَا أَسْمَعُ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ أَدْرَكْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم؟ قال: نعم أسلمت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأديت إليه ثلاث صدقات، ولم ألقه، وغزوت على عَهْدِ [1] عُمَرَ غَزَوَاتٍ، شَهِدْتُ فَتْحَ الْقَادِسِيَّةِ، وَجَلُولاءَ، وَتُسْتَرَ، وَنَهَاوَنَدَ، وَالْيَرْمُوكَ، وَأَذْرَبِيجَانَ، وَمِهْرَانَ، وَرُسْتُمَ، فَكُنَّا نَأْكُلُ السَّمْنَ، وَنَتْرُكُ الْوَدَكَ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الظُّرُوفِ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُ عَنْهَا- يَعْنِي طَعَامَ الْمُشْرِكِينَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، حدثنا موسى ابن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، قَالَ: كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا حَمَلْنَا حَجَرًا عَلَى بَعِيرٍ نَعْبُدُه فَرَأَيْنَا أَحْسَنَ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ، وَأَخَذْنَا الَّذِي هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ، وَإِذَا سَقَطَ الْحَجَرُ عَنِ الْبَعِيرِ قُلْنَا: سَقَطَ إِلَهُكُمْ، فَالْتَمِسُوا حَجَرًا. وَبِهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يَقُولُ: أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاثُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ أَوْ نَحْوُهَا، وَمَا مِنِّي شَيْءٌ إِلا وَقَدْ عَرَفْتُ النَّقْصَ فِيهِ إِلا أَمَلِي، فَإِنِّي أَرَى أَمَلِي كَمَا كَانَ.

_ [1] في س: على يد.

(1462) عبد الرحمن بن يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف [2] بن ضبيعة بن زيد بن مالك الأنصاري المدني،

قَالَ أحمد بن زهير: حَدَّثَنَا الحارث بن شريح، قَالَ: حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كان أبو عثمان النهدي يركع ويسجد حتى يغشى عليه. ومات أبو عثمان النهدي سنة مائة، رحمة الله عليه. وذكر عمرو بن علي، قَالَ: حَدَّثَنَا معتمر بن سليمان، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سمعت أبا عثمان النهدي يقول: أدركت الجاهلية فما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا مزمار أحسن من صوت أبي موسى الأشعري بالقرآن، وإن كان ليصلي بنا صلاة الصبح، فنود لو قرأ بالبقرة من حسن صوته. فحدثت به يَحْيَى بن سعيد فاستحسنه واستعادنيه غير مرة، وَقَالَ: كم عند معتمر عَنْ أَبِيهِ، عن أبي عثمان؟ قلت: مائة. قَالَ: عندي منها ستون [1] . (1462) عبد الرحمن بن يزيد بن جارية بن مجمع بن العطاف [2] بن ضبيعة بن زيد بن مالك الأنصاري المدني، من بني عمرو بن عوف أخو مجمع، أمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح. ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله عنه رواية، ويروي عن عمه مجمع بن جارية. وَقَالَ إبراهيم بن المنذر: ولد عبد الرحمن ابن يزيد بن جارية في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. توفي سنة ثلاث وتسعين، يكنى أبا محمد. قَالَ أبو عمر: إنما يحفظ له رواية عن عمه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، مِنْ بَنِي عَمْرِو بن عوف يقول: سمعت عمى

_ [1] في س: خمسون. [2] في س: بن عطاف.

(1463) عبد الرحمن بن يزيد بن رافع الأنصاري،

مُجَمِّعُ بْنُ جَارِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ [1] . (1463) عبد الرحمن بن يزيد بن رافع الأنصاري، ويقَالَ ابن يزيد بن راشد. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياكم والحمرة [2] فإنها زينة الشيطان. بصري، روى عنه الحسن. (1464) عبد الرحمن بن يعمر الديلي، روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحج عرفات ... الحديث. ولم يروه غيره، ولم يرو عنه غير بكير بن عطاء، ورواه عن بكير بن عطاء شعبة والثوري. [1465) عبد الرحمن الأسود بن عبد يغوث الزهري. قال الواقدي: ولد على عهد النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عن أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، وله دار بالمدينة، عند أصحاب الغرابيل والقفاف] [3] . (1466) عبد الرحمن الخطمي، مدني. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ في الميسر. روى عنه ابنه موسى بن عبد الرحمن. (1467) عبد الرحمن المزني. روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أصحاب الأعراف أنهم [قوم] [3] قتلوا في سبيل الله، وكانوا لآبائهم عصاة، فمنعوا الجنة لمعصية آبائهم [4] ، ومنعوا النار لقتلهم في سبيل الله. روى عنه ابنه عمر، لم يرو عنه غيره. وقد قيل اسم أبيه محمد، وهو الصواب إن شاء الله تعالى وله ابن آخر يسمى عبد الرحمن. (تم الجزء الثاني ويليه الثالث، وأوله بقية حرف العين)

_ [1] لد: قرية قربت بيت المقدس من نواحي فلسطين (ياقوت) . [2] في س: والخمرة. [3] ليس في س. [4] في س: لمعصيتهم إياهم.

المجلد الثالث

[المجلد الثالث] [تتمة حرف العين] باب عبد الله (1468) عبد الله بْن أَبِي بْن خَلَف القرشي الْجُمَحِيّ، أسلم عام الْفَتْح، وقتل يَوْم الجمل. (1469) عبد الله بْن الأرقم بْن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب القرشي الزُّهْرِيّ، أسلم عام الْفَتْح، وكتب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ لأبي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، واستكتبه أيضا عُمَر رضى الله عنه، واستعمل على بيت المال خلافة عُمَر كلها وسنتين من خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حَتَّى استعفاه من ذَلِكَ فأعفاه. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عبد الله ابن الزبير- أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ اسْتَكْتَبَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمِ، فَكَانَ يجيب عنه الملوك، وبلغ أَمَانَتِهِ عِنْدَهُ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُهُ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَيَكْتُبَ، وَيَأْمُرُهُ أَنْ يُطَيِّنَهُ وَيَخْتِمَهُ وَمَا يَقْرَؤُهُ لأَمَانَتِهِ عِنْدَهُ. وقال ابْن إِسْحَاق: كَانَ زَيْد بْن ثَابِت يكتب الوحي، ويكتب إِلَى الملوك أيضا، وَكَانَ إذا غاب عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم وزيد بْن ثَابِت، واحتاج أن يكتب إِلَى بعض أمراء الأجناد أو الملوك أو إِلَى إنسان بقطيعة- أمر من حضر أن يكتب لَهُ إِلَى بعض أمرائه. وروى ابْن الْقَاسِم، عَنْ مَالِك قَالَ: بلغني أَنَّهُ ورد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتاب، فَقَالَ: من يجيب عني؟ فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم: أنا، فأجاب (ظهر الاستيعاب ج 3- م 1)

(1470) عبد الله بن الأسود السدوسي، قال قتادة:

عَنْهُ وأتى بِهِ إِلَيْهِ، فأعجبه وأنفذه، وَكَانَ عُمَر حاضرا، فأعجبه ذَلِكَ من عَبْد اللَّهِ ابْن الأرقم، فلم يزل ذَلِكَ لَهُ فِي نفسه يَقُول: أصاب مَا أراده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما ولى عُمَر استعمله على بيت المال. وَرَوَى ابْن وَهْب، عَنْ مَالِك قَالَ: بلغني أن عُثْمَان أجاز عَبْد اللَّهِ ابْن الأرقم- وَكَانَ لَهُ على بيت المال- بثلاثين ألفا، فأبى أن يقبلها، هكذا قَالَ مَالِك. وَرَوَى سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ عَمْرو بْن دينار أن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ استعمل عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم على بيت المال، فأعطاه عُثْمَان ثلاثمائة درهم، فأبى عَبْد اللَّهِ أن يأخذها، وَقَالَ: إنما عملت للَّه، وإنما أجري على الله. وَرَوَى أشهب، عَنْ مَالِك أن عُمَر بْن الخطاب رضى الله عَنْهُ كَانَ يَقُول: مَا رأيت أحدا أخشى للَّه من عَبْد اللَّهِ بْن الأرقم، قَالَ: وَقَالَ عُمَر لعبد الله بْن الأرقم: لو كَانَ لك مثل سابقة القوم مَا قدمت عليك أحدا. (1470) عبد الله بْن الأسود السدوسي، قَالَ قَتَادَة: هاجر من رَبِيعَة أربعة: بشير بْن الخصاصية، وَعَمْرو بْن ثعلب، وعبد الله بْن أسود، والفرات بْن حيان. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ دعا لهم بالبركة فِي التمر. مخرج حديثه عَنْ ولده. وقيل: إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس. (1471) عَبْد اللَّهِ بن الأعور. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن الأطول الحرمازي [1] المازني. قيل اسم الأعور أو الأطول عَبْد اللَّهِ، هُوَ من بني مازن بْن عَمْرو بْن تميم، وَهُوَ الأعشي الشاعر المازني، كانت عنده امرأة يقال لها معاذة، فخرج يمير

_ [1] بكسر الحاء المهملة وسكون الراء وفي آخرها زاي، كما في اللباب.

أهله من هجر، فهربت امرأته بعده ناشزة عَلَيْهِ، فعاذت برجل منهم، يقال لَهُ مطرف بْن نهصل، فجعلها خَلَف ظهره، فلما قدم الأعشى لم يجدها فِي بيته، وأخبر أَنَّهَا نشزت، وأنها عاذت بمطرف بْن نهصل، فأتاه، فقال له: يا بن عم، عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي، فَقَالَ: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك، وَكَانَ مطرف أعز منه، فخرج حَتَّى أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعاذ بِهِ، وأنشأ يَقُول [1] : يا سيد الناس [2] وديان العرب ... أشكو [3] إليك ذربة من الذرب كالذئبة العسلاء في كل السرب [4] ... خرجت أبغيها الطعام فِي رجب فخلفتني بنزاع وحرب [5] ... أخلفت العهد ولطت بالذنب وهن شر غالب لمن غلب فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هن شر غالب لمن غلب. وشكا إِلَيْهِ امرأته وما صنعت وأنها عِنْدَ رجل منهم يقال لَهُ مطرف بْن نهصل، فكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مطرف: انظر امرأة هَذَا معاذة، فادفعها إِلَيْهِ، فأتاه بكتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقرئ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: يَا معاذة، هَذَا كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيك، وأنا دافعك إِلَيْهِ. فقالت: خذ لي العهد والميثاق وذمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لهما ذلك، ودفعها إليه، فأنشأ يقول:

_ [1] اللسان. مادة ذرب. [2] في أسد الغابة: يا مالك الناس. [3] في أسد الغابة: إني لقيت، وفي اللسان: إليك أشكو. [4] في رواية: كالذئبة العسقل في ظل السرب. [5] في ى: وهرب، وليس هذا الشطر في اللسان.

(1472) عبد الله بن أقرم بن زيد الخزاعي،

لعمرك مَا حبي معاذة بالذي ... يغيره الواشي ولا قدم العهد ولا سوء مَا جاءت به إذ أزالها [1] ... غواة رجالٍ إذ ينادونها بعدي (1472) عبد الله بْن أقرم بْن زَيْد الخزاعي، معدود فِي أهل المدينة. رَوَى عَنْهُ ابنه عُبَيْد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن أقرم. (1473) عبد الله بْن أَبِي أمامة أسعد بْن زرارة الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وقد تقدم نسبه فِي باب أَبِيهِ. رَوَى عَنْهُ أَبُو كَثِير الأَنْصَارِيّ. (1474) عبد الله بْن أَبِي أُمَيَّة بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أمه عاتكة بِنْت عبد المطلب بْن هاشم، يقال لأبيه أَبِي أُمَيَّة زاد الركب. وزعم ابْن الكلبي أن أزواد الركب ثلاثة: زمعة بْن الأسود بْن المطلب بْن عبد مناف، قتل يوم بدر كافرا، ومسافر ابْن أَبِي عَمْرو بْن أُمَيَّة، وَأَبُو أُمَيَّة بن المغيرة المخزومي، وهو أشهر هم بذلك، هكذا قَالَ ابْن الكلبي والزبير، وقالا: إنما سموا أزواد الركب، لأنهم كانوا إذا سافر معهم أحد كَانَ زاده عليهم. قال مصعب والعدوي: لا تعرف قريش زاد الركب إلا أَبَا أُمَيَّة بْن الْمُغِيرَة وحده، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُمَيَّة شديدا على المسلمين مخالفا مبغضا، وَهُوَ الَّذِي قَالَ [2] : لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً 17: 90 أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ ... 17: 93 الآية. وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،

_ [1] في أسد الغابة: إذ أزلها. [2] سورة الإسراء، آية 90

(1475) عبد الله بن أبى أمية بن وهب،

ثُمَّ أَنَّهُ خرج مهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيه بالطريق بين السقيا والعرج وَهُوَ يريد مكة عام الْفَتْح، فتلقاه فأعرض عَنْهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم مرة، فدخل على أخته وسألها أن تشفع لَهُ، فشفعت لَهُ أخته أم سَلَمَة، وهي أخته لأبيه، فشفعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم وحسن إسلامه، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة مسلما، وشهد حنينا والطائف، ورمي يَوْم الطائف بسهم فقتله، ومات يومئذ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ المخنث فِي بيت أم سَلَمَة: يَا عَبْد اللَّهِ، إن فتح الله عليكم الطائف غدا فأنى أدلك على امرأة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. وزعم مُسْلِم بْن الْحَجَّاج أن عُرْوَة بْن الزُّبَيْر رَوَى عَنْهُ أَنَّهُ رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي فِي بيت أم سَلَمَة فِي ثوب واحد، ملتحفا بِهِ، مخالفا بين طرفيه. وذلك غلط، وإنما الَّذِي رَوَى عَنْهُ عُرْوَة ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي أُمَيَّة. (1475) عبد الله بْن أَبِي أُمَيَّة بْن وَهْب، حليف بني أَسَد بْن عبد العزى بْن قصي، وَابْن أختهم، قتل بخيبر شهيدا. ذكره الْوَاقِدِيّ، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق. (1476) عبد الله بْن أنس، أَبُو فاطمة الأسدي. رَوَى عَنْهُ زهرة بْن معبد، أَبُو عُقَيْل. (1477) عبد الله بْن أنيس [1] الجهني، ثُمَّ الأَنْصَارِيّ، حليف بني سَلَمَة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ من قضاعة حليف لبني سواد، من بني سَلَمَة. وقال الواقدي:

_ [1] بضم الهمزة- في التقريب.

(1478) عبد الله بن أبى أوفى الأسلمي،

هُوَ من البرك بْن وبرة أخو كلب بْن وبرة فِي قضاعة، حليف لبني سواد من بني سَلَمَة. وَقَالَ غيرهما: هُوَ من جهينة حليف الأنصار. وقيل: هُوَ من الأنصار. وَقَالَ الكلبي: عَبْد اللَّهِ بْن أنيس صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن أنيس بْن أسعد بْن حرام بْن حَبِيب بْن مَالِك بْن غنم بْن كعب بن تيم ابن نفاثة بْن إِيَاس بْن يربوع بْن البرك بْن وبرة، أخي، كلب بْن وبرة، والبرك ابن وبرة دخل فِي جهينة. قَالَ ابْن الكلبي: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن أنيس مهاجريا أنصاريا عقبيا، وشهد أحدا وما بعدها، يكنى أَبَا يَحْيَى. رَوَى عَنْهُ أَبُو أمامة، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وَرَوَى عَنْهُ من التابعين بسر ابن سَعِيد، وبنوه: عطية، وَعَمْرو وضمرة، وعبد الله، بنو عَبْد اللَّهِ بْن أنيس، وَهُوَ الَّذِي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ ليلة القدر، وَقَالَ لَهُ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي شاسع الدار، فمرني بليلة أنزل لَهَا. فَقَالَ: أنزل ليلة ثلاث وعشرين. وتعرف تلك الليلة بليلة الجهني بالمدينة، وَهُوَ أحد الذين كسروا آلهة بني سَلَمَة. توفى سنة أربع وخمسين، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (1478) عبد الله بْن أَبِي أوفى الأسلمي، واسم أَبِي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث ابن أَسَد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو ابن عَامِر. هُوَ أخو زَيْد بْن أَبِي أوفى، يكنى أَبَا مُعَاوِيَة. وقيل: أَبَا إِبْرَاهِيم. وقيل: أبا محمد. شهد الحديبيّة وخيبر وما بعد ذَلِكَ من المشاهد، ولم يزل بالمدينة حَتَّى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ تحول إِلَى الكوفة. وَهُوَ آخر من بقي بالكوفة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مات سنة سبع وثمانين بالكوفة، وَكَانَ ابتنى بها دارا فِي أسلم، وَكَانَ قد كف بصره، وقيل: بل مات

(1479) عبد الله ابن بحينه [2]

بالكوفة سنة ست وثمانين. وَذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى سَاعِدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ضَرْبَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟ فَقَالَ: ضُرِبْتُهَا يَوْمَ حُنَيْنٍ. فَقُلْتُ: شَهِدْتُ مَعَهُ حُنَيْنًا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَبْلَ [1] ذَلِكَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ، أَبُو قَطَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الشَّجَرَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ، وَكَانَتْ أَسْلَمُ ثُمُنَ الْمُهَاجِرِينَ يومئذ. (1479) عبد الله ابْن بحينة [2] وهي أمه بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب ابن عبد مناف. قَالَ الْوَاقِدِيّ: يكنى أَبَا مُحَمَّد، وأبوه مَالِك بْن القشب [3] الأزدي، من أزد شنوءة، كَانَ حليفا لبني المطلب بْن عبد مناف. وله صحبة أيضا، وقد ذكرناه فِي باب مَالِك من هَذَا الكتاب، والحمد للَّه. وقد قيل فِي أَبِيهِ مَالِك ابْن بحينة، وَهُوَ وهم وغلط، وإنما بحينة امرأته، وأم ابنه عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ ابْن بحينة ناسكا فاضلا صائم الدهر، وَكَانَ ينزل بطن ريم [4] ، على ثلاثين ميلا من المدينة. مات فِي عمل مَرَوَان الآخر على المدينة أيام مُعَاوِيَة. (1480) عبد الله بْن بدر الجهني، مدني، كَانَ اسمه عبد العزى فسماه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وَهُوَ أحد الذين حملوا راية جهينة يَوْم الفتح، يكنى

_ [1] في أسد الغابة: وقيل غير ذلك. [2] بموحدة ومهملة مصغرا- كما في التقريب. [3] بكسر القاف وسكون المعجمة بعدها (التقريب) . [4] بطن رئم- بكسر أوله وهمز ثانية وسكونه. وقيل بالياء غير مهموزة (ياقوت)

(1481) عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي،

أَبَا بعجة بابنه بعجة. رَوَى عَنْهُ ابنه بعجة، لم يرو عَنْهُ غيره، وَرَوَى عَنْ بعجة يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير وَأَبُو حَازِم. ومات بعجة قبل الْقَاسِم بْن مُحَمَّد، وله ابْن يقال لَهُ مُعَاوِيَة بْن بعجة، رَوَى عنه الدّراوردى. (1481) عبد الله بْن بديل بْن ورقاء بْن عبد العزى بْن رَبِيعَة الخزاعي، أسلم مع أَبِيهِ قبل الْفَتْح، وشهد حنينا والطائف، وَكَانَ سيد خزاعة، وخزاعة عيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل هُوَ وأخوه من مسلمة الْفَتْح، والصحيح أَنَّهُ أسلم قبل الْفَتْح، وشهد حنينا والطائف وتبوك- قاله الطبري وغيره وَكَانَ لَهُ قدر وجلالة. قتل هُوَ وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بديل بصفين، وَكَانَ يومئذ على رجالة علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. كَانَ من وجوه الصحابة، وَهُوَ الَّذِي صَالِح [أهل [1]] أصبهان مع عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر، وكان على مقدمته، وذلك فِي زمن عُثْمَان سنة تسع وعشرين من الهجرة. قال الشَّعْبِيّ، كَانَ عبد الله ابن بديل فِي صفين عَلَيْهِ درعان وسيفان، وَكَانَ يضرب أهل الشام ويقول: لم يبق إلا الصبر والتوكل ... ثم التمشي فِي الرعيل الأول مشى الجمالة [2] فِي حياض المنهل ... والله يقضي مَا يشاء ويفعل فلم يزل يضرب بسيفه حَتَّى انتهى إِلَى مُعَاوِيَة، فأزاله عَنْ موقفه، وأزال أصحابه الذين كانوا معه، وَكَانَ مع مُعَاوِيَة يومئذ عَبْد اللَّهِ بن عامر واقفا، فأقبل

_ [1] من أسد الغابة. [2] في ى: الجمالة، وفي أسد الغابة والإصابة: الجمال.

أصحاب مُعَاوِيَة على ابْن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، وقتل رحمه الله. فأقبل إِلَيْهِ مُعَاوِيَة وعبد الله بْن عَامِر معه، فألقى عَلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر عمامته غطى بها وجهه، وترحم عَلَيْهِ. فَقَالَ مُعَاوِيَة: اكشفوا عَنْ وجهه، فَقَالَ لَهُ ابْن عَامِر: والله لا يمثل بِهِ وفي روح، وَقَالَ مُعَاوِيَة: اكشفوا عَنْ وجهه، فقد وهبناه لك. ففعلوا، فَقَالَ مُعَاوِيَة: هَذَا كبش القوم ورب الكعبة، اللَّهمّ أظفر بالأشتر، والأشعث بْن قَيْس، والله مَا مثل هَذَا إلا كما قال الشاعر: أخو الحرب إن عضت بِهِ الحرب عضها ... وإن شمرت يوما بِهِ الحرب شمرا كليث هزبرٍ كَانَ يحمي ذماره ... رمته المنايا قصدها فتقطرا ثم قَالَ مُعَاوِيَة، إن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني فضلا عَنْ رجالها لفعلت. وَحَدَّثَنَا خَلَف بْن قَاسِم، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر الجوهري، حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج، حدثنا يحيى بن سُلَيْمَان، قَالَ: حَدَّثَنِي نَصْر بْن مزاحم، حَدَّثَنَا عمر بْن سَعْد، حَدَّثَنَا مَالِك بْن أعين، عَنْ زَيْد بْن وَهْب الجهني أن عَبْد اللَّهِ بْن بديل قام يَوْم صفين فِي أصحابه، فخطب، فحمد الله وأثنى عَلَيْهِ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ألا إن مُعَاوِيَة أدعى مَا ليس لَهُ، ونازع الأمر أهله، ومن ليس مثله، وجادل بالباطل ليدحض بِهِ الحق، وصال عليكم بالأحزاب والأعراب، وزين لهم الضلالة، وزرع فِي قلوبهم حب الفتنة، ولبس عليهم الأمر، وأنتم- والله- على الحق، على نور من ربكم وبرهان مبين، فقاتلوا الطغاة الجفاة، قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ ... 9: 14 وتلا الآية [1] .

_ [1] سورة التوبة، آية 15

(1482) عبد الله بن بسر المازني،

قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الأمر أهله، وقد قاتلتموهم مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فو الله مَا هم فِي هَذِهِ بأزكى ولا أتقى ولا أبر، قوموا إِلَى عدو الله وعدوكم، رحمكم الله (1482) عبد الله بْن بسر المازني، من مازن بْن مَنْصُور، يكنى أَبَا بسر، وقيل: يكنى أَبَا صَفْوَان. هُوَ أخو الصماء، مات بالشام سنة ثمانين، وَهُوَ ابْن أربع وتسعين، وَهُوَ آخر من مات بالشام بحمص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْهُ الشاميون، منهم خَالِد بْن معدان، وَيَزِيد بْن خمير، وسليم بْن عَامِر، وراشد بن سعد، وأبو الزاهرية، ولقمان بن عامر، ومحمد ابن زِيَاد. يقال: إنه ممن صَلَّى القبلتين. (1483) عبد الله بْن بسر النصري، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه عبد الواحد، وَرَوَى عَنْهُ عُمَر [1] بْن روبة. (1484) عبد الله بْن أَبِي بَكْر الصديق رضى الله عَنْهُمَا، أمه وأم أَسْمَاء واحدة، امرأة من بني عَامِر بْن لؤي، سمى [2] أَبِيهِ، شهد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرمي بسهم، رماه بِهِ أَبُو محجن الثقفي فيما ذكر الْوَاقِدِيّ، فدمل جرحه حَتَّى انتقض به فمات منه [3] في أول خلافة أَبِيهِ، وذلك فِي شوال من سنة إحدى عشرة، وَكَانَ إسلامه قديما، ولم يسمع لَهُ بمشهد إلا شهوده الْفَتْح وحنينا والطائف، والله أعلم.

_ [1] في ى: عمرو، والمثبت من التقريب. [2] لأن اسم أبى بكر عبد الله. [3] في ى: عنه، والمثبت من أسد الغابة.

(1475) عبد الله بن ثابت الأنصاري،

وَكَانَ قد ابتاع الحلة التي أرادوا دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بتسعة دنانير، ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة قَالَ: لا تكفنوني فيها، فلو كَانَ فيها خير كفن فيها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودفن بعد الظهر، وصلى عَلَيْهِ أبوه، ونزل فِي قبره عُمَر، وطلحة، وعبد الرحمن أخوه، رَضِيَ اللَّهُ عنهم. (1475) عبد الله بْن ثَابِت الأَنْصَارِيّ، هُوَ أَبُو أسيد، وقيل أَبُو أسيد، والصواب بالفتح، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلوا الزيت وادهنوا بِهِ، وسنذكره فِي الكنى إن شاء الله تعالى. رَوَى عَنْهُ الشَّعْبِيّ حديثه هَذَا، وَرَوَى عَنْهُ حديثا آخر عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قراءة كتب أهل الكتاب. ويقال: إن عَبْد اللَّهِ بْن ثَابِت الأَنْصَارِيّ هَذَا هُوَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو الطفيل. وقد قيل: إن أَبَا أسيد الأَنْصَارِيّ هَذَا اسمه ثَابِت، خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديثه مضطرب فِيهِ. (1476) عبد الله بْن ثَابِت الأَنْصَارِيّ، أَبُو الربيع، توفي على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفي حياته. حديثه فِي الموطأ وغيره، وَهُوَ الَّذِي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك يا أَبَا الربيع. ومالك أحسن الناس سياقة لحديثه ذَلِكَ فِي الإسناد والمتن، إلا أن ابْن جريج وإن لم يقم إسناده فقد أتى فِيهِ بألفاظ حَسَّان غير خارجة عَنْ معنى حديث مَالِك وزاد فِيهِ. وكفنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قميصه، وَقَالَ لجبير بْن عَتِيك إذ نهى النساء عَنِ البكاء عَلَيْهِ: دعهن يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ فليبكين أَبَا الربيع مَا دام بينهن ... الحديث.

(1477) عبد الله بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة [1] البلوى،

(1477) عبد الله بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بن عمرو بن عمارة [1] البلوي، حليف لبني عوف بْن الخزرج، من الأنصار، شهد بدرا هُوَ وأخوه بحاث بْن ثعلبة وقيل بحّات، وقيل بجاب. (1478) عبد الله بْن ثعلبة بْن صغير [2] . ويقال ابْن أَبِي صغير العذري. من بني عذرة، قد نسبت أباه فِي بابه من هَذَا الكتاب، حليف لبني زهرة، يكنى أَبَا مُحَمَّد. ولد قبل الهجرة بأربع سنين. وتوفي سنة تسع وثمانين، وَهُوَ ابْن ثلاث وتسعين. وقيل سنة سبع وثمانين، وَهُوَ ابْن ثلاث وثمانين. وقيل: إنه ولد بعد الهجرة وإن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابْن أربع سنين. وقيل سنة سبع، وإنه أتى بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فمسخ على وجهه ورأسه زمن الْفَتْح. وَقَالَ سُفْيَان بْن إِبْرَاهِيم: هُوَ ابْن أخت لنا. وقال الواقدي: مات عبد الله ابن ثعلبة بن صعير الزُّهْرِيّ حليف لهم من بني عذرة سنة تسع وثمانين، وَهُوَ يومئذ ابْن ثلاث وثمانين. قال أبو عمر رحمه الله: روى عنه ابن شهاب، وعبد الحميد ابن جعفر. (1479) عبد الله بْن ثوب [3] ، أَبُو مُسْلِم الخولاني، غلبت عَلَيْهِ كنيته. قَالَ شرحبيل بْن مُسْلِم: أتى أَبُو مُسْلِم الخولاني المدينة وقد قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستخلف أَبُو بَكْر، وَكَانَ فاضلا عابدا ناسكا، لَهُ فضائل مشهورة، وهو

_ [1] في أسد الغابة: وعمارة بتشديد الميم. [2] صعير- بمهملتين مصغرا- التقريب [3] بضم المثلثة وفتح الواو بعدها موحدة- التقريب، وفي هوامش الاستيعاب، في الأصل ثوب بتشديد الواو فتحرر (63) .

(1480) عبد الله بن جابر البياضي،

من كبار التابعين. وسنذكره فِي الكنى بأتم من هَذَا، وإن كَانَ ليس بصاحب، لأنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم إلا أَنَّهُ شرطنا فيمن كَانَ مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1480) عبد الله بْن جَابِر البياضي، رَوَى عَنْهُ عقبة بْن أَبِي عَائِشَة فِي وضع اليمنى على اليسرى فِي الصلاة. (1481) عبد الله بْن جَابِر العبدي، من عبد القيس، مذكور فِي الصحابة. (1482) عبد الله بْن جُبَيْر الخزاعي، يعد فِي الكوفيين. روى عنه سماك ابن حرب. وقد قيل: إن حديثه مرسل، وعبد الله بْن جُبَيْر هَذَا هُوَ الَّذِي يروي عن أبى الفيل. (1483) عبد الله بْن جُبَيْر بْن النعمان بْن أُمَيَّة بْن امرئ القيس. وامرؤ القيس اسمه البرك بن ثعلبة بن عمرو بن عوف الأَنْصَارِيّ، شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، وَكَانَ يومئذ أميرا على الرماة، ولا أعلم لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أخو خوات بْن جُبَيْر بْن النعمان لأبيه وأمه. (1484) عبد الله بن جحش، ابن رئاب بْن يعمر بْن صبرة بْن مُرَّةَ بن كثير ابن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، أمه أميمة بِنْت عبد المطلب، وَهُوَ حليف لبني عبد شمس. وقيل: حليف لحرب بْن أُمَيَّة. أسلم- فيما ذكر الْوَاقِدِيّ- قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وَكَانَ هُوَ وأخوه أَبُو أَحْمَد عبد بْن جَحْش من المهاجرين الأولين ممن هاجر الهجرتين، وأخوهما عُبَيْد الله بْن جَحْش تنصر بأرض الحبشة، ومات بها نصرانيا، وبانت

منه امرأته أم حبيبة بِنْت أَبِي سُفْيَان، فتزوجها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأختهم زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأم حبيبة وحمنة، وسيأتي ذكر كل واحد منهم فِي موضعه من هَذَا الكتاب إن شاء الله تعالى. وَكَانَ عَبْد اللَّهِ ممن هاجر إِلَى أرض الحبشة مع أخويه: أبى أحمد، وعبيد الله ابن جَحْش، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرا، واستشهد يَوْم أحد، يعرف بالمجدع فِي الله، لأنه مثل بِهِ يَوْم أحد وقطع أنفه. روى مجاهد، عن زياد ابن عِلاقَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَهُمْ وَقَالَ: لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلا لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَصْبَرُكُمْ لِلْجُوعِ وَالْعَطَشِ، فَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ. وروى عَاصِم الأحول، عَنِ الشَّعْبِيّ أَنَّهُ قَالَ: أول لواء عقده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلعبد الله بْن جَحْش حليف لبني أُمَيَّة. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: بل لواء عُبَيْدَة بْن الْحَارِث. وَقَالَ المدائني: بل لواء حَمْزَة. وعبد الله بْن جَحْش هَذَا هُوَ أول من سن الخمس من الغنيمة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل أن يفرض الله الخمس، فأنزل الله تعالى بعد ذَلِكَ آية الخمس، وإنما كَانَ قبل ذَلِكَ المرباع. قَالَ الْوَاقِدِيّ، عَنْ أشياخه: كَانَ فِي الجاهلية المرباع، فلما رجع عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش من سريته خمس مَا غنم، وقسم سائر الغنيمة، فكان أول من خمس فِي الإسلام، ثُمَّ أنزل الله تعالى [1] : وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ... 8: 41 الآية. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عن ابن قسيط [2] ، عن إسحاق

_ [1] سورة الأنفال، آية 41. [2] بقاف ومهملتين مصغرا، واسمه يزيد بن عبد الله (التقريب)

ابن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ قَالَ لَهُ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلا تَأْتِي فَنَدْعُوا اللَّهَ، فَجَلَسُوا فِي ناحية، فدعا سعد، وقال: يارب، إِذَا لَقِيتُ الْعَدُوَّ غَدًا فَلَقِّنِي رَجُلا شَدِيدًا بَأْسُهُ، شَدِيدًا حَرْدُهُ، أُقَاتِلُهُ فِيكَ، وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي عَلَيْهِ الظَّفْرَ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ، فَأَمَّنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَحْشٍ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهمّ ارْزُقْنِي غَدًا رَجُلا شَدِيدًا بَأْسُهُ، شَدِيدًا حَرْدُهُ، أُقَاتِلُهُ فِيكَ وَيُقَاتِلُنِي فَيَقْتُلَنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأُذُنِي، فَإِذَا لَقِيتُكَ قُلْتَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، فِيمَ جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنُكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ، فَتَقُولُ: صَدَقْتَ. قَالَ سَعْدٌ: كَانَتْ دَعْوَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ خَيْرًا مِنْ دَعْوَتِي، لَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ وَإِنَّ أُذُنَهُ وَأَنْفَهُ مُعَلَّقَانِ جَمِيعًا فِي خَيْطٍ. وذكر الزُّبَيْر فِي الموفقيات أن عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش انقطع سيفه يَوْم أحد، فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرجون نخلة، فصار فِي يده سيفا، يقال إن قائمته منه، وَكَانَ يسمى العرجون، ولم يزل يتناول حَتَّى بيع من بغا التركي بمائتي دينار، ويقولون: إنه قتله يَوْم أحد أَبُو الحكم بْن الأخنس بْن شريق الثقفي، وَهُوَ يَوْم قتل ابْن نيف وأربعين سنة. قَالَ الْوَاقِدِيّ: دفن هُوَ وحمزة فِي قبر واحد، وولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تركته، فاشترى لابنه مالا بخير. وذكر الزُّبَيْر، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن صَالِح، عَنِ الْحَسَن بْن زَيْد أَنَّهُ قَالَ: قاتل الله ابْن هِشَام مَا أجرأه على الله! دخلت عَلَيْهِ يوما مع أَبِي فِي هَذِهِ الدار- يعنى دار مَرَوَان- وقد أمره هِشَام أن يفرض للناس، فدخل عَلَيْهِ ابْن لعبد الله

(1485) عبد الله بن الجد بن قيس بن صخر بن خنساء،

ابن جَحْش المجدع أنفه فِي الله، فانتسب لَهُ، وسأله الفريضة فلم يجبه بشيء، ولو كَانَ أحد يرفع إِلَى السماء كَانَ ينبغي لَهُ أن يرفع بمكان أَبِيهِ، ثُمَّ دخل عَلَيْهِ ابْن أَبِي بجراة وهم أهل بيت من كندة وقفوا بمكة، فَقَالَ ابْن أَبِي بجراة: صاحبت عمّك عمارة ابن الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة فِي سفره. فَقَالَ لَهُ: لينفعنك ذَلِكَ اليوم، ففرض لَهُ ولأهل بيته. وذكر السَّاجِيُّ فِي «كِتَابِ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ» لَهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأعمش، عن عمرو ابن مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَسَارَى بَدْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. روى عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص. وَرَوَى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، ولم يسمع منه. (1485) عبد الله بْن الجد بْن قَيْس بْن صَخْر بْن خنساء، من بني سَلَمَة، شهد بدرا وأحدا. (1486) عبد الله بْن أَبِي الجدعاء التميمي، ويقال الكناني، ويقال العبدي. رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق حديثا مرفوعا فِي الساعة. (1487) عبد الله بْن جراد العقيلي. روى عنه يعلى بن الأشدق، وَهُوَ عمه، ولا يعرف بغير رواية يعلي بْن الأشدق عَنْهُ، ويعلي بْن الأشدق ليس عندهم بالقويّ. (1488) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي، يكنى أَبَا جَعْفَر. ولدته أمه أَسْمَاء بِنْت عميس بأرض الحبشة، وَهُوَ أول مولود ولد في الإسلام بأرض

الحبشة، وقدم مع أَبِيهِ المدينة، وحفظ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عَنْهُ. وتوفي بالمدينة سنة ثمانين، وَهُوَ ابْن تسعين سنة. وقيل: إنه توفي سنة أربع أو خمس وثمانين، وَهُوَ ابْن ثمانين سنة، والأول عندي أولى. وعليه أكثرهم أَنَّهُ توفى سنة ثمانين، وصلى عَلَيْهِ أبان بْن عُثْمَان، وَهُوَ يومئذ أمير المدينة، وذلك العام يعرف بعام الجحاف لسيل كَانَ بمكة أجحف بالحاج، وذهب بالإبل، وعليها الحمولة. وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر كريما، جوادا ظريفا، خليقا عفيفا سخيا يسمى بحر الجود، ويقال: إنه لم يكن فِي الإسلام أسخى منه، وَكَانَ لا يرى بسماع الغناء بأسا. رَوَى أن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر كَانَ إذا قدم على مُعَاوِيَة أنزله داره، وأظهر لَهُ من بره وإكرامه مَا يستحقه، فكان ذَلِكَ يغيظ فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو ابن نوفل بْن عبد مناف زوجة مُعَاوِيَة، فسمعت ليلة غناءً عِنْدَ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، فجاءت إِلَى مُعَاوِيَة، وقالت: هلم فاسمع مَا فِي منزل هَذَا الرجل الَّذِي جعلته بين لحمك ودمك. قَالَ: فجاء مُعَاوِيَة فسمع وانصرف، فلما كَانَ فِي آخر الليل سمع مُعَاوِيَة قراءة عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، فجاء فأنبه فاختة، فَقَالَ: اسمعي مكان مَا أسمعتني، ويقولون: إن أجواد العرب فِي الإسلام عشرة. فأجواد أهل الحجاز عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، وعبيد الله بْن عَبَّاس بْن عبد المطلب، وسعيد بْن الْعَاص. وأجود أهل الكوفة عتاب بْن ورقاء أحد بني رباح بْن يربوع، وأسماء بن خارجة

(1489) عبد الله بن أبى الجهم بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي،

ابن حصن الفزاري، وعكرمة بْن ربعي الفياض أحد بني تيم الله بْن ثعلبة، وأجواد أهل البصرة عَمْرو بْن عُبَيْد الله بْن مَعْمَر، وطلحة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَلَف الخزاعي ثُمَّ أحد بني مليح وَهُوَ طَلْحَة الطلحات، وعبيد الله بْن أَبِي بكرة، وأجواد أهل الشام خَالِد بْن عُبَيْد الله بْن خَالِد بْن أَسَد بْن أَبِي الْعَاص بْن أُمَيَّة بن عبد شمس. وليس فِي هؤلاء كلهم أجود من عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، ولم يكن مُسْلِم يبلغ مبلغه فِي الجود، وعوتب فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إن الله عودني عادة، وعودت الناس عادة، فأنا أخاف إن قطعتها قطعت عني. ومدحه نصيب فأعطاه إبلا وخيلا وثيابا ودنانير ودراهم، فقيل لَهُ: تعطى لهذا الأسود مثل هَذَا؟ فَقَالَ: إن كَانَ أسود فشعره أبيض. ولقد استحق بما قَالَ أكثر مما نال، وهل أعطيناه إلا مَا يبلى ويفنى، وأعطانا مدحا يروى، وثناء يبقى. وقد قيل: إن هَذَا الخبر إنما جرى لعبد الله بْن جَعْفَر مع عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس الرقيات. وأخباره فِي الجود كثيرة جدا. رَوَى عَنْهُ ابناه إِسْمَاعِيل، ومعاوية، وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن علي، وَالْقَاسِم بْن مُحَمَّد، وعروة بْن الزُّبَيْر، وسعد بْن إِبْرَاهِيم الأكبر، والشعبي، ومورق العجلي، وعبد الله بْن شداد، والحسن بْن سَعْد، وعباس بْن سَهْل بْن سَعْد، وغيرهم. (1489) عبد الله بْن أَبِي الجهم بْن حذيفة بْن غانم القرشي العدوي، أسلم يَوْم فتح مكة، وخرج إِلَى الشام غازيا، وقتل بأجنادين شهيدا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (1890) عبد الله بْن جهيم الأَنْصَارِيّ، أَبُو جهيم، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم

(1491) عبد الله بن الحارث بن جزء بن عبد الله بن معديكرب بن عمرو ابن عسم [1] بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزبيدى،

أَنَّهُ قَالَ: لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عَلَيْهِ لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه. كناه مَالِك فِي حديثه وسماه وَكِيع وَابْن عُيَيْنَة فِي ذَلِكَ الحديث، رَوَى عَنْهُ بسر بْن سَعِيد. يقال: إنه ابْن أخت أَبِي بْن كَعْب. وقد قيل: إنه ابْن أخي الحارث بن الصمة أو ابن عمه. والله أعلم. (1491) عبد الله بْن الْحَارِث بن جزء بن عبد الله بن معديكرب بن عمرو ابن عسم [1] بْن عَمْرو بْن عويج بْن عَمْرو بْن زبيد الزبيدي، حليف أَبِي وداعة السهمي. سكن مصر، وتوفي بها بعد أن عُمَر طويلا، وكانت وفاته بعد الثمانين. وقيل: سنة ثمان أو سبع وثمانين. وقيل سنة خمس وثمانين. هو ابن أخى محمية ابن جزء الزبيدي. رَوَى عَنْهُ جماعة من المصريين منهم يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب. (1492) عبد الله بْن الْحَارِث بْن أَبِي رَبِيعَة القرشي الْمَخْزُومِيّ، ذكروه فِي الصحابة، ولا يصح عندي ذكره فيهم، وحديثه عندي مرسل. والله أعلم. حديثه عِنْدَ ابْن جريج، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أُمَيَّة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن أَبِي رَبِيعَة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قطع يد السارق. وأظنه هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث، ابْن عَبْد اللَّهِ بْن عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة الْمَخْزُومِيّ، أخو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث، فانظر فِيهِ فإن كَانَ هُوَ فحديثه مرسل لا شك فِيهِ. (1493) عبد الله بْن الْحَارِث، أَبُو رفاعة العدوي. وهو من بنى عدىّ ابن عبد مناة بن أدبن طابخة، أخي مزينة، هُوَ مشهور بكنيته، واختلف فِي اسمه، فقيل: عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث. وقيل: تميم بْن أسيد، وقد ذكرناه فِي الكنى. روى عنه حميد بن هلال.

_ [1] في أسد الغابة: ابن عسم. وقيل عصم.

(1494) عبد الله بن الحارث بن زيد بن صفوان بن صباح، الصباحي الضيى.

(1494) عبد الله بْن الْحَارِث بْن زَيْد بْن صفوان بن صباح، الصّباحي الضيّى. وصباح هُوَ ابْن طريف بْن زَيْد بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن رَبِيعَة بْن كَعْب بن ربيعة ابن ثعلبة بْن سَعْد بْن ضبة بْن أد. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله. ونسبه ابْن الكلبي، وَمُحَمَّد بْن حَبِيب. وَقَالَ مُحَمَّد بْن حَبِيب: وصباح أيضا فِي عنزة، وفي عبد القيس، وفي قضاعة. قَالَ أَبُو عمر: قد ذكرنا ذَلِكَ فِي كتاب «القبائل [1] » والحمد للَّه. (1495) عبد الله بْن الْحَارِث بْن أَبِي ضرار الخزاعي. هُوَ أخو جويرية بِنْت الْحَارِث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فداء أسارى بني المصطلق، وغيب فِي بعض الطريق ذودا كن معه، وجارية، سوداء، فكلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فداء الأسارى، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، فما جئت بِهِ؟ قَالَ: مَا جئت بشيء. قَالَ: فأين الذود والجارية السوداء التي غيبت بموضع كذا؟ قَالَ: أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأنك رَسُول الله، والله مَا كَانَ معي أحد، ولا سبقني إليك أحد، فأسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لك الهجرة حَتَّى تبلغ برك الغماد. (1496) عبد الله بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب بْن هاشم. كَانَ يسمى عبد شمس، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، مات بالصفراء [2] في حياة رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فدفنه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قميصه، وَقَالَ لَهُ: سَعِيد أدركته السعادة. ذكره مصعب وغيره. (1497) عبد الله بْن الْحَارِث بْن عَمْرو بْن مؤمل القرشي العدوي. ولد على عهد

_ [1] وارجع إلى ذلك أيضا في اللباب- الصباحي. [2] من ناحية المدينة.

(1498) عبد الله بن الحارث بن عويمر الأنصاري،

رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحنكه، لا صحبة لَهُ، من ولده أَبُو بَكْر [1] محمد ابن عبد الله بن الحارث بن عمرو بن مؤمل، كَانَ يرى رأي الخوارج، وَكَانَ قد جاء مع عَبْد اللَّهِ بْن يَحْيَى الْكِنْدِيّ الَّذِي يقال لَهُ طالب الحق يَوْم قديد يقاتل قومه. (1498) عبد الله بْن الْحَارِث بْن عويمر الأَنْصَارِيّ، روى عنه محمد بن نافع ابن عجير. (1499) عبد الله بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي، كذا نسبه ابْن الكلبي، وَقَالَ فِيهِ الْوَاقِدِيّ، وابن إسحاق: ابن عدي بن سعيد ابن سهم. كَانَ من مهاجرة الحبشة، وَكَانَ شاعرا، وَهُوَ الَّذِي يدعى المبرق لبيت قاله، وَهُوَ: إذا أنا لم أبرق فلا يسعني ... من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر وفيها يَقُول: وتلك قريش تجحد الله ربها ... كما جحدت عاد ومدين والحجر وقتل عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن قَيْس يَوْم الطائف شهيدا هُوَ وأخوه السائب ابْن الْحَارِث بْن قَيْس، كذا قَالَ الزُّبَيْر وطائفة. وقد قيل: إنه قتل باليمامة شهيدا هُوَ وأخوه أَبُو قيس، والله أعلم. (1500) عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الْحَارِث بْن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وأمه هند بِنْت أَبِي سُفْيَان بْن حرب بْن أُمَيَّة بْن عبد شمس. ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنّكه،

_ [1] في ى: من ولده أبو بكر بن محمد، والصواب من أسد الغابة.

(1501) عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي،

ودعا لَهُ، يكنى أَبَا مُحَمَّد، ويلقب ببة، وإنما لقب بِهِ لأن أمه كانت ترقصه وهو طفل وتقول: لأنكحن ببه ... جارية خدبه مكرمة محبه وهو الَّذِي اصطلح عَلَيْهِ أهل البصرة عِنْدَ موت يَزِيد، فبايعوه، حَتَّى يتفق الناس على إمام. سكن البصرة، ومات بعمان سنة أربع وثمانين. قَالَ علي بْن المديني: رَوَى عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن نوفل بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب عَنْ عُمَر، وعثمان، وعلي، والعباس، وصفوان بْن أُمَيَّة، وَابْن عَبَّاس، وأم هانئ، وكعب، وسمع منهم كلهم. وروى عَنِ ابْن مَسْعُود ولم يسمع منه، وَكَانَ ثقة. قَالَ أَبُو عُمَر رحمه الله: أجمعوا على أَنَّهُ ثقة فيما رَوَى، لم يختلفوا فِيهِ. رَوَى عَنْهُ عَبْد الْمَلِكِ بْن عُمَيْر، وَيَزِيد بْن أَبِي زِيَاد، وبنوه: عَبْد اللَّهِ، وعبيد الله، وإسحاق. (1501) عبد الله بْن الْحَارِث بْن هِشَام الْمَخْزُومِيّ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال [1] : إنه حديثه مرسل، ولا صحبة لَهُ، والله أعلم إلا أَنَّهُ ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1502) عبد الله بْن حارثة بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، لَهُ صحة ورواية. وأبوه حارثة ابن النعمان من كبار الصحابة، وقد ذكرناه. (1503) عبد الله بْن حَازِم. ذكره أَبُو عَبْد اللَّهِ الحاكم فِي الصحابة الذين نزلوا بخراسان، وَقَالَ: إنه مدفون بخراسان بنيسابور برستاق جوين [2] .

_ [1] في أسد الغابة: يقال إن. [2] جوين: اسم كورة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، تشتمل على مائة وثمانين قرية (ياقوت) .

(1504) عبد الله بن حبشي [1] الخثعمي،

(1504) عبد الله بْن حبشي [1] الخثعمي، سكن مكة. رَوَى فِي فضائل الأعمال وفي قطع السدر. رَوَى عَنْهُ عُبَيْد بْن عُمَيْر، وسعيد [2] بْن مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مطعم. (1505) عبد الله بْن أَبِي حبيبة [3] الأدرع الأَنْصَارِيّ، من بني عبد الأشهل، لَهُ صحبة. ويقال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حبيبة من بني عَمْرو بْن عوف بْن مَالِك بْن الأوس. رَوَى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى فِي نعليه. (1506) عبد الله بْن أَبِي حدرد الأسلمي، يكنى أَبَا مُحَمَّد، توفي سنة إحدى وسبعين. واختلف فِي اسم أَبِي حدرد. وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي موضعه من هَذَا الكتاب. (1507) عبد الله [4] بْن أَبِي حدرد الأسلمي. يكنى أَبَا مُحَمَّد، واسم أَبِي حدرد سلامة بْن [عُمَيْر بْن [5]] أَبِي سلامة بْن هوازن بْن أسلم. وقيل عبيد [6] ابن عُمَيْر بْن أَبِي سلامة بْن سَعْد، من ولد عبس بْن هوازن بْن أسلم بْن أفصى ابن حارثة بْن عُمَيْر بْن عَامِر. أول مشاهد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد الأسلمي هَذَا الحديبية ثُمَّ خيبر وما بعدها. مات فِي زمن مصعب بْن الزُّبَيْر، هَذَا قول خليفة. وقال الواقدي: مات عبد الله بن أَبِي حدرد الأسلمي سنة إحدى وسبعين، وَهُوَ يومئذ ابْن إحدى وثمانين، وكذلك قَالَ يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير، وإبراهيم بْن المنذر. وَقَالَ ضمرة بْن رَبِيعَة: قتل مصعب سنة إحدى وسبعين، وفيها مات عَبْد اللَّهِ

_ [1] بضم المهملة وسكون الموحدة، بعدها معجمة، ثم ياء ثقيلة (التقريب) . [2] في أسد الغابة: ومحمد بن جبير. [3] في أسد الغابة: واسم أبى حبيبة لأدرع. [4] هذه الترجمة تكرير لسابقتها، وفيها توسع. [5] من أسد الغابة. [6] في أسد الغابة، عبد.

(1508) عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد [1] بن سهم القرشي السهمي،

ابن أَبِي حدرد. يعد فِي أهل المدينة. قد رَوَى عَنْهُ ابنه القعقاع وغيره، وقد أنكر بعضهم صحبته وروايته. وَقَالَ: إن أحاديثه مرسلة، ومن قَالَ هَذَا فقد جهل مكانه. وقد أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سراياه واحدة بعد أخرى. ذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ محمد بن إسحاق، عن زيد ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، عن أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ، فَلَقِيَنَا عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ، فَحَيَّانَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَنَزَعْنَا، وَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلَّمُ بْنُ جَثَّامَةَ فَقَتَلَهُ، وذكر تمام الخبر، وكذلك رواه يَحْيَى بْن سَعِيد الأموي، وَمُحَمَّد بْن سَلَمَة، عَنِ ابْن إِسْحَاق بإسناده مثله. ورواه عَبْد اللَّهِ بْن إدريس، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر ابن الزُّبَيْر، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد الأسلمي، قَالَ: كنت فِي سرية بعثها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إضم: واد من أودية أشجع. وَهَذِهِ الروايات كلها تدل على صحبة عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد. وقد قيل: إن القعقاع بْن عَبْد اللَّهِ ابْن أَبِي حدرد لَهُ صحبة. وأما إنكار من أنكر أن يكون لعبد الله بْن أَبِي حدرد صحبة لروايته عَنْ أَبِيهِ فليس بشيء. وقد رَوَى ابْن عُمَر وغيره، عَنْ أَبِيهِ، وعن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكذلك ليس قول من قَالَ: إنه لم يذكر فيمن رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيّ من الصحابة، لأنه لم يصح عَنِ الزُّهْرِيّ سماع منه، وسنذكره فِي باب من اسم أَبِيهِ من العبادلة على السين إن شاء الله تعالى. (1508) عبد الله بْن حُذَافَة بْن قَيْس بْن عدي بن سعد [1] بن سهم القرشي السهمي، يكنى أَبَا حُذَافَة، كناه الزُّهْرِيّ، أسلم قديما، وكان من المهاجرين الأولين،

_ [1] في ى: سعيد.

هاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذافة في قول بن إِسْحَاق والواقدي، ولم يذكره مُوسَى، وَأَبُو معشر. وَهُوَ أخو أَبِي الأخنس بْن حُذَافَة، وخنيس بْن حُذَافَة الَّذِي كَانَ زوج حفصة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يقال: إنه شهد بدرا، ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين. رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بن حذافة ابن قَيْسٍ السَّهْمِيُّ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ، وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ. قال أَبُو عُمَر: كَانَ عَبْد اللَّهِ بن حذافة رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كسرى بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يدعوه إِلَى الإسلام، فمزق كسرى الكتاب، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ مزق ملكه. وَقَالَ: إذا مات كسرى فلا كسرى بعده. قَالَ الْوَاقِدِيّ: فسلط الله على كسرى ابنه شيرويه فقتله ليلة الثلاثاء لعشر مضين من جمادى سنة سبع. وعبد الله بْن حُذَافَة هَذَا هُوَ القائل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين قَالَ: سلوني عما شئتم: من أَبِي؟ فَقَالَ: أبوك حُذَافَة بْن قَيْس. فقالت لَهُ أمه: مَا سمعت بابن أعق منك، أمنت أن تكون أمك قارفت مَا تقارف نساء أهل الجاهلية فتفضحها على أعين الناس! فَقَالَ: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت بِهِ. وكانت فِي عَبْد اللَّهِ بْن حُذَافَة دعابة معروفة. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ سعد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّهُ حَلَّ حِزَامَ راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى كَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقَعُ. قَالَ ابْنُ وهب:

فَقُلْتُ لِلَيْثٍ: لِيُضْحِكَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ، قَالَ اللَّيْث: وَكَانَ قد أسره الروم في زمن عمر بن الخطاب رضى الله عَنْهُ، فأرادوه على الكفر، فعصمه الله حَتَّى أنجاه منهم. ومات فِي خلافة عُثْمَان. قَالَ الزُّبَيْر: هكذا قَالَ ابْن وَهْب، عَنِ اللَّيْث: حل حزام راحلة رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يكن لابن وَهْب علم بلسان العرب، وإنما تقول العرب لحزام الراحلة غرضة إذا ركب بها على رحل، فإن ركب بها على جمل فهي بطان، وإن ركب بها على فرس فهي حزام، وإن ركب بها على رحل أنثى فهو وضين. قال أَبُو عُمَر: شاهد ذَلِكَ مَا روي أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه سار فِي بعض حجاته، فلما أتى وادي محسر ضرب فِيهِ راحلته حَتَّى قطعته وَهُوَ يرتجز [1] : إليك تعدو قلقا وضينها ... مخالفا دين النصارى دينها معترضا فِي بطنها جنينها ... قد ذهب الشحم الَّذِي يزينها ومن دعابة عَبْد اللَّهِ بْن حُذَافَة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه أمره على سرية، فأمرهم أن يجمعوا حطبا ويوقدوا نارا، فلما أوقدوها أمرهم بالقحم فيها، فأبوا، فَقَالَ لهم: ألم يأمركم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطاعتي؟ وَقَالَ: من أطاع أميري فقد أطاعني؟ فقالوا: مَا آمنا باللَّه واتبعنا رسوله إلا لننجو من النار. فصوب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعلهم وَقَالَ: لا طاعة لمخلوق فِي معصية الخالق. قَالَ الله تعالى [2] : وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ. 4: 29 وهو حديث صحيح الإسناد مشهور.

_ [1] اللسان- وضن. [2] سورة النساء، آية 28.

(1509) عبد الله ابن أم حرام، أبو أبى الأنصاري.

قال خليفة بْن خياط: وفي سنة تسع عشرة أسرت الروم عَبْد اللَّهِ بْن حُذَافَة السهمي. وَقَالَ ابْن لهيعة: توفى عَبْد اللَّهِ بن حذافة السهمي بمصر، ودفن في مقبرتها. رَوَى عَنْهُ من المدنيين مَسْعُود بْن الحكم، وَأَبُو سَلَمَة، وسليمان بْن سنان. وَرَوَى عَنْهُ من الكوفيين أَبُو وائل. وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ صَلَّى، فَجَهَرَ بِصَلاتِهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: ناج ربّك بقراءتك يا بن حُذَافَةَ، وَلا تُسْمِعْنِي، وَأَسْمِعْ رَبَّكَ. (1509) عبد الله ابن أم حرام، أَبُو أَبِي الأَنْصَارِيّ. وأمه أم حرام، هي زوج عبادة بْن الصامت، يعرف بربيب عبادة، وَكَانَ خيرا فاضلا، قد صَلَّى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن زيد بن قيس ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بْن مَالِك بْن غنم بْن النجار. وبعضهم يَقُول فِيهِ: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ابْن أم حرام، وَهُوَ خطأ من قائله، وإنما هُوَ أَبُو أَبِي. من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: أكرموا الخبز. (1510) عبد الله بْن حريث البكري، قَالَ: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قَالَ: إسباغ الوضوء، والصلاة لوقتها. روت عَنْهُ ابنته بهية. (1511) عبد الله بْن حكل الأزدي، شامي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عقر دار الإسلام الشام. رَوَى عَنْهُ خَالِد بْن معدان. (1512) عبد الله بْن حكيم بْن حزام القرشي الأسدي. صحب النبيّ صلى الله

(1513) عبد الله بن حكيم الكناني.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه حكيم بْن حزام، وإخوته: هشام، وخالد، ويحيى، بنو حكيم ابن حزام، وَكَانَ إسلامهم يَوْم الْفَتْح. وقتل عَبْد اللَّهِ بْن حكيم هَذَا يَوْم الجمل مع عَائِشَة، وَهُوَ كَانَ صاحب لواء طَلْحَة والزبير بْن العوام يومئذ رَضِيَ اللَّهُ عنهم. (1513) عبد الله بْن حكيم الكناني. من أهل اليمن، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فِي حجة الوداع: اللَّهمّ اجعلها حجة لا رياء فيها ولا سمعة. (1514) عبد الله بْن أَبِي الحمساء العامري، من بني عَامِر بْن صعصعة. يعد فِي أهل البصرة. ويقال سكن مكة. حديثه عِنْدَ عَبْد اللَّهِ بْن شقيق، عَنْ أَبِيهِ، عَنْهُ. من حديثه أَنَّهُ قَالَ: بعت بيعا من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يبعث. (1515) عبد الله بْن الحمير الأشجعي، من بني دهمان، حليف لبني خنساء بن سنان من الأنصار. شهد بدرا مع أخيه خارجة، وشهد أحدا رضى الله عنه. (1516) عبد الله بْن حنطب الْمَخْزُومِيّ. لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ المطلب مرفوعا فِي فضائل قريش وفضل أَبِي بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وحديثه مضطرب الإسناد لا يثبت. (1517) عبد الله بْن حَنْظَلَة بْن أَبِي عَامِر الراهب. يقال لَهُ ابْن الغسيل، لأن أباه حَنْظَلَة غسيل الملائكة، قد مضى ذكره فِي باب الحاء. ويقال له عبد الله ابن الراهب، ينتسب إِلَى جده، وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة بْن الراهب، والراهب هُوَ أَبُو عَامِر، واسمه عبد عَمْرو بْن صيفي، قد نسبناه فِي باب ابنه حَنْظَلَة الغسيل، غسيل الملائكة. وذكرنا طرفا من خبره وخبر أَبِي عَامِر أَبِيهِ هناك، وأما عَبْد اللَّهِ ابْن حَنْظَلَة فولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال إِبْرَاهِيم بْن المنذر: عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة بْن أَبِي عَامِر يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وهو ابن سبع، وقد رآه وَرَوَى عَنْهُ. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كَانَ خيرا فاضلا مقدما فِي الأنصار. ومن حديثه مَا رواه إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق، عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان، قَالَ: قلت لعبيد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر: أرأيت وضوء عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر لكل صلاة عمن أخذه؟ قَالَ: حدثته أَسْمَاء بِنْت زَيْد بْن الخطاب أن عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة حدثها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بالوضوء عِنْدَ كل صلاة، فلما شق عَلَيْهِ أمر بالسواك، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة يتوضأ لكل صلاة. قَالَ أَبُو عُمَر رحمه الله: رَوَى عَنْهُ ابْن أَبِي مليكة، وضمضم بْن جوس، وأسماء بِنْت زَيْد بْن الخطاب. وَرَوَى عَنْهُ من الصحابة قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الرجل أحق بالصلاة فِي منزله. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ، حدثنا عبد الله بن عمر، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: دِرْهَمُ رِبًا أَشَدُّ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: أحاديثه عندي مرسلة. وقتل عَبْد اللَّهِ بْن حَنْظَلَة يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ، وبايعت قريش عَبْد اللَّهِ بْن مطيع، وَكَانَ عُثْمَان بْن محمد

(1518) عبد الله بن حوالة،

ابْن أَبِي سُفْيَان قد أوفده إِلَى يَزِيد بْن مُعَاوِيَة، فلما قدم على يَزِيد حباه وأعطاه، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ فاضلا فِي نفسه، فرأى منه مَا لا يصلح. فلم ينتفع بما وَهْب لَهُ، فلما انصرف خلعه فِي جماعة أهل المدينة، فبعث إِلَيْهِ مُسْلِم بْن عقبة، فكانت الحرة. (1518) عبد الله بْن حَوَالَةَ، نسبه الْوَاقِدِيّ فِي بني عَامِر بْن لؤي. وَقَالَ الهيثم ابْن عدي: هُوَ من الأزد، وَهُوَ الأشهر فِي ابْن حَوَالَةَ أَنَّهُ أزدي، ويشبه أن يكون حليفا لبني عَامِر بْن لؤي، يكنى أَبَا حَوَالَةَ، نزل الشام. رَوَى عَنْهُ من أهلها أَبُو إدريس الخولاني، وجبير بْن نُفَيْر، ومرثد بْن وداعة، وغيرهم. وقدم مصر فروى عَنْهُ من أهلها رَبِيعَة بْن لقيط التجيبي. وتوفي بالشام سنة ثمانين. رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عُمَرَ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ، قَالَ: تَذَاكَرْنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَقْرَ وَالْغِنَى وَقِلَّةَ الشَّيْءِ، فَقَالَ: أَنَا لِكَثْرَةِ الشَّيْءِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ مِنْ قِلَّتِهِ، وَرَوَى فِي فضل الشام أحاديث. (1519) عبد الله بْن خباب بْن الأرت. ولد فِي زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماه عَبْد اللَّهِ، وكناه أبوه أَبَا عَبْد اللَّهِ، ذكره الخطيب. (1520) عَبْد اللَّهِ بْن خبيب الجهني، حليف للأنصار، مدني. رَوَى عَنْهُ ابنه مُعَاذ. (1521) عبد الله بْن الخريت أدرك الجاهلية، ذكره يُونُس بْن بكير عَنْ مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي نَجِيح، عَنْ عَبْد الله بن عبيد

(1522) عبد الله بن خلف الخزاعي،

ابن عُمَيْر، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حريت، وَكَانَ قد أدرك الجاهلية، قَالَ: لم يكن من فخذ إلا ولهم ناد معلوم فِي المسجد الحرام يجلسون فِيهِ. ذكر خبرا طويلا فِي المغازي. (1522) عبد الله بْن خَلَف الخزاعي، أَبُو طَلْحَة الطلحات، كَانَ كاتبا لعمر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على ديوان البصرة، لا أعلم لَهُ صحبة، وفي ذَلِكَ نظر. (1523) عبد الله بْن خنيس [1] . ويقال عَبْد الرَّحْمَنِ. وَهُوَ أصح. وقد ذكرناه فِي باب عَبْد الرَّحْمَنِ. (1524) عبد الله بْن الديان [2] ، اسمه يَزِيد بْن قطن بْن زِيَاد بْن الْحَارِث بْن مَالِك بْن رَبِيعَة بْن كَعْب، كَانَ اسمه عبد الحجر بْن الديان، فلما وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفد بني الْحَارِث بْن كَعْب قَالَ لَهُ: من أنت؟ قَالَ: أنا عبد الحجر. فَقَالَ: بل أنت عَبْد اللَّهِ، وكانت ابنته عَائِشَة تحت عُبَيْد الله بْن الْعَبَّاس، قتل أباها وولديها بسر بْن أرطاة، وذكر ذَلِكَ أَبُو جَعْفَر الطبري وغيره. (1525) عَبْد الله بْن رَافِع بْن سويد بْن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد أحدا. (1526) عبد الله بْن ربيع بْن قَيْس بْن عَمْرو بْن عباد بْن الأبجر، والأبجر هُوَ خدرة [3] بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد بدرا بعد أن شهد العقبة. (1527) عبد الله بْن رَبِيعَة بْن الأغفل العامري، من بنى عامر بن صعصعة،

_ [1] في هوامش الاستيعاب: خنيش- بالنون والياء والشين المعجمة (64) [2] في الإصابة عبد الله بن عبد المدان، واسمه عمرو بن الديان، وفي أسد الغابة: ابن الديان، واسم الديان يزيد بن قطن. [3] بضم الخاء وسكون الدال (التبصير) . (الاستيعاب ج 3- م 2)

(1528) عبد الله بن أبى ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي.

وقد على النبي صلى الله عليه وسلم مع عَامِر بْن الطفيل، وَرَوَى قصة عَامِر بتمامها، وقول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ أهلك عامرا. مخرج حديثه عَنْ أهل البصرة. (1528) عبد الله بْن أَبِي رَبِيعَة بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ. أخو عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، وَكَانَ اسمه فِي الجاهلية بجيرا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وفيه يقول ابن الزبعري: بجير ابْن ذي الرمحين قرب مجلسي ... وراح علينا فضله غير عاتم [1] واختلف فِي اسم أَبِيهِ أَبِي رَبِيعَة، فقيل: اسمه عَمْرو بْن الْمُغِيرَة. وقيل: بل اسمه حذيفة بْن الْمُغِيرَة. وقيل: بل اسمه كنيته، والأكثر على أن اسم أَبِي رَبِيعَة عَمْرو بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم. كَانَ عَبْد اللَّهِ من أشراف قريش فِي الجاهلية، أسلم يَوْم الْفَتْح، وَكَانَ من أحسن قريش وجها، وَهُوَ الَّذِي بعثته قريش مع عَمْرو بْن الْعَاص إِلَى النجاشي فِي مطالبة أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذين كانوا عنده بأرض الحبشة. وَقَالَ بعض أهل العلم بالخبر والنسب: إنه الَّذِي استجار يَوْم الْفَتْح بأم هانئ بِنْت أَبِي طالب، وَكَانَ مع الْحَارِث بْن هِشَام، وأراد علي قتلهما، فمنعته [2] منهما أم هانئ، ثُمَّ أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته بذلك، فَقَالَ: قد أجرنا من أجرت. هو أخو عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة لأبيه وأمه، وأمهما أَسْمَاء بنت مخرمة من

_ [1] في ى: غانم. والمثبت من أسد الغابة، وعتم عن الشيء: أبطأ. [2] في ى: فمنعت منهما (ظهر الاستيعاب ج 3- م 2)

(1529) عبد الله بن ربيعة [1] السلمي.

بني مخزوم، قيل: من بني نهشل بْن دارم، وأخوهما لأمهما أَبُو جهل بْن هِشَام، وَهُوَ والد عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَبِيعَة الشاعر، ووالد الْحَارِث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَبِيعَة عامل ابْن الزُّبَيْر على البصرة، الَّذِي سماه أهل البصرة القباع، وَكَانَ فاضلا خلاف أخيه. ذكر الزُّبَيْر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولى عَبْد اللَّهِ ابْن أَبِي رَبِيعَة هَذَا الجند ومخاليفها، فلم يزل واليا عليها حَتَّى قتل عمر. وَقَالَ هُوَ وغيره: إن عُمَر ولى على اليمن- صنعاء والجند- عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَبِيعَة، ثُمَّ ولى عُثْمَان فولاه ذَلِكَ أيضا، فلما حصر عُثْمَان جاء لينصره فسقط عَنْ راحلته بقرب مكة فمات. يعد فِي أهل المدينة، ومخرج حديثه عنهم. من حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما جزاء السلف الحمد والوفاء. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّمَا جَزَاءُ الْقَرْضِ الْحَمْدُ وَالْوَفَاءُ. ويقولون: إنه لم يرو عَنْهُ غير ابنه إِبْرَاهِيم. (1529) عبد الله بْن رَبِيعَة [1] السُّلَمِيّ. كوفي، رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى. قَالَ الحكم: لَهُ صحبة، وغيره ينفي ذَلِكَ، ويقولون حديثه مرسل. وذكر إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق، عَنْ علي بْن المديني، قَالَ: عَبْد اللَّهِ بْن رَبِيعَة السُّلَمِيّ لَهُ صحبة. قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ رواية عَنِ ابْن مَسْعُود. وعبيد بْن خَالِد، ومعاذ بن جبل رضى الله عنهم.

_ [1] في أسد الغابة: ربيعة- بضم الراء، وفتح الباء الموحدة، وتشديد الياء تحتها نقطتان.

(1530) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي،

(1530) عبد الله بْن رواحة بْن ثعلبة بْن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بْن مَالِك الأغر بْن ثعلبة بْن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي، يكنى أَبَا مُحَمَّد، أحد النقباء، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا، والخندق، والحديبية، وعمرة القضاء، والمشاهد كلها إلا الْفَتْح وما بعده، لأنه قتل يَوْم مؤتة شهيدا. وَهُوَ أحد الأمراء فِي غزوة مؤتة، وأحد الشعراء المحسنين الذين كانوا يردون الأذى عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وفيه وفي صاحبيه: حَسَّان، وكعب بْن مَالِك نزلت [1] : إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا الله كَثِيراً ... 26: 227 الآية وكانت غزوة مؤتة التي استشهد فيها عَبْد اللَّهِ بْن رواحة فِي جمادى من سنة ثمان بأرض الشام. رَوَى عَنْهُ من الصحابة ابْن عَبَّاس، وَأَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنهم، ذكر ابْن وَهْب، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن رواحة أول خارج إِلَى الغزو وآخر قافل. وَذَكَرَ ابْنُ إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: لَمَّا تُوُدِّعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ فِي حِينِ خُرُوجِهِ إِلَى مُؤْتَةَ دَعَا لَهُ الْمُسْلِمُونَ وَلِمَنْ مَعَهُ أَنْ يَرُدَّهُمُ الله سالمين، فقال ابن رواحة [2] : لكنني أَسْأَلُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذَاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدَا أَوْ طَعْنَةً بِيَدَيْ حَرَّانَ مُجْهِزَةً ... بِحَرْبَةٍ تَنْفُذُ الأَحْشَاءَ وَالْكَبِدَا حَتَّى يَقُولُوا إِذَا مَرُّوا عَلَى جَدَثِي ... يَا أَرْشَدَ اللَّهِ مَنْ فَازَ [3] وقد رشدا

_ [1] سورة الأحزاب، آية 21 [2] الطبري: 3- 107 [3] في أسد الغابة، والطبري: من غاز.

وذكر عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْن عُيَيْنَة، قَالَ: وَقَالَ ابْن رواحة يَوْم مؤتة يخاطب نفسه [1] : أقسمت باللَّه لتنزلنه ... طائعة [2] أو لتكرهنه فطالما [3] قد كنت مطمئنه ... جعفر مَا أطيب ريح الجنه وروى هِشَام، عَنْ قَتَادَة، قَالَ: جعلوا يودعون عَبْد اللَّهِ بْن رواحة حين توجه إِلَى مؤتة، ويقولون: ردك الله سالما، فجعل يَقُول: لكنني أسأل الرحمن مغفرة. وذكر الأبيات الثلاثة، فلما كان عند القتال قال: أقسمت باللَّه لتنزلنّه ... طائعة أو لتكرهنه ما لي أراك تكرهين الجنه ... وقبل ذا مَا كنت مطمئنه وفي رواية ابن هشام زيادة: إن أجلب الناس وشدوا الرنه ... هل أنت إلا نطفة فِي شنه قال: وَقَالَ أيضا [4] : يَا نفس إن لم تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت يعني صاحبيه زيدا وجعفرا، ثُمَّ قاتل حينا ثُمَّ نزل، فأتاه ابْن عم لَهُ بعرق [5] من لحم، قَالَ: شد بهذا ظهرك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه

_ [1] سيرة ابن هشام: 3- 434. [2] في السيرة: لتنزلنّ أو لتكرهنه. [3] في السيرة والطبري: قد طالما قد كنت. [4] السيرة: 3- 435. [5] العرق: العظم الّذي عليه بعض اللحم.

ما لقيت. فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثُمَّ سمع الحطمة فِي الناس، فَقَالَ: وأنت فِي الدنيا! فألقاه من يده، ثُمَّ أخذ بسيفه، فتقدم فقاتل حَتَّى قتل رحمة الله تعالى عَلَيْهِ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَجْرَأَ وَلا أَسْرَعَ شِعْرًا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ يَوْمًا: قُلْ شِعْرًا تَقْتَضِيهِ السَّاعَةُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ، فانبعث مكانه يقول: إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيكَ الْخَيْرَ أَعْرِفُهُ ... وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنْ مَا خَانَنِي الْبَصَرُ أَنْتَ النَّبِيُّ وَمَنْ يحرم شفاعته ... يوم الحساب لقد أزرى به الْقَدَرُ فَثَبَّتَ اللَّهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ ... تَثْبِيتَ مُوسَى وَنَصْرًا كَالَّذِي نُصِرُوا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَنْتَ فَثَبَّتَكَ الله يا بن رَوَاحَةَ. قَالَ هِشَام بْن عُرْوَة: فثبته الله عز وجل أحسن الثبات، فقتل شهيدا، وفتحت لَهُ الجنة فدخلها. وفي رواية ابْن هِشَام: إني تفرست فيك الخير نافلة ... فراسةً خالفت فيك الَّذِي نظروا أنت النَّبِيّ ومن يحرم نوافله ... والوجه منك فقد أزرى بِهِ القدر وقصته مع زوجته فِي حين وقع على أمته مشهورة، رويناها من وجوه صحاح، وذلك أَنَّهُ مشى ليلة إِلَى أمة لَهُ فنالها، وفطنت لَهُ امرأته فلامته، فجحدها. وكانت قد رأت جماعة لَهَا، فقالت لَهُ: إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ القرآن، فقال:

(1531) عبد الله بن رئاب،

شهدت بأن وعد الله حق ... وأن النار مثوى الكافرينا وأن العرش فوق الماء حق ... وفوق العرش رب العالمينا وتحمله ملائكة غلاظ ... ملائكة الإله مسومينا فقالت امرأته: صدق الله، وكذبت عيني، وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرءوه. وروينا من وجوه من حديث أَبِي الدرداء، قَالَ: لقد رأيتنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض أسفاره فِي اليوم الحار الشديد حَتَّى أن الرجل ليضع من شدة الحر يده على رأسه، وما فِي القوم صائم إلا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعبد الله بْن رواحة. (1531) عبد الله بْن رئاب، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حديثه عندي مرسل، رواه مَعْمَر، عَنْ كَثِير بْن سويد، عَنْهُ. (1532) عبد الله بْن زائدة بْن الأصم، هُوَ ابْن أم مكتوم [1] القرشي العامري الأعمى. هكذا قَالَ قَتَادَة: ابْن أم مكتوم عَبْد اللَّهِ بْن زائدة. وَقَالَ غيره: عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس بْن زائدة. وسنذكره فِي موضعه، وقد تقدم ذكره فِي صدر العبادلة [2] . (1533) عبد الله بْن الزبعري بْن قَيْس بْن عدي بْن سَعْد بْن سهم القرشي السهمي الشاعر. أمه عاتكة بِنْت عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن وَهْب بْن حُذَافَة بْن جمح، كَانَ من أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى أصحابه بلسانه ونفسه، وَكَانَ من أشعر الناس وأبلغهم. يقولون: إنه أشعر قريش قاطبة.

_ [1] في أسد الغابة: وهو المعروف بابن أم مكتوم. [2] سيأتي بعد.

قال مُحَمَّد بْن سلام: كَانَ بمكة شعراء، فأبدعهم شعرا عَبْد اللَّهِ بْن الزبعري. قَالَ الزُّبَيْر: كذلك يَقُول رواة قريش، إنه كَانَ أشعرهم فِي الجاهلية، وأما مَا سقط إلينا من شعره، وشعر ضرار بْن الخطاب فضرار عندي أشعر منه وأقل سقطا. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كَانَ يهاجي حَسَّان بْن ثَابِت، وكعب بْن مَالِك، ثُمَّ أسلم عَبْد اللَّهِ الزبعري عام الْفَتْح بعد أن هرب يَوْم الْفَتْح إِلَى نجران، فرماه حَسَّان بْن ثابت ببيت واحد، فما زاده عليه [1] : لا تعد من رجلا أحلك بغضه ... نجران فِي عيش أجد أثيم [2] فلما بلغ ذَلِكَ ابْن الزبعري قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم وحسن إسلامه، واعتذر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبل عذره، ثُمَّ شهد مَا بعد الْفَتْح من المشاهد. ومن قوله بعد إسلامه للنبي عَلَيْهِ السلام معتذرا [3] : يا رسول المليك، إن لساني ... راتق مَا فتقت إذ أنا بور إذ أجاري [4] الشيطان فِي سنن الغي ... أنا فِي ذاك [5] خاسر مثبور يشهد السمع والفؤاد بما قلت ... ونفسي الشهيد وهي [6] الخبير إن مَا جئتنا بِهِ حق صدقٍ ... ساطع نوره مضيء منير

_ [1] سيرة ابن هشام: 4- 38. [2] في أسد الغابة: لئيم. [3] سيرة ابن هشام: 4- 39. [4] في السيرة: أبارى. [5] في السيرة، وأسد الغابة: ومن مال ميله مثبور، ومثبور: هالك. [6] في أسد الغابة: فنفس الشهيد أنت النذير.

جئتنا باليقين والصدق والبر ... وفي الصدق واليقين السرور أذهب الله ضلة الجهل عنا ... وأتانا الرخاء والميسور في أبيات لَهُ. والبور: الضال الهالك، وَهُوَ لفظ للواحد والجمع. وقال أيضا: سرت الهموم بمنزل السهم ... إذ كن بين الجلد والعظم ندما على مَا كَانَ من زللٍ ... إذ كنت فِي فتن من الإثم حيران يعمه فِي ضلالته ... مستوردا لشرائع الظلم عمه يزينه بنو جمحٍ ... وتوازرت فِيهِ بنو سهم فاليوم آمن بعد قسوته ... عظمى، وآمن بعده لحمي لمحمدٍ ولما يجيء بِهِ ... من سنة البرهان والحكم في قصيدة لَهُ يمدح بها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله فِي مدحه أشعار كثيرة ينسخ بها مَا قد مضى من شعره فِي كفره، منها قوله [1] : منع الرقاد بلابل وهموم ... والليل معتلج الرواق بهيم مما أتاني أن أَحْمَد لامني ... فيه، فبت كأنني محموم يا خير من حملت على أوصالها ... عيرانة [2] سرح اليدين غشوم إني لمعتذر إليك من التي ... أسديت إذ أنا فِي الضلال أهيم أيام تأمرني بأغوى خطة ... سهم، وتأمرني بها مخزوم وأمد أسباب الهوى ويقودني ... أمر الغواة وأمرهم مشئوم

_ [1] السيرة: 4- 39. [2] عيرانة: الناقة التي تشبه العير، وهو الحمار الوحشي في شدته ونشاطه.

(1534) عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي،

فاليوم آمن بالنبي مُحَمَّد ... قلبي ومخطئ هَذِهِ محروم مضت العداوة وانقضت أسبابها ... وأتت [1] أواصر بيننا وحلوم فاغفر [2] فدى لك والدي كلاهما ... وارحم فإنك راحم مرحوم وعليك من سمة [3] المليك علامة ... نور أغر وخاتم مختوم أعطاك بعد محبةٍ برهانه ... شرفا وبرهان الإله عظيم (1534) عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي، وأمه عاتكة ابنة أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عِمْرَان بْن مخزوم، لا عقب لَهُ، وقتل يَوْم أجنادين فِي خلافة أَبِي بَكْر شهيدا، ووجد عنده [4] عصبة من الروم قد قتلهم، ثُمَّ أثخنته الجراح، فمات. ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ، قَالَ: أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الرُّومِ يَوْمَ أَجْنَادِينَ بَرَزَ بِطَرِيقٍ مُعَلَّمٍ يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَاخْتَلَفَا ضَرَبَاتٍ، ثُمَّ قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِسَلَبِهِ، ثُمَّ بَرَزَ آخَرُ يَدْعُوهُ إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، فَتَشَاوَلا [5] بِالرُّمْحَيْنِ سَاعَةً، ثُمَّ صَارَا إِلَى السَّيْفَيْنِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ فَضَرَبَهُ، وَهُوَ دَارِعٌ عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فأثبته وقطع سيفه الدرع، وأسرع فِي منكبه، ثُمَّ ولى الرومي منهزما، فهزم

_ [1] في السيرة: ودعت. [2] في السيرة: فاعف. [3] في السيرة: من علم. [4] في أسد الغابة: حوله. [5] تشاول القوم: إذا تناول بعضهم بعضا بالرماح (اللسان- شول) .

(1535) عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي.

عَلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاص لا يبارز، وَقَالَ عَبْد اللَّهِ: إِنِّي والله مَا أجدني أصبر، فلما اختلطت السيوف، وأخذ بعضها بعضا وجد فِي ربضة [1] من الروم وعشرة حوله قتلى وَهُوَ مقتول بينهم، وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لَهُ: ابْن عمي وحبي. ومنهم من يروي أَنَّهُ كَانَ يَقُول لَهُ: ابْن أمي. لا أحفظ لَهُ رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روت عَنْهُ أختاه ضباعة، وأم الحكم ابنتا الزُّبَيْر بْن عبد المطلب، وكانت سنه يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحوا من ثلاثين سنة. (1535) عبد الله بْن الزُّبَيْر بْن العوام بْن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي. يكنى أَبَا بَكْر. وَقَالَ بعضهم فِيهِ أَبُو بكير، ذكر ذَلِكَ أَبُو أَحْمَد الحاكم الْحَافِظ فِي كتابه فِي الكنى. والجمهور من أهل السير وأهل الأثر على أن كنيته أَبُو بَكْر، وله كنية أخرى، أَبُو خبيب. وكان أسن ولده. وخبيب هُوَ صاحب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ الَّذِي مات من ضربه، إذ كَانَ عُمَر واليا على المدينة للوليد، وَكَانَ الْوَلِيد قد أمره بضربه، فمات من أدبه ذَلِكَ، فوداه عُمَر بعده. قَالَ أَبُو عُمَر: كناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باسم جده أَبِي أمه أبى بكر الصديق، وسمّاه باسمه. هاجرت أمه أَسْمَاء بِنْت أَبِي بَكْر من مكة، وهي حامل بابنها عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فولدته فِي سنة اثنتين من الهجرة بعشرين شهرا من التاريخ. وقيل: إنه ولد فِي السنة الأولى، وَهُوَ أول مولود فِي الإسلام من المهاجرين بالمدينة. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ

_ [1] ربضه: جماعة (القاموس) .

أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قَالَتْ: فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ [1] ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ، فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ. ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ فِي حِجْرِهِ، فَدَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالْخُبْزَةِ، ثُمَّ دَعَا لَهُ، وَبَرَّكَ عَلَيْهِ، وَكَانَ أَوَّلُ مَوْلُودٍ فِي الإِسْلامِ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ. قَالَتْ: فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قِيلَ لَهُمْ: إِنَّ الْيَهُودَ قَدْ سَحَرَتْكُمْ فَلا يُولَدُ لَكُمْ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَيْمُونٍ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُرَيْكٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الله ابن الزُّبَيْرِ، قَالَ: سُمِّيتُ بِاسْمِ جَدِّي أَبِي بَكْرٍ، وَكُنِّيتُ بِكُنْيَتِهِ. وشهد الجمل مع أَبِيهِ وخالته، وكان شهما دكرا شرسا ذا أنفة، وكانت لَهُ لسانة وفصاحة، وَكَانَ أطلس [2] ، لا لحية لَهُ، ولا شعر فِي وجهه. وَقَالَ علي بْن زَيْد الجدعاني: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر كَثِير الصلاة، كَثِير الصيام، شديد البأس، كريم الجدات والأمهات والخالات، إلا أَنَّهُ كانت فِيهِ خلال لا تصلح معها الخلافة، لأنه كَانَ بخيلا، ضيق العطاء، سيء الخلق، حسودا، كَثِير الخلاف، أخرج مُحَمَّد ابْن الحنفية، ونفى عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس إِلَى الطائف. قَالَ علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا زال الزُّبَيْر يعد منا- أهل البيت- حَتَّى نشأ عَبْد اللَّهِ. وبويع لعبد الله بْن الزُّبَيْر بالخلافة سنة أربع وستين، هَذَا قول أَبِي معشر. وقال المدائني: بويع لَهُ بالخلافة سنة خمس وستين، وَكَانَ

_ [1] متم: دنا ولادها (القاموس) . [2] الأطلس: الأسود كالحبشى.

قبل ذَلِكَ لا يدعى باسم الخلافة، وكانت بيعته بعد موت مُعَاوِيَة بْن يَزِيد، واجتمع على طاعته أهل الحجاز، واليمن، والعراق، وخراسان، وحج بالناس ثماني حجج، وقتل رحمه الله فِي أيام عَبْد الْمَلِكِ يَوْم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى الأولى. وقيل جمادى الآخرة، سنة ثلاث وسبعين، وَهُوَ ابْن ثنتين وسبعين سنة، وصلب بعد قتله بمكة، وبدأ الْحَجَّاج بحصاره من أول ليلة من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين، وحج بالناس الْحَجَّاج فِي ذَلِكَ العام، ووقف بعرفة وعليه درع ومغفر، ولم يطوفوا بالبيت فِي تلك الحجة، فحاصره ستة أشهر وسبعة عشر يوما إِلَى أن قتل فِي النصف من جمادى الآخرة، سنة ثلاث وسبعين. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الحجاج، حدثنا يحيى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأجلح، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ قَبْلُ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ دَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ، وَهِيَ شَاكِيَةٌ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا أَمَهْ؟ قَالَتْ: مَا أَجِدُنِي إِلا شَاكِيَةً. فَقَالَ لَهَا: إِنَّ فِي الْمَوْتِ لَرَاحَةً. فَقَالَتْ لَهُ: لَعَلَّكَ تَمَنَّيْتَهُ لِي. مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى أَحَدِ طَرَفَيْكَ، إِمَّا إِنْ قُتِلْتَ فَأَحْتَسِبُكَ، وَإِمَّا ظَفَرْتَ بِعَدُوِّكَ فَتَقَرَّ عَيْنِي. قَالَ عُرْوَةُ: فالتفت إلي عَبْد اللَّهِ فضحك، فلما كَانَ فِي اليوم الَّذِي قتل [1] فِيهِ دخل عليها فِي المسجد فقالت لَهُ: يَا بني، لا تقبلن منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل، فو الله لضربة سيف فِي عز خير من ضربة سوط فِي المذلة. قَالَ: فخرج، وقد جعل لَهُ مصراع عِنْدَ الكعبة، فكان تحته، فأتاه رجل من قريش، فَقَالَ لَهُ: ألا نفتح لك باب الكعبة فتدخلها! فَقَالَ عَبْد اللَّهِ:

_ [1] الطبري: 7- 205

من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نفسه، والله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة لقتلوكم، وهل حرمة المسجد إلا كحرمة البيت، ثم تمثل: ولست بمبتاع الحياة بسبةٍ ... ولا مرتق من خشية الموت سلما قال: ثُمَّ شد عَلَيْهِ أصحاب الْحَجَّاج، فَقَالَ: أين أهل مصر؟ فقالوا: هم هؤلاء من هَذَا الباب- لأحد أبواب المسجد، فَقَالَ لأصحابه: كسروا أغماد سيوفكم، ولا تميلوا عني، فإني فِي الرعيل الأول. قَالَ: ففعلوا، ثُمَّ حمل عليهم، وحملوا معه، وَكَانَ يضرب بسيفين، فلحق رجلا فضربه، فقطع يده، وانهزموا، فجعل يضربهم حَتَّى أخرجهم من باب المسجد، فجعل رجل أسود يسبه. فَقَالَ لَهُ: اصبر يَا بْن حام. ثُمَّ حمل عَلَيْهِ فصرعه. قَالَ: ثُمَّ دخل عَلَيْهِ أهل حمص من باب بني شيبة. فَقَالَ: من هؤلاء؟ فقالوا: أهل حمص، فشد عليهم، وجعل يضربهم حَتَّى أخرجهم من باب المسجد، ثُمَّ انصرف، وهو يقول: لو كَانَ قرني واحدا لكفيته ... أوردته الموت وذكيته قال: ثُمَّ دخل عَلَيْهِ أهل الأردن من باب آخر، فَقَالَ: من هؤلاء؟ فقيل: أهل الأردن، فجعل يضربهم بسيفه حَتَّى أخرجهم من المسجد، ثم انصرف، وهو يقول: لا عهد لي بغارةٍ مثل السيل ... لا ينجلي قتامها حَتَّى الليل قال: فأقبل عَلَيْهِ حجر من ناحية الصفا، فضربه بين عينيه، فنكس رأسه، وهو يقول: ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا يقطر الدم

هكذا تمثل بِهِ ابْن الزُّبَيْر. قَالَ: وحماه موليان لَهُ، أحدهما يَقُول: العبد يحمي ربه ويحتمي. قَالَ: ثُمَّ اجتمعوا عَلَيْهِ، فلم يزالوا يضربونه حَتَّى قتلوه ومولييه جميعا، ولما قتل كبر أهل الشام، فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر: المكبرون عَلَيْهِ يَوْم ولد خير من المكبرين عَلَيْهِ يَوْم قتل. وقال يَحْيَى بْن حرملة: دخلت مكة بعد ما قتل ابْن الزُّبَيْر بثلاثة أيام، فإذا هُوَ مصلوب، فجاءت أمه- امرأة عجوز طويلة مكفوفة البصر تقاد، فقالت للحجاج: أما آن لهذا الراكب أن ينزل! فَقَالَ لَهَا الْحَجَّاج: المنافق! فقالت: والله مَا كَانَ منافقا، ولكنه كَانَ صواما برا. قَالَ: انصرفي، فإنك عجوز قد خرفت. قالت: لا والله مَا خرفت، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: يخرج من ثقيف كذاب ومبير. أما الكذاب قد رأيناه، وأما المبير فأنت المبير. قال أَبُو عُمَر: الكذاب فيما يقولون المختار بْن أَبِي عُبَيْد الثقفي. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْخَزَّازِ، عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كُنْتُ أَوَّلُ مَنْ بَشَّرَ أَسْمَاءَ بِنُزُولِ ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ الْخَشَبَةِ، فَدَعَتْ بِمِرْكَنٍ وَشَبِّ يَمَانٍ. وَأَمَرَتْنِي بِغَسْلِهِ، فَكُنَّا لا نَتَنَاوَلُ عُضْوًا إِلا جَاءَ مَعَنَا، فكنا نغسل العضو ونضعه في أكفانه، وتتناول الْعُضْوَ الآخَرَ، حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَامَتْ فَصَلَّتْ عَلَيْهِ، وَكَانَتْ تَقُولُ قَبْلَ ذَلِكَ: اللَّهمّ لا تمتنى حتى تقرّ عيني بحثته، فَمَا أَتَتْ عَلَيْهَا جُمْعَةٌ حَتَّى مَاتَتْ.

(1536) عبد الله بن زغب [1] الإيادي.

قَالَ أَبُو عُمَر رحمه الله: رحل عُرْوَة بْن الزُّبَيْر إِلَى عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان. فرغب إِلَيْهِ فِي إنزاله من الخشبة، فأسعفه، فأنزل، ثُمَّ كَانَ مَا وصف ابْن أَبِي مليكة، وَقَالَ علي بْن مُجَاهِد: قتل مع ابْن الزُّبَيْر مائتان وأربعون رجلا إن منهم لمن سال دمه فِي جوف الكعبة. وَرَوَى عِيسَى، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَ أَفْضَلُ مِنْ مَرَوَانَ. وَكَانَ أَوْلَى بِالأَمْرِ مِنْ مَرَوَانَ وَمِنَ ابْنِهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن النُّعْمَانِ بِالْقَيْرَوَانِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مروان البغدادي بالإسكندرية، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: مَكَثَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الله ابن الزُّبَيْرِ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ حَوْلا لا يَسْأَلُ أَحَدًا لِنَفْسِهِ شَيْئًا إِلا الدُّعَاءَ لأَبِيهِ وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ: إِذَا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ فَأَرُونِيهِ، فَلَمَّا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ قَالُوا: هَذَا ابْنُ عُمَرَ. فَقَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيرِي؟ قَالَ: رَأَيْتُ رَجُلا قَدْ غَلَبَ عَلَيْكِ، وَظَنَنْتُ أَنَّكِ لا تُخَالِفِينَهُ- يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ. قَالَتْ: أَمَا إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ. (1536) عبد الله بْن زغب [1] الإيادي. قَالَ أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ: لَهُ صحبة. (1537) عبد الله بن زمعة بن الأسود بن عبد المطلب بْن أَسَد بْن عبد العزى ابْن قصي القرشي الأسدي. أمه قريبة [2] بِنْت أَبِي أُمَيَّة أخت أم سَلَمَة أم المؤمنين،

_ [1] بضم الزاى المعجمة، وسكون الغين المعجمة (التقريب) . [2] الضبط من القاموس.

كَانَ من أشراف قريش، وَكَانَ يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، يعد في أهل المدينة. وَرَوَى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وعروة بْن الزُّبَيْر، فحديث أَبِي بَكْر عَنْهُ أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مروا أَبَا بَكْر فليصل بالناس. وروى عَنْهُ عُرْوَة ثلاثة أحاديث: أحدها- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكر النساء فَقَالَ: يضرب أحدكم المرأة ضرب العبد، ثُمَّ يضاجعها من آخر يومه! والثاني- أَنَّهُ ذكر الضرطة فوعظهم فيها، فَقَالَ: لم يضحك أحدكم مما يفعل. والثالث- أَنَّهُ ذكر ناقة صَالِح، فَقَالَ: انبعث لَهَا رجل عزيز عارم [1] منيع فِي رهطه مثل أَبِي زمعة فِي قومه. وربما جمع هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ هَذِهِ الأحاديث الثلاثة فِي حديث واحد. وأبو زمعة هَذَا هُوَ الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، كني بابنه زمعة، وقتل زمعة بْن الأسود، وأخوه عُقَيْل بْن الأسود يَوْم بدر كافرين، وأبوهما الأسود، كان أحد المستهزءين الذين قَالَ الله تعالى فيهم [2] : إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ 15: 95. ذكروا أن جبريل رمى فِي وجهه بورقة فعمي، وكانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن زمعة زينب بِنْت أَبِي سَلَمَة، وهي أم بنته، وابنه يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زمعة، قتله مسرف [3] بْن عقبة صبرا يَوْم الحرة، وذلك أَنَّهُ أتى بِهِ مسرف بْن عقبة أسيرا.

_ [1] عارم: خبيث شرير (النهاية) . [2] سورة الحجر، آية 95. [3] هكذا في ى، وفي أسد الغابة: مسلم بن عقبة. (م 4- الاستيعاب- ثالث)

(1538) عبد الله بن زياد [1] بن عمرو بن زمزمة بن عمرو البلوى، هو المجذر بن زياد.

فقال لَهُ: بايع على أنك خول لأمير المؤمنين، يَعْنِي يَزِيد، يحكم فِي دمك ومالك. فقال: أبايعه على الكتاب والسنة، وأنا ابْن عم أمير المؤمنين، يحكم فِي دمي وأهلي ومالي، وَكَانَ صديقا ليزيد وصفيا لَهُ، فلما قَالَ ذَلِكَ قَالَ مسرف: اضربوا عنقه، فوثب مَرَوَان فضمه إِلَيْهِ لما كَانَ يعرف بينه وبين يَزِيد. فقال مَرَوَان: نعم يبايعك على مَا أحببت، وقال مسرف: والله لا أقبله أبدا. وقال: إن تنحى عَنْهُ مَرَوَان وإلا فاقتلوهما معا، فتركه مَرَوَان، وضربت عنق يَزِيد بن عبد الله ابن زمعة، وقتل يومئذ إخوته فِي القتال، فيقال: إنه قتل لعبد الله بْن زمعة يَوْم الحرة بنون. ومن ولد عَبْد اللَّهِ بْن زمعة كَثِير بْن عَبْد اللَّهِ بْن زمعة، وَهُوَ جد أَبُو البختري، والقاضي وَهْب بْن وَهْب بْن كَثِير بْن عَبْد اللَّهِ بْن زمعة. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ عَنْ عَمِّهِ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنِي أبو البختري قال: قال لي مصعب ابن ثَابِتٍ: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: وَهْبُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَبْدٍ الْكَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ: فَمَا لَكَ لا تَقُولُ كَثِيرًا؟ لَعَلَّكَ كَرِهْتَ ذَلِكَ، أَتَدْرِي مَنْ سَمَّاهُ كَثِيرًا؟ جَدَّتُهُ أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. (1538) عبد الله بْن زِيَاد [1] بْن عَمْرو بْن زمزمة بْن عَمْرو البلوي، هُوَ المجذر بْن زِيَاد. وقيل لَهُ المجذر، لأنه كَانَ مجذر الخلق، وَهُوَ الغليظ، وغلب عَلَيْهِ وعرف بِهِ، ولذلك ذكرناه فِي باب الميم. شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يَوْم أحد شهيدا. (1539) عَبْد اللَّهِ بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد، من بنى جشم بن الحارث ابن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي الحارثي، من بني الْحَارِث بْن الخزرج، وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ: ليس فِي آبائه ثعلبة، وإنما هُوَ عبد الله بن زيد

_ [1] في هامش القاموس: بن زياد.

(1540) عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن المبذول بن عمرو بن غنم بن مازن الأنصاري المازني،

بن عبد ربه بن زَيْد بْن الْحَارِث، وثعلبة بْن عبد ربه هُوَ عم عَبْد اللَّهِ، وأخو زَيْد، فأدخلوه فِي نسبه، وذلك خطأ. شهد العقبة، وشهد بدرا وسائر المشاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو الّذي أرى الأذان فِي النوم فأمر بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلالا على مَا رآه عَبْد اللَّهِ بْن زَيْد هَذَا، وكانت رؤياه ذَلِكَ فِي سنة إحدى بعد بناء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجده، يكنى أَبَا مُحَمَّد، وكانت معه راية بني الْحَارِث بْن الخزرج يَوْم الْفَتْح. توفي بالمدينة سنة ثنتين وثلاثين وَهُوَ ابْن أربع وستين، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان، وَرَوَى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وعبد الرحمن بْن أَبِي ليلى، وابنه مُحَمَّد بْن عبد الله ابن زيد. (1540) عبد الله بْن زَيْد بْن عَاصِم بْن كَعْب بْن عَمْرو بْن عوف بْن المبذول بْن عَمْرو بْن غنم بْن مازن الأَنْصَارِيّ المازني، من بني مازن بْن النجار، يعرف بابن أم عُمَارَة، ولم يشهد بدرا، وَهُوَ الَّذِي قتل مسيلمة الكذاب فيما ذكر خليفة ابن خياط وغيره، وَكَانَ مسيلمة، قد قتل أخاه حَبِيب بْن زَيْد، وقطعه عضوا عضوا على مَا قد ذكرناه فِي بابه من هَذَا الكتاب، فقضى الله أن شارك أخوه عَبْد اللَّهِ بْن زَيْد فِي قتل مسيلمة. قال خليفة: اشترك وحشي بْن حرب، وعبد الله بْن زَيْد فِي قتل مسيلمة، رماه وحشي بْن حرب بالحربة، وضربه عَبْد اللَّهِ بْن زَيْد بالسيف، فقتله، وقتل عَبْد اللَّهِ بْن زَيْد يَوْم الحرة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين، وَهُوَ صاحب

(1541) عبد الله بن سابط بن أبى حميضة [1] بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي مكي.

حديث الوضوء، روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وَابْن أخيه عباد بْن تميم بْن زَيْد ابن عَاصِم، ويحيى بْن عُمَارَة بْن أَبِي حسن. (1541) عبد الله بْن سابط بْن أَبِي حميضة [1] بن عمرو بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الْجُمَحِيّ مكي. روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، ومن قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ ابْن سابط نسبه إِلَى جده. وإنما هُوَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط، من كبار التابعين، أكثر مَا يأتي ذكره ابْن سابط غير منسوب، أو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سابط إذا رَوَى عَنْهُ من رأيه أو من غير رأيه شيء، وَأَبُو عَبْد اللَّهِ لَهُ صحبة فِي قول من حكينا قوله. وقد زعم بعض أهل النسب أن عَبْد اللَّهِ وعبد الرحمن ابني سابط أخوان، لا صحبة لهما، وأنهما جميعا كانا فقيهين وقال الزُّبَيْر وعمه مصعب: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سابط، أمه وأم أخوته: عَبْد اللَّهِ، وربيعة، وموسى، وفراس، وعبيد الله، وإسحاق، والحارث، أم مُوسَى بِنْت الأعور، واسمه خَلَف بْن عَمْرو بْن وَهْب بْن حُذَافَة بْن جمح، واسمها تماضر. قال: وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ فقيها. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: هُوَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن سابط من كبار التابعين وفقهائهم. حدث عَنْهُ ابْن جريج ونظراؤه، وأبوه عَبْد اللَّهِ بْن سابط مذكور فِي الصحابة من بني جمح فِي قريش، مَعْرُوف الصحبة، مشهور النّسب. (1542) عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة. أخو عويم [2] بْن ساعدة الأنصاري. مدني. روى

_ [1] في القاموس: أبو خميصة، بالخاء والصاد. أو هو بالضاد المعجمة والحاء المهملة. [2] عويم كزبير (القاموس) .

(1543) عبد الله بن السائب بن أبى السائب.

عَنْهُ مُسْلِم بْن جندب أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من كانت لَهُ غنم فليسر بها عَنِ المدينة، فإن المدينة أقل أرض الله مطرا. (1543) عبد الله بْن السائب بْن أَبِي السائب. واسم أَبِي السائب صيفي من عائذ [1] ابن عبد الله بن عمر [2] بن مخزوم القرشي، الْمَخْزُومِيّ، القارئ، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيل: أَبَا السائب، يعرف بالقارئ [3] أخذ عَنْهُ أهل مكة القراءة، وعليه قرأ مُجَاهِد وغيره من قراء أهل مكة، سكن مكة، وتوفي بها قبل قتل ابْن الزُّبَيْر بيسير. وقيل: إنه مولى مجاهد. وقيل: إن مجاهدا مولى قَيْس بْن السائب، وسنذكر ذَلِكَ فِي باب قَيْس إن شاء الله تعالى. حدثني خلف بن قاسم، وعلي بن إبراهيم، قالا: حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا علي بن سَعِيد بْن بشير، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْقَاسِم بْن أَبِي بزة، قَالَ: سمعت عكرمة بْن سُلَيْمَان بْن عَامِر يَقُول: قرأت على إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّهِ بْن قسطنطين مولى بني الميسرة موالي الْعَاص بْن هِشَام، قَالَ لي: قرأت على عَبْد اللَّهِ بْن كَثِير مولى بني عَلْقَمَة أَنَّهُ قرأ على مُجَاهِد بْن جبر أَبِي الْحَجَّاج مولى عَبْد اللَّهِ بْن السائب الْمَخْزُومِيّ. وقال هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي: وَكَانَ شُرَيْك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الجاهلية السائب بْن أَبِي السائب، وَقَالَ غيرهما: كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في الجاهلية قيس ابن السائب. وقد جاء بذلك كله الأثر، اختلف فيه على مجاهد. ومن حديث

_ [1] في هامش التهذيب: كذا في الأصل، ولكن في الخلاصة عابد- بباء موحدة. [2] هكذا في ى، وأسد الغابة، والتهذيب. وفي الإصابة: عمرو. [3] في أسد الغابة: القاري: من قارة قبيلة مشهورة ينسب إليها. فتكون النسبة إليها قارى بالتشديد، وليس كذلك، وإنما هو عبد الله من بنى مخزوم وليس من القارة، وهو بالهمز- قاله أبو عمر.

(1544) عبد الله بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف.

عَبْد اللَّهِ بْن السائب هَذَا قَالَ: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بمكة، فافتتح سورة المؤمنين، فلما أتى على ذكر مُوسَى وهارون أخذته سعلة فركع. (1544) عبد الله بْن السائب بْن عُبَيْد بْن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بْن عبد مناف. ذكره الكلبي فيمن صحب النبي صلى الله عليه وسلم. (1545) عبد الله بْن سبرة الجهني. سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: إن الله ينهاكم عَنْ قيل وَقَالَ، وكثرة السؤال، وإضاعة المال. وروى عَنْهُ ابنه مُسْلِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سبرة. يعد فِي أهل البصرة. (1546) عبد الله بْن سبرة الهمداني. ويقال العبدي. من عبد القيس، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن سَعْد. (1547) عبد الله بْن سراقة بْن المعتمر بْن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بْن كَعْب القرشي العدوي، شهد بدرا هُوَ وأخوه عَمْرو بْن سراقة فِي قول ابْن إِسْحَاق. وقال مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر: لم يشهد عَبْد اللَّهِ بْن سراقة بدرا، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد. (1548) عبد الله بْن سرجس [1] الْمُزْنِيّ، ويقال الْمَخْزُومِيّ، أظنه حليفا لهم، بصري. روى عَنْهُ عَاصِم الأحول، وقتادة، قال عَاصِم الأحول: عَبْد اللَّهِ بْن سرجس رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكن لَهُ صحبة. وقال أَبُو عُمَر: لا يختلفون فِي ذكره فِي الصحابة، ويقولون: لَهُ صحبة على مذهبهم فِي اللقاء والرؤية والسماع، وأما عَاصِم الأحول فأحسبه أراد الصحبة التي يذهب إليها العلماء، وأولئك قليل.

_ [1] بفتح المهملة، وسكون الراء، وكسر الجيم، بعدها مهملة (التقريب) .

(1549) عبد الله بن سعد الأزدي.

(1549) عبد الله بْن سَعْد الأزدي. شامي، رَوَى عَنْهُ خَالِد بْن معدان مرفوعا: إن [1] الله تعالى أعطاني فارس وأمدني بحمير. (1550) عبد الله بْن سَعْد الأسلمي. مزني، حَدِيثُهُ عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ، عن هشام ابن عَاصِمٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ مَا لا تُطْوَى بِالنَّهَارِ. (1551) عبد الله بْن سَعْد الأَنْصَارِي، عم حرام بْن حكيم، حديثه عِنْدَ أهل الشام، يقال: إنه شهد القادسية، وَكَانَ يومئذ على مقدمة الجيش، رَوَى عَنْهُ حرام بْن حكيم، وخالد بْن معدان. (1552) عبد الله بْن سَعْد بْن خيثمة الأَنْصَارِيّ الأوسي. وله ولأبيه ولجده صحبة، وقد ذكرناهما. قتل أبوه يَوْم بدر، وقتل جده يَوْم أحد. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ رَبَاحِ بْنِ أَبِي مَعْرُوفٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عبد الله ابن سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ الأَنْصَارِيَّ، أَشَهِدْتَ أُحُدًا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ، وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي. وقد قيل: إنه شهد بدرا، وَعُمَر، وَرَوَى عَنْهُ. وذكر الفاكهي، قَالَ حَدَّثَنَا يعقوب بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن السري، عَنْ رباح بْن أَبِي مَعْرُوف، عَنِ الْمُغِيرَة بْن حكيم، قَالَ: كنا مع عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن خيثمة، فجاء رجل فطاف بالبيت، ثُمَّ صَلَّى فِي وجه الكعبة ركعتين، ثُمَّ التزم، وذكر الخبر، قَالَ الْمُغِيرَة: فقلت لعبد الله بْن سَعْد: أشهدت بدرا؟ قَالَ: نعم، والعقبة رديفا خَلَف أَبِي. قال أَبُو عُمَر: هكذا قَالَ: أشهدت بدرا؟ وَابْن الْمُبَارَك أحفظ وأضبط، والله أعلم.

_ [1] في أسد الغابة: إن الله عز وجل أعطاني فارس ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم وأعطانى الروم وأبناءهم وسلاحهم وأمدّنى بحمير.

(1553) عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري،

(1553) عبد الله بن سعد بن أبي السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بْن لؤي القرشي العامري، يكنى أَبَا يَحْيَى، كذا قَالَ ابْن الكلبي فِي نسبه حَبِيب بْن جذيمة بالتخفيف [1] . وقال مُحَمَّد بْن حَبِيب: حَبِيب بالتشديد، وكذا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة. أسلم قبل الْفَتْح، وهاجر، وَكَانَ يكتب الوحي لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ ارتد مشركا، وصار إِلَى قريش بمكة، فَقَالَ لهم: إِنِّي كنت أصرف محمدا حيث أريد، كَانَ يملي علي: «عَزِيزٌ حَكِيمٌ» ، 2: 209 فأقول: أو عليم حكيم؟ فيقول: نعم، كل صواب. فلما كَانَ يَوْم الْفَتْح أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله، وقتل عَبْد اللَّهِ بْن خطل، ومقيس بْن حبابة، ولو وجدوا تحت أستار الكعبة، ففر عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي السرح إِلَى عُثْمَان، وَكَانَ أخاه من الرضاعة، أرضعت أمه عُثْمَان، فغيبه عُثْمَان حَتَّى أتى بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بعد ما اطمأن أهل مكة، فاستأمنه لَهُ، فصمت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طويلا، ثُمَّ قَالَ: نعم. فلما انصرف عُثْمَان قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن حوله: مَا صمت إلا ليقوم إِلَيْهِ بعضكم فيضرب عنقه. وقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي يَا رَسُول اللَّهِ؟ فَقَالَ: إن النَّبِيّ لا ينبغي أن يكون لَهُ خائنة الأعين. وأسلم عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي السرح أيام الْفَتْح، فحسن إسلامه، فلم يظهر منه شيء ينكر عَلَيْهِ بعد ذَلِكَ، وَهُوَ أحد النجباء العقلاء الكرماء من قريش، ثُمَّ ولاه عُثْمَان بعد ذَلِكَ مصر فِي سنة خمس وعشرين، وفتح على يديه إفريقية

_ [1] في أسد الغابة: حبيب- بضم الحاء المهملة وتخفيف الياء تحتها نقطتان- قاله ابن الكلبي وابن ماكولا وغيرهما. وقال ابن الكلبي: ثقله حسان للحاجة، وقال ابن حبيب هو بتشديد الياء.

سنة سبع وعشرين، وَكَانَ فارس بني عَامِر بْن لؤي المعدود فيهم، وَكَانَ صاحب ميمنة عَمْرو بْن الْعَاص فِي افتتاحه وفي حروبه هناك كلها. وولى حرب مصر لعثمان أيضا، فلما ولاه عمان، وعزل عنها عَمْرو بْن الْعَاص جعل عَمْرو بْن الْعَاص يطعن على عُثْمَان أيضا، ويؤلب عَلَيْهِ، ويسعى فِي إفساد أمره، فلما بلغه قتل عُثْمَان وَكَانَ معتزلا بفلسطين قَالَ: إِنِّي إذا نكأت قرحةً أدميتها، أو نحو هَذَا. حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي [1] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ الْوَجِيهِ، قَالَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ انْتُقِضَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، فَافْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ، وَسَبَى الذُّرِّيَةَ، فَأَمَرَ عُثْمَانُ بِرَدِّ السَّبْيِ الَّذِينَ سُبُوا مِنَ الْقُرَى إِلَى مَوَاضِعِهِمْ لِلْعَهْدِ الَّذِي كَانَ لَهُمْ، وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدَهُ نَقْضُهُمْ، وَعَزَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَكَانَ ذَلِكَ بَدْءُ الشَّرِّ بَيْنَ عُثْمَانَ وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. وأما عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن أَبِي سرح فافتتح إفريقية من مصر سنة سبع وعشرين، وغزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين، وَهُوَ [الَّذِي [2]] هادنهم الهدنة الباقية إِلَى اليوم، وغزا الصواري [فِي البحر [2]] من أرض الروم سنة أربع وثلاثين، ثُمَّ قدم على عُثْمَان. واستخلف على مصر السائب بن هشام ابن عَمْرو العامري، فانتزى [3] عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة بْن عُتْبَة بْن رَبِيعَة، فخلع السائب، وتأمر على مصر، ورجع عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد من وفادته، فمنعه ابْن أَبِي حذيفة من دخول الفسطاط فمضى إِلَى عسقلان، فأقام بها حتى قتل

_ [1] بفتح الواو وكسر الجيم وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها الهاء (اللباب) . [2] من أسد الغابة. [3] في أسد الغابة: فظهر عليه محمد بن أبي حذيفة.

(1554) عبد الله بن السعدي.

عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقيل: بل أقام بالرملة حَتَّى مات، فارا من الفتنة، ودعا ربه فَقَالَ: اللَّهمّ اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح، فتوضأ ثُمَّ صَلَّى الصبح، فقرأ فِي الركعة الأولى بأم القرآن والعاديات، وفي الثانية بأم القرآن وسورة، ثُمَّ سلم عَنْ يمينه، وذهب يسلم عَنْ يساره، فقبض الله روحه، ذكر ذَلِكَ كله يَزِيد بْن أَبِي حَبِيب وغيره، ولم يبايع لعلي ولا لمعاوية، وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على مُعَاوِيَة، وقيل: إنه توفي بإفريقية، والصحيح أَنَّهُ توفي بعسقلان سنة ست أو سبع وثلاثين. (1554) عبد الله بْن السعدي. واختلف فِي اسم السعدي، فقيل: قدامة بْن وقدان وقيل عَمْرو بن وقدان، وقد تقدم ذكره [1] ونسه في بنى لؤيّ، يكنى أَبَا مُحَمَّد. توفي سنة سبع وخمسين. (1555) عبد الله بْن السعدي [2] اختلف فِي اسم السعدي أَبِيهِ، فقيل قدامة ابْن وقدان. وقيل عَمْرو بْن وقدان، وَهُوَ الصواب عِنْدَ أهل العلم بنسب قريش وَهُوَ وقدان بْن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، يكنى أَبَا مُحَمَّد، توفي سنة سبع وخمسين، وإنما قيل لأبيه السعدي، لأنه استرضع لَهُ فِي بني سَعْد بْن بَكْر، وقد تقدم ذكره. (1556) عبد الله بْن سَعِيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف، كَانَ اسمه فِي الجاهلية الحكم، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وأمره أن يعلم الكتابة بالمدينة، وَكَانَ كاتبا محسنا، قتل يَوْم بدر شهيدا. وقيل: بل قتل يوم مؤتة شهيدا. وَقَالَ أَبُو معشر: استشهد يَوْم اليمامة رَضِيَ الله عنه.

_ [1] سيأتي على حسب ترتيب الكتاب الجديد. [2] هذه الترجمة هي التي تقدمت باختصار.

(1557) عبد الله بن سفيان الأزدي.

(1557) عبد الله بْن سُفْيَان الأزدي. شامي، روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصيام. (1578) عبد الله بْن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي. واسم أَبِي سُفْيَان الْمُغِيرَة. رَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها حقه من قويها غير متضيع. رواه عَنْهُ سماك بْن حرب. وقد رَوَى هَذَا الحديث عَنْ أَبِيهِ. وأي ذَلِكَ كَانَ فقد رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ معه مسلما بعد الْفَتْح. (1559) عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، كان من مهاجرة الحبشة هُوَ وأخوه هبار بْن سُفْيَان. قال ابْن إِسْحَاق: قتل عَبْد اللَّهِ بْن سُفْيَان بْن عبد الأسد يَوْم اليرموك. (1560) عَبْد اللَّهِ الثقفي، والد سُفْيَان بْن عَبْد اللَّهِ الثقفي، مدني. من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم المتشبّع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. روى عَنْهُ ابنه سُفْيَان. (1561) عبد الله بْن سلام بْن الْحَارِث الإسرائيلي، ثُمَّ الأَنْصَارِيّ، يكنى أَبَا يُوسُف، وَهُوَ من ولد يُوسُف بْن يعقوب صَلَّى الله عليهما، كَانَ حليفا للأنصار. يقال كَانَ حليفا للقواقلة [1] من بني عوف بْن الخزرج، وَكَانَ اسمه فِي الجاهلية الحصين، فلما أسلم سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وتوفي بالمدينة فِي خلافة مُعَاوِيَة سنة ثلاث وأربعين، وَهُوَ أحد الأحبار، أسلم إذ قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة.

_ [1] في القاموس: القوقل: اسم أبى بطن من الأنصار، وهم القواقلة.

قال عَبْد اللَّهِ بْن سلام: خرجت فِي جماعة من أهل المدينة لننظر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين دخوله المدينة، فنظرت إِلَيْهِ وتأملت وجهه، فعلمت أَنَّهُ ليس بوجه كذاب، وَكَانَ أول شيء سمعته منه: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلامٍ. وشهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد الله بْن سلام بالجنة. وَرَوَى أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُمَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ: إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ. وقد ذكرنا هَذَا الخبر بإسناده فِي باب أَبِي الدرداء، وَهُوَ حديث حسن الإسناد صحيح، وروى ابْن وَهْب، وَأَبُو مسهر، وجماعة عَنْ مَالِك بْن أنس، عَنْ أَبِي النَّضْر، عَنْ عَامِر بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بْن سلام. وهذا أيضا حديث ثَابِت صحيح لا مقال فِيهِ لأحد. وقال بعض المفسرين- فِي قول الله عز وجل [1] : وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ- 46: 10 هو عَبْد اللَّهِ بْن سلام. وقد قيل فِي قول الله عز وجل [2] : وَمن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ- 13: 43 إنه عَبْد اللَّهِ بْن سلام. وأنكر ذَلِكَ عكرمة والحسن، وقالا: كيف يكون ذلك والسورة مكية وإسلام عَبْد اللَّهِ بْن سلام كَانَ بعد؟

_ [1] سورة الأحقاف، آية 10. [2] سورة الرعد، آية 45.

(1562) عبد الله بن سلامة بن عمير الأسلمي،

قَالَ أَبُو عُمَر رحمه الله: وكذلك سورة الأحقاف مكية، فالقولان جميعا لا وجه لهما عِنْدَ الاعتبار، إلا أن يكون فِي معنى قوله [1] : فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ من قَبْلِكَ. 10: 94 وقد تكون السورة مكية، وفيها آيات مدنية، كالأنعام وغيرها. وقال أَيُّوب، عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِين، قَالَ: نبئت أن عَبْد اللَّهِ بْن سلام قَالَ: سيكون بينكم وبين قريش قتال، فإن أدركني القتال وليس فِي قوة فاحملوني على سرير حَتَّى تضعوني بين الصفين. (1562) عبد الله بْن سلامة بْن عُمَيْر الأسلمي، هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد. كان من وجوه أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ممن يؤمر [2] على السرايا، وقد تقدم ذكره [3] . وأنكر أَبُو أَحْمَد الحاكم الْحَافِظ أن يكون لَهُ صحبة وسماع عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: الصحبة والرواية لأبيه، فغلط ووهم، والله أعلم. وقال المدائني: عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي حدرد، يكنى أَبَا مُحَمَّد، وتوفى سنة إحدى وسبعين، وَهُوَ ابْن إحدى وثمانين. (1563) عبد الله بْن سَلَمَة العجلاني البلوي، ثُمَّ الأَنْصَارِيّ، حليف لبني عَمْرو بْن عوف، وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن سَلَمَة بْن مَالِك بْن الْحَارِث بْن عدي بْن الجد بْن العجلان ابن ضبعة، من بلي، شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، قتله عَبْد اللَّهِ بْن الزبعري فيما ذكر ابْن إِسْحَاق وغيره. وقال فِيهِ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنِ ابْن إِسْحَاق: عَبْد الله ابن سلمة بكسر اللام [4] ، ولذلك ذكره الدار قطنى فِي المؤتلف والمختلف من الأسماء، قال أَبُو عُمَر: قتل يَوْم أحد شهيدا، وحمل هُوَ والمجذّر بن زياد على

_ [1] سورة يونس، آية 94. [2] في أسد الغابة: يؤمره. [3] صفحة 887. [4] في أسد الغابة: قال الدار قطنى وابن ماكولا: هو سلمة- بكسر اللام.

(1564) عبد الله بن أبى سليط،

ناصح واحد فِي عباءة واحدة، فعجب الناس لهما، فنظر إليهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ساوى بينهما عملهما. وقال مُوسَى بْن عقبة: عَبْد اللَّهِ بْن سَلَمَة بْن مَالِك بْن الْحَارِث بْن زَيْد من بني العجلان الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا، ولم يقل: إنه من بلي حليف لهم، قصر على ذَلِكَ، وبنو العجلان البلويون كلهم حلفاء بني عَمْرو بْن عوف. (1564) عبد الله بْن أَبِي سليط، كَانَ أبوه بدريا، وفي صحبة عَبْد اللَّهِ نظر، وَهُوَ مدني، رَوَى فِي النهي عَنْ لحوم الحمر الأهلية. (1565) عبد الله بْن سندر، أَبُو الأسود، رَوَى عَنْهُ رَبِيعَةُ بْنُ لَقِيطٍ، وَأَبُو الْخَيْرِ الْيَزَنِيُّ، حَدِيثُهُ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْهُ، فِي الْقَبَائِلِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: غِفَارٌ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ. وله حديث آخر أن أباه كان عبد لزنباع الجذامي فخصاه وجدعه، فأنى النَّبِيّ عَلَيْهِ السلام، وأخبره، فأغلظ لزنباع القول. (1566) عبد الله بْن سَهْل الأَنْصَارِيّ، ذكره ابْن إِسْحَاق، وَابْن عقبة، فيمن شهد بدرا من الأنصار، ثُمَّ من بني عبد الأشهل، وحلفائهم. قال ابْن هِشَام: عَبْد اللَّهِ بْن سَهْل هَذَا هُوَ أخو زعوراء بْن عبد الأشهل. قال: ويقال طنه من غسان حليف لبني عبد الأشهل. وقال ابْن إِسْحَاق: قتل ابْن سَهْل هَذَا يَوْم الخندق شهيدا، ونسبه بعضهم فَقَالَ: عَبْد اللَّهِ بن سهل بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. (1567) عبد الله بْن سَهْل الأَنْصَارِيّ الحارثي، أخو عَبْد الرَّحْمَنِ وَابْن أخي حويصة ومحيصة، وَهُوَ المقتول بخيبر الَّذِي ورد فِي قضيته القسامة.

(1568) عبد الله بن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري،

(1568) عبد الله بْن سهيل بْن عَمْرو بْن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، يكنى أَبَا سهيل، هاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية فِي قول ابْن إِسْحَاق، وَمُحَمَّد بْن عُمَر، ثُمَّ رجع إِلَى مكة، فأخذه أبوه وأوثقه عنده، وفتنه فِي دينه، ثُمَّ خرج مع أَبِيهِ سهيل بْن عَمْرو يَوْم بدر، وَكَانَ يكتم أباه إسلامه، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا امحاز من المشركين، وهرب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، وشهد معه بدرا والمشاهد كلها، وَكَانَ من فضلاء الصحابة، وَهُوَ أحد الشهود فِي صلح الحديبية، وَهُوَ أسن من أخيه أَبِي جندل، وَهُوَ الَّذِي أخذ الأمان لأبيه يوم الفتح، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أَبِي تؤمنه؟ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، هُوَ آمن بأمان الله، فليظهر ثُمَّ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله: من رأى سهيل بْن عَمْرو فلا يشد إِلَيْهِ النظر. فلعمري إن سهيلا لَهُ عقل وشرف، وما مثل سهيل جهل الإسلام، ولقد رأى مَا كَانَ يوضع فِيهِ أَنَّهُ لم يكن بنافعه، فخرج عَبْد اللَّهِ إِلَى أَبِيهِ فأخبره مقالة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ سهيل: كَانَ والله برا صغيرا وكبيرا. واستشهد عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عَمْرو يَوْم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وَهُوَ ابْن ثمان وثلاثين سنة. قال الْوَاقِدِيّ في تسمية من شهد بدرا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. من بني مَالِك بْن حسل بْن عَامِر بْن لؤي: عَبْد اللَّهِ بْن سهيل بْن عَمْرو، وَقَالَ فِي موضع آخر: يكنى أَبَا سهيل. (1569) عبد الله بْن سويد الحارثي [1] الأَنْصَارِيّ، أحد بني حارثة، لَهُ صحبة، حديثه عِنْدَ ابْن شهاب، عَنْ ثعلبة بْن أَبِي مَالِك- عَنْهُ. فِي العورات الثلاث.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: قال عبد الغنى: الجاري- بالجيم (68) .

(1570) عبد الله بن شبل الأنصاري،

(1570) عبد الله بْن شبل الأَنْصَارِيّ، رَوَى عَنْهُ أبو راشد الحبرانى [1] ، هو أخو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شبل، لَهَا جميعا صحبة، ورواية، [مذكور فيمن نزل حمص من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابْن عِيسَى: عَبْد اللَّهِ بْن شبل الأَنْصَارِيّ كَانَ أحد النقباء، بلغني أَنَّهُ مات فِي إمارة مُعَاوِيَة [2]] (1571) عبد الله بْن شبيل الأحمسي، فِي صحبته نظر، قدم سنة ثمان وعشرين غازيا أذربيجان فِي زمن عُثْمَان فأعطوه الصلح الَّذِي كَانَ صالحهم عَلَيْهِ حذيفة. (1572) عبد الله بْن الشخير [3] بْن عوف بْن كَعْب بْن وقدان الحرشي [4] ثُمَّ العامري، من الحريش، وهم بطن من بني عَامِر بْن صعصعة، لَهُ صحبة ورواية. يعد فِي البصريين، هُوَ والد مطرف الفقيه، وأخيه يَزِيد أَبِي العلاء. (1573) عبد الله بْن شداد بْن الهاد اللَّيْثِيّ العتواري، ولد على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ من أهل العلم. روى عن عمر، وعلى، وعن أبيه شداد ابن الهاد، وسيأتي [5] ذكر أَبِيهِ فِي موضعه من هَذَا الكتاب إن شاء الله تعالى. روى عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن شداد هَذَا الشَّعْبِيّ، وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سَعْد، وغيرهما. (1574) [عبد الله بن شريح بْن هانئ بْن يَزِيد الحارثي. قدم أبوه شريح على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأله عَنْ ولده لحديث ذكره أَبُو عُمَر فِي باب أَبِيهِ [2]] . (1575) عبد الله بْن شريك بن أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. شهد أحدا مع أَبِيهِ شُرَيْك بْن أنس.

_ [1] في س: الحراني. [2] ليس في س. [3] بكسر الشين وتشديد الخاء المعجمتين (التقريب) . [4] بفتح الحاء المهملة وفتح الراء، وآخره معجمة والإصابة واللباب، وفي هوامش الاستيعاب: قوله الحريشيّ ثم العامري غير مستقيم، وكان ينبغي أن يقول: العامري ثم الحرشيّ (68) . [5] سبق صفحه 695.

(1576) عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري،

(1576) عبد الله بْن شهاب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن زهرة بْن كلاب القرشي الزُّهْرِيّ، وَهُوَ جد ابْن شهاب الزُّهْرِيّ الفقيه. قال الزُّبَيْر: هما أخوان، عَبْد اللَّهِ الأكبر، وعبد الله الأصغر ابنا شهاب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث بْن زهرة [بْن كلاب] [1] ، كَانَ اسم عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأكبر عبد الجان، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. كان من المهاجرين إلى إِلَى أرض الحبشة، ومات بمكة قبل الهجرة إِلَى المدينة، وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأصغر، شهد أحدا مع المشركين، ثُمَّ أسلم بعد. [وهو جد مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن عُبَيْد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الفقيه] [2] قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ الَّذِي شج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه. وَابْن قميئة جرح وجنته، وعتبة كسر رباعيته. وحكى الزبير، عن عبد الرحمن ابن عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الْعَزِيزِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: مَا بلغ أحد الحلم من ولد عُتْبَة بْن أَبِي وَقَّاص إلا بخر أو هتم، لكسر عُتْبَة رباعية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: إن عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأصغر هُوَ جد الزُّهْرِيّ من قبل أمه، وأما جده من قبل أَبِيهِ فهو عَبْد اللَّهِ بْن شهاب الأكبر، وإن عَبْد اللَّهِ الأصغر هُوَ الَّذِي هاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ قدم مكة، فمات بها قبل الهجرة. وقد رَوَى أن ابْن شهاب قيل لَهُ: شهد جدك بدرا؟ قَالَ: شهدها من ذَلِكَ الجانب- يَعْنِي مع المشركين، والله أعلم أي جديه أراد. (1577) عبد الله بْن صَفْوَان بْن أُمَيَّة الْجُمَحِيّ. وروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم

_ [1] ليس في س. [2] من س. (الاستيعاب ج 3- م 3)

(1578) عبد الله بن صفوان الخزاعي،

أَنَّهُ قَالَ: ليغزون هَذَا البيت جيش يخسف بهم بالبيداء. منهم من جعله مرسلا، ومنهم من أدخله فِي المسند. روى عَنْهُ جماعة منهم أُمَيَّة بْن عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان. قتل عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان فِي يَوْم واحد مع ابْن الزُّبَيْر، سنة ثلاث وسبعين، وبعث الْحَجَّاج برأسه، وبرأس ابْن الزُّبَيْر، ورأس عُمَارَة بْن عَمْرو بْن حزم، إِلَى المدينة، فنصبوها، وجعلوا يقربون رأس ابْن صَفْوَان إِلَى رأس ابْن الزُّبَيْر كأنه يساره، يلعبون [1] بذلك، ثم بعثوا برءوسهم إِلَى عَبْد الْمَلِكِ، وصلب جثة ابْن الزُّبَيْر على ثنية أهل المدينة عِنْدَ المقابر (1578) عبد الله بْن صَفْوَان الخزاعي، ذكره بعضهم فِي الرواة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ: لَهُ صحبة، وَهُوَ عندي مجهول لا يعرف. (1579) عبد الله بْن صَفْوَان بْن قدامة التميمي. قدم مع أَبِيهِ صَفْوَان بْن قدامة على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه أخوه، وَكَانَ اسمه عبد نهم، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ [2] بْن صَفْوَان. (1580) عبد الله بْن ضمرة الْبَجَلِيّ. مخرج حديثه عَنْ قوم من ولده. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فضل جَرِير الْبَجَلِيّ قوله صَلَّى الله عليه وسلم: إذا أتاكم كريم قول فأكرموه من ولده صابر بْن سَالِم بْن حميد بن يزيد بن عبد الله ابن ضمرة. (1581) عبد الله بْن طارق بْن عَمْرو بْن مَالِك البلوي. حليف لبني ظفر من الأنصار، شهد بدرا، وأحدا، وَهُوَ أحد النفر الستة الذين بعثهم رسول الله صلى الله إِلَى رهط من عضل والقارة، فِي آخر سنة ثلاث من الهجرة، ليفقهوهم

_ [1] في أسد الغابة: يسخرون بذلك. [2] في أسد الغابة: فسماهما عبد الله وعبد الرحمن، وكان اسماهما عبد نهم وعبد العزى. (ظهر الإستيعاب ج 3- م 3)

(1582) عبد الله بن أبى طلحة الأنصاري،

فِي الدين، ويعلموهم القرآن، وشرائع الإسلام، فخرجوا معهم حَتَّى إذا كانوا بالرجيع- وَهُوَ ماء لهذيل بناحية الحجاز- استصرخوا عليهم هذيلا، وغدروا بهم، فقاتلوا حَتَّى قتلوا، وهم: عَاصِم بْن ثابت، ومرثد بن أبى مرثد، وخبيب ابن عدي، وخالد بْن البكير، وزيد بْن الدثنة، وعبد الله بْن طارق، فأما مرثد، وخالد، وعاصم فقاتلوا حَتَّى قتلوا، وأما خبيب، وعبد الله، وزيد فلانوا ورقوا ورغبوا فِي الحياة، فأعطوا بأيديهم، فأسروا، ثُمَّ خرجوا بهم إِلَى مكة، حَتَّى إذا كانوا بالظهران انتزع عَبْد اللَّهِ بْن طارق يده من القران، وأخذ سيفه، واستأخر عَنِ القوم، فرموه بالحجارة حَتَّى قتلوه. قبره بالظهران، وقد ذكره حَسَّان فِي شعره الّذي يرنى بِهِ أصحاب الرجيع: عاصم بْن ثَابِت، ومرثد ابن أَبِي مرثد، ومن ذكر معهما، فَقَالَ: [1] وابن الدثنة وَابْن طارق [2] منهم ... وافاه ثُمَّ حمامه المكتوب وأول هذا الشعر: صَلَّى الإله على الذين تتابعوا ... يوم الرجيع فأكرموا وأثيبوا (1582) عبد الله بْن أَبِي طَلْحَة الأنصاري، واسم أبي طلحة زيد بن سهل، ولد عَبْد اللَّهِ على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبعثت بِهِ أمه أم سُلَيْم ابنها [3] أنس بْن مَالِك إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحنكه بتمرة، ودعا لَهُ، وسماه عَبْد اللَّهِ. قال أنس بْن مَالِك: فما كَانَ فِي الأنصار ناشى أفضل منه. وقال علي بْن المديني: سمعت سُفْيَان بْن عُيَيْنَة يَقُول: ولد لعبد الله بْن أَبِي طَلْحَة عشر ذكور كلهم قراء القرآن. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: أكثر العلم وأشهرهم بِهِ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بن أبى طلحة

_ [1] ديوانه: 28 [2] في الديوان: وابن لطارق وابن دثنة. [3] هو أخو عبد الله بن أبى طلحة لأمه.

(1583) عبد الله بن طهفة الغفاري.

شيخ مَالِك رحمة الله عَلَيْهِ، وشهد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي طَلْحَة مع علي رضى الله عَنْهُ صفين، رَوَى عَنْهُ ابناه إِسْحَاق وعبد الله. (1583) عبد الله بْن طهفة الغفاري. يقال لَهُ ولأبيه صحبة، والأمر فِي ذَلِكَ مختلف مضطرب جدا، وَهُوَ من أصحاب الصفة. (1584) عبد الله بْن عَامِر البلوي، حليف لبني ساعدة من الأنصار، شهد بدرا. (1585) عبد الله بْن عَامِر بْن رَبِيعَة العدوي، حليف لهم، كنيته أَبُو مُحَمَّد، واختلف فِي نسب أَبِيهِ عَامِر بْن رَبِيعَة، فنسب إِلَى نزار، ونسب إِلَى مذحج فِي اليمن، قد ذكرنا [1] ذَلِكَ عِنْدَ ذكرنا لَهُ فِي بابه من كتابنا هَذَا، ولم يختلف فِي أَنَّهُ حليف للخطاب بْن نفيل، وعبد الله بْن عَامِر هَذَا هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن رَبِيعَة الأكبر، صحب هُوَ وأبوه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستشهد يَوْم الطائف مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. (1586) عبد الله بن عَامِر بْن رَبِيعَة الأصغر، ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: فِي سنة ست من الهجرة وحفظ عَنْهُ وَهُوَ صغير، وتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْن أربع سنين أو خمس سنين. وأمه وأم [2] أخيه المتقدم ذكره ليلى بِنْت أَبِي حثمة [بْن غانم [3]] بْن عبد الله بن عبيد ابن عويج بْن عدي بْن كَعْب. وأبوهما عَامِر بْن رَبِيعَة من كبار الصحابة، حليف للخطاب بْن نفيل. وعبد الله بْن عَامِر هَذَا هو القائل يرثى زيد بن عمر

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب. [2] في أسد الغابة: وأمه أم أخيه. [3] ليس في أسد الغابة.

(1587) عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي،

ابن الخطاب، وَكَانَ قتل فِي حرب كانت بين عدي بْن كَعْب جناها بنو أَبِي جهيم ابن أبى حذيفة وابن مطيع: إن عديا ليلة البقيع ... تكشفوا عَنْ رجل صريع مقاتلٍ [1] فِي الحسب الرفيع ... أدركه شؤم بني مطيع وقال الْبُخَارِيّ: قَالَ لنا أَبُو اليمان: حَدَّثَنَا شعيب، عَنِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن رَبِيعَة- وَكَانَ من أكبر بني عدي قال أَبُو عُمَر: نسبه إِلَى حلفه، وكذلك كانوا يفعلون. رَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ زِيَادٍ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارِنَا، وَكُنْتُ أَلْعَبُ، فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ اللَّهِ، تَعَالَ أُعْطِكَ، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أُعْطِيَهُ تَمْرًا. قَالَ: أَمَا أَنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كتبت عليك كذبة. وتوفى عبد الله بن عامر بن ربيعة سنة خمس وثمانين، يكنى أبا محمد. (1587) عبد الله بْن عَامِر بْن كريز بْن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي، ابْن خال عُثْمَان بْن عَفَّان. أم عُثْمَان أروى بِنْت كريز، وأمها وأم عَامِر بْن كريز البيضاء أم حكيم بِنْت عبد المطلب. وأم عَبْد اللَّهِ بْن عامر ابن رَبِيعَة دجاجة بِنْت أَسْمَاء بْن الصلت، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فأتى بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير، فَقَالَ: هَذَا شبهنا [2] ، وجعل يتفل عَلَيْهِ ويعوذه، فجعل عَبْد اللَّهِ يتسوغ [3] ريق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،

_ [1] في ى: مقابل [2] في أسد الغابة: يشبهنا. [3] في أسد الغابة: يبتلع ريق رسول الله.

فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنه لمسقى، فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر لَهُ الماء. قيل: لما أتي بعبد الله بْن عَامِر بْن كريز إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لبني عبد شمس: هَذَا أشبه بنا منه بكم، ثُمَّ تفل فِي فِيهِ، فازدرده، فَقَالَ: أرجو أن يكون مسقيا، فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وقد أتي عبد المطلب بْن هاشم بأبيه عَامِر بْن كريز وَهُوَ ابْن ابنته أم حكيم البيضاء، فتأمله عبد المطلب، وَقَالَ: مَا ولدنا ولدا أحرص منه، وكانت أم حكيم البيضاء بِنْت عبد المطلب بْن هاشم تحت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت لَهُ عامرا أَبَا عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر هَذَا. وقد رَوَى عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر هَذَا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما أظنه سمع منه ولا حفظ عَنْهُ. ذَكَرَ الْبَغَوِيُّ، عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ، قالا: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ. رواه موسى ابن هارون الحمّال، عن معصب بإسناده سواء. قال الزُّبَيْر وغيره: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر سخيا، كريما حليما، مَيْمُون النقيبة، كَثِير المناقب، هُوَ افتتح خراسان، وقتل كسرى فِي ولايته، وأحرم من نيسابور شكرا الله تعالى، وَهُوَ الَّذِي عمل السقايات بعرفة. قال صَالِح بْن الوجيه، وخليفة بْن خياط: وفي سنة تسع وعشرين عزل عُثْمَان أَبَا مُوسَى الأشعري عَنِ البصرة، وعثمان بْن أَبِي الْعَاص عَنْ فارس، وجمع ذَلِكَ كله لعبد الله بْن عَامِر بْن كريز. وقال صَالِح: وَهُوَ ابن أربع وعشرين سنة.

(1588) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي.

وقال أَبُو اليقظان: قدم ابْن عَامِر البصرة واليا عليها، وَهُوَ ابْن أربع أو خمس وعشرين سنة، ولم يختلفوا انه افتتح أطراف فارس كلها، وعامة خراسان وأصبهان وحلوان وكرمان، وَهُوَ الَّذِي شق نهر البصرة، ولم يزل واليا لعثمان على البصرة إلى أن قتل عُثْمَان رضى الله عَنْهُ، وَكَانَ ابْن عمته، لأن أم عُثْمَان أروى بِنْت كريز، ثُمَّ عقد لَهُ مُعَاوِيَة على البصرة، ثُمَّ عزله عنها، وَكَانَ أحد الأجواد، أوصى إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، ومات قبله بيسير، وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ زِيَاد يرثيه: فإن الَّذِي أعطى العراق ابْن عامرٍ ... لربي الَّذِي أرجو لستر مفاقري وفيه يَقُول زِيَاد الأعجم: أخ لك لا تراه الدهر إلا ... على العلات بساما جوادا أخ لك مَا مودته بمزقٍ ... إذا مَا عاد فقر أخيه عادا سألناه الجزيل فما تلكا ... وأعطى فوق منيتنا وزادا وأحسن ثُمَّ أحسن ثُمَّ عدنا ... فأحسن ثُمَّ عدت لَهُ فعادا مرارا مَا رجعت إله إلا ... تبسم ضاحكا وثنى الوسادا (1588) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بْن عبد مناف بْن قصي القرشي الهاشمي. يكنى أَبَا الْعَبَّاس، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، وَكَانَ ابْن ثلاث عشرة سنة إذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هَذَا قول الْوَاقِدِيّ والزبير. قال الزُّبَيْر وغيره من أهل العلم بالسير والخبر: ولد عَبْد الله ابن الْعَبَّاس فِي الشعب قبل خروج بني هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث

سنين. وَرُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عَشْرِ سِنِينَ، وَقَدْ قَرَأْتُ الْمُحْكَمَ يَعْنِي الْمُفَصَّلَ. هَذِهِ رواية أَبِي بشر عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر. وقد رَوَى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا خَتِينٌ أَوْ قَالَ مَخْتُونٌ. وَلا يَصِحُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَدْ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال أَبِي: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ. وقال الزُّبَيْرِيّ: يروى عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابْن عَبَّاس أَنَّهُ قَالَ فِي حجة الوداع: وكنت يومئذ قد ناهزت الحلم. قال أَبُو عُمَر: وما قاله أهل السير والعلم بأيام الناس عندي أصح، والله أعلم، وَهُوَ قولهم إنّه ابْن عَبَّاس كَانَ ابْن ثلاث عشرة سنة يَوْم توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومات عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بالطائف سنة ثمان وستين فِي أيام ابْن الزُّبَيْر، وَكَانَ ابْن الزُّبَيْر قد أخرجه من مكة إِلَى الطائف، ومات بها وَهُوَ ابْن سبعين سنة، وقيل ابْن إحدى وسبعين سنة. وقيل: ابْن أربع وسبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ مُحَمَّد ابْن الحنفية، وكبر عَلَيْهِ أربعا، وَقَالَ: اليوم مات رباني هَذِهِ الأمة، وضرب على قبره فسطاطا. وروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه أَنَّهُ قَالَ لعبد الله بن عباس:

اللَّهمّ علمه الحكمة وتأويل القرآن، وفي بعض الروايات: اللَّهمّ فقّهه في الدين. علمه التأويل. وفي حديث آخر: اللَّهمّ بارك فِيهِ، وانشر منه، واجعله من عبادك الصالحين. وفي حديث آخر اللَّهمّ زده علما وفقها. وهي كلها أحاديث صحاح. وقال مُجَاهِد عَنِ ابْن عَبَّاس: رأيت جبرئيل عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين، ودعا لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحكمة مرتين. وكان عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يحبه ويدنيه ويقربه ويشاوره مع أجلة الصحابة. وكان عُمَر يَقُول: ابْن عَبَّاس فتى الكهول، لَهُ لسان قئول، وقلب عقول. وروى عَنْ مسروق عَنِ ابْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ: نعم ترجمان القرآن ابْن عَبَّاس، لو أدرك أسناننا مَا عاشره منا رجل. وقال ابْن عُيَيْنَة، عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح، عَنْ مُجَاهِد أَنَّهُ قَالَ: مَا سمعت فتيا أحسن من فتيا ابْن عَبَّاس، إلا أن يَقُول قائل: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي مثل هَذَا عَنِ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد. قال طاوس: أدركت نحو خمسمائة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا ذاكروا ابْن عَبَّاس فخالفوه لم يزل يقررهم حَتَّى ينتهوا إِلَى قوله. وقال يَزِيد بْن الأصم: خرج مُعَاوِيَة حاجا، معه ابْن عَبَّاس، فكان لمعاوية موكب، ولابن عَبَّاس موكب ممن يطلب العلم. وَرَوَى شُرَيْكٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قُلْتُ: أَجْمَلُ النَّاسِ. فَإِذَا تَكَلَّمَ قُلْتُ: أفَصْحُ النَّاسِ. وَإِذَا تَحَدَّثَ قُلْتُ: أَعْلَمُ النَّاسِ. وَذَكَرَ الْحُلْوَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ. حَدَّثَنَا شَقِيقٌ

أَبُو وَائِلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَهُوَ عَلَى الْمَوْسِمِ، فَافْتَتَحَ سُورَةَ النُّورِ، فَجَعَلَ يَقْرَأَ وَيُفَسِّرَ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ: مَا رَأَيْتُ وَلا سَمِعْتُ كَلامَ رَجُلٍ مِثْلِهِ، وَلَوْ سَمِعَتْهُ فَارِسُ، وَالرُّومُ، وَالتُّرْكُ، لأَسْلَمَتْ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْن آدم، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عَنْ شقيق مثله. وقال عَمْرو بْن دينار: مَا رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلس ابْن عَبَّاس: الحلال، والحرام، والعربية، والأنساب، وأحسبه قَالَ: والشعر. وقال أَبُو الزناد، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَبْد اللَّهِ، قَالَ: مَا رأيت أحدا كَانَ أعلم بالسنة، ولا أجل رأيا، ولا أثقب نظرا من ابْن عَبَّاس، ولقد كَانَ عُمَر يعده للمعضلات مع اجتهاد عُمَر ونظره للمسلمين. وقال الْقَاسِم بْن مُحَمَّد: مَا رأيت فِي مجلس ابْن عَبَّاس باطلا قط، وما سمعت فتوى أشبه بالسنة من فتواه، وَكَانَ أصحابه يسمونه البحر، ويسمونه الحبر. قال عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بْن أَبِي زَيْد الهلالي: ونحن ولدنا الْفَضْل والحبر بعده ... عنيت أَبَا الْعَبَّاس ذا الْفَضْل والندى وقال أَبُو عَمْرو بْن العلاء: نظر الحطيئة إِلَى ابْن عَبَّاس فِي مجلس عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ غالبا عَلَيْهِ، فَقَالَ: من هَذَا الَّذِي برع الناس بعلمه، ونزل عنهم بسنه، قَالُوا: عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس، فَقَالَ فِيهِ أبياتا منها: إِنِّي وجدت بيان المرء نافلةً ... تهدى لَهُ ووجدت العىّ كالصمم والمرء يفنى ويبقى سائر الكلم ... وقد يلام الفتى يوما ولم يلم

وفيه يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه [1] : إذا مَا ابْن عباسٍ بدا لك وجهه ... رأيت لَهُ فِي كل أحواله فضلا إذا قَالَ لم يترك مقالا لقائلٍ ... بمنتظماتٍ [2] لا ترى بينها فصلا كفى وشفى مَا فِي النفوس فلم يدع ... لذي إربةٍ فِي القول جدا ولا هزلا سموت إِلَى العليا بغير مشقةٍ ... فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا خلقت خليقا للمودة والندى ... فليجا ولم تخلق كهاما ولا جهلا ويروى أن مُعَاوِيَة نظر إِلَى ابْن عَبَّاس يوما يتكلم، فأتبعه بصره، وقال متمثّلا: إذا قَالَ لم يترك مقالا لقائلٍ ... مصيبٍ ولم يثن اللسان على هجر يصرف بالقول اللسان إذا انتحى ... وينظر فِي أعطافه نظر الصقر وروى أن عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان بْن أُمَيَّة مر يوما بدار عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بمكة، فرأى جماعة من طالبي الفقه، ومر بدار عُبَيْد الله بْن عَبَّاس، فرأى فيها جماعة ينتابونها للطعام، فدخل على ابْن الزُّبَيْر. فقال لَهُ: أصبحت والله كما قال الشاعر: فإن تصبك من الأيام قارعة ... لم نبك منك عليه دنيا ولا دين قال: وما ذاك يَا أعرج؟ قَالَ: هذان ابنا عَبَّاس، أحدهما يفقه الناس والآخر يطعم الناس، فما أبقيا لك مكرمة، فدعا عَبْد اللَّهِ بْن مطيع. وقال: انطلق إِلَى ابني عَبَّاس، فقل لهما: يَقُول لكما أمير المؤمنين: اخرجا عني، أنتما ومن أصغى إليكما من أهل العراق، وإلا فعلت وفعلت. فقال عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس لابن الزبير:

_ [1] ديوان: 359. [2] في الديوان: بملتقطات.

والله مَا يأتينا من الناس إلا رجلان: رجل يطلب فقها، ورجل يطلب فضلا، فأي هذين تمنع؟ وَكَانَ بالحضرة أَبُو الطفيل عَامِر بْن واثلة الكناني، فجعل يَقُول: لا در درّ الليالي كيف تضحكنا ... منهما خطوب أعاجيب وتبكينا ومثل مَا تحدث الأيام من عبرٍ ... في ابْن الزُّبَيْر عَنِ الدنيا تسلينا كنا نجيء ابْن عَبَّاس فيسمعنا ... فقها ونكسبنا أجرا ويهدينا ولا يزال عُبَيْد الله مترعةً ... جفانه مطعما ضيفا ومسكينا فالبر والدين والدنيا بدارهما ... ننال منها الَّذِي نبغي إذا شينا إن النَّبِيّ هُوَ النور الَّذِي كشطت ... به عمايات ماضينا وباقينا ورهطه عصمة فِي دينه لهم ... فضل علينا وحق واجب فينا ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم ... منّا وتؤذيهم فينا وتؤدينا ولست بأولاهم بِهِ رحما ... يا بْن الزُّبَيْر ولا أولى بِهِ دينا لن يؤتي الله إنسانا ببغضهم ... في الدين عزا ولا فِي الارض تمكينا وكان ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قد عمي فِي آخر عمره. وروى عَنْهُ أَنَّهُ رأى رجلا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلم يعرفه، فسأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ رسول الله صلى اللَّهِ عَلَيْهِ وسلم: أرأيته؟ قَالَ: نعم. قال: ذَلِكَ جبرئيل، أما إنك ستفقد بصرك، فعمي بعد ذَلِكَ فِي آخر عمره، وَهُوَ القائل فِي ذَلِكَ فيما روي عَنْهُ من وجوه: إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخلٍ ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

(1589) عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو [1] بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي،

يروى أن طائرا أبيض خرج من قبره فتأولوه علمه خرج إِلَى الناس. ويقال: بل دخل قبره طائر أبيض وقيل: إنه بصره فِي التأويل. وقال الزُّبَيْر: مات ابْن عَبَّاس بالطائف، فجاء طائر أبيض، فدخل فِي نعشه حين حمل، فما رئي خارجا منه. شهد عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا الجمل وصفين والنهروان، وشهد معه الْحَسَن والحسين وَمُحَمَّد بنوه، وعبد الله وقثم ابنا الْعَبَّاس، وَمُحَمَّد وعبد الله وعون بنو جَعْفَر بْن أَبِي طالب. والمغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب، وعقيل بْن أَبِي طالب، وعبد الله بن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب. قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ قَاسِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ حَدَّثَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد ابن الْحُسَيْنِ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: كَانَ نَاسٌ يَأْتُونَ ابْنَ عَبَّاسٍ فِي الشِّعْرِ وَالأَنْسَابِ، وَنَاسٌ يَأْتُونَ لأَيَّامِ الْحَرْبِ وَوَقَائِعَهَا، وَنَاسٌ يَأْتُونَ لِلْعِلْمِ وَالْفِقْهِ، مَا مِنْهُمْ صِنْفٌ إِلا يُقْبِلُ عَلَيْهِمْ بِمَا شاءوا. (1589) عبد الله بْن عبد الأسد بْن هِلال بن عبد الله بن عمرو [1] بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الْمَخْزُومِيّ، أَبُو سَلَمَة زوج أم سَلَمَة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أمه برة بِنْت عبد المطلب بْن هاشم. قال ابْن إِسْحَاق: أسلم بعد عشرة أنفس، فكان الحادي عشر من المسلمين، هاجر مع زوجته أم سَلَمَة إِلَى أرض الحبشة. قال مصعب الزبيري: أول من

_ [1] في أسد الغابة: ابن عمر

(1590) عبد الله بن عبد الله بن أبى ابن سلول الأنصاري،

هاجر إِلَى أرض الحبشة أَبُو سَلَمَة بْن عبد الأسد، ثُمَّ شهد بدرا، وَكَانَ أخا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واخا حَمْزَة من الرضاعة، أرضعته ثويبة مولاة أَبِي لهب، أرضعت حَمْزَة ثُمَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَبَا سَلَمَة، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حين خرج إِلَى غزوة العشيرة، وكانت فِي السنة الثانية من الهجرة. توفي أَبُو سَلَمَة فِي جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة، وَهُوَ ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته، وَكَانَ عِنْدَ وفاته قَالَ: اللَّهمّ اخلفني فِي أهلي بخير، فأخلفه [1] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على زوجته أم سَلَمَة، فصارت أما للمؤمنين، وصار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربيب بنيه: عُمَر، وسلمة، وزينب. (1590) عبد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ابْن سلول الأَنْصَارِيّ، من بني عوف ابْن الخزرج. وسلول امرأة من خزاعة هي أم أَبِي بن مالك [بن الحارث ابن عُبَيْد [2]] بْن سَالِم بْن غنم بْن عَمْرو [3] بْن الخزرج. وسالم بْن غنم يعرف بالحبلى، لعظم بطنه، ولبني الحبلى شرف فِي الأنصار، وَكَانَ اسمه الْحُبَاب، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ أبوه عبد الله بن أبىّ ابن سلول يكنى أَبَا الْحُبَاب، بابنه الْحُبَاب، وَكَانَ رأس المنافقين، وممن تولى كبر الإفك فِي عَائِشَة، وابنه عَبْد اللَّهِ هَذَا من فضلاء الصحابة وخيارهم، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أبوه عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي من أشراف الخزرج، وكانت الخزرج قد اجتمعت

_ [1] في أسد الغابة: خلفه. [2] من أسد الغابة. [3] في أسد الغابة: بن عوف.

على أن يتوجوه، ويسندوا أمرهم إِلَيْهِ قبل مبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما جاء الله بالإسلام نفس على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النبوة، وأخذته العزة، فلم يخلص الإسلام، وأضمر النفاق حسدا وبغيا، وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِي غزوة تبوك [1] : لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ. 63: 8 فقال ابنه لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ الذليل يَا رَسُول اللَّهِ، وأنت العزيز، وَقَالَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أذنت لي فِي قتله قتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتحدث الناس أَنَّهُ يقتل أصحابه، ولكن بر أباك وأحسن صحبته. فلما مات سأله ابنه الصلاة عَلَيْهِ، فنزلت [2] : «وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً، وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ» . 9: 84 وسأله أن يكسوه قميصه يكفن فِيهِ، لعله يخفف عَنْهُ، ففعل. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَ أَبُوهُ، فَقَالَ: أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنَهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: إِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ جَذَبَهُ عُمَرُ، وَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَى اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَنَا بَيْنَ خَيْرَتَيْنِ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ. 9: 80 فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وجل: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ... 9: 84 الآية. فترك الصلاة عليهم.

_ [1] سورة المنافقون، آية 8. [2] سورة التوبة، آية 84.

(1591) عبد الله بن عبد الله الأعشى المازني.

قال أبو عمر: كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يثني على عَبْد اللَّهِ ابن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي هَذَا، واستشهد عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي يَوْم اليمامة فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سنة اثنتي عشرة. وروت عَنْهُ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (1591) عبد الله بْن عَبْد اللَّهِ الأعشى المازني. قد تقدم [1] ذكره فِي باب العبادلة بأن أباه عَبْد اللَّهِ يعرف بالأعور. ويعرف بالأطول أيضا. روى عَنْهُ معن بْن ثعلبة، وصدقة المازني والد طيلسة بْن صدقة. (1592) عبد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي أُمَيَّة الْمَخْزُومِيّ، ابْن أخي أم سَلَمَة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره جماعة من المؤلفين، وفيه نظر. روى عَنْهُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر، وَمُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثوبان. ولا تصح لَهُ صحبة عنده، لصغره، ولكنا ذكرناه على شرطنا. روايته عَنْ أم سَلَمَة، وقد ذكرنا أباه فِي بابه. (1593) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن هِلال، أو عُبَيْد بْن هِلال، ويقال ابْن عبد هِلال [2] ، رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير، وحفظ عَنْهُ أَنَّهُ برك عَلَيْهِ، قَالَ: فما أنسى برد يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على يافوخي، وَكَانَ يقوم الليل ويصوم النهار. (1594) عبد الله بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيّ الأشهلي. له صحبة ورواية. من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَلَّى [بنا فِي مسجد [3]] بني عبد الأشهل، رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بن أبى حبيبة.

_ [1] صفحة 866. [2] في س: عبد الله بن عبد بن هلال. [3] من أسد الغابة.

(1595) عبد الله بن عبد الرحمن،

(1595) عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، أَبُو رويحة الخثعمي. مذكور فِي الكنى. (1596) عبد الله بْن عبد المدان. وعبد المدان اسمه عَمْرو بْن الديان، والديان اسمه يَزِيد بْن قطن بْن زِيَاد بْن الْحَارِث بْن مَالِك بْن رَبِيعَة بْن كَعْب بْن الْحَارِث بْن كَعْب الحارثي. قال الطبري: وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني الْحَارِث بْن كَعْب، فَقَالَ: من أنت؟ قَالَ: أنا عبد الحجر [1] . قَالَ: أنت عَبْد اللَّهِ، فأسلم. وكانت ابنته عَائِشَة عِنْدَ عُبَيْد الله بْن الْعَبَّاس، وهي التي قتل ولديها بسر ابن أرطاة. (1597) عبد الله بْن عَبْد الْمَلِكِ. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك، ويقال عَبْد اللَّهِ بْن عبد بْن مَالِك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ثعلبة بْن غفار بْن مليل، يعرف بأبي اللحم الغفاري. روى عَنْهُ مولاه عُمَيْر. قيل: إنما قيل له أبي اللحم، لأنه كان لا يأكل مَا ذبح على النصب فِي الجاهلية. وقيل: بل قيل لَهُ ذَلِكَ لأنه كَانَ لا يأكل اللحم ويأباه. وقيل اسم أَبِي اللحم الحويرث، وقد ذكرناه [2] . قتل أَبِي اللحم يَوْم حنين. (1598) عبد الله بْن عبد مناف بْن النعمان بْن سنان بْن عُبَيْد بن عدىّ بن غنم ابن كَعْب بْن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا، وأحدا، يكنى أَبَا يَحْيَى. (1599) عبد الله بْن عبد. ويقال عبد بْن عبد، أَبُو الْحَجَّاج الثمالي. ويقال: عَبْد اللَّهِ بْن عائذ الثمالي، وثمالة فِي الأزد، يعد فِي الشاميين. رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَائِذٍ الأَسَدِيُّ. حَدِيثَهُ عِنْدَ بقية بن الوليد، عن

_ [1] في هوامش الاستيعاب: عبد الحجر- بكسر الحاء وسكون الجيم. وقال ابن الكلبي والطبري بفتحهما. [2] صفحة 135.

(1600) عبد الله بن عبس،

أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حين يوضع فيه: ويحك يا بن آدَمَ! مَا غَرَّكَ بِي! أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بيت الفتنة، وبيت الظلمة، وبيت الوحدة، وبيت الدُّودِ! مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا [1] ! قَالَ: فَإِنْ كَانَ مُصْلِحًا أَجَابَ عنه مجيب القبر، فيقول: أرأيت أن كان يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟ فَيَقُولُ الْقَبْرُ: إِنِّي إِذَنْ أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا [2] ، وَيَعُودُ جَسَدُهُ عَلَيْهِ نُورًا، وَيَصْعَدُ بِرُوحِهِ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ. قال ابن عائذ: فقلت: يا أبا الحجاج، ما الفداد؟ قال: الذي يقدم رجلا ويؤخر أخرى، كمشيتك يَا بْن أخي أحيانا، وَهُوَ يتلبس يومئذ ويتهيأ. وله حديث آخر رواه عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي عوف الجرشي. (1600) عبد الله بْن عبس، ويقال: ابْن عبيس، والأكثر يقولون عبد الله ابن عبس الأَنْصَارِيّ الخزرجي، ليس لعبد الله بْن عبس عقب، وَهُوَ من بني عدي بْن كَعْب بْن الخزرج، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس هَذَا من أَبِي عبس بْن جُبَيْر، ينسب هَذَا خزرجي، وَأَبُو عبس أوسي، إلا أنهما من الأنصار جميعا. (1601) عبد الله بْن عبيس. شهد بدرا، ولم ينسبوه، وقالوا: هُوَ من حلفاء بني الْحَارِث بْن الخزرج. (1602) عبد الله بْن عُتْبَة، أَبُو قَيْس الذكواني. مدني، رَوَى عَنْهُ سَالِم بْن عَبْد اللَّهِ بن عمرو.

_ [1] قيل: أراد ذا أمل كبير (النهاية) . [2] خضرا: نعما غضة (النهاية) .

(1603) عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي،

(1603) عبد الله بْن عُتْبَة بْن مَسْعُود الهذلي، ابْن أخي عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، وذكره العقيلي فِي الصحابة فغلط، وإنما هُوَ تابعي من كبار التابعين بالكوفة، هو والد عُبَيْد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة الفقيه المدني الشاعر، شيخ ابْن شهاب، استعمله عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. روى عَنْهُ ابنه عُبَيْد الله [1] بْن عَبْد اللَّهِ، وحميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وَمُحَمَّد بْن سِيرِين، وعبد الله بْن معبد الذماري، وَرَوَى عَنْهُ ابنه حَمْزَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة، قَالَ: أذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضع يده على رأسي. وذكره الْبُخَارِيّ فِي التابعين، وإنما ذكره العقيلي فِي الصحابة لحديث حَدَّثَهُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ جَزْءِ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَخِي زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلا، مِنْهُمُ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عرفطة، وأبو موسى الأشعري، وعثمان بن مطعون، فَقَالَ جَعْفَرٌ: أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِينَا رَسُولا، وَأَمَرَنَا أَلا نسجد لأحد إلا الله، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ ... وَسَاقَ الْحَدِيثَ. قال أَبُو عُمَر: ولو صح هَذَا الحديث لثبتت بِهِ هجرة عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة إِلَى أرض الحبشة، ولكنه وهم وغلط، والصحيح فِيهِ أن أبا إسحاق رواه عن عبد الله ابن عُتْبَة، عَنِ ابْن مَسْعُود قَالَ: بعثنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي، ونحن نحو من ثمانين رجلا منهم ابْن مسعود، وجعفر بن أبى طالب ... وساق

_ [1] في أسد الغابة: ابنه عبد الله.

(1604) عبد الله بن عتبة،

الحديث. ولعل الوهم أن يكون دخل على من قَالَ ذَلِكَ لما فِي الحديث منهم ابْن مَسْعُود، وليس يشكل عِنْدَ أحد من أهل هَذَا الشأن أن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة ليس ممن أدرك الهجرة إِلَى النجاشي، ولا كَانَ يومئذ مولودا، والله أعلم، ولكنه ولد فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتى بِهِ فمسحه بيده ودعا لَهُ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، عَنْ وَكِيع، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ وَفَضْلٌ ابْنَا عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالا: حَدَّثَتْنَا أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ جَدَّتِهَا، وَكَانَتْ أُمُّ وَلَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَتْ: قُلْتُ لِسَيِّدِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ: أَيُّ شَيْءٍ تَذْكُرُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: أَذْكُرُ أَنَّنِي غُلامٌ خُمَاسِيٌّ أَوْ سُدَاسِيٌّ [1] أَجْلَسَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ، وَمَسَحَ عَلَى وَجْهِي، وَدَعَا لِي وَلِذُرِّيَّتِي بِالْبَرَكَةِ. (1604) عبد الله بْن عُتْبَة، أحد بني نفيل، كَانَ فيمن أشار إِلَى فروة بْن هبيرة بلزوم الإسلام- قاله وثيمة، عَنِ ابْن إِسْحَاق (1605) عبد الله بْن عَتِيك الأَنْصَارِيّ. من بني عَمْرو بْن عوف. قد تقدم [2] ذكر نسبه عِنْدَ ذكر أخيه جَابِر بْن عَتِيك. وعبد الله هَذَا هُوَ الَّذِي قتل أَبَا رَافِع بْن أَبِي الحقيق اليهودي بيده، وَكَانَ فِي بصره شيء، فنزل تلك الليلة عَنْ درج أَبِي رَافِع بعد قتله إياه، فوثب فكسرت رجله، فاحتمله أصحابه حينا، فلما وصل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسح رجله، قَالَ: فكأني لم أشتكها قط،

_ [1] علام خماسي: طوله خمسة أشبار. قال في القاموس: ولا يقال سداسي ولا ساعي لانه إذا بلع ستة أشبار فهو رجل. [2] صفحة 222.

(1606) عبد الله بن عثمان الأسدي،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لَهُ وللذين توجهوا معه فِي قتل ابْن أَبِي الحقيق، إذ رآهم مقبلين، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه على المنبر يحطب، فلما رآهم قَالَ: أفلحت الوجوه. واستشهد عَبْد اللَّهِ بْن عَتِيك يَوْم اليمامة، وأظنه وأخاه شهد بدرا، ولم يختلف أن عَبْد اللَّهِ بْن عَتِيك شهد بدرا، قَالَ ابْن الكلبي وأبوه: إنه شهد صفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فإن كَانَ هَذَا صحيحا فلم يقتل يَوْم اليمامة. وقد قيل: إنه ليس بأخ لجابر بْن عَتِيك، وإن أخا جَابِر هُوَ الْحَارِث، والأول أكثر، والله أعلم، لأن الرهط الذين قتلوا ابْن أَبِي الحقيق خزرجيون، والذين قتلوا كعب بن الأشرف أو سيون، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق وغيره، ولم يختلفوا فِي ذَلِكَ، وَهُوَ يصحح قول من قَالَ: إن عَبْد اللَّهِ بْن عَتِيك ليس من الأوس، ولا هُوَ أخو جَابِر بْن عَتِيك، وقد نسب فِي قول خليفة عَبْد اللَّهِ ابن عتيك هذا: عبد الله بن عتيك بْن قَيْس بْن الأسود بْن مري بْن كَعْب بْن غنم بْن سَلَمَة بْن سَعْد بْن علي بْن أَسَد بْن ساردة بْن زيد بن جشم بن الخزرج، مهد أحدا، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا، وَرَوَى عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1606) عبد الله بْن عُثْمَان الأسدي، من بني أَسَد بن خزيمة حليف لبني عوف ابن الخزرج، قتل يَوْم اليمامة شهيدا. (1607) عبد الله بْن عدي الأَنْصَارِيّ، رَوَى عَنْهُ عُبَيْد الله بْن عدي بْن الخيار أَنَّهُ شهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجل يستأذنه فِي قتل رجل من المنافقين، فَقَالَ لَهُ: أليس يشهد أن لا إله إلا الله ... الحديث. كذا قَالَ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْد الله بْن عدي بْن الخيار، عَنْ عبيد الله بن عدىّ الأنصاري،

(1608) عبد الله بن عدي بن الحمراء القرشي الزهري،

وتابعه جماعة من أصحاب ابْن شهاب، فقالوا فِيهِ، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ عُبَيْد الله بْن عدي بْن الخيار: إن رجلا من الأنصار أخبرهم ... وذكروا قصة الرجل الَّذِي جاء يستأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قتل رجل من المنافقين. وقد جعل بعض الناس هَذَا وَالَّذِي قبله واحدا، وذلك غلط خطأ، والصواب مَا ذكرنا، وباللَّه توفيقنا. (1608) عبد الله بْن عدي بْن الحمراء القرشي الزُّهْرِيّ، من أنفسهم. وقيل: إنه ثقفي حليف لهم، يكني أَبَا عُمَر. وقيل أَبَا عَمْرو، وَقَالَ الْبُخَارِيّ: عَبْد اللَّهِ بْن عدي بْن الحمراء أَبُو عَمْرو. قال أَبُو عُمَر: لَهُ صحبة ورواية، يعد فِي أهل الحجاز، كَانَ ينزل فيما بين قديد [1] وعسفان [2] . قال الطبري: هُوَ قرشي زهري من أنفسهم، وذكره فيمن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني زهرة. وقال غيره: ليس من أنفسهم، وذكروا أن شريقا والد الأخنس بْن شريق اشترى عبدا، فأعتقه وأنكحه ابنته، فولدت لَهُ عَبْد اللَّهِ، وَعُمَر، ابني عدي بْن الحمراء. وقال إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق القاضي: عَبْد الله بن عدىّ بن الحمراء، قرشىّ

_ [1] قديد: اسم موضع قرب مكة (ياقوت) . [2] عسفان: من مكة على مرحلتين.

(1609) عبد الله بن عرفطة بن عدى بن أمية بن خدارة [2] بن عوف بن النجار ابن الخزرج الأنصاري،

زهري، هُوَ الَّذِي سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحزورة [1] قوله فِي فضل مكة، وليس هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن عدي بْن الخيار. قال أَبُو عُمَر رحمه الله تعالى: رَوَى عَنْهُ أَبُو سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مطعم، وَحَدِيثُهُ عند الزهري عند أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِالْحَزْوَرَةِ فِي سُوقِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُولُ لِمَكَّةَ: وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، وَلَوْ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ. هذا لفظ ابْن وَهْب، عَنْ يونس ابن زيد، بن ابْن شهاب، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَة بْن عبد الرحمن أنّ عبد الله ابن عدي بْن الحمراء أخبره أَنَّهُ سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف ... فذكره حرفا بحرف. (1609) عبد الله بْن عرفطة بْن عدي بْن أُمَيَّة بْن خدارة [2] بْن عوف بْن النجار ابن الخزرج الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا، وَكَانَ ممن هاجر إلى أرض الحبشة مع جعفر ابن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هُوَ حليف لبني الْحَارِث بْن الخزرج. (1610) عبد الله بْن عكيم [3] الجهني، يكنى أَبَا معبد، اختلف فِي سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. من حديثه عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من علق شيئا وكل

_ [1] حزورة- بالفتح ثم السكون وفتح الواو وراء وهاء. قال الدار قطنى: كذا صوابه والمحدثون يفتحون الزاى ويشددون الواو، وهو تصحيف. وكانت الحزورة سوق مكة. وقد دخلت في المسجد لما زيد فيه (ياقوت) . [2] في أسد الغابة: قاله أبو عمر، وجعله ابن مندة وأبو نعيم من بنى خدرة، وهل الغلط إنما وقع من الكاتب والله أعلم. وفي تاج العروس: خدارة- بالضم أخو خدرة من الأنصار، ومنهم أبو مسعود الخدارى الصحابي- كذا ضبطه ابن عبد البر في الاستيعاب. وابن دريد في الاشتقاق، وقال ابن إسحاق هو جدارة بالجيم المكسورة (مادة خدر) . [3] عكيم- بالتصغير، كما في التقريب.

(1611) عبد الله بن عمار،

إِلَيْهِ. وهو القائل: جاءنا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض جهينة قبل وفاته بشهر: ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب. يعد فِي الكوفيين. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى وهلال الوزّان. (1611) عبد الله بْن عَمَّار، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وحديثه مرسل روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن يربوع. (1612) عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، قد بلغنا فِي نسبه عِنْدَ ذكر أَبِيهِ. أمه وأم أخته حفصة- زينب بِنْت مظعون بْن حَبِيب الْجُمَحِيّ، أسلم مع أَبِيهِ وَهُوَ صغير لم يبلغ الحلم. وقد قيل: إن إسلامه كَانَ قبل إسلام أَبِيهِ، ولا يصح. وكان عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر ينكر ذَلِكَ. وأصح من ذَلِكَ قولهم: إن هجرته كانت قبل هجرة أَبِيهِ، واجتمعوا أَنَّهُ لم يشهد بدرا، واختلف فِي شهوده أحدا، والصحيح أن أول مشاهده الخندق. وقال الْوَاقِدِيّ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر يَوْم بدر ممن لم يحتلم، فاستصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورده، وأجازه يَوْم أحد. ويروى عَنْ نَافِع أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ردّه يوم أحد، لانه كَانَ ابْن أربع عشرة سنة، وأجازه يوم الخندق، وَهُوَ ابْن خمس عشرة. وقد روي حديث نَافِع على الوجهين جميعا، وشهد الحديبية، وَقَالَ بعض أهل السير: إنه أول من بايع يومئذ، ولا يصح، والصحيح أن من بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالحديبية تحت الشجرة بيعة الرضوان أَبُو سنان [1] الأسدي. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَدْرَكَ ابْنُ عُمَرَ الْفَتْحَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً- يَعْنِي فَتْحَ مكة.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: الصواب سنان بن أبى سنان الأسدي. وأما أبو سنان فمات يوم بنى قريظة قبل الحديبيّة.

وكان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من أهل الورع والعلم، وَكَانَ كَثِير الإتباع لآثار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شديد التحري والاحتياط والتوقي فِي فتواه، وكل مَا يأخذ بِهِ نفسه، وَكَانَ لا يتخلف عَنِ السرايا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ كَانَ بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة، وفي الفتنة، إِلَى أن مات، ويقولون: إنه كَانَ من أعلم الصحابة بمناسك الحج. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه حفصة بِنْت عُمَر: إن أخاك عَبْد اللَّهِ رجل صَالِح لو كَانَ يقوم من الليل، فما ترك ابْن عُمَر بعدها قيام الليل. وكان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لورعه قد أشكلت عَلَيْهِ حروب علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقعد عَنْهُ، وندم على ذَلِكَ حين حضرته الوفاة، وسنذكر ذَلِكَ فِي آخر الباب إن شاء الله تعالى. وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ قُسَيْطٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْمَشَاهِدِ، فَقَالَ: كَفَفْتُ يَدِي، فَلَمْ أُقْدِمْ، وَالْمُقَاتِلُ عَلَى الْحَقِّ أَفْضَلُ. وقال جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ: مَا منا أحد إلا مالت بِهِ الدنيا، ومال بها، مَا خلا عُمَر وابنه عَبْد اللَّهِ. وقال مَيْمُون بْن مهران: ما رأيت أورع من ابْن عُمَر، ولا أعلم من ابْن عَبَّاس. وروى ابْن وَهْب، عَنْ مَالِك، قَالَ: بلغ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر ستا وثمانين سنة، وأفتى فِي الإسلام ستين سنة، ونشر نَافِع عَنْهُ علما جما. أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا الدِّيلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الحميد

ابن صُبَيْحٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ أَنَّ مَرَوَانَ بْنَ الْحَكَمِ دَخَلَ فِي نفر على عبد الله بن عمر بعد ما قُتِلَ عُثْمَانُ، فَعَرَضُوا عَلَيْهِ أَنْ يُبَايِعُوا لَهُ، قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِالنَّاسِ؟ قَالَ: تُقَاتِلُهُمْ وَنُقَاتِلُهُمْ مَعَكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوِ اجْتَمَعَ عَلَيَّ أَهْلُ الأَرْضِ إِلا أَهْلُ فَدَكٍ مَا قَاتَلْتُهُمْ. قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ وَمَرْوَانُ يَقُولُ: وَالْمُلْكُ بَعْدُ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا قال أَبُو عُمَر: مات عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بمكة سنة ثلاث وسبعين، لا يختلفون فِي ذَلِكَ، بعد قتل ابْن الزُّبَيْر بثلاثة أشهر أو نحوها. وقيل: لستة أشهر. وكان أوصى أن يدفن فِي الحل، فلم يقدر على ذَلِكَ من أجل الْحَجَّاج، ودفن بذي طوى فِي مقبرة المهاجرين، وَكَانَ الْحَجَّاج قد أمر رجلا فسم زج رمح، وزحمه فِي الطريق ووضع الزج فِي ظهر قدمه، وذلك أن الْحَجَّاج خطب يوما وأخر الصلاة، فَقَالَ ابْن عُمَر: إن الشمس لا تنتظرك، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاج: لقد هممت أن أضرب الَّذِي فِيهِ عيناك. قَالَ: إن تفعل فإنك سفيه مسلط. وقيل: إنه أخفى قوله ذَلِكَ عَنِ الْحَجَّاج، ولم يسمعه، وَكَانَ يتقدم فِي المواقف بعرفة وغيرها إِلَى المواضع التي كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقف بها، فكان ذَلِكَ يعز على الْحَجَّاج، فأمر الْحَجَّاج، رجلا معه حربة يقال: إنها كانت مسمومة، فلما دفع الناس من عرفة لصق بِهِ ذَلِكَ الرجل، فأمر الحربة على قدمه، وهي فِي غرز راحلته، فمرض منها أياما، فدخل عَلَيْهِ الْحَجَّاج يعوده، فَقَالَ لَهُ: من فعل بك يَا أَبَا الرحمن؟ فَقَالَ: مَا تصنع بِهِ؟ قَالَ: قتلني الله إن لم أقتله. قَالَ: مَا أراك فاعلا، أنت الَّذِي أمرت الَّذِي بخسني بالحربة. فَقَالَ: لا تفعل يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وخرج عنه. وروى

أَنَّهُ قَالَ للحجاج- إذ قَالَ لَهُ: من فعل بك- قَالَ: أنت الَّذِي أمرت بإدخال السلاح فِي الحرم، فلبث أياما، ثُمَّ مات، وصلى عَلَيْهِ الْحَجَّاج. حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَعْمَرٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج ابن رِشْدِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سليمان الجعفي، قال: حدثنا أسباط ابن مُحَمَّدٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ [1] ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَا آسَى عَلَى شيء إلا أني لم أقاتل مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ. وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سياه، عن حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا أَجِدُنِي آسَى عَلَى شَيْءٍ فَاتَنِي مِنَ الدُّنْيَا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع عَلِيٍّ. وَذَكَرَ أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ- حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: مَا أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا شَيْئًا، إِلا أَنِّي لَمْ أُقَاتِلِ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وقال: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد، حَدَّثَنَا عبد الجبار بْن الْعَبَّاس، عَنْ أَبِي العنبس، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي الجهم، قَالَ: سمعت ابْن عُمَر يَقُول: مَا آسى على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع على.

_ [1] بكسر المهملة بعدها تحتانية خفيفة (التقريب) .

(1613) عبد الله بن عمرو بن بجرة [1] بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط ابن رزاح بن عدى بن كعب القرشي العدوي.

(1613) عبد الله بْن عَمْرو بْن بجرة [1] بْن خَلَف بْن صداد بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط ابن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي. أسلم يوم الفتح، وقتل يوم اليمامة شهيدا، ولا أعلم لَهُ رواية، ذكره ابْن إِسْحَاق وَابْن عقبة فيمن استشهد يَوْم اليمامة من بني عدي بْن كَعْب، وَقَالَ أَبُو معشر: هم بيت من أهل اليمن تبناهم بجرة ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدىّ. (1614) عبد الله بْن عَمْرو الْجُمَحِيّ، مدني، رَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كَانَ يأخذ من شاربه وظفره يَوْم الجمعة. روى عَنْهُ إِبْرَاهِيم بْن قدامة الْجُمَحِيّ. فِيهِ نظر. (1615) عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم [بْن كَعْب [2]] بْن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ، يكنى أَبَا جابر، ذكره ابن إسحاق عن معبد ابن كَعْب، عَنْ أَبِيهِ كَعْب، أَنَّهُ قَالَ فِي حديث ذكره، وأنا أنظر إِلَى عَبْد اللَّهِ ابن عَمْرو بْن حرام، فقلت: يَا أَبَا جَابِر. كان نقيبا، وشهد العقبة ثُمَّ بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، قتله أسامة الأعور ابن عُبَيْد، وقيل: بل قتله سُفْيَان بْن عبد شمس أَبُو أَبِي الأعور السُّلَمِيّ، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الهزيمة، وَهُوَ أول قتيل قتل من المسلمين يومئذ، ودفن هُوَ وَعَمْرو بْن الجموح فِي قبر واحد، كَانَ عَمْرو بْن الجموح على أخته هند بِنْت عَمْرو بْن حرام، هُوَ والد جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ. روى عَنْهُ ابنه جَابِر قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتختم فِي يمينه. وَذَكَرَ ابن عيينة. عن ابن المتكدر، قال: سمعت جابرا يقول: جيء بأبي

_ [1] في أسد الغابة وهوامش الاستيعاب: بجرة- بضم الباء وسكون الجيم [2] ليس في أسد الغابة.

يَوْمَ أُحُدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَنَهَانِي قَوْمٌ، فَسَمِعُوا صَوْتَ صَائِحَةٍ، فَقِيلَ: ابْنَةُ عَمْرٍو [1] أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَلا تَبْكِي [2] مَا زَالَتِ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قُتِلَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَجُدِعَ أَنْفُهُ، وَقُطِعَتْ أُذُنَاهُ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ قَبْرَهُ، فَدُفِنَ مَعَ اثْنَيْنِ فِي قَبْرِهِ، فَجَعَلَتِ ابْنَتَهُ تَبْكِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا زَالَتِ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ حَتَّى رُفِعَ. قَالَ: فَحَفَرَتْ لَهُ قَبْرًا بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوَّلَتْهُ إِلَيْهِ، فَمَا أَنْكَرَتْ مِنْهُ شَيْئًا، إِلا شَعَرَاتٍ مِنْ لِحْيَتِهِ كَانَتْ مَسَّتْهَا الأَرْضُ. وَرَوَى طَلْحَةُ بْنُ خِرَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَقِيَنِي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا جابر، ما لي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا مُهْتَمًّا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالا وَعَلَيْهِ دَيْنٌ. قَالَ: أَفَلا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ، وَكَلَّمَهُ كِفَاحًا [3] ، وَمَا كَلَّمَ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ، تَرُدَّنِي إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، فَقَالَ الرَّبُّ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لا يُرْجَعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى [4] : وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 3: 169.

_ [1] في أسد الغابة: فجعلت فاطمة بنت عمرو. [2] في أسد الغابة: فقال رسول الله: تبكين أَوْ لا تبكيه مَا زالت الملائكة تظله. [3] كفاحا: مواجهة ليس بينهما حجاب ولا رسول (النهاية) . [4] سورة آل عمران، 169.

(1616) عبد الله بن عمرو الحضرمي، حليف بنى أمية.

ذكره بقي بْن مخلد، قَالَ حَدَّثَنَا دحيم، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم، قَالَ: سمعت طَلْحَة بْن خِرَاش يذكره. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم هَذَا هُوَ مُوسَى بن إبراهيم ابن كَثِير بْن بشير بْن الفاكه الأَنْصَارِيّ المدني، وطلحة بْن خِرَاش أنصاري أيضا من ولد خِرَاش بْن الصمة، وكلاهما مدني ثقة. وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ، عن عبد الله بن محمد ابن عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ؟ فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ. قَالَ: أَتَمَنَّى أَنْ أُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَلُ. قَالَ: فَإِنِّي قَضَيْتُ أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لا يُرْجَعُونَ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: لَمَّا جِيءَ بِأَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، وَجَاءَتْ عَمَّتِي تَبْكِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَبْكِي، وَجَعَلَ الْقَوْمُ يَنْهَوْنِي، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ. عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنْهَانِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ابْكُوهُ أَوْ لا تَبْكُوهُ، فو الله مَا زَالَتِ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى دَفَنْتُمُوهُ. (1616) عبد الله بْن عَمْرو الحضرمي، حليف بني أُمَيَّة. قال الْوَاقِدِيّ: ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن عُمَر بْن الخطاب. (1617) عبد الله بْن عَمْرو بْن الطفيل، ذي النور، الأزدي، ثُمَّ الدوسي. قال الْحَسَن بْن عُثْمَان: كَانَ من فرسان المسلمين وأهل الشدة والنجدة، واستشهد يَوْم أجنادين سنة ثلاث عشرة. (1618) عبد الله بْن عَمْرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو ابن هصيص [1] بْن كَعْب بْن لؤي القرشي السهمي،

يكنى أَبَا مُحَمَّد. وقيل: يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل أَبُو نصير، وهي غريبة. وأما ابْن معين فَقَالَ: كنيته أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، والأشهر أَبُو مُحَمَّد. أمه ريطة بِنْت منبه بْن الْحَجَّاج السهمية، ولم يفته أبوه فِي السن إلا باثنتي عشرة، ولد لعمرو: عَبْد اللَّهِ، وَهُوَ ابْن اثنتي عشرة سنة. أسلم قبل أَبِيهِ، وَكَانَ فاضلا حافظا عالما، قرأ الكتاب [2] واستأذن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أن يكتب حديثه، فأذن لَهُ، قَالَ: يا رسول الله أكتب كل مَا أسمع منك فِي الرضا والغضب؟ قَالَ: نعم، فإني لا أقول إلا حقا. وقال أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا كَانَ أحد أحفظ لحديث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مني إلا عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو، فإنه كَانَ يعي بقلبه، وأعي بقلبي، وَكَانَ يكتب وانا لا أكتب، استأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلم في ذَلِكَ، فأذن لَهُ. وَرَوَى شفي [3] الأصبحي، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاص، قَالَ: حفظت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مثل. وكان يسرد الصوم، ولا ينام بالليل، فشكاه أبوه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن لعينك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، قم ونم وصم وأفطر. صم ثلاثة أيامٍ من كل شهرٍ، فذلك صيام الدهر، فَقَالَ: إِنِّي أطيق أكثر من ذَلِكَ، فلم يزل يراجعه فِي الصيام حَتَّى قَالَ لَهُ: لا صوم أفضل من صوم دَاوُد، وَكَانَ يصوم يوما ويفطر يوما. فوقف عبد الله عند ذلك، وتمادى عليه.

_ [1] في الإصابة: هضيض، وهو خطأ. [2] في أسد الغابة: قرأ القرآن والكتب المتقدمة. [3] بالفاء- مصغرا- ابن ماتع بمثناة، الأصبحي.

ونازل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا فِي ختم القرآن، فَقَالَ: اختمه فِي شهر، فَقَالَ: أني أطيق أفضل من ذَلِكَ، فلم يزل يراجعه حَتَّى قَالَ: لا تقرأه فِي أقل من سبع. وبعضهم يَقُول فِي حديثه هَذَا: أقل من خمس، والأكثر على أَنَّهُ لم ينزل من سبع، فوقف عِنْدَ ذَلِكَ، واعتذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من شهوده صفين، واقسم أَنَّهُ لم يرم فيها برمح ولا سهم، وأنه إنما شهدها لعزمة أَبِيهِ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ، وأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: أطع أباك. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمرو الجوهري، حدثنا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ [1] بْنُ نَاصِحٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عَمْرٍو الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه كان يقول: ما لي ولصفين! ما لي وَلِقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ! وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي مِتُّ قَبْلَ هَذَا بِعَشْرِ سِنِينَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَمَا وَاللَّهِ مَا ضَرَبْتُ فِيهَا بِسَيْفٍ، وَلا طَعَنْتُ بِرُمْحٍ، وَلا رَمَيْتُ، بِسَهْمٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَحْضَرْ شَيْئًا مِنْهَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ ذَلِكَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، إِلا أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ كَانَتْ بِيَدِهِ الرَّايَةَ يَوْمَئِذٍ، فَنَدِمَ نَدَامَةً شَدِيدَةً عَلَى قِتَالِهِ مَعَ مُعَاوِيَةَ، وَجَعَلَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَيَتُوبُ إِلَيْهِ. وَحَدَّثَنَا خَلَفٌ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عَمْرٍو الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، إن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ما لي وقتال المسلمين وَلِصِفِّينَ، لوددت أني مت قبله بعشر سنين، أما والله على ذلك ما رميت بسهم، ولا طعنت ترمح، ولا ضربت بسيف ... وذكره إِلَى آخره. واختلف فِي وقت وفاته، فَقَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل: مات عَبْد اللَّهِ بن عمرو

_ [1] في س: الخطيب.

(1619) عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم ابن النجار،

ابن الْعَاص ليالي الحرة، فِي ولاية يَزِيد بْن مُعَاوِيَة، وكانت الحرة يَوْم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين. وقال غيره: مات بمكة سنة سبع وستين، وَهُوَ ابْن اثنتين وسبعين سنة. وقال غيره: مات سنة ثلاث وسبعين. وقال يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير: مات بأرضه بالسبع [1] من فلسطين سنة خمس وستين. وقيل: إن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاص توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: إنه مات بمصر سنة خمس وستين، وَهُوَ ابْن اثنتين وسبعين سنة. (1619) عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم ابن النجار، أَبُو أَبِي، ابن أم حرام. وغلب عَلَيْهِ ابْن [أم [2]] حرام، وقد تقدم [3] ذكره فِي صدر العبادلة، وَهُوَ ابْن خالة أنس بْن مَالِك، أمه أم حرام بِنْت ملحان، وربيب [4] عبادة بْن الصامت. عمر حَتَّى رَوَى عنه إبراهيم ابن أَبِي عبلة [5] . يعد فِي الشاميين. (1620) عبد الله بْن عَمْرو بْن مليل. لَهُ صحبة. (1621) عبد الله بْن عَمْرو بْن وقدان، يقال لَهُ: عَبْد اللَّهِ بْن السعدي، واسم أبيه السعدي عَمْرو بْن وقدان بْن عبد شمس بْن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عَامِر بْن لؤي القرشي العامري، قيل لأبيه السعدي، لأنه استرضع لَهُ فِي بني سَعْد بن بكر.

_ [1] السبع- بلفظ العدد المؤنث: ناحية في فلسطين، بين بيت المقدس والسكرك، فيه سبع أيار، سمى الموضع بذلك، وكان ملكا لعمرو بن العاص أقام به لما اعتزل الناس. وأكثر الناس يروى هذا بفتح الباء (ياقوت) . [2] من أسد الغابة. [3] صفحة 891. [4] في أسد الغابة: أمه أم حرام بنت ملحان امرأة عبادة بن الصامت فهو ريب عبادة. [5] بسكون الموحدة، واسمه شمر- بكسر المعجمة ابن يقطان الشامي (التقريب) . (الاستيعاب ج 3 م 4)

(1622) عبد الله بن عمرو بن هلال المزني،

توفى عبد الله بن السعدي سنة سبع وخمسين، يكنى أَبَا مُحَمَّد. (1622) عبد الله بْن عَمْرو بْن هِلال الْمُزْنِيّ، والد عَلْقَمَة وبكر ابني عَبْد اللَّهِ الْمُزْنِيّ، هو أحد البكاءين الذين نزلت فيهم [1] : وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ ... 9: 92 الآية. وكانوا ستة نفر، رَوَى عَنْهُ ابنه عَلْقَمَة وَابْن بريدة، لَهُ صحبة ورواية، وَكَانَ ابنه بَكْر من أجلة أهل البصرة، وَكَانَ يقال: الْحَسَن شيخها، وبكر فتاها. (1623) عبد الله بْن عَمْرو بْن وَهْب بْن ثعلبة بْن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري، الساعدي، قتل يوم أحد شهيدا. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كل من كَانَ من بني طريف فهو من رهط سَعْد بْن مُعَاذ. (1624) عبد بْن عُمَيْر الأشجعي، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: إذا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جمعهم فاقتلوه، ما أستثني أحدا. (1625) عبد الله بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ الخطمي، من بنى خطمة بن جشم بن مالك ابن الأوس. روى عَنْهُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر، يعد فِي أهل المدينة، وَكَانَ أعمى يؤم قومه بني خطمة، وجاهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أعمى. (1626) عبد الله بْن عُمَيْر السدوسي، حديثه عِنْدَ عَمْرو بْن سُفْيَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَيْر السدوسي، عن أبيه، عن جده. (1627) عبد الله بن عُمَيْر بْن عدي بْن أُمَيَّة بْن خدارة [2] بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري،

_ [1] سورة التوبة، آية 93. [2] انظر الحاشية رقم 2 صفحة 949. وفي هوامش الاستيعاب: عند ابن إسحاق والطبري فيه: جدارة بجيم مكسورة (ظهر الاستيعاب ج 3- م

(1628) عبد الله بن عياش بن أبى ربيعة،

شهد بدرا فِي قول جميعهم، ولم يعرفه ابْن عُمَارَة، ولا ذكره فِي كتابه فِي أنساب الأنصار. (1628) عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، واسم أَبِي رَبِيعَة عَمْرو بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ولد بأرض الحبشة، يكنى أَبَا الْحَارِث، حفظ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه. وَرَوَى عَنْ عُمَر وغيره، فما رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعض بيوت آل أَبِي رَبِيعَة، إما لعيادة مريض، أو لغير ذَلِكَ، فقالت لَهُ أَسْمَاء بِنْت مخربة [1] التميمية [وكانت تكنى] أم الجلاس، وهي أم عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة: يَا رَسُول اللَّهِ، ألا توصيني؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أم الجلاس، ائتي إِلَى أختك مَا تحبين أن تأتي إليك، ثم أتي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بصبي من ولد عَيَّاش فذكرت أم الجلاس لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرضا بالصبي، فأخذه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعل يرقيه ويتفل عَلَيْهِ، وجعل الصبي يتفل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجعل بعض أهل البيت ينتهر الصبي ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكفهم عَنْ ذَلِكَ. روى عَنْهُ ابنه الْحَارِث بْن عَبْد اللَّهِ، ونافع مولى عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر (1629) عبد الله بْن غالب اللَّيْثِيّ، من كبار الصحابة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعثٍ سنة اثنتين من الهجرة. (1630) عبد الله بْن غنام البياضي، حديثه عِنْدَ رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عنبسة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن غنام، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من قَالَ حين يصبح: اللَّهمّ مَا أصبح بي من نعمةٍ فمنك وحدك لا شريك لك،

_ [1] في أسد الغابة: مخرمة، والضبط من تاج العروس، والطبقات: 8- 222.

(1631) عبد الله بن فضالة الليثي،

لك الحمد، ولك الشكر، فقد أدى شكر يومه، ومن قَالَ ذَلِكَ حين يمشي فقد أدى شكر ليلته. (1631) عبد الله بْن فَضَالَة اللَّيْثِيّ، أَبُو عَائِشَة، روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ولدت في الجاهلية فعق أبي عني بفرس. وهو إسناد ليس بالقائم. واختلف فِي إتيانه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فروى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عَبْد اللَّهِ فَضَالَة، أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ورواه خَالِد الواسطي، عَنْ زُهَيْر بْن أَبِي إِسْحَاق، عَنْ دَاوُد بْن أَبِي هند، عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود. عن عَبْد اللَّهِ بْن فَضَالَة، عَنْ أَبِيهِ، وَهُوَ أصح إن شاء الله تعالى، ولا يختلف فِي صحبة أَبِيهِ فَضَالَة، وقد ذكرناه [1] في بابه، والحمد الله تعالى. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو عَاصِمٍ الضَّرِيرُ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اللَّيْثِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْحَدَثَانِ اللَّيْثِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ، قَالَ: وُلِدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَعَقَّ أَبِي عَنِّي بِفَرَسٍ. قال خليفة: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن فَضَالَة اللَّيْثِيّ على قضاء البصرة، يكنى أَبَا عَائِشَة. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: مَا رواه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو عندهم مرسل، على أَنَّهُ قد أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد رآه. (1632) عبد الله بْن قارب الثقفي، ويقال: عَبْد اللَّهِ بْن مأرب، والصحيح قارب. حَدِيثُهُ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَيْرَةَ، عن وهب بن عبد الله بن قارب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله المحلّقين [2] ... الحديث.

_ [1] سيذكر بعد على حسب الترتيب الجديد للكتاب. [2] المحلقون: الذين حلقوا شعورهم في الحج أو العمرة (النهاية) .

(1633) عبد الله ب أبى قحافة، أبو بكر الصديق رضى الله عنهما.

(1633) عبد الله ب أَبِي قحافة، أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. كان اسمه فِي الجاهلية عبد الكعبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبْد اللَّهِ. هذا قول أهل النسب: الزُّبَيْرِيّ وغيره، واسم أَبِيهِ أَبِي قحافة: عُثْمَان بْن عامر بن عمرو ابْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بْن فهر القرشي التيمي. وأمه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سَعْد بْن تيم بْن مُرَّةَ واسمها: سلمى. قال مُحَمَّد بْن سلام: قلت لابن دأب: من أم أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ: أم الخير، هَذَا اسمها. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: لا يختلفون أن أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شهد بدرا بعد مهاجرته مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إِلَى المدينة، وأنه لم يكن رفيقه من أصحابه فِي هجرته غيره، وَهُوَ كَانَ مؤنسه فِي الغار إِلَى أن خرج معه مهاجرين. وهو أول من أسلم من الرجال فِي قول طائفة من أهل العلم بالسير والخبر، وأول من صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ذكر أولئك. وكان يقال لَهُ عتيق واختلف العلماء فِي المعنى الَّذِي قيل لَهُ به عتيق. فقال الليث ابن سَعْد وجماعة معه: إنما قيل لَهُ عتيق لجماله وعتاقة وجهه. وقال مصعب الزُّبَيْرِيّ وطائفة من أهل النسب: إنما سمى أَبُو بَكْر عتيقا لأنه لم يكن فِي نسبه شيء يعاب بِهِ. وقال آخرون: كَانَ لَهُ أخوان، أحدهما يسمى عتيقا. مات عتيق قبله، فسمي باسمه. وقال آخرون: إنما سمي عتيقا لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من سره أن ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هذا، فسمى عتيقا بذلك.

وحدثنا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُون الْبَجَلِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَة الدِّمَشْقِيّ، وَحَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بْن سُفْيَان واللفظ لَهُ، وحديثه أتم. قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: إِنِّي لَفِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابه بِالْفِنَاءِ، وَبَيْنِي وَبَيْنَهُمُ السِّتْرُ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ ينظر إلى عتيق من النار، فلينظر إلى هَذَا. قَالَتْ: وَإِنَّ اسْمَهُ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ لَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بن عمرو. وحدثني خلف بن قائم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا شَيْخٌ لَنَا، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَوْ سُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَوَّلُ إِسْلامًا؟ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتَ قول حسان [1] : إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا خَيْرُ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلُهَا [2] ... بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلا وَالثَّانِيَ التَّالِيَ الْمُحْمُودُ مَشْهَدُهُ [3] ... وَأَوَّلُ النَّاسِ مِمَّنْ [4] صَدَّقَ الرُّسُلا ويروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لحسان: هل قلت فِي أَبِي بكرٍ شيئا؟ قَالَ: نعم، وأنشده هذه الأبيات، وفيها بيت رابع وهي: والثاني اثنين فِي الغار المنيف وقد ... طاف العدو به إذ صعّدوا الجبلا

_ [1] ديوانه: 299 [2] في الديوان: وأرأفها. [3] في الديوان: شيمته. [4] في الديوان: وأول الناس طرا.

فسر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: أحسنت يَا حَسَّان. وقد رَوَى فيها بيت خامس: وَكَانَ حب رَسُول اللَّهِ قد علموا ... خير [1] البرية لم يعدل بِهِ رجلا وروى شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم النخعي. قال: أَبُو بَكْر أول من أسلم. واختلف فِي مكث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِي بَكْر فِي الغار، فقيل: مكثا فِيهِ ثلاثا، يروي ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِد. وقد رَوَى فِي حديث مرسل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مكثت مع صاحبي فِي الغار بضعة عشر يوما، مَا لنا طعام إلا ثمر البرير- يَعْنِي الأراك، وَهَذَا غير صحيح عِنْدَ أهل العلم بالحديث، والأكثر على مَا قاله مُجَاهِد. والله أعلم. وروى الجريري عَنْ أَبِي نَضْرَة، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْر لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنا أسلمت قبلك.. في حديث ذكره، فلم ينكر عَلَيْهِ ومما قيل فِي أَبِي بَكْر رَضِيَ الله عنه قول أبى الهيثم ابن التيهان فيما ذكروا: وإني لأرجو أن يقوم بأمرنا ... ويحفظه الصديق والمرء من عدي أولاك خيار الحي فهر بْن مالكٍ ... وأنصار هَذَا الدين من كل معتدى وقال فيه أبو محجن الثقفي: وسميت صديقا، وكل مهاجرٍ ... سواك يسمى باسمه غير منكر سبقت إلى الإسلام والله شاهد ... وكنت جليسا بالعريش المشهر وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا ... وكنت رفيقا للنّبيّ المطهّر

_ [1] في الديوان: من البرية.

وسمي الصديق لبداره إِلَى تصديق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كل مَا جاء بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: بل قيل لَهُ الصديق [لتصديقه لَهُ [1]] فِي خبر الإسراء. وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي غير هَذَا الموضع. وكان فِي الجاهلية وجيها رئيسا من رؤساء قريش، وإليه كانت الأشناق فِي الجاهلية، والأشناق: الديات، كَانَ إذا حمل شيئا قالت فِيهِ قريش: صدقوه وأمضوا حمالته، وحمالة من قام معه أَبُو بَكْر، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه. وأسلم على يد أَبِي بَكْر: الزُّبَيْر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بْن عوف. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ، وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفًا أَنْفَقَهَا كُلَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نفعني مال مَا نفعني مال أَبِي بكرٍ» . وأعتق أَبُو بَكْر سبعة كانوا يعذبون فِي الله، منهم: بلال، وعامر بْن فهيرة. وفي حديث التخيير، قال على: فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المخير، وَكَانَ أَبُو بَكْر أعلمنا بِهِ. [وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوا لي صاحبي، فإنكم قلتم لي: كذبت، وَقَالَ لي: صدقت [2]] . وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كلام البقرة والذئب: «آمنت

_ [1] من ش. [2] ليس في ش.

بهذا أنا وَأَبُو بَكْر وَعُمَر، وما هما ثُمَّ علما بما كانا عَلَيْهِ من اليقين والإيمان. وقال عَمْرو بْن الْعَاص: يَا رَسُول اللَّهِ، من أحب الناس إليك؟ قَالَ: عَائِشَة، قلت: من الرجال؟ قَالَ: أبوها. وَرَوَى مَالِكٌ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ آمَنِ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلامِ، لا تَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلا خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ. رَوَى [سُفْيَانُ [1]] بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبْدُوسٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُمْ قَالُوا لَهَا: مَا أَشَدَّ مَا رَأَيْتِ الْمُشْرِكِينَ بَلَغُوا مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كَانَ الْمُشْرِكُونَ قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَتَذَاكَرُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يَقُولُ فِي آلِهَتِهِمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ، إِذْ دخل رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ، فَقَامُوا إِلَيْهِ، وَكَانُوا إِذَا سَأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ صَدَّقَهُمْ، فَقَالُوا: أَلَسْتَ تَقُولُ فِي آلِهَتِنَا كَذَا وَكَذا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ: فَتَشَبَّثُوا بِهِ بِأَجْمَعِهِمْ، فَأَتَى الصَّرِيخُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ صَاحِبَكَ. فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَوَجَدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَيْلَكُمْ، أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ؟ قَالَ: فَلُهُّوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقْبَلُوا عَلَى أَبِي بَكْرٍ يَضْرِبُونَهُ. قَالَتْ:

_ [1] من ش.

فَرَجَعَ إِلَيْنَا، فَجَعَلَ لا يَمَسُّ شَيْئًا مِنْ غَدَائِرِهِ [1] إِلا جَاءَ مَعَهُ وَهُوَ يَقُولُ: تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ. وروينا من وجوه، عَنْ أَبِي أمامة الباهلي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرو بْن عبسة، قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نازل بعكاظ، فقلت: يَا رَسُول اللَّهِ، من اتبعك على هَذَا الأمر؟ قَالَ: حر وعبد: أَبُو بكرٍ، وبلال. قَالَ: فأسلمت عِنْدَ ذَلِكَ.. فذكر الحديث. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّاهَرْتِيُّ [2] الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ حَدَّثَهُ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدُهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا. وروينا أن رجلا من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مجلس فِيهِ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الصديق: والله مَا كَانَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من موطن إلا وعلي معه فِيهِ. فقال الْقَاسِم: يَا أخي، لا تحلف. قال: هلم. قال: بلى، مَا ترده [3] . قال الله تعالى [4] : ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40.

_ [1] في ش: عذارة. [2] في ى: الباهرى، وهو خطأ، صوابه من ش، واللباب. [3] في ش: قال: ما لا ترده. [4] سورة التوبة، آية 1 4

واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على [أمته [1]] من بعده، بما أظهر من الدلائل البينة على محبته فِي ذَلِكَ، وبالتعريض الَّذِي يقوم مقام التصريح، ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فِيهِ بشيء، وَكَانَ لا يصنع شيئا فِي دين الله إلا بوحي، والخلافة ركن من أركان الدين. وَمِنَ الدَّلائِلِ الْوَاضِحَةِ [2] عَلَى مَا قُلْنَا مَا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالا: حدثنا أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بن سلمة الخزاعي، وأخبرنا أحمد ابن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ بْنُ حَمْزَةَ الْحُسَيْنِيُّ بِمِصْرَ. وَحَدَّثَنَا الطَّحَاوِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيُّ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن محمد ابن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلَتْهُ عَنْ شَيْءٍ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْكَ، تَعْنِي الْمَوْتَ. فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ. قال الشافعي: فِي هَذَا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْر. وَرَوَى الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ. كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلِيلٌ، فَدَعَاهُ بِلالٌ إِلَى الصَّلاةِ، فَقَالَ لَنَا: مُرُوا مَنْ يُصَلِّي بِالنَّاسِ. قَالَ: فَخَرَجْتُ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا، فَقُلْتُ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَامَ عُمَرُ، فَلَمَّا كَبَّرَ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته،

_ [1] من ش. [2] في ش: ومن الدليل الواضح.

وَكَانَ مُجْهِرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ؟ يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ. فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَاءَهُ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلاةَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ طُولَ عِلَّتِهِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهَذَا أَيْضًا وَاضِحٌ فِي ذَلِكَ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إسماعيل ابن إِسْحَاقَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ [1] ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، [عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ [2]] ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْتَدُوا باللذين مِنْ بَعْدِي: أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَتَمَسَّكُوا بِعَهْدِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، وَيَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ، [قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ [3]] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَالِدٍ [4] عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: كَانَ رُجُوعُ الأَنْصَارِ يَوْمَ سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ بِكَلامٍ قَالَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنْشَدْتُكُمُ اللَّهَ. هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بالناس؟ قالوا: اللَّهمّ نعم.

_ [1] في ش: سعد. [2] من ش. [3] من ش. [4] في ش: ابن أبى خالد.

قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يُزِيلَهُ عَنْ مَقَامٍ أَقَامَهُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: كُلُّنَا لا تَطِيبُ نَفْسُهُ، وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: اجْعَلُوا إِمَامَكُمْ خَيْرَكُمْ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جَعَلَ إِمَامَنَا خَيْرَنَا بَعْدَه. وَرَوَى الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرِضَ لَيَالِيَ وَأَيَّامًا يُنَادِي بِالصَّلاةِ فَيَقُولُ: مُرُوا أَبَا بَكرٍ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرْتُ فَإِذَا الصَّلاةُ عَلَمُ الإِسْلامِ، وَقِوَامُ الدِّينِ، فَرَضَيْنَا لِدُنْيَانَا مَنْ رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدِينِنَا، فَبَايَعْنَا أَبَا بَكْرٍ. وقد ذكرنا هَذَا الخبر وكثيرا مثله فِي معناه عِنْدَ قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مروا أَبَا بكرٍ فليصل بالناس، وأوضحنا ذَلِكَ فِي التمهيد، والحمد للَّه. وكان أَبُو بَكْر يَقُول: أنا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك كَانَ يدعى: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ. وكان عُمَر يدعى خليفة أَبِي بَكْر صدرا من خلافته حَتَّى تسمى بأمير المؤمنين لقصة سنذكرها فِي بابه، إن شاء الله تعالى. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن حكم [يعرف بابن البغوي [1]]

_ [1] ليس في ش.

أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الْجُشَمِيُّ [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لأَبِي بَكْرٍ: يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، قَالَ: لَسْتُ بِخَلِيفَةِ اللَّهِ. [قَالَ [2]] : وَلَكِنِّي أَنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَنَا رَاضٍ بِذَلِكَ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ وعلى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدِ بْنِ نُصَيْرٍ [3] أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَسَّانٍ الصَّيْدَلانِيُّ، حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ. وَرَوَى مُحَمَّد ابْن الحنفية، وعبد خير، وَأَبُو جحيفة، [عَنْ علي [4]] مثله. وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُول: سبق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وثنى أَبُو بَكْر، وثلث عُمَر، ثُمَّ حفتنا [5] فتنة يعفو الله فيها عمن يشاء. وقال عبد خير: سمعت عليا يَقُول: رحم الله أَبَا بَكْر، كَانَ أول من جمع بين اللوحين. وروينا عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب من وجوه أَنَّهُ قَالَ: ولينا أَبُو بَكْر فخير خليفة، أرحمه بنا وأحناه علينا. وقال مسروق: حب أَبِي بَكْر وَعُمَر ومعرفة فضلهما من السنة.

_ [1] في ش: الجمحيّ. [2] ليس في ش. [3] في ش: ابن بشر. [4] من ش. [5] في ش: خبطتنا.

وكان أَبُو بَكْر رجلا نحيفا أبيض خفيف العارضين أجنأ [1] ، لا تستمسك [2] أزرته، تسترخي عَنْ حقوبه، معروق الوجه، غائر العينين، ناتىء الجبهة، عاري الأشاجع، هكذا وصفته ابنته عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها، وبويع لَهُ بالخلافة فِي اليوم الَّذِي مات فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سقيفة بني ساعدة، ثُمَّ بويع البيعة العامة يَوْم الثلاثاء من غد ذَلِكَ اليوم، وتخلف عَنْ بيعته سَعْد ابن عبادة، وطائفة من الخزرج، وفرقة من قريش، ثُمَّ بايعوه بعد غير سَعْد. وقيل: إنه لم يتخلف عَنْ بيعته يومئذ أحد من قريش وقيل: إنه تخلف عَنْهُ من قريش: علي، والزبير، وطلحة، وخالد بْن سَعِيد بْن الْعَاص، ثُمَّ بايعوه بعد. وقد قيل: إن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة، ثُمَّ لم يزل سامعا مطيعا لَهُ يثني عَلَيْهِ ويفضله حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو قَطَنٍ، وأبو عبادة [3] ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، واللفظ ليزيد- قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ [4] بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ جَحْلٍ [5] ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا يُفَضِّلُنِي أَحَدٌ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إِلا جَلَدْتُهُ حَدَّ الْمُفْتَرِي. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد

_ [1] أجنأ: مشرف كاهله على صدره (القاموس) . [2] في ى: لا يستمسك. [3] في ش: وأبو عباد. [4] في ش: أبو عبيد. [5] بفتح الجيم وسكون المهملة (التقريب) .

ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَبْطَأَ عَلِيٌّ عَنْ بَيْعَتِهِ، وَجَلَسَ فِي بَيْتِهِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ: مَا أَبْطَأَ بِكَ عَنِّي! أَكَرِهْتَ إِمَارَتِي؟ فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا كَرِهْتُ إِمَارَتَكَ، وَلَكِنِّي آلَيْتُ أَلا أَرْتَدِي رِدَائِي إِلا إِلَى صَلاةٍ حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قال ابن سِيرِين: فبلغني أَنَّهُ كتب [1] على تنزيله، ولو أصيب ذَلِكَ الكتاب لوجد فِيهِ علم كَثِير. وذكر عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَيُّوب، عَنْ عكرمة، قَالَ: لما بويع لأبي بَكْر تخلّف على عَنْ بيعته، وجلس فِي بيته، فلقيه عُمَر، فَقَالَ: تخلفت عَنْ بيعة أَبِي بَكْر؟ فَقَالَ: إِنِّي آليت بيمين حين قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أرتدي بردائي إلا إِلَى الصلاة المكتوبة حَتَّى أجمع القرآن، فإني خشيت أن ينفلت. ثُمَّ خرج فبايعه. وقد ذكرنا جمع عليّ القرآن في بابه أيضا من عير هذا الوجه، الحمد للَّه. وَذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ [2] ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، قَالَ: لَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ إِلَى عَلِيٍّ، فَقَالَ: غَلَبَكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرَ أَرْذَلُ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ، أَمَا وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّهَا خَيْلا وَرِجَالا. قَالَ: فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا زِلْتَ عَدُوًّا لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، فَمَا ضَرَّ ذَلِكَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ شَيْئًا، وَإِنَّا رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أهلا، وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق، عن ابن المبارك

_ [1] في ش: كتبه. [2] بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الواو (التقريب) .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو [1] الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُسَيْرٍ [2] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ [3] بْنُ عُمَرَ، عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم، فبلغ ذلك عمر، فدخل عليها عمر، فقال: يا بنت رَسُولِ الله، مَا كَانَ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْ أَبِيكِ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا بَعْدَهُ مِنْكِ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ هَؤُلاءِ النَّفَرِ يَدْخُلُونَ عَلَيْكِ، وَلَئِنْ بَلَغَنِي لأَفْعَلَنَّ وَلأَفْعَلَنَّ. ثُمَّ خَرَجَ وَجَاءُوهَا، فَقَالَتْ لَهُمْ: إِنَّ عُمَرَ قَدْ جَاءَنِي وَحَلَفَ لَئِنْ عُدْتُمْ لَيَفْعَلَنَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَيَفِيَنَّ بِهَا، فَانْظُرُوا فِي أَمْرِكُمْ، وَلا تَرْجِعُوا إِلَيَّ. فَانْصَرَفُوا فَلَمْ يَرْجِعُوا حَتَّى بَايَعُوا لأَبِي بَكْرٍ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَبَّصَ بِبَيْعَتِهِ [لأَبِي بَكْرٍ [4]] شَهْرَيْنِ، وَلَقِيَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ، وَقَالَ: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَقَدْ طِبْتُمْ نَفْسًا عَنْ أَمْرِكُمْ يَلِيَهُ غَيْرُكُمْ، فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ يَحْفَلْ بِهَا، وَأَمَّا عُمَرُ فَاضْطَغَنَهَا [5] عَلَيْهِ، فَلَمَّا بَعَثَ أَبُو بَكْرٍ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ أَمِيرًا عَلَى رَبْعٍ مِنْ أَرْبَاعِ الشَّامِ، وَكَانَ أَوَّلُ من استعمل عليها، فجعل عمر يقول:

_ [1] في ش: عمر. [2] في ش: بشر. [3] في ش: عبيد الله. [4] من ش. [5] في ى: فاصطفاه.

أَتُؤَمِّرُهُ [1] . وَقَدْ قَالَ مَا قَالَ، فَلَمْ يَزَلْ بِأَبِي بَكْرٍ حَتَّى عَزَلَهُ، وَوَلَّى يَزِيدَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالَ ابْن أَبِي عزة القرشي الجمحيّ: شكرا لمن هُوَ بالثناء خليق ... ذهب اللجاج وبويع الصديق من بعد مَا ركضت بسعدٍ بغله [2] ... ورجا رجاءً دونه العيوق جاءت بِهِ الأنصار عاصب رأسه ... فأتاهم الصديق والفاروق وأبو عُبَيْدَة والذين إليهم ... نفس المؤمل للبقاء تتوق كنا نقول لَهَا [3] علي والرضا ... عمر، وأولاهم بتلك عتيق فدعت قريش باسمه فأجابها ... إن المنوه باسمه الموثوق وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ صَيَّادٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْتَجَّتْ مَكَّةُ، فَسَمِعَ بِذَلِكَ أَبُو قُحَافَةَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَ: أَمْرٌ جَلَلٌ! قَالَ: فَمَنْ وَلِيَ بَعْدَهُ؟ قَالُوا: ابْنُكَ قَالَ: فَهَلْ رَضِيَتْ بِذَلِكَ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَى اللَّهُ، وَلا مُعْطِي لِمَا مَنَعَهُ اللَّهُ. ومكث أَبُو بَكْر فِي خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليالٍ. وقيل: سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال.

_ [1] في ش: أتوا مرة. [2] في ش: نعله. [3] في س: لنا.

وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال. وقال ابن إسحاق: توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال غيره: وعشرة أيام. وَقَالَ غيره أيضا: وعشرين يوما، فقام بقتال أهل الردة وظهر من فضل رأيه فِي ذَلِكَ وشدته مع لينه مَا لم يحتسب، فأظهر الله بِهِ دينه، وقتل على يديه وببركته كل من ارتد عَنْ دين الله، حَتَّى ظهر أمر الله وهم كارهون. واختلف فِي السبب الَّذِي مات منه، فذكر الْوَاقِدِيّ أَنَّهُ اغتسل فِي يَوْم بارد فحم، ومرض خمسة عشر يوما. قال الزُّبَيْر بْن بكار: كَانَ بِهِ طرف من السل. وروى عن سلام بْن أَبِي مطيع أَنَّهُ سم، والله أعلم. واختلف أيضا فِي حين وفاته، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: توفي يَوْم الجمعة، لتسع ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة. وقال غيره من أهل السير: مات عشي يَوْم الاثنين. وقيل ليلة الثلاثاء. وقيل عشي يَوْم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة. هذا قول أكثرهم. وأوصى أن تغسله أَسْمَاء بِنْت عميس زوجته، فغسلته، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب، ونزل فِي قبره عُمَر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن ابن أَبِي بَكْر ودفن ليلا فِي بيت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا يختلفون أن سنه انتهت إِلَى حين وفاته ثلاثا وستين سنة إلا مَا لا يصح، وأنه استوفى بخلافته بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان نقش خاتمه: نعم القادر الله، فيما ذكر الزُّبَيْر بْن بكار، وَقَالَ غيره: كَانَ نقش خاتمه: عبد ذليل لرب جليل. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَأَلَنِي عَبْدُ الملك بن مروان

(1634) عبد الله بن قرط الثمالي الأزدي،

فَقَالَ: أَرَأَيْتَ هَذِهِ الأَبْيَاتَ الَّتِي تُرْوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْهَا، حَدَّثَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَقُلْ بَيْتَ شِعْرٍ فِي الإِسْلامِ حَتَّى مَاتَ، وَأَنَّهُ كَانَ قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، هُوَ وَعُثْمَانُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (1634) عبد الله بْن قرط الثمالي الأزدي، كَانَ اسمه فِي الجاهلية شيطانا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. حديثه عِنْدَ أهل الشام. روى عَنْهُ غضيف [1] بْن الْحَارِث، وعبد الرحمن بْن عُبَيْد، وعبيد الله بْن يَحْيَى، وولاه أَبُو عُبَيْدَة بْن الجراح مرتين على حمص، فلم يزل عليها حَتَّى توفي أَبُو عُبَيْدَة. وروى عَنْهُ أيضا عَمْرو بْن قَيْس السكوني، ومسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأزدي. رَوَى ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عبد الله ابن قُرْطٍ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمُ النَّحْرِ وَيَوْمُ الْقَرِّ، قَالَ: هُوَ يَوْمٌ يَسْتَقِرُّ فِيهِ النَّاسُ بِمِنًى. (1635) عبد الله بْن قريط [2] الزيادي، قدم مع خَالِد بْن الْوَلِيد فِي وفد بني الْحَارِث بْن كَعْب، فأسلموا، وذلك فِي سنة عشر. (1636) عبد الله بْن قَيْس بْن خَالِد [بْن خلدة [3]] بْن الْحَارِث بْن سواد بن مالك ابن غنم بن مالك بن النجار، شهد بدرا، وذكر مُحَمَّد بْن سَعْد، عَنْ عَبْد اللَّهِ ابن مُحَمَّد [4] بْن عُمَارَة الأَنْصَارِيّ أَنَّهُ قتل يَوْم أحد شهيدا، وأنكر محمد بن عمر [5]

_ [1] بالضاد المعجمة مصغر- ويقال بالطاء المهملة (التقريب) . [2] في هوامش الاستيعاب: قوله ابن قريط وهم، وإنما هو عبد الله بن قراد. وقول أبى عمر قريط تصحيف. [3] من أسد الغابة والإصابة. [4] في أسد الغابة: عن محمد بن عبد الله بن عمارة. [5] يعنى الواقدي.

(1637) عبد الله بن قيس الخزاعي.

ذَلِكَ، وَقَالَ: بل عاش وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي فِي خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (1637) عَبْد الله بْن قَيْس الخزاعي. وقيل الأسلمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أبتاع من رجل من بني غفار سهمه بخيبر ببعير. وله حديث آخر. رَوَى عَنْهُ شريح بْن عُبَيْد. (1638) عبد الله بْن قَيْس بْن زائدة بْن الأصم بْن هرم بْن رواحة بن حجر [1] بن عبد ابن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري، هُوَ ابْن أم مكتوم الأعمى، على اختلاف فِي اسمه، لأن أكثرهم يقولون اسمه عَمْرو، وقد ذكرناه فِي باب عَمْرو [2] مجود الذكر، وقد تقدم أيضا ذكره فِي موضعين من هَذَا الكتاب فِي العبادلة، والحمد للَّه تعالى. (1639) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار [3] بْن حرب بْن عَامِر الأشعري، أَبُو مُوسَى، قد نسبناه فِي الكنى. هو من ولد الأشعر بن أدد بن زيد بن كهلان، وقيل: هُوَ من ولد الأشعر بْن سبأ أخي حمير بْن سبأ، وأمه ظبية بِنْت وَهْب بْن عك. ذكر الْوَاقِدِيّ أن أبا موسى قدم مكة، فحالف سعيد بن الْعَاص بْن أُمَيَّة أَبَا أحيحة، وَكَانَ قدومه مع إخوته فِي جماعة من الأشعريين، ثُمَّ أسلم وهاجر إِلَى أرض الحبشة. وقال ابْن إِسْحَاق: هُوَ حليف آل عُتْبَة بْن رَبِيعَة، وذكره فيمن هاجر من حلفاء بني عبد شمس إِلَى أرض الحبشة. وقالت طائفة من أهل العلم بالنسب والسير:

_ [1] في الإصابة: بن حمير بن معيص. [2] سيأتي بعد على حسب ترتيب الكتاب الجديد. [3] في ى: حضارة، والمثبت من أسد الغابة والتقريب. وهو بفتح المهملة وتشديد الضاد المعجمة.

إن أَبَا مُوسَى لما قدم مكة، وحالف سَعِيد بْن الْعَاص انصرف إِلَى بلاد قومه، ولم يهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ قدم مع إخوته، فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة. قال أبو عمر: الصحيح أن أَبَا مُوسَى رجع بعد قدومه مكة ومحالفة من حالف من بني عبد شمس إِلَى بلاد قومه، فأقام بها حَتَّى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلا فِي سفينة، فألقتهم الريح إِلَى النجاشي بأرض الحبشة، فوافقوا خروج جَعْفَر وأصحابه منها، فأتوا معهم، وقدمت السفينتان معا: سفينة الأشعريين وسفينة جَعْفَر وأصحابه- على النبي صلى الله عليه وسلم في حين فتح خيبر. وقد قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إِلَى النجاشي أقاموا بها مدة، ثُمَّ خرجوا فِي حين خروج جَعْفَر، فلهذا ذكره ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة. والله أعلم. ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مخاليف اليمن: زبيد وذواتها إِلَى الساحل، وولاه عُمَر البصرة فِي حين عزل الْمُغِيرَة عنها إِلَى صدر من حلافة عُثْمَان، فعزله عُثْمَان عنها، وولاها عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن كريز، فنزل أَبُو مُوسَى حينئذ بالكوفة وسكنها، فلما دفع أهل الكوفة سعيد بن العاص ولوا أبا موسى، وكتبوا إِلَى عُثْمَان يسألونه أن يوليه، فأقره عُثْمَان على الكوفة إِلَى أن مات، وعزله علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عنها، فلم يزل واجدا منها على علي، حَتَّى جاء منه مَا قَالَ حذيفة، فقد رَوَى فِيهِ لحذيفة كلام كرهت ذكره، والله يغفر لَهُ. ثم كَانَ من أمره يَوْم الحكمين مَا كَانَ. ومات بالكوفة فِي داره بها. وقيل: إنه مات بمكة سنة أربع وأربعين.

(1640) عبد الله بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدى بن غنم بن كعب ابن سلمة الأنصاري،

وقيل سنة خمسين. وقيل سنة اثنتين وخمسين وَهُوَ ابْن ثلاث وستين، كَانَ من أحسن الناس صوتا بالقرآن. قال فِيهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد أوتى أَبُو مُوسَى مزمارا من مزامير آل دَاوُد. سئل علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ موضع أَبِي مُوسَى من العلم، فَقَالَ: صبغ فِي العلم صبغة. (1640) عبد الله بْن قَيْس بْن صَخْر بْن حرام بْن رَبِيعَة بْن عدي بْن غنم بن كعب ابن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا هُوَ وأخوه معبد بْن قَيْس عِنْدَ ابْن إِسْحَاق وعند غيره. ولم يذكره مُوسَى بْن عقبة فِي البدريين، وأجمعوا أَنَّهُ شهد أحدا. (1641) عبد الله بْن قَيْس بْن صرمة بْن أَبِي أنس، استشهد يَوْم بئر معونة، قاله العذري. (1642) عبد الله بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدىّ بن مجدعة ابن حارثة الأَنْصَارِيّ، شهد أحدا، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد مع أخويه: عقبة وعباد، شهداء، رَضِيَ اللَّهُ عنهم. (1643) عبد الله بْن كَعْب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عَمْرو بْن غنم بْن مازن النجار الأَنْصَارِيّ المازني، شهد بدرا، وَكَانَ على غنائم النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم يَوْم بدر، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَ على خمس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غيرها. يكنى أَبَا الْحَارِث. وقيل يكنى أَبَا يَحْيَى. كانت وفاته بالمدينة سنة ثلاثين، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ أخو أَبِي ليلى المازني. (1644) عبد الله بْن كَعْب المرادي، قتل يَوْم صفين: وَكَانَ من أصحاب علي رَضِيَ اللَّهُ عنهم. (1645) عبد الله بْن كليب بْن رَبِيعَة الخولاني، كَانَ اسمه ذؤيبا، فسماه

(1646) عبد الله بن مالك ابن بحينة [2] الأزدي،

رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، له خبر عجيب، قد ذكرته فِي باب الذال [1] . (1646) عبد الله بْن مَالِك ابْن بحينة [2] الأزدي، أَبُو مُحَمَّد، حليف لبني المطلب. وأبوه مَالِك بْن القشب الأزدي، من أزد شنوءة، وبحينة أمه، وهي بنت الحارث ابن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي. وقيل: بل أمه أزدية من أزد شنوءة، وَهُوَ أزدي أيضا حليف لبني المطلب بْن عبد مناف. حدثنا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن إِسْحَاق، حَدَّثَنَا علي بْن المديني، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك بْن القشب، وأمه بحينة، وَهُوَ حليف لبني المطلب، وبحينة من أزد شنوءة، وَهُوَ أيضا من الأزد. قال أَبُو عُمَر: كَانَ منزل عَبْد اللَّهِ ابْن بحينة بموضع يدعى بطن رئم [3] مسيرة يَوْم من المدينة. روى عَنْهُ الأعرج، وحفص بْن عَاصِم، وابنه علي بْن عَبْد اللَّهِ ابْن بحينة وقد قيل: إن بحينة أم أَبِيهِ مَالِك، والأول أصح. توفي ابْن بحينة فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. (1647) عبد الله بْن مَالِك الأوسي الأَنْصَارِيّ، من الأوس، حجازي. روى حديثه الزُّهْرِيّ فِي جلد الأمة إذا زنت. اختلف على الزُّهْرِيّ فِيهِ اختلافا كثيرا.

_ [1] صفحة 464 من هذا الكتاب. [2] بحينة كجهينة- كما في القاموس. [3] رئم- بكسر أوله وهمز ثانيه وسكونه. وقيل بالياء غير مهموزة. وهو واد لمزينة قرب المدينة. وقيل: بطن ريم (ياقوت) .

(1648) عبد الله بن مالك الغافقي،

(1648) عبد الله بْن مَالِك الغافقي، مصري، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعمر: إذا توضأت [1] وأنت جنب أكلت وشربت، ولا تقرأ ولا تصل حَتَّى تغتسل.. حديثه عِنْدَ ابْن لهيعة، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن سُلَيْمَان، عَنْ ثعلبة بْن أَبِي الكنود، عَنْهُ. (1649) عبد الله بْن مَالِك، أَبُو كاهل الأحمسي البجلي. هكذا يقول إسماعيل ابن أَبِي خَالِد، عَنْ أخيه، عن أَبِي كاهل عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك، والأكثر على أن اسم أَبِي كاهل قَيْس بْن عائذ. (1650) عبد الله بْن مبشر، فارق هوازن حين أرادوا الرجوع عَنِ الإسلام أيام الردة، قاله وثيمة عَنِ ابْن إِسْحَاق. (1651) عبد الله بْن مُحَمَّد، رجل من أهل اليمن، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لعائشة: احتجبي من النار ولو بشق تمرةٍ. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن قرط. وعبد الله بْن قرط يعد فِي الصحابة. (1652) عبد الله بْن محيريز، ذكره العقيلي فِي الصحابة، فَقَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي، قَالَ: حَدَّثَنَا فِهْرُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ [2] ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: إذا سألتم الله فاسألوه بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا. هكذا ذكره العقيلي في الصحابة بهذا الحديث.

_ [1] في أسد الغابة: وأنا جنب أكلت وشربت ولا أصلى ولا أقرأ القرآن. [2] مثل كتابة- كما في القاموس.

وهذا الحديث رواه إِسْمَاعِيل بْن علية. وعبد الوهاب الثقفي، عَنْ أَيُّوب، عَنْ أَبِي قلابة أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن محيريز قَالَ: إذا سألتم الله ... الحديث. مثله سواء من قول ابْن محيريز، وقالوا فِيهِ أيضا: عَبْد الرَّحْمَنِ، لا عَبْد اللَّهِ. وقد رَوَى عَنْ خَالِد الحذاء فِي هَذَا الحديث عَبْد الرَّحْمَنِ أيضا، كما قَالَ أَيُّوب، ولا يصح عندي مَا ذكره العقيلي فِي ذَلِكَ. وعبد الله بْن محيريز رجل مشهور شريف من أشراف قريش، من بني جمح، سكن الشام، وكانت لَهُ ثُمَّ جلالة فِي الدين والعلم. يروي عَنْ عبادة بْن الصامت، وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ، وَأَبِي محذورة، ومعاوية. روى عَنْهُ الزُّهْرِيّ، ومكحول، وَمُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حيان، فهذه منزلة ابْن محيريز وموضعه فأما أن تكون لَهُ صحبة فلا، ولا يشكل أمره على أحد من العلماء. رَوَى زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُعَاوِيَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ذِكْرًا خَامِلا. وَذَكَرَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قَالَ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: كُنَّا فِي مَجْلِسِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، إِذْ أَتَانَا ابْنُ عُمَرَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ ابْنُ مُحَيْرِيزٍ: إِنِّي لأَعُدُّ بَقَاءَهُ أَمَانًا لأَهْلِ الأَرْضِ. قال رجاء: والله وأنا أيضا، كنت أعد بقاء ابْن محيريز أمانا لأهل الأرض. ومات سَعِيد بْن المسيب، وَابْن محيريز، وإبراهيم النخعي فِي ولاية

(1653) عبد الله بن محرمة بن عبد العزى، بن أبى قيس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي،

الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، وكانت ولاية الْوَلِيد من سنة ست وثمانين إلي سنة تسعين. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن زهير، حدثنا الهيثم ابن خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَيْلَةَ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَرَوْنَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَمَانًا، وَإِنَّا نَرَى ابْنَ مُحَيْرِيزٍ فينا أمانا. (1653) عبد الله بْن محرمة بْن عبد العزى، بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، القرشي، العامري، يكنى أَبَا مُحَمَّد فِي قول الْوَاقِدِيّ. أمه أم نهيك بِنْت صَفْوَان، من بني مَالِك بْن كنانة. آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين فروة بْن عَمْرو بْن ودقة البياضي. كَانَ من المهاجرين الأولين، وشهد بدرا، وسائر المشاهد. وقال الْوَاقِدِيّ: هاجر عَبْد اللَّهِ بْن مخرمة العامري الهجرتين جميعا، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر الهجرة الأولى، وَقَالَ: إنه هاجر الهجرة الثانية مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْن ثلاثين سنة، واستشهد يَوْم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وَهُوَ ابْن إحدى وأربعين سنة. ومن ولده نوفل بْن مساحق بْن عَبْد اللَّهِ بْن مخرمة. روى عَنْهُ أَنَّهُ دعا الله عز وجل ألا يميته حَتَّى يرى فِي كل مفصل منه ضربة فِي سبيل الله. فضرب يَوْم اليمامة فِي مفاصله. واستشهد، وَكَانَ فاضلا عابدا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن محمد بن علي، قال، حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله

(1654) عبد الله بن مربع الأنصاري،

ابن يُونُسَ، قَالَ حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمُزْنِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ صَرِيعًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ ابن عُمَرَ، هَلْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ؟ قَلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَاجْعَلْ فِي هَذَا الْمِجَنِّ مَاءً لَعَلِّي أُفْطِرُ عَلَيْهِ. قَالَ: فَأَتَيْتُ الْحَوْضَ وَهُوَ مَمْلُوءٌ مَاءً فَضَرَبْتُهُ بِحَجَفَةٍ مَعِي. ثُمَّ اغْتَرَفْتُ فِيهِ فَأَتَيْتُ بِهِ فَوَجَدْتُهُ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ. رَضِيَ اللَّهُ عنه. (1654) عبد الله بْن مربع الأَنْصَارِيّ، رَوَى عَنْهُ يَزِيد بْن شيبان، قَالَ: أتانا ابْن مربع الأنصاري، فقال: أنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم، يَقُول لكم: كونوا على مشاعركم هَذِهِ، فإنكم على إرثٍ من إرث أبيكم إِبْرَاهِيم. اختلف فِيهِ، فقيل يَزِيد بْن مربع. وقيل زيد بن مربع. وقيل عبد الله ابن مربع [1] . (1655) عبد الله بْن مربع بْن قيظي بْن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة ابن الْحَارِث الأَنْصَارِيّ الحارثي، شهد أحدا والخندق، وشهد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد. وقد رَوَى عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هُوَ أخو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مربع ابن قيظي، وقتلا جميعا يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد، ولهما أخوان لأبيهما وأمهما: أحدهما زَيْد، والآخر مرارة، صحبا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يشهدا أحدا، وَكَانَ أبوهما مربع بْن قيظي منافقا، وَكَانَ أعمى، وَهُوَ الَّذِي سلك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حائطة فِي حين خرج إِلَى أحد، فجعل يحثو التراب فِي وجوه المسلمين، ويقول: إن كنت نبيا فلا تدخل حائطي.

_ [1] الضبط من التقريب، وأسد الغابة. وفي هوامش الاستيعاب: لعله الآتي بعده.

(1656) عبد الله بن المستورد الأسدي، مصرى.

(1656) عبد الله بْن المستورد الأسدي، مصري. روى عَنْهُ مُوسَى بْن وردان، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن الله جعل أصحابي أمانا لأمتي، فإذا هلكوا قرب لأمتي مَا وعدوا. فِي إسناده مقال. رواه ابْن لهيعة، عن موسى. (1657) عبد الله بْن مسعدة. وقيل [1] ابْن مَسْعُود بْن قَيْس الفزاري، يعرف بصاحب الجيوش، لأنه كَانَ أميرا عليها فِي غزوة الروم لمعاوية. روى عَنْهُ عُثْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان يعد فِي الشاميين. (1658) عبد الله بْن مَسْعُود بْن عَمْرو بْن عُمَيْر، عم جُبَيْر بْن أَبِي جبير، أخو أبى عبيد ابن مَسْعُود الثقفي. استشهد مع أخيه فِي الجسر، قاله ابْن المديني. (1659) عبد الله بْن مَسْعُود بْن غافل- بالغين المنقوطة والفاء- ابْن حَبِيب بن شمخ ابن فار بْن مخزوم بْن صاهلة بْن كاهل بن الحارث بن تميم [2] بن سعد بن هذيل ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الرحمن بن الهذلي، حليف بني زهرة، وَكَانَ أبوه مَسْعُود بْن غافل قد حالف فِي الجاهلية عَبْد الله بن الحارث ابن زهرة، وأم عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود أم عبد بِنْت عبد ود بْن سواء بْن قريم ابن صاهلة من بني هذيل أيضا، وأمها زهرية قيلة بِنْت الْحَارِث بْن زهرة. كان إسلامه قديما فِي أول الإسلام فِي حين أسلم سَعِيد بْن زَيْد وزوجته فاطمة بِنْت الخطاب قبل إسلام عُمَر بزمان، وَكَانَ سبب إسلامه أَنَّهُ كَانَ يرعى غنما لعقبة بْن أَبِي معيط، فمر بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ شاة حائلا من تلك الغنم، فدرت عَلَيْهِ لبنا غزيرا. وَمِنْ إِسْنَادِ حَدِيثِهِ هَذَا مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عياش وغيره، عن عاصم ابن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنِ ابن مسعود. قال: كنت أرعى غنما

_ [1] في الإصابة: وقيل ابن مسعدة بن مسعود بن قيس، كذا نسبه ابن عبد البر. [2] في الإصابة: تيم.

لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ، فَمَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي: يَا غُلامُ، هَلْ مِنْ لَبَنٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، وَلَكِنَّنِي مُؤْتَمَنٌ. قَالَ: فَهَلْ مِنْ شَاةٍ حَائِلٍ لَمْ يَنْزُ عَلَيْهَا الْفَحْلُ؟ فَأَتَيْتُهُ بِشَاةٍ فَمَسَحَ صرعها، فَنَزَلَ لَبَنٌ فَحَلَبَهُ فِي إِنَاءٍ وَشَرِبَ وَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ لِلضَّرْعِ: اقْلِصْ [1] فَقَلَصَ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ بَعْدَ هَذَا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، فَمَسَحَ رَأْسِي، وَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَإِنَّكَ عَلِيمٌ مُعَلَّمٌ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: ثُمَّ ضَمَّهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَلِجُ عَلَيْهِ وَيُلْبِسَهُ نَعْلَيْهِ، وَيَمْشِي أَمَامَهُ، وَيَسْتُرُهُ إِذَا اغْتَسَلَ، وَيُوقِظَهُ إِذَا نَامَ. وقال لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذنك علي أن ترفع الحجاب، وأن تسمع سوادي [2] حَتَّى أنهاك، وَكَانَ يعرف فِي الصحابة بصاحب السواد والسواك، شهد بدرا والحديبية، وهاجر الهجرتين جميعا: الأولى إِلَى أرض الحبشة، والهجرة الثانية من مكة إِلَى المدينة، فصلى القبلتين، وشهد لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة فيما ذكر فِي حديث العشرة بإسناد حسن جيد. حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا ابْنُ جَامِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ ابْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِرَاءٍ، فَذَكَرَ عَشَرَةً فِي الْجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوف، وسعد بن مالك، وسعيد ابن زَيْدٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللَّهُ عنهم.

_ [1] افلص: اجتمع (النهاية) . [2] السواد- بكسر السرار. قال ابو عبيدة: ويجوز الضم. يقال: ساودت الرجل مساودة إذا ساررته (النهاية) .

وَرَوَى مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ، كُلُّهُمْ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ كُنْتُ مُؤَمِّرًا أَحَدًا- وَفِي رِوَايَةِ بَعْضِهِمْ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا- مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ لأَمَّرْتُ- وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لاسْتَخْلَفْتُ ابْنَ أم عبد. وقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رضيت لأمتي مَا رضي لَهَا ابْن أم عبدٍ، وسخطت لأمتي مَا سخط لَهَا ابْن أم عبدٍ. وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اهدوا هدي عَمَّار، وتمسكوا بعهد ابْن أم عبدٍ. وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رجل عَبْد اللَّهِ أو رجلا عَبْد اللَّهِ فِي الميزان أثقل من أحدٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو بكر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت: سَمِعْتُ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَقُولُ: أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَنْ يَصْعَدَ شَجَرَةً فَيَأْتِيَهُ بِشَيْءٍ مِنْهَا، فَنَظَرَ أَصْحَابُهُ إِلَى حَمُوشَةِ [1] سَاقَيْهِ، فَضَحِكُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُضْحِكُكُمْ؟ لَرِجْلا عَبْدِ اللَّهِ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: استقرءوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ، فَبَدَأَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، يَقُولُ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، فَبَدَأَ بِهِ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، وأتى ابن كعب، وسالم مولى أبى حذيفة.

_ [1] حموشة: دقة (النهاية) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ الْقُرْآنَ غَضًّا فَلْيَسْمَعْهُ من ابن أم عبد. وبعضهم يرويه: من أراد أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ على قراءة ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بين أبى بكر وعمرو عبد اللَّهِ يُصَلِّي، فَافْتَتَحَ بِالنِّسَاءِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ. ثُمَّ قَعَدَ يَسْأَلَ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَلْ تُعْطَهُ، وَقَالَ فِيمَا سَأَلَ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، وَمُرَافَقَةَ نَبِيِّكَ- يَعْنِي مُحَمَّدًا- فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ. فأتى عُمَر عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود يبشره، فوجد أَبَا بَكْر خارجا قد سبقه، فَقَالَ: إن فعلت فقد كنت سباقا للخير. وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رجلا قصيرا نحيفا يكاد طوال الرجال يوازونه جلوسا، وَهُوَ قائم، وكانت لَهُ شعرة تبلغ أذنيه. وَكَانَ لا يغير شيبه. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق الدولابي، حدثنا عثمان ابن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، حَدَّثَنَا شُرَيْكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَتَلْتُ أَبَا جَهْلٍ. قَالَ: باللَّه الَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ، لأَنْتَ قَتَلْتُهُ! قُلْتُ: نَعَمْ، فَاسْتَخَفَّهُ الْفَرَحُ، ثُمَّ قَالَ: انْطَلِقْ فَأَرِنِيهِ. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى قُمْتُ بِهِ عَلَى رَأْسِهِ. فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي أَخْزَاكَ

هَذَا فِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ، جُرُّوهُ إِلَى الْقَلِيبِ [1] . قَالَ: وَقَدْ كُنْتُ ضَرَبْتُهُ بِسَيْفِي فَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ، فَأَخَذْتُ سَيْفَهُ فَضَرَبْتُهُ بِهِ حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَنَفَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيْفَهُ. وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ: إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَمَا أَنَا بِخَيْرِهِمْ، وَمَا فِي كِتَابِ اللَّهِ سُورَةٌ وَلا آيَةٌ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ فيما زلت وَمَتَى نَزَلَتْ قَالَ أَبُو وَائِلٍ: فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ. وَقَالَ حذيفة: لقد علم المحفظون [2] من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم أنّ عبد الله ابن مَسْعُود كَانَ من أقربهم وسيلة وأعلمهم بكتاب الله. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، سَمِعَ حذيفة يحلف باللَّه ما أعلم أحد أَشْبَهَ دَلا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَقَدْ عَلِمَ الْمُحَفِّظُونَ [2] مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَبِهِمْ وَسِيلَةً إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قال علي: وقد رَوَى هَذَا الحديث الأَعْمَش، عَنْ أَبِي وائل، عَنْ حذيفة، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد، حَدَّثَنَا الأَعْمَش، عَنْ شقيق، قَالَ: سمعت حذيفة يَقُول: إن أشبه الناس هديا ودلا وسمتا بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود من حين يخرج إِلَى أن يرجع، لا أدري مَا يصنع فِي بيته، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عَبْد اللَّهِ من أقربهم عِنْدَ الله وسيلة يَوْم القيامة. قَالَ علي: وقد رواه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد، عَنْ حذيفة، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ أَبِي إِسْحَاق، قَالَ سمعت عبد الرحمن

_ [1] القليب: البئر. [2] في ى، والإصابة: المحفوظون. (الاستيعاب ج 3- م 5)

ابن يَزِيد قَالَ: قلت لحذيفة: أَخْبَرَنَا برجل قريب السمت والهدي والدل من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نلزمه، فَقَالَ: مَا أعلم أحدا أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يواريه جدار بيته من ابْن أم عبد. وَرَوَى وَكِيع وَجَمَاعَةُ مَعَهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ قَالَ لِي عبد الله ابن عَبَّاسٍ: أَيَّ الْقِرَاءَتَيْنِ نَقْرَأُ؟ قُلْتُ: الْقِرَاءَةَ الأُولَى قِرَاءَةَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ؟ فَقَالَ: أَجَلْ، هِيَ الآخِرَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم كان يعرض القرآن على جبرئيل فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَضَهُ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَحَضَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ، فَعَلِمَ مَا نُسِخَ مِنْ ذَلِكَ وَمَا بُدِّلَ. وَرَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ وَهُوَ بِعَرَفَاتٍ، فَقَالَ: جِئْتُكَ من الكوفة وتركت بهار حلا يَحْكِي الْمُصْحَفَ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِهِ، فَغَضِبَ عُمَرُ غَضَبًا شَدِيدًا، وَقَالَ: وَيْحَكَ! وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. قَالَ: فَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ الْغَضَبُ، وَسَكَنَ، وَعَادَ إِلَى حَالِهِ. وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا هُوَ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ. وبعثه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة مع عَمَّار بْن يَاسِر، وكتب إليهم: إِنِّي قد بعثت إليكم بعمار بْن يَاسِر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا. وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل بدر، فاقتدوا بهما، واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله بْن مَسْعُود على نفسي. وَقَالَ فيه عمر: كنيف مليء علما.

وسئل علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ قوم من الصحابة، منهم عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، فَقَالَ: أما ابْن مَسْعُود فقرأ القرآن، وعلم السنة، وكفى بذلك. وروى الأَعْمَش، عَنْ شقيق أَبِي وائل، قَالَ: لما أمر عُثْمَان فِي المصاحف بما أمر قام عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود خطيبا، فَقَالَ: أيأمروني أن أقرأ القرآن على قراءة زَيْد بْن ثَابِت، وَالَّذِي نفسي بيده لقد أخذت من فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعين سورة، وإن زَيْد بْن ثَابِت لذو ذؤابة يلعب بِهِ الغلمان، والله مَا نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم فِي أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته، ثُمَّ استحيى مما قَالَ، فَقَالَ: وما أنا بخيركم. قال شقيق: فقعدت فِي الحلق، فيها أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فما سمعت أحدا أنكر ذَلِكَ عَلَيْهِ ولا رد مَا قَالَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ دُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَلِيٍّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَقَالُوا: أَقِمْ وَلا تَخْرُجْ، وَنَحْنُ نَمْنَعُكَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْكَ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ مِنْهُ. فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّ لَهُ عَلَيَّ طَاعَةً، وَأَنَّهَا سَتَكُونُ أُمُورٌ وَفِتَنٌ، لا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَهَا، فر الناس، وخرج إِلَيْهِ. وروى عَنِ ابْن مَسْعُود أَنَّهُ قَالَ حين نافر الناس عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا أحب أني رميت عُثْمَان بسهم. وقال بعض أصحابه: مَا سمعت ابْن مَسْعُود يَقُول فِي عُثْمَان شيئا قط، وسمعته يَقُول: لئن قتلوه لا يستخلفون بعده مثله. ولما مات ابْن مَسْعُود نعى إِلَى أَبِي الدرداء، فَقَالَ: مَا ترك بعد مثله. ومات ابْن مَسْعُود رحمه الله بالمدينة سنة

(1660) عبد الله بن أبى مطرف الأزدي،

اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان. وقيل: بل صَلَّى عَلَيْهِ الزُّبَيْر، ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إِلَيْهِ، ولم يعلم عُثْمَان بدفنه، فعاتب الزُّبَيْر على ذَلِكَ، وَكَانَ يَوْم توفي ابْن بضعٍ وستين سنة. حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَنْجَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الزُّبَيْرِ وَبَيْنَ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (1660) عبد الله بْن أَبِي مطرف الأزدي، حديثه فِي الشاميين، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تخطى الحرمتين فاضربوا وسطه بالسيف. وصدقه ابْن عَبَّاس. حديثه هَذَا عِنْدَ رفدة [1] بْن قضاعة، عَنْ صَالِح بْن راشد عَنْهُ، ويقولون: إن رفدة بْن قضاعة غلط فِيهِ، ولم يصح عندي قول من قَالَ ذَلِكَ. (1661) عبد الله بْن مطيع بْن الأسود القرشي العدوي. قد ذكرنا أباه فِي موضعه من هَذَا الكتاب. روي عَنْ مطيع بْن الأسود أَنَّهُ قَالَ: رأيت فِي المنام أَنَّهُ أهدى إلي جراب تمر، فذكرت ذَلِكَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تلد امرأتك غلاما، فولدت عَبْد اللَّهِ بْن مطيع، فذهبت بِهِ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو عُمَر: عَبْد اللَّهِ بْن مطيع هَذَا هُوَ الَّذِي أمره أهل المدينة حين أخرجوا بني أُمَيَّة منها. قال الْوَاقِدِيّ: إنما كَانَ أميرا على قريش دون غيرها.

_ [1] بكسر الراء وسكون الفاء (التقريب) .

(1662) عبد الله بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الجمحي.

قال الزُّبَيْر: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن مطيع من جلة قريش شجاعة وجلدا، وقتل مع ابْن الزُّبَيْر، وَكَانَ هرب يَوْم الحرة، ولحق بمكة، فلما حصر الْحَجَّاج ابْن الزُّبَيْر جعل عبد الله بن مطيع يقاتل، ويقول: أنا الَّذِي فررت يَوْم الحره ... والحر لا يفر إلا مره يا حبذا الكرة بعد الفره ... لأجزين كرةً بفره (1662) عبد الله بْن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمع القرشي الْجُمَحِيّ. يكنى أَبَا مُحَمَّد، هاجر إِلَى أرض الحبشة ثُمَّ شهد بدرا وكذا سائر إخوته: عُثْمَان، وقدامة، والسائب كلهم هاجر إِلَى أرض الحبشة، وشهد بدرا فيما ذكر العدوي. وأما ابْن إِسْحَاق فذكر فِي البدريين عُثْمَان بْن مظعون، وابنه السائب بْن عُثْمَان وأخويه: قدامة، وعبد الله بْن مظعون. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: توفي عَبْد اللَّهِ بْن مظعون سنة ثلاثين وَهُوَ ابْن ستين سنة. لا أحفظ لأحد من بني مظعون رواية إلا لقدامة. (1663) عبد الله بْن مُعَاوِيَة الغاضري، شامي، لَهُ صحبة. روى عنه جبير ابن نُفَيْر. (1664) عبد الله بْن أَبِي معقل الأَنْصَارِيّ، شهد أحدا مع أَبِيهِ. وقد ذكرنا أباه فِي الكنى، والحمد للَّه. (1665) عبد الله بْن المعمر [1] العبسي، لَهُ صحبة، وَهُوَ ممن تخلف عَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قتال أهل البصرة. (1666) عبد الله بْن معية [2] السوائي. كَانَ قد أدرك الجاهلية، وزعم بعضهم أَنَّهُ شهد فتح الطائف. روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيّب.

_ [1] في الإصابة: بن المعتم- بضم الميم وسكون المهملة وفتح المثناة وتشديد الميم. وقال ابن عبد البر: ابن المعمر فصحفه. [2] معية- بالتصغير، ويقال عبيد الله، والسوائي- بضم المهملة (التقريب) . وفي هوامش الاستيعاب: وذكر في باب عبيد الله.

(1667) عبد الله بن مغفل [1] بن عبد غنم.

(1667) عبد الله بْن مغفل [1] بْن عبد غنم. ويقال ابن عبد نهم [2] بن عفيف بن أسحم بْن رَبِيعَة بْن عداء [3] بْن عدي بْن ثعلبة بْن ذؤيب بْن سَعْد بْن عدّاء بن عثمان ابن عَمْرو الْمُزْنِيّ، وولد عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة هم مزينة، نسبوا إِلَى أمهم مزينة بِنْت كلب بْن وبرة. كان من أصحاب الشجرة. سكن المدينة، ثُمَّ تحول عنها إِلَى البصرة، وابتنى بها دارا قرب المسجد الجامع. يكنى أَبَا سَعِيد وقيل أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل: يكنى أَبَا زِيَاد. توفي بالبصرة سنة ستين، وصلى عَلَيْهِ أَبُو برزة، روى عَنْهُ جماعة من التابعين بالكوفة والبصرة، أروى الناس عَنْهُ الْحَسَن. قال الْحَسَن: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن مغفل أحد العشرة الذين بعثهم إلينا عُمَر يفقهون الناس، وَكَانَ من نقباء أصحابه، وَكَانَ لَهُ سبعة أولاد. وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ مِنْ بَابِ مَدِينَةِ تُسْتَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزْنِيُّ، يَعْنِي يَوْمَ فَتْحِهَا. وَذَكَرَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الدِّيلِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ عَنْتَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: إِنِّي لآخُذُ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ الَّتِي بَايَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَهَا أُظِلُّهُ بِهَا قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نَفِرَّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عن الأعمش، عن

_ [1] مغفل- بمعجمة وفاء ثقيلة (التقريب) . [2] نهم- بفتح النون وسكون الهاء (التقريب) . [3] في هوامش الاستيعاب: قال الدار قطنى: عداء. وقال فيه الطبري: عدا بكسر العين وتخفيف الدال.

(1668) عبد الله بن مغنم الكندي،

إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ، قَالَ: إِنِّي لَمِمَّنْ يَرْفَعُ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ. (1668) عبد الله بْن مغنم الْكِنْدِيّ، ويقال ابْن المعتمر: رَوَى عَنْهُ سُلَيْمَان بْن شهاب العبسي، لَهُ حديث واحد فِي الدجال، لا أعرف لَهُ غيره. (1669) عبد الله بن أم مكتوم الأعمى القرشي العامري [1] ، لم يختلفوا أنه من بنى عامر ابن لؤي، واسم أمه أم مكتوم عاتكة بِنْت عَبْد اللَّهِ بْن عنكثة بْن عَامِر بْن مخزوم. واختلفوا فِي اسم أَبِيهِ، فَقَالَ بعضهم: هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن زائدة بْن الأصم، وقال آخرون: هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن قَيْس بْن مَالِك بْن الأصم بْن رواحة بْن صخر بن عبد بن معيص ابن عَامِر بْن لؤي القرشي العامري، كَانَ قديم الإسلام بمكة وهاجر إِلَى المدينة. واختلف فِي وقت هجرته إليها، فقيل: كَانَ ممن قدم المدينة مع مصعب بْن عُمَيْر قبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي: قدمها بعد بدر بيسير، فنزل دار القراء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة يستخلفه عليها فِي أكثر غزواته. وسنذكر خبره فِي باب عَمْرو، فإن أكثر أهل الحديث يَقُول اسم ابْن أم مكتوم عَمْرو ابْن أم مكتوم، وَقَالَ مصعب الزبيري: أبوه قيس بن زائدة ابن الأصم، ولم يقل فِي اسمه عَبْد اللَّهِ ولا عمرو. وقال الزبيري: هو عمرو بن قيس ابن زائدة بْن الأصم وَهُوَ قول مُوسَى بْن عقبة. وقال سَلَمَة بْن فضل، عَنِ ابْن إِسْحَاق: هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن شريح بْن قَيْس بْن زائدة بْن الأصم بْن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي. وهكذا قَالَ علي بْن المديني والحسين ابن واقد ابْن أم مكتوم عَبْد اللَّهِ بْن شريح. وقال قَتَادَة: هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن زائدة وأظنه نسبه إِلَى جده. وقال مُحَمَّد بْن سَعْد كاتب الْوَاقِدِيّ: أما أهل المدينة فيقولون

_ [1] في الإصابة ذكره في عمرو بن أم مكتوم. وقال في اسمه عمرو أكثر، ثم قال: وهو ابن خال خديجة أم المؤمنين.

(1670) عبد الله بن المنتفق اليشكري.

اسمه عَبْد اللَّهِ، وأهل العراق يقولون اسمه عمرو. قال: ثم أجمعوا على أنه ابن قيس ابن زائدة بْن الأصم. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: لم يجمعوا لما ذكرنا عَنِ ابْن إسحاق وعلى بن المديني. قال أبو عمر: وَكَانَ يؤذن لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع بلال، وشهد القادسية فيما يقولون، وباقي خبره يأتي فِي باب عَمْرو. (1670) عبد الله بْن المنتفق اليشكري. فِي صحبته نظر. وروى عنه ابنه المغيرة ابن عَبْد اللَّهِ اليشكري خبرا فِي يَوْم الدار. قال أَبُو عُمَر: ثُمَّ وجدنا يُونُس بْن أَبِي إِسْحَاق قد رَوَى عَنِ الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ اليشكري عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسأله. وخالفه مُحَمَّد بْن جحادة فرواه عَنِ الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ اليشكري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رجل من بني قَيْس يقال لَهُ ابْن المنتفق. قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم. وفي هَذَا الحديث صحة لقائه ورؤيته وجهل اسمه. (1671) عبد الله بْن منيب الأزدي. رَوَى عَنْهُ ابنه منيب. قال: تلا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1] : «كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شأن» فقلنا: مَا ذَلِكَ الشأن؟ فَقَالَ: يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويرفع قوما، ويضع آخرين. أخشى أن يكون حديثه مرسلا. (1672) عبد الله بْن أَبِي ميسرة بْن عوف بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي. قتل مع عُثْمَان يَوْم الدار فيما ذكر العدوي، وفي صحبته نظر. (1673) عبد الله بْن النَّضْر السُّلَمِيّ. رَوَى عَنْهُ أبو بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يموت لأحدٍ من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا لَهُ جنةً من النار. فقالت امرأة: يَا رَسُول اللَّهِ، أو اثنان؟ قَالَ: أو اثنان. وَهُوَ مجهول لا يعرف، ولا أعلم لَهُ غير هَذَا الحديث.

_ [1] سورة الرحمن، آية 29.

(1674) عبد الله بن النعمان بن بلذمة [1] .

وقد ذكروه فِي الصحابة، وفيه نظر. ومنهم من يَقُول فِيهِ مُحَمَّد. ومنهم من يَقُول فِيهِ أَبُو النَّضْر، كل ذَلِكَ قَالَ فِيهِ أصحاب مَالِك. وبعضهم يَقُول فِيهِ: ابْن النَّضْر، لا يسميه. وأما ابْن وَهْب فجعل الحديث لأبى بكر بن محمد ابن عَمْرو بْن حزم، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عامر الأسلمي، وما أعلم في المؤطإ رجلا مجهولا غير هَذَا. (1674) عبد الله بْن النعمان بْن بلذمة [1] . قَالَ ابْن هِشَام: ويقال بلدمة، وبلذمة بالذال المنقوطة: هُوَ ابْن عم أَبِي قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا ولم يشهدها أَبُو قَتَادَة، وشهد أحدا. (1675) عبد الله بْن نُعَيْم الأَنْصَارِيّ، أخو عاتكة بِنْت نُعَيْم، لَهُ صحبة. (1676) عبد الله بْن أَبِي نملة الأَنْصَارِيّ. ذكره العقيلي فِي الصحابة، وأما أبوه أَبُو نملة فصحبته وروايته معروفة. (1677) عبد الله بْن نوفل بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب القرشي الهاشمي، يكنى أَبَا مُحَمَّد. قال الْوَاقِدِيّ: أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ولم يحفظ عنه شيئا. ومات سنة أربع وثمانين. وقال العدوي: قتل يَوْم الحرة، وذلك سنة ثلاث وستين، وَهُوَ أخو الْحَارِث بْن نوفل، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن نوفل يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. (1678) عبد الله بْن الهبيب بْن أهيب بْن سحيم السعدي اللَّيْثِيّ. من بني سَعْد ابْن لَيْث، حليف لبني عبد شمس. وقيل: حليف لبني أَسَد بْن خزيمة، قتل يَوْم خيبر [2] شهيدا.

_ [1] بلذمة- بفتح الموحدة والمعجمة. وقيل بضمين ومهملة (الإصابة، وأسد الغابة، وهوامش الاستيعاب) . [2] في س: يوم أحد.

(1679) عبد الله بن هشام بن عثمان بن عمرو القرشي التيمي،

(1679) عبد الله بن هشام بن عثمان بن عمرو القرشي التيمي، هو جدّ زهرة ابن معبد. يعد فِي أهل الحجاز، ذهبت بِهِ أمه زينب بِنْت حميد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير، فمسح رأسه، ودعا لَهُ، ولم يبايعه لصغره. (1680) عبد الله بْن هِلال بْن عَبْد اللَّهِ بْن هَمَّام الثقفي، رَوَى عَنْهُ عُثْمَان بْن الأسود، يعد فِي المكيين، حديثه عندهم مرسل، لم يذكر فِيهِ سماع ولا رواية. (1681) عبد الله بْن [1] هلال المزني. حديثه عند كثير بن عبد الله بن عمرو ابن عوف الْمُزْنِيّ، عَنْ بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن هِلال الْمُزْنِيّ صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: ليس لأحد بعدنا أن يحرم بالحج ثُمَّ يفسخ حجه فِي عمرةٍ. (1682) عبد الله بْن وقدان القرشي. يعرف بالسعدي، لأنه كَانَ مسترضعا فِي بني سَعْد بْن بَكْر، وقدم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في وفد بني سَعْد، وقد ذكرناه فِي مواضع من هَذَا الكتاب. روى عَنْهُ كبار التابعين بالشام: أَبُو إدريس الخولاني، وعبد الله بْن محيريز، ومالك بْن يخامر، وغيرهم. (1683) عبد الله بْن الْوَلِيد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بْن عُمَر بْن مخزوم، وَهُوَ ابْن أخي خَالِد بْن الْوَلِيد، وَكَانَ أبوه الْوَلِيد بْن الْوَلِيد أسن من خَالِد، وأقدم إسلاما، وسيأتي ذكره في بابه من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. كان اسم عَبْد اللَّهِ هذا الوليد بن الْوَلِيد بْن الْوَلِيد، فأتي بِهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غلام، فَقَالَ: مَا اسمك يَا غلام؟ فَقَالَ: الْوَلِيد بْن الوليد ابن الْوَلِيد بْن الْمُغِيرَة، فَقَالَ: لقد كادت بنو مخزوم أن تجعل الوليد ربّا.

_ [1] في أسد الغابة: ابن أبي هلال

(1684) عبد الله بن ياسر، أخو عمار بن ياسر،

ولكن أنت عَبْد اللَّهِ. ومن شعر لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ترثي أباه الْوَلِيد بْن الْوَلِيد [بْن الْمُغِيرَة] [1] : مثل الوليد بن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيره [2] وسنذكر الأبيات فِي باب أَبِيهِ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد إن شاء تعالى. (1684) عبد الله بْن يَاسِر، أخو عَمَّار بْن يَاسِر، قد ذكرنا نسبه [3] فِي باب عَمَّار، وفي باب يَاسِر أبيهما. له ولأبيه يَاسِر صحبة، وأما عَمَّار فمن كبار الصحابة، ومات يَاسِر وابنه عَبْد اللَّهِ بمكة مسلمين، وكانوا كلهم ممن عذب فِي الله تعالى. (1685) عبد الله بْن يَزِيد الخطمي الأَنْصَارِيّ، من الأوس، كوفي. يروي عَنْهُ عدي بْن ثَابِت عَنِ [4] البراء بْن عازب، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو جد عدي بْن ثَابِت، وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد بْن يَزِيد بْن حصن بن عمرو بن الحارث ابن خطمة بْن جشم [5] بْن مَالِك بْن الأوس الخطمي الأَنْصَارِيّ الأوسي. شهد الحديبية، وَهُوَ ابْن سبع عشرة سنة، وَكَانَ أميرا على الكوفة، وشهد مع علي صفين والجمل والنهروان. قال ابْن إِسْحَاق: خطمة من ولد مَالِك بْن الأوس، ويروي عَنْهُ أَبُو بردة ابْن أَبِي موسى. (1686) عبد الله بن أَبُو الْحَجَّاج الثمالي: رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، حديثه

_ [1] ليس في س. [2] في ى: العشير. [3] سيأتي على حسب ترتيب الكتاب الجديد. [4] في ى: بن. [5] في س: بن جميع.

(1687) عبد الله،

عند أبى بكر أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عائذ الأزدي، عَنْهُ. (1687) عبد الله، يلقّب حمارا، له صحبة، يعد فِي أهل المدينة، حَدِيثُهُ عند زيد ابن أسلم، عن أبيه. (1688) عبد الله الخولاني، والد أَبِي إدريس الخولاني، لَهُ صحبة ورواية، رَوَى عَنْهُ أَبُو إدريس، وقد تقدّم [1] ذكره. (1689) عبد الله الخولاني، والد أَبِي إدريس الخولاني، شامي، لَهُ صحبة، واسم أَبِي إدريس عائذ الله بْن عَبْد اللَّهِ. (1690) عبد الله السدوسي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عِنْدَ عُمَر [2] ابْن شقيق السدوسي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده عَبْد اللَّهِ السدوسي. (1691) عبد الله الصّنانجى. رَوَى عَنْهُ عَطَاء بْن يسار. واختلف على عطاء، فبعضهم قال: عن عبد الله الصنانجى. وبعضهم قَالَ: عَنْهُ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الصّنانجى، وَهُوَ الصواب إن شاء اللَّه تعالى. أَبُو عبد الله الصّنانجى من كبار التابعين، واسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عسيلة، ولم يلق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسنذكر [3] خبره فِي باب عَبْد الرَّحْمَنِ. وعبد الله الصّنانجى غير مَعْرُوف فِي الصحابة. وقد اختلف قول ابْن معين فِيهِ، فمرةً قَالَ: حديثه مرسل، ومرة قال: عبد الله الصنانجى الَّذِي يروي عَنْهُ المدنيون يشبه أن يكون لَهُ صحبة. والصواب عندي أَنَّهُ أَبُو عَبْد اللَّهِ، لا عَبْد اللَّهِ على مَا ذكرناه.

_ [1] سيأتي بعده. [2] في س: عمرو. [3] ذكر قبل.

(1692) عبد الله ذو البجادين المزني.

(1692) عبد الله ذو البجادين الْمُزْنِيّ. هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن عبد نهم، هُوَ عم عَبْد الله ابن مغفل، سمي ذا البجادين لأنه حين أراد المسير إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطته أمه بجادا لَهَا- وَهُوَ كساء شقه باثنين، فاتزر بواحد منهما، وارتدى بالآخر. وقال ابْن هِشَام: إنما سمي ذا البجادين لأنه كَانَ ينازع إِلَى الإسلام فيمنعه قومه من ذَلِكَ ويضيقون عَلَيْهِ حَتَّى تركوه فِي بجاد لَهُ ليس عَلَيْهِ غيره، والبجاد الكساء الغليظ الجافي، فهرب منهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما كَانَ قريبا منه شق بجاده باثنين فاتزر بواحد واشتمل بالآخر. ثم أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقيل لَهُ ذو البجادين لذلك. وخبره أكمل من هَذَا. وكانت أمه قد سلطت عَلَيْهِ قومه فجردوه طمعا منها أن يبقى معها ولا يهاجر. ومات فِي عصر النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عَمْرو بْن عوف الْمُزْنِيّ. وعمرو بْن عوف أيضا لَهُ صحبة. ذكر ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم التميمي أن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود كَانَ يحدث، قَالَ: قمت فِي جوف الليل وأنا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك. قَالَ: فرأيت شعلة من نار فِي ناحية العسكر، قَالَ: فاتبعتها أنظر إليها، فإذا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وإذا عَبْد اللَّهِ ذو البجادين المزني قدمت وإذا هم قد حفروا لَهُ ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حفرته، وَأَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يدليانه إِلَيْهِ، وَهُوَ يَقُول: أدليا إلي أخاكما. فدلياه إِلَيْهِ، فلما حناه لشقه قَالَ: اللَّهمّ إِنِّي قد أمسيت راضيا عَنْهُ فارض عَنْهُ. قال يَقُول عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود: يَا ليتني كنت صاحب الحفرة.

(1693) عبد الله المزني،

(1693) عبد الله الْمُزْنِيّ، والد بَكْر وعلقمة، بصري، قد تقدّم ذكره. (1694) عبد الله، رجل من عدي، كَانَ اسمه السائب، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ضمان الدين نحو حديث أَبِي قَتَادَة. وفي حديثه: ديناران كيتان. هو عِنْدَ ابْن لهيعة، عَنْ أَبِي قبيل [1] ، يعد في المصريين. (1695) عبد الله [2] اليربوعي، روت عَنْهُ ابنته جمرة بِنْت عَبْد اللَّهِ، قالت: ذهب بي أَبِي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره أَبُو عُمَر مدرجا فِي باب ابنته من النساء. (1696) عبد الله [3] ، أ بو هُرَيْرَةَ صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اختلف فِي اسمه واسم أَبِيهِ اختلافا كثيرا، فرأينا ذكره وذكر مَا قيل فِي اسمه واسم أَبِيهِ فِي الكنى، لأنه غلبت عَلَيْهِ كنيته، ويأتي ذكره فِي الكنى أتم [4] من هَذَا إن شاء الله تعالى. باب الأفراد فِي العبادلة (1697) عابد الله [بْن سَعْد [5]] المحاربي من ولد محارب بْن خصفة [6] بْن قَيْس وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. ويقال فيه عائذ الله.

_ [1] بفتح القاف وكسر الموحدة. [2] هذه الترجمة ليست في س. [3] في هامش س: الّذي صححه النووي أن اسمه عبد الرحمن [4] في س: مجودا إن شاء الله. [5] من س. [6] محركة- كما في القاموس.

(1698) عبد الجد بن ربيعة بن حجر.

(1698) عبد الجد بْن رَبِيعَة بْن حجر. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حديث ذكره يقول وهو يخاطب عيينة ابن حصن: الحياء رزقه أهل اليمن وحرمه قومك. (1698) عبد خير بْن يَزِيد بْن مُحَمَّد الهمداني. أبو عُمَارَة، أدرك زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسمع منه، وَهُوَ معدود فِي أصحاب علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ من كبارهم، ثقة مأمون. قال عَبْد الْمَلِكِ بْن سلع: قلت لعبد خير: يَا أَبَا عَمَّار، لقد كبرت، فكم أتى عليك؟ قَالَ: عشرون ومائة سنة، قلت: فهل تذكر من أمر الجاهلية شيئا؟ قَالَ: نعم، أذكر أن أمي طبخت قدرا لَهَا، فقلت: أطعمينا، فقالت: حتى يجيء أبوكم، فجاء أَبِي، فَقَالَ: أتانا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهانا عَنْ لحوم الميتة، فذكر لَهُ أَنَّهَا كانت لحم ميتة فأكفاناها [1] . وروى عَنْهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: أذكر أنا كنا باليمن، فأتانا كتاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجمع الناس إِلَى خير واسع ... في حديث ذكره. (1699) عبد ربه بْن حق، ويقال عبد رب بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن طريف ابن الخزرج بْن ساعدة الأَنْصَارِيّ الساعدي، شهد بدرا، ذكره مُوسَى بْن عقبة فِي البدريين من بني ساعدة بْن كَعْب بْن الخزرج، فَقَالَ: عبد رب بن حق ابن قوال. وقال ابْن إِسْحَاق: اسمه عَبْد اللَّهِ بن حق. وقال أبو عمارة [2] :

_ [1] في س: فكفأناها. [2] في س: وقال عمارة.

(1700) عبد العزيز بن بدر بن زيد بن معاوية بن خشان بن سعد [1] ابن وديعة بن مبذول بن عدى [2] بن عثم [3] بن الربعة الربعي القضاعي.

هُوَ عبد رب بْن حق بْن أوس بْن ثعلبة بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف ابن الخزرج بْن ساعدة. (1700) عبد العزيز بْن بدر بْن زَيْد بْن مُعَاوِيَة بْن خشان بْن سعد [1] ابن وديعة بْن مبذول بْن عدي [2] بْن عثم [3] بْن الربعة الربعي القضاعي. وفد على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قَالَ: عبد العزى، فغير عَلَيْهِ السلام اسمه، وسماه عَبْد الْعَزِيزِ، وذكره ابْن الكلبي فِي نسب قضاعة. [1701) عبد عَمْرو بْن كَعْب بْن عبادة، يعرف بالأصم، ذكره ابْن الكلبي فيمن وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني البكاء مع مُعَاوِيَة بْن ثور وابنه بشر [4]] . (1702) عبد عوف بْن عبد الْحَارِث بْن عوف بْن خشيش، أَبُو حَازِم الأحمسي، من أحمس بْن الغوث، هُوَ والد قَيْس بْن أَبِي حَازِم. روى عَنْهُ ابنه قَيْس ابْن أَبِي حَازِم، وَهُوَ مشهور بكنيته، ويقال اسمه عوف، وقد ذكرناه فِي الكنى. (1703) عبد قَيْس بْن لاي بْن عصيم، حليف لبني ظفر من الأنصار، لا أعرف نسبه فِي العرب، شهد أحدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1704) عبد المطلب بْن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي،

_ [1] في أسد الغابة: أسعد. [2] في أسد الغابة: بن مبذول بن عثم. [3] في س: غنم. [4] من س وفي الإصابة: يذكر في الأصم وفي عبد الله بن كعب.

(1705) عبد الملك بن عباد بن جعفر.

أمه أم الحكم بِنْت الزُّبَيْر بْن عبد المطلب بْن هاشم، كَانَ فيما ذكر أهل السير على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجلا [1] ، ولم يغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه فيما علمت. سكن المدينة، ثُمَّ انتقل إِلَى الشام فِي خلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ونزل دمشق، وابنتي بها دارا، ومات فِي إمرة يَزِيد، وأوصى إِلَى يَزِيد، فقبل وصيته. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها: من آذى الْعَبَّاس فقد آذاني، إن عم الرجل صنو أَبِيهِ، في حديث فِيهِ طول. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث. (1705) عبد الملك بْن عباد بْن جَعْفَر. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: أول من أشفع له في أمّتى أهل المدينة، وأهل مكة، والطائف [2] . روى عَنْهُ الْقَاسِم بن حبيب. (1706) عبد يا ليل بْن عَمْرو بْن عُمَيْر الثقفي، كَانَ وجها من وجوه ثقيف، وَهُوَ الَّذِي أرسلته [3] ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي إسلامهم وبيعتهم، وبعثت معه لذلك خمسة رجالٍ، إذ أبى أن يمضي وحده خوفا مما صنعوا بعروة ابن مَسْعُود، وهم عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص، وأوس بْن عوف، ونمير بْن خرشة، والحكم بْن عَمْرو، وشرحبيل بْن غيلان بْن سَلَمَة، فأسلموا كلهم، وحسن إسلامهم، وانصرفوا إِلَى قومهم ثقيف، فأسلمت بأسرها. (1707) عبد يا ليل بْن ناشب [بْن غيرة [4]] اللَّيْثِيّ، من بني سَعْد بْن لَيْث. حليف لبني عدي بْن كعب، شهد بدرا. توفى فِي أخر خلافة عُمَر، وَكَانَ شيخا كبيرا [5] .

_ [1] في أسد الغابة: قاله الزبير. وقيل كان غلاما. والله أعلم. [2] في س، وأسد الغابة: وأهل الطائف. [3] في س: بعثته. [4] من أسد الغابة، وفي هوامش الاستيعاب: هذا وهم من أبى عمر وغيره وإنما عبد يا ليل هذا جد عاقل بن البكير (73) . [5] في أسد الغابة: قلت: لا أعرف في بنى سعد بن ليث عبد يا ليل بن ناشب إلا جد إياس وخالد وعاقل بن البكير بن عبد يا ليل.

باب عبس

باب عبس (1708) عبس بْن عَامِر بْن عدي بْن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ، شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا وأحدا عند جميعهم. (1709) عبس الغفاري، ويقال عابس. وهو الأكثر، شامي، روى عنه أبو أمامة الباهلي، وروى عنه أهل الكوفة، منهم حنش الْكِنْدِيّ، وعكيم الْكِنْدِيّ، ويروى زاذان عنه، وعن عكيم، عنه. باب عُبَيْد الله (1710) عبيد الله بْن الأسود السدوسي. قَالَ: خرجت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بني سدوس. (1711) عبيد الله بْن التيهان بْن مَالِك، أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان، وأخو أَبِي نَصْر [1] بْن التيهان، وأخو عُبَيْد بْن التيهان، شهد أحدا، ومنهم من يَقُول فِي عُبَيْد عَتِيك بْن التّيهان. (1712) عبيد الله بْن سُفْيَان بْن عبد الأسد القرشي الْمَخْزُومِيّ. قتل يَوْم اليرموك شهيدا، لا أعلم لَهُ رواية، وَهُوَ أخو مُعَاوِيَة [2] بْن سفيان. (1713) عبيد الله بْن شقير [3] بْن عبد الأسد بْن هِلال [بْن عَبْد اللَّهِ [4]] بْن عَمْرو ابن مخزوم، قتل يوم اليرموك شهيدا.

_ [1] في س: نصير [2] في س، وأسد الغابة: أخو هبار بن سفيان. [3] وأسد الغابة: قلت: لا شك أن أبا عمر وهم فيه فإنه قد ذكر عبيد الله بن سفيان بالسين المهملة والفاء، وذكر هذه الترجمة بالشين المعجمة والقاف. وذكر عبيد الله بْن سُفْيَان بْن عبد الأسد وذكر في الجميع أنه قتل يوم اليرموك. وسفيان بن عبد الأسد مشهور، وأما شقير- بالقاف والفاء فلا يعرف. فلا يعرف، وفي هوامش الاستيعاب: هو عبيد الله بن سفيان (72) . [4] ليس في س.

(1714) عبيد الله بن ضمرة [1] [بن هود [2]] الحنفي اليمامي.

(1714) عبيد الله بْن ضمرة [1] [بْن هود [2]] الحنفي اليمامي. روى عنه ابنه المنهال ابن عُبَيْد الله، لا يصح حديثه، وقد قيل فِيهِ النخعي، ولا يعرف. (1715) عبيد الله بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي أمه لبابة بِنْت الْحَارِث بْن حزن الهلالية، يكنى أَبَا مُحَمَّد، رأى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وسمع منه، وحفظ عنه، وَكَانَ أصغر سنا من أخيه عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس، يقال: كَانَ بينهما فِي المولد سنة، استعمله علي بْن أَبِي طالب على اليمن، وأمره على الموسم، فحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين، فلما كَانَ سنة ثمان وثلاثين بعثه أيضا على الموسم، وبعث مُعَاوِيَة فِي ذَلِكَ العام يَزِيد بْن شجرة الرهاوي [3] ليقيم الحج، فاجتمعا فسأل كل واحد منهما صاحبه أن يسلم لَهُ، فأبى واصطلحا على أن يصلي بالناس شيبة بْن عُثْمَان. وفي هَذَا الخبر اختلاف بين أهل السير، منهم من جعله لقثم بْن الْعَبَّاس، وَقَالَ خليفة: في عام أربعين بعث مُعَاوِيَة بسر بْن أرطاة العامري إِلَى اليمن، وعليها عُبَيْد الله بْن الْعَبَّاس، فتنحى عُبَيْد الله، وأقام بسر عليها، فبعث عليّ جارية ابن قدامة السعدي، فهرب بسر، ورجع عُبَيْد الله بْن عَبَّاس، فلم يزل عليها حَتَّى قتل علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: قد ذكرنا [4] مَا أحدثه بسر بن أرطاة في طفلي عبيد الله ابن عَبَّاس فِي حين دخوله اليمن فِي باب بسر، وعسى الله أن يغفر لَهُ، فإنه يغفر

_ [1] في أسد الغابة: قال أبو عمر: وقال ابن مندة: عبيد الله بن صبرة بن هوذة بالصاد المهملة والباء الموحدة. وهوذة بالذال المعجمة وآخره هاء. وأما هود فلا يعرف في حنيفة. [2] من أسد الغابة. [3] بضم الراء وفتح الهاء (اللباب) . [4] صفحة 160

(1716) عبيد الله بن عبيد بن التيهان.

مَا دون الشرك لمن يشاء. وَكَانَ عُبَيْد الله بْن عَبَّاس أحد الأجواد، وَكَانَ يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء فليأت دار الْعَبَّاس، الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله. ومات عُبَيْد الله بْن الْعَبَّاس فيما قَالَ خليفة سنة ثمان وخمسين، وكذلك قَالَ أَحْمَد بْن مُحَمَّد وأيوب. وقال الْوَاقِدِيّ، والزبير: توفي عُبَيْد الله بْن عَبَّاس بالمدينة فِي أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة وَقَالَ مصعب: مات باليمين، والأول أصح. وقال الْحَسَن بْن عُثْمَان: مات عُبَيْد الله بْن الْعَبَّاس سنة سبع وثمانين فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ. (1716) عبيد الله بْن عبيد بْن التيهان. ويقال عُبَيْد الله بْن عَتِيك بْن التيهان، وهو ابْن أخي أَبِي الهيثم بْن التيهان، قتل يَوْم اليمامة شهيدا. (1717) عبيد الله بْن عدي بْن الخيار بْن عدي بْن نوفل بْن عبد مناف القرشي النوفلي. ولد على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات فِي زمن الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ، وله دار بالمدينة عِنْدَ دار علي بْن أَبِي طالب، وَرَوَى عَنْ عُمَر وعثمان، وهو الّذي روى عن عيد اللَّهِ بْن عدي الأَنْصَارِيّ- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاءه رجل يستأذنه فِي قتل رجل من المنافقين. فقال: أليس يشهد أن لا إله إلا الله! فَقَالَ: بلى، ولا شهادة لَهُ.. الحديث [1] إِلَى آخره (1718) عبيد الله بْن عُمَر بْن الخطاب. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ولا أحفظ لَهُ روايةً عَنْهُ ولا سماعا منه، وَكَانَ من أنجاد قريش وفرسانهم، وهو القائل:

_ [1] في أسد الغابة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك الذين نهاني الله عنهم.

أنا عُبَيْد الله سماني عُمَر ... خير قريشٍ من مضى ومن غبر حاشا نبي الله والشيخ الاغر قتل عُبَيْد الله بْن عُمَر بصفين مع مُعَاوِيَة، وَكَانَ على الخيل يومئذ، ورثاه أَبُو زَيْد الطائي، وقصته فِي قتل الهرمزان وجفينة وبنت أَبِي لؤلؤة فيها اضطراب. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر الجوهري، حدثنا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، وعبد الرحمن بن يعقوب، وسعيد ابن رُسْتُمَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عمرو بن دينار، عن الحسن ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: هَذَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَيْهِ جِبَّةُ خَزٍّ، وَفِي يَدِهِ سِوَاكٌ، وَهُوَ يَقُولُ: سَيَعْلَمُ غَدًا عَلِيٌّ إِذَا الْتَقَيْنَا! فَقَالَ عَلِيٌّ: دَعُوهُ فَإِنَّمَا دَمُهُ دَمُ عُصْفُورٍ. وَحَدَّثَنَا خَلَفٌ، حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أُصِيبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَوْمَ صِفِّينَ، فَاشْتَرَى مُعَاوِيَةُ سَيْفَهُ، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى عَبْدِ الله ابن عُمَرَ. قال جويرية: فقلت لنافع: هُوَ سيف عُمَر الَّذِي كَانَ لَهُ؟ قَالَ: نعم قلت: فما كانت حليته؟ قَالَ: وجدوا فِي نعله [1] أربعين درهما. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: خرج عُبَيْد الله بْن عُمَر بصفين فِي اليوم الَّذِي قتل فِيهِ، وجعل امرأتين لَهُ بحيث تنظران إِلَى فعله، وهما أَسْمَاء بِنْت عطارد بْن الحاجب التميمي، وبحرية بِنْت هانئ بْن قبيصة الشيباني، فلما برز شدت عَلَيْهِ ربيعة،

_ [1] النعل: حديدة في أسفل غمد السيف (القاموس) .

(1719) عبيد الله بن كثير، والد محمد بن عبيد الله.

فتثبت [1] بينهم، وقتلوه، وَكَانَ على رَبِيعَة يومئذ زياد بن خصفة [2] التميمي، فقط عُبَيْد الله بْن عَمْرو ميتا قرب فسطاطه ناحية منه، وبقي طنب من طنب الفسطاط لا وتد لَهُ، فجروا عُبَيْد الله بْن عُمَر إِلَى الفسطاط، وشدوا الطنب برجله شدا، وأقبلت امرأتاه حَتَّى وقفتا عَلَيْهِ، فبكتا وصاحتا، فخرج زِيَاد بْن خصفة [2] فقيل لَهُ: هَذِهِ بحرية بِنْت هانئ بْن قبيصة. فقال: مَا حاجتك يا بنت أخي؟ فقالت: زوجي قتل، تدفعه إلي. فقال: نعم، فخذيه فجاءت ببغل فحملته عَلَيْهِ، فذكروا أن يديه ورجليه خطتا الأرض من فوق البغل، ورثاه كعب ابن جعيل، وهجاه الصلتان العبدي. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ [3] ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ عُبَيْدَ الله ابن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قُتِلَ بِصِفِّينَ، وَأَنَّ رَجُلا ضَرَبَ أَطْنَابَ فُسْطَاطِهِ بِأَوْتَادٍ، فَعَجَزَ مِنْهَا وَتَدٌ، فَأَخَذَ رَجِلَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَرَبَطَهُ حَتَّى أَصْبَحَ. وروى ابْن وَهْب، عَنِ السري بْن يَحْيَى، عَنِ الْحَسَن- أن عبيد الله ابن عُمَر قتل الهرمزان بعد أن أسلم، وعفا عَنْهُ عُثْمَان، فلما ولي علي خشي على نفسه، فهرب إِلَى مُعَاوِيَة، فقتل بصفين [4] . (1719) عبيد الله بْن كَثِير، والد مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد فِي الخمر من حديث سُلَيْمَان بْن بلال، عَنْ سهيل بن أبى صالح، ولا يصحّ،

_ [1] في س: فنشب بينهم [2] في ى: خصيفة. والمثبت من هوامش الاستيعاب، وفيها: هو تيمى من تيم اللات، لا تميمى (72) . [3] في س: أحمد بن يحيى. [4] في هامش س: كذا في الأصل.

(1720) عبيد الله بن محصن.

وَمُحَمَّد وأبوه عُبَيْد الله مجهولان، وإنما الحديث لسهيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. (1720) عبيد الله بْن محصن. رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أصبح منكم آمنا فِي سربه معافى فِي جسمه، معه قوت يومه، فكأنما حيزت لَهُ الدنيا منهم من جعل هذا الحديث مرسلا، وأكثرهم يصح صحبة عبيد الله ابن محصن هَذَا، فجعله مسندا. (1721) عبيد الله بْن مُسْلِم القرشي. ويقال فِيهِ الحضرمي [1] . مذكور فِي الصحابة، لا أقف على نسبه فِي قريش، وفيه نظر. روى عَنْهُ حُصَيْن، وقد قيل: إنه عبد بْن مُسْلِم الَّذِي رَوَى عَنْهُ حُصَيْن، فإن كَانَ فهو أسدي، أَسَد قريش. (1722) عبيد الله بْن مَعْمَر بْن عُثْمَان بْن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مُرَّةَ القرشي التيمي. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ من أحدث أصحابه سنا، كذا قَالَ بعضهم. وهذا غلط، ولا يطلق على مثله أَنَّهُ صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لصغره، ولكنه رآه، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام، واستشهد بإصطخر [2] مع عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن كريز، وَهُوَ ابْن أربعين سنة، وَكَانَ على مقدمة الجيش يومئذ. روى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَا أعطى الله أهل بيتٍ الرفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلّا ضرّهم.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: جعلهما أبو عمر واحدا، وهما اثنان ذكرهما البخاري وابن أبى حاتم. والقرشي منهما له صحبة. والحضرميّ لم يذكرا له صحبة (72) . [2] بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة: بلدة بفارس (ياقوت) .

روى عَنْهُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر وَمُحَمَّد بْن سيرين، وهو القائل لمعاوية: إذا أنت لم ترخ الإزار تكرما ... على الكلمة العوراء من كل جانب فمن ذا الَّذِي نرجو لحقن دمائنا ... ومن ذا الَّذِي نرجو لحمل النوائب وابنه عُمَر بْن عُبَيْد الله بْن مَعْمَر أحد أجواد العرب وأنجادها، وَهُوَ الَّذِي قتل أَبَا فديك الحروري، وَهُوَ الَّذِي مدحه العجاج بأرجوزته التي يَقُول فيها: قد جبر الدين الإله فجبر وفيها يقول: لقد سما ابْن معمرٍ حين اعتمر ... [مقرا بعيدا من بعيدٍ وصبر [1]] وكان عُمَر بْن عُبَيْد الله يلي الولايات، وشهد مع عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سمرة فتح كابل، وَهُوَ صاحب الثغرة، كَانَ قاتل عليها حَتَّى أصبح. وله مناقب صالحة، وَكَانَ سبب موت عُمَر هَذَا أن أبن أخيه عُمَر بْن مُوسَى خرج مع الأَشْعَث، فأخذه الْحَجَّاج، فبلغ ذَلِكَ عُمَر وَهُوَ بالمدينة، فخرج يطلب فِيهِ إِلَى عَبْد الْمَلِكِ، فلما بلغ موضعا يقال لَهُ ضمير على خمسة عشر ميلا من دمشق بلغه أن الْحَجَّاج ضرب عنقه، فمات كمدا عَلَيْهِ، فقال الفرزدق يرثيه [2] : يا أيها الناس لا تبكوا على أحدٍ ... بعد الَّذِي بضميرٍ وافق القدرا [3] وكان سن عُمَر بْن عُبَيْد الله حين مات ستين سنة، وَهُوَ مولى أَبِي النَّضْر سَالِم شيخ مَالِك، وأخوه عُثْمَان بْن عَبْد اللَّهِ، قتله شبيب الحروري وأصحابه.

_ [1] ليس في س. [2] ياقوت- ضمر. [3] في ى: القدر. والمثبت من ياقوت، وس.

(1723) عبيد الله بن معية السوائي،

(1723) عبيد الله بْن معية السوائي، من بني سواءة بْن عَامِر بْن صعصعة، أدرك الجاهلية، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، سكن الطائف. وله حديث واحد رواه عَنْهُ سَعِيد بْن السائب، وإبراهيم بْن ميسرة. (1724) عبيد الله [1] بْن أَبِي مُلَيْكَة التميمي، والد عَبْد اللَّهِ الفقيه. ذكره صاحب الوحدان، وَرَوَى لَهُ من رواية ابنه عَنْهُ أَنَّهُ سأل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أمه فَقَالَ: إنها كانت أبر شيء وأوصله وأحسنه صنيعا، فهل نرجو لَهَا؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هل وأدت؟ قَالَ: نعم. قال: هي فِي النار. باب عُبَيْد (1725) عبيد بْن أوس بْن مَالِك بْن سواد بْن كَعْب الأَنْصَارِيّ الظفري. يكنى أَبَا النعمان، من الأوس، شهد بدرا. يقال لَهُ مقرن، لأنه قرن أربعة أسرى يَوْم بدر، هُوَ الَّذِي أسر عُقَيْل بْن أَبِي طالب يومئذ، ويقال: إنه أسر الْعَبَّاس، ونوفلا، وعقيلا، وقرنهم فِي حبل [2] ، وأتى بهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد أعانك عليهم ملك كريم، وسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقرنا. وبنو سَلَمَة يدعون أن أَبَا اليسر كَعْب بْن عَمْرو آسر الْعَبَّاس، وكذلك قَالَ ابْن إِسْحَاق. (1726) عبيد بْن التيهان بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن جشم بْن الْحَارِث بن الخزرج ابن عَمْرو، وَهُوَ النبيت [3] بْن مَالِك بْن أوس الأنصاري، أخو أبى الهيثم بن

_ [1] ليست هذه الترجمة في س. [2] في س: بحبل. [3] في ى: النبيب. والمثبت من س.

(1727) عبيد بن حذيفة بن غانم، أبو جهم القرشي العدوى.

التيهان الأَنْصَارِيّ، هكذا كَانَ ينسبه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُمَارَة الأَنْصَارِيّ. وأما ابْن إِسْحَاق، وموسى بْن عقبة، وَمُحَمَّد بْن عُمَر، وَأَبُو معشر، فإنهم كانوا يخالفونه فِي نسبه، ويقولون: عُبَيْد وأخوه الهيثم بْن [1] التيهان من حلفاء بني عبد الأشهل. وليس من نفس الأنصار، وكانوا ينسبونهما إِلَى بلي بْن عَمْرو ابن الحاف بْن قضاعة، وَكَانَ ابْن إِسْحَاق، وَمُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ، يقولان: هُوَ عُبَيْد بْن التيهان، وأما مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَارَة فإنهم كانوا يقولون: هُوَ عُبَيْد [2] بْن التيهان. وعبيد بْن التيهان [هَذَا [3]] أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ليلة العقبة الثانية، شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل. (1727) عبيد بْن حذيفة بْن غانم، أَبُو جهم القرشي العدوي. صاحب الخميصة. ويقال عَامِر بْن حذيفة. وقد ذكرناه فِي الكنى بأتم من هذا. (1728) عبيد بْن خَالِد السُّلَمِيّ البهزي [4] ، ويقال عبدة بْن خَالِد، وعبيد بْن خَالِد، وصوابه عُبَيْد [مهاجري [5]] ، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، كناه خليفة [بْن خياط] ، سكن الكوفة، وَرَوَى عَنْهُ جماعة من الكوفيين، منهم سَعْد ابْن عُبَيْدَة، وتميم بْن سَلَمَة. شهد صفين مع علي رَضِيَ الله عنه. (1729) عبيد بْن دحى [6] الجهضمي، بصري، سكن البصرة، لم يرو عنه إلّا ابنه

_ [1] في س: أبناء.. وليسا ... [2] في ى: عتيك. [3] من أسد الغابة. [4] في أسد الغابة: ثم البهزي. [5] ليس في س. [6] في أسد الغابة: جعله ابن مندة وأبو نعيم رحى- بالراء. وقال أبو نعيم، وقيل دحى، وفي الإصابة: رحى، بمهملتين مصغرا الجهضمي ويقال الجهنيّ، ويقال في أبيه دحى، بالدال بدل الراء. ومنهم من قال في أبيه صيفي.

(1730) عبيد بن زيد بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الزرقي،

يَحْيَى بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله. (1730) عبيد بْن زَيْد بْن عَامِر بْن العجلان بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن زريق الزرقي، شهد بدرا، وأحدا. (1731) عبيد بْن سُلَيْم بْن ضبيع [1] بْن عَامِر بْن مجدعة بْن جشم بْن حارثة، شهد أحدا، يعرف بعبيد السهام. قال الْوَاقِدِيّ: سألت ابْن أَبِي حبيبة، لم سمي عُبَيْد السهام؟ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي دَاوُد بْن الحصن [2] ، قَالَ: كَانَ قد اشترى من سهام خيبر ثمانية عشرة سهما، فسمى عُبَيْد السهام. (1732) عبيد بْن صَخْر بْن لوذان الأَنْصَارِيّ، كَانَ ممن بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملا إِلَى اليمن. روى عَنْهُ يُوسُف بْن سَهْل الأَنْصَارِيّ. ذَكَرَ سَيْفٌ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنَ صَخْرِ ابن لَوْذَانَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: عَهِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُمَّالِهِ عَلَى الْيَمَنِ فِي الْبَقَرِ فِي كُلِّ ثَلاثِينَ تَبِيعٌ [3] ، وَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّةٌ، وَلَيْسَ فِي الأَوْقَاصِ [4] بَيْنَهُمَا شَيْءٌ. (1733) عبيد بْن عازب، أخو البراء بْن عازب. هو جدّ عدىّ بن ثابت.

_ [1] هكذا في ى، والإصابة، وفي س، وأسد الغابة: ضبع. [2] في س، وأسد الغابة: الحصين. [3] التبيع: ولد البقرة في الأولى (القاموس) . [4] الأوقاص في الصدقة: ما بين الفريضتين (القاموس) .

(1734) عبيد بن أبى عبيد الأنصاري،

روى [عَنْهُ [1]] فِي الوضوء والحيض. شهد عُبَيْد بن عازب، وأخوه البراء ابن عازب مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مشاهده كلّها. (1734) عبيد بْن أَبِي عُبَيْد الأَنْصَارِيّ، من بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، شهد بدرا، وأحدا، والخندق مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1735) عبيد بْن عَمْرو الكلابي. من بني كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن صعصعة. له حديث واحد. قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة، يسبغ الوضوء. وقد قيل فِي هَذَا عُبَيْدَة [2] بْن عَمْرو. (1736) عبيد بْن عُمَيْر بْن قَتَادَة بْن سَعْد بْن عَامِر بْن جندع اللَّيْثِيّ، ثُمَّ الجندعي. يكنى أَبَا عَاصِم، قاص أهل مكة. ذكر الْبُخَارِيّ أَنَّهُ رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكره مُسْلِم بْن الْحَجَّاج فيمن ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وهو معدود فِي كبار التابعين، سمع عُمَر بْن الخطاب، وعبد الله بن عمرو ابن الْعَاص، وعائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عنهم، ولأبيه عُمَيْر بْن قَتَادَة صحبة. وقد ذكرناه والحمد للَّه [3] . (1737) عبيد بْن قشير المصري [4] . حديثه مرفوع: إياكم والسرية التي إن لقيت فرت، وإن غنمت غلت، رَوَى عَنْهُ لهيعة بْن عقبة. (1738) عبيد بْن مخمر، أَبُو أُمَيَّة المعافري. له صحبة فيما ذكر أَبُو سَعِيد بْن يُونُس فِي تاريخه. قال: وشهد فتح مصر. رَوَى عَنْهُ أبو قبيل.

_ [1] ليس في س [2] في س: وقد قيل فِي هَذَا عُبَيْدَة بْن عَمْرو وعبيد بن عمرو. [3] سيذكر فيما بعد، على حسب الترتيب الجديد للكتاب [4] في أسد الغابة: مضري.

(1739) عبيد بن مسلم الأسدي،

(1739) عبيد بْن مُسْلِم الأسدِي، قَالَ عباد بْن العوام، عَنْ حُصَيْن [1] بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: سمعت عُبَيْد بْن مُسْلِم، وله صحبة، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من مملوك يطيع الله و [يطيع [2]] سيده إلا كَانَ لَهُ أجران. (1740) عبيد بْن المعلي بْن لوذان بْن حارثة الأَنْصَارِيّ. قتل يَوْم أحد شهيدا، قتله عكرمة بْن أَبِي جهل. (1741) عبيد بْن معية السوائي. ويقال عُبَيْد الله، وقد تقدم ذكره [3] . (1742) عبيد بْن وَهْب، أَبُو عَامِر الأشعري، هُوَ مشهور بكنيته رَوَى عَنْهُ ابنه عَامِر. قتل يَوْم أوطاس [4] ، وذلك سنة ثمان من الهجرة، وقد ذكرناه في الكنى يأتمّ من هَذَا، يقال: إنه قتله دريد بْن الصمة، ولا يصح، وقد أوضحنا خبره فِي باب كنيته من كتاب الكنى. (1743) عبيد الأنصاري، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الله ابن بريدة، له صحبة. (1744) عبد الأَنْصَارِيّ، أيضا. قال: أعطاني عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مالا مضاربة. حديثه فِي الكوفيين عِنْدَ أَبِي نُعَيْم [5] ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حميد بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. فيه، وفي الَّذِي قبله وبعده نظر. (1745) عبيد القاري، رجل من بني خطمة من الأنصار، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وروى عنه زيد بن إسحاق.

_ [1] في س: قال عباد بن حصين. [2] من س [3] صفحة 1015 [4] أوطاس: واد في ديار هوازن كانت فيه وقعة حنين (ياقوت) . [5] في س: عند نعيم.

(1746) عبيد رجل من الصحابة،

(1746) عبيد رجل من الصحابة، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإيمان. حديثه عِنْدَ حَمَّاد بْن سَلَمَة، عَنْ أَبِي سنان، عَنِ الْمُغِيرَة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُبَيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، مرفوعا. (1747) عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه سُلَيْمَان التيمي، ولم يسمع منه، بينهما رجل. باب عبيدة (1748) عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، يكنى أبا الْحَارِث. وقيل: يكنى أَبَا مُعَاوِيَة، كَانَ أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وَكَانَ إسلامه قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم بن أبى الأرقم، وقيل أن يدعو فيها، وكان هجرته إِلَى المدينة مع أخويه الطفيل والحصين بْن الْحَارِث بْن المطلب ومعه مسطح بْن أثاثة بن عبّاد ابن المطلب، وتركوا على عَبْد اللَّهِ بْن سَلَمَة العجلاني، وَكَانَ لعبيدة بْن الْحَارِث قدر ومنزلة عِنْدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن إِسْحَاق: أول سرية بعثها رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم مع عبيدة ابن الْحَارِث فِي ربيع الأول سنة اثنتين فِي ثمانين راكبا. ويقال فِي ستين من المهاجرين، ليس فيها من الأنصار أحد، وبلغ سيف البحر حَتَّى بلغ ماءً بالحجاز بأسفل ثنية المرّة [1] ، فلقي بها جمعا من قريش، ولم يكن فيهم قتال، غير أنّ

_ [1] ثنية المرة، بفتح الميم وتخفيف الراء. وفي حديث سرية عبيدة بن الحارث.... حتى بلغ ماء فالحجاز بأسفل ثنية المرة (ياقوت) .

(1749) عبيدة بن خالد.

سَعْد بْن مَالِك رمي بسهم يومئذ، فكان أول سهم رمي بِهِ فِي الإسلام. وانصرف بعضهم عَنْ بعض. كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق: راية عُبَيْدَة أول رايةٍ عقدها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإسلام، ثُمَّ شهد عُبَيْدَة بْن الْحَارِث بدرا، فكان لَهُ فيها غناء عظيم، ومشهد كريم، وَكَانَ أسن المسلمين يومئذ، قطع عُتْبَة بْن رَبِيعَة رجله يومئذٍ. وقيل: بل قطع رجله شيبة بْن رَبِيعَة فارتث منها، فمات بالصفراء على ليلةٍ من بدر. ويروى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما نزل بأصحابه بالتاربين [1] قَالَ لَهُ أصحابه: إنا نجد ريح المسك. قال: وما يمنعكم؟ وهاهنا قبر أَبِي مُعَاوِيَة [2] . وقيل: كَانَ لعبيدة بْن الْحَارِث يَوْم قتل ثلاث وستون سنة، وَكَانَ رجلا مربوعا حسن الوجه. (1749) عُبَيْدَة بْن خَالِد. قَالَ أَبُو عُمَر رحمه الله: لم أجد فِي الصحابة عُبَيْدَة- بضم العين- إلا عُبَيْدَة بْن الْحَارِث المطلبي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. إلا أن الدار قطنى ذكر فِي المؤتلف [والمختلف [3]] عُبَيْدَة بْن خَالِد المحاربي. قال وَقَالَ بعضهم فِيهِ ابْن خَلَف له صحبة، حديثه عِنْدَ أشعث بْن سُلَيْم أَبِي الشعثاء [4] . واختلف عَلَيْهِ فِيهِ، فَقَالَ سُلَيْمَان بْن قرم، عَنْ أشعث بْن سُلَيْم، عَنْ عمته، عَنْ عُبَيْدَة بْن خَلَف، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال شيبان: عَنْ أشعث، عَنْ عمته، عَنْ عم أبيها، عَنْ عُبَيْدَة بْن خَالِد. وقال غيرهما: عَنْ أشعث، عن عمته، عن أبيها [5] .

_ [1] لم أقف عليه [2] في س: قبر عبيدة. [3] من س. [4] في س: عند أشعث أبي الشعثاء، وهو أشعث بن سليم. [5] في س: عن أبيه.

(1750) عبيدة [3] بن هبار [4] ،

قال أَبُو عُمَر رحمه الله: هَذَا مَا ذكره الدار قطنى، ولم يذكر اختلافا فِي أَنَّهُ عُبَيْد- بضم العين وفتح الباء، وإنما ذكر الاختلاف فِي الإسناد، وفي اسم أَبِيهِ. وذكر ابْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِيهِ فِي كتابه الكبير عُبَيْدَة بْن خَالِد- بفتح العين وكسر الباء، وَقَالَ: ابْن خَالِد، بلا اختلاف، وما قاله فهو الصواب. وما قاله سُلَيْمَان بْن قرم فخطأ لا شك فِيهِ. والذي قاله شيبان فِي اسم أَبِيهِ [خَالِد [1]] ، صحيح. [وأما ضم العين وفتحها فاللَّه أعلم. وابن أبى حاتم أصحاب إن شاء الله [2]] . (1750) عبيدة [3] بْن هبار [4] ، قَالَ ابْن الكلبي: كَانَ من فرسان مذحج، وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب عَبِيدَة (1751) عَبِيدَة الأملوكي. ويقال المليكي [5] ، شامي. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَا أهل القرآن لا توسدوا القرآن. روى عَنْهُ المهاجر بْن حَبِيب، وسعيد بْن سويد. (1752) عبيدة بْن جَابِر بْن مُسْلِم الهجيمي. له صحبة، ولأبيه أيضا، وقد ذكرناه. (1753) عبيدة بْن خَالِد الحنظلي، من بني حَنْظَلَة بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن تميم. وقيل المحاربي. وقيل: هُوَ عم عمة أشعث بْن سُلَيْم، وَهُوَ ابْن أَبِي الشعثاء، حديثه عِنْدَ الأَشْعَث، عَنْ عمته، عَنْهُ. وَقِيلَ عَنِ الأَشْعَثِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنْ عَمِّهَا عُبَيْدَةَ بْنِ خالد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ لَهُ: ارْفَعْ إِزَارَكَ، فَإِنَّهُ أَنْقَى وأتقى. وذكره الدار قطنى فِي باب عُبَيْدَة- بالضم- فلم يصنع شيئا، وقال

_ [1] من س. [2] من س. [3] هذه الترجمة ليست في س [4] في أسد الغابة: بن مالك بن همام. [5] في هوامش الاستيعاب: الأملوكي من حمير. والمليكي في قريش (72) .

(1754) عبيدة بن عمرو [2] السلماني.

فِيهِ ابْن خَلَف أو ابْن خَالِد، وخلف غلط، قد ذكره الْبُخَارِيّ، وَابْن أَبِي حَاتِم، عَنْ أَبِيهِ عُبَيْدَة- بفتح العين- ابْن خَالِد، وَهُوَ الصواب [1] إن شاء الله. (1754) عبيدة بْن عَمْرو [2] السلماني. أَبُو مُسْلِم، ويقال أَبُو عُمَر، صاحب ابْن مَسْعُود، قَالَ: أسلمت وصليت قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنين، ولم أره. رواه الثقات عَنِ ابْن سِيرِين، عَنْهُ. لا يعد فِي الصحابة إلا بما ذكرنا. هُوَ من كبار أصحاب ابْن مَسْعُود الفقهاء، وَهُوَ من أصحاب علي أيضا. (1755) عبيدة بْن عَمْرو الكلابي، قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتوضأ فأسبغ الوضوء، حديثه عِنْدَ سَعِيد بْن خثيم، عَنْ جدته رَبِيعَة [3] بِنْت عِيَاض عَنْهُ. باب عتاب (1756) عتاب بْن أسيد [4] بْن أَبِي العيص بْن أُمَيَّة بْن عبد شمس القرشي الأموي، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل: أَبُو مُحَمَّد أسلم يَوْم فتح مكة، واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مكة عام الْفَتْح حين خروجه إِلَى حنين، فأقام للناس الحج تلك السنة، وهي سنة ثمان، وحج المشركون على مَا كانوا عَلَيْهِ، وعلى نحو ذَلِكَ أقام أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ للناس الحج سنة تسع، حين أردفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعلي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وأمره أن ينادي ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وأن يبرأ إِلَى كل ذي عهد من عهده. [5]

_ [1] في الإصابة: ويقال بضم أوله، والأشهر عبيد بلا هاء. [2] في أسد الغابة: وقيل ابن قيس. والسلماني بسكون اللام، ويقال بفتحها كما في التقريب وهوامش الاستيعاب. [3] في س، وأسد الغابة: ربعية. [4] بفتح الهمزة- كما في الإصابة. [5] ارجع إلى أحكام القرآن: 884. (الاستيعاب ج 3- م 6)

(1757) عتاب بن سليم بن قيس بن خالد القرشي التيمي.

وأردفه بعلي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يقرأ على الناس سورة براءة، فلم يزل عتاب أميرا على مكة حَتَّى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقره أَبُو بَكْر عليها، فلم يزل إِلَى أن مات. وكانت وفاته- فيما ذكر الْوَاقِدِيّ- يَوْم مات أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قَالَ: ماتا فِي يَوْم واحد، وكذلك يَقُول ولد عتّاب. وَقَالَ مُحَمَّد بْن سلام وغيره: جاء نعي أبى بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى مكة يَوْم دفن عتاب بْن أسيد بها، وَكَانَ رجلا صالحا خيرا فاضلا. وأما أخوه خَالِد بْن أسيد فذكر مُحَمَّد بْن إِسْحَاق السَّرَّاج، قَالَ: سمعت عَبْد الْعَزِيزِ بْن مُعَاوِيَة من ولد عتاب بْن أسيد، ونسبه إِلَى عتاب بْن أسيد- يَقُول: مات خَالِد بْن أسيد، وَهُوَ أخو عتاب بْن أسيد لأبيه وأمه، يَوْم فتح مكة قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة. روى عَمْرو بْن أَبِي عوف قَالَ: سمعت عتاب بْن أسيد يَقُول- وَهُوَ يخطب مسندا ظهره إِلَى الكعبة يحلف: مَا أصبت فِي الَّذِي بعثني عَلَيْهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين كسوتهما مولاي كيسان. وحدث عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وعطاء بْن أَبِي رباح، ولم يسمعا منه. (1757) عتاب بْن سُلَيْم بْن قَيْس بْن خَالِد القرشي التيمي. أسلم يَوْم فتح مكة، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (1758) عتاب بْن شمير [1] الضبي، لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ ابنه مجمع بْن عتاب، قال ابْن أَبِي خيثمة: وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بنى ضبة عتّاب ابن شمير. رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حدّثنا عبد الصمد بن جابر

_ [1] في أسد الغابة: شمير- بضم الشين المعجمة وفتح الميم. وفي الإصابة: وقيل: نمير- بالنون. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 6)

باب عتبة

ابن رَبِيعَةَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَمِّعِ بْنِ عَتَّابِ بْنِ شُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ، وَلِي إِخْوَةٌ، فَأَذْهَبُ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يُسْلِمُونَ، فَآتِيكَ بِهِمْ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هُمْ أَسْلَمُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَإِنَّ الإِسْلامَ وَاسِعٌ عَرِيضٌ. وَالْحَمْدُ للَّه تَعَالَى. باب عتبة (1759) عتبة بْن أسيد بْن جارية الثقفي، أَبُو بصير، مشهور بكنيته، مات على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسنذكره فِي الكنى إن شاء الله تعالى. (1760) عتبة بْن ربيع بْن رَافِع بْن مُعَاوِيَة [1] بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن عبد الأبجر [2] ، وَهُوَ خدرة، الْخُدْرِيّ الأَنْصَارِيّ قتل يَوْم أحد شهيدا. (1761) عتبة بْن رَبِيعَة بْن خَالِد بْن مُعَاوِيَة البهراني، حليف للأنصار [3] . اختلف فِي شهوده بدرا، وكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق البهراني. وقال ابْن هِشَام: هُوَ بهزي، من بهز بْن سُلَيْم. (1762) عتبة بن أبي سفيان [4] بن حرب بن أمية، أخو معاوية بن أبى سفيان ابن حرب. ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أَبَا الْوَلِيد، ولاه عمر ابن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الطائف وصدقاتها، ثُمَّ ولاه مُعَاوِيَة مصر حين مات عَمْرو بْن العاص، فأقام عليها سنة.

_ [1] في أسد الغابة: بن رافع بن عبيد، [2] في ى: بن عبد الأبحر. ونراه تحريفا. [3] في أسد الغابة: حليف للأوس. [4] في أسد الغابة: واسمه صخر بن حرب.

(1763) عتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء الأنصاري.

توفي بها، ودفن فِي مقبرتها، وذلك سنة أربعين، وَكَانَ فصيحا خطيبا، يقال: إنه لم يكن فِي بني أُمَيَّة أخطب منه. خطب أهل مصر يوما وَهُوَ والٍ عليها، فَقَالَ: يَا أهل مصر، خف على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفارا يثقل حملها، ولا ينفعه علمها، وإني لا أداوي داءكم إلا بالسيف، ولا أبلغ السيف مَا كفاني السوط، ولا أبلغ السوط مَا صلحتم [1] بالدرة، وأبطئ عَنِ الأولى إن لم تسرعوا إِلَى الآخرة، فالزموا مَا ألزمكم الله لنا تستوجبوا مَا فرض الله لكم علينا. وَهَذَا يَوْم ليس فِيهِ عقاب ولا بعده عتاب. وقد قيل: إنّ عتبة بن أَبِي سُفْيَان توفي سنة ثلاث وأربعين. (1763) عتبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن صَخْر بْن خنساء الأَنْصَارِيّ. شهد العقبة وبدرا. (1764) عتبة بْن غَزَوَان بْن جَابِر. ويقال عُتْبَة بْن غَزَوَان بْن الحارث بن جابر ابن وَهْب [2] بْن نسيب [3] بْن زَيْد بْن مَالِك بن الحارث بن عوف بن مازن بن مَنْصُور بْن عكرمة بْن خصفة بْن قَيْس عيلان بْن مضر بْن نزار المازني. حليف لبني نوفل بْن عبد مناف بْن قصي يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل: أَبَا غَزَوَان. كان إسلامه بعد ستة رجال، فهو سابع سبعة فِي إسلامه. وقد قَالَ ذَلِكَ فِي خطبته بالبصرة: ولقد رأيتني مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سابع سبعة، مَا لنا طعام إلا ورق الشجر، حَتَّى قرحت أشداقنا. هاجر فِي أرض الحبشة وَهُوَ ابْن أربعين سنة، ثُمَّ قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بمكة، وأقام معه حَتَّى هاجر إِلَى المدينة مع المقداد بْن عَمْرو، ثُمَّ شهد بدرا والمشاهد كلها، وَكَانَ يوم قدم

_ [1] في س: ما صلحتم على الدرة. [2] في أسد الغابة والتهذيب: وهيب. [3] الضبط من س.

المدينة ابْن أربعين سنة، وَكَانَ أول من نزل البصرة من المسلمين، وَهُوَ الَّذِي اختطها، وَقَالَ لَهُ عُمَر- لما بعثه إليها: يَا عُتْبَة، إِنِّي أريد أن أوجهك لتقاتل بلد الحيرة، لعلّ الله سبحانه يفتحها عليه، فسر عليك بركة الله تعالى ويمنه، واتق الله مَا استطعت، واعلم أنك ستأتي حومة [1] العدو. وأرجو أن يعينك الله عليهم، ويكفيكهم، وقد كتبت إِلَى العلاء بْن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بْن هرثمة [2] ، وَهُوَ ذو مجاهدة للعدو، وذو مكايدة شديدة، فشاوره، وادع إِلَى الله عز وجل، فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبى فالجزية عَنْ يد مذلة وصغار، وإلا فالسيف فِي غير هوادة، واستنفر من مررت بِهِ من العرب، وحثهم على الجهاد، وكابد العدو، واتق الله ربك. فافتتح عُتْبَة بْن غَزَوَان الأبلة، ثُمَّ اختط مسجد البصرة، وأمر محجن بْن الأدرع، فاختط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب، ثُمَّ خرج عُتْبَة حاجا، وخلف مجاشع بْن مَسْعُود، وأمره أن يسير إِلَى الفرات، وأمر الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة أن يصلي بالناس، فلم ينصرف عُتْبَة من سفره ذَلِكَ فِي حجته حَتَّى مات، فأقر عُمَر الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة على البصرة. وكان عُتْبَة بْن غَزَوَان قد استعفى عُمَر عَنْ ولايتها، فأبى أن يعفيه، فَقَالَ: اللَّهمّ لا تردني إليها، فسقط عَنْ راحلته، فمات سنة سبع عشرة، وَهُوَ منصرف من مكة إِلَى البصرة، بموضع يقال لَهُ معدن بني سُلَيْم [3]- قاله ابْن سَعْد ويقال: بل مات بالربذة [4] سنة سبع عشرة- قاله المدائني. وقيل: بل مات عُتْبَة بْن غَزَوَان سنة خمس عشرة وَهُوَ ابْن سبع وخمسين سنة بالمدينة.

_ [1] في ى: حرمة. [2] في ى: بن خزيمة. [3] من أعمال المدينة على طريق نجد (ياقوت) . [4] الرَّبَذَة: قرية من قرى المدينة على ثلاثة أميال (ياقوت) .

وكان رجلا طوالا. وقيل: إنه مات فِي العام الَّذِي اختط فِيهِ البصرة، وذلك فِي سنة أربع عشرة، وسنه مَا ذكرنا، وأما قول من قَالَ: إنه مات بمرو- فليس بشيء، والله أعلم بالصحيح من هَذِهِ الأقوال. والخطبة [1] التي خطبها عُتْبَة بْن غَزَوَان محفوظة عِنْدَ العلماء، مروية مشهورة من طرق، منها مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَسَّالُ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ، قَالَ: حدثنا الحسين ابن الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ هِلالٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيُّ، قَالَ. خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزَوَانَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصِرْمٍ، وَوَلَّتْ حَذَّاءً [2] . وَإِنَّمَا بَقِيَ مِنْهَا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ. وَأَنْتُمْ مُنْتَقِلُونَ عَنْهَا إِلَى دَارٍ لا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا [مِنْهَا [3]] بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَإِنَّهُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ، فَيَهْوِي سَبْعِينَ عَامًا لا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا [4] ، وَاللَّهِ لَتُمْلأَنَّ، فَعَجِبْتُمْ، وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ، وَلِلْبَابِ كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا سَابِعُ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى تَقَرَّحَتْ أَشْدَاقُنَا، فالتقط بردة فاشتققتها بنى وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَأْتَزَرْتُ بِبَعْضِهَا وَأْتَزَرَ بِبَعْضِهَا، فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا وَاحِدٌ إِلا وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ. وَإِنِّي أَعُوذُ باللَّه أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا وعند الناس صغيرا، فإنّها لم تكن

_ [1] من هنا إلى آخر الخطبة ليس في س. [2] أي خفيفة سريعة (النهاية) . [3] من أسد الغابة. [4] في أسد الغابة: سبعين خريفا لا يبلغ قعرها.

(1765) عتبة بن فرقد السلمي،

نُبُوَّةٌ إِلا تَنَاسَخَتْ، حَتَّى تَكُونَ عَاقِبَتُهَا مُلْكًا، وَسَتَبْلُونَ الأُمَرَاءَ، أَوْ قَالَ: سَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدِي. (1765) عتبة بْن فَرْقَد السُّلَمِيّ، أَبُو عَبْد اللَّهِ، لَهُ صحبة ورواية، كَانَ أميرا لعمر بْن الخطاب على بعض فتوحات العراق. رَوَى سُلَيْمَان التيمي، عَنْ أَبِي عُثْمَان النهدي، قَالَ: جاءني كتاب عُمَر، ونحن مع عُتْبَة بْن فَرْقَد، وينسبونه عتبة ابن يربوع [1] بْن حَبِيب بْن مَالِك، وَهُوَ فَرْقَد بن أسعد بن رفاعة بن الحارث ابن بهثة بْن سُلَيْم السُّلَمِيّ، وأمه آمنة بِنْت عمر [2] بن علقمة بن المطلب ابن عبد مناف. حَدَّثَنَا [سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا [3]] ابْنُ أَبِي دُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عبد الرحمن، قال: حدثني أُمُّ عَاصِمٍ امْرَأَةُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، قَالَتْ: كُنَّا عِنْدَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ ثَلاثَ نِسْوَةٍ مَا مِنَّا وَاحِدَةٌ إِلا وَهِيَ تَجْتَهِدُ فِي الطِّيبِ لِتَكُونَ أَطْيَبَ رِيحًا مِنْ صَاحِبَتِهَا، وَمَا يمسّ عتبة ابن فَرْقَدٍ طِيبًا إِلا أَنْ يَلْتَمِسَ دُهْنًا، وَكَانَ أَطْيَبُ رِيحًا مِنَّا. فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَصَابَنِي الشَّرَى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْعَدَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَتَجَرَّدْتُ، وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي عَلَى عَوْرَتِي، فَنَفَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ دَلَّكَ بِهَا الأُخْرَى، ثُمَّ أَمَرَّهُمَا عَلَى ظَهْرِي وَبَطْنِي، فَعَبَقَ بِي مَا تَرَوْنَ. وَرَوَى شُعْبَةُ، عن حصين، عن امرأة عتبة ابن فَرْقَدٍ- أَنَّ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَتَيْنِ.

_ [1] قال ابن سعد: يربوع هو فرقد. [2] في س: عمرو. [3] من س.

(1766) عتبة بن أبى لهب، واسم أبى لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.

(1766) عتبة بْن أَبِي لهب، واسم أَبِي لهب عبد العزى بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي. أسلم هُوَ وأخوه مُعَتِّب يَوْم الْفَتْح، وكانا قد هربا، فبعث الْعَبَّاس فيهما، فأتى بهما فأسلما، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهما ودعا لهما، وشهدا معه حنينا والطائف، ولم يخرجا عَنْ مكة ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب عِنْدَ أهل النسب رَضِيَ اللَّهُ عنهما. (1767) عتبة بْن مَسْعُود الهذلي، حليف لبني زهرة، أخو عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود شقيقه. وقد قيل: بل أمه امرأة من هذيل أيضا، غير أم عَبْد اللَّهِ، والأكثر أَنَّهُ أخوه لأبيه وأمه، وقد جرى من ذكر نسبه إِلَى هذيل فِي باب أخيه مَا أغنى عن ذكره هاهنا [1] . يكنى عُتْبَة بْن مَسْعُود أَبَا عَبْد اللَّهِ. هاجر مع أخيه عبد الله ابن مَسْعُود إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثُمَّ قدم المدينة، فشهد أحدا، وما بعدها من المشاهد. رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: مَا عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَنَا بِأَفْقَهَ مِنْ عُتْبَةَ، وَلَكِنَّ عُتْبَةَ مَاتَ سَرِيعًا، كذا قَالَ مَعْمَر. وقال ابْن عُيَيْنَة: سمعت ابْن شهاب يَقُول: مَا كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود بأقدم صحبةً من أخيه عُتْبَة بْن مَسْعُود، ولكن عُتْبَة مات قبله. ولما مات عُتْبَة بْن مَسْعُود بكى عَلَيْهِ أخوه عَبْد اللَّهِ، فقيل لَهُ: أتبكي؟ قَالَ: نعم، أخي فِي النسب، وصاحبي مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحب الناس إلي إلا مَا كَانَ من عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ومات عُتْبَة بْن مَسْعُود بالمدينة، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ الله عنه

_ [1] صفحة 987

(1768) عتبة بن الندر [2] ،

[وقال المسعودي: مات عُتْبَة بْن مَسْعُود قبل أخيه عَبْد اللَّهِ حين خلافة عُمَر بْن الخطاب، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ الله عنه] [1] (1768) عتبة بْن الندر [2] ، وَهُوَ عُتْبَة بْن عبد السُّلَمِيّ، له صحبة، كَانَ اسمه عتلة [3] ، فغير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه فسمّاه عتبة. وروى محمد بن ابو الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُتْبَةَ [بْنِ عَبْدٍ [4]] عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ [لِيَ [4] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: عَتَلَةُ. قَالَ: أَنْتَ عُتْبَةُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: شَهِدَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ خَيْبَرَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ- يعنى الحكم ابن نَافِعٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كَانَ اسْمُ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ نُشْبَةَ، فَسَمَّاهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عتبة. وروى أَحْمَد بْن حَنْبَل، عَنِ ابْن الْمُغِيرَة أَنَّهُ حدثه، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَان بْن عَمْرو- أن عُتْبَة بْن عبد كَانَ اسمه نشبة، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عُتْبَة. يكنى أَبَا الْوَلِيد. توفي سنة سبع وثمانين فِي أيام الْوَلِيد بْن عَبْد الْمَلِكِ وَهُوَ ابْن أربع وتسعين سنة. يعد فِي الشاميين. روى عَنْهُ جماعة من تابعي أهل الشام، منهم خالد ابن معدان، وعبد الرحمن بْن عَمْرو [5] السُّلَمِيّ، وكثير بْن مُرَّةَ، وراشد ابْن سَعْد، وَأَبُو عَامِر الألهاني، وروى عَنْهُ أيضا علي بْن رباح المصري.

_ [1] ليس في س. [2] الندر- بضم النون وتشديد الدال المفتوحة- الإصابة. [3] في أسد الغابة: عتلة- بفتح العين وسكون التاء فوقها نقطتان- قاله ابن ماكولا. وقال عبد الغنى: عتلة- يعنى بفتحتين. [4] من س. [5] في س: وعبد الرحمن بن عبد.

قال الْوَاقِدِيّ: عُتْبَة بْن عبد السُّلَمِيّ آخر من مات بالشام من أصحاب النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إن عُتْبَة بْن الندر غير عُتْبَة بْن عبد، وليس ذَلِكَ بشيء، والصواب مَا ذكرنا إن شاء الله تعالى، ولم يختلفوا أنّ عتبة ابن عبد سلمى، وان عُتْبَة بْن الندر سلمى، وأن خَالِد بْن معدان رَوَى عَنْ كل واحد منهما. قال أَبُو حَاتِم الرازي: عُتْبَة بْن الندر سلمى شامي، لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ خَالِد بْن معدان، وعلي بْن رباح اللخمي. وذكر فِي باب آخر عُتْبَة بْن عبد، فَقَالَ: عُتْبَة بْن عبد السُّلَمِيّ أَبُو الْوَلِيد، شامي لَهُ صحبة. روى عَنْهُ خَالِد بْن معدان، وعبد الرحمن بْن عَمْرو السُّلَمِيّ. وقال ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حَاتِم: رَوَى عَنْهُ كَثِير بْن مُرَّةَ، ولقمان بْن عَامِر الوصابي، وراشد بْن سَعْد، وَأَبُو عَامِر الألهاني، وعبد الله بْن عائذ الألهاني، وشرحبيل بْن شفعة [1] ، وحبيب بْن عُبَيْد، وعبد الرحمن بْن أَبِي عوف الجرشي، وابنه يَحْيَى، وَأَبُو الْمُثَنَّى الأملوكي، وعامر بْن زَيْد البكالي. هذا كله ذكره فِي باب عُتْبَة بْن عبد، ولم يذكر فِي باب عُتْبَة بْن الندر أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ غير رجلين: خَالِد بْن معدان، وعلي بْن رباح، وفي ذَلِكَ نظر، لأنّ الأغلب [2] عندي ما ذكرت لك.

_ [1] الضبط من التقريب. [2] في ى: لأن غلب عندي، وهو تحريف، وفي س: إلا أن الأغلب عندي، والمثبت من أسد الغابة.

باب عثمان

باب عثمان (1769) عثمان بْن حنيف بْن واهب بْن العكيم بْن ثعلبة بْن الْحَارِث بْن مجدعة الأَنْصَارِيّ، من بني عمرو بن عوف بن مالك بْن الأوس. أخو سَهْل ابْن حنيف، يكنى أَبَا عَمْرو، وقيل: أَبَا عَبْد اللَّهِ، عمل لعمر ثُمَّ لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وولاه عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مساحة الأرضين وجبابتها، وضرب الخراج والجزية على أهلها، وولاه علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ البصرة فأخرجه طَلْحَة والزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا حين قدما البصرة، ثُمَّ قدم علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فكانت وقعة الجمل، فلما خرج علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من البصرة ولّاها عبد الله ابن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. ذكر العلماء بالأثر والخبر أن عُمَر بْن الخطاب استشار الصحابة فِي رجل يوجه إِلَى العراق، فأجمعوا جميعا على عُثْمَان بْن حنيف وقالوا: إن تبعثه على [1] أهم من ذَلِكَ فإن لَهُ بصرا وعقلا ومعرفةً وتجربة، فأسرع عُمَر إِلَيْهِ، فولاه مساحة أرض [2] العراق، فضرب عُثْمَان على كل جريب من الأرض يناله الماء غامرا وعامرا درهما وقفيزا، فبلغت جباية سواد الكوفة قبل أن يموت عُمَر بعام مائة ألف ألف [ونيفا [3]] . ونال عُثْمَان بْن حنيف فِي نزول عسكر طَلْحَة والزبير البصرة مَا زاد فِي فضله، ثُمَّ سكن عُثْمَان بْن حنيف الكوفة وبقي إلى زمان معاوية.

_ [1] في س: إلى. [2] في س: مساحة أهل العراق. [3] من س.

(1770) عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي،

(1770) عثمان بْن رَبِيعَة بْن أهبان بْن وَهْب بْن حُذَافَة بْن جمح القرشي الْجُمَحِيّ، كَانَ من مهاجرة الحبشة فِي قول ابْن إِسْحَاق وحده وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: ابنه نبيه بْن عُثْمَان هُوَ الَّذِي هاجر إِلَى أرض الحبشة. (1771) عثمان بْن طَلْحَة بْن أَبِي طَلْحَة القرشي العبدري. واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. قتل أبو طلحة وعمّه عثمان ابن أَبِي طَلْحَة جميعا يَوْم أحد كافرين، قتل حَمْزَة عُثْمَان، وقتل علي طَلْحَة مبارزة، وقتل يَوْم أحد أيضا مسافع بْن طَلْحَة، والجلاس بْن طَلْحَة، والحارث بْن طَلْحَة، وكلاب بْن طَلْحَة، كلهم إخوة عُثْمَان بْن طَلْحَة. هؤلاء قتلوا كفارا يَوْم أحدٍ: قتل عَاصِم بْن ثَابِت بْن أَبِي الأقلح رجلين منهم، مسافعا والجلاس، وقتل الزُّبَيْر كلاب بْن طَلْحَة، وقتل قزمان الْحَارِث بْن طَلْحَة، وهاجر عُثْمَان بْن طَلْحَة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت هجرته فِي هدنة الحديبية مع خَالِد بْن الْوَلِيد، فلقيا عَمْرو بْن الْعَاص مقبلا من عِنْدَ النجاشي يريد الهجرة، فاصطحبوا جميعا، حَتَّى قدموا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآهم: رمتكم مكة بأفلاذ كبدها- يَقُول: إنهم وجوه أهل مكة- فأسلموا، ثُمَّ شهد عُثْمَان بْن طَلْحَة فتح مكة، فدفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفاتيح [1] الكعبة إِلَيْهِ وإلى شيبة بْن عُثْمَان بْن أَبِي طَلْحَة، وَقَالَ: خذاها خالدة تالدة لا ينزعها [يَا بني أَبِي طلحة [2]] منكم إلا ظالم. ثم نزل عُثْمَان بْن طَلْحَة المدينة، فأقام بها إِلَى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ انتقل إِلَى مكة فسكنها حَتَّى مات بها فِي أول خلافة مُعَاوِيَة سنة اثنتين وأربعين، وقيل: إنه قتل يوم أجنادين [3] .

_ [1] في س: مفتاح. [2] ليس في س. [3] في التقريب: وأبطل ذلك العسكري.

(1772) عثمان بن أبى العاص بن بشر بن عبد بن دهمان [1] الثقفي،

(1772) عثمان بْن أَبِي الْعَاص بْن بشر بْن عبد بْن دهمان [1] الثقفي، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الطائف، فلم يزل عليها حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وسنتين من خلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ عزله عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وولاه سنة خمس عشرة على عمان والبحرين، وسار [2] إِلَى عمان، ووجه أخاه الحكم بْن أَبِي الْعَاص إِلَى البحرين، وسار هُوَ إِلَى توج ففتحها ومصرها، وقتل ملكها شهرك [3] ، وذلك سنة إحدى وعشرين. وَقَالَ زِيَاد الأعلم: قدم علينا أَبُو مُوسَى بكتاب عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فقرأه علينا: من عَبْد اللَّهِ عُمَر أمير المؤمنين إِلَى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص، سلام [عليك [4]] ، أما بعد فإنّي قد أمددتك بعبد الله بْن قَيْس، فإذا التقيتما فعثمان الأمير، وتطاوعا، [والسلام [5]] . وَكَانَ عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص يغزو سنوات فِي خلافة عُمَر، وعثمان يغزو صيفا، فيرجع فيشتو بتوج، وعلى يديه كَانَ فتح إصطخر الثانية سنة سبع وعشرين. وقيل: بل افتتح إصطخر عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر سنة تسع وعشرين، فأقطعه عثمان ابن عَفَّان اثني عشر ألف جريب. سكن عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص البصرة. ومات فِي خلافة مُعَاوِيَة، وأولاده وعقبه أشراف. وَرَوَى عَنْهُ أهلها وأهل المدينة أيضا، والحسن أروى الناس عَنْهُ. وقد قيل: إنه لم يسمع عَنْهُ. وعثمان

_ [1] في أسد الغابة: وقيل عبد دهمان. [2] في س: صار. [3] في س: سهرك- بالسين. [4] ليس في س [5] من س.

(1773) عثمان بن عامر،

ابن أَبِي الْعَاص كَانَ سبب إمساك ثقيف عَنِ الردة حين ارتدت العرب [1] ، لأنه قَالَ لهم- حين هموا بالردة: يَا معشر ثقيف، كنتم آخر الناس إسلاما، فلا تكونوا أول الناس ردة. وهو القائل: الناكح مغترس، فلينظر أين يضع غرسه، فإن عرق السوء لا بد أن ينزع [2] ولو بعد حين. (1773) عثمان بْن عَامِر، أَبُو قحافة القرشي التيمي، والد أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قد تقدم ذكر نسبه عِنْدَ ذكر ابنه أَبِي بَكْر. أسلم أَبُو قحافة يَوْم فتح مكة، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنِي قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إسحاق ابن مهران، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ عَامَ الْفَتْحِ لِيُبَايِعَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا ثَغَامَةٌ- يَعْنِي شَجَرَةً [3]- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غَيِّرُوا هَذَا بِشَيْءٍ وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ. وَقَالَ قَتَادَة: هُوَ أول مخضوب فِي الإسلام. وعاش أَبُو قحافة إِلَى خلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ومات سنة أربع عشرة وَهُوَ ابْن سبع وتسعين سنة، وكانت وفاة ابنه قبله، فورث منه السدس، فرده على ولد أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (1774) عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَنِ التيمي، قَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَان: مات عُثْمَان ابن عَبْد الرَّحْمَنِ، ويكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، توفى سنة أربع وسبعين، وله صحبة. (1775) عثمان بْن عبد غنم بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بن ربيعة بن هلال القرشي الفهري،

_ [1] العبارة في س: كان سبب إمساك ثقيف في حين ردة العرب عن الردة. [2] في س: لا بدّ ينزع. [3] هي شجرة نبيض كأنها الثلج (النهاية) .

(1776) عثمان بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي،

كَانَ قديم الإسلام، من مهاجرة الحبشة فِي قول جميعهم، وقال هشام ابن الكلبي: هُوَ عَامِر بْن عبد غنم. (1776) عثمان بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي، أخو طَلْحَة بْن عُبَيْد الله، أسلم، وهاجر وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أحفظ لَهُ رواية. ومن ولده مُحَمَّد بْن طلحة بن محمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان بْن عُبَيْد الله، كَانَ أعلم الناس بالنسب والمغازي، وقد رَوَى عَنْهُ الحديث. (1777) عثمان بْن عُثْمَان بْن الشريد بْن سويد بْن هرمي بْن عَامِر بْن مخزوم. كان من مهاجرة الحبشة، شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، وَهُوَ المعروف بشماس. وكذلك ذكره ابْن إِسْحَاق، فَقَالَ الشماس بْن عُثْمَان، [ونسبه كما ذكرنا [1]] . وقال ابْن هِشَام: اسم شماس عُثْمَان [بْن عُثْمَان [1]] . وإنما سمى شماسا لأن شماسا من الشمامسة قدم مكة فِي الجاهلية كَانَ جميلا، فعجب الناس من جماله، فَقَالَ عُتْبَة بْن رَبِيعَة- وَكَانَ خال شماس: أنا آتيكم بشماس أحسن منه، فأتى بابن أخته عُثْمَان بْن عُثْمَان، فسمى شماسا من يومئذ، وغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ، وكذلك قَالَ الزُّبَيْر كقول ابْن هِشَام، ونسب ذَلِكَ إِلَى ابْن شهاب وغيره. (1778) عثمان بْن عَفَّان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي القرشي الأموي، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، وَأَبَا عَمْرو، كنيتان مشهورتان لَهُ. وأبو عُمَر وأشهرهما. قيل: إنه ولدت لَهُ رقية ابنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنا، فسماه عَبْد اللَّهِ، واكتنى بِهِ، ومات ثُمَّ ولد لَهُ عَمْرو، فاكتني بِهِ إِلَى أن مات رحمه الله. وقد قيل: إنه كَانَ يكنى أبا ليلى.

_ [1] من س.

ولد فِي السنة السادسة بعد الفيل. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمها البيضاء أم حكيم بِنْت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هاجر إِلَى أرض الحبشة فارا بدينه مع زوجته رقية بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ هاجر الهجرة الثانية إِلَى المدينة، ولم يشهد بدرا لتخلفه على تمريض زوجته رقية- كانت عليلة فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتخلف عليها، هكذا ذكره ابْن إِسْحَاق. وقال غيره: بل كَانَ مريضا بِهِ الجدري، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارجع، وضرب لَهُ بسهمه وأجره. فهو معدود فِي البدريين لذلك، وماتت رقية فِي سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما فتح الله عَلَيْهِ يَوْم بدر. وأما تخلفه عَنْ بيعة الرضوان بالحديبية فلأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ وجهه إِلَى مكة فِي أمرٍ لا يقوم بِهِ غيره من صلح قريش، على أن يتركوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعمرة، فلما أتاه الخبر الكاذب بأن عُثْمَان قد قتل جمع أصحابه، فدعاهم إِلَى البيعة، فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ، وبايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عُثْمَان حينئذ بإحدى يديه الأخرى، ثُمَّ أتاه الخبر بأن عُثْمَان لم يقتل، وما كان سبب بيع الرضوان إلا مَا بلغه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قتل عُثْمَان وروينا عَنِ ابْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ: يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعثمان خير من يد عُثْمَان لنفسه. فهو أيضا معدود فِي أهل الحديبية من أجل مَا ذكرناه.

زوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنتيه: رقية ثُمَّ أم كلثوم، واحدةً بعد واحدة، وَقَالَ: إن [1] كَانَ عندي غيرهما لزوجتكها. وثبت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: سألت ربي عز وجل ألا يدخل النار أحدا صاهر إلي أو صاهرت إِلَيْهِ. وقال سَهْل بْن سَعْد: ارتج أحد، وَكَانَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر، وَعُمَر، وعثمان، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اثبت، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان. وَهُوَ أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راضٍ. رَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، ثم عمر، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ سَكَتَ، فَقِيلَ: هَذَا فِي التَّفْضِيلِ. وَقِيلَ فِي الْخِلافَةِ. وقيل للمهلب بْن أَبِي صفرة: لم قيل لعثمان ذا النورين؟ قَالَ: لأنه لم يعلم أن أحدا أرسل سترا على ابنتي نبي غيره. وقال ابْن مَسْعُود- حين بويع بالخلافة: بايعنا خيرنا ولم نأل. وقال على ابن أَبِي طالب: كَانَ عُثْمَان أوصلنا للرحم، وَكَانَ من الذين آمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. 5: 93 واشترى عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بئر رومة، وكانت ركية [2] ليهودي يبيع المسلمين ماءها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: من يشترى رومة فيجعلها

_ [1] في س: لو كان عندي. [2] الركية: البئر.

للمسلمين يضرب بدلوه فِي دلائهم، وله بها مشرب فِي الجنة، فأتى عُثْمَان اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين [1] ، وإن شئت فلي يَوْم ولك يَوْم. قَالَ: بل لك يَوْم ولي يَوْم. فكان إذا كَانَ يَوْم عُثْمَان استقى المسلمون مَا يكفيهم يومين: فلما رأى ذَلِكَ اليهودي قَالَ: أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يَزِيد فِي مسجدنا، فاشترى عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ موضع خمس سوار، فزاده فِي المسجد. وجهز جيش العسرة بتسعمائة وخمسين بعيرا، وأتم الألفين بخمسين فرسا، وجيش العسرة كَانَ فِي غزوة تبوك. وذكر أَسَد بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هِلال الراسبي، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَة، قَالَ: حمل عُثْمَان فِي جيش العسرة على ألف بعير وسبعين فرسا. قال: وَحَدَّثَنَا [2] أَبُو هِلال، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سِيرِين أن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يحيي الليل بركعة يقرأ القرآن فيها كله. قال: وَأَخْبَرَنَا سلام بْن مسكين، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن سِيرِين يَقُول: قالت امرأة عُثْمَان- حين أطافوا بِهِ يريدون قتله: إن تقتلوه أو تتركوه فإنه كان يحيى الليل بركعة يجمع فيها القرآن. حدثنا ضَمْرَةُ، [عَنِ السُّدِّيِّ [3]] ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عن ابن سيرين،

_ [1] في س: قريتين. [2] في س: وحدثني. [3] ليس في س.

قَالَ: كَثُرَ الْمَالُ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ حَتَّى بِيعَتْ جَارِيَةٌ بِوَزْنِهَا، وَفَرَسٌ بِمَائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ونحلة بِأَلْفِ دِرْهَمٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَقَدْ عَتِبُوا [1] عَلَى عُثْمَانَ أَشْيَاءَ، وَلَوْ فَعَلَهَا عُمَرُ مَا عَتِبُوا عَلَيْهِ [2] . قَالَ: وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَامَ إِلَى عُثْمَانَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، إِنَّكَ قَدْ رَكِبْتَ بِالنَّاسِ الْمَهَامِهَ [3] وَرَكِبُوهَا مِنْكَ، فَتُبْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيَتُوبُوا. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ، فَقَالَ: وإنك لهناك يا بن النَّابِغَةِ! ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، اللَّهمّ إِنِّي أَوَّلُ تَائِبٍ إِلَيْكَ. وأخبرنا مبارك بْن فَضَالَة، قَالَ: سمعت الْحَسَن يَقُول: سمعت عُثْمَان يخطب وَهُوَ يَقُول: يا أيها الناس، مَا تنقمون علي! وما من يَوْم إلا وأنتم تقسمون فِيهِ خيرا. قال الْحَسَن: وشهدت مناديا ينادى: يا أيها الناس، اغدوا على أعطياتكم، فيغدون، ويأخذونها وافية [4] . يا أيها الناس، اغدوا على أرزاقكم فيأخذونها وافية، حَتَّى والله سمعته أذناي يَقُول: اغدوا على كسواتكم، فيأخذون الحلل. واغدوا على السمن والعسل. قال الْحَسَن: أرزاق دارة وخير كَثِير، وذات بين حسن، مَا على الأرض مؤمن إلا يوده وينصره ويألفه، فلو صبر الأنصار على الأثرة لوسعهم مَا كانوا فِيهِ من العطاء والرزق، ولكنهم لم يصبروا، وسلّوا

_ [1] في س: عيبوا [2] في س: لو فعلها عمر ما عتبوها عليه. [3] في س وهوامش الاستيعاب والطبقات: 3- 47: النهابير. والنهابر: المهالك، ويقال: غشيت بى النهابير، أي حملتني على أمور شديدة صعبة. وواحد النهابير نهبور، والنهابر مقصور منه، كأن واحده نهبر (النهاية) . [4] في س: وافرة.

السيف مع من سل، فصار عَنِ الكفار مغمدا، وعلى المسلمين مسلولا إِلَى يَوْم القيامة. وكان عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رجلا ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون، كَثِير الشعر، ضخم الكراديس، بعيد مَا بين المنكبين، كَانَ يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ الملك بن عمير، عن موسى ابن طَلْحَةَ، قَالَ: أَتَيْنَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا نَسْأَلُهَا عَنْ عُثْمَانَ، فَقَالَتْ: اجْلِسُوا أُحَدِّثُكُمْ عَمَّا جِئْتُمْ لَهُ: إِنَّا عَتَبْنَا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي ثَلاثِ خِصَالٍ [1]- وَلَمْ تَذْكُرُهُنَّ- فَعَمَدُوا إِلَيْهِ حَتَّى إِذَا مَاصُّوهُ [2] كَمَا يُمَاصُّ الثَّوْبُ بِالصَّابُونِ اقْتَحَمُوا عَلَيْهِ الْفِقُرَ [3] الثَّلاثَةَ: حُرْمَةَ الْبَلَدِ الْحَرَامِ، وَالشَّهْرِ الْحَرَامِ، وَحُرْمَةَ الْخِلافَةِ، وَلَقَدْ قتلوه وإنه لمن أوصلهم للرحمن وَأَتْقَاهُمْ لِرَبِّهِ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ [4] قَالا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد ابن أَسَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَسَّالُ [5] ، حَدَّثَنَا أحمد بن معتب، حدثنا

_ [1] في س: خلال. [2] الموص: الغسل بالأصابع، أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه، فلما أعطاهم ما طلبوا قتلوه (النهاية) . [3] في ى: الفقم، والمثبت من س. والفقر- بالكسر- جمع فقرة، وهي خرزات الظهر، ضربتها مثلا لما ارتكب منه، لأنها موضع الركوب، أرادت أنهم انتهكوا فيه أربع حرم: حرمة البلد، وحرمة الخلافة، وحرمة الشهر، وحرمة الصحبة والصهر. وقال الأزهري: هي الفقر- جمع فقرة، وهي الأمر العظيم الشنيع (النهاية) . [4] في س: أخبرنا أحمد بن محمد، قال قاسم بن أصبغ. [5] في ى: الغسال، والمثبت من س.

الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن المبارك، أَنْبَأَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ جَدِّتَهُ أَخْبَرَتْهُ- وَكَانَتْ خَادِمَةً لِعُثْمَانَ- قَالَتْ: كَانَ عُثْمَانُ رضى الله عنه [لا يقيم و [1]] لا يُوقِظُ نَائِمًا مِنْ أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَجِدَهُ يَقْظَانًا فَيَدْعُوهُ فَيُنَاوِلُهُ وَضُوءَهُ، وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ. وَذَكَرَ أَسَدٌ، أَنْبَأَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ إسماعيل بن أبى خالد، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُوا لِي بَعْضَ أَصْحَابِي، فَقُلْتُ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لا. فقلت: عمر؟ قال: لا. فقلت: بن عَمِّكَ عَلِيٌّ؟ قَالَ: لا فَقُلْتُ: عُثْمَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا جَاءَ قَالَ لِي بِيَدِهِ، فَتَنَحَّيْتُ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَارِّهِ، وَلَوْنُ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ قِيلَ لَهُ: أَلا تُقَاتِلْ؟ قَالَ: لا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَأَنَا صَابِرٌ نَفْسِي [2] عَلَيْهِ. وذكر المعتمر بْن سُلَيْمَان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيد مولى أَبِي أسيد، قَالَ: أشرف عليهم عُثْمَان وَهُوَ محصور، فَقَالَ: السلام عليكم. فمارّ عَلَيْهِ أحد. فَقَالَ: أنشدكم الله، هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي، وجعلت فِيهِ رشائي كرشاء رجلٍ من المسلمين؟ فقيل: نعم. قال: فعلام تمنعوني عَنْ مائها، وأفطر على الماء المالح، ثُمَّ قَالَ: أنشدكم الله، هل تعلمون أني اشتريت كذا وكذا من أرضٍ فزدته فِي المسجد، فهل علمتهم أن أحدا منع أن يصلي فِيهِ قبلي! قَالَ ابْن عُمَر: أذنب عُثْمَان ذنبا عظيما يَوْم التقى الجمعان بأحد، فعفا الله

_ [1] ليس في س. [2] الطبقات: 3- 46.

عَنْهُ عز وجل، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه. وسئل ابْن عُمَر عَنْ علي وعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ للسائل: قبحك الله! تسألنى عن رجلين كلاهما خير متّى، تريد أن أغصّ من أحدهما وأرفع من الآخر. وقال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: من تبرأ من دين عُثْمَان فقد تبرأ من الإيمان، والله مَا أعنت على قتله، ولا أمرت ولا رضيت. وبويع لعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بالخلافة يَوْم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بثلاثة أيام باجتماع الناس عَلَيْهِ. وقتل بالمدينة لعثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ذكره المدائني، عَنْ أَبِي معشر، عَنْ نَافِع. وقال المعتمر عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عُثْمَان النهدي: قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي وسط أيام التشريق. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من مقتل عُمَر بْن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الْوَاقِدِيّ: قتل عُثْمَان يَوْم الجمعة لثمان ليالٍ خلت من ذي الحجة يَوْم التلبية [1] سنة خمس وثلاثين. وقد قيل: إنه قتل يَوْم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة. وقد رَوَى ذَلِكَ عَنِ الْوَاقِدِيّ أيضا. وقال الْوَاقِدِيّ: وحاصروه تسعة وأربعين يوما. وَقَالَ الزُّبَيْر: حاصروه شهرين وعشرين يوما، وَكَانَ أول من دخل الدار عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، فأخذ بلحيته، فَقَالَ لَهُ: دعها يَا بْن أخي، والله لقد كان أبوك يكرمها، فاستحيا وخرج، ثم

_ [1] في س: يوم التروية.

دخل رومان بْن سرحان- رجل أزرق قصير محدود، عداده فِي مراد، وَهُوَ من ذي أصبح، معه خنجر فاستقبله بِهِ، وَقَالَ: على أي دين أنت يَا نعثل [1] ؟ فَقَالَ عُثْمَان: لست بنعثل، ولكني عُثْمَان بْن عَفَّان، وأنا على ملة إِبْرَاهِيم حنيفا مسلما، وما أنا من المشركين. قال: كذبت، وضربه على صدغه الأيسر، فقتله فخرّ، وأدخلته امرأته نائلة بينها وبين ثيابها، وكانت امرأة جسيمة، ودخل رجل من أهل مصر معه السيف مصلتا، فَقَالَ: والله لأقطعن أنفه، فعالج المرأة فكشفت عن ذراعيها، وقبضت على السيف، فقطع إبهامها، فقالت لغلام لعثمان- يقال لَهُ رباح ومعه سيف عُثْمَان: أعني على هَذَا وأخرجه عني. فضربه الغلام بالسيف فقتله، وبقي عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يومه مطروحا إِلَى الليل، فحمله رجال على بابٍ ليدفنوه، فعرض لهم ناس ليمنعوهم من دفنه، فوجدوا قبرا قد كَانَ حفر لغيره، فدفنوه فِيهِ، وصلى عَلَيْهِ جُبَيْر بْن مطعم. واختلف فيمن باشر قتله بنفسه، فقيل: مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر ضربه بمشقص. وقيل: بل حبسه محمد بن أبى بكر وأسعده [2] غيره، كان الَّذِي قتله سودان بْن حمران [3] . وقيل: بل ولي قتله رومان اليمامي. وقيل: بل رومان رجل من بني أَسَد بْن خزيمة. وقيل: [بل] إن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر أخذ بلحيته فهزها، وَقَالَ: مَا أغنى عنك مُعَاوِيَة، وما أغنى عنك ابْن أَبِي سرح، وما أغنى عنك ابْن عَامِر، فقال: يَا بْن أخى أرسل لحيتي، فو الله إنك لتجبذ لحية كانت تعز على أبيك، وما كَانَ أبوك يرضى مجلسك هَذَا مني. فيقال: إنه حينئذ تركه وخرج عَنْهُ. ويقال: إنه حينئذ أشار إِلَى من كَانَ معه، فطعنه أحدهم وقتلوه. والله أعلم.

_ [1] كان أعداء عثمان يسمونه نعثلا تشبيها برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل. وقيل النعثل الشيخ الأحمق وذكر الضباع (النهاية) . [2] في س: وأشعره غيره. [3] الضبط من الطبقات: 3- 51.

وأكثرهم يروي أن قطرة أو قطرات من دمه سقطت على المصحف على قوله جل وعلا [1] : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. وَقَالَ أَسَدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ عُثْمَانَ، فَأُخْرِجَ مِنَ الدار أمامى أربعة من شبان قريش ملطّخين [2] بِالدَّمِ مَحْمُولِينَ، كَانُوا يَدْرَءُونَ [3] عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ. وقال مُحَمَّد بْن طَلْحَة: فقلت لَهُ: هل ندى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بشيء من دمه؟ قَالَ: مُعَاذ الله! دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: يَا بْن أخي، لست بصاحبي. وكلمه بكلام، فخرج ولم يند بشيء من دمه، قَالَ: فقلت لكنانة: من قتله؟ قَالَ: قتله رجل من أهل مصر، يقال لَهُ جبلة بْن الأيهم. ثم طاف بالمدينة ثلاثا يَقُول: أنا قاتل نعثل. وروى سَعِيد المقبري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنِّي لمحصور مع عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الدار. قَالَ: فرمي رجل منا، فقلت: يَا أمير المؤمنين، الآن طاب الضراب، قتلوا منا رجلا، قَالَ: عزمت عليك يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إلا رميت سيفك، فإنما تراد نفسي، وسأقي المؤمنين بنفسي. قال أَبُو هُرَيْرَةَ: فرميت سيفي، لا أدري أين هُوَ حَتَّى الساعة. وكان معه فِي الدار من يريد الدفع عَنْهُ: عَبْد الله ابن عُمَر، وعبد الله بْن سلام، وعبد الله بن الزبير، والحسن بن على،

_ [1] سورة البقرة، آية 137. [2] في س: مضرجين بالدم. [3] في س: يذودون.

وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَمُحَمَّد بْن حاطب، وزيد بْن ثَابِت رَضِيَ اللَّهُ عنهم، ومروان بْن الحكم فِي طائفة من الناس، منهم الْمُغِيرَة بْن الأخنس فيومئذ قتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس. قتل قبل قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ ابْنُ السَّرَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا ضَرَبُوهُ خَرَجْتُ أَشْتَدُّ حَتَّى مَلأْتُ فُرُوجِي عَدْوًا، حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ فِي نَحْوِ عَشَرَةٍ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! مَا وَرَاءَكَ! قُلْتُ: قَدْ وَاللَّهِ فُرِغَ مِنَ الرَّجُلِ، فَقَالَ: تَبًّا لَكُمْ آخِرَ الدَّهْرِ! فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُطَرِّفٍ [1] ، حَدَّثَنَا الأَعْنَاقِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ [2] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُلْقِيَ عَلَى الْمَزْبَلَةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، فِيهِمْ حُوَيْطِبُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَجَدِّي، فَاحْتَمَلُوهُ، فَلَمَّا صَارُوا بِهِ إِلَى الْمَقْبَرَةِ لِيَدْفِنُوهُ نَادَاهُمْ قَوْمٌ مِنْ بَنِي مَازِنٍ: وَاللَّهِ لَئِنْ دَفَنْتُمُوهُ هُنَا لَنُخْبِرَنَّ النَّاسَ غَدًا، فَاحْتَمَلُوهُ، وَكَانَ عَلَى بَابٍ، وَإِنَّ رَأْسَهُ عَلَى الْبَابِ لَيَقُولُ: طَقٍ طَقٍ، حَتَّى صَارُوا [3] بِهِ إِلَى حَشِّ كَوْكَبٍ [4] ، فَاحْتَفَرُوا لَهُ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مَعَهَا مِصْبَاحٌ فِي جَرَّةٍ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهُ لِيَدْفِنُوهُ صاحت، فقال

_ [1] في س: محمد بن مطرف. [2] في س: عبد الملك. [3] في س: ساروا. [4] حش كوكب- بفتح أوله وتشديد ثانيه ويضم أوله أيضا، وكوكب الّذي أضيف إليه اسم رجل من الأنصار، وهو عند بقيع الغرقد اشتراه عثمان وزاده في البقيع. ولما قتل القى فيه ثم دفن في جنبه (ياقوت) . وسيأتي بعد نحو هذا التفسير.

لها ابن الزبير: والله لئن لم تَسْكُتِي لأَضْرِبَنَّ الَّذِي فِيهِ عَيْنَاكِ، قَالَ: فَسَكَتَتْ فَدُفِنَ، قَالَ مَالِك: وَكَانَ عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يمر بحش كوكب فيقول: إنه سيدفن هاهنا رجل صَالِح. أَخْبَرَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غياث، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَرَادُوا أَنْ يُصَلُّوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمُنِعُوا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ- أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ: دَعُوهُ، وَقَدْ صَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ، وَصَلَّى رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي سنه حين قتلوه، فَقَالَ ابْن إِسْحَاق: قتل وَهُوَ ابْن ثمانين سنة. وقال غيره: قتل وَهُوَ ابْن ثمان وثمانين سنة. وقيل: بن تسعين سنةً، وَقَالَ قَتَادَة: قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ ابْن ست وثمانين سنة. وقال الْوَاقِدِيّ: لا خلاف عندنا أَنَّهُ قتل وَهُوَ ابْن اثنتين وثمانين سنة. وهو قول أَبِي اليقظان. ودفن ليلا بموضعٍ يقال لَهُ حش كوكب، وكوكب: رجل من الأنصار، والحش: البستان. وكان عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قد اشتراه وزاده فِي البقيع، فكان أول من دفن فِيهِ، وحمل على لوح سرا. وقد قيل: إنه صَلَّى عَلَيْهِ عَمْرو بْن عُثْمَان ابنه وقيل: بل صَلَّى عَلَيْهِ حكيم بْن حزام. وقيل: المسور بْن مخرمة. وقيل: كانوا خمسة أو ستة، وهم جُبَيْر بْن مطعم، وحكيم بْن حزام. وَأَبُو جهم بْن حذيفة، وتيار بْن مكرم، وزوجتاه: نائلة، وأم البنين بِنْت عُيَيْنَة، ونزل فِي القبر أَبُو جهم وجبير، وكان حكيم

و [زوجتاه [1]] أم البنين ونائلة يدلونه، فلم دفنوه، غيبوا قبره، رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ. قال ابْن إِسْحَاق: كانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما. وقال غيره: كانت خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وأربعة عشر يوما. وقيل: ثمانية عشر يوما. قال حسان بن ثابت الأنصاري [2] : من سره الموت صرفا لا مزاج لَهُ ... فليأت مأدبة [3] في دار عثمان وفيها: ضحوا بأشمط عنوان السجود بِهِ. ... يقطع الليل تسبيحا وقرآنا وهذا البيت يختلف فِيهِ، ينسب إلى غيره، وقال بعضهم: هو لعمران ابن حطان، وفيها: صبرا فدى لكم أمي وما ولدت ... قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا ليسمعنّ وشيكا فِي دياركم [4] ... الله أكبر يَا ثارات عثمانا وزاد فِيهِ أهل الشام أبياتا لم أر لذكرها وجها. وقال حَسَّان بْن ثَابِت رضى الله عنه أيضا [5] : إن تمس دار بني [6] عَفَّان موحشةً ... باب صريع وباب مخرق [7] خرب فقد يصادف باغي الخير حاجته ... فيها ويأوي [8] إليها الجود والحسب

_ [1] ليس في س. [2] ديوانه: 409 [3] في الديوان: مأسدة [4] في س، والديوان: ديارهم. [5] ديوانه: 22، الطبري: 5- 150 [6] في الديوان: دار ابن أروى منه خالية. [7] س: محرق [8] في الطبري: ويهوى.

وله أيضا [1] : قتلتم ولي الله فِي جوف داره ... وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتدي فلا ظفرت أيمان قومٍ تعاونوا [2] ... على قتل عُثْمَان الرشيد المسدد وَقَالَ كَعْب بْن مَالِك رَضِيَ الله عنه: يا للرجال لأمر هاج لي حزنا ... لقد عجبت لمن يبكي على الدمن [3] إني رأيت قتيل الدار مضطهدا ... عُثْمَان يهدى إِلَى الأجداث فِي كفن يَا قاتل الله قوما كَانَ أمرهم ... قتل الإمام الزكي الطيب الردن مَا قاتلوه [4] على ذنبٍ ألم بِهِ ... إلا الَّذِي نطقوا زورا ولم يكن ومما ينسب لكعب بْن مَالِك، وقال مصعب: هي لحسان، وَقَالَ عمر بن شبة: هي الوليد بن عقبة [بن أبى معيط [5]] : فكف يديه ثُمَّ أغلق بابه ... وأيقن أن الله ليس بغافل وَقَالَ لأهل الدار لا تقتلوهم ... عفا الله عَنْ ذنب امرئ لم يقاتل فكيف رأيت الله ألقى عليهم ... العداوة والبغضاء بعد التواصل وكيف رأيت الخير أدبر بعده ... على الناس إدبار السحاب الحوافل وقال حميد بن ثور الهلالي: إن الخلافة لما أظعنت ظعنت ... من يثربٍ إذ غير الهدى سلكوا

_ [1] الديوان: 102 [2] في الديوان: تضاهرت. [3] في ى: الزمن. [4] في ى: ما قتلوه. [5] ليس في س.

صارت إِلَى أهلها منهم ووارثها ... لما رأى الله فِي عُثْمَان مَا انتهكوا وقال الْقَاسِم بن أمية بن أبى الصلت: لعمري لبئس الذبح ضحيتم به ... وخنتم رسول الله صلى اللَّهِ فِي قتل صاحبه وقالت زينب بِنْت العوام: وعطشتم عُثْمَان فِي جوف داره ... شربتم كشرب الهيم شرب حميم فكيف بنا أم كيف بالنوم بعد ما ... أصيب ابْن أروى وَابْن أم حكيم وقالت ليلى الأخيلية: قتل ابْن عَفَّان الإمام ... وضاع أمر المسلمينا وتشتتت سبل الرشاد ... لصادرين وواردينا فانهض معاوي نهضةً ... تشفى بها الداء الدفينا أنت الَّذِي من بعده ... ندعو أمير المؤمنينا وقال أيمن بْن خزيمة [1] : ضحوا بعثمان فِي الشهر الحرام ضحى ... وأي [2] ذبحٍ حرامٍ ويلهم ذبحوا وأي سنة كفر سن أولهم ... وباب شرٍّ على سلطانهم فتحوا ماذا أرادوا أضل الله سعيهم ... بسفك ذاك الدم الزاكي الَّذِي سفحوا والأشعار فِي ذَلِكَ كثيرة جدا يطول بها الكتاب. وكان عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شيخا جميلا [رقيق البشرة أسمر اللون، كبير الكراديس، واسع مَا بين المنكبين، كثير شعر الرأس، أصلع [3]] طويل

_ [1] في س: أيمن بن جهم. [2] في س: فأى. [3] ليس في س.

اللحية، حسن الوجه. وَقَالَ سَعِيد بْن زَيْد: لو أن أحدا انقضّ لما فعل بعثمان كان كَانَ حقيقا أن ينقض. وقال ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لو اجتمع الناس على قتل عُثْمَان لرموا بالحجارة كما رمي قوم لوط. وقال عَبْد اللَّهِ بْن سلام: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عُثْمَان باب فتنة لا ينغلق عنهم إِلَى قيام الساعة. وقال بعض بني نهشل أو مجاشع [1] : لعمر أبيك فلا تكذبن ... لقد ذهب الخير إلا قليلا لقد سفه الناس فِي دينهم ... وخلى ابْن عَفَّان شرا طويلا أخبرنا عَبْد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا أحمد بن إسحاق ابن إِبْرَاهِيم [2] بْن النعمان، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن علي بْن مَرَوَان، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، حدثنا علي بن زيد بْن جدعان، قَالَ لي سَعِيد بْن المسيب: انظر إِلَى وجه هَذَا الرجل، فنظرت فإذا هُوَ مسود الوجه، فَقَالَ: سله عَنْ أمره. فقلت: حسبي أنت، حَدَّثَنِي. قال: إن هَذَا كَانَ يسب عليا وعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فكنت أنهاه فلا ينتهي، وقلت: اللَّهمّ هَذَا يسب رجلين قد سبق لهما مَا تعلم. اللَّهمّ إن كَانَ يسخطك مَا يَقُول فيهما فأرني بِهِ آية، فاسود وجهه كما ترى.

_ [1] في الطبري: نسب هذا الشعر إلى الحباب بن يزيد المجاشعي عم الفرزدق- الجزء الخامس صفحة 151 [2] في س: حدثنا إسحاق بن إبراهيم.

(1779) عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو ابن هصيص القرشي الجمحي،

حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن إسحاق، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حَدَّثَنَا المعتمر بْن سُلَيْمَان، قَالَ: سمعت حميدا الطويل قَالَ: قيل لأنس بْن مَالِك: إن حب علي وعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لا يجتمعان فِي قلبٍ واحدٍ. فقال أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كذبوا والله، لقد اجتمع حبهما في قلوبنا. (1779) عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو ابن هصيص القرشي الْجُمَحِيّ، يكنى أَبَا السائب. وأمه سخيلة بِنْت العنبس بْن أهبان بْن حُذَافَة بْن جمح، وهي أم السائب وعبد الله. وقال ابْن إِسْحَاق: أسلم عُثْمَان بْن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلا، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا. وقال ابْن إِسْحَاق، وسالم أَبُو النَّضْر: كَانَ عُثْمَان بْن مظعون أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين بعد ما رجع من بدر، وَقَالَ غيرهما: كَانَ أول من تبعه إِبْرَاهِيم بْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروي من وجوه من حديث عَائِشَة وغيرها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل عُثْمَان بْن مظعون بعد مَا مات. توفي سنة اثنتين من الهجرة، وقيل بعد اثنين وعشرين شهرا من مقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة. وقيل: إنه مات على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة بعد شهوده بدرا، فلما غسل وكفن قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين عينيه، فلما دفن قَالَ: نعم السلف هُوَ لنا عُثْمَان بْن مظعونٍ. ولما توفي إِبْرَاهِيم ابْن النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحق بالسلف الصالح، عثمان بن مظعون.

وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال ذَلِكَ حين توفيت زينب ابنته رَضِيَ اللَّهُ عنها قَالَ: الحقي بسلفنا الخير عُثْمَان بْن مظعونٍ. وأعلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قبره بحجر، وكان يزوره. قال سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص: رد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التبتل على عُثْمَان بْن مظعون ولو أذن لَهُ لاختصينا. وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة، وقد كَانَ هُوَ وعلي بْن أَبِي طالب وأبو ذر رَضِيَ اللَّهُ عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا، فنهاهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ. ونزلت فيهم [1] : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا ... 5: 93 الآية. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: كَانَ أَوَّلُ مَنْ دُفِنَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَرًا عِنْدَ رَأْسِهِ وَقَالَ: هَذَا قَبْرُ فَرَطِنَا. وقد قيل: إن عثمان ابن مظعون توفي بعد مقدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بستة أشهرٍ، وَهَذَا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدرٍ، لأنه لم يختلف فِي أَنَّهُ شهدها، وَكَانَ ممن حرم الخمر فِي الجاهلية. وَذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْطٍ [3] . قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ أَحَدُ مَنْ حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ: لا أَشْرَبُ شَرَابًا يُذْهِبُ عَقْلِي وَيُضْحِكُ بِي مَنْ هُوَ أَدْنَى مِنِّي، وَيَحْمِلُنِي عَلَى أَنْ أَنْكِحَ كَرِيمَتِي. فَلَمَّا حُرِّمَتِ الْخَمْرُ أَتَى وَهُوَ بِالْعَوَالِي فَقِيلَ لَهُ: يَا عثمان. قد حرّمت

_ [1] سورة المائدة، آيه 96 [2] في س: بن عبيد الله. [3] في س: سابط.

الْخَمْرُ. فَقَالَ: تَبًّا لَهَا! قَدْ كَانَ بَصَرِي فِيهَا [1] ثَاقِبًا. قال أَبُو عُمَر: فِي هَذَا نظر، لأن تحريم الخمر عِنْدَ أكثرهم بعد أحد. قال مصعب الزُّبَيْرِيّ: أول من دفن بالبقيع عُثْمَان بْن مظعون أَبُو السائب. رَوَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ قُدَامَةَ بْنِ مَظْعُونٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَتَشُقُّ عَلَيْنَا الْعُزْبَةُ فِي الْمَغَازِي، أَفَتَأْذَنُ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي الْخِصَاءِ فَأَخْتَصِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: لا، ولكن عليك يا بن مَظْعُونٍ بِالصِّيَامِ فَإِنَّهُ مَجْفَرَةٌ [2] . وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ عَنْ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ حِينَ مَاتَ، فَانْكَبَّ عَلَيْهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَكَأَنَّهُمْ رَأَوْا أَثَرَ الْبُكَاءِ فِي عَيْنِهِ، ثُمَّ حَنَى [3] عَلَيْهِ الثَّانِيَةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَأَوْهُ يَبْكِي، ثُمَّ حَنَى عَلَيْهِ الثَّالِثَةَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَلَهُ شَهِيقٌ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ يَبْكِي، فَبَكَى الْقَوْمُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْ، إِنَّمَا هَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ، ثُمَّ قَالَ: اسْتَغْفِرُوا اللَّهَ، أَذْهِبْ عليك [4] أبا السائب، فقد حرجت مِنْهَا وَلَمْ تَلَبَّسْ مِنْهَا بِشَيْءٍ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ [5] بْنِ يَحْيَى الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن على ابن يَزِيدَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: لما مات عثمان بن

_ [1] في س: بها. [2] مجفرة: قاطع للنكاح (هوامش الاستيعاب) . [3] في س: جثا. [4] في أسد الغابة: عنك. [5] في س: بن عبد الرحمن. (الاستيعاب ج 3- م 7)

(1780) عثمان بن معاذ التيمي القرشي،

مَظْعُونٍ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: هَنِيئًا لَكَ الْجَنَّةُ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرَ غَضَبٍ، وَقَالَ: مَا يُدْرِيكِ؟ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَارِسُكَ [1] وَصَاحِبُكَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي. فَأَشْفَقَ النَّاسُ عَلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا مَاتَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحقي بسلفنا الخير، عثمان ابن مَظْعُونٍ، فَبَكَى النِّسَاءُ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُسْكِتُهُنَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَهْلا يَا عُمَرُ! ثُمَّ قَالَ: إِيَّاكُنَّ وَنَعِيقَ الشَّيْطَانِ، فَمَا كَانَ مِنَ الْعَيْنِ فَمِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَمِنَ الرَّحْمَةِ، وَمَا كَانَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ فَمِنَ الشَّيْطَانِ. اختلف الروايات فِي المرأة قَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وما يدريك حين شهدت لعثمان بْن مظعون بالجنة، وقالت لَهُ: طبت هنيئا لك الجنة أَبَا السائب- على ثلاث نسوة، فقيل: كانت امرأته أم السائب، وقيل أم العلاء، الأنصارية، وَكَانَ نزل عليها، وقيل: كانت أم خارجة بن زيد. ورثته امرأته، فقالت: يَا عين جودي بدمعٍ غير ممنون ... على رزية [2] عُثْمَان بْن مظعون على امرئ كَانَ فِي رضوان خالقه ... طوبى لَهُ من فقيد الشخص مدفون طاب البقيع لَهُ سكنى وغرقده ... وأشرقت أرضه من بعد تفتين [3] وأورث القلب حزنا لا انقطاع لَهُ ... حَتَّى الممات وما ترقى له شونى (1780) عثمان بْن مُعَاذ التيمي القرشي، أو مُعَاذ [4] بن عثمان، كذا روى

_ [1] في س: فارسك. [2] في س: رزئية [3] في أسد الغابة: تعيين. [4] في س: أبو معاذ. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 7)

باب عدي

حَدِيثَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ [1] ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه من بني تيم يقال له معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ارموا الجمار بمثل حَصَى الْخَذْفِ. باب عدي (1781) عدي بْن حَاتِم بْن عَبْد اللَّهِ الطائي، مهاجري، يكنى أَبَا طريف، وينسبونه عدي بْن حَاتِم بْن عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد بْن الحشرج [2] بْن امرئ القيس بن عدىّ ابن رَبِيعَة بْن جرول بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بْن طي بْن أدد بْن زَيْد بْن كهلان، إلا أنهم يختلفون فِي بعض الأسماء إِلَى طي. قدم عدي على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شعبان من سنة سبع. قال الْوَاقِدِيّ: قدم عدي بْن حَاتِم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شعبان سنة عشر، وخبره فِي قدومه على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبر عجيب فِي حديث حسن صحيح، من رواية قَتَادَة، عَنِ ابْن سِيرِين، ثُمَّ قدم على أَبِي بَكْر الصديق بصدقات قومه فِي حين الردة، ومنع قومه فِي طائفة [3] معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه، وَكَانَ سيدا [4] شريفا فِي قومه، خطيبا حاضر الجواب، فاضلا كريما. روى عَنْ عدي بْن حَاتِم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا دخل وقت صلاة قط إلا وأنا أشتاق إليها. وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن زكريا النيسابورىّ،

_ [1] في س: بن عيينة عن ابن قيس. [2] في س: حشرج. [3] في س: وطائفة. [4] في س: سريا.

حدثنا أبو العلاء محمد بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ جَنَّادٍ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: مَا دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ إِلا وَسَّعَ لِي أَوْ تَحَرَّكَ لِي، وَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فِي بَيْتِهِ وَقَدِ امْتَلأَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَوَسَّعَ لِي حَتَّى جَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ. وأتاه الشاعر سَالِم بْن دارة الغطفاني، واسم أَبِيهِ دارة مسافع، فَقَالَ لَهُ: قد مدحتك يَا أَبَا طريف؟ فَقَالَ لَهُ عدي: أمسك عليك يَا أخي حَتَّى أخبرك بمالي [فتمدحني على حسبه [1]] ، لي ألف صائنة وألفا درهم وثلاثة أعبد وفرسي هَذِهِ حبيس [2] فِي سبيل الله عز وجل، فقل، فَقَالَ: تحن قلوصي فِي معدٍّ وإنما ... تلاقي الربيع فِي ديار بني ثعل وأبغي [3] الليالي من عدي بْن حَاتِم ... حساما كلون الملح سل من الخلل أبوك جواد مَا يشق غباره ... وأنت جواد ليس تعذر بالعلل فإن تتقوا شرا فمثلكم اتقى ... وإن تفعلوا خيرا فمثلكم فعل وحديث الشَّعْبِيّ أن عدي بْن حَاتِم قَالَ لعمر بْن الخطاب إذ قدم عَلَيْهِ: مَا أظنك تعرفني. فقال: كيف لا أعرفك؟ وأول صدقة بيضت وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدقة طي! أعرفك، آمنت إذ كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذ غدروا. ثُمَّ نزل عدي بْن حَاتِم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الكوفة وسكنها، وشهد مع على

_ [1] من س. [2] في س: حبس. [3] في س: وابقى.

(1782) عدي بن ربيعة،

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجمل، وفقئت عينه يومئذ، ثُمَّ شهد أيضا مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين والنهروان. ومات بالكوفة سنة سبع وستين فِي أيام المختار. وقيل: مات سنة ثمان [وستين [1]] . وقيل: بل مات عدي بْن حَاتِم سنة تسع وستين، وَهُوَ ابْن مائة وعشرين سنة. روى عَنْهُ جماعة من البصريين والكوفيين، منهم: هَمَّام بْن الْحَارِث، وعامر الشَّعْبِيّ، وتميم بْن طرفة، وعبد الله بْن معقل [بْن مقرن [2]] ، والسري بْن قطري، وَأَبُو إِسْحَاق الهمداني، وخيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ. (1782) عدي بْن رَبِيعَة، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من مسلمة الْفَتْح، وأظنه عدي بْن رَبِيعَة بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف، ابْن عم أَبِي الْعَاص بْن الربيع. (1783) عدي بْن الزغباء، ويقال ابْن أَبِي الزغباء، واسم أَبِي الزغباء سنان بْن سبيع بْن ثعلبة بْن رَبِيعَة [3] الجهني، من جهينة، حليف لبني النجار، من الأنصار، وَقَالَ مُوسَى بْن عقبة: عدي بْن الزغباء حليف لبني مَالِك بْن النجار، من جهينة، شهد بدرا، وأحدا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عمر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: وَهُوَ الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عينا مع بسيس [4] بْن عَمْرو الجهني يتجسسان لَهُ عير أَبِي سُفْيَان بْن حرب في قصة بدر.

_ [1] من س. [2] ليس في س. [3] في هوامش الاستيعاب: ثعلبة بن زمرة بن بذيل (87) . [4] ويقال فيه بسبس- كجعفر- وبسبسة: التاج مادة بس.

(1784) عدى [1] بن زيد الأنصاري

(1784) عدي [1] بْن زَيْد الأَنْصَارِيّ ذكره الْبَزَّار فِي المقلين من الصحابة، وَرَوَى حديثه، فَقَالَ: عَنْ عدي بْن زَيْد. وكانت لَهُ صحبة، وَقَالَ: حمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل ناحية من المدينة بريدا فِي بريد. (1785) عدي بْن عميرة الحضرمي، ويقال الْكِنْدِيّ، كوفي. روى عنه قيس ابن حَازِم أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: من استعملناه على عملنا فكتمنا مخيطا فما فوقه فهو غلول [2] يأتي بِهِ يَوْم القيامة رَوَى عَنْهُ أخوه العرس [3] بْن عميرة. (1786) عدىّ بن [4] فروة، ويقال: هُوَ عدي بْن عميرة بْن فروة بْن زرارة بْن الأرقم، من كنده، أَبُو فروة، أصله من الكوفة وبها كَانَ سكناه، وانتقل إِلَى حران. قيل: هُوَ الأول، وَهُوَ عِنْدَ أكثرهم غير الأول، كذلك قَالَ أَبُو حَاتِم وغيره. وَهَذَا هُوَ والد عدي بْن عدي الفقيه الْكِنْدِيّ صاحب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ فيما قَالَ الْبُخَارِيّ، وخالفه غيره، فجعله ابْن الأول. وَقَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: ليس هُوَ من ولد هَذَا ولا هَذَا، وجعل إياه [5] رجلا ثالثا، رَوَى عَنْ هَذَا رجل يقال لَهُ العرس، وَرَوَى رجاء بْن حيوة عَنْ عدىّ ابن عدي بْن عميرة بْن فروة، عَنْ أَبِيهِ، قال الواقدي: توفى عدىّ بن عميرة ابن زرارة بالكوفة سنة أربعين، أظنه الأول، والله أعلم. (1787) عدي بْن قَيْس السهمي، ذكره بعضهم فِي المؤلّفة قلوبهم، وهذا لا يعرف.

_ [1] هذه الترجمة ليست في س. [2] الغلول: الخيانة في المغنم، والسرقة من الغنيمة (النهاية) . [3] بضم العين وسكون الراء- كما في التقريب. وفيه: قيل عميرة أمه، واسم أبيه قيس بن سعيد بن الأرقم. وقال أبو حاتم: هما اثنان. [4] في أسد الغابة والتهذيب: عدي بن عدي بن فروة. [5] في س: أباه.

(1788) عدى بن مرة بن سراقة بن خباب بن عدى بن الجلد بن العجلان

(1788) عدي بْن مُرَّةَ بْن سراقة بْن خباب بن عدىّ بن الجلد بْن العجلان من بلي بْن قضاعة، حليف لبني عَمْرو بْن عوف، قتل يَوْم خيبر شهيدا، طعن بين ثدييه بالحربة فمات. (1789) عدي بن نضلة، هكذا قال ابن إسحاق والواقدي، وقال هشام ابن مُحَمَّد: عدي بْن نضيلة بْن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج ابن كَعْب القرشي العدوي، هاجر هُوَ وابنه النعمان بْن عدي إِلَى أرض الحبشة، ومات بها عدي بْن نضلة، وَهُوَ أول من ورث [1] فِي الإسلام، ورثه بالإسلام ابنه النعمان. (1790) عدي بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بْن قصي القرشي الأسدي، أخو ورقة بْن نوفل، أمه آمنة بِنْت [نوفل بْن [2]] جَابِر بْن سُفْيَان، أخت تأَبَّط شرا الفهمي، ذكر ذَلِكَ الزُّبَيْر. أسلم عدي بْن نوفل عام الْفَتْح، ثُمَّ عمل لعمر بْن الخطاب، وعثمان بْن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عنهم، على حضرموت. (1791) عدي بْن هَمَّام بْن مُرَّةَ الْكِنْدِيّ، أَبُو عائذ، قَالَ ابْن الكلبي: وفد على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. (1792) عدي الجذامي [3] ، رمى امرأته بحجر فقتلها ولم يرد قتلها، فتبع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [بتبوك [4]] ، فقص عَلَيْهِ أمره، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تعقلها ولا ترثها، حديثه هَذَا عِنْدَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حرملة، سمع رجلان من جذام عَنْ رجل منهم يقال له عدي.

_ [1] في س: موروث. [2] ليس في س [3] في أسد الغابة: يقال له عدي بن زيد الجذامي. [4] من س.

باب العرس

باب العرس (1793) العرس [1] بْن عميرة الْكِنْدِيّ، أخو عدي بْن عميرة الْكِنْدِيّ، حديثه عِنْدَ أهل الشام، رَوَى عَنْهُ ابْن أخيه عدي بْن عدي بْن عميرة الْكِنْدِيّ، وصاحب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ، ورجاء بْن حيوة، ذكره أَبُو حَاتِم فِي الأفراد، ولم يذكر العرس غيره. (1794) العرس بْن قَيْس بْن سَعِيد بْن الأرقم بْن النعمان الْكِنْدِيّ، مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه. وقيل: مات فِي فتنة ابْن الزُّبَيْر. باب عرفجة (1795) عرفجة بْن أسعد بْن صَفْوَان التيمي. أصيب أنفه بوم الكلاب فِي الجاهلية فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عَلَيْهِ، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذ أنفا من ذهب. بصري. رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن طرفة. واختلف فِي حديثه هَذَا على مَا ذكرناه فيما مضى من كتابنا هَذَا. (1796) عرفجة بْن خزيمة [2] ، الَّذِي قَالَ فِيهِ عُمَر لعتبة بْن غَزَوَان- وقد أمده بِهِ- شاوره، فإنه ذو مجاهدة للعدوّ ومكابدة.

_ [1] الضبط من الإصابة والتقريب. [2] في الاصابة: هريمة.

(1797) عرفجة بن شريح الكندي،

(1797) عرفجة بْن شريح الْكِنْدِيّ، ويقال الأشجعي، ويقال عرفجة الأسلمي، وَقَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: عرفجة الأسلمي [1] غير عرفجة بْن شريح الْكِنْدِيّ، قَالَ أَبُو عُمَر: ليس هُوَ عندي كما قَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر. والله أعلم بالصواب. وقد اختلف فِي اسم أَبِي عرفجة هَذَا اختلافا كثيرا، فقيل: عرفجة بْن شريح، [وقيل: صريح [2]] ، وقيل: ابْن ذريح- بالذال. وقيل: ابْن ضريح- بالضاد، وقيل ابْن شراحيل [3] . قَالَ علي بْن المديني: قَالَ شُعْبَة: عرفجة فلم ينسبه، وَقَالَ فِيهِ أَبُو عوانة: عرفجة بْن شريح. وَقَالَ فيه يزيد بن مردانبه: عرفجة بن شريح [4] ، وكلهم يروي حديثه هَذَا عَنْ زِيَاد بْن علاقة عَنْهُ. وقال أَبُو بَكْر الأثرم: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل فِي حديث عرفجة، فَقَالَ بعضهم: عرفجة بْن صريح، وَقَالَ بعضهم: ابْن شريح. قَالَ أَبُو عُمَر: لَهُ حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمعه يَقُول: ستكون هنات وهنات، فمن رأيتموه يفرق أمر أمة محمدٍ- وهم جميع- فاقتلوه كائنا من كَانَ من الناس. وَهُوَ حديث صحيح من حديث أهل البصرة، رواه عَنْ عرفجة زِيَاد بْن علاقة، ورواه عَنْ زِيَاد بْن علاقة جماعة، واتفق فيه أبو عوانة والنعمان ابن راشد على عرفجة بْن شريح، ولا أعلم لعرفجة هَذَا غير هَذَا الحديث. وقد رَوَى عَنْهُ أَبُو حَازِم الأشجعي وَأَبُو يعفور وقدان العبدي. وَقَدَ رَوَى زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ أَيْضًا، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَرْفَجَةَ الأَشْجَعِيِّ- قال: صلّى بنا رسول

_ [1] في س: الأشجعي. [2] ليس في س. [3] وزاد في أسد الغابة: طريح- بالطاء، وشريك. [4] في س: ضريح.

باب عرفطة

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاةَ الْفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ: وُزِنَ أَصْحَابُنَا اللَّيْلَةَ، وُزِنَ أَبُو بَكْرٍ فَوَزَنَ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ فَوَزَنَ، [ثُمَّ وُزِن [1]] عُثْمَانُ فَخَفَّ، وَهُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ. لا أدرى عرفجة هذا هو عرفجة ابن شريح أو غيره. باب عرفطة (1798) عرفطة بْن الْحُبَاب بْن حَبِيب الأزدي، حليف لبني أُمَيَّة، أبو أوفى ابن عرفطة. ذكره مُوسَى بْن عقبة فيمن استشهد يَوْم الطائف من بني أُمَيَّة. (1799) عرفطة بْن نهيك [2] ، لَهُ صحبة. باب عُرْوَة (1800) عروة بْن أَبِي أثاثة [3] ، ويروى ابْن أثاثة- بْن عبد العزّى بن حرثان ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كَعْب، كَانَ من مهاجرة الحبشة، لا، أعلم لَهُ رواية، وَهُوَ أخو عَمْرو بْن الْعَاص لأمه، ويقال فِيهِ عَمْرو بْن أَبِي أثاثة، فإن عروة هَذَا قديم الإسلام بمكة، لم يذكره ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، وذكره مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، والواقدي. (1801) عروة بْن أَسْمَاء بْن الصلت، حليف لبني عَمْرو بْن عوف، ذكره مُحَمَّد بْن الْوَاقِدِيّ فِي أصحاب بئر معونة، وَقَالَ: حَدَّثَنِي مصعب بْن الثابت [4] عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عُرْوَة، قَالَ: حرض المشركون يوم بئر معونة بعروة

_ [1] من س. [2] نهيك- بوزن عظيم- كما في التقريب. [3] في الاصابة: ابانة. [4] في س، والتقريب: بن ثابت.

(1802) عروة بن عياض، بن أبى الجعد البارقي.

ابن الصلت أن يؤمنوه فأبى، وَكَانَ ذا خلة لعامر بْن الطفيل مع أن قومه بني سُلَيْم حرضوا على ذَلِكَ فأبى، وَقَالَ: لا أقبل لهم [فِي ذَلِكَ [1]] أمانا، ولا أرغب بنفسي عَنْ مصارعهم، ثُمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل [شهيدا [1]] . (1802) عروة بن عياض، بن أبي الجعد البارقي. وبارق فِي الأزد، يقال: إن البارق جبل نزله بعض الأزديين، فنسبوا إِلَيْهِ. استعمل عُمَر بْن الخطاب عُرْوَة الْبَارِقِيّ هَذَا على قضاء الكوفة، وضم إِلَيْهِ سلمان [2] بْن رَبِيعَة، وذلك قبل أن يستقضي شريحا. يعد عُرْوَة الْبَارِقِيّ فِي الكوفيين، رَوَى عَنْهُ قَيْس بْن أَبِي حَازِم، والشعبي، وَأَبُو إِسْحَاق، والعيزار بْن حريث، وشبيب بْن غرقدة الْبَارِقِيّ، قَالَ علي بْن المديني: من قَالَ فِيهِ عُرْوَة بْن الْجَعْد فقد أخطأ، وإنما هُوَ عُرْوَة بْن أَبِي الْجَعْد. قال: وَكَانَ غندر- مُحَمَّد بْن جَعْفَر- يهم فِيهِ، فيقول عُرْوَة بْن الْجَعْد. أَخْبَرَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْبَارِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ. وَأَخْبَرَنَا سُفْيَان، عَنْ شبيب بْن غرقدة، سمعه عَنْ عُرْوَة الْبَارِقِيّ، قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه يقول: الخير معقود بنواصي الخيل.

_ [1] ليس في س. [2] في ى: سليمان. والمثبت من س، وأسد الغابة.

(1803) عروة بن مرة بن سراقة الأنصاري،

وَأَخْبَرَنَا سُفْيَان، عَنْ شبيب بْن غرقدة، قَالَ: رأيت فِي دار عُرْوَة بْن أَبِي الْجَعْد سبعين فرسا رغبة فِي رباط الخيل. (1803) عروة بْن مُرَّةَ بْن سراقة الأَنْصَارِيّ، من الأوس. قتل يَوْم خيبر شهيدا. (1804) عروة بْن مَسْعُود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بْن عوف بْن ثقيف، واسمه قَيْس بْن منبه بْن بَكْر بْن هوازن [بْن مَنْصُور [1]] ابن عكرمة بْن خصفة بْن قَيْس عيلان الثقفي، أَبُو مَسْعُود، وقيل أَبُو يعفور، شهد صلح الحديبية. قَالَ ابْن إِسْحَاق: لما انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف اتبع أثره عُرْوَة بْن مَسْعُود بْن مُعَتِّب حَتَّى أدركه قبل أن يصل إِلَى المدينة فأسلم، وسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يرجع إِلَى قومه بالإسلام، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فعلت فإنّهم قاتلوك. فقال: يَا رَسُول اللَّهِ، أنا أحب إليهم من أبصارهم [2] ، وَكَانَ فيهم محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إِلَى الإسلام، فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على قومه [3] . وقد دعاهم إِلَى دينه- رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله. وقيل لعروة: مَا ترى فِي دمك؟ قَالَ: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي، فليس فِي إلا مَا فِي الشهداء الذين قتلوا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ

_ [1] من س. [2] في س: من إنشادهم. [3] في س: فلما أشرف عليه قومه.

(1805) عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي،

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أن يرتحل عنكم. قَالَ: فزعموا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مثله فِي قومه مثل صاحب يس فِي قومه. وَقَالَ فِيهِ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شعرا يرثيه، وَقَالَ قَتَادَة فِي قول الله عز وجل [1] : لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ من الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. 43: 31 قالها الوليد ابن المغيرة. قال: لو كان ما يقول مُحَمَّد حقا أنزل علي القرآن أو على عُرْوَة بْن مَسْعُود الثقفي. قَالَ: والقريتان مكة والطائف. وقال مُجَاهِد: هُوَ عُتْبَة بْن رَبِيعَة من مكة وَابْن عبد ياليل الثقفي من الطائف، والأكثر قول قَتَادَة، والله أعلم. وَكَانَ عُرْوَة يشبه بالمسيح عَلَيْهِ السلام فِي صورته. أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسِي- صلى الله عليه وسلم، ورأيت جبرئيل عَلَيْهِ السَّلامُ، فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شبها دحية الكلبي [3] . (1805) عروة بْن مضرس بْن أوس بْن حارثة بْن لام الطائي، لَهُ صحبه، يعد فِي الكوفيين، روى عنه الشعبي.

_ [1] سورة الزخرف، آية 31 [2] في س: المؤذن. [3] إلى هنا ينتهى الجزء الثاني من النسخة التي رمزت إليها بالحرف س.

(1806) عروة بن معتب [1] الأنصاري،

(1806) عروة بْن مُعَتِّب [1] الأَنْصَارِيّ، رَوَى عَنْهُ الْوَلِيد بْن عَامِر اليزني، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صاحب الدابة أحق بصدرها. (1807) عروة أَبُو غاضرة الفقيمي، من بني فقيم بْن التميمي، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دين الله يسر. رَوَى عَنْهُ ابنه غاضرة. باب عصمة (1808) عصمة بْن أبير [2] التيمي [3] ، من بني تيم بْن عبد مناة، وَهُوَ تيم الرباب، وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإسلام قومه بني تيم بْن عبد مناة. نسبه ابْن الكلبي، فَقَالَ: عصمة بْن أبير بْن زَيْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن صريم بْن وائلة من تيم الرباب، وَكَانَ ممن شهد قتال سجاح فِي أيام أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ على عبد مناة يومئذ. (1809) عصمة بْن الحصين، وربما نسب إِلَى جده، فقيل عصمة بْن وبرة ابن خالد بن العجلان الأنصاري، من بني عوف بْن الخزرج، شهد هُوَ وأخوه هبيل بْن وبرة بدرا فيما ذكر مُوسَى بْن عقبة، والواقدي، وابن عمارة، ولم يذكره ابن إسحاق ولا أَبُو معشر، وَقَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر، عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن عروة، عن أَبِيهِ، قَالَ: فيمن شهد بدرا: هبيل وعصمة ابنا وبرة، من بني عوف بْن الخزرج.

_ [1] في الإصابة: حكى ابن ماكولا الخلاف في أبيه هل هو بالمعجمة والمثلثة آخره. بالمهملة وآخره موحدة. [2] أبير- بضم الهمزة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء تحتها نقطتان، وآخره راء أسد الغابة) . [3] في س: التميمي.

(1810) عصمة بن السرح [1]

(1810) عصمة بْن السرح [1] قَالَ: شهدت مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينا، رَوَى عَنْهُ [ابنه [2]] عَبْد اللَّهِ بْن عصمة. (1811) عصمة بْن قَيْس الهوزني، ويقال: السُّلَمِيّ، لَهُ صحبة، كَانَ يتعوذ باللَّه من فتنة المشرق، فقيل لَهُ: فكيف فتنة المغرب؟ قَالَ: تلك أعظم وأعظم رَوَى عَنْهُ الأزهر بْن عَبْد اللَّهِ الهوزني. اختلف فِي لفظ حديثه هَذَا، فَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ. حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ الْعِجْلِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَزْهَرَ الْهَوْزَنِيُّ، عَنْ عِصْمَةَ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ باللَّه مِنْ فِتْنَةِ الْمَغْرِبِ. هكذا قال الوليد ابن أَزهَر. وَرَوَى غَيْرُهُ عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الأَزْهَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عِصْمَةَ بْنِ قَيْسٍ السُّلَمِيِّ- أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: عَصِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ، فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ عصمة بن قيس. (1812) عصمة بْن مَالِك الخطمي الأَنْصَارِيّ، لَهُ صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ظهر المؤمن حمى. رَوَى عَنْهُ ابن موهب. (1813) عصمة الأَنْصَارِيّ، حليف لبني مَالِك بْن النجار، وَهُوَ من أشجع، ذكره مُوسَى بْن عقبة فيمن شهد بدرا.

_ [1] في أسد الغابة: وذكره أبو أحمد العسكري، فقال عصمة بن السرج- بالجيم، وهو بالجيم أيضا في الإصابة. [2] من س. [3] في س: البجلي.

باب عصيمة

باب عصيمة (1814) عصيمة الأسدي، من بني أَسَد بْن خزيمة، حليف لبني مازن بْن النجار، شهد بدرا. (1815) عصيمة الأشجعي، حليف لبني سواد بْن مَالِك بن غنم بن مالك بن النجار، شهد بدرا وأحدا وما بعدهما من المشاهد. وتوفي فِي خلافة مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. باب عطية (1816) عطية بْن بسر [1] المازني، ويقال الهلالي، شامي. هو أخو عبد الله ابن بسر [1] . روى عَنْهُ مكحول حديث عكاف بْن وداعة. (1817) عطية بْن عازب بْن عَفِيف النضري [2] ، قَالُوا: لَهُ صحبة. وقد رَوَى عَنْ عَائِشَة رَضِيَ الله عنها. (1818) عطية بْن عُرْوَة السعدي، ويقال: عطية بْن عَامِر [3] ، والأول أكثر، يكنى أَبَا مُحَمَّد، من بني سَعْد بْن بَكْر. رَوَى عَنْهُ أهل اليمن وأهل الشام. هُوَ جد عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عطية. أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فطيس،

_ [1] في س: يسير. وفي أسد الغابة: بسر- بضم الباء الموحدة، وبالسين المهملة. [2] في الإصابة: بصرى. [3] هكذا بالأصول، وفي أسد الغابة عطية بن عامر، وعطية بن عروة رجلان. وقال فيه: عطية بن عامر. وقيل عقبة بن عامر.

(1819) عطية بن نويرة بن عامر بن عطية بن عامر بن بياضة الأنصاري الزرقي،

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ الْبَجَلِيُّ الدِّمَشْقِيّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ: قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أُنَاسٍ من بنى سعد ابن بَكْرٍ، وَكُنْتُ أَصْغَرَ الْقَوْمِ، فَخَلَّفُونِي فِي رِحَالِهِمْ، ثُمَّ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَضَى حَوَائِجَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ بَقِيَ منكم أحد؟ قالوا: يا رسول الله، غُلامٌ مِنَّا خَلَّفْنَاهُ فِي رِحَالِنَا، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَبْعَثُوا بِي إِلَيْهِ، فَأَتُونِي، فَقَالُوا [لِي [1]] : أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مَا أَغْنَاكَ اللَّهُ، فَلا تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْطِيَةُ، وَالْيَدُ السُّفْلَى هِيَ الْمُنْطَاةُ، وَإِنَّ مَالَ اللَّهِ مَسْئُولٌ وَمَنْطِيٌّ. فَكَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلُغَتِنَا. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [2] ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: عَطِيَّةُ بْنُ عُرْوَةَ السَّعْدِيُّ هُوَ الَّذِي رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ. وهو من بني سَعْد بْن بَكْر جد عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عطية. قال أَبُو عُمَر: عُرْوَة بْن مُحَمَّد بْن عطية، كَانَ أميرا لمروان بْن مُحَمَّد على الخيل، وَهُوَ الَّذِي قتل أَبَا حَمْزَة الخارجي، وقتل طالب الحق الأعور القائم باليمن. (1819) عطية بْن نويرة بْن عَامِر بْن عطية بْن عَامِر بْن بياضة الأَنْصَارِيّ الزرقي، ثُمَّ البياضي، شهد بدرا.

_ [1] ليس في س. [2] في س بن محمد بن عثمان

(1820) عطية القرظي،

(1820) عطية القرظي، لا أقف على اسم أَبِيهِ، وأكثر مَا يجيء هكذا عطية القرظي. كان من سبي بني قريظة، ووجد يومئذ [ممن [1]] لم ينبت، فخلي سبيله. رَوَى عَنْهُ مُجَاهِد، وعبد الملك بْن عُمَيْر، وكثير بْن السائب، إلا أَنَّهُ ليس فِي حديث كَثِير بْن السائب تصريح باسمه، وأرواهم عَنْهُ عَبْد الْمَلِكِ بن عمير، وعن عبد الملك ابن عُمَيْر اشتهر حديثه، وبه عرف. باب عقبة (1821) عقبة مولى جبر بْن عَتِيك الأَنْصَارِيّ، قَالَ: شهدت أحدا مع مولاي، فضربت رجلا من المشركين، فقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي، فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت: خذها وأنا الغلام الأَنْصَارِيّ! حديثه عِنْدَ داود ابن الحصين، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عقبة، عَنْ أبيه. (1822) عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، يكنى أَبَا سروعة [2] فيما قَالَ مصعب. قَالَ الزُّبَيْر: وَهُوَ قول أهل الحديث. وأما أهل النسب فإنهم يقولون: إن عقبة هَذَا هُوَ أخو أَبِي سروعة، وإنما أسلما جميعا يَوْم الْفَتْح، وعقبة هَذَا حجازي مكي، قَالَ الزُّبَيْر: هو الّذي قتل خبيب ابن عدي، لَهُ حديث واحد مَا أحفظ لَهُ غيره فِي شهادة امرأةٍ على الرضاع. رواه عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي ملكية، وقيل: إن ابْن أَبِي مُلَيْكَة لم يسمع منه، وإن بينهما عُبَيْد بْن أَبِي مَرْيَم. وَقَالَ بعض أهل النسب: أَبُو سروعة وعقبة [ابن الحارث [3]] أخوان.

_ [1] ليس في س. [2] الضبط من القاموس. [3] من س.

(1823) عقبة بن ربيعة الأنصاري،

وحدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا يعقوب بن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي [1] إِسْحَاق، قَالَ: حدثنا عبد الله ابن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حُسَيْن [2] الْمَكِّيّ، عَنْ عقبة بْن الْحَارِث أَبِي سروعة. وقيل: بل كَانَ أخاه لأمه، وَهُوَ أثبت عِنْدَ مصعب، وأصح من هَذَا كله مَا رواه سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرو بْن دينار أَنَّهُ سمع جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ يَقُول: الذي قتل خبيبا أبو سروعة عقبة بن الْحَارِث بْن عَامِر بْن نوفل. (1823) عقبة بْن رَبِيعَة الأَنْصَارِيّ، حليف لبني عوف بْن الخزرج، شهد بدرا فيما ذكر موسى بن عقبة. (1824) عقبة بْن عَامِر بْن عبس الجهني، من جهينة بْن زَيْد بْن سود بْن أسلم ابن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة. وقد اختلف فِي هَذَا النسب على مَا ذكرنا فِي «كتاب القبائل» والحمد للَّه. يكنى أَبَا حَمَّاد: وقيل: أَبَا أسيد. وقيل أَبَا عَمْرو، وقيل أَبَا سَعْد [3] . وقيل أَبَا الأسود، وقيل أَبَا عمّار. وقيل أبا عامر ذكر خليفة ابن خياط قَالَ: قتل أَبُو عَامِر عقبة بْن عَامِر الجهني يَوْم النهروان شهيدا، وذلك سنة ثمان وثلاثين، وَهَذَا غلط منه، وفي كتابه بعد: وفي سنة ثمان وخمسين توفي عقبة بْن عَامِر الجهني قَالَ أَبُو عُمَر: سكن عقبة بْن عَامِر مصر، وَكَانَ واليا عليها، وابتنى بها دارا، وتوفي فِي [آخر [4]] خلافة مُعَاوِيَة، رَوَى عَنْهُ من الصحابة جَابِر، وَابْن عباس، وأبو أمامه. ومسلمة بن مخلّد، [5]

_ [1] في ى: عن ابن إسحاق. [2] في س: أبى حسن. [3] في س: أبا سعاد. [4] ليس في س. [5] في ى خلدة.

(1825) عقبة عامر بن نابي بن زيد بن حرام [بن كعب بن غنم بن سلمة بن كعب [2]] الأنصاري الخزرجي السلمي.

وأما رواته من التابعين فكثير. قَالَ [ابْن [1]] عَبَّاس: سمعت يَحْيَى بْن معين يَقُول: عقبة بْن عَامِر الجهني كنيته أَبُو حَمَّاد. وكذلك قال ابن لهيعة. (1825) عقبة عَامِر بْن نابي بْن زَيْد بْن حرام [بْن كَعْب بْن غنم بْن سَلَمَة بْن كَعْب [2]] الأَنْصَارِيّ الخزرجي السُّلَمِيّ. شهد بدرا بعد شهوده العقبة الأولى. ثُمَّ شهد أحدا فأعلم بعصابةٍ خضراء فِي مغفره. شهد الخندق وسائر المشاهد. وقتل يَوْم اليمامة شهيدا. (1826) عقبة بْن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بْن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي، شهد بدرا هُوَ وأخوه أَبُو عبادة، وسعد بْن عُثْمَان. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وقد كَانَ الناس انهزموا عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني يَوْم أحد- حَتَّى انتهى بعضهم إِلَى المنقى [3] دون الأعوص [4] ، وفر عُثْمَان بْن عَفَّان، وعقبة بن عثمان، وسعد بْن عُثْمَان- أخوان من الأنصار- حَتَّى بلغوا الجبل مما يلي الأعوص، فأقاموا بِهِ ثلاثا، ثُمَّ رجعوا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فزعموا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [لهم [5]] لقد ذهبتم بها عريضةً (1827) عقبة بْن عَمْرو بْن ثعلبة، أَبُو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ، من بني الْحَارِث بْن الخزرج، هُوَ مشهور بكنيته، ويعرف بأبي مَسْعُود البدري، لأنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يسكن

_ [1] من س [2] ليس في س. [3] في ى: المنفع، وهو تحريف، صوابه من س، ومعجم البلدان. وفي ياقوت: المنقى: بين أحد والمدينة، قَالَ ابْن إِسْحَاق: وقد كَانَ الناس انهزموا عن رسول الله يوم أحد، حتى انتهى بعضهم إلى المتقى دون الأعوس. [4] الأعوص: على أميال من المدينة يسيرة (ياقوت) . [5] من س.

(1828) عقبة بن قيظى بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدى بن مجدعة بن حارثة الأنصاري الحارثي.

بدرا. [قَالَ مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب: إنه لم يشهد بدرا [1]] ، وَهُوَ قول ابْن إِسْحَاق. قَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ أَبُو مَسْعُود أحدث من شهد العقبة سنا، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وقالت طائفة: قد شهد أَبُو مَسْعُود بدرا، وبذلك قَالَ الْبُخَارِيّ، فذكره فِي البدريين، ولا يصح شهوده بدرا. مات أَبُو مَسْعُود سنة إحدى أو اثنتين وأربعين. قيل: مات أيام علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وقيل: بل كانت وفاته بالمدينة فِي خلافة مُعَاوِيَة، وَكَانَ قد نزل الكوفة وسكنها، واستخلفه علي فِي خروجه إِلَى صفين عليها [فلم يف لَهُ رحمة الله عليهما [2]] . (1828) عقبة بْن قيظي بْن قَيْس بْن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأَنْصَارِيّ الحارثي. شهد مع أَبِيهِ وأخيه عبد الله أحدا، وقتل عقبة وعبد الله يَوْم جسر أبى عبيد، شهيدين، وقتل معهما أخو هما عباد بْن قيظي، ولم يشهد عباد أحدا. (1829) عقبة بْن مَالِك اللَّيْثِيّ بصري، لَهُ صحبة، ورواية، لَهُ حديث واحد، رواه عَنْهُ بشر بْن عَاصِم أخو نَصْر بْن عَاصِم. (1830) عقبة بْن نَافِع بْن عبد قَيْس الفهري. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ. لا تصح لَهُ صحبة. كَانَ ابْن خالة عَمْرو بْن الْعَاص، ولاه عَمْرو بْن الْعَاص إفريقية وَهُوَ على مصر، فانتهى إِلَى لواتة [3] ومزاتة، فأطاعوا ثم كفروا،

_ [1] ليس في س. [2] من س. [3] لواتة: قبيلة من البربر (ياقوت) .

فغزاهم من سنته. فقتل وسبي، وذلك فِي سنة إحدى وأربعين، وافتتح فِي سنة اثنتين وأربعين غدامس [1] فقتل وسبي، وافتتح فِي سنة ثلاث وأربعين كور السودان [2] ، وافتتح ووّان؟ وهي من حيز برقة من بلاد إفريقية، وافتتح عامة بلاد البربر، وَهُوَ الَّذِي اختط القيروان، وذلك فِي زمن مُعَاوِيَة، فالقيروان اليوم حيث اختطها عقبة بْن نَافِع، وَكَانَ مُعَاوِيَة بْن حديج [3] قد اختط القيروان بموضع يدعى اليوم بالقرن [4] ، فنهض إِلَيْهِ عقبة فلم يعجبه، فركب بالناس إِلَى موضع القيروان اليوم. وَكَانَ واديا كَثِير الأشجار، غيضة، مأوى للوحوش والحيات، [واختط القيروان فِي ذَلِكَ الموضع [5]] ، فأمر بقطع ذَلِكَ وحرقه، فاختط القيروان، وأمر الناس بالبنيان. وَقَالَ خليفة بْن خياط: وفي سنة خمسين وجه مُعَاوِيَة عقبة بْن نَافِع إِلَى إفريقية، فاختط القيروان، وأقام بها ثلاث سنين. وَرَوَى مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عَنْ يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حاطب، قَالَ: لما افتتح عقبة بْن نَافِع إفريقية وقف على القيروان، فَقَالَ: يَا أهل الوادي، إنا حالون إن شاء الله تعالى [بِهِ] فاظعنوا- ثلاث مرات، قَالَ: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا تخرج من تحته حية أو دابة حَتَّى هبط بطن الوادي، ثُمَّ قَالَ: انزلوا بسم الله. وقتل عقبة بْن نَافِع سنة ثلاث وستين بعد أن غزا السوس القصوى،

_ [1] غدامس: مدينة بالمغرب. [2] في س: كورا من كور السودان. [3] في ى: خديج. والمثبت من س، وياقوت. [4] ليس في س. [5] في س: العرق.

(1831) عقبة بن تمر [3] الهمداني.

قتله [1] كسيلة بن لمرم [2] الأودي، وقتل معه أَبَا المهاجر دينار، وَكَانَ كسيلة نصرانيا. ثُمَّ قتل كسيلة فِي ذَلِكَ العام أو فِي العام الَّذِي يليه، قتله زُهَيْر بْن قَيْس البلوي، ويقولون: إن عقبة بْن نَافِع كَانَ مستجاب الدعوة. فاللَّه أعلم. (1831) عقبة بن تمر [3] الهمداني. وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد همدان. (1832) عقبة بْن وهب، ويقال ابْن أَبِي وَهْب، بْن رَبِيعَة بْن أَسَد بن صهيب ابن مالك بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. شهد بدرا، هو وأخوه شجاع بْن وَهْب، وهما حليفان لبني عبد شمس. (1833) عقبة بْن وَهْب بْن كلدة الغطفاني، حليف لبني سالم بن غنم بن عوف ابن الخزرج، شهد العقبتين وبدرا، قَالَ ابْن إِسْحَاق، وَكَانَ أول من أسلم من الأنصار، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فلم يزل هنالك حَتَّى خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة إِلَى المدينة مهاجرا، فهاجر معه، فكان يقال لَهُ مهاجري أنصاري، شهد بدرا وأحدا، وقيل: إن عقبة بْن وَهْب هَذَا [هُوَ [4]] الَّذِي نزع الحلقتين من وجنتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد. وقيل: بل نزعهما أَبُو عُبَيْدَة. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي الزناد: نرى [5] أنهما جميعا [6] عالجاهما، فأخرجاهما، من وجنتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

_ [1] في ياقوت: كان مقتله سنة 63. [2] كسيلة- بفتح الكاف، وكسر السين المهملة، ولمرم- بفتح اللام والراء وبينهما ميم ساكنة، وآخره ميم (أسد الغابة) . وفي س: لهزم. [3] في أسد الغابة والإصابة: وقيل ابن امر. [4] من س. [5] في س: أبى الزياد. [6] في س: هما جميعا عالجاها.

باب عقيل

باب عقيل (1834) عقيل بْن أَبِي طالب [1] بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي [الهاشمي [2]] ، يكنى أَبَا يَزِيد. روينا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: يَا أَبَا يَزِيد، إِنِّي أحبك حبين: حبا لقرابتك مني، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك. قدم عُقَيْل البصرة، ثُمَّ الكوفة، ثُمَّ أتى الشام، وتوفى فِي خلافة مُعَاوِيَة، وله دار بالمدينة مذكورة. مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أنه قال: يجزئ مُدٌّ لِلْوُضُوءِ وَصَاعٌ لِلْغُسْلِ- رواه يَزِيد بْن أَبِي زِيَاد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده. ومن حديثه أيضا: كنا نؤمر بأن نقول: بارك الله لكم، وبارك عليكم، ولا نقول بالرفاء والبنين- رواه عَنْهُ الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن. وَقَالَ العدوي: كَانَ عُقَيْل قد أخرج [3] إِلَى بدر مكرها، ففداه عمه الْعَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ثُمَّ أتى مسلما قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة، وَكَانَ أكبر [4] من أخيه جَعْفَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعشر سنين، وَكَانَ جَعْفَر أسن من علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعشر سنين، وَكَانَ عُقَيْل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها، وَقَالَ: ولكنه كَانَ مبغضا إليهم، لأنه كَانَ يعد مساويهم، قال: وكانت لَهُ طنفسة تطرح لَهُ فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويصلي عليها، ويجتمع إِلَيْهِ فِي علم النسب وأيام العرب، وَكَانَ أسرع الناس جوابا، وأحضرهم مراجعة فِي القول، وأبلغهم فِي ذلك.

_ [1] في أسد الغابة: واسم أبى طالب: عبد مناف. [2] من س. [3] في س: خرج. [4] في س: أسن.

(1835) عقيل بن مقرن المزني،

قال: وَحَدَّثَنِي ابْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِح، عَنِ ابْن عَبَّاس، قَالَ: كَانَ فِي قريش أربعة يتحاكم إليهم، ويوقف عِنْدَ قولهم- يَعْنِي فِي علم النسب: عُقَيْل بْن أَبِي طالب، ومخرمة بْن نوفل الزُّهْرِيّ، وَأَبُو جهم بْن حذيفة العدوي، وحويطب بْن عبد العزّى العامري. زاد غيره: كان عقيل أكثرهم ذكرا لمثالب قريش، فعادوه لذلك، وقالوا فيه بالباطل، ونسبوه إلى الحمق، واختلفوا عَلَيْهِ أحاديث مزورة، وَكَانَ مما أعانهم على ذَلِكَ مغاضبته لأخيه علي، وخروجه إِلَى مُعَاوِيَة، وإقامته معه. ويزعمون أن مُعَاوِيَة قَالَ يوما بحضرته: هَذَا لولا علمه بأني خير لَهُ من أخيه لما أقام عندنا وتركه. فقال عُقَيْل: أخي خير لي فِي ديني، وأنت خير لي فِي دنياي، وقد آثرت دنياي، وأسأل الله تعالى خاتمة الخير. (1835) عقيل بْن مقرن الْمُزْنِيّ، يكنى أَبَا حكيم، أخو النعمان بْن مقرن، وسويد ومعقل، وكانوا سبعة من بني مقرن، كلهم قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحبه، وقد ذكرنا [1] الخبر فِي ذَلِكَ فِي باب النعمان بْن مقرن. قال الْوَاقِدِيّ: وممن نزل الكوفة من الصحابة: عُقَيْل بْن مقرن- أَبُو حكيم. وقال الْبُخَارِيّ: عُقَيْل بْن مقرن أَبُو حكيم الْمُزْنِيّ. وكذلك قال أحمد بن سعيد الدارميّ.

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.

باب عكاشة

باب عكاشة (1836) عكاشة بْن ثور بْن أصغر [1] القرشي، كَانَ عاملا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السكاسك [2] ، والسكون، وبني مُعَاوِيَة من كندة. ذكره سيف فِي كتابه، ولا أعرفه بغير هذا. (1837) عكاشة بْن محصن بْن حرثان بْن قَيْس بن مرة بن كثير [3] بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف لبني أُمَيَّة، يكنى أَبَا محصن، كَانَ من فضلاء الصحابة، شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا، وانكسر سيفه، فأعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عرجونا أو عودا، فصار بيده سيفا يومئذ، وشهد أحدا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وتوفي فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَوْم بزاخة، قتله خويلد الأسدي، يَوْم قتل ثَابِت بْن أقرم فِي الردة، هكذا قَالَ جمهور أهل السير فِي أخبار أهل الردة، إلا سُلَيْمَان التيمي، فإنه ذكر أن عكاشة قتل فِي سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني خزيمة، فقتله طليحة، وقتل ثَابِت بْن أقرم، ولم يتابع سُلَيْمَان التيمي على هَذَا القول. وقصة عكاشة مشهورة فِي الردة. وكان عكاشة يَوْم توفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن أربع وأربعين سنة، وقتل بعد ذَلِكَ بسنة. وقال ابْن سَعْد: سمعت بعضهم يشدد الكاف فِي عكاشة، وبعضهم يخففها [4] ، وَكَانَ من أجمل الرجال. روى عَنْهُ من الصحابة أبو هريرة،

_ [1] في س: أصعر- بالعين. [2] السكاسك: علم لاسم القبيلة التي نسب إليها. [3] في س: كبير. وفي الإصابة- بكير- بضم الموحدة. [4] مع ضم الكاف في الحالين.

وَابْن عَبَّاس. روي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجوه أَنَّهُ قَالَ: يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا لا حساب عليهم. فقال عكاشة بْن محصن: يَا رَسُول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال [لَهُ [1]] : أنت منهم، ودعا لَهُ. فقام رجل آخر، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، ادع الله لي أن يجعلني منهم، قال: سبقك بها عكاشة. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ بِالْمَوْسِمِ، فَرَاثَتْ [2] عَلَيَّ أُمَّتِي، ثُمَّ رَأَيْتُهُمْ فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ قَدْ مَلَئُوا السَّهْلَ وَالْجَبَلَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَرَضِيتَ! قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: فَإِنَّ لَكَ مَعَ هَؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ [3] ، وَلا يَكْتَوُونَ، وَلا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. فقال عكاشة بْن محصن: يَا رَسُول اللَّهِ، ادع الله أن يجعلني منهم: فَقَالَ: أنت منهم، ودعا لَهُ. فقام رجل آخر، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: سبقك بها عكاشة. قال أَبُو عُمَر: قَالَ بعض أهل العلم: إن ذَلِكَ الرجل كَانَ منافقا، فأجابه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعاريض من القول. وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يكاد يمنع شيئا يسأله إذا قدر عليه.

_ [1] من س. [2] راثت: أبطأت. [3] في س: لا يسترقون.

باب عكرمة

باب عكرمة (1838) عكرمة بْن أَبِي جهل، واسم أَبِي جهل عَمْرو بْن هِشَام بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد الله بن عمر [1] بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الْمَخْزُومِيّ. كَانَ أَبُو جهل يكنى أَبَا الحكم، فكناه رسول الله صلي الله عليه وسلم أَبَا جهل، فذهبت. كان عكرمة شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية هُوَ وأبوه، وَكَانَ فارسا مشهورا، هرب حين الْفَتْح، فلحق باليمن، ولحقت بِهِ امرأته أم حكيم بِنْت الْحَارِث بْن هِشَام، فأتت بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رآه قَالَ: مرحبا بالراكب المهاجر، فأسلم، وذلك سنة ثمان بعد الْفَتْح، وحسن إسلامه، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأصحابه: إن عكرمة يأتيكم، فإذا رأيتموه فلا تسبوا أباه، فإن سب الميت يؤذي الحي. ولما أسلم عكرمة شكا قولهم [عكرمة بْن أَبِي جهل [2]] ، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا عكرمة بْن أَبِي جهل، وَقَالَ: لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات. وكان عكرمة مجتهدا فِي قتال المشركين مع المسلمين، استعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام حج على هوازن يصدقها. ووجهه أَبُو بَكْر إِلَى عمان، وكانوا ارتدوا، فظهر عليهم، ثُمَّ وجهه أبو بكر إلى اليمن، وولى عثمان حذيفة القلعاني،

_ [1] في س والإصابة: بن عمرو بن مخزوم. [2] من س.

ثُمَّ لزم عكرمة الشام مجاهدا حَتَّى قتل يَوْم اليرموك فِي خلافة عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، هَذَا قول ابْن إِسْحَاق. واختلف فِي ذَلِكَ قول الزُّبَيْر، فمرةً قَالَ: قتل يَوْم اليرموك شهيدا. وقال فِي موضع آخر: استشهد عكرمة يَوْم أجنادين ... وقيل: إنه قتل يَوْم مرج الصفر، [وكانت أجنادين ومرج الصفر [1]] فِي عام واحد سنة ثلاث عشرة فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال الْحَسَن [2] بْن عُثْمَان الزيادي: استشهد من المسلمين بأجنادين ثلاثة عشر رجلا، منهم عكرمة بْن أَبِي جهل، وَهُوَ ابْن اثنتين وستين سنة. وأجنادين من أرض فلسطين بين الرملة وأبيات جبرين، ويقال جبرون. ذَكَرَ الزُّبَيْرُ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ- قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي خَيْرَ شَيْءٍ تَعْلَمُهُ حَتَّى أَقُولَهُ [3] فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شَهَادَةُ أَنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ عِكْرِمَةُ: أَنَا أَشْهَدُ بِهَذَا، وَأُشْهِدُ بِذَلِكَ مَنْ حَضَرَنِي، وَأَسْأَلُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللَّهِ لا أَدَعُ نَفَقَةً كُنْتُ أُنْفِقُهَا فِي صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ ضِعْفَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلا قِتَالا قَاتَلْتُهُ إِلا قَاتَلْتُ ضِعْفَهُ، وَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. ثُمَّ اجْتَهَدَ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى قُتِلَ زَمَنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالشَّامِ.

_ [1] من س. [2] في ى: الحسين. [3] في ى: أقول.

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ [1] ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَرِيرٍ [2] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بن مسلمة، حدثنا إبراهيم ابن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ: مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: قُلْ أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. وذكر معنى حديث الضحاك بْن عُثْمَان عَنْ أَبِيهِ. وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، وَأَتَوْا بِمَاءٍ وَهُمْ صَرْعَى، فَتَدَافَعُوهُ، كُلَّمَا دُفِعَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ قَالَ: اسْقِ فُلانًا حَتَّى مَاتُوا وَلَمْ يَشْرَبُوهُ. قال: طلب عكرمة الماء، فنظر إِلَى سهيل ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: ادفعه [3] إِلَيْهِ، فنظر سهيل إِلَى الْحَارِث ينظر إِلَيْهِ، فَقَالَ: ادفعه [3] إِلَيْهِ، فلم يصل إِلَيْهِ حَتَّى ماتوا. وذكر هَذَا الخبر مُحَمَّد بْن سعد، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو يُونُس القشيري، قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت، فذكر القصة إلا أَنَّهُ جعل مكان سهيل بْن عَمْرو عَيَّاش بْن أبى ربيعة. قال محمد ابن سَعْد: فذكرت هَذَا الحديث لمحمد بْن عُمَر فأنكره، وَقَالَ: هَذَا وهم، روينا عَنْ أصحابنا من أهل العلم والسيرة- أن [4] عكرمة بْن أَبِي جهل قتل يَوْم أجنادين شهيدا فِي خلافة أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لا خلاف بينهم في ذلك.

_ [1] في س: أحمد بن محمد. [2] في س: محمد بن جرير. [3] في س: ادفعوه. [4] الطبقات: 5- 329، 7- 126

(1839) عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدي،

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن بقي، قال: حدثنا أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ، أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: لَمَّا أَسْلَمَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَاللَّهِ لا أَنْزِلُ مَقَامًا قُمْتُهُ لأَصُدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا قُمْتُ مِثْلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تعالى، ولا أترك نفقة أنفقها لأَصُدَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِلا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَرْمُوكِ نَزَلَ فَتَرَجَّلَ فَقَاتَلَ قِتَالا شَدِيدًا، فَقُتِلَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَوُجِدَ بِهِ بضع وسبعون من بين طعنة وصربة ورمية. (1839) عكرمة بْن عَامِر بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدي، هُوَ الَّذِي باع دار الندوة من مُعَاوِيَة بمائة ألف. وهو معدود فِي المؤلفة قلوبهم. باب العلاء (1840) العلاء بْن جارية الثقفي، أحد المؤلفة قلوبهم. كَانَ من وجوه ثقيف. (1841) العلاء بْن الحضرمي، ويقال اسم الحضرمي عَبْد اللَّهِ بْن عماد [1] . ويقال عَبْد اللَّهِ بْن عمار. ويقال عَبْد اللَّهِ بْن ضمار [2] . ويقال عَبْد اللَّهِ بْن [عُبَيْدَة بْن ضمار بْن مَالِك [3]] بْن عميرة أو عُبَيْدَة بْن مَالِك، ونسبه بعضهم فقال: هو العلاء ابن عَبْد اللَّهِ بْن عَمَّار [4] بْن أكبر بْن رَبِيعَة بْن مَالِك بْن أكبر بْن عويف بْن مَالِك بْن الخزرج، [من بني إياد] [5] بن الصّدف. وقد قيل: الحضرميّ والد

_ [1] في أسد الغابة: عباد. [2] في ى: الضمار. [3] من س [4] في أسد الغابة: عباد. [5] ليس في س وفي ى: بن إياد بن الصدف.

العلاء هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمَّار [1] بْن سُلَيْمَان بْن أكبر. وقيل عماد بْن مَالِك ابن أكبر. قال الدار قطنى: وزعم الأملوكي أَنَّهُ عَبْد اللَّهِ بْن عباد فصحف، ولا يختلفون أَنَّهُ من حضرموت حليف بني أُمَيَّة، ولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البحرين، وتوفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عليها، فأقره أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي خلافته كلها عليها، ثُمَّ أقره عُمَر. وتوفي فِي خلافة عُمَر سنة أربع عشرة. وقال الْحَسَن بْن عُثْمَان: توفي العلاء بْن الحضرمي سنة إحدى وعشرين واليا على البحرين، فاستعمل عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مكانه أَبَا هُرَيْرَةَ. وَقَدْ رَوَى الأَنْصَارِيُّ، عَنِ ابْنِ عَوْفٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَلَّى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ الْبَحْرَيْنَ، وَهَذَا لا يعرفه أهل السير. وقال أَبُو عُبَيْدَة: مات أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، والعلاء محاصر لأهل الردة، فأقره عُمَر وحينئذ بارز البراء بْن مَالِك مرزبان الزارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث العلاء بْن الحضرمي إِلَى المنذر بن ساوى [العبديّ [2]] مالك البحرين، ثُمَّ ولاه على البحرين إذ فتحها الله عَلَيْهِ، وأقره عليها أَبُو بَكْر، ثُمَّ ولاه عُمَر البصرة، فمات قبل أن يصل إليها بماءٍ من مياه بني تميم سنة أربع عشرة، وَهُوَ أول من نقش خاتم الخلافة. وأخوه عَامِر بْن الحضرمي قتل يَوْم بدر كافرا. وأخوهما [3] عَمْرو بْن الحضرمي أول قتيل من المشركين قتله مُسْلِم، وَكَانَ ماله أول مال خمس. قتل يَوْم النخلة [هُوَ [4]] وأختهم الصعبة بِنْت الحضرمي، كانت تحت أَبِي سُفْيَان بْن حرب، فطلقها، فخلف عليها عُبَيْد الله بْن عُثْمَان التيمي، فولدت لَهُ طَلْحَة بن عبيد الله.

_ [1] في س: عماد. [2] ليس في س. [3] في ى: وأخوه. [4] ليس في س.

(1842) العلاء بن خباب،

قال ذَلِكَ كله ابْن الكلبي وَكَانَ يقال: إن العلاء بْن الحضرمي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ مجاب الدعوة، وإنه خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها، وذلك مشهور عَنْهُ. وكان لَهُ أخ يقال لَهُ مَيْمُون الحضرمي، وَهُوَ صاحب البئر التي بأعلى مكة التي تعرف ببئر مَيْمُون، وَكَانَ حفرها فِي الجاهلية. (1842) العلاء بْن خباب، ذكروه فِي الصحابة، وما أظنه سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: من أكل الثوم فلا يقربن المسجد- رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حابس: ويقال فِيهِ أيضا العلاء بْن عَبْد الله ابن خبّاب. (1843) العلاء بْن سبع [1] ، رَوَى عَنْهُ السائب بْن يَزِيد، قوله فِيهِ نظر، لأنه قد قيل: إنه العلاء بْن الحضرمي (1844) العلاء بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ. لَهُ صحبة، شهد مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين. باب عَلْقَمَة (1845) علقمة بْن الحويرث [2] الغفاري، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: زنا العين النّظر. ذكره خليفة بْن خياط، عَنْ فضيل [3] بْن سُلَيْمَان النميري، عَنْ مُحَمَّد بْن مطرف، عَنْ جده، عَنْ عَلْقَمَة بْن الحويرث، عَنِ النَّبِيّ [4] صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.

_ [1] في ى سبيع. والمثبت من س، أسد الغابة، والإصابة [2] في أسد الغابة: وقيل ابن الحارث. [3] في أسد الغابة: الفضل بن سليمان. [4] في س: من أصحاب النبي. وفي أسد الغابة: وكانت له صحبة. (الاستيعاب ج 3- م 8)

(1846) علقمة بن رمثة البلوى،

(1846) علقمة بْن رمثة البلوي، يعد فِي أهل مصر، رَوَى عَنْهُ زُهَيْر بْن قَيْس البلوي. (1847) علقمة بْن سُفْيَان الثقفي، ويقال: عَلْقَمَة بْن سهيل. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: وفي حديثه ذَلِكَ عَنْ عطية بْن سُفْيَان اضطرب [1] فِيهِ هَذَا الاضطراب، ولا يعرف هَذَا الرجل فِي الصحابة رضى الله عنهم. (1848) علقمة بْن علاثة بْن عوف بْن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عَامِر بْن صعصعة الْكِنْدِيّ العامري. من المؤلفة قلوبهم، وَكَانَ سيدا فِي قومه، حليما عاقلا، ولم يكن فِيهِ ذاك الكرم. (1849) علقمة بْن الفغواء [2] الخزاعي. كَانَ دليل رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى تبوك. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ، هُوَ أخو عَمْرو بن الغفواء، [زاد الطبري: وَكَانَ يسكن باب أَبِي شرحبيل، وَهُوَ بين ذي خشب والمدينة، وَكَانَ يأتي المدينة كثيرا [3]] . (1850) علقمة بْن ناجية الخزاعي، مدني. سكن البادية. لَهُ حديث واحد مخرجه [4] عَنْ ولده. (1851) علقمة بْن نضلة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَلْقَمَة الكندي، ويقال الكناني. سكن مكة، رَوَى عَنْهُ عُثْمَان بْن أَبِي سُلَيْمَان. (1852) علقمة بْن وَقَّاص اللَّيْثِيّ، ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيما ذكر الْوَاقِدِيّ، توفي فِي زمن [5] عَبْد الْمَلِكِ بالمدينة. وله دار في بنى ليث.

_ [1] في ى: اضطراب. وفي س: فاضطرب. [2] في أسد الغابة، والقاموس: وقيل ابن أبى الفغواء بفاء ثم غين. [3] ليس في س. [4] في ى: مخرج. [5] في س: في خلافة عبد الملك. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 8)

باب على

باب على (1853) علي بْن الحكم السُّلَمِيّ، أخو مُعَاوِيَة بْن الحكم. له صحبة، أظنه عليها السُّلَمِيّ جد خديج بْن سدرة بْن علي السُّلَمِيّ، من أهل قباء. (1854) علي بْن شيبان بْن محرز بْن عَمْرو، من بني الدؤل بْن حنيفة، يكنى أَبَا يَحْيَى. سكن اليمامة، رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُلازِمُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حدثنا عبد الله ابن بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ شَيْبَانَ، قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَحَ بِمُؤَخِّرِ عَيْنِهِ إِلَى رَجُلٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، فَلَمَّا قَضَى نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ قَالَ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، لا صَلاةَ لامْرِئٍ لا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ. (1855) علي بْن أَبِي طالب رضى الله عنه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي القرشي الهاشمي، يكنى أَبَا الْحَسَن. واسم أَبِيهِ- أَبَا طالب- عبد مناف وقيل: اسمه كنيته. والأول أصح، وَكَانَ يقال لعبد المطلب شيبة الحمد، واسم هاشم عَمْرو، واسم عبد مناف الْمُغِيرَة، واسم قصي زَيْد وأم علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم بْن عبد مناف، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، توفيت مسلمةً قبل الهجرة، وقيل: إنها هاجرت، وسيأتي ذكرها فِي بابها من كتاب النساء إن شاء الله تعالى.

كان علي أصغر ولد أَبِي طالب، وكان أصغر من جَعْفَر بعشر سنين، وَكَانَ جَعْفَر أصغر من عُقَيْل بعشر سنين، وَكَانَ عُقَيْل أصغر من طالب بعشر سنين، وَرَوَى- عَنْ سلمان، وَأَبِي ذر، والمقداد، وخباب، وجابر، وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ، وزيد بْن الأرقم- أن علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أول من أسلم، وفضله هؤلاء على غيره. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: أول من آمن باللَّه وبرسوله محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرجال علي بْن أَبِي طالب. وهو قول ابْن شهاب، إلا انه قَالَ: من الرجال بعد خديجة، وهو قول الجميع فِي خديجة. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ [1] عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، قَالَ حَدَّثَنَا مُفَضَّلُ [2] بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لِعَلِيٍّ أَرْبَعُ خِصَالٍ لَيْسَتْ لأَحَدٍ غَيْرُهُ: هُوَ أَوَّلُ عَرَبِيٍّ وَعَجَمِيٍّ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الَّذِي كَانَ لِوَاؤُهُ مَعَهُ فِي كُلِّ زَحْفٍ، وَهُوَ الَّذِي صَبَرَ مَعَهُ يَوْمَ فَرَّ عَنْهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ الَّذِي غَسَّلَهُ وَأَدْخَلَهُ قَبْرَهُ. وقد مضى فِي باب أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذكر من قَالَ: إن أَبَا بَكْر أول من أسلم. وروي عَنْ سلمان [الفارسي [3]] أَنَّهُ قَالَ: أول هَذِهِ الأمة ورودا على نبيها عَلَيْهِ الصلاة والسلام الحوض، أولها إسلاما: علي بن أبى طالب رضى الله عنه.

_ [1] في س: حدثنا على بن عبد الله أبو هفان. [2] في س: معقل. [3] من س.

وقد رَوَى هَذَا الحديث مرفوعا، عَنْ سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: أول هَذِهِ الأمة ورودا على الحوض أولها إسلاما: علي بْن أَبِي طالبٍ. ورفعه أولى، لأن مثله لا يدرك بالرأي. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ [1] ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عُلَيْمٍ [2] الْكِنْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُكُمْ وُرُودًا عَلَى الْحَوْضِ أَوَّلُكُمْ إسلاما: علي بن أبي طالب رضي الله عَنْهُ. وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو ابن مَيْمُونٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لعلى ابن أَبِي طَالِبٍ: أَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي. وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال. حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ [3] بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خديجة رضى الله عنهما.

_ [1] أبو صادق الأزدي مسلم بن نذير. وفي التهذيب والتقريب: ابن يزيد، وقيل اسمه عبد الله بن ناجذ ويروى عن أبى هريرة وعنه الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل (هامش ى) . [2] عليم- بضم أوله، مصغر. [3] في س: يحيى بن حماد.

قال أَبُو عُمَر رحمه الله: هَذَا إسناد لا مطعن فِيهِ لأحدٍ لصحته وثقة نقلته، وَهُوَ يعارض مَا ذكرناه عَنِ ابْن عَبَّاس فِي باب أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. والصحيح فِي أمر أَبِي بَكْر أَنَّهُ أول من أظهر إسلامه، كذلك قَالَ مُجَاهِد وغيره، قَالُوا: ومنعه قومه. وقال ابْن شهاب، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل، وقتادة وَأَبُو إِسْحَاق: أول من اسلم من الرجال علي. واتفقوا على أن خديجة أول من آمن باللَّه ورسوله وصدقه فيما جاء بِهِ ثُمَّ علي بعدها. وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي رَافِعٍ مِثْلَ ذَلِكَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العزيز ابن مُحَمَّدٍ الدراوَرْديّ، قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو [1] مَوْلَى عَفْرَةَ، قَالَ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ عَنْ أول من أسلم: على أَوْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! عَلِيٌّ أَوَّلُهُمَا إِسْلامًا، وَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَى النَّاسِ لأَنَّ عَلِيًّا أَخْفَى إِسْلامَهُ مِنْ أَبِي طَالِبٍ، وَأَسْلَمَ أَبُو بَكْرٍ فَأَظْهَرَ إِسْلامَهُ، وَلا شَكَّ أَنَّ عَلِيًّا [عِنْدَنَا [2]] أَوَّلُهُمَا إِسْلامًا. وذكر الْحَسَن بْن علي الحلواني فِي كتاب المعرفة له، قال: حدثنا عبد الله ابن صالح، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن- أنه بلغه أن علي بن أبي طالب والزبير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أسلما، وهما ابنا ثماني سنين. هكذا يَقُول أَبُو الأسود يتيم عُرْوَة. وذكره أيضا ابْن أَبِي خيثمة، عَنْ قتيبة ابن سَعِيد، عَنِ اللَّيْث بْن سَعْد، عَنْ أَبِي الأسود. وذكره عمر بن شبّة، عن

_ [1] في س: عمر. [2] ليس في س.

الخزاعي [1] ، عَنِ ابْن وَهْب، عَنِ اللَّيْث، عَنْ أَبِي الأسود، قَالَ اللَّيْث: وهاجرا وهما ابنا ثمان عشرة سنة، ولا أعلم أحدا قَالَ بقول أَبِي الأسود هَذَا. قال الْحَسَن الحلواني: وَحَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ قَتَادَة، عَنِ الْحَسَن، قَالَ: أسلم علي رَضِيَ الله عنه وهو ابن خمس عشرة سنة. [وَأَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: حدثنا أبو الحسن على بن محمد ابن إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا معمر، عن قتادة، عن الحسن، قال: أَسْلَمَ عَلِيٌّ- وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ- وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. قَالَ ابْن وَضَّاح: مَا رأيت أحدا قط أعلم بالحديث من محمد ابن مَسْعُود، ولا أعلم بالرأي من سحنون] [2] . وقال ابْن إِسْحَاق: أول ذكر آمن باللَّه ورسوله علي بْن أَبِي طالب وَهُوَ يومئذ ابْن عشر سنين. [قَالَ أَبُو عُمَر: قيل: أسلم علي وَهُوَ ابْن ثلاث عشرة سنة، وقيل: ابْن اثنتي عشرة سنة. وقيل: ابْن خمس عشرة. وقيل: ابْن ست عشرة، وقيل ابْن عشر. وقيل ابْن ثمان [3]] . ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الْمَدَائِنِيِّ، عَنِ ابْنِ جُعْدُبَةَ [4] ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ وهو ابن ثلاث عشرة سنة.

_ [1] في س: الجذامي، وكانت في الأصل الحلواني فأشار عليها وكتب في الهامش الجذامي وفوقها علامة الصحة. [2] ليس في س. [3] ليس في س. [4] بضم الجيم، وسكون العين، وضم الدال، واسمه يزيد عباس.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن يحيى بن طلحة، عن عمه موسى بن طلحة، قال: كان على ابن أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِدَادًا وَاحِدًا. [وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْخُطَبِيُّ [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هجين أبو عمرو، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانَ، عَنْ مَعْرُوفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ فِي سن واحدة [2]] [قال: وَأَخْبَرَنَا الْحِزَامِيُّ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ: أَسْلَمَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَهُمَا ابْنَا ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً [3]] . وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ فِي جَامِعِهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ قَالُوا: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ خَدِيجَةَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَهُوَ ابْنُ خَمْسَ [4] عَشْرَةَ سَنَةً أَوْ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. وَحَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ عُثْمَان الخوزي [5] ، عَنْ مقسم، عَنِ ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أول من أسلم علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وذكر أبو زيد عمر بن شبة، قال: حدثنا سريج بْن النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا الفرات بْن السائب، عَنْ مَيْمُون بْن مِهْرَان، عَنِ ابْن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أسلم علي بْن أَبِي طالب وَهُوَ ابْن ثلاث عشرة سنة، وتوفي وَهُوَ ابْن ثلاث وستين سنة.

_ [1] في ى: الخطى. والمثبت مضبوطا من اللباب. [2] ليس في س. [3] من س. [4] في س: وهو ابن ثمان عشرة سنة. [5] في س: الجريريّ.

قال أَبُو عُمَر رحمه الله: هَذَا أصح مَا قيل فِي ذَلِكَ. وقد روي عَنِ ابْن عُمَر من وجهين جيدين. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ فُضَيْلٍ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ الْجُوَيْنِ [1] [الْعُرَنِيِّ] [2] ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: لَقَدْ عَبَدْتُ اللَّهَ قَبْلَ أَنْ يَعْبُدَهُ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَمْسَ سِنِينَ. وروى شُعْبَة عَنْ سَلَمَة بْن كهيل، عَنْ حبة العرني قَالَ: سمعت عليا يَقُول: أنا أول من صَلَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال سالم بن أنى الْجَعْد: قلت لابن الحنفية: أَبُو بَكْر كَانَ أولهم إسلاما؟ قَالَ: لا. وروى مُسْلِم الملائي، عَنْ أنس بْن مَالِك، قَالَ: استنبئ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الأثنين وصلى على يَوْم الثلاثاء. وقال زَيْد بْن أرقم: أول من آمن باللَّه بعد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب. وروى حديث زَيْد بْن أرقم من وجوه ذكرها النسائي، وأسد بْن مُوسَى، وغيرهما، منها مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ الأَنْصَارِيَّ قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إسحاق

_ [1] في س: جوين. [2] ليس في س.

قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الأَشْعَثِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن إياس، عن [1] عَفِيفٍ الْكِنْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ لي: كنت امرأ تَاجِرًا، فَقَدِمْتُ الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المطلب لأبتاع منه بعض التجارة، وكان امرأ تاجرا، فو الله إِنِّي لَعِنْدَهُ بِمِنًى إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خَبْءٍ [2] قَرِيبٍ مِنْهُ، فَنَظَر إِلَى الشَّمْسِ، فَلَمَّا رَآهَا قَدْ مَالَتْ قَامَ يُصَلِّي. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخَبْءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي، ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ قَدْ [3] رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخَبْءِ، فَقَامَ مَعَهُمَا يُصَلِّي، فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: مَنْ هَذَا يَا عَبَّاسُ؟ قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي. قلت: من هذا الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ. قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُصَلِّي، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَلَمْ يَتَّبِعْهُ فِيمَا ادَّعَى إِلا امْرَأَتُهُ وَابْن عَمِّهِ هَذَا الْغُلامُ، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَيُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ. وكان عَفِيف يَقُول: إنه قد أسلم بعد ذَلِكَ، وحسن إسلامه، لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيا مع علي. وقد ذكرنا هَذَا الحديث من طرق فِي باب عَفِيف الْكِنْدِيّ من هَذَا الكتاب، والحمد للَّه. وقال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صليت مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كذا وكذا لا يصلي معه غيري إلا خديجة، واجمعوا على أَنَّهُ صَلَّى القبلتين، وهاجر، وشهد بدرا والحديبية، وسائر المشاهد، وأنه أبلى ببدر وبأحد وبالخندق

_ [1] في ى: بن، وهو تحريف. [2] الخبء: كل شيء غائب مستور (النهاية) . [3] في س: حين.

وبخيبر بلاءً عظيما، وأنه أغنى فِي تلك المشاهد، وقام فيها المقام السكريم. وكان لواء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده فِي مواطن كثيرة، وَكَانَ يَوْم بدر بيده على اختلاف فِي ذَلِكَ. ولما قتل مصعب بْن عُمَيْر يَوْم أحد، وَكَانَ اللواء بيده دفعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال مُحَمَّد بْن إسحاق: شهد علي بْن أَبِي طالب بدرا، وَهُوَ ابْن خمس وعشرين سنة وَرَوَى [ابْنُ [1]] الْحَجَّاجِ بْنُ أَرْطأَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّايَةَ يَوْمَ بَدْرٍ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً. ذكره السَّرَّاج فِي تاريخه. ولم يتخلف عَنْ مشهد شهده رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم مد قدم المدينة، إلا تبوك، فإنه خلفه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة وعلى عياله بعده فِي غزوة تبوك، وَقَالَ لَهُ. أنت مني بمنزلة هارون من مُوسَى، إلا أَنَّهُ لا نبي بعدي. وروى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أنت مني بمنزلة هارون من مُوسَى» جماعة من الصحابة، وَهُوَ من أثبت الآثار وأصحها، رواه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص. وطرق حديث سَعْد فِيهِ كثيرة جدا قد ذكرها ابْن أَبِي خيثمة وغيره، ورواه ابْن عَبَّاس، وَأَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ، وأم سَلَمَة، وأسماء بِنْت عميس، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وجماعة يطول ذكرهم. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيٍّ، قَالَتْ: سَمِعْتُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ تقول: سمعت رسول الله

_ [1] ليس في س.

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِعَلِيٍّ: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدِي نَبِيٌّ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا نُمَيْرٌ [1] ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: أَنْتَ أَخِي وَصَاحِبِي. وَحَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ الْقَنَّادُ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، عَنْ معروف ابن خَرَّبُوذَ [3] ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ عُمَرُ جَعَلَهَا شُورَى بَيْنَ عَلِيٍّ، وَعُثْمَانَ. وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَسَعْدٍ، فَقَالَ لَهُمْ عَلِيٌّ: أُنْشِدُكُمُ اللَّهَ، هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ- إِذْ آخَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ- غَيْرِي! قَالُوا: اللَّهمّ لا. قَالَ: وروينا من وجوه عَنْ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُول: أنا عَبْد اللَّهِ، وأخو رَسُول اللَّهِ، لا يقولها أحد غيري إلا كذاب. قال أَبُو عُمَر: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المهاجرين [بمكة [4]] ، ثُمَّ آخى بين المهاجرين والأنصار [بالمدينة [4]] ، وَقَالَ في كل واحدة منهما

_ [1] في س: ابن نمير. [2] بفتح القاف وتشديد النون (اللباب) . [3] في س: حرموذ- وهو تحريف في المخطوطة. وخربوذ- بفتح الخاء وتشديد الراء وبسكونها ثم موحدة مضمومة وواو ساكنة وذال معجمة (التقريب والتاج) . [4] من س.

لعلي: أنت أخي فِي الدنيا والآخرة، وآخى بينه وبين نفسه، فلذلك كَانَ هَذَا القول [وما أشبه من علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [1]] ، وَكَانَ معه على حراء حين تحرك، فَقَالَ لَهُ: أثبت حراء فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. وكان عَلَيْهِ يومئذ العشرة المشهود لهم بالجنة، وزوجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة اثنتين من الهجرة ابنته فاطمة سيدة نساء أهل الجنة مَا خلا مَرْيَم بِنْت عِمْرَان. وقال لَهَا: زوجك [2] سيد فِي الدنيا والآخرة، وإنه أول أصحابي إسلاما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما. قالت أَسْمَاء بِنْت عميس: فرمقت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين اجتمعا جعل يدعو لهما، ولا يشرك فِي دعائهما أحدا غيرهما، وجعل يدعو لَهُ كما دعا لَهَا. وَرَوَى بُرَيْدَةَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَجَابِرٌ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ- يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. وبعضهم لا يَزِيد على «من كنت مولاه فعلي مولاه» . وَرَوَى سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَبُرَيْدَةُ الأَسْلَمِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بن عمر، وعمران بن الحصين، وسلمة ابن الأَكْوَعِ، كُلُّهُمْ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، ويحبّه الله ورسوله، ليس بفرّار،

_ [1] ليس في س. [2] في س. زوجتك سيدا.

يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ دَعَا بِعَلِيٍّ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَفَتَحَ [اللَّهُ [1]] عَلَيْهِ. وَهَذِهِ كُلُّهَا آثَارٌ ثَابِتَةٌ. وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن وَهُوَ شاب ليقضي بينهم، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إِنِّي لا أدري مَا القضاء، فضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده صدره، وَقَالَ: اللَّهمّ اهد قلبه، وسدد لسانه، قَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فو الله مَا شككت بعدها فِي قضاء بين اثنين. ولما نزلت [2] : إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33 دعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة، وعليا، وحسنا، وحسينا رَضِيَ اللَّهُ عنهم فِي بيت أم سَلَمَة وَقَالَ: اللَّهمّ [إن] هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وروى طائفة من الصحابة أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُول: والله إنه لعهد النَّبِيّ الأمي [إلي] أَنَّهُ لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق. وقال لَهُ رَسُول الله صلى الله وَسَلَّمَ: يَا علي، ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، مع أنك مغفور لك؟ قَالَ: قلت: بلى. قَالَ: لا إله إلا الله الحليم العليم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش

_ [1] من س. [2] سورة الأحزاب، آية 33

الكريم. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يهلك فيك رجلان: محب مفرط [1] ، وكذاب مفترٍ. وقال لَهُ: تفترق فيك أمتي كما افترقت بنو إسرائيل فِي عِيسَى. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أحب عليا فقد أحبني. ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن آذى عليا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَرَوَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قِيلَ لأَبِي بَكْرٍ وَعَلِيٍّ يَوْمَ بَدْرٍ: مَعَ أَحَدِكُمَا جِبْرَئِيلُ وَمَعَ الآخَرِ مِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ، مَلَكٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ وَيَقِفُ فِي الصَّفِّ [3] ، وقد رَوَى أن جبرئيل، وميكائيل عليهما السلام مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. والأول أصح إن شاء الله تعالى. رَوَى قَاسِمٌ وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ جَمِيعًا، قَالا: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد بن الْبِرْتِيُّ [4] الْقَاضِي، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مِنْ بَدْرٍ فَفَقَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَادَتِ الرِّفَاقُ بَعْضُهَا بَعْضًا: أَفِيكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَوَقَفُوا حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ! فَقَالَ: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ وجد مغصا [5] في بطنه فتخلّفت عليه.

_ [1] في س: مطر. [2] في س: حدثنا نعيم. [3] في س: يقف في الصفوف. [4] بكسر الباء الموحدة وسكون الراء، وفي آخرها التاء المثناة من فوق (الباب) . [5] في النهاية هو بالتسكين: وجع في المعى، والعامة تحركه.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أصحابه: أقضاهم علي بْن أَبِي طالبٍ. وقال عُمَر بْن الخطاب: علي أقضانا، وَأَبِي أقرؤنا، وإنا لنترك أشياء من قراءة أَبِي. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو [1] بْنِ صَفْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عمر بن ابن حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، قَالَ: قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ: إِنَّ الْمُغِيرَةَ حَلَفَ باللَّه مَا أَخْطَأَ عَلِيٌّ فِي قَضَاءٍ قَضَى بِهِ قَطُّ. فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: لَقَدْ أَفْرَطَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ ابن زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ [2] ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ [3] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلِيٌّ أَقْضَانَا. وقال أَحْمَد بْن زُهَيْر، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْن عُيَيْنَة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْن عَبَّاس، قَالَ قَالَ عُمَر: علي أقضانا. قال أحمد ابن زُهَيْر: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عُمَر القواريري، حَدَّثَنَا مؤمل بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا سُفْيَان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيّب، قال: كان عمر

_ [1] في ى: عبد الرحمن بن عمر، والصواب من س، والتقريب. [2] في س: حدثنا ابن أبى خيثمة. [3] التبوذكي- بفتح التاء فوقها نقطتان وضم الباء الموحدة بعدها واو ساكنة، ثم ذال معجمة مفتوحة (اللباب) .

يتعوذ باللَّه من معضلة ليس لَهَا أَبُو حسن. وقال فِي المجنونة التي أمر برجمها وفي التي وضعت لستة أشهر، فأراد عُمَر رجمها- فَقَالَ لَهُ علي: إن الله تعالى يَقُول [1] : وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ... الحديث. وَقَالَ لَهُ: إن الله رفع القلم عَنِ المجنون ... الحديث، فكان عُمَر يَقُول: لولا عليّ لهلك عمر. وقد روى مثل هذه القصة لعثمان مع ابن عبّاس، وعن على أخذها ابن عبّاس، والله أعلم [وروى عبد الرحمن بن أذينة الغنوي، عَنْ أَبِيهِ أذينة بْن مسلمة، قَالَ: أتيت عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فسألته: من أين أعتمر؟ فَقَالَ: إيت عليا فسله، فذكر الحديث ... وفيه قَالَ عُمَر: مَا أجد لك إلا مَا قَالَ علي. وسأل شريح بْن هانئ عَائِشَة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عنها عَنِ المسح على الخفين، فقالت: إيت عليا فسله] [2] . وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طَالِبٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يقول: سلوني غير على بن طالب رضى الله تعالى عنه.

_ [1] سورة الأحقاف، آية 15 [2] من س.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبدة بن سليمان، عن عبد الملك ابن أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَكَانَ فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنْ عَلِيٍّ، قَالَ: لا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن سعيد الأصفهاني، قال: حدثنا معاوية ابن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ قُلَيْبٍ، عَنْ جُبَيْرٍ [1] ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: مَنْ أَفْتَاكُمْ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ؟ قَالُوا: عَلِيٌّ. قَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ لأَعْلَمُ النَّاسِ بِالسُّنَّةِ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا فُضَيْلٌ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْكٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قَالَ: كُنَّا إِذَا أَتَانَا الثَّبْتُ عَنْ عَلِيٍّ لَمْ نَعْدِلْ بِهِ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حدثنا محمد بن السَّرِيِّ إِمْلاءً بِمِصْرَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو [2] بْنُ هَاشِمٍ الْجَنْبِيُّ [3] ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْبِرٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أعطى على ابن أَبِي طَالِبٍ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْعِلْمِ، وَايْمُ اللَّهِ لَقَدْ شَارَكَكُمْ فِي الْعُشْرِ الْعَاشِرِ. وَقَالَ الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن حبيب ابن الشَّهِيدِ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: أَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَأَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ. وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حدثنا ابن أبى زائدة، عن أبيه،

_ [1] في س: حسرة. [2] في ى: عمر. [3] في ى: الخشنيّ. والمثبت من التقريب.

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ أَقْضَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو زُبَيْدٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ: أَعْلَمُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ بِالْفَرَائِضِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. وقال: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن آدم قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش، عَنْ مغيرة، قَالَ: ليس أحد منهم أقوى قولا فِي الفرائض من علي. قال: وَكَانَ الْمُغِيرَة صاحب الفرائض. وفيما أَخْبَرَنَا [1] شيخنا أَبُو الأصبع عِيسَى بْن سَعْد بْن سَعِيد [2] المقرئ أحد معلّمى القرآن رحمه الله، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْحَسَن [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَاسِم [4] المقرئ، قراءةً عَلَيْهِ فِي منزله [5] ببغداد، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن [يَحْيَى بن [6]] موسى بن العباس بن مجاهد المقري فِي مسجده، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد الدوري، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن معين، قَالَ: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ بن حبيش، قال [7] : جاس رجلان يتغديان، مع أحدهما خمسة أرغفة، ومع الآخر ثلاثة أرغفة، فلما وضعا الغداء بين أيديهما مر بهما رجل فسلم، فقالا: اجلس للغداء، فجلس، وأكل معهما، واستوفوا فِي أكلهم الأرغفة الثمانية، فقام الرجل وطرح إليهما [8] ثمانية دراهم، وَقَالَ: خذا [9] هَذَا عوضا مما أكلت لكما ونلته من طعامكما، فتنازعا [10] ، وَقَالَ صاحب الخمسة الأرغفة:

_ [1] في س: وفيما أجاز لنا. [2] في س: بن سعيد بن سعدان. [3] في س: أبو الحسن. [4] في س: بن مقسم. [5] في ى: وصوله. [6] ليس في س. [7] في هامش س هنا: حكاية عن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. [8] في س: لهما. [9] في س: خذاها. [10] في ى: فنزعا.

لي خمسة دراهم، ولك ثلاث. فَقَالَ صاحب الثلاثة الأرغفة: لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين. وارتفعا إِلَى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقصا عَلَيْهِ قصتهما، فَقَالَ لصاحب الثلاثة الأرغفة: قد عرض عليك صاحبك مَا عرض، وخبزه أكثر من خبزك، فارض بثلاثة. فقال: لا والله، لا رضيت منه إلا بمر الحق، فقال علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ليس لك فِي مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة. فقال الرجل: سبحان الله يَا أمير المؤمنين! وَهُوَ يعرض علي ثلاثة فلم أرض، وأشرت علي بأخذها فلم أرض، وتقول لي الآن: إنه لا يجب فِي مر الحق إلا درهم واحد. فَقَالَ لَهُ علي: عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحا، فقلت: لم أرض إلا بمر الحق، ولا يجب لك بمر [1] الحق إلا واحد. فقال [لَهُ] الرجل: فعرفني بالوجه فِي مر الحق حَتَّى أقبله، فَقَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس، ولا يعلم الأكثر منكم أكلا، ولا الأقل، فتجعلون فِي أكلكم على السواء! قَالَ: بلى. قال: فأكلت أنت ثمانية أثلاث، وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل صاحبك ثمانية أثلاثٍ، وله خمسة عشر ثلثا، أكل منها ثمانية ويبقى لَهُ سبعة، وأكل لك واحدا من تسعة، فلك واحد بواحدك، وله سبعة [بسبعته] [2] . فقال لَهُ الرجل: رضيت الآن. روى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أذينة العبديّ، عن أبيه أذينة بْن سَلَمَة العبدي، قَالَ: أتيت عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فسألته: من أين أعتمر؟ فَقَالَ: إيت عليا فاسأله ... وذكر الحديث. وفيه وَقَالَ عُمَر: مَا أجد لك إلا ما قال على.

_ [1] في س: في مر الحق. [2] من س.

وسأل شريح ابن هانئ عَائِشَة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّهُ عنها عَنِ المسح على الخفين، فقالت: إيت عليا فاسأله ... وذكر الحديث [1]] . وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: شهدت عليا يخطب، وهو يقول: سلوني، فو الله لا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَخْبَرْتُكُمْ، وَسَلُونِي عن كتاب الله، فو الله مَا مِنْ آيَةٍ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ أَبِلَيْلٍ نَزَلَتْ أَمْ بِنَهَارٍ، أَمْ فِي سَهْلٍ أَمْ فِي جَبَلٍ. وقال سَعِيد بْن عَمْرو [بْن سَعِيد [1]] بْن الْعَاص: قلت لعبد الله بْن عياش ابن أَبِي رَبِيعَة: يَا عم، لو كَانَ صغو الناس إِلَى علي! فَقَالَ: يَا بْن أخي، إن عليا عَلَيْهِ السلام كَانَ لَهُ مَا شئت من ضرس قاطع فِي العلم، وَكَانَ لَهُ البسطة فِي العشيرة، والقدم فِي الإسلام، والصهر لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والفقه فِي المسألة [2] ، والنجدة فِي الحرب، والجود فِي الماعون. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن يوسف، قال: حدثنا يحيى بن مالك بْنِ عَابِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حدثنا أبو بكر [3] محمد بن الحسن بن دُرَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعُكْلِيُّ، عَنِ الْحِرْمَازِيِّ، [عَنْ [4]] رَجُلٍ مِنْ هَمْدَانَ، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَةُ لِضَرَارٍ الصَّدَائِيِّ [5] : يَا ضَرَّارُ، صِفْ لِي عَلِيًّا. قَالَ: أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَتَصِفَنَّهُ. قَالَ: أَمَا إِذْ لا بُدَّ مِنْ وَصْفِهِ فَكَانَ وَاللَّهِ بَعِيدَ الْمَدَى، شَدِيدَ الْقُوَى، يَقُولُ فَصْلا [6] ، ويحكم عدلا، يتفجّر العلم من

_ [1] ليس في س. [2] س: في السنة. [3] في ى: أبو بكر بن محمد. [4] من س. [5] الأمالي: 2- 147 [6] في ى: فضلا.

جَوَانِبِهِ، وَتَنْطِقُ الْحِكْمَةُ مِنْ نَوَاحِيهِ. ويستوحش [1] من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وَكَانَ غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس مَا قصر، ومن الطعام مَا خشن. وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله- مع تقريبه إيانا وقربه منا- لا نكاد نكلمه هيبا لَهُ. يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لا يطمع القوي فِي باطله، ولا ييئس الضعيف من عدله. وأشهد [أَنَّهُ [2]] لقد رأيته فِي بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله [3] ، وغارت نجومه، قابضا على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يَا دنيا غري غيري، ألي تعرّضت أم إلى تشوّفت! هيهات هيهات! قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك قليل. آهٍ من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق. فبكى. مُعَاوِيَة وَقَالَ: رحم الله أَبَا الْحَسَن، كَانَ [4] والله كذلك، فكيف حزنك عَلَيْهِ يَا ضرار؟ قَالَ: حزن من ذبح ولدها [5] وَهُوَ فِي حجرها. وكان مُعَاوِيَة يكتب فيما ينزل بِهِ ليسأل لَهُ علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ ذَلِكَ، فلما بلغه قتله قَالَ: ذهب الفقه والعلم بموت ابْن أَبِي طالب. فقال لَهُ أخوه عُتْبَة: لا يسمع هَذَا منك أهل الشام. فقال لَهُ: دعني عنك. وروى أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ وغيره، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تمرق مارقة فِي حين اختلافٍ من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق وقال

_ [1] في س، والأمالي: يستوحش. [2] ليس في س. [3] في ى: سدلته. [4] في الأمالي: فلقد كان كذلك. [5] في س، والأمالي: واحدها في حجرها.

طاوس: قيل لابن عَبَّاس: أَخْبَرَنَا عَنْ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا عَنْ أَبِي بَكْر. قال: كَانَ والله خيرا كله مع حدة كانت فِيهِ. قلنا: فعمر؟ قَالَ: كَانَ والله كيسا حذرا، كالطير الحذر الَّذِي قد نصب لَهُ الشرك، فهو يراه، ويخشى أن يقع فِيهِ، مع العنف وشدة السير. قلنا: فعثمان؟ قَالَ: كَانَ والله صواما قواما من رجل غلبته رقدته. قلنا: فعلي؟ قال: كان والله قد مليء علما وحلما من رجل غرته سابقته وقرابته، فقلما أشرف على شيءٍ من الدنيا إلا فاته. فقيل: إنهم يقولون: كان محدودا. فقال: أتم تقولون ذَلِكَ. وَرَوَى الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَقْرَأَ مِنْ عَلِيٍّ، صَلَّيْنَا خَلْفَهُ، فَقَرَأَ بَرْزَخًا [1] ، فَأَسْقَطَ حَرْفًا، ثُمَّ رَجَعَ فَقَرَأَهُ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَانِهِ. فسر أهل اللغة البرزخ هَذَا بأنه كَانَ بين الموضع الَّذِي [كَانَ [2]] يقرأ فِيهِ وبين الموضع الَّذِي كَانَ أسقط منه الحرف، ورجع إِلَيْهِ- قرآن كَثِير. قالوا والبرزخ: مَا بين الشيئين، وجمعه برازخ. والبرزخ: مَا بين الدنيا والآخرة. وسئل ابْن مَسْعُود عَنِ الوسوسة فَقَالَ: هي برزخ بين الشك واليقين. وقد ذكرنا فِي باب أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ إنما كَانَ تأخر علي عَنْهُ تلك الأيام، لجمعه القرآن. وَرَوَى مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب

_ [1] في النهاية: ومنه في حديث على أنه صلى بقوم فأسوى برزخا، أي أسقط في قراءته من ذلك الموضع إلى الموضع الّذي كان انتهى إليه من القرآن. [2] ليس في س.

قال: قال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَفْدِ ثَقِيفٍ حِينَ جَاءَهُ: لَتُسْلِمُنَّ أَوْ لأَبْعَثَنَّ رَجُلا مِنِّي- أَوْ قَالَ: مِثْلُ نَفْسِي- فَلَيَضْرِبُنَّ أَعْنَاقَكُمْ، وَلَيَسْبِيَنَّ ذَرَارِيكُمْ، وَلَيَأْخُذَنَّ أَمْوَالَكُمْ. قال عمر: فو الله مَا تَمَنَّيْتُ الإِمَارَةَ إِلا يَوْمَئِذٍ، وَجَعَلْتُ أَنْصِبُ صَدْرِي لَهُ رَجَاءَ أَنْ يَقُولَ: هُوَ هَذَا. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فأخذ بيده ثم قال: هو هذا، [هُوَ هَذَا [1]] . وَرَوَى عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ [2] ، عن أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ إِلا بِبُغْضِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وسئل الْحَسَن بْن أَبِي الْحَسَن الْبَصْرِيّ عَنْ علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ علي والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه، ورباني هَذِهِ الأمة، وذا فضلها، وذا سابقتها، وذا قرابتها من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لم يكن بالنومة [3] عَنْ أمر الله، ولا بالملومة فِي دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه ففاز منه برياضٍ مونقة، ذَلِكَ علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَا لكع. وسئل أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن علي بْن الْحُسَيْن، عن صفة عليّ رضى الله عنه

_ [1] من س. [2] الدهني- بضم الدال المهملة، وسكون الهاء، وفي آخرها نون. وهو عمار بن معاوية (اللباب) . [3] في ى: اللومة. والنومة بالتحريك: الخامل الذكر الّذي لا يؤبه له. وقيل النومة- بالتحريك: الكثير النوم. وأما الخامل الّذي لا يؤبه له فهو بالتسكين. وقيل لعلى: ما النومة! قال: الّذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء (النهاية) .

فَقَالَ: كَانَ رجلا آدم شديد الأدمة، مقبل [1] العينين عظيمهما، دا بطن، أصلع، ربعة إِلَى القصر، لا يخضب. وقال أَبُو إِسْحَاق السبيعي [2] : رأيت عليا أبيض الرأس واللحية. وقد روي أَنَّهُ ربما خضب وصفر لحيته. وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يسير فِي الفيء مسيرة أَبِي بَكْر الصديق فِي القسم، إذا ورد عَلَيْهِ مال لم يبق منه شيئا إلا قسمه، ولا يترك فِي بيت المال منه إلا مَا يعجز عَنْ قسمته فِي يومه ذَلِكَ. ويقول: يَا دنيا غري غيري. ولم يكن يستأثر من الفيء بشيء، ولا يخص بِهِ حميما، ولا قريبا، ولا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات، وإذا بلغه عَنْ أحدهم [3] خيانة كتب إِلَيْهِ: قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ [4] من رَبِّكُمْ، 10: 57 فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ 7: 85 بالقسط، وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ، 7: 85 وَلا تَعْثَوْا في الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. 26: 183 بَقِيَّتُ الله خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ. 11: 86 وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ. 11: 86 إذا أتاك كتابي هَذَا فاحتفظ بما فِي يديك من أعمالنا [5] حَتَّى نبعث إليك من يتسلمه منك، ثُمَّ يرفع طرفه إِلَى السماء، فيقول: اللَّهمّ إنك تعلم إِنِّي لم أمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك. وخطبه ومواعظه ووصاياه لعماله إذ كَانَ يخرجهم إِلَى أعماله كثيرة مشهورة، لم أر التعرض لذكرها، لئلا يطول الكتاب، وهي حَسَّان كلها.

_ [1] في س: ثقيل. [2] بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة وفي آخرها عين مهملة. وفي س: ضبط بضم السين. [3] في س: وإذا بلغته عن أحد خيانة. [4] في س: بنية. [5] في س: عملنا.

وقد ثبت عَنِ الْحَسَن بْن علي من وجوهٍ أَنَّهُ قَالَ: لم يترك أَبِي إلا ثمانمائة درهم أو سبعمائة [فضلت [1]] من عطائه، كَانَ يعدها لخادم يشتريها لأهله. وأما تقشفه فِي لباسه ومطعمه فأشهر من هَذَا كله، وباللَّه التوفيق والعصمة. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري، حدثنا أحمد بن محمد ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ. قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا خَرَجَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ غَلِيظٌ دَارِسٌ إِذَا مَدَّ كُمَّ قَمِيصِهِ بَلَغَ إِلَى الظُّفْرِ، وَإِذَا أَرْسَلَهُ صَارَ إِلَى نِصْفِ السَّاعِدِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الخراساني أبو الهيثم، قال: حدثنا أبحر بْنُ جُرْمُوزٍ. عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَخْرُجُ مِنَ الْكُوفَةِ وَعَلَيْهِ قِطْرِيَّتَانِ [2] مُتَّزِرًا بِالْوَاحِدَةِ مُتَرَدِّيًا بِالأُخْرَى، وَإِزَارُهُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، وَهُوَ يَطُوفُ فِي الأَسْوَاقِ، وَمَعَهُ دُرَّةٌ، يَأْمُرُهُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَحُسْنِ الْبَيْعِ، وَالْوَفَاءِ بِالْكَيْلِ وَالْمِيزَانِ. وَبِهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ [3] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التيمي، عن مجمع التيمي،

_ [1] من س. [2] في س، وأسد الغابة: قطريان. وفي النهاية: هو ضرب من البرود فيه حمرة، ولها أعلام فيها بعض الخشونة. وقيل هي حلل جياد تحمل من قبل البحرين. وقال الأزهري: في أعراض البحرين قرية يقال لها فطر، وأحسب الثياب الفطرية نسبت إليها، فكسروا القاف للنسبة، وخففوا (النهاية- قطر) . [3] في ى: عتة، والصواب من س، والتقريب. وغنبة- بفتح المعجمة وكسر النون وتشديد التحتانية (التقريب) .

أَنّ عَلِيًّا قَسَّمَ مَا فِي بَيْتِ الْمَالِ بين المسلمين، ثم أمر به فكلس ثُمَّ صَلَّى فِيهِ، رَجَاءَ أَنْ يَشْهَدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَامِدُ بْنُ يَحْيَى، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَدِمَ عَلَى عَلِيٍّ مَالٌ مِنْ أَصْبَهَانَ، فَقَسَّمَهُ سَبْعَةَ أَسْبَاعٍ، وَوَجَدَ فِيهِ رَغِيفًا، فَقَسَّمَهُ سَبْعَ كِسَرٍ، فَجَعَلَ [1] عَلَى كُلِّ جُزْءٍ كِسْرَةً، ثُمَّ أَقْرَعَ بَيْنَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطِي أَوَّلا. وأخباره فِي مثل هَذَا من سيرته لا يحيط بها كتاب. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد ابن عَبْدِ السَّلامِ الْخُشَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ العباس ابن فَرَجٍ [2] الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بن مخلد [3] ومعاذ بن العلاء [أخى عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ [4]] عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: مَا أَصَبْتُ مِنْ فَيْئِكُمْ إِلا هَذِهِ الْقَارُورَةَ، أَهْدَاهَا إِلَيَّ الدِّهْقَانُ، ثُمَّ نزل إِلَى بيت المال، ففرق كل مَا فيه، ثم جعل يقول: أفلح من كانت لَهُ قوصره ... يأكل منها كل يَوْمٍ مره حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ. حَدَّثَنَا وَكِيع، حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ، عَنْ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ يَأْخُذُ فِي الْجِزْيَةِ وَالْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ كُلِّ صِنَاعَةٍ مِنْ صِنَاعَتِهِ وعمل

_ [1] في س: وجعل. [2] س: الفرج. [3] س: عن معاذ بن العلاء [4] ليس في س

يَدِهِ حَتَّى يَأْخُذَ مِنْ أَهْلِ الإِبَرِ [الإِبَرِ [1]] وَالْمَسَالِّ [2] وَالْخُيُوطِ وَالْحِبَالِ، ثُمَّ يُقَسِّمُهُ بَيْنَ النَّاسِ، وَكَانَ لا يَدَعُ فِي بَيْتِ الْمَالِ مَالا يَبِيتُ فِيهِ حَتَّى يُقَسِّمَهُ، إِلا أَنْ يَغْلِبَهُ فِيهِ شُغْلٌ، فَيُصْبِحُ إِلَيْهِ وَكَانَ يَقُولُ: يَا دنيا لا تغريني، غرّي غيري، وينشد: هَذَا جَنَايَ وَخِيَارُهُ فِيهِ ... وَكُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن أبى حَيَّانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: مَنْ يَشْتَرِي مِنِّي سَيْفِي هَذَا؟ فَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَمَنُ إِزَارٍ مَا بِعْتُهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: نُسَلِّفُكَ [3] ثَمَنَ إِزَارٍ. قال عَبْد الرَّزَّاقِ: وكانت بيده الدنيا كلها إلا مَا كَانَ من الشام. وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ وَلَّوْا عَلِيًّا فَهَادِيًا مَهْدِيًّا. قِيلَ لِعَبْدِ الرَّزَّاقِ: سَمِعْتَ هَذَا مِنَ الثَّوْرِيِّ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا النُّعْمَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَيَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الله بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن الحجاج، قال: حدثنا سفيان ابن بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عن يزيد بن زياد، عن إسحاق ابن كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلِيٌّ مُخْشَوْشِنٌ فِي ذات الله.

_ [1] ليس في س. [2] في د: والمال [3] ش: أنا أسلفك.

وروى وكيع، عَنْ علي بْن صَالِح، عَنْ عطاء، قَالَ: رأيت على علي قميص كرابيس [1] غير غسيل. حَدَّثَنَا وَكِيع، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ على عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصًا رَازِيًا إِذَا أَرْخَى كُمَّهُ بَلَغَ أَطْرَافَ أَصَابِعِهِ، وَإِذَا أَطْلَقَهُ صَارَ إِلَى الرُّسْغِ وفضائله لا يحيط بها كتاب، وقد أكثر الناس من جمعها، فرأيت الاختصار منها على [2] النكت التي تحسن المذاكرة بها، وتدل على مَا سواها من أخلاقه وأحواله وسيرته رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عمر، حدثنا أحمد بن محمد ابن الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَهُمْ ثَلاثُ طَبَقَاتٍ: أَهْلُ دِينٍ يُحِبُّونَ عَلِيًّا، وَأَهْلُ دُنْيَا يُحِبُّونَ مُعَاوِيَةَ، وَخَوَارِجُ. وقال أَحْمَد بْن حَنْبَل وَإِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق القاضي: لم يرو فِي فضائل أحدٍ من الصحابة بالأسانيد الحسان مَا روي فِي فضائل علي بْن أَبِي طالب. وكذلك [قَالَ [3]] أَحْمَد بْن شعيب بْن علي النسائي [4] رحمه الله. وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ [5] بْنُ زَكَرِيَّا، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ [6] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحيى، قالوا: أخبرنا أحمد بن سعيد

_ [1] في النهاية: من كرابيس. قال: هي جمع كرباس وهو القطن (كربس) . [2] في ى: إلى [3] من س [4] بفتح النون والسين. وبعد الألف همزة وياء النسب. وهذه النسبة إلى مدينة بخراسان يقال لها نسا. وينسب إليها أيضا نسوى (اللباب) . وفي س: النسوي. [5] : س محمد. [6] س: بن عبد الرحمن.

ابن حَزْمٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مَرَوَانُ بن عبد الملك، قال: سمعت هارون ابن إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: مَنْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رضي الله عنهم، وعرف لعلي سابقته وفضله فهو صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَمَنْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعَلِيٌّ وَعُثْمَانُ وَعَرِفَ لِعُثْمَانَ سَابِقَتَهُ وَفَضْلَهُ فَهُوَ صَاحِبُ سُنَّةٍ، فَذَكَرْتُ لَهُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ يقولون: أبو بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم ويسكتون، فتكلّم فيهم بكلام غليظ. [رَوَى الأَصَمُّ، عَنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّنَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ عَلِيٌّ، هَذَا مَذْهَبُنَا وَقَوْلُ أَئِمَّتِنَا [1]] . وكان يَحْيَى بْن معين يَقُول: أَبُو بَكْر، وَعُمَر، وعلي، وعثمان. قال أَبُو عُمَر: من قَالَ بحديث ابْن عُمَر: كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بَكْر، ثُمَّ عُمَر، ثُمَّ عُثْمَان ثُمَّ نسكت- يَعْنِي فلا نفاضل- وَهُوَ الَّذِي أنكر ابْن معين، وتكلم فِيهِ بكلام غليظ، لأن القائل بذلك قد قَالَ بخلاف مَا اجتمع عَلَيْهِ أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر: أن عليا أفضل الناس بعد عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهَذَا مما لم يختلفوا فِيهِ، وإنما اختلفوا فِي تفضيل علي وعثمان. واختلف السلف أيضا فِي تفضيل علي وأبى بَكْر، وفي إجماع الجميع الَّذِي وصفنا دليل على أن حديث ابْن عُمَر وهم وغلط، وأنه لا يصح معناه، وإن كَانَ إسناده صحيحا، ويلزم من قَالَ بِهِ أن يَقُول بحديث جابر وحديث أبى سعيد:

_ [1] ليس في س.

كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم لا يقولون بذلك، فقد ناقضوا، وباللَّه التوفيق. ويروى من وجوه، عَنْ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت، عَنِ ابْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ: مَا آسى على شيء إلا أني لم أقاتل مع على الفئة الباغية. وقال الشَّعْبِيّ: مَا مات مسروق حتى تاب إلى الله عن تخلّفه عن القتال مع علي. ولهذه الأخبار طرق صحاح قد ذكرناها فِي موضعها. وروى من حديث علي، ومن حديث ابْن مَسْعُود، ومن حديث أَبِي أَيُّوب الأَنْصَارِيّ أَنَّهُ أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. وروى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا وجدت إلا القتال أو الكفر بما أنزل الله، يَعْنِي- والله أعلم- قوله تعالى: [1] وَجاهِدُوا في الله حَقَّ جِهادِهِ 22: 78 وما كَانَ مثله. وَذَكَرَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن عمر الدار قطنى فِي الْمُؤْتَلِفِ وَالْمُخْتَلِفِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ، إِلا عَلَى أَلا أَكُونَ قَاتَلْتُ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ عَلَى صَوْمِ الْهَوَاجِرِ. قال أَبُو عُمَر: وقف جماعة من أئمة أهل السنة والسلف فِي علي وعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فلم يفضلوا أحدا منهما [2] على صاحبه، منهم مَالِك بْن أنس، ويحيى بْن سَعِيد القطان، وأما اختلاف السلف فِي تفضيل علي فقد ذكر ابْن أَبِي خيثمة فِي كتابه من ذَلِكَ مَا فِيهِ كفاية، وأهل السنة اليوم على ما ذكرت لك من

_ [1] سورة الحج، آية 87 [2] في هامش س هنا: مطلب- وقف جماعة في على وعثمان رضى الله عنها.

تقديم أَبِي بَكْر فِي الْفَضْل على عُمَر، وتقديم عُمَر على عُثْمَان، وتقديم عُثْمَان على علي رَضِيَ اللَّهُ عنهم، وعلى هَذَا عامة أهل الحديث من زمن أَحْمَد بْن حَنْبَل إلا خواص من جلة الفقهاء وأئمة العلماء، فإنهم على مَا ذكرنا عَنْ مَالِك ويحيى القطان، وَابْن معين، فهذا مَا بين أهل الفقه والحديث فِي هَذِهِ المسألة، وهم أهل السنة. وأما اختلاف سائر المسلمين فِي ذَلِكَ فيطول ذكره، وقد جمعه قوم، وقد كَانَ بنو أُمَيَّة ينالون منه، وينقصونه، فما زاده الله بذلك إلا سموا وعلوا ومحبةً عِنْدَ العلماء. وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبيد المحاربي، قال: حدثنا عبد العزيز ابن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قِيلَ لِسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ: إِنَّ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْكَ لِتَسُبَّ عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ. قَالَ: كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ: تَقُولُ أَبَا تُرَابٍ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا سَمَّاهُ بِذَلِكَ إِلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا الْعَبَّاسِ؟ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا فَاضْطَجَعَ فِي صَحْنِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: هُوَ ذَاكَ مُضْطَجِعٌ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَهُ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ ظَهْرِهِ، وَخَلُصَ التُّرَابَ إِلَى ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ، ويقول: اجلس أبا تراب، فو الله مَا سَمَّاهُ بِهِ إِلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهِ مَا كَانَ اسْمٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُ. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنًا لَهُ يتنقص عَلِيًّا، فَقَالَ: إِيَّاكَ وَالْعَوْدَةَ إِلَى ذَلِكَ، فَإِنَّ بنى مروان شتموه ستّين سنة، فلم بزده اللَّهُ بِذَلِكَ إِلا رِفْعَةً، وَإِنَّ الدِّينَ لَمْ يَبْنِ شَيْئًا فَهَدَمَتْهُ الدُّنْيَا. وَأَنَّ الدُّنْيَا لَمْ تبن شيئا إلى عاودت [1] على ما بنت فهدمته.

_ [1] س: عادت.

[حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِي، وَهُوَ يَنْظُرُ فِي كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ قاسم: وحدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ عُمَرَ يَوْمًا إِذْ تَنَفَّسَ نَفَسًا ظَنَنْتُ أَنَّهُ قُدْ قُضِبَتْ [1] أَضْلاعُهُ، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! وَاللَّهِ مَا أَخْرَجَ مِنْكَ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إلا أمر عظيم. فقال: ويحك يا بن عَبَّاسٍ! مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ بِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت: ولم وأنت بحمد الله قادر أن تضع ذَلِكَ مكان الثقة؟ قال: إني أرك تقول: إن صاحبك أولى الناس بها- يَعْنِي عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قلت: أجل، والله إِنِّي لأقول ذَلِكَ فِي سابقته وعلمه وقرابته وصهره. قال: إنه كما ذكرت، ولكنه كَثِير الدعابة. فقلت: فعثمان؟ قال: فو الله لو فعلت لجعل بني أَبِي معيط على رقاب الناس، يعملون فيهم بمعصية الله، والله لو فعلت لفعل، ولو فعل لفعلوه، فوثب الناس عَلَيْهِ فقتلوه. فقلت: طَلْحَة بْن عُبَيْد الله؟ قَالَ: الأكيسع! هُوَ أزهى من ذَلِكَ، مَا كَانَ الله ليراني، أوليه أمر أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الزهو. قلت: الزُّبَيْر بْن العوام؟ قَالَ: إذا يلاطم الناس فِي الصاع والمد. قلت: سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص؟ قَالَ: ليس بصاحب ذَلِكَ، ذاك صاحب مقنب [2] يقاتل بِهِ. قلت: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف؟ قَالَ: نعم الرجل ذكرت، ولكنه ضعيف عَنْ ذلك، والله، يا بن عباس، ما يصلح لهذا الأمر

_ [1] قضبت: قطعت (القاموس) . [2] في النهاية: إنما يكون في مقنب من مقانبكم. المقنب- بالكسر: جماعة الخيل والفرسان. وقيل: هو دون المائة، يريد أنه صاحب حرب وجيوش وليس بصاحب هذا الأمر (النهاية) (الاستيعاب ج 3- م 9)

إلا القوي فِي غير عنف، اللين فِي غير ضعف، الجواد فِي غير سرف، الممسك فِي غير بخل. قَالَ ابْن عَبَّاس: كَانَ عُمَر والله كذلك. وفي حديث آخر، عَنِ ابْن عَبَّاس- أن عُمَر ذكر لَهُ أمر الخلافة واهتمامه بها، فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس: أين أنت عَنْ علي؟ قَالَ: فِيهِ دعابة. قال: فأين أنت والزبير؟ قَالَ: كَثِير الغضب يسير الرضا. فقال: طَلْحَة؟ قَالَ: فِيهِ نخوة- يَعْنِي كبرا. قَالَ: سَعْد؟ قَالَ: صاحب مقنب خيل. قال: فعثمان؟ قَالَ: كلف بأقاربه. قال: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف؟ قَالَ: ذَلِكَ رجل لين- أو قَالَ ضعيف. وفي رواية أخرى، قَالَ فِي عَبْد الرَّحْمَنِ: ذَلِكَ الرجل لو وليته جعل خاتمه فِي إصبع امرأته. وَرَوَى سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، قَالَ قَالَ عُمَرُ: مَا يَمْنَعُكُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلُ يَخْزَنُ أَعْرَاضَ النَّاسِ أَنْ تُعَرِّفُونِي بِهِ؟ قَالُوا: نَخَافُ سَفَهَهُ وَشَرَّهُ. قَالَ: ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَكُونُوا شُهَدَاءَ. أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ الدينَوَريّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ ابن الْعَلاءِ وَمُحَمَّدُ بْنُ هَيَّاجٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ يَدْعُوهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَكُنْتُ فِيمَنْ سَارَ مَعَهُ، فَأَقَامَ عَلَيْهِمْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، لا يُجِيبُونَهُ إِلَى شَيْءٍ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وأمره أن يقفل خالد (ظهر الاستيعاب ج 3- م 9)

وَمَنِ اتَّبَعَهُ إِلا مَنْ أَرَادَ الْبَقَاءَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَيَتْرُكُهُ، قَالَ الْبَرَاءُ: فَكُنْتُ فِيمَنْ قَعَدَ [1] مَعَ عَلِيٍّ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى أَوَائِلِ الْيَمَنِ بَلَغَ الْقَوْمَ الْخَبَرُ، فَجُمِعُوا لَهُ، فَصَلَّى بِنَا عَلِيٌّ الْفَجْرَ، فَلَمَّا فَرِغَ صَفَفْنَا صَفًّا وَاحِدًا، ثُمَّ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِينَا فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْهِمْ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَسْلَمَتْ هَمْدَانُ كُلُّهَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَكَتَبَ بِذَلِكَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَهُ خَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ السَّلامُ عَلَى هَمْدَانَ، وَتَتَابَعَ أَهْلُ الْيَمَنِ عَلَى الإِسْلامِ] [2] . بويع لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بالخلافة يَوْم قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، وتخلف عَنْ بيعته منهم نفر، فلم يهجهم، ولم يكرههم وسئل عنهم فَقَالَ: أولئك قوم قعدوا عَنِ الحق، ولم يقوموا مع الباطل. وفي رواية أخرى: أولئك قوم خذلوا الحق، ولم ينصروا الباطل. وتخلف أيضا عَنْ بيعته مُعَاوِيَة، ومن معه فِي جماعة أهل الشام، فكان منهم فِي صفين بعد الجمل مَا كَانَ، تغمد الله جميعهم بالغفران، ثُمَّ خرجت عَلَيْهِ الخوارج وكفروه، وكل من كَانَ معه، إذ رضي بالتحكيم بينه وبين أهل الشام، وقالوا لَهُ: حكمت الرجال فِي دين الله، والله تعالى يَقُول [3] : إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ 6: 57، ثم اجتمعوا، وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء، وقطعوا السبل، فخرج إليهم بمن معه، ورام مراجعتهم [4] ، فأبوا إلا القتال. فقاتلهم بالنهروان، فقتلهم، واستأصل جمهورهم، ولم ينج إلا اليسير منهم،

_ [1] ى: عقب. [2] ما بين القوسين ليس في س. [3] سورة الأنعام، آية 57 [4] س: رجعتهم.

فانتدب لَهُ من بقاياهم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ملجم [1] ، قيل التجوبي، وقيل السكوني، وقيل الحميري. قَالَ الزُّبَيْر: تجوب رجل من حمير، كَانَ أصاب دما فِي قومه، فلجأ إِلَى مراد فَقَالَ لهم: جئت إليكم أجوب البلاد، فقيل لَهُ: أنت تجوب. فسمي بِهِ فهو اليوم في مراد، وهو رهط بعد الرَّحْمَنِ بْن ملجم المرادي ثُمَّ التجوبي، وأصله من حمير، ولم يختلفوا أَنَّهُ حليف لمراد وعداده فيهم، وَكَانَ فاتكا ملعونا، فقتله ليلة الجمعة لثلاث عشرة. وقيل لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان وقيل: بل بقيت من رمضان سنة أربعين. وقال شاعرهم: علاه بالعمود أخو تجوبٍ ... فأوهى الرأس منه والجبينا وقال أَبُو الطفيل، وزيد بْن وَهْب، والشعبي: قتل علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لثمان عشرة ليلة مضت من رمضان. وقيل: فِي أول ليلة من العشر الأواخر. واختلف فِي موضع دفنه، فقيل: دفن فِي قصر الإمارة بالكوفة. وقيل: بل دفن فِي رحبة الكوفة. وقيل: دفن بنجف الحيرة: موضع بطريق الحيرة وروى عن أبى جعفر أنّ قبر على رضى الله عنه جهل موضعه. واختلف أيضا فِي مبلغ سنة يَوْم مات، فقيل: سبع وخمسون. وقيل: عثمان وخمسون وقيل: ثلاث وستون، قاله أَبُو نُعَيْم وغيره. واختلفت الرواية فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن علي بْن الْحُسَيْن، فروي عَنْهُ أن عليا قتل وَهُوَ ابْن ثلاث وستين. وَرَوَى عَنْهُ ابْن خمس وستين، وروي عَنْهُ ابْن ثمان وخمسين. وَرَوَى ابْن جريج، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن [عُمَر بْن [2]] علي أن علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عنه

_ [1] في هامش س: لعنه الله. [2] من س.

قتل وَهُوَ ابْن ثلاث أو أربع وستين سنة. وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام. وقيل: ثلاثة أيام. وقيل: أربعة عشر يوما. وقالت عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها، لما بلغها قتل علي: لتصنع العرب مَا شاءت، فليس لَهَا أحد ينهاها. وأحسن مَا رأيت فِي صفة علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ ربعة من الرجال إِلَى القصر مَا هُوَ، أدعج العينين، حسن الوجه، كأنه القمر ليلة البدر حسنا، ضخم البطن، عريض المنكبين، شئن الكفين [عتدا [1]] أغيد، كأن عنقه إبريق فضةٍ، أصلع ليس فِي رأسه شعر إلا من خلفه، كبير اللحية، لمنكبه مشاش كمشاش السبع الضاري، لا يتبين عضده من ساعده، قد أدمجت إدماجا، إذا مشى تكفأ، وإذا أمسك بذراع رجل أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس، وَهُوَ إِلَى السمن مَا هُوَ، شديد الساعد واليد، وإذا مشى للحرب هرول، ثبت الجنان، قوي شجاع، مَنْصُور على من لاقاه. وكان سبب [2] قتل ابْن ملجم لَهُ أَنَّهُ خطب امرأةً من بني عجل بْن لجيم يقال لَهَا قطام، كانت ترى رأي الخوارج، وَكَانَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قد قتل أباها وإخوتها بالنهروان، فلما تعاقد الخوارج على قتل علي وَعَمْرو بْن الْعَاص ومعاوية ابن أَبِي سُفْيَان، وخرج منهم ثلاثة نفر لذلك كَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ملجم هُوَ الَّذِي اشترط قتل علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فدخل الكوفة عازما على ذَلِكَ، واشترى لذلك سيفا بألف، وسقاه السم فيما زعموا حَتَّى لفظه، وكان في خلال ذلك يأتى

_ [1] ليس في س: والعتد: الشديد التام الخلق. [2] هنا في هامش س: سبب قتل ابن ملجم لعنه الله لأمير المؤمنين كرم الله وجهه.

عليا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يسأله ويستحمله، فيحمله، إِلَى أن وقعت عينه على قطام، وكانت امرأةً رائعةً جميلةً، فأعجبته ووقعت بنفسه [1] فخطبها، فقالت: آليت ألا أتزوج إلا على مهرٍ لا أريد سواه. فقال: وما هُوَ؟ فقالت: ثلاثة آلاف، وقتل علي بْن أَبِي طالب. فقال: والله لقد قصدت لقتل علي بْن أَبِي طالب والفتك بِهِ، وما أقدمني هَذَا المصر غير ذَلِكَ، ولكني لما رأيتك آثرت تزويجك. فقالت: ليس إلا الَّذِي قلت لك. فقال لَهَا: وما يغنيك أو مَا يغنيني منك [2] قتل علي وأنا أعلم إِنِّي إن قتلته لم أفلت؟ فقالت: إن قتلته ونجوت فهو الَّذِي أردت، تبلغ شفاء نفسي ويهنئك العيش معي، وإن قتلت فما عِنْدَ الله خير من الدنيا وما فيها. فقال لَهَا: لك مَا اشترطت. فقالت لَهُ: إِنِّي سألتمس من يشد ظهرك. فبعثت إِلَى ابْن عم لَهَا يقال لَهُ وردان بْن مجالد، فأجابها، ولقي ابْن ملجم شبيب بْن بجرة الأشجعي، فَقَالَ: يَا شبيب، هل لك فِي شرف الدنيا والآخرة؟ قَالَ: وما هُوَ؟ قَالَ: تساعدني على قتل علي بْن أَبِي طالب، قَالَ لَهُ: ثكلتك أمك! لقد جئت شيئا إدا! كيف نقدر على ذَلِكَ؟ قَالَ: إنه رجل لا حرس لَهُ، يخرج إِلَى المسجد منفردا ليس لَهُ من يحرسه فنكمن [3] لَهُ فِي المسجد، فإذا خرج إِلَى الصلاة قتلناه، فإن نجونا نجونا، وإن قتلنا سعدنا بالذكر فِي الدنيا وبالجنة فِي الآخرة. فقال: ويلك! إن عليا ذو سابقة فِي الإسلام مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والله مَا تنشرح نفسي لقتله. فقال: ويحك، إنه حكم الرجال فِي دين الله عز وجل، وقتل إخواننا الصالحين، فنقتله ببعض من قتل، فلا تشكن في دينك.

_ [1] ى: لنفسه. [2] س: عنك. [3] ى: فنتكمن.

فأجابه، وأقبلا حَتَّى دخلا على قطام وهي معتكفة فِي المسجد الأعظم فِي قبة ضربتها لنفسها، فدعت لهم، وأخذوا سيوفهم، وجلسوا قبالة السدة [1] التي يخرج منها علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فخرج علي لصلاة الصبح فبدره شبيب فضربه فأخطأه، وضربه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ملجم على رأسه، وَقَالَ: الحكم للَّه يَا علي لا لك ولا لأصحابك، فَقَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فزت ورب الكعبة، لا يفوتنكم الكلب. فشد الناس عَلَيْهِ من كل جانب، فأخذوه، وهرب شبيب خارجا من باب كندة. وقد اختلف [2] فِي صفة أخذ ابْن ملجم، فلما أخذ قَالَ علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أجلسوه، فإن مت فاقتلوه ولا تمثلوا بِهِ، وإن لم أمت فالأمر إلي فِي العفو أو القصاص. واختلفوا أيضا هل ضربه فِي الصلاة أو قبل الدخول فيها؟ وهل استخلف من أتم بهم الصلاة أو هُوَ أتمها؟ والأكثر أَنَّهُ استخلف جعدة بْن هبيرة، فصلى بهم تلك الصلاة، والله أعلم. وَرَوَى ابْنُ الْهَادِي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ: مَنْ أَشْقَى الأَوَّلِينَ؟ قَالَ: الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ- يَعْنِي نَاقَةَ صَالِحٍ. قَالَ: صَدَقْتَ، فَمَنْ أَشْقَى الآخَرِينَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي. قَالَ: الَّذِي يَضْرِبُكَ عَلَى هَذَا- يَعْنِي يَافُوخَهُ. وَيُخَضِّبُ هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ. روى الأَعْمَش، عَنْ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت، عَنْ ثعلبة الحماني أَنَّهُ سمع على

_ [1] السدة: باب الدار [2] س: اختلفوا.

بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: وَالَّذِي فلق الحبة، وبرأ النسمة لتخضبن هَذِهِ- يَعْنِي لحيته، من دم هَذَا- يَعْنِي رأسه. وذكر النسائي، من حديث عَمَّار بْن يَاسِر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ لعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أشقى الناس الَّذِي عقر الناقة، وَالَّذِي يضربك على هَذَا- ووضع يده على رأسه حَتَّى يخضب هَذِهِ- يَعْنِي لحيته. وذكره الطبري وغيره أيضا، وذكره ابْن إِسْحَاق فِي السير وَهُوَ مَعْرُوف من رواية مُحَمَّد بْن كَعْب القرظي، عَنْ يَزِيد بْن جشم، عَنْ عَمَّار بْن يَاسِر. وذكره ابْن أَبِي خيثمة من طرق، وَكَانَ قَتَادَة يَقُول: قتل علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على غير مالٍ احتجبه، ولا دنيا أصابها. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ الشَّيْخُ الصَّالِحُ رَحِمَهُ اللَّهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حدثنا أحمد بن خالد، حدثنا إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أيوب، عن ابن سِيرِين، عَنْ عُبَيْدَةَ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا رَأَى ابْنَ مُلْجَمٍ قَالَ: أريد حياته [1] ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك مِنْ مُرَادٍ وكان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كثيرا مَا يَقُول: مَا يمنع أشقاها، أو مَا ينتظر أشقاها أن يخضب هَذِهِ من دم هذا، يقول: والله ليخضبن هَذِهِ من دم هَذَا- ويشير إِلَى لحيته ورأسه- خضاب دم لا خضاب عطر ولا عبير.

_ [1] س: حباءه.

وَذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النبيل وموسى بن إسماعيل، عن سكين ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ يَسْتَحْمِلُ عَلِيًّا فحمله، ثم قال: أُرِيدُ حَيَاتَهُ [1] وَيُرِيدُ قَتْلِي ... عَذِيرِي مِنْ خَلِيلِيَ مِنْ مُرَادٍ [أَمَا إِنَّ هَذَا قَاتِلِي [2]] . قِيلَ: فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْنِي بَعْدُ. وأتى علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقيل لَهُ: إن ابْن ملجم يسم سيفه. ويقول: إنه سيفتك بك فتكةً يتحدث بها العرب. فبعث إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: لم تسم سيفك؟ قَالَ: لعدوي وعدوك. فخلى عَنْهُ، وَقَالَ: مَا قتلني بعد. وقال أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ: أتيت الْحَسَن بْن علي فِي قصر أَبِيهِ، وَكَانَ يقرأ علي، وذلك فِي اليوم الَّذِي قتل فِيهِ علي، فَقَالَ لي: إنه سمع أباه فِي ذَلِكَ السحر يَقُول لَهُ: يَا بنى، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الليلة فِي نومة نمتها، فقلت: يَا رَسُول اللَّهِ، ماذا لقيت من أمتك من الأود واللدد؟ قَالَ: ادع الله عليهم، فقلت: اللَّهمّ أبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي من هُوَ شر مني، ثُمَّ أتيته وجاء مؤذنه يؤذنه بالصلاة، فخرج فاعتوره الرجلان، فأما أحدهما فوقعت ضربته فِي الطاق، وأما الآخر فضربه فِي رأسه، وذلك فِي صبيحة يَوْم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان صبيحة بدر. [أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد بن محمد ابن سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ هَمْدَانَ بْنِ ثَابِتٍ، حدثنا على بن إبراهيم بن المعلى،

_ [1] س: حباءه. [2] من س.

حدثنا زيد بن عمرو بن البختري، حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ] [1] ، حَدَّثَنَا [2] أَبُو رَوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جُمِعَ الأَطِبَّاءُ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ جُرِحَ، وَكَانَ أَبْصَرُهُمْ بِالطِّبِّ أَثِيرُ [3] بْنُ عَمْرٍو السَّكُونِيُّ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ أَثِيرُ بْنُ عُمْرِيَا [4] ، وَكَانَ صَاحِبُ كِسْرَى [5] يَتَطَبَّبُ، وَهُوَ الَّذِي يُنْسَبُ إِلَيْهِ صَحَرَاءُ أَثِيرٍ، فَأَخَذَ أَثِيرُ [3] رِئَةَ شَاةٍ حَارَّةٍ، فَتَتَبَّعَ عِرْقًا مِنْهَا، فَاسْتَخْرَجَهُ فَأَدْخَلَهُ [6] فِي جِرَاحَةِ عَلِيٍّ، ثُمَّ نَفَخَ الْعِرْقَ فَاسْتَخْرَجَهُ، فَإِذَا عَلَيْهِ بَيَاضُ الدِّمَاغِ، وَإِذَا الضَّرْبَةُ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى أُمِّ رَأْسِهِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اعْهَدْ عَهْدِكَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ. وفي ذَلِكَ يَقُول عِمْرَان ابن حطان الخارجي [7] : يَا ضربة من تقي [8] مَا أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إِنِّي لأذكره حينا فأحسبه ... أوفى البرية عِنْدَ الله ميزانا وقال بَكْر بْن حَمَّاد التَّاهَرْتِيّ [9] معارضا له في ذلك: قل لابن ملجم والأقدار غالبة ... هدمت ويلك للإسلام أركانا قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ ... وأول الناس إسلاما وإيمانا وأعلم الناس بالقرآن ثُمَّ بما ... سن الرسول [10] لنا شرعا وتبيانا صهر النَّبِيّ ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نورا وبرهانا

_ [1] ليس في س. [2] في س: روى أبو روق عبد الله بن مالك. [3] في ؤ: كثير. والمثبت من س، وياقوت، والقاموس. [4] في ؤ: عمرو. [5] في س: كرسي. [6] في س: ثم أدخله. وفي ياقوت: وأدخله [7] في س: لا رحمه الله [8] في س: كمي [9] في ؤ: القاهري، وآراه تحريفا. [10] في ؤ: سن رسولنا شرعا.

وكان منه علي رغم الحسود لَهُ ... ما كَانَ [1] هارون من مُوسَى بْن عمرانا وكان فِي الحرب سيفا صارما ذكرا ... ليثا إذا لقي الأقران أقرانا ذكرت قاتله والدمع منحدر ... فقلت سبحان رب الناس سبحانا أبى لأحسبه مَا كَانَ من بشرٍ ... يخشى المعاد ولكن كَانَ شيطانا أشقى مرادا إذا عدت قبائلها ... وأخسر الناس عِنْدَ الله ميزانا كعاقر الناقة الأولى التي جلبت ... على ثمود بأرض الحجر خسرانا قد كَانَ يخبرهم أن سوف يخضبها ... قبل المنية أزمانا فأزمانا فلا عفا الله عَنْهُ مَا تحمله ... ولا سقى قبر عِمْرَان بْن حطانا لقوله فِي شقي ظل مجترما ... وبال مَا ناله ظلما وعدوانا يَا ضربة من تقي مَا أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا بل ضربة من غوى أوردته لظى ... فسوف يلقي بها الرحمن غضبانا [2] كأنه لم يرد قصدا بضربته ... إلا ليصلي عذاب الخلد نيرانا أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، إجازة، [قال: [3]] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق السراج، حدثنا محمد بن أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مُخَارِقٍ، عَنْ طَارِقٍ، قَالَ: جَاءَ نَاسٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالُوا: جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ. فَقَالَ: سَلُوا عَمَّا شِئْتُمْ. فَقَالُوا. أَيُّ رَجُلٍ كَانَ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالَ: كَانَ خَيْرًا كُلُّهُ- أَوْ قَالَ: كَانَ كَالْخَيْرِ كُلِّهِ، عَلَى حِدَّةٍ كَانَتْ فِيهِ. قَالُوا، فَأَيُّ رَجُلٍ كَانَ عمر؟ قال: كان كالطائر الحذر الّذي

_ [1] في س: مكان. [2] في س: مخلدا قد أتى الرحمن عصيانا. [3] من س.

يَظُنُّ أَنَّ لَهُ فِي كُلِّ طَرِيقٍ شَرَكًا. قَالُوا: فَأَيُّ رَجُلٍ كَانَ عُثْمَانُ؟ قَالَ: رَجُلٌ أَلْهَتْهُ نَوْمَتُهُ عَنْ يَقَظَتِهِ. قَالُوا: فَأَيُّ رَجُلٍ كان عليّ؟ قال: كان قد مليء جَوْفُهُ حِكَمًا وَعِلْمًا وَبَأْسًا وَنَجْدَةً مَعَ قَرَابَتِهِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ يَظُنُّ أَلا يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى شَيْءٍ إِلا نَالَهُ، فَمَا مَدَّ يَدَهُ إِلَى شَيْءٍ فَنَالَهُ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوَرْديّ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى عَفْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لأَهْلِ الشُّورَى: للَّه دَرُّهُمْ إِنْ وَلُّوهَا الأُصَيْلَعَ [1] ! كَيْفَ يَحْمِلُهُمْ عَلَى الْحَقِّ، وَلَوْ كَانَ السَّيْفُ عَلَى عُنُقِهِ. فَقُلْتُ: أَتَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ وَلا تُوَلِّيَهُ؟ قَالَ: إِنْ لَمْ أَسْتَخْلِفْ فَأَتْرُكُهُمْ فَقَدْ تَرَكَهُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي. وروى رَبِيعَة بْن عُثْمَان، عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب القرظي، قَالَ: كَانَ ممن جمع القرآن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حي عُثْمَان بن عفان، وعلى ابن أَبِي طالب، وعبد الله بْن مَسْعُود من المهاجرين، وسالم مولى أَبِي حذيفة بْن عُتْبَة بْن رَبِيعَة مولى لهم ليس من المهاجرين. وَرَوَى أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، عَنْ أُكَيْلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلْقَمَةُ: تَدْرِي مَا مَثَلُ عَلِيٍّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ؟ قُلْتُ: مَا مَثَلُهُ؟ قَالَ: مَثَلُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، أَحَبَّهُ قَوْمٌ حَتَّى هَلَكُوا فِي حُبِّهِ، وَأَبْغَضَهُ قَوْمٌ حَتَّى هَلَكُوا فِي بُغْضِهِ. قال أَبُو عُمَر: أكيل هَذَا هُوَ أكيل أَبُو حكيم، كوفي، مؤذن مسجد إبراهيم النخعي.

_ [1] في س: الأصلع.

روى عَنْ سويد بْن غفلة، والشعبي، والنخعي، وإبراهيم التيمي. وجواب التيمي. روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بْن خَالِد وجماعة من الجلة. [وقال قَاسِم بْن ثَابِت صاحب كتاب الدلائل: أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد السَّلامِ الحسيني فِي قتل علي عليه السلام: عدا على ابن أَبِي طالبٍ ... فاغتاله بالسيف أشقى مراد شلت يداه وهوت أمه ... أن أمررت لَهُ تحت السواد عز على عينيك لو انصرفت ... ما أخرجت بعد أيدي العباد لأنت قناة الدين واستأثرت ... بالغي أفواه الكلاب العوادي] [1] ومما قيل في ابن ملجم وقطام [2] : فلم أر مهرا ساقه ذو سماحةٍ ... كمهر قطامٍ من فصيح وأعجم ثلاثة آلاف وعبد وقينة ... وضرب على بالحسام المصمم فلا مهر أغلى من علي وإن علا ... ولا فتك إلا دون فتك ابْن ملجم وقال بَكْر بن حماد: وهز علي بالعراقين لحيةً ... مصيبتها جلت على كل مُسْلِم وقال سيأتيها من الله حادث ... ويخضبها أشقى البرية بالدم فباكره بالسيف شلت بمينه ... لشؤم قطامٍ عِنْدَ ذاك ابْن ملجم فيا ضربةً من خاسرٍ ضل سعيه ... تبوأ منها مقعدا فِي جهنم ففاز أمير المؤمنين بحظه ... وإن طرقت فيها [3] الخطوب بمعظم

_ [1] ما بين القوسين ليس في س، والأبيات لم نجد لها مرجعا آخر. [2] الطبري: 6- 87 [3] في س: فيه.

ألا إنما الدنيا بلاء وفتنة ... حلاوتها شيبت بصابٍ وعلقم وقال أَبُو الأسود الدؤلي- وأكثرهم يرويها لأم الهيثم بِنْت العريان النخعية [1] ، أولها: ألا يَا عين ويحك أسعدينا ... ألا تبكى أمير المؤمنينا تبكي أم كلثومٍ عَلَيْهِ ... بعبرتها وقد رأت اليقينا ألا قل للخوارج حيث كانوا ... فلا قرت عيون الشامتينا أفي شهر الصيام فجعتمونا ... بخير الناس طرا أجمعينا قتلتم خير من ركب المطايا ... وذللها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال ومن حذاها ... ومن قرأ المثاني والمئينا فكل مناقب الخيرات فِيهِ ... وحب رسول رب العالمينا لقد علمت قريش حيث كانت [2] ... بأنك خيرها حسبا ودينا وإذا استقبلت وجه أَبِي حسينٍ ... رأيت البدر فوق [3] الناظرينا وكنا قبل مقتله بخيرٍ ... نرى مولى رَسُول اللَّهِ فينا [4] يقيم الحق لا يرتاب فِيهِ ... ويعدل فِي العدا والأقربينا وليس بكاتمٍ علما لديه ... ولم يخلق من المتجبرينا كأن الناس إذ فقدوا عليا ... نعام حار فِي بلد سنينا فلا تشمت مُعَاوِيَة بْن صخرٍ ... فإن بقية الخلفاء فينا

_ [1] الطبري: 6- 87 [2] في أسد الغابة: حيث كانوا. [3] في س: راق. [4] في الكامل (2- 152) : وكنا قبل مهلكه زمانا ... نرى نجوى رسول الله فينا

وقال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبى لهب: مَا كنت أحسب أن الأمر منصرف ... عن هاشمٍ ثُمَّ منها عَنْ أَبِي الْحَسَن [1] أليس أول من صَلَّى لقبلتكم [2] ... وأعلم الناس بالقرآن والسنن [وزاد أبو الفتح: وآخر الناس عهدا بالنبي ومن ... جبريل عون لَهُ فِي الغسل والكفن [3]] من فِيهِ مَا فيهم [4] لا تمترون بِهِ ... وليس فِي القوم مَا فِيهِ من الْحَسَن ومن أبيات لخزيمة بن ثابت بصفّين: كل خير يزينهم فهو فِيهِ ... وله دونهم خصال تزينه وقال إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الحميري من شعر له: سائل قريشا بِهِ إن كنت ذا عمهٍ ... من كَانَ أثبتها فِي الدين أوتادا من كَانَ أقدم [5] إسلاما وأكثرها ... علما وأطهرها أهلا وأولادا من وحد الله إذ كانت مكذبة ... تدعو مع الله أوثانا وأندادا من كَانَ يقدم فِي الهيجاء إن نكلوا ... عنها وإن يبخلوا فِي أزمةٍ جادا من كَانَ أعدلها حكما وابسطها ... علما وأصدقها وعدا وإيعادا إن يصدقوك فلن يعدوا أَبَا حسنٍ ... إن أنت لم تلق للأبرار حسادا إن أنت لم تلق أقواما ذوي صلفٍ ... وذا عنادٍ لحق الله جحّادا

_ [1] في س، وأسد الغابة: عن أبى حسن. [2] في س، وأسد الغابة: لقبلته. [3] ليس في س. [4] في أسد الغابة: ما فيه. [5] في س: من كان أقدمها سلما.

(1856) على بن طلق بن عمرو،

(1856) علي بْن طلق بْن عَمْرو، حنفي أيضا يمامي، أظنه والد طلق بْن علي الحنفي اليمامي. وقد ذكرنا طلق [1] بْن علي فِي بابه من هَذَا الكتاب، وقد ذكرنا مَا رواه ومن رَوَى عَنْهُ، وأما علي بْن طلق فإنما يروي عَنْهُ مُسْلِم بْن سلام. (1857) علي بْن أَبِي الْعَاص بْن الربيع بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف، واسم أَبِي الْعَاص لقيط، وقد ذكرناه فِي بابه. أم علي بْن أَبِي الْعَاص بْن الربيع زينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مسترضعا فِي بني غاضرة، فضمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وأبوه يومئذ مشرك، وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من شاركني فِي شيء فأنا أحق بِهِ [2] منه، وأيما كافر شارك مسلما فِي شيءٍ فالمسلم أحق بِهِ منه. وتوفي علي بْن أَبِي الْعَاص هَذَا وقد ناهز الحلم، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أردفه على راحلته يَوْم الْفَتْح، فدخل مكة وَهُوَ رديف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. (1858) علي بن عُبَيْد الله بْن الْحَارِث بْن رحضة بْن عامر بن رواحة بن حجر بن عبد ابن معيص بْن عَامِر بْن لؤي. أدرك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم له رواية. قتل يَوْم اليمامة شهيدا، وَكَانَ إسلامه يَوْم فتح مكة. (1859) علي بْن عدي بْن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بْن عبد مناف ولاه عُثْمَان بْن عَفَّان مكة حين ولى الخلافة. قتل يَوْم الجمل، لا تصح لَهُ عندي صحبة، ولا أعلم لَهُ رواية، وإنما ذكرناه على شرطنا فيمن ولد بمكة أو المدينة بين أبوين مسلمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

_ [1] صفحة 776 (القسم الثاني) [2] في س: من شارك في بنى فأنا أحق بهم منه.

باب عمار

باب عمار (1860) عمار بْن زِيَاد بْن السَّكَن بْن رَافِع، قتل يَوْم بدر، قاله ابْن الكلبي، كذا قَالَ فِي النسخة التي طالعتها، وقد ذكر أَبُو عُمَر عُمَارَة بْن زِيَاد بْن السَّكَن قتل يَوْم أحدٍ شهيدا، ولعله أخوه. (1861) عمار بْن غيلان بْن سَلَمَة الثقفي، أسلم هُوَ وأخوه عَامِر قبل أبيهما، ومات عَامِر فِي طاعون عمواس، ولا أدري متى مات عَمَّار. (1862) عمار بْن مُعَاذ، أَبُو نملة الأَنْصَارِيّ، من الأوس، يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا باللَّه وكتبه ورسله ... الحديث. هو مشهور بكنيته، وسنذكره فِي الكنى إن شاء الله تعالى. (1863) عمار بْن يَاسِر بن مالك بن كناية بْن قَيْس بْن حُصَيْن العنسي، ثُمَّ المذحجي، قد رفعناه فِي نسبه إِلَى عنس بْن مَالِك بْن أدد بْن زَيْد فِي باب أَبِيهِ يَاسِر من هَذَا الكتاب، يكنى أَبَا اليقظان حليف لبني مخزوم، كذا قَالَ ابْن شهاب وغيره وقال مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب: وممن شهد بدرا عَمَّار بْن يَاسِر حليف لبني مخزوم، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ، وطائفة من أهل العلم بالنسب والخبر: إن ياسرا والد عَمَّار عرني [1] قحطاني مذحجي، من عنس فِي مذحج، إلا أن ابنه

_ [1] عرني- بضم العين وفتح الراء وبعدها نون- وهذه النسبة إلى عرنة بن نذير بطن من بجيلة (اللباب) .

عمار ولي لبني مخزوم، لأن أباه ياسرا تزوج أمّ لبعض بنى مخزوم، فولدت له لَهُ عمارا، وذلك أن ياسرا والد عَمَّار قدم مكة مع أخوين لَهُ- أحدهما يقال لَهُ الْحَارِث، والثاني مَالِك، فِي طلب أخ لهم رابع، فرجع الْحَارِث ومالك إِلَى اليمن، وأقام ياسر بمكة، فخالف أَبَا حذيفة بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بْن مخزوم، فزوجه أَبُو حذيفة أمة لَهُ يقال لَهَا سمية بِنْت خياط [1] ، فولدت لَهُ عمارا، فأعتقه أَبُو حذيفة، فمن هَذَا هُوَ عَمَّار مولى لبني مخزوم، وأبوه عرني كما ذكرنا لا يختلفون فِي ذَلِكَ، وللحلف والولاء اللذين بين بني مخزوم وبين عَمَّار وأبيه يَاسِر كَانَ اجتماع بني مخزوم إِلَى عُثْمَان حين نال من عَمَّار غلمان عُثْمَان مَا نالوا من الضرب، حَتَّى انفتق لَهُ فتق فِي بطنه، ورغموا وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات لا قتلنا بِهِ أحدا غير عُثْمَان. وقد ذكرنا فِي باب يَاسِر وفي باب سمية، مَا يكمل بِهِ علم ولاء عَمَّار ونسبه. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كَانَ عَمَّار وأمه سمية ممن عذب فِي الله، ثُمَّ أعطاهم عَمَّار مَا أرادوا بلسانه، واطمأن بالإيمان قلبه، فنزلت فِيهِ [2] : «إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» . 16: 106 وهذا مما اجتمع أهل التفسير عَلَيْهِ. وهاجر إِلَى أرض الحبشة، وصلى القبلتين، وَهُوَ من المهاجرين الأولين، ثُمَّ شهد بدرا والمشاهد كلها، وأبلى ببدرٍ بلاء حسنا، ثُمَّ شهد اليمامة، فأبلى فيها أيضا، ويومئذ قطعت أذنه. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:

_ [1] في الإصابة: بمعجمة مضمومة وموحدة ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وقيل بنت خبط- بفتح أوله- بغير ألف. [2] سورة النحل، آية 106

رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ عَلَى صَخْرَةٍ وَقَدْ أَشْرَفَ يَصِيحُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَمِنَ الْجَنَّةِ تَفِرُّونَ! أَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ، هَلَمُّوا إِلَيَّ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى أُذُنِهِ قَدْ قُطِعَتْ فَهِيَ تُدَبْدِبُ [1] وَهُوَ يُقَاتِلُ أَشَدَّ الْقِتَالِ. وَكَانَ فيما ذكر الْوَاقِدِيّ طويلا أشهل بعيد مَا بين المنكبين. قال إِبْرَاهِيم بْن سَعْد: بلغنا أن عَمَّار بْن يَاسِر قَالَ: كنت تربا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنه لم يكن أحد أقرب بِهِ سنا مني. رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ [2] : أَوَمن كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ في النَّاسِ 6: 122 قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ [2] كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها 6: 122. قَالَ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ. وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن عمارا مليء إيمانا إِلَى مشاشه [3] . ويروى: إِلَى أخمص قدميه. وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبَانٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، وَلَمْ يَقُلْ فِيهِ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ إِلا قُلْتُ إِلا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَإِنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ملي عمار إيمانا إلى أخمص قدميه.

_ [1] تدبدب: لها صوت في حركتها. [2] سورة الأنعام، آية 122. [3] المشاشة- بضم الميم: رأس العظم الممكن المضغ، جمعه مشاش.

قَالَ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبزى: شهدنا مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين فِي ثمانمائة- من بايع بيعة الرضوان، قتل منهم ثلاثة وستون، منهم عَمَّار بْن يَاسِر. أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ فِيهِ إِلا قُلْتُ إِلا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ حُشِيَ مَا بَيْنَ أُخْمُصِ قَدَمَيْهِ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ إِيمَانًا. ومن حديث خَالِد بْن الْوَلِيد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من أبغض عمارا أبغضه الله تعالى. قال خَالِد: فما زلت أحبه من يومئذ. وروي من حديث أنس عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اشتاقت الجنة إِلَى علي، وعمارٍ، وسلمان، وبلالٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهم. ومن حديث علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جاء عَمَّار يستأذن على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما، فعرف صوته، فَقَالَ: مرحبا بالطيب المطيب ائذنوا لَهُ. وروى الأَعْمَش، عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ السُّلَمِيّ، قَالَ: شهدنا مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين، فرأيت عَمَّار بْن يَاسِر لا يأخذ فِي ناحيةٍ ولا وادٍ من أودية صفين إلا رأيت أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتبعونه، كأنه علم لهم. وسمعت عمارا يَقُول يومئذ لهاشم بْن عقبة: يَا هاشم، تقدم [1] ، الجنة تحت الأبارقة [2] ، اليوم ألقى

_ [1] في أسد الغابة: يا هاشم، تفر من الجنة، الجنة تحت البارقة. [2] في النهاية، وأسد الغابة: البارقة، وهي السيوف.

الأحبة: محمدا وحزبه. والله لو هزمونا [1] حَتَّى يبلغوا بنا سعفات هجر [2] لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، ثم قال: نحن ضربناكم على تنزيله ... فاليوم نضربكم على تأويله ضربا يزيل الهام عَنْ مقيله ... ويذهل الخليل عَنْ خليله أو يرجع الحق إِلَى سبيله قَالَ: فلم أر أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قتلوا فِي موطن مَا قتلوا يومئذ. وقال أَبُو مَسْعُود وطائفة لحذيفة حين احتضر وأعيد ذكر الفتنة: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قَالَ: عليكم بابن سمية، فإنه لن يفارق الحق حَتَّى يموت، أو قَالَ: فإنه يدور مع الحق حيث دار. وبعضهم يرفع هَذَا الحديث عَنْ حذيفة. وروى الشَّعْبِيّ، عَنِ الأحنف بْن قَيْس فِي خبر صفين قَالَ: ثُمَّ حمل عَمَّار فحمل عَلَيْهِ ابْن جزء السكسكي، وَأَبُو الغادية الفزاري، فأما أَبُو الغادية فطعنه، وأما ابْن جزء فاحتز رأسه ... وذكر تمام الحديث، وقد ذكرته فيما خرجت من طرق حديث عَمَّار: تقتلك الفئة الباغية. وَرَوَى وَكِيع، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَمَّارٍ يَوْمَ صِفِّينَ وَاسْتَسْقَى فَأَتَى بِشَرْبَةٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبَ، فَقَالَ: الْيَوْمُ أَلْقَى الأَحِبَّةَ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ آخِرَ شَرْبَةٍ تَشْرَبُهَا مِنَ الدُّنْيَا شَرْبَةَ لَبَنٍ، ثُمَّ استسقى، فأتته امرأة طويلة اليدين بإناء فِيهِ

_ [1] في أسد الغابة: لو ضربونا. [2] في أسد الغابة: حتى يبلغوا بنا شعاب هجر. وفي س: شعقات هجر. وشعقة كل شيء أعلاه.

ضياح [1] من لبن، فَقَالَ عَمَّار- حين شربه: الحمد للَّه، الجنة تحت الأسنة، ثُمَّ قَالَ: والله لو ضربونا حَتَّى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل، ثُمَّ قاتل حَتَّى قتل. رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ [2] ، قَالَ: قَرَأْتُ كِتَابَ عُمَرَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَمَّارًا أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَطِيعُوا لَهُمَا، وَاقْتَدُوا بِهِمَا، فَإِنِّي قَدْ آثَرْتُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى نَفْسِي أَثَرَةً قال أَبُو عُمَر رحمه الله: إنما قَالَ عُمَر فِي عَمَّار وَابْن مَسْعُود، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحديث علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- والله أعلم- مِنْ رِوَايَةِ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ وَغَيْرِهِ، عَنْ كَثِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، من عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءٍ وُزَرَاءٍ وَرُفَقَاءٍ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، وَالْحُسَيْنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَحُذَيْفَةُ، وَالْمِقْدَادُ، وَبِلالٌ. وتواترت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: تقتل عَمَّار الفئة الباغية. وهذا من إخباره بالغيب وأعلام نبوته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ من أصح الأحاديث. وكانت صفين فِي ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين، ودفنه على رضى الله عنه

_ [1] الضياح: اللبن الرقيق الممزوج. [2] في س: المضرب.

باب عمارة

فِي ثيابه ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أَنَّهُ صَلَّى عَلَيْهِ، وَهُوَ مذهبهم فِي الشهداء إنهم لا يغسلون، ولكنهم يصلى عليهم. وكانت سن عَمَّار يَوْم قتل نيفا على تسعين، وقيل: ثلاثا وتسعين. وقيل إحدى وتسعين. وقيل اثنتين وتسعين سنة. باب عُمَارَة (1864) عمارة بْن أحمر المازني، مذكور فِي الصحابة، لا أقف له على رواية. (1865) عمارة بْن أوس بْن زَيْد بْن ثعلبة بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مَالِك بْن النجار الأَنْصَارِيّ الكوفي. روى عَنْهُ زياد بن علاقة. (1866) عمارة بْن حزم بْن زَيْد بْن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك ابن النجار الأَنْصَارِيّ الخزرجي. كان من السبعين الذين بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة فِي قول جميعهم، وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين محرز بْن نضلة، شهد بدرا ولم يشهدها أخوه عمرو بن حزم. وشهد عمارة ابن حزم أيضا أحدا، والخندق، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت معه راية بني مَالِك بْن النجار فِي غزوة الْفَتْح، وخرج مع خَالِد لقتال أهل الردة، فقتل باليمامة شهيدا، ولهما أخ [ثالث] مَعْمَر بْن حزم [الأَنْصَارِيّ لا رواية لَهُ ومن ولد مَعْمَر بْن حزم] [1] أَبُو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن ابن مَعْمَر بْن حزم الأَنْصَارِيّ، شيخ مَالِك بْن أنس. (1867) عمارة بْن أَبِي حسن المازني الأَنْصَارِيّ. جد عَمْرو بْن يَحْيَى بْن عُمَارَة شيخ مَالِك. له صحبة ورواية وأبوه: أَبُو حسن، كَانَ عقبيا بدريا.

_ [1] من س.

(1868) عمارة بن حمزة بن عبد المطلب بن هاشم.

(1868) عمارة بْن حَمْزَة بْن عبد المطلب بْن هاشم. أمّه خولة بنت قيس، من بني مَالِك بْن النجار، وبه كَانَ يكنى حَمْزَة بْن عبد المطلب. وقيل: إن حَمْزَة كَانَ يكنى بابنه يعلي بْن حَمْزَة. وقيل: كانت لَهُ كنيتان، أَبُو يعلى، وَأَبُو عُمَارَة، بابنيه يعلى وعمارة، ولا عقب لحمزة فيما ذكروا. توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ولعمارة ولد حمزة يعلى أعوام، ولا أحفظ لواحدٍ منهما رواية. (1869) عمارة بْن رويبة [1] الثقفي، من بني جشم بْن ثقيف، كوفي. رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَارَةَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيُّ، وَحُصَيْنٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ. مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَنْ يَلِجَ النَّارَ امْرُؤٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا. (1870) عمارة بْن زعكرة [2] الْكِنْدِيّ، يكنى أَبَا عدي، سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: قَالَ الله تبارك وتعالى: عبدي الَّذِي هُوَ عبدي حقا الَّذِي يذكرني وإن كَانَ ملاقيا قرنه. ليس لَهُ غير هَذَا الحديث. هُوَ شامي، رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عائذ اليحصبي. (1871) عمارة بْن زِيَاد بْن السَّكَن بْن رَافِع بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأَنْصَارِيّ الأشهلي، قتل يَوْم أحد شهيدا، ووجد بِهِ أربعة عشر جرحا، فوسده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قدمه، فما زال يتوسّدها حتى

_ [1] براء وموحدة- مصغر (التقريب) . [2] بفتح الزاى وسكون المهملة (التقريب) .

(1872) عمارة بن شبيب السبائى [1] ، مذكور في الصحابة.

مات. وذكر الطبري قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين غشيه القوم، يَعْنِي يَوْم أحد: من رجل يشري منا نفسه. فَحَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرِو ابن يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: فَقَامَ زِيَادُ بْنُ السكن في نفر خمسة من الأنصار- وبعض النَّاسِ يَقُولُونَ: إِنَّما هُوَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادِ بْنِ السَّكَنِ- فَقَاتَلُوا دُونَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا رَجُلا، يُقْتَلُونَ دُونَهُ، حَتَّى صَارَ آخِرُهُمْ زِيَادٌ أَوْ عُمَارَةُ بْنُ زياد ابن السَّكَنِ، فَقَاتَلَ حَتَّى أثبتته الجراحة، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَدْنُوهُ مِنِّي، فَأَدْنَوْهُ مِنْهُ، فَوَسَّدَهُ قَدَمَهُ، فَمَاتَ وَخَدُّهُ عَلَى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم. (1872) عمارة بْن شبيب السبائي [1] ، مذكور فِي الصحابة. رَوَى عَنْهُ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي [2] ، يعد فِي أهل مصر. (1873) عمارة بْن عُبَيْد الخثعمي. ويقال عُمَارَة بْن عُبَيْد الله. رجل من خثعمٍ. روى عَنْهُ دَاوُد بْن أَبِي هند أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فذكر حديثا حسنا فِي الفتن، ويقال: إن بينه وبين دَاوُد بْن أَبِي هند رجلا من أهل الشام. (1874) عمارة بْن عقبة الغفاري، من بني غفار بْن مليل. قتل يَوْم خيبر شهيدا، رمي يومئذ بسهم فمات.

_ [1] شبيب- بفتح المعجمة وموحدتين. السبانى- بفتح المهملة والموحدة (التقريب) . قال في التقريب: ويقال فيه عمار. [2] الضبط من س.

(1875) عمارة بن عقبة بن أبى معيط.

(1875) عمارة بْن عقبة بْن أَبِي معيط. واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف. وكان عُمَارَة، والوليد، وخالد- بنو عقبة بْن أَبِي معيط- من مسلمة الفتح. (1876) عمارة بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ. رَوَى عَنْهُ أَبُو يَزِيد المدني، يختلف فِيهِ. وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي ذكرنا عَمْرو [1] بْن عُمَيْر والاختلاف فِيهِ. (1877) عمارة والد مدرك بْن عُمَارَة- لم يرو عَنْهُ غير ابنه مدرك. حديثه فِي الخلوق أَنَّهُ لم يبايعه حَتَّى غسل يديه منه. يعد فِي أهل البصرة. باب عُمَر (1878) عمر بْن الخطاب- أمير المؤمنين رضى الله عنه- ابن نقيل بْن عبد العزى بْن رباح بْن عَبْد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بْن كَعْب القرشي العدوي، أَبُو حفص. أمه حنتمة بِنْت هاشم بْن الْمُغِيرَة بْن عَبْد الله بن عمر ابن مخزوم. وقالت طائفة فِي أم عُمَر: حنتمة بِنْت هِشَام بْن الْمُغِيرَة. ومن قَالَ ذَلِكَ فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أَبِي جهل بْن هِشَام، والحارث بْن هِشَام بْن الْمُغِيرَة، وليس كذلك، وإنما هي ابنة عمهما، فإن هاشم بْن الْمُغِيرَة وهشام بْن الْمُغِيرَة أخوان، فهاشم والد حنتمة أم عُمَر، وهشام والد الْحَارِث وَأَبِي جهل، وهاشم بْن الْمُغِيرَة هَذَا جد عُمَر لأمه، كَانَ يقال له ذو الرّمحين.

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.

ولد عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة. وَرَوَى أُسَامَة بْن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، قَالَ: سمعت عُمَر يَقُول: ولدت بعد الفجار الأعظم بأربع سنين. قال الزُّبَيْر: وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من أشراف قريش، وإليه كانت السفارة فِي الجاهلية، وذلك أن قريشا كانت إذا وقعت بينهم حرب وبين غيرهم بعثوا سفيرا. وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر رضوا بِهِ بعثوه منافرا ومفاخرا. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: ثُمَّ أسلم بعد رجالٍ سبقوه. وَرَوَى ابْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ. قَالَ: أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ رَجُلا وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً. قال أَبُو عُمَر: فكان إسلامه عزا ظهر بِهِ الإسلام بدعوة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجر، فهو من المهاجرين الأولين، وشهد بدرا وبيعة الرضوان، وكل مشهد شهده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتوفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَنْهُ راضٍ، وولي الخلافة بعد أَبِي بَكْر، بويع لَهُ بها يَوْم مات أَبُو بكر رضى الله عنه باستخلافه لَهُ سنة ثلاث عشرة، فسار بأحسن سيرة وأنزل نفسه من مال الله بمنزلة رجلٍ من الناس، وفتح الله لَهُ الفتوح بالشام، والعراق، ومصر، وَهُوَ دون الدواوين فِي العطاء، ورتب الناس فِيهِ على سوابقهم، كَانَ لا يخاف فِي الله لومة لائم، وَهُوَ الَّذِي نور شهر الصوم بصلاة الإشفاع فِيهِ، وأرخ التاريخ من الهجرة الَّذِي بأيدي الناس إِلَى اليوم، وَهُوَ أول من سمى بأمير المؤمنين، لقصة نذكرها هنا إن شاء الله تعالى.

وهو أول من اتخذ الدرة، وَكَانَ نقش خاتمه «كفى بالموت واعظا يَا عُمَر» وَكَانَ آدم شديد الأدمة، طوالا، كث اللحية، أصلع أعسر يسر، يخضب بالحناء والكتم [1] ، [وَقَالَ أنس: كَانَ أَبُو بَكْر يخضب بالحناء والكتم، وَكَانَ عُمَر يخضب بالحناء بحتا. قال أَبُو عُمَر: الأكثر أنهما كانا يخضبان. وقد روي عَنْ مُجَاهِد- إن صح- أن عُمَر بْن الخطاب كَانَ لا يغير شيبته] [2] . هكذا ذكره زر بْن حبيش وغيره، بأنه كَانَ آدم شديد الأدمة [وَهُوَ الأكثر عِنْدَ أهل العلم بأيام الناس وسيرهم وأخبارهم] ، ووصفه أَبُو رجاء العطاردي، وَكَانَ مغفلا، فَقَالَ: كَانَ عُمَر بْن الخطاب طويلا جسيما أصلع شديد الصلع، أبيض شديد حمرة العينين، فِي عارضه خفة، سبلته [3] كثيرة الشعر فِي أطرافها صهبة. قَدْ ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ سالم بن عبد الله بن عمر، عن أَبِيهِ قَالَ: إِنَّما جَاءَتْنَا الأَدَمَةُ مِنْ قِبَلِ أَخْوَالِي بَنِي مَظْعُونٍ، وَكَانَ أَبْيَضُ، لا يَتَزَوَّجُ لِشَهْوَةٍ إِلا لِطَلَبِ الْوَلَدِ، وعاصم بْن عُبَيْد الله لا يحتج بحديثه ولا بحديث الْوَاقِدِيّ. وزعم الْوَاقِدِيّ أن سمرة عُمَر وأدمته إنما جاءت من أكله الزيت عام الرمادة. وهذا منكر من القول. وأصح مَا فِي هَذَا الباب- والله أعلم- حديث سُفْيَان الثوري، عَنْ عَاصِم بْن بهدلة، عَنْ زر بْن حبيش، قال: رأيت عمر شديد الأدمة.

_ [1] الكتم- محركة: نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر. [2] من س. وسيجيء في رواية أخرى. [3] السبلة- محركة: ما على الشارب من الشعر، أو طرفه، أو مجتمع الشاربين أو ما على الذقن إلى طرف اللحية كلها أو مقدمها خاصة (القاموس) .

قال أنس: كَانَ أَبُو بَكْر يخضب بالحناء والكتم، وَكَانَ عُمَر يخضب بالحناء بحتا. قال أَبُو عُمَر: إنهما كانا يخضبان. وقد روي عَنْ مُجَاهِد- إن صح- أن عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ لا يغير شيبه. قال شُعْبَة، عَنْ سماك، عَنْ هِلال بْن عَبْد اللَّهِ: رأيت عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رجلا آدم ضخما، كأنه من رجال سدوس فِي رجليه روح [1] . ومن حديث ابْن عُمَر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر ابن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين أسلم ثلاث مرات، وَهُوَ يَقُول: اللَّهمّ أخرج مَا فِي صدره من غل، وأبدله إيمانا- يقولها ثلاثا. ومن حديث ابْن عُمَر أيضا قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله جعل الحق على لسان عُمَر وقلبه، ونزل القرآن بموافقته فِي أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر، وفي مقام إِبْرَاهِيم. وروي من حديث عقبة بْن عَامِر وَأَبِي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: لو كَانَ بعدي نبي لكان عُمَر. وَرَوَى سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ كَانَ فِي الأُمَمِ قَبْلَكُم مُحَدِّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ أَحَدٌ فَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. ورواه أَبُو داود الطيالسي، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

_ [1] الأروح: الّذي يتداني عقباه إذا مشى (الإصابة) .

وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ وَحَمْزَةَ ابني عبد الله بن عمر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى رَأَيْتَ الرَّيَّ يَخْرُجُ مِنْ أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْعِلْمُ. ورواه مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كنا نحدث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت ... وذكر مثله سواء. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا- أَوْ قَالَ قَصْرًا- وَسَمِعْتُ فِيهِ ضَوْضَأَةً [1] ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ. فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ فَقِيلَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَلَوْلا غِيرَتُكَ يَا أَبَا حَفْصٍ لدخلته. فبكى عمر، أَعَلَيْكَ يَغَارُ؟ أَوْ قَالَ: أَغَارُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُنِي فِي الْمَنَامِ وَالنَّاسُ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا إِلَى كَذَا وَمِنْهَا إِلَى كَذَا، وَمَرَّ عَلَيَّ عُمَرُ ابن الْخَطَّابِ يَجُرُّ قَمِيصَهُ. فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: الدِّينُ. هكذا رواه إِبْرَاهِيم بْن سَعْد فيما حدث بِهِ عَنْهُ الطَّيَالِسِيّ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَجَّاجٍ الزَّيَّاتُ الطَّبَرَانِيُّ، حدثنا الحسن بن محمد المدني،

_ [1] ضوضاة: هكذا في كل الأصول.

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ وَالنَّاسُ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ، وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ إِلَى الثَّدْيِ، وَمِنْهَا دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عمر ابن الْخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ. قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَالَ: الدِّينُ. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: خير الناس بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْر، ثُمَّ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وقال رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. وروى أبو معاوية، عن الأعمش، عن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ مَالِكٍ الدَّارِ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ قَحْطٌ فِي زَمَنِ عُمَرَ، فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتَسْقِ لأُمَّتِكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ هَلَكُوا. قَالَ: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ، وَقَالَ: إِيتِ عُمَرَ فَمُرْهُ أَنْ يَسْتَسْقِي لِلنَّاسِ، فَإِنَّهُمْ سَيُسْقَوْنَ، وَقُلْ لَهُ: عَلَيْكَ الْكِيسَ الْكِيسَ [1] . فَأَتَى الرَّجُلُ عُمَرَ فَأَخْبَرَهُ، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: يَا رَبِّ، مَا آلُو إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، يَا رَبِّ، مَا آلُو إِلا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ وقال ابْن مَسْعُود: مَا زلنا أعزة منذ أسلم عُمَر. وقال حذيفة: كَانَ علم الناس كلهم قد درس فِي علم عُمَر. وقال ابْن مَسْعُود: لو وضع علم أحياء العرب فِي كفة ميزان، ووضع علم

_ [1] الكيس: العقل.

عمر في كفة لرجح علم عمر. لقد كانوا يرون أَنَّهُ ذهب بتسعة أعشار العلم، ولمجلس كنت أجلسه مع عُمَر أوثق فِي نفسي من عمل سنة. وذكر عَبْد الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَر، قَالَ: لو أن رجلا قَالَ: عُمَر أفضل من أَبِي بكرٍ مَا عنفته، وكذلك لو قَالَ: علي أفضل من أَبِي بَكْر وَعُمَر لم أعنفه إذا ذكر فضل الشيخين وأحبهما وأثنى عليهما بما هما أهله. فذكرت ذَلِكَ لوكيع فأعجبه واشتهاه. قال: يدل على أن أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أفضل من عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سبقه لَهُ إِلَى الإسلام. وما رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت فِي المنام كأني وزنت بأمتي فرجحت، ثُمَّ وزن أَبُو بَكْر فرجح، ثُمَّ وزن عُمَر فرجح، وفي هَذَا بيان واضح فِي فضله على عُمَر. وقال عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا سابقت أَبَا بَكْر إِلَى خير قط إلا سبقني إِلَيْهِ، ولوددت أني شعرة فِي صدر أَبِي بَكْر. وذكر سيف بْن عُمَر، عَنْ عُبَيْدَة بْن مُعَتِّب، عَنْ إِبْرَاهِيم النخعي، قال: أول من ولى شيئا من أمور المسلمين عُمَر بْن الخطاب، ولاه أَبُو بَكْر القضاء، فكان أول قاض فِي الإسلام. وَقَالَ: اقض بين الناس، فإني فِي شغل، وأمر ابْن مَسْعُود بعس المدينة. وأما القصة التي ذكرت فِي تسمية عُمَر نفسه أمير المؤمنين، فذكر الزُّبَيْر، قَالَ: قَالَ عُمَر لما ولي: كَانَ أَبُو بَكْر يقال لَهُ خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكيف يقال لي خليفة خليفة رَسُول اللَّهِ، يطول هَذَا! قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة: أنت أميرنا، ونحن المؤمنون. فأنت أمير المؤمنين. قال: فذاك إذن.

قال أَبُو عُمَر: وأعلى من هَذَا فِي ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أبو أحمد ابن الْحُسَيْن بْن جَعْفَر بْن إِبْرَاهِيم، حَدَّثَنَا أَبُو زكريا يَحْيَى بْن أَيُّوب بْن بادي [1] العلاف، حَدَّثَنَا عُمَر بْن خَالِد، حَدَّثَنَا يعقوب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ مُوسَى بْن عقبة، عَنِ الزُّهْرِيّ أن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ سأل أَبَا بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي خيثمة، لأي شيء كَانَ أَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يكتب: من خليفة رَسُول اللَّهِ؟ وَكَانَ عُمَر يكتب: من خليفة أَبِي بَكْر؟ ومن أول من كتب عَبْد اللَّهِ أمير المؤمنين؟ فَقَالَ: حدثتني الشفاء- وكانت من المهاجرات الأول- أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كتب إِلَى عامل العراق أن ابعث إلي برجلين جلدين نبيلين، أسألهما عَنِ العراق وأهله. فبعث إِلَيْهِ عامل العراق لبيد بْن رَبِيعَة العامري، وعدي بْن حَاتِم الطائي، فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثُمَّ دخلا المسجد، فإذا هما بعمرو بْن الْعَاص، فقالا لَهُ: استأذن لنا على أمير المؤمنين يَا عَمْرو؟ فَقَالَ عَمْرو: أنتما والله أصبتما باسمه، نحن المؤمنون وَهُوَ أميرنا. فوثب عَمْرو، فدخل على عُمَر، فَقَالَ: السلام عليك يَا أمير المؤمنين. فقال عُمَر: مَا بدا لك فِي هَذَا الاسم؟ يعلم الله لتخرجن مما قلت أو لأفعلن. قال: إن لبيد بْن رَبِيعَة وعدي بْن حَاتِم قدما فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثُمَّ دخلا المسجد، وقالا لي: استأذن لنا يَا عَمْرو على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، أنت الأمير، ونحن المؤمنون. قال: فجرى الكتاب من يومئذ. قال أَبُو عُمَر: وكانت الشفاء جدة أَبِي بَكْر، وروينا من وجوه أن عمر

_ [1] في ى: نادى وهو تحريف (الاستيعاب ج 3- م 10)

ابن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يرمي الجمرة، فأتاه جمر فوقع على صلعته، فأدماه، وثمة رجل من بني لهب، فَقَالَ: أشعر أمير المؤمنين، لا يحج بعدها. قَالَ: ثُمَّ جاء إِلَى الجمرة الثانية، فصاح رجل: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ. فقال: لا يحج أمير المؤمنين بعد عامه هَذَا. فقتل عُمَر بعد رجوعه من الحج. قال مُحَمَّد بْن حَبِيب: لهب- مكسورة اللام: قبيلة من قبائل الأزد، تعرف فيها العيافة والزجر. قال أَبُو عُمَر: قتل عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سنة ثلاث وعشرين من ذي الحجة، طعنه أَبُو لؤلؤة فيروز غلام الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة لثلاث بقين من ذي الحجة- هكذا قَالَ الْوَاقِدِيّ. وغيره قَالَ: لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين. وَرَوَى سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، قَالَ: قُتِلَ عُمَرُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ لأَرْبَعٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَكَانَتْ خِلافَتُهُ عَشَرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. وقال أَبُو نُعَيْم: قتل عُمَر بْن الخطاب يَوْم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وكانت خلافته عشر سنين ونصفا. أَخْبَرَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: قَتَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضى الله (ظهر الاستيعاب ج 3- م 10)

عَنْهُ، فَطَعَنَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا، فَمَاتَ سِتَّةٌ، وَقَالَ: فَرَمَى عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بُرْنُسًا، ثُمَّ بَرَكَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَنَّهُ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَحَرَّكَ وَجَأَ نَفْسَهُ [1] فَقَتَلَهَا. ومن أحسن شيء يروى فِي مقتل عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأصحه مَا حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ شَعْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عن أبى إسحاق، عن عمرو ابن مَيْمُونَ، قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ يَوْمَ طُعِنَ، وَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ إِلا هَيْبَتُهُ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَرَضَ لَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ- غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- فَفَاجَأَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ تَسْتَوِي الصُّفُوفُ، ثُمَّ طَعَنَهُ ثَلاثَ طَعَنَاتٍ، فَسَمِعْتُ عُمَرَ وَهُوَ يَقُولُ: دُونَكُمُ الْكَلْبَ، فَإِنَّهُ قَتَلَنِي، وَمَاجَ النَّاسُ وَأَسْرَعُوا إِلَيْهِ، فَجُرِحَ ثَلاثَةُ عَشَرَ رَجُلا، فَانْكَفَأَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِهِ فَاحْتَضَنَهُ، فَمَاجَ النَّاسُ بَعْضَهُمْ فِي بَعْضٍ، حَتَّى قَالَ قَائِلٌ: الصَّلاةَ عِبَادَ اللَّهِ، طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، فَصَلَّى بِنَا بِأَقْصَرِ سُورَتَيْنِ فِي الْقُرْآنِ: إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ 110: 1. وإِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ 108: 1. وَاحْتُمِلَ عُمَرُ وَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّاسُ، فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ، اخْرُجْ فَنَادِ فِي النَّاسِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ: أَعَنْ مَلأٍ مِنْكُمْ هَذَا! فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ. أَعَنْ مَلأٍ منكم هذا؟ فقالوا: معاذ الله! والله

_ [1] في أسد الغابة: فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه. وفي ى: وجاء.

مَا عَلِمْنَا وَلا اطَّلَعْنَا. وَقَالَ: ادْعُوا لِيَ الطَّبِيبَ، فَدُعِيَ الطَّبِيبُ، فَقَالَ: أَيُّ الشَّرَابِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: النَّبِيذُ، فَسُقِيَ نَبِيذًا، فَخَرَجَ مِنْ بَعْضِ طَعَنَاتِهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا دَمُ صَدِيدٍ. قَالَ: اسْقُونِي لَبَنًا، فَخَرَجَ مِنَ الطَّعْنَةِ، فَقَالَ لَهُ الطَّبِيبُ: لا أَرَى أَنْ تُمْسِيَ، فَمَا كُنْتَ فَاعِلا فَافْعَلْ. وذكر تمام الخبر فِي الشورى، وتقديمه لصهيب فِي الصلاة، وقوله فِي علي عَلَيْهِ السلام: إن ولوها الأَجْلَح سلك بهم الطريق الأَجْلَح المستقيم- يَعْنِي عليا. وقوله فِي عُثْمَان وغيره. فَقَالَ لَهُ ابْن عُمَر: مَا يمنعك أن تقدم عليا؟ قَالَ: أكره أن أحملها حيا وميتا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ عَامِرِ بن عبد الله ابن الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَدَوْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى السُّوقِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدِي، فَلَقِيَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ- غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ- فَقَالَ: أَلا تُكَلِّمُ مولاي يضع عنى من حراجى! قَالَ: كَمْ خَرَاجُكَ؟ قَالَ: دِينَارٌ. قَالَ: مَا أَرَى أَنْ أَفْعَلَ، إِنَّكَ لَعَامِلٌ مُحْسِنٌ، وَمَا هَذَا بِكَثِيرٍ. ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَلا تَعْمَلْ لِي رَحًى؟ قَالَ: بَلَى. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ: لأَعْمَلَنَّ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. قَالَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي قَوْلُهُ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ فِي النِّدَاءِ لِصَلاةِ الصُّبْحِ خَرَجَ عُمَرُ إِلَى النَّاسِ يُؤْذِنَهُمْ لِلصَّلاةِ. قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وَأَنَا فِي مُصَلايَ وَقَدِ اضْطَجَعَ لَهُ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو لُؤْلُؤَةَ، فَضَرَبَهُ بِالسِّكِّينِ سِتَّ طَعَنَاتٍ إِحْدَاهُنَّ تَحْتَ سُرَّتِهِ وَهِيَ قَتَلَتْهُ، فَصَاحَ عُمَرُ: أَيْنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ؟ فَقَالُوا: هُوَ ذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: تَقَدَّمْ

فَصَلِّ بِالنَّاسِ، فَتَقَدَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَصَلَّى بِالنَّاسِ، وقرأ في الركعتين ب «قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ» 112: 1. وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1. وَاحْتَمَلُوا عُمَرَ فَأَدْخَلُوهُ مَنْزِلَهُ، فَقَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي. قَالَ: فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَقَالَ: مَنْ قَتَلَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالُوا: أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، فَرَجَعَ فَأَخْبَرَ عُمَرَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ قَتْلِي بِيَدِ رَجُلٍ يُحَاجِّنِي بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَذَكَرَ الْخَبَرَ فِي الشُّورَى بِتَمَامِهِ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا الدُّولابِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُجَاهِدٍ، قَالَ: اخْتُلِفَ عَلَيْنَا فِي شَأْنِ أَبِي لُؤْلُؤَةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ مَجُوسِيًّا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ نَصْرَانِيًّا، فَحَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ أَزْرَقَ نَصْرَانِيًّا، وَجَأَهُ بِسِكِّينٍ لَهُ طَرَفَانِ، فَلَمَّا جُرِحَ عُمَرُ جُرِحَ مَعَهُ ثَلاثَةَ عَشَرَ رَجُلا فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ أُخِذَ، فَلَمَّا أُخِذَ قَتَلَ نَفْسَهُ. واختلف فِي سن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْم مات، فقيل: توفي وَهُوَ ابْن ثلاث وستين سنة كسن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسن أَبِي بَكْر حين توفيا، رَوَى ذَلِكَ مِنْ وُجُوهٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، ومن قول الشعبي. وروى عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: تُوُفِّيَ عُمَرُ وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ- أَنَّ عُمَرَ قُبِضَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: تُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. وقال قَتَادَة توفي وَهُوَ ابْن اثنين وخمسين. وقيل: مات وَهُوَ ابْن ستين. وقيل: مات وَهُوَ ابْن ثلاث وستين. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بن الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زائدة ابن قُدَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: حدثنا أبو بردة، عن عوف ابن مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ النَّاسَ جُمِعُوا، فَإِذَا فِيهِمْ رَجُلٌ فَرَعَهُمْ، فَهُوَ فَوْقَهُمْ بِثَلاثَةِ أَذْرُعٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: عُمَرُ. قُلْتُ: لِمَ؟ قَالُوا: لأَنَّ فِيهِ ثَلاثَ خِصَالٍ، إِنَّهُ لا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. وَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ، وَشَهِيدٌ مُسْتَشْهِدٌ. قَالَ: فَأَتَى إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَصَّهَا عَلَيْهِ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ فَدَعَاهُ لِيُبَشِّرَهُ. قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ. قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَتُ «خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ» زَبَرَنِي [1] عُمَرُ، وَانْتَهَرَنِي، وَقَالَ: اسْكُتْ، تَقُولُ هَذَا وَأَبُو بَكْرٍ حَيٌّ! قَالَ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ، وَوَلِيَ عُمَرُ مَرَرْتُ بِالْمَسْجِدِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ. قَالَ: فَدَعَانِي، وَقَالَ: اقْصُصْ رُؤْيَاكَ، فَقَصَصْتُهَا. فَلَمَّا قُلْتُ: إِنَّهُ لا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ مِنْهُمْ. قَالَ: فَلَمَّا قُلْتُ: خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ. قَالَ: قَدِ اسْتَخْلَفَنِي اللَّهُ، فَسَلْهُ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلانِي. فَلَمَّا ذَكَرْتُ: شَهِيدٌ مُسْتَشْهِدٌ قَالَ: أَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا بَيْنَ أُظْهُرِكُمْ تَغْزُونَ وَلا أَغْزُو! ثُمَّ قَالَ: بَلَى يَأْتِي اللَّهُ بِهَا أَنَّى شَاءَ.

_ [1] زبرني: منعني واتهرني.

أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ سَيِّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ الدَّيْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ قَمِيصًا أَبْيَضَ، وَقَالَ: جَدِيدٌ قَمِيصُكَ أَمْ غَسِيلٌ؟ قَالَ: بَلْ غَسِيلٌ. قَالَ: الْبِسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمِتْ شَهِيدًا، وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وروى مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ قَالَ: صَلَّى عُمَر على أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين مات، وصلى صُهَيْب على عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قَالَ فِي انصرافه من حجته التي لم يحج بعدها: الحمد للَّه ولا إله إلا الله، يعطي من يشاء مَا يشاء، لقد كنت بهذا الوادي- يَعْنِي ضجنان [1]- أرعى إبلا للخطاب، وَكَانَ فظا غليظا يتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أصبحت وأمسيت، وليس بيني وبين الله أحد أخشاه، ثُمَّ تمثل: لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويودي المال والولد لم تغن عَنْ هرمز يوما خزائنه ... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ولا سُلَيْمَان إذ تجري الرياح لَهُ ... والجن والإنس فيما بينها برد أين الملوك التي كانت لعزتها ... من كل أوبٍ إليها وافد يفد حوض هنالك مورود بلا كذبٍ ... لا بد من ورده يوما كما وردوا وروينا عَنْ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ فِي حين احتضر ورأسه فِي حجر ابنه عبد الله: ظلوم لنفسي غير أني مُسْلِم ... أصلي الصلاة كلها وأصوم

_ [1] ضجنان: جبل بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا، وهو محرك. وابن دريد يسكن جيمه (ياقوت) .

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَذَنَ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَحْجُجْنَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ- قَالَتْ: فَلَمَّا ارْتَحَلَ مِنَ الْخَطْمَةِ أَقْبَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مُتَلَثِّمٌ، فَقَالَ، وَأَنَا أَسْمَعُ: أَيْنَ كَانَ مَنْزِلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ قَائِلٌ- وَأَنَا أَسْمَعُ: هَذَا كَانَ مَنْزِلُهُ، فَأَنَاخَ فِي مَنْزِلِ عُمَرَ، ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى: عَلَيْكَ سَلامٌ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ ... يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بواثق فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِبَعْضِ أَهْلِي: أَعْلِمُونِي مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ فَذَهَبُوا فَلَمْ يَجِدُوا فِي مَنَاخِهِ أَحَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ: فو الله إِنِّي لأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ. فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ قَالَ النَّاسُ هَذِهِ الأَبْيَاتُ لِلشَّمَّاخِ بْنِ ضِرَارٍ، أَوْ لأَخِيهِ مُزَرِّدٍ. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: كانوا إخوة ثلاثة كلهم شاعر. وَرَوَى مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن عروة، عن عائشة قالت: ناحت الجن على عُمَر قبل أن يقتل بثلاث فقالت: أبعد قتيلٍ بالمدينة أظلمت [1] ... لَهُ الأرض تهتز العضاة بأسوق

_ [1] في أسد الغابة: أصبحت.

(1879) عمر بن سراقة بن المعتمر بن أنس القرشي العدوي.

جزى الله خيرا من إمامٍ وباركت ... يد الله فِي ذاك الأديم الممزق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق فِي أكمامها لم تفتق فما كنت أخشى أن يكون وفاته [1] ... بكفى سبتني أزرق العين مطرق [2] ويروى بكفى سبنت، والسبنتى: النمر الجريء. وقد تمد السبنتاء. والمطرق: الحنق، قال الملتمس: فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع لصمّما [3] (1879) عمر بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس القرشي العدوي. شهد بدرا هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن سراقة. وقال مصعب فِيهِ: عَمْرو بن سراقة. (1880) عمر بْن سَعْد، أَبُو كبشة الأنماري، هُوَ مشهور بكنيته، وقد قيل: إن اسم أَبِي كبشة سَعْد بْن عَمْرو، والأول أصح. يعد فِي أهل الشام، وأكثر حديثه عندهم. وقد روى عنه الكوفيون. (1881) عمر بْن سُفْيَان بْن عبد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخو الأسود بْن سُفْيَان، وهبار بْن سُفْيَان، كَانَ ممن هاجر إِلَى أرض الحبشة. (1882) عمر بْن أَبِي سَلَمَة بْن عبد الأسود بن هلال بن عبد الله بن عمر بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ، ربيب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أمه أم سلمة المخزومية أم المؤمنين، يكنى أَبَا حفص. ولد فِي السنة الثانية من الهجرة بأرض الحبشة.

_ [1] في أسد الغابة: مماته. [2] السبنتى: النمر. وقيل الأسد. والبيت منسوب في اللسان إلى الشماخ في رثاء عمر بن الخطاب. قال: قال ابن بري: البيت لمزرد أخى الشماخ (سبت) [3] اللسان- صمم.

(1883) عمر بن عمير بن عدى بن نابي الأنصاري السلمي.

وقيل: إنه كَانَ يَوْم قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن تسع سنين، وشهد مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الجمل، واستعمله علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على فارس والبحرين. وتوفي بالمدينة فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان سنة ثلاث وثمانين. حفظ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عَنْهُ أحاديث. وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وَأَبُو أمامة بْن سَهْل بْن حنيف، وعروة بن الزبير. (1883) عمر بْن عُمَيْر بْن عدي بْن نابي الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ. هو ابْن عم ثعلبة بْن غنمة بْن عدي بْن نابي، وَابْن عم غنم بْن عَامِر بْن عدي، شهد مشاهد مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (1884) عمر بْن عوف النخعي. مذكور فِي حديث ابْن السعدي، وذلك أن مَالِك بْن يخامر [1] رَوَى عَنِ ابْن السعدي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: لا تنقطع الهجرة ما دام الكفار يقاتلون. فقال مُعَاوِيَة، وَعُمَر بْن عوف النخعي، وعبد الله بْن عَمْرو بْن الْعَاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الهجرة هجرتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إِلَى الله ورسوله. (1885) عمر بْن يَزِيد الكعبي الخزاعي. قَالَ: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان مما حفظت من كلامه قَالَ: أسلم سالمها الله من كل آفةٍ إلا الموت، فإنه لا يسلم منه معترف بِهِ ولا غيره. وغفار غفر الله لهم ولا حي أفضل من الأنصار.

_ [1] يخامر- بفتح التحتانية والمعجمة وكسر الميم (التقريب) .

باب عمرو

باب عمرو (1886) عمرو بْن أَبِي أثاثة بْن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج [1] بْن عدي بْن كَعْب. كَانَ من مهاجرة الحبشة، وأمه النابغة بِنْت حرملة. فهو أخو عَمْرو بْن الْعَاص لأمه. (1887) عمرو بْن الأحوص بْن جَعْفَر بْن كلاب الْجُشَمِيّ [2] الكلابي. اختلف فِي نسبه. هُوَ والد سُلَيْمَان بْن عَمْرو. وَرَوَى عَنْهُ ابنه سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الأحوص. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خطبته فِي حجة الوداع وفي رمي الجمار أيضا، يقال: إنه شهد حجة الوداع مع أمه وامرأته، وحديثه فِي الخطبة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صحيح. (1888) عمرو بْن أحيحة بْن الجلاح [3] الأَنْصَارِيّ، ذكره ابْن أَبِي حَاتِم عَنْ أَبِيهِ فيمن رَوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة. قال: وسمع من خزيمة ابن ثَابِت. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن علي بْن السائب، وَهَذَا لا أدري مَا هُوَ، لأن عمرو ابن أحيحة هُوَ أخو عبد المطلب بْن هاشم لأمه، وذلك أن هاشم بْن عبد مناف كانت تحته سلمى بِنْت زَيْد من بني عدي بْن النجار، فمات عنها، فخلف عليها بعده أحيحة بْن الجلاح، فولدت لَهُ عَمْرو بن أحيحة، فهو أخو عبد المطلب

_ [1] في أسد الغابة: عرمج. [2] بضم الجيم وفتح المعجمة (التقريب) . [3] أحيحة- بمهملتين مصغره والجلاح بضم الجيم وتخفيف اللام (التهذيب) .

(1889) عمرو بن أخطب،

لأمه. هذا قول أهل النسب والخبر، وإليهم يرجع فِي مثل هَذَا، ومحال أن يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن خزيمة بْن ثَابِت من كَانَ فِي السن والزمن اللذين وصفت. وعساه أن يكون حفيدا لعمرو بْن أحيحة يسمى عمرا فنسب إِلَى جده. وإلا فما ذكره ابْن أَبِي حَاتِم وهم لا شك فِيهِ وباللَّه التوفيق. (1889) عمرو بْن أخطب، أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ. هو مشهور بكنيته، يقال: إنه من بني الْحَارِث بْن الخزرج، غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوات، ومسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم على رأسه، ودعا له بالجمال، فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفا، وما فِي رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض، هو جدّ عزرة ابن ثَابِت. روى عَنْهُ أنس بْن سِيرِين، وَأَبُو الخليل، وعلباء بْن أحمر، وتميم بْن حويص، وأبو نهيك، وسعيد بْن قطن. (1890) عمرو بْن أراكة [1] الثقفي، سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهى عَنِ المثلة، ويأمر بالصدقة، يعد في البصريين. (1891) [عمرو بْن أُمَيَّة بْن أَسَد بْن عبد العزى بْن قصي القرشي الأسدي. هاجر إِلَى أرض الحبشة ومات بها] [2] . (1892) عمرو بْن أُمَيَّة بْن خويلد بْن عَبْد اللَّهِ بْن إِيَاس بْن عُبَيْد [3] بْن ناشرة بْن كَعْب بْن جدي بْن ضمرة الضمري، من بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن علي ابن كنانة، يكنى أَبَا أُمَيَّة، وروى الأوزاعي، عَنْ يحيى بن أبى كثير، قال: حدثني

_ [1] في أسد الغابة: وقيل ابن أبى أراكه. [2] من س. [3] في التهذيب: بن عبد بن ناشر.

(1892) عمرو بن الأهتم التميمي المقري، أبو ربعي.

أَبُو قلابة الجرمي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو المهاجر، قال: حدثني أبو أمية عمرو ابن أمية الضمريّ. (1892) عمرو بْن الأهتم التميمي المقري، أَبُو ربعي. والأهتم أبوه، واسمه سنان ابْن خَالِد بْن سمي. ويقال: إنه سنان بْن سمي [1] بْن سنان بن خالد بن منقر ابن عُبَيْد بْن الْحَارِث، وَهُوَ مقاعس بْن عَمْرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة ابن تميم. ويقال: إن قَيْس بْن عَاصِم ضربه بقوس فهتم فمه، فسمي بالأهتم، وقال خليفة بْن خياط- بعد أن نسبه النسب الَّذِي ذكرناه: كَانَ أبوه الأهتم وَهُوَ سنان بْن خَالِد من بني منقر مهتوما من سنه. قال: وَقَالَ أَبُو اليقظان: أم عَمْرو بْن الأهتم بِنْت فدكي بْن أعبد [2] [بْن الأهتم [3]] ، ويكنى عَمْرو بْن الأهتم أَبَا ربعي. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدا فِي وجوه قومه من بني تميم، فأسلم، وذلك فِي سنة تسعٍ من الهجرة، وَكَانَ فيمن قدم معه الزبرقان بْن بدر، وقيس بْن عَاصِم، ففخر الزبرقان، فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، أنا سيد تميم، والمطاع فيهم، والمجاب فيهم، آخذ لهم بحقوقهم، وأمنعهم من الظلم، وَهَذَا يعلم ذَلِكَ- يَعْنِي عَمْرو بْن الأهتم. فقال عَمْرو: إنه لشديد العارضة، مانع لجانبه، مطاع فِي أدانيه. فقال الزبرقان: لقد كذب يَا رَسُول اللَّهِ، وما منعه من أن يتكلم إلا الحسد. فقال عَمْرو: أنا أحسدك! فو الله إنك لئيم الخال، حديث المال، أحمق

_ [1] في س: ويقال سنان أبو سمى. [2] في س: أم عمرو بن الأهتم اسمها منة بنت فدكي. [3] ليس في س.

الولد، مبغّض في العشيرة، فو الله مَا كذبت فِي الأولى، ولقد صدقت فِي الثانية، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن من البيان لسحرا. وروي أن قدومه على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ، وفي وفد تميم سبعون أو ثمانون رجلا، فيهم الأقرع بْن حابس، والزبرقان بْن بدر، وعطارد ابن حاجب، وقيس بْن عَاصِم، وَعَمْرو بْن الأهتم، وهم الذين نادوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وراء الحجرات، وخبرهم طويل. ثُمَّ أسلم القوم، وبقوا بالمدينة مدةً يتعلمون القرآن والدين، ثُمَّ أرادوا الخروج إِلَى قومهم، فأعطاهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكساهم، وَقَالَ: أما بقي منكم أحد! وَكَانَ عَمْرو بْن الأهتم فِي ركابهم. فقال قَيْس بْن عَاصِم- وَهُوَ من رهط عَمْرو، وقد كَانَ مشاحنا لَهُ: لم يبق منا أحد إلا غلام حدث فِي ركابنا، وأزرى بِهِ، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل مَا أعطاهم، فبلغ عمرا مَا قَالَ قَيْس، فقال له عمرو: ظللت مفترش العلياء [1] تشتمني ... عند النَّبِيّ فلم تصدق ولم تصب إن تبغضونا فإن الروم أصلكم ... والروم لا تملك البغضاء للعرب فإن سؤددنا عود وسؤددكم ... مؤخر عِنْدَ أصل العجب والذنب وكان خطيبا جميلا، يدعى المكحل لجماله، بليغا شاعرا محسنا، يقال: إن شعره كَانَ حللا منتشرة، وَكَانَ شريفا فِي قومه، وَهُوَ القائل: ذريني فإن البخل يَا أم هيثم [2] ... لصالح أخلاق الرجال سروق

_ [1] في الإصابة: الهلباء. قال ابن فتحون: أراد بالهلباء ابنته فإنّها لكثيرة الشعر. وأنشدها ابن عبد البر: العلياء فنسب إلى تصحيفه. [2] في أسد الغابة: يا أم هاشم. وفي س: يا أم مالك. وانظر المفضليات: 123.

(1893) عمرو بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.

وفيها يَقُول: لعمرك مَا ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق وقد ذكرنا الأبيات بتمامها فِي كتاب «بهجة المجالس» ، وذكرنا خبره مع الزبرقان بألفاظٍ مختلفة عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كتاب «التمهيد» . من ولده خَالِد بْن صَفْوَان بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الأهتم. (1893) عَمْرو بْن أوس بْن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بْن مَالِك بْن الأوس. شهد أحدا، والخندق، وما بعد ذَلِكَ من المشاهد مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدا (1894) عمرو بْن أَبِي أويس بْن سَعْد بْن أَبِي سرح بْن الحارث بن حذيفة ابن نَصْر بْن مَالِك بْن حسل القرشي العامري. قتل يَوْم اليمامة شهيدا. (1895) عمرو بْن إِيَاس بْن زَيْد بْن جشم. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وَهُوَ رجل من اليمن حليف للأنصار، شهد بدرا، وأحدا. وقال ابْن هِشَام: عَمْرو بْن إِيَاس هَذَا يقال إنه أخو ربيع بْن إِيَاس وورقة [1] بْن إِيَاس. (1796) عمرو بْن إِيَاس الأَنْصَارِيّ، من بني سَالِم بْن عوف، قتل يوم أحد شهيدا، لم يذكره ابن إسحاق. (1897) عمرو بْن بلال الأَنْصَارِيّ، ويقال عَمْرو بْن عمير، وقد ذكرنا

_ [1] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش: وذفة بالذال. قال فيه في حرف الواو: وصوابه ودفة بالدال وهي الروضة.

(1898) عمرو بن تغلب العبدي.

الاختلاف فِيهِ، ليس لَهُ غير هَذَا الحديث الَّذِي ذكرنا. شهد عَمْرو بْن بلال صفين مع علي بن أبي طالب رضى الله عَنْهُ. قال ابْن الكلبي: وَكَانَ من المهاجرين. (1898) عمرو بْن تغلب العبدي. من عبد القيس ويقال: إنه من النمر بْن قاسط، يعد فِي أهل البصرة. رَوَى عَنْهُ الْحَسَن بْن أبى الحسن، والحكم ابن الاعرج، يقال: هُوَ من أهل جؤاثي [1] . حَدَّثَنَا [أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا [2]] مَسْلَمَةُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَغْلِبَ، قَالَ: لَقَد قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا حُمْرَ النَّعَمِ، أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، فَأَعْطَى قَوْمًا، وَمَنَعَ قَوْمًا، وَقَالَ: إِنَّا لَنُعْطِي قَوْمًا نَخْشَى هَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ، وَأَكِلُ قَوْمًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الإِيمَانِ، وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَالٍ، فَأَعْطَى قَوْمًا وَمَنَعَ آخَرِينَ، فَبَلَغَهُ أَنَّهُمْ عَتَبُوا، فَقَالَ: إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَأَمْنَعُ الرَّجُلَ، وَالَّذِي أَدَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي أُعْطِي، أعطى

_ [1] جؤاثاء- بالضم وبين الألفين ثاء مثلثة يمد ويقصر: حصن لعبد القيس بالبحرين (ياقوت) . [2] من س.

(1899) عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري.

أَقْوَامًا لِمَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْجَزَعِ وَالْهَلَعِ، وَأَكِلُ أَقْوَامًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الْغِنَاءِ وَالْخَيْرِ [1] ، وَمِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. قَالَ عَمْرٌو: فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِكَلِمَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُمْرَ النَّعَمِ. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ وَيُونُسُ وَحُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جَاءَنَا اللَّيْلَةُ شَيْءٌ فَآثَرْنَا بِهِ قَوْمًا خَشِينَا هَلَعَهُمْ وَجَزَعَهُمْ، وَوَكَّلْنَا قَوْمًا إِلَى مَا جَعَلَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ الإِيمَانِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ تَغْلِبَ. وكان عَمْرو بْن تغلب يَقُول: مَا يسرني بها حمر النعم. أنبأنا أَحْمَد بْن عُمَر [2] ، حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد بْن بندار، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم ابْن شاذان، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري، حدثنا أبو يعلى زكريا ابن يَحْيَى بْن خلاد، حَدَّثَنَا الأصمعي، حَدَّثَنَا الصعق بن حزن، عن قتادة، قال: هاجر من بَكْر بْن وائل أربعة: رجلان من بني سدوس: الأسود بن ابن عبد الله من أهل اليمامة، وبشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب من النمر ابن قاسط، وفرات بن حيان من بني عجل. (1899) عمرو بْن ثَابِت بْن وقش بْن زغبة بْن زعوراء بْن عبد الأشهل الأَنْصَارِيّ. استشهد يَوْم أحد، وَكَانَ ابْن أخت حذيفة بْن اليمان، أمه ليا [3] بِنْت اليمان. وهو الَّذِي قيل إنه دخل الجنة، ولم يصل للَّه سجدة فيما ذكره الطبري. وفيه نظر.

_ [1] في س: من الغنى والخير. [2] في ى: عمرو. [3] في س: ليلى. وفي هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش ما لفظه ليلى عن الطبراني والعدوي.

(1900) عمرو بن ثبى

(1900) عمرو بْن ثبي قَالَ، سيف بْن عُمَر [1] عَنْ رجاله: هُوَ أول من أشار على النعمان بْن مقرن حين استشار أهل الرأي فِي مناجزة أهل نهاوند، وَكَانَ عَمْرو بْن ثبي من أكبر الناس سنا يومئذ. (1901) عمرو بْن ثعلبة الجهني، حديثه عِنْدَ الوضاح بْن سَلَمَة الجهني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بْن ثعلبة الجهني- أَنَّهُ حين أسلم مسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجهه [2] ودعا له بالبركة. (1902) عمرو بن ثعلبة بن وهب بن عدي بن مالك بن عدي بن عامر بن غم بْن عدي بْن النجار، أَبُو حكيم أو حكيمة الأَنْصَارِيّ، هُوَ مشهور بكنيته. شهد بدرا وأحدا. (1903) عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سَلَمَة الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ، من بني جشم بْن الخزرج. شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، ودفن هُوَ وعبد الله بْن عَمْرو بْن حرام فِي قبرٍ واحدٍ، وكانا صهرين، وَكَانَ عَمْرو بْن الجموح أعرج فقيل لَهُ يَوْم أحد: والله مَا عليك من حرج، لأنك أعرج، فأخذ سلاحه وولى، وَقَالَ: والله إِنِّي لأرجو أن أطأ بعرجتي هَذِهِ فِي الجنة. فلما ولى أقبل على القبلة وَقَالَ: اللَّهمّ ارزقني الشهادة، ولا تردني إِلَى أهلي خائبا، فلما قتل يَوْم أحد جاءت زوجته هند بِنْت عَمْرو بْن حرام فحملته، وحملت أخاها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو

_ [1] هكذا في س، وأسد الغابة، وفي ى: عمرو. [2] في أسد الغابة: مسح رأسه.

ابن حرام على بعير، ودفنا جميعا فِي قبرٍ واحدٍ، ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نفسي بيده إن منكم لمن لو أقسم على الله لأبره، منهم عَمْرو بْن الجموح. ولقد رأيته يطأ فِي الجنة بعرجته. وقيل: إن عَمْرو بْن الجموح وابنه خلاد بْن عَمْرو بْن الجموح حملا جميعا على المشركين حين انكشف المسلمون، فقتلا جميعا. وذكره [1] الغلابي، عَنِ الْعَبَّاس بْن بكار، عَنْ أَبِي بَكْر الهذلي، عَنِ الزُّهْرِيّ والشعبي. قال الغلابي: وأخبرناه أَيْضًا ابْنُ عَائِشَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالُوا: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ؟ فَقَالُوا: الجد بن قيس على بخل فيه. فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى [2] مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ الْجَعْدُ الأَبْيَضُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ وقال شاعر الأنصار في ذلك: وَقَالَ رَسُول اللَّهِ- والحق قوله ... لمن قَالَ منا: من تسمون سيدا فقالوا لَهُ: جد بْن قيسٍ على التي ... نبخله فيها وإن كَانَ أسودا فتى مَا تخطى خطوةً لدنيةٍ ... ولا مد فِي يومٍ إِلَى سوءةٍ يدا فسود عَمْرو بْن الجموح لجوده ... وحق لعمرو بالندى أن يسودا إذا جاءه السؤال أذهب [3] ماله ... وَقَالَ: خذوه إنه عائد غدا فلو كنت يَا جد بْن قيسٍ على التي ... على مثلها عمرو لكنت مسوّدا

_ [1] في س: وذكر. [2] في ى: أدوا. وفي النهاية: وأي داء أدوى من البخل، أي أي عيب أقبح منه والصواب أدوا بالهمز، ولكن هكذا يروى. [3] في س: أنهب ماله.

هكذا ذكره الغلابي، وكذلك ذكره أَبُو خليفة الْفَضْل بْن الْحُبَاب الْجُمَحِيّ القاضي بالبصرة، عَنْ عُبَيْد الله بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن حفص التيمي المعروف بابن عَائِشَة، عَنْ بشر بْن المفضل، عَنِ ابْن شبرمة، عَنِ الشَّعْبِيّ، إلا أَنَّهُ ذكر الشعر عَنِ ابْن عَائِشَة لبعض الأنصار ولم يذكره فِي إسناده عَنِ الشَّعْبِيّ. وَقَدْ رَوَى حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ابن جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى [1] مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمُ الأَبْيَضُ الْجَعْدُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وذكره الكديمي، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي الأسود، عَنْ حميد بْن الأسود، عَنْ حجاج الصواف، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنْ جَابِر، قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بني عَمْرو بْن سَلَمَة، من سيدكم؟ فذكر مثله سواء. وأما ابْن إِسْحَاق ومعمر فذكرا عَنِ الزُّهْرِيّ هذه القصة لبشر بن البراء ابن معرور على مَا ذكرناه فِي باب بشر [2] بْن البراء بْن معرور. وَذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمٍ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عن حجاج، عن أبى الزبير، عن

_ [1] في ى: أدوأ. [2] صفحة 167

(1904) عمرو بن الحارث،

جَابِرٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِبَنِي سَلَمَةَ: مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلَمَةَ؟ قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ! بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ. وكان على أصنامهم فِي الجاهلية، وَكَانَ يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوّج. (1904) عمرو بْن الْحَارِث، ويقال: عَامِر بْن الْحَارِث بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعَة بن هلال بن مالك بن ضبة [1] بن الْحَارِث بْن فهر القرشي الفهري، كَانَ قديم الإسلام بمكة، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية فِي قول ابْن إِسْحَاق والواقدي، ولم يذكره ابْن عقبة ولا أَبُو معشر فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة، وذكره ابْن عقبة في البدريين. (1905) عمرو بْن الْحَارِث بْن أَبِي ضرار [2] بْن عائذ بْن مَالِك بْن خزيمة، وَهُوَ المصطلق بْن سَعْد بْن كَعْب بْن عَمْرو، وَهُوَ خزاعة المصطلقي الخزاعي، أخو جويرية بِنْت الْحَارِث بْن أَبِي ضرار بْن عائذ زوج النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روى عنه أبو وائل شقيق بْن سَلَمَة، وَأَبُو إِسْحَاق السبيعي. حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حدثنا الحارث ابن أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَنْبَأَنَا زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم أخى

_ [1] في هوامش الاستيعاب: الصواب هلال بن أهيب بن ضبة. [2] بكسر المعجمة (التقريب) .

(1906) عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمرو [1] بن مخزوم القرشي المخزومي،

امْرَأَتِهِ، قَالَ: تاللَّه مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا، وَلا عَبْدًا وَلا أَمَةً وَلا شَيْئًا إِلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاحَهُ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صدقة. (1906) عمرو بْن حريث بْن عَمْرو بْن عُثْمَان بن عبد الله بن عمرو [1] بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ، يكنى أَبَا سَعِيد، رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع منه، مسح برأسه، ودعا لَهُ بالبركة، وخط لَهُ بالمدينة دارا بقوس وقيل: قبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن اثنتي عشرة سنة. نزل الكوفة وابتنى بها دارا وسكنها. وولده بها، وزعموا أَنَّهُ أول قرشي اتخذ بالكوفة دارا، وَكَانَ لَهُ فيها قدر وشرف، وَكَانَ قد ولي إمارة الكوفة ومات بها سنة خمس وثمانين، وَهُوَ أخو سَعِيد بْن حريث. من حديث عَمْرو بْن حريث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رآه يصلي في نعلين مخصوفتين (1907) عمرو بْن حزم بْن زَيْد بْن لوذان الخزرجي الْبُخَارِيّ، من بني مَالِك بْن النجار. من ينسبه [2] فِي بني مَالِك بْن النجار يَقُول: عَمْرو بْن حزم بْن لوذان بْن عَمْرو بْن [عبد بْن] [3] عوف بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار الأَنْصَارِيّ. ومنهم من ينسبه فِي بني مَالِك بْن جشم بْن الخزرج. ومنهم من ينسبه فِي بني ثعلبة بْن زَيْد بْن مناة بْن حَبِيب بْن عبد حارثة بن

_ [1] في س: عمر. [2] في ى: ومنهم من ينسبه. وفي س: ومن نسبه. [3] من س. وفي أسد الغابة: بن عبد عون.

(1908) عمرو بن الحكم القضاعي، ثم القيني.

مَالِك. أمه من بني ساعدة، يكنى أَبَا الضحاك، لم يشهد بدرا فيما يقولون. أول مشاهده الخندق، واستعمله رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أهل نجران، وهم بنو الْحَارِث بْن كَعْب، وَهُوَ ابْن سبع عشرة سنة، ليفقههم فِي الدين، ويعلم القرآن، ويأخذ صدقاتهم، وذلك سنة عشر بعد أن بعث إليهم خَالِد بْن الْوَلِيد، فأسلموا، وكتب لَهُ كتابا فِيهِ الفرائض والسنن والصدقات والديات ومات بالمدينة سنة إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين. وقد قيل: إن عَمْرو بْن حزم توفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي اللَّهُ عَنْهُ بالمدينة. وروى عَنْ عَمْرو بْن حزم ابنه مُحَمَّد. وروى عَنْهُ أيضا النَّضْر بْن عَبْد اللَّهِ السُّلَمِيّ، وزياد بْن نُعَيْم الحضرميّ (1908) عمرو بْن الحكم القضاعي، ثُمَّ القيني. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاملا على بني القين. لا أعرفه بغير ذَلِكَ، فلما ارتد بعض عمال قضاعة كَانَ عَمْرو بْن الحكم وامرؤ القيس بْن الأصبغ ممن ثبت على دينه. (1909) عمرو بْن الحمق [1] بْن الكاهن بْن حَبِيب الخزاعي، من خزاعة عِنْدَ أكثرهم. ومنهم من ينسبه فيقول: هُوَ عَمْرو بْن الحمق، والحمق هُوَ سَعْد بْن كَعْب، هاجر إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الحديبية. وقيل: بل أسلم عام حجة الوداع، والأول أصح. صحب النبيّ صلى الله عليه وسلم

_ [1] الحمق- بكسر المهملة وكسر الميم بعدها قاف. والكاهن- بالنون. وانظر الطبقات: 6- 15، وفي التقريب. وقال: كاهل.

(1910) عمرو بن خارجة بن المنتفق [1] الأسدي حليف أبى سفيان بن حرب.

وحفظ عَنْهُ أحاديث، وسكن الشام، ثُمَّ انتقل إِلَى الكوفة فسكنها. وروى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر، ورفاعة بْن شداد، وغيرهما. وكان ممن سار إِلَى عُثْمَان. وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عَلَيْهِ الدار فيما ذكروا، ثُمَّ صار من شيعة علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وشهد معه مشاهده كلها: الجمل، والنهروان، وصفين، وأعان حجر بْن عدي، ثُمَّ هرب فِي زمن زِيَاد إِلَى الموصل، ودخل غارا فنهشته حية فقتلته، فبعث إِلَى الغار فِي طلبه، فوجد ميتا، فأخذ عامل الموصل رأسه، وحمله إِلَى زِيَاد، فبعث بِهِ زِيَاد إِلَى مُعَاوِيَة، وَكَانَ أول رأس حمل فِي الإسلام من بلد إِلَى بلد. وكانت وفاة عَمْرو بْن الحمق الخزاعي سنة خمسين. وقيل: بل قتله عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان الثقفي، عم عَبْد الرَّحْمَنِ بن أم الحكم سنة خمسين. (1910) عمرو بْن خارجة بْن المنتفق [1] الأسدي حليف أَبِي سُفْيَان بْن حرب. سكن الشام. وروى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن غنم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سمعه يَقُول فِي خطبته: إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارثٍ، والولد للفراش، وللعاهر الحجر. وَرَوَى عَنْهُ شهر بْن حوشب. (1911) عمرو بْن أَبِي خزاعة، ليس بالمعروف. روى عَنْهُ مكحول في صحبته نظر. (1912) عمرو بْن خَلَف بْن عُمَيْر بْن جدعان القرشي التيمي. هو المهاجر

_ [1] المنتفق- بضم الميم وسكون النون وفتح المثناة وكسر الفاء ويقال: (الخلاصة والمعنى) .

(1913) عمرو بن رافع المزني،

ابن قنفذ بْن عُمَيْر. والمهاجر اسمه عَمْرو. وقنفذ اسمه خَلَف، غلب على كل واحدٍ منهما لقبه. وقد ذكرت [1] المهاجر فِي باب الميم بما يغني عَنْ ذكره هاهنا، لأنه لا يعرف إلا بالمهاجر. (1913) عمرو بْن رَافِع الْمُزْنِيّ، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النّحر بعد الظهر على بغلته البيضاء، وعلى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رديفه. (1914) عَمْرو بْن رئاب بْن مهشم بْن سَعِيد بْن سهم القرشي السهمي، يقال لَهُ أيضا عُمَيْر. كان من مهاجرة الحبشة، وقتل بعين التمر مع خالد ابن الوليد. [1915) عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس الأَنْصَارِيّ. ذكره ابْن عقبة فِي البدريين] [2] . (1916) عمرو بْن سَالِم بْن كلثوم الخزاعي، حجازي، رَوَى حديثه المكيون حيث خرج مستنصرا من مكة إِلَى المدينة حَتَّى أدرك رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فأنشأ يقول: يَا رب [3] إِنِّي ناشد محمدا ... حلف أَبِيهِ وأبينا الأتلدا إن قريشا أخلفتك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكّدا وزعموا أن لست تدعوا أحدا ... وهم أذلّ وأقلّ عددا

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب. [2] من س. [3] في أسد الغابة: لاهم ... حلف أبينا وأبيه ...

(1917) عمرو بن سراقة بن المعتمر بن أنس بن أداة بن رزاح [6] بن عبد الله ابن قرط بن رزاح بن عدى القرشي العدوي.

قد [1] جعلوا لي بكداء [2] رصدا ... فادع [3] عباد الله يأتوا مددا فيهم رَسُول اللَّهِ قد تجردا ... أبيض مثل البدر ينمو صعدا إن سيم خسفا وجهه تربدا ... في فيلقٍ كالبحر يجري مزبدا قد قتلونا بالصعيد هجدا ... نتلو القرآن ركعا وسجدا ووالدا كنا وكنت [4] الولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا فانصر رَسُول اللَّهِ [5] نصرا أبدا فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعبٍ. (1917) عمرو بْن سراقة بْن المعتمر بْن أنس بْن أداة بْن رزاح [6] بن عبد الله ابن قرط بْن رزاح بْن عدي القرشي العدوي. شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عُثْمَان هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن سراقة. (1918) عمرو بْن أَبِي سرح بْن رَبِيعَة بْن هلال بن أهيب [7] بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري، يكنى أَبَا سَعِيد، كَانَ من مهاجرة الحبشة، هُوَ وأخوه وَهْب بْن أَبِي سرح، وشهدا جميعا بدرا، هكذا قال

_ [1] في ى: وقد. [2] في س: جعلوا لي في كداء. [3] في س: فادعوا. [4] في س: وأنت. وفي أسد الغابة: كنت لنا أبا وكنا ولدا. [5] في س: فانصر هداك الله. [6] في س: رياح. وانظر الطبقات 3- 281. وفي الإصابة: بن رياح [7] في أسد الغابة: بن مالك.

(1919) عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.

مُوسَى بْن عقبة وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق: عَمْرو بن أبى سرح، وكذلك قال هشام ابن مُحَمَّد وَقَالَ الْوَاقِدِيّ، وَأَبُو معشر: هُوَ مَعْمَر بْن أَبِي سرح، وقالا: شهد بدرا، وأحدا، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومات بالمدينة سنة ثلاثين فِي خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ذكره الطبري رحمه الله. (1919) عمرو بْن سَعِيد بْن الْعَاص بْن أُمَيَّة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. كان ممن هاجر الهجرتين جميعا هُوَ وأخوه خالد ابن سَعِيد بْن الْعَاص إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ إِلَى المدينة، وقدما معا على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان إسلام خَالِد بْن سَعِيد قبل إسلام أخيه عَمْرو بيسير، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية مع امرأته فاطمة بِنْت صَفْوَان الكنانية. وقال الْوَاقِدِيّ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عقبة، عن أم خالد بنت خالد بْنِ سَعِيدٍ، قَالَتْ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَمِّي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَرْضَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ مَقْدَمِ [1] أَبِي بيسير، فلم يزل هما لك حَتَّى حُمِلَ فِي السَّفِينَتَيْنِ مَعَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدِمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَشَهِدَ عَمْرٌو، مع النبي صلى الله عليه وسلم، الفتح، وَحُنَيْنًا، وَالطَّائِفَ، وَتَبُوكَ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الشَّامِ كَانَ فِيمَنْ خَرَجَ، فَقُتِلَ يَوْم أَجْنَادِينَ شهيدا.

_ [1] في ى: تقدم، والمثبت من س.

(1920) عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف بن الأوقص السلمي،

وَذَكَرَ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيِّ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَدِمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ مَعَ أَخِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى حَلَقَةٍ فِي يَدِهِ، فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْحَلَقَةُ فِي يَدِكَ؟ قَالَ: هَذِهِ حَلَقَةٌ صَنَعْتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَمَا نَقْشُهَا؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَرِنِيهِ. فَتَخَتَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَهَى أَنْ يَنْقُشَ أَحَدٌ عَلَيْهِ، وَمَاتَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ، فَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ عُمَرُ فَكَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ أَخَذَهُ عُثْمَانُ فَكَانَ فِي يَدِهِ عَامَّةَ خِلافَتِهِ حَتَّى سَقَطَ مِنْهُ فِي بِئْرِ أَرِيَسٍ. واستعمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن سَعِيد على قرى عربية، منها تبوك، وخيبر، وفدك. وقتل عَمْرو بْن سَعِيد مع أخيه أبان بْن سَعِيد بأجنادين سنة ثلاثة عشرة، هكذا قَالَ الْوَاقِدِيّ، وأكثر أهل السير. وقال ابْن إِسْحَاق: قتل عَمْرو بْن سَعِيد بْن الْعَاص يَوْم اليرموك ولم يتابع ابْن إِسْحَاق على ذَلِكَ، والأكثر على أَنَّهُ قتل بأجنادين. وقد قيل: إنه قتل يَوْم مرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر فِي جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة. (1920) عمرو بْن سُفْيَان بْن عبد شمس بْن سَعْد بْن قائف بْن الأوقص السُّلَمِيّ، هُوَ أَبُو الأعور السُّلَمِيّ، غلبت عَلَيْهِ كنيته. كان مع مُعَاوِيَة بصفين، وعليه كَانَ مدار حروب مُعَاوِيَة يومئذ. قال ابن أبى حاتم: أبو الأعور عمرو ابن سُفْيَان أدرك الجاهلية، ليست لَهُ صحبة، وحديثه عن النبي صلى الله

(1921) عمرو بن سفيان المحاربي،

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل: إنما أخاف على أمتي شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإماما ضالا. وكان من أصحاب مُعَاوِيَة. كذا ذكره ابْن أَبِي حَاتِم، لم يجعل لَهُ صحبة، وَهُوَ الصواب، وذكره هناك كَثِير. روى عَنْهُ عَمْرو البكالي. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إنما أخاف على أمتي شحا مطاعا، وهوى متبعا، وإماما ضالا، وسيأتي ذكره فِي الكنى. (1921) عمرو بْن سُفْيَان المحاربي، رَوَى عَنْهُ فِي نبيذ الجر أَنَّهُ حرام. يعد فِي الشاميين (1922) عمرو بْن سَلَمَة بْن قَيْس الجرمي. يكنى أَبَا بريد [1] ، أدرك زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يؤم قومه على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه كَانَ أقرأهم للقرآن، وَكَانَ أخذه عَنْ قومه، وعمن كَانَ يمر بِهِ من عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أَبِيهِ، ولم يختلف فِي قدوم أَبِيهِ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. نزل عَمْرو بْن سَلَمَة البصرة. وروى عَنْهُ أَبُو قلابة، وعاصم الأحول، ومسعر بْن حَبِيب الجرمي، وَأَبُو الزُّبَيْر الْمَكِّيّ، وأيوب السختياني. (1923) عمرو بْن سمرة، مذكور فِي الصحابة، أظنه الَّذِي قطعت يده فِي السرقة، إذ أمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقطعها، فَقَالَ: الحمد للَّه الّذي طهّرنى عنك.

_ [1] أبو يريد- بالموحدة والراء، ويقال بالتحتانية والزاى (التقريب) وفي أسد الغابة: يريد- بضم الباء الباء الموحدة وفتح الراء المهملة.

(1924) عمرو بن سهل الأنصاري،

(1924) عمرو بْن سَهْل الأَنْصَارِي، سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صلة الرحم: صلة الرحم مثراة فِي المال، محبة فِي الأهل، منسأة فِي الأجل. (1925) عمرو بْن شأس بْن عُبَيْد بْن ثعلبة، من بني دودان بْن أَسَد بْن خزيمة الأسدي. له صحبة ورواية. هو ممن شهد الحديبية، وممن اشتهر بالبأس والنجدة. وكان شاعرا مطبوعا. يعد فِي أهل الحجاز. ومن نسبه يَقُول: هُوَ عَمْرو بْن شأس بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن رويبة بْن مَالِك بْن الْحَارِث بْن سَعْد بْن ثعلبة بْن دودان بْن أَسَد بْن خزيمة. قد قيل التميمي من بني مجاشع بْن دارم، وإنه كَانَ فِي الوفد الذين قدموا من بني تميم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والأول أصح وأكثر، وأشعاره فِي امرأته أم حَسَّان وابنه عرار بْن عَمْرو، مشهورة حَسَّان، ومن قوله فيها وفي عرار ابنه وكانت تؤذيه وتظلمه: أرادت عرارا بالهوان ومن برد ... عرارا لعمري بالهوان لقد ظلم فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني له كالسمن ربت بِهِ الأدم [1] ويروي: فكوني لَهُ كالسمن ربت لَهُ الأدم وهو شعر مجود عجيب، وفيه يَقُول: وإن عرارا إن يكن غير واضحٍ ... فإنّي أحب الجون ذا المنكب العمم

_ [1] اللسان- مادة رب. وفي ى، وأسد الغابة: كالشمس. ورواية اللسان: كالسمن رب له الأدم، وفي س: رببه. ورب أديمه: أي طلى برب التمر لأن النحى إذا أصلح بالرب طابت رائحته ومنع السمن من غير أن يفسد طعمه أو ريحه (اللسان) .

ويروى عرار- بالفتح، وعرار- بالكسر. والعرار- بالفتح: شجر. والعرار- بالكسر: صياح الظلم، وَكَانَ عرار ابنه أسود من أمةٍ سوداء، وكانت امرأته أم حَسَّان السعدية تعيره بِهِ وتؤذي عرارا وتشتمه، فلما أعياه أمرها، ولم يقدر على إصلاحها فِي شأن عرار طلقها، ثُمَّ تبعتها نفسه، وله فيها أشعار كثيرة. وعرار هَذَا هُوَ الَّذِي وجهه الْحَجَّاج برأس عبد الرحمن ابن مُحَمَّد بْن الأَشْعَث إِلَى عَبْد الْمَلِكِ، وكتب معه بالفتح كتابا، فجعل عَبْد الْمَلِكِ يقرأ كتاب الْحَجَّاج، فكلما شك فِي شيءٍ سأل عَنْهُ عرارا فأخبره، فعجب عَبْد الْمَلِكِ من بيانه وفصاحته مع سواده فتمثل: وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذا المنكب العمم [1] فضحك عرار، فقال عبد الملك: مالك تضحك! فَقَالَ: أتعرف عرارا يَا أمير المؤمنين الَّذِي قيل فِيهِ هَذَا الشعر؟ قَالَ: لا. قال: فأنا هُوَ. فضحك عَبْد الْمَلِكِ، ثُمَّ قَالَ: حظ وافق كلمة، وأحسن جائزته، ووجهه. هكذا ذكر بعض أهل الأخبار أن هَذَا الخبر كَانَ فِي حين بعث الْحَجَّاج برأس ابْن الأَشْعَث إِلَى عَبْد الْمَلِكِ. وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا أَبُو محمد عبد الله بن جعفر ابن الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو حُمَيْدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ خَلادٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَتَبَ الحجاج كتابا إلى عبد الملك ابن مَرْوَانَ يَصِفُ لَهُ فِيهِ أَهْلَ الْعِرَاقِ وَمَا ألفاهم عليه من الاختلاف،

_ [1] في س: إذ المنطق.

وَمَا يَكْرَهَ مِنْهُمْ، وَعَرَّفَهُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ التَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ، وَيَسْتَأْذِنُهُ أَنْ يُودِعَ قُلُوبَهُمْ مِنَ الرَّهْبَةِ، وَمَا يَخِفُّونَ بِهِ إِلَى الطَّاعَةِ. وَدَعَا رَجُلا مِنْ أَصْحَابِهِ كَانَ يَأْنَسُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلا يَصِلَنَّ مِنْ يَدِكَ إِلا إِلَى يَدِهِ، فَإِذَا قَبَضَهُ فَتَكَلَّمْ عَلَيْهِ. فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، وَجَعَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ كُلَّمَا شَكَّ فِي شَيْءٍ اسْتَفْهَمَهُ، فَوَجَدَهُ أَبْلَغَ مِنَ الْكِتَابِ، فَقَالَ عبد الملك: وإن عرارا إن يكن غير واضح ... فإني أُحِبُّ الْجَوْنَ ذَا الْمَنْكِبِ الْعَمَمْ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَدْرِي مَنْ يُخَاطِبُكَ؟ قَالَ: لا. فَقَالَ: أَنَا وَاللَّهِ عِرَارٌ، وَهَذَا الشِّعْرُ لأَبِي، وَذَلِكَ أَنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَأَنَا مُرْضَعٌ، فَتَزَوَّجَ أَبِي امْرَأَةً، فَكَانَتْ تُسِيءُ وِلايَتِي، فقال أبى: فإن كنت مني أو تريدين صحبتي ... فكوني لَهُ كَالسَّمْنِ رُبَّتْ لَهُ [1] الأَدَمْ وَإِلا فَسِيرِي سَيْرَ رَاكِبِ نَاقَةٍ ... تَيَمَّمَ غَيْثًا [2] لَيْسَ فِي سَيْرِهِ أَمَمْ أَرَادَتْ عِرَارًا بِالْهَوَانِ وَمَنْ يُرِدْ ... عِرَارًا لَعَمْرِي بِالْهَوَانِ لَقَدْ ظُلِمْ وَإِنَّ عِرَارًا إن يكن غير واضح ... فإني أحب الجون ذَا الْمَنْطِقِ الْعَمَمْ وعمرو بْن شأس هُوَ القائل: إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا ... كفى لمطايانا بوجهك هاديا أليس تريد [3] العيس خفة أذرعٍ ... وإن كنّ حسرى [4] أن تكون أماميا

_ [1] في س: به. [2] في س: خبتا. [3] في س: يزيد. [4] في ى: جسرى.

وكان ابْن سِيرِين يحفظ هَذَا الشعر وينشد منه الأبيات، وَهُوَ شعر حسن، يفتخر فِيهِ بخندف على قَيْس. قال أَبُو عَمْرو الشيباني: جهد عَمْرو بْن شأس أن يصلح بين امرأته فلم يمكنه ذاك، فطلقها ثُمَّ ندم ولام نفسه، فقال: تذكر ذكرى أم حَسَّان فاقشعر ... على دبرٍ لما تبين مَا ائتمر تذكرتها وهنا وقد حال دونها ... رعان وقيعان بها الماء والشجر فكنت كذات البو [1] لما تذكرت ... لها ربعا حنت لمعهده سحر وذكر الشعر وَمِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شَأْسٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سفيان، حدثنا قاسم ابْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أبى، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ابن سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مَعْقِلِ بن سنان، عن عبد الله بن نيار، عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ آذَيْتَنِي. فَقُلْتُ: مَا أُحِبُّ أَنْ أُوذِيكَ. فَقَالَ: مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي. قَالَ أَحْمَد بْن زُهَيْر: وأخبرناه مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل، حَدَّثَنَا مَسْعُود بن سعد، حدثنا محمد بن إسحاق، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شاس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

_ [1] في ى: وأسد الغابة: البر. (الاستيعاب ج 3- م 11)

(1926) عمرو بن شرحبيل له صحبة،

(1926) عمرو بْن شرحبيل لَهُ صحبة، لا أقف على نسبه، وليس هو عمرو ابن شرحبيل الهمداني أَبُو ميسرة صاحب ابْن مَسْعُود. (1927) عمرو بْن شُعْبَة الثقفي ذكر فِي الصحابة، ولا أعرف لَهُ خبرا. (1928) عمرو بْن صليع [1] المحاربي. قَالَ الْبُخَارِيّ: لَهُ صحبة. (1929) عمرو بْن الطفيل بْن عَمْرو بْن طريف الدوسي، أسلم أبوه، ثُمَّ أسلم بعد، وشهد عَمْرو بْن الطفيل مع أَبِيهِ اليمامة، فقطعت يده يومئذ، وقتل باليرموك شهيدا. (1930) عمرو بْن طلق [2] بْن زَيْد بْن أُمَيَّة بْن سنان بْن كَعْب بْن غنم بْن سواد الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ، شهد بدرا فِي قول أكثرهم، ولم يذكره موسى ابن عقبة في البدريين. (1931) عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بْن سَعِيد [3] بْن سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤي القرشي السهمي، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، ويقال أَبُو مُحَمَّد. وأمه النابغة بِنْت حرملة سبية من بني جلان بْن عنزة [4] بْن أَسَد بْن رَبِيعَة بْن نزار. وأخوه لأمه عَمْرو بْن أثاثة العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، وعقبة بْن نَافِع بْن عبد قَيْس بْن لقيط من بني الْحَارِث بْن فهر، وزينب بِنْت عَفِيف بْن أَبِي الْعَاص، أم هؤلاء، وأم عَمْرو واحدة، وهي بِنْت حرملة سبية من عنزة، وذكروا أَنَّهُ جعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه

_ [1] في ى، وأسد الغابة: صليع. وفي التقريب: صليع بمهملتين مصغره [2] في ى: خلف. [3] الضبط من س. [4] عنزة- بفتح المهملة والنون. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

وَهُوَ على المنبر، فسأله فَقَالَ: أمي سلمى بِنْت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة، ثُمَّ أحد بني جلان، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه من الْمُغِيرَة، ثُمَّ اشتراها منه عَبْد اللَّهِ بْن جدعان، ثُمَّ صارت إِلَى الْعَاص بْن وائل، فولدت لَهُ، فأنجبت، فإن كَانَ جعل لك شيء فخذه. قيل: إن عَمْرو بْن الْعَاص أسلم سنة ثمان قبل الْفَتْح. وقيل: بل أسلم بين الحديبية وخيبر، ولا يصح، والصحيح مَا ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره أن إسلامه كَانَ سنة ثمان، وقدم هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين، فلما دخلوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونظر إليهم قَالَ: قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها. وكان قدومهم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجرين بين الحديبية وخيبر. وذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ: وفي سنة ثمان قدم عَمْرو بْن الْعَاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أسلم عِنْدَ النجاشي، وقدم معه عُثْمَان بْن طَلْحَة وخالد بْن الْوَلِيد، قدموا المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ من الهجرة. وقيل: إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقدا للإسلام، وذلك أن النجاشي كَانَ قَالَ: يَا عَمْرو، كيف يعزب عنك أمر ابْن عمك! فو الله إنه لرسول الله حقا. قال: أنت تقول ذَلِكَ؟ قَالَ: إي والله فأطعني فخرج من عنده مهاجرا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم قبل عام خيبر. والصحيح أَنَّهُ قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي سنة ثمانٍ، قبل الْفَتْح بستة أشهر هُوَ وخالد بْن الْوَلِيد، وعثمان بْن طَلْحَة، وَكَانَ هم

بالإقبال إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين انصرافه من الحبشة، ثُمَّ لم يعزم لَهُ إِلَى الوقت الَّذِي ذكرنا. والله اعلم. وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سريةٍ نحو الشام، وَقَالَ لَهُ: يَا عَمْرو، إِنِّي أريد أن أبعثك فِي جيشٍ يسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة. فبعثه إِلَى أخوال أَبِيهِ الْعَاص بْن وائل من بلي يدعوهم إلى الإسلام ويستغفرهم إِلَى الجهاد، فشخص عَمْرو إِلَى ذَلِكَ الوجه، فكان قدومه إِلَى المدينة فِي صفر سنة ثمانٍ، ووجهه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جمادى الآخرة سنة ثمانٍ فيما ذكره الْوَاقِدِيّ وغيره إِلَى السلاسل من بلاد قضاعة فِي ثلاثمائة. وكانت أم والد عَمْرو من بلي، فبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض بلي وعذرة، يستألفهم بذلك، ويدعوهم إِلَى الإسلام، فسار حَتَّى إذا كَانَ على ماء بأرض جذام يقال لَهُ السلاسل، وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل، فخاف فكتب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من تلك الغزوة يستمده، فأمده بجيشٍ من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف، فيهم أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وأمر عليهم أَبَا عُبَيْدَة، فلما قدموا على عَمْرو قَالَ: أنا أميركم، وإنما أنتم مددي. وقال [1] أَبُو عُبَيْدَة: بل أنت أمير من معك، وأنا أمير من معي، فأبى عَمْرو، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة: يَا عمرو، إنّ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عهد إلي: إذا قدمت على عمرو،

_ [1] في س: فقال.

فتطاوعا، ولا تختلفا، فإن خالفتني أطعتك. قال عَمْرو: فإني أخالفك، فسلم لَهُ أَبُو عُبَيْدَة، وصلى خلفه فِي الجيش كله، وكانوا خمسمائة. وولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَمْرو بْن الْعَاص على عمان، فلم يزل عليها حَتَّى قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعمل لعمر وعثمان ومعاوية، وَكَانَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاه بعد موت يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان فلسطين والأردن، وولى مُعَاوِيَة دمشق وبعلبك والبلقاء، وولى سَعِيد بْن عَامِر بْن خذيم حمص، ثُمَّ جمع الشام كلها لمعاوية، وكتب إِلَى عَمْرو بْن الْعَاص، فسار إِلَى مصر، فافتتحها، فلم يزل عليها واليا حَتَّى مات عُمَر، فأقره عُثْمَان عليها أربع سنين أو نحوها، ثُمَّ عزله عنها، وولاها عَبْد اللَّهِ بْن سَعْد العامري. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الحسن بن رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بَكْرٍ الْوَجِيهِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ الْوَجِيهِ، قَالَ: وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ انْتَقَضَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ، فَافْتَتَحَهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَتَلَ الْمُقَاتَلَةَ، وسبى الذرية، فأمر عثمان برد السبي الذين سُبُوا مِنَ الْقُرَى إِلَى مَوَاضِعِهِمْ لِلْعَهْدِ الَّذِي كَانَ لَهُمْ، وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدَهُ نَقْضُهُمْ، وَعَزَلَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَوَلَّى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ، وَكَانَ ذَلِكَ بد، الشرّ بين عمرو وعثمان. قال أَبُو عُمَر: فاعتزل عَمْرو فِي ناحية فلسطين، وَكَانَ يأتي المدينة أحيانا، ويطعن فِي خلال ذَلِكَ على عُثْمَان، فلما قتل عُثْمَان سار إلى معاوية

باستجلاب مُعَاوِيَة لَهُ، وشهد صفين معه، وَكَانَ منه بصفين وفي التحكيم مَا هُوَ عِنْدَ أهل العلم بأيام الناس معلوم، ثُمَّ ولاه مصر، فلم يزل عليها إِلَى أن مات بها أميرا عليها، وذلك فِي يَوْم الفطر سنة ثلاث وأربعين. وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل سنة ثمان وأربعين. وقيل سنة إحدى وخمسين. والأول أصح. وكان لَهُ يَوْم مات تسعون سنة، ودفن بالمقطم من ناحية الْفَتْح [1] ، وصلى عَلَيْهِ ابنه عَبْد اللَّهِ، ثُمَّ رجع فصلى بالناس صلاة العيد، وولي مكانه، ثُمَّ عزله مُعَاوِيَة، وولى أخاه عُتْبَة بْن أَبِي سُفْيَان، فمات عُتْبَة بعد سنة أو نحوها، فولى مسلمة بْن مخلد. وكان عَمْرو بْن الْعَاص من فرسان قريش وأبطالهم فِي الجاهلية مذكورا بذلك فيهم، وَكَانَ شاعرا حسن الشعر، حفظ عَنْهُ الكثير فِي مشاهد شتى. ومن شعره فِي أبياتٍ لَهُ يخاطب عُمَارَة بْن الوليد بن المغيرة عند النجاشي: إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ... ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما قضى وطرا منه وغادر سبةً ... إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما وكان عَمْرو بْن الْعَاص أحد الدهاة [فِي أمور الدنيا] [2] المقدمين فِي الرأي والمكر والدهاء، وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إذا استضعف رجلا فِي رأيه وعقله قَالَ: أشهد أن خالقك وخالق عَمْرو واحد، يريد خالق الأضداد.

_ [1] في س: من ناحية الفج. [2] من س.

ولما حضرته الوفاة قَالَ: اللَّهمّ إنك أمرتني فلم آتمر، وزجرتني فلم أنزجر، ووضع يده فِي موضع الغل، وَقَالَ: اللَّهمّ لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت. فلم يزل يرددها حَتَّى مات. حَدَّثَنَا خَلَف بْن الْقَاسِم، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رَشِيق، حَدَّثَنَا الطحاوي، حَدَّثَنَا الْمُزْنِيّ، قَالَ: سمعت الشافعي يَقُول: دخل ابْن عَبَّاس على عَمْرو بْن الْعَاص فِي مرضه فسلم عَلَيْهِ، وَقَالَ: كيف أصبحت يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ؟ قَالَ: أصلحت من دنياي قليلا، وأفسدت من ديني كثيرا، فلو كَانَ الَّذِي أصلحت هُوَ الَّذِي أفسدت، وَالَّذِي أفسدت هُوَ الَّذِي أصلحت لفزت، ولو كَانَ ينفعني أن أطلب، طلبت، ولو كَانَ ينجيني أن أهرب هربت، فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض. لا أرقى بيدين، ولا أهبط برجلين، فعظني بعظةٍ أنتفع بها يَا بْن أخي. فقال لَهُ ابْن عَبَّاس: هيهات يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ! صار ابْن أخيك أخاك، ولا نشاء أن أبكى [1] إلا بكيت، كيف يؤمن [2] برحيل من هُوَ مقيم؟ فَقَالَ عَمْرو: على حينها من حين ابْن بضع وثمانين سنة، تقنطني من رحمة ربي، اللَّهمّ إن ابْن عَبَّاس يقنطني من رحمتك، فخذ مني حَتَّى ترضى. قال ابْن عَبَّاس: هيهات يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ! أخذت جديدا، وتعطى خلقا. فَقَالَ عَمْرو: مَا لي ولك يَا بْن عَبَّاس! مَا أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها.

_ [1] في س: ولا تشاء أن تبكى. [2] في س: يؤمر،

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَسَّالُ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ شَمَّاسَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا مِنَ الْمَوْتِ؟ قَالَ: لا، وَاللَّهِ، وَلَكِنْ لِمَا بَعْدَهُ. فَقَالَ لَهُ: قُدْ كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفُتُوحَهُ الشَّامَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: تَرَكْتُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ شَهَادَةَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلاثَةِ أَطْبَاقٍ لَيْسَ مِنْهَا طَبَقٌ إِلا عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهِ، وَكُنْتُ أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، فَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ وَجَبَتْ لِيَ النَّارُ. فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً مِنْهُ، فَمَا مُلِئَتْ عَيْنِي مِنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم حياء مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ يَوْمَئِذٍ قَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو. أَسْلَمَ وَكَانَ عَلَى خَيْرٍ، وَمَاتَ عَلَى خَيْرِ أَحْوَالِهِ، فَتُرْجَى لَهُ الْجَنَّةُ، ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ وَأَشْيَاءَ، فَلا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي؟ فَإِذَا مِتُّ فَلا تَبْكِيَنَّ عَلَيَّ بَاكِيَةٌ، وَلا يَتْبَعُنِي مَادِحٌ [1] . وَلا نَارٌ، وَشُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ، وَشُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ شَنًّا، فَإِنَّ جَنْبِيَ الأَيْمَنِ لَيْسَ بِأَحَقَ بِالتُّرَابِ مِنْ جَنْبِيَ الأَيْسَرِ، وَلا تَجْعَلَنَّ فِي قَبْرِي خشبة ولا حجرا، وإذا وواريتموني فَاقْعُدُوا عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا [بَيْنَكُمْ [2]] أستانس بكم.

_ [1] في أسد الغابة: نائحة. [2] ليس في س.

(1932) عمرو بن عبد الله الأنصاري،

وروى أَبُو هُرَيْرَةَ وعمارة بْن حزم جميعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا الْعَاص مؤمنان: عَمْرو، وهشام (1932) عمرو بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِي، لا أعرفه أكثر من أَنَّهُ رَوَى قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل كتف شاة، ثُمَّ قام فتمضمض، وصلى، ولم يتوضأ. فيه نظر، ضعف الْبُخَارِيّ إسناده. (1933) عمرو بْن عَبْد اللَّهِ الضبابي. ذكره ابْن إِسْحَاق فِي الوفد الَّذِي قدموا فِي سنة عشر مع خَالِد بن الْوَلِيد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلموا مع بني الْحَارِث بْن كَعْب، وذكره الواقدي. (1934) عمرو بْن عَبْد اللَّهِ القاري. ويقال عَمْرو بْن القاري. وهو من القارة قَالَ خليفة: هُوَ من بني غالب بْن أثيع بْن الهون بْن خزيمة بْن مدركة، ثُمَّ من بني القارة بْن الديش. وقال الزُّبَيْر: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أثيع بْن الهون هُوَ القارة، ولم يختلفوا فِي أثيع أن الثاء قبل الياء، وعمر وَهُوَ جد عُبَيْد الله بْن عِيَاض، حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا رَجَعَ مِنَ الْجِعْرَانَةَ، وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَسَعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ، فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالا كَثِيرًا، وَيَرِثُنِي كَلالَةٌ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِمَالِي كُلِّهِ؟ قَالَ: لا. قال: فبثلثيه؟ قال: لا. قال: فثلثه؟ قَالَ: نَعَمْ- وَذَلِكَ كَثِيرٌ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِيهِ،

(1935) عمرو بن عبد الله بن أبى قيس العامري،

عَنْ جَدِّهِ عَمْرِو بْنِ الْقَارِي أَنَّهُ سَمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنْ مَاتَ سَعْدٌ بِمَكَّةَ فَادْفِنْهُ هَاهُنَا، وَأَشَارَ نَحْوَ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ. وذكر حديث الوصية أن ذَلِكَ كَانَ عام الْفَتْح كما قَالَ ابْن عيينة. (1935) عمرو بن عبد الله بن أبى قيس العامري، من بنى عامر بن لؤيّ، قتل يوم الجمل. (1936) عمرو بْن عبد نهم الأسلمي، هُوَ الَّذِي دلّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطريق يَوْم الحديبية، فِيهِ نظر. (1937) عمرو بْن عبسة [1] بْن عَامِر [2] بْن خَالِد السُّلَمِيّ، يكنى أَبَا نَجِيح، ويقال أَبُو شعيب، وينسبونه عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بْن غاضرة بْن [3] عتاب بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سُلَيْم أسلم قديما فِي أول الإسلام، وروينا عَنْهُ من وجوه أَنَّهُ قَالَ: ألقي فِي روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فَقَالَ: يَا عَمْرو، إن بمكة رجلا يَقُول كما تقول. قال: فأقبلت إِلَى مكة أول مَا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مستخف، فقيل لي: إنك لا تقدر عَلَيْهِ إلا بالليل حين يطوف، فنمت بين يدي الكعبة، فما شعرت إلا بصوته بهلّل، فخرجت إِلَيْهِ فقلت: من أنت؟ فَقَالَ: أنا نبي الله فقلت: وما نبي الله؟ فَقَالَ: رَسُول اللَّهِ. فقلت: بم أرسلك؟ قَالَ: أن تعبد الله وحده لا تشرك بِهِ شيئا، وتكسر الأوثان،

_ [1] عبسة- بعين وموحدة مفتوحتين. [2] في الطبقات (7- 125) : بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن حلف. [3] في هوامش الاستيعاب: وغاضرة بن عتاب لا يعرف، وإنما هو غاضرة بن خفاف. والأول تصحيف لا محالة (75) .

وتحقن الدماء. قلت: ومن معك على هَذَا؟ قَالَ: حر وعبد يَعْنِي أَبَا بَكْر، وبلالا. فقلت: أبسط يدك أبايعك، فبايعته على الإسلام. قال: فلقد رأيتني وأنا ربع [1] الإسلام. قال. وقلت: أقيم معك يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: لا، ولكن الحق بقومك، فإذا سمعت أني قد خرجت فاتبعني قَالَ: فلحقت بقومي، فمكثت دهرا منتظرا خبره حَتَّى أتت رفقة من يثرب، فسألتهم عَنِ الخبر، فقالوا: خرج مُحَمَّد من مكة إِلَى المدينة، قَالَ: فارتحلت حَتَّى أتيته. فقلت: أتعرفني؟ قال: نعم، أنت الرجل الَّذِي أتيتنا بمكة. وذكر الخبر طويلا. يعد عَمْرو بْن عبسة فِي الشاميين. روى عَنْهُ أَبُو أمامة الباهلي، وَرَوَى عَنْهُ كبار التابعين بالشام، منهم شرحبيل بن السمط، وسليم بن عامر، وضمرة ابن حَبِيب، وغيرهم. أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَخَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حدثنا جعفر بن محمد الفرياني، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلاءِ الزُّبَيْدِيُّ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمرو السّيبانى [2] ، عَنْ أَبِي سَلامٍ الْحَبَشِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ- أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، قَالَ: رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَرَأَيْتُ أَنَّهَا آلِهَةٌ بَاطِلَةٌ، يَعْبُدُونَ الْحِجَارَةَ، وَالْحِجَارَةُ لا تَضُرُّ وَلا تَنْفَعُ. قَالَ: فَلَقِيتُ رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ الدِّينِ، فَقَالَ: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ مَكَّةَ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا، وَهُوَ يَأْتِي بِأَفْضَلِ الدِّينِ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَاتَّبِعْهُ فَلَمْ يَكُنْ لِي همّ إلا مكة أسأل هل حديث فيها أمر؟ فيقولون: لا. فأنصرف

_ [1] ربع الإسلام: رابع من أسلم. [2] في الأصول: الشيباني. والتصحيح من هوامش الاستيعاب واللباب.

(1938) عمرو بن عثمان بن [عمرو بن] [1] بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي،

إِلَى أَهْلِي، وَأَهْلِي مِنَ الطَّرِيقِ غَيْرُ بَعِيدٍ، فَأَعْتَرِضُ الرُّكْبَانَ خَارِجِينَ مِنْ مَكَّةَ، فَأَسْأَلُهُمْ هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ؟ فَيَقُولُونَ: لا. فَإِنِّي لَقَاعِدٌ عَلَى الطَّرِيقِ يَوْمًا إِذْ مَرَّ بِي رَاكِبٌ، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ فَقَالَ: مِنْ مَكَّةَ قُلْتُ: هَلْ فِيهَا مِنْ خَبَرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، رَجُلٌ رَغِبَ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ، ثُمَّ دَعَا إِلَى غَيْرِهَا قُلْتُ: صَاحِبِي الَّذِي أُرِيدُهُ، فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي، وَجِئْتُ مَكَّةَ، وَنَزَلْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزِلُ فِيهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا، وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا إِلْبًا عَلَيْهِ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: نَبِيٌّ قُلْتُ: وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ. قُلْتُ: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ. قُلْتُ: بِمَ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: أَنْ تُوصَلَ الأَرْحَامُ، وَتُحْقَنَ الدِّمَاءَ، وَتُؤَمَّنَ السُّبُلُ، وَتُكْسَرَ الأَوْثَانَ، وَتَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَقُلْتُ: نَعَمْ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ! أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ أَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ أَهْلِي؟ قَالَ: قَدْ رَأَيْتَ كَرَاهِيَةَ النَّاسِ بِمَا جِئْتُ بِهِ، فامكث في أهلك، فإذا سمعت أبى قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجًا فَاتَّبِعْنِي فَلَمَّا سَمِعْتُ بِهِ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَرَرْتُ حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَلْ تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي جِئْتَنِي بِمَكَّةَ، فَعَلْتَ لِي كَذَا، وَقُلْتَ كَذَا، وذكر تمام الخبر. (1938) عمرو بن عثمان بن [عمرو بن] [1] بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرَّةَ القرشي التيمي، أمه هند امرأة من بني لَيْث بْن بَكْر، وَكَانَ من مهاجرة الحبشة. قتل بالقادسية مع سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب. وليس له عقب

_ [1] من س.

(1939) عمرو بن أبى عمرو [1] بن شداد الفهري، من بنى الحارث بن فهر ابن مالك،

(1939) عمرو بْن أَبِي عَمْرو [1] بْن شداد الفهري، من بنى الحارث بن فهر ابن مَالِك، ثُمَّ من بني ضبة، يكنى أَبَا شداد. شهد بدرا، ومات سنة ست وثلاثين. قال الْوَاقِدِيّ فِي تسمية من شهد بدرا: من بني الْحَارِث بْن فهر ثُمَّ من بني ضبة عَمْرو بْن أَبِي عَمْرو، شهدها وهو ابن ثنتين وثلاثين سنة، ومات سنة ست وثلاثين، يكنى أبا شداد. (1940) عمرو بْن عُمَيْر. مختلف فِيهِ، فيقال عَمْرو بْن عُمَيْر كما ذكرنا، ويقال عَامِر بْن عُمَيْر. ويقال عُمَارَة بْن عُمَيْر. ويقال عَمْرو بْن بلال. ويقال عَمْرو الأَنْصَارِيّ، وَهَذَا الاختلاف كله فِي حديث واحد، قَالَ: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وجدت ربي ماجدا كريما، أعطاني مع كل رجلٍ من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب- أعطاني مع كل واحد منهم سبعين ألفا، فقلت: يَا رب، أمتي لا تسع هَذَا. فَقَالَ: أكملهم لك من الأعراب وَهُوَ حديث فِي إسناده اضطراب. (1941) عمرو بْن عنمة بْن عدي بْن نابي [من بني سَلَمَة] [2] الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ الخزرجي، شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة بْن عنمة، وَهُوَ أحد البكاءين الذين نزلت فيهم [3] : وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ... 9: 92 الآية.

_ [1] في س: عمرو بن شداد وفي الطبقات (3- 304) : بن أبى عمر بن ضبة بن فهر من محارب بن فهر. ويكنى أبا شداد. وقال موسى بن عقبة: عمرو بن الحارث. [2] ليس في س. [3] سورة التوبة، آية 93

(1942) عمرو بن عوف الأنصاري. حليف لبني عامر بن لؤي،

(1942) عمرو بْن عوف الأَنْصَارِيّ. حليف لبني عَامِر بْن لؤي، شهد بدرا. ويقال لَهُ عُمَيْر. وقال ابْن إِسْحَاق: هُوَ مولى سهيل بْن عَمْرو العامري. سكن المدينة، لا عقب لَهُ. روى عَنْهُ المسور بْن مخرمة حديثا واحدا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين. (1943) عمرو بْن عوف الْمُزْنِيّ. وَهُوَ عَمْرو بْن عوف بْن زَيْد بْن مليحة. ويقال ملحة بْن عَمْرو بْن بَكْر [بْن أفرك] [1] بْن عُثْمَان بْن عمرو بن أدّ ابن طابخة بْن إلياس بْن مضر، وكل من كَانَ من ولد عَمْرو بْن أد بْن طابخة فهم ينسبون إِلَى أمهم مزينة بِنْت كلب بْن وبرة. كان عَمْرو بْن عوف الْمُزْنِيّ قديم الإسلام، يقال: إنه قدم مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، ويقال: إن أول مشاهده الخندق، وكان أحد البكاءين الذين قَالَ الله تعالى فيهم [2] : تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ من الدَّمْعِ ... 9: 92 الآية. له منزل بالمدينة، ولا يعرف حي من العرب لهم مجالس بالمدينة غير مزينة. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ كثير بن عبد الله بن عمرو بن عَوْفٍ الْمُزْنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَصَلَّى نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا. سكن المدينة ومات بها فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ويكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، حكاه الْوَاقِدِيّ. مخرج حديثه عَنْ ولده، هم ضعفاء عِنْدَ أهل الحديث، وَهُوَ جد كَثِير بْن عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن عوف.

_ [1] ليس في س. [2] سورة المائدة، آية 86

(1944) عمرو بن غزية بن عمرو بن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني،

(1944) عمرو بْن غزية بْن عَمْرو بْن ثعلبة بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري المازني، شهد العقبة، ثُمَّ شهد بدرا، وَهُوَ والد الْحَجَّاج بْن عَمْرو بْن غزية وإخوته، وهم: الْحَارِث، وعبد الرحمن، وزيد، [وسعيد] [1] وأكبرهم الْحَارِث. وله صحبة، واختلف فِي صحبة الْحَجَّاج، ولم تصح لغيرهما من ولده صحبة. والله أعلم. (1945) عمرو بْن غيلان الثقفي. حديثه عِنْدَ أهل الشام ليس بالقوي، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، وأبوه غيلان بْن سَلَمَة، لَهُ صحبة، سيأتي ذكره في بابه وابنه عبد الله ابن عَمْرو بْن غيلان من كبار رجال مُعَاوِيَة، قد ولاه البصرة بعد موت زِيَاد حين عزل عنها سمرة [2] ، فأقام أميرها ستة أشهر، ثم عزله، وولّاها عبيد الله ابن زِيَاد، فلم يزل واليها حَتَّى مات، فأقره يزيد. (1946) عمرو بْن الفغواء [3] بْن عُبَيْد بْن عَمْرو بن مازن الخزاعي، أخو علقمة ابن الفغواء. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو، وحديثه عِنْدَ ابْن إِسْحَاق. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، وَيَعِيشُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْفَغْوَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَبْعَثَنِي بِمَالٍ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يُقَسِّمُهُ في قريش بمكة بعد

_ [1] ليس في س. [2] هو سمرة بن جندب- كما في أسد الغابة. [3] الفغواء- بفاء مفتوحة وغين معجمة.

(1946) عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم،

الْفَتْحِ، قَالَ: الْتَمَسَ صَاحِبًا قَالَ: فَجَاءَنِي عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ، فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُرِيدُ الْخُرُوجَ، وَأَنَّكَ تَلْتَمِسُ صَاحِبًا. قُلْتُ: أَجَلْ. قَالَ: فَأَنَا لَكَ صَاحِبٌ. قَالَ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: وَجَدْتُ صَاحِبًا. وكان رسول الله صلى الله عليه قَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ صَاحِبًا فَآذِنِّي. قَالَ: فَقَالَ: مَنْ؟ قُلْتُ: عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قال: فقال: إِذَا هَبَطْتَ بِلادَ قَوْمِهِ فَاحْذَرْهُ، فَإِنَّهُ قَدْ قَالَ الْقَائِلُ: أَخُوكَ الْبَكْرِيُّ وَلا تَأْمَنْهُ. (1946) عمرو بْن قَيْس بْن زائدة بْن الأصم، والأصم هُوَ جندب بْن هرم بْن رواحة بْن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري هو ابن أم مكتوم المؤذن، وأمه أم مكتوم، واسمها عاتكة بِنْت عَبْد اللَّهِ بْن عنكثة بْن عَامِر بْن مخزوم. واختلف فِي اسم ابْن أم مكتوم، فقيل عَبْد اللَّهِ على مَا ذكرناه فِي العبادلة. وقيل: عَمْرو، وَهُوَ الأكثر عِنْدَ أهل الحديث، وكذلك قَالَ الزُّبَيْر ومصعب قَالُوا: وَهُوَ ابْن خال خديجة بِنْت خويلد أخي أمها، وَكَانَ ممن قدم المدينة مع مصعب بْن عُمَيْر قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقال الْوَاقِدِيّ: قدمها بعد بدر بيسير، واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة ثلاث عشرة مرة فِي غزواته: فِي غزوة الأبواء، وبواط، وذي العشيرة، وخروجه إِلَى ناحية جهينة فِي طلب كرز بْن جَابِر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، ونجران، وذات الرقاع، واستخلفه حين سار إِلَى بدر، ثُمَّ رد أَبَا لبابة واستخلفه عليها، واستخلف عَمْرو بْن أم مكتوم أيضا في خروجه

(1947) عمرو [2] بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري النجاري،

إِلَى حجة الوداع، وشهد ابْن أم مكتوم فتح القادسية، وَكَانَ معه اللواء يومئذ، وقتل شهيدا بالقادسية. وقال الْوَاقِدِيّ: رجع ابْن أم مكتوم من القادسية إِلَى المدينة، فمات، ولم يسمع لَهُ بذكر بعد عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو عُمَر: ذكر ذَلِكَ جماعة من أهل السير والعلم [بالنسب] [1] والخبر. وأما رواية قَتَادَة، عَنْ أنس، أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استخلف ابْن أم مكتوم على المدينة مرتين فلم يبلغه مَا بلغ غيره، والله أعلم. (1947) عمرو [2] بْن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بْن غنم الأَنْصَارِيّ النجاري، شهد بدرا فِي قول أَبِي معشر، وَمُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ، وعبد الله بن محمد ابن عُمَارَة، ولا خلاف فِي أَنَّهُ قتل يَوْم أحد شهيدا هُوَ وابنه قَيْس بْن عَمْرو، يقال: إنه قتله نوفل بن معاوية الدّئليّ، واختلف فِي شهود ابنه قَيْس بْن عَمْرو بدرا كالاختلاف فِي أَبِيهِ، وقالوا جميعا: شهد أحدا وقتل يومئذ. (1948) عمرو بْن قَيْس بْن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بْن دينار بْن النجار. قتل يَوْم أحد شهيدا، يكنى أَبَا حمام [3] . (1949) عمرو بْن كَعْب اليامي [4] . بطن من همدان. يقال: إنه جد طلحة ابن مصرف. وقال بعض أصحاب الحديث: إن جد طلحة بن مصرف صخر ابن عَمْرو. وقال غيره: كَعْب بْن عَمْرو، فاللَّه أعلم.

_ [1] من س. [2] الطبقات: 3- 57 [3] في هوامش الاستيعاب: قال ابن دريد: ومنهم أبو خارجة، وهو عمرو بن قيس، شهد بدر (ورقة 75) . [4] في ى: اليمامي.

(1950) عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد الرواسي [1] .

(1950) عمرو بْن مَالِك بْن قَيْس بْن بجيد الرواسي [1] . كوفي. وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع أَبِيهِ مَالِك بْن قَيْس، فأسلما. وقال قوم: إن الصحبة لأبيه مَالِك بْن قَيْس بْن بجيد بْن رواس. واسم رواس الْحَارِث بْن كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن صعصعة. (1951) عمرو بْن محصن بْن حرثان [2] بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم ابن دودان بْن أَسَد بْن خزيمة، أخو عكاشة بْن محصن، شهد أحدا. (1952) عمرو بْن مُرَّةَ بْن عبس [3] بْن مَالِك الجهني. أحد بني غطفان بن قيس ابن جهينة. ويقال: الجهني. ويقال: الأسدي. ويقال: الأزدي. والأكثر الجهني. وهذا الأصح إن شاء الله تعالى. يكنى أَبَا مَرْيَم. أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وَقَالَ: آمنت بكل مَا جئت بِهِ من حلال وحرام، وإن أرغم ذَلِكَ كثيرا من الأقوام ... في حديث طويل ذكره. كان إسلامه قديما، وشهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر المشاهد. ومات فِي خلافة مُعَاوِيَة. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيما والٍ أو قاضٍ أغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته. وله حديث فِي أعلام النبوة. روى عَنْهُ جماعة، منهم الْقَاسِم بْن مخيمرة، وعيسى بْن طَلْحَة. (1953) عمرو بْن مُرَّةَ [4] ، رَوَى الحديث الَّذِي جرى فِيهِ ذكر صفوان ابن أمية.

_ [1] في التهذيب: الراسبي. [2] في ى: حدثان. [3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش: عبيس (ورقة 77) . [4] في س: قرة.

(1954) عمرو بن المسبح [1] .

(1954) عمرو بْن المسبح [1] . ويقال: ابْن المسبح بْن كعب بن طريف ابن عصر [2] الثعلي الطائي، من بني ثعل بْن عمرو بن غوث [3] بن طى. قَالَ الطبري: عاش عَمْرو بْن المسبح مائة وخمسين سنة، ثُمَّ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ووفد إِلَيْهِ، وأسلم، قَالَ: وَكَانَ أرمى العرب، وله يقول امرؤ القيس: رب رامٍ من بني ثعلٍ ... مخرجٍ كفيه من قتره [4] (1955) عمرو بْن مطرف، أو مطرف بْن عَلْقَمَة بْن عَمْرو بْن ثقف الأَنْصَارِيّ، قتل يَوْم أحد شهيدا. (1956) عمرو بْن مُعَاذ بْن النعمان الأَنْصَارِيّ الأشهلي، من بني عبد الأشهل، شهد مع أخيه سَعْد بْن مُعَاذ بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، لا عقب لَهُ، قتله ضرار بْن الخطاب، وَكَانَ لَهُ يَوْم قتل اثنان وثلاثون سنة. (1957) عمرو بْن معبد بْن الأزعر بْن زَيْد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بْن مَالِك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ الضبيعي، شهد بدرا. ويقال فِيهِ عُمَيْر [5] بْن معبد. والأكثر يقولون عَمْرو بْن معبد. كذلك ذكره ابْن إسحاق وغيره. (1958) عمرو بن معديكرب الزبيدي. يكنى أَبَا ثور، قدم على رَسُول الله

_ [1] المسبح- بضم الميم وفتح السين وكسر الباء الموحدة (أسد الغابة) . وفي هوامش الاستيعاب: مسيح- بفتح الياء وتشديدها. وذكر ابن دريد في الاشتقاق مسيح- فعيل من مسح. [2] عصر- بفتح العين والصاد- أسد الغابة. [3] في س: عوف. [4] في ى: من ستره. وفي الديوان: متلج كفيه في قتره (123) . [5] كذا ذكره في الطبقات (3- 34) .

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد زبيد فأسلم، وذلك فِي سنة تسع. وقال الْوَاقِدِيّ: فِي سنة عشر. وقد رَوَى عَنِ ابْن إِسْحَاق بعض أهل المغازي مثل ذَلِكَ. وذكر الطبري، عن ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله ابن أَبِي بَكْر: قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم عمرو بن معديكرب فِي وفد زبيد فأسلم، وذكر لَهُ خبرا طويلا مع قَيْس بْن المكشوح [1] . قال أَبُو عُمَر: أقام بالمدينة برهة، ثُمَّ شهد عامة الفتوح بالعراق، وشهد مع أَبِي عُبَيْد بْن مَسْعُود، ثُمَّ شهد مع سَعْد، وقتل يَوْم القادسية. وقيل: بل مات عطشا يومئذ، وَكَانَ فارس العرب مشهورا بالشجاعة، يقال فِي نسبه: عمرو بن معديكرب بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عَاصِم [2] بن عمرو ابن زبيد الأصغر، وَهُوَ منبه بْن رَبِيعَة بْن سَلَمَة بْن مازن بْن رَبِيعَة بْن منبه ابن زبيد الأكبر بْن الْحَارِث بْن صعب بْن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد ابن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ. وقيل: بل مات عمرو بن معديكرب سنة إحدى وعشرين بعد أن شهد وقعة نهاوند مع النعمان بْن مقرن، وشهد فتحها، وقاتل يومئذ حَتَّى كَانَ الْفَتْح، وأثبتته الجراحات يومئذٍ، فحمل فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة [3] فقال بعض شعرائهم:

_ [1] في الطبقات (5- 383) : واسم مكشوح هبيرة بن عبد يغوث. [2] في س، والطبقات: عصم. [3] روذة- بضم أوله وسكون ثانيه وذال معجمة، وآخره هاء: محلة بالري (ياقوت) .

لقد غادر الركبان يَوْم تحملوا ... بروذة شخصا لا جبانا ولا غمرا فقل لزبيدٍ بل لمذحج كلها ... رزئتم أَبَا ثورٍ قريعكم عمرا من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: علمنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التلبية: لبيك اللَّهمّ، لبيك، لا شُرَيْك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك، والملك لا شُرَيْك لك ... فِي حديث طويل ذكره. قال شرحبيل بْن القعقاع: سمعت عمرو بن معديكرب يَقُول: لقد رأيتنا من قريب ونحن إذا حججنا في الجاهلية نقول: لبيك تعظيما إليك عذرا ... هذي زبيد قد أتتك قسرا تعدو بها مضمرات شزرا ... يقطعن خبتا وجبالا وعرا قد تركوا الأوثان خلوا صفرا فنحن والحمد للَّه نقول اليوم كما علمنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره. أَنْبَأَنَا [1] خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن رشيق، حدثنا محمد بن رمضان ابن شَاكِرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ، حَدَّثَنَا الشَّافِعِيُّ، قَالَ: وَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وخالد بن سعيد ابن الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى الْيَمَنِ، وَقَالَ: إِذَا اجْتَمَعْتُمَا فَعَلَى أَمِيرٍ، وَإِنِ افْتَرَقْتُمَا فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا أَمِيرٌ، فَاجْتَمَعَا، وَبَلَغَ عَمْرَو بْنَ معديكرب

_ [1] في س: أخبرنا.

مَكَانَهُمَا، فَأَقْبَلَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمَا قَالَ: دَعُونِي حَتَّى آتِيَ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ، فَإِنِّي لَمْ أُسَمَّ لأَحَدٍ قَطُّ إِلا هَابَنِي، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُمَا نَادَى: أَنَا أَبُو ثور، أنا عمرو بن معديكرب. فَابْتَدَرَاهُ عَلِيٌّ وَخَالِدٌ، وَكِلاهُمَا يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: خَلِّنِي وَإِيَّاهُ وَيَفْدِيهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ. فَقَالَ عَمْرٌو إِذْ سَمِعَ قَوْلَهُمَا: الْعَرَبُ تَفْزَعُ مِنِّي [1] ، وَأَرَانِي لِهَؤُلاءِ جزرا [2] ، فانصرف عنهما. وكان عمرو بن معديكرب شاعرا محسنا، ومما يستحسن من شعره قوله: إذا لم تستطع شيئا فدعه ... وجاوزه إِلَى مَا تستطيع وشعره هَذَا من مذهبات القصائد أوله: أمن ريحانة الدَّاعِي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُنِي وَأَصْحَابِي هُجُوعُ ومما يستجاد أيضا من شعره قوله: أعاذل عدتي بدني ورمحي ... وكل مقلصٍ سلس القياد أعاذل إنما أقى شبابي ... إجابتي الصريخ إِلَى المنادي مع الأبطال حَتَّى سل جسمي ... وأقرح [3] عاتقي حمل النجاد ويبقى بعد حلم القوم حلمي ... ويفنى قبل زاد القوم زادي وفيها [يقول] [4] : تمنّى أن يلاقينى قييس ... وددت فأينما منى ودادي

_ [1] في س: لي. [2] في س: جزرة. [3] في ى وأسد الغابة: وأقرع. [4] من س.

(1959) عمرو بن ميمون الأودي.

فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ ... يرود بنفسه شر المراد أريد حياته [1] ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد في أبيات لَهُ كثيرة من هَذِهِ. وتروى هَذِهِ الأبيات لابن دريد بْن الصمة أيضا، وهي لعمرو بْن معديكرب أكثر وأشهر. والله أعلم. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بن عبد الله بن محمد بن عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا بَقِيٌّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى النعمان بن مقرن استشر واستعن في حربك بطليحة وعمرو بن معديكرب، ولا تولّهما من مِنَ الأَمْرِ شَيْئًا، فَإِنَّ كُلَّ صَانِعٍ هُوَ أعلم بصناعته. (1959) عمرو بْن مَيْمُون الأودي. أَبُو عَبْد اللَّهِ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصدق إِلَيْهِ، وَكَانَ مسلما فِي حياته وعلى عهده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال عَمْرو بْن مَيْمُون: قدم علينا مُعَاذ الشام فلزمته، فما فارقته حَتَّى دفنته، ثُمَّ صحبت ابْن مَسْعُود. وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين، وَهُوَ الَّذِي رأى الرجم فِي الجاهلية من القردة إن صح ذَلِكَ، لأن رواته مجهولون. وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْ نُعَيْمٍ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ الأَوْدِيِّ مُخْتَصَرًا، قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً زَنَتْ فَرَجَمُوهَا- يَعْنِي الْقِرَدَةَ- فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. ورواه عباد بْن العوام، عَنْ حُصَيْن، كما رواه هشيم

_ [1] س: حباءه.

(1960) عمرو بن النعمان بن مقرن بن عائذ المزني.

مختصرا، وأما القصة بطولها فإنها تدور على عبد الملك بن مسلم، عن عيسى ابن حطان، وليسا ممن يحتج بهما، وَهَذَا عِنْدَ جماعة أهل العلم منكر إضافة الزنا إِلَى غير مكلف، وإقامة الحدود فِي البهائم، ولو صح لكانوا من الجن، لأن العبادات فِي الجن والإنس دون غيرهما، وقد كَانَ الرجم في التوراة. وروى أن عَمْرو بْن مَيْمُون حج ستين مَا بين حج وعمرة، ومات سنة خمس وسبعين. (1960) عمرو بْن النعمان بْن مقرن بْن عائذ الْمُزْنِيّ. له صحبة. وكان أبوه من جلة الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عنهم. (1961) عمرو بْن نعيمان. روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى. (1962) عمرو بْن يثربي. ضمري، كَانَ يسكن خبت الجميش [1] من سيف البحر، أسلم عام الْفَتْح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستقضاه عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا على البصرة. (1963) عمرو بْن يعلى الثقفي، رَوَى عَنْهُ عَمْرو بْن دينار، له صحبة. (1964) عمرو البكالي [2] . لَهُ صحبة ورواية، هُوَ من بنى بكال بن دعمي ابن سَعْد بْن عوف بْن عدي بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان، هكذا نسبه خليفة فِي الصحابة، يكنى أَبَا عُثْمَان. روى عَنْهُ أَبُو تميمة الهجيمي، ومعدان بْن طَلْحَة اليعمري، يعد فِي أهل البصرة، وقد عده قوم في أهل الشام.

_ [1] علم الصحراء بين مكة والمدينة (ياقوت) . وفي هوامش الاستيعاب: الخبت المفازة. والجميش الّذي لا نبت به (ورقة 78) . [2] بكسر الباء الموحدة وفتح الكاف المخففة وفي آخرها اللام (اللباب) .

(1965) عمرو الثمالي [1] .

حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْجَرِيرِيُّ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرًا الْبِكَالِيَّ- وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى الْبُخَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النعمان، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ سَعِيد الجريري، عَنْ أَبِي تميمة، قَالَ: قدمت الشام، فإذا الناس على رجل. قلت: من هَذَا؟ قَالُوا: أفقه من بقي من أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا عَمْرو البكالي وأصابعه مقطوعة. قلت: مَا ليده؟ قَالُوا: قطعت يده يَوْم اليرموك. رضى الله عنه. (1965) عمرو الثمالي [1] . رَوَى عَنْهُ شهر بْن حوشب، قَالَ: بعث معي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدي تطوع [2] ، وَقَالَ: إن عطب منها شيء فانحره، ثُمَّ اصبغ نعله فِي دمه، ثُمَّ اضرب بِهِ على صفحته، وخل بين الناس وبينه. (1966) عمرو العجلاني، رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلة بغائط أو بول. (1967) عمرو مولى خباب، رَوَى عَنْهُ حديث واحد بإسناد غير مستقيم.

_ [1] في أسد الغابة: وقيل: اليماني والثمالي- بضم الثاء المثلثة وفتح الميم وفي آخرها اللام. [2] في أسد الغابة: تطوعا.

(1968) عمرو أبو مالك الأشعري،

(1968) عمرو أَبُو مَالِك الأشعري، هُوَ مشهور بكنيته. روى عنه عطاء ابن يسار وغيره قد ذكرناه فِي الكنى. باب عمران (1969) عمران بْن حُصَيْن بْن عُبَيْد بْن خَلَف بْن عبد نهم بْن سَالِم [1] بْن غاضرة بْن سلول بْن حبشية [2] بْن سلول بْن كَعْب بْن عَمْرو الخزاعي الكعبي، يكنى أَبَا نجيد بابنه نجيد بْن عِمْرَان. أسلم أَبُو هُرَيْرَةَ وعمران بْن حُصَيْن عام خيبر. وقال خليفة: استقضى عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر عِمْرَان بن حصين على البصرة، فأقام قاضيا يسيرا، ثم استعفى فأعفاه. وكان من فضلاء الصحابة وفقهائهم، يَقُول عَنْهُ أهل البصرة: إنه كَانَ يرى الحفظة [3] وكانت تكلمه حَتَّى اكتوى. قال مُحَمَّد بْن سِيرِين: أفضل من نزل البصرة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِمْرَان بْن حُصَيْن، وَأَبُو بكرة. سكن عِمْرَان بْن حُصَيْن البصرة، ومات بها سنة ثنتين وخمسين فِي خلافة مُعَاوِيَة. روى عَنْهُ جماعة من تابعي أهل البصرة والكوفة.

_ [1] في الطبقات: بن عبد نهم بن خريبة بن جهمة بن غاضرة (7- 4) . [2] في الطبقات: بن حبشية بن كعب. [3] في الطبقات: سقى بطن ابن عمران ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوى.

(1970) عمران بن عاصم الضبعي،

(1970) عمران بن عاصم الضبعي، والد أبى جمرة [1] الضبعي صاحب ابْن عَبَّاس، واسم أَبِي جمرة نَصْر بْن عِمْرَان. ذكروه فِي الصحابة، ومنهم من لم يصحح لَهُ صحبة، كَانَ عِمْرَان هذا قاضيا بالبصرة. روى عنه أَبُو جمرة، وقتادة، وَأَبُو التياح، وغيرهما، روايته عَنْ عِمْرَان بْن حُصَيْن. (1971) عمران بْن ملحان، ويقال عِمْرَان بْن عَبْد اللَّهِ. ويقال عِمْرَان بْن تيم [2] ، أَبُو رجاء العطاردي. أدرك الجاهلية، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. واختلف هل كَانَ إسلامه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل: إنه أسلم بعد الْفَتْح، والصحيح أَنَّهُ أسلم بعد المبعث. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا أحمد، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، قَالَ: سَمِعْنَا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِي مَالٍ لَنَا فَخَرَجْنَا هِرَابًا. قَالَ: فَمَرَرْتُ بِقَوَائِمِ ظَبْيٍ فَأَخَذْتُهَا وَبَلَلْتُهَا. قَالَ: وَطَلَبْتُ فِي غِرَارَةٍ لَنَا، فَوَجَدْتُ كَفَّ شَعِيرٍ فَدَقَقْتُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ أَلْقَيْتُهُ فِي قِدْرٍ، ثُمَّ وَدَجْتُ بَعِيرًا لَنَا فَطَبَخْتُهُ، فَأَكَلْتُ أَطْيَبَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قُلْتُ: يَا أَبَا رَجَاءٍ، مَا طَعْمُ الدَّمِ. قَالَ: حُلْوٌ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَمِيلٍ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا نصر بن على، حدثنا الأصمعي،

_ [1] في س، وأسد الغابة: أبو حمزة. والضبط من التقريب. [2] في الطبقات: وقال آخر: اسمه عطارد بن برز (7- 100) .

حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، قَالَ قُلْتُ لأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ: مَا تَذْكُرُ؟ قَالَ: قَتْلَ بِسْطَامَ بْنِ قَيْسٍ. قال الأصمعي: قتل بسطام بن قيس قبل الإسلام بقليل. قال: وأنشدنى أبو رجاء العطاردي: وخر على الألاءة [1] لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل قال أَبُو عُمَر: وَهَذَا البيت من شعر ابْن غنمة فِي بسطام بْن قيس. ومن شعره ذلك قوله فيه [2] : لك المرباع منها والصفايا ... وحكمك فِي النشيطة والفضول إذا قاست بنو زَيْد بْن عمروٍ ... ولا يوفي ببسطامٍ قتيل وخر على الألاءة لم يوسد ... كَانَ جبينه سيف صقيل وقد قيل: إن قتل بسطام كَانَ بعد مبعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد أَبُو رجاء فِي كبار التابعين، روايته عَنْ عُمَر وعلي وَابْن عَبَّاس وسمرة رضى الله عنهم. وكان ثقة. روى عَنْهُ أَيُّوب السختياني وجماعة. أخبرنا عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أَحْمَد بْن زُهَيْر، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة المنقري، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِث الكرماني، وَكَانَ ثقة، قَالَ: سمعت أَبَا رجاء يَقُول: أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا شاب أمرد. قَالَ: ولم أر ناسا كانوا أضل من العرب، وكانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها، فيجىء، الذئب فيذهب بها، فيأخذون أخرى مكانها فيعبدونها، وإذا رأوا صخرة

_ [1] في الطبقات: ألاءة. والألاء: شجر. والبيت في اللسان منسوب لابن غنمة. [2] اللسان- مادة ربع.

حسنة جاءوا بها وذهبوا يصلون إليها. فإذا رأوا صخرة أحسن من تلك رموها، وجاءوا بتلك يعبدونها. وكان أَبُو رجاء يَقُول: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أرعى الإبل على أهلي وأريش وأبري، فلما سمعنا بخروجه لحقنا بمسيلمة. وكان أَبُو رجاء رجلا فِيهِ غفلة، وكانت لَهُ عبادة، وَعُمَر عمرا طويلا أزيد من مائة وعشرين سنة، مات سنة خمس ومائة فِي أول خلافة هِشَام بْن عَبْد الْمَلِكِ. ذكر الهيثم بْن عدي، عَنْ أَبِي بَكْر بْن عَيَّاش، قَالَ: اجتمع فِي جنازة أَبِي رجاء العطاردي الْحَسَن الْبَصْرِيّ، والفرزدق الشاعر، فَقَالَ الفرزدق للحسن: يَا أَبَا سَعِيد، يقولون الناس: اجتمع فِي هَذِهِ الجنازة خير الناس وشرّ الناس. فقال الحسن: أنت خيرهم وشر كثيرهم [1] ، لكن مَا أعددت لهذا اليوم؟ قَالَ: شهادة أن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله، ثم انصرف الفرزدق، فقال: ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد كان قبل البعث بعث محمّدا ولم يغن عَنْهُ عيش سبعين حجةً ... وستين لما بات غير موسد إِلَى حفرةٍ غبراء يكره وردها ... سوى أَنَّهَا مثوى وضيع وسيد ولو كَانَ طول العمر يخلد واحدا ... ويدفع عَنْهُ عيب عمرٍ عمرد [2] لكان الَّذِي راحوا بِهِ يحملونه ... مقيما ولكن ليس حي بمخلد نروح ونغدو والحتوف أمامنا ... يضعن لنا حتف الردى كل مرصد وقد قَالَ لي ماذا تعد لما ترى ... فقيه إذا مَا قَالَ غير مفنّد

_ [1] في أسد الغابة: لست بخيرهم ولست بشرهم ولكن ... [2] عمرو: طويل. وفي ى: ممرد.

باب عمير

فقلت لَهُ: أعددت للبعث وَالَّذِي ... أراد بِهِ أني شهيد بأحمد وأن لا إله غير ربي هُوَ الَّذِي ... يميت ويحيي يَوْم بعثٍ وموعد وأن لا إله غير ربي هُوَ الَّذِي ... يميت ويحيي يَوْم بعثٍ وموعد وَهَذَا [1] الَّذِي أعددت لا شيء غيره ... وإن قلت لي أكثر من الخير وازدد فَقَالَ لقد أعصمت بالخير كله ... تمسك بهذا يَا فرزدق ترشد باب عمير (1972) عمير، مولى آبي اللحم، قد تقدم [2] ذكر مولاه آبي اللحم الغفاري، شهد عُمَيْر مولى آبي اللحم مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح خيبر. وسمع منه وحفظ. وَرَوَى عَنْهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بن زيد بن مهاجر ابن قُنْفُدٍ [3] ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ، إِلا أَنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ [4] ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى أَبِي اللَّحْمِ قَالَ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُنَيْنٍ وَعِنْدَهُ الْمَغَانِمُ، وَأَنَا عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطِنِي. فَقَالَ: تَقَلَّدِ السَّيْفَ، فَتَقَلَّدْتُهُ، فَوَقَعَ فِي الأَرْضِ، فَأَعْطَانِي مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ. (1973) عمير بْن أَسَد الحضرمي. شامي، رَوَى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر- مرفوعا- فِي الكذب أَنَّهُ خيانة. (1974) عمير بْن أوس بْن عَتِيك بْن عَمْرو بن عبد الأشهل، ويقال

_ [1] في س: فهذا. [2] صفحة 135. [3] في ى: سعد. والمثبت من س، وأسد الغابة. [4] في أسد الغابة: أبو بهية.

(1975) عمير والد [1] بهيسة،

ابْن عبد الأعلم فِيهِ وفي أخيه الأَنْصَارِيّ الأشهلي، قتل يَوْم اليمامة شهيدا، وَكَانَ قد شهد أحدا، وما بعدها من المشاهد. هو أخو مالك بن أوس. (1975) عمير والد [1] بهيسة، قالت قَالَ قلت: يَا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قَالَ: الماء والملح. قال أَبُو عُمَر: زيادة الملح فِي هَذَا الحديث غير محفوظة. (1976) عمير بْن جَابِر بْن غاضرة بْن أشرس الْكِنْدِيّ، لَهُ صحبة. (1977) عمير بْن جودان العبدي، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن سِيرِين وابنه أشعث ابن عُمَيْر، ليست لَهُ صحبة، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسل عِنْدَ أكثرهم، ومنهم من يصحح صحبته، وقد تقدم. (1978) عمير بْن الْحَارِث بْن ثعلبة بْن الْحَارِث بْن حرام بْن كَعْب. وكان مُوسَى بْن عقبة يقول: عمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة بن الحارث بن حرام، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا فِي قول جميعهم. (1979) عمير بْن حَبِيب بْن حباشة. ويقال ابْن خماشة الأَنْصَارِيّ الخطمي. هو جد أَبِي جَعْفَر الخطمي، يقال: إنه ممن بايع تحت الشجرة. وينسبونه عُمَيْر بْن حَبِيب بْن خماشة أو حباشة بْن جويبر بْن غيان [2] بْن عَامِر بْن خطمة [من الأنصار] [3] ، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (1980) عمير بْن حرام بْن عَمْرو بْن الجموح [بن زيد] [4] بن حرام بن كعب.

_ [1] في أسد الغابة أبو بهيسة، حديثه ... [2] في ى: عنان. وفي س: عيان. وفي الطبقات: جويبر بن عبيد بن غيان بن عامر. وفي أسد الغابة: بن جويبر بن عبد بن عنان. [3] ليس في س. [4] من الطبقات: وفي أسد الغابة بن يزيد.

(1981) عمير بن الحمام [1] بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي.

شهد بدرا فيما ذكر الْوَاقِدِيّ، وَابْن عُمَارَة، ولم يذكره موسى ابن عقبة، ولا ابْن إِسْحَاق، ولا أَبُو معشر في البدريين. (1981) عمير بْن الحمام [1] بْن الجموح بْن زَيْد بْن حرام الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ. شهد بدرا، وقتل بها شهيدا، قتله خَالِد بْن الأعلم، وَكَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عُبَيْدَة بْن الْحَارِث، فقتلا يَوْم بدر جميعا. وقيل: إنه أول قتيل قتل من الأنصار فِي الإسلام. وذكر ابْن إِسْحَاق فِي خبره عَنْ يَوْم بدرٍ قَالَ: ثُمَّ خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى الناس فحرّضهم، ونفل كل امرئ منهم مَا أصاب. وقال: وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة. فقال عُمَيْر بْن الحمام- أحد بني سَلَمَة، وفي يده ثمرات يأكلهن: بخ بخ! فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، فقذف التمر من يده، وأخذ السيف، فقاتل القوم حَتَّى قتل، وهو يقول: ركضا إِلَى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد والصبر فِي الله على الجهاد ... وكلّ زاد عرضة النقاد غير التقى والبر والرشاد (1982) عمير بْن رئاب بْن حذيفة [2] بْن مهشم. هذا قول ابْن الكلبي. وقال الْوَاقِدِيّ: هُوَ عُمَيْر بْن رئاب بْن حُذَافَة بْن سَعِيد [3] بْن مهشم القرشي السهمي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، واستشهد بعين التمر تحت راية خَالِد بْن الْوَلِيد رَضِيَ الله عنه.

_ [1] بضم المهملة وتخفيف الميم (الإصابة) . [2] في الطبقات: بن حذافة بن سعيد بن سهم. [3] سعيد بالتصغير (الإصابة) .

(1983) عمير بن سعيد بن عبيد [1] بن النعمان الأنصاري،

(1983) عمير بن سعيد بْن عُبَيْد [1] بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، من بني عمرو ابن عوف [2] ، كَانَ يقال لَهُ نسيج وحده، غلب ذَلِكَ عَلَيْهِ وعرف بِهِ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ للجلاس، وَكَانَ على أمه إذ قَالَ الجلاس: إن كَانَ مَا يَقُول مُحَمَّد حقا فلنحن شر من الحمير. فقال عُمَيْر: فاشهد أَنَّهُ صادق، وأنك شر من الحمار. فقال لَهُ الجلاس: اكتمها علي يَا بني. فقال: لا والله، ونمى بها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يكتمها، وَكَانَ لعمير كالأب ينفق عَلَيْهِ، فدعا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجلاس فعرفه بما قَالَ عُمَيْر، فحلف الجلاس أَنَّهُ مَا قَالَ. قال: فنزلت [3] : يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ ... 9: 74 إِلَى قوله: فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ 9: 74. فقال الجلاس: أتوب إِلَى الله. وكان قد آلى ألا ينفق على عُمَيْر، فراجع النفقة عَلَيْهِ توبة منه. قال عُرْوَة بْن الزُّبَيْر: فما زال عُمَيْر فِي علياء بعد. هكذا ذكره ابْن إِسْحَاق وغيره هَذَا الخبر. وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ هَذَا الْخَبَرَ، فَقَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ جريج، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ عِنْدَ الْجُلاسِ بْنِ سُوَيْدٍ، فَقَالَ الْجُلاسُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ: إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ، فَسَمِعَهَا عُمَيْرٌ فَقَالَ: وَاللَّهِ، إِنِّي لأَخْشَى إِنْ لم أرفعها إلى النبي، صلى

_ [1] في ى: عمير، والمثبت من س، وأسد الغابة، والطبقات، والإصابة. [2] في أسد الغابة: جعل ابن الكلبي سعد بن عبيد بن قيس بن عمرو بن زيد غير سعد والد عمير بن سعد جعلهما يجتمعان في عمرو بن زيد. [3] سورة التوبة، آية 75 (ظهر الاستيعاب ج 3- م 12)

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْزِلَ الْقُرْآنُ، وَأَنْ أُخْلَطَ بِخَطِيئَةٍ، وَلَنِعْمَ الأَبُ هُوَ لِي. فَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُلاسَ. فَعَرَفَهُ وَهُمْ يَتَرَحَّلُونَ، فَتَحَالَفَا، فَجَاءَ الْوَحْيُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَكَتُوا، فَلَمْ يَتَحَرَّكْ أَحَدٌ، وَكَذَلِكَ كَانُوا يَفْعَلُونَ لا يَتَحَرَّكُونَ إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ، فَرُفِعَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقال: يحلفون باللَّه ما قالوا ... إلى: فإن يتوبوا يك خبرا لهم. فَقَالَ الْجُلاسُ: اسْتَتِبْ لِي رَبِّي، فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، وَأَشْهَدُ لَقَدْ صَدَقَ. وأما قوله تعالى [1] : وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ من فَضْلِهِ. 9: 74 فقال عُرْوَة: كَانَ مولى للجلاس قتل فِي بين عَمْرو بْن عوف، فأبى بنو عَمْرو بْن عوف أن يعقلوه، فلما قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة جعل عقله على بني عَمْرو بْن عوف. قال عُرْوَة: فما زال عُمَيْر فيها بعلياء حَتَّى مات. قال ابْن جريج: وأخبرت عَنِ ابْن سِيرِين قَالَ: فما سمع عُمَيْر من الجلاس شيئا يكرهه بعدها. قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَأَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حسان، عن ابن سِيرِينَ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِ عُمَيْرٍ، فَقَالَ: وَفَّتْ أُذُنُكَ يَا غُلامُ، وَصَدَّقَكَ رَبُّكَ وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولى عُمَيْر بْن سَعْد هَذَا على حمص قبل سَعِيد بْن عَامِر بْن خذيم أو بعده. وزعم أهل الكوفة أن أَبَا زَيْد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه سَعْد، وأنه والد عُمَيْر هَذَا. وخالفهم غيرهم فِي ذَلِكَ فقالوا: اسم أَبِي زَيْد الَّذِي جمع القرآن قيس بن السكن.

_ [1] سورة التوبة، آيه 74. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 12)

(1984) عمير والد سعيد بن عمير الأنصاري،

سكن عُمَيْر بْن سَعْد هَذَا الشام، ومات بها، رَوَى عَنْهُ راشد بْن سَعْد، وحبيب بن عبيد، وجماعة. (1984) عمير والد سَعِيد بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ، كَانَ بدريا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: من صَلَّى علي من أمتي صلاةً مخلصا من قلبه صَلَّى الله عَلَيْهِ عشرا. حديثه هَذَا عِنْدَ وَكِيع، عن سَعْد بْن سَعِيد التغلبي، عَنْ سَعِيد بْن عُمَيْر الأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ بدريا. يعد في الكوفيين. (1985) عمير بْن سَلَمَة الضمري. لَهُ صحبة. معدود فِي أهل المدينة، وقد بينا فِي كتاب «التمهيد» معنى رواية مَالِك، إذ جعل حديثه عن عمير بن سليم بن البهزي. والصحيح أَنَّهُ لعمير بْن سَلَمَة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والبهزي كَانَ صائد الحمار. ولم يختلفوا فِي صحبة عُمَيْر بن سلمة. (1986) عمير بْن عَامِر بْن مَالِك بْن الخنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بْن النجار، أَبُو دَاوُد الأَنْصَارِيّ المازني، شهد بدرا، وَهُوَ مشهور بكنيته. قد ذكرناه في الكنى. (1987) عمير [1] بْن عدي الخطمي. إمام بني خطمة وقارئهم الأعمى، وَرَوَى عدي بْن عُمَيْر، فإن كَانَ الَّذِي رَوَى عَنْهُ زَيْد بْن إِسْحَاق فهو الَّذِي قتل أخته لشتمها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبعدها الله. قال أبو عمر:

_ [1] ليست هذه الترجمة في س.

(1988) عمير بن عمرو الأنصاري،

هما عندي واحد. قال ابْن الدباغ: هُوَ عُمَيْر بْن عدي بْن خرشة بْن أُمَيَّة ابن عَامِر بْن خطمة، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وَكَانَ ضعيف البصر، وقد حفظ طائفةً من القرآن فسمي بالقارئ، وَكَانَ يؤم بني خطمة، هَذَا قول ابْن القداح. وأما الْوَاقِدِيّ وأهل المغازي فيقولون: لم يشهد أحدا ولا الخندق لضرر بصره، ولكنه قديم الإسلام، صحيح النية، وَكَانَ هُوَ وخزيمة بْن الثابت يكسران أصنام بني خطمة، وَكَانَ عُمَيْر قتل عصماء بِنْت مَرَوَان، وكانت تحض على الفتك برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فوجأها عُمَيْر بْن عدي بسكين تحت ثديها فقتلها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، وَقَالَ: إِنِّي لأتقي تبعة إخوتها. فقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تخفهم. وقال الهجري: هي عصماء بِنْت مَرَوَان من بني عَمْرو بْن عوف، قتلها عُمَيْر سنة اثنتين من الهجرة، قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تنتطح فيها عنزان فِي دار بني خطمة. وكان أول من أسلم منهم عُمَيْر بْن عدي، وَهُوَ الَّذِي يدعى القاري. وقد ذكر ابْن الكلبي وَأَبُو عُبَيْد عدي بْن خرشة الشاعر فِي بني خطمة، ولا شك أن عميرا هَذَا ولده. (1988) عمير بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ، ويقال الأزدي. والد أَبِي بَكْر بْن عُمَيْر، بصري. ولم يرو عَنْهُ غير ابنه أَبِي بَكْر بْن عُمَيْر، حديثه صحيح الإسناد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألفٍ [1] ... الحديث.

_ [1] في أسد الغابة: ثلاثمائة ألف بغير حساب.

(1989) عمير بن عوف، مولى لسهيل بن عمرو العامري.

(1989) عمير بْن عوف، مولى لسهيل بْن عَمْرو العامري. يكنى أَبَا عَمْرو، هَذَا قول مُوسَى بْن عقبة وَأَبِي معشر الْوَاقِدِيّ، وَكَانَ ابْن إِسْحَاق يَقُول: عَمْرو [1] بْن عوف، ولم يختلفوا أَنَّهُ من مولدي مكة. شهد بدرا وأحدا والخندق وما بعدها من المشاهد مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الواقدي- فِي تسمية من شهد بدرا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُمَيْر مولى سهيل بن عمرو. وقال في موضع آخر: يكنى أَبَا عَمْرو، كَانَ من مولدي مكة، مات فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب وصلى عليه عمر. (1990) عمير بْن فهد، ويقال عُمَيْر بْن سَعْد بْن فهد العبدي، من عبد القيس. ويقال [2] عُمَيْر بْن جودان العبدي، رَوَى عَنْهُ ابنه أشعث بْن عُمَيْر فِي الأشربة. (1991) عمير بْن قتادة بن سعد الليثي، سكن مكة، لم يرو عَنْهُ غير ابنه عُبَيْد بْن عُمَيْر، لَهُ صحبة ورواية. أَنْبَأَنَا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هَانِئٍ، حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ سَوَّادٍ [3] ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّهُ حَدَّثَهُ- وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ- أَنَّ رَجُلا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ: هُنَّ تِسْعٌ: الشِّرْكُ باللَّه، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزّحف، وقذف المحصنات.

_ [1] في ى: عمر. [2] وكذلك ذكر في أسد الغابة. [3] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش ما لفظه: المعروف حرب ابن شداد (ورقة 72) .

(1992) عمير ذو مران القيل بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة،

وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ، وَاسْتِحْلالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أحياء وأمواتا (1992) عمير ذو مران القيل بْن أفلح بْن شراحيل بن ربيعة، وهو ناعط ابن مرثد الهمداني، كتب إِلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم، وَهُوَ جد مجالد بْن سَعِيد بْن عُمَيْر الناعطي الهمداني. (1993) عمير بْن معبد بْن الأزعر [1] من بني ضبيعة بْن زَيْد، هكذا قَالَ فِيهِ مُوسَى بْن عقبة. وقال ابْن إِسْحَاق: هُوَ عَمْرو بْن معبد بْن الأزعر [1] شهد بدرا وأحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَهُوَ أحد المائة الصابرة يَوْم حنين- ذكره مُوسَى بْن عقبة فِي البدريين. (1994) عمير بْن نويم. يعد فِي الكوفيين، حَدِيثُهُ عِنْدَ شُعْبَةَ وَمِسْعَرٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ غَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ [2] ، وَعُمَيْرِ بْنِ نُوَيْمٍ أنهما سألا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَنَا مِنْ أَمْوَالِنَا شَيْءٌ إِلا الْحُمُرُ الأَهْلِيَّةُ. فَقَالَ: أَطْعِمُوا أَهْلِيكُمْ مِنْ سَمِينِ أَمْوَالِكُمْ، فَإِنِّي إِنَّمَا قَذِرْتُ لَكُمْ جَوَّالَ الْقَرْيَةِ. أخبرني بِهِ علي بْن إِبْرَاهِيم بْن حمويه، حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن رَشِيق، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن هاني النحوي، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن سَلَمَة الأفطس، حَدَّثَنَا مِسْعَر بْن كِدَام وشعبة، قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن الْحَسَن، فذكره بإسناده

_ [1] في ى: الأزهر. [2] في أسد الغابة: بن الحر.

(1995) عمير بن ودقة

(1995) عمير بْن ودقة [1] أحد المؤلفة قلوبهم، لم يبلغه [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل من غنائم حنين، لا هُوَ ولا قَيْس بْن مخرمة، ولا عَبَّاس بْن مرداس، ولا هِشَام بْن عَمْرو، ولا سَعِيد بْن يربوع، وسائر المؤلفة قلوبهم، أعطاهم مائة مائة. (1996) عمير بْن أَبِي وَقَّاص، واسم أَبِي وَقَّاص مالك بن وهيب [3] بن عبد مناف ابن زهرة أخو سَعْد بْن وَقَّاص القرشي الزُّهْرِيّ. قتل يَوْم بدر شهيدا، قتله عَمْرو بْن عبد ود. وقال الْوَاقِدِيّ: كَانَ عُمَيْر بْن أَبِي وَقَّاص قد استصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم بدر، وأراد أن يرده فبكى، ثُمَّ أجازه بعد، فقتل يومئذ وَهُوَ ابْن ست عشرة سنة. (1997) عمير بْن وَهْب بْن خَلَف بْن وَهْب بْن حُذَافَة بْن جمح، يكنى أَبَا أُمَيَّة، كَانَ لَهُ قدر وشرف فِي قريش، وشهد بدرا كافرا، وَهُوَ القائل لقريش يومئذ فِي الأنصار [4] : إِنِّي أرى وجوها كوجوه الحيات، لا يموتون ظمأ أو يقتلون [منا] [5] أعدادهم، فلا تتعرضوا لهم بهذه الوجوه التي كأنها المصابيح. فقالوا لَهُ: دع هَذَا عنك، وحرش بين القوم، فكان أول من رمى بنفسه عَنْ فرسه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشب [6] الحرب. وكان من أبطال قريش وشيطانا من شياطينها،

_ [1] في س: وذفة. [2] في أسد الغابة: لم يبلغ به. [3] في أسد الغابة: أهيب. [4] في أسد الغابة: عن الأنصار. [5] ليس في س. [6] في س: وأنشأ.

وَهُوَ الَّذِي مشى حول عسكر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من نواحيه، ليحزر [1] عددهم يَوْم بدر، وأسر ابنه وَهْب بْن عُمَيْر يومئذ، ثُمَّ قدم عُمَيْر المدينة يريد الفتك برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2] [بما جرى بينه وبين صَفْوَان بْن أُمَيَّة فِي قصده إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة حين انصرافه من بدر ليفتك بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وضمن لَهُ صَفْوَان على ذَلِكَ أن يؤدي عَنْهُ دينه، وأن يخلفه فِي أهله وعياله، ولا ينقصهم شيئا مَا بقوا. فلما قدم المدينة وجد عُمَر على الباب فلببه، ودخل بِهِ على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، هَذَا عُمَيْر بْن وَهْب شيطان من شياطين قريش، مَا جاء إلا ليفتك بك. فقال: أرسله يَا عُمَر. فأرسله، فضمه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ، وكلمه، وأخبره بما جرى بينه وبين صَفْوَان، فأسلم وشهد شهادة الحق، ثُمَّ انصرف إِلَى مكة ولم يأت صفوان] ، وشهد أحدا، وشهد فتح مكة. وقيل: إن عُمَيْر بْن وَهْب أسلم بعد وقعة بدر، وشهد أحدا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاش إِلَى صدر من خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ والد وَهْب بْن عُمَيْر، وإسلامه كَانَ قبله بيسير، وَهُوَ أحد الأربعة الذين أمد بهم عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمْرو بْن الْعَاص بمصر، وهم: الزُّبَيْر ابن العوام، وعمير بْن وَهْب الْجُمَحِيّ، وخارجة بْن حُذَافَة، وبسر بْن أرطاة. وقيل: المقداد موضع بسر.

_ [1] يحزر: يقدر. [2] في س: فأسلم، وما بعد ذلك من أول القوس ليس في س.

(1998) عمير الخطمي القاري.

وقد قيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسط أيضا لعمير بْن وَهْب رداءه، وَقَالَ: الخال والد. ولا يصح إسناده، وبسط الرداء لوهب بْن عُمَيْر أكثر وأشهر. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حميد، عن عبد الله بن عمرو ابن أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ نَزَلَ بِأَهْلِهِ، لَمْ يَقِفْ بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَظْهَرَ الإِسْلامَ، وَدَعَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ صَفْوَانَ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ حِينَ لَمْ يَبْدَأْ بِي قَبْلَ مَنْزِلِهِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَكَسَ [1] وَصَبَأَ، فَلا أُكَلِّمَهُ أبدا، ولا أنفعه ولا عياله بنافعة، فوقف عَلَيْهِ عُمَيْرٌ وَهُوَ فِي الْحِجْرِ، وَنَادَاهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُ عُمَيْرٌ: أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا، أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حجر والذبح له! أهذا دين! أشهد أن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَلَمْ يُجِبْهُ صَفْوَانُ بِكَلِمَةٍ. (1998) عمير الخطمي القاري. من بني خطمة من الأنصار، رَوَى عنه زيد ابن إِسْحَاق، وَكَانَ عُمَيْر هَذَا أعمى، كانت لَهُ أخت تشتم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقتلها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبعدها الله. باب عوف (1999) عوف بْن أثاثة بْن عباد بْن عبد المطلب بْن عبد مناف بْن قصي. يكنى أَبَا عباد. وقيل: يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، قاله مُحَمَّد، عمر الواقدي.

_ [1] الارتكاس: الارتداد.

وهو المعروف بمسطح، شهد بدرا. وتوفي سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن ست وخمسين سنة. وقد قيل: إنه شهد صفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَهُوَ الأكثر، فذكرناه فِي باب الميم، لأنه غلب عَلَيْهِ مسطح، واسمه عوف لا اختلاف فِي ذَلِكَ. وأمه- فيما قَالَ ابْن شهاب فِي حديث الإفك- أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، واسمها سلمى [بِنْت صَخْر بْن عَامِر] [1] ، وأمها ريطة بِنْت صَخْر بْن عَامِر خالة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وقال: فِي آخر الحديث، عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عنها لما [2] أنزل الله تعالى براءتي. قَالَ أَبُو بَكْر- وَكَانَ ينفق على مسطح لقرابته ولفقره: والله لا أنفق على مسطح بعد الَّذِي قاله لعائشة، فأنزل الله عز وجل [3] : وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ ... 24: 22 الآية» . فقال أَبُو بَكْر: والله إِنِّي لأحب أن يغفر الله لي. فرجع إِلَى مسطح النفقة التي كَانَ ينفق عَلَيْهِ وَقَالَ: والله لا أنزعها منه أبدا. وذكر الأموي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْن إِسْحَاق [4] قَالَ قَالَ أَبُو بَكْر رضى الله عنه لمسطح: يا عوف ويحك هلا قلت عارفة ... من الكلام ولم تتبع بها طمعا وأدركتك حياءً [5] معشر أنف ... ولم تكن قاطعا يا عوف منقطعا

_ [1] من س. [2] في س: فلما. [3] سورة النور، آية 22 [4] في س: أبى إسحاق. [5] في س: حميا معشر.

(2000) عوف بن الحارث،

أما [1] حزنت من الأقوام إذ حسدوا ... ولا تقول ولو عاينته قذعا [2] لما رميت حصانا غير مقرفةٍ ... أمينة الجيب لم تعلم [3] لَهَا خضعا فيمن رماها وكنتم معشرا أفكا ... فِي سيّئ القول من لفظ الخنا شرعا [4] فأنزل الله وحيا فِي براءتها ... وبين عوفٍ وبين الله مَا صنعا فإن أعش أجز عوفا من مقالته ... شر الجزاء إذا ألفيته هجعا [5] قال الشَّعْبِيّ: كَانَ أَبُو بَكْر شاعرا، وَكَانَ عُمَر شاعرا، وَكَانَ علي أشعر الثلاثة. (2000) عوف بْن الْحَارِث، أَبُو حَازِم الْبَجَلِيّ الأحمسي. ويقال فِيهِ عبد عوف، هُوَ والد قَيْس بْن أَبِي حَازِم، وقد ذكرناه فِي الكني، والله أعلم. (2001) عوف [الأَنْصَارِيّ، يقال عوف] [6] بْن سَلَمَة بْن سلامة بْن وقش. مدني. مخرج حديثه يدور على إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي حبيبة [7] الأشهلي، عَنْ عوف بْن سَلَمَة بْن عوف الأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِيهِ سَلَمَة، عَنْ أَبِيهِ عوف، عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الأنصار. إسناده كله ضعيف، ليس لَهُ غيره. مخرج حديثه عَنْ ولده. (2002) عوف بْن عفراء. وَهُوَ عوف بْن الْحَارِث بْن رفاعة بن الحارث بن سواد بن [مالك بن] [8] غنم بن مالك بن النجار الأنصاري. شهد بدرا مع

_ [1] في س: لما. [2] في أ: فزعا. [3] في أ: يعلم. [4] في س: سرعا. [5] في س: تبعا. [6] من س. [7] في أسد الغابة: بن أبى حبيب. [8] ليس في م.

(2003) عوف بن مالك بن أبى عوف الأشجعي.

أخويه مُعَاذ ومعوذ. وأمهم عفراء بِنْت عُبَيْد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ابن مَالِك بْن النجار. وقتل عوف ومعوذ أخوه يَوْم بدر شهيدين. ويقال عوذ بْن عفراء، والأول أكثر. وقيل: إن عوف بْن عفراء ممن شهد العقبتين. وقيل: إنه أحد الستة ليلة العقبة الأولى. (2003) عوف بْن مَالِك بْن أَبِي عوف الأشجعي. يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. ويقال أَبُو حَمَّاد. ويقال أَبُو عُمَر. وأول مشاهده خيبر، وكانت معه راية أشجع يَوْم الْفَتْح. سكن الشام وَعُمَر، ومات فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان سنة ثلاث وسبعين. روى عَنْهُ جماعة من التابعين، منهم يَزِيد بْن الأصم، وشداد بْن عَمَّار، وجبير بْن نُفَيْر وغيرهم. وروى عَنْهُ من الصحابة أَبُو هُرَيْرَةَ. باب عويمرٍ (2004) عويمر بْن أبيض العجلاني الأَنْصَارِيّ. صاحب اللعان. [قَالَ الطبري: عويمر بْن الْحَارِث بْن زَيْد بن حارثة بن الجلد العجلاني، هو لذي رمى زوجته بشريك بْن سحماء، فلاعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهما، وذلك فِي شعبان سنة تسعٍ من الهجرة، وَكَانَ قدم تبوك فوجدها حبلى، ثُمَّ قَالَ بعد ذَلِكَ: وعاش ذَلِكَ المولود سنتين ثُمَّ مات، وعاشت أمّه بعده يسيرا] [1] .

_ [1] ما بين القوسين ليس في س، وهو في أسد الغابة منقولا عن الطبري أيضا (4- 158)

(2005) عويمر بن أشقر بن عوف الأنصاري.

(2005) عويمر بْن أشقر بْن عوف الأَنْصَارِيّ. قيل: إنه من بني مازن، شهد بدرا، يعد من أهل المدينة. (2006) عويمر [1] بْن عَامِر، ويقال عويمر بْن قَيْس بن زيد. [وقيل: عويمر ابن ثعلبة بْن عَامِر بْن زَيْد بْن قَيْس بْن] [1] أُمَيَّة بْن [مَالِك بْن عَامِر بْن] [2] عدى بن كعب بن الخزرج بن الحارث بْن الخزرج، أَبُو الدرداء الأَنْصَارِيّ، هُوَ مشهور بكنيته. وقد قيل فِي نسبه عويمر بْن زَيْد بْن قَيْس بْن عَائِشَة [3] بْن أُمَيَّة بن مالك ابن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بْن الْحَارِث بْن الخزرج. وقيل: إن اسمه عَامِر، وصغر، فقيل: عويمر. وقال ابْن إِسْحَاق: أَبُو الدرداء عويمر بْن ثعلبة من بني الْحَارِث بْن الخزرج. وقال إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أَبُو الدرداء اسمه عويمر بْن ثعلبة بْن زَيْد بْن قَيْس بْن عَائِشَة [2] بْن أُمَيَّة بْن مَالِك بْن عَامِر بْن عدي بْن كَعْب بْن الخزرج. ومن قَالَ فِيهِ عويمر ابن قَيْس يزعم أن اسمه عَامِر، وأن عويمرا لقب. ومن قَالَ فِيهِ عَامِر بْن مَالِك فليس بشيء. والصحيح مَا ذكرنا إن شاء الله تعالى. وأمه محبة بِنْت واقد بْن عَمْرو بْن الإطنابة بْن عَامِر بْن زَيْد مناة ابن مَالِك بْن ثعلبة بْن كَعْب. وقيل: أمه واقدة بِنْت واقد بْن عَمْرو بْن الإطنابة. شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. وقد قيل: إنه لم يشهد أحدا

_ [1] الطبقات: 7- 117. [2] ليس في س. [3] في أ: عبسة. والمثبت من الطبقات، وس.

لأنه تأخر إسلامه، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد. كان أَبُو الدرداء أحد الحكماء العلماء والفضلاء. حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ [1] ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، قال: لما حضرت معاذا الوفاة قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أَوْصِنَا. قَالَ: أَجْلِسُونِي، إِنَّ الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ مَكَانَهُمَا مَنِ ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا- يَقُولُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ- الْتَمِسُوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبى الدَّرْدَاءِ، وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ. وقال الْقَاسِم بْن مُحَمَّد: كَانَ أَبُو الدرداء من الذين أوتوا العلم. قال أَبُو مسهر: ولا أعلم أحدا نزل دمشق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أَبِي الدرداء، وبلال مؤذن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ووائلة بْن الأسقع، ومعاوية. قال: ولو نزلها أحد سواهم مَا سقط علينا. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ عن [2] أَبِي حَسَّانٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَهُ عن أبى الدرداء، قال: قال رسول

_ [1] في س: سعد. [2] في س: بن.

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا فَرَطُكُمْ على الحوض فلا ألفينّ مَا نُوزِعْتُ فِي أَحَدِكُمْ فَأَقُولُ: هَذَا مِنِّي، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَلا يجعلني مِنْهُمْ. قَالَ: لَسْتَ مِنْهُمْ، فَمَاتَ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسَنَتَيْنِ. وقالت طائفة من أهل الأخبار: إنه مات بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين. والأكثر والأشهر والأصح عِنْدَ أهل الحديث أَنَّهُ توفي فِي خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد أن ولاه مُعَاوِيَة قضاء دمشق. [وقيل: إن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ولاه قضاء دمشق. وقيل: بل ولاه عُثْمَان والأمير مُعَاوِيَة] [1] وَرَوَى الْوَلِيدُ بن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [2] ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: مَاتَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَبْلَ قَتْلِ عُثْمَانَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: حَكِيمُ أُمَّتِي أَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرٌ. قال أَبُو عُمَر: لَهُ حكم مأثورة مشهورة، منها قوله: وجدت الناس أخبر تقل [3] . ومنها: من يأت أبواب السلطان يقوم [4] ويقعد. ووصف الدنيا فأحسن، فمن قوله فيها: الدنيا دار كدر [5] ، ولن ينجو منها إلا أهل الحذر، وللَّه فيها علامات يسمعها الجاهلون، ويعتبر بها العالمون، ومن علاماته فيها أن حفها بالشبهات، فارتطم فيها أهل الشهوات، ثُمَّ أعقبها بالآفات، فانتفع بذلك أهل العظات، ومزج حلالها بالمئونات وحرامها

_ [1] ليس في س. [2] في س: عبيد الله. [3] في هوامش الاستيعاب: لفظه لفظ الأمر ومعناه الخبر، أي أن من جربهم رماهم بالمقت لخبث سرائرهم وقلة إنصافهم (ورقة 8) . [4] في س: يقم. [5] في س: الكدر.

(2007) عويمر الهذلي.

بالتبعات، فالمثري فيها تعب، والمقل فيها نصب.... في كلمات أكثر من هَذَا. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ عُمَرَ] [1] ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ [2] ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ وَلَّى أَبَا الدَّرْدَاءِ عَلَى الْقَضَاءِ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ الْقَاضِي خَلِيفَةَ الأَمِيرِ إِذَا غَابَ. ومات أَبُو الدرداء رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سنة اثنتين وثلاثين بدمشق. وقيل: سنة إحدى وثلاثين، ويأتي ذكره فِي الكنى بأكثر من هذا. (2007) عويمر الهذلي. لَهُ حديث واحد فِي المرأتين اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنينا وماتت. باب عَيَّاش (2008) عياش بْن أَبِي ثور. له صحبة، ولاه عمر بن الخطاب رضي اللَّهُ عَنْهُ البحرين قبل قدامة رَضِيَ اللَّهُ عنه. (2009) عياش بن أبي ربيعة واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَر بْن مخزوم، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ وقيل: يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ هو أخو أَبِي جهل بْن هِشَام لأمه، أمهما أم الجلاس، واسمها أسماء بنت

_ [1] من س. [2] في س: أبو. مسهر

مخربة [1] بْن جندل بْن أبير [2] بْن نهشل بن دارم. [هو] [3] أخو عبد الله ابن أَبِي رَبِيعَة لأبيه وأمه. كان إسلامه قديما قبل أن يدخل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم. وهاجر عَيَّاش رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أرض الحبشة مع امرأته أَسْمَاء بِنْت [4] سَلَمَة بْن مخربة، وولد لَهُ بها ابنه عَبْد اللَّهِ، ثُمَّ هاجر إِلَى المدينة فجمع [بين] [5] الهجرتين، ولم يذكر مُوسَى بْن عقبة، ولا أَبُو معشر عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة. قال الزُّبَيْر: كَانَ عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة قد هاجر إِلَى المدينة حين هاجر عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فقدم عَلَيْهِ أخواه لأمه: أَبُو جهل، والحارث ابنا هِشَام، فذكرا له أنّ أمه حلف ألا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حَتَّى تراه، فرجع معهما فأوثقاه رباطا وحبساه بمكة، فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو لَهُ. قال: وأمه أم عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي رَبِيعَة أَسْمَاء بِنْت مخربة بْن جندل بن أبير [2] ابن نهشل بْن دارم، وهي أم الْحَارِث وَأَبِي جهل ابني هِشَام بْن الْمُغِيرَة. وكان هِشَام بْن الْمُغِيرَة قد طلقها فتزوجها أخوه أَبُو ربيعة بن المغيرة. قال أَبُو عُمَر: قنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهرا يدعو للمستضعفين بمكة، ويسمي منهم الْوَلِيد بْن الْوَلِيد، وسلمة بْن هِشَام، وعياش بْن أَبِي رَبِيعَة. والخبر بذلك من أصحّ أخبار الآحاد.

_ [1] في أسد الغابة: مخرمة. [2] في أ: أثير. والمثبت من س، وأسد الغابة. [3] من س. [4] في س: بنت أبي سلمة. وفي هوامش الاستيعاب: بنت سلمة صوابه (ورقة 86) [5] ليس في س.

باب عياض

وذكر مُحَمَّد بْن سعد [قَالَ:] [1] حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ الْقُشَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ أَنَّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ قُتِلُوا يَوْمَ الْيَرْمُوكَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ [2] . وقال أَبُو جَعْفَر الطبري: مات عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة بمكة. قال أَبُو عُمَر: رَوَى عَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تزال هَذِهِ الأمة بخيرٍ مَا عظموا هَذِهِ الحرمة حق تعظيمها- يَعْنِي الكعبة والحرم، فإذا ضيعوها هلكوا. رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سابط، ويقولون: إنه لم يسمع منه، وإنه أرسل حديثه عَنْهُ. وروى عَنْهُ نَافِع مرسلا أيضا. وروى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عَيَّاش سماعا منه. باب عياضٍ (2010) عياض بْن الْحَارِث التيمي. عم مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث التيمي، مدني، لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم. (2011) عياض بْن حمار [3] بْن أَبِي حمار [3] بْن ناجية بْن عقال بن محمد بن سفيان ابن مجاشع المجاشعي التميمي [4] ، هكذا نسبه خليفة. سكن البصرة. روى عَنْهُ مطرف، وَيَزِيد ابنا عَبْد الله بن الشخير.

_ [1] من س. [2] وانظر الطبقات 4- 96 [3] في أسد الغابة: بن حماد بن أبى حماد، وهو تحريف. [4] في أ: التيمي. والمثبت من س، وأسد الغابة، ومجاشع من بنى تميم كما في الاشتقاق.

(2012) عياض بن زهير بن أبى شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب [1] ابن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.

والحسن، وَأَبُو التياح، وَكَانَ صديقا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قديما، وَكَانَ إذا قدم مكة لا يطوف إلا فِي ثياب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأنه كَانَ من الجملة الذين لا يطوفون إلا في ثوب أحمسى. (2012) عياض بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن ربيعة بن هلال بن وهيب [1] ابن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر القرشي الفهري. يكنى أَبَا سَعْد. كَانَ من مهاجرة الحبشة، وشهد بدرا، ذكره إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنْ أَبِي إِسْحَاق فِي البدريين. وذكره ابْن عقبة فِي البدريين أيضا، وذكره خليفة والواقدي أيضا فِي البدريين. وتوفي عِيَاض بْن زُهَيْر الفهري هَذَا بالشام سنة ثلاثين. وهو عم عِيَاض ابن غنم. والله أعلم. وذكر خليفة بْن خياط عِيَاض بْن زُهَيْر هَذَا ونسبه كما ذكرنا. قال: ويقال عِيَاض بْن غنم، مَعْرُوف بالفتوح بالشام، ولم يذكر الزُّبَيْر عِيَاض بْن زُهَيْر فِي بني فهر، ولا ذكره عمه، وقد ذكره غيرهما، وقد جوده الْوَاقِدِيّ فَقَالَ: عِيَاض بْن غنم [ابْن أخي عِيَاض بْن زُهَيْر] [2] ذكر في عياض ابن زُهَيْر. وقال خليفة: ليس يعرف أهل النسب عِيَاض بْن غنم. قال: وَهُوَ مَعْرُوف فِي الفتوحات بالشام. (2013) عياض بْن عَمْرو الأشعري. كوفي. روى عَنْهُ الشعبي، وسماك

_ [1] في س: وهب وفي أسد الغابة: أهبب. [2] من س.

(2014) عياض بن عنم بن زهير بن أبى شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب [1] ابن ضبة القرشي الفهري.

ابن حرب، وذكر إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاق، عَنْ علي بْن المديني، قَالَ: عِيَاض الأشعري هُوَ عِيَاض بن عمرو. (2014) عياض بن عنم بْن زُهَيْر بْن أَبِي شداد بْن رَبِيعَة بن هلال بن وهيب [1] ابن ضبة القرشي الفهري. أسلم قبل الحديبية، وشهدها فيما ذكر الْوَاقِدِيّ وَقَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَان: عِيَاض بْن غنم هُوَ ابْن عم أَبِي عُبَيْدَة بْن الجراح. قال: ويقال: إنه كَانَ ابْن امرأته. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو عُبَيْدَةَ اسْتُخْلِفَ ابْنُ خَالِهِ أَوِ ابْنُ [2] عَمِّهِ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، فَأَقَرَّهُ عُمَرُ وَقَالَ: مَا أَنَا بِمُبَدِّلٍ أَمِيرًا أَمَّرَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. قَالَ: ثُمَّ تُوُفِّيَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ فَأَمَّرَ عُمَرُ مَكَانَهُ سَعِيدَ بْنَ عَامِرِ بْنِ خُرَيْمٍ. قال أَبُو عُمَر: عِيَاض بْن غنم لا أعلم خلافا أَنَّهُ افتتح عامة بلاد الجزيرة والرقة، وصالحه وجوه أهلها. وزعم بعضهم أن كتاب الصلح باسمه باقٍ عندهم إِلَى اليوم، وَهُوَ أول من اجتاز الدرب إِلَى الروم فيما ذكر الزُّبَيْر، وَكَانَ شريفا فِي قومه، وقد ذكره ابْن الرقيات فيمن ذكره من أشراف قريش فَقَالَ: عِيَاض [3] وما عِيَاض بْن غنمٍ ... كان من خير من أجن النساء قال الْحَسَن بْن عُثْمَان وغيره: مات عِيَاض بْن غنم بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة.

_ [1] في س: وهب. [2] في س: وابن. [3] في س: وعياض.

(2015) عياض الأنصاري.

[وقال الطبري: وكانت عنده أم الحكم بِنْت أَبِي سُفْيَان. وقال الْبُخَارِيّ: هُوَ عامل عُمَر بالشام، ومات فِي زمان عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عنه] [1] وقال على ابن المديني: عِيَاض بْن غنم كَانَ أحد الولاة باليرموك. (2015) عياض الأَنْصَارِيّ. لَهُ حديث واحد. رَوَى عَنْهُ عبد الملك بن عمير. (2016) عياض الثقفي. والد عَبْد اللَّهِ بْن عِيَاض. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنى هوازن بحنين فِي اثني عشر ألفا، يعد فِي أهل الطائف. باب الأفراد فِي حرف العين (2017) عابس الغفاري. ويقال عبس، وقد تقدم فِي باب عبس [2] . (2018) عاقل بْن البكير بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناه بن كنانة، حليف بني عدي بْن كَعْب بْن لؤي. شهد بدرا هُوَ وإخوته: عَامِر، وإياس، وخالد: بنو البكير حلفاء بني عدي. قتل عاقل ببدر شهيدا، قتله مَالِك بْن زُهَيْر الخطمي [3] ، وَهُوَ ابْن أربع وثلاثين سنة، وَكَانَ اسمه غافلا، فلما أسلم سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عاقلا وَكَانَ من أول من أسلم وبايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم في دار الأرقم.

_ [1] ليس في س. [2] صفحة 1008. [3] في أسد الغابة: الجشمي.

(2019) عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان،

(2019) عتبان بْن مَالِك بْن عَمْرو بْن العجلان، الأَنْصَارِيّ السالمي، ثُمَّ من بني عوف بْن الخزرج. شهد بدرا، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فيمن ذكره من البدريين، وذكره غيره فيما قَالَ ابْن هِشَام، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أعمى ذهب بصره على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقال: كَانَ ضرير البصر، ثُمَّ عمي بعد، ومات فِي خلافة معاوية. روى عنه أنس ابن مَالِك، ومحمود بْن الربيع. يعد فِي أهل المدينة. (2020) عتيك بْن التيهان. ويقال عُبَيْد [1] بْن التيهان. قد ذكرنا [2] [من قَالَ] [3] ذَلِكَ فِي باب عُبَيْد. هو أخو أَبِي الهيثم بْن التيهان الأنصاري، [شهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا. وقيل: بل قتل بصفين فاللَّه أعلم] [2] . قَالَ ابْن هِشَام: ويقال ابْن التيهان والتيهان بالتخفيف- والتثقيل، مثل ميت وميت. (2021) عثامة بْن قَيْس الْبَجَلِيّ. مذكور فِي الصحابة، وفي صحبته عندي نظر، لأني لم أجد شيئا يدل عليها. (2022) عثم بْن الربعة [4] الجهني. وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ اسمه عبد العزى، فغيره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (2023) عجير بْن عبد يَزِيد بْن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي، أخو ركانة بْن عبد يَزِيد. كَانَ ممن بعثه عُمَر فيمن أقام أعلام الحرم، وَكَانَ من مشايخ قريش وجلتهم.

_ [1] في أسد الغابة: عتيد. ثم نقل ما جاء هنا [2] صفحة 1015 [3] من س [4] في هوامش الاستيعاب: هذا وهم من وجهين الأول أن هذا الشخص اسمه: غثم- بالغين المعجمة والثاء المثلثة. الثاني أنه قديم، والّذي وفد على النبي من جهينة (ورقة 89) وقد ضبط ربعة فيه بفتح الباء.

(2024) العداء بن خالد بن هوذة بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة.

(2024) العداء بْن خَالِد بْن هوذة بْن رَبِيعَة بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن صعصعة. وربيعة هُوَ أنف الناقة. بصري، أسلم بعد الْفَتْح وحنين، وليس هُوَ من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة، وَهُوَ القائل: قاتلنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلم يظهرنا الله ولم ينصرنا، ثُمَّ أسلم فحسن إسلامه. من حديثه أَنَّهُ اشترى من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلاما وكتب عَلَيْهِ عهدة، وهي عِنْدَ أهل الحديث محفوظةً، رَوَاهَا عَبَّادُ بْنُ لَيْثٍ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي وَهْبٍ [1] ، عَنِ الْعَدَّاءِ بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ ابْتَاعَ مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً، فَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا: اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدًا أَوْ أَمَةً لا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ [2] ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارٍ الْقَزْوِينِيُّ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ خَلادٍ أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ الشَّحَّامُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: أَلا أُقْرِئُكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، هَذَا مَا اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً- شَكَّ عُثْمَانُ- مُبَايَعَةَ [3] الْمُسْلِمِ أَوْ بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ،

_ [1] في هوامش الاستيعاب: صوابه عبد المجيد أبى وهب أو عبد المجيد بن وهب، لأن عبد المجيد بن وهب يكنى أبا وهب (ورقة 89) . [2] أراد بالخبثة: الحرام. والخبثة: نوع من أنواع الخبيث، أراد أنه عبد رقيق لا أنه من قوم لا يحل سبيهم (النهاية- خبث) . [3] في س: بياعة.

(2025) عرابة بن أوس بن قيظى بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة ابن الحارث،

لا دَاءَ وَلا غَائِلَةَ وَلا خِبْثَةَ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ [1] بْنَ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الْغَائِلَةِ، فَقَالَ: الإِبَاقُ وَالسَّرِقَةُ وَالزِّنَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الْخِبْثَةِ فَقَالَ: بَيْعُ أَهْلِ عَهْدٍ الْمُسْلِمِينَ. (2025) عرابة بْن أوس بْن قيظي بْن عَمْرو بْن زيد بن جشم بن حارثة ابن الْحَارِث، من بني مَالِك بْن أوس، كَانَ أبوه أوس بْن قيظي بْن عَمْرو من كبار المنافقين أحد القائلين [2] : إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وما هي بعورة. وذكر ابن إسحاق والوافدى أن عرابة بْن أوس استصغره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم أحد، فرده فِي تسعة نفر منهم: عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [3] ، وزيد بْن ثَابِت، والبراء بْن عازب، وعرابة بْن أوس، وَأَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ. كَانَ عرابة سيدا من سادات قومه كريما. ذكر المبرد وَابْن قتيبة أن الشماخ خرج يريد المدينة فلقيه عرابة بْن أوس، فسأله عما أقدمه المدينة، فَقَالَ: أردت أن أمتار لأهلي، وَكَانَ معه بعيران فأوقرهما لَهُ عرابة تمرا وبرا، وكساه، وأكرمه، فخرج عَنِ المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يقول فيها [4] : رأيت عرابة الأوسي يسمو ... إلى الخيرات منقطع القرين إذا مَا راية رفعت لمجدٍ ... تلقاها عرابة باليمين إذا بلغتني وحملت رحلي ... عرابة فاشرقي بدم الوتين (2026) العرباض بْن سارية السُّلَمِيّ، يكنى أَبَا نَجِيح كَانَ من أهل الصفة

_ [1] في س: خالد بن سعيد. [2] سورة الأحزاب، آيه 13 [3] في س: عمر. [4] ديوانه 96

(2027) عريب المليكي

سكن الشام، ومات بها سنة خمس وسبعين. وقيل: بل مات فِي فتنة ابْن الزُّبَيْر. رَوَى عَنْهُ من الصحابة أَبُو رهم وَأَبُو أمامة. وَرَوَى عَنْهُ جماعة من تابعي أهل الشام. (2027) عريب المليكي رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن عريب. ليس حديثه بالقائم فِي تفسير قول الله عز وجل [1] : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً. 2: 274 قال: في الخيل. (2028) عس العذري [2] مذكور فِي الصحابة. رَوَى عَنْهُ مطرف [3] أَبُو شعيب الوادي من وادي القرى. (2029) عسعس بْن سلامة الْبَصْرِيّ التميمي. رَوَى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الحسن البصري، والأزرق بن قيس الحارثي. يقولون حديثه مرسل، وإنه لم يسمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكنيته أَبُو صفرة ويقال أَبُو صفيرة. مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَاهُ شُعْبَةُ عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَسْعَسَ بن سلامة يقول: إنّ رجلا من

_ [1] سورة البقرة 274 آية 274 [2] في س: العدوي. وفي أسد الغابة: العذري، وقيل الغفاريّ. ثم قال: أخرجه ابن مندة وأبو عمر كذا في عس. وأخرجه أبو عمر أيضا في عنيز، وقد اختلف فيه، فقال الأمير أبو نصر: وأما عنتر- بفتح العين المهملة وسكون النون وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها فهو عنتر العذري له صحبة. قال عبد الغنى بن سعيد: وقيل عس العذري- بالسين. وقيل إنه أصح من عنتر. وأما أبو عمر فرأيته في كتاب الاستيعاب في عدة نسخ صحاح لا مزيد على صحتها عنيز- بضم العين وفتح النون وآخره زاي بعد الياء تحتها نقطتان وعلى حاشية الكتاب كذا قال أبو عمر (3- 408) . [3] في س: مطير.

(2030) عصام المزني [2] ،

أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْجَبَلَ لِيَتَعَبَّدَ فَفُقِدَ فَطُلِبَ فَجِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَزِلَ فَأَتَعَبَّدُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَفْعَلْهُ أَوْ لا يَفْعَلْهُ [1] أَحَدٌ مِنْكُمْ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ- فَلَصَبْرُ أَحَدِكُمْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ فِي بَعْضِ مَوَاطِنِ الإِسْلامِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَتِهِ خَالِيًا أَرْبَعِينَ عَامًا. (2030) عصام المزني [2] ، لَهُ صحبة. من حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث سرية قَالَ: إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا. رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عصام. (2031) عطاء الشيبي القرشي، العبدري، من بني شيبة روى عنه فطر ابن خليفة. في صحبته نظر. (2032) عطاء. قَالَ: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: قابلوا [3] النعال. حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قابلوا النِّعَالَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ فِي تَفْسِيرِهِ اجْعَلُوا لِلنَّعْلِ قُبَالَيْنِ [4] ، وَلا أَدْرِي أَهُوَ الَّذِي قبله أم لا. (2033) عطارد بْن حاجب بْن زرارة بْن عدس التميمي. وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طائفة من وجوه قومه، فيهم الأقرع بن حابس،

_ [1] في س: ولا يفعله. [2] في س: المرادي. [3] قابلوا النعال: اعملوا لها قبالا. [4] القبال: زمام النعل. وهو السير الّذي يكون بين الإصبعين.

(2034) عفان بن البجير [1] السلمي

والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، وعمرو بْن الأهتم، والحتات بْن يَزِيد، وغيرهم، فأسلموا، وذلك فِي سنة تسع. وَكَانَ سيدا فِي قومه وزعيمهم. وقيل: بل قدموا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر والأول أصح. (2034) عفان بْن البجير [1] السُّلَمِيّ مذكور فيمن نزل حمص من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ جُبَيْر بْن نُفَيْر، وخالد بْن معدان. (2035) عفير بْن أَبِي عفير الأَنْصَارِيّ. لَهُ حديث: واحد قَالَ لَهُ أَبُو بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا عفير، مَا سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي الود؟ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: الود يتوارث والعداوة تتوارث (2036) عفيف [2] الْكِنْدِيّ. ويقال له عفيف بن قيس بن معديكرب الكندي. ويقال عفيف بن معديكرب. ويقال: إن عفيفا الْكِنْدِيّ الَّذِي لَهُ الصحبة غير عفيف بن معديكرب الَّذِي يروى عَنْ عُمَر وقيل: إنهما واحد. ولا يختلفون أن عفيفا الْكِنْدِيّ لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ ابناه يَحْيَى وإياس أحاديث، منها نزوله على الْعَبَّاس فِي أول الإسلام، حديث حسن جدا. حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الأَشْعَثَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده عفيف الكندي

_ [1] في ى: الهجيز. والمثبت من س، وأسد الغابة. وفي هوامش الاستيعاب بالموحدة في الأصل مضبوط بالموحدة والنون (ورقة 89) . [2] في هوامش الاستيعاب: عفيف لقب، واسمه شرحبيل.

قال: كنت امرأ تَاجِرًا، فَقَدِمْتُ الْحَجَّ، فَأَتَيْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ المطلب، فو الله إِنِّي لَعِنْدَهُ يَوْمًا إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ زَالَتْ قَامَ يُصَلِّي ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَامَتْ خَلْفَهُ تُصَلِّي، فَقُلْتُ لِلْعَبَّاسِ: مَنْ هَذَا يَا أَبَا الْفَضْلِ؟ قَالَ: هَذَا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن أَخِي. فَقُلْتُ: مَنْ هَذِهِ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَتُهُ. ثُمَّ خَرَجَ غُلامٌ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ مِنْ ذَلِكَ الْخِبَاءِ، فَقَامَ يُصَلِّي مَعَهُ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هَذَا الْفَتَى؟ قَالَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّهِ. قُلْتُ: فَمَا هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُصَلِّي وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَمْ يَتَّبِعْهُ عَلَى أَمْرِهِ إِلا امْرَأَتُهُ وَابْنُ عَمِّهِ هَذَا الْفَتَى، وَهُوَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَتُفْتَحُ عَلَيْهِ كُنُوزُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ قَالَ: وَكَانَ عَفِيفٌ يَقُولُ- وَقَدْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ فَحَسُنَ إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ كُنْتُ ثَانِيًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَحَدَّثَنِي خَلَف بْن قَاسِم قراءة مني عَلَيْهِ قال: حدثنا أبو أحمد بن عبد الله ابن مُحَمَّد بْن ناصح بْن الْمُغِيرَة بْن المفسر [1] بمصر قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن علي بْن سَعِيد القاضي الدِّمَشْقِيّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن معين، قَالَ: حَدَّثَنَا يعقوب بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْن إِسْحَاق، فذكره بإسناده سواء إِلَى آخره. وقد روي هَذَا الحديث أيضا من وجه آخر عَنْ عَفِيف الْكِنْدِيّ رواه سَعِيد بْن خثيم [2] الهلالي، عَنْ أَسَد بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ يَحْيَى بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف الْكِنْدِيّ. رواه عَنْ سَعِيد بْن خثيم جماعة منهم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صَالِح الأزدي، وَأَبُو غسان مالك بن إسماعيل.

_ [1] في ى: بن المغيرة. [2] بمعجمة ومثلثة مصغر (التقريب) .

قرأت على [أَبِي] [1] عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد يوسف أن أبا يعقوب [2] يوسف ابن أَحْمَد حدثهم بمكة. وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُوسَى الْعُقَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَسْبَاطٍ، قَالَ: حدثنا أبو عسان مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ خثيم الهلالي، عن أسد بن عبد الله الْبَجَلِيِّ، عَنِ ابْنِ يَحْيَى بْنِ عَفِيفٍ [عَنْ أَبِيهِ] [3] عَنْ جَدِّهِ عَفِيفٍ، قَالَ: جِئْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِلَى مَكَّةَ فَنَزَلْتُ عَلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْكَعْبَةِ وَقَدْ حَلَّقَتِ الشَّمْسُ وَارْتَفَعَتْ إِذْ جَاءَ شَابٌّ حَتَّى دَنَا مِنَ الْكَعْبَةِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَانْتَصَبَ قَائِمًا مُسْتَقْبِلَهَا، إِذْ جَاءَ غُلامٌ حَتَّى قَامَ عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ لَمْ أَلْبَثْ إِلا يَسِيرًا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ مِنْ خَلْفِهِمَا، ثُمَّ رَكَعَ الشَّابُّ وَرَكَعَ الْغُلامُ وَرَكَعَتِ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ رَفَعَ الشَّابُّ رَأْسَهُ وَرَفَعَ الْغُلامُ وَرَفَعَتِ الْمَرْأَةُ، ثُمَّ خَرَّ الشَّابُّ سَاجِدًا وَخَرَّ الْغُلامُ وَخَرَّتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: تَدْرِي مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنُ أَخِي، وَهَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَهَذِهِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ زَوْجَةُ ابْنِ أَخِي، إِنَّ ابْنَ أَخِي هَذَا حَدَّثَنَا أَنَّ رَبَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَمَرَهُ بِهَذَا الدِّينَ الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ، وَلا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدًا عَلَى هَذَا الدِّينِ غَيْرَ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةِ. قَالَ عفيف: فتمنيت أن أكون رابعهم.

_ [1] من س. [2] في ى: أبا يعقوب بن يوسف، والمثبت من س. [3] ليس في س.

(2037) عقيب بن عمرو،

(2037) عقيب بْن عَمْرو، أخو سَهْل [1] بْن عَمْرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأَنْصَارِيّ الحارثي، شهد أحدا، وَكَانَ لعقيب هَذَا ابْن يقال لَهُ سَعْد، يكنى أَبَا الْحَارِث، صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستصغره يَوْم أحد فرده، ولم يشهد أحدا. (2038) عكاف بْن وداعة الهلالي. يعد فِي الشاميين. رَوَى عَنْهُ عطية بْن بسر [2] المازني، حديثه فِي الترغيب فِي النكاح. ولا يعرف إلا بِهِ. وفي إسناده مقال، وَهُوَ مشهور عِنْدَ أهل الشام. (2039) عكراش [3] بْن ذؤيب بْن حرقوص بْن جعدة بْن عَمْرو المري، يكنى أَبَا الصهباء، سكن البصرة، لَهُ حديث واحد. روى عَنْهُ ابنه عُبَيْد الله بْن عكراش أَنَّهُ قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقات قومه بني مرة، فَقَالَ لَهُ: من أنت؟ فَقَالَ: أنا عكراش بْن ذؤيب. فَقَالَ لَهُ: ارفع فِي النسب. فَقَالَ: ابْن حرقوص بْن جعدة بْن عَمْرو بْن النزال بْن مُرَّةَ بْن عُبَيْد، وَهَذِهِ صدقات قومي بني مرة بن عُبَيْد. قَالَ: فأمر بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوسمت بميسم الصدقة، وضمت إِلَى إبل الصدقة. (2040) علاقة بْن صحار السليطي. هُوَ ابْن عم خارجة بْن الصلت، رَوَى عنه خارجة بن الصلت.

_ [1] في ى: سهيل. والمثبت من س، وأسد الغابة. [2] في ى، وأسد الغابة: بشر. والصواب من س، والتقريب. [3] بكسر أوله وسكون الكاف.

(2041) علباء السلمي، يعد في أهل المدينة.

(2041) علباء السُّلَمِيّ، يعد فِي أهل المدينة. لَهُ حديث واحد يرويه عبد الحميد ابن جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ [1] الأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ، قَالَ: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ. وَيَرْوِيهِ بَعْضُ الرُّوَاةِ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ. (2042) علبة بْن زَيْد الحارثي الأنصاري، من بنى حارثة. يعد فِي أهل المدينة، رَوَى عَنْهُ محمود بن لبيد، وهو أحد البكاءين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا مَا ينفقون. (2043) علس بْن الأسود الْكِنْدِيّ. ذكره الطبري فيمن وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم هُوَ وأخوه سَلَمَة بْن الأسود. (2044) عليفة بْن عدي بن عمرو بن مالك بن عمر [2] بْن مَالِك بْن علي بْن بياضة الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا، كذلك قَالَ ابْن هِشَام: عليفة- بالعين وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: خليفة- بالخاء. (2045) عنبة بْن سهيل بْن عَمْرو. وقد قيل عُتْبَة، ولا يصح. والصحيح أَنَّهُ عنبة، كذلك ذكره الزُّبَيْر بْن بكار عَنْ عمه مصعب، هُوَ أخو أَبِي جندل بْن سهيل، أسلم عنبة بْن سهيل بْن عَمْرو مع أَبِيهِ، واستشهدا جميعا معا بالشام قَالَ الزُّبَيْر عَنْ عمه: كانت فاختة بنت عنبة بن سهيل تحت

_ [1] في هوامش الاستيعاب: صوابه ابن الحكم (ورقة 89) . [2] في س: في عمرو.

(2046) عنيز العذري.

عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن هِشَام- وهي أم أبنه الفقيه أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ وأم إخوته عُمَر، وعثمان، وعكرمة، وخالد [1] ، وَمُحَمَّد: بني عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْحَارِث بْن هشام. وعبد الرحمن وفاختة هما الشريدان، سمّاهما بذلك عُمَر بْن الخطاب، وَقَالَ: زوجوا الشريد الشريدة، فتزوج عَبْد الرَّحْمَنِ فاختة، وأقطعهما عُمَر بالمدينة خطة، وأوسع لهما، فقيل لَهُ: أكثرت لهما، فَقَالَ: عسى الله أن ينشر منهما، فنشر الله منهما ولدا كثيرا رجالا ونساءً. (2046) عنيز العذري. ويقال الغفاري. أقطعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرضا بوادي القرى فهي تنسب إِلَيْهِ، وسكنها إِلَى أن مات. ويقال فِي هَذَا عس [2] وقد ذكرناه. (2047) عنترة السُّلَمِيّ. ثُمَّ الذكواني، حليف لبني سواد بْن غنم بن كعب ابن سَلَمَة من الأنصار، شهد بدرا، هكذا قَالَ ابْن هِشَام. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق وَابْن عقبة فِي عنترة هَذَا: هُوَ مولى سُلَيْم بْن عَمْرو بْن حديدة الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا، قتله نوفل بْن مُعَاوِيَة الديلي. [وقيل: بل قتل بصفين، والله أعلم] [3] . وَقَالَ فِي موضع آخر من كتابه: عنترة مولى الأنصار قتل يَوْم أحد شهيدا، فجعله ابْن هِشَام من بني سُلَيْم حليفا للأنصار، وجعله ابْن عقبة وَابْن إِسْحَاق مولى للأنصار.

_ [1] في ى: وخلف. [2] انظر هامش صفحة 1239 [3] ليس في س.

(2048) عنمة [1] والد إبراهيم بن عنمة المزني.

(2048) عنمة [1] والد إِبْرَاهِيم بْن عنمة الْمُزْنِيّ. لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ ابنه إِبْرَاهِيم، وَمُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس في المصريين. (2049) عوذ ابن عفراء. وهي أمه، وَهُوَ عوذ بْن الْحَارِث، قد نسبناه فِي باب أخيه مُعَاذ، وباب أخيه معوذ أيضا، ونسبنا أمه هنالك [أيضا] [2] . وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضربا يَوْم بدر أبا جهل فأثبتاه، فوقع صريعا، وعطف عليهما أَبُو جهل [3] فقتلهما. وقيل: بل قاتل يومئذ حَتَّى قتل، وأجهز على أَبِي جهل عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، هكذا قَالَ بعضهم عوذ، وإنما هُوَ عوف على مَا ذكرنا، وباللَّه التوفيق. (2050) عون بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب. ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه وأم أخويه [4] : عَبْد اللَّهِ، وَمُحَمَّد بني جَعْفَر بْن أَبِي طالب- أَسْمَاء بِنْت عميس الخثعمية. واستشهد عون بْن جَعْفَر وأخوه مُحَمَّد بْن جَعْفَر بتستر، ولا عقب لَهُ. (2051) عويف بْن الأضبط [5] الديليّ. ويقال عويث [6] والأكثر عويف

_ [1] في أسد الغابة: وقد ذكرناه في عثمة- بالثاء المثلثة، فإن أبا نعيم أخرجه كذلك وحده، وأخرجه ابن مندة وأبو عمر عنمة- بالنون، والله أعلم، وهو الصواب (4- 152) . [2] من س. [3] هكذا، ولعله عكرمة بن أبى جهل (هامش ى) . [4] في ى: إخوته. [5] في أسد الغابة: واسم الأضبط ربيعة بن أبير. [6] في الإصابة: عوث- ولكنه قال بمثلثة بدل الفاء. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

(2052) عويم بن ساعدة بن عائش [3] بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف،

ابن الأضبط بْن ربيع بْن الأضبط بْن أبير [1] بْن نهيك بْن خزيمة [2] بْن عدي بْن الديل. قاله ابْن الكلبي. أسلم عام الحديبية فيما قاله ابْن الكلبي. وَقَالَ غيره: استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه إلى الحديبية على المدينة. (2052) عويم بْن ساعدة بْن عائش [3] بْن قَيْس بْن النعمان بْن زَيْد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بْن عَمْرو بْن عوف، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وَكَانَ ابْن إِسْحَاق يَقُول فِي نسبه: عويم بن ساعدة بن صلجعة [4] ، وإنه من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة حليف لبني أُمَيَّة بْن زَيْد، ولم يذكر ذَلِكَ غيره. شهد عويم العقبتين جميعا فِي قول الْوَاقِدِيّ. وغيره يَقُول: شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وشهد بدرا وأحدا والخندق. ومات فِي حياة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: بل مات فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب بالمدينة، وَهُوَ ابْن خمس أو ست وستين سنة. (2053) عياذ [5] بْن عبد عَمْرو الأسدي. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صفة خاتم النبوة كأنه ركبة عنز حديثه عِنْدَ أبى عاصم النبيل،

_ [1] في ى: أثير. والمثبت من الإصابة وأسد الغابة. وقد جاء في الإصابة: أبير- بموحدة مصغرا (3- 45) ، وهكذا في س، وأسد الغابة. [2] في س: جذيمة. وفي الإصابة: حذيمة. [3] هكذا في ى، س، وأسد الغابة. وفي التقريب: عابس، وقال بموحدة ومهملتين، وقال في أسد الغابة: وقال ابن مندة: عويم بن ساعدة بن حابس- بالحاء وآخر سين مهملة، وهو تصحيف، وإنما هو عائش (4- 158) . [4] في أسد الغابة: صلعجة. [5] بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره معجمة- الإصابة (3- 46) . (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

(2054) عيسى بن عقيل الثقفي

قَالَ: حَدَّثَنَا بشر بْن صحار بْن معارك بْن بشر بْن عياذ بْن عبد عَمْرو [عَنْ معارك بْن بشر عَنْ عياذ بْن عَمْرو] [1] الأسدي أَنَّهُ سمع معارك بْن بشر بْن عياذ أن عياذ بْن عبد عَمْرو حدثه أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحدثه، وَكَانَ تبعه قبل فتح مكة، ودعا لَهُ قَالَ: فرأيت خاتم النبوة، وحمله على ناقة، فلم تزل معه حَتَّى قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقدم بها العراق. وفي غير هَذِهِ الرواية أن عياذا هَذَا قَالَ: فرأيت خاتم النبوة كأنه ركبة عنز [2] . (2054) عيسى بْن عُقَيْل الثقفي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي بِهِ لمم اسمه حَازِم، فسماه عَبْد الرَّحْمَنِ. لم يرو عَنْهُ إلا زِيَاد ابن علاقة. (2055) عيينة [3] بْن حصن بْن حذيفة بْن بدر الفزاري. يكنى أَبَا مَالِك. أسلم بعد الْفَتْح. وقيل: قبل الْفَتْح، وشهد الْفَتْح مسلما، وَهُوَ من المؤلفة قلوبهم، وَكَانَ من الأعراب الجفاة فَذَكَرَ سُنَيْدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن إبراهيم، قال: جاء عيينة بن حصن إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ عَائِشَةُ فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ- وَذَلِكِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ- قَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ قَالَ: أَفَلا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أُمِّ الْبَنِينَ فَتَنْكِحَهَا! فَغَضِبَتْ

_ [1] من أسد الغابة: وفي س: بن معارك بن بشر بن عبد عمرو الأزدي أنه سمع معارك بن بشر. [2] قال الأمير أبو نصر: وأخرجه ابن مندة وأبو نعيم في عباد- بالباء الموحدة أيضا والله أعلم. (أسد الغابة 4- 161) . [3] في هوامش الاستيعاب: عينية لقب، واسمه حذيفة.

عَائِشَةُ وَقَالَتْ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا أَحْمَقٌ مُطَاعٌ- يَعْنِي فِي قَوْمِهِ. وفي غير هَذِهِ الرواية فِي هَذَا الخبر أَنَّهُ دخل على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغير إذن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: وأين الإذن؟ فَقَالَ: مَا استأذنت على أحد من مضر. وكانت عَائِشَة مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالسة- فَقَالَ: من هَذِهِ الحميراء؟ فَقَالَ: أم المؤمنين قَالَ: أفلا أنزل لك عَنْ أجمل منها! فقالت عَائِشَة: من هَذَا يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: هَذَا أحمق مطاع، وَهُوَ على مَا ترين سيد قومه. قال أَبُو عُمَر: كَانَ عُيَيْنَة يعد فِي الجاهلية من الجرارين يقود عشرة آلاف، وتزوج عُثْمَان بْن عَفَّان ابنته، فدخل عَلَيْهِ يوما فأغلظ له، فقال له عثمان: لو كَانَ عُمَر مَا أقدمت عَلَيْهِ بهذا. فَقَالَ: إن عُمَر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا. وَرَوَى أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أَبِي وائل، قَالَ: سمعت عُيَيْنَة بْن حصن يَقُول لعبد الله: أنا ابْن الأشياخ الشم. فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّهِ: ذاك يُوسُف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم. فسكت. وَكَانَ لَهُ ابْن أخ لَهُ دين وفضل. قَالَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنِ الزُّهْرِيّ: كَانَ جلساء عمر بن الخطاب أهل القرآن شبابا وكهولا، فجاء عيينة الفزاري، وكان له ابن أخ من جلساء عمر يقال له الحر [1] بن قيس، فقال لابن

_ [1] في س: أبجر.

أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل؟ فقال: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي. فقال: لا أفعل. فأدخله على عمر، فقال: يا بن الخطاب، والله مَا تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل. فغضب عمر غضبا شديدا حتى هم أن يوقع بِهِ. فَقَالَ لَهُ ابْن أخيه: يَا أمير المؤمنين، إن الله عز وجل يَقُول فِي [محكم] [1] كتابه [2] : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ 7: 199. وإن هذا من الجاهلين. قال: فخلى عنه عمر، وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل.

_ [1] ليس في س. [2] سورة الأعراف، آية 198

حرف الغين

حرف الغين باب غالب (2056) غالب بْن أبجر الْمُزْنِيّ. ويقال غالب بْن ديخ [1] ولعله جده، يعد فِي الكوفيين رَوَى عَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلٍ [2] ، كَذَا قَالَ شُرَيْكٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ غَالِبِ بْنِ دِيخٍ وَقَالَ غَيْرُهُ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ [3] مَعْقِلٍ، عَنْ غَالِبِ بْنِ أَبْجَرَ- وَالْحَدِيثُ وَاحِدٌ- فِي الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا كَرِهْتُ لَكُمْ جَوَّالَ الْقَرْيَةِ. (2057) غالب بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال ابْن عُبَيْد الله. والأكثر يقولون فِيهِ ابْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ. ويقال الكلبي. والصواب غالب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مِسْعَر اللَّيْثِيّ بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ستين راكبا إِلَى بني الملوح بالكديد، وكانوا قد قتلوا أصحاب بشير بْن سويد، وأمره أن يغير عليهم، فخرج، فَقَالَ جندب بْن مَالِك: كنت فِي سريته فقتلنا واستقنا النعم، وذلك عِنْدَ أهل السير فِي سنة خمس. وَهُوَ الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الْفَتْح ليسهل لَهُ الطريق. رَوَى عَنْهُ قطر بْن عبيد الله [4] .

_ [1] ديخ- بكسر الدال بعدها تحتانية ثم معجمة (التقريب) . [2] في ى: مغفل. والمثبت من س. وفي هوامش الاستيعاب. صوابه عبد الرحمن بن معقل (9) [3] في ى: أبى. وهو تحريف. [4] في ى: فطر بن عبد الله. والمثبت من س. وفي الإصابة: قطن بن عبد الله.

باب غزية

باب غزية (2058) غزية بْن الْحَارِث الأسلمي. ويقال الأَنْصَارِيّ المازني. ويقال الخزاعي. رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن رَافِع مولى أم سَلَمَة. لَهُ صحبة. وحديثه صحيح عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ قَالَ: لا هجرة بعد الْفَتْح، إنما هو الجهاد والنية [1] . (2059) غزية بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن [غنم بن] [2] مازن بْن النجار الأَنْصَارِيّ المازني. شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. باب غطيف (2060) غطيف [3] بْن الْحَارِث الثمالي. ذكره ابْن أَبِي خيثمة فِي الصحابة، وذكره أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي كتاب الكنى. قَالَ أَبُو أَسْمَاء: غضيف بْن الْحَارِث السكوني. ويقال الثمالي. ويقال الأزدي. شامي أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر لَهُ حديث مُعَاوِيَة بْن صَالِح، قَالَ: أخبرنى يونس ابن سيف، عَنْ غضيف بْن الْحَارِث، قَالَ: مهما نسيت من أشياء فإني لم أنس أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع [4] يده اليمنى على اليسرى فِي الصلاة.

_ [1] في الإصابة: إنما هي ثلاث: الجهاد والسنة والجنة. [2] من الإصابة وأسد الغابة. [3] في س: غضيف. [4] في س: ويده اليمنى ...

(2061) غطيف -

(2061) غطيف- ويقال: غضيف [1]- بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ. ويقال: السكوني [2] لَهُ صحبة. يعد فِي أهل الشام. يختلف فيه. روى عنه يونس ابن سيف فَقَالَ: عَنْ غطيف بْن الْحَارِث، أو الْحَارِث بْن غطيف. وَقَالَ غيره: عطيف بْن الْحَارِث، ولم يشك. وَقَالَ العقيلي: يقال: غطيف الْكِنْدِيّ، وَأَبُو غطيف. ويقال: غضيف، وَهُوَ الصحيح. (2062) غطيف بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ آخر. والد عِيَاض بْن غطيف، تفرد بالرواية عَنْهُ ابنه عِيَاض فيما ذكر الأزدي الموصلي. فِيهِ وفي الَّذِي قبله نظر، والاضطراب فِي ذَلِكَ كَثِير جدا. باب الأفراد فِي حرف الغين (2063) غرفة [3] بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ، يكنى أَبَا الْحَارِث. سكن مصر، لَهُ صحبة ورواية، من حديثه مَا رواه ابْن الْمُبَارَك قَالَ: أَخْبَرَنِي حرملة بْن عِمْرَان، قَالَ: حَدَّثَنِي كَعْب بْن عَلْقَمَة أن غرفة بْن الْحَارِث الْكِنْدِيّ- وكانت لَهُ صحبة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سمع نصرانيا يشتم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضربه ودق أنفه، فرفع إِلَى عَمْرو بْن الْعَاص، فَقَالَ لَهُ: إنا قد أعطيناهم العهد. فَقَالَ لَهُ غرفة: مُعَاذ الله أن نعطيهم العهد

_ [1] في الإصابة: غضيف- بالتصغير- ويقال غطيف- بالطاء المهملة بدل الضاد المعجمة والأول أثبت. [2] في التقريب: ويقال الثمالي. [3] في الإصابة: ذكر ابن فتحون أن أبا عمر ضبطه بسكون الراء، قال: وضبطه الدار قطنى وغيره بالتحريك (3- 182) . وفي القاموس: بالتحريك. وفي التقريب: ومنهم من ذكره بالمهملة.

(2064) غسان العبدي.

على أن يظهروا شتم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنما أعطيناهم العهد على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها مَا بدا لهم، وألا نحملهم مَا لا يطيقون، وإن أرادهم عدو قاتلنا دونهم، وعلى أن نخلي بينهم وبين أحكامهم، إلا أن يأتونا راضين بأحكامنا، فنحكم فيهم بحكم الله عز وجل، وحكم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن اغتنوا عنا لم نعرض لهم. فَقَالَ عَمْرو: صدقت. وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَزْدِيِّ، عَنْ غُرْفَةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم في حجة الْوَدَاعِ، وَأُتِيَ بِبُدْنٍ، فَقَالَ: ادْعُوا لِي أَبَا حَسَنٍ، فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: خُذْ بِأَسْفَلِ الْحَرْبَةِ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَعْلاهَا، ثُمَّ طَعَنَا بِهَا الْبُدْنَ، فَلَمَّا رَكِبَ بَغْلَتَهُ أَرْدَفَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَذَكَرَهُ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ، قَالَ: كَانَ غُرْفَةُ بْنُ الْحَارِثِ لَهُ صُحْبَةٌ، وَقَاتَلَ مَعَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ فِي الرِّدَّةِ. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث الأزدي، وكعب بْن عَلْقَمَة. (2064) غسان العبدي. والد يَحْيَى بْن غسان، قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد عبد القيس. إسناد حديثه فِي الأشربة والأوعية مضطرب. (2065) غنام، رجل من الصحابة مذكور فِي أهل بدر رضوان الله تعالى عليهم، وَابْن غنام مذكور فِي الصحابة الرواة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

(2066) غيلان بن سلمة [1] بن شرحبيل الثقفي.

حديثه عِنْدَ رَبِيعَة بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن عنبسة، عَنْهُ، من حديث سُلَيْمَان بْن بلال. (2066) غيلان بْن سَلَمَة [1] بْن شرحبيل الثقفي. أسلم يَوْم الطائف، وَكَانَ عنده عشر نسوة، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخير منهن أربعا رَوَى حديثه عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر من رواية مَعْمَر، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ سَالِم، عَنْ أَبِيهِ، ولم يتابع مَعْمَر على هَذَا الإسناد. وقيل: قد رَوَى عَنْ غيلان هَذَا بشر بْن عَاصِم، ومن نسب غيلان بْن سَلَمَة قَالَ: هُوَ غيلان بْن سَلَمَة بْن معتب [2] بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف. وأمه سبيعة بِنْت عبد شمس. أسلم بعد فتح الطائف، ولم يهاجر، وَكَانَ أحد وجوه ثقيف ومقدميهم، وَهُوَ ممن وفد على كسرى، وخبره معه عجيب، قَالَ: كسرى ذات يَوْم: أي ولدك أحب إليك؟ قَالَ: الصغير حَتَّى يكبر، والمريض حَتَّى يبرأ، والغائب حَتَّى يئوب. فَقَالَ كسرى: زه! مَالِك ولهذا الكلام! هَذَا كلام الحكماء، وأنت من قوم جفاة لا حكمة فيهم، فما غذاؤك؟ قَالَ: خبز البر. قَالَ: هَذَا العقل من البر، لا من اللبن والتمر. وَكَانَ شاعرا محسنا. توفي غيلان بْن سَلَمَة فِي آخر خلافة عُمَر رَضِيَ الله عنه.

_ [1] في أسد الغابة والإصابة: بن سلمة بن معتب بن مالك. ثم قال في الإصابة: وسمى أبو عمر جده شرحبيل. [2] في ى: مغيث. والمثبت من أسد الغابة والإصابة والطبقات: 5- 371 وفي هوامش الاستيعاب: صوابه معتب.

حرف الفاء

حرف الفاء باب الفاكه (2067) الفاكه بْن بشير [1] . كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ ابْن هِشَام: الفاكه بْن بشر بْن الفاكه بْن زَيْد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، من بني جشم بْن الخزرج، شهد بدرا. (2068) الفاكه بْن سَعْد بْن جُبَيْر الأَنْصَارِيّ. من الأوس. رَوَى عَنْهُ عُمَارَة بْن خزيمة. وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْفَاكِهِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَوْمَ عَرَفَةَ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الأَضْحَى. قَالَ: وَكَانَ الْفَاكِهُ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالْغُسْلِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ وقد قيل: إن الفاكه ابن سَعْد مهاجري، كذا قَالَ ابْن الكلبي. قَالَ: ثم شهد صفين مع علي رضي الله عَنْهُ، وقتل بصفين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. باب فرات (2069) فرات بن ثعلبة البهراني. شامي. قَالَ بعضهم: حديثه مرسل. رَوَى عَنْهُ ضمرة والمهاجر ابنا حَبِيب وسليم بْن عَامِر الخبائري [2] . وَرَوَى عَنْهُ ممن لم يسمع منه خصيف، وعبد الكريم الجزري.

_ [1] في الإصابة وأسد الغابة: بشر، وفي الطبقات: نسر (3- 129) . [2] في أسد الغابة: الجبائرى.

(2070) فرات بن حيان [1] بن ثعلبة بن العجلي.

(2070) فرات بن حيّان [1] بن ثعلبة بن العجليّ. من بنى عجل بن لجيم [2] ابن سَعْد [3] بْن علي بْن بَكْر بْن وائل بْن قاسط، حليف لبني سهم، هاجر إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه حارثة بْن مضرب [4] ، وحنظلة بْن الربيع، يعد فِي الكوفيين. روينا عَنْ قَتَادَة قَالَ: هاجر من بَكْر بْن وائل أربعة: رجلان من بني سدوس: أَسَد بْن عَبْد اللَّهِ- من أهل اليمامة، وبشير بن الخصاصية، وعمرو بن تغلب بن النمر بن قاسط، وفرات بن حيان- من بني عجل وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ [4] ، عَنْ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقَتْلِهِ- وَكَانَ عَيْنًا لأَبِي سُفْيَانَ- فَمَرَّ بِحَلِيفٍ لَهُ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ. فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَقُولُ: إِنِّي مُسْلِمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فِيكُمْ رِجَالا نَكِلُهُمْ إِلَى إِيمَانُهُمْ، مِنْهُمْ فُرَاتُ بْنُ حَيَّانَ. وبعث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرات بْن حيان العجلي إِلَى ثمامة بْن أثال فِي قتل مسيلمة وقتاله. وَذَكَرَ سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ قَيْسٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: خَرَجَ فُرَاتٌ وَالرُّحَّالُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ عِنْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لَضِرْسُ أَحَدِكُمْ فِي النَّارِ أَعْظَمُ مِنْ أُحُدٍ، وَإِنَّ مَعَهُ لَقَفَا غَادِرٍ. فبلغنا ذَلِكَ، فما أمنا حتى صنع

_ [1] في التقريب: بالتحتانية، ابن عطية بن عبد العزى. [2] في د: نحيم، وهو تحريف. [3] في الإصابة: ووقع في سياق نسبه عند أبي عمر: سعد بدل صعب وهو وهم. [4] بتشديد الراء المكسورة قبلها معجمة (التقريب) .

باب فرقد

الرحال مَا صنع، ثُمَّ قتل فخر أَبُو هُرَيْرَةَ وفرات بْن حيان ساجدين للَّه عز وجل. باب فرقد (2071) فرقد العجلي الربعي. ويقال التميمي العنبري. يذكر فِي الصحابة، ذهبت بِهِ أمه أمامة إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت لَهُ ذوائب، فمسح بيده عَلَيْهِ وبرك ودعا له. (2072) فرقد. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وطعم على مائدته الطعام. ذكره الْبُخَارِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سلام، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مِهْرَان الكرماني، قَالَ: رأيت فَرْقَد صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وطعمت معه، وَكَانَ قد أكل على مائدة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب فروة (2073) فروة بْن عَمْرو [1] بْن الناقدة الجذامي ثُمَّ النفاثي [2] ، كتب بإسلامه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ موضعه بعمان من أرض فلسطين، وَكَانَ عاملا للروم على فلسطين وما حولها، وعلى مَا يليه من العرب. (2074) فروة بْن عَمْرو بن ودقة [2] بن عبيد بن عامر بن بياضة البياضي الأنصاري.

_ [1] في الإصابة: ابن عامر. وقيل ابن عمرو. وقيل ابن نفاثة. وقيل ابن نباته. وقيل ابن نعامة. [2] في اللباب: النفاتي- بالتاء. ثم قال: والّذي أعرفه بالثاء المثلثة. وهو الصحيح (2- 233) . (3) في الطبقات: وذفة.

(2075) فروة بن مالك الأشجعي

شهد العقبة، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بينه وبين عَبْد اللَّهِ بْن مخرمة العامري. حَدِيثُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَجْهَرُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ. قَالَهُ مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أَبِي حَازِمٍ التَّمَّارِ، عَنِ الْبَيَاضِيِّ، وَلَمْ يُسَمِّهِ فِي الْمُوَطَّأِ. وكان ابْن وَضَّاح وَابْن مزين يقولان: إنما سكت مَالِك عَنِ اسمه لأنه كَانَ ممن أعان على قتل عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قَالَ أَبُو عُمَر: هَذَا لا يعرف، ولا وجه لما قالاه فِي ذَلِكَ، ولم يكن لقائل هَذَا علم بما كَانَ من الأنصار يَوْم الدار، وقد خولف مَالِك رحمه الله فِي حديثه ذَلِكَ، رواه حَمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم، عَنْ أَبِي حَازِم، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يقله حَمَّاد. والقول قول مَالِك، ولم يختلف فِي اسم البياضي هَذَا، وأما بياضة فِي الأنصار فهو بياضة ابن عَامِر بْن زريق بْن عدي بْن عبد بن حارثة بن مالك بن عضب بن جشم ابن الخزرج. (2075) فروة بْن مَالِك الأشجعي رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعي، حديثه مضطرب لا يثبت وقد قيل فِيهِ: فروة بْن نوفل، وفروة بْن نوفل من الخوارج، خرج على الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة فِي صدر خلافة مُعَاوِيَة مع المستورد، فبعث إليهم الْمُغِيرَة خيلا، فقتلوه سنة خمس وأربعين، وقد قيل فِيهِ فروة بْن معقل الأشجعي، وَهُوَ أيضا من الخوارج، إلا أَنَّهُ اعتزلهم

(2076) فروة بن مجالد.

فِي النهروان. والله أعلم. فإن كَانَ فروة بْن معقل الأشجعي فلا صحبة لَهُ، ولا لقاء ولا رواية، وإنما رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وعن عَائِشَة. رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق الهمداني، وهلال بْن يساف، وشريك بْن طارق (2076) فروة بْن مجالد. مولى اللخميين، من أهل فلسطين. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثرهم يجعلون حديثه مرسلا. رَوَى عَنْهُ حَسَّان بْن عطية، والمغيرة بْن الْمُغِيرَة، وَكَانَ فروة هَذَا معدودا من الأبدال [1] مستجاب الدعوة. (2077) فروة بْن مسيك [2] ، ويقال فروة بْن مسيكة- ومسيك أكثر- ابْن الْحَارِث بْن سَلَمَة بْن الْحَارِث بْن كريب الغطيفي [3] ثُمَّ المرادي. أصله من اليمن، قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة تسع فأسلم. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: قدم فروة بْن مسيك المرادي على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل قدوم عمرو بن معديكرب- يعنى فِي سنة عشر. وذكر الطبري، عَنْ حميد، عَنْ سَلَمَة، عَنْ إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر قَالَ: قدم فروة بْن مسيك المرادي على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مفارقا لملوك كندة مباعدا لهم. قال أَبُو عُمَر: وانتقل فروة بْن مسيك إِلَى الكوفة فِي زمن عُمَر، فسكنها، رَوَى عَنْهُ الشَّعْبِيّ، وَأَبُو سبرة النخعي، وسعيد بْن أبيض، أَبُو هاني المرادي [4] . حديثه فِي سبإ حديث حسن، وكان من وجوه

_ [1] في القاموس: الأبدال قوم بهم يقيم الله عز وجل الأرض (بدل) . [2] بمهملة مصغر (التقريب) . [3] بمعجمة مصغر (التقريب) . [4] في التقريب: المرادي، أبو هاني المأربي.

(2078) فروة بن النعمان.

قومه، وَكَانَ شاعرا محسنا، وأنشد لَهُ ابْن إِسْحَاق فِي السير شعرا حسنا. (2078) فروة بْن النعمان. ويقال: فروة بْن الْحَارِث بْن النعمان بْن يساف الأَنْصَارِيّ الخزرجي. من بني مَالِك بْن النجار. قتل يَوْم اليمامة شهيدا، وَكَانَ قد شهد أحدا، وما بعدها من المشاهد. (2079) فروة الجهني. شامي، لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ بسر مولى مُعَاوِيَة أَنَّهُ سمعه فِي عشرة من الصحابة يقولون، إذ رأوا الهلال: اللَّهمّ اجعل شهرنا الماضي خير شهر وخير عاقبة، وأدخل علينا شهرنا هَذَا بالسلامة واليمن والإيمان والعافية والرزق الْحَسَن. باب فَضَالَة (2080) فضالة بْن عُبَيْد بْن ناقد [1] بْن قَيْس بْن صُهَيْب بن الأصرم بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ العمري الأوسي، يكنى أَبَا مُحَمَّد. أول مشاهده أحد، ثُمَّ شهد المشاهد كلها، ثُمَّ انتقل إِلَى الشام، وسكن دمشق وبنى بها دارا، وَكَانَ فيها قاضيا لمعاوية، ومات بها وقبره بها مَعْرُوف إِلَى اليوم. وكان مُعَاوِيَة استقضاه فِي حين خروجه إِلَى صفين، وذلك أن أَبَا الدرداء لما حضرته الوفاة قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: من ترى لهذا الأمر؟ فقال: فضالة ابن عُبَيْد، فلما مات أرسل إِلَى فَضَالَة بْن عبيد فولّاه القضاء، وقال له:

_ [1] في ى، والإصابة: نافذ، والمثبت من التقريب، والإصابة، والطبقات.

(2081) فضالة بن هلال المزني.

أما إِنِّي لم أحبك بها، ولكني استترت بك عَنِ النار فاستر. ثم أمره مُعَاوِيَة على الجيش، فغزا الروم فِي البحر، وسبي بأرضهم. رَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ [1] تَمَّامَ بْنَ شُفَيٍّ الْهَمْدَانِيَّ حَدَّثَهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ بِأَرْضِ الرُّومِ فَتُوُفِّيَ صَاحِبٌ لَنَا، فَأَمَرَنَا فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ بِقَبْرِهِ فَسُوِّيَ، ثُمَّ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِتَسْوِيَتِهَا. وتوفي فَضَالَة بْن عُبَيْد فِي خلافة مُعَاوِيَة، فحمل مُعَاوِيَة سريره، وَقَالَ لابنه عَبْد اللَّهِ: أعني يَا بني، فإنك لا تحمل بعده مثله أبدا. وكانت وفاته رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سنة ثلاث وخمسين. وقد قيل: إنه توفي فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة وقيل: إنه مات سنة تسع وستين. والأول أصح إن شاء الله تعالى. (2081) فضالة بْن هِلال الْمُزْنِيّ. مذكور فيمن رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، ذكره علي بن عمر. (2082) فضالة بْن هند الأسلمي، يعد فِي أهل المدينة. روى عنه عبد الرحمن ابن حرملة. (2083) فضالة اللَّيْثِيّ [2] . اختلف فِي اسم أَبِيهِ، فقيل فَضَالَة بْن عَبْد اللَّهِ اللَّيْثِيّ. وقيل فَضَالَة بْن وَهْب بْن بحرة بْن يَحْيَى [3] بْن مالك الأكبر الليثي.

_ [1] في الإصابة: ثمامة. [2] في الإصابة: قال البغوي: وقيل هو ابن عبد الله، وقيل ابن وهب. [3] في الإصابة: بن بحير.

(2084) فضالة غير منسوب.

وقال بعضهم: الزهراني فأخطأ، والزهراني غير اللَّيْثِيّ، والزهراني تابعي يعد فَضَالَة اللَّيْثِيّ فِي أهل البصرة، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: حافظ على العصرين، يَعْنِي الصبح [1] والعصر. رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد الله. (2084) فضالة غير منسوب. مذكور فِي موالي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أعرفه بغير ذَلِكَ. قيل: إنه مات بالشام. باب فيروز (2085) فيروز الديلمي. يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل: أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ ويقال لَهُ الحميري لنزوله بحمير، وَهُوَ من أبناء فارس، من فرس صنعاء. وقد قيل: إن هؤلاء الأبناء ينسبون فِي بني ضبة، وَكَانَ ممن وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثه عَنْهُ فِي الأشربة حديث صحيح، وَهُوَ قاتل الأسود العنسي الكذاب الَّذِي ادعى النبوة فِي أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكروا أن زادويه، وقيس بْن مكشوح، وفيروز الديلمي دخلوا عَلَيْهِ فحطم فيروز عنقه وقتله. حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدّولانى، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عُمَيْرٍ [2] النَّحَّاسُ، وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ [3] ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْعَبَّاسِ الصَّيْدَلانِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أبى

_ [1] هكذا في الأصول [2] في ى: أبو عمرو والمثبت من س، والتقريب. [3] بكسر أوله وبموحدة (التقريب) .

زُرْعَةَ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ فَيْرُوزَ، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بِرَأْسِ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ الْكَذَّابِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِمْتَ مِنْ أَيْنَ نَحْنُ؟ وَمِمَّنْ نَحْنُ؟ فَقَالَ: أَنْتُمْ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ. قَالَ الدولابي: كَانَ قتل الأسود بصنعاء سنة إحدى عشرة قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال أَبُو عُمَر: لم يتابع ضمرة على قوله عَنِ الشيباني، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن الديلمي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأس الأسود العنسي الكذاب أحد. وقد رَوَى حديث فيروز الديلمي فِي قدومه على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحديثه فِي الأشربة، عَنِ الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، عن أَبِيهِ- جماعة لم يذكر واحد منهم فِيهِ أَنَّهُ قدم برأس الأسود العنسي الكذاب. وأهل العلم لا يختلفون أن الأسود العنسي الكذاب المتنبي بصنعاء قتل فِي سنة إحدى عشرة. ومنهم من يَقُول فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وليس ذَلِكَ عندي بشيء. والصحيح أَنَّهُ قتل قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأتاه خبره وَهُوَ مريض مرضه الَّذِي مات منه، وقد أوضحنا ذَلِكَ فِي غير هَذَا الموضع والحمد للَّه. ولا خلاف أن فيروز الديلمي ممن قتل الأسود بْن كَعْب العنسي المتنبي. ومات فِي خلافة عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. روى عَنْهُ أبناء: الضحاك، وعبد الله. وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناه بأبي عَبْد الله.

(2086) فيروز الهمداني الوادعي.

وَذَكَرَ سَيْفُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَهْلِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: أَوَّلُ رِدَّةٍ كَانَتْ مِنَ الأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ، وَاسْمُهُ عَبْهَلَةُ بْنُ كَعْبٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ذُو الْخِمَارِ، لأَنَّهُ زَعَمَ أَنَّ الَّذِي يَأْتِيهِ ذُو خِمَارٍ. ومسيلمة اسمه ثمامة بْن قَيْس، وَكَانَ يقال لَهُ رحمان، لأن الَّذِي كَانَ يأتيه يزعمه رحمان. وطليحة بْن خويلد الأسدي كَانَ يقال: إن الَّذِي يأتيه ذو النون. وكلهم ظهر قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ سَيْفٌ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الشَّنَوِيُّ [1] ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَتَى الْخَبَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ السَّمَاءِ اللَّيْلَةَ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا الأَسْوَدُ الْكَذَّابُ الْعَنْسِيُّ، فَخَرَجَ لِيُبَشِّرَنَا، فَقَالَ: قُتِلَ الأَسْوَدُ الْبَارِحَةَ، قَتَلَهُ رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مُبَارَكِينَ. قِيلَ: وَمَنْ قَتَلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: فَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ. وقيل: كَانَ بين خروج الأسود العنسي بكهف خبان [2] إِلَى أن قتل نحو أربعة أشهر، وَكَانَ قبل ذَلِكَ مستترا. وقيل: كَانَ بين أول أمره وآخره ثلاثة أشهر. (2086) فيروز الهمداني الوادعي. مولى عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ الوادعي، أدرك الجاهلية والإسلام، وَهُوَ جد يَحْيَى بْن زكريا بن أبى زائدة بن ميمون ابن فيروز الهمداني الكوفي. وأبو زائدة والد زكريا وجدّ يحيى بن زكريا ابن أبى زائدة، اسمه كنيته.

_ [1] منسوب إلى شنوءة (اللباب) . [2] خبان: قرية باليمن في واد يقال له وادي خبان قرب نخران، وهي قرية الأسود الكذاب (ياقوت) .

باب الأفراد في حرف الفاء

باب الأفراد فِي حرف الفاء (2087) فتح [1] بْن دحرج رَوَى عَنْهُ وَهْب بْن منبه. في إدراكه نظر، وَالَّذِي عندي أَنَّهُ لا يصح لَهُ ذكر فِي الصحابة، وحديثه مرسل، وروايته عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعن يعلي بْن أُمَيَّة أيضا، والله أعلم. قال أَبُو عُمَر: هكذا ذكره قوم بالتاء والحاء غير المعجمة وذكره عبد الغني بْن سَعِيد فِي «المؤتلف والمختلف» فَقَالَ: إنما هُوَ فنج بالنون والجيم. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ فِيمَا أَجَازَهُ لَنَا وَأَذِنَ لَنَا فِي رِوَايَتِهِ عَنْهُ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْوَرْدِ، قَالا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْعَلافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الصَّنَعَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي فَنَّجٌ قَالَ: كُنْتُ أَعْمَلُ فِي الرَّشَادِ [2] أُعَالِجُ فِيهَا، فَلَمَّا قَدِمَ يَعْلَى- وَهُوَ ابْنُ أُمَيَّةَ- أَمِيرًا عَلَى الْيَمَنِ جَاءَ مَعَهُ بِرِجَالٍ، فَجَاءَنِي رَجُلٌ مِمَّنْ قَدِمَ مَعَهُ وَأَنَا فِي الزَّرْعِ أَصْرِفُ الْمَاءَ فِيهِ، وَفِي كُمِّهِ جَوْزٌ، فَجَلَسَ عَلَى سَاقَيْهِ وَهُوَ يَكْسِرُ مِنْ ذَلِكَ الْجَوْزِ وَيَأْكُلُ، ثُمَّ أَشَارَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، هَلُمَّ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ لِي: يَا فَنَّجٌ، أَتَأْذَنُ لِي فَأَغْرِسُ من

_ [1] في أسد الغابة: فنج بن دحرج. وقيل ابن يزحج وقيل اسمه فتح بالتاء، وقبل بالباء والحاء المهملة، والأول أصح. وفي الإصابة: فنج بفتح أوله وتشديد النون بعدها جيم ابن دحرج ويقال: مدجج بجيمين. [2] في الإصابة: في أهل الدينار.

(2088) الفجيع [1] بن عبد الله بن جندح العامري، من بنى عامر بن صعصعة، سكن الكوفة.

هَذَا الْجَوْزِ عَلَى هَذَا الْمَاءِ! فَقَالَ لَهُ فَنَّجٌ: مَا يَنْفَعُنِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ نَصَبَ شَجَرَةً فَصَبَرَ عَلَى حِفْظِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا حَتَّى تُثْمِرَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ يُصَابُ مِنْ ثَمَرِهَا صَدَقَةٌ عِنْدَ اللَّهِ. قال لَهُ فنج: أنت سمعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم يَا فنج؟ فأنا أضمنها للَّه عز وجل، فغرز جوزة ثُمَّ سار قَالَ حامد: فهي ثَمَّ يؤكل منها إِلَى اليوم. هذا لفظ أبى يوسف. (2088) الفجيع [1] بْن عَبْد اللَّهِ بْن جندح العامري، من بني عَامِر بْن صعصعة، سكن الكوفة. روى عَنْهُ وَهْب بْن عقبة البكائي. (2089) فديك الزبيدي [2] ، حجازي، لَهُ صحبة. حَدِيثُهُ عِنْدَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ بَشِيرِ بْنِ فُدَيْكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ فُدَيْكٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُهَاجِرْ هَلَكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فُدَيْكُ، أَقِمِ الصَّلاةَ وَآتِ الزَّكَاةَ، وَاهْجُرِ السُّوءَ، وَاسْكُنْ مِنْ أَرْضِ قَوْمِكَ حيث شئت. (2090) فراس بْن حابس [3] ، أظنه من بني العنبر. قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي وفد بني تميم. (2091) فراس بْن النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف ابن عبد الدار. هاجر إِلَى أرض الحبشة. ذكره ابْن إِسْحَاق ولم يذكره ابْن عقبة. وقتل فراس بْن النَّضْر يَوْم اليرموك شهيدا رَضِيَ الله عنه.

_ [1] بالجيم مصغر (التقريب) . [2] في هوامش الاستيعاب: فديك العقيلي. [3] في هوامش الاستيعاب: فراس هذا هو الأقرع بن حابس (ورقة 90) .

(2092) الفراسى،

(2092) الفراسي، ويقال فراس، وَهُوَ من بني فراس [1] بْن مَالِك بْن كنانة، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَهْلِ مصر أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: إِنْ كُنْتَ لا بُدَّ سَائِلا فَاسْأَلِ الصَّالِحِينَ. وله حديث آخر مثل حديث أَبِي هُرَيْرَةَ فِي البحر: هُوَ الطهور ماؤه الحل ميتته. كلاهما يرويه اللَّيْث بْن سَعْد، عَنْ جَعْفَر بْن رَبِيعَة، عَنْ بَكْر بْن سوادة، عَنْ مُسْلِم بْن مخشي [2] ، عَنِ الفراسى. ومنهم من يقول: عن مسلم ابن مخشي، عَنِ ابْن الفراسي، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم. يعد في أهل مصر، ومخرج حديثه عنهم. (2093) الفضل بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم بْن عبد مناف القرشي الهاشمي. يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل: بل يكنى أَبَا مُحَمَّد. أمه أم الْفَضْل لبابة الصغرى بِنْت الْحَارِث بْن حزن الهلالية، من بني هلال بن عامر بْن صعصعة بْن مُعَاوِيَة، أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أم إخوته على مَا ذكرنا [3] فِي باب تمام من هَذَا الكتاب. غزا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينا، وشهد معه حجة الوداع، وشهد غسله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو الّذي كان يصب الماء على علي يومئذ. واختلف فِي وقت وفاة الْفَضْل فقيل: أصيب فِي يَوْم أجنادين في خلافة

_ [1] في اللباب: من بنى فراس، وهو فراس بن غنم بن مالك. [2] بفتح الميم وسكون المعجمة بعدها معجمة مكسورة وياء النسب (التقريب) . [3] صفحة 195.

(2094) الفضيل بن النعمان الأنصاري،

أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سنة ثلاث عشرة وقيل: بل قتل يَوْم مرج الصفر، وذلك أيضا سنة ثلاث عشرة، إلا أن الأمير كَانَ يَوْم مرج الصفر خَالِد بْن الْوَلِيد، وبأجنادين كانوا أربعة أمراء: عَمْرو بْن الْعَاص، وَأَبُو عُبَيْدَة، وَيَزِيد بْن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، كل على جنده وقد قيل: إن عَمْرو بْن الْعَاص كَانَ عليهم جميعا يومئذ. وقد قيل: مات الْفَضْل فِي طاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة. وقيل: إنه قتل يَوْم اليرموك سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ أجمل الناس وجها، لم يترك ولدا إلا أم كلثوم، تزوجها الْحَسَن بْن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ فارقها، فتزوجها أَبُو مُوسَى الأشعري. روى عَنْهُ أخوه عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس، وروى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (2094) الفضيل بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، من بني سَلَمَة، قتل بخيبر شهيدا فيما ذكر ابْن إِسْحَاق. قال مُحَمَّد بْن سَعْد: هكذا وجدناه فِي غزوة خيبر، وطلبناه فِي نسب بني سَلَمَة فلم نجده. قال: ولا أحسبه إلا وهما فِي الكتاب، وإنما أراد الطفيل بْن النعمان بْن خنساء بْن سنان. والله أعلم. (2095) الفلتان [1] بْن عَاصِم الجرمي. ويقال المنقري. والصواب الجرمي. قال خليفة: وممن روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ من جرم بْن رياب بْن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة الفلتان بْن عَاصِم الجرمي. قال أَبُو عُمَر: هُوَ خال كليب بْن شهاب الجرمي، والد عَاصِم بْن كليب وحديثه عنده. يعد الكوفيين.

_ [1] الفلتان- محركة (القاموس) .

(2096) فويك [1] ،

(2096) فويك [1] ، هكذا بالواو ضبطناه. قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله مَا أصابه! فَقَالَ: كنت أمرن جملا لي، فوقعت على بيض حية فأصيب بصري، فنفث رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عينه، فأبصر لوقته، قَالَ: فأنا رأيته يدخل الخيط فِي الإبرة، وإنه لابن ثمانين سنة، وإن عينيه مبيضتان. ذكره ابْن أَبِي شيبة، عَنْ مُحَمَّد بْن بشر العبدي، عَنْ عَبْد الْعَزِيزِ بْن عُمَر، عَنْ رجل من سلامان بْن سَعْد، عَنْ أمه أن خالها حَبِيب بْن فويك حدثها أن أباه فويكا خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث.

_ [1] في الإصابة: وقيل فريك- بالراء. وقيل الدال. وقيل فويك بالواو (3- 195) .

حرف القاف

حرف القاف باب الْقَاسِم (2097) القاسم بْن مخرمة بْن المطلب، أخو قَيْس بْن مخرمة، أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولأخيه الصلت مائة وسق من خيبر. وأمهما بِنْت مَعْمَر بْن أُمَيَّة بْن عَامِر من بني بياضة، وأم قَيْس أخيهما أم ولد، ولا أعلم للقاسم ولا للصلت رواية. والله أعلم. (2098) قاسم، مولى أَبِي بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. له صحبة ورواية. باب قبيصة (2099) قبيصة [1] بْن برمة [2] الأسدي. قَالَ لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كم مات لك من الولد؟ قَالَ: ثلاثة بنين. قَالَ: قد احتظرت من النار بحظار شديد. هو والد يَزِيد بْن قبيصة. وقد قيل: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عَنِ ابْن مَسْعُود والمغيرة بْن شُعْبَة رَضِيَ اللَّهُ عنهم. (2100) قبيصة بْن ذؤيب [3] الخزاعي هُوَ قبيصة بْن ذؤيب بْن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم، قد رفعنا فِي نسب أَبِيهِ إِلَى خزاعة في بابه من هذا الكتاب [4] .

_ [1] بفتح أوله، وكسر الموحدة (التقريب) . [2] في الإصابة: بموحدة مضمومة أوله وسكون الراء- وتردد فيه ابن حبان هل هو بالموحدة أو بالمثلثة (3- 214) . [3] بالمعجمة مصغر (التقريب) . [4] صفحة 464.

(2101) قبيصة بن المخارق بن عبد الله بن شداد الهلالي.

ولد قبيصة بْن ذؤيب فِي أول سنة من الهجرة. وقيل: ولد عام الْفَتْح، يكنى أَبَا إِسْحَاق. وقد قيل: أَبَا سَعِيد. روى عن أبى الدرداء، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وزيد بْن ثَابِت، وجماعة من الصحابة. رَوَى عَنْهُ الزُّهْرِيّ، ورجاء بْن حيوة، ومكحول. وكان ابْن شهاب إذا ذكر قبيصة بْن ذؤيب قَالَ: كَانَ من علماء هَذِهِ الأمة. توفي سنة ست [1] وثمانين، وله ست وثمانون سنة. هَذَا على قول من قَالَ: ولد عام الهجرة. ويقال: إنه أتى بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ لَهُ فقه وعلم، وَكَانَ على خاتم عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان. (2101) قبيصة بْن المخارق بْن عَبْد اللَّهِ بْن شداد الهلالي. من بنى هلال ابن عَامِر بْن صعصعة، يكنى أَبَا بشر، نزل البصرة. روى عَنْهُ أَبُو عُثْمَان النهدي، وكنانة بْن نُعَيْم، وَأَبُو قلابة، وابنه قطن بْن قبيصة. (2102) قبيصة بْن وَقَّاص السُّلَمِيّ. سكن البصرة. روى عَنْهُ حديث واحد لم يحدث بِهِ غير أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُمَارَةَ صَاحِبُ الزَّعْفَرَانِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ وَقَّاصٍ مَرْفُوعًا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: سيكون عَلَيْكُمْ أُمَرَاءٌ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاةَ ... فذكر الحديث فِي جواز الصلاة خَلَف أئمة الجور مَا صلوا إلى القبلة (2103) قبيصة السُّلَمِيّ يروى عَنْهُ عُقَيْل بْن طَلْحَة، وفيه نظر.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل في الهامش ما لفظه سنة سبع (ورقة 92)

باب قتادة

باب قتادة (2104) قتادة بْن أوفى. ويقال قَتَادَة بْن أَبِي أوفى التميمي له صحبة. روى عَنْهُ ابنه إِيَاس بْن قَتَادَة. وروى عَنِ ابنه إِيَاس أبو جمرة الضبعي وَكَانَ إِيَاس قاضي الري (2105) قتادة بْن عَيَّاش الجرشي، والد هِشَام بْن قَتَادَة الرهاوي. روى عَنْهُ ابنه هِشَام أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودعه فِي خروجه إِلَى سفر، فَقَالَ: زودك الله التقوى، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيث كنت، وعقد لَهُ لواء (2106) قتادة بْن ملحان [1] القيسي. لَهُ صحبة. روى عنه ابنه عبد الملك ابن قَتَادَة ويقال: إن شُعْبَة أخطأ فِي اسمه إذ قَالَ فِيهِ: منهال [2] بْن ملحان قَالَ الْبُخَارِيّ: حديث هَمَّام أصح من حديث شُعْبَة- يَعْنِي فِي ذَلِكَ. ومنهال بْن ملحان لا يعرف فِي الصحابة، والصواب قَتَادَة بْن ملحان القيسي، تفرد بالرواية عَنْهُ ابنه عَبْد الْمَلِكِ بْن قَتَادَة. يعد فِي البصريين. (2107) قتادة بْن النعمان. بن زيد بن عامر بن سواد بْن كَعْب، وكعب هُوَ ظفر بْن الخزرج بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن الأوس الظفري الأنصاري.

_ [1] بكسر الميم وسكون اللام بعدها مهملة (التقريب) . [2] في أسد الغابة: ورواه- الحديث- شعبة عَنْ أنس بْن سيرين عَنْ عبد الملك بن منهال أو ملحان- والصواب ملحان (4- 195) .

يكنى أَبَا عَمْرو. وقيل أَبُو عُمَر. وقيل أَبُو عَبْد اللَّهِ. عقبي، شهد بدرا والمشاهد كلها، وأصيبت عينه يَوْم بدر. وقيل يَوْم الخندق، وقيل يَوْم أحد، فسالت حدقته، فأرادوا قطعها، ثُمَّ أتوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدفع حدقته بيده حَتَّى وضعها موضعها، ثُمَّ غمزها براحته، وَقَالَ: اللَّهمّ اكسها جمالا، فجاءت وإنها لأحسن عينيه وما مرضت بعده. قال أَبُو عُمَر: الأصح- والله أعلم- أن عين قَتَادَة أصيبت يَوْم أحد. رَوَى عَبْدُ الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُصِيبَتْ عَيْنُ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ قَرِيبَ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَرَدَّهَا. فَكَانَتْ أَحْسَنَ عَيْنَيْهِ وَأَحَدَّهُمَا نَظَرًا. وقال عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ: كنا نتحدث أَنَّهَا تعلقت بعرق فردها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. وقال: اللَّهمّ اكسها جمالا. وذكر الأصمعي، عَنْ أَبِي معشر المدني، قَالَ: وفد أَبُو بَكْر بْن مُحَمَّد ابن عَمْرو بْن حزم بديوان أهل المدينة إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ- رجل من ولد قَتَادَة بْن النعمان، فلما قدم عَلَيْهِ قَالَ له ممّن الرجل؟ فقال: أنا ابْن الَّذِي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن مَا عين ويا حسن مَا رد فقال عُمَر بْن عبد العزيز رحمة الله عليه: تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادت بعد أبوالا

وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: إن قَتَادَة بْن النعمان رميت عينه يَوْم أحد فسالت حدقته على وجهه، فأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رَسُول اللَّهِ، إن عندي امرأة أحبها وإن هي رأت عيني خشيت أن تقذرني، فردها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستوت، وكانت أقوى عينيه وأصحهما. وكانت معه يَوْم الْفَتْح راية بني ظفر، وَكَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من فضلاء الأنصار وكانت وفاته فِي سنة ثلاث وعشرين. وقيل سنة أربع وعشرين، وهو ابن خمس وستين سنة، وصلى عليه عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، ونزل فِي قبره أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ، وَهُوَ أخوه لأمه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. ومن حديث أَبِي سَلَمَة، عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج ذات ليلة لصلاة العشاء، وهاجت الظلمة من السماء، وبرقت برقة، فرأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَادَة بْن النعمان، فَقَالَ: قَتَادَة! قَالَ: نعم، يَا رَسُول اللَّهِ، علمت أن شاهد الصلاة الليلة قليل، فأحببت أن أشهدها. فقال لَهُ: إذا انصرفت فأتني فلما انصرف أعطاه عرجونا، وَقَالَ لَهُ: خذها فسيضيء أمامك عشرا وخلفك عشرا. وقتادة هَذَا هُوَ جد عَاصِم بْن عُمَر بْن قَتَادَة المحدث النسابة، رَوَى عَنْ قَتَادَة بْن النعمان أخوه لأمه أَبُو سَعِيد الْخُدْرِيّ حديث قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 تعدل ثلث القرآن. وقتادة بْن النعمان هَذَا هو الّذي كان يقرؤها وكان

باب قدامة

يتقالها [1] وعليه مخرج ذَلِكَ الحديث، وله فِي قصة نزول [2] : وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ 4: 107 في بني أبيرق من الأنصار فضيلة كبيرة. وحديثه بذلك مشهور فِي السير، وفي كتب تفسير القرآن. باب قدامة (2108) قدامة بْن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، القرشي الْجُمَحِيّ، يكنى أَبَا عَمْرو. وقيل أَبَا عُمَر. والأول أشهر وأكثر. أمه امرأة من بني جمح، وَهُوَ خال عَبْد اللَّهِ وحفصة ابني عُمَر بْن الخطاب. وكانت تحته صفية بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب. هاجر إِلَى أرض الحبشة مع أخويه: عُثْمَان بْن مظعون، وعبد الله بْن مظعون، ثُمَّ شهد بدرا وسائر المشاهد، واستعمله عُمَر بْن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على البحرين، ثُمَّ عزله، وولى عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص. وكان سبب عزله مَا رواه مَعْمَر عَنِ ابْن شهاب، قال: أخبرنى عبد الله ابن عَامِر بْن رَبِيعَة أن عُمَر بْن الخطاب استعمل قدامة بْن مظعون على البحرين- وَهُوَ خال عَبْد اللَّهِ وحفصة ابني عُمَر بْن الخطاب، فقدم الجارود سيد عبد القيس على عُمَر بْن الخطاب من البحرين، فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، إن قدامة شرب فسكر، وإني رأيت حدا من حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك. فَقَالَ عُمَر: من يشهد معك؟ فَقَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ. فدعي أَبُو هُرَيْرَةَ

_ [1] تقاله: رآه ليلا. [2] سورة النساء، آية 106.

فَقَالَ: بم تشهد؟ فَقَالَ: لم أره يشرب، ولكني رأيته سكران يقيء، فَقَالَ عُمَر: لقد تنطعت فِي الشهادة. ثم كتب إِلَى قدامة أن يقدم عَلَيْهِ من البحرين. فقدم، فَقَالَ الجارود لعمر: أقم على هَذَا كتاب الله. فقال عُمَر: أخصيم أنت أم شهيد؟ فَقَالَ: شهيد. فقال: قد أديت شهادتك. قال: فصمت الجارود، ثُمَّ غدا على عُمَر فَقَالَ: أقم على هَذَا حد الله. فقال عُمَر: مَا أراك إلا خصيما، وما شهد معك إلا رجل واحد. فقال الجارود: إِنِّي أنشدك الله! قَالَ عُمَر: لتمسكن لسانك أو لأسوءنك فَقَالَ: يَا عُمَر، أما والله مَا ذَلِكَ بالحق أن يشرب الخمر ابْن عمك وتسوءني. فقال أَبُو هُرَيْرَةَ: إن كنت تشك فِي شهادتنا فأرسل إِلَى ابنة الْوَلِيد فسلها- وهي امرأة قدامة. فأرسل عُمَر إِلَى هند بِنْت الْوَلِيد ينشدها. فأقامت الشهادة على زوجها، فَقَالَ عُمَر لقدامة: إِنِّي حادك. فقال: لو شربت، كما يقولون، مَا كَانَ لكم أن تحدوني. فقال عُمَر: لم؟ قَالَ قدامة: قَالَ الله عز وجل [1] : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... 5: 93 الآية. قال عُمَر: أخطأت التأويل، إنك إذا اتقيت الله اجتنبت مَا حرم عليك، ثُمَّ أقبل عُمَر على الناس فَقَالَ: ماذا ترون فِي جلد قدامة؟ فقالوا: لا نرى أن تجلده مَا كَانَ مريضا. فسكت على ذَلِكَ أياما، ثُمَّ أصبح يوما، وقد عزم على جلده، فَقَالَ لأصحابه: مَا ترون فِي جلد قدامة؟ فَقَالَ القوم: مَا نرى أن تجلده مَا كان

_ [1] سورة المائدة، آية 96.

(2109) قدامة الكلابي.

وجعا. فقال عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لأن يلقى الله وَهُوَ تحت السياط أحب إلي من أن ألقاه وَهُوَ فِي عنقي. إيتوني بسوط تام. فأمر عُمَر بقدامة فجلده، فغاضب عُمَر قدامة، وهجره، فحج عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقدامة معه مغاضبا لَهُ، فلما قفلا من حجهما ونزل عُمَر بالسقيا نام، فلما استيقظ من نومه قَالَ: عجلوا علي بقدامة، فو الله لقد أتاني آتٍ فِي منامي فَقَالَ: سَالِم قدامة، فإنه أخوك، فعجلوا علي بِهِ، فلما أتوه أَبِي أن يأتي، فأمر بِهِ عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إن أبى أن يجروه، فكلمه عُمَر، واستغفر لَهُ، فكان ذَلِكَ أول صلحهما. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن محمد، حدثنا أحمد بن خالد، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ بْنَ أَبِي تَمِيمَةَ، قَالَ: لَمْ يُحَدَّ فِي الْخَمْرِ أحد من أهل بدر إلا قدامة ابن مَظْعُونٍ. وتوفي قدامة سنة ست وثلاثين، وَهُوَ ابن ثمان وستين سنة. (2109) قدامة الكلابي. ويقال العامري، وَهُوَ قدامة بْن عبد الله بن عمار ابن مُعَاوِيَة الكلابي، من بني كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن صعصعة، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، أسلم قديما، سكن مكة ولم يهاجر، وشهد حجة الوداع، وأقام بركية فِي البدو من بلاد نجد وسكنها. روى عَنْهُ أيمن بْن نابل [1] ، وحميد بْن كلاب فأما حديث أيمن عَنْهُ فإنه قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرمي الجمرة يَوْم النحر على ناقة صهباء لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك. وأما حديث حميد بْن كلاب فإنه قَالَ عَنْهُ: إنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وعليه حلة حبرة. لا أحفظ لَهُ غير هذين الحديثين.

_ [1] بنون وموحدة (التقريب) . (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

باب قرة

باب قرة (2110) قرة بْن إِيَاس [1] بْن رئاب الْمُزْنِيّ. سكن البصرة، وداره بها بحضرة العوقة [2] . لم يرو عَنْهُ غير ابنه مُعَاوِيَة بْن قرة. وَهُوَ جد إِيَاس بْن مُعَاوِيَة بْن قرة الحكيم الذكي [3] قاضي البصرة. ويقال لَهُ قرة بْن الأعز. حدثنا خَلَف بْن قَاسِم، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن محبوب، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة، حَدَّثَنَا شبابة بْن سوار، عَنْ شُعْبَة، عَنْ مُعَاوِيَة بْن قرة، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد حلب وصر. وقرة هَذَا قتلته الأزارقة: وذلك أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عبيس بْن كريز القرشي العبشمي خرج فِي زمن مُعَاوِيَة فِي نحو من عشرين ألفا يقاتلون الأزارقة ومعه أخوه مسلم بن عبيس [4] ابن كريز، وهما ابنا عم عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر بْن كريز- وَكَانَ فِي العسكر قرة بْن إِيَاس الْمُزْنِيّ، وابنه مُعَاوِيَة بْن قرة. وقتل قرة فِي ذَلِكَ اليوم، وقتل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عبيس، وأخوه مُسْلِم، قتل عَبْد الرَّحْمَنِ نَافِع بْن الأزرق، وقتل يومئذ مُعَاوِيَة بْن قرة قاتل أَبِيهِ، وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ بن عبيس قد استعمله عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على كرمان. (2111) قرة بْن حُصَيْن بْن فَضَالَة العبسي. أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأسلموا.

_ [1] في التقريب: ابن هلال. وفي الإصابة وأسد الغابة: بن هلال بن رئاب. [2] عوقة: محلة بالبصرة (ياقوت) . [3] في أسد الغابة: المزني. [4] بمهملتين وموحدة مصغر (الإصابة) . (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

(2112) قرة بن دعموص بن ربيعة بن عوف النميري،

(2112) قرة بْن دعموص بْن رَبِيعَة بْن عوف النميري، من بني نمير بن عامر بن صعصعة، بصري، استغفر لَهُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قدم إِلَيْهِ مع قَيْس بْن عَاصِم، والحارث بْن شريح. روى عَنْهُ مولاه، وَرَوَى عَنْهُ أيضا عائذ بْن ربيعة بن قيس. (2113) قرة بْن عُتْبَة الأَنْصَارِيّ الأشهلي حليف لهم. قتل يَوْم أحد شهيدا. (2114) قرة بْن هبيرة بْن عَامِر بْن سَلَمَة الخير بْن قشير بن كعب بن ربيعة ابن عَامِر بْن صعصعة القشيري. وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ: يَا رسول الله، الحمد الله، إنا كنا نعبد الآلهة لا تنفعنا ولا تضرنا. فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم ذا عقلا. وقرة هَذَا هُوَ جد الصمة القشيري الشاعر، وأحد الوجوه الوفود من العرب على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. باب قطبة (2115) قطبة بْن جزي [1] . ويقال ابْن جَرِير. يكنى أَبَا الحويصلة. له صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ مقاتل [2] بن معدان. حديثه

_ [1] في الإصابة (3- 228) : وضبط آباه بفتح المهملة وآخره زاي. وضبطه بعضهم بضم الجيم وفتح الزاى. [2] في أسد الغابة: روى عنه مقاتل بن معدان. ذكره في حريز- بفتح الحاء وكسر الراء وبعد الياء زاي والله أعلم (4- 205) .

(2116) قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاري.

عِنْدَ عِمْرَانَ بْنِ جَرِيرٍ [1] ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْهُ- أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَنَا أُبَايِعُكَ عَلَى نَفْسِي وعلى الحويصلة ابنتي- وبها كان يكنى- على الإِسْلامِ الْوَثِيقِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، لَوْ كَذَبْتَ عَلَى اللَّهِ خَدَعَكَ اللَّهُ. قال أَبُو حَاتِم الرازي: هُوَ أول من افتتح الأبلة. (2116) قطبة بْن عَامِر بْن حديدة الأَنْصَارِيّ. يكنى أبا زيد. ويقال قطبة ابن عَمْرو بْن حديدة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ قطبة بْن عَامِر بْن حديدة بْن عَمْرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سَلَمَة الخزرجي، شهد العقبة الأولى والثانية، ولم يختلفوا فِي ذَلِكَ، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلّها مع رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت معه راية بني سَلَمَة يَوْم الْفَتْح، وجرح يَوْم أحد تسع جراحات. وقال أَبُو معشر: رمي قطبة بْن عَامِر يَوْم بدر بحجر بين الصفين، ثُمَّ قَالَ: لا أفر حَتَّى يفر هَذَا الحجر. وقال الْوَاقِدِيّ فِي تسمية من شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار: من بني سواد بْن غنم بْن كَعْب بْن سَلَمَة، ثُمَّ من بني حديدة قطبة بْن عَمْرو بْن حديدة، يكنى أَبَا زَيْد، توفي زمن عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. (2117) قطبة بْن عبد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن عبد الأشهل بْن حارثة بْن دينار. قتل يَوْم بئر معونة شهيدا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. (2118) قطبة بْن قَتَادَة السدوسي. هُوَ الَّذِي استخلفه خَالِد بْن الْوَلِيد على البصرة فِي سنة اثنتي عشرة، ثُمَّ سار إِلَى السواد، رَوَى عَنْهُ مقاتل.

_ [1] في س: حدير.

(2119) قطبة بن مالك الثعلي.

(2119) قطبة بْن مَالِك الثعلي. ويقال الثعلبي- وهو الصواب، من بني ثعلبة. ويقال الذبياني، كوفي. روى عَنْهُ زِيَاد بْن علاقة، ويقال هُوَ عم زيادة بْن علاقة. وقال لي خَلَف بْن الْقَاسِم، عَنْ أَبِي علي بْن السَّكَن: أَنَّهُ قَالَ: سمعت ابْن عقدة يَقُول: قطبة بْن مَالِك من بني ثعل، وصوابه الثعلي قال ابْن السَّكَن: والناس يخالفونه ويقولون: الثعلبي. باب القعقاع (2120) القعقاع [1] بن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَنَّهُ سمعه يَقُول: تمعددوا [2] واخشوشنوا وامشوا حفاةً. رواه عَنْهُ سَعِيد المقبري. وروى القعقاع هَذَا أيضا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مر بناس من أسلم وهم يتناضلون. قَالَ: ارموا يَا بني إِسْمَاعِيل: فإن أباكم كَانَ راميا، ارموا وأنا مع ابْن الأكوع ... الحديث. للقعقاع ولأبيه جميعا صحبة، وقد ضعف بعضهم صحبة القعقاع، لأن حديثه لا يأتي إلا من طريق عَبْد اللَّهِ بْن سَعِيد بْن أَبِي سَعِيد، وَهُوَ ضعيف. (2121) القعقاع بْن عَمْرو التميمي. قَالَ: شهدت وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما رواه سيف بْن عُمَر، عَنْ عَمْرو بْن تميم، عَنْ أبيه، عنه.

_ [1] في أسد الغابة: القعقاع بن أبى حدرد. ويقال هو القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد (4- 207) . [2] يقال تمعدد الغلام: إذا شب وغلظ. وقيل: معناه دعوا التنعم وزي العجم (النهاية) .

(2122) الققاع بن معبد بن زرارة التميمي،

قال ابْن أَبِي حَاتِم: وسيف متروك الحديث، فبطل مَا جاء من ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عُمَر: هُوَ أخو عَاصِم بْن عَمْرو التميمي، وَكَانَ لهما البلاء الجميل، والمقامات المحمودة فِي القادسية لهما ولهاشم بْن عُتْبَة، وَعَمْرو بْن معديكرب. (2122) الققاع بْن معبد بْن زرارة التميمي، أحد وفد بني تميم، أشار أَبُو بَكْر بإمارته على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأشار عُمَر بإمارة الأقرع بْن حابس التميمي فِي حين قدوم وفد بني تميم، فَقَالَ أَبُو بَكْر: مَا أردت إلا خلافي، وتماريا، فنزلت [1] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ... 49: 1 الآية، من حديث عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر رَضِيَ الله عنهما. باب قيس (2123) قيس بْن جحدر الطائي: وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ جد الطرماح الشاعر، وَهُوَ الطرماح بْن حكيم بْن نُفَيْر بن قيس ابن جحدر. (2124) قيس بْن الْحَارِث الأسدي. قَالَ: أسلمت وعندي ثماني نسوة، فذكرت ذَلِكَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: اختر منهنّ أربعا.

_ [1] سورة الحجرات، آية 1.

(2125) قيس بن الحارث بن عدى بن جشم بن مجدعة بن حارثة.

روى حديثه ابْن أَبِي ليلى والكلبي جميعا عَنْ حميضة [1] بْن الشمرذل عَنْهُ. قال ابْن أَبِي خيثمة: الشمرذل- بالذال [2]- هُوَ الرجل الطويل. (2125) قيس بْن الْحَارِث بْن عدي بْن جشم بْن مجدعة بْن حارثة. وَهُوَ عم البراء بْن عازب. كان مُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ يَقُول: هُوَ قَيْس بْن محرث، وذكر أَنَّهُ أول من قتل، بعد ما ولوا يَوْم أحد من المسلمين مع طائفة من الأنصار، وأحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أحد، وضاربهم قَيْس حَتَّى قتل منهم عدة، ثُمَّ لم يقتلوه إلا بالرماح، نظموه نظما وَهُوَ يقاتلهم بالسيف، فوجد بِهِ أربع عشرة طعنة قد جافته عشر ضربات فِي بدنه. قال ابْن سَعْد: قَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُمَارَة: لا أعرف هَذِهِ الصفة فِي قَيْس بْن الْحَارِث بْن عدي، وإنما حكاها مُحَمَّد بْن عُمَر، عَنْ قَيْس بْن محرث، ولعله غير قيس ابن الْحَارِث. فأما قَيْس بْن الْحَارِث فإنه قتل يَوْم اليمامة شهيدا. (2126) قيس بْن أَبِي حَازِم الأحمسي، من ولد أحمس بْن الغوث بْن أنمار ابن أراش، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، جاهلي إسلامي، لم ير النبي صلى الله عليه وسلم فِي عهده، وصدق إِلَى مصدقه، وَهُوَ من كبار التابعين، شهد أَبَا بَكْر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وسمع منه، وَرَوَى عَنْهُ، وعن جميع العشرة إلا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف فإنه لم يحفظ لَهُ عَنْهُ شيء، واسم أَبِيهِ- أَبِي حَازِم- عوف بْن الْحَارِث [3] ، وقيل: عبد عوف بن الحارث.

_ [1] حميضة- بالضاد المعجمة مصغر (التقريب) . [2] هو بالدال المهملة في التقريب. وهو بوزن السفرجل. [3] في الطبقات: بن عبد الحارث بن عوف (6- 44) .

(2127) قيس بن حذافة بن قيس بن عدى بن سعد بن سهم القرشي السهمي.

وروينا عَنْ قَيْس بْن أَبِي حَازِم أَنَّهُ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه، فوجدته قد قبض وَأَبُو بَكْر قائم مقامه، فأطاب الثناء، وأطال البكاء. وروينا عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: دخلنا على أَبِي بَكْر رَضِيَ الله عنه في مرصه، وأسماء بِنْت عميس عِنْدَ رأسه تروح عَنْهُ ومات قَيْس بْن أَبِي حَازِم سنة ثمان أو سبع وتسعين، وَكَانَ يخضب بالصفرة، وربما لبس الخز، وَكَانَ عثمانيا. (2127) قيس بْن حُذَافَة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي. كان من مهاجرة الحبشة هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن حُذَافَة. (2128) قيس بْن الحصين الحارثي. من بني الْحَارِث بْن كَعْب. هو قَيْس بْن يَزِيد بْن شداد، يقال لَهُ: ابْن ذي الغصة، وفد على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب لَهُ كتابا إِلَى قومه. لم يذكره الْبُخَارِيّ وقال الدار قطنى: لَهُ صحبة. وقد ذكره ابْن إِسْحَاق فِي القوم الذين قدموا مع خَالِد بْن الْوَلِيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني الْحَارِث بْن كَعْب، ونسبه [1] ، فَقَالَ: قَيْس بْن الحصين بْن يَزِيد بْن. قنان بْن ذي الغصة، وذكر إسلامهم، وذلك فِي سنة عشر. (2129) قيس بْن خرشة القيسي، من بني قَيْس بْن ثعلبة، لَهُ صحبة، أراد عُبَيْد الله بْن زِيَاد قتله، لأنه كَانَ شديدا على الولاة قوالا بالحق، فلما أعد لَهُ العذاب لمراجعته إياه فاضت نفسه قبل أن يصيبه بشيء، وخبره فِي ذَلِكَ عجيب. حَدَّثَنَا خَلَفُ بن قاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: أخبرنا

_ [1] انظر الطبقات (5- 385) .

أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِي أَبُو الرَّبِيعِ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ- أَنَّهُ سَمِعَهُ يُحَدِّثُ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيَّ، قَالَ: اصْطَحَبَ قَيْسُ بْنُ خَرَشَةَ وَكَعْبَ الْكِتَابِيِّينَ [1] حَتَّى إِذَا بَلَغَا صِفِّينَ وَقَفَ كَعْبٌ، ثُمَّ نَظَرَ سَاعَةً، فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، لَيُهرِقَنَّ بِهَذِهِ الْبُقْعَةِ مِنْ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ شَيْءٌ لَمْ يُهرَقْ بِبُقْعَةٍ مِنَ الأَرْضِ فَغَضِبَ قَيْسٌ، ثُمَّ قَالَ: وَمَا يُدْرِيكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ مَا هَذَا، فَإِنَّ هَذَا من العيب الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِهِ. فَقَالَ كَعْبٌ: مَا مِنْ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ إِلا وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِي التَّوْرَاةِ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ- مَا يَكُونُ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ. فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: وَمَن قَيْس بْن خرشة؟ فَقَالَ لَهُ رجل: تقول: ومن قَيْس بْن خرشة! وما تعرفه، وَهُوَ رجل من أهل بلادك؟ قَالَ: والله مَا أعرفه. قَالَ: فإن قَيْس بْن خرشة قدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أبايعك على مَا جاءك من الله، وعلى أن أقول بالحق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قَيْس، عسى إن مر بك الدهر أن يليك بعدي ولاة لا تستطيع أن تقول لهم الحق. قَالَ قَيْس: لا والله، لا أبايعك على شيء إلا وفيت بِهِ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لا يضرك بشر. قال: فكان قَيْس يعيب زيادا وابنه عُبَيْد الله بْن زِيَاد من بعده، فبلغ ذلك عبيد الله ابن زِيَاد، فأرسل إِلَيْهِ، فَقَالَ: أنت الَّذِي تفتري على الله وعلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فَقَالَ: لا والله، ولكن إن شئت أخبرتك بمن يفترى على الله

_ [1] في ى: ذو الكتابين.

(1230) قيس بن الخشخاش العنبري،

وعلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: ومن هُوَ؟ قَالَ: من ترك العمل بكتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ومن ذلك! قال: أنت وأبوك، والّذي أمر كما. قال: وأنت الَّذِي تزعم أَنَّهُ لا يضرك بشر؟ قَالَ: نعم قال: لتعلمن اليوم أنك كاذب، إيتوني بصاحب العذاب، فمال قَيْس عِنْدَ ذَلِكَ فمات- رحمة الله تعالى عَلَيْهِ. (1230) قيس بْن الخشخاش العنبري، قدم مع أَبِيهِ وأخيه عُبَيْد بْن الخشخاش على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكتب لهم كتاب أمان، وأسلموا ورجعوا إِلَى قومهم. (2131) قيس بْن زَيْد بْن عامر بن سواد بن كعب، وهو ظفر الأَنْصَارِيّ الظفري، من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. (2132) قيس بْن زَيْد، بصري. رَوَى عَنْهُ أَبُو عِمْرَان الجوني، يقال: إن حديثه مرسل، ليست له صحبة. (2133) قيس بْن السائب بْن عويمر بْن عائذ بْن عِمْرَان بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ. مكي، هُوَ مولى مُجَاهِد بْن جبر صاحب التفسير، وله ولاء مُجَاهِد، كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية. روى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شريكي فِي الجاهلية، فكان خير شُرَيْك، لا يداري ولا يماري. ويروى: لا يشاري ولا يماري. هذا أصح مَا قيل فِي ذَلِكَ إن شاء الله تعالى. وزعم ابْن الكلبي أن الَّذِي قَالَ ذَلِكَ القول

(2134) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي.

هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن السائب بْن أَبِي السائب. وَقَالَ غيره: بل كَانَ شُرَيْك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السائب بْن أَبِي السائب. وقال غيره: بل كَانَ ذَلِكَ السائب السائب بْن عويمر والد قَيْس هَذَا. قال مُجَاهِد: فِي مولاي قَيْس بْن السائب نزلت هَذِهِ الآية [1] : وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ 2: 184 فأفطر وأطعم عَنْ كل يَوْم مسكينا. وكان عَبْد اللَّهِ بْن كَثِير يَقُول: مُجَاهِد مولى عَبْد اللَّهِ بْن السائب، وعنه أخذ ابْن كثير القراءة. (2134) قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بْن حارثة الأَنْصَارِيّ الخزرجي. قد نسبنا أباه فِي بابه [2] ، فأغنى ذَلِكَ عَنِ الرفع فِي نسبه هاهنا، يكنى أَبَا الْفَضْل وقيل أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل أَبَا عَبْد الْمَلِكِ. أمه فكيهة بِنْت عُبَيْد بْن دليم بْن حارثة. قال الْوَاقِدِيّ: كَانَ قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة من كرام أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأسخيائهم ودهاتهم. قال أَبُو عُمَر: كَانَ أحد الفضلاء الجلة، وأحد دهاة العرب وأهل الرأي والمكيدة فِي الحروب مع النجدة والبسالة والسخاء والكرم، وَكَانَ شريف قومه غير مدافع، هُوَ وأبوه وجده. صحب قَيْس بْن سَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وأبوه وأخوه سَعِيد بْن سَعْد بْن عبادة. وَقَالَ أنس بْن مَالِك: كَانَ قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكان صاحب الشرطة من الأمير، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية يَوْم فتح مكة إذ نزعها من أَبِيهِ لشكوى قَيْس بْن سَعْد يومئذ. وقد قيل: إنه أعطاها الزُّبَيْر. ثم صحب قَيْس بْن سَعْد علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عنه،

_ [1] سورة البقرة، آية 84. [2] صفحة 594.

وشهد معه الجمل وصفين والنهروان هُوَ وقومه، ولم يفارقه حَتَّى قتل، وَكَانَ قد ولاه على مصر فضاق بِهِ مُعَاوِيَة وأعجزته فِيهِ الحيلة، وكايد فِيهِ عليا، ففطن علي بْن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بمكيدته فلم يزل بِهِ الأَشْعَث وأهل الكوفة حَتَّى عزل قيسا، وولى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، ففسدت عَلَيْهِ مصر. وروى سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَنْ عَمْرو بْن دينار، قَالَ: قَالَ قَيْس بْن سَعْد: لولا الإسلام لمكرت مكرا لا تطيقه العرب. ولما أجمع الْحَسَن على مبايعة مُعَاوِيَة خرج عَنْ عسكره، وغضب، وبدر منه فِيهِ قول خشن أخرجه الغضب، فاجتمع إِلَيْهِ قومه، فأخذ لهم الْحَسَن الأمان على حكمهم، والتزم لهم مُعَاوِيَة الوفاء بما اشترطوه، ثُمَّ لزم قَيْس المدينة، وأقبل على العبادة حَتَّى مات بها سنة ستين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وقيل: سنة تسع وخمسين في آخر خلافة معاوية، وَكَانَ رجلا طوالا سناطا [1] . وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: خَرَجْنَا فِي بَعْثٍ كَانَ عَلَيْهِمْ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَنَحَرَ لَهُمْ تِسْعَ رَكَائِبَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرُوا لَهُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْجُودَ مِنْ شِيمَةِ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ. وهو القائل: اللَّهمّ ارزقني حمدا ومجدا. فإنه لا حمد إلا بفعال، ولا مجد إلّا بمال.

_ [1] السناط- بالكسر، وبالضم: لا لحية له أصلا أو الخفيف العارض. أو لحيته في الذقن وما بالعارضين شيء (اللسان) .

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن يونس، عن بقي، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ، وَمَعَهُ خَمْسَةُ آلافٍ قَدْ حَلَقُوا رُءُوسَهُمْ بعد ما مَاتَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَتَبَايَعُوا عَلَى الْمَوْتِ. فَلَمَّا دَخَلَ الْحَسَنُ فِي بَيْعَةِ مُعَاوِيَةَ أَبَى قَيْسٌ أَنْ يَدْخُلَ، وَقَالَ لأَصْحَابِهِ: مَا شِئْتُمْ، إِنْ شِئْتُمْ جَالَدْتُ بِكُمْ حَتَّى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا، وَإِنْ شِئْتُمْ أَخَذْتُ لَكُمْ أَمَانًا. فَقَالُوا: خُذْ لَنَا أَمَانًا، فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا، وألا يعاقبوا بشيء، وانه رجل منهم، ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئا، فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يَوْم جزورا حَتَّى بلغ. وروى عَبْد اللَّهِ بْن الْمُبَارَك، عَنْ جويرية، قَالَ: كتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرَوَان: أن اشتر دار كَثِير بْن الصلت منه، فأبى عَلَيْهِ، فكتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرَوَان: أن خذه بالمال الَّذِي عَلَيْهِ، فإن جاء بِهِ، وإلا بع عَلَيْهِ داره. فأرسل إِلَيْهِ مَرَوَان فأخبره، وَقَالَ: إِنِّي أؤجلك ثلاثا، فإن جئت بالمال، وإلا بعت عليك دارك. قال: فجمعها إلا ثلاثين ألفا، فَقَالَ: من لي بها؟ ثُمَّ ذكر قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة فأتاه فطلبها منه فأقرضه، فجاء بها إِلَى مَرَوَان، فلما رآه أَنَّهُ قد جاءه بها ردها إِلَيْهِ ورد عَلَيْهِ داره، فرد كَثِير الثلاثين ألفا على قَيْس، فأبى أن يقبلها قال ابْن المبارك: فزعم لي سفيان ابن عُيَيْنَة، عَنْ مُوسَى بْن أَبِي عِيسَى- أن رجلا استقرض من قَيْس بْن

سَعْد بْن عبادة ثلاثين ألفا، فلما ردها عَلَيْهِ أبى أن يقبلها، وَقَالَ: إنا لا نعود فِي شيء أعطيناه. وهو القائل بصفين: هَذَا اللواء الَّذِي كنا نحف بِهِ ... مع النَّبِيّ وجبريل لنا مدد مَا ضر من كانت الأنصار عيبته ... ألا يكون لَهُ من غيرهم أحد قوم إذا حاربوا طالت أكفهم ... بالمشرفية حَتَّى يفتح البلد وقصته مع العجوز التي شكت إِلَيْهِ أَنَّهُ ليس فِي بيتها جرد. فقال: مَا أحسن مَا سألت! أما والله لأكثرن جرذان بيتك، فملأ بيتها طعاما وودكا وإداما- مشهورة صحيحة. وكذلك خبره أَنَّهُ توفي أبوه عَنْ حمل لم يعلم بِهِ، فلما ولد- وقد كَانَ سَعْد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قسم ماله فِي حين خروجه من المدينة بين أولاده، فكلم أَبُو بَكْر وَعُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي ذَلِكَ قيسا، وسألاه أن ينقض مَا صنع سَعْد من تلك القسمة، فَقَالَ: نصيبي للمولود، ولا أغير مَا صنع أَبِي ولا أنقضه- خبر صحيح من رواية الثقات أيضا. روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين، وَهُوَ معدود فِي المدنيين. ذكر الزُّبَيْر بْن بكار أن قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة، وعبد الله بْن الزُّبَيْر، وشريحا القاضي، لم يكن فِي وجوههم شعرة ولا شيء من لحية. وذكر غير الزُّبَيْر أن الأنصار كانت تقول: لوددنا أن نشتري لقيس بْن سَعْد لحية بأموالنا. وَكَانَ مع ذَلِكَ جميلا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

(2135) قيس بن السكن بن قيس [1] .

قال أَبُو عُمَر: خبره فِي السراويل عِنْدَ مُعَاوِيَة كذب وزور مختلق ليس لَهُ إسناد، ولا يشبه أخلاق قَيْس ولا مذهبه فِي مُعَاوِيَة، ولا سيرته فِي نفسه، ونزاهته، وهي حكاية مفتعلة وشعر مزور، والله أعلم. ومن مشهور أخبار قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة أَنَّهُ كَانَ لَهُ مال كَثِير ديونا على الناس، فمرض واستبطأ عواده، فقيل لَهُ: إنهم يستحيون من أجل دينك، فأمر مناديا ينادي: من كَانَ لقيس بْن سَعْد عَلَيْهِ دين فهو لَهُ. فأتاه الناس حَتَّى هدموا درجة كانوا يصعدون عليها إِلَيْهِ- ذكر هَذَا الخبر صاحب كتاب «الموثق» وغيره. (2135) قيس بْن السَّكَن بن قيس [1] . بن زعوراء بن حرام بن جندب ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ الخزرجي، غلبت عَلَيْهِ كنيته. قَالَ مُوسَى عقبة، عَنِ ابْن شهاب: أَبُو زَيْد قَيْس بْن السَّكَن من بني عدي بْن النجار، شهد بدرا، ولا عقب لَهُ، وقتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدا. ويقال: إنه أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم، زَيْد بْن ثَابِت، ومعاذ بْن جبل، وَأَبِي بْن كَعْب، وَأَبُو زَيْد هَذَا. قال أبو عمر: إنا أريد بهذا الحديث الأنصار، وقد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ جماعة منهم عُثْمَان بْن عَفَّان، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عَمْرو بْن الْعَاص، وسالم مولى أَبِي حذيفة- رضى الله عنهم.

_ [1] في الإصابة: ابن السكن بن زعوراء. وقيل ابن السكن. وزعوراء قيس آخر (3- 240) ، ونسبه في الطبقات كما هنا (3- 70) .

(2136) قيس بن سلع [1] الأنصاري.

(2136) قيس بْن سلع [1] الأَنْصَارِيّ. حديثه قَالَ: ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدري، وَقَالَ: أنفق يَا قَيْس ينفق الله عليك. روى عَنْهُ نَافِع أو رَافِع مولى حمنة بِنْت شجاع، يعد فِي أهل المدينة، حجازي وقال بعضهم فِيهِ [2] : قَيْس بْن الأسلع، وليس بشيء. (2137) قيس بن أبي صعصعة. واسم أبي صعصعة عمرو بن زيد بن عوف ابن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بْن النجار الأَنْصَارِيّ المازني، شهد العقبة، وشهد بدرا، وكان رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعله على الساقة يومئذ، ثُمَّ شهد أحدا، لا يوقف لَهُ على وقت وفاة. (2138) قيس بْن صعصعة [3] . لا أعرف نسبه. حديثه عِنْدَ ابْن لهيعة، عَنْ حبان [4] بْن واسع، عَنْ أَبِيهِ واسع بْن حبان [4] ، عَنْ قَيْس بْن صعصعة، قَالَ: قلت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِي كم أقرأ القرآن.. الحديث. (2139) قيس بْن طخفة، كَانَ من أصحاب الصفة، يختلف فِيهِ اختلافا كثيرا، وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي باب طخفة. (1240) قيس بْن عَاصِم بْن سنان بْن خَالِد بْن منقر بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث، والحارث هُوَ مقاعس بْن عَمْرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بْن تميم المنقري التميمي. يكنى أَبَا علي وقيل: يكنى أَبَا طَلْحَة. وقيل: أَبُو قبيصة.

_ [1] بفتحتين (الإصابة: 3- 240) . [2] رواه في الطبقات ابن الأسلع (7- 53) . [3] في هوامش الاستيعاب: بخط ابن سيد الناس ما لفظه: هو قيس أخو مالك بن صعصعة (90) [4] حبان- بفتح الحاء وتشديد الباء (التقريب) .

والمشهور أَبُو علي: قدم فِي وفد بني تميم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك فِي سنة تسع، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هَذَا سيد أهل الوبر. وكان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عاقلا حليما مشهورا بالحلم. قيل للأحنف بْن قَيْس: ممن تعلمت الحلم؟ قَالَ: من قَيْس بْن عَاصِم المنقري، رأيته يوما قاعدا بفناء داره محتبيا بحمائل سيفه يحدث قومه إذ أتي برجل مكتوف، وآخر مقتول، فقيل لَهُ. هَذَا ابْن أخيك قتل ابنك. قَالَ: فو الله مَا حل حبوته، ولا قطع كلامه، فلما أتمه التفت إِلَى ابْن أخيه، فَقَالَ: يَا بْن أخي، بئس مَا فعلت! أثمت بربك، وقطعت رحمك، وقتلت ابْن عمك، ورميت نفسك بسهمك، ثُمَّ قَالَ لابن لَهُ آخر: قم يَا بني فوار أخاك، وحل كتاف ابْن عمك، وسق إِلَى أمك مائة ناقة دية ابنها، فإنها غريبة. وكان قَيْس بْن عَاصِم قد حرم على نفسه الخمر فِي الجاهلية، وَكَانَ سبب ذَلِكَ أَنَّهُ غمز عكنة ابنته وَهُوَ سكران، وسب أبويها، ورأى القمر فتكلم، وأعطى الخمار كثيرا من ماله، فلما أفاق أخبر بذلك، فحرمها على نفسه، وَقَالَ فيها أشعارا منها قوله: رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما فلا والله أشربها صحيحا ... ولا أشفي بها أبدا سقيما ولا أعطي بها ثمنا حياتي ... ولا أدعو لَهَا أبدا نديما فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما ومن جيد قوله: إِنِّي امرؤ لا يعتري خلقي ... دنس يفنده ولا أفن من منقرٍ فِي بيت مكرمةٍ ... والغصن ينبت حوله الغصن

(2141) قيس بن عائذ الأحمسي،

خطباء حين يَقُول قائلهم ... بيض الوجوه أعفة لسن لا يفطنون بغيب جارهم ... وهم لحسن حواره فطن وقال الْحَسَن: لما حضرت قَيْس بْن عَاصِم الوفاة دعا بنيه، فَقَالَ: يَا بني، احفظوا عني، فلا أحد أنصح لكم مني، إذا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فيسفه الناس كباركم، وتهونون عليهم. وعليكم بإصلاح المال، فإنه منهة للكريم، ويستغنى بِهِ عَنِ اللئيم. وإياكم ومسألة الناس فإنها آخر كسب الرجل. روى عَنْهُ الْحَسَن، والأحنف، وخليفة بْن حُصَيْن، وابنه حكيم بْن قَيْس. وَرَوَى النَّضْر بْن شميل، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَة، عَنْ مطرف بْن الشخير، عَنْ حكيم بْن قَيْس بْن عَاصِم، عَنْ أَبِيهِ، انه أوصى عِنْدَ موته فَقَالَ: إذ أنا مت فلا تنوحوا علي، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ينح عَلَيْهِ. قال النَّضْر بْن شميل: قَالَ عبدة بن الطبيب [1] : عليك سلام الله قَيْس بْن عاصمٍ ... ورحمته مَا شاء أن يترحما تحية من أوليته منك نعمةً ... إذا زار عَنْ شحط بلادك سلما فما كَانَ قَيْس هلكة هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قومٍ تهدما (2141) قيس بْن عائذ الأحمسي، أَبُو كاهل. هُوَ مشهور بكنيته. مات فِي زمن الْحَجَّاج. وقيل اسم أَبِي كاهل عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك، والأول أكثر وأصح، وقد ذكرناه في الكنى بأكثر من هذا. (2142) قيس بْن عَبْد اللَّهِ الأسدي. من بني أَسَد بْن خزيمة، هاجر إِلَى أرض الحبشة مع امرأته بركة بِنْت يسار مولاة أَبِي سُفْيَان بْن حرب. قال ابْن عقبة: كَانَ ظئرا لعبيد الله بْن جَحْش، ولأم حبيبة رضى الله عنها [2]

_ [1] الإصابة: 3- 100 [2] في الإصابة: وكانت ابنته آمنة ظئر أم حبيبة.

(2143) قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة،

(2143) قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بْن رَبِيعَة بْن جعدة، هُوَ النابغة الجعدي الشاعر، وقد تقدم [1] ذكره فِي باب النون. (2144) قيس بْن عَمْرو بْن سَهْل بْن ثعلبة بْن الْحَارِث بْن زَيْد بْن ثعلبة بْن غنم ابن مَالِك بْن النجار الأَنْصَارِيّ، مدني، هُوَ جد يَحْيَى، وسعد، وعبد ربه: بني سَعِيد بْن قَيْس المدنيين الفقهاء، كذلك قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل. ويحيى بْن معين، وجماعة. وقال مصعب: هُوَ جد يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ، قَيْس بْن قهد. قال ابْن أَبِي خيثمة: غلط مصعب فِي ذَلِكَ، والقول مَا قاله أَحْمَد ويحيى، قَالَ: وقيس بْن قهد، وقيس بْن عَمْرو- وكلاهما من بني مَالِك بْن النجار يقولون: إن سعيدا والد يَحْيَى بْن سَعِيد لم يسمع من أَبِيهِ قَيْس شيئا. وقد روى عن قيس جدّ يحيى ابن سَعِيد مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن الْحَارِث التيمي (2145) قيس بْن عَمْرو بْن قَيْس الأَنْصَارِيّ، من بني سواد بْن مَالِك بْن النجار، قتل يَوْم أحد شهيدا. واختلف فِي شهوده بدرا، وقد ذكرنا ذَلِكَ فِي باب أَبِيهِ عَمْرو بْن قَيْس [2] ، لأنهما قتلا جميعا يَوْم أحد. (2146) قيس بْن أَبِي غرزة [3] بْن عُمَيْر بْن وَهْب الغفاري. وقيل الجهني. سكن الكوفة ومات بها، وله حديث واحد، ليس لَهُ غيره، رواه عَنْهُ أَبُو وائل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل السوق، وَقَالَ لهم، يَا معشر التجار، إن بيعكم هَذَا مما يحضره الحلف، فشوبوه بالصدقة. وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن التجار هم الفجار إلا من بر وصدق. ومنهم من يجعلهما حديثين. روى عَنْهُ الحكم بْن عتيبة، ولا أدري أسمع منه أم لا؟

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب. [2] صفحة 1199 [3] في الإصابة: بفتح المعجمة والراء ثم الزاء المنقوطة. وقال في التقريب: بمعجمة وراء وزاي مفتوحات.

(2147) قيس بن قهد الأنصاري،

(2147) قيس بْن قهد الأَنْصَارِيّ، من بني مَالِك بن النجار، هو قيس بن قهد ابن قَيْس [بْن عُبَيْد] [1] بْن ثعلبة بْن غنم بْن مَالِك بْن النجار. قَالَ مصعب الزُّبَيْرِيّ: هُوَ جد يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ، قَالَ: ولم يكن قَيْس بْن قهد بالمحمود فِي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابْن أَبِي خيثمة: هَذَا وهم من أَبِي عُبَيْد الله، وإنما جد يَحْيَى بْن سَعِيد قَيْس بْن عَمْرو. قال: وقيس بْن قهد هُوَ جد أَبِي مَرْيَم عبد الغفار بْن الْقَاسِم الأَنْصَارِيّ الكوفي. قال أَبُو عُمَر: وَهُوَ كما قَالَ ابْن أَبِي خيثمة، وقد غلط فِيهِ مصعب، وكلهم خطأه فِي قوله هذا. (2148) قيس بْن أَبِي قَيْس. شهد مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صفين، ذكره ابْن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من الصحابة. (2149) قيس بْن كلاب الكلابي. لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن حكم الكلابي، حديثه عِنْدَ أهل مصر. (2150) قيس بْن مَالِك بْن أنس الأَنْصَارِيّ، أَبُو صرمة [2] . وهو مشهور بكنيته، واختلف في اسمه، فقيل: قَيْس بْن مَالِك. وقيل مَالِك بْن قَيْس، وقد ذكرناه فِي الكنى بأكثر من ذَلِكَ فأغنى عَنِ الإعادة هاهنا. رَوَى عَنْهُ ابْن محيريز، ولؤلؤة، وَمُحَمَّد بْن كَعْب القرظي. (2151) قيس بْن المحسر [3] ، كَانَ خرج مع زَيْد بْن حارثة فِي السرية التي قدم فيها إِلَى أم قرفة فأخذها، وَهُوَ الَّذِي تولى قتلها، وقتل الفزاريين أيضا، وذلك فِي رمضان فِي سنة ستّ من الهجرة.

_ [1] ليس في أسد الغابة. [2] بكسر أوله وسكون الراء (التقريب) . [3] بضم الميم وفتح الحاء والسين المهملتين (أسد الغابة) . وفي هوامش الاستيعاب: بخط كاتب الأصل: في الهامش المسحر- بتقديم السين.

(2152) قيس بن محصن بن خالد بن مخلد الأنصاري الزرقي.

(2152) قيس بْن محصن بْن خَالِد بْن مخلد الأَنْصَارِيّ الزرقي. ويقال: قَيْس بْن حصن، شهد بدرا وشهد أحدا. (2153) قيس بْن مخرمة بْن المطلب بْن عبد مناف بْن قصي القرشي المطلبي، أَبُو مُحَمَّد. ويقال أَبُو السائب، ولد هُوَ ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، فهو ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لدة. وروى ذَلِكَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: ولدت أنا ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، فنحن لدان. أمه أم ولد. هو أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، ولم يبلغه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائة من الإبل عام حنين، لا هو ولا عباس بن مرادس، وم ذكرنا معهما، كما صنع بسائر المؤلفة قلوبهم، وكل هؤلاء إِلَى إيمانهم وأطعمه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر خمسين وسقا، وقيل ثلاثين وسقا. روى عَنْهُ ابنه عَبْد الله ابن قَيْس، وَكَانَ عَبْد اللَّهِ من الفضلاء النجباء. (2154) قيس بْن مخلد بْن ثعلبة بْن صَخْر بْن حَبِيب بْن الْحَارِث بْن ثعلبة بْن مازن بْن النجار الأَنْصَارِيّ المازني. شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا. (2155) قيس بْن المكشوح، أَبُو شداد. واختلف فِي اسم المكشوح، فقيل هبيرة بْن هِلال، وَهُوَ الأكثر. وقيل عبد يغوث بن هبيرة بن هلال ابن الْحَارِث بْن عَمْرو بْن عَامِر بْن أسلم بن أحمس [بن الغوث] [1] بن أنمار ابن أراش بْن عَمْرو بْن الغوث بْن النبيت بْن مَالِك بْن زَيْد بْن كهلان بْن سبأ الْبَجَلِيّ، حليف مراد، وعداده فيهم. وبجيلة وخثعم ابنا أنمار بْن أراش. قيل: لا صحبة لَهُ. وقيل: بل لقيس بْن مكشوح صحبة باللقاء

_ [1] ليس في أسد الغابة.

والرواية، ولا أعلم لَهُ رواية. ومن قَالَ: لا صحبة لَهُ يَقُول: أَنَّهُ لم يسلم إلا فِي أيام أَبِي بكر. وقيل: فِي أيام عُمَر. وَهُوَ أحد الصحابة الذين شهدوا مع النعمان بْن مقرن فتح نهاوند. له ذكر صَالِح فِي الفتوحات بالقادسية وغيرها زمن عُمَر وعثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ أحد الذين قتلوا الأسود العنسي، وهم: قَيْس بْن مكشوح، وذادويه، وفيروز الديلمي. وقتله الأسود العنسي يدل على أن إسلامه كَانَ فِي مرض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قتل قيس بن مكشوح ورحمه الله بصفين مع علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكان يومئذ صاحب راية بجيلة، وكانت فِيهِ نجدة وبسالة، وَكَانَ قَيْس شجاعا فارسا بطلا شاعرا، وهو ابن أخت عمرو بن معديكرب، وَكَانَ يناقضه فِي الجاهلية، وكانا فِي الإسلام متباغضين، وهو القائل لعمرو بن معديكرب: فلو لاقيتني لاقيت قرنا ... وودعت الحبائب [1] بالسلام لعلك موعدي ببني زبيدٍ ... وما قامعت من تلك اللئام ومثلك قد قرنت لَهُ يديه ... إلى اللحيين يمشي فِي الخطام ومن خبره فِي صفين أن بجيلة قالت لَهُ: يَا أَبَا شداد، خذ رايتنا اليوم فَقَالَ: غيري خير لكم. قالوا: مَا نريد غيرك. قال: فو الله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب- قَالَ: وعلى رأس مُعَاوِيَة رجل قائم معه ترس مذهب يستر بِهِ مُعَاوِيَة من الشمس- فقالوا لَهُ: اصنع مَا شئت. فأخذ الراية ثُمَّ زحف، فجعل يطاعنهم حَتَّى انتهى إِلَى صاحب الترس- وَكَانَ فِي خيل عظيمة- فاقتتل الناس هنالك قتالا شديدا، وَكَانَ على خيل مُعَاوِيَة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن خَالِد بْن الْوَلِيد فشد أَبُو شداد بسيفه نحو

_ [1] في الإصابة: الأحبة.

(2156) قيس بن النعمان السكوني.

صاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية، فضرب قدم أَبِي شداد فقطعها، وضربه قَيْس فقتله، وأشرعت إِلَيْهِ الرماح، فقتل رحمة الله تعالى عليه. (2156) قيس بْن النعمان السكوني. كوفي، يقال: إنه كَانَ قد قرأ القرآن على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحصاه على عهد عُمَر. من حديثه قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأهديت إِلَيْهِ، فأبى. وانطلق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الغار. روى عَنْهُ إياد بْن لقيط السدوسي، وَكَانَ جارا لَهُ. رَوَى أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ يَسْتَخْفِيَانِ مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا، فَاسْتَسْقَيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ، فَقَالَ: مَا عِنْدِي شَاةٌ تَحْلِبُ، غَيْرَ أَنَّ هَاهُنَا عُنَاقًا [1] حَمَلَتْ أَوَّلَ الشَّاءِ، وَقَدْ أَجْدَبَتْ، وَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ. فَقَالَ: ادْعُ بِهَا عِنْدِي. فَدَعَا بِهَا، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ ضَرْعَهَا، وَدَعَا حَتَّى أَنْزَلَتْ. قَالَ: وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَحَلَبَ فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، وَحَلَبَ فَسَقَى الرَّاعِي، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ، فَقَالَ الرَّاعِي: باللَّه مَنْ أَنْتَ؟ فو الله مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ! قَالَ: وَتَرَاكَ تُكَتِّمُ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ. قَالَ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قريش أنك صابئ! قال: إنهم ليقولون ذَلِكَ. قَالَ: فَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ لا يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَهُ إِلا نَبِيٌّ وَإِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ: إنك لا تستطيع ذَلِكَ يَوْمَكَ. فَإِذَا بَلَغَكَ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ فأتنا.

_ [1] العناق: الأنثى من أولاد المعز.

(2157) قيس بن النعمان العبدي.

(2157) قيس بْن النعمان العبدي. أحد وفد عبد القيس، حديثه فِي البصريين، رَوَى عَنْهُ أَبُو القموص زَيْد بْن علي أَنَّهُ أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حديث ذكره. (2158) قيس بن الهيثم الشامي. بصرى. هو حدّ عبد القاهر بْن السري، لَهُ صحبة. روى عنه عطية الدعاء. (2159) قيس، أَبُو جُبَيْرة، بْن الضحاك، قَالَ: فينا نزلت [1] : وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 49: 11 حديثه كثير الاضطراب. (2160) قيس أبو عنيم الأسدي. والد غنيم بْن قَيْس. كوفي لَهُ صحبة. وقد قيل: إنه سكن البصرة. رَوَى عَنْهُ ابنه غنيم بْن قَيْس. (2161) قيس الأَنْصَارِيّ جد عدي بْن ثَابِت. حديثه مرفوع فِي المستحاضة تنتظر أيام أقرائها وتغتسل وتتوضأ لكل صلاة. (2162) قيس التميمي. رَوَى عَنْهُ الْمُغِيرَة بْن شبيل [2] . قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أصفر، ورأيته يسلم على يساره. وفي خبر آخر عَنْهُ، قَالَ: بعثني جَرِير وافدا على النبي صلى الله عليه وسلم. (2163) قيس الجذامي. اختلف فِي اسم أَبِيهِ، فقيل: قَيْس بْن عَامِر، وقيل: قَيْس بْن زَيْد. سكن الشام. روى عَنْهُ كَثِير بْن مُرَّةَ، وعبد الرحمن ابن عائذ. وقد قيل: إنّ حديثه مرسل.

_ [1] سورة الحجرات، آية 11 [2] في التقريب: ابن شبل- بكسر المعجمة وسكون الموحدة- ويقال بالتصغير.

باب الأفراد في حرف القاف

باب الأفراد فِي حرف القاف (2164) قارب بْن الأسود الثقفي، هُوَ قارب بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن مَسْعُود الثقفي، هُوَ جد وَهْب بْن عَبْد اللَّهِ بْن قارب، لَهُ صحبة ورواية، رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن قارب حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رحم الله المحلقين. قال فِيهِ الحميدي، عَنِ ابْن عُيَيْنَة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن ميسرة، عَنْ وَهْب بْن عَبْد اللَّهِ بْن قارب أو مارب- هكذا على الشك- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، ولا أحفظ هَذَا الحديث من غير رواية ابْن عُيَيْنَة. وغير الحميدي يرويه قارب من غير شك. وهو الصواب، وَهُوَ مَعْرُوف مشهور. من وجوه ثقيف، ومعه كانت راية الأحلاف أيام قتال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثقيفا، وحصاره لهم، ثُمَّ وفد فِي وفد ثقيف فأسلم. (2165) قباث [1] بْن أشيم بْن عَامِر بْن الملوح الكناني. ويقال اللَّيْثِيّ ويقال التميمي [2] ، والأكثر قول من نسبه فِي كنانة، سكن دمشق. روى عَنْهُ عامر ابن زِيَاد اللَّيْثِيّ وَأَبُو الحويرث، فرواية عَامِر عَنْهُ مرفوعة فِي فضل صلاة الجماعة. وأما أَبُو الحويرث فإنه قَالَ: سمعت عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان يَقُول لقباث بْن أشيم الكناني، ثُمَّ اللَّيْثِيّ: يَا قباث، أنت أكبر أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: بل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكبر مني وأنا أسن منه، ولد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عام الفيل، ووقفت بي أمي على روث الفيل، وأنا أعقله. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة رجلين يؤمهما أحدهما أزكى

_ [1] المشهور فتح أوله، وقبل بالضم، وبه جزم ابن ماكولا (الإصابة 3- 213) . [2] في ى: التيمي.

(1266) قثم بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.

عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ ثَمَانِيَةٍ تَتْرَى، وَصَلاةُ ثَمَانِيَةٍ يَؤُمُّهُمْ أَحَدُهُمْ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ مِنْ صَلاةِ مِائَةٍ تَتْرَى. ذكره الْبُخَارِيّ فِي التاريخ. (1266) قثم بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي. قال عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر: كنت أنا وعبيد الله وقثم ابنا الْعَبَّاس نلعب. فمر بنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ارفعوا إلي هَذَا- يَعْنِي قثم- فرفع إِلَيْهِ، فأردفه خلفه، وجعلني بين يديه، ودعا لنا. واستشهد قثم بسمرقند. قَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ آخر الناس عهدا برسول الله الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك أَنَّهُ كَانَ آخر من خرج من قبره ممن نزل فِيهِ، وقد ادعى ذَلِكَ الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة لقصة ذكرها فأنكر ذَلِكَ ابْن عَبَّاس، وَقَالَ: آخر الناس عهدا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قثم بْن الْعَبَّاس. وقد روي عَنْ علي مثل ذَلِكَ سواء فِي أَنَّهُ أنكر مَا ادعى الْمُغِيرَة من ذَلِكَ، وَقَالَ: آخر الناس عهدا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قثم بْن الْعَبَّاس. وكان قثم بْن الْعَبَّاس واليا لعلي بْن أَبِي طالب على مكة، وذلك أن عليا لما ولي الخلافة عزل خَالِد بْن العاصي بْن هِشَام بْن الْمُغِيرَة الْمَخْزُومِيّ عَنْ مكة، وولاها أَبَا قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، ثُمَّ عزله، وولى قثم بْن الْعَبَّاس، فلم يزل واليا عليها حَتَّى قتل علي رحمه الله هَذَا قول خليفة. وقال الزُّبَيْر: استعمل على بْن أَبِي طالب قثم بْن الْعَبَّاس، على المدينة. رَوَى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعي وغيره. مات قثم بْن الْعَبَّاس بسمرقند، واستشهد بها، وَكَانَ خرج إليها مع سَعِيد بْن عُثْمَان بْن عَفَّان زمن مُعَاوِيَة، وَكَانَ قثم بْن الْعَبَّاس يشبه بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيه يَقُول دَاوُد بْن سُلَيْم [1] :

_ [1] في ع: سليم.

(1267) قردة [2] بن نفاثة [3] السلولي،

عتقت من حلي ومن رحلتي ... يَا ناق إن أدنيتني من قثم أنك إن أدنيت منه غدا ... حالفني اليسر ومات العدم فِي كفه بحر، وفي وجهه ... بدر، وفي العرنين منه شمم أصم عَنْ فعل الخنا سمعه ... وما عَنِ الخير بِهِ من صمم لم يدر مالا، وبلى قد درى ... فعافها واعتاض منها نعم وقال الزُّبَيْر- فِي الشعر الَّذِي أوله: هَذَا الَّذِي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم [إنه] [1] قاله بعض شعراء المدينة فِي قثم بْن الْعَبَّاس، وزاد الزُّبَيْر فِي الشعر بيتين أو ثلاثة منها قوله: كم صارخٍ بك مكروب وصارخةٍ ... يدعوك يَا قثم الخيرات يَا قثم وقد ذكرنا فِي «بهجة المجالس» الشعر الَّذِي أوله: هَذَا الَّذِي تعرف البطحاء وطأته. ولمن هُوَ، والاختلاف فِيهِ، ولا يصح أَنَّهُ قثم بْن الْعَبَّاس، وذلك شعر آخر على عروضه وقافيته، وما قاله الزُّبَيْر فغير صحيح. والله أعلم. (1267) قردة [2] بْن نفاثة [3] السلولي، من بني عَمْرو بْن مُرَّةَ بْن صعصعة بن معاوية ابن بَكْر بْن هوازن، كَانَ شاعرا، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فِي جماعة من بني سلول، فأمره عليهم بعد أن أسلم وأسلموا، فأنشأ يقول: بان الشباب فلم أحفل بِهِ بالا ... وأقبل الشيب والإسلام إقبالا وقد أروّي نديمي [4] من مشعشعةٍ ... وقد أقلب أوراكا وأكفالا

_ [1] من س. [2] في أسد الغابة: قال أبو موسى: كذا أورده أبو الفتح الأزدي وابن شاهين، وهو تصحيف. وإنما هو فروة بالفاء (4- 301) . وفي الإصابة بعد أن أورد قول ابن الأثير- فروة الّذي تقدم غير هذا، ذلك جذامى، وهذا سلولي، فأنى يجتمعان (3- 222) . [3] بنون مضمومة وفاء خفيفة وبعد الألف مثلثة (التقريب) [4] أديمى في س.

(1268) قرظة [2] بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الإطنابة الأنصاري الخزرجي،

الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا وقد قيل: إن البيت قوله: الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي للبيد. قال أَبُو عُبَيْدَة: لم يقل لبيد فِي الإسلام غيره. وكان قد عُمَر مائة وخمسين سنة. وقردة هَذَا هُوَ الَّذِي يقول: أصبحت شيخا أرى الشخصين أربعةً ... والشخص شخصين لما مسني الكبر لا أسمع الصوت حَتَّى أستدير لَهُ ... وحال بالسمع دوني المنظر العسر [1] وكنت أمشي على الساقين معتدلا ... فصرت أمشي على مَا ينبت الشجر إذا أقوم عجنت الأرض متكئا ... على البراجم حَتَّى يذهب النفر (1268) قرظة [2] بْن كَعْب بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن كَعْب بْن الإطنابة الأَنْصَارِيّ الخزرجي، من بني الْحَارِث بْن الخزرج، حليف بني عبد الأشهل، يكنى أَبَا عَمْرو، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد، ثُمَّ فتح الله على يديه الري فِي زمن عُمَر سنة ثلاث وعشرين، وهو أحد العشرة الذين وجّههم عُمَر إِلَى الكوفة من الأنصار، وَكَانَ فاضلا، ولاه علي بْن أَبِي طالب على الكوفة، فلما خرج علي إِلَى صفين حمله معه وولاها أَبَا مَسْعُود البدري، وَرَوَى زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنِ ابْن إِسْحَاق، عَنْ عَامِر بْن سَعْد، قَالَ: دخلت على أَبِي مَسْعُود الأَنْصَارِيّ وقرظة بْن كَعْب، وثابت بْن زَيْد، وهم فِي عرس، لهم، وجوار يتغنين، فقلت: أتسمعون هَذَا وأنتم أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فقالوا: إنه قد رخص لنا فِي الغناء فِي العرس والبكاء على الميت من غير نوح. شهد قرظة بْن كَعْب مع علي مشاهده كلها، وتوفي فِي خلافته فِي دار ابتناها بالكوفة، وصلى عَلَيْهِ علي بْن أَبِي طالب. وقيل: بل توفي فِي إمارة المغيرة بن شعبة بالكوفة فِي صدر أيام مُعَاوِيَة. والأول أصح [3] إن شاء الله تعالى. (1269) قطن بْن حارثة العليمي الكلبي، من بني عليم بْن جناب [4] بْن كلب بْن وبرة.

_ [1] في س: العصر. [2] بفتحتين وظاء (التقريب) . [3] في هوامش الاستيعاب، بل الثاني أصح. [4] في ى: حباب وهو تحريف.

(1270) قنان [1] بن دارم بن أفلت العبسي.

قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسأله الدعاء لَهُ ولقومه فِي غيث السماء فِي حديث فصيح كَثِير الغريب من رواية ابْن شهاب عَنْ عُرْوَة. وله خبر آخر يرويه ابْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب مع قطن بْن حارثة العليمي كتابا بعمل من كلب وأحلافها في خبر ذكره. (1270) قنان [1] بن دارم بْن أفلت العبسي. أحد التسعة العبسيين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا. ذكرهم الدار قطنى والطبري. (1271) قنفذ [2] بْن عُمَيْر بْن جدعان التميمي [3] . له صحبة، ولاه عُمَر مكة ثُمَّ عزله، وولى نَافِع بْن عبد الْحَارِث. (1272) قهيد [4] بْن مطرف، أو ابْن أَبِي مطرف، والأكثر يقولون ابْن مطرف الغفاري. روى عَنْهُ المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن حنطب، يختلف فِي صحبته، ويقول بعضهم: إن حديثه مرسل، لأنه يروي عَنْهُ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه، وَالْحَدِيثُ رَوَاهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ عَنْ أَخِيهِ الْحَكَمِ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قُهَيْدٍ الْغِفَارِيِّ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: سَأَلَ سَائِلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنْ عَدَا عَلَيَّ عَادٍ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَكِّرْهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، فَإِنْ أبى فَقَاتِلْهُ، فَإِنْ قَتَلَكَ فَأَنْتَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنْ قتلته فهو النَّارِ وَرَوَى عَنْهُ [5] عَمْرو مولى المطلب عَنْ قهيد بْن مطرف الغفاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. وفي حديث عَمْرو هَذَا عَنْهُ ناشده الله والإسلام ثلاثا. (1273) قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد أحدا في قول الواقدي.

_ [1] بنون خفيفة كما في التقريب. وهذه الترجمة ليست في س. [2] في س، وأسد الغابة: قنفد- بالدال. وفي الإصابة مثل ى. [3] في س: التيمي. [4] بالتصغير- كما في التقريب. [5] في س: ورواه عمرو.

حرف الكاف

حرف الكاف باب كثير (2174) كثير، خال البراء، رَوَى الشَّعْبِيّ، عَنِ البراء بن عازب، قال: كان اسم خالي قليلا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كثيرا. من حديثه، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما نسكنا بعد صلاتنا. (2175) كثير بْن شهاب الحارثي. فِي صحبته نظر. وقد رَوَى عَنْ عُمَر، وَهُوَ الَّذِي قتل يَوْم القادسية جالينوس، وأخذ سلبه، لا أعلم لَهُ رواية. وقيل: بل قتل جالينوس زهرة بن حوية [1] . (2176) كثير بن الصلت بن معديكرب الْكِنْدِيّ. وعدادهم فِي بني جمح، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسماه كثيرا، وَكَانَ اسمه قليلا. هو أخو زبيد بْن الصلت. يروي كَثِير بْن الصلت عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، وعثمان، وزيد بن ثابت. (2177) كثير بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب. يكنى أَبَا تمام، ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأشهر فِي سنة عشر من الهجرة، ليس لَهُ صحبة، ولكن ذكرناه بشرطنا. أم كَثِير بْن الْعَبَّاس رومية، تسمى سبأ، وقيل: أمه حميرية، وَكَانَ فقيها ذكيا فاضلا. روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هرمز الأعرج، وَرَوَى عَنْهُ ابْن شهاب. (2178) كثير بْن عَمْرو السُّلَمِيّ، حليف بني أَسَد. ويقال: حليف بني عبد شمس، وبنو أَسَد حلفاء بني عبد شمس شهد بدرا فيما ذكر ابْن إسحاق

_ [1] في الاشتقاق: زهرة بن عبد الله بن الحوية (254) .

(2179) كثير بن قيس.

من رواية زِيَاد، وليس فِي رواية ابْن هِشَام. ذكره ابْن السَّرَّاج، عَنْ عُمَر [1] بْن محمد ابن الْحَسَن الأسدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَاد، عَنِ ابْن إِسْحَاق، قَالَ: وشهد بدرا من حلفاء بني أَسَد كَثِير بْن عَمْرو، وأخواه: مَالِك بْن عَمْرو، وثقف [2] بْن عَمْرو، لم أر كثيرا فِي غير هَذِهِ الرواية، ولعله أن يكون ثقف لقبا لَهُ، واسمه كَثِير. (2179) كثير بْن قَيْس. ذكره ابْن قانع، وذكر لَهُ حديثا من رواية داود ابن جميل، عَنْهُ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من سلك طريق العلم سَهْل الله لَهُ طريقا إِلَى الجنة. كذا جعله ابْن قانع فِي الصحابة. وهذا وهم، فإن الحديث إنما رواه أَبُو دَاوُد فِي مصنفه، عَنْ دَاوُد بْن جميل، عَنْ كَثِير بْن قَيْس، عَنْ أَبِي الدرداء، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وهو الصحيح، وداود ابن جميل مجهول- قاله الدار قطنى، وذكر أن الأوزاعي رَوَى هَذَا الحديث عَنْ كثير بن قيس، عن سمرة، عن أبى الدرداء (2180) كثير الأزدي. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل طعاما مسته النار، ثُمَّ صَلَّى، ولم يتوضأ. روى عَنْهُ عقبة بْن مُسْلِم التجيبي. سكن كَثِير هَذَا مصر، ويعد فِي أهلها (2181) كثير الأَنْصَارِيّ. سكن البصرة. روى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صَلَّى المكتوبة انصرف عَنْ يساره. وقد قيل: حديثه مرسل روى عَنْهُ ابنه جَعْفَر بْن كثير.

_ [1] في ع: عمرو بن محمد. [2] بفتح التاء وسكون القاف.

باب كردم

باب كردم (2182) كردم بْن سُفْيَان [1] الثقفي. روت عَنْهُ ابنته ميمونة بِنْت كردم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النذر [2] . (2183) كردم بْن أَبِي السنابل الأَنْصَارِيّ ويقال الثقفي لَهُ صحبة. سكن المدينة ومخرج حديثه عَنْ أهل الكوفة. (2184) كردم بْن قَيْس الثقفي. حديثه عِنْدَ جَعْفَر بْن عمرو بن أمية، عن إبراهيم ابن عمر، عنه. باب كرز (2185) كرز بْن جَابِر بْن حسيل. ويقال ابْن حسل بْن لاحب بْن حَبِيب بْن عَمْرو بن شيبان [3] بن محارب بن فهر بن مَالِك القرشي الفهري. أسلم بعد الهجرة، قَالَ ابْن إِسْحَاق: أغار كرز بْن جَابِر الفهري على سرح المدينة، فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبه، حَتَّى بلغ واديا يقال له سفوان ناحية بدر، وفإنه كرز، فلم يدركه- وهي بدر الأولى، ثُمَّ أسلم كرز بْن جَابِر، وحسن إسلامه، وولاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجيش الذين بعثهم فِي أثر العرنيين الذين قتلوا راعيه، وقتل كرز بْن جَابِر يَوْم الْفَتْح، وذلك سنة ثمانٍ من الهجرة فِي رمضان. وكان قد أخطأ الطريق. وسار فِي غير طريق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقيه المشركون، فقتلوه رحمه الله. وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ، عَنِ ابن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق- أَنَّ كُرْزَ بْنَ جَابِرٍ، وَحُبَيْشَ [4] بْنَ خَالِدٍ الكعبي

_ [1] هذه الترجمة ليست في ع [2] وانظر الطبقات (5- 377) . [3] في الإصابة: بن سفيان. [4] في الطبري: خنيس. وفي هوامش الاستيعاب: صوابه حبيش.

(2186) كرز بن علقمة الخزاعي.

كَانَا فِي خَيْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، فَشَذَّا عَنْهُ، وَسَلَكَا طَرِيقًا غَيْرَ طَرِيقِهِ جَمِيعًا، فَقُتِلَ قَبْلَ كُرْزٍ، فَجَعَلَهُ كُرْزٌ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَهُوَ يرتجز [1] : قَدْ عَلِمَتْ صَفْرَاءُ مِنْ بَنِي فِهْرٍ ... نَقِيَّةَ الْوَجْهِ نَقِيَّةَ الصَّدْرِ لأَضْرِبَنَّ الْيَوْمَ عَنْ أَبِي صَخْرٍ ... وكان حبيش يكنى أَبَا صَخْر. (2186) كرز بْن عَلْقَمَة الخزاعي. ينسبونه كرز بْن عَلْقَمَة بْن هِلال [2] بْن جريبة [3] بْن عبد نهم بْن حليل [4] بْن حبشية [5] بْن سلول الخزاعي. أسلم يَوْم فتح مكة، وَعُمَر عمرا طويلا، وَهُوَ الَّذِي نصب أعلام الحرم فِي خلافة. مُعَاوِيَة، وإمارة مَرَوَان بْن الحكم. روى عَنْهُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر. مِنْ حَدِيثِهِ مَا رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِلإِسْلامِ مِنْ مُنْتَهًى؟ قَالَ: نَعَمْ، أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ أَوِ الْعَجَمِ أَرَادَ بِهِمُ اللَّهُ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الإِسْلامَ. قال الرجل: ثُمَّ مه؟ قَالَ: ثُمَّ تقع فتن كأنها الظلل. قال الرجل: كلا، والله إن شاء الله تعالى قَالَ: بلى، وَالَّذِي بنفسي بيده، ثُمَّ يعودون فيها أساود حَتَّى يضرب بعضهم رقاب بعض. (2187) كرز رجل آخر. رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بن الوليد.

_ [1] الطبري: 4- 79 [2] في ى: بلال. [3] جريبة- بجيم وراء ومثناة تحتية وموحدة مصغر (الإصابة) . [4] في ى: خليل. [5] في ى: حبيشة. وانظر الطبقات (5- 338) . (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

(2188) كرز،

(2188) كرز، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرأيته يصلي فوق جبل. روت عَنْهُ ابنته، لا أدري أهو الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْوَلِيد أو غيره. باب كعب (2189) كعب بْن جماز [1] بْن مَالِك بْن ثعلبة الجهني، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ ابْن هِشَام: هُوَ من [بني [2]] غسان، حليف لبني ساعدة من الأنصار، شهد بدرا، وَهُوَ أخو سَعْد بْن جماز، وقال الطبري: لهما أخ ثالث اسمه الْحَارِث بْن جماز بْن مَالِك بْن ثعلبة من غسان، كذا قَالَ الطبري من غسان، ولم يذكر أحد الْحَارِث بْن جماز هَذَا غيره. والله أعلم. وأما كَعْب بْن جماز وأخوه سَعْد بْن جماز فمذكوران، شهد كَعْب بدرا وشهد سَعْد أحدا، وقتل يَوْم اليمامة. ولا خلاف أنهما من حلفاء بني ساعدة من الأنصار، ولم يختلف أهل المغازي أن أباهما جماز بالجيم والزاي. وذكر الدار قطنى قَالَ: قرأت بخط أَحْمَد بْن أَبِي سَهْل الحلواني فِي سماعه من أَبِي سَعِيد السكري، عَنْ مُحَمَّد بْن حَبِيب، عَنِ ابْن الكلبي- فِي نسب قضاعة- قَالَ: وكعب بْن حمان بالحاء والنون ابن ثعلبة بْن خرشة بْن عَمْرو بْن سَعْد بْن ذبيان بْن راشد [3] بْن قَيْس بْن جهينة بْن زَيْد بْن لَيْث بْن أسود بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة، شهد بدرا والمشاهد كلها. قَالَ أَبُو عُمَر رحمه الله:

_ [1] في أسد الغابة: بن جماز بن ثعلبة بن خراشة. ثم قال: وقيل جماز بن مالك بن ثعلبة. وقيل حمان- بالحاء والنون. وفي الإصابة: ضبطه ابن حبيب عن ابن الكلبي بحاء مهملة مكسورة وتشديد الميم وآخره نون. وضبطه ابن ماكولا وأبو عمر بفتح الجيم وآخره زاي منقوطة. ورأيت في نسخة قديمة من معجم البغوي بتحتانية بدل الميم براء غير منقوطة. وقيل هو تصحيف (3- 287) . وفي هوامش الاستيعاب: وقال غيره: بالحاء والراء (46) [2] من ع. [3] في ع: رشدان. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

(2190) كعب بن الخدارية [1]

هُوَ جهني حليف لبني ساعدة، وَهُوَ عندي ابْن جماز بالجيم والزاي، والله أعلم، كما قال أهل المغازي. (2190) كعب بْن الخدارية [1] ذكر ابْن أَبِي خيثمة في كتابه بإسناد متصل أن لقيط بْن عَامِر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، ومعه صاحب لَهُ يقال لَهُ: نهيك بْن عَاصِم بْن المنتفق، ذكر حديثا طويلا فَقَالَ: ها إن ذين، ها إن ذين لمن نفر لعمر الملك إن حدثت إنهم لمن أتقى الناس فِي الدنيا والآخرة، فَقَالَ لَهُ كَعْب بْن الخدارية أحد بني بَكْر بْن كلاب: من هم يَا رَسُول اللَّهِ؟ قَالَ: بنو المنتفق- قالها ثلاثا. (2191) كعب بْن زهير بن أبي سلمى [2] ، واسم أبي سلمى رَبِيعَة بْن رياح الْمُزْنِيّ، من مزينة بْن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، وكانت محلتهم فِي بلاد غطفان، فيظن الناس أنهم من غطفان- أعنى زهيرا وبنيه، وَهُوَ غلط. قدم كَعْب بْن زُهَيْر على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد انصرافه من الطائف، فأنشده قصيدته التي أولها: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول القصيدة بأسرها، وأثنى فيها على المهاجرين، ولم يذكر الأنصار، فكلّمته الأنصار، فصنع فيهم حينئذ شعرا، ولا أعلم لَهُ فِي صحبته وروايته غير هَذَا الخبر. وكان قد خرج هُوَ وأخوه بجير بْن زُهَيْر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بلغا أبرق العزاف [3] ، فَقَالَ كَعْب لبجير: الق هَذَا الرجل [4] وأنا مقيم

_ [1] ليست هذه الترجمة في ع. والخدارية- بضم المعجمة وتخفيف الدال (الإصابة) . [2] سلمى- بضم أوله (الإصابة) . [3] في ى: أبرق العراق. وهو تحريف صوابه من ع، وياقوت. وأبرق العزاف: ماء لبني أسد بن خزيمة، وهو في طريق القاصد إلى المدينة من البصرة (ياقوت) . [4] يعنى رسول الله (أسد الغابة) .

لك هاهنا. فقدم بجير على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسمع منه وأسلم، وبلغ ذلك كعبا، فقال [1] : ألا أبلغا عني بجيرا رسالةً ... على أي شيء ويك غيرك دلكا [2] على خلقٍ لم تلف أما ولا أَبَا ... عَلَيْهِ ولم تدرك عَلَيْهِ أخا لكا فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أجل، لم يلف عَلَيْهِ أباه ولا أمه. وفيها: شربت بكأسٍ عِنْدَ آل مُحَمَّد ... وأنهلك المأمون منها وعلكا [3] فكتب إِلَيْهِ بجير: أقبل إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإنك إن فعلت ذَلِكَ قبل منك، وأسقط مَا كَانَ منك قبل ذَلِكَ فقدم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مسلما، ودخل عَلَيْهِ مسجده، وأنشده: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول فلما بلغ إلى قوله [4] : إن الرسول لسيف يستضاء بِهِ ... مهند من سيوف الله مسلول أنبئت أن رَسُول اللَّهِ أوعدني ... والعفو عِنْدَ رَسُول اللَّهِ مأمول [5] ومنها: فِي فتيةٍ [6] من قريشٍ قَالَ قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا زولوا

_ [1] ديوانه صفحة 1. [2] في ع: ويب غيرك دلكا. وفي الديوان: فهل لك فيما قلت بالحيف هل لكا وويب مثل ويل: عجبا. [3] في ع: فأنهلك. وفي الديوان. شربت مع المأمون كأسا روبة. [4] ديوانه 23 [5] في ع: مقبول. [6] في الديوان: عصبة.

قال الخليل: أي قَالَ لهم: هاجروا إِلَى المدينة- فأشار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى من معه أن اسمعوا. قال أَبُو عُمَر رحمة الله عَلَيْهِ: كَانَ كَعْب بْن زُهَيْر شاعرا مجودا كَثِير الشعر، مقدما فِي طبقته هُوَ وأخوه بجير. وكعب أشعرهما، وأبو هما زُهَيْر فوقهما. قال خَلَف الأحمر: لولا قصائد لزهير مَا فضلته على ابنه كَعْب، ولكعب ابن شاعر اسمه عقبة، ولقبه المضرّ، لأنه شبب بامرأةٍ، فضربه أخوها بالسيف ضربات كثيرة، فلم يمت، وله ابْن أيضا يقال لَهُ العوام شاعر. وَقَالَ الحطيئة لكعب بْن زُهَيْر: أنتم أهل بيت ينظر إليكم فِي الشعر، فاذكرني فِي شعرك، فَقَالَ كَعْب فِي ذَلِكَ شعرا ذكره أهل الأخبار. ومما يستجاد لكعب بن زهير قوله [1] : لو كنت أعجب من شيء لا عجبني ... سعي الفتى وَهُوَ مخبوء لَهُ القدر يسعى الفتى لأمورٍ ليس يدركها [2] ... فالنفس واحدة والهم منتشر والمرء ما عاش ممدو لَهُ أمل ... لا تنتهي العين حَتَّى ينتهي الأثر ومما يستجاد له أيضا قوله: إن كنت لا ترهب ذمي لما ... تعرف من صفحي عَنِ الجاهل فاخش سكوتي إذ أنا منصت ... فيك لمسموع خنى القائل فالسامع الذام [3] شُرَيْك لَهُ ... ومطعم المأكول كالآكل مقالة السوء إِلَى أهلها ... أسرع من منحدرٍ سائل ومن دعا الناس إِلَى ذمه ... ذموه بالحق وبالباطل

_ [1] الديوان: 229. [2] في الديوان: مدركها. [3] في ع: الذم و.

في أبيات كثيرة من هذه، وله ولأبيه قبله ضروب من حكم الشعر. ومن جيد شعره قصيدته التي يفتخر فيها على مراد أولها [1] : أتعرف رسما بين دهمان [2] فالرقم ... إلى ذي مراهيط كما خط بالقلم عفته رياح الصيف بعدي بمورها ... وأندية [3] الجوزاء بالوبل والديم ديار التي بتت [4] حبالي وصرمت ... وكنت إذا مَا الحبل من خلة صرم فزعت إِلَى أدماء [5] حرفٍ كأنما ... بأقرابها قار إذا جلدها استحم ألا أبلغا هَذَا المعرض أَنَّهُ ... أيقظان قَالَ القول إذ قَالَ أو حلم فإن تسألي الأقوام عني فإنني ... أنا ابْن أَبِي سلمى على رغم من رغم [6] أنا ابْن الَّذِي قد عاش تسعين حجةً ... فلم يخز يوما فِي معد ولم يلم وأكرمه الأكفاء من كلّ معشر ... كرام فإن كذّبتى فاسأل الأمم أقول شبيهاتٍ بما قَالَ عالما ... بهن، ومن يشبه أباه فما ظلم فأشبهته من بين من وطئ [7] الحصى ... ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم إذ شئت أعلكت الجموع إذا بدت ... نواجذ لحييه بأغلظ مَا عجم أعيرتني عزا قديما وسادة ... كراما بنوا لي المجد فِي باذخ الشمم [8] هم الأصل منى حيث كنت وإني ... من المزنيّين المضيفين للكرم [9]

_ [1] الديوان: 61. [2] في الديوان: رهمان- بفتح الراء وسكون الهاء، وقال شارحه: إنها وردت في الاستيعاب بالدال وهو خطأ. ورهمان: واد في ديار عبد الله بن غطفان وفي معجم ما استعجم: زهمان- بالزاي، كعثمان- وفي ع: دهمان مثل ى. [3] في ى: وأبرته. والمثبت من ى، وفي الديوان: وأندية الجوزاء- يعنى أمطارا. [4] في الديوان: تبت قوانا. [5] في ع: وجناء. [6] في ى: زعم من زعم. [7] في ى: من بين وعيتى ... [8] وفي الديوان: أعيّرتني عزا عزيزا ومعشرا. وفي ع، والديوان: في باذج أشم. [9] في ع، والديوان: المصفين للكرم.

(2192) كعب بن زيد بن قيس بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري.

هم ضربوكم حين جزتم [1] عَنِ الهدى ... بأسيافهم حَتَّى استقمتم على أمم [2] وساقتك منهم عصبة خندفية ... فما لك منها قيد شبرٍ [3] ولا قدم هم الأسد عِنْدَ الناس والحشد [4] فِي القرى ... وهم عِنْدَ عقد الجار يوفون بالذمم هم منعوا سَهْل الحجاز وحزنه ... قديما وهم أجلوا أباك عَنِ الحرم متى أدع فِي أوسٍ وعثمان تأتني ... ساعر حربٍ كلهم سادة وعم [5] فكم فيهم من سيدٍ. وَابْن سيدٍ ... ومن عاملٍ [6] للخير إن قال أو زعم (2192) كعب بْن زَيْد بْن قَيْس بْن مَالِك بْن كَعْب بْن حارثة بْن دينار بْن النجار الأَنْصَارِيّ. شهد بدرا وقتل يَوْم الخندق شهيدا، قتله ضرار بْن الخطاب فِي قول الْوَاقِدِيّ. وقال ابْن إِسْحَاق: أصابه سهم فقتله. قال: ويذكرون أن الَّذِي أصابه سهم أُمَيَّة بْن رَبِيعَة بْن صَخْر الدؤلي، وَكَانَ قد نجا يَوْم بئر معونة وحده، وقتل سائر أصحابه. ذكره ابْن عقبة وَابْن إِسْحَاق فِي البدريّين. (2193) كعب بْن زَيْد. ويقال: زَيْد بْن كَعْب [7] . روى قصة الغفارية التي وجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بها بياضا، فَقَالَ: شدي عليك ثيابك، والحقي بأهلك. وكان البياض بكشحها. روى عَنْهُ جميل بْن زَيْد [8] . وفي هَذَا الخبر اضطراب كَثِير. (2194) كعب بْن سُلَيْم القرظي، ثُمَّ الأوسي. وبنو قريظة حلفاء الأوس كان سبى

_ [1] في ع، والديوان: جرتم. [2] في الديوان: حتى استقمتم على القيم. [3] في ع: قدر شبر. وفي الديوان: فيهم قيد كيف. [4] في ى: والحشر. [5] في ع، والديوان: دعم. [6] في ع، والديوان: فاعل للخير إن قال أو عزم. [7] في أسد الغابة: لم يرفع أبو عمر نسبه فوق هذا، ولو ساق نسبه مثل أبى نعيم لعلم أنه الّذي قبله أو غيره. [8] في أسد الغابة: روى عنه جميل بن قيس.

(2195) كعب بن سور [2] الأزدي.

قريظة الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا [1] بحكم سَعْد بْن مُعَاذ فيهم. لا أحفظ لَهُ رواية. وأما ابنه مُحَمَّد فمن العلماء الجلّة التابعين. (2195) كعب بْن سور [2] الأزدي. كَانَ مسلما على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. معدود فِي كبار التابعين. قال الأصمعي: هُوَ كَعْب بن سور ابن بَكْر بْن عُبَيْد [3] بْن ثعلبة بْن سُلَيْم بْن ذهل بْن لقيط بْن الْحَارِث بْن مَالِك بْن فهم بْن غنم بْن دوس بْن عدنان بْن عَبْد اللَّهِ بْن هوازن بن كعب ابن الْحَارِث بْن كَعْب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك بْن نَصْر بْن الأزد، الأزدي، بعثه عمر بن الخطاب بن قاضيا على البصرة لخبر عجيب مشهور، جرى لَهُ معه فِي امرأة شكت زوجها إِلَى عُمَر، فقالت: إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، وأنا أكره أن أشكوه إليك، فهو يعمل بطاعة الله. فكأن عُمَر لم يفهم عنها. وكعب بْن سور هَذَا جالس معه، فأخبره أَنَّهَا تشكو أَنَّهَا ليس لَهَا من زوجها نصيب. فأمره عُمَر بْن الخطاب أن يسمع منها، ويقضي بينهما، فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام أو ليلة من أربع ليال، فسأله عُمَر عَنْ ذَلِكَ، فنزع بأن الله عز وجل أحل لَهُ أربع نسوة لا زيادة، فلها الليلة من أربع ليال، هَذَا معنى الخبر اختصرت لفظه وجئت بمعناه. وأما مَا حكاه الشَّعْبِيّ فِي هَذَا الخبر، فذكر أن كَعْب بْن سور كَانَ جالسا عِنْدَ عُمَر بْن الخطاب، فجاءت امرأة فقالت: مَا رأيت رجلا قط أفضل من زوجي، إنه ليبيت ليله قائما، ويظل نهاره صائما فِي اليوم الحار مَا يفطر، فاستغفر لَهَا عُمَر، وأثنى عليها، وَقَالَ: مثلك أثنى بالخير وقاله:

_ [1] في ع: يلبسوا وفي أسد الغابة: ينبثوا. [2] بضم السين المهملة وسكون الواو (الإصابة: 3- 297) . [3] في أسد الغابة: بن عبد. وفي ع: بن عبد الله.

فاستحيت المرأة، وقامت راجعة، فَقَالَ كَعْب بْن سور: يَا أمير المؤمنين، هلا أعديت المرأة على زوجها إذ جاءتك نستعديك! فَقَالَ: أكذلك أرادت؟ قَالَ: نعم. قَالَ: ردوا علي المرأة. فردت. فقال لَهَا: لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هَذَا يزعم أنك جئت تشتكين أَنَّهُ يجتنب فراشك. قالت: أجل إِنِّي امرأة شابة، وإني أبتغي مَا تبتغي النساء. فأرسل إِلَى زوجها، فجاء، فَقَالَ لكعب: اقض بينهما فقال: أمير المؤمنين أحق بأن يقضي بينهما. فقال: عزمت عليك لتقضين بينهما، فإنك فهمت من أمرهما مَا لم أفهم. قال: فإني أرى أن لَهَا يوما من أربعة أيام، كأن زوجها لَهُ أربع نسوة، فإذا لم يكن لَهُ غيرها فإني أقضي لَهُ بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن. ولها يَوْم وليلة. فقال عُمَر: والله مَا رأيك الأول بأعجب من الآخر، اذهب فأنت قاضٍ على أهل البصرة. وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ عَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ بَعْدَ كَعْبِ بْنِ سُورٍ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ عَمْرُو بْنُ أَخْطَبَ. قال أَبُو عُمَر- رحمه الله: فأعجب عُمَر مَا قضى بِهِ بينهما، فبعثه قاضيا على البصرة، وأمر عُثْمَان أَبَا مُوسَى أن يقضي كَعْب بْن سور بين الناس، ثم ولى ابن عامر فاستقضى بن سور فلم يزل قاضيا بالبصرة حَتَّى كَانَ يوم الجمل، فلما اجتمع الناس بالحربية [1] ، واصطفّوا للقتال خرج وبيده المصحف. فبشره وشهره رجال بين الصفين- يناشد الناس الله فِي دمائهم، فقتل على تلك الحال، أتاه سهم غرب [2] فقتله. وقد قيل: إنه كَانَ المصحف فِي عنقه وبيده عصا، ويليه ابْن يريش وَهُوَ يأخذ الجمل، فأتاه سهم فقتله رحمة الله عَلَيْهِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال

_ [1] الحربية: محلة كبيرة مشهورة ببغداد. [2] غرب- بسكون الراء وفتحها.

حَدَّثَنَا مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تَمِيمِ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ. فَقَالَ: مَا تُرِيدِينَ؟ أَتُرِيدِينَ أَنْ أَنْهَاهُ عَنْ صِيَامِ النَّهَارِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ! قَالَ: ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: إِنَّ زَوْجِي يَصُومُ النهار ويقول اللَّيْلَ. قَالَ: أَفَتُرِيدِينَ أَنْ أَنْهَاهُ عَنْ صِيَامِ النَّهَارِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ؟ ثُمَّ جَاءَتْهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَتْ: إنّ زوجي يصوم النهار ويقول اللَّيْلَ! قَالَ: أَفَتُرِيدِينَ أَنْ أَنْهَاهُ عَنْ صِيَامِ النَّهَارِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: وَكَانَ عِنْدَهُ كَعْبُ بْنُ سُورٍ، فَقَالَ كَعْبٌ: إِنَّهَا امْرَأَةٌ تَشْتَكِي زَوْجَهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِذًا فَطِنْتَ لَهَا فَاحْكُمْ بَيْنَهُمَا. قَالَ فَقَامَ كَعْبٌ وَجَاءَتْ بِزَوْجِهَا فقالت [1] : يا أيها القاضي الفقيه أرشده ... أَلْهَى خَلِيلِي عَنْ فِرَاشِي مَسْجِدُهْ زَهَّدَهُ فِي مضجعي وتعبده ... نَهَارَهُ وَلَيْلَهُ مَا يَرْقُدُهْ وَلَسْتُ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ أَحْمَدُهْ ... فَامْضِ الْقَضَايَا كَعْبُ لا تَرَدَّدُهْ فقال الزوج [2] : إِنِّي امْرُؤٌ قَدْ شَفَّنِي مَا قَدْ نَزَلْ ... فِي سُورَةِ النُّورِ وَفِي السَّبْعِ الطُّوَلْ وَفِي الحواميم الشفاء وفي النحل ... فرّها عنى وعن سوء الجدل فقال كعب: إِنَّ السَّعِيدَ بِالْقَضَاءِ مَنْ فَصَلْ ... وَمَنْ قَضَى بالحق حقّا وعدل

_ [1] في ع: أنصاف الأبيات الثلاثة الأخيرة وحدها. [2] في ع بعد البيت الأول: وفي كتاب الله تحويف جلل والبيت الثاني غير موجود في هذه النسخة.

(2196) كعب بن عاصم الأشعري.

إِنَّ لَهَا حَقًّا عَلَيْكَ يَا بَعَلْ ... مِنْ أَرْبَعٍ وَاحِدَةٌ لِمَنْ عَقَلْ أَمْضِ لَهَا ذَاكَ وَدَعْ عَنْكَ الْعِلَلْ ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّ لَكَ أَنْ تَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ، فَلَكَ ثَلاثَةُ أَيَّامٍ، وَلامْرَأَتِكَ هَذِهِ مِنْ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ يَوْمٌ. وَمِنْ أَرْبَعِ لَيَالٍ لَيْلَةٌ، فَلا تُصَلِّ فِي لَيْلَتِهَا إِلا الْفَرِيضَةَ، فَبَعَثَهُ عُمَرُ قَاضِيًا عَلَى الْبَصْرَةِ. (2196) كعب بْن عَاصِم الأشعري. روت عَنْهُ أم الدرداء. مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة. ويقال [1] : هُوَ أَبُو مَالِك الأشعري الَّذِي رَوَى عَنْهُ عَبْد الرحمن ابن غنم والشاميون. وقيل: إنهما اثنان. والله أعلم. ولا يختلفون أن اسم أَبِي مَالِك الأشعري كَعْب بْن عَاصِم إلا من شذ فَقَالَ فِيهِ: عَمْرو بْن عَاصِم، وليس بشيء. وباللَّه التوفيق. (2197) كعب ابن عجرة بْن أُمَيَّة بْن عدي بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث البلوي ثُمَّ السوادي، من بني سواد بْن مري، من بلي بْن عَمْرو بْن الْحَارِث بْن قضاعة حليف الأنصار قيل: حليف لبني حارثة بْن الْحَارِث بْن الخزرج وقيل: [بل] [2] هُوَ حليف لبني عوف بْن الخزرج. وقيل: إنه حليف لبني سَالِم من الأنصار. وقال الْوَاقِدِيّ: ليس بحليف للأنصار، ولكنه من أنفسهم. وقال ابن سعد: طلبت اسمه فِي نسب الأنصار فلم أجده. ويكنى أَبَا مُحَمَّد، فِيهِ نزلت [3] : فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ 2: 196. نزل الكوفة ومات بالمدينة سنة ثلاث أو إحدى وخمسين. وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وهو ابْن خمس وسبعين سنة. روى عَنْهُ أهل المدينة وأهل الكوفة.

_ [1] في أسد الغابة: كنيته أبو مالك. وقيل اسم أبي مالك عمرو (4- 243) . [2] من ع. [3] سورة البقرة آية 196.

(2198) كعب بن عدي التنوخي. مخرج حديثه عن أهل مصر.

(2198) كعب بْن عدي التنوخي. مخرج حديثه عَنْ أهل مصر. روى عَنْهُ ناعم بْن أجيل [1] حديثا حسنا. (2199) كعب بْن عَمْرو، أَبُو شريح الخزاعي الكعبي. هو مشهور بكنيته. وقد اختلف في اسمه على مَا تقدم ذكره فِي باب خويلد، ويأتي ذكره فِي الكنى إن شاء الله. (2200) كعب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عَمْرو بْن سواد الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ. من بني سَلَمَة، أَبُو اليسر، وَهُوَ مشهور بكنيته. شهد العقبة ثُمَّ بدرا، وَهُوَ ابْن عشرين سنة. ومات بالمدينة سنة خمس وخمسين، وسنذكره فِي الكنى إن شاء الله تعالى بأتم من ذكره هاهنا. روى عَنْهُ حَنْظَلَة بْن قَيْس، وربعي بْن حراش [2] وعبادة [3] بْن الْوَلِيد. (2201) كعب بْن عَمْرو بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث بْن كَعْب بْن معاوية بن عمرو ابن مالك بن النجار. شهد أحدا والمشاهد بعدها. استشهد يَوْم اليمامة- قاله العدوي. (2202) كعب بْن عَمْرو اليامي الهمداني، جد طَلْحَة بْن مصرف، من نسبه يَقُول فِيهِ: كَعْب بن عمرو. وبعضهم يقول: كعب بن عمرو. والأشهر ابْن عَمْرو بْن جحدب بْن مُعَاوِيَة بْن سَعْد بْن الْحَارِث بْن ذهل بْن سلفة بْن دؤل بْن جشم بْن يام بْن [4] همدان، سكن الكوفة. له صحبة. ومنهم من ينكرها، ولا وجه لإنكار من أنكر ذَلِكَ. مِنْ حَدِيثِهِ مَا رَوَاهُ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ: رأيت النبيّ صلى الله

_ [1] بجيم مصغر (التقريب) . [2] ربعي- بكسر أوله وسكون الموحدة. وحراس بكسر المهملة وآخره معجمة (التقريب) . [3] عبادة- بالضم والتخفيف (التقريب) . [4] في ع: من.

(2203) كعب بن عمير الغفاري.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَأَمَرَّ يَدَهُ عَلَى سَالِفَتِهِ. وقد اختلف فِيهِ. وهذا أصح مَا قيل فيه. (2203) كعب بْن عُمَيْر الغفاري. من كبار الصحابة، كان قد بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرةً بعد مرة على السرايا، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذات أطلاح، فأصيب أصحابه جميعا، وسلم هُوَ جريحا، قتلتهم قضاعة. قال الدولابي وغيره: وذلك فِي السنة الثامنة من الهجرة. وقال ابْن إِسْحَاق، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي بَكْر: إنه أصيب بها هُوَ وأصحابه. (2204) كعب بْن عِيَاض الأشعري [1] . معدود فِي الشاميين. روى عنه جبير ابن نُفَيْر حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال. وهو حديث صحيح. وقد رَوَى عَنْهُ جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ. وقيل: إنه روت عَنْهُ أم الدرداء. (2205) كعب بْن مَالِك بْن أَبِي كَعْب. واسم أَبِي كَعْب عَمْرو بن القين بن كعب بن سواد بن غنم بْن كَعْب بْن سَلَمَة بْن سَعِيد [2] بْن علي بْن أَسَد بْن ساردة بْن يَزِيد بْن جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ السُّلَمِيّ. يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبا عبد الرَّحْمَنِ، أمه ليلى بِنْت زَيْد بْن ثعلبة، من بني سَلَمَة أيضا. شهد العقبة الثانية، واختلف فِي شهوده بدرا، ولما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين كَعْب وبين طَلْحَة بْن عُبَيْد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار. كان أحد شعراء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم الذين كانوا يردّون

_ [1] في أسد الغابة: المازني. قال أبو موسى. أفرده جعفر عن الأشعري (4- 246) [2] في ع، والإصابة: سعد.

الأذى عَنْهُ، وَكَانَ مجودا مطبوعا، قد غلب عَلَيْهِ فِي الجاهلية أمر الشعر، وعرف بِهِ، ثُمَّ أسلم وشهد العقبة، ولم يشهد بدرا، وشهد أحدا والمشاهد كلها حاشا تبوك، فإنه تخلف عنها. وقد قيل: إنه شهد بدرا، فاللَّه تعالى أعلم. وهو أحد الثلاثة الأنصار الذين قَالَ الله فيهم [1] : وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ ... 9: 118 الآية، وهم: كَعْب بْن مَالِك الشاعر هَذَا، وهلال بن أمية، ومرارة بن رَبِيعَة، تخلفوا عَنْ غزوة تبوك، فتاب الله عليهم، وعذرهم، وغفر لهم، ونزل القرآن المتلو فِي شانهم. وكان كَعْب بْن مَالِك يَوْم أحد لبس لأمة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت صفراء، ولبس النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمته، فجرح كَعْب بْن مَالِك أحد عشر جرحا. وتوفي كَعْب بْن مَالِك فِي زمن مُعَاوِيَة، سنة خمسين. وقيل سنة ثلاث وخمسين، وَهُوَ ابْن سبع وسبعين، وَكَانَ قد عمي وذهب بصره فِي آخر عمره. يعد فِي المدنيين. روى عَنْهُ جماعة من التابعين. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عقيل، قال. حدثنا جرير ابن حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ. كَانَ شُعَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ: حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ، وَكَعْبَ بْنَ مَالِكٍ، فَكَانَ كَعْبٌ يُخَوِّفُهُمُ الْحَرْبَ، وَعَبْدُ اللَّهِ يُعَيِّرُهُمْ بِالْكُفْرِ، وَكَانَ حَسَّانُ يُقْبِلُ عَلَى الأَنْسَابِ. قال ابْن سِيرِين: فبلغني أن دوسا إنما أسلمت فرقا من قول كعب بن مالك: قضينا من تهامة كل وترٍ ... وخيبر ثُمَّ أغمدنا السّيوفا

_ [1] سورة التوبة، آية 119.

نخبرها [1] ولو نطقت لقالت ... قواطعهن [2] دوسا أو ثقيفا وفي رواية ابن إسحاق: قضينا من تهامة كل ريبٍ ... وخيبر ثُمَّ أجمعنا السيوفا فقالت دوس: انطلقوا فخذوا لأنفسكم لا ينزل بكم مَا نزل بثقيف. وقال ابْن سِيرِين: وأما شعراء المشركين فعمرو بْن العاص، وعبد الله ابن الزبعري، وَأَبُو سُفْيَان بْن الْحَارِث. قَالَ الزُّبَيْرِيّ: وضرار بْن الخطاب. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ [3] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ- أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا تَرَى فِي الشِّعْرِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ، قَالَ أَبُو عُمَر: وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكعب بْن مَالِك: أترى الله عزّ وجلّ شكر لك [4] قولك: زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب هَذِهِ رواية مُحَمَّد بْن سلام. وفي رواية ابْن هِشَام قَالَ: لما قَالَ كَعْب بْن مَالِك: جاءت سخينة كي تغالب ربها ... فليغلبن مغالب الغلاب قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقد شكرك الله يَا كعب على قولك هذا.

_ [1] في الإصابة: تخبرنا. وفي ع: نسائلها. [2] في ع: مغا مدهن. [3] الأيلي- بفتح الألف وسكون الياء والمنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام (اللباب) [4] في ع: ينسى لك قولك. وانظر البيت في اللسان (سخن) .

(2206) كعب بن مرة البهزي السلمى.

وله أشعار حَسَّان جدا فِي المغازي وغيرها. وروى ابن وهب، عن يونس، عن ابن شِهَابٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ- يَوْمَ الدَّارِ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، انْصُرُوا اللَّهَ مَرَّتَيْنِ. وقال أَبُو صَالِح السمان: قَالَ ذَلِكَ زَيْد بْن ثَابِت. (2206) كعب بْن مُرَّةَ البهزي السّلمى. وقد قيل فِي البهزي هَذَا إنه مرة بْن كَعْب، والأكثر يقولون: كَعْب بْن مُرَّةَ، لَهُ صحبة، سكن الأردن من الشام. ومات بها سنة تسع وخمسين. روى عَنْهُ شرحبيل بْن السمط، وَأَبُو الأَشْعَث الصنعاني، وَأَبُو صَالِح الخولاني، وله أحاديث مخرجها عَنْ أهل الكوفة، يروونها عَنْ شرحبيل بْن السمط، عَنْ كَعْب بن مرة السلمي البهزي. وأهل الشام يروون تلك الأحاديث بأعيانها عَنْ شرحبيل بْن السمط، عن عمرو ابن عبسة. والله أعلم. وقد قيل: إن كَعْب بْن مُرَّةَ البهزي مات بالشام سنة سبع وخمسين. (2207) كعب بْن يسار بْن ضبة بْن رَبِيعَة العبسي، لَهُ صحبة، وشهد فتح مصر، وله خطة بمصر معروفة. روى عَنْهُ عَمَّار بْن سَعْد التجيبي، أراد عَمْرو بْن الْعَاص أن يستعمله على القضاء- وَكَانَ عُمَر كتب إِلَيْهِ في ذلك- فأبى. (2208) كعب، رجل من الصحابة، قطعت يده يَوْم اليمامة. حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صلاة الخوف أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بكل طائفة ركعة وسجدتين. روى عَنْهُ زِيَاد بْن نَافِع. حديثه عِنْدَ أهل مصر.

باب كلثوم

باب كلثوم (2209) كلثوم بْن الحصين بْن خَلَف بْن عُبَيْد [1] ، أبو رهم الغفاريّ. هو مشهور بكنيته. أسلم بعد قدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، ولم يشهد بدرا وشهد أحدا، وَكَانَ ممن بايع تحت الشجرة، وَكَانَ إذ شهد مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحدا قد رمى بسهم فِي نحره، فجاء إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبصق فِيهِ، فكان أَبُو رهم يسمى المنحور، واستخلفه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرة فِي عمرة القضاء، ومرة فِي عام الْفَتْح فِي خروجه إِلَى مكة وحنين والطائف. كان يسكن المدينة، وَكَانَ لَهُ منزل ببني غفار. (2210) كلثوم بْن عَلْقَمَة بْن ناجية المصطلقي الخزاعي. روى عَنْهُ جامع بْن شداد، وابنه الحضرمي بْن كلثوم، أحاديثه مرسلة لا تصح، لَهُ صحبة، وسمع ابْن مَسْعُود. (2211) كلثوم بْن الهدم [2] الأنصاري من عمرو بن عوف، وينسبونه كلثوم ابن الهدم بْن امرئ القيس بْن الْحَارِث بْن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بْن عوف [3] بْن عَمْرو بْن عوف، صاحب رحل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يعرف بذلك، وَكَانَ شيخا كبيرا، أسلم قبل نزول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وَهُوَ الَّذِي نزل عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين قدومه فِي هجرته من مكة إِلَى المدينة، اتفق على ذَلِكَ ابْن إِسْحَاق وموسى والواقدي، فأقام عنده أربعة أيام، ثُمَّ خرج إِلَى أَبِي أَيُّوب الأنصاري، فنزل عليه، حَتَّى بنى مساكنه، وانتقل إليها. ويقال: بل كان نزوله في بنى عمرو بن عوف على سعد بن خيثمة وقال محمد

_ [1] في أسد الغابة: بن عبيد بن خلف. [2] بكسر الهاء وسكون الدال (الإصابة والطبقات) . وفي أسد الغابة: بن هرم. [3] في الإصابة: بن مالك بن عوف بن مالك بن الأوس.

باب كليب

ابن عُمَر: نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كلثوم بْن الهدم، وَكَانَ يتحدث فِي منزل سَعْد بْن خيثمة، وَكَانَ يسمى منزل القرآن [1] ، فلذلك قيل: نزل على سَعْد ابن خيثمة، وأقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببني عَمْرو بْن عوف يَوْم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم، وخرج من بني عَمْرو، فأدركته الجمعة فِي بني سَالِم بْن عوف، فصلاها فِي بطن الوادي، ثُمَّ نزل على أَبِي أَيُّوب الأَنْصَارِيّ. توفي كلثوم ابن الهدم قبل بدر بيسير. وقيل: أن كلثوم بْن الهدم أول من مات من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد قدومه المدينة، لم يدرك شيئا من مشاهده. وذكر الطبري أن كلثوم بْن الهدم أول من مات من الأنصار بعد قدوم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، مات بعد قدومه بأيام فِي حين ابتداء بنيان مسجده وبيوته، وَكَانَ موته قبل موت أَبِي أمامة أسعد بْن زرارة بأيام، ولم يلبث بعد مقدمه إلا يسيرا حَتَّى مات، ثُمَّ توفي بعده أسعد بْن زرارة. باب كليبٍ (2212) كليب بْن بشر بْن تميم [2] ، حليف لبني الْحَارِث بْن الخزرج، قتل يَوْم اليمامة شهيدا، وقيل فِي هَذَا كليب بْن بشر بْن عَمْرو بْن الحارث بن

_ [1] منزله كان منزل العرب (الإصابة) في الطبقات: العزاب. وفي أسد الغابة: الغراب. [2] في أسد الغابة. بن تميم بن بشر. وفي ع مثل د. وفي الإصابة: كليب بن تميم، وهو ابن بشر بن تميم نسبه لجده. وأبوه بنون ومهملة. قال وضبط أبوه في الاستيعاب بكسر الموحدة وسكون المعجمة. وتعقبه ابن الأثير بأنه بالنون والمهملة وهو كما مال (3- 289) .

(2213) كليب بن جرز [1] بن كليب،

كَعْب بْن زَيْد بْن الْحَارِث بْن الخزرج. شهد أحدا وما بعدها، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا. (2213) كليب بْن جرز [1] بْن كليب، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أخذ منا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المائة جذعتين. (2214) كليب بْن شهاب الجرمي، والد عَاصِم بْن كليب. له ولأبيه شهاب صحبة. قال عَاصِم: إن أباه كليبا خرج مع أَبِيهِ إِلَى جنازة شهدها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: وأنا غلام أفهم وأعقل، قَالَ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يحب من العامل إذا عمل عملا أن يحسنه. وقد رَوَى، عَنْ رجل، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. وروى عن عمر، وعليّ. (2215) كليب الجهني. رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب. لا أقف على اسم أَبِيهِ. روى أيضا كليب الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه ليبايعه، فَقَالَ لَهُ: احلق عنك [2] شعر الكفر. رَوَى عَنْهُ ابنه كَثِير بْن كليب. (2216) كليب، رجل من الصحابة. قتله أَبُو لؤلؤة يَوْم قتل عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. ذكر عبد الرزاق، عن معمر، قال: سمعت الزهري يَقُول: إن أَبَا لؤلؤة طعن اثني عشر رجلا، فمات منهم ستة، منهم عُمَر، وكليب، وعاش منهم ستة، ثُمَّ نحر نفسه بخنجره. قَالَ مَعْمَرٌ: وَأَخْبَرَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:

_ [1] بضم الجيم وسكون الراء ثم زاي كما في الإصابة ثم قال: وهو تصحيف وعند ابن حبان: كليب بن حزم. وقال الأنباري: والصواب عندي ابن جزى- يعنى بفتح الجيم وكسر الزاى بعدها ياء آخر الحروف. وهذا الّذي صوبه مخالف لما رواه غيره. [2] في ع: عنا.

باب كنانة

ذُكِرَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ امْرَأَةٌ تُوُفِّيَتْ بِالْبَيْدَاءِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَلا يَدْفِنُونَهَا، حَتَّى مَرَّ عَلَيْهَا كُلَيْبٌ، فَدَفَنَهَا، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي لأَرْجُو لِكُلَيْبٍ بِهَا خَيْرًا، وَسَأَلَ عَنْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَهَا فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَهَا وَلَمْ تَدْفِنَهَا لَجَعَلْتُكَ نَكَالا. باب كنانة (2217) كنانة بْن عبد ياليل الثقفي. كان من أشراف أهل الطائف الذين قدموا على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد منصرفه من الطائف، وبعد قتلهم عُرْوَة بْن مَسْعُود، فأسلموا وفيهم عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاص. (2218) كنانة بْن عدي بْن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بْن عبد مناف، هُوَ الَّذِي خرج بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إِلَى المدينة. باب كيسان (2219) كيسان، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن كيسان. يقال: هُوَ مولى خَالِد بْن أسيد. سكن مكة والمدينة. روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ حديثه، قَالَ رأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي في ثوب واحد عند البئر [1] العليا. (2220) كيسيان بْن عبد [2] ، أَبُو نَافِع بْن كيسان. يقال: هُوَ كيسان بْن عَبْد اللَّهِ بْن طارق. سكن الطائف، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخمر أَنَّهَا حرمت وحرم تمنها. روى عَنْهُ ابنه نَافِع. وله حديث آخر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يَقُول: ينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم [عِنْدَ المنارة البيضاء] [3] بشرقى دمشق،

_ [1] في ع: عند بئر العليا. وفي الطبقات مثل د، وفي رواية بثينة العليا. [2] في ع: بن عبد الرحمن أبو نافع. [3] ليس في ع.

(2221) كيسان الأنصاري،

بإسناد صَالِح من حديث أهل الشام. وقد قيل فِي هَذَا: كيسان بْن عَبْد اللَّهِ ابن طارق [1] . (2221) كيسان الأَنْصَارِيّ، مولى لبني عدي بْن النجار. ذكر فيمن قتل فِي يَوْم أحد. وقد قيل: إنه من بني مازن بْن النجار. وقيل: إنه مولى بنى مازن ابن النجار [2] . (2222) كيسان، أو مِهْرَان، مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال اسمه هرمز. ويكنى أَبَا كيسان، اختلف فِيهِ على عَطَاء بْن السائب، فقيل كيسان. وقيل مِهْرَان. وقيل: طهمان. وقيل: ذكوان، كل ذَلِكَ فِي حديث تحريم الصدقة على آل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب الأفراد فِي حرف الكاف (2223) كباثة [3] بْن أوس بْن قيظي الأَنْصَارِيّ الأوسي. وهو أخو عرابة الأوسي. له صحبة، شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم. قال الدار قطنى: كباثة بالباء والثاء. (2224) كبيس [4] بْن هوذة السدوسي. روى عنه إياد بن لقيط.

_ [1] في أسد الغابة: جعل ابن مندة هذا أبا عبد الرحمن وأبا نافع وفرق بينهما أبو نعيم فجعلهما اثنين أحدهما هذا (4- 257) . [2] في الإصابة نقلا عن أبى عمر: قال: ويحتمل أن يكونا اثنين (4- 294) . [3] بموحدة خفيفة وبعد الألف مثلثة (الإصابة) . وفي أسد الغابة- يعنى بفتح الكاف والباء الموحدة والثاء المثلثة [4] بموحدة ومهملة مصغر (الإصابة) . قال: وفي نسخة من معجم ابن شاهين قديمة: بنون بدل الموحدة (3- 218) .

(2225) كدن [1] بن عبد العتكي [2] ،

(2225) كدن [1] بْن عبد العتكي [2] ، قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايع وأسلم. روى عَنْهُ ابنه لفاف [3] بْن كدن. (2226) كدير [4] الضبي. كوفي. روى عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق السبيعي، يختلف فِي صحبته، وحديثه عِنْدَ أكثرهم مرسل رَوَى أَبُو إِسْحَاق السبيعي، عَنْ كدير الضبي- أن رجلا أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: دلني على عمل يدخلني الجنة، فَقَالَ: قل العدل، وأعط الفضل ... وذكر الحديث. (2227) كرامة بْن ثَابِت الأَنْصَارِيّ، شهد صفين، فِي صحبة نظر. ذكره ابْن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة. (2228) كريب بْن أبرهة. فِي صحبته نظر، وقد نظرنا فلم نجد لَهُ رواية إلا عَنِ الصحابة: حذيفة بْن اليمان، وَأَبِي الدرداء، وَأَبِي ريحانة، إلا أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ كبار التابعين من الشاميين، منهم كعب الخبر، وسليم بن عامر، ومرة ابن كعب، وغيرهم. (2229) كريز بن سامة، ويقال ابْن أُسَامَة العامري. وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع النابغة الجعدي فأسلم، وَقَالَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: العن بنى عار يَا رَسُول اللَّهِ. فقال: لم أبعث لعانا. حديثه يدور على الرحال بْن المنذر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، ويقال هُوَ كرز- وقد ذكرناه. (2230) كلدة بْن الحنبل [5] . ويقال كلدة بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحنبل، والصواب كلدة بْن حَنْبَل بْن مليل. قال ابْن إِسْحَاق، والواقدي، ومصعب: كان كلدة

_ [1] بفتح أوله وثانيه وبنون. ويقال: بضم أوله وسكون ثانيه وآخره راء، والأول أولى. [2] في ع، والإصابة: العكي. [3] في ع: لفاف. [4] بالتصغير (الإصابة) . [5] في الإصابة: حسل. وانظر الطبقات (5- 338) . والضبط من الطبقات.

(2231) كناز [3] بن حصن.

ابن الحنبل أخا صَفْوَان بْن أُمَيَّة لأمه، أمهما صفية بِنْت مَعْمَر بْن حَبِيب بْن وَهْب ابن حُذَافَة بْن جمح. وقال ابْن الكلبي، والهيثم بْن عدي: كلدة بْن الحنبل ابْن أخي صَفْوَان بْن أُمَيَّة لأمه. وقال ابْن إِسْحَاق: كَانَ الحنبل مولى لمعمر بْن حَبِيب بْن وَهْب بْن حُذَافَة بْن جمح، وَكَانَ أخا صَفْوَان بْن أُمَيَّة لأمه، وشهد الحنبل مع صَفْوَان يَوْم حنين، فلما انهزم المسلمون قَالَ الحنبل: بطل سحر ابْن أَبِي كبشة اليوم. فقال لَهُ صَفْوَان: فض الله فاك، لأن يربني [1] رجل من قريش أحب إلي من يربني رجل من هوازن. قال أَبُو عُمَر: كلدة بْن الحنبل هُوَ الَّذِي بعثه صَفْوَان بْن أُمَيَّة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدايا فيها لبن وجدايا وضغابيس [2] . وكلدة هَذَا هُوَ وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الحنبل شقيقان، وَكَانَ ممن سقط من اليمن إِلَى مكة فيما قَالَ مصعب وغيره. وقال غيرهم: كَانَ كلدة بْن الحنبل أسود من سودان مكة، وَكَانَ متصلا بصفوان بْن أُمَيَّة يخدمه، لا يفارقه فِي سفر ولا حضر، ثُمَّ أسلم بإسلام صَفْوَان، ولم يزل مقيما بها حَتَّى توفي بها. روى عَنْهُ عَمْرو بْن عَبْد اللَّهِ بْن صَفْوَان. (2231) كناز [3] بْن حصن. ويقال ابْن حُصَيْن، أَبُو مرثد الغنوي. قال ابْن إِسْحَاق: وَهُوَ كناز بْن حُصَيْن بْن يربوع بْن عَمْرو بْن يربوع بْن خرشة بْن سَعْد بْن طريف بْن جلان [4] بْن غنم [5] بْن غني بْن يعصر بْن سَعْد بن قيس بن

_ [1] أي يكونون على أمراء وسادة مقدمين (النهاية) . [2] في الطبقات: فيها لبا وجداية وضغابيس. الضغابيس: صغار القثاء. والجدايا جمع جداية، وهي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة بمنزلة الجدي من المعز (النهاية) . [3] بتشديد النون، وآخره زاي (التقريب) . [4] في الإصابة: سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان. [5] في ع: بن غنم بن عدي بن غنى.

(2232) كهمس الهلالي.

غيلان بْن مضر. شهد بدرا هُوَ وابنه مرثد، وهما حليفا حَمْزَة بْن عبد المطلب، وَهُوَ من كبار الصحابة. روى عَنْهُ واثلة بْن الأسقع. يقال: إنه مات فِي خلافة أَبِي بَكْر الصديق سنة اثنتي عشرة، وَهُوَ ابْن ست وستين سنة، وسنذكره فِي الكنى بأتم من ذكره هنا إن شاء الله. (2232) كهمس الهلالي. وَهُوَ كهمس بْن مُعَاوِيَة بْن أَبِي رَبِيعَة، معدود فِي البصريين روى عَنْهُ مُعَاوِيَة بْن قرة. رَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عن معاوية ابن قُرَّةَ، عَنْ كَهْمَسٍ الْهِلالِيِّ، قَالَ: أَسْلَمْتُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِإِسْلامِي، ثُمَّ غِبْتُ عَنْهُ حَوْلا، وَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَمُرَ بَطْنِي، وَنَحَلَ جِسْمِي، فَخَفَضَ فِيَّ الْبَصَرَ وَرَفَعَهُ، قُلْتُ: أَمَا تَعْرِفُنِي؟ قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قلت: أبا كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ الَّذِي أَتَيْتُكَ عَامَ أَوَّلٍ. قَالَ: مَا بَلَغَ بِكَ مَا أَرَى؟ قُلْتُ: مَا نِمْتُ بَعْدَكَ لَيْلا، وَلا أَفْطَرْتُ نَهَارًا. قَالَ: وَمَنْ أَمَرَكَ أَنْ تُعَذِّبَ نَفْسَكَ، صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمًا. قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمَيْنِ. قُلْتُ: زِدْنِي، فَإِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ: صم الصَّبْرِ، وَمِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ .

حرف اللام

حرف اللام باب لبيدٍ (2233) لبيد بْن رَبِيعَة العامري الشاعر. أبو عُقَيْل، قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة وفد قومه بنو جَعْفَر بْن كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن صعصعة، فأسلم وحسن إسلامه، وَهُوَ لبيد بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن مَالِك بْن جَعْفَر بْن كلاب بْن رَبِيعَة بْن عَامِر بْن صعصعة. روى عَبْد الْمَلِكِ بْن عُمَيْر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أصدق كلمةٍ قالها الشاعر كلمة لبيدٍ: «ألا كل شيءٍ مَا خلا الله باطل» وَهُوَ شعر حسن. وفي هَذِهِ القصيدة مَا يدل على أَنَّهُ قالها فِي الإسلام. والله أعلم، وذلك قوله: وكلّ أمري يوما سيعلم سعيه ... إذا كشفت عِنْدَ الإله المحاصل [1] وقد قَالَ أكثر أهل الأخبار: إن لبيدا لم يقل شعرا منذ أسلم. وقال بعضهم: لم يقل فِي الإسلام إلا قوله: الحمد للَّه إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا وقد قيل: إن هَذَا البيت لقردة بْن نفاثة السلولي، وَهُوَ أصح عندي، وسيأتي [2] فِي موضعه من كتابنا هَذَا إن شاء الله تعالى. وقال غيره: بل البيت الَّذِي قاله فِي الإسلام قوله: مَا عاتب المرء الكريم كنفسه ... والمرء يصلحه القرين الصالح وذكر المبرد وغيره أن لبيد بْن رَبِيعَة العامري الشاعر كَانَ شريفا فِي الجاهلية والإسلام، وَكَانَ قد نذر ألا تهب الصبا إلا نحر وأطعم، ثم نزل

_ [1] في ع: المحاصد. [2] سبق، على حسب الترتيب الجديد للكتاب صفحة 1305

الكوفة، فكان الْمُغِيرَة بْن شُعْبَة إذا هبت الصبا يَقُول: أعينوا أَبَا عُقَيْل على مروءته، وليس هَذَا فِي خبر المبرد. وفي خبر المبرد أن الصبا هبت يوما وَهُوَ بالكوفة مقتر مملق، فعلم بذلك الْوَلِيد بْن عقبة بْن أَبِي معيط- وَكَانَ أميرا عليها لعثمان، فخطب الناس، فَقَالَ: إنكم قد عرفتم نذر أَبِي عُقَيْل، وما وكد على نفسه، فأعينوا أخاكم. ثم نزل. فبعث إِلَيْهِ بمائة ناقة، وبعث إِلَيْهِ الناس، فقضى نذره. وفي خبر غير المبرد: فاجتمعت عنده ألف راحلة، وكتب إليه الوليد: أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إذا هبت رياح أَبِي عُقَيْل أغر الوجه أبيض [1] عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل وفي ابْن الجعفري بحلفتيه ... على العلات والمال القليل بنحر الكوم إذ سحبت عليه [2] ... ذبول صبا تجاوب بالأصيل قَالَ: فلما أتاه الشعر- وَكَانَ قد ترك قول الشعر- قَالَ لابنته: أجيبيه، فقد رأيتني وما أعيا بجواب شاعر، فأنشأت تقول: إذا هبت رياح أَبِي عقيلٍ ... دعونا عِنْدَ هبتها الوليدا أشم الأنف أصيد [3] عبشميا ... أعان على مروءته لبيدا بأمثال الهضاب كأن ركبا ... عليها من بني حامٍ قعودا أبا وهبٍ جزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا فعد إن الكريم لَهُ معاد ... وظني يا بن أروى أن يعودا ثم عرضت الشعر على أبيها، فَقَالَ: أحسنت لولا أنك استزدته. فقالت: والله مَا استزدته إلا لأنه ملك، ولو كان سوقة لم أفعل.

_ [1] في مهذب الأغاني: أسيد. [2] في مهذب الأغاني: إليه ... تجاذب. [3] في مهذب الأغاني: أروع.

وقالت عَائِشَة: رحم الله لبيدا حيث يَقُول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب لا ينفعون ولا يرجى خيرهم ... ويعاب قائلهم وإن لم يطرب ويروي: وإن لم يشغب. قلت: فكيف لو أدرك زماننا هَذَا. ولبيد بْن رَبِيعَة، وعلقمة بْن علاثة العامريان، من المؤلفة قلوبهم، وَهُوَ معدود فِي فحول الشعراء المجودين المطبوعين. ومما يستجاد من شعره قوله فِي قصيدته التي يرثي بها أخاه [أربد] [1] : أعاذل مَا يدريك إلا تظنيا ... إذا رحل السفار [2] من هُوَ راجع أتجزع مما أحدث الدهر للفتى ... وأي كريمٍ لم تصبه القوارع لعمرك مَا تدري الضوارب بالحصى ... ولا زاجرات الطير مَا الله صانع وما المرء إلا كالشهاب وضوءه ... يحور رمادا بعد إذ هُوَ ساطع وما البر إلا مضمرات من التقى ... وما المال إلا معمرات [3] ودائع فقال لَهُ عُمَر بْن الخطاب يوما: يَا أَبَا عُقَيْل، أنشدني شيئا من شعرك. فقال: مَا كنت لأقول شعرا بعد أن علمني الله البقرة وآل عِمْرَان، فزاده عُمَر فِي عطائه خمسمائة، وَكَانَ ألفين، فلما كَانَ فِي زمن مُعَاوِيَة قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: هذان الفودان فما بال العلاوة؟ يَعْنِي بالفودين الألفين وبالعلاوة الخمسمائة- وأراد أن يحطها، فَقَالَ: أموت الآن، فتبقى لك العلاوة والفودان. فرق لَهُ، وترك عطاءه على حاله، فمات بعد ذَلِكَ بيسير. وقد قيل: إنه مات بالكوفة أيام الْوَلِيد بْن عقبة فِي خلافة عُثْمَان، وَهُوَ أصح، فبعث الْوَلِيد

_ [1] ليس في ش. [2] في المهذب: الفتيان. [3] في المهذب: عاريات.

(2234) لبيد بن سهل الأنصاري،

إِلَى منزله عشرين جزورا فنحرت عَنْهُ. وقال الشَّعْبِيّ لعبد الملك: بل تعيش يَا أمير المؤمنين مَا عاش لبيد بْن رَبِيعَة، وذلك أَنَّهُ لما بلغ سبعا وسبعين سنة أنشأ يقول: باتت تشكي إِلَى النفس مجهشة ... وقد حملتك سبعا بعد سبعينا فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا ... وفي الثلاث وفاة للثمانينا ثم عاش حَتَّى بلغ تسعين سنة، فأنشأ يقول: كأني وقد جاوزت تسعين حجةً ... خلعت بها عَنْ منكبي ردائيا ثم عاش حَتَّى بلغ مائة حجّة وعشرا، فأنشأ يقول: أليس فِي مائة قد عاشها رجل ... وفي تكامل عشر بعدها عُمَر [1] ثم عاش حَتَّى بلغ مائة وعشرين سنة، فأنشأ يقول: ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هَذَا الناس كيف لبيد! وقال مَالِك بْن أنس: بلغني أن لبيد بْن رَبِيعَة مات وَهُوَ ابْن مائة وأربعين سنة. وقيل: إنه مات وَهُوَ ابْن سبع وخمسين ومائة سنة، فِي أول خلافة مُعَاوِيَة. وقال ابْن عفير: مات لبيد سنة إحدى وأربعين من الهجرة يَوْم دخل مُعَاوِيَة الكوفة، ونزل بالنخيلة [2] . وَرَوَى يُوسُفُ بْنُ عَمْرٍو- وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ: عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: رَوَيْتُ لِلَبِيدٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ (2234) لبيد بْن سَهْل الأَنْصَارِيّ، لا أدري أهو من أنفسهم [3] أو حليف

_ [1] في المهذب: عشر. [2] موضع قرب الكوفة (ياقوت) . [3] في أسد الغابة: قلت قد ذكر ابن الكلبي نسب لبيد هذا فقال: هو عمر بن سهل ابن الحارث بن عروة بن عبد رزاح، وعجب لأبي عمر كيف يقول: لا أدري أهو من أنفسهم أو حليف مع علمه بالنسب (4- 263) .

(2235) لبيد بن عطارد التميمي.

لهم، جاء ذكره فِي التفسير عِنْدَ قوله تعالى [1] : وَمن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ به بَرِيئاً 4: 112. وقيل البريء هَذَا لبيد بْن سَهْل. وقيل: رجل من اليهود، وَالَّذِي رماه ابْن أبيرق، ويقال: ابْن أبرق- بالدرع التي سرقها، ورماها فِي داره ورماه بسرقتها. (2235) لبيد بْن عطارد التميمي. أحد الوفد القادمين على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني تميم، وأحد وجوههم، إسلامهم فِي سنة تسع، ولا أعلم لَهُ خبرا غير ذكره فِي ذَلِكَ لوفد. (2236) لبيد بْن عقبة بْن رَافِع بْن امرئ القيس. ويقال: لبيد بن رافع ابن امرئ القيس بْن زَيْد [2] ، من بني عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي، وهو والد محمود بْن لبيد، لَهُ صحبة ولابنه أيضا على مَا قد ذكرناه [3] فِي بابه من هَذَا الكتاب. باب لقيط (2237) لقيط بْن أرطاة السكوني، يروى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قتلت تسعة وتسعين من المشركين مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عنه عبد الرحمن بن عائذ، وحديثه عندي لا يصح، لأنه يدور على مسلمة بْن علي الخشني، عَنْ نَصْر بن علقمة، عن أخيه، عن الرَّحْمَنِ بْن عائذ. (2238) لقيط بْن الربيع بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف. هذا أصح مَا قيل فِي اسم أَبِي الْعَاص بْن الربيع وقيل اسمه الْقَاسِم، وقيل مقسم،

_ [1] سورة النساء آية 111. [2] في أسد الغابة: يزيد. [3] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب

(2239) لقيط بن عامر العقيلي.

والله أعلم، وَهُوَ مشهور بكنيته، وقد استوعبنا خبره فِي كتاب الكنى، لأنه غلبت عَلَيْهِ كنيته. (2239) لقيط بْن عَامِر العقيلي. أبو رزين، وهذا أيضا ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته. ويقال لقيط بْن صبرة [1] بْن عَبْد اللَّهِ بْن المنتفق بن عامر بن عقيل ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وَهُوَ وافد بني المنتفق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إن لقيط بْن عَامِر غير لقيط بْن صبرة [2] ، وليس بشيء. روى عَنْهُ وَكِيع بْن عدس وابنه عاصم بن لقيط. باب الأفراد فِي حرف اللام (2240) لبي بْن لبا [3] . لَهُ صحبة، كَانَ يلبس الخز الأحمر قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ- جَارِيَةُ بْنُ بَلْجٍ، قَالَ: رَأَيْتُ لُبَيَّ بْنَ لَبًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ مِطْرَفُ خَزٍّ أحمر. (2241) اللجلاج العامري. لَهُ صحبة، ولكن روايته عَنْ مُعَاذ. هو من بني عَامِر بْن صعصعة. وَذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قَالَ: أَخْبَرَنَا هَمَّامُ السَّكُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ اللَّجْلاجِ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَسْلَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا ابْنُ خَمْسِينَ سَنَةً: ومات اللجلاج وَهُوَ ابْن مائة وعشرين سنة، قَالَ: وما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت، آكل حسبي وأشرب حسبي.

_ [1] في أسد الغابة: نسبه إلى جده، وهو لقيط بن عامر بن صبر. (4- 266) . [2] في التقريب: يقال: إنه جده، واسم أبيه عامر، والأكثر على أنهما اثنان. [3] لبى- بضم اللام وبعدها موحدة- مصغرة. ولبا- بوزن عصا. وقال ابن فتحون: ضبطناه بوزن عصا. وضبطناه عن الاستيعاب بضم اللام وتشديد الموحدة، ورايته بخط ابن مفرج مثله، وكذلك في لبى (الإصابة، وهوامش الاستيعاب (48)) .

(2242) لقمان بن شبة بن معيط،

(2242) لقمان بْن شَبَّة بْن معيط، أَبُو حُصَيْن العبسي. قال أَبُو جَعْفَر الطبري: هُوَ أحد التسعة العبسيين الذين وفدوا على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلموا. (2243) لهيب [1] بْن مَالِك اللهبي. ويقال لهب. روى خبرا عجيبا فِي الكهانة وأعلام النبوة، رأيت أن أذكره لما فِيهِ من ذَلِكَ، قَالَ لهيب: حضرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده الكهانة، فقلت: بأبي وأمي! نحن أول من عرف حراسة السماء، وزجر الشياطين، ومنعهم من استراق السمع عِنْدَ قذف النجوم، وذلك أنا اجتمعنا إِلَى كاهن لنا يقال لَهُ خطر بْن مَالِك، وَكَانَ شيخا كبيرا قد أتت عَلَيْهِ مائتا سنة وثمانون سنة، وَكَانَ من أعلم كهاننا، فقلنا: يَا خطر، هل عندكم من علم هَذِهِ النجوم التي يرمى بها، فإنا قد فزعنا لَهَا وخفنا سوء عاقبتها، فقال: عودوا إِلَى السحر ... إيتوني بسحر أخبركم الخبر ... ألخيرٍ أم ضرر أو [2] لأمن أو حذر قَالَ: فانصرفنا يومنا، فلما كَانَ فِي غد فِي وجه السحر أتيناه، فإذا هُوَ قائم على قدميه شاخص فِي السماء بعينه، فناديناه يَا خطر، فأومى إلينا أن أمسكوا، فأمسكنا فانقض نجم عظيم من السماء، وصرخ الكاهن رافعا صوته: أصابه أصابه ... خامره عقابه عاجله عذابه ... أحرقه شهابه زايله جوابه

_ [1] لهيب- مصغر (الإصابة) . [2] في ش، والإصابة: أم.

يا ويله ما حاله ... بلبلة بلباله عاوده خباله ... فقطعت [1] حباله وغيرت أحواله ثم أمسك طويلا، وهو يقول: يَا معشر بني قحطان ... أخبركم بالحق والبيان أقسمت بالكعبة والأركان ... والبلد المؤمن السدان [2] قد منع السمع عتاة الجان ... بثاقب بكف ذي سلطان من أجل مبعوث عظيم الشان ... يبعث بالتنزيل والقرآن وبالهدى وفاصل الفرقان ... تبطل بِهِ عبادة الأوثان قال: فقلت: ويحك يَا خطر، إنك لتذكر أمرا عظيما، فماذا ترى لقومك؟ فقال: أرى لقومي مَا أرى لنفسي ... إن تتبعوا خير نبي الإنس برهانه [3] مثل شعاع الشمس ... يبعث فِي مكة دار الحمس بمحكم التنزيل غير اللبس فقلنا لَهُ: يَا خطر، وممن هُوَ؟ فَقَالَ: والحياة والعيش، إنه لمن قريش، مَا فِي حلمه طيش، ولا فِي خلقه طيش [4] ، ولا فِي خلقه طيش [4] ، يكون فِي حيش، وأي جيش، من آل قحطان وآل أيش. فقلنا: بين لنا من أي قريش هُوَ؟ فقال: والبيت ذي الدعائم. والركن

_ [1] فيء: تقطعت. [2] هكذا بالأصول. [3] في الإصابة: شعاعه. [4] في ع، ش: هيش.

والأحائم. إنه لمن نجل هاشم. من معشر أكارم. يبعث بالملاحم. وقتل كل ظالم. ثم قَالَ: هَذَا هُوَ البيان. أخبرني بِهِ رئيس الجان. ثم قَالَ: الله أكبر. جاء الحق وظهر. وانقطع عَنِ الجن الخبر. ثم سكت وأغمي عَلَيْهِ، فما أفاق إلا بعد ثلاثة، فَقَالَ: لا إله إلا الله! فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سبحان الله، لقد نطق على [1] مثل نبوة، وإنه ليبعث يَوْم القيامة أمةً وحده. وذكر هَذَا الخبر أَبُو جَعْفَر العقيلي فِي كتاب الصحابة لَهُ، فقال: أخبرنا عبد الله ابن أَحْمَد البلوي المدني، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُمَارَة بْن يَزِيد، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْد الله بْن العلاء، عَنْ أَبِي الشعشاع زنباع بْن الشعشاع، قَالَ: حدثني أبىّ، عن لهيب ابن مَالِك اللَّيْثِيّ، قَالَ: حضرت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكرت عنده الكهانة ... وساق الحديث إِلَى آخره. قال أَبُو عُمَر: إسناد هَذَا الحديث ضعيف، ولو كَانَ فِيهِ حكم لم أذكره، لأن رواته مجهولون، وعمارة بْن زَيْد متهم بوضع الحديث، ولكنه فِي معنى حسن من أعلام النبوة، والأصول فِي مثله لا تدفعه، بل تصححه وتشهد لَهُ [2] ، والحمد الله.

_ [1] في ع، ش: عن. [2] في الإصابة: قلت: يستفاد من هذا أنه تجوز رواية الحديث الموضوع إذا كان بهذين الشرطين، وهو بخلاف ما نقلوه (3- 313) . (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

حرف الميم

حرف الميم باب مازن (2244) مازن بْن خيثمة السكوني. بَعَثَ بِهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَافِدًا إلى النبي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَائِرَةٍ بَيْنَ السُّكُونِ وَالسَّكَاسِكِ. حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صفوان بن عمرو، عن عمرو بْنِ قَيْسِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ جَدِّهِ مَازِنٍ بِذَلِكَ. (2245) مازن بْن العضوبة. ويقال الغضوب الخطامى، فخذ من طى، الطائي العماني، لَهُ صحبة، وَهُوَ جد أَحْمَد بْن حرب وعلي بْن حرب الطائي، وخبره عجيب، مخرج فِي أعلام النبوة من أخبار الكهان. وفي خبره قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إني امرؤ من خطامة طى، وإني لمولع بالطرب، وأحب الخمر والنساء، فيذهب مالي، ولا أَحْمَد حالي، فادع لي الله أن يذهب ذَلِكَ عني، وليس لي ولد، فادع الله أن يهب لي ولدا، قَالَ: فدعا لي، فأذهب الله عني مَا كنت أجد، وتزوجت أربع حرائر فرزقت الولد، وحفظت شطر القرآن، وحججت حججا، وأنشد: إليك رَسُول اللَّهِ خبت مطيتي ... تجوب الفيافي من عمان إلى العرج لنشفع لي يَا خير من وطئ الحصى ... فيغفر لي ربي فأرجع بالفلج إلي معشر جانبت فِي الله دينهم ... فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي وكنت امرأً باللهو والخمر مولعا ... شبابي إِلَى أن آذن الجسم بالنهج فبدلني بالخمر خوفا وخشيةً ... وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجي فأصبحت همي فِي الجهاد ونيتي ... فلله مَا صومي وللَّه مَا حجي وحديثه فِي أعلام النبوة من حديث ابْن الكلبي عَنْ أبيه. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 11)

باب ماعز

باب ماعز (2246) ماعز بْن مَالِك الأسلمي. معدود فِي المدنيين، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ كتابا بإسلام قومه، وَهُوَ الَّذِي اعترف على نفسه بالزنا تائبا منيبا، وَكَانَ محصنا فرجم. روى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن ماعز حديثا واحدا. (2247) ماعز، رجل آخر. لا أقف لَهُ على نسب، سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي الأعمال أفضل؟ باب مَالِك (2248) مالك بْن أحمر الجذامي. قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بتبوك، وكتب لَهُ كتابا فيما رَوَى الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَنِ ابنه سَعِيد بْن مَنْصُور بْن مَالِك بْن أحمر، عَنْ جده مَالِك بْن أحمر. (2249) مالك بن أحمر اليمامي، ويقال ابْن أخيمر، والصحيح ابْن أخيمر [1] ، رَوَى عَنْهُ أَبُو رزين الباهلي مرفوعا: ملعون- يَعْنِي الَّذِي يدخل على أهله الرجال يقال حديثه مرسل، لأنه لم يسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. توفي فِي أيام عبد الملك بن مروان.

_ [1] في أسد الغابة: مالك بن أخيمر الباهلي، ويقال أخامر. وقال: وقد رايته في الاستيعاب في عدة نسخ صحاح: أخيمر بالخاء المعجمة. وفي حاشية أحدها مكتوب بالخاء المعجمة أيضا (4- 272) . وفي ع، ش: ابن أخيمر، ويقال ابن أخامر. والصحيح ابن أخيمر. وفي الإصابة: مالك بن أخامر- بالمعجمة. ويقال: ابن أخيمر- بالتصغير» ويقال بالمهملة مع التصغير (3- 318) ، وانظر هوامش الاستيعاب (49) .

(2250) مالك بن أزهر [1] .

(2250) مالك بْن أَزهَر [1] . أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عَنْهُ سَعِيد بْن أَبِي ثمر [2] . يعدّ في المصريين. (2251) مالك بْن أُمَيَّة بْن عَمْرو السُّلَمِيّ. من حلفاء بني أَسَد بْن خزيمة، بدري، استشهد يوم اليمامة. (2252) مالك بْن أوس بْن عَبْد اللَّهِ الاسلمي. لَهُ صحبة فيما ذكر بعضهم، وفيه نظر. (2253) مالك بْن أوس بْن الحدثان بْن عوف بْن رَبِيعَة النصري. من بني نَصْر بْن مُعَاوِيَة، يكنى أَبَا سَعْد [3] ، زعم أَحْمَد بْن صَالِح المصري- وَكَانَ من جلة أهل هَذَا الشأن- أن لَهُ صحبة. وقال سَلَمَة بْن وردان: رأيت جماعة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرهم، وذكر منهم مَالِك بْن أوس بْن الحدثان النصري. وذكر الْوَاقِدِيّ- عَنْ شيوخه- أن مَالِك بْن أوس بْن الحدثان ركب الخيل فِي الجاهلية، وذكر ذَلِكَ غير الْوَاقِدِيّ. وروى أنس بْن عِيَاض، عَنْ سَلَمَة بْن وردان، عَنْ مَالِك بْن أوس بْن الحدثان، قَالَ: كنا عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وجبت وجبت ... وذكر الحديث. قال ابْن رشدين: فسألت أَحْمَد بْن صَالِح عَنْ هَذَا الحديث، فَقَالَ: هُوَ صحيح، قد رواه أنس ابن عِيَاض، فقلت لأحمد بْن صَالِح: لمالك بْن أوس بْن الحدثان صحبة؟ فَقَالَ: نعم وذكر الْبُخَارِيّ فِي التاريخ الكبير، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: رَأَيْتُ أنس بن مالك،

_ [1] في أسد الغابة: وقيل ابن أبي أزهر. قال- بتقديم الزاى على الألف لا غير. والأول- أزهر- أكثر. وفي ش: مالك بن زاهر. [2] فيء شمل. والمثبت من ع، ش. [3] فيء: سعيد.

(2254) مالك بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس،

وَمَالِكَ بْنَ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، وَسَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَشْيَمَ، وَكُلُّهُمْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يُغَيِّرُونَ الشَّيْبَ. قال أَبُو عُمَر: لا أعرف لَهُ خبرا فِي صحبته أكثر مما ذكرت، ولا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأما روايته عَنْ عُمَر فأشهر من أن تذكر، وَرَوَى عَنِ العشرة المهاجرين، وعن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب. روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن مطعم، والزهري، وَمُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر، وجماعة، منهم: عكرمة بْن خَالِد، وَأَبُو الزُّبَيْر، وَمُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حلحلة. وتوفي مَالِك بْن أوس بْن الحدثان بالمدينة سنة اثنتين وتسعين. وقيل: سنة اثنتين وخمسين، وَهُوَ ابْن أربع وتسعين سنة. (2254) مالك بْن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء ابن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، وزعوراء بن جشم أخو عبد الأشهل، وهم من ساكني راتج [1] . شهد مَالِك بْن الأوس أحدا، والخندق، وما بعدها من المشاهد، وقتل باليمامة شهيدا. (2255) مالك بْن إِيَاس الأَنْصَارِيّ الخزرجي قتل يَوْم أحد شهيدا، لم يذكره ابْن إِسْحَاق. (2256) مالك بْن أيفع بْن كرب الناعطي [2] . قدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، وناعط هو ربيعة بن مرثد، بطن من همدان، ومجالد ابن سعيد المحدّث من رهطهم.

_ [1] راتج: أطم من آطام المدينة، وهي لبني زعوراء بن جشم (ياقوت) . [2] فيء: الناعظى- بالظاء. والصواب من ش، ع، واللباب. وفي هوامش الاستيعاب والاشتقاق: ناعط جبل معرف وليس بأب ولا أم (49) .

(2257) مالك ابن بحينة [1] .

(2257) مالك ابْن بحينة [1] . هُوَ مَالِك بْن القشب الأزدي، من الأزد، والد عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك ابْن بحينة، لم أجد أحدا منهم يَزِيد فِي نسب مَالِك هَذَا شيئا، وأجمعوا أَنَّهُ أزدي، وأن أمه بحينة قرشية مطلبية، من بنى المطلب ابن عبد مناف، إلا أن منهم من يَقُول: إن بحينة أم ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك ابْن بحينة. وسنذكر [2] عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك ابْن بحينة فِي بابه إن شاء الله تعالى، لأن لعبد الله بْن مَالِك ولأبيه جميعا صحبة، وتوفي ابْن بحينة فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. (2258) مالك بْن التيهان بْن مَالِك بْن عُبَيْد بْن عَمْرو بْن عبد الأعلم، أَبُو الهيثم البلوي، من بلي بْن الحاف بْن قضاعة، ثُمَّ الأَنْصَارِيّ، حليف بني عبد الأشهل، وقالت طائفة من أهل العلم: إنه أنصاري من أنفسهم من الأوس، وَهُوَ مشهور بكنيته. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وَكَانَ أحد الستة الذين لقوا قبل ذَلِكَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعقبة، وَهُوَ أول من بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة العقبة فيما زعم بنو عبد الأشهل. وأما بنو النجار فزعموا أن أول من بايعه ليلة العقبة أَبُو أمامة أسعد بْن زرارة، وزعم بنو سَلَمَة كَعْب بْن مَالِك وغيره أن أول من بايع تلك الليلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البراء بْن معرور، والله أعلم. وشهد أَبُو الهيثم مَالِك بْن التيهان بدرا، وأحدا والمشاهد كلها. وتوفي فِي خلافة عُمَر بالمدينة سنة عشرين. وقيل سنة إحدى وعشرين. وقيل: بل قتل بصفين مع علي بْن أبى طالب سنة سبع وثلاثين. وقيل:

_ [1] بضم الموحدة وفتح المهملة، آخره نون- مصفر (التقريب) . [2] سبق ذكره على حسب الترتيب الجديد للكتاب، صفحة 982.

(2259) مالك بن ثابت الأنصاري،

أَنَّهُ شهد صفين مع علي، ومات بعدها بيسير. وأما عُبَيْد أخوه فقتل بصفين سنة سبع وثلاثين. (2259) مالك بْن ثَابِت الأَنْصَارِيّ، من بني النبيت [1] ، قتل يَوْم بئر معونة شهيدا مع أخيه سُفْيَان بْن ثَابِت، ذكر ذَلِكَ الْوَاقِدِيّ. (2260) مالك بن حمرة [2] بْن أيفع بْن كرب الناعطي [3] الهمداني. أسلم هُوَ وعماه عَمْرو ومالك ابنا أيفع بْن كرب الناعطي [3] . وناعط هُوَ رَبِيعَة بْن مرثد الهمداني، وَهُوَ رهط مجالد بْن سَعِيد المحدث، ورهط عَامِر بْن شهر صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2261) مَالِك بْن الحويرث بْن أشيم اللَّيْثِيّ. يختلفون فِي نسبته إِلَى لَيْث، ولم يختلفوا أَنَّهُ ليثي من بني لَيْث بْن بَكْر بْن عبد مناة، يكنى أَبَا سُلَيْمَان. ويقال مَالِك بْن الْحَارِث. وقال شُعْبَة: مَالِك بْن حويرثة، والأول هُوَ الصحيح. سكن البصرة، ومات بها سنة أربع وتسعين. روى عَنْهُ أَبُو قلابة، وَأَبُو عطية، وسلمة الجرمي، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك بْن الحويرث. (2262) مالك بْن الخشخاش العنبري. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كتب لأبيه ولأخويه- قَيْس، وعبيد ابني الخشخاش- كتاب أمان. روى عَنْهُ حُصَيْن بْن أَبِي الحر العنبري. مخرج حديثه عَنِ البصريين وعداده فيهم. (2263) مالك بْن أَبِي خولي العجلي. هكذا نسبه ابْن سلام في بنى عجل

_ [1] النبيت: أبو حي باليمن، واسمه عمرو بن مالك (القاموس، وأسد الغابة) . [2] حمرة- بضم المهملة والراء (الإصابة) ، وفي أسد الغابة: بضم الحاء المهملة وتسكين الميم، وبالراء (4- 277) . وفي هوامش الاستيعاب: حمزة بالزاي (49) . [3] فيء: الناعظى- بالظاء. وانظر هامش صفحة 1347.

(2264) مالك بن الدخشم [3] بن مالك بن الدخشم بن غنم بن عوف ابن عمرو بن عوف.

ابن لجيم [1] . ونسبه ابْن إِسْحَاق وغيره فِي جعف [2] من مذحج. شهد بدرا هُوَ وأخوه خولي بْن أَبِي خولي، هكذا قَالَ ابْن هِشَام: إنه من بني عجل بْن لجيم [1] . وقال إِبْرَاهِيم بْن سَعْد: مَالِك بْن أَبِي خولي، وخولي بْن أَبِي خولي هما جعفيان من جعف، وهما ابنا عَمْرو بْن خيثمة بْن الحارث بن معاوية بن عوف ابن سَعْد بْن جعف، حليفان لبني عدي بْن كَعْب. قال أَبُو عُمَر: هَذَا هُوَ الصواب لا مَا قَالَ ابْن هِشَام. والله أعلم. (2264) مالك بْن الدخشم [3] بْن مَالِك بْن الدخشم بن غنم بن عوف ابن عَمْرو بْن عوف. شهد العقبة فِي قول ابْن إِسْحَاق، وموسى، والواقدي. وقال أَبُو معشر: لم يشهد مَالِك بْن الدخشم العقبة. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ [4] ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: لَمْ يَشْهَدْ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ الْعَقَبَةَ. قال أَبُو عُمَر: لم يختلفوا أَنَّهُ شهد بدرا وما بعدها من المشاهد. وهو الَّذِي أسر يَوْم بدر سهيل بْن عَمْرو، وَكَانَ يتهم بالنفاق، وَهُوَ الَّذِي أسر فِيهِ الرجل إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يشهد أن لا إله الله! فَقَالَ الرجل: بلى. ولا شهادة لَهُ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يصلي! قَالَ: بلى، ولا صلاه لَهُ، فقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه: أولئك الذين نهاني الله عنهم. والرجل الَّذِي سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ هُوَ عتبان بْن مَالِك. وَرَوَى قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ذُكِرَ مَالِكُ بن الدّخشم عند النبي صلى الله

_ [1] فيء: نجيم. [2] في أسد: الغابة والصواب أنه جعفي. [3] في الإصابة: الدخشم- بضم المهملة والمعجمة، بينهما خاء معجمة. ويقال بالنون بدل الميم. ويقال كذلك بالتصغير. [4] في ش: حنيفة.

(2265) مالك بن رافع بن مالك بن العجلان،

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي. قال أَبُو عُمَر: لا يصح عَنْهُ النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه مَا يمنع من اتهامه. والله أعلم. (2265) مالك بْن رَافِع بْن مَالِك بْن العجلان، قد نسبنا أباه رَافِع بْن مَالِك فِي بابه [1] . شهد مَالِك بْن رَافِع هَذَا بدرا مع أخويه: خلاد، ورفاعة ابني رَافِع مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما ذكر الْوَاقِدِيّ. قال أَبُو عُمَر: لمالك بْن رَافِع هَذَا حديث فِي الوضوء والصلاة. (2266) مالك بْن رَبِيعَة بْن البدن [2] بْن عَامِر بْن عوف بن حارثة بن عمرو ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، أَبُو أسيد [3] الأَنْصَارِيّ الساعدي. صح عَنِ ابْن إسحاق ابن البدن بالباء والنون، كذلك قَالَ يُونُس بْن بكير، وإبراهيم بْن سَعْد عَنْهُ، وكذلك رواه مُحَمَّد بْن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مَالِك بْن رَبِيعَة بْن البدن بالنون. وقال إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه مُوسَى بْن عقبة، عَنِ الزُّهْرِيّ: مَالِك بْن رَبِيعَة بْن البدي- بالياء، فصحف. والله أعلم. وهو مشهور بكنيته. شهد بدرا، وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومات بالمدينة سنة ستين فيما ذكر المدائني. قال: توفي أَبُو أسيد فِي العام الَّذِي مات فِيهِ مُعَاوِيَة وقيس بْن سَعْد. وقيل: إن أَبَا أسيد توفي سنة ثلاثين، ذكر ذَلِكَ الْوَاقِدِيّ، وخليفة. وهذا خلاف متباين جدا. وقيل: مات وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة. وقيل: بل كَانَ أَبُو أسيد إذ مات ابن ثمان وسبعين سنة،

_ [1] صفحة 484 [2] بفتح الموحدة والمهملة (التقريب) [3] بضم أوله (التقريب)

(2267) مالك بن ربيعة السلولى [1] .

قد ذهب بصره، وَهُوَ آخر من مات من البدريين. هذا إنما يصح على قول من قَالَ: توفي سنة ستين أو بعدها، وقد نبهنا عَلَيْهِ فِي الكنى. (2267) مالك بْن رَبِيعَة السلولي [1] . من بني سلول بْن عَمْرو بْن صعصعة، أَبُو مَرْيَم السلولي. هو مشهور بكنيته، يقال: إنه من أصحاب الشجرة، هُوَ والد يَزِيد بْن أَبِي مَرْيَم، يعد فِي الكوفيين. (2268) مالك بْن زمعة [2] بْن قَيْس بْن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، كَانَ قديم الإسلام. هاجر إِلَى أرض الحبشة، ومعه امرأته عمرة بِنْت السعدي العامرية، هُوَ أخو سودة بِنْت زمعة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2269) مالك بْن سنان بْن عُبَيْد بْن ثعلبة بْن الأبجر، والأبجر هُوَ خدرة بن عوف ابن الحارث بن الخزرج. قتل يوم أحد شهيدا، وَهُوَ والد أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ الأَنْصَارِيّ، قتله عراب بْن سُفْيَان الكناني. (2270) مالك بْن صعصعة الأنصاري المازني، من بني مازن بن النجار. روى عَنْهُ أنس بْن مَالِك حديث الاسراء. (2271) مالك بْن عبادة الغافقي. وغافق هُوَ ابْن العاص بن عمرو بن مازن ابن الأزد بْن الغوث المصري [أَبُو مُوسَى. مصري] [3] ، ويقال شامي، لَهُ صحبة، رَوَى عَنْهُ أَبُو وداعة [4] الحميدي حديثه فِي المصريين. مات سنة ثمان وخمسين

_ [1] السلولي- بفتح المهملة وضم اللام الخفيفة (التقريب) . [2] في ع: ربيعة. [3] من ش، ع. [4] في ش: عنه وداعة.

(2272) مالك بن عبادة الهمداني.

(2272) مالك بْن عبادة الهمداني. قدم على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد همدان مع مَالِك بْن مُرَّةَ، وعقبة بْن مُرَّةَ، فأسلموا (2273) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الأوسي. رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زَنَتِ الأَمَةُ وَلَمْ تُحْصَنْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِذَا زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا، ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا.. الْحَدِيثَ. كَذَا قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شِبْلِ بْنِ حَامِدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْسِيِّ. وقد اختلف عَنِ ابْن شهاب فِي هَذَا الحديث اختلافا كثيرا، والصواب فِيهِ عِنْدَ أكثر أهل العلم بالحديث رواية يُونُس هَذَا عَنِ ابن شهاب. (2274) مالك بْن [1] عَبْد اللَّهِ بْن خبيري بْن أفلت بْن سلسلة بْن عَمْرو بْن سلسلة ابن غنم بْن ثوب بْن معن بْن عتود بْن سلامان بْن عنين بْن سلامان بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث بْن طي الطائي. وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ابناه: مَرَوَان وإياس شاعرين. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع زَيْد الخيل فأسلم. (2275) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي. كَانَ أميرا على الجيوش فِي خلافة مُعَاوِيَة، وقبل ذَلِكَ. روى عَنْهُ الْقَاسِم بْن مُحَمَّد، وعبد الله بْن سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ [2] . قال الْقَاسِم بْن مُحَمَّد: كَانَ مَالِك بْن عَبْد الله الخثعميّ رجلا صالحا. قال على ابن أَبِي جميلة: مَا يضرب الناقوس قط بليل- وكانوا يضربونه نصف الليل- إلا ومالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي قد جمع عَلَيْهِ ثيابه فِي مسجد بيته يصلي. ولمالك بْن عَبْد اللَّهِ الخثعمي فضائل جمة عِنْدَ أهل الشام يروونها يطول

_ [1] ليست هذه الترجمة ليست في ش، ع. ونسبه في هوامش الاستيعاب مختلف عنه هنا. [2] في ش، ع: المصري.

(2276) مالك بن عبد الله الخزاعي،

ذكرها. يعد فِي البصريين، ومنهم من يجعل حديثه مرسلا، ويجعله من التابعين. (2276) مالك بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي، ويقال ابْن عُبَيْد الله. ويقال مَالِك بْن أَبِي عَبْد اللَّهِ [1] ، والأول أكثر. وهو معدود فِي الكوفيين، رَوَى عَنْهُ ابْن أخيه سُلَيْمَان بْن بشر الخزاعي. قَالَ البخاري: قال سُلَيْمَان بْن بشر، ويقال سلمان بْن بشر [2] . (2277) مالك بْن عَبْد اللَّهِ المعافري. يعد فِي أهل مصر، حديثه عندهم. روى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تكثر همك فإنه مَا قدر يكن، وما ترزق يأتك. (2278) مالك بْن عتاهية بْن حرب بْن سَعْد الْكِنْدِيّ. معدود فِي أهل مصر من الصحابة، وفيها كان سكناه. (2279) مالك بْن عقبة، أو عقبة بْن مَالِك، هكذا جرى ذكره على الشك، هُوَ مذكور فِي الصحابة، رَوَى عَنْهُ بشير بْن عَاصِم. (2280) مالك بْن عَمْرو. مذكور فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بنى تيم. (2281) مالك بْن عَمْرو بْن ثَابِت [بْن عَمْرو] [3] الأَنْصَارِيّ. من بني عَمْرو بْن عوف، يكنى أَبَا حبة [4] . هكذا ذكره أَبُو حَاتِم الرازي. (2282) مالك بْن عَمْرو الرواسي. رَوَى عَنْهُ طارق بن علقمة، أظنّه مالك

_ [1] في ع: ابن بى عبيد الله [2] في ش، ع: ويقال سليمان بن بسر. [3] ليس في ش، ع. [4] في ش: حنة.

(2283) مالك بن عمرو السلمي.

ابن عَمْرو الكلابي الَّذِي رَوَى عَنْهُ زرارة بْن أَبِي أوفى، لأن رواسا هُوَ ابْن كلاب، وقد تقدم الاختلاف فِي مَالِك ذَلِكَ. (2283) مالك بْن عَمْرو السُّلَمِيّ. حليف بني عبد شمس. شهد بدرا هُوَ وأخوه ثقف بْن عَمْرو، ومدلج بْن عَمْرو، وقتل مَالِك بْن عَمْرو يَوْم اليمامة شهيدا. وقال ابْن إِسْحَاق: شهد بدرا من حلفاء بني عبد شمس مَالِك بْن عَمْرو، وأخوه مدلج بْن عَمْرو، وكثير بن عمرو. (2284) مالك بْن عَمْرو [1] بْن عَتِيك بْن عَمْرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك بن النجار، ومات يَوْم الجمعة اليوم الَّذِي خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وَهُوَ قد لبس لامته فِي موضع الجنائز، ثُمَّ ركب دابته إِلَى أحد. (2285) مالك بْن عَمْرو العقيلي، [ ويقال الكلابي] [2] ، ويقال مَالِك بْن الْحَارِث [3] الخزاعي. ويقال مَالِك بْن عَمْرو القشيري، ويقال الأَنْصَارِيّ. وقال الثوري: مَالِك بْن عَمْرو، أو عَمْرو بْن مَالِك- على الشك. وقال فِيهِ هشيم: مَالِك بْن الْحَارِث. والاختلاف فِي حديثه على علي بْن يَزِيد، هُوَ انفرد بِهِ عَنْ زرارة بْن أَبِي أوفى، عَنْ مَالِك هَذَا على حسب مَا ذكرناه من الاختلاف فِيهِ أَنَّهُ سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إِلَى طعامه وشرابه حَتَّى يستغني وجبت لَهُ الجنة. يعد فِي أهل البصرة، وجعل الْبُخَارِيّ مَالِك بْن عَمْرو العقيلي غير مَالِك بْن عَمْرو القشيري، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هما واحد.

_ [1] فيء: همر. [2] من ش، ع. [3] فيء: الحرثان. والمثبت من ع، ش، وأسد الغابة.

(2286) مالك بن عمير الحنفي.

(2286) مالك بْن عُمَيْر الحنفي. كوفي، أدرك الجاهلية. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وَرَوَى عَنْ علي. روى عَنْهُ إِسْمَاعِيل بن سميع (2287) مالك بْن عُمَيْر السُّلَمِيّ. شهد مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الفتح وحنينا والطائف، وَكَانَ شاعرا. روى عَنْهُ يَزِيد بْن واصل السُّلَمِيّ. من حديثه قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول اللَّهِ، إِنِّي رجل شاعر، فهل على شيء فِي الشعر؟ فَقَالَ: لأن تمتلئ مَا بين لبتك إِلَى عاتقك [1] قيحا ودما خير من أن يمتلئ شعرا. (2288) مالك بْن عميرة [2] . أَبُو صَفْوَان. باع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل سراويل [3] قبل الهجرة. قال: فأمر الوزان فأرجح لي، وأعطى الوزان أجره. وروى عَنْهُ سماك بْن حرب، وقد قيل فِيهِ مَالِك بْن عُمَيْر، والأول أكثر. (2289) مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار. شهد بدرا. ذكره مُوسَى بْن عقبة فيمن شهد بدرا. (2290) مالك بْن عوف بْن سَعْد بْن رَبِيعَة بن يربوع بن واثلة بن دهمان ابن نَصْر بْن مُعَاوِيَة بْن بَكْر بْن هوازن النصري، انهزم يَوْم حنين كافرا، وَهُوَ كَانَ رئيس جيش المشركين يومئذ، ولحق فِي انهزامه بالطائف، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لو أتاني مُسْلِم لرددت إِلَيْهِ أهله وماله، فبلغه ذَلِكَ، فلحق برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد خرج من الجعرانة، فأسلم

_ [1] في أسد الغابة، ش، ع: عانتك. [2] في ش: عمير. وعميرة- بفتح أوله كما في التقريب. [3] يريد رجلي سراويل. لأن السراويل من لباس الرجلين. وبعضهم يسمى السراويل رجلا (النهاية) .

(2291) مالك بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة ابن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري،

فأعطاه أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل، كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم- وَهُوَ أحدهم ومعدود فيهم- وَكَانَ مَالِك بْن عوف شاعرا، واستعمل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالِك بْن عوف النصري على من أسلم من قومه، ومن قبائل قَيْس، وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمعاودة ثقيف، ففعل، وضيق عليهم، وحسن إسلامه، وَقَالَ حين أسلم: مَا إن رأيت ولا سمعت بما أرى ... في الناس كلهم كمثل مُحَمَّد (2291) مالك بْن قدامة بْن عرفجة بْن كَعْب بْن النحاط بن كعب بن حارثة ابن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مَالِك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ، شهد بدرا هُوَ وأخوه منذر بْن قدامة. (2292) مالك بْن قطبة. رَوَى عَنْهُ زِيَاد بْن علاقة. (2293) مالك بْن قهطم. ويقال قحطم- بالحاء. وهو والد أَبِي العشراء [1] الدارمي. واختلف فِي اسم أَبِي العشراء واسم أَبِيهِ، فَقَالَ الْبُخَارِيّ: أَبُو العشراء اسمه أُسَامَة بْن مَالِك بْن قحطم، قاله أَحْمَد بن حنبل. وقال بعضهم: اسمه عطارد ابن بلز، قَالَ: ويقال يسار بْن بلز بْن مَسْعُود بْن خولي بْن حرملة بْن قَتَادَة، من بني موله بْن عَبْد اللَّهِ بْن فقيم بْن دارم. نزل البصرة. هذا كله كلام الْبُخَارِيّ فِي أَبِي العشراء وَقَالَ أَحْمَد بن زهير: سمعت يحيى [2] بن معين، وأحمد بْن حَنْبَل يقولان: اسم أَبِي العشراء الدارمي أُسَامَة بْن مَالِك. قال أَبُو عُمَر رحمه الله: وقد قيل فِي اسم فِي أَبِي العشراء بلز بن قهطم.

_ [1] أبو العشراء- بضم أوله وفتح المعجمة والراء والد (التقريب) . وفيه: قيل اسمه أسامة بن مالك بن قهطم. وقيل عطاء. وقبل يسار. وقيل؟ سنان بن برز أو بلز. وقيل اسمه بلال بن يسار. [2] في ع: بكر.

(2294) مالك بن قيس بن بجيد بن رواس بن كلاب بن ربيعة الرواسي.

وقيل: عطارد بْن برز- بتحريك الراء وتسكينها أيضا. وقيل برز بْن قهطم، وَهُوَ من بني دارم بْن مَالِك بْن زَيْد مناة بْن تميم. وأبو العشراء لا أعرف لَهُ ولا لأبيه غير حديث ذكاة الضرورة قوله: إذا لم يوصل إِلَى الحلق واللبة لو طعنت فِي فخذها أجزاك. ولم يرو عَنْ أَبِي العشراء فيما علمت غير حَمَّاد بْن سَلَمَة، وحديثه هَذَا فِي الذكاة قَالَ بِهِ أكثر الفقهاء فِي ذكاة الضرورة، وجعلوها كالصيد، وبعضهم يأباه. وممن أنكر معناه ولم يقل به مالك ابن أنس رحمة الله عَلَيْهِ. (2294) مالك بْن قَيْس بْن بجيد بْن رواس بْن كلاب بْن رَبِيعَة الرواسي. وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع ابنه عَمْرو بْن مَالِك وأسلما. فيه وفي الَّذِي قبله نظر [1] . (2295) مالك بْن قَيْس أَبُو صرمة [2] الأَنْصَارِيّ، مشهور بكنيته. وقد ذكرنا الاختلاف فِي اسمه فِي باب الكنى، وَهُوَ معدود فِي أهل المدينة. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ضار أضر الله بِهِ، ومن شاق شق الله عليه. (2296) مالك بْن مرارة. ويقال ابْن فزارة [3] . والصحيح ابن مرارة- قَالَ بعضهم: الرهاوي [4] ، ولا يصح الرهاوي، والله أعلم. مذكور فِي حديث ابْن مَسْعُود الَّذِي يرويه حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحميري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: البغي إنما هُوَ من سفه الحق وغمط الناس.

_ [1] الّذي كان قبله في الترتيب الأول للكتاب: مالك بن عمرو. وهو برقم 2289 في هذه الطبعة. [2] بكسر أوله وسكون الراء. [3] في أسد الغابة: وقيل ابن مرة. والصحيح مرارة. وفي الإصابة: ويقال ابن مرة. ويقال ابن مزرد. [4] في أسد الغابة- بفتح الراء. وفي الاشتقاق بضم الراء. وفي هوامش الاستيعاب: بالفتح منسوب إلى قبيلة. وبالضم منسوب إلى الرها من أرض الحجاز (49) .

(2297) مالك بن مرة الهمداني،

رَوَى عَطَاءُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مُرَارَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حبة من خردل من كبر. وليس مَالِك بْن مرارة هَذَا مشهور فِي الصحابة. (2297) مالك بْن مُرَّةَ الهمداني، وفد على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان مع مَالِك بْن عبادة، وعقبة بْن عُمَر، وأسلموا، وقد ذكر فِي ترجمة مَالِك بن عبادة [1] . (2298) مالك بْن مَسْعُود بْن البدن بْن عَامِر بن عوف بن حارثة بن عمرو ابن الجموح بْن ساعدة، الأَنْصَارِيّ الساعدي. شهد بدرا، وَهُوَ ابْن عم أَبِي أسيد الساعدي. قال مُوسَى بْن عقبة: مَالِك بْن مَسْعُود هُوَ ابْن البدن. وذكره فِي البدريين، ولم يختلفوا أَنَّهُ شهد بدرا، وأحدا (2299) مالك بْن نضلة. ويقال مَالِك بْن عوف بْن نضلة بْن جريج [2] ابن حَبِيب بْن حديد بْن غنم بْن كَعْب بْن عصمة [3] بْن جشم بْن مُعَاوِيَة بْن بَكْر بْن هوازن الْجُشَمِيّ، والد أَبِي الأحوص الْجُشَمِيّ صاحب ابْن مَسْعُود. روى عَنْهُ ابنه الأحوص، واسمه عوف بْن مَالِك. مِنْ حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ [4] بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعَيْشِيُّ [5] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو عبد الله بن محمد بن عبد اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ التُّسْتَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن عياش، عن

_ [1] هذه الترجمة من ش وحدها. [2] في أسد الغابة: خديج [3] في ش، ع: عصيمة. [4] في ش، ع: عثمان بن محمد بن عبد الرحمن. [5] في ش: العتبى.

(2300) مالك بن نمط الهمداني،

أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِيهِ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: أَبْصَرَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبًا خَلِقًا، فَقَالَ: لَكَ مَالٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أَنْعِمْ عَلَى نَفْسِكَ كَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ رَجُلا مَرَّ بِي فَقَرَيْتُهُ، فَمَرَرْتُ بِهِ فَلَمْ يُقْرِنِي أَفَأُقْرِيهِ؟ قَالَ: نعم. (2300) مالك بْن نمط الهمداني، ثُمَّ الخارفي، وقيل اليامي. يكنى أَبَا ثور، يقال لَهُ الخارفي، وَهُوَ الوافد ذو المشعار. وفد على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وكتب له كتابا فِيهِ إقطاع، ذكر حديثه أهل الغريب وأهل الأخبار بطوله، لما فِيهِ من الغريب، ورواية أهل الحديث لَهُ مختصرة. وقد رويناه عَنْ أَبِي إِسْحَاق السبيعي الهمداني قَالَ: قدم وفد همدان على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منهم مَالِك بْن نمط- أَبُو ثور، وَهُوَ ذو المشعار، ومالك بْن أيفع، وصمام بْن مَالِك السلماني، وعميرة بْن مَالِك الخارفي [1] ، فلقوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية على الرواحل المهرية الأرحبية. ومالك بْن نمط يرتجز بين يدي رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ويقول [2] : إليك جاوزن سواد الريف ... في هبوات الصيف والخريف محطمات بحبال الليف وذكروا لَهُ كلاما كثيرا حسنا فصيحا. فكتب لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتابا أقطعهم فِيهِ مَا سألوه. فأمر عليهم مَالِك بْن نمط، واستعمله

_ [1] في هوامش الاستيعاب: لم يذكر أبو عمر صمام بن مالك ولا عميرة بن مالك (49) . [2] سيرة ابن هشام: 4- 269.

(2301) مالك ابن نميلة.

على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف، وَكَانَ لا يخرج لهم سرح إلا أغار عَلَيْهِ، وَكَانَ مَالِك بْن نمط شاعرا محسنا فقال: ذكرت رَسُول اللَّهِ فِي فحمة الدجى ... ونحن بأعلى رحرحان وصلدد [1] وهن بنا خوص قلائص [2] تعتلي [3] ... بركبانها فِي لاحب متمدد على كل فتلاء الذراعين جعدة [4] ... تمر بنا مر الهجف الخفيدد [5] حلفت برب الراقصات إِلَى منى ... صوادر بالركبان من هضب قردد بأن رَسُول اللَّهِ فينا مصدق ... رسول أتى من عِنْدَ ذي العرش مهتد لما حملت من ناقة فوق رحلها ... أشد على أعدائه من مُحَمَّد وأعطى إذا مَا طالب العرف جاءه ... وأمضى لحد المشرفيّ المهنّد (2301) مالك ابْن نميلة. ونميلة أمه، وَهُوَ مَالِك بْن ثَابِت الْمُزْنِيّ، من مزينة، حليف لبني مُعَاوِيَة بْن عوف بْن عَمْرو [بْن عوف] [6] بن مالك ابن الأوس. يعد فِي الأنصار، وَهُوَ حليف لهم من مزينة، شهد بدرا، وقتل يَوْم أحد شهيدا. لم يذكره ابْن إِسْحَاق فِي رواية ابْن هِشَام، وذكره إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَنِ ابن إسحاق. (2302) مالك بْن هبيرة بْن خَالِد بْن مُسْلِم الْكِنْدِيّ. معدود فِي الشاميين، ومنهم من يعده فِي المصريين. له حديث واحد فِي الصف على الجنازة،

_ [1] رحرحان وصلدد: موضعان [2] في السيرة، ش، ع: طلائح. [3] في السيرة: تغتلى: أي تشتد في سيرها وفي هوامش الاستيعاب: يغتلى، والمغالاة: المساعدة (49) . [4] في ش، ع، والسيرة: جسرة. [5] الهجف: الذكر من النعام. وفيء: الهجيف. والخفيدد: السريع. [6] من ش، ع.

(2303) مالك بن نويرة بن حمزة اليربوعي التميمي.

رواه عنه مرثد بن عبد الله البزنى؟، وَكَانَ أميرا لمعاوية على الجيوش فِي غزو الروم. (2303) مالك بْن نويرة بْن حَمْزَة اليربوعي التميمي. قال الطبري: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالِك بْن نويرة على صدقة بني يربوع. وكان قد أسلم هو وأخوه متمم بْن نويرة الشاعر، فقتل خَالِد بْن الْوَلِيد مالكا- يظن أَنَّهُ ارتد حين وجهه أَبُو بَكْر لقتال أهل الردة. واختلف فِيهِ هل قتله مسلما أو مرتدا؟ وأراه- والله أعلم- قتله خطأ. وأما متمم فلا شك فِي إسلامه [1] . (2304) مالك بْن يسار السكوني، ثُمَّ العوفي، شامي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها روى عَنْهُ أَبُو بحرية، مذكور فيمن نزل حمص. (2305) مالك الهلالي. رَوَى عَنْهُ ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَالِك فِي أصحاب الأعراف. باب مجمع (2306) مجمع بْن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف الأنصاري. من بني عمرو بن عوف بن مَالِك بْن الأوس، المعدود فِي أهل [2] المدينة، توفي فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. وروى عَنْهُ ابْن أخيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية قال ابْن إِسْحَاق: كَانَ المجمع بْن جارية غلاما حدثا قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبوه جارية ممن اتخذ مسجد الصرار. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ مَا رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ [3] عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ مجمع بن جارية، قال:

_ [1] هذه الترجمة من أوحدها. [2] فيء: يعد في أهل مكة. والمثبت من ش وأسد الغابة. [3] فيء: بن.

(2307) مجمع بن يزيد بن جارية ابن أخى الأول،

ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ: يَقْتُلُهُ ابْنُ مَرْيَمَ بِبَابِ لُدٍّ. قال أَبُو عُمَر: هُوَ أخو زَيْد بْن جارية، وأبو هما يعرف بحمار الدار. (2307) مجمع بْن يَزِيد بْن جارية ابْن أخي الأول، وأخو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَرَوَى: لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبته فِي جداره. مثل حديث أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قصة ذكرها. حديثه بذلك عِنْدَ ابْن جريج. قيل: إن حديثه هَذَا مرسل، وإنما يروي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وربما رواه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. باب محجن (2308) محجن بْن الأدرع الأسلمي. من ولد أسلم بن أفصى بن حارثه بن عمرو ابن عَامِر. كان قديم الإسلام، وفيه قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارموا وأنا مع ابْن الأدرع. سكن البصرة، واختط مسجدها وَعُمَر طويلا، يقال: إنه مات فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. وروى عَنْهُ حَنْظَلَة بْن علي، وعبد الله بْن شقيق العقيلي، ورجاء بْن أبى رجاء (2309) محجن الديلي، من بني الديل بْن بَكْر بْن عبد مناة بْن كنانة. معدود فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ ابنه بسر [1] بْن محجن، ويقال بشر. قال أَبُو نُعَيْم: والصواب بسر. وذكر الطحاوي، عن أبى داود البرنسي، عَنْ أَحْمَد بْن صَالِح المصري، قَالَ: سألت جماعة من ولده ومن رهطه فما اختلف علي منهم اثنان أَنَّهُ بشر كما قَالَ الثوري. قال أَبُو عُمَر: مَالِك يَقُول بسر، والثوري يَقُول بشر، والأكثر على مَا قَالَ مالك.

_ [1] بضم الباء والسين المهملة (أسد الغابة) .

باب محرز

باب محرز (2310) محرز بْن زهر الأسلمي، لَهُ صحبة. (2311) محرز بْن زُهَيْر الأسلمي، يقال: لَهُ صحبة، حديثه عِنْدَ كَثِير بْن زَيْد، عَنْ أم ولد لَهُ. رَوَى عَنْهُ مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّ وَلَدٍ لِمُحْرِزِ بْنِ زُهَيْرٍ: رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ- أَنَّهَا كَانَتْ تَسْمَعُ مُحْرِزًا مَوْلاهَا يَقُولُ: اللَّهمّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ زَمَنِ الْكَذَّابِينَ قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهُ: وَمَا زَمَنُ الْكَذَّابِينَ؟ قَالَ: زَمَنٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْكَذِبُ، فَيَذْهَبَ الَّذِي لا يُرِيدُ أَنْ يَكْذِبَ فَيَتَحَدَّثَ بِحَدِيثٍ لَهُمْ فَإِذَا هُوَ قَدْ دَخَلَ مَعَهُمْ فِي كَذِبِهِمْ. قال علي بْن عُمَر: محرز بْن زُهَيْر لَهُ صحبة. (2312) محرز بْن عَامِر بْن مَالِك بْن عدي بْن عَامِر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري. شهد بدرا. وتوفي صبيحة اليوم الَّذِي غدا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى أحد فهو معدود فيمن شهد أحدا كذلك، لا عقب له (2313) محرز القصاب. أدرك الجاهلية. ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ جِدَّتِهِ أُمِّ مُوسَى- أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ قَالَ: لا يَذْبَحُ لِلْمُسْلِمِينَ إِلا مَنْ يَقْرَأَ أُمَّ الْكِتَابِ، فلم يقرأها إلا محرز القصاب هذا، مولى بني عدي أحد بني ملكان وكان من سبي الجاهلية، فذبح وحده. (2314) محرز بْن نضلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُرَّةَ بْن كثير بن غنم بن دودان ابن أَسَد الأسدي. من بني أَسَد بْن خزيمة، يكنى أَبَا نضلة، حليف لبني عبد شمس، وكانت بنو عبد الأشهل يذكرون أَنَّهُ حليف لهم.

باب محمد

شهد بدرا وأحدا والخندق، وخرج مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غزوة الغابة بوم السرح حين أغير على نعاج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صاحبه ذَلِكَ اليوم، وهي غزوة ذي قرد، سنة ست، فقتله مسعدة بْن حكمة، وَكَانَ يَوْم قتل ابْن سبع وثلاثين أو ثمان وثلاثين سنة. يقال له الأحزم، ويلقب فهبرة، فَقَالَ فِيهِ مُوسَى بْن عقبة: محرز بْن وَهْب، ولم يقل محرز بْن نضلة، وذكره فيمن شهد بدرا من حلفاء بني عبد شمس. باب مُحَمَّد (2315) محمد بْن أَبِي بْن كَعْب الأَنْصَارِيّ ولد على عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يكنى أَبَا مُعَاذ، روايته عَنْ أَبِيهِ وعن عُمَر. روى عَنْهُ بشر بْن سَعِيد الحضرمي، والحضرمي بْن لاحق. وقتل يَوْم الحرة سنة ثلاث وستين، كل هذا عن الواقدي (2316) محمد بْن أسلم. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه مرسل. (2317) محمد بْن أنس [1] بْن فَضَالَة الظفري الأَنْصَارِيّ. روى عَنْهُ ابنه يُونُس بْن مُحَمَّد، قَالَ: قدم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وأنا ابْن أسبوعين، فأتى بي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح على رأسي، وَقَالَ: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي. قال: وحج بي معه وأنا ابْن عشر سنين. قال يُونُس: فلقد عُمَر أَبِي حَتَّى شاب شعره كله وما شاب موضع يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2318) محمد بْن بشر الأَنْصَارِيّ. رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عَنْهُ ابنه يَحْيَى زعم بعضهم أنّ حديثه مرسل.

_ [1] هذه الترجمة ليست في ش. وفي أسد الغابة: وقيل محمد بن فضالة بن أنس.

(2319) محمد بن بشير الأنصاري [1] ،

(2319) محمد بْن بشير الأَنْصَارِيّ [1] ، وَهُوَ الَّذِي شهد لخريم بْن أوس مع مُحَمَّد بْن مسلمة عِنْدَ خَالِد بْن الْوَلِيد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْب لَهُ الشماء بِنْت نفيلة بعد فتح الحيرة ... الحديث ذكره الدار الدارقطني فِي باب خريم. (2320) محمد بْن أَبِي بَكْر الصديق، أمه أَسْمَاء بِنْت عميس الخثعمية، ولد عام حجة الوداع فِي عقب ذي القعدة بذي الحليفة أو بالشجرة فِي حين توجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حجته، ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عَاتِكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ عَائِشَةَ سَمَّتْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ وَكَنَّتْهُ أَبَا الْقَاسِمِ. وذكر أبو حاتم الحنظليّ الرازيّ. حدثنا عبد العزيز ابن عَبْدِ اللَّهِ الأُوَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَدْ سَمَّى ابْنَهُ الْقَاسِمَ، فَكَانَ يُكَنَّى بِأَبِي الْقَاسِمِ، وَإِنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُكَنِّيهِ بِهَا، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ الصَّحَابَةِ، فَلا يَرَوْنَ بِذَلِكَ بَأْسًا، ثُمَّ كَانَ فِي حَجْرِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، إِذْ تَزَوَّجَ أُمَّهُ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ، وَكَانَ عَلَى الرَّجَّالَةِ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَشَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، ثُمَّ وَلاهُ مِصْرَ، فَقُتِلَ بِهَا، قَتَلَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ [2] صَبْرًا، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ. ومن خبره أن علي بْن أَبِي طالب ولى فِي هَذِهِ السنة مَالِك بْن الْحَارِث الأشتر النخعي مصر، فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها، سم فِي زبد وعسل، قدم بين يديه فأكل منه، فمات، فولى علي مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، فسار إِلَيْهِ عَمْرو بْن الْعَاص فاقتتلوا، فانهزم مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، فدخل فِي خربة فيها حمار ميت، فدخل فِي جوفه فأحرق فِي جوف الحمار. وقيل: بل قتله معاوية بن حديج [2]

_ [1] ليست هذه الترجمة في شن. وبشير- يوزن عظيم، كما في الإصابة. [2] حديج- بمهملة ثم جيم- مصغر (التقريب) وفي ش. خديج.

(2321) محمد بن ثابت [1] بن قيس بن شماس الأنصاري.

فِي المعركة، ثُمَّ أحرق فِي جوف الحمار بعد. ويقال: إنه أتي عَمْرو بْن الْعَاص بمحمد بْن أَبِي بَكْر أسيرا، فَقَالَ: هل معك عهد؟ هل معك عقد من أحد؟ قَالَ: لا. فأمر بِهِ فقتل، وَكَانَ علي بْن أَبِي طالب يثني على مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر ويفضله، لأنه كانت لَهُ عبادة واجتهاد، وَكَانَ ممن حضر قتل عُثْمَان. وقيل: إنه شارك فِي دمه، وقد نفى جماعة من أهل العلم والخبر أَنَّهُ شارك فِي دمه وأنه لما قَالَ لَهُ عُثْمَان: لو رآك أبوك لم يرض هَذَا المقام منك- خرج عَنْهُ وتركه، ثُمَّ دخل عَلَيْهِ من قتله. وقيل: إنه أشار على من كَانَ معه فقتلوه. وَرَوَى أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ، وَكَانَ شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ- إِنَّهُ لَمْ يَنَلْ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ بِشَيْءٍ. قال مُحَمَّد بْن طَلْحَة: فقلت لكنانة: فلم قيل إنه قتله؟ قَالَ: مُعَاذ الله أن يكون قتله، إنما دخل عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: يَا بْن أخي، لست بصاحبي، وكلمه بكلام، فخرج ولم ينل من دمه بشيء. فقلت لكنانة: فمن قتله، قَالَ: رجل من أهل مصر يقال لَهُ جبلة بْن الأيهم (2321) محمد بْن ثَابِت [1] بن قيس بن شماس الأنصاري. أنى به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسماه محمدا. وحنكه بتمرة عجوة روى عنه ابنه إسماعيل ابن مُحَمَّد، حديثه عِنْدَ زَيْد بْن الْحُبَاب. (2322) محمد بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب. ولد على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أمه أَسْمَاء بِنْت عميس، حلق رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم رأسه ورءوس إخوته حين جاء نعي أَبِيهِ جَعْفَر سنة ثمان، ودعا لهم، وَقَالَ: أنا وليهم فِي الدنيا والآخرة. وقال: أما مُحَمَّد فشبيه عمنا أَبِي طالب. ومحمد بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب هَذَا هُوَ الَّذِي تزوج أم كلثوم بِنْت علي بْن أَبِي طالب بعد موت عُمَر بْن الخطاب. قال الْوَاقِدِيّ: كَانَ مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أَبِي طالب، وَمُحَمَّد ابْن

_ [1] في هوامش الاستيعاب: قال ابن عمر: قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين (48) .

(2323) محمد بن أبى جهم بن حذيفة بن غنم [1] العدوي.

الحنفية، وَمُحَمَّد بْن الأَشْعَث، وَمُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة كلهم يكنى أَبَا الْقَاسِم، واستشهد مُحَمَّد بْن جَعْفَر بتستر. (2323) محمد بْن أَبِي جهم بْن حذيفة بْن غنم [1] العدوي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقتل يَوْم الحرة، وذلك سنة ثلاث وستين. (2324) محمد بْن حاطب بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر بن حبيب بن وهب بن حذافة ابن جمح القرشي الْجُمَحِيّ. ولد بأرض الحبشة، كانت أمه أم جميل فاطمة بِنْت المجلل. وقيل جويرية، [وقيل أَسْمَاء] [2] بِنْت المجلل بْن عَبْد الله بن أبى قيس ابن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل ابن عَامِر بْن لؤي القرشية العامرية، قد هاجرت إليها مع زوجها حاطب، فولدت لَهُ هناك محمدا والحارث ابني حاطب، وَكَانَ مُحَمَّد بْن حاطب يكنى أَبَا الْقَاسِم وقيل: أَبَا إِبْرَاهِيم. توفي فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان سنة أربع وسبعين بمكة فِي العام الَّذِي توفي فِيهِ عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بمكة. وقيل بالكوفة، وعداده فِي الكوفيين وَقَالَ مصعب: كَانَ ابْن حاطب فِي حين قدومه من أرض الحبشة وَهُوَ صبي قد أصابته نار فِي إحدى يديه وأحرقته، فذهبت بِهِ أم جميل بِنْت المجلل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرقاه ونفث عَلَيْهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرحمن بن عثمان ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عُثْمَانُ، عَنْ جَدِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَمِيلٍ أُمِّ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ، قَالَتْ: خَرَجْتُ بِكَ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، حَتَّى إِذَا كُنْتَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى لَيْلَةٍ أَوْ لَيْلَتَيْنِ طَبَخْتُ لَكَ طَعَامًا، فَتَنَاوَلْتُ الْقِدْرَ، فَانْكَفَأَتْ عَلَى ذِرَاعِكَ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَأَتَيْتُ بِكَ النبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ، وَهُوَ أول من

_ [1] في أسد الغابة: غانم. وفي ش: ابن غنم بن غانم. [2] من أسد الغابة.

(2325) محمد بن حبيب المصري.

سُمِّيَ بِكَ، فَمَسَحَ عَلَى رَأْسِكَ، وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيكَ، وَجَعَلَ يَتْفُلُ عَلَى يَدِكَ، وَيَقُولُ: أَذْهِبِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ. شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا قالت: فما قمت بك من عنده حَتَّى برئت يدك. وقال مصعب: كانت أَسْمَاء بِنْت عميس أرضعت مُحَمَّد بْن حاطب مع ابنها عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر، فكانا يتواصلان على ذَلِكَ حَتَّى ماتا. روى عَنْهُ أَبُو بلج، وسماك بْن حرب، وَأَبُو عون الثقفي. (2325) محمد بْن حَبِيب المصري. ويقال النصري. والصواب المصري [1] . روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن السعدي مرفوعا: لا تنقطع الهجرة مَا قوتل الكفار. يختلفون فِي حديثه هَذَا. وروى عَنْهُ أَبُو إدريس الخولاني أَنَّهُ قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسألته عَنِ الهجرة. (2326) محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، أَبُو الْقَاسِم، ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، أمه سهلة بِنْت سهيل بْن عَمْرو العامرية، قَالَ خليفة بْن خياط: ولي علي بْن أَبِي طالب مصر مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة، ثُمَّ عزله، وولى قَيْس بْن سَعْد بْن عبادة، ثُمَّ عزله وولى الأشتر مَالِك بْن الْحَارِث النخعي، فمات قبل أن يصل إليها، فولى مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر فقتل بها، وغلب عَمْرو بْن الْعَاص على مصر، وَكَانَ مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة أشد الناس تأليبا على عُثْمَان، وكذلك كَانَ عَمْرو بْن الْعَاص مذ عزله عَنْ مصر يعمل حيله فِي التأليب والطعن على عُثْمَان، وَكَانَ عُثْمَان قد كفل مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة، بعد موت أَبِيهِ أَبِي حذيفة، ولم يزل فِي كفالته ونفقته سنين، فلما قاموا على عُثْمَان كَانَ مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة أحد من أعان عَلَيْهِ، وألب وحرض أهل مصر فلما قتل عثمان

_ [1] هكذا فيء، وأسد الغابة وتصويب هوامش الاستيعاب (48) . وفي ش: المضري.

(2327) محمد بن حطاب بن الحارث بن معمر القرشي الجمحي،

هرب إِلَى الشام، فوجده رشدين مولى مُعَاوِيَة فقتله. وقال أهل النسب: انقرض ولد أَبِي حذيفة وولده أَبِيهِ عُتْبَة إلا من قبل الْوَلِيد بْن عُتْبَة، فإن منهم طائفة بالشام. قال الْوَاقِدِيّ: كَانَ مُحَمَّد ابْن الحنفية، وَمُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة، وَمُحَمَّد بْن الأَشْعَث يكنون أبا القاسم. (2327) محمد بْن حطاب بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر القرشي الْجُمَحِيّ، ابْن عم مُحَمَّد بْن حاطب، أتي بِهِ أيضا من أرض الحبشة بعد أن ولد بها وقيل: إنه ولد قبل خروجهم إِلَى أرض الحبشة، وَهُوَ أسن [1] من مُحَمَّد بْن حاطب. (2328) محمد بْن حويطب القرشي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثه عِنْدَ خصيف الخزرجي [2] . (2329) محمد بْن خثيم قَالَ ابْن السَّكَن: ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. روى عن عمار بن ياسر (2330) محمد بْن زَيْد. رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أهدى إِلَيْهِ لحم صيد وَهُوَ محرم. روى عَنْهُ عَطَاء بْن أبى رباح [3] . (2331) محمد بْن صَفْوَان. أو صَفْوَان بْن مُحَمَّد. كذا يروى على الشك، والأكثر يروون مُحَمَّد بْن صَفْوَان، يكنى أَبَا مرحب، وَهُوَ رجل من الأنصار، لم يحدث عَنْهُ إلا الشَّعْبِيّ حديثه أَنَّهُ قَالَ لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي صدت هذين الأرنبين، ولم أجد حديدة أذكّيهما بها فذكّيتهما بمروة، فآكلهما؟ قَالَ: كل. ويقال: مُحَمَّد بْن صَفْوَان هَذَا، وَمُحَمَّد بْن صيفي واحد، لأنه لم يحدث عَنْهُمَا غير الشَّعْبِيّ وقيل: إنهما اثنان، وَهُوَ أصح عندي. والله أعلم. قال أحمد بن زهير: لا أدري من أي الأنصار هما؟ قَالَ الْوَاقِدِيّ: أَبُو مرحب مُحَمَّد بْن صَفْوَان رَوَى عَنْهُ الشَّعْبِيّ فِي الأرنب.

_ [1] في أسد الغابة: فإن كان كذلك فهو أول من سمى محمدا. [2] في ش: الجزري. وفي أسد الغابة: الخزري. [3] في هوامش الاستيعاب: ما لفظه: محمد بن كعب القرظي (49) .

(2332) محمد بن صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.

(2332) محمد بْن صيفي بْن أُمَيَّة بْن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ. لا رواية لَهُ، فِي صحبته نظر. (2333) محمد بْن صيفي الأَنْصَارِيّ لم يرو لَهُ غير الشَّعْبِيّ، حديثه فِي صوم يَوْم عاشوراء، ليس له غيره. (2334) محمد بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي. المعروف بالسجاد. أمه حمنة بِنْت جَحْش أخت زينب بنت جحش، أنى بِهِ أبوه طَلْحَة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمسح رأسه وسماه محمدا، وكناه بأبي الْقَاسِم. وقد قيل: كنيته أَبُو سُلَيْمَان. والصحيح أَبُو الْقَاسِم. رَوَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عن أبى شيبة إبراهيم ابن عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلًى لِطَلْحَةَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي ظِئْرُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَتْ: لَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ أَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟ قُلْنَا: مُحَمَّدًا. فَقَالَ: هَذَا سُمَيِّي، وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْقَاسِمِ. ومن قَالَ: كنيته أَبُو سُلَيْمَان احتج بما روي عَنْ مُحَمَّد بْن زَيْد بْن المهاجر بْن قنفذ قَالَ: لما ولد مُحَمَّد بْن طَلْحَة أتى بِهِ أبوه طَلْحَة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: سمه محمدا، فقال: يا رسول الله، أكنّيه أَبَا الْقَاسِم؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أجمعهما لَهُ هُوَ أَبُو سُلَيْمَان. وروي عَنْ مُحَمَّد بْن زَيْد بْن المهاجر بْن قنفذ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة، قَالَ: لما ولدت حمنة بِنْت جَحْش مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله جاءت بِهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسماه محمدا، وكناه أَبَا سُلَيْمَان. وقال أَبُو راشد [1] بْن حفص الزُّهْرِيّ: أدركت أربعة من أبناء أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهم يسمى محمدا، ويكنى أَبَا القاسم: محمد بن على،

_ [1] في ش: وقال راشد بن خلف.

وَمُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، وَمُحَمَّد بْن طَلْحَة، وَمُحَمَّد بْن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص. وقتل مُحَمَّد بْن طَلْحَة يَوْم الجمل مع أَبِيهِ، وَكَانَ هواه فيما ذكروا مع علي بْن أَبِي طالب، وَكَانَ قد نهى عَنْ قتله فِي ذَلِكَ اليوم، وَقَالَ: إياكم وصاحب البرنس وروى أن عليا مر بِهِ وَهُوَ قتيل يَوْم الجمل، فَقَالَ: هَذَا السجاد ورب الكعبة، هَذَا الَّذِي قتله بره بأبيه، يَعْنِي أن أباه أكرهه على الخروج فِي ذَلِكَ اليوم. وكان طَلْحَة قد أمره أن يتقدم للقتال، فتقدم، ونثل درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما حمل عَلَيْهِ رجل، قَالَ: نشدتك بحاميم، حَتَّى شد عَلَيْهِ رجل فقتله، وأنشد يقول: وأشعث قوامٍ بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مُسْلِم ضممت إِلَيْهِ بالقناة قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم على غير ذنبٍ غير أن ليس تابعا ... عليا، ومن لا يتبع الحق يظلم يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم ويروي فِي رواية أخرى: خرقت لَهُ بالرمح جيب قميصه ... فخر صريعا لليدين وللفم والبيت الرابع: يناشدني حاميم والرمح شارع. يقال: قتله رجل من بني أَسَد بْن خزيمة يقال لَهُ كَعْب بْن مدلج. وقيل: بل قتله شداد بْن مُعَاوِيَة العبسي. وقيل: بل قتله الأشتر. وقيل: بل قتله عصام بْن مقشعر النصري، وَهُوَ قول أكثرهم. وهو الّذي يقول: وأشعث قوامٍ بآيات ربه ... قليل الأذى فيما ترى العين مُسْلِم دلفت لَهُ بالرمح من تحت نحره ... فخر صريعا لليدين وللفم شككت إِلَيْهِ بالسنان قميصه ... فأذريته عَنْ [1] ظهر طرف مسوم

_ [1] في ش: على.

(2335) محمد بن عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر،

أقمت لَهُ فِي دفعه الخيل صلبه ... بمثل قدامى النسر حران لهذم على غير شيءٍ غير أن ليس تابعا ... عليا ومن لا يتبع الحق يظلم يذكرني حاميم لما طعنته ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم وروينا عَنْ مُحَمَّد بْن حاطب قَالَ: لما فرغنا من قتال يَوْم الجمل قام علي بْن أَبِي طالب، والحسن بْن علي، وعمار بْن يَاسِر، وصعصعة بْن صوحان، والأشتر، وَمُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، يطوفون فِي القتلى، فأبصر الْحَسَن بْن علي قتيلا مكبوبا على وجهه، فأكبه على قفاه، فَقَالَ: إنا للَّه وإنا إِلَيْهِ راجعون، هَذَا فرع قريش، والله! فَقَالَ لَهُ أبوه: ومن هُوَ يَا بني؟ فَقَالَ: مُحَمَّد بْن طلحة. فقال: إنا للَّه وإنا راجعون، إن كَانَ- مَا علمته- لشابا صالحا، ثم قعد كثيبا حزينا. فقال لَهُ الْحَسَن: يَا أبت، قد كنت أنهاك عَنْ هَذَا المسير، فغلبك على رأيك فلان وفلان. قال: قد كَانَ ذَلِكَ يا بني، فلوددت أني مت قبل هَذَا بعشرين سنة. روى عَنْهُ ابنه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة، وعبد الرحمن بْن أَبِي ليلى. وقال سيف: ادعى قتل مُحَمَّد بْن طَلْحَة جماعة منهم بْن المكعبر الضبي، وغفار بْن المسعر الْبَصْرِيّ [1] . (2335) محمد بن عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بْن مضر، وَهُوَ من حلفاء بني عبد شمس. وقيل حلفاء حرب بْن أُمَيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، كَانَ قد هاجر مع أَبِيهِ وعميه إِلَى أرض الحبشة، ثُمَّ هاجر من مكة إِلَى المدينة مع أَبِيهِ. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته كلهم فِي مواضعهم من هَذَا الكتاب، والحمد للَّه. وكان عَبْد اللَّهِ بْن جَحْش قد أوصى بابنه مُحَمَّد هَذَا إِلَى رَسُول اللَّهِ صلى

_ [1] لعله عصام بن مقشعر النصري المتقدم. وفي ش: النصري.

(2336) محمد بن عبد الله بن سلام الخزرجي الأنصاري.

اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ فاشترى لَهُ مالا بخيبر وأقطعه دارا بسوق الرقيق بالمدينة. وكان مولده قبل الهجرة بخمس سنين- ذكره مُحَمَّد بْن عُمَر. روى عَنْهُ أَبُو كَثِير مولاه حديثا حسنا فِي أن المؤمن لا يدخل الجنة وإن رزق الشهادة حَتَّى يقضي دينه. (2336) محمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام الخزرجي الأَنْصَارِيّ. حليف لهم، وَهُوَ من بني إسرائيل، ومن ولد يوسف بن يعقوب، كَانَ أبوه من أحبار اليهود من كبار الصحابة، وقد ذكرناه فِي بابه من هَذَا الكتاب، ولابنه مُحَمَّد هَذَا رؤية ورواية محفوظة. روى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ هَذَا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أهل قباء. حديثه مخرج فِي التفسير المسند فِي قوله عز وجل [1] : فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا 9: 108 ويختلف فِي إسناد حديثه هَذَا، ومنهم من يجعله مرسلا. (2337) محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، أَبُو عتيق القرشي التيمي. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه وجده وأبوه جده أَبُو قحافة أربعتهم، وليست هَذِهِ المنقبة لغيرهم، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا فِي الإِسْلامِ أَدْرَكُوا هُمْ وَأَبْنَاؤُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ إِلا هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةُ: أَبُو قحافة، وابنه أبو بكر، وابنه عبد الرحمن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنُهُ أَبُو عَتِيقِ بْنُ عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قُحَافَةَ. قال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن شيبة: واسم أبى عتيق محمد. (2338) محمد بْن عبلة. ذكره عبد الغني فِي المؤتلف والمختلف، وَقَالَ: لَهُ صحبة [2] . (2339) محمد بْن عَمْرو بْن حزم الأَنْصَارِيّ. ولد فِي سنة عشر من الهجرة

_ [1] سورة التوبة، آية 105. [2] ليست هذه الترجمة في ش.

(2340) محمد بن عمرو بن العاص، القرشي السهمي.

بنجران، وأبوه عامل لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: ولد قبل وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بسنتين، سماه أبوه محمدا، وكناه أَبَا سُلَيْمَان، وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: سمه محمدا، وكنه أَبَا عَبْد الْمَلِكِ، ففعل، فلا تكاد تجد فِي آل عَمْرو بْن حزم مولودا يسمى محمدا إلا وكنيته أَبُو عَبْد الْمَلِكِ. وكان مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم فقيها، رَوَى عَنْهُ جماعة من أهل المدينة، ويروى عَنْ أَبِيهِ وغيره من الصحابة. وروي عَنْهُ أيضا أَنَّهُ قَالَ: كنت أتكنى أَبَا الْقَاسِم عِنْدَ أخوالي بني ساعدة، فنهوني فحولت كنيتي إِلَى أَبِي عَبْد الْمَلِكِ. قتل يَوْم الحرة، وَهُوَ ابْن ثلاث وخمسين سنة، وكانت الحرة سنة ثلاث وستين. ويقال: إنه قتل يَوْم الحرة مع مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حزم ثلاثة عشر رجلا من أهل بيته، يقال: إنه كَانَ أشد الناس على عُثْمَان المحمدون: مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، مُحَمَّد بْن أَبِي حذيفة، وَمُحَمَّد بْن عَمْرو بن حزم. (2340) محمد بْن عَمْرو بْن الْعَاص، القرشي السهمي. قال العدوي: صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوفي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حدث. قال الْوَاقِدِيّ: شهد صفين، وقاتل فيها، ولم يقاتل أخوه عَبْد اللَّهِ. وقال الزُّبَيْر مثل ذَلِكَ، وَقَالَ: لا عقب لمحمد بْن عَمْرو بْن الْعَاص. وَذُكِرَ عَنِ الْمَوْصِلِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَبْلَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِصِفِّينَ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ أبيات شعر: ولو شهدت جمل مقامي ومشهدي ... بصفين يوما شاب منها الذوائب غداة أتى أهل العراق كأنهم ... من البحر لج موجه متراكب وجئناهم نمشي كأن صفوفنا ... سحائب جونٍ رققتها الجنائب فقالوا لنا: إنا نرى أن تبايعوا ... عليا فقلنا: بل نرى أن تضاربوا

(2341) محمد بن أبى عميرة [1] المزني

فطارت إلينا بالرماح كماتهم ... وطرنا إليهم فِي الأكف قواضب إذا مَا أقول استهزموا عرضت لنا ... كتائب منهم وارجحنت كتائب فلا هم يولون الظهور فيدبروا ... ونحن كما هم نلتقي ونضارب (2341) محمد بْن أَبِي عميرة [1] الْمُزْنِيّ سكن الشام روى عنه جبير بن؟ فير، يروي عَنْ كبار الصحابة أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْعَبْشَانِيُّ بِالْقَيْرَوَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرَةَ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَاب رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَوْ أَنَّ عَبْدًا خَرَّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يَوْمِ وُلِدَ إِلَى أَنْ يَمُوتَ هَرِمًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ لَحَقَّرَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ [3] ، وَلَوْ أَنَّهُ يُعَادُ لكيما يَزْدَادُ مِنَ الأَجْرِ وَالثَّوَابِ. (2342) محمد بْن كَعْب بْن مَالِك الأَنْصَارِيّ، من بني جشم بْن الخزرج. ذكر التِّرْمِذِيّ، عَنْ قتيبة- أَنَّهُ ولد فِي زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره ابْن السَّكَن، وَقَالَ: ذكر فِي بعض الروايات أَنَّهُ أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسأله عَنْ حديث، وإسناده صَالِح، وساقه إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن كَعْب، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أمامة، قَالَ: كنت أنا وأبوك كَعْب وأخوك مُحَمَّد بْن كَعْب قعودا، ونحن نذكر الرجل يحلف على مال الآخر كاذبا، فيقتطعه بيمينه، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: أيما رجل حلف على مال رجل كاذبا فاقتطعه بيمينه فقد برئت منه الذمة، ووجبت لَهُ النار فَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب: وإن كَانَ قليلا؟ قَالَ: فقلب سواكا بين إصبعيه، وقال: وإن كان سواك أراك.

_ [1] عميرة- بفتح العين وكسر الميم (أسد الغابة) . [2] في ش: مغيث. [3] في أسد الغابة: لحقر ذلك يوم القيامة. وفي ش: لحقره ذلك اليوم. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 13)

(2343) محمد بن كعب القرظي.

(2343) محمد بْن كَعْب القرظي. يكنى أَبَا حَمْزَة. قال التِّرْمِذِيّ: سمعت قتيبة يَقُول: بلغني أن مُحَمَّد بْن كَعْب القرظي ولد فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (2344) محمد بْن مسلمة الأَنْصَارِيّ الحارثي، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. ويقال: بل يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وهو مُحَمَّد بْن مسلمة [بْن سَلَمَة] [1] بْن خَالِد بن عدي ابن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بْن عَمْرو بْن مَالِك بْن الأوس، حليف لبني عبد الأشهل، شهد بدرا والمشاهد كلها، ومات بالمدينة، ولم يستوطن غيرها، وكانت وفاته بها فِي صفر سنة ثلاث وأربعين. وقيل: سنة ست وأربعين. وقيل: سنة سبع وأربعين، وَهُوَ ابْن سبع وسبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ مَرَوَان بْن الحكم، وَهُوَ يومئذ أمير على المدينة. يقال: كَانَ أسمر شديد السمرة، طويلا أصلع ذا جثة. وكان مُحَمَّد بْن مسلمة من فضلاء الصحابة. وهو أحد الذين قتلوا كَعْب بْن الأشرف، واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المدينة فِي بعض غزواته. وقيل: استخلفه فِي غزوة قرقرة الكدر، وقيل: إنه استخلفه عام تبوك. واعتزل الفتنة واتخذ سيفا من خشب، وجعله فِي جفن، وذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمره بذلك، ولم يشهد الجمل ولا صفين، وأقام بالربذة. وقد تقدم [2] فِي باب أُسَامَة بْن زَيْد أن الذين قعدوا فِي الفتنة: سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، وعبد الله بْنُ عُمَرَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْد. وقد قيل: إنه الَّذِي قتل مرحبا اليهودي بخيبر. وقيل: قتله الزُّبَيْر. والصحيح الَّذِي عَلَيْهِ أكثر أهل السير وأهل الحديث أن عليا هُوَ الَّذِي قتل مرحبا اليهودي بخيبر. يقال: إنه كَانَ لمحمد بْن مسلمة من الولد عشرة ذكور وست بنات.

_ [1] ليس في أسد الغابة. [2] صفحة 75.

باب محمود

باب محمود (2345) محمود بْن الربيع بْن سراقة الخزرجي الأَنْصَارِيّ، من بني عبد الأشهل. وقيل: إنه من بني الْحَارِث بْن الخزرج، وقيل: إنه من بني سَالِم بْن عوف، يكنى أَبَا نُعَيْم. وقيل: يكنى أَبَا مُحَمَّد. معدود فِي أهل المدينة. قال إِبْرَاهِيم بْن المنذر: مات سنة سبع وتسعين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة. قال أَبُو عُمَر: عقل عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مجة مجها من دلو من بئرهم، وحفظ ذَلِكَ عَنْهُ، وَهُوَ ابْن أربع سنين أو خمس سنين. وحدث عَنْهُ أنس بْن مَالِك حديث عتبان وقيل: مات مَحْمُود بْن الربيع سنة ست وتسعين، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مُسْهِرٌ [1] ، وقال: محمد بن على ابن مَرَوَانَ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ عَقِلَ مَجَّةً مَجَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَجْهِهِ مِنْ دَلْوٍ مُعَلَّقٍ فِي بِئْرِهِمْ. وروى عَنْهُ ابْن شهاب ورجاء بْن حيوة أَبُو المقدام. (2346) محمود بْن رَبِيعَة، رجل من الأنصار، مخرج حديثه عَنْ أهل مصر وأهل خراسان فِي كالئ المرأة والدين الَّذِي لا يؤدى. (2347) محمود بْن لبيد بْن رَافِع بْن امرئ القيس بْن زَيْد الأَنْصَارِيّ الأشهلي. من بني عبد الأشهل ولد على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حدث عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأحاديث، منها أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يحمي أحدهم سقيمه الماء. ذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الغسيل، عن عاصم بن عمر،

_ [1] في ش: أبو مسهر.

(2348) محمود بن مسلمة،

عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّاسُ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْلِهِمْ، فَخَرَجَ وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَمَّنَا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ ... وذكر الحديث. وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عُمَرَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ: أَسْرَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَا حَتَّى انْقَطَعَتْ نِعَالُنَا يَوْمَ مَاتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ. وَأَدْخَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي الْمُسْنَدِ. وذكره الْبُخَارِيّ بعد مَحْمُود بْن الربيع فِي أول باب مَحْمُود، وذكر ابْن أَبِي حَاتِم أن الْبُخَارِيّ قَالَ لَهُ صحبة. قال: وَقَالَ: إِنِّي لا أعرف لَهُ صحبة. قال أَبُو عُمَر: قول الْبُخَارِيّ أولى، وقد ذكرنا من الأحاديث مَا يشهد لَهُ، وَهُوَ أولى بأن يذكر فِي الصحابة من مَحْمُود بْن الربيع، فإنه أسن منه. وذكره مُسْلِم فِي الطبقة الثانية منهم، فلم يصنع شيئا، ولا علم منه مَا علم غيره. وكان مَحْمُود بْن لبيد أحد العلماء، وَرَوَى مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ: وُلِدَ مَحْمُودُ بْنُ لَبِيدٍ عَلَى عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بن أبى عمرو، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ يَحْمِي عِبَادَهُ الدُّنْيَا كَمَا تَحْمُونَ مرضاكم الطعام والشراب تحافون عليهم. (2348) محمود بْن مسلمة، أخو مُحَمَّد بْن مسلمة الأَنْصَارِيّ قد تقدم ذكر نسبه عِنْدَ ذكر أخيه. شهد مَحْمُود بْن مسلمة أحدا والخندق وخيبر، وقتل

باب مخرمة

بخيبر، أدلى عَلَيْهِ مرحب رحى، فأصابت رأسه، فهشمت البيضة رأسه، وسقطت جلدة جبينه على وجهه، فأتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرد الجلدة فعادت كما كانت، وعصبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثوبه فمكث ثلاثة أيام ومات. وذكر مُوسَى بْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ- فيما زعموا، والله أعلم، يومئذ: لَهُ أجر شهيدين. روى عَنْهُ جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ. باب مخرمة (2348) مخرمة بْن شريح الحضرمي. حليف لبني عبد شمس. استشهد يَوْم اليمامة. ذكر اللَّيْث، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ أَنَّ مَخْرَمَةَ بْنَ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيَّ ذُكِرَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فقال: ذلك رجل لا يتوسد القرآن. (2349) مخرمة بْن نوفل بْن أهيب بْن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري. أمه رقيقة بِنْت أَبِي صيفي بْن هاشم بن عبد مناف، وهو والد المسور ابن مخرمة، كَانَ من مسلمة الْفَتْح، وَكَانَ لَهُ سن وعلم بأيام قريش، كَانَ يؤخذ عَنْهُ النسب، وَكَانَ أحد علماء قريش، يكنى أَبَا صَفْوَان. وقيل: أَبَا المسور بابنه المسور. وقيل: أَبُو الأسود. وَأَبُو صَفْوَان أكثر. رَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَالَ: النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي: يَا أَبَا صَفْوَانَ- فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، وكان نبيها، أبيا، شهد حنينا، وَهُوَ أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم، وأحد الذين نصبوا أعلام الحرم لعمر. مات بالمدينة زمن مُعَاوِيَة سنة ربع وخمسين، وقد بلغ مائة سنة وخمس عشرة سنة، وكف بصره فِي زمن عُثْمَان. يعد فِي أهل الحجاز.

باب مخشى

باب مخشى (2350) مخشي بْن حمير الأشجعي. حليف لبني سَلَمَة من الأنصار، كَانَ من المنافقين، وسار مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى تبوك حين أرجفوا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، ثُمَّ تاب وحسنت توبته، وسمي عَبْد الرَّحْمَنِ، وسأل الله أن يقتله شهيدا. لا يعلم مكانه، فقتل يَوْم اليمامة، فلم يوجد له أثر. (2351) مخشى بن وبرة يقال وبرة بْن مخشي ويقال: وبرة بْن يحنس، وَهُوَ الأولى عندهم بالصواب، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعثه إِلَى الأبناء باليمن. باب مدرك (2352) مدرك بْن الْحَارِث العامري. روى عَنْهُ الْوَلِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الجرشي أَنَّهُ حج مع أَبِيهِ فِي بدء الإسلام، فذكر قصة زينب بِنْت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ ناولت أباها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القدح وهي تبكي، وهي مكشوفة النحر، فَقَالَ لَهَا: خمري عليك نحرك، فلن تخافي على أبيك غلبةً ولا ذلا بعد اليوم. ويروى: غيلة ولا ذلا. وذكر الحديث بتمامه رَضِيَ اللَّهُ عنه. (2353) مدرك بْن عُمَارَة، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبايعه، فقبض يده عَنْهُ لخلوق رآه فيها، فلما غسله بايعه. في حديثه هَذَا اضطراب، وفي صحبته نظر، فإن كَانَ مدرك بْن عُمَارَة بْن عقبة بْن أَبِي معيط فلا تصح لَهُ صحبة ولا لقاء ولا رواية. وحديثه هَذَا لا أصل لَهُ، وإنما روي ذَلِكَ فِي أَبِيهِ عُمَارَة، ولا يصح ذَلِكَ أيضا، وقد أوضحت [1] ذَلِكَ فِي باب الْوَلِيد بْن عقبة (2354) مدرك بْن عوف الْبَجَلِيّ. مختلف فِي صحبته واتصال حديثه. روى عَنْهُ قَيْس بْن أَبِي حَازِم وقيس، يروي عَنْ كبار الصحابة، ويروي مدرك هَذَا عَنْ عمر بن الخطاب.

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.

(2355) مدرك الغفاري،

(2355) مدرك الغفاري، جد خَالِد بْن الطفيل بْن مدرك، لَهُ صحبة. باب مرة (2356) مرة بْن الْحُبَاب بْن عدي بْن الجد بْن العجلان البلوي الأَنْصَارِيّ، من بلي، حليف لبني عَمْرو بْن عوف. وقال الطبري: مرة بْن الْحُبَاب ابن العجلان: شهد أحدا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وقال ابن الكلبي [1] : مرة ابن الْحُبَاب بْن عدي بْن العجلان شهد بدرا مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقاله غير ابْن الكلبي أيضا. (2357) مرة بْن سراقة، أحد النفر الذين قتلوا بحنين من المسلمين شهيدا. (2358) مرة بْن عَمْرو بْن حَبِيب القرشي الفهري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا: أنا وكافل اليتيم كهاتين فِي الجنة. روت عنه ابنته أم سعد. يعد فِي أهل المدينة. (2359) مرة بْن كَعْب البهزي، من بهز بن الحارث بن سليم بْن مَنْصُور، نزل البصرة، ثُمَّ نزل بالشام. وقد قيل: إن اسم البهزي هَذَا كَعْب بْن مُرَّةَ. والصحيح- والله أعلم- مرة بْن كَعْب. وقد قيل: إنهما اثنان، وليس بشيء. وتوفى مرّة ابن كَعْب البهزي بالأردن سنة سبع وخمسين. روى فِي فضل عُثْمَان. روى عَنْهُ أَبُو الأَشْعَث الصنعاني، وجبير بْن نُفَيْر، وعبد الله بْن شقيق. (2360) مرة العامري، والد يعلى بْن مُرَّةَ، كوفي، لَهُ ولابنه يعلى بْن مُرَّةَ صحبة ورواية، وَهُوَ مرة بْن وهيب [2] بْن جَابِر. باب مرارة (2361) مرارة بْن رَبِيعَة. ويقال ابْن ربيع العمري الأنصاري. من بنى عمرو

_ [1] وفي أسد الغابة: وقال الكلبي وغيره: إنه شهد بدرا أيضا. [2] في ى: وهب.

(2362) مرارة بن مربع.

ابن عوف، شهد بدرا، وَهُوَ أحد الثلاثة الذين تخلفوا عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك، وتاب الله عليهم، ونزل القرآن فِي شأنهم. (2362) مرارة بْن مربع. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أخو زَيْد بْن مربع، وعبد الرحمن بْن مربع بْن قيظي بْن عَمْرو من بني حارثة من الأنصار، وَكَانَ أبوهم مربع بْن قيظي أحد المنافقين، وَهُوَ الأعمى القائل: لو كنت نبيا مَا دخلت حائطي بغير إذني. باب مرثد (2363) مرثد بْن الصلت الْجُعْفِيّ. سكن البصرة، وعن اهلها يخرج حديثه روى عَنْهُ ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مرثد بْن الصلت الْجُعْفِيّ أَنَّهُ وفد على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فسأله عَنْ مس الذكر، فَقَالَ: إنه هُوَ بضعة منك (2364) مرثد بْن أَبِي مرثد الغنوي. اسم أَبِي مرثد كناز [1] بْن حُصَيْن. ويقال ابْن حصن. وقد تقدم ذكره فِي باب الكاف [2] ، ونسبناه هناك إِلَى غني بْن يعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بْن مضر. شهد مرثد وأبوه أَبُو مرثد جميعا بدرا، كانا حليفين لحمزة بْن عبد المطلب، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أوس بْن الصامت أخي عبادة بن الصامت، وشهد مرثد بدرا وأحدا، وقتل يَوْم الرجيع شهيدا، أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السرية التي وجهها معه إِلَى مكة، وذلك فِي صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى المدينة. وزعم بن إِسْحَاق أن مرثد بْن أَبِي مرثد الغنوي أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السرية التي بعث فيها عَاصِم بْن ثابت بن أبى الأقلح، وخبيب ابن عدي، إِلَى عضل والقارة وبني لحيان، وذلك فِي آخر سنة الهجرة، وكانوا سبعة نفر، منهم مرثد هَذَا، وَهُوَ كَانَ الأمير عليهم فيما ذكر ابن إسحاق.

_ [1] بنون ثقيلة وزاي (الإصابة) . [2] صفحة 1333.

وذكر مَعْمَر، عَنِ ابْن شهاب- أن أميرهم كَانَ عَاصِم بْن ثَابِت بْن أَبِي الأقلح. والستة: مرثد بْن أَبِي مرثد، وعاصم بْن ثَابِت بْن أَبِي الأقلح، وخبيب بْن عدي، وخالد بْن البكير، وزيد بْن الدثنة، وعبد الله بْن طارق حليف بني ظفر، كَانَ هؤلاء الستة قد بعثوا إِلَى عضل والقارة ليفقهوهم فِي الدين، ويعلموهم القرآن وشرائع الإسلام، فغدروا بهم، واستصرخوا عليهم هذيلا، وقتل حينئذ مرثد بْن أَبِي مرثد، وعاصم، وخالد، وقاتلوا حَتَّى قتلوا، وألقى خبيب وعبد الله وزيد بأيديهم، فأسروا. وقد ذكرنا خبر كل واحد منهم فِي موضعه من هَذَا الكتاب. من حديث مرثد الغنوي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم. رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الشَّامِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ، وَكَانَ بَدْرِيًّا أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن سركم أن تقبل صلاتكم فليؤمكم خياركم، فإنهم وَفْدُكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ. قال أَبُو عُمَر: هكذا فِي هَذَا الحديث بهذا الإسناد، عَنِ الْقَاسِم أَبِي عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مرثد بْن أَبِي مرثد. وهو عندي وهم وغلط، لأنه قد قتل فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومغازيه، لم يدركه الْقَاسِم المذكور ولا رآه، فلا يجوز أن يقال فِيهِ حَدَّثَنِي، لأنه منقطع أرسله الْقَاسِم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ مرثد بْن أَبِي مرثد هَذَا، إلا أن يكون رجل آخر وافق اسمه اسم أبيه، وشهد أيضا بدرا. وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَخْنَسِ، عَنْ عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ، وَكَانَ يَحْمِلُ الأَسْرَى مِنْ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِمُ الْمَدِينَةَ، قَالَ: وَكَانَ بِمَكَّةَ بَغِيٌّ يُقَالُ لَهَا عَنَاقُ، وَكَانَتْ

صَدِيقَةٌ لَهُ، وَكَانَ وَعَد رَجُلا أَنْ يَحْمِلَهُ مِنْ أَسْرَى مَكَّةَ، قَالَ: فَجِئْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ، فَجَاءَتْ عَنَاقُ فَأَبْصَرَتْ سَوَادَ ظِلِّي بِجَانِبِ الْحَائِطِ، فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَيَّ عَرَفَتْنِي فَقَالَتْ: مَرْثَدٌ! قُلْتُ: مَرْثَدٌ! قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلا، هَلُمَّ فَبِتْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ. قَالَ: قُلْتُ: يَا عَنَاقُ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الزِّنَا قَالَتْ: يَا أَهْلَ الْخِبَاءِ، هَذَا الَّذِي يَحْمِلُ الأَسْرَى. قَالَ: فَاتَّبَعَنِي ثَمَانِيَةُ رِجَالٍ وَسَلَكْتُ الْخَنْدَمَةَ [1] حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى كَهْفٍ أَوْ غَارٍ، فَدَخَلْتُهُ، وَجَاءُوا حَتَّى قَامُوا عَلَى رَأْسِي، وَأَعْمَاهُمُ اللَّهُ عَنِّي، ثُمَّ رَجَعُوا وَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَحَمَلْتُهُ، وَكَانَ رَجُلا ثَقِيلا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى الإِذْخَرِ، فَفَكَكْتُ عَنْهُ كَبْلَهُ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَحْمِلُهُ حَتَّى قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، أنكح عناقا؟ فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةَ [2] : الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مشركة ... الآية. فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ وَقَالَ: لا تَنْكِحْهَا. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، رَوَى عَنْ جَدِّهِ- أَنَّ مرثد الْغَنَوِيَّ كَانَ يَحْمِلُ الأَسَارَى بِمَكَّةَ، وَكَانَ بِمَكَّةَ بَغِيٌّ يُقَالُ لَهَا عَنَاقُ، وَكَانَتْ صَدِيقَتَهُ، قَالَ: جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقُلْتُ: يا رسول الله، أنكح عناقا؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنِّي، وَنَزَلَتْ [2] : الزَّانِي لا يَنْكِحُ إلا زانية ... الآية، فَدَعَانِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأَهَا عَلَيَّ، وَقَالَ: لا تَتَزَوَّجَهَا. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو مَعْمَرٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال

_ [1] الخندمة: جبل بمكة. [2] سورة النور، آية 3.

(2365) مرثد بن وداعة،

رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يَنْكِحُ الزَّانِي الْمَجْلُودُ فِي حَدٍّ إِلا مِثْلَهُ. وَقَالَ أَبُو مَعْمَر: حَدَّثَنَا حَبِيب المعلم، عَنْ عمرو بن شعيب. (2365) مرثد بْن وداعة، أَبُو قتيلة، الْكِنْدِيّ. ويقال الْجُعْفِيّ. ويقال: إنه من ساكني مصر. له صحبة فيما ذكر الْبُخَارِيّ. وقال أَبُو حَاتِم الرازي: ليست لَهُ صحبة، وإنما يروي عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالَةَ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيُّ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، سَمِعَ حُمَيْدَ بْنَ يَزِيدَ الرَّحْبِيَّ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا قُتَيْلَةَ مَرْثَدَ بْنَ وَدَاعَةَ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي، وَرُبَّمَا قَتَلَ الْبَرْغُوثَ فِي الصَّلاةِ. وذكره مُسْلِم بْن الْحَجَّاج فِي التابعين. باب مرداس (2366) مرداس بْن عُرْوَة، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ زِيَاد بْن عَلْقَمَة. (2367) مرداس بْن مَالِك الأسلمي، كَانَ ممن بايع تحت الشجرة ثُمَّ سكن الكوفة، وَهُوَ معدود فِي أهلها. روي عَنْهُ حديث واحد ليس لَهُ غيره- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يقبض الصالحون الأول فالأول، وتبقى حثالة كحثالة التمر، رَوَى عَنْهُ قَيْس بْن أَبِي حَازِم (2368) مرداس بْن أَبِي مرداس، وَهُوَ مرداس بْن عقفان التميمي العنبري. له صحبة، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا لي بالبركة، روى عَنْهُ ابنه بَكْر بْن مرداس. (2369) مرداس بْن نهيك الفزاري، فِيهِ نزلت [1] . وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ... 4: 94 الآية، كَانَ يرعى غنما لَهُ فهجمت عَلَيْهِ سرية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفيها أُسَامَة بْن زَيْد، وأميرها سَلَمَة بْن الأكوع، فلقيه أُسَامَة وألقى إِلَيْهِ السلام، وَقَالَ: السلام عليكم، أنا مؤمن، فحسب أُسَامَة أَنَّهُ ألقى إِلَيْهِ السلام متعوذا، فقتله، فأنزل الله عز وجل [1] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا 4: 94

_ [1] سورة النساء، آية 93.

باب مروان

ضَرَبْتُمْ في سَبِيلِ الله فَتَبَيَّنُوا ... 4: 94 الآية. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تحبّ أُسَامَة ويحب أن يثني الناس عَلَيْهِ خيرا إذا بعثه بعثا، وَكَانَ مع ذَلِكَ يسأل عَنْهُ، فلما قتل هَذَا المسلم مرداسا لم تكتم السريّة ذلك عن رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أعلنوه بذلك رفع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأسه إِلَى أُسَامَة، فَقَالَ لَهُ: كيف أنت ولا إله إلا الله! فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ، إنما قالها متعوذا. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هلا شققت عَنْ قلبه، فنظرت إِلَيْهِ، فأنزل الله هَذِهِ الآية، وأخبر أَنَّهُ إنما قتله من أجل عرض الدنيا: غنيمته، وجمله، فحلف أُسَامَة ألا يقاتل رجلا يَقُول: لا إله إلا الله أبدا. هذا فِي تفسير السدي، وتفسير ابْن جريج، عَنْ عكرمة. وفي تفسير سَعِيد عَنْ قَتَادَة وقاله غيرهم أيضا. ولم يختلفوا فِي أن المقتول يومئذ الَّذِي ألقى إِلَيْهِ السلام، وَقَالَ: إِنِّي مؤمن- رجل يسمى مرداسا، واختلفوا فِي قاتله، وفي أمير تلك السرية اختلافا كثيرا، وقد ذكرنا جملته في باب محكم بْن جثامة من هَذَا الكتاب [1] . باب مَرْوَان (2370) مروان بْن الحكم بْن أَبِي الْعَاص بْن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. يكنى أَبَا عَبْد الْمَلِكِ. ولد على عهد رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة اثنتين من الهجرة. وقيل: عام الخندق. وقال مَالِك: ولد مَرَوَان بْن الحكم يَوْم أحد. وقال غيره: ولد مَرَوَان بمكة. ويقال: ولد بالطائف، فعلى قول مَالِك توفي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن ثمان سنين أو نحوها، ولم يره لأنه خرج إِلَى الطائف طفلا لا يعقل، وذلك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قد نفى أباه الحكم إليها، فلم يزل بها حَتَّى ولي عُثْمَان بْن عَفَّان، فرده عُثْمَان، فقدم المدينة هُوَ وولده فِي خلافة عُثْمَان، وتوفي أبوه فاستكتبه عثمان، وكتب له،

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب في الأفراد.

فاستولى عَلَيْهِ إِلَى أن قتل عُثْمَان، ونظر إِلَيْهِ علي يوما. فقال لَهُ: ويلك وويل أمة مُحَمَّد منك، ومن بنيك إذا ساءت درعك! وَكَانَ مَرَوَان يقال لَهُ خيط باطل، وضرب بِهِ يَوْم الدار على قفاه، فجرى لقبه، فلما بويع لَهُ بالإمارة قَالَ فِيهِ أخوه عبد الرحمن بن الحكم- وكان ما جنا شاعرا محسنا، وَكَانَ لا يرى رأي مَرَوَان: فو الله مَا أدري وأني لسائل ... حليلة مضروب القفا كيف يصنع لحا الله قوما أمروا خيط باطل ... على الناس يعطي مَا [1] يشاء ويمنع [وقيل: إنما قَالَ لَهُ أخوه عَبْد الرَّحْمَنِ ذَلِكَ حين ولاه مُعَاوِيَة أمر المدينة] [2] ، وَكَانَ كثيرا ما يهجوه. ومن قوله فيه: وهبت نصيبي فيك يَا مرو كله ... لعمرو ومروان الطويل وخالد فكل ابْن أم زائد غير ناقص ... وأنت ابْن أم ناقص غير زائد وقال مَالِك بْن الريب يهجو مَرَوَان: لعمرك مَا مَرَوَان يقضي أمورنا ... ولكنما تقضي لنا بِنْت جَعْفَر فيا ليتها كانت علينا أميرةً ... وليتك يَا مَرَوَان أمسيت آخر [3] وكان مُعَاوِيَة لما صار الأمر إِلَيْهِ ولاه المدينة، ثم جمع له إلى المدينة مكة والطائف، ثُمَّ عزله عَنِ المدينة سنة ثمان وأربعين، وولاها سَعِيد بْن أَبِي الْعَاص، فأقام عليها أميرا إِلَى سنة أربع وخمسين، ثُمَّ عزله، وولى مَرَوَان، ثُمَّ عزله، وولى الْوَلِيد بْن عُتْبَة، فلم يزل واليا على المدينة حَتَّى مات مُعَاوِيَة وولى يَزِيد، فلما كف الْوَلِيد بْن عُتْبَة عَنِ الْحُسَيْن وَابْن الزُّبَيْر فِي شأن البيعة ليزيد، وَكَانَ الْوَلِيد رحيما حليما سريا، عزله وولى يَزِيد عَمْرو بْن سَعِيد الأشدق، ثُمَّ عزله وصرف الْوَلِيد بْن عُتْبَة، ثُمَّ عزله، وولى عُثْمَان بْن محمد بن أبى سفيان، وعليه قامت

_ [1] في ش: من. [2] من ش. [3] في ش: ذاخر.

الحرّة، ثم لما مات يزيد، وولىّ ابنه أَبُو ليلى مُعَاوِيَة بْن يَزِيد، وذلك سنة أربع وستين. عاش بعد أَبِيهِ يَزِيد أربعين ليلة، ومات وَهُوَ ابْن إحدى وعشرين سنة، وَكَانَ موته من قرحة يقال لَهَا السكتة، وكانت أمه أم خَالِد بِنْت هاشم ابن عُتْبَة بْن رَبِيعَة، وقالت لَهُ: اجعل الخلافة من بعدك لأخيك، فأبى، وَقَالَ: لا يكون لي مرها ولكم حلوها، فوثب مَرَوَان حينئذ عليها وأنشد: إِنِّي أرى فتنةً تغلي مراجلها ... والملك بعد أَبِي ليلى لمن غلبا ثم التقى هُوَ والضحاك بْن قَيْس بمرج راهط على أميال من دمشق، فقتل الضحاك، وَكَانَ مَرَوَان قد تزوج أم خَالِد بْن يَزِيد ليضع منه، فوقع بينه وبين خَالِد يوما كلام، فَقَالَ لَهُ مَرَوَان- واغلظ لَهُ فِي القول: اسكت يَا بْن الرطبة. فقال لَهُ خَالِد: مؤتمن خائن. فندم مَرَوَان، وَقَالَ: مَا أدى الأمانة إذا أؤتمن، ثُمَّ دخل خَالِد على أمه فَقَالَ لَهَا: هكذا أردت، يَقُول لي مَرَوَان على رءوس الناس كذا وكذا! فقالت لَهُ: اسكت، لا ترى بعد منه شيئا تكرهه، وسأقرب عليك مَا بعد، فسمته، ثُمَّ قامت إِلَيْهِ مع جواريها فغممته حَتَّى مات، فكانت خلافته تسعة أشهر وقيل عشرة أشهر. ومات فِي صدر رمضان سنة خمس وستين، وَهُوَ ابْن ثلاث وستين. وقيل: ابْن ثمانية وستين، وقيل ابْن أربع وستين، وَهُوَ معدود فيمن قتله النساء. روى عَنْهُ من الصحابة سَهْل بْن سَعْد فيما ذكر صَالِح بْن كيسان. وعبد الرحمن بْن إِسْحَاق، عَنِ ابْن شهاب، بْن سَهْل بْن سَعْد، عَنْ مَرَوَان، عَنْ زَيْد بْن ثَابِت فِي قول الله عز وجل [1] : لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ من الْمُؤْمِنِينَ ... 4: 95 الآية. ورواه مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ قبيصة بْن ذؤيب. عن زيد بن ثابت. وممن

_ [1] سورة النساء، آية 94.

(2371) مروان بن قيس الأسدي

رَوَى عَنْهُ من التابعين عُرْوَة بْن الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن. وقال عُرْوَة: كَانَ مَرَوَان لا يتهم فِي الحديث، ومن شعر عَبْد الرحمن فيه: ألا من مبلغ مَرَوَان عني ... رسولا والرسول من البيان بأنك لن ترى طردا لحر ... كإلصاق بِهِ بعض [1] الهوان وهل حدثت قبلي عَنْ كريم ... معين فِي الحوادث أو معان يقيم بدار مضيقة إذا لم ... يكن حيران أو خفق الجنان فلا تقذف بي الرجوين إِنِّي ... أقل القوم من يغني مكاني سأكفيك الَّذِي استكفيت مني ... بأمر لا تخالجه يدان [2] ولو أنا بمنزلة جميعا ... جريت وأنت مضطرب العنان ولولا أن أم أبيك أمي ... وأن من قد هجاك فقد هجاني لقد جاهرت بالبغضاء إِنِّي ... إلى أمر الجهارة والعلان (2371) مروان بْن قَيْس الأسدي ويقال: السُّلَمِيّ، لَهُ صحبة. روى عَنْهُ عِمْرَان ابن يَحْيَى وابنه خثيم بْن مَرَوَان [3] . باب مَسْعُود (2372) مسعود بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي. كان من السبعين الذين هاجروا من بني عدي هُوَ وأخوه مطيع بْن الأسود، وأمهما العجماء بِنْت عَامِر بْن الْفَضْل بْن عَفِيف بْن كليب ابن حبشية [4] بْن سلول. كَانَ من أصحاب الشجرة، واستشهد يَوْم مؤتة. (2373) مسعود بْن الأسود البلوي، من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

_ [1] في ش: طرف. [2] في ش: اليدان. [3] في د: خيثم وهو تحريف. هذا الباب أول الجزء الثالث من النسخة التي نرمز إليها بالحرف (1) . [4] في أ: حبشه والمثبت من ت وأسد الغابة.

(2374) مسعود بن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار.

ويقال فِيهِ مَسْعُود بْن المسور. يعد فِي أهل مصر، شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وَكَانَ قد استأذن عُمَر فِي غزوة إِلَى إفريقية، فقال عمر: إفريقية غادرة ومغدور بها. روى عَنْهُ علي بْن رباح وغيره من المصريين. وَحَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ ابن يَزِيدَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْمِسْوَرِ صَاحَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، وَأَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فِي غَزْوِ إِفْرِيقْيَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: إِفْرِيقْيَةُ غَادِرَةٌ وَمَغْدُورٌ بِهَا. (2374) مسعود بْن أوس بن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار. هكذا نسبه الْوَاقِدِيّ وَأَبُو عُمَارَة. وأما ابْن إِسْحَاق وَأَبُو معشر فإنهما قَالا: هُوَ مَسْعُود بْن أوس بْن أصرم بْن زَيْد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار. قال أَبُو عُمَر: هُوَ أَبُو مُحَمَّد، غلبت عَلَيْهِ كنيته، وَهُوَ الَّذِي زعم أن الوتر واجب، فَقَالَ عبادة بْن الصامت: كذب أَبُو مُحَمَّد. شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فِي البدريين، وذكره غيره. قيل: توفي فِي خلافة عُمَر بْن الخطاب. وقال الكلبي: شهد بدرا، وشهد صفّين مع على. (2375) مسعود بْن حراش، أخو ربعي بْن حراش. قال البخاري: له صحبة. وقال أبو حاتم الرازي: ليست لَهُ صحبة روى عَنْ عُمَر، وطلحة ابن عُبَيْد الله. روى عَنْهُ أَبُو بردة. (2376) مسعود بْن الحكم بْن الربيع بْن عَامِر [بْن خالد بن عامر [1]] ابن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي. أمه حبيبة [2] بِنْت شريق بْن أَبِي خيثمة من [3] هذيل، يكنى أَبَا هارون. ولد على عهد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سريا لَهُ قدر وجلالة بالمدينة، ويعد من أجلة التابعين وكبارهم. روى عَنْ عُمَر وعثمان وعلي، وَهُوَ الَّذِي يروى عَنْ علي بْن أَبِي طالب عَنِ النَّبِيّ

_ [1] ليس في أ. [2] في أ، ش، وأسد الغابة: أم حبيبة. [3] في ى: بن.

(2377) مسعود بن خلدة [1] بن عامر [بن مخلد بن عامر] [2] بن زريق الأنصاري الزرقي.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قام فِي الجنائز، ثُمَّ جلس بعد. روى عَنْهُ نَافِع بْن جُبَيْر بْن مطعم، وَمُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر، وأبو الزناد. (2377) مسعود بْن خلدة [1] بْن عَامِر [بْن مخلد بن عامر] [2] بن زريق الأنصاري الزرقي. شهد بدرا وأحدا وقتل يَوْم بئر معونة شهيدا فِي قول مُحَمَّد بْن عُمَر. وأما عَبْد الله بن محمد بن عمارة فإنه قال: قتل يَوْم خيبر [شهيدا] [3] . (2378) مسعود بْن الربيع. ويقال مَسْعُود بْن رَبِيعَة بْن عَمْرو بْن سعد ابن عبد العزى القاري، يكنى أَبَا عُمَيْر، من القارة، وهم الهون بن خزيمة ابن مدركة. أسلم قديما بمكة قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عُبَيْد بْن التيهان. شهد بدرا وَهُوَ أحد حلفاء بني زهرة. قال مُوسَى بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق: مَسْعُود بْن رَبِيعَة. وقال أبو معشر والواقدي: مسعود ابن الربيع. مات سنة ثلاثين، وقد زاد سنه على الستين، يكنى أَبَا عُمَيْر. (2379) مسعود بْن رخيلة [4] بْن عائذ الأشجعي. كان قائد أشجع يَوْم الأحزاب مع المشركين، ثُمَّ أسلم فحسن إسلامه، ذكر ذَلِكَ أَبُو جَعْفَر الطبري. (2380) مسعود بْن سَعْد بْن قَيْس بْن خَالِد بْن عَامِر بْن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي. قال الْوَاقِدِيّ: شهد بدرا وأحدا، وقتل يوم بئر معونة شهيدا. (2381) مسعود بْن سنان بْن الأسود، حليف لبني غنم بْن سَلَمَة من الأنصار، شهد أحدا، وقتل يَوْم اليمامة شهيدا. (2382) مسعود بْن سويد بن حارثة بن فضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.

_ [1] في أسد الغابة: خالد. [2] من أ، ش. [3] ليس في أ، ش. [4] بالخاء المعجمة- مصغر.

(2383) مسعود بن عدي [2] بن حرملة اللخمي،

كان أيضا من السبعين الذين هاجروا من بني عدي، واستشهد يَوْم مؤتة فيما زعم ابْن الكلبي وحده، وَهُوَ ابْن عم الَّذِي قبله [1] . قال العدوي: لم يذكر ذَلِكَ غير ابْن الكلبي. وقال الزُّبَيْر: قتل مَسْعُود بْن سويد يَوْم مؤتة شهيدا وليس لَهُ عقب. (2383) مسعود بْن عدي [2] بْن حرملة اللخمي، يزعم أهله وولده أن لَهُ صحبة. روى الحديث عَنْهُ جماعة من ولده. (2384) مسعود بْن عبد سَعْد، هكذا قَالَ مُوسَى بْن عقبة، وَأَبُو معشر، وعبد الله بْن مُحَمَّد بْن عُمَارَة الأَنْصَارِيّ. وقال الْوَاقِدِيّ: مَسْعُود بْن عبد مَسْعُود. وقال ابْن إِسْحَاق: مَسْعُود بْن سَعْد، وكلهم ينتسب [3] فِي الأوس. قال ابْن إِسْحَاق: مَسْعُود بْن سَعْد بْن عَامِر بْن عدي بْن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بْن الخزرج بْن عَمْرو بْن خَالِد [4] بْن الأوس. شهد بدرا، وقتل يَوْم خيبر شهيدا. (2385) مسعود بْن عبدة بْن مظهر [5] ، قَالَ الطبري: شهد أحدا هُوَ وابنه نيار بْن مَسْعُود مع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2386) مسعود بْن عُرْوَة، لَهُ صحبة. قتل فِي غزوة أَبِي سَلَمَة بْن عبد الأسد إِلَى ماء من مياه بني أَسَد من ناحية نجد. (2387) مسعود بْن عَمْرو الثقفي [6] . رَوَى عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم

_ [1] الّذي قبله في الترتيب الأول للكتاب هو مسعود بن عروة. [2] في أ: بن عيسى. وش مثل ى. [3] في ش: وكلهم نسبه. [4] في ش: مالك. [5] بضم الميم وسكون الظاء وكسر الهاء (الإصابة، وأسد الغابة) . [6] في أ: الغفاريّ.

(2388) مسعود بن عمرو القاري،

فِي كراهية السؤال. روى عَنْهُ سَعِيد بْن يزيد، والّذي انفرد بحديثه محمد ابن جامع العطار، متروك الحديث. [روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة] [1] . (2388) مسعود بْن عَمْرو القاري، من القارة. وكان على المغانم يَوْم حنين، وأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة، قال الكلبي: هُوَ مَسْعُود بْن عَامِر بْن رَبِيعَة بْن عَمْرو [بْن سَعْد] [2] بن عبد العزّى ابن محلم صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يقال لَهُ القاري. (2389) مسعود بْن قَيْس. فيه نظر. (2390) مسعود بن يزيد بْن سبيع بْن خنساء بْن سنان بْن عبيد بن عدي ابن كعب بن غنم بن [كعب] [2] بن سلمة الأَنْصَارِيّ. شهد العقبة، ولم يشهد بدرا. (2391) مسعود غلام فروة الأسلمي، لَهُ صحبة، وفروة هُوَ جد بريدة بْن سُفْيَان بْن فروة، ويقال مَسْعُود هَذَا مولى أَبِي تميم [3] بْن حجير الأسلمي غلام فروة، وفي ذَلِكَ نظر، وذكره مُحَمَّد بْن سَعْد، وَقَالَ [4] : مَسْعُود مولى تميم بْن حجير الأسلمي غلام فروة، وَهُوَ كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حفظ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي المريسيع فِي الخمس، أَخْبَرَنِي ذَلِكَ مُحَمَّد ابن عُمَر. [حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ هُوَ ابْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ فَرْوَةَ الأَسْلَمِيُّ عَنْ غُلامٍ لِجَدِّهِ يُقَالُ لَهُ

_ [1] ليس في أ، ش. وهي عبارة مضطربة ستأتي واضحة في الترجمة التالية. [2] من أ، ش. [3] في هوامش الاستيعاب: مولى ابن أبي تميم. (53) . [4] في أسد الغابة: وقيل: اسمه سعد. بدل مسعود وقد تقدم (4- 360) .

باب مسلم

مَسْعُودٌ، قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: يَا مَسْعُودُ، إِيتِ أَبَا تَمِيمٍ- يَعْنِي مَوْلاهُ- فَقُلْ لَهُ: يَلُمُّنَا عَلَى بَعِيرٍ، وَيَبْعَثُ إِلَيْنَا بِزَادٍ وَدَلِيلٍ يَدُلُّنَا فَجِئْتُ إِلَى مَوْلايَ فَأَخْبَرْتُهُ فَبَعَثَ مَعِي بِبَعِيرٍ وَوَطْبٍ مِنْ لبن، فجعلت آخُذُ بِهِمْ فِي إِخْفَاءِ الطَّرِيقِ. وَحَضَرَتِ الصَّلاةُ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَقَدْ عَرَفْتُ الإِسْلامَ وَأَنَا مَعَهُمَا، فَجِئْتُ فَقُمْتُ خَلْفَهُمَا، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ] [1] . باب مُسْلِم (2392) مسلم بْن الْحَارِث التميمي. له صحبة. حديثه عِنْدَ الشاميين وعداده فيهم. روى عَنْهُ ابنه الْحَارِث بْن مُسْلِم. وقد قيل فِيهِ: الْحَارِث بْن مُسْلِم. والصحيح مُسْلِم بْن الْحَارِث. (2393) مسلم بْن رياح [2] الثقفي. رَوَى عَنْهُ عون بْن أَبِي جحيفة [3] مرفوعا فِي فضل الأذان حديثا حسنا. (2394) مسلم بن السائب بن خباب. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقد ذكره بعضهم فِي الصحابة. روى عَنْهُ ابنه مُحَمَّد بْن مُسْلِم. (2395) مسلم بْن عَبْد اللَّهِ الأزدي رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تغيير اسم عَبْد اللَّهِ بْن قرط، قَالَ: جاء عَبْد اللَّهِ بْن قرط الأزدي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال له: ما اسمك؟ قال: شيطان بْن قرط. قال: بل أنت عَبْد اللَّهِ بْن قرط. رَوَى عَنْهُ بَكْر بْن زرعة الخولانيّ.

_ [1] من أ. [2] رياح- بكسر الراء وبالمثناة التحتانية، (الإصابة وأسد الغابة) . [3] بضم الجيم وفتح المهملة- مصغر (التقريب) .

(2396) مسلم بن عبد الرحمن.

(2396) مسلم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ. لَهُ صحبة. روت عَنْهُ شميسة بِنْت نبهان، وَهُوَ مولاها. (2397) مسلم بْن عُبَيْد [1] الله القرشي أيضا، وليس بوالد رائطة. ولا أدري أيضا من أي قريش هُوَ. واختلف فِيهِ فقيل: مُسْلِم بْن عُبَيْد الله، وقيل: عُبَيْد الله بْن مُسْلِم ومن قَالَ عُبَيْد الله عندي أحفظ. له حديث واحد فِي صوم رمضان، وَالَّذِي يليه وصوم كل أربعاء وخميس، وكراهية صوم الدهر. وقد قيل: إن الصحبة لأبيه عُبَيْد الله القرشي. (2398) مسلم بْن [عَمْرو بْن أَبِي] [2] عقرب الأزدي. روى عن النبيّ صلى الله عليه سلم، وَكَانَ قد أدركه من حلف على مملوك ليضربنه فإن كفارته أن يدعه، وله مع الكفارة خير. أو قَالَ أجر. روى عَنْهُ بكر بن وائل بن دواد، وبكر هَذَا كوفي ثقة. (2399) مُسْلِم بْن عُمَيْر الثقفي. رَوَى عَنْهُ مزاحم بْن عَبْد الْعَزِيزِ الثقفي، حديثه فِي الإنباذ فِي الجرة الخضراء. (2400) مسلم القرشي، والد رائطة بِنْت مُسْلِم الأزدي. لا أدري من أي قريش هُوَ. يعد فِي أهل مكة، كَانَ اسمه غرابا، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما. روت عَنْهُ ابنته رائطة. (2401) مسلم [3] المصطلقي الخزاعي. حديثه عِنْدَ يعقوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْخُزَاعِيُّ. قال: أخبرنى أبى عن أبيه، قال:

_ [1] في ش: بن عبد الله. وفي أسد الغابة: أبو عبد الله القرشي. وقيل عبيد الله بن مسلم قال: وقد تقدم في عبيد الله بن مسلم (4- 363) . [2] من التقريب. [3] في الإصابة وأسد الغابة: مسلم بن الحارث الخزاعي ثم المصطلقي.

باب مسلمة

كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُنْشِدٌ يُنْشِدُ قَوْلَ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ المصطلقي [1] : لا تَأْمَنَنَّ وَإِنْ أَمْسَيْتَ فِي حَرَمٍ ... إِنَّ الْمَنَايَا بِجَنْبَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ وَاسْلُكْ طَرِيقَكَ تَمْشِي غَيْرَ مُخْتَشِعٍ ... حَتَّى [2] تُلاقِي مَا يُمْنِي لَكَ الْمَانِي [3] وَكُلُّ ذِي صَاحِبٍ يَوْمًا مُفَارِقُهُ ... وَكُلُّ زَادٍ وَإِنْ أَبْقَيْتَهُ فَانِي وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ مَقْرُونَانِ فِي قَرَنٍ [4] ... بِكُلِّ ذَلِكَ يَأْتِيكَ الْجَدِيدَانِ فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أَدْرَكَ هَذَا الإِسْلامَ لأَسْلَمَ، فَبَكَى أَبِي، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ، تَبْكِي لِمُشْرِكٍ مَاتَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ! فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مُشْرِكًا خَيْرًا مِنْ سُوَيْدِ بْنِ عَامِرٍ. وقال الزُّبَيْر بْن بكار: هَذَا الشعر لأبي قلابة الشاعر الهذلي، وَهُوَ أول من قَالَ الشعر فِي هذيل. قال: واسم أَبِي قلابة الْحَارِث بْن صعصعة بْن كَعْب بْن طَلْحَة بْن لحيان ابن هذيل. قال أَبُو عُمَر: مَا رواه يعقوب الزُّهْرِيّ أثبت من قول الزُّبَيْر. والله أعلم. باب مسلمة (2402) مسلمة بْن أسلم بْن حريش بْن عدي بْن مجدعة بْن حارثة الأَنْصَارِيّ. قتل يَوْم جسر أَبِي عُبَيْد شهيدا. (2403) مسلمة بْن مخلد بْن الصامت بْن نيار، الأَنْصَارِيّ الساعدي. وقيل

_ [1] وردت هذه الأبيات في أشعار الهذليين جزء 3 صفحة 39 من قصيدة لأبي قلابة. [2] في أشعار الهذليين: ولا تقولن لشيء سوف أفعله حتى تبين ... [3] في ى: ما يفنى لك البان. [4] في أشعار الهذليين: إن الرشاد وإن الغي في قرن.

(2404) مسلمة الفهري،

الزرقي. يكنى أَبَا معن. وقيل أَبَا مَسْعُود. وقيل أَبَا مُعَاوِيَة. وقيل أَبَا مَعْمَر. ولد مقدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، ومات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن عشر سنين. وقيل: إنه كَانَ ابْن أربع سنين مقدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ، قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعِ سِنِينَ، وَتُوُفِّيَ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ. قال أَحْمَد بْن حَنْبَل: وَحَدَّثَنَا وَكِيع، عَنْ مُوسَى بْن علي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سمعت مسلمة بْن مخلد، قَالَ: ولدت حين قدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم المدينة، ومات وأنا ابْن عشر سنين. ثم شهد فتح مصر وسكنها، ثُمَّ تحول إِلَى المدينة، ثُمَّ ولاه مُعَاوِيَة مصر. قال الْوَاقِدِيّ: قدم مسلمة بْن مخلد واليا على مصر وإفريقية سنة خمسين، وَهُوَ أول من جمع لَهُ مصر والمغرب، لم يزل على ذَلِكَ حَتَّى توفي مُعَاوِيَة، وَهُوَ أول من جعل بمصر بنيان المنار فِي المساجد سنة ثلاث وخمسين، وكانت ولايته على مصر وإفريقية ست عشرة سنة، ولم يعقب، وَكَانَ يغزى مُعَاوِيَة بْن حديج إِلَى المغرب والثغور، ويقال: مات بمصر. ويقال: مات بالمدينة سنة اثنتين وستين. وقد قيل: إن مسلمة بْن مخلد توفي فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ أَرَى أَنِّي أَحْفَظُ النَّاسَ لِلْقُرْآنِ حَتَّى صَلَّيْتُ خلف مسلمة ابن مَخْلَدٍ الصُّبْحَ، فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَمَا أَخْطَأَ واوا ولا ألفا. (2404) مسلمة الفهري، والد حَبِيب بْن مسلمة. روى عنه ابنه حبيب ابن مسلمة.

باب مسور

باب مسور (2405) المسور [1] بْن مخرمة بْن نوفل القرشي الزُّهْرِيّ. أبو عَبْد الرَّحْمَنِ، قد ذكرنا نسب أَبِيهِ مخرمة بْن نوفل إِلَى زهرة فغنينا بذلك. أمه الشفاء بِنْت عوف أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وقدم بِهِ أبوه المدينة فِي عقب ذي الحجة سنة ثمان، وَهُوَ أصغر من ابْن الزُّبَيْر بأربعة أشهر، وقبض النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسور ابْن ثمان سنين، وسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحفظ عَنْهُ. وحدث عَنْ عُمَر بْن الخطاب، وعبد الرحمن ابن عوف، وَعَمْرو بْن عوف. وكان فقيها من أهل الْفَضْل والدين، لم يزل مع خاله عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف مقبلا ومدبرا فِي أمر الشورى، وبقي بالمدينة إِلَى أن قتل عُثْمَان، ثُمَّ انحدر إِلَى مكة، فلم يزل بها حَتَّى توفي مُعَاوِيَة- ذكره رَبِيعَة بْن يَزِيد، فلم يزل بمكة حَتَّى قدم الحصين بْن نمير مكة لقتال ابْن الزُّبَيْر، وذلك فِي عقب المحرم، أو صدر صفر، وحاصر مكة، وفي حصاره ومحاربته أهل مكة أصاب المسور حجر من حجارة المنجنيق، وَهُوَ يصلي فِي الحجر، فقتله، وذلك مستهل ربيع الأول سنة أربع وستين، وصلى عَلَيْهِ ابْن الزُّبَيْر بالحجون، وَهُوَ معدود فِي المكيين. توفي وَهُوَ ابْن اثنتين وستين سنة. وقيل: وفاته كانت يَوْم جاء نعي يَزِيد إِلَى ابْن الزُّبَيْر، وحصين بْن نمير محاصر لابن الزُّبَيْر، وجاء نعي يَزِيد إِلَى مكة يَوْم ثلاثاء عشرة ربيع الآخر سنة أربع وستين. روى عَنْهُ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر، وعلي بْن الْحُسَيْن، وعبيد الله بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة وَكَانَ المسور لفضله ودينه وحسن رأيه تغشاه الخوارج، وتعظمه وتبجل رأيه، وقد برأه الله منهم. وروى ابْن الْقَاسِم، عَنْ مَالِك، قَالَ: بلغني أن المسور

_ [1] بكسر الميم وسكون السين (أسد الغابة) .

(2406) المسور [1] بن يزيد المالكي الأسدي.

ابن مخرمة دخل على مَرَوَان فجلس معه، وحادثه، فَقَالَ المسور لمروان فِي شيء سمعه: بئس مَا قلت! فركضه مَرَوَان برجله، فخرج المسور. ثم إن مَرَوَان نام فأتي فِي المنام فقيل له: مالك وللمسور! كل يعمل على شاكلته، فربكم أعلم بمن هُوَ أهدى سبيلا، قَالَ: فأرسل مَرَوَان إِلَى المسور، فَقَالَ: إِنِّي زجرت عنك فِي المنام، وأخبره بالذي رأى. فقال المسور: لقد نهيت عَنْهُ فِي اليقظة والنوم، وما أراك تنتهي (2406) المسور [1] بْن يَزِيد المالكي الأسدي. له صحبة ورواية، نزل الكوفة. من حديث المسور بْن يَزِيد هَذَا قَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ فِي الصبح، فترك شيئا لم يقرأه، وَقَالَ رجل: يَا رَسُول اللَّهِ، تركت آية كذا وكذا. قال: أفلا ذكرتنيها إذن قَالَ: كنت أراها نسخت. حديثه عِنْدَ مَرَوَان بْن مُعَاوِيَة، عَنْ يَحْيَى بْن كَثِير الأسدي الكاهلي، عَنْهُ. باب المسيب (2407) المسيب بن حزن [2] بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ. يكنى أَبَا سَعِيد، والد سَعِيد بْن المسيب الفقيه. هاجر مع أَبِيهِ حزن بْن أبى وهب [3] . كان المسيب ممن بايع تحت الشجرة. رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ مَعَهُمْ، ثُمَّ أُنْسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ. روى بكير بْن الأشج، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: كَانَ المسيب رجلا تاجرا، فدخل عَلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سلام، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيد- فِي حديث ذكره. روى عنه ابنه سعيد.

_ [1] بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد الواو وفتحها- قاله ابن ماكولا (أسد الغابة) . [2] بفتح المهملة وسكون الزاى (التقريب) [3] في التقريب: ابن وهب.

(2408) المسيب بن أبى السائب بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي.

(2408) المسيب بْن أَبِي السائب بْن عائذ بْن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ. واسم أَبِي السائب صيفي، والمسيب هَذَا هُوَ أخو السائب بْن أَبِي السائب. قال أَبُو معشر: هاجر المسيب بْن أَبِي السائب بعد مرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر. باب مطرف (2409) مطرف [1] بْن بهصل المازني من بني مازن بْن عَمْرو بْن تميم. خبره مذكور فِي قصة أعشى بني مازن، لَهُ صحبة، ولا أعلم لَهُ رواية. (2410) مطرف بْن مَالِك، أَبُو الريان [2] القشيري. لا أعلم لَهُ رواية. شهد فتح تستر مع أَبِي مُوسَى. روى عَنْهُ زرارة بْن أوفى بْن مُحَمَّد بْن سِيرِين. خبره فِي شهوده فتح تستر. باب المطلب (2411) المطلب بْن أَزهَر بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بْن زهرة أخو عَبْد الرَّحْمَنِ وطليب ابني أَزهَر، كَانَ المطلب وطليب من مهاجرة الحبشة، وبها ماتا جميعا، وَكَانَ خروج المطلب بْن أَزهَر إِلَى الحبشة مع امرأته رملة بِنْت أبي عوف بن ضبيرة [3] بن سعيد بن [سَعْد بْن] [4] سهم. وولدت لَهُ بأرض الحبشة عَبْد اللَّهِ بْن المطلب. (2412) المطلب بْن حنطب بْن الْحَارِث بْن عُبَيْد بْن عُمَر [5] بْن مخزوم القرشي الْمَخْزُومِيّ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَبُو بَكْر وَعُمَر مني بمنزلة السمع

_ [1] بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء المكسورة (التقريب) . وفي الإصابة: بن بهصلة. [2] في الإصابة: أبو الرباب. [3] في ى: صبرة. [4] من الاشتقاق. [5] في ى. عمرو.

(2413) المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

والبصر من الرأس. إسناده ليس بالقوي، ومن ولد المطلب بْن حنطب هَذَا الحكم بْن المطلب بْن عَبْد اللَّهِ بْن المطلب بْن حنطب، كَانَ أكرم أهل زمانه وأسخاهم، ثُمَّ زهد فِي آخر عمره، ومات بمنبج، وفيه يقول الراتجي يرثيه: سألوا عَنِ الجود والمعروف مَا فعلا ... فقلت إنهما ماتا مع الحكم ماتا مع الراجل الموفي بذمته ... قبل السؤال إذا لم يوف بالذمم (2413) المطلب بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب بْن هاشم. كَانَ غلاما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عَنْهُ عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث. (2414) المطلب بْن أَبِي وداعة القرشي السهمي. واسم أَبِي وداعة الْحَارِث بْن ضبيرة بْن سَعِيد بْن سَعْد بن سهم بن عرمو بْن هصيص بْن كَعْب بْن لؤي. أسلم يَوْم فتح مكة، ثُمَّ نزل الكوفة، ثُمَّ نزل بعد ذَلِكَ المدينة، وله بها دار رَوَى عَنْهُ أهل المدينة. قال مصعب الزُّبَيْرِيّ: أسر أَبُو وداعة يَوْم بدر، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تمسكوا بِهِ، فإن لَهُ ابنا كيسا بمكة، فخرج المطلب بْن أَبِي وداعة سرا حَتَّى فدى أباه بأربعة آلاف درهم، وَهُوَ أول أسير فدي من بدر، ولامته قريش فِي بداره ودفعه فِي الفداء، فَقَالَ: مَا كنت لأدع أَبِي أسيرا، فشخص الناس بعده ففدوا أسراهم بعد أن قَالُوا: لا تعجلوا فِي فدائهم، فيطمع مُحَمَّد فِي أموالكم. روى عَنْهُ المطلب بْن السائب بْن أَبِي وداعة وغيره، وَرَوَى عَنْهُ ابناه كَثِير وَجَعْفَر. باب مُعَاذ (2415) معاذ بْن أنس الجهني، معدود فِي أهل مصر، وَهُوَ والد سَهْل بْن مُعَاذ، وسهل بْن مُعَاذ لين الحديث، إلا أن أحاديثه حَسَّان فِي الرغائب والفضائل (2416) معاذ بْن جبل بْن عَمْرو بْن أوس بْن عائذ بْن عدي بْن كَعْب بْن عمرو ابن أدي بْن سَعْد بْن علي بْن أَسَد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج، الأنصاري،

الخزرجي، ثُمَّ الْجُشَمِيّ، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وقد نسبه بعضهم فِي بني سَلَمَة بْن سَعْد بْن علي. وقال ابْن إِسْحَاق: مُعَاذ بْن جبل من بني جشم بْن الخزرج، وإنما ادعته بنو سَلَمَة لأنه كَانَ أخا سَهْل بْن مُحَمَّد بْن الجد بْن قَيْس لأمه ذكر الزُّبَيْر، عَنِ الأثرم، عَنِ ابْن الكلبي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رهط مُعَاذ بْن جبل بنو أدي بْن سَعْد أخي سَلَمَة بْن سَعْد بْن الخزرج. قال: ولم يبق من بني أدي أحد، وعدادهم فِي بني سَلَمَة، وَكَانَ آخر من بقي منهم عَبْد الرحمن بن معاذ بن جبل. مات بالشام فِي الطاعون فانقرضوا. قال الْوَاقِدِيّ وغيره: كَانَ مُعَاذ بْن جبل طوالا، حسن الشعر، عظيم العينين، أبيض، براق الثنايا، لم يولد لَهُ قط قال أَبُو عُمَر: قد قيل: إنه ولد لَهُ ولد سمي عَبْد الرَّحْمَنِ، وإنه قاتل معه يَوْم اليرموك، وبه كَانَ يكنى، ولم يختلفوا أَنَّهُ كَانَ يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، وَهُوَ أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مَسْعُود. قال الْوَاقِدِيّ: هَذَا مالا اختلاف فِيهِ عندنا. وقال ابْن إِسْحَاق: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَاذ بْن جبل وبين جَعْفَر بْن أَبِي طالب، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاضيا إِلَى الجند من اليمن، يعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام، ويقضي بينهم، وجعل إِلَيْهِ قبض الصدقات من العمّال الذين باليمين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال: خَالِد بْن سَعِيد على صنعاء، والمهاجر بْن أَبِي أُمَيَّة على كندة، وزياد بْن لبيد على حضرموت، ومعاذ بْن جبل على الجند، وَأَبِي مُوسَى الأشعري على زبيد وعدن والساحل، وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعاذ بْن جبل- حين

وجهه إِلَى اليمن: بم تقضي؟ قَالَ: بما فِي كتاب الله. قال: فإن لم تجد. قال: بما فِي سنة رَسُول اللَّهِ. قال: فإن لم تجد. قال: أجتهد رأيي فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحمد للَّه الَّذِي وفق رسول رَسُول اللَّهِ لما يحب رَسُول اللَّهِ. قال ابْن إِسْحَاق: والذين كسروا آلهة بني سلمة معاذ بن جبل، وعبد الله ابن أنيس، وثعلبة بْن غنمة، وَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعلمهم بالحلال والحرام مُعَاذ بْن جبل. وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يأتي مُعَاذ بْن جبل يَوْم القيامة أمام العلماء. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ مُعَاذٌ رَجُلا شَابًّا جَمِيلا مِنْ أَفْضَلِ سَادَاتِ [1] قَوْمِهِ، سَمْحًا لا يُمْسِكُ، فَلَمْ يَزَلْ يُدَانُ حَتَّى أُغْلِقَ مَالُهُ كُلُّهُ مِنَ الدَّيْنِ، فَأَتَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ غُرَمَاءَهُ أَنْ يَضَعُوا لَهُ، فَأَبَوْا، وَلَوْ تَرَكُوا لأَحَدٍ مِنْ أَجْلِ أَحَدٍ لَتَرَكُوا لِمُعَاذٍ مِنْ أَجْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَاعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالَهُ كُلَّهُ فِي دَيْنِهِ، حَتَّى قَامَ مُعَاذٌ بِغَيْرِ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ عَامُ فَتْحِ مَكَّةَ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ لِيُجْبِرَهُ، فَمَكَثَ مُعَاذٌ بِالْيَمَنِ أَمِيرًا، وَكَانَ أَوَّلُ مَنِ اتَّجَرَ فِي مَالِ اللَّهِ هُوَ. فَمَكَثَ حَتَّى أَصَابَ، وَحَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: أَرْسِلْ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَدَعْ لَهُ مَا يُعِيشُهُ، وَخُذْ سَائِرَهُ مِنْهُ، فَقَالَ أبو بكر: إنما بعثه النبيّ

_ [1] في ش: شباب.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَسْتُ بِآخِذٍ مِنْهُ شَيْئًا إِلا أَنْ يُعْطِيَنِي، فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَيْهِ إِذْ لَمْ يُطِعْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُعَاذٍ، فَقَالَ مُعَاذٌ: إِنَّمَا أَرْسَلَنِي إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُجْبِرَنِي، وَلَسْتُ بِفَاعِلٍ. بم أَتَى مُعَاذٌ عُمَرَ، فَقَالَ: قَدْ أَطَعْتُكَ وَأَنَا فَاعِلٌ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ، فَإِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي فِي حَوْمَةِ مَاءٍ قَدْ خَشِيتُ الْغَرَقَ، فَخَلَّصْتَنِي مِنْهُ يَا عُمَرُ. فَأَتَى مُعَاذٌ أَبَا بَكْرٍ، فَذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهُ، وَحَلَفَ لا يَكْتُمُ شَيْئًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لا آخُذُ مِنْكَ شَيْئًا، قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ. فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا خَيْرٌ حَلَّ وَطَابَ، فَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ. وقال المدائني: مات مُعَاذ بْن جبل بناحية الأردن فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وَهُوَ ابْن ثمان وثلاثين سنة، قَالَ: ولم يولد لَهُ قط، كما قَالَ الْوَاقِدِيّ. وذكر أَبُو حَاتِم الرازي أَنَّهُ مات وَهُوَ ابْن ثمان وعشرين سنة. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمِصْرِيِّ، قَالَ: تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. وقال غيره: كَانَ سنه يَوْم مات ثلاثا وثلاثين سنة. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ عُمَرُ قَدِ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى الشَّامِ حِينَ مَاتَ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَمَاتَ مِنْ عَامِهِ ذَلِكَ فِي ذَلِكَ الطَّاعُونِ، فَاسْتَعْمَلَ مَوْضِعَهُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ. وَعَمْوَاسُ قَرْيَةٌ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْمَيْمُونِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابِ زَيْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ تُوُفِّيَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ. قال أَبُو زُرْعَة، قَالَ لي أَحْمَد بْن حَنْبَل: كَانَ طاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وفيه مات مُعَاذ وَأَبُو عُبَيْدَة. وقال أَبُو زرعة: كان الطاعون

سنة سبع عشرة وثمان عشرة، وفي سنة سبع عشرة رجع عُمَر من سرغ بجيش المسلمين لئلا يقدمهم على الطاعون، ثُمَّ عاد فِي العام المقبل سنة ثمان عشرة حَتَّى أنى الجابية، فاجتمع إِلَيْهِ المسلمون، فجند الأجناد. ومصر الأمصار، وفرض الأعطية والأرزاق، ثُمَّ قفل إِلَى المدينة فيما حَدَّثَنِي دحيم عَنِ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، وَذَكَرَ دُحَيْمٌ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْمُوَقَّرِيِّ [1] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ الطَّاعُونَ بِالْجَابِيَةِ، فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، فَقَالَ: تَفَرَّقُوا عَنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَةِ نَارٍ، فَقَامَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَقَالَ: لَقَدْ كُنْتَ فِينَا وَلأَنْتَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِكَ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هُوَ رَحْمَةٌ لِهَذِهِ الأُمَّةِ، اللَّهمّ فَاذْكُرْ مُعَاذًا وَآلَ مُعَاذٍ فِيمَنْ تَذْكُرُهُ بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ. روى عَنْ مُعَاذ بْن جبل من الصحابة عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن الْعَاص، وعبد الله بْن عَبَّاس، وعبد الله بْن أَبِي أوفى، وأنس بْن مَالِك، وَأَبُو أمامة الباهلي، وَأَبُو قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، وَأَبُو ثعلبة الخشني، وعبد الرحمن بْن سمرة العبشمي، وجابر بْن سمرة السوائي. حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ- النَّجَّادُ- بِبَغْدَادَ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: قُبِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً. رَوَى الثَّوْرِيُّ عَنْ ثَوْرِ بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ: حُدِّثْنَا [2] عَنِ الْعَاقِلِينَ. قَالَ: مَنْ هُمَا؟ قَالَ: هُمَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ. وروى الشَّعْبِيّ، عَنْ فروة بْن نوفل الأشجعي ومسروق، ولفظ الحديث

_ [1] بضم الميم وفتح الواو والقاف المشددة وفي آخرها الياء (اللباب) . [2] في ش: حدثونا عن العاقلين العالمين.

(2417) معاذ بن الحارث الأنصاري.

لفروة الأشجعي، قَالَ: كنت جالسا مع ابْن مَسْعُود، فَقَالَ: إن معاذا كَانَ أمةً قانتا للَّه حنيفا ولم يك من المشركين. فقلت: يَا أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، إنما قَالَ الله تعالى [1] : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للَّه حنيفا. فأعاد قوله: إن معاذا، فلما رأيته أعاد عرفت أَنَّهُ تعمد الأمر، فسكت. فقال: أتدري مَا الأمة؟ وما القانت؟ قلت: الله أعلم. قال: الأمة الَّذِي يعلم الخير ويؤتم بِهِ ويقتدي، والقانت المطيع للَّه، وكذلك كَانَ مُعَاذ بْن جبل معلما للخير مطيعا للَّه ولرسوله. (2417) معاذ بْن الْحَارِث الأَنْصَارِيّ. من بني النجار. شهد الخندق. وقد قيل: إنه لم يدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين، ويكنى أَبَا حليمة. وقال الطبري: يكنى أَبَا الْحَارِث، يعرف بالقاري، مدني. روى عَنْهُ عِمْرَان بْن أَبِي أنس. غلب عَلَيْهِ مُعَاذ القاري، وعرف بذلك، وَهُوَ الَّذِي أقامه عُمَر بْن الخطاب فيمن أقام فِي شهر رمضان ليصلي التراويح، وَكَانَ ممن شهد يَوْم الجسر مع أَبِي عُبَيْد، ففر حين فروا، فَقَالَ عُمَر: أنا لهم فئة. روى عَنْهُ نَافِع، وسعيد المقبري، وعبد الله بْن الْحَارِث الْبَصْرِيّ. وقتل يَوْم الحرة سنة ثلاث وسنتين، قَالَ أَبُو عُمَر: يكنى أَبَا الْحَارِث، وَأَبُو حليمة أكثر. (2418) معاذ بْن زرارة بْن عَمْرو بْن عدي بْن الْحَارِث بْن مر بْن ظفر الأَنْصَارِيّ الظفري. شهد أحدا هُوَ وابناه أَبُو نملة وأبو درة. (2419) معاذ بْن الصمة بْن عَمْرو الجموح بْن حرام، شهد أحدا، وقتل يَوْم الحرة- قاله العدوي. (2420) معاذ بن عثمان، أو عثمان بن معاذ، القرشي التيمي. هكذا قال ابن عيينة،

_ [1] سورة النحل، آية 21. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 18)

(2421) معاذ ابن عفراء،

عَنِ ابْن قَيْس، عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه، يقال لَهُ عُثْمَان بْن مُعَاذ أو مُعَاذ بْن عُثْمَان، من بني تيم- أَنَّهُ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم الناس مناسكهم، فكان فيما قَالَ لهم: فارموا الجمرة بمثل حصى الخذف. (2421) معاذ ابْن عفراء، ونسب إِلَى أمه عفراء بِنْت عُبَيْد بْن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بْن مَالِك بْن النجار، وَهُوَ مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن سواد، هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وقال ابْن هِشَام: هُوَ مُعَاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بْن النجار. وقال مُوسَى بْن عقبة: مُعَاذ بْن الْحَارِث بْن رفاعة بْن الْحَارِث، شهد بدرا هُوَ وأخوه عوف ومعوذ بنو عفراء، وهم بنو الْحَارِث بْن رفاعة. وقتل عوف ومعوذ ببدر شهيدين، وشهد مُعَاذ بعد بدر أحدا، والخندق والمشاهد كلها فِي قول بعضهم. وبعضهم يَقُول: إنه جرح يَوْم بدر، جرحه ابْن ماعض أحد بني زريق، فمات من جراحته بالمدينة، كذا ذكره خليفة. وذكر ابْن إدريس عَنِ ابْن إِسْحَاق أَنَّهُ عاش إِلَى زمن عُثْمَان. وقال خليفة بْن خياط: مات معاذ ابن عفراء فِي خلافة علي بْن أَبِي طالب. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: يروى أن مُعَاذ بْن الْحَارِث، ورافع بْن مَالِك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل مُعَاذ هَذَا فِي المفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل معاذ هذا في المفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة، ويجعل فِي النفر الستة الذين يروى أنهم أول من لقي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار فأسلموا لم يتقدمهم أحد. وقال الْوَاقِدِيّ: وأمر الستة [1] أثبت الأقاويل عندنا. قال: وآخى رَسُول اللَّهِ

_ [1] في أسد الغابة: وأمر الستة النفر الذين هم أول من لقي رسول الله أثبت. (ظهر الاستيعاب ج 3- م 18)

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَاذ بْن الْحَارِث- ابْن عفراء- ومعمر بْن الْحَارِث. قال الْوَاقِدِيّ: وتوفي مُعَاذ بْن الْحَارِث بعد قتل عُثْمَان أيام حرب علي ومعاوية. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر وَرَجُلٌ آخَرُ، كِلاهُمَا عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ ابْنُ عَفْرَاءَ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ وَهُمْ فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ، وَأَبُو جَهْلٍ فِيهِمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَبُو الْحَكَمِ لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ. قَالَ: فَلَمَّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَقَصَدْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ ضربة، فطننت قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ، وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَح يَدِي، فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي، وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ. وَلَقَدْ قَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي، فَلَمَّا آذَتْنِي وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي، ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا. ثم عاش حَتَّى كَانَ زمن عُثْمَان. هكذا ذكر ابْن أَبِي خيثمة هَذَا الخبر بالإسناد المذكور عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ ابْن عفراء. وذكره عَبْد الْمَلِكِ بْن هِشَام، عَنْ زِيَاد، عَنِ ابْن إِسْحَاق لمعاذ بْن عَمْرو بْن الجموح. والله أعلم. وَأَصَحُّ مِنْ هَذَا كُلِّهِ- وَاللَّهُ أعلم- ما رواه أبو خيثمة زهير ابن مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: مَنْ يَنْظُرُ مَا صَنَعَ أَبُو جَهْلٍ؟ فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ [1] حَتَّى بَرَدَ. وصح أيضا عَنِ ابْن مَسْعُود أَنَّهُ وجده يومئذ وبه رمق، فأجهز عَلَيْهِ، وأخذ سيفه وبه أجهز عَلَيْهِ فنفله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه. ولمعاذ ابْن عفراء عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رواية فِي النهي عن الصلاة بعد الصبح وبعد العصر.

_ [1] هما معاذ ومعوذ.

(2422) معاذ بن عمرو بن الجموح بن يزيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب ابن سلمة بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج السلمي الخزرجي الأنصاري.

مات مُعَاذ بْن عفراء فِي خلافة علي بن أبى طالب. (2422) معاذ بن عمرو بْن الجموح بْن يَزِيد بْن حرام بْن كعب بن غنم بن كعب ابن سَلَمَة بْن سَعْد بْن علي بْن أَسَد بن ساردة بن يزيد بن جشم بن الخزرج السُّلَمِيّ الخزرجي الأَنْصَارِيّ. شهد العقبة، وبدرا هُوَ وأبوه عَمْرو بْن الجموح، وقتل عَمْرو بْن الجموح يَوْم أحد. وأما مُعَاذ بْن عَمْرو بْن الجموح فذكر ابْن هِشَام عَنْ زِيَاد عَنِ ابْن إِسْحَاق أَنَّهُ هُوَ الَّذِي قطع رجل أَبِي جهل بْن هِشَام، وصرعه، قَالَ: فضرب ابنه عكرمة بْن أَبِي جهل يد مُعَاذ، فطرحها، ثُمَّ ضربه معوذ ابْن عفراء حَتَّى أثبته، ثُمَّ تركه وبه رمق، ثُمَّ ذفف عَلَيْهِ عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، واحتز رأسه حين أمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يلتمس أَبَا جهل فِي القتلى. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قد حَدَّثَنِي بِذَلِكَ أَيْضًا- قَالا: قَالَ مُعَاذُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ أَحَدُ بَنِي سَلَمَةَ: سَمِعْتُ الْقَوْمَ وَأَبُو جَهْلٍ فِي مِثْلِ الْحَرَجَةِ- قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: الْحَرَجَةُ: الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ- وَهُمْ يَقُولُونَ: أَبُو الْحَكَمِ [1] لا يُخْلَصُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا سَمِعْتُهَا جَعَلْتُهُ مِنْ شَأْنِي، فَصَمَدْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبْتُهُ ضَرْبَةً أَطَنَّتْ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ، فو الله مَا شَبَّهْتُهَا حِينَ طَاحَتْ إِلا بِالنَّوَاةِ تَطِيرُ مِنْ تَحْتِ مِرْضَخَةِ النَّوَى. قَالَ: وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ عَلَى عَاتِقِي فَطَرَحَ بِيَدِي فَتَعَلَّقَتْ بِجِلْدَةٍ مِنْ جَنْبِي، وَأَجْهَضَنِي الْقِتَالُ عَنْهُ، فَلَقَدْ قَاتَلْتُ عامّة نهاري، وإني لأسحبها خلفي، فلما آذنني وَضَعْتُ عَلَيْهَا قَدَمِي ثُمَّ تَمَطَّيْتُ بِهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا. قال ابْن إِسْحَاق: ثُمَّ عاش بعد ذَلِكَ حَتَّى كَانَ زمان عُثْمَان. ثُمَّ قَالَ: مر بأبي جهل وَهُوَ عقير معوذ ابْن عفراء، فضربه حَتَّى أثبته- فتركه وبه رمق، وقاتل

_ [1] يعنى أبا جهل (أسد الغابة) .

(2423) معاذ بن عمرو بن قيس بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عدي بن عوف [بن غنم [1]] بن مالك بن النجار.

معوذ ابْن عفراء حَتَّى قتل يومئذ، ومر عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود بأبي جهل فأجهز عَلَيْهِ، وأخذ رأسه. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق هَذَا الخبر فِي السيرة من رواية ابْن هِشَام، عَنْ زِيَاد البكائي، عَنْ مُعَاذ بْن عَمْرو بْن الجموح، وذكره ابْن إدريس عَنِ ابن إسحاق لمعاذ ابن عفراء. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ سَنْجَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونِ، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ فَإِذَا أَنَا بَيْنَ غُلامَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثُهُ أَسْنَانَهُمَا، فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلُعٍ مِنْهُمَا، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا، فَقَالَ: يَا عَمِّ، أَتَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، وَمَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا بن أَخِي؟ قَالَ: أُنْبِئْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لَوْ رَأَيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حَتَّى يقتل الأعجل منّا. قَالَ: فَعَجِبْتُ وَغَمَزَنِي الآخَرُ فَقَالَ مِثْلَهَا، فَلَمْ ألبث أن نظرت إلى أنى جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ: أَلا تَرَيَانِ؟ هذا صاحبكم الّذي تسألان عنه، فابتداره بِأَسْيَافِهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ قَتَلَهُ؟ فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ. فَقَالَ: هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالا: لا، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ، فَقَالَ: كِلاكُمَا قَتَلَهُ، وَقَضَى بِسَلَبِهِ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَالآخَرُ مُعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ. مات مُعَاذ بْن الجموح في خلافة عثمان. (2423) معاذ بْن عَمْرو بْن قَيْس بْن عبد العزى بْن غزية بْن عَمْرو بْن عدي بن عوف [بن غنم [1]] بن مالك بن النجار. شهد أحدا والمشاهد، واستشهد يَوْم اليمامة كما قال ابن القداح، ذكره العدوي.

_ [1] ليس في أسد الغابة.

(2424) معاذ بن ما عض [1] بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي:

(2424) معاذ بن ما عض [1] بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأَنْصَارِيّ الزرقي: شهد بدرا، وأحدا، وقتل يَوْم بئر معونة فِي قول الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ غيره: إنه جرح ببدر ومات من جرحه ذَلِكَ بالمدينة، وَكَانَ فارسا أعطاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرس أَبِي عَيَّاش الزرقي، إذ سقط عنها أَبُو عَيَّاش فِي خبر ذكره ابْن إِسْحَاق. وقيل: بل أعطاها أخاه عائذ بْن ماعض. (2425) معاذ بْن معدان. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قطبة بْن جَرِير أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم وبايعه. رَوَى عَنْهُ عِمْرَان بْن جدير. قيل: إن حديثه مرسل. (2426) معاذ بْن يَزِيد بْن السَّكَن [2] . ذكره العدوي، وقال فيه: إنه قتل يوم أحد شهيد قَالَ: وَهُوَ أخو حواء بِنْت يَزِيد أم ثَابِت بْن قَيْس بْن الخطيم. وذكر أَبُو عمر في باب زِيَاد: المستشهد يَوْم أحد إنما هُوَ زِيَاد بْن السَّكَن، لا يَزِيد، فانظر. (2427) معاذ بْن يَزِيد كَانَ [3] خطيبا فِي بني عَامِر يحضهم بالتمسك على الإسلام أيام الردة. ذكره أثيمة عَنِ ابْن إِسْحَاق، وَكَانَ لَهُ شأن في الشام. (2428) معاذ التميمي [2] ذكره صاحب الوحدان. وذكر بسنده عن السائب ابن يَزِيد، عَنْ رجل من بني تميم يقال لَهُ مُعَاذ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهر يَوْم الحديبية بين درعين. (2429) معاذ، أَبُو زُهَيْر الثقفي وَهُوَ ولد أَبِي بَكْر بْن أَبِي زُهَيْر، واسم أَبِي زُهَيْر مُعَاذ. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار بالثناء الحسن والسيئ.

_ [1] في الإصابة: ويقال ابن معاض، ويقال ابن ناعض- بالنون (3- 409) [2] ليست هذه الترجمة في ش. [3] في أسد الغابة: قام

باب معاوية

باب مُعَاوِيَة (2430) معاوية بْن ثور بْن عبادة. كذا ذكره [1] العقيلي بكسر العين عَنْ هِشَام ابن مُحَمَّد بْن السائب الكلبي، قَالَ: وفد على النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ شيخ كبير، ومعه ابْن لَهُ يقال لَهُ بشر، والفجيع بْن عَبْد اللَّهِ بْن حندج بْن البكاء، والأشج- وَهُوَ عبد عَمْرو بْن كَعْب بْن عبادة، فَقَالَ مُعَاوِيَة للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نبي الله، بأبي أنت وأمي! امسح وجه ابني. فمسح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه أعنزا سبعا عفرا وبرك عَلَيْهِ. حديثه عِنْدَ الْجَعْد بْن عَبْد اللَّهِ بْن ماعز بْن مجالد بْن ثور بْن عبادة بْن البكاء. ذكره ابْن الكلبي عَنْ أَبِي مسكين مولى أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ الْجَعْد، قَالَ الْجَعْد: فالسنة [2] ربما أصابت بني البكاء ولم تصبهم، وكتب للفجيع كتابا فهو عندهم. (2431) معاوية بْن جاهمة السُّلَمِيّ. قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أستأذنه فِي الجهاد، قَالَ: لك أم؟ قلت: نعم. قَالَ: فالزمها، فإن الجنة تحت قدميها. رَوَى عَنْهُ طَلْحَة بْن يَزِيد بْن ركانة، وقد رَوَى أن هَذَا الحديث لجاهمة أَبِيهِ، رواه عَنْهُ ابنه مُعَاوِيَة بْن جاهمة. ونسبه بعضهم فَقَالَ: مُعَاوِيَة بن جاهمة ابن الْعَبَّاس بْن مرداس السُّلَمِيّ، رَوَى عَنْهُ مُحَمَّد بْن طَلْحَة وعكرمة بْن روح- مجهول. (2432) معاوية بْن حديج [3] بْن جفنة بْن قنبرة [4] بْن حارثة بن عبد شمس. ابن مُعَاوِيَة بْن جَعْفَر بْن أُسَامَة بْن سَعْد بْن أشرس بْن شبيب بْن السكون السكوني.

_ [1] أي عبادة، وقد نص على ذلك في الإصابة (4- 410) . [2] في ى: فأمسيته ربما أصابت من البكاء والمثبت من ش. [3] بمهملة ثم جيم- مصغر (التقريب) . [4] : قنبر. في ش

(2433) معاوية بن الحكم السلمي.

وقد قيل: الكندي. وقد قيل الخولانيّ وقيل التجيبي. والصواب- إن شاء الله تعالى- السكوني. قَالَ خليفة: يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ غيره: يكنى أبا نعيم. يد فِي أهل مصر، وعندهم حديثه. رَوَى عَنْهُ سويد بن قيس، وعرفطة ابن عُمَر، ومات قبل عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بيسير، يقولون: إنه الَّذِي قتل مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر بأمر عَمْرو بْن الْعَاص لَهُ بذلك. قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ مُعَاوِيَة بْن حديج قد غزا إفريقية ثلاث مرات مفترقات فيما ذكر ابْن وَهْب وغيره، أصيبت عينه فِي مرة منها. وقيل: بل غزا الحبشة مع ابْن أَبِي سرح، فأصيبت عينه هناك. وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بإسناده، وعن عَمْرِو بْنِ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ بِإِسْنَادِهِ- أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ ثُمَامَةَ الْمَهْرِيَّ قَالَ: دَخَلْنَا على عائشة، فسألتنا كيف كان أميركم هذا وَصَاحِبُكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ- تَعْنِي مُعَاوِيَةَ بْنَ حُدَيْجٍ؟ فَقَالُوا: مَا نَقَمْنَا عَلَيْهِ شَيْئًا، وَأَثْنُوا عَلَيْهِ خَيْرًا، قَالُوا: إِنْ هَلَكَ بَعِيرٌ أَخْلَفَ بَعِيرًا، وَإِنْ هَلَكَ فَرَسٌ أَخْلَفَ فَرَسًا، وَإِنْ أَبَقَ خَادِمٌ أَخْلَفَ خَادِمًا. فَقَالَتْ حِينَئِذٍ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، اللَّهمّ اغْفِرْ لِي، إِنْ كُنْتُ لأَبْغَضُهُ. مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَتَلَ أَخِي، وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ. قال أهل السير: غزا مُعَاوِيَة بْن حديج فِي ذَلِكَ العام فنزل جبلا، فأصابته أمطار فسمي الجبل الممطور، ثُمَّ غزا مُعَاوِيَة فِي ذَلِكَ العام مرة أخرى فقتل وسبي. قَالَ ابْن لهيعة: حَدَّثَنِي بَكْر بْن الأشج، عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، قَالَ: غزونا مع مُعَاوِيَة بْن حديج إفريقية. (2433) معاوية بْن الحكم السُّلَمِيّ. كَانَ ينزل المدينة، ويسكن فِي بني سُلَيْم. لَهُ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث واحد حسن، فِي الكهانة والطيرة والخط

(2434) معاوية بن حيدة بن معاوية [بن حيدة [4]] بن قشير بن كعب القشيري،

وفي تشميت العاطس فِي الصلاة جاهلا وفي عتق الجارية، أحسن الناس سياقا لَهُ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير، عَنْ هِلال بْن أَبِي ميمونة، ومنهم من يقطعه فيجعله أحاديث، وأصله حديث واحد. ومعاوية بْن الحكم هَذَا معدود فِي أهل المدينة. رَوَى عَنْهُ عَطَاء بْن يسار. وَرَوَى كَثِير بْن مُعَاوِيَة بْن الحكم عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنزى علي بْن الحكم أخي فرسه خندقا، فقصرت الفرس، فدق جدار الخندق ساقه، فأتينا بِهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمسح ساقه، فما نزل حَتَّى برأ، فَقَالَ مُعَاوِيَة بْن الحكم فِي قصيدة له: فأنزاها علي فهو [1] يهوي ... هوي الدلو مشرعةً [2] بحبل فعصب [3] رجله فسما عليها ... سمو الصقر صادف يَوْم ظل فقال مُحَمَّد صَلَّى عَلَيْهِ ... مليك الناس قولا ير فعل لعا لك فاستمر بها سويا ... وكانت بعد ذاك أصح رجل (2434) معاوية بْن حيدة بْن مُعَاوِيَة [بْن حيدة [4]] بْن قشير بْن كَعْب القشيري، معدود فِي أهل البصرة، غزا خراسان، ومات بها، ومن ولده بهز بْن حكيم الَّذِي كَانَ بالبصرة، وَهُوَ بهز بْن حكيم بْن مُعَاوِيَة بْن حيدة. روى عَنْ معاوية ابن حيدة ابنه حكيم بْن مُعَاوِيَة وحميد الْمُزْنِيّ، والد عَبْد اللَّهِ بْن حميد الْمُزْنِيّ. وَرَوَى عَنْ بهز بْن حكيم هَذَا جماعة من الأئمة أكبرهم الزُّهْرِيّ فيما يقال- إن صح- إنه رَوَى عَنْهُ، والطبقة التي تروي عَنْ بهز بْن حكيم حَمَّاد بْن زَيْد، والثوري، وحماد بْن سَلَمَة، وعبد الوارث بْن سَعِيد. وقد رَوَى عَنْهُ أصغر من هؤلاء مثل يَزِيد بْن هارون، وبشر بْن المفضل. ويستحيل عندي أن يروى عنه

_ [1] في ش. فهي تهوى. [2] في ش: ينزعه برجل. [3] في ش: فقضت رجله. [4] ليس في الإصابة وأسد الغابة. وفي التقريب: معاوية بن حيدة بن معاوية بن كعب.

(2435) معاوية بن أبى سفيان.

الزُّهْرِيّ. وأما أبوه حكيم بْن مُعَاوِيَة بْن حيدة فقد رَوَى عَنْهُ قوم من الجلة، منهم عَمْرو بْن دينار، وغير بعيد أن يروي الزُّهْرِيّ عَنْ حكيم هَذَا، فأما عَنِ ابنه بهز فما أظنه. وحكيم بْن مُعَاوِيَة روايته كلها عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَة بْن حيدة. وسئل يَحْيَى بْن معين عَنْ بهز بْن حكيم عن أبيه عن جده، فقال: إسناد صحيح إذا كَانَ دون بهز ثقة. (2435) معاوية بْن أَبِي سُفْيَان. واسم أَبِي سُفْيَان صَخْر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف، وأمه هند بِنْت عُتْبَة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ، كَانَ هُوَ وأبوه وأخوه من مسلمة الْفَتْح. وقد رَوَى عَنْ مُعَاوِيَة أَنَّهُ قَالَ: أسلمت يَوْم القضية [1] ، ولقيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما. قَالَ أَبُو عُمَر: مُعَاوِيَة وأبوه من المؤلفة قلوبهم، ذكره فِي ذَلِكَ بعضهم، وَهُوَ أحد الذين كتبوا لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولاه عُمَر على الشام عِنْدَ موت أخيه يَزِيد. وَقَالَ صَالِح بْن الوجيه: فِي سنة تسع عشرة كتب عُمَر إِلَى يَزِيد بْن أَبِي سُفْيَان يأمره بغزو قيسارية، فغزاها، وبها بطارقة الروم، فحاصرها أياما، وَكَانَ بها مُعَاوِيَة أخوه، فخلفه عليها، وصار يَزِيد إِلَى دمشق، فأقام مُعَاوِيَة على قيسارية حَتَّى فتحها فِي شوال سنة تسع عشرة. وتوفي يَزِيد فِي ذي الحجة من ذَلِكَ العام فِي دمشق، واستخلف أخاه مُعَاوِيَة على عمله، فكتب إِلَيْهِ عُمَر بعهده على مَا كَانَ يَزِيد يلي من عمل الشام، ورزقه ألف دينار فِي كل شهر، هكذا قَالَ صَالِح بْن الوجيه، وخالفه الْوَلِيد بْن مُسْلِم. حَدَّثَنَا خَلَف بْن الْقَاسِم، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُون، حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، حدثنا

_ [1] يعنى في عمرة القضاء (هامش ى) .

دحيم، حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم- أن فتح بيت المقدس كَانَ سنة ست عشرة صلحا، وأن عُمَر شهد فتحها فِي حين دخوله الشام قَالَ: وفي سنة تسع عشرة كَانَ فتح جلولاء، وأميرها سَعْد بْن أَبِي وَقَّاص، ثُمَّ كانت قيسارية فِي ذَلِكَ العام، وأميرها مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان. وَذَكَرَ الدُّولابِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ حَمَّادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: جَزَعَ عُمَرُ عَلَى يَزِيدَ جَزَعًا شَدِيدًا، وَكَتَبَ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِوِلايَتِهِ الشَّامَ، فَأَقَامَ أَرْبَعَ سِنِينَ، وَمَاتَ، فَأَقَرَّهُ عُثْمَانُ عَلَيْهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً إِلَى أَنْ مَاتَ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ، فَحَارَبَ مُعَاوِيَةُ عَلِيًّا خَمْسَ سِنِينَ. قَالَ أَبُو عُمَر: صوابه أربع سنين، وَقَالَ غيره: ورد البريد بموت يَزِيد على عُمَر، وَأَبُو سُفْيَان عنده، فلما قرأ الكتاب بموت يَزِيد قَالَ لأبي سُفْيَان: أحسن الله عزاك فِي يَزِيد ورحمه، ثُمَّ قَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَان: من وليت مكانه يَا أمير المؤمنين؟ قَالَ: أخاه مُعَاوِيَة، قَالَ: وصلتك رحم يَا أمير المؤمنين. وقال عُمَر إذ دخل الشام، ورأى مُعَاوِيَة: هَذَا كسرى العرب، وَكَانَ قد تلقاه مُعَاوِيَة فِي موكب عظيم، فلما دنا منه قَالَ لَهُ: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قَالَ: نعم يَا أمير المؤمنين قَالَ: مع مَا يبلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك! قَالَ: مع مَا يبلغك من ذَلِكَ. قَالَ: ولم تفعل هَذَا؟ قَالَ: نحن بأرض جواسيس العدو بها كثيرة. فيجب أن نظهر من عز السلطان مَا نرهبهم بِهِ، فإن أمرتني فعلت، وإن نهيتني انتهيت. فَقَالَ عُمَر لمعاوية: مَا أسألك عَنْ شيء إلا تركتني فِي مثل رواجب الضرس، إن كَانَ مَا قلت حقا إنه لرأي أريب، وإن كَانَ باطلا إنه لخدعة أديب. قَالَ: فمرني يَا أمير المؤمنين. قَالَ: لا آمرك ولا أنهاك. فَقَالَ عَمْرو: يَا أمير المؤمنين، مَا أحسن مَا صدر

الفتى عما أوردته فِيهِ! قَالَ: لحسن مصادره وموارده جشمناه مَا جشمناه. وذم مُعَاوِيَة عِنْدَ عُمَر يوما، فَقَالَ: دعونا من ذم فتى قريش من يضحك فِي الغضب، ولا ينال مَا عنده إلا على الرضا، ولا يؤخذ مَا فوق رأسه إلا من تحت قدميه. رَوَى جبلة بْن سحيم، عَنِ ابْن عُمَر، قَالَ: مَا رأيت أحدا بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسود من مُعَاوِيَة. فقيل لَهُ: فأبو بَكْر، وَعُمَر، وعثمان، وعلي! فَقَالَ: كانوا والله خيرا من مُعَاوِيَة، وَكَانَ مُعَاوِيَة أسود منهم. وقيل لنافع: مَا بال ابْن عُمَر بايع مُعَاوِيَة. ولم يبايع عليا؟ فَقَالَ: كَانَ ابْن عُمَر يعطي يدا فِي فرقة، ولا يمنعها من جماعة، ولم يبايع مُعَاوِيَة حَتَّى اجتمعوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُمَر: كَانَ مُعَاوِيَة أميرا بالشام نحو عشرين سنة، وخليفة مثل ذَلِكَ، كَانَ من خلافة عُمَر أميرا نحو أربعة أعوام، وخلافة عُثْمَان كلها- اثنتي عشرة سنة، وبايع لَهُ أهل الشام خاصة بالخلافة سنة ثمان أو تسع وثلاثين، واجتمع الناس عَلَيْهِ حين بايع لَهُ الْحَسَن بْن علي وجماعة ممن معه، وذلك فِي ربيع أو جمادى سنة إحدى وأربعين، فيسمى عام الجماعة. وقد قيل: إن عام الجماعة كَانَ سنة أربعين، والأول أصح. قَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ مُعَاوِيَة أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة. وَقَالَ غيره: كانت خلافته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وثمانية وعشرين يوما. وتوفي فِي النصف من رجب سنة ستين بدمشق، ودفن بها، وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين سنة. وقيل: ابْن ست وثمانين. قَالَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم: مات مُعَاوِيَة فِي رجب سنة ستين، وكانت خلافته تسع عشرة سنة ونصفا. وَقَالَ غيره: توفي مُعَاوِيَة بدمشق، ودفن بها يَوْم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين، وهو ابن اثنتين سنة، ثمانين سنة، وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما، وَكَانَ يتمثل وَهُوَ قد احتضر:

فهل من خالدٍ إما هلكنا ... وهل بالموت يَا للناس عار وروى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحكم قَالَ: سمعت الشافعي يَقُول: لما ثقل مُعَاوِيَة كَانَ يَزِيد غائبا، فكتب إِلَيْهِ بحاله، فلما أتاه الرسول أنشأ يَقُول: جاء البريد بقرطاسٍ يحث بِهِ ... فأوجس القلب من قرطاسه فزعا قلنا لك الويل ماذا فِي صحيفتكم؟ ... قالوا: الخليفة أمسى مثبتا وجعا فمادت الأرض أو كادت [1] تميد بنا ... كأن ثهلان من أركانه انقلعا [2] أودى ابْن هند وأوى المجد يتبعه ... كانا جميعا فظلا يسريان معا لا يرقع [3] الناس مَا أوهى وإن جهدوا ... أن يرقعوه ولا يوهون مَا رقعا أغر أبلج يستسقى الغمام بِهِ ... لو قارع الناس عَنْ أحلامهم قرعا قال الشافعي: البيتان الأخيران للأعشى فلما وصل إِلَيْهِ وجده مغمورا، فأنشأ يقول: لو عاش حىّ على الدنيا لعاش إما ... م الناس لا عاجز ولا وكل الحول القلب الأريب ولن ... يدفع وقت المنية الحيل فأفاق مُعَاوِيَة، وَقَالَ: يَا بني، إِنِّي صحبت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فخرج لحاجةٍ فاتبعته بإداوة، فكساني أحد ثوبيه الَّذِي كَانَ على جلده، فخبأته لهذا اليوم، وأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أظفاره وشعره ذات يَوْم، فأخذته وخبأته لهذا اليوم، فإذا أنا مت فاجعل ذَلِكَ القميص دون كفني مما يلي جلدي، وخذ ذَلِكَ الشعر والأظفار فاجعله فِي فمي، وعلى عيني ومواضع السجود مني، فإن نفع شيء فذاك، وإلا فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ. 2: 192 وَقَالَ ابْن بكير، عَنِ اللَّيْث: توفي مُعَاوِيَة فِي رجب لأربع ليال بقين منه

_ [1] في ى: إذ كانت. [2] في ى: انقطعا. [3] في ى: لا ترفع.. أن رفعوه.. مارضا.

سنة ستين، وَقَالَ: إنه أول من جعل ابنه ولي العهد خليفة بعده فِي صحته وَقَالَ الزُّبَيْر: هُوَ أول من اتخذ ديوان الخاتم، وأمر بهدايا النيروز والمهرجان. واتخذ المقاصير فِي الجوامع وأول من قتل مسلما صبرا حجرا وأصحابه. وأول من أقام على رأسه حرسا. وأول من قيدت بين يديه الجنائب. وأول من اتخذ الخصيان فِي الإسلام وأول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة. وَكَانَ يَقُول: أنا أول الملوك. قَالَ أَبُو عُمَر: رَوَى عَنْهُ من الصحابة طائفة وجماعة من التابعين بالحجاز والشام والعراق. قَالَ الأوزاعي: أدركت خلافة مُعَاوِيَة جماعة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم ينتزعوا يدا من طاعةٍ ولا فارقوا جماعةً، وَكَانَ زَيْد بْن ثَابِت يأخذ العطاء من مُعَاوِيَة. حدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر، قال: حدثنا أبو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي عبد ربه، قَالَ: رأيت مُعَاوِيَة يصفر لحيته كأنها الذهب. وَرَوَى ابْن وَهْب، عَنْ مَالِك، قَالَ: قَالَ مُعَاوِيَة: لقد يتفت الشيب كذا وكذا سنة. وله فضيلة جليلة رويت من حديث الشاميين، رواها معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ السَّمَاعِيِّ- أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ وَقِهِ الْعَذَابَ. رواه عَنْ مُعَاوِيَة بْن صَالِح أَسَد بْن مُوسَى، وعبد الله بْن صَالِح، وعبد الرحمن بْن مهدي، وبشر بْن السري، وغيرهم، إلا أن الْحَارِث بْن زِيَاد مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث.

وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عباس أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ بَعَثَ إِلَى مُعَاوِيَةَ يَكْتُبُ لَهُ. فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيْهِ، فَقِيلَ: إِنَّهُ يَأْكُلُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ- من مسند أَبِي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ. ومن جامع مَعْمَر رواية عَبْد الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَر، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عُقَيْل- أن مُعَاوِيَة لما قدم المدينة لقيه أَبُو قَتَادَة الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: يَا أَبَا قَتَادَة؟ تلقاني الناس كلهم غيركم يَا معشر الأنصار! مَا منعكم؟ قَالَ: لم يكن معنا دواب. قال مُعَاوِيَة: فأين النواضح، قَالَ: أَبُو قَتَادَة: عقرناها فِي طلبك، وطلب أبيك يَوْم بدر. قَالَ: نعم يا أبا قَتَادَة: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لنا: إنا نرى بعده أثرةً. قَالَ مُعَاوِيَة: فما أمركم عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أمرنا بالصبر. قَالَ: فاصبروا حَتَّى تلقوه. قَالَ: فقال عبد الرحمن ابن حسان حين بلغه ذلك: ألا أبلغ مُعَاوِيَة بْن صَخْر ... أمير المؤمنين نثا [1] كلامي فإنا صابرون ومنظروكم ... إلى يَوْم التغابن والخصام وَرَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ سَلَّمْتُ- قَالَ: فَقَالَ: مَا فعل طعنك على الأئمة يَا مسور؟ قَالَ: قلت: دعنا من هَذَا وأحسن فيما قدمنا لَهُ. قَالَ: والله لتكلمن بذات نفسك. قَالَ: فلم أدع شيئا أعيبه عَلَيْهِ إلا بينته لَهُ. فقال: لا أتبرأ من الذنوب، فما لك يَا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك قَالَ: فقلت: بلى. قَالَ: فما جعلك أحق أن ترجو المغفرة

_ [1] في ى: عنى.

مني، فو الله لما ألى من الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد فِي سبيل الله والأمور العظام التي لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلي دين يقبل الله فِيهِ الحسنات ويعفو عَنِ السيئات، [والله لعلى ذَلِكَ مَا كنت لا أخير بين الله وبين مَا سواه إلا اخترت الله على مَا سواه. [1]] قَالَ مسور: ففكرت حين قَالَ مَا قَالَ، فعرفت أَنَّهُ خصمني. قَالَ: فكان إذا ذكر بعد ذَلِكَ دعا لَهُ بالخير. وَهَذَا الخبر من أصح مَا يروى من حديث ابْن شهاب، رواه عَنْهُ مَعْمَر وجماعة من أصحابه. رَوَى أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ هَاهُنَا نَاسًا يَشْهَدُونَ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ: لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَنْ فِي النَّارِ. قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ. قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا جَلَدَ سَوْطًا فِي خِلافَتِهِ إِلا رَجُلا شَتَمَ مُعَاوِيَةَ عِنْدَهُ، فَجَلَدَهُ ثَلاثَةَ أَسْوَاطٍ قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَزَقَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ الشَّامَ عَشْرَةَ آلافِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: أُعِنْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِثَلاثٍ: كَانَ رَجُلا رُبَّمَا أَظْهَرَ سِرَّهُ، وَكُنْتُ كَتُومًا لِسِرِّي، وَكَانَ فِي أَخْبَثِ جُنْدٍ، وَأَشَدِّهِ خِلافًا عليه، وكنت في أطوع جند وأقلّه خلاف عَلَيَّ، وَلَمَّا ظَفَرَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ لَمْ أَشُكُّ أنّ بعض جنده سعيد ذَلِكَ وَهَنًا فِي دِينِهِ، وَلَوْ ظَفَرُوا بِهِ كَانَ وَهَنًا فِي شَوْكَتِهِ، وَمَعَ هَذَا فَكُنْتُ أَحَبَّ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْهُ، لأَنِّي كُنْتُ أُعْطِيهِمْ، وَكَانَ يَمْنَعُهُمْ، فَكَمْ سَبَّبَ مِنْ قَاطِعٍ إِلَيَّ ونافر عنه.

_ [1] ما بين القوسين ليس في ش.

(2436) معاوية بن صعصعة التميمي.

(2436) معاوية بْن صعصعة التميمي. أحد وفود بني تميم على رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع، لا أعلم لَهُ رواية، هُوَ أحد الذين نادوا من وراء الحجرات. (2437) معاوية بْن قرمل [1] المحاربي. مذكور فِي الصحابة. روى عنه مودع ابن حيان المحاربي. (2438) معاوية بْن مُعَاوِيَة الْمُزْنِيّ. ويقال اللَّيْثِيّ. توفي في حياة النبي صلى الله. رَوَى حديثه أنس بْن مَالِك وَأَبُو أمامة. واختلفت الآثار فِي اسم والد مُعَاوِيَة هَذَا. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الأَصْبَهَانِيُّ بِسِيرَافَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُذَيْفَةُ بْنُ غِيَاثِ بْنِ حَسَّانٍ الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ هِلالٍ الْمَدَنِيُّ، عَنِ ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَاتَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْمُزْنِيُّ، أَفَتُحِبُّ أَنْ تُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الأَرْضَ، فَلَمْ يَبْقَ شَجَرَةٌ وَلا أَكْمَةٌ إِلا تَضَعْضَعَتْ، وَرَفَعَ إِلَيْهِ سَرِيرَهُ، حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفَهُ صَفَّانِ مِنَ الْمَلائِكَةِ فِي كُلِّ صَفٍّ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ: يَا جِبْرِيلُ، بِمَ نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ مِنَ اللَّهِ؟ قَالَ: بِحُبِّهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، 112: 1 وَقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا جَائِيًا وَذَاهِبًا وَقَائِمًا وَقَاعِدًا، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ. أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن بكر بْن داسة إملاء، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العطار، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَان ابن الهيثم المؤذن، عَنْ محبوب بْن هِلال، عَنِ ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك، قَالَ: نزل جبريل عَلَيْهِ السلام فذكر مثله سواء إلا أَنَّهُ قَالَ: ستون ألف ملك.

_ [1] في ى: مزمل. والمثبت من ش، أسد الغابة. وقرمل- بفتح القاف والميم بينهما راء مسكنة. وقيل بكسر أوله وثالثة (الإصابة 3- 415) .

حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بن سعد، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فَطَلَعَتِ الشَّمْسُ بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ، لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ لِجِبْرِيلَ: مَا لِي أَرَى الشَّمْسَ الْيَوْمَ طَلَعَتْ بِضِيَاءٍ وَشُعَاعٍ وَنُورٍ، لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى؟ قَالَ: ذَلِكَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ. قَالَ: وَفِيمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: كَانَ يُكْثِرُ قِرَاءَةَ «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» 112: 1 بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَفِي مَمْشَاهُ وَقِيَامِهِ وَقُعُودِهِ، فَهَلْ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أَقْبِضَ الأَرْضَ لَكَ فَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ رَجَعَ. وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد بْن الأعرابي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُحَمَّد الزعفراني، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن هارون، فذكره بإسناد إِلَى آخره. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، وَخَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ أَبُو الْحَسَنِ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُوَى، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُوَ بِتَبُوكَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اشْهَدْ جَنَازَةَ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزْنِيَّ. قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ، وَنَزَلَ جِبْرِيلُ فِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَيْمَنَ عَلَى الْجِبَالِ، فَتَوَاضَعَتْ، وَوَضَعَ جَنَاحَهُ الأَيْسَرَ عَلَى الأَرْضِ، فَتَوَاضَعَتْ، حَتَّى

(2439) معاوية الليثي،

نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجِبْرِيلُ وَالْمَلائِكَةُ. فَلَمَّا فَرِغَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، بِمَ بَلَغَ مُعَاوِيَةُ بْنُ مُقَرَنٍ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ؟ قَالَ: بِقِرَاءَتِهِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 قَائِمًا وَقَاعِدًا، وَرَاكِبًا وَمَاشِيًا فَقَالَ أَبُو عُمَر: أسانيد هَذِهِ الأحاديث ليست بالقوية، ولو أَنَّهَا فِي الأحكام لم يكن فِي شيء منها حجة، ومعاوية بْن مقرن الْمُزْنِيّ وإخوته: النعمان، وسويد، ومعقل وسائرهم- وكانوا سبعة- معروفون فِي الصحابة، مذكورون فِي كبارهم. وأما مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة فلا أعرفه بغير مَا ذكرت فِي هَذَا الباب، وفضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 112: 1 لا ينكر. وباللَّه التوفيق. (2439) معاوية اللَّيْثِيّ، رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يصبح الناس مجدبين. حديثه هَذَا عِنْدَ قَتَادَة، عَنْ نَصْر بْن عَاصِم، عَنْهُ. وجعل الْبُخَارِيّ مُعَاوِيَة بْن حيدة ومعاوية اللَّيْثِيّ واحدا. وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرازي: مُعَاوِيَة اللَّيْثِيّ [1] غير مُعَاوِيَة بْن حيدة، وحديثه مطرنا بنوء كذا يضطرب فِي إسناده. (2440) معاوية الهذلي، رَوَى عَنْهُ سُلَيْم بْن عَامِر الخبائري. يعد فِي الشاميين، مذكور فيمن نزل حمص، وَهُوَ من حلفاء قريش. باب معبد (2441) [معبد بْن أكثم الخزاعي، رَوَى أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: عرضت النار فرأيت فيها عَمْرو بْن لحي الخزاعي يجر قصبة، وأشبه من رأيت بِهِ معبد بْن أكثم. قَالَ معبد: يَا رَسُول اللَّهِ، أتخشى علي من شبهه؟ قَالَ: لا، أنت مؤمن وَهُوَ كافر، هكذا رواه أَبُو بَكْر بْن أَبِي شيبة في مسندة في حديث جابر

_ [1] في أسد الغابة: قلت: والحق مع أبي حاتم، فإن ابن حيدة قشيرى من قيس بن عيلان ومعاوية الليثي من كنانة فكيف اشتبه على البخاري (4- 388) . وفي الإصابة: قلت: الموجود في نسخ تاريخ البخاري التفرقة وما وقفت على وجه الاضطراب الّذي ادعاه أبو عمر (3- 417) .

(2442) معبد بن خالد الجهني،

ابن عَبْد اللَّهِ. وأما أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون. وقد تقدم هَذَا فِي ذكر أكثم فِي باب الأفراد من حرف الهمزة] [1] . (2442) معبد بْن خَالِد الجهني، يكنى أَبَا روعة [2] . ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الصحابة، وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أسلم معبد بْن خَالِد قديما، وَهُوَ أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يَوْم الْفَتْح. ومات سنة اثنتين وسبعين، وَهُوَ ابْن بضع وثمانين، وَكَانَ يلزم البادية، وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم- فِي كتاب الكنى فِي الراء: أَبُو روعة هُوَ معبد بْن خَالِد الجهني، لَهُ صحبة، كَانَ يلزم البادية، ذكره عَنِ الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ عَنْهُ: توفي سنة ثلاث وسبعين، وَهُوَ ابْن ثمانين سنة، وكذلك قَالَ ابْن أَبِي حَاتِم سواء فِي الكنية والسن والوفاة. وقالا: لَهُ صحبة. وزاد ابْن أَبِي حَاتِم: وَرَوَى عَنْ أَبِي بَكْر، وَعُمَر، وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِم: هُوَ غير معبد بْن خَالِد الَّذِي هُوَ عندهم أول من تكلم بالقدر بالبصرة، وَقَالَ: لا يعرف معبد الجهني ابْن من هُوَ؟ وليس ابْن خَالِد. وَقَالَ غيره: هُوَ نفسه. (2443) معبد بْن زُهَيْر بْن أَبِي أُمَيَّة بْن الْمُغِيرَة ابْن أخي أم سَلَمَة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قتل يَوْم الجمل. لَهُ رواية وإدراك، وله صحبة له. (2444) معبد، أَبُو زُهَيْر النميري [3] . رَوَى عَنْهُ شريح بن عبيد. (2445) معبد بْن صُبَيْح. بصري. رَوَى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ قصة الأعمى الَّذِي وقع فِي زبية فضحك القوم، فأمرهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يعيدوا الوضوء والصلاة. ذكره أَبُو كريب، عَنْ أَسَد بْن عَمْرو، عَنْ أبى حنيفة،

_ [1] من أ، ش. [2] في الإصابة: أبو زرعة. وفي أ، ش: أبو روعة. [3] ى: النمري. وفي ش: ابن أبى زهير النميري.

(2446) معبد بن عباد [1] بن قشير،

عَنْ مَنْصُور بْن زاذان، عَنِ الْحَسَن، عَنْ معبد بْن صُبَيْح، قَالَ: بينما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصلاة ... وذكر الحديث بتمامه، وبه يَقُول فقهاء العراقين من الكوفيين والبصريين، وَهُوَ قول الأوزاعي، وَهُوَ حديث لا يثبته أهل الحديث، ولا يعرفه أهل الحجاز. (2446) معبد بْن عباد [1] بْن قشير، من بني سَالِم بْن عوف الأَنْصَارِيّ السالمي أَبُو حميضة [2] غلبت عَلَيْهِ كنيته. شهد بدرا. وَقَالَ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد، عَنِ ابْن إِسْحَاق: أَبُو خميصة [3] . (2447) معبد بْن الْعَبَّاس بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي، يكنى أَبَا الْعَبَّاس. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ولم يحفظ عَنْهُ. قتل بإفريقية شهيدا سنة خمس وثلاثين فِي زمن عُثْمَان، وَكَانَ غزاها مع ابْن أَبِي سرح، وأمه أم الْفَضْل لبابة بِنْت الْحَارِث أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أم الْفَضْل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، ومعبد، وعبد الرحمن، وأم حبيبة: بني الْعَبَّاس بْن عبد المطلب. (2448) معبد بْن عبد سَعْد [4] بْن عَامِر بْن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأَنْصَارِيّ الحارثي. شهد أحدا، وشهدها معه ابنه تميم بْن معبد. (2449) معبد بْن قَيْس بْن صَخْر بْن حرام. ويقال معبد بْن قَيْس بن صيفي

_ [1] في ى والطبقات: عبادة. وفي الإصابة: بن عباد بن بشير. وفي أسد الغابة: وقال ابن الكلبي معبد بن عبادة بن فلان. وفي الطبقات: معبد بن قشعر بن الفدم (3- 92) [2] بمهملة ومعجمة- مصغر (الإصابة) . [3] خميصة بوزن عجيبة. وفي ى: حميضة، وانظر أسد الغابة (4- 292) والإصابة (3- 419) [4] في ى: معبد بن سعد.

(2450) معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.

ابن صَخْر بْن حرام بْن رَبِيعَة بْن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري. شهد بدرا هُوَ وأخوه، وشهد أحدا. (2450) معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل. شهد أحدا مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2451) معبد بْن مَسْعُود النهدي السُّلَمِيّ. قَالَ قوم: هُوَ أخو مجاشع ومجالد ابني مَسْعُود، وحديثه نحو حديث مجاشع. قَالَ الْبُخَارِيّ: لَهُ صحبة. رَوَى عَنْهُ أَبُو عثمان النهدي. (2452) معبد بْن ميسرة السُّلَمِيّ، فِيهِ نظر. (2453) معبد بْن هوذة الأَنْصَارِيّ، جد أَبِي النعمان الأَنْصَارِيّ. له صحبة، روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الاكتحال بالأثمد عِنْدَ النوم. (2454) معبد بْن وَهْب بْن عبد القيس العبدي. شهد بدرا، وتزوج هُرَيْرَةَ بِنْت زمعة أخت سودة بِنْت زمعة أم المؤمنين. ويقال: إنه قاتل يَوْم بدر بسيفين. حديثه بذلك عِنْدَ طالب بْن حجير عَنْ هوذة العصري عَنْهُ. (2455) معبد الخزاعي. هُوَ الَّذِي رد أَبَا سُفْيَان عَنِ انصرافه يَوْم أحد، وَكَانَ يومئذ مشركا ثُمَّ أسلم بعد، وخبره فِي ذَلِكَ حسن. ذكره ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قَالَ: لما انصرف المشركون يَوْم أحد عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إِلَى حمراء الأسد- وهي من المدينة على ثمانية أميال- ليبلغ المشركين أن بهم قوة على أتباعهم، فمر بِهِ معبد الخزاعي- وكانت خزاعة عيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمهم ومشركهم، لا يخفون عَنْهُ شيئا، ولا يدخرون لَهُ نصيحة، ومعبد يومئذ مشرك، وَقَالَ: أيا مُحَمَّد، أما والله لقد عزّ علينا ما أصابك

باب معتب

فِي أصحابك، ولوددنا أن الله أعفاك منهم، ثُمَّ خرج من عِنْدَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بحمراء الأسد، حَتَّى لحق أَبَا سُفْيَان بْن حرب ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا الرجعة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، وقالوا: أصبنا أحد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، ثُمَّ رجعنا قبل أن نستأصلهم، لنكرن على بقيتهم، فلنفرغن منهم. فلما رأى أَبُو سُفْيَان معبدا قَالَ: مَا وراءك يَا معبد؟ قَالَ: مُحَمَّد قد خرج فِي أصحابه يطلبكم فِي جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع إِلَيْهِ من كَانَ تخلف عَنْهُ فِي يومكم، وندموا على مَا صنعوا، فلهم من الحنق عليكم شيء. لم أر مثله قط. قَالُوا: ويلك مَا تقول؟ فَقَالَ: والله مَا أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فو الله، لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قَالَ: فأنا أنهاك عن ذلك، فو الله لقد حملني مَا رأيت على أن قلت فِيهِ أبياتا من شعر. قال: وماذا قلت؟ قال: قلت: كادت تهدّ من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل وذكر الأبيات فِي المغازي، وتمام الحديث باب معتب (2456) معتب [1] بْن بشير. ويقال مُعَتِّب بْن قشير بْن مليل بْن زَيْد بْن العطاف بْن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري. شهد بدرا، وأحدا، وَكَانَ قد شهد العقبة. يقال: إنه الَّذِي قَالَ: لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شيء ما قتلنا هاهنا.

_ [1] بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء فوقها نقطتان (أسد الغابة، الإصابة) .

(2457) معتب ابن الحمراء الخزاعي، أبو عوف [1] .

(2457) معتّب ابن الحمراء الخزاعي، أَبُو عوف [1] . وَهُوَ مُعَتِّب بْن عوف [ابن عُمَر [2]] بْن عَامِر بْن الْفَضْل بْن عَفِيف بن كليب بن حبشية بن سلول ابن كَعْب بْن عَمْرو السلولي وقيل الخزاعي حليف لبني مخزوم، يكنى أَبَا عوف. شهد بدرا، ذكره مُوسَى بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق، وَأَبُو معشر فِي البدريين، ويعرف بابن حمراء، وَكَانَ من مهاجرة الحبشة. قَالَ مُوسَى بْن عقبة، وأبو معشر: معتّب ابن جمراء ذكر فيمن شهد بدرا من بني كَعْب حلفاء بني مخزوم وقيل: إنه مات، وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين مُعَتِّب بْن عوف وبين ثعلبة بْن حاطب الأَنْصَارِيّ. وقيل: إنه توفي فِي سنة سبع وخمسين، قاله الطبري، وفي ذلك نظر. (2458) معتب بْن عُبَيْد بْن إِيَاس البلوي الأَنْصَارِيّ. حليف لهم، ذكره ابْن إِسْحَاق وموسى بْن عقبة فيمن شهد بدرا من بني ظفر من الأنصار. وَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن سَعْد، عَنْ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عَمَّار: مغيث. وقد ذكرناه [3] فِي باب مغيث. (2459) معتب بْن أَبِي لهب بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي. لَهُ صحبة، أسلم عام الْفَتْح، وشهد حنينا مسلما مع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه عُتْبَة، وفقئت عين مُعَتِّب يَوْم حنين، واسم أَبِي لهب عبد العزى بْن عبد المطلب. وأم مُعَتِّب هي أم جميل ابنة حرب بْن أُمَيَّة، وهي حمالة الحطب امرأة أَبِي لهب. ومن ولده الْقَاسِم بْن الْعَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن مُعَتِّب بْن أَبِي لهب. رَوَى عَنْهُ ابْن أَبِي ذئب، وابنه عَبَّاس بْن الْقَاسِم، قتل يوم قديد.

_ [1] في الإصابة: ابن الحمراء هو ابن عوف. والحمراء أمه. [2] ليس في أسد الغابة. وفي أ، ش: بن عمرو. [3] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب.

باب معقل

باب معقل (2460) معقل بْن سنان الأشجعي. يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَنِ. وقيل: أَبَا يَزِيد. وقيل: يكنى أَبَا مُحَمَّد. وقيل: أَبَا سنان، وَهُوَ معقل بْن سنان بن مظهر بن عركى ابن فتيان بْن سبيع بْن بَكْر بْن أشج. شهد فتح مكة، ونزل الكوفة، ثُمَّ أتى المدينة، وَكَانَ فاضلا تقيا شابا، قتل يَوْم الحرة، وقتله مُسْلِم بْن عقبة صبرا. وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق: نوفل بْن مساحق هُوَ الَّذِي قتل يَوْم الحرة معقل بْن سنان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي جهم بْن حذيفة العدوي جميعا صبرا. قال أبو عُمَر: وممن قتل يَوْم الحرة صبرا فيما ذكر ابْن إِسْحَاق والواقدي ووثيمة وغيرهم: الْفَضْل بْن الْعَبَّاس بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب، وَأَبُو بَكْر بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب، وأبو بكر ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وَأَبُو بَكْر بْن عُبَيْد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، ويعقوب بْن طَلْحَة بْن عُبَيْد الله، وعبد الله بْن زَيْد بْن عَاصِم، ومعقل بْن سنان، وَمُحَمَّد بْن أَبِي الجهم، وابنا زينب بنت أبى سلمة ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن زمعة، كل هؤلاء ضربت عنق كل واحد منهم صبرا بأمر مُسْلِم بْن عقبة لعبد الله، وانتهى القتل يومئذ فيما ذكروا نيفا على ثلاثمائة، كلهم من أبناء المهاجرين والأنصار، وفيهم جماعة ممن صحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبلغ قتلى قريش يومئذ نحوا من مائة، وقتلى الأنصاري والحلفاء والموالي نحوا من المائتين، ونجى الله أَبَا سَعِيد وجابرا وسهل بْن سَعْد. وفي معقل بن سنان قال القائل: ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها ... وأشجع تبكي معقل بن سنان

(2461) معقل بن مقرن المزني،

وروى عَنْ معقل بْن سنان هَذَا من الكوفيين عَلْقَمَة، ومسروق، والشعبي. وَرَوَى عَنْهُ الْحَسَن الْبَصْرِيّ وطائفة من البصريين. (2461) معقل بْن مقرن المزني، أخو النعمان بن مقرن، يكنى أبا عمرة. وقد ذكرته فِي باب النعمان [1] وغيره من أخوته، كانوا سبعة إخوة كلهم هاجر، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس ذَلِكَ لأحدٍ من العرب سواهم- قاله الْوَاقِدِيّ، وَمُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن نمير، وسمى الْوَاقِدِيّ منهم خمسة من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر غيرهم [2] السبعة كلهم. (2462) معقل بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري. شهد العقبة وبدرا مع أخيه زَيْد بْن المنذر. (2463) معقل بْن أَبِي الهيثم [3] الأسدي. يقال لَهُ معقل ابن أم معقل، ومعقل ابن أَبِي معقل، وكله واحد. يعد فِي أهل المدينة. مات فِي عهد مُعَاوِيَة. رَوَى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عمرة فِي رمضان تعدل حجة. وَرَوَى أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَنِ استقبال القبلتين لبول أو غائط. (2464) معقل بْن يسار بْن عَبْد اللَّهِ بْن معبر بْن [4] حراق بن لأى بن كعب ابن عبد بن ثور بن هدمة بن لاطم بْن عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة بن الياس ابن مضر الْمُزْنِيّ، يكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ. وقيل أَبَا يسار ذَكَرَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خالد الحذاء، عن الحكم

_ [1] سيأتي على حسب الترتيب الجديد للكتاب. [2] في أسد الغابة: وذكر أبو عمر أيضا أن بنى حارثة بن هند الأسلميين كانوا ثمانية أسلموا كلهم، وشهدوا بيعة الرضوان. ذكر ذلك في هند بن حارثة (4- 358) . [3] في الإصابة: ابن الهيثم. أو ابن أبي الهيثم. [4] في ى: صغير، والمثبت من الإصابة وأسد الغابة والطبقات.

باب معمر

ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَعْرَجِ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: إِنِّي لَرَافِعٌ غُصْنًا مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرَةِ بِيَدِي عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أَلا نَفِرَّ. وقيل: يكنى أَبَا علي، سكن البصرة، وابتنى بها دارا، وإليه ينسب نهر معقل الَّذِي بالبصرة: شهد بيعة الحديبية، وتوفي بالبصرة فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة وقد قيل: إنه توفي فِي أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة. روى عَنْهُ عمرو بن ميمون الأودي، وأبو عثمان الهدى، والحسن، وجماعة من أهل البصرة. باب مَعْمَر (2465) معمر بْن الْحَارِث بْن قَيْس بْن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي. كان من مهاجرة الحبشة مع أخيه بشر بْن الْحَارِث. وقد ذكرت إخوته فِي باب تميم، وَكَانَ ابْن الكلبي يَقُول فِيهِ: مَعْمَر بْن الحارث. (2466) معمر بْن الْحَارِث بْن مَعْمَر بْن حَبِيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الْجُمَحِيّ. أخو حاطب وحطاب، أمهم قتيلة بِنْت مظعون أخت عثمان ابن مظعون، أسلم مَعْمَر قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، قَالُوا: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معمر بن الحارث ومعاد ابن عفراء، وشهد بدرا، وأحدا، والمشاهد كلها، وتوفي فِي خلافة عُمَر. (2467) معمر بْن أَبِي سرح بن [1] ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بْن الْحَارِث بْن فهر القرشي الفهري. شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ومات فِي سنة ثلاثين. وقد ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن شهد بدرا من بني فهر، ونسبه كما ذكرنا، وَقَالَ: يكنى أَبَا سَعِيد، وكذلك قَالَ أَبُو معشر: مَعْمَر بْن أَبِي سرح. وقال مُوسَى بْن عقبة، وَابْن إِسْحَاق، وَابْن الكلبي: عَمْرو بْن أَبِي سرح، وقد ذكرناه في باب عمرو.

_ [1] في ى: ابن أبى ربيعة.

(2468) معمر بن عبد الله بن نضلة.

(2468) معمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة. قَالَ علي بْن المديني: هُوَ مَعْمَر بْن عَبْد الله ابن نَافِع بْن نضلة. قال أَبُو عُمَر: ينسبونه مَعْمَر بْن عَبْد اللَّهِ بْن نَافِع بْن نضلة بْن عبد العزى بْن حرثان بْن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كَعْب القرشي العدوي. ويقال فِيهِ: مَعْمَر بْن أَبِي مَعْمَر، كَانَ شيخا من شيوخ بني عدي، وأسلم قديما، وتأخرت هجرته إِلَى المدينة لأنه كَانَ هاجر الهجرة الثانية إِلَى أرض الحبشة، وعاش عمرا طويلا، فهو معدود فِي أهل المدينة. روى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب، وبسر بْن سَعِيد- حديث سَعِيد عَنْهُ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا يحتكر إلا خاطئ. وكان مَعْمَر وسعيد يحتكران الزيت، فدل على أَنَّهُ أراد بالحكرة الحنطة، وما يكون قوتا فِي الأغلب. والله أعلم. وحديث بسر عَنْهُ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الطعام بالطعام مثلا بمثلٍ. (2469) معمر بْن عُثْمَان بْن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مُرَّةَ. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ممن أسلم يَوْم الْفَتْح، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مَعْمَر لَهُ صحبة أيضا. تم القسم الثالث ويليه القسم الرابع والأخير

المجلد الرابع

[المجلد الرابع] [تتمة حرف الميم] باب معن (2470) معن بْن حاجز [1] . كَانَ هُوَ وأخوه طريفة بن حاجز مع خالد بن الوليد مسلمين فِي الردة، وقد تقدم [2] خبر أخيه طريفة. (2471) معن بْن عدي بْن الجد بْن عجلان بْن ضبيعة البلوي. [من بلي بْن الحاف بْن قضاعة] [3] . حليف لبني عَمْرو بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ، والجد يكنى أبا عدي، فهو معن بْن عدي بْن أبي عدي، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا والخندق وسائر المشاهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا فِي خلافة أبي بكر، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين زيد بْن الخطاب، فقتلا جميعًا يومئذ، هُوَ أخو عَاصِم بْن عدي. أَنْبَأَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَكَى النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ مَاتَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ لَوَدَدْنَا أَنَّا مُتْنَا قَبْلَهُ، نَخْشَى أَنْ نُفْتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ: لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَهُ لأُصَدِّقَهُ مَيِّتًا كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيًّا، فَقُتِلَ مَعْنٌ فِي قِتَالِ مُسَيْلِمَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. أَنْبَأَنَا وَهْبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمُودٍ أَبُو حَزْمٍ الْمُفْتِي بِجَامِعِ قُرْطُبَةَ، حَدَّثَنَا قاسم ابن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زُهَيْرٍ، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن يَعْقُوبَ، مِنْ وَلَدِ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ أوس الداريّ، حدثنا سعد بن هاشم ابن صالح المخزومي ومسكنه بالقيوم، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،

_ [1] في ت وأسد الغابة: حاجر- بالراء، وفي د، وشرح القاموس: بالزاي. [2] صفحة 776. [3] من ش.

(2472) معن بن يزيد بن الأخنس بن خباب [1] السلمي.

عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَكَى النَّاسُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ مَاتَ، وَقَالُوا: وَاللَّهِ لَوَدَدْنَا أَنَّا مُتْنَا قَبْلَهُ إِنَّا نَخْشَى أَنْ نُفْتَنَ بَعْدَهُ، فَقَالَ مَعْنُ بْنُ عَدِيٍّ: لَكِنِّي وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَهُ لأُصَدِّقَهُ مَيِّتًا كَمَا صَدَّقْتُهُ حَيًّا، فَقُتِلَ فِي قِتَالِ مُسَيْلِمَةَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ. (2472) معن بْن يَزِيد بْن الأخنس بْن خباب [1] السلمي. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه وجده. يكنى أبا زيد، ويقال: إنه شهد مَعَ أبيه وجده بدرًا، ولا يعرف رجل شهد بدرًا مَعَ أبيه وجده غيره، ولا يعرف فِي البدريين، ولا يصح. وإنما الصحيح حديث أبي الجويرية عنه، قَالَ: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي. باب معوذ (2473) معوذ ابْن عفراء. وهي أمه، وَهُوَ معوذ بْن الحارث بن رفاعة ابن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بْن مالك بْن النجار. شهد بدرًا مَعَ إخوته: معاذ، وعوف بنى عفراء، وأمهم عفراء بنت عبيد بْن ثعلبة بن غنم ابن مالك بْن النجار، ومعوذ ابْن عفراء هَذَا هُوَ الَّذِي قتل أبا جهل بْن هشام يوم بدر، ثم قاتل حَتَّى قتل يومئذ ببدر شهيدًا، قتله أَبُو مسافع. (2473) معوذ بْن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرم الأَنْصَارِيّ السلمي. شهد بدرًا مَعَ أخيه معاذ. هكذا قال موسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي، ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فِي أكثر الروايات عنه فيمن شهد بدرًا أَوْ شهد أحدا.

_ [1] في ش: جناب. وفي التقريب وأسد الغابة: حبيب. وفي هوامش الاستيعاب: لم يذكر أبو عمر الأخنس جد معن في حرف الهمزة (53) .

باب مغيث

باب مغيث (2475) مغيث زوج بريرة، كَانَ عبدًا لبعض بني مطيع، وأعتقت بريرة تحته، فخيرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاختارت نفسها، وَكَانَ مغيث هَذَا فِي حين عتقها واختيارها عبدًا فِيمَا يقول الحجازيون. وَقَالَ الكوفيون: كَانَ يومئذ حرًا. والأول أصح، والله أعلم. (2476) مغيث بْن عبيد بْن إياس [1] البلوي، حليف الأنصار، قتل بمر الظهران يوم الرجيع شهيدًا. هُوَ أخو عَبْد اللَّهِ بْن طارق لأمه، هكذا قَالَ فيه عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمار: مغيث. وَقَالَ فيه مُوسَى بْن عُقْبَةَ، ومحمد بْن إِسْحَاقَ، والواقدي: مغيث بْن عمير. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: مغيث بْن عبيد [2] حليف لبني ظفر من الأنصار، وعداده فيهم، هكذا ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق. (2477) مغيث بْن عَمْرو الأسلمي. ويقال معتب. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أشرف عَلَى خيبر قَالَ لأصحابه- وأنا فيهم: اللَّهمّ ربّ السموات وما أظللن ... الحديث. قَالَ الطبري: معتب بْن عَمْرو ساكن العين وغيره يقول، معتب بفتح العين [3] . (2478) مغيث الغنوي. له صحبة، وله حديث مَعَ أبى هريرة في حلب الناقة.

_ [1] في ى: بن أبى إباس. [2] في الإصابة: معتب بن عبيد. وفي أسد الغابة وقد تقدم في معتب- وفي أ، ش: مغيث بن عبيدة. [3] في هوامش الاستيعاب: قال الزبير: هو عندي مغيث أو معتب. وليس من أسمائهم معتب- بالتشديد (53) .

باب المغيرة

باب المغيرة (2479) الْمُغِيرَة بْن الأخنس بْن شريق الثقفي. حليف لبني زهرة، وقتل يوم الدار مَعَ عُثْمَان، وله يوم الدار أخبار كثيرة، منها أنه قَالَ لعثمان- حين أحرقوا بابه: والله لا قَالَ الناس عنا إنا خذلناك، وخرج بسيفه، وهو يقول: لما تهدمت الأبواب واحترقت ... يممت منهن بابا غير محترق [1] حقًا أقول لعَبْد اللَّهِ آمره ... إن لم تقاتل لدى عُثْمَان فانطلق والله أتركه مَا دام بي رمق ... حَتَّى يزايل بين الرأس والعنق هُوَ الإمام فلست اليوم خاذله ... إن الفرار عَلَى اليوم كالسرق وحمل على الناس فضربه رجل على ساقه فقطعا، ثم قتله، فَقَالَ رجل من بني زهرة لطلحة بْن عبيد اللَّه: قتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس، فَقَالَ: قتل سيد حلفاء قريش. وذكر المدائني، عَنْ علي بْن مجاهد، عَنْ فِطْر بْن خَلِيفَةَ، قَالَ: بلغني أن الَّذِي قتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس تقطع جذامًا بالمدينة. وَقَالَ قتادة: لما أقبل أهل مصر إِلَى المدينة فِي شأن عُثْمَان رأى رجل منهم فِي المنام كأن قائلًا يقول له: بشر قاتل الْمُغِيرَة بْن الأخنس بالنار، وَهُوَ لا يعرف الْمُغِيرَة- رأى ذلك ثلاث ليال- فجعل يحدث بذلك أصحابه، فلما كَانَ يوم الدار خرج المغيرة يقاتل، والرجل ينظر إليه، فحرج إليه رجل فقتله، ثم آخر فقتله حَتَّى قتل ثلاثة، والرجل ينظر إليه، ويقول: مَا رأيت كاليوم أما لهذا أحد يخرج إليه فلما قتل الثلاثة وثب إليه الرجل، فحذفه بسيفه، فأصاب رجله ثم ضربه حَتَّى قتله، ثم قَالَ: من هَذَا؟ قَالُوا: هُوَ الْمُغِيرَة بْن الأخنس. فَقَالَ: ألا أراني صاحب الرؤيا المبشر بالنار! فلم يزل يبشر حَتَّى هلك. (2480) الْمُغِيرَة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي. أخو

_ [1] يريد ابن الزبير- هوامش الاستيعاب (50)

(2481) المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبو سفيان بن الحارث،

أبي سُفْيَان بْن الحارث ابْن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، له صحبة. وقد قيل: إن أبا سُفْيَان بْن الحارث اسمه المغيرة، ولا يصحّ. والصحيح أنه أخوه والله أعلم. (2481) الْمُغِيرَة بْن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أَبُو سُفْيَان بْن الحارث، غلبت عَلَيْهِ كنيته. قَالَ بعضهم: اسمه الْمُغِيرَة. وَقَالَ آخرون: بل له أخ يسمى الْمُغِيرَة، قد ذكرنا أبا سُفْيَان هَذَا وطرفًا من أخباره فِي باب الكنى، لأنه ممن غلبت عليه كنيته. (2482) الْمُغِيرَة بْن [1] أبي ذئب، واسم أبي ذئب هشام بْن شعبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بْن غالب، جد مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي ذئب الفقيه المدني. ولد عام الفتح. وروى عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وروي عنه ابْن أبي ذئب. (2483) الْمُغِيرَة بْن شعبة بْن أبي عامر بْن مَسْعُود بن معتب بن مالك بن كعب ابن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وَهُوَ ثقيف الثقفي، يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، وقيل: أبا عِيسَى. وأمه امرأة من بني نصر بْن معاوية. أسلم عام الخندق، وقدم مهاجرًا. وقيل: إن أول مشاهده الحديبية. روى زيد بْن أسلم، عَنْ أبيه أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ قَالَ لابنه عَبْد الرَّحْمَنِ- وَكَانَ! اكتنى أبا عِيسَى: إني أَبُو عِيسَى. فَقَالَ: قد اكتنى بها الْمُغِيرَة بْن شعبة عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ عمر للمغيرة: أما يكفيك أن تكنى بأبي عَبْد اللَّهِ. فَقَالَ: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناني. فَقَالَ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له مَا تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يزل يكنى بأبي عَبْد اللَّهِ حَتَّى هلك. وَكَانَ الْمُغِيرَة رَجُلا طوالًا ذا هيبة أعور أصيبت عينه يوم اليرموك.

_ [1] هذه الترجمة ساقطة من ش

وتوفي سنة خمسين من الهجرة بالكوفة، ووقف على قبره مصقلة بن هبيرة الشيباني فقال. إن تحت الأحجار حزمًا وجودا ... وخصيمًا ألد ذا معلاق [1] حية فِي الوجار أربد لا ينفع ... منه السليم نفت الراقي ثم قَالَ: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت. روى مجالد، عَنِ الشعبي، قَالَ: دهاة العرب أربعة: معاوية بْن أبي سُفْيَان، وعمرو بْن العاص، والمغيرة بْن شعبة، وزياد. فأما معاوية فللأناة والحلم، وأما عَمْرو فللمعضلات، وأما الْمُغِيرَة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير وحكى الرياشي، عَنِ الأصمعي، قَالَ: كَانَ معاوية يقول: أنا للإناءة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغير والكبير، والمغيرة للأمر العظيم. قَالَ أَبُو عُمَرَ. يقولون: إن قيس بْن سعد بْن عبادة لم يكن فِي الدهاء بدون هؤلاء، مَعَ كرم كَانَ فيه وفضل. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُسَوَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن علي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَحْنُونُ، عَنِ ابْنِ نَافِعٍ، قَالَ: أَحْصَنَ المغيرة ابن شُعْبَةَ ثِلاثَمِائَةَ امْرَأَةٍ فِي الإِسْلامِ. قَالَ ابْنُ وَضَّاحٍ: غَيْرُ ابْنِ نَافِعٍ يَقُولُ: أَلْفَ امْرَأَةٍ. ولما شهد عَلَى الْمُغِيرَة عند عمر عزله عَنِ البصرة، وولاه الكوفة، فلم يزل عليها إِلَى أن قتل عمر فأقره عَلَيْهِ عُثْمَان، ثم عزله عُثْمَان، فلم يزل كذلك. واعتزل صفين، فلما كَانَ حين الحكمين لحق بمعاوية، فلما قتل علي، وصالح معاوية الحسن، ودخل الكوفة، ولاه عليها وتوفي سنة خمسين. وقيل: سنة إحدى وخمسين بالكوفة أميرًا عليها لمعاوية، واستخلف عليها عند موته ابنه عروة.

_ [1] اللسان- علق وهو منسوب فيه المهلهل.

(2484) المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.

وقيل: بل استخلف جريرًا، فولى معاوية حينئذ الكوفة زيادًا مَعَ البصرة، وجمع له العراقين، وتوفي الْمُغِيرَة بْن شعبة بالكوفة فِي داره بها فِي التاريخ المذكور. ولما قتل عُثْمَان وبايع الناس عليًا دخل عَلَيْهِ الْمُغِيرَة بْن شعبة فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، إن لك عندي نصيحة قَالَ: وما هي؟ قَالَ: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بْن عبيد اللَّه عَلَى الكوفة، والزبير بْن العوام عَلَى البصرة، وابعث معاوية بعهده عَلَى الشام حَتَّى تلزمه طاعتك، فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك. قَالَ علي: أما طلحة والزبير فسأرى رأيي فيهما، وأما معاوية فلا والله لا أراني اللَّه مستعملًا له، ولا مستعينًا به، مَا دام عَلَى حاله، ولكني أدعوه إِلَى الدخول فِيمَا دخل فيه المسلمون، فإن أبي حاكمته إِلَى اللَّه، وانصرف عنه الْمُغِيرَة مغضبًا لما لم يقبل عنه نصيحته. فلما كَانَ الغد أتاه فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، نظرت فِيمَا قلت بالأمس وما جاوبتني به، فرأيت أنك وفقت للخير، فاطلب الحق. ثم خرج عنه، فلقيه الحسن وَهُوَ خارج، فَقَالَ لأبيه: مَا قَالَ لك هَذَا الأعور؟ قَالَ: أتاني أمس بكذا وأتاني اليوم بكذا: قَالَ: نصح لك والله أمس، وخدعك اليوم. فَقَالَ له علي: إن أقررت معاوية عَلَى مَا فِي يده كنت متخذ المضلين عضدا. وقال المغيرة في ذلك: نصحت عليًا فِي ابْن هند نصيحة ... فرد فلا يسمع [1] له الدهر ثانية وقلت له أرسل إليه بعهده ... عَلَى الشام حَتَّى يستقر معاوية ويعلم أهل الشام أن قد ملكته ... فأم ابْن هند عند ذلك هاويه فلم يقبل النصح الّذي جثته به ... وكانت له تلك النصيحة كافية (2484) الْمُغِيرَة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.

_ [1] في ى: فلا سها.

باب المنذر

ولد على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة. وقيل: إنه لم يدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا ست سنين. هُوَ الَّذِي تلقى عبد الرحمن ابن ملجم المرادي إذ ضرب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ عَلَى هامته بسيفه فصرعه، فلما هم الناس به حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له فتلقاه الْمُغِيرَة بْن نوفل. هَذَا بقطيفة فرمى بها عَلَيْهِ، واحتمله، وضرب به الأرض، وقعد عَلَى صدره، وانتزع سيفه، وَكَانَ أيدًا، ثم؟ حمل ابْن ملجم وحبس حَتَّى مات علي، فقتل ابْن ملجم لا رحمه اللَّه، ورحم عليًا والمغيرة، وَكَانَ الْمُغِيرَة بْن نوفل قاضيًا فِي خلافة عُثْمَان، وشهد مَعَ علي. يكنى أبا يَحْيَى، بابنه يَحْيَى بْن الْمُغِيرَةِ، من أمامة بنت أبي العاص بْن الربيع، تزوجها بعد عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: إن حديثه مرسل عنه لم يسمع منه. وقد روى عَنْ أبي بْن كعب، وكعب الأحبار. باب المنذر (2485) [المنذر بْن أبي أسيد الساعدي. ولد فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سماه منذرًا. ذكر ذلك البخاري فِي الصحيح والتاريخ بسنده. (2486) المنذر بْن ساوي العبدي. قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة من البحرين فِي وفد إياس بْن عبد القيس حين أسلموا، ذكره ابْن قانع، وسيف بْن عَمْرو، وابن إِسْحَاق، والواقدي، وأبو عمر فِي الدرر [1]] . (2487) المنذر بْن سعد بْن المنذر، أَبُو حميد الساعدي. غلبت عَلَيْهِ كنيته. واختلف فِي اسمه. وقد ذكرناه [2] فِي باب العين من كتابنا هَذَا، لأنه أصح مَا قيل فِي اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد بْن المنذر. (2488) المنذر بْن عائذ بْن المنذر بْن الحارث بْن النعمان بْن زياد بْن عصر العصري العبدي. من عبد القيس، يعرف بالأشج، وذكروا أنه سيدهم،

_ [1] من أ، ش. [2] صفحة 834.

(2489) المنذر بن عباد الأنصاري الساعدي.

وقائدهم إِلَى الإسلام، وابن ساداتهم، فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أشج! وَكَانَ أول يوم سمي فيه الأشج. من ولده عُثْمَان بْن الهيثم بْن جهم بْن عبس بْن حسان بْن المنذر العبدي المحدّث. (2489) المنذر بْن عباد الأَنْصَارِيّ الساعدي. قتل يوم الطائف. وقيل: هُوَ المنذر بْن عَبْد اللَّهِ بْن قوال بْن وقش بْن ثعلبة، فِي قول ابْن إِسْحَاق. وأما الْوَاقِدِيّ فَقَالَ: هُوَ المنذر بْن عبد بْن قوال بْن قيس بْن وقش بْن ثعلبة بْن طريف بْن الخزرج بْن ساعدة. قتل يوم الطائف شهيدًا. (2490) المنذر بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ الساعدي. استشهد يوم الطائف، هُوَ المنذر بْن عباد فِيمَا أظن. والله أعلم. (2491) [المنذر بْن عدي بْن المنذر بْن عدي بْن حجر بْن وهب بن ربيعة ابن معاوية الأكبر ممن وفد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذكره الطبري] [1] . (2492) المنذر بْن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بْن حارثة بْن غنم الأَنْصَارِيّ الأوسي، شهد بدرا. (2493) [المنذر بْن عَمْرو الدارمي. وفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من ولده أَبُو جعفر أَحْمَد بْن سَعِيد بْن صخر بن سليمان بن سعيد بن قيس ابن عَبْد اللَّهِ بْن المنذر بْن الدارمي المحدث. توفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين. حدث عنه البخاري وأبو داود وجماعة. ذكره السراج فِي تاريخه] [1] . (2494) المنذر بْن عَمْرو بْن خنيس بْن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد ابن ثعلبة بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الساعدي، وَهُوَ المعروف بالمعنق [2] للموت.

_ [1] ما بين القوسين في أوحدها. [2] في أسد الغابة: وقيل: المعتق. والضبط من أ.

وبعضهم: يقول أعنق ليموت. شهد العقبة، وبدرًا، وأحدًا. وَكَانَ أحد السبعين الَّذِينَ بايعوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحد النقباء الاثني عشر، وَكَانَ يكتب فِي الجاهلية بالعربية، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طليب بْن عمير فِي قول مُحَمَّد بْن عُمَرَ الْوَاقِدِيّ. وأما ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين أبي ذر الغفاري، وَكَانَ محمد ابن عُمَرَ ينكر ذلك، ويقول: آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أصحابه قبل بدر، وأبو ذر يومئذ غائب عَنِ المدينة، ولم يشهد بدرًا ولا أحدًا ولا الخندق، وإنما قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد ذلك، وقد قطعت بدر المواخاة. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَكَانَ عَلَى الميسرة يوم أحد، وقتل بعد أحد بأربعة أشهر أَوْ نحوها- وذلك سنة أربع فِي أولها- يوم بئر معونة شهيدًا، وَكَانَ هُوَ أمير تلك السرية، وذلك أن أبا براء عامر بْن جعفر الَّذِي يقال له «ملاعب الأسنة» قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ قبل إسلامه، فَقَالَ: لو بعثت إِلَى أهل نجد لاستجابوا لك. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أخاف عليهم أهل نجد. فَقَالَ: أنا جار لهم، فابعثهم. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين رَجُلا عليهم المنذر بْن عَمْرو هَذَا. ومنهم الحارث بْن الصمة، وحرام بْن ملحان، وعامر بْن فهيرة، فلما نزلوا بئر معونة- وهي بين أرض بنى عامر وحرة بنى سلم- بعثوا حرام بْن ملحان إِلَى عامر بْن الطفيل بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم ينظر فيه، وقتل حرام بْن ملحان، ثم استصرخ عَلَى أصحابه بني عامر، فلم يجيبوه، وقالوا: لن نحفر أبا براء- يعنون ملاعب الأسنة، لأنه عقد لهم جوارًا، فاستصرخ عليهم قبائل بني سليم: عصيّة، ورغلا،

(2495) المنذر بن قدامة الأنصاري، من بنى غنم بن السلم بن مالك بن الأوس.

وذكوان، والقارة، فأجابوه، وخرجوا معه حَتَّى غشوا القوم، وأحاطوا بهم، فقاتلوا حَتَّى قتلوا عَنْ آخرهم، إلا كعب بْن يَزِيد فإنهم تركوه وبه رمق، فعاش حَتَّى قتل يوم الخندق، هكذا قَالَ أهل السير، ابْن إِسْحَاق وغيره. (2495) المنذر بْن قدامة الأَنْصَارِيّ، من بني غنم بْن السلم بْن مالك بْن الأوس. ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ وغيره فِي البدريين. (2496) [المنذر بن قيس بن عمرو بن عبيد بن مالك بْن عدي بْن علي، من بني غنم بْن عدي بْن النجار، شهد أحدًا وما بعدها، واستشهد مَعَ ابنه سليط يوم الجسر- قاله العدوي] [1] . (2497) المنذر بْن مُحَمَّد بْن عُقْبَةَ بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بن جحجبى ابن كلفة بْن عوف بْن عُمَرَ [2] بْن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدرا وأحدا، وقتل يوم بئر معونة. (2498) [المنذر بْن يَزِيد بن عامر بن حديدة، وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ، أدركا الصحابة ولهما شيء- قاله العدوي [1]] . باب منقذ (2499) منقذ بْن زيد بْن الحارث، ذكره بعض من ألف فِي الصحابة، ولا أعرفه (2500) منقذ بْن عَمْرو المازني الأَنْصَارِيّ، مدني، له صحبة، هُوَ جد مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان [3] ، كَانَ قد أصابته ضربة فِي رأسه فتغير لسانه وعقله، فجعله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بيعته بالخيار ثلاث ليال، وذلك لأنه شكا إلى

_ [1] ما بين القوسين من اوحدها. [2] في ى: عمرو. [3] في ش: حيان.

(2501) منقذ بن لبابة [1] الأسدي من بنى أسد بن خزيمة،

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يخدع فِي البيوع. وقد قيل: إن الَّذِي جعل له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخيار هُوَ ابنه حبان بْن منقذ. وأما ابْن إِسْحَاق فروى عَنْ مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان، عَنْ عمه واسع بْن حبان، أن جده منقذ بْن عَمْرو أصابته آفة فِي رأسه فكسرت لسانه، ونازعت عقله، وَكَانَ لا يدع التجارة، ولا يزال يغبن. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إذا بعت فقل لا خلابة، وأنت فِي كل سلعة تبيعها بالخيار ثلاث ليال. وعاش ثلاثين ومائة سنة، وَكَانَ فِي زمن عُثْمَان حين كثر الناس يبتاع فِي السوق فيغبن فيصير إِلَى أهله فيلومونه فيرده ويقول: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جعل لي الخيار ثلاثًا، حَتَّى يمر الرجل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيقول: صدق. ذكره البخاري فِي التاريخ، عَنْ عياش بْن الوليد، عَنْ عبد الأعلى، عَنِ ابْن إِسْحَاق. (2501) منقذ بْن لبابة [1] الأسدي من بني أسد بْن خزيمة، ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بْن دودان بْن أسد. باب المهاجر (2502) المهاجر بْن أمية بْن الْمُغِيرَةِ القرشي المخزومي، أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها، وكان اسمه الوليد، فكره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه، وَقَالَ لأم سلمة: هُوَ المهاجر، وكانت قالت له: قدم أخي الوليد مهاجرًا، فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هُوَ المهاجر، فعرفت أم سلمة مَا أراد من تحويل اسم الوليد، فقالت: هُوَ المهاجر يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي خبر فيه طول، وفيه عيب اسم الوليد، ثم بعث رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المهاجر بْن أبي أمية إِلَى الحارث بْن عبد كلال الحميري ملك

_ [1] في أسد الغابة: لبابة- باللام. وأخرجه أبو موسى نباتة- بالنون- وأحدهما تصحيف من الآخر (4- 421) . ثم رجح كونه بالنون.

(2503) المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة القرشي المخزومي.

اليمن، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا عَلَى صدقات كندة والصدف، ثم ولاه أَبُو بَكْر اليمن، وَهُوَ الَّذِي افتتح حصن النّجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأَنْصَارِيّ، وهما بعثا بالأشعث بْن قيس أسيرا، فمنّ عليه أبو بكر أَوْ حقن دمه. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْن حنبل: وجدت فِي كتاب أبي بخطه: حَدَّثَنَا الشافعي فِي نسب قريش فِي بني مخزوم المهاجر بْن أبي أمية شهد فتح حصن النّجير. (2503) المهاجر بْن خالد بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ القرشي المخزومي. كَانَ غلامًا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن خالد، وكانا مختلفين. كَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ مَعَ معاوية، وَكَانَ المهاجر مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ محبًا فيه وفي ذريته. وشهد معه الجمل وصفين، وَكَانَ له ابن يسمّى خالد ابن المهاجر، ولما قتل اليهودىّ ابن أثال طبيب معاوية عمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الوليد كَانَ عروة بْن الزُّبَيْر يعيره بترك ثأره، فخرج خالد ونافع مولاه من المدينة حَتَّى أتيا دمشق، فرصدا الطبيب ليلًا عند مسجد دمشق، وَكَانَ يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه قوم من حشم معاوية حملا عليهم فانفرجوا، وضرب خالد بْن المهاجر اليهودي الطبيب فقتله- فِي خبر طويل، ذكره جماعة من أهل العلم بالأخبار، منهم عمر بْن شبة وغيره، ثم انصرف خالد بْن المهاجر إِلَى المدينة، وَهُوَ يقول لعروة بْن الزبير: قضى لابن سيف اللَّه بالحق سيفه ... وعري من حمل الذحول [1] رواحله فإن كَانَ حقًا فهو حق أصابه ... وإن كَانَ ظنًا فهو بالظن فاعله سل ابْن أثال هل ثأرت ابْن خالد ... وهذا ابْن جرموز فهل أنت قاتله

_ [1] الذحل: الثأر.

(2504) المهاجر بن زياد الحارثي،

يريد أن ابْن الزُّبَيْر لم ينتصر منهم لأبيه، فيقتل ابْن جرموز قاتله. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالُوا: إن المهاجر بْن خالد بْن الوليد فقئت عينة يوم الجمل. وقتل يوم صفين، وَهُوَ مَعَ علي. (2504) المهاجر بْن زياد الحارثي، أخو الربيع بْن زياد، لا أعلم له رواية، وفي صحبته نظر. قتل المهاجر بْن زياد هَذَا بمناذر سنة تسع عشرة. (2505) المهاجر مولى أم سلمة، قَالَ: خدمت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم. روى عن بكير مولى عمير- أَوْ عمرة- جد يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ بْن بكير المخزومي مولى لهم. يعد مهاجر هَذَا فِي أهل مصر، لا أدري أهو الَّذِي روى فِي نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لَهَا قبالان أم لا! (2506) المهاجر بْن قنفذ بْن عمير بْن جدعان بْن كعب [1] بْن سَعِيد بْن تيم بْن مرة القرشي التيمي، جد مُحَمَّد بْن زيد بْن المهاجر، يقال: إن اسم المهاجر هَذَا عَمْرو، وإن اسم قنفذ خلف، وإن مهاجرًا وقنفذا لقبان، فهو عَمْرو بْن خلف بْن عمير، وإنما قيل له المهاجر، لأنه قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه مسلمًا. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَذَا المهاجر حقًا. وقد قيل: إن المهاجر ابن قنفذ أسلم يوم فتح مكة، وسكن البصرة، ومات بها. روى عنه أَبُو ساسان حصين بن المنذر. (2507) المهاجر رجل من الصحابة. روى أن نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: جدعان بن عمرو بن كعب (52) .

باب الأفراد في حرف الميم

باب الأفراد فِي حرف الميم (2508) مبرح [1] بْن شهاب بْن الحارث بْن ربيعة بْن سعد الرعيني. أحد وفد بني رعين الَّذِينَ قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ علي ميسرة عَمْرو بْن العاص يوم دخل مصر، وخطته بجيزة الفسطاط [2] ، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس فِي تاريخ المصريين له. (2509) مبرح [3] بْن شهاب الحارثي، له صحبة، ذكره ابْن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة، قَالَ: وله خطة معروفة بالجيزة- جيزة مصر. هَذَا الاسم والذي قبله [4] قد تقدما بزيادات. (2510) مبشر [5] بْن الحارث بْن عَمْرو بْن حارثة [6] بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري. شهد أحدًا مَعَ أخويه: بشر وبشير، وقد ذكرنا خبر بشر فِي بابه، [وذكرنا خبر أخيه بشير] [7] ، ولم نذكر بشيرا لأنه ارتد ومات كافرا. (2511) مبشّر بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بْن الأوس. شهد بدرًا مَعَ أخيه أبي لبابة ابن عبد المنذر. وقتل مبشر يومئذ ببدر شهيدًا. وقيل: قتل بخيبر. [قَالَ العدوي: شهد بدرًا، وأحدًا، وقتل يومئذ. لا عقب له] [8] . (2512) متمم بْن نويرة بْن حمزة بْن اليربوعي التميمي الشاعر. قَالَ الطبري: مالك بْن نويرة بْن حمزة التميمي، بعثه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صدقة بني يربوع، وَكَانَ قد أسلم هُوَ وأخوه متمم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما مالك فقتله

_ [1] مبرح- بضم الميم وكسر الراء المشددة (أسد الغابة) . [2] قال في موضع آخر: وله خطة معروفة بالجيزة- جيزة مصر. وهو الصواب (هامش أ) [3] ساقط من أ. [4] الّذي تقدم في الترتيب الأول للكتاب: محرش الكعبي. [5] في أسد الغابة: مبشر بن أبيرق، واسمه الحارث. [6] في أسد الغابة: بن الحارث. [7] ساقط من أ. [8] من أ. (2- الإستيعاب- رابع)

(2513) مثعب السلمي.

خالد بْن الوليد واختلف فيه، هل قتله مرتدًا أَوْ مسلمًا. وأما متمم فلم يختلف فِي إسلامه، وَكَانَ شاعرًا محسنًا ليس لأحد فِي المراثي كأشعاره التي يرثي بها أخاه مالكا. (2513) مثعب السلمي. ويقال المحاربي. روى فِي الصوم والفطر فِي السفر مثل حديث حميد عَنْ أنس. وَكَانَ يسمى حمزة [1] ، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا مثعب. قَالَ: فكان أحب الأسماء إلي أن أدعى به. وروى عنه أنه قَالَ: سماني رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثعبًا، وَقَالَ: كنت أغزو معه روى عنه أشعث بْن أبى الشعثاء. (2514) المثنى بْن حارثة الشيباني. كَانَ إسلامه وقدومه فِي وفد قومه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع. وقد قيل: سنة عشر، وبعثه أبو بكر سنة إحدى عشرة فِي صدر خلافته إِلَى العراق قبل مسير خالد بْن الوليد إليها، وَكَانَ المثني شجاعًا شهمًا بطلًا، ميمون النقيبة، حسن الرأي والإمارة، أبلى فِي حروب العراق بلاء لم يبلغه أحد، وكتب عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة ثلاث عشرة حين ولى الخلافة، وبعث أبا عبيد بْن مَسْعُود فِي ألف من المسلمين إِلَى العراق، وكتب إِلَى المثنى بْن حارثة أن يتلقى أبا عبيد بْن مَسْعُود، فاستقبله المثنى فِي ثلاثمائة من بكر بن وائل ومائتين من طيِّئ وأربعمائة من بني ذبيان وبني أسد، وذلك فِي سنة ثلاث من ملك يزدجرد، فالتقوا مَعَ الفرس، واستشهد أَبُو عبيد، برك عَلَيْهِ الفيل، وسلم المثنى بْن حارثة. قَالَ ابْن السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن عدي [2] الهاشمي يقول: قتل المثنى ابن حارثة الشيباني سنة أربع عشرة قبل [3] القادسية، فلما حلت زوجته سلمى بنت جعفر بْن ثقيف تزوجها سعد بْن أبي وقاص ومن حديث الأصمعي-

_ [1] في أ: جمرة. [2] في أ: سليمان [3] في أ: قتل بالقادسية.

(2515) مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب السلمي.

عَنْ سلمة بْن بلال، عَنْ أبي رجاء العطاردي، قال: كتب أبو بكر الصديق إِلَى المثنى بْن حارثة: إني قد وليت خالد بْن الوليد فكن معه، وَكَانَ المثنى بسواد الكوفة، فخرج إِلَى خالد فتلقاه بالنباج [1] ، وقدم معه البصرة، وذكر قصة طويلة. وذكر عمر بْن شبة- عَنْ شيوخه من أهل الأخبار- أن المثنى بْن حارثة كَانَ يغير عَلَى أهل فارس بالسواد، فبلغ أبا بكر والمسلمين خبره، فَقَالَ عمر: من هَذَا الَّذِي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه؟ فَقَالَ له قيس بْن عَاصِم: أما إنه غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة [2] ، ذلك المثنى بْن حارثة الشيباني. ثم إن المثنى قدم عَلَى أبي بكر فَقَالَ: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابعثني عَلَى قومي، فإن فيهم إسلامًا، أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو، ففعل ذلك أَبُو بَكْر، فقدم المثنى العراق، فقاتل وأغار عَلَى أهل فارس ونواحي السواد حولًا مجرمًا، ثم بعث أخاه مَسْعُود بْن حارثة إِلَى أبي بكر يسأله المدد، ويقول له: إن أمددتني [3] وسمعت بذلك العرب أسرعوا إلي، وأذل اللَّه المشركين، مَعَ أني أخبرك يَا خليفة رَسُول اللَّهِ أن الأعاجم تخافنا وتتقينا. فَقَالَ له عمر: يَا خليفة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابعث خالد بْن الوليد مددًا للمثنى ابن حارثة يكون قريبًا من أهل الشام، فإن استغنى عنه أهل الشام ألح عَلَى أهل العراق حَتَّى يفتح اللَّه [4] عَلَيْهِ، فهذا الَّذِي هاج أبا بكر عَلَى أن يبعث خالد بْن الوليد إِلَى العراق. (2515) مجاشع بْن مَسْعُود بْن ثعلبة بْن وهب السلمي. من بني يربوع بْن سمال [5] بْن عوف بْن امرئ القيس بن بهثة بن [6] سليم بن منصور، روى

_ [1] في ى: بالساج. والساج مدينة بين كابول وغزنين. والنباج بين مكة والبصرة. ونباج آخر بين البصرة واليمامة (ياقوت) . [2] في أ: العمارة. [3] في ى: بأن أمر ديني. وهو تحريف. [4] في أ: حتى يقيم الله علمه. [5] في ى: سماك. [6] في أ: من.

(2516) مجاعة بن مرارة بن سلمى الحنفي اليمامي.

عنه أَبُو عُثْمَان النهدي، قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبايعه عَلَى الهجرة، فَقَالَ: قد مضت الهجرة لأهلها، ولكن عَلَى الإسلام والجهاد والخير. وروى عنه أَيْضًا عبد الملك بْن عمير. ويقال: إن ابْن عباس حكى عنه حكاية. وقتل مجاشع يوم الجمل- قبل الاجتماع الأكبر، وذلك أن حكيم بْن جبلة خرج فِي حين قدوم طلحة والزبير البصرة، فلقي عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فِي خيل فيهم مجاشع بْن مَسْعُود، فقتل حكيم بْن جبلة، وحينئذ قتل مجاشع. هَذَا قول خليفة بْن خياط. وَقَالَ غيره: قتل يوم الجمل. وَهُوَ معدود فِي قتلى يوم الجمل. وروى عَاصِم بْن كليب عَنْ أبيه قَالَ: حضرنا توج [1] وعلينا مجاشع بْن مَسْعُود ففتحناها. (2516) مجاعة بْن مرارة بْن سلمى الحنفي اليمامي. كَانَ رئيسًا من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار فِي الردة مَعَ خالد بْن الوليد، وَهُوَ الَّذِي صالح خالد بْن الوليد يوم اليمامة فِي قصة يطول ذكرها. ومن خبره مَعَ خالد أنه كَانَ جالسًا معه، فرأى خالد أصحاب مسيلمة قد انتضوا سيوفهم، فَقَالَ: يَا مجاعة، فشل قومك. قَالَ: لا، ولكنها اليمانية لا تلين متونها حَتَّى تشرق [الشمس [2]] . قَالَ خالد: لشد مَا تحب قومك! قَالَ: لأنهم حظي من ولد آدم. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أقطع مجاعة أرضًا باليمامة، وكتب له كتابًا، فَقَالَ قائلهم: ومجاع اليمامة قد أتانا ... يخبرنا بما قَالَ الرسول فأعطينا المقادة واستقمنا ... وَكَانَ المرء يسمع مَا يقول روى عنه ابنه سراج بْن مجاعة، ولم يرو عنه غيره.

_ [1] توج: مدينة بفارس (ياقوت) [2] ساقط من أ.

(2517) مجالد بن مسعود السلمي،

(2517) مجالد بْن مَسْعُود السلمي، أخو مجاشع بْن مَسْعُود، له صحبة، ولا أعلم له رواية كَانَ إسلامه بعد إسلام أخيه بعد الفتح، وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أن مجالد بْن مَسْعُود قتل يوم الجمل، وأنه روى عنه [1] أَبُو عُثْمَان النهدي، ولم يقل فِي مجاشع: إنه قتل يوم الجمل فوهم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما مجاشع فلا شك أنه قتل يوم الجمل، ولا تبعد رواية أبي عُثْمَان عنهما. [كَانَ مجاشع ومجالد ابنا مسعود ممن وقد على النبيّ سنة تسع. وقبراهما بالبصرة معروفان: قبر مجاشع وقبر مجالد [2]] . (2518) مجدي الضَّمْرِيّ. غزا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبع غزوات، حديثه عند مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول، عَنِ المفرج بْن عطاء [3] بْن مجدي عَنْ أبيه عَنْ جده. (2519) مجدي بْن قيس الأشعري، أخو أبي مُوسَى. هاجر مَعَ إخوته، ذكره أَبُو عمر فِي باب أخيه أبي رهم بْن قيس من الكنى] [4] . (2520) المجذر بْن ذياد - ويقال ذياد [5] ، والكسر أكثر- ابْن عَمْرو بْن زمزمة بْن عَمْرو بْن عمارة- وعمارة بالفتح والتشديد فِي بلي- البلوي حليف للأنصار. وقيل له المجذر لأنه كَانَ غليظ الخلق، والمجذر الغليظ، واسمه عَبْد اللَّهِ ابن ذياد، وَهُوَ الَّذِي قتل سويد بْن الصامت فِي الجاهلية فهيج قتله وقعة بعاث، ثم أسلم المجذر، وشهد بدرًا، وَهُوَ الَّذِي قتل أبا البختري العاص بْن هشام بْن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي يوم بدر، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قَالَ يوم بدر: من لقي أبا البختري فلا يقتله. وَقَالَ مثل ذلك

_ [1] في أ: روى حديث أبي عثمان النهدي. [2] من اوحدها. [3] في أسد الغابة: عطى تصغير عطاء. وفي الإصابة عطى هو الصحيح. [4] من أ. [5] في ذ: زياد.

للعباس، وإنما قَالَ ذلك فِي أبي البختري فِيمَا ذكروا لأنه لم يبلغه عنه شيء يكرهه، وَكَانَ ممن قام فِي نقض الصحيفة التي كتبت قريش عَلَى بني هاشم وبني المطلب، فلقيه المجذر بْن ذياد فَقَالَ له: يَا أبا البختري، قد نهى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قتلك ومع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة وَهُوَ جبارة [1] بْن مليحة- رجل من بني ليث، قَالَ: وزميلي؟ فَقَالَ المجذر: لا والله، مَا نحن بتاركي زميلك مَا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بك وحدك. قَالَ: فَقَالَ أَبُو البختري: لا والله إذًا لأموتن أنا وَهُوَ جميعًا، لا يتحدث عني قريش بمكة أني تركت زميلي حرصًا عَلَى الحياة. فَقَالَ له المجذر: إن لم تسلمه قاتلتك، فأبى إلا القتال، فلما نازلة جعل أبو البختري يرتجز: لن يسلم ابْن حرة زميله ... ولا يفارق جزعًا أكيله حَتَّى يموت أَوْ يرى سبيله وارتجز المجذّر: أنا [2] المجذر وأصلي من بلي ... أطعن بالحربة حَتَّى تنثني ولا يرى مجذرًا يفري الفري فاقتتلا، فقتله المجذر، ثم أتى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: والذي بعثك بالحق، لقد جهدت عَلَيْهِ أن يستأسر فآتيك به فأبى إلا القتال، فقاتلته فقتلته، وقتل المجذر بْن ذياد يوم أحد شهيدًا، قتله الحارث بْن سويد بْن الصامت، ثم لحق بمكة كافرًا، ثم أتى مسلمًا بعد الفتح، فقتله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمجذر، وَكَانَ الحارث بْن سويد يطلب غرة المجذر ليقتله بأبيه، فشهدا جميعا

_ [1] في أ: جنادة. [2] في أ: أنا الّذي يقال ...

(2521) مجزز المدلجي.

أحدًا، فلما كَانَ من جولة الناس مَا كَانَ أتاه الحارث بْن سويد من خلفه، فضرب عنقه، وقتله غيلة، فأتى جبرائيل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأخبره بقتل المجدّر غيلة، وأمره أن يقتله به، وذلك بعد قدومه المدينة من مكة. وقد ذكر ابْن إِسْحَاق خبره عَلَى نحو هَذَا المعنى بخلاف شيء منه. وقيل: اسم المجذر عَبْد اللَّهِ بْن ذياد، وسنذكره [1] فِي العبادلة إن شاء الله تعالى. (2521) مجزز المدلجي. هُوَ القائف، من بني مدلج، هُوَ الَّذِي سر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله فِي أسامة وأبيه زيد بْن حارثة- إذ رأى أقدامهما ولم يك يعرفهما، وكانا نائمين فِي المسجد، قد تغطيا، ولم يبد منهما غير أقدامهما [2] ، فَقَالَ: إن هذه الأقدام بعضها من بعض. فاستحسن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله، ودخل عَلَى عائشة تبرق أسارير وجهه سرورًا بقوله ذلك، وَهُوَ أصل عند فقهاء الحجاز فِي القافة. قَالَ مُوسَى بْن هارون: سمعت مصعبًا الزبيري يقول: إنما سمي مجززًا لأنه كَانَ إذا أخذ أسيرًا جز ناصيته، ولم يكن اسمه مجززًا، هكذا قَالَ: ولم يذكر اسمه. (2522) محرز بْن حارثة بْن ربيعة بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف، استخلفه عتاب بْن أسيد عَلَى مكة فِي سفرة سافرها، ثم ولاه عُمَر بْن الْخَطَّابِ مكة فِي أول ولايته، ثم عزله وولى قنفذ بْن عمير التيمي. وقتل محرز بْن حارثة بْن ربيعة يوم الجمل. يعد من المكيين وبنوه بمكة. (2523) محلم بْن جثامة، أخو الصعب بْن جثامة بْن قيس الليثي. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا [ابْنُ] [3] وَضَّاحٍ. وَأَنْبَأَنَا عَبْدُ الوارث، حدثنا قاسم وأحمد

_ [1] سبق على حسب ترتيب الكتاب الجديد. [2] في أ: ولم ير وجوههما. [3] من أ.

ابن زُهَيْرٍ، قالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَرِيَّةٍ إِلَى إِضَمَ، فَلَقِيَنَا عَامِرُ بْنُ الأَضْبَطِ فَحَيَّانَا بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَحَمَلَ عَلَيْهِ مُحَلِّمُ بْنُ جَثَّامَةَ وَقَتَلَهُ وَسَلَبَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا جِئْنَا بِسَلْبِهِ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه، فنزلت [1] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا 4: 94 الآيَةُ. وفي حديث آخر لابن إِسْحَاق عَنْ نافع، عَنِ ابْن عمر ذكره الطبري- أن محلّم ابن جثامة مات فِي حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدفنوه، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقى بين جبلين، وجعلت عَلَيْهِ حجارة. وَقَالَ مثل ذلك أَيْضًا قتادة وروي أنه مات بعد سبعة أيام فدفنوه فلفظته الأرض، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الأرض لتقبل أَوْ تجن من هُوَ شر منه، ولكن اللَّه أراد أن يريكم آية فِي قتل المؤمن. وقد قيل: إن هَذَا ليس محلم بْن جثامة، فإن محلم بْن جثامة نزل حمص بأخرة، ومات بها في إمارة ابن الزُّبَيْر، والاختلاف فِي المراد بهذه الآية كثير مضطرب فيه جدًا، قيل: نزلت فِي المقداد. وقيل: نزلت فِي أسامة بْن زيد. وقيل فِي محلم بْن جثامة. وَقَالَ ابْن عباس: نزلت فِي سرية ولم يسم أحدًا. وقيل: نزلت فِي غالب الليثي. وقيل: نزلت فِي رجل من بني ليث يقال له فليت كَانَ عَلَى السرية. وقيل: نزلت فِي أبي الدرداء، وهذا اضطراب شديد جدًا، ومعلوم أن قتله كان خط لا عمدًا، لأن قاتله لم يصدقه فِي قوله. والله أعلم.

_ [1] سورة النساء، آية 93

(2524) محمية بن جزء بن عبد يغوث بن عويج بن عمرو [1] بن زبيد الأصغر الزبيدي.

(2524) محمية بْن جزء بْن عبد يغوث بْن عويج بْن عَمْرو [1] بْن زبيد الأصغر الزبيدي. حليف لبني سهم بْن عَمْرو بْن هصيص بْن كعب بْن لؤي. كَانَ من مهاجرة الحبشة وتأخر إيابه [2] منها، أول مشاهده المريسيع، واستعمله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الأخماس، وأمره أن يصدق عَنْ قوم بني هاشم فِي مهور نسائهم، منهم الفضل بْن العباس. (2525) محيصة بْن مَسْعُود بْن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة ابن [الحارث بن] [3] الخزرج الأنصاري الحارثي، يكنى أبا سعد، يعد فِي أهل المدينة، بعثه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل فدك يدعوهم إِلَى الإسلام، وشهد أحدًا، والخندق، وما بعدها من المشاهد. وَهُوَ أخو حويصة ابن مَسْعُود، [عَلَى يده أسلم أخوه حويصة بْن مَسْعُود] [4] ، وَكَانَ حويصة بْن مَسْعُود أكبر منه، وَكَانَ محيصة أنجب وأفضل، وله خبر عجيب في المغاري ذكره ابْن إِسْحَاق عَنْ ثور بْن زيد، عَنْ عكرمة، عَنِ ابْن عباس فِي قصة قتل كعب بن الأشرف اليهودي الذي كان يؤذى رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشعره وسعيه، ويحرض العرب عَلَيْهِ، وَهُوَ رجل من بني نبهان من طى، فلما قتل كعب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من ظفر ثم به من رجال يهود فاقتلوه، فوثب محيصة بْن مسعود على ابن سينة [5]- رجل من تجار يهود، كَانَ يلابسهم ويبايعهم- فقتله، وَكَانَ حويصة بْن مَسْعُود إذ ذاك لم يسلم. وَكَانَ أسن من محيصة، فلما قتله جعل حويصة يضريه ويقول: أي عدو اللَّه، قتلته، أما والله لرب شحم فِي بطنك من ماله! قَالَ محيّصة:

_ [1] في ى: عمير. [2] في أ: إقباله. [3] من أ. [4] ساقط من أ [5] في أ: سنينة.

(2526) مخارق بن عبد الله، والد قابوس [بن قابوس] [1] .

فقلت له: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك. قَالَ: آللَّه! لو أمرك بقتلي لقتلتني. قَالَ: نعم. قلت: والله لو أمرني بقتلك لقتلتك. قَالَ: والله إنّ دينا بلغ بك هذا العجب، فأسلم حويصة، وَكَانَ ذلك أول إسلامه، فَقَالَ محيّصة: يلوم ابْن أمي لو أمرت بقتله ... لطبقت ذفراه بأبيض قاضب حسام كلون الملح أخلص صقله ... متى مَا أصوبه فليس بكاذب وما سرني أني قتلتك طائعًا ... وأن لنا مَا بين بصرى ومأرب روى محيصة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كسب الحجام. حديثه عند الليث بْن سعد، عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ أبي عفير الأَنْصَارِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن سهل بْن أبي حثمة، عَنْ محيصة بْن مَسْعُود الأَنْصَارِيّ أنه كَانَ له غلام حجام يقال له نافع أَبُو طيبة، فانطلق إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسأله عَنْ خراجه، فَقَالَ: لا تقربه. فردد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اعلف به الناضح، اجعله فِي كرشه. (2526) مخارق بْن عَبْد اللَّهِ، والد قابوس [بْن قابوس] [1] . يعد فِي الكوفيين، وفيه اختلاف، لأن من أهل الحديث طائفة تروى حديثًا عَنْ قابوس بْن مخارق عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم إن أم الفضل جاءت بالحسين إِلَى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم قبل عَلَى ثوبه، فأرادت غسله، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما يغسل من بول الجارية، وينضح من بول الغلام ومنهم من يروي هَذَا الخبر عَنْ قابوس، عَنْ أم الفضل، لا يذكر فيه

_ [1] من أ.

(1427) مخاشن الحميري.

مخارقا. رواه عن قابوس سماك بْن حرب، واختلف فيه عَلَى سماك اختلافًا كثيرًا لا يثبت معه، وله أحاديث بهذا الإسناد مضطربة أَيْضًا. ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه فَقَالَ: أرأيت إن أتاني رجل يريد أخذ مالي لم يرو عنه غير ابنه. والله أعلم. (1427) مخاشن الحميري. حليف الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيدا. (2528) المختار بْن أبي عبيد بْن مَسْعُود الثقفي، أَبُو إِسْحَاق. كَانَ أبوه من جلة الصحابة، ويأتى ذكره في باب السكنى من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. ولد المختار عام الهجرة، وليست له صحبة ولا رواية، وأخباره أخبار غير مرضية حكاها عنه ثقات مثل: سويد بْن غفلة والشعبي وغيرهما، [وذلك مذ طلب الإمارة إِلَى أن قتله مصعب بْن الزُّبَيْر بالكوفة سنة سبع وسبعين، وَكَانَ قبل ذلك معدود فِي أهل الفضل والخير، يرائي بذلك كله، ويكتم الفسق، فظهر منه مَا كَانَ يضمر والله أعلم إلى أن فاق ابْن الزُّبَيْر وطلب الإمارة، وَكَانَ المختار يتزين بطلب دم الحسين رضوان اللَّه عَلَيْهِ] [1] ، إلا أنه كَانَ بينه وبين الشعبي مَا يوجب ألا يقبل قول بعضهم فِي بعض. والمختار معدود في أهل الفضل والدين إلى أن طلب الإمارة، وادعى أنه رَسُول مُحَمَّد ابْن الحنفية في طلب دم الحسين. (2529) مخرمة بْن عدي [1] . وفد مَعَ جماعة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن أسر زيد بْن حارثة من جذام بعد إسلامهم. ذكره ابن إسحاق. (1430) محرّش [2] الكعبي ويقال محرش. قال على المدائني: زعموا أن مخرشًا الصواب- يعني بالخاء المنقوطة- حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد

_ [1] من اوحدها. [2] محرش: بضم الميم وفتح المهملة وكسر الراء المشددة قاله ابن ماكولا. وقال أبو عمر: يقال: محرش- يعنى بكسر الميم وسكون الحاء. أو هو مخرش- بخاء معجمة. قال ابن المديني وهو الصواب وقال الزمخشريّ: مخوس (التعيير) .

(2531) مخرقة العبدي.

ابن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي الْمَدِينِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ مُزَاحِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ بْنِ أُسَيْدٍ، عِنْ مُحَرِّشٍ الْكَعْبِيِّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْجُعْرَانَةِ لَيْلًا ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قال على: زعموا أنه مخرش، وَأَنَّهُ الصَّوَابُ. قَالَ علي: مزاحم هَذَا هُوَ مزاحم بْن أبي مزاحم، روى عنه ابْن جريج، وابن صفوان، وليس هُوَ مزاحم بْن زفر. وَقَالَ أَبُو حفص الفلاس: لقيت شيخًا بمكة اسمه سالم، فاكتريت منه بعيرًا إِلَى منى، فسمعني أحدث بهذا الحديث. فَقَالَ: هُوَ جدي وَهُوَ محرش بْن عَبْد اللَّهِ الكعبي، ثم ذكر الحديث، وكيف مر بهم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: من سمعته؟ فَقَالَ: حدثنيه أبي وأهلنا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أكثر أهل الحديث يقولون محرش، وينسبونه محرش بْن سويد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مرة الكعبي الخزاعي، وَهُوَ معدود فِي أهل مكة، روى عنه حديث واحد: أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمر من الجعرانة، ثم أصبح بمكة، كبايت قَالَ: ورأيت ظهره كأنه سبيكة فضة، [هَذَا نصف، وإنما الحديث فِي كتاب الحميدي بخط الأصيلي بإسناده عن محرش كأنه سبيكة فضة] [1] . (2531) مخرقة العبدي. ويقال: [مخرمة. والصحيح] [2] مخرفة- بالفاء اشترى منه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل سراويل. حديثه عند سماك بْن حرب، عن سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرفة العبدي بزًا من هجر، فاشترى منا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سراويل، وثم وزان يزن بالأجر، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: زن وأرجح.

_ [1] ساقط من أ. [2] من أ.

(2532) مخلد الغفاري،

(2532) مخلد الغفاري، مذكور فِي الصحابة. روى عنه الحسن بْن مُحَمَّد. قَالَ البخاري: له صحبة. وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: ليس له صحبة. (2533) مخمر بن معاوية البهزي [1] . عم معاوية ابن حكيم البهزي، سمع رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا شؤم، وقد يكون اليمن فِي الفرس والمرأة والدار. (2534) مخنف بْن سليم الغامدي. وقيل العبدي، وليس بشيء إلا أن يكون حليفًا. يعد فِي الكوفيين، وقد عده بعضهم فِي البصريين، وَهُوَ مخنف بْن سليم بْن الحارث بْن عوف بْن ثعلبة بْن عامر بْن ذهل بْن مازن بْن ذبيان بْن ثعلبة، بْن الدؤل بْن سعد مناة بْن غامد، ولاه عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أصبهان، وَكَانَ عَلَى راية الأزد يوم صفين، وَكَانَ له أخوان الصقعب وعَبْد اللَّهِ، قتل يوم الجمل، ومن ولده مخنف بْن سليم أَبُو مخنف صاحب الأخبار، واسم أبي مخنف صاحب الأخبار لوط بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن مخنف بْن سليم، لا أحفظ لمخنف بْن سليم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا حديث الأضحى والعتيرة. روى عنه [أَبُو رملة، ويقال [2]] أَبُو رميلة، وابنه حبيب بْن مخنف. (2535) مخول بْن يَزِيد بْن أبي يَزِيد البهزي. من بهز بْن الحارث بْن سليم. روى عنه ابنه القاسم بْن مخول. أحاديثه تدور عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول المكي. [قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَقَالَ عِيسَى بْنُ مُوسَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ مَسْمُولٍ أَخُو بَنِي يَزِيدَ بْنِ مُخَوَّلٍ الْبَهْزِيُّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: أَقِمِ الصَّلاةَ ... الْحَدِيثُ، كَذَا وَقَعَ يَزِيدُ بْنُ مُخَوَّلٍ، وَلَمْ يُذْكَرْ فِي بَابِ يزيد، وذكره القاسم في بابه [2]] .

_ [1] في التقريب: النميري. [2] من أ.

(2536) مخيس بن حكيم العذري.

(2536) مخيس بْن حكيم العذري. حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَذَّاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنِي، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الطَّاهِرِ السَّدُوسِيُّ يُخْبِرُنِي أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: حدثني يعقوب بن جبير ابن سباق بْنِ زَيْدِ بْنِ يَعْلَى بْنِ أَبِي عَمْرَةَ بْنِ حِزَامٍ الْعِذَريُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هِلالٍ مُبينَ بْنَ قُطْبَةَ يُحَدِّثُ قَالَ: سَمِعْتُ مَخْرَمَةَ بْنَ حَكِيمٍ الْعُذْرِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ قِصَّةَ أُكَيْدِرِ دُومَةِ الجندل، وفي آخره: ودعا له [1] . (2537) مدرك أَوْ مدلوك، أَبُو سُفْيَان الفزاري، مولى لهم. أسلم مَعَ مواليه حين قدموا عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه فلم يشب منه موضع يد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. (2538) مدعم العبد الأسود، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كَانَ عبدًا لرفاعة بْن زيد بْن وهب الجذامي الضبي [2] ، فأهداه إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واختلف هل أعتقه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ مات عبدًا، وخبره مشهور بخيبر، وَهُوَ الَّذِي غل الشملة يوم خيبر، وجاء فِي الحديث إن الشملة لتشتعل عَلَيْهِ نارًا. وقتل بخيبر، أصابه سهم غرب [3] فقتله. حديثه عند مالك وغيره. وقد قيل: إن العبد الأسود غير مدعم، وكلاهما قتل بخيبر. والله أعلم. (2539) مدلاج بْن عَمْرو السلمي. أحد حلفاء بني عبد شمس. ويقال مدلج بْن عَمْرو. شهد بدرًا هُوَ وأخواه: مالك بْن عَمْرو، وثقف بْن عَمْرو، وشهد مدلاج سائر المشاهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم توفي سنة خمسين. ومن أهل الحديث من يقول فيه مدلج.

_ [1] هذه الترجمة في أجاءت هكذا: مخيس بن حكيم العذري. روى عنه أبو هلال- روى عن مخيس بن حكيم عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة أكيدر دومة الجندل. قال في أسد الغابة: أو هو بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة. [2] في أ: ثم الضبيبى. [3] في الإصابة، أ: سهم حائر.

(2540) مرحب أو أبو مرحب.

(2540) مرحب أَوْ أَبُو مرحب. يعد فِي الكوفيين من الصحابة. روى عنه الشعبي، هكذا قَالَ عَلَى الشك قَالَ: حدثني مرحب أَوْ أَبُو مرحب، قَالَ: كأني أنظر إليهم فِي قبر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعة: علي، والفضل، وعبد الرحمن ابن عوف، وأسامة بْن زيد أَوْ عباس، هكذا قَالَ زهير عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أبي خالد، عَنِ الشعبي، عَنْ أبي مرحب. وَقَالَ الثوري. عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشعبي، عَنْ أبي مرحب- ولم يشك. وهكذا قال ابن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشعبي، عَنْ أبي مرحب- ولم يشك واختلفوا عَلَى إِسْمَاعِيل بْن أبي خالد، عَنِ الشعبي فِي اسمه كما ترى، وليس يوجد أن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف كَانَ معهم إلا من هَذَا الوجه. وأما ابْن شهاب فروى عَنِ ابْن المسيب قَالَ: إنما دفنه الَّذِينَ غسلوه، وكانوا أربعة: علي، والفضل، والعباس، وصالح شقران، قَالَ: ولحدوا له ونصبوا عَلَيْهِ اللبن نصبًا. وروى صالح مولى التوأمة، عَنِ ابْن عباس مثل حديث ابْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب. وقد قيل: إنه نزل معهم فِي القبر خولى بْن أوس الأَنْصَارِيّ، وَكَانَ ابْن شهاب يفتي بأن يدخل القبر كم شئت وَهُوَ قول الفقهاء. (2541) مرزوق الصيقل مولى الأنصار. له صحبة، صقل سيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزعم أن قبيعته كانت فضة. فِي إِسْنَادِ حَدِيثِهِ لِينٌ. رَوَى عَنْهُ أَبُو الْحَكَمِ الصَّيْقَلُ الْحِمْصِيُّ، [حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا بَكْرٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَابِقِ بْنِ الأَزْرَقِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَرْزُوقًا يَقُولُ: صَقَلْتُ سَيْفَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم ذو الْفِقَارِ ... الْحَدِيثُ. كَذَا قَالَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الحكم [1]]

_ [1] من أ.

(2542) مران بن مالك [1] .

(2542) مران بْن مالك [1] . هكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ ابْن شهاب: مروان بْن مالك، ذكراه فيمن أوصى له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم من النفر الداريين من حيبر. (2543) المرزبان [1] بْن النعمان بْن امرئ القيس بْن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار، وقد إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذكره الطبري. (2544) مري [1] بْن سنان بْن ثعلبة. شهد أحدًا والمشاهد بعدها- قاله العدوي. وابنه ثابت بْن مري، وقد علقناه في باب ثابت من هَذَا الكتاب. وذكر العدوي والواقدي أن مري بْن سنان ربيب سمرة بْن جندب. (2545) مزرد بْن ضرار المري [2] أخو الشماخ الشاعر، واسمه يَزِيد، واسم أخيه الشماخ معقل [3] ، قدم مزرد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأنشده: تعلم رَسُول اللَّهِ أنا كأننا ... أفأنا بأنمار ثعالب ذي عسل تعلم رَسُول اللَّهِ لم أر مثلهم ... أحن [4] عَلَى الأدنى وأحرم [5] للفضل وأنمار رهطه، وكان يهجو [هم، وزعموا أنه كَانَ يهجو [6]] أضيافه. (2546) مزيدة العبدي، من عبد القيس. هُوَ جد هود [العصري] [6] العبدي. روى أن قبيعة سيف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانت فضة. وإسناده ليس بالقوي، ولمزيدة العبدي أَيْضًا حديث آخر أنّ رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عقد رايات الأنصار وجعلها صفرًا. روى عنه ابْن ابنه هود بْن عبد الله بن مزيدة. (2647) مسافع به عياض بْن صخر بْن عامر بْن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي [7] . له صحبة، ولا أحفظ له رواية. قال الزبيري والعدوي

_ [1] هذه الترجمات الثلاث من اوحدها. [2] في ى: البري. والمثبت من أ. وفي الإصابة: الغطفانيّ الثعلبي. وفي أسد الغابة: الغطفانيّ الذبيانيّ الثعلبي. [3] في أ: مغفل. [4] في أ: آجر. [5] في الإصابة: وأقرب. [6] من أ. [7] في ى: التميمي.

(2548) المستورد بن شداد بن عمرو الفهري القرشي.

جميعًا: يَزِيد بعضهما عَلَى بعض فِي الشعر، قَالا: كَانَ مسافع بْن عياض شاعرًا محسنًا، فتعرض لهجاء حسان بْن ثابت، ففيه يقول حسان بن ثابت [1] : يَا آل تيم ألا تنهون جاهلكم [2] ... قبل القذاف بصم كالجلاميد فنهنهوه فإني غير تارككم ... إن عاد مَا اهتز ماء فِي ثرى عود لو كنت من هاشم أَوْ من بني أسد ... أَوْ عبد شمس أَوْ أصحاب اللوا الصيد أَوْ من بني نوفل أَوْ ولد [3] مطلب ... للَّه درك لم تهمم بتهديدي أَوْ من بني زهرة الأبطال قد عرفوا ... أَوْ من بني جمح الخضر الجلاعيد [4] أَوْ فِي الذؤابة من تيم إذا انتسبوا ... أَوْ من بني الحارث البيض الأماجيد لولا الرسول فإني لست عاصيه ... حَتَّى يغيبني فِي الرمس ملحودي وصاحب الغار إني سوف أحفظه ... وطلحة بْن عبيد اللَّه ذو [5] الجود أنشدها العدوي: يَا آل تيم أما تنهوا سفيهكم ... قبل القذاف بأمثال الجلاميد وفيها: أو في الذؤابة من قوم أولي حسب ... ولم تصبح اليوم نكسًا [6] مائل العود [ويروى: مائل الجيد. ويروى: نكسا ثانى الجيد. وللزبير] [7] : لكن سأصرفها عنكم فأعدلها ... لطلحة بْن عبيد الله ذي الجود (2548) المستورد بْن شداد بْن عَمْرو الفهري القرشي. سكن الكوفة، ثم سكن مصر. روى عنه أهل الكوفة وأهل مصر. روى ابْن وهب عَنِ ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيد بْن عَمْرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد بن

_ [1] ديوانه: 135. [2] في الديوان: ألا ينهى سفيهكم. [3] في الديوان: رهط. [4] في الديوان: أو من بنى جمح البيض المناجيد. [5] في ى: ذي. [6] في أ: هابل. [7] من أ.

(2549) مسروق بن وائل الحضرمي

شداد، قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخلل أصابع رجليه فِي وضوئه. قَالَ ابْن وهب: فحدثت مالكًا بحديث المستورد هَذَا، فَقَالَ: مَا سمعنا به. قَالَ ابْن وهب: ثم كَانَ مالك يعمل به إِلَى أن مات. يقال: إنه كَانَ غلامًا يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه سمع منه، ووعى عنه. روى عنه من الكوفيين قيس بْن أبي حازم. ومن المصريين علي بْن رباح، وأبو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، وجريج بْن أبي عَمْرو. وروى عنه حارثة بْن وهب، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبير. (2549) مسروق بْن وائل الحضرمي قدم عَلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في وفد حضرموت فأسلموا. (2550) مسطح بْن أثاثة بْن عباد بْن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي. يكنى أبا عباد. وقيل: أبا عَبْد اللَّهِ، وأمه سلمى بنت صخر بْن عامر ابْن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي ابنة خالة أبي بكر الصديق. وقيل: أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بْن عبد مناف، وأمها رائطة بنت صخر بْن عامر، خالة أبي بكر الصديق. شهد بدرًا، ثم خاض فِي الإفك عَلَى عائشة رضي اللَّه عنها، فجلده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمن جلد فِي ذلك، وَكَانَ أَبُو بَكْر ينفق عَلَيْهِ فأقسم [1] ألا ينفق عليه، فنزلت [2] : وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ ... 24: 22 الآية. ويقال: مسطح لقب، واسمه عوف بْن أثاثة. توفي سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن ستّ وخمسين سنة. وقد قيل:

_ [1] في أ: فتألى. [2] سورة النور، آية 22. (ظهر الاستيعاب ج 4- م 2)

(2551) مشرح [2] ،

شهد مسطح صفين، وتوفي سنة سبع وثلاثين، وقد ذكرناه [1] في باب من اسمه عوف من العين فِي هَذَا الكتاب، والحمد للَّه. (2551) مشرح [2] ، وفد إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخرج معه بأخيه لأمه، يقال له مطر بْن هلال بْن عروة، ومعهم الأشج، وَكَانَ اسمه منذر بْن عائذ.. فذكر الحديث عنه (2552) مشرح الأشعري، له صحبة، لم يرو عنه غير ابنته. من حديثه قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قص. أظفاره وجمعها ثم دفنها حديثه عند مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول المكي، عَنْ عبيد اللَّه بْن سلمة بْن وهرام، عَنْ أبيه، عَنْ ميل بنت مسرح، عَنْ أبيها، هكذا ذكره الدار قطنى: مسرح وَقَالَ غيره: مشرح. (2553) مصعب بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري. يكنى أبا عَبْد اللَّهِ. كَانَ من جلة الصحابة وفضلائهم، وهاجر إِلَى أرض الحبشة فِي أول من هاجر إليها، ثم شهد بدرًا، ولم يشهد بدرًا من بني عبد الدار إلا رجلان: مصعب بْن عمير، وسويبط بْن حرملة، ويقال ابْن حريملة. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بعث مصعب بْن عمير إِلَى المدينة قبل الهجرة بعد العقبة الثانية يقرئهم القرآن ويفقههم فِي الدين، وَكَانَ يدعى القارئ والمقرئ. ويقال: إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة قبل الهجرة. قَالَ البراء بْن عازب: أول من قدم علينا المدينة من المهاجرين

_ [1] صفحة 1223. [2] ليست هذه الترجمة في أ، وفي الإصابة وأسد الغابة: مشمرح.

مصعب بْن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي، ثم أتانا بعده عمرو بن أم مكتوم، ثم أتانا بعده عمار بْن ياسر، وسعد بْن أبي وقاص، وابن مَسْعُود، وبلال، ثم أتانا عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي عشرين راكبًا، ثم هاجر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقدم علينا مَعَ أبي بكر. وقتل مصعب بْن عمير يوم أحد شهيدًا، قتله ابْن قميئة الليثي فِيمَا قَالَ ابْن إسحاق، وَهُوَ يومئذ ابْن أربعين سنة أَوْ أزيد شيئا. ويقال: إن فيه نزلت وفي أصحابه يومئذ [1] : مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ ... 33: 23. الآية أسلم. بعد دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم. ذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: كان مصعب ابن عُمَيْرٍ فَتَى مَكَّةَ شَبَابًا وَجَمَالا وَتَيْهًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ يُحِبَّانِهِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَكْسُوهُ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الثِّيَابِ، وَكَانَ أَعْطَرَ أَهْلِ مَكَّةَ، يَلْبَسُ الْحَضْرَمِيَّ مِنَ النِّعَالِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُهُ وَيَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بِمَكَّةَ أَحْسَنَ لِمَّةً، وَلا أَرَقَّ حُلَّةً، وَلا أَنْعَمَ نِعْمَةً مِنْ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ. فَبَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو إِلَى الإِسْلامِ فِي دَارِ الأَرْقَمِ فَدَخَلَ، فَأَسْلَمَ، وَكَتَمَ إِسْلامَهُ خَوْفًا مِنْ أُمِّهِ وَقَوْمِهِ، فَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِرًّا، فَبَصُرَ بِهِ عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ يُصَلِّي، فَأَخْبَرَ بِهِ قَوْمَهُ وَأُمَّهُ، فأخذوه فحبسوه، فَلَمْ يَزَلْ مَحْبُوسًا إِلَى أَنْ خَرَجَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ. أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ [قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ [2]] بْنُ بُكَيْرٍ [3] التَّمَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ خَبَّابٍ، قَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عمير يوم أحد، ولم يكن

_ [1] سورة الأحزاب، آية: 23. [2] ليس في أ. [3] في أ: بكر.

(2554) مطر بن عكامس السلمي،

لَهُ إِلا نَمِرَةٌ، كُنَّا إِذَا غَطَّيْنَا [بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلاهُ، وَإِذَا غَطَّيْنَا] [1] رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: غَطُّوا بِهَا رَأْسَهُ، وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخَرِ. ولم يختلف أهل السير أن راية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم بدر ويوم أحد كانت بيد مصعب بْن عمير، فلما قتل يوم أحد أخذها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. كناه الهيثم بن عدي أبا عبد الله. (2554) مطر بن عكامس السلمي، من بني سليم بْن منصور معدود فِي الكوفيين، له حديث واحد ليس له غيره. لم يرو عنه غير أبي إِسْحَاق السبيعي. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: إذا قضى اللَّه لعبد أن يموت [2] بأرض جعل له إليها حاجة. وقد روى هَذَا اللفظ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حديث أبي المليح، عَنْ أبي عروة الهذلي. وَقَالَ عُثْمَان بْن سعيد الدارميّ: قلت ليحيى ابن معين: مطر بْن عكامس لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا أعلمه روى عنه غير هذا الحديث. (2555) مطر بْن هلال العنزي [3] . كَانَ فِي الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [من عبد القيس. يَقُولُ أَبُو عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ عَبْدِ الْعَنزِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ أَبَانِ بِنْتِ الواضع عن جدها الزارع ابن عَامِرٍ أَنَّهُ خَرَجَ وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم] [4] ، وخرج معه [5] بن

_ [1] من أ. [2] في أ: ميتة عبد بأرضه. [3] في ى: والإصابة: الغنوي. [4] من أ. [5] في أ: وخرج معه بأخ من أمه يقال له مطر بن هلال بن عنزة ومعه الأشج واسمه المنذر بن عائذ. وذكر الحديث. ذكره ابن أبى خيثمة في تاريخه.

(2556) مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدى بن كعب القرشي العدوي،

مَجْنُونٌ لِيَدْعُوَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَذْهَبَ مَا بِهِ، رَوَاهُ ابْنُ أَبِي خيثمة بإسناده عن الزارع. (2556) مطيع بْن الأسود بْن حارثة بْن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كعب القرشي العدوي، كَانَ اسمه العاص فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مطيعًا، وَقَالَ لعمر بْن الخطاب: إن ابْن عمك العاص ليس بعاص، ولكنه مطيع. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن مطيع، وروى فِي تسمية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه مطيعًا خبر رواه أهل المدينة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جلس عَلَى المنبر وَقَالَ للناس: اجلسوا، فدخل العاص بْن الأسود، فسمع قوله اجلسوا فجلس. فلما نزل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جاء العاص فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: يا عاص، ما لي لم أرك فِي الصلاة؟ فَقَالَ: بأبي أنت وأمي يَا رَسُولَ اللَّهِ! دخلت فسمعتك تقول: اجلسوا فجلست حيث انتهى إِلَى السمع. فَقَالَ: لست بالعاصي، ولكنك مطيع، فسمي مطيعًا من يومئذ. قَالُوا: ولم يدرك من العصاة من قريش الإسلام أحد غير مطيع ابن الأسود هَذَا أسلم يوم فتح مكة، وَهُوَ من المؤلفة قلوبهم، وأوصى إِلَى الزُّبَيْر بْن العوام، ومات فِي خلافة عُثْمَان رضي اللَّه عنه. من حديثه أنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا يقتل قرشي صبرًا بعد اليوم- يعني بعد فتح مكة. وَقَالَ العدوي: وَهُوَ أحد السبعين الَّذِينَ هاجروا من بني عدي وَهُوَ والد عَبْد اللَّهِ بْن مطيع، وسليمان بْن مطيع، وله بنون كثير فأما سُلَيْمَان فقتل يوم الجمل مَعَ عائشة. وأما عَبْد اللَّهِ بْن مطيع فهو الَّذِي كَانَ أمير الناس يوم الحرة. قَالَ بعضهم: أمره جميع أهل المدينة

(2557) مظهر بن رافع،

عَلَى أنفسهم حين أخرجوا بني أمية عَنِ المدينة. وقال الواقدي: إنما كان ميرا عَلَى قريش دون غيرهم [1] . (2557) مظهر بْن رافع، أخو ظهير بْن رافع لأبيه وأمه، وهما عما رافع بْن خديج، لهما صحبة روى عنهما ابْن أخيهما رافع بْن خديج، شهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وأدرك خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَقْبَلَ مُظَهِّرُ بْنُ رَافِعٍ الْحَارِثِيُّ بِأَعْلاجٍ مِنَ الشَّامِ لِيَعْمَلُوا لَهُ فِي أَرْضِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ خَيْبَرَ أَقَامَ بِهَا ثَلاثًا، فَحَرَّضَتْ يَهُودُ الأَعْلاجَ عَلَى قَتْلِ مُظَهِّرٍ، وَدَسُّوا لَهُمْ بِسِكِّينَيْنِ أَوْ ثلاثًا، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ خَيْبَرَ وَثَبُوا عَلَيْهِ فَبَعَجُوا بَطْنَهُ، فَقَتَلُوهُ ثُمَّ انْصَرَفُوا إِلَى خَيْبَرَ فَزَوَّدَتْهُمْ يَهُودُ وَقَوَّتْهُمْ [2] حَتَّى لَحِقُوا بِالشَّامِ، وَجَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ الْخَبَرُ بِذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي خَارِجٌ إِلَى خَيْبَرَ وَقَاسِمٌ مَا كَانَ لَهَا مِنَ الأَمْوَالِ، وَحَادٌّ لَهَا وَحُدُودِهَا، وَمُجْلِي الْيَهُودَ مِنْهَا، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُمْ: أُقِرُّكُمْ مَا أَقَرَّكُمُ اللَّهُ، وَقَدْ أذن الله في إجلائهم، ففعل ذلك بهم. (2558) معرض بْن علاط السلمي، أخو الحجاج بْن علاط السلمي. قتل يوم الجمل، لا أعلم له رواية، هكذا ذكره جماعة من أهل السير والأخبار، وكذلك ذكره ابْن المبارك عَنْ جرير بن حازم، وكذلك ذكر الطبري،

_ [1] قال ابن الدباغ: وقع إلى حديث فيه: أن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر وعبد الله بْن عمرو بن العاص ورجل آخر- نسيته- كان اسم كل واحد منهم العاص فسماه رسول الله عبد الله- الثالث الّذي نسيه: هو عبد الله بن الحارث ابن جزء. روى الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال توفى رجل ممن قدم على رسول الله (ص) فقال لي رسول الله (ص) وهو عند القبر: ما اسمك؟ قلت: العاص. وقال لابن عمر: ما اسمك؟ قال: العاص. وقال لابن عمرو بن العاص: ما اسمك؟ قال: العاص. فقال رسول الله (ص) : أنتم عبيد الله: أنزلوا عبيد الله. فنزلنا فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا (من أ) . [2] في أ: وقوتهم.

(2559) معيقيب بن أبى فاطمة

عَنْ شيوخه عَنْ جرير، قَالَ: قتل المعرض بْن علاط يوم الجمل، فَقَالَ أخوه الحجاج بن علاط: ولم أر يومًا كَانَ أكثر ساعيًا ... بكف شمال فارقتها يمينها وذكر الدَّوْلابِيّ. عَنْ أشياخه، عَنْ علي بْن مجاهد، عَنِ ابْن إِسْحَاق: أن معرض بْن حجاج بْن علاط السلمي أصيب يوم الجمل، فبكاه أخوه نصر ابن الحجاج بن علاط فقال: لقد فزعت [1] نفسي لذكرى معرضًا ... وعيناي جادت بالدموع شئونها فأصبحت من فيض القوارع مرتوي [2] ... وفارق نفسي حبها وأمينها وكنت كأني منه فِي فرع طلحة ... تلفع دوني شوكها وغصونها هكذا قَالَ ابن إسحاق والله أعلم. وذكره الدار قطنى فَقَالَ: معرض بْن الحجاج بْن علاط أمه أم شيبة [3] بنت أبي طلحة، قتل يوم الجمل فَقَالَ فيه أخوه نصر بْن الحجاج بن علاط: لقد فزعت [1] نفسي لذكرى معرضًا ... وعيني جادت بالدموع شئونها وللحجاج بْن علاط أشعار منها مَا يمدح به على بن أبى طالب. (2559) معيقيب بْن أبي فاطمة مولى سَعِيد بْن العاص، هكذا ذكره موسى ابن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: ويزعمون أنه من دوس. وَقَالَ غيره: هُوَ دوسي حليف لآل سَعِيد بْن العاص. أسلم معيقيب قديمًا بمكة وهاجر منها إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وأقام بها حَتَّى قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة. قيل: إنه قدم عَلَيْهِ فِي السفينتين وَهُوَ بخيبر. وقيل: قدم عليه قبل

_ [1] في أ: فرعت. [2] في أ: فأصبحت قد فض القوارع مروتي. [3] في أ: سوكة.

(2560) مغفل بن عبد غنم.

ذلك. وَكَانَ عَلَى خاتم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واستعمله أَبُو بَكْر وعمر عَلَى بيت المال، وَكَانَ قد نزل به داء الجذام فعولج منه بأمر عُمَر بْن الْخَطَّابِ بالحنظل، فتوقف أمره. وتوفي آخر خلافة عُثْمَان. وقيل: بل توفي سنة أربعين فِي آخر خلافة علي وَهُوَ قليل الحديث، وروى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويل للأعقاب من النار. وروى عنه حديث آخر مرفوع فِي مسح الحصى. وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ ابْنِهِ إِيَاسُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ، [حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ مَوْلَى مُعَيْقِيبٍ. قَالَ: قُلْتُ لِمُعَيْقِيبٍ: مَا لِيَ لا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُكَ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَمِنْ أَقْدَمِهِمْ صُحْبَةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ كَثْرَةَ الصَّمْتِ خَيْرٌ مِنْ كَثْرَةِ الكلمة] [1] . (2560) مغفل بْن عبد غنم. ويقال: ابْن عبد نهم بْن عفيف بْن أسحم. وَكَانَ ابْن الكلبي يقول فِي أسحم سحيم بْن ربيعة بْن عدي المزني، ومزينة هم ولد عُثْمَان ابن عمرو بن أدّ بن طانحة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة [2] . هو والد عَبْد اللَّهِ بْن مغفل، مات بطريق مكة قبل أن يدخلها، وذلك سنة ثمان من الهجرة عام الفتح وقبل الفتح بقليل. ذكر ذلك الطبري. ومغفل هَذَا هُوَ أخو [3] عبد الله ذي البجادين المزني.

_ [1] من أ: وحدها. [2] في أ: مرة. [3] في الإصابة: هو عم عبد الله.

(2561) المقداد بن الأسود،

(2561) المقداد بْن الأسود، نسب إِلَى الأسود بْن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بْن زهرة الزهري، لأنه كَانَ تبناه وحالفه في الجاهلية، فقيل المقداد ابن الأسود، وَهُوَ المقداد بْن عَمْرو بْن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة ابن مطرود بن عمرو بن سعد الهراويّ [1] ، من بهراء بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة. وقيل: بل هُوَ كندي من كندة. [نسبه الدار قطنى إِلَى سعد، وزاد ابْن دهير بْن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد ابن أبي أهون بْن فائش بْن دريم بْن القين بْن أهود بْن بهراء، عَنْ أبي سعد اليشكري، عَنِ ابْن حبيب، عَنْ هشام بْن الكلبي وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: سعد بْن زهير بالزاي بْن ثور بْن ثعلبة بْن مالك بْن الشريد بْن هزل بْن فائش بْن دريم بْن القين بْن أهود بْن بهراء بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة. وَقَالَ ابْن هشام: ويقال هزل بْن فائش بْن در. ودهير بْن ثور آخرها] [2] . وَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: المقداد حضرمي، وحالف أبوه كندة فنسب إليها، وحالف هُوَ بني زهرة، فقيل الزهري لمخالفته الأسود بْن عبد يغوث الزهري، وتبناه الأسود، فقيل: المقداد بْن الأسود بالتبني، وأبوه الَّذِي ولده عَمْرو بْن ثعلبة، فهو المقداد بْن عَمْرو. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد قيل إنه كَانَ عبدًا حبشيًا للأسود بْن عبد يغوث، فتبناه قبل إسلامه، واستلحقه، والأول أصح وأكثر. ولا يصح قول من قَالَ فيه: إنه كَانَ عبدًا، والصحيح أنه بهراوي، من بهراء، يكنى أبا معبد. وقيل أبا الأسود، كَانَ قديم الإسلام، ولم يقدر [3] عَلَى الهجرة ظاهرا، فأتى مع المشركين

_ [1] في البهراني. وفي الإصابة: النهراني. وانظر الطبقات: 2- 114. [2] من أ: وحدها. [3] في أ: ولم يقدم.

من قريش هُوَ وعتبة بْن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحازا إليهم، وذلك فِي السرية التي بعث فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبيدة بْن الحارث إِلَى ثنية المرة، فلقوا جمعًا من قريش عليهم عكرمة بْن أبي جهل، فلم يكن بينهم قتال، غير أن سعد بْن أبي وقاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به فِي سبيل اللَّه، وهرب عتبة بْن غزوان، والمقداد بْن الأسود يومئذ إِلَى المسلمين، وشهد المقداد فِي ذلك العام بدرًا، ثم شهد المشاهد كلها. قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ [زِرٍّ] [1] ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ سَبْعَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ الْمِقْدَادَ. وَكَانَ من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَى فِطْرُ [2] بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلا أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ وَرُفَقَاءَ، وَإِنِّي أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وَعُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَالْحَسَنُ، وَالْحُسَيْنُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَحُذَيْفَةُ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَبِلالٌ. وشهد المقداد فتح مصر، ومات فِي أرضه بالجرف، فحمل إلى المدينة ودفن بها، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عفان سنة ثلاث وثلاثين. وَرَوَى عَنْهُ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ: طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ [3] ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَمِثْلُهُمْ. وَرَوَى طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: لَقَدْ شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ مَشْهَدًا لأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشمس،

_ [1] من أ. [2] في أ: فطن. [3] في أ: الخباب.

(2562) المقدام بن معديكرب بن عمرو بن يزيد بن معديكرب بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير الكندي.

وَذَلِكَ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا وَاللَّهِ لا نَقُولُ لَكَ كَمَا قال أصحاب موسى لموسى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ. 5: 24 وَلَكِنَّنَا نُقَاتِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ [1] . قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُشْرِقُ وَجْهُهُ لِذَلِكَ، وَسَرَّهُ وَأَعْجَبَهُ وتوفي المقداد وَهُوَ ابْن سبعين سنة. وَرَوَى سُلَيْمَانُ وَعَبْدُ اللَّهِ ابْنَا بريدة عن أبيهما، قال. قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ مِنْ أَصْحَابِي، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: عَلِيٌّ، وَالْمِقْدَادُ، وَسَلْمَانُ، وَأَبُو ذَرٍّ. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن ثابت، عن أنس أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلا يَقْرَأُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ: أَوَّابٌ. وَسَمِعَ آخَرَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَقَالَ: مِرَاءٌ، فَنَظَرَ [2] فَإِذَا الأَوَّلُ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو. وَذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ ابْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَارِقٍ، عَنِ الْمِقْدَادِ، قَالَ: لَمَّا نَزَلْنَا الْمَدِينَةَ عَشَّرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةً عَشَرَةً فِي كُلِّ بَيْتٍ. قَالَ: فَكُنْتُ فِي الْعَشَرَةٍ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يَكُنْ لَنَا إِلا شَاةٌ نَتَجَزَّى لَبَنَهَا (2562) المقدام بن معديكرب بن عمرو بن يزيد بن معديكرب بْن عَبْد اللَّهِ بْن وهب بْن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير الكندي. أَبُو كريمة. وقيل: أَبُو صالح. وقيل أَبُو يَحْيَى، وَهُوَ أحد الوفد الَّذِينَ وفدوا على رسول الله صلى

_ [1] في أ: يسارك. [2] في أ: فنظروا.

(2563) مقنع،

الله عليه وسلم من كندة. بعد فِي أهل الشام. وبالشام مات سنة سبع وثمانين، وَهُوَ ابْن إحدى وتسعين سنة. روى عنه سليم بْن عامر الخبائري، وخالد بْن معدان، والشعبي، وأبو عامر الهوزني، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عوف الجرشي، وحبيب بْن عبيد، وراشد بْن سعد، وجماعة من التابعين بالشام. [مذكور فيمن نزل حمص. عاش إِلَى خلافة عبد الملك، ويقال: إِلَى خلافة ابنه الوليد- قاله ابن عيسى] [1] (2563) مقنع، رجل مذكور فِي الصحابة. شهد القادسية. قَالَ أَبُو حاتم الرازي: له صحبه، هُوَ المقنع بْن الحسين، وقد ذكرناه فيمن تقدم. (2564) مكنف [2] الحارثي، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر بْن حزم أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطى محيصة بْن مَسْعُود ثلاثين وسقًا من شعير وثلاثين وسقًا من تمر. يعد فِي أهل المدينة. (2565) ملحان بْن شبل البكري، هُوَ والد عبد الملك بْن ملحان. ويقال: إنه والد قتادة بْن ملحان القيسي، يختلفون فيه. له حديث واحد فِي صيام الأيام البيض. حديثه عند شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، واختلف عَلَى شعبة فِي ذلك، وعلى أنس بْن سيرين أَيْضًا، فَقَالَ أَبُو الوليد الطيالسي وغيره: عَنْ شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، عَنْ عبد الملك بْن ملحان، عَنْ أبيه. وَقَالَ يَزِيد بْن هارون: عَنْ شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، عَنْ عبد الملك بْن منهال، عَنْ أبيه. قَالَ يَحْيَى بْن معين: هَذَا خطأ، والصواب عبد الملك بْن ملحان، عَنْ أبيه كما قَالَ الطيالسي وغيره. وقد روى هَذَا الحديث همام، عَنْ أنس بْن سيرين، قَالَ: حدثني عبد الملك ابن قتادة بْن ملحان القيسي، عَنْ أبيه، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث

_ [1] من اوحدها. [2] بوزن محسن (القاموس) .

(2566) الملقع بن الحصين [بن يزيد بن شبيل [1]] التميمي السعدي

شعبة فِي الأيام البيض، وَهُوَ أَيْضًا خطأ، والصواب مَا قَالَ شعبة. والله أعلم. وليس همام ممن يعارض به شعبة. (2566) الملقع بْن الحصين [بْن يَزِيد بْن شبيل [1]] التميمي السعدي ويقال فيه المنقع [بْن الحصين بْن يَزِيد بْن شبل [2]] بالنون والقاف. والله أعلم هل هُوَ الملفع باللام والفاء أَوِ المنقع بالنون والقاف. وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: المنقع له صحبة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِم بْن أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، فذكر له حديثًا فِي النهي عَنِ الكذب عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرسلًا بإسناد ليس بالثابت، والأحاديث الصحاح عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لغيره والحمد للَّه. له حديث واحد، وليس إسناده بالقوي. شهد القادسية، ثم قدم البصرة واختط بها دارًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حدثنا أحمد ابن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا سَيْفُ [3] بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ بَشِيرٍ [4] الْبُرْجُمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَزْعُ، قَالَ سَيْفٌ: أظنه شهد القادسية. عن المنفع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بِصَدَقَةِ إِبِلِنَا، فَقَالَ: اللَّهمّ لا أُحِلُّ لَهُمْ أَنْ يَكْذِبُوا عَلَيَّ. قَالَ الْمُنْقَعُ: فَلَمْ أُحَدِّثْ بِحَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا حَدِيثًا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وجل أو جرت به سنّة. (2567) منيل بن وبرة بن خالد بن العجلان الأنصاري، من بني عوف بن الخزرج شهد بدرا وأحدا. (2568) منبه والد يَعْلَى بْن منبه [5] اختلف فِي حديثه. روى عن النبيّ صلى

_ [1] من أ: وحدها وفي الإصابة سماه مقنع. وكذلك في الطبقات. [2] ساقط من أ. [3] في أ: يوسف. [4] في ى: بشر. [5] كذا وهم فيه أبو عمر، وصوابه آمية- تجريد (هامش ى) .

(2569) منتشر،

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي أحرم بعمرة وعليه جبة، وَهُوَ متخلق بالخلوق، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينتزع الجبة ويغسل أثر الخلوق [1] . (2569) منتشر، والد مُحَمَّد بْن المنتشر. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه ابنه مُحَمَّد بْن المنتشر، هُوَ جد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن المنتشر. قَالَ ابْن أبي حاتم: قلت لأبي: رأى المنتشر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لا أدري. وقد روى عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا تصح عندي للمنتشر هَذَا صحبة ولا رواية. وحديثه مرسل. وَهُوَ المنتشر بْن الأجدع، أخو مسروق ابن الأجدع فيما ذكر الدار قطنى، وذكر من روى عن ابنه محمد [و] عن [ابْن] [2] ابنه إِبْرَاهِيم. (2570) منجاب بْن راشد الناجي، أخو الحريث [3] بن راشد ذكره سيف والمدائني فيمن استعمل عَلَى كور فارس فِي خلافة عُثْمَان ممن لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فآمن به هُوَ وأخو الحريث بْن راشد، وكانا عثمانيين، وهربا من علي حين حكم الحكمين. (2571) المنيذر الإفريقي، روى عنه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، قَالَ: حدثني المنذر وَكَانَ يسكن إفريقية وَكَانَ صاحبًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من قَالَ رضيت باللَّه ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا- فأنا الزيم له، فلآخذن بيده فلأدخلنه الجنة. حديثه عند رشدين بْن سعد عَنْ حيي بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، عَنْ منيذر [4] صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. كان يسكن إفريقية.

_ [1] في هامش أ: هذا وهم الحديث مشهور في الصحيح ليعلى بن أمية ويقال وابن منبه ينسب إلى أبيه مرة وإلى أمه مرة. فتصحف من منية اسم امرأة منبه اسم رجل. [2] من أ. [3] في أ: الخريت. [4] ويقال فيه المنذر.

(2572) منفعة،

(2572) منفعة، رجل مذكور فِي الصحابة، روى عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه كليب بْن منفعة. (2573) المنكدر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الهدير القرشي التيمي. والد مُحَمَّد بْن المنكدر وإخوته. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثه مرسل عندهم، ولا يثبت له صحبة، ولكنه ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2574) المنهال. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي صيام الأيام البيض- قاله يَزِيد بْن هارون، عَنْ شعبة، عَنْ أنس بْن سيرين، عَنْ عبد الملك بْن منهال، عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خطأ عند أهل العلم بالحديث، والصواب عندهم فيه ملحان، وقد ذكرناه. (2575) منيب الأزدي، أَبُو أيوب. له صحبة، وَهُوَ معدود فِي أهل الشام، حديثه عند ابْن ابنه منيب بْن مدرك بْن منيب، عَنْ أبيه، عن جده- أنه رأى النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية وَهُوَ يقول: قولوا لا إله إلا اللَّه تفلحوا ... الحديث. (2576) مهجع بْن صالح، مولى عُمَر بْن الْخَطَّابِ، شهد بدرًا وَكَانَ أول قتيل من المسلمين بين الصفين، أتاه سهم غرب فقتله. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ من اليمن. وَقَالَ ابْن هشام: هُوَ من عك أصابه سباء فمن عَلَيْهِ عُمَر بْن الْخَطَّابِ. (2577) مهران مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل كيسان. وقيل طهمان. وقيل [ذكوان بالذال. وقيل] [1] : هرمز. وقد ذكرنا الاختلاف فيه فِيمَا تقدم [2] من كتابنا هَذَا. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: اسمه سفينة، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا، قاسم، حدثنا ابن أَبِي خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، قَالَ: أَتَيْتُ أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بشيء من

_ [1] ساقط من ى. [2] صفحة 466.

(2578) موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي،

الصَّدَقَةِ فَرَدَّتْهَا، وَقَالَتْ: حَدَّثَنِي مِهْرَانُ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ منهم. (2578) مُوسَى بْن الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة القرشي التيمي، هاجر إِلَى أرض الحبشة فِيمَا ذكره الطبري، وذكره فِي موضع آخر فَقَالَ: إنه مات مَعَ أختيه عائشة وزينب فِي طريقه إِلَى أرض الحبشة من ماء شربوه، وذكره أَيْضًا فيمن ولد بأرض الحبشة. [وله أخت ثالثة: فاطمة بنت الحارث، ولدت بأرض الحبشة، شربت من الماء الَّذِي مات به إخوتها فماتوا، وهي مذكورة فِي الفواطيم من كتاب النساء، وأمهم رائطة بنت الحارث بْن جبلة هلكت أَيْضًا من ذلك الماء معهم] [1] . (2579) موله بْن كثيف [2] الضبابي الكلبي العامري. من بني عامر بْن صعصعة، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْن عشرين سنة فأسلم وعاش فِي الإسلام مائة سنة، وَكَانَ فصيحًا يدعى ذا اللسانين من فصاحته. روى عنه ابنه عبد العزيز ابن موله، وهذا هُوَ الَّذِي روى قصة عامر بْن الطفيل: غدة كغدة البعير وموت فِي بيت سلولية. قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَتْنِي ظمياء بنت عبد العزيز ابن مَوَلَةَ بْنِ كُثَيْفِ بْنِ حَمَلِ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُعَاوِيَةَ وَهُوَ الضِّبَابُ بن كلاب ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قالت: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ مَوَلَةَ أَنَّهُ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً، وَبَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسَحَ يَمِينَهُ وَسَاقَ إِبِلَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَدَّقَهَا بِنْتَ لَبُونٍ، ثُمَّ صَحِبَ أَبَا هُرَيْرَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم (2580) مونس [3] بْن فضالة بْن عدي بْن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري.

_ [1] ساقطة من أ. [2] في الإصابة: بن كنيف. [3] الضبط من أسد الغابة. (4- الاستيعاب- رابع)

(2581) ميثم [2]

هو أخو أنس [1] بْن فضالة، بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عينًا إِلَى المشركين فِي حين إقبالهم إِلَى أحد، وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي باب أخيه أنس لأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثهما معًا يتجسسان له خبر قريش حين قصدوا لأحد، وشهدا معه جميعا أحدا (2581) ميثم [2] رجل من الصحابة لا أعرف له نسبًا. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث. حديثه عند زيد بْن أبي أنيسة. عَنْ عَمْرو بْن مرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث، عَنْ رجل من الصحابة يقال له ميثم، قَالَ: بلغني أن الملك يغدو برايته مَعَ أول من يغدو إلى الجمعة. (2582) ميسرة الفجر. له صحبة، نزل البصرة. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، متى كنت نبيًا؟ قَالَ: كنت نبيًا وآدم بين الروح والجسد، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق العقيلي [3] . (2583) ميمون بْن سنباد [4] العقيلي. رجل من أهل اليمن، نزل البصرة، يكنى أبا الْمُغِيرَة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: قوام أمتي بشرارها. ليس إسناد حديثه بالقائم، وقد أنكر بعضهم أن تكون له صحبة. (2584) ميناء. والد الحكم بْن ميناء، هُوَ مولى لأبي عامر الراهب، شهد تبوك مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذلك مصعب الزبيري. وابنه الحكم ابن ميناء يروي عَنِ ابْن عمر وأبي هريرة.

_ [1] في أ: بشر، وفي ى: أنيس. [2] في أ: مئثم. [3] في أ: ذكر أبو الوليد في الألقاب له أن ميسرة الفجر هو عبد الله بن أبى الجدعاء التميمي وميسرة لقب له ويشبه أن يكون ذلك. فإن عبد الله بن شقيق هو الراويّ عنهما جميعا حديث متى كنت نبيا. [4] في ى: سنباذ- بالذال.

حرف النون

حرف النون باب نافع (2585) نافع بْن بديل بْن ورقاء الخزاعي. كَانَ هُوَ وأبوه وإخوته من فضلاء الصحابة وجلتهم. وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ: قتل نافع بْن بديل يوم بئر معونة مع المنذر بن عمرو، وعامر بن فهيرة، وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن رواحة: رحم اللَّه نافع بْن بديل ... رحمة المبتغي ثواب الجهاد صابرًا صادق اللقاء إذا مَا ... أكثر القوم قَالَ قول السداد (2586) نافع بْن الحارث الثقفي، أخو أبي بكرة [1] ، سيأتي القول فِي نسبه عند ذكر أخيه أبي بكرة نفيع إن شاء اللَّه تعالى. روى من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ نازلًا بالطائف، فنادى مناديه: من خرج إلينا من عبيدهم فهو حر فخرج إليه نافع ونفيع- يعني أبا بكرة وأخاه- فأعتقهما. ونافع هَذَا أحد الشهود عَلَى الْمُغِيرَة، وكانوا أربعة: أَبُو بَكْرة، وأخوه، وزياد [2] ، وشبل بن معبد، إلا أن زيادًا لم يقطع الشهادة، فسلم زياد [3] من الحد. (2587) نافع، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا يدخل الجنة متكبر ولا شيخ زانٍ، ولا منان بعلمه [4] روى عنه خالد بن أمية [5] .

_ [1] في أسد الغابة: أخو أبى بكرة لأمه. [2] في أسد الغابة: وزياد ابن أبيه. [3] في أ: فسلم من الحد. وفي أسد الغابة: فسلم المغيرة من الحد. [4] في أ: بعمله وفي أسد الغابة: ولا منان على الله بعمله. [5] في أ: بعده: نافع بن سليمان، ونافع غير منسوب وفي أسد الغابة: إنه لم يروهما أبو عمر، ولذلك لم أثبتهما.

(2588) نافع بن صبرة،

(2588) نافع بْن صبرة، مخرج حديثه عَنْ أهل المدينة بمثل حديث أبي هريرة فِي كفارة مَا يكون فِي المجلس من اللغط. (2589) نافع، أَبُو طيبة [1] الحجام. حجم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطاه أجره صاعًا من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عَنْ خراجه (2590) نافع بْن ظريب بْن عَمْرو بْن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي. أسلم يوم الفتح وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أعلم له رواية. قَالَ العدوي: هُوَ الَّذِي كتب المصاحف لعمر بْن الخطاب (2591) نافع بْن عتبة بْن أبي وقاص. واسم أبي وقاص مالك بْن وهب [2] القرشي الزهري، ابْن أخي سعد بْن أبي وقاص وأخو هاشم المرقال. كان قد شهد أحدًا مَعَ أبيه كافرًا. وعتبة أبوه هُوَ الَّذِي كسر رباعية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد. ومات عتبة كافرًا قبل الفتح، وأوصى إِلَى سعد أخيه، ثم أسلم نافع يوم فتح مكة. روى عنه جابر بْن سمرة. (2592) نافع بْن عبد الحارث بْن حبالة بْن عمير الخزاعي. له صحبة ورواية. استعمله عُمَر بْن الْخَطَّابِ عَلَى مكة وفيهم سادة قريش، فخرج نافع إِلَى عمر واستخلف مولاه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبزى، فَقَالَ له عمر: استخلفت عَلَى آل اللَّه مولاك فعزله، وولى خالد بْن العاص بْن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان نافع ابن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم. وقد قيل: إن نافع بْن عبد الحارث أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة، ولم يهاجر. روى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ وغيره. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء.

_ [1] طيبة مثل عيبة (القاموس) . [2] في أ: وهيب.

(2593) نافع بن علقمة.

وأنكر الْوَاقِدِيّ أن يكون لنافع بْن عبد الحارث صحبة، وَقَالَ: حديثه هَذَا عَنْ أبي مُوسَى الأشعري، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. (2593) نافع بْن علقمة. يقال: إنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إن حديثه مرسل. (2594) نافع بن غيلان بن سلمة الثقفي. استشهد مَعَ خالد بْن الوليد بدومة الجندل، فرثاه أبوه، وجزع عَلَيْهِ جزعًا شديدًا، فمن قوله فيه: مَا بال عيني لا تغمض ساعة ... إلا اعترتني عبرة تغشاني في أبيات كثيرة يرثيه بها، منها قوله: يَا نافعا [1] من للفوارس أحجمت ... عَنْ شدة مذكورة وطعان [2] لو أستطيع جعلت مني نافعًا ... بين اللهاة وبين عقد لساني (2595) نافع بْن كيسان، والد أيوب بْن نافع. يعد فِي الشاميين، لم يرو عنه غير ابنه أيوب بْن نافع. حديثه فِي الخمر: يشربها أمتي، بسمونها بغير اسمها.... الحديث روى عنه حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ينزل عِيسَى ابْن مريم عَلَيْهِ السلام عند باب دمشق الشرقىّ. يختلف في هذا الحديث، ويضطرب في إسناده (2596) نافع الرواسي. جد علقمة. روى عنه حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو عوف [3] الرواسي، فيه نظر.

_ [1] في أ، وأسد الغابة: يا نافع. [2] في ى: وتعاني. [3] في أ: ابن أبى شوف.

باب نبيط

باب نبيط (2597) نبيط [1] بْن جابر الأَنْصَارِيّ، من بني مالك بْن النجار، زوجه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفريعة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة فولدت له عبد الملك، وَكَانَ أبوها أَبُو أمامة قد أوصى بها وبأخواتها إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبقي نبيط زمانا بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد قيل: إن لهذا أَيْضًا ابنا يسمى سلمة روى عنه. (2598) نبيط بْن شريط بْن أنس بْن مالك بْن هلال الأشجعي، رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع خطبته فِي حجة الوداع، وَكَانَ رديف أبيه يومئذ. معدود فِي أهل الكوفة. روى عنه أَبُو مالك الأشجعي. ونعيم بْن أبي هند، وَهُوَ والد ابْن نبيط المحدّث. أَخْبَرَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا علي بْن المديني، قَالَ: نبيط بْن شريط بْن أنس الأشجعي قد رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع خطبته فِي حجة الوداع، وهو أبو سلمة ابن نبيط. باب نبيه (2599) نبيه [2] بْن حذيفة بْن غانم بْن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدىّ بن كعب، له صحبة، وهو أخو أبي جهم بْن حذيفة، ولا أعلم له ولا لأحد من إخوته رواية. (2600) نبيه ابن صؤاب [3] ، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وشهد فتح مصر.

_ [1] نبيط- بضم أوله وفتح ثانيه (القاموس) . [2] الضبط من التقريب. [3] في ى: صواب. والمثبت من التبصير.

(2601) نبيه بن عثمان بن ربيعة بن وهب بن حذافة بن جمح،

(2601) نبيه بْن عُثْمَانَ بْن ربيعة بْن وهب بْن حذافة بْن جمح، كَانَ قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، هَذَا قول الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: الَّذِي هاجر إِلَى أرض الحبشة أبوه عُثْمَان بْن ربيعة، ولم يذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ ولا أَبُو معشر واحدًا منهما فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة. (2602) نبيه مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. لا أعرفه بأكثر من أن بعضهم ذكره فِي موالي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأنّ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشتراه وأعتقه. وقد قيل فِي نبيه هَذَا مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النبيه بالألف واللام وضم النون. وقيل: النبيه- بفتح النون. (2603) نبيه الجهني، حديثه عند ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر أن نبيها الجهني أخبره أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يتعاطى السيف مسلولًا حَتَّى يغمد.. الحديث عَلَى مَا ذكرنا في باب الباء [1] ، لأنّ طائفة من رواة ابْن لهيعة يقولون فيه: بنة الجهني. وَقَالَ ابْن معين: إنما هُوَ ينة الجهني، كذلك هُوَ فِي كتبهم كلهم، هَذَا لفظ ابْن معين فِيمَا ذكر عنه عباس الدوري. قَالَ أَبُو عمر: ابْن وهب يقول فيه، عَنِ ابْن لهيعة: نبيه، وَهُوَ أثبت من غيره فِي ابْن لهيعة إن شاء الله تعالى وذكر ابْن السكن فِي كتابه فِي الصحابة فِي باب الياء، فَقَالَ فيه ينة- بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وذكر حديث ابْن لهيعة هَذَا عَنِ ابْن صاعد، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ المقري، عَنْ أبيه، عَنِ ابْن لهيعة بإسناده. باب نصر (2604) نصر [2] بْن الْحَارِث بْن عُبَيْد بْن رزاح بْن كعب الْأَنْصَارِيّ الظفري وكعب هُوَ ظفر، شهد بدرًا. ويقال: ابْن عَبْد رزاح بْن ظفر، يُكَنَّى أَبَا الحارث،

_ [1] صفحة 188. [2] في الإصابة: ذكره ابن القداح بضاد معجمة وصوبه ابن ماكولا.

(2605) نصر [2] بن حزن

وَكَانَ أَبُوهُ الْحَارِث مِمَّنْ صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهكذا أسماه أكثر أَهْل السير نصر بْن الْحَارِث. وَقَالَ ابْن سعد: رُوِيَ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق أنه قَالَ: نمير بْن الْحَارِث. قَالَ ابْن سعد: وهذا غلط من قبل من رواه عنه [1] . (2605) نصر [2] بْن حزن هكذا قَالَ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق فِي حديث ذكره. وَقَالَ عير شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عبدة بْن حزن، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رعي الأنبياء الغنم فِي حديث ذكره، وَهُوَ الصواب إن شاء اللَّه تعالى. (2606) نصر بْن دهر بْن الأخرم بْن مالك الأسلمي يعد فِي أَهْل الحجاز. روى حديثه مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي قصة رجم ماعز وله أحاديث انفرد بها عَنْهُ ابنه الهيثم. (2607) نصر بْن وهب الخزاعي. روى عَنْهُ أَبُو المليح الهذلي عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحو حديث مُعَاذِ فِي الْإِيمَان قوله: مَا حق اللَّه عَلَى الناس ... الحديث. باب نضلة (2608) نضلة بْن طريف بْن نهصل [3] الحرمازي [4] ، ثُمَّ الْمَازِنِيّ. روى قصة الأعشى- أعشى بني مازن- مَعَ امرأته وقدومه عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى الله

_ [1] في أسد الغابة: ورواه ابن هشام عن البكائي عن ابن إسحاق فقال: نضر- بالضاد المعجمة- وكذلك ذكره ابن ماكولا بالضاد المعجمة. وقال: ذكره ابن القداح وقال: قتل بالقادسية (5- 16) . وفي الهوامش: يقال فيه النضير، والنضر. [2] أ: نصير. [3] في أ: بهصل. [4] في ى: الهرمازى. والمثبت من ش، وأسد الغابة. وفي أ: الجرمازى.

(2609) نضلة بن عبيد بن الحارث، أبو برزة الأسلمي.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنشاده الرجز الَّذِي ذكرناه فِي باب الأعشى من كتابنا هَذَا، وَهُوَ خبر مضطرب الإسناد، ولكنه رُوي من وجوه كثيرة. (2609) نضلة بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث، أَبُو برزة الأسلمي. غلبت عَلَيْهِ كنيته. واختلف فِي اسمه، فَقِيل نضلة بْن عُبَيْد بْن الْحَارِث. وقيل: نضلة ابن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن نضلة وقيل: سلمة بْن عُبَيْد. والصحيح مَا قدمنا ذكره. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أَبِي ويَحْيَى بْن معين يقولان: اسم أَبِي برزة نضلة بْن عُبَيْد. أسلم أَبُو برزة قديما، وشهد فتح مكة، ثم تحوله إِلَى البصرة، وولده بها، ثُمَّ غزا خراسان ومات بها فِي أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَة أَوْ فِي آخر خلافة مُعَاوِيَة. قَالَ الأزرق بْن قَيْس: رَأَيْت أَبَا برزة الأسلمي رجلا مربوعًا آدم. وروي عَنْ أَبِي برزة أنه قَالَ: أَنَا قتلت ابْن خطل وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة. روى عَنْهُ أَبُو العالية، وأبو المنهال، وأبو الوضيء، والحسن الْبَصْرِيّ، وجماعة غيرهم. (2610) نضلة بْن عَمْرو الغفاري، له صحبة، كَانَ يسكن البادية ناحية العرج. روى عَنْهُ ابنه معن بْن نضلة: أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إن المؤمن يأكل فِي معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء. لم يرو عَنْهُ غير ابنه معن بْن نضلة، وروى هَذَا اللفظ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم جماعة. (2611) نضلة الْأَنْصَارِيّ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عَنْهُ سَعِيد بْن المسيب. باب النعمان (2612) النعمان بْن أشيم، أَبُو هند الأشجعي، والد نعيم بْن أَبِي هند، هُوَ مشهور

(2613) النعمان بن بازية [2] اللهى.

بكنيته [1] ، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، وروى عنه. حدّث عنه ابنه نعيم. (2613) النعمان بن بازية [2] اللهى. كَانَ عريف الأزد، وصاحب رايتهم. سكن الشام. ذكره ابْن أَبِي حاتم، وَقَالَ: له صحبة [ذكر ابْن عِيسَى فِي الحمصيين- أعني النعمان بْن بازية- فَقَالَ: يُقَالُ النعمان بْن الرازية- بتشديد الياء- حدث عَنْهُ صالح بْن شريح السكوني وأبو مريم الغساني، قَالَ: كنت فيمن تقدم بين يدي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجندل، ثُمَّ غزوت معه الثانية، فَلَمَّا كَانَتِ الثالثة كنت مِمَّنْ يحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الْبُخَارِيّ: النعمان بْن دارية اللهبي كَانَ عريفَ الأزد وصاحب رايتهم سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عَنْ صالح بْن شريح. نقلته من خط مُحَمَّد بْن يَحْيَى القاضي الثقة المأمون] [3] . (2614) النعمان بْن بشير بْن سعد بْن ثَعْلَبَة الأنصاري، من بنى كعب بن الحارث ابن الخزرج، وأمه عمرة بِنْت رواحة، أخت عَبْد اللَّهِ بْن رواحة. ولد قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمان سنين. وقيل بست سنين، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى، لأن الأكثر يقولون: إنه وُلد هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عام اثنين من الهجرة فِي ربيع الآخر عَلَى رأس أربعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة. وذكر الطبري قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِث بْن أَبِي أسامة، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد

_ [1] في أسد الغابة: وقيل اسمه رافع. [2] في الإصابة: نعمان بن رازية- براء ثم زاي مكسورة بعدها تحتانية. وفي تجريد أسد الغابة، النعمان بن بازية، وقيل رازية وقيل دارية (هامش ى) . وفي أسد الغابة: أبو عمر قال: بازية، وقالا: راذية. والله أعلم (5- 22) ، وهوامش الاستيعاب 58. [3] من اوحدها.

ابن سعد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الْوَاقِدِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مصعب بْن ثابت، عَنِ الأسود، قَالَ: ذُكر النعمان بْن بشير عند عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر فَقَالَ: هُوَ أسن مني بستة أشهر. قَالَ أَبُو الأسود: ولد عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر عَلَى رأس عشرين شهرًا من مهاجرة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولد النعمان عَلَى رأس أربعة عشر فِي ربيع الآخر، وَهُوَ أول مولود وُلِد للأنصار بعد الهجرة، يُكنى أَبَا عَبْد اللَّهِ، لا يصححُ بعض أَهْل الحديث سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عندي صحيح، لأن الشَّعْبِيّ يقول عَنْهُ: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أَوْ ثلاثة. وقد حَدَّثَنِي عَبْد الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأُشْنَانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَدِمَ عَلَيْنَا وَنَحْنَ بِهَا مِنَ الشَّامِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ الْكِلابِيِّ، وَحَمْزَةِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بن دينار، عن محمد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ [1] الْيَحْصِبِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ- وَاللَّفْظُ لِحَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرٍ- قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنَبٌ مِنَ الطَّائِفِ، فَقَالَ لي: خذ هذا العقود فَأَبْلِغْهُ أُمَّكَ قَالَ: فَأَكَلْتُهُ قَبْلَ أَنْ أُبْلِغَهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ لَيَالٍ قَالَ: مَا فَعَلَ الْعُنْقُودُ؟ هَلْ بَلَّغْتَ؟ قُلْتُ: لا، فَسَمَّانِي غدرا.

_ [1] عرق- بكسر المهملة وسكون الراء بعدها قاف (التقريب) .

وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنِي وَقَالَ لِي: يَا غَدِرُ. وَفِي حَدِيثِ بَقِيَّةَ أَيْضًا: إِنَّهُ أَعْطَانِي قِطْفَيْنِ مِنْ عِنَبٍ، فَقَالَ لِي: كُلْ هَذَا، وَبَلِّغْ هَذَا إِلَى أُمِّكَ، فَأَكَلْتُهُمَا، ثُمَّ سَأَلَ أُمَّهُ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ بِمَعْنَى مَا ذَكَرْنَا. وَكَانَ النعمان أميرًا عَلَى الكوفة لمعاوية سبعة أشهر، ثم أميرا على حمص لمعاوية، ثم ليزبد، فلما مات بزيد صار زبيريًا، فخالفه أَهْل حمص، فأخرجوه منها، واتبعوه وقتلوه، وذلك بعد وقعة مرج راهط، وَكَانَ كريمًا جوادًا شاعرًا، ويروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بْن مُعَاوِيَة فحرمه، فمر بالنعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ- وَهُوَ عَلَى حمص، فَقَالَ له: مَا عندي مَا أعطيك. ولكن معي عشرون ألفًا من أَهْل اليمن! فَإِن شئت سألتهم لك، فَقَالَ: قد شئت. فصعد النعمان المنبر، واجتمع إليه أصحابه، فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذكر أعشى همدان، فَقَالَ: إن أخاكم أعشى همدان قد أصابته حاجة، ونزلت به جائحة، وقد عمد إليكم، فَمَا ترون؟ قَالُوا: دينار دينار. فَقَالَ: لا، ولكن بين اثنين دينار، فَقَالُوا: قد رضينا. فَقَالَ: إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا أخرجت عطاياكم. قَالُوا: نعم فأعطاه النعمان عشرة آلاف دينار من أعطياتهم، فقبضها الأعشى وأنشأ يقول: لم أر للحاجات عند انكماشها [1] ... كنعمان [2] الندى- ابْن بشير إذا قَالَ أوفى بالمقال ولم يكن ... كمدل [3] إلى الأقوام حبل غرور

_ [1] في أ، س: التماسها. [2] في أسد الغابة: أعنى ذا الندى بن بشير [3] في أ، ش: ككاذبة الأقوام.

فلولا أخو الأَنْصَار كنت كنازل ... ثوى مَا ثوى لم ينقلب بنقير مَتَى أكفر النعمان لم أك شاكرًا ... ولا خير فيمن لم يكن بشكور [1] والنعمان بْن بشير هُوَ القائل- فيما زعم أهل الأخبار ورواة الأشعار: وإني لأغطى المال من ليس سائلًا ... وأُدركُ للمولى المعاند بالظلم وإني مَتَى مَا يلقني صارمًا له ... فَمَا بيننا عند الشدائد من صرم فلا تعدد المولى شريكك فِي الغنى ... ولكنما المولى شريكك فِي العدم إذا مت ذو القربى إليك برحمه ... وغشك واستغنى، فَلَيْس بذي رحم ومن ذاك للمولى الَّذِي يستخفه [2] ... أذاك ومن يرمي العدو الَّذِي ترمي وذكر المدائني عَنْ يعقوب بْن دَاوُد الثقفي، ومسلمة بْن محارب، وغيرهما، قَالُوا: لما قتل الضحاك بْن قَيْس بمرج راهط، وذلك للنصف من ذي الحجة سنة أربع وستين فِي أيام مروان- أراد النعمان بْن بشير أن يهرب من حمص، وَكَانَ عاملًا عليها، فخاف ودعا لابن الزُّبَيْر فطلبه أَهْل حمص فقتلوه، واحتزوا رأسه، فقالت امرأته الكلبية: ألقوا رأسه فِي حجري، فأنا أحق به، وكانت قبله عند مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان، فَقَالَ لامرأته ميسون أم يَزِيد: اذهبي فانظرى إليها، فأتتها، فنظرت، ثُمَّ رجعت فقالت: مَا رَأَيْت مثلها. ثُمَّ قَالَتْ: لقد رأيتها ورأيت خالًا تحت سرتها، ليوضعن رأس زوجها فِي حجرها، فتزوجها حبيب بْن سلمة [3] ثُمَّ طلقها، فتزوجها النعمان بْن بشير، فَلَمَّا قُتل وضعوا رأسه فِي حجرها. قَالَ المسعودي: كَانَ النعمان بْن بشير واليًا عَلَى حمص قد خطب لابن الزُّبَيْر ممالئا للضحاك بن قيس، فلما بلغه وقعة راهط وهزيمة الزبيرية، وقتل الضحاك-

_ [1] في أسد الغابة: وما خير من لا يلتقى بشكور. [2] في أ، ش: ولكن ذا القربى الّذي يستحقه. [3] في أ، ش: مسلمة.

(2615) النعمان بن أبى خزمة - أو خزمة بن النعمان - بن أمية بن البرك،

خرج عَنْ حمص هاربًا، فسار ليلة متحيرًا لا يدري أَيْنَ يأخذ، فاتبعه خَالِد بْن عدي الكلابي فيمن خف معه من أَهْل حمص، فلحقه وقتله، وبعث برأسه إِلَى مروان. وَقَالَ الْحَسَن بْن عُثْمَانَ: وَفِي سنة أربع وستين قتلت خيلُ مروان النعمان بْن بشير الْأَنْصَارِيّ، وَهُوَ هارب من حمص. وَقَالَ علي بْن المديني: قُتل النعمان بْن بشير بحمص غيلة، قتله أَهْل حمص وَهُوَ والٍ لابن الزُّبَيْر. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن عِيسَى: قُتل النعمان بقرية من قرى حمص يُقَالُ لَهَا بيران. روى عَنِ النعمان بْن بشير من التابعين حميد بْن عَبْد الرحمن ابن عوف، والشعبي، وأبو إِسْحَاق الهمداني، وسماك بْن حرب، وابنه مُحَمَّد بْن النعمان. (2615) النعمان بْن أَبِي خزمة- أَوْ خزمة بْن النعمان- بْن أمية بْن البرك، وَهُوَ امرؤ القيس بْن ثَعْلَبَة الْأَنْصَارِيّ الأوسي، من بني ثَعْلَبَة بْن عَمْرو بْن عوف. ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فيمن شهد بدرًا، وذكره ابْن إِسْحَاق وغيره فيمن شهد بدرًا وأُحدًا. (2616) النعمان بْن الزارع [1] عريف الأزد، لا أعرفه بأكثر من هَذَا. رُوِيَ عَنْهُ أنه قَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كُنَّا نَعْتافُ فِي الجاهلية ... الحديث [2] . (2617) النعمان بْن سنان [3] ، مَوْلَى لبني سلمة، ثُمَّ لبني عُبَيْد بْن عدي بْن غنم من الأَنْصَار، شهد بدرا وأحدا. (2618) النعمان بْن عَبْد عَمْرو بْن مَسْعُود بْن الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار،

_ [1] في ى: الزراع. والمثبت من هوامش الاستيعاب. [2] في أسد الغابة: أخرج أبو عمر أيضا النعمان بن بازية إلا أنه لم يخرج هذا الحديث فيه، ظنهما اثنين وظنهما ابن مندة وأبو نعيم واحدا (5- 24) . [3] في هامش أو هوامش الإستيعاب. سيار في كتاب الطبري.

(2619) النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري.

شهد بدرًا مَعَ أَخِيهِ الضحاك بْن عَبْد عَمْرو، وقُتل النعمان بْن عَبْد عَمْرو يوم أحد شهيدا. (2619) النعمان بْن العجلان الزَّرْقِيّ الْأَنْصَارِيّ. هُوَ الَّذِي خلف عَلَى خَولة بِنْت قَيْس الأنصارية بعد قَتل حَمْزَة بْن عَبْد المطلب عَنْهَا، وَكَانَ النعمان بْن العجلان لسان الأَنْصَار وشاعرهم. ويقال: إنه كَانَ رَجُلا أَحْمَر قصيرًا تزدريه العين، وكان سيدا وهو القائل: فقل لقريش نَحْنُ أصحاب مكة ... ويوم حنين والفوارس فِي بدر وأصحاب أحد والنضير وخيبر ... ونحن رجعنا من قريظة بالذكر ويوم بأرض الشام إذ قيل [1] جَعْفَر ... وزيد وعَبْد اللَّهِ فِي علق يجري وَفِي كل يوم ينكر الكلب أهله ... نطاعن فِيهِ بالمثقفة السمر ونضرب فِي يوم العجاجة أرؤسًا ... ببيض كأمثال البروق عَلَى الكفر نصرنا وآوينا النبيّ ولم نحف ... صروف الليالي والعظيم من الأمر وقلنا لقوم هاجروا مرحبًا بكم ... وأهلًا وسهلًا قد أمنتم من الفقر نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور عَلَى الشطر ونكفيكم الأمر الَّذِي تكرهونه ... وكنا أناسا نذهب العسر باليسر وَكَانَ خطاءً مَا أتينا وأنتم ... صوابًا كأنا لا نريش ولا نبري وقلتم حرام نصب سعدٍ ونصبكم ... عتيق ابْن عُثْمَانَ حلال أَبَا بَكْر وأهل أَبُو بَكْرٍ لَهَا خير قائمٍ ... وإن عليا كَانَ أخلق للأمر وكانا هوانا فِي علي وَإِنَّهُ ... لأهل لَهَا من حيث ندري ولا ندري وهذا بحمد اللَّه يشفي من العمى ... ويفتح آذانًا ثقلن من الوقر نجىّ رَسُول اللَّه فِي الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدّهر

_ [1] في ى: وأسد الغابة: قتل.

(2620) النعمان بن عدي بن نضلة -

فلولا اتقاء اللَّه لم تذهبوا بها ... ولكن هَذَا الخير [1] أجمع للصبر ولم نرض إلا بالرضا لربما ... ضربنا بأيدينا إِلَى أسفل القدر (2620) النعمان بْن عدي بْن نضلة- ويقال ابْن نضيلة- بن عبد العزّى بن حرثان ابن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كعب الْقُرَشِيّ العدوي، كَانَ من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي بْن نضيلة أَوْ نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة، هاجر إليها هُوَ وأبوه عدي بْن نضيلة أَوْ نضلة، فمات عدي هناك بأرض الحبشة، فورثه ابنه النعمان هناك، فكان النعمان أول وارثٍ فِي الْإِسْلَام، وَكَانَ عدي أَبُوهُ أول مورث فِي الْإِسْلَام، ثُمَّ ولى عُمَر النعمان هَذَا ميسان، ولم يول عُمَر بْن الخطاب رَجُلا من قومه عدويًا غيره، وأراد امرأته عَلَى الخروج معه إِلَى ميسان فأبَتْ عَلَيْهِ، فأنشد النعمان أبياتًا كثيرة، وكتب بها إليها وهي [2] : فمن مبلغ الحسناء أن حليلها [3] ... يميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتى دهاقين قريةٍ ... وصناجة تحدو عَلَى كل ميسم إذا كنت ندمانى فبالأكبر اسقى ... ولا تسقني بالأصغرِ المُتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءُه ... تنادمُنا فِي الجوسَق المُتَهدم فبلغ ذلك عُمَر، فكتب إليه: بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: حم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ، غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ ... 40: 0- 3 الآية. أما بعد فقد بلغني قولك: لعل أمير المؤمنين يسوءُهُ ... تنادمنا فِي الجوسق المُتَهدم وايم اللَّه، لقد ساءني ذلك، وعزله، فَلَمَّا قدم عليه سأله فقال: والله ما كان

_ [1] في ى: الخبر. [2] ياقوت (ميسان) . [3] في ياقوت ألا هل أتى الحسناء ...

(2621) النعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أديم البلوى.

من هَذَا شيء، وما كَانَ إلا فضل شعر وجدته، وما شربتها قط. فَقَالَ: أظن ذلك، ولكن لا تعمل لي عَلَى عملٍ أبدًا. فنزل البصرة، فلم يزل يغزو مَعَ المسلمين حَتَّى مات. وَهُوَ فصيح، يستشهد أَهْل اللغة بقوله: «ندمان» فِي معنى نديم. (2621) النعمان بْن عصر بْن الرَّبِيع بْن الْحَارِث بْن أديم البلوى. وقيل: هو النعمان ابن عصر بْن عُبَيْد بْن وائلة بْن حارثة [1] البلوى، حليف للأنصار لبني معاوية ابن مالك بْن عَمْرو بْن عوف، شهد بدرًا والمشاهد كلها. وقُتل يوم اليمامة شهيدًا. قَالَ موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وأبو معشر، والواقدي: نعمان بن عصر- بكسر العين وسكون الصاد. وَقَالَ هشام بن محمد الكلبي: نعمان بن عصر بالفتح وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمار: هُوَ لقيط بْن عصر [2] ، شهد بدرًا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة- ذكر ذلك كله الطبري. (2622) النعمان بْن عَمْرو بن رفاعة بن سواد. ويقال رفاعة بْن الْحَارِث بْن سواد بْن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. شهد بدرًا، يُقَالُ له نُعيمان، شهد العقبة الآخرة، وَهُوَ من السبعين فِيهَا فِي قول ابْن إِسْحَاق، وشهد بدرًا والمشاهد كلها مَعَ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: بقي نعيمان حَتَّى تُوُفِّيَ فِي خلافة مُعَاوِيَة. قَالَ أَبُو عُمَر: أظنه صاحب أَبِي بَكْر وسويبط رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وأظن أنه الَّذِي جلد فِي الخمر أكثر من خمس مِرار. (2623) النعمان بْن قوقل. ويقال النعمان بْن ثَعْلَبَة. وثعلبة يدعى [3] قوقلا.

_ [1] في أ: جارية ونسبه في الطبقات على غير هذا. [2] بفتح العين وسكون الصاد (أسد الغابة 5- 27) . [3] في هامش أ: اسمه غنم. (م 5- الاستيعاب- رابع)

(2624) النعمان بن قيس الحضرمي.

من حديثه عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أرأيت إن صليتُ الخمس، وأحللتُ الحلال، وحرمت الحرام، لأدخل [1] الجنة؟ قال: نعم: رواه عَنْهُ جَابِر، ورواه عَنْهُ أَبُو صالح، ولم يسمعه منه. وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ: النعمان بْن ثَعْلَبَة- وَهُوَ قوقل- وَهُوَ صاحب القول يوم أحد، ذكره فِي البدريين، وذكر ابْن أَبِي حاتم عَنْ أَبِيهِ النعمان بْن قَوقَل. كوفي له صحبة. روى عَنْهُ بلال بْن يَحْيَى. قَالَ أَبُو عُمَر: فِي هَذَا وَفِي الّذي بعده [2] نظر، أحسبهما واحدا. (2624) النعمان بْن قَيْس الْحَضْرَمِيّ. له صحبة. روى عَنْهُ إياد بْن لقيط السكوني. (2625) النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج، وثعلبة بْن دَعد هُوَ الَّذِي يسمى قوقلًا، وَكَانَ له عز، فكان يُقَالُ للخائف إذا جاء قوقل حيث شئت فأنت آمن، فَقِيلَ لبني غنم وبني سالم لذلك قواقلة، ولذلك يُدْعَون فِي الديوان بنو قوقل. شهد النعمان بدرًا وأُحدًا، وقُتل يوم أحدٍ شهيدًا، قتله صفوان بْن أمية فِي قول مُحَمَّد بْن عُمَر، وأما عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة فإنه قَالَ: الَّذِي شهد بدرًا وقتل يوم أحد النعمان الأعرج ابن مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة ابن غَنم. وَالَّذِي يدعى قوقلًا هُوَ النعمان بْن مالك بْن ثَعْلَبَة بْن دعد بْن فهر بْن ثَعْلَبَة بْن غَنم، لم يشهد بدرًا. قَالَ أَبُو عُمَر: ذكر السدي أن النعمان بْن مالك الْأَنْصَارِيّ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حين خروجه إِلَى أحد ومشاورته عبد الله بن أبىّ بن سلول، ولم يشاوره قبلها، فَقَالَ النعمان بْن مالك: والله يا رسول الله

_ [1] أ، وأسد الغابة: أدخل. [2] الّذي بعده وفي الترتيب الأول للكتاب هو النعمان بن مالك بن ثعلبة، وسيأتي برقم 2625 في هذه الطبعة. (ظهر الاستيعاب ج 4- م 3)

(2626) النعمان بن مقرن بن عائذ المزني.

لأدخلن الجنة. فقال له: بم؟ فَقَالَ: بأني أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إلا الله وأنك رسول الله، وأنى لا أفِر من الزحف. قَالَ: صدقت، فقتل يومئذ. (2626) النعمان بْن مقرن بْن عائذ المزني. ويقال النعمان بْن عَمْرو بْن مُقرن. يُكَنَّى أَبَا عَمْرو وقيل يُكَنَّى أَبَا حكيم، وينسبونه النعمان بْن مقرن بْن عائذ بْن ميجا [1] بْن هجير بن نصر بْن حبشية بْن كعب بْن عَبْد بْن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان، وَهُوَ مُزينة [2] بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني، كَانَ صاحب لواء مزينة يوم الفتح. قَالَ مصعب: هاجر النعمان بْن مقرن، ومعه سبعة أخوة له، أخبرناه سَعِيد بْن نصر، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا ابن وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافَ، قَالَ: عَجِلَ شَيْخٌ فَلَطَمَ خَادِمًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدُ بْنُ مُقَرِّنٍ: أَعَجَزَ عَلَيْكَ إِلا حُرُّ وَجْهِهَا، لَقَدْ رَأَيْتُنيِ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ بَنِي مُقَرِّنٍ مَا لَنَا خَادِمٌ إِلا وَاحِدَةً، فَلَطَمَهَا أَصْغَرُنَا، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَعْتِقَهَا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السلام، حدثنا محمد بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ مِثَّلُه، وَقَالَ فِيهِ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَنْ إِخْوَتِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عَنِ النعمان بن مقرن أنه قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

_ [1] في أ: منجى. وفي أسد الغابة: ميجا- بكسر الميم وبالياء تحتها نقطتان- قاله ابن ماكولا. وحبشية- بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة، وتشديد الياء تحتها نقطتان وآخره هاء (5- 31) . [2] أسد الغابة: عُثْمَان بْن عَمْرو بْن أد بْن طابخة المزني. وولد عثمان هم مزينة نسبة إلى أمهم (5- 30) .

فِي أربعمائة من مزينة. ثُمَّ سكن البصرة، وتحول عَنْهَا إِلَى الكوفة، فوجهة سعد إِلَى تُسْتَر فصالح أَهْل زَنْدَوَرْد. وقدم المدينة بفتح القادسية، وورد حينئذ عَلَى عُمَر اجتماع أَهْل أصبهان وهمذان والري وأذربيجان ونهاوند، فأقلقه ذلك، وشاور أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له علي بْن أَبِي طَالِب: ابعث إِلَى أَهْل الكوفة فيسير ثلثاهم ويبقى ثلثهم عَلَى ذراريهم، وابعَث إِلَى أَهْل البصرة. قَالَ: فَمَنْ أستعمل عليهم، أشر علي. فَقَالَ: أنت أفضلنا رأيًا وأعلمنا. فَقَالَ: لأستعملن عليهم رَجُلا يكون لَهَا. فخرج إِلَى المسجد، فوجد النعمان بْن مقرن يصلي فِيهِ، فسرحه وأمره، وكتب إِلَى أَهْل الكوفة بِذَلِك. وقد رُوِيَ أنه كتب إِلَى النعمان بْن مقرن يستعمله ليسير بثلثي أَهْل الكوفة وأهل البصرة، وَقَالَ: إن قُتل النعمان فحذيفة وإن قُتل حذيفة فجرير. فخرج النعمان ومعه حذيفة، والزبير، والمغيرة بْن شُعْبَة، والأشعث بْن قَيْس، وعَبْد اللَّهِ بْن عُمَر، كلهم تحت رايته، وَهُوَ أمير الجيش، ففتح اللَّه عَلَيْهِ أصبهان، فَلَمَّا أتى نهاوند قَالَ النعمان: يَا معشر المسلمين، شهدت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حَتَّى تزول الشمس، وتهب الرياح، وينزل النصر، اللَّهمّ ارزق النعمان شهادةً بنصر المسلمين، وافتح عليهم، فأمن المسلمون. وقال لهم: إن أهز اللواء ثلاث مرات، فإذا هززت الثالثة فاحملوا، ولا يلوي أحد عَلَى أحدٍ، وإن قتل النعمان فلا يلوي عَلَيْهِ أحد، فَلَمَّا هز اللواء الثالثة حمل، وحمل معه الناس، فكان أول صريح، وأخذ الراية حذيفة، ففتح اللَّه عليهم. وكانت وقعة نهاوند سنة إحدى وعشرين، وَكَانَ قتل النعمان بْن مقرن يوم جمعة، ولما جاء نعيه عُمَر بْن الخطاب خرج، فنعاه إِلَى الناس عَلَى المنبر، ووضع يده عَلَى رأسه يبكى.

باب نعيم

حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ، قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إِنَّ لِلإِيمَانِ بُيُوتًا، وَلِلنِّفَاقِ بيوتا، وإن بَيْتَ بَنِي مُقَرِّنٍ مِنْ بُيُوتِ الْإِيمَانِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ مُقَرِّنٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ، وَطَائِفَةٌ مِنَ التابعين، منهم محمد بن سِيرِينَ، وَأَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ باب نعيم (2627) نعيم بْن أوس الداري، أخو تميم بْن أوس يُقَالُ: إنه قدم مَعَ أَخِيهِ تميم وابن عمهما أَبِي هند عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأقطعهم مَا سألوه، وقد أبى ذلك قوم فَقَالُوا: لم يقدم نعيم مَعَ أَخِيهِ تميم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يُذكر فِي الصحابة. (2628) نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام، الْقُرَشِيّ العدوي. هُوَ نعيم بن عبد الله بن أسيد بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بْن كعب بْن لؤي. وإنما سمي النحام لأن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيمٍ فِيهَا. والنحمة السعلة. وقيل النحمة النحنحة الممدودة آخرها، فسمي بِذَلِك النحام. كَانَ نعيم النحام قديم الْإِسْلَام، يُقَالُ: إنه أسلم بعد عشرة أنفسٍ قبل إسلام عُمَر بْن الخطاب. وَكَانَ يكتمُ إسلامه، ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة، لأنه كَانَ ينفق عَلَى أرامل بني عدي وأيتامهم ويموتهم، فَقَالُوا: أقِم عندنا عَلَى أي دين شئت، وأقم فِي ربعك، واكفنا مَا أنت كافٍ من أمر أراملنا، فو الله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعًا دونك. وزعموا

(2629) نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي،

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين قدم عَلَيْهِ: قومك، يَا نعيم، كانوا خيرًا لك من قومي لي. قَالَ: بل قومك خير يَا رَسُول اللَّه. قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قومي أخرجوني، وأقرك قومك وزاد الزُّبَيْر- فِي هَذَا الخبر فَقَالَ نعيم: يَا رَسُول اللَّه، قومك أخرجوك إِلَى الهجرة وقومي حبسوني عَنْهَا. وكانت هجرة نعيم عام خيبر. وقيل: بل هاجر فِي أيام الحديبية وقيل: إنه أقام بمكة حَتَّى كَانَ قبل الفتح. واختلف فِي وقت وفاته، فَقِيلَ: قُتل بأجنادين شهيدًا سنة ثلاث عشرة فِي آخر خلافة أَبِي بَكْر. وقيل: قُتل يوم اليرموك شهيدًا فِي رجب سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: كَانَ نعيم قد هاجر أيام الحديبية، فشهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بعد ذلك من المشاهد، وقُتل يوم اليرموك فِي رجب سنة خمس عشرة. يروي عَنْهُ نافع، ومحمد بْن إِبْرَاهِيمَ التيمي، وما أظنهما سمعا منه [1] . (2629) نعيم بْن مَسْعُود بْن عامر الأشجعي، هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي الخندق، وَهُوَ الَّذِي خذل المشركين وبني قريظة حَتَّى صرف اللَّه المشركين بعد أن أرسل عليهم ريحًا وجنودًا لم يروها. خبره فِي تخذيل بني قريظة والمشركين فِي السير خبر عجيب. وقيل: إنه الَّذِي نزلت [2] فِيهِ: الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ ... 3: 173 الآية- يعني نعيم بْن مَسْعُود وحدة، كني عَنْهُ وحده بالناس فِي قول طائفةٍ من أَهْل التفسير. قَالَ بعض أَهْل المعاني: إنما قيل ذلك لأن كل واحدٍ من الناس يقوم مقام الآخر فِي مثل ذلك. وقد قيل في تأويل الآية غير ذلك.

_ [1] في هوامش الاستيعاب: قال النووي: إنهما لم يدركاه (58) . [2] سورة آل عمران، آية 173.

(2630) نعيم بن مقرن،

سكن نعيم بْن مَسْعُود المدينة، ومات فِي خلافة عثمان. روى عنه ابنه سلمة ابن نعيم. وقيل: بل قتل نعيم بْن مَسْعُود فِي الجمل الأول قبل قدوم علي مَعَ مجاشع ابن مَسْعُود السلمي، وحكيم بْن جبلة، ونعيم بْن مسعود الأشجعي. كان رسول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْن ذي اللحية. (2630) نعيم بْن مقرن، أخو النعمان بْن مقرن، خلف أخاه النعمان حين قُتل بنهاوند، وكانت عَلَى يديه فتوح كثيرة، وَهُوَ وأخوهُ من جِلة الصحابة، وكانوا من وجوه مزينة، وَكَانَ عُمَر بْن الخطاب يعرف لنعيم والنعمان موضِعَهما. (2631) نعيم بْن هزال الأسلمي، من بني مالك بْن أفصى. سكن المدينة، روى عَنْهُ المدنيون قصة رجم ماعز الأسلمي. وقد قيل: إنه لا صُحبة لنعيم هَذَا، وإنما الصحبة لأبيه هزال، وَهُوَ أولى بالصواب، والله أعلم. (2632) نعيم بْن همار، ويقال ابْن حمار [1] وابن هبار، وابن هدار، وابن [2] خمار، وابن همام. كل هَذَا قد قيل فِيهِ، وَهُوَ غطفاني معدود فِي أَهْل الشام. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثًا واحدًا فِيمَا يحكيه عَنْ ربه تعالى، إنه قَالَ: ابْن آدم، صل لي أربع ركعات أول النهار أكفك آخره. اختلف فِي هَذَا الخبر اختلافًا كثيرًا كاختلافهم فِي اسم أَبِيهِ، فمنهم من يجعله عَنْ نعيم، عَنْ عقبة بْن عامر، وحدث مكحول عَنْ نعيم، ولم يسمع منه كثير بْن مرة، وقيس الجذامي. وقد روى عَنْ نعيم بْن همار هَذَا أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ. يُعّد فِي الشاميين قَالَ أَحْمَد بْن حنبل- فِيمَا روى عَنْهُ حنبل بْن إِسْحَاق: اختلفوا فِي نسبه، فَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مهدي: نعيم بن هيار. وقال الخياط:

_ [1] في ى: حماد. وفي الطبقات. هبار. (7- 130) . وفي الإصابة: همار، ويقال ابن هبار، وابن هدار، وابن حمار، وابن خمار، وهمار أصح. (4- 539) . [2] في ى: حمار.

باب نفير

نعيم بْن همار. وَقَالَ الْوَلِيد بْن مُسْلِم، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيز: نعيم بْن حمار. وَقَالَ الْغَلابِيّ، عَنْ يَحْيَى بْن معين: اختلف الناس فِي نعيم بْن همار، فَقَالُوا: هبار، وقالوا: حمار وأهل الشام يقولون: همار، وهم أعلم به. وقال غير ابن معين وأحمد كل ما وصفنا والحمد للَّه. باب نفير (2633) نفير بْن مجيب [1] الثمالي. شامي، كَانَ من قدماء الصحابة. روى عَنْهُ الحجاج بْن عَبْد اللَّهِ الثمالي- وله صحبة أَيْضًا- حديثًا مرفوعًا فِي صفة جهنم أعاذنا اللَّه منها وأجارنا من عذابها: إن فِيهَا سبعين ألف وادٍ. وَهُوَ حديث منكر، لا يصح. وَقَالَ أَبُو زرعة وأبو حاتم الرازيان: إنما هُوَ سُفْيَان ابن مجيب [1] ، ولم يقله [2] غيرهما، والله أعلم بالصواب. (2634) نفير بْن المغلس [3] بْن نفير الْحَضْرَمِيّ ويقال: نُفير بْن مالك بْن عامر الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ والد جُبير بْن نُفير، يُكَنَّى أَبَا جُبَيْر. ويقال أبو خمير- بالخاء المعجمة والميم. قال خَالِد بْن عِيسَى فِي تاريخ أَهْل حمص: له صحبة، وَهُوَ معدود فِي الشاميين. روى عَنْهُ ابنه جُبَيْر بْن نفير أحاديث منها فِي صفة الوضوء، ومنها فِي قصة الدجال حديث طويل. وابنه جُبير بْن نفير جاهلي إسلامي، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يرد، وَهُوَ معدود فِي كبار التابعين بالشام أَيْضًا، وقد ذكرناه.

_ [1] في أ، ش: محبب. [2] في أ: بلى ناله ابن قانع أيضا. [3] في أسد الغابة: نفير بن جبير، ويقال: نفير بن المغلس.

باب نمير

باب نمير (2635) نمير بْن أوس الأشجعي، ويقال الْأَشْعَرِيّ. ذكره فِي الصحابة مَنْ لم يمعن النظر روى عَنْهُ ابنه الْوَلِيد بْن نمير، ولا يصح له عندي صحبة، وإنما روايته عَنْ أَبِي الدرداء، وأم الدرداء، وَكَانَ قاضي دمشق. (2636) نمير بْن خرشة بْن ربيعة الثقفي. حليف لهم، من بني الْحَارِث بْن كعب. كَانَ أحد الذين قدموا مع عَبْد ياليل بإسلام ثقيف. (2637) نمير بن أبى نمير [1] الخزاعي. ويقال الْأَزْدِيّ يُكَنَّى أَبَا مالك بابنه مالك ابن نمير. سكن البصرة، ولم يَرو حديثه غير عصام بن قدامة، عن مالك ابن نمير، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجلوس بالصلاة. باب نَهِيك (2638) نهيك بْن أوس بْن خزمة بْن عدي بْن أَبِي بْن غنم بْن عوف بْن عَمْرو بْن عوف بْن الخزرج، من القواقل، شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو ابْن أخي خزيمة بْن خزمة، ذكره الطبري وغيره. (2639) نهيك بْن صريم [2] اليشكري. ويقال السكوني. معدود فِي أَهْل الشام، له حديث واحد روى عَنْ أَبِي إدريس الْخَوْلَانِيّ، عَنْهُ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ليقاتلن المشركين- أو قال الكفار- حَتَّى يقاتل بقيتكم الدجال عَلَى نهر بالأردن. الحديث. (2640) نهيك بْن عَاصِم بْن المنتفق [3] . قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وَفدِ بني المنتفق مَعَ أَبِي رزين لقيط بْن عامر، وَهُوَ مذكور فِي حديث أَبِي رزين العقيلي الحديث الطويل.

_ [1] في أسد الغابة: اسم أبى نمير مالك الخزاعي وقيل الأزدي، أبو مالك (5- 41) . [2] بفتح أوله وبالتصغير كما في الإصابة. [3] في أسد الغابة: ابن عاصم بن مالك بن المنتفق.

باب نوفل

باب نوفل (2641) نوفل بْن ثَعْلَبَة بْن عَبْد اللَّهِ بْن نضلة بْن مالك بْن العجلان بْن مالك [1] ابن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو [بْن عوف] [2] بْن الخزرج الْأَنْصَارِيّ السالمي، ثُمَّ الخزرجي، شهد بدرًا، وقتل يوم أُحدٍ شهيدًا. (2642) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الْقُرَشِيّ الهاشمي. يُكَنَّى أَبَا الْحَارِث، كَانَ أسن من إخوته ومن سائر مَنْ أسلم من بني هاشم، كلهم كَانَ أسن من الْعَبَّاس وحمزة، أسر يوم بدر وفداه الْعَبَّاس، ثُمَّ أسلم وهاجر أيام الخندق. وقيل: بل هُوَ الَّذِي فدى نفسه برماح [3] . وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الْعَبَّاس، وكانا شريكين فِي الجاهلية، متفاوضين فِي المال متحابين وشهد نوفل مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة. وشهد حُنينًا، والطائف، وَكَانَ مِمَّنْ ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعان يوم حُنين رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثلاثة آلاف رمح، فَقَالَ له رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كأني انظر إلى رماحك أنا الْحَارِث تقصف أصلاب المشركين. وقيل: إنه أسلم يوم فدى نفسه. قَالَ مُحَمَّد بْن سعد [4] : حَدَّثَنَا علي بْن عِيسَى النوفلي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الْحَارِث، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قَالَ: لما أُسر نوفل بْن الْحَارِث بِبَدر قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفد نفسك. قال: ما لي شيء أفْتَدي به. قَالَ: افْدِ نفسك بِرِمَاحك التي بِجْدة. قَالَ: والله مَا علم أَحد أن لي بجدة رماحًا غيري بعد اللَّه أشهد أنك رَسُول اللَّه. ففدى نفسه بها، وكانت

_ [1] في أ: زيد. [2] ليس في أ. [3] في أ: برماحه. [4] الطبقات: 4- 31.

(2643) نوفل بن فروة الأشجعي.

ألفَ رمح. وتوفي بالمدينة فِي داره بها سنة خمس عشرة فِي خلافة عُمَر وصلى عَلَيْهِ عُمَر بعد أن مشى معه إِلَى البقيع، ووقف عَلَى قبره حَتَّى دفن. (2643) نوفل بْن فَروَة الأشجعي. له صحبة. نزل الكوفة لم يَرو عَنْهُ غير بنيه: فروة، وعبد الرحمن، وسحيم بنى نوفل، حديثه في قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1 مختلف فيه، مضطرب الإسناد، لا يثبت. (2644) نوفلُ بْن مُعَاوِيَة بْن عَمْرو الديلي. ويقال نوفل بْن مُعَاوِيَة بْن عروة الديلي. ويقال: الكناني. وَهُوَ من بني الديل بْن بَكْر بْن عَبْد مناة بْن كنانة، ثُمَّ أحد بني نفاثة بْن عدي بْن الديل. وقيل: إنه عُمِّر فِي الجاهلية ستين سنة وَفِي الْإِسْلَام ستين سنة. وقيل: بل كَانَ منتهى عمره مائة سنة. أول مشاهده مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتح مكة، وَكَانَ أسلم قبل، وخرج مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منصرفه إِلَى المدينة، ونزل بها فِي بني الديل، وحج مَعَ أَبِي بَكْر سنة تسع ومع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة عشر، ولم يزل ساكنًا بالمدينة حَتَّى تُوُفِّيَ بها فِي زمن يَزِيد بْن مُعَاوِيَة روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وعبد الرَّحْمَن بْن مطيع بْن الأسود، وعراك بْن مالك. باب نِيَارٍ (2645) نِيار بْن ظالم بْن عبس الْأَنْصَارِيّ. من بني النجار. شهد أُحُدًا- قاله الطبري. (2646) نيار بْن مَسْعُود بْن عبدة بن مظهّر [1] . شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه مسعود- قاله الطبري.

_ [1] الضبط من أسد الغابة.

(2647) نيار بن مكرم الأسلمي.

(2647) نيار بْن مُكْرَمٍ الأسلمي. له صحبة ورواية. هُوَ أحَدُ الَّذِينَ دفنوا عُثْمَان بْن عفان، وهم: حكيم بْن حزام، وجبير بْن مطعم، وأبو جهم ابن حذيفة، ونيار بْن مكرم. وَقَالَ مالك بْن أَنَس: إن جَدّه مالك بْن عامر كَانَ خامسهم. روى نيار بْن مكرم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تفسير قول الله عز وجل: الم غُلِبَتِ الرُّومُ ... 30: 1- 2 إِلَى قوله: يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ... 30: 4- 5 الحديث بطوله. روى عَنْهُ عروة بْن الزُّبَيْر، وابنه عَبْد اللَّهِ بْن نيار، والله أعلم. باب الأفراد فِي حرف النون (2648) النابغة الجعدي. ذكرناه فِي باب النون لأنه غلب [1] عَلَيْهِ النابغة، واختلف فِي اسمه، فقيل: قيس بْن عبد الله [بن عمر] [2] وقيل: حبان [3] ابن قيس [بن عبد الله] [4] بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب ابن ربيعة بْن عامر بْن صعصعة وقيل: اسمه حبان [3] بن قيس بن عبد الله ابن وحوح بْن عدس بْن ربيعة بْن جعدة. وإنما قيل له النابغة فِيمَا يقولون لأنه قَالَ الشعر فِي الجاهلية ثم أقام مدة نحو ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه [بعد] [2] فقاله، فسمي النابغة قَالُوا: وَكَانَ قديمًا شاعرًا محسنًا طويل البقاء فِي الجاهلية والإسلام، وَهُوَ عندهم أسن من النابغة الذبياني وأكبر واستدلوا عَلَى أنه أكبر من النابغة الذبياني لأن النابغة الذبياني كَانَ مَعَ النعمان بن المنذر فِي عصره. وَكَانَ النعمان بْن المنذر [بعد المنذر] [2] بْن محرق، وقد أدرك النابغة الجعدي [المنذر بن محرق] [2] ، ونادمه، ولكن

_ [1] في أ: لأن الأغلب. [2] ليس في أ. [3] في أ: حيان. [4] ليس في أسد الغابة.

النابغة الذبيانيّ مات قبله. وعمر الجعدي بعده عمرًا طويلًا. ذكره عمر بْن شبة عَنْ أشياخه أنه عمر مائة وثمانين سنة، وأنه أنشد عُمَر بن الخطاب: لقيت [1] أناسًا فأفنيتهم ... وأفنيت بعد أناس أناسا [2] ثلاثة أهلين أفنيتهم ... وَكَانَ الإله هُوَ المستآسا [3] فَقَالَ له عمر: كم لبثت مَعَ كل أهل؟ قَالَ: ستين سنة. قَالَ ابْن قتيبة: عمر النابغة الجعدي مائتين وعشرين سنة، ومات بأصبهان. وهذا أَيْضًا لا يدفع، لأنه قَالَ فِي الشعر السيني الَّذِي أنشده عمر أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن من القرون ستين سنة، فهذه مائة وثمانون سنة، ثم عمر إِلَى زمن ابْن الزُّبَيْر وإلى أن هاجى أوس بْن مغراء [4] ثم ليلى الأخيلية، وَكَانَ يذكر فِي الجاهلية دين إِبْرَاهِيم والحنيفية، ويصوم ويستغفر فِيمَا ذكروا، وَقَالَ فِي الجاهلية كلمته التي أولها: الحمد للَّه لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما وفيها ضروب من دلائل التوحيد، والإقرار بالبعث والجزاء، والجنة والنار. وصفه بعض ذلك عَلَى نحو شعر أمية بْن أبي الصلت. وقد قيل: إن هَذَا الشعر لأمية، ولكنه قد صححه يونس بْن حبيب، وحماد الرواية، ومحمد بْن سلام، وعلي بْن سُلَيْمَانَ الأخفش للنابغة الجعدي. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وفد النابغة عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما. وأنشده، ودعا له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أول مَا أنشده قوله فِي قصيدته الرائية: أَتَيْتُ رَسُولَ الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرة نيّرا

_ [1] في أ: لبست. [2] المستآس: المستعاض. [3] الشعر والشعراء: صفحة 249. [4] في أ: معن.

قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَضْلِ أَحْمَدَ بْنِ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ قَاسِمَ بْنَ أَصْبَغَ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الشَّمْسِ [1] ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ النَّابِغَةَ الْجَعْدِيَّ يَقُولُ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْشَدْتُهُ قَوْلِي: وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّدُ خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذَلِكَ مَظْهَرًا وَفِي رُوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ: عَلَوْنَا عَلَى طُرِّ الْعِبَادِ تَكَرُّمًا ... وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرًا وَفِي سَائِرِ الرِّوَايَاتِ كَمَا ذَكَرْنَا، إِلا أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُونَ: مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى؟ قَالَ: فَقُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ. قَالَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. فَلَمَّا أَنْشَدْتُهُ: وَلا خَيْرَ فِي حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ. قال: وكان من أحسن الناس ثعرا. وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ نَبَتَتْ [أُخْرَى] [2] . وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ لِهَذَا الْخَبَرِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ كَأَنَّ فَاهُ الْبَرَدُ الْمُنْهَلُّ يَتَلَأْلَأُ وَيَبْرُقُ، مَا سَقَطَتْ لَهُ سِنٌّ وَلا تَفَلَّتَتْ [3] لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم:

_ [1] في أعبد الله التميمي. [2] ليس في أ. [3] في أ: نغلت.

أَجَدْتَ لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ. قَالَ: وعاش النابغة بدعوة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أتت عَلَيْهِ. مائة واثنتا عشرة سنة، فَقَالَ فِي ذلك: أتت مائة لعام ولدت فيه ... وعشر بعد ذلك واثنتان [1] وقد أبقت صروف الدهر مني ... كما أبقت من الذكر اليماني ألا زعمت بنو سعد بأني ... وما كذبوا كبير السن فاني قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد روينا هَذَا الخبر من وجوه كثيرة عَنِ النابغة الجعدي من طريق يَعْلَى بْن الأشدق وغيره، وليس فِي شيء منها من الأبيات مَا فِي هذه الرواية، وهذه أتمّها وأحسنها سياقة، إلا أنّ في رواية يعلى بن الأشدق وعبد الله ابن جراد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أجدت لا يفضض اللَّه فاك. وليس فِي هذه الرواية «أجدت» . وما أظن النابغة إلا وقد أنشد الشعر كله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي قصيدة طويلة نحو مائتي بيت أولها: خليلي غضا ساعة وتهجرا ... ولو مَا عَلَى مَا أحدث الدهر أَوْ ذرا وقد ذكرت منها ما أنشده أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشني، عَنْ أبي الفضل الرياشي رحمة اللَّه عليهما فِي آخر باب النابغة هَذَا من هَذَا الكتاب، وَهُوَ من أحسن مَا قيل من الشعر فِي الفخر بالشجاعة سباطة ونقاوة وجزالة وحلاوة، وفي هَذَا الشعر مما أنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرّة نيّرا وجاهدت حتى ما أحسن ومن معى ... سهيلا إذا مَا لاح ثم تحورا [2] أقيم عَلَى التقوى وأرضى بفعلها ... وكنت من النار المخوفة أحذرا [3]

_ [1] في المهذب: وحجتان. [2] في أ: ثم تغورا. وفي مهذب الأغاني: ثمت غورا. [3] في مهذب الأغاني: أوجرا.

وأسلم وحسن إسلامه، وَكَانَ يرد عَلَى الخلفاء، ورد عَلَى عمر، ثم عَلَى عُثْمَان، وله أخبار حسان. وَقَالَ عمر بْن شبة: كَانَ النابغة الجعدي شاعرًا مغلبًا [1] إلا أنه كَانَ إذا هاجى غلب. هاجى أوس بْن مغراء، وليلى الأخيلية، وكعب بْن جعيل، فغلبوه، وَهُوَ أشعر منهم مرارًا، ليس فيهم من يقرب منه، وكذلك قَالَ فيه ابْن سلام [2] وغيره. وذكر الهيثم بْن عدي، قَالَ: رعت بنو عامر بالبصرة فِي الزروع، فبعث أَبُو مُوسَى الأشعري فِي طلبهم، فتصارخوا يَا آل عامر! فخرج النابغة الجعدي، ومعه عصبة له، فأتى به أَبُو مُوسَى، فَقَالَ له: مَا أخرجك؟ قال: سمعت داعية قومي. قال: فضربه أسواطا. فقال النابغة في ذلك: رأيت البكر بكر بني ثمود [3] ... وأنت أراك بكر الأشعرينا فإن تك لابن عفان أمينًا ... فلم يبعث بك البر الأمينا فيا قبر النَّبِيّ وصاحبيه ... ألا يَا غوثنا لو تسمعونا ألا صلى إلهكم عليكم ... ولا صلى عَلَى الأمراء فينا فَأَمَّا خَبَرُهُ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حدثنا زبير بن بكار، حدثني هارون ابن أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَهْزِيُّ، حدثنا سليمان بن محمد، عن يحيى ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: أَقْحَمْتِ السَّنَةُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ، فَدَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَأَنْشَدَهُ: حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وَلِيتَنَا ... وَعَثْمَانَ وَالْفَارُوقَ فَارْتَاحَ معدم

_ [1] في ى: معذبا. [2] الطبقات صفحة 105. [3] في ى: تمور.

وسويت بين الناس في الحق فاستووا [1] ... فعاد صباحا حالك اللين مُظْلِمُ أَتَاكَ أَبُو لَيْلَى تَجُوبُ بِهِ الدُّجَى ... دجى الليل جوّاب الفلاة عرموم [2] لِتَجْبُرَ مِنْهُ جَانِبًا دَعْدَعَتْ [3] بِهِ ... صُرُوفُ اللَّيَالِي والزمان المصمّم قَالَ: فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ يَا أَبَا لَيْلَى، فَإِنَّ الشِّعْرَ أَهْوَنُ وَسَائِلِكَ عِنْدَنَا. أَمَّا صَفْوَةُ [4] مَالِنَا فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ [5] شَغَلَتْنَا عَنْكَ، وَأَمَّا صَفْوَتُهُ فَلآلِ الزُّبَيْرِ، وَلَكِنْ لَكَ فِي مَالِ اللَّهِ حَقَّانِ: حَقٌّ لِرُؤْيَتِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَقٌّ لشركتك أهل الإسلام في فيتهم، ثُمَّ أَدْخَلَهُ دَارَ النَّعَمِ، فَأَعْطَاهُ قَلائِصَ سَبْعًا وَفَرَسًا [وَخَيْلا] [6] ، وَأَوْقَرَ لَهُ الرِّكَابَ بُرًّا وَتَمْرًا وَثِيَابًا، فَجَعَلَ النَّابِغَةُ يَسْتَعْجِلُ وَيَأْكُلُ الْحَبَّ صِرْفًا، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: وَيْحَ أَبِي لَيْلَى! لَقَدْ بَلَغَ مِنْهُ الْجَهْدُ. فَقَالَ النَّابِغَةُ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَا وَلِيَتْ قُرَيْشٌ فَعَدَلَتْ، وَاسْتَرْحَمَتْ فَرَحِمَتْ، وَحَدَّثَتْ فصدقت، ووعدت خير فَأَنْجَزَتْ، فَأَنَا وَالنَّبِيُّونَ فُرَّاطُ الْقَادِمِينَ [7] أَلا ... وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا أَنَّهُمْ تَحْتَ النَّبِيِّينَ بِدَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ الزُّبَيْر: كتب يَحْيَى بْن معين هَذَا الحديث عَنْ أخي. وذكر أَبُو الفرج الأصبهاني هَذَا الحديث، فَقَالَ: حدثني به مُحَمَّد بْن جرير الطبري من حفظه عَنْ أَحْمَد بْن زهير بإسناده. ومما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي: فتى كملت خيراته غير أنه ... جواد فلا يبقى [8] من المال باقيا فتى تم فيه مَا يسر صديقه ... عَلَى أن فيه ما يسوء الأعاديا

_ [1] في ى: فاستروا [2] في أ، والمذهب: عثمثم [3] في المهذب: زعزعت. [4] في أ: عفوة. [5] في أ: فإن بنى أسد وبنى تيماء تشغلها عنك. [6] ليس في أ. [7] في الشعر والشعراء: القاصفين. [8] في ى: فلا ينفق. (م 6- الاستيعاب- 4)

وأنشدني أَبُو عُثْمَان سعد بْن نصر، قَالَ: أنشدنا أَبُو مُحَمَّد قَاسِم بْن أَصْبَغَ اليماني [1] ، قَالَ: أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن عبد السلام الخشني، قَالَ: هَذَا مَا أنشدنا أَبُو العقيل [2] الرياشي من قصيدة النابغة الجعدي: تذكرت والذكرى تهيج [3] للفتى ... ومن حاجة [4] المحزون أن يتذكرا نداماي عند المنذر بْن محرق ... أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا تقضى زمان الوصل بيني وبينها ... ولم ينقض [5] الشوق الَّذِي كَانَ أكثرا وإني لأستشفي برؤية جارها ... إذا مَا لقائيها علي تعذرا وألقي عَلَى جيرانها مسحة الهوى ... وإن لم يكونوا لي قبيلًا ومعشرا ترديت ثوب الذل يوم لقيتها ... وَكَانَ ردائي نخوة وتجبرا حسبنا زمانًا كل بيضاء شحمة ... ليالي إذ نغزو جذاما وحميرا إِلَى أن لقينا الحي بكر بْن وائل ... ثمانين ألفًا دارعين وحسرا فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه ... ببعض أبت عيدانه أن تكسرا سقيناهم كأسا سقونا بمثلها ... ولكننا كنا عَلَى الموت أصبرا بنفسي وأهلي عصبة سلمية ... يعدون للهيجا عناجيج ضمرا وقالوا لنا أحيوا لنا من قتلتم ... لقد جئتم إدًا [6] من الأمر منكرا ولسنا نرد الروح فِي جسم ميت ... وكنا نسيل [7] الروح ممن تنشرا [8] نميت ولا نحيي كذلك صنعنا [9] ... إذا البطل الحامي إِلَى الموت أهجرا

_ [1] في أ: البياني. [2] في أ، واللباب: أبو الفضل. [3] في أ: على الفتى. [4] في أ: ومن حالة. [5] في أ. ينقص. [6] في أ: أمرا من الأمر. [7] في أ: نسل. [8] في ى: تبشرا. [9] في أ: كذاك صنيعنا.

ملكنا فلم نكشف قنا لحرة ... ولم نستلب إلا الحديد المسمرا ولو أننا شئنا سوى ذاك أصبحت ... كرائمهم فينا تباع وتشترى ولكن أحسابًا نمتنا إِلَى العلا ... وآباء صدق أن يروم [1] المحقرا وإنا لقوم ما نعود خيلنا ... إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا وننكر يوم الروع ألوان خيلنا ... من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا وليس بمعروف لنا أن نردها ... صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا أتيت رَسُول اللَّهِ إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابًا كالمجرة نيرا بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَلِيمٌ [2] إِذَا مَا أورد الأمر أصدرا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: وقد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد اللَّهِ بْن رواحة، وعدي بْن حاتم الطائي، وعباس بْن مرداس السلمي، وأبو سُفْيَان بْن الحارث بْن المطلب، وحميد بْن ثور الهلالي، وأبو الطفيل عامر بْن وائلة، وأيمن بْن خريم الأسدي، وأعشى بني مازن، والأسود بْن سريع. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الشعراء المحسنين ممن لم يذكره أَحْمَد بْن زهير فِي الشعراء الرواة الحارث- بْن هشام، وعمرو ابن شاس، وضرار بْن الأزور، وخفاف بْن ندبة، وكلّ هؤلاء شاعر له صحبة

_ [1] في أ: نروم. [2] في أ: اديب.

(2649) نابل الحبشي،

ورواية، ولم يذكر أَحْمَد بْن زهير لبيد بْن ربيعة، ولا ضرار بْن الخطاب، ولا ابْن الزبعري، لأنهم ليست لهم رواية، وكذلك أَبُو ذؤيب الهذلي، والشماخ بْن ضرار، وأخوه مزرد بْن ضرار. قَالَ مُحَمَّد بْن سلام: النابغة الجعدي، والشماخ بْن ضرار، ولبيد بْن ربيعة، وأبو ذؤيب الهذلي طبقة. قَالَ: وَكَانَ الشماخ أشد متونًا [1] من لبيد، ولبيد أحسن منه منطقا. (2649) نابل الحبشي، والد أيمن بْن نابل، ذكروه فيمن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلما، ولم أر له خبرا يدلّ على لقاء ولا رؤية. (2650) ناجية بْن جندب الأسلمي. صاحب بدن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ناجية بْن جندب بْن عمير بْن يعمر بْن دارم بْن عَمْرو بْن واثلة بن سهم ابن مازن بْن سلامان بْن أسلم بْن أفصى معدود فِي أهل الحجاز، بل فِي أهل المدينة قَالَ ابْن عفير. ناجية كَانَ اسمه ذكوان، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناجية، إذ نجا من قريش. قَالَ أَبُو عُمَرَ: مات فِي خلافة معاوية بالمدينة ويقال: ناجية بْن عُمَرَ، وناجية بْن عمير. وقد قيل: جندب بْن ناجية فِي بعض الروايات فِي حديثه فِي البدن، وَهُوَ حديث واحد، والصواب فيه ناجية بْن جندب بْن عمير، وَهُوَ الَّذِي تدلى فِي البئر يوم الحديبية عَلَى مَا مضى فِي باب خالد [2] بْن عبادة الغفاري. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وقد زعم لهم بعض أهل العلم أن البراء بْن عازب كَانَ يقول: أنا الَّذِي نزلت فِي البئر بسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وحدثني بعض أهل العلم أنّ رجلا

_ [1] في ى: أشد ميزانا. [2] صفحة 433.

(2651) ناجية الطفاوي

من أسلم حدثه أن الَّذِي نزل فِي القليب بسهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ناجية بْن عمير بْن يعمر بْن دارم. قَالَ: وزعمت له أسلم أن جارية من الأنصار أقبلت بدلوها، وناجية فِي القليب يميح على الناس، فقالت: يَا أيها المائح دلوي دونكا ... إني رأيت الناس يحمدونكا يثنون خيرًا ويمجدونكا وَقَالَ ناجية- وهو في القليب يميح على الناس: قد علمت جارية يمانيه ... أني أنا المائح واسمي ناجيه وروى عَنْ ناجية هَذَا عروة بْن الزُّبَيْر أنه سأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف أصنع بما عطب من الهدى.. الحديث نحو حديث ذؤيب الخزاعي. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ [1] بْنُ خَالِدٍ، قال: حدثنا هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَاجِيَةَ صَاحِبِ هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كَيْفَ يُصْنَعُ بِمَا عَطِبَ مِنَ الْهَدْيِ؟ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْحَرَ كُلَّ بَدَنَةٍ عَطِبَتْ، ثُمَّ يُلْقَى نَعْلَهَا [2] فِي دَمِهَا، وَيُخَلَّى بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّاسِ يَأْكُلُونَهَا. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا زَاهِرٌ الأَسْلَمِيُّ. (2651) ناجية الطفاوي ذكره صاحب الوحدان. وذكر بسنده عَنِ البراء بْن عَبْد اللَّهِ الغنوي، عَنْ واصل: أدركت رَجُلا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى يقال له ناجية الطفاوي، وَهُوَ يكتب المصاحف- وذكر باقي الحديث. (2652) نبيشة [3] الخير. هُوَ نبيشة بْن عَمْرو بْن عوف بْن عَبْد اللَّهِ وقيل نبيشة الخير بْن عَبْد اللَّهِ بْن عتاب بْن الحارث بْن حصين بْن نابغة بْن لحيان بْن هذيل

_ [1] في أ: وهيب. [2] ما علق بعنقها علامة لكونها هديا (مسلم 962) . [3] في القاموس: الخبر.

(2653) نحات [2] بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة البلوى.

ابن مدركة بْن الياس بْن مضر. وَهُوَ ابْن عم سلمة بْن المحبق الهذلي، من هذيل بْن مدركة، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [نبيشة. ويقال] [1] نبيشة بْن عَبْد اللَّهِ، روى عنه أَبُو المليح الهذلي وغيره. (2653) نحات [2] بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم بْن عَمْرو بْن عمارة البلوي. حليف الأنصار، شهد بدرًا، وقد اختلف فيه، فقيل بحاث [وقد ذكرناه فِي الباء] [1] (2654) نذير، أَبُو مريم الغساني جد أبي بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي مريم. قَالَ أَبُو حاتم الرازي: سألت بعض الشاميين عَنِ اسم أبي مريم الغساني الشامي، فَقَالَ: نذير. روى بقية بْن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عَنْ أبيه، عَنْ جده أبي مريم، قَالَ: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورميت بين يديه. فأعجبه ذلك مني، ودعا لي. (2655) النزال بْن سبرة الهلالي، من بني هلال بْن عامر بْن صعصعة. ذكروه فيمن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه، ولا أعلم له رواية إلا عَنْ علي وابن مَسْعُود. وَهُوَ معروف فِي كبار التابعين وفضلائهم. روى عنه الشعبي، والضحاك، وعبد الملك بْن ميسرة، وإسماعيل بْن رجاء. (2156) النضر بْن سُفْيَانَ الهذلي روى عَنْ عمر قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2657) نضرة بْن أكثم الخزاعي. ويقال الأَنْصَارِيّ. حديثه عند يَحْيَى بْن أبي كثير، عَنْ يَزِيد بْن أبي نعيم، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، عَنْ نضرة بْن أكثم، أنه تزوج امرأة، فلما جامعها وجدها حبلى، فرفع شأنها إِلَى النبي صلى الله

_ [1] ليس في أ. [2] في أسد الغابة: تقدم الكلام عليه في بحاث بالباء الموحدة. أخرجه أبو عمر هنا بالنون والحاء المهملة وآخره تاء فوقها نقطتان. وأخرحه أبو موسى نجاب- بالنون والجيم وآخره باء موحدة، وأخرجه أبو نعيم مثله. وفي هامش أ: قد ذكر في حرف الباء وجعلهما رجلين والصواب أنه رجل واحد.

(2658) النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، القرشي العبدي،

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقضى أن لَهَا صداقها، وأن مَا فِي بطنها عبد له، وجلدت مائة، وفرق بينهما. وَرَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ يُقَالُ لَهُ نَضْرَةُ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً بِكْرًا فِي سِتْرِهَا، فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا فَإِذَا هِيَ حُبْلَى، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَهَا الصَّدَاقُ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَالْوَلَدُ عَبْدٌ لَكَ، فَإِذَا وَلَدَتْ فَاجْلِدْهَا. (2658) النضير بْن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي، القرشي العبدي، كَانَ من المهاجرين. وقيل: بل كَانَ من مسلمة الفتح، والأول أكثر وأصح. يكنى أبا الحارث، وأبوه الحارث بْن علقمة يعرف بالرهين. ومن ولده مُحَمَّد بْن المرتفع بْن النضير بْن الحارث، يروى عنه ابْن جريج وابن عيينة، وَكَانَ للنضير من الولد علي، ونافع، والمرتفع. وَكَانَ النضير بْن الحارث يكثر الشكر للَّه عَلَى مَا من به عَلَيْهِ من الإسلام، ولم يمت عَلَى مَا مات عَلَيْهِ أخوه وآباؤه، وأمر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين بمائة بعير، فأتاه رجل من بني الديل يبشره بذلك، وَقَالَ له: اخدمني منها، فَقَالَ النضير: مَا أريد أخذها، لأني أحسب أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعطني ذلك إلا تألفًا عَلَى الإسلام، وما أريد أن أرتشي عَلَى الإسلام. ثم قَالَ: والله مَا طلبتها، ولا سألتها، وهي عطية من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقبضها وأعطى الديلي منها عشرة، ثم خرج إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجلس معه فِي مجلسه، وسأله عَنْ فرض الصلاة وتوقيتها. قال: فو الله لقد كَانَ أحب إلي من نفسي، وقلت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أي الأعمال أحب إِلَى اللَّه؟ قَالَ: الجهاد، والنفقة فِي سبيل الله.

(2659) نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار،

وهاجر النضير إِلَى المدينة، ولم يزل بها حَتَّى خرج إِلَى الشام غازيًا، وحضر اليرموك، وقتل بها شهيدًا، وذلك فِي رجب سنة خمس عشرة، وَكَانَ يعد من حكماء قريش. وأما النضر بْن الحارث أخوه فقتله عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يوم بدر كافرًا، قتله بالصفراء صبرًا بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ شديد العداوة لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2659) نعيمان بْن عَمْرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك ابن النجار، شهد بدرًا، وَكَانَ من قدماء الصحابة وكبرائهم، وكانت فيه دعابة زائدة. وله أخبار ظريفة فِي دعابته، منها خبره مَعَ سويبط بْن حرملة. أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حدثنا محمد جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا رُوحٌ، حَدَّثَنَا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ، سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ خَرَجَ تَاجِرًا إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكِلاهُمَا بَدْرِيٌّ، وَكَانَ سُوَيْبِطٌ عَلَى الزَّادِ، فَجَاءَهُ نُعَيْمَانُ، فَقَالَ: أَطْعِمْنِي. فَقَالَ: لا، حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ- وَكَانَ نُعَيْمَانُ رَجُلا مِضْحَاكًا مَزَّاحًا، فَقَالَ: لأَغِيظَنَّكَ، فَذَهَبَ إِلَى نَاسٍ جَلَبُوا ظَهْرًا، فَقَالَ: ابْتَاعُوا مِنِّي غُلامًا عَرَبِيًّا فَارِهًا، وَهُوَ ذُو لِسَانٍ، وَلَعَلَّهُ يَقُولُ: أَنَا حُرٌّ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَارِكِيهِ لِذَلِكَ فَدَعُوهُ، لا تُفْسِدُوا عَلَيَّ غُلامِي. فَقَالُوا: بَلْ نَبْتَاعُهُ مِنْكَ بِعَشْرَةِ قَلائِصَ. فَأَقْبَلَ بِهَا يَسُوقُهَا، وَأَقْبَلَ بِالْقَوْمِ حَتَّى عَقَلَهَا، ثُمَّ قَالَ: دُونَكُمْ هو هذا. فَجَاءَ الْقَوْمُ، فَقَالُوا: قَدِ اشْتَرَيْنَاكَ. فَقَالَ سُوَيْبِطٌ: هُوَ كَاذِبٌ، أَنَا رَجُلٌ حُرٌّ. قَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ، فَطَرَحُوا الْحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ، فَذَهَبُوا بِهِ، وَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ. فَأُخْبِرَ، فَذَهَبَ هُوَ وَأَصْحَابٌ لَهُ فَرَدُّوا الْقَلائِصَ، وَأَخَذُوهُ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُه مِنْ ذَلِكَ حولا.

وَرَوَى عَنْهَا قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بِعَامٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى، وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، وَسَلِيطُ: بْنُ حَرْمَلَةَ، وَهُمَا مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ سَلِيطُ بْنُ حَرْمَلَةَ عَلَى الزَّادِ، وَكَانَ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو مَزَّاحًا، فَقَالَ لِسَلِيطٍ. أَطْعِمْنِي. فَقَالَ: لا أُطْعِمُكَ حَتَّى يَأْتِيَ أَبُو بَكْرٍ. فَقَالَ نُعَيْمَانُ لِسُوَيْبِطٍ: لأَغِيظَنَّكَ. فَمَرُّوا بِقَوْمٍ. فَقَالَ نُعَيْمَانُ لَهُمْ: تَشْتَرُونَ مِنِّي عبدا؟ قالوا. نعم. قال: إنه عبد له كَلامٌ، وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ: لَسْتُ بِعَبْدٍ، وَأَنَا ابْنُ عَمِّهِ. فَإِنْ كَانَ إِذَا قَالَ لَكُمْ هَذَا تَرَكْتُمُوهُ فَلا تَشْتَرُوهُ، وَلا تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي. قَالُوا: لا، بَلْ نَشْتَرِيهِ، وَلا نَنْظُرُ إِلَى قَوْلِهِ. فَاشْتَرَوْهُ مِنْهُ بَعَشْرِ قَلائِصَ. ثُمَّ جَاءُوا لِيَأْخُذُوهُ، فَامْتَنَعَ مِنْهُمْ فَوَضَعُوا فِي عُنُقِهِ عِمَامَةً، فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ يَتَهَزَّأُ، وَلَسْتُ بِعَبْدِهِ. فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ. وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأُخْبِرَ خَبَرَهُ، فَاتَّبَعَ الْقَوْمَ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يَمْزَحُ [1] وَرَدَّ عَلَيْهِمُ الْقَلائِصَ، وَأَخَذَ سَلِيطًا مِنْهُمْ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، فَضَحِكَ مِنْ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلا. قَالَ الزُّبَيْرُ: وَأَكْثَرَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هكذا فِي خبر الزُّبَيْر هَذَا: سليط بْن حرملة، وهذا خطأ، إنما هُوَ سويبط بْن حرملة من بني عبد الدار، بدري، ثم قَالَ بعد: سليط بْن عَمْرو، فأخطأ أَيْضًا. وَبِالإِسْنَادِ عَنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُصْعَبٌ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَ

_ [1] في ى: يفرح.

الْمَسْجِدَ، وَأَنَاخَ نَاقَتَهُ بِفِنَائِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُعَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ- وَكَانَ يُقَالُ لَهُ النُّعَيْمَانُ: لَوْ نَحَرْتَهَا فَأَكَلْنَاهَا، فَإِنَّا قَدْ قَرَمْنَا [1] إِلَى اللَّحْمِ، وَيَغْرَمُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَنَهَا قَالَ: فَنَحَرَهَا النُّعَيْمَانُ، ثُمَّ خَرَجَ الأَعْرَابِيُّ، فرأى راحلته، فصاح وا عقراه يَا مُحَمَّدُ! فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ قَالُوا: النُّعَيْمَانُ، فَاتَّبَعَهُ يَسْأَلُ عَنْهُ، فَوَجَدَهُ فِي دَارِ ضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَدِ اخْتَفَى فِي خَنْدَقٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ الْجَرِيدَ وَالسَّعْفَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ حَيْثُ هُوَ، فَأَخْرَجَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ تَغَيَّرَ وَجْهُهُ بِالسَّعْفِ الَّذِي سَقَطَ عَلَيْهِ، فقال له: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: الَّذِينَ دَلُّوكَ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُمُ الَّذِينَ أَمَرُونِي. قَالَ: فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ وَيَضْحَكُ. قَالَ: ثُمَّ غَرِمَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدِّي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ، قَالَ: كَانَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَهْيَبَ [2] الزُّهْرِيُّ شَيْخًا كَبِيرًا بِالْمَدِينَةِ أَعْمَى، وَكَانَ قَدْ بَلَغَ مِائَةً وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَقَامَ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ يُرِيدُ أَنْ يَبُولَ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، فَأَتَاهُ نُعَيْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادٍ النَّجَّارِيُّ فَتَنَحَّى بِهِ نَاحِيَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، ثُمَّ قَالَ: اجْلِسْ هَاهُنَا، فَأَجْلَسَهُ يَبُولُ وَتَرَكَهُ، فَبَالَ، وَصَاحَ بِهِ النَّاسُ. فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: مِنْ جَاءَ بِي وَيْحَكُمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ؟ قَالُوا لَهُ: النُّعَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو. قَالَ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ، أَمَا إِنَّ للَّه عَلَيَّ إِنَ ظَفِرْتُ بِهِ أَنْ أَضْرِبَهُ بِعَصَايَ هَذِهِ ضَرْبَةً تَبْلُغُ مِنْهُ مَا بَلَغَتْ. فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى

_ [1] القرم: شدة الشهرة إلى اللحم. [2] في أ: وهب.

نَسِيَ ذَلِكَ مَخْرَمَةُ، ثُمَّ أَتَاهُ يَوْمًا وَعُثْمَانُ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ عُثْمَانُ إِذَا صَلَّى لَمْ يَلْتَفِتْ، فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ فِي نُعَيْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ. أَيْنَ هُوَ؟ دُلَّنِي عَلَيْهِ! فَأَتَى بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ: دُونَكَ هَذَا هُوَ، فَجَمَعَ مَخْرَمَةُ يَدَيْهِ بِعَصَاهُ فَضَرَبَ عُثْمَانَ فَشَجَّهُ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّمَا ضَرَبْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ بَنُو زُهْرَةَ، فَاجْتَمَعُوا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ عُثْمَانُ: دَعُوا نُعَيْمَانَ، لَعَنَ اللَّهُ نُعَيْمَانَ، فَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا. [قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو طُوَالَةَ الأَنْصَارِيُّ] [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نُعَيْمَانُ يُصِيبُ الشَّرَابَ، فَكَانَ يُؤْتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فَيَضْرِبُهُ بِنَعْلِهِ] [2] ، وَيَأْمُرُ أَصْحَابَهُ فَيَضْرِبُونَهُ بِنِعَالِهِمْ، وَيَحْثُونَ عَلَيْهِ التُّرَابَ، فَلَمَّا كَثُرَ ذَلِكَ مِنْهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَفْعَلْ، فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهُ وَرَسُولَهُ قَالَ: وَكَانَ لا يَدْخُلُ [فِي] [3] الْمَدِينَةِ رَسَلٌ وَلا طُرْفَةٌ إِلا اشْتَرَى مِنْهَا، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، هَذَا هَدِيَّةٌ لَكَ، فَإِذَا جَاءَ صَاحِبُهُ يَطْلُبُ ثَمَنَهُ مِنْ نُعَيْمَانَ جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَعْطِ هَذَا ثَمَنَ هَذَا، فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم: أو لم تهذه لِي؟ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ عِنْدِي ثَمَنُهُ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَأْكُلَهُ، فَيَضْحَكُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَأْمُرُ لِصَاحِبِهِ بِثَمَنِهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نعيمان رَجُلا صالحًا على ما كان فيه من دعابة،

_ [1] من أ، ش. [2] من أ. [3] ليس في أ.

(2660) نفيع، أبو بكرة،

وَكَانَ له ابْن قد انهمك فِي شرب الخمر، فجلده رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا أربع مرات، فلعنه رجل كَانَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: لا تلعنه، فإنه يحب اللَّه ورسوله. وفي جلد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه فِي الخمر أربع مرات نسخ لقوله عَلَيْهِ السلام: فإن شربها الرابعة فاقتلوه. يقال: إنه مات فِي زمن معاوية، ويقال: بل ابنه الَّذِي مات فِي زمن معاوية. (2660) نفيع، أَبُو بَكْرة، ويقال: نفيع بْن مسروح. ويقال: نفيع بن الحارث ابن كلدة. وَكَانَ أَبُو بَكْرة من عبيد الحارث بْن كلدة بْن عَمْرو الثقفي فاستلحقه، وَهُوَ ممن غلبت عَلَيْهِ كنيته. وأمه سمية أمة للحارث بْن كلدة، وهي أم زياد بْن أبي سُفْيَان. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ مَسْرُوحٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي: قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّوَّاسِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَرَادُوا أَبَا بَكْرَةَ عَلَى الدَّعْوَةِ فَأَبَى، وَقَالَ لِبَنِيهِ عِنْدَ الْمَوْتِ: أَبِي مَسْرُوحٌ الْحَبَشِيُّ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: أَبُو بَكْرَةَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ. وَالأَكْثَرُ يَقُولُونَ نُفَيْعُ بْنُ الْحَارِثِ، كَمَا قَالَ أَحْمَدُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ يحيى بن معين يقول: أملى علي هوذة بْنُ خَلِيفَةَ نَسَبَهُ، فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى أَبِي بَكْرَةَ قُلْتُ: ابْنُ مَنْ؟ قَالَ: لا تَزِدْ، دَعْهُ. وَذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي مَوَالِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مقاسم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ غُلامَانِ يَوْمَ الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَأَعْتَقَهُمَا، أَحَدُهُمَا أَبُو بَكْرَةَ، فَكَانَا مِنْ مواليه.

(2661) نفيع بن المعلى بن لوذان.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عُثْمَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، قال: حدثنا على ابن زَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو فِي فِئَةٍ فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ فَقُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ. قُلْنَا: أَمَا تَذْكُرُ الرَّجُلَ الَّذِي وَثَبَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ سُورِ الطَّائِفِ، فَرَحَّبَ بِي. وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا بَكْرَةَ تَدَلَّى مِنْ حِصْنِ الطَّائِفِ بِبَكَرَةٍ، وَنَزَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، فكناه رسول الله صلي الله عليه وسلم أَبَا بَكْرَةَ. سكن أَبُو بَكْرة البصرة، ومات بها فِي سنة إحدى وخمسين، وَكَانَ ممن اعتزل يوم الجمل، لم يقاتل مَعَ واحد من الفريقين، وَكَانَ أحد فضلاء الصحابة، قَالَ الحسن: لم يسكن البصرة أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمران بْن حصين، وأبي بكرة. ولة عقب كثير، ولهم وجاهة وسؤدد بالبصرة، وَكَانَ ممن شهد عَلَى الْمُغِيرَة بْن شعبة فلم يتم تلك الشهادة، فجلده عمر، ثم سأله الانصراف عَنْ ذلك، فلم يفعل، وأبى فلم يقبل له شهادة، وقد ذكرناه فِي باب الكنى بأكثر من هَذَا. (2661) نفيع بْن المعلي بْن لوذان. أخو رافع، وهلال، وعبيد، أسلم بعد قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينه- قاله العدوي وأبو عبيد. (2662) نقادة الأسدي. ويقال نقادة بْن عَبْد اللَّهِ، وقيل: نقادة بْن خلف. وقيل نقادة بْن سعد [1] . وقيل نقادة بْن مالك. هُوَ معدود فِي أهل الحجاز، سكن البادية. روى عنه زيد بْن أسلم، وابنه سعد بْن نقادة. (2663) النمر بْن تولب العكلي الشاعر ينسبونه النمر بْن تولب بن زهير بن

_ [1] في أسد الغابة، والإصابة: سعر- بالراء، وقد ذكره أبو عمر بالدال وليس بشيء.

أقيش بْن عبد كعب [1] بْن عوف بْن الحارث بْن عوف بْن وائل بْن قيس بْن عوف بْن عبد مناة بْن أد بْن طابخة، وعوف هُوَ عكل. يقال: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، ومدحه بشعر أوله: إنا أتيناك وقد طال السفر ... نقود خيلًا ضمرًا فِيهَا ضرر [2] نطعمها اللحم إذا عز الشجر ... والخيل فِي إطعامها اللحم عسر [3] وفيها يقول: يَا قوم إني رجل عندي خبر ... اللَّه من آياته هَذَا القمر والشمس والشعرى وآيات أخر وروى قرة [4] بْن خالد، وسعيد الْجَرِيرِيّ، عَنْ أبي العلاء بْن الشخير، قَالَ: كنا بالربذة [5] فجاء أعرابي بكتاب [6] وصحيفة، فَقَالَ: اقرءوا مَا فِيهَا فإذا فِيهَا: هَذَا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبني زهير بْن أقيش، إنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم [خمس [7]] مَا غنمتم إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنتم آمنون بأمان اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. قلنا: أنت سمعت هَذَا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ. نعم، قلنا: حَدَّثَنَا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر. وَقَالَ الْجَرِيرِيّ، وحر [8] الصدر. قلنا: أنت سمعت هَذَا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

_ [1] في أ: بن عبد عوف. وفي ش: بن عبد بن عوف. [2] في الشعر والشعراء: فيها عسر [3] في الشعر والشعراء: ضرر. [4] في أ: فروة، وفي ابن سلام: خلاد بن قرة. [5] في الإصابة وطبقات الشعراء: بالمربد. [6] في أ: بكتف. [7] من أ. [8] وحر الصدر: ما يكون فيه من الغش والغيظ والحسد والغضب.

(2664) نميلة بن عبد الله الليثي،

ألا أراكم تتهمونني، فأخذ الصحيفة ومضى، فسألنا عنه فقيل: هُوَ النمر بْن تولب. قَالَ الأصمعي: كَانَ النمر بْن تولب العكلي أحد المخضرمين من الشعراء، وَكَانَ أَبُو عَمْرو بْن العلاء يسميه الكيس. وَقَالَ أَبُو عبيدة: النمر بْن تولب عكلي، وَكَانَ شاعر الرباب فِي الجاهلية، ولم يمدح أحدًا ولا هجا، وأدرك الإسلام وَهُوَ كبير وَقَالَ مُحَمَّد بْن سلام [1] : كَانَ النمر بْن تولب جوادًا لا يكاد يمسك شَيْئًا، وَكَانَ فصيحًا جريًا عَلَى النطق [2] ، وهو الّذي يقول: لا تغضبن عَلَى أمرئ فِي ماله ... وعلى كرائم صلب مالك فاغضب وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى ... وإلى الَّذِي يعطي الرغائب فارغب كذا رواها مُحَمَّد بْن سلام، وغيره يروي: ومتى تصبك. وهو القائل: أعذني رب من حصر وعي ... ومن نفس أعالجها علاجا ويستحسن للنمر بْن تولب قوله: تدارك مَا قبل الشباب وبعده ... حوادث أيام تمر وأغفل يود الفتى طول السلامة والغنى ... فكيف يرى طول السلامة يفعل يرد الفتى بعد اعتدال وصحة ... ينوء إذا رام القيام ويحمل (2664) نميلة بْن عَبْد اللَّهِ الليثي، نسبه ابْن الكلبي، وَقَالَ: له صحبة. قَالَ ابْن الكلبي: نميلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن فقيم بْن حزن بْن سيار بْن عَبْد اللَّهِ بْن عبد بْن [3] كليب بْن عوف بْن كعب بْن عامر بْن ليث. صحب النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم

_ [1] صفحة 134، وعبارته: والنمر بن تولب جواد لا يليق شيئا. [2] في ابن سلام: المنطق. [3] في أ: بن عبد كلب، وفي أسد الغابة. ابن عبد الله بن كلب.

(2665) نهير بن الهيثم.

وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: نميلة بْن عَبْد اللَّهِ قتل مقيس بْن [1] حبابة- يعني يوم الفتح قَالَ: وَكَانَ رَجُلا من قومه، ذكره إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْن إِسْحَاق. (2665) نهير بْن الهيثم. من بني نابي بْن مجدعة بْن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بْن مالك بْن أوس الأَنْصَارِيّ، شهد العقبة، ولم يشهد بدرا. (2666) النواس بْن سمعان بْن خالد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر بْن كلاب بْن ربيعة الكلابي. معدود فِي الشاميين، يقال: إن أباه سمعان بْن خالد وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدعا له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأعطاه نعليه، فقبلهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وزوجه أخته. فلما دخلت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعوذت منه فتركها، وهي الكلابية روى عَنِ النواس بْن سمعان جبير بْن نفير، ونفير بْن عَبْد اللَّهِ، وجماعة. (2667) نوح بْن مخلد الضبيعي [2] . جد أبي جمرة الضبيعي. وروى عنه أَبُو جمرة [3] أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فَقَالَ له: ممن أنت؟ قَالَ: من ضبيعة بْن ربيعة فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الَّذِي أنت منهم. قَالَ: ثم أبضع معى في حلّتين من اليمن.

_ [1] في أ: ضبابة. وفي ى: صبابة. [2] في أ، ش. الضبعي. [3] ؟: أبو حمزة.

حرف الهاء

حرف الهاء باب هانئ (2668) هانئ بْن فراس الأسلمي [1] . كَانَ ممن شهد بيعة الشجرة. روى عنه مجزأة بْن زاهر (2669) هانئ بْن [أبي] [2] مالك الكندي. أَبُو مالك. هُوَ جد خالد بْن يَزِيد بْن أبي مالك. روى عنه يَزِيد بْن أبي مالك. يعد فِي الشاميين. وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: هانئ الشامي أَبُو مالك جد يَزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي مالك، له صحبة. (2670) هانئ بْن نيار بْن عَمْرو بْن عبيد بْن كلاب بْن دهمان بْن غنم بْن ذبيان بْن هشيم [3] بْن كاهل بْن ذهل بْن بلي بْن عمرو [4] بن الحاف بن قضاعة، حليف للأنصار، أَبُو بردة بْن نيار، غلبت عَلَيْهِ كنيته.. شهد العقبة، وبدرًا وسائر المشاهد. وَهُوَ خال البراء بْن عازب. يقال: إنه مات سنة خمس وأربعين. وقيل: بل مات سنة إحدى أَوِ اثنتين وأربعين، لا عقب له. روى عنه البراء بْن عازب وجماعة من التابعين. (2671) هانئ بْن يَزِيد بْن نهيك. ويقال هانئ بْن كعب المذحجي. ويقال الحارثي، ويقال الضبي [5] . وهو هانئ بن يزيد بن نهيك بْن دريد [6] بْن سُفْيَانَ بْن الضباب، وَهُوَ سلمة بْن الحارث بْن ربيعة بْن الحارث بن كعب الضبابي المذحجي

_ [1] في أسد الغابة: الأشجعي. ثم قال: إلا أن بعضهم قال: الأسلمي (5- 51) . [2] من أ [3] في أ، وأسد الغابة: هميم. [4] في أ: بن ذهل بن هني البلوى، من بلى. [5] أ: ويقال: الضبابي. [6] في أ: دويد.

باب هبار

الحارثي. وَهُوَ والد شريح بْن هانئ، كَانَ يكنى فِي الجاهلية أبا الحكم، لأنه كَانَ يحكم بينهم فكناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبي شريح، إذ وفد عَلَيْهِ. وَهُوَ مشهور بكنيته. شهد المشاهد كلها. روى عنه ابنه شريح بْن هانئ، حديثه عَنِ ابْن ابنه المقدام بْن شريح بْن هانئ عَنْ أبيه عَنْ جده. وَكَانَ ابنه شريح من جلة التابعين، ومن كبار أصحاب علي رضي اللَّه عنه وممن شهد معه مشاهده كلّها. باب هبار (2672) هبار بْن الأسود بْن المطلب بْن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، وَهُوَ الَّذِي عرض لزينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفهاء من قريش حين بعث بها أَبُو العاص زوجها إِلَى المدينة فأهوى إليها هبار هَذَا ونخس [1] بها، فألقت ذا بطنها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن وجدتم هبارًا فأحرقوه بالنار، ثم قَالَ: اقتلوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار، فلم يوجد. ثم أسلم بعد الفتح، وحسن إسلامه، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذكر الزُّبَيْر أنه لما أسلم وقدم مهاجرًا جعلوا يسبونه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فَقَالَ: سب من سبك، فانتهوا عنه. (2673) هبّار بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر [2] بن مخزوم القرشي المخزومي. كَانَ من مهاجرة الحبشة. قيل: إنه قتل يوم مؤتة. وَقَالَ الحسن بْن عُثْمَانَ- وقاله الْوَاقِدِيّ أَيْضًا: إنه استشهد يوم أجنادين، وَهُوَ عندي أشبه، لأنه لم يذكره ابن عقبة في من قتل يوم مؤتة شهيدا.

_ [1] في أسد الغابة: ونحس هودجها. [2] في أ: عمرو. (ظهر الاستيعاب ج 4. م 4)

(2674) هبار بن صيفي،

(2674) هبار بْن صيفي، مذكور فِي الصحابة. وفيه نظر. باب هرم (2675) هرم بْن حيان [1] العبدي. من صغار الصحابة. ذكره خليفة، عَنِ الوليد بْن هشام، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: وجه عُثْمَان بْن أبي العاص هرم بْن حيان العبدي إِلَى قلعة بجرة- ويقال لَهَا قلعة الشيوخ- فافتتحها عنوة، وسبى أهلها، وذلك فِي سنة ست وعشرين. وَقَالَ أَبُو عبيدة: وفي سنة ثمان عشرة حاصر هرم بْن حيان أهل أبر شهر [2] ، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها من شدة الجوع والحصار، فَقَالَ: الآن أصالح العرب، فصالح هرم بْن حيان عَلَى أن خلى له المدينة. قَالَ: ومنها نزل الناس الكوفة، وبني سعد مسجد جامعها. وَقَالَ أَبُو عبيدة: كَانَ الأمير فِي وقعة صهاب هرم بْن حيان العبدي. وَقَالَ غيره: بل كَانَ الأمير يومئذ الحكم ابن أبي العاص. (2676) هرم بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ. من بني عَمْرو بْن عوف، هُوَ أحد البكاءين الَّذِينَ نزلت فيهم: تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً 9: 92 ... الآية. باب هزال (2677) هزال صاحب الشجرة، لا أعرفه بأكثر من هَذَا، حديثه عند أهل البصرة. روى عنه معاوية بْن قرة، قَالَ: حدثني هزال صاحب

_ [1] هكذا في النسخ والمشتبه. وفي القاموس: حبان- بالباء. [2] في؟، وأسد الغابة: أبو شهر.

(2678) هزال بن مرة الأشجعي.

الشجرة، قَالَ: إنكم تأتون [1] ذنوبًا هي أدق فِي أعينكم من الشعر كنا نعدها عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات. (2678) هزال بْن مرة الأشجعي. ذكره ابْن [2] الأزرق في الصحابة. (2679) هزال الأسلمي. وَهُوَ هزال بْن ذياب [3] بْن يَزِيد بْن كليب بْن عامر بْن خزيمة بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بْن أفصى بْن دعمي. روى عنه ابنه، ومحمد بْن المنكدر- حديثًا واحدًا، مَا أظن له غيره، قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا هزال لو سترته بردائك. وبعضهم يقول: إن بين ابْن المنكدر وبين هزال هَذَا نعيم بْن هزال. باب هشام (2680) هشام بْن أبي حذيفة بْن الْمُغِيرَةِ بْن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، كَانَ من مهاجرة الحبشة فِي قول ابْن إِسْحَاق والواقدي، إلا أن الْوَاقِدِيّ كَانَ يقول: هاشم بْن أبي حذيفة، ويقول هشام: وهم ممّن قاله، نو لم يذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ ولا أَبُو معشر فيمن هاجر إِلَى أرض الحبشة. (2681) هشام بْن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بْن عبد العزى القرشي الأسدي. أسلم يوم الفتح، ومات قبل أبيه، وَكَانَ من فضلاء الصحابة وخيارهم ممن يأمر بالمعروف وينهى عَنِ المنكر. ذكر مالك أن عُمَر بْن الْخَطَّابِ كَانَ يقول إذا بلغه أمر ينكره: أما مَا بقيت أنا وهشام بْن حكيم فلا يكون ذلك. وروى ابْن وهب عَنْ مالك، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: كَانَ هشام بْن حكيم في

_ [1] في أ: تأمنون. [2] في ى: ذكره الأزرق. [3] في أ: رباب.

(2682) هشام بن صبابة [2] الليثي.

نفر من أهل الشام يأمرون بالمعروف وينهون عَنِ المنكر، ليس لأحد عليهم إمارة. قَالَ مالك: كانوا يمشون فِي الأرض بالإصلاح والنصيحة [يحتسبون] [1] ، قَالَ: وسمعت مالكًا يقول: كَانَ هشام بْن حكيم كالسائح لم يتخذ أهلًا ولا ولدا. (2682) هشام بْن صبابة [2] الليثي. أخو مقيس بْن صبابة [2] . قتل فِي غزوة ذي قرد مسلمًا، وذلك فِي سنة ست من الهجرة، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بْن الصامت، وهو بري أنه من العدو فقتله خطأ. (2683) هشام بْن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بْن سهم القرشي السهمي، أخو عَمْرو بْن العاص، كَانَ قديم الإسلام. أسلم بمكة، وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فحبسه أبوه وقومه بمكة حَتَّى قدم بعد الخندق عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [المدينة، وشهد مَا بعد ذلك من المشاهد] ، [3] وَكَانَ أصغر سنًا من أخيه عَمْرو، وَكَانَ فاضلًا خيرًا. سئل عَمْرو بْن العاص من أفضل؟ أنت أَوْ أخوك هشام؟ فَقَالَ: أحدثكم عني وعنه: أمه بنت هشام بْن الْمُغِيرَةِ، وأمي سبية، وكانت أحب إِلَى أبيه مني، وتعرفون فراسة الوالد فِي ولده، واستبقنا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فسبقني، أمسك عَلَى الستر [4] حَتَّى تطهرت، وتحنطت، ثم أمسكت عَلَيْهِ حَتَّى فعل مثل ذلك، ثم عرضنا أنفسنا عَلَى الله فقبله وتركني. وقتل هشام بن الماص [بالشام] [3] يوم أجنادين فِي خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة. وروى ابْن المبارك عَنْ أهل الشام أنه استشهد يوم اليرموك. وَقَالَ الواقدي: أخبرنا عبد الملك

_ [1] ليس في أ. [2] في القاموس: حبابة. [3] ليس في أ. [4] في أ: السترة.

(2684) هشام بن العاس بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي،

ابن وهب، عَنْ جعفر بْن يعيش، عَنِ الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، قال: حدثني من حضر أن هشام بْن العاص ضرب رَجُلا من غسان فأبدى منحره [1] ، فكرت غسان عَلَى هشام فضربوه بأسيافهم حَتَّى قتلوه، فلقد وطئته الخيل حَتَّى كر [عَلَيْهِ] [2] عَمْرو، فجمع لحمه فدفنه. قَالَ: حدثني ثور بْن يَزِيد، عَنْ خالد بْن معدان. قَالَ: لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إِلَى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان، فجعلت الروم تقاتل عَلَيْهِ، وقد تقدموه وعبروه، فتقدم هشام ابن العاص يقاتلهم حَتَّى قتل، ووقع علي [تلك] [2] الثلمة فسدها. فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل، فَقَالَ عَمْرو بْن العاص: أيها الناس، إن اللَّه قد استشهده ورفع روحه، وإنما هي جثة، فأوطئوه الخيل، ثم أوطأه هُوَ، ثم تبعه الناس حَتَّى قطعوه، فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إِلَى العسكر كرّ إليه عمرو، فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله فِي نطع فواراه. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: ابنا العاص مؤمنان عَمْرو وهشام. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. (2684) هشام بن العاس بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بْن مخزوم القرشي المخزومي، هُوَ الَّذِي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وكشف عَنْ ظهره، ووضع يده عَلَى خاتم النبوة، فأخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يده فأزالها ثم ضرب فِي صدره ثلاثًا، وَقَالَ [3] : اللَّهمّ اذهب عنه الغل والحسد- ثلاثًا. وَكَانَ الأوقص- وَهُوَ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هشام بْن يَحْيَى بْن هشام بْن العاص- يقول: نحن أقل أصحابنا حسدًا. وقتل العاص بْن هشام أبوه كافرًا يوم بدر، قتله عُمَر بْن الْخَطَّابِ وكان خاله.

_ [1] في أ: سحره. وفي أسد الغابة: ضرب رجلا من غسان فقتله. [2] ليس في أ. [3] في أ: ثم قال.

(2685) هشام بن عامر بن أمية بن الحسحاس بن مالك بن عامر بن غنم بن عدى ابن النجار الأنصاري،

(2685) هشام بن عامر بن أميّة بن الحسحاس بْن مالك بْن عامر بْن غنم بن عدىّ ابن النجار الأَنْصَارِيّ، كَانَ يسمى فِي الجاهلية شهابا فعيّر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه، فسماه هشاما، واستشهد أبوه عامر يوم أحد، وسكن هشام البصرة، ومات بها. (2686) هشام بْن عَمْرو بْن ربيعة بْن الحارث بْن حبيب، لا أعرفه بأكثر من أنه معدود عندهم فِي المؤلفة قلوبهم، ومن عد هَذَا ومثله بلغهم أربعين رجلا كلهم مذكورون فِي كتابنا هذا. (2687) هشام بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ، أخو خالد بْن الوليد، من المؤلفة قلوبهم. وفي ذلك نظر. (2688) هشام مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه أَبُو الزُّبَيْر يقول: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن امرأتي لا تمنع بدلامس. وأما الحديث فِي ذلك فهو مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، وأخبرنا عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَطْمِيُّ [1] . قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَسْعَدَ، أخبرنا سليمان بن عبيد الله الرقى، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّقِّيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ هشام مولى رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إِنَّ امْرَأَتِي لا تَمْنَعُ يَدَ لامِسٍ قَالَ: طَلِّقْهَا قَالَ: إِنَّهَا تُعْجِبُنِي، قَالَ: فَاسْتَمْتِعْ بِهَا.

_ [1] في أ: الحظبى.

باب هلال

باب هلال (2689) هلال بْن أمية الأَنْصَارِيّ الواقفي. من بني واقف. شهد بدرا، وَهُوَ أحد الثلاثة الذين تخلفوا عَنْ غزوة تبوك، فنزل فيهم القرآن- قوله عز وجل [1] : وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ... 9: 118 الآية. وهو الّذي قذف امرأته بشريك ابن السحماء. روى ابْن وهب قَالَ: أخبرني يونس، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: الثلاثة الَّذِينَ خلفوا كعب بْن مالك- أحد بني سلمة، ومرارة بْن الربيع- وَهُوَ أحد بني عَمْرو بْن عوف، وهلال بْن أمية- وَهُوَ من بني واقف. (2690) هلال بْن الحارث، أَبُو الحمل [2] ، غلبت عَلَيْهِ كنيته. وقد ذكرته فِي الكنى؟. يعد فِي الشاميين. (2691) هلال بْن الحمراء [3] . حديثه عند أبي إِسْحَاق السبيعي. عَنْ أبي داود القاص، عَنْ أبي الحمراء، قَالَ: أقمت بالمدينة شهرًا، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي منزل فاطمة وعلي كل غداة، فيقول: الصلاة الصلاة، إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً 33: 33. (2692) هلال بْن أبي خولي. واسم أبي خولي عَمْرو بْن زهير بْن خيثمة الْجُعْفِيّ، كَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل، ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فيمن شهد بدرًا من حلفاء بني عدي بْن كعب. وذكر ابْن إِسْحَاق أن المعروف مالك

_ [1] سورة التوبة، آية 119. [2] في أ: ابو الجمل. وفي أسد الغابة: كذا قال أبو الحمل وهو وهم، وإنما هو أبو الحمراء (5- 66) [3] في أسد الغابة: هلال بن الحمراء. وقيل: هلال بن الحارث أبو الحمراء- وهو الصواب. وقيل: هانئ بن الحارث أبو الحمراء. وفي التقريب: أبو الحمراء هلال بن الحارث.

(2693) هلال بن سعد، أحد بنى سمعان [1]

ابن أبي خولي، وخولي بْن أبي خولي جميعًا فِي البدريين لا غير. وَقَالَ هشام بْن مُحَمَّد: شهد خولى بدرًا، وشهدها معه أخواه: هلال، وعبيد اللَّه. هكذا قَالَ. ولم يذكر مالك بْن أبي خولي. (2693) هلال بْن سعد، أحد بني سمعان [1] جاء إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهدية عسل، فقبلها منه، ثم أتاه بمثلها فَقَالَ: هي صدقة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضم إلى أموال الصدقات. احتج بحديثه هَذَا من رأى الزكاة فِي العسل. وحديثه هَذَا منقطع الإسناد من رواية ابْن جريح، عَنْ صالح بْن دينار، ذكره ابْن المبارك عن ابن جريج. (2694) هلال بن نلّفه [2] . قتل يوم القادسية شهيدًا، لا أعلم له رواية. وَقَالَ حميد بْن هلال: أول من عبر دجلة يومئذ هلال بْن علفة. وَقَالَ الشعبي: أول من أقحم فرسه دجلة سعد. ويقال: أول من عبرها يومئذ رجل من بنى عبد القيس. (2695) هلال بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة، من بني جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد بدرًا مَعَ أخيه رافع بْن المعلى. (2696) هلال بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة، من بني جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخزرجي، شهد بدرًا مَعَ أخيه رافع بْن المعلى. (2696) هلال بْن وكيع بْن بشر بْن عَمْرو بْن عدس بْن زيد بْن عَبْد اللَّهِ ابن دارم التميمي، قتل يوم الجمل مَعَ عائشة رضى الله عنهما. (2697) هلال الأسلمي [3] ، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجوز الجذع من الضأن ضحية.

_ [1] في أ: بنى منيعان. [2] علفة- بضم المهملة وتشديد اللام بعدها فاء- الإصابة. [3] في ى: السلمي. والمثبت من أ، وأسد الغابة، والإصابة.

باب هند

باب هند (2698) هند بْن حارثة بْن هند الأسلمي. ويقال ابْن حارثة بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّهِ ابن غياث بن سعد بن عمرو بن عامر بْن ثعلبة بْن مالك بْن أفصى، حجازي. روى عنه ابنه حبيب بْن هند لم يرو عنه غيره فِيمَا علمت. وشهد هند بْن حارثة بيعة الرضوان مَعَ إخوة له سبعة، وهم هند، وأسماء، وخراش، وذؤيب، وفضالة، وسلمة، ومالك، وحمران، ولم يشهدها إخوة فِي عددهم غيرهم. ولزم منهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اثنان: أسماء، وهند. قَالَ أَبُو هريرة: مَا كنت أرى أسماء وهند ابني حارثة إلا خادمين لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه، وكانا من أهل الصفة. ومات هند بْن حارثة بالمدينة فِي خلافة معاوية. وهند هَذَا والد يَحْيَى بْن هند الَّذِي روى عنه عبد الرحمن ابن حرملة. (2699) هند بْن أبي هالة الأسيدي التميمي. ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمه خديجة بنت خويلد، خلف عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أبي هالة. واختلف فِي اسم أبي هالة فقيل نماش [1] بْن زرارة وقيل نباش بْن زرارة بْن وقدان ابن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، حليف بني عبد الدار بْن قصي. وقيل زرارة بْن نباش. وَقَالَ الزُّبَيْر: أَبُو هالة مالك بْن نباش بْن زرارة، قَالَ. وحدثني أَبُو بَكْر المؤملي [2] ، قَالَ: أَبُو هالة مالك بْن نباش ابن زرارة من بني نباش [بْن زرارة] [3] بْن عدس الداري [4] ، هكذا قَالَ الداري [4] ، وليس بشيء. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أكثر أهل النسب يخالفون الزبير

_ [1] في أ: نفاش. [2] في أ: الموصلي. [3] ليس في أ. [4] في أ: الدارميّ.

فِي اسم أبي هالة، وينسبونه عَلَى نحو مَا قدمنا ذكره. وَقَالَ الزُّبَيْر أَيْضًا: قتل هند بْن أبي هالة مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ يوم الجمل، وقتل ابنه هند بْن هند مَعَ مصعب بْن الزُّبَيْر يوم المختار. قَالَ الزُّبَيْر: وقد قيل: إن هند بْن هند مات بالبصرة فِي الطاعون فازدحم الناس عَلَى جنازته، وتركوا جنائزهم. وقالوا: ابْن ربيب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونادت امرأة وا هند ابن هنداه! فمال الناس إليه. هكذا قَالَ الزُّبَيْر. وغيره يقول: إن هند ابن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة مجتازًا إذ مر بها فلم يقم سوق البصرة يومئذ، وقالوا: مات أخو فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والصحيح مَا قاله الزُّبَيْر فِي ذلك، والله أعلم بأن هند بْن أبي هالة قتل يوم الجمل، وأن ابنه هند بْن هند بْن أبي هالة هُوَ الَّذِي مات بالبصرة فِي الطاعون. أَخْبَرَنِي خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رشيق، حدثنا الدولابي، حدثنا أبو بكر الوجيهي، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ حُدَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: رَأَيْتُ هِنْدَ بْنَ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ بِالْبَصْرَةِ، وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ خَضْرَاءُ مِنْ غَيْرِ قَمِيصٍ، فَمَاتَ فِي الطَّاعُونِ، فَخَرَجُوا بِهِ بَيْنَ أَرْبَعَةٍ لِشَغْلِ النَّاسِ بِمَوْتَاهُمْ، فَصَاحَتِ امرأة وا هند ابن هِنْدَاهْ وَابْنَ رَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ! فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَى جِنَازَتِهِ، وَتَرَكُوا مَوْتَاهُمْ. وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَكَانَ هِنْدُ بْنُ أَبِي هَالَةَ فَصِيحًا بَلِيغًا وَصَّافًا، وَصَفَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنَ وَأَتْقَنَ. وَقَدْ شَرَحَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَابْنُ قُتَيْبَةَ وَصْفَهُ ذَلِكَ، لِمَا فِيهِ مِنَ الْفَصَاحَةِ وَفَوَائِدِ اللُّغَةِ. وقد روى عنه أهل البصرة حديثًا واحدًا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ بِمِصْرَ. قَالَ:

باب الأفراد في حرف الهاء

حَدَّثَنَا [حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا] [1] السري بن يحيى، عن مالك ابن دينار، قال: حدثني هند بن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَكَمِ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَجَعَلَ [2] يَغْمِزُهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْ بِهِ وَزَغًا، فَرَجِفَ مَكَانَهُ، وَالْوَزَغُ الارْتِعَاشُ. باب الأفراد فِي حرف الهاء (2700) هاشم بْن عتبة بْن أبي وقاص القرشي الزهري ابْن أخي سعد بْن أبي وقاص، يكنى أبا عَمْرو، وقد تقدم ذكر نسبه إِلَى زهرة فِي باب عمه سعد قَالَ خليفة بْن خياط: فِي تسمية من نزل الكوفة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هاشم بْن عتبة بْن أبي وقاص الزهري. وقال الهيثم ابن عدي مثله. قَالَ أَبُو عمر: أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح، يعرف بالمرقال، وَكَانَ من الفضلاء الخيار، وَكَانَ من الأبطال البهم [3] ، فقئت عينه يوم اليرموك، ثم أرسله عمر من اليرموك مَعَ خيل العراق إِلَى سعد، كتب إِلَيْهِ بذلك، فشهد القادسية، وأبلى فِيهَا بلاء حسنًا، وقام منه فِي ذلك ما لم يقم من أحد، وكان سبب الفتح عَلَى المسلمين، وَكَانَ بهمة من البهم فاضلا خيرًا، وَهُوَ الَّذِي افتتح جلولاء فعقد له سعد لواءً، ووجهه وفتح اللَّه عَلَيْهِ جلولاء، ولم يشهدها سعد. وقد قيل: إن سعدًا شهدها. وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح، وبلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف. وكانت جلولاء سنة سبع عشرة. وَقَالَ قتادة: سنة تسع عشرة. وهاشم بن عتبة

_ [1] من أ. [2] في أ: فغمزه. [3] البهمة: الشجاع، وجمعه كصرد.

(2701) هالة بن أبى هالة التميمي.

هُوَ الَّذِي امتحن مَعَ سَعِيد بْن العاص زمن عُثْمَان، إذ شهد فِي رؤية الهلال وأفطر وحده، فأقصه عُثْمَان من سَعِيد عَلَى يد سعد بْن أبي وقاص فِي خبر فيه طول، ثم شهد هاشم مَعَ علي الجمل، وشهد صفين، وأبلى فِيهَا بلاءً [حسنًا] [1] مذكورًا، وبيده كانت راية علي عَلَى الرجالة يوم صفين، ويومئذ قتل، وَهُوَ القائل يومئذ: أعور يبغي أهله محلا ... قد عالج الحياة حَتَّى ملا لا بد أن يفل أَوْ يفلا وقطعت رجله يومئذ، فجعل يقاتل من دنا منه، وَهُوَ بارك ويقول: الفحل يحمي شوله معقولا وقاتل حَتَّى قتل، وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن وائلة: يَا هاشم الخير جزيت الجنة ... قاتلت فِي اللَّه عدو السنة أفلح بما فزت به من منه وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةَ عَنْ يُونُسَ عَنِ [2] ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى فَارِسَ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الرُّومِ، وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ عَلَى الأَعْوَرِ الدَّجَّالِ. (2701) هالة بْن أبي هالة التميمي. أخو هند بْن أبي هالة الأسيدي التميمي، حليف بني عبد الدار بن قصي، له صحبة، روى عنه ابنه هند.

_ [1] من أ. [2] في أ: ابن أبى إسحاق.

(2702) هبيب [1] بن مغفل الغفاري.

(2702) هبيب [1] بْن مغفل الغفاري. كَانَ بالحبشة، ثم أسلم وهاجر، وشهد فتح مصر، ثم سكنها، وحديثه عندهم. ومن حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإزار من وطئه خيلاء وطئه فِي النار. روى عنه أَبُو تميم الجيشانيّ [2] . (2703) هبيرة بْن سبل [3] بْن العجلان بْن عتاب الثقفي، وَهُوَ أول من صلى بمكة جماعة بعد الفتح، أمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، وَكَانَ إسلامه بالحديبية، واستخلفه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مكة إذ سار إِلَى الطائف فِيمَا ذكر الطبري. (2704) هبيل [4] بْن وبرة الأَنْصَارِيّ. من بني عوف بْن الخزرج، أخو عصمة بْن وبرة. وقيل: هما ابنا حصين بْن وبرة، وذكره إِبْرَاهِيم بْن المنذر، قَالَ: حدثني عَبْد اللَّهِ بْن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بْن عروة، عَنْ أبيه فيمن شهد بدرًا هبيل وعصمة ابنا وبرة من بني عوف بن الخزرج. (2705) هداج الحنفي. أدرك الجاهلية، روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن هداج، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تصفير اللحية وتحميرها، ليس إسناده قويا. (2706) هدار الكناني. له صحبة رضي اللَّه عنه. (2707) الهرماس بْن زياد الباهلي. يكنى أبا حدير [5] . سكن البصرة وطال عمره. روى عنه عكرمة بْن عمار وغيره. روينا عَنْ عكرمة بْن عمار، قَالَ: حدثني الهرماس بْن زياد الباهلي، قال: أبصرت رسول الله صلى الله

_ [1] هبيب- بضم الهاء وفتح الباء وتسكين الياء تحتها نقطتان وآخره باء موحدة. (أسد الغابة) . [2] في أ: الحبشاني. [3] في أ: شبل. وفي الإصابة بفتح المهملة والموحدة بعدها لام، ضبطه الخطيب عن خط ابن الفرات. وأما الدار قطنى فذكره بكسر المعجمة وسكون الموحدة. [4] بضم الهاء، وفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) . [5] في ى: أبو جدير. والمثبت من أ. وفي التقريب: أبو حدير- بمهملتين مصغر.

(2708) هرمي بن عبد الله.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا صبي صغير قد أردفني أبي [وراءه] [1] عَلَى جمل، فرأيته يخطب عَلَى ناقته العضباء يوم الأضحى [بمنى] [1] ، قَالَ: ومددت يدي إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا غلام ليبايعني فلم يبايعني. (2708) هرمي بْن عَبْد اللَّهِ. أحد بني واقف، كذا ذكره ابن إسحاق في البكاءين لا هرم. (2709) هريم [2] بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي، قتل يوم اليمامة شهيدًا مَعَ أخيه جنادة. [روى عنه أبو تميم الحبشانى] [3] . (2710) هلب [4] الطائي، والد قبيصة بْن هلب، يقال: إن اسمه يزيد بن عدي ابن قنافة [5] بْن عدي بْن عبد شمس بْن عدي بْن أخرم [6] الطائي، وإن هلبًا لقب. وقيل بل هُوَ هلب بْن يَزِيد بْن قنافة، وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أقرع فمسح عَلَى رأسه فنبت شعره، وَهُوَ كوفي. روى عنه ابنه قبيصة بْن هلب أنه رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم واضعا يده اليمنى على اليسرى فِي الصلاة. قَالَ: ورأيته ينصرف عَنْ يمينه وعن شماله في فِي الصلاة. وَهُوَ حديث صحيح. (2711) همام بْن الحارث بْن ضمرة، شهد بدرًا رضي اللَّه عنه، لا أعلم له رواية. (2712) مهنيدة بْن خالد [الخزاعي] [7] . له صحبة. روى عنه أبو إسحاق السبيعي. [قاله الطبري] [8] .

_ [1] ليس في أ. [2] في أسد الغابة: هكذا ذكره أبو عمر بالراء وذكره ابن ماكولا بالذال المعجمة (5- 60) . [3] من أ. [4] الضبط من الاشتقاق. وقال في الإصابة والتهذيب. هو بضم أوله وسكون ثانيه. وضبطه ابن ناصر بفتح أوله وكسر ثانيه. [5] في الإصابة: قتادة. [6] في أ: بن اخرم بن أبى أخرم الطائي. [7] ليس في أ. [8] من أ.

حرف الواو

حرف الواو باب واقد (2713) واقد بْن الحارث الأَنْصَارِيّ، له صحبة وَهُوَ القائل عند ابْن عباس: أما كلام الناس فكلام خائف، وأما العمل منهم فعمل آمن. (2714) واقد بْن عَبْد اللَّهِ التميمي اليربوعي الحنظلي. من ولد يربوع بْن مالك ابْن زيد مناة بْن تميم، حليف بني عدي بْن كعب، وينسبونه واقد بْن عَبْد اللَّهِ ابْن عبد مناف بْن عرين [1] بْن ثعلبة بْن يربوع بْن حنظلة بْن مالك بْن زيد مناة ابْن تميم، كَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل. أسلم قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين بشر ابن البراء بْن معرور، وَهُوَ الَّذِي قتل عَمْرو بْن الحضرمي فِي أول يوم من رجب، وَكَانَ واقد التميمي مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن جحش حين بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى نخلة، فلقي عَمْرو بْن الحضرمي خارجًا نحو العراق، فقتله واقد التميمي، فبعث المشركون. أهل مكة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنكم تعظمون الشهر الحرام، وتزعمون أن القتال فيه لا يصلح، فما بال صاحبكم قتل صاحبنا؟ فأنزل اللَّه عَزَّ وجل [2] : يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ ... 2: 217 الآية. واقد هَذَا أول قاتل من المسلمين، وعمرو بن الحضرميّ أول قتل من المشركين فِي الإسلام. وشهد واقد بْن عَبْد اللَّهِ بدرًا، وأحدًا، والمشاهد كلها مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وَكَانَ حليفًا للخطاب بْن نفيل. وفي قتل واقد اليربوعي هَذَا عَمْرو بْن الحضرمي قَالَ عُمَر بْن الخطاب: سقينا من ابْن الحضرمي رماحنا ... بنخلة لما أوقد الحرب واقد

_ [1] في الطبقات: عزيز. [2] سورة البقرة، آية 217.

(2715) واقد

(2715) واقد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه راذان قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من أطاع اللَّه فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن. ومن عصى اللَّه فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن. باب وبرة (2716) وبرة [1] بن يحنّس. ويقال ابْن محصن الخزاعي، له صحبة، وَهُوَ الَّذِي بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى داذويه الإصطخري وفيروز الديلمي وجشيش [2] الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود العنسي الَّذِي ادعى النبوة. ذَكَرَ سَيْفٌ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ يَرْبُوعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَسْوَدَ وَمُسَيْلِمَةَ وَطُلَيْحَةَ بِالرُّسُلِ وَلَمْ يَشْغَلْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنَ الْوَجَعِ عَنِ الْقِيَامِ بِأَمْرِ اللَّهِ وَالذَّبِّ عَنْ دِينِهِ-[يَعْنِي كَانَتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ فِي مَرَضِهِ الّذي مات فيه] [3] . (2717) وبرة، ويقال وبر بْن مشهر الحنفي. له صحبة، كَانَ أرسله مسيلمة الكذاب فِي جماعة منهم ابْن النواحة إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلم من بينهم. باب الوليد (2718) الوليد بْن جابر بْن ظالم البحتري، من بني بحتر بْن عتود، وفد إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم. ومن بني بحتر بْن عتود أبو عبادة

_ [1] وقيل فيه وبر كالذي بعده وضبط (يحنس) من القاموس والطبقات. [2] في أ: وخشين. [3] من أ.

(2719) الوليد بن عبادة بن الصامت.

الوليد بْن عبيد الشاعر البحتري. [هُوَ بحتر بْن عتود بْن عنيز بْن سلامان بْن ثعل بْن عَمْرو بْن الغوث من طيِّئ] [1] . (2719) الوليد بْن عبادة بْن الصامت. له صحبة، قاله هشام بْن عمار [2] عَنْ حنظلة، عَنْ أبى حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الوليد بْن عبادة بْن الصامت، قَالَ: كنت أخرج مَعَ أبي، وكانت له صحبة ... فذكر الحديث. وقد سمع عبادة بْن الوليد من أبي اليسر كعب بْن عَمْرو، [وذكر مُحَمَّد بْن سعد أن الوليد ابْن عبادة ولد فِي آخر زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ الهيثم بْن عدي: توفي فِي آخر خلافة عبد الملك بالشام] [3] . (2720) الوليد بْن عبد شمس بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [4] بْن مخزوم القرشي المخزومي. قتل يوم اليمامة شهيدًا تحت لواء ابْن عمه خالد بْن الوليد، وَكَانَ قد أسلم يوم الفتح. (2721) الوليد بْن عُقْبَةَ بْن أبي معيط، واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف [وقد قيل: إن ذكوان كَانَ عبدًا لأمية فاستلحقه، والأول أكثر] [5] وأمه أروى بنت كريز بْن ربيعة بْن حبيب بْن عبد شمس أم عُثْمَان بْن عفان، فالوليد بْن عُقْبَةَ أخو عُثْمَان لأمه. يكنى أبا وهب. أسلم يوم الفتح هُوَ وأخوه خالد بْن عُقْبَةَ، وأظنه يومئذ كَانَ قد ناهز الاحتلام. قَالَ الوليد: لما افتتح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح عَلَى رءوسهم، ويدعو لهم بالبركة، قَالَ: فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق، فلم يمسح على رأسي، ولم

_ [1] من أ، وذكر هنا بعده في أالوليد بن القاسم، ولم يذكر ابن الأثير أن أبا عمر ذكره [2] في ى: عمارة. [3] من أ، والطبقات: 5- 57. [4] في أ: عمرو. [5] ليس في أ.

يمنعه من ذلك إلا أن أمي خلقتني، فلم يمسحني من أجل الخلوق. وهذا الحديث رواه جعفر بْن برقان، عَنْ ثابت بْن الحجاج، عن أبى موسى الهمدانيّ، ويقال الهمذانيّ، كذلك ذكره البخاري بن الحجاج، عن أبى موسى الهمدانيّ، ويقال الهمذاني، كذلك ذكره البخاري على الشك عَنِ الوليد بْن عُقْبَةَ. وقالوا: وأبو مُوسَى هَذَا مجهول، والحديث منكر مضطرب لا يصح، ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيًا يوم الفتح. ويدل أَيْضًا عَلَى فساد مَا رواه أَبُو مُوسَى المجهول أن الزُّبَيْر وغيره من أهل العلم بالسير والخبر ذكروا أن الوليد وعمارة ابني عقبة خرجا ليردا أختهما أم كلثوم عَنِ الهجرة، فكانت هجرتها فِي الهدنة؟ بين النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين أهل مكة. وقد ذكرنا الخبر بذلك فِي باب أم كلثوم، ومن كَانَ غلامًا مخلقًا يوم الفتح ليس يجيء منه مثل هَذَا، وذلك واضح والحمد للَّه رب العالمين [1] . ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فِيمَا علمت أن قوله عَزَّ وَجَلَّ [2] : إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ 49: 6 نزلت فِي الوليد بْن عُقْبَةَ، وذلك أنه بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بني الْمُصْطَلِق مصدقًا، فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا من أداء الصدقة، وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم، ولم يعرف مَا عندهم، فانصرف عنهم وأخبر بما ذكرنا، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بْن الوليد، وأمره أن يتثبت فيهم، فأخبروه أنهم متمسّكون بالإسلام، ونزلت [2] : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ.... 49: 6 الآية. وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ مثل ما ذكرنا، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُفَسِّرِ بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عن سفيان، عن

_ [1] في أ: والله أعلم. [2] سورة الحجرات، آية 6.

هلال الوزان، عن ابن أَبِي لَيْلَى فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ ... 49: 6 الآيَةُ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ بن أبى معيط. ومن حديث الحكم عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والوليد ابن عقبة في قصة ذكرها: فمن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ. ثم ولاه عُثْمَان الكوفة، وعزل عنها سعد بْن أبي وقاص، فلما قدم الوليد عَلَى سعد قَالَ له سعد: والله مَا أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فَقَالَ: لا تجزعن أبا إِسْحَاق فإنما هُوَ الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فَقَالَ سعد: أراكم والله ستجعلونها ملكًا. وَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: لما قدم الوليد بن عقبة أمير عَلَى الْكُوفَةِ أَتَاهُ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ لَهُ: ما جاء بك؟ قال: جثت أَمِيرًا. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا أَدْرِي أَصَلُحَتْ بَعْدَنَا أَمْ فَسَدَ. النَّاسُ. وَلَهُ أَخْبَارٌ فِيهَا نكارة وشناعة تقطع عَلَى سوء حاله وقبح أفعاله، غفر اللَّه لنا وله، فلقد كَانَ من رجال قريش ظرفًا وحلمًا وشجاعة وأدبًا، وَكَانَ من الشعراء المطبوعين، وَكَانَ الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون: كَانَ الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر، وَكَانَ شاعرًا كريمًا [تجاوز اللَّه عنا وعنه [1]] . قَالَ أَبُو عُمَرَ: أخباره فِي شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة، يسمج بنا ذكرها هنا، ونذكر منها طرفًا: ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ ابن شوذب، قال: صلى الوليد [ابن عُقْبَةَ] [1] بِأَهْلِ الْكُوفَةِ صَلاةَ الصُّبْحِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثم النفت إِلَيْهِمْ فَقَالَ: أَزِيدُكُمْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: مَا زِلْنَا مَعَكَ فِي زِيَادَةٍ مُنْذُ اليوم.

_ [1] ليس في أ

قَالَ: وحدثنا مُحَمَّد بْن حميد، قَالَ: حَدَّثَنَا جرير، عَنِ الأجلح، عَنِ الشعبي فِي حديث الوليد بْن عُقْبَةَ حين شهدوا عَلَيْهِ، فَقَالَ الحطيئة: شهد الحطيئة يوم يلقى ربه ... أن الوليد أحق بالغدر نادى وقد تمت صلاتهم ... أأزيدكم سكرًا وما يدري فأبوا أبا وهب ولو أذنوا ... لقرنت بين الشفع والوتر كفوا عنانك إذ جريت ولو ... تركوا عنانك لم تزل تجرى وقال أيضا: تكلم فِي الصلاة وزاد فِيهَا ... علانية وجاهر بالنفاق ومج الخمر فِي سنن المصلى ... ونادى والجميع إِلَى افتراق أزيدكم عَلَى أن تحمدوني ... فما لكم وما لي من خلاق وخبر صلاته بهم وَهُوَ سكران، وقوله: أزيدكم- بعد أن صلى الصبح أربعًا مشهور من رواية الثقات من نقل أهل الحديث وأهل الأخبار. قَالَ مصعب: كَانَ الوليد بْن عُقْبَةَ من رجال قريش وشعرائها، وَكَانَ له خلق ومروءة، استعمله عُثْمَان عَلَى الكوفة إذ عزل عنها سعدًا، فحمدوه وقتًا، ثم رفعوا عَلَيْهِ، فعزله نهم، وولى سَعِيد بْن العاص [الكوفة] [1] ، وَقَالَ بعض شعرائهم: فررت من الوليد إِلَى سَعِيد ... كأهل الحجر إذ جزعوا فباروا يلينا من قريش كل عام ... أمير محدث أَوْ مستشار لنا نار نخوفها فنخشى ... وليس لهم ولا يخشون نار وقد روى فِيمَا ذكر الطبري أنه تعصب عَلَيْهِ قوم من أهل الكوفة بغيًا وحسدًا، وشهدوا عَلَيْهِ زورًا أنه تقيأ الخمر، وذكر القصة وفيها: إن عثمان

_ [1] ليس في أ

قَالَ له: يَا أخي، اصبر، فإن اللَّه يأجرك ويبوء القوم بإثمك. وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار لا يصح عند أهل الحديث، ولا له عند أهل العلم أصل. والصحيح عندهم فِي ذلك مَا رواه عبد العزيز بْن المختار، وسعيد بْن أبي عروبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الداناج، عَنْ حصين بْن المنذر أبي ساسان، أنه ركب إِلَى عُثْمَان، فأخبره بقصة الوليد، وقدم عَلَى عُثْمَان رجلان فشهدا عَلَيْهِ [1] بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعًا، ثم قَالَ: أزيدكم، فَقَالَ أحدهما: رأيته يشربها، وَقَالَ الآخر: رأيته يتقيأها. فَقَالَ عُثْمَان: إنه لم يتقيأها حَتَّى شربها. وَقَالَ لعلي: أقم عَلَيْهِ الحد، فَقَالَ علي لابن أخيه عَبْد اللَّهِ بْن جعفر: أقم عَلَيْهِ الحد. فأخذ السوط وجلده، وعثمان يعد، حَتَّى بلغ أربعين فَقَالَ علي: أمسك، جلد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخمر أربعين، وجلد أَبُو بَكْر أربعين، وجلد عمر ثمانين، وكل سنة. وروى ابْن عيينة، عَنْ عَمْرو بْن دينار، عَنْ أبي جعفر مُحَمَّد بْن علي، قَالَ: جلد علي الوليد بْن عُقْبَةَ فِي الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان. قَالَ أَبُو عمر: أضاف الجلد إِلَى علي لأنه أمر به عَلَى الوجه الَّذِي تقدم فِي الخمر. [قَالَ أَبُو عمر:] [2] لم يرو الوليد بْن عُقْبَةَ سنة يحتاج فِيهَا إليه. وَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: مَا كَانَتْ نُبُوَّةٌ إِلا كَانَ بَعْدَهَا مُلْكٌ. وسكن الوليد بن عقبة المدينة، ثم نزل الكوفة، وبنى بها دارًا، فلما قتل عُثْمَان نزل البصرة، ثم خرج إِلَى الرقة، فنزلها واعتزل عليًا ومعاوية، ومات بها، وبالرقة قبره، وعقبة في ضيعة له،

_ [1] في أ: فشهدا عنده على الوليد بشرب الخمر [2] من أ.

(2722) الوليد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر [7] بن مخزوم، ابن أخى خالد بن الوليد،

وَكَانَ معاوية لا يرضاه، وَهُوَ الَّذِي حرضه عَلَى قتال علي، فرب حريص محروم، وَهُوَ القائل لمعاوية يحرّضه ويغريه بعلي: فو الله مَا هند بأمك إن مضى النهار ... ولم يثأر بعثمان ثائر أيقتل عبد القوم سيد أهله ... ولم يقتلوه [1] ليت أمك عاقر وإنا متى نقتلهم لا يقد [2] بهم ... مقيد وقد دارت عليه [3] الدوائر وهو القائل أيضا: ألا يَا لليلي [4] لا تغور نجومه ... إذا غار نجم لاح نجم يراقبه بني هاشم ردوا سلاح ابْن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه بني هاشم لا تعجلونا فإنه ... سواء علينا قاتلوه وسالبه فإنا وإياكم وما كَانَ بيننا ... كصدع الصفا لا يرأب الصدع شاعبه بني هاشم كيف التعاقد بيننا [5] ... وعند علي سيفه وحرائبه لعمرك لا أنسى ابْن أروى وقتله ... وهل ينسين الماء مَا عاش شاربه هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما فعلت يوما بكسرى مرازبه فأجابه الفضل بْن عباس بن عتبة بن أبى لهب: فلا تسألونا بالسلاح فإنه ... أضيع وألقاه لدى الرّوع صاحبه وإني لمجتاب إليكم يجحفل ... يصم السميع جرسه وجلائبه وشبهته كسرى وما كَانَ [6] مثله ... شبيها بكسرى هديه وضرائبه (2722) الوليد بْن عمارة بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [7] بْن مخزوم، ابْن أخى خالد بن الوليد،

_ [1] في ى: ولم يقتلوه. [2] في د: لا نقد. [3] في ى: عليك. [4] في أ: ألا من اليل. [5] في أ: منكم. [6] في أ: وقد كان مثله. ثم قال في هامشه: بئس ما ذكره إن كان صحيحا عنه. وقد أخطأ أبو عمر في إيراده هذا إن كان سهوا، وإن كان عمدا فقد أثم. [7] في أ: عمرو.

(2723) الوليد بن قيس.

قتل هُوَ وأبوه أَبُو عبيدة بْن عمارة مع خالد ابن الوليد بالبطاح. (2723) الوليد بْن قيس. روى عنه وهب بْن عُقْبَةَ أنه قَالَ: كَانَ بي مرض، فدعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرأت. (2724) الوليد بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد الله بن عمر [1] بن مخزوم القرشي المخزومي، أخو خالد بْن الوليد، أسر يوم بدر كافرًا، أسره عَبْد اللَّهِ بْن جحش، ويقال: أسره سليط بْن قيس المازني الأَنْصَارِيّ، فقدم فِي فدائه أخواه: خالد وهشام، فتمنع عَبْد اللَّهِ بْن جحش حَتَّى افتكاه [2] بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد يَزِيد [3] لا يبلغ ذلك، فَقَالَ هشام لخالد: إنه ليس بابن أمك، والله لو أبى فيه إلا كذا وكذا لفعلت. ويقال: إن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بْن جحش: لا تقبل فِي فدائه إلا شكة أبيه الوليد، وكانت الشكة درعًا فضفاضة وسيفًا وبيضة، فأبى خالد ذلك وأطاع لذلك هشام بْن الوليد، لأنه أخوه لأبيه وأمه، فأقيمت الشكة بمائة دينار فطاعا بذلك [4] ، وسلماها إِلَى عَبْد اللَّهِ بْن جحش، فلما افتكاه [5] أسلم، فقيل له: هلا أسلمت قبل أن تفتدي وأنت مَعَ المسلمين؟ فَقَالَ: كرهت أن تظنوا بي أني جزعت من الإسار، فحبسوه بمكة، فكان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له من مستضعفي المؤمنين بمكة، ثم أفلت من إسارهم، ولحق برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهد عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام فِي قلب خالد، وَكَانَ سبب هجرته. ذكر ابْن إسحاق، عن عمرو بن شعيب،

_ [1] في أ: عمرو. [2] أ: افتدياه. [3] في أ: يريد ألا يبلغ. [4] في أ: بهما. [5] في أ: افتدى.

عَنْ أبيه، عَنْ جده- أن الوليد بْن الوليد كَانَ يروع فِي منامه ... مثل حديث مالك سواء فِي قصة خالد بْن الوليد أنه كَانَ يروع فِي منامه ... الحديث إِلَى قوله تعالى: وأن يحضرون. وقالت أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبكي الوليد ابن الوليد بن المغيرة: يَا عين فابكي للوليد [1] ... بْن الوليد بْن الْمُغِيرَةِ قد كَانَ غيثًا فِي السنين ... ورحمة فينا وميرة ضخم الدسيعة ماجدًا ... يسمو إِلَى طلب الوتيرة مثل الوليد بْن الوليد ... أبي الوليد كفى العشيرة وقد قيل إن الوليد أفلت من قريش بمكة، فخرج عَلَى رجليه فطلبوه فلم يدركوه شدا، ونكبت إصبع من أصابعه فجعل يقول: هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل اللَّه مَا لقيت فمات ببئر أبي عنبة [2] عَلَى ميل من المدينة رضي اللَّه عنه. وَقَالَ مصعب: والصحيح أنه شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وكتب إِلَى أخيه خالد، وَكَانَ خالد خرج من مكة فارًا لئلا يرى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه بمكة كراهة الإسلام وأهله، فسأل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوليد فَقَالَ: لو أتانا لأكرمناه، ومثله سقط عَلَيْهِ الإسلام فِي عقله، فكتب بذلك الوليد إِلَى أخيه خالد، فوقع الإسلام في قلب خالد، وكان سبب هجرته.

_ [1] في ى: الوليد. [2] في أ: عتبة، وهي تحريف.

باب وهب

باب وهب (2725) وهب بْن الأسود القرشي الزهري. هُوَ ابْن خال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذكر زيد بْن أسلم. (2726) وهب بْن حذافة الغفاري. ويقال المزني، له صحبة، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه واسع بْن حبّان. (2727) وهب بْن خنبش [الطائي] [1] ، حديثه عند الشعبي. وَقَالَ داود الأودي عَنِ الشعبي: هُوَ هرم بْن خنبش. ومن قَالَ وهب أكثر وأحفظ، وقول داود هرم خطأ، والصواب وهب بْن خنبش لا هرم بْن خنبش. (2728) وهب بْن زمعة، أخو عَبْد اللَّهِ بْن الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزي بن قصي القرشي الأسدي، من مسلمة الفتح، له خبر فِي حجة الوداع، لا أحفظ له رواية، وأخوه قد روى أحاديث ثلاثة. (2729) وهب بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بْن مالك بْن ضبة بْن حارث ابْن فهر بْن مالك القرشي الفهري، شهد بدرًا [2] مَعَ أخيه عَمْرو. وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ وهب بْن أبي سرح فيمن شهد بدرًا من بني فهر. (2730) وهب بْن سعد بْن أبي سرح بْن الحارث بْن حبيب بْن جذيمة بن مالك ابن حسل بْن عامر بْن لؤي، هُوَ أخو عبد الله بن سعد بن أبي سرح، شهد أحدا، والخندق، والحديبية، وخيبر، وقتل يوم مؤتة شهيدا، وكان رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد آخى بينه وبين سويد بن عمرو، فقتلا يوم مؤتة جميعا.

_ [1] ليس في أ، وحنبش- بخاء معجمة مفتوحة بعدها نون، وباء مفتوحة معجمة بواحدة وآخره شين معجمة (أسد الغابة) . [2] في أ: بدرا، وأحدا.

(1731) وهب بن السماع العوفي،

(1731) وهب بْن السماع العوفي، خبره فِي أعلام النبوة من حديث ابْن عباس، فِي طريقه ضعف. (2732) وهب أَبُو جحيفة السوائي. هُوَ مشهور بكنيته، لم يختلفوا فِي اسمه، [واختلفوا فِي اسم أبيه] [1] ، فَقَالَ بعضهم: وهب بْن عَبْد اللَّهِ بْن مسلم بْن جنادة بْن جندب بْن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة. وقيل: وهب ابن جابر. وقيل وهب بْن وهب. توفي فِي إمارة بشر بْن مروان بالكوفة، وقد ذكرناه فِي الكنى. وروى زهير بْن معاوية عَنْ أبي إِسْحَاق عَنْ أبي جحيفة، قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورأيت هذه منه، وهي بيضاء، وأشار إلى منفقته- فقيل له: مثل من كنت يومئذ؟ قَالَ: أبري النبل وأريشها- (2733) وهب بْن عمير بْن وهب بْن خلف بْن حذافة بْن جمح القرشي الجمحي. أسر يوم بدر كافرًا، ثم قدم أبوه بالمدينة، فأطلق له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه وهب بْن عمير فأسلم، وَكَانَ له قدر وشرف، وَهُوَ الَّذِي بسط له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه، إذ جاءه يطلب الأمان لصفوان بْن أمية، ومات بالشام مجاهدًا. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أَبِيهِ [2] ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ- يَعْنِي مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ- نَزَلَ فِي أَهْلِهِ، وَلَمْ يَقِفْ بِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَظْهَرَ الإِسْلامَ، وَدَعَا إِلَيْهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ صَفْوَانَ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ حِينَ لَمْ يَبْدَأْ بِي قَبْلَ مَنْزِلِهِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَكَسَ [3] وَصَبَأَ وَلا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا، وَلا أَنْفَعُهُ وَلا عِيَالَهُ بِنَافِعَةٍ، فَوَقَفَ عُمَيْرٌ عَلَيْهِ وهو في الحجر

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: وهب. [3] الارتكاس: الارتداد.

(2734) وهب بن قابوس المزني.

وَنَادَاهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَالَ عُمَيْرٌ: أَنْتَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا، أَرَأَيْتَ الَّذِي كُنَّا عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ حَجَرٍ وَالذَّبْحِ لَهُ، أَهَذَا دِينٌ! أَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ صَفْوَانُ بِكَلِمَةٍ. (2734) وهب بْن قابوس المزني. قدم من جبل مزينة مع ابن أخيه الحارث ابن عُقْبَةَ بْن قابوس بغنم لهما إِلَى المدينة فوجداها خلوا، فسألا: أين الناس؟ فقيل: بأحد، يقاتلون المشركين، فأسلما، ثم خرجا، وأتيا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقاتلا المشركين قتلا شديدًا حَتَّى قتلا بأحد. (2735) وهب بْن قيس الثقفي. حديثه عند أميمة بنت رقيقة، عَنْ أمها، هناك جرى ذكره، لا أعرفه بغير ذلك. هَذَا أخو سُفْيَان بْن قيس بْن أبان الطائي الثقفي. باب الأفراد فِي حرف الواو (2736) وائل بْن حجر بْن ربيعة بْن وائل بْن يعمر الحضرمي، يكنى أبا هنيدة. كَانَ قيلًا من أقيال حضرموت، وَكَانَ أبوه من ملوكهم، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. ويقال: إنه بشّر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه، وَقَالَ: يأتيكم وائل بْن حجر من أرض بعيدة من حضرموت طائعًا راغبًا فِي اللَّه وفي رسوله، وَهُوَ بقية أبناء الملوك. فلما دخل عَلَيْهِ رحب به، وأدناه من نفسه، وقرب مجلسه، وبسط له رداءه، فأجلسه عَلَيْهِ مَعَ نفسه عَلَى مقعده، وَقَالَ: اللَّهمّ بارك فِي وائل وولده وولد ولده واستعمله النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أقيال من حضرموت، وكتب معه ثلاثة كتب، منها كتاب إِلَى المهاجر بْن أبي أمية، وكتاب إِلَى الأقيال والعباهلة، وأقطعه أرضًا. وأرسل

(2737) وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد الأسدي،

معه معاوية بْن أبي سُفْيَان، فخرج معاوية راجلًا معه ووائل بْن حجر عَلَى ناقته راكبًا، فشكا إِلَيْهِ معاوية حر الرمضاء، فَقَالَ له: ابتعل ظل الناقة، فَقَالَ معاوية: وما يغني ذلك عني؟ لو جعلتني ردفك [1] . فَقَالَ له وائل: اسكت، فلست من أرداف الملوك. وعاش وائل بْن حجر حَتَّى ولي معاوية الخلافة، فدخل عَلَيْهِ وائل بْن حجر، فعرفه معاوية، وأذكره بذلك ورحب به وأجازه لوفوده عَلَيْهِ، فأبى من قبول جائزته وحبائه، وأراد أن يرزقه فأبى من ذلك، وَقَالَ: يأخذه من هُوَ أولى به مني، فأنا فِي غنى عنه. وَكَانَ وائل بْن حجر زاجرًا حسن الزجر، وخرج يومًا من عند زياد بالكوفة وأميرها الْمُغِيرَة، فرأى غرابًا ينعق، فرجع إِلَى زياد، فَقَالَ له: يَا أبا الْمُغِيرَة، هَذَا غراب يرحّلك من هاهنا إِلَى خير. فقدم رَسُول معاوية من يومه إِلَى زياد أن سر إِلَى البصرة واليًا. روى وائل بْن حجر عَنْ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه كليب بْن شهاب وابناه: علقمة وعبد الجبار بْن وائل بْن حجر، ولم يسمع عبد الجبار من أبيه فِيمَا يقولون، بينهما [2] وائل بن علقمة. (2737) وابصة بْن معبد بْن مالك بْن عبيد الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، يكنى أبا شداد، ويقال أبا قرصافة، سكن الكوفة ثم تحول إِلَى الرقة ومات بها، وله أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر رَجُلا رآه يصلي خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة. (2738) واثلة بْن الأسقع بْن عبد العزى بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن على بن كنانة الليثي.

_ [1] في أ: ردفا. [2] في أ: بينهما ابن وائل بن علقمة.

(2739) وحشي بن حرب الحبشي.

وقيل: إنه واثلة بْن الأسقع بْن كعب بْن عامر بْن ليث بْن بكر. والأول أصح وأكثر إن شاء اللَّه تعالى. أسلم والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتجهز إِلَى تبوك. ويقال: إنه خدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاث سنين، وَكَانَ من أهل الصفة. يقال: إنه نزل البصرة وله بها دار، ثم سكن الشام، وَكَانَ منزله عَلَى ثلاثة فراسخ من دمشق بقرية يقال لها البلاط، وشهد المغازي بدمشق وحمص، ثم تحول إِلَى بيت المقدس، ومات بها، وَهُوَ ابْن مائة سنة. قيل: بل توفي بدمشق فِي آخر خلافه عبد الملك سنة خمس أَوْ ست وثمانين، وَهُوَ ابْن ثمان وتسعين سنة. يكنى أبا الأسقع. وقيل يكنى أبا مُحَمَّد. وَقَالَ ابْن معين: كنيته أَبُو قرصافة، وَهُوَ قول الْوَاقِدِيّ. سكن الشام، روى [1] عنه الشاميون: مكحول، وعَبْد اللَّهِ بْن عامر الْيَحْصِبِيّ، وشداد [2] بْن عمارة. وروى عنه أَبُو المليح بْن أسامة الهذلي. (2739) وحشي بْن حرب الحبشي. من سودان مكة مولى لطعيمة بْن عدي. ويقال: هُوَ مولى جبير بْن مطعم بْن عدي، كذا قَالَ ابْن إِسْحَاق، وأكثرهم قَالَ: يكنى أبا دسمة، وَهُوَ الَّذِي قتل حمزة بْن عبد المطلب عم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد، وكان يومئذ وحشي كافرا، استخفى [3] له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه، وَكَانَ يرمي بها رمي الحبشة فلا يكاد يخطئ. واستشهد حمزة حينئذ، ثم أسلم وحشي بعد أخذ الطائف، وشهد اليمامة، ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة، وزعم أنه أصابه

_ [1] في أ: يروى. [2] في أ: وشداد أبو عمار [3] في أ: اختفى.

وقتله، وَكَانَ يقول: قتلت بحربتي هذه خير الناس وشر الناس، حكى ذلك جعفر بْن عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ عَنْ وحشي. وفي خبره ذلك أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لوحشي- حين أسلم: غيب وجهك عني يَا وحشي، لا أراك. وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن أنه يسار قَالَ: سمعت ابْن عمر يقول: سمعت قائلًا يقول يوم اليمامة: قتله العبد الأسود. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي بْن حرب فِي الخمر فِيمَا زعموا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عَنْ ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب، عَنْ أبيه حرب بْن وحشي، عَنْ أبيه وحشي، وَهُوَ إسناد ليس بالقوي، يأتي بمناكير. وقد ظن بعض أهل الحديث أن هَذَا الإسناد: وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب عَنْ أبيه عَنْ جده ليس هُوَ وحشي هَذَا فغلط والله أعلم. وزعم مُحَمَّد بْن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بْن حرب الَّذِي يروي عنه ولده وحشي بْن حرب بْن وحشي بْن حرب غير أبي دسمة قاتل حمزة، وأن ذلك كَانَ يسكن دمشق، وهذا الَّذِي روى عنه ولده سكن حمص، وليس كما قَالَ، والذي سكن حمص هُوَ الَّذِي قتل حمزة، ولا يصح وحشي بْن حرب غيره. والدليل عَلَى ذلك مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ، قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فمرنا بِحِمْصَ وَبِهَا وَحْشِيٌّ، فَقُلْنَا: لَوْ أَتَيْنَاهُ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ قَتْلِهِ حَمْزَةَ كَيْفَ

(2740) وحوح بن الأسلت.

قَتَلَهُ؟ فَأَقْبَلْنَا نَحْوَهُ فَلَقِينَا رَجُلا وَنَحْنُ نَسْأَلُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّهُ رَجُلٌ قَدْ غَلَبَتْ عَلَيْهِ الْخَمْرُ، فَإِنْ تَجِدَاهُ صَاحِيًا تَجِدَاهُ رَجُلا عَرَبِيًّا يُحَدِّثُكُمَا مَا شِئْتُمَا مِنْ حَدِيثٍ، وَإِنْ تَجِدَاهُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَانْصَرِفَا عَنْهُ. قَالَ: فَأَقْبَلْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ... وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ. وَفِي هَذَا مَا يدل عَلَى أن وحشيًا قاتل حمزة سكن حمص، وَهُوَ الَّذِي يحدث عنه ولده. وَهُوَ إسناد ضعيف لا يحتج به. وقد جاء بذلك الإسناد أحاديث منكرة لم ترو بغير ذلك الإسناد، والله أعلم. (2740) وحوح بْن الأسلت. واسم الأسلت عامر بْن جشم بْن وائل بْن زيد بْن قيس بْن عامر بْن مرة بْن مالك الأوسي الأَنْصَارِيّ، أخو أبي قيس بْن الأسلت الشاعر، ولم يسلم أَبُو قيس بْن الأسلت. ذكر الزُّبَيْر، عَنْ عمه مصعب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة، قَالَ: كانت لوحوح صحبة، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد، وله يقول أَبُو قيس أخوه- حين خرج إِلَى مكة مع أبى عامر: أرى وحوحًا ولى علي بأمره [1] ... كأني امرؤ من حضرموت غريب كأني امرؤ ولى ولا ودّ بينا ... وأنت حبيب فِي الفؤاد قريب وإن بني العلات قوم وإنني ... أخوك فلا يكذبك عنك كذوب أخوك إذا تأتيك [2] يومًا عظيمة ... تحملها والنائبات تنوب فِي أبيات ذكرها. وذكروا أن أبا قيس بْن الأسلت أقبل يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ له عَبْد اللَّهِ بْن أبي: خفت والله سيوف بني الخزرج، فَقَالَ: لا جرم! والله لا أسلم العام، فمات في الحول.

_ [1] في أ: بوده [2] في أ: نأتبك

(2741) وداعة بن أبى زيد الأنصاري.

(2741) وداعة بن أبى زيد الأَنْصَارِيّ. ذكره الكلبي [1] فيمن شهد صفين من الصحابة مَعَ علي. قَالَ: وقتل أبوه أَبُو زيد [2] شهيدًا يوم أحد. (2742) ودقة [3] بْن إياس بْن عَمْرو بْن غنم بْن أمية بْن لوذان الأَنْصَارِيّ. شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل يوم اليمامة شهيدًا. (2743) وديعة بْن عَمْرو بْن جراد بْن يربوع الجهني، حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري، شهد بدرا وأحدا. (2744) ورد بْن خالد، كَانَ عَلَى ميمنة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الفتح. (2745) وردان بْن مخرم [4] بْن مخرمة بْن قرط بْن جناب الْعَنْبَرِيّ التميمي، من بني العنبر بْن عَمْرو بْن تميم. قَالَ الطبري: له ولأخيه حيدة بْن مخرم صحبة. وفدا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما ودعا لهما. (2746) وقاص بْن مجزز [5] المدلجي. ذكر غير واحد من أهل العلم أنه قتل فِي غزوة ذي قرد مَعَ محرز بْن نضلة. قاله ابْن هشام، وأما ابْن إِسْحَاق فإنه قَالَ: لم يقتل من المسلمين يومئذ غير محرز بن نضلة. (2747) وهبان بْن صيفي الغفاري. ويقال أهبان، قد تقدم [6] ذكره فِي باب الألف من هَذَا الكتاب، هُوَ من ولد حرام بْن غفار، نزل البصرة وله

_ [1] في أ: ابن الكلبي [2] في ى: أبو يزيد. [3] هكذا في ى: وفي أسد الغابة: جعله أبو عمر بالذال المعجمة والفاء. وأما أبو موسى وأبو نعيم فجعلاه بالدال المهملة والقاف. وفي الإصابة- بعد أن ذكر الوجهين المتقدمين قال: وذكره ابن هشام بالراء. [4] في أسد الغابة: مخرم- بالخاء المعجمة وكسر الراء المشددة وآخره ميم. والّذي ذكره ابن مندة وأبو نعيم: محرز. [5] في ى: محرز. وفي أسد الغابة: مجزز- بجيم وزايين. [6] صفحة 116.

بها دار بحضرة باب الأصبهاني. سمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا كانت الفتنة فاتخذ سيفًا من خشب. ولم يقاتل مَعَ علي لهذا الحديث، فلما حضره الموت قَالَ: كفنوني فِي ثوبين. قالت ابنته عديسة: فزدنا ثوبًا ثالثًا قميصًا، ودفناه، فأصبح ذلك القميص عَلَى المشجب موضوعًا. وروى خبره هَذَا ثقات أهل البصرة، منهم معتمر بْن سُلَيْمَانَ، ومحمد بْن عَبْد اللَّهِ بْن المثنى الأَنْصَارِيّ، عن المعلى بن جابر، قال: حدثني عديسة [1] بنت وهبان الغفاريّ بذلك كله

_ [1] عديسة- بالتصغير والإهمال (التقريب) .

حرف الياء

حرف الياء باب يَحْيَى (2748) يَحْيَى بْن أسيد بْن حضير الأَنْصَارِيّ ولد عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي سن من يحفظ. ولا أعلم له رواية، وبه كَانَ يكنى أبوه أسيد بْن حضير. (2749) يَحْيَى بْن حكيم بْن حزام القرشي الأسدي. أسلم هو وأبو وإخوته: هشام، وعَبْد اللَّهِ، وخالد [1] يوم الفتح، صحبوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2750) يَحْيَى بْن خلاد بْن رافع الكندي. سكن الكوفة. روى عنه ابنه علي بْن يَحْيَى أحاديث عند إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة، عَنْ علي بْن يَحْيَى ابْن خلاد، عَنْ أبيه، عَنْ جده، وبهذا الإسناد أنه أنى به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم ولد، فحنكه بتمرة، وَقَالَ: لأسمينه باسم لم يسمّ به بعد يحيى ابن زكريا، فسمّاه يحيى [2] . (2751) يحيى بن نفير [3] أَبُو زهير النميري الحمصي. روى عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجراد، وقد ذكرناه في السكنى [4] .

_ [1] في ى: خاله. [2] في أسد الغابة: قلت: كذا قال أبو عمر: إنه كندى، وهو سهو منه فإنني رأيته في نسخ عدة كذلك فليس من الناسخ، فإن هذا يحيى هو ابن خلاد بن رافع بن مالك بن العجلان ابن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي. وقد تقدم ذكر أبيه ونسبه في بابه (5- 101) . [3] بنون وفاء مصفر. وقيل بغين معجمة بدل الفاء (الإصابة) . [4] في نسخة أ: آخر الحروف في الأسماء ويتلوه كتاب السكنى إن شاء الله تعالى، والحمد للَّه حق حمده وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

باب يزيد

باب يزيد (2752) يَزِيد بْن الأخنس السلمي، شامي، له صحبة، يقال: إنه شهد بدرًا هُوَ وأبوه وابنه معن، ولا أعرفهم فِي البدريين، وإنما هم فيمن بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: معن، ويزيد، والأخنس- روى عنه كثير بْن مرة، وسليم بْن عامر. (2753) يَزِيد بْن أسد بن كرز بن عامر القسري. جد خالد بْن عَبْد اللَّهِ القسري، يقال: إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ [وأسلم [1]] ، وإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال له: يا يزيد بن أسد، أحب للناس مَا تحب لنفسك. وهذا الحديث يرويه خالد بْن عَبْد اللَّهِ القسري عن أبيه عن جده. وحكى يحيى ابن معين عَنْ أهل خالد القسري أنهم كانوا ينكرون أن يكون لجد خالد صحبة. قَالَ يَحْيَى بْن معين: ولو كَانَ جدهم لقي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعرفوا ذلك ولم ينكروه. هَذَا قول يَحْيَى بْن معين. وخالفه الناس وعدوه فِي الصحابة لحديث هشيم وغيره عَنْ سيار [2] أبي الحكم، قَالَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال له: يا يزيد بن أَسَدٍ، أَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ (2754) يَزِيد بْن الأسود الجرشي، أَبُو الأسود. أدرك الجاهلية، عداده فِي الشاميين. وروى أَبُو مسهر، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة ابْن حلبس، قَالَ: قلت ليزيد بْن الأسود: كم أتى عليك؟ قَالَ: أدركت الأصنام تعبد في قرية قومي.

_ [1] من أ [2] في الإصابة: ابن أبى الحكم.

(2755) يزيد بن الأسود الخزاعي،

(2755) يَزِيد بْن الأسود الخزاعي، [ويقال السوائي] [1] ، ويقال العامري. روى عنه ابنه جابر بْن يَزِيد، وَهُوَ معدود فِي الكوفيين. روى شريك، عَنْ يعلى ابْن عطاء، عن جابر بن يزيد بن الأسود السوائي، عَنْ أبيه، قَالَ: صليت خلف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [صلاة] [1] الفجر، فجاء رجلان، فجلسا فِي أخريات الناس، فلما انصرف النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقبل عليهما بوجهه، فَقَالَ: إيتوني بهما، فجيء بهما ترعد فرائصهما، فَقَالَ: مَا منعكما من الصلاة؟ قَالا: صلينا فِي الرحال. فَقَالَ: إذا دخلتم والقوم فِي الصلاة فصلوا معهم، فإن صلاتكم معهم نافلة. فَقَالَ أحدهما: استغفر لي يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: غفر اللَّه لك. قَالَ: ثم أخذت بيده فوضعتها عَلَى صدري، فما وجدت كفًا أبرد ولا أطيب من كف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لهي أبرد من الثلج، وأطيب من ريح المسك. (2756) يَزِيد بْن أسيد بْن ساعدة. شهد أحدًا مَعَ أبيه أسيد بْن ساعدة وعمه أبي حثمة الأَنْصَارِيّ. (2757) يَزِيد بْن أسير الضبعي. ويقال ابْن بشير [2] . وَقَالَ بعضهم فيه: أسير بْن يَزِيد. له خبر واحد أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يوم ذي قار: هَذَا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم. (2758) يَزِيد بْن أمية، أبو سنان الديلي. ولد عام أحد في حين الوقة. روى عنه نافع مولى ابْن عمر. (2759) يَزِيد بْن أوس، حليف لبني عبد الدار بْن قصي. أسلم يوم فتح مكة، وقتل يوم اليمامة شهيدا.

_ [1] من أ. [2] في أسد الغابة: اتفق البخاري وأبو حاتم على أنه بشير- بالباء الموحدة والشين العجمة المكسورة.

(2760) يزيد بن برذع بن يزيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري،

(2760) يَزِيد بْن برذع بْن يَزِيد بْن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد أحدًا رضي اللَّه عنه. [قَالَ العدوي فِي نسبه: سواد بْن كعب بْن الخزرج شهد أحدًا وما بعدها ولا عقب له. قَالَ: وَقَالَ ابْن القداح: قتل يوم الحرة [1]] . (2761) يَزِيد بْن ثابت بْن الضحاك، أخو زيد بْن ثابت شقيقه، وقد نسبنا زيدًا فِي موضعه [2] ، فأغنى ذلك عَنْ نسب أخيه يَزِيد هاهنا، يقال: إن يَزِيد بْن ثابت شهد بدرًا. وقيل: بل شهد أحدًا، وقتل يوم اليمامة شهيدًا. وذكر مُوسَى ابْن عقبة، عَنِ ابْن شهاب أنه رمى يوم اليمامة بسهم فمات بالطريق راجعا، وروى عنه أخوه زيد بْن ثابت، وروى عنه خارجة بْن زيد، ولا أحسبه سمع منه. [قَالَ البخاري: قَالَ عُثْمَان بْن حكيم: أخذ بيدي خارجة بْن زيد فأجلسني عَلَى قبر، وأخبرني عَنْ عمه يَزِيد بْن ثابت إنما كره ذلك لمن أحدث عَلَيْهِ، وخرج النسائي وابن السكن حديث خارجة بْن زيد عَنْ عمه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عَلَى القبر. قَالَ ابْن السكن: وهذا رواه هشيم، عَنْ عُثْمَان بْن حكيم، عَنْ خارجة. وَقَالَ ابْن السكن أَيْضًا: لم يرو يَزِيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ غير هَذَا الحديث وَكَانَ أكبر من أخيه زيد. شهد بدرًا، ورواه قَاسِم بْن مالك، عَنْ عُثْمَان بْن خارجة، عَنْ أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل عن عمه [1]] . (2762) يَزِيد بْن ثعلبة بْن خزمة بْن أصرم [2] بن عمرو بن عمارة البلوي، حليف لبني سالم بْن عوف بْن الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، يكنى أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، ذكره ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ الطبري: يَزِيد بْن ثعلبة بن خزمة بن أصرم [3] بن عمرو ابن عمارة بْن مالك، من بني فزارة من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة،

_ [1] من أ [2] صفحة 537. [3] في أ: أخزم.

(2763) يزيد [1] بن جارية،

شهد العقبتين جميعًا، كذا قَالَ الطبري: خزمة- بفتح الزاى- فيما ذكر الدار قطنى. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق وابن الكلبي: خزمة- بسكون الزاي، وَهُوَ الصواب. قَالَ أَبُو عمر: ليس فِي الأنصار خزمة بالتحريك، ترى ذلك فِي موضعه إن شاء اللَّه تعالى. وعمارة بفتح العين وتشديد الميم فِي بلي. (2763) يَزِيد [1] بْن جارية، والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، شهد خطبة الوداع، وروى منها ألفاظًا منها: أرقاؤكم، أرقاؤكم، أطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ... الحديث. يختلف فِي هَذَا الحديث، فقد جعله ابن أبى خيثمة ليزيد ابن ركانة، وجعله الأزرق ليزيد بْن جارية، وكذلك ذكره الأزدي الموصلي ليزيد بْن جارية [2] . (2764) يَزِيد بْن الحارث بْن قيس بْن مالك بْن أحمر [3] بْن حارثة بْن ثعلبة بْن كعب ابن الحارث بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ. شهد بدرًا، وقتل يومئذ شهيدًا، وَهُوَ الَّذِي يقال له ابْن قسحم. وقد قيل: إن يَزِيد هَذَا هُوَ الّذي قيل له قسحم، قتله طعيمة ابن عدي. وَقَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ: يَزِيد بْن الحارث هُوَ يَزِيد بْن قسحم، ذكره فِي البدريين، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين يَزِيد بْن الحارث هَذَا وبين ذي الشمالين. (2765) يَزِيد بْن حاطب بْن عَمْرو بْن أمية بْن رافع الأَنْصَارِيّ الأشهلي. وقد قيل: إنه من بني ظفر، ومن نسبه فِي بني ظفر يقول: يَزِيد بْن حاطب ابن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بْن الهيثم بْن ظفر، واسم ظفر كعب ابن الخزرج. قتل يوم أحد شهيدا.

_ [1] الإصابة: ويقال زيد. [2] في أسد الغابة: هو يزيد بن جارية أو ابن خارجة. [3] في ى: أحمد- وهو تحريف.

(2766) يزيد بن حرام بن سبيع بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدى بن غنم ابن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.

(2766) يَزِيد بْن حرام بْن سبيع بْن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بْن سلمة الأَنْصَارِيّ السلمي. شهد بيعة العقبة. (2767) يَزِيد بْن حمزة بْن عوف قدم به أبوه حمزة بْن عوف إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبايعاه [1] ومسح برأس يَزِيد ودعا له. (2768) يَزِيد بْن حوثرة الأَنْصَارِيّ. قَالَ ابْن الكلبي: شهد أحدًا وشهد صفين مَعَ علي. (2769) يَزِيد بْن رقيش بْن رياب [2] بْن يعمر الأسدي، من بني أسد بْن خزيمة، شهد بدرًا، ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ وابن إِسْحَاق وغيرهما. ومن قال فيه: أربد ابن رقيش [3] فليس بشيء. (2770) يَزِيد بْن ركانة بْن عبد يَزِيد بْن المطلب بْن عبد مناف القرشي المطلبي، له صحبة ورواية، ولأبيه ركانة صحبة ورواية. روى عَنْ يَزِيد بْن ركانة ابناه: علي، وعَبْد الرَّحْمَنِ. وفي ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن ركانة نظر. وروى عَنْ يَزِيد بْن ركانة أَيْضًا أَبُو جعفر مُحَمَّد بْن علي. (2771) يَزِيد بْن زمعة بْن الأسود بْن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، أمه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة، صحب [4] النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه هُوَ وأخوه عَبْد اللَّهِ بْن زمعة. وقتل يَزِيد بْن زمعة يوم حنين، جمح به فرسه فقتل، وَكَانَ من أشراف قريش ووجوههم، وإليه كانت فِي الجاهلية المشورة، وذلك أنّ قريشا لم يجتمعوا عَلَى أمر إلا عرضوه عَلَيْهِ، فإن وافق رأيهم رأيه سكت وإلّا شغّب فيه، وكانوا له أعوانا حتى يرجع عنه، ذكر

_ [1] في أ: فبايعه. [2] رياب- بكسر الراء وتحتانية قد تهمز. [3] في ى: قيس. [4] في أ: زوج.

(2772) يزيد بن أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

ذلك الزُّبَيْر، وَقَالَ: قتل مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الطائف، [كذا قَالَ الزُّبَيْر يوم الطائف [1]] . وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: استشهد يوم حنين من قريش من بني أسد بْن عبد العزى يَزِيد بْن زمعة بْن الأسود بن المطلب ابن أسد. (2772) يَزِيد بْن أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. كَانَ أفضل بني أبي سُفْيَان. كَانَ يقال له يَزِيد الخير، أسلم يوم فتح مكة، وشهد حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من غنائم حنين مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، واستعمله أَبُو بَكْر الصديق وأوصاه وخرج يشيعه راجلًا. قَالَ ابْن إِسْحَاق: لما قفل أَبُو بَكْر من الحج- يعني سنة اثنتي عشرة- بعث عَمْرو بْن العاص، ويزيد بْن أبي سُفْيَان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة إلى فلسطين، وأمر هم أن يسلكوا عَلَى البلقاء، وكتب إِلَى خالد ابن الوليد، فسار إِلَى الشام، فأغار عَلَى غسان بمرج راهط، ثم سار فنزل عَلَى قناة بصرى، وقدم عَلَيْهِ يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، وأبو عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة، فصالحت بصرى، فكانت أول مدائن الشام فتحت، ثم ساروا قبل فلسطين، فالتقوا بالروم بأجنادين بين الرملة وبيت جبرين، والأمراء كل عَلَى حدة. ومن الناس من يزعم أن عَمْرو بْن العاص كَانَ عليهم جميعًا، فهزم اللَّه المشركين، وَكَانَ الفتح بأجنادين فِي جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، فلما استخلف عمر ولّى أبا عبيدة، وفتح اللَّه علية الشامات، وولى يَزِيد بْن أبي سُفْيَان عَلَى فلسطين وناحيتها، ثم لما مات أَبُو عبيدة استخلف معاذ بْن جبل، ومات معاذ

_ [1] ساقط من أ.

(2773) يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي.

فاستخلف يَزِيد بْن أبي سُفْيَان، ومات يَزِيد، فاستخلف أخاه معاوية، وَكَانَ موت هؤلاء كلهم فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة. حَدَّثَنَا خلف بن قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ أَبِي حَسَّانٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: مَاتَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ قِيسَارِيَّةَ. (2773) يَزِيد بْن سَعِيد بْن ثمامة الكندي. هُوَ أَبُو السائب بْن يَزِيد ابْن أخت النمر، حليف بني عبد شمس. ويقال حليف أبي سُفْيَان بْن حرب، أسلم يوم فتح مكة، وسكن المدينة، وَهُوَ حجازي. روى عنه ابنه السائب بْن يَزِيد، وقد تقدم ذكر السائب بْن يَزِيد فِي كتابنا هَذَا [1] ، وذكر الاختلاف فِي نسبه وحلفه. (2774) يَزِيد بْن السكن بْن رافع بْن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، هو أَبُو أسماء بنت يَزِيد بْن السكن التي تحدث عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قتل يوم أحد شهيدًا، وقتل معه ابنه عامر بْن يَزِيد رضي اللَّه عنهما. (2775) يَزِيد بْن السكن الأَنْصَارِيّ، مدني، روى عنه محمود بن عمرو بن يزيد ابن السكن أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ ظاهر يوم أحد بين درعين. هُوَ أخو زياد بْن السكن فِيمَا أحسب. (2776) يَزِيد بْن سلمة الضَّمْرِيّ. سكن البصرة. روى عنه ابنه عبد الحميد ابن يَزِيد، ذكروه فِي الصحابة، وفيه نظر. (2777) يَزِيد بْن سلمة بْن يَزِيد بْن مشجعة بْن مجمع بْن مالك الْجُعْفِيّ، كوفي. روى عنه علقمة بن وائل.

_ [1] صفحة 576.

(2778) يزيد بن سنان.

(2778) يَزِيد بْن سنان. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تحلفوا بالكعبة. (2779) يَزِيد بْن سيف- ويقال ابْن يوسف- اليربوعي التميمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أما إن العريف يدفع فِي النار دفعًا. حديثه عند ولده. (2780) يَزِيد بْن شجرة الرهاوي شامي من مذحج. روى عنه مجاهد بْن جبر. له حديث واحد فِي فضل الجهاد مضطرب الإسناد، ذكره خليفة بْن خياط قَالَ: بعث معاوية يَزِيد بْن شجرة الرهاوي سنة تسع [1] وثلاثين ليقيم الحج للناس، فنازعه قثم بْن العباس، فسفر بينهما أَبُو سَعِيد الخدري وغيره، فاصطلحوا عَلَى أن يقيم الحج شيبة بْن عُثْمَانَ ويصلي بالناس، وقتل يَزِيد بْن شجرة فِي غزاة غزاها سنة خمس وخمسين شهيدًا، وقيل: بل قتل فِي غزاة غزاها سنة ثمان وخمسين شهيدًا. (2781) يَزِيد بْن شريح له صحبة، روى فِي الميسر. (2782) يَزِيد بْن شيبان، له صحبة. روى قصة ابْن مربع فِي المناسك والمشاعر: إنكم عَلَى إرث من إرث إبراهيم. (2783) يَزِيد بْن طعمة الأَنْصَارِيّ. ذكره ابْن الكلبي فيمن شهد صفين من الصحابة. (2784) يَزِيد بْن عامر بْن الأسود بْن حبيب بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة السوائي، حجازي، يكنى أبا حاجر، شهد حنينًا. روى عنه السائب بْن يَزِيد، وسعيد بْن يسار. (2785) يَزِيد بْن عباية الباهلي. قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم [بصدقنى] [2] فصدقني ومسح رأسي. حديثه عند ولده.

_ [1] في أ: سنة سبع [2] ليس في أ

(2786) يزيد بن عبد الله البجلي.

(2786) يَزِيد بْن عَبْد اللَّهِ الْبَجَلِيّ. روى عنه ابنه حميد بْن يَزِيد فِي فضل جرير بن عبد الله البجلي. مخرج حديثه عَنْ ولده. (2787) يَزِيد بْن عبد المدان، ويزيد بْن محجل الحارثيان. من بلحارث بْن كعب. قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وفد بلحارث مَعَ خالد ابن الوليد رضى الله عنه فأسلموا [1] ، وذلك فِي سنة عشر. (2788) يَزِيد بْن عَمْرو التميمي. ويقال النميري. وفد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قيس بْن عَاصِم وأصحابه. روى عنه عائذ بْن ربيعة. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بن قاسم، وعلي بن إبراهيم، قالا: حدثنا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَلْهَمُ بْنُ دُهَيْمٍ الْعَجَلِيُّ، عَنْ عَائِذِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ، وَقَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ وَأَبُو زُهَيْرِ بْنُ أُسَيْدِ بْنِ جَعْوَنَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، وَالْحَارِثُ بْنُ شُرَيْحٍ، قالوا: وفدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلْنَا: مَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ: تُقِيمُونَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّونَ الْبَيْتَ، وَتَصُومُونَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ فِيهِ لَيْلَةً خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ... وذكر الحديث. (2789) يَزِيد بْن قتادة، روى عنه حسان بْن بلال، فِي صحبته نظر. (2790) يَزِيد بْن قنافة. ويقال يَزِيد بْن عدي بْن قنافة، وَهُوَ هلب والد قبيصة ابن هلب. وقد تقدم ذكره فِي باب الهاء [2] . (2791) يَزِيد بْن قيس بْن الخطيم بْن عدي بْن عَمْرو بْن سواد بْن ظفر الأَنْصَارِيّ الظفري، به كَانَ يكنى أبوه قيس بْن الخطيم الشاعر، شهد أحدا مع رسول

_ [1] في أ: فأسلما. [2] صفحة 1549، وانظر الضبط هناك.

(2792) يزيد بن كعب البهزي.

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمشاهد بعدها، وقتل يوم جسر أبي عبيد شهيدًا [قَالَ: قَالَ العدوي: وجرح يومئذ اثنتي عشرة جراحة، وسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعني يوم أحد- جاسرًا، فكان يقول: يَا جاسر، أقبل، يَا جاسر، أدبر. قاله الطبري [1]] . (2792) يَزِيد بْن كعب البهزي. ويقال: إنه البهزي الَّذِي روى عنه عمير بْن سلمة الضَّمْرِيّ. حَدِيثُهُ فِي حِمَارِ الْوَحْشِ الْعَقِيرِ بِالرَّوْحَاءِ الَّذِي يَرْوِيهِ يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، كَذَا قَالَ [2] أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ وَغَيْرُهُ إِنَّ الْبَهْزِيَّ الْمَذْكُورَ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ اسْمُهُ يزيد ابن كَعْبٍ. قَالَ العقيلي: وأخبرنا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن الهيثم، قال: سمعت داود ابن رشيد يقول: اسم البهزي يَزِيد بْن كعب. (2793) يَزِيد بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة، أَبُو سبرة الْجُعْفِيّ هُوَ مشهور بكنيته، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابناه عزيز وسبرة، وَهُوَ جد خيثمة ابْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي سبرة الْجُعْفِيّ، وقد ذكرناه فِي الكنى، [سمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزيزًا هَذَا عَبْد الرَّحْمَنِ هُوَ والد خيثمة [3]] . (2794) يَزِيد بْن المزين بْن قيس بْن عدي بْن أمية بْن خدارة، هكذا قَالَ الْوَاقِدِيُّ يَزِيد بْن المزين. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق، وموسى بْن عُقْبَةَ، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عمارة: هُوَ زيد بْن المزين، وَهُوَ الصواب، وقد ذكرناه [4] فِي باب زيد. (2795) يَزِيد بْن معبد القيسي الربعي، يمامي [5] . روى عنه ابنه معبد ابن يزيد.

_ [1] من أ [2] في أ: كذلك زعم ... [3] ليس في أ. [4] صفحة 558. [5] في ى: يماني. والمثبت من أ. وفي أسد الغابة: من أهل اليمامة.

(2796) يزيد بن المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدى بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري،

(2796) يَزِيد بْن المنذر بْن سرح بْن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، شهد العقبة ثم بدرًا وأحدًا، وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين عامر بن ربيعة حليف بن عدي بْن كعب. (2797) يَزِيد بْن نعامة الضبي، ويقال السوائي، له أحاديث منها أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا آخى الرجل أخًا فليسأله عَنِ اسمه واسم أبيه فإنه أوصل وأثبت فِي المودة. روى عنه سَعِيد بْن سُلَيْمَانَ الربعي، وَكَانَ يَزِيد بْن نعامة قد شهد حنينًا مشركًا ثم أسلم بعد. (2798) يَزِيد بْن نويرة بْن الحارث بْن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة ابن الحارث الأَنْصَارِيّ الحارثي، شهد أحدًا. وقتل يوم النهروان شهيدًا مَعَ علي. (2799) يَزِيد، والد حجاج. روى عنه ابنه حجاج عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: أتربوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة، وإذا طلبتم الخير فاطلبوه عند حسان الوجوه يدور حديثه هَذَا عَلَى هشام بْن زياد أبي المقدام. (2800) يَزِيد، والد حكيم بْن يَزِيد الكرخي. روى عنه ابنه حكيم بْن يَزِيد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دعوا عباد اللَّه يصب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخوه فلينصح له. حديثه عند عطاء بْن السائب، عَنْ حكيم بْن يَزِيد، عَنْ أبيه، هكذا رواه حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ عطاء، وخالفه جرير، فقال: عن عطاء ابن السائب، عَنْ حكيم بْن أبي يَزِيد. وصوب ابن أبي خيثمة قول جرير. والله أعلم.

(2801) يزيد، والد عبد الله بن يزيد الخطمي.

(2801) يَزِيد، والد عَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْخَطْمِيّ. روى: إنما الرقوب التي لا يعيش لَهَا ولد ... الحديث. وفيه نظر، لأني أخشى أن يكون هَذَا الحديث من حديث بريدة الأسلمي. ولعَبْد اللَّهِ بْن يَزِيد الْخَطْمِيّ صحبة، وقد ذكرناه [1] . وقال الدار قطنى. عبد الله بن يزيد له صحبة وأبو صحابي أَيْضًا. باب يسار (2802) يسار بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح بْن جحجبي بْن كلفة الأَنْصَارِيّ، من ولد الأوس. له صحبة ورواية، وَهُوَ مشهور بكنيته، وَهُوَ أَبُو ليلى، والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى [2] ، وجد الفقيه [الكوفي] [3] القاضي محمد ابن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى. واختلف فِي اسم أبي ليلى وفي نسبه أَيْضًا، فرهطه ينسبونه إِلَى أحيحة بْن الجلاح. وغيرهم يقول: إنه من مولى بني عَمْرو بْن عوف. قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول: اسم أبي ليلى يسار. وقيل: بل اسم أبي ليلى داود بْن بلال. وَقَالَ ابْن نمير والبخاري: اسمه يسار بْن نمير. ومولى بني عَمْرو بْن عوف، وفي القاضي ابْن أبى ليلى يقول الشاعر: وتزعم أنك ابْن الجلاح ... وهيهات دعواك من أصلكا (2803) يسار مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: كَانَ نوبيًا، وَهُوَ الراعي الَّذِي قتله العرنيون الَّذِينَ استاقوا ذود رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبهم، فأتي بهم فقتلهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم،

_ [1] صفحة 1001. [2] في أ: زيد. [3] من أ.

(2804) يسار بن سبع، أبو غادية الجهني.

وألقاهم فِي الحرة حَتَّى ماتوا. وذلك فِي سنة ست من الهجرة، وَكَانَ العرنيون قد قطعوا يديه ورجليه، وغرزوا الشوك فِي لسانه وعينيه حَتَّى مات، وأدخل المدينة ميتًا وهربوا بالسرح، فأرسل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طلبهم، فأدركوا وفعل بهم مَا ذكر فِي حديث أنس وغيره. (2804) يسار بْن سبع، أَبُو غادية الجهني. ويقال المزني قَالَ العقيلي: وَهُوَ أصح. قَالَ أَبُو عمر: هُوَ مشهور بكنيته. واختلف فِي اسمه واسم أبيه. قيل: اسمه مسلم. وقيل: اسمه يسار بن سبع. وقيل: يسار بن أريهر. يقال: إنه قاتل عمار. سكن واسط، وَكَانَ يفرط فِي حب عُثْمَان. وقد ذكرناه فِي الكنى بأكثر من هَذَا. (2805) يسار بْن سويد الجهنيّ. ويقال: يسار عن عبد الله، هو والد مسلم ابن يسار. يعد فِي أهل البصرة. وله أحاديث عند عبد الله بن مسلم ابن يسار، عَنْ أبيه، عَنْ جده، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها فِي المسح عَلَى الخفين وفي الصرف. (2806) يسار بْن عبد، ويقال: يسار بْن عَمْرو. وابن عبد أشهر وأكثر. وَهُوَ أَبُو عزة الهذلي، مشهور بكنيته. روى عنه أَبُو المليح الهذلي. (2807) يسار مولى أبي الهيثم بْن التيهان، قتل يوم أحد شهيدا. (2808) يسار مولى فضالة بْن هلال. سمع هُوَ ومولاه فضالة بْن هلال من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذكر علي بْن عمر. (2809) يسار أَبُو فكيهة [قَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس فِي المجلس يجلس إليه المستضعفون من أصحابه: حباب وعمار وأبو فكيهة يسار] [1] مولى صفوان بْن أمية بْن حرب، ذكره ابْن إسحاق في المغازي.

_ [1] من أ

(2810) يسار الحبشي.

(2810) يسار الحبشي. كَانَ مملوكًا لعامر اليهودي يرعى عَلَيْهِ غنمًا. هَذَا قول الْوَاقِدِيّ. وأما ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: اسم هَذَا الأسود أسلم. وقد ذكرناه فِي باب الألف [1] . باب يسير (2811) يسير بْن عَمْرو الكندي. ويقال الشيباني، كوفي، له صحبة. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: يسير بْن عَمْرو جاهلي. وبعضهم يقول فيه أسير بْن عَمْرو، [ويقال: يسير بْن جابر، وهو يسير بْن عَمْرو بْن جابر] [2] . قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين، وعاش إِلَى زمن الحجاج. روى عنه أَبُو عَمْرو الشيباني، وقد تقدم ذكره [3] فِي باب أسير من الألف فِي أول هَذَا الكتاب بأكثر من هَذَا، لأنه بالألف أكثر وأشهر رَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ابْنَ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً. وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُورِيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قَيْسِ بْنِ [يَسِيرِ بْنِ] [2] عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ يَسِيرِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: تُوُفِّيَ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عَشْرِ سِنِينَ. قَالَ عَبَّاسٌ: وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو الْخِيَارِ الَّذِي رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ اسْمُهُ أُسَيْرُ بْنُ عَمْرٍو، أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي زَمَانِهِ ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وقد روى يسير بْن عَمْرو عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما فِي تلقيح النخل، والآخر فِي الحجم شفاء، ذكرهما

_ [1] صفحة 85 [2] من أ [3] صفحة 100.

(2812) يسير الأنصاري [4]

الدار قطنى، عَنِ البغوي، عَنْ عُثْمَان بْن أبي شيبة، عَنْ معاوية، عَنِ [1] ابْن فضيل، عَنْ سُلَيْمَان الشيباني، عَنْ يسير بْن عَمْرو، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [قَالَ] [2] وَقَالَ علي بن المديني: أهل البصرة يقولون: أسير ابن جابر، ويروون عنه، عَنْ عمر حديث أويس القرني. وأهل الكوفة يسمونه يسير بْن عَمْرو وبعضهم يقولون: أسير بْن عَمْرو. روى عنه من أهل البصرة زرارة بْن أوفى، ومحمد بْن سيرين، وأبو نضرة، ورافع [3] بْن سحبان، وأبو عمران الجوني، وحميد بْن هلال. وروى عنه من أهل الكوفة أَبُو إِسْحَاق الشيباني، والمسيب بْن رافع، وابنه قيس بْن يسير. (2812) يسير الأَنْصَارِيّ [4] حديثه عند أبي عوانة، عَنْ داود بن عبد الله، عن حميد بن الرحمن، قَالَ: دخلت عَلَى يسير- رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين استخلف يَزِيد بْن معاوية، فَقَالَ: إنهم يقولون: إن يَزِيد ليس بخير أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن يجمع اللَّه أمر أمة مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب إلي من أن يفترق. قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يأتيك فِي الجماعة إلا خير. باب يعقوب (2813) يعقوب بْن أوس. قاله خالد الحذاء، عَنِ القاسم بْن ربيعة، عَنْ يعقوب بْن أوس، رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي قتل الخطأ شبه العمد ... الحديث، وهذا

_ [1] في أ: و. [2] ساقط من أ. [3] في أ: ووقع. [4] في أسد الغابة: هو يسير بن العنبس بْن يَزِيد بْن عامر بْن سواد بْن ظفر الأنصاري ثم قال: وقيل فيه نسير بالنون- وهو الأكثر. وقد تقدم في نسير (5- 127) .

(2814) يعقوب بن الحصين،

لا يصح، ولا يعرف فِي الصحابة يعقوب هَذَا عندهم. والصواب فِي هَذَا الحديث والله أعلم مَا رواه حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ علي بْن زيد، عَنْ يعقوب السَّدُوسِيّ [1] ، عَنْ عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2814) يعقوب بْن الحصين، روى عنه مجاهد حديثًا واحدًا من حديث عبد الوهاب بْن مجاهد، عَنْ أبيه، عَنْ يعقوب بْن الحصين، قَالَ: كأني أنظر إِلَى [خدي] [2] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الصلاة، وهو يسلّم عَنْ يمينه وعن شماله ويجهر بالتسليم. باب يعلى (2815) يعلى بْن أمية التميمي، ويقال يعلى ابن منية ينسب حينًا إِلَى أبيه وحينًا إِلَى أمه، وَهُوَ يعلى بْن أمية بْن أبي عبيدة بن همام بن الحارث بن بكر بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الحنظلي، أَبُو صفوان. وأكثرهم يقولون: يكنى أبا خالد، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينًا والطائف وتبوك. اختلف فِي نسب أمه منية بنت جابر، فقيل منية بنت جابر، ومن قَالَ فِي عتبة بْن غزوان بْن الحارث بْن جابر يقول: هي منية بنت الحارث ابن جابر بْن وهيب- أَوْ وهب- بْن شبيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بْن مازن بْن منصور، وهي عمة عتبة بن غزوان، هذا قول المدائني ومصعب وابنه عَبْد اللَّهِ بْن مصعب. وقد قيل منية بنت غزوان أخت عتبة ابن غزوان. وروى عنه ابنه صفوان بْن يعلى، وروى عنه عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، وخالد بْن دريك. قَالَ يعقوب بْن شيبة: سمعت عبد الله بن مسلمة

_ [1] في أ: الدوسيّ. [2] ساقط من أ.

وعلي بْن المديني يقولان- وقد ذكرا يعلى بْن أمية فقالا: أمه منية وأبوه أمية. قَالَ علي: وَهُوَ رجل من بني تميم، حليف لقريش لبني نوفل بْن عبد مناف. وَقَالَ يعقوب بْن شيبة: منية أمه، وهي منية بنت غزوان أخت عتبة ابن غزوان صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أهل الحديث وأصحاب التواريخ يقولون: منية بنت غزوان أخت عتبة بنت غزوان، ويقولون: هي أم يعلى بْن أمية. وَقَالَ الطبري: هي منية بنت جابر عمة عتبة بْن غزوان وأم يعلى بْن أمية. وَقَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: هي جد يعلى بْن أمية أم أبيه، قيل له يعلى ابْن منية نسب إِلَى جدته، ولم يصب الزُّبَيْر فِي ذلك، والله أعلم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: ذكر المدائني، عَنْ مسلمة بْن محارب، عَنْ عوف الأعرابي، قَالَ: استعمل أَبُو بَكْر الصديق يعلى بْن أمية عَلَى بلاد حلوان فِي الردة، ثم عمل لعمر عَلَى بعض اليمن، فحمى لنفسه حمى، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يمشي عَلَى رجليه إِلَى المدينة، فمشى خمسة أيام أَوْ ستة إِلَى صعدة، وبلغه موت عمر، فركب، فقدم المدينة عَلَى عُثْمَان فاستعمله عَلَى صنعاء، ثم قدم وافدًا عَلَى عُثْمَان، فمر علي عَلَى باب عُثْمَان، فرأى بغلته جوفاء عظيمة. فَقَالَ: لمن هذه البغلة؟ فَقَالُوا: هي ليعلى. قَالَ: ليعلى والله! وَكَانَ عظيم الشأن عند عُثْمَان، وله يقول الشاعر: إذا مَا دعا يعلى وزيد بْن ثابت ... لأمر ينوب الناس أو لخطوب وذكر المدائني، عَنِ ابْن جعونة، عَنْ مُحَمَّد بْن يَزِيد بن طلحة، قال: كان يعلى ابن أمية عَلَى الجند، فبلغه قتل عُثْمَان فأقبل لينصره، فسقط عَنْ بعيره فِي الطريق، فانكسرت فخذه، فقدم مكة بعد انقضاء الحج، فخرج إِلَى المسجد وهو كسير

(2816) يعلى بن جارية [1] الثقفي.

عَلَى سرير، واستشرف إليه الناس، واجتمعوا، فَقَالَ: من خرج يطلب بدم عُثْمَان فعلي جهازه. وذكر عَنْ مسلمة عَنْ عوف، قَالَ: أعان يعلى بْن أمية الزُّبَيْر بأربعمائة ألف، وحمل سبعين رَجُلا من قريش، وحمل عائشة عَلَى جمل يقال له عسكر، كَانَ اشتراه بمائتي دينار. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ يعلى بْن أمية سخيًا معروفًا بالسخاء. وقتل يعلى بْن أمية سنة ثمان وثلاثين بصفين مَعَ علي بعد أن شهد الجمل مَعَ عائشة، وَهُوَ صاحب الجمل، أعطاه عائشة، وَكَانَ الجمل يسمى عسكرًا، ويقال: إنه تزوج بنت الزُّبَيْر وبنت أبى لهب. (2816) يَعْلَى بْن جارية [1] الثقفي. حليف لبني زهرة بْن كلاب. قتل يوم اليمامة شهيدًا، هكذا قَالَ أَبُو معشر وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: حي بن جارية [1] . (2817) يعلى بْن حمزة بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي. قَالَ مصعب: ولم يعقب أحد من بني حمزة بْن عبد المطلب إلا يعلى وحده، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، وماتوا كلهم عَنْ غير عقب، فلم يبق لحمزة عقب. (2818) يعلى بْن مرة بْن وهب [2] بْن جابر الثقفي. ويقال العامري. اسم أمه سيابة، فربما نسب إليها فقيل يعلى ابن سيابة، يكنى أبا المرازم [3] ، شهد مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحديبية وخيبر والفتح وحنينًا والطائف. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن يعلى، والمنهال بْن عَمْرو، وغيرهما. يعد فِي الكوفيين. وقد قيل: إنه بصري، وإن له دارا بالبصرة.

_ [1] في أسد الغابة: بن حارثة. [2] في أ: وهيب. [3] في أ: المرزام.

(2819) يعلى العامري.

(2819) يعلى العامري. قَالَ بعضهم: هُوَ يعلى بْن مرة روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثا واحدًا فيه فضيلة للحسنين [1] رضي اللَّه عنهما. باب يعيش (2820) يعيش بْن طخفة الغفاري. شامي، حديثه عند ابْن لهيعة. قَالَ: سمعت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبير بْن نفير يحدث عَنْ يعيش بْن طخفة الغفاري أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بناقة فَقَالَ: من يحلبها؟ فقام رجل فَقَالَ: أنا. فَقَالَ: مَا اسمك؟ قَالَ: مرة. قَالَ: اقعد، ثم قام آخر فَقَالَ: مَا اسمك؟ فَقَالَ: جمرة. قَالَ: اقعد. قَالَ يعيش: ثم قمت، فَقَالَ: مَا اسمك؟ قلت: يعيش. قَالَ: احلب. (2821) يعيش الجهني، ذو الغرة. وقد تقدم ذكره فِي الذال فِي الأذواء [2] ، حديثه عند ابْن أبي ليلى، عَنْ أخيه عِيسَى، عَنْ أبيه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، عَنْ يعيش الجهني فِي الوضوء من لحوم الإبل باب الأفراد فِي حرف الياء (2822) ياسر بْن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذين [3] . ويقال ابْن الوذيم [4] بْن ثعلبة بْن عوف بْن حارثة بْن عامر بْن يام بْن عنس ابْن مالك بْن [5] أدد بْن زيد العنسي المذحجي، حليف لبني مخزوم. ومنهم من يقول: ياسر بْن مالك فيسقط عامرًا. ويقول أَيْضًا: عامر بْن عنس فيسقط يامًا. والصحيح مَا ذكرناه إن شاء اللَّه تعالى. يكنى أبا عمار [6] بابنه عمار [6] ابْن ياسر. كَانَ قد قدم من اليمن. وحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، وزوّجه

_ [1] في أ: للحسن رضى الله عنه. [2] صفحة 470. [3] في أ: لوزين [4] في أ: لوزيم. [5] في أ: أبرد. [6] في أ: عامر.

(2823) يامين بن عمير [2] بن كعب بن [عمرو بن] [1] جحاش،

أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية، فولدت له عمارًا، فأعتقه أَبُو حذيفة، ولم يزل ياسر وابنه عمار مَعَ أبي حذيفة إِلَى أن مات، وجاء اللَّه بالإسلام فأسلم ياسر و [ابنه] [1] عمار، وسمية، وعَبْد اللَّهِ أخو عمار بْن ياسر، وَكَانَ إسلامهم قديمًا فِي أول الإسلام، وكانوا ممن يعذب فِي اللَّه، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمر بهم وهم يعذبون، فيقول: صبرًا يَا آل ياسر، اللَّهمّ اغفر لآل ياسر، وقد فعلت. وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَاسِرٍ وَعَمَّارٍ وَأُمِّ عَمَّارٍ، وَهُمْ يُؤْذَوْنَ فِي اللَّهِ، فَقَالَ لَهُمْ صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، إِنَّ موعدكم الجنة. (2823) يامين بْن عمير [2] بْن كعب بْن [عَمْرو بْن] [1] جحاش، من بني النضير، أسلم عَلَى ماله فأحرزه وحسن إسلامه، وَهُوَ من كبار الصحابة. (2824) يربوع الجهني. قَالَ: قدمنا عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نفر من جهينة فنزلنا مسجده، فدخلنا إليه وَهُوَ قاعد والناس حوله، فَقَالَ: مرحبًا مرحبًا بجهينة جهينة، شوس فِي اللقاء، مقاديم فِي الوغاء [3] . (2825) يزداد، والد عِيسَى بْن يزداد. هُوَ رجل يماني يقال له صحبة، وأكثرهم لا يعرفونه. وقد قيل: حديثه مرسل، والحديث رواه عنه ابنه عِيسَى بْن يزداد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إذا بال أحدكم فلينثر [ذكره] [1] ثلاث نترات [4] . لم يرو عنه غير عِيسَى ابنه، وَهُوَ حديث يدور عَلَى زمعة بْن صالح. قَالَ البخاري: ليس حديثه بالقائم. وَقَالَ يَحْيَى بْن معين: لا يعرف عِيسَى هذا ولا أبوه وهو تحامل منه.

_ [1] ساقط من أ. [2] في أسد الغابة: يامين بن يامين. وهو ممن اختلف في اسم أبيه. [3] في أسد الغابة: الوغى. [4] في أ: مرات.

(2826) يعمر السعدي،

(2826) يعمر السعدي، والد أبي خزامة، حديثه عند ابن شهاب، سمع أبا خزامة ابن يعمر عَنْ أبيه أنه قَالَ: يَا رَسُولَ الله، أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى تسترقى بها، هل ترد من قدر اللَّه؟ فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن ذلك من قدر اللَّه. (2827) يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام. وقد تقدم ذكر نسبه عند ذكر أبيه فِي بابه من هَذَا الكتاب [1] ، ولا يختلفون أنه من بني إسرائيل من ولد يوسف ابن يعقوب بْن إِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ، أدرك يوسف هَذَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ صغير، أجلسه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حجره، ومسح عَلَى رأسه وسماه يوسف. قَالَ الْوَاقِدِيّ: كنيته أَبُو يعقوب. قَالَ أبو عمر: روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث. رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، قال: سماني رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يُوسُفَ وَأَقْعَدَنِي فِي حِجْرِهِ وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي. قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديث. روى عنه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَغَيْرُهُ. مِنْ حَدِيثِهِ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَخَذَ كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، وَوَضَعَ عَلَيْهَا تَمْرَةً وَقَالَ: هَذِهِ إِدَامُ هَذِهِ، ثم أكلها. (2828) يونس بْن شداد الأزدي. حَدِيثُهُ عِنْدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِنْ رِوَايَةِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ شَدَّادٍ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم أيام التشريق. كملت الأسماء بآخر الحروف والحمد للَّه رب العالمين على عونه، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم أنبيائه وسلم تسليما كثيرا آمين آمين، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه العلى العظيم، عونك يا كريم. عونك يا كريم. عونك يا كريم. حسبنا الله ونعم الوكيل.

_ [1] صفحة 920.

كتاب الكنى

كتاب الكنى بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه المتفرد بالبقاء. الحي الدائم الَّذِي لا يحول ولا يفنى. محيي الأموات، ومميت الأحياء. ومحصيهم عددًا. لا يشرك فِي حكمه أحدًا. وصلى اللَّه عَلَى سيدنا مُحَمَّد وصحبه وسلم. هَذَا كتاب ذكرت فيه من عرف من الصحابة رضوان اللَّه تعالى عليهم بكنيته، واشتهر بها، ولم يوقف عَلَى اسمه، أَوْ وقف عَلَى اسمه، ولكن غلبت عَلَيْهِ كنيته، فلم يعرف إلا بكنيته، ممن اختلف فِي اسمه، أَوِ اتفق عَلَيْهِ، وجعلته كتابًا مفردًا وصلت به كتابي فِي الصحابة، إذ هُوَ جزء منه، وآخر أبوابه، وخاتمة فائدته، وجريت فيه عَلَى شرط الإيجاز والاختصار، ومجانبة التطويل والتكرار، عَلَى حسب مَا شرطنا فِي سائر الكتاب، والله عَزَّ وَجَلَّ الموفق للصواب، وجعلته أَيْضًا عَلَى حروف المعجم ليكون أقرب عَلَى من أراد حفظه وعلمه، وباللَّه عَزَّ وَجَلَّ عوني، وَهُوَ حسبي ونعم الوكيل، لا شريك له. باب الألف (2829) آبي اللحم الغفاري، اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الملك، عَلَى اختلاف فِي ذلك، قد ذكرناه فِي العبادلة [1] ، كَانَ ممن شهد خيبر مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وذكر خليفة، عَنِ الْوَاقِدِيّ، أنه كَانَ ينزل الصفراء عَلَى ثلاثة أميال من المدينة، وذكره فِي العبادلة أتم، لأن هذه ليست له بكنية، ولكنه صارت له كالكنية، قيل: إنما قيل له أبي اللحم لأنه كان لا يأكل اللحم فِي الجاهلية. وقيل: كَانَ لا يأكل ما ذبح للأصنام.

_ [1] ذكره في الهمزة صفحة 135، وفي العبادلة صفحة 943.

(2830) أبو أبى ابن أم حرام.

(2830) أَبُو أبي ابْن أم حرام. ربيب عبادة بْن الصامت، اسمه عَبْد اللَّهِ. قيل: عَبْد اللَّهِ بْن أبي. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن كعب. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن قيس ابن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بْن مالك بْن النجار. وأمه أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم، كَانَ قديم الإسلام ممن صلى القبلتين. يعد فِي الشاميين ذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرِ بْنِ تَمِيمٍ السَّكْسَكِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ [1] ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ابْنِ أُمِّ حَرَامٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ. قَالُوا. يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ قَالَ: قلت لعمرو بْن بكر: مَا السنوت؟ قَالَ: أما فِي هَذَا الحديث فالعسل وأما فِي غريب كلام العرب فهو رب عكة السمن يخرج خططًا سوداء عَلَى السمن قَالَ الشاعر [2] : هم السمن بالسنوت لا الشر [3] فيهم ... وهم يمنعون الجار أن يتفردا قلت لعمرو: فما معنى لا الشر فيهم؟ قَالَ: لا غش فيهم. قلت: فما معنى أن يتفردا؟ قَالَ: لا يستذل جارهم. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حدثنا أحمد بن محمد بن شيبة الهمدانيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ، وَشَدَّادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مِنْ وَلَدِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، قَالا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ ابْنِ أُمِّ حَرَامٍ- وَكَانَ صلى

_ [1] بسكون الموحدة (التقريب) . [2] هو الحصين بن القعقاع، كما في اللسان. [3] في اللسان: لا ألس بينهم.

(2831) أبو أحمد بن جحش الأعمى،

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين يقول: سمعت رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالسَّنَا وَالسَّنُّوتِ، فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلا السَّامَ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السَّامُ؟ قَالَ: الْمَوْتُ. قَالَ عَمْرو بْن بكر: قَالَ ابْن أبي عبلة: السنوت: الشبت. قَالَ: وَقَالَ آخرون: بل هُوَ العسل يكون فِي وعاء السمن، وأنشد قول الشاعر: هم السمن بالسنوت لا الشر فيهم ... وهم يمنعون الجبار أن يتفرّدا (2831) أَبُو أَحْمَد بْن جحش الأعمى، اسمه عبد بن جحش بن رياب بن يعمر ابن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة ابن إلياس بْن مضر الأسدي. أمه وأم أخيه عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رياب المجدع فِي اللَّه أميمة بنت عبد المطلب عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل: اسمه ثمامة، ولا يصح. والصحيح فِي اسمه عبد، وَكَانَ أَبُو أَحْمَد هَذَا شاعرًا. قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ: كَانَ أول من خرج إِلَى المدينة مهاجرًا من مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد اللَّهِ بْن جحش بْن رياب الأسدي حليف لبني أمية بْن عبد شمس، احتمل بأهله وبأخيه أبي أَحْمَد بْن جحش الشاعر الأعمى، وكانت عند أبي أَحْمَد الفارعة بنت أبي سُفْيَان بْن حرب. وتوفي أَبُو أَحْمَد بْن جحش بعد زينب بنت جحش أخته زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت وفاتها سنة عشرين. وَقَالَ يَحْيَى بْن معين: اسم أبى أحمد بْن جَحْش عبد الله بْن جَحْش بْن قيس، فلم يصنع شَيْئًا. والصحيح مَا ذكرناه عبد بن جحش، وأخواه عبد الله ابن جحش، وعبيد اللَّه بْن جحش. مات عبيد الله بأرض الحبشة نصرانيا،

(2832) أبو أخزم بن عتيك بن النعمان بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول.

وكانت تحته أم حبيبة بنت أبي سُفْيَان، وأخواتهم: زينب بنت جحش، وحمنة بنت جحش، وأم حبيبة بنت جحش، ولجميعهم صحبة [1] (2832) أَبُو أخزم بْن عتيك بْن النعمان بْن عَمْرو بْن عتيك بْن عَمْرو بْن مبذول. قَالَ الزُّبَيْر: ومبذول هُوَ عامر بْن مالك بْن النجار. شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد، واستشهد يوم جسر أبي عبيد. (2823) أَبُو الأخنس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بْن سهم القرشي السهمي. أخو خنيس بْن حذافة، وعَبْد اللَّهِ بْن حذافة، فِي صحبته نظر، ولا يوقف له عَلَى اسم، وقد مضى ذكر أخويه فِي مواضعهما [2] . (2834) أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ ولد فِي عام حنين. يعد فِي كبار التابعين، كَانَ قاضيًا بدمشق بعد فضالة بْن عبيد لمعاوية وابنه إِلَى أيام عبد الملك بْن مروان. مات فِي آخرها قاضيًا. واسمه عائذ [3] اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بن عمرو، روى عَنْ أبي إدريس أنه قَالَ: ولدت عام حنين، أَوْ قَالَ يوم حنين، إذ هزم اللَّه هوازن. وروى أَبُو اليمان الحكم بْن نافع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن عياش، عَنِ الوليد بْن أبي السائب، عَنْ مكحول، أنه كَانَ إذا ذكر أبا إدريس الْخَوْلَانِيّ قَالَ: مَا رأيت مثله. وَكَانَ مولده يوم حنين، سمع عبادة بْن الصامت، وشداد بْن أوس، وحذيفة ابن اليمان، وأبا الدرداء، وعَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، وأبا ثعلبة الخشني. واختلف فِي سماعه من معاذ، والصحيح أنه أدركه. وروى عنه، وسمع منه. وقد يحتمل أن تكون رواية من روى عنه: فاتني معاذ، أي فاتني فِي معنى كذا أو خبر

_ [1] ارجع إلى صفحة 877 من هذا الكتاب [2] صفحة 452. [3] في أسد الغابة: عابد الله، والمثبت في ى، والتقريب، وارجع إلى صفحة 800.

(2835) أبو أذينة.

كذا، لأن أبا حازم وغيره روى عنه أنه رأى معاذ بْن جبل، وسمع منه. ومن أدرك أبا عبيدة فقد أدرك معاذا، لأنه مات قبله فِي طاعون عمواس، وقد سئل الوليد بْن مسلم- وَكَانَ من العلماء بأخبار أهل الشام: هل لقي أَبُو إدريس الْخَوْلَانِيّ معاذ بْن جبل؟ فَقَالَ: نعم، أدرك معاذ بْن جبل، وأبا عبيدة بْن الجراح، وَهُوَ ابْن عشر سنين، لأنه ولد عام حنين. سمعت سَعِيد بْن عبد العزيز يقول ذلك. قَالَ أَبُو عُمَرَ: روى عنه ربيعة بْن يَزِيد، وبشر بْن عَبْد اللَّهِ، وابن شهاب الزهري، ويونس بْن ميسرة بْن حلبس، وغيرهم. (2835) أَبُو أذينة. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خير نسائكم الولود الودود المواتية المواسية. روى عنه علي بْن رباح اللخمي، حديثه عند أهل مصر. (2836) أَبُو أرطأة الأحمسي الحصين بْن ربيعة بْن عامر بْن الأزور، والأزور اسمه مالك الشاعر له صحبة، جرى ذكره فِي حديث جرير بْن عَبْد اللَّهِ الْبَجَلِيّ [1] ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ألا تريحونني من ذي الخلصة؟ قَالَ: وَكَانَ بيتًا يعبد فِي الجاهلية يقال له الكعبة اليمانية. فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني لا أثبت عَلَى الخيل، فضرب بيده في صدري فقال: اللَّهمّ ثبته، واجعله هاديا مهديًا قَالَ: فنفرت إليه فِي خمسين ومائة فارس من أحمس، وكانوا أصحاب خيل، قَالَ: فأتاها فحرقها وكسرها، ثم بعث رَجُلا من أحمس يقال له أَبُو أرطأة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبشره، فَقَالَ: والذي أنزل عليك الكتاب، مَا جئت حَتَّى تركتها كأنها جمل أجرب. قال: فترك؟ النبي

_ [1] صفحة 238.

(2837) أبو أروى الدوسي

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خيل أحمس ورجالها خمس مرات، وقد ذكرناه فِي باب حصين [1] . (2837) أَبُو أروى الدوسي حجازي، كَانَ ينزل ذا الحليفة. روى عنه أبو سلمة ابن عَبْد الرَّحْمَنِ، وأبو واقد المزني صالح بْن مُحَمَّد بْن زائدة. مات فِي آخر خلافة معاوية، وكان عثمانيا. (2838) أَبُو الأزهر الأنماري، شامي، رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَضَعْتُ جَنْبِي، اللَّهمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَأَخْسِئْ شَيْطَانِي، وَثَقِّلْ مِيزَانِي، وَفُكَّ رِهَانِي. هكذا قَالَ أَبُو مسهر، عن يحيى ابن حمزة، عَنْ ثور بْن يَزِيد، عَنْ خالد بْن معدان، عنه. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ أَبُو هَمَّامٍ الأَهْوَازِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الأَزْهَرِ الأَنْمَارِيِّ. وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي وَاثِلَةُ بْنُ الأَسْقَعِ، وَأَبُو الأَزْهَرِ، صَاحِبَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِنْ طَلَبَ عِلّمًا فَأَدْرَكَهُ كُتِبَ لَهْ كِفْلانِ مِنَ الأَجْرِ، وَمَنْ طَلَبَ عِلْمًا فَلَمْ يُدْرِكْهُ كُتِبَ لَهْ كِفْلٌ من الأجر. (2839) أَبُو الأزور، ضرار بْن الأزور، مذكور فِي باب اسمه [2] (2840) أَبُو الأزور، من وجوه الصحابة، قصته فِي باب أبي جندل [3] ، كَانَ هُوَ وأبو جندل، وضرار بْن الخطاب، قد تأولوا فِي الخمر تأويلا. وخبرهم مذكور في باب أبى جندل من هَذَا الكتاب. واستشهد أَبُو الأزور بالشام مَعَ أبي عبيدة، وخبره عند ابْن جريج من رواية حجاج وعبد الرزاق عنه. (2841) أَبُو إسرائيل. رجل من الأنصار، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

_ [1] صفحة 354. [2] صفحة 746. [3] ستأتي.

(2842) أبو الأسود [1] سندر،

نذر ألا يتكلم، وأن يقف صائمًا للشمس، ولا يستظل، فأمره النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يقعد ويستظل ويتكلم ويتم صومه. حديثه عند ابْن عباس، وعند جابر بْن عَبْد اللَّهِ. ورواه طاووس، عَنْ أبي إسرائيل. رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورواه مالك، عَنْ حميد بْن قيس، وثور بْن زيد، مرسلًا بمعناه وقيل: اسمه يسير. والله أعلم. (2842) أَبُو الأسود [1] سندر، ويقال عَبْد اللَّهِ بْن سندر، ولا يصح سندر، وإنما هُوَ ابْن سندر، له صحبة، حديثه عند أهل مصر مرفوعا في فِي أسلم وغفار وتجيب، يَرْوِيهِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن ابن سندر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَتُجِيبُ أَجَابَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ أَبُو الْخَيْرِ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الأَسْوَدِ، أَنْتَ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر تجيب؟ قال: نعم. قلت: وأ حدّث النَّاسَ عَنْكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. (2843) أَبُو الأسود البهزي [2] ، ذكره مُحَمَّد بْن سعد الباوردي. وحديثه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وَهُوَ متوجه إِلَى الغار، فدميت إصبع من رجله، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هل أنت إلا أصبع دميت، وفي سبيل اللَّه مَا لقيت (2844) أَبُو أسيد [3] ثابت الأَنْصَارِيّ، وقيل عَبْد اللَّهِ بْن ثابت، كَانَ يخدم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا الزيت

_ [1] في أسد الغابة:. أبو الأسود بن سندر. وقيل: اسمه سندر. وقيل عبد الله بن سندر وارجع إلى صفحة 924 من هذا الكتاب. [2] في الإصابة: النهدي. [3] تقدم في صفحة 875 أن الصواب فتح الهمزة

(2845) أبو أسيد الساعدي،

وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة. إسناده مضطرب فيه لا يصح. وقد قيل أَبُو أسيد بالضم، والصواب بالفتح إن شاء اللَّه تعالى. (2845) أَبُو أسيد الساعدي، اسمه مالك بْن ربيعة وقيل هلال بْن ربيعة، والأكثر يقولون مالك بْن ربيعة بْن البدن. وكذلك قَالَ مُحَمَّد بْن فليح، عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ وَقَالَ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه مُوسَى ابْن عقبة: ابْن البدي ويقال ابْن البدن، اختلف فِي كسر الدال وفتحها- ابْن عمرو [1] ابن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بْن كعب بْن الخزرج، شهد بدرًا، يعد فِي الحجازيين، وروى عقيل عَنِ ابْن شهاب، قال قال أبو حازم، عن سهل ابن سعد، قَالَ لي أَبُو أسيد الساعدي بعد مَا ذهب بصره [2] : يَا بْن أخي، لو كنت أنت وأنا ببدر، ثم أطلق اللَّه لي بصري لأريتك الشعب الَّذِي خرجت علينا منه الملائكة غير شك ولا تمار. قَالَ ابْن أبي حاتم: لا أعلم للزهري، عَنْ أبى حازم غير هذا. وكان رضى الله عنه قصيرًا كثير شعر الرأس، لا يغير شعر لحيته. وقيل: بل كَانَ يصفرها، وقد تقدم ذكره فِي باب الميم [3] . واختلف فِي وقت وفاته اختلافًا متباينًا. فقيل: توفي سنة ثلاثين. وهذا عندي وهم والله أعلم وقيل: بل توفى سنة ستين، قال المدائني. وقيل: توفي سنة خمس وستين يقال له عقب بالمدينة وببغداد، وَهُوَ آخر من مات من البدريين. وقيل: مات وَهُوَ ابْن ثمان وسبعين وقد ذكر أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي كتاب الكنى قَالَ: أَبُو أسيد بْن علي بْن مالك الأَنْصَارِيّ له صحبة، وقد ذكر له خبرًا عَنْ سَعِيد بْن أبي عروبة،

_ [1] سبق صفحة 1351: عوف. [2] في أسد الغابة: وكان قد عمى. [3] صفحة 1351.

(2846) أبو أسيرة بن الحارث بن علقمة.

عَنْ قتادة، قَالَ: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زينب بنت خزيمة، وبعث أبا أسيد بْن علي بْن مالك الأَنْصَارِيّ إِلَى امرأة من بني عامر بْن صعصعة، فخطبها عَلَيْهِ، ولم يكن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رآها، فأنكحها إياه أَبُو أسيد قبل أن يراها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فجعل أبا أسيد هَذَا غير أبي أسيد الساعدي، فأوهم، وأتى بالخطأ، وإنما هُوَ أسيد [1] الساعدي الَّذِي خطب عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حسب مَا ذكرناه فِي كتاب النساء. (2846) أَبُو أسيرة بْن الحارث بْن علقمة. ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن قتل يوم أحد، وَقَالَ فيه أَبُو هبيرة مرة وأبو أسيرة أخرى. وَقَالَ غيره: أَبُو أسيرة هُوَ أخو أبي هبيرة وقد ذكرنا أبا هبيرة فِي باب الهاء من الكنى، وللَّه الحمد. وذكر الْوَاقِدِيّ أن خالد بْن الوليد قتل أبا أسيرة يوم أحد شهيدًا. وَكَانَ خالد بْن الوليد يومئذ عَلَى خيل المشركين. وقد قيل: إن أبا أسيرة غلط فيه الْوَاقِدِيّ، وَهُوَ أَبُو هبيرة، والله أعلم. (2847) أَبُو الأعور [2] بْن الحارث بْن ظالم بْن عبس بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري. شهد بدرًا وأحدًا، وكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق أَبُو الأعور بْن الحارث. وَقَالَ: اسمه كعب بْن الحارث، وتابعه قوم. وَقَالَ ابْن عمارة: اسم أبي الأعور الحارث بْن ظالم بْن عبس بْن حرام بْن جندب، وإنما كعب عم أبي الأعور، فسماه به من لا يعرف النسب، وَهُوَ خطأ. وبه قَالَ ابْن هشام، ويقال أَبُو الأعور الحارث بْن ظالم، والصواب مَا قَالَ به ابْن إِسْحَاق، وكذلك قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ أَبُو الأعور بْن الحارث.

_ [1] في الإصابة: أبو أسيد. [2] في أسد الغابة: أبو الأعور بن ظالم.

(2848) أبو الأعور الجرمي.

(2848) أَبُو الأعور الجرمي. روى عنه جبير بْن نفير أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أبا الأعور ... فِي حديث ذكره. (2849) أَبُو الأعور السلمي. اسمه عَمْرو بْن سُفْيَانَ بْن قائف بْن الأوقص بْن مرة بْن هلال بْن فالج بْن ذكوان بْن ثعلبة بْن بهثة بْن سليم. وَقَالَ بعضهم فيه: سُفْيَان بْن عَمْرو، والأول أكثر. وقد قيل فيه الثقفي، وليس بشيء. يعد فِي الصحابة. وقال أبو حاتم الرازي: لا تصح له صحبة ولا رواية، وشهد حنينًا كافرًا ثم أسلم بعد هُوَ ومالك بْن عوف النصري، وحدث بقصة هزيمة هوازن بحنين، ثم كَانَ هُوَ وعمرو بْن العاص مَعَ معاوية بصفين، وَكَانَ من أشد من عنده عَلَى علي، وَكَانَ علي يذكره فِي القنوت فِي صلاة الغداة يقول: اللَّهمّ عليك به- مَعَ قوم يدعو عليهم فِي قنوته. (2850) أَبُو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار الأَنْصَارِيّ الخزرجي. أمه سعاد [1] بنت رافع من بني الحارث بْن الخزرج [عقبي] [2] ، شهد العقبة الأولى والثانية، وَهُوَ أحد النقباء ليلة العقبة، وَكَانَ أول من قدم بالإسلام المدينة، هُوَ وذكوان بْن عبد قيس فِيمَا ذكر الْوَاقِدِيّ. قَالَ: ومات فِي شوال عَلَى رأس تسعة أشهر من الهجرة قبل بدر [فِي وقت بنيان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسجده] [3] . وقيل: بل مات قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. والقول الأول أصح. ودفن بالبقيع. وَهُوَ أول من دفن بالبقيع فِيمَا تقول الأنصار. وأما المهاجرون فيقولون: أول من دفن بالبقيع عُثْمَان بْن مظعون. ولما مات أَبُو أمامة جاءت بنو النجار إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: قد مات نقيبنا فنقب علينا [4] فقال رسول الله صلى

_ [1] في أ: وأمه سعادة. [2] ليس في أ. [3] ليس في أ. [4] في أ: لنا.

(2851) أبو أمامة بن ثعلبة الحارثي الأنصاري،

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنا نقيبكم. رَوَى ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَنِيفٍ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ أَبَا أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ، وَكَانَ رَأْسَ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَخَذَتْهُ الشَّوْكَةُ [1] بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بِئْسَ الْمَيِّتُ هَذَا لِلْيَهُودِ [2] ، يقولون: ألا دفع عَنْ صاحبه! ولا أملك له ولا لنفسي شَيْئًا. فأمر به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكوى من الشوكة طوق عنقه بالكي، فلم يلبث إلا يسيرًا حَتَّى مات. وقد ذكرنا هَذَا الخبر من وجوه فِي كتاب التمهيد، والحمد للَّه. (2851) أَبُو أمامة بْن ثعلبة الحارثي الأَنْصَارِيّ، اسمه إياس بْن ثعلبة، من بني حارثة بْن الحارث بْن الخزرج. وقيل: اسمه ثعلبة، وقيل: سهل، ولا يصح فيه غير إياس بْن ثعلبة. له عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث: أحدها من اقتطع مال امرئ مسلم بيمينه. والثاني البذاذة من الإيمان. والثالث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى عَلَى أمه بعد أن دفنت. وَهُوَ ابْن أخت أبي بردة بْن نيار، ولم يشهد بدرًا، وَكَانَ قد أجمع عَلَى الخروج إليها مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أمه مريضة، فأمره رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمقام عَلَى أمه، فرجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بدر وقد توفيت فصلى عليها. ذَكَرَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُنِيبِ الْمَدَنِيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: لَمَّا هَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ أَجْمَعَ الْخُرُوجَ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ خَالُهُ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ: أَقِمْ عَلَى أُمِّكَ. قَالَ: بَلْ أَنْتَ فَأَقِمْ عَلَى أختك، فذكر

_ [1] الشوكة: حمرة تعلو الجسد. [2] في أ: ليهود.

(2852) أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري.

ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَبَا أُمَامَةَ بِالْمَقَامِ عَلَى أُمِّهِ، وَخَرَجَ أَبُو بُرْدَةَ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ تُوُفِّيَتْ فَصَلَّى عَلَيْهَا [1] . (2852) أَبُو أمامة بْن سهل بْن حنيف بْن وهب الأنصاري. من بني عمرو بن عوف ابن مالك بْن الأوس، اسمه أسعد، سماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باسم جده أبي أمامة أسعد بْن زرارة أبي أمه، وكناه بكنيته، ودعا له وبرك عَلَيْهِ. توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة، وَهُوَ ابْن نيف وتسعين سنة. روى الليث بْن سعد، عَنْ يونس، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: أخبرني أَبُو أمامة بْن سهل ابن حنيف، وَكَانَ ممن أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عمر: يعد فِي كبار التابعين [2] . (2853) أَبُو أمامة الباهلي. اسمه صدى بْن عجلان، لم يختلفوا فِي ذلك، واختلفوا فِي نسبه إِلَى باهلة، وَهُوَ مالك بْن يعصر بْن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بزيادة رجل فِي نسبه ونقصان آخر، فلم أر لذكره وجهًا، وجعله بعضهم من بني سهم فِي باهلة، وخالفه غيرهم فِي ذلك، ولم يختلفوا أنه من باهلة، وقد ذكرنا باهلة وما قيل فِيهَا فِي كتاب قبائل [3] الرواة. سكن أَبُو أمامة الباهلي مصر، ثم انتقل منها إِلَى حمص فسكنها، ومات بها، وَكَانَ من المكثرين فِي الرواية عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأكثر حديثه عند الشاميين. توفي سنة إحدى وثمانين. وقيل سنة ست وثمانين، وَهُوَ آخر من مات بالشام من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قول بعضهم [4] . (2854) أَبُو أمامة الفزاري. وقيل: هُوَ أَبُو أمية، غير منسوب، ذكره الحاكم

_ [1] ارجع إلى صفحة 127 (إياس بن ثعلبة) [2] ارجع إلى صفحة. 8 من هذا الكتاب [3] صفحة 84 من الإنباه على القبائل الرواة. [4] ارجع إلى صفحة 736 من هذا الكتاب.

(2855) أبو أميمة الجشمي.

أَبُو أَحْمَد، فِي باب أبي أمية، وذكر له هَذَا الحديث أنه رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتجم. ولم يصنع أَبُو أَحْمَد الحاكم شَيْئًا، والله أعلم. حديثه عند شريك عَنْ أبي جعفر الفراء أنه سمع أبا أمية. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: أَبُو أمية صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني فزارة. (2855) أَبُو أميمة الجشمي. ذكره بعض من ألف فِي الصحابة. وذكر له حديثًا فِي الصيام من حديث اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عِصَامِ بْنِ يَحْيَى، عَنْهُ مَرْفُوعًا- مِثْلُ حَدِيثِ الْقُشَيْرِيِّ: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلاةِ. وَهَذَا حَدِيثٌ مُضْطَرِبُ الإِسْنَادِ، وَلا يُعْرَفُ أَبُو أُمَيْمَةَ هَذَا. ومنهم من يقول فيه أَبُو تميمة، ولا يصح أَيْضًا. ومنهم من يقول فيه: أَبُو أمية، ولا يصح شيء من ذلك من جهة الإسناد. (2856) أبو أمية الجمحيّ، قال: سئل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الساعة فَقَالَ له: إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر. لا أعرفه بغير هَذَا، ذكره بعضهم فِي الصحابة، وفيه نظر. وفي الصحابة من بني جمح من يكنى أبا أمية صفوان بْن أمية، وعمير بْن وهب كلاهما يكنى أبا أمية. (2857) أَبُو أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ. ذَكَرَهُ الْعَقِيلِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبَانٍ الْعَطَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ- أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تَنْتَظِرُ الغداء؟ فقال: إني صائم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصِّيَامَ وَشَطْرَ الصلاة. (2858) أَبُو أمية الفزاري. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتجم. رَوَى عَنْهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْفَرَّاءُ. يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، حَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ

(2859) أبو أمية المخزومي.

أَبِي جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَيَّةَ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ. وَقَدْ قِيلَ فِيهِ أَبُو أُمَيَّةَ- غير منسوب. ذكره الحاكم أبو أحمد في باب أبي آمنة [1] ، وذكر له هَذَا الحديث، ولم يصنع أَبُو أَحْمَد الحاكم شَيْئًا. والله أعلم. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين، يقول: أَبُو أمية صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني فزارة. (2859) أَبُو أمية المخزومي. حديثه عند حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عَنِ المنذر مولى أبي ذر، عَنْ أبي أمية المخزومي- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتي بسارق اعترف ولم يوجد عنده متاع، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا إخالك سرقت ... الحديث. ذكره العقيلي فِي الصحابة. وذكره الحاكم، فَقَالَ أَبُو أمية المخزومي، وذكر له هَذَا الخبر: مَا إخالك سرقت ... مرتين. قَالَ: بلى، فأمر به فقطع. فَقَالَ: قل استغفر اللَّه وأتوب إليه، فقالها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ تب عَلَيْهِ. وهذا الخبر قد روي بنحو هَذَا عَنْ رجل من الأنصار. (2860) أَبُو أوس بْن أوس. أَخْبَرَنَا حَكَمُ بْنُ محمد، حدثنا أحمد بن إسماعيل الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبِي يَمْسَحُ عَلَى نَعْلَيْهِ، فَأَنْكَرْتُ عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقُلْتُ: تَمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ؟ قَالَ: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَيْهِمَا. أَوْسُ بْنُ حُذَيْفَةَ وَأَوْسٌ ابْنُهُ مذكوران فِي الصَّحَابَةِ، ذَكَرَهُ أَبُو عُمَرَ. (2861) أَبُو أوس تميم بْن حجر الأسلمي [2] . ويقال أَبُو تميم أوس بن حجر الأسلمي،

_ [1] انظر ما سبق في صفحة 1603 (أبو أمامة الفزاري) . [2] ارجع إلى صفحة 195 من هذا الكتاب.

(2862) أبو أوفى.

كان ينزل الخذوات [1] بناحية العرج، والخذوات بلاد أسلم، وأسلم هُوَ: ابْن أفصى بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر، له صحبة، ذكره الواقدي. (2862) أَبُو أوفى. والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي أوفى، ووالد زيد بْن أبي أوفى. قيل اسمه علقمة بْن خالد بْن الحارث بْن أبي أسيد بْن رفاعة بْن ثعلبة بْن هوازن ابن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بْن عامر الأسلمي، أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بصدقة فصلى عَلَى آله، حديثه عند الكوفيين. (2863) أَبُو إياس الديلي. ويقال الكناني. وَهُوَ من كنانة من بني الديل رهط أبي الأسود الديلي، وَهُوَ من أشرافهم، وعمه سارية بْن زنيم الَّذِي قَالَ فيه عُمَر بْن الْخَطَّابِ يا سارية الجبل الجبل، وَكَانَ أَبُو إياس شاعرًا، وَهُوَ القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلم رَسُول اللَّهِ أنك قادر ... عَلَى كل حاب من تهام ومنجد وهي أبيات كثيرة، منها قوله فِيهَا: وما حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد وله حملت من ناقة فوق رحلها ... أبر وأوفى ذمة من مُحَمَّد وله ابْن شاعر يقال له أنس بْن أبي إياس، استخلفه الحكم بن عمرو الغفاريّ لي خراسان حين حضرته الوفاة، فعزله زياد وولى خليد بْن عَبْد اللَّهِ الحنفي، فَقَالَ أنس: ألا من مبلغ عني زيادًا ... مغلغلة يخب بها البريد أتعزلني وتطعمها خليدًا ... لقد لاقت حنيفة مَا تريد (2864) أَبُو أيمن مولى عَمْرو بْن الجموح. قتل يوم أحد شهيدًا. وقد قيل: إن

_ [1] الحذوات- بالحاء المعجمة- اسم موضع (ياقوت) .

(2866) أبو أيوب الأنصاري.

أبا ايمن هَذَا أحد بني عَمْرو بْن الجموح، فإنه شهد أحدًا مَعَ خالد بْن عمرو ابن الجموح، فقتلوا هنالك. (2866) أَبُو أيوب الأَنْصَارِيّ. اسمه خالد بْن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد ابن عوف بن غنم بن مالك بن النجار، شهد العقبة وبدرًا وأحدًا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين وقيل: سنة إحدى وخمسين فِي خلافة معاوية تحت راية يَزِيد. وقيل: إن يَزِيد أمر بالخيل، فجعلت تدبر وتقبل عَلَى قبره [حَتَّى عفا أثر قبره] [1] . روي هَذَا عَنْ مجاهد. وقد قيل: إن الروم قالت للمسلمين فِي صبيحة دفنهم لأبي أيوب: لقد كَانَ لكم الليلة شأن عظيم، فَقَالُوا: هَذَا رجل من أكابر أصحاب بينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأقدمهم إسلامًا، وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم ناقوس أبدًا فِي أرض العرب [2] مَا كانت لنا مملكة. روي هَذَا المعنى أَيْضًا عَنْ مجاهد، قَالَ مجاهد: كانوا إذا أمحلوا كشفوا عَنْ قبره فمطروا. قَالَ شعبة: سألت الحكم أشهد أَبُو أيوب صفين [مَعَ علي؟] [1] قَالَ: لا، ولكنه شهد النهروان. وغيره يقول: شهد صفين مَعَ علي. وقد تقدم فِي باب اسمه من خبره مَا هُوَ أكثر من هَذَا [3] . وَقَالَ ابْن القاسم، عَنْ مالك: بلغني عَنْ قبر أبي أيوب أن الروم يستصحون به ويستسقون. وَقَالَ ابْن الكلبي، وابن إِسْحَاق: شهد أَبُو أيوب، مَعَ علي، الجمل وصفين، وَكَانَ عَلَى مقدمته يوم النهروان. ولأبي أيوب عقب. وروى أيوب، عن محمد بن سيرين، قال: نبئت أن أبا أيوب شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم بدرا،

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: العراق. [3] صفحة 424

(8266) أبو [4] واثلة راشد السلمي.

ثم لم يتخلف عَنْ غزوة غزاها فِي كل عام، إِلَى أن مات بأرض الروم رضي اللَّه عنه فلما. [1] ولى معاوية يَزِيد عَلَى الجيش الَّذِي بعثه إِلَى القسطنطينية جعل أَبُو أيوب يقول: وما علي أن أمر علينا شاب [2] ، فمرض فِي غزوته تلك، فدخل عَلَيْهِ يَزِيد يعوده، وَقَالَ: أوصني. قَالَ: إذا مت فكفوني، ثم مر الناس فليركبوا، ثم يسيروا فِي أرض العدو حَتَّى إذا لم تجدوا مساغًا فادفنوني. قَالَ: ففعلوا ذلك. قَالَ: وَكَانَ أَبُو أيوب يقول: قَالَ اللَّه عَزَّ وجل [3] : انفروا خفافا وثقالا. فلا أجدني إلا خفيفًا أَوْ ثقيلًا. وروى قرة بْن خالد، عَنْ أبي يَزِيد المدني، قال: كان أبو أيوب والمقداد ابن الأسود يقولان: أمرنا أن ننفر عَلَى كل حال، ويتأولان: انفروا خفافًا وثقالًا. (8266) أَبُو [4] واثلة راشد السلمي. له صحبة. يعد فِي أهل الحجاز.

_ [1] في أ: قال: ولما. [2] في أ: وما علينا أن أمر علينا. [3] سورة التوبة، آية 42. [4] هكذا جاءت هنا هذه الترجمة.

باب الباء

باب الباء (2867) أَبُو البداح [1] بْن عَاصِم بْن عدي بْن الجد بْن العجلان البلوي، من قضاعة، ثم الأَنْصَارِيّ، حليف لبني عَمْرو بْن عوف. اختلف فيه فقيل: الصحبة لأبيه، وَهُوَ من التابعين. وقيل أَبُو البداح له صحبة، وَهُوَ الَّذِي توفي عَنْ سبيعة الأسلمية إذ خطبها أَبُو السنابل بْن بعكك، ذكره ابْن جريج وغيره، وَهُوَ الصحيح فِي أن له صحبة، والأكثر يذكرونه فِي الصحابة. وقيل: أَبُو البداح لقب وكنيته أَبُو عَمْرو. (2868) أَبُو بردة بْن قيس الأشعري، أخو أبي مُوسَى الأشعري، اسمه عامر ابن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، قد تقدم ذكر نسبه فِي باب اسم أخيه [2] . حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهمّ اجعل فناء أمتي بالطعن والطاعون. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْيَمَنِ فِي بِضْعٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا مِنْ قَوْمِنَا، إِمَّا قَالَ: اثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ، أَوْ ثَلاثَةً وَخَمْسِينَ، وَنَحْنُ ثَلاثَةُ إِخْوَةٌ: أَبُو مُوسَى، وَأَبُو رُهْمٍ، وَأَبُو بُرْدَةَ، فَأَخْرَجَتْنَا سَفِينَتُنَا إِلَى النَّجَاشِيِّ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَعِنْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَأَصْحَابُهُ، فَأَقْبَلْنَا جَمِيعًا فِي سَفِينَتِنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ ... وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ. (2869) أبو بردة بن نيار. اسمه هاني بْن نيار. هَذَا قول أهل الحديث. وقيل:

_ [1] ككتان- القاموس. [2] صفحة 979.

(2870) أبو بردة الظفرى الأنصاري،

هاني بْن عَمْرو. هَذَا قول ابْن إِسْحَاق. وقيل: بل اسمه الحارث بْن عَمْرو، وذكره هشيم، عَنِ الأشعث، عَنْ عدي بْن ثابت، عَنِ البراء، قَالَ: مر بي خالي، وَهُوَ الحارث بْن عَمْرو، وَهُوَ أَبُو بردة بْن نيار. وقيل: مالك بْن هبيرة- قاله إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي. ولم يختلفوا أنه من بلىّ، وينسبونه: هاني ابن عَمْرو بْن نيار، والأكثر يقولون: هاني بْن نيار بْن [1] عبيد بْن كلاب بْن غنم [2] بْن هبيرة بْن ذهل بْن هاني بْن بلىّ بن عمرو بن حلوان بن الحالف بْن قضاعة البلوي، حليف للأنصار، لبني حارثة منهم، كان رضى الله عنه عقيبا بدريًا. وشهد أَبُو بردة بْن نيار العقبة الثانية مَعَ السبعين فِي قول مُوسَى بْن عُقْبَةَ وابن إِسْحَاق والواقدي. وَقَالَ أَبُو معشر: شهد بدرًا وأحدًا وسائر المشاهد، وكانت معه راية بني حارثة فِي غزوة الفتح. قَالَ الْوَاقِدِيّ: توفي فِي أول خلافة معاوية بعد شهوده مَعَ علي حروبه كلها. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: انخذل عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فِي حين خروجه إِلَى أحد بثلاثمائة، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة، وَكَانَ المشركون ثلاثة آلاف، والخيل مائتا فارس، والظعن خمس عشرة امرأة، وَكَانَ فِي المشركين سبعمائة دارع، وَكَانَ فِي المسلمين مائة دارع، ولم يكن معهم من الخيل إلا فرسان: فرس لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفرس لأبي بردة بْن نيار الحارثي- يعني حليفا لهم. (2870) أَبُو بردة الظفري الأَنْصَارِيّ، وظفر هُوَ كعب بْن مالك بْن الأوس، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: يخرج فِي الكاهنين رجل

_ [1] في أسد الغابة: بن نيار بن عمرو بن عبيد. [2] في أسد الغابة: بن كلاب بن دهمان بن غنم.

(2871) أبو بردة الأنصاري.

يدرس القرآن درسًا لا يدرسه أحد بعده. ذكره ابْن وهب، عَنْ أبي صخر، عَنْ عبيد اللَّه بْن مغيث بْن أبي بردة الظفري، عَنْ أبيه عَنْ جده. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يقولون: إنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي، والكاهنان قريظة والنضير. (2871) أَبُو بردة الأَنْصَارِيّ. روى عنه جابر بْن عَبْد اللَّهِ أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا فِي حد من حدود اللَّه. حديثه هَذَا عند بكير بْن الأشج، عَنْ سُلَيْمَان بْن يسار، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جابر، عَنْ أبيه، عَنْ أبي بردة الأَنْصَارِيّ، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: لا أدري هَذَا هُوَ الظفري أَوْ غيره. وَقَالَ غيره: هَذَا الحديث رواه جابر عَنْ أبي بردة بْن نيار، وذكره في باب أبى بردة بن نيار. (2872) أَبُو برزة الأسلمي، اختلف فِي اسمه واسم أبيه، وأصح مَا فِي ذلك قول من قَالَ: اسمه نضلة بْن عبيد، وَهُوَ قول أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وَقَالَ غيرهما: أَبُو برزة نضلة بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال نضلة بْن عائذ وينسب نضلة بن عبيد بن الحارث ابن جبال [1] بْن دعبل بْن ربيعة بْن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بْن عامر الأسلمي، نزل البصرة وله بها دار، وأتى خراسان، فنزل مرو، ومات بالبصرة بعد ولاية ابْن زياد، وقبل موت معاوية سنة ستين. وقيل: بل مات سنة أربع وستين. (2873) أَبُو بشير الأَنْصَارِيّ. قيل: المازني الأَنْصَارِيّ. وقيل: الساعدي الأَنْصَارِيّ، وقيل الأَنْصَارِيّ الحازمي، لا يوقف له عَلَى اسم صحيح، ولا سماه من يوثق به ويعتمد عَلَيْهِ. وقد قيل: اسمه قيس بْن عبيد من بني النجار، ولا يصح. والله أعلم. ومن قَالَ ذلك نسبه فَقَالَ: قيس بْن عبيد بْن الحارث بْن عمرو بن الجعد من بنى مازن

_ [1] في الإصابة: حبال بن ربيعة بن دعبل بن أنس بن جذيمة.

(2874) أبو بصرة الغفاري.

ابن النجار، له صحبة ورواية، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم. روى عنه عباد ابن تَمِيمٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، وَضَمْرَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وسعيد بن نافع، فرواية عباد ابن تَمِيمٍ عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ أَنَّ أَبَا بَشِيرٍ الأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا مَوْلاهُ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ- وَالنَّاسُ فِي مَقِيلِهِمْ: لا تُبْقَيَنَّ فِي رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلادَةٌ مِنْ وَترٍ إِلا قُطِعَتْ. وحديث سَعِيد بْن نافع عنه، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عن الصلاة عند طلوع الشمس حَتَّى ترتفع. وحديث عمارة بْن غزية عنه أن النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم حرّم ما بين لابنيها- يعني المدينة. وروت عنه ابنته عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الحمى من فيح جهنم، كل هَذَا عندي لرجل واحد. ومنهم من يجعل هذه الأحاديث لرجلين. ومنهم يجعلها لثلاثة، والصحيح أنه رجل واحد، ليس فِي الصحابة أَبُو بشير غيره. وَقَالَ خليفة: مات أَبُو بشير بعد الحرة، وَكَانَ قد عمر طويلًا. وقيل: مات سنة أربعين، والأول أصح، لأنه أدرك الحرة، وما أعلم فيهن من يكنى أبا بشير بعد إلا الحارث بْن خزيمة بْن عدي الأَنْصَارِيّ، فإنه يكنى أبا بشير فِيمَا ذكر الْوَاقِدِيّ. وفي الصحابة من يكنى أبا بشير البراء بْن معرور، وعباد بن بشر. (2874) أَبُو بصرة الغفاري. اختلف فِي اسمه. فقيل: جميل بن بصرة. وقيل: حميل [1] ، كل ذلك مضبوط محفوظ عنهم، وأصح ذلك جميل. وهو جميل

_ [1] في أسد الغابة: بضم الحاء.

(2875) أبو بصير.

ابن بصرة بْن وقاص بْن حبيب بْن غفار. روى عنه أبو هريرة. أخبرنا خلف ابن قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الحسن الطوسي، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل، أخبرني سَعِيد بْن أبي مريم، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جعفر، أخبرني زيد ابْن أسلم، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيّ، عَنْ أبي هريرة، قَالَ: أتيت الطور، فلقيت جميل بْن بصرة الغفاري صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث. وَقَالَ يَزِيد بْن زريع، عَنْ روح بْن القاسم، عَنْ زيد بْن أسلم، عَنْ سَعِيد بْن سَعِيد الْمَقْبُرِيّ- أن أبا بصرة جميل بْن بصرة لقي أبا هريرة، وَهُوَ مقبل من الطور ... فذكر الحديث. وَقَالَ علي بْن المديني: اسم أبي بصرة الغفاري جميل بْن بصرة. قاله لي بعض ولده. روى عنه أَبُو تميم الجيشاني مرفوعًا فِي المحافظة عَلَى صلاة العصر، وأنه لا صلاة بعدها حَتَّى يطلع الشاهد، والشاهد النجم سكن أَبُو بصرة الحجاز، ثم تحول إِلَى مصر. ويقال: إن عزة التي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه. والله أعلم. (2875) أَبُو بصير. اختلف فِي اسمه ونسبه، فقيل: عبيد بْن أسيد بْن جارية. وذكر خليفة، عَنْ أبي معشر، قَالَ: اسمه عتبة بْن أسيد بن جارية بن أسيد ابن عَبْد اللَّهِ بْن سلمة [1] بْن عَبْد اللَّهِ بْن غيرة بْن عوف بْن قسي، وَهُوَ ثقيف بن منبه ابن بكر بْن هوازن، حليف لبني زهرة. وَقَالَ ابن إسحاق: أبو بصير عتبة ابن أسيد بْن جارية. قَالَ ابْن شهاب: هُوَ رجل من قريش وَقَالَ ابْن هشام: هُوَ ثقفي. وأظن أن ابْن شهاب نسبه إِلَى حلفه في بني زهرة، وله قصة فِي المغازي عجيبة ذكرها ابْن إِسْحَاق وغيره، وقد رواها معمر عن ابن شهاب، ذكر عبد الرازق، عَنْ معمر، عَنِ ابْن شهاب فِي قصة القضية عام الحديبيّة، قال:

_ [1] في أسد الغابة: بن أبى سلمة.

ثم رجع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى المدينة فجاءه أَبُو بصير- رجل من قريش- وَهُوَ مسلم، فأرسلت قريش فِي طلبه رجلين، فقالا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: العهد الَّذِي جعلت لنا أن ترد إلينا كل من جاءك مسلما. فدفعه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الرجلين، فخرجا حَتَّى بلغا به ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فَقَالَ أَبُو بصير لأحد الرجلين: والله إني لأرى سيفك هَذَا جيدًا يَا فلان، فاستله الآخر، وَقَالَ: أجل والله، إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت. فَقَالَ له أَبُو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه به حَتَّى برد، وفر الآخر حَتَّى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فَقَالَ له النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين رآه: لقد رأى هَذَا ذعرًا. فلما انتهى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قتل والله صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أَبُو بصير، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قد والله وفت ذمتك، وقد رددتني إليهم، فأنجاني اللَّه منهم. فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويل أمه مسعر حرب. لو كَانَ معه أحد. فلما سمع ذلك علم أنه سيرده إليهم، فخرج حَتَّى أتى سيف البحر. قَالَ: وانفلت منهم أَبُو جندل بْن سهيل بن عمرو، فلحق بأبي بصير، وجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم، إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة. قال: فو الله مَا يسمعون بعير خرجت لقريش إلا اعترضوا لهم، فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تناشده اللَّه والرحم إلا أرسل إليهم، فمن أتاك منهم فهو آمن. وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ هَذَا الخبر فِي أبي بصير بأتم ألفاظ وأكمل سياقه، قَالَ: وَكَانَ أَبُو بصير يصلي لأصحابه، وَكَانَ يكثر من قول اللَّه العلي الأكبر، من ينصر اللَّه فسوف ينصره. فلما قدم عليهم أبو جندل كان هو يؤمّهم،

(2876) أبو بصيرة.

واجتمع إِلَى أبي جندل حين سمع بقدومه ناس من بني غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب، حَتَّى بلغوا ثلاثمائة وهم مسلمون، فأقاموا مَعَ أبي جندل وأبي بصير لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها. وذكر مرور أبي العاص بْن الربيع بهم وقصته، قَالَ: وكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أبي جندل وأبي بصير ليقدما عَلَيْهِ ومن معهما من المسلمين أن يلحقوا ببلادهم وأهليهم، فقدم كتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جندل، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه، فدفنه أَبُو جندل مكانه، وصلى عَلَيْهِ، وبنى عَلَى قبره مسجدًا. وذكر ابْن إِسْحَاق هَذَا الخبر بهذا المعنى، وبعضهم يَزِيد فيه عَلَى بعض، والمعنى متقارب إن شاء اللَّه تعالى. (2876) أَبُو بصيرة. ذكره سيف بْن عُمَرَ فيمن شهد قتال اليمامة من الأنصار، وذكر له هناك خبرا. أَبُو بَكْر الصديق - هُوَ عَبْد اللَّهِ بْن أبي قحافة واسم أبي قحافة عُثْمَان بْن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي التميمي. لم يختلفوا فِي اسمه ولا اسم أبيه. وكذلك لم يختلفوا أن لقبه عتيق. وقد اختلف فِي المعنى الَّذِي قيل له من اجله عتيق على حسب ما قد ذكرناه في باب اسمه في العبادلة من هَذَا الكتاب. وأمه أم الخير. واسمها سلمى بنت صخر بْن عامر بْن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة ابنة عمه. وقد ذكرنا من مناقبه وعيون أخباره في باب اسمه مَا فيه اكتفاء وشفاء. والحمد الله. روى حبيب بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ:، مَنْ أَكْبَرُ، أنا وأنت؟ فقال: بل أَنْتَ أَكْبَرُ وَأَكْرَمُ وَخَيْرٌ مِنِّي. وَأَنَا أَسَنُّ مِنْكَ. وَهَذَا الْخَبَرُ لا يُعْرَفُ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَأَحْسَبُهُ وَهْمًا لأَنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالأَخْبَارِ وَالسِّيَرِ وَالآثَارِ يَقُولُونَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ استوفى مدة خِلافَتِهِ سِنَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُوُفِّيَ وَهُوَ ابْنُ «ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً» (2877) أَبُو بَكْرة الثقفي، اسمه نفيع بْن مسروح. وقيل: نفيع بن الحارث ابن كلدة بْن عَمْرو بْن علاج بْن أبي سلمة بْن عبد العزى بْن عبدة بْن عوف بْن قسي، وَهُوَ ثقيف. وأم أبي بكرة سمية جارية الحارث بْن كلدة، وقد ذكرنا خبرها فِي باب زياد لأنها أمهما، وَكَانَ أَبُو بَكْرة يقول: أنا مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويأبى أن ينتسب، وَكَانَ قد نزل يوم الطائف إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف، فأسلم فِي غلمان من غلمان أهل الطائف، فأعتقهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان يقول: أنا مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد عد فِي مواليه. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت يحيى بن معين يقول: أملى علي هوذة بْن خليفة البكراوي، نسبه إلى أبي بكرة، فلما بلغ إلى أبي بكرة قلت: ابن من؟ قَالَ: دع لا تزده. وَكَانَ أَبُو بَكْرة يقول: أنا من إخوانكم فِي الدين، وأنا مولى

(2878) أبو بهسة [1] .

رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أبى الناس إلا أن ينتسبوني، فأنا نفيع ابن مسروح. وَكَانَ من فضلاء الصحابة، وَهُوَ الَّذِي شهد عَلَى الْمُغِيرَة بْن شعبة، فبت الشهادة، وجلده عمر حد القذف إذ لم تتم الشهادة، ثم قَالَ له عمر: تب تقبل شهادتك. فَقَالَ له: إنما تستتيبني لتقبل شهادتي. قَالَ: أجل. قَالَ: لا جرم، إني لا أشهد بين اثنين أبدًا مَا بقيت فِي الدنيا. روى ابْن عيينة ومحمد بْن مسلم الطائفي، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن ميسرة، عَنْ سَعِيد ابن المسيب، قَالَ: شهد عَلَى الْمُغِيرَة ثلاثة، ونكل زياد، فجلد عمر الثلاثة، ثم استتابهم، فتاب اثنان، فجازت شهادتهما، وأبى أَبُو بَكْرة أن يتوب. وَكَانَ مثل النصل من العبادة، حَتَّى مات. قيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كناه بأبي بكرة، لأنه تعلق ببكرة من حصن الطائف، فنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ أولاده أشرافًا بالبصرة بالولايات والعلم، وله عقب كثير. وتوفي أَبُو بَكْرة بالبصرة سنة إحدى، وقيل: سنة اثنين وخمسين، وأوصى أن يصلي عَلَيْهِ أَبُو برزة الأسلمي، فصلى عَلَيْهِ. قَالَ الحسن البصري: لم ينزل البصرة من الصحابة ممن سكنها أفضل من عمران بْن حصين وأبى بكرة. (2878) أَبُو بَهْسَةَ [1] . حَدَّثَنَا الْحَكَمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُهَنْدِسِ، حدثنا الدولابي، حدثنا أَبُو بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِي، حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ يَسَارِ ابن مَنْصُورٍ- رَجُلٍ مِنْ فِزَارَةَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي بَهْسَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أُدْخِلَ يَدِي [2] فِي قَمِيصِهِ، فَجَعَلْتُ أَدْنُو مِنْهُ، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الشَّيْءُ الَّذِي لا يَحِلُّ مَنْعُهُ؟ قَالَ: الْمِلْحُ وَالْمَاءُ ذكره الدولابي في الكنى من الصحابة.

_ [1] هكذا في ى. وفي أسد الغابة: أبو بهيسة. وفي الإصابة: أبو بهيسة- بالتصغير- الفزاري. [2] في أسد الغابة: استأذن النبي أدخل يده في قميصه. وفي الإصابة: استأذن يدخل يده بينه وبين ثيابه.

باب التاء

باب التاء (2879) أَبُو تميم الجيشاني. حَدَّثَنَا الحكم، حَدَّثَنَا ابْن المهندس، حَدَّثَنَا الدَّوْلابِيّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حميد أَبُو قرة الرعيني، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الربيع بْن طارق، عَنِ ابْن لهيعة، عَنْ أبي تميم الجيشاني، قَالَ: تعلمت القرآن من معاذ بْن جبل حين قدم علينا اليمن، ذكره الدولابي. (2880) أَبُو تَمِيمَةَ، ذَكَرَهُ الْعَقِيلِيُّ فِي كِتَابِهِ فِي الصحابة. قال: حدثنا أبو يحيى ابن أَبِي مُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا غَالِبُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَرِيرِيُّ [1] ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تَمِيمَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يَتَّخِذُوا الأَمَانَةَ مَغْنَمًا، وَالزَّكَاةَ مَغْرَمًا، وَالْخِلافَةَ مُلْكًا، وَالزِّيَارَةَ فَاحِشَةً، وَيُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ. قِيلَ: وَمَا الزِّيَارَةُ فَاحِشَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَصْنَعُ طَعَامًا لأَخِيهِ يَدْعُوهُ فَيَكُونُ فِي صَنِيعَتِهِ النِّسَاءُ الْخَبَائِثُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ، وَلا يُعْرَفُ فِي الصَّحَابَةِ أَبُو تَمِيمَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْن سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا عبيد اللَّه بْن عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا معاذ بْن معاذ، عَنِ ابْن عون، عَنْ بكر بْن عبد الله المزني، قال: قَالُوا لأبي تميمة: كيف أنت يَا أبا تميمة؟ قَالَ: بين نعمتين: ذنب مستور، وثناء من الناس. وهذا أَبُو تميمة طريف بْن مجالد الهجيمي، بصري تابعي، يروي عَنْ أبي هريرة وأبي مُوسَى، ويروي عنه قتادة وبكر المزني وقد ذكر بعض من ألف فِي الصحابة أبا تميمة الهجيمي فغلط، والله الموفق.

_ [1] الحريري- بضم الحاء المهملة وفتح الراء وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره راء ثانية- أسد الغابة.

باب الثاء

باب الثاء (2881) أَبُو ثابت بْن عبد [1] بْن عَمْرو بْن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم ابن حارثة الحارثي الأَنْصَارِيّ، شهد أحدًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يقولون: إنه جد علي بْن ثابت، وفي ذلك نظر. (2882) أَبُو ثروان. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه عنترة أَبُو وكيع. (2883) أَبُو ثعلبة الأشجعي. قَالَ البخاري: له صحبة، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم- أنه من مات له ولد ... الحديث. (2884) أَبُو ثعلبة الأَنْصَارِيُّ. لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، حَدِيثُهُ عِنْدَ حَمَّادِ بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مَالِكِ بْنِ أَبِي ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فِي وَادِي مَهْزُورٍ [2] أَنَّ الْمَاءُ يُحْبَسُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثُمَّ يُرْسَلُ، لا يُمْنَعُ إِلا عَلَى الأسفل. (2885) أَبُو ثعلبة الثقفي. حديثه عند إِسْمَاعِيل بْن عياش، عَنْ عبد العزيز بْن عبيد اللَّه، عن جعفر بن عمرو بن أمية، عن إِبْرَاهِيم بْن عُمَرَ، قَالَ: سمعت كردم بْن قيس يقول: خرجت مَعَ ابْن عم لي يقال له أَبُو ثعلبة فِي يوم حار، وعلي حذاء ولا حذاء عَلَيْهِ، فَقَالَ: أعطني نعليك. فقلت: لا، إلا أن تزوجني ابنتك. فَقَالَ: أعطني فقد زوجتكها. فلما انصرفنا بعث إلي بالنعلين، وَقَالَ: لا زوجة لك عندنا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: دعها فلا خير لك فِيهَا. قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني نذرت لأنحرن ذودًا من ذودى

_ [1] في أسد الغابة: بن عبد عمرو. وفي الإصابة مثل ى. [2] مهزورا: وادي قريظة (ياقوت) .

(2886) أبو ثعلبة الخشني.

بمكان كذا وكذا. فَقَالَ: عَلَى عيد من أعياد الجاهلية، أَوْ عَلَى قطيعة رحم، أَوْ مَا لا تملك! قلت: لا، فَقَالَ: أوف بنذرك. ثم قَالَ: لا نذر فِي قطيعة رحم، ولا فِيمَا لا يملك ابْن آدم. (2886) أَبُو ثعلبة الخشني. اختلف فِي اسمه واسم أبيه اختلافًا كثيرًا، فقيل اسمه جرهم [1] . وقيل جرثوم [2] ، وقيل ابْن ناشب. وقيل ابْن ناشم. وقيل ابن لا شر. وقيل: اسمه عَمْرو بْن جرثوم. وقيل اسمه لا شر [3] بْن جرهم. وقيل الأسود بْن جرهم. وقيل جرثومة، ولم يختلفوا فِي صحبته ونسبه إِلَى خشين، وَهُوَ وائل بْن النمر بْن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بْن قضاعة، غلبت عَلَى أبي ثعلبة هَذَا كنيته، وَكَانَ ممن بايع تحت الشجرة ثم نزل الشام. ومات فِي خلافة معاوية. وقد قيل: إنه توفي سنة خمس وسبعين فِي ولاية عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ ابن الكلبي: أبو ثعلبة لا شر بْن جرهم، بايع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيعة الرضوان، وضرب له بسهم يوم خيبر، وأرسله رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قومه فأسلموا، وأخوه عَمْرو بْن جرهم أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهما من ولد ليوان بْن مرة بْن خشين بْن النمر بْن وبرة، ثم نسبه كما ذكرنا. (2887) أَبُو ثور الفهمي. له صحبة، لا يعرف اسمه واسم أبيه. حديثه عند أهل مصر، يرويه ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيد بْن عَمْرو، عنه، قَالَ: كنا عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأتى بثوب من معافر، فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: لعن اللَّه هَذَا الثوب، ولعن من عمله. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تلعنهم، فإنهم مني وأنا منهم.

_ [1] بضم الجيم والهاء بينهما راء؟ ساكنة (الإصابة) . [2] في الإصابة: جرثم وقيل جرثوم. [3] وقيل: لاشق. وقيل لاش (الإصابة وتهذيب التهذيب) .

باب الجيم

باب الجيم (2888) أَبُو جبيرة بْن الحصين بْن النعمان بْن سنان بن عبد بن كعب ابن عبد الأشهل. مذكور فِي الصحابة. (2889) أَبُو جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ الأشهلي، أخو ثابت ابن الضحاك. ولد بعد الهجرة. قَالَ بعضهم: له صحبة. وَقَالَ بعضهم: ليست له صحبة، وَهُوَ كوفي. روى عنه قيس بن أبي حازم، والشعبي، وابنه محمود ابن أبى جبيرة. (2890) أَبُو جبيرة الكندي. شامي، روى حديثًا فِي الوضوء. روى عنه جبير بْن نفير، مذكور فيمن نزل حمص من الصحابة. قَالَ أَبُو بكر أحمد ابن مُحَمَّد بْن عِيسَى: أَبُو جبيرة الكندي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته التي كَانَ زوجها، وعلمه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الوضوء. (2891) أَبُو جحيفة [1] السوائي: وهب بْن عَبْد اللَّهِ. ويقال: وهب بْن وهب، وَهُوَ وهب الخير السوائي، هُوَ من ولد حرثان بْن سواءة بْن عامر بْن صعصعة. وَكَانَ لعامر بْن صعصعة خمسة بنين، أعقب منهم أربعة: سواءة بْن عامر، وهلال بْن عامر، ونمير بْن عامر، وربيعة بْن عامر، وعمرو بْن عامر، ولم يعقب عَمْرو. وقد ذكرنا قبائل قيس وشعوبها فِي كتاب «الإنباه عَنْ قبائل الرواة» [2] . نزل أَبُو جحيفة الكوفة، وابتنى بها دارًا، وَكَانَ من صغار الصحابة، ذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي وأبو جحيفة لم يبلغ الحلم، ولكنه

_ [1] بالتصغير. [2] صفحة 83.

(2892) أبو جري [1] الهجيمي [2] ،

سمع من رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وروى عنه. وَكَانَ علي قد جعله عَلَى بيت المال بالكوفة، وشهد معه مشاهده كلها. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْوَرْدِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ وَاضِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَكَلْتُ ثَرِيدَةَ بُرٍّ بِلَحْمٍ، وَأَتَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشّأ، فقال: اكفف، أَوِ احْبِسْ، عَلَيْكَ جُشَاءَكَ أَبَا جُحَيْفَةَ، فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَمَا أَكَلَ أَبُو جُحَيْفَةَ وَمَلأَ بَطْنَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا، كَانَ إِذَا تَعَشَّى لا يَتَغَدَّى، وَإِذَا تَغَدَّى لا يَتَعَشَّى. (2892) أَبُو جري [1] الهجيمي [2] ، ثم التميمي. اختلف فِي اسمه، فقيل: جابر بْن سليم. وقيل: سليم بْن جابر. وقد ذكرناه فِي الأسماء [3] ، عداده فِي أهل البصرة، وحديثه عندهم. (2893) أَبُو الجعد الأشجعي. والد سالم بْن أبي الجعد. اسمه رافع مولى أشجع ابن ريث بْن غطفان، كوفي. يقال: إنه أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكر ذلك البغوي فِي كتابه فِي الصحابة وَقَالَ: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عُمَرَ: معظم روايته عَنْ علي، وعَبْد اللَّهِ. (2894) أَبُو الجعد الضَّمْرِيّ، من بني ضمرة بْن بكر بن عبد مناة بن عدي ابن كنانة. اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه أدرع. وقيل: جنادة. وقيل: عمرو ابن بكر [4] . له صحبة ورواية، وله دار فِي بنى ضمرة بالمدينة. روى عنه عبيدة ابن سفيان الحضرميّ. (2895) أَبُو جمعة. يقال: الأَنْصَارِيّ. ويقال: الكناني. اختلف في اسمه،

_ [1] بالتصغير. [2] في؟: الجهنيّ. [3] صفحة 253. [4] في التهذيب: بكير.

(2896) أبو الجمل.

فقيل: حبيب بْن سباع. وقيل: جنيد [1] بْن سباع. وقيل: حبيب بن وهب. وقيل: حبيب بْن فديك. وقيل: القاري من القارة. وقيل: الكناني. يعد فِي الشاميين. من حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قلنا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هل أحد خير منا؟ قَالَ: نعم، قوم يجيئون بعدكم يجدون كتابًا بين لوحين يؤمنون ويصدقون. (2896) أَبُو الجمل. قَالَ عباس [الدوري] [2] : سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: أَبُو الجمل صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه هلال بْن الحارث، وَكَانَ يكون بحمص. قَالَ يَحْيَى: وقد رأيت بها غلاما من ولده. (2897) أَبُو جميلة، سنين. رجل من بني سليم، من أنفسهم، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخرج معه عام الفتح. يعد فِي أهل الحجاز. روى عنه ابْن شهاب، وقد ذكرنا [3] خبره فِي «كتاب الاستذكار» . (2898) أَبُو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري. قدم تقدم ذكر نسبه إِلَى عامر بْن لؤي بْن غالب بْن فهر فِي باب أبيه سهيل، وفي باب أخيه عبد الله ابن سهيل بْن عَمْرو [4] . وَقَالَ الزُّبَيْر: اسم أبي جندل بن سهيل [5] بن عمرو ابن العاص بْن سهيل بْن عَمْرو، أسلم بمكة فطرحه أبوه فِي حديد، فلما كَانَ يوم الحديبية جاء يرسف [6] فِي الحديد إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه سهيل قد كتب فِي كتاب الصلح: إن من جاءك منا ترده علينا، فخلاه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذلك، وذكر كلام عمر، قَالَ: ثم إنه أفلت بعد ذلك أَبُو جندل فلحق بأبي بصير الثقفي، وَكَانَ معه فِي سبعين رَجُلا من المسلمين

_ [1] في تهذيب التهذيب: جنبذ بن سبع. [2] من أسد الغابة. [3] وقد سبق صفحة 689. [4] صفحة 669، 925 على الترتيب. [5] في أسد الغابة: اسم أبى جندل بن سهيل العاصي. [6] الرسف: مشى المفيد إذا صار يتحامل برجله على القيد.

يقطعون على من مرّ بهم من غير قريش وتجارهم، فكتبوا فيهم إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يضمهم إليه، فضمهم إليه، قال: وقال أبو جندل- وهو وهو مع أبى بصير: أبلغ قريشًا من أبي جندل ... أني بذي المروة بالساحل فِي معشر تخفق أيمانهم ... بالبيض فِيهَا والقنى الذابل يأبون أن تبقى لهم رفقة ... من بعد إسلامهم الواصل أَوْ يجعل اللَّه لهم مخرجًا ... والحق لا يغلب بالباطل فيسلم المرء بإسلامه ... أَوْ يقتل المرء ولم يأتل وقد غلطت طائفة ألفت فِي الصحابة فِي أبي جندل هَذَا، فَقَالُوا: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن سهيل، وإنه الَّذِي أتى مَعَ أبيه سهيل إِلَى بدر، فانحاز من المشركين إِلَى المسلمين، وأسلم وشهد بدرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا غلط فاحش. وعَبْد اللَّهِ بْن سهيل ليس بأبي جندل، ولكنه أخوه، كَانَ قد أسلم بمكة قبل بدر، ثم شهد بدرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على مَا ذكرنا من خبره فِي بابه [1] . واستشهد باليمامة فِي خلافة أبي بكر. وأبو جندل لم يشهد بدرًا ولا شَيْئًا من المشاهد قبل الفتح. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، لم يزل أَبُو جندل وأبوه مجاهدين بالشام حَتَّى ماتا- يعني فِي خلافة عمر. وذكر عبد الرزاق، عَنِ ابْن جريج، قَالَ: أخبرت أن أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بْن سهيل بْن عَمْرو، وضرار بْن الخطاب، وأبا الأزور، وهم من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد شربوا الخمر، فَقَالَ أَبُو جندل: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ... 5: 93

_ [1] صفحة 925.

(2899) أبو جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بن كعب القرشي العدوي.

الآية. فكتب أَبُو عبيدة إِلَى عمر: إن أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب عمر: إن الَّذِي زين لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة، فاحددهم. فَقَالَ أَبُو الأزور: أتحدوننا؟ قَالَ أَبُو عبيدة: نعم. قَالَ: فدعونا نلقي العدو غدًا فإن قتلنا فذاك، وإن رجعنا إليكم فحدونا، فلقي أَبُو جندل وضرار وأبو الأزور العدو، فاستشهد أَبُو الأزور، وحد الآخران. فَقَالَ أَبُو جندل: هلكت. فكتب بذلك أَبُو عبيدة إِلَى عمر، فكتب عمر إِلَى أبي جندل- وترك أبا عبيدة: إن الَّذِي زين لك الخطيئة حظر عليك التوبة، حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ ... 40: 1- 3 الآية. (2899) أَبُو جهم بْن حذيفة بْن غانم بْن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج ابن عدي بْن كعب القرشي العدوي. قيل: اسمه عامر بن حذيفة. وقيل عبيد الله ابن حذيفة. أسلم عام الفتح، وصحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ مقدمًا فِي قريش معظمًا، وكانت فيه وفي بنيه شدة وعزامة. قَالَ الزُّبَيْر: كَانَ أَبُو جهم بْن حذيفة من مشيخة قريش عالمًا بالنسب، وَهُوَ أحد الأربعة الَّذِينَ كانت قريش تأخذ منهم علم النسب. وقد ذكرتهم فِي باب عقيل [1] ، قَالَ: وَقَالَ عمي: كَانَ أَبُو جهم بْن حذيفة من المعمرين من قريش، حضر بناء الكعبة مرتين: مرة فِي الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها ابْن الزُّبَيْر، وَهُوَ أحد الأربعة الَّذِينَ دفنوا عُثْمَان بْن عفان، وهم: حكيم بْن حزام، وجبير بْن مطعم، ونيار بْن مكرم، وأبو جهم بْن حذيفة، هكذا ذكر الزُّبَيْر عَنْ عمه أن أبا جهم بْن حذيفة شهد بنيان الكعبة فِي زمن ابْن الزُّبَيْر. وغيره يقول: إنه توفي فِي آخر خلافة معاوية. والزبير وعمه أعلم بأخبار قريش. وأبو جهم بْن حذيفة هَذَا هُوَ الّذي أهدى إلى رسول

_ [1] صفحة 1079.

(2900) أبو الجهيم -

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خميصة [1] لَهَا علم، فشغلته فِي الصلاة، فردها، عَلَيْهِ. هَذَا معنى رواية أئمة أهل الحديث. وذكر الزُّبَيْر قَالَ: حدثني عمر بْن أبي بكر المؤملي، عَنْ سَعِيد بْن عبد الكبير بْن عبد الحميد [بْن عَبْد الرَّحْمَنِ] [2] بْن زيد بْن الخطاب، عَنْ أبيه، عَنْ جده، قَالَ: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بخميصتين سوداوين، فلبس إحداهما، وبعث الأخرى إِلَى أبي جهم بْن حذيفة، ثم إنه أرسل إِلَى أبي جهم فِي تلك الخميصة، وبعث إليه التي لبسها هُوَ، ولبس التي كانت عند أبي جهم بعد أن لبسها أَبُو جهم لبسات. قَالَ: وبلغنا أن أبا جهم بْن حذيفة أدرك بنيان الكعبة حين بناها ابْن الزُّبَيْر، وعمل فِيهَا، ثم قَالَ: قد عملت فِي الكعبة مرتين: مرة فِي الجاهلية بقوة غلام يفاع، وفي الإسلام بقوة شيخ فان. (2900) أَبُو الجهيم- ويقال: أَبُو الجهم- بْن الحارث بْن الصمة الأَنْصَارِيّ. أبوه من كبار الصحابة، وقد [3] نسبناه فِي بابه من هَذَا الكتاب. روى عَنْ أبي جهيم هَذَا عمير مولى ابْن عباس فِي التيمم فِي الحضر عَلَى الجدار. حديثه هَذَا عند جعفر بْن ربيعة، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن زهير الأعرج، عَنْ عمير مولى ابْن عباس، سمعه يقول: أقبلت أنا وعَبْد اللَّهِ بْن يسار مولى ميمونة، حَتَّى دخلنا على أبى الجهيم ابن الحارث بْن الصمة الأَنْصَارِيّ، فَقَالَ لنا: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل [4] ، فلقيه رجل فسلم عَلَيْهِ، فلم يردّ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم عَلَيْهِ شَيْئًا، حَتَّى أتى عَلَى جدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رد السلام عَلَيْهِ. لا أعلم روى عنه غير عمير مولى ابْن عباس. وهذا الحديث رواه الليث بْن سعد، عَنْ جعفر بْن ربيعة. واختلف عَلَى الليث فِي بعض ألفاظه، وفي أبي الجهيم، فمنهم

_ [1] الخميصة: كساء أسود مربع له علمان (القاموس) . [2] ليس في أسد الغابة. [3] صفحة 292. [4] موضع بالمدينة.

(2901) أبو جهيم عبد الله بن جهيم الأنصاري.

من يقول: أبو الجهيم. ومنهم من يقول: أَبُو الجهم بْن الحارث بْن الصمة. ومنهم من يذكر المرفقين فِي التيمم، ومنهم من لا يذكرهما. (2901) أَبُو جهيم عَبْد اللَّهِ بْن جهيم الأَنْصَارِيّ. روى عنه بسر بْن سَعِيد، مولى الحضرميين، عن النبي صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي: أنه لو علم مَا عَلَيْهِ فِي المرور بين يديه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه. رواه مالك بْن أنس، عَنْ أبي النضر مولى عمر بْن عبيد اللَّه، عَنْ بسر بْن سَعِيد، عَنْ أبي جهيم الأَنْصَارِيّ، ولم يسمه. ورواه ابْن عيينة، عن أبى النضر، عن بسر ابن سَعِيد، عَنْ أبي جهيم عَبْد اللَّهِ بْن جهيم، فسماه. وَذَكَرَ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عن سالم أبى النضر، عن بسر ابن سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُهَيْمٍ، قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُكُمْ مَا عَلَيْهِ فِي الْمُرُورِ بَيْنَ يَدَيْ أَخِيهِ وَهُوَ يُصَلِّي- يَعْنِي مِنَ الإِثْمِ- لَوَقَفَ أَرْبَعِينَ. فَلَمْ يَذْكُرْ كُنْيَتَهُ، وَهُوَ أَشْهَرُ بِكُنْيَتِهِ عَلَى مَا قَالَ مَالِكٌ. يقال: أبو جهم هذا هو ابن أخت أبي بْن كعب، ولست أقف عَلَى نسبه فِي الأنصار. باب الحاء (2902) أَبُو حاتم المزني. له صحبة. يعد في أهل المدينة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة فِي الأرض وفساد كبير. (2903) أَبُو الحارث الأَنْصَارِيّ. ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي البدريين، ونسبه، فَقَالَ: أَبُو الحارث بْن قيس بْن خلدة بْن مخلد الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ.

(2904) أبو حازم،

(2904) أَبُو حازم، والد قيس بْن أبي حازم الأحمسي، كوفي، اختلف فِي اسمه، فقيل: عوف بن الحارث. وقيل: عبد عوف [1] بن الحارث. وقيل: حصين ابن عوف. وَقَالَ خليفة: اسم أبي حازم والد قيس: عوف بن عبد عوف ابن خنيس [2] بْن هلال بْن الحارث بْن رزاح بن كليب [3] بن عمرو بن لؤيّ ابن رهم بْن معاوية بْن أحمس بْن الغوث بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث الأحمسي، له صحبة، هكذا نسبه خليفة وابن السكن، وخالفا الْوَاقِدِيّ فِي بعض الأسماء. رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَقُمْتُ فِي الشَّمْسِ، فَأَوْمَى بِيَدِهِ إِلَى الظِّلِّ. وَقَدْ غَلَطَ بَعْضُ مَنْ أَلَّفَ فِي الصَّحَابَةِ فَذَكَرَ فِيهِمْ أَبَا حَازِمٍ الأَنْصَارِيَّ لِحَدِيثٍ رواه حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حَازِمٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْحَدِيثَ: لا يَجْهَرُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقُرْآنِ. وهذا أَبُو حازم التمار اسمه دينار مولى أبي رهم الغفاري، يروي عَنِ البياضي، وأبي هريرة، وابن حديدة، وَهُوَ من صغار التابعين لا كبارهم، لا يشتبه ولا يشك أنه لا صحبة له عَلَى من له أدنى علم بهذا الشأن. وحديثه هَذَا إنما يرويه عَنِ البياضي كذلك. قَالَ مالك وغيره: والبياضي هَذَا اسمه فروة بْن عَمْرو بن ودقة بن عبيد بن عامر بن بياضة. هَذَا وبياضة فخذ من الأنصار من الخزرج. وقد مضى [4] ذكره ونسبه إلى الخزرج فِيمَا تقدم من هَذَا الكتاب فِي بابه منه مجوّدا هناك. والحمد للَّه.

_ [1] في أسد الغابة: وقيل: عوف بن عبد الحارث. [2] في أسد الغابة: حسيس. [3] في أسد الغابة: كلب. [4] صفحة 1259

(2905) أبو حاطب [1] عمرو بن شمس بن عبد ود بن نصر [بن مالك] [2] ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري،

(2905) أَبُو حاطب [1] عَمْرو بْن شمس بْن عبد ودّ بن نصر [بن مالك] [2] ابن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري، أخو سهيل بْن عَمْرو. هاجر إِلَى أرض الحبشة فِيمَا قَالَ ابْن إِسْحَاق. (2906) أَبُو حبة بْن غزية الأَنْصَارِيّ المازني النجاري. قَالَ الطبري: اسمه زيد ابن غزية بن عمرو [3] بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن ابن النجّار. شهد أقعدا وقتل يوم اليمامة شهيدًا. وذكر مُوسَى بْن عقبة، عن ابن شهاب فيمن استشهد يوم اليمامة، من الأنصار من بني مالك بْن النجار أَبُو حبة بْن غزية بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ. وَقَالَ أَبُو معشر: وممن قتل يوم اليمامة، من بني مازن بْن النجار من الأنصار أَبُو حبة بْن غزية. وَقَالَ سيف: وممن قتل يوم اليمامة أَبُو حبة بْن غزية بْن عَمْرو. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا من الخزرج، ولم يشهد بدرًا، والذي [4] قبله من الأوس بدري. ولأبي حبة بْن غزية أخوان: ضمرة بن غزية، وتميم ابن غزية، وابنه سَعِيد بْن أبي حبة قتل يوم الحرّة، هو والد ضمرة بْن سَعِيد شيخ مالك. قَالَ البخاري: قتل من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خلافة أبي بكر، أَبُو حبة بْن غزية بْن عَمْرو. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد قيل هَذَا [5] أَيْضًا أَبُو حنة بالنون، وليس بشيء، وإنما هُوَ أَبُو حبّة- بالباء، وليس بالبدري.

_ [1] في أسد الغابة: أبو حاطب بن عمرو. [2] من أسد الغابة. [3] في ى: عمر [4] الّذي كان قبله هو أبو حبة الأنصاري. وسيأتي عقبه في ترتيب الكتاب الجديد. [5] في التقريب: وقيل فيه بالنون. وهو وهم. وقيل هذا بالتحتانية.

(2907) أبو حبة [1] الأنصاري البدري.

(2907) أَبُو حبة [1] الأَنْصَارِيّ البدري. ويقال أَبُو حية- بالياء، وأبو حنة- بالنون، وصوابه أَبُو حبة- بالباء بواحدة. وقيل: اسمه عامر. وقيل: مالك. ذكره الْوَاقِدِيّ فِي موضعين من كتابه، فقيل في تسمية من شهد بدرا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأنصار من بني ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف أَبُو حنة. وَقَالَ فِي موضع آخر: أَبُو حنة بْن عَمْرو بْن ثابت اسمه مالك، هكذا قَالَ فِي الموضعين بالنون. وَقَالَ غيره: اسمه ثابت بْن النعمان. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: ليس فيمن شهد بدرًا أحد يقال له أَبُو حبة، وإنما هُوَ أَبُو حنة، واسمه مالك بْن عَمْرو بْن ثابت بْن كلفة بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف. وذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد عَنِ ابْن إِسْحَاق، قَالَ: أَبُو حبة- بالباء، من بني ثعلبة بْن عَمْرو. شهد بدرًا، وقتل يوم أحد، وَهُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمه. وكذلك قَالَ يونس بْن بكير، عَنِ ابْن إِسْحَاق أَبُو حبة- بالباء، شهد بدرًا. وَقَالَ ابْن نمير: أَبُو حبة البدري عامر بْن عبد عَمْرو. ويقال: عامر بن عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف الأكبر بْن مالك بْن الأوس. وأمه هند بنت أوس بْن عدي بْن أمية بْن عامر بْن خطمة، وَهُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمه. قاله ابْن إِسْحَاق، وذكره فِي البدريين. وذكر موسى ابن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: وشهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو حنة بْن عَمْرو بْن ثابت، هكذا قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب: أَبُو حنة بالنون فِيمَا ذكر ابْن أبي خيثمة، عن إبراهيم بن المنذر، عن محمد بن

_ [1] بتشديد الباء الموحدة (التقريب) .

(2908) أبو حبيب،

فليح، عَنْ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، وذكر الْوَاقِدِيّ، وابن نمير، وجمهور أهل الحديث: أَبُو حبة بالباء. ونسبه ابْن هشام فَقَالَ: هُوَ أخو أبي الصباح بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بْن مالك بْن الأوس، إلا أنه قَالَ فيه مرة: أَبُو حنة بالنون، ومرة أَبُو حبة بالباء، وكل ذلك عَنِ ابْن إِسْحَاق فِي البدريين، وذكره فيمن استشهد يوم أحد فَقَالَ فيه: أَبُو حبة بالباء فِي النسخة الصحيحة، ونسبه إِلَى بني عَمْرو بْن ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف. قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ أخو سعد بْن خيثمة لأمه. (2908) أَبُو حبيب، مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه. ذكر ابْن الكلبي أنه أَبُو حبيب بْن زيد بْن الحباب بْن أنس بْن زيد بْن عبيد، وفي عبيد هَذَا يجتمع مَعَ أبي بْن كعب، وَهُوَ بدري. (2909) أَبُو حثمة بْن حذيفة بْن غانم القرشي العدوي. والد سُلَيْمَان بْن أبي حثمة زوج الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ العدوية، وأخو أبي جهم بْن حذيفة. وقد مضى ذكر نسبه إِلَى عدي بْن كعب فِي باب أخيه أبي جهم [1] . ولهما أخوان أَيْضًا مورق بْن حذيفة بْن غانم، ونبيه بْن حذيفة بْن غانم، كلهم له رؤية ولا أعلم لهم رواية. (2910) أَبُو حثمة الأَنْصَارِيّ. والد سهل بْن أبي حثمة. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن ساعدة. ويقال عامر بْن [2] ساعدة. ويقال عامر بْن عدي بْن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي.

_ [1] صفحة 1623 [2] في أسد الغابة، وقيل: عامر بن ساعدة بن عدي بن مجدعة.

(2911) أبو الحجاج الثمالي عبد بن عبد.

كَانَ دليل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أحد، وشهد معه المشاهد بعدها. وبعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارصًا إِلَى خيبر، وضرب له بخيبر سهمه وسهم فرسه، وَكَانَ أَبُو بَكْر، وعمر، وعثمان يبعثونه خارصًا. توفي فِي آخر خلافة معاوية. (2911) أَبُو الحجاج الثمالي عبد بْن عبد. ويقال عَبْد اللَّهِ بْن عبد. له صحبة. يعد فِي الشاميين. وقيل اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عائذ الأزدي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الرحمن بن عائذ الأَزْدِيُّ. حَدِيثُهُ عِنْدَ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أبي بكر بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك الطائي، عن عبد الرحمن بن عَائِذٍ الأَزْدِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ: وَيْحَكَ ابْنَ آدَمَ مَا غَرَّكَ بِي! أَلَمْ تَعْلَمْ أني بيت الفتنة، وبيت الظلمة، وبيت الوحدة، وَبَيْتُ الدُّودِ، مَا غَرَّكَ بِي إِذْ كُنْتَ تَمُرُّ بِي فَدَّادًا. قَالَ: فَإِنْ كَانَ صَالِحًا، أجاب عنه مجيب القبر، فيقول: أرأيت أن كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ! قَالَ: فَيَقُولُ الْقَبْرُ: فَإِنِّي إِذًا أَعُودُ عَلَيْهِ خَضِرًا [1] ، وَيَعُودُ جَسَدُهُ عَلَيْهِ نُورًا، وَيَصْعَدُ رُوحُهُ إِلَى رب العالمين. قال ابن عائذ: فقلت: يا أبا الحجاج، ما الفداد [2] ؟ قال: الذي يقدم رجلا ويؤخر أخرى كمشيتك يَا بْن أخي أَحْيَانًا، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا اسمه [3] في العبادلة. (2912) أَبُو حدرد الأسلمي. من ولد أسلم بْن أفصى. اختلف فِي اسمه. فقيل: سلامة بْن عمير [4] بْن سلامة بْن سعد بْن مساب بن عبس [5] بن هوازن بن أسلم،

_ [1] فيء: خضراء. [2] في النهاية: فدادا: قيل أراد ذا أمل كثير وخيلاء وسعى دائم. [3] صفحة 643. [4] في أسد الغابة: ابن أبى سلامة. [5] في أسد الغابة: ابن الحارث بن عبس.

(2913) أبو حدرد

كذا قَالَ خليفة. وَقَالَ إِبْرَاهِيم المنذر: مساب بن الحارث بن عبس بن هوازن ابن أسلم. وَقَالَ أَحْمَد بْن حنبل: حدثت عَنِ ابْن إِسْحَاق أن اسمه عبد. وَقَالَ علي بن المدائني: اسمه عبيد. وَقَالَ يَحْيَى بْن معين: اسمه عبد. له صحبة، يعد فِي أهل الحجاز. روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي حدرد. وروى عنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْن الحارث التيمي، وأبو يَحْيَى الأسلمي. (2913) أَبُو حدرد آخر، له صحبة فِي قول بعضهم. اسمه الحكم بْن حزن. وقيل: اسم هَذَا البراء، فاللَّه أعلم. (2914) أَبُو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، كَانَ من فضلاء الصحابة من المهاجرين الأولين، جمع اللَّه له الشرف والفضل، صلى القبلتين، وهاجر الهجرتين جميعًا، وَكَانَ إسلامه قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دار الأرقم للدعاء فِيهَا إِلَى الإسلام. هاجر مَعَ امرأته سهلة بنت سهيل بْن عَمْرو إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُحَمَّد بْن أبي حذيفة، ثم قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بمكة، فأقام بها حَتَّى هاجر إِلَى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، والمشاهد كلها. وقتل يوم اليمامة شهيدًا، وَهُوَ ابْن ثلاث أَوْ أربع وخمسين سنة. يقال: اسمه مهشم. وقيل هشيم، وقيل هاشم. وَكَانَ رَجُلا طوالًا حسن الوجه أحول أثعل، والأثعل الَّذِي له سن زائدة، تدخلها من صلبها الأخرى، وفيه تقول أخته هند بنت عتبة، حين دعا أباه إِلَى البراز يوم بدر: فما شكرت أبا رباك من صغر ... حَتَّى شببت شبابا غير محجون الأحول الأثعل المشئوم طائره ... أَبُو حذيفة شر الناس فِي الدين

(2915) أبو حسن المازني بن عبد عمرو.

بل كَانَ من خير الناس فِي الدين. وكانت هي- إذ قالت هَذَا الشعر- من شر الناس فِي الدين. (2915) أَبُو حسن المازني بْن عبد عَمْرو. وقيل اسمه كنيته لا اشم له غير ذلك. وقيل: اسمه تميم بْن عبد عمرو. وقيل تميم بن عمرو. وهو جدّ يحيى ابن عمارة والد عَمْرو بْن يَحْيَى، شيخ مالك بْن أنس رحمهم اللَّه، مدني، له صحبة. يقال: إنه ممن شهد العقبة وبدرًا، حَدِيثُهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: الرَّجُلُ أَحَقُّ بِمَجْلِسِهِ إِذَا قَامَ عَنْهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْهِ. وَقَالَ لِرَجُلٍ قَعَدَ فِي مَجْلِسِ رَجُلٍ آخَرَ: اسْتَأْخِرْ عَنْ مَجْلِسِ الرَّجُلِ، فَكُلُّ إِنْسَانٍ بِمَجْلِسِهِ أَحَقُّ. رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَسَنٍ الْمَازِنِيُّ. وأبو حسن هَذَا هُوَ القائل لزيد بْن ثابت- حين قَالَ يوم الدار: يَا معشر الأنصار، كونوا أنصار اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مرتين- فَقَالَ له أَبُو حسن: لا، والله، لا نطيعك فنكون كما قَالَ اللَّه تعالى [1] : «أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا» 33: 67. ويقال: بل قَالَ له ذلك النعمان الزَّرْقِيّ. (2916) أَبُو الحسين السلمي، قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذهب من معدنه. ذكره الطبري، وقد تقدم أَبُو الحسين هَذَا [2] . (2917) أَبُو الحصين السلمي. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم يذهب من معدنه. ذكره الطبري. (2918) أَبُو حكيم الأَنْصَارِيّ. هُوَ عَمْرو بْن ثعلبة بْن وهب بْن عدىّ بن مالك ابن غنم بْن عدي بْن النجار، شهد بدرًا.

_ [1] سورة الأحزاب، آية 67. [2] سيأتي عقب هذه الترجمة في الترتيب الجديد للكتاب.

(2919) أبو الحمراء مولى آل عفراء.

(2919) أَبُو الحمراء مولى آل عفراء. ويقال مولى الحارث بْن رفاعة. قَالَ ابْن إِسْحَاق: زعموا أنه شهد بدرًا. وَقَالَ غيره: شهد بدرًا وأحدًا. (2920) أَبُو الحمراء. مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل اسمه هلال بْن الحارث. ويقال هلال بْن ظفر. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كَانَ يمر ببيت فاطمة وعلي عليهما السلام فيقول: السلام عليكم أهل البيت، إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا. (2921) أَبُو حميد الساعدي الأَنْصَارِيّ. اختلف فِي اسمه. فقيل: المنذر بن سعد ابن المنذر. وقيل: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد بْن المنذر. وقيل: عبد الرحمن بن عمرو ابن سعد بْن المنذر. وقيل: عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد بن مالك. وقيل: عبد الرحمن ابن عَمْرو بْن سعد بْن مالك بْن خالد بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة. وأمه أمامة بنت ثعلبة بْن جبل بْن أمية بْن عَمْرو بْن حارثة بْن عمرو بن الخزرج. يد فِي أهل المدينة توفي فِي آخر خلافة معاوية. روى عنه من الصحابة جابر ابن عَبْد اللَّهِ. وروى عنه من التابعين عروة بن الزبير، والعباس بن سهل ابن سعد، ومحمد بْن عَمْرو بْن عطاء، وخارجة بْن زيد بْن ثابت، وجماعة من تابعي أهل المدينة (2922) أَبُو حميضة معبد بْن عباد السالمي الأَنْصَارِيّ. من بني سالم بْن عوف. شهد بدرًا. كذا قَالَ فيه إِبْرَاهِيم بْن سعد، عَنِ ابْن إِسْحَاق أَبُو حميضة. وغيره يقول فيه: أبو حميضة [1] ، وكذلك قَالَ يونس بْن بكير عَنِ ابْن إسحاق.

_ [1] حميضة- بالحاء المهملة، والضاد المعجمة (مصغر) . وخميصة بالحاء المعجمة، والصاد المهملة (أسد الغابة، والقاموس، والتقريب) .

باب الخاء

باب الخاء (2923) أَبُو خالد، الحارث بْن قيس بْن خالد بْن مخلد. شهد بدرًا، وأحدًا، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قد شهد العقبة، ثم شهد اليمامة مَعَ خالد بْن الوليد فأصابه يومئذ جرح، فاندمل ثم انتقض في خلافة عمر ابن الْخَطَّابِ فمات، فهو يعد فيمن شهد اليمامة. وقد ذكرناه في الأسماء [1] . (2924) أَبُو خالد القرشي المخزومي والد خالد بْن أبي خالد. روى عنه ابنه خالد بْن أبي خالد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الطاعون مثل حديث أسامة وغيره، سمعه من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بتبوك. (2925) أَبُو خالد. ذكره البخاري، قَالَ: قَالَ وكيع، عن الأعمش، عن مالك ابن الحارث، عَنْ أبي خالد: وكانت له صحبة. قَالَ: وفدنا إِلَى عمر ففضل أهل الشام. (2926) أَبُو خداش الشرعبي حبان [2] بْن زيد، شامي. لا تصح له صحبة، ذكره بعضهم فِي الصحابة لحديث رَوَاهُ عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ السُّلَمِيِّ. رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي أَسْفَارِهِمْ فِي ثَلاثٍ: الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، وَالنَّارِ. هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ. وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ حِبَّانَ بْنَ زَيْدٍ الشَّرْعَبِيَّ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله

_ [1] صفحة 299 [2] بكسر الحاء، وآخره نون (أسد الغابة) .

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَوَاتٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، وَالنَّارِ. وهذا هُوَ الصحيح قول من قَالَ: أَبُو خداش، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا قول من قَالَ: عَنْ أبي خداش رجل من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روى أَبُو خداش هذا عن عبد الله بن عمرو ابن العاص. وَقَالَ أَبُو حفص عَمْرو بْن علي الفلّاس: سألت يحيى بن سعيد عَنْ حديث ثور بْن يَزِيد، عَنْ حريز [1] ، عَنْ أبي خداش، فَقَالَ: قَالَ لي معاذ: سمعته من حريز فاسأله عنه، فلم أدعه حَتَّى حدثني به، فَقَالَ: حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يزيد، عن حريز ابن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أَوْ ثَلاثَ غَزَوَاتٍ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، وَالنَّارِ. قَالَ أَبُو حَفْصٍ: وَسَأَلْتُ عَنْهُ مُعَاذَ- يَعْنِي ابْنَ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيَّ- فَحَدَّثَنِي بِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بن زيد الشرعبي، عن رجل من أصحاب النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: غَزَوْتُ. قَالَ أَبُو حفص: ثم قدم علينا يَزِيد بْن هارون، فحدثنا به. قَالَ: حَدَّثَنَا حبان بْن زيد الشرعبي. وهذا الحديث أَخْبَرَنَاهُ خَلَفُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْعَقِبِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عن حريز ابن عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِدَاشٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلاثٍ: فِي الْمَاءِ، وَالْكَلأِ، والنار.

_ [1] في أسد الغابة: جرير، أراه تحريفا.

(2927) أبو خراش [1] السلمي.

(2927) أَبُو خراش [1] السلمي. ويقال الأسلمي، له صحبة، قَالَ مسلم بْن الحجاج: اسمه حدرد. وقاله غيره أَيْضًا. روى عنه عمران بْن أبي أنس، أنه سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من هجر أخاه سنة كَانَ كسفك دمه. حديثه عند أهل مصر. (2928) أَبُو خراش الهذلي الشاعر. اسمه خويلد بْن مرة القردى. من بنى قرد ابن عَمْرو بْن معاوية بْن تميم بْن سعد بْن هذيل. مات فِي زمن عُمَر بْن الْخَطَّابِ من نهش حية، وله فِي ذلك خبر عجيب، وَكَانَ ممن يعدو عَلَى قدميه فيسبق الخيل. وقد حدث عنه عمران بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن فضالة بْن عبيد، وَكَانَ فِي الجاهلية من فتاك العرب، ثم أسلم فحسن إسلامه، وهو القائل [2] : رموني [3] وقالوا يَا خويلد لا ترع فقلت- وأنكرت، الوجوه: هم هم وَكَانَ جميل بْن معمر الجمحي قد قتل أخاه زهير المعروف بالعجوة يوم فتح مكة مسلمًا، وقيل: بل كَانَ زهير ابْن عمه. وذكر ابْن هشام، قَالَ. حدثني أَبُو عبيدة، قَالَ: أسر زهير [4] العجوة الهذلي يوم حنين وكتف، فرآه جميل بْن معمر، فَقَالَ: أنت الماشي لنا بالمعايب، فضرب عنقه، فَقَالَ أَبُو خراش يرثيه- وَكَانَ ابْن عمه- كذا قَالَ أَبُو عبيدة، فالأول قول مُحَمَّد بْن يَزِيد. قَالَ: وَكَانَ يومئذ جميل بْن معمر كافرًا ثم أسلم بعد، وَكَانَ أتاه من ورائه، وَهُوَ موثق فضربه. وقد قيل: إنه قتله يوم حنين مأسورًا وجميل يومئذ مسلم، ففي ذلك يقول أبو خراش: فجع [5] أضيافي جميل بْن معمر ... بذي مفخر [6] تأوى إليه الأرامل

_ [1] في أسد الغابة: أبو خداش- بالدال. والمثبت في التقريب، وفي ى. [2] أشعار الهذليين: 116- 172، والأغاني: 21- 69 طبع ليدن. [3] في أشعار الهذليين: رفونى- بالفاء. أي سكنوني (صفحة 114) . [4] في أشعار الهذليين: زهير بن العجوة (148) . [5] في ى: فجمع. [6] في أشعار الهذليين: بذي فجر.

طويل نجاد السيف ليس بجيدر [1] ... إذا اهتز واسترخت عَلَيْهِ الحمائل إِلَى بيته يأوى الغريب إذا شتا ... ومهتلك بالي الدريسين [2] عائل تكاد يداه تسلمان رداءه ... من الجود لما استقبلته الشمائل فأقسم [3] لو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضباع النواهل وإنك لو واجهته [4] ولقيته ... فنازلته أَوْ كنت ممن ينازل لكنت جميلًا أسوأ الناس صرعة ... ولكن أقران الظهور مقاتل [5] فليس كعهد الدار يا أم مالك ... ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل وعاد الفتى كالكهل ليس بقائل ... سوى الحق شَيْئًا فاستراح العواذل قوله: أحاطت بالرقاب السلاسل، يقول: جاء الإسلام فمنع من طلب الآثار إلا بحقها. وقد قيل: إن هَذَا الشعر فِي أخيه عروة بْن مرة يرثيه به. وَقَالَ مُحَمَّد بْن يَزِيد: مما يستحسن لأبي خراش الهذلي، وَهُوَ أحد حكماء العرب- قوله يذكر أخاه عروة [6] : تقول أراه بعد عروة لاهيًا ... وذلك رزء مَا علمت [7] جليل فلا تحسبي أني تناسيت عهده ... ولكن صبري [8] يَا أميم جميل زاد أَبُو الحسن الأخفش فِي هذه الأبيات بعد البيتين المذكورين: ألم تعلمي أن قد تفرق قبلنا ... خليلا صفاء: مالك وعقيل

_ [1] في ى: بحيدر. والمثبت في أشعار الهذليين. والجيدر: القصير. [2] الدريسان: الثوبان الخنقان. وعال الرجل: إذا افتقر. [3] في أشعار الهذليين: فو الله ... [4] في أشعار الهذليين: إذ لقيته. [5] رواية البيت في أشعار الهذليين: نظلّ جميل أسوأ القوم تلة ... ولكن قرن الظهر للمرء شاغل [6] أشعار الهذليين صفحة 116. [7] فيها: لو علمت. [8] في ى: اصبري.

أبى الصبر أني لا يزال يهيجني ... مبيت لنا فيما مضى [1] وعقيل وأنّى إذا مَا الصبح آنست ضوءه ... يعاودني قطع علي ثقيل قَالَ أَبُو الحسن: مالك وعقيل اللذان ذكرهما نديما جذيمة الأبرش، ولهما قصة وخبر فيه طول، وهما اللذان يعنيهما متمم بْن نويرة فِي مرثية يرثي فيه أخاه مالكا حيث يقول: وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا ولأبى خراش الهذلي أيضا فِي المراثي أشعار حسان، فمن شعر له فيها [2] : حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا ... خراش وبعض الشر أهون من بعض عَلَى أنها [3] تدمي الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل ما يمضى فو الله لا أنسى قتيلًا رزئته ... بجانب قوسي [4] مَا مشيت عَلَى الأرض ولم أدر من ألقى عَلَيْهِ رداءه ... عَلَى أنه قد سل عَنْ ماجد محض قَالَ أَبُو عُمَرَ: لم يبق عربي بعد حنين والطائف إلا أسلم، منهم من قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهم من لم يقدم عَلَيْهِ وقنع بما أتاه به وافد قومه من الدين عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن يوسف، قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مالك، قَالَ: قَالَ خالد؟ بْن صفوان: مَا قالت العرب بيتًا أجود من قول أبى خراش: عَلَى أنها تدمي الكلوم وإنما ... نوكل بالأدنى وإن جل مَا يمضي وَقَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مقلة البغدادي بمصر، قال:

_ [1] في الأشعار: فيما خلا. [2] أشعار الهذليين: 157 [3] في أشعار الهذليين: بلى إنها تعفو ... [4] موضع ببلاد السراة من الحجاز، وهو بضم القاف وفتحها.

(2929) أبو خزامة.

حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا ابْن أخي الأصمعي، عَنْ عمه، قَالَ: أسلم أَبُو خراش وحسن إسلامه، ثم أتاه نفر من أهل اليمن قدموا حجاجًا، والماء منهم غير بعيد، فَقَالَ: يَا بني عمي، مَا أمسى عندنا ماء، ولكن هذه برمة وشاة فردوا الماء، وكلوا شاتكم، ثم دعوا برمتنا وقربتنا عَلَى الماء حَتَّى نأخذها، فَقَالُوا: لا والله، مَا نحن سائرين فِي ليلتنا هذه، وما نحن ببارحين حيث أمسينا. فلما رأى ذلك أَبُو خراش أخذ قربة وسعى نحو الماء تحت الليل حَتَّى استقى، ثم أقبل صادرًا فنهشته حية قبل أن يصل إليهم، فأقبل مسرعًا حَتَّى أعطاهم الماء، وَقَالَ: اطبخوا شاتكم، وكلوا، ولم يعلمهم مَا أصابه، فباتوا عَلَى شاتهم يأكلون حَتَّى أصبحوا، وأصبح أَبُو خراش وَهُوَ فِي الموتى، فلم يبرحوا حَتَّى دفنوه. وقال- وهو يموت في شعر له [1] : لقد أهلكت حية بطن [2] واد ... عَلَى الإخوان ساقًا ذات فضل فما تركت عدوًا بين بصرى ... إِلَى صنعاء يطلبه بذحل [3] فبلغ خبره عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فغضب غضبًا شديدًا، وَقَالَ: لولا أن تكون سنة لأمرت ألا يضاف يمان أبدًا، ولكتبت بذلك إِلَى الآفاق. ثم كتب إِلَى عامله باليمن بأن يأخذ النفر الذين نزلوا على أبى خراش الهذلي فيلزمهم ديته ويؤذيهم بعد ذلك بعقوبة يمسهم بها جزاء لفعلهم. (2929) أَبُو خزامة. اسمه رفاعة بْن عرابة. ويقال: ابْن عرادة العذري من بني عذرة بْن سعد بْن زيد بْن ليث بْن سود بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة. ويقال فيه الجهني، وَهُوَ بالجهني أشهر وجهينة أخو عذرة، كَانَ يسكن الحباب [4] ، وهي أرض عذرة، له صحبة، عداده فِي أهل الحجاز. روى عنه عطاء بن يسار.

_ [1] صفحة 171 من أشعار الهذليين، وللبيتين رواية أخرى. والرواية التي هنا تتفق مع رواية ياقوت للأبيات مع اختلاف يسير. [2] في أشعار الهزليين: بطن أنف [3] في ى: بدخل. والمثبت في ياقوت. [4] هكذا في د. وفي الطبقات: الجناب.

(2930) أبو خزيمة بن أوس بن زيد بن أصرم بن ثعلبة بن غنم بن مالك ابن النجار

وقد ذكر بعضهم فِي الصحابة آخر أبا خزامة بحديث أخطأ فيه رواية عَنِ ابْن شهاب. والصواب مَا رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، وعبد الرحمن ابن إسحاق. عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي خُزَامَةَ، أَحَدِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رُقًى نَسْتَرْقِيهَا، وَتُقًى نَتَّقِيهَا، وَأَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا، أَتَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ. وَقَالَ غَيْرُهُمْ فِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي خُزَامَةَ بْنِ يَعْمُرَ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. وَأَبُو خُزَامَةَ هَذَا مِنَ التَّابِعِينَ لا مِنَ الصَّحَابَةِ، عَلَى أَنَّ حَدِيثَهُ هَذَا مُخْتَلَفٌ فيه جدّا. (2930) أَبُو خزيمة بْن أوس بْن زيد بْن أصرم بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك ابن النجار شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد. وتوفي فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان، وَهُوَ أخو مَسْعُود بْن أوس بْن أبي مُحَمَّد. وقال ابن شهاب، عن عبيد ابن السباق، عَنْ زيد بْن ثابت: وجدت آخر التوبة مَعَ أبي خزيمة الأَنْصَارِيّ. وَهُوَ هَذَا، ليس بينه وبين الحارث بْن خزيمة أبي خزيمة إلا اجتماعهما فِي الأنصار: أحدهما أوسي، والآخر خزرجيّ. (2931) أَبُو الخطاب له صحبة، ولا يوقف له عَلَى اسم. روى عنه حديث واحد فِي الوتر. يعد فِي الكوفيين. روى عنه ثوير بن أبى فاختة. (2932) أَبُو خلاد. . رجل من الصحابة، لا أقف له عَلَى اسم [1] ولا نسب. حَدِيثُهُ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ رَجُلٌ مِنْ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِذَا رَأَيْتُمُ الْمُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وَقِلَّةَ مَنْطِقٍ فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُ يُلْقِي

_ [1] في التقريب: يقال اسمه عبد الرحمن بن زهير.

(2933) أبو خميصة،

الْحِكْمَةَ. هَكَذَا رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ ابن أَبَانٍ. وَذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْكُنَى الْمُجَرَّدَةِ، فَقَالَ: قَالَ: أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، أَخُو عَنْبَسَةَ: سَمِعْتُ أَبَا فَرْوَةَ الْجَزَرِيَّ [1] ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي خَلادٍ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ، وَهَذَا أصحّ. (2933) أَبُو خميصة، اسمه معبد بْن عباد [2] بْن قشير الأَنْصَارِيّ. من بني سالم بْن غنم بْن عوف بْن الخزرج. كَانَ من كبار الأنصار. شهد بدرًا. وقيل فيه أَبُو حمضة. وَقَالَ فيه أَبُو معشر: أَبُو عصيمة، فلم يصب [3] . (2934) أَبُو خنيس الغفاري، قَالَ: خرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزاة تهامة حَتَّى إذا كنا بعسفان جاءه أصحابه، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أجهدنا الجوع، فأذن لنا فِي الظهر أن نأكله. فَقَالَ له عمر: لو دعوت لهم فِي أزوادهم بالبركة، فذكر حديثًا حسنًا فِي أعلام النبوة. حديثه هذا عند أبى بكر بن عمر ابن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ شيخ مالك، عَنْ إِبْرَاهِيم [4] بْن عَبْد الرَّحْمَنِ ابن عَبْد اللَّهِ بْن أبي ربيعة- أنه سمع أبا خنيس الغفاري يقول: خرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكر الحديث. (2935) أبو خيثمة الأنصاري السالمي. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن خيثمة. وقيل مالك ابن قيس، أحد بني سالم، من الخزرج. شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم،

_ [1] في أسد الغابة: الخزري. [2] هوامش الاستيعاب: صوابه عبادة. [3] قال ابن الأثير: أخرجه أبو عمر في هذا الحرف ترجمتين بلفظ واحد، وهما واحد والله أعلم. [4] في أسد الغابة: عن إبراهيم بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عبد الله.

وبقي إلى أيام يَزِيد بْن معاوية، ولا أعلم فِي الصحابة من يكنى أبا خيثمة غيره إلا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي سبرة الْجُعْفِيّ والد خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ صاحب ابْن مَسْعُودٍ، فإنه يكنى أبا خيثمة بابنه خيثمة. وقد ذكرناه [1] فِي بابه من هَذَا الكتاب ومن خبر أبي خيثمة هَذَا مَا ذكره ابْن إِسْحَاق فِي غزوة تبوك قَالَ: ثم إن أبا خيثمة بعد أن سار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيامًا دخل عَلَى أهله فوجد امرأتين له فِي عريشين لهما فِي حائط قد رشت كل واحدة منهما عريشها، وبردت له فيه ماء، وهيأت له طعامًا، فلما نظر أَبُو خيثمة إِلَى ذلك قَالَ: رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضح والريح والحر وأبو خيثمة فِي ظل بارد وطعام وامرأة حسناء، مقيم فِي ماله، مَا هَذَا بالنصف، والله لا أدخل عريش واحدة منكما حَتَّى ألحق النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهيئا لي زادًا. ففعلتا. ثم قدم ناضحه فارتحله، ثم خرج فِي طلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم حتى أدركه حين نزل بتبوك. وقد كَانَ عمير بْن وهب الجمحي أدرك أبا خيثمة فِي الطريق، يطلب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فترافقا، حَتَّى إذا دنوا من تبوك قَالَ أَبُو خيثمة لعمير بْن وهب: إن لي ذنبًا، فلا عليك أن تتخلف عني حَتَّى آتي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففعل، حَتَّى إذا دنا من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ نازل بتبوك، فَقَالَ الناس: هَذَا راكب فِي الطريق مقبل. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كن أبا خيثمة. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ والله أَبُو خيثمة. فلما أناخ أقبل فسلم عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أولى لك يَا أبا خيثمة. ثم أخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخبر، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له خيرا.

_ [1] صفحة 834.

(2936) أبو خيرة الصباحي [1] العبدي.

وذكر الْوَاقِدِيّ قَالَ: قَالَ هلال بْن أمية الواقفي- حين تخلف عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك- كَانَ أَبُو خيثمة تخلف معنا، وَكَانَ يسمى عَبْد الله بن خيثمة. (2936) أَبُو خيرة الصباحي [1] العبدي. من ولد صباح بن لكيز بن أفصى ابن عبد القيس بْن أفصى بْن دعمي بْن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. له صحبة، ذكره خليفة، فَقَالَ: ومن عبد القيس أَبُو خيرة الصباحي، كَانَ فِي وفد عبد القيس. روى اللَّهمّ اغفر لعبد القيس. وَقَالَ: زودنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأراك نستاك به. رَوَى دَاوُدُ بْنُ الْمُسَاوِرِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي خَيْرَةَ الصُّبَاحِيِّ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْوَفْدِ الَّذِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُنَّا أَرْبَعِينَ رَاكِبًا، قَالَ: فَنَهَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ [2] . قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ لَنَا بِأَرَاكٍ فَقَالَ: اسْتَاكُوا بِهَذَا. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عندنا العسب [3] ، وَنَحْنُ نَجْتَزِئُ بِهِ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ الْقَيْسِ إِذْ أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غَيْرَ كَارِهِينَ. باب الدال (2937) أَبُو داود [4] الأَنْصَارِيّ المازني. اختلف فِي اسمه. فقيل عَمْرو، وقيل: عمير ابن عامر بْن مالك بْن خنساء بْن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، شهد بدرًا، وأحدًا، وَهُوَ الَّذِي قتل أبا البختري العاص بْن هشام بْن الحارث

_ [1] في القاموس: الصنابحي. والصباحي- بضم الصاد المهملة. وتخفيف الباء الموحدة. [2] الدباء: القرع، والحنتم: جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة، ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم، واحدتها حنتمة. والنقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء ليصير نبيذا مسكرا. [3] في ى: العشب. [4] في هوامش الاستيعاب: أبو رواد صوابه.

(2938) أبو دجانة الأنصاري الساعدي.

ابن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وأخذ سيفه. وقد كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: من لقي أبا البختري فلا يقتله- شكر له قيامه فِي شأن الصحيفة. وقد قيل: إن الَّذِي قتله أبا البختري المجذر بْن ذياد [1] البلوي. وَقَالَ آخرون: قتله أَبُو اليسر السلمي. روى عَنْ أبي داود هَذَا أنه قَالَ: إني لأتبع رَجُلا من المشركين يوم بدر لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أن غيري قتله. ذكره ابْن إِسْحَاق عَنْ أبيه إِسْحَاق بْن يسار، عَنْ رجال من بني مازن بْن النجار، عَنْ أبي داود المازني. (2938) أَبُو دجانة الأَنْصَارِيّ الساعدي. اسمه سماك بْن خرشة. ويقال: سماك ابن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بْن [زيد بْن] [2] ثعلبة الأَنْصَارِيّ، أحد بني ساعدة بْن كعب بْن الخزرج. شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَ بهمة [3] من البهم الأبطال، دافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد هو ومصعب بْن عمير، فكثرت فيه الجراحات، وقتل مصعب بْن عمير يومئذ، واستشهد أَبُو دجانة يوم اليمامة وَهُوَ ممن اشترك فِي قتل مسيلمة يومئذ مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن زيد بْن عَاصِم، ووحشي بْن حرب، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بين أبي دجانة وبين عتبة بْن غزوان، وقد مضى ذكره فِي باب السين من الأسماء [4] . وأبو دجانة هُوَ الَّذِي قاتل بسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فيما ذكر موسى بن عقبة.

_ [1] في ى: زياد. وارجع إلى صفحة 1459 من هذا الكتاب. [2] من أسد الغابة، وما في ى قد سبق أيضا في ترجمته باسمه صفحة 651. [3] البهمة: الشجاع الّذي لا يهتدى من أين يؤتى، وجمعه كصرد (القاموس) . [4] صفحة 651.

(2939) أبو الدحداح.

(2939) أبو الدّحداح. ويقال: أبو الدّحداحة، فلان ابن الدحداحة [1] مذكور فِي الصحابة، لا أقف له عَلَى اسم ولا نسب أكثر من أنه من الأنصار، حليف لهم. ذكر ابْن إدريس وغيره، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّد بن يحيى ابن حبان، عَنْ عمه واسع بْن حبان، قَالَ: هلك أَبُو الدحداح، وَكَانَ أتيًا فيهم، فدعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِم بْن عدي، فَقَالَ له: هل كَانَ له فيكم نسب؟ قَالَ: لا. قَالَ: فأعطى ميراثه ابْن أخته أبا لبابة بْن عبد المنذر. وقد قيل: إن أبا الدحداح هَذَا اسمه ثابت بْن الدحداح. ويقال: الدحداحة، وقد ذكرناه فِي باب اسمه- باب الثاء [2] . وروى عقيل، عَنِ ابْن شهاب- أن يتيمًا خاصم أبا لبابة فِي نخلة، فقضى بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي لبابة، فبكى الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة: أعطه نخلتك. فَقَالَ: لا فَقَالَ: أعطه إياها ولك بها عذق فِي الجنة. فَقَالَ: لا. فسمع بذلك أَبُو الدحداح، فَقَالَ لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قَالَ: نعم، فجاء أَبُو الدحداحة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق فِي الجنة؟ قَالَ: نعم. ثم قتل أَبُو الدحداحة شهيدًا يوم أحد فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رب عذق مذلل لأبي الدحداحة فِي الجنة. ولما نزلت [3] : «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً» 2: 245. كان أبو الدّحداح

_ [1] هكذا في ى: وفي أسد الغابة: وقيل أبو الدحداحة بن الدحداحة الأنصاري. [2] صفحة 203 من هذا الكتاب. [3] سورة البقرة، آية 245.

(2940) أبو الدرداء.

نازلًا فِي حائط له هُوَ وأهله، فجاء إِلَى امرأته، فَقَالَ: اخرجي يَا أم الدحداح، فقد أقرضته اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين. (2940) أبو الدّرداء. اسمه عويمر، فقيل عويمر [ابن عامر] [1] بْن مالك بْن زيد بْن قيس. وقيل: عويمر بْن قيس بْن زيد بْن أمية. وقيل: عويمر بْن عَبْد اللَّهِ بْن زيد ابن قيس بْن أمية بْن عامر بْن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث ابن الخزرج، من بلحارث بْن الخزرج. وقيل: اسم أبي الدرداء عامر بْن مالك، وعويمر لقب. وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة، تأخر إسلامه قليلًا، وَكَانَ آخر أهل داره إسلامًا، وحسن إسلامه، وَكَانَ فقيهًا عاقلًا حكيمًا، آخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سلمان الفارسي. روى عنه عَلَيْهِ الصلاة والسلام أنه قَالَ: عويمر حكيم أمتي. شهد مَا بعد أحد من المشاهد، واختلف فِي شهوده أحدًا. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: توفي سنة اثنتين وثلاثين بدمشق فِي خلافة عُثْمَان. وَقَالَ غيره: توفي سنة إحدى وثلاثين بالشام، وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقال أهل الأخبار: إنه توفى بعد صفين. والصحيح أنه مات فِي خلافة عثمان، وإنما ولى القضاء لمعاوية في خلافة عُثْمَان. روى منصور بْن المعتمر، عَنْ أبي الضحى، عَنْ مسروق، قَالَ. شافهت أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوجدت علمهم انتهى إلى ستة: عمر، وعلى، وعبد الله ابن مَسْعُود، ومعاذ، وأبي الدرداء، وزيد بْن ثابت. روى مسعر، عَنِ القاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدرداء من الَّذِينَ أوتوا العلم.

_ [1] ليس في أسد الغابة. وارجع إلى الطبقات: 7- 117 وهذا الكتاب صفحة 1222.

وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن أبى الزاهرية، عن جبير ابن نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ- أَنَّهُ رَأَى فِي الْمَنَامِ قُبَّةَ أَدَمٍ فِي مَرْجٍ أَخْضَرَ، وَحَوْلَ الْقُبَّةِ غَنَمٌ رَبُوضٌ تَجْتَرُّ وَتَبْعَرُ الْعُجْوَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذِهِ الْقُبَّةُ؟ قِيلَ: هَذِهِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَانْتَظَرْنَاهُ حَتَّى خَرَجَ، فَقَالَ: يَا عَوْفُ، هَذَا الَّذِي أَعْطَانَا اللَّهُ بِالْقُرْآنِ، وَلَوْ أَشْرَفْتَ عَلَى هَذِهِ الثَّنِيَّةِ لَرَأَيْتَ بِهَا مَا لَمْ تَرَ عَيْنُكَ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنُكَ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِكَ مِثْلُهُ، أَعَدَّهُ اللَّهُ لأَبِي الدَّرْدَاءِ، إِنَّهُ كَانَ يَدْفَعُ الدُّنْيَا بِالرَّاحَتَيْنِ وَالصَّدْرِ. وذكر عَبْد اللَّهِ بْن وهب قَالَ: أخبرني حيي بْن عَبْد اللَّهِ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ الحجري، قَالَ قَالَ أَبُو ذر لأبي الدرداء: مَا حملت ورقاء، ولا أظلت خضراء أعلم منك يَا أبا الدرداء. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ يَقُولُ: إِنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ مِنَ الْفُقَهَاءِ الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ يَشْفُونَ مِنَ الدَّاءِ. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الميمون، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زرعة، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مسهر، قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عبد العزيز، قَالَ: إن عمر أمر أبا الدرداء عَلَى القضاء بدمشق، قَالَ: وَكَانَ القاضي يكون خليفة الأمير إذا غاب والصحيح أنه مات في خلافة عثمان، وإنما ولى القضاء لمعاوية فِي خلافة عُثْمَان. وروى أَبُو إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، قال: لما حضرت معاذ بْن جبل الوفاة قيل له: يَا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، أوصنا، فَقَالَ: التمسوا العلم عند عويمر أبي الدرداء، فإنه من الَّذِينَ أوتوا العلم وروى سُفْيَان، عَنْ ثور، عَنْ خالد بْن معدان، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو يقول: حدثونا عَنِ العالمين العاملين: معاذ، وأبى الدرداء.

(2941) أبو درة البلوى.

وروى من حديث ابْن عيينة، وحديث إِسْمَاعِيل بْن عياش أَيْضًا، أنه قيل لأبي الدرداء: مالك لا تقول الشعر. وكل لبيب من الأنصار قَالَ الشعر! فَقَالَ: وأنا قد قلت شعرا. فقيل: وما هو؟ فقال: يريد المرء أن يؤتى مناه ... ويأبى اللَّه إلا مَا أرادا يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّه أفضل مَا استفادا قيل: إنه استقضاه عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وقيل: بل استقضاه معاوية. وتوفي فِي خلافة عُثْمَان قبل قتل عُثْمَان بسنتين. وقد تقدم من خبره فِي باب اسمه مَا فيه كفاية [1] . (2941) أَبُو درة البلوي. له صحبة، ذكره أَبُو سَعِيد بْن يونس فيمن شهد فتح مصر من الصحابة. وَقَالَ علي بْن الحسن بْن قديد: رأيت عَلَى باب داره: هذه دار أبي درة البلوي صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشرف وكرم. باب الذال (2942) أَبُو ذؤيب الهذلي الشاعر. كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره ولا خلاف أنه جاهلي إسلامي قيل: اسمه خويلد بن خالد ابن محرث بْن زبيد بْن مخزوم بْن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد ابن هذيل. وَقَالَ ابْن الكلبي: هُوَ خويلد بْن محرّث، من بنى مازن بن سويد ابن تميم بْن سعد بْن هذيل. ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الآكَامِ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْهِرْمَاسِ بْنِ صَعْصَعَةَ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ أَبَا ذُؤَيْبٍ الشَّاعِرَ حَدَّثَهُ قال:

_ [1] من 1227- 1230.

بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ عَلِيلٌ، فَاسْتَشْعَرْتُ حُزْنًا وَبِتُّ بِأَطْوَلِ لَيْلَةٍ لا يَنْجَابُ دَيْجُورُهَا [1] ، وَلا يَطْلُعُ نُورُهَا، فَظَلَلْتُ أُقَاسِي طُولَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ قُرْبُ السَّحَرِ أَغْفَيْتُ، فَهَتَفَ بِي هَاتِفٌ، وَهُوَ يَقُولُ: خَطْبٌ أَجَلُّ أَنَاخَ بِالإِسْلامِ ... بَيْنَ النَّخِيلِ وَمَعْقِدِ الآطَامِ قُبِضَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ فَعُيُونُنَا ... تَذْرِي الدُّمُوعَ عَلَيْهِ بِالتِّسْجَامِ قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: فَوَثَبْتُ مِنْ نَوْمِي فَزِعًا، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ أَرَ إِلا سَعْدَ الذَّابِحَ، فَتَفَاءَلْتُ بِهِ ذَبْحًا يَقَعُ فِي الْعَرَبِ، وَعَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قُبِضَ، وَهُوَ مَيِّتٌ مِنْ عِلَّتِهِ، فَرَكِبْتُ نَاقَتِي وَسِرْتُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَبْتُ شَيْئًا أزجر به، فعن شيهم- يعني القنفذ، وقد قبض عَلَى صل- يعني الحية- فهي تلتوي عَلَيْهِ، والشيهم يقضمها حَتَّى أكلها، فزجرت ذلك، فقلت: الشيهم شيء مهم، والتواء الصل التواء الناس عَنِ الحق عَلَى القائم بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه [2] القائم بعده عَلَى الأمر، فحثثت ناقتي، حتى إذا كنت بالغابة فزجرت الطائر، فأخبرني بوفاته، ونعب غراب سانح، فنطق بمثل ذلك، فتعوذت باللَّه من شر مَا عَنْ لي فِي طريقي، وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أهلوا بالإحرام. فقلت: مه قَالُوا: قبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فجئت إِلَى المسجد فوجدته خاليًا، فأتيت بيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأصبت بابه مرتجًا، وقيل: هُوَ مسجى، وقد خلا به أهله. فقلت: أين الناس؟ فقيل: فِي سقيفة بني ساعدة، صاروا إِلَى الأنصار. فجئت إِلَى السقيفة فأصبت أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة بْن الجراح، وسالمًا، وجماعة من قريش، ورأيت الأنصار فيهم: سعد بْن عبادة بن دليم،

_ [1] الديجور: الظلام. [2] في ى: وغلبة.

وفيهم شعراء، وهم حسان بْن ثابت، وكعب بْن مالك، وملأ منهم، فآويت إِلَى قريش. وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب، وأكثروا الصواب، وتكلم أَبُو بَكْر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام، ويعلم مواضع فصل الخصام، والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه. ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه، ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أَبُو بَكْر ورجعت معه. قَالَ أَبُو ذؤيب: فشهدت الصلاة عَلَى مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشهدت دفنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم أنشد أَبُو ذؤيب يبكي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم [1] : لما رأيت الناس فِي عسلاتهم ... مَا بين ملحود له ومضرح متبادرين لشرجع بأكفهم ... نص الرقاب لفقد أبيض أروح فهناك صرت إِلَى الهموم ومن يبت ... جار للهموم يبيت غير مروح كسفت لمصرعه النجوم وبدرها ... وتزعزعت آطام بطن الأبطح وتزعزعت أجبال يثرب كلها ... ونخيلها لحلول خطب مفدح ولقد زجرت الطير قبل وفاته ... بمصابه وزجرت سعد الأذبح وزجرت أن نعب المشحج سانحًا ... متفائلًا فيه بفأل الأقبح قَالَ: ثم انصرف أَبُو ذؤيب إِلَى باديته، فأقام بها. وتوفي أَبُو ذؤيب فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان بطريق مكة قريبا منها، ودفنه ابْن الزُّبَيْر. وغزا أَبُو ذؤيب مَعَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر إفريقية ومدحه. وقيل: إنه مات فِي غزوة إفريقية بمصر منصرفًا بالفتح مَعَ ابْن الزُّبَيْر، فدفنه ابْن الزُّبَيْر ونفذ بالفتح وحده. وقيل: إن أبا ذؤيب مات غازيًا بأرض الروم، ودفن هناك، وإنه لا يعلم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره وكان عمر قد ندبه إِلَى الجهاد، فلم يزل مجاهدًا حَتَّى

_ [1] ليس في أشعار الهذليين.

مات بأرض الروم، قدس اللَّه روحه. ودفنه هناك ابنه أَبُو عبيد، وعند موته قَالَ له: أبا عبيد رفع الكتاب ... واقترب الموعد والحساب فِي أبيات قَالَ مُحَمَّد بْن سلام [1] : قَالَ أَبُو عَمْرو: وسئل حسان بْن ثابت: من أشعر الناس؟ فَقَالَ: حيًّا أم رَجُلا؟ قَالُوا: حيًّا. قَالَ: هذيل أشعر الناس حيًّا. قَالَ مُحَمَّد بْن سلام: وأقول إن أشعر هذيل أَبُو ذؤيب. وَقَالَ عمر بْن شبة: تقدم أَبُو ذؤيب عَلَى جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فِيهَا بنيه وَقَالَ الأصمعي: أبرع بيت قالته العرب بيت أبى ذؤيب [2] : والنفس راغبة إذا رغبتها ... وإذا ترد إِلَى قليل تقنع وهذا البيت من شعره المفضل الَّذِي يرثي فيه بنيه، وكانوا خمسة أصيبوا فِي عام واحد، وفيه حكم وشواهد، وله حيث يقول [3] : أمن المنون و؟ ريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع [4] قالت أمامة [5] : مَا لجسمك شاحبًا ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع أم مَا لجنبك لا يلائم مضجعًا ... إلا أقض عليك ذاك المضجع فأجبتها أن ما بحسمى [6] أنّه ... أوذى بىّ من البلاد فودعوا أودى بني فأعقبوني حسرة [7] ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع فالعين بعدهم كأن حداقها ... كحلت [8] بشوك فهي عورى تدمع

_ [1] صفحة. 11 من طبقات ابن سلام. [2] صفحة 4 من أشعار الهذليين. [3] صفحة 4 من أشعار الهذليين. [4] المنون الدهر، والمية، معقب: راجع عما نكره إلى ما تحب. [5] في الأشعار: أميمة. [6] في الأشعار: ما لجسمى. [7] في الأشعار: غصة. [8] في الأشعار: سملت ... فهي عور.

(2943) أبو ذباب، والد عبد الله بن أبى ذباب.

سبقوا هواي [1] وأعنقوا [2] لهواهم ... فتخرموا، ولكل جنب مصرع فغبرت بعدهم بعيش ناصب ... وإخال أني لاحق مستتبع ولقد حرصت بأن أدافع عنهم ... فإذا المنية أقبلت لا تدفع وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمة لا تنفع وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع حَتَّى كأني للحوادث مروة ... بصفا المشقر [3] كل يوم تقرع والدهر لا يبقى عَلَى حدثانه ... جون السحاب [4] له جدائد أربع (2943) أَبُو ذباب، والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي ذباب. له فِي إسلامه خبر ظريف حسن. وَكَانَ شاعرا. (2944) أَبُو ذر الغفاري. ويقال أَبُو الذر. والأول أكثر وأشهر. واختلف فِي اسمه اختلافًا كثيرًا، فقيل جندب بْن جنادة، وَهُوَ أكثر وأصح وما قيل فيه إن شاء اللَّه تعالى. وقيل: برير بْن عَبْد اللَّهِ. وبرير بْن جنادة. وبرير بْن عشرقة وقيل: برير بْن جندب وقيل: جندب بْن عَبْد اللَّهِ. وقيل: جندب بْن السكن. والمشهور جندب بْن جنادة بْن قيس بْن عَمْرو بْن مليل بْن صعير بن حرام بن غفار. وقيل جندب بن سُفْيَانَ بْن جنادة بْن عبيد بْن الواقفة بن الحرام بن غفار ابن مليل بن صمرة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بْن مضر بْن نزار الغفاري، وأمه رملة بنت الوقيعة، من بني غفار بْن مليل أيضا.

_ [1] الأشعار: هوى. [2] أعنقوا: أسرعوا. [3] المروة: حجر أبيض براق تقتدح منه النار. المشقر: سوق الطائف. وفي الأشعار: بصفا المشرق. [4] في أشعار: الهذليين جون السراة: وقال: يريد بن حمار الوحش. والجون الأسود. والسراة: أعلى الظهر. والجدائد: أتنه.

كَانَ من كبار الصحابة قديم الإسلام. يقال: أسلم بعد أربعة، فكان خامسًا، ثم انصرف إِلَى بلاد قومه فأقام بها حَتَّى قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وله فِي إسلامه خبر حسن يروى من حديث ابْن عباس، ومن حديث عَبْد اللَّهِ بْن الصامت عنه. فَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد المؤمن، قال: حدثنا أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ دَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ [1] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قَالَ لأَخِيهِ أُنَيْسٍ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي، وَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ، وَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ ائْتِنِي. فَانْطَلَقَ الأَخُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ: رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَّةَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ كَلامًا مَا هُوَ بِالشِّعْرِ. فَقَالَ: مَا شَفَيْتَنِي فِيمَا أَرَدْتُ، فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً [2] لَهُ فِيهَا مَاءٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمَسْجِدَ، فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لا يَعْرِفُهُ، وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ اللَّيْلُ، فَاضْطَجَعَ. فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: كَأَنَّ الرَّجُلَ غَرِيبٌ. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: انْطَلِقْ إِلَى الْمَنْزِلِ. فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ لا يَسْأَلُنِي عَنْ شَيْءٍ وَلا أَسْأَلُهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ مِنَ الْغَدِ رَجَعْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَبَقِيتُ يَوْمِي حَتَّى أَمْسَيْتُ، وَسِرْتُ إِلَى مَضْجَعِي فَمَرَّ بِي عَلِيٌّ فَقَالَ: أَمَا آنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْرِفَ مَنْزِلَهُ! فَأَقَامَهُ وَذَهَبَ بِهِ معه وما يسأله واحد منهما

_ [1] بالجيم المفتوحة والميم الساكنة (الخلاصة) . [2] الشنة: القربة الخلق الصغيرة.

صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ عَلَيٌّ مَعَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَلا تُحَدِّثَنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدُنِي فَعَلْتُ. فَفَعَلَ، فَأَخْبَرَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَّ مَا جَاءَ بِهِ حَقٌّ، وَأَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتْبَعْنِي، فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُ عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ، فَإِنْ مَضَيْتُ فَاتْبَعْنِي، حَتَّى تَدْخُلَ مَعِي مُدْخَلِي. قَالَ: فَانْطَلَقْتُ أَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَدَخَلْتُ مَعَهُ، وَحَيَّيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ، فَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَكُنْتُ أَوَّلُ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الإِسْلامِ. فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ، مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ. فَعَرَضَ عَلَيَّ الإِسْلامَ فَأَسْلَمْتُ، وَشَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ، وَاكْتُمْ أَمْرَكَ عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُصَوِّتَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِمْ. فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول اللَّهِ. فَثَارَ الْقَوْمُ إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ، وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ وَقَالَ: وَيْلَكُمْ، أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مِنْ غِفَارٍ، وَأَنَّ طَرِيقَ تِجَارَتِكُمْ إِلَى الشَّامِ عَلَيْهِمْ، وَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ عَادَ مِنَ الْغَدِ إِلَى مِثْلِهَا، وَثَارُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَأَنْقَذَهُ ثُمَّ لَحِقَ بِقَوْمِهِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ إِسْلامِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِيُّ، قَالَ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حدثني الليث.

ابن سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو ذَرٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمَكَّةَ، فَأَسْلَمَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَكَانَ يَسْخَرُ بِآلِهَتِهِمْ، ثُمَّ إِنَّهُ قدم على رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ. فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِمَ فِي اسْمِهِ فَقَالَ: أَنْتَ أَبُو نَمْلَةَ، فَقَالَ: أَنَا أَبُو ذَرٍّ. قَالَ: نَعَمْ أَبُو ذَرٍّ. وَقَدْ تَقَدَّمَ [1] فِي بَابِ جُنْدَبٍ مِنْ خَبَرِهِ مَا لَمْ يَقَعْ هُنَا. وتوفي أَبُو ذر رضي اللَّه عنه بالربذة سنة إحدى وثلاثين أَوِ اثنتين وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ ابْن مَسْعُودٍ، ثم مات رضي اللَّه عنه بعده فِي ذلك العام. وقد قيل: توفي سنة أربع وعشرين. والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. وَقَالَ علي رضي اللَّه عنه: وعى أَبُو ذر علمًا عجز الناس عنه، ثم أوكأ عَلَيْهِ، فلم يخرج شَيْئًا منه. وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَبُو ذر فِي أمتي عَلَى زهد عِيسَى ابْن مريم. وَقَالَ أَبُو ذر: لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يحرّك طائر جناحيه في السماء إلا ذكرناه منه علمًا. حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا ابن وضاح، حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سلمة، حدثنا علي بن زيد بن جدعان، عَنْ بِلالِ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ، وَلا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ. وَقَدْ ذَكَرْنَا [1] مِنْ أَخْبَارِهِ فِي بَابِ الْجِيمِ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا هُوَ أَتَمُّ مِنْ هَذَا وَالْحَمْدُ للَّه تَعَالَى. ذكر سيف بْن عُمَرَ، عَنِ القعقاع بْن الصلت، عن رجل من كليب بن

_ [1] صفحة 252.

(2945) أبو ذرة،

الحلحال، عَنِ الحلحال بْن دري الضبي، قَالَ: خرجنا حجاجًا مَعَ ابْن مَسْعُود سنة أربع وعشرين ونحن أربعة عشر راكبًا حَتَّى أتينا عَلَى الربذة، فشهدنا أبا ذر فغسلناه وكفناه ودفناه هناك. (2945) أَبُو ذرة، اسمه الحارث بْن معاذ بْن زرارة الأَنْصَارِيّ الظفري. هُوَ أخو أبي نملة الأَنْصَارِيّ، شهد هُوَ وأخوه أَبُو نملة مَعَ أبيهما معاذ أحدًا، ذكره الطبري. باب الراء (2946) أَبُو راشد. عَبْد الرَّحْمَنِ بْن راشد الأزدي، له سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ اسمه فِي الجاهلية عبد العزى أَبُو معاوية، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو راشد. (2947) أَبُو رافع الصائغ. اسمه نفيع. لا أعرف لمن ولاؤه، ولا أقف عَلَى نسبه، وَهُوَ مشهور من علماء التابعين، أدرك الجاهلية. روى عنه ثابت البناني [1] ، وخلاس بْن عمرو الهجري. يعد فِي البصريين. أعظم روايته عَنْ عمر، وأبي هريرة رضي اللَّه عنهما، وفي رواية ثابت البناني عنه أنه قَالَ: أطيب شيء أكلته فِي الجاهلية ... فذكر عضوًا من سبع. (2948) أَبُو رافع، مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمه، فقيل: إِبْرَاهِيم. وقيل أسلم. وقيل هرمز. وقيل: ثابت، كَانَ قبطيًا. واختلف فيمن كَانَ له قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقيل: كَانَ للعباس عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوهبه لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أسلم العباس بشر أَبُو رافع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه فأعتقه. وقيل: كَانَ لسعيد بْن العاص أبي أحيحة.

_ [1] بضم الباء الموحدة والنون المفتوحة (اللباب) .

(2949) أبو رجاء العطاردي البصري.

وقد تقدم ذكره فِي باب أسلم [1] ، لأنه أشهر أسمائه- بما فيه كفاية، ولم أر لإعادة ذلك وجهًا. وتوفي أَبُو رافع فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان، وقيل: فِي خلافة علي رضي اللَّه عنه، وَهُوَ الصواب إن شاء للَّه تعالى. (2949) أَبُو رجاء العطاردي البصري. اسمه عمران. اختلف فِي اسم أبيه فقيل: عمران بْن تميم. وقيل: عمران بْن ملحان. وقيل عمران بْن عَبْد اللَّهِ. أدرك الجاهلية، وَكَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمر عمرًا طويلًا، وقد ذكرنا [2] من خبره فِي باب اسمه مَا فيه كفاية. وَقَالَ الفرزدق حين مات أبو رجاء العطاردي [3] : ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد عاش قبل البعث بعث مُحَمَّد (2950) أَبُو الرداد الليثي. له صحبة. كَانَ يسكن المدينة. ذكره الْوَاقِدِيّ فِي الصحابة. روى عنه أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، حديثه عند الزهري. (2951) أَبُو رزين، والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي رزين. لم يرو عنه غير ابنه. وهما مجهولان، حديثه فِي الصيد يتوارى. (2952) أَبُو رزين العقيلي. اسمه لقيط بْن عامر بْن صبرة بْن عبد الله بن المنتفق ابن عامر بْن عقيل. عداده فِي أهل الطائف. روى عنه وكيع بْن عدس. ويقال ابْن حدس. (2953) أبو رفاعة العدوي. من بني عدي بن عبد مناة بْن أد بْن طابخة أخي مزينة. نسبه خليفة فَقَالَ: أَبُو رفاعة اسمه عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أسد بْن عدي بْن جندل بْن عامر بْن مالك بْن تميم بْن الدؤل بْن جبل بْن عدي بْن عبد مناة ابْن أد بْن طابخة بن الياس بن مضر.

_ [1] صفحة 83 [2] صفحة 1209. [3] تقدم هذا الشعر في ترجمته (1211) .

(2954) أبو رمثة [2] البلوى

قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ من فضلاء الصحابة، اختلف في اسمه، فقيل: تميم ابن أسيد. وقيل ابْن أسد. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن الحارث. يعد فِي أهل البصرة، قتل بكابل سنة أربع وأربعين. روى عنه صلة بن أشيم، وحميد بن هلال. قال الدار قطنى: تميم بْن أسيد- بالفتح. وَقَالَ غيره: بالضم [1] . والله أعلم. (2954) أَبُو رمثة [2] البلوي له صحبة. سكن مصر، ومات بإفريقية، وأمرهم إذا دفنوه أن يسووا قبره. حديثه عند أهل مصر. (2955) أَبُو رمثة التيمي. من تيم الرباب. ويقال التميمي، من ولد امرئ القيس ابن زيد مناة بْن تميم. قدم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أبيه. فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَا منك؟ قَالَ: ابني. قَالَ: أما ابنك لا تجني عَلَيْهِ، ولا يجني عليك. اختلف فِي اسمه اختلافًا كثيرًا. فقيل: حبيب بْن حيان. وقيل: حيان بْن وهب. وقيل: رفاعة بْن يثربي. وقيل: عمارة بْن يثربي ابن عوف. وقيل: يثربي بْن عوف. عداده فِي الكوفيين، روى عنه إياد ابن لقيط. (2956) أبو الرمداء. ويقال: أبو الربداء البلوي. مولى لهم، وأكثر أهل الحديث يقولون: أَبُو الرمداء بالميم. وأهل مصر يقولون: أَبُو الربداء [3] بالباء. ذكر ابْن عفير أبا الربداء البلوي مولى لامرأة من بلي يقال لَهَا: الربداء بنت عمرو بن عمارة بن عطية البلوي. ذكر أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مر به وهو يرعى غنما لمولاته وله فِيهَا شاتان فاستسقاه فحلب له شاتيه، ثم راح وقد حفلتا، فذكر ذلك لمولاته، فقالت: أنت حر فاكتنى بأبي الربداء. قَالَ أَبُو عُمَرَ: حديثه عند ابْن وهب، عن ابن لهيعة، عن أبى هبيرة،

_ [1] وقد تقدم في «تميم بن أسيد» صفحة 194. [2] بكسر أوله وسكون الميم ثم مثلة (الإصابة) . [3] في هوامش الاستيعاب، الربذاء- بالذال المعجمة. قيده عبد الغنى.

عَنْ أبي سُلَيْمَان مولى أم سلمة أم المؤمنين أنه حدثه أن أبي الرمداء البلوي حدثه أن رَجُلا منهم شرب، فآتوا به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فضربه، ثم شرب الثانية فأتي به النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فضربه، ثم أتي به الثالثة. وفي الرابعة [1] ، فأمر به فحمل عَلَى العجل. وَقَالَ أَبُو حاتم: إنما هُوَ العجل يعني به الأنطاع. وَقَالَ ابْن قديد: من ولد أبي الرمداء وجوه بمصر. (2957) أَبُو رهم بْن قيس الأشعري. أخو أبى مُوسَى الأشعري. وهاجر إِلَى المدينة فِي البحر مَعَ إخوته، وكانوا أربعة: أَبُو مُوسَى، وأبو بردة، وعامر، وأبو رهم، ومجدي. فقيل: أَبُو رهم اسمه مجدي، بنو قيس بْن سليم بن حضّار ابن حرب بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن وائل بْن ناجية بْن جماهر بْن الأشعر ابن أدد بْن زيد، قدموا مكة فِي البحر، ثم قدموا المدينة فِي البحر مَعَ جعفر ابن أبي طالب من الحبشة حين افتتح خيبر فأسهم لهم مَعَ من شهدها. (2958) أَبُو رهم بْن مطعم الشاعر الأرحبي. وأرحب فِي همدان، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن مائة وخمسين سنة. وقال: وقبلك مَا فارقت بالجوف أرحبا فِي أبيات له ذكره ابن الكلبي. (2959) وأما أَبُو رهم السمعي، ويقال السماعي، فلا يصح ذكره فِي الصحابة، لأنه لم يدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكنه من كبار التابعين. روى عنه خالد ابن معدان، واسمه أحزاب بْن أسيد الظهري. (2960) أَبُو رهم الغفاري. اسمه كلثوم بْن الحصين. ويقال: ابن حصن [2] ابن خلف بْن عبيد وقيل عبيد [3] بْن خلف. وقيل ابْن خالد بْن ثور بْن غفار.

_ [1] في أسد الغابة: والرابعة. [2] في أسد الغابة: حصين بن عبيد. [3] في أسد الغابة: وقيل ابن عتبة بن خلف.

ويقال: كلثوم بْن الحصين بْن خالد بْن المعيسر بْن بدر بْن أحمس بْن غفار ابن سليل [1] . أسلم بعد قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، وشهد أحدًا فرمي بسهم فِي نحره، فسمى المنحور. ويروى أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق عَلَيْهِ فبرأ، وَكَانَ له منزل بين غفار والصفراء، وهي أرض كنانة. واستخلفه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة مرتين: مرة فِي عمرة القضاء، وَكَانَ ممن بايع قبل ذلك تحت الشجرة، ثم استخلفه أَيْضًا عَلَى المدينة عام الفتح، فلم يزل عليها حَتَّى انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الطائف (2961) أَبُو الروم بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بْن قصي. أخو مصعب بْن عمير القرشي العبدري. أمه أمة رومية. كَانَ ممن هاجر إِلَى أرض الحبشة مَعَ أخيه مصعب بْن عمير. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَرَ: كَانَ أَبُو الروم قديم الإسلام بمكة، وهاجر إِلَى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وشهد أحدًا. قَالَ: وحدثنا عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي الزناد عَنْ أبيه، قَالَ: ليس أَبُو الروم ممن هاجر إلى أرض الحبشة، ولو كَانَ منهم لشهد بدرًا مَعَ من شهدها ممن رجع من أرض الحبشة قبل بدر، ولكنه قد شهد أحدًا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد هاجر إِلَى أرض الحبشة، وقدم المدينة ولم يقدر له شهودها، وممن لم يقدر له شهود بدر جماعة، وقتل أَبُو الروم يوم اليرموك شهيدًا فِي خلافة عمر. (2962) أَبُو رويحة الخثعمي. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين

_ [1] في الإصابة: اسمه كلثوم بن الحصين بن خالد بن العسعس بن زيد بن العميس بن أحمس بن غفار.

(2963) أبو ريحانة الأنصاري.

بلال بْن رباح مولى أبي بكر الصديق، وَكَانَ بلال يقول: أَبُو رويحة أخي. قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخوه، وَهُوَ أخوك. وروى عَنْ أبي رويحة أنه قَالَ: أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعقد لي لواء، وَقَالَ: اخرج فناد: من دخل تحت لواء أبي رويحة فهو آمن. ويقال اسم أبي رويحة هَذَا عَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ عداده في الشاميين. (2963) أَبُو ريحانة الأَنْصَارِيّ. ويقال: الأزدي. ويقال الدوسي، ويقال: مولى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسمه شمعون. ويقال: سمعون. والأول أكثر عداده فِي الشاميين، وقد ذكرناه فِي باب اسمه في السين [1] . باب الزاى (2964) أبو زبيب [2] الأَنْصَارِيّ. مدني. روى عنه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن ثوبان، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: من سمع النداء- يعنى في الجمعة- فلم يجب كتب من المنافقين. فيه نظر. (2965) أَبُو زرعة مولى المقداد بْن الأسود. اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ، لا تصح له صحبة. ولا رواية. حديثه مرسل. قَالَ البخاري: حديثه منقطع. (2966) أَبُو الزعراء. قَالَ: خرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سفر، فسمعته يقول: غير الدجال أخوف عَلَى أمتي من الدجال أئمة مضلون. رواه عَبْد اللَّهِ بْن وهب، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عياش القتباني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن جنادة المعافري، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي، عَنْ أبي الزعراء.

_ [1] هكذا في ى. وهو مذكور في الشين صفحة 211. [2] هكذا بالأصول.

(2967) أبو زعبة [1] الشاعر.

(2967) أبو زعبة [1] الشاعر. ذكره الطبري فيمن شهد أحدًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: واسمه عامر بْن كعب بْن عَمْرو بْن حديج. (2968) أَبُو زمعة البلوي. ذكروه فِي الصحابة فيمن بايع تحت الشجرة، ولا أعلم له خبرًا، إلا أنه توفي بإفريقية فِي غزوة معاوية بْن حديج الأولى، فأمرهم أن يسووا قبره فدفنوه بالموضع المعروف بالبلوية اليوم بالقيروان. قيل: اسمه عبيد اللَّه. والله أعلم. (2969) أَبُو زهير بْن أسيد بْن جعونة بْن الحارث النميري. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مَعَ قيس بْن عَاصِم. روى عنه عائذ بن ربيعة. (2970) أَبُو زهير الأنماري. وقيل النميري. وقيل التميمي. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي الدعاء، وفيه إذا دعا أحدكم فليختم بآمين، فإن آمين فِي الدعاء مثل الطابع عَلَى الصحيفة. وليس إسناد حديثه بالقائم، يقال اسمه فلان ابْن شرحبيل. (2971) أَبُو زهير الثقفي الطائفي والد أبي بكر بْن أبي زهير. اختلف فِي اسمه، فقيل معاذ، وقيل عمار بْن حميد. يعد فِي الحجازيين. وقيل: بل يعد فِي الكوفيين روى عنه ابنه أَبُو بكر. ويروى عن ابنه إِسْمَاعِيل بْن أبي خالد، وأمية بْن صفوان بْن أمية. قَالَ عَمْرو بْن علي: أَبُو زهير الثقفي اسمه معاذ، وَهُوَ والد أبي بكر بْن أبي زهير. (2972) أَبُو زهير الثقفي- آخر. ذكره جماعة فِي الصحابة، وجعلوه غير الأول فَقَالُوا: أَبُو زهير بْن معاذ بْن رباح الثقفي، له صحبة، وقد ذكره البخاري قال: قال

_ [1] في هوامش الاستيعاب: زعنة- بالنون. قيده طاهر بن عبد العزيز. وفي أسد الغابة: زعنة- بالزاي والعين المهملة. قاله ابن ماكولا.

(2973) أبو زهير النميري.

عبد العظيم: سمعت أبى عن عمته سارة بنت مقسم عَنْ ميمونة بنت كردم- وكانت تحت أبي زهير بْن معاذ بْن رباح الثقفي، وَكَانَ بين أبي زهير وبين طلحة بْن عبيد اللَّه صاحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرابة من قبل النساء- أظنه الَّذِي قبله والله أعلم من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا سميتم فعبّدوا. (2973) أَبُو زهير النميري. قيل اسمه يَحْيَى بْن نفير. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تقتلوا الجراد فإنه جند اللَّه الأعظم. (2974) أبو زيد الأنصاري، سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد ابن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بْن الأوس. يقال: إنه أحد الَّذِينَ جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالته طائفة، منهم: مُحَمَّد بْن نمير. وقد يجوز أن يكونا جميعًا جمعا القرآن. وروى قتادة عَنْ أنس، قَالَ: افتخر الحيان: الأوس، والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بْن أبي عامر، ومنا الّذي حمته الدّبر عاصم ابن ثابت، ومنا الَّذِي اهتز لموته العرش سعد بْن معاذ، ومنا الَّذِي من أجيزت شهادته بشهادة رجلين: خزيمة بْن ثابت. فقالت الخزرج: أربعة جمعوا القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أبي بْن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد ابن ثابت، وأبو زيد، وهذا كله قول الْوَاقِدِيّ وروى الثوري، عَنْ قيس بْن مسلم، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، قَالَ: خطبنا رجل من أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقال له سعد بْن عبيد، قَالَ:

(2975) أبو زيد، عمرو بن أخطب الأنصاري.

إنا لاقو العدو غدًا إن شاء اللَّه تعالى، وإنا مستشهدون، فلا تغسلن عنا دمًا، ولا نكفن إلا فِي ثوب كَانَ علينا. قَالَ الْوَاقِدِيّ: سعد بْن عبيد بْن النعمان هُوَ أَبُو زيد الَّذِي كَانَ يقال له سعد القاري، يكنى أبا عمير بابنه عمير بْن سعد، وعمير ابنه كَانَ واليًا لعمر عَلَى بعض الشام. قَالَ: وقتل أَبُو زيد سعد بْن عبيد يوم القادسية مَعَ سعد بْن أبي وقاص، وَهُوَ ابْن أربع وستين، هَذَا كله من قول الْوَاقِدِيّ، وغيره يصحح أنهما جميعا جمعا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم. (2975) أَبُو زيد، عَمْرو بْن أخطب الأنصاري. قيل: إنه من ولد [1] عدي ابن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر أخو الأوس والخزرج ومن قَالَ هَذَا نسبه عَمْرو بْن أخطب بْن رفاعة بْن محمود بْن بشر بْن عَبْد اللَّهِ بْن الضيف بْن أحمر بْن عدي بْن ثعلبة بْن حارثة بْن عَمْرو بْن عامر الأَنْصَارِيّ. ويقال: بل هُوَ من بني الحارث بْن الخزرج. له صحبة ورواية، وَهُوَ جد عزرة بْن ثابت المحدث، وَكَانَ عزرة هَذَا يقول: جدي هُوَ أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح ذلك. وَكَانَ عَمْرو بْن أخطب أَبُو زيد هَذَا قد غزا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوات، ومسح عَلَى رأسه، ودعا له بالجمال، فيقال: إنه بلغ مائة سنة ونيفا، وما في رأسه ولحيته إلا نبذ من شعر أبيض. (2976) أَبُو زيد الأَنْصَارِيّ. اسمه قيس بن الكن بن قيس بن زعوراء بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار. شهد بدرا. قال

_ [1] في أسد الغابة: من ولد عدي بن حارثة بن ثعلبة.

(2977) أبو زيد الأنصاري.

الْوَاقِدِيُّ: هُوَ أحد الَّذِينَ جمعوا القرآن عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قول أنس بْن مالك، لأنه قَالَ فيه أحد عمومتي. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عن ابن شهاب: قتل أبو زبد قيس بْن السكن يوم جسر أبي عبيد عَلَى رأس خمس عشرة سنة (2977) أَبُو زيد الأَنْصَارِيّ. جد أبي زيد النحوي، صاحب الغريب. هُوَ من بني الحارث بْن الخزرج، له صحبة. قَالَ ابْن نمير وغيره: أَبُو زيد ثلاثة: أَبُو زيد الَّذِي جمع القرآن عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو زيد جد عزرة بْن ثابت، وأبو زيد جد أبي زيد صاحب النحو من بنى الحارث ابن الخزرج. قَالَ أَبُو عُمَرَ: بل هم ستة كلهم قد غلبت عَلَيْهِ كنيته، قد ذكرتهم والحمد للَّه، ويكنى أبا زيد من الصحابة أسامة بْن زيد، وقطبة بْن عُمَرَ، وعامر بْن حديدة، وثابت بْن الضحاك. (2978) أَبُو زيد الأَنْصَارِيّ- آخر. قَالَ عباس: سمعت يَحْيَى بْن معين- وسئل عَنْ أبي زيد الَّذِي يقال: إنه جمع القرآن على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من هُوَ؟ فَقَالَ: ثابت بْن زيد. قَالَ أَبُو عُمَرَ: ولا أعلمه. قاله غيره، والله أعلم. (2979) أَبُو زيد، رجل من الأنصار غير هؤلاء. وقيل: اسمه أوس. وقيل معاذ، وفيه نظر. وقد قيل: إنه الَّذِي جمع القرآن عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ ثَابِتٍ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: أَبُو زَيْدٍ الَّذِي جَمَعَ الْقُرْآنَ اسْمُهُ أَوْسٌ.

(2980) أبو زيد الجرمي،

(2980) أَبُو زيد الجرمي، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر. حديثه هَذَا يدور عَلَى عبيد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ مسكين بْن دينار، عَنْ مجاهد، عَنْ أبي زيد الجرمي، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. (2981) أَبُو زينب الَّذِي شهد عَلَى الوليد بْن عُقْبَةَ هُوَ زهير بْن الحارث بْن عوف بْن كاسر الحجر. من ذكره فِي الصحابة فقد أخطأ، ليس له شيء يدل عَلَى ذلك والله أعلم. باب السين (2982) أَبُو السائب الأَنْصَارِيّ. ذكره أَبُو منصور مُحَمَّد بْن سعد الباوردي، له صحبة. (2983) أبو السائب، مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه أَيْضًا. (2984) أَبُو سبرة [1] بْن أبي رهم بْن عبد العزى بْن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري. هاجر الهجرتين جميعًا، وكانت معه فِي الهجرة الثانية- فِي قول ابْن إِسْحَاق والواقدي- زوجته أم كلثوم بنت سهيل بْن عُمَرَ. وآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين سلمة بْن سلامة بْن وقش. وشهد أَبُو سبرة بدرًا، وأحدًا وسائر المشاهد كلها مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. أمه برة بنت عبد المطلب، فهو أخو أبي سلمة بْن عبد الأسد لأمه. وقد اختلف فِي هجرته إِلَى الحبشة، ولم يختلف فِي أنه شهد بدرًا، ذكره ابن عقبة وابن إسحاق في البدريين. وَقَالَ الزُّبَيْر: لا نعلم أحدًا من أهل بدر رجع إِلَى مكة فنزلها غير أبي سبرة، فإنه قد رجع بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مكة فنزلها، وولده ينكرون ذلك.

_ [1] بسكون الباء (التقريب) .

(2985) أبو سبرة الجعفي.

وتوفي أَبُو سبرة فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان. (2985) أَبُو سبرة الْجُعْفِيّ. اسمه يَزِيد بْن مالك بْن عَبْد اللَّهِ بْن ذؤيب بْن سلمة ابن عَمْرو بْن ذهل بْن مران بْن جعفي، والد سبرة بْن أبي سبرة، وعَبْد الرَّحْمَنِ [1] ابن أبي سبرة، له صحبة. وفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه ابناه عزيز وسبرة، فسمى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عزيزًا عَبْد الرَّحْمَنِ. وروى عنه ابناه فِي القراءة فِي الوتر، وفي الأسماء- حديثا مرفوعا هُوَ جد خيثمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ. (2986) أَبُو السبع الزَّرْقِيّ الأَنْصَارِيّ، له صحبة. قتل يوم أحد شهيدا. اسمه ذكوان ابن عبد قيس. (2987) أبو سروعة [2] عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف بن قصي القرشي النوفلي، حجازي، له صحبة. روى عنه عبيد بن أبي مريم وابن أبي مليكة. قد ذكرناه فِي باب اسمه عقبة [3] عَلَى مَا ذكره جماعة أهل الحديث. وأما أهل النسب: الزُّبَيْر وعمه مصعب والعدوي فإنهم قَالُوا أَبُو سروعة بْن الحارث هَذَا هُوَ عتبة بْن الحارث، وقد ذكروا أنه أسلم عام الفتح، وله صحبة. (2988) أَبُو سريحة [4] الغفاري. اسمه حذيفة بْن أسيد بن خالد بن الأغوس ابن الوقيعة بْن حرام بْن غفار بْن مليل الغفاري. هكذا نسبه خليفة. وَقَالَ ابْن الكلبي: هُوَ حذيفة بْن أسيد بْن الأغوز بْن واقعة بْن حرام بْن غفار، فَقَالَ خليفة: الأغوس بالغين المنقوطة والسين. وَقَالَ ابْن الكلبي مثله، إلا أنه جعل

_ [1] في أسد الغابة: عبد العزى. [2] بكسر أوله وسكون الراء وفتح الواو بعدها مهملة (التقريب) [3] صفحة 1072 [4] بفتح أوله وكسر الراء (التقريب) .

(2989) أبو سعاد الجهني.

مكان السين زايًا، وَقَالَ مكان وقيعة واقعة، وكان ممن بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان. يعد فِي الكوفيين. روى عنه أَبُو الطفيل والشعبي. (2989) أَبُو سعاد الجهني. قيل: إنه عقبة بْن عامر الجهني، وفي ذلك نظر. روى عنه معاذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن خبيب، ومعاوية بْن عَبْد اللَّهِ بْن بدر، ولعقبة بْن عامر كنى كثيرة نحو خمس. ليس هُوَ عندي بأبي سعاد هَذَا والله أعلم. روى عَنْ أبي سعاد الجهني معاذ بْن عَبْد الله. (2990) أَبُو سعاد، نزل حمص من الصحابة. روى حريز [1] بْن عُثْمَانَ عَنِ ابْن أبي عوف، قَالَ: مر أَبُو الدرداء بأبي سعاد- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يسبح ... وذكر الخبر. (2991) أَبُو سعد بْن أبي فضالة الحارثي الأَنْصَارِيّ، له صحبة. يعد فِي أهل المدينة. حَدِيثُهُ عِنْدَ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِينَاءَ، عَنْ أَبِي سَعْدِ بْنِ فُضَالَةَ الأَنْصَارِيِّ. وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ. وَقَالَ: مَنْ عَمِلَ عَمَلا لِغَيْرِي فَلْيَلْتَمِسْ ثَوَابَهُ مِنْهُ، أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشرك. (2992) أَبُو سعد بْن وهب [2] القرظي، ينسب إِلَى قريظة، والصحيح أن أبا سعد هَذَا من بني النضير، قَالَ ابْن إِسْحَاق: ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: يامين بْن عمير بْن كعب بْن عَمْرو بْن جحاش، وأبو سعد بن وهب،

_ [1] في أسد الغابة: جرير، وهو تصحيف. والضبط من التقريب. [2] في أسد الغابة: وقيل: ابن أبى وهب.

(2993) أبو سعد الأنصاري الزرقي.

أسلما عَلَى أموالهما، فأحرزاها. ويقال له النَّضِيرِيّ [1] ينسب إِلَى النضير، نزل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قريظة فأسلم. ذكره مُحَمَّد بْن سعد عَنِ الْوَاقِدِيّ. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ أَيْضًا عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّضِيرِيِّ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّضِيرِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ أَبِي سَعْدِ بْنِ وَهْبٍ النَّضِيرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي فِي سَيْلٍ مَهْزُورٍ [2] أَنْ يُحْبَسَ الأَعْلَى عَلَى الأَسْفَلِ حَتَّى يَبْلُغَ الْمَاءُ الكعبين ثم يرسل. (2993) أَبُو سعد الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. حديثه عند ابْن أبي فديك، عَنْ يَحْيَى بْن أبي خالد، عَنْ أبي سعد. وقد قيل: إنه الَّذِي روى عنه عَبْد الله ابن مرة. وروى عنه يونس بْن ميسرة فِي الضحايا فِي الكبش الأدغم [3] . وقد قيل فِي ذلك أَبُو سَعِيد، وأما هَذَا فأبو سعد عند أبى حاتم وغيره. (2994) أَبُو السعدان، غير منسوب ولا سمي [4] . شامي، روى عنه مكحول الدِّمَشْقِيّ حديثًا واحدًا مرفوعًا فِي الهجرة. (2995) أَبُو سَعِيد بْن المعلى. قيل اسمه رافع بْن المعلى بْن لوذان بْن المعلى وقيل الحارث بْن المعلى. وقيل أوس بْن المعلى. وقيل: أَبُو سَعِيد بْن أوس بْن المعلى. ومن قَالَ هُوَ رافع بْن المعلى فقد أخطأ، لأن رافع بْن المعلى قتل ببدر. وأصحّ

_ [1] في أسد الغابة (5- 210) : قد ذكر ابن مندة هذا في الترجمة الأولى التي هي أبو سعد الأنصاري الّذي قبل ابن وهب. وهذا عندي هو أبو سعد بن وهب الأنصاري الّذي أخرجه الثلاثة. وإنما اشتبه على أبى عمر حيث رآه هناك أنصاريا ورآه هنا قرظيا أو نضريا فظنهما اثنين، وإنما نسبه في الأنصار بالحلف لأن قريظة والنضير حلفاء الأنصار، كان النضير حلفاء الخزرج وقريظة حلفاء الأوس. [2] مهزور: وادي قريظة (ياقوت) . والقصة فيه كاملة (8- 212) . [3] الأدغم: هو الّذي يكون فيه أدنى سواد وخصوصا في أرنبته وتحت حنكه (النهاية) [4] في أسد الغابة: ولا مسمى.

مَا قيل- والله أعلم فِي اسمه- الحارث بْن نفيع بْن المعلى بْن لوذان بْن حارثة بْن زيد بْن ثعلبة من بني زريق الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ. أمه أميمة بنت قرط بْن خنساء، من بني سلمة. له صحبة، يعد فِي أهل الحجاز روى عنه حفص بْن عَاصِم، وعبيد بْن حنين. توفي سنة أربع وسبعين، وَهُوَ ابْن أربع وستين سنة. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يعرف فِي الصحابة إلا بحديثين: أحدهما عِنْدَ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْهُ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فَنَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ آتِهِ حَتَّى قَضَيْتُ صَلاتِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُجِيبَنِي؟ قُلْتُ: كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: أَلَمْ يقل الله: استجِيْبُوا للَّه وللرسول إذا دعا كم لما يحييكم. ثُمَّ قَالَ: أَلا أُعَلِّمُكَ سُورَةً ... الْحَدِيثُ نَحْوَ حَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. والثاني عند الليث بْن سعد، عَنْ خالد، عَنْ سَعِيد، عَنْ مروان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عبيد بْن حنين، عَنْ أبي سَعِيد بْن المعلى، قَالَ: كنا نغدو إِلَى السوق عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنمر عَلَى المسجد فنصلي فيه، فمررنا يومًا ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد عَلَى المنبر، فقلت: لقد حدث أمر، فجلست، فقرأ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية [1] : «قَدْ نرى تقلّب وجهك في السماء» حَتَّى فرغ من الآية. فقلت لصاحبي: تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنكون أول من صلى، فتوارينا بعماد فصليناهما، ثم نزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى للناس الظهر يومئذ.

_ [1] سورة البقرة، آية 44.

(2996) أبو سعيد،

وقد روى هَذَا المعنى عَنْ غير أبي سَعِيد بْن المعلى. قَالَ أَبُو حاتم الرازي: مروان بْن عُثْمَانَ بْن أبي سَعِيد بْن المعلى الزرقيّ الأنصاري أبو عثمان. روى عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، وعبيد بْن حنين. روى عنه يَحْيَى بْن سَعِيد الأَنْصَارِيّ، وسعيد بْن أبي هلال، ومحمد بْن عَمْرو بْن علقمة- وَهُوَ ضعيف، وخالد بْن زيد الإسكندراني، سكن مصر، مولى بني جمح، يروى عَنْ سَعِيد بْن أبي هلال وأبي الزُّبَيْر ثقة. روى عنه الليث، وابن لهيعة، والمفضل بْن فضالة، وثم أَبُو سَعِيد بْن المعلى تابعي يروى عَنْ علي وأبي هريرة يروى عنه سلمة بْن وردان. (2996) أَبُو سَعِيد، له صحبة. روى عنه الحارث بْن يمجد الأشعري. حديثه في الشاميين عند لوليد بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، قال: حدثنا الحارث بن بمجد الأَشْعَرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ يُكَنَّى أَبَا سَعِيدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. أَفِي أَوَّلِ أُمَّتِكَ أَكُونُ أَمْ آخِرِهَا [1] . قَالَ: فِي أَوَّلِهَا وَتَلْحَقُونِي أفنادا [2] بلى بعضكم بعضا. (2997) أَبُو سَعِيد الخدري، اسمه سعد بْن مالك بْن سنان بْن ثعلبة بْن عبيد بْن الأبحر. وَهُوَ خدرة بْن عوف بْن الحارث بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الخدري. وأمه أنيسة بنت أبي حارثة من بني عدي بْن النجار. وخدرة وخدارة أخوان بطنان من الأنصار، فأبو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ من خدارة وأبو سَعِيد من خدرة، وهما ابنا عوف بْن الحارث بْن الخزرج، وَكَانَ يقال لسنان جد أبي سَعِيد الخدري الشهيد، وقتادة بْن النعمان أخو أبي سعيد الخدريّ لأمه.

_ [1] في أسد الغابة: قال: قلت يا رسول الله، أفي أول أمتك نكون- يعنى موتا- أم في آخرها؟ قال في أولها ثم يلحقون بي. [2] أفنادا: أي جماعات متفرقين قوما بعد قوما واحدهم فند (النهاية) .

(2998) أبو سعيد الخير.

كَانَ أَبُو سَعِيد من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء، وأخباره تشهد له بتصحيح هذه الجملة. روينا عَنْ أبي سَعِيد أنه قَالَ: عرضت يوم أحد عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابْن ثلاث عشرة سنة، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنه عبل العظام، والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصعد فِي بصره ويصوبه ثم قَالَ: وخرجت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة بني الْمُصْطَلِق، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَهُوَ ابْن خمس عشرة سنة، ومات سنة أربع وسبعين. (2998) أبو سعيد الخير. ويقال أَبُو سعد الخير الأنماري. له صحبة. قيل اسمه عامر بْن سعد، شامي. وقيل: عَمْرو بْن سعد. رَوَى عَنْهُ عُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ، وَقَيْسُ بْنُ حُجْرٍ، وَفِرَاسٌ الشَّعْبَانِيُّ، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ وَغَلَتْ بِهِ الْمَرَاجِلُ. مِنْ حَدِيثِهِ أَيْضًا عَنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَنِي أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ... الحديث وفي رواية أخرى عنه سبعون ألفًا، يعم ذلك مهاجرينا ويوفي ذلك بطائفة من أعرابنا. (2999) أَبُو سَعِيد الزَّرْقِيّ الأَنْصَارِيّ ويقال أَبُو سعد، وَهُوَ الأشبه عندي والله أعلم. ذكره خليفة فيمن روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصحابة بعد أن ذكر أبا سَعِيد بْن المعلى، وَقَالَ: لا يوقف له عَلَى اسم، ولم ينسبه بأكثر مما ترى. وَقَالَ: روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سئل عَنِ العزل، فَقَالَ: مَا يقدر فِي الرحم يكن. وَقَالَ غير خليفة: أَبُو سَعِيد الزَّرْقِيّ مشهور بكنيته.

(3000) أبو سعيد المقبري،

واختلف في اسمه، فقيل سعد بن عمارة. وقيل عمارة بْن سعد. روى عنه عَبْد الله ابن مرة. وقيل فِي أبي سَعِيد الزَّرْقِيّ هَذَا عامر بْن مَسْعُود، وليس بشيء وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الزَّرْقِيِّ فِيمَا حَدَّثَ بِهِ سَعِيدُ بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة ابن حَلْبَسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي سَعِيدٍ الزَّرْقِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شِرَاءِ ضَحَايَا فَأَشَارَ إِلَى كَبْشٍ أَدْغَمَ لَيْسَ بِالْمُرْتَفِعِ وَلا الْمُتَّضِعِ فِي جسمه، فقال: اشتر لي هذا، كأنه شبههه بِكَبْشِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَالأَدْغَمُ الأَسْوَدُ الرَّأْسِ. (3000) أَبُو سَعِيد الْمَقْبُرِيّ، اسمه كيسان، مولى لبني ليث. ذكره الْوَاقِدِيّ فيمن كان مسلما على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ منزله عند المقابر، فَقَالُوا له: الْمَقْبُرِيّ لذلك. وتوفي بالمدينة فِي خلافة الوليد بْن عبد الملك، وقد روى عن عمر. (3001) أبو سعيد- أو سعد- الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما- أنه قَالَ: البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار وزيادة فِي الأعمار [1] . روى عنه أَبُو مليكة. فيه وفي الَّذِي قبله نظر [2] . (3002) أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم القرشي الهاشمي ابْن عم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ أخا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية. وأمه غزية بنت قيس بْن طريف، من ولد فهر بْن مالك بْن النضر بْن كنانة. قَالَ قوم- منهم إِبْرَاهِيم بْن المنذر: اسمه الْمُغِيرَة. وَقَالَ آخرون: بل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه.

_ [1] لم يذكر الحديث الثاني، وكذلك لم يذكر في الإصابة. [2] الّذي قبله في الترتيب الأول للكتاب: أبو سعيد له صحبة، رقم 2996.

ويقال: إن الَّذِينَ كانوا يشبهون برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعفر بْن أبي طالب، والحسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وقثم بْن العباس بْن عبد المطلب، وأبو سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب، والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بْن المطلب بْن عبد مناف. وَكَانَ أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين، وَكَانَ سبق له هجاء فِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله: ألا أبلغ أبا سُفْيَان عني ... مغلغلة فقد برح الخلفاء هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء وقد ذكرنا الأبيات فِي باب حسان [1] . والشعر محفوظ. ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال: إنه مَا رفع رأسه إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حياء منه. وَكَانَ إسلامه يوم الفتح قبل دخول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، لقيه هُوَ وابنه جعفر بْن أبي سُفْيَان بالأبواء فأسلما. وقيل: بل لقيه هُوَ وعَبْد اللَّهِ بْن أبي أمية بين السقيا والعرج. فأعرض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهما، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابْن عمك وأخي ابْن عمتك أشقى الناس بك. وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ لأبي سُفْيَان بْن الحارث: إيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قبل وجهه، فقل له مَا قَالَ إخوة يوسف ليوسف عَلَيْهِ السلام: تاللَّه لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لخاطئين، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولًا منه. ففعل ذلك أَبُو سُفْيَان. فَقَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وهو أرحم الراحمين. وقبل منهما، وأسلما وأنشده أَبُو سُفْيَان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه: لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد

_ [1] صفحة 643، والديوان صفحة 8.

لكالمظلم [1] الحيران أظلم ليله ... فهذا أو انى حين أهدى فأهتدي هداني هاد غير نفسي ودلني ... عَلَى اللَّه من طردته [2] كل مطرد أصد [3] وأنأى جاهدًا عَنْ مُحَمَّد ... وأدعى وإن لم أنتسب من مُحَمَّد [4] قَالَ ابْن إِسْحَاق: فذكروا أنه حين أنشد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: «من طردته كل مطرد» ضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صدره وَقَالَ: أنت طردتني كل مطرد! وشهد أَبُو سُفْيَان حنينًا، وأبلى فِيهَا بلاء حسنًا، وَكَانَ ممن ثبت ولم يفر يومئذ، ولم تفارق يده لجام. بغلة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انصرف الناس إِلَيْهِ، وَكَانَ يشبه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يحبه، وشهد له بالجنة، وَكَانَ يقول: أرجو أن تكون خلفًا من حمزة. وَهُوَ معدود فِي فضلاء الصحابة. روى عفان، عَنْ وهيب، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: أَبُو سُفْيَان بْن الحارث من شباب أهل الجنة، أَوْ سيد فتيان أهل الجنة. ويروى عنه أنه لما حضرته الوفاة قَالَ: لا تبكوا علي، فإني لم أتنطف [5] بخطيئة منذ أسلمت. وذكر ابْن إِسْحَاق أن أبا سُفْيَان بْن الحارث بكى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم كثيرا ورثاه فقال: أرقت فبات ليلي لا يزول ... وليل أخي المصيبة فيه طول فأسعدني البكاء وذاك فِيمَا ... أصيب المسلمون به قليل

_ [1] في أسد الغابة والطبقات لكالمدلج ... وأهتدى [2] في الطبقات: من طردت. [3] في الطبقات: أفر، [4] في الطبقات: بمحمد. [5] أتنطف: أتلطخ.

لقد عظمت مصيبتنا وجلت ... عشية قيل قد قبض الرسول وأضحت أرضنا مما عراها ... تكاد بنا جوانبها تميل فقدنا الوحي والتنزيل فينا ... يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحق مَا سالت عَلَيْهِ ... نفوس الناس أَوْ كادت تسيل نبي كَانَ يجلو الشك عنا ... بما يوحى إليه وما يقول ويهدينا فلا نخشى ضلالًا ... علينا والرسول لنا دليل أفاطم إن جزعت فذاك عذر ... وإن لم تجزعي ذاك السبيل فقبر أبيك سيد كل قبر ... وفيه سيد الناس الرسول وأبو سُفْيَان بْن الحارث هُوَ الّذي يقول أيضا: لقد علمت قريش غير فخر ... بأنا نحن أجودهم حصانا وأكثرهم دروعًا سابغات ... وأمضاهم إذا طعنوا سنانا وأدفعهم لدى الضراء عنهم ... وأبينهم إذا نطقوا لسانا وروى أبو حبّة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أبو سفيان خير أهلي- أو من خير أهلي. وَقَالَ ابْن دريد وغيره من أهل العلم بالخبر: إن قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كل الصيد فِي جوف الفرا: إنه أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن عمه هَذَا. وقد قيل: إن ذلك كَانَ منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أبي سُفْيَان بْن حرب، وَهُوَ الأكثر، والله أعلم. قَالَ عروة: وَكَانَ سبب موته أنه حج، فلما حلق الحلاق رأسه قطع

(3003) أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد بن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري،

ثؤلولًا [1] كَانَ فِي رأسه، فلم يزل مريضًا منه حَتَّى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة سنة عشرين. ودفن فِي دار عقيل بْن أبي طالب، وصلى عَلَيْهِ عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه. وقيل: بل مات أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بالمدينة بعد أخيه نوفل بْن الحارث بأربعة أشهر إلا ثلاث عشرة ليلة، وَكَانَ هُوَ الَّذِي حفر قبر نفسه قبل أن يموت بثلاثة أيام، وكانت وفاة نوفل بْن الحارث عَلَى مَا ذكرنا فِي بابه سنة خمس عشرة. (3003) أَبُو سُفْيَان بْن الحارث بْن قيس بْن زيد بْن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بْن عَمْرو بْن عوف الأَنْصَارِيّ، قتل يوم أحد شهيدًا. وقيل: بل قتل يوم خيبر شهيدا. (3004) أَبُو سُفْيَان بْن حويطب بْن عبد العزى القرشي العامري، قتل يوم الجمل، أسلم مَعَ أبيه يوم الفتح، وأبوه من أسن الصحابة، وقد ذكرناه [2] . (3005) أَبُو سُفْيَان صخر بْن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي القرشي. هُوَ والد معاوية، ويزيد، وعتبة، وإخوتهم. ولد قبل الفيل بعشر سنين، وَكَانَ من أشراف قريش فِي الجاهلية، وَكَانَ تاجرا يجهّز التجّار بما له وأموال قريش إِلَى الشام وغيرها من أرض العجم، وَكَانَ يخرج أحيانًا بنفسه، فكانت إليه راية الرؤساء المعروفة بالعقاب، وَكَانَ لا يحبسها إلا رئيس، فإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعت تلك الراية بيد الرئيس. ويقال: كَانَ أفضل قريش فِي الجاهلية رأيًا ثلاثة: عتبة، وأبو جهل، وأبو سفيان، فلما أتى

_ [1] الثؤلول: الحبة التي تظهر في اجلد كالحمصة فما دونها (النهاية) . [2] صفحة 399.

اللَّه بالإسلام أدبروا فِي الرأي. وَكَانَ أَبُو سُفْيَان صديق العباس ونديمه فِي الجاهلية. أسلم أَبُو سُفْيَان يوم الفتح، وشهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حنينًا، وأعطاه من غنائمها مائة بعير وأربعين أوقية وزنها له بلال، وأعطى ابنيه يَزِيد ومعاوية. واختلف في حين إسلامه، فطائفة ترى أنه لما أسلم حسن إسلامه، وذكروا عَنْ سَعِيد بْن المسيب، عَنْ أبيه- قَالَ: رأيت أبا سُفْيَان يوم اليرموك تحت راية ابنه يَزِيد يقاتل ويقول: يَا نصر اللَّه اقترب. وروى أن أبا سُفْيَان ابْن حرب كَانَ يقف عَلَى الكراديس [1] يوم اليرموك فيقول للناس: اللَّه اللَّه، فإنكم ذادة [2] العرب وأنصار الإسلام، وإنهم ذادة [2] الروم وأنصار المشركين، اللَّهمّ هَذَا يوم من أيامك، اللَّهمّ أنزل نصرك عَلَى عبادك. وطائفة ترى أنه كَانَ كهفًا للمنافقين منذ أسلم، وَكَانَ فِي الجاهلية ينسب إِلَى الزندقة. وفي حديث ابْن عباس عَنْ أبيه أنه لما أتى به العباس- وقد أردفه خلفه يوم الفتح إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسأله أن يؤمنه. فلما رآه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ له: ويحك يَا أبا سُفْيَان! أما آن لك- أن تعلم أن لا اله إلا اللَّه. فَقَالَ: بأبي أنت وأمّى، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك! والله لقد ظننت أنه لو كَانَ مَعَ اللَّه إلهًا غيره لقد أغنى عني شَيْئًا. فَقَالَ: ويحك يَا أبا سُفْيَان، ألم يأن لك أن تعلم أني رَسُول اللَّهِ! فَقَالَ: بأبي أنت وأمي، مَا أوصلك وأحلمك وأكرمك! أما هذه ففي النفس منها شيء. فَقَالَ له العباس: ويلك! اشهد شهادة الحق قبل أن تضرب عنقك. فشهد وأسلم، ثم سأل له العباس رسول الله صلى الله

_ [1] الكردوسة: قطعة عظيمة من الخبل، وكردس الخيل جعلها كتيبة كتيبة (القاموس) [2] في ى وأسد الغابة: دارة.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يؤمن من دخل داره، وَقَالَ: إنه رجل يحب الفخر والذكر، فأسعفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. وَقَالَ: من دخل دار أبي سُفْيَان فهو آمن، ومن دخل الكعبة فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ومن أغلق بابه عَلَى نفسه فهو آمن. وفي خبر ابْن الزُّبَيْر أنه رآه يوم اليرموك قَالَ: فكانت الروم إذا ظهرت قَالَ أَبُو سُفْيَان: إيه بني الأصفر، فإذا كشفهم المسلمون قَالَ أبو سفيان: وبنو الأصفر الملوك ملوك الروم ... لم يبق منهم مذكور فحدث به ابْن الزُّبَيْر أباه لما فتح اللَّه عَلَى المسلمين، فَقَالَ الزُّبَيْر: قاتله الله يأبى إلا نفاقا، أو لسنا خيرًا له من بني الأصفر وَذَكَرَ ابْنُ المبارك، عن مالك ابن مِغْوَلٍ، عَنِ ابْنِ أَبْجَرَ، قَالَ. لَمَّا بُويِعَ لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: أَغْلَبَكُمْ عَلَى هَذَا الأَمْرِ أَقَلُّ بَيْتٍ فِي قُرَيْشٍ! أَمَا وَاللَّهِ لأَمْلأَنَّهَا خَيْلا وَرِجَالا إِنْ شِئْتَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا زِلْتُ عَدُوًّا لِلإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، فَمَا ضَرَّ ذَلِكَ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ شَيْئًا، إِنَّا رَأَيْنَا أَبَا بَكْرٍ لَهَا أهلا. وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ. وروي عَنِ الحسن أن أبا سُفْيَان دخل عَلَى عُثْمَان حين صارت الخلافة إِلَيْهِ، فَقَالَ: قد صارت إليك بعد تيم وعدي، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هُوَ الملك، ولا أدري مَا جنة ولا نار. فصاح به عُثْمَان، قم عني، فعل اللَّه بك وفعل. وله أخبار من نحو هَذَا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها. وفي بعضها مَا يدل عَلَى أنه لم يكن إسلامه سالمًا، ولكن حديث سعيد ابن المسيب يدل عَلَى صحة إسلامه والله أعلم. حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ،

(3006) أبو سفيان، والد عبد الله بن أبى سفيان.

قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فُقِدَتِ الأَصْوَاتُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ إِلا رَجُلٌ وَاحِدٌ يَقُولُ: يَا نَصْرَ اللَّهِ اقْتَرِبْ، وَالْمُسْلِمُونَ يَقْتَتِلُونَ هُمْ وَالرُّومُ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو سُفْيَانَ تَحْتَ رَايَةِ ابْنِهِ يَزِيدَ. وكانت له كنية أخرى: أَبُو حنظلة بابنه حنظلة المقتول يوم بدر كافرًا. وشهد أَبُو سُفْيَان حنينًا مسلمًا وفقئت عينه يوم الطائف، فلم يزل أعور حَتَّى فقئت عينه الأخرى يوم اليرموك أصابها حجر فشدخها فعمى ومات سنة ثلاث وثلاثين فِي خلافة عُثْمَان وقيل: سنة اثنتين وثلاثين. وقيل سنة إحدى وثلاثين. وقيل سنة أربع وثلاثين، وصلى عَلَيْهِ ابنه معاوية. وقيل: بل صلى عَلَيْهِ عُثْمَان بموضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وَهُوَ ابْن ثمان وثمانين سنة. وقيل: ابْن بضع وتسعين سنة، وَكَانَ ربعة دحداحًا [1] ذا هامة عظيمة. (3006) أَبُو سُفْيَان، والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي سُفْيَان. حديثه عن النبي صلى الله عليه سلم عمرة فِي رمضان تعدل حجة. إسناده مدني أخشى أن يكون مرسلًا. [فاللَّه أعلم] [2] . (3007) أَبُو سُفْيَان، مدلوك. ذهب مَعَ مولاه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسلم معه، ومسح النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برأسه، ودعا له بالبركة، فكان مقدم رأسه مَا مس رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أسود وسائره أبيض. (3008) أَبُو سكينة [3] شامي، لا أعرف له نسبًا ولا اسمًا. روى عنه بلال بْن سعد الواعظ، ذكروه في الصحابة ولا دليل عَلَى ذلك. من حديث أبي سكينة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنه قال: إذا ملك أحدكم

_ [1] الدحداح: القصير السمين. [2] من أ. [3] مصغر. وقيل بفتح أوله (الإصابة) .

(3009) أبو سلالة [2] الأسلمي.

شقصًا [1] من رقبة فليعتقها، فإن اللَّه يعتق بكل عضو منها عضوًا منه من النار. حديثه عند يَزِيد بْن ربيعة، عَنْ بلال بْن سعد. وقد قيل: إن حديثه هَذَا مرسل ولا صحبة له. (3009) أَبُو سلالة [2] الأسلمي. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: سيكون عليكم أئمة يملكون رقابكم ويحدثونكم فيكذبونكم. حديثه عند حكام بْن أسلم الرازي، عَنْ عنبسة بْن سَعِيد قاضي الري، عَنْ عَاصِم بْن عبيد اللَّه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي سلالة الأسلمي. (3010) أَبُو سلام الهاشمي، خادم [3] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومولاه، له صحبة، ذكره خليفة فِي تسمية الصحابة من موالي بني هاشم بْن عبد مناف، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ سَابِقِ بْنِ نَاجِيَةَ، عَنْ أَبِي سَلامٍ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ: رَضِيتُ باللَّه رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا إِلا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا هُوَ الصواب فِي إسناد هَذَا الحديث، وكذلك رواه هشيم وشعبة عَنْ أبي عقيل، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، ورواه وكيع عَنْ مسعر فأخطأ فِي إسناده، فجعله عَنْ مسعر عَنْ أبي عقيل عَنْ أبي سلامة عَنْ سابق خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك قَالَ فِي أبي سلام أَبُو سلامة فقد أخطأ أَيْضًا وباللَّه التوفيق. (3011) أَبُو سلامة الثقفي ذكر فِي الصحابة. قيل: اسمه غرّوة.

_ [1] في أسد الغابة: شيئا. والشقص: النصيب. [2] في الإصابة: ويقال أبو سلافة- بالفاء بدل اللام، وقيل بالميم بدلها [3] في أسد الغابة: مولى.

(3012) أبو سلامة السلامي، وأبو سلامة الحبيبى [1] ،

(3012) أَبُو سلامة السلامي، وأبو سلامة الحبيبي [1] ، من ولد حبيب [لم يعرف ابْن معين هَذَا النسب إِلَى] [2] السلمي، وهما عندي واحد، واسمه خداش. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أَبُو سلامة السلامي لا يوجد ذكره إلا فِي حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: أوصى امرأ بأمه ثلاث مرات وأوصى امرأ بأبيه ... الحديث، قد ذكرناه فِي باب خداش [3] فِي حرف الخاء فِي الأسماء أوضحناه هناك والحمد للَّه. (3013) أَبُو سلمة بْن عبد الأسد بْن هلال بن عبد الله بن عمر [4] بن مخزوم القرشي المخزومي، اسمه عَبْد اللَّهِ بْن عبد الأسد. وأمه برة بنت عبد المطلب بْن هاشم. كَانَ ممن هاجر بامرأته أم سلمة بنت أبي أمية إلى أرض الحبشة، ثم شهد بدرًا بعد أن هاجر الهجرتين، وجرح يوم أحد جرحًا اندمل ثم انتقض فمات منه، وذلك لثلاث مضين لجمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة. وتزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأته أم سلمة رضي اللَّه عنهما، وقد مضى [5] فِي باب اسمه كثير من خبره. (3014) أَبُو سلمة، رجل من الصحابة، حَدِيثُهُ عِنْدَ موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد بن يَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمُنَقِّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، قَالَ قَالَ لِي كَهْمَسٌ الْهِلالِيُّ: أَلا أُحَدِّثُكَ بِشَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ عُمَرَ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ عُمَرَ إِذْ جَاءَتْهُ امَرَأَةٌ تَشْكُو زَوْجَهَا تَقُولُ: إِنَّهُ قَلَّ خَيْرُهُ وَكَثُرَ شَرُّهُ. قَالَ: وَمَنْ زَوْجُكِ؟ قَالَ: أحسها قَالَتْ أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ: ذَاكَ رَجُلُ صِدْقٍ، وَإِنَّ لَهُ صُحْبَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم.

_ [1] في أسد الغابة: أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى: الحنينى بنونين. وقيل هو نسبة إلى حبيب بباءين. [2] من أ. [3] صفحة 443. [4] تقدم في ترجمته: بن عمرو. [5] صفحة 639.

(3015) أبو سلمى،

(3015) أَبُو سلمى، راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل اسمه حريث من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول [1] : بخ بخ كلمات مَا أثقلهن فِي الميزان ... الحديث. روى عنه أَبُو سلام الأسود الحبشي، قَالَ. رأيته فِي مسجد الكوفة. يعد أَبُو سلمى هَذَا فِي الشاميين، لأن حديثه هَذَا شامي، وبعضهم يعده فِي الكوفيين. وقد اختلف فِي حديثه هَذَا عَلَى أبي سلام الأسود. (3016) أَبُو سلمى، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أدري أهو راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المتقدم ذكره أم هُوَ غيره. (3017) أَبُو سلمى آخر، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يحفظ عنه إلا شَيْئًا واحدًا. قَالَ: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ في صلاة الغداة إذا الشمس كوّرت. روى عنه السري بْن يَحْيَى. وَقَالَ ابْن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: قلت لحسان بْن عَبْد اللَّهِ: لقي السري بْن يَحْيَى هَذَا الشيخ؟ قال: نعم. (3018) أَبُو سليط الأَنْصَارِيّ. اسمه أسيرة [2] بْن عَمْرو بن قيس بن مالك بن عدىّ ابن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأَنْصَارِيّ، النجاري. وقيل: اسمه أسير. هُوَ والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي سليط. وقد قيل فِي اسمه سبرة بْن عَمْرو. وقيل: أسيد ابن عَمْرو. وقيل أسير بْن عَمْرو، والأول أصح. أمه آمنة بنت عجرة أخت كعب بْن عجرة البلوي، وَكَانَ أبوه عَمْرو يكنى أبا خارجة، مشهور بكنيته أَيْضًا شهد أَبُو سليط بدرا وما بعدها من المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي سليط عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية. يعد فِي أهل المدينة.

_ [1] في أسد الغابة: بخ بخ لخمس مَا أثقلهن فِي الميزان: سبحان اللَّه. والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، والله أكبر. ولا حول ولا قوة إلا باللَّه. [2] في الاشتقاق: أبو سليط بن قيس، وهو سبرة. وانظر الطبقات: 3: 69.

(3019) أبو السمح،

(3019) أَبُو السمح، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال له خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل: اسمه إياد [1] ، وحديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بول الجارية والغلام عند يَحْيَى بْن الوليد عَنْ محل بْن خليفة يقال: إنه ضل ولا يدري أين مات. (3020) أَبُو السنابل بْن بعكك [2] بْن الحجاج بْن الحارث بْن السباق ابن عبد الدار بْن قصي القرشي العبدري. أمه عمرة بنت أوس، من بنى عذرة ابن سعد هذيم قيل: اسمه حبة [3] بْن بعكك، من مسلمة الفتح، كَانَ شاعرًا، ومات بمكة. روى عنه الأسود بْن يَزِيد قصته مَعَ سبيعة الأسلمية. (3021) أَبُو سنان الأسدي. اسمه وهب بْن عَبْد اللَّهِ، ويقال عَبْد اللَّهِ بْن وهب. ويقال: عامر، ولا يصح. ويقال: بل اسمه وهب بن محصن بن حرثان ابن قيس [4] بن مرة بن كثير بن غنم بْن دودان بْن أسد بْن خزيمة، فإن يكن وهب بْن محصن بْن حرثان فهو أخو عكّاشة بن مخصن وأصح مَا قيل فيه والله أعلم أنه أخو عكاشة بْن محصن وابنه سنان بْن أبي سنان ابْن أخي عكاشة بْن محصن، وهم حلفاء بني عبد شمس. شهد أَبُو سنان بدرًا، وَهُوَ أول من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، وَهُوَ أسن من أخيه عكاشة. قَالَ بعضهم: بنحو عشرين سنة، وعلى هَذَا قطع الْوَاقِدِيّ. وَقَالَ: توفي، وَهُوَ ابْن أربعين سنة، فِي سنة خمس من الهجرة. وَقَالَ غيره: توفي أَبُو سنان والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محاصر بني قريظة، ودفن في مقبرة بنى قريظة.

_ [1] في أسد الغابة: اسمه زياد. [2] بموحدة وزن جعفر (التقريب) . [3] بالموحدة، وقيل بالنون (التقريب) . [4] في أسد الغابة: بن قيس بن لبة بن غنم.

(3022) أبو سنان الأشجعي

ذَكَرَ الْحَلْوَانِيُّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَبُو سِنَانِ بْنِ وَهْبٍ الأَسَدِيُّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَلامَ تُبَايِعُ؟ قَالَ: عَلَى مَا فِي نَفْسِكَ، فَبَايَعَهُ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ فَبَايَعُوهُ، وَكَذَا قَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَبُو سِنَانِ بْنِ وَهْبٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ، بَايَعَهُ قَبْلَ أَبِيهِ. ذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ قَالَ: حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانٍ الأَسَدِيُّ. وَحَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَبُو سِنَانِ بْنِ وَهْبٍ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ، قالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ النَّاسِ بَايَعَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَبُو سِنَانٍ؟ انْتَهَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ، وَقَدْ دَعَا النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ. قَالَ: عَلامَ تُبَايِعُ؟ قَالَ: أُبَايِعُ عَلَى ما في نفسك. (3022) أَبُو سنان الأشجعي مذكور فِي حديث ابْن مَسْعُود. شهد هُوَ والجراح الأشجعي أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قضى فِي بروع [1] بنت واشق بما أفتى به ابن مسعود. (3023) أبو سهل في الصحابة لا أعرفه.

_ [1] بروع كجرول هكذا ضبطه الجوهري. وقد جزم أكثر المحدثين بصحة الكسر (التاج) .

(3024) أبو سود [1] بن أبى وكيع التميمي

(3024) أَبُو سود [1] بْن أبي وكيع التميمي جد وكيع بْن [دينار بْن] [2] أبي سود، سماه ابْن قانع فِي معجمه حسان بْن قيس بْن أبي سود بْن كلب بْن عدي بن غدانة [3] ابن يربوع بْن حنظلة روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اليمين الفاجرة قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اليمين التي يقتطع بها الرجل مال أخيه تعقم الرحم رواه ابْن المبارك، عَنْ معمر، عَنْ رجل من بني تميم، عَنْ أبي سود. وكذلك رواه عبد الرزاق. وَقَالَ ابْن دريد: كَانَ أَبُو سود جد وكيع بْن حسان بْن أبي سود مجوسيًا، وهذا غير بعيد، فإن ديارهم كانت ديار الفرس والمجوس بها كثير، ومن قضى اللَّه له بالإسلام أسلم. (3025) أَبُو سويد ويقال أَبُو سوية الأَنْصَارِيّ. ويقال الجهني، حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه صلى عَلَى المتسحرين. روى عنه عبادة بْن نسي. وَقَالَ أَبُو الحسن علي بن عمر الدار قطنى فِي المؤتلف والمختلف له: أَبُو سوية الأَنْصَارِيّ. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومن قَالَ أَبُو سويد فقد صحف. (3026) أَبُو سيارة المتعي [4] ثم القيسي، شامي. قيل: اسمه عميرة بْن الأعلم [5] . وقيل: عمير بْن الأعلم. ذكره فِي الصحابة جماعة ممن ألف فِي الصحابة، ورووا فِي حديثه عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى عنه أنه قَالَ: قلت: يَا رَسُولَ الله، إن لي بخلا وعسلًا ... الحديث. روى عنه سُلَيْمَان بْن مُوسَى، عن النبي صلى الله عليه وسلم- حديثه فِي زكاة العسل أنه أمر أن يؤخذ منه العشّر.

_ [1] بضم أوله وسكون الواو (الإصابة) [2] من أ [3] في أ: بن مالك بن عرابة. [4] بتشديد التحتانية. والمتعي- بضم الميم وفتح المثناة بعدها مهملة (التقريب) . [5] في التقريب: الأعزل.

(3027) أبو سيف القين.

وَهُوَ حديث مرسل لا يصح أن يحتج به إلا من قَالَ بالمراسيل، لأن سُلَيْمَان ابن مُوسَى يقولون: إنه لم يدرك أحدًا من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَنَاهُ عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ مَاهَانَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِي سَيَّارَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَمَرَ أَنْ يُؤْخَذَ الْعُشْرُ مِنَ الْعَسَلِ، وَكَانَ يَحْمِيهِ (3027) أَبُو سيف القين. ظئر إِبْرَاهِيم ابْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ البراء بْن أوس، وقد تقدم ذكره [1] . باب الشين (3028) أَبُو شاه الكلبي، رجل من أهل اليمن، حضر خطبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَ أَبُو شاه: اكتبها لي يَا رَسُولَ اللَّهِ- يعني الخطبة، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اكتبوا لأبي شاة. من رواية أبي هريرة (3029) أَبُو شداد الذماري العماني [2] ، سكن عمان، وذكر أنه أتاهم كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قطعة أديم. قيل له: من كَانَ عامل عمان يومئذ؟ قَالَ: أسوار [3] من أساورة كسرى. ذكره البخاري، عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن زياد [4] أَبُو حمزة الخبطي، قال: حدثنا

_ [1] صفحة 193. [2] في أسد الغابة: قلت كذا قال أبو عمر الذمارى. والّذي يقوله غيره من أهل العلم دمائي- بالدال المهملة والميم وبعد الألف ياء تحتها نقطتان نسبة إلى دماء. وهي من عمان، وقاله ابن مندة وأبو نعيم العماني. وأما ذمار فمن اليمن من نواحي صنعاء. وفي الإصابة: 4- 105 قال أبو عمر: أبو شداد العماني الذمارى وتعقب بأن ذمار من صنعاء لا من عمان. وعمان بضم أوله والتخفيف من عمل البحرين وذمار قرية منها يقال بالميم والموحدة- قاله الرشاطى. [3] الأسوار: بالضم والكسر: قائد الفرس جمعه أساورة (القاموس) . [4] في أ: شداد.

(3030) أبو شداد.

أَبُو شداد رجل من أهل عمان. وذكر أَبُو حاتم الرازي قَالَ: أَبُو شداد رجل من أهل ذمار. قَالَ: جاءنا كتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قطعة أديم: من مُحَمَّد رَسُول اللَّهِ إِلَى أهل عمان. من حديث أبي سلمة الْمُنَقِّرِيّ، عَنْ عبد العزيز ابن زياد الخبطي [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شداد. (3030) أَبُو شداد. عقل متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يره، ولم يسمع منه- قاله معن بْن عِيسَى، عَنْ معاوية بْن صالح، عَنْ أبي شداد، وَكَانَ قد عقل متوفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يره ولم يسمع منه. (3031) أَبُو شريح هانئ بْن يَزِيد الحارثي. كَانَ يكنى أبا الحكم، فلما وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ طائفة من قومه فسمعهم يكنونه أبا الحكم، فدعاه رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال: إن الله هُوَ الحكم، وإليه الحكم، فلم تكنى بأبي الحكم؟ فَقَالَ: إن قومي إذا اختلفوا فِي شيء حكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحسن هَذَا، فما لك من الولد؟ قَالَ: ثلاثة: شريح، وعَبْد اللَّهِ، ومسلم. قَالَ: من أكبرهم؟ قَالَ: شريح قَالَ: فأنت أَبُو شريح، ودعا له ولولده. وَهُوَ والد شريح بْن هانئ صاحب عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. يعد في الكوفيين. (3032) أَبُو شريح الأَنْصَارِيّ. له صحبة، ذكروه فِي الصحابة، ولا أعرفه بغير كنيته، وذكره هَذَا. (3033) أَبُو شريح الكعبي الخزاعي. اسمه خويلد بْن عَمْرو وقيل عَمْرو بْن خويلد. وقيل: كعب بْن عَمْرو. وقيل: هانئ بْن عَمْرو، وأصحها خويلد بْن عَمْرو. أسلم قبل فتح مكة، وَكَانَ يحمل أحد ألوية بني كعب بْن خزاعة يوم فتح مكة،

_ [1] هكذا في ى، وأسد الغابة. وفي الإصابة: الحنظليّ، وفي أ: الحبطى.

(3034) أبو شعيب الأنصاري،

وقد ذكرناه فِي باب الخاء [1] ونسبناه هناك وكانت وفاته بالمدينة سنة ثمان وستين عداده فِي أهل الحجاز. وروى عنه عطاء بْن يَزِيد الليثي، وأبو سَعِيد الْمَقْبُرِيّ، وسفيان بْن أبي العوجاء. وَقَالَ مصعب: سمعت الْوَاقِدِيّ يقول: كَانَ أَبُو شريح الخزاعي من عقلاء أهل المدينة، فكان يقول: إذا رأيتموني أبلغ من أنكحته أَوْ نكحت إليه إِلَى السلطان فاعلموا أني مجنون فاكووني، وإذا رأيتموني أمنع جاري أن يضع خشبته فِي حائطي فاعلموا أني مجنون فاكووني، ومن وجد لأبي شريح سمنًا أَوْ لبنًا أَوْ جداية [2] فهو له حل فليأكله ويشربه. (3034) أَبُو شعيب الأَنْصَارِيّ، مذكور فِي حديث أبي مَسْعُود البدري أنه صنع لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعامًا وَقَالَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إيت وخمسة معك. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أتأذن فِي السادس. حديثه عند الأعمش، عَنْ أبي وائل من رواية الثقات، عَنِ الأعمش. (3035) أَبُو شقرة التميمي، روى عنه مخلد بْن عُقْبَةَ. فيه نظر. (3036) أَبُو الشموس البلوي. له صحبة، شهد مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غزوة تبوك. روى عنه حديثًا أنه أمر الَّذِينَ استقوا من بئر الحجر- حجر ثمود- أن يلقوا مَا عجنوا، وعملوا به. حديثه عند زياد بْن نصر من أهل وادي القرى، عَنْ سليم بْن مطير، عَنْ أبيه، عنه. (3037) أَبُو شميلة رجل من الصحابة مذكور فِي حديث عند محمد بن إسحاق.

_ [1] صفحة 455. [2] هي من أولاد الظباء ما بلغ ستة أشهر أو سبعة ذكرا كان أو أنثى بمنزلة الجدي من المعز.

(3038) أبو شهم [1] .

(3038) أَبُو شهم [1] . قيل: اسمه يَزِيد بْن أبي شيبة، له صحبة ورواية، معدود فِي الكوفيين من الصحابة، بايعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده. وَهُوَ روى عنه قيس بْن أبي حازم، قَالَ مرت بي امرأة فِي بعض أزقة المدينة، فأخذت بكشحها وجبذت خاصرتها، فأصبح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبايع الناس، فأتيته فمددت بيدي لأبايعه فقبض يده عني، وَقَالَ: ألست صاحب الجبذة بالأمس؟ فقلت: يا رسول الله، بايعنى، فو الله لا أعود بعدها أبدًا، فبايعني صلى اللَّه عليه وسلم. (3039) أَبُو شيبة الخدري سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: من قَالَ لا إله إلا اللَّه مخلصًا دخل الجنة. مات بأرض الروم. حديثه عند يونس بْن الحارث الطائفي، عَنْ أبي شيبة، ومنهم من يقول فيه: عَنْ يونس بْن الحارث، حَدَّثَنِي مِشْرَسٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قاسم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِذٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الْكُوفِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ مِشْرَسًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَ أَبُو شَيْبَةَ الْخُدْرِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عَلَى حِصَارِ القسطنطينية فَدَفَنَّاهُ مَكَانَهُ، سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْخُدْرِيِّ فَقَالَ: لَهُ صُحْبَةٌ، وَلا يُعْرَفُ اسمه. (3040) أبو شيخ بن أبىّ بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة ابن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار. شهد بدرًا وقتل يوم بئر معونة شهيدًا، وكذا قَالَ ابْن إِسْحَاق أَبُو شيخ بْن أبي بْن ثابت. وَقَالَ ابْن هشام: أَبُو شيخ اسمه أبي بْن ثابت، فعلى قول ابْن إِسْحَاق هُوَ ابْن أخي حسان بْن ثابت، وعلى قول ابْن هشام هُوَ أخو حسان بن ثابت.

_ [1] بالمعجمة، وقيل بالمهملة (التقريب) .

(3041) أبو شيخ المحاربي.

(3041) أَبُو شيخ المحاربي. له حديث واحد عند أهل الكوفة، وليس إسناده بشيء ولا يصح. باب الصاد (3042) أبو الصباح الأنصاري الأكثر يقولون فيه أبو الضياح. بالضاد المنقوطة، وقد ذكرناه فِيمَا بعد. (3043) أَبُو صخر العقيلي. رجل من بني عقيل له صحبة ورواية. قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ بْن قدامة. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شقيق حديثًا حسنًا فِي أعلام النبوة وشهادة اليهودي له [1] وهو يجود بالموت بأنه موجودة صفته في التوراة. (3044) أَبُو صرمة [2] الأَنْصَارِيّ المازني، من بني مازن [بْن النجار] [3] وقيل: بل هُوَ من بني عدي بْن النجار، والأول أكثر وأشهر. اختلف فِي اسمه، فقيل: مالك [4] بْن قيس. وقيل لبابة بْن قيس. وقيل قيس بْن مالك بْن أبي أنس. وقيل مالك بْن أسعد، وَهُوَ مشهور بكنيته. ولم يختلف فِي شهوده بدرًا وما بعدها من المشاهد. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم من ضار ضار اللَّه به، ومن شاق شاق اللَّه عَلَيْهِ. وروى عنه مُحَمَّد بْن كعب القرظي، ومحمد ابن قيس، وابن محيريز، ولؤلؤة. وَكَانَ شاعرًا محسنًا، وهو القائل: لنا صرم يدول [5] الحق فِيهَا ... وأخلاق يسود بها الفقير ونصح للعشيرة حيث كانت ... إذا ملئت من الغشّ الصدور

_ [1] أي للنّبيّ. [2] بكسر أوله وسكون الراء (التقريب) . [3] من أ. [4] وهذا ما ارتضاه في التقريب. [5] في ى: يزول.

(3045) أبو صعير [2] ،

وحلم لا يسوغ الجهل فيه ... وإطعام إذا قحط الصبير بذات يد عَلَى مَا [1] كَانَ فِيهَا ... نجود به قليل أَوْ كثير (3045) أَبُو صعير [2] ، والد ثعلبة بْن أبي صعير اختلف فيه على ابن شهاب، وتصحيحه عند النعمان بْن راشد، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صُعَيْرٍ، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعٌ مِنْ بُرٍّ بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ، أَوْ صَاعٌ مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعٌ مِنْ تَمْرٍ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ ... الحديث. (3046) أَبُو صفرة ظالم بْن سراق، ويقال ابْن سارق الأزدي العتكيّ البصري. يقال ظالم ابن سراق بْن صبيح [3] بْن كندي بْن عَمْرو بن عدي بن وائل بن الحارث ابن العتيك بْن الأسد [4] . كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفد عَلَيْهِ، ووفد عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي عشرة من ولده. ذكر عبد الرزاق، قَالَ: سمعت جعفر بْن سُلَيْمَانَ يقول: وفد أَبُو صفرة عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ ومعه عشرة من ولده، المهلب أصغرهم، فجعل عمر ينظر إِلَيْهِ ويتوسم، ثم قَالَ لأبي صفرة: هَذَا سيد ولدك، وَهُوَ يومئذ أصغرهم قَالَ أَبُو عُمَرَ: المهلب بْن أبي صفرة من التابعين. روى عن سمرة ابن جُنْدَبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْهُ أبو إسحاق السبيعي، وسماك ابن حَرْبٍ، وَعُمَرُ بْنُ سَيْفٍ. وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلَةٌ، وَهُوَ ثِقَةٌ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَأَمَّا مَنْ عَابَهُ بِالْكَذِبِ فَلا وَجْهَ لَهُ، لأَنَّ صَاحِبَ الْحَرْبِ يَحْتَاجُ إِلَى الْمَعَارِيضِ وَالْحِيلَةِ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهَا عَدَّهَا كَذِبًا، وَكَانَ شُجَاعًا ذَا رَأْيٍ فِي الْحَرْبِ خَطِيبًا، وَهُوَ الَّذِي حَمَى الْبَصْرَةَ مِنَ الأزارقة الخوارج

_ [1] في أسد الغابة، أ: على من كان فيها. [2] صعير: كزبير. [3] هكذا في أ، د. وفي الإصابة: صبح. [4] في الإصابة، أ: الأزد.

(3047) أبو صفوان مالك بن عميرة.

وَالصُّفْرِيَّةُ بَعْدَ أَنْ أَجْلَى أَكْثَرَ أَهْلِهَا عَنْهَا إِلا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ قُوَّةٌ عَلَى النُّهُوضِ، حَتَّى قِيلَ: بَصْرَةُ الْمُهَلَّبِ. وكانت وفاة المهلب بقرية من قرى مروالروذ فِي ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين. وقيل سنة اثنتين وثمانين، وله يومئذ ست وسبعون سنة. وأما أبوه أَبُو صفرة، فكان مسلمًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ وأدى إليه صدقات، ولم يره ولم يفد عَلَيْهِ، ثم وفد عَلَى عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي اللَّه عنه. وقيل: إنه وفد على أبي بكر الصديق رضي الله عنه مَعَ بنيه. (3047) أَبُو صفوان مالك بْن عميرة. ويقال سويد بْن قيس. وقيل: إنه ربيعة ابن نزار. حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بعت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الهجرة رجل سراويل فأرجح لي، وروى عنه سماك بْن حرب. واختلف فيه عَلَيْهِ برواية شعبة عنه كما وصفنا. وَقَالَ مالك بْن عميرة: أَبُو صفوان. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ. عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة العبديّ نرّا مِنْ هَجَرَ، فَأَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاشْتَرَى مِنِّي رِجْلَ سَرَاوِيلَ، وَقَالَ: لَوَزَّانٍ يَزِنُ بِالأَجْرِ زِنْ وَأَرْجِحْ. (3048) أَبُو صفية مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. كَانَ من المهاجرين. روى عنه سَعِيد بْن عامر، عَنْ يونس بْن عبيد [1] أنه سمعه يقول لأمه: ماذا رأيت أبا صفية يصنع؟ قالت: رأيت أبا صفية- وَكَانَ من المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- يسبح بالنوى [روى عبد الواحد بْن زياد، عن يونس ابن عبيد، عن أمه: وقالت بالحصى] [2] .

_ [1] في أ: بن عبد الله. [2] ليس في أ.

باب الضاد

باب الضاد (3049) أَبُو ضمرة بْن العيص. كَانَ من المستضعفين بمكة، فلما نزلت: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ ... 4: 98 الآية قَالَ: ذكرنا مَعَ النساء والولدان! فتجهز يريد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأدركه الموت بالتنعيم، فنزلت [1] : وَمن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ 4: 100 ... الآية. رواه إسرائيل، عَنْ سالم الأفطس، عَنْ سَعِيد بْن جبير عنه، هكذا قَالَ فيه ابْن أبي حاتم أَبُو ضمرة بْن العيص، وذكره فِي الكنى المجردة فيمن لا يعرف له اسم كما ذكرناه ها هنا، وقد تقدم فِي هَذَا الكتاب [2] عَنْ غيره أنه ضمرة ابن العيص، لا أَبُو ضمرة بْن العيص. (3050) أَبُو ضمضم. غير منسوب. روى عنه الحسن بْن أبي الحسن، وقتادة أنه قَالَ: اللَّهمّ إني قد تصدقت بعرضي عَلَى عبادك وروى من حديث ثابت، عَنْ أنس- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ألا تحبون أن تكونوا كأبي ضمضم. وَذَكَرَ أَبُو يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ قَاسِمٍ [3] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَمِيِّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ؟ قَالَ: إِنَّ أَبَا ضَمْضَمٍ كَانَ إِذَا أصبح قَالَ: اللَّهمّ إني قد تصدقت بعرضي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي. رَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجِلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: اللَّهمّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ أَتَصَدَّقُ بِهِ، وَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ عِرْضِي صَدَقَةً للَّه عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ أَصَابَ مِنْهُ شَيْئًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ: فَأَوْجَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ. أَظُنُّهُ أبا ضمضم المذكور، فاللَّه أعلم.

_ [1] سورة النساء آية 99. [2] صفحة 750 [3] في أ: القاسم

(3051) أبو ضميرة

(3051) أَبُو ضميرة مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. كان ممن أفاء اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ. قيل: اسم أبي ضميرة سعد الحميري- قاله [1] البخاري، من آل ذي يزن. وكذلك قَالَ أَبُو حاتم، إلا أنه قَالَ: سَعِيد الحميري. وقيل: اسم أبي ضميرة روح بْن سندر [2] . وقيل: روح بْن شيرزاد، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. وهو جد حسين بن عبد الله بن ضميرة بْن أبي ضميرة. مخرج حديثه عَنْ ولده، وَهُوَ إسناد لا تقوم به حجة. عداده وعداد ولده فِي أهل المدينة، وَكَانَ من العرب فأعتقه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكتب له كتابًا يوصي [3] به، هُوَ بيد ولده، وقدم حسين بْن عَبْد اللَّهِ بْن ضميرة بكتاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالإيصاء بأبي ضميرة وولده عَلَى المهدي، فوضعه المهدي عَلَى عينيه ووصله بمال كثير، قيل ثلاثمائة دينار. (3052) أَبُو الضياح [4] . قيل: اسمه النعمان. وقيل: عمير بْن ثابت بن النعمان ابن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدرًا، وأحدًا، والخندق، والحديبية، وقتل يوم خيبر شهيدًا، ضربه رجل منهم بالسيف فأطن [5] قحف رأسه. ذكر إِبْرَاهِيم بْن سعد، ويونس بْن بكير جميعًا، عَنِ ابْن إِسْحَاق فيمن قتل بخيبر من بني عَمْرو بْن عوف أَبُو الضياح بْن ثابت بْن النعمان بْن أمية ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف. وقال الطبري أبو الضّياح النعمان ابن ثابت بْن النعمان بْن أمية بْن البرك، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية، وقتل بخيبر.

_ [1] في أسد الغابة: قال. [2] أ: بن سنان. [3] في أسد الغابة: كتابا أوصى المسلمين بهم خيرا. [4] الضياح- بالضاد المعجمة المفتوحة وتشديد الياء تحتها نقتطان وبعد الألف حاء مهملة وقال المستغفري: هو بتخفيف الياء (أسد الغابة) . [5] أطن فحف رأسه: قطعه.

باب الطاء

باب الطاء (3053) أَبُو طريف الهذلي، سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. يعد فِي أهل الحجاز. روى عنه الوليد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي سميرة [1] ، قيل: اسمه سنان بْن سلمة. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة المغرب أنه كَانَ يصليها بهم فِي حين حصاره الطائف، ولو رمى إنسان لأبصر مواقع نبله. (3054) أَبُو الطفيل عامر بْن واثلة الكناني. وقيل عَمْرو بْن واثلة، قاله معمر، والأول أكثر وأشهر. وَهُوَ عامر بْن واثلة بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [2] بْن جحش بن جرى ابن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بْن علي بْن كنانة الليثي المكي، ولد عام أحد وأدرك من حياة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثماني سنين. نزل الكوفة وصحب عليًا فِي مشاهده كلها، فلما قتل علي رضي اللَّه عنه انصرف إِلَى مكة فأقام بها حَتَّى مات سنة مائة. ويقال: إنه أقام بالكوفة ومات بها، والأول أصح والله أعلم. ويقال: إنه آخر من مات ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وروى حَمَّاد بْن زَيْد، عَنْ سَعِيد الجريري، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ الْيَوْمَ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَبْقَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ رَآهُ غَيْرِي. وَأَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد، حدثنا محمد بن عثمان، حدثنا إسماعيل بن إسحاق

_ [1] في الإصابة: شميلة. [2] سبق صفحة 798 من هذا الكتاب في نسبه: بن عمير بن جابر بن حميس بن جدي ابن سعد. وفي أ: عمرو بن جحش بن جدي. وفي الإصابة: بن عمرو بن جحش، ويقال جهيش بن جرى.

(3055) أبو طلحة الأنصاري،

الْقَاضِي، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ أَخْضَرَ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ- سَمِعَهُ يَقُولُ: كُنْتُ أَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ أَبِي الطُّفَيْلِ فَيُحَدِّثُنِي وَأُحَدِّثُهُ، فَقَالَ لِي: مَا بَقِيَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ عَيْنٌ تَطُوفُ مِمَّنْ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرِي. قَالَ علي: آخر من بقي ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أَبُو الطفيل عامر بْن واثلة الليثي، ويقال الكناني. قَالَ علي: ومات بمكة رضي اللَّه عنه. قال أَبُو عُمَرَ: كَانَ أَبُو الطفيل شاعرًا محسنًا وهو القائل: أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة ... وهن من الأزواج نحوي نوازع وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... علي، ولكن شيبتني الوقائع وقد ذكره ابْن أبي خيثمة فِي شعراء الصحابة، وَكَانَ فاضلًا عاقلًا، حاضر الجواب فصيحًا، وَكَانَ متشيعًا فِي علي ويفضله، ويثني عَلَى الشيخين أبي بكر وعمر، ويترحم عَلَى عُثْمَان. قدم أَبُو الطفيل يومًا عَلَى معاوية فَقَالَ له: كيف وجدك عَلَى خليلك أبي الحسن؟ قَالَ: كوجد أم مُوسَى عَلَى مُوسَى، وأشكو إِلَى اللَّه التقصير وَقَالَ له معاوية: كنت فيمن حصر عُثْمَان؟ قَالَ: لا، ولكني كنت فيمن حضر. قَالَ: فما منعك من نصره؟ قَالَ: وأنت فما منعك من نصره إذ تربصت به ريب المنون، وكنت مَعَ أهل الشام وكلهم تابع لك فِيمَا تريد؟ فَقَالَ له معاوية: أَوْ مَا ترى طلبي لدمه نصرة له؟ قَالَ: بلى، ولكنك كما قَالَ أخو جعفي: لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادا (3055) أَبُو طلحة الأَنْصَارِيّ، اسمه زيد بْن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بْن النجار الأَنْصَارِيّ النجاري الخزرجي. شهد العقبة، ثم شهد بدرًا وما بعدها من المشاهد. أمه عبادة بنت مالك بْن عدي

ابن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بْن النجار. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ- عن ابن شهاب: وممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو طلحة زيد بْن سهل. وروى معن بْن عِيسَى عَنْ رجل من ولد أبي طلحة، قَالَ: وَكَانَ اسم أبي طلحة زيد بْن سهل، وهو الّذي يقول: أنا أبو طلحة واسمي زيد ... وكل يوم فِي سلاحي [1] صيد وَكَانَ آدم مربوعًا، وَكَانَ من الرماة المذكورين من الصحابة. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لصوت أبي طلحة فِي الجيش خير من مائة رجل. وقيل: إنه قتل يوم حنين عشرين رَجُلا وأخذ أسلابهم. وَكَانَ لا يخضب. كانت تحته أم سليم بنت ملحان وعقبه منها. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ تَمِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمِ [بْنِ نُعَيْمٍ] [2] أَبُو الْحَسَنِ الْبُوَيْطِيُّ مِنْ بُوَيْطِ صَعِيدِ مِصْرَ- وَتَحْتَ خَاتَمِهِ يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ الْغَزِّيُّ [3] ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عدي، حدثنا ابن المبارك، حدثنا حماد ابن سلمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ حُنَيْنٍ: مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ، فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلا وَأَخَذَ أَسْلابَهُمْ. أَخْبَرَنَا عَبْد الْوَارِثِ بْن سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِم، حَدَّثَنَا ابْن أبي عمر، حَدَّثَنَا الخشني، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عيينة، عَنْ علي بْن زيد، عَنْ أنس بْن مالك، قَالَ: كَانَ أَبُو طلحة يجثو بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحرب ويقول: نفسي لنفسك الفداء ... ووجهي لوجهك الوقاء

_ [1] في الإصابة: جرابى. [2] من أ [3] في أ: أبو على الحسن بن الفرج الغربي.

(3056) أبو طليق [2] .

ثم ينشر كنانته بين يديه، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لصوت أبي طلحة فِي الجيش خير من مائة رجل. وروى حميد، عَنْ أنس، قَالَ: كَانَ أَبُو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يرفع رأسه من خلف أبي طلحة ليرى مواقع النبل. قال: وكان أَبُو طلحة يتطاول بصدره يقي به رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقول: نحري دون نحرك. واختلف فِي وقت وفاته فقيل: توفي سنة إحدى وثلاثين، وقيل: توفي سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن سبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان بْن عفان. وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سلمة، عن ثابت البناني، وعلي بن زيد، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ سَرَدَ الصَّوْمَ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَأَنَّهُ رَكِبَ الْبَحْرَ فَمَاتَ فَدُفِنَ فِي جَزِيرَةٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ أَبُو طَلْحَةَ سنة إحدى وخمسين [1] . (3056) أَبُو طليق [2] . وَقَالَ فيه بعضهم أَبُو طلق. والأول أكثر. سمع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: عمرة فِي رمضان تعدل حجة. روى عنه طلق ابن حبيب. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي طَلِيقٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا يَعْدِلُ الْحَجَّ؟ قَالَ: عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ. يُعَدُّ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ. وامرأته أم طليق روت هَذَا الحديث أَيْضًا. ورويا جميعًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أنّ الحجّ من سبيل الله،

_ [1] سبقت له ترجمة في صفحة 553 من هذا الكتاب. [2] بوزن عظيم. وقيل: طلق، بسكون اللام.

(3057) أبو طويل، شطب الممدود.

ومن حمل عَلَى جمل حاجًا فقد حمل فِي سبيل اللَّه، والنفقة فِي الحج مخلوفة. هَذَا معنى حديثهما عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. (3057) أَبُو طويل، شطب الممدود. وقد ذكرناه فِي باب الشين [1] . (3058) أَبُو طيبة [2] الحجام مولى بني حارثة كَانَ يحجم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قيل اسمه دينار. وقيل نافع. وقيل ميسرة، والله أعلم. روى عنه أنس بْن مالك فِي الحجامة. وروى عنه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النفقة فِي الحناء [3] مثل النفقة فِي الحج، الدرهم بسبعمائة. باب الظاء (3059) أَبُو ظبية [4] . صاحب منحة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: بخ بخ خمس مَا أثقلهن فِي الميزان: سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، والله أكبر، [ولا حول ولا قوة إلا باللَّه [5]] ، والمؤمن يموت له الولد الصالح. اختلف فِي إسناده عَلَى أبي سلام الحبشي، فمنهم من يرويه عنه عَنْ أبي سلمى راعي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنهم من يرويه عنه عَنْ أبي ظبية صاحب منحة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

_ [1] صفحة 708. [2] بوزن عيبة. [3] هكذا في أ، ى، ولعله: النفقة في الخفاء (هامش ى) . [4] بتقديم الموحدة الساكنة على الياء الأخيرة (الإصابة) وفي التقريب: بفتح أوله وسكون الموحدة بعدها تحتانية. ويقال بالمهملة وتقديم التحتانية، والأول أصح. [5] ما بين القوسين ليس في الإصابة.

باب العين

باب العين (3060) أَبُو عاتكة الأزدي. ذكره الباوردي. من حديثه إنه قدم على النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ومعه أَبُو راشد الأزدي، فسلم عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: أنعم صباحًا. فوضع النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رداءه وأقعده عَلَيْهِ، وَقَالَ: إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه، وأعطاه قدحًا. وَكَانَ رداء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عندنا والقدح، وبه كانوا يحنطون موتاهم. (3061) أَبُو العاص بْن الربيع بْن عبد العزى بْن عبد شمس بْن عبد مناف ابن قصي القرشي العبشمي، صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابنته زينب أكبر بناته. كَانَ يعرف بجرو البطحاء، هُوَ وأخوه يقال لهما: جروا البطحاء. وقيل: بل كَانَ ذلك أبوه وعمه. اختلف فِي اسمه، فقيل لقيط. وقيل مهشم. وقيل هشيم [1] ، والأكثر لقيط وأمه هالة بنت خويلد بْن أسد أخت خديجة [2] لأبها وأمها وَكَانَ أَبُو العاص بْن الربيع ممن شهد بدرًا مَعَ كفار قريش، وأسره عَبْد اللَّهِ بْن جبير بْن النعمان الأَنْصَارِيّ، فلما بعث أهل مكة فِي فداء أسراهم قدم فِي فدائه أخوه عَمْرو بْن الربيع بمال دفعته إِلَيْهِ زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من ذلك قلادة لَهَا كانت خديجة أمها قد أدخلتها بها عَلَى أبي العاص حين بنى عليها. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن رأيتم أن تطلقوا لَهَا أسيرها وتردوا الَّذِي لَهَا فافعلوا. فَقَالُوا: نعم. وَكَانَ أَبُو العاص ابْن الربيع مواخيًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصافيًا، وَكَانَ قد أبى أن يطلق

_ [1] في ى: هشم. [2] في أسد الغابة: قاله أبو عمر. وقال ابن مندة وأبو نعيم: اسمها هند، فهو ابن خالة أولاد رسول الله من خديجة.

زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ إذ مشى إليه مشركو قريش فِي ذلك، فشكر له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مصاهرته، وأثنى عَلَيْهِ بذلك خيرًا، وهاجرت زينب مسلمة رضي اللَّه عنها وتركته عَلَى شركه، فلم يزل كذلك مقيمًا عَلَى الشرك حَتَّى كَانَ قبل الفتح، فخرج بتجارة إِلَى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلًا لقيته سرية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أميرهم زيد بْن حارثة رضي اللَّه عنه. وَكَانَ أَبُو العاص فِي جماعة عير، وَكَانَ زيد فِي نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا مَا فِي تلك العير من الأثقال، وأسروا ناسًا منهم، وأفلتهم أَبُو العاص هربًا. وقيل: إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث زيدًا فِي تلك السرية قاصدًا للعير التي كَانَ فِيهَا أَبُو العاص، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أَبُو العاص فِي الليل حَتَّى دخل عَلَى زينب رضي اللَّه عنها، فاستجار بها فأجارته. فلما خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصبح، وكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب رضي اللَّه عنها: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بْن الربيع فلما سلم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الصلاة أقبل عَلَى الناس، فَقَالَ: هل سمعتم مَا سمعت؟ فَقَالُوا: نعم. قَالَ: أما والذي نفسي بيده مَا علمت بشيء كَانَ حَتَّى سمعت منه مَا سمعتم، إنه يجير عَلَى المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عَلَى ابنته، فَقَالَ: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له. فقالت: إنه جاء فِي طلب ماله. فخرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبعث فِي تلك السرية، فاجتمعوا إليه، فَقَالَ لهم: إن هَذَا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الَّذِي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به. قَالُوا:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، بل نرده عَلَيْهِ. فردوا عَلَيْهِ ماله مَا فقد منه شَيْئًا، فاحتمل إلى مكة، فأدّى إلى كل ذي مال من قريش ماله الَّذِي كَانَ أبضع [1] معه، ثم قَالَ: يَا معشر قريش، هل لأحد منكم مال لم يأخذه؟ قَالُوا: جزاك اللَّه خيرًا، فقد وجدناك وفيًا كريمًا. قَالَ: فإني أشهد أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، والله مَا منعني من الإسلام إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إليكم أسلمت. ثم خرج حَتَّى قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمًا، وحسن إسلامه، ورد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنته عَلَيْهِ. هَذَا كله خبر ابْن إِسْحَاق، ومنه شيء عَنْ غيره. وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ خبر أبي العاص بْن الربيع وأخذ أبي بصير وأبي جندل له فِي حين مكثهم بالساحل يقطعون عَلَى عير قريش، وفي ذلك الخبر مَا يخالف بعض مَا ذكر ابْن إِسْحَاق، وقد أشرنا إِلَى خبر مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي باب [2] أبي بصير. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ، وَلَمْ يُحْدِثْ شَيْئًا بَعْدَ سِتِّ سِنِينَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدَّهَا عَلَيْهِ بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ. وَهُوَ قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَطَائِفَةٍ من أَهْلِ السِّيَرِ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا مَعْنَى ذَلِكَ فِي كتاب التمهيد، والحمد للَّه تعالى.

_ [1] أبضعته بضاعة: إذا دفعتها إليه (النهاية) [2] صفحة 1612.

(3062) أبو عامر الأشعري،

قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: وتوفي أَبُو العاص بْن الربيع، ويسمى جرو البطحاء، فِي ذي الحجة سنة اثنتي عشرة. (3062) أَبُو عامر الأشعري، عم مُوسَى الأشعري. اسمه عبيد بْن سليم ابن حضّار بن حرب، من ولد الأشعري بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب ابن زيد بْن كهلان بْن سبأ، قد تقدم نسبه إِلَى الأشعر فِي باب أبي مُوسَى. وَقَالَ علي بْن المديني: اسم أبي عامر الأشعري عم أبي مُوسَى عبيد بْن وهب، فلم يصنع شَيْئًا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ أَبُو عامر هَذَا من كبار الصحابة قتل يوم حنين أميرًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى طلب أوطاس، فلما أخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقتله رفع يديه يدعو له أن يجعله اللَّه فوق كثير من خلقه، من حديث بريد بْن أبي بردة، عَنْ أبي مُوسَى، فِي خبر فيه طول. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدثنا أحمد ابن شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَسْرُوقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ حُنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أَوْطَاسٍ فَلَقِيَ ابْنَ الصِّمَّةِ، فَقُتِلَ وَهَزَمَ اللَّهُ أَصْحَابَهُ، وَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي جُشَمَ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: مَنْ رَمَاكَ يَا عَمُّ؟ وَذَكَرَ تَمَامَ الْخَبَرِ. وَذَكَرَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأَزْدِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ ابْنَ نُعَيْمٍ الْقَيْسِيّ حَدَّثَهُ عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ عَرِيبٍ الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: لَمَّا هَزَمَ اللَّهُ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ عَقَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَبِي عَامِرٍ لِوَاءً عَلَى خَيْلِ الطَّلَبِ، فَطَلَبَهُمْ وأنا فيمن طلبهم

_ [1] في أ: الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري.

(3063) أبو عامر الأشعري - أخو أبى موسى الأشعري.

مَعَهُ، فَأَدْرَكَ أَبُو عَامِرِ بْنُ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ فَعَدَلَ إِلَيْهِ ابْنُ دُرَيْدٍ فَقَتَلَ أَبَا عَامِرٍ وَأَخَذَ اللِّوَاءَ، فَشَدَدْتُ عَلَى ابْنِ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ فَقَتَلْتُهُ، وَأَخَذْتُ اللِّوَاءَ وَانْصَرَفْتُ بِالنَّاسِ. فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْمِلُ اللِّوَاءَ قَالَ: أَبَا مُوسَى، قُتِلَ أَبُو عَامِرٍ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ يَدْعُو لأَبِي عَامِرٍ يَقُولُ: اللَّهمّ عُبَيْدُكَ أَبُو عَامِرٍ، اجْعَلْهُ فَوْقَ الأَكْثَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ قِيلَ فِي هَذَا الْخَبَرِ: إِنَّ دُرَيْدَ بْنَ الصِّمَّةِ قَتَلَ أَبَا عَامِرٍ وَقَتَلَهُ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ، وَذَلِكَ غَلَطٌ، وَإِنَّمَا كَانَ ابْنَ دُرَيْدٍ لا دريد، فَقَدْ ذَكَرْنَا قَاتِلَ دُرَيْدٍ يَوْمَ حُنَيْن فِي غير هذا الموضع. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ أَبَا عَامِرٍ قَتْلَ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةً مُبَارَزَةً، وَإِنَّ الْعَاشِرَ ضَرَبَهُ فَأَثْبَتَهُ فَحُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ، ثُمَّ قَاتَلَهُمْ أَبُو مُوسَى فَقَتَلَ قَاتِلَهُ. وَرِوَايَةُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عِنْدِي أَثْبَتُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: فِي سَنَةِ ثَمَانٍ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أَبَا عَامِرٍ الأَشْعَرِيَّ فِي خَيْلِ الطَّلَبِ فَقُتِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَامَ مَقَامَهُ أَبُو مُوسَى الأشعري فقتل قاتله. (3063) أبو عامر الأشعري- أخو أبى مُوسَى الأشعري. قد اختلف فِي اسمه، فقيل هاني، بْن قيس. وقيل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن قيس وقيل عبيد بْن قيس. وقيل عباد بْن قيس إسلامه مَعَ أخيه وسائر إخوته. (3064) أَبُو عامر الأشعري، آخر، ليس بعم أبي مُوسَى. اختلف فِي اسمه، فقيل عبيد بْن وهب. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن وهب وقيل عَبْد اللَّهِ بْن هانئ. وقيل عَبْد اللَّهِ بْن عمار. هُوَ والد عامر بْن أبي عامر الأشعري. له صحبة ورواية، من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعم الحي الأزد والأشعريون، لا يفرون فِي القتال ولا يغلون، هم مني وأنا منهم. وَقَالَ خليفة بْن خياط- فِي تسمية من نزل الشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ من قبائل اليمن: أَبُو عامر

(3065) أبو عبادة الأنصاري،

الأشعري اسمه عَبْد اللَّهِ بْن هانئ. ويقال ابْن وهب. ويقال عبيد بْن وهب. توفي فِي خلافة عَبْد الْمَلِكِ بْن مَرَوَان. (3065) أَبُو عبادة الأَنْصَارِيّ، اسمه سعد بْن عُثْمَانَ بن خلدة بن مخلد بن عامر ابن زريق الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ، شهد بدرًا وأحدًا. (3066) أَبُو عَبْد اللَّهِ الصُّنَابِحِيّ [1] ، اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عسيلة [2] . وقد تقدم ذكره فِي باب اسمه [3] ، ولا يصح له صحبة، فاته رَسُول اللَّهِ [4] صلى الله عليه وسلم بخس ليال. وَكَانَ من الفضلاء. ذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَاشْتَكَى، فَأَقْبَلَ الصُّنَابِحِيُّ فَقَالَ عُبَادَةُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ كَأَنَّمَا رُقِيَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سماوات فَعَمِلَ مَا عَمِلَ عَلَى مَا رَأَى فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا. فَلَمَّا انْتَهَى الصُّنَابِحِيُّ قَالَ عُبَادَةُ: لَئِنْ سُئِلْتُ لأَشْهَدَنَّ لَكَ، وَلَئِنْ شُفِّعْتُ لأَشْفَعَنَّ لَكَ، وَلِئْن قَدِرْتُ لأَنْفَعَنَّكَ. (3067) أَبُو عَبْد اللَّهِ القيني، له صحبة، مصري. روى عنه أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الحبلي قصة سرق [5] وبيعه فِي الدين الَّذِي استهلكه، ليس حديثه بالقوي. (3068) أَبُو عَبْد اللَّهِ ذكره الباوردي، من حديثه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رمضان شهر مبارك، فيه يفتح اللَّه باب الجنة، ويغلق فيه باب الجحيم، ويصفد فيه الشياطين، وينادي مناد: يَا باغي الخير هلمّ، ويا باغي الشر أقصر.

_ [1] بضم الصاد وفتح النون وبعد الألف باء موحدة مكسورة ثم حاء (اللباب) . [2] عسيلة: بمهملة مصغرا (التقريب) . [3] صفحة 841. [4] العبارة في أسد الغابة: هاجر إلى المدينة فرأى النبي قد توفى قبله بليال. [5] في الإصابة: اشترى سرق من رجل بزا قدم به فتقاضاه فتغيب منه، ثم ظفر به، فأتى النبي فقال له: بع سرقا. قال: فانطلقت به فساومني به أصحاب النبي ثلاثة أيام، ثم بدا لي فأعتقته. وفي الطبقات حادثة أخرى صفحة 196 جزء سابع.

(3069) أبو عبد الله، آخر

(3069) أَبُو عَبْد اللَّهِ، آخر رجل، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه يَحْيَى البكائي، كَانَ ابْن عمر رضي اللَّه عنهما يقول: خذوا عنه. ذكره البخاري. (3070) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيّ، هُوَ يَزِيد بْن ثعلبة بن خزمة بن أصرم ابن عَمْرو بْن عمارة، من بلي، حليف لبني سالم بْن عوف بْن الخزرج. شهد بدرًا وأحدا. (3071) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الجهني، له صحبة، عداده في أهل مصر. روى عنه أبو الخير الْيَزَنِيّ حديثين: أحدهما- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أنا راكب غدًا إن شاء الله إلى اليهود فلا تبدءوهم بالسلام، وإذا سلموا عليكم فقولوا: وعليكم. والآخر أنّ برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى لمن آمن بي واتبعني ولم يرني. كلاهما عند مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ أبي الخير مرثد بْن عَبْد اللَّهِ الْيَزَنِيّ، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الجهني. (3072) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ حاضن عائشة رضي اللَّه عنها، ذكره الباوردي قَالَ: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه ثوب واحد نصفه عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونصفه عَلَى عائشة. (3073) أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الفهري القرشي، من بني فهر بْن مالك بن النضر ابن كنانة، له صحبة ورواية. قَالَ الْوَاقِدِيّ: اسمه عبد. وَقَالَ غيره: اسمه يَزِيد بْن أنس [1] . وقيل: إنه [2] كرز بْن ثعلبة، شهد مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم

_ [1] في أسد الغابة: أنيس. وفي التقريب: يزيد في بن إياس. [2] وفي أسد الغابة: كرز بن ثعلبة. وفي الطبقات (5- 336) : كرز بن جابر. وفي أ: وقيل اسمه كرز.

(3074) أبو عبس بن جبر،

حنينًا، ووصف الحرب يومئذ. وفي حديثه: فولى المسلمون يومئذ مدبرين كما قَالَ اللَّه تبارك وتعالى. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عباد اللَّه، أنا عَبْد اللَّهِ ورسوله، ثم قَالَ: يَا معشر المهاجرين، أنا عبد الله ورسوله، وانقحم عَنْ فرسه، فأخذ كفا من تراب. قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: فحدثني من كَانَ أقرب إليه مني أنه ضرب به وجوههم، وَقَالَ: شاهت الوجوه، فهزمهم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. ذكره حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَنِ الفهري، قَالَ يعلى: فحدثني أبناؤهم عَنْ آبائهم. قَالَ: فما بقي أحد إلا امتلأت عيناه وفوه ترابًا. قَالَ: وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض كإمرار الحديد عَلَى طست الحديد وَهُوَ الَّذِي قَالَ له ابْن عباس: يَا أبا عَبْد الرَّحْمَنِ، تحفظ الموضع الَّذِي كَانَ يقوم فيه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصلاة؟ قَالَ: نعم، عند الشقة الثالثة تجاه الكعبة، مما يلي باب بني شيبة. فَقَالَ له ابْن عباس: أثبته. قَالَ: نعم قد أثبته. (3074) أَبُو عبس بن جبر، اسمه [1] عَبْد الرَّحْمَنِ بْن جبر- ويقال ابْن جابر- ابن عَمْرو بْن زيد [2] بْن جشم بْن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو ابن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ معدود فِي كبار الصحابة من الأنصار. مات سنة أربع وثلاثين، وَهُوَ ابْن سبعين سنة. وصلى عَلَيْهِ عُثْمَان، ودفن بالبقيع، ونزل فِي قبره أَبُو بردة بْن نيار، وقتادة بن النعمان، ومحمد بن مسلمة، وسلمة بن سلامة ابن وقش. قيل: إنه شهد بدرًا وَهُوَ ابْن ثمان وأربعين سنة أو نحوها. روى

_ [1] تقدم في صفحة 827، وفي ى: بن أبى جبر [2] في التقريب: يزيد.

(3075) أبو عبيدة الديلي،

عنه عباية بْن رافع بْن خديج. قيل: إن أبا عبس بْن جبر كَانَ يكتب بالعربية قبل الإسلام، وَكَانَ فيمن قتل كعب بن الأشرف. (3075) أَبُو عبيدة الديلي، وأبو عقيل جد عدي بن عدي، وأبو عبيد اللَّهِ حرب بْن عبيد اللَّه. قيل لكل واحد منهم صحبة، ولا أحفظ لواحد من هؤلاء خبرًا. (3076) أَبُو عبيد مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويقال خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا أقف عَلَى اسمه، وله رواية. من حديثه أنه كَانَ يطبخ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوما فَقَالَ له: ناولني الذراع- وَكَانَ يعجبه لحم الذراع ... الحديث، رواه قتادة عَنْ شهر بْن حوشب عنه. يذكر فِي الصحابة. (3077) أَبُو عبيد بْن مَسْعُود بْن عَمْرو الثقفي. لا أعلم له رواية شيء، قتل هُوَ وابنه جبر بْن أبي عبيد فِي صدر خلافة عمر يوم الجسر. وأما المختار ابنه فقد مضى ذكره فِي موضعه فِي حرف [1] الميم. وأبو عبيد هَذَا هُوَ والد [2] صفية بنت أبي عبيد، وصاحب يوم الجسر المعروف بجسر أبي عبيد، وذلك أنه لما ولى عُمَر بْن الْخَطَّابِ الخلافة عزل خالد بْن الوليد عَنِ العراق والأعنة، وولى أبا عبيد بْن مَسْعُود الثقفي، وذلك سنة ثلاث عشرة، فلقي أَبُو عبيد جابان بين الحيرة والقادسية ففض جمعه، وقتل أصحابه. وأسره، ففدى جابان نفسه منه، ثم جميع يزدجرد جموعا عظيمة ووجّههم نحو أبي عبيد فالتقوا بعد أن عبر أبو عبيد الجسر في المضيق فاقتتلوا

_ [1] في صفحة 1465. [2] صفية امرأة عبد الله بن عمر (أسد الغابة) .

(3078) أبو عبيدة بن الجراح

قتالًا شديدًا، وضرب أَبُو عبيد مشفر الفيل وضرب أَبُو محجن عرقوبه، وقتل أَبُو عبيد وذلك فِي آخر شهر رمضان أَوْ أول شوال من سنة ثلاث عشرة، واستشهد يومئذ من المسلمين ألف وثمانمائة. وقد قيل أربعة آلاف مَا بين قتيل وغريق. وقد قيل: إن الفيل برك يومئذ عَلَى أبي عبيد فقتله بعد نكاية كانت منه فِي المشركين، وذلك فِي سنة ثلاث من ملك يزدجرد، وكان الّذي بعث إليهم يزدجرد مردان شاه بْن بهمن فِي أربعة آلاف دارع، وَكَانَ المثنى بْن حارثة يومئذ مَعَ أبي عبيد. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَقِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسَ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: كَانَ أبو عبيد ابن مَسْعُودٍ عَبَرَ الْفُرَاتَ إِلَى مِهْرَانَ فَقَطَعُوا الْجِسْرَ خَلْفَهُ فَقَتَلُوهُ وَأَصْحَابَهُ. قَالَ: وَأَوْصَى إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَثَاهُ أَبُو محجن الثقفي. (3078) أَبُو عبيدة بْن الجراح قيل اسمه عامر بن الجراح وقيل: عبد الله ابن عامر بْن الجراح. والصحيح أن اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابْن أهيب بْن ضبة بْن الحارث بْن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الفهري. شهد بدرا مع النبي صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما بعدها من المشاهد كلها. وذكر ابْن إِسْحَاق والواقدي أنه هاجر الهجرة الثانية إِلَى أرض الحبشة، ولم يذكر ذلك ابْن عقبة ولا غيره. وَهُوَ الَّذِي انتزع من وجه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلقتي الدرع يوم أحد فسقطت ثنيتاه، وَكَانَ لذلك أثرم، وَكَانَ نحيفًا معروق الوجه، طوالًا أجنأ، وَهُوَ أحد العشرة الَّذِينَ شهد لهم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجنة، وَكَانَ من كبار الصحابة وفضلائهم، وأهل السابقة منهم رضوان اللَّه عليهم

(3079) أبو عبيدة بن عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن عمرو ابن غنم بن مالك بن النجار.

أجمعين قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أَبُو عبيدة بْن الجراح. وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق يوم السقيفة: قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين- يعني عمر وأبا عبيدة. وَقَالَ عمر إذ دخل عَلَيْهِ الشام وَهُوَ أميرها: كلنا غيرته الدنيا غيرك يَا أبا عبيدة. وله فضائل جمة. توفي رضي اللَّه عنه وَهُوَ ابْن ثمان وخمسين سنة فِي طاعون عمواس سنة ثمان عشرة بالأردن من الشام وبها قبره، وصلى عَلَيْهِ معاذ بْن جبل، ونزل فِي قبره معاذ، وعمرو بْن العاص، والضحاك بْن قيس وذكر المدائني، عَنِ العجلاني، عَنْ سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان- قَالَ: مات فِي طاعون عمواس ستة وعشرون ألفًا. ويقال: مات فيه من آل صخر عشرون فتى، ومن آل الوليد بْن الْمُغِيرَةِ عشرون فتى. وقيل: بل من ولد خالد بْن الوليد. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيْفَةَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لأَهْلِ نَجْرَانَ: لأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ، فَاسْتَشْرَفَ لَهَا النَّاسُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ. وَرَوَى عَفَّانُ وَغَيْرُهُ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رَجُلا يُعَلِّمُنَا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، وَقَالَ: هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ. (3079) أَبُو عبيدة بْن عَمْرو بْن محصن بْن عتيك بْن عَمْرو بن مبذول بن عمرو ابن غنم بْن مالك بْن النجار. قتل يوم بئر معونة شهيدا.

(3080) أبو عبيدة

(3080) أَبُو عبيدة رجل له رواية [1] . قدم عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مولاه رجل من الأزد، فَقَالَ له: مَا اسمه؟ فَقَالَ: قيوم. فَقَالَ: بل هُوَ عبد القيوم أَبُو عبيدة. وَكَانَ مولاه اسمه عبد العزى أَبُو مغوية. فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنت عَبْد الرَّحْمَنِ أَبُو راشد. وقد ذكرناه فِي بابه [2] . (3081) أَبُو عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بْن أبي قحافة. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ وأبوه عَبْد الرَّحْمَنِ وجده أَبُو بَكْر وجد أبيه أَبُو قحافة، ولا يعلم أربعة رأوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هذه الصفة غيرهم. وَهُوَ والد عَبْد اللَّهِ بْن أبي عتيق الَّذِي غلبت عَلَيْهِ الدعابة. ورواية أبي عتيق هَذَا أكثرها عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها. (3082) أَبُو عُثْمَان بْن سنة [3] الخزاعي. سمع منه ابْن شهاب، قَالَ قوم: له صحبة. وأبى ذلك آخرون، وفيه نظر. (3083) أَبُو عُثْمَان الأَنْصَارِيّ. قَالَ: دق علي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم [الباب] [4] وقد ألمت بالمرأة روى حديثه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي الزناد، عَنْ أبيه، عَنْ أبي سلمة عنه. ذكره الباوردي، وَقَالَ فِي حديث عَبْد اللَّهِ بْن أبي رافع فِي تسمية من شهد مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ [وأبو عُثْمَان بْن عَمْرو مولى بني حارثة] [5] (3084) أَبُو عُثْمَان النهدي. اسمه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مل [6]- ويقال ابن ملي- ابن عَمْرو بْن عدي بْن وهب بْن سعد بن خزيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك ابن نهد بْن زيد بْن ثابت بْن ليث بْن سواد [7] بْن أسلم بْن الحاف بْن قضاعة النهدي أسلم عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأدّى إليه

_ [1] في أ: رؤية. [2] تقدم في «عبد الرحمن» صفحة 832. [3] بفتح المهملة وتشديد النون (التقريب) . [4] من أسد الغابة. [5] ليس في أ. وهذه الترجمة فيها خلاف كثير عن أ. [6] بلام ثقيلة والميم مثلثة (التهذيب) . [7] في أ: سود.

(3085) أبو عذرة،

صدقات [1] ولم يره. غزا فِي عهد عمر القادسية وجلولاء وتستر. وَهُوَ معدود فِي كبار التابعين بالبصرة. روى عَنْ عمر وابن مَسْعُود وأبى موسى. (3085) أَبُو عذرة، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن شداد من حديث حَمَّاد بْن سَلَمَةَ. ذكره يَزِيد بْن هارون، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن مهدي جميعًا. عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي عُذْرَةَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ عَنِ الْحَمَّامَاتِ، ثُمَّ رَخَّصَ لِلرِّجَالِ مَعَ الْمَيَازِرِ (3086) أَبُو عرس، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كانت له ابنتان فأطعمهما ... الحديث من وجه مجهول ضعيف. (3087) أَبُو العريان المحاربي. روى عنه مُحَمَّد بْن سيرين مثل حديثه عَنْ أبي هريرة فِي يوم ذي اليدين. وقيل: إنه أَبُو هريرة وأبو العريان غلط لم يقله إلا خالد وحده. وقيل: إنه أَبُو العريان الهيثم بْن الأسود النخعي [2] الَّذِي روى عنه طارق بْن شهاب الأحمسي، وعبد الملك بن عمير. يعد في الكوفيين، وبعضهم جعله من البصريين روى سُفْيَان بْن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، قال: عاد عَمْرو بْن حريث أبا العريان فَقَالَ: كيف تجدك يَا أبا العريان؟ قَالَ: أجدني قد ابيض مني مَا كنت أحب أن يسود واسود مني مَا كنت أحب أن يبيض، ولان مني مَا كنت أحب أن يشتد، واشتد مني مَا كنت أحب أن يلين اسمع أنبئك بآيات الكبر ... تقارب الخطو وسوء فِي البصر وقلة الطعم إذا الزاد حضر ... وكثرة النسيان فيما يدّكر

_ [1] هكذا في [؟] . وفي أسد الغابة: صدقات له. وفي ترجمته السابقة 853: ثلاث صدقات. [2] في الاصابة: ذكره أبو عمر، ثم ساق شيئا من أخبار أبي العريان النخعي وهو خطأ.

(3088) أبو عريض،

وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... نوم العشاء وسعال في السّحو وتركي الحسناء فِي قيل الظهر [1] ... والناس يبلون كما تبلى الشجر قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يبعد أَبُو العريان أن يكون صاحبًا لسنه، ولرواية كبار التابعين عنه مَعَ رواية عَمْرو بْن حريث. وَهُوَ معدود فِي الصحابة. (3088) أَبُو عريض، ذكره أَبُو حاتم الرازي عَنْ مُحَمَّد بْن دينار الخراساني، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن المطلب، عَنْ مُحَمَّد بْن جابر الحنفي، عَنْ أبي مالك الأشجعي، عَنْ أبي عريض. وَكَانَ خَلِيلَ [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ خَيْبَرَ. قَالَ: أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِائَةَ رَاحِلَةٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُنْكَرًا لا يَصِحُّ. (3089) أَبُو عزة الهذلي [3] اسمه يسار بْن عبد. وقيل: يسار بْن عَبْد اللَّهِ. وقيل: يسار بْن عَمْرو، من بني لحيان بْن هذيل، له صحبة. نزل البصرة وعداده فِي أهلها روى عنه أَبُو المليح ويقال: إن أبا عزة هَذَا هُوَ مطر بْن عكامس، لأن حديثهما واحد. وقيل غيره، وَهُوَ الأكثر، والحديث الَّذِي يرويه أَبُو عزة الهذلي هَذَا، ويرويه مطر بْن عكامس ليس له غيره عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إذا أراد اللَّه قبض روح عبد بأرض جعل له إليها حاجة. (3090) أَبُو عزيز بْن جندب بْن النعمان. مذكور فِي الصحابة، لا أعرفه. (3091) أَبُو عزيز [4] بْن عمير [5] بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار بن قصىّ ابن كلاب القرشي العبدري هُوَ أخو مصعب بْن عمير وأخو أبى الروم بن عمير.

_ [1] في د: في قبل الطهر. بت في أ. [2] الاصابة في: دليل. [3] سبق صفحة 1582. [4] في أسد الغابة: قال أبو موسى: اختلف في اسمه قيل عتبان، وقيل: عبد الله بن عتبان، وصالح. وفي هوامش الاستيعاب: اسمه أبيض بن عبد الرحمن. [5] في الإصابة: بن عمر.

(3092) أبو عسيب

أمه وأم مصعب وهند بني عمير أم خناس بنت مالك من بني لؤي، وهند بنت عمير هي أم شيبة بْن عُثْمَانَ. قيل: اسم أبي عزيز هَذَا زرارة، له صحبة. وسماع من النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ ورواية، حدث عنه نبيه بْن وهب يعد فِي أهل المدينة. وزعم الزُّبَيْر أنه قتل يوم أحد كافرًا، وذلك غلط، والله أعلم. ولعل المقتول بأحد كافرًا أخ لهم، قتل كافرًا يوم أحد. وأما مصعب بْن عمير فقتل بأحد مسلما، وأبو بزيد بْن عمير أخوهم كذلك. ذكره ابْن إِسْحَاق وغيره وَقَالَ خليفة بْن خياط- فِي تسمية الصحابة: من بني عبد الدار بْن قصي بْن كلاب أَبُو عزيز بْن عمير بْن هاشم بْن عبد مناف بْن عبد الدار. (3092) أَبُو عسيب مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. له صحبة ورواية أسند عَنْ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين: أحدهما فِي الحمى والطاعون. روى عنه مسلم بْن عبيد أَبُو نصيرة وَقَالَ القاسم بْن حمزة [1] : رأيت أبا عسيب خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخضب لحيته ورأسه قيل: اسم أبي عسيب أحمر [2] . (3093) أَبُو عسيم [3] . حديثه عند حماد بن سلمة عن أبي عِمْرَانَ الْجُونِيِّ، عَنْ أَبِي عُسَيْمٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: ادْخُلُوا مِنْ هَذَا الباب أرسالا أرسلا ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ، وَاخْرُجُوا مِنَ الْبَابِ الآخَرِ، قَالَ: فَلَمَّا وَضَعُوهُ فِي لَحْدِهِ، قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: إِنَّهُ قَدْ بَقِيَ مِنْ قِبَلِ قَدَمَيْهِ شَيْءٌ لَمْ يَصْلُحْ قَالُوا: فَادْخُلْ فَأَصْلِحْهُ. فدخل فمسّ قدمي النبي صلى الله

_ [1] هكذا في الأصول، ولعله القاسم بن مخيمرة (هامش [؟] ) ، وفي هوامش الاستيعاب: إنما هو خازم بن القاسم- بالخاء المعجمة. [2] في الإصابة: قيل اسمه أحمر. وقيل اسمه سفينة. [3] في الإصابة: قيل هو أبو عسيب، وغاير بينهما البغوي. وفي أسد الغابة: قيل هو أبو عسيب. وقيل غيره. وقد فرق بينهما أبو أحمد وغيره.

(3094) أبو عطية الوادعي.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: أَهِيلُوا عَلَيَّ التُّرَابَ، فَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ، حَتَّى بَلَغَ أَنْصَافَ قَدَمَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَنَا أَحْدَثُكُمْ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3094) أَبُو عطية الوادعي. مذكور فِي الصحابة، حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ- أَنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لا تُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ رَآهُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَيْرِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: حَرَسَ مَعَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْلَةَ كَذَا وَكَذَا. فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَشَى إِلَى قَبْرِهِ، فَجَعَلَ يَحْثُو عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَيَقُولُ: إِنَّ أَصْحَابَكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّكَ لا تُسْأَلُ عَنْ أَعْمَالِ النَّاسِ، وَإِنَّمَا تُسْأَلُ عَنِ الْغِيبَةِ. وَقِيلَ: إِنَّ اسْمَ أَبِي عَطِيَّةَ مَالِكُ بْنُ عَامِرٍ [1] (3095) أَبُو عقبة الفارسي. من أبناء فارس. ذكره خليفة فِي موالي بني هاشم من الصحابة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّهِ الخزاعي: هُوَ مولى جبير [2] بْن عتيك. وذكر عنه أنه قَالَ: شهدت أحدًا مَعَ مولاي جبير بْن عتيك، فضربت رَجُلا وقلت: خذها وأنا الغلام الفارسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلا قلت خذها وأنا الغلام الأَنْصَارِيّ. قيل: اسمه رشيد (3096) أَبُو عقرب البكري. ويقال: الكناني، من بني بكر بن عبد مناة ابن كنانة ويقال من بني ليث بْن بكر. له صحبة ورواية. وَهُوَ والد أبي نوفل ابن أبي عقرب. اختلف فِي اسمه، فَقَالَ خليفة: اسمه خويلد [3] بن بجير [4] . قال

_ [1] بعده في أ: لا يصح ذكر أبى عطية الوداعي في الصحابة لكنه من كبار التابعين ... وفي الإصابة: خلط أبو عمر ترجمته بترجمة أبى عطية الّذي روى عنه خالد بن معدان، والصواب التفرقة بينهما. [2] هكذا في [؟] ، وأسد الغابة. [3] في أسد الغابة: خالد. [4] في التقريب: بحير، وفي ج، أمثل [؟] .

(3097) أبو عقيل [2] صاحب الصاع.

ويقال: عويج بْن خويلد بْن بجير بْن عَمْرو. وقيل: خويلد بْن خالد. ويقال: ابْن خالد بْن عَمْرو بْن حماس بْن عويج بْن بكر بْن خويلد. وقيل اسم أبي عقرب معاوية بْن خويلد بْن خالد بْن بجير بْن عَمْرو بْن حماس بْن عويج [1] بن بكر ابن عبد مناة بْن كنانة، هكذا قَالَ الأزدي الموصلي، وما أظنه صنع شَيْئًا، وإنما معاوية اسم أبي نوفل ابنه. والله أعلم. قَالَ خليفة: عداده فِي أهل البصرة. من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الْوَاقِدِيّ: عداده فِي أهل مكة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه أَبُو نوفل بْن أبي عقرب، واسم أبي نوفل معاوية. (3097) أَبُو عقيل [2] صاحب الصاع. الَّذِي لمزه المنافقون اسمه حثجاث [3] سماه قتادة وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: أَبُو عقيل صاحب الصاع أحد بني أنيف الأراشي، حليف بني عَمْرو بْن عوف. أتى رضي اللَّه عنه بصاع تمر فأفرغه فِي الصدقة، فتضاحك به المنافقون، وقالوا: إن اللَّه لغني عَنْ صاع أبي عقيل. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قاله مجاهد وقتادة وعطية العوفي. وروى عَنِ ابْن عباس والربيع بْن أنس وغيرهم فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ [4] : الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ ... 9: 79 الآية إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم حصّ عَلَى الصدقة يوما، فأتى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف بنصف ماله أربعة آلاف درهم

_ [1] في أسد الغابة: ونسبه ابن ماكولا مثل الأزدي إلا أنه لم يسم أبا عقرب معاوية وقال عريج- بالراء- بدل الواو. وفيه: قلت: وجميع ما ضبطه أبو عمر في كتابه- عويج- بفتح العين وكسر الواو. والصحيح أنّه عريج- بضم العين وفتح الراء (5- 256) وفي الإصابة: من بنى عويج مهملة وجيم مصفرا. وقيل عويج بفتح أوله وبالواو، وقيل عريج كاسم جده. [2] بفتح أوله (التقريب) [3] بمهملتين مفتوحتين ومثلثتين (الإصابة) وفي أ: جثجاث. [4] سورة التوبة، آية 80.

(3098) أبو عقيل البلوى الأنصاري

وأربعمائة دينار، وأتى عَاصِم بْن عدي بمائة وسق تمر، فلمزهما المنافقون، وقالوا: هَذَا رياء، فنزلت: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ 9: 79 وأبو عقيل جاء بصاع تمر فقال: ما لي غير صاعين نقلت فيهما [1] الماء عَلَى ظهري حبست أحدهما لعيالي، وجئت بالآخر، فَقَالَ المنافقون: إن اللَّه لغني عَنْ صاع هَذَا. (3098) أَبُو عقيل البلوي الأَنْصَارِيّ حليف بني ثعلبة بْن عَمْرو بْن عوف قَالَ الطبري: هُوَ من ولد عبيلة [2] بْن قسميل بْن فزار بْن بلي، كَانَ اسمه عبد العزى فسماه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم عبد الرحمن (3099) أَبُو عقيل البلوي الأَنْصَارِيّ. من بلي بْن عَمْرو بْن الحاف بْن قضاعة حليف بني جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بْن عوف. وَكَانَ اسمه فِي الجاهلية عبد العزى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الأوثان ... شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واستشهد يوم اليمامة. اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة يقال له عَبْد الرَّحْمَنِ عدو الأوثان، غلبت عَلَيْهِ كنية أَبُو عقيل، كَانَ كاتبًا، وقد ذكرناه [3] فِي باب عَبْد الرَّحْمَنِ. والحمد للَّه تعالى. (3100) أَبُو عقيل الجعدي. روى عنه أسلم مولى عمر قَالَ: شرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم شربة سويق، وأعطانى آخرها.

_ [1] في الإصابة: فقال: يا رسول الله، بت أجر الجرير على صاعين من تمر، فأما صاع فأمسكته لعيالي، وأما صاع فها هو هذا. [2] في أ: عميلة بن قسميل بن قران من بلى. [3] صفحة 838.

(3101) أبو العكر ابن أم شريك.

(3101) أبو العكر ابن أم شريك. التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اسمه سلم بْن سمي. (3102) أَبُو العلاء. مولى مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش بْن رئاب الأسدي. قَالَ خليفة بْن خياط: وممن صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بني أسد بْن خزيمة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن جحش ومولاه أبو العلاء. (3103) أَبُو علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر ابن عبد بن معيص [1] بن عامر بن لؤي القرشي العامري. قتل يوم اليمامة شهيدًا، لا أعلم له رواية، وَكَانَ من مسلمة الفتح. ويقال فيه: علي بْن عَبْد اللَّهِ [2] . (3104) أَبُو عَمْرو بْن حفص بْن الْمُغِيرَةِ ويقال: أَبُو عمرو بن حفص بن عمرو [ابن حفص] [3] بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم القرشي المخزومي. قيل: اسمه عبد الحميد. وقيل اسمه أَحْمَد. وقيل: بل اسمه كنيته. بعثه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ حين بعث عليًا أميرًا إِلَى اليمن، فطلق امرأته هناك فاطمة بنت قيس الفهرية، وبعث إليها بطلاقها، ثم مات [4] هناك. رَوَى الزُّهْرِيُّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّةِ أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ أَبِي عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ، فَلَمَّا أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا عَلَى الْيَمَنِ، خَرَجَ مَعَهُ وَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِتَطْلِيقَةٍ هي بَقِيَّةُ طَلاقِهَا قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدِ اخْتُلِفَ فِي صِفَةِ طَلاقِهِ إِيَّاهَا عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ. وَأَبُو عَمْرٍو هَذَا هُوَ الَّذِي كَلَّمَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنه وواجهه

_ [1] في الاصابة وأسد الغابة: رواحة بن حجر بن معيص، وفي أ: بن عبد معيص. [2] في أسد الغابة، أ: ويقال فيه على بن عبيد الله، وفي ج مثل [؟] . [3] من ج وحدها. [4] في هوامش الاستيعاب: هذا لا يصح لأنه قد ذكر بعد ذلك أنه كلم عمر في أمر خالد (100) .

(3105) أبو عمرو الشيباني، سعد بن إياس.

فِي عَزْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ. ذَكَرَ النَّسَائِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُوزَجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ نَاشِرَةَ بْنِ سُمَيٍّ الْيَزَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ يَوْمَ الْجَابِيَةِ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ: وَأَعْتَذِرُ إِلَيْكُمْ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَإِنِّي أَمَرْتُهُ أَنْ يَحْبِسَ هَذَا الْمَالَ عَلَى ضَعَفَةِ الْمُهَاجِرِينَ، فَأَعْطَاهُ ذَا الْبَأْسِ وَذَا الْيَسَارِ وَذَا الشَّرَفِ، فَنَزَعْتُهُ، وَأُثَبِّتُ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، فَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ: وَاللَّهِ لَقَدْ نَزَعْتَ غُلامًا- أَوْ قَالَ عَامِلا- اسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَمَدْتَ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ، وَوَضَعْتَ لِوَاءً نَصَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقَدْ قَطَعْتَ الرَّحِمَ، وَحَسَدْتَ ابْنَ الْعَمِّ. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّكَ قَرِيبُ الْقَرَابَةِ، حَدِيثُ السِّنِّ، تَغْضَبُ لابْنِ عَمِّكَ. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن يعقوب: سألت أبا هشام المخزومي- وَكَانَ علامة بأسمائهم- عَنِ اسم أبي عَمْرو هَذَا. فَقَالَ: اسمه أَحْمَد. وذكر البخاري هَذَا الخبر فِي التاريخ، عَنْ عبدان، عَنِ ابْن المبارك بإسناده نحوه، وأخرجه فيمن لا يعرف اسمه من الكنى المجردة عَنِ الأسماء. (3105) أَبُو عَمْرو الشيباني، سعد بْن إياس. أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وآمن به، ولم يره. قَالَ: بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلي بكاظمة. وَهُوَ معدود فِي التابعين. روى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن مَسْعُود، وحذيفة، وأبي مَسْعُود، وغيرهم. (3106) أَبُو عمرة الأَنْصَارِيّ. مات فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَى قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ابن حَزْمٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: اشْتَكَى رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عَمْرَةَ،

(3107) أبو عمرة الأنصاري النجاري.

فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَنَادَاهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرَةَ. فَقَالَ أَهْلُهُ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فقال: دعوه، فَلَوِ اسْتَطَاعَ أَجَابَنِي. فَصَرَخَ النِّسَاءُ يَبْكِينَ فَأَسْكَتَهُنَّ الرِّجَالُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعُوهُنَّ، فَإِذَا وَجَبَ فَلا تَبْكِيَنَّ بَاكِيَةٌ. ذكره أَبُو أَحْمَد الحاكم فِي الكنى، وجعله غيره والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، وذكر له هَذَا الحديث، وليس فيه بيان موته يومئذ، فإن كَانَ قد مات يومئذ فليس بوالد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة. (3107) أَبُو عمرة الأَنْصَارِيّ النجاري. اختلف فِي اسمه. فقيل: عَمْرو بْن محصن، وقيل: ثعلبة بْن عَمْرو بْن محصن. وقيل: بشير بْن عَمْرو بن محصن بن عمرو ابن عتيك بْن عَمْرو بْن مبذول، واسمه عامر بْن مالك بْن النجار. وَهُوَ الصواب إن شاء اللَّه تعالى. وَهُوَ والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، له صحبة. روى عنه ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وقتل مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ بصفين. قَالَ إِبْرَاهِيم بْن المنذر: أَبُو عمرة الأَنْصَارِيّ من بني مالك بْن النجار، قتل مَعَ علي بصفين، وَهُوَ والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، واسمه بشير بْن عَمْرو بْن محصن. وَقَالَ غيره: اسمه رشيد بْن مالك، فإن كَانَ اسمه بشير بْن عَمْرو بْن محصن، فهو- والله أعلم- أخو أبي عبيدة الأَنْصَارِيّ المقتول ببئر معونة عَلَى أنهم قد اختلفوا فِي رفع نسبهما إِلَى مالك بْن النجار. (3108) أَبُو عمير بْن أبي طلحة الأنصاري، واسم أبي طلحة زيد بْن سهل. هُوَ أخو أنس بْن مالك لأمه، أمهما أم سليم، وَهُوَ الَّذِي قَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يَا أبا عمير، مَا فعل النغير [1] ؟ مات على عهد رسول الله صلى الله

_ [1] التغير- تصغير النغر: وهو طائر يشبه العصفور أحمر المنقار (النهاية) .

(3109) أبو عنبة الخولاني.

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ روى أَبُو التياح وغيره. عَنْ أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس خلقًا، وَكَانَ لي أخ من الأم يقال له: أَبُو عمير فطيم، فكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا جاءنا قَالَ: أبا عمير مَا فعل النغير- لنغر كَانَ يلعب به. وروى أنس بْن سيرين، عَنْ أنس بْن مالك، قَالَ: كَانَ لأبي طلحة ابْن يشتكي، فخرج أَبُو طلحة فِي بعض حاجاته، وقبض الصبي، فلما رجع أَبُو طلحة قَالَ: مَا فعل الصبي؟ قالت أم سليم: هُوَ أسكن مَا كَانَ، وقربت إليه العشاء، فتعشى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: وارزء [1] الصبي. فلما أصبح أتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخبره ... وذكر تمام الخبر. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ لأنس بْن مالك ابْن يكنى أبا عمير، يسمى عَبْد اللَّهِ، عمر بعده طويلًا. روى عنه جعفر بْن إياس أَبُو بشر اليشكري، وَهُوَ الَّذِي يروي عَنْ عمومة له من الأنصار من أصحاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث مرفوعة إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ليس لهذا مدخل فِي الصحابة، وإنما هُوَ من صغار التابعين. (3109) أَبُو عنبة الْخَوْلَانِيّ. قيل: إنه ممن صلى القبلتين، قديم الإسلام. وقيل: إنه ممن أسلم قبل موت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولم يصحبه، وإنه صحب معاذ ابن جبل، وسكن الشام. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ زُرْعَةَ، وَشُرَيْحُ بْنُ مَسْرُوقٍ. رَوَى بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ رِفَاعَةَ الْخَوْلَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ مسروق عنه أبى عنبة الْخَوْلَانِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا فُتِقَ فِي الإِسْلامُ فَتْقُ فَسُدَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ لا يَزَالُ يَغْرِسُ فِي الإِسْلامِ قَوْمًا يَعْمَلُونَ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ: كَانَ أَبُو عِنَبَةَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ أَسْلَمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حىّ.

_ [1] في ى: واروا. والمثبت في أ.

وَرَوَى الْجَرَّاحُ بْنُ مُلَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ- وَكَانَ قَدْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لا يَزَالُ اللَّهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينَ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ. روينا عَنْ أبي عنبة أنه قَالَ: لقد رأيتني وأنا قد أسبلت شعري فِي الجاهلية حَتَّى أجزه لصنم لنا فأخره [1] اللَّه حَتَّى جززته فِي الإسلام. وخولان هم ولد عمرو ابن مالك بْن الحارث بْن مرة بْن أدد. وَذَكَرَ الْغَلابِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ فِي حَدِيثِ أَبِي عِنَبَةَ أَنَّهُ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ وَقَالَ: أَهْلُ الشَّامِ يُنْكِرُونَ أَنْ تَكُونَ لَهُ صُحْبَةٌ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الشَّامِ في صحبة أبى عنبة. أخبرنا خلف ابن قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي فَتَلْتُ سَبْلَ شَعْرِي لأَجُزُّهُ لِصَنَمٍ لَنَا فَأَخَّرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ذَلِكَ حَتَّى جَزَزْتُهُ فِي الإِسْلامِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَحَدَّثَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ: أَسْلَمَ أَبُو عِنَبَةَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ، وَلَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، حدثنا أحمد ابن حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عياش، قال: حدثني شرحبيل ابن مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ، قَالَ: رَأَيْتُ سَبْعَةَ نَفَرٍ، خَمَّسَةً قَدْ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

_ [1] في الطبقات: فأخر الله ذلك حتى جززته في الإسلام (7- 149) .

(3110) أبو عوسجة.

وَاثْنَيْنِ قَدْ أَكَلا الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَلَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّا اللَّذَانِ لَمْ يَصْحَبَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبُو عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيُّ وَأَبُو فَالِجٍ الأَنْمَارِيُّ. (3110) أَبُو عوسجة. رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم. حديثه عند سليمان بن قرم ابن عوسجة عَنْ أبيه أنه قَالَ: سافرت مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يمسح على خفّيه. (3111) أَبُو عياش الزَّرْقِيّ. اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه زيد بْن الصامت. وقيل عبيد بْن زيد بْن الصامت أخو بني زريق، قاله ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ خليفة: اسمه عبيد بْن معاوية بْن الصامت بْن زيد بْن خلدة بن عامر [بن زريق [1]] ابن عبد بن حارثة [2] بن مالك بن عضب بْن جشم بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الزَّرْقِيّ. وأمه أَيْضًا من بني زريق اسمها خولة بنت زيد بْن النعمان بْن خلدة بْن عامر ابن زريق. وأكثر أهل الحديث يقولون: اسم أبي عياش الزَّرْقِيّ زيد بْن الصامت. ومنهم من يقول اسمه زيد بْن النعمان، وَهُوَ والد النعمان بْن أبي عياش. له صحبة معروفة، ومشاهده كمشاهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عمر بعد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنه مجاهد، وأبو صالح السمان، وعاش إِلَى زمن معاوية، ومات بعد الأربعين، وقيل بعد الخمسين. (3112) أَبُو عِيسَى الحارثي الأَنْصَارِيّ، مدني، شهد بدرًا. روى عنه محمد ابن كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، وَصَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ- أَنّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عَادَ أَبَا عِيسَى، وَكَانَ بَدْرِيًّا، وَمَاتَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ.

_ [1] ليس في أسد الغابة وهو في أ، د. [2] في أسد الغابة: ابن عبد حارثة.

باب الغين

باب الغين (3113) أَبُو الغادية الجهني. وجهينة فِي قضاعة. اختلف في اسمه، فقيل يسار [1] ابن سبع. وقيل يسار بْن أزهر وقيل اسمه مسلم، سكن الشام ونزل فِي واسط. يعد فِي الشاميين، أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ غلام، روى عنه أنه قَالَ: أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أيفع، أرد عَلَى أهلي الغنم. وله سماع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض وَكَانَ محبًا فِي عُثْمَان، وَهُوَ قاتل عمار بْن ياسر، وَكَانَ إذا استأذن عَلَى معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب، وَكَانَ يصف قتله إذا سئل عنه لا يباليه، وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذكرنا أنه سمعه منه، ثم قتل عمارًا، وروى عنه كلثوم ابن جبر. (3114) أَبُو غادية [2] المزني، من حديث أهل الشام، وليس هَذَا صاحب عمار، لأن ذلك جهني [3] قاله الباوردي. حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ستكون بعدي فتن شداد غلاظ خير الناس فِيهَا مسلمو أهل البوادي الَّذِينَ لا يبدون [4] من دماء الناس ولا أموالهم شيئا. (3115) أبو عزيّة لأنصارى، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول

_ [1] بتحتانية ومهملة خفيفة. وسبع: بفتح المهملة وضم المخففة (الإصابة) . [2] في الإصابة: أبو الغادية. [3] في الإصابة: فرق غير واحد بينه وبين الجهنيّ وخالفهم ابن سعد، فقال فيمن نزل البصرة من الصحابة أبو الفادية المزني قاتل عمار. وقال مسلم في الكنى: أبو الغادية المزني يسار بن سبع قاتل عمار له صحبة. وقال النسائي مثله. ثم قال: والراجح أن المزني غير الجهنيّ. [4] الإصابة: يفتدون.

(3116) أبو غطيف،

في خرجة خرج فيها: لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي. من حديث يَزِيد بْن ربيعة الصنعاني، عَنْ غزية، عَنْ أبي غزية الأَنْصَارِيّ، عَنِ ابنه (3116) أَبُو غطيف، له صحبة وَهُوَ الحارث بْن غطيف فِيمَا قَالَ يَحْيَى بْن معين. وغيره يقول: هُوَ غطيف بْن الحارث (3117) أَبُو الغوث بْن الحارث. رجل من العرج، استفتى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حجة كانت عَلَى أبيه. مات ولم يحج، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حج عَنْ أبيك. حديثه عند الوليد بْن مسلم، عَنْ عُثْمَان بْن عطاء، عَنْ أبيه، عنه. باب الفاء (3118) أَبُو فاطمة الليثي. ويقال الأزدي. ويقال الدوسي، له صحبة. قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ، وفي ذلك نظر. سكن الشام، وسكن مصر أَيْضًا، واختط بها دارًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [أحاديث] [1] روى عنه ابنه إياس ابن أبي فاطمة، وكثير الأعرج. وقد قيل: إن أبا فاطمة الأزدي شامي، وإن أبا فاطمة الليثي مصري، وإنهما اثنان مذكوران فِي الصحابة. وذكره خليفة ابن خياط فِي تسمية من نزل الشام من الصحابة، وَقَالَ: من حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم إن الله عز وجل ليبتلي العبد وأكثروا من السجود. هكذا قَالَ خليفة، وهما حديثان. فأما [2] حديث السجود فَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن كثير الأعرج،

_ [1] ليس في أ [2] أ: أما.

(3119) أبو فالج الأنماري،

قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا فَاطِمَةَ يَقُولُ: قَالَ لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أَبَا فَاطِمَةَ، أَكْثِرْ مِنَ السُّجُودِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ مُسْلِمٍ يَسْجُدُ للَّه سَجْدَةً إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً [1] . حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ الدُّوسِيّ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فَقَالَ: مَنْ يُحِبُّ أَنْ يَصِحَّ فَلا يَسْقَمَ؟ فَابْتَدَرْنَاهَا فَقُلْنَا: نَحْنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَعَرَفْنَاهَا فِي وَجْهِهِ. فَقَالَ: أَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا كَالْحُمُرِ الضَّالَّةِ [2] ؟ قَالُوا: لا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَكُونُوا أَصْحَابَ بَلاءٍ وَأَصْحَابَ كَفَّارَاتٍ، فو الّذي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَبْتَلِي الْمُؤْمِنَ بِالْبَلاءِ فَمَا يَبْتَلِيهِ إِلا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ، لأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عَبْدَهُ مَنْزِلَةً لَمْ يَبْلُغْهَا بِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِهِ دُونَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ مِنَ الْبَلاءِ فَيُبْلِغُهُ تِلْكَ الْمَنْزِلَةِ. (3119) أَبُو فالج الأنماري، حمصي، أدرك زمن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الجاهلية، وقدم حمص أول مَا فتحت، وصحب معاذ بْن جبل. وَكَانَ يصفر لحيته، ويحفي شاربه. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَمَرْوَانُ بْنُ رُؤْبَةَ التَّغْلِبِيُّ. وَقَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَدْرَكْتُ مِمَّنْ أَكَلَ الدَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَلَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيَّ وأبا فالج الأنماري. (3120) أَبُو فراس الأسلمي. له صحبة. قيل: إنه ربيعة بن كعب الأسلمي،

_ [1] الظاهر أنه سقط هنا، وأما حديث: إن الله ليبتلى العبد فحدثنا سعيد بن نصر ... (هامش ى) . [2] أ: الصيالة.

(3121) أبو فروة حدير السلمي.

ولا خلاف أن ربيعة بْن كعب، يكنى أبا فراس، فمن جعلهما اثنين قَالَ: أَبُو فراس الأسلمي من أهل البصرة، روى عنه أَبُو عمران الجوني، وأبو فراس ربيعة بْن كعب الأسلمي حجازي، كَانَ خادمًا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ من أهل الصفة، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ نزل عَلَى بريد من المدينة فلم يزل بها حَتَّى مات بعد الحرة سنة ثلاث وستين. روى عنه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عطاء، وأبو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ والأغلب أنهما اثنان، والله أعلم. (3121) أَبُو فروة حدير السلمي. له صحبة، عداده فِي أهل الشام. روى عنه عُثْمَان بْن أبي العاتكة، وبشير مولى معاوية، والعلاء بْن الحارث. ذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الأَزْدِيِّ، عَنْ بَشِيرٍ مَوْلَى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَشَرَةَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدُهُمْ حُدَيْرٌ أَبُو فَرْوَةَ يَقُولُونَ- إِذَا رَأَوُا الْهِلالَ: اللَّهمّ اجْعَلْ شَهْرَنَا الماضي خير شهر، وخير عاقبة، وأدخل علينا شَهْرَنَا هَذَا بِالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَبِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالْمُعَافَاةِ وَالرِّزْقِ الْحَسَنِ. ووقع فِي كتاب البخاري فِي هَذَا الخبر عَنْ بشير مولى معاوية: سمع عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ أحدهم فروة فِي رؤية الهلال. وهذا خطأ وتصحيف ليس فيه إشكال، والصواب مَا كتبناه، وباللَّه توفيقنا. (3122) أَبُو فروة مولى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن هشام. كَانَ مسلمًا عَلَى عهد رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكر الْوَاقِدِيّ عنه أنه قَالَ: قسم أَبُو بَكْر قسمًا فقسم لي كما قسم لمولاي. (3123) أَبُو فريعة السلمي. له صحبة، شهد حنينًا، ولا أعلم له رواية [1] .

_ [1] في الإصابة وأسد الغابة: قيل اسم أبى فريعة كنيته.

(3124) [أبو فسيلة [1]

(3124) [أَبُو فسيلة [1] ذكره الدَّوْلابِيّ بإسناد له عَنْ عباد بْن كثير الشامي، عَنِ امرأة منهم يقال لَهَا فسيلة أنها سمعت أباها يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن العصبية أن يحب الرجل قومه؟ قَالَ: لا، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم [2]] . (3125) أَبُو فضالة الأَنْصَارِيّ، شهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقتل مَعَ علي بصفين، وكانت صفين سنة سبع وثلاثين. روى عنه ابنه فضالة [ابن أبي فضالة [3]] . ذكر البخاري، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إسماعيل التّبوذكي، حدثنا محمد ابن راشد، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل، عَنْ فضالة [بْن أبي فضالة] [3] الأَنْصَارِيّ وقتل أَبُو فضالة مَعَ علي بصفين، وَكَانَ من أهل بدر. وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَة خَبَرَهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَارِمُ [4] بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عَنْ فُضَالَةَ بْنِ أَبِي فُضَالَةَ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنِّي لا أَمُوتُ [5] حَتَّى أُؤَمَّرَ ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ هَامَتِهِ. قَالَ فُضَالَةُ: فَصَحِبَهُ أَبِي إِلَى صِفِّينَ. وَفِي صِفِّينَ قُتِلَ فِيمَنْ قُتِلَ، وَكَانَ أَبُو فُضَالَةَ مَنْ أَهْلِ بَدْرٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد سمع فضالة بْن أبي فضالة هَذَا الخبر من علي رضي اللَّه عنه. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سليمان الجعفي، وعبد العزيز بن

_ [1] بكسر المهملة، بوزن عظيمة: هو واثلة بن الأسقع (الاصابة) . [2] من أ [3] ليس في أ [4] أ: عازم. [5] أ: لأموت.

(3126) أبو فكيهة.

عِمْرَانَ بْنِ مِقْلاصٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى. قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابْنِ أَبِي فُضَالَةَ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بَيَنْبُعَ عَائِدًا لَهُ، وَكَانَ مَرِيضًا ثَقِيلا يُخَافُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: مَا يُقِيمُكَ بِهَذَا الْمَنْزِلِ؟ لَوْ هَلَكْتَ لَمْ يَلِكَ إِلا أَعْرَابُ جُهَيْنَةَ، فَاحْتَمِلْ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَإِنْ أَصَابَكَ أَجَلُكَ وَلِيَكَ أَصْحَابُكَ وَصَلُّوا عَلَيْكَ. وَكَانَ أَبُو فُضَالَةَ مِمَّنْ شَهِدَ بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إِنِّي لَسْتُ مَيِّتًا مِنْ وَجَعِي هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنِّي لا أَمُوتُ حَتَّى أُؤَمَّرَ، ثُمَّ تُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ- يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ هَامَتِهِ. قَالَ: وَسَارَ أَبُو فُضَالَةَ مَعَ عَلِيٍّ إِلَى صِفِّينَ، فَقُتِلَ بِصِفِّينَ. (3126) أَبُو فكيهة. مولى لبني عبد الدار. يقال: إنه من الأزد، أسلم بمكة، وَكَانَ يعذب ليرجع عَنْ دينه فيأبى، وَكَانَ قوم من بني عبد الدار يخرجونه نصف النهار فِي حر شديد فِي قيد من حديد ولا يلبس ثيابا، وببطح فِي الرمضاء، ثم يؤتى بالصخرة فتوضع عَلَى ظهره حَتَّى لا يعقل، فلم يزل كذلك حَتَّى هاجر أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أرض الحبشة فخرج معهم فِي الهجرة الثانية. [قَالَ ابْن إِسْحَاق: أَبُو فكيهة اسمه يسار مولى صفوان بْن أمية ابن محرث] [1] . (3127) أَبُو الفيل. له صحبة ورواية، حديثه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا ما عزا بعد أن رجم، روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن جبير. كوفي. [قَالَ البخاري: لا تصح لأبي الفيل صحبة. ذكره البخاري فِي باب عبد الله] [1] .

_ [1] من أ.

باب القاف

باب القاف (3128) أَبُو القاسم، مولى أبي بكر الصديق. له صحبة. شهد فتح خيبر، من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث فِي أكل الثوم مثل حديث أبي هريرة. (3129) أَبُو القاسم، روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. سمع منه بكر ابن سوادة، لا أدري أهو هَذَا أم هُوَ أَبُو القاسم مولى زينب بنت جحش، أَوْ غيرهما. (3130) أَبُو قتادة الأَنْصَارِيّ، فارس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يعرف بذلك. اختلف فِي اسمه، فقيل الحارث بْن ربعي [بْن بلدمة] [1] . وقيل: النعمان بْن ربعي. وقيل: النعمان بْن عُمَرَ [2] بْن بلدمة. [وقيل: عَمْرو بْن ربعي ابن بلدمة] [1] . وقيل: بلدمة بْن خناس بْن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم ابن كعب بْن سلمة الأَنْصَارِيّ السلمي، وأمه كبشة بنت مطهّر [3] بن حرام بن سواد ابن غنم بْن كعب بْن سلمة. اختلف فِي شهوده بدوا. فَقَالَ بعضهم: كَانَ بدريًا. ولم يذكره ابْن عقبة، ولا ابْن إِسْحَاق فِي البدريين، [وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد كلها [4]] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: أَدْرَكَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذِي قَرَدٍ فَنَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: اللَّهمّ بَارِكْ فِي شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ، وَقَالَ: أفلح وجهك. قلت: ووجهك

_ [1] ليس في أ: وفي هوامش الاستيعاب: بلدمة- بالضم وبالفتح أشهر. ويقال بلذمة- بالذال المعجمة المضمومة (100) . [2] أ: عمرو. [3] ى: مظهر. والضبط في أ. [4] ليس في أ

(3131) أبو قحافة،

يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: قَتَلْتَ مَسْعَدَةَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَمَا هَذَا الَّذِي بِوَجْهِكَ؟ قُلْتُ: سَهْمٌ رُمِيتُ بِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: ادْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَبَصَقَ عَلَيْهِ فَمَا ضَرَبَ عَلَيَّ قَطُّ وَلا قَاحَ. وَرَوَى مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَمُرْسَلِ عَطَاءٍ وَمُرْسَلِ عُرْوَةَ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَبِي قَتَادَةَ: مَنِ اتَّخَذَ شَعْرًا فَلْيُحْسِنْ إِلَيْهِ أَوْ لِيَحْلَقْهُ. وَقَالَ لَهُ: أَكْرِمْ جُمَّتَكَ وَأَحْسِنْ إِلَيْهَا- وَكَانَ يُرَجِّلُهَا غِبًّا. واختلف فِي وقت وفاته، فقيل: مات بالمدينة سنة أربع وخمسين. وقيل: بل مات فِي خلافة علي بالكوفة، وَهُوَ ابْن سبعين سنة، وصلى عَلَيْهِ علي وكبر [عَلَيْهِ] [1] سبعًا. رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُمَا قَالا: صَلَّى عَلِيٌّ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ سَبْعًا. قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَكَانَ بَدْرِيًّا. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ الدَّوْلابِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَزَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ- أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ سِتًّا، وَكَانَ بَدْرِيًّا. هَكَذَا قَالَ: سِتًّا، وَرَوَاهُ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ وَغَيْرُهُ. عَنْ هَشِيمٍ عَنْ زَكَرِيَّا عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عَلِيًّا كَبَّرَ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ سَبْعًا، وَكَانَ بَدْرِيًّا. وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ: وَمَاتَ أَبُو قَتَادَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، وَشَهِدَ أَبُو قَتَادَةَ مَعَ عَلِيٍّ مَشَاهِدَهُ كُلَّهَا فِي خِلافَتِهِ. (3131) أَبُو قحافة، والد أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما. اسمه عُثْمَان بْن عامر

_ [1] ليس في أ.

(3132) [أبو قدامة،

ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة القرشي التيمي له صحبة. أسلم يوم الفتح، ومات فِي المحرم سنة أربع عشرة [فِي خلافة عمر] [1] وَهُوَ ابْن سبع وتسعين سنة. وفي حديث جابر قَالَ: إني بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة [2] البيضاء، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: عيّروا هَذَا بشيء وجنبوه السواد. وفي باب اسمه زيادة في خبره [3] . (3132) [أَبُو قدامة، قَالَ العدوي: أَبُو قدامة بْن الحارث من بني عبد مناة، أَوْ من بني عبد، شهد أحدًا، وَكَانَ له أثر حسن. وبقي حَتَّى قتل بصفين مَعَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ وقد انقرض عقبه. قَالَ: فيقال هو أبو قدامة بن سهل ابن الحارث بْن جعدة بْن ثعلبة بْن سالم بْن مالك بْن واقف، وَهُوَ سالم] [1] . (3133) أَبُو قراد السلمي. له صحبة. روى عنه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الحارث حديثه عند أبي جعفر الْخَطْمِيّ، واسم أبي جعفر [الْخَطْمِيّ] [4] عمير بْن يزيد. (3134) أَبُو قرصافة الكناني. اسمه جندرة بْن خيشنة [5] بْن نفير، من بني كنانة، له صحبة. ونسبه بعضهم فَقَالَ: أَبُو قرصافة جندرة بْن خيشنة [5] ابن مرة بْن وائلة بْن الفاكه بْن عَمْرو بْن الحارث بْن مالك بْن النضر بْن كنانة. صحب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقيل اسمه: قيس بْن سهل، ولا يصح. سكن أَبُو قرصافة فلسطين. وقيل: كَانَ يسكن أرض تهامة. (3135) أَبُو قعيس، عم عائشة من الرضاعة، اسمه وائل بْن أفلح، وقد ذكرناه فِي صدر هَذَا الكتاب باختلاف فيه. أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّهِ بن محمد بن أسد [6] ،

_ [1] من أ [2] الثغامة: شجرة تبيض كأنها الثلج (النهاية) . [3] صفحة 1036. [4] ليس في أ [5] في ى، وأسد الغابة: حبشية، والمثبت في أ، وهوامش الاستيعاب. [6] أ: راشد.

(3136) أبو القمراء

قَالَ: حَدَّثَنَا حمزة بْن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا خالد بْن النضر، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر [1] بْن علي، قَالَ أَبُو قعيس وائل بْن أفلح. وذكر الدار الدَّارَقُطْنِيّ. قَالَ: حَدَّثَنَا جعفر بْن مُحَمَّد الواسطي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الصيرفي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، قَالَ: أَبُو قعيس وائل بْن أفلح عم عائشة من الرضاعة [2] سمعه من عُثْمَان بْن عَمْرو [3] ، عَنِ ابْن المبارك، عَنْ يَحْيَى بْن أبي كثير، عَنْ عكرمة. (3136) أَبُو القمراء [أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ إِجَازَةً، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَشَّابُ] [4] ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْرَابِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ [5] الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي القمراء، قال: قَالَ كُنَّا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَلَقًا نَتَحَدَّثُ إِذْ خَرَجَ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ بَعْضِ حُجُرِهِ، وَنَظَرَ إِلَى الْحِلَقِ، ثُمَّ جَلَسَ إِلَى أَصْحَابِ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: بِهَذَا الْمَجْلِسِ أُمِرْتُ. [قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: لَمْ يَرْوِ شَرِيكٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الرَّجُلِ [6]] . (3137) أَبُو قيس، صيفي بْن الأسلت الأَنْصَارِيّ، أحد بني وائل بْن زيد، هرب إِلَى مكة فكان فِيهَا مَعَ قريش إِلَى [7] عام الفتح، خبره عند ابن إسحاق وغيره، وقد ذكرناه في باب الصاد [8] . وذكر الزُّبَيْر بْن بكار، قَالَ: أَبُو قيس بْن الأسلت الشاعر اسمه الحارث، ويقال: عَبْد اللَّهِ. قَالَ: واسم الأسلت عامر بْن جشم بْن وائل بْن زيد بْن قيس بْن عامر بْن مرة بْن مالك بْن الأوس. وفيما ذكر ابْن إِسْحَاق والزبير نظر، لأنّ أبا قيس بن الأسلت

_ [1] أ: عمرو. [2] أسمعته. [3] أ: عمر. [4] ليس في أ [5] أ: حدثنا عبد الرحمن. [6] من أ. [7] أ: حتى. [8] صفحة 734.

(3138) أبو قيس.

يقولون: إنه لم يسلم. والله أعلم. وذكر سنيد، عَنْ حجاج، عَنِ ابْن جريج، عَنْ عكرمة فِي قوله تعالى [1] : وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ... 4: 22 الآية. قَالَ: نزلت فِي كبشة بنت معن بْن عَاصِم من الأوس، توفي عنها أَبُو قيس بْن الأسلت فجنح عليها ابنه، فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي اللَّه، لا أنا ورثت، ولا أنا تركت، فأنكح. فنزلت هذه الآية فِيهَا. [قَالَ: وَحَدَّثَنَا] [2] هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، عن عدي ابن ثَابِتٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبُو قَيْسِ بْنُ الأَسْلَتِ خَطَبَ ابْنُهُ قَيْسٌ امْرَأَةَ أَبِيهِ، فَانْطَلَقْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبَا قَيْسٍ قَدْ هلك، وإن ابنه قيسا بن خِيَارِ الْحَيِّ خَطَبَنِي إِلَى نَفْسِي، فَقُلْتُ: مَا كُنْتُ أَعُدُّكَ إِلا وَلَدًا. قَالَتْ: وَمَا أَنَا بِالَّتِي أَسْبِقُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ [3] . فَسَكَتَ عَنْهَا، فَنَزَلَتِ الآيَةُ [1] : وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ 4: 22. (3138) أَبُو قيس. قيل مالك بْن الحارث. وقيل: بل اسم أبي قيس صرمة [4] بْن أبي أنس بْن مالك بْن عدي بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار هَذَا قول ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ قتادة: أَبُو قيس مالك بْن صفرة. والصحيح مَا تقدم من قول ابْن إِسْحَاق. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: كَانَ رجلا قد ترهب في الجاهلية، ولبس المسوح، وفارق الأوثان، واغتسل من الجنابة، وهم بالنصرانية، ثم أمسك عنها، ودخل بيتا له، فاتخذه مسجدا لا يدخل عليه فيه طامث ولا جنب، وَقَالَ: أعبد رب إِبْرَاهِيم. فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم فحسن إسلامه

_ [1] سورة النساء، آية 22. [2] من أ [3] أ: إلى شيء. [4] تقدمت له ترجمة في صفحة 737

وَهُوَ شيخ كبير، وَكَانَ قوالًا بالحق، معظمًا للَّه فِي الجاهلية، ثم حسن إسلامه، وَكَانَ يقول فِي الجاهلية أشعارًا حسانًا يعظم اللَّه تعالى فيها، وهو الّذي يقول: يقول أبو قيس وأصبح ناصحا ... ألا ما استطعتم من وصاتي فافعلوا أوصيكم باللَّه والبر والتقى ... وأعراضكم والبر باللَّه أول وإن قومكم سادوا فلا تحسدوهم ... وإن كنتم أهل الرئاسة فاعدلوا وإن نزلت إحدى الدواهي بقومكم ... فأنفسكم دون العشيرة فاجعلوا وإن يأت [1] غرم قادح فارفقوهم ... وما حملوكم فِي الملمات فاحملوا وإن أنتم أملقتم فتعففوا ... وإن كَانَ فضل الخير فيكم فأفضلوا وله أشعار حسان فِيهَا حكم ووصايا وعلم، ذكر بعضها ابْن إِسْحَاق فِي السير، منها قوله: سبحوا الله شرق [2] كل صباح ... طلعت شمسه وكل هلال عالم السر والبيان لدينا ... ليس ما قال ربّنا بضلال [وفيها يقول] [3] : يَا بني الأرحام لا تقطعوها ... وصلوها قصيرة من طوال واتقوا اللَّه فِي ضعاف اليتامى ... ربما يستحل غير الحلال واعلموا أن لليتيم وليًّا ... عالمًا يهتدي بغير السؤال ثم مال اليتيم لا تأكلوه ... إن مال اليتيم يرعاه وال يَا بني النجوم لا تخذلوها ... إن خذل النجوم ذو عقال

_ [1] أ: ناب غرم فادح. [2] ى: شرف. [3] ليس في أ

(3139) أبو قيس بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي،

يَا بني الأيام لا تأمنوها ... واحذروا مكرها ومكر الليالي واجمعوا أمركم عَلَى البر والتقوى ... وترك الخنا وأخذ الحلال وقد ذكرنا له [1] فِي باب اسمه أبياتًا حسنة من شعره فِي مدة مقام النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة ونزوله المدينة. (3139) أَبُو قيس بْن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بْن سهم القرشي السهمي، وَهُوَ من ولد سعد بْن سهم، لا من ولد سَعِيد بن سهم. وكان قيس ابن عدي سيد قريش فِي الجاهلية غير مدافع، وَكَانَ أَبُو قيس هَذَا من مهاجرة الحبشة، تم قدم منها فشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد. قَالَ ابْن إِسْحَاق: أَبُو قيس بْن الحارث بْن قيس اسمه عَبْد اللَّهِ وقد روى عَنِ ابْن إِسْحَاق أنه أخوه. وَكَانَ أبوه الحارث بن قيس أحد المستهزءين الَّذِينَ جعلوا القرآن عضين وجده قيس بْن عدي، وَهُوَ جد ابْن الزبعري أَيْضًا، كَانَ فِي زمانه من أجل رجال [2] فِي قريش، وَهُوَ الَّذِي جمع الأحلاف عَلَى بني عبد مناف، والأحلاف: عدي، ومخزوم، وسهم، وجمح. قتل أَبُو قيس بْن الحارث يوم اليمامة شهيدًا، ولا أعلم له رواية. (3140) أَبُو قيس الجهني، شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يلزم البادية، مات فِي آخر خلافة معاوية، ذكره الْوَاقِدِيّ. (3141) أَبُو القين الحضرمي له رواية. روى عنه سَعِيد بْن جمهان أنه مر بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه شيء من تمر ... فِي حديث ذكره. وقيل: أَبُو القين هُوَ نصر بْن دهر.

_ [1] صفحة 737 [2] أ: رجل.

باب الكاف

باب الكاف (3142) أَبُو كاهل الأحمسي. ويقال الْبَجَلِيّ. واختلف فِي اسمه، فقيل: قيس بْن عائذ. وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن مالك. له صحبة ورواية، كَانَ إمام حيه، يعد فِي الكوفيين. مات فِي زمن الحجاج. وذكر فِي الصحابة أَبُو كاهل، ولم يسم، ولم ينسب، ذكر له حديث منكر طويل فلم أذكره. (3143) أَبُو كبشة. مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره ابْن عقبة وابن إِسْحَاق. قَالَ ابْن هشام: هُوَ من فارس. وَقَالَ غيره: هُوَ من مولدي أرض دوس. وقد قيل: من مولدي مكة، ابتاعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعتقه، واسمه سليم. توفي سنة ثلاث عشرة فِي اليوم الَّذِي استخلف فيه عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وقد قيل. إن أبا كبشة هَذَا توفي سنة ثلاث وعشرين فِي العام الَّذِي ولد فيه عروة بْن الزُّبَيْر. واختلف فِي السبب الَّذِي كانت كفار قريش من أجله تقول للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن أبي كبشة فقيل: إنه كَانَ له جد من قبل أمه وَهُوَ أَبُو قيلة. وقيلة أم وهب بْن عبد مناف بْن زهرة، وَهُوَ من بني غبشان من خزاعة، يدعى أبا كبشة، كَانَ يعبد الشعري، ولم يكن أحد من العرب يعبد الشعرى غيره خالف العرب فِي ذلك، فلما جاءهم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخلاف مَا كانت العرب عَلَيْهِ قَالُوا هَذَا ابْن أبي كبشة. وقد قيل: بل نسب إِلَى جد أبي أمه آمنة بنت وهب الزهرية، كَانَ يدعى أبا كبشة. وقيل: إن عَمْرو بْن زيد بْن لبيد النجاري من بني النجار وَهُوَ والد [1] سلمى أم عبد المطلب، كان يدعى أبا كبشة

_ [1] في أ: وهو أبو سلمى.

(3144) أبو كبشة الأنماري،

فنسب إليه. وقيل: إن أباه من الرضاعة الحارث بْن عبد العزى بْن رفاعة السعدي زوج حليمة السعدية كَانَ يدعى أبا كبشة فنسبوه إليه. (3144) أَبُو كبشة الأنماري، أنمار مذحج، له صحبة. اختلف فِي اسمه. فقيل عمر بْن سعد [1] . [وقيل عَمْرو بْن سعد] [2] . وقيل سعد بْن عَمْرو. روى عنه سالم بْن أبي الجعد وعمرو بْن رؤبة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رُؤْبَةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ الأَنْمَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: وَمِنْ أَنْمَارِ مَذْحِجٍ أَبُو كَبْشَةَ الأَنْمَارِيُّ، سَكَنَ الشَّامَ، اسْمُهُ عُمَرُ بْنُ سعد. (3145) أَبُو كلاب بْن أبي صعصعة الأَنْصَارِيّ المازني. وقتل هُوَ وأخوه جابر بْن صعصعة يوم مؤتة، وهما أخوا الحارث وقيس بْن أبي صعصعة. (3146) أَبُو كليب. ذكره بعضهم فِي الصحابة، لا أعرفه. باب اللام (3147) أَبُو لاس [3] الخزاعي، ويقال: الحارثي. قيل: اسمه [عَبْد اللَّهِ. وقيل اسمه] [2] زياد. له صحبة، يعد فِي أهل المدينة، روى عنه عمر بن الحكم ابن ثوبان.

_ [1] في أ: عمرو. وفي الإصابة: واسمه عمرو بن سعيد، وقيل عمير- بضم العين. وفي التقريب: هو سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد. وقيل عمر أو عامر بن سعد. [2] ليس في أ. [3] بالمهملة (الإصابة) .

(3148) أبو لبابة،

(3148) أَبُو لبابة، مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مذكور فِي مواليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3149) أَبُو لبابة بْن عبد المنذر الأَنْصَارِيّ. قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب: اسمه بشير بْن عبد المنذر، وكذلك قَالَ ابْن هشام وخليفة. وَقَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان: أَبُو لبابة اسمه رفاعة بْن عبد المنذر. وقال ابْن إِسْحَاق: اسمه رفاعة بْن المنذر بْن زبير ابن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك ابن الأوس، كَانَ نقيبًا، شهد العقبة [وشهد] [1] بدرًا. قَالَ ابْن إِسْحَاق: وزعم قوم أن أبا لبابة بْن عبد المنذر والحارث بْن حاطب خرجا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر فرجعهما، وأمر أبا لبابة على المدينة، وضرب له بسهمه مَعَ أصحاب بدر. قَالَ ابْن هشام: ردهما [2] من الروحاء. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد استخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبا لبابة عَلَى المدينة أَيْضًا حين خرج إِلَى غزوة السويق، وشهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا وما بعدها من المشاهد، وكانت معه راية بني عَمْرو بْن عوف فِي غزوة الفتح. مات أَبُو لبابة فِي خلافة علي رضي اللَّه عنهما. رَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ ارْتَبَطَ بِسِلْسِلَةٍ رَبُوضٍ- وَالرَّبُوضُ الثَّقِيلَةُ- بِضْعَ عَشْرَةَ [3] لَيْلَةً حَتَّى ذَهَبَ سَمْعُهُ، فَمَا يَكَادُ يَسْمَعُ، وَكَادَ أَنْ يَذْهَبَ بَصَرُهُ، وَكَانَتِ ابْنَتُهُ تَحُلُّهُ إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، أَوْ أَرَادَ أن يذهب لحاجة، وإذا

_ [1] ليس في أ. [2] أ: وردهما. [3] في هوامش الاستيعاب: ست ليال (99)

فَرَغَ أَعَادَتْهُ إِلَى الرِّبَاطِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ جَاءَنِي لاسْتَغْفَرْتُ لَهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلف فِي الحال التي أوجبت فعل أبي لبابة هَذَا بنفسه. وأحسن مَا قيل فِي ذلك مَا رواه معمر عَنِ الزهري، قَالَ: كَانَ أَبُو لبابة ممن تخلف عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غزوة تبوك، فربط نفسه بسارية، وَقَالَ: والله لا أحل نفسي منها، ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا حَتَّى يتوب اللَّه علي أَوْ أموت. فمكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابًا حَتَّى خر مغشيًا عَلَيْهِ، ثم تاب اللَّه عَلَيْهِ، فقيل له: قد تاب اللَّه عليك يَا أبا لبابة، فَقَالَ: والله لا أحل نفسي حَتَّى يكون رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِي يحلني. قَالَ: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فحله بيده، ثم قَالَ أَبُو لبابة: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فِيهَا الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إِلَى اللَّه وإلى رسوله، قَالَ: يجزئك يَا أبا لبابة الثلث. وروى عَنِ ابْن عباس من وجوه فِي قول اللَّه تعالى [1] : وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ... 9: 102 الآية. أنها نزلت فِي أبي لبابة ونفر معه سبعة أَوْ ثمانية أَوْ تسعة سواه، تخلفوا عَنْ غزوة تبوك ثم ندموا وتابوا [2] وربطوا أنفسهم بالسواري، فكان عملهم الصالح توبتهم و [عملهم] [3] السيّئ تخلفهم عَنِ الغزو مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: قد قيل: إن الذنب الَّذِي أتاه أَبُو لبابة كَانَ إشارته إِلَى حلفائه من بني قريظة أنه الذبح إن نزلتم عَلَى حكم سعد بن معاذ، وأشار إلى

_ [1] سورة التوبة، آية 103. [2] أ: ثم ندموا فتابوا. [3] ليس في أ.

(3150) . أبو لبابة الأسلمي.

حلقه، فنزلت [فيه] [1] : يا أَيُّهَا [2] الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ. 8: 27 ثم تاب اللَّه عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن من توبتي أن أهجر دار قومي وأنخلع من مالي. فَقَالَ له رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: يحزئك من ذلك الثلث. (3150) . أَبُو لبابة الأسلمي. لا يوقف له عَلَى اسم، له صحبة. حديثه عند الكوفيين. (3151) أَبُو لبيبة الأَنْصَارِيّ الأشهلي. من بني عبد الأشهل. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكره وكيع وابن أبى فديك، قالا: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ [3] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اسْتَحَلَّ بِدِرْهَمٍ فِي النِّكَاحِ فَقَدِ اسْتَحَلَّ. وَلَهُ أَحَادِيثُ بِغَيْرِ هَذَا الإِسْنَادِ لَيْسَتْ بِالْقَوِيَّةِ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ ابْنِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. (3152) أَبُو لفيط، ذكره بعضهم فِي موالي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا أعرفه. (3153) أَبُو ليلى، عَبْد الرَّحْمَنِ بْن كعب بْن عَمْرو الأَنْصَارِيّ المازني، له صحبة من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ ممن شهد أحدًا وما بعدها. مات فِي آخر خلافة عمر، أَوْ أول خلافة عُثْمَان فِيمَا ذكره الْوَاقِدِيّ، وَهُوَ أخو عَبْد اللَّهِ بْن كعب الأَنْصَارِيّ المازني. (3154) أَبُو ليلى النابغة الجعدي الشاعر. واسمه قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، له صحبة. روينا عنه من وجوه أنه قَالَ: أنشدت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

_ [1] من أ [2] سورة الأنفال، آية 27. [3] أ: الحسن.

(3155) أبو ليلى الأشعري،

بلغنا السماء مجدنا وسناءنا [1] ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: إلى أين يا أبا ليلى؟ فقلت، إِلَى الجنة، فَقَالَ: إن شاء الله، فلما بلغت: ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير فِي أمر إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد [2] الأمر أصدرا فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أحسنت يَا أبا ليلى، لا يفضض اللَّه فاك. قَالَ: فأتى عَلَيْهِ أكثر من مائة سنة، وَكَانَ أحسن الناس ثغرًا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قد عاش نحو مائتي سنة فِيمَا ذكر عمر بن شبة وابن قتيبة. وقد ذكرنا عيون أخباره فِي باب النون [3] من هَذَا الكتاب. يقال: إن مولده قبل مولد النابغة الذبياني، وعاش حَتَّى مدح ابْن الزُّبَيْر وَهُوَ خليفة، دخل عليه الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَنْشَدَهُ: حَكَيْتَ لَنَا الصِّدِّيقَ لَمَّا وليتنا ... وعثمان والفاروق فأتاح معدم وسويت بين الناس في الحق فاستووا ... فعاد صباحا حالك الليل مظلم أتاك أَبُو ليلى يجوب به الدجى ... دجى الليل جواب الفلاة عثمثم [4] لتجبر منه جانبًا زعزعت [5] به ... صروف الليالي والزمان المصمم وقد ذكرت [3] هَذَا الخبر بتمامه وغيره من أخباره وذكرت الاختلاف فِي اسمه ونسبه [إلى جعدة] [6] فِي باب اسمه من هَذَا الكتاب. (3155) أَبُو ليلى الأشعري، له صحبة. من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم

_ [1] سبق في صفحة 1515: وجدودنا. [2] ى: أوردوا. [3] صفحة 1514. [4] سبق: عرمرم. [5] أ: دعدعت. [6] ليس في أ.

(3156) أبو ليلى الأنصاري

تمسكوا بطاعة أئمتكم. مدار حديثه هَذَا عَلَى مُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب، وَهُوَ متروك، عَنْ سُلَيْمَان بْن حبيب، عَنْ عامر،؟ عنه، ولا يصح. (3156) أَبُو ليلى الأَنْصَارِيّ والد عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى. اختلف فِي اسمه. فقيل يسار بْن نمير. وقيل أوس بْن خولى. وقيل داود بْن [بليل بْن] [1] بلال بْن أحيحة. وقيل يسار بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح. وقيل بلال بْن بليل [2] . وَقَالَ ابْن الكلبي: أَبُو ليلى الأَنْصَارِيّ اسمه داود بْن بلال بْن أحيحة بْن الجلاح بْن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف [بن عمرو بن عوف] [3] بن مالك بن الأوس، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه أحدًا وما بعدها من المشاهد، ثم انتقل إِلَى الكوفة، وله بها دار فِي جهينة، يلقب بالأيسر. روى عنه ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وشهد هُوَ وابنه عَبْد الرَّحْمَنِ مَعَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهده كلها. (3157) أَبُو ليلى الغفاري، لا يوقف له عَلَى اسم. من حديثه مَا رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الْغِفَارِيِّ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: سَتَكُونُ بَعْدِي فِتْنَةٌ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَالْزَمُوا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَرَانِي، وَأَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هُوَ [4] الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، وَهُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الأُمَّةِ، يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَهُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَالْمَالُ يَعْسُوبُ الْمُنَافِقِينَ. وَإِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ مِمَّنْ لا يُحْتَجُّ بِنَقْلِهِ إِذَا انْفَرَدَ لِضَعْفِهِ وَنَكَارَةِ حديثه [5] .

_ [1] من أ [2] ى: مليل. [3] ليس في أ [4] أ: وهو. [5] أ: أحاديثه.

باب الميم

باب الميم (3158) أَبُو مالك الأشعري. ويقال: الأشجعي قيل: اسمه عمرو بن الحارث ابن هانئ روى عنه عطاء بْن يسار، وسعيد بْن أبي هلال. ولم يسمع منه سَعِيد بْن أبي هلال. وَرِوَايَةُ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عنه محفوظة من حديث عبيد الله ابن عُمَرَ الرَّقِّيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْغُلُولِ عِنْدَ اللَّهِ ذِرَاعٌ [1] مِنَ الأَرْضِ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، [قَالَ] [2] : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعٌ يَبْقَيْنَ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ. الْحَدِيثُ. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ بِهَذَا الإِسْنَادِ، قَالَ فِيهِ أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَزُهَيْرٌ كَثِيرُ الْخَطَأِ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وأما أَبُو مالك الأشجعي سعد بْن طارق بْن أشيم الكوفي فليس لهذا ذكر فِي الصحابة، وإنما هُوَ تابعي يروي عَنْ أنس وابن أبي لوفى، ونبيط بْن شريط الأشجعي، [ويروى عَنْ أبيه أَيْضًا، روى له مسلم] [3] ، مشهور فِي علماء التابعين بتفسير القرآن والرواية. روى عنه أَبُو حصين عُثْمَان بْن عَاصِم الأسدي وأبو سعد [4] البقال، وروى عنه الثوري وطبقته. (3159) أَبُو مالك الأشعري، له صحبة ورواية. اختلف فِي اسمه، فقيل: كعب بْن مالك. وقيل كعب بْن عَاصِم. وقيل اسمه عبيد. وقيل اسمه عَمْرو. يعد في الشاميين روى عنه عبد الرحمن بْن غنم، وربما روى شهر بْن حوشب عنه وعن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن غنم عنه، وروى عنه أَبُو سلام. (3160) أَبُو مالك النخعي الدِّمَشْقِيّ. قيل: إن له صحبة. حَدِيثُهُ عِنْدَ معاوية

_ [1] أ: الزراع من الأرض. والمثبت في الطبقات أيضا (4- 24) . [2] ليس في أ. [3] من أ. [4] أ: وأبو سعيد.

(3161) أبو محجن الثقفي.

ابن صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْبَهْرَانِيِّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ النَّخَعِيِّ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمُسْخِطِ لأَبَوَيْهِ. وَالْمَرْأَةِ تُصَلِّي بِغَيْرِ خِمَارٍ. وَالَّذِي يَؤُمُّ قَوْمًا وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، لا تُقْبَلُ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ صَلاةٌ. وَالصَّحِيحُ أَنَّ حَدِيثُهُ مُرْسَلٌ، وَلا صُحْبَةَ له. (3161) أَبُو محجن الثقفي. اختلف فِي اسمه، فقيل: اسمه مالك بْن حبيب [1] . وقيل عَبْد اللَّهِ بْن حبيب بْن عَمْرو بْن عمير بْن عوف بن عقدة بن غيرة [2] ابن عوف بْن قسي- وَهُوَ ثقيف- الثقفي. وقيل اسمه كنيته. أسلم حين أسلمت ثقيف، وسمع من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروى عنه. حدث عنه أَبُو سعد البقال، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخوف مَا أخاف عَلَى أمتي من بعدي ثلاث: إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر، وحيف الأئمة. وَكَانَ أَبُو محجن هَذَا من الشجعان الأبطال فِي الجاهلية والإسلام، من أولي البأس والنجدة ومن الفرسان البهم، وَكَانَ شاعرًا مطبوعًا كريمًا، إلا أنه كَانَ منهمكًا فِي الشراب، لا يكاد يقلع عنه، ولا يردعه حد ولا لوم لائم، وَكَانَ أَبُو بَكْر الصديق يستعين به، وجلده عُمَر بْن الْخَطَّابِ [فِي الخمر] [3] مرارًا، ونفاه إِلَى جزيرة فِي البحر، وبعث معه رَجُلا، فهرب منه ولحق بسعد بْن أبي وقاص بالقادسية، وَهُوَ محارب للفرس، وَكَانَ قد هم بقتل الرجل الَّذِي بعثه معه عمر، فأحس الرجل بذلك، فخرج فارًا فلحق بعمر فأخبره خبره، فكتب عمر إِلَى سعد [بْن أبي وقاص] [4] بحبس أبي محجن، فحبسه. فلما كَانَ؟ يوم [قس] [4] الناطف بالقادسية، والتحم القتال، سأل أَبُو محجن امرأة سعد أن تحل قيده وتعطيه فرس سعد،

_ [1] الضبط في أ. [2] أ: عميرة. [3] ليس في أ. [4] من أ.

وعاهدها أنه إن سلم عاد إِلَى حاله من القيد والسجن، وإن استشهد فلا تبعة [عَلَيْهِ] [1] ، فخلت سبيله، وأعطته الفرس، فقاتل [أيام القادسية] . [2] وأبلى [فِيهَا] [2] بلاءً حسنًا، ثم عاد إِلَى محبسه. وكانت بالقادسية أيام مشهورة، منها يوم [قس] [3] الناطف، ومنها يوم أرماث، ويوم أغواث، ويوم الكتائب، وغيرها. وكانت قصة أبي محجن في يوم منها، ويومئذ قال: كفى حزنا أن ترتدي [4] الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا إذا قمت عناني [5] الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] [6] تصم المناديا وقد كنت ذا مال كثير وإخوة ... فقد تركوني واحدًا لا أخا ليا وقد شف جسمي أنني كل شارق ... أعالج كبلًا مصمتًا قد برانيا فلله دري يوم أترك موثقًا ... ويذهل عني أسرتي ورجاليا حبسنا [7] عَنِ الحرب العوان وقد بدت ... وأعمال غيري يوم ذاك العواليا فلله عهد لا أخيس بعهده ... لئن فرجت ألا أزور الحوانيا [8] حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَعْدٍ، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ حَدَّ أَبَا مِحْجَنِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عُمَيْرٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ سَبْعَ مَرَّاتٍ. وَقَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ: ضَرَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مِحْجَنٍ الثَّقَفِيَّ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِي مَرَّاتٍ وذكر ذلك عبد الرزاق فِي باب من حد من الصحابة فِي الخمر، [قَالَ: وأخبرنا معمر، عَنْ أيوب، عَنِ ابن سيرين، قال:

_ [1] من أ. [2] ليس في أ. [3] من أ. [4] أ، والطبري: 4- 81: تردى. [5] أ: غنائى. [6] ليس في أ. [7] في أ: حبيسا. [8] في أ: الخوابيا.

كَانَ أَبُو محجن الثقفي لا يزال يجلد فِي الخمر] [1] ، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كَانَ يوم القادسية رآهم يقتتلون فكأنه رأى أن المشركين قد أصابوا من المسلمين، فأرسل إلى أم ولد سعد- أَوْ إِلَى امرأة سعد- يقول لَهَا: إن أبا محجن يقول لك: إن خليت سبيله وحملته [2] عَلَى هَذَا الفرس، ودفعت إليه سلاحًا ليكونن أول من يرجع إليك إلا أن يقتل، وأنشأ يقول: كفى حزنا أن تلتقي الخيل بالقنا ... وأترك مشدودًا علي وثاقيا إذا قمت عناني [3] الحديد وغلقت ... مصارع دوني [قد] [4] تصم المناديا فذهبت الأخرى فقالت ذلك لامرأة سعد، فحلت عنه قيوده، وحمل عَلَى فرس كَانَ فِي الدار، وأعطى سلاحًا، ثم خرج يركض حَتَّى لحق بالقوم، فجعل لا يزال يحمل عَلَى رجل فيقتله ويدق صلبه، فنظر إليه سعد فجعل [منه] [4] يتعجب ويقول: من ذلك الفارس؟ فلم يلبثوا إلا يسيرًا حَتَّى هزمهم اللَّه ورد السلاح، وجعل رجليه فِي القيود كما كَانَ، فجاء سعد، فقالت له امرأته- أَوْ أم ولده: كيف كَانَ قتالكم؟ فجعل يخبرها، ويقول: لقينا ولقينا، حَتَّى بعث اللَّه رَجُلا عَلَى فرس أبلق، لولا أني تركت أبا محجن فِي القيود لظننت أنها بعض شمائل أبي محجن. فقالت: والله إنه لا بو محجن، كَانَ من أمره كذا وكذا ... فقصت عَلَيْهِ قصته، فدعا به، وحل قيوده، وَقَالَ: والله لا نجلدك [5] عَلَى الخمر أبدًا. قَالَ أَبُو محجن: وأنا والله لا أشربها أبدًا، كنت آنف أن أدعها من أجل جلدكم. قَالَ: فلم يشربها بعد ذلك. وروى ابْن الأعرابي، عَنِ المفضل الضبي، قَالَ: قَالَ أَبُو محجن في تركه الخمر:

_ [1] ليس في أ. [2] أ: وحملتيه. [3] أ: إذا شئت غناني ... [4] ليس في أ [5] في: لا تجلدك.

رأيت الخمر صالحة وفيها ... خصال تهلك الرجل الحليما فلا والله أشر بها حياتي ... ولا أشفي بها أبدًا سقيما وأنشد غيره هذه الأبيات لقيس بْن عَاصِم. ومن رواية أهل الأخبار أن ابنًا لأبي محجن الثقفي دخل عَلَى معاوية، فَقَالَ له معاوية: أبوك الّذي يقول: إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة ... تروي عظامي بعد موتى عروقها ولا تدفننّي بالفلاة فإنني ... أخاف إذا مَا مت أن لا أذوقها فَقَالَ له ابْن أبي محجن: لو شئت ذكرت [1] أحسن من هَذَا من شعره، فقال: وما ذاك؟ قال: قوله: لا تسأل الناس عَنْ مالي وكثرته ... وسائل الناس عَنْ حزمي وعن خلقي القوم أعلم أني من سراتهم ... إذا تطيش يد الرعديدة الفرق قد أركب الهول مسدولًا عساكره ... وأكتم السر فيه ضربة العنق أعطي السنان غداة الروع حصته ... وحامل الرمح أرويه من العلق وزاد بعضهم في هذه الأبيات: وأطعن [2] الطعنة النجلاء لو علموا ... وأحفظ السر فيه ضربة العنق عف المطالب عما لست نائله ... وإن ظلمت شديد الحقد والحنق وقد أجود وما مالي بذي فنع [3] ... وقد أكر وراء المجحر الفرق والقوم [4] أعلم أني من سراتهم ... إذا سما بصر الرعديدة [5] الشفق

_ [1] في أ: لو شئت لذكرت من شعره ما هو أحسن من هذا. [2] أ: قد أطعن الطعنة النجلاء قد علموا ... وأكتم.... [3] الفنع: المال الكثير. وفي د، وأسد الغابة: قنع. والبيت في اللسان- مادة قنع. [4] أ، وأسد الغابة: القوم. [5] أ: بصر الرعد يد للشفق.

قد يعسر المرء حينًا وَهُوَ ذو كرم ... وقد يثوب سوام العاجز الحمق سيكثر المال يومًا بعد قلته ... ويكتسي العود بعد اليبس بالورق فَقَالَ [له] [1] معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد، وأجزل جائزته. وَقَالَ: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم [2] بْن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن الثقفي بأذربيجان- أَوْ قَالَ فِي نواحي جرجان، وقد نبتت عَلَيْهِ ثلاثة أصول كرم، وقد طالت [3] وأنمرت، وهي معروشة عَلَى قبره، ومكتوب عَلَى القبر: هَذَا قبر أبي محجن الثقفي. قَالَ: فجعلت أتعجب، وأذكر قوله: إذا مت فادفني إِلَى جنب كرمة- وذكر البيت. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْقَادِسِيَّةِ أَتَي سَعْدٌ بِأَبِي مِحْجَنٍ وَهُوَ سَكْرَانُ مِنَ الْخَمْرِ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْقَيْدِ، وَكَانَ سَعْدٌ بِهِ جِرَاحَةٌ فَلَمْ يَخْرُجْ يَوْمَئِذٍ عَلَى النَّاسِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْخَيْلِ خَالِدَ بْنَ عُرْفُطَةَ، وَرَفَعَ سَعْدٌ فَوْقَ الْعُذَيْبِ لِيَنْظُرَ إِلَى النَّاسِ، فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: كفى حزنا أن ترتدي [4] الخيل بالقنا ... وأترك مَشْدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا فَقَالَ لابْنَةِ خَصْفَةَ امْرَأَةِ سَعْدٍ: وَيْحَكِ حِلِّينِي وَلَكِ عَهْدُ اللَّهِ عَلَيَّ إِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ [5] أَنْ أَجِيءَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي الْقَيْدِ، وَإِنْ قُتِلْتُ اسْتَرَحْتُمْ مِنِّي، فخلته

_ [1] ليس في أ. [2] أ: الهيثم. [3] أ: وقد طالت وعرشت وأثمرت. [4] أ: تردى. [5] أ: ولك الله على إن سلمني ...

(3162) أبو محذورة المؤذن القرشي الجمحي.

فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا الْبَلْقَاءُ، ثُمَّ أَخَذَ الرُّمْحَ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّاسَ فَجَعَلَ لا يَحْمِلُ فِي نَاحِيَةٍ إِلا هَزَمَهُمْ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ: هَذَا مَلَكٌ، وَسَعْدٌ يَنْظُرُ، فَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ: الضَّبْرُ [1] ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ، وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ، وَأَبُو مِحْجَنٍ فِي الْقَيْدِ. فَلَمَّا هُزِمَ الْعَدُوَّ رَجَعَ أَبُو مِحْجَنٍ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْقَيْدِ، فَأَخْبَرَتِ ابْنَةُ خَصْفَةَ سَعْدًا بِالَّذِي كَانَ مِنْ أَمْرِهِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَبْلَى أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى فِي هَذَا الْيَوْمِ، لا أَضْرِبُ رَجُلا أَبْلَى فِي الْمُسْلِمِينَ مَا أَبْلَى. قَالَ: فَخَلَّى سَبِيلَهُ. قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا إِذْ يُقَامُ عَلَيَّ الْحَدُّ وَأَطْهُرُ مِنْهَا، فَأَمَّا إذ بهرجتني [2] فو الله [3] لا أشربها أبدا (3162) أَبُو محذورة المؤذن القرشي الجمحي. اختلف فِي اسمه، فقيل: سمرة ابن معير. وقيل [اسمه] [4] معير بْن محيريز. وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بْن عريج بْن سعد بْن جمح. هكذا نسبه خليفة. وَقَالَ أَبُو اليقظان: قتل أوس بْن معير يوم بدر كافرًا، واسم أبي محذورة سلمان، ويقال سمرة ابن معير، [ويقال سلمان بْن معير] [5] ، وقد ضبطه بعضهم معين، والأكثر يقولون معير [6] . وَقَالَ الطبري وغيره: كَانَ لأبي محذورة أخ لأبيه وأمه يسمى أنيسا، وقتل يوم بدر كافرًا، وَقَالَ مُحَمَّد بْن سعد [7] : سمعت من ينسب أبا محذورة فيقول: اسمه سمرة بْن معير [8] بْن لوذان بْن وهب بْن سعد بْن جمح، وَكَانَ له أخ لأبيه وأمه اسمه أويس. وَقَالَ ابْن معين: اسم أبي محذورة سمرة بْن معير، وكذلك قَالَ البخاري. وَقَالَ الزُّبَيْر: أَبُو محذورة اسمه

_ [1] ضبر الفرس والمقيد: جمع قواثمه ووثب. والضبر: عدو الفرس (الإصابة) . [2] بهرجتني: أي أهدرتني بإسقاط الحد عنى (النهاية) . [3] في أ: فلا. [4] ليس في أ. [5] من أ. [6] في أسد الغابة: معين- بضم الميم وتشديد الياء وآخره نون. والأكثر يقولون: معير بكسر الميم وسكون العين وآخره راء. [7] صفحة 232 جزء خامس [8] أ، والطبقات: عمير.

أوس بْن معير بْن لوذان بْن سعد بْن جمح. قَالَ الزُّبَيْر: عريج وربيعة ولوذان إخوة بنو سعد بْن جمح. ومن قَالَ غير هَذَا فقد أخطأ. قَالَ: وأخوة أنيس بْن معير قتل كافرًا وأمهما من خزاعة، وقد انقرض عقبهما، وورث الأذان بمكة إخوتهم من بني سلامان بْن ربيعة بْن جمح. قَالَ أَبُو عُمَرَ: اتفق الزُّبَيْر وعمه مصعب ومحمد بْن إِسْحَاقَ المسيبي [1] عَلَى أن اسم أبي محذورة أوس، وهؤلاء أعلم بطريق أنساب قريش. ومن قَالَ [2] فِي اسم أبي محذورة سلمة فقد أخطأ. وَكَانَ أَبُو محذورة مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، أمره بالأذان بها منصرفه من حنين، وَكَانَ سمعه يحكي الأذان، فأمر أن يؤتى به، فأسلم يومئذ، وأمره بالأذان فأذن بين يديه، ثم أمره فانصرف إِلَى مكة، وأقره [3] عَلَى الأذان بها فلم يزل [يؤذن] [4] بها هُوَ وولده، ثم عَبْد اللَّهِ بْن محيريز ابْن عمه وولده، فلما انقطع ولد ابْن محيريز صار الأذان بها إِلَى ولد ربيعة بْن سعد بْن جمح. وأبو محذورة وابن محيريز من ولد لوذان بْن سعد بْن جمح. قَالَ الزُّبَيْر: كَانَ أَبُو محذورة أحسن الناس أذانًا وأنداهم صوتًا. قَالَ له عمر يومًا- وسمعه يؤذن: كدت أن ينشق مريطاؤك. قَالَ: وأنشدني عمي مصعب لبعض شعراء قريش فِي أذان أبى محذورة: أما ورب الكعبة المستورة ... وما تلا مُحَمَّد من سوره والنغمات من أبي محذورة ... لأفعلن فعلة مذكوره قَالَ الطبري: توفي أَبُو محذورة بمكة سنة تسع وخمسين. وقيل سنة تسع وسبعين، ولم يهاجر، ولم يزل مقيمًا بمكة حَتَّى توفي أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قال:

_ [1] في ى: والمسيبي. [2] أ: ومن قال غير هذا فقد أخطأ. [3] ى: وأمره. [4] ليس في أ.

حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا رُوحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابن جريح، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أُمِّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ، عَنْ أَبِي محذورة. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ أيضا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ- دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمَا فِي بَعْضٍ- أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ قَالَ: خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ عَشَرَةٍ، فَكُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ حِينَ قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلاةِ [عِنْدَهُ] [1] ، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبُونَ، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ وَنَسْتَهْزِئُ بِهِ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْتَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ؟ فَأَشَارَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ إِلَيَّ- وَصَدَّقُوا- فَأَرْسَلَهُمْ وَحَبَسَنِي، ثُمَّ قَالَ: قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلاةِ، فَقُمْتُ وَلا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: قُلِ اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ ... فَذَكَرَ الأَذَانَ، ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ فَأَعْطَانِي صِرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَتِي، ثُمَّ مِنْ بَيْنِ ثَدْيَيَّ، ثُمَّ عَلَى كَبِدِي، حَتَّى بَلَغَتْ يد رسول الله صلى الله عليه وسلم سُرَّتِي، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، وَبَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ. قَالَ: قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ. وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ فِي نَفْسِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرَاهَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فقدمت على عتاب بن

_ [1] من أ.

(3163) أبو محرز بن زاهر.

أُسَيْدٍ عَامِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَأَذَّنْتُ مَعَهُ بِالصَّلاةِ عَنْ أَمْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر تمام الخبر. (3163) أَبُو محرز بْن زاهر. وأبو مجيبة الباهلي. وأبو المنتفق. وأبو مرحب مذكورون فِي الصحابة لا أعرف لهم خبرًا ولم أرو لهم أثرا. (3164) أَبُو مُحَمَّد البدري الأَنْصَارِيّ الَّذِي زعم أن الوتر واجب، فَقَالَ عبادة: كذب أَبُو مُحَمَّد، قيل أنه [1] مَسْعُود بْن أوس بْن زيد بن أصرم بن زيد بن ثعلبة بن غنم بْن مالك بْن النجار، بدري. ولم يذكره ابْن إِسْحَاق فِي البدريين. يعد فِي الشاميين. (3165) أَبُو مخشي الطائي. هُوَ سويد [2] بْن مخشي. وَهُوَ أشهر بكنيته. شهد بدرًا، لا أعلم له رواية. (3166) أَبُو مراوح الغفاري، مدني. يعد فيمن ولد في [3] حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن سماهم وبارك [4] عليهم. روايته عَنْ أبي ذر وحمزة بْن عُمَرَ والأسلمي، وَهُوَ من كبار التابعين. روى عنه عروة بْن الزُّبَيْر. (3167) أَبُو مرثد الغنوي. من بني غني [5] بْن أعصر بن سعد بن قيس [6] عيلان ابن مضر، اسمه كناز بْن حصن. ويقال: كناز بن حصين بن يربوع بن عمرو ابن يربوع بن خرشة بن سعد بن طريف. وقيل: الحصين بن يربوع بن طريف ابن خرشة بْن عبيد بْن سعد بْن عوف بْن كعب بْن جلان [7] بْن غنم بْن غنى ابن أعصر بْن سعد بْن قيس. وقد قيل: اسم أبي مرثد حصن [8] بْن كناز، والأول

_ [1] سبق في «مسعود» صفحة 1931 [2] سبق في «سويد» صفحة 680 [3] أ: على. [4] أ: وبرك. [5] أ: عدي. [6] أ، والإصابة: قيس بن غيلان. [7] د؟: خلان. [8] سبق في «كناز» صفحة 1333

(3168) أبو مرحب [3] .

أشهر وأكثر. وقيل: ابْن خلان أَوْ جلان [1] بن غنى الغنوي، حليف حمزة ابن عبد المطلب، وَكَانَ تربة. وابنه مرثد بْن أبى مرثد حليف حمزة أيضا، شهدا جميعًا بدرًا. وقتل مرثد يوم الرجيع فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حسب مَا ذكرناه [2] فِي بابه. وأما أَبُو مرثد فآخى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بينه وبين عبادة ابن الصامت، وشهد أَبُو مرثد سائر المشاهد مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة اثنتي عشرة فِي خلافة أبي بكر، وَهُوَ ابْن ست وستين سنة، وَكَانَ فِيمَا قيل رَجُلا طويلًا، كثير الشعر، وصحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مرثد الغنوي، وابنه مرثد بْن أبي مرثد، وابنه أنيس بْن مرثد بْن أبي مرثد. يعد أَبُو مرثد فِي الشاميين. روى عنه واثلة [بْن الأسقع. قَالَ] الْوَاقِدِيّ: فيمن. شهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو مرثد كناز بْن الحصين الغنوي وابنه مرثد بْن أبي مرثد حليفًا حمزة بْن عبد المطلب من غنىّ. (3168) أَبُو مرحب [3] . اسمه سويد بْن قيس. (3169) أَبُو مرة بْن عروة بْن مَسْعُود الثقفي. قيل: أنه ولد على عهد رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا صحبة له، وأبوه من كبار الصحابة. (3170) أَبُو مريم السلولي. من بني مرة بْن صعصعة بْن معاوية بْن بكر ابْن هوازن، يعرفون بأمهم سلول، وهي بنت ذهل بْن شيبان، اسمه مالك ابن ربيعة، وَهُوَ والد يَزِيد بْن أبي مريم، بصري، له صحبة. قَالَ علي بْن المديني: له [4] عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو عشرة أحاديث.

_ [1] أ: جلان، أو جلان. [2] صفحة 1333 [3] ليست هذه الترجمة في أ. [4] أ: روى عن النبي.

(3171) أبو مريم الغسانى.

(3171) أَبُو مريم الغساني. جد أبي بكر بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي مريم، كناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأبي مريم بابنة ولدت له فِيمَا ذكروا عَنْ أَبِي بكر ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ [1] وُلِدَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ جَارِيَةٌ. قَالَ: وَاللَّيْلَةُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ سُورَةُ مَرْيَمَ، فَسَمِّهَا مَرْيَمَ، فَكَانَ يُكَنَّى بِأَبِي مَرْيَمَ. وَرَوَى بَقِيَّةُ، عَنْ أبى بكر ابن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَمَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ [بِالْجَنْدَلِ] [2] فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ مِنِّي ودعا لي. روى عنه القاسم ابن مُخَيْمِرَةَ، وَقَالَ أَبُو حاتم الرازي: سألت بعض ولد أبي مريم هَذَا عَنِ اسمه، فَقَالَ اسمه نذير يعد فِي الشاميين. (3172) أَبُو مريم الكندي. ويقال الأزدي، حَدِيثُهُ عِنْدَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ حُجْرِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْكِنْدِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضَّبِّ، أَنَّهُ أُتِيَ بِهِ فَقَالَ: هَذَا وَأَشْبَاهُهُ كَانُوا أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ فَعَصَوُا اللَّهَ فَأَفَكَ بِخَلْقِهِمْ فَجَعَلَهُمْ خَشَاشًا مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ. قِيلَ: إِنَّهُ غَيْرُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيِّ. وَقِيلَ إِنَّهُ هُوَ، وَحَدِيثُهُ هَذَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. (3173) أَبُو مَسْعُود الأَنْصَارِيّ عقبة [3] بْن عَمْرو بْن ثعلبة بْن أسيرة ويقال: يسيرة. ومن قَالَ بالنون فقد صحف- ابن عسيرة بْن عطية بْن خدارة بْن عوف ابن الحارث بْن الخزرج، وخدرة وخدارة أخوان، يعرف بالبدري، لأنه سكن أَوْ نزل ماء ببدر، وشهد العقبة، ولم يشهد بدرًا عند جمهور أهل العلم بالسير.

_ [1] أ: ولدت لي البارحة. [2] ليس في أ [3] تقدمت له ترجمة في «عقبة» صفحة 1074.

(3174) أبو مسلم.

وقد قيل: إنه شهد بدرًا. والأول أصح. قَالَ خليفة: قيل له بدري لأنه سكن ماء بدر وسكن الكوفة، وابتنى بها دارًا. وذكر عَمْرو بْن علي، سمعت أبا داود يقول: سمعت شعبة يقول: سمعت الحكم يقول: كَانَ أَبُو مَسْعُود بدريًا [ومن هنا- والله أعلم. ذكره البخاري فِي البدريين] [1] قَالَ شعبة: وسمعت سعد بْن إِبْرَاهِيمَ، يقول: لم يكن أَبُو مَسْعُود بدريًا. وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلامًا لِي، فَسَمِعْتُ خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ، اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ- مَرَّتَيْنِ- أَنَّ اللَّهَ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وذكر الْحَدِيثَ. اخْتُلِفَ فِي وَقْتِ وَفَاتِهِ. فَقِيلَ: تُوُفِّيَ سنة إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: مات بعد الستين. (3174) أَبُو مسلم. ذكروه فِي الصحابة، لا أعرف له نسبًا. روى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سمعه يقول لرجل قَالَ له دلني عَلَى عمل يدخلني الجنة. قَالَ له: بر والدتك، وكن قريبًا منها، فإن لم تكن حية فأطعم الطعام وأطب الكلام. (3175) أَبُو مسلم الْخَوْلَانِيّ، العابد. أدرك الجاهلية وأسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ير رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقدم المدينة حين قبض رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، فهو معدود فِي كبار التابعين، عداده فِي الشاميين. اسمه عَبْد اللَّهِ بْن ثوب [2] . وقيل: عَبْد اللَّهِ بْن عوف، والأول [أكثر] [3] وأشهر، كَانَ فاضلًا ناسكًا عابدًا، وله كرامات وفضائل. روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي أهل الشام.

_ [1] من أ. [2] ليس في أ. [3] وارجع إلى صفحة 876.

ومن نوادر أخباره وكراماته مَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم ابن أصبغ، قال: حدثنا أحمد زُهَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شرحبيل بن مسلم الخولانيّ- أن الأسود ابن قَيْسِ بْنِ ذِي الْخِمَارِ تَنَبَّأَ بِالْيَمَنِ، فَبَعَثَ إِلَى أَبِي مُسْلِمٍ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ [لَهُ:] [1] أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. [قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ. قَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ] [2] . فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ: فَأَمَرَ بِنَارٍ عَظِيمَةٍ فَأُجِّجَتْ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِيهَا أَبُو مُسْلِمٍ، فَلَمْ تَضُرَّهُ شَيْئًا [قَالَ:] [1] فَقِيلَ لَهُ: انفه عنك، وإلا أفسد عَلَيْكَ مَنِ اتَّبَعَكَ. قَالَ: فَأَمَرَهُ بِالرَّحِيلِ، فَأَتَى أَبُو مُسْلِمٍ الْمَدِينَةَ، وَقَدْ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، فَأَنَاخَ أَبُو مُسْلِمٍ رَاحِلَتَهُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ [وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ] [2] ، وَقَامَ يُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَبَصُرَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَامَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، قَالَ: مَا فَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي أَحْرَقَهُ الْكَذَّابُ بِالنَّارِ؟ قَالَ: ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَوْبٍ. قَالَ: أَنْشُدُكَ باللَّه أَنْتَ هُوَ؟ قَالَ: اللَّهمّ نَعَمْ. قَالَ: فَاعْتَنَقَهُ عُمَرُ وَبَكَى، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِ حَتَّى أَجْلَسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي لَمْ يُمِتْنِي حَتَّى أَرَانِي فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ فُعِلَ بِهِ كَمَا فُعِلَ بِإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ: فَأَنَا أَدْرَكْتُ رَجُلا [3] مِنَ الأَمْدَادِ الَّذِينَ يُمَدُّونَ [مِنَ الْيَمَنِ مِنْ] [2] خَوْلانَ يَقُولُونَ لِلأَمْدَادِ مِنْ عَنْسٍ: صَاحِبُكُمُ الْكَذَّابُ حَرَقَ صَاحِبَنَا بِالنَّارِ فَلَمْ تضرّه.

_ [1] من أ. [2] ليس في أ. [3] أ: رجالا.

(3176) أبو معبد الخزاعي.

قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما صدر هَذَا الخبر فمعروف مثله لحبيب [بْن زيد] [1] بْن عَاصِم الأَنْصَارِيّ، أخي عَبْد اللَّهِ بْن زيد مَعَ مسيلمة، فقتله مسيلمة وقطعه عضوًا عضوًا. ويروى مثل آخر لرجل مذكور فِي الصحابة من خولان، وَكَانَ اسمه ذؤيبًا، فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْد اللَّهِ. وإسماعيل بْن عياش ليس بحجة فِي غير الشاميين، وَهُوَ فِيمَا حدث به عَنِ الشاميين أهل بلده لا بأس به [2] . (3176) أَبُو معبد الخزاعي. زوج أم معبد الخزاعية. له رواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويقولون: إن حديثه إنما سمعه من أم معبد فِي قصتها حين مر [بها] [3] رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيمتها ونزل عليها، وعرض [4] لَهَا معه فِي شاتها مَا هُوَ مذكور فِي ذلك الحديث. توفي أَبُو معبد قبل موت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يسكن قديدًا، قاله البخاري [وغيره] [1] ، وقد روى حديث أم معبد جماعة بتمامه وكماله عَنْ أم معبد، وعن أبي معبد زوجها، وعن حبيش [5] بن خالد أخيها، كلهم يرويه بمعنى واحد، وفيه ألفاظ مختلفة قليلة بمعنى متقارب (3177) أَبُو معتب [6] بْن عَمْرو. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا فِي الدعاء إذا أشرف المسافر عَلَى القرية. رواه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ عمن لا يتهم، عَنْ عطاء بْن مروان، عَنْ أبيه، عنه. إسناده ليس بالقائم. (3178) أَبُو معقل بْن نهيك بْن أساف بْن عدي بْن زيد بن جثم بن حارثة.

_ [1] ليس في أ. [2] سبقت له ترجمة في عبد الله بن ثوب صفحة 876. [3] من أ. [4] أ: وعرض له معها. [5] ى: خنيس، وقد تقدم في حبيش صفحة 406. [6] معتب- بفتح العين وتشديد التاء. وقال الأمير: معتب- بضم الميم وسكون العين وكسر التاء المخففة. وقيل: مغيث- بالغين المعجمة والثاء المثلثة (أسد الغابة) .

(3179) أبو معقل الأنصاري،

وابنه عَبْد اللَّهِ بْن أبي معقل شهدا جميعًا أحدًا، أظنه الَّذِي روى عنه أَبُو بكر ابن عبد الرحمن. (3179) أَبُو معقل الأَنْصَارِيّ، روى عنه أَبُو بَكْر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام. واختلف عَلَيْهِ فِي حديثه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحج من سبيل اللَّه، وعمرة فِي رمضان تعدل حجة. ومن حديث أبي معقل أَيْضًا عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه نهى أن تستقبل القبلتان بغائط [1] أَوْ بول. (3180) أَبُو المعلى بْن لوذان الأَنْصَارِيّ، له صحبة، لا يوقف له عَلَى اسم عند أكثرهم. وقد قيل: اسمه زيد بْن المعلى. حديثه عند عبد الملك بْن عمير عَنْ بعض بني أبي المعلى- رجل من الأنصار، عَنْ أبيه عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هكذا رواه عبيد اللَّه بْن عُمَرَ [2] الرَّقِّيّ، عَنْ عبد الملك بن عمير، وقد حدثنا سعيد ابن سِينَا [3] ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْقَاسِمُ بْنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْمُعَلَّى، عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ يَوْمًا فَقَالَ: إِنَّ رَجُلا خَيَّرَهُ رَبُّهُ بَيْنَ أَنْ يَعِيشَ فِي الدُّنْيَا ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِ حَدِيثِ مَالِكٍ عن أبى النضر. (3181) أَبُو معن، ذكره بعضهم فِي الصحابة، وَهُوَ غلط، وإنما هُوَ معن بْن يَزِيد [أَبُو يَزِيد] [4] ، والصواب فِي حديثه أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ له: لك ما نوبت يا معن. (3182) أَبُو مليكة الذماري. قيل: له صحبة، عداده في الشاميين. روى عنه

_ [1] أ: لبول أو غائط. [2] أ: عمير. [3] أ: سعيد بن سعيد. [4] ليس في أ، وفي أسد الغابة: ابن يزيد أبو يزيد.

(3183) أبو مليكة القرشي التيمي.

راشد بْن سعد، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يستكمل العبد الإيمان حَتَّى يحب لأخيه مَا يحب لنفسه. (3183) أَبُو مليكة القرشي التيمي. اسمه زهير بْن عَبْد اللَّهِ بن جدعان بن عمرو ابْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة جد ابْن أبي مليكة المحدث. له صحبة. يعد فِي أهل الحجاز مِنْ حَدِيثِهِ مَا ذَكَرَهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّ رَجُلا عَضَّ يَدَ رَجُلٍ فَسَقَطَتْ سِنُّهُ فَأَبْطَلَهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ. (3184) أَبُو مليكة الكندي. مصري. له صحبة، فيه وفي الَّذِي قبله [1] نظر. (3185) أَبُو مليل بْن الأزعر [2] بن زيد بن العطاف بن ضبيعة [بن زيد] [3] ابن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بْن مالك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ الضبعي. شهد بدرًا وأحدًا، ذكره ابْن إِسْحَاق وغيره. (3186) أَبُو مليل، سليك بْن الأغر، مذكور فِي الصحابة [4] . (3187) أَبُو المنذر الأَنْصَارِيّ. اسمه يَزِيد بْن عامر بن حديدة بن عمرو بن سواد ابن غنم بْن كعب بْن سلمة، شهد بدرًا. ذكره مُوسَى بْن عُقْبَةَ. (3188) أَبُو المنذر الجهني. روى عنه زيد بْن وهب أنه قَالَ: قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أفضل الكلام؟ قال: يا أبا المنذر، قال: لا إله إلا اللَّه ... فذكر حديثا حسنا في فضل الذكر.

_ [1] الّذي قبله في الترتيب الأول للكتاب هو أبو مليكة الذمارى. [2] ى: الأذعر. [3] ليس في أ. [4] في أ: أراه الأول ابن الأزعر. وفي الإصابة: أبو مليك. وقال أيضا: وأنا أخشى أن يكون هو الّذي بعده (أبو مليل بن الأزعر) ، وقع فيه تصحيف وتحريف. وجوز ابن فتحون أن يكون هو الّذي بعده (4- 185) .

(3189) أبو منصور الفارسي.

(3189) أَبُو منصور الفارسي. له صحبة عند من ذكره فِي الصحابة، يعد فِي أهل مصر، كانت فيه حدة فذكر له ذلك، فَقَالَ: مَا أحب أنها أخطأتني، إن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الحدة تعتري خيار أمتي. حديثه هَذَا عند الليث بْن سعد، عَنْ دويد [1] بْن نافع، عنه. وقد قيل فِي حديثه [2] إنه مرسل، وإنه ليست له صحبة. (3190) أبو منفعة، مذكور فِي الصحابة، حديثه فِي بر الوالدين وصلة الرحم حقّ واجب ورحم موصولة. (3191) أبو منقعة [3] الأنماري اسمه نصر بْن الحارث، له صحبة، ذكره أحمد بن محمد ابن عيسى في تاريخ الحمصيين. (3192) أَبُو منيب، رجل من الصحابة روى عنه مسلم بْن زياد، قَالَ: رأيت جماعة من الصحابة يلبسون العمائم ويرخونها خلفهم، وثيابهم إِلَى الكعبين، منهم أَبُو منيب، وفضالة بْن عبيد، وأنس بن مالك. (3193) أَبُو مُوسَى الأشعري، عَبْد اللَّهِ بْن قيس بن سليم بن حضّار بن حرب ابن عامر بْن عنز [4] بْن بكر بْن عامر بْن عذر بْن وائل بْن ناجية بْن الجماهر بْن الأشعر، وَهُوَ نبت بْن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بْن سبأ بْن يشجب بْن يعرب بْن قحطان. وفي نسبه هَذَا بعض الاختلاف، وقد ذكرناه فِي باب [5] اسمه، وذكرنا هناك عيونا من أخباره.

_ [1] ى: دريد [2] أ: من حديثه. [3] في أسد الغابة: أخرجه أبو عمر مخنصرا، وقد أخرجه فيما تقدم بالفاء، وذكره هاهنا بالقاف وكسر الميم، وسماه هاهنا نصرا، وإنما هو بكر. قاله الدار قطنى وغيره: وهو الأول، وإنما ذكرناه اقتداء به وليظهر أمره. وفي الإصابة: زعم ابن الأثير أنه الّذي قبله وليس كما قال. وفي هوامش الاستيعاب: ابن المنفعة هو المعروف. [4] أ: عنز [5] تقدمت ترجمته في عبد الله بن قيس، صفحة 979.

وأمه امرأة من بكّ، كانت قد أسلمت وماتت بالمدينة. وذكرت طائفة- منهم الواقدي- أنّ أبا موسى قدم مكة فخالف سعيد بن العاص بن أمية أبا أحيحة، ثم اسلم بمكة وهاجر إِلَى أرض الحبشة، ثم قدم مَعَ أهل السفينتين ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخيبر. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَأَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، وَكَانَ عَلامَةً نَسَّابَةً، قَالَ: لَيْسَ أَبُو مُوسَى مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وَلَيْسَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ، وَلَكِنَّهُ أَسْلَمَ قَدِيمًا بِمَكَّةَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بِلادِ قَوْمِهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى قَدِمَ هُوَ وَنَاسٌ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَافَقَ قُدُومُهُمْ قُدُومَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ: جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَوَافَوْا [1] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ، فَقَالُوا: قَدِمَ أَبُو مُوسَى مَعَ أَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ، وَإِنَّمَا الأَمْرُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا أَنَّهُ وَافَقَ قُدُومُهُ [قُدُومَهُمْ] [2] . قَالَ أَبُو عُمَرَ: إِنَّمَا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الْحَبَشَةِ لأَنَّهُ نَزَلَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ فِي حِينِ إِقْبَالِهِ مَعَ [سَائِرِ] [2] قَوْمِهِ، رَمَتِ الرِّيحُ سَفِينَتَهُمْ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، فَبَقَوْا بِهَا ثُمَّ خَرَجُوا مَعَ جَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ، هَؤُلاءِ فِي سَفِينَةٍ وَهَؤُلاءِ فِي سَفِينَةٍ، فَكَانَ قُدُومُهُمْ مَعًا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ فَوَافَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، فَقِيلَ: إِنَّهُ قَسَمَ لِجَعْفَرٍ وَأَصْحَابِهِ وَقَسَمَ لِلأَشْعَرِيِّينَ [لأَنَّهُ] [2] قِيلَ: إِنَّهُ قَسَمَ لأَهْلِ السَّفِينَتَيْنِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ لَمْ يَقْسِمْ لَهُمْ. ثُمَّ وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَبَا مُوسَى الْبَصْرَةَ إِذْ عَزَلَ عَنْهَا الْمُغِيرَةَ فِي وَقْتِ الشَّهَادَةِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ سَنَةَ عِشْرِينَ، فَافْتَتَحَ أَبُو مُوسَى الأَهْوَازَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْبَصْرَةِ إِلَى صَدْرٍ مِنْ خِلافَةِ عُثْمَانَ، ثُمَّ لَمَّا دفع أهل الكوفة

_ [1] أ: ووافق. [2] ليس في أ.

(3194) أبو موسى الحكمي،

سعيد بن العاص ولوا أبا موسى وكتبوا إِلَى عُثْمَانَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُوَلِّيَهُ فَأَقَرَّهُ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَى الْكُوفَةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ، ثُمَّ كَانَ مِنْهُ بِصِفِّينَ وَفِي التَّحْكِيمِ مَا كَانَ. وَكَانَ منحرفًا عَنْ علي لأنه عزله ولم يستعمله، وغلبه أهل اليمن فِي إرساله فِي التحكيم فلم يجزه [1] وَكَانَ لحذيفة قبل ذلك فيه كلام، ثم انتقل أَبُو مُوسَى إِلَى مكة ومات بها وقيل: إنه مات بالكوفة فِي داره بجانب المسجد. وقيل سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين وقيل: سنة خمسين وقيل: سنة اثنتين وخمسين. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، قَالَ: مَاتَ أَبُو مُوسَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: إِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ بَعَشْرِ سِنِينَ سنة اثنتين وأربعين. (3194) أَبُو مُوسَى الحكمي، له حديث فِي القدر [3] . ذكره البخاري فِي الكنى من تاريخه، وذكره الحاكم في كتابه. (3195) أَبُو مُوسَى الغافقي. حديثه عند أهل مصر، وعداده فيهم. رَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ غَافِقٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْغَافِقِيِّ، قَالَ: آخَرُ مَا عَهِدَ [4] إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: سَتَرْجِعُونَ بَعْدِي إِلَى قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْحَدِيثَ عَنِّي، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَمَنْ حَفِظَ شَيْئًا فَلْيُحَدِّثْ بِهِ، وَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. (3196) أَبُو مويهبة [5] مولى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. كان من مولدي مزينة، اشتراه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فأعتقه، يقال: إنه شهد المريسيع.

_ [1] أ: فلم يخزه لهم. [2] الطبقات 86 جزء رابع. [3] أ: العذر. [4] ى: ما عاهد. [5] في الإصابة: ويقال أبو موهبة وأبو موهوبة، وهو قول الواقدي.

باب النون

روى عنه عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن العاص وعبيد بْن جبير، لا يوقف عَلَى اسمه. حديثه حسن فِي استغفار رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل البقيع، واختياره لقاء ربه عَزَّ وَجَلَّ [1] . باب النون (3197) أَبُو نائلة سلكان بْن سلامة بْن وقش بْن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي. ويقال سلكان لقب [له] [2] واسمه سعد. شهد أحدًا، وَكَانَ ممن قتل كعب بْن الأشرف، وَكَانَ أخاه من الرضاعة، وَكَانَ من الرماة المذكورين من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ شاعرًا. (3198) أَبُو نبقة. اسمه علقمة بْن المطلب. ذكره بعضهم فِي الصحابة، وَهُوَ عندي مجهول، والله أعلم. (3199) أَبُو نجيح العبسي. له حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النكاح من حديث يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ ربيعة بْن لقيط، عَنْ رجل عنه، ذكره البخاري فِي الكنى المجردة [وَهُوَ عندهم عَمْرو بْن عبسة، والحديث بهذا الإسناد محفوظ لعمرو بْن عبسة من رواية المصريين، ولا أدري مَا هذا، لأن عمرو ابن عبسة سلمى] [2] . (3200) أَبُو نخيلة [3] الْبَجَلِيّ. له صحبة. روى عنه أَبُو وائل شقيق بْن سلمة، عداده فِي الكوفيين. وقد قيل: ليست له صحبة، [والأول أكثر] [2] . رَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي نُخَيْلَةَ [3]- رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رُمِيَ بِسَهْمٍ، فَقِيلَ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. فَقَالَ: اللَّهمّ انقص من الوجع

_ [1] في أ: صلى الله عليه وسلم. [2] ليس في أ. [3] بمعجمة مصغر- (الإصابة) . وفي التقريب: بالمعجمة ويقال بالمهملة.

(3201) أبو نضرة [3] .

وَلا تَنْقُصْ مِنَ الأَجْرِ. قِيلَ لَهُ: ادْعُ اللَّهَ. قَالَ: اللَّهمّ اجْعَلْنِي مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، وَاجْعَلْ أُمِّي [1] مِنَ الْحُورِ الْعِينِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قِيلَ فِيهِ أَبُو نُخَيْلَةَ، وَالْمَعْرُوفُ أَبُو نُحَيْلَةَ، وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ جَرِيرِ [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] [2] الْبَجَلِيِّ. قَالَ عَلِيٌّ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ. (3201) أَبُو نضرة [3] . أحد الَّذِينَ شهدوا فتح خيبر، وجرى له هناك ذكر، لا أعرفه إلا بذلك. (3202) أَبُو نضير [4] بْن التيهان بْن مالك أخو أبي الهيثم بْن التيهان، شهد أحدًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكره الطبري. (3203) أَبُو نملة الأَنْصَارِيّ، اسمه عمار بْن معاذ بْن زرارة بْن عَمْرو بْن غنم بْن عدي ابن الحارث [بْن مرة] [2] بْن ظفر بْن الخزرج الأَنْصَارِيّ الظفري. شهد بدرًا مَعَ أبيه، وشهد أحدًا والخندق والمشاهد كلها. وقتل له ابنان يوم الحرة: عَبْد اللَّهِ، ومحمد. وتوفي فِي خلافة عبد الملك بْن مروان. حَدِيثُهُ عِنْدَ ابْنِ شِهَابٍ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ، عَنِ ابْنِهِ نَمْلَةَ بْنِ أَبِي نَمْلَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا نَمْلَةَ شَهِدَ أُحُدًا وَلَمْ يَشْهَدْ بدرا. (3204) أَبُو نهيك الأَنْصَارِيّ الأشهلي. من بني عبد الأشهل. لا أعرف له خبرًا ولا رواية إلا أنه بعثه أَبُو بَكْر الصديق رضي اللَّه عنه إِلَى خالد بْن الوليد مَعَ سلمة ابن سلامة بْن وقش يأمره أن يقتل من بني حنيفة كل من أنبت، فوجداه قد صالح مجاعة [5] بن مرارة [6] .

_ [1] في أ: واجعل لي من الحور العين. [2] ليس في أ. [3] في أ: نصير. وفي ى: نصر. والمثبت في الإصابة وأسد الغابة. [4] نضير- بفتح النون وكسر الضاد المعجمة (أسد الغابة) . [5] ى: مجاهد. [6] أ: زرارة.

باب الهاء

باب الهاء (3205) أَبُو هاشم بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي. خال معاوية وأخو أبي حذيفة لأبيه، وأخو مصعب بْن عمير لأمه، أمهما أم خناس بنت مالك القرشية العامرية. قيل: اسمه شيبة. وقيل: هشيم. وقيل مهشم. أسلم يوم الفتح، وسكن الشام، وتوفي فِي خلافة عُثْمَان، وَكَانَ فاضلًا. وَكَانَ أَبُو هريرة إذا ذكر أبا هاشم قَالَ: ذاك الرجل الصالح. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قال: حدثنا محمد ابْنُ وَضَّاحٍ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة، قال حدثنا أبو معاوية، عن الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى خَالِهِ أَبِي هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ يَعُودُهُ فَبَكَى. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا يُبْكِيكَ يَا خَالُ؟ أَوَجَعٌ تَجِدُهُ أَمْ حِرْصٌ عَلَى الدُّنْيَا؟ قَالَ: كَلا، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ [1] ، فَقَالَ: يَا أَبَا هَاشِمٍ، إِنَّهَا لَعَلَّكَ تُدْرِكُكَ أَمْوَالٌ يُؤْتَاهَا أَقْوَامٌ، فَإِنَّمَا يَكْفِيكَ مِنَ الدُّنْيَا خَادِمٌ وَمَرْكَبٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وأرانى قد جمعت. قال أبو بكر ابن أَبِي شَيْبَةَ: وَأَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ سَهْمٍ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى خَالِهِ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأعمش. (3206) أَبُو هانئ، قدم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأسلم ومسح رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على رأسه، ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن

_ [1] في أسد الغابة: عهد إلى عهدا لم آخذ به.

(3207) أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك،

أبي سُفْيَان. حديثه عند عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي مالك، عَنْ أبيه، عَنْ جده أبي هانئ. (3207) أَبُو هبيرة بْن الحارث بْن علقمة بْن عَمْرو بْن ثقف بْن مالك، واسم ثقف بْن مالك كعب بْن مالك بْن مبذول، ومبذول اسمه عامر بْن مالك ابْن النجار الأَنْصَارِيّ. قتل يوم أحد شهيدًا. وأبو هبيرة اسمه كنيته، هُوَ أخو أبي أسيرة. والله أعلم. (3208) أَبُو هريرة الدوسي، صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ودوس هُوَ ابْن عدثان [1] بْن عَبْد اللَّهِ بْن زهران بْن كعب بْن الحارث بْن كعب بْن مالك بْن نصر بن الأزد بن الغوث. قال خليفة بْن خياط: أَبُو هريرة هُوَ عمير بْن عامر بْن عبد ذي الشرى بْن طريف بْن عتاب [2] بْن أبي صعب بْن منبه [3] بْن سعد بْن ثعلبة بْن سليم بْن فهم [بن غنم] [4] ابن دوس. قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلفوا فِي اسم أبي هريرة، واسم أبيه اختلافًا كثيرًا. لا يحاط به ولا يضبط فِي الجاهلية والإسلام، فَقَالَ خليفة: ويقال اسم أبي هريرة عَبْد اللَّهِ بْن عامر. ويقال برير [5] بْن عشرقة. ويقال سكين بْن دومة. وَقَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبي يقول: اسم أبي هريرة عبد الله ابن عبد شمس. ويقال: عامر. وَقَالَ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: اسم أبي هريرة [عَبْد اللَّهِ بْن] [6] عبد شمس. ويقال: عبد نهم بْن عامر. ويقال: عبد غنم. ويقال سكين. وذكر مُحَمَّد بْن يَحْيَى الذهلي، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل مثله سواء. وَقَالَ عباس. سمعت يَحْيَى بْن معين يقول: اسم أبي هريرة

_ [1] ى: عدنان، وانظر ترجمة مطولة له في الطبقات (4- 52) . [2] في الطبقات: غياث. [3] في الطبقات: هنية. [4] ليس في أ. [5] أ: يزيد. [6] ليس في أ.

عبد شمس. وَقَالَ أَبُو نعيم: اسم أبي هريرة عبد شمس. وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ حُصَيْنٍ [1] عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة، قَالَ: اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدُ عَمْرِو بْنُ عَبْدِ غَنْمٍ. وَقَالَ أَبُو حفص الفلاس: أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد عَمْرو بْن عبد غنم. وَقَالَ ابْن الجارود: اسم أبي هريرة كردوس وَرَوَى الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ [2] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ شَمْسٍ، مِنَ الأَزْدِ، مِنْ دَوْسٍ. وذكر أبو حاتم الرازيّ، عَنِ الأَوْسِيِّ [3] ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، قَالَ: اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ [4] كُرْدُوسُ بْنُ عَامِرٍ. وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ [أَبِي] [5] الأَسْوَدِ قَالَ: اسْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدُ شَمْسٍ. وَيُقَالُ عَبْدُ نَهِمٍ، أَوْ عَبْدُ عَمْرٍو. قَالَ أَبُو عُمَرَ: مُحَالٌ أَنْ يَكُونَ اسْمُهُ فِي الإِسْلامِ عَبْدَ شَمْسٍ، أَوْ عَبْدَ عَمْرٍو، أَوْ عَبْدَ غَنْمٍ، أَوْ عَبْدَ نَهِمٍ، وَهَذَا إِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنْهُ فَإِنَّمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. وَأَمَّا فِي الإِسْلامِ فَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ أَوْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، عَلَى أَنَّهُ اخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ [أَيْضًا] [6] اخْتِلافًا كَثِيرًا. قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: كَانَ اسْمُ أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس، وفي الإِسْلامِ عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ مِنَ الأَزْدِ مِنْ دُوسٍ. وَرَوَى يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ [7] عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ اسْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَبْدَ شَمْسٍ فَسُمِّيتُ فِي الإِسْلامِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَإِنَّمَا كُنِّيتُ بِأَبِي هُرَيْرَةَ، لأَنِّي وَجَدْتُ هِرَّةً فَجَعَلْتُهَا فِي كُمِّي، فَقِيلَ لِي: مَا هَذِهِ؟ قُلْتُ: هرّة. قيل: فأنت [8] أبو هريرة.

_ [1] أ: حسين [2] بكسر السين المهملة (الخلاصة) . [3] أ: الأويسي. [4] أ: اسم أبي هريرة عبد نهم ويقال سكين بن عمرو ... وذكر البخاري. [5] ليس في أ. [6] من أ. [7] أ: بكر. [8] أ: قيل لي: أنت.

وَقَدْ رُوِّينَا عَنْهُ أَنِّهُ قَالَ: كُنْتُ أَحْمِلُ هِرَّةً يَوْمًا فِي كُمِّي، فَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: مَا هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: هِرَّةٌ. فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. وَهَذَا أَشْبَهُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهُ بِذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وروى إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قَالَ: اسم أبي هريرة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن صخر. وعلى هذه اعتمدت طائفة ألفت فِي الأسماء والكنى. وذكر البخاري عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن [أبي] [1] أويس، قَالَ: كَانَ اسم أبي هريرة في الجاهلية عبد شمس وفي الإسلام عبد اللَّهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: ويقال أَيْضًا فِي اسم أبي هريرة عَمْرو بْن عبد العزى [وعمرو ابن عبد غنم، وعَبْد اللَّهِ بْن عبد العزى] [1] ، وعبد الرحمن بن عمرو. ويزيد [2] ابن عبيد اللَّه، ومثل هَذَا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عَلَيْهِ إلا أن عَبْد اللَّهِ أَوْ عَبْد الرَّحْمَنِ هُوَ الَّذِي سكن [3] إليه القلب [فِي اسمه] [4] فِي الإسلام، والله أعلم. وكنيته أولى به عَلَى مَا كناه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأما فِي الجاهلية فرواية الفضل بْن مُوسَى، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه فِي عبد شمس صحيحة، ويشهد له مَا ذكر ابْن إِسْحَاق، ورواية سُفْيَان بْن حصين [5] عن الزهري، عن المحرر بن أبي هريرة فصالحة، وقد يمكن أن يكون له فِي الجاهلية اسمان: عبد شمس وعبد عَمْرو. وأما فِي الإسلام فعَبْد اللَّهِ أَوْ عَبْد الرَّحْمَنِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم: أصح شيء عندنا فِي اسم أبي هريرة عَبْد الرَّحْمَنِ بن صخر، ذكر ذلك في كتابه

_ [1] ليس في أ. [2] في أ: برير. [3] أ: يسكن. [4] من أ. [5] أ: حسين.

فِي الكنى، وقد غلبت عَلَيْهِ كنيته، فهو كمن لا اسم له غيرها. وأولى المواضع بذكره الكنى، وباللَّه بالتوفيق. أسلم أَبُو هريرة عام خيبر، وشهدها مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لزمه وواظب عَلَيْهِ رغبة فِي العلم راضيًا بشبع بطنه، فكانت يده مَعَ يد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ يدور معه حيث دار، وَكَانَ [من] [1] أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه حريص عَلَى العلم والحديث، وَقَالَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني قد سمعت منك حديثًا كثيرًا وأنا أخشى أن أنسى فَقَالَ: ابسط رداءك. [قَالَ] [1] فبسطته، فغرف بيده فيه، ثم قَالَ: ضمه فضممته، فما نسيت شَيْئًا بعده. وَقَالَ البخاري: روى عنه أكثر من ثمانمائة [رجل] [2] من بين صاحب وتابع. وممن روى عنه من الصحابة ابْن عباس، وابن عمر، وجابر بْن عَبْد اللَّهِ، وأنس [بْن مالك] [2] ، وواثلة بْن الأسقع، [وعائشة] [2] رضي اللَّه عنهم. استعمله عُمَر بْن الْخَطَّابِ عَلَى البحرين ثم عزله، ثم أراده عَلَى العمل فأبى عَلَيْهِ، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته. [حَدَّثَنَا أَبُو شَاكِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الأَصِيلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الصَّوَّافُ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ مِنْ أَحْفَظِ أَصْحَابِ رَسُولِ الله ولم يكن من أفضلهم] [2] .

_ [1] ليس في أ. [2] من أ.

(3209) أبو هند الحجام.

قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ، وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ بِالْعَقِيقِ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ أَمِيرًا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْمَدِينَةِ وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ مَعْزُولٌ. (3209) أَبُو هند الحجام. قيل: اسمه عَبْد اللَّهِ. [ويقال اسمه يسار، ذكره ابْن وهب فِي موطأه فِي حجامة المحرم، وَقَالَ ابْن مندة: سالم بْن أبي سالم الحجام يقال له أَبُو هند. وقيل: اسم أبي هند سنان. روى عنه أَبُو الجحاف] [1] . قَالَ ابْن إِسْحَاق: هُوَ مولى فروة بْن عَمْرو البياضي، تخلف أَبُو هند عَنْ بدر، ثم شهد سائر المشاهد، وَكَانَ يحجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فيه النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنما أَبُو هند امرؤ من الأنصار، فأنكحوه وأنكحوا إليه يَا بني بياضة. (3210) أَبُو هند الأشجعي، والد نعيم بْن أبي هند، له صحبة اختلف فِي اسمه، فقيل: النعمان بْن أشيم. وقيل رافع بْن أشيم. يعد فِي الكوفيين وقال خليفة ابن خياط: أَبُو هند والد نعيم بْن أبي هند اسمه رافع. ويقال النعمان بْن الأشيم [2] مولى أشجع. قَالَ نعيم: كَانَ أبي قد أدرك النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3211) أَبُو هند الأَنْصَارِيّ. مذكور فِي حديث ابْن جريج، عَنْ أبي الزُّبَيْر، عَنْ جابر مثل حديث أبي حميد الساعدي، إنه أتى النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم بقدح

_ [1] من أ. [2] أ: أشيم.

(3212) أبو هند الداري،

من لبن ليس بمخمر، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لولا خمرته ولو بعود تعرضه. (3212) أبو هند الداريّ، من بنى الدار بن هانئ بن حبيب بْن نمارة بْن لخم، وَهُوَ مالك بْن عدي بْن عَمْرو بْن الحارث بْن مرة بْن أدد بْن زيد. واسم أبي هند برير [1] . ويقال بر بْن عَبْد اللَّهِ بْن برير بْن عميت بْن ربيعة بْن ذراع بْن عدي بْن الدار، وَهُوَ ابْن عم تميم الداري، وليس بأخيه شقيقه، ولكنه أخوه لأمه وابن عمه يجتمع معه نسبه فِي ذراع بْن عدي بْن الدار. قدم أَبُو هند وابنا عمه تميم ونعيم ابنا أوس عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسألوه أن يقطعهم أرضًا بالشام، فكتب لهم [2] بها. فلما كَانَ زمن أبي بكر أتوا بذلك الكتاب، فكتب لهم إِلَى أبي عبيدة بن الجراح بإنقاذ ذلك الكتاب. وقد قيل: إن أبا هند الداري أخو تميم الداري. والصحيح مَا ذكرنا وباللَّه التوفيق. يعد فِي أهل الشام. مخرج حديثه عن ولده. (3213) أَبُو الهيثم مالك بْن التيهان. والتيهان اسمه مالك [بْن عتيك] [3] بْن عَمْرو بْن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بْن الأوس الأَنْصَارِيّ، حليف بني عبد الأشهل، كَانَ أحد النقباء ليلة العقبة، ثم شهد بدرًا. واختلف فِي وقت وفاته، فذكر خليفة عَنِ الأصمعي، قَالَ: سألت قومه، فَقَالُوا: مات في حياة رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا لم يتابع عَلَيْهِ قائله. وقيل: إنه توفي سنة عشرين أَوْ إحدى وعشرين. وقيل: إنه أدرك صفين. وشهدها مَعَ علي، وَهُوَ الأكثر. وقيل: إنه قتل بها، والله أعلم.

_ [1] أ: بريد. [2] ى: لهما [3] من أ، وأسد الغابة.

باب الواو

باب الواو (3214) أَبُو واقد الليثي. من بني ليث بْن بكر بن عبد مناة بن [علي بن] [1] كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بْن مضر. اختلف فِي اسمه، فقيل: الحارث ابن عوف. وقيل عوف بْن الحارث. وقيل الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر ابن عوثرة [2] بْن عبد مناة بْن أشجع بْن عامر بْن ليث. قيل: أنه شهد بدرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قديم الإسلام، وَكَانَ معه لواء بني ليث وضمرة وسعد [3] بْن بكر يوم الفتح. وقيل: إنه من مسلمة الفتح. والأول أصح وأكثر. يعد فِي أهل المدينة [4] وجاور بمكة سنة، ومات بها، فدفن في مقبرة لمهاجرين سنة ثمان وستين، وَهُوَ ابْن خمس وسبعين سنة. وقيل: ابْن خمس وثمانين سنة. (3215) أَبُو وائل شقيق بْن سلمة صاحب ابْن مَسْعُود، جاهلي قد تقدم ذكره فِي باب اسمه فِي الشين [5] فلم أر إعادة ذاك [6] . وتقدم ذكر أبي لاس الخزاعي فِي باب اللام [7] . (3216) أَبُو وداعة السهمي القرشي، اسمه الحارث بْن صبيرة بن سعيد بن سعد ابن سهم. أسلم هُوَ وابنه المطلب بْن أبي وداعة يوم فتح مكة وقد تقدم ذكره فِي باب اسمه [وتقدم ذكر ابنه فِي باب اسمه] [8] . (3217) أَبُو الورد المازني. قيل: [إن] [8] اسم أبي الورد حرب له صحبة، سكن

_ [1] ليس في أسد الغابة. [2] أ: عتورة. [3] في أسد الغابة: بني ضمرة وبنى ليث وبنى سعد بن بكر. [4] ى: الحديبيّة. [5] صفحة 710. [6] أ: فلذلك لم أر إعادته. [7] هكذا في ى، أ. [8] ليس في أ.

(3218) أبو وهب الجشمي.

مصر وله عندهم حديث واحد، قوله: إياكم والسرية التي إن لقيت فرت وإن غنمت علت. ويروى هَذَا القول أَيْضًا عنه مرفوعًا إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثه هَذَا عند ابْن لهيعة، عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ لهيعة بْن عُقْبَةَ عنه. وَقَالَ ابْن الكلبي: أَبُو الورد بْن قيس بْن فهر الأَنْصَارِيّ شهد مَعَ علي صفين. (3218) أَبُو وهب الجشمي. له صحبة، حَدِيثُهُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ أَبِي وَهْبٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَصْدَقُهَا حَارِثٌ: وَهَمَّامٌ، وَأَقْبَحُهَا حَرْبٌ وَمُرَّةُ، وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ، وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَكْفَالِهَا، وَقَلِّدُوهَا وَلا تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ، وَعَلَيْكُمْ بِكُلِّ كُمَيْتٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ أَوْ أَشْقَرَ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ. وروى الأوزاعي عَنْ عَمْرو بْن شعيب قَالَ: قدم أَبُو وهب الجيشاني عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نفر من قومه فسألوه عَنِ السراب. وذكر الحديث. ذكره سنيد، عَنْ مُحَمَّد بْن كثير، عَنِ الأوزاعي، لا أدري أهو الجشمي أم لا. وَقَالَ فيه الجيشاني كما ترى. والصواب عندهم الجشمي، وَهُوَ الَّذِي له صحبة وحديثه المذكور عند أهل اليمامة. وأما أَبُو وهب الجيشاني فرجل من التابعين من أهل مصر يروي عن الضحاك ابن فيروز الديلمي. روى عنه يَزِيد بْن أبي حبيب- وجيشان فِي اليمن. باب الياء (3219) أَبُو يَزِيد [1] النميري. له صحبة. روى عنه أيوب السختياني، قَالَ: سمعت أبا يَزِيد يقول: أممت [قومي] [2] عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابْن ست سنين أَوْ سبع سنين [2] .

_ [1] في أسد الغابة: قلت: أظن أن هذا أبو يزيد عمر بن سلمة الجرمي يكنى أبا يزيد وقيل أبو بريد- بباء موحدة، مضمومة وراء مفتوحة وقوله النميري ليس بشيء (5- 333) [2] من أسد الغابة.

(3220) أبو يزيد آخر.

(3220) أَبُو يَزِيد آخر. فيه وفي الَّذِي قبله نظر، يقال له: الكرخي، ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ وَغَيْرُهُ فِي الصَّحَابَةِ لِمَا رَوَاهُ وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: دَعُوا عِبَادَ اللَّهِ يُصِيبُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْ لَهُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: دَعُوا النَّاسَ فَلْيُصِبْ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ... الْحَدِيثُ مِثْلُهُ. والذي أقول: إن الثلاثة قد حفظوا، ووهم أَبُو عَوَانَةَ، والله أعلم، وقد وهم فيه أَيْضًا حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، فرواه عَنْ عطاء بْن السائب، عَنْ حكيم بْن يَزِيد، عَنْ أبيه وإنما هَذَا ابْن أبى يزيد عن أبيه. (3221) أَبُو اليسر، كعب بْن عَمْرو بْن عباد بْن عَمْرو بْن غزية بْن سواد بْن غنم ابن كعب بْن سلمة. ويقال: كعب بْن عَمْرو بْن مالك بْن عَمْرو بْن عباد بْن عمرو ابن تميم بْن شداد بْن عُثْمَانَ بْن كعب بْن سلمة الأَنْصَارِيّ السلمي. أمه نسيبة بنت الأزهر بْن مري بْن كعب بْن غنم بْن كعب بْن سلمة. شهد بدرًا بعد العقبة، فهو عقبي بدري، وَهُوَ الَّذِي أسر العباس بْن عبد المطلب يوم بدر، وَكَانَ رَجُلا قصيرًا، والعباس رَجُلا طويلًا ضخمًا [جميلًا] [1] . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لقد أعانك عَلَيْهِ ملك كريم، وَهُوَ الَّذِي انتزع راية المشركين، وكانت بيد أبي عزيز بْن عمير يوم بدر، ثم شهد صفين مَعَ علي رضي اللَّه عنه. يعد فِي أهل المدينة، وبها كانت وفاته. خمس وخمسين. (3222) أَبُو اليسع. قَالَ: أتيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله

_ [1] ليس في أوفيه: رجل طويل ضخم.

(3223) أبو اليقظان.

مَا الَّذِي يدخلني الجنة؟ الحديث عند عبيد [1] اللَّه بْن أبي حميد، عَنْ أبي المليح ابن أسامة [عنه] [2] . (3223) أَبُو اليقظان. مذكور فِي الصحابة، وفيمن سكن مصر منهم. روى عنه أَبُو عشانة أنه قال [له] [3] : يا أبا عشانة، أبشر، فو الله لأنتم أشد حبا لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولم تروه- من كثير ممن قد رآه. وَمِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي عُشَانَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْيَقْظَانِ صَاحِبَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يقول: أبشروا فو الله لأنتم أشد حبا لرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ تَرَوْهُ مِنْ عَامَّةِ مَنْ رَآهُ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: أَخْرَجَ أَبُو زُرْعَةَ فِي الْمُسْنَدِ لأَبِي الْيَقْظَانِ هَذَا الْحَدِيثَ الواحد في مسند المصريين تم كتاب الكنى [4] بحمد الله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، أفضل التسليم. ويتلوه إن شاء الله تعالى كتاب النساء وكناهن، ومنه العون لا ربّ غيره ولا معبود سواه، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.

_ [1] ى: عند عبد الله. [2] من أ [3] ليس في أ [4] أ: تم كتاب الكنى من الصحابة والحمد للَّه على ذلك كثيرا يتلوه كتاب النساء» . بدل ما بعد كلمة الكنى ... إلخ.

كتاب النساء وكناهن [1]

كتاب النساء وكناهن [1] بسم اللَّه الرحمن الرحيم [قَالَ أَبُو عمر يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عبد البر النمري رحمه اللَّه] [2] : الحمد للَّه الَّذِي أنشأ الإنسان إنشاء من آدم وحواء. وبث منهما رجالًا كثيرًا ونساء، وصلى اللَّه عَلَى سيدنا مُحَمَّد خاتم النبيين. وعلى آله وصحبه أجمعين وهذا كتاب أفردته أَيْضًا بذكر النساء الرواة وغيرهن ممن أتى فِي الروايات ذكرهن ممن رأى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسمع منه، وحفظ عنه منهن، وجعلته أَيْضًا عَلَى حروف المعجم [3] ليقرب تناوله، وقدمت فِي كل باب من الحروف مَا وافق اسمها من أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كل منهن فِي بابها من الحروف، ثم نتبع الباب بسائر الصواحب من النساء، حَتَّى نأتي عَلَى مَا تضمنته الأبواب فيهن من الأسماء، ثم نردفه أَيْضًا بالمشهورات منهن بالكنى، وباللَّه عَزَّ وَجَلَّ توفيقنا وَهُوَ حسبنا ونعم الوكيل. باب الألف (3224) أثيمة المخزومية. تعد فِي أهل المدينة، وهي جدة عطاف بْن خالد، وَهُوَ روى عنها. (3225) أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ذكرها أَبُو جعفر العقيلي فِي الصحابة. وذكر أيضا عاتكة بنت

_ [1] أ: كتاب النساء [2] من أ [3] لم يرتبه أيضا فرتبناه ليسهل البحث فيه والإفادة منه.

عبد المطلب وأبى غيره من ذلك، وهما مختلف فِي إسلامهما، فأما مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ ومن قَالَ بقوله فذكر أنه لم يسلم من عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا صفية. وغيره يقول: إن أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُوسَى [بْنُ مُحَمَّدِ] [1] ابن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، قال: لَمَّا أَسْلَمَ طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهَا: قد أسلمت وتبعت محمدا صلى الله الله وَسَلَّمَ، وَذَكَرَ الْخَبَرَ. وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُسْلِمِي وَتَتْبَعِيهِ، فَقَدْ أَسْلَمَ أَخُوكِ حَمْزَةُ؟ فَقَالَتْ: أَنْتَظِرُ [2] مَا يَصْنَعُ أَخَوَاتِي، ثُمَّ أَكُونُ إِحْدَاهُنَّ. قَالَ: فَقُلْتُ: فَإِنِّي أَسْأَلُكِ باللَّه إِلا أَتَيْتِهِ وَسَلَّمْتِ عَلَيْهِ وَصَدَّقْتِهِ، وَشَهِدْتِ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قَالَتْ: فَإِنِّي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. ثُمَّ كَانَتْ بَعْدُ تُعَضِّدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِسَانِهَا، وَتَحُضُّ ابْنَهَا عَلَى نُصْرَتِهِ، وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ. وَذَكَرَ المدائني، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ: دَخَلْتُ عَلَى خَالَتِي أَعُودُهَا أَرْوَى بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ شَأْنِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْءٌ. فَأَقْبَلَ عَلَيَّ، فَقَالَ: مالك يَا عُثْمَانُ؟ قُلْتُ: أَعْجَبُ مِنْكَ وَمِنْ مَكَانِكَ فِينَا، وَمَا يُقَالُ عَلَيْكَ! قَالَ عُثْمَانُ: فَقَالَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فاللَّه يَعْلَمُ، لَقَدِ اقْشَعْرَرْتُ، ثُمَّ قَالَ: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا توعدون، فو ربّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تنطقون. ثم قام فخرج، فخرجت خلفه وأدركته فأسلمت.

_ [1] ليس في أ. [2] أ: انظر ما تصنع أخواتي.

وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ بْنِ [أَبِي] [1] مُعَيْطٍ، عَنْ عَاتِكَةَ [بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ] [1] ، قَالَتْ: رَأَيْتُ رَاكِبًا أَخَذَ صَخْرَةً مِنْ أَبِي قُبَيْسٍ فَرَمَى بِهَا [إِلَى] [2] الرُّكْنِ، فَتَفَلَّقَتِ الصَّخْرَةُ، فَمَا بَقِيَتْ دَارٌ مِنْ دُورِ قُرَيْشٍ إِلا دَخَلَتْهَا مِنْهَا كِسْرَةٌ، غَيْرَ دَارِ بَنِي زُهْرَةَ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ لعبد المطلب ست بنات عمات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهن: (1) أم حكيم بنت عبد المطلب، يقال لَهَا: البيضاء، ويقال: إنها توأمة عَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب وقد اختلف فِي ذلك، ولم يختلف فِي أنها شقيقة عبد الله بن وأبي طالب والزبير بني عبد المطلب، وكانت أمّ حكيم هذه عند كريز ابن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عامرًا وبنات [له] ، [2] وهي القائلة: إني لحصان فما أكلم، وصناع فما أعلم. (2) وعاتكة بنت عبد المطلب. كانت عند أبي أمية بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي، فولدت له عَبْد اللَّهِ وزهيرًا وقريبة. (3) وبرة بنت عبد المطلب كانت عند أبي رهم بْن عبد العزى العامري، ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بْن عُمَرَ بْن مخزوم. وقد قيل: إن عبد الأسد كَانَ عليها قبل أبي رهم.

_ [1] من أ. [2] ليس في أ.

(3226) أسماء بنت أبى بكر الصديق.

(4) وأميمة بنت عبد المطلب، كانت عند جحش بن رئاب أخى بنى غنم ابن دودان بْن أسد بْن خزيمة، وهي أم عَبْد اللَّهِ، وعبيد اللَّه، وأبي أَحْمَد، وزينب، وأم حبيبة، وحمنة بني جحش بْن رئاب. (5) وأروى بنت عبد المطلب، كانت تحت عمير بْن وهب [بْن أبي كبير] [1] بْن عبد بْن قصي، فولدت له طليبًا، ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف ابن عبد الدار بْن قصي فولدت له أروى، فهؤلاء خمس من الست (6) ونذكر صفية فِي باب الصاد من هَذَا الكتاب إن شاء اللَّه تعالى. وقد اختلف فِي أم أروى بنت عبد المطلب، فقيل: أمها فاطمة بنت [عمرو ابن] [1] عائذ بْن عمران بْن مخزوم، فلو صح هَذَا كانت شقيقة عَبْد اللَّهِ والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة وأم حكيم وأميمة وعاتكة وبرة. وقيل: بل أمها صفية بنت جندب [2] بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بْن عامر بْن صعصعة. فلو صح هَذَا كانت شقيقة الحارث بْن عبد المطلب. وقد ذكرنا أعمام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأمهاتهم عند ذكر حمزة بْن عبد المطلب. وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتًا إلا من المخزومية، إلا صفية وحدها فإنها من الزهرية. (3226) أسماء بنت أبي بكر الصديق. وقد تقدم ذكر نسبها [3] عند ذكر أبيها، فلا وجه لإعادته هاهنا، أمها قيلة- ويقال قتيلة- بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن نصر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بْن لؤي. ويقال: بنت عبد العزى بْن عبد أسعد بْن جابر بْن مالك بْن حسل بْن عامر بن لؤيّ.

_ [1] من أ. [2] أ: جنيدب. [3] صفحة 963.

كانت أسماء بنت أبي بكر تحت الزُّبَيْر بْن العوام، وَكَانَ إسلامها قديمًا بمكة، وهاجرت إِلَى المدينة وهي حامل بعَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر، فوضعته بقباء. وقد ذكرنا [1] خبر مولده وسائر أخباره فِي بابه من هَذَا الكتاب. وتوفيت أسماء بمكة فِي جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر بيسير، لم تلبث بعد إنزاله من الخشبة ودفنه إلا ليالي، وكانت قد ذهب بصرها، وكانت تسمى ذات النطاقين، وإنما قيل لَهَا ذلك لأنها صنعت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سفرة حين أراد الهجرة إِلَى المدينة فعسر عليها مَا تشدها به فشقت خمارها، وشدت السفرة بنصفه، وانتطقت النصف الثاني [2] ، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذات النطاقين. هكذا ذكر ابْن إِسْحَاق وغيره. وَقَالَ الزُّبَيْر فِي هَذَا الخبر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لَهَا: أبدلك اللَّه بنطاقك هَذَا نطاقين فِي الجنة، فقيل لَهَا ذات النطاقين. وَقَدْ حَدَّثَنِي عبد: الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنُ أبى عقرب، قال: قَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْحَجَّاجِ: كَيْفَ تُعَيِّرُهُ بِذَاتِ النِّطَاقَيْنِ- يَعْنِي ابْنَهَا؟ أَجَلْ، قَدْ كَانَ لِي نِطَاقٌ أُغَطِّي بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّمْلِ وَنِطَاقٌ لا بُدَّ لِلنِّسَاءِ مِنْهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَمَّا بَلَغَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ الْحَجَّاجَ يُعَيِّرُهُ بِابْنِ ذَاتِ النطاقين أنشد قول الهذلي متمثلا [3] : وَعَيَّرَهَا الْوَاشُونَ أَنِّي أُحِبُّهَا ... وَتِلْكَ شَكَاةٌ نَازِحٌ [4] عنك عارها

_ [1] صفحة 905 [2] أ: الآخر. [3] هو أبو ذؤيب الهذلي. وانظر أشعار الهذليين (1- 21) . [4] في الأشعار: ظاهر.

(3227) أسماء بنت سلمة.

فَإِنْ أَعْتَذِرْ مِنْهَا فَإِنِّي مُكَذَّبٌ ... وَإِنْ تَعْتَذِرْ يَرْدُدْ عَلَيْكَ [1] اعْتِذَارُهَا قَالَ ابْن إِسْحَاق: إن أسماء بنت أبي بكر أسلمت بعد [إسلام] [2] سبعة عشر إنسانًا. واختلف فِي مكث أسماء بعد ابنها عَبْد اللَّهِ، فقيل: عاشت بعده عشر ليال [3] . وقيل عشرين يومًا، وقيل بضعًا وعشرين يومًا، حَتَّى أتى جواب عبد الملك بإنزال ابنها من الخشبة، وماتت وقد بلغت مائة سنة. (3227) أسماء بنت سلمة. ويقال سلامة بْن مخرمة [4] بْن جندل بْن أبير بْن نهشل بْن دارم الدارمية التميمية، كانت من المهاجرات، هاجرت مَعَ زوجها عياش بْن أبي ربيعة إِلَى أرض الحبشة، وولدت له بها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، ثم هاجرت إلى المدينة، وتكنى أم الجلاس. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وروى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ بْن عياش بْن أبي ربيعة، وأما أم عياش ابْن أبي ربيعة فهي أم أبي جهل والحارث ابني هشام بْن الْمُغِيرَةِ، وهي أَيْضًا أم عَبْد اللَّهِ بْن أبي ربيعة أخي عياش بْن أبي ربيعة، وأمها أسماء بنت مخرمة [5] ابن جندل، [وهي عمة أسماء بنت سلمة] [6] زوجة عياش بْن أبي ربيعة هذه المذكورة، وما أظن تلك أسلمت. قَالَ ابْن إِسْحَاق: أسلم عياش بْن أبي ربيعة وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخرمة [5] التميمية. (3228) أسماء بنت الصلت السلمية. اختلف فِيهَا وفي اسمها. فَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: أسماء بنت الصلت السلمية من أزوج النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عن قتادة نحوه. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية [7]

_ [1] أ: عليها. [2] ليس في أ. [3] أ: عشرة أيام. [4] أ: مخربة. [5] أ، وأسد الغابة: مخربة. وفي الإصابة: مخربة بمعجمة وموحدة. [6] من أ.، وأسد الغابة. [7] أ: السلمي

(3229) أسماء بنت عمرو بن عدي بن نانى بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة أم منيع الأنصارية

تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها. وَقَالَ علي بْن عبد العزيز بْن علي بْن الحسن الجرجاني النسابة: هي وسناء بنت الصلت بْن حبيب بْن جارية ابن هلال بْن حرام بْن سماك بْن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ فماتت قبل أن تصل إِلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: قول من قَالَ سناء بنت الصلت أولى بالصواب إن شاء اللَّه تعالى. وفي سبب فراقها اختلاف أَيْضًا، ولا يثبت فِيهَا شيء من جهة الإسناد. (3229) أسماء بنت عمرو بن عدي بن نانى بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب ابن سلمة أم منيع الأنصارية من المبايعات بيعة القبة. (3230) أسماء بنت عميس بْن معد بْن الحارث بْن تيم بْن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن ربيعة بْن عامر بْن معاوية بْن زيد بْن مالك بْن بشر [1] بْن وهب اللَّه بْن شهران بْن عفرس بْن خلف بْن أقبل [2] ، وَهُوَ جماعة خثعم بْن أنمار عَلَى الاختلاف فِي أنمار هَذَا. وقيل أسماء بنت عميس بْن مالك بن النعمان ابن كعب بْن مالك بْن قحافة بْن عامر بْن زيد بشر [3] . بْن وهب اللَّه الخثعمية، من خثعم. وأمها هند بنت عوف بْن زهير بْن الحارث بْن كنانة، وهي أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها [4] ، فأسماء وأختها سلمى وأختها سلامة الخثعميات هن أخوات ميمونة لأم، وهن تسع، وقيل عشر أخوات لأم وست لأب وأم، قد ذكرناهن جملة فِي باب لبابة أم الفضل زوجة العباس، وذكرنا كل واحدة منهن فِي بابها بما يحسن [5] ذكرها، والحمد تعالى. كانت أسماء بنت عميس من المهاجرات إِلَى أرض الحبشة مَعَ زوجها جعفر بْن

_ [1] أ: بسر. [2] أ: أفتل. [3] أ: نسر. [4] أ: أخواتهما. [5] بما يجب من ذكرها.

(3232) أسماء بنت النعمان بن الجون بن شرحبيل [3] .

أبي طالب، فولدت له هناك محمدًا أَوْ عَبْد اللَّهِ وعونًا، ثم هاجرت إِلَى المدينة، فلما قتل جعفر بْن أبي طالب تزوجها أَبُو بَكْر الصديق، فولدت له مُحَمَّد بْن أبي بكر، ثم مات عنها فتزوجها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فولدت له يَحْيَى بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، لا خلاف فِي ذلك. وزعم ابْن الكلبي أن عون بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أمه أسماء بنت عميس الخثعمية، ولم يقل هَذَا أحد غيره فِيمَا علمت وقيل: كانت أسماء بنت عميس الخثعمية تحت حمزة بْن عبد المطلب فولدت له ابنة تسمى أمة اللَّه [وقيل أمامة] [1] ، ثم خلف عليها بعده شداد بْن الهاد الليثي ثم العتواري حليف بني هاشم، فولدت له عَبْد اللَّهِ وعَبْد الرَّحْمَنِ ابني شداد، ثم خلف عليها بعد شداد جعفر بْن أبي طالب، وقيل: إن التي كانت تحت حمزة وشداد سلمى بنت عميس لا أسماء أختها. روى عَنْ أسماء بنت عميس من الصحابة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وأبو مُوسَى الأشعري، وابنها عَبْد اللَّهِ بْن جعفر بْن أبي طالب. (3231) أسماء بنت مرثد [2] الحارثية. روى عنها حديثها فِي الاستحاضة جابر بْن عَبْد اللَّهِ، من حديث حرام بْن عُثْمَانَ المدني، عَنِ ابني جابر: محمد، وعبد الرحمن، عن أبيها جابر بْن عَبْد اللَّهِ، ولا يصح لأنه انفرد به حرام بْن عُثْمَانَ، وَهُوَ متروك عند جميعهم. قَالَ الشافعي: الحديث عَنْ حرام بن عثمان حرام. (3232) أسماء بنت النعمان بْن الجون بْن شرحبيل [3] . وقيل: أسماء بنت النعمان بْن الأسود بْن الحارث بْن شراحيل بْن النعمان بْن كندة [4] ، أجمعوا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوجها. واختلفوا فِي قصة فراقه لَهَا، فَقَالَ بعضهم: لما دخلت [5] عَلَيْهِ دعاها، فقالت: تعال أنت، وأبت أن تجيء. هذا

_ [1] من أ. [2] الإصابة: مرثد. ثم قال: وذكر ابن سعد في الطبقات: أسماء بن مرثدة- بزيادة هاء- ابن جبير بن مالك بن حويرثة. ثم قال: قلت: ويظهر لي أنها التي ذكرت في حديث جابر، ويحتمل أن تكون غيرها وفي أسد الغابة: أسماء بن مرشد. وفي أ: بنت مرشدة. [3] أ، وأسد الغابة، والإصابة: شراحيل. [4] أ: من كندة. وفي أسد الغابة: بن كندى. [5] أ: أدخلت.

قول قتادة وأبي عبيدة. قَالَ قتادة: وهي أسماء بنت النعمان من بني الجون. وزعم بعضهم أنها قالت له: أعوذ باللَّه منك، فَقَالَ: قد عذت بمعاذ، وقد أعاذك اللَّه مني، فطلقها. قَالَ قتادة: وهذا باطل، إنما قَالَ هَذَا لامرأة جميلة تزوجها من بني سليم، فخاف نساؤه أن تغلبهن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلن لَهَا: إنه يعجبه أن تقولي له: أعوذ باللَّه منك. فقالت- لما دخلت عَلَيْهِ: أعوذ باللَّه منك. قَالَ: قد عذت بمعاذ. وَقَالَ أَبُو عبيدة: كلتاهما عاذتا باللَّه منه. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل: ونكح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من كندة وهي الشقية التي سألت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يردها إِلَى قومها وأن يفارقها، ففعل وردها مَعَ رجل من الأنصار يقال له أَبُو أسيد الساعدي. وَقَالَ آخرون: كانت أسماء بنت النعمان الكندية من أجمل النساء، فخاف نساؤه أن تغلبهن عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلن لَهَا: إنه يحب إذا دنا منك أن تقولي له: أعوذ باللَّه منك. فلما دنا منها قالت: إني أعوذ باللَّه منك. فَقَالَ: قد عذت بمعاذ فطلقها ثم سرحها إِلَى قومها، وكانت تسمي نفسها الشقية. وَقَالَ الجرجاني النسابة صاحب كتاب الموفق [1] : أسماء بنت النعمان الكندية هي التي قالت لَهَا نساء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أردت أن تحظي عنده فتعوذي باللَّه منه. فلما دخل عليها قالت: أعوذ باللَّه منك، فصرف وجهه عنها، وَقَالَ: الحقي بأهلك، فخلف عليها المهاجر بْن أبي أمية المخزومي، ثم خلف عليها قيس بْن مكشوح المرادي.

_ [1] أ: المونق.

(3233) أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية،

وَقَالَ آخرون: التي تعوذت باللَّه من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي من سبي بني العنبر يوم ذات الشقوق، وكانت جميلة، وأراد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يتخذها فقالت له هَذَا وَقَالَ آخرون: بل كان بأسماء وضح كوضح العامرية، ففعل بها مثل مَا فعل بالعامرية. وَذَكَرَ ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قَالَ: وَفَارَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُخْتَ بَنِي الْجَوْنِ مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: الاختلاف فِي الكندية كثير جدًا، منهم من يقول: هي أسماء بنت النعمان، ومنهم من يقول: هي أميمة بنت النعمان ومنهم من يقول: أمامة بنت النعمان، واختلافهم فِي سبب فراقها عَلَى مَا رأيت، والاضطراب فِيهَا وفي صواحبها اللواتي لم يجتمع عليهن من أزواجه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضطراب عظيم عَلَى مَا ذكرنا كثيرا منه فِي صدر هَذَا الكتاب، والحمد للَّه. (3233) أسماء بنت يَزِيد بْن السكن الأنصارية، أحد نساء بني عبد الأشهل، هي من المبايعات. وهي ابنه عمة معاذ بْن جبل، تكنى أم سلمة، وقيل أم عامر، مدنية. كانت من ذوات العقل والدين. روي عنها أنها أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: إني رَسُول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن اللَّه تعالى بعثك إِلَى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإنّ الرجال فضّلوا

(3234) أسيرة [2] الأنصارية.

بالجمعات وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم، أفنشاركهم فِي الأجر يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فالتفت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوجهه إِلَى أصحابه، فقال: هل سمعتم مقلة امرأة أحسن سؤالًا عَنْ دينها من هذه؟ فَقَالُوا: بلى [والله] [1] يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انصرفي يَا أسماء وأعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل مَا ذكرت للرجال. فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارًا بما قال لها رسول الله صلى الله. روى عنها محمود بْن مُحَمَّد، وشهر بْن حوشب، وإسحاق بْن راشد، وغيرهم. (3234) أسيرة [2] الأنصارية. روت عنها حميضة بنت ياسر. (3235) أمامة بنت الحارث بن حزن الهلالية. أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كذا قَالَ بعض الرواة. فأوهم وصحف، ولا أعلم لميمونة أختًا من أب ولا من أم، اسمها أمامة، وإنما أخواتها من أبيها: لبابة الكبرى زوج العباس، ولبابة الصغرى زوج الوليد بْن الْمُغِيرَةِ، وثلاث أخوات [سواهما مذكورات فِي هَذَا الكتاب فِي أبوابهن. ولهن ثلاث أخوات] [3] من أمهن تمام تسع يأتى ذكرهن إن شاء اللَّه تعالى [كلهن] [3] فِي مواضعهن من هَذَا الكتاب. (3236) أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بْن عبد مناف، أمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ولدت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه] [4] وكان رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبها، وَكَانَ ربما حملها عَلَى عنقه في الصلاة.

_ [1] ليس في أ. [2] بالتصغير- الإصابة. [3] ليس في أ. [4] من أ.

حدثنا عبد الوارث [بن سفيان] [1] قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، قَالَ. حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ. عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَتْ لَهُ هَدِيَّةٌ فِيهَا قِلادَةٌ مِنْ جَزْعٍ، فَقَالَ: لأَدْفَعَنَّهَا إِلَى أَحَبِّ أَهْلِي إِلَيَّ. فَقَالَ النِّسَاءُ: ذَهَبَتْ بِهَا ابْنَةُ أَبِي قُحَافَةَ. فَدَعَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بِنْتُ زَيْنَبَ فَأَعْلَقَهَا فِي عُنُقِهَا. وَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَ فَاطِمَةَ، زَوَّجَهَا مِنْهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ، وَكَانَ أَبُوهَا أَبُو الْعَاصِ قَدْ أَوْصَى بِهَا إِلَيْهِ [2] ، فَلَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَآمَتْ مِنْهُ أُمَامَةُ قَالَتْ أُمُّ الْهَيْثَمِ النَّخَعِيَّةُ [3] : أَشَابَ ذَوَائِبِي وَأَذَلَّ رُكْنِي ... أُمَامَةُ حِينَ فَارَقَتِ الْقَرِينَا تَطِيفُ بِهِ لِحَاجَتِهَا إِلَيْهِ ... فَلَمَّا اسْتَيْأَسَتْ رَفَعَتْ رَنِينًا وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَدْ أَمَّرَ الْمُغِيرَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يَتَزَوَّجَ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ زَوْجَتَهُ بَعْدَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ، فَتَزَوَّجَهَا الْمُغِيرَةُ، فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى، وَبِهِ كَانَ يُكَنَّى، وَهَلِكَتْ عِنْدَ الْمُغِيرَةِ، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِعَلِيٍّ وَلا لِلْمُغِيرَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ الزُّبَيْرُ: إِنَّهَا لَمْ تَلِدْ لِلْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ. قَالَ: وَلَيْسَ لِزَيْنَبَ عَقَبٌ. وذكر عمر بْن شبة، قَالَ: حَدَّثَنَا علي بْن مُحَمَّد النوفلي، عَنْ أبيه- أنه حدثه عَنْ أهله أن عليًا لما حضرته الوفاة قَالَ لأمامة بنت أبي العاص: إني لا آمن أن يخطبك هَذَا الطاغية بعد موتي [يعني معاوية] ، [4] فإن كان لك في الرجال حاجة

_ [1] من أ. [2] قد أوصى بها إلى الزبير. [3] أ: الخثعمية. [4] ليس في أ.

(3237) أمة الله بنت أبى بكرة الثقفية،

فقد رضيت لك الْمُغِيرَة بْن نوفل عشيرًا. فلما انقضت عدتها كتب معاوية إِلَى مروان يأمره أن يخطبها عَلَيْهِ، ويبذل [1] لَهَا مائة ألف دينار. فلما خطبها أرسلت إِلَى الْمُغِيرَة بْن نوفل: إن هَذَا قد أرسل يخطبني، فإن كَانَ لك بنا حاجة فأقبل. فأقبل وخطبها من [2] الحسن بْن علي، فزوجها منه. رَوَى هُشَيْمٌ، عَنْ دَاوُدَ، بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: كَانَتْ أُمَامَةُ عِنْدَ عَلِيٍّ فَذَكَرَ مَعْنَى مَا تَقَدَّمَ سَوَاءٌ. (3237) أمة اللَّه بنت أبي بكرة الثقفية، فِي الصحابة. روى عنها عطاء بن أبى ميميونة. تعد فِي أهل البصرة. (3238) أمة [3] بنت أبي الحكم الغفارية. ويقال أمية. روى عنها ابنها سُلَيْمَان بْن سحيم، حديثها عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي القدر. (3239) أمة [3] بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بْن عبد شمس، تكنى أم خالد، مشهورة بكنيتها، ولدت بأرض الحبشة مَعَ أخيها سَعِيد بن خالد بن سعيد بن العاص. أمّنها أميمة- ويقال هميمة- بنت خلف بْن أسعد بْن عامر بْن بياضة بْن خزاعة، تزوج أمة بنت خالد الزُّبَيْر بْن العوام. ولدت له عمرو ابن الزُّبَيْر وخالد بْن الزُّبَيْر، وبخالد ابنها من الزُّبَيْر كانت تكنى أم خالد روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر. روى عنها مُوسَى وإبراهيم ابنا عقبة. (3240) أميمة بنت خلف بْن أسعد بْن عامر الخزاعية. زوج خالد بن سعيد ابن العاص بْن أمية، هاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك سعيد

_ [1] أ: وبذل. [2] أ: إلى. [3] أ: أمامة. والمثبت في د، وأسد الغابة وفي الإصابة: أمة بنت الحكم أو بنت أبي الحكم.

(3241) أميمة بنت رقيقة

ابن خالد، وأمة بنت خالد. ويقال فِي أميمة هميمة [1] بنت خلف بْن أسعد بْن عامر الخزاعية، وقد قَالَ [فِيهَا] [2] بعض الناس: أمينة [3] فصحّف والله أعلم. (3241) أميمة بنت رقيقة أمها رقيقة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى، أخت خديجة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أميمة بنت عبد [4] بْن بجاد بْن عمير ابن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بْن مرة. روى عَنْ أميمة بنت رقيقة محمد ابن المنكدر وابنتها حكيمة بنت أميمة. (3242) أميمة بنت النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةُ، حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أَبِي حَكِيمٍ، عَنْ أُمِّهَا أُمَيْمَةَ- أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُنَّ عَصَائِبُ فِيهَا الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ فَيُغَطِّينَ بها أسافل رءوسهن قَبْلَ أَنْ يُحْرِمْنَ ثُمَّ يُحْرِمْنَ. كَذَلِكَ جَعَلَ الْعَقِيلِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ النَّجَّارِ الأَنْصَارِيَّةِ، وَأَنَا أَظُنُّهُ لأُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ، بِدَلِيلِ حَدِيثِ حجاج عن ابن جريح عَنْ حَكِيمَةَ بِنْتِ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رَقِيقَةَ، عَنْ أُمِّهَا، قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَحٌ مِنْ عَيْدَانٍ يَبُولُ فِيهِ. ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ حَجَّاجٍ. (3243) أميمة مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها جبير بْن نفير الحضرمي، حديثها عند أهل الشام. (3244) أنيسة بنت خبيب بْن أساف الأَنْصَارِيّ [5] عمة خبيب بن عبد الرحمن ابن [خبيب] [6] بْن أساف تعد فِي أهل البصرة، حَدِيثُهَا عِنْدَ شُعْبَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُنَيْسَةَ. وَاخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى شُعْبَةَ، فَمِنْهُمْ مَنْ يقول فيه: إنّ ابن أم مكتوم

_ [1] في أسد الغابة: همينة. [2] ليس في أ [3] في د: أمية. والمثبت في أ، وأسد الغابة. وفي الإصابة: ذكرها أبو عمر فيمن اسمها أميمة فصحف. وذكرها ابن مندة لكن قال: أميمة بنت خالد فصحف اسم أبيها أيضا، والصواب أمينة بنون بدل الميم الثانية. وقيل فيها همينة- بهاء بدل الهمزة [4] أ: عبد الله. [5] أ، وأسد الغابة: الأنصارية. [6] ليس في أ. وقد تقدم أن خبيب بن إساف جد خبيب بن عبد الرحمن (صفحة 443) .

(3245) أنيسة بنت عدي.

يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي بِلالٌ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِيهِ- كَمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ- إِنَّ بِلالا يُنَادِي بِلَيْلٍ، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ. وَالصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. (3245) أنيسة بنت عدي. امرأة من بلي، يقال: لَهَا صحبة. يروى عنها سعيد ابن عُثْمَانَ البلوي، وهي جدته، وهي أم عَبْد اللَّهِ بْن سلمة العجلاني المقتول بأحد. (3246) أنيسة النخعية. ذكرت قدوم معاذ بْن جبل عليهم باليمن رسولًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: قَالَ لنا معاذ: أنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليكم، صلوا خمسًا، وصوموا شهر رمضان، وحجوا البيت من استطاع إليه سبيلًا. [قالت] [1] : وَهُوَ يومئذ ابْن ثماني عشرة سنة. باب الباء (3247) بجيدة. فِيمَا ذكر ابْن أبي خيثمة، عَنْ أبيه، عَنْ يَزِيد بْن هارون، عَنِ ابْن أبي ذئب، عَنِ الْمَقْبُرِيّ، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بجيدة، عَنْ أمه بجيدة، قالت: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجعل فِي يد السائل ولو ظلفًا محرقًا. هكذا قَالَ بالإسناد المذكور بجيدة، وإنما هي أم بجيد [2] يقال اسمها حواء. وسنذكرها فِي باب الحاء، وفي باب الباء من الكنى. وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنِ ابْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نِسَاءَ الْمُؤْمِنَاتِ، لا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ [3] شَاةٍ.

_ [1] ليس في أ. [2] أ، والإصابة: أم بجيدة. وفي التهذيب مثل د، قال: أم بجيد الأنصارية اسمها حواء- بالتصغير بجيم. وفي الإصابة: والصواب: عن عبد الرحمن بن أم بجيدة عن أم بجيدة (4- 248) . [3] الفرسن- كزبرج- للبعير كالحافر للدابة (القاموس) .

(3248) بحينة [1] بنت الحارث،

وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وَلا وَجْهَ لِقَوْلِ مَنْ قَالَ فِيهَا بُجَيْدَةَ. (3248) بحينة [1] بنت الحارث، أقطع لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر ثلاثين وسقًا. ذكرها ابْن هشام، عَنِ ابْن إِسْحَاق. (3249) بديلة بنت مسلم بْن عميرة بْن سلمى [2] الحارثية من الأنصار، حديثها فِي تحويل القبلة، مدنية. (3250) برة بنت أبي تجراة العبدرية. من حلفائهم، مكية، ذكر [3] . الزُّبَيْر أن بني أبي تجراة [4] قوم من كندة قدموا [5] بمكة. روت عنها صفية أم منصور ابن عَبْد الرَّحْمَنِ. من حديثها فِي أعلام النبوة، وفي الإبعاد عند حاجة الإنسان. (3251) برة بنت عامر بْن الحارث بْن السباق بْن عبد الدار بْن قصي القرشية العبدرية. كانت تحت أبي إسرائيل، من بني الحارث، وَهُوَ الَّذِي جاء فِي قصة الحديث فِي النذر، فولدت له إسرائيل بْن أبي إسرائيل. قتل يوم الجمل، وكانت برة بنت عامر من المهاجرات (3252) بركة بنت ثعلبة بْن عَمْرو بْن حصن [6] بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان. وهي أم أيمن غلبت عليها كنيتها، كنيت بابنها أيمن بْن عبيد، وهي بعد أم أسامة بْن زيد. تزوجها زيد بْن حارثة بعد عبيد الحبشي، فولدت له أسامة، يقال لَهَا مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وخادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بأم الظباء، هاجرت الهجرتين إِلَى أرض الحبشة وإلى المدينة جميعًا. ذكر المفضل بْن غسان الْغَلابِيّ، عَنِ الْوَاقِدِيّ، قَالَ: كانت أم أيمن اسمها بركة، وكانت لعَبْد اللَّهِ بْن عبد المطلب، وصارت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ميراثًا، وهي أم أسامة بْن زيد.

_ [1] في د: بهيمة؟. والمثبت في أ، والإصابة، وأسد الغابة- وهي بمهملة ونون مصغر. [2] في أ: بنت سلم. [3] في ى: ذكرها. والمثبت في أ. [4] في أسد الغابة: أن بنى تجراة. والمثبت في أ، ى. [5] أ: وقعوا. [6] أ: حصين.

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ، قَالَ: أُمُّ أَيْمَنَ اسْمُهَا بَرَكَةُ، وَكَانَتْ لأُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أُمُّ أَيْمَنَ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أُمُّ أَيْمَنَ أُمُّ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُ أُمُّ أَيْمَنَ بَرَكَةَ هَذِهِ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَزُورَانِهَا فِي مَنْزِلِهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا. رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ. عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا. أَخْبَرَنَا أحمد بن قاسم، حدثنا محمد بن معاوية، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عن ابن جريح، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي حَكِيمَةُ بِنْتُ أُمَيْمَةَ، عَنْ أُمَيْمَةَ أُمِّهَا- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ فِي قَدَحٍ مِنْ عَيْدَانٍ وَيُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَبَالَ فِيهِ لَيْلَةً، فَوُضِعَ تَحْتَ سَرِيرِهِ، فَجَاءَ فَإِذَا الْقَدَحُ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَقَالَ لامْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا بَرَكَةٌ- كَانَتْ تَخْدُمُهُ لأُمِّ حَبِيبَةَ جَاءَتْ مَعَهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ: الْبَوْلُ الَّذِي كَانَ فِي هَذَا الْقَدَحِ مَا فَعَلَ؟ فَقَالَتْ: شَرِبْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أظن بركة هذه هي أم أيمن المذكورة، والله أعلم، إنما هذه بركة بنت يسار مولاة أبي سفيان بن حرب، هاجرت مَعَ زوجها قيس بْن

(3253) بروع [1] بنت واشق الأشجعية

عبد الأسد إِلَى أرض الحبشة، ذكرها ابْن هشام، عَنِ ابْن إِسْحَاق، وقد ذكرها أَبُو عمر فِي باب قيس. وذكرها مُوسَى بن عقبة في مغازيه. (3253) بروع [1] بنت واشق الأشجعية مات عنها زوجها هلال بْن مرة الأشجعي، ولم يفرض لَهَا صداقًا. فقضى لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثل صداق نسائها. روى حديثها أَبُو سنان معقل بْن سنان وجراح الأشجعيان وناس من أشجع، وشهدوا بذلك عند ابْن مَسْعُودٍ، رواه عنهم ابْن عقبة [2] بْن مَسْعُود. (3254) بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثم باعوها من عائشة، وجاء الحديث فِي شأنها بأن الولاء لمن أعتق. وعتقت تحت زوج [3] ، فخيرها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت سنة. واختلف فِي زوجها هل كَانَ عبدًا أَوْ حرًا، ففي نقل أهل المدينة أنه كَانَ عبدًا يسمى مغيثًا، وفي نقل أهل العراق أنه كَانَ حرًا. وقد أوضحنا ذلك فِي كتاب التمهيد. رَوَى عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ حَدَّثَهُ [4] ، قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ بَرِيرَةَ بِالْمَدِينَةِ قَبْلَ أَنْ أَلِيَ هَذَا الأَمْرَ، فَكَانَتْ تَقُولُ لِي: يَا عَبْدَ الْمَلِكِ، إِنِّي أَرَى فِيكَ خِصَالا، وَإِنَّكَ لَخَلِيقٌ أَنْ تَلِيَ هَذَا الأَمْرَ، فَإِنْ وُلِّيتَ هَذَا الأَمْرَ فَاحْذَرِ الدِّمَاءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْفَعُ عَنْ بَابِ الْجَنَّةِ بَعْدَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا بِمِلْءِ مِحْجَمَةٍ مِنْ دَمٍ يُرِيقُهُ مِنْ مُسْلِمٍ بغير حق.

_ [1] بروع- كجرول- ولا يكسر: بنت واشق (القاموس) . وفي (أ) وضعت ضمة فوق الراء. [2] أ: رواه عنهم عبد الله بن عتبة بن مسعود. [3] أ: زوجها. [4] أ: حدثهم.

(3255) بسرة بنت صفوان بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشية الأسدية،

قَالَ أَبُو عُمَرَ: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ هَذَا ثِقَةٌ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ لَقِيَ وَاثِلَةَ بْنَ الأسقع. (3255) بسرة بنت صفوان بْن نوفل بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية، أمها سالمة بنت أمية بْن حارثة بْن الأوقص السلمية، وهي ابنة أخي ورقة بْن نوفل، وأخت عقبة بْن أبي معيط لأمه، كانت بسرة بنت صفوان عند الْمُغِيرَة بْن أبي العاص فولدت له معاوية وعائشة، فكانت عائشة تحت مروان بْن الحكم، وهي أم عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ الزُّبَيْر وطائفة من أهل العلم بالنسب: إن بسرة بنت صفوان هي أم معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص وجدة عائشة بنت معاوية، وهي أم عبد الملك بْن مروان. وَقَالَ ابْن البرقي: قد قيل إن بسرة بنت صفوان من كنانة. قَالَ أَبُو عُمَرَ: ليس قول من قَالَ إنها من كنانة بشيء. والصواب أنها من بني أسد بْن عبد العزى من قريش وعمها ورقة بْن نوفل. روى عنها من الصحابة أم كلثوم بنت عقبة بْن أبي معيط. وروى عنها مروان بْن الحكم حديث مس الذكر، وهي من المبايعات. (3256) البغوم بنت المعدل الكنانية. أسلمت يوم الفتح، وهي [1] امرأة صفوان ابن أمية، قاله الواقدي. (3257) بقيرة [2] امرأة القعقاع بْن أبي حدرد الأسلمي. وَقَالَ ابْن أبي خيثمة: لا أدري أسلمية هي أم لا؟ وَقَالَ غيره: هي هلالية. روى عنها محمد بن إبراهيم

_ [1] ى: فهي. [2] بقيرة- كسفينة- كما في التاج.

(3258) بهية [1]

ابْن الحارث التيمي أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يَا هؤلاء، إذا سمعتم بجيش قد خسف به فقد أظلت الساعة. تعد فِي أهل المدينة. (3258) بهية [1] امرأة تروي عَنْ عائشة. روى عنها أَبُو عقيل يَحْيَى بْن المتوكل وينسب إليها. قَالَ أَبُو عقيل: قالت بهية: سمتني عائشة أم المؤمنين بهية. وقد خرج عنها أَبُو دَاوُدَ السجستاني في مصنّفه. (3259) بهية، ويقال [2] بهيمة، بنت بسر [3] ، أخت عَبْد اللَّهِ بْن بسر [المازني] [4] ، تعرف بالصماء. حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقِيُّ، بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيَّ يَقُولُ: أُخْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ اسْمُهَا [بُهَيَّةُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَالَ لِي دُحَيْمٌ: أَهْلُ بَيْتٍ أَرْبَعَةٌ صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُسْرٌ، وَابْنَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَطِيَّةُ، وَابْنَتُهُ أُخْتُهُمَا الصماء. قال أبو عمر: ذكر الدار قطنى أَنَّ الصَّمَّاءَ بِنْتَ بُسْرٍ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ اسْمُهَا] [5] بُهَيْمَةَ بِزِيَادَةِ مِيمٍ. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن صيام يوم السبت إلا فِي فريضة. رَوَى عَنْهَا أَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ، وَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ الْقَاسِمِ الطَّائِيَّ يَقُولُ: إِنَّ أُخْتَ عَبْدِ اللَّهِ بن بسر اسمها بهيّة، فهي الصماء.

_ [1] في ى: بهيمة. [2] الضبط في أ، والقاموس. وفي الإصابة: بهية- بالتشديد مصغرة. ويقال بالميم بهيمة- بالميم. [3] في الإصابة: بشر. [4] ليس في أ. [5] ليس في

(3260) بهية بنت عبد الله البكرية،

(3260) بهية بنت عَبْد اللَّهِ البكرية، من بكر بْن وائل، وفدت مَعَ أبيها إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت، فبايع الرجال وصافحهم، وبايع النساء ولم يصافحهن، ونظر إلي فدعا لي [1] ، ومسح رأسي، ودعا لي ولولدي. فولد لَهَا ستون ولدًا: أربعون رجلا وعشرون امرأة. باب التاء (3261) تماضر بنت عَمْرو بْن الشريد السلمية. هي الخنساء الشاعرة، وسنذكرها فِي باب الخاء، لأنه أغلب عَلَيْهِ. (3262) تملك [2] الشيبية العبدرية، من بني شيبة بْن عُثْمَانَ بْن طلحة بْن أبي طلحة. حديثها فِي وجوب السعي بين الصفا والمروة. روت عنها صفية بنت شيبة تعد فِي أهل مكة. (3263) تميمة بنت وهب. لا أعلم لَهَا غير قصتها مَعَ رفاعة بْن سموأل؟ حديث العسيلة، من رواية مالك فِي الموطأ باب الثاء (3264) ثبيتة [3] بنت الضحاك بْن خليفة. ولدت عَلَى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أخت أبي جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة وثابت بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ الأشهلي، هكذا هُوَ عند أكثرهم بالثاء [4] . قَالَ علي بْن المديني: إنما هي نبيتة بالنون [5] ، ولم يقلها غيره فِيمَا أعلم. روى إِسْمَاعِيل بْن إِسْحَاقَ، قَالَ: قَالَ علي بْن المديني: أَبُو جبيرة بْن الضحاك بْن خليفة الأَنْصَارِيّ وثابت بن

_ [1] أ: فدعاني. [2] تملك- كتضرب (القاموس) . [3] بمثلثة ثم موحدة ثم مشاة مصغر (الإصابة) [4] أ: هكذا هي عند أكثرهم بالتاء. [5] في أسد الغابة: واسمها عند أكثر العلماء هكذا: ثبيتة. وقبل بثينة- بالباء الموحدة والثاء المثلثة. ثم قال: وفي رواية عن الحجاج اسمها نبيهة وفي أخرى نبيثة.

(3265) ثبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف الأنصارية.

الضحاك بْن خليفة أخو أبي جبيرة وثبيته [1] بنت الضحاك بْن خليفة أختهما هي التي كَانَ مُحَمَّد بْن مسلمة يطاردها لينظر إليها حين أراد نكاحها. قَالَ أَبُو عُمَرَ: روى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة، عَنْ عمه سهل بْن أبي حثمة، قَالَ: كنت جالسا عند محمد بن مسلمة وَهُوَ عَلَى إجار له يطارد ثبيتة [2] بنت الضحاك، فجعل ينظر إليها، فقلت: سبحان اللَّه! تفعل هَذَا وأنت صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! فَقَالَ: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إذا ألقى اللَّه فِي قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها. (3265) ثبيتة بنت يعار بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو ابن عوف الأنصارية. كانت من المهاجرات الأول، ومن فضلاء النساء الصحابيات [3] وهي زوج أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وهي مولاة سالم بْن معقل الَّذِي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، أعتقته سائبة فوالى سالم أبا حذيفة، وقتل سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة هُوَ وأبو حذيفة قَالَ أَبُو عُمَرَ: اختلف فِي اسم مولاة سالم الَّذِي يقال له سالم مولى أبي حذيفة، فَقَالَ مصعب: ثبيتة [4] كما وصفنا. وَقَالَ أَبُو طوالة: عمرة بنت يعار الأنصارية. وَقَالَ ابن إسحاق في رواية الأموي عنه: اسمها سلمى [هذه [5]] بنت تعار [6] . وَقَالَ غيره- عَنِ ابْن إِسْحَاق: سالم مولى امرأة من الأنصار. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ الأَصْبَغِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُلَيْحٍ، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قَالَ: سَالِمُ بْنُ مَعْقِلٍ مَوْلَى سَلْمَى بِنْتِ تَعَارَ- بِالتَّاءِ. قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: وَإِنَّمَا هو يعار- بالياء.

_ [1] أ: ونبيتة. [2] أ: ثببتة؟. والمثبت في ى، وأسد الغابة والإصابة. [3] أ: ومن فضلاء نساء الصحابة [4] أ: بثينة. [5] من أ [6] أ: يعار.

باب الجيم

باب الجيم (3266) جبلة بنت المصفح [1] . أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: روى عنها فضيل بْن مرزوق. (3267) جدامة [2] بنت جندل. ذكرها ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر من نساء بني غنم بْن دودان. يذكرها أَبُو عمر فِي الدور، وذكر الطبري فِي «ذيل المذيل» أن جدامة بنت جندل هي بنت وهب، فإن المحدثين هم الَّذِينَ قَالُوا فِيهَا هي بنت وهب، فانظره. (3268) جدامة [3] بنت وهب الأسدية. أسلمت بمكة، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهاجرت [4] مَعَ قومها إِلَى المدينة، وكانت تحت أنيس بْن قتادة ابن ربيعة، من بني عَمْرو بْن عوف. روت عنها عائشة حديث الغيلة. (3269) جرباء [5] بنت قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف بْن مالك. أخت حنظلة بْن قسامة، وعمة زينب بنت حنظلة. ذكرها أَبُو عمر مدرجًا ذكرها [6] وذكر أخيها حنظلة فِي باب زينب بنت حنظلة [فِي حرف الحاء] [7] من كتاب النساء من هَذَا الديوان، ولم يذكر الجرباء هذه فِي حرف الجيم وحنظلة فِي حرف الحاء، فاستدركنا الجرباء ها هنا واستدرك ابْن فتحون حنظلة في بابه.

_ [1] في التهذيب: ويقال بالموحدة بدل الفاء. [2] جدامة- كثمامة (القاموس) . والتراجم،: 2، 4، 5، 6، 9، 11، 14 ليست في كل النسخ. قال في هامش د: لم توجد هذه التراجم إلا في نسخة واحدة من الاستيعاب، والظاهر أنها من الملحقات على الاستيعاب. [3] د: جذامة: والمثبت في القاموس والإصابة والتهذيب. [4] أ: وهاجرت. [5] في أ، وأسد الغابة: الجرباء. [6] أ: مدرجا في ذكر أخيها حنظلة [7] من أ.

(3270) جعدة بنت عبد [1] بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار،

قَالَ أَبُو عُمَرَ: فِي باب زينب، وكانت زينب بنت حنظلة قدمت وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3270) جعدة بنت عبد [1] بْن ثعلبة بْن غنم بْن مالك بْن النجار، أخت عفراء وأم حارثة بْن النعمان والحارث بْن الحباب بْن الأرقم. وَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتي إِلَى منزل جعدة، وَكَانَ يأكل عندها- قاله العدوي وابن القداح. (3271) جمانة بنت أبي طالب. ذكر ابْن إِسْحَاق أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعطاها من خيبر ثلاثين وسقًا، ولم يكن ليعطيها إلا وهي مسلمة، وذكرها أَبُو عمر فِي باب أختها أم هانئ فِي أولاد فاطمة بنت أسد أم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ وإخوته. (3272) جمرة بنت عَبْد اللَّهِ الحنظلية التميمية. أتت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإبل من الصدقة، فمسح عَلَى رأسها، ودعا لَهَا. روى عنها عطوان بْن مشكان، يختلف فِي حديثها، ولا يصح من جهة الإسناد. (3273) جمرة بنت قحافة الكندية روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم. روى عنهما شبيب بْن غرقدة، روت عنها ابنتها أم كلثوم، إن صح حديثها ذلك فإنه لا يغبأ بإسناده. (3274) جميل [2] بنت يسار أخت معقل. سماها الكلبي في تفسيره، فهي

_ [1] أ: بنت عبيد بن غنم. وفي أسد الغابة: بنت عبد الله بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة ابن غنم. وفي الإصابة: بنت عبيد بن ثعلبة. [2] هكذا قال عبد الغنى: جميل بالجيم مضمومة. وقال ابن الحذاء فيما حكاه عن إسماعيل القاضي: جمل. وفي أسد الغابة: اسمها جميل وسماها الكلبي في تفسيره جميل. وقال الأمير أبو نصر: وأما جميل- بضم الجيم وفتح الميم فهي جميل بنت يسار.

(3275) جميلة بنت أبى بن سلول،

التي عضلها أخوها معقل، وَكَانَ زوجها أَبُو البداح بْن عَاصِم، هكذا قَالَ عبد الغني جميل- بالتصغير. (3275) جميلة بنت أبي بْن سلول، امرأة ثابت بْن قيس بْن شماس، وهي التي خالعته وردت عَلَيْهِ حديقته. هكذا روى البصريون، وخالفهم أهل المدينة، فَقَالُوا: إنها حبيبة بنت سهل الأنصارية. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبَنَّانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ جَمِيلَةَ بِنْتِ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ- أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَنَشَزَتْ عَلَيْهِ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا جَمِيلَةُ، مَا كَرِهْتِ مِنْ ثَابِتٍ؟ فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا كَرِهْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلا دَمَامَتَهُ فَقَالَ لَهَا: أَتَرُدِّينَ [عَلَيْهِ [1]] الْحَدِيقَةَ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَنَّاهَا ابْنُ الْمُسَيِّبِ أُمَّ جَمِيلٍ، وَكَانَتْ قَبْلَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ تَحْتَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْغَسِيلِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ مَالِكُ بْنُ الدُّخْشُمِ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا بَعْدَهُ خُبَيْبُ [2] بْنُ أَسَافَ الأنصاري. (3276) جميلة بنت أوس المزنية [3] . لَهَا رواية عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرنا حديث أبيها أوس فِي بابه [4] . (3277) جميلة بنت ثابت بْن أبي الأقلح [الأنصارية، أخت عَاصِم بن ثابت بن أبى الأقلح [1]] ،

_ [1] ليس في أ. [2] في أسد الغابة: ويقال خولة وقيل خويلة. [3] في الإصابة: المرية وابن قانع صحف نسب أوس فقاله بالزاي والنون وإنما هو بالراء بلا إعجام. [4] في أسد الغابة: وقال أبو نعيم كذا قال- يعنى ابن مندة: جميلة، وإنما هي خويلد فأوصل الواو بالياء، فقال جميلة.

(3278) جميلة بنت سعد بن الربيع الأنصاري.

امرأة عُمَر بْن الْخَطَّابِ. تكنى أم عَاصِم بابنها عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، كَانَ اسمها عاصية، فسماها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جميلة. تزوجها عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة سبع من الهجرة، فولدت له عَاصِم بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ، ثم طلقها عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فتزوجها يَزِيد بْن جارية، فولدت له عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية، فعَبْد الرَّحْمَنِ بْن يَزِيد بْن جارية أخو عاصم ابن عُمَر بْن الْخَطَّابِ لأمه. وهي التي أتى فِيهَا الحديث فِي الموطأ وغيره- أن عمر ركب إلى قباء فوجد ابنه عاصمًا يلعب مَعَ الصبيان فحمله بين يديه، فأدركته جدته الشموس بنت أبي عامر، فنازعته إياه حَتَّى انتهى إِلَى أبي بكر الصديق، فَقَالَ له أَبُو بَكْر: خل بينها وبينه، فما راجعه، وسلمه إليها. (3278) جميلة بنت سعد بْن الربيع الأَنْصَارِيّ. أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروت عنه. روى عنها ثابت بْن عبيد الأَنْصَارِيّ أن أباها وعمها قتلا يوم أحد فدفنا فِي قبر واحد. (3279) جميلة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ عَلَى مَا رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- أَنَّ ابْنَةً لِعُمَرَ كَانَ يُقَالُ لَهَا [2] عَاصِيَةُ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمِيلَةَ مِنْ رِوَايَةِ ابن أبى شيبة، من الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ حَمَّادٍ وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ- قال: كانت أم عاصي تُسَمَّى عَاصِيَةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم جميلة.

_ [1] من أ. [2] أ: عن ابن عمر، عن أبيه عمر أنه كان له بنت يقال لها عاصية.

(3280) جمينة [1] بنت عبد العزى

(3280) جمينة [1] بنت عبد العزى بْن قطن، من بني الْمُصْطَلِق، من خزاعة، كانت من المبايعات، وهي زوج عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوام- أخي الزُّبَيْر بْن العوام أم بنيه، لا أعلم لها رواية. (3281) جهدمة امرأة بشير بن الخصاصية، وهي من بني شيبان. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثين أَوْ ثلاثة. (3282) جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ [2] بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هُوَ الْمُصْطَلِق من خزاعة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سباها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم المريسيع، وهي غزوة بني الْمُصْطَلِق فِي سنة خمس من التاريخ. وقيل: فِي سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها فِي تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بْن صفوان المصطلقي، وكانت قد وقعت في سهم ثابت بن قيس بْن شماس أَوِ ابْن عم له، فكاتبته عَلَى نفسها، وكانت امرأة جميلة، قالت عائشة. كانت جويرية عليها حلاوة وملاحة، لا يكاد يراها أحد إلا وقعت فِي نفسه [3] . قالت: فأتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تستعينه على كتابتها. قلت: فو الله مَا هُوَ إلا أن رأيتها عَلَى باب الحجرة فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها مَا رأيت. فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أنا جويرية بنت الحارث بْن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من الأمر مَا لم يخف عليك، فوقعت فِي السهم لثابت بْن قيس أَوْ لابن عم له، فكاتبته عَلَى نفسي، وجئت أستعينك. فَقَالَ لَهَا: هل [4] لك فِي خير من ذلك؟ قالت: وما هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أقضي كتابتك وأتزوجك. قالت: نعم. قَالَ: قد فعلت. وخرج الخبر إِلَى الناس أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم تزوّج جويرية بنت

_ [1] في أسد الغابة: جميلة. والضبط في أ. [2] أ: عابد. [3] أ: بنفسه. [4] أ: فهل.

(3283) جويرية بنت المجلل،

الحارث، فَقَالَ الناس: صهر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأرسلوا مَا فِي أيديهم من سبايا بني الْمُصْطَلِق: قالت عائشة: فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة عَلَى قومها منها. وَرَوَى اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ أَحَدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ يَوْمَ الْمُرَيْسِيعِ فَحَجَبَهَا وَقَسَمَ لَهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ مِنَ التَّارِيخِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَغَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمَهَا وَسَمَّاهَا جُوَيْرِيَةَ، هَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَةُ، وَمِسْعَرٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ- مَوْلَى [آلِ] [1] طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: كان اسم ميمونة برة، فسماها رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَيْمُونَةَ حَفِظَتْ جُوَيْرِيَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرَوَتْ عَنْهُ، وَتُوُفِّيَتْ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سنة ست وخمسين. (3283) جويرية بنت المجلل، تكنى أم جميل وهي مشهورة بكنيتها. واختلف فِي اسمها، وهي زوج حاطب بْن الحارث الجمحي، وسنذكرها فِي بابها من الكنى بما ينبغي إن شاء اللَّه تعالى.

_ [1] من أ

باب الحاء

باب الحاء (3284) حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة. تزوجها سهل بْن حنيف، فولدت له أبا أمامة، [فسماه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسعد، وكناه أبا أمامة] [1] ، وأختها الفارعة امرأة نبيط بْن جابر، من بني مالك بْن النجار. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمَارَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [2] ، عَنْ زينب بنت نبيط- امرأة أنس ابن مَالِكٍ، قَالَتْ: أَوْصَى أَبُو أُمَامَةَ بِأُمِّي وَخَالَتِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَدِمَ [عَلَيْهِ] [3] حُلِيٌّ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤٍ يُقَالُ لَهُ الرِّعَاثُ [4] ، فَحَلاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ ذَلِكَ الرِّعَاثِ قَالَتْ زَيْنَبُ: فَأَدْرَكْتُ بَعْضَ ذَلِكَ الْحُلِيِّ عِنْدَ أَهْلِي. (3285) حبيبة، ويقال [لها] [5] حبيبة [6] ، بنت أبى تجراة الشيبية العبدرية. مكية، حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اسعوا فإن اللَّه كتب عليكم السعي. مثل حديث تملك الشيبة، روت عنها صفية بنت شيبة. رَوَى الشَّافِعِيُّ، ومعاذ ابن هاني، وَطَائِفَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، [قَالَ] [7] : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَيْصِنٍ [8] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ، عَنِ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا حَبِيبَةُ بِنْتُ أَبِي تِجْرَاةَ، قَالَتْ: دَخَلْنَا دَارَ أَبِي حُسَيْنٍ فِي نِسْوَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يطوف

_ [1] ليس في أ [2] أ: المديني. [3] ليس في أ [4] من حلى الأذن، جمع رعثة. [5] ليس في أ [6] بالتشديد (أسد الغابة) [7] من أ [8] في ى: محيص.

(3286) حبيبة بنت جحش.

بِالْبَيْتِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهُ لَيَدُورُ بِهِ، وَهُوَ يَقُولُ لأَصْحَابِهِ: اسْعَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيَ. هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ هَانِئٍ وَإِسْنَادُهُ. ذَكَرَهُ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ مُعَاذٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الاضْطِرَابَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ في كتاب التمهيد (3286) حبيبة بنت جحش. قاله قوم، وزعموا أنها تكنى أم حبيبة [1] ، والأشهر أنها أم حبيبة، مشهورة بكنيتها، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء الله تعالى. (3287) حبيبة، ويقال مليكة. والصواب حبيبة بنت خارجة [2] بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بْن الخزرج زوجة أبي بكر الصديق. هي بنت خارجة التي قَالَ فِيهَا أَبُو بَكْر فِي مرضه الَّذِي مات منه، إن ذا بطن بنت خارجة قد ألقي فِي خلدي أنها جارية، فكانت كذلك جارية ولدت بعد موته، فسمتها عائشة أم كلثوم، ثم تزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه فولدت له زكريا وعائشة ابني طلحة، هَذَا قول أهل النسب. وروى ابْن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أبي خالد، قَالَ: خطب عُمَر بْن الْخَطَّابِ أم كلثوم بنت أبي بكر إِلَى عائشة فأطمعته، وقالت: أين المذهب بها عنك؟ فلما ذهبت [3] قالت الجارية: تزوجيني عمر، وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه، والله لئن فعلت لأخرجن إِلَى قبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم [4] ولأصيحنّ به،

_ [1] أ: أم حبيب. [2] في أسد الغابة: بنت زيد بن خارجة. وفي الإصابة: حبيبة بنت خارجة بن زيد- أو بنت زيد بن خارجة. وقال في أسد الغابة: والصواب قول أبى عمر. [3] أ، ذهب. [4] أ: ثم.

(3288) حبيبة ابنة أبى سفيان.

إنما أريد فتى من قريش يصب علي الدنيا صبًا. قَالَ: فأرسلت عائشة إِلَى عَمْرو ابن العاص، فأخبرته الخبر، فقال عمرو: وأبا أكفيك. فَقَالَ: يَا أمير المؤمنين، لو جمعت إليك امرأة! فَقَالَ: عسى أن يكون ذلك فِي أيامك هذه. قَالَ: ومن ذكر أمير المؤمنين؟ قَالَ: أم كلثوم بنت أبي بكر. قَالَ مالك ولجارية تنعى إليك أباها بكرة وعشيًا. قَالَ عمر: أعائشة أمرتك بذلك؟ قَالَ: نعم، فتركها. قَالَ: فتزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه. وَقَالَ علي: لقد تزوجها أفتى أصحاب مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أما أمها حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير فتزوجها بعد أبي بكر الصديق خبيب بْن أساف، وله معها قصة فِي جارية لَهَا قذفته بها، اختلفت الرواية فِي حكم عمر فِيهَا. (3288) حبيبة ابنة أبى سفيان. قاله أبان بن صمعة؟: سمع مُحَمَّد بْن سيرين يقول: حدثتني حبيبة بنت أبي سُفْيَان، [وقد ذكرها ابْن عيينة [1]] ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيمن مات له ثلاثة من الولد. ولم يرو عنها غير مُحَمَّد بْن سيرين. ولا يعرف لأبي سُفْيَان ابنة يقال لَهَا حبيبة، والذي أظنه حبيبة بنت أم حبيبة ابنة أبي سُفْيَان. وَقَدْ ذَكَرَهَا ابْنُ عُيَيْنَةَ فِي حَدِيثِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، قَالَتْ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمٍ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ... الْحَدِيثُ. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنَ الزُّهْرِيِّ. فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَرْبَعَ نِسْوَةٍ [كُلُّهُنَّ قَدْ رَأَيْنَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]] اثْنَتَانِ مِنْ أزواجه:

_ [1] ليس في أ

(3289) حبيبة بنت سهل الأنصارية

أُمُّ حَبِيبَةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ. وَثِنْتَانِ رَبِيبَتَاهُ: زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ، وَحَبِيبَةُ بِنْتُ أُمِّ حَبِيبَةَ. [وَحَبِيبَةُ] [1] أَبُوهَا عُبَيْدُ اللَّهِ [2] بْنُ جَحْشٍ مَاتَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَهَذَا كُلُّهُ قَوْلُ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الاخْتِلافَ عَلَى [3] الزُّهْرِيِّ وَعَلَى ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْهُ أَيْضًا فِي ذِكْرِ حَبِيبَةَ [فِي هَذَا الْحَدِيثِ] [4] مُجَوَّدًا فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ حَبِيبَةَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ. قَالَ: ثم تنصر هنالك أبوها ومات نصرانيا. (3289) حبيبة بنت سهل الأنصارية التي اختلعت من ثابت بْن قيس فِيمَا روى أهل المدينة. روت عنها عمرة، وجائز أن تكون حبيبة هذه وجميلة بنت أبي ابْن سلول اختلعتا من ثابت بْن قيس بْن شماس. (3290) حبيبة ابنة شريق [5] . ويقال ابنة أبي شريق الأنصارية. هي جدة عِيسَى بْن مَسْعُود بْن الحكم. وهو يروى عنها. (3291) حبيبة بنت عبيد [6] اللَّه بْن جحش بْن رياب، وأمها أم حبيبة رملة بنت أبي سُفْيَان زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبها كانت تكنى. هاجرت مَعَ أبيها إِلَى أرض الحبشة فتنصر أبوها هنالك، ومات نصرانيًا، وقدمت مَعَ أمها عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة. (3292) حذافة [7] بنت الحارث السعدية، أخت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، وهي بنت حليمة السعدية. قَالَ ابن إسحاق: يقال لها الشيماء [8] غلب

_ [1] ليس في أ [2] أ: عبد الله. [3] أ: عن [4] ليس في أ [5] في الإصابة، والتقريب: بفتح المعجمة. [6] في أسد الغابة: عبد الله. والمثبت في أ، ى والإصابة (4- 261) . [7] بحاء وذال معجمة. وقيل: جذامة- بجيم وذال معجمة. وقيل خذامة- بخاء معجمة مكسورة. ودال مهملة وميم (هامش أ) . [8] في الإصابة: وقيل اسمها جذامة بالجيم والميم.

(3293) حريملة [1] بنت عبد الأسود،

عليها ذلك، فلا تعرف فِي قومها إلا به، وذكروا أن الشيماء كانت تحضن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مع أمها إذ كان عندهم. (3293) حريملة [1] بنت عبد الأسود، ماتت بأرض الحبشة، هكذا ذكره الطبري. (3294) حزمة [2] بنت قيس الفهرية، أخت فاطمة بنت قيس الفهرية، تزوجها سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل، فولدت له. حديثها عند الزهري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن [3] عبيد الله. (3295) حسانة المزنية [4] كَانَ اسمها جثامة، فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنت حسانة المزنية. كانت صديقة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلها ويقول: حسن العهد من الإيمان. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَاءَتْ عَجُوزٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَتْ: أَنَا جَثَّامَةُ الْمُزَنِيَّةُ. قَالَ: بَلْ أَنْتِ حَسَّانَةُ الْمُزَنِيَّةُ، كَيْفَ حَالُكُمْ؟ كَيْفَ كُنْتُمْ بَعْدَنَا؟ قَالَتْ: بِخَيْرٍ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ الْعَجُوزِ هَذَا الإِقْبَالِ! قَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنْ رِوَايَةِ من روى ذلك في الحولا، بِنْتِ تُوَيْتٍ؟، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، فَالْحَدِيثُ عِنْدَ أَبِي عاصم واختلف عليه فيه،

_ [1] في أسد الغابة: حرملة وقيل حريملة؟. أخرجها أبو عمر حريملة مصغرة. كذا ذكرها الطبري. وسماها ابن حبيب حرملة. [2] حزمة- بسكون الزاى المنقوطة (الإصابة) وفي أسد الغابة: بفتح الحاء وسكون الزاى. [3] أ: ابن عبد الله. [4] في الإصابة: المدنية.

(3296) حسنة أم شرحبيل [بن حسنة] [2] ،

وَرَوَى ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُهْدِيَتْ إِلَيْهِ هَدِيَّةٌ قَالَ: اذْهَبُوا بِبَعْضِهَا إِلَى فُلانَةَ [1] ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةً لِخَدِيجَةَ، وَإِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خديجة. (3296) حسنة أم شرحبيل [بْن حسنة] [2] ، هاجرت إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ زوجها سُفْيَان بْن معمر الجمحي، ذكرها أَبُو عمر فِي باب زوجها [3] . (3297) حفصة بنت عُمَر بْن الْخَطَّابِ زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تقدم [4] ذكر نسبها فِي ذكر أبيها، وهي أخت عَبْد اللَّهِ [بْن عُمَرَ] [5] لأبيه وأمه، وأمهما زينب بنت مظعون بْن حبيب بْن وهب بْن حذافة بْن جمح. كانت حفصة من المهاجرات، وكانت قبل رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تحت خنيس ابن حذافة بْن قيس بْن عدي السهمي، فلما تأيمت ذكرها عمر لأبي بكر وعرضها عَلَيْهِ فلم يرجع [إليه] [5] أَبُو بَكْر كلمة، فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها عَلَى عُثْمَان حين ماتت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُثْمَان: مَا أريد أن أتزوج اليوم. فانطلق عمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فشكا إليه عُثْمَان وأخبره بعرضه حفصة عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يتزوج حفصة من هُوَ خير من عُثْمَان، ويتزوج عُثْمَان من هي خير من حفصة. ثم خطبها إِلَى عمر فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلقي أَبُو بَكْر عُمَر بْن الْخَطَّابِ فَقَالَ له: لا تجد علي فِي نفسك، فإن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولو تركها لتزوجتها. وتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند أكثرهم فِي سنة ثلاث من الهجرة. وقال أبو عبيدة: تزوّجها سنة اثنتين من التاريخ.

_ [1] أ: الغلابة. [2] من أ. [3] صفحة 631. [4] صفحة 1144. [5] ليس في أ.

(3298) حقة بنت عمرو،

وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: طلقها تطليقة ثم ارتجعها، وذلك أن جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: راجع حفصة، فإنها قوامة صوامة، وإنها زوجتك فِي الجنة. وَرَوَى مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بعمر وابنته بعد هذا، فنزل جبريل الْغَدِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ رَحْمَةً لِعُمَرَ. وَأَوْصَى عُمَرُ بَعْدَ مَوْتِهِ إِلَى حَفْصَةَ، وَأَوْصَتْ حَفْصَةُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِمَا أَوْصَى بِهِ إِلَيْهَا عُمَرُ بِصَدَقَةٍ تَصَدَّقَتْ بِهَا وَبِمَالٍ وَقَفَتْهُ بالغابة. وتوفيت في حين بايع الحسين [1] بْن علي عليهما السلام لمعاوية، وذلك فِي جمادى [الأولى] [2] سنة إحدى وأربعين وكذلك قَالَ أَبُو معشر وَقَالَ غيره: توفيت حفصة سنة خمس وأربعين. وذكر الدَّوْلابِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أيوب- أن حفصة توفيت سنة سبع وعشرين. (3298) حقة بنت عَمْرو، كانت قد صلت القبلتين. روى عنها أَبُو مجلز أنها كانت تلبس المعصفر فِي الإحرام. (3299) حكيمة [3] بنت غيلان الثقفية، امرأة يعلى بْن مرة. روت عَنْ زوجها يعلى بْن مرة، مَا أدري أسمعت من النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [شَيْئًا] [4] أم لا. (3300) حليمة السعدية. هي حليمة بنت أبي ذؤيب، وأبو ذؤيب هو عبد الله

_ [1] أ: الحسن. [2] ليس في أ. [3] في أسد الغابة: حكيمة- بضم الحاء وفتح الكاف- قاله الأمير. [4] ليس في أ

(3301) حمامة [3] ،

ابن الحارث بْن شجنة [1] بْن جابر بْن رزام بْن ناضرة بْن سعد بْن بكر بْن هوازن ابن منصور بْن عكرمة بْن حفصة بْن غيلان بْن مضر، أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، هي التي أرضعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أكملت رضاعه، ورأت له برهانًا وعلمًا جليلًا، تركنا ذكره [2] لشهرته. روى زيد بْن أسلم، عَنْ عطاء بْن يسار، قَالَ: جاءت حليمة ابنة عَبْد اللَّهِ أم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم حنين، فقام إليها وبسط لَهَا رداءه، فجلست عَلَيْهِ. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روى عنها عَبْد الله ابن جعفر. (3301) حمامة [3] ، ذكرها أَبُو عمر فِي جملة من اشتراه أَبُو بَكْر من المعذبين فِي اللَّه فأعتقهم (3302) حمنة بنت جحش بْن رياب الأسدية، [من بني أسد بْن خزيمة، أخت زينب بنت جحش [4]] ، كانت عند مصعب بْن عمير، وقتل عنها يوم أحد فتزوجها طلحة بْن عبيد اللَّه، فولدت له محمدًا وعمران ابني طلحة بْن عبيد اللَّه، وكانت حمنة ممن خاض فِي الإفك عَلَى عائشة وجلدت فِي ذلك مَعَ من جلد فيه عند من صحح جلدهم، وكانت تستحاض هي وأختها أم حبيبة [5] بنت جحش. روى عنها ابنها عمران بْن طلحة بْن عبيد اللَّه. (3303) حواء بنت يَزِيد [6] بْن السكن الأنصارية، من بنى عبد الأشهل، مدنية،

_ [1] شجنة- بكسر الشين المعجمة وسكون الجيم بعدها نون. رزام، بكسر المهملة. [2] أ: تركنا ذلك. [3] في الإصابة: هي أم بلال المؤذن. [4] ليس في أ. [5] في أسد الغابة: جعل ابن مندة حمنة هي حبيبة. وجعل أبو نعيم أم حبيبة كنية حمنة. وجعلهما أبو عمر اثنتين. [6] هكذا في ى، والإصابة. وفي أ، وأسد الغابة: زيد.

(3304) حواء بنت يزيد بن سنان بن كرز بن زعوراء الأنصارية.

جدة عَمْرو بْن معاذ الأشهلي. روت [1] عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها سمعته يقول: ردوا السائل ولو بظلف محرق. روى عنها عَمْرو بْن معاذ المذكور. (3304) حواء بنت يَزِيد بْن سنان بْن كرز بْن زعوراء الأنصارية. قَالَ مصعب: أسلمت، وكانت تكتم [من] [2] زوجها قيس بْن الخطيم الشاعر إسلامها، فلما قدم قيس مكة حين خرجوا يطلبون الحلف فِي قريش عرض عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلام، فاستنظره قيس حَتَّى يقدم المدينة، وسأله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجتنب زوجته حواء بنت يَزِيد، وأوصاه بها خيرًا، وَقَالَ له: إنها قد أسلمت، ففعل قيس، وحفظ وصية رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وفى الأديعج. وقد أنكرت هذه القصة عَلَى مصعب، وَقَالَ منكروها [3] : إن صاحبها قيس بْن شماس. وأما قيس بْن الخطيم فقتل قبل الهجرة، والقول عندنا قول مصعب، وقيس ابن شماس أسن من قيس بْن الخطيم، ولم يدرك الإسلام، إنما أدركه ابنه ثابت بْن قيس. (3305) حواء الأنصارية جدة ابْن بجيد [4] ، كانت من المبايعات، من حديثها مَا حَدَّثَنَا به يعيش بْن سَعِيد، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ. حَدَّثَنَا أَبُو يعقوب الحنينى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ بُجَيْدٍ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ- وكانت من المبايعات، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَسْفِرُوا بِالصُّبْحِ فَإِنَّهُ كُلَّمَا أَسْفَرْتُمْ- أَعْظَمُ لِلأَجْرِ وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ

_ [1] في أسد الغابة: أخرج أحمد بن حنبل هذا المتن في ترجمة حواء جدة عمرو بن معاذ، فعلى هذا تكون حواء جدة ابن بجيد أيضا. وأخرج أبو نعيم وأبو عمر هذا المتن في ترجمة حواء أم مجيد. وأخرجه أبو عمر في هذه الترجمة أيضا فيكون أبو عمر أخرجه في ترجمتين وهذا يدل على أنهما واحدة وقد جعلهما اثنتين. [2] ليس في أ [3] أ: منكرها. [4] د أ: جدة ابن أبى مجيد المثبت في أ، والإصابة، وأسد الغابة.

(3306) الحولاء بنت تويت [4] ابن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية،

مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ [1] بْنُ مَيْسَرَةَ الصَّنْعَانِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُعَاذٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ حَوَّاءَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: رُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ [2] . وَرَوَى الْمَقْبُرِيُّ عَنْ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ جَدَّتِهِ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: يا نساء المؤمنات، لا تحقرن إِحْدَاكُنَّ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ. وَقَدْ ذَكَرْنَا الاضطراب في هذا لإسناد فِي كِتَابِ التَّمْهِيدِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُ حَوَّاءَ هذه هي التي قبلها [3] . (3306) الحولاء بنت تويت [4] ابن حبيب بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية، هاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت من المجتهدات فِي العبادة، وفيها جاء الحديث أنها كانت لا تنام الليل. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن اللَّه لا يمل حَتَّى تملوا اكلفوا من العمل مَا لكم به طاقة. وَرَوَى أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مُخَلَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اسْتَأْذَنَتِ الْحَوْلاءُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهَا، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَقَالَ: كَيْفَ أَنْتِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُقْبِلُ عَلَى هَذِهِ هَذَا الإِقْبَالَ؟ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِيَنَا فِي زَمَنِ خَدِيجَةَ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ. هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُورِ، اسْتَأْذَنَتِ الْحَوْلاءُ، وَلَمْ يَقُلْ بِنْتَ تُوَيْتٍ وَلا نَسَبَهَا، وَقَدْ غَلَطَ فِي ذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ، لأَنَّهُ قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عن

_ [1] أ: جعفر. [2] أ: محترق. [3] في أسد الغابة: فقد جعل أبو عمر حواء ثلاثا: حواء الأنصارية أم بجيد، وحواء بنت يزيد بن السكن. وحواء بنت يزيد بن سفيان. وجعلهن ابن مندة اثنتين: حواء بنت يزيد بن السكن أم بجيد. وحواء بنت رافع. وجعلهن أبو نعيم واحدة: حواء بنت زيد بن السكن وهي أم بجيد، وهي بنت رافع. [4] بمثناتين مصغر.

(3307) الحويصلة بنت قطبة بن حوى [2] .

أَبِي عَاصِمٍ بِخِلافِ مَا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّامِيُّ، وَنَذْكُرُهُ فِي هَذَا الْبَابِ عِنْدَ ذِكْرِ حَسَّانَةِ [1] الْمُزَنِيَّةِ. (3307) الحويصلة بنت قطبة بْن حوي [2] . قَالَ أَبُو عمر- فِي باب قطبة [3] أبيها: إنه قَالَ للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبايعك عَلَى نفسي وعلى الحويصلة. باب الخاء (3308) خالدة بنت الأسود بْن عبد يغوث ذكرها بقي بْن مخلد فِي تفسير آل عمران في قوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ من الْمَيِّتِ 6: 95. وذكر بِسَنَدِهِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ [4] عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة- أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَرَأَى عِنْدَهَا امْرَأَةً تُصَلِّي [4] فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَتْ مُتَعَبِّدَةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [يَا عَائِشَةُ] [5] مَنْ هَذِهِ؟ قَالَتْ: إِحْدَى خَالاتِكَ. قَالَ: إِنَّ خَالاتِي بِهَذِهِ البلاد لغرائب، فَأَيُّ خَالاتِي [هَذِهِ] ؟ قَالَتْ: هَذِهِ خَالِدَةُ بِنْتُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ. قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ [الَّذِي] [6] يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ. إِنْ صَحَّ هَذَا الْحَدِيثُ فَإِنَّمَا كَانَتْ خَالَتُهُ، لأَنَّ الأَسْوَدَ ابن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بْنِ زُهْرَةَ، وَالِدَ خَالِدَةَ هَذِهِ هُوَ ابْنُ أَخِي آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ أُمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَالِدَةُ [7] بِنْتُ الأَسْوَدِ بِنْتُ بن خَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهِيَ مِنْ خَالاتِهِ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَنْ ذَكَرَهَا غَيْرَ بَقِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ. (3309) خالدة بنت أنس الساعدية. أم بني حزم، حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم في الرقية.

_ [1] في الإصابة: قلت: لا يمتنع احتمال التعدد كما لا يمتنع احتمال أن تكون حسانة اسمها والحولاء وصفها أو لقبها وقد اعترف أبو عمر بأن الكديمي لم يقل بنت تويت وإذا كان كذلك فلم يصب من أورد هذه القصة في ترجمة الحولاء بنت تويت. وإنما هي أخرى إن ثبت السند والعلم عند الله تعالى. [2] أو الإصابة: بن جزى [3] انظر صفحة 1282 من هذا الكتاب [4] بدل ما بين الرقمين في أ: أظنه عن حميد بن عبد الرحمن، قال: دخل النبي على عائشة وعندها امرأة تصلى ... [5] من أ [6] ليس في أ [7] في أ: فالأسود ابن خال النبي وخالدة بنت الأسود.

(3310) خالدة [أو خلدة] [1] بنت الحارث

(3310) خالدة [أَوْ خلدة] [1] بنت الحارث عمة عَبْد اللَّهِ بْن سلام، ذكر ذلك ابْن إِسْحَاق فِيمَا اقتصه [2] عَبْد اللَّهِ بْن سلام فِي إسلامه وإسلام أهل بيته. قَالَ: وأسلمت عمتي خالدة (3311) خديجة بنت خويلد بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الزُّبَيْر: كانت تدعى فِي الجاهلية الطاهرة، أمها فاطمة بنت زائدة بْن الأصم، والأصم. اسمه جندب بْن هرم بن رواحة ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي كانت خديجة تحت أبي هالة بْن زرارة بْن نباش بْن عدي بْن حبيب بْن صرد بْن سلامة بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم التميمي، هكذا نسبه الزُّبَيْر. وأما الجرجاني النسابة فَقَالَ: كانت خديجة قبل عند أبي هالة هند بْن النباش ابن زرارة بْن وقدان بْن حبيب بْن سلامة بْن عدي بْن جروة بْن أسيد بْن عَمْرو بْن تميم، فولدت له هند، ثم اتفقا فقالا: ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق ابن عائذ [3] بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو [4] بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال قتادة: كانت خديجة تحت عتيق ابن عائذ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن مخزوم، ثم خلف عليها بعده أَبُو هالة هند بْن زرارة بْن النباش، هكذا قَالَ قتادة. والقول الأول الأصح إن شاء اللَّه تعالى. ولم يختلفوا أنه ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منها ولده كلهم حاشا إِبْرَاهِيم. زوجه إياها عَمْرو بْن أسد بْن عبد العزى بْن قصي. وَقَالَ عَمْرو بْن أسد:

_ [1] ليس في أ، وخلدة بسكون اللام، كما في التهذيب. [2] في أ: فيما اقتصه من إسلام عبد الله بن سلام. [3] في أ: عابد. [4] أ: عمر.

محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هَذَا الفحل لا يقدع أنفه وكانت إذ تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت أربعين سنة، فأقامت معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أربعًا وعشرين سنة، وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر. وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ تزوج خديجة ابْن إحدى وعشرين سنة. وقيل: ابْن خمس وعشرين سنة، وَهُوَ الأكثر وقيل: ابْن ثلاثين سنة. وأجمعوا أنها ولدت له أربع بنات كلهن أدركن الإسلام، وهاجرن، فهن: زينب، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم. وأجمعوا أنها ولدت له ابنا يسمى القاسم، وبه كَانَ يكنى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم وَقَالَ معمر، عَنِ ابْن شهاب: زعم بعض العلماء أنها ولدت له ولدًا يسمى الطاهر. وَقَالَ بعضهم: مَا نعلمها ولدت له إلا القاسم، وولدت له بناته الأربع وقال عقيل، بن ابْن شهاب: ولدت له خديجة: فاطمة، وزينب، وأم كلثوم، ورقية، والقاسم، والطاهر. وكانت زينب أكبر بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ قتادة: ولدت له خديجة غلامين وأربع بنات: القاسم وبه كَانَ يكنى، وعاش حَتَّى مشى. وعَبْد اللَّهِ مات صغيرًا. ومن النساء: فاطمة، وزينب، ورقية، وأم كلثوم وَقَالَ الزُّبَيْر: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم، وَهُوَ أكبر ولده، ثم زينب، ثم عَبْد اللَّهِ، وَكَانَ يقال له الطيب، ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة. ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، هكذا الأول فالأول، ثم مات القاسم بمكة، وَهُوَ أول ميت مات من ولده، ثم مات عَبْد الله أيضا بمكة.

وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: ولدت له خديجة: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وقاسمًا، وبه كَانَ يكنى، والطاهر. والطيب، فأما القاسم والطيب والطاهر فهلكوا بمكة فِي الجاهلية. وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن، وهاجرن معه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ مصعب الزبيري: ولد لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القاسم. وبه كَانَ يكنى. وعَبْد اللَّهِ، وَهُوَ الطيب والطاهر، لأنه ولد بعد الوحي. وزينب، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، أمهم كلهم خديجة ففي قول مصعب- وَهُوَ قول الزُّبَيْر وأكثر أهل النسب- أن عبد الله بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الطيب وَهُوَ الطاهر، له ثلاثة أسماء. وَقَالَ علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: أولاد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: القاسم وَهُوَ أكبر أولاده، ثم زينب، [قَالَ: وَقَالَ ابْن الكلبي. زينب، ثم القاسم] [1] ، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عَبْد اللَّهِ وَكَانَ يقال له الطيب والطاهر. قال: وهذا وهو الصحيح، وغيره تخليط. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لا يختلفون أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يتزوج فِي الجاهلية غير خديجة، ولا تزوج عليها أحدًا من نسائه حَتَّى ماتت، ولم تلد له من المهارى غيرها، وهي أول من آمن باللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا قول قتادة والزهري وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل وابن إِسْحَاق وجماعة، قَالُوا: خديجة أول من آمن باللَّه من الرجال والنساء ولم يستثنوا أحدا. وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الْمَكِّيِّينَ قَالَ: وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ [2] فِيمَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن

_ [1] ليس في أ [2] أمن آمن برسول الله.

عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ السَّدُوسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو رَافِعٍ، وَابْنُ عَبَّاسٍ- فَذَكَرَ الأَسَانِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَابْنِ عَقِيلٍ وَقَتَادَةَ وَابْنِ إِسْحَاقَ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ. ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن هاشم ابن الْبَرِيدِ [1] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ [2] بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَصَلَّتْ خَدِيجَةُ آخِرَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَكَذَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ. حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه مِنَ النَّاسِ بَعْدَ خَدِيجَةَ. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: كَانَتْ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ وَصَدَّق مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنْ رَبِّهِ وَآزَرَهُ [3] عَلَى أَمْرِهِ، فَكَانَ لا يَسْمَعُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَيْئًا يَكْرَهُهُ مِنْ رَدٍّ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبٍ لَهُ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ بِهَا، تُثَبِّتُهُ وَتُصَدِّقُهُ، وَتُخَفِّفُ عَنْهُ، وَتُهَوِّنُ عَلَيْهِ مَا يَلْقَى مِنْ قَوْمِهِ. قَالَ: وحدثني إِسْمَاعِيل بْن أبي حكيم أنه بلغه عَنْ خديجة أنها قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يا بن عم، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك إذا جاءك- تعني جبرائيل عَلَيْهِ السلام- فلما جاءه جبرائيل عَلَيْهِ السلام قَالَ: يَا خديجة، هَذَا جبرائيل قد جاءني، فقالت له: قم يا بن عم فاقعد على فخذي اليمنى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فتحول إِلَى اليسرى، ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم. قالت: فاجلس فِي حجري، [ففعل، فقالت: هل تراه؟ قَالَ: نعم] [4] ، فألقت خمارها وحسرت عَنْ صدرها، فقالت: هل تراه؟ فَقَالَ: لا، قالت: أبشر، فإنه والله ملك، وليس بشيطان.

_ [1] أ: اليزيد. [2] أ: عبد الله. [3] أ: وآزرته. [4] من أ

وروى من وجوه أن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا خديجة، إن جبرئيل عَلَيْهِ السلام يقرئك السلام. وبعضهم يروي هَذَا الخبر أن جبرئيل قَالَ: يَا مُحَمَّد، اقرأ عَلَى خديجة من ربها السلام، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا خديجة، هَذَا جبرئيل يقرئك السلام من ربك. فقالت خديجة: اللَّه هُوَ السلام، ومنه السلام، وعلى جبرئيل السلام. أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ باللَّه وَرَسُولِهِ خَدِيجَةُ [بِنْتُ خُوَيْلِدٍ] [1] زَوْجَتُهُ. قَالَ زُهَيْرٌ: وَأَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عَبْدُ اللَّهِ [2] بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السلام، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا دَاوُدَ- يَعْنِي ابْنَ الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمرَ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امرأة فرعون

_ [1] ليس في أ [2] أ: عبد الملك.

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ [1] ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ [2] ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ عَنْ علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَرَوَى عن عَبْدُ الرَّزَّاقِ [3] ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس- أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، فَآسِيَةُ [بِنْتُ مُزَاحِمٍ] [4] امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هَكَذَا ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. وَقَالَ فِيهِ غَيْرُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ بِإِسْنَادِهِ: أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ، وذكره مِثْلَهُ. وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنٍ [5] ، عَنِ الدراوَرْديّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ، ثُمَّ خَدِيجَةُ، ثُمَّ آسية، هكذا رواه الزبير.

_ [1] أ: حدثنا تميم بن زياد الرازيّ، حدثنا أبو جعفر الرازيّ. [2] أ: وحدثنا ابن سنجر. [3] أ: وروى عبد الرزاق. [4] ليس في أ [5] أ: حسن.

وَذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: سيدة نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ فَاطَمَةُ [بِنْتُ مُحَمَّدٍ] [1] وَخَدِيجَةُ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ وَمَتْنِهِ، وَإِنَّمَا رِوَايَةُ [2] الدراوَرْديّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ لا عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ. حَدَّثَنِي عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أبي، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ [3] أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وَمَا بِي أَنْ أَكُونَ أَدْرَكْتُهَا، وَلَكِنْ ذلك لكثرة ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياها، وإن كان ليذبح الشاة فيتنّبع بِذَلِكَ صَدَائِقَ خَدِيجَةَ يَهْدِيهَا لَهُنَّ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: خَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ وَخَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ. أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَكَادُ يَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ حَتَّى يَذْكُرَ خَدِيجَةَ فَيُحْسِنُ الثَّنَاءَ عليها، فذكرها يوما

_ [1] ليس في أ. [2] أ: رواه [3] حازم.

مِنَ الأَيَّامِ فَأَدْرَكَتْنِي الْغَيْرَةُ، فَقُلْتُ: هَلْ كَانَتْ إِلا عَجُوزًا، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، فَغَضِبَ حَتَّى اهْتَزَّ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ مِنَ الْغَضَبِ، ثُمَّ قَالَ: لا وَاللَّهِ، مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمَنَتْ [بِي] [1] إِذْ كَفَرَ النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي فِي مَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ مِنْهَا أَوْلادًا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلادَ النِّسَاءِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لا أَذْكُرُهَا بِسَيِّئَةٍ أَبَدًا. وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَدِيجَةَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَتَنَاوَلْتُهَا، فَقُلْتُ: عَجُوزُ كَذَا وَكَذَا، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، لَقَدْ آمَنَتْ بِي حِينَ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي حِينَ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَأَشْرَكَتْنِي فِي مَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ وَلَدَهَا وَحَرَمَنِي وَلَدَ غَيْرِهَا. فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أُعَاتِبُكَ فِيهَا بَعْدَ الْيَوْمِ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن محمد بن عبد المؤمن، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الصَّيْدَلانِيُّ بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، فَذَكَرَهُ. حدثنا سعيد بن نصر، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ. وَرَوَاهُ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَأَبُو معاوية.

_ [1] ليس في أ

واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل بأربع سنين. وكانت وفاتها قبل تزويج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائشة. وَقَالَ قتادة: توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قول قتادة عندنا أصحّ لما حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ ابن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي [1] ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ معمر، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاثِ سِنِينَ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَرَوَى يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاةُ. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَذَلِكَ بَعْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعَةِ أَعْوَامٍ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَتُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ وَخَدِيجَةُ قَبْلَ مُهَاجِرِ النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بِثَلاثِ سِنِينَ، قَالَ: فلما توفي أَبُو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة، ثم رجع من الطائف إِلَى مكة. وَحَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن معاوية، عن هشام ابن عُرْوَةَ- أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ كَتَبَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُنِي عَنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ مَتَى تُوُفِّيَتْ. وَإِنَّهَا تُوُفِّيَتْ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ بِثَلاثِ سِنِينَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يُقَالُ إِنَّهَا كَانَتْ وَفَاتُهَا بَعْدَ مَوْتِ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ. وَقِيلَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تُوُفِّيَتْ بِنْتَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةٍ، تُوُفِّيَتْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَدُفِنَتْ فِي الْحَجُونِ، ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُ.

_ [1] أ: عمر.

(3314) خزيمة بنت جهم بن قيس العبدرية.

(3314) خزيمة بنت جهم بْن قيس العبدرية. من بني عبد الدار بْن قصي، هاجرت مَعَ أبيها وأمها خولة أم حرملة إِلَى أرض الحبشة [روى عنها أَبُو السفر سَعِيد بْن مُحَمَّد، ذكرها ابْن السكن فِي الصحابيات، وليس فِي حديثها دليل عَلَى صحبتها ولا عَلَى رؤيتها [1]] . (3315) خليدة بنت قعنب الضبية. كانت من المبايعات، حديثها فِي السوارين ذكره ابْن أبي خيثمة، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عرعرة، عَنْ حميد بْن حماد السعدي، عَنْ عمته ثعلبة بنت الحوار، سمعت خالتها خليدة بنت قعنب الضبية أنها كانت فِي النسوة اللاتي بايعن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... وذكر الحديث. (3316) خنساء بنت خدام [2] بْن وديعة [3] الأنصارية، [وهي] [4] من الأوس، أنكحها أبوها، وهي كارهة، فرد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكاحها. واختلفت الأحاديث فِي حالها فِي ذلك الوقت، ففي نقل مالك، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن القاسم، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْد الرَّحْمَنِ ومجمع ابْني يزيد بْن جارية، عَنْ خنساء- أنها كانت ثيبًا، وذكر ابْن المبارك، عَنِ الثوري، عَنْ عَبْد الرحمن ابن القاسم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن يَزِيد بْن وديعة، عَنْ خنساء بنت خدام أنها كانت يومئذ بكرًا. والصحيح نقل مالك فِي ذلك إن شاء اللَّه تعالى. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدَّتِهِ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِدَامِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: وَكَانَتْ أَيِّمًا مِنْ رَجُلٍ، فَزَوَّجَهَا أَبُوهَا رَجُلا مِنْ بَنِي عَوْفٍ، وَإِنَّهَا خُطِبَتْ [5] إِلَى أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ، فَارْتَفَعَ شَأْنُهُمَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها أَنْ يُلْحِقَهَا بِهَوَاهَا، فَتَزَوَّجَتْ أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ. رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ وغيره، عن ابن إسحاق.

_ [1] ليس في أ. [2] بالخاء المعجمة المكسورة والدال المهملة. (التقريب) . وفي أسد الغابة: خذام. [3] في أسد الغابة: بن وديعة بن خالد الأنصارية. [4] ليس في أ [5] أ: فخطبت.

(3317) خنساء بنت عمرو بن الشريد الشاعرة السلمية.

(3317) خنساء بنت عَمْرو بْن الشريد الشاعرة السلمية. وهو الشريد بن رباح [1] ابن ثعلبة [2] بن عصيّة بْن خفاف بْن امرئ القيس بْن بهثة بْن سليم. قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قومها من بني سليم فأسلمت معهم، فذكروا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يستنشدها فيعجبه شعرها، وكانت تنشده، وَهُوَ يقول: هيه يَا خناس، أَوْ يومي بيده. قَالُوا: وكانت الخنساء فِي أول أمرها تقول البيتين والثلاثة، حَتَّى قتل أخوها لأبيها وأمها معاوية بْن عَمْرو، قتله هاشم وزيد المريان، وصخر أخوها لأبيها، وَكَانَ أحبهما إليها، لأنه كَانَ حليمًا جوادًا محبوبًا فِي العشيرة، وَكَانَ غزا بني أسد فطعنه أَبُو ثور الأسدي، فمرض منها قريبًا من حول ثم مات، فلما قتل أخواها أكثرت من الشعر، وأجادت، فمن قولها فِي صخر أخيها [3] : أعيني جودا ولا تجمدا ... ألا تبكيان لصخر الندى ألا تبكيان الجريء الجميل ... ألا تبكيان الفتى السيدا طويل العماد عظيم الرماد [4] ... ساد عشيرته أمردا ومن قولها أَيْضًا فِي صخر أخيها: أشم أبلج يأتم الهداة به [5] ... كأنه علم فِي رأسه نار وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها، وقالوا: اسم الخنساء تماضر. ذكر الزُّبَيْر بْن بكار، عَنْ مُحَمَّد بْن الحسن المخزومي، عن عبد الرحمن

_ [1] ابن سلام: رباح. [2] ابن سلام، وأسد الغابة: يقظة. [3] الديوان: 15. [4] في الديوان: طويل النجاد رفيع العماد. [5] في الديوان (27) : «وإن صخرا لتأتم الهداة به» . والمثبت في الشعر والشعراء لابن قتيبة أيضا.

ابن عَبْد اللَّهِ، عَنْ أبيه، عَنْ أبي وجزة، عَنْ أبيه، قَالَ [1] : حضرت الخنساء بنت عَمْرو بْن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يَا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، وو الله الّذي لا إله إلّا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة مَا خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت [2] نسبكم، وقد تعلمون مَا أعد اللَّه للمسلمين من الثواب الجزيل فِي حرب الكافرين. واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول اللَّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 3: 200. فإذا أصبحتم غدًا إن شاء اللَّه سالمين فاغدوا إِلَى قتال عدوكم مستبصرين، وباللَّه عَلَى أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عَنْ ساقها، واضطرمت لظى عَلَى سياقها [3] ، وجللت نارًا عَلَى أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة فِي دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، عازمين عَلَى قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول: يَا إخوتي إن العجوز الناصحة ... قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه مقالة [4] ذات بيان واضحة ... [فباكروا الحرب الضروس الكالحه [5]] وإنما تلقون عند الصائحة [6] ... من آل ساسان الكلاب النابحه [7] قد أيقنوا منكم بوقع الجائحة ... وأنتم بين حياة صالحه أو ميتة تورث غنما رابحه

_ [1] خزانة الأدب: 1- 395. [2] أ: غيرت. [3] أ: سباقها. [4] أ: بمقالة. [5] ليس في الإصابة. [6] في الإصابة: الصابحة. [7] الإصابة: كلابا نابحة.

وتقدم [1] فقاتل حَتَّى قتل (رحمه اللَّه) . ثم حمل الثاني، وهو يقول: إن العجوز ذات حزم وجلد ... [والنظر الأوفق والرأي السدد [2]] وقد أمرتنا بالسداد والرشد ... نصيحة منها وبرا بالولد فباكروا الحرب حماة فِي العدد ... [إما لفوز بارد عَلَى الكبد أَوْ ميتة تورثكم عز الأبد ... فِي جنة الفردوس والعيش الرغد [2]] فقاتل حَتَّى استشهد (رحمه اللَّه) ، ثم حمل الثالث، وهو يقول: والله لا نعصي العجوز حرفا ... [قد أمرتنا حدبا [3] وعطفا [2]] نصحًا وبرًا صادقًا ولطفًا ... فبادروا الحرب الضروس زحفا حَتَّى تلفوا آل كسرى لَفَّا ... [أَوْ تكشفوهم عَنْ حماكم كشفا إنا نرى التقصير منكم ضعفًا ... والقتل فيكم نجدة وزلفى [4]] [2] فقاتل حَتَّى استشهد رحمه اللَّه. ثم حمل الرابع وهو يقول: لست لخنساء ولا للأخرم ... ولا لعمر وذي السناء [5] الأقدم إن لم أرد فِي الجيش جيش الأعجم ... ماض عَلَى الهول [6] خضم خضرم [إما لفوز عاجل ومغنم ... أَوْ لوفاة فِي السبيل الأكرم [2]] فقاتل حَتَّى قتل رضي [7] اللَّه عنه وعن إخوته. فبلغها الخبر فقالت: الحمد للَّه الَّذِي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم فِي مستقر رحمته. وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رضي اللَّه عنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكل واحد مائتي درهم حتى قبض رضى الله عنه.

_ [1] أ: ثم تقدم. [2] ليس في أ. [3] ى: حربا. [4] أ: وعرفا. [5] في الإصابة: ذي السعاء. [6] ى: الحول. والمثبت في أ، والإصابة. [7] أ: رحمة الله عليه وعلى أخويه.

(3318) خولة بنت الأسود [1] بن حذافة،

(3318) خولة بنت الأسود [1] بْن حذافة، تكنى أم حرملة، هاجرت مَعَ زوجها جهيم بْن قيس إِلَى أرض الحبشة، هكذا قَالَ مُوسَى بْن عُقْبَةَ. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: أم حرملة بنت الأسود هاجرت مَعَ زوجها جهيم بْن قيس. (3319) خولة بنت ثامر الأنصارية. روى عنها النعمان بْن أبي عياش الزَّرْقِيّ أنها سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الدنيا خضرة حلوة، وإن رجالًا سيخوضون فِي مال اللَّه وبغير الحق لهم النار يوم القيامة قيل: هي ابنة قيس بن قهد، وثامر لقب. (3320) خولة بنت ثعلبة. ويقال خويلة. وخولة أكثر. وقيل خولة بنت حكيم. وقيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بْن ثعلبة بْن غنم بْن عوف. وأما عروة ومحمد بْن كعب وعكرمة فَقَالُوا: خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بْن الصامت أخي عبادة بْن الصامت، فظاهر منها، وفيها نزلت: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ في زوجها وتشتكي إلى الله ... إِلَى آخر القصة فِي الظهار. وقيل: إن التي نزلت فيها هذا الآية جميلة امرأة أوس بْن الصامت. وقيل: بل هي خولة بنت دليج [2] ، ولا يثبت شيء من ذلك والله أعلم. والذي قدمنا أثبت وأصح إن شاء اللَّه تعالى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سمعت أبي يقول: خولة بنت ثعلبة زوج أوس بْن الصامت، وهي المجادلة. وروينا من وجوه عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّابِ أنه خرج ومعه الناس، فمر بعجوز، فاستوقفته، فوقف، فجعل يحدثها وتحدثه، فَقَالَ له رجل: يَا أمير المؤمنين، حبست الناس عَلَى هذه العجوز! فَقَالَ: ويلك! تدري من هي؟ هذه امرأة

_ [1] أ: بنت أبي الأسود. [2] أ: دليم.

سمع اللَّه شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل اللَّه فِيهَا: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ في زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى الله. 58: 1 والله لو أنها وقفت إِلَى الليل مَا فارقتها إلا للصلاة [1] ثم أرجع إليها. وروى عَنْ خولة هذه يوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وَقَالَ فِيهَا خويلة، وكذلك قَالَ فِيهَا معمر خويلة. وقد روى خليد بْن دعلج، عَنْ قتادة، قَالَ: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي، فإذا بامرأة برزت عَلَى ظهر الطريق، فسلم عليها عمر، فردت عَلَيْهِ السلام، وقالت: هيهات يَا عمر، عهدتك وأنت تسمى عميرًا فِي سوق عكاظ ترعى [2] الضأن بعصاك، فلم تذهب الأيام حَتَّى سميت عمر، ثم لم تذهب الأيام حَتَّى سميت أمير المؤمنين، فاتق اللَّه فِي الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عَلَيْهِ البعيد. ومن خاف الموت خشي عَلَيْهِ الفوت. فَقَالَ الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة عَلَى أمير المؤمنين. فَقَالَ عمر: دعها، أما تعرفها! فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بْن الصامت التي سمع اللَّه قولها من فوق سبع سماوات، فعمر والله أحق أن يسمع لَهَا. هكذا فِي هَذَا الخبر خولة بنت حكيم امرأة عبادة بْن الصامت، وَهُوَ وهم، وخليد ضعيف سيء الحفظ، وإنما هي امرأة أوس بْن الصامت عَلَى الاختلاف فِي اسم أبيها. حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، قال:

_ [1] أ: إلا للصلاة. [2] أ: ترعى الصبيان بعصاك.

(3321) خولة، ويقال خويلة، بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال السلمية،

حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، عَنْ خُوَيْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ قَالَتْ: فِي وَفِي أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ. (3321) خولة، ويقال خويلة، بنت حكيم بْن أمية بْن حارثة بْن الأوقص بْن مرة بْن هلال السلمية، امرأة عُثْمَان بْن مظعون، تكنى أم شريك، وهي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قول بعضهم، وكانت امرأة صالحة فاضلة، روى عنها سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي التعوذ بكلمات اللَّه عند النزول فِي السفر. وروى عنها سَعِيد بْن المسيب، ومحمد بن يحيى ابن حبان، وعمر بْن عبد العزيز. وحديث سعد عنها من حديث سَعِيد بْن المسيب عنه، ومن حديث بسر [1] بْن سَعِيد عنه- اختلف فيه ابْن عجلان، والحارث بْن يعقوب، وهي التي قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن فتح اللَّه عليك الطائف فأعطني حلي بادية ابنة غيلان بْن سلمة أَوْ حلي الفارعة ابنة عقيل، وكانت من أجل نساء ثقيف، فَقَالَ لَهَا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإن كَانَ لم يؤذن لي فِي ثقيف يَا خولة؟ فذكرت [2] ذلك لعمر، فأقبل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ، أما أذن لك فِي ثقيف؟ قال: لا. (3322) خولة أم صبية [3] الجهنية، حديثها أنها اختلفت يدها ويد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إناء واحد. قيل: اسمها خولة بنت قيس الجهينة، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى.

_ [1] بسر- بضم أوله وبإسكان المهملة (الخلاصة) . [2] أ: فذكر. [3] صبية- بصاد مهملة ثم موحدة، مصغر مع التثقيل (الإصابة) .

(3323) خولة بنت عبد الله الأنصارية،

(3323) خولة بنت عَبْد اللَّهِ الأنصارية، سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: الناس دثار، والأنصار شعار. فِي إسناد حديثها مقال. (3324) خولة بنت قيس بْن قهد بْن قيس بن ثعلبة [بن عبيد بن ثعلبة [1]] ابن غنم بْن مالك بْن النجار الأنصارية، تكنى أم محمد [2] وهي امرأة حمزة ابن عبد المطلب. وقد قيل: إن امرأة حمزة خولة بنت ثامر. وقد قيل: إن ثامرا لقب لقيس بْن قهد، والأول أصح إن شاء اللَّه تعالى. خلف عليها بعد حمزة بْن عبد المطلب رجل من الأنصار من بني زريق. روى عَنْ خولة هذه عبيد أَبُو الوليد سنوطي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تذاكر هُوَ وحمزة بْن عبد المطلب الدنيا، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن الدنيا خضرة حلوة، فمن أخذها بحقها بورك له فِيهَا، ورب متخوض [3] فِي مال اللَّه له النار- يوم القيامة. (3325) خولة بنت المنذر بْن زيد بْن أسيد [4] بْن خداش بْن عامر بْن غنم بْن عدي بن النجار، أرضعت إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قاله العدوي. وقد ذكرها أَبُو عمر [5] فِي الكنى ولم يذكر لَهَا اسمًا. (3326) خولة بنت يسار. قالت قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إني أحيض وليس لي إلا ثوب واحد. قَالَ: اغسلي ثوبك ثم صلي فيه. قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يبقى أثر الدم. قَالَ: لا يضرك. روى عنها أَبُو سلمة، وأخشى أن تكون خولة

_ [1] ليس في أسد الغابة والإصابة. [2] في أسد الغابة: تكنى أم محمد، وقيل أم حبيبة. وقال ابن مندة: تكنى أم صبية. وقيل أم محمد. وهذا وهم منه، صحف حبيبة بصبية، أم صبية جهنية وهذه أنصارية من أنفسهم. [3] أي رب متصرف في مال الله بما لا يرضاه الله. وقيل هو التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن (النهاية) . [4] أ، الإصابة: لبيد. [5] وكأن الترجمة ليست في الاستيعاب، بل أضيفت إليه، وبخاصة أنها ليست في أسد الغابة.

(3327) خولة بنت اليمان أخت حذيفة بن اليمان.

بنت اليمان، لأن إسناد حديثهما [1] واحد، وإنما هو على بن ثابت، عن الوازع ابن نافع، عَنْ أبي سلمة بالحديث الَّذِي ذكرنا [2] فِي اسم خولة بنت اليمان، وبالذي ذكرناها هنا إلا أن من دون عَلَى بْن ثابت يختلف فِي الحديثين. وفي ذلك نظر. (3327) خولة بنت اليمان أخت حذيفة بْن اليمان. روى عنها أَبُو سلمة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ قالت: سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا خير فِي جماعة النساء إلا عند ميت، فإنهن إذا اجتمعن قلن وقلن. (3328) خولة خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. جدة حفص بْن سَعِيد. روى حديثها حفص هَذَا، عَنْ أمه، عنها فِي تفسير قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. 93: 1- 3 وليس إسناد حديثها فِي ذلك مما يحتج به. (3329) خولة التغلبية. وهي خولة بنت الهذيل بْن هبيرة بن قبيصة بن الحارث ابن حبيب [3] حرفة [4] بْن ثعلبة بْن بكر بْن حبيب بْن عَمْرو بْن غنم بْن تغلب. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيمَا ذكر الجرجاني النسابة فهلكت فِي الطريق قبل وصولها إليه. (3330) خيرة [5] بنت أبي حدرد، أم الدرداء يأتي ذكرها فِي الكنى إن شاء الله تعالى.

_ [1] في الإصابة: قلت: لا يلزم من كون الإسناد إليها واحدا مع اختلاف المتن أن تكونا واحدة [2] سيأتي بعد هذا على حسب الترتيب الجديد للكتاب. [3] أ: حنيف. [4] في الإصابة: بضم المهملة وسكون الراء بعدها فاء. [5] بفتح أولها وسكون التحتانية (التقريب) .

(3331) خيرة، امرأة كعب بن مالك الأنصارية الشاعرة.

(3331) خيرة، امرأة كعب بْن مالك الأنصارية الشاعرة. ويقال حيرة- بالحاء المهملة. حديثها عند الليث بن سعد بن من رواية ابْن وهب وغيره بإسناد ضعيف لا تقوم به الحجة- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا يجوز لامرأة فِي مالها أمر إلا بإذن زوجها. باب الدال (3332) دجاجة [1] بنت أسماء بنت الصلت، أم عَبْد اللَّهِ بْن عامر. مذكورة [2] فِي باب ابنها عَبْد اللَّهِ بْن عامر مدرجًا. (3333) درة بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد القرشية المخزومية، ربيبة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت [امرأته [3]] أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي معروفة عند أهل العلم بالسير والخبر والحديث فِي بنات أم سلمة ربائب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وعبد الوارث بن سفيان، قالا: حدثنا قاسم بْنُ أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ- أنّ زينب بنت أبى سلمة أخبره أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا تَحَدَّثْنَا أَنَّكَ نَاكِحٌ دُرَّةَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَعَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، لَوْ أَنِّي لَمْ أَنْكِحْ [4] أُمَّ سَلَمَةَ لَمْ تَحِلَّ لِي، إِنَّ أَبَاهَا أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ. (3334) درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم [القرشية] [5] كانت عند الحارث بْن نوفل بْن الحارث بْن عبد المطلب، فولدت له عتبة ووليدًا وأبا مسلم

_ [1] دجاجة- بكسر الدال (التاج) . [2] صفحة 931 [3] من أ. [4] في الإصابة: إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي لأنها ابنة أخى من الرضاعة. [5] ليس في أ.

باب الراء

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي الناس خير؟ فَقَالَ: أتقاهم للَّه، وآمرهم بالمعروف، وأنها هم عَنِ المنكر، وأوصلهم لرحمه. وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أبو بكر محمد ابن أَبِي الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْحَمَّالُ. وَأَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَنْجَرَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ. قَالا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَيْرَةَ زَوْجِ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَتْقَاهُمْ للَّه، وَآمَرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَوْصَلُهُمْ لِلرَّحِمِ. وَمِنْ حَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ أَبِي لَهَبٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يُؤْذَى حَيٌّ بِمَيِّتٍ. باب الراء (3335) ربداء [1] بنت عَمْرو بْن عمارة بْن عطية البلوية [2] . رَوَى أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ قُدَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كَانَ يَاسِرُ أَبُو الرَّبْدَاءِ عَبْدًا لامرأة من بلي يقال لها الربداء بنت عمرو ابن عِمَارَةَ بْنِ عَطِيَّةَ الْبَلَوِيَّةُ [2] ، فَزَعَمَ أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى كما لِمَوْلاتِهِ، وَلَهُ فِيهَا شَاتَانِ، فَاسْتَسْقَاهُ، فَحَلَبَتْ [3] لَهُ شاتيه، ثم راح وقد حفلتا، فذكر ذلك لِمَوْلَاتِهِ، فَقَالَتْ: أَنْتَ حُرٌّ، فَتَكَنَّى بِأَبِي الرَّبْدَاءِ.

_ [1] أ: الربداء. وفي الإصابة: وذكره الدولابي بالميم والدال المهملة. وقال عبد الغنى بن سعيد: هو تصحيف، وإنما هو بالموحدة والذال المعجمة (3- 611) . [2] أ: البلوى. [3] أ، وأسد الغابة: فحلب.

(3336) الربيع بنت معوذ ابن عفراء الأنصارية.

(3336) الربيع بنت معوذ ابْن عفراء الأنصارية. قد مضى ذكر نسبها [1] عند ذكر أبيها وأعمامها. لَهَا صحبة ورواية. روى عنها أهل المدينة، وكانت ربما غزت مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبى يقول: الرّبيّع بنت معوّذ بن عفراء من المبايعات تحت الشجرة. ذكر الزُّبَيْر، عَنْ عمه مصعب، عَنِ الْوَاقِدِيّ، قَالَ: كانت أسماء بنت مخرمة [2] تبيع العطر بالمدينة، وهي أم عياش وعَبْد اللَّهِ ابني أبي ربيعة المخزومي، فدخلت أسماء هذه عَلَى الربيع بنت معوذ ابن عفراء ومعها عطرها فِي نسوه، فسألتها فانتسبت الربيع [بنت معوذ [3]] ، فقالت لَهَا أسماء: أنت ابنة قاتل سيده- تعني أبا جهل. قالت الربيع: فقلت: بل أنا ابنة قاتل عبده. قالت: حرام علي أن أبيعك من عطري شَيْئًا. قلت: وحرام علي أن أشتري منه شَيْئًا، فما وجدت لعطر نتنًا غير عطرك، ثم قمت. وإنما قلت ذلك فِي عطرها لأغيظها. قَالَ مُوسَى بْن هارون الحمال: الربيع بنت معوذ بْن عفراء قد صحبت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولها قدر عظيم. وروي أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتاها يوم عرسها فقعد عَلَى موضع فراشها. وروي عنها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع [4] من رطب وآخر من عنب، فناولها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حليًا أَوْ ذهبًا وَقَالَ: تحلي بهذا. وروي عنها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ عندها، وأنها سكبت عَلَيْهِ الماء لوضوئه، وأن ابْن عباس أتاها فسألها عَنْ وضوء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأن ابْن عمر أتاها فسألها عَنْ قضاء عُثْمَان حين اختلعت من زوجها.

_ [1] صفحة 1442. [2] أ، وأسد الغابة: مخربة. [3] ليس في أ. [4] القناع: الطبق من عسب النخل- بكسر القاف وتضم (القاموس) .

(3337) الربيع [1] بنت النضر الأنصارية.

روى عنها من التابعين سُلَيْمَان بْن يسار، وعباد بْن الوليد، وأبو عبيدة بْن مُحَمَّد بْن عمار بْن ياسر، ونافع وخالد بْن ذكوان، وعَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل. وَقَالَ أَبُو عبيدة بْن مُحَمَّد: قلت للربيع: صفي لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: رأيت الشمس طالعة. (3337) الربيع [1] بنت النضر الأنصارية. هي أم حارثة بْن سراقة المستشهد بين يدي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن حديثها أنها جاءت إِلَى رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أخبرني عَنْ حارثة فإن كَانَ من أهل الجنة صبرت، وإن كَانَ غير ذلك فسترى مَا أصنع. فَقَالَ: يَا أم حارثة، إنها جنان كثيرة، وإن حارثة منها في الفردوس الأعلى. (3338) رجاء الغنوية. امرأة من الصحابة سكنت البصرة. ولها حديث واحد، روى عنها مُحَمَّد بْن سيرين. (3339) رزينة [2] ، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثها عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فض يوم عاشوراء عند أهل البصرة. (3340) رفيدة، امرأة من أسلم، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد جعل سعد بْن معاذ فِي خيمتها فِي مسجده ليعوده من قريب، وكانت امرأة تداوي الجرحى وتحتسب بنفسها عَلَى خدمة من كانت به ضيعة من المسلمين، ذكره ابْن إِسْحَاق (3341) رقيقة بنت صيفي [3] بْن هاشم بْن عبد مناف بْن قصي. ولدت لنوفل

_ [1] الربيع: بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) . [2] رزينة- بفتح أولها وقيل بالتصغير. وحكى أبو موسى أنه قيل بتقديم الزاى على الراء (الإصابة) . [3] أ: بنت أبى صيفي ورقيقة- بقافين مصغرة.

(3342) رقيقة بنت وهب الثقفية.

ابن أهيب بْن عبد مناف بْن قصي بْن زهرة مخرمة وصفوان وآسية [1] . ذكرها أَبُو سَعِيد [2] فيمن أسلم من النساء وبايع. (3342) رقيقة بنت وهب الثقفية. أسلمت فِي حين خروج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الطائف من مكة بعد موت أبي طالب وخديجة. حديثها عند عبد ربه بْن الحكم، عَنِ ابنة رقيقة [3] ، عَنْ أمها رقيقة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث حسن فِي إسلامها يأمرها فيه بأن تترك عبادة الطواغيت وأن توليهم ظهرها إذا صلت. (3343) رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمها خديجة بنت خويلد، وقد تقدم ذكرها، زعم الزُّبَيْر وعمه مصعب أنها كانت أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإياه صحح الجرجاني النسابة. وَقَالَ غيرهم [4] : أكبر بناته زينب ثم رقية. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا أعلم خلافًا أن زينب أكبر بناته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فيمن بعدها منهن، ذكر أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت عَبْد اللَّهِ [5] بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي، قَالَ: ولدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابْن ثلاثين سنة، وولدت رقية بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْن ثلاث وثلاثين سنة. وَقَالَ مصعب وغيره من أهل النسب: كانت رقية تحت عتبة بْن أبي لهب، وكانت أختها أم كلثوم تحت عتبة [6] بْن أبى لهب، فلما نزلت: تبّت يدا

_ [1] أ: وأمية. [2] أ: أبر سعد. [3] أ: أمه بنت رقيقة عن رقيقة. [4] أ: غيره. [5] أ: عبيد الله. [6] أ: عتيبة.

أبى لهب- قال لهما أبو هما أَبُو لهب وأمهما حمالة الحطب: فارقا ابنتي مُحَمَّد. وَقَالَ أَبُو لهب: رأسي من رأسيكما حرام إن لم تفارقا ابنتي مُحَمَّد. ففارقاهما. قَالَ ابْن شهاب: فتزوج عُثْمَان بْن عفان رقية بمكة، وهاجرت معه إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك ابنا، فسماه عَبْد اللَّهِ، فكان يكنى [1] به. وَقَالَ مصعب: كَانَ عُثْمَان يكنى فِي الجاهلية أبا عَبْد اللَّهِ، فلما كَانَ الإسلام وولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عَبْد اللَّهِ، واكتنى به، فبلغ الغلام ست سنين، فنقر عينه ديك فتورم وجهه ومرض ومات. وَقَالَ غيره: توفي عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، وَهُوَ ابْن ست سنين، وصلى عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرته أبوه عُثْمَان رضي اللَّه عنهما. وَقَالَ قتادة: تزوج عُثْمَان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فتوفيت عنده ولم تلد منه. وهذا غلط من قتادة ولم يقله غيره. وأظنه أراد أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عُثْمَان تزوجها بعد رقية فتوفيت عنده، ولم تلد منه. هَذَا قول ابْن شهاب وجمهور أهل هَذَا الشأن، ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وهذا يشهد لصحة قول من قَالَ: إن رقية أكبر من أم كلثوم. وفي الحديث الصحيح، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: تأيم عُثْمَان من رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأيمت حفصة من زوجها، فمرّ عمر بعثمان

_ [1] أ: وبه كان يكنى.

فَقَالَ له: هل لك فِي حفصة. وَكَانَ عُثْمَان قد سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلم يجبه، فذكر ذلك عمر للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: هل لك فِي خير من ذلك؟ أتزوج أنا حفصة وأزوج عُثْمَان خيرًا منها أم كلثوم! هَذَا معنى الحديث، وقد ذكرناه بإسناده فِي التمهيد، وَهُوَ أوضح شيء فيهما قصدناه والحمد للَّه. وأما وفاة رقية فالصحيح فِي ذلك أن عُثْمَان تخلف عليها بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهي مريضة فِي [حين [1]] خروج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بدر، وتوفيت يوم وقعة بدر، ودفنت يوم جاء زيد بْن حارثة بشيرًا بما فتح اللَّه عليهم ببدر وَقَدْ روى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أَنَسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يَدْخُلُ الْقَبْرَ رَجُلٌ قَارَفَ أَهْلَهُ، فَلَمْ يَدْخُلْ عُثْمَانُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ خَطَأٌ مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَشْهَدْ دَفْنَ رُقَيَّةَ ابْنَتَهُ، وَلا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي رُقَيَّةَ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ الْقَوْلُ مِنْهُ فِي أُمِّ كُلْثُومٍ. ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: شَهِدْنَا دَفْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس عَلَى الْقَبْرِ، فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: هَلْ مِنْكُمْ [2] مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفِ [اللَّيْلَةَ [3]] ؟ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا. فَقَالَ: انْزِلْ فِي قَبْرِهَا، فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حديث

_ [1] ليس في أ. [2] أ: هل فيكم أحد. [3] ليس في أ.

أَنَسٍ، لا قَوْلَ مَنْ ذَكَرَ فِيهِ رُقَيَّةَ. وَلَفْظُ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ أَيْضًا فِي ذَلِكَ مُنْكَرٌ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الْوَهْمِ فِي ذِكْرِ رُقَيَّةَ. وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ عَنْ بَدْرٍ عَلَى امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْحَصْبَةُ فَمَاتَتْ. وَجَاءَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بَشِيرًا بِوَقْعَةِ بَدْرٍ وَعُثْمَانُ عَلَى قَبْرِ رُقَيَّةَ. وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عبيدة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: تَخَلَّفَ عُثْمَانُ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَدْرٍ، وَكَانَ تَخَلَّفَ عُثْمَانُ على امرأته رقية بنت رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَيْنَا هُمْ يَدْفِنُونَهَا سَمِعَ عُثْمَانُ تَكْبِيرًا، فَقَالَ: يَا أُسَامَةَ، مَا هَذَا التَّكْبِيرُ؟ فَنَظَرُوا فَإِذَا زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ عَلَى نَاقَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَدْعَاءِ بَشِيرًا بِقَتْلِ أَهْلِ بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لا خلاف بين أهل السير أن عُثْمَان بْن عفان إنما تخلف عن بدر على امرأته رقية بنت رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنه ضرب له بسهمه وأجره. وكانت بدر فِي رمضان من السنة الثانية من الهجرة. وقد روى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: توفيت رقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم قدوم أهل بدر المدينة. فلم يقم مُوسَى المعنى، وجاء فيه بالمقاربة. وليس مُوسَى بْن عُقْبَةَ فِي ابْن شهاب حجة إذا خالفه غيره. والصحيح مَا رواه يونس عَنِ ابْن شهاب عَلَى مَا قدمناه وباللَّه توفيقنا. فِي نسخة ابْن شافع الحافظ فِي الأصل عند آخر ترجمة رقية رضي الله عنها

(3344) رملة بنت أبى سفيان صخر بن حرب بن أمية،

[هذه [1]] حديث دفن البنات من المكرمات وليس هَذَا موضعه لو صح، لكن قد كتبه فكتبته. قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ابن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، قال: حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، حَدَّثَنَا عِرَاكُ بْنُ خَالِدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ صُفَيْحٍ الْمِزِّيُّ [2] ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِابْنَتِهِ [رُقَيَّةَ] [3] قَالَ: الْحَمْدُ للَّه، دَفْنُ الْبَنَاتِ من المكرمات. (3344) رملة بنت أبي سُفْيَان صخر بْن حرب بْن أمية، أم حبيبة، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اختلف فِي اسمها، فقيل رملة وقيل هند والمشهور رملة، وَهُوَ الصحيح عند جمهور أهل العلم بالنسب والسير والحديث والخبر، وكذلك قَالَ الزُّبَيْر: وَرَوَى ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، زَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، قَالَ: وَأُمُّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَمَّةُ عُثْمَانَ. وَرُوِيَ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ- أَنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَصْدَقَ عَنْهُ بِمِائَتَيْ دِينَارٍ. ذَكَرَهُ الزُّبَيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ [4] ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عيينة، عن سعيد، عن قتادة.

_ [1] ليس في أ. [2] أ: صبيح المدني. [3] من أ. [4] أ: حسن.

وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِي ضَمْرَةَ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَاسْمُهَا رَمْلَةُ، وَاسْمُ أبيها صخر، زوّجها [1] إياه عثمان ابن عَفَّانَ، وَهِيَ بِنْتُ عَمَّتِهِ، أُمُّهَا ابْنَةُ أَبِي الْعَاصِ- زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ، وَجَهَّزَهَا إِلَيْهِ، وَأَصْدَقَهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ، وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ لَحْمًا وَثَرِيدًا، وَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم شرحبيل ابن حَسَنَةَ فَجَاءَ بِهَا. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَكَذَا فِي كِتَابِ الزُّبَيْرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، مَرَّةٌ زَوَّجَهَا إِيَّاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَمَرَّةٌ قَالَ: زَوَّجَهَا إِيَّاهُ النَّجَاشِيُّ. وَهَذَا تَنَاقُضٌ فِي الظَّاهِرِ. وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ النَّجَاشِيُّ هُوَ الْخَاطِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَاقِدُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقِيلَ: بَلْ خَطَبَهَا النَّجَاشِيُّ وَأَمْهَرَهَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، وَعَقَدَ عَلَيْهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ. وَقِيلَ: عُثْمَانُ. وَكَذَلِكَ اخْتُلِفَ فِي مَوْضِعِ نِكَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّاهَا كَمَا اخْتُلِفَ فِيمَنْ عَقَدَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ: إِنَّ نِكَاحَهَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ رُجُوعِهَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ. [وَقِيلَ: بَلْ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ [2]] ، وَهَذَا هُوَ الأَكْثَرُ وَالأَصَحُّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَقِيلَ: عَقَدَ عَلَيْهَا النَّجَاشِيُّ. وَقِيلَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ. وَقِيلَ: خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ. وكانت أم حبيبة تحت عبيد اللَّه بْن جحش الأسدي- أسد خزيمة- خرج بها مهاجرًا من مكة إِلَى أرض الحبشة مَعَ المهاجرين، ثم افتتن وتنصر ومات نصرانيًا. وأبت أم حبيبة أن تتنصر. وثبتها اللَّه عَلَى الإسلام والهجرة حَتَّى قدمت المدينة، فخطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوّجه إياها عثمان بن عفان

_ [1] أ: زوجه. [2] ليس في أ.

هَذَا قول يروى عَنْ قتادة. وكذلك رَوَى اللَّيْثُ عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِالْمَدِينَةِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ إِنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ رَحَلَ إِلَى النَّجَاشِيِّ: فَمَاتَ، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ بِأُمِّ حَبِيبَةَ، وَهِيَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا النَّجَاشِيُّ، وَأَمْهَرَهَا أَرْبَعَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، فَبَعَثَ بِهَا مَعَ شُرَحْبِيلَ ابن حَسَنَةَ، وَجَهَّزَهَا مِنْ عِنْدِهِ، وَمَا بَعَثَ إِلَيْهَا [1] النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ، وَكَانَ مُهُورُ سَائِرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ مُصْعَبٌ وَالزُّبَيْرُ: إِنَّ النَّجَاشِيَّ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا خِلافَ قَوْلِ قَتَادَةَ إِنَّ عُثْمَانَ زَوَّجَهُ إِيَّاهَا بِالْمَدِينَةِ. وَهُوَ الصَّحِيحُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وقد ذكر الزُّبَيْر فِي ذلك أخبارًا كثيرة كلها يشهد لتزويج النجاشي إياها بأرض الحبشة، إلا أنه ذكر الاختلاف فيمن زوجها وعقد عليها، فَقَالَ قوم: عُثْمَان، وَقَالَ آخرون: خالد بْن سَعِيد بْن العاص. وَقَالَ قوم: بل النجاشي عقد عليها، فإنه أسلم، وَكَانَ وليها هناك، وإنما لم يل أبوها أبو سفيان [ابن حرب [2]] نكاحها، لأنه كَانَ يومئذ مشركًا محاربًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد روي أنه قيل له وَهُوَ يحارب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إن محمدًا قد نكح ابنتك. فَقَالَ: ذلك الفحل لا يقدع أنفه. وَقَالَ أَبُو عبيدة معمر بْن المثنى: تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم حبيبة فِي سنة ست من التاريخ، وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين.

_ [1] أ: إليه. [2] ليس في أ.

(3345) رملة بنت شيبة بن ربيعة.

وفي هذه السنة- بعد موت أم حبيبة- ادعى معاوية زيادًا. وقيل: بل كَانَ ذلك قبل موت أم حبيبة والله أعلم. وروي عَنْ علي بْن الحسين، قَالَ: قدمت منزلي فِي دار عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فحفرنا فِي ناحية منه، فأخرجنا منه حجرًا فإذا فيه مكتوب: هَذَا قبر رملة بنت صخر، فأعدناه مكانه. (3345) رملة بنت شيبة بْن ربيعة. كانت من المهاجرات، هاجرت مَعَ زوجها عُثْمَان بْن عفان [1] . وفي ذلك تقول لَهَا هند بنت عتبة: لحى الرحمن صابئة بوج ... ومكة [2] عند أطراف الحجون تدين لمعشر قتلوا أباها ... أقتل أبيك جاءك باليقين (3346) رملة بنت أبي عوف بن ضبيرة [3] بن سَعِيد بْن سعد بْن سهم. هلك زوجها المطلب بن أزهر بن عبد عوف [4] بن عبيد بْن الحارث بْن زهرة بأرض الحبشة إذ كَانَ المطلب وزوجه رملة هاجرًا إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك عَبْد اللَّهِ بْن المطلب، فكان يقال: إنه أول رجل ورث أباه فِي الإسلام، قاله ابْن إِسْحَاق. وقد جرى ذكر رملة هذه فِي باب المطلب من هَذَا الكتاب [5] . (3347) رميثة [6] بنت عَمْرو بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. جدة عاصم ابن عُمَرَ بْن قتادة، وهي أم حكيم [والد القعقاع بن حكيم [7]] ، روى عنها عاصم ابن عمر بن قتادة.

_ [1] ى: بن مظعون. والمثبت في أ، والإصابة. [2] في اللسان (مادة وج) : بمكة أو بأطراف الحجون [3] الإصابة: صبرة. [4] أ، والإصابة: أزهر بن عوف. [5] صفحة 1401. [6] رميثة- بمثلثة مصغر (الإصابة) . [7] ليس في أ.

(3348) الرميصاء [1] أو الغميصاء.

(3348) الرميصاء [1] أَوِ الغميصاء. رَوَى النَّسَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عن عبد الله ابن عَبَّاسٍ أَنَّ الْغُمَيْصَاءَ- أَوِ الرُّمَيْصَاءَ- أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا، فَذَكَرَ حديث العسيلة (3349) روضة وصيفة كانت مولاةً لامرأة من أهل المدينة، أسلمت هي ومولاتها عند قدوم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة. (3350) ريحانة سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم. هي ريحانة بنت شمعون ابن زيد بْن خنافة [2] من بني قريظة. وقيل من بني النضير. والأكثر أنها من بني قريظة، ماتت قبل وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال: إن وفاتها كانت سنة عشر مرجعه من حجة الوداع. (3351) ريطة بنت الحارث بْن جبلة [3] بْن عامر بْن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة زوجة الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة. هاجرت مَعَ زوجها إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُوسَى وأخواته: عائشة، وزينب، وفاطمة بني الحارث بْن خالد بْن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بْن مرة، ثم خرجوا من أرض الحبشة إِلَى المدينة، فلما وردوا ماء من مياه الطريق شربوا منه فلم يروحوا عنه حَتَّى توفيت ريطة وبنوها المذكورون إلا فاطمة بنت الحارث. (3352) ريطة بنت سُفْيَان الخزاعية، زوجة قدامة بْن مظعون. حديثها عن النبي

_ [1] أ: الرميضاء أو الغميضاء- بالضاد. [2] ى: قسامة. وفي أسد الغابة: قثامة. وفي الإصابة: قنافة- بالقاف أو خنافة- بالخاء المعجمة. والمثبت في أ. [3] أ: جبلة. وفي الإصابة ترجم لها في «رائطة» ثم قال: وقيل اسمها ريطة.

(3353) ريطة بنت عبد الله بن معاوية الثقفية.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها شهدت بيعة النساء للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابنتها معها عائشة بنت قدامة بْن مظعون. (3353) ريطة بنت عَبْد اللَّهِ بْن معاوية الثقفية. قيل: إنها زينب امرأة ابْن مَسْعُودٍ، وإن ريطة لقب لَهَا. وقيل: بل ريطة زوجة أخرى له. وقد قيل: ليست امرأة ابْن مَسْعُود. حديثها مثل حديث زينب الثقفية فِي الصدقة عَلَى زوجها وولدها- قاله هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. وَقَالَ بعضهم: عبيد [1] الله ابن عَبْد اللَّهِ الثقفي، عَنْ أخته ريطة، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حديث حَمَّاد بْن سَلَمَةَ ووهيب، عَنْ هشام. حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ [2] ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَيْطَةَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أُمُّ وَلَدِهِ- أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ، لَيْسَ لِي وَلا لِوَلَدِي وَلا لِزَوْجِي مَالٌ وَقَدْ شَغَلُونِي فَلا أَتَصَدَّقُ، فَهَلْ فِيهِمْ أَجْرٌ؟ قَالَ: لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ، فَأَنْفِقِي عَلَيْهِمْ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُرْوَةَ، وَهُوَ نَحْوُ حَدِيثِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وزينب الأنصارية مرفوعا.

_ [1] أ: عبد الله. [2] أ: وهب.

باب الزاى

باب الزاي (3354) زنيرة [1] مولاة أبي بكر الصديق، هي أحد السبعة الَّذِينَ كانوا يعذبون فِي اللَّه فاشتراهم أَبُو بَكْر وأعتقهم، وكانت مولاة لبني عبد الدار، فلما أسلمت عميت، فَقَالَ المشركون: أعمتها اللات والعزى لكفرها باللات والعزى، فرد اللَّه عليها بصرها. روى ذلك كله هشام بْن عروة عَنْ أبيه من رواية ابْن إِسْحَاق وغيره عَنْ هشام. (3355) زينب بنت جحش زوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هي زينب بنت جحش بْن رئاب بْن يعمر بْن صبيرة [2] بْن مرة بْن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بْن خزيمة. أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة خمس من الهجرة، هَذَا قول قتادة. وَقَالَ أَبُو عبيدة: إنه تزوجها فِي سنة ثلاث من التاريخ. ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بْن حارثة، وأنها التي ذكر اللَّه تعالى قصتها فِي القرآن بقوله عَزَّ وَجَلَّ [3] : فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها. 33: 37 فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأطعم عليها خبزًا ولحمًا. ولما دخلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا: مَا اسمك؟ قالت: برة، فسماها زينب. ولما تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكلم في ذلك المنافقون

_ [1] بكسر الزاى والنون المشددة وتسكين الياء تحتها نقطتان وآخرها راء ثم هاء (أسد الغابة) . وفي الإصابة: بكسر أولها وتشديد النون المكسورة بعدها تحتانية مثناة ساكنة. ثم قال: ووقع في الاستيعاب: زنبرة- بنون وموحدة- بوزن عنبرة. وتعقبه ابن فتحون. وحكى عن مغازي الأموي بزاى ونون مصغر وفي أ: زبيرة. [2] أ: صبرة. [3] سورة الأحزاب آية 37.

وقالوا: حرم مُحَمَّد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ [1] : مَا كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ من رِجالِكُمْ ... 33: 40 إِلَى آخر الآية. وَقَالَ اللَّه تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ 33: 5 الآية، فدعي من يومئذ زيد بْن حارثة، وَكَانَ يدعى زيد بْن مُحَمَّد. قالت عائشة رضي اللَّه عنها: لم يكن أحد من نساء النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تساميني فِي حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر عَلَى نساء النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، فتقول: إنّ آباءكن أنكحوكن، وإن اللَّه أنكحني إياه من فوق سبع سماوات. وغضب عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقولها فِي صفية بنت حيي، تلك اليهودية. فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، ثم أتاها بعد وعاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ معها، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعدها ولحوقا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ أَوَّلَ نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة. حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ أَوَّلَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لُحُوقًا بِهِ. وَذَكَرَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ، عَنْ عَائِشَةَ [2] أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

_ [1] سورة الأحزاب، آية 40. [2] أ: عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لِنِسَائِهِ: أَسْرَعُكُنَّ لُحُوقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا. قَالَتْ: فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أيتهنّ أَطْوَلَ يَدًا، قَالَتْ: فَكَانَتْ أَطْوَلُنَا يَدًا زَيْنَبَ، لأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَتَصَدَّقُ. وَرُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تُسَامِينِي فِي الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ خَيْرًا فِي الدِّينِ مِنْ زَيْنَبَ وَأَتْقَى للَّه، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً. وَذَكَرَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ أَبُو قُرَّةَ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَعْقُوبَ [1] ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا ذَكَرَتْ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، فَقَالَتْ: وَلَمْ تَكُنِ امْرَأَةٌ خَيْرًا مِنْهَا فِي الدِّينِ، وَأَتْقَى للَّه تَعَالَى، وَأَصْدَقَ حَدِيثًا، وَأَوْصَلَ لِلرَّحِمِ، وَأَعْظَمَ صَدَقَةً، وَأَشَدَّ تَبَذُّلا لِنَفْسِهَا فِي الْعَمَلِ الَّذِي تَتَصَدَّقُ بِهِ وَتَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ [2] اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُورٍ الْغَسَّالُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ: اذْكُرْهَا عَلَيَّ، قَالَ زَيْدٌ: فَانْطَلَقْتُ، فَقُلْتُ لَهَا: أَبْشِرِي يَا زَيْنَبُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ يَذْكُرُكِ. فَقَالَتْ: مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا حَتَّى أُوَامِرَ رَبِّي، ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا، وَنَزَلَ الْقُرْآنُ، وَجَاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن.

_ [1] أ: عن يعقوب بن صالح عن يعقوب بن عطاء عن الزهري. [2] أ: عبد الله.

(3356) زينب بنت الحارث بن خالد بن صخر القرشية التيمية،

وَرَوَى حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: إِنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ أَوَّاهَةٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الأَوَّاهُ؟ قَالَ: الْخَاشِعُ الْمُتَضَرِّعُ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ. وَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب، وَفِي هَذَا الْعَامِ افْتُتِحَتْ مِصْرُ. وَقِيلَ: بَلْ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَفِيهَا افْتُتِحَتِ الإِسْكَنْدَرِيَّةُ. (3356) زينب بنت الحارث بْن خالد بْن صخر القرشية التيمية، ولدت بأرض الحبشة مَعَ أختها عائشة وفاطمة، وماتت فِي الطريق فِي منصرفها منها، وقبرها هناك. (3357) زينب بنت حميد، أم عَبْد اللَّهِ بْن هشام، ذهبت بابنها عَبْد اللَّهِ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صغير ليبايعه، فمسح عَلَى رأسه. حديثها عند زهرة بْن معبد أبي عقيل، عَنْ جده عَبْد الله بن هشام. (3358) زينب بنت حنظلة بْن قسامة بْن قيس بْن عبيد بْن طريف بْن مالك بْن جدعان بْن ذهل بْن رومان من طي، ولطريف بن مالك يقول امرؤ القيس [1] : لعمري لنعم المرء يعشو [2] لضوئه ... طريف بْن مال ليلة الريح والخصر كانت زينب بنت حنظلة تحت أسامة بْن زيد بْن حارثة، فطلقها، فلما حلت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: من يتزوج زينب بنت حنظلة وأنا أمهره [3] ،

_ [1] الديوان: 142. [2] ى: نعشو. وفي الديوان: لنعم الغنى تعشو إلى ضوء ناره. [3] أ: صهره. فنزوجها.

(3359) زينب بنت خزيمة.

فزوجها نعيم بْن عَبْد اللَّهِ النحام. وكانت زينب بنت حنظلة قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء بنت قسامة عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم. (3359) زينب بنت خزيمة. أم المساكين، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. هي زينب بنت خزيمة بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن عبد مناف بن هلال ابن عامر بن صعصعة العامرية، لم يختلفوا فِي نسبها، كانت تدعى أم المساكين فِي الجاهلية، وكانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن جحش، قتل عنها يوم أحد، فتزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثلاث، ولم تلبث عنده إلا يسيرًا، شهرين أَوْ ثلاثة، وتوفيت فِي حياته. وَقَالَ قتادة: كانت زينب بنت خزيمة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند الطفيل بْن الحارث. والقول الأول قول ابْن شهاب. وَقَالَ أَبُو الحسن علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة: كانت زينب بنت خزيمة عند الطفيل بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف، ثم خلف عليها أخوه عبيدة بْن الحارث بْن المطلب بْن عبد مناف. قَالَ: وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها، ولم أر ذلك لغيره، والله أعلم. (3360) زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كانت أكبر بناته رضي اللَّه عنهن. قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ السراج: سمعت عَبْد [1] اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ الهاشمي يقول: ولدت زينب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ثلاثين من مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماتت فِي سنة ثمان من الهجرة. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كانت زينب أكبر بناته صلّى الله عليه وسلم، لا خلاف

_ [1] أ: عبيد الله.

(3361) زينب بنت أبى سلمة بن عبد الأسد المخزومية،

أعلمه [1] فِي ذلك إلا مَا لا يصح ولا يلتفت إليه، وإنما الاختلاف بين [2] زينب والقاسم أيهما ولد له صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولًا، فقالت طائفة من أهل العلم بالنسب: أول من ولد له القاسم، ثم زينب. وَقَالَ ابْن الكلبي: زينب ثم القاسم. قال أبو عمر: كان رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ محبًا فِيهَا، أسلمت وهاجرت حين أبى زوجها أَبُو العاص بْن الربيع أن يسلم. وقد ذكرنا خبر أبي العاص فِي بابه ولدت من أبي العاص غلامًا يقال له علي، وجارية اسمها أمامة. وقد تقدم ذكرها فِي باب الألف [3] من هَذَا الكتاب. وتوفيت زينب بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ سبب موتها أنها لما خرجت من مكة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمد لَهَا هبار بْن الأسود ورجل آخر فدفعها أحدهما فِيمَا ذكروا، فسقطت عَلَى صخرة فأسقطت وأهراقت الدماء، فلم يزل بها مرضها ذلك حَتَّى ماتت سنة ثمان من الهجرة، وَكَانَ زوجها محبًا فِيهَا. قَالَ مُحَمَّد [4] بْن سعد: أنشدني هشام بْن الكلبي، عَنْ معروف بْن خربوذ، قَالَ قَالَ: أَبُو العاص بْن الربيع فِي بعض أسفاره إِلَى الشام: ذكرت زينب لما وركت [5] إرما ... فقلت سقيًا لشخص يسكن الحرما بنت الأمين جزاها اللَّه صالحة ... وكل بعل سيثني بالذي علما (3361) زينب بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد المخزومية، ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

_ [1] أ: عليه. [2] أ: في. [3] صفحة 1788 [4] الطبقات: 8- 20. [5] ى: ركبت. والمثبت في أ، والطبقات

أمها أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ اسم زينب برة، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب، ذكره مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن عطاء عنها وعن زينب بنت جحش أَيْضًا. حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو بن عطاء، حدثني زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ- قَالَتْ: كَانَ اسْمِي بَرَّةَ فَسَمَّانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ. قَالَتْ: وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ- وَاسْمُهَا بَرَّةُ- فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ. وَلَدَتْهَا أُمُّهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَقَدِمَتْ بِهَا، وَحَفِظَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ويروى أنها دخلت عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يغتسل فتصح فِي وجهها قَالَ: فلم يزل ماء الشباب فِي وجهها حَتَّى كبرت وعجزت. وكانت زينب بنت أبى سلمة عبد عَبْد اللَّهِ بْن زمعة بْن الأسود الأسدي، فولدت له، وكانت من أفقه نساء أهل زمانها. وروى ابْن المبارك عَنْ جرير بْن حازم [1] ، قَالَ: سمعت الحسن يقول: لما كَانَ يوم الحرة قتل أهل المدينة، فكان فيمن قتل ابنا زينب ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فحملا ووضعا بين يديها مقتولين، فقالت: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. 2: 156 والله إن المصيبة عليّ فيهما لكبيرة، وهي علي فِي هَذَا أكبر منها فِي هَذَا، أما هَذَا فجلس فِي بيته فكف يده، فدخل عَلَيْهِ، وقتل مظلومًا، وأنا أرجو له الجنة. وأما هَذَا فبسط يده فقاتل حَتَّى قتل فلا أدري عَلَى مَا هو في [2]

_ [1] أ: قال: حدثنا جرير بن حازم. [2] أ، وأسد الغابة: من ذلك.

(3362) زينب بنت عبد الله [1] الثقفية،

ذلك، فالمصيبة به علي أعظم منها فِي هَذَا. قَالَ جرير: وهما ابنا عَبْد اللَّهِ بن زمعة ابن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بْن قصي. (3362) زينب بنت عَبْد اللَّهِ [1] الثقفية، امرأة عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود. وهي زينب بنت عَبْد اللَّهِ بْن معاوية بْن عتاب بْن الأسعد بْن غاضرة [2] بْن حطيط بْن قسي، وَهُوَ ثقيف، فهي ابنة أبي معاوية الثقفي وروى عنها بسر بْن سَعِيد وابن أخيها، فَرِوَايَةُ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْهَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلانَ وَغَيْرِهِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا شهدت أحدا إِحْدَاكُنَّ الْعِشَاءَ فَلا تَمَسَّ طِيبًا. وَحَدِيثُ ابْنِ أَخِيهَا عَنْهَا، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ الله ابن مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَتْ: انْطَلَقْتُ فَإِذَا عَلَى الْبَابِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ حَاجَتُهَا حَاجَتِي، اسْمُهَا زَيْنَبُ. قَالَتْ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا بِلالٌ، فَقُلْنَا لَهُ: سَلْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُجْزِئُ عَنَّا مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِنَا؟ قَالَتْ: فَدَخَلَ بِلالٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الزَّيَانِبِ؟ فَقَالَ: زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، تَسْأَلانِكَ عَنِ النَّفَقَةِ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا وَأَيْتَامٍ فِي حُجُورِهِمَا، أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ لَهُمَا أَجْرَانِ: أَجْرُ القرابة، وأجر الصدقة

_ [1] في أسد الغابة: زينب بنت معاوية. وقيل: ابنة أبى معاوية الثقفية- امرأة عبد الله ابن مسعود. قاله ابن مندة وأبو نعيم وقال أبو عمر: زينب بنت عبد الله بن معاوية. وفي الإصابة زينب بنت معاوية. وقيل بنت أبى معاوية. وبهذا الأخير جزم أبو عمر وفي الطبقات: زينب بنت أبى معاوية. [2] في الإصابة: عامرة بن حطيط بن جشم بن ثقيف.

(3363) زينب بنت قيس بن مخرمة القرشية المطلبية.

(3363) زينب بنت قيس بْن مخرمة القرشية المطلبية. كانت قد صلت القبلتين جميعًا، وهي مولاة السدي المفسر، أعتقت أباه. وروى أسباط بْن نصر، عَنْ أبيه، قَالَ: كاتبتني زينب بنت قيس بْن مخرمة، من بني المطلب بْن عبد مناف عَلَى عشرة آلاف، فتركت لي ألفًا، وكانت قد صلت القبلتين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3364) زينب [1] بنت كعب بْن عجرة. وكانت عند أبي سَعِيد الخدري، قالت: اشتكى الناس عليًا، فقام رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فينا خطيبًا، فسمعته يقول: أيها الناس لا تشكوا عليًا، فو الله إنه لأخشى فِي ذات اللَّه من أن يشتكى به. ذكره ابْن إِسْحَاق. (3365) زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، أخت عثمان ابن مظعون وزوجة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، هي أم عَبْد اللَّهِ وحفصة وعَبْد الرَّحْمَنِ الأكبر بني عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وذكر الزُّبَيْر أنها كانت من المهاجرات، وأخشى أن يكون [2] وهما، لأنه قد قيل: إنها ماتت مسلمة بمكة قبل الهجرة، وحفصة ابنتها من المهاجرات. (3366) زينب بنت [3] نبيط بن جابر الأنصارية، مدينة، روي عنها حديث واحد، وقيل: إنه مرسل، وفيه نظر. قَالَ ابْن السكن: إنها أدركت زمان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم تحفظ عنه شيئا.

_ [1] ليست هذه الترجمة في أ. وفي الإصابة: كذا في التجريد من زياداته، وكان سلفه فيه أبو إسحاق فإنه ذكرها في ذيله على الاستيعاب وكذا ذكرها ابن فتحون وذكرها غيرهما في التابعين. [2] في الإصابة: قلت: بل الوهم ممن قال ذلك. فقد ثبت عن عمر أنه قال في حق ولده عبد الله: هاجر به أبواه. [3] في الإصابة: وقد ذكرها أبو عمر فاختصر كلام ابن السكن فأجحف جدا وقال: وقد وهم من خلطها بزينب بنت جابر الأحمسية.

(3367) زينب الأسدية،

وزينب بنت نبيط هذه امرأة أنس بْن مالك، وأمها الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكانت أمها وخالتاها: حبيبة وكبشة- فِي حجر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوصية أبي أمامة إليه بهن. وحديثها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حلى أمها وخالتيها. وبناته عَلَى اسم أمها الفارعة [1] ، وقد قَالَ أَبُو الفضل عَبْد اللَّهِ بْن واصل فِي كتاب الوحدان: إن زينب بنت شريط امرأة أنس بْن مالك، ووهم، وإنما هُوَ نبيط لا شريط. (3367) زينب الأسدية، مكية، حديثها عند مجاهد عنها أنها أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالت: إن أبي مات وترك جارية فولدت غلاما وإنا كنانتهمها، فَقَالَ: ائتوني به، فأتوه به فنظر إليه، فَقَالَ: أما الميراث فله، وأما أنت فاحتجبي منه. (3368) زينب الأنصارية، امرأة أبي مَسْعُود الأَنْصَارِيّ. روى علقمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ- أن زينب الأنصارية امرأة أبي مَسْعُود وزينب الثقفية، أتتا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسألانه عَنِ النفقة عَلَى أزواجهما ... الحديث. وَهُوَ أَيْضًا مذكور من حديث الأعمش، عَنْ أبي وائل شقيق بن سلمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ، عَنِ ابن أخى زينب امرأة عبد الله، عَنْ زينب امرأة عَبْد اللَّهِ، قالت: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي اسمها زينب، فذكر الحديث فِي النفقة عَلَى أزواجهما وأيتام فِي حجورهما. فَقَالَ لهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نعم، لكما أجران أجر الصدقة وأجر القرابة.

_ [1] هكذا في ى. وفي أ: حلى أمها وخالتيها رعاثا من ذهب ولؤلؤ، فقد روى عنها عن النبي (ص) ، وقد روى عنها عن أمها. وقد روى عنها عن أمها وخالتيها، وبناته عَلَى اسم أمها الفارعة.

(3369) زينب التميمية.

(3369) زينب التميمية. حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كره أن يفضل الذكور من البنين عَلَى الإناث فِي العطية. باب السين (3370) سبيعة بنت الحارث الأسلمية وكانت امرأة سعد بْن خولة، فتوفي عنها بمكة، فَقَالَ لَهَا أَبُو السنابل بْن بعكك: إن أجلك أربعة أشهر وعشر، وقد كانت وضعت بعد وفاة زوجها بليال قيل [1] : خمس وعشرون ليلة، وقيل: أقل من ذلك، فلما قَالَ لَهَا أَبُو السنابل ذلك أتت إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأخبرته، فَقَالَ لَهَا: قد حللت فانكحي من شئت وبعضهم يروي إذا أتاك من ترضين فتزوجي. روى عنها فقهاء أهل المدينة وفقهاء أهل الكوفة من التابعين حديثها هَذَا. وروى عنها عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت، فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعًا أَوْ شهيدًا يوم القيامة وزعم العقيلي أن سبيعة التي روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ هي غير الأولى، ولا يصحّ ذلك عندي. (3371) سبيعة بنت حبيب الضبعية، بصرية، وروى عنها ثابت البناني حديثها فِي المتحابين. (3372) سخبرة [2] بنت تميم، ذكرها ابْن إِسْحَاق فيمن هاجر إلى المدينة من نساء بنى غنم بن دردان- قاله ابْن هشام عنه. (3373) سخيلة [3] بنت عبيدة، زوج عَمْرو بْن أمية الضَّمْرِيّ. جاء ذكرها أنّ عمرو ابن أمية اشترى مرطًا [فكساه امرأته [4]] فسئل عنه، فقال: تصدقت به

_ [1] ى: قليل [2] بوزن عنبرة (الإصابة) . [3] بخاء معجمة مصغر (الإصابة) . [4] ليس في أ.

(3374) سديسة [3] الأنصارية.

عَلَى سخيلة بنت عبيدة [وكانت امرأته [1]] ، وَقَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فِي الصدقة [2] : الصدقة عَلَى الأهل صدقة. (3374) سديسة [3] الأنصارية. قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: مَا رأى الشيطان عمر إلا خر لوجهه روى عنها سالم [4] . تعد فِي أهل المدينة. (3375) سراء بنت نبهان الغنوية [5] . روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خطبة الوداع. روى عنها ربيعة بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حصين [6] الغنوي، وساكنة بنت الجعد. (3376) سعدة بنت قمامة. روي عنها أنها كانت تؤمّ النساء وتقوم في وسطهنّ على حسب مَا روي عَنْ أم سلمة يقال: إنها أدركت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (3377) سعدى بنت عَمْرو المرية. قيل: إنها امرأة طلحة بن عبيد الله أم يحيى ابن طلحة. حديثها عند أهل الكوفة فِي فضل لا إله إلا اللَّه. (3378) سلامة بنت الحر الأسدية. ويقال الأزدية. ويقال الفزارية. أخت خرشة بْن الحر. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث، منها أنها سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: يكون في ثقيف كذاب ومبير، ومنها أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يأتي عَلَى الناس زمان يقومون ساعة لا يجدون من يصلي لهم. حديثها عند نساء من أهل الكوفة، من حديث وكيع روت أم داود الوابشية قالت: سمعت سلامة بنت الحر أخت خرشة بن الحر

_ [1] من أ. [2] أ: يقول في الصنيعة إلى الأهل صدقة. [3] في الإصابة: ضبطت عند الأكثر بفتح السين، وذكر ابن فتحون أنه رآها بخط ابن مفرج بالتصغير. [4] أ: سلام. [5] أ: العنبرية. والمثبت في الطبقات والتهذيب أيضا (8- 227) . وفي التهذيب: ضبطها ابن ماكولا بالقصر. [6] أ: حصن.

(3379) سلامة بنت معقل [1] الأنصارية،

تقول: كنت أرعى غنمًا لي، وذلك فِي بدء الإسلام فمر بي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بم تشهدين؟ قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رَسُول اللَّهِ، فتبسم وضحك. (3379) سلامة بنت معقل [1] الأنصارية، حديثها عند مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ الخطاب ابن صالح، عن أمه، عنها. (3380) سلامة الضّبية. روت عنها أم داود الوابشية، حديثها عند عبد الله ابن داود [2] الخريبى. (3381) سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء بنت عميس، لَهَا صحبة، وقد تقدم ذكر نسبها عند [3] ذكر أختها أسماء وقد ذكرنا أخواتها لأم [ولأم] [4] وأب فِي غير موضع من كتابنا هَذَا، منها فِي باب أم الفضل زوج العباس، وباب ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهي إحدى الأخوات التي قَالَ فيهن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأخوات مؤمنات. كانت تحت حمزة بْن عبد المطلب رضي اللَّه عنه، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بْن أسامة بْن الهاد الليثي، فولدت له عَبْد اللَّهِ وعَبْد الرَّحْمَنِ وقد قيل: إن التي كانت تحت حمزة أسماء بنت عميس، ثم خلف عليها بعده شداد بن أوس، ثم بعده شداد جعفر والأصح عدي- والله أعلم- أن أسماء بنت عميس كانت تحت جعفر وأن سلمى أختها كانت تحت حمزة. (3382) سلمى بنت قيس بْن عَمْرو بْن عبيد بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم ابن عدي بن النجار، نكنى أم المندر وهي أخت سليط بْن قيس وسليط ممن شهد بدرًا، وهي إحدى خالات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من جهة أبيه،

_ [1] في الإصابة: قلت: وفي تاريخ البخاري: نقل الخلاف في ضبط والدها هل هو بالعين المهملة والقاف أو بالمعجمة والفاء الثقيلة. ذكره يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عن ابن إسحاق بالغين المعجمة، وعن محمد بن سلمة بالعين المهملة. [2] ى: عند داود بن عبد الله الحرينى. وفي الإصابة: وجزم أبو نعيم بأنها بنت الحر وأن بنى ضبة من بنى فزارة. [3] صفحة 1784. [4] من أ.

(3383) سلمى، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم،

كانت ممن صلى القبلتين، وبايعت بيعة الرضوان. روت عنها أم سليط بْن أيوب بْن الحكم. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أحمد بن زهير، قال: سمعت أبي يقول: سَلْمَى بِنْتُ قَيْسٍ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَحَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلِيطُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ سَلْمَى بِنْتِ قَيْسٍ، وَكَانَتْ إِحْدَى خَالاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ قَدْ صَلَّتْ مَعَهُ الْقِبْلَتَيْنِ، وَكَانَتْ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ ابن النَّجَّارِ، قَالَتْ: جِئْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْتُهُ فِي نِسَاءٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَشَرَطَ عَلَيْنَا أَلا نُشْرِكَ باللَّه شَيْئًا، وَلا نَسْرِقَ، وَلا نَزْنِي، وَلا نَقْتُلَ أَوْلادَنَا، وَلا نأتي بهتان نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلا نَعْصِيَهُ فِي مَعْرُوفٍ، وَلا نَغُشُّ أَزْوَاجَنَا. قَالَتْ: فَبَايَعْنَاهُ وَرَجَعْنَا. (3383) سلمى، خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي مولاة صفية بنت عبد المطلب، يقال لَهَا مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي امرأة أبي رافع مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم بنيه. روى عنها عبيد اللَّه بْن أبي رافع. وسلمى هذه هي التي قبلت إِبْرَاهِيم بْن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت قابلة بني فاطمة ابنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهي التي غسلت فاطمة مَعَ زوجها علي، ومع أسماء بنت عميس، وشهدت سلمى هذه خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما حدثنا عبد الوارث بن سفيان،

(3384) سلمى الأودية،

حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِرْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ حارثة بْنِ [1] عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ جَدَّتِهِ، وَكَانَتْ خَادِمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم- إن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ أَوْصَى بِالْهِجْرَةِ، وَقَالَ: إِنَّ امْرَأَةً عُذِّبَتْ فِي هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَتْرُكْهَا تأكل من خشاش الأرض. (3384) سلمى الأودية، حديثها عند أهل الكوفة ليس بصحيح. (3385) سمراء [2] بنت قيس الأنصارية، مدنية، روى عنها أَبُو أمامة بْن سهل ابْن حنيف. (3386) سمراء بنت نهيك الأسدية. أدركت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [وعمرت [3]] ، وكانت تمر فِي الأسواق، وتأمر بالمعروف، وتنهى عَنِ المنكر، وتضرب الناس عَلَى ذلك بسوط كَانَ معها. روى عنها أَبُو بلج جارية بْن بلج. (3387) سمية [4] أم عمار بْن ياسر. كانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله ابن عُمَرَ بْن مخزوم فزوجها من حليفه ياسر بْن عامر بْن مالك العنسي [5] ، والد عمار بْن ياسر. فولدت له عمارًا فأعتقه أَبُو حذيفة، وأبوه من عنس. وقد ذكرنا عمارًا فِي [6] بابه وكانت سمية ممن عذبت فِي اللَّه وصبرت عَلَى الأذى فِي ذات اللَّه، وكانت من المبايعات الخيرات الفاضلات رحمها اللَّه. قَالَ ابْن قتيبة: خلف عليها بعد ياسر الأزرق- وَكَانَ غلامًا روميًا للحارث بْن كلدة، فولدت له سلمة ابن الأزرق، فهو أخو عمار لأمه. وهذا غلط من ابن قتيبة فاحش، وإنما خلف

_ [1] أ: عن. [2] أ: سميراء. [3] ليس في أ [4] في الإصابة: سمية بنت خباط- بمعجمة مضمومة وموحدة: ثقيلة ويقال بمثناة تحتانية وعند الفاكهي سمية بنت خبط- بفتح أوله بغير ألف. [5] أ: العبسيّ. والمثبت في أ، والتقريب. [6] صفحة 1135

الأزرق عَلَى سمية أم زياد زوجة [مولاه] [1] الحارث بْن كلدة منها، لأنه كَانَ مولى لهما، فسلمة بْن الأزرق أخو زياد لأمه، لا أخو عمار، وليس بين سمية أم عمار، وسمية أم زياد نسب ولا سبب، وسمية أم عمار أول شهيدة فِي الإسلام، وجأها أَبُو جهل بحربة فِي قبلها فقتلها، وماتت قبل الهجرة رضي اللَّه عنها. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، [حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ يَحْيَى] [1] ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ وَحُمَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَجَلِيُّ، قالا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيُّ، عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْهُ، قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ بِحَرْبَةٍ فِي فَخِذِ سُمَيَّةَ أُمِّ عَمَّارٍ حَتَّى بَلَغَتْ فَرْجَهَا فَمَاتَتْ، فَقَالَ عَمَّارٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَلَغَ مِنَّا- أَوْ بَلَغَ مِنْهَا- الْعَذَابُ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صَبْرًا أَبَا الْيَقْظَانِ. اللَّهمّ لا تُعَذِّبْ أَحَدًا مِنْ آلِ يَاسِرٍ بِالنَّارِ. وَرَوَى سُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَجَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ سُمَيَّةُ أعمار. عَمَّارٍ. قَالَ: وَأَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وَبِلالٌ، وَصُهَيْبٌ، وَخَبَّابٌ، وَعَمَّارٌ، وَسُمَيَّةُ أُمُّ عَمَّارٍ، فَغَلَطَ ابْنُ قُتَيْبَةَ غَلَطًا فَاحِشًا، وباللَّه التَّوْفِيقُ. حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بْنِ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَبُو بَكْرٍ، وَبِلالٌ، وَخَبَّابٌ، وَصُهَيْبٌ، وعمار، وسمية أم عمار.

_ [1] ليس في أ.

(3388) سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية،

فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ عَمُّهُ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ قَوْمُهُ، وَأُخِذَ الآخَرُونَ فَأُلْبِسُوا أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ثُمَّ صَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ حَتَّى بَلَغَ الْجَهْدُ مِنْهُمْ كُلَّ مَبْلَغٍ، فَأَعْطَوْهُمْ مَا سَأَلُوا، فَجَاءَ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ قَوْمُهُ بِأَنْطَاعِ الأَدَمِ فِيهَا الْمَاءُ، فَأَلْقَوْهُمْ فِيهَا، ثُمَّ حُمِلُوا بِجَوَانِبِهِ إِلا بِلالٌ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ جَاءَ أَبُو جَهْلٍ، فَجَعَلَ يَشْتُمُ سُمَيَّةَ وَيَرْفُثُ، ثُمَّ طَعَنَهَا فِي قُبُلِهَا فَقَتَلَهَا، فَهِيَ أَوَّلُ شَهِيدٍ اسْتُشْهِدَ فِي الإِسْلامِ، وَذُكِرَ تَمَامُ الْخَبَرِ فِي بِلالٍ. وَمَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا جَهْلٍ طَعَنَ سُمَيَّةَ فِي قُبُلِهَا فَقَتَلَهَا. وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: طَعَنَهَا فِي فَخْذِهَا، فَسَرَى الرُّمْحُ إِلَى فَرْجِهَا فَمَاتَتْ شَهِيدَةٌ. (3388) سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية، تزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فماتت قبل أن يدخل بها فِيمَا ذَكَرَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ حَفْصِ بْنِ النَّضْرِ، وَعَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ السُّلَمِيَّيْنِ، قَالا: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَاءَ بِنْتَ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا. وقال ابن إسحاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية تزوجها رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ثُمَّ طَلَّقَهَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بها] [1] . (3389) سهلة ابنة سهيل بْن عَمْرو القرشية العامرية قد تقدم ذكر نسبها عند ذكر أبيها [2] ، وهي امرأة أبي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرخصة فِي رضاع الكبير. روى عنها القاسم بْن مُحَمَّد، وهي زوجة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، خلف عليها بعد أبي حذيفة. قَالَ الزُّبَيْر: سهلة بنت سهيل أمها فاطمة بنت عبد العزى بْن أبي قيس بْن عبد ود بن نصر بن مالك بن

_ [1] من أ. [2] صفحة 669

(3390) سهلة بنت عاصم بن عدي الأنصاري العجلاني،

حسل. ولدت سهلة بنت سهيل لأبي حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة مُحَمَّد بْن أبي حذيفة، وولدت لعَبْد اللَّهِ بْن الأسود من بني مالك بْن حسل سليط بْن عَبْد الله ابن الأسود، وولدت لشماخ بن سعيد بن قائف بكير بن شماخ. وولدت لعَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف سالم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف. (3390) سهلة بنت عَاصِم بْن عدي الأَنْصَارِيّ العجلاني، زوجة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف أَيْضًا. وقد ذكرناها عند ذكر أبيها [1] فِي باب اسمه [2] ، تروى عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أسهم لَهَا يوم خيبر (3391) سهيمة بنت عمير المزنية زوج ركانة بْن عبد [3] يَزِيد، طلقها زوجها ألبتة، فأخبر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك، فَقَالَ: والله مَا أردت إلا واحدة.. الحديث، من حديث الشافعي، عَنْ عمه عَبْد اللَّهِ بْن السائب [4] ، عَنْ نافع بْن عجير، [عَنْ عبد يَزِيد [5]] أن ركانة أخبر بذلك. قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعِ بْنِ عُجَيْرٍ، قَالَ: وَكَانَ ثِقَةً، سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عُوَيْمِرٍ الْمُزَنِيَّ، قَالَ: كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَمَّتِي سُهَيْمَةَ بِنْتِ عُمَيْرٍ قَضَاءُ مَا قُضِيَ بِهِ فِي امْرَأَةٍ غَيْرِهَا. (3392) سوادة بنت مسرح [6] الكندية. حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم فِي وقت وضع فاطمة ابنها الحسن عليهما السلام. (3393) السوداء الأسدية، قَالَ بعضهم: هي السوداء ابنة عَاصِم. حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في الخضاب.

_ [1] أ: بنية. [2] صفحة 781. [3] سبق أنه ركانة بن يزيد، وأنها سهيمة بنت عويمر صفحة 507 [4] أ: عبد الله بن على. [5] ليس في أ. [6] بكسر الميم وسكون السين المهملة وفتح الراء. وقيل بالشين المعجمة والتشديد (الإصابة) . وفي أ: مشرح.

(3394) سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل

(3394) سودة بنت زمعة بْن قيس بْن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك ابن حسل - ويقال حسيل- بْن عامر بْن لؤي. وأمها الشموس بنت قيس بْن زيد بْن عَمْرو بْن لبيد بْن خراش [1] بْن عامر بْن غنم بْن عدي بْن النجار. تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد موت خديجة وقبل العقد عَلَى عائشة، هَذَا قول قتادة وأبي عبيدة وكذلك روى عقيل [2] عَنِ ابْن شهاب، وأنه تزوج سودة قبل عائشة. وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن مُحَمَّد بْن عقيل [2] : تزوجها بعد عائشة وكذلك قَالَ يونس، عَنِ ابْن شهاب، ولا خلاف أنه لم يتزوجها إلا بعد موت خديجة، وكانت قبل ذلك تحت ابْن عم لَهَا يقال له السكران بْن عَمْرو أخو سهيل بْن عَمْرو، من بني عامر بْن لؤي وكانت امرأة ثقيلة ثبطة [3] ، وأسنت عند رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهم بطلاقها، فقالت: لا تطلقني وأنت فِي حل من شأني، فإنما أود أن أحشر فِي زمرة أزواجك، وإني قد وهبت يومي لعائشة، وإني لا أريد مَا تريد النساء، فأمسكها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى توفي عنها مَعَ سائر من توفي عنهن من أزواجه رضي اللَّه عنهن. وفي سودة نزلت [4] : وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ 4: 128. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاخِهِ مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ إِلا أَنَّ بِهَا حِدَّةً. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: تُوُفِّيَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ فِي آخِرِ زَمَانِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه.

_ [1] أ: خداش. [2] أ: محمد بن عبد الله بن عقيل. [3] ثبطة: ثقيلة. [4] سورة النساء، آية 127

(3395) سودة بنت مسرح [1] .

(3395) سودة بنت مسرح [1] . روي عنها حديث واحد بإسناد مجهول، أنها كانت قابلة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الحسن، فلفته فِي خرقة صفراء، فنزعها عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفه فِي خرقة بيضاء، وتفل فِي فيه وسمّاه الحسن. (3396) سيرين أخت مارية القبطية، أهداهما جميعًا المقوقس صاحب مصر والإسكندرية إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ مأبور الخصي، فاتخذ رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مارية لنفسه، ووهب سيرين لحسان بْن ثابت، وهي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان بْن ثابت، روى عنها ابنها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان قالت: رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرجة فِي قبر ابنه إِبْرَاهِيم، فأمر بها فسدت، وَقَالَ: إنها لا تضر ولا تنفع، ولكن تقر عين الحي، وإن العبد إذا عمل شَيْئًا أحب اللَّه منه أن يتقنه. باب الشين (3397) شراف بنت خليفة الكلبية أخت دحية بْن خليفة الكلبي، تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهلكت قبل دخوله بها. (3398) الشفاء أم سُلَيْمَان بْن أبي حثمة، هي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس ابن خلف بن صدّاد- ويقال ضرار- بْن عَبْد اللَّهِ بْن قرط بْن رزاح بْن عدي بْن كعب القرشية العدوية من المبايعات قَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء. أمها فاطمة بنت أبي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ بْن عُمَرَ [2] بْن مخزوم، [أسلمت الشفاء قبل الهجرة فهي من المهاجرات الأول، وبايعت النَّبِيّ

_ [1] أ: مشرح- بالشين. [2] أ: عمران بن مخزوم.

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [1] ، كانت من عقلاء النساء وفضلائهن، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأتيها ويقيل عندها فِي بيتها، وكانت قد اتخذت له فراشًا وإزارًا ينام فيه، فلم يزل ذلك عند ولدها حَتَّى أخذه منهم مروان، وَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: علمي حفصة رقية النملة كما علمتها الكتاب وأقطعها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دارًا عند الحكاكين [2] فنزلتها مَعَ ابنها سُلَيْمَان، وَكَانَ عمر يقدمها فِي الرأي ويرضاها ويفضلها، وربما ولاها شَيْئًا من أمر السوق. وروى عنها أَبُو بَكْر بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة، وعثمان بْن سُلَيْمَانَ بْن أبي حثمة. وَذَكَرَ بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ] [3] بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الشِّفَاءِ أَنَّهَا كَانَتْ تَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنَّهَا لَمَّا هَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ قَدْ بَايَعَتْهُ بِمَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ، فَقَدِمَتْ [عَلَيْهِ] [4] . فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أَرْقِي بِرُقَى الْجَاهِلِيَّةِ. وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ. قَالَ: اعْرِضِيهَا عَلَيْ، فَعَرَضَتْهَا عَلَيْهِ، فَكَانَتْ مِنْهَا النملة، فَقَالَ: ارْقِي بِهَا وَعَلِّمِيهَا حَفْصَةَ: بِسْمِ اللَّهِ، صلو صلب جبر تَعَوُّذًا [5] مِنْ أَفْوَاهِهَا فَلا تَضُرُّ أَحَدًا، اللَّهمّ اكْشِفِ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ فَكَانَتْ تَرْقِي بِهَا عَلَى عُودِ كُرْكُمٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَتَضَعُهُ مَكَانًا نَظِيفًا، ثُمَّ تَدْلُكُهُ عَلَى حَجَرٍ بِخَلِّ خَمْرِ ثَقِيفٍ، وَتَطْلِيهِ عَلَى النَّمْلَةِ. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، فِي مُصَنَّفِهِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، قَالَ: رُقْيَةُ الْعَقْرَبِ شَجَّةٌ قَرْنِيَّةٌ [6] مِلْحَةُ بَحْرٍ قفط. حدثنا

_ [1] ليس في أ. [2] بالمدنية. [3] بدل ما بين القوسين في أ: حدثنا عثمان بن محمد بن عثمان. [4] ليس في أ [5] في الإصابة: خير يعود من أفواهها. وفي أسد الغابة مثل ى. [6] أ: قرنة.

(3399) الشفاء بنت عبد الرحمن الأنصارية.

وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: عَرَضَتْهَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: هَذِهِ مَوَاثِيقُ. (3399) الشفاء بنت عَبْد الرَّحْمَنِ الأنصارية. مدنية، روى عنها أَبُو سلمة بْن عَبْد الرحمن. (4000) الشفاء بنت عوف بْن عبد عوف، أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف. هاجرت مَعَ أختها عاتكة هي أم المسور بْن مخرمة، كذا قَالَ الزُّبَيْر [1] . وقد قيل: إن الشفاء أمه. (4001) الشفاء بنت عوف بن عبد بن الحارث بْن زهرة، قَالَ الزُّبَيْر فِي هذه: أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم أخيه أسود [2] بْن عوف. قَالَ الزُّبَيْر: وقد هاجرت مَعَ أختها لأمها الضيزية بنت أبي قيس بْن عبد مناف. قَالَ أَبُو عُمَرَ: عَلَى مَا ذكر الزُّبَيْر: عبد عوف جد عَبْد الرَّحْمَنِ أبو أبيه، وعوف جده أَبُو أمه أخوان ابنا عبد الحارث بْن زهرة، وكأن أباه عوفًا سمّى باسم عمه عوف بن عهد بن الحارث بْن زهرة، فانظر فِي ذلك. (4002) الشموس بنت النعمان الأنصارية، مدنية. روى عنها عبيد [3] بْن وديعة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بنى مسجده كَانَ جبرئيل عَلَيْهِ السلام يؤم له الكعبة ويقيم له قبلة المسجد. (4003) الشيماء أَوِ الشماء السعدية، أخت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الرضاعة، اسمها حذافة. وقد ذكرتها [4] فِي الحاء أغارت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم على هوازن، وأخذوها فيمن أخذوا من السبي، فقالت لهم: أنا أخت صاحبكم.

_ [1] أ: الزبيري. [2] أ، وأسد الغابة: الأسود. [3] في أسد الغابة: عتبة. والمثبت في أأيضا. [4] صفحة 1809

باب الصاد

فلما قدموا بها عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت له: يَا مُحَمَّد، أنا أختك، وعرفته بعلامة عرفها، فرحب بها، وبسط لَهَا رداءه، فأجلسها عَلَيْهِ، ودمعت عيناه، وَقَالَ: إن أحببت فأقيمي [1] عندي [فأقيمي] [2] مكرمة محببة، وإن أحببت أن ترجعي إِلَى قومك أوصلتك. فقالت: بل أرجع إِلَى قومي. فأسلمت، فأعطاها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعبد وجارية وأعطاها نعما وشاء. باب الصاد (4004) صفية بنت بجير الهذلية. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشرب من ماء زمزم. (4005) صفية بنت حيي بْن أخطب بْن شعبة [3] بْن ثعلبة [بْن عبيد] [4] بْن كعب بْن الخزرج بْن أبي حبيب بْن النضير [5] ابن النحام بن تحوم [6] من بني إسرائيل من سبط هارون بْن عمران. وأمها برة بنت سموأل. قَالَ أَبُو عبيدة: كانت صفية بنت حيي عند سلام بْن مشكم، وَكَانَ شاعرًا، ثم خلف عليها كنانة بْن أبي الحقيق، وَهُوَ شاعر فقتل يوم خيبر. وتزوجها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سنة سبع من الهجرة. رَوَى حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ. وَخَالَفَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَنَسٍ، فَقَالَ فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ لَمَّا جَمَعَ سَبْيَ خَيْبَرَ جَاءَهُ دِحْيَةَ، فقال: أعطنى جارية من السبي.

_ [1] أ: أن تقيمي. [2] من أ. [3] أسد الغابة والإصابة: سعنة. وفي الطبقات: مسية [4] ليس في أ [5] أ: النضر. [6] في أسد الغابة: ابن ناخوم. وقيل تنخوم. وقيل نخوم. والأول قاله اليهود، وهم أعلم بلسانهم. وفي أ: تخوم كما في ى.

(4006) صفية بنت الخطاب،

فَقَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً، فَأَخَذَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا سَيِّدَةُ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ، مَا تَصْلُحُ إِلا لَكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كانت مما أفاء الله عليه، فحجبها وأو لم عَلَيْهَا بِتَمْرٍ وَسَوِيقٍ، وَقَسَمَ لَهَا، وَكَانَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: اسْتَصْفَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَارَتْ فِي سَهْمِهِ، ثُمَّ أَعْتَقَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا. لا يَخْتَلِفُونَ فِي ذَلِكَ، وَهُوَ خُصُوصٌ عِنْدَ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ كَانَ حُكْمُهُ فِي النِّسَاءِ مُخَالِفًا لِحُكْمِ أَمَتِهِ. وَيُرْوَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى صَفِيَّةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ تَنَالانِ مِنِّي وَتَقُولانِ: نَحْنُ خَيْرٌ مِنْ صَفِيَّةَ، نَحْنُ بَنَاتُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجُهُ. قَالَ: أَلا قُلْتِ لَهُنَّ: كَيْفَ تَكُنَّ خَيْرًا مِنِّي، وَأَبِي هَارُونُ، وَعَمِّي مُوسَى، وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَتْ صَفِيَّةُ حَلِيمَةً عاقلة فاضلة. وروينا أن أَنَّ جَارِيَةً لَهَا أَتَتْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَتْ: إِنَّ صَفِيَّةَ تُحِبُّ السَّبْتَ، وَتَصِلُ الْيَهُودَ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا عُمَرُ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ: أَمَّا السَّبْتُ فَإِنِّي لَمْ أُحِبَّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. وَأَمَّا الْيَهُودُ فَإِنّ لِي فِيهِمْ رَحِمًا، وَأَنَا أَصِلُهَا. قَالَ: ثُمَّ قَالَتْ لِلْجَارِيَةِ: مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ قَالَتِ: الشَّيْطَانُ قَالَتِ: اذْهَبِي فَأَنْتِ حُرَّةٌ. وَتُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ سَنَةَ خَمْسِينَ. (4006) صفية بنت الخطاب، أخت عمر بن الخطاب، هي زوجة قدامة بْن مظعون، أتى ذكرها في باب زوجها [1] فينظر إسلامها.

_ [1] صفحة 1277.

(4007) صفية بنت شيبة [بن عثمان] [1] ،

(4007) صفية بنت شيبة [بْن عُثْمَانَ] [1] ، من بني عبد الدار بْن قصي. روى عنها عبيد اللَّه بْن أبي نور، وميمون بْن مهران. (4008) صفية بنت عبد المطلب بْن هاشم [بْن عبد مناف] [1] عمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأمها هالة بنت وهيب [2] بْن عبد مناف بْن زهرة. وهي شقيقة حمزة والمقوم وحجل بني عبد المطلب. كانت صفية فِي الجاهلية تحت الحارث بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، ثم هلك عنها، وتزوجها العوام بْن خويلد بْن أسد، فولدت له الزُّبَيْر، والسائب، وعبد الكعبة، وعاشت زمانًا طويلًا. وتوفيت فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ سنة عشرين، ولها ثلاث وسبعون سنة، ودفنت بالبقيع بفناء دار الْمُغِيرَة [بْن شعبة] [1] . وقد قيل: إن العوام كَانَ عليها قبل، وليس بشيء. (4009) صفية بنت أبي عبيد الثقفية، زوج عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ، لَهَا رواية، روى عنها نافع مولى بن عمر. (4010) صفية بنت محمية [3] بْن جزى [4] الزبيدي زوج، الفضل بْن العباس. تنظر [5] فِي باب الفضل. من كتاب ابْن السكن فِي الصحابة. (4011) صفية خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت عنها أمة اللَّه بنت رزينة فِي الكسوف مرفوعا. (4012) صفية، امرأة من الصحابة. حديثها عند أهل الكوفة. روى عنها مسلم بن صفوان.

_ [1] ليس في أ. [2] أ: وهب. [3] محمية- بفتح أوله وسكون المهملة وكسر الميم بعدها مثناة تحتانية خفيفة (الإصابة) [4] أ: جزء. [5] صفة 1267

(4013) صفية،

(4013) صفية، امرأة. روى عنها إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحارث أنها قالت: دخل علي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقربت إليه كتفًا، وأكل منها، وصلى ولم يتوضأ. (4014) الصماء بنت بسر [1] المازنية [2] أخت عَبْد اللَّهِ بسر. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النهي عَنِ الصيام يوم السبت. حديثها شامي. قيل: اسمها بهية. وقد ذكرناها في حرف [3] الباء. (4015) صميتة [3] الليثية، امرأة من بني ليث بْن بكر، كانت في حجز رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنها عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ فِي فضل المدينة. باب الضاد (4016) ضباعة بنت الحارث الأنصارية. أخت أم عطية الأنصارية. روت عنها أم عطية فِي ترك الوضوء مما مست النار. (4017) ضباعة بنت الزُّبَيْر بْن عبد المطلب بْن هاشم. تزوجها المقداد بْن عَمْرو الْبَهْرَانِيّ حليف بني زهرة، يعرف بالمقداد بْن الأسود لتبنيه له، فولدت له عَبْد اللَّهِ وكريمة، فقتل عَبْد اللَّهِ يوم الجمل مَعَ عائشة رضي اللَّه عنها. لضباعة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث منها الاشتراط فِي الحج. روى عنها الأعرج، وعروة بْن الزُّبَيْر. (4018) ضباعة بنت عامر [بن قرط] [4] بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة ابن عامر بْن صعصعة. خطبها رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم إلى أبيها [سلمة ابن هشام] [5] فَقَالَ: حَتَّى استأمرها. فقيل للنبي صَلَّى الله عليه وسلم. إنها

_ [1] في الإصابة: بشر. والمثبت في أ، وأسد الغابة أيضا. [2] في الإصابة: ويقال المازنية. [3] صفحة 1797 [4] في الإصابة: بالتصغير. وفي أ: الصميمة [5] ليس في أ.

(4019) الضيزية بنت أبى قيس [1] بن عبد مناف،

كبرت، فأتاها، فقالت: وفي النَّبِيّ تستأمرني؟ ارجع فزوجه. فرجع فسكت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. من تاريخ ابْن خيثمة. (4019) الضيزية بنت أبي قيس [1] بْن عبد مناف، هاجرت مَعَ أختها الشفاء بنت عوف بْن عبد الحارث، ذكرها أَبُو عمر فِي باب الشفاء. باب الطاء (4020) طليحة بنت عَبْد اللَّهِ التي كانت تحت رشيد الثقفي، فطلقها، ونكحت فِي عدتها. ذكر الليث عَنِ ابْن شهاب أنها ابنة عبيد [2] الله. باب الظاء (4021) ليس [3] فِي باب الظاء من الأسماء شيء، وفيه كنى [4] نذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. باب العين (4022) عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، لَهَا صحبة، ولا أعلمها روت شَيْئًا. قَالَ الزُّبَيْر: حدثني مُحَمَّد سلام، قَالَ: أرسل عُمَر بْن الْخَطَّابِ إِلَى الشفاء بنت عَبْد اللَّهِ العدوية أن أغدي علي. قالت: فغدوت عَلَيْهِ، فوجدت عاتكة بنت أسيد بْن أبي العيص [5] ببابه، فدخلنا فتحدثنا ساعة، فدعا بنمط، فأعطاها إياه، ودعا بنمط دونه فأعطانيه قالت: فقلت تربت يداك يَا عمر، أنا قبلها إسلامًا، وأنا بنت عمك دونها، وأرسلت إلي، وجاءتك من قبل

_ [1] أ: الضيرن بنت قيس. [2] ى: عبد الله. [3] ذكر في أسد الغابة في هذا الحرف: ظبية بنت البراء. وظبية بنت وهب. وزاد في الإصابة: ظبية بنت النعمان. وظمياء بنت أشرس. [4] لم يذكر المؤلف شيئا في الكنى، كما ستراه بعد. [5] أ: ابن أبى العاص.

(4023) عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة،

نقمها. فَقَالَ: مَا كنت رفعت ذلك إلا لك، فلما اجتمعتما ذكرت أنها أقرب إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منك. (4023) عاتكة بنت خالد بْن منقذ بْن ربيعة، أم معبد الخزاعية. ويقال عاتكة بنت خالد بْن خليف. وهي التي نزل عليها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خيمتها حين خرج من مكة إِلَى المدينة مهاجرًا، وذلك الموضع يدعى إِلَى اليوم بخيمة أم معبد. وَذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بن نصر الكاغدي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو [1] بْنِ يُونُسَ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حِزَامُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أبيه، بن جَدِّهِ حُبَيْشِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ مَعْبَدٍ- وَاسْمُهَا عَاتَكَةُ بِنْتُ خَالِدٍ- قَالَتْ: لَمَّا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم مِنْ مَكَّةَ وَخَرَجَ مِنْهَا يُرِيدُ الْمَدِينَةَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ يُقَالُ لَهُ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ دَلِيلُهُمْ، فَمَرُّوا بِنَا فَدَخَلُوا خَيْمَتِي، وَأَنَا مُحْتَبِيَةٌ بِفِنَاءِ خَيْمَتِي، أَسْقِي وَأُطْعِمُ الْمَارِّينَ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثُ أُمِّ مَعْبَدٍ هَذَا بكماله عنها في رواية القبلي هَذِهِ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ زَوْجِهَا، وَعَنْ حبيش ابن خَالِدٍ أَخِيهَا، بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَالأَلْفَاظُ مُتَقَارِبَةٌ، وَسَنَذْكُرُهَا فِي بَابِهَا [فِي الْكُنَى] [2] إِنْ شَاءَ اللَّهُ تعالى. (4024) عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل القرشية العدوية، أخت سَعِيد بْن زيد. أمها أم كريز [3] بنت عَبْد اللَّهِ بْن عمار [4] بن مالك الحضرميّ. كانت من

_ [1] أ: عمر. [2] ليس في أ. [3] في الطبقات: أم كرز. [4] أ: عماد. والمثبت في الطبقات أيضا.

المهاجرات، تزوجها عَبْد اللَّهِ بْن أبي بكر الصديق، وكانت حسناء جميلة ذات خلق بارع، فأولع بها وشغلته عَنْ مغازيه، فأمره أبوه بطلاقها لذلك، فقال: يقولون طلقها وخيم مكانها ... مقيمًا تمني النفس أحلام نائم وإن فراقي أهل بيت جميعهم [1] ... عَلَى كثرة مني لإحدى العظائم أراني وأهلي كالعجول تروّحت ... إلى بوّها قبل العشار الروائم فعزم عَلَيْهِ أبوه حَتَّى طلقها، ثم تبعتها نفسه، فهجم عَلَيْهِ أَبُو بَكْر، وَهُوَ يقول: [أعاتك لا أنساك مَا ذر شارق ... وما ناح قمري الحمام المطوق أعاتك قلبي كل يوم وليلة ... إليك بما تخفي النفوس معلق] [2] ولم [3] أر مثلي طلق اليوم مثلها ... ولا مثلها فِي غير جرم تطلق لَهَا خلق جزل ورأي ومنصب ... وخلق سويٌ فِي الحياء ومصدق فرق له أبوه، فأمره فارتجعها. [فقال حين ارتجعها: أعاتك قد طلقت فِي غير ريبة ... وروجعت للأمر الَّذِي هُوَ كائن كذلك أمر اللَّه غاد ورائح ... عَلَى الناس فيه ألفة وتباين وما زال قلبي للتفرق طائرًا ... وقلبي لما قد قرب اللَّه ساكن ليهنك أني لا أرى فيه سخطة ... وأنك قد تمت عليك المحاسن وأنك ممن زين اللَّه وجهه ... وليس لوجه زانه اللَّه شائن] [4] ثم شهد عَبْد اللَّهِ الطائف مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فرمى بسهم فمات

_ [1] أ، والإصابة: جمعتهم. [2] من أ. [3] أ: فلم. [4] من أ.

منه بعد بالمدينة، فقالت عاتكة ترثيه: رزئت بخير الناس بعد نبيهم ... وبعد أبي بكر وما كَانَ قصرا فآليت لا تنفك عيني حزينة ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا فله عينا من رأى مثله فتى ... أكر وأحمى فِي الهياج وأصبرا إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ... إِلَى الموت حَتَّى يترك الرمح أحمرا فتزوجها زيد بْن الخطاب عَلَى اختلاف فِي ذلك، فقتل عنها يوم اليمامة شهيدا، ثم تزوجها عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي سنة اثنتي عشرة من الهجرة، فأولم عليها، ودعا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ له: يَا أمير المؤمنين، دعني أكلم عاتكة. قَالَ: نعم. فأخذ علي بجانب الخدر، ثم قَالَ: يَا عدية نفسها [أين قولك] [1] : فآليت لا تنفك عيني حزينة [2] ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا [3] فبكت. فَقَالَ عمر: مَا دعاك إلى هذا يا أبا حسن؟ كل النساء يفعلن هَذَا. ثم قتل عنها عمر، فقالت تبكيه: عين جودي بعبرة ونحيب ... لا تملي عَلَى الإمام [4] النجيب فجعتني المنون بالفارس المعلم ... يوم الهياج والتثويب قل لأهل الضراء والبؤس موتوا ... ظقد سقته المنون كأس شعوب [ومما رثت به عمر رضي اللَّه عنه قولها: منع الرقاد فعاد عيني عائد ... مما تضمن قلبي المعمود

_ [1] ليس في أ [2] أ: قريرة. [3] أ: أصفرا. [4] أ: الجواد.

قد كَانَ يسهرني حذارك مرة ... فاليوم حق لعيني التسهيد أبكي أمير المؤمنين ودونه ... للزائرين صفائح وصعيد] [1] ثم تزوجها الزُّبَيْر بْن العوام، وقد ذكرنا قصتها فِي الخروج إِلَى المسجد معه ومع عمر قبله فِي (كتاب التمهيد) فِي باب يَحْيَى بْن سَعِيد عَنْ عمرة. فلما قتل الزُّبَيْر بْن العوام عنها قالت أيضا ترثيه: غدر ابْن جرموز بفارس بهمة ... يوم اللقاء وَكَانَ غير معرد يَا عَمْرو لو نبهته لوجدته ... لا طائشًا رعش الجنان ولا اليد كم غمرة قد خاضها لم يثنه ... عنها طرادك يَا بْن فقع القردد ثكلتك أمك إن ظفرت بمثله ... ممن [2] مضى ممن يروح ويغتدي والله ربك إن قتلت لمسلمًا ... حلت عليك عقوبة المتعمد [وَكَانَ الزُّبَيْر شرط ألا يمنعها من المسجد وكانت امرأة خليفة، فكانت إذا تهيأت إِلَى الخروج للصلاة قَالَ لَهَا: والله إنك لتخرجين وإني لكاره، فتقول: فامنعني فأجلس. فيقول: كيف وقد شرطت لك ألا أفعل، فاحتال فجلس لَهَا عَلَى الطريق فِي الغلس، فلما مرت وضع يده عَلَى كفلها، فاسترجعت، ثم انصرفت إِلَى منزلها، فلما حان الوقت الَّذِي كانت تخرج فيه إِلَى المسجد لم تخرج، فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْر: مالك لا تخرجين إِلَى الصلاة؟ قالت: فسد الناس. والله لا أخرج من منزلي. فعلم أنها ستفي بما قالت. فقال: لا روع يا بنت عمر. وأخبرها الخبر، فقتل عنها يوم الجمل] [3] . ثم خطبها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ رضي اللَّه عنه بعد انقضاء عدتها من الزُّبَيْر،

_ [1] من أ. [2] أ: فيما. [3] من أ

(4025) عاتكة بنت عبد المطلب بن هاشم،

فأرسلت إليه إني لأضنّ بك يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ القتل- وَكَانَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر إذ قتل أبوه قد أرسل إِلَى عاتكة بنت زيد بْن عَمْرو بْن نفيل يقول: يرحمك اللَّه، أنت امرأة من بني عدي، ونحن قوم من بني أسد، وإن دخلت فِي أموالنا أفسدتها علينا، وأضررت بنا. فقالت: رأيك يَا أبا بكر، مَا كنت لتبعث إلي بشيء إلا قبلته، فبعث إليها بثمانين ألف درهم، فقبلتها، وصالحت عليها. [وتزوجها الحسن بْن علي فتوفى عنها، وَهُوَ آخر من ذكر من أزواجها] [1] ، والله أعلم. (4025) عاتكة بنت عبد المطلب بْن هاشم، اختلف فِي إسلامها، والأكثر يأبون ذلك. وقد جرى ذكرها مَعَ أروى بنت عبد المطلب فِي أول هَذَا الكتاب، ولم يختلف فِي إسلام صفية (4026) عاتكة بنت عوف بْن عبد عوف بْن عبد [2] الحارث بْن زهرة بْن كلاب، أخت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وأم المسور بْن مخرمة. هاجرت هي وأختها الشفاء، فهي من المهاجرات. (4027) عاتكة بنت نعيم الأنصارية. حَدِيثُهَا عِنْدَ ابْنِ عُقْبَةَ [3] ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَاتِكَةَ ابْنَةِ نُعَيْمٍ أُخْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ- أَنَّهَا جَاءَتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنَتَهَا تُوُفِّيَ زَوْجُهَا، فَحَدَّتْ عَلَيْهِ، فَرَمِدَتْ رَمَدًا شَدِيدًا، وَقَدْ خَشِيَتْ عَلَى بَصَرِهَا، أَتَكْتَحِلُ؟ فَقَالَ: لا، إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَعَشْرٌ، وَقَدْ كَانَتِ الْمَرْأَةُ مِنْكُنَّ تُحِدُّ سَنَةً ثُمَّ تَخْرُجُ فَتَرْمِي بِالْبَعَرَةِ عَلَى رَأْسِ الْحَوْلِ.

_ [1] من أ. [2] أ: بن عبيد بن الحارث. والمثبت في الطبقات أيضا. [3] أ: ابن لهيعة.

(4028) العالية بنت ظبيان [1] بن عمرو بن عوف بن عبد بن أبى بكر بن كلاب الكلابية.

(4028) العالية بنت ظبيان [1] بْن عَمْرو بْن عوف بْن عبد بْن أبي بكر بْن كلاب الكلابية. تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وكانت [2] عنده مَا شاء اللَّه ثم طلقها، وقل من ذكرها. (4029) عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تقدم ذكر أبيها فِي بابه، وأمها أم رومان بنت عامر بْن عويمر بْن عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بْن مالك بْن كنانة. تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة قبل الهجرة بسنتين. هَذَا قول أبي عبيدة. وَقَالَ غيره: بثلاث سنين، وهي بنت ست سنين، وقيل: بنت سبع. وابتني بها بالمدينة، وهي ابنة تسع، لا أعلمهم اختلفوا فِي ذلك. وكانت تذكر لجبير بْن مطعم وتسمى له، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أري عائشة فِي المنام فِي سرقة من حرير، فتوفيت خديجة، فَقَالَ: إن يكن هَذَا من عند اللَّه يمضه. فتزوجها بعد موت خديجة بثلاث سنين فِيمَا ذكر الزُّبَيْر. وَكَانَ موت خديجة قبل مخرجه إِلَى المدينة مهاجرًا بثلاث سنين. هَذَا أولى مَا قيل فِي ذلك وأصحه إن شاء اللَّه تعالى. وقد قيل فِي موت خديجة: إنه كَانَ قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع، عَلَى مَا ذكرناه [3] فِي بابها. وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ [بْنِ مُحَمَّدِ [4]] بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُسَامَةَ ابن حَفْصٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ- أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ [5] مِنَ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَأَعْرَسَ بِهَا فِي الْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ عَلَى رَأْسِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجِرِهِ إلى المدينة.

_ [1] أ: بنت أبى ظبيان. [2] أ: فكانت. [3] صفحة 1817 [4] ليس في أ. [5] أ: عشرين.

حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسى بن إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ مُتَوَفَّى خَدِيجَةَ وَقَبْلَ مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَتَيْنِ أَوْ ثَلاثٍ، وَأَنَا بِنْتُ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: هَذَا يَقْضِي لِقَوْلِ أَبِي عُبَيْدَةَ بِالصَّوَابِ: إِنَّ خَدِيجَةَ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِخَمْسِ سِنِينَ. قَالَ: وَيُقَالُ بِأَرْبَعٍ قَبْلَ تَزْوِيجِ عَائِشَةَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَانَ نِكَاحُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَةَ فِي شَوَّالٍ، وَابْتِنَاؤُهُ بِهَا فِي شَوَّالٍ، وَكَانَتْ تُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ النِّسَاءَ مِنْ أَهْلِهَا وَأَحِبَّتِهَا فِي شَوَّالٍ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، وَتَقُولُ: هَلْ كَانَ فِي نِسَائِهِ عِنْدَهُ أَحْظَى مِنِّي، وَقَدْ نَكَحَنِي وَابْتَنَى بِيَ فِي شَوَّالٍ، وَتُوُفِّيَ عَنْهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ مُكْثُهَا مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَ سِنِينَ. رَوَى أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: تَزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ، وَبَنَى بِيَ وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، وَقُبِضَ عَنِّي وَأَنَا ابْنَةُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ [1] سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ... فَذَكَرَهُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: لم ينكح صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكرًا غيرها، واستأذنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكنية فَقَالَ لَهَا: اكتنى بابنك عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر-

_ [1] أ: بن ممين.

يعني ابْن أختها. وَكَانَ مسروق إذا حدث عن عائشة يقول: حدثني الصادقة ابنة الصديق البرية [1] المبرأة بكذا وكذا، ذكره الشعبي، عَنْ مسروق. وَقَالَ أَبُو الضحى، عَنْ مسروق: رأيت مشيخة من أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأكابر يسألونها عَنِ الفرائض. وَقَالَ عطاء بْن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا فِي العامة وَقَالَ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه: مَا رأيت أحدًا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ المغيرة الحزامي، عن عبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَرْوَى لِشِعْرٍ مِنْ عُرْوَةَ. فَقِيلَ لَهُ: مَا أَرْوَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَمَا رِوَايَتِي مِنْ [2] رِوَايَةِ عَائِشَةَ! مَا كَانَ يَنْزِلُ بِهَا شَيْءٌ إِلا أَنْشَدَتْ فِيهِ شِعْرًا. قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ عَائِشَةَ إِلَى عِلْمِ جَمِيعِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِلْمِ جَمِيعِ النِّسَاءِ لَكَانَ عِلْمُ عَائِشَةَ أَفْضَلَ. وَرَوَى أَهْلُ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ سَمِعَهُ يَقُولُ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: أَبُوهَا. ومن حديث أبي مُوسَى الأشعري وحديث أنس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فضل عائشة عَلَى النساء كفضل الثريد عَلَى سائر الطعام. وفيها يقول حسان بن ثابت [3] : حصان رزان مَا تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل

_ [1] أ: البريئة. [2] أ: في. [3] الديوان: 324.

عقيلة أصل [1] من لؤي بْن غالب ... كرام المساعي مجدهم [2] غير زائل مهذنة؟ قد طهر اللَّه خيمها ... وطهرها من كل بغي [3] وباطل فإن كَانَ مَا قد قيل عني [4] قلته ... فلا رفعت صوتي إلي أناملي وإن الَّذِي قد قيل ليس بلائط ... بها الدهر بل قول امرئ [5] متماحل فكيف وودى مَا حييت ونصرتي ... لآل رَسُول اللَّهِ زين المحافل رأيتك وليغفر لك اللَّه حرة ... من المحصنات غير ذات الغوائل [6] قَالَ أَبُو عُمَرَ: أمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذين رموا عائشة بالإفك حين نزل القرآن ببراءتها فجلدوا الحد ثمانين فِيمَا ذكر جماعة من أهل السير والعلم بالخبر. وَقَالَ قوم: إن حسان بْن ثابت لم يجلد معهم، ولا يصح عنه أنه خاض فِي الإفك والقذف، ويزعمون أنه القائل: لقد ذاق عَبْد اللَّهِ مَا كَانَ أهله ... وحمنة إذ قَالُوا هجيرًا ومسطح وعَبْد اللَّهِ هو عبد الله بن أبىّ بْن سلول. وآخرون يصححون جلد حسان بْن ثابت، ويجعلونه من جملة أهل الإفك فِي عائشة. وأنشد ابْن إِسْحَاق هَذَا البيت عَلَى خلاف مَا مضى فِي أبيات ذكرها فَقَالَ قائل من المسلمين: لقد ذاق حسان الَّذِي كان أهله ... وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح وهذا عندي أصح، لأن عَبْد اللَّهِ بْن أبي بْن سلول لم يكن ممن يستر جلده عن الجميع لو جلد

_ [1] في الديوان: حليلة حي. [2] أ: مجدها. [3] أ: سوء. [4] في الديوان: فإن كنت قد قلت الّذي قد زعمتم [5] أ: والديوان: بى ما حل. [6] أ، والديوان: ذات غوائل.

(4030) عائشة بنت الحارث بن خالد بن صخر الفرشية التيمية،

وقد روي أن حسان بْن ثابت استأذن على عائشة بعد ما كف بصره، فأذنت له، فدخل عليها فأكرمته، فلما خرج من عندها قيل لَهَا: أهذا من القوم؟ قالت: أليس يقول: فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض مُحَمَّد منكم وقاء هَذَا البيت يغفر له كل ذنب. وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين، ذكره المدائني [1] ، عَنْ سُفْيَان بْن عيينة، عَنْ هشام بْن عروة [عَنْ أبيه] [2] . وَقَالَ خليفة [بْن خياط] [3] : وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، أمرت أن تدفن ليلًا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أَبُو هريرة، ونزل فِي قبرها خمسة: عَبْد اللَّهِ وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله ابن مُحَمَّد بْن أبي بكر، وعَبْد اللَّهِ بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي بكر. فاللَّه أعلم. ذكر ذلك صالح بْن الوجيه، والزبير، وجماعة من أهل السير والخبر. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع عن عِصَامِ [4] بْنِ قُدَامَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيتكنّ صاحبة الجمل الأديب، [5] يُقْتَلُ حَوْلَهَا قَتْلَى كَثِيرٌ، وَتَنْجُو بَعْدَ مَا كَادَتْ. وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَعْلامِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِصَامُ بْنُ قُدَامَةَ ثِقَةٌ وَسَائِرُ الإِسْنادِ أَشْهَرُ مِنْ أَنْ يُحْتَاجَ لِذِكْرِهِ [6] . (4030) عائشة بنت الحارث بْن خالد بْن صخر الفرشية التيمية، ولدت هي وأختاها

_ [1] أ: بن المديني. [2] من أ. [3] من أ. [4] ؟: عاصم. [5] الأديب: الأدب، والأدب الكثير وبر الوجه. [6] أ: من أن يحتاج أن يذكر.

(4031) عائشة بنت قدامة بن مظعون القرشية الجمحية،

فاطمة وزينب بأرض الحبشة. وقيل: إنهن متن فِي إقبالهن من أرض الحبشة من ماء شربنه فِي الطريق. وقد قيل: إن فاطمة نجت منهن وحدها. (4031) عائشة بنت قدامة بْن مظعون القرشية الجمحية، هي وأمها ريطة ابنة أبي سُفْيَان من المبايعات. تعد فِي أهل المدينة. (4032) عزة بنت الحارث، أخت ميمونة ولبابة. لم أر أحدا ذكرها فِي الصحابة، وأظنها لم تدرك الإسلام. (4033) عزة بنت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، أخت أم حبيبة رضي اللَّه عنهن، ذكرها يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنِ ابْن شهاب فِي حديث أم حبيبة فِي الرضاع [خرج حديثها مسلم] [1] . (4034) عزة بنت كامل [2] ، روي عنها حديث واحد عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس إسناده بالقائم. (4035) عزة الأشجعية، حَدِيثُهَا عِنْدَ الأَشْعَثِ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ مَوْلاتِهِ عَزَّةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: وَيْلَكُنَّ مِنَ الأَحْمَرَيْنِ: الذَّهَبِ وَالزَّعْفَرَانِ. (4036) عقيلة [3] ابنة عبيد بْن الحارث العتوارية. كانت من المهاجرات والمبايعات، مدنية. حديثها عند مُوسَى بْن عبيدة [4] . (4037) علية [5] بنت شريح الحضرميّ هي أم السائب بن يزيد بن أخت نمر.

_ [1] من أ. [2] أ: كابل أو خابل. وفي الإصابة: بنت خابل- بالخاء المعجمة والباء الموحدة. ذكرها أبو عمر بالكاف بدل الخاء المعجمة وبالميم بدل الموحدة. والصواب الأول. [3] أ: عزة بنت عبيد. وفي أسد الغابة: أوردها البخاري والطبراني بالعين المهملة والقاف وأوردها ابن مندة بالغين المعجمة والفاء. [4] أ: عبيد. [5] بضم العين وفتح اللام وتشديد الياء تحتها نقطتان (أسد الغابة) .

(4038) عمرة بنت الحارث بن أبى ضرار الخزاعية.

وهي أخت مخرمة بْن شريح الَّذِي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذلك رجل لا يتوسد القرآن. (4038) عمرة بنت الحارث بْن أبي ضرار الخزاعية. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدنيا خضرة حلوة ... الحديث. هي أخت جويرية بنت الحارث زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها ابْن أخيها مُحَمَّد بْن الحارث. (4039) عمرة بنت حزم الأنصارية. روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ رضي اللَّه عنهم، عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ترك الوضوء مما مسّت النار. (4040) عمرة بنت رواحة، أخت عبد الله بن رواحة زوجة بشير بْن سعد الأَنْصَارِيّ، وأم النعمان بْن بشير رضي اللَّه عنهم، لما ولدت النعمان بْن بشير حملته إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فدعا بتمرة فمضغها، ثم ألقاها فِي فيه فحنكه بها، فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادع اللَّه أن يكثر ماله وولده، فَقَالَ: أما ترضين أن يعيش كما عاش خاله حميدًا، وقتل شهيدًا، ودخل الجنة. من حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: وجب الخروج عَلَى كل ذات نطاق. (4041) عمرة بنت مَسْعُود بْن قيس بْن عَمْرو بْن زيد مناة بن عدي بن عمرو ابن مالك بْن النجار، أم سعد بْن عبادة، وكانت من المبايعات، توفيت فِي سنة خمس من الهجرة. (4042) عمرة بنت يَزِيد بْن الجون الكلابية. وقيل: عمرة بنت يزيد بن عبيد ابن رواس بْن كلاب الكلابية، وهذا أصح. تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبلغه أن بها برصًا فطلقها ولم يدخل بها. وقيل: إنها التي تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتعوذت منه حين أدخلت عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهَا: لقد عذت بمعاذ،

(4043) عمرة بنت يعار الأنصارية

فطلقها، وأمر أسامة بْن زيد فمتعها بثلاثة أثواب. هكذا روى عَبْد اللَّهِ بْن [1] القاسم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وَقَالَ أَبُو عبيدة: إنما ذلك لأسماء بنت النعمان بْن الجون. وَقَالَ قتادة: إنما قَالَ ذلك فِي امرأة من بني سليم [2] ، فالاختلاف فِيهَا كثير عَلَى مَا ذكرناه فِي باب أسماء [3] وغيره. (4043) عمرة بنت يعار الأنصارية زوجة أبي حذيفة مولاة سالم. واختلف فِي اسمها، وقد ذكرناها فِي باب الباء. (4044) عميرة بنت سهل بْن رافع الأنصارية. صاحب الصاعين الَّذِي لمزه المنافقون، وَكَانَ قد خرج بابنته هذه عميرة وبصاع من تمر إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما أتاها قَالَ له: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إن لي إليك حاجة. فَقَالَ: وما هي؟ قَالَ: ابنتي هذه تدعو اللَّه لي ولها وتمسح رأسها، فإنه ليس لي ولد غيرها. قالت عميرة: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم كفه علي قالت: فأقسم باللَّه لكان برد كف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على كبدي بعد. باب الغين (4045) غزيلة [4] ويقال غزية، أم شريك الأنصارية. من بني النجار. والصواب غزيلة إن شاء اللَّه تعالى. روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: ليفرن الناس من الدجال فِي الجبال. قالت: أم شريك: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فأين العرب يومئذ؟ قَالَ: هم قليل. هي غير أم شريك العامرية، وإحداهما التي وهبت نفسها [للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [5] وفيها نظر، وسيأتي ذكر أم شريك فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. وقد اختلف فِي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم اختلافا كثيرا.

_ [1] أ: عبيد بن القاسم. [2] أ: من بنى سلمة. [3] صفحة 1785 [4] بالتصغير، ويقال غزية- بالتشديد بلا لام (الإصابة) [5] ليس في أ.

باب الفاء

باب الفاء (4046) فاختة بنت أبي طالب بْن عبد المطلب بْن هاشم، أم هانئ بنت أبي طالب، أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد ابن هاشم بْن عبد مناف. واختلف فِي اسمها. فقيل: هند. وقيل: فاختة. وَهُوَ الأكثر، وسنذكرها في الكنى بأتم من هذا إن شاء اللَّه تعالى. يقولون: كَانَ إسلام أم هانئ يوم الفتح. (4047) فاختة بنت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ. أسلمت قبل زوجها صفوان بْن أمية بشهر- قاله داود بن الحصين. (4048) الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بْن زرارة الأَنْصَارِيّ. كَانَ أَبُو أمامة أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكبشة بنات أبي أمامة إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبيط بْن جابر، من بني مالك بْن النجار. (4049) الفارعة بنت أبي الصلت، أخت أمية بْن أبي الصلت الثقفي. قدمت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح الطائف، وكانت ذات لب وعفاف وجمال، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعجب بها، وَقَالَ لَهَا يومًا: هل تحفظين من شعر أخيك شَيْئًا؟ فأخبرته خبره، وما رأت منه، وقصت قصته فِي شق جوفه، وإخراج قلبه، ثم صرفه [1] مكانه وَهُوَ نائم، وأنشدت له الشعر الّذي أوله: باتت همومي تسري طوارقها ... أكف عيني والدمع سابقها نحو ثلاثة عشر بيتًا، منها قوله: مَا رغب النفس فِي الحياة وإن ... تحيا قليلا فالموت سائقها

_ [1] في الإصابة: ثم رده.

(4050) الفارعة بنت عبد الرحمن الخثعمية.

يوشك من فر من منيته ... يومًا عَلَى غرة يوافقها من لم يمت غبطة يمت هرمًا ... للموت كأس والمرء ذائقها وفي الخبر لما [1] حضرت وفاته قال عند المعاينة: إن تعف يَا ربي [2] تعف جما ... وأي عبد لك لا ألمّا ثم قال: كل عيش وإن تطاول دهرًا ... صائر مرة إِلَى أن يزولا. ليتني كنت قبل مَا قد بدا لي ... فِي قلال الجبال أرعى الوعولا ثم مات. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا فارعة، كَانَ مثل أخيك كمثل الَّذِي آتاه اللَّه آياته [3] فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. وذكر الخبر بتمامه مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، واختصرته واقتصرت منه عَلَى النكت التي يجب الوقوف عليها، حدثنيه بتمامه أَبُو القاسم خَلَف بْن قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الحسن بْن عتبة الرازي، قَالَ: حَدَّثَنَا روح بْن الفرج القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا وثيمة بْن مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سلمة ابن الفضل، عَنِ ابْن إِسْحَاق، قَالَ: حدثني مُحَمَّد بْن شهاب، عَنْ سَعِيد بْن المسيب، قَالَ: قدمت الفارعة بنت أبي الصلت عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر الحديث بتمامه. (4050) الفارعة بنت عَبْد الرَّحْمَنِ الخثعمية. تذكر فِي الصحابة. روى عنها السري بْن عَبْد الرَّحْمَنِ. (4051) فاضلة الأنصارية، زوج عَبْد اللَّهِ بْن أنيس الجهني، قالت: خطبنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فحثّنا على الصدقة حديثها عند أهل المدينة.

_ [1] أ: حضور وفاته وأنه قال عند المعاينة. [2] أ: تغفر اللَّهمّ تغفر جما. [3] أ: آتيناه آياتنا.

(4052) فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أم على بن أبى طالب

(4052) فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، أم عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ وإخوته قيل: إنها ماتت قبل الهجرة، وليس بشيء، والصواب أنها هاجرت إِلَى المدينة وبها ماتت. أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الْمُؤْمِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ [الْحُطَيْمِيُّ] [1] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبْدُوسٍ، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب [فاطمة بنت أسد بن هاشم] [1] ، أَسْلَمَتْ، وَهَاجَرَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَتُوُفِّيَتْ بِهَا. قَالَ الزُّبَيْرُ: هِيَ أَوَّلُ هَاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ لِهَاشِمِيٍّ [هَاشِمِيًّا] [2] قَالَ: وَقَدْ أَسْلَمَتْ وَهَاجَرَتْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [وَشَهِدَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] [3] . قَالَ أَبُو عُمَرَ: رَوَى سَعْدَانُ بْنُ الْوَلِيدِ السَّابِرِيُّ [4] ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَلْبَسَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَمِيصَهُ، وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فِي قَبْرِهَا، فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مَا صَنَعْتَ بِهَذِهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ أَبَرُّ بِي مِنْهَا، إِنَّمَا أَلْبَسْتُهَا قَمِيصِي لِتُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، وَاضْطَجَعْتُ مَعَهَا لِيُهَوَّنَ عَلَيْهَا. (4053) فاطمة بنت الأسود [5] بْن عبد الأسد المخزومية. هي التي قطع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدها، لأنها سرقت حليًا، وتكلمت قريش فِيهَا إِلَى أسامة بْن زيد ليشفع فِيهَا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غلام، فشفع

_ [1] ليس في أ. [2] من أ. [3] ليس في أ. [4] ؟: السايرى. [5] في الإصابة: بنت أبي الأسد، وقيل بنت الأسود بن عبد الأسد.

(4054) فاطمة بنت الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة القرشية التيمية.

فِيهَا أسامة، فَقَالَ له رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أسامة، لا تشفع فِي حد، فإنه إذا انتهى إلي لم يكن فيه مترك، ولو أن فاطمة بنت مُحَمَّد سرقت لقطعت يدها. روى حديثها وسماها حبيب بْن أبي ثابت. (4054) فاطمة بنت الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة القرشية التيمية. ولدت هي وأختاها زينب وعائشة بأرض الحبشة. وقد قيل: إن أخاهن مُوسَى ولد بأرض الحبشة أَيْضًا، وقدمت فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة من أرض الحبشة، وكانت قد نجت من الماء الَّذِي شربه إخوتها فماتوا فِي انصرافهم من أرض الحبشة [بالطريق] [1] . (4055) فاطمة بنت أبي حبيش بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بْن قصي القرشية الأسدية. هي التي استحيضت فشكت ذلك لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: إنما ذلك عرق، وليس بالحيضة- الحديث. روى عنها عروة بْن الزُّبَيْر، وسمع منها حديثها فِي الاستحاضة فِيمَا روى الليث عَنْ يَزِيد بْن أبي حبيب، عَنْ بكير بْن الأشج، عَنِ المنذر بْن الْمُغِيرَةِ، عَنْ عروة بْن الزُّبَيْر- أن فاطمة بنت أبي حبيش حدثته، ورواه مالك وجماعة، عَنْ هشام بْن عروة، عَنْ أبيه، عَنْ عائشة رضي اللَّه عنها أن فاطمة [بنت أبي حبيش] [2] وَهُوَ الصواب. (4056) فاطمة بنت الخطاب بْن نفيل بْن عبد العزى القرشية العدوية. أخت عُمَر بْن الْخَطَّابِ زوجة سَعِيد بْن زيد بْن عَمْرو بْن نفيل، أسلمت قديمًا. وقيل: [أسلمت] [3] قبل زوجها. وقيل: مَعَ زوجها، وذلك قبل إسلام عمر أخيها رضي اللَّه عنها، وخبرها فِي إسلام عمر خبر عجيب.

_ [1] ليس في أ. [2] ليس في أ. [3] ليس في أ.

(4057) فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين، على أبيها وعليها السلام.

(4057) فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، سيدة نساء العالمين، عَلَى أبيها وعليها السلام. كانت هي وأختها أم كلثوم أصغر بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي الصغرى منها، وقد قيل: إن رقية أصغر منها، وليس ذلك عندي بصحيح. وقد ذكرنا فِي باب رقية مَا تبين به [1] صحة مَا ذهبنا إِلَيْهِ فِي ذلك، ومضى فِي باب زينب وباب خديجة من ذلك مَا فيه كفاية. وقد اضطرب مصعب والزبير فِي بنات النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أيتهن أكبر وأصغر اضطرابًا يوجب ألا يلتفت إليه [2] فِي ذلك. والذي تسكن إليه النفس عَلَى مَا تواترت به الأخبار فِي ترتيب بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن زينب الأولى، ثم الثانية رقية، ثم الثالثة أم كلثوم، ثم الرابعة فاطمة الزهراء والله أعلم. قَالَ ابْن السراج: سمعت عَبْد اللَّهِ [3] بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن جعفر الهاشمي يقول: ولدت فاطمة رضي اللَّه عنها سنة إحدى وأربعين من مولد النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنكح رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاطمة عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ بعد وقعة أحد. وقيل: إنه تزوجها بعد أن ابتنى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وبنى بها بعد تزويجه إياها بتسعة أشهر ونصف، وَكَانَ سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا، وكانت سن علي إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر. وَذَكَرَ أَبُو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ لأُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ: اكْفِي بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخِدْمَةَ خارجا وسقاية الماء الحاج [4] ،

_ [1] أ: ما يبين صحة. [2] أ: إليها. [3] أ: عبيد الله. [4] أ: والحاج

وَتَكْفِيكِ الْعَمَلَ فِي الْبَيْتِ: الْعَجْنَ وَالْخَبْزَ وَالطَّحْنَ. قَالَ: أَبُو عُمَرَ: فَوَلَدَتْ لَهُ الْحَسَنَ، وَالْحُسَيْنَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَزَيْنَبَ، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ عَلِيٌّ عَلَيْهَا غَيْرَهَا حَتَّى مَاتَتْ. واختلف فِي مهره إياها، فروي أنه أمهرها درعه، وأنه لم يكن له فِي ذلك الوقت صفراء ولا بيضاء. وقيل: إن عليًا تزوج فاطمة رضي اللَّه عنهما عَلَى أربعمائة وثمانين، فأمر النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يجعل ثلثها فِي الطيب. وزعم أصحابنا أن الدرع قدمها علي من أجل الدخول بأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إياه فِي ذلك [1] . وتوفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير. قَالَ مُحَمَّد بْن علي: بستة أشهر. وقد روي عَنِ ابْن شهاب مثله. وروي عنه بثلاثة أشهر. وقال عمرو ابن دينار: توفيت فاطمة بعد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثمانية أشهر. وَقَالَ ابْن بريدة: عاشت فاطمة بعد أبيها سبعين يومًا. رَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ قَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلا قَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لِحَاقًا بِي [2] ، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ. قَالَتْ: فَبَكَيْتُ. ثُمَّ قَالَ: أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [3] ! فَضَحِكَتْ. وروى عبد الرحمن بن أبي نعم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا مَا كَانَ مِنْ مَرْيَمَ بنت عمران.

_ [1] ى: بذلك. [2] أ: لحوقا. [3] أ: المؤمنين.

وَذَكَرَ ابْنُ السَّرَّاجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ فَاطِمَةَ وَهِيَ مَرِيضَةٌ، فَقَالَ لَهَا: كَيْفَ تَجِدِينَكِ يَا بُنَيَّةُ؟ قَالَتْ: إِنِّي لَوَجِعَةٌ، وَإِنَّهُ لَيَزِيدُنِي أَنِّي مَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ. قَالَ: يَا بُنَيَّةَ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ! قَالَتْ: يَا أَبَتِ، فَأَيْنَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ؟ قَالَ: تِلْكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا، وَأَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِكِ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ زَوَّجْتُكَ سَيِّدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ يَرِيمَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَدِمَ مِنْ غَزْوٍ أَوْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَأْتِي فَاطِمَةَ، ثُمَّ يَأْتِي أَزْوَاجَهُ- وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ. وَذَكَرَ الدراوَرْديّ، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَرْيَمُ، ثُمَّ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ [1] بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَنْجَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ خُطُوطٍ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فرعون.

_ [1] أ: خالد.

وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: حدثنا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا. عَبْدُ السَّلامِ، قال: سمعت أبا يزيد المدني يحدث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي بَابِ خَدِيجَةَ [1] نَظِيرُ هَذَا وَشَبَهُهُ مِنْ وُجُوهٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهَا بِطُرُقِهَا هُنَالِكَ، فأغني عن إعادتها ها هنا. وَذَكَرَ السَّرَّاجُ [2] قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ- أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ كَلامًا وَحَدِيثًا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ، وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَرَحَّبَ بِهَا، كَمَا كَانَتْ تَصْنَعُ هِيَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن يحيى بْنِ عِبَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ فَاطِمَةَ، إِلا أَنْ يَكُونَ الَّذِي وَلَدَهَا صَلَّى الله عليه وسلم.

_ [1] صفحة 1817. [2] أ: ابن السراج.

أَخْبَرَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، فَسَأَلْتُ [1] أَيُّ النَّاسِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فَاطِمَةُ. قُلْتُ: فَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَتْ: زَوْجُهَا، إِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُهُ صَوَّامًا قَوَّامًا. قَالَ: وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَاذَانُ، عَنْ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ أَحَبَّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةُ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ [2] ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عون ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ جَعْفَرِ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَنْ عَمَّارِ بْنِ [3] الْمُهَاجِرِ، عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ- أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: يَا أَسْمَاءَ، إِنِّي قَدِ اسْتَقْبَحْتُ مَا يُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ، إِنَّهُ يُطْرَحُ عَلَى الْمَرْأَةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُهَا. فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، أَلا أُرِيكِ شَيْئًا رَأَيْتُهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ! فَدَعَتْ بِجَرَائِدَ رَطِبَةٍ فَحَنَّتْهَا ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْهَا ثَوْبًا، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: مَا أَحْسن هَذا وَأَجملَهُ! تعْرَف بِهِ المَرْأة من الرجال، فإذا أنا مِتّ فاغْسلينِي أنتِ وعلِيٌّ، وَلا تُدْخِلِي عَلَيَّ أَحَدًا. فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ جَاءَتْ عَائَشَةُ تَدْخُلُ، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: لا تَدْخُلِي. فَشَكَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ: إِنَّ هَذِهِ الْخَثْعَمِيَّةَ تَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقد جَعَلَتْ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ- فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَوَقَفَ عَلَى الْبَابِ، فَقَالَ: يَا أَسْمَاءُ، ما حملك على أن منعت

_ [1] أ: فسئلت. [2] أ: سعد. [3] أ: عمارة.

أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْخُلْنَ عَلَى بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَجَعَلْتِ لَهَا مِثْلَ هَوْدَجِ الْعَرُوسِ؟ فَقَالَتْ: أَمَرَتْنِي أَلا يَدْخُلَ عَلَيْهَا أَحَدٌ، وَأَرَيْتُهَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُ، وَهِيَ حَيَّةٌ، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أَصْنَعَ ذَلِكَ لَهَا. قَالَ أَبُو بَكْرٌ: فَاصْنَعِي مَا أَمَرَتْكِ. ثُمَّ انْصَرَفَ، فَغَسَّلَهَا عَلِيٌّ وَأَسْمَاءُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: فاطمة رضي اللَّه عنها أول من غطي نعشها من النساء فِي الإسلام عَلَى الصفة المذكورة فِي هَذَا الخبر، ثم بعدها زينب بنت جحش رضي اللَّه عنها، صنع ذلك بها أَيْضًا. وماتت فاطمة رضي اللَّه عنها بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكانت أول أهله لحوقًا به، وصلى عليها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. وَهُوَ الَّذِي غسلها مَعَ أسماء بنت عميس، ولم يخلف رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بنيه غيرها. وقيل: توفيت فاطمة بعده بخمس وسبعين ليلة. وقيل بستة أشهر إلا ليلتين، وذلك يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان، وغسلها زوجها علي رضي اللَّه عنه، وكانت أشارت عَلَيْهِ أن يدفنها ليلًا. وقد قيل: إنه صلى عليها العباس بْن عبد المطلب ودخل قبرها هُوَ وعلي والفضل. واختلف فِي وقت وفاتها، فَقَالَ مُحَمَّد بْن علي أَبُو جعفر: توفيت بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر. وروي عنه أَيْضًا أنها لبثت بعد وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أشهر وقيل: بل ماتت بعد وفاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمائة يوم. وَقَالَ الواقدي: حدثنا معمر، عَنِ الزهري، عَنْ عروة، عَنْ عائشة، قَالَ: وأخبرنا ابْن جريج، عَنِ الزهري، عَنْ عروة- أن فاطمة توفيت بعد النَّبِيّ صَلَّى

(4058) فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي.

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بستة أشهر. قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَرَ: وَهُوَ أشبه عندنا. قَالَ: وتوفيت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. وذكر عَنْ جعفر بْن مُحَمَّد، قَالَ: كانت كنية فاطمة بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم أبيها [1] . وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الحارث، وعمرو بْن دينار: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر. وَقَالَ ابْن بريدة: عاشت بعده سبعين يومًا. وَقَالَ المدائني: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة، وهي ابنة تسع وعشرين سنة ولدت قبل النبوة بخمس سنين، صلى عليها العباس رضي اللَّه عنه. واختلف فِي سنها وقت وفاتها، فذكر الزُّبَيْر بْن بكار أن عَبْد اللَّهِ بْن الحسن ابن الحسن دخل عَلَى هشام بْن عبد الملك وعنده الكلبي، فقال هشام لعبد الله ابن الحسن: يَا أبا مُحَمَّد، كم بلغت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من السن؟ فَقَالَ: ثلاثين سنة. فَقَالَ هشام للكلبي: كم بلغت من السن؟ فَقَالَ: خمسا وثلاثين سنة. فَقَالَ هشام لعَبْد اللَّهِ بْن الحسن: [يَا أبا مُحَمَّد] [2] ، اسمع، الكلبي يقول مَا تسمع، وقد عني بهذا الشأن، فَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الحسن: يَا أمير المؤمنين سلني عَنْ أمي، وسل الكلبي عَنْ أمه. (4058) فاطمة بنت الضحاك بْن سُفْيَانَ الكلابي. قَالَ ابْن إِسْحَاق: تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد وفاة ابنته زينب وخيرها حين نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا، ففارقها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكانت بعد ذلك تلقط البعر، وتقول: أبا الشقية [التي] [3] اخترت الدنيا. هكذا قَالَ، وهذا عندنا غير صحيح، لأن ابْن شهاب يروي عن أبى سلمة بن عبد الرحمن

_ [1] أ: أم البهاء. [2] ليس في أ. [3] ليس في أ.

(4059) فاطمة بنت عبد الله، أم عثمان بن أبى العاص الثقفي.

وعروة عَنْ عائشة- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين خير أزواجه بدأ بها، فاختارت اللَّه ورسوله. قالت: وتتابع أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلهن عَلَى ذلك. وَقَالَ قتادة وعكرمة: كَانَ عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفي عنهن. وقد قَالَ جماعة: إن التي كانت تقول أنا الشقية هي التي استعاذت من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي المستعيذة من رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اختلافًا كثيرًا، ولا يصح فِيهَا شيء. وقد قيل: إن الضحاك بْن سُفْيَانَ عرض عَلَيْهِ فاطمة ابنته، وَقَالَ: إنها لم تصدع قط. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا حاجة لي بها. قيل: إنه تزوجها سنة ثمان، والله أعلم. (4059) فاطمة بنت عَبْد اللَّهِ، أم عُثْمَان بْن أبي العاص الثقفي. شهدت ولادة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين وضعته أمه آمنة. وَكَانَ ذلك ليلًا، قالت: فما شيء [1] أنظر إِلَيْهِ من البيت إلا نور، وإني لأنظر إِلَى النجوم تدنو مني حَتَّى إني لأقول لتقعن عليّ. (4060) فاطمة بنت عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بن عبد مناف، خالة معاوية ابن أبي سُفْيَان. روت عنها أم مُحَمَّد بْن عجلان، وهي مولاتها. (4061) فاطمة بنت عَمْرو بْن حرام عمة جابر بْن عَبْد اللَّهِ. ذكرها فِي حديث مُحَمَّد بْن المنكدر، عَنْ جابر، قَالَ: أصيب أبي يوم أحد، فجعلت أكشف الثوب عَنْ وجهه، وأبكي، وجعلوا ينهونني ورَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم

_ [1] أ: فرأيتني.

(4062) فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة [1] بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر القرشية الفهرية،

لا ينهاني. قَالَ: وجعلت فاطمة بنت عَمْرو تبكيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: تبكيه أَوْ لا تبكيه مَا زالت الملائكة تظله بأجنحتها حَتَّى رفعتموه. (4062) فاطمة ابنة قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بْن واثلة [1] بْن عَمْرو بْن شيبان بْن محارب بْن فهر القرشية الفهرية، أخت الضحاك بْن قيس، يقال: إنها كانت أكبر منه بعشر سنين، كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل وكمال، وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى عند قتل عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وخطبوا خطبهم [2] المأثورة. قَالَ الزُّبَيْر: وكانت امرأة نجودًا- والنجود النبيلة- وكانت عند أبي عمرو ابن حفص بْن الْمُغِيرَةِ، فطلقها، فخطبها معاوية وأبو جهم بْن حذيفة، فاستشارت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهما، فأشار عليها بأسامة بْن زيد، فتزوجته، وفي طلاقها ونكاحها بعد سنن كثيرة مستعملة. روى عنها جماعة منهم الشعبي، والنخعي، وأبو سلمة. (4063) فاطمة ابنة الوليد بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس بْن عبد مناف. كانت زوج سالم مولى أبي حذيفة، زوجها منه أَبُو حذيفة بْن عتبة بْن ربيعة بْن عبد شمس ابن عبد مناف. قَالَ ابْن شهاب: كانت ابنة أخيه، وكانت من المهاجرات الأول. قَالَ: فهي يومئذ من أفضل أيامى قريش، ثم تزوجها بعده الحارث بْن هشام فِيمَا ذكر إِسْحَاق بْن أبي فروة، وليس ممن يحتج به، هكذا ذكر العقيلي فِي نسبها. وَذَكَرَ فِي ذَلِكَ حَدِيثَ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي فروة، عن إبراهيم ابن الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الحارث، عن فاطمة بنت الوليد

_ [1] أسد الغابة: وائلة. [2] أ: خطبتهم.

(4064) فاطمة بنت الوليد بن المغيرة المخزومي.

أُمِّ أَبِي بَكْرٍ- أَنَّهَا كَانَتْ فِي الشَّامِ تَلْبَسُ الْجِبَابَ مِنَ ثِيَابِ الْخَزِّ، ثُمَّ تَأْتَزِرُ، فَقِيلَ لَهَا: أَمَا يُغْنِيكِ هَذَا عَنِ الإِزَارِ؟ فَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالإِزَارِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أَصْبَغَ، حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زهير، حَدَّثَنَا مالك بْن إِسْمَاعِيلَ أَبُو غسان، حَدَّثَنَا عبد السلام بْن حرب، عَنْ إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي فروة. ولم ينسبها ابْن أبي خيثمة، ونسبها العقيلي، وغيره يخالفه فِيهَا فيقول: هي فاطمة بنت الوليد ابن المغيرة المخزومي. (4064) فاطمة بنت الوليد بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي. أخت خالد بْن الوليد. أسلمت يوم فتح مكة، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي زوج الحارث بْن هشام المخزومي. يقال: إنه تزوجها بعده عُمَر بْن الْخَطَّابِ. وفي ذلك نظر. (4065) فاطمة بنت اليمان، أخت حذيفة بْن اليمان، واليمان اسمه حسيل. وقد تقدم ذكره فِي [1] بابه. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الَّذِينَ يلونهم، ثم الَّذِينَ يلونهم، ولها أحاديث. روى عنها ابْن أخيها أَبُو عبيدة بْن حذيفة، وروي عنها حديث فِي كراهية تحلي النساء بالذهب، إن صح فهو منسوخ، وقد أوضحنا هَذَا المعنى فِي (التمهيد) ، رواه منصور، عَنْ ربعي بْن حراش، عَنِ امرأته، عَنْ أخت لحذيفة بْن اليمان. قَالَ: ولحذيفة أخوات قد أدركن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت. [خطبنا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ] [2] : يَا معشر النساء، أليس لكن فِي الفضة مَا تحلين به، أما إنه ليس منكن امرأة تحلى ذهبًا تظهره إلا عذبت به.

_ [1] صفحة 408. [2] ليس في أ.

(4066) فريعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد الخدري،

(4066) فريعة بنت مالك بْن سنان أخت أبي سَعِيد الخدري، كَانَ يقال لَهَا الفارعة، شهدت بيعة الرضوان وأمها حبيبة بنت عَبْد اللَّهِ بن أبى بن سلول. روت عَنِ الفريعة هذه زينب بنت كعب بن هجرة حديثها فِي سكنى المتوفى عنها زوجها فِي بيتها حَتَّى يبلغ الكتاب أجله. استعمله أكثر فقهاء الأمصار. (4067) فريعة بنت معوذ بْن عفراء. لَهَا صحبة، وكانت مجابة الدعوة. حديثها فِي الرخصة فِي الغناء وضرب الدف فِي العرس من حديث أهل البصيرة، هي أخت الربيع بنت معوذ. باب القاف (4068) قتيلة [1] ابنة صيفي الجهنية. ويقال الأنصارية. كانت من المهاجرات الأول روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن يسار. (4069) قتيلة بنت قيس بن معديكرب الكندية، أخت الأشعث بْن قيس الكندي. ويقال: قيلة، وليس بشيء. والصواب قتيلة، تزوجها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر، ثم اشتكى فِي النصف من صفر، ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من ربيع الأول من سنة إحدى عشرة، ولم تكن قدمت عَلَيْهِ ولا رآها ولا دخل بها. وَقَالَ بعضهم: كَانَ تزويجه إياها قبل وفاته بشهرين. وزعم آخرون أَيْضًا أنه تزوجها فِي مرضه. وَقَالَ منهم قائلون: إنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أوصى أن تخير، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم عَلَى المؤمنين، وإن شاءت فلتنكح من شاءت، فاختارت النكاح، فتزوجها عكرمة بْن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر،

_ [1] بالمثناة والتصغير (التقريب)

(4070) قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار.

فقال: لقد همت أن أحرق عليهما بيتهما، فَقَالَ له عمر: مَا هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل بها، ولا ضرب عليها الحجاب. وَقَالَ الجرجاني: زوجها أخوها منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمات عَلَيْهِ الصلاة والسلام قبل خروجها من اليمن، فخلف عليها عكرمة بْن أبي جهل. وَقَالَ بعضهم: مَا أوصى فِيهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشيء، ولكنها ارتدت حين ارتد أخوها، فاحتج عمر عَلَى أبي بكر بأنها ليست من أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بارتدادها، ولم تلد لعكرمة بْن أبي جهل، وفيها اختلاف كثير جدًا. (4070) قتيلة بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بْن عبد الدار. قَالَ الزُّبَيْر: كانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن أمية الأصغر بْن عبد شمس بْن عبد مناف، فولدت له عليًا والوليد ومحمدًا وأم الحكم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أباها يوم بدرٍ صبرًا. حَدَّثَنَا خَلَف بْن قَاسِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بْن رشيق، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّوْلابِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد بْن سنان أَبُو خالد، قَالَ: حدثنا عبد الله بن خالد ابن نمير أَبُو بَكْر، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محصن، عَنْ سُفْيَان بْن حصين، عَنْ أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قَالَ: قتل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومئذ صبرًا النضر بْن الحارث من بني عبد الدار، وقتل طعيمة بْن عدي من بني نوفل، وقتل عقبة بْن أبي معيط من بني أمية. قَالَ الْوَاقِدِيّ: أسلمت قتيلة يوم الفتح. قَالَ أَبُو عُمَرَ: كانت شاعرة محسنة، ولما انصرف رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلم من بدر كتبت إليه قتيلة ابنة النضر بْن الحارث فِي أبيها، وذلك قبل إسلامها [1] : يَا راكبًا إن الأثيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق

_ [1] سيرة ابن هشام: 2- 419.

أبلغ به ميتًا فإن [1] تحية ... مَا إن تزال بها النجائب تخفق مني إليه [2] وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخفق هل يسمعن النضر إن ناديته ... بل [3] كيف تسمع ميتًا لا ينطق ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... للَّه أرحام هناك تشقق صبرًا يقاد إِلَى المنية متعبًا ... رسف المقيد وَهُوَ عان موثق أمحمد ولدتك صنو نجيبة [4] ... من قومها والفحل فحل معرق مَا كَانَ ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وَهُوَ المغيظ المحنق النضر [5] أقرب من أسرت قرابة ... وأحقهم إن كَانَ عتق يعتق فلما بلغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك بكى حَتَّى أخضلت الدموع لحيته، وَقَالَ: لو بلغني شعرها قبل أن أقتله لعفوت عنه. ذكر هَذَا الخبر عَبْد اللَّهِ بْن إدريس فِي حديثه. وذكر الزُّبَيْر، وَقَالَ: فرق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهَا حَتَّى دمعت عيناه، وَقَالَ لأبي بكر: يَا أبا بكر، لو كنت سمعت شعرها مَا قتلت أباها. قَالَ الزُّبَيْر: وسمعت بعض أهل العلم يغمز أبياتها هذه، ويذكر أنها مصنوعة، وضرب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنقه وعنق عقبة بْن أبي معيط صبرًا يوم بدر.

_ [1] السيرة: بأن. [2] السيرة، أ: إليك. [3] السيرة، والإصابة: أم كيف يسمع ميت. [4] السيرة: أمحمد يا خير ضنّ كريمة في ... [5] أ، والسيرة: فالنضر.

(4071) قسرة بنت [1] رواس الكندية.

(4071) قسرة بنت [1] رواس الكندية. قالت: قَالَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قسرة، اذكري اللَّه عند الخطيئة يذكرك عندها بالمغفرة، وأطيعي زوجك يكفك من شر الدنيا والآخرة. وبري والديك بكثر خير بيتك. (4072) قيلة ابنة مخرمة الغنوية. قيل العنزية [2] . وقيل التميمية. روت عنها صفية ودحيبة ابنتا عليبة. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْن حسان الحديث الطويل الفصيح، فهي ربيبتهما، وقيل جدة أبيهما. وقد شرح حديثها أهل العلم بالحديث، فهو حديث حسن. (4073) قيلة الأنمارية. وقال ابن أبى خيثمة الأنصارية، أخت بني أنمار، حديثها فِي البيوع عند عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ بْن خثيم، عنها (4074) قيلة الخزاعية، فهي أم سباع بْن عبد العزى بْن عَمْرو بْن نضلة بْن عباس ابن سُلَيْمَانَ بْن خزاعة، ومن خلفاء بني زهرة. فِيهَا وفي التي قبلها نظر. باب الكاف (4075) كبشة بنت حكيم الثقفية، جدة أم الحكم بنت يَحْيَى بْن عُقْبَةَ، رأت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَهَا صحبة. (4076) كبشة بنت رافع بْن عبيد بْن ثعلبة بْن عبيد بن الأبجر، وهو خدرة ابن عوف بْن الحارث بْن الخزرج. هي أم سعد بن معاذ، لما صحبة. روى سعد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمَّا خُرِجَ بِجِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ جَعَلَتْ أُمُّهُ تَبْكِي، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: انْظُرِي مَا تَقُولِينَ يَا أُمُّ سعد؟

_ [1] في الإصابة: قال أبو عمر: قسرة- بكسر القاف وسكون المهملة. وقال غيره: بالشين المعجمة. وقيل بفتح القاف مع إهمال السين. [2] أ: العنبرية.

(4077) كبشة الأنصارية.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دَعْهَا يَا عُمَرُ، كُلُّ [1] بَاكِيَةٍ مُكْثِرَةٌ إِلا أُمَّ سَعْدٍ مَا قَالَتْ مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تكذب. (4077) كبشة الأنصارية. تعرف بالبرصاء، وهي جدة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي عمرة، وَهُوَ الراوي عنها. قال أحمد بن زهير: سمعت أبي يقول: كبشة هذه من بني مالك بْن النجار، لَهَا صحبة. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إسماعيل ابن محمد الصفار، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق، قال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيد بْنُ جابرُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ يُقَالُ لَهَا كَبْشَةُ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ مِنْ فَمِ [2] قِرْبَةٍ مُعَلَّقَةٍ، قَالَتْ: فَقَطَعْتُ فَمَهَا فَرَفَعْتُهُ. (4078) كبيرة [3] بنت سُفْيَان. ويقال: ابنة أبي سُفْيَان الثقفية. ليس حديثها بالقائم، لأنه يدور عَلَى مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن مسمول، أَوْ هُوَ مجهول (4079) كعيبة [4] بنت سَعِيد الأسلمية، شهدت خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل فِيمَا رواه الْوَاقِدِيّ. باب اللام (4080) لبابة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، من بني هلال بْن عامر بْن صعصعة، ينسبونها لبابة بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بن

_ [1] في أسد الغابة: كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد. [2] في أ: من في قربة معلقة قائما فقمت إلى فيها فقطعته. [3] بالتصغير (الإصابة) . [4] في أسد الغابة: أخرجها الثلاثة وأبو موسى بالباء الموحدة، إلا أن ابن مندة وأبا نعيم قالا كثيرة- بالثاء المثلثة. وفي الإصابة كبيرة. وقيل بالثاء بدل الموحدة.

هلال بْن عامر بْن صعصعة. هي أم الفضل أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وزوجة العباس بْن عبد المطلب، وأم أكثر بنيه. يقال: إنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة، فكان النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويقيل عندها. وروت عنه أحاديث كثيرة، وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امرأة مثلهم، وهم: الفضل، وبه كانت تكنى ويكنى زوجها العباس أَيْضًا أَبُو الفضل- وعَبْد اللَّهِ الفقيه، وعبيد اللَّه الفقيه، ومعبد، وقثم، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وأم حبيبة سابعة- وفي أم الفضل هذه يقول عبد الله بن يزيد الهلالي: مَا ولدت نجيبة من فحل ... بجبل نعلمه وسهل كستة من بطن أم الفضل ... أكرم بها من كهلة وكهل عم النَّبِيّ المصطفى ذي الفضل ... وخاتم الرسل وخير الرسل وأخوات أم الفضل لأبيها وأمها ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولبابة الصغرى، وعصمة، وعزة، وهزيلة، أخوات لأب وأم، كلهن بنات الحارث بْن حزن الهلالي، وأخواتهن لأمهن، أسماء، وسلمى، وسلامة بنات عميس الخثعميات، وأخوهن لأمهم محمية بْن جزء الزبيدي، فهن ست أخوات لأب وأم، وتسع أخوات لأم، أمهن كلهن هند بنت عوف الكنانية، وقيل الحميرية. ومن قَالَ الحميرية قَالَ: هند بنت عوف بن الحارث ابن حماطة بْن جرش بْن حمير، قَالُوا: وهي العجوز التي قيل فِيهَا أكرم الناس أصهارا وقد قيل: إن زينب بنت خزيمة الهلالية أختهن لأم.

(4081) لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم [3] الهلالية

حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد، قال: حدثنا أحمد بن الفضل [ابن الْعَبَّاسِ الدينَوَريّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ] [1] بْنِ مُنِيرٍ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ الْقَرَاطِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: الأَخَوَاتُ الْمُؤْمِنَاتُ: مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، وَأُمُّ الْفَضْلِ سَلْمَى، وَأَسْمَاءُ. وَقَالَ فِيهِ [الزُّبَيْرُ، عَنْ] [2] إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنِ الدراوَرْديّ بِإِسْنَادِهِ: الأَخَوَاتُ الأَرْبَعُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ، وَأُمُّ الْفَضْلِ، وَسَلْمَى، وَأَسْمَاءُ. (4081) لبابة الصغرى بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم [3] الهلالية أخت لبابة الكبرى المتقدم ذكرها. ولبابة الصغرى هي أم خالد بْن الوليد، فِي إسلامها وصحبتها نظر. (4082) ليلى بنت أبي حثمة بْن حذيفة بْن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بْن عويج بْن عدي بْن كعب القرشية العدوية، امرأة عامر بْن ربيعة، هاجرت الهجرتين وصلت القبلتين. روت عنها الشفاء. ويقال: إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل تلك أم سلمى. وَقَالَ الزُّبَيْر ومصعب: ليلى بنت أبي حثمة هي أول ظعينة قدمت المدينة مَعَ زوجها عامر بْن ربيعة. (4083) ليلى بنت حكيم الأنصارية الأوسية، التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ذكرها أَحْمَد بْن صالح المصري فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكرها غيره فِيمَا علمت.

_ [1] من أ [2] ليس في أ [3] في ى: هرم.

(4084) ليلى مولاة عائشة.

(4084) ليلى مولاة عائشة. حديثها ليس بقائم الإسناد. وروى عنها أَبُو عَبْد اللَّهِ المدني وَهُوَ مجهول. (4085) ليلى عمة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى. بايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وروت عنه. (4086) ليلى بنت قانف [1] الثقفية كانت فيمن شهد غسل أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووصفت ذلك فأتقنت. حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ- أَنَّ لَيْلَى بِنْتَ قَانِفٍ الثَّقَفِيَّةَ قَالَتْ: كُنْتُ فِيمَنْ غَسَّلَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: فَأَوَّلُ مَا أَعْطَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَفَنِهَا الْحَقْوُ، ثُمَّ الدِّرْعُ، ثُمَّ الْخِمَارُ، ثُمَّ الْمِلْحَفَةُ، ثُمَّ أُدْرِجَتْ فِي الثَّوْبِ الأَكْبَرِ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَ الْبَابِ يُنَاوِلُنَا. (4087) ليلى السدوسية. امرأة بشير بن الخصاصية، حديثها عند إياد بْن لقيط فِي تغيير اسم زوجها بشير. (4088) ليلى الغفارية. كانت تخرج مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مغازيه تداوي الجرحى، وتقوم عَلَى المرضى. حديثها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لعائشة: هَذَا عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ أول الناس إيمانًا. روى عنها محمد بن قاسم الطائي.

_ [1] بالقاف والنون والفاء (التقريب)

باب الميم

باب الميم (4089) مارية أَوْ ماوية مولاة حجير بْن أبي أهاب التميمي. حليف بني نوفل. هي التي حبس فِي بيتها خبيب بْن عدي. ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعَقِيلِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ بُهْلُولٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ مَارِيَّةَ مَوْلاةِ حُجَيْرٍ، وَكَانَ خُبَيْبُ بْنُ عَدِيٍّ حُبِسَ فِي بَيْتِهَا، قَالَ: فَكَانَتْ تُحَدِّثُ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَتْ، قَالَتْ: وَاللَّهِ، إِنَّهُ لَمَحْبُوسٌ فِي بَيْتِي مُغْلَقٌ دُونَهُ إِذَا طلّعت مِنْ خَلَلِ الْبَابِ، وَفِي يَدِهِ قِطْفُ عِنَبٍ مِثْلُ رَأْسِ الرَّجُلِ يَأْكُلُ مِنْهُ، وَمَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ حَبَّةَ عِنَبٍ تُؤْكَلُ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْقَتْلُ قَالَ: يَا مَارِيَّةُ، الْتَمِسِي لِي حَدِيدَةً أَتَطَهَّرُ بِهَا. قَالَتْ: فَأَعْطَيْتُ الْمُوسِيَّ غُلامًا مِنَّا وَأَمَرْتُهُ أَنْ يَأْتِيَهُ بِهَا. فَدَخَلَ بِهَا عَلَيْهِ. قالت: فو الله مَا هُوَ إِلا أَنْ وَلَّى دَاخِلا عَلَيْهِ، فقلت: أَصَابَ الرَّجُلُ ثَأْرَهُ، يَقْتُلُ هَذَا الْغُلامَ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ لِيَكُونَ رَجُلٌ بِرَجُلٍ. فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ الْغُلامُ أَخَذَ الْحَدِيدَةَ مِنْ يَدِهِ، وَقَالَ: لَعَمْرِي مَا خَافَتْ أُمُّكَ غَدْرِي حِينَ أَرْسَلَتْكَ إِلَيَّ بِهَذِهِ الْحَدِيدَةِ، ثُمَّ خَلَّى سَبِيلَهُ. هَكَذَا قَالَ: قَالَتْ مَارِيَّةُ. وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ مَاوِيَّةُ، قَالَ يُونُسُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، عَنْ مَاوِيَّةَ مَوْلاةِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ، قَالَتْ: حُبِسَ خُبَيْبٌ بِمَكَّةَ فِي بَيْتِي، فَلَقَدِ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَقِطْفًا مِنْ عِنَبٍ أَعْظَمُ مِنْ رَأْسِهِ، يَأْكُلُ مِنْهُ وَمَا فِي الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ حَبَّةُ عِنَبٍ. (4090) مارية خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. تكنى أم الرباب، حديثها عند أهل البصرة أنها تطأطأت للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صعد حائطًا ليلة فر من المشركين. لا أدري أهي الأولى قبلها أم لا.

(4091) مارية القبطية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم ولده إبراهيم،

(4091) مارية القبطية مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأم ولده إِبْرَاهِيم، وهي مارية بنت شمعون، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وأهدى معها أختها سيرين وخصيًا يقال له مأبور، فوهب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيرين لحسان بْن ثابت، وهي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن حسان. حَدَّثَنَا عبد لوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالا: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ ابن سَلَمَةَ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ- أَنَّ رَجُلا كَانَ يُتَّهَمُ بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ أُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: اذْهِبْ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَأَتَاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ يَتَبَرَّدُ فِيهَا، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: اخْرُجْ، فَنَاوَلَهُ يَدَهُ، فَأَخْرَجَهُ فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ، فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمَجْبُوبٌ. وَرَوَى الأَعْمَشُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ فِيهِ. قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكُونُ كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ أَوِ الشَّاهِدِ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ. فَقَالَ: بَلِ الشَّاهِدِ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: هَذَا الرَّجُلُ الْمُتَّهَمُ كَانَ ابْنَ عَمِّ مَارِيَّةَ الْقِبْطِيَّةِ، أَهْدَاهُ مَعَهَا الْمُقَوْقِسُ، وَذَلِكَ مَوْجُودٌ فِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وَأَظُنُّهُ الْخَصِيَّ الْمَأْبُورَ الْمَذْكُورَ، مِنْ حِينَئِذٍ عُرِفَ أَنَّهُ خَصِيٌّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وتوفيت مارية فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، وذلك فِي المحرم من سنة ست عشرة، وَكَانَ عمر يحشر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عمر، ودفنت بالبقيع، وقد ذكرنا خبر ابنها إِبْرَاهِيم فِي أول هَذَا الديوان مستوعبًا، والحمد للَّه.

(4092) مارية، خادم النبي صلى الله عليه وسلم، جدة المثنى بن صالح بن مهران مولى عمرو بن حريث،

روى من حديث ابْن عباس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لما ولدت مارية القبطية لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابنه إِبْرَاهِيم قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أعتقها ولدها. وإسناده لا تقوم به حجة لضعفه. (4092) مارية، خادم النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جدة المثنى بْن صالح بْن مهران مولى عَمْرو بْن حريث، لَهَا حديث واحد من حديث أهل الكوفة، رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَدَّتِهِ مَارِيَّةَ، قَالَتْ: صَافَحْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أَرَ كَفًّا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (4093) مريم ابنة إياس الأنصارية، مدنية. روى عنها عَمْرو بْن يَحْيَى المازني. (4094) معاذة بنت عَبْد الله. وقيل مسيكة. مولاة عَبْد الله بن أبي بن سلول، فِيهَا نزلت: وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. وَكَانَ ابْن أبي يكرهها عَلَى ذلك فتأبى وتمتنع منه لإسلامها، هكذا قَالَ الزهري هي معاذة. وَقَالَ الأعمش، عَنْ أبي سُفْيَان، عَنْ جابر: اسمها مسيكة. والصحيح مَا قاله ابْن شهاب إن شاء اللَّه تعالى. ذَكَرَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَتْ مُعَاذَةُ مَوْلاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيِّ بن سَلُولٍ امْرَأَةً مُسْلِمَةً فَاضِلَةً، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيْهِ مِمَّا يَدْعُوهَا إِلَيْهِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ مُعَاذَةَ عُتِقَتْ فَكَانَتْ فِيمَا بَلَغَنِي مِمَّنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ النِّسَاءِ فَتَزَوَّجَهَا بَعْدَ ذَلِكَ سَهْلُ بْنُ قَرَظَةَ أَخُو بَنِي عَمْرِو [1] بْنِ عَوْفٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ، وَأُمَّ سَعِيدٍ بِنْتَ سَهْلٍ، ثُمَّ هَلِكَ عَنْهَا أَوْ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا الْحُمَيِّرُ بْنُ عَدِيٍّ الْقَارِي، أَخُو بَنِي خَطْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ تَوْأَمًا الْحَارِثَ بْنَ الْحُمَيِّرِ، وَعَدِيَّ بْنَ الْحُمَيِّرِ، وأم سعد بنت الحمير،

_ [1] أ: بنى عامر بن عوف.

(4095) مليكة، جدة إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة،

ثُمَّ فَارَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا عَامِرُ بْنُ عَدِيٍّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي خَطْمَةَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ عَامِرٍ، قَالَ: وَكَانَتْ مُعَاذَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ الضَّرِيرِ بْنِ أُمَيَّةَ بن خدارة ابن الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَوْلُ ابْنِ شِهَابٍ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الأَوْسَ وَالْخَزْرَجَ كَانَ يَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَيَمْلِكُونَ مَا يَسْبُونَ كَسَائِرِ مَا كَانَتِ الْعَرَبُ تصنعه. (4095) مليكة، جدة إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة، لَهَا صحبة. روى عنها أنس بْن مالك. قيل: إنها أم سليم. وقيل: أم حرام، ولا يصح ذلك والله أعلم. والاختلاف فِي اسم أم سليم كثير عَلَى ما نذكره فِي بابها من الكنى إن شاء اللَّه تعالى. (4096) مليكة، ويقال حبيبة بنت خارجة بْن زيد بْن أبي زهير الأَنْصَارِيّ، قد تقدم [1] ذكرها فِي باب الحاء. (4097) مليكة بنت عَمْرو الزيدية من زيد اللات بن سعد. حديثها عند زهير ابن معاوية عَنِ امرأة من أهله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فِي البقرة: لبنها [2] شفاء، وسمنها دواء، ولحمها داء. (4098) مليكة بنت عويمر [3] الهذلية. إحدى المرأتين من هذيل اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنينًا، وكانتا ضرتين هذليتين. قَالَ ابْن عباس: كَانَ اسم إحداهما مليكة والأخرى أم غطيف. من حديث سماك عَنْ عكرمة عَنِ ابْن عباس. (4099) ميمونة بنت الحارث الهلالية، زوج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم، هي ميمونة

_ [1] صفحة 1807. [2] أ: ألبانها. [3] في الإصابة: وقيل بنت عويم- بغير راء. وفي أ: بنت عمرو.

بنت الحارث بْن حزن بْن بجير بْن الهرم بْن رويبة بْن عَبْد اللَّهِ بْن هلال بن عامر ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بْن منصور بْن عكرمة بْن حفصة بْن قيس عيلان بْن مضر. أمها هند بنت عوف بْن زهير بْن الحارث بْن حماطة من حمير. وقيل: من كنانة عَلَى مَا ذكرنا فِي باب أسماء بنت عميس، وأخوات ميمونة لأبيها وأمها: أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث بْن حزن زوج العباس بْن عبد المطلب، ولبابة الصغرى بنت الحارث [زوج الوليد بْن الْمُغِيرَةِ المخزومي،] [1] هي أم خالد بْن الوليد. وعصماء بنت الحارث كانت تحت أبي بْن خلف الجمحي، فولدت له أبان [2] وغيره، وعزة بنت الحارث بْن حزن كانت تحت زياد بْن عَبْد اللَّهِ بْن مالك الهلالي، فهؤلاء أخوات ميمونة لأب وأم. وأمهن هند بنت عوف. وأخوات ميمونة لأمها أسماء بنت عميس، كانت تحت جعفر بْن أبي طالب، فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعونًا، ومحمدًا، ثم خلف عليها أَبُو بَكْر الصديق، فولدت له محمدًا، ثم خلف عليها عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فولدت له يَحْيَى. وقد قيل: إن أسماء بنت عميس كانت تحت حمزة. قيل: ولا يصح. وسلمى بنت عميس الخثعمية أخت أسماء، كانت تحت حمزة بْن عبد المطلب، فولدت له أمة اللَّه بنت حمزة، ثم خلف عليها بعده شداد بْن أسامة بْن الهادي الليثي، فولدت له عَبْد اللَّهِ، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وسلامة بنت عميس أخت أسماء وسلمى كانت تحت عَبْد اللَّهِ بْن كعب بْن منبه الخثعمي. وزينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها. وَكَانَ اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة.

_ [1] ليس في أ. [2] أ: أبا أبي.

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ كُرَيْبًا أَبَا رِشْدِينَ يُحَدِّثُ عَنِ ابن عباس قال: كان اسم ميمونة برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة. وكذلك روى عطاء ابن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنِ ابْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَأَمَّا جُوَيْرِيَةُ فَلَمْ يَخْتَلِفُوا أَنَّ اسْمَهَا كَانَ بَرَّةَ فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ أَبُو عبيدة: لما فرغ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خيبر توجه إِلَى مكة معتمرًا سنة سبع، وقدم عَلَيْهِ جعفر بْن أبي طالب من أرض الحبشة، فخطب عَلَيْهِ ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت أختها لأمها أسماء بنت عميس عند جعفر، وسلمى بنت عميس عند حمزة، وأم الفضل عند العباس، فأجابت جعفر بْن أبي طالب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجعلت أمرها إِلَى العباس، فأنكحها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما رجع بنى بها بسرف [1] حلالا، وكانت قبله عند أبي رهم بْن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ. وقال: يقال بن عند سبرة بْن أبي رهم، قَالَ: وماتت بسرف. هَذَا كله قول أبي عبيدة. وَقَالَ عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل: كانت ميمونة قبل النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند حويطب بْن عبد العزى. وَقَالَ عقيل، عَنِ ابْن شهاب: كانت تحت أبي رهم ابن عبد العزى. قَالَ ابْن شهاب: وهي التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

_ [1] موضع على ستة أميال من مكة. وقيل سبعة وتسعة واثنى عشر (ياقوت) .

وكذلك قَالَ قتادة، قَالَ: وفيها نزلت: وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ ... 33: 50 الآية. قَالَ قتادة: وكانت قبله عند فروة بْن عبد العزى بْن أسد بْن غنم بْن دودان، هكذا قَالَ قتادة، وَهُوَ خطأ، والصواب مَا تقدم ذكره فِي زوجها أنه من بني عامر، وقد غلط أَيْضًا قتادة فِي نسبها، فَقَالَ: ميمونة بنت الحارث بْن فروة، وإنما هي ميمونة بنت الحارث بْن حزن عند جميعهم غيره، وقول ابْن شهاب الصواب، والله أعلم. وذكر مُوسَى بْن عُقْبَةَ، عَنِ ابْن شهاب، قَالَ: خرج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من العام القابل- يعني من عام الحديبية- معتمرًا فِي ذي القعدة سنة سبع، وَهُوَ الشهر الَّذِي صده فيه المشركون عَنِ المسجد الحرام، فلما بلغ موضعًا ذكره بعث جعفر بْن أبي طالب بين يديه إِلَى ميمونة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، فخطبها عَلَيْهِ جعفر، فجعلت أمرها إِلَى العباس، فزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ سُنَيْدٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: لَقِيَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجُحْفَةِ حِينَ اعْتَمَرَ عُمْرَةَ الْقَضِيَّةَ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَأَيَّمَتْ مَيْمُونَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، هَلْ لَكَ فِي أَنْ تَزَوَّجَهَا فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَلَمَّا أَنْ قَدِمَ مَكَّةَ أَقَامَا ثَلاثًا، فَجَاءَهُ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، اخْرُجْ عَنَّا، الْيَوْمَ آخِرُ شَرْطِكَ. فَقَالَ: دَعُونِي أَبْتَنِي بِامْرَأَتِي، وَأَصْنَعُ لَكُمْ طَعَامًا، فَقَالَ: لا حَاجَةَ لَنَا بِكَ وَلا بِطَعَامِكَ، اخْرُجْ عَنَّا، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: يَا عَاضَّ بَظْرِ أُمِّهِ أَرْضُكَ وَأَرْضُ أُمِّكَ! نَحْنُ دُونَهُ، لا يَخْرُجُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

(4100) ميمونة أخرى، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إِلا أَنْ يَشَاءَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُمْ فَإِنَّهُمْ زَارُونَا لا نؤذيهم. فَخَرَجَ فَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ وَأَهْلُ السِّيَرِ فِي حَالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَقَدَ نِكَاحَهُ مَعَ مَيْمُونَةَ، وَقَدْ أَوْضَحْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِ «التَّمْهِيدِ» وَالْحَمْدُ للَّه. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ صفية بنت شيبة، فقالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم مَيْمُونَةَ، وَبَنَى بِهَا بِسَرِفَ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَتُوُفِّيَتْ مَيْمُونَةُ بِسَرِفَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي ابْتَنَى بِهَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَتْ بِسَرِفَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ بِسَرِفَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَدَخَلَ قَبْرَهَا هُوَ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِي، وَهُمْ بَنُو أَخَوَاتِهَا، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْخَوْلَانِيُّ، وَكَانَ يَتِيمًا فِي حجرها. (4100) ميمونة أخرى، مولاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حديثها عند أهل الشام فِي فضل بيت المقدس، إن أشد عذاب القبر في الغيبة والبول. روى عنها زياد بْن أبي سودة، والقاسم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ. (4101) ميمونة بنت سعد مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها أَبُو يَزِيد الضبي أيوب بْن أبي خالد حديثًا مرفوعًا فِي قبلة الصائم وعتق ولد الزنا، حديث ليس بالقوى.

(4102) ميمونة بنت أبى عنبسة [1] مولاة النبي صلى الله عليه وسلم.

(4102) ميمونة بنت أبي عنبسة [1] مولاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدعاء. (4103) ميمونة بنت كردم الثقفية. روى عنها يَزِيد بْن مقسم، حديثها عند أهل البصرة، وليس يَزِيد هَذَا بمعروف. باب النون (4104) نسيبة [2] بنت الحارث، أم عطية الأنصارية. غلبت عليها كنيتها، ويقال نبيشة. (4105) نسيبة [3] بنت كعب بْن عَمْرو، أم عمارة الأنصارية. غلبت عليها كنيتها، يأتي ذكرها مجودا فِي باب الكنى إن شاء اللَّه تعالى. (4106) نفيسة بنت أمية لتميمية، أخت يعلى بْن أمية، لَهَا صحبة ورواية عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (4107) النوار بنت مالك بْن صرمة، من بني عدي بْن النجار، هي أم زيد بْن ثابت الأَنْصَارِيّ الفقيه القاري الفارض، كاتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روت عنها أم سعد بنت أسعد بْن زرارة. (4108) نولة [4] بنت أسلم الأنصارية، صلت القبلتين. حديثها يروى عَنْ جعفر ابن محمود [بْن مُحَمَّد بْن سلمة بْن مخلد] [5] ، عَنْ جدته أم أبيه نولة بنت أسلم-

_ [1] في أسد الغابة: أو بنت عتبة- قاله ابن مندة وأبو عمر. وقال أبو نعيم: هو تصحيف وإنما هو عسيب. وفي الإصابة: ميمونة بنت أبي عسيب. ويقال بنت أبى عنبسة. جزم بالأول أبو نعيم وبالثاني أبو عمر. [2] في أسد الغابة: نسيبة هذه بضم النون وفتح السين. [3] في أسد الغابة: نسيبة هذه بفتح النون وكسر السين، قاله الأمير أبو نصر. [4] في أسد الغابة: نويلة. وفي القاموس: أو هي كجهينة. وفي الإصابة: نويلة. ويقال أولها مثناة فوقية، وهذه التي بالنون رواية إسحاق بن إدريس. [5] ليس في ى.

باب الهاء

أنها قالت: صلينا الظهر أَوِ العصر فِي مسجد بني حارثة، فاستقبلنا بيت المقدس، فصلينا سجدتين، ثم جاءنا من يخبرنا أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال، فصلينا السجدتين، ونحن نستقبل البيت الحرام، قَالَ: فحدثني رجال من الأنصار من بني حارثة أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين بلغه ذلك قَالَ: أولئك قوم أيقنوا بالغيب. باب الهاء (4109) هزيلة بنت الحارث بْن حزن الهلالية، أم حفيد، هي أخت ميمونة وأخواتها، نكحت فِي الإعراب، وهي التي أهدت إِلَى أختها ميمونة الضباب والأقط والسمن فِي حديث سُلَيْمَان بْن يسار، وعبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ عَنْ ميمونة. (4110) هند بنت أسيد بْن الحضير [1] الأَنْصَارِيّ. روى عنها أَبُو الرجال عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كَانَ يخطب بالقرآن- قالت: وما تعلمت «ق والقرآن المجيد» إلّا من كثرة ما كنت أسمها منه وهو بخطب بها عَلَى المنبر. (4111) هند بنت أبي أمية، أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ. أبوها أَبُو أمية بْن الْمُغِيرَةِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم. واسمه حذيفة، يعرف بزاد الراكب، وَهُوَ أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتكة بنت عامر ابن ربيعة بْن مالك بْن خزيمة بْن علقمة بْن فراس. واختلف فِي اسم أم سلمة، فقيل رملة، وليس بشيء. وقيل: هند، وَهُوَ الصواب، وعليه جماعة من العلماء فِي اسم أم سلمة. وكانت قبل رَسُول اللَّهِ صَلَّى

_ [1] أ، وأسد الغابة، والإصابة: حضير.

(4112) هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تحت أبي سلمة بْن عبد الأسد، وكانت هي وزوجها أَبُو سلمة أول من هاجر إِلَى أرض الحبشة. ويقال أَيْضًا: إن أم سلمة أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوجة عامر بْن ربيعة، تزوج رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم سلمة سنة اثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر، عقد عليها فِي شوال، وابتنى بها فِي شوال، وَقَالَ لَهَا: إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي، وإن شئت ثلثت ودرت. فقالت: بل ثلث. وتوفيت أم سلمة فِي أول خلافة يَزِيد بْن معاوية سنة ستين. وقيل: إنها توفيت فِي شهر رمضان أَوْ شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أَبُو هريرة. وقد قيل: إن الَّذِي صلى عليها سَعِيد بْن زيد. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ أُمُّ سَلَمَةَ أَوْصَتْ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْهَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ، وَكَانَ أَمِيرَ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ مَرْوَانُ. وَقَالَ الْحَسَنُ [بْنُ عُثْمَانَ] [1] : بَلْ كَانَ الْوَالِي يَوْمَئِذٍ الْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَدَخَلَ قَبْرَهَا عُمَرُ وَسَلَمَةُ ابْنَا أَبِي سَلَمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، وَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. (4112) هند بنت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب بْن هاشم. ولدت عَلَى عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي التي كانت عند حبان بْن واسع هي وامرأة له أخرى أنصارية، فطلق الأنصارية وهي ترضع، فمرت بها سنة، ثم هلك عنها ولم

_ [1] ليس في أ.

(4113) هند بنت أبى طالب، أم هانئ.

تحص، فقالت: أنا أرثه، ولم أحض، فاختصمتا إِلَى عُثْمَان بْن عفان فقضى لَهَا بالميراث، ولا مت الهاشمية عُثْمَان فَقَالَ لَهَا: هَذَا عمل ابْن عمك، قد أشار علينا بهذا- يعني عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ. (4113) هند بنت أبي طالب، أم هانئ. قد اختلف فِي اسمها، فقيل: هند. وقيل: فاختة، وكلاهما قاله جماعة من العلماء بهذا الشأن، وقد ذكرناها فِي الفاء [1] ، وسنذكرها فِي الكنى إن شاء اللَّه تعالى. ومن حجة من قَالَ: إن اسمها هند- قول زوجها هبيرة بْن أبي وهب بْن عمرو بن عائذ [2] بن عمران بن مخزوم حين هرب إِلَى نجران، وأسلمت أم هانئ زوجته، فبلغه إسلامها، فقال: أشاقتك هند أم أتاك [3] سؤالها ... كذاك النوى أسبابها وانتقالها وقد أرقت فِي رأس حصن ممرد ... بنجران يسري بعد نوم خيالها وهي أبيات سنذكرها بكمالها فِي باب كنيتها إن شاء الله تعالى. (4114) هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بْن عبد مناف، أم معاوية، أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها أبي سُفْيَان بْن حرب، فأقرهما رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نكاحهما، وكانت امرأة [فِيمَا ذكره] [4] لَهَا نفس وأنفة [5] ، شهدت أحدًا كافرة مَعَ زوجها أبي سُفْيَان بْن حرب، وكانت تقول يوم أحد: نحن بنات طارق ... نمشي عَلَى النمارق [والمسك في المفارق ... ولدر في المخانق] [6] إن تقبلوا نعانق ... [ونفرش النمارق] [7] أَوْ تدبروا نفارق ... فراق غير وامق قَالَ الزُّبَيْر: سمعت يحيى بن عبد الملك الهديرى- وقد ذكر قول هند يوم

_ [1] صفحة 1889. [2] أ: عابد. [3] أ: نآك. [4] من أ [5] أ: نفس واثقة. [6] من أ. [7] من أ

(4115) هند بنت عمرو بن حرام عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصارية.

أحد نحن بنات طارق فَقَالَ: أرادت: نحن بنات النجم، من قوله عَزَّ وَجَلَّ: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ 86: 1- 3 تقول: نحن بنات النجم. قَالَ أَبُو عُمَرَ: قَالُوا: فلما قتل حمزة وثبت عَلَيْهِ فمثلت به، وشقت بطنه، واستخرجت كبده فشوت منه وأكلت فِيمَا يقال، لأنه كَانَ قد قتل أباها يوم بدر. وقد قيل: إن الَّذِي مثل بحمزة بْن عبد المطلب معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص بْن أمية، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم ضرا؟ منصرفه من أحد فِيمَا ذكر الزُّبَيْر، ثم ختم اللَّه لَهَا بالإسلام، فأسلمت يوم الفتح، فلما أخذ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ البيعة عَلَى النساء- ومن الشرط فِيهَا ألا يسرقن ولا يزنين- قالت له هند بنت عتبة: وهل تزني الحرة وتسرق يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فلما قَالَ: وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ. قالت: قد ربّيناهم صغار وقتلتهم أنت ببذر كبارًا- أَوْ نحو هَذَا من القول. وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها أبا سُفْيَان لا يعطيها من الطعام مَا يكفيها وولدها. فَقَالَ لَهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خذي من ماله بالمعروف مَا يكفيك أنت وولدك. وتوفيت هند بنت عتبة فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ فِي اليوم الَّذِي مات فيه أَبُو قحافة والد أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما. (4115) هند بنت عَمْرو بْن حرام عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصارية. كانت تحت عَمْرو بْن الجموح، فقتل عنها يوم أحد، وقتل أخوها عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن حرام يومئذ أَيْضًا، ودفنا في قبر واحد. (4116) هند بنت يَزِيد بْن البرصاء: من بني [أبى] [1] بكر بن كلاب،

_ [1] من أ، وأسد الغابة.

باب الياء

هكذا ذكرها أَبُو عبيدة فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَحْمَد بْن صالح المصري: هي عمرة بنت يَزِيد، وفيها نظر، لأن الاضطراب فِيهَا كثير جدًا. باب الياء (4117) يسيرة [1] الأنصارية. [تكنى [2]] أم ياسر. وقيل: بل هي يسيرة بنت ياسر، تكنى أم حميضة، كانت من المهاجرات الأول المبايعات من حديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: يَا نساء المؤمنات، عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، واعقدن بالأنامل فإنّهنّ مسئولان مستنطقات. هي جدة هانئ بْن عُثْمَانَ. حديثها عند أهل الكوفة، عَنْ هانئ بْن عُثْمَانَ، عَنْ حميضة بنت ياسر، عَنْ جدتها يسيرة. كتاب كنى النساء باب الألف (4118) أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بْن عبد مناف لما قدمت من الشام خطبها عمر، وعلي، والزبير، وطلحة، فأبت من كل واحد منهم إلا طلحة، فتزوجها طلحة بن عبيد الله، لا أعلم لها رواية. (4119) أم أزهر العائشية [3] ، روي عنها حديث مخرجه عَنِ النساء، فيه نظر. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنُ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّرَخْسِيُّ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ [4] الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقَ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُنَيْسَةُ [5] بِنْتُ الْمُنْقِذِ العائشية

_ [1] بضم الياء وفتح السين المهملة وبعدها ياء ثانية (أسد الغابة) [2] من أ. [3] في أسد الغابة: أم الأزهر. وفي أ: العايشية. [4] أ: عبد الكريم بن عبيد الله بن عبد الكريم. [5] أ: أبية بنت منقذ.

(4120) أم إسحاق الغنوية.

[قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ الزِّبْرِقَانِ الْعَائِشِيَّةُ [1]] ، عَنْ أُمِّ الأَزْهَرِ- امْرَأَةٍ مِنْهُمْ- أَنَّ أَبَاهَا ذَهَبَ بِهَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَبَرَّكَ عَلَيْهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً صَالِحَةً. قَالَ لَنَا خَلَفُ: قَالَ لَنَا أَبُو عَلِيٍّ: وَلَمْ أَجِدْ لِهَذِهِ الْمَرْأَةِ ذِكْرًا إِلا في هذه الرواية. (4120) أم إِسْحَاق الغنوية. هاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يروي عنها أهل البصرة، حديثها فيمن أكل ناسيًا غريب الإسناد. (4121) أم أنس الأنصارية، جدة يونس بْن عمران بْن أبي أنس، قالت لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جعلك اللَّه فِي الرفيق الأعلى وأنا معك. فَقَالَ: آمين. وَقَالَ لَهَا: عليك بالصلاة، والهجريّ المعاصي، فإنه أفضل الجهاد. (4122) أم أوس [2] البهزية. روى عنها أوس بْن خالد حديثها فِي الهدية وأعلام النبوة. (4123) أم أيمن خادمة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اسمها بركة، تزوجها عبيد الحبشي، فولدت له أيمن المعروف بابن أم أيمن، قد ذكرناه فِي بابه. ثم خلف عليها زيد بْن حارثة، فولدت له أسامة، قد تقدم ذكر [3] أم أيمن، وكثير من خبرها فِي باب الباء من أسماء النساء، فلا وجه لإعادته هاهنا. (4124) أم أيوب الأنصارية، زوجة أبي أيوب الأَنْصَارِيّ، وهي ابنة قيس ابن سَعِيد [4] بْن قيس بْن عَمْرو بْن امرئ القيس، من الخزرج. رَوَى الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ- أَنَّ أُمَّ أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: نَزَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّفْنَا لَهُ طَعَامًا فِيهِ بَعْضُ هذه

_ [1] ليس في أ. [2] أ: بهن البهزية. [3] أ: ذكرها، وانظر صفحة 1793. [4] أ، والطبقات: بن سعد. وفي الإصابة: قيس بن عمرو بن امرئ القيس.

باب الباء

الْبُقُولِ، فَكَرِهَهُ، وَقَالَ لأَصْحَابِهِ [كُلُوا [1]] ، إِنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُوذِيَ صَاحِبِي. قَالَ الْحُمَيْدِيُّ: قَالَ سُفْيَانُ: وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُحَدِّثُ بِهِ أُمُّ أَيُّوبَ عَنْكَ إِنَّ الْمَلائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى بِهِ بَنُو آدَمَ قَالَ: حَقٌّ. باب الباء (4125) أم بجيد الأنصارية الحارثية. قيل اسمها حواء، وفي ذلك اضطراب، وهي مشهورة بكنيتها، حَدِيثُهَا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن ابن بُجَيْدٍ أَخِي بَنِي حَارِثَةَ أَنَّ جَدَّتَهُ أُمَّ بُجَيْدٍ حَدَّثَتْهُ، وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَاللَّهِ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي، فَمَا أَجِدُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ وَأَزْهَدُ [2] لَهُ بَعْضَ مَا عِنْدِي. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ: إِنْ لَمْ تَجِدِي شَيْئًا تُعْطِيهِ إِيَّاهُ إِلا ظِلْفًا مُحَرَّقًا فَضَعِيهِ فِي يَدِهِ. رَوَاهُ اللَّيْثُ [3] وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، [وَذَكَرَهُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ [4]] كَمَا ذكرنا. (4126) أم بردة ابنة المنذر [بْن زيد بْن لبيد] [5] بْن خراش بْن عامر بْن غنم ابن عدي بْن النجار. وهي التي أرضعت إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دفعه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إليها ساعة وضعته أمه مارية، فلم تزل ترضعه حَتَّى مات عندها، فهي زوج البراء بْن أوس. (4127) أم بشر ابنة البراء بْن معرور الأنصارية. ويقال لَهَا أم مبشر أَيْضًا. قيل: اسمها خليدة، ولم يصح. روى عنها عَبْد اللَّهِ [6] بن كعب بن مالك

_ [1] من أ. وفي أسد الغابة: كلوه. [2] أ: وأ تزهد. [3] ء: الليثي. [4] ليس في أ. [5] ليس في أ. [6] أ: عبد الرحمن.

(4128) أم بلال بنت هلال المزنية،

أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ يقول: أرواح المؤمنين فِي أجواف طير خضر تعلق فِي شجر الجنة. روى [عنها] [1] مجاهد أنها سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: خير الناس رجل أخذ عنان [2] فرسه ينتظر أن يغير أَوْ يغار عليه. (4128) أم بلال بنت هلال المزنية، روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحوا بالجذع من الضأن فإنه يجزئ. باب الجيم (4129) أم الجلاس التميمية. هي أم عَبْد اللَّهِ بْن عياش بْن أبي ربيعة، اسمها أسماء وقد ذكرناها فِي باب الألف [3] من أسماء النساء. (4130) أم جميل بنت المجلل بْن عبد- ويقال ابْن عبيد- بن أبى قيس بن عبد ودّ ابن نصر بن مالك [ابن حسل] [4] بن عامر بن لؤي بن غالب بْن فهر القرشية العامرية. اختلف فِي اسمها، فقيل فاطمة. وقيل جويرية. أسلمت قديمًا، وهاجرت مَعَ زوجها حاطب بْن الحارث بْن معمر الجمحي إِلَى أرض الحبشة، وولدت له هناك مُحَمَّد بْن حاطب، والحارث بْن حاطب، ثم توفي عنها، فخلف عليها زيد بْن ثابت بْن الضحاك، فولدت له. وأم جميل ممن جمعت الهجرتين إِلَى أرض الحبشة، وإلى المدينة. روى عنها [أبيها] [4] مُحَمَّد بْن حاطب. يقول أهل النسب: إنه لا عقب للمجلل إلا من أم جميل. (4131) أم جندب الأزدية. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف، ولا تقتلوا أنفسكم. وكانوا يرمون بحجارة ضخام. وهي أم سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الأحوص، وروى عنها ابنها سُلَيْمَان بْن عَمْرو ابن الأحوص، وروى عنها هَذَا الحديث أَيْضًا أَبُو يزيد مولى عبد الله بن الحارث.

_ [1] من أ. [2] أ: بعنان. [3] صفحة 1783. [4] ليس في أ.

باب الحاء

باب الحاء (4132) أم الحارث ابنة عياش بْن أبي ربيعة المخزومية، روى عنها مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن حبان أنها رأت بديل بْن ورقاء يطوف [عَلَى جمل] [1] عَلَى أهل المنازل بمنى يقول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهاكم أن تصوموا هذه الأيام، فإنها أيام أكل وشرب. (4133) أم الحارث الأنصارية. شهدت حنينًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم تنهزم يومئذ فيمن انهزم. روى عنها عمارة بْن عزيّة، وهي جدّته. (4134) أم حبيبة. ويقال أم حبيب [2] أَيْضًا- كذلك يقول أكثر أهل النسب- بنت العباس بْن عبد المطلب، مذكورة فِي حديث أم الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: لو بلغت أم حبيبة بنت العباس وأنا حي لتزوجتها. وتزوجها الأسود بْن سُفْيَانَ بن عبد الأسد بن هلال بن عبد اللَّهِ بْن عُمَرَ بْن مخزوم. وأم «أم حبيبة» بنت العباس أم الفضل بنت الحارث، فهي أخت [3] عَبْد اللَّهِ، والفضل، وعبيد اللَّه، وعَبْد الرَّحْمَنِ، وقثم، ومعبد بني العباس. (4135) أم حبيبة، ويقال أم حبيب [2] ، ابنة جحش بْن رئاب الأسدي. أخت زينب بنت جحش، وأخت حمنة [بنت جحش] [1] وأكثرهم يسقطون الهاء، فيقولون: أم حبيب. كانت تحت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وكانت تستحاض. وأهل السير يقولون: إن المستحاضة حمنة. والصحيح عند أهل الحديث أنهما كانتا تستحاضان جميعا. وقد قيل: إن زينب بنت جحش استحيضت ولا يصحّ.

_ [1] ليس في أ. [2] في أسد الغابة: والأول أكثر. [3] أ: وهي أم عبد الله.

(4136) أم حبيبة بنت أبى سفيان، زوج النبي صلى الله عليه وسلم

وفي الموطأ: وهم، أن زينب بنت جحش استحيضت، وأنها كانت تحت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، وهذا غلط، إنما كانت تحت زيد بْن حارثة ولم تكن تحت عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، والغلط لا يسلم منه أحد. وزعم بعض الناس أن أم حبيبة [1] هذه اسمها حبيبة. (4136) أم حبيبة بنت أبي سُفْيَان، زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مضى ذكرها مجودًا فِي باب الراء [2] من الأسماء، لأن اسمها رملة، لا خلاف فِي ذلك إلا عند من شذ ممن يعد قوله خطأ، ومن قَالَ ذلك زعم أن رملة أختها. وتوفيت أم حبيبة سنة أربع وأربعين، ولم يختلفوا فِي وقت وفاتها. أَخْبَرَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: اسْمُ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَمْلَةُ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: وَيُقَالُ هِنْدٌ وَالْمَشْهُورُ رَمْلَةُ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: إِنَّمَا دَخَلَتِ الشُّبْهَةُ عَلَى مَنْ قَالَ فِيهَا هِنْدٌ بِاسْمِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَكَذَلِكَ دَخَلَتِ الشُّبْهَةُ عَلَى مَنْ قَالَ اسْمُ أُمِّ [3] سَلَمَةَ رَمْلَةُ. وَالصَّحِيحُ فِي اسْمِ أُمِّ سَلَمَةَ هِنْدٌ، وَفِي أُمِّ حَبِيبَةَ رَمْلَةُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ وكانت أم حبيبة عند عبيد اللَّه بْن جحش أخي عَبْد اللَّهِ وأبي أَحْمَد ابني جحش بْن رئاب بْن يعمر الأسدي، حلفاء بني أمية، فولدت له حبيبة بأرض الحبشة، وَكَانَ قد هاجر مَعَ زوجته أم حبيبة إِلَى أرض الحبشة مسلمًا، ثم تنصر هنالك، ومات نصرانيًا، وبقيت أم حبيبة مسلمة بأرض الحبشة، خطبها [4] رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي. وَذَكَرَ الزُّبَيْرُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ [5] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أزهر [6]

_ [1] أ: أم حبيب. [2] صفحة 1843. [3] أ: في اسم. [4] أ: فخطبها. [5] أ: حسن. [6] أ: زهير.

عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو- أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَتْ: مَا شَعُرْتُ وَأَنَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ إِلا بِرَسُولِ النَّجَاشِيِّ [1] جَارِيَةٌ يُقَالُ لَهَا أَبْرَهَةُ، كَانَتْ تَقُومُ عَلَى ثِيَابِهِ وَدُهْنِهِ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ فَأَذِنْتُ لَهَا. فَقَالَتْ: إِنَّ الْمَلِكَ يَقُولُ لَكِ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَكِهِ. فَقُلْتُ: بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ، وَقَالَتْ: يَقُولُ لَكِ الْمَلِكُ وَكِّلِي مَنْ يُزَوِّجُكِ فَأَرْسَلَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ فَوَكَّلَتْهُ، وَأَعْطَيْتُ أَبْرَهَةَ سِوَارَيْنِ مِنْ فِضَّةَ كَانَتَا عَلَيَّ وَخَوَاتِيمَ فِضَّةٍ كَانَتْ فِي أَصَابِعِي سرورا بما بَشَّرْتَنِي بِهِ. فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ أَمَرَ النَّجَاشِيُّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَمَنْ هُنَاكَ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَحْضُرُونَ، وَخَطَبَ النَّجَاشِيُّ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه، الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ، السَّلامُ الْمُؤْمِنُ، الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ، الْجَبَّارُ [الْمُتَكَبِّرُ] [2] أَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ الّذي بشر به عيسى بن مَرْيَمَ. أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَتَبَ إِلَيَّ أَنْ أُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، فَأَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ أَصْدَقْتُهَا أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ ثُمَّ سَكَبَ الدَّنَانِيرَ بَيْنَ يَدَيِ الْقَوْمِ، فَتَكَلَّمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ فَقَالَ: الْحَمْدُ للَّه أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقَّ، لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَجَبْتُ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَوَّجْتُهُ أُمَّ حبيبة بنت أبى سفيان. فبارك الله لرسول الله عَلَيْهِ السَّلامُ. وَدَفَعَ النَّجَاشِيُّ الدَّنَانِيرَ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ فَقَبَضَهَا، ثُمَّ أَرَادُوا أَنْ يَقُومُوا فَقَالَ: اجْلِسُوا، فَإِنَّ سُنَّةَ الأَنْبِيَاءِ إِذَا تَزَوَّجُوا أَنْ يُؤْكَلَ طَعَامٌ عَلَى التَّزْوِيجِ. فَدَعَا بِطَعَامٍ فَأَكَلُوا ثُمَّ تَفَرَّقُوا. وَقَالَ: وحدثني مُحَمَّد بْن

_ [1] ء: إلا وأنا برسول الله. [2] ليس في أ

(4137) أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار،

حسن، عَنْ مُحَمَّد بْن طلحة قَالَ: قدم خالد بْن سَعِيد، وعمرو بْن العاص بأم حبيبة من أرض الحبشة عام الهدنة. (4137) أم حرام بنت ملحان بْن خالد بْن زيد بْن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بْن عدي بْن النجار، زوج عبادة بْن الصامت، وأخت أم سليم، وخالة أنس ابن مالك، لا أقف لَهَا عَلَى اسم صحيح، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها فِي بيتها، ويقيل عندها، ودعا لَهَا بالشهادة، فخرجت مَعَ زوجها عبادة غازية فِي البحر، فلما وصلوا إِلَى جزيرة قبرص خرجت من البحر فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت ودفنت فِي موضعها، وذلك فِي إمارة معاوية وخلافة عُثْمَان. ويقال: إن معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه ومعه أَيْضًا امرأته فاختة بنت قرظة من بني نوفل بْن عبد مناف [1] . (4138) أم حرملة بنت عبد الأسود بْن خزيمة. هاجرت إِلَى أرض الحبشة مَعَ زوجها جهم بن قيس. (4139) أم الحصين بنت إِسْحَاق الأحمسية [2] روى عنها العيزار بْن حريث، ويحيى بْن حصين، شهدت حجة الوداع. (4140) أم حفيد [3] الهلالية بنت الحارث، اسمها هزيلة الأعرابية، أخت ميمونة وأم الفضل، وهي خالة بن عباس التي أهدت الأقط والسمن والأضب إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأكل من السمن والأقط ولم يأكل من الأضب، وأكلت [4] عَلَى مائدة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم [5] .

_ [1] في أبعد هذا: قال أبو الوليد الناجي: أم حرام كانت خالة النبي من الرضاعة فلذلك كان يقبل عندها وينام في حجرها، حكاه عن قول ابن وهب. قال أبو الوليد: فعلها ذلك به على ما يفعله ذو المحارم مع ذي رحمه، ومن يكرم عليه ويريد المغالاة في مرضاته. [2] ء: الأخمصية. والمثبت في أ، وأسد الغابة، والإصابة. [3] بقاء مصغر (الإصابة) . [4] أ: وأكل. [5] تقدمت في صفحة؟ 1920.

(4141) أم الحكم بنت أبى سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس،

(4141) أم الحكم بنت أبي سُفْيَان بْن حرب بْن أمية بْن عبد شمس، من مسلمة الفتح، كانت فِي حين نزول: قوله عَزَّ وجل لا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ 60: 10 تحت عياض بن عنم الفهري، فطلقها حينئذ، فتزوجها عَبْد اللَّهِ بْن عُثْمَانَ الثقفي. هي أم عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أم الحكم. (4142) أم حكيم بنت الحارث بْن هشام. زوج عكرمة بْن أبي جهل ابْن عمها، أسلمت يوم الفتح، واستأمنت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لزوجها عكرمة، وَكَانَ عكرمة قد فر إِلَى اليمن، وخرجت فِي طلبه فردته حَتَّى أسلم، وشتا عَلَى نكاحهما. وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ أُمُّ حَكِيمِ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ تَحْتَ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ، فَقُتِلَ عَنْهَا بِأَجْنَادِينَ، فَاعْتَدَّتْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وَكَانَ يَزِيدُ بْنُ أبى سفيان يخطبها، وكان خالد ابن سَعِيدٍ يُرْسِلُ إِلَيْهَا يَعْرِضُ لَهَا فِي خِطْبَتِهَا، فَخُطِبَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، فَتَزَوَّجَهَا عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمَّا نَزَلَ الْمُسْلِمُونَ مَرْجَ الصُّفَّرِ- وكان خالد قد شهد أجنادين وفحل وَمَرْجَ الصُّفَّرِ- أَرَادَ أَنْ يُعْرِّسَ بِأُمِّ حَكِيمٍ فَجَعَلَتْ تَقُولُ: لَوْ أَخَّرْتَ الدُّخُولَ حَتَّى يَفُضَّ اللَّهُ هَذِهِ الْجُمُوعَ. فَقَالَ خَالِدٌ: إِنَّ نَفْسِي تحدثني أبى أُصَابُ فِي جُمُوعِهِمْ. قَالَتْ: فَدُونَكَ فَاعْرِسْ بِهَا عند القنطرة التي بالصفّر، فيما سُمِّيَتْ قَنْطَرَةُ أُمُّ حَكِيمٍ. وَأَوْلَمَ عَلَيْهَا، فَدَعَا أَصْحَابَهُ عَلَى طَعَامٍ، فَمَا فَرَغُوا مِنَ الطَّعَامِ حَتَّى صَفَّتِ الرُّومُ صُفُوفُهَا صُفُوفًا خَلْفَ صُفُوفٍ [1] ، وَبَرَزَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُعَلَّمٌ يَدْعُو إِلَى الْبِرَازِ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، فَنَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ، فَبَرَزَ حَبِيبُ بْنُ مسلمة فَقَتَلَهُ حَبِيبٌ، وَرَجَعَ إِلَى مَوْضِعِهِ. وَبَرَزَ خَالِدُ بن سعيد

_ [1] أ: الصفوف.

(4143) أم حكيم ابنة الزبير بن عبد المطلب بن هاشم،

فَقَاتَلَ فَقُتِلَ [1] ، وَشَدَّتْ أُمُّ حَكِيمٍ عَلَيْهَا ثِيَابَهَا وَتَبَدَّتْ [2] وَإِنَّ عَلَيْهَا أَثَرُ الْخَلُوقِ [3] ، فَاقْتَتَلُوا أَشَدَّ الْقِتَالِ عَلَى النَّهْرِ، وَصَبَرَ الْفَرِيقَانِ جَمِيعًا وَأَخَذَتِ السُّيُوفُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَقَتَلَتْ أُمُّ حَكِيمٍ يَوْمَئِذٍ سَبْعَةً بِعَمُودِ الْفُسْطَاطِ الَّذِي بَاتِ فِيهِ خَالِدٌ معرّسا بها. (4143) أم حكيم ابنة الزُّبَيْر بْن عبد المطلب بْن هاشم، أخت ضباعة بنت الزُّبَيْر، كانت تحت ربيعة بْن الحارث بْن عبد المطلب. أسلمت وهاجرت: روى عنها ابنها ابْن أم حكيم بنت الزُّبَيْر [عَنْ] [4] عَبْدِ اللَّهِ بْن الحارث بْن نوفل- أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عَلَى ضباعة بنت الزُّبَيْر فنهش عندها كتفًا ثم صلى وما توضأ من ذلك. (4144) أم حكيم بنت عتبة بن أبى وقاص، أخت هاشم ونافع ابني عتبة ابن أبى وقاص، كانت المهاجرات. (4145) أم حكيم بنت وداع الخزاعية، سمعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: عجلوا الإفطار وأخروا السحور. روت عنها صفية بنت جرير. (4146) أم حميد الأنصارية. امرأة أبي حميد الساعدي، حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا هارون ابن مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ [5] وُهَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُوَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ حُمَيْدٍ- امْرَأَةِ حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ- أَنَّهَا جَاءَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاةَ مَعَكَ قَالَ: فَقَالَ لَهَا: قَدْ علمت أنك تحبّين الصلاة معى،

_ [1] أ: حتى قتل. [2] أ: وشدت. [3] أ: لردع. [4] ليس في أ. [5] أ: أبو.

باب الخاء

وَصَلاتُكِ فِي بَيْتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي حُجْرَتِكِ، وَصَلاتُكِ فِي حُجْرَتِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي دَارِكِ، وَصَلاتُكِ فِي دَارِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ، وَصَلاتُكِ فِي مَسْجِدِ قَوْمِكِ خَيْرٌ مِنْ صَلاتِكِ فِي مَسْجِدِي قَالَ: فَأَمَرَتْ فَبُنِيَ لَهَا مَسْجِدٌ فِي أَقْصَى شَيْءٍ مِنْ بَيْتِهَا وَأَظْلَمِهِ، وَكَانَتْ تُصَلِّي فِيهِ حَتَّى لَقِيَتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ. باب الخاء (4147) أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص بْن أمية اسمها أمة بنت خالد [بْن سَعِيد بْن العاص بْن أمية] [1] ، قد تقدم ذكرها بما [2] ينبغي فِي أول الكتاب. (4148) أم خولة بنت حكيم الأنصارية ذَكَرَ ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ خَوْلَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ. عَنْ أُمِّهَا- أَنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأُمِّ سَلَمَةَ: لا تَطَيَّبِي وَأَنْتِ مُحِدٌّ، وَلا تَمَسِّي الْحِنَّاءَ فَإِنَّهُ طِيبٌ. (4149) أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بْن تيم بْن مرة، أم أبي بكر الصديق. قَالَ الزُّبَيْر: كانت من المبايعات بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال ابْن دأب: أم أبي بكر الصديق أم الخير، هَذَا اسمها. باب الدال (4150) أم الدرداء زوجة أبي الدرداء، يقال اسمها خيرة [3] بنت أبي حدرد الأسلمي. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أَحْمَد [بْن زهير، سمعت أَحْمَد] [4] بْن حنبل يقول: خيرة بنت أبي حدرد الأسلمي هي أم الدرداء الكبرى قال: وسألت

_ [1] ليس في أ. [2] صفحة 1790. [3] بفتح أوله وسكون التحتانية (التقريب) . [4] من أ.

باب الراء

يَحْيَى بْن معين عَنْ أم الدرداء الكبرى، فقال: خيرة بنت أبى خدرد. قَالَ: وسمعت يَحْيَى بْن معين وأحمد بْن حنبل يقولان: أَبُو حدرد اسمه عبد [1] . قَالَ: وَقَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل، ويحيى بْن معين: أم الدرداء الصغرى اسمها هجيمة [2] . وَقَالَ غيرهما: جهيمة بنت فلان الوصابية [3] . قَالَ أَبُو عُمَرَ: اسم أم الدرداء الصغرى هجيمة [4] بنت حيي الوصابية، والصحبة لأم الدرداء الكبرى، وكانت من فضلاء النساء وعقلائهن وذوات الرأي منهن مَعَ العبادة والنسك. توفيت قبل أبي الدرداء بسنتين، وكانت وفاتها بالشام فِي خلافة عُثْمَان بْن عفان، وكانت قد حفظت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن زوجها أبي الدرداء عويمر الأَنْصَارِيّ. روى عَنْ أم الدرداء جماعة من التابعين، منهم صفوان بْن عَبْد اللَّهِ بْن صفوان، وميمون بْن مهران، وزيد ابن أسلم، وأم الدرداء الصغرى. قَالَ أَبُو عُمَرَ: أم الدرداء الصغرى هي أَيْضًا زوج أبي الدرداء، لا أعلم لَهَا خبرًا يدل عَلَى صحبة أَوْ رواية. ومن خبرها أن معاوية خطبها بعد أبى الدرداء فأبت أن تزوّجه. باب الراء (4151) أم رمثة، شهدت فتح خيبر، ولا أعرف لَهَا فوق ذلك الخبر. (4152) أم رومان. يقال بفتح الراء وضمها- هي [5] بنت عامر بن عويمر بن

_ [1] أ: عبدة. [2] في أسد الغابة: قلت قول أبي نعيم اسمها خيرة وقيل هجيمة وهم لا شك فيه لأنه قد ظن أنهما واحدة، وقد اختلف في اسمها. وليس كذلك، إنما هما اثنان: أم الدرداء الكبرى وهي هذه خبرة، ولها صحبة. وأم الدرداء الصغرى وهي هجيمة الوسابية. [3] في التقريب: الأوصابية. [4] ء: بحيمة. [5] في الإصابة: واختلف في اسمها، فقيل زينب، وقيل دعد.

عبد شمس بْن عتاب بْن أذينة بْن سبيع بْن دهمان بْن الحارث بْن غنم بن مالك ابن كنانة هكذا نسبها مصعب، وخالفه غيره، والخلاف من أبيها إِلَى كنانة كثير جدًا، وأجمعوا أنها من بني غنم بْن مالك بْن كنانة. امرأة أبي بكر الصديق، وأم عائشة، وعبد الرحمن ابني أبي بكر رضي اللَّه عنهم. توفيت فِي حياة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلك فِي سنة ست من الهجرة، فنزل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبرها، واستغفر لَهَا، وَقَالَ: اللَّهمّ لم يخف عليك مَا لقيت أم رومان فيك وفي رسولك. وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: من سره أن ينظر إِلَى امرأة من الحور العين فلينظر إِلَى أم رومان. وكانت وفاتها فِيمَا زعموا فِي ذي الحجة سنة أربع أَوْ خمس [1] عام الخندق. وَقَالَ الزُّبَيْر: سنة ست فِي ذي الحجة. وكذلك قَالَ الْوَاقِدِيُّ سنة ست فِي ذي الحجة. قَالَ الْوَاقِدِيّ: كانت أم رومان الكنانية تحت عَبْد الله بن الحارث بن صخبرة بن جرثومة الخير بن عادية [2] بن مرة الأزدي، وكان قدم بها مكة، فخالف أبا بكر قبل الإسلام، وتوفي عن أم رومان، فولدت لعَبْد اللَّهِ الطفيل، ثم خلف عليها أَبُو بَكْر، فالطفيل أخو عائشة وعَبْد الرَّحْمَنِ لأمهما. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حسان [3] المخزومي، عن أبى الزياد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلَّفَنَا وَخَلَّفَ بَنَاتَهُ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ. وَبَعَثَ مَعَهُ أَبَا رَافِعٍ مَوْلاهُ، وَأَعْطَاهُمَا بِيرَيْنِ وَخَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ،

_ [1] في أسد الغابة: قلت من زعم أنها توفيت سنة أربع أو خمس فقد وهم فإنه قد صح أنها كانت في الإفك حية، وكان الإفك سنة سبع في شعبان والله أعلم. وفي الإصابة بعد أن أورد قول ابن الأثير السابق- قال: قلت: لم يتفقوا على تاريخ الإفك، فلا معنى للتوهم بذلك. [2] أ، وأسد الغابة: غادبة. [3] أ: حسن.

أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ، يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظَّهْرِ، وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُرَيْقِطٍ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَحْمِلَ أُمِّي أُمَّ رُومَانَ وَأَنَا وَأُخْتِي أَسْمَاءَ امْرَأَةَ الزُّبَيْرِ، فَخَرَجُوا مُصْطَحِبِينَ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى قَدِيدٍ اشْتَرَى زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِتِلْكَ الْخَمْسِمِائَةِ دِرْهَمٍ ثَلاثَةَ أَبْعِرَةَ، ثُمَّ دَخَلُوا مَكَّةَ جَمِيعًا، فَصَادَفُوا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يُرِيدُ الْهِجْرَةَ، فَخَرَجُوا جَمِيعًا، وَخَرَجَ زَيْدٌ وَأَبُو رَافِعٍ بِفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، وَحَمَلَ زَيْدٌ أُمَّ أَيْمَنَ وَأُسَامَةَ، حَتَّى إِذَا كنّا بالبيداء نقر بَعِيرِي وَأَنَا فِي مِحَفَّةٍ مَعِي فِيهَا أُمِّي، فجعلت تقول: وا بنتاه وا عروساه حَتَّى أَدْرَكَ بَعِيرَنَا، وَقَدْ هَبَطَ الثَّنِيَّةَ ثَنِيَّةَ هَرْشَى فَسَلَّمَ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ، فَنَزَلْتُ مَعَ آلِ أَبِي بَكْرٍ، وَنَزَلَ آلُ النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبْنِي مَسْجِدَهُ وَأَبْيَاتًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ فِيهَا أَهْلَهُ، فَمَكَثْنَا أَيَّامًا، ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَبْتَنِيَ بِأَهْلِكَ؟ قَالَ: الصَّدَاقُ. فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا [1] ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْنَا، وَبَنَى بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي هَذَا الَّذِي أَنَا فِيهِ، وَهُوَ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَدُفِنَ فِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَدْخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ أَحَدَ تِلْكَ الْبُيُوتِ، فَكَانَ يَكُونُ عِنْدَهَا، وَكَانَ تَزْوِيجُ [2] رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيَّايَ، وَأَنَا أَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي، فَمَا دَرَيْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَنِي، حَتَّى أَخْبَرَتْنِي أُمِّي، فَحَبَسَتْنِي فِي الْبَيْتِ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنِّي تَزَوَّجْتُ، فَمَا سَأَلْتُهَا حَتَّى كَانَتْ هِيَ الَّتِي أَخْبَرَتْنِي. قَالَ أَبُو عُمَرَ: رِوَايَةُ مَسْرُوقٍ عَنْ أُمِّ رُومَانَ مُرْسَلَةٌ، وَلَعَلَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عائشة.

_ [1] في القاموس: النش نصف أوقية عشرون درهما. [2] ء: تزوج.

باب الزاى

باب الزاى (4153) أم زفر التي كانت بها مس من الجن، ذكر حجاج وغيره، عن ابن جريح، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ طَاوُسًا يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى بِالْمَجَانِينَ، فَيَضْرِبُ صَدْرَ أَحَدِهِمْ وَيَبْرَأُ، فَأُتِيَ بِمَجْنُونَةٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ زُفَرَ، فَضَرَبَ صَدْرَهَا، فَلَمْ تَبْرَأْ وَلَمْ يَخْرُجْ شَيْطَانُهَا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هُوَ يَعِيبُهَا [1] فِي الدُّنْيَا، وَلَهَا فِي الآخِرَةِ خَيْرٌ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ الْمَرْأَةَ سَوْدَاءُ طَوِيلَةٌ عَلَى سُلَّمِ الْكَعْبَةِ، قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَتِ امْرَأَةٌ تُخْنَقُ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَ إِخْوَتُهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ، وَإِنْ شِئْتُمْ كَانَتْ كَمَا هِيَ، وَلا حِسَابَ عَلَيْهَا فِي الآخِرَةِ، فَخَيَّرَهَا إِخْوَتُهَا، فَقَالَتْ: دَعُونِي كَمَا أَنَا، فَتَرَكُوهَا. باب السين (4154) أم السائب الأنصارية، روى عنها أَبُو قلابة عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحمى، وَقَالَ بعضهم فيها أم المسيّب. (4155) أم السائب النخعية [2] ، لَهَا صحبة. (4156) أم سعد بنت زيد بْن ثابت الأَنْصَارِيّ روى عنها مُحَمَّد بْن زاذان، يقال: إنه لم يسمع منها، وبينهما [3] عَبْد اللَّهِ بْن خارجة، لَهَا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها أنه أمر بدفن الدم إذا احتجم. (4157) أم سعد الأنصارية [وهي] [4] كبشة بنت رافع بن عبيد بن ثعلبة أم سعد ابن معاذ وقد ذكرناها [5] .

_ [1] في الإصابة: بعينها. [2] أ: الثقفية. [3] أ: فإن. [4] ليس في أ. [5] صفحة 1906.

(4158) أم سعيد بنت عمر،

(4158) أم سَعِيد بنت عمر، ويقال بنت عمير الجمحية. روى عنها صفوان بْن سليم فِي كافل اليتيم، واختلف عَلَى صفوان فِي إسناده. (4159) أم سلمة [1] بنت أبي حكيم، لا يوقف عَلَى اسمها حديثها أنها أدركت القواعد من النساء يصلين مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفرائض. (4160) أم سلمة زوج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هي هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، كانت قبله عَلَيْهِ السلام عند أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ [2] بْن مخزوم، فولدت له عمر وسلمة ودرة وزينب، وقد تقدم ذكرها فِي باب [3] الهاء من الأسماء بما يغنى عن إعادته هاهنا. يقولون: إنها أول ظعينة دخلت المدينة [شرفها اللَّه تعظيمًا وتكريمًا] [4] مهاجرة. وقيل: بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بْن ربيعة. قَالَ الزُّبَيْر: حدثني مُحَمَّد بْن مسلمة، عَنْ مالك بْن أنس، قَالَ: هاجرت أم سلمة وأم حبيبة إِلَى أرض الحبشة، ثم خرجت أم سلمة مهاجرة إِلَى المدينة [شرفها اللَّه تعظيمًا وتكريمًا] ، [4] وخرج معها رجل من المشركين وَكَانَ ينزل بناحية منها إذا نزلت، ويسير معها إذا سارت، ويرحل بعيرها، ويتنحى إذا ركبت، فلما نظر إِلَى نخل المدينة [المباركة] [4] قَالَ لَهَا: هذه الأرض التي تريدين، ثم سلم عليها وانصرف قَالَ: وأخبرني مُحَمَّد بْن الضحاك عَنْ أبيه قَالَ: الرجل الَّذِي خرج مَعَ أم سلمة عُثْمَان بْن طلحة [5] ، وروى [عن] [6] عبد الله بن بريدة عن أبيه، قَالَ: شهدت أم سلمة غزوة خيبر، فقالت: سمعت وقع السيف فِي أسنان مرحب. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ خُلَيْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا إياس يحدث عن أم الحسين [7]

_ [1] ليست هذه الترجمة في أ [2] أ: عمرو [3] أ: حرف وانظر صفحة 1920 [4] ليس في أ [5] أ: بن أبى طلحة [6] ليس في أ [7] أ: الحسن

(4161) أم سليط،

أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَتَى مَسَاكِينُ، فَجَعَلُوا يُلِحُّونَ، وَفِيهِمْ نِسَاءٌ، فَقُلْتُ: اخْرُجُوا- أَوِ اخْرُجْنَ- فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: مَا بِهَذَا أُمِرْنَا يَا جَارِيَةُ، رُدِّي كُلَّ واحد- أو واحدة- ولو بتمرة تضعيها [1] في يدها. (4161) أم سليط، امرأة من المبايعات، حضرت مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد. قَالَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ: كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. حديثها عند الليث، عَنْ يونس، عَنِ ابْن شهاب، عَنْ ثعلبة بْن أبي مالك القرطي، عَنْ عُمَر بْن الخطاب. (4162) أم سليم بنت سحيم، هي أمة أَوْ أمية بنت أبي الحكم الغفارية قد ذكرناها فِي باب [2] الألف. (4163) أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بْن النجار، اختلف فِي اسمها، فقيل: سهلة. وقيل رميلة. وقيل رميثة. وقيل مليكة، ويقال الغميصاء أَوِ الرميصاء [3] كانت تحت مالك بْن النضر أبي أنس بْن مالك فِي الجاهلية، فولدت له أنس بْن مالك، فلما جاء اللَّه بالإسلام أسلمت مَعَ قومها وعرضت الإسلام عَلَى زوجها، فغضب عليها، وخرج إِلَى الشام، فهلك هناك، ثم خلف عليها بعده أَبُو طلحة الأَنْصَارِيّ، خطبها مشركًا. فلما علم أنه لا سبيل له إليها إلا بالإسلام أسلم وتزوجها وحسن إسلامه. فولد له منها غلام كَانَ قد أعجب به فمات صغيرًا، فأسف عَلَيْهِ. ويقال: إنه أَبُو عمير صاحب النغير، ثم ولدت له عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة، فبورك فيه، وهو والد إسحاق ابن عَبْد اللَّهِ بْن أبي طلحة الفقيه وإخوته، وكانوا عشرة، كلهم حمل عنه العلم. وروت أم سليم عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أحاديث، وكانت من عقلاء النساء،

_ [1] كذا بالأصول. [2] أ: حرف. وانظر صفحة 1790. [3] أ: الغميضاء أو الرميضاء- بالضاد.

(4164) أم سليمان بنت عمرو بن الأحوص،

روى عنها ابنها أنس بْن مالك، وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: أَتَيْتُ أَبَا طَلْحَةَ وَهُوَ يَضْرِبُ أُمِّي. فَقُلْتُ: تَضْرِبُ هَذِهِ الْعَجُوزَ ... فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ، وروى عَنْ أم سليم أنها قالت: لقد دعا لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى مَا أريد زيادة. (4164) أم سُلَيْمَان بنت عَمْرو بْن الأحوص، روى عنها ابنها سُلَيْمَان، قالت: رأيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رمى الجمرة جمرة العقبة من بطن الوادي، ولم يزل يلبي حَتَّى رمى جمرة العقبة، وأتى الناس وهم يرمون ويزدحمون، فَقَالَ: لا تقتلوا أنفسكم، ارموا الجمار بمثل حصى الخذف، وَهُوَ مضطرب، منهم من يجعله لجدة سُلَيْمَان بْن عَمْرو بْن الأحوص، ومنهم من يجعله لأمه، ومنهم من يقول فيه: عَنْ سُلَيْمَان، عَنْ أبيه. (4165) أم سُلَيْمَان، وقيل: أم سليم العدوية. وقد قَالَ بعضهم فِيهَا أم سلمة. روى عنها عَبْد اللَّهِ بْن الطيب أنها قالت: أدركت القواعد من النساء وهن يصلين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الفرائض. (4166) أم سنان الأسلمية، قالت [1] : أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فبايعته عَلَى الإسلام، فنظر إِلَى يدي، فَقَالَ: مَا عَلَى إحداكن أن تغير أظفارها وتعصب يديها ولو بسير. قالت: وكنا نخرج مَعَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم إِلَى الجمعة والعيدين. روت عنها ابنتها ثبيتة [2] بنت حنظلة الأسلمية. (4167) أم سنبلة الأَسْلَمِيَّةُ، تُعَدُّ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ فَأَبَى أَزْوَاجُهُ أَنْ يَأْخُذْنَهَا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم فقال: خذوها

_ [1] انظر صفحة 1939. [2] أ: نسيبة.

باب الشين

فَإِنَّ أُمَّ سُنْبُلَةَ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهَا. حَدِيثُهَا عِنْدَ سُلَيْمَانَ [1] وَمُحَمَّدٍ وَزُرْعَةَ بَنِي حُصَيْنِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ جَدَّتِهِمْ أُمِّ سُنْبُلَةِ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ. وَأَمَّا ابْنُ السَّكَنِ فَذَكَرَ حَدِيثَهَا هَذَا بِأَكْثَرِ أَلْفَاظِهِ، وَجَعَلَهُ مِنْ حَدِيثِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ قَاسِمِ بْنِ سَهْلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ [قِرَاءَةً مِنْهُ عَلَيْنَا] [2] ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ السَّكَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقَدَّمِيُّ، قالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عبد الله بن يار الأَسْلَمِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ: أَهْدَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ الأَسْلَمِيَّةُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لَبَنًا، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ فَلَمْ تَجِدْهُ، فَقُلْتُ لَهَا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَدْ نَهَى أَنْ نَأْكُلَ طَعَامَ الأَعْرَابِ، فَدَخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ، مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: لَبَنٌ أَهْدَيْتُهُ لَكَ. قَالَ: اسْكُبِي يَا أُمَّ سُنْبُلٍ، فَنَاوَلَتْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَرِبَ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كُنْتَ حَدَّثْتَنَا أَنَّكَ نُهِيتَ عَنْ طَعَامِ الأَعْرَابِ. فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، لَيْسُوا بِأَعْرَابٍ، هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، إِذَا دَعَوْنَاهُمْ أَجَابُونَا، فَلَيْسُوا بِأَعْرَابٍ. باب الشين (4168) أم شريك بنت جابر الغفارية، ذكرها أَحْمَد بْن صالح المصري فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسلم هكذا. (4169) أم شريك القرشية العامرية. اسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو

_ [1] أ: سليم ومحمود [2] من أ.

(4170) أم شيبة الأزدية،

ابن عامر بْن رواحة بْن حجر- ويقال حجير- ابن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي. وقيل فِي نسبها أم شريك بنت عوف بن جابر بن ضبات بن حجر [1] بن عبد بن معيص بن عامر بْن لؤي، يقال: إنها التي وهبت نفسها للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. واختلف فِي ذلك، وقيل فِي جماعة سواها ذلك. روى عنها سَعِيد بْن المسيب أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بقتل الأوزاغ. وقد روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ، يقال: إنها المذكورة فِي حديث فاطمة بنت قيس قوله عَلَيْهِ السلام: اعتدي فِي بيت أم شريك. وقد قيل فِي اسم أم شريك غزيلة، وقد ذكرها بعضهم فِي أزواج النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح من ذلك شيء، لكثرة الاضطراب فيه. والله أعلم. ومن زعم أن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نكحها قَالَ: كَانَ ذلك بمكة، وكانت عند أبي العكر بْن سمي بْن الحارث الأزدي، فولدت له شريكًا. [وقيل: إن أم شريك هذه كانت تحت الطفيل بْن الحارث فولدت له شريكًا] [2] ، والأول أصح. وقيل: إن أم شريك الأنصارية تزوجها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يدخل بها، لأنه كره غيرة نساء الأنصار. (4170) أم شيبة الأزدية، مكية، روى عنها عبد الملك [3] بْن عمير. حديثها فِي آداب المجالسة حديث حسن باب الصاد (4171) أم صبية الجهنية. وقيل اسمها خولة بنت قيس، فهي جدّة خارجة ابن الحارث بن رافع بن مكيث. حدثها عند أهل المدينة روى عنها النعمان ابن خرّبوذ في الوضوء.

_ [1] أ: حجير. [2] ليس في أ. [3] أ: عبد الله.

باب الضاد

باب الضاد (4172) أم الضحاك بنت مَسْعُود الأنصارية الحارثية. شهدت خيبر مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل. ذكرها الْوَاقِدِيّ، عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ المزني، عَنْ سهل بْن عَبْد اللَّهِ الأَنْصَارِيّ ثم النجاري، عَنْ سهل بْن أبي حثمة أن أم الضحاك.. فذكره. باب الطاء (4173) أم طارق، مولاة سعد بْن عبادة الأَنْصَارِيّ، روى عنها جعفر بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، حديثها عند أهل الكوفة، لا يصح حديثها فِي أم ملدم. (4174) أم الطفيل امرأة أبي بْن كعب، لَهَا صحبة ورواية، كانت تكنى بابنها الطفيل بْن أبي بْن كعب. روى عنها عمارة بْن عمير [1] ، وروى عنها مُحَمَّد بْن أبي بْن كعب. (4175) أم طليق، لَهَا صحبة، حديثها مرفوع: عمرة فِي رمضان تعدل حجة- فِيهَا نظر. باب العين (4176) أم عامر بنت سَعِيد بْن السكن. وقيل بنت يَزِيد بْن السكن الأنصارية الأشهلية، قاله إِسْمَاعِيل بْن أبي أويس، فإن صح هَذَا فهي أسماء بنت يزيد ابن السكن، وقد تقدم ذكرها فِي باب اسمها [2] ، وجرى هنالك الاختلاف فِي كنيتها، أَوْ هي أخت أسماء. وَقَالَ غيره: أم عامر بنت سَعِيد بْن السكن اسمها فكيهة، هَذَا قول الأكثر فِي أم عامر بنت سَعِيد بْن السكن إلا بنت يزيد،

_ [1] أ: عامر. [2] صفحة 1787.

(4177) أم عامر بنت كعب الأنصارية،

فعلى هَذَا هي ابنة عم أسماء، وكانت أم عامر من المبايعات. من حديثها أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل ثم قام فصلى ولم يتوضأ. وروى داود بْن الحصين، عَنْ أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمَد، عنها أنها أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء. حدثنا عبد الوارث ابن سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بن محمد الفرومى، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن ثَابِتِ بْنِ صَامِتٍ، عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ السَّكَنِ- وَكَانَتْ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ أَنَّهَا أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فتعرقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: كَذَا قَالَ الْفَرْوِيُّ عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ سَعِيدِ بْنِ السَّكَنِ. وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: عَنْ أُمِّ عَامِرٍ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ. (4177) أم عامر بنت كعب الأنصارية، روت عنها ليلى مولاة خبيب ابن عَبْد الرَّحْمَنِ حديثها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لَهَا: هلمي فكلي، فقالت: إني صائمة. فَقَالَ: إن الملائكة يصلون عَلَى الصائم إذا أكل عنده حَتَّى يفرغ. (4178) أم عَبْد اللَّهِ بْن أوس، أخت شداد بْن أوس، شامية، روى عنها ضمرة بْن حبيب. (4179) أم عَبْد اللَّهِ، زوج أبي مُوسَى الأشعري. روى عنها يَزِيد بْن أوس عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ليس منا من حلق أَوْ خرق أَوْ سلق.

(4180) أم عبد الرحمن [1] بن أذينة،

(4180) أم عَبْد الرَّحْمَنِ [1] بْن أذينة، روي عنها حديث مخرجه عَنْ أهل الكوفة، سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: ارموا الجمار بمثل حصى الخذف. (4181) أم عبد بنت سود بن قويم [2] بن صاهلة الهذيلة أم عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود، روى عنها ابنها عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود أنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت فِي الوتر قبل الركوع وقد ينسب ابنها عَبْد اللَّهِ إليها ويعرف أيضا بها، حَدِيثُ أُمِّ [عَبد أُمِّ] [3] ابْنِ مَسْعُودٍ يَرْوِيهِ حفص بن سلمان، عن أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أُرْسِلَتْ أُمِّي لَيْلَةً لِتَبِيتَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَنْظُرَ كَيْفَ يُوتِرُ [فَبَاتَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ] [4] فَصَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُصَلِّي، حَتَّى إِذَا كان آخر الليل وأراد الوتر قرأ بسبح اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَقَرَأَ في الثانية قل يا أيها الْكَافِرُونَ. ثُمَّ قَعَدَ، ثُمَّ قَامَ، وَلَمْ يَفْصِلْ بينهما بالسلام، ثم قرأ [قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ 112: 1- 4] [5] حَتَّى إِذَا فَرَغَ كَبَّرَ ثُمَّ قَنَتَ، فَدَعَا مما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ثُمَّ كَبَّرَ وَرَكَعَ. وَرَوَى وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن مصعب ابن سَعْدٍ، قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِلنِّسَاءِ الْمُهَاجِرَاتِ فِي أَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ، مِنْهُنْ أُمُّ عَبْدٍ. (4182) أم عبس [6] ، قَالَ الزُّبَيْر: كانت فتاة لبني تيم بْن مرة فأسلمت، وكانت ممن يعذب فِي اللَّه فاشتراها أَبُو بَكْر فأعتقها. (4183) أم عُثْمَان [7] بنت سُفْيَان القرشية الشيبية العبدرية. أم بني شيبة الأكابر. كانت من المبايعات. روت عنها صفية بنت شيبة، وروى عَبْد اللَّهِ ابن مسافع، عن أمّه. عنها.

_ [1] ليست هذه الترجمة في أ. [2] أ: قربم. والمثبت في أسد الغابة أيضا. وفي الطبقات: أم عبد بنت عبد ودّ بن سوى بن قريم (8- 212) وفي الإصابة: أم عبد بنت سود بن مريم. ثم قال: وقال ابن الكلبي: هي أم عبيد بنت عبد ودّ بن سود بن مريم. وهذا هو المعتمد. [3] من أ. [4] من أ. [5] ليس في أ. [6] أ: أم عبيس. [7] هذه الترجمة ليست في أ.

(4184) أم عثمان بن أبى العاص الثقفي.

(4184) أم عُثْمَان بْن أبي العاص الثقفي. روى عنها ابنها عُثْمَان بْن أبي العاص أنها شهدت ولادة آمنة بنت وهب أم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالت: فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نورًا، وإني لأنظر إِلَى النجوم تدنو حَتَّى إني لأقول ليقعن على. (4185) أم عجرد الخزاعية. حَدِيثُهَا عِنْدَ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَاحِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ عَجْرَدٍ الْخُزَاعِيَّةَ تَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْرٌ كُنَّا نَفْعَلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَلا نَفْعَلُهُ فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَتْ: الْعَقِيقَةُ. قَالَ: فَافْعَلُوا، عَنِ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنِ الْجَارِيَةِ شَاةً مِثْلُ حَدِيثِ أُمِّ كُرْزٍ وَالْمُثَنَّى ضَعِيفٌ جِدًّا. (4186) أم عطاء مولاة الزُّبَيْر بْن العوام، لَهَا صحبة ورواية، حديثها عند عبد الله ابن عطاء بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أمه، عنها. (4187) أم عطية الأنصارية، اسمها [1] نسبية بنت الحارث. وقيل نسيبة بنت كعب قَالَ: أحمد بن زهير: سمعت يحيى بن معين وأحمد بْن حنبل يقولان: أم عطية الأنصارية نسيبة بنت كعب. قَالَ أَبُو عُمَرَ: فِي هَذَا نظر، لأن نسيبة بنت كعب أم عمارة. تعد أم عطية فِي أهل البصرة، كانت من كبار نساء الصحابة رضوان اللَّه عليهم أجمعين، وكانت تغزو كثيرًا مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تمرض المرضى، وتداوي الجرحى، وشهدت غسل ابنة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وحكت ذلك فأتقنت. حديثها أصل فِي غسل الميت، وَكَانَ جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة يأخذون عنها غسل الميت، ولها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحاديث روى عنها أنس بْن مالك، ومحمد بْن سيرين، وحفصة بنت سيرين.

_ [1] انظر صفحة 1919.

(4188) أم عفيف النهدية.

(4188) أم عفيف النهدية. روى عنها أَبُو عُثْمَان النهدي، قالت: بايعنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخذ علينا ألا نحدث غير ذي محرم خاليًا به، وأمرنا أن نقرأ فاتحة الكتاب عَلَى ميتنا. (4189) أم العلاء الأنصارية. من المبايعات، حديثها عند أهل المدينة. روى عنها خارجة بْن زيد بْن ثابت، وعبد الملك بْن عمير، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعودها فِي مرضها. حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، قال: حدثنا أحمد بْنُ زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شِهَابٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ أُمَّ الْعَلاءِ- وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِمْ- قَدْ كَانَتْ بَايَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ ابْنُ السَّكَنِ أَنَّ أُمَّ الْعَلاءِ الَّتِي رَوَى عَنْهَا خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرُ الَّتِي رَوَى عَنْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَذَكَرَ أُمَّ الْعَلاءِ امْرَأَةٌ ثَالِثَةٌ، فَقَالَ: هِيَ غَيْرُهُمَا جَمِيعًا، مخرج حديثها عَنْ أهل الشام فِي عيادة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. [ذكر الترمذي وغيره أن أم العلاء هذه هي أم خارجة بنت زيد بْن ثابت] [1] . (4190) أم عمارة الأنصارية. اسمها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن عنم بْن مازن بْن النجار، وهي أم حبيب وعبد الله ابني زيد ابن عَاصِم. كانت قد شهدت بيعة العقبة، وشهدت أحدا مع زوجها زيد بن عَاصِم، ومع ابنيها حبيب، وعَبْد اللَّهِ فِيمَا ذكر ابْن إِسْحَاق، ثم شهدت بيعة الرضوان، ثم شهدت مَعَ ابنها عَبْد اللَّهِ وسائر المسلمين اليمامة. فقالت حتى

_ [1] من أ.

(4191) أم عمرو بن سليم الأنصاري،

أصيبت يدها وجرحت يومئذ اثني عشر جرحًا من بين طعنة وضربة. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصائم إذا أكل عنده صلت عَلَيْهِ الملائكة. وروى عكرمة مولى ابْن عباس، عَنْ أم عمارة الأنصارية- أنها أتت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: مَا أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن، فنزلت هذه الآية: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ... 33: 35 الآية. زعم بعضهم أن أم عمارة هذه التي روى عنها عكرمة غير الأولى، وهي الأولى عندي. والله أعلم بالصواب. (4191) أم عَمْرو بْن سليم الأَنْصَارِيّ، من بني زريق، روى عنها ابنها عمرو ابن سليم أنها سمعت عليًا ينادي وهم بمنى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها أيام أكل وشرب. (4192) أم عياش. أمة كانت لرقية بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها عنبسة بْن سَعِيد. حديثها منقطع الإسناد، ورواه عبد الكريم بْن روح مولى عُثْمَان، وَهُوَ ضعيف. باب الغين (4193) أم الغادية، ذكرها ابْن السكن [فِي باب الغين] [1] بإسناد [2] مجهول: أنها خرجت مَعَ أبي الغادية وحبيب بْن الحارث مهاجرين إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. باب الفاء (4194) أم فروة بنت أبي قحافة، أخت أبي بكر الصديق. أمها هند بنت نفيل [3] ابن بجير [4] بْن عبد بْن قصي، هي التي زوجها أَبُو بَكْر من الأشعث بْن قيس الكندي،

_ [1] ليس في أ. [2] أ: في خبر. [3] في الطبقات: نقيد. [4] فيء: بحير.

(4195) أم الفضل بنت الحارث بن حزن الهلالية،

فولدت له محمدًا وإسحاق وحبابة وقريبة وأم فروة هذه كانت من المبايعات بايعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: حديثها عند قَاسِم بْن غنام الأَنْصَارِيّ عَنْ بعض أمهاته، عَنْ أم فروة، قالت: سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إن أحب الأعمال إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ الصلاة فِي أول وقتها. وروى عَنِ القاسم عَبْد اللَّهِ وعبيد اللَّه ابنا عمر العمريان وقد قَالَ بعضهم- فِي أم فروة هذه الأنصارية، وَهُوَ وهم، وإنما جاء ذلك- والله أعلم- لأن القاسم ابن غنام الأَنْصَارِيّ يقول فِي حديثها مرة عَنْ جدته الدنيا عَنْ جدته القصوى ومرة عَنْ بعض أمهاته. عَنْ عمة له. والصواب مَا ذكرنا وباللَّه التوفيق [1] . (4195) أم الفضل بنت الحارث بْن حزن الهلالية، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وَسَلَّمَ، وزوج العباس بْن عبد المطلب، اسمها لبابة، وقد تقدم ذكرها [2] مجودًا فِي باب اسمها. قَالَ ابْن أبي خيثمة: حَدَّثَنَا نصر بْن الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سمعت سُفْيَان بْن عيينة، يقول: بنو هلال ولدوا العباس بْن عبد المطلب، وولدوا خالد بْن الوليد، وولدوا أبا سُفْيَان. قَالَ أَبُو عُمَرَ: ليس كما قَالَ سُفْيَان عند أهل العلم بالنسب فِي أم العباس، لأنها عندهم من النمر بْن قاسط، لا يختلفون فِي ذلك، ولكنهم ولدوا ولد العباس ولم يلدوا العباس. (4196) أم الفضل بنت حمزة بْن عبد المطلب بْن هاشم، روى عنها عبد الله ابن شداد، قالت: توفي مولى لنا وترك ابنة وأختًا فأتيا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأعطى الابنة النصف، وأعطى الأخت النصف.

_ [1] أ: توفيقنا. [2] صفحة 1907.

باب القاف

باب القاف (4197) أم قيس بنت محصن بْن حرثان الأسدية، أخت عكاشة بنت محصن، أسلمت بمكة قديمًا، وبايعت النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهاجرت إِلَى المدينة. روى عنها من الصحابة وابصة بْن معبد، وروى عنها عبيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ، ونافع مولى حمنة بنت شجاع، وَزَعَمَ الْعَقِيلِيُّ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ دُرَّةَ بِنْتِ مُعَاذٍ- أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ أُمِّ قَيْسٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مُتْنَا يَزُورُ بَعْضُنَا بَعْضًا؟ قَالَ: يَكُونُ النَّسَمُ طَائِرًا يَعْلُقُ بِالْجَنَّةِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَ كُلُّ نَفَسٍ فِي جُثَّتِهَا. قَالَ الْعَقِيلِيُّ: أُمُّ قَيْسٍ هَذِهِ أَنْصَارِيَّةٌ، وَلَيْسَتْ بِنْتَ مُحْصِنٍ. قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الَّتِي رَوَتْ هَذَا الْحَدِيثَ أُمُّ هَانِئٍ الأَنْصَارِيَّةُ، ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، وَغَيْرُهُ، وَسَنَذْكُرُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. باب الكاف (4198) أم كبشة العذرية. من قضاعة. روى عنها سَعِيد بْن عَمْرو القرشي. حديثها عند أهل الكوفة. (4199) أم الكرام السلمية. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كراهة التحلي بالذهب للنساء. روى عنها الحكم بْن جحل [1] . ليس إسناد حديثها بالقوي، وقد ثبتت الرخصة فِي ذلك للنساء. (4200) أم كرز الخزاعية الكعبية مكية، روت عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منها قوله: فِي العقيقة عَنِ الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة. روى عنها عطاء، ومجاهد، وسباع بن ثابت، وحبيبة بنت ميسرة.

_ [1] الضبط من التقريب.

(4201) أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(4201) أم كلثوم بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أمها خديجة بنت خويلد، ولدتها قبل فاطمة. وقيل رقية رضي اللَّه عنهن فِيمَا ذكره مصعب، وخالفه أكثر أهل العلم بالأنساب والأخبار فِي ذلك، وتابعه قوم، والاختلاف فِي الصغرى من بنات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثير، والاختلاف فِي أكبرهن شذوذ، والصحيح أن أكبرهن زينب، وقد تقدم في أبوابهن ما يغنى عن إعادته هاهنا. وباللَّه التوفيق. ولم يختلفوا أن عُثْمَان إنما تزوج أم كلثوم بعد رقية، وفي ذلك دليل عَلَى مَا قاله الَّذِينَ خالفوا مصعبًا فِي ذلك، لأن المتعارف تزويج الكبرى قبل الصغرى. والله أعلم. كانت أم كلثوم تحت عتبة بْن أبي لهب، فلم يبن بها حَتَّى بعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما بعث فارقها بأمر أبيه إياه بذلك، ثم تزوجها عُثْمَان رضي اللَّه عنه بعد موت أختها رقية، وَكَانَ نكاحه إياها فِي سنة ثلاث من الهجرة بعد موت رقية، وَكَانَ عُثْمَان إذ توفيت رقية قد عرض عَلَيْهِ عُمَر بْن الْخَطَّابِ حفصة ابنته ليتزوجها، فسكت عُثْمَان عنه لأنه قد كَانَ سمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكرها، فلما بلغ ذلك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ألا أدل عُثْمَان عَلَى من هُوَ خير له منها؟ وأدلها عَلَى من هُوَ خير لَهَا من عُثْمَان؟ فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة وزوج عُثْمَان أم كلثوم، فتوفيت عنده ولم تلد منه، وَكَانَ نكاحه لَهَا فِي ربيع الأول، وبنى عليها فِي جمادى الآخرة من السنة الثالثة من الهجرة، وتوفيت فِي سنة تسع من الهجرة، وصلى عليها أبوها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونزل فِي حفرتها علي والفضل، وأسامة بْن زيد. وقد روي أن أبا طلحة الأَنْصَارِيّ استأذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينزل

(4202) أم كلثوم بنت أبى سلمة بن عبد الأسد المخزومي.

معهم فِي قبرها، فأذن له، وغسلتها أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب، وهي التي شهدت أم عطية غسلها، وحكت قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغسلنها ثلاثًا أَوْ خمسًا أَوْ أكثر من ذلك- الحديث. (4202) أم كلثوم بنت أبي سلمة بْن عبد الأسد المخزومي. ربيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدِيثُهَا عِنْدَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَتْ: لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ سَلَمَةَ. قَالَ لَهَا: إِنِّي قَدْ أَهْدَيْتُ لِلنَّجَاشِيِّ أَوَاقِيَ مِنْ مِسْكٍ وَحُلَّةً، وَإِنِّي لا أُرَاهُ إِلا قَدْ مَاتَ، وَلا أَرَى الْهَدِيَّةَ إِلا سَتُرَدُّ إِلَيَّ، فَإِذَا رُدَّتْ إِلَيَّ فَهِيَ لَكَ، فَكَانَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَاتَ النَّجَاشِيُّ، وَرُدَّتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّتَهُ، فَأَعْطَى كُلَّ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ أُوقِيَّةً مِنْ ذَلِكَ الْمِسْكِ، وَأَعْطَى سَائِرَهُ أُمَّ سَلَمَةَ وَأَعْطَاهَا الحلّة. (4203) أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو، واسم أبي عمرو ذكوان بن أمية بن عبد شمس بْن عبد مناف أمها أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بْن عبد مناف. أسلمت أم كلثوم بنت عقبة بمكة قبل أن يأخذ النساء فِي الهجرة إِلَى المدينة، ثم هاجرت وبايعت، فهي من المهاجرات المبايعات. وقيل: هي أول من هاجر من النساء، كانت هجرتها فِي سنة سبع فِي الهدنة التي كانت بين رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبين المشركين من قريش، وكانوا صالحوا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أن يرد عليهم من جاء مؤمنا، وفيها نزلت: إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ ... 60: 10 الآية. وذلك أنها لما هاجرت لحقها أخواها. الوليد، وعمارة، ابنا عقبة ليرداها، فمنعها اللَّه منهما بالإسلام.

(4204) أم كلثوم بنت على بن أبى طالب،

قَالَ ابْن إِسْحَاق: وهاجرت إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم كلثوم ابنة عقبة بْن أبي معيط فِي هدنة الحديبية، فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حَتَّى قدما عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الَّذِي كَانَ بينه وبين قريش فِي الحديبية، فلم يفعل، وَقَالَ: أبى اللَّه ذلك. قَالَ أَبُو عُمَرَ: يقولون: إنها مشت عَلَى قدميها من مكة إِلَى المدينة، فلما قدمت المدينة تزوجها زيد بْن حارثة فقتل عنها يوم مؤتة، فتزوجها الزُّبَيْر بْن العوام، فولدت له زينب. ثم طلقها فتزوجها عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عوف، فولدت له إِبْرَاهِيم وحميدًا. ومنهم من يقول: إنها ولدت لعَبْد الرَّحْمَنِ إِبْرَاهِيم، وحميدًا، ومحمدًا، وإسماعيل، ومات عنها فتزوجها عَمْرو بْن العاص، فمكثت عنده شهرًا، وماتت. وهي أخت عُثْمَان لأمه. روى عنها ابنها حميد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ، وروى عنها حميد بْن نافع وغيره. أَخْبَرَنَا قَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن سنجر، قال: حدثنا الحكم ابن نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أخبرنا حميد بن عبد الرحمن ابن عوف أن أمه أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيْطٍ، وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الَّتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم- أخبرته أمها سمعت رسول اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَيْسَ بِالْكَاذِبِ الَّذِي يَقُولُ خَيْرًا وَيُنْمِي خَيْرًا لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ. (4204) أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، ولدت قبل وفاة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أمها فاطمة الزهراء بنت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، خطبها عُمَر ابن الْخَطَّابِ إِلَى عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ له: إنها صغيرة. فَقَالَ له عمر: زوجنيها

يَا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها مَا لا يرصده أحد. فَقَالَ له علي: أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد، وَقَالَ لَهَا قولي له: هَذَا البرد الَّذِي قلت لك. فقالت ذلك لعمر، فَقَالَ: قولي له: قد رضيت رضي اللَّه عنك، ووضع يده عَلَى ساقها، فقالت: أتفعل هَذَا؟ لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم خرجت حَتَّى جاءت أباها، فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إِلَى شيخ سوء. فَقَالَ: يَا بنية، إنه زوجك. فجاء عمر إِلَى مجلس المهاجرين فِي الروضة، وَكَانَ يجلس فِيهَا المهاجرون الأولون، فجلس إليهم، فَقَالَ لهم: رفئوني [1] . فَقَالُوا: بماذا يَا أمير المؤمنين؟ قَالَ: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي وصهري، فكان لي به عَلَيْهِ السلام النسب والسبب، فأردت أن أجمع إليه الصهر، فرفئوه. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا قَاسِمٌ، حَدَّثَنَا الْخُشَنِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ- أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ إِلَى عَلِيٍّ ابْنَتَهُ أُمَّ كُلْثُومٍ، فَذَكَرَ لَهُ صِغَرَهَا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ رَدَّكَ، فَعَاوِدْهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: أَبْعَثُ بِهَا إِلَيْكَ، فَإِنْ رَضِيتَ فَهِيَ امْرَأَتُكَ. فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْ سَاقِهَا، فَقَالَتْ: مَهْ، وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَلَطَمْتُ عَيْنَكَ. وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جَدِّهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ تَزَوَّجَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى مهر أربعين ألفا.

_ [1] رفأ الإنسان: قال: بارك الله لك وعليك وجمع بينكما على خير. وبهمز الفعل ولا يهمز (النهاية) .

باب اللام

قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَلَدَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيٍّ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ عُمَرَ الأَكْبَرَ، وَرُقَيَّةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَتُوُفِّيَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ وَابْنُهَا زَيْدٌ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَقَدْ كَانَ زَيْدٌ أُصِيبَ فِي حَرْبٍ كَانَتْ بَيْنَ بَنِي عَدِيٍّ لَيْلا، كَانَ قَدْ خَرَجَ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي الظُّلْمَةِ فَشَجَّهُ وَصَرَعَهُ، فَعَاشَ أَيَّامًا، ثُمَّ مَات هُوَ وَأُمُّهُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِمَا ابْنُ عُمَرَ، قَدَّمَهُ الْحَسَنُ [1] بْنُ عَلِيٍّ، وَكَانَتْ فِيهِمَا سَنَتَانِ فِيمَا ذَكَرُوا لَمْ يُوَرَّثْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ، لأَنَّهُ لَمْ يُعْرَفْ أَوَّلُهُمَا مَوْتًا، وَقُدِّمَ زَيْدٌ قَبْلَ أُمِّهِ مِمَّا يَلِي الإِمَامَ. باب اللام (4205) أم ليلى الأنصارية، والدة عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، كانت من المبايعات حديثها عند أهل بيتها من الكوفيين. باب الميم (4206) أم مالك الأنصارية، روي عنها حديثان من حديث الكوفيين: أحدهما عند يَحْيَى بْن جعدة، حَدَّثَنَا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زُهَيْرٍ، حَدَّثَنَا الأَخْنَسُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا تَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ للَّه عَشْرًا، وَاللَّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا. (4207) أم مالك البهزية، روى عنها طاوس اليماني نحو حديث مجاهد عَنْ أم مبشر [2] الأنصارية، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل فِي الفتنة؟ قَالَ: رجل أخذ برأس فرسه قد أخاف العدو وأخافه [3] ،

_ [1] أ: حسين. [2] ء: بشر. [3] أ: وأخافوه.

(4208) أم مبشر [1] الأنصارية، امرأة زيد بن حارثة،

ورجل اعتزل فِي ماله فعَبْد اللَّهِ ربه، وأعطى حق ماله. فَقَالَ رجل لطاوس: أي العدو؟ قَالَ: الشرك روى عنها مكحول. (4208) أم مبشر [1] الأنصارية، امرأة زيد بْن حارثة، يقال لها أم بشر بنت البراء ابن معرور، كانت من كبار الصحابة. روى عنها جابر بْن عَبْد اللَّهِ أحاديث، منها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا يدخل النار أحد شهد بدرًا أَوِ الحديبية، فقالت حفصة: فأين قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها» 19: 71؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقال: ثم ننجّى الذين اتّقوا. ولمجاهد عنها حديث أحسبه مرسلًا. (4209) أم مرثد الأسلمية، ويقال الغنوية، أسلمت يوم الفتح، وبايعت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، روت عنها أم خارجة امرأة زيد بْن ثابت أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يومًا: يشرف عليكم من هَذَا الوادي رجل من أهل الجنة، فأشرف عليهم عَلِيّ بْن أَبِي طالب. (4210) أم مَسْعُود بْن الحكم، روى عنها ابنها مَسْعُود بْن الحكم فِي صيام أيام التشريق، ومختلف فِي حديثها، فمنهم من يجعله لأم عَمْرو بْن سليم. اختلف فيه ابْن إِسْحَاق ويزيد بْن الهادي عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن أبى سلمة، فجعله يزيد لأم عمرو ابن سليم، وجعله ابْن إِسْحَاق لأم مَسْعُود بْن الحكم. ومسعود بْن الحكم من كبار التابعين ممن أدرك رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بمولده وسنين من عمرو. (4211) أم مسلم الأشجعية. لَهَا صحبة، حديثها عند أهل الكوفة، رواه الثوري عَنْ حبيب بْن أبى ثابت، عن رجل، عنها.

_ [1] بكسر المعجمة الثقيلة (التقريب)

(4212) أم مطاع الأسلمية،

(4212) أم مطاع الأسلمية، مدنية، حديثها عند عطاء بْن أبي مروان، عَنْ أبيه، عنها روى عنها مولاها أنها شهدت خيبر مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسهم لَهَا سهم رجل وفي ذلك نظر، وشهودها خيبر صحيح. (4213) أم معبد، زوجة كعب بْن مالك الأَنْصَارِيّ السلمي. وهي أم معبد ابن كعب. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخليطين، وروت: البذاذة من الإيمان. روى عنها ابنها معبد بْن كعب بْن مالك الأنصاري. (4214) أم معبد الأنصارية، روى عنها مولاها عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديثها فِي الدماء، وهي غير التي قبلها [1] والله أعلم بالصواب. (4215) أم معبد الخزاعية. اسمها عاتكة بنت خالد أخت حبيش [2] بن خالدة قد تقدم ذكرها فِي باب العين [3] من أسماء النساء، وسلف ذكر خبرها فِي باب حبيش [4] من أسماء الرجال من هَذَا الكتاب، وأذكرها هنا: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، إِمْلاءً مِنْهُ عَلَيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ. قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ حَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ ابن يَسَارٍ الْخُزَاعِيُّ الرَّبَعِيُّ الْكَعْبِيُّ بِقَدِيدٍ عَلَى بَابِ حَانُوتِهِ قِرَاءَةً لَنَا ظَاهِرًا، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هِشَامٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ حُبَيْشُ [2] بْنُ خَالِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُهَاجِرًا هُوَ وأَبُو بَكْرٍ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرِ بْنِ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عبد الله بن الأريط، مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تسقى وتطعم،

_ [1] الترجمة التي قبلها في أهي أم معبد زوجة كعب. [2] في الإصابة: خنيس. [3] صفحة 1876. [4] صفحة 406.

فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ [1] ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ [2] الْخَيْمَةِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ. قَالَ: هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ! قَالَتْ: هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ: أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلِبَهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلِبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَّتْ [3] عَلَيْهِ، وَدَرَّتْ وَاجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ [4] الرَّهْطَ، فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى [5] عَلاهُ الْبَهَاءُ [6] ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، وَشَرِبَ آخرهم، ثم أراضوا ثُمَّ حَلَبَ ثَانِيًا فِيهَا [7] بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، وَبَايَعَهَا، وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هِزَالا مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَالشَّاةُ عَازِبٌ حِيَالٌ [8] وَلا حَلُوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لا وَاللَّهِ، إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ، مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ. قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ [9] ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخُلُقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجْلَةٌ، وَلَمْ تَزِرْ بِهِ صَعْلَةٌ [10] وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ، وفي أشفاره عطف [11] ، وفي عنقه سطح، وَفِي صَوْتِهِ صَحَلٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ

_ [1] مرملين، من أرمل الرجل إذا نفد زاده في سفر أو حضر. مسنثين: مجدبين، أصابتهم السنة، وهي الجدب والقحط. [2] كسر الخيمة: جانبها. [3] تفاجت عليه فتحت رجليها للحلب. [4] يربض الرهط: يبالغ في ريهم. [5] ثجا: سائلا، أي لبنا سائلا كثيرا. [6] البهاء: بريق الرغوة ولمعانها. [7] أ: فيه. وأراضوا كرروا الشرب حتى بالغوا في الري. [8] عازب: بعيدة المرعى. حيال: جمع حائل، وهي التي لا تحمل. [9] الوضاءة: حسن الوجه ونظافته. [10] الثجلة: عظم البطن واسترخاؤه. الصعلة: صغر الرأس. [11] أ: وطف. والوطف: طول شعر أشفار العين. والدعج: شدة سواد العين.

أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَا وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ، لا نَزْرٌ ولا هَذَرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتِ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ، لا بَائِنٌ مِنْ طُولٍ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، أَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يُحْفُونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ [1] ، لا عَابِسٌ وَلا مُفْنِدٌ [2] . قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هُوَ وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، ولقد همت أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالٍ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ [3] : جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ ... رَفِيقَيْنِ حَلا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ هُمَا نَزَلاهَا بِالْهُدَى [4] فَاهْتَدَتْ بِهِ ... فَقَدْ فَازَ [5] مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ فيا لقصىّ ما زوى الله عنكم ... ظبه مِنْ فِعَالٍ لا تُجَازَى [6] وَسُؤْدُدِ لِيَهْنَ بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ [7] فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا ... فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ... عَلَيْهِ صريحا [8] ضرّة الشاة مزيد فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ ... يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ حَسَّانُ بْنُ ثابت جعل يجاوب الهاتف، وهو يقول [9] :

_ [1] محفود: مخدوم. [2] مفند: يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة. [3] القصة والشعر في ديوان حسان بن ثابت صفحة 86، وسيرة ابن هشام: 2- 101. [4] أ: بالنور وارتحلا به. وفي السيرة: بالبر. [5] أ: وأفلح. وفي السيرة: فأفلح من أمسى. [6] أ: لا تجاري. وفي السيرة، من فخار لا يبارى. [7] في السيرة: مكان. [8] في الديوان: له بصريح. [9] ديوانه: 82.

لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ غَابَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ ... وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِ وَيَغْتَدِي تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ ... وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ ... وَأَرْشَدَهُمْ، مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشُدُ وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلَّالُ قَوْمٍ تسفّهوا ... عما يتهم هَادٍ بِهِ كُلُّ مُهْتَدِ [1] لَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ ... رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ ... وَيَتْلُوُ كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ [2] وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ ... فَتَصْدِيقُهَا في اليوم أوفى ضحى الغد ليهن أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةَ جَدِّهِ ... بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ به الله يسعد لِيَهْنَ [3] بَنِي كَعْبٍ مَقَامَ فَتَاتِهِمْ ... وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قِرَاءَةً مِنِّي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحْرِزِ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرِو بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ مُنْقِذِ ابن رَبِيعَةَ، وَأُمُّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةُ هِيَ بِنْتُ خَالِدٍ أُخْتُ خُوَيْلِدٍ، وَاسْمُهَا عَاتِكَةُ، عَنْ حِزَامِ بْنِ هشام، عن أبيه حُبَيْشٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ هو وأبو بكر ومولى أبي بكر عامر بْنُ فُهَيْرَةَ وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ مَرُّوا عَلَى خَيْمَةِ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ ... وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ سَوَاءٌ بمعنى واحد.

_ [1] في الديوان: عمى وهداة يهتدون بمهتد. [2] أ، والديوان: مسجد. [3] البيت ليس في الديوان.

(4216) أم معقل الأنصارية.

قَالَ أَبُو عُمَرَ: وَقَدْ قَيَّدْتُ فِي طُرَّةِ الصفحتين ما بين الرواتين من خلاف. (4216) أم معقل الأنصارية. ويقال الأسدية. روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عمرة فِي رمضان تعدل حجّة. في إسناد حديثها اضطراب كثير. روى عنها ابنها معقل، وروى [1] عنها الأسود أَبُو [2] يَزِيد ويوسف بْن عَبْد اللَّهِ بْن سلام، وهي أم طليق، وعند بعض [3] لها كنيتان. (4217) أم مغيث [4] ، روت عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الخليطين وتحريم المسكر. تعد فِي أهل المدينة. حديثها عند مُحَمَّد بْن يوسف، عَنْ أبيه، عنها. يقال: إنها أم أم ربيعة بْن أبي عَبْد الرَّحْمَنِ، وكانت قد صلت القبلتين مَعَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (4218) أم المنذر ابنة قيس الأنصارية. ويقال العدوية، مدنية. قيل اسمها سلمى. حديثها عند أهل المدينة، روى عنها يعقوب بْن أبي يعقوب، قالت: دخل علي النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومعه علي وَهُوَ ناقة ... الحديث. (4219) أم منيع الأنصارية. شهدت بيعة العقبة، واسمها أسماء بنت عَمْرو، وقد ذكرناها [5] . باب النون (4220) أم نصر المحاربة حديثها عند أهل المدينة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن

_ [1] أ: ورواه. [2] أ: بن [3] أ: بعضهم. [4] أ: معتب. [5] صفحة 1784.

باب الهاء

قَتَادَةَ، عَنْ أُمِّ نَصْرٍ الْمُحَارِبِيَّةِ، قَالَتْ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ تَرْعَى الْكَلأَ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَأَصِبْ مِنْ لَحْمِهَا، قَالَ أَبُو عُمَرَ: انْفَرَدَ به إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُخْتَارِ الرَّازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، لا يَجِيءُ إِلا مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ، وَلَيْسَ مِمَّا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَدْ ثَبُتَتِ الْكَرَاهَةُ وَالنَّهْيُ عَنْهَا مِنْ وُجُوهٍ. باب الهاء (4221) أم هاشم، وقيل أم هشام، بنت حارثة بْن النعمان الأنصارية. روى عنها خبيب بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن يساف. وروى عنها يَحْيَى بْن عَبْد اللَّهِ، ولم يسمع منها بينهما عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سعد. قَالَ أَحْمَد بْن زهير: سمعت أبي يقول: أم هشام بنت حارثة بايعت بيعة الرضوان. (4222) أم هانئ بنت أبي طالب بْن عبد المطلب بْن هاشم. أخت عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ شقيقته، أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي أم طالب وعقيل وجعفر وجمانة. اختلف فِي اسمها فقيل هند. وقيل فاختة، كانت تحت هبيرة بْن أبي وهب بْن عَمْرو بْن عائذ [1] بْن عمران بْن مخزوم، أسلمت عام الفتح، فلما أسلمت أم هانئ وفتح اللَّه عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة، هرب هبيرة إِلَى نجران وَقَالَ حين فرّ متعذرا من فراره: لعمرك مَا وليت ظهري محمدًا ... وأصحابه جبنًا ولا خيفة للقتل ولكنى قلبت أمير فلم أجد ... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي وقفت فلما خفت ضيعة موقفي ... رجعت لعود كالهزبر إلى [2] الشبل

_ [1] أ: عابد [2] أ: أبي

(4223) أم هانئ الأنصارية،

قَالَ خلف الأحمر: إن أبيات هبيرة فِي الاعتذار من الفرار خير من قول الحارث بْن هشام. وَقَالَ الأصمعي: أحسن مَا قيل فِي الاعتذار من الفرار قول الحارث بْن هشام. وَقَالَ هبيرة أَيْضًا بعد فراره يخاطب امرأته أم هانئ [هند [1]] ابنة أبي طالب بعد البيتين الَّذِينَ مضيا فِي باب هند: لئن كنت قد تابعت دين مُحَمَّد ... وعطفت الأرحام منك حبالها فكوني عَلَى أعلى سحيق بهضبة ... ممنعة لا تستطاع قلالها فإني من قوم إذا جد جدهم ... عَلَى أي حال أصبح اليوم [2] حالها وإني لأحمي من وراء عشيرتي ... إذا كثرت تحت [3] العوالي مجالها وطارت بأيدي القوم بيض كأنها ... مخاريق ولدان ينوس ظلالها وإن كلام المرء فِي غير كنهه ... لكالنبل تهوي ليس فِيهَا نصالها فولدت أم هانئ لهبيرة فيما ذكر الزبير عمر [4] ، وبه كَانَ يكنى هبيرة وهانئًا ويوسف وجعدة بني هبيرة بْن أبي وهب. (4223) أم هانئ الأنصارية، امرأة من الأنصار، لا أقف عَلَى نسبها فيهم، حديثها عند ابْن لهيعة. وقد اختلف عَلَيْهِ فِي اسمها، فقيل: أم قيس وقيل أم هانئ، والله أعلم بالصواب. حَدَّثَنَا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَوْفَلٍ- أَنَّهُ سَمِعَ دُرَّةَ بِنْتَ مُعَاذٍ تُحَدِّثُ عَنْ أُمِّ هَانِئٍ الأَنْصَارِيَّةِ أَنَّهَا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنَتَزَاوَرُ إِذَا مُتْنَا، وَيَرَى بَعْضُنَا بَعْضًا، فَقَالَ: يَكُونُ النَّسَمُ طَيْرًا يُعَلَّقُ بِالشَّجَرِ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ جَسَدَهَا.

_ [1] ليس في أ. [2] ء: القوم [3] أ: نحو. [4] أ: عمرا.

باب الواو

باب الواو (4224) أم ورقة بنت عَبْد اللَّهِ بْن الحارث بْن عويم [1] الأَنْصَارِيّ. وقيل: أم ورقة بنت نوفل. هي مشهورة بكنيتها، واضطراب أهل الخبر فِي نسبها، كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يزورها ويسميها الشهيدة، وكانت حين غزا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم بدرا، قالت له: ائذن لي أن أخرج معكم. أداوي جرحاكم، لعل اللَّه يهدي إلي الشهادة. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يهديك [2] الشهادة، وقرّى فِي بيتك، فإنك شهيدة، وَكَانَ النَّبِيّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أمرها أن تؤم أهل دارها، وَكَانَ لَهَا مؤذن، فكانت تؤم أهل دارها حَتَّى غمها غلام لَهَا وجارية، وقد كانت دبرتهما فقتلاها فِي خلافة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، فبلغ ذلك عمر، فقام عمر فِي الناس، فَقَالَ: إن أم ورقة غمها غلامها وجاريتها فقتلاها وإنهما هربا، وأمر بطلبهما فأدركا، فأتى بهما فصلبها، فكانا أول مصلوبين بالمدينة. وَقَالَ: صدق رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كَانَ يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة. (4225) أم الوليد الأنصارية. حديثها عند الوازع بْن نافع، عَنْ سالم بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ، عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الموعظة وَفِي طلوع الشمس من مغربها ... الحديث بكماله مخرج فِي تأويل قول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قبل ... الآية، إلا إن الوازع بْن نافع العقيلي منكر الحديث، يروي عَنْ أبي سلمة وسالم [أحاديث] [3] لا تعرف إلا به ولا يتابع عليها.

_ [1] أ: عويمر. وفي أسد الغابة: عمير. [2] أ: مهد لك. [3] ليس في أ.

قَالَ أَبُو عمر: فهذا مَا انتهى إلينا من الأسماء والكنى فِي الرجال والنساء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن روى وجاءت عنه رواية أَوِ انتظم ذكره فِي حكاية تدل عَلَى أنه رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مولودًا بين أبوين مسلمين أَوْ قدم عَلَيْهِ أَوْ أدى الصدقة إليه، وقد جاءت أحاديث عَنْ رجال منهم لا يذكرون بنسب ولا كنية، ولا يسمون، وعن نساء لا يعرفن إلا بجدة فلان أَوْ عمة فلان ونحو ذلك، وما انتهت إلينا معرفته من ذلك كله فقد ذكرناه بعون اللَّه تعالى وفضله، وتركنا ذكر امرأة فلان وجدة فلان أَوِ ابنة فلان أَوْ عمة فلان أَوْ فلانة، إذا لم يذكر لَهَا اسم ولا كنية، وذلك موجود فِي المسندات المؤلفات، ومن وقف عَلَى مَا ذكرنا فِي كتابنا هَذَا من أسماء الصحابة رضوان اللَّه تعالى عليهم أجمعين وما تضمنه من عيون أخبارهم فقد أخذ بحظ وافر من علم الخبر ومعرفة الحديث لما فيه من الوقوف عَلَى المرسل من المسند واستولى عَلَى معرفة أهل القرن الأول المبارك وتلك المنزلة التي هي نصاب على الخبر ومفتاح فهم الأثر، وإلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ نرغب فِي الشكر عَلَى مَا أولاه والتوفيق لما يرضاه. [والحمد للَّه رب العالمين. والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين. وجميع الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين] [1] .

_

§1/1