الإقناع في القراءات السبع

ابن البَاذِش

مقدمات

مقدمات المقدمة ... بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة: الحمد لله الهادي إلى خير الأعمال، لا يهدي إلى خيرها إلا هو، والصلاة والسلام على سيدنا محمد البشير النذير, والسراج المنير، الذي صدق فيما بلغ، وتركنا على المحجة البيضاء الناصعة, والقائل: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله, وسنتي". وبعد: فمن كتب القراءات التي نهج مصنفوها نهجا خاصا مميزا كتاب "الإقناع" للعلامة الإمام أبي جعفر أحمد بن علي المعروف بابن الباذش -رحمه الله- وقد ذكره الإمام ابن الجزري -رحمه الله- في عدة الكتب التي قرأ بها, وقد نهج مصنف الإقناع نهجا تميز به؛ فقد اختار سبعة أئمة واثنين عن كل إمام تبعا لما في كتاب "التبصرة في القراءات السبع" للإمام أبي محمد مكي بن أبي طالب وكتاب "التيسير" للإمام أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، وكلاهما صدور عن الدار، وإن لم يأت بكل ما في "التبصرة" من طرق بل ذكر في الأصول من قرأه ناسبا الخلاف لصاحبه. وقد تميز الكتاب بالوضوح والسهولة والسلاسة, فالعبارة والمصطلح واضحان، لكن زيادة في الوضوح ذكرنا بعض التعليقات وشرحا لبعض التقييدات سواء في الأصول أو في الفرش؛ حتى يكون الكتاب سهلا عند المبتدئين. فجزى الله مصنفه والقائمين على نشر هذا الكتاب خدمة لكتاب الله خير الجزاء, وصلى الله وسلم على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه ومن نهج نهجه, واستنَّ بسنته إلى يوم الدين, والحمد لله رب العالمين. كتبه جمال الدين محمد شرف

ترجمة المصنف

ترجمة المصنف: هو الإمام أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري المكنى بأبي جعفر والمعروف بابن الباذش، ولد في سنة 491هـ بغرناطة بالأندلس، قال عنه ابن الجزري: خطيب غرناطة، أستاذ كبير وإمام محقق, محدث ثقة متقن. وقال السيوطي: النحوي, ابن النحوي. وشيوخ الإمام كثيرون, منهم: والدة الإمام علي بن أحمد بن خلف، وأبو القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف بن إبراهيم، وأبو الحسن شريح بن محمد بن شريح, وله تلامذة كثيرون تلقوا العلم عنه. ومن مصنفاته كتاب "الإقناع في القراءات السبع", وكتاب "الطرق" وكتاب "التكبير" وغيرها, وتوفي رحمه الله سنة 540هـ, فجزاه الله خير الجزاء.

مصطلح الكتاب

مصطلح الكتاب: 1- الحرميان: نافع وابن كثير. 2- الكوفيون: عاصم وحمزة والكسائي. أما عن التعقيدات فهي واضحة وكذا الضد لها، وقد وضحنا ما قد يلتبس على المبتدئ في الهامش، ومن أراد المزيد فليطلع على ما سبق إصداره من كتب القراءات نحو "البدور الزاهرة في القراءات العشر"، و"الغاية" لابن مهران، "والنشر" وكذا "تقريبه" لابن الجزري، و"التبصرة" لمكي، و"التيسير" للداني, وغيرها.

مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف: وبه أستعين, والحمد لله رب العالمين قال الأستاذ الأجل أبو جعفر أحمد بن علي المقرئ -رضي الله عنه: الحمد لله الذي لم يجمع العلم لإنسان، ولا قصره على مكان، ولا حصره بزمان، بل بثه تعالى في العباد والبلاد، ونقله عن الآباء إلى الأولاد، وجعله ينابيع تطرد، ومصابيح تتقد، في التهائم والنجاد، ففي كل قاصية منه هدى ونور، ولواء منشور، وملأ مشهود محصور. وصلى الله على من شق الإيمان من إيمانه، ويسر القرآن بلسانه، واختاره لأدائه وبيانه، صلاة زاكية ترضيه، وتوفي حقه وتقضيه، وعلى أصحابه الذين تلقوه من فيه رطبا غضا1، ورقوه إلينا صريحا محضا، وعلى تابعيهم الذين اتبع في هداه بعضهم بعضا. وبعد: فإن العلم يتفاوت ويتفاضل، والعلماء تتبارى2 وتتناضل، وإن كان لكل مرتبة وقدر، فلحملة القرآن سنام3 وغارب وصدر، يعرف لهم ذلك أهل الإيمان، ولا ينكره مقر بالرحمن؛ لأنهم لكلام الله تعالى منتدبون، وبنجوم الوحي مقتدون، ولأمانته مؤدون، وبما عند الله مكتفون، ولأثر رسوله -صلواته وسلامه عليه- مقتفون، يفضل فضلا فيجرعون، ويرفع رجلا فيضعون، ويشير فينثالون، وينطق

_ 1 أي: طريا، والفيه: هو الفم. 2 أي: تتسابق. 3 السنام: أعلى الشيء.

فلا يألون، فكأنهم إليه -صلى الله عليه وسلم- مجتمعون، ولما يتلوه منه مستمعون، فلأبصارهم خشوع وغض، ولهم على النواجذ عض، ودمعهم بما عرفوا من الحق مرفض، وإن اختلفوا في الأفهام، وتباينوا في الخواطر والأوهام، وكلا وعد الله الحسنى، وبوأه الله المحل الأسنى، وما ظنك بشيء للماهر به حظ من حظين، ولمن يشتد عليه تمام أجرين، لكن ليس من أينعت له أيكة العلم فهو يهدب، كمن اقتصر على رواية إليها ينتدب، ذلك تمتع بالجنى، وتصرف بين اللفظ والمعنى، ودنا فتدلى، وكشف له عن أسراره فاجتلى، وهذا خازن أمين أدى، وظرف باطنه عرف نضح بما فيه وأندى، فحسبك منه ما بدا، وأن تجد على النار هدى، أما إن دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سبقت بنضرته، وحدتك إلى حضرته. وإني تأملت كتابي الشيخين الإمامين: أبي محمد مكي بن أبي طالب القيسي، وأبي عمرو عثمان بن سعيد القرشي -رضي الله عنهما- "التبصرة" و"التيسير"1، فألفيت معناهما للاسمية موافقا، وباطنهما للعنوان مصاحبا مرافقا؛ لأنهما قرباهما للمبتدئ الصغير، وقصدا قصد التبصير والتيسير، وطولا مدى الكلام القصير، ولا درك عليهما، بل لهما الدرك والسبق الذي لا يدانى ولا يدرك، لكن في كتابيهما مجال للتهذيب، ومكان للترتيب، فكم هناك من منفرد حِيل بينه وبين أخيه، ونازح عن أمه وأبيه، ومنفصل عن فصيلته التي تؤويه. ولما طالت بهما الغصة، ولاحت لي فيهما الفرصة، ورجوت أن أفوز باهتبالها، وأحرز ما يبقى من صيتهما وجمالها، واستخرت الله تعالى في ضم الشكل إلى شكله، وجمع ما تشتت من شمله، ورد النازح إلى أهله، في كتاب يسري في الآفاق نجما، ويكون كأحدهما حجما، وإن عجمه الباهر الماهر أربى وأقنع، أو سامه الشادي القاصر أعطى ومنع، بيد أنه لا يعتاص عليه منه إلا ما لا حظ له الآن فيه، وما دونه يحسبه ويكفيه، إلى أن يمتد محياه، وتشتد لحياه، فإني في مواضع صلحت فيها الزيادة، وتمت بها الإفادة، رفعت العنق إلى النص، وملت عن الأعم

_ 1 صدرا عن الدار, بتحقيق وتعليق.

إلى الأخص، وفي مواضع أجحف فيها الحذف، وتقلص ثوب المعنى فلم يضف، مددت بقدر الحاجة من أنفاسها، وأضفيت إلى حد الكفاية من لباسها، وفي مواضع طال بها المدى، وترك الكلام سدى، فجرت العبارة بغير عنان، وبرئت من الخبر إلى العيان، ألممت كلا ولا، واكتفيت من القلادة بما أحاط بالطلا، وأدمجت باع العبارة في فترة الإشارة، وأثبتّ من الحدقة إنسانها، ومن القناة سنانها، ومن القلب ثمرته المحجوبة، ونكتته المطلوبة، إلى ما يتبع ذلك من تقسيم قسيم، وتفصيل أصيل، وتمييز وجيز، وتنبيه نبيه. وحُقَّ على من أُوتي بسطة في اللسان، وبُوِّئ ذروة الإحسان، وأخذ عن النقاب الماهر، والشهاب الزاهر، أستاذ الأستاذين1، وجهبذ الجهابذة الناقدين أبي الحسن علي بن أحمد -رضي الله عنه- بقية الأعلام، وذخيرة الأيام، فأتقن ما أخذ، وثقب ذهنه فنفذ، أن ينشر ما طواه، ويبث ما علمه ورواه، ويعطي الميثاق المأخوذ على العلماء حقه, ويبذل للناس تبريزه وحذقه، ويقرب عليهم البعيد، ويبدئ في مصالحهم ويعيد، وكم بت بهذه الأغراض معنى، وتصديت إليها متيحا معنا، وجمعت لها نفسي فنا فنا، ثم أسأت بالإحسان ظنا، فأخللت بما اعتقدت، وحللت ما عقدت، وبهرجت ما نقدت، وقاربت وسددت، وحاسبت نفسي وشددت، ثم استمر الرأي على تهذيبه وتخليصه، ومضت العزيمة في تنقيته وتمحيصه، وطالعت أبي -أيده الله- في مشكله وعويصه، فلما سره وأرضاه، وأقره وارتضاه، وتقلده وانتضاه، كشفت عنه قناعا مغدفا، وأطلعته نورا يجلو سدفا، ودرا فارق من الكتمان صدفا، استنادا إلى عارضته الشديدة المكينة، ومواده العتيدة المعينة؛ لأنه يغرف من بحور، ويسعى بين يديه أوضح برهان وأسطع نور، فدونك منه فائدة تشد الرحال فيما دونه، ويلقاها الرجال ولا يعدونها يتيمة فاردة، وغنيمة باردة، لم تنادك من وراء حجاب، ولا أوجف عليها بخيل ولا ركاب، وإذا

_ 1 ويجمع أيضا على التكسير "الأساتذة".

واجهك منه رونق مجلو، وصافحتك أسانيد طمح بها علو، وأتيح لك على بعد الأعصار قرب ودنو، فقد ساعدتك الأقدار وخدمتك الأعمار، وحبس عليك الليل والنهار، حتى نلت أسباب السماء، وبلغك من لم تبلغه من العلماء، فكيف شكرك لمن سلكك في نظامهم، ورفعك إلى مقامهم، وخلطك بأعلامهم، وخلع عليك وقار أحلامهم. نفعنا الله وإياك بما يسر إليه، وأعان عليه، وجعله ذخرا زاكيا لديه، فذلك بيديه، لا رب سواه، ولا حسنى إلا حسناه، وبالله التوفيق.

باب: أسماء القراء ورواتهم وأسانيدهم وإسنادنا إليهم

باب: أسماء القراء ورواتهم 1 وأسانيدهم وإسنادنا إليهم أولهم نافع: وهو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جعونة بن شعوب الشجعي، وبنو شجع من بني عامر بن ليث، وجعونة حليف حمزة بن عبد المطلب، وقيل: حليف العباس بن عبد المطلب، وقيل: حليف بني هاشم، إمام أهل المدينة، والذي صاروا إلى قراءته، ورجعوا إلى اختياره، قال ابن أبي أويس: قال لي مالك: قرأت على نافع، وقال الأصمعي: قال لي نافع: أصلي من أصبهان. ويكنى أبا رويم، وقيل: أبا الحسن، وقيل: أبا عبد الله، وقيل: أبا عبد الرحمن، وقيل: أبا نعيم. وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، وكان محتسبا، فيه دعابة، وكان أسود شديد السواد، توفي بالمدينة سنة تسع وستين ومائة، في خلافة الهادي، قاله إسحاق المسيبي وغيره، وقيل: سنة تسع وخمسين ومائة في خلافة المهدي، وقيل غير ذلك، والأصح ما بدأت به. راوياه: 1- ورش: وهو عثمان بن سعيد بن عدي بن غزوان بن داود بن سابق المصري2، مولى آل الزبير بن العوام، يكنى أبا سعيد، وقيل: أبا عمرو، وقيل: أبا القاسم، وورش لقب له، قالوا: لشدة بياضه. وأخبرنا أبي -رضي الله عنه- أن في "الغريب المصنف" عن الفراء: ورشت

_ 1 انظر "تاريخ القراء ورواتهم" صدر عن الدار. 2 وجاء أيضا في "طبقات" الذهبي: عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن جواح.

الطعام ورشا، إذا تناولت منه شيئا يسيرا، فلعله كان يكثر تصريف هذه الكلمة فعرف بها. ولد بمصر سنة عشر ومائة، وقرأ على نافع سنة خمس وخمسين. وتوفي بمصر سنة سبع وتسعين ومائة في أيام المأمون، وله سبع وثمانون سنة. 2- قالون: وهو أبو موسى عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى بن عبد الصمد بن عمرو بن عبد الله المدني، وجده عبد الله سُبي من الروم في أيام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وبِيع في المدينة، فاشتراه بعض الأنصار فأعتقه، فهو مولى للأنصار، ذكر هذا الأهوازي1، وعن غيره أنه مولى الزهريين. ويقال: إنه كان ربيب نافع، وإنه هو الذي لقبه به لجودة قراءته؛ لأن "قالون" بلسان الروم "جيد". ذكر عمر بن شبة عن مالك بن أنس أن عبد الله بن عمر كانت له جارية رومية، وكانت تقول له: أنت قالون، أي: رجل صالح. وقال ابن أبي حاتم: كان قالون أصم، وقال غيره: كان يعلِّم العربية. قال الأهوازي: ولد سنة عشرين ومائة في أيام هشام بن عبد الملك، وقرأ على نافع سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس ومائتين في أيام المأمون، وله خمس وثمانون سنة. الإسناد: أما رواية ورش: فقرأت بها القرآن من أوله إلى آخره على أبي -رضي الله عنه- ختمات أربعا، سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، وأخبرني أنه قرأ بها القرآن كله على أبي القاسم نِعْم الخلف بن محمد بن يحيى الأنصاري المقرئ أربع ختمات، سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم وليد بن عباس بن

_ 1 الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد, صاحب كتاب "الوجيز".

عبد الله الأصبحي المقرئ، يعرف بابن العربي، وقرأ ابن العربي على أبي الربيع سليمان بن هشام بن وليد بن كليب المقرئ. وقرأ أبو الربيع على أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون الحلبي، وعلى أبي عدي عبد العزيز بن علي بن محمد بن إسحاق بن الفرج المقرئ. وقرأت بها القرآن كله على شيخنا أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد إمام المسجد الجامع بقرطبة، والمقرئ الخطيب به، نضر الله وجهه، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي المقرئ، يعرف بالأستاذ، سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وأخبرني أبي -رضي الله عنه- أنه قرأ القرآن أربع ختمات على المقرئ الخطيب أبي علي الحسين بن عبيد الله بن سعيد بن الحسن الحضرمي سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وأخبره أنه قرأ على أبي القاسم1 الأستاذ، وقرأ أبو القاسم على أبي الطيب بن غلبون. وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني. وأخبرني أنه قرأ على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ الفقيه الزاهد، يعرف بابن الفراء، وأراني أبو محمد خط أبي عبد الله المقرئ له، بقراءته القرآن بجميع السبع عليه, وتاريخ الخط سنة أربع وستين وأربعمائة. وأخبره أبو عبد الله أنه قرأ بها على أبي محمد مكي بن أبي طالب2، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وعلى أبي عدي. وقرأت بها القرآن كله ختمة واحدة على أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح إمام المسجد الجامع بإشبيلية، والمقرئ الخطيب به، أدام الله توفيقه.

_ 1 أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد الخزرجي صاحب كتاب "القاصد" في القراءات. 2 صاحب كتاب "التبصرة" في القراءات، صدر عن الدار.

وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه أبي عبد الله محمد بن شريح1 المقرئ النحوي. وأخبرني أبو القاسم شيخنا قال: قرأت بها على أبي القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب المقرئ بالأندلس، وعلى أبي محمد عبد المجيد بن عبد القوي المليحي المقرئ بمصر، وقرءوا ثلاثتهم على أبي العباس أحمد بن سعيد بن نفيس المقرئ. وأخبرهم أنه قرأ بها على أبي الطيب، وعلى أبي عدي، وقرأ أبو الطيب على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن مروان. وقرأ ابن مروان وأبو عدي معا على أبي بكر عبد الله بن مالك بن سيف. وأخبرني أيضا أبو القاسم شيخنا قال: قرأت على عبد الوهاب، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي بدمشق. وأخبره أنه قرأ على أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الخرقي بالأهواز. وأخبره أنه قرأ على أبي بكر بن سيف، وقرأ ابن سيف على أبي يعقوب يوسف بن عمرو بن سيار، ويقال: يسار الأزرق، وقرأ على ورش، وقرأ على نافع. وقرأت بها القرآن كله مع غيرها على أبي بكر عياش بن خلف بن عياش المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس المقرئ المغامي، وأخبره أنه قرأ على أبي عمرو عثمان بن سعيد2 المقرئ. وأخبره أنه قرأ على أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن خاقان المقرئ بمصر. وأخبره أنه قرأ بها على أبي جعفر أحمد بن أسامة التجيبي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن إسماعيل بن عبد الله النحاس، على أبي يعقوب3، على ورش، على نافع.

_ 1 صاحب كتاب "الكافي" في القراءات. 2 صاحب كتاب "جامع البيان" وكتاب "التيسير" صدرا عن الدار. 3 أي: الأزرق.

قال أبو جعفر: وقرأ أيضا أبو القاسم الأستاذ على أبي بكر محمد بن علي الأدفوي1، وأخبره أنه قرأ على أبي غانم المظفر بن أحمد بن حمدان، على أبي جعفر أحمد بن هلال، على النحاس بإسناده. وحدثني أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قراءة مني عليه، وسماعا عن أبي محمد مكي عن الأدفوي بإسناده. وأما رواية قالون: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الحضرمي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم الأستاذ. وقرأت بها القرآن كله على الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني. وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد المقرئ. وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي. وقرأ مكي وأبو القاسم على أبي الطيب، وأخبرهما أنه قرأ على أبي سهل صالح بن إدريس، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن علي بن سعيد بن ذؤابة. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم خلف بن إبراهيم شيخنا، رحمه الله. وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم عبد الوهاب بن محمد، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد البغدادي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شَنَبوذ. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح. وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن أحمد بن محمد القنطري بمكة. وقال لي أبو القاسم شيخنا عن عبد الوهاب: إنه قرأ على القنطري، وأخبرهما

_ 1 نسبة إلى مدينة "أدفو" بصعيد مصر.

أنه قرأ بها على الحسن بن محمد بن الحباب. وقال لي أبو القاسم شيخنا: إنه قرأ بمصر بها على أبي محمد عبد المجيد بن عبد القوي المقرئ، وأخبره هو وابن عبد الوهاب أنهما قرآ بها على أبي علي الحسن بن محمد بن إبراهيم المالكي1، وأخبرهما أنه قرأ على أبي أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي. وقرأت بها القرآن كله مع غيرها على أبي بكر عياش بن خلف المقرئ. وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن عيسى المغامي. وأخبرني أبي -رضي الله عنه- قال: قرأت بها على أبي داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ، وعلى أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد المقرئ، وقالوا ثلاثتهم: قرأنا على أبي عمرو عثمان بن سعيد المقرئ. وأخبرني أبو القاسم شيخنا -رحمه الله- قال: قرأت بها بصقلية على أبي بكر محمد بن أبي الحسن المقرئ، قال: قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد المقرئ الصقلي، وقرأ أبو عمرو وأبو العباس على أبي الفتح فارس بن أحمد الحمصي، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن المقرئ، وأخبره أنه قرأ على إبراهيم بن عمر المقرئ. وقرأ ابن الحباب والفرضي وإبراهيم بن عمر على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان. وقرأ ابن ذؤابة وابن شنبوذ وابن بويان على أبي بكر أحمد بن محمد بن الأشعث، ويعرف بأبي حسان. وقرأ أبو حسان على أبي جعفر محمد بن هارون المروزي، ويعرف بأبي نشيط، وقرأ على قالون، وقرأ على نافع.

_ 1 صاحب كتاب "الروضة" في القراءات.

اتصال قراءته: قال غير واحد عن نافع: إنه قرأ على سبعين من التابعين، سمى منهم خمسة، وهم: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو داود عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو روح يزيد بن رومان مولى الزبير بن العوام, وأبو عبد الله مسلم بن جندب الهذلي قاص1 الجماعة بالمدينة، وشيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب، مولى أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقال: إن كنيته أبو ميمونة. وحكي عن أبي يعقوب الأزرق زيادة تسمية سادس، وهو صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري، وقرأ هؤلاء على أبي هريرة، وابن عباس، وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. وقرءوا على أبي الطفيل أبي بن كعب، وقرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم. قرئ على أبي علي الحسين بن محمد الصدفي وأنا أسمع، عن أحمد بن سوار المقرئ2، حدثنا أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري، حدثنا عمر بن شاهين، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى القصباني. وقرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن كرز المقرئ، عن عبد الوهاب بن محمد المقرئ، حدثنا أبو الحسن القنطري، حدثنا أبو إسحاق الباقرحي, حدثنا أبو طاهر بن أبي هاشم. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا محمد بن أحمد قالوا: حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق المدني، حدثنا عبيد بن ميمون التبان قال: قال لي هارون بن المسيب: قراءة من تقرأ؟ قلت: قراءة نافع بن أبي نعيم، قال: فعلى من قرأ نافع؟ قلت: أخبرنا نافع

_ 1 قاص اسم فاعل من قصّ القصص، وكان من فصحاء أهل زمانه. 2 صاحب كتاب "المستنير" في القراءات، صدر عن الدار.

أنه قرأ على الأعرج، وأن الأعرج قال: قرأت على أبي هريرة، وأن أبا هريرة قال: قرأت على أبي بن كعب، وقال أبي: عرض علي النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "أمرني جبريل أن أعرض عليك القرآن" 1.

_ 1 رواه الطبراني في "الأوسط".

ثانيهم ابن كثير

ثانيهم ابن كثير: وهو عبد الله بن كثير المكي الداري، والدار: بطن من لخم، منهم تميم الداري صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وقيل: إنما نسب إلى دارين؛ لأنه كان عطارا، وهو موضع الطيب، وهذا هو الصحيح. قالوا: وهو مولى عمر بن علقمة الكناني، وهو من أبناء فارس الذين بعثهم كسرى بالسفن إلى اليمن حين طرد الحبشة عنها. وكنيته أبو معبد، قال الأهوازي: وقيل: أبو بكر، وقيل: أبو عباد، وكان يخضب بالحناء، وكان قاص الجماعة بمكة، وهو من الطبقة الثانية من التابعين. وفي كتاب أبي معشر الطبري: كان ابن كثير شيخا كبيرا، أبيض الرأس واللحية، طويلا جسيما، أسمر أشهل العينين، يغير شيبته بالحناء أو بالصفرة، وكان حسن السكينة. ولد بمكة سنة خمس وأربعين في أيام معاوية، ومات بها سنة عشرين ومائة1 في أيام هشام بن عبد الملك، وله يومئذ خمس وسبعون سنة. قال أبو جعفر: ما ذكر من تاريخ وفاته هو كالإجماع من القراء، ولا يصح عندي؛ لأن عبد الله بن إدريس الأودي قرأ عليه، ومولد ابن إدريس سنة خمس عشرة ومائة، فكيف تصح قراءته عليه لولا أن ابن كثير تجاوز سنة عشرين، وإنما الذي مات فيها عبد الله بن كثير القرشي، وهو آخر غير القارئ، وأصل الغلط في هذا من أبي بكر بن مجاهد، والله أعلم.

_ 1 وكذلك ذكر الذهبي نقلا عن ابن عتيبة.

راوياه: 1- قنبل: وهو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المكي المخزومي، كذا نسبه ابن مجاهد، وقال ابن عبد الرزاق: مخلد بن خالد, مكان محمد. ويكنى أبا عمر، ويلقب قنبلا، ويقال: هم أهل بيت بمكة يعرفون بالقنابلة. توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين وله ست وتسعون سنة، ذكره الأهوازي، وكان قد قطع الإقراء قبل أن يموت بعشر سنين، قاله أبو الطيب عن ابن عبد الرزاق. 2- والبزي: وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، واسم أبي بزة بشار، فارسي أسلم على يدي السائب بن صيفي، ويكنى البزي أبا الحسن، وكان مؤذن الحرم، قيل: هو مولى لبني مخزوم. قال الأهوازي: توفي سنة سبعين ومائتين وله ثمانون سنة، وفيما قاله نظر، وما أظن موته إلا أقدم مما ذكر، والله أعلم. الإسناد: أما رواية قنبل, فقرأت بها القرآن كله على أبي رضي الله عنه، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الحضرمي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم الأستاذ. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم فضل الله بن محمد بن وهب الله المقرئ، إمام جامع الزاهرة ومسجد بدر, وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب المقرئ، وأراني خط أبن شعيب له بتلاوته جميع القراءات السبع عليه، وتاريخ خطه سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وأخبره أبو محمد أنه قرأ بها على أبي القاسم الأستاذ سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح, وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه،

وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس. وقرأت بها على عياش بن خلف، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله المغامي. وأخبرني أبي -رضي الله عنه- أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن, وقرءوا ثلاثتهم على أبي عمرو1، وقرأ على فارس بن أحمد. وقرأ الأستاذ وابن نفيس وفارس على أبي أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون السامري. وقرأت بها القرآن كله على شيخنا أبي القاسم رحمه الله، وأخبرني أنه قرأ بها على عبد الوهاب بن محمد بالأندلس، وعلى أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري الزاهد بمكة، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني، وأخبرهما أنه قرأ على أبي العباس الحسن بن سعيد المطوعي وأبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي. قال ابن عبد الوهاب: وقرأت بها على الأهوازي، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي. وقرأ السامري والمطوعي والشنبوذي والعجلي على أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن إسماعيل بن مجاهد، وقرأ ابن مجاهد على قنبل. وقرأت بها على فضل الله بن محمد، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد بن شعيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي مرارا في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي، قال: أخبرنا أبو عمر قنبل، وقرأت القرآن على أبي ربيعة عنه، قال أبو الطيب: فقلت له: كيف سمعت الكتاب منه ولم تقرأ عليه؟ فقال: كان قنبل قد قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، وكان كتابه يُقرأ عليه، فسمعت الكتاب منه، ولم أقرأ عليه.

_ 1 أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني.

قال أبو جعفر: وحكى أبو الفضل الخزاعي قال: قال أبو ربيعة في كتابه لقراءة المكيين: "وأما قنبل فلم يكن له كتاب، ولكن رواية وحفظ يحفظ عن أصحابه، وكذلك أنا إنما حفظت قراءته وروايته عن النبال1؛ لأني قرأت عليه دهرا، وختمت عليه ما لا أحصيه، فحفظت قراءته من فيه، ومن رده علي حفظا" هذا آخر كلام أبي ربيعة، والله أعلم بصواب ذلك. قال أبو جعفر: وليس بين ابن عبد الرزاق وابن مجاهد خلاف على ما قرأنا به من طريق أبي الطيب عنه، وأرى ذلك؛ لأن أبا الطيب اعتمد على رواية ابن مجاهد عن قنبل، وإسناده إلى ابن مجاهد فيه نزول؛ لأنه قرأ على أبي سهل, قال: قرأت على أبي الحسن على ابن سعيد بن ذؤابة على ابن مجاهد, على قنبل, ولم يقل أبو سهل: على ابن مجاهد بغير قراءة عاصم رواية أبي بكر عنه وحده. وقد أخذت طريق ابن عبد الرزاق عن قنبل تلاوة وسماعا من طريق أبي الحسن علي بن إسماعيل الخاشع، وأبي القاسم عبد الله بن اليسع الأنطاكي, وأبي العباس المطوعي, وغيرهم، كلهم قرأ على ابن عبد الرزاق, وعندهم عنه حروف خالف فيها ابن مجاهد. وقد حدثنا أبو داود أنه سمع أبا عمرو قال: سمعت فارس بن أحمد يقول: انفرد ابن مجاهد عن قنبل بعشرة أحرف، ولم يتابعه عليها أحد من أصحابه. وقرأ قنبل على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عون النبال, وقال: قرأت على أبي الإخريط وهب بن واضح قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله القسط قال: قرأت على شبل بن عباد ومعروف بن مشكان، قالا: قرأنا على ابن كثير. وأما رواية البزي: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الحضرمي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم الخزرجي. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم فضل الله بن محمد بن وهب الله المقرئ،

_ 1 أحمد بن علقمة المعروف بالقواس.

وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب, وأخبره أنه قرأ بها على الخزرجي سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح, وأخبرني أنه قرأ على أبيه، وأخبره أنه قرأ على أبي العباس بن نفيس. وقرأ ابن نفيس والخزرجي على أبي أحمد عبد الله بن الحسين السامري. وقرأ أبو أحمد على أبي الحسن بن بقرة وأبي عبد الله محمد بن الصباح المكيينِ. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم خلف بن إبراهيم شيخنا رحمه الله، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب بالأندلس، وعلى أبي معشر الطبري بمكة، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي القاسم علي بن محمد بن علي الشريف الزيدي بحران، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش. وقرأت بها على عياش بن خلف المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله المغامي. وأخبرني أبي -رضي الله عنه- قال: قرأت بها على أبي داود وأبي الحسن, قالوا: قرأنا بها على أبي عمرو1، وقال: قرأت على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي، قال: قرأت على النقاش. وقرأ ابن بقرة وابن الصباح والنقاش على أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن وهب الربعي, وأخبرهم أنه قرأ على البزي. وقرأت بها على فضل الله بن محمد المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد بن شعيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على إبراهيم بن عبد الرزاق، قال: أخبرني بها أبو محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: قرأت على البزي, وقرأ البزي على عكرمة بن

_ 1 الداني صاحب كتاب "التيسير" وغيره.

سليمان بن عامر مولى جبير بن شيبة الحجبي، وعلى أبي الإخريط وهب بن واضح، وعلى عبد الله بن زياد الليثي، قالوا: قرأنا على إسماعيل القسط, قال: قرأت على ابن كثير نفسه، وكذا قال البزي. وقد وجه أبو بكر الشذائي1 ذلك فقال: الروايتان صحيحتان؛ لأن القسط قرأ على شبل ومعروف قبل قراءته على ابن كثير. وهذا الذي قال حسن، ويمكن أن يكون قرأ على ابن كثير بعد ذلك، وقد حكي عن البزي, عن عكرمة أنه قرأ على القسط, وعلى شبل بن عباد، وهذا أيضا مثله. اتصال قراءته: أما اتصال قراءة ابن كثير بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ففي رواية قنبل والبزي أنه قرأ على أبي الحجاج مجاهد بن جبر مولى قيس بن السائب، وقرأ مجاهد على ابن عباس، على أبي، على النبي -صلى الله عليه وسلم. وروينا عن محمد بن إدريس الشافعي الفقيه، عن القسط، عن شبل، عن ابن كثير أنه قرأ على عبد الله بن السائب بن أبي السائب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقارئ أهل مكة، وقرأ عبد الله بن السائب على أبي بن كعب نفسه، وقرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم. وجاء من طريق ابن فليح وغيره أن ابن كثير قرأ أيضا على درباس مولى ابن عباس، وقرأ درباس على مولاه كالأول، وقرأ ابن عباس أيضا على علي بن أبي طالب وزيد بن ثابت، وقرآ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

_ 1 أحمد بن نصر بن منصور توفي سنة "373"هـ أو "376"هـ "معرفة القراء" "180".

ثالثهم أبو عمرو

ثالثهم أبو عمرو: وهو أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن جلهم بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. واسم العريان بن عبد الله

ابن الحصين عمرو، والعريان لقب، قاله أبو عبيدة. واختلف في اسم أبي عمرو، فقيل: زبان، وقيل: العريان، وقيل: يحيى، وقيل: عيينة، وقيل: سفيان، وقيل: محمد, وقيل: جبر، وقيل: فايد، وقيل: حميد، وقيل: جنيد، وقيل: حماد، وقيل: عثمان، وقيل: محبوب, وقيل: جزء، وقيل: ربان -بالراء مهملة، والباء منقوطة بواحدة- وقيل: عمار، وقيل: اسمه كنيته. قال الجاحظ: أبو عمرو وأبو سفيان ابنا العلاء أسماؤهما كناهما، وروينا مثل ذلك عن الأصمعي وعن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. وكان أبو عمرو أعلم الناس بالغريب والعربية والقرآن والشعر، وبأيام العرب وأيام الناس، وتتبع حروف القرآن تتبعا استحق بها الإمامة، وشهد له بها أئمة وقته، كأبي بسطام شعبة بن الحجاج. وأبو عمرو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، حكي عنه أنه قال: كنت رأسا والحسن حي. قال الأصمعي: مات سنة أربع وخمسين ومائة، وقال خليفة: سنة سبع وخمسين ومائة، وقيل غير ذلك، ولم يختلف أنه مات بالكوفة، قيل: وله ست وثمانون سنة. راوياه: 1- الدوري: وهو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي النحوي، ونسب إلى الدور، موضع ببغداد. توفي، فيما أخبرني أبو الحسن بن كرز عن ابن عبد الوهاب، وأبو علي الصدفي عن ابن سوار عن أبي بكر النهاوندي، كلاهما عن الأهوازي، قال: سمعت أبا الحسن الغضائري يقول: سمعت أبا علي الصواف يقول: مات أبو عمر الدوري

سنة ست وأربعين ومائتين. 2- والسوسي: وهو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود الرستبي السوسي. توفي سنة إحدى وستين ومائتين. ذكره عبد الله بن محمد بن أبي دليم. أخذ القراءة عن اليزيدي عنه. وهو أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، والمغيرة كان مولى لامرأة من بني عدي، وقيل لأبي محمد: اليزيدي، من أجل تأديبه ولد يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد الحميري، خال المهدي. وتوفي بالبصرة، ودفن بها سنة اثنتين ومائتين في أيام المأمون، وقد قارب المائة، وقيل: توفي بخراسان. الإسناد: أما رواية أبي عمر: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا على أبي عمرو عثمان بن سعيد، وقرأ على فارس بن أحمد. وقرأت بها على شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ على أبي العباس بن نفيس، وقرأ فارس وابن نفيس على أبي أحمد السامري، وقرأ أبو أحمد على ابن مجاهد. وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -نضر الله وجهه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي بدمشق، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن علي بن الحسين الغضائري الأهوازي بالأهواز، وعلى أبي القاسم جعفر بن محمد بن الفضل بالبصرة، وعلى أبي الفرج المعافى بن زكريا بن طرارة القاضي ببغداد، وعلى أبي الفرج محمد بن

أحمد الشنبوذي ببغداد، وأخبروه أنهم قرءوا على ابن مجاهد، قال ابن طرارة: ولم أختم عليه. وقرأت بها القرآن على عبد الله بن أحمد الإمام، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم نصر بن يوسف المجاهدي المقرئ، وأخبره أنه قرأ على ابن مجاهد، وقرأ ابن مجاهد على أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الهمداني الدقاق، وقرأ أبو الزعراء على أبي عمر، على اليزيدي، على أبي عمرو. وأما رواية أبي شعيب: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا على أبي عمرو، وقرأ على فارس. وقرأت بها القرآن كله على شريح بن محمد، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ على ابن نفيس، وقرأ فارس وابن نفيس على أبي أحمد، وقال: قرأت على أبي عمران1 النحوي. وقرأت به القرآن كله على شيخنا أبي القاسم -رحمة الله عليه- وأخبرني أنه قرأ بها القرآن كله على أبي القاسم بن عبد الوهاب بالأندلس، ثم قرأ الحروف على أبي معشر الطبري بمكة. أما ابن عبد الوهاب فأخبره أنه قرأ بها القرآن على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ القرآن جميعه ببغداد على أبي الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي2.

_ 1 موسى بن جرير. 2 المتوفى سنة "408"هـ صاحب كتاب "المنتهى" في القراءات.

وأما أبو معشر فأخبره عن الحسين بن علي الجرجاني وأبي الحسن علي بن الحسين الطريثيثي، كلاهما عن أبي الفضل الخزاعي قال: قرأت على الحسين بن محمد بن حمدان بن حبش الدينوري بالدينور قال: قرأت على أبي عمران موسى بن جرير النحوي. قال لي أبو القاسم شيخنا: وقرأت بها القرآن على ابن عبد الوهاب بالأندلس، وعلى أبي محمد عبد المجيد بن عبد القوي المقرئ المليحي بمصر، وأخبراني أنهما قرآ بها على أبي علي الحسن بن محمد البغدادي، قال: قرأت بها ببغداد على أبي بكر محمد بن المظفر بن علي بن حرب الدينوري، قال: قرأت على ابن حبش، على أبي عمران الضرير. وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الإمام، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر أحمد بن الحسين النحوي المقرئ بحلب، وعلى أبي الحسن نظيف بن عبد الله الكسروي، وأخبراه أنهما قرآ على أبي عمران موسى بن جرير المقرئ الضرير. وأخبرني أبو القاسم شيخنا عن أبي معشر وابن عبد الوهاب أنهما قرآ القرآن على الشريف أبي القاسم الزيدي، على أبي النقاش، على أبي الحارث محمد بن أحمد الرقي. وقرأ أبو عمران وأبو الحارث على أبي شعيب، وقرأ أبو شعيب القرآن كله على اليزيدي، وقرأ اليزيدي القرآن كله على أبي عمرو. وحدثني بالحروف الباقية الفقيه أبو محمد بن عتاب قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا مكي، حدثنا أبو الطيب، أخبرنا أبو أحمد جعفر بن سليمان المشحلائي بحلب، حدثنا أبو شعيب، حدثنا اليزيدي عن أبي عمرو.

اتصال قراءته: عرض أبو عمرو، وسمع الحروف، وسأل عنها جماعة من أهل الحجاز والبصرة. فمن أهل مكة: أبو الحجاج مجاهد بن جبر، وأبو عبد الله سعيد بن جبير، وأبو خالد عكرمة بن خالد القرشي، وأخوه أبو وابصة الحارث بن خالد الشاعر أمير مكة، وأبو محمد عطاء بن أبي رباح, وأبو معبد عبد الله بن كثير, وأبو عبد الله محمد بن محيصن، وأبو صفوان حميد بن قيس الأعرج. ومن أهل المدينة: أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وأبو روح يزيد بن رومان، وأبو ميمونة شيبة بن نصاح. ومن أهل البصرة: أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن, وأبو سعيد، وقيل: أبو سليمان، يحيى بن يعمر الوابشي, وغيرهما. وقد تقدم اتصال قراءة المكيين والمدنيين؛ لأن عطاء وعكرمة وأخاه وسعيدا قرءوا على ابن عباس وابن محيصن, وحميد على مجاهد، وأما الحسن فعن حطان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي -صلى الله عليه وسلم. وأما يحيى بن يعمر فعن أبي الأسود الدؤلي، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

رابعهم ابن عامر

ورابعهم ابن عامر: وهو عبد الله بن عامر اليحصبي، قاضي دمشق في أيام الوليد بن عبد الملك، وإمام مسجد دمشق، ورئيس أهل المسجد. يكنى أبا عمران، كذا كناه مسلم، وقيل: كنيته أبو نعيم، وقيل: أبو عليم، وقيل: أبو عثمان، وقيل: أبو موسى، وقيل: أبو عبد الله.

ويحصب من حمير، وهو يحصب -بالصاد غير المعجمة، وتكسر وتضم- بن دهمان بن مالك بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن شدد بن زرعة، وهو حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب كهف الظلم بن سهل بن زيد الجمهور -زنة "السموءل"- بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم العطني بن جميع العرب بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان -بالجيم- بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، هكذا صحة نسب يحصب. وعبد الله بن عامر من التابعين، سمع أبا الدرداء، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية بن أبي سفيان, وغيرهم. وكان رجلا طوالا، طويل اللحية، خفيف العارضين، يخمع بإحدى رجليه، ذكره بعضهم. وليس في السبعة القراء من العرب إلا ابن عامر وأبو عمرو، وسائرهم موالٍ. وتوفي بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك. راوياه: 1- ابن ذكوان: وهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري الدمشقي، ويكنى أبا عمرو. ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة، ومات بدمشق صبيحة الاثنين لسبع خلون من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين، عاش سبعا وستين سنة. ووقع لأبي محمد مكي "بشر" مكان "بشير" وهو وهم. 2- وهشام: وهو هشام بن عمار بن نصير بن أبان بن ميسرة السلمي الدمشقي القاضي الخطيب, يكنى أبا الوليد. ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، وتوفي بدمشق سنة خمس وأربعين ومائتين وله اثنتان وتسعون سنة، وقيل: إنه توفي في سنة ست وأربعين ومائتين وله تسع وثمانون سنة.

الإسناد: أما رواية ابن ذكوان: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن. وقرأت بها القرآن على عياش بن خلف، وأخبرني أنه قرأ بها على محمد بن عيسى، وقرءوا ثلاثتهم على عثمان بن سعيد، وقرأ على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر النحوي، وقرأ على أبي بكر النقاش. وقرأت بها القرآن من أوله إلى آخره على شيخنا أبي القاسم -رحمه الله. وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم عبد الوهاب بن محمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على الشريف أبي القاسم الزيدي، وأخبره أنه قرأ على النقاش. وقرأت بها على أبي القاسم أيضا، وأخبرني أنه قرأ على ابن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ على الأهوازي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن علي بن الحسن بن علي الثغري بالبصرة، وعلى أبي الفرج الشنبوذي ببغداد، وعلى أبي بكر محمد بن أحمد السلمي بدمشق. وأخبروه أنهم قرءوا على أبي الحسن محمد بن النضر بن مر بن الحر بن الأخرم. وقرأ أيضا عبد الوهاب على أبي عبد الله الكارزيني، وأخبره أنه قرأ على أبي بكر الشذائي وأخبره أنه قرأ على ابن الأخرم. وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد الفقيه المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ بها على أبي سهل صالح بن إدريس، وأخبره أنه قرأ على ابن الأخرم. وقرأت بها القرآن كله على شريح بن محمد بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على

أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس، وأخبره أنه قرأ على أبي أحمد، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ. وقرأ النقاش وابن الأخرم وابن شنبوذ على أبي عبد الله هارون بن موسى الأخفش، وقرأ على ابن ذكوان، قيل: الحروف، وقيل: تلاوة. وأما رواية هشام: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن. وقرأت بها القرآن على عياش, وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي, وقرءوا على عثمان بن سعيد1, وقرأ على فارس بن أحمد. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ على ابن نفيس، وقرأ ابن نفيس وفارس على أبي أحمد عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على محمد بن أحمد بن عبدان، قال أبو أحمد: وقال لي ابن عبدان: قرأت على أبي الحسن أحمد بن يزيد الحلواني، قال: قرأت على هشام بن عمار. حدثنا أبو القاسم, حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا أبو الفضل الخزاعي، قال: قلت لأبي أحمد: إن أحمد بن يزيد الحلواني قديم الموت، وأظن أن بين ابن عبدان وبينه رجلا، فقال: كان لابن عبدان فوق المائة سنة، والله أعلم بصواب ذلك. قال أبو جعفر: لا أعلم أحدا نقل عن ابن عبدان غير عبد الله بن الحسين، وهو ثقة إن كان ضبط. وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا رحمه الله، وأخبرني أنه قرأ بها القرآن على أبي القاسم بن عبد الوهاب بالأندلس، والحروف على أبي معشر الطبري بمكة، وأخبراه جميعا أنهما قرآ بها القرآن على أبي عبد الله محمد بن

_ 1 المعروف بأبي عمرو الداني.

الحسين الكارزيني بمكة، وأخبرهما أنه قرأ على أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي بالبصرة. قال لي أبو القاسم -رحمه الله: وأخبرني أبو القاسم بن عبد الوهاب قال: قرأت بها على أبي علي الأهوازي بدمشق، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله بن إسماعيل العجلي التستري. وقرأ الشذائي والتستري بها على أبي العباس أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن يزيد الرازي المقرئ بالأهواز، وأخبرهما أنه قرأ على أبي العباس الفضل بن شاذان الرازي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن الحلواني. وقرأت بها القرآن على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ بها ختمتين على أبي الحسن أحمد بن محمد بن بلال البغدادي، وكان قيما بها، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن صبيح، المعروف بابن المنادي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الحسن بن العباس الرازي الجمَّال، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن الحلواني على هشام. قال أبو جعفر: وهذا الإسناد، وطريق الفضل بن شاذان أجلّ عند أهل النقل من طريق ابن عبدان. وقرأت بها القرآن على أبي القاسم شيخنا، وأخبرني أنه قرأ على ابن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ على الأهوازي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين الجبني، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسين بن المنادي على الجمال، على الحلواني، على هشام. وقرأ ابن ذكوان وهشام على أبي سليمان أيوب بن تميم التميمي.

وقرأ أيضا هشام على أبي الضحاك عراك بن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح بن جشم المري، وأبي العباس الوليد بن مسلم القرشي، وسويد بن عبد العزيز، وعمرو بن عبد الواحد السلمي. وقرأ أيوب وهؤلاء على أبي عمر يحيى بن الحارث الذماري -بفتح الذال- منسوب إلى ذمار, "كحذام" تابعي لقي واثلة بن الأسقع، وقرأ يحيى على عبد الله بن عامر. اتصال قراءته: قال ابن ذكوان وهشام: قال أيوب بن تميم: قال يحيى بن الحارث الذماري: قال ابن عامر: قرأت على رجل قرأ على عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- وقرأ عثمان على النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمى هشام عن عراك وسويد هذا الرجل فقال عنهما: إنه المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، ويقال: كنيته أبو هاشم، وقرأ المغيرة على عثمان، قال هشام: وحدثنا أبو العباس الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر أنه قرأ على عثمان ليس بينه وبينه أحد، قال هشام: وحديث عراك عندنا أصح. قال أبو جعفر: والوليد بن مسلم ثبت، وقد روى هشام عن مدرك بن أبي سعيد الفزاري, عن يحيى بن الحارث، عن ابن عامر أنه سمع عثمان يقول: {إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ} [البقرة: 249] برفع الغين، على أنه قد روى غير هشام عن الوليد بن مسلم عن يحيى أن ابن عامر قرأ على المغيرة، والمغيرة قرأ على عثمان، والصحيح عن الوليد أن ابن عامر قرأ على عثمان نفسه. وقال محمد بن شعيب بن شابور عن يحيى بن الحارث عن ابن عامر: أنه قرأ على أبي الدرداء صاحب النبي -صلى الله عليه وسلم- واسمه عويمر بن عامر الأنصاري، وأخذ أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم.

خامسهم عاصم

خامسهم عاصم: وهو عاصم بن أبي النجود، الضرير الكوفي، ويقال: ابن بهدلة، وقيل: أبو

النجود هو بهدلة، وقيل: اسم أبي النجود عبد، وبهدلة اسم أمه، وهو مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن أسد، ويكنى أبا بكر وهو من التابعين. سمع الحارث بن حسان وافد بني بكر، وأبا رمثة رفاعة بن يثربي التميمي. روى عنه القراءة والحديث خلق كثير, وتصدر للإقراء عند موت أبي عبد الرحمن السلمي سنة ثلاث وسبعين إلى أن توفي بالكوفة، وقيل: بطريق الشام سنة سبع، وقيل: سنة ثمانٍ، وقيل: سنة تسع وعشرين ومائة، في أيام مروان بن محمد الجعدي، آخر خلفاء بني أمية. راوياه: 1- أبو بكر: وهو أبو بكر بن عياش بن سالم الحناط الكوفي الأسدي الكاهلي، مولى لهم. وكاهل بن أسد بن خزيمة، وقال ابن قتيبة: هو مولى واصل بن حيان الأحدب، وقيل: إنه مولى لبني نهشل بن حازم بن مالك بن حنظلة، واختلف في اسمه فقيل: شعبة، وقيل: سالم، وقيل: عنترة، وقيل: محمد، وقيل: أحمد, وقيل: حماد, وقيل: مطرف، وقيل: عبد الله، وقيل: رؤبة، وقيل: عتيق، وقيل: حسين، وقيل: اسمه كنيته. توفي بالكوفة في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة في خلافة الأمين, وفي هذا الشهر مات هارون الرشيد بطوس1. وكان مولد أبي بكر سنة أربع وتسعين، فعاش تسعا وتسعين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وتسعين ومائة. وحفص: وهو أبو عمر حفص بن أبي داود سليمان بن المغيرة الأسدي الغاضري مولاهم، الكوفي, وكان يلقب بحُفَيْص، وهو ثقة في القراءة, ثبت في نقلها عن عاصم، وإن كان ضعيفا في الحديث، قال الأهوازي: توفي سنة سبعين ومائة وله ثلاث وسبعون سنة.

_ 1 مدينة بخراسان "معجم الحموي" "5514".

الإسناد: أما رواية أبي بكر: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ على المغامي، وقرءوا على عثمان بن سعيد، وقرأ على فارس بن أحمد. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه, وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس. وقرأ فارس وابن نفيس على أبي أحمد، وقرأ أبو أحمد على أحمد بن يوسف القافلاني، وقرأ على أبي أيوب شعيب بن أيوب الصريفيني الواسطي. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها القرآن كله على أبي القاسم بن عبد الوهاب الأندلسي. ثم قرأ بها القرآن كله على أبي معشر الطبري بمكة، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي القاسم علي بن محمد بن علي الزيدي، وأخبرهما أنه قرأ على أبي بكر النقاش، قال: حدثني يوسف بن يعقوب الواسطي والحسن بن دلويه المالحاني ومحمد بن الحسن بن حماد البلقي قالوا: حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني قال النقاش: والذي أعتمد عليه في رواية شعيب, يوسف بن يعقوب. قال لي أبو القاسم: وقرأت بها على عبد الوهاب1، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه عن شعيب، وقرأ شعيب القرآن على أبي زكريا يحيى بن آدم، وسمع منه الحروف، حدثه بها عن

_ 1 هو أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب, صاحب كتاب "المفتاح" قرأ على الأهوازي بدمشق, وأبي القاسم خلف بن النحاس, وعلي بن أحمد, وأبي الحسن يحيى بن البياز "الذهبي: 253".

أبي بكر بن عياش. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم فضل الله بن محمد بن وهب الله الأنصاري المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب ابن بنت أبي العباس الباغائي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي سهل، وأخبره أنه قرأ بها على ابن مجاهد، قال: حدثنا بها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي عن أبيه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر، وقرأ أبو بكر على عاصم. وأما رواية حفص: فقرأت بها القرآن كله على أبي-رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا بها على أبي عمرو1، وقرأ على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وقرأ على أبي الحسن علي بن محمد الهاشمي الحفصي المقرئ بالبصرة. وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها القرآن من أوله إلى آخره على أبي معشر الطبري، وعلى ابن عبد الوهاب، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي عبد الله الكارزيني، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي الحسن الهاشمي الحفصي بالبصرة، وعلى أبي العباس الحسن بن سعيد المطوعي بفارس، وعلى أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان البغدادي الرزاز. وأخبرني أيضا شيخنا -رحمه الله- عن أبي معشر وابن عبد الوهاب أنهما قرآ بها على الشريف أبي القاسم الزيدي، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي بكر النقاش. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن بن شريح, وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس. وقرأت بها القرآن كله على فضل الله بن محمد، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي

_ 1 الداني.

محمد بن شعيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم الخزرجي. وقرأ ابن نفيس والخزرجي على أبي أحمد السامري. وقرأ النقاش والهاشمي والمطوعي والرزاز والسامري على أبي العباس أحمد بن سهل بن الفيروزان الأشناني، وقرأ الأشناني على أبي محمد عبيد بن الصباح، وقرأ على حفص1، وقرأ على عاصم. وقرأت على فضل الله, وأخبرني أنه قرأ على ابن شعيب, وأخبره أنه قرأ على أبي محمد مكي سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وأخبره أنه قرأ على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن نظيف بن عبد الله الحلبي، وأخبره أنه قرأ على أبي القاسم عبد الصمد بن محمد العينوني بحلب سنة تسعين ومائتين، وأخبره أنه قرأ على عمرو بن الصباح، وأخبره أنه قرأ على حفص على عاصم. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قال: سمعت فارس بن أحمد يقول: لم يكمل الختمة نظيف على عبد الصمد، وقد سمع منه كتاب عمرو بن الصباح الذي فيه حروف عاصم عن عمرو عن حفص2. وقرأت القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وقال لي: قرأت بها على أبي معشر وابن عبد الوهاب، وقالا: قرأنا على الزيدي، وقال: قرأت على النقاش، وقال: قرات على أبي القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي عمران العينوني ببيت المقدس، وقرأ على عمرو على حفص على عاصم. قال أبو جعفر: ورواية عبيد وعمرو متقاربتان، وأبو الطيب قرأ برواية عبيد على أبي سهل، على ابن ذؤابة، على الأشناني, على عبيد، فطريقه في رواية عمرو أعلى وأرفع؛ لأن عمرا أعلى وأقدم موتا من عبيد، وهما أخوان فيما يقال.

_ 1 ظاهر العبارة أن الأشناني قرأ على حفص وعلى عاصم، ولكن المقصود أن الأشناني قرأ على أبي محمد عبيد بن الصباح، على حفص، على عاصم, وهذا معلوم، ولكن أردت التنبيه لكي لا يلتبس على المطلع على الكتاب. 2 المراد حروف عاصم من طريق عمرو عن حفص عنه.

وأخبرنا أبو علي الصدفي عن أبي طاهر بن سوار المقرئ عن أبي الفتح بين شِيطا أنهما ليسا بأخوين، والله أعلم. ولي طرق جياد عالية في رواية عمرو، وليس هذا موضع ذكرها؛ لأن كتابي هذا ليس بكتاب طرق، وسأضع -إن شاء الله عز وجل- كتابا يشمل الطرق التي قرأت بها تلاوة ومبلغها ثلاثمائة طريق, إن شاء الله عز وجل. اتصال قراءته: قال أبو بكر وحفص وغيرهما عنه: إنه قرأ على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومنه تعلم القرآن، ثم قرأ بعد ذلك على عثمان بن عفان وأبي بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت -رضي الله عنهم- وقرءوا على النبي -صلى الله عليه وسلم. وقرأ عاصم أيضا على أبي مريم زر بن حبيش الأسدي، وقرأ زر على ابن مسعود، ثم قرأ بعد ذلك على عثمان بن عفان، وقيل عنه: إنه قرأ أيضا على أبي وزيد، وقرءوا على النبي -صلى الله عليه وسلم.

سادسهم حمزة

سادسهم حمزة: وهو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي الزيات الفرضي التيمي، مولى لهم. ويقال: هو مولى لآل عكرمة بن ربعي التيمي، ويقال: هو مولى لبني عجل، ويقال: هو من ولد أكثم بن صيفي، وأكثم من بني شريف، وبنو شريف من قبائل بني أسد بن عمرو بن تميم، قاله ابن دريد. وقال أبو حنيفة وسفيان الثوري ويحيى بن آدم: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض، وكان صالحا ورعا ثقة في الحديث, وهو من الطبقة الثالثة1.

_ 1 بعد الصحابة.

ولد سنة ثمانين، وأحكم القراءة وله خمس عشرة سنة، وأمَّ الناس سنة مائة, وعرض عليه من نظرائه جماعة، منهم سفيان الثوري، والحسن بن صالح. وتوفي بحلوان1 بموضع يقال له: "باغ يوسف" في خلافة أبي جعفر سنة ست وخمسين ومائة، وله ست وسبعون سنة. راوياه: 1- خلف, وهو أبو محمد خلف بن هشام بن طالب بن غراب بن ثعلب البزار الصلحي، من أهل فم الصلح2. إمام في القراءة، ثبت عند أهل الحديث، حدث عنه أحمد بن حنبل والأئمة. ولد في رجب سنة خمسين ومائة, حكاه النقاش عن أبي الحسن بن البراء, وتوفي ببغداد وهو مختفٍ أيام الجهمية يوم السبت لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين في خلافة الواثق بالله، قاله غير واحد من أئمة أهل الحديث. وقال ابن مجاهد: مات خلف وله ثمانية وستون عاما وستة أشهر، فعلى هذا مولده بعد سنة خمسين، والله أعلم. 2- وخلاد، وهو أبو عيسى خلاد بن خالد، قاله الحلواني, وقال مسلم: خلاد بن عيسى، وقال غيرهما: خلاد بن خليد الشيباني الصيرفي الكوفي، توفي بالكوفة, قال البخاري: سنة عشرين ومائتين. أخذ القراءة عن أبي عيسى سليم بن عيسى الحنفي الكوفي عن حمزة، وتوفي سليم بالكوفة سنة ثمان، وقيل: سنة تسع وثمانين ومائة، وولد سنة ثماني عشرة ومائة.

_ 1 بالعراق. 2 نهر فوق واسط بالعراق.

الإسناد: أما رواية خلف: فقرأ بها القرآن كله على أبي -رضي عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود, وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا على أبي عمرو, وقرأ على أبي الحسن طاهر بن غلبون، وقرأ على محمد بن يوسف الحرتكي بالبصرة، وقرأ على أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم شيخنا -رحمة الله- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب بالأندلس، وعلى أبي محمد عبد المجيد بن عبد القوي المليحي بمصر، وأخبراه أنهما قرآ بها على أبي علي الحسن بن محمد البغدادي، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي الفرج عبيد الله بن عمر بن محمد، يعرف بالمصاحفي، وأخبره أنه قرأ بها على ابن بويان. وقرأت بها على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وقال لي: قرأت بها على ابن عبد الوهاب، وقال لي: قرأت بها على أبي عبد الله الكارزيني، وقال: قرأت على أبي بكر الشذائي، وقال: قرأت على أبي الحسن بن شنبوذ. قال ابن عبد الوهاب: وقرأت بها على أبي علي الأهوازي، وقال: قرأت على أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين، وقال: قرأت على ابن شنبوذ. وقرأت بها القرآن كله ختمة واحدة أفردتها له على أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح, وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي البغدادي, وأبي العباس أحمد بن علي بن هاشم. وقال لي أبو القاسم شيخنا -رحمه الله: قرأت بها على ابن عبد الوهاب وأبي محمد المليحي، قالا: قرأنا على أبي علي البغدادي، وقرأ البغدادي وابن هاشم

على أبي الحسن على ابن أحمد بن عمر الحمامي، زاد البغدادي: وأبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى الفحام. قال ابن عبد الوهاب: وقرأت على أبي علي الأهوازي، قال: قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري. وقرأ الطبري والحمامي وابن الفحام على أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم. وقرأ ابن شنبوذ وابن بويان وابن مقسم على أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد، قال: قرأت على خلف، قال: قرأت على سليم مرارا لم يحصرها بعدد، وقرأ سليم القرآن عشر ختمات على حمزة. وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله المعافري، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي, وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة, وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الصقر البغدادي الخزاز، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر الآدمي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي أيوب سليمان بن يحيى الضبي، وقال أبو أيوب: قرأت على رجاء بن عيسى، وقال: قرأت على إبراهيم بن زربي، وقال: قرأت على سليم، وقال: قرأت على حمزة. قال أبو جعفر: وهذا طريق الضبي عن رجاله عن حمزة، وقد حملته تلاوة ورواية من غير وجه، وأبو الطيب لا يحمل رواية خلف، فأصحابه يسندون عنه رواية خلف من هذا الطريق؛ لأن الضبي قرأ على خلف عشرين آية، فاعتدوا بتلاوته إياها عليه، وهي عند أهل النقل رواية على حيالها، وقد ذكر أبو العباس المهدوي1م أنه لم يجد بينها وبين رواية خلف خلافا، والله أعلم. وأما رواية خلاد: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه

_ 1م هو أحمد بن عمار, صاحب كتاب "الهداية" في القراءات، توفي بعد سنة "430"هـ. "الذهبي: 222".

قرأ بها على أبي داود, وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش بن خلف، وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي، وقرءوا ثلاثتهم على أبي عمرو، وقرأ على فارس. وقرأت بها القرآن كله على شريح من محمد، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس، وقرأ أبو الفتح وأبو العباس على أبي أحمد، وقرأ أبو أحمد1 على أبي الحسن بن شنبوذ. وقرأت بها القرآن من أوله إلى خاتمته على أبي القاسم -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب, وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم علي بن محمد بن علي العلوي بحران، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر النقاش. وقرأ النقاش وابن شنبوذ على أبي بكر محمد بن شاذان الجوهري، وقال: قرأت على خلاد، وقال: قرأت على سليم على حمزة. وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الإمام، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الطيب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وأخبره أنه قرأ بها على أبي سهل، وأخبره أنه قرأ بها على أبي سلمة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، وأخبره أنه قرأ بها على القاسم بن نصر المازني، وأخبره أنه قرأ بها على محمد بن الهيثم، وأخبره أنه قرأ بها على خلاد، على سليم، على حمزة. اتصال قراءته: قال غير واحد عنه: إنه أخذ عن أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش، قيل: عرضا، وقيل: سماعا للحروف حرفا حرفا، وهذا والعرض سواء، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب الأسدي مولاهم، وقرأ يحيى على جماعة من أصحاب عبد الله،

_ 1 السامري.

أبي مريم زر بن حبيش, وأبي عبد الرحمن السلمي, وأبي مسلم عبيدة بن عمرو بن قيس السلماني قاضي البصرة, وأبي شبل علقمة بن قيس بن عبد الله النخعي, وأبي عبد الرحمن الأسود بن يزيد النخعي, وأبي عائشة مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي، وأبي معاوية عبيد بن نضيلة الخزاعي، وقرءوا على عبد الله بن مسعود، وقرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم. وقرأ أيضا حمزة على حمران بن أعين مولى بني شيبان الكوفي، وقرأ على يحيى بن وثاب كالأول، وقيل: بل قرأ على عبيد بن نضيلة نفسه, ويمكن أن يقرأ عليهما جميعا كما تقدم في سند ابن كثير. وقرأ أيضا حمران على أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، وقيل: بل قرأ على أبي الأسود نفسه، وقرأ أبو حرب على أبيه، وقرأ أبوه على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وقرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم. وقرأ أيضا حمزة على أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وكان ابن أبي ليلى ضابطا للقراءة، ويقال: إن حمزة عنه أخذ التحقيق. وقرأ على المنهال بن عمرو وسعيد بن جبير، وقرآ على ابن عباس، وقد تقدم إسناده. وقرأ أيضا محمد1 على أخيه عيسى، وقرأ أخوه على أبيه، وقرأ أبوه على علي بن أبي طالب. وقرأ أيضا حمزة على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن آبائه، وعلى أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، عن أصحاب عبد الله، ولم يقرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر.

_ 1 أي: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

سابعهم الكسائي

سابعهم الكسائي: وهو أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الكوفي النحوي، مولى لبني أسد، واختُلف في تسميته الكسائي، فروينا عن عبد الرحيم بن موسى

أنه سأله فقال: لأني أحرمت في كسائي، وقرأت على أبي الحسن بن كرز المقرئ عن عبد الوهاب بن محمد قال: قال لي الأهوازي: قال بعضهم: سمي الكسائي؛ لأنه كان من باكسايا، قرية من السواد. قال أبو جعفر: إن صح هذا فهو من شاذ النسب كمروزي، والقياس باكساوي وباكسائي، قال: وقال آخرون: بل كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة، فإذا أراد أن يقرأ يقول حمزة: اعرضوا على صاحب الكساء، فسمي الكسائي بذلك. وكان صادق اللهجة، متسع العلم بالقرآن والعربية واللغة، وهو مادة نحويي الكوفة وعمدتهم. توفي برنبويه، قرية من قرى الري حين توجه مع هارون إلى خراسان. قال البخاري: سنة تسع وثمانين ومائة، وكذلك روينا عن أبي عمر الدوري، وكذلك ذكر ابن مجاهد، وقيل: سنة إحدى وثمانين، وقيل: سنة اثنتين وثمانين، وقال أبو محمد مكي: قيل: سنة ثلاث وثمانين، وهذا لم أر غير أبي محمد ذكره، وأراه وهما في عقد؛ لأنا روينا عن محمد بن يحيى الكسائي قال: توفي الكسائي سنة ثلاث وتسعين، والله أعلم, وهذه السنون كلها في خلافة هارون. راوياه: 1- أبو عمر: وقد تقدم ذكره1. 2- وأبو الحارث: وهو الليث بن خالد المروزي، وقيل: البغدادي، ويقال: أبو الحارث المروزي آخر وهذا بغدادي، ذكر الأهوازي أنه توفي سنة أربعين ومائتين.

_ 1 في قراءة أبي عمرو.

الإسناد: أما رواية أبي عمر: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود, وأبي الحسن1. وقرأت بها القرآن كله على عياش بن خلف -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها على المغامي. وقرءوا على أبي عمرو، وقرأ على فارس. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس بن نفيس. وقرأت بها القرآن كله بعد تصنيفي لهذا الكتاب على أبي القاسم فضل الله بن محمد بن وهب الله المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي المقرئ. وقرأ فارس وابن نفيس والخزرجي على أبي أحمد السامري. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي العباس وأحمد بن محمد بن عبيد الله التستري. وقرأت بها القرآن كله على أبي محمد عبد الله بن أحمد الهمذاني، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد المقرئ، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي. وقرأت بها على فضل الله بن محمد المقرئ، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد

_ 1 أبو داود سليمان بن أبي القاسم نجاح المذكور في سند قالون، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن الدوش المذكور في سند قالون.

ابن شعيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم البغدادي. وقرأ السامري والتستري وأبو عبد الله البغدادي, ثلاثتهم على أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد، وأخبرهم أنه قرأ بها على أبي الزعراء عبد الرحمن بن عبدوس الهمذاني، وأخبره أنه قرأ على أبي عمر الدوري مرارا، وأخبره أنه قرأ على الكسائي. وأما رواية أبي الحارث: فقرأت بها القرآن كله على أبي -رضي الله عنه- وأخبرني أنه قرأ بها على أبي داود, وأبي الحسن. وقرأت بها على عياش، وأخبرني أنه قرأ على المغامي، وقرءوا على أبي عمرو، وقرأ على فارس، وقرأ على أبي الحسن عبد الباقي بن الحسن, وقرأ على أبي القاسم زيد بن علي. وقرأت بها القرآن جميعه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- أخبرني أنه قرأ بها على أبي القاسم بن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن القنطري بمكة، وأخبره أنه قرأ بها على أبي عبد الله الحسين بن علان، وأخبره أنه قرأ بها على أبي عيسى بكار بن أحمد بن بكار, وقرأ زيد وبكار على أبي علي أحمد بن الحسن بن علي، يعرف بالبطي. وقرأت بها أيضا على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- وأخبرني أنه قرأ بها على ابن عبد الوهاب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي علي الأهوازي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الفرج الشنبوذي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي مزاحم موسى بن عبيد الله الخاقاني. وقرأت بها القرآن كله على أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح، وأخبرني أنه قرأ بها على أبيه، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الحسن بن محمد بن إبراهيم

البغدادي. وأخبرني أبو القاسم شيخنا قال: قرأت بها على ابن عبد الوهاب، وعلى أبي محمد عبد المجيد بن عبد القوي المليحي، وقرأ بها على أبي علي البغدادي. وأخبرهم أنه قرأ بها على أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي، وأخبره أنه قرأ على أبي الحسن محمد بن أبي عمر النقاش، وأخبره أنه قرأ على أبي إسحاق إبراهيم بن زياد القنطري. وقرأت بها القرآن كله على عبد الله بن أحمد الإمام، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد المعافري المقرئ الفقيه الرجل الصالح، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي. وقرأت بها القرآن كله على أبي القاسم فضل الله بن محمد المقرئ بعد تصنيفي لهذا الكتاب، وأخبرني أنه قرأ بها على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي محمد مكي مرارا سنة أربع وعشرين وأربعمائة, وأخبرهما أنه قرأ بها على أبي الطيب، وأخبره أنه قرأ بها على أبي الفرج أحمد بن موسى بن عبد الرحمن البغدادي، وأخبره أنه قرأ بها على أبي بكر بن مجاهد غير مرة. وقرأ البطي والخاقاني والقنطري وابن مجاهد على أبي عبد الله محمد بن يحيى الكسائي الصغير، كلهم تلاوة إلا ابن مجاهد, فإنه روى عنه الحروف من غير عرض عليه، وقال: قرأت على أبي الحارث، وقال: قرأت على الكسائي. اتصال قراءته: عرض الكسائي القرآن على حمزة، وعليه اعتماده في اختياره، وقد ذكرنا اتصال قراءته. وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد ذكرنا اتصال قراءته. وعلى أبي عبد الرحمن عيسى بن عمر الهمذاني، وقرأ عيسى على عاصم بن بهدلة والأعمش، وقد تقدم سندهما، وقرأ عيسى أيضا على أبي عبد الله طلحة بن

مصرف بن عمرو بن كعب اليامي، وقرأ طلحة على يحيى بن وثاب، وقد تقدم سنده، وعلى أبي عمران إبراهيم بن يزيد النخعي، وقرأ إبراهيم على علقمة والأسود، وقرأ على عبد الله1, وقرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم. وأخذ الكسائي أيضا الحروف عن جماعة من الكوفيين وغيرهم، منهم: أبو بكر بن عياش عن عاصم، وإسماعيل بن جعفر عن نافع، وزائدة بن قدامة عن الأعمش، وسمع من الأعمش حرفا واحدا، وهو: "من بطون إِمِّهاتكم" [النحل: 78] بكسر الهمزة والميم، وقال: لا أحفظ عنه غيره، يعني من الحروف. قال أبو جعفر2: فهذه الأسانيد على قدر ما يليق هذا المختصر، وقد تخطيت أسانيد لي فيها علو؛ لأني إنما تحريت النقل من طريق الشيخين أبي محمد وأبي عمرو3 -رحمها الله- أو من طريق يوافق طريقهما، وإنما يعرف مقدار أسانيدي هذه ويجلها من له علم بأهل النقل، وتمييز الأسانيد صحيحها من سقيمها، وعاليها من نازلها. وأنا الآن آخذ في الأصول على ما شرطته، ثم أُتبعها الفرش مختصرا؛ لأنه من فهم أصول كتابي فهو لفرشه أفهم. وإذا أجمع نافع وابن كثير على الحرف قلت: قرأ الحرميان, أو عاصم وحمزة والكسائي قلت: الكوفيون؛ لأن ذلك أخصر، مع أنه عرف جارٍ عند القراء، وبالله التوفيق.

_ 1 أي: ابن مسعود. 2 مصنف الكتاب. 3 أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي، مصنف كتاب "التبصرة" وصدر عن الدار، وأبو عمرو عثمان بن سعيد الداني صاحب "جامع البيان" و"التيسير" وصدرا عن الدار، والمصنف معتمد على كتاب "التبصرة" لمكي و"التيسير" للداني.

باب: الاستعاذة

باب: الاستعاذة المحتاج إلى معرفته في هذا الباب لفظ الاستعاذة، وصورة استعمالها: فأما لفظها: فلم يأت فيه عن أحد من السبعة نص، وقد قال أبو الحسن أحمد بن يزيد الحلواني: ليس للاستعاذة حد تنتهي إليه، من شاء زاد، ومن شاء نقص. واختلف أهل الأداء فيها اختلافا شديدا، فقال لنا أبو القاسم -رحمه الله- عن أبي معشر، عن الرفاعي1، عن الخزاعي: إنه قرأ على أبي عدي لورش: "أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم" وهي رواية أهل مصر عن ورش, فيما ذكر الأهوازي. وبه قرأت على أبي القاسم من طريقه، وكذا روي ابن الشارب عن الزينبي2 عن قنبل، وليست رواية الزينبي في كتابي هذا، ولكني لا أزال أذكر الشيء من رواية لم أضمنها الكتاب على طريق الفائدة والتنبيه، وتنشيط القارئ إلى طلب تلك الروايات والبحث عنها، فاعلمه. وقيل عن نافع أيضا: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم". وقيل عن ابن عامر والكسائي: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم" وبه أخذ أبو علي بن حبش في رواية السوسي، وأراه اختيارا منه كما اختار التكبير من {وَالضُّحَى} وكان يأخذ به لجميع القراء. وقيل عن هبيرة3 عن حفص: "أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم".

_ 1 هو: محمد بن يزيد بن رفاعة "طبقات ابن الجزري 2/ 280". 2 انظر طريقه في كتاب "المستنير" لابن سوار و"الكفاية الكبرى" لأبي العز، و"الغاية" لابن مهران، وكلها صادرة عن الدار، والزينبي: هو محمد بن موسى بن محمد، أبو بكر الزينبي الهاشمي. 3 ليس من طرق الكتاب، وانظر طريقه في الكتب السابقة.

وقيل عن حمزة: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم" وقيل عنه أيضا: "أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم". واختار بعضهم لجميع القراء: "أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي". ولكل لفظ من ألفاظ الاستعاذة1 وجه يستند إليه، وقولهم: "الاستعاذة" يصلح بهذه الألفاظ كلها، ولا يعين واحد منها. والذي صار إليه معظم أهل الأداء، وأختاره لجميع القراء: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" لما روى عبد الله بن مسعود وأبو هريرة وجبير بن مطعم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه استعاذ عند القراءة بهذا اللفظ بعينه، وجاء تصديقه في التنزيل، قال الله عز وجل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98] فندبه إلى استعمال هذا اللفظ عندما يريد القراءة، والمعنى: فإذا أردت فقراءة القرآن. وأما صورة استعمالها, فالقراء فيه على ثلاثة أقسام: قسم ورد عنه إخفاؤها. وقسم ورد عنه الجهر بها. وقسم لم يرد عنه نص على إخفاء, ولا جهر. القسم الأول: ينقسم ثلاثة أقسام: الإخفاء في جميع القرآن وفاتحة الكتاب، والإخفاء في جميع القرآن إلا فاتحة الكتاب، والتخيير بين الإخفاء والجهر. فأما الإخفاء في جميع القرآن وفاتحة الكتاب: فرواه خلف وأبو حمدون2 عن المسيبي عن نافع، وإبراهيم بن زربي عن سليم عن حمزة. وأما الإخفاء في جميعه إلا فاتحة الكتاب: فرواه الحلواني عن خلف.

_ 1 انظر قول ابن الجزري في "النشر" صدر عن الدار. 2 أبو حمدون الطيب بن إسماعيل, قرأ على إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن المسيبي، انظر طريقه في كتب "المستنير" و"الكفاية" و"الغاية".

وأما التخيير: فرواه الحلواني عن خلاد. وهل تدخل أم القرآن في التخيير؟ فعندي أنها لا تدخل؛ حملا على روايته عن خلف. القسم الثاني: روى القصباني عن محمد بن غالب عن شجاع1 عن أبي عمرو إخفاء الميم من "الرجيم" عند الباء من "بسم الله" إذا آثر الإدغام، وهذا يقتضي الجهر، وكذلك ورد عن أبي حمدون عن اليزيدي عن أبي عمرو أداء. وذكر عثمان بن سعيد أن ما ورد عن أبي عمرو من الجهر أداء لا نص. القسم الثالث: سائر القراء لم يرد عنهم نص عن جهر, ولا إخفاء. والمختار للجماعة الجهر بالاستعاذة2، وقد صارت رواية الإخفاء عندهم كالمرفوضة، ورب شيء هكذا يروى ثم يسقط العمل به، وسيمر بك في هذا الكتاب من ذلك أشياء إن شاء الله. قال أبو جعفر: الاستعاذة مقدمة على التسمية عند ابتداء القراءة لا عند انتهائها، سواء بدأت بأول سورة أو رأس جزء أو غيرهما، ولك أن تصلها بالتسمية في نَفَس واحد وهو أتم؛ لأنك تكمل الاستفتاح، ولك أن تسكت3 عليها ولا تصلها بالتسمية، وذلك أشبه بمذهب أهل الترتيل، فأما من لم يسم فالأشبه عندي أن يسكت عليها ولا يصلها بشيء من القرآن، ويجوز وصلها به، والله أعلم.

_ 1 انظر روايته في "المستنير" وغيره. 2 وقيل: يجهر بها في حالات ويسر بها في حالات، فيسر بها في الصلاة والقراءة منفردا، انظر "النشر" باب الاستعاذة، صدر عن الدار. 3 المراد به سكت مع تنفس ومعروف الآن بالقطع، أي: الوقوف عليها ثم استئناف التلاوة.

باب: التسمية

باب: التسمية هذا الباب مقسم أربعة أقسام: حكم التسمية في أول فاتحة الكتاب وكل سورة مبدوء بها ما خلا براءة، وحكمها بين الأنفال وبراءة، وحكمها بين سائر سور القرآن، وحكمها في أوائل الأجزاء غير أوائل السور. القسم الأول: أجمعوا على إثبات التسمية في أول فاتحة الكتاب وكل سورة مبدوء بها ما خلا براءة، إلا أني قرأت عن الخرقي عن ابن سيف عن الأزرق عن ورش بتركها في فاتحة الكتاب سرا وجهرا، وهي رواية خلاد الكاهلي عن حمزة، ويجب على هذا ألا يسمي في أول كل سورة مبدوء بها، ولا يؤخذ بهذا. على أن ابن شريح ذكر لنا عن أبيه أن حمزة إذا بدأ بأول سورة غير الحمد لم يسم، وإذا بدأ بالحمد سمى، وهذا غير مشهور لحمزة. وقد حدثني أبو القاسم عن أبي معشر عن أبي علي الدقاق1 عن أبي الفضل الخزاعي قال: سمعت أبا بكر -يعني الشذائي- يقول: قرأت على الكوفيين وعلى أصحاب الضبي, وعلى أبي مزاحم بالجهر عن رءوس الآي، عند فاتحة الكتاب فقط. قال أبو جعفر: فإذا كان أصحاب أبي عمارة يحافظون على التسمية في رءوس الآي وإن لم يكن أول سورة فهم عليها أول سورة أشد محافظة، وسألت أبي -رضي الله عنه- عن ذلك فأخبرني أن الذي نأخذ به لحمزة التسمية وبه آخذ, ولا أعلم أبا القاسم شيخنا شيخا إلا آخذا بالتسمية في ذلك، وقد نص عليه الأهوازي عن خلف وخلاد. على أن إجماعهم على إثبات التسمية في أوائل السور اختيار منهم واستحباب لا إيجاب، وقد جاء في صحيح الحديث2 البدء بأول سورة من غير تسمية.

_ 1 هو: الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق، وقرأ على البزي وابن غالب, وتوفي سنة "301"هـ. الذهبي "133". 2 الحديث المشهور عند بدء الوحي؛ وفيه أن جبريل قال للرسول -عليه الصلاة والسلام: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} .

القسم الثاني: أجمعوا على تركها بين الأنفال وبراءة اتباعا لمصحف عثمان -رضي الله عنه- المجمع عليه، إلا أنه روي عن يحيى وغيره عن أبي بكر عن عاصم أنه كان يكتب بينهما التسمية، ويروى ذلك عن زر عن عبد الله1، وأنه أثبته في مصحفه، ولا يؤخذ بهذا. القسم الثالث: قرأ ابن كثير وقالون وعاصم والكسائي بالفصل بالتسمية بين كل سورتين ما خلا ما ذكرنا2. ولك في الفصل ثلاثة أوجه: أن تقف على آخر السورة، ثم تسمي وتسكت, ثم تفتتح السورة الأخرى. ولك أن تقف على آخر السورة، ثم تسمي وتصل بالتسمية أول السورة الأخرى. ولك أن تصل التسمية بآخر السورة، وبأول السورة الأخرى. ويمتنع وجه رابع: وهو أن تصل التسمية بآخر السورة، ثم تقف عليها دون وصلها بالسورة الأخرى؛ لأن التسمية إنما هي في الابتداء, لا في الانتهاء. فأما حمزة فورد عنه ترك الفصل نصا من طريق الحلواني عن خلف وخلاد وغيره، وأصحابه يختارون له وصل السورة بالسورة إلا الأنفال ببراءة، فإنهم يأخذون له بالسكت بينهما. ومن هولاء المختارين لوصل السورة بالسورة من يأخذ له بالسكت3 بين السور الأربع التي تذكر بعد4، وإن التزمت السكت له في جميع القرآن فحسن. ومن يأخذ له بوصل السورة بالسورة لا يلتزم الوصل البتة، بل آخر السورة عنده

_ 1 ابن مسعود. 2 أي: في القسم الثاني أعلاه. 3 وهو مع عدم التنفس. 4 المدثر مع القيامة، والانفطار مع المطففين، والفجر مع البلد، والعصر مع الهمزة.

كآخر آية، وأول السورة الأخرى كأول آية أخرى، فكما لا يلتزم له ولا لغيره وصل رأس آية بأول آية أخرى كذلك لا يلتزم له وصل السورة بالسورة حتما1، ألا تراهم رووا عنه أنه قال: القرآن عندي كالسورة الواحدة، فإذا سميت أول فاتحة الكتاب أجزأني, بين لي هذا أبو الحسن بن شريح، وقوله عندي هو الصواب وقد خولف فيه. فأما ابن عامر فلم يأت عنه نص، والأكابر من القراء يأخذون له بالفصل، وبه قرأت له على أبي القاسم من الطرق المذكورة هنا، وبه كان يأخذ له النقاش وابن الأخرم وغيرهما. فأما أبو عمرو وورش فلم يأت عنهما أيضا نص, واختلف أهل الأداء، فمنهم من أخذ لهما بالفصل، ومنهم من أخذ لهما بتركه. وقد ذكر مكي -رحمه الله- أنه قرأ على أبي عدي بالفصل، وكذلك قال محمد بن شريح عن ابن نفيس عنه، وهو اختيار ابن شريح، وبه قرأت على أبيه. وقال أبو الفضل الخزاعي عن أبي عدي بغير فصل، فدل هذا على أن أبا عدي كان يخير، وما خير إلا لعدم النص، على أن ابن مروان ذكر أنه قرأ على ابن سيف بغير فصل، قال: وذكر ابن سيف أنه قرأ كذلك على أبي يعقوب2، وذكر أبو يعقوب أنه قرأ كذلك على ورش، وذكر ورش أنه قرأ كذلك على نافع. وقرأت له على أبي القاسم من طريق الخرقي بغير فصل، وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- وبه أخذ الشيخان أبو محمد وأبو عمرو3 وأصحاب الأصبهاني من البغداديين، وغيرهم يأخذون لورش بالفصل.

_ 1 وهل إذا فعل هذا, يبسمل أم لا؟ قال في القسم: أجمعوا "أي: القراء" على إثبات التسمية في أول فاتحة الكتاب وكل سورة مبدوء بها ما خلا براءة، وعلى هذا القول يبسمل إذا وقف على آخر السورة ثم ابتدأ بالأخرى. 2 الأزرق. 3 أي: أبو محمد مكي, وأبو عمرو الداني.

والبصريون يأخذون لأبي عمرو بالفصل، والبغداديون يأخذون له بتركه، وكثير من الناس يأخذون لكل من لم يرد عنه الفصل بالفصل، ويقول: أوثره لفضله، هو اختيار محمد بن شريح، ومنهم من يخير القارئ، وممن لم يأخذ بترك الفصل لهم من يصل السورة بالسورة لما فيه من بيان الإعراب، ومنهم من يأخذ بالسكت لما فيه من الإشعار بتمام السورة، وكلاهما مذكور عن ابن مجاهد. ومن الآخذين لهم بالوصل من يفصل بين أربع سور: المدثر والقيامة، والانفطار والمطففين، والفجر والبلد، والعصر والهمزة. وقال الخزاعي: سمعت طلحة بن محمد يقول: كان أكثر قراءة ابن مجاهد وصل السورة بالسورة إلا في مواضع مخصوصة من القرآن, كان يعتمد أن يقف ويُوقِف عليها، من ذلك: {وَأَهْلُ الْمَغْفِرَة، لا أُقْسِمُ} [المدثر:56، القيامة: 1] وعند قوله: {يَوْمَئِذٍ لِلَّه، وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [الانفطار: 19، المطففين: 1] وقوله: {وَادْخُلِي جَنَّتِي، لا أُقْسِمُ} [الفجر: 30، البلد: 1] يقف، وهو في ذلك يصل. ولم يذكر عنه الخزاعي "العصر والهمزة" وكثير من أهل الأداء يأبى هذا، ويأبى في هذه السورة إلا ما يلتزم في سائر القرآن، من فصل وتركه، وللطائفتين في ذلك حجج ليس هذا موضع ذكرها. وكان ابن عبد الوهاب، فيما قال لنا أبو القاسم، ممن ينكر ذلك، وكذلك كان أبو داود1. وقال طاهر بن غلبون، فيما حدثنا به أبو داود عن أبي عمرو عنه: أختار في قراءة ورش وابن عامر وأبي عمرو في خمسة مواضع أن توصل فيها السورة بالسورة التي بعدها من غير فصل بشيء لحسن ذلك, ومشاكلة آخر السورة الأولى لأول التي بعدها، وهي: الأنفال ببراءة، والأحقاف بالذين كفروا، واقتربت بالرحمن،

_ 1 أبو داود سليمان بن نجاح.

والواقعة بالحديد، والفيل بإيلاف قريش، وهذا كان يستحسنه أبي -رضي الله عنه- وهو كان اختيار محمد بن أبي الحسن الصقلي، فيما أخبرني أبو القاسم عنه. القسم الرابع: فأما حكمها في أوائل الأجزاء غير أوائل السور, فقد روينا عن أبي القاسم المسيبي أنه قال: كنا إذا افتتحنا الآية على مشايخنا من بعض السور نبدأ بالتسمية. وقد روي عن حمزة أنه استشهد بآية، وسمى قبلها، ولم يأت عن أحد من سائر القر اء فيه نص باستعمال التسمية ولا تركها. واختلف أهل الأداء في ذلك، فمنهم من أخذ للجميع بالتسمية جهرا، ومنهم من أخذ بها مخفاة، ومنهم من أخذ بتركها سرا وجهرا، وهو الذي يأخذ به الأندلسيون، وبه كان يأخذ شيخنا أبو القاسم ويأبي غيره، على أنه أكثر ما قرأ في ذلك بالتسمية، وأما أنا فقرأت عليه لأبي عمرو وورش من الطرق المذكورة في هذا الكتاب بتركها، وللباقين بالتسمية جهرا. قال أبو جعفر: واختياري التسمية في أوائل الأجزاء لمن فصل بين السور، وتركها لمن لم يفصل. ونص التسمية عند الجميع: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وهي ثابتة على رأس كل سورة في أكثر المصاحف إلا براءة، وقد تقدم القول فيها، وليست: "بسم الله" من القرآن عند أحد من الأئمة، وإن كان بعضهم يرى حكمها حكم الحمد في التلاوة في الصلاة فإن ذلك لا يوجب أن تكون عنده قرآنا، ولو كان عنده قرآنا لكفر من يقول: ليست بقرآن، وهكذا بين هذا القاضي أبو بكر بن الطيب1, رضي الله عنه.

_ 1 المعروف بابن الباقلاني.

باب الإدغام

باب الإدغام شرح الأول: الذي لا يجوز فيه إلا الإدغام ... باب الإدغام: الإدغام أن تصل حرفا ساكنا بحرف مثله من غير أن تفصل بينهما بحركة أو وقف، فيرتفع اللسان بالحرفين ارتفاعة واحدة. والحرف عند لقائه حرفا آخر لا يخلو من أحد ثلاثة أقسام: قسم لا يجوز فيه إلا الإدغام، وقسم لا يجوز فيه إلا الإظهار، وقسم يجوزان فيه. شرح الأول: الذي لا يجوز فيه إلا الإدغام هو أن يكون الحرفان مثلين أولهما ساكن، كقوله تعالى: "مِّن ناصرين" [آل عمران: 22] {يدرككُّم الموت} [النساء: 78] ، "فلا يسرف فَّي القتل" [الإسراء: 33] ، "فما زالت تِّلْكَ" [الأنبياء: 15] ، "واذكر رَّبك" [آل عمران: 41] ، "وقد دَّخلوا بالكفر" [المائدة: 61] , و"إذ ذَّهب" [الأنبياء: 87] , و"ربحت تِّجارتهم" [البقرة: 16] ، "تسطع عَّليه" [الكهف: 82] و"اذهب بِّكتابي" [النمل: 28] "ومنهم مَّن" [البقرة: 253] في قول من سكن الميم. وكذا كل حرف ساكن لقي مثله في جميع القرآن، سواء كان ساكن الخلقة1 أو أصله الحركة، إلا أن يكون الساكن عن حركة قبله ساكن غير حرف مد2، وذلك في إدغام أبي عمرو الكبير، فلا يدغم لما فيه من التقاء الساكنين على غير حدة في كلامهم، ولكن يخفى. أو يكون الساكن ياء أو واوا وما قبلهما من جنسهما، نحو: {آمَنُوا وَعَمِلُوا} ، و {فِي يُوسُفَ} [يوسف: 7] ونحوه، فلا بد من الإظهار حملا لهما على الألف مع

_ 1 أي: مبني على السكون أصلا نحو: "من، وبل، وهل". 2 نحو: {مِنَ الْعِلْمِ مَا} , {فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} .

أنهما في القرآن منفصلان، فلم تقوَ الواو والياء المنفصلتان على الإدغام، كما لم تقو الواو والياء المتصلتان على إدغام الواو والياء في السين في اسم: موسى وعيسى؛ لتباين مخرج الواو والسين؛ لأن الواو من حروف الشفتين، والسين من حروف الفم، فلذلك لم يجز إدغامها في السين، وكذا الياء أيضا، مخرجها وإن كان مقاربا لمخرج السين، فبينهما تباين؛ لأن الياء مخرجها ما بين اللسان والحنك، والسين من طرف اللسان وبين الثنايا، وبينهما بون كبير؛ فلذلك لم تقو الواو والياء على الإدغام في السين في اسم: موسى وعيسى، ولو كان حرفا اللين أيضا قد لقيا مثلهما في كلمة لأظهرتا نحو: قوول وسوير، حملا على قاول وساير، ولا أعلمه جاء في القرآن. فأما إن كان الأول حرف لين نحو: "عصوا وَّكانوا" [البقرة: 61] و {اتَّقَوْا وَآمَنُوا} [المائدة: 93] {وَاللَّائِي يَئِسْنَ} [الطلاق: 4] في قراءة أبي عمرو والبزي فسبيله سبيل سائر الحروف الصحاح من الإدغام. قال سيبويه: "وإذا قلت وأنت تأمر: اخشى ياسرا، واخشوا واقدا؛ أدغمت؛ لأنهما ليسا بحرفي مد كالألف، وإنما هما بمنزلة قولك: احمد داود، واذهب بنا، فهذا لا تصل فيه إلا إلى الإدغام؛ لأنك إنما ترفع لسانك من موضع هما فيه سواء، وليس بينهما حاجز". قال أبو جعفر: وقد روى أبو سليمان عن قالون، والشموني عن الأعشى1: {عَصَوْا وَكَانُوا} ونحوه، بإشباع مد الواو وترك الإدغام، ولا يؤخذ به، وله وجه من القياس، وهو حمل الوصل على الوقف. قال أبو جعفر: فأما {وَاللَّائِي يَئِسْنَ} فذهب طاهر بن غلبون إلى أنه مظهر في قراءة أبي عمرو والبزي، وتابعه على ذلك عثمان بن سعيد، قالا: لأن البدل عارض مع ما لحق الكلمة من الإعلال إن حذفت الياء من آخرها، وأبدلت الهمزة ياء، فلو أدغمت لاجتمع في ذلك ثلاثة إعلالات، قال طاهر: ولو أدغم ذلك لجاءت به الرواية.

_ 1 الأعشى عن شعبة عن عاصم.

قال لي أبي -رضي الله عنه: ما ذكراه من إظهار ياء {وَاللَّائِي} عند ياء {يَئِسْنَ} خطأ، ولا يمكن فيها إلا الإدغام، وتوالي الإعلال غير مبالى به إذا كان القياس مؤديا إليه، والقياس في المثلين إذا سكن الأول منهما الإدغام في المتصل والمنفصل، ألا ترى أنهم أعلوا الأمر في نحو قولهم: ش ثوبك، ولِ زيدا، إعلالا بعد إعلال، فجمعوا فيه بين حذف الياء التي تحذف في "ارم، واقض" وحذف الواو التي تحذف في "عد، وزن" وليس مثل مضارع "وتد" حين قالوا "يتد" ولم يقولوا: "يد" لأن إدغام المتقاربين في كلمة ليس بقياس، ولو كان قياسا عندهم لم يكرهوا "يد" كما أنه لو كان الإدغام أوجب من حذف الواو لقالوا: يود في "يوتد" فأثبتوا الواو ونقلوا إليها حركة التاء، فتركوا ذلك في المتقاربين كما تركوه في المثلين من كلمتين لئلا تنتقض الأقيسة، وتنخرم الأبواب، على حد ما يشير إليه سيبويه في الكتاب، وقل من يضبط ذلك عنه، وإنما يأخذ في هذا بالإظهار لهما من اعتقد أن الهمزة ملينة بين بين لا مبدلة. قال أبو جعفر: وسأذكر عبارات القراء لهما في موضعه، فأما سكوتهم عن هذا الحرف فيما أدغم فليس فيه دليل على أنه يجب إظهاره، بل فيه دليل على وجوب الإدغام لكونهما مثلين أولهما ساكن، فالإدغام واجب كما كان واجبا في النظائر، فلوجوب الإدغام فيه استغني عن النص عليه، فثبت بكل ما ذكرنا أن إدغام: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ} لأبي عمرو واجب في الإدغام الصغير، فلا وجه لذكره في الإدغام الكبير. فأما "ماليه، هَّلك" [الحاقة: 28، 29] لمن أثبت هاء السكت وصلا فالأخذ لهم بالإظهار؛ إلا ورشا فالأخذ له بالوجهين من الإظهار والإدغام؛ لأنه قد روي عنه نصا نقل الحركة في: {كِتَابِيَهْ, إِنِّي} [الحاقة: 19, 20] على التشبيه بالأصلي الثابت في جميع أحواله، وقياسه الإدغام، ومن أخذ له في ذلك بغير نقل أخذ له في هذا بالإظهار، وهو الوجه، وكلاهما معمول به، هذا مأخذ المقرئين. قال لي أبي -رضي الله عنه: وجه الإدغام في: "ماليه، هَّلك" أنه وصول إلى حمل الوصل على الوقف، ثم اعترض فيه التقاء المثلين، فلم يكن بد من الإدغام, فأما من أظهر فإنه واقف لا محالة وإن لم يقطع صوته.

شرح الثاني: الذي لا يجوز فيه الإدغام

شرح الثاني: الذي لا يجوز فيه الإدغام هو ما تباين فيه الحرفان بالمخرج والصفة، فإن تباينا، إما بمخرج وإما بصفة، بعُد الإدغام، ومنه ما يجوز، ومنه ما لا يجوز. واختلاف المخرج وإن قل، من أسباب الإظهار، وكذلك تباين الصفتين، وكل حرف فيه زيادة صوت لا يدغم فيما هو أنقص صوتا منه؛ لما يلحق الإدغام من الاختلال، لذهاب ما يذهب منه من الصوت، ولا يوصل إلى معرفة ذلك إلا بعد العلم بمخارج الحروف وصفاتها. مخارج الحروف وصفاتها 1: من مخارج الحروف عند سيبويه ستة عشر مخرجا: للحلق ثلاثة: فأقصاها مخرجا: الهمزة والهاء والألف. والأوسط: العين والحاء. والأدنى: من الفم الغين والخاء. الرابع: أقصى اللسان وما فوقه من الحنك: القاف. الخامس: أسفل من موضع القاف من اللسان قليلا, وما يليه من الحنك: الكاف. السادس: وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك: الجيم والشين والياء. السابع: من بين حافة اللسان وما يليها من الأضراس: الضاد.

_ 1 المخرج هو محل خروج الحرف, والصفة كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج.

الثامن: من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان، ما بينها وبين ما يليها من الحنك الأعلى، مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية: مخرج اللام. التاسع: النون، وهو من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا. العاشر: مخرج الراء، قريب من مخرج النون، غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا؛ لانحرافه إلى اللام. الحادي عشر: ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا العليا: مخرج الطاء والدال والتاء. الثاني عشر: ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: الظاء والثاء والذال. الثالث عشر: ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا السفلى: مخرج الزاي والسين والصاد. الرابع عشر: من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العلى: مخرج الفاء. الخامس عشر: ما بين الشفتين: الباء والميم والواو. السادس عشر: من الخياشيم مخرج النون الخفيفة1. وصفات الحروف التي تتميز بها: ستة عشر صنفا، كلها يحتاج إليها في الإدغام وهي: المجهورة، المهموسة، الشديدة, الرخوة، المطبقة, المنفتحة، المستعلية, المستفلة، حرفا الغنة2، حروف الصفير، حروف المد واللين، الحرف الهاوي، الحرف المستطيل, الحرف المتفشي، الحرف المكرر، الحرف المنحرف. فالمجهورة تسعة عشر حرفا يجمعها: "ظل قند يضغم زرطا وإذ بعج".

_ 1 أي: الغنة. 2 النون والميم.

والمهموسة: ما عداها، وهي عشرة أحرف، يجمعها: "سكت فحثه شخص". والشديدة ثمانية أحرف: الهمزة، والقاف، والكاف، والجيم، والطاء، والباء، والتاء، والدال، وقد جمعها بعضهم فقال: "أدّ طب كج قت"1. والرخوة: ما عداها. والمطبقة أربعة وهي: الطاء, والظاء، والضاد، والصاد. والمنفتحة: ما عداها. والمستعلية سبعة أحرف, وهي: الخاء, والصاد، الضاد، والطاء، والظاء، والغين، والقاف، يجمعها: "ضغط قص خظ"2. والمستفلة: ما عداها. وحرفا الغنة: الميم والنون. وحروف الصفير: الصاد، والسين، والزاي. وحروف المد واللين: الألف والياء والواو. والحرف الهاوي: الألف. والمستطيل: الضاد. والمتفشي: الشين. والمكرر: الراء. والمنحرف: اللام والراء. فهذه المخارج والصفات.

_ 1 وجمعها البعض: أجد قط بكت. 2 وجمعها البعض: خص ضغط قظ.

ونذكر أشياء جرت عادة القراء بذكرها للخلاف الواقع في بعضها، ولتخوفهم على القارئ من اللحن والإدغام. من ذلك الفاء: لا يجوز إدغامها في الميم والواو والباء؛ لأنها انحدرت إلى الفم حتى قاربت مخرج الثاء، نحو: {وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ} [الأنعام: 133] ، و {نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص: 57] و {تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا} [طه: 69] ، و {لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ} [العنكبوت: 33] ، و {لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ} [الذاريات: 28] ، و {ق وَالْقُرْآنِ} [ق: 1] و {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ} [سبأ: 9] وليس في القرآن من الفاء عند الباء غيره، وقد قرأه الكسائي مدغما1، ووجهه أنها من حروف الشفة، وأن الباء مجهورة والفاء مهموسة. ومن ذلك الميم عند الفاء والواو: نحو: {هُمْ فِيهَا} ، {يَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ} [البقرة: 15] و {نَعَمْ فَأَذَّنَ} [الأعراف: 44] ، و {قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] ، و {عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] ، و {هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [آل عمران: 10] ، و {مَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ} [لقمان: 22] وشبه ذلك حيث سكنت، لا يجوز في شيء منه الإدغام لما فيه من الإخلال بالغنة، فالحكم أن تظهر الميم عندهما، وتبين بيانا حسنا من غير تكلف. وحدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله الحضرمي، حدثنا عبد الوهاب بن محمد، حدثنا الأهوازي قال: قرأت لابن برزة عن الدوري، يعني عن أبي عمرو بإخفائها عندهما، وهو مذهب أبي العباس المعدل وأبي علي الحريري وأبي جزء العدوي وغيرهم من قَرَأَة2 البصريين، وهو اختيارهم في سائر القراءات، قال: وقرأت على ابن جرير عن السوسي بإخفائها عند الفاء وحدها حيث سكنت عندها، وهو مذهب الفضل بن شاذان وبنيه وغيرهم من قرأة الرازيين، قال: وقرأت للباقين -يعني من السبعة- بإظهارها حيث سكنت عندهما،

_ 1 أي: أدغم في قوله تعالى: {نَخْسِفْ بِهِمُ} لا غير. 2 أي: قراء.

بيانا حسنا من غير إفحاش ولا تنفير، وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وأبي الحسن بن شنبوذ وأبي الحسين بن المنادي وأبي الحسين بن بويان وأبي بكر بن مقسم وأبي بكر النقاش، وأبي طاهر بن أبي هاشم, وغيرهم من قرأة البغداديين، وهو اختيارهم، وعلى ذلك وجدت أئمة القراءة بمدينة السلام، انتهى كلام الأهوازي. وسنذكر ما جاء عن الكسائي من إدغام الميم عند الفاء. من ذلك الميم عند الباء: نحو: {كَذَّبْتُمْ بِهِ} [الأنعام: 57] ، و {آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] , و {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} [آل عمران: 101] ، و {أَنْ بُورِكَ} [النمل: 18] ، و {هَنِيئًا بِمَا} [الطور: 19] ، و {صُمٌّ بُكْمٌ} [البقرة: 18] ونحوه كثير. فاختلفت عبارات القراء عنه بعد إجماعهم, إلا من شذ، وسنذكره على أن الإدغام لا يجوز. فقال ابن مجاهد: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى؛ لأن لها صوتا من الخياشيم تواخي به النون الخفيفة، قال: وهو قول سيبويه. وإلى هذا ذهب أبو الحسن الأنطاكي، وأبو الفضل الخزاعي، وعثمان بن سعيد، وبه كان يأخذ أصحابه فيما ذكر لي أبي -رضي الله عنه- وكذلك أخذ على عياش بن خلف عن قراءته على محمد بن عيسى، ويحكى أنه مذهب الفراء. وقال أبو الحسين بن المنادي، وأحمد بن يعقوب التائب, وعبد الباقي بن الحسن, وطاهر بن غلبون, وغيرهم: هي مظهرة غير مخفاة. وقال لي عياش بن خلف، قد روي هذا أيضا عن ابن مجاهد نصا، فحدثنا أبو داود قال: قال لنا عثمان بن سعيد: رواه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد نصا. وقال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار، ولفظ لي به، فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا، وروى أحمد بن أبي سريج عن الكسائي إدغام الميم في الباء والفاء.

قال الخزاعي: وإدغامها في الفاء اختيار خلف في رواية الحلواني عنه. وقرئ على أبي القاسم وأنا أسمع، عن أبي معشر، عن الحسين بن علي، عن الخزاعي قال: سمعت أبا بكر الشذائي يقول: إدغام الميم في الفاء لحن. قال لي أبي -رضي الله عنه: المعول عليه إظهار الميم عند الفاء والواو والباء، ولا يتجه إخفاؤها عندهن إلا بأن يزال مخرجها من الشفة، ويبقى مخرجها من الخيشوم، كما فعل ذلك في النون المخفاة. وإنما ذكر سيبويه الإخفاء في النون دون الميم، ولا ينبغي أن تحمل على النون في هذا؛ لأن النون هي الداخلة على الميم في البدل في قولهم: شنباء وعنبر، و {صُمٌّ بُكْمٌ} فحمل الميم عليها غير متجه؛ لأن للنون تصرفًا ليس للميم، ألا ترى أنها تدغم ويدغم فيها، والميم يدغم فيها ولا تدغم، إلا أن يريد القائلون بالإخفاء انطباق الشفتين على الحرفين انطباقا واحدا، فذلك ممكن في الباء وحدها في نحو: أكرم بزيد، فأما في الفاء والواو فغير ممكن فيهما الإخفاء إلا بإزالة مخرج الميم من الشفتين، وقد تقدم امتناع ذلك، فإن أرادوا بالإخفاء أن يكون الإظهار رفيقا غير عنيف فقد اتفقوا على المعنى، واختلفوا في تسميته إظهارا أو إخفاء، ولا تأثير لذلك. وأما الإدغام المحض فلا وجه له. وقال لي: وما ذُكر عن الفراء من إخفاء النون عند الباء فوجه ذلك أنه سمى الإبدال إخفاء، كما سمى الإدغام في موضع آخر من كتابه إخفاء، فيرجع الخلاف إلى العبارة لا إلى المعنى، إذ الإخفاء الصحيح في هذا الموضع لم يستعمله أحد من المتقدمين والمتأخرين في تلاوة، ولا حكوه في لغة. وكذلك ما ذُكر عن ابن مجاهد في إخفاء الميم عند الباء قول متجوز به على سيبويه، فعلق عبارة الفراء على مذهب سيبويه، فإن كان عنده من التحصيل ما عند الفراء فعذره ما ذكرنا، وإن كان أراد غير ذلك فهو افتيات على سيبويه. قال أبو جعفر: ولا خلاف في إظهار الميم الساكنة عند الياء، نحو: {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [يوسف: 62] , و {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86] ، و {أَهُمْ يَقْسِمُونَ} [الزخرف: 32] وما أشبه ذلك.

وكذلك عند سائر حروف المعجم سوى مثلها، لا يجوز الإدغام في شيء من ذلك. والميم لا تدغم في مقاربها لما ذكرناه من المزية بالغنة، ويدغم مقاربها فيها. ومن ذلك القاف عند الكاف، والكاف عند القاف: البيان والإدغام جائزان عند البصريين فيهما، فالإدغام لتقاربهما في المخرج، والإظهار لاختلاف الصفتين؛ لأن القاف مجهورة، والكاف مهموسة، فالكاف عند القاف نحو: انهك قطنا، ولا أعلمه جاء في القرآن. والقاف عند الكاف موضع واحد، وهو قوله -عز وجل- في المرسلات: "ألم نخلقكُّم من ماء" [المرسلات: 20] . وذكر أبو علي الأهوازي إظهار القاف في "الإيضاح"، وأنه قرأ لابن جماز عن نافع: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ} بإظهار القاف. وصار أهل الأداء بعدُ1 لسائر القراء فيه فرقا ثلاثا؛ ففرقة ذهبت إلى الإدغام البتة وإذهاب الصوت، وهو مذهب ابن مجاهد، وأبي الحسن الأنطاكي، وأبي الحسن الحوفي، وأبي عمرو عثمان بن سعيد. فحدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عمرو قال: قال ابن مجاهد في كتاب "قراءة نافع": وما ذكر بعض الرواة عن نافع من إظهار قاف {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ} يريد بيان قلقلتها، كبيان إطباق الطاء إذا أدغمت في التاء، فلا عمل عليه لذهاب الجهر الذي في القاف "يريد" بالقلب والإدغام. قال أبو جعفر: حمل ابن مجاهد رواية ابن جماز على أنه لا يراد بها الإظهار المحض، وهو خروج عن الظاهر من غير ضرورة إلى ذلك. وحدثنا أبو الحسن بن كرز، حدثنا أبو القاسم بن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي

_ 1 أي: بعد ذلك, فالدال مضمومة.

قال: سمعت أبا عبد الله اللالكائي يقول: الجماعة على إدغامه إلا شيئا يروى عن قالون عن نافع لا يعول عليه. وقال أبو الحسن الأنطاكي في كتابه عن نافع: إنه كان يدغم القاف في الكاف ولا يبقى منها صوتا، ولا خلاف بين القراء في ذلك, ومن حكى غير ذلك عن بعضهم حكى غلطا. وإلى هذا ذهب عثمان بن سعيد وقال: إن القلقلة إنما هي في الوقف لا في الوصل, وقد صدق، ولكن الكلام معه في الاستعلاء لا في القلقلة. وفرقة ذهبت إلى الإدغام وإبقاء الصفة التي هي الاستعلاء والجهر، وهو مذهب أكثر الناس. قال الأهوازي: قرأت عن الجماعة بإدغام القاف وإبقاء صوتها عند الكاف. وقال أبو عبد الله محمد بن سفيان1 ردا على الأنطاكي في كلامه المختلف قبل: القراء مجمعون على خلاف ما قال، ولا يدغم منهم أحد القاف في الكاف حتى يبقي صوت القاف، وذلك أن القاف مجهورة، وهي حرف قلقلة واستعلاء، فلو لم يبق منها صوت لاختلّت، إذ كان إدغامها في حرف مهموس لا قلقلة فيه ولا استعلاء، ألا ترى أنهم أجمعوا على بقاء صوت الإطباق من الطاء إذا أدغموها في التاء في قوله: "أحطتُّ" [النمل: 22] ، و"بسطتّ" [المائدة: 28] وهذا مما أقر به هو أنه إجماع من القراء. والفرقة الثالثة ذهبت إلى البيان، فقرأت على أبي الحسن بن كُرز عن ابن عبد الوهاب قال: سمعت الأهوازي يقول: سمعت أبا الفرج الشنبوذي يقول: كان أبو بكر النقاش يظهرها عن ابن كثير وعاصم، ويدغمها عن الباقين، فذكرت ذلك لأبي إسحاق الطبري فقال: تخطئون على شيخنا، إنما أراد إظهار صوت القاف. قال الأهوازي: وذكرت ذلك لأبي الحسين بن أبي المعتمر, فقال لي: لا يصح إظهار صوت القاف إلا بعد تغليظ اللام. قال: وذكر لي أبو علي أن بعضهم كان يروي عن ابن الأخرم, عن ابن ذكوان

_ 1 صاحب كتاب "الهادي" في القراءات.

الإظهار من غير إفراط. قال أبو جعفر: الحكاية عن الأصبهاني ليست نص روايتي عن ابن كرز، بل نقلتها على المعنى. قال أبو جعفر: الأخذ بالبيان ليس عليه عمل، وأنت مخير في إبقاء الصفة مع الإدغام أو إذهابها، وكأن إجماعهم على إبقاء الإطباق في {أَحَطْتُ} يقوي إبقاء الاستعلاء هنا، وكلا الوجهين مأخوذ به، والله أعلم. ومن ذلك الظاء عند التاء: وهو موضع واحد في الشعراء، قوله تعالى: {أَوَعَظْتَ} [163] فالقراء على الإظهار فيه، وقد روى عباس1 عن أبي عمرو، وذكر عن ابن سعدان عن اليزيدي عنه، وعن نصير2 عن الكسائي إدغامها فيها وإذهاب صفتها، فتكون في السمع مثل: أوعدت, من الوعد، وهو جائز. وذكر الأهوازي عن جماعة، وعن نصير أيضا إدغامها وإبقاء صفتها، وهو جائز حسن، ولكن أهل الأداء يأبون ذلك، ولا يأخذون فيه إلا بالإظهار، وكأنهم عدلوا عن الإدغام لما فيه من اللبس. ومن ذلك الضاد عند التاء والجيم واللام والطاء: لا خلاف في إظهاره عندهن، مثل قوله تعالى: {فَرَضْتُمْ} [البقرة: 237] ، و {أَقْرَضْتُمْ} [المائدة: 12] ، و {مَرِضْتُ} [الشعراء: 80] ، و {فَقَبَضْتُ} [طه: 96] ، و {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ} [الحجر: 88] ، و {وَاخْفِضْ لَهُمَا} [الإسراء: 24] ، و {فَمَنِ اضْطُرَّ} [البقرة: 173] ، و {إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119] ، وما أشبه ذلك. ولا يجوز الإدغام لمزية الضاد، والضاد من الحروف التي لا تدغم في مقاربها، ويدغم مقاربها فيها، وهي سبعة، وهي: الطاء، والدال، والتاء، والظاء، والذال،

_ 1 العباس بن الفضل، انظر روايته في "المستنير" و"الغاية" و"الكفاية" وغيرها. 2 كل من العباس وابن سعدان ونصير ليس من طرق الكتاب, ولينظر لهم في "المستنير" و"الكفاية" وغيرهما, وصدرا وغيرهما من أصول "النشر" عن الدار.

والثاء، واللام، فقولك: حط ضمانك، ورد ضاحكا، وشدت ضفائرها، واحفظ ضأنك، وخذ ضرمك، ولم يلبث ضاربا، والضاحك. والمزايا التي لا تذهب للإدغام خمس، وهي الاستطالة والتفشي والتكرير والصفير والغنة، على أنه قد جاء عن بعض المتقدمين من القراء غير السبعة إدغام الضاد عند الطاء في {اضْطُرَّ} وبابه، وله وُجَيه قد نص عليه سيبويه ليس هذا موضع ذكره. ومن ذلك الراء الساكنة عند اللام، نحو: "نَّغفر لكم" [البقرة: 58] ، و {يُغْفَرْ لَهُمْ} [الأنفال: 38] ، و {وَاغْفِرْ لَنَا} [البقرة: 286] ، و {يَنْشُرْ لَكُم} [الكهف: 16] ، و {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65] ونحوه. وجملة ما في القرآن منه اثنان وخمسون موضعا، أجمع القراء على الإظهار فيها لما في الإدغام من الإخلال بالصفة، إلا ما رووا عن أبي عمرو من الإدغام في كل ذلك، في الكبير والصغير، على أن أبا زيد روى عنه الإظهار كالجماعة، وهي رواية ابن جبير عن اليزيدي عنه، وهو مذهب سيبويه، وإليه رجع ابن مجاهد أخيرا, كما حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا مكي بن أبي طالب، حدثنا أبو الطيب قال: أخبرنا أبو سهل أن ابن مجاهد كان قديما يأخذ بالإدغام في قراءة أبي عمرو، يعني إدغام الراء في اللام، ثم رجع إلى الإظهار قبل موته. قال أبو الطيب: فذاكرت أبا الفتح بن بدهن بما عرفني به أبو سهل فقال: هو كما قال. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا محمد بن أحمد, حدثنا ابن مجاهد عن أصحابه, عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالإدغام، ولم يذكر خلافا ولا اختيارا، وبالإدغام يأخذ القراء، وكأن المسهل له قرب المخرج، وامتنع عند سيبويه لما فيه من إذهاب التكرير.

ومن ذلك السين عند التاء نحو: {نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 14] ، و {اسْتَطَعْتَ} [الأنعام: 35] ، و {مُسْتَضْعَفُونَ} [الأنفال: 26] ، ونحو ذلك كثير، لا يجوز فيه الإدغام للإخلال بالصفير. ومن ذلك العين عند الغين, والغين عند العين، والحاء عند العين، والعين عند الحاء، والحاء عند الهاء نحو: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} ، و {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ} في الموضعين في [النساء: 115] ، و {أَفْرِغْ عَلَيْنَا} [البقرة: 250] ، و {أُفْرِغْ عَلَيْهِ} [الكهف: 96] ، و {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} [الزخرف: 89] {وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ} [النور: 21] . ولا أعلم الحاء عند الهاء جاءت في القرآن، وهو نحو: "امدح هلالا" فالإدغام في هذا كله ممتنع. وحروف الحلق التي تدغم: الهاء والعين والحاء والخاء والغين، فما كان منها أدخل في الحلق لم يدغم فيه الأدخل في الفم. ومن ذلك لام "قل" عند السين والصاد والنون والتاء نحو: {قُلْ سَمُّوهُمْ} [الرعد: 33] ، و {قُلْ سَأَتْلُو} [الكهف: 83] ، و {قُلْ سَلامٌ} [الزخرف: 89] ، و {قُلْ صَدَقَ اللَّهُ} [آل عمران: 95] ، و {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ} [التوبة: 81] ، و {قُلْ نَعَمْ} [الصافات: 18] ، و {قُلْ تَعَالَوْا} [الأنعام: 151] ، و {قُلْ تَمَتَّعُوا} [إبراهيم: 30] ونحوه, لا خلاف في إظهاره. فأما عند الراء فلا خلاف في إدغامها للقرب الذي بينهما، واشتراكهما في الجهر، إلا ما روى أبو سليمان عن قالون من إظهارها عندها حيث وقع، نحو: "قل رَّب إما" [المؤمنون: 93] ، و"قل رَّبي أعلم" [الكهف: 22] والعمل فيه على الإدغام. ومن ذلك لام "بل" عند الجيم نحو: {بَلْ جِئْنَاكَ} [الحجر: 63] ، و {بَلْ جَاءَهُمْ} [المؤمنون: 70] ، و {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ} [الصافات: 37] وشبهه. لا يجوز فيه الإدغام لتباعد المخرجين، كما لا يجوز إدغام الباء في الجيم للتباعد بالصفة.

فأما لام "بل" عند الراء, نحو: {بَلْ رَبُّكُمْ} [الأنبياء: 56] فهو مدغم عند الجميع إلا ما روى أبو سليمان عن قالون أنه أظهره, ونذكر مذهب حفص في {بَلْ رَانَ} [المطففين: 14] في موضعه. ومن ذلك اللام الساكنة عن حركة عند النون نحو: جعلنا، وأرسلنا، وبدلنا, و {يُبَدِّلْ نِعْمَةَ} [البقرة: 112] ، و {فَيَظْلَلْنَ} [الشورى: 33] ونحوه حيث وقع. لا خلاف بينهم في إظهارها عندها، ويختلف بعض القَرَأَة1 في صورة اللفظ بها، فمنهم من يجوده، وينطق بالساكن مظهرا على واجبه من غير إفحاش، ومنهم من يعنف في ذلك إرادة إشباع الإظهار، فربما حرك اللام وأحدث حرف مد قبلها، وذلك لحن جلي، ومنهم من يدغم، وذلك أيضا لحن. ومن ذلك دال "قد" وذال "إذ" وتاء التأنيث عند ما عدا الحروف التي اختلفت القراء في إظهارها وإدغامها، هن مظهرات عندهن. وهذا كافٍ في هذا الباب، من علمه قاس عليه ما لم أذكره إن شاء الله.

_ 1 أي: بعض القراء.

شرح الثالث: الذي يجوز فيه الإظهار والإدغام

شرح الثالث: الذي يجوز فيه الإظهار والإدغام هو ما حصلت فيه علة كل واحد منهما، من البعد والقرب، فقد يكون الإدغام في العربية أوجه، وقد يكون الإظهار أوجه، وقد يكونان متساويين على قدر القرب والبعد. وهذا الباب طريقه الرواية، وإنما يرتدف التعليل على مروي، وهو ينقسم عند القراء قسمين: إدغام كبير، وإدغام صغير.

ذكر الإدغام

ذكر الإدغام الكبير: سموه كبيرا لأنه أكثر من الصغير، ولما فيه من تصيير المتحرك ساكنا، وليس ذلك في الإدغام الصغير، ولما فيه من الصعوبة. وهو مما انفرد به أبو عمرو1، وكان له مذهبان: أحدهما: الإظهار كسائر القراء. والآخر: الإدغام. وإنما كان يأخذ به عند الحدر وإدراج القراءة؛ ولهذا يستعمله أهل الأداء مع تخفيف الهمز. قال أبو علي الأهوازي: ما رأيت أحدا ممن قرأت عليه يأخذ عنه بالهمز مع الإدغام. والناس على ما ذكر الأهوازي، إلا أن شريح بن محمد أجاز لي الإدغام مع الهمز، وما سمعت ذلك من غيره، فأما تخفيف الهمزة فلا يلزم معه الإدغام. فكان أبو عمرو يدغم المتحرك في مثله وفي مقاربه إذا كانا متحركين, سواء سكن ما قبله أو تحرك، ولا تصل إلى الإدغام حتى تسكن المدغم وترد الأول كمقاربه الذي تدغمه فيه. وإذا التقى الحرفان المثلان، الأول مشدد، أو منون، أو منقوص، أو تاء مخاطبة ذكر أو أنثى، نحو قوله تعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ} [النساء: 24] ، و {مَسَّ سَقَرَ} [القمر: 48] ، و {الْيَمِّ مَا} [طه: 78] ، و {مِنْ أَنْصَارٍ، رَبَّنَا} [آل عمران: 192، 193] , و {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ} [يونس: 99] ، و {كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40] ، و {جِئْتِ شَيْئًا} {مريم: 27] ، و {يَبْتَغِ غَيْرَ} [آل عمران: 85] ،

_ 1 من السبعة المشهورين.

و {يَخْلُ لَكُمْ} [يوسف: 9] لم يدغم. وذكر الخزاعي أن هذا اتفاق من الأئمة. وقد ورد عن أبي عمرو الإدغام في كل ذلك، فأما المشدد فحدثني أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسن القطان، حدثنا أبو عبد الله الرازي، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، حدثنا أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن أبي عمرو أنه أدغم المشدد إذا لقي مثله متحركا, مثل قوله تعالى: {صَوَافَّ فَإِذَا} [الحج: 36] , و {مَسَّ سَقَرَ} [القمر: 48] , و {كُنَّ نِسَاءً} [النساء: 11] , و {وَأُحِلَّ لَكُمْ} [النساء: 24] , ونحو ذلك. والمتقاربان كالمثلين في المشدد والمنون، أعني في الامتناع من الإدغام، فالمشدد نحو قوله تعالى: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ} [الحج: 19] , و {وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء: 48] ، و {الْحَقُّ كَمَنْ} [الرعد: 19] ، والمنون نحو: {عَذَابٌ مُهِينٌ} ، و {ظُلُمَاتٍ ثَلاث} [الزمر: 6] ، و {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ} [الكهف: 22] وهو كثير جدا. ونشرح أصول الإدغام الكبير على حروف المعجم شرحا شافيا، يغني الواقف عليه عن النظر في فرش الإدغام, إن شاء الله تعالى. باب الهمزة: قال سيبويه: "وأما الهمزتان فليس فيهما إدغام في مثل: قَرَأَ أَبُوكَ، وأَقْرِئْ أَبَاكَ؛ لأنه لا يجوز لك أن تقول: قرأ أبوك فتحققهما، فتصير كأنك إنما أدغمت ما يجوز فيه البيان؛ لأن المنفصلين يجوز فيهما البيان، فلا يجريان مجرى ذلك، وكذلك قالته العرب، وهذا قول الخليل -رحمه الله- ويونس" يعني أن الهمزة يترك فيها إعلال الإدغام؛ لأن التخفيف يلزم إحداهما إذا اجتمعتا. قال: "وزعموا أن ابن أبي إسحاق كان يحقق الهمزتين وأناس معه، وقد تكلم ببعضه العرب، وهو رديء، فيجوز الإدغام في قول هؤلاء، وهو رديء".

قال أبو جعفر: لم تلتقيا في القرآن أولاهما ساكنة، والتقتا وأولاهما متحركة، نحو: {نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} [الشعراء: 69] ، و {يَشَاءُ إِلَى} [النور: 64] . ولو كان أبو عمرو ممن يحقق الهمزتين لأدغم، لكنه يخفف إحداهما على ما سنذكره من مذهبه، فلا طريق مع ذلك إلى الإدغام. وقوم من القراء يقولون: لو لقيت مثلها ساكنة في القرآن جاز إدغامها وإظهارها، يعنون بالإظهار التخفيف. قالوا: ولا بد مع تحريكهما من الإظهار، على مثل: قرأ أبوك، {نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ} ونحوه, وأما على نحو: رأس، والدأَّث في اسم وادٍ، وسأَّل ونحوه، فإنه مدغم لأنه لا شيء يصح سواه. باب الباء: أدغمها في مثلها حيث وقع، تحرك ما قبلها أو سكن، نحو: {لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ} [البقرة: 20] ، و {الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [الزمر: 2] ، و {الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ} [الكهف: 58] ، و {عَاقَبَ بِمِثْلِ} [الحج: 60] ، و {يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} [الماعون: 1] . وفي الميم في: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} لا غير, وجملته خمسة مواضع1. فأما {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} في [البقرة: 284] فهو سادس, وهو من الإدغام الصغير وسنذكره في موضعه. وأظهر النظائر نحو: {أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة: 26] ، و {ضُرِبَ مَثَلٌ} [الحج: 73] ، و {سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آل عمران: 181] ، وكأنه خص {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} استثقالا للخروج من كسر إلى ضم، على أن ابن سعدان روى عن اليزيدي: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ} [المائدة: 39] مدغما، "وأبا زيد روى الإظهار في: {يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ". فأما: {لَا رَيْبَ فِيهِ} حيث وقع، فرواية اليزيدي الإظهار.

_ 1 آل عمران: "129"، والمائدة: "18، 40"، والعنكبوت: "21، والفتح: "14".

باب التاء: يدغمها في مثلها، سكن ما قبلها أو تحرك بأي الحركات كان، سواء كان لام الفعل أو للتأنيث1، نحو: {الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ} [الأنعام: 61] ، {الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا} [المائدة: 106] ، {السَّاعَةَ تَكُونُ} [الأحزاب: 63] ، {الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 16] وجملته أربعة عشر موضعا. فإن كانت تاء خطاب أو في فعل منقوص أظهر، نحو: "كِدْتَّ تَرْكَنُ" [الإسراء: 74] ، و {كُنْتُ تُرَابًا} [النبأ: 40] ، و {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ} [يونس: 42] . ويدغمها في عشرة أحرف من مقاربها، سكن ما قبلها أو تحرك، وهي: الجيم والثاء والشين والضاد والطاء والظاء والذال وحروف الصفير2. الجيم نحو: {الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ} [إبراهيم: 23] ، و {السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ} [يونس: 27] . فأما قوله: {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} [هود: 32] ، و {إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} [الكهف: 39] فنذكره بعد. الشين ثلاثة مواضع: {السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] ، {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} في الموضعين في [النور: 4، 13] فأما قوله: {جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27] فنذكره بعد. الثاء نحو قوله: {بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ} [البقرة: 92] ، و {النُّبُوَّةَ ثُمَّ} [آل عمران: 79] ، و {الْمَوْتِ ثُمَّ} [العنكبوت: 57] ، ونحوه، وجملته سبعة عشر موضعا. فأما قوله: {وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ} [البقرة: 83] ، و {التَّوْرَاةَ ثُمَّ} [الجمعة: 5] فروى ابن اليزيدي وابن جبير وابن رومي وابن سعدان عن اليزيدي، وقاسم عن أبي عمر عنه الإدغام، وهي رواية شجاع، وأخذ ابن مجاهد وأصحابه بالإظهار.

_ 1 أي: التاء سواء كانت من أصل الكلمة نحو: {الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ} أو للتأنيث نحو: {السَّاعَةَ تَكُونُ} . 2 السين والصاد والزاي.

وأما {رَأَيْتَ ثَمَّ} [الدهر: 20] فنذكره بعد. السين نحو: {الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ} [النساء: 57] ، و {بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا} [الفرقان: 11] ، و {السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} [الأعراف: 120] وجملته أربعة عشر موضعا. الضاد: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1] وليس غيره. الطاء ثلاثة مواضع، وهي: {الصَّالِحَاتِ طُوبَى} [الرعد: 29] ، {الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32] ، {الصَّلاةَ طَرَفَيْ} [هود: 114] ، وفي هذا الحرف خلاف، وذكر الخزاعي أنه قرأه على أبي شعيب مظهرا. الظاء: {الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي} [النساء: 97, والنحل: 82] في النساء, والنحل لا غير. الذال: {عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ} [هود: 103] ، و {الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} [غافر: 15] ، و {الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [الذاريات: 1] ، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} [الصافات: 3] , {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا} [المرسلات: 5] وجملته اثنا عشر موضعا. الصاد: ثلاثة مواضع لا غير، وهي: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} [الصافات: 1] ، و {وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا} [النبأ: 38] ، و {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} [العاديات: 3] . الزاي: ثلاثة مواضع لا غير, وهي: {بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا} في [النمل: 4] ، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} [الصافات: 2] ، {إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر: 73] . تابعه حمزة من هذا الباب على إدغام أربع كلمات فقط, وهي قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا} ، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا} ، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا} ، {الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} . وزاد الحلواني عن خلاد: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: 1] ، و {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا} [العاديات: 2] .

فأما المنقوص، وتاء المخاطب المذكر والمؤنث، وتاء المتكلم فقد ذكرنا أنها لا تدغم في مثلها، فإدغامها في مقاربها أبعد. وقد جاءت في القرآن مع الجيم والثاء والسين والطاء والذال والشين، ولم تجئ مع الأحرف الباقية، وذلك نحو: {دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} [الكهف: 39] ، {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} [هود: 32] ، {كُنْتَ ثَاوِيًا} [القصص: 45] ، {رَأَيْتَ ثَم} [الدهر: 20] ، {أُوتِيتَ سُؤْلَكَ} [طه: 36] ، {فَلَبِثْتَ سِنِينَ} [طه: 40] ، {لَمْ يُؤْتَ سَعَةً} [البقرة: 247] ، {لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61] , {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} [النساء: 102] ، {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} [الإسراء: 26] ، {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا} [مريم: 27] ، وقد جاء في ذلك كله إلا السين خلاف. فأما {دَخَلْتَ جَنَّتَكَ} ، {فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} فرواه ابن اليزيدي وابن سعدان وقاسم عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو مدغما. وأما {رَأَيْتَ ثَمَّ} فرواه الداجوني عن السوسي مدغما، ولا خلاف في إظهار {كُنْتَ ثَاوِيًا} . وأما {لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} فروى أبو علي الصواف عن شجاع إدغامه. وأما {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} فقرئ على أبي علي الصدفي وأنا أسمع، عن أبي طاهر بن سوار، أخبرنا أبو علي العطار، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو بكر الولي، حدثنا ابن فرح عن الدوري عن اليزيدي: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} مدغما فيما ذكر أنه قرأ به عليه. وذكر الأهوازي أنه قرأ على الخزاعي عن ابن حبش عن ابن مجاهد بالإدغام. وذكر الخزاعي أنه كذلك قرأ على أبي محمد بن الكاتب عنه، قال: وقرأت على آخرين بالإظهار. وأرى الخزاعي قرأ بالإدغام أيضا على ابن حبش لأبي شعيب، فهو الظاهر من

كتاب "المنتهى"1. وقال عبد الباقي عن زيد بن أبي بلال أنه سمع ابن مجاهد يقرئ سنة ثلاثمائة {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} وجميع المنقوص بالإدغام؛ لأن أبا عمرو لم يستثنه، ثم رجع أبو بكر في آخر عمره إلى الإظهار، واعتلَّ بما سقط من أصل الكلمة. وروى أحمد بن جبير نصا عن اليزيدي: {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ} مظهرا، وأخذ به جماعة منهم ابن المنادي، والإدغام فيها اختياري. وأما {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى} فكان ابن مجاهد وابن المنادي يظهران لقلة حروف الكلمة, واعتلالها. وكان الداجوني وغيره يدغمان لقوة كسرة التاء، والإدغام رواية الصواف عن شجاع. وأما {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا} فروى مدين بن شعيب عن أصحابه إدغامه، وأهل الأداء يأخذون في هذا الحرف بالوجهين. باب الثاء: أدغمها في مثلها، وجملته ثلاثة مواضع: {حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} في [البقرة: 91, والنساء: 91] ، و {ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} في [المائدة: 73] . وفي خمسة أحرف من مقاربها, وهي: التاء، والذال، والشين, والسين، والضاد. التاء موضعان: في [الحجر: 65] {حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} , وفي [النجم: 59] {الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ} . الذال موضع واحد: {الْحَرْثِ ذَلِكَ} في [آل عمران: 14] .

_ 1 ونصه: "فقرأت على أبي علي بن حبش وأبي محمد بن الكاتب عن أبي عمر: "ولتأت طائفة" مدغما، وقرأت على آخرين بالإظهار" ا. هـ. وفي إسناد الخزاعي: ابن حبش عن أبي عمر الدوري وعن أبي شعيب السوسي, وكلام صاحب "المنتهى" واضح.

الشين خمسة مواضع: {حَيْثُ شِئْتُمَا} ، و {حَيْثُ شِئْتُمْ} في [البقرة: 35، 58] ، ومثله في [الأعراف: 19، 161] ، وفي [المرسلات: 30] {ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} . السين أربعة مواضع: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ} في [النمل: 16] ، {حَيْثُ سَكَنْتُمْ} في [الطلاق: 6] ، {الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ} في [القلم: 44] , {الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا} في [المعارج: 43] . الضاد موضع واحد: {حَدِيثُ ضَيْفِ} في [الذاريات: 24] . باب الجيم: لم تلق مثلها، ويدغمها في التاء في {ذِي الْمَعَارِجِ، تَعْرُجُ} [المعارج: 3, 4] هكذا عبارتهم وفيها تجوز؛ لأن إدغام الجيم في التاء لا يجوز, وتحقيقه إخفاء الحركة. واختلف عند الشين في قوله: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: 29] والإدغام رواية ابن حبش عن أبي عمر، وهو روايته أيضا عن أبي شعيب، وروى ابن اليزيدي وابن سعدان عن اليزيدي الإدغام عند الضاد, والصاد في قوله تعالى: {أَخْرَجَ ضُحَاهَا} [النازعات: 29] ، و {مُخْرَجَ صِدْقٍ} [الإسراء: 80] . باب الحاء: يدغمها في مثلها، وذلك موضعان: {النِّكَاحِ حَتَّى} [البقرة: 235] ، و {لَا أَبْرَحُ حَتَّى} [الكهف: 60] . وفي العين في موضع واحد, وذلك {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} [آل عمران: 185] لا غير. وقياسه: {وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} [المائدة: 3] ، و {لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81] وشبهه مما قبل الحاء فيه حرف متحرك مكسور، والأخذ فيه بالإظهار، والأخذ في: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ} وحده بالإدغام، وإن كان أبو الزعراء قد روى فيه أيضا الإظهار، ولكن الرواة عن اليزيدي أصفقوا على الإدغام فيه، ووافقه أبو زيد عليه.

روى قاسم عن الدوري إدغامها في العين إذا كان قبلها حرف مد، وذلك ثلاثة مواضع: {فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا} 1 [البقرة: 230, 233] ، و {الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [النساء: 171] ، و {الرِّيحَ عَاصِفَةً} [الأنبياء: 81] مدغما. وهذا عندهم لا يوافق أصول أبي عمرو، فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قال: قد انعقد الإجماع على إظهار الحاء, وهي ساكنة عند العين في قوله: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} [الزخرف: 89] وذلك مبطل لرواية القاسم؛ لأن الساكنة أولى وأحق بالإدغام من المتحركة. قال أبو جعفر: إدغام الحاء في العين عند سيبويه ممتنع؛ لأن الحاء أدخل في الفم. و"حكى أن من آثر إدغام الحاء في العين أبدل العين حاء, فيقول في امدح عرفة: امْدَ حَّرفة". باب الخاء: لم يلتقيا في القرآن، ولا تدغم في غيرها، ولا يدغم غيرها فيها. باب الدال: لم يلتقيا والأولى متحركة، ويدغمها في عشرة أحرف وهي: الثاء، والجيم، والتاء، والصاد، والذال، والظاء، والشين, وحروف الصفير. الثاء موضعان: {يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا} في [النساء: 134] ، و {لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ} في [سبحان: 18] لا غير. الجيم موضعان: {دَاوُدُ جَالُوتَ} [البقرة: 251] ، {دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً} [فصلت: 28] لا غير. وفي {الْخُلْدِ جَزَاءً} اختلاف, واختيار ابن مجاهد فيه الإظهار، على أن ابن

_ 1 وهو مقيد بقوله: {فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا} وعليه يظهر ما عداه نحو {فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} ولا فرق بينهما في العلة.

حبش قد روى عنه الإدغام، وهو اختيار ابن المنادي وابن شنبوذ وأبي عمران، علي أن أبا عمران قد اخُتلف عنه، والذي روى عنه ابن حبش الإدغام. التاء ثلاثة مواضع: {الْمَسَاجِدِ تِلْكَ} [البقرة: 187] ، {الصَّيْدِ تَنَالُهُ} [المائدة: 94] ، {تَكَادُ تَمَيَّزُ} [الملك: 8] لا غير1. الضاد ثلاثة مواضع: {مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ} في [يونس: 21] ، وفي [فصلت: 50] , و {مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ} في [الروم: 54] لا غير. الذال أربعة عشر موضعا، نحو: {وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ} [المائدة: 97] ، و {الْمَرْفُودُ، ذَلِكَ} [هود: 99, 100] . الظاء ثلاثة مواضع: {يُرِيدُ ظُلْمًا} في الموضعين: [آل عمران: 108، غافر: 31] ، و {مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ} في [المائدة: 39] لا غير. الشين: {شَهِدَ شَاهِدٌ} [يوسف: 26، الأحقاف: 10] لا غير. فأما {أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان: 62] ، و {دَاوُدَ شُكْرًا} [سبأ: 13] فرواية من ذكرنا في هذا الكتاب الإظهار فيهما. وقد روى قاسم عن أبي عمر الإدغام، وكذلك القصباني عن ابن غالب عن شجاع. الصاد أربعة مواضع: {نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ} [يوسف: 72] ، و {مَقْعَدِ صِدْقٍ} [القمر: 55] ، و {فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} [مريم: 29] ، و {وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ} [النور: 58] لا غير.

_ 1 ولم يذكر موضعين "كاد تزيغ" بالتوبة "بعد توكيدها" بالنحل, وذكرهما صاحب "النشر" و"المنتهى" و"المستنير" وغيرهما.

الزاي موضعان: {تُرِيدُ زِينَةَ} في [الكهف: 28] ، و {يَكَادُ زَيْتُهَا} في [النور: 35] لا غير. السين موضع واحد: {عَدَدَ سِنِينَ} في [المؤمنون: 112] لا غير. زاد قاسم: {لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ} [ص: 30] و {دَاوُدَ زَبُورًا} [النساء: 163] ، والله أعلم. باب الذال: لم تلتقيا والأولى متحركة، ويدغمها في حرفين: الصاد والسين. الصاد موضع واحد: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً} [الجن: 3] . السين موضعان: {فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ} ، و {وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ} في [الكهف: 61، 63] . باب الراء:. يدغمها في مثلها، تحرك أو سكن ما قبلها، في كل إعرابها حيث وقع، وجملة ذلك ستة وأربعون موضعا، أولها في [البقرة: 185] {شَهْرُ رَمَضَانَ} وآخرها في [الجن: 17] {عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ} . وفي اللام إذا تحرك ما قبلها في كل إعرابها أيضا، نحو: {يَغْفِرُ لِمَنْ} ، و {هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: 78] ، و {يَقْدِرُ لَهُ} [العنكبوت: 62] ونحوه. فإن سكن ما قبلها أدغمها في موضع الخفض, والرفع نحو: {الْمَصِيرُ، لا يُكَلِّفُ} [البقرة: 285، 286] , {وَالنَّهَارِ لَآياتٍ} [آل عمران: 190] . ولا يدغم في موضع النصب, نحو: {الْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} [النحل: 8] , و {الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ} [النحل: 44] إلا أن الصواف أدغم: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ} [الحج: 77] قال الخزاعي: هو منصوص في أصل الصواف. وجملة ما جاء من الراء المدغمة في اللام مع الساكن, وغيره ستة وثمانون

موضعا، وقيل: أربعة وثمانون موضعا، أولها في [البقرة: 266] {الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} وآخرها في [العاديات: 8] {لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} فأما إذا لقيت اللام ساكنة نحو: {يَغْفِرْ لَكُمْ} وبابه، فقد تقدم ذكره. فأما اختلاف أهل الأداء في إمالة الألف التي قبل الراء المدغمة في مثلها، أو في اللام، نحو: {الْأَبْرَارِ، رَبَّنَا} [آل عمران: 193، 194] ، و {الْأَبْرَارِ لَفِي} [المطففين: 18] 1, فنذكره في باب الإمالة. باب الزاي: لم يلتقيا، ولا تدغم هي في غيرها. باب السين: يدغمها في مثلها، وهي ثلاثة مواضع لا غير. في الحج: {النَّاسَ سُكَارَى} [2] ، و {لِلنَّاسِ سَوَاءٌ} [25] , وفي [نوح: 16] {الشَّمْسَ سِرَاجًا} . وفي حرفين إذا كان رفعا, وهما: الزاي في قوله: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير: 7] وليس غيره، وفي الشين في قوله: {الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4] لا غير. وكان ابن مجاهد يخير فيه، وحكى الأهوازي عن الشذائي قال: قرأتها على ابن مجاهد في الختمة الأولى بالإظهار كأشباهها، وفي الثانية بالإدغام فقط، فأما {النَّاسَ شَيْئًا} [يونس: 44] فمظهر لا غير.

_ 1 في موضع الخفض {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} آية: 18 فالراء ممالة, أما قوله: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي} فهو في موضع نصب للراء غير ممالة ولا مدغمة, فليستدرك ذلك.

باب الشين: لم يلتقيا1، وروى أبو عبد الرحمن2 عن أبيه الإدغام في قوله: {إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء: 42] وقد أخذ به من طريق أبي عمران عن أبي شعيب فيما1 ذكر الخزاعي والأهوازي، وعن طريق أبي الزعراء فيما ذكر الخزاعي, والإظهار أحسن. باب الصاد: لم يلتقيا، ولا تدغم في غيرها. باب الضاد: لم يلتقيا، واختلف عنه في إدغامها في ستة أحرف: الشين، والجيم، والذال، والزاي، والطاء، والتاء. فالشين قوله تعالى: {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} في [النور: 62] , {وَالْأَرْضِ شَيْئًا} في [النحل: 73] , أدغمهما أبو شعيب، كذا قال الخزاعي عنه بالإدغام فيهما. وقال عثمان بن سعيد: لا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهار {الْأَرْضِ شَيْئًا} وقال غيره نحوه في {شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} [عبس: 26] وذكر الأهوازي عن ابن المنادي عن الصواف عن ابن غالب عن شجاع إدغام الضاد في الشين في ذلك كله، وعن أبي شعيب في {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} فقط. ولم يختلف عن أبي شعيب في هذا الحرف؛ لأنه نص عليه.

_ 1 قال ابن الجزري: خمسة حروف لقيت مجانسها أو مقاربها ولم تلق مثلها, وهي: الجيم والشين والدال والذال والضاد. انظر "النشر" باب الإدغام الكبير, صدر عن الدار. 2 أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى اليزيدي.

والجيم في قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا} [فاطر: 1] . والذال نحو: {الْأَرْضِ ذَهَبًا} [آل عمران: 91] ، و {بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [المائدة: 49] . {وَالْأَرْضِ ذَاتِ} [الطارق: 12] ، و {الْأَرْضَ ذَلُولًا} [الملك: 15] , ونحوه. والزاي: {الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا} [يونس: 24] ذكر الإدغام في الحروف الثلاثة الخزاعي والأهوازي عن أبي عبد الرحمن1، وابن سعدان عن اليزيدي، وذكرا عن قاسم عن الدوري الإدغام في الذال وحدها. وذكره الأهوازي وغيره عن ابن جبير، واستثنى غيرهما لقاسم إذا انفتحت الضاد، وهو موضع واحد: {الْأَرْضَ ذَلُولًا} وذكر ابن جبير: {الْأَرْضَ ذَلُولًا} فقال: أكثر ما يسبق إليَّ أنها مدغمة. والظاء: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} [الانشراح: 3] . والتاء: {مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} [النمل: 82] أدغم فيها ابن المنادي لشجاع، والله أعلم. باب الطاء: لم يلتقيا، ويدغمها هو وجميع القراء إذا سكنت في التاء، وجملة ذلك أربعة مواضع: في [المائدة: 28] {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيّ} , وفي [يوسف: 80] {وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ} , وفي [النمل: 22] {أَحَطْتُ بِمَا لَمْ} ، وفي [الزمر: 56] {عَلَى مَا فَرَّطْتُ} ويبقون الإطباق، اتفقوا على ذلك، ويجوز إذهابه، وقد ذكرناه. والطاء والدال والتاء من مخرج واحد، ويدغم بعضهن في بعض.

_ 1 ابن اليزيدي.

باب الظاء: لم يلتقيا، وما روي عن العباس عنه، وذكر عن ابن سعدان عن اليزيدي عنه، من إدغام {أَوَعَظْتَ} [الشعراء: 136] فليس بمأخوذ به عند القراء، وإن كان جائزا. باب العين: لا يدغمها إلا في مثله إلا إذا كان منونا، وذلك ثمانية عشر موضعا: أولها في [البقرة: 255] {يَشْفَعُ عِنْدَهُ} وآخرها في [الهمزة: 7] {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} . والمنون الممتنع إدغامه نحو {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} . وروى خالد بن جبلة عنه إدغامها عند الغين، وجملة ذلك موضعان في النساء: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [46] ، {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ} [115] ورواهما عنه اليزيدي. وسائر الرواة بالإظهار، إلا أن ابن سعدان قال عن اليزيدي {وَاسْمَعْ غَيْرَ} وحدها بالإدغام. باب الغين: يدغمها في مثلها موضعا واحدا {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ} [آل عمران: 85] , والإظهار فيه اختيار ابن مجاهد وابن المنادي وابن حبش؛ لأنه منقوص. وقال الخزاعي: أقرأني ابن حبش عن أبي شعيب مظهرا، وقرأته على أبي1 بكر بالوجهين. وذكر الأهوازي عن أبي عون عن الحلواني عن الدوري عن اليزيدي إدغامها في القاف في قوله تعالى: {لا تُزِغْ قُلُوبَنَا} [آل عمران: 8] وليس غيره في القرآن.

_ 1 أبو بكر أحمد بن نصر الشذائي المتوفى سنة "373"هـ, قرأ على ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن العلاف والكاغذي ونفطويه الذهبي "180".

باب الفاء: يدغمها في مثلها، تحرك أو سكن ما قبلها نحو: {تَعْرِفُ فِي} [المطففين: 24] ، {بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا} [النساء: 6] . وجملته اثنان وسبعون موضعا، أولها في [البقرة: 213] {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ} ، وآخرها في [قريش: 2، 3] {وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا} . قال الأهوازي: وكان ابن مجاهد يختار في قراءة أبي عمرو بالإدغام إظهار {وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا} ، و {كَيْفَ فَعَلَ} 1 [الفيل: 1] لأجل أن الياء ليست في موضع مد. قال أبو جعفر: بل هي في موضع مد، وقد نص سيبويه على ذلك. ولا تدغم الفاء في شيء، وقد جاء عن العرب إدغامها في الباء. باب القاف: يدغمها في مثلها، تحرك ما قبلها أو سكن، وهي في جميع القرآن في خمسة مواضع: في الأعراف: {وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ} [32] ، و {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ} [143] . وفي [التوبة: 99] {يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ} ، وفي [يونس: 90] {الْغَرَقُ قَالَ} . وفي [الجن: 11] {طَرَائِقَ قِدَدًا} . وفي الكاف مع ضمير جمع المذكر، أو مع المظهر إذا تحرك ما قبلها لا غير. فأما ضمير جمع المذكر فنحو: {خَلَقَكُمْ} ، و {رَزَقَكُمْ} ، و {يَخْلُقُكُمْ} ،

_ 1 الفجر "6", والفيل "1".

و {يَرْزُقُكُمْ} . وجملته سبعة وثلاثون موضعا، أولها في [البقرة: 21] {الَّذِي خَلَقَكُمْ} ، وآخرها في [نوح: 14] {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} . وأما المظهر فنحو: {خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [الفرقان: 2] ، و {يُنْفِقُ كَيْفَ} [المائدة: 64] ، و {أَنْطَقَ كُلَّ} [فصلت: 21] وجملته أحد عشر موضعا. ولا يدغم إذا سكن ما قبلها نحو: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ} [يوسف: 76] و {مَا خَلْقُكُمْ} [لقمان: 28] ، و {بِوَرِقِكُمْ} [الكهف: 19] وشبهه. وقد روى عباس عنه، وابن سعدان عن اليزيدي عنه الإدغام في ذلك. فأما مع ضمير جمع المؤنث، وهو موضع واحد: {إِنْ طَلَّقَكُنَّ} [التحريم: 5] فإنهم استقرءوا من رواية اليزيدي فيه الإظهار، وبه أخذ ابن مجاهد، والقياس الإدغام، وبه نأخذ لأبي شعيب من طريق ابن جرير، وهي رواية أبي زيد والعباس عن أبي عمرو، إلا أن العباس كان يدغمها وإن آثر الإظهار. باب الكاف: يدغمها في مثلها مع المظهر، اسما كان أو غيره، سكن أو تحرك ما قبلها، كانت مفتوحة أو مكسورة، نحو: {كَذَلِكَ كَانُوا} [الروم: 55] ، و {رَبَّكَ كَثِيرًا} [آل عمران: 41] ، و {إِنَّكِ كُنْتِ} [يوسف: 29] وجملة ذلك خمسة وثلاثون موضعا، أولها في [آل عمران: 41] {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا} ، وآخرها في [انشقت: 6] {إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا} . واختُلف في {وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا} [المؤمن: 28] فأخذ فيه ابن مجاهد وابن المنادي بالإظهار؛ لأنه من المنقوص، وأخذ الداجوني وغيره بالإدغام، وهي رواية ابن سعدان.

فأما {يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} [لقمان: 23] فالجماعة على إظهاره؛ لأن النون مخفاة والمخفى كالمدغم، فكما امتنعوا من إدغام {أُحِلَّ لَكُمْ} كذلك امتنعوا من إدغام {فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} . وقد روى قاسم الإدغام فيه؛ لأن المخفى مظهر، ولروايته وجه، والأخذ بالإظهار. ويدغمها في مثلها مع ضمير جمع المذكر في موضعين, وهما: {مَنَاسِكَكُمْ} [البقرة: 200] ، و {مَا سَلَكَكُمْ} [المدثر: 42] . ويدغمها في القاف إذا تحرك ما قبلها نحو: {كَذَلِكَ قَالَ} [البقرة: 113، 118] و {رَبُّكَ قَدِيرًا} [الفرقان: 54] ، وهي في القرآن أربعة وأربعون موضعا، أولها في [البقرة: 30] {وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ} ، وآخرها في [الفجر: 5] {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ} فإن سكن ما قبلها لم يدغم، نحو: {إِلَيْكَ قَالَ} [الأعراف: 143] ، و {وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11] ، و {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} [يونس: 65] إلا ما روى ابن جبير عن اليزيدي أنه أدغم {أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ} [الأعراف: 143] . وروى عبد الوارث عن أبي عمرو إدغام {تَرَكُوكَ قَائِمًا} في الحالتين. باب اللام: يدغمها في مثلها, تحرك أو سكن ما قبلها نحو: "نَجْعَلَ لَّكُمْ" [الكهف: 84] ، و"جَعَلَ لَّكَ" [الفرقان: 10] ، و {الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} [النور: 35] . وجملة ذلك مائتا موضع وخمسة عشر موضعا، أولها في [البقرة: 11، 13] {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} ، وآخرها في [الشمس: 13] {فَقَالَ لَهُمْ} . واختُلف في حرفين من هذا الباب, وهما {يَخْلُ لَكُمْ} في [يوسف: 9] ، و {آلَ لُوطٍ} في المواضع الثلاثة1.

_ 1 {آلَ لُوطٍ} أربعة مواضع: الحجر "59، 61", والنمل "56"، والقمر "34".

فأما {يَخْلُ لَكُمْ} فذكره الخزاعي عن أبي شعيب بالإظهار، وعن الدوري بالإدغام، وذكر أنه قرأ على الشذائي للدوري بالوجهين، وذكر الأهوازي عن الخزاعي عن ابن حبش وابن الكاتب عن ابن مجاهد الإدغام، وهو اختيار الداجوني. والمشهور عن ابن مجاهد اختيار الإظهار فيه، وهو اختيار ابن المنادي والنقاش وعثمان بن سعيد. فحدثنا أبو داود قال: قال لنا عثمان: الإدغام عندي في {يَخْلُ لَكُمْ} قبيح؛ لأنه منقوص، والساكن قبله غير حرف مد، قال: والوجه فيه أن يكون مخفى. قال أبو جعفر: ومن قال فيه من أهل الأداء, وفي نظائره بالإدغام إنما أراد به الإخفاء. وأما {آلَ لُوطٍ} ففي تعليقي عن أبي حاتم من كتاب "القراءات" عن عصمة بن عروة الفقيمي، أن أبا عمرو كان يظهر، ويعتل بقلة حروف الكلمة، وبه الأخذ لأبي الزعراء؛ لأن ابن مجاهد وأصحابه ذهبوا إليه، قال الخزاعي: اتفقوا إلا أبا الزعراء على إدغام {آلَ لُوطٍ} حيث جاء. قال أبو جعفر: وقد ذكر غيري، وهو أبو عمرو عثمان بن سعيد الحافظ -رحمه الله- عن عصمة فيه الإدغام، وقد أخبرت بما عندي الآن فيه. وإلى الإدغام ذهب عثمان بن سعيد، وإليه ذهب أبي -رضي الله عنه- ورَدَّا هذا الاعتلال المروي عن أبي عمرو بإدغامه {لَكَ كَيْدًا} [يوسف: 5] وهو أقل حروفا من {آلَ} . وحدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عمرو قال: وإذا صح الإظهار فيه فلاعتلال عينه، إذ كانت هاء فأُبدلت همزة، ثم قُلبت ألفا لا غير، فكره الإدغام لذلك، قال: والدليل على أن أصل عين الفعل في ذلك همزة، وأن الأصل "أهل" أنك إذا صغرت قلت: "أهيل" فأبدلت الهاء همزة، كما أبدلت في: هرقت أرقت، وهياك وإياك، وهيهات وأيهات، في نظائر لذلك، قال: وهذا قول جميع النحويين إلا الكسائي، فإن الأصل عنده "أول" فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت ألفا، وتصغيره "أويل".

قال أبو جعفر: ورد عليه أبي -رضي الله عنه- هذا الكلام، وعلى من قال به سواه من القراء والنحويين، فقال لي: لا يثبت أن ألف "آل" بدل من هاء "أهل" ولا من همزة مبدلة من هاء؛ لأن معنى "آل" غير معنى "أهل" لأن الأهل: القرابة، والآل: من يئول إليك في قرابة أو رأي أو مذهب، وإنما ألف "آل" مبدلة من واو كما بين الكسائي ذلك بالرواية عن العرب، ولم يذكر سيبويه في باب البدل أن الهاء تبدل همزة، كما ذكر أن الهمزة تبدل هاء في هرقت، وأرقت، وهيا، وهرحت الفرس، وهياك، وذكر أن الهاء تكون بدلا من التاء التي يؤنث بها الاسم في الوقف، كقولك: هذا طلحهْ، وأن الهاء أبدلت من الياء في "هذه" فجاء من قوله أن الهاء تبدل من غيرها، ولا يبدل غيرها منها، وإنما حكى أن الهاء تبدل همزة في قولهم: أمواء، في أمواه غير سيبويه, وجعل هذا البدل شاذا مختصا به الشعر. فأما التصغير فلا حجة فيه لو سلمنا له البدل؛ لأنه قد يثبت مرة ولا يثبت أخرى، على حسب ثبوت ما يوجب القلب وعدمه، كقولهم في "قيل": قويل، وفي "ثائر": ثويئر. ويدغمها أيضا في الراء إذا تحرك ما قبلها؛ ولا يراعي حركتها في نفسها نحو: {رُسُلُ رَبِّكَ} [هود: 81] و {فَعَلَ رَبُّكَ} [الفيل: 1] ، و {كَمَثَلِ رِيحٍ} [آل عمران: 117] . فإن سكن أدغمها في موضع الرفع والخفض نحو: {رَسُولُ رَبِّكِ} [مريم: 19] ، و {إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ} [النحل: 125] . وجملة الإدغام في الراء مع الحركة والساكن أحد وسبعون موضعا. ولا يدغم في النصب إلا في {قَالَ رَبِّ} ، {قَالَ رَجُلانِ} [المائدة: 23] حيث كانت، والنص من أبي شعيب والقدماء على {قَالَ رَبِّ} وحدها، وجملته أربعة وأربعون موضعا، وألحق بها الأداء {قَالَ رَجُلانِ} ، {وَقَالَ رَجُلٌ} [غافر: 28] .

باب الميم: يدغمها في مثلها، تحرك أو سكن ما قبلها، ولا يراعي حركتها في نفسها نحو: {يَعْلَمُ مَا} ، {إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] ، و {طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] وهي في جميع القرآن مائة وسبعة وثلاثون حرفا، كذا قال عثمان بن سعيد، وقال غيره: مائة وأربعون حرفا، أولها في [فاتحة الكتاب: 3، 4] {الرَّحِيمِ، مَالِكِ} ، وآخرها في [الملك: 14] {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} . ويخفيها عند الباء إذا تحرك ما قبلها, نحو: {بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} ، و {بِأَعْلَمَ بِمَا} ، و {يَحْكُمُ بَيْنَهُم} . وهي في جميع القرآن ثمانية وسبعون حرفا، أولها في [البقرة: 113] {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ} ، وآخرها في [اقرأ: 4] {عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} . فإن سكن ما قبلها أظهر، إلا ما روى القصباني عن ابن غالب عن شجاع أنه أدغم إن كان الساكن حرف مد نحو: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ} [البقرة: 194] ، و {إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ} [البقرة: 132] ، و {الْيَوْمَ بِجَالُوتَ} [البقرة: 249] ، ولا خلاف في الإظهار البتة إذا لم يكن حرف مد نحو: {الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [آل عمران: 19] . باب النون: يدغمها في مثلها، تحرك أو سكن ما قبلها, إلا أن يكون مشددا، ولا يراعي حركتها في نفسها نحو: {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ، {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ} [البقرة: 30] , {الْمُتَطَهِّرِينَ، نِسَاؤُكُمْ} [البقرة: 222، 223] . وجملته أحد وسبعون موضعا، أولها في البقرة: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ} ، وآخرها في [الإنسان: 23] : {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا} .

ولا يدغم {أَنَا نَذِيرٌ} [العنكبوت: 50] إذا حذف الألف1. ويدغمها في الراء إذا تحرك ما قبلها، وجملته خمسة مواضع: {تَأَذَّنَ رَبُّكَ} في [الأعراف: 167] ، و {تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ} في [إبراهيم: 7] ، و {خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} في [سبحان: 100] ، و {خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} في [ص: 9] ، و {خَزَائِنُ رَبِّكَ} في [الطور: 37] . وأظهر الأهوازي لأبي عمران عن أبي شعيب في الأعراف وإبراهيم، وأدغم الثلاثة الباقية. فإن سكن ما قبلها أظهر الجميع عنه، سواء كان حرف مد أو غيره نحو: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} [الأنعام: 52] ، و {يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ} [الإسراء: 57] ، و {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} [إبراهيم: 1] . ويدغمها في اللام إذا تحرك ما قبلها نحو: {زُيِّنَ لَهُمْ} [التوبة: 37] و {نُؤْمِنَ لَكَ} [البقرة: 55] ، و {لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4] وجملته أحد وستون موضعا. فإن سكن ما قبلها لم يدغم إلا {وَنَحْنُ لَهُ} ، و {لَكَ} ، و {لَكُمَا} حيث وقع، وجملته تسعة مواضع، فإنه أدغمها فيها خاصة إلا من طريق الخزاعي لأبي شعيب. وذكر عثمان بن سعيد أن أبا شعيب نص على الإدغام فيه، والإدغام الصواب لليزيدي من طرقه كلها، وأظن ما حكى الخزاعي عن أبي شعيب من الإظهار اختيارا من أبي عمران. وذكر الأهوازي عن عباس عنه، وعن أُوقِيَّة عن اليزيدي عنه، وعن القصباني عن ابن غالب عن شجاع: إدغام النون في اللام وإن سكن ما قبلها، سواء كان الساكن حرف مد أو غيره نحو: {كَانَ لَكُمْ} [آل عمران: 13] ، و {تَكُونَ لَكُمَا} [يونس: 78] ، و {مُسْلِمَيْنِ لَكَ} [البقرة: 128] ، و {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحديد: 16] ونحوه. وبه قرأت على أبي القاسم -رحمه الله- من هذه الطرق، وكان قد أنكر ذلك عليَّ وقال: لا يدغم إلا {نَحْنُ} وحدها، فلما عرضت عليه قراءة أبي عمرو، وتصنيف الأهوازي، وذاكرته به من غير أن أعرض عليه الكتاب فرجع، فكنت أقرأ عليه جميع ذلك بالوجهين، الإدغام لمن أدغم، والإظهار لمن أظهر.

_ 1 لأن شرط الإدغام أن يلتقيا رسما، وهنا الألف ثابتة رسما فاعتد به.

باب الواو: يدغمها في مثلها إذا سكن ما قبلها في موضعين بلا خلاف: في [الأعراف: 199] {الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} ، وفي [الجمعة: 11] {اللَّهْوِ وَمِنَ} . وجملة ما في القرآن من ذلك خمسة مواضع: هذان الموضعان. وفي [الأنعام: 127] {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ} ، وفي [النحل: 63] {فَهُوَ وَلِيُّهُمْ} ، وفي [الشورى: 22] {وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} . فقياسه أن يدغم هذه الأحرف الثلاثة، وإلى الإدغام في الخمسة بأسرها ذهب عثمان بن سعيد، وقال: لا خلاف عنه في هذه المواضع. وأما البغداديون فأصفقوا على أنه لا خلاف عن اليزيدي في إظهار الأحرف الثلاثة1، وإن كان قياسها قياس الحرفين المدغمين، وكذلك يخرج من كلام الخزاعي، وكذلك نص عليه الأهوازي أن اليزيدي إنما يدغم الحرفين حسب، والله أعلم. فإن تحرك ما قبلها بالضم وانفتحت، وجملته ثلاثة عشر موضعا. في [البقرة: 249] {هُوَ وَالَّذِينَ} ، وفي [آل عمران: 18] {هُوَ وَالْمَلائِكَةُ} ، وفي الأنعام: {إِلَّا هُوَ وَإِنْ} [17] ، {إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ} [59] ، {هُوَ وَأَعْرِضْ} [106] ، وفي [الأعراف: 27] {هُوَ وَقَبِيلُهُ} ، وفي [يونس: 107] {هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ} ، وفي [النحل: 76] {هُوَ وَمَنْ} ، وفي [طه: 98] {هُوَ وَسِعَ} ، وفي [النمل: 42] {هُوَ وَأُوتِينَا} ، وفي [القصص: 39] {هُوَ وَجُنُودُهُ} ، وفي [التغابن: 13] {هُوَ وَعَلَى اللَّهِ} ، وفي [المدثر: 31] {إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ} . فالأخذ لليزيدي بالإظهار فيها إلا في رواية الداجوني عن أبي شعيب فيما ذكر

_ 1 لسكون الهاء.

الخزاعي، وهي أيضا رواية ابن سعدان عنه، وشجاع عن أبي عمرو، وهو اختيار ابن شنبوذ وغيره، وإليه ذهب عثمان بن سعيد في رواية اليزيدي، وقال: إنه منصوص لأربعة من أصحابه: ابن سعدان، وابن رومي، وابن جبير، وأبي عبد الرحمن ابنه1. واختيار ابن مجاهد وأصحابه الإظهار لخفائها إذا أزيل عنها حركتها وأدغمت. فإذا لقيت الواو مثلها وهي ساكنة وما قبلها مفتوح, فقد ذكرنا أنه لا خلاف في إدغامها إلا ما يروى عن أبي سليمان والأعشى بخلاف عنهما, والله أعلم. باب الهاء: يدغمها في مثلها من كلمتين، تحرك أو سكن ما قبلها، كانت هي موصولة بياء أو واو2، أو لم تكن نحو: {إِنَّهُ هُوَ} ، و {جَعَلْنَاهُ هُدًى} [السجدة: 23] ، و {زَادَتْهُ هَذِهِ} [التوبة: 124] ، و {فِيهِ هُدًى} [البقرة: 2] ، و {جَاوَزَهُ هُوَ} [البقرة: 249] وجملته ثلاثة وتسعون موضعا. فإن كانتا في كلمة لم يدغم، إلا ما حدثنا أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين بن علي، عن الخزاعي قال: حكى القصباني إدغام {جِبَاهُهُمْ} [التوبة: 35] ، و {وُجُوهَهُمْ} ، و {بِأَعْيُنِنَا} قال: وكذلك ما يلتقي من هاءين، ونونين، وكافين في كلمة الجمع. قال الخزاعي: وقرأت عنه {بِشِرْكِكُمْ} [فاطر: 14] ، و {يُلْهِهِمُ} [الحجر: 3] ، و {وُجُوهِهِمْ} مظهرا. قال أبو جعفر: وقلت: من كلمة وكلمتين اتباعا لعبارتهم، وإلا فكل ذلك من كلمتين3.

_ 1 أي: ابن اليزيدي. 2 لأن الصلة ثابتة لفظا ووصلا, محذوفة رسما ووقفا, فلا تعتد فاصلا. 3 لأن الضمير "هم" كلمة فهي ذات معنى سواء اتصلت أم لم تتصل، والضمير "كم" كلمة لكن تتصل وكذا الضمير "أنا".

وذكر الأهوازي قال: سمعت أبا الفرج الشنبوذي وأبا الحسين القطان يقولان: {إِنَّهُ هُوَ} وما أشبهه لا يسمى إدغاما، وإنما هو طرح حركة الهاء، فبقيت ساكنة، ولقيت مثلها ولم تدغم فيها؛ لأنك لو أدغمتها وشددت أتيت بما هو أثقل من الإظهار، والإدغام إنما هو إيثار التخفيف. قال: وسمعت شيوخنا البصريين وأكثر شيوخنا البغداديين يسمون ذلك إدغاما، قال: وقولهما لا أعول عليه؛ لأنهم أجمعوا أن سائر الحروف إذا سكنت, ولقيت مثلها تدغم فيها بلا خلاف. قال أبو جعفر: وهو إدغام صحيح إلا إذا سكن ما قبلها، وكان غير حرف مد، نحو: {زَادَتْهُ هَذِهِ} ، فهو إخفاء لا إدغام كالنظائر. باب الياء: يدغمها في مثلها إذا لم يكن مشددا، تحرك أو سكن ما قبلها نحو: {يَأْتِيَ يَوْمٌ} 1 و {نُودِيَ يَا مُوسَى} [طه: 11] ، و {مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} [هود: 66] ، و {فَهِيَ يَوْمَئِذٍ} [الحاقة: 16] . وأهل الأداء متفقون على الإدغام، على أن الأهوازي قال: قال ابن مجاهد: لا يجوز مثل هذا في الكلام، ومع هذا فإنه أخذ بالإدغام، ويجب عليه على ذلك أن يأخذ في الواو في مثلها بالإدغام. فأما {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} [الأعراف: 196] فذكره الخزاعي لأبي شعيب مدغما، وكذل ذكره الأهوازي له من طريق ابن جرير، وهي رواية أبي أيوب، وابن فرح، وأبي خلاد، وابن سعدان، وعصام بن الأشعث، وعبيد الضرير، كلهم عن اليزيدي، وهي رواية عبد الوارث وعباس وشجاع عن أبي عمرو، والإظهار اختيار ابن مجاهد، والله أعلم.

_ 1 البقرة "254"، وإبراهيم "31"، والروم "43"، والشورى: "47".

فهذه أصول الإدغام مشروحة محصلة, والحمد لله. وقال أبو عمر وأبو شعيب وغيرهما، عن اليزيدي، عن أبي عمرو: إنه كان يشير إلى الأحرف التي يدغمها في موضع الرفع والخفض، والإشارة تكون روما وإشماما، فمن أهل الأداء من يأخذ بالإشمام، ومنهم من يأخذ بالروم، ولا يتأتى الإدغام المحض معه، ويتأتى مع الإشمام. قالوا: ولم يكن يُشِمّ في موضع النصب لخفة الفتحة، ولا الميم في مثلها، ولا الباء في مثلها، ولا الميم عند الباء، ولا الباء عند الميم؛ لانطباق الشفتين بهما. وقال الأهوازي عن أبي عمران موسى بن جرير: إنه لم يشر إلى الإعراب أصلا في الإدغام، وقال: سمعت أبا الحسن القطان وغيره من قرأة1 البغداديين يقولون: الإشارة إلى الخفض في الإدغام، قال: وسمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد المقرئ بالبصرة يقول: الإشارة إلى الرفع، والروم إلى الخفض، يعني بالإشارة الإشمام، وبالروم الروم.

_ 1 وأيضا هي قراء.

باب: الإدغام الصغير

باب الإدغام الصغير: ليس في الإدغام الصغير إدغام متحرك ولا مثل، وقد قسمه القراء قسمين: قسم سكونه خِلْقة، وقسم سكونه عن حركة. شرح الأول: المختلَف فيه من الساكن الخلقة الذي لا تعرف حركته ستة أصناف: الأول: دال "قد"، الثاني: ذال "إذ"، الثالث: تاء التأنيث المتصلة بالفعل، الرابع: لام "هل وبل"، الخامس: حروف الهجاء، السادس: النون والتنوين، جُعلا من هذا القسم لمكان التنوين.

باب دال قد: اتفقوا على إدغامها في مثلها، والتاء, نحو: "وَقَد دَّخَلُوا" [المائدة: 61] ولا يجوز غيره حسب ما قدمناه، ونحو: "وَقَد تَّبَيَّنَ" ويجوز الإظهار، وقد رواه المسيبي. واختلفوا فيها عند ثمانية أحرف: الجيم، والسين، والشين، والصاد، والزاي، والذال، والضاد، والظاء، نحو: {لَقَدْ جَاءَكُمْ} ، و {لَقَدْ سَمِعَ} [آل عمرن: 181] ، {قَدْ شَغَفَهَا} [يوسف: 30] ، وليس غيره، و {لَقَدْ صَدَقَكُمُ} [آل عمران: 152] ، {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} [الأعراف: 179] ، وليس غيره، و {وَلَقَدْ زَيَّنَّا} [الملك: 5] ، {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا} [الروم: 58] ، {لَقَدْ ظَلَمَكَ} [ص: 24] . فقرأ ابن كثير وقالون وعاصم بإظهار الدال عند الثمانية. وأدغم ورش في الظاء والضاد. وأدغم ابن ذكوان في الذال والضاد والظاء، زاد له غير الفارسي الزاي. الباقون، وهم أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام بالإدغام في الثمانية. وعن هشام في {لَقَدْ ظَلَمَكَ} هذا الحرف وحده خلاف، والذي يصح من طريق الحلواني الإدغام كنظائره، وذكر الأهوازي أن الإظهار في هذا الحرف رواية الأخفش عن هشام. وبالإظهار قرأت له من طريق أبي الطيب، وعلى ذلك عوّل عثمان بن سعيد، وحكى عن فارس عن عبد الباقي التخيير في الدال عند الظاء حيث وقعت. وبالإدغام آخُذُ له في الباب كله، وهو الذي يصح عندي، والله أعلم.

باب ذال إذ: اتفقوا على إدغامها في مثلها والظاء، نحو: "إِذ ذَّهَبَ" [الأنبياء: 87] ، و"إِذ ظَّلَمُوا" [النساء: 64] ولا يجوز غيره. واختلفوا فيها عند ستة أحرف: الجيم، والتاء، والدال، وحروف الصفير, نحو: {وَإِذْ جَعَلْنَا} [البقرة: 125] ، و {إِذْ تَبَرَّأَ} [البقرة: 166] ، و {إِذْ دَخَلُوا} [الحجر: 52, ص: 22، الذاريات: 25] ، و {إِذْ صَرَفْنَا} [الأحقاف: 29] ، و {إِذْ سَمِعْتُمُوهُ} [النور: 12] ، و {إِذْ زَيَّنَ} [الأنفال: 48] . فأدغم فيهن أبو عمرو وهشام، وأظهر خلاد والكسائي عند الجيم، وأدغم ابن ذكوان في الدال، وأدغم خلف في الدال والتاء. وأظهرالباقون: وهم الحرميان1, وعاصم فيهن. باب تاء التأنيث: أدغموها في مثلها بلا خلاف نحو: "فَمَا زَالَت تِّلْكَ" [الأنبياء: 15] ، و"إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ" [الكهف: 17] ونحوه، إلا ما جاء عن حفص من طريق لم نذكره هنا. وفي الطاء بلا خلاف نحو: "وَدَّت طَّائِفَةٌ" [آل عمران: 69] و"قَالَت طَّائِفَةٌ" [آل عمران: 72] ، إلا ما روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط فيه. وفي الدال نحو: "أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا" [يونس: 89] إلا ما روى المسيبي من الإظهار فيه. واختلفوا فيها عند ستة أحرف: الجيم، والثاء، والظاء، وحروف الصفير، نحو قوله تعالى: {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} [النساء: 56] ، و {وَجَبَتْ جُنُوبُهَا} [الحج: 36] ،

_ 1 نافع, وابن كثير.

وليس في القرآن غيرهما, و {كَذَّبَتْ ثَمُودُ} [الشعراء: 41، القمر: 23، الحاقة: 4، الشمس: 11] ، و {كَانَتْ ظَالِمَةً} [الأنبياء: 11] ، و {أُنْزِلَتْ سُورَةٌ} 1 [التوبة: 124] ، و {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} [النساء: 90] ، و {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} [الحج: 40] وليس في القرآن غيرهما، و {خَبَتْ زِدْنَاهُمْ} [الإسراء: 97] وليس في القرآن غيره. فأظهر ابن كثير وقالون وعاصم التاء عند جميعهن، وأدغم ورش في الظاء فقط، وأظهر ابن ذكوان عند الجيم والسين والزاي، وهن هجاء "سجز" وقيل في ثلاثتهن عن هشام بالإظهار, وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- وقرأت من طريق الأهوازي بالإدغام فيهن، وقيل أيضا عن الحلواني عن هشام {لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ} هذا الحرف وحده مظهرا، الباقون بالإدغام في الستة. باب لام هل وبل: أما "هل" فاختلفوا في إدغامها عند ثلاثة أحرف, وهي: التاء، والثاء، والنون. فالتاء نحو: {هَلْ تَنْقِمُونَ} [المائدة: 59] ، و {هَلْ تَرَبَّصُونَ} [التوبة: 52] . والثاء: {هَلْ ثُوِّبَ} [المطففين: 36] وليس في القرآن غيره. والنون: {هَلْ نَدُلُّكُمْ} [سبأ: 7] ، و {هَلْ نَحْنُ} [الشعراء: 203] ، فأدغمها.... عندهن, وأدغمها حمزة وهشام عند التاء والثاء. استثنى هشام {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي} في [الرعد: 16] فأظهره. وقال خلف عن سليم: إن حمزة كان يقرأ عليه بإظهار {هَلْ ثُوِّبَ} فيجيزه، والأخذ له فيه بإلإدغام. وأدغم أبو عمرو: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك: 3] ، و {هَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} في [الحاقة: 8] لا غير، وزاد عنه عبد الله بن داود الخريبي موضعا ثالثا، وهو: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} في [مريم: 65] انفرد به عنه. وزاد عنه سيبويه: {هَلْ ثُوِّبَ} مدغما، وهي رواية يونس وهارون عنه, والباقون بالإظهار.

_ 1 في التوبة "86، 124، 127"، ومحمد "20".

وأما لام "بل" فأجمعوا على إدغامها عند الراء، وهي ثلاثة مواضع: "بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ" [النساء: 158] ، و"بَل رَّبُّكُمْ" [الأنبياء: 56] ، و"بَل رَّانَ" [المطففين: 11] . واختلفوا في إدغامها عند سبعة أحرف، عند: التاء، والزاي, والسين، والضاد، والطاء، والظاء، والنون، نحو: {بَلْ تَأْتِيهِمْ} [الأنبياء: 40] , {بَلْ تَحْسُدُونَنَا} [الفتح: 15] وشبهه، و {بَلْ زُيِّنَ} [الرعد: 33] ، و {بَلْ زَعَمْتُمْ} [الكهف: 48] ولا ثالث لهما, و {بَلْ سَوَّلَتْ} في الموضعين [يوسف: 18، 83] حسب, و {بَلْ ضَلُّوا} [الأحقاف: 28] ولا ثاني له، و {بَلْ طَبَعَ} [النساء: 155] ، و {بَلْ ظَنَنْتُمْ} [الفتح: 12] ولا مثل لهما، و {بَلْ نَتَّبِعُ} [البقرة: 170] ، و {بَلْ نَحْنُ} [الواقعة: 67] وشبهه. فأدغم الكسائي اللام في السبعة، وأدغم حمزة في التاء والسين فقط، واختُلف عنه في: {بَلْ طَبَعَ} فمحصول ما ذكر أئمتنا أن فيه الخلاف عن خلف وخلاد، وبالوجهين آخذ لهما، وكان حمزة يخير فيه. وروى الدوري عن سليم عنه أنه كان ربما قرأ عليه القارئ بإدغام: {بَلْ زَعَمْتُمْ} ، و {بَلْ نَحْنُ} فيجيزه, والأخذ له فيهما بالإظهار. وأظهر هشام عند الضاد والنون فقط، هكذا تظاهرت الروايات عن الحلواني عنه, وأظهر الباقون اللام عند السبعة. باب حروف الهجاء: قرأ الحرميان وعاصم: {كهيعص، ذِكْرُ} [مريم: 1، 2] بإظهار الدال من "صاد" عند الذال من {ذِكْرُ} وأدغم الباقون. قرأ حمزة {طسم} بإظهار النون عند الميم، وهما موضعان؛ في [الشعراء، والقصص: 1] ، وأدغم الباقون. قرأ ابن عامر والكسائي وورش وأبو بكر {يّس، وَالْقُرْآنِ} [يس: 1، 2] و {نْ

وَالْقَلَمِ} [القلم: 1] بإدغام النون في الواو فيهما, ويبقون الغنة، وعن أبي بكر خلاف فيهما، فذكر أبو معشر عن شعيب بالإدغام في {يّس} وبالإظهار في {ن} والذي ذكر الأهوازي وأبو عمرو لشعيب بالإدغام فيهما، وهي رواية ابن مجاهد، وبه قرأت من طريقه. فأما نون {عسق} [الشورى: 2] ، و {طس تِلْكَ} [النمل: 1] فمخفاة عند الجميع إلا ما ذكر أحمد بن صالح عن ورش من إظهارهما فيهما، ولا ينبغي أن ينكر هذا عنه، فله أصل عند أهل المدينة. باب النون الساكنة والتنوين: التنوين نون ساكنة، وسموها تنوينا ليفرقوا بينها وبين النون الزائدة المتحركة التي تكون في التثنية والجمع، وفي هذا الباب مختلف فيه، وأكثره متفق عليه. وجرت عادة القراء بذكر المتفق عليه للحاجة إليه. فأحوال النون والتنوين أربع: إدغام، إظهار، إبدال، إخفاء. ذكر الإدغام: الحروف التي تدغم النون والتنوين فيها خمسة: الراء، واللام، والميم، والواو، والياء1، يجمعها "لم يرو" سواء كان سكون النون لازما أو بجازم، وسواء ثبتت في الخط على الأصل أو حذفت فيه على اللفظ، وذلك نحو "مِن رَّبِّكُمْ"، و"أَن لَّمْ يَكُنْ رَبُّكَ" [الأنعام: 131] و"غَفُور رَّحِيمٌ"، و"فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا" [البقرة: 24] ، و"إِن لَّمْ يَكُنْ لَهُنَّ" [النساء: 12] ، و"هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" [البقرة: 2] ، و"أُمَم مِّمَّنْ مَعَكَ" [هود: 48] ، و"وَإِنْ يَكُن لَّهُمُ" [النور: 49] , و {يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} [الحاقة: 16] ، و {فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ} [الكهف: 29] ، و {مِنْ وَاقٍ} [الرعد: 34] , {وَمَنْ يَقُلْ} [الأنبياء: 29] ، و {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ} [الأنفال: 16] ، و {يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم: 43] .

_ 1 لم يذكر النون؛ لأنها مع الساكنة من باب المثلين الصغير, وسبق حكمه وهو الإدغام.

فأما إدغامها في الميم فلا بد من الغنة، إلا ما جاء عن عاصم وحمزة أن النون الساكنة والتنوين يدغمان عند الميم بغير غنة. فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم, حدثنا ابن مجاهد قال: لا يقدر أحد أن يأتي بـ"عمن" بغير غنة؛ لغلبة غنة الميم، يعني: المنقلبة. وحدثنا أبو القاسم قال: حدثنا أبو معشر، حدثنا أبو عبد الله الجرجاني، حدثنا الخزاعي قال: واتفقوا على إظهار الغنة عند الميم، واختُلف عن بعضهم، ولا ينطاع اللسان إلا بما عليه الجماعة. قال أبو جعفر: الحكاية عن عاصم وحمزة ظاهرها الغلط، إلا أن توجه على أن المعنى: بغير غنة للنون والتنوين، وإنما الغنة للميم التي أُبدلا إليها بحق الإدغام، وذلك أن الخلاف بين أهل النظر في هذا الموضع موجود، فذهب ابن كيسان وابن المنادي وابن مجاهد في أحد قوليه إلى أن الغنة للنون والتنوين، وذهب الجمهور إلى أن الغنة للميم، وهو قول أبي -رضي الله عنه- وهو الصواب. ولم تجئ النون ساكنة بعدها ميم في كلمة في القرآن، وقد جاء في الكلام، فما خِيف فيه الالتباس بالمضاعف أُظهر، وذلك أن تكون النون أصلا نحو: شاة زنماء، وغنم زنم، وما أمن فيه ذلك أدغم، وذلك أن تكون زائدة نحو: امحى، واهرمّع يهرمّع، والهرمّع؛ ولذلك قال سيبويه: لو بنيت "انفعل" من الوجل قلت: اوّجل، فهذا كله لا يلتبس بالمضاعف؛ لأنه ليس بالمضاعف هذه الأمثلة. وأما {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] ، و {مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: 5] فكلمتان، والأصل: عن ما، ومن ما، وكذلك ما كان نحوه، وحذفت الألف فرقا بين الاستفهام والخبر، ولم تثبت النون في الخط؛ لأنهم كتبوا المسموع فقط، وفي كتبهم كذلك عندي دلالة على أن الغنة للميم لا للنون، فتأمله. وأما إدغامها في الراء واللام والواو والياء, فيجوز بغنة وبغير غنة. واختلف القراء في ذلك، فروى خلف الإدغام في الواو والياء بغير غنة.

وقد قرأت على أبي القاسم بمثل ذلك لأبي عمر عن الكسائي من طريق أبي الفرج الرصاص، عن أبي الخفاف، عن أبي الزعراء عنه. وذكر الأهوازي قال: قال لي أبو عبد الله اللالكائي: قرأت على أبي الفرج الرصاص في الختمة الأولى بالإدغام عند الياء والواو، وفي الختمة الثانية بالإدغام والإظهار1، وكيف قرأت أجازني عنه. الباقون بالإدغام فيهما بغنة. فإن كانت النون قبل الياء والواو في كلمة أصلا فهي مظهرة2 بلا خلاف، لئلا يلتبس بالمضاعف نحو: {الدُّنْيَا} ، و {بُنْيَانٌ} [الصف: 4] ، و {قِنْوَانٌ} [الأنعام: 99] ، و {صِنْوَانٌ} [الرعد: 4] وما أكثر من يظهر النون في هذا من القرأة إظهارا عنيفا مستشنعا، فليجتنب ذلك. وقال سيبويه: "اوَّجل في "انفعل" من الوجل" ونظير قولهم: "من يقول" فأدغموا و"الدنيا" فأظهروا، قول بعض العرب: أبو يوب في "أبي أيوب" وكذلك المنفصلة كلها، ويقولون: سوة بنقل الحركة، ولا يثقلون في كلمته مخافة الالتباس بالمضاعف، وحكى سيبويه أن بعض هؤلاء يقول: سوة، فيجري المتصل مجرى المنفصل، ويشبهه به، ولا يجوز على هذا إدغام {قِنْوَانٌ} ، و {صِنْوَانٌ} . وأما عند الراء واللام, فقرئ على أبي علي الصدفي وأنا أسمع، عن أبي طاهر بن سوار قال: روى شيخنا أبو علي العطار عن النهرواني عن أهل الحجاز وابن عامر تبقيتها -يعني الغنة- عندهما, يعني عند الراء واللام. وقال الأهوازي: الرواية عن نافع وعاصم وابن عامر في قول أهل العراق عنهم إظهار الغنة عند الراء واللام، وكذلك ذكره أبو بكر النقاش عن ابن كثير فيما حدثني أبو بكر الضبي عنه, وقرأة البغداديين على إدغامها عندهما عن الجماعة.

_ 1 أي: بإظهار الغنة, والمشهور بالإدغام مع غنة. 2 أي: النون.

قال أبو جعفر: وأهل الأندلس والمغرب، على ما حكي عن البغداديين من إذهاب الغنة، يأخذون للجميع، وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- وسائر من لقيت إلا أبا القاسم -رحمه الله- فإني قرأت عليه من طريق ابن حبش عن أبي شعيب، والنقاش عن ابن ذكوان، بالغنة فيهما، ومن طريق الشنبوذي والثغري عن ابن الأخرم، عن ابن ذكون, بالغنة في الراء وحدها، ومن طريق السلمي عن ابن الأخرم بلا غنة فيهما. وحدثني بسنده إلى الخزاعي أن الحلواني روى عن هشام الغنة في اللام وحدها. والآخذون بالغنة في الراء واللام كثير جدا عن جميع القراء، وإنما ذكرت من قرأت له بها من طرق هذا الكتاب، وهو مذهب مشهور، لا ينبغي أن نستوحش منه؛ لتظاهر الروايات به، وصحته في العربية، وبعضهم يرجحه على إذهابها1، كما كان ذلك في حروف الإطباق، وكذلك أيضا عند الواو والياء. وسألت أبي -رضي الله عنه: أيهما أحب إليك في الراء واللام؟ فقال: الأمر في هذا متقارب، قال: وإنما أميل إلى ذهاب الغنة، وإذا كان سيبويه قد حكى إذهاب الإطباق في "أَحَطتُّ" ونحوه فإذهاب الغنة أقرب. وقال أبو بكر بن أشتة: وإنما الوجهان، يعني لا خلاف بين القراء في إذهاب الغنة وتبقيتها عند الراء واللام فيما النون ثابتة في الخط في ذلك، فأما ما كانت النون محذوفة2 فالعامة مجمعة على الإدغام فيه. قال أبو جعفر: والغنة صوت يخرج من الخياشيم تابع لصوت النون والميم الساكنتين، وهي في النون أقوى وأبين، ومن بقى الغنة مع هذه الحروف الأربعة كان تشديده أقل من تشديد من لم يبقها، ومن بقى الغنة فهو مدغم كمن لم يبقها. وفي هذا الموضع خلاف، فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو أن أبا الطيب التائب

_ 1 أي: يدغم إدغاما محضا. 2 نحو "فإلم يستجيبوا, ألن نجمع" مما رسم موصولا، انظر باب الوقف على مرسوم الخط في كتاب "النشر" صدر عن الدار.

وأبا بكر الشذائي كانا يذهبان إلى أنه إخفاء وليس بإدغام، ولو كان إدغاما لذهبت الغنة بانقلاب النون إلى حرف لا غنة فيه؛ لأن حكم الإدغام أن يكون لفظ الأول من الحرفين كلفظ الثاني. وحكى عثمان نحو ذلك عن أبي الحسن الأنطاكي وعبد الباقي، وإليه ذهب عثمان، وقال: هو قول الحذاق, والأكابر من أهل الأداء. وكان غير هؤلاء يذهبون إلى أنه إدغام صحيح، وأن الغنة ليست في نفس الحرف؛ لأنهم قد أبدلوا حرفا لا غنة فيه، وإنما هي بين الحرفين، وليس بيان الغنة بناقض للإدغام، كما أن الروم والإشمام ليسا بناقضين للوقف، ولا رافعين لحكمه، وإلى هذا ذهب أبي -رضي الله عنه. ذكر الإظهار: للحروف التي أجمعوا على إظهار النون, والتنوين عندها في الانفصال, والاتصال لبعد مخارجهن: منها حروف الحلق إلا الألف، وهي ستة: الهمزة, والهاء، والعين، والغين, والحاء، والخاء، نحو: {يَنْأَوْنَ} [الأنعام: 26] وليس غيره، و {إِنْ أَرَادُوا} [البقرة: 228] ، و {عَذَابٌ أَلِيمٌ} و {مِنْهُ} و {عَنْهُ} وو {جُرُفٍ هَارٍ} [التوبة: 109] ، و {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] ، و {إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ} [النور: 33] ، و {عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، و {تَنْحِتُونَ} ، و {مِمَّنْ حَوْلَكُمْ} [التوبة: 101] ، و {عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ، و {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ} [الإسراء: 51] ، و {مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43] ، و {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا} [النساء: 135] ، و {مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [محمد: 15] ، {وَالْمُنْخَنِقَةُ} [المائدة: 3] , و {مِنْ خَيْرٍ} ، و {يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} [الغاشية: 2] . والاتصال في جميع الباب إنما يكون مع النون، فأما مع التنوين فلا بد من الانفصال؛ لأنه آخر الكلمة.

ومخرج النون والتنوين إذا أُظهرا من الفم1. وقد قسم الأهوازي هذا الباب ثلاثة أقسام: قسم لا يجوز فيه ولا يمكن إلا الإظهار، وهو العين والهمزة نحو: {أَنْعَمْتَ} ، و {يَنْأَوْنَ} . وقسم متفق فيه على الإظهار، والإخفاء ممكن لكنه لم يرد، وهو الحاء والهاء، نحو: {تَنْحِتُونَ} ، و {إِنْ هُوَ} . وقسم يجوزان فيه وقد وردا، وهو الغين والخاء. قال أبو جعفر: أما ما ذكر من الإخفاء عند الغين والخاء فصحيح، ذكره سيبويه عن قوم من العرب، ووجّهه بأن هذين الحرفين قريبان من حروف الفم، فأخفوها معهما كما أخفوها عند حروف الفم، وبه قرأت من طريق الأهوازي لابن شنبوذ عن أبي نشيط، وبه أخذ أبو الفضل الخزاعي لأبي نشيط من جميع طرقه، وهي رواية المسيبي عن نافع. وكان البغداديون يستثنون من ذلك المنقوص, وهو {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا} وما كان من كلمة نحو: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} ، و {فَسَيُنْغِضُونَ} . وحدثنا أبو القاسم، حدثنا المليحي بمصر, حدثنا أبو علي البغدادي قال: كان الحمامي شيخنا إذا قرئ عليه: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} بالإدغام يضحك ولا يرد. قال أبو جعفر: قوله: "الإدغام" تجوُّز في العبارة، وإنما هو إخفاء، وهذه الحكاية تعطي أن استثناء المنقوص وما كان من كلمة اختيار من البغداديين، ومن لم يرو ذلك لا يأخذ به، كان أبو الحسن لا يرد على من قرأ عليه بغير اختيارهم. وأما ما ذكر الأهوازي من إمكان الإخفاء عند الخاء والهاء, فلم يذكره سيبويه. وسألت عنه أبي -رضي الله عنه- فلم يعرفه، وهو غير جائز، فلو جاز فيهما الإخفاء لجاز في العين والهمزة؛ لأن أمر هذه الحروف واحد في البعد من الفم.

_ 1 من طرف اللسان بينه وبين ما فويق الثنايا، انظر مخارج الحروف.

وحدثنا أبو القاسم, عن أبي بكر بن نبت العروق أنه كان يقول: إن الإظهار متفاضل في القوة والتمكن عند هذه الحروف، فأشد الإظهار وأسرعه وأمكنه عند الهمزة، ثم الهاء، ثم الحاء، ثم العين، وأضعفه وأقربه عند الخاء والغين. وقال ابن مجاهد: النون والتنوين يبينان عند الهاء والغين ضرورة من غير تعمُّل. وحدثنا أبو داود وأبو الحسن، حدثنا أبو عمرو قال: ويبينان عند الهمزة والعين والحاء بتعمُّل. قال أبو جعفر: ومن الناس من يسرف في التعمل حتى يخرج إلى ما لا يجوز، فليجتنب ذلك. أقول: وللتعمل حد، وإذا ارتاض اللسان سقط. ووافق ورش القراء في الإظهار عند هذه الحروف إلا أنه اعترضه عند الهمزة، من أصله في نقل حركتها إلى ما قبلها، ما أوجب تحريك النون والتنوين, فخرجا بالنقل إليهما عن أن يكونا ساكنين، فلا يجتمعان معها على قراءته إلا في {يَنْأَوْنَ} لأنه لا ينقل الحركة في كلمة، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله. ذكر الإبدال: أجمعوا على إبدال النون والتنوين ميما قبل الباء، سواء كانت النون من كلمة أو كلمتين، أو كان سكونها خلقة أو لجازم نحو: {أَنْبِئْهُمْ} [البقرة: 33] و {أَنْ بُورِكَ} [النمل: 8] و {يُؤْمِنْ بِاللَّهِ} ، و {صُمٌّ بُكْمٌ} [البقرة: 18، 171] ونحوه، قلبا صحيحا من غير إدغام ولا إخفاء، قال سيبويه: "تقلب النون مع الباء ميما؛ لأنها من موضع تعتل فيه النون، فأرادوا أن يدغموها إذ كانت الباء من موضع الميم، كما أدغموها فيما قرب من الراء في الموضع، فجعلوا ما هو من موضع ما وافقها في الصوت بمنزلة ما قرب من أقرب الحروف منها في الموضع، ولم يجعلوا النون باء لبعدها في المخرج، وأنها ليست فيها غنة، ولكنهم أبدلوا من مكانها أشبه الحروف بالنون وهي الميم، وذلك مثل: مم بك، يريد: من بك، وشمباء وعمبر، يريد: شنباء وعنبرا".

وقال سيبويه أيضا: "وإذا كانت -يعني النون- مع الباء لم تتبين، وذلك شنباء والعنبر؛ لأنك لا تدغم النون، وإنما تحولها ميما، والميم لا تقع ساكنة قبل الباء في كلمة، فليس في هذا الباب التباس بغيره". قال لي أبي -رضي الله عنه: زعم الفراء أن النون عند الباء مخفاة، كما تخفى عند غيرها من حروف الفم، وتأويل قوله أنه سمى البدل إخفاء، وقد أخذ بظاهر عبارته قوم من القراء المنتحلين في الإعراب مذهب الكوفيين، وتبعهم قوم من المتأخرين، خلطوا بين مذهب سيبويه وعبارة الفراء، من القلب والإخفاء، فغلطوا، وقد قلنا في ذلك فيما مضى. ذكر الإخفاء: اتفقوا بعد ما ذكرنا عنهم من أحوال النون والتنوين عند الاثني عشر حرفا المتقدمة على إخفائهما عند باقي الحروف، وهي خمسة عشر حرفا: التاء، والثاء، والجيم, والدال، والذال، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والفاء، والقاف، والكاف، سواء كانت النون من كلمة أو من كلمتين نحو قوله تعالى: {أَنْتُمْ} ، و {مَنْ تَابَ} ، و {شَهْرٍ، تَنَزَّلُ} [القدر: 3، 4] {وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى} [البقرة: 178] ، {وَمِنْ ثَمَرَاتِ} [النحل: 67] ، و {خَيْرٌ ثَوَابًا} [الكهف: 44] ، و {الْإِنْجِيلُ} ، و {مِنْ جَهَنَّمَ} ، و {مُوصٍ جَنَفًا} [البقرة: 182] ، و {أَنْدَادًا} ، و {مِنْ دِيَارِهِمْ} ، و {مُسْتَقِيمٍ دِينًا} [الأنعام: 161] ، و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [البقرة: 6] ، [يس: 10] ، و {عَنْ ذِكْرِهِمْ} [المؤمنون: 71] ، و {سَحِيقٍ، ذَلِكَ} [الحج: 31، 32] ، و {أَنْزَلْنَا} ، و {فَإِنْ زَلَلْتُمْ} [البقرة: 209] ، و {يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} [طه: 102] ، و {مِنْسَأَتَهُ} [سبأ: 14] ، و {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} ، و {عَظِيمٌ، سَمَّاعُونَ} [المائدة: 41، 42] ، و {أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً} [الواقعة: 35] ، و {وَلَئِنْ شِئْنَا} [الإسراء: 86] ، و {غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 30] ، [الشورى: 23] ، و {يَنْقَلِبْ} ، و {مَنْ قَالَ} ، و {عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149] ، و {أَنْكَاثًا} [النحل: 92] ، و {مَنْ كَانَ} ، و {خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38] ونحو ذلك.

والإخفاء يزيد فيما قرب من ذلك إلى النون، وينقص فيما بعد منها، وهذا قول الأهوازي وأبي عمرو وغيرهما. والقراء بعد في تمكينه أنحاء، فمنهم من يفرط في التمكين، ومنهم من يقتصد فيه، وكان أبو القاسم شيخنا -رحمه الله- ينكر الإفراط فيه إنكارا شديدا. فأما الإظهار عند هذه الحروف, فقد قال أبو عثمان المازني: إنه لحن، ومخرج النون والتنوين من الخيشوم, وقد مر ذلك. والإخفاء حال بين الإظهار والإدغام، ونص جميعهم على أنه لا تشديد فيه، إلا الأهوازي فإنه كان يقول: كما أن المظهر مخفف والمدغم مشدد, فكذلك المخفى بين التشديد والتخفيف، إذ هو رتبة بين الإظهار والإدغام، وغلّط من قال: إن المخفى بين مخفف، وزعم أنه خلاف لقول من مضى. ولا أرى الأهوازي إلا واهما؛ لأن التشديد إنما وجب في الإدغام لما أرادوا من أن يكون الرفع بالمثلين واحدا، ولا تماثل في الإخفاء، ألا ترى أن مخرج النون المخفاة غير مخارج هذه الحروف التي تخفى النون عندها، كما هي في الإظهار كذلك، فيجب أن يكون حكمها من التخفيف حكم الإظهار، والله أعلم. وقد بقي من حروف المعجم حرفان، وهما الألف والنون. فأما الألف فلا دخول لها في هذا الباب لسكونها، وأما النون فلكونها مثلا عُلِمَ أنه لا بد لها عند لقاء النون والتنوين لها من إدغامه فيهما، فلم يكن لذكرها معنى،..... أن كثيرا من القراء يذكرونها، ويجمعون الحروف المدغم فيها النون والتنوين.....:"يرملون". وكان أبو علي الأنطاكي، فيما حدثنا أبو داود عن أبي عمرو يزعم أن "يرملون" جمع المدغم والمدغم فيه، والله أعلم.

شرح القسم الثاني من الإدغام الصغير، وهو ما سكونه عن حركة [حروف قربت مخارجها] المختلف فيه من الساكن الذي تعرف حركته تسعة أصناف. الأول: الباء عند الفاء. الثاني: الباء عند الميم. الثالث: الثاء عند التاء. الرابع: الثاء عند الذال. الخامس: الدال عند الثاء. السادس: الذال عند التاء. السابع: اللام عند الذال. الثامن: الراء عند اللام. التاسع: الفاء عند الباء. باب الباء عند الفاء: وجملة ذلك خمسة مواضع، في [النساء: 74] {أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيه} وفي [الرعد:] {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ} ، وفي [سبحان: 63] {اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ} وفي [طه:] {فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ} ، وفي [الحجرات: 11] ، و {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ} . فأدغم فيهن أبو عمرو والكسائي بلا خلاف عنهما، وخلاد وهشام بخدمة عنهما، والذي ثبت عن الجوهري عن خلاد، وعن الحلواني عن هشام الإدغام قرأت على أبي القاسم من طريقها عنهما. وقرأت على أبي -رضي الله عنه- وعلى ابن شريح بالإدغام لخلاد، وبالإظهار لهشام، وكذلك ذكر أبو الطيب. وقال أبو عمرو: وخير خلاد في {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ} وخيرني فارس أحمد لهشام، فقرأت عليه بالوجهين، وبالإظهار آخذ. قال أبو جعفر: بالإدغام آخذ لهما في الباب. وقال الأهوازي: سمعت أبا عبد الله العجلي يقول: وجدت الحذاق من الأداء على أخفائها عند الفاء عن اليزيدي عن أبي عمرو. الباقون بالإظهار في الخمسة.

باب الباء عند الميم: وذلك موضعان: {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} في [البقرة: 284] ، و"ارْكَب مَّعَنَا" في [هود: 42] فأظهر ورش فيهما، وأظهر ابن عامر وحمزة "ارْكَب مَّعَنَا" وحده. واختُلف عن قالون والبزي وخلاد فيه، واختُلف عن قنبل والبزي أيضا في {يُعَذِّبُ مَنْ} . الباقون: بالإدغام فيهما، غير أن عاصما وابن عامر قرآ: و {يُعَذِّبُ مَنْ} بالرفع فأظهرا. قال الأهوازي: وقرأت على الشنبوذي عن يحيى عن أبي بكر بإخفاء الباء فيها عند الميم. قال أبو جعفر: رواية ابن بويان عن أبي نشيط بالإدغام فيهما، ورواية غيره عنه الإظهار فيهما. باب الثاء عند التاء: وذلك في أصل مطرد، وفي موضعين؛ فالأصل المطرد: "لبثتَ، ولبثتُ، ولبثتُم" حيث وقعت هذه الكلمة مع هذه الضمائر الثلاثة. والموضعان: {أُورِثْتُمُوهَا} في [الأعراف: 43، والزخرف: 72] . فأدغم ذلك كله أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي، ووافقهم ابن ذكوان على إدغام باب "اللبث". الباقون بالإظهار في جميع ذلك.

باب الثاء عند الذال: وهو موضع واحد في القرآن، قوله تعالى: "يَلْهَث ذَّلِكَ" [الأعراف: 176] . أظهره ابن كثير وورش وهشام، واختُلف عن قالون، فروى ابن بويان الإدغام، وروى غيره الإظهار. وقال الجعفي عن الأشناني عن عبيد عن حفص بالإظهار. والباقون بالإدغام. باب الدال عند الثاء: وهما موضعان في [آل عمران: 145] {مَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا} ، و {وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ} . أظهرهما الحرميان وعاصم, زاد الأهوازي، النقاش عن ابن ذكوان، وزاد عثمان بن سعيد وعبد الباقي لهشام. وأدغمهما الباقون. باب الذال عند التاء: وذلك في أصل مطرد وثلاثة مواضع، فالأصل المطرد: "اتخذتهم، وأخذتم، واتخذت" وبابه حيث وقع. وأظهر ابن كثير وحفص، وأدغم الباقون. والمواضع الثلاثة: {فَنَبَذْتُهَا} في [طه: 96] ، {إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي} في [المؤمن: 27] ، [والدخان: 20] . أدغمها ثلاثتها أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذلك قرأت لهشام من جميع طرقه على أبي القاسم -رحمه الله.

وأهل الأندلس يأخذون له بالإظهار؛ اتباعا لأبي الطيب وأبي أحمد في ذلك. وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- وسائر شيوخي, وقد أصفق البغداديون والخزاعي والأهوازي معهم على أن هشاما يدغم هذه الأحرف الثلاثة، وكذلك آخذ له. وكان عثمان بن سعيد يروي لهشام من طريق أبي مرثد {فَنَبَذْتُهَا} وحده مدغما. وقرأت لابن ذكوان من طريق الأهوازي عن الشنبوذي، والثغري عن ابن الأخرم بالإدغام في الثلاثة، ومن طريقه عن السلمي عن ابن الأخرم بالإظهار كالباقين, وبه آخذ له. باب اللام عند الذال: وذلك اللام من "يفعل" عند الذال من "ذلك", تفرد أبو الحارث بإدغامها. وجملة ذلك ستة مواضع: في [البقرة: 231] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} , وفي [آل عمران: 28] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} , وفي النساء موضعان {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا} [30] وبعد المائة [114] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} , وفي [الفرقان: 6] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} ، وفي [المنافقون: 9] {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} . الباقون بالإظهار في الستة. باب الراء عند اللام, والفاء عند الباء: وذلك {يَغْفِرْ لَكُمْ} وبابه، وقد ذكرنا مذاهب أبي عمرو فيه. و {نَخْسِفْ بِهِمُ} وقد ذكرنا إدغام الكسائي له، وقيل عنه أيضا بالإخفاء فيه.

باب: الإمالة

باب: الإمالة مدخل ... باب الإمالة: معنى الإمالة أن تنتحي بالفتحة نحو الكسرة انتحاء خفيفا، كأنه واسطة بين الفتحة والكسرة، فتميل الألف من أجل ذلك نحو الياء، ولا تستعلي كما كانت تستعلي قبل إمالتك الفتحة قبلها نحو الكسرة، والغرض بها أن يتشابه الصوت مكانها، ولا يتباين. وجعلنا باب الإمالة إلى جنب باب الإدغام للمشابهة التي بينهما؛ لأن الإدغام تقريب حرف من حرف، والإمالة كذلك. وللإمالة أسباب توجبها، قد حصرها أبو بكر بن السراج في أصوله، وفيما نقل أبو علي عنه1، إلى ستة أسباب وهي: كسرة تكون قبل الألف أو بعدها، وياء، وألف منقلبة عن الياء2، وألف مشبهة بالألف المنقلبة عن الياء، وكسرة تعرض في بعض الأحوال، وإمالة لإمالة. فهذه هي الأسباب الموجبة للإمالة، ما لم يمنع من ذلك الحروف المستعلية أو الراء غير مكسورة. قال لي أبي -رضي الله عنه: وهذه الأسباب منفكّة من كلام سيبويه، وأخبرنا أبي -رضي الله عنه- أن سيبويه زاد ثلاثة أسباب شاذة، وهي إمالة الألف المشبهة بالألف المنقلبة، والإمالة للفرق بين الاسم والحرف، والإمالة لكثرة الاستعمال. ونظرنا إلى ما اختلف فيه القراء، فأماله بعض، وفتحه بعض، وجعله بعض بين بين من الكلم، فوجدنا تحت كل سبب من هذه الأسباب مطردها وشاذها شيئا مختلفا فيه، إلا الياء وحدها، فرأينا أن نسوق الخلاف على هذه الأسباب، ونحصر في كل سبب ما وقع فيه من الخلاف، فيكون بذلك القارئ للترجمة قد علم السبب

_ 1 الحسن بن أحمد الفارسي, صاحب كتاب "الحجة". 2 وذلك ألف التأنيث في خمسة أوزان: "فَعْلى، فِعْلى, فُعْلى, فَعَالى, فُعَالى".

في إمالتها، فإن كانت الكلمة قد أُميلت لعدة أسباب ذكرتها في باب السبب الأولى بها، ونبهت على ما انضاف إليه.

السبب الأول: إمالة الألف للكسرة

السبب الأول: إمالة الألف للكسرة قد تكون الكسرة بعد الممال، وقد تكون قبله، فالأول ينقسم قسمين: مثال فيه راء، ومثال لا راء فيه. والمثال الذي فيه الراء ينقسم قسمين: أن تكون كسرة الراء كسرة إعراب، أو كسرة بناء، والذي كسرته من الراءات كسرة إعراب ينقسم قسمين: ألف زائدة للمد، وألف منقلبة من أصل. فالذي فيه الألف زائدة للمد ينقسم إلى تسعة أوزان: أفعال، فُعَّال، فِعال، فَعَال، فَعَّال، فِيعال، فِعلال، مِفعال، إِفعال. والألف المنقلبة مختصة ببناء واحد، وهو: فَعَل. تمثيل ذلك: أفعال نحو: "أبصارهم، وبالأسحار، وأوزار، والأبرار" ونحوه, وجملته أربعة وأربعون موضعا. فُعَّال: "الكفار، الفجار" هاتان اللفظتان حيث وقعتا مجرورتين، وجملته ثمانية مواضع. فِعَال نحو: "دياركم، وديارهم، وحمارك، وجدار" وجملته ثمانية عشر موضعا. فَعَال نحو: "النهار، وقرار، والبوار" وجملته اثنان وثلاثون موضعا. فَعَّال نحو: "كفار، وسحار، وصبار" وجملته سبعة عشر موضعا.

فَيعال في موضع واحد: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ} [آل عمران: 75] . فِعلال موضع واحد: {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75] . مِفعال موضع واحد: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8] . إِفعال موضعان: {الْإِبْكَارِ} في [آل عمران: 41، وغافر: 55] . فَعَل نحو: "النار، والجار، والدار" وجملته ثمانية وثمانون موضعا، فأمال جميع ذلك أبو عمرو والكسائي في رواية الدوري. قال الأهوازي: وإمالة الكسائي أشبع من إمالة أبي عمرو. واستثنى أبو عمرو {الْجَارِ} في الموضعين في [النساء: 36] ففتحه، وقيل عنه بالإمالة فيهما، وقيل عنه أيضا بالفتح في {الْغَارِ} [التوبة: 40] وهو اختيار ابن مجاهد له، وأحسب أن الفتح في ثلاثتها اختيار من الأئمة، ولا رواية تؤثر عنه, والله أعلم. وتابعهما أبو الحارث على الإمالة فيما تكررت فيه الراء من ذلك، نحو "قرار، والأشرار، والأبرار" وأخلص الفتح فيما سوى ذلك. وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين, واختُلف عنه في {الْجَارِ} . تابعه حمزة على ما تكررت فيه الراء، وعلى {الْقَهَّارُ} حيث وقع و {دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] لا غير، وفتح ما بقي. وحدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين، حدثنا أبو الفضل الخزاعي قال: قال الشذائي: قرأت على أصحاب محمد بن سعيد البزّاز، والحلواني، عن خلاد، وعلى جميع من قرأت عليه بحرف حمزة من الكوفيين، وعلى أصحاب الضبي، بفتح جميع هذا الباب من غير استثناء. وأمال ابن ذكوان إلا من طريق ابن شنبوذ، فيما قرأت به على ابن شريح، والشنبوذي والثغري عن ابن الأخرم {إِلَى حِمَارِكَ} ، و {الْحِمَارِ} في [البقرة: 259، الجمعة: 5] لا غير، واختلف فيهما عن النقاش، وبالإمالة أخذ الخزاعي لجميع من

ذُكره من رواة ابن ذكوان، وبه آخذ. وأخلص الباقون الفتح في الباب كله. ويتعلق بهذا الباب {هَارٍ} في [التوبة: 109] . قرأه قالون وأبو عمرو والكسائي وأبو بكر {هَارٍ} بالإمالة. واختُلف عن ابن ذكوان، فقال النقاش بالفتح، وقال السلمي عن ابن الأخرم بين اللفظين كورش، والمشهور عنه إمالتها. وكذلك قال أهل العراق عن ابن الأخرم وورش بين اللفظين، وكذلك ذكر الأهوازي عن أبي الحارث، والباقون بالفتح. والوجه في {هَارٍ} أن يكون محذوفا من "هاير" لا مقلوبا منه، فالراء لام. قال سيبويه: الحذف أكثر من القلب، فالكسرة إذًا إعراب، وهو هذا الباب. شرح ما كسرة الراء فيه بناء: وهو ينقسم قسمين، أن تكون الراء لام الفعل أو عينه؛ فالذي فيه الراء لام الفعل أصل مطرد، وهو {الْكَافِرِينَ} إذا كان بعده ياء، سواء كان منصوبا أو مجرورا. وحروف هي {جَبَّارِينَ} في الموضعين {المائدة: 22، والشعراء: 130] و {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} في الموضعين [آل عمران: 52] ، [والصف: 14] . فأما {الْكَافِرِينَ} فأماله أبو عمرو والكسائي1 حيث وقع في إعرابيه، وقرأه ورش بين اللفظين. وأخلص الباقون فيه الفتح. ولا خلاف في فتح {أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: 41] إلا ما روى ابن فرح عن الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو, وعن الكسائي أنه أماله. ولا خلاف في فتح {كَافِرَةٌ} [آل عمران: 13] .

_ 1 من رواية الدوري.

وأما {جَبَّارِينَ} ، و {أَنْصَارِي} فأمالهما أبو عمر عن الكسائي، وكذلك روى الكاغدي عن أبي عمر عن اليزيدي، عن أبي عمرو في {أَنْصَارِي} . واختلف عن ورش في {جَبَّارِينَ} فكان أبو الطيب وابنه1 يأخذان بالفتح، وبه أخذ أبو محمد مكي. وكان عثمان بن سعيد يختار له بين بين، ويذكر أنه كذلك قرأ على خلف بن خاقان وفارس بن أحمد، والباقون بالفتح. والذي هي فيه عين الفعل حروف هي: {بَارِئِكُمْ} في الموضعين في [البقرة: 54] ، و {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} في [الحشر: 24] ، و {وَسَارِعُوا} ، و {يُسَارِعُ} ، و {يُسَارِعُونَ} حيث وقع، وجملته تسعة مواضع، و {الْجَوَارِ} في [الشورى: 32] ، [والرحمن: 24] ، [وكورت: 16] . فأمال الألف فيهن أبو عمر عن الكسائي، قال الأهوازي: سمعت أبا عبد الله اللالكائي يقول: كسر {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} عن الكسائي قياس لا نص. وروى أبو عثمان المؤدب2 عن أبي عمر عن الكسائي إمالة {يُوَارِي} ، و {فَأُوَارِيَ} في الموضعين في [المائدة: 31] كذا قال عن أبي عثمان: ابن شنبوذ وأبو طاهر بن أبي هاشم، على أن الأهوازي قد حكى عن أبي طاهر عن أبي عثمان الفتح، ولعل أبا طاهر روى عنه الإمالة ولم يأخذ بها إيثارا لما قرأ به علي ابن مجاهد من الفتح. وروى أبو حامد بن المنقى عن أبي عمر عن الكسائي: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ} في [الكهف: 22] بالإمالة. وروى الخفاف عن أبي الزعراء عن أبي عمر عن الكسائي الإمالة في الكلمات الثلاث. الباقون بالفتح في جميع ذلك. وتفرد هشام بإمالة {مَشَارِبُ} في [يس: 73] .

_ 1 طاهر بن عبد المنعم بن غلبون، وأبوه أبو الطيب عبد المنعم. 2 سعيد بن عبد الرحيم الضرير روى عن دوري الكسائي.

شرح ما لا راء فيه مما أميلت ألفه للكسرة بعده: روى أبو عمر عن الكسائي إمالة {آذَانِهِمْ} ، و {آذَانِنَا} 1 حيث وقع، وجملته ثمانية مواضع. و {طُغْيَانِهِمْ} حيث وقع، وجملته خمسة مواضع. وروى هشام عن ابن عامر في {آنِيَةٍ} 2 في [الغاشية: 5] ، و {عَابِدُونَ} ، و {عَابِدٌ} ، و {عَابِدُونَ} في [الكافرون: 3، 4، 5] بالإمالة. وروى أبو حمدون وأبو عبد الرحمن وابن سعدان عن اليزيدي: {النَّاسِ} حيث وقع مجرورا بالإمالة, قال أبو طاهر بن أبي هاشم: ولم يرو عن أبي عمرو من وجه يرتضى صحته خلاف قولهم، وهو اختيار عثمان بن سعيد. قال: وما روى ابن جبير من الفتح لعله أراد به في النصب والرفع، وبالإمالة آخذ على أبي -رضي الله عنه- لأبي عمرو عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد. قرأ حمزة: {أَنَا آتِيكَ بِهِ} في الحرفين في [النمل: 39، 40] بإمالة فتحة الهمزة إشماما، وعن خلاد اختلاف. الباقون بالفتح في ذلك كله، والله أعلم. شرح ما أميل للكسرة قبله: قد يكون الممال للكسرة قبله الألف، وقد يكون الراء في مذهب أهل مصر عن ورش، وسنذكر هذا في باب مفرد, إن شاء الله. والألف في هذا الباب قد تكون منقلبة عن ياء، وقد تكون منقلبة عن واو. قرأ حمزة والكسائي {الرِّبا} في سبعة مواضع، وألفه منقلبة عن واو، و {الزِّنَى} وهو في موضع واحد، {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى} في [سبحان: 32] ، و {إِنَاه} [الأحزاب: 53] وألفهما منقلبة عن ياء، و {كِلاهُمَا} [الإسراء: 23] وألفها تحتمل أن تكون

_ 1 ألف التي بعد الذال. 2 أي: إمالة الألف.

منقلبة عن ياء وعن واو، وعن الواو أقيس، بالإمالة في ذلك كله. تابعهما هشام على إمالة {إِنَاهُ وَلَكِنْ} فقط. قرأ حمزة {ضِعَافًا} [النساء: 9] بإمالة فتحة العين. واختُلف عن خلاد، وبالفتح قرأت له على ابن شريح، وبالوجهين على غيره. وروى أبو عمر عن الكسائي {كَمِشْكَاةٍ} [النور: 35] ممالا. روى ابن ذكوان {عِمْرَانَ} في قوله تعالى: {وَآلَ عِمْرَانَ} [آل عمران: 33] ، و {امْرَأَتُ عِمْرَانَ} [آل عمران: 35] ، {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} [التحريم: 12] وليس في القرآن غيرهن, و {الْمِحْرَابَ} في قوله: {الْمِحْرَابَ وَجَدَ} [آل عمران: 37] ، و {يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ} [آل عمران: 39] ، و {عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} [مريم: 11] ، و {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ} [ص: 21] وليس في القرآن غيرهن، و {إِكْرَاهِهِنَّ} في [النور: 33] ، و {الْإِكْرَامِ} في الحرفين في [الرحمن: 27، 78] . كل هذه الكلمات بالإمالة، كذا نص عليه الأخفش، وكذا قال هبة الله بن جعفر وغيره عن الأخفش, واستثنى ابن الأخرم {الْمِحْرَابَ} منصوبا فقط. وقرأت من طريق ابن شنبوذ بإمالة {الْمِحْرَابَ} مخفوضا، وفتح ما سواه من الكلمات. وكذلك ذكر البغدادي عن النقاش, وقال عثمان بن سعيد عن عبد العزيز عنه بالإمالة في {الْمِحْرَابَ} حيث وقع، وفتح ما سواه. الباقون بالفتح في جميع الباء، إلا أن ورشا قرأ هذه الحروف التي أمال ابن ذكوان بين بين، إلا {عِمْرَانَ} وحده1, وسيأتي شرح مذهبه، وبالله التوفيق.

_ 1 فخم راءه والألف.

السبب الثاني: إمالة الألف المنقلبة

السبب الثاني: إمالة الألف المنقلبة لا تخلو الألف المنقلبة عن ياء أو واو من أن تكون في اسم أو فعل، فالاسم لا يخلو من أن يكون ثلاثيا أو مزيدا، والمزيد لا يخلو أن يكون واحدا أو جمعا. فالثلاثي ما كان منه من ذوات الواو اتفقوا على فتحه، وما كان من ذوات الياء فله مثالان "فَعَل، فُعَل" بلا هاء، وبهاء التأنيث. والمزيد ما كان منه جمعا فله ثلاثة أمثلة: "فعائل، فَعَالى، فواعل" وما كان منه واحدا له خمسة أمثلة: "مَفْعَل" بلا هاء، وبهاء التأنيث، "مُفْعَل" بلا هاء، وبهاء التأنيث، "أفعل، فوعلة، مفتعل". تمثيل ذلك: فَعَل نحو: "الهوى، وهواه" حيث وقع، و"متى" حيث وقعت، و"فتاها، لفتاه، والثرى، والعمى، والشوى" وجملته خمسة وعشرون موضعا. فُعَل نحو: "الهدى" حيث وقع, و"هداهم، هداها"، و"القرى" حيث وقع، و"النهى، العلى، القوى" وجملتها ستون موضعا. فُعَلَة موضعان: {مِنْهُمْ تُقَاةً} [آل عمران: 28] ، و {حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102] . مَفْعَل نحو: "المولى، ومولانا، ومولاكم" حيث وقع، و"المأوى، ومأواكم، ومأواهم" حيث وقع، و"مثواه، ومثواكم" حيث وقع, و"محياي، ومحياكم"، و {مَثْنَى} في المكانين [النساء: 3] ، [وفاطر: 1] ، و {مَجْرَاهَا} في [هود: 41] على قراءة من فتح الميم، و {الْمَرْعَى} [الأعلى: 4] ، و {مَرْعَاهَا} [النازعات: 31] , وجملته ثمانية وأربعون موضعا. مَفْعَلة: {مَرْضَات} وجملته خمسة مواضع: موضعان في [البقرة: 207، 265] ،

وموضع في [النساء: 114] ، وموضع في [التحريم: 1] ، وفي [الممتحنة: 1] {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي} . مُفْعَل أربعة مواضع: {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} في [الأعراف: 187] ، [والنازعات: 42] و {مَجْرَاهَا} 1، و {مُرْسَاهَا} في [هود: 41] . مُفْعَلة موضع واحد: {مُزْجَاةٍ} [يوسف: 88] . فوعلة: {التَّوْرَاةَ} في كل إعرابها حيث وقعت، وجملتها ثمانية عشر موضعا. مفتعل ثلاثة مواضع: {الْمُنْتَهَى} في موضعين في [النجم: 14, 42] و {مُنْتَهَاهَا} في [النازعات: 44] . أفعل نحو: "أدنى، وأزكى، وأبقى" وكذلك إن كان بالألف واللام، نحو: "الأعمى، والأعلى" أو مضافا، وهو موضع واحد: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا} [الشمس: 12] وجملة ذلك اثنان وستون موضعا. فعائل: "خطايانا، وخطاياكم" حيث وقع. فَعَالى: {النَّصَارَى} ، و {الْيَتَامَى} حيث وقعا، وفي [النور: 32] {الْأَيَامَى} . فواعل: {الْحَوَايَا} في [الأنعام: 146] وهذه الكلمة يجوز أن يكون وزنها "فعائل", فأمال جميع هذا الباب حمزة والكسائي. تابعهما حفص على إمالة "مَجْرَايهَا" في [هود: 41] فقط، لم يمل في القرآن غيره، وفتح الميم كهما2. واستثنى حمزة وأبو الحارث3 كلمات ففتحاها، وهي: {هُدَايَ} في [البقرة: 38] ، [وطه: 123] ، و {مَحْيَايَ} في [الأنعام: 146] ، و {مَثْوَايَ} في [يوسف: 23] . واستثنى حمزة وحده {حَقَّ تُقَاتِهِ} في [آل عمران: 102] ، و {سَوَاءً مَحْيَاهُمْ} في [الجاثية: 21] ، و {مَرْضَاتِ اللَّهِ} ، و {مَرْضَاتِي} حيث وقع، و"خطايا" حيث وقع.

_ 1 في قراءة ضم الميم. 2 أي: كحمزة والكسائي. 3 عن الكسائي.

واختُلف عنه في "التوراة" حيث وقعت، فقيل بالإمالة، وقيل بين اللفظين. وأما أبو عمرو فأمال "التوراة" حيث وقعت، و {أَعْمَى} الأول من [سبحان: 72] وكل ما كان من هذا الباب قبل ألفه راء، وقرأ بين اللفظين ما كان منه لا راء فيه، وفتح ما سوى ذلك. تابعه ابن ذكوان على إمالة "التورية" وفتح ما سوى ذلك، إلا أن هبة الله وجعفر بن أبي داود رويا عن الأخفش عنه {مُزْجَاةٍ} [يوسف: 88] بالإمالة، وكذلك نص عليه الأخفش. وقرأت له من طريق هذا الكتاب بالفتح، وابن أبي داود متحقق بالأخفش، عرض عليه ستا وثلاثين ختمة، حكى ذلك الخزاعي عن محمد بن عبيد بن الخليل عنه. وقرأ أبو بكر: {أَعْمَى} في الحرفين في [بني إسرائيل: 72] بالإمالة. وقرأ ورش جميع ذلك بين بين، إلا ما كان في سورة آخر آيها على ألف، ولم يكن فيها راء، فإنه فتح. أخبرنا أبو داود وأبو الحسن قالا: قال عثمان بن سعيد: وهذا الذي لا يوجد نص بخلافه عنه. واختلف عن قالون في {التَّوْرَاةَ} ، فرواية ابن بويان بالفتح، ورواية غيره عن أبي نشيط بين بين. الباقون بالفتح في جميع الباب. ويتعلق بهذا الباب إمالة ثلاثة أحرف: {يَا وَيْلَتَى} [المائدة: 31] ، [هود: 72] ، و {يَا أَسَفَى} [يوسف: 84] ، و {يَا حَسْرَتَى} [الزمر: 56] لأن هذه الألف منقلبة من ياء الإضافة، فالأخذ لأبي شعيب بالفتح فيهن، وللدوري عن أبي عمرو بإمالة {يَا وَيْلَتَى} ، و {يَا حَسْرَتَى} فقط، و {يَا أَسَفَى} مفتوحا. وحمزة والكسائي بإمالتهن على أصلهما, والباقون بإخلاص الفتح فيهن.

شرح ما أميل من الألف المنقلبة في الأفعال: التي يختص بهذا الباب منها ما اعتلَّت لامه دون ما اعتلَّت عينه؛ لأن ما اعتلَّت عينه سببه في الإمالة ليس الانقلاب، ولكن سبب آخر على ما نبينه, إن شاء الله تعالى. فالأفعال تنقسم إلى: ماضٍ ومضارع، والماضي ينقسم إلى: ثلاثي ومزيد، والثلاثي ينقسم إلى: أن يكون من بنات الياء أو من بنات الواو، وله في كليهما بناء واحد وهو "فَعَلَ". وقد قسم أبو الطيب وغيره ما كان من بنات الياء إلى قسمين: قسم عين الفعل فيه همزة، وقسم ليست عين الفعل فيه همزة. والمزيد سبعة أبنية: أفْعل، فعَّل, تفعل، افتعل، استفعل, فاعلَ، تفاعلَ. تمثيل ذلك: فَعَل: من ذوات الواو، لم يختلف فيه إلا في أربعة أفعال، وهي: {دَحَاهَا} [النازعات: 30] ، و {طَحَاهَا} [الشمس: 6] ، و {تَلاهَا} [الشمس: 2] ، و {سَجَى} [الضحى: 2] واتفقوا على التفخيم فيما سوى ذلك، نحو: "دعا، ونجا، وخلا، وبدا". وذكر بعض الناس أنه يقال: دحيتُ، وأن "دحا" على هذا من ذوات الياء، فليتأمل ذلك. فَعَلَ: من ذوات الياء، مما ليست عينه همزة: "أبى، وقضى، وكفى، وهدى، ورمى، وطغى، وعسى" حيث وقع، وما أشبهه، وجملتها اثنان وأربعون موضعا. فأما ما عينه همزة, فنجعله في باب "الإمالة للإمالة". أفْعل نحو: "أحيا" اتصل به ضمير أو لم يتصل، و"أتاكم، وأحصى"، و"أدراك، أدراكم" حيث وقع، {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ} [الأنفال: 43] ، و {أَوْحَى} ، و {أَلْقَى} ونحوه. وجملته مائة وثلاثة وعشرون موضعا.

فعَّل نحو: {فَسَوَّاهُنَّ} [البقرة: 29] ، و {وَفَّى} [النجم: 37] ، و {وَصَّى} ، و {وَصَّاكُمُ} حيث وقع، و {نَجَّاكُمْ} ، و {نَجَّاهُمْ} حيث وقع، و {صَلَّى} ، و {جَلَّاهَا} ، و {سَوَّاهَا} ، و {زَكَّاهَا} ، و {دَسَّاهَا} ونحوه، وجملته سبعة وثلاثون موضعا. تفعَّل نحو: {تَوَلَّى} حيث وقع, "تلقى, تزكى, تجلى, تمنى, فتدلى" وشبهه, وجملته ثلاثون موضعا. افتعل نحو: "اهتدى، استوى، افترى، ارتضى، اتقى، اعتدى" حيث وقعن، و {اجْتَبَاهُ} وشبهه، وجملته سبعة وسبعون موضعا. استفعل وجملته سبعة مواضع: {اسْتَسْقَى} [البقرة: 60] ، و {اسْتَسْقَاهُ} [الأعراف: 160] ، و {اسْتَهْواَهُ} [الأنعام: 71] على قراءة حمزة، و {اسْتَعْلَى} ، و {اسْتَغْنَى} في [عبس: 5] ، [والليل: 8] ، [والعلق: 7] . فاعل: لفظ {نَادَى} ، و {نَادَاهُ} [النازعات: 16] ، و {نَادَانَا} [الصافات: 75] ، وجملته تسعة عشر موضعا، {سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ} [الكهف: 96] فجميعه عشرون موضعا. تفاعل: لفظة {تَعَالَى} حيث كان، عشرة مواضع، وقوله تعالى: {فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر: 29] . فجميعه أحد عشر موضعا، وثم ثاني عشر، وهي {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء: 61] نذكره في الوقف على الممال بعد، إن شاء الله. فأمال جميع ذلك حمزة والكسائي إلا أن حمزة استثنى من "فَعَل، وأَفْعَل" مواضع ففتحها. أما ما فتح من "فَعَل" فست كلم، الأربع التي من ذوات الواو، واثنتان من ذوات الياء، وهما في [الأنعام: 80] {وَقَدْ هَدَانِ} رأس الثمانين منها، فأما {هَدَانِي رَبِّي} [161]

من آخرها, فاتفقا على إمالته. قال لنا أبي -رضي الله عنه- غير مرة: أمال {وَقَدْ هَدَانِ} الكسائي، و {هَدَانِي} حمزة والكسائي. وقال الأهوازي: أجمع رواة حمزة على إمالة {هَدَانِي} في سورة الأنعام. والكلمة الثانية {وَمَنْ عَصَانِي} في [إبراهيم: 36] . وأما ما فتح من "أفعل" فقوله تعالى: {أَنْسَانِيهُ} في [الكهف: 63] ، و {أَوْصَانِي بِالصَّلاةِ} ، و {آتَانِيَ الْكِتَابَ} في [مريم: 30، 31] ، و {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ} في [النمل: 36] ، وما جاء من {الْحَيَاةِ} غير معطوف بالواو، نحو "أحياكم، وثم أحياكم، وفأحيا به، وأحياها" فإن كان معطوفا بالواو اتفقا على الإمالة نحو {أَمَاتَ وَأَحْيَا} [النجم: 44] ، و {نَمُوتُ وَنَحْيَا} [الجاثية: 24] وكذلك اتفقا وإن فصل بينهما بحرف نحو {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} [طه: 74] . وزاد حمزة في "تفعَّل" و"استفعل" {تَوَفَّاهُ} [الأنعام: 61] ، و {اسْتَهْواََهُ} [الأنعام: 71] فأمالهما وحده؛ لأن الكسائي يقرؤهما بالتاء كسائر القراء. ولا خلاف بينهما بعد هذا في إمالة جميع الباب على اختلاف مثله، إلا أن فارس بن أحمد كان يأخذ لحمزة في: {وَآتَانِي رَحْمَةًَ} [هود: 28] ، و {آتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً} [هود: 63] و {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} في [الزمر: 57] بالفتح، وكان يزعم أن حمزة لم يمل من هذا الباب مما اتصل بضمير إلا {هَدَانِي رَبِّي} في آخر [الأنعام: 161] . وتابعهما أبو بكر على إمالة {رَمَى} في [الأنفال: 17] ، و"أدراك، وأدراكم" حيث وقع، ووقف بالإمالة على {مَكَانًا سُوَى} [طه: 58] ، و {أَنْ يُتْرَكَ سُدًى} [القيامة: 36] . وافقهما أبو عمرو على إمالة "أدراك، وأدراكم" حيث وقع. واختُلف فيه عن ابن ذكوان، فقال ابن شنبوذ بالإمالة. واختُلف عن ابن الأخرم، وقال النقاش بالفتح، وروي أيضا عن جماعة عن ابن ذكوان {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} [النحل: 1] ممالا، وهي رواية ابن شنبوذ عن الأخفش فيما

حدثنا به أبو داود عن أبي عمرو، عن فارس عن أبي أحمد، عن ابن شنبوذ. والذي قرأت به على ابن شريح من طريق ابن شنبوذ الفتح، وبه قرأت من جميع طرق الأخفش عن ابن ذكوان. وقرأ أيضا أبو عمرو كل ما كان فيه من ذلك راء قبل الألف بالإمالة، وما كان رأس آية بين اللفظين، وفتح ما سوى ذلك. وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين، وذكر النحاس عن أبي يعقوب عنه أنه روى عن نافع {وَلَوْ أَرَاكَهُمْ} [الأنفال: 43] بالفتح، واختار ورش الترقيق، وقرأ الباقون جميع ذلك بالفتح. ذكر الأفعال المضارعة: لا يخلو ما أُميل منها أن يكون مبنيا للفاعل أو مبنيا للمفعول. فالمبني للفاعل له ثلاثة أبنية: أفْعل، يفعَل، تفعَل، نفعَل، فهذا بناء واحد تعاقبت عليه الزوائد الأربع. والبناء الآخر: يتفعَّل، تتفعَّل. والثالث: يتفاعل، تتفاعل. والمبني للمفعول له أربعة أبنية: يُفعَل، تُفعَل، نُفعَل، فهذا بناء واحد على ما تقدم. تُفعَّل، يُفعَّل، وهذا بناء آخر. يُتفعَّل، يُفتعَل. تمثيل ذلك: أفعل نحو: "أرى، وأراكم، وأراني" حيث وقعن، وذلك أحد عشر موضعا. و {أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88] ، و {آسَى عَلَى قَوْمٍ} [الأعراف: 93] فجميع ذلك ثلاثة عشر موضعا.

يفعل نحو: "يرى، ويراكم" حيث وقع, و"يرضى، ويغشاه، ويغشاهم، ويغشاها، ويطغى، ويخشى، وسيصلى" وهذا وحده مستقل لدخول السين عليه، "ولا يخفى، ولا يبلى" وشبهه. وجملته خمسون موضعا. تَفعَل نحو: {تَرَى} حيث وقع، و"تراه، وتراهم، وتهوى، وترضى، وترضاه، وتغشى، وتشقى، وتأبى، وتخشى" وشبهه, وجملته خمسة وأربعون موضعا. نَفعَل نحو: {نَرَى} حيث وقع، و"نراك، ونراه، ونحيا، وننساكم" ونحوه, وجملته سبعة عشر موضعا. يَتفعَّل نحو: {يَتَوَلَّى} ، و {يَتَوَفَّاكُمْ} حيث وقع، و {يَزَّكَّى} في الموضعين [عبس: 3، 7] ، و {يَتَمَطَّى} [القيامة: 33] ، و {يَتَزَكَّى} [الليل: 18] وشبهه، وجملته خمسة عشر موضعا. تَتَفعَّل خمسة مواضع: {تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ} [النحل: 28، و32] ، و {تَزَكَّى} ، و {تَصَدَّى} [عبس: 6] ، و {تَلَهَّى} [عبس: 10] , و {نَارًا تَلَظَّى} [الليل: 14] . يَتَفاعل، وتَتَفاعل ثلاثة مواضع: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ} [النحل: 59] ، و {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ} [السجدة: 16] ، و {تَتَمَارَى} [النجم: 55] . يُفعَل، وتُفعَل، ونُفعَل، نحو: {أَنْ يُؤْتَى} [آل عمران: 73] ، [المدثر: 52] ، و {يُتْلَى عَلَيْكُمْ} ، و {يُوحَى إِلَيَّ} ، و {أَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ} [آل عمران: 101] ، و {تُنْسَى} ، و {تُجْزَى} ، و {نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ} [الأنعام: 124] وجملته ثلاثة وسبعون موضعا. تُفَعَّل، ويُفَعَّل نحو: "تُوفى، وتُسوى، ويُصلى1 سعيرا، ويلقاها116" وجملته تسعة مواضع. يُتَفعَّل: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى} في [الحج: 5، والمؤمن: 67] .

_ 1 في قراءة من شدَّد.

يُفتعَل: موضعان {يُفْتَرَى} في [يونس: 37] ، [ويوسف: 111] فأمال جميع ذلك حمزة والكسائي. وقرأ أبو عمرو ما كان من ذلك فيه راء بالإمالة، وما كان رأس آية بين اللفظين، وما سوى ذلك بالفتح، وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين، وفتح الباقون, والله أعلم.

السبب الثالث: إمالة الألف المشبهة بالمنقلبة

السبب الثالث: إمالة الألف المشبهة بالمنقلبة هذا الباب له أربعة أوزان "فَعْلَى، فِعْلَى" وتكون ألفهما للتأنيث، وقد تكون للإلحاق "فُعْلَى، فُعَالى" ولا تكون ألفهما إلا للتأنيث. تمثيل ذلك: فَعْلَى نحو: "الموتى، والتقوى، وشتى" حيث وقعن، و"نجواهم، ونجواكم، وصرعى" وشبهه. أخبرني أبو الحسن بن شفيع المقرئ -رحمه الله- أن جملته على قراءة أبي عمرو ستون موضعا، وقرأتها عليه بين اللفظين، فلفّظني بذلك، وذكر في العدة {يَحْيَى} اسم النبي -عليه السلام. وحدثنا أبو داود عن أبي عمرو أنها خمسة وستون موضعا، زاد "أسْرَى تفادوهم" [البقرة: 85] على قراءة حمزة، و {مِنَ الْأَسْرَى} [الأنفال: 70] على قراءة الجماعة إلا أبا عمرو، و"سَكْرَى وما هم بِسَكْرَى" [الحج: 2] على قراءة حمزة والكسائي، و {تَتْرَا} [المؤمنون: 44] على قراءة الجماعة إلا ابن كثير وأبا عمرو، وهي أيضا عندنا على قراءتهما "فَعْلَى" والألف للإلحاق، وعند من لم ينون "فَعْلَى" والألف للتأنيث، وسيجيء الكلام عليها بعد إن شاء الله. ولم يذكر أبو عمرو في العدة {يَحْيَى} .

فِعْلَى: أخبرني أبو الحسن بن شفيع أن الوارد من "فِعْلى" من غير راء ثلاثة عشر موضعا، وقرأتها عليه، وهي {بِسِيمَاهُمْ} في ستة مواضع، و {إِحْدَاهُمَا} في أربعة مواضع، و {إِحْدَاهُنَّ} [النساء: 20] و {عِيسَى} اسم النبي -عليه السلام- حيث وقع, و {ضِيزَى} [النجم: 22] . وحدثنا أبو داود عن أبي عمرو أن الوارد من "فِعْلى" فيه الراء كلمتان "ذكرى، والذكرى، وذكراهم" وتكررت في تسعة عشر موضعا، و {رَبُّ الشِّعْرَى} [النجم: 49] فذلك عشرون موضعا. وحدثنا أبو القاسم -رحمه الله- قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد عن أبي الطيب أن جملة ما جاء من "فعلى" خمسة وثلاثون موضعا. فُعْلى نحو: {أُنْثَى} ، و {الدُّنْيَا} ، و {مُوسَى} اسم النبي -عليه السلام- حيث وقعن، و {الْعُزَّى} ، و"الرؤيا، ورؤياي، ورؤياك"، و {الْحُسْنَى} ، و {وَأُخْرَى} وشبهه، وجملته مائة واثنان وعشرون موضعا، وإن عُد فيها {ضِيزَى} مما هو "فعلى"، كما هو "فعلى" جاء العدد ثلاثة وعشرين. وأخبرني أبو الحسن بن شفيع أن الوارد من "فُعْلى" من غير ذكر ما فيه الراء وكلمة {مُوسَى} ، و {الدُّنْيَا} تسعة وسبعون موضعا، وقرأتها عليه -رحمه الله. فُعَالى جملته تسعة مواضع: {أُسَارَى} في [البقرة: 85] على غير قراءة حمزة، وفي [النساء: 43، 142] ، و {وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، و {قَامُوا كُسَالَى} ، وفي [الأنعام، 94] {فُرَادَى} ، وفي [الأنفال: 70] "من الأسارى" على قراءة أبي عمرو، وفي [التوبة: 54] {إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى} ، وفي [الحج: 2] {سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} في قراءة أبي عمرو، وفي [سبأ: 46] {فُرَادَى} فقرأ حمزة والكسائي جميع ذلك بالإمالة، ووافقهما أبو عمرو على ما فيه، وما لا راء فيه من الأوزان الثلاثة بين اللفظين، وما سوى ذلك بالفتح. واختلف عنه في {بُشْرَى} في [يوسف: 19] فقيل عنه بالإمالة حملا على النظائر، وقيل عنه بالفتح فيه.

قال عثمان بن سعيد: وبالفتح يأخذ عامة أهل الأداء في مذهبه، وهو قول ابن مجاهد، وبذلك ورد النص عنه من طريق السوسي عن اليزيدي وغيره. وقرأ ورش جميع ذلك بين اللفظين، على اختلاف عنه فيما لم يكن رأس آية، ولا كانت فيه راء. وأخلص الباقون الفتح في جميع ذلك. قال أبو جعفر: جعل القراء في هذا الكتاب "يحيى، وموسى، وعيسى" على أنها "فَعْلى، وفُعْلى، وفِعْلى" وأضافوا إلى ذلك {أَنَّى} التي بمعنى "كيف". ومنهم من تكلم على تعليل ذلك بما هو غير مرضي، ونحن نبين ما عندنا مختصرا. فأما {يَحْيَى} فوزنه "يفعل" ولا يكون "فَعْلى" لأن الياء أولا يقضى بزيادتها للكثرة عند سيبويه، وما نسب إلى الكسائي أو غيره من أن وزنه "فَعْلى" لا يصح. وأما {مُوسَى} فنص سيبويه على أنه "مُفْعَل" في حد ما لا ينصرف، واحتج في الأبنية على ذلك بأن زيادة الميم أولا أكثر من زيادة الألف آخِرا، واحتج أبو علي على أنه "مفعل" بإجماعهم على صرفه في النكرة، ولو كان "فُعْلى" لم ينصرف في النكرة؛ لأن الألف كانت تكون للتأنيث لا للإلحاق. وأما {عِيسَى} فقال سيبويه: "عيسى فِعْلى، والياء فيه ملحقة ببنات الأربعة، بمنزلة ياء معزى". قال أبو علي: وليست للتأنيث كالتي في {ذِكْرَى} بدلالة صرفهم له في النكرة. قال أبي -رضي الله عنه: ولا يكون عيسى "فِعْلَل" كما يقول عثمان بن سعيد وغيره من المقرئين؛ لأن الياء والواو يكونان أصلا في بنات الأربعة، وإنما أرادوا "فِعْلى" فلم يُحصِّلوا. وهذه الأسماء أعجمية، وكل أعجمي استعمله العرب فالنحويون يتكلمون على أحكامه في التصريف على الحد الذي يتكلمون في العربي، فعيسى وحده من هذا الباب، وذكرهم: موسى ويحيى فيه لا وجه له، فالواجب على ذلك أن يمال

{عِيسَى} بين بين لأبي عمرو، ويخلص له الفتح في "يحيى وموسى". وقد اختلفت الرواية عن اليزيدي في ذلك، فقال أحمد بن جبير في "جامعه" عنه: موسى وعيسى بالكسر1، وقال في "مختصره": بالفتح، ولم يذكر {يَحْيَى} بشيء. وروى الحلواني عن أبي عمر عن اليزيدي فيهن بالفتح. وحكى الخزاعي عن الحسن بن سعيد المطوعي قال: الإمالة طريق الرواية، والقراءة بالفتح. وحكى الأهوازي أن الفتح في "موسى، وعيسى" اختيار ابن مجاهد في قراءة أبي عمرو، وقال: وقرأت أيضا على أصحاب ابن مجاهد "موسى، وعيسى، ويحيى" بين الفتح والكسر فيهن2. وقال عثمان بن سعيد: وكذلك قرأت له من جميع الطرق، يعني بين الفتح والكسر، وحكاه عن الشذائي عن ابن مجاهد وغيره. وذكر الأهوازي عن ابن حبش عن أبي شعيب فيهن بالكسر، والظاهر من "المنتهى" الفتح. وعلى ما قررنا من صحة أوزان هذه الكلم يجب أن يمال لأبي عمرو {عِيسَى} وحده، فإن أخذت له بإمالة بين بين في "موسى، ويحيى" فعلى أنه أمال ما ليس وزنه "فُعْلى، وفَعْلى" وليس من أصل قوله إمالة ما خرج عن الأوزان الثلاثة، ولكن الرواية قوية في إمالتها، فالفتح أقيس والإمالة آثر، والله أعلم. وأما {أَنَّى} وجملة ما في القرآن منه ثمانية وعشرون موضعا، فحدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا أبو محمد مكي، عن أبي الطيب، عن أبي سهل، عن ابن مجاهد أنه كان يجيز في {أَنَّى} أن يكون "فَعْلى"، و"أفْعل" وكان

_ 1 أي: بالإمالة. 2 أي: بين بين.

يختار أن يكون "فَعْلى". وحدثنا أبو الحسن بن كرز، عن ابن عبد الوهاب، عن الأهوازي قال: من أمال عن أبي عمرو أمال "أَنَّى" حيث كان؛ لأنه على وزن "فَعْلى". وقال لي أبي -رضي الله عنه: نحن نختار أن يكون {أَنَّى} أفعل خلافا لابن مجاهد والأهوازي؛ لأن زيادة الهمزة أولا عند سيبويه أكثر من زيادة الألف آخرا. ولذلك قال لي في "أروى": أفعل لا فعلى، فالوجه إمالتها لحمزة والكسائي، وبين بين لورش، وفتحها لأبي عمرو، والله أعلم. وسئل أبي -رضي الله عنه- عن إمالة {زَكَرِيَّا} لحمزة والكسائي فقال: لا أعلم أحدا ممن لقيته ولا من غيره أخذ بالإمالة فيه، وإذا كان كذلك وجب القضاء بأن ألف {زَكَرِيَّا} لغير التأنيث، وأنها للمدة التي كانت في زكرياء، ثم حذفت الهمزة حذفا لاستثقالها، على حد ما حذفها البزي من قوله تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ} وليس ذلك عندهما على لغة من قصر، إذا ثبت أن القصر لغة، وما ذكر القراء من إمالتها ألف التأنيث يتضمن عقد القياس في إمالة ما ثبت أن ألفه ألف تأنيث. قال أبو جعفر: والنص على هذا الحرف معدوم، ولا أعلم أحدا نبه على أنهما لا يميلانه إلا أبا عبد الله محمد بن سفيان، فإنه ذكر أنه لا يمال في كتابه "الهادي" تبعه عليه محمد بن شريح، ونقله إلى "الكافي" والله أعلم.

السبب الرابع: الإمالة لكسرة تكون في بعض الأحوال

السبب الرابع: الإمالة لكسرة تكون في بعض الأحوال قال سيبويه: "ومما يميلون ألفه كل شيء كان من بنات الياء والواو مما هما فيه عين، إذا كان أول "فعلْت" مكسورا، نَحَوْا بالفتحة نحو الكسرة، كما نَحَوْا بالألف نحو الياء فيما كانت ألفه في موضع الياء، وهي لغة لبعض أهل الحجاز". قال أبو جعفر: اختلفوا من هذا في عشرة أفعال، كلها تجيء مكسورة الفاء في

"فَعَلت"، وهي "جاء، وشاء، وزاد، وران، وخاف، وطاب، وخاب، وحاق، وضاق، وزاغ" سواء اتصلت بهذه الأفعال ضمائر أو لم تتصل، إذا كانت ثلاثية ماضية. أما {جَاءَ} فجملته في القرآن مائة واثنان وعشرون موضعا. وأما {شَاءَ} فجملته مائة موضع وستة مواضع، في النصف الأول ثلاثة وخمسون، وفي النصف الثاني كذلك. واما "زاد" فجملته خمسة عشر موضعا، وهي: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا} [البقرة: 10] ، و {وَزَادَهُ بَسْطَةً} [البقرة: 247] ، و {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا} [آل عمران: 173] ، و {وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ} [الأعراف: 69] ، و {زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2] ، و {مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [التوبة: 47] ، و {زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا} [التوبة: 124] , و {فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة: 124] , و {فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا} [التوبة: 124] و {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101] ، و {وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان: 60] ، و {وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا} [الأحزاب: 22] ، {مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا} [فاطر: 42] ، و {زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] ، {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6] . وأما {رَانَ} فموضع واحد: {بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المطففين: 14] . وأما {خَافَ} فجملته ثمانية مواضع: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍِ} [البقرة: 182] ، {خَافُوا عَلَيْهِمْ} [النساء: 9] ، {خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا} [النساء: 128] ، {لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ} [هود: 103] ، {لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيد} [إبراهيم: 14] ، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} [الرحمن: 46] ، {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} [النازعات: 40] . وأما {طَابَ} فموضع واحد: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ} [النساء: 3] . وأما {خَابَ} فجملته أربعة مواضع: {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍِ} [إبراهيم: 15] ، {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [طه: 61] ، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} [طه: 111] ، {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 10] . وأما {حَاقَ} فجملته تسعة مواضع: {فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا} في [الأنعام: 10] , [والأنبياء: 41]

{وَحَاقَ بِهِمْ} في [هود: 8] , [والنحل: 34] , [والزمر: 48] ، [والمؤمن: 83] ، [والجاثية: 33] ، [والأحقاف: 26] ، {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ} في [المؤمن: 45] . وأما {ضَاقَ} فجملته خمسة مواضع: {وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ} في ثلاثة مواضع في [التوبة: 25، 118] ، و {ضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} في [هود: 77] ، [والعنكبوت: 33] . وأما {زَاغَ} فأربعة مواضع، المختلف فيه منها موضعان: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} في [النجم: 17] ، {فَلَمَّا زَاغُوا} في [الصف: 5] . فأمال حمزة هذه الأفعال في جميع هذه المواضع. تابعه الكسائي وأبو بكر على إمالة {رَانَ} وحده. وتابعه ابن ذكوان على إمالة "جاء، وشاء" حيث وقعا، و {فَزَادَهُمُ} في أول البقرة حسب. هذه رواية ابن الأخرم وابن شنبوذ عن الأخفش عنه. وتابعهما على ذلك جعفر بن سليمان، وهو متحقق بالأخفش ضابط عنه، وقال النقاش وغيره عنه بالإمالة في "زاد" في جميع القرآن، وأنا إلى رواية من خصّص أميَل. قال الأهوازي: وأهل العراق يقولون: ابن عامر ألطف إمالة من حمزة في ذلك. والخلاف في هذه الأفعال العشرة وإن اتصل بها ضمير، كالخلاف وإن لم يتصل. فأما {زَاغَتْ} في [الأحزاب: 10، وص: 63] فذكر الأهوازي, وغيره أن الفتح فيهما اتفاق من جميع القراء. وحكى الخزاعي عن العبسي, وابن زربي إمالة {أَمْ زَاغَتْ} [ص: 63] وعن العبسي وحده إمالة {وَإِذْ زَاغَتْ} [الأحزاب: 10] . فأما ما كان من مضارع هذه الأفعال على "يَفْعَل" فلا خلاف في فتحه حيث وقع، وذلك فعلان "يشاء، ويخافون، وخافونِ" لأن ما سواها مضارعه على "يَفْعِل".

فأما المنقول بالهمزة، نحو: {فَأَجَاءَهَا} [مريم: 23] ، و {أَزَاغَ اللَّهُ} [الصف: 5] فلا خلاف أيضا في فتحه. على أني قرأت على أبي القاسم -رحمه الله- لحمزة من طريق ابن قنبي عن سليم عن حمزة {أَزَاغَ اللَّهُ} بالإمالة, وأذكر أنني كررت لفظي به عليه -رحمه الله- عند التلاوة، وكذلك قرأت عليه في غير السبعة {فَأَجَاءَهَا} ممالا. وألف هذه الأفعال منقلب عن ياء إلا {خَافَ} وحدها, قال سيبويه: فإنها منقلبة عن واو, وقرأ بعضهم {خَافَ} يعني ممالا، قال: وأما العامة فلا يميلون ما كانت الواو فيه عينا.

السبب الخامس: الإمالة للإمالة

السبب الخامس: الإمالة للإمالة قال سيبويه: "وقال ناس: رأيت عمادا، فأمالوا للإمالة، كما أمالوا للكسرة". قال: "وقالوا: معزانا في قول من قال: عمادا، فأمالهما جميعا، وذا قياس". قال أبو جعفر: ما أميل لأجل الإمالة مما اختلف فيه القراء لا يخلو من أن يكون فعلا أو اسما. فالفعل ثلاث كلم: "رأى، ونأى، وتراءى". فأما {رَأَى} فلا يخلو أن تلقاه ألف الوصل، وأن لا تلقاه. فإن لم تلقه, فجملة ما جاء منه ستة عشر موضعا، أولها في [الأنعام: 76] {رَأى كَوْكَبًا} وفي [هود: 70] {رَأى أَيْدِيَهُمْ} ، وفي [يوسف: 24، 28] "لَوْلا أَن رَّأَى"، و {فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ} ، وفي [طه: 10] {رَأَى نَارًا} ، وفي [الأنبياء: 36] {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وفي [النمل: 10، 40] {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ} ، {فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} ، وفي [القصص: 31] {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ} ، وفي [فاطر: 8] {فَرَآهُ حَسَنًا} ، وفي [الصافات: 55] {فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} ، وفي [النجم: 11، 13، 18] {مَا رَأَى} ، {وَلَقَدْ رَآهُ} ، و {َلَقَدْ

رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ} ، وفي [التكوير: 23] {وَلَقَدْ رَآهُ} ، وفي العلق "أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى" [7] . فقرأ هذه الستة عشر بإمالة فتحة الراء والهمزة جميعا حمزة والكسائي وأبو بكر وابن ذكوان في رواية ابن شنبوذ. وكذلك قال السلمي عن ابن الأخرم فيما أظن: إنه يميل. وقال النقاش عن الأخفش، والشنبوذي والثغري عن ابن الأخرم بإمالة ما لم يتصل به ضمير من ذلك، وهو سبعة مواضع، وبفتح ما سوى ذلك. وقال أهل الشام عن الأخفش بإمالة {رَأَى كَوْكَبًا} في الأنعام، وفتح ما عداه، وبه قرأ الخزاعي على ابن الخليل، عن قراءته على ابن الأخرم وابن أبي سليمان, والله أعلم. وقرأ ورش الراء والهمزة بين بين في الجميع. وقرأ أبو عمرو بإمالة الهمزة فقط، فلا يكون على قراءته إمالة لإمالة؛ لأنه إنما أمال الألف المنقلبة عن الياء، على أن ابن برزة قد روى عن الدوري عن اليزيدي إمالة الراء والهمزة معا. قال عثمان بن سعيد: وقد روي كذلك عن أبي شعيب. الباقون بفتحهما جميعا. الثاني من قسمي {رَأَى} وهو ما لقيته ألف وصل، وجملته ستة مواضع، في [الأنعام: 77، 78] {رَأَى الْقَمَرَ} و {رَأَى الشَّمْسَ} ، وفي [النحل: 85، 86] {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} ، {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا} ، وفي [الكهف: 53] {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ} ، وفي [الأحزاب: 22] {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ} . فقرأ حمزة وأبو بكر بإمالة فتحة الراء فقط. وقرأ الباقون بفتحهما. فإن فُصل من الساكن بالوقف, فالخلاف فيه مثله في {رَأَى كَوْكَبًا} . وقد روى العبسي عن حمزة، وخلف عن يحيى عن أبي بكر بإمالة فتحة الراء

والهمزة في ذلك كالأول، قال الخزاعي: وهي رواية الشذائي عن أبي عون، وأبي حمدون عن يحيى. وذكر الأهوازي أنها رواية المعلَّى وحسين الجعفي عن أبي بكر. وذكر عثمان بن سعيد أنه كذلك قرأ على فارس بن أحمد لأبي شعيب1. وروى جماعة عن اليزيدي بإمالة فتحة الراء والهمزة في ذلك. فأما {رَأَتْهُ} في [النمل: 44] فلا خلاف بينهم في فتحه. الكلمة الثانية وهي: {نَأَى بِجَانِبِهِ} في موضعين، في [سبحان: 83] , [وفصلت: 51] . قرأه الجماعة {وَنَأَى} على وزن "وَنَعَى" إلا ابن ذكوان, فإنه قرأه "وناء" على وزن "باع"2. وأمال الكسائي وخلف فتحة النون والهمزة فيهما. وأمال خلاد فتحة الهمزة فقط فيهما. وروى المروزي عن أبي شعيب مثل ذلك. وأمال أبو بكر فتحة الهمزة في "سبحان" وفتحها في "فصلت". وورش يفتح النون والهمزة بين بين على أصله في ذوات الياء. والباقون بفتحهما فيهما. الكلمة الثالثة هي: {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} في [الشعراء: 61] . إذا وقف عليها حمزة والكسائي أمالا الألف المنقلبة عن لام الفعل، وحمزة يميل ألف "تفاعل" وصلا ووقفا لإماله الألف المنقلبة، ففي قراءته إمالة لإمالة. وفي هذا الفعل وفي {رَأَى} إذا استقبله ألف وصل لمن أمال للإمالة حذف

_ 1 من غير طريق أبي عمران موسى بن جرير، وهي طريق القرشي وأبي الحسن الرقي وأبي عثمان النحوي، انظر "النشر" باب الإمالة، صدر عن الدار. 2 وقال البعض: على وزن "جاء" ليوضح المد قبل الهمز.

السبب وإبقاء المسبَّب كما قالوا: "صَعَقِيّ" في النسب إلى الصَّعِق. وورش إذا وقف رقّق الألف المنقلبة على أصله. والباقون بفتحها. فأما الأسماء فلم يجئ فيها إمالة لإمالة من طرق هذا الكتاب، ولكني قرأت من طريق أبي عثمان عن أبي عمر عن الكسائي بإمالة الصاد والتاء والسين والكاف من "النصارى، واليتامى، وكُسَالى، وسُكَارى، وبسُكَارى" في كل القرآن، إلا أن تلقى ساكنا نحو: {النَّصَارَى الْمَسِيحُ} [التوبة: 30] ، و {يَتَامَى النِّسَاءِ} [النساء: 127] فإنه يفتح. وهي رواية أحمد بن فرح عن أبي عمر نصا في خمستهن، وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمر وقال: وكذلك رواية ابن مجاهد عن أبي الزعراء، عن أبي عمر عنه، وقال: أنا أقرأ لنفسي بإمالة ما قبل الألف، فإذا أخذت عليَّ الناس فتحتها. قال: وروى محمد بن يحيى الكسائي عن أبي الحارث عنه أنه قرأ: {الْيَتَامَى} ، و {يَتَامَى النِّسَاءِ} بإمالة التاء. قال محمد بن يحيى: قال أبو الحارث: استبشعته. وقرأت في رواية الشيرازي عن الكسائي بإمالة الطاء من: {خَطَايَاكُمْ} وبابها حيث كان. وذكر الأهوازي عن أبي عبد الرحمن عن أبيه عن أبي عمرو رءوس الآي التي فيها هاء بين ألفين بإمالة الألف التي بعدها بين الفتح والكسر1، كآخر سورة "النازعات"، و"الشمس" قال: وقرأت عن الشذائي عن ابن مجاهد عن أصحابه عنه بإمالة ألفين جميعا من قوله -عز وجل: {مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا} [هود: 41] بين الفتح والكسر من الكلمتين جميعا لا غير. وقد مر الاختلاف في الألف المنقلبة، وألف التأنيث من هذه الكلم مع غيرها.

_ 1 أي: يميل الألف التي بعد الهاء تبعا للألف قبل الهاء نحو: "بناها, فسواها, وضحاها" وأتى ذلك في رءوس الآي من سورة الشمس, وأواخر سورة النازعات.

السبب السادس: إمالة الألف للياء

السبب السادس: إمالة الألف للياء وهو السبب الثاني في الترتيب قال سيبويه: "ومما تمال ألفه قولهم: كيال وبياع، وسمعنا بعض من يوثق بعربيته يقول: كيال كما ترى فيميل، وإنما فعلوا هذا لأن قبلها ياء، فصارت بمنزلة الكسرة إلتي تكون قبلها نحو: سراج وجمال". قال أبو جعفر: اعلم أن الياء وإن كانت من أقوى أسباب الإمالة، فإنا لم نجدها على انفرادها سببا موجبا لشيء مما أماله القراء من طرقهم المذكورة عنهم في هذا الكتاب إلا في "المحراب، وحيران" في أحد الوجهين عن ورش، وشبهه مما تفرد بترقيقه من الراءات ورش، وله مذهب في الراءات نذكره بعدُ إن شاء الله. فأما إمالة الألف من أجل الياء, فذلك موجود في إمالة قتيبة وحده عن الكسائي. فأما ما كانت الياء فيه مؤكدة لإمالة الممال فكثير نحو: "الكافرين، وطغيانهم".

الأسباب الشاذة

الأسباب الشاذة: إمالة ما شبّه بالألف المشبهة بالألف المنقلبة وذلك هاء التأنيث في الوقف. قال سيبويه في كتابه: "وقد أمال قوم أشياء ليست فيها علة مما ذكرنا فيما مضى، وذلك قليل، سمعنا بعضهم يقول: طُلبنا بالإمالة في طَلبنا زيد، كأنه شبه هذه الألف بألف حُبْلى، حيث كانت آخر الكلام، ولم تكن بدلا من ياء" وقال سيبويه: "سمعت العرب يقولون: ضربت ضربه، وأخذت أخذه، وشبه الهاء بالألف فأمال ما قبلها كما يميل ما قبل الألف". قال أبو جعفر: لم يبين بأي ألف شبّهت، والظاهر أنها شُبِّهت بألف التأنيث؛ لاستوائهما في معنى التأنيث، فهاء التأنيث على هذا مثل ألف "طَلَبنا" في التشبيه

بالمشبه إلا أن ألف "طلبنا" أبعد من الإمالة؛ لأنه لا تأنيث فيها، ولذلك جعل سيبويه إمالتها شذوذا. فأما إمالة هاء التأنيث فأقوى؛ لأنها تشبه ألف "حبلى" لفظا ومعنى، أما اللفظ فإنها آخر كما أنها آخر1، ولاجتماعهما في المخرج والخفاء وانفتاح ما قبلهما. وأما المعنى فما ذكرناه من التأنيث، فجرت في إمالة ما قبلها مجرى ألف التأنيث؛ لمشابهتها إياها من طريق اللفظ والمعنى. فكان الكسائي يميل ما قبل هاء التأنيث في الوقف. وذكر الأهوازي أن ذلك مرويّ عنه نصا في خمس كلم لا غير. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله, حدثنا عبد الوهاب بن محمد، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق الطبري2، حدثنا أحمد بن عثمان الأدمي، حدثنا إدريس بن عبد الكريم، حدثنا خلف بن هشام قال: سمعت الكسائي يقف على قوله تعالى: {بِالْآخِرَةِ} وعلى "نعمة، ومعصية، ومرية، والقيِّمة"، ونحو ذلك بكسر الراء في {الْآخِرَةِ} ، والميم في {نِعْمَةَ} ، والياء في "مَعْصِيَة" وكذلك بقيتها وما أشبهها. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس، حدثنا خلف قال: سمعت الكسائي يسكت3 على قوله {وَبِالْآخِرَةِ} وعلى {نِعْمَةَ} و {مِرْيَةٍ} و"معصية" وكذلك بقيتها وما أشبهها، يعني بالإمالة. قال أبو جعفر: وهذه الحكاية عن خلف عنه تقتضي العموم وإطلاق القياس، لا ما ذكره الأهوازي.

_ 1 أي: كل من ألف التأنيث, والألف المشبهة آخر الكلمة. 2 هو أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الطبري المالكي، بغدادي مشهور، ولد سنة "324"هـ, وصنف في القراءات وتوفي سنة "393"هـ "الذهبي: 201". 3 المراد منه الوقف, وهو الذي معه تنفس.

وقد اختلف القراء في هذا الباب؛ فأخذ أبو مزاحم الخاقاني بالإمالة في جميعه من غير استثناء شيء منه على ما توجبه الرواية، وهو مذهب أبي أحمد عبد الوهاب بن عيسى بن أبي نصر البغدادي، يعرف بابن أبي الشفق. وكان الشذائي ربما أخذ به، حدثنا بذلك أبو الحسن بن كرز عن ابن عبد الوهاب، عن أبي عبد الله الكارزيني، عن أبي بكر الشذائي. وأما ابن مجاهد فقسمه ثلاثة أقسام: قسم يمال، وقسم لا يمال، وقسم يشترط فيه. القسم الأول: خمسة عشر حرفا، يجمعها هجاء: "فجثت زينب لذود شمس". تمثيل ذلك: الفاء {مَصْفُوفَةٌ} ، الجيم {حُجَّةٌ} ، والثاء {مَبْثُوثَةٌ} ، التاء {بَغْتَةً} ، الزاي {بَارِزَةً} ، الياء {جَارِيَةٌ} ، النون {جَنَّةٍ} ، الباء {حَبَّةٍ} ، اللام {عَامِلَةٌ} ، الذال {لَذَّةٍ} ، الواو {قُوَّةً} ، الدال "خامدة", الشين {فَاحِشَةً} ، الميم {نِعْمَةَ} ، والسين {الْمُقَدَّسَةَ} ، ونحو هذه الكلم يملن حيث وقعن. القسم الثاني: حدثني أبو القاسم -رحمه الله- حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا الخزاعي قال: سمعت أبا بكر -يعني الشذائي- يقول: وكان ابن مجاهد وابن المنادي يختاران ترك الإمالة مع تسعة أحرف تأتي قبل هاء التأنيث، سبعة منها حروف الإطباق وهي "ضغط خص قظ" ومع الحاء والعين. قال أبو جعفر: زاد الحاء والعين على مذهب الكوفيين؛ لأنهما عندهم من حروف الاستعلاء. تمثيل ذلك: الضاد {قَبْضَةً} ، الغين {بَالِغَةٌ} ، الطاء {بَسْطَةً} ، الخاء {الصَّاخَّةُ} ، الصاد {خَالِصَةً} ، القاف {الْحَاقَّةُ} ، الظاء {غِلْظَةً} ، الحاء {أَجْنِحَةٍ} ، العين {وَاسِعَةٌ} ، ونحوهن يفتحن حيث وقعن.

القسم الثالث: أربعة أحرف، يجمعها هجاء "أكره". قال أحمد بن عمار الضرير: إن انفتح ما قبل هذه الحروف، أو انضم، أو كان ألفا، أو واوا ساكنة، أو حرفا ساكنا من حروف السلامة قبل فتحة أو ضمة وُقف بالفتح، نحو: "التهلكة، وبراءة، وامرأة، وعورة، وسورة، وعسرة، وقترة" وإن انكسر ما قبل هذه الحروف, أو كان ياء ساكنة، أو ساكنا سالما قبله كسرة أمال، نحو "ناظرة، وعشيرة، ووجهه" إلا أن يكون الساكن مطبقا فيفتح نحو "فِطْرَة". حدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين، حدثنا الخزاعي قال: وكان ابن مجاهد يختار أيضا ترك الإمالة إذا كان قبل الهاء راء مفتوح ما قبلها، نحو {غَبَرَةٌ} فإذا كانت كسرة أمالها، نحو {فَاقِرَةٌ} فإن سكن ما قبل الراء، وانفتح أو انضم ما قبل الساكن لم يمل، نحو "عشرة، ونظرة، وفترة" فإن انكسر ما قبل الساكن أمال نحو {سِدْرَةِ} ولم يمل "فِطْرَة"، فإن كان قبل الراء ياء ساكنة أو كسرة أمال، نحو: {صَغِيرَةً} فإن كان ما قبلها واوا لم يمل، نحو: {سُورَةٌ} فإن كان قبل الهاء همزة قبلها كسرة أمال، نحو {سَيِّئَةٍ} فإن انفتح ما قبل الهمزة فتح نحو "امْرَأَة" فإن كان في الكلمة هاءان أمال نحو {فَاكِهَةٌ} إلا أن يكون وزن الكلمة على "فَعَالة" نحو: {سَفَاهَةٍ} فإن كان قبل الهاء كاف قبلها كسرة أو ياء ساكنة أمال نحو "الملائكة، والأيكة" فإن كان قبلها غيرهما فتح نحو {الشَّوْكَةِ} فإن أملت فجائز. قال أبو جعفر: فهذا تفسير اختيار ابن مجاهد، وإليه مال الناس وبه أخذوا، وإياه اختار أبو محمد وأبو عمرو، على أن أبي -رضي الله عنه- أخبرني غير مرة أن أبا الحسن علي بن عبد الرحمن المقرئ الحافظ أخبره أن أبا عمرو رجع عن اختياره ذلك إلى اختيار إطلاق القياس1. وأما أنا, فآخذ في رواية الدوري باختيار ابن مجاهد، وفي رواية أبي الحارث

_ 1 قال في "التيسير": والنص عن الكسائي في استثناء ذلك معدوم، وبإطلاق القياس في ذلك قرأت على أبي الفتح عن قراءته عن عبد الباقي.

باختيار أبي مزاحم، وقد أدخل أبو مزاحم في هذا الباب إمالة هاء السكت، وذكر أنه قرأ به نحو "ماهيه، وكتابيه، وحسابيه"، وبه قرأت من طريقه. فحدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين، حدثنا الخزاعي قال: سمعت أبا بكر -يعني الشذائي- يقول: سمعت أبا مزاحم يقول: قرأت بإمالة ما قبل هاء الوقف، وهو قول ابن أبي الشفق، وإليه ذهب ثعلب وابن الأنباري. قال أبو الفضل: وسمعت الشذائي يقول: سمعت ابن المنادي يقول: والإمالة جائزة. فقال لي أبي -رضي الله عنه: وجه إمالة ما قبل هاء السكت الشبه اللفظي الذي بينها, وبين هاء التأنيث1. قال أبو جعفر: وهذا عندي مثل "طلبنا" في الشذوذ. فأما هاء المبالغة فهاء تأنيث. ولم يبق من حروف المعجم إلا الألف، ولا مدخل لها في هذا الباب لسكونها، فالوقف على "الصلاة، الزكاة، الحياة، النجاة، مناة، هيهات هيهات، ذات، اللات" بالفتح على حد الوصل، والوقف على "مزجاة، مرضات، مشكاة، تقاة" بالإمالة على حد الوصل؛ لأن الممال فيهن الألف وما قبلها لا الهاء، والممال في هذا الباب للكسائي هاء التأنيث وما قبلها، فالبابان متباينان. الإمالة للفرق بين الاسم والحرف: قال سيبويه: "وقالوا: با، وتا في حروف المعجم -يعني بالإمالة- لأنها أسماء ما يلفظ به، وليس فيها ما في: قد ولا، وإنما جاءت كسائر الأسماء لا لمعنى آخر". قال أبو جعفر: لا تخلو حروف التهجي الواقعة في أوائل السور مما فيه ألف أن تكون الألف آخرها أو لا تكون آخرها.

_ 1 قوله: "الشبه اللفظي" أي: إن هاء السكت أشبهت هاء التأنيث في الوقف نطقا, حيث اتفقا صفة ومخرجا وإن اختلفا في المعنى.

فإن لم تكن الألف آخرها لم يكن بينهم خلاف في الفتح، نحو: كاف، وصاد، ولام، ونحوه. وإن كانت الألف آخرها اختلفوا في الإمالة وفي الفتح، وجملة ذلك ثماني كلم وهن: {الر, والمر, وكهيعص، وطه، وطسم، وطس، ويّس} و {حم} في السبعة1. فقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي ما آخره ألف من ذلك بالإمالة، إلا أن حمزة فتح "ها" من {كهيعص} وحده. وتابعهم أبو عمرو على إمالة {الر} , {المر} حيث وقع، وعلى إمالة الهاء من {كهيعص} والهاء من {طه} وفتح الطاء من {طه} ، و {طسم} في السورتين2، و {طس} ، والياء من {يّس} . واختُلف عن أبي شعيب عنه في إمالة الياء في "مريم" لا غير، وقرأ الحاء في السبع السور بين اللفظين. وتابعهم ابن عامر على إمالة {الر} ، و {المر} على أن الخزاعي وفارس بن أحمد حكيا عن أبي أحمد، عن ابن عبدان، عن الحلواني، عن هشام فتح الراء في ذلك. وبالإمالة قرأت على أبي -رضي الله عنه- وعلى ابن شريح من طريق ابن عبدان، وهو المنصوص عن هشام وعن الحلواني عنه، وعلى إمالة الياء من {كهيعص} وفتح الياء من {يّس} والطاء في جميع السور. زاد ابن ذكوان إمالة {حم} في السبعة. وتابع ورش على إمالة الهاء من {طه} ، وقرأ سائرهن بين بين2 "إلا الطاء من {طه} ، و {طسم} في الموضعين، و {طس} ، والياء من {يّس} فإنه فتحهن". وقرأ قالون الهاء والياء من {كهيعص} بين بين، وفتح سائرهن. وأخلص الباقون الفتح في ذلك كله.

_ 1 أي: إمالة "را, ها, يا, طا, حا". 2 أول الشعراء والقصص. 3 إطلاق قوله مخالف لما في "التبصرة" و"التيسير" وذكر ابن الجزري مذهبه تفصيلا في "النشر".

الإمالة لكثرة الاستعمال: روى عبد الله بن داود الخريبي عن أبي عمرو إمالة {النَّاسِ} حيث وقع، منصوبا كان أو مجرورا أو مرفوعا، نحو {إنَ النَّاسَ} ، و {بِرَبِّ النَّاسِ} ، و {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وبه قرأت من طريقه على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله. ووجه هذه القراءة أن هذا الاسم أُميل لكثرة استعماله في الكلام، كما أُميل "الحجاج" إذا كان علما لأنه كثير في الكلام، ذكره سيبويه. وإمالته في الجر لا كلام فيه لحصول سبب الإمالة، وهي كسرة الإعراب. باب الراءات: أصل الراء عندهم الفتح، حتى يدخل عليها ما يحدث الترقيق وجوبا أو اختيارا. وليس الغرض في هذا الباب ما كان القصد بإمالته غيرها نحو "الأبرار، والنصارى" وشبه ذلك مما أريد فيه إمالة الألف، وإنما الغرض تبيين أحكامها في نفسها، وذلك على ضربين: متفق عليه، ومختلف فيه، وكلا الضربين يحتاج إلى شرحه. شرح المتفق عليه: وهو ينقسم ثلاثة أقسام: قسم أجمعوا على تفخيمه، وقسم أجمعوا على ترقيقه، وقسم جوز أهل الأداء فيه الوجهين لجميعهم. الأول: كل راء متحركة بالفتح أو الضم، قبلها فتحة أو ضمة أو كسرة عارضة، أو ساكن قبله أحد هذه الثلاثة، أو كان بعدها حرف استعلاء أو راء أخرى في كلمة بينهما ألف, فهي مفخمة بإجماع، طرفا كانت أو غيره، منونة أو غير منونة، مشددة أو مخففة، نحو: {إِنَّ رَبَّكَ} ، و {حَذَرَ الْمَوْتِ} ، و {غَرَابِيبُ سُودٌ} ، و {رُزِقُوا} ، و {يُرَدُّونَ} ، و {ذْكُرُوا} ، و {الْيُسْرَ} ، و {الْعُسْرَ} ، و {عُسْرًا} ،

و {يُسْرًا} ، و {غَفُورٌ شَكُورٌ} ، و {حُمُرٌ} ، و"مِن رَبِّكُم"، و {يَمُرُّونَ} ، و {لِرَبِّهِمْ} ، و {بِرَأْسِ أَخِيهِ} [الأعراف: 150] ، و {إِنِ امْرُؤٌ} ، و {إِنِ امْرَأَةٌ} ، و"قَالَتِ امْرَأَة" وشبه ذلك حيث وقع. وكل راء مفتوحة قبلها كسرة لازمة، بعدها ضاد أو طاء، بأي حركة تحركا، أو راء مفتوحة أو مضمومة حال بينهما ألف، أو كان الاسم أعجميا, فهي مفخمة للجميع، نحو: "إعراضا, وإعراضهم"، و"صراط، والصراط، وإلى صراط، وهذا صراط"، و"الفرار، وفرارا"، و"إسرائيل، وعمران، وإبراهيم"1. وكل راء مفتوحة وقعت بعد ساكن هو "صاد" أو "طاء" أو"قاف" فالكل على تفخيمه، وذلك سبع كلم {إِصْرَهُمْ} [الأعراف: 157] ، و {مَصْرَ} في أربعة مواضع2، و {فِطْرَتَ اللَّهِ} [الروم: 30] ، و {قِطْرًا} [الكهف: 96] ، و {مِصْرًا} [البقرة: 61] ، و {إِصْرًا} [البقرة: 286] ، و {وَقْرًا} [الذاريات: 2] ولم يحفلوا بالكسرة اللازمة لأجل الحرف المستعلي. وكل راء ساكنة قبلها فتحة, أو ضمة، أو كسرة عارضة أو لازمة، والراء بعدها حرف استعلاء مفتوح، فهي مفخمة بإجماع، نحو "مرجعكم، وكرسيه، وأم ارتابوا، ويا بني اركب، وإرصادا، ومرصادا، وفرقة، وقرطاس". واستثنى الأذفوي لورش {بَيْنَ الْمَرْءِ} في الموضعين [البقرة: 102، الأنفال: 24] فرقق، والوجه التفخيم كالجماعة, وبه الأخذ. وأخذ بعضهم لورش بترقيق ما فيه حرف الاستعلاء للزوم الكسرة, وبالتفخيم يؤخذ, وعليه كتب الأئمة مطبقة. والمشدد وغيره سواء فيما فُخم نحو "الرحمن الرحيم، ومن ربهم، ويضروكم". وذكر الأهوازي أنه رأى في الشيوخ من يرقق المشدد، وهؤلاء الشيوخ الذين ذكر

_ 1 هذه الأسماء الثلاثة أعجمية. 2 غير منون في يونس "87"، ويوسف "21، 99" والزخرف "51" وجاء في موضع خامس منونا وهو في البقرة "61".

قوم عَجَم، ولا يجوز غير التفخيم. وكل ما استثنى ورش من أصوله التي تشرح في الباب بعدُ ففخمه، فالقراء موافقون له على التفخيم. الثاني: كل راء مكسورة كسرة عارضة أو لازمة، فهي رقيقة للكل، فما هي مكسورة خفيفة كانت أو شديدة نحو: "فريق، والحريق، ورئاء الناس، وإلى البر, ونكر، ونهر" وشبهه. وكل راء ساكنة، ما قبلها يكون مكسورا كسرا لازما، وليس بعدها حرف استعلاء مفتوح، فهي مرققة بإجماع، نحو "مرية، وشرعة، وفرعون، والإربة، وفرق" ونحو ذلك. واستثنى قوم {فِرْقٍ} ففخموا رعاية لحرف الاستعلاء وإن انكسر. واستثنى قوم {مِرْفَقًا} [الكهف: 16] على قراءة من كسر الميم ففخموا، وهذا بعيد. وهؤلاء عندي الذين أخذوا لحمزة في "مؤمن، والمؤمنون" بغير تسهيل في الوقف. الثالث: كل راء ساكنة، بعدها ياء مفتوحة نحو: "مريم، وقرية، ومن قريتنا، ومن قريتكم" ونحوه، فأهل الأداء مختلفون فيها لجميعهم، فكان أبو بكر الداجوني يأخذ في ذلك بالتفخيم، وإليه ذهب عثمان بن سعيد، وقال: الياء إذا تحركت بالفتح كسائر الحروف لا توجب إمالة ولا ترقيقا، وخطأ من أخذ بالترقيق، وعلى ذلك كان أصحابه. وقد ألف في ذلك أبو داود كتابا، أذن لنا في روايته عنه. وكان أبو محمد مكي والناس الجماء الغفير يأخذون بالترقيق، وعليه اليوم أكثر القَرَأَة عندنا. وذكر الأهوازي أنه على الترقيق..... البصرة ومدينة السلام، قال لي -أبي رضي الله عنه: الوجهان صحيحان.

باب: الراءات

باب: الراءات شرح المختلف فيه: كل راء مفتوحة، منونة كانت أو غير منونة، قبلها كسرة لازمة، وليس بعدها في الكلمة نفسها ضاد ولا طاء ولا قاف ولا راء أخرى, فورش يرقق نحو: "الآخرة، وفاقرة، وتبصرة، وليغفر، وقاصرات، وفاطر، وقطران، وفالمدبرات، وفراشا، وسراجا، وسراعا، وذراعا، وذراعيه، وافتراء، ومراء، وظهيرا، وتنتصران، والفراق، والإشراق، وطائر، وصابرا" ونحوه، و {حَصِرَتْ} [النساء: 90] في الوقف. واستثنى له قوم {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر: 7] ففخموه. واختيار طاهر بن غلبون الترقيق فيه، وبه قرأ شيخنا على أبي بكر الصقلي. واختار عثمان بن سعيد تفخيمه، قال: لأنه أعجمي. واستثنى قوم {حَصِرَتْ} في الوقف، وأكثرهم على الترقيق له فيه. فأما في الوصل فمنهم من يفخمه، ومنهم من يرققه. واستثنى قوم إذا وقع بعد الراء ألف التثنية، ضميرا كانت أو حرفا نحو: "طهرا، وتنتصران، وساحران" أو ألف المد بعدها القاف مضمومة، نحو: "الفراق، وهذا فراق" أو العين مفتوحة نحو {ذِرَاعًا} أو الهمزة مفتوحة، نحو {مِرَاءً} . وبالفتح أخذ طاهر في هذا كله، وأخذ غيره في ذلك كله بالترقيق إلا في القاف، فأخذ أكثرهم فيها بالتفخيم، وهذا هو اختياري. وألف التثنية ليست هي الممالة، إنما الممال الراء1، فلا عليك كانت الألف للتثنية أو لغيرها. وذكر أبو عمرو أن بعضهم أخذ بالترقيق في نحو "صابرا، وشاكرا" وبالتفخيم

_ 1 المراد الترقيق.

في الوصل1. وأما الترقيق في الوقف عنه فإجماع، قال: والصواب الترقيق في الوصل كالوقف، وهو كما قال. وكل راء مفتوحة قبلها ساكن غير الياء، قبله كسرة، وليس هو بحرف إطباق، ولا بعدها حرف استعلاء ولا راء بعد ألف، والكلمة عربية, فورش يرقق، نحو: "الشعر، والسحر، وسدرة، وإخراج، وإسرافا، والإكرام، وإكراههن، والمحراب" ونحوه. واستثنوا من هذا {وِزْرَ أُخْرَى} حيث وقع، والأشهر الترقيق. واستثنى ابن سفيان "حذركم، وعبرة، وكبره" قال: وكذا كل ساكن كان أقرب إلى خارج الفم من الراء، وتكون مع ذلك الكسرة التي قبل الساكن في حرف حلق، أو في كاف أو قاف. وجمع أبو العباس المهدوي الحروف التي هي أقرب إلى خارج الفم من الراء في هجاء "مذ فزت ثبط صد ظن سو" حدثني بذلك محمد بن سليمان النحوي عن خاله غانم بن وليد عنه. قال ابن سفيان: ومن هذه الحروف شيء لم يقع في القرآن ساكنة قبل الراء، ولكن هذا هو الأصل الذي ذهب إليه ورش، وعلى هذا الأصل يجب أن ترقق {وِزْرَ} ، وقد ذكرنا فيه الخلاف، ويجب أن يفخم له "إسرافا، والإشراق"، وقد اعتذر عنه ابن سفيان وقال: إنه خالف هذا الأصل، فرقق "إسرافا، والإشراق". وذكر طاهر في {وِزْرَكَ} ، و {ذِكْرَكَ} في [ألم نشرح: 2، 4] الوجهين. وذكر في "الإشراق" الترقيق لانكسار المستعلي، وأخذ في المنون المنصوب حيث وقع بالترقيق، نحو: {ذِكْرًا} ، و {صِهْرًا} ، و {وِزْرًا} وهو القياس. واستثنى منه ثلاثة أحرف، وهي "إصرا، ومصرا، وقطرا" واستدرك عليه أبو

_ 1 وبه صاحب "الكافي" و"التجريد" في أحد الوجهين, وذهب عبد المنعم بن غلبون والهذلي إلى التفخيم في الحالين.

عمرو {وَقْرًا} قال: إن كان راعى في الاستثناء القياس، ونصوص القدماء عن ورش بالتفخيم في هذا المنون حيث وقع إلا {صِهْرًا} وحده، فأخذ فيه كثير منهم بالترقيق. وكل راء مفتوحة منونة أو غيرها، قبلها ياء ساكنة، حرف لين كانت أو حرف مد ولين, فورش يرقق الراء نحو "الخيرات، وغير، وحيران، والخير، والطير، والسير، ولا ضير، وسيرا، وخيرا، وميراث، والمغيرات، ومصيركم، وعشيرتكم، ولكبيرة، وصغيرة، والفقير، والخنازير، وخبيرا، وبصيرا، وقمطريرا" ونحوه. واستثنى له بعضهم "حيران, وعشيرتكم" ففخموا. واختُلف في المنون الذي قبله حرف مد ولين، كان على وزن "فعيل" أو غيره، وأكثر ما يجيء على زنة "فَعِيل" نحو "قديرا، وخبيرا، وقمطريرا"1. فكان بعضهم لا يرى الإمالة في الوصل، ويأخذ بالتفخيم فيه، وهو مذهب أبي الطيب في "فعيل" وكذلك روى الخزاعي عن أبي عدي، فإذا وقفوا رققوا بلا خلاف عنه في الترقيق في الوقف. قال لي أبي -رضي الله عنه: شبه أبو الطيب {خَبِيرًا} وبابه بقرًى، فرقق عند ذهاب التنوين في الوقف، وفخم معه في الوصل، وليس مثله؛ لأن التنوين في {قُرًى} أذهب الألف التي هي سبب الترقيق، فوجب التفخيم، والياء في {خَبِيرًا} وبابه ثابتة مع ثبوت التنوين وذهابه، فليس مثله في شيء، وقد غلط أبو الطيب في ذلك. وكل راء مضمومة، وليتها من قبلها كسرة لازمة، أو ياء ساكنة، كان قبل الياء كسرة أو لم يكن، أو ساكن غير الياء قبله كسرة لازمة, فورش يرققها نحو

_ 1 قال ابن الجزري: ما يكون على وزن فعيل, وجملته 12 حرفا وهي: "قديرا، خبيرا، بصيرا، كبيرا، كثيرا، بشيرا، نذيرا، صغيرا، وزيرا، عسيرا، حريرا، أسيرا" وما يكون على غير ذلك الوزن وجملته 13 حرفا, انظر "النشر" صدر عن الدار.

"يصرون، ويسرون، وخسروا، والقاهر، والقادر، ولذكر الله، وسحر، وكبر، وخير، وخبير، وبصير" ونحوه حيث وقع. واستثنى ابن سفيان عن قراءته على المهدوي {كِبْرٌ} في [المؤمن: 56] ، و {عِشْرُونَ} في [الأنفال: 65] ففخم. قال: وذكر لي المهدي أنه ما رأى أحدا من المصريين أصحاب ورش يقرؤهما إلا بالتفخيم. وكذلك ذكر أبو محمد مكي أنه بالتغليظ قرأ فيهما. وقرأت على أبي محمد بن عتاب، وذكر أن مكي بن أبي طالب حدثه قال: مذهب أبي الطيب -رحمه الله- في المضمومة خاصة أنه لا اختلاف فيها بين أحد من القراء، ولم يطلق عليها اسم تفخيم ولا ترقيق، يعني أن أبا الطيب كان يعتقد في اللفظ بها لهم أنه من غير ترقيق ولا تفخيم، ونصوص المتقدمين من المصريين عن أصحاب ورش بالترقيق. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قال: كان شيخنا أبو الحسن ينكر ذلك إنكارا شديدا، ويقول: ذلك تلعُّب منهم بألسنتهم، قال أبو عمرو: والصحيح الترقيق. قال أبو جعفر: كل ما ذكرنا في باب الراء من المتفق عليه لا يسع أحدا الخروج عنه؛ لأن ما عداه لحن، وما ذكرنا من طريق أهل مصر عن ورش فشيء لا يأخذ به غيرهم، وأهل العراق وخراسان لا يأخذون به عنه؛ لأنهم أكثر ما يقرءون برواية الأصبهاني عنه، ومن نقل منهم رواية أبي يعقوب أو ابن القاسم لم يتشاغل بشيء من هذا. وقد بينت مذهب المصريين، وحصرته جهدي في اختصار، ولم يشذ عليَّ منه شيء إلا القليل إن كان شذ، والله أعلم.

الوقف على الراءات: كل راء مفتوحة طرفا غير منونة، قبلها كسرة، أو ياء بحائل، أو يليانها فالوقف عليها للجميع بالترقيق، نحو "ليغفر، وقدر، والذكر، والشعر، والخنازير، والفقير، والخير، والطير" وشبهه. وكل راء مفتوحة طرفا, قبلها فتحة أو ضمة بحائل، أو يليانها فالوقف عليها للجميع بالفتح كالوصل نحو "ألم تر، والدبر، والأمور، والعسر، واليسر" ونحوه. وكذلك إن كان قبلها ألف، نحو {إِلَّا النَّارَ} . وكل راء مضمومة طرفا، منونة أو غير منونة، وليها كسرة لازمة، أو ياء ساكنة، نحو "تستكثر، ومستمر، وإلا نذير" وشبهه فالقراء -إلا ورشا- إن راموا الحركة وقفوا بالتفخيم، وإن أسكنوا أو أشموا رققوا، وورش يرقق في الأحوال الثلاثة. وكل راء مضمومة طرفا، تليها فتحة أو ضمة فالوقف عليها للجميع بالتفخيم مع السكون والروم والإشمام، نحو "أمر، ومستطر، والنذر" وشبهه. وكل راء مكسورة طرفا، قبلها ياء أو كسرة فالوقف عليها بالترقيق لجميعهم مع الإسكان والروم، نحو "منهمر، ومستمر، ومن بشير ولا نذير". وكل راء مكسورة طرفا، قبلها فتحة أو ضمة فالوقف عليها للجميع بالترقيق مع الروم، وبالتفخيم مع السكون نحو "من مطر، وسفر، ودسر، ونكر".

باب: اللامات

باب: اللامات ليس تخلو اللام من أن تكون في اسم الله عز وجل، أو في كلمة غيره، فأما اسم الله عز وجل فلا يخلو أن يكون قبله فتحة أو ضمة، أو يكون قبل اللام كسرة. فأجمعوا على تفخيم اللام فيه إذا تقدَّمها فتح أو ضم نحو: {قَالَ اللَّهُ} ، و {كَانَ اللَّهُ} ، و {يَعْلَمْهُ اللَّهُ} ، و {رُسُلُ اللَّهِ} إلا ما كان يأخذ به أبو بكر بن مقسم للجماعة من ترقيقها، وهو مذكور عن أبي عمرو والكسائي. فحدثني أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا عبد الوهاب بن محمد، حدثنا الأهوازي, حدثنا أبو الحسن الغضائري، حدثنا أبو محمد القاسم بن زكريا بن عيسى، حدثنا أبو حمدون قال: كان الكسائي إذا قرأ لنفسه رقَّق اللام في ذلك، وإذا أقرأ غيره غلَّظ اللام في جميع ذلك. قال الأهوازي: وكذلك قرأتها على أبي حمدون عن الكسائي، وهي رواية شجاع واللؤلؤي عن أبي عمرو، وابن برزة عن الدوري عن اليزيدي عنه. وحدثنا أبو الحسن بن كرز، حدثنا ابن عبد الوهاب قال: سمعت الأهوازي يقول: سمعت أبا الحسن العلاف البصري يقول: مذهب البصريين قديما والكوفيين حديثا ترقيق اللام في ذلك حيث كان. قال أبو جعفر: والذي قرأت به على أبي -رضي الله عنه- وسائر شيوخي من الطرق المذكورة في هذا الكتاب تغليظ اللام، وبه آخذ. وأجمعوا على فتح اللام من غير تغليظ إذا كان قبل اللام كسرة، كقوله تعالى: {إِنَّا لِلَّهِ} ، و {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} ، و {فِي اللَّهِ} , و {فِي كِتَابِ اللَّهِ} ، و {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ونحوه حيث وقع. وأما اللام في غير اسمه تعالى, فالذي عليه القراء في اللفظ بها أنها مفتوحة غير مفخمة.

والتفخيم عندهم فيما عدا ما ذكرنا من اسم الله تعالى مجتنب مكروه. قال الحسن بن مخلد: كان القراء يكرهون تغليظ اللامات في القرآن كله. وحكى أبو طاهر في كتاب "البيان" عن ابن جبير عن سليم عن حمزة، وعن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم {أَلَمْ} بتفخيم اللام. وحكى المصريون عن ورش تغليظها إذا لم تكن حركتها الكسر، ووقع بينهم من الاختلاف عنه نحو ما وقع في الراءات، وأنا أبين ذلك إن شاء الله. اعلم أن الذي اتفق عليه أهل مصر عن أبي يعقوب عن ورش -من تغليظ اللام- هو أن تكون متحركة بالفتح، وقبلها يليها الصاد متحركة بالفتح أو ساكنة، نحو: "الصلاة، ومصلى، ومفصلا، وفيصلب، ومن أصلابكم" وما أشبهه، فهذا لا خلاف بينهم فيه أنه مفخم له. وكان أبو بكر بن الأذفوي يأخذ بترقيق ما عداه. وكان أبو الطيب وابنه وأصحابهما يزيدون إلى ذلك تفخيم اللام المفتوحة إذا كان قبلها يليها الظاء متحركة بالفتح أو ساكنة، على شرط الصاد سواء، نحو "ومن أظلم، وظلموا, وبظلام, وظل وجهه, وظللنا" وشبهه. وكان أبو عدي وغيره يزيدون إلى ذلك الطاء, سكنت أو تحركت بالفتح إذا انفتحت اللام, مخففة كانت الطاء أو اللام أو مشددتين, نحو: الطلاق, وطلقتم, وطلبا، وبطل و {مَطْلَعِ الْفَجْرِ} وشبهه. وبهذا كان أبو عمرو يأخذ، ويذكر أنه كذلك قرأ على خلف بن خاقان وفارس بن أحمد. وكان ابن سفيان يزيد إلى ذلك من طريق المهدوي تفخيم اللام المفتوحة إذا كانت قبلها ضاد ساكنة نحو: {أَضْلَلْتُمْ} [الفرقان: 17] فإن تحركت الضاد رقق كالجماعة، نحو {ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} ، و"ضلوا". فقد حصل الخلاف في اللام مع حروف الإطباق الأربعة.

فإن سكنت اللام أو تحركت بالضم، أو تحركت هذه الحروف قبلها بالضم أو الكسر فذكر أبو عمرو والأهوازي أن الترقيق لا اختلاف فيه نحو: "وصلنا، وصلصال، وفظلتم، وطلع، وطلعها، ويضلون، وفضل، و {تَطْلُعُ} 1، وظلة، وظلل، وفصلت، وفي ظلال". وذكر ابن سفيان في "فضل، وتطلع" التفخيم، وفي {صَلْصَالٍ} الوجهين. وكذلك ذكر أبو محمد وأبو عمرو الوجهين في {صَلْصَالٍ} . قال ابن سفيان: فإن وقعت مضمومة أو مفتوحة بين خاء وطاء، أو خاء وصاد، أو تاء وطاء، أو غين وظاء فهي مفخمة مثل "خلطوا، وأخلصوا، فاختلط، وليتلطف، واغلظ عليهم، والمخلصين" وما أشبه ذلك باختلاف عنه. وسمعت أبا القاسم شيخنا يحكي عن ابن عبد الوهاب أن الأهوازي قرأ عليه قارئ {فَاخْتَلَطَ بِهِ} [الكهف: 45] بالتفخيم لورش فقال له: ارفع هذا إلى الختمة الأخرى. فإن حالت الألف بين اللام المفتوحة والصاد اختلفوا، فرقق بعض، وفخم بعض، وذلك نحو {فِصَالًا} و"يَصَّالحَا" [النساء: 128] و {فَطَالَ عَلَيْهِمُ} . فإن وقعت اللام التي قبلها الصاد رأس آية، وذلك ثلاثة مواضع، في [القيامة: 31] {وَلا صَلَّى} ، وفي [الأعلى: 15] {فَصَلَّى} ، وفي [اقرأ: 10] {إِذَا صَلَّى} فقد اعترضه أصلان، أحدهما يوجب الترقيق، وهو كونه رأس آية، والآخر يوجب التفخيم، وهو ما أصله في نظيره مما لم يكن رأس آية. فالترقيق عندهم والتفخيم جائزان، والمختار له عند جماعة الترقيق لتعتدل الآي، وهو اختيار ابن سفيان وأبي محمد وأبي عمرو، وهو اختياري. فأما {يَصْلاهَا مَذْمُومًا} [الإسراء: 18] ، و {يَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق: 12] ، و {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: 4] و {لَا يَصْلاهَا إِلَّا الْأَشْقَى} [الليل: 15] ، و {سَيَصْلَى نَارًا} [المسد: 3] فالذي أخذ به الناس له في هذه الخمسة بالتفخيم.

_ 1 الكهف: "90".

وأجاز له أبو عمرو الترقيق على طرد أصله في إمالة ما كان من ذوات الياء بين بين. وذكر ابن سفيان أنه قرأ على المهدوي بتفخيم اللام من {ثَلاثَةً} حيث وقع، إلا قوله: {بِثَلاثَةِ آلافٍ} [آل عمران: 124] ، {وَثُلاثَ وَرُبَاعُ} [النساء: 3] ، و {فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ} [الزمر: 6] ، و {إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ} [المرسلات: 30] فإنه بترقيق اللام. قال: وعلى هذا تدل رواية داود بن أبي طيبة. قال: وقد ذكر يونس عن ورش وسقلاب أنه قرأ {ثَلاثَةً} عليهما بالفتح في جميع القرآن، يعني التفخيم، وكثير من المصريين يأخذون به. قال أبو جعفر: هذا ما جاء عنهم في هذا الباب، واختيار أبي -رضي الله عنه- من ذلك، واختياري ما أخذ به الأذفوي؛ لأنه أقرب إلى ما حكى سيبويه من الألف المفخمة التي ينحى بها نحو ما انقلبت عنه، وهو الواو، كما ينحو من أمال {رَمَى} نحو الياء التي انقلبت عنه. وقال الأهوازي: أهل العراق ومدينة السلام وأصبهان وخراسان ما يعرفون ذلك عن ورش، ولا يأخذون به. وقال أبو طاهر بن أبي هاشم: اختلف القراء في تغليظ اللام وترقيقها من {الم} ، و {المر} وشبهه في جميع القرآن، فروى قنبل وابن ذكوان عن أصحابهما أن اللام رقيقة غير مغلظة، قال ابن ذكوان: وكذلك اللام في جميع القرآن. وقال ابن جبير في مختصره عن سليم عن حمزة: كان يقرأ {الم} يفخم اللام ويملأ بها الفم تفخيما حسنا. قال أبو طاهر: وقرأت على أبي بكر وأبي عثمان بترقيق هذه اللام, وكل لام مشددة قبلها كسرة أو ياء. قال: وقال الرازي عن الخياط عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر: {الم}

يغلظ اللام. وقال أحمد بن صالح عن قالون: {الم} غير مفخمة اللام. وقال ابن جبير في "مختصره" عن اليزيدي عن أبي عمرو، وعن إسماعيل، وعن المسيبي عن نافع: كانا لا يبلغان باللفظ ما يبلغ به حمزة؛ لأن مذهبهما الحدر إذا قرآ. قال أبو جعفر: يعني أحمد بن جبير أن أبا عمرو ونافعا لا يمدان {الم} بقدر مد حمزة؛ لأن المد إنما يكون على حسب التحقيق في القراءة أو الحدر، ولم يرد أنهما لا يبلغان من التفخيم ما يبلغه حمزة؛ لأن الحدر لا يوجب في القراءة تفخيما ولا ترقيقا مخالفا لما يوجبه التحقيق، وإنما يشير إلى المد، والله أعلم. وهذا الفصل كله ينبغي أن يكون من باب التجويد، وهكذا قال لي أبي -رضي الله عنه.

باب: الوقف على الممال

باب: الوقف على الممال هذا الباب ينقسم قسمين: ممال في الوصل لسبب يعدم في الوقف، وممال في الوقف لسقوطه في الوصل. شرح الأول: الممال في الوصل لسبب يعدم في الوقف أصلان: أحدهما: {النَّاسِ} حيث وقع مجرورا، فلا أعلم خلافا بين أهل الأداء في الأخذ -لمن أماله في الوصل- بالإمالة في الوقف. والثاني: الراء المكسورة نحو: "النار، والأبرار" وبابه حيث وقع، فهذا لهم فيه -في مذهب من أمال في الوصل أو رقق- ثلاثة أقوال: منهم من أمال في الوقف، وهو مذهب ثعلب وابن مجاهد، واختيار أبي محمد مكي وأبي عمرو، قالوا: لأن الوقف عارض.

ومنهم من فتح في الوقف لزوال الموجب للإمالة أو الترقيق، وهو مذهب أبي الحسين بن المنادي والشذائي وابن أشتة وابن حبش، وذكره داود بن أبي طيبة في مذهب ورش. ومنهم من قال: أقف بالروم؛ لأنه مروي عمن يميل هذا الأصل، وأميل أضعف من إمالة الوصل بقدر الإشارة، وهو مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم. قال أبو جعفر: هذه أقوالهم، وقد غاب عنهم -والله أعلم- نص سيبويه في ذلك, قال سيبويه: "وقد قالوا: مررت بمال كثير، ومررت بالمال كله، كما تقول: هذا ماشٍ، وهذا داعٍ، فمنهم من يدع ذلك في الوقف على حاله بالإمالة، ومنهم من ينصب في الوقف؛ لأنه قد أسكن ولم يتكلم بالكسرة فيقول: بالمال وماشٍ، وأما الآخرون فتركوه على حاله ممالا كراهية أن يكون كما لزمه الوقف" قال: "والراء إذا تكلمت بها خرجت كأنها مضاعفة، والوقف يزيدها إيضاحا" ثم قال: "واعلم أن الذين يقولون: هذا داع في السكوت فلا يميلون؛ لأنهم لم يلفظوا بالكسرة كسرة العين, يقولون: مررت بحمار؛ لأن الراء كأنها عندهم مضاعفة، فكأنه جر راء قبل راء، وذلك قولهم: مررت بالحمار، وأستجير من النار". شرح الثاني: الممال في الوقف دون الوصل ما اعترضه في الوصل التقاء ساكنين، فحُذف لمعنى الساكنين الألف التي كانت تمال لو لم تحذف، فإذا وقفت رجعت فأميلت. والساكن الملاقي ألف الإمالة على ضربين: ساكن في كلمة أخرى نحو: {مُوسَى الْكِتَابَ} أو تنوين نحو: {قُرًى ظَاهِرَةً} [سبأ: 18] .

فالضرب الأول: لا خلاف من أصحاب الإمالة في الوقف عليه بالإمالة، سواء كان مرسوما في الخط بألف نحو: {أَحْيَا النَّاسَ} [المائدة: 32] ، و {الرُّؤْيا الَّتِيِ} [الإسراء: 60] ، و {طَغَا الْمَاءُ} [الحاقة: 11] أو بياء نحو: {مُوسَى الْكِتَابَ} ، و {عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} ، و {ذِكْرَى الدَّارِ} [ص: 46] و {الْقُرَى الَّتِي} [سبأ: 18] ، و {الْقَتْلَى الْحُرُّ} [البقرة: 178] وشبهه. وقرأت من طريق الأهوازي عن الخضر بن الهيثم الطوسي عن أبي شعيب بإمالة الراء فيما فيه راء من ذلك نحو: {الْقُرَى الَّتِي} ، و {نَرَى اللَّهَ} [البقرة: 55] ، و {يَرَى الَّذِينَ} [البقرة: 165] . وبه قرأت على أبي -رضي الله عنه- في رواية أبي عمران، عن أبي شعيب قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد. وذكر عثمان أنه كذلك قرأ، وأنها رواية أبي العباس الأديب وأحمد بن حفص الخشاب عن أبي شعيب، وأن أبا عمران قد كان يأخذ بالفتح فيه. وبالفتح في ذلك قرأت أنا من طريق ابن حبش عن أبي عمران. وبه قرأت على شريح بن محمد عن قراءته على أبيه من طريق أبي أحمد عن أبي عمران. وقرأت عليه مرة بالإمالة فرده علي وقال: ليس هذا من روايتنا، أو نحو هذا. وبالوجهين آخذ في رواية أبي عمران موسى بن جرير حسبما قرأت به. وذكر عن الكسائي الوقف على {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ} [الرحمن: 54] ، و {طَغَا الْمَاءُ} [الحاقة: 11] بالفتح لوقوعهما في الخط بألف، وأنه رجع إلى الإمالة. والإمالة المعمول بها لحمزة والكسائي، وما كتب بالألف من هذه الكلم فوجهه الجمع في الرسم بين مذهب من أمال ومن فتح، ولا يحمل {طَغَا} على أنه كُتب بالألف على لغة من قال: طغوت؛ لأن الذي جاء في القرآن لغة أصحاب الياء؛ لأن فيه "الطغيان": {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ} [البقرة: 15] فأما قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}

[الشمس: 11] فالوا ومبدلة من الياء للفرق بين الاسم والصفة، كرعوى من الرعاية وبابه. وذهب أبو محمد مكي -رحمه الله- إلى أن الوجه في الوقف على {كِلْتَا} من قوله تعالى: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ} [الكهف: 33] بالفتح لحمزة والكسائي؛ لأن ألفها في مذهب الكوفيين للتثنية، وقد جاء النص عن الكسائي أن ألفها ألف تثنية، وبين بين على قراءة أبي عمرو؛ لأن ألفها عند البصريين للتأنيث. وذكر عثمان بن سعيد أن أهل الأداء على فتحها لهم ثلاثتهم، وأن سورة نص عن الكسائي على الفتح. قال لي أبي -رضي الله عنه: إذا ترجح أن {كِلْتَا} فِعْلى، وصح أن الكسائي يميل "فِعْلَى" وجب أن يوقف له على {كِلْتَا} بالإمالة اتباعا لروايته، وانصرافا عن مذهبه إلى مذهب البصريين، ولا يلزم الجمع بين روايته ومذهبه عند من يستند إلى نظر يثق به، بل تجب مخالفته فيه. قال أبو محمد مكي: ولا يجوز أن تقاس إمالتها على إمالة {كِلاهُمَا} [الإسراء: 23] لأن بين الألف والكسرة في {كِلْتَا} حرفين، وليس كذلك {كِلاهُمَا} . قال لي أبي -رضي الله عنه: إمالتها للكسرة جائزة مع الحائلين، كما قالوا: صويق, فأبدلوا السين صادا مع الحائلين كما أبدلوها في سيق؛ لأن الإمالة تقريب كالبدل، والساكن غير معتد به. وقد ذكرنا أن حمزة والكسائي إذا وقفا على {تَرَاءَىَ} [الشعراء: 61] أمالا الألف المنقلبة، وأن حمزة زاد إمالة ألف المد وصلا ووقفا، وسنعيد الكلام في هذا الفعل في تخفيف حمزة للهمز إن شاء الله تعالى. وذكر شيوخنا أن قوله تعالى: {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} [الأنعام: 71] على مذهب حمزة في تخفيف الهمز في الوقف يحتمل أن تكون الألف التي بعد الدال لام الفعل، دون المبدلة من الهمزة، فتمال لذلك له، وهذا الوجه مردود غير جائز.

والضرب الثاني: التنوين في المعتل المنصرف نحو: "قرى، وغزى، وفتى، ومصلى، ومسمى، ومفترى" ونحوه حيث كان في حال الرفع والنصب والجر، فهذه الأسماء المقصورة لحق لامها الإعلال الذي بين النحويون من انقلابه ألفا، ياء كان أو واوا، لانفتاح ما قبله، ولحقها التنوين فحذفت الألف في الوصل لالتقاء الساكنين، فصار الاسم في الأحوال الثلاث على صورة واحدة نحو: {وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ} ، و {قُرًى ظَاهِرَةً} [سبأ: 18] ، و {فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ} [الحشر: 14] وشبهه. فإذا وقفت، وقفت على الألف التي هي حرف الإعراب في قول الخليل وسيبويه؛ لأن التنوين يسقط في الوقف؛ لأنه ليس من مواضعه، قاله لي أبي -رضي الله عنه. وقد قال لي قبل ذلك: إن التنوين في هذه الأسماء المقصورة يبدل ألفا في الأحوال الثلاثة؛ لأنه فيها مجتمع أبدا مع فتحة، والفتحة توجب البدل لا الحذف، كانت إعرابا أو بناء، فإذا وجب إبدال التنوين ألفا اجتمع في الوقف ألفان، المبدلة والمنقلبة، فوجب حذف إحداهما لالتقاء الساكنين، فقال الخليل وسيبويه: المحذوف الألف الثانية، والاسم متمَّم في الوقف، وقد رجع إليه ما ذهب منه في الوصل. وقال أبو عثمان وأبو الحسن: الذاهبة الأولى دون الثانية، على أصلهم في: مقول ومبيع، والحذف محمول على التحريك، فإذا كان في موضع يجب فيه تحريك الثاني وجب فيه حذف الثاني، وذلك فيما كان فيه التقاء الساكنين في كلمة واحدة، وإذا كان الساكن الأول هو الذي تحرك كان هو الذي يحذف، وذلك فيما التقى فيه الساكنان من كلمتين. وقد خلط أبو الحسن وأبو عثمان في هذا، فحملا ما كان من كلمة على ما كان من كلمتين، فتقف على قولهما، في الأحوال الثلاثة على الألف المبدلة من التنوين. قال أبو جعفر: وذهب أبو علي الفارسي إلى اعتبار المعتلّ بالصحيح، فقال:

الألف في حال النصب بدل من التنوين، وفي حال الجر والرفع هي التي تكون حرف الإعراب، ثم رجع عن هذا في "التذكرة" إلى قول أبي عثمان. فهذه مذاهب النحويين في هذا الفصل قد ذكرتها، وأبنت عن الصواب منها، وهو موضع لا يقيمه أهل العربية فضلا عن المقرئين، فقِفْ عليه. فإن قيل: فكيف وجه الوقف على هذه الأسماء على اختلاف أقوالهم؟ قيل: أما الوقف فيه لمن أمال من القراء فبالإمالة لا غير عند جميع من سمينا من النحويين. أما الخليل وسيبويه, فلأن الوقف عندهما على حروف الإعراب. وأما أبو الحسن, ومن تبعه فإنهم يميلون أيضا. قال أبو علي: لأن الألف المبدلة من التنوين لما عاقبت المنقلبة عن لام الفعل أُجري عليها ما كان يجرى عليها، كما أنه لما عاقبت الواو في: يغزو، والياء في: يرمي، والألف في: يخشى حركات الإعراب أُجري عليهن ما يجرى على الحركات من الحذف في الجزم. قال أبو جعفر: وبالإمالة في هذا الفصل في الأحوال الثلاثة أخذ معظم أهل الأداء، وهذا الذي لا يصح غيره. وفي "التبصرة" في هذا الموضع ما يحتاج إلى إصلاح؛ لأن أبا محمد -رحمه الله- بعد أن ذكر الصواب عن أبي الطيب حكى قول أبي علي، وجعله مذهب البصريين، وبنى عليه أنه يوقف لأبي عمرو على {قُرًى ظَاهِرَةً} بالفتح، وعلى {قُرًى مُحَصَّنَةٍ} بالإمالة؛ لأن الأول في موضع نصب، والثاني في موضع خفض1. وقد ذكرنا أن المبدلة من التنوين تُمال أيضا لما عاقبت المنقلبة. وحكى قول الخليل وسيبويه، وعزاه إلى الكوفيين، ولعله أيضا أن يكون قول الكوفيين، غير أنه يجب أن تعلم أنه مذهب الخليل وسيبويه، وقد نص عليه سيبويه

_ 1 انظر "التبصرة" ص"140" صدر عن الدار.

في أربعة مواضع من كتابه، فقِفْ على هذا الموضع فإنه لا يقيمه أهل العربية فضلا عن المقرئين. ومن هذا الباب {تَتْرَا} [المؤمنون: 44] في قراءة من نوّن. ذكر ابن مجاهد في كتاب السبعة أن الوقف لأبي عمرو بالفتح، وتبعه على ذلك أصحابه، فـ {تَتْرَا} عندهم كصبرا ونصرا، وزنه "فَعْل" والألف مبدلة من التنوين. قال لي أبي -رضي الله عنه: قال سيبويه: "فأما "ذفرى" فقد اختلف فيها العرب، فتقول: هذه ذِفْرَى أسيلة، وبعضهم يقول: هذه ذِفْرًى أسيلة, وهي أقلهما، جعلوها تلحق بنات الثلاثة ببنات الأربعة، كما أن واو "جدول" بتلك المنزلة، فكذلك {تَتْرَا} فيها لغتان". قال لي أبي -رضي الله عنه: يعني من التأنيث والإلحاق، فعلى قوله يوقف لأبي عمرو بالإمالة، ومن زعم أن الألف مبدلة من التنوين، وأنه "فعل" فقد خرج عن مذهب سيبويه، وهذا يوجب عليه أن تبدل الواو تاء في الرفع والجر؛ ليتمكن من حمل النصب عليهما، فيقال: تتر وتتر، وهذا غير معقول ألبتة. وكونه في الخط بياء موجب لكون الألف للإلحاق في من نوّن، كما هي للتأنيث فيمن لم ينون، وكثيرا ما تتعاقب ألف الإلحاق وألف التأنيث في آخر الكلمة، وإن كان أبو علي قد رجح أن تكون للتأنيث؛ لأن الإلحاق -زعم- لا يكون في المصادر، ولا يلزم طلب النظير، وقد يثبت الإلحاق في {تَتْرَا} دون سائر المصادر.

باب: الهمزة

باب الهمزة: الهمزة حرف يخرج من أقصى الحلق، وهي أدخل الحروف في الحلق، فلما كانت كذلك استثقل أهل التخفيف إخراجها من حيث كانت كالتهوع1، فخففوها.

_ 1 التهوع: تكلف القيء.

ولتخفيفها أحكام أرجأناها إلى ذكر وقف حمزة؛ لأن الحاجة إليه ثم أمس. ونجري هنا على طريقة المقرئين في تقسيمها، وذكر اختلاف القراء فيها فنقول: الهمزة لا تخلو من أن تكون متحركة أو ساكنة، والمتحركة لا تخلو من أن تلاقي همزة أخرى أو لا تلاقي. فإن التقت الهمزتان فقد ذكر القراء أنهما يجيئان في كلمة وفي كلمتين، وتحقيقه إن ذلك كله من كلمتين إلا {أَئِمَّةً} . فكل ما كان من كلمة فإنه ينقسم قسمين: أن تكون الهمزة الأولى داخلة على ألف اللام، أو تكون داخلة على غيرها. فأما الداخلة على ألف اللام فجملة ما في القرآن من ذلك ستة مواضع وهي: {قُلْ آلذَّكَرَيْنِ} في الموضعين في [الأنعام: 142، 144] ، و {آلْآنَ} في الموضعين في [يونس: 51، 91] ، و {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} في [يونس: 59] ، و {آللَّهُ خَيْرٌ} في [النمل: 59] . فأجمع القراء على تحقيق همزة الاستفهام وتخفيف الثانية، وفي يونس موضع سابع على قراءة أبي عمرو، وهو "آلسحر"81. وصورة التخفيف قد ذكر أصحاب سيبويه أنه بالبدل ألفا. قال لي أبي -رضي الله عنه: والذي يوجبه قول سيبويه في باب الهمز أنها تخفف بين بين، كما يخفف غيرها من الهمزات المتحركة، إلا ما استثنى من المفتوحة التي قبلها ضمة أو كسرة، وإنما تخفف بالبدل الهمزة الساكنة، وهذا العموم يتناول الوصل والقطع، فأما قوله: "إنما ثبتت تشبيها بهمزة أحمر، وكما شبهوها بها في قولهم: ألحمر في لغة من خفف الهمزة" وقوله في باب همزة الوصل: "ولم تحذف في الوصل" فإنما بين هنا أنها تخالف غيرها من همزات الوصل، في أن غيرها يحذف نحو {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ} [ص: 75] وهذه ثبتت لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، فذكر في كل باب ما يختص به، وجاء من مجموع ذلك ما ذكرناه. قال أبو جعفر: وهذا أحسن غاية، وعلى هذا لا يتمكن المد، وعلى قول من

ذهب إلى البدل يتمكن المد. وأما الداخلة على غير ألف اللام, فإنها تجيء على ثلاثة أضرب: مفتوحتان، ومفتوحة ومكسورة، ومفتوحة ومضمومة. ذكر المفتوحتين: المفتوحتان في جميع القرآن ثمانية وعشرون موضعا: تسعة منها لم يمض القراء فيها على أصولهم. وباقيها مضوا فيها على أصولهم، وهي تسعة عشر موضعا، أولها في البقرة {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [6] {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ} [146] ، وفي آل عمران {أَأَسْلَمْتُمْ} [20] {أَأَقْرَرْتُمْ} [81] ، وفي [المائدة: 116] {أَأَنْتَ قُلْتَ} ، وفي [هود: 72] {أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} وفي [يوسف: 39] {أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ} ، وفي [الإسراء: 61] {أَأَسْجُدُ} ، وفي [الأنبياء: 62] {أَأَنْتَ فَعَلْتَ} ، وفي [الفرقان: 17] {أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ} ، وفي [النمل: 40] {أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} ، وفي يس: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [10] {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ} [23] ، وفي الواقعة: {أَأَنْتُمْ} أربعة مواضع [59، 64، 69، 72] ، وفي [المجادلة: 13] {أَأَشْفَقْتُمْ} ، وفي [النازعات: 27] {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ} ، فقرأ الكوفيون وابن ذكوان بتحقيق الهمزتين في هذه المواضع. وقرأ الباقون، وهم الحرميان1 وأبو عمرو وهشام، بتسهيل الثانية منهما، وهم في التسهيل مختلفون. فورش يبدلها ألفا، هكذا رواية المصريين عنه، والقياس أن يكون بين بين، وبه يأخذ له أبي -رضي الله عنه- في هذا الفصل، وبه قرأت عليه. وابن كثير يجعلها بين بين، ولا يدخل بينهما ألفا. وقالون وهشام وأبو عمرو كذلك، إلا أنهم يدخلون بينهما ألفا.

_ 1 نافع, وابن كثير.

وقد حكى أبو الطيب عن ورش مثل ذلك، وليس بمعروف. فأما التسعة التي لم يمضوا فيها على أصل واحد: فأولها: {أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ} في [آل عمران: 73] . قرأه ابن كثير بهمزتين على الاستفهام، الثانية منهما بين بين من غير فصل على أصله. الباقون بهمزة واحدة على الخبر. الثاني والثالث والرابع: {أَأَمِنْتُمْ} في [الأعراف: 123] ، [وطه: 71] ، [والشعراء: 49] . قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي فيهن على الاستفهام بهمزتين محققتين بعدهما ألف. وروى حفص في الثلاثة بهمزة وألف على الخبر. وروى قنبل "فرعون وآمنتم" [الأعراف: 123] يبدل في حال الوصل من همزة الاستفهام واوا مفتوحة، ويمد بعدها مدة في تقدير ألفين1, هذه رواية ابن مجاهد عنه. وقال غيره عنه: "فرعون وآمنتم" بواو بعدها همزة على الاستفهام، وقرأ في [طه] على الخبر بهمزة وألف2، وقرأ في الشعراء على الاستفهام, وبهمزة ومدة مطولة في تقدير ألفين3. وكذلك قرأ الباقون4 في الثلاثة. وأجمعوا على ترك الفصل بين المحققة والمسهلة في هذه المواضع؛ كراهية اجتماع ثلاث ألفات بعد الهمزة، وليس ذلك في {أَأَنْذَرْتَهُمْ} على أن الأهوازي ذكر أنه

_ 1 أي: يسهل الهمزة الثانية بين بين وبعدها ألف. 2 مثل حفص. 3 بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين وبعدها ألف مثل قالون ومن معه. 4 نافع والبزي وأبو عمرو وابن عامر وقنبل في غير ابن مجاهد.

قرأ على السلمي للشاميين عن ابن ذكوان بمدة في تقدير أربع ألفات، وهذا غير مأخوذ به. ومن أخذ لورش في "ءأنذرتهم" بالبدل لم يأخذ له هنا إلا بين بين. الخامس: {أَأَعْجَمِيٌّ} في [فصلت: 44] . قرأه هشام بهمزة واحدة من غير مد على الخبر، كذلك قال أبو طاهر بن أبي هاشم، ومحمد بن أبي عمر النقاش، وأبو بكر الولي، وأبو العباس العجلي عن ابن مجاهد عن قنبل كهشام. وكذلك نص عليه ابن مجاهد في "كتاب المكيين" وفي "الجامع" وقال عنه في السبعة بالمد. وقرأه الباقون بهمزتين على الاستفهام، وحققهما أبو بكر وحمزة والكسائي، ولين الباقون الثانية. وفصل قالون وأبو عمرو بينهما على أصلهما في {أَأَنْذَرْتَهُمْ} وورش على أصله في إبدال الثانية ألفا من غير فصل، والقياس بين بين. ولم يفصل ابن كثير على أصله أيضا، ومثله حفص؛ لأنه إذا حقق الهمزتين لم يفصل. فأما ابن ذكوان فقد اختلف الشيوخ في الأخذ له، فكان عثمان بن سعيد يأخذ له بغير فصل كابن كثير، وكذلك روى لنا أبو القاسم -رحمه الله- عن المليحي عن أبي علي البغدادي. وكذلك قال محمد بن إبراهيم أبو عبد الله القيسي، فيما أخبرني عبد الله بن علي عن مروان بن عبد الملك عنه، وهؤلاء الثلاثة حُفّاظ, علماء بتأويل نصوص من تقدم. وكان أبو محمد مكي بن أبي طالب يأخذ له بالفصل بينهما بألف، وعلى ذلك أبو الطيب وأصحابه، وهو الذي تعطيه نصوص الأئمة من أهل الأداء؛ ابن مجاهد

والنقاش وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق وأبي الطيب التائب وأبي طاهر بن أبي هاشم وابن أشتة والشذائي وأبي الفضل الخزاعي وأبي الحسن الدارقطني وأبي علي الأهوازي، وجماعة كثيرة غيرهم من متقدم ومتأخر، قالوا كلهم: بهمزة ومدة1. وهكذا الخلاف بين الشيوخ لابن ذكوان في {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} في [القلم: 14] . فأما أبو عمرو ومن قال بقوله, فحجتهم ما حدثنا به أبي -رضي الله عنه- قراءة عليه, حدثنا أبو داود وأبو الحسن, حدثنا أبو عمرو قال: لما لم يفصل ابن ذكوان بهذه الألف بين الهمزتين في حال تحقيقهما مع ثقل اجتماعهما علم أن فصله بها بينهما في حال تسهيله إحداهما مع خفة ذلك غير صحيح في مذهبه2. قال: على أن الأخفش قد قال في كتابه عنه بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، ولم يذكر فصلا بينهما في الموضعين، قال: فاتضح ما قلناه. وأما أبو محمد مكي ومن قال بقوله, فحجتهم ما حدثنا به أبو القاسم خلف بن محمد بن صواف -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا أبو عبد الله محمد بن مطرف الطرفي، حدثنا أبو محمد مكي3 قال في ترجمة {أَأَعْجَمِيٌّ} : "لكن ابن ذكوان لم يجئ له أصل يقاس عليه، فيجب أن يحمل أمره على ما فعل هشام في "أئنكم" و"ءأنذرتهم" ونحوهما، فيكون مثل أبي عمرو وقالون, وحمله على مذهب الراوي معه عن رجل بعينه أولى من حمله على غيره". وقال في ترجمة {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} [القلم: 14] : "وكان حمل قراءة ابن ذكوان على مذهب هشام أولى لعلل، منها أنه لم يفرق بينهما في الترجمة في نقل الرواية في هذا، ومنها أن إجراءه على مذهب من روى معه عن رجل بعينه أولى من حمله على مذهب من لم يرو معه، ومن لم يرو هو عنه، ومنها أنه وجه حسن في التخفيف، في أشباه ذلك"4.

_ 1 ليس قولهم: "بهمزة ومدة" يدل على الفصل, ولكن يدل على تحقيق الأولى وتسهيل الثانية كالمدة, فعبروا عن بين بين بالمدة. 2 الفصل لابن الأخرم عن الأخفش من "التبصرة" و"الهادي" و"الهداية" وللرملي عن الصوري عن ابن ذكوان من "غاية" الهمذاني. 3 انظر "التبصرة: 327" فيؤخذ منه الإدخال وعدمه، صدر عن الدار. 4 انظر "التبصرة: 364" صدر عن الدار.

وقال لي أبي -رضي الله عنه: الأمر في هذا قريب، ولم يذكر مكي إلا ما قرأ به على أبي الطيب، ونصوص القوم يسبق منها ما ذهب إليه، والأقيس ما رواه أبو عمرو، وعبارتهم لا يقطع منها على خلاف ما رآه، لا سيما أن الكوفيين همزة بين بين عندهم ساكنة، فهي ممدودة، وتجيء عبارة القراء على قول الكوفيين، وهو أكثر ما يوجد لهم، والله أعلم. السادس: {آلِهَتِنَا} في [الزخرف: 58] . أجمعوا على قراءته بالاستفهام، إلا ما ذكر الأهوازي عن أبي حفص الكتاني، عن زيد بن أبي بلال، عن الرملي، عن النحاس، عن أبي يعقوب، عن ورش أنه قرأه على الخبر، وهي رواية ابن عبد الرزاق، عن عبد الجبار بن محمد، عن أبي الأزهر عنه1، ولم أقرأ له بذلك. وكان الكوفيون يحققون الهمزتين، وبعدهما ألف مبدلة من الهمزة التي هي فاء الفعل. وسهل الباقون الثانية وبعدها ألف، ولم يدخل أحد منهم ألفا بين المحققة والمسهلة لما ذكرنا في {آمَنْتُمْ بِهِ} [الأعراف: 123] . وقياس قول السلمي عن الشاميين عن ابن ذكوان إدخالها بينهما، ولم يذكر فيه الأهوازي عنه شيئا. السابع: {أَذْهَبْتُمْ} في [الأحقاف: 20] . قرأ ابن ذكوان بهمزتين محققتين من غير إدخال ألف بينهما، وكذلك قال الأخفش عن هشام. وقرأ ابن كثير وهشام بهمزتين الثانية مسهلة، وأدخل هشام بينهما ألفا على أصله، ولم يدخلها ابن كثير على أصله أيضا. الباقون بهمزة واحدة على الخبر. الثامن: {النُّشُورُ، أَأَمِنْتُمْ} [الملك: 15، 16] . أجمعوا على الاستفهام فيه، وحقق الهمزتين الكوفيون وابن ذكوان.

_ 1 عن ورش, انظر طريقه في "المستنير" لابن سوار، صدر عن الدار.

ولين الثانية الباقون، وهم على أصولهم في البدل، وبين بين. وروى ابن مجاهد وجماعة عن قنبل أنه أبدل همزة الاستفهام واوا مفتوحة في الوصل، فإذا ابتدأ حققها. فأما الثانية التي هي فاء الفعل, فالثابت عن ابن مجاهد وغيره عنه تسهيلها بين بين. وذكر الأهوازي عن ابن شنبوذ، وغيره عن قنبل تحقيقها1، فيقول: "النشور، وأمنتم". والصواب عندي في الرواية ما ثبت عن ابن مجاهد2 عنه، ألا ترى أنه إذا ابتدأ على هذا القول جمع بين همزتين محققتين، وهذا خلاف لأصله، إلا أن يكون في قول هؤلاء إذا ابتدأ ليَّنها، وإذا وصل حقَّقها على نحو ما يصنع من تخفيف {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] والله أعلم، وهو على هذا أيضا خلاف لأصله. وذكر الأهوازي أيضا عن جماعة عن قنبل تحقيق همزة الاستفهام في الوصل كالباقين. التاسع: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} في [القلم: 14] . قرأ أبو بكر وحمزة وابن عامر {أَنْ كَانَ} بهمزتين على الاستفهام، ولين الثانية ابن عامر، وفصل هشام بينهما بألف، وابن ذكوان كذلك عند مكي. ولا يفصل عند أبي عمرو3 على ما ذكرناه آنفا في {أَأَعْجَمِيٌّ} [فصلت: 44] . وذكر عن هشام وعن ابن ذكوان أيضا تحقيق الهمزتين. الباقون بهمزة واحدة على الخبر.

_ 1 ذكر في "النشر" تحقيق الثانية مع إبدال الأولى وصلا بما قبلها لابن شنبوذ, وتسهيل الثانية مع إبدال الأولى وصلا بما قبلها لابن مجاهد، ولا خلاف بينهما ابتداء بها في تحقيق الأولى وتسهيل الثانية. 2 وكذا ما ثبت عن ابن شنبوذ. 3 أي: الداني صاحب "التيسير".

ذكر الهمزتين المفتوحة والمكسورة: وجملتها أربعة وعشرون موضعا، سوى الاستفهامين، فإني وضعت لهما بابا مفردا. والهمزة الأولى في هذه المواضع للاستفهام إلا في {أَئِمَّةً} . فمن هذه الأربعة والعشرين ثمانية عشر حرفا جَرَوْا فيها على أصل واحد، وستة لم يجروا فيها على أصل واحد. فأما التي جروا فيها على أصل واحد, فأولها في [الأنعام: 19] {أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ} ، وفي [الشعراء: 41] {أَإِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} ، و {أَئِمَّةً} في خمسة مواضع، في [التوبة: 12] {أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} ، وفي [الأنبياء: 73] {أَئِمَّةً يَهْدُونَ} ، وفي القصص: {أَئِمَّةً} موضعان [5، 41] ، وفي [السجدة: 24] {أَئِمَّةً يَهْدُونَ} . وهذا هو على الحقيقة من كلمة واحدة؛ لأنه "أَفْعِلة" جمع إمام. وفي [النمل: 55] {أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُون} ، وفيها {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} خمسة مواضع [60, 61, 62, 63, 64] . وفي [يس: 19] {أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ} , وفي الصافات: {أَإِنَّكَ لَمِنَ} [52] , {أَإِنَّا لَتَارِكُو} [36] {أَإِفْكًا آلِهَةً} [186] ، وفي [فصلت: 9] {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ} . فقرأ الحرميان وأبو عمرو بتحقيق الأولى, وتسهيل الثانية بين بين. وفصل بينهما بألف قالون وأبو عمر. والباقون بتحقيق الهمزتين فيهن, وأدخل هشام بينهما ألفا من طريق الفضل وابن عبدان عن الحلواني عنه. وقرأنا للحلواني عنه من طريق ابن غلبون بغير فصل إلا في الاستفهامين، ونذكر الخلاف فيهما بعد الفراغ من هذا الباب، وإلا في سبعة مواضع؛ أربعة من هذه

التسعة عشر وهي {أَإِنَّ لَنَا} في الشعراء، {أَإِنَّكَ لَمِنَ} في الصافات، وفيها {أَإِفْكًا} ، و {أَإِنَّكُمْ} في فصلت. وثلاثة من الستة التي خالفوا فيها أصولهم, وهي في الأعراف {أَإِنَّكُمْ} [81] و {أَإِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} [113] ، وفي [مريم: 66] {أَإِذَا مَا مِتُّ} فإنه فصل في هذه السبعة بين الهمزتين، ولين الثانية في "فصلت" خاصة، وهذه رواية محمد بن هشام بن عمار عن أبيه فيما ذكر الأهوازي، غير أنه لم يذكر التليين في {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ} ، ولا ذكر {أَإِذَا مَا مِتُّ} . وقال في "الإيضاح": رأيت من يمدهنَّ -يعني الستة- بهمزة واحدة فيهن فقط, عن الحلواني عن هشام. وأما المواضع الستة: فأولها: {أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ} في [الأعراف: 81] . قرأه نافع وحفص: {إِنَّكُمْ} على الخبر. الثاني: {أَإِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} فيها [113] . قرأه الحرميان وحفص {إِنَّ} بهمزة مكسورة على الخبر. الثالث: {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ} في [يوسف: 90] . قرأه ابن كثير {إِنَّكَ} بهمزة مكسورة على الخبر. الرابع: "إذا ما مت" في [مريم: 66] . قرأه ابن ذكوان بهمزة واحدة مكسورة على الخبر، هكذا قال ابن شنبوذ عن الأخفش، وتابعه على ذلك عبد الله بن أحمد البلخي، وجعفر بن أبي داود، والشاميون، وكذلك نص عليه الأخفش في كتابه. واختُلف عن ابن الأخرم, فحكى عنه صالح بن إدريس, وأبو بكر الشذائي، وأبو الفرج الشنبوذي، وأبو الحسن الثغري، وغيرهم من العراقيين بهمزتين، وتابعهم على ذلك من أصحابه الشاميين محمد بن عبيد بن الخليل، وقال الأهوازي عن أبي بكر السلمي عن ابن الأخرم

وجماعة معه بهمزة واحدة. وكذلك قال أبو سهل عن ابن الأخرم، وعن النقاش عن الأخفش بهمزتين، لم يُختلف عن الأخفش في ذلك. الخامس: {أَإِذَا مِتْنَا} في [ق: 3] . قرأه هشام بهمزة واحدة على الخبر، هكذا حدثنا به أبو القاسم -رحمه الله- عن أبي معشر عن الكارزيني عن الشذائي، وعن أبي معشر عن الدقاقي عن أبي الفضل الخزاعي عن الشذائي عن ابن عبد الصمد عن الفضل عن الحلواني. وقرات عليه من طريق الأهوازي عن التستري عن ابن عبد الصمد بالاستفهام كالباقين، وكذلك قرأت من طريق ابن عبدان, وابن غلبون. وذكر الأهوازي أن الخبر فيه رواية أبي الحسين الأزرق عن الحلواني عن هشام. السادس: {إِنَّا لَمُغْرَمُونَ} [الواقعة: 66] . قرأه أبو بكر بهمزتين، والباقون بواحدة مكسورة. قال أبو جعفر: وتسهيل الثانية في قول من سهَّل في هذا الفصل بأن تجعل بين بين، أي: بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، وهي الياء، إلا في {أَئِمَّةً} فإن حكم التخفيف فيه عند النحويين والقراء الإبدال ياء محضة؛ لأنها من كلمة واحدة وهكذا نص عليه سيبويه. ومن القراء من يأخذ في الباب كله بالإبدال ياء محضة. وذكر الأهوازي أنه قرأ بذلك لأبي عمرو من طريق ابن أبي برزة عن الدوري, قال: وقال أبو الحسن العلاف -رحمه الله: إظهار الياء في تليين الثانية من ذلك هو مذهب البصريين عن أبي عمرو.

الاستفهامان: اختلفوا في الاستفهامين إذا اجتمعا في أحد عشر موضعا: في الرعد موضع [5] ، وفي بني إسرائيل موضعان [49، 98] ، وفي المؤمنون موضع [82] ، وفي النمل موضع [67] ، وفي العنكبوت موضع [28، 29] ، وفي السجدة موضع [10] ، وفي الصافات موضعان [16، 53] ، وفي الواقعة موضع [47] ، وفي النازعات موضع [10، 11] . وكلها يجتمع الاستفهامان منها في آية، سوى "العنكبوت، والنازعات" فإنهما من آيتين. فكان نافع والكسائي يجعلان الأول منهما استفهاما والثاني خبرا، وخالفا أصلهما في "النمل، والعنكبوت". أما في "النمل" فأخبر نافع بالأول واستفهم بالثاني، وقرأ الكسائي على أصله إلا أنه زاد نونا في {أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ} 1. وأما في "العنكبوت" فأخبر نافع بالأول واستفهم بالثاني، وجمع الكسائي بين الاستفهامين. وقرأ ابن عامر بضدهما، فأخبر بالأول واستفهم بالثاني، إلا في "النمل، والنازعات" فإنه استفهم بالأول وأخبر بالثاني، وزاد في "النمل" نونا كالكسائي. وقرأ في "الواقعة" يجعلهما استفهاما. وهي قراءة الباقين من القراء في جميع هذا الباب، إلا أن ابن كثير وحفصًا خالفا أصلهما في "العنكبوت" فأخبرا بالأول واستفهما بالثاني، وهم على أصولهم في التخفيف والتحقيق، والفصل وتركه. وابن غلبون يفصل بين الهمزتين لهشام كسائر رواة الحلواني عنه.

_ 1 أي: "إننا لمخرجون".

والشيوخ يوردون الاستفهامين على ثلاثة أوجه: الأول: أن تذكر بخلافها واستثنائها، وإعادة مذاهبهم في التحقيق والتليين، والفصل وتركه. الثاني: أن تذكر بخلافها واستثنائها فقط كما ذكرناها. الثالث: أن تذكر بخلافها فقط، فيقال: نافع والكسائي يستفهمان بالأول، ويخبران بالثاني إلا ما استثنى. ابن عامر بضدهما إلا ما استثني. الباقون بالجمع بين الاستفهامين، إلا ما استثنى بعضهم. ذكر الهمزتين المفتوحة, والمضمومة: وهي أربعة مواضع, الهمزة الأولى فيهن للاستفهام، ثلاثة منها الترجمة فيها واحدة، وهي {أَؤُنَبِّئُكُمْ} في [آل عمران: 15] ، و {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ} في [ص: 8] ، {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ} في [القمر: 25] . فالحرميان وأبو عمرو يسهلون الثانية، وقالون يُدخل بينهما ألفا. وكذلك قرأت لأبي شعيب من طريق ابن حبش، وكذلك ذكر أبو محمد مكي عن أبي شعيب فيما قرأته على غير أبي الطيب. وذكر الشيخ أبو محمد أيضا أنها رواية ابن اليزيدي عن أبيه، والذي ذكر الخزاعي والأهوازي عن ابن اليزيدي قصر {أَؤُنَبِّئُكُمْ} ومد {أَأُنْزِلَ} و {أَأُلْقِيَ} . واختلف عن هشام، فقرأت من طريق ابن عبدان عن الحلواني عنه بهمزتين بينهما ألف فيهن قولا واحدا، ومن طريق ابن غلبون عن الحلواني بتحقيق الهمزتين في "آل عمران" من غير ألف بينهما وبتسهيل الثانية في {أَأُنْزِلَ} و {أَأُلْقِيَ} وبفصل فيهما بألف. وقال الأهوازي في مفردة ابن عامر: الحلواني عن هشام بهمزتين مقصورتين،

وبهمزتين بينهما مدة، وبهمزة واحدة ممدودة فيهن، ثلاثة أوجه عنه. وبها ثلاثتها قرأت على أبي القاسم -رحمه الله. الباقون بتحقيق الهمزتين فيهن من غير ألف بينهما. الموضع الرابع: {أَشْهِدُوا} في [الزخرف: 19] قرأه نافع بهمزتين، الثانية مضمومة مسهلة بين الهمزة والواو، وفصل قالون من غير طريق مكي بألف. الباقون {أَشْهِدُوا} بهمزة واحدة، مبني الفعل للفاعل. القسم الثاني: وهو ما كان من الهمزتين المتحركتين في كلمتين وذلك ينقسم قسمين: أن تكونا متفقتي الحركة أو مختلفتي الحركة، فالمتفقتا الحركة على ثلاثة أقسام: مكسورتان، ومفتوحتان، ومضمومتان. ذكر المكسورتين: إذا اتفقتا بالكسر فجملة ما في القرآن من ذلك خمسة عشر موضعا، كلها قبل الهمزة الأولى منها ألف إلا موضعا واحدا ما قبل الهمزة فيه واو. أولها في [البقرة: 31] {هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ} ، وفي النساء: {مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا} موضعان [22، 24] وفي [هود: 71] {وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} ، وفي [يوسف: 53] {بِالسُّوءِ إِلَّا} ، وهذا هو الموضع الذي قبل الهمزة فيه واو, وفي [بني إسرائيل: 102] {هَؤُلاءِ إِلَّا} وفي [النور: 33] {عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ} ، وفي [الشعراء: 187] {مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ} ، وفي [السجدة: 5] {مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} ، وفي الأحزاب {مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} [32] ، و {أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ} [55] ، وفي سبأ {مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ} [9] ، و {أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ} [40] ، وفي [ص: 15] {هَؤُلاءِ إِلَّا صَيْحَةً} ، وفي [الزخرف: 84] {فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ} فقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين

فيهن، وسهل الباقون. واختلفوا في صور التسهيل، فكان قنبل وورش يبدلان الثانية ياء ممدودة، هكذا نصوص القراء, والقياس فيه بين بين. وحدثنا أبو داود قال: حدثنا أبو عمرو قال: أخذ على ابن خاقان لورش بجعل الثانية ياء مكسورة في الموضعين خاصة في البقرة {هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ} ، وفي النور {عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ} قال: وذلك مشهور عن ورش في الأداء, دون النص. وقرأ قالون والبزي بجعل الأولى بين بين، وتحقيق الثانية إلا قوله تعالى: {بِالسُّوءِ إِلَّا} فإنهما حذفا الهمزة الأولى، وألقيا حركتها على الواو قبلها، وحققا الثانية. هكذا أخذ علينا أبي -رضي الله عنه- وهو القياس، ولا أعلمه روي. والذي يذكر القراء فيه {بِالسُّوءِ إِلَّا} بواو مشددة بدلا من الهمزة، وبهذا يأخذ معظمهم. ومنهم من أخذ لهما بجعل الأولى بين بين كالمواضع الأربعة عشر، وهو مذهب الكوفيين، يجرون الواو والياء مجرى الألف في تخفيف الهمزة بعدهما بين بين، وسيجيء ذكر هذا في وقف حمزة إن شاء الله. ذكر المفتوحتين: وجملة ما في القرآن منها تسعة وعشرون موضعا: أولها في [النساء: 5] {السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} ، وفيها [النساء: 43] {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ} وفي [المائدة: 6] {جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ} ، وفي [الأنعام: 61] {جَاءَ أَحَدَكُمُ} ، وفي الأعراف {جَاءَ أَجَلُهُمْ} [34] و {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ} [47] ، وفي [يونس: 49] {جَاءَ أَجَلُهُمْ} ، وفي هود: {جَاءَ أَمْرُنَا} سبعة مواضع [40، 58، 66، 76، 82، 94، 101] ، وفي الحجر {جَاءَ آلَ لُوط} [61] و {جَاءَ

أَهْلُ الْمَدِينَةِ} [67] ، وفي [النحل:61] {جَاءَ أَجَلُهُمْ} ، وفي [الحج: 65] {السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ} , وفي [المؤمنون: 27, 99] {جَاءَ أَمْرُنَا} و {جَاءَ أَحَدَهُمُ} ، وفي [الفرقان: 57] {شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ} ، وفي [الأحزاب: 24] {إِنْ شَاءَ أَوْ} ، وفي [فاطر: 45] {جَاءَ أَجَلُهُمْ} ، وفي [المؤمن: 78] {جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} ، وفي [القتال: 18] {جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ، وفي [القمر: 41] {جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ} ، وفي [الحديد: 14] {جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} ، وفي [المنافقون: 11] {جَاءَ أَجَلُهَا} ، وفي [عبس: 22] {شَاءَ أَنْشَرَهُ} ، فحقق الهمزة فيهن الكوفيون وابن عامر، وسهل ورش وقنبل الثانية بأن أبدلاها ألفا، هكذا عبارتهم، والقياس أن تجعل بين بين، كذلك ذكره سيبويه، وبه أخذ علينا أبي -رضي الله عنه- وبه كان يأخذ طاهر بن غلبون، ولا أعلمه روى. وقالون والبزي وأبو عمرو يحذفون الأولى، هكذا يأخذ القراء لهم. وروى سيبويه عن الخليل عن أبي عمرو جعل الأولى بين بين على ما يوجبه القياس، وحذف الهمزة من التخفيف الشاذ. قال أبو جعفر: وتسهيل الثانية في هذا عند الخليل وسيبويه أولى من تسهيل الأولى، ويحتجان بأن التخفيف وقع على الثانية إذا كانتا في كلمة واحدة، نحو آدم وآخر، فكذلك إذا كانتا من كلمتين. وكان أبو محمد مكي يأخذ لورش في {جَاءَ آلَ لُوطٍ} في الموضعين خاصة بين بين، قال: "لأنك لو أبدلت لوجب الحذف؛ لالتقاء الساكنين". وكان أبو عمرو يأخذ له بالبدل1، فلينظر الأرجح من قوليهما، وقد تقدم الكلام على أصل {آلَ} في الإدغام.

_ 1 ويكون له القصر والمد.

ذكر المضمومتين: وهما في موضع واحد، في قوله تعالى: {أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ} في [الأحقاف: 32] . فورش وقنبل يخففان الثانية، واختلفت عبارة القراء لهما على ما قدمناه في الفصلين قبل، والوجه بين بين. وقال أبو محمد مكي: "البدل أحسن في قراءة ورش خاصة؛ لأن الرواية عنه أنه مد الثانية". وقالون والبزي يجعلان الأولى بين بين، أي: بين الهمزة والواو. وأبو عمرو يسقطها، والوجه في ذلك بين بين, والباقون يحققونهما معا. قال لي أبي -رضي الله عنه: مذهب سيبويه أن همزة بين بين متحركة، ومذهب الكوفيين أنها ساكنة، فيمكن أن يحمل ما جاء من عبارة القراء في مذهب من سهل إحدى الهمزتين في هذه الأبواب، إذ عبروا بالمد على مذهب الكوفيين، فلا يخرج ذلك عن التخفيف بين بين إلى غيره, على أنهم أكثر ما يعبرون بالبدل، والله أعلم. القسم الثاني: من الهمزتين المتحركتين في كلمتين: وذلك المختلفتا الحركة، وهما يجيئان على خمسة أضرب: الأول: مضمومة ومفتوحة، نحو: {السُّفَهَاءُ أَلَا} [البقرة: 13] ، و {يَا سَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44] ، و {الْبَغْضَاءُ أَبَدًا} [الممتحنة: 4] . الثاني: مفتوحة ومضمومة، عكس الأول، وذلك في موضع واحد، قوله تعالى: {جَاءَ أُمَّةً} [المؤمنون: 44] . الثالث: مكسورة ومفتوحة، نحو: {مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ} [البقرة: 282] ,

و {وِعَاءِ أَخِيهِ} [يوسف: 76] . الرابع: مفتوحة ومكسورة، عكس الثالث، نحو: {شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ} [البقرة: 133] . الخامس: مضمومة ومكسورة، نحو {مَنْ يَشَاءُ إِلَى} [البقرة: 142، 213] ، و {نَشَاءُ إِنَّكَ} [هود: 87] ، ولا عكس له في القرآن. فقرأ الكوفيون وابن عامر بتحقيق الهمزتين في الأضرب الخمسة. وقرأ الباقون بتسهيل الثانية على ما تقتضيه مقاييس العربية من وجوه التسهيل، فالضرب الأول والثالث تسهل فيه الهمزة بأن تبدل واوا محضة وياء محضة، فيقول: "السفهاء ولا"، و"وعاء يخيه"، ولا يجعل بين بين؛ لأنها إذا فعل بها ذلك قربت من الألف, والألف لا تكون قبلها ضمة ولا كسرة, فكذلك ما قرب منها. على أن الأهوازي قد ذكر من طريق ابن برزة عن الدوري عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يترك الثانية من {السُّفَهَاءُ أَلَا} وبابه، ويجعل مكانها فتحة كالألف, ومعنى هذا أنه يجعلها بين بين. فقال لي أبي -رضي الله عنه: هذا إن أمكن النطق به بمنزلة ما يقول سيبويه في: هذا مرتع إبلك، وسئل، بتقريب الهمزة المكسورة من الياء الساكنة وقبلها ضمة، ولا يجوز في الياء الساكنة أن يكون قبلها ضمة، ففرق بين المقرب من الياء والياء الساكنة. وقال أصحابه: هذا مما لا يستطاع النطق به، فكأن هذا عند أبي عمرو مما يستطاع النطق به، ولعل سيبويه أراد بقوله: لا يستطاع النطق به، أي: يثقل، كما تقول: لا أستطيع كلام زيد، أي: أستثقله. والأضرب الثلاثة الباقية تخفيف الهمزة فيها بين بين، أي: بين الهمزة والواو1، وبين الهمزة والياء2، هذا مذهب الخليل وسيبويه، وعليه من القراء من يضبط

_ 1 في {جَاءَ أُمَّةً} ونحو {يَشَاءُ إِلَى} . 2 في المكسورة بعد مفتوحة.

العربية، فأما ما أخذ به أكثر أهل الأداء وآثروه، من إبدال المكسورة المضموم ما قبلها واوا مكسورة على حركة ما قبلها فيقول: "يشاء ولي" فليس بمذهب لأحد1، وهم يعزونه إلى الأخفش. وأخبرنا أبي -رضي الله عنه- قال: الذي حكى أبو عمرو الجرمي في كتابه عن الأخفش أن الهمزة المكسورة التي قبلها ضمة يبدلها واوا في المتصل كسئل, ويجعلها بين الهمزة والياء في المنفصل، كقول الخليل وسيبويه سواء، في نحو قولهم: هذا مرتع إبلك. وبالوجهين كان يأخذ أبو عمرو، وحكى أنه قرأ على فارس بين بين، وعلى أكثر شيوخه بالبدل واوا، وكان أبو محمد مكي يأخذ بين بين، وبه نأخذ. وقد جرى على أبي محمد مكي وهم في القول المعزو إلى الأخفش، فحكى عنه أنه يخفف بين الهمزة والواو، وإنما هو بالإبدال واوا محضة، هكذا الحكاية عنه. وقد بينا أن ذلك في المتصل فقط، والتسهيل إنما هو في الوصل لتلاصق الهمزتين. ذكر الضرب الثاني من قسمي المتحركة, وهو ما لم تلق الهمزة فيه همزة أخرى هذا الضرب لا تخلو الهمزة فيه من أن تكون فاء أو عينا أو لاما. فالتي هي فاء لا تخلو من أن يكون ما قبلها متحركا مثلها أو ساكنا، والمتحرك ما قبلها لا يخلو أن تكون تلك الحركة مخالفة لحركة الهمزة أو موافقة لها، فإن كانت مخالفة لها فذلك على ثلاثة أضرب: الأول: الهمزة المفتوحة المضموم ما قبلها: سهلها ورش بالبدل واوا في ثلاثة أسماء، وخمسة أفعال، فالأسماء: {مُؤَجَّلًا}

_ 1 قال الشاطبي: إنه مذهب أكثر القراء، انظر متن الشاطبية بيت رقم "212"، وقال ابن الجزري: إنه مذهب القراء قديما.

[آل عمران: 145] ، {وَمُؤَذِّنٌ} [الأعراف: 44, يوسف: 70] ، {وَالْمُؤَلَّفَةِ} [التوبة: 60] ، والأفعال: {يُؤَاخِذُ} [النحل: 61، فاطر: 45] ، و {يُؤَخِّرَ} [المنافقون: 11] وما جاء منهما، و {يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ} في [آل عمران: 13] ، و {يُؤَدِّهِ} [آل عمران: 75] وبابه، و {يُؤَلِّفُ} [النور: 43] وبابه. وحقق الباقون, وإذا وقف حمزة وافق ورشا. الثاني: الهمزة المفتوحة المكسور ما قبلها: أبدلها ورش ياء في {لِئَلَّا} حيث وقع، وفي {لِأَهَبَ لَكِ} في [مريم: 19] . ووافقه أبو عمرو على التخفيف في {لِأَهَبَ لَكِ} وقد قيل: إن الياء في "ليهب" ياء المضارعة، وقيل: ما حملناه عليه من أنها بدل من ألف المتكلم، وكلا الوجهين صواب. وهذا الفصل ليست الهمزة فيه فاء على الحقيقة، ألا ترى أن "أن" حرف، والحروف لا توزن، وأن الفاء في "ليهب" محذوفة كما تحذف في مضارع "وعد"؟! الثالث: الهمزة المضمومة المفتوح ما قبلها: وذلك حرفان: {يَؤُودُهُ} [البقرة: 255] ، و {تَؤُزُّهُمْ} [مريم: 83] . أجمعوا على تحقيقهما، إلا ما روي عن أبي بكر عن عاصم من طريق لم نذكره هنا، وإلا حمزة إذا وقف. وأما الحركة الموافقة لها فنحو "مآب، ومآرب، وما تأخر، وتأذن" وشبهه مما صورته في الخط ألف، فهم أيضا مجمعون على تحقيقها إلا حمزة في الوقف، وسأبين مذهبه بعد. وأما الهمزة الساكن ما قبلها وهي فاء فنحو "الأرض، والآخرة، والآن" وإن كات من كلمة فهي تجري عند القراء مجرى ما كان من كلمتين, ومما هو من كلمتين نحو: {كَمَنْ آمَنَ} . فلورش في تحقيقها مذهب نشرحه مع مذهبه فيما ليست فاء وقبلها ساكن في باب "نقل الحركة".

باب نقل الحركة: كان ورش يحذف كل همزة في أول كلمة إذا كان قبلها ساكن، وينقل حركتها إليه، أي حركة كانت، إذا كانا من كلمتين، ما لم يكن الساكن حرف مد ولين، أو ميم الجميع، وهذا إذا وصل. وإذا وقف حقق الهمزة لابتدائه بها. وقد قسم أبو عمرو الساكن الواقع قبل الهمزة على ثلاثة أضرب: الأول: أن يكون تنوينا نحو: {حَامِيَةٌ، أَلْهَاكُمُ} [القارعة: 11] ، [التكاثر: 1] ، و"مِنْ نَبِيءٍ إِلَّا" [الأعراف: 94] ، و {عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا} [يونس: 2] ، و"كُفُؤا أَحَدٌ" [الإخلاص: 4] ، و {مُبِينٌ، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} [نوح: 2، 3] ونحوه. الثاني: أن يكون لام التعريف نحو "الأرض، والآخرة، والآزفة، والأولى، والأذن" وشبهه. الثالث: أن يكون سائر حروف المعجم نحو: {مَنْ آمَنَ} ، و {قَدْ أَفْلَحَ} ، و {خَلَوْا إِلَى} [البقرة: 14] ، و {أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ} [الصافات: 69] ، و {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} [المائدة: 27] و {ذَوَاتَيْ أُكُلٍ} [سبأ: 16] وشبهه. قال أبو جعفر: أفرد التنوين لكونه زائدا، وحرف التعريف لاتصاله في الخط، وقد قضى النحويون بانفصاله؛ لأنه من حروف المعاني كقد، لا من حروف الزيادة التي هي من البناء، كميم اسم الفاعل. وأما قوله تعالى: {كِتَابِيَهْ، إِنِّي} [الحاقة: 19، 20] على مذهبه في إثبات هاء السكت في الوصل، فلم يأت فيه عنه من طريق أبي يعقوب نص. وذكر الأهوازي أن الأصبهاني روي عنه تحقيق الهمزة. وذكر أبو عمرو أن عبد الصمد نص عليه بنقل الحركة إلى الهاء، قال: ولم يذكر ذلك منصوصا عنه غيره، وعامة أصحاب أبي يعقوب على ترك النقل. وعليه عول أبو محمد وأبو عمرو، وبه قرآ وأخذا.

وقال أبو محمد: "هو أحسن وأقوى، وقال: ويلزم من نقل الحركة أن يدغم {مَالِيَهْ، هَلَكَ} [الحاقة: 28، 29] لأنه قد أجراها مجرى الأصل حين ألقى عليها الحركة، وقدر ثبوتها في الوصل". فأما حروف المد واللين, فلا تنقل إليها الحركة نحو {فَمَا آمَنَ} [يونس: 83] ، و {فِي أَنْفُسِكُمْ} ، و {قُوا أَنْفُسَكُمْ} [التحريم: 6] . قال أبي -رضي الله عنه: الألف لا تنقل إليها حركة الهمزة لأنها لا تتحرك، وتنقل إلى الواو والياء اللذين ما قبلهما منهما، نحو: {فِي أَنْفُسِكُمْ} ، و {قُوا أَنْفُسَكُمْ} ، فيقول: "في نْفُسِكُمْ"، و"قوا نْفُسَكُمْ" ولم ينقل ورش إليها الحركة؛ لأنه حملهما على الألف. فأما ميم الجمع فالذي وقع الإصفاق عليه من أهل الأداء الأخذ لورش بضمها وصلتها بواو مع الهمزة فقط، نحو: "عَلَيْهِمُ أنْذَرْتَهُمْ أَمْ" [البقرة: 6] وشبهه. وذكر أبو بكر بن أشتة قال: وقال إبراهيم النقاش في تصنيفه في قراءة نافع: وإن أردت ترك همزة الألف وأنت تريد مذهب نافع وأصحابه فأتبع الميم بالهمزة، إن كانت مضمومة فأشمها الرفعة، وإن كانت مفتوحة فمثلا، وإن كانت مكسورة فكذلك نحو قوله: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ} [البقرة: 78] و {كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ} [البقرة: 28] ، و {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} [الإسراء: 54] وكذلك ما كان من نحوه في كل القرآن، قال: وهي لغة قريش وكنانة. قال ابن أشتة: وإنما يريد ذلك مع تسكين الميم وترك إثبات الواو بعدها، ويعني بالإشمام إلقاء حركة الهمزة على الميم وتحريكها بها، ولم أر أحدا كان يأخذ بشيء من ذلك، ولا بلغني. قال أبو جعفر: وقد أجاز أبو إسحاق الزجاج نقل حركة الهمزة إلى ميم الجميع على وفق ما ذكر إبراهيم النقاش فقال في "المعاني": وإذا نقلت حركة الهمزة, قلت: "عليهمُ أنْذرتهم".

وسألت عن هذا أبا عبد الله محمد بن أبي العافية النحوي فأجازه لي, وقال لي: قد قرئ في غير السبع، وكتب لي بذلك خط يده بحضرتي. وقال لي أبي -رضي الله عنه: هذا ذهاب عن الصواب الذي عليه الخليل وسيبويه وسائر النحويين المتقدمين. والقول في ذلك أن ورشا إنما ضم ميم الجميع مع الهمزة للإشعار بأنه قصد إلى أصله، من تخفيف الهمزة ونقل حركتها إلى الساكن قبلها في مثل: {هَلْ أَتَاكَ} ، و {مِنْ إِمْلاقٍ} [الأنعام: 151] ، و {فَقَدْ أُوتِيَ} [البقرة: 269] فاعترضه أن ميم الجميع لا تحرك عند الحاجة إلا بحركتها، لا بحركة التقاء الساكنين ولا بحركة غيرها، وإنما تحرك بحركة أصلها في نحو: {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [البقرة: 61] , [آل عمران: 112] ، و {إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ} [يس: 14] فصرفته حركة الأصل عما قصد إليه من نقل الحركة إليها. وهذا أحد الأحكام التي يقصدها المتكلم فتعترضه الأصول، فلا يصل إليها مخافة الإحالة في معارضة الأصول. ونظير هذا ما روى سيبويه عن الخليل في قولهم: اضربا زيدًا بالنون الخفيفة، فقال: إذا أمرت اثنين وأردت النون الخفيفة قلت: اضربا زيدًا، فلم يأت بها لمعارضة أصل آخر يمنع منها، وهو أنه لا يلتقي ساكنان في هذا الموضع لعدم شرطه، وذلك أن الشرط المصحح لالتقائهما كون الأول حرف مد، وكون الثاني مدغما إدغاما لازما، فلم يجز: اضربان زيدا, باجتلاب النون مع قصدهم إلى ذلك، فكذلك ميم الجميع، إنما قصد ورش إلى نقل الحركة، وعلم أن ذلك لا يتأتى له فأتى بحركة الأصل، وأذن بها أن قصده نقل الحركة. وقال الأهوازي: واختلف عنه عند الحاء والعين، كقوله: {وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ} [المائدة: 13] ، و {وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} ونحوهما. قال: والذي قرأت به عن ورش بترك الهمز، ونقل حركته إلى الحاء والعين في ذلك على أصله. فأما {آلْآنَ} في الموضعين في [يونس: 51، 91] فنقل ورش الحركة فيهما على

أصله، ووافقه أيضا قالون فنقل الحركة فيهما، وقد ذكرنا حكم همزة الوصل فيه قبل. فأما {عَادًا الْأُولَى} في [النجم: 50] فقرأه نافع وأبو عمرو بضم اللام بحركة الهمزة التي هي فاء الفعل, وإدغام التنوين فيها. وتفرد قالون بهمز عين الفعل من طريق مكي, وأبي عمرو. وقال الأهوازي, والخزاعي كأبي عمرو. فأما الابتداء بهذه الكلمة فيتجه لأبي عمرو, وقالون ثلاثة أوجه: أحدها: "الولى" بإثبات همزة الوصل، وهو الذي يذهب إليه سيبويه لأنه حكى الحمر، وقال: شبهوها بهمزة أحمرة. الثاني: "لُولى" بحذف همزة الوصل، وهو قياس ما فعله أبو عمرو من الإدغام. الثالث: "الأولى" بإثبات همزة الوصل، ورد الهمزة التي هي فاء الفعل. ويمتنع هذا الوجه الثالث في مذهب ورش؛ لأنه ينقل الحركة، ويتجه في مذهبه الوجهين الأولين. واختيار أبي -رضي الله عنه- لهم من هذه الوجوه "ألولى" بإثبات همزة الوصل مع نقل الحركة؛ لأنه هو الذي ذكر سيبويه. واختيار أبي علي الفارسي لهم "لُولى" بالنقل وحذف همزة الوصل، وإن كان لم يذكره سيبويه فقد حكاه أبو الحسن الأخفش، وهو الذي يشبه قول نافع وأبي عمرو من الإدغام. واختيار عثمان بن سعيد لقالون وأبي عمرو {الْأُولَى} بإثبات همزة الوصل، ورد فاء الفعل؛ لأن الموجب لتحريك اللام من التقاء الساكنين قد زال بحكم الوقف.

فإن كان الساكن, والهمزة في كلمة لم ينقل ورش الحركة إليه نحو: {شَيْئًا} ، و {كَهَيْئَةِ} [آل عمران: 49] ، [المائدة: 110] ، و {جُزْءًا} [البقرة: 260] ، [الزخرف: 15] ، و {الْخَبْءَ} [النمل: 25] ، و {دِفْءٌ} [النحل: 5] ، و {مِلْءُ} [آل عمران: 91] وشبهه، إلا في {رِدْءًا يُصَدِّقُنِي} [القصص: 34] فإنه خالف أصله، فألقى الحركة على الدال وهما في كلمة، وتابعه على ذلك قالون. وقد روي عن نافع أنه ليس مخففا من "ردء"، وأنه "فعل" من قولهم: أردى على المائة، أي: زاد عليها، واستشهد ببيت حاتم: وأسمر خطيا كأن كعوبه ... نوى القسب قد أردى ذراعا على العشر أي: زاد، والمعنى على هذا, فأرسله معي زيادة يصدقني، ولا يكون مخالفا لأصله على هذا الوجه. وقال الخزاعي: وقال ابن الصلت عن الأزرق: الوقف بالهمز، والوصل بتركه. وكذلك قال طاهر بن غلبون عن ابن ما شاء الله عن ابن هلال عن النحاس عن الأزرق. ونص عليه الأزرق في كتابه عن ورش بغير همز، ولم يخص وصلا دون وقف بترك الهمز في الحالين قرأت عن نافع، وبه آخذ. وحمزة إذا وقف وافق نافعا. الباقون بالهمز في الحالين, وإسكان الدال. فقد حصل الباب على ثلاثة أقسام: قسم يجوز نقل الحركة إليه، وقسم لا يجوز نقل الحركة إليه، وقسم يجوز نقل الحركة إليه, ولم ينقل ورش الحركة إليه. الأول: {مَنْ آمَنَ} و {الْأَرْضِ} و {شَيْءٍ إِذْ} . الثاني: الألف, وميم الجميع. الثالث: حرفا اللين: الواو والياء.

وما كان من كلمة والساكن من كلمة ينقسم ثلاثة أقسام: القسم الأول: أن يكون حرف مد ولين. الثاني: أن يكون حرف لين. الثالث: أن يكون حرفا صحيحا. ذكر المتحركة التي هي عين: وهي أيضا لا تخلو من أن يتحرك ما قبلها أو يسكن، فإن تحرك ما قبلها اختلفوا منها في أصل مطرد، وفي حرفين. فالأصل المطرد قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ} , و {أَرَأَيْتُمْ} ، {أَرَأَيْتَكُمْ} وشبهه حيث وقع، إذا كان في أوله ألف الاستفهام. قرأ نافع جميع هذا الأصل بتخفيف الهمزة الثانية، بجعلها بين الهمزة والألف. قال الأهوازي: والبصريون يمدونها عنه قليلا، والبغداديون لا يمدونها عنه. قال أبو جعفر: يعني القراء من البغداديين، والقراء من البصريين؛ لأن النحويين من البصريين لا مد عندهم في همزة بين بين. وقيل عن ورش في ذلك بالبدل، وبه أخذ له أبو محمد وأبو عمرو. والذي أخذ علينا أبي -رضي الله عنه- بين بين على القياس. وأخذ علينا غير بالبدل؛ لأن النقل عنه إنما جاء بالمد، والمد عندهم يقتضي البدل. وقال أبي -رضي الله عنه: لا يقتضي البدل. وقرأ الكسائي جميع ذلك بحذف الهمزة الثانية، وهو مسموع في هذا الفعل من العرب, والباقون بتحقيقها، وإذا وقف حمزة خفف، والواجب في تخفيفها أن يكون بين بين، ويجوز البدل والحذف1.

_ 1 قال ابن الجزري: ومن المتوسط المتحرك بعد المتحرك المفتوح بعد الفتح مسألة "سأل ... إلخ" ونحوه، ففيه وجه واحد وهو بين بين، وحكى وجها آخر وهو إبدال الهمزة ألفا وقال: وليس بصحيح لخروجه عن القياس وضعفه رواية وقال: "وأرأيت" وبابه فقد حكى فيها وجها ثالثا وهو الحذف على رسم بعض المصاحف وليس بصحيح, وإن كان قد صح من رواية الكسائي, فإن لا يلزم أن كل ما صح عن قارئ يصح عن قارئ آخر "النشر": باب الوقف على الهمز.

والحرفان: أحدهما {التَّنَاوُشُ} في [سبأ: 52] . قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وأبو بكر بالهمز، ويمدون زيادة. والباقون بواو مضمومة، فلا يزيدون في المد. والآخر {سَأَلَ سَائِلٌ} في [المعارج: 1] . قرأه نافع وابن عامر "سَالَ" بإبدال الهمزة ألفا، والبدل في هذا الفعل مسموع، حكاه سيبويه عن العرب، والباقون بهمزة، وخفف حمزة بالبدل، أو بين بين، وإن سكن ما قبلها اختلفوا من ذلك في أصلين: أولهما قوله تعالى وجل: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء: 32} ، و {فَاسْأَلُوهُمْ} [الأنبياء: 63] ، و {فَاسْأَلِ الَّذِينَ} [يونس: 94] و {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ} [النحل: 43، والأنبياء: 7] وشبهه من الأمر المواجه به خاصة، وقبل السين واو أو فاء. قرأ جميع ذلك ابن كثير والكسائي بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على السين. والباقون بإثباتها، وحمزة يوافقهما في الوقف. فإن كان ما سوى ذلك، من نهي, أو أمر غائب، أو ماضٍ، أو مضارع، لم يختلف في همزه نحو {لَا تَسْأَلُوا عَنْ} [المائدة: 101] {وَلْيَسْأَلُوا} [الممتحنة: 10] و {سَأَلَ} [المعارج: 1] ، و {تَسْأَلُوا} [البقرة: 108] ، وفي {سُئِلَ} [البقرة: 108] اختلاف عن ابن عامر من طريق لم أذكره في هذا الكتاب. وإن كان أمر المواجه به ليس قبله شيء لم يختلف في ترك همزه نحو: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ} [البقرة: 211] . وثانيهما: قوله تعالى: {اسْتَيْأَسَ} حيث وقع، وجملة ذلك خمسة مواضع، في يوسف {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ} [80] ، {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ} [87] {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [110] ، وفي الرعد {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} [31] . قرأ البزي خمستهن بالألف وفتح الياء من غير همز. هذه رواية النقاش عن أبي ربيعة عنه، وبه أخذ النقاش. وروى ابن الصباح وابن بقرة عن أبي ربيعة بالهمز فيهن كالجماعة.

قال أبو الطيب: وكذلك ذكره أبو ربيعة. واختلف عن الخزاعي عن البزي، فقال إبراهيم بن عبد الرزاق، والحسن بن سعيد المطوعي عنه بالهمز، كالجماعة فيهن، وذكر أبو الحسن الدارقطني أنه قرأ على ابن ذؤابة عن الخزاعي بتخفيف الذي في الرعد فقط. وكذلك قرأت من طريق أبي محمد مكي، عن أبي الطيب، عن الطوسي عن أبي بكر الجصاص عن شيوخه عن البزي، قال أبو الطيب: وذكره الجصاص في كتابه. قال أبو جعفر: وأنا رأيته في كتاب الجصاص. وقرأت أيضا من طريق أبي محمد عن أبي الطيب عن ابن عبد الرزاق عن الخزاعي بالهمز فيهن، وهو اختيار أبي الطيب، والله أعلم. ذكر المتحركة التي هي لام الفعل: وهي أيضا لا تخلو من أن يتحرك ما قبلها أو يسكن. فإن تحرك ما قبلها اختلفوا من ذلك في اثني عشر حرفا وهي: {وَالصَّابِئِينَ} في [البقرة: 62] ، [الحج: 17] ، و {وَالصَّابِئُونَ} في [المائدة: 69] ، و {هُزُوًا} حيث وقع، و {كُفُوًا} [الإخلاص: 4] ، و {بَادِيَ} في [هود: 27] ، و {يُضَاهِئُونَ} في [التوبة: 30] ، وفيها {مُرْجَوْنَ} [106] ، و {تُرْجِي} في [الأحزاب: 51] ، و {ضِيَاءً} في [يونس: 5] ، [والأنبياء: 48] ، و {بِضِيَاءٍ} في [القصص: 71] ، و {مِنْسَأَتَهُ} في [سبأ: 14] . فأما "الصابئين، والصابئون" فترك همزها نافع، وهمز الباقون. وأما "هزؤا، وكفؤا" فقرأهما حفص بضم الزاي والفاء من غير همز. وحمزة بإسكان الزاي والفاء، وبالهمز في الوصل، فإذا وقف أبدل الهمزة واوا اتباعا للخط، وتقديرا لضمة الحرف الساكن قبلها وقد أحكمنا ذلك في بابه، الباقون بالضم والهمز. وأما {يُضَاهِئُونَ} فقرأه عاصم بالهمز وكسر الهاء, والباقون بضم الهاء من غير همز. وأما {مُرْجَوْنَ} ، و {تُرْجِي} فترك همزهما نافع وحمزة والكسائي وحفص، وهمزهما الباقون. وأما {ضِيَاءً} ، و {بِضِيَاءٍ} فقرأه قنبل بهمزة بعد الضاد، والباقون بياء مفتوحة بعدها.

وهذا الحرف على الحقيقة لم يختلف في همز لامه، غير أن قنبلا قلب اللام إلى موضع العين، اعتلت العين التي هي ياء منقلبة عن واو لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة، فأما لام الفعل فهمزة على قول الجميع. وأما {بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود: 27] فقرأه أبو عمرو بهمزة مفتوحة بعد الدال, والباقون بياء مفتوحة. وأما {مِنْسَأَتَهُ} [سبأ: 14] فأبدل نافع وأبو عمرو من الهمزة ألفا ساكنة، وهو مسموع من العرب, وابن ذكوان بهمزة ساكنة، والباقون بهمزة مفتوحة. وإن سكن ما قبلها اختلفوا من ذلك في أصلين مطردين، وفي ثلاثة أحرف. فالأصلان: أحدهما: "النبي، والنبيين، والأنبياء، والنبوة" حيث وقع، قرأه نافع بالهمز، إلا أن قالون ترك الهمز في قوله تعالى في الأحزاب: {لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ} [50] ، و {بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا} [53] في الموضعين في الوصل دون الوقف على أصله في الهمزتين المكسورتين. والباقون بغير همز1. والثاني: {الْقُرْآنِ، وَقُرْآنًا، وَقُرْآنَهُ} [القيامة: 17] حيث وقع إذا كان اسما. ترك همزه ابن كثير2, وهمز الباقون. فإذا وقف حمزة وافق ابن كثير، وليس قول من قال: القرآن من "قريت" بشيء. والأحرف: أحدها {النَّسِيءُ} [التوبة: 37] قرأه ورش بتشديد الياء من غير همز، وهمز الباقون، وإذا وقف حمزة وهشام وافقا ورشا. والثاني والثالث {الْبَرِيَّةِ} في الموضعين {البينة: 6، 7] قرأ نافع وابن ذكوان بالهمز فيهما، وخفف الباقون3.

_ 1 أي: بالياء المشددة في "النبي" وجمعه سالما والمخففة في "الأنبياء" وبالواو المشددة في النبوة. 2 أي: بنقل حركة الهمزة إلى الراء, وحذف الهمزة. 3 أي: بإبدال الهمزة ياء مفتوحة تدغم التي قبلها فيها.

ذكر الضرب الثاني من القسمة الأولى, وهو الهمزة الساكنة: لا تخلو الهمزة الساكنة من أن تلاقي همزة أخرى أو لا تلاقي. فإن لقيتها همزة فلا بد أن تكون تلك الهمزة متحركة؛ لأن ساكنين لا يجتمعان، "يعني في الهمز" ولا تخلو أن تكون بعد الساكنة أو قبلها، فإن كانت بعدها لزمها الإدغام إذا كانت عينا، نحو: "رأس، وسأل" ولم يجئ ذلك في كتاب الله تعالى. وفي المنفصل "اقرأ إنا أنزلناه" "اقرأ إنا فتحنا لك" الوجه التخفيف في الأولى. وذكر الأهوازي فيه وجهين: الإظهار والإدغام، ويعني بالإظهار التحقيق، وهو الوجه والجيد فيه، ولم يجئ هذا أيضا في القرآن. فإن كانت قبلها لزم الساكنة التخفيف بالبدل على حركة ما قبلها. إن كانت مضمومة قلبت واوا نحو {أُوتِيَ} ، و {أُوتُوا} وكذلك {اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] في الابتداء؛ لأن الساكنة التي هي فاء الفعل لقيتها المتحركة التي للوصل, فأبدلت واوا1. وإن كانت مكسورة قلبت ياء نحو: "إِيمان"، و {إِيتَاءِ} وكذلك {ائْذَنْ لِي} [التوبة: 49] في الابتداء، و {ائْتِنَا} 2. وإن كانت مفتوحة قُلبت ألفا نحو "آدم، وآمن، وآخر، وآل لوط". وهذا إجماع من القراء والنحويين، إلا ما ذكر سيبويه عن عبد الله بن أبي إسحاق، وقد حكيناه في الإدغام. وإلا ما ذكر الأهوازي وغيره عن خلف عن الكسائي أنه أجاز الابتداء بقوله تعالى: {اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] بهمزتين، قال: وهذا شيء لا يعوَّل عليه.

_ 1 لضم همزة الوصل ابتداء. 2 لكسر همزة الوصل ابتداء.

قال لي أبي -رضي الله عنه: لهذا وجه، وهو أنه لم يعتد بهمزة الوصل، فأجراها مجرى المنفصل في نحو "جَاءَ أَحَدَهُمْ" [المؤمنون: 99] وشبهه، ومن مذهبه في ذلك الجمع بين همزتين، فحمل هذا على هذا. وروى النقار عن الشموني عن الأعشى عن أبي بكر "إِيلافِهِمَ" في [قريش: 2] بهمزتين؛ الأولى مكسورة والثانية ساكنة، والجماعة على تخفيف الساكنة. فإن لم تلاق الهمزة الساكنة همزة أخرى، وجاءت منفردة فذلك كثير في القرآن جدا، ولا يخلو من أن يكون فاء أو عينا أو لاما كالمتحركة. فإن كانت فاء أو عينا وجدت في الأسماء والأفعال، فالأسماء نحو: {الْمُؤْتَفِكَاتِ، والْمُؤْمِنُ، وَالْمُؤْمِنُونَ} , والكأس، {والرَّأْسُ، والْبَأْسَ} ، والبئر، والذئبَ، {وسُؤْلَكَ، والرُّؤْيا} وبابه. والأفعال نحو: {يُؤْمِنْ} و {يُؤْمِنُونَ} و {يُؤْلُونَ} [البقرة: 226] ، و {يَقُولُ ائْذَنْ لِي} [التوبة: 49] ، و {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] ، و {لِقَاءَنَا ائْتِ} [يونس: 15] وشبهه. وإذا كانت لاما لم توجد إلا في الأفعال نحو: "أنشأنا، وأخطأنا، وشئنا، وشئتم، وجئنا، وجئتم، وتبرأنا" [القصص: 63] ، "وتبرأتم"، و {فَادَّارَأْتُمْ} [البقرة: 72] وشبهه, فلأبي عمرو في تخفيف هذا الباب، ولورش في تخفيف بعضه، مذهب أبينه إن شاء الله. مذهب أبي عمرو في ذلك: كان لا يهمز كل همزة ساكنة، فاء كانت أو عينا أو لاما، في اسم أو فعل، ويبدلها على حركة ما قبلها1. وقد اختلفت ألفاظ الرواة عنه, متى يفعل ذلك؟ فقال أبو عمر عن اليزيدي عنه: إنه كان لا يهمز إذا قرأ فأدرج القراءة.

_ 1 فيبدلها واوا بعد ضم نحو: "يؤمن ومؤمن"، وياء بعد كسر نحو: "بئس, بئر, الذي اؤتمن"، وألفا بعد فتح نحو: "يأكلون, أنشأنا, لقاءنا ائت".

وقال أبو شعيب عن اليزيدي عنه: كان لا يهمز إذا قرأ في الصلاة، وقال غير واحد عنه: كان لا يهمز إذا قرأ بالإدغام. وقال أبو عبد الرحمن والبلخي وغيرهما عن اليزيدي: كان لا يهمز إذا قرأ, أي: إذا قرأ على أي وجه كان. قال أبو جعفر: والذي عليه الأئمة لأبي عمرو الأخذ له بالهمز وبتحقيقه مع الإظهار، وبالتخفيف لا غير مع الإدغام. وقد استثنوا له من هذا الباب إذا خفف ما كان السكون فيه لأحد خمسة أشياء: الأول: أن يكون سكون الهمزة للجزم، وذلك تسعة عشر موضعا: في البقرة "أو ننسأها" [106] وفي آل عمران {تَسُؤْهُمْ} [120] , وفي النساء {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [133] , وفي المائدة {تَسُؤْكُمْ} [101] , وفي الأنعام {مَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ} [39] و {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [133] ، وفي التوبة {تَسُؤْهُمْ} [50] , وفي إبراهيم {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [19] , وفي الإسراء {إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ} [54] ، وفي الكهف {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ} [16] , وفي الشعراء: {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ} [4] ، وفي سبأ {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ} [9] , وفي يس {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ} [43] , وفي الشورى {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ} [33] ، وفي النجم {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} [36] 1. الثاني: أن يكون للبناء، وجملته أحد عشر موضعا، في البقرة {أَنْبِئْهُمْ} [33] ، وفي [الأعراف: 111] ، [والشعراء: 36] {أَرْجِئْه} ، وفي يوسف {نَبِّئْنَا} [36] ، وفي الحجر {نَبِّئْ عِبَادِي} [49] {وَنَبِّئْهُمْ} [51] ، وفي سبحان {اقْرَأْ كِتَابَكَ} [14] ، وفي الكهف {وَهَيِّئْ لَنَا} [10] ، وفي القمر {وَنَبِّئْهُمْ} [28] ، وفي العلق {اقْرَأْ} في الموضعين [1، 3] . الثالث: أن يكون ترك الهمز فيه أثقل من الهمز، وذلك قوله عز وجل: {وَتُؤْوِي} [الأحزاب: 51] ، و {تُؤْوِيهِ} [المعارج: 13] .

_ 1 ويبقى ثلاثة مواضع من "19" موضعا هي: {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ} [الأنعام: 39] وتحرك وصلا للساكنين, وموضع فاطر {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} [16] وموضع الشورى {فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ} [24] .

الرابع: أن يكون يوقع الالتباس بما لا يهمز، وذلك في قوله تعالى {وَرِئْيًا} [مريم: 74] . الخامس: أن يكون يخرج من لغة إلى لغة، وذلك في قوله: {مُؤْصَدَةٌ} في الموضعين [البلد: 20] ، [الهمزة: 8] فجملة ذلك ثلاثة وثلاثون موضعا. واستثناؤها اختيار منهم، لا أن له أصلا في الرواية عن أبي عمرو. وقد قرأت على أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- من طريق ابن برزة، عن الدوري عن اليزيدي بتسهيل ما كان للجزم أو للبناء. فهذا الاستثناء اختيار من ابن مجاهد، حكاه عنه أبو طاهر وأبو سهل وغيرهما، إلا أنه مروي عن أبي عمرو، ألا ترى أن الرواية جاءت مطلقة غير مقيدة باستثناء شيء من هذه المواضع مع ما ذكرت من رواية ابن برزة. وقد أدخل بعضهم في المستثنى {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ} في [الأنعام: 39] ، و {فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ} في [الشورى: 24] لأن تحرك هذين الفعلين لالتقاء الساكنين، فتجيء المواضع المستثناة على هذا خمسة وثلاثين موضعا1. وأدخلوا فيها أيضا {بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54] في قول من سكنها عن أبي عمرو، ومنهم من سهلها. والاختيار التحقيق؛ لأنه إذا اختير في المجزوم ألا يخفف؛ لأن الجزم فيه عارض، فهذا أولى. مذهب ورش في ذلك: كان ورش يتركها وهي ساكنة إذا كانت فاء من الفعل لا غير، نحو: "يأخذ، ويأكل، وتألمون"، و {لِقَاءَنَا ائْتِ} [يونس: 15] ، و"يؤمن، والمؤمنون، ويؤثرون، ويؤتون"، و {الْمُؤْتَفِكَةَ} [النجم: 53] وجمعها، و {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] ، و {الْمَلِكُ ائْتُونِي} [يوسف: 50، 54] وشبهه, إلا {الْمَأْوَى} وبابه، فإن أصحاب أبي يعقوب استثنوه، وأجراه غيرهم مجرى نظائره.

_ 1 عدها ابن الجزري "35" موضعا, كذلك انظر "النشر" "باب الهمز المفرد"، صدر عن الدار.

وذكر الأهوازي أن {تُؤْوِي} ، و {تُؤْوِيهِ} لا خلاف بين أصحاب ورش في همزه، واختلف عنه في {الْمَأْوَى} و {فَأْوُوا} [الكهف: 16] . وهذا الذي ذكر على هذا الحد غير معروف، والثابت أن باب "الإيواء" وقع فيه الخلاف بين أصحاب ورش، فأخذ أصحاب أبي يعقوب بهمزه كله، وأخذ غيرهم بتخفيفه كله، وهكذا ذكره أئمتنا سواه، والله أعلم. فإن كانت عينا همز كالباقين1، إلا "بئس، وبئسما، والبئر، والذئب" فإنه سهل2 الهمزة فيهن في جميع القرآن، تابعه الكسائي على {الذِّئْبُ} وحده، فترك همزه. وإن كانت لاما همز جميع الباب، لا أعلمه سهل شيئا منه كالباقين. وههنا حروف بين القراء فيها خلاف, وهي {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} في [الكهف: 94، الأنبياء: 96] ، و {وَرِئْيًا} في [مريم: 74] ، و {سَاقَيْهَا} في [النمل: 44] ، و {بِالسُّوقِ} في [ص: 33] ، و {عَلَى سُوقِهِ} في [الفتح: 29] ، و {ضِيزَى} في [النجم: 22] . فأما {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} فقرأهما عاصم بالهمز، وخفف الباقون3. وأما {وَرِئْيًا} فقرأه قالون وابن ذكوان بتشديد الياء من غير همز، والباقون بالهمز. وأما {سَاقَيْهَا} ، و {بِالسُّوقِ} ، و {عَلَى سُوقِهِ} فهمز العين فيهن قنبل، والباقون بغير همز. وأما {ضِيزَى} فهمز عينه ابن كثير، والباقون بغير همز، والله أعلم. باب مذهب حمزة, وهشام في الوقف على الهمز: جاءت الرواية عن حمزة بتخفيف المتطرفة والمتوسطة والمبتدئة إذا نزلت منزلة المتوسطة. وجاءت عن هشام، فيما نص عليه الحلواني عنه، بتخفيف المتطرفة فحسب, وأنا أبين مذهبهما على ما يجب, إن شاء الله عز وجل.

_ 1 أي: حقق كالباقين وهم القراء إلا أبا عمرو, فله تحقيق وإبدال. 2 أي: بتخفيف الهمزة فتبدل ياء. 3 بإبدال الهمزة ألفا.

ذكر المتطرفة: وهي التي ليس بعدها شيء من الحروف الثابتة في الوقف. فالمتطرفة لا بد أن تكون ساكنة؛ لأنها إن كانت متحركة في الوصل فالوقف يوجب سكونها، فأما الساكنة وصلا ووقفا لجازم أو بناء، أو لتوالي الحركات، فما قبله لا يكون ساكنا ولا متحركا بالضم, ويكون متحركا بالفتح نحو: {إِنْ يَشَأْ} ، و {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ} [النجم: 36] ، و {اقْرَأْ} [العلق: 1-3] , [الإسراء: 14] وشبهه، وبالكسر نحو {نَبِّئْ عِبَادِي} [الحجر: 49] ، و {هَيِّئْ لَنَا} [الكهف: 10] ، و {يُهَيِّئْ لَكُمْ} [الكهف: 16] ، و {مَكْرَ السَّيِّئِ} [فاطر: 43] على قراءة حمزة. فهي في ذلك حيث وقع, تبدل ألفا وياء على حركة ما قبلها. ولم تأت في القرآن ساكنة مضموما ما قبلها، سمعت أبا القاسم -رحمه الله- يذكر ذلك، ونحكي أنه غلط في ذلك بعض الشيوخ، ولو جاءت لخففت بالبدل واوا. وذكر غير واحد أن حمزة يحقق الهمزة في الوقف إذا كانت ساكنة للجزم حيث وقعت، وذكر الأهوازي أنه اختيار ثعلب وابن مجاهد في قراءة حمزة. ولم يبين الأهوازي إن كانت متطرفة أم لا، بل أطلق كلامه على المجزومة حيث وقعت. وقال عبد الوهاب في كتاب "الوجيز": جميع من ترك الهمزة الساكنة, فإنه يبدل منها إذا انفتح ما قبلها ألفا، وإذا انضم واوا، وإذا انكسر ياء. وأما المتحركة وصلا فما قبلها, يكون ساكنا أو متحركا. فإن كان متحركا, فبإحدى الحركات الثلاث نحو: {أَنْ لَا مَلْجَأَ} [التوبة: 118] و"ذرأ، وبدأ" و {مِنْ مَلْجَأٍ} [الشورى: 47] ، و"سبأ، وبنبأ, واستهزئ، وقرئ"، و {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ} [عبس: 37] ، و {مِنْ شَاطِئِ} ، و {يَسْتَهْزِئُ} [البقرة: 25] ، و"يبدئ، والبارئ"، و {إِنِ امْرُؤٌ} [النساء: 176] ، و"لؤلؤا، واللؤلؤ".

فهي في ذلك كله وما أشبهه حيث وقع تبدل ألفا، وياء، وواوا، على حركة ما قبلها على ما تقدم. والروم والإشمام ممتنعان في الحرف المبدل من الهمزة لسكونه، لا تجوز الإشارة إلى ألف {ذَرَأَ} كما لا تجوز إلى ألف "الرحى" ولا إلى واو {امْرُؤٌ} كما لا تجوز إلى واو "يغزو" ولا إلى ياء {قُرِئَ} كما لا تجوز إلى ياء "يرمي". وقد ذكر أبو عمرو عن قوم أنهم يسهلون الهمزة في هذا بين بين على حسب حركتها في الوصل، يعني مع الإشارة. وذكر أبو محمد مكي ذلك وبين أنه مع روم الحركة، وجعله مرويا عن خلف، وقال في المفتوحة: البدل لازم لها، ولأن الروم والإشمام لا يستعملان فيها. وقال لي أبي -رضي الله عنه: لا فائدة في حكاية أبي محمد مذهب من زعم أن الهمزة الموقوف عليها تخفف بين بين، وأن ذلك في حال رومها لا في حال حركتها ولا في سكونها؛ لأن الحرف الموقوف عليه ساكن، وطروء الروم عليه لا يوجب له حركة، وإذا كان كذلك سكنت الهمزة في الوقف، كما يجب في كل حرف موقوف عليه، ثم تبدل ألفا أو واوا أو ياء على حسب حركة ما قبلها، ولا يتأتى في هذه الحروف روم، وسبيلها في ذلك سبيل تاء التأنيث المبدلة في الوقف هاء، فلا يكون فيها روم ولا إشمام؛ لأن الحرف الساكن في الوقف غير الحرف المتحرك في الوصل. قال أبو جعفر: وهؤلاء القوم إنما أخذوا بين بين؛ فرارا من خلاف السواد1 في حروف جاءت في الخط على ما لا يقتضي الوقف بالبدل نحو {الْمَلَأُ} في بعض المواضع، و {يَتَفَيَّأُ} [النحل: 48] ومن {نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34] وحروف سواها. وهم أيضا -فيما أرى- يجيء في قولهم: خلاف الخط في مثل: "يبدئ، ويستهزئ" لأن الخط في ذلك يقتضي البدل لا بين بين، فقد خالفوا أيضا الخط مع قياس العربية.

_ 1 أي: رسم المصحف.

واختار أبو محمد البدل فيما وافق الخط، وبين بين فيما خالفه إن أبدل. وذكر أبو عمرو أن الثابت عن خلف وغيره عن حمزة البدل، قال: وإليه ذهب ابن مجاهد وأبو طاهر وغيرهما، وإليه ذهب أبي -رضي الله عنه- وإن خالف الخط في بعض ذلك، وخلاف الخط في مثل هذا جائز إذا أدى إليه القياس. وأما الساكن ما قبلها, فإن كان الساكن حرف صحة ألقى حركة الهمزة عليه، وأسقطها، ثم يدرك السكون ما قبل المتطرفة في الوقف، لكنه سكن عن الحركة التي نقلت إليه، وذلك نحو "المرء، ودفء، والخبء، وملء، وجزء" وشبهه، والروم والإشمام جائزان في ذلك. وقال الأهوازي: رأيت من يذكر التشديد في "الخبء، وملء، وجزء" ونحوهن. قال أبو جعفر: هذا على أنه وقف بالتضعيف, وقد ذكر ذلك سيبويه فقال: "وإذا كانت الهمزة ما قبلها ساكن فالحذف لازم، ويلزم الذي ألقيت عليه الحركة ما يلزم سائر الحروف غير المعتلة، من الإشمام، وإجراء الجزم, وروم الحركة والتضعيف، وذلك قولك: هذا الوث، من الوث، ورأيت الوث، والخب، وهو الخب، ورأيت الخب، ونحو ذلك". وإن كان الساكن حرف علة أصليا فحكمه أيضا نقل الحركة إليه، وحذف الهمزة كالحرف الصحيح، نحو "شيء، والسوء، وعن سوء، وسيء, وجيء، والمسيء، ويضيء، وتفيء، وليسوء، ولتنوء" وشبهه حيث وقع. ويسكن بحكم الوقف الحرف المنقول إليه حركة الهمزة، ولك الروم والإشمام فيه كالأول، وذلك في القسمين حسن؛ لتكون الحركة فيما عهد سكونه إشعارا بالأصل. وذكر عثمان بن سعيد -رحمه الله- جواز الإبدال والإدغام في الياء والواو في الوقف حملا للأصلي على الزائد، قال: وبه أقرأني أبو الفتح، قال: وحكاه يونس والكسائي. قال أبو جعفر: وهذا لم يذكره سيبويه وذلك عندي غير بعيد، وقد رأيت أبا علي الفارسي حكى ذلك، وحكاه لي أبو الحسن بن شريح.

وحكى لنا أبي -رضي الله عنه- أن بعض العرب يحذف وينقل في الزائد نحو {خَطِيئَةً} [النساء: 112] تشبيها بالأصلي، فكذلك تشبيه الأصلي بالزائد لاستوائهما في أنهما حرفا علة, فأما ما قرأت به على أبي القاسم -رحمه الله- للضبي عن حمزة من الوقف على {شَيْئًا} حيث وقع منصوبا، و"كهيئة، وسوأة، وسوءاتهما، وخطيئة"، وشبه ذلك, بتشديد الياء، فقد ذكره سيبويه فقال: "واعلم أن العرب منها من يقول في أو أنت: أوْ نت، ويقول: أرمي باك، وأبو يوب، وغلاميَّ بيك، يريد: أبو أيوب, وغلامي أبيك. وكذلك المنفصلة كلها إذا كانت الهمزة مفتوحة، فإن كانت في كلمة واحدة نحو: سوأة، وموءلة حذفوا فقالوا: سوة ومولة، وقالوا في حوأب: حوب؛ لأنه بمنزلة ما هو من نفس الحف، وقال بعض هؤلاء: سوّة وضوّ، شبهوه بأوَّنت". فأما مد حرف المد واللين في الوقف نحو: "تفيء، ويضيء، والمسيء، ولتنوء، وسوء" فغير مطول، سواء وقفت بالإسكان أو بالروم، وهذا قول أبي -رضي الله عنه- وكذلك نص عليه الأهوازي فقال: تمد الياء في "جيء، وسيء" على قدر ما يجوز من تجويد حروف المد واللين. وقال أبو الحسن بن شريح: الوجه البين تطويل المد؛ لأنه سكن بعد تقدير نقل الحركة إليه، قال: وتطويل المد جائز؛ لأن الحركة المنقولة عارضة على الحرف، فلما سكن رجع إلى سكون كان له أصلا قبل التسهيل؛ لأن الهمزة مقدرة وإن حذفت، قال: ولا سبيل إلى تطويل المد في ذا الفصل مع الروم. وإن كان الساكن ألفا، سواء كانت منقلبة عن حرف أصلي أو كانت زائدة، فأكثر القراء يأخذ له في المرفوع والمخفوض بالروم، وجعل الهمزة بين بين نحو: {هُمُ السُّفَهَاءُ} [البقرة: 13] ، و {مِنْهُ الْمَاءُ} [البقرة: 74] ، و {عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58] , وفي المفتوح بإبدالها ألفا نحو: {إِذَا جَاءَ} ، و {كُنْتُمْ شُهَدَاءَ} [البقرة: 133] لأنه لا روم فيه عند القراء، ولا يتقدر بين بين إلا معه.

وبهذا أخذ الأهوازي، وبه قرأ على شيوخه، وبه قرأ أبو عمرو على فارس بن أحمد عن قراءته، وله أصل عن حمزة. حدثنا أبو داود, حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم, حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس عن خلف قال: كان حمزة يقف على قوله: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ} [البقرة: 6] يمد, ويشم الرفع من غير همز. قال أبو عمرو: وقال ابن واصل: حمزة يقف على "هؤلاء" بالمد والإشارة إلى الكسر من غير همزة، ويقف على {لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ} [المائدة: 101] بالمد، ولا يشير إلى الهمز. ومنهم من أخذ له بإبدال الهمزة ألفا بأي حركة تحركت، وهو مذهب أبي -رضي الله عنه- لا يجوز عنده غيره؛ لأن سكون الهمزة في الوقف يوجب فيها الإبدال ألفا على الفتحة التي قبل الألف الزائدة أو المنقلبة، فهي تخفف تخفيف الساكن لا تخفيف المتحرك، ولا يوجب له طروء الروم عليه حركة على ما قدمنا قبل. وبهذا يأخذ من عنده حذق في العربية من القراء، فإذا قلنا بإبدالها ألفا فقد عرض التقاء ساكنين، فيحتمل حينئذ وجهين: أحدهما أن تمد عن حرفين ساكنين، كما فعل يونس بالنون الخفيفة في التثنية إذا وقف عليها. واختار ذلك أبو عمرو، وقال: وبه ورد النص عن حمزة من طريق خلف, وغيره. والثاني: أن تحذف أحد الساكنين، قال القراء: فإن قدرت أن الألف الأولى المحذوفة لم تطول المد، وإن قدرت أن الثانية المحذوفة فقيل: تمد؛ لأن التخفيف عارض، وقيل: تمكن ولا تمد. وقال لي أبي -رضي الله عنه: المحذوف لالتقاء الساكنين الثاني دون الأول؛ لأنه فيما هو من كلمة كما يحرك فيها، نحو "أين، وكيف" قال: والمد عن حرف واحد ساكن. وقال الأهوازي: إنه قرأ على البصريين والبغداديين والكوفيين في حال النصب

بغير همز ولا مد، يعني: ولا تطويل مد. وقال أبو الحسن بن الحمامي: قال لي عبد العزيز بن الواثق بالله لما قرأت عليه بغير همز وبغير مد، يعني في الأحوال الثلاثة. وما ثبت له صورة من الهمزة في الخط مثل ما لم تثبت له صورة في الإبدال عند أبي -رضي الله عنه- نحو {مَا نَشَاءُ} في [هود: 87] ، و {الضُّعَفَاءُ} ، و {شُرَكَاءُ} ، و {مِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ} [طه: 130] ، و {مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي} [يونس: 15] وفي كلم أخر1. واختار القراء الوقف بين بين إيثارا لاتباع الخط، ولما جاء عن حمزة من رعايته لذلك. وذكر الأهوازي أن بعض شيوخه كان يأخذ للجماعة بتخفيف الهمزة في هذا الفصل، وأن أبا عبد الله اللالكائي ذكر له أن ترك الهمز في ذلك في حال الرفع, والخفض إجماع من القراء. قال أبو جعفر: وهذا لا يؤخذ به. وإن كان الساكن ياء أو واوا مزيدتين للمد فقط أبدلت الهمزة، وأدغمتها فيها على ما قدمناه، فالياء نحو: {النَّسِيءُ} [التوبة: 37] ، و {بَرِيءٌ} [الأنعام: 19] ، و"دُرِّيء" [النور:35] على قراءته. والواو {ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228] وليس في القرآن غيره. والروم والإشمام جائزان في المبدل من الهمزة؛ لأن الحركة مقدرة فيه، ولولا ذلك لم يدغم فيه الأول. وذكر الأهوازي في {قُرُوءٍ} التخفيف من غير تشديد، وهذا يحتمل أن يريد به التخفيف بين بين على ما يذهب إليه الكوفيون، من إجراء الواو والياء مجرى الألف في ذلك، ويحتمل أن يريد به التخفيف بالنقل والحذف على إجراء الزائد مجرى الأصلي، على ما حكي عن قوم من العرب، والله أعلم. وقياسه "النسي، وبري" ولم يذكر فيه شيئا فيما أعلم.

_ 1 انظر كتابنا "عمدة المبتدئين في معرفة الوقف على الهمز" صدر عن الدار.

فهذا تحصيل مذهب حمزة في المتطرفة. ووافقه هشام على التخفيف فيها من رواية الحلواني. وقد قرأت من طريق غيره عن هشام كالجماعة بغير تسهيل، ولكن الذي آخذ به ما رواه ونص عليه أبو الحسن الحلواني عنه، لضبط الحلواني وإمامته وبحثه، فقد كان إماما لا يجارى في هذا الفن. وقد حدثنى أبو القاسم، وأبو محمد بن عتاب، قالا: حدثنا محمد بن عابد، وحدثنا أبو محمد, حدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا أبو محمد مكي قال: حدثنا أبو الطيب قال: حدثني أبو الحسن، يعني ابن بلال قال: حدثني ابن المنادي قال: سألت الحسن بن العباس عن قراءة الحلواني عن هشام بن عمار، فقال لي عن أحمد بن يزيد، يعني الحلواني: إنه قرأ على هشام بن عمار، ثم قدم العراق، فبلغته حروف، فخرج ثانية فقرأ عليه بتلك الحروف، ثم قدم العراق فبلغته حروف، فخرج إليه فقرأ عليه القرآن، وقرأ بتلك الحروف. ذكر المتوسطة: المتوسطة: على ضربين، ساكنة ومتحركة، وأعني بالمتوسطة التي هي لام الفعل، فاتصل بها ضمير أخرجها عن الطرف، أو التي هي عين الفعل، أو التي هي فاء الفعل، ودخل عليها حرف زيادة فصيرها متوسطة، حرف الزيادة من بناء الكلمة التي يزاد فيها، كزوائد المضارعة في {يُؤْمِنُ} والميم في {مُؤْمِنٌ} فأما حرف المعنى, ففي تقدير كلمة منفردة كغيرها من الكلم، نحو حروف الجر، وحروف العطف، وحروف التعريف. فالساكنة: تبدل حرفا من جنس حركة ما قبلها على ما قدمت في غير موضع، نحو: "المؤمنون، ويؤفكون، ورأس، وشأن، والرؤيا، وسؤلك"، و {تَسُؤْهُمْ} [آل عمران: 120] ، [والتوبة: 50] ، و"مؤصدة، ولؤلؤ، وكدأب، ويأكلون، والذئب، والبئر، وبئس" وشبهه. وذكر مكي وأبو عمرو أن قوما من أهل الأداء أدغموا ما اجتمع فيه مثلان،

وذلك {تُؤْوِي} ، و {تُؤْوِيهِ} ، و {وَرِئْيًا} [مريم: 74] اعتدادا بالعارض، واختاره أبو عمرو لموافقته الخط، ولأنه -فيما ذكر- قد جاء نصا عن حمزة في {وَرِئْيًا} واختار أبو محمد الإظهار، وهو الذي عليه أكثر الناس؛ لأن البدل عارض، وهو اختيار أبي -رضي الله عنه- واختيار شيخنا أبي الحسن بن شريح. قال أبو محمد مكي: "فأما "رؤيا" فما علمت أن أحدا من القراء روى فيها الإدغام1؛ لأنه يلزم فيها كسر الراء وإبدال الواو ياء مع الإدغام، وذلك تغيير وإحالة". قال لي أبي -رضي الله عنه: هذا كله حكاه سيبويه, وقد أجازه بعضهم ورواه. قال أبو جعفر: ولكن لا يؤخذ به كما ذكر أبو محمد. فأما {أَنْبِئْهُمْ} [البقرة: 33] منهم من كسر الهاء لمجاورتها الياء المبدلة من الهمزة، كما تكسر مع الياء الصحيحة في {فِيهِمْ} وهو مذهب ابن مجاهد. ومنهم من يتركها على حالها من الضم؛ لأن الهمز مراد، ولأنه كهاء {عَلَيْهِمْ} إذ ياؤها غير لازمة مع الظاهر، فمراعاة حال الوصل في الوقف آكد من مراعاة حال الظاهر مع الضمير، وهذا الوجه أولى، وقد نص عليه أبو هشام الرفاعي. وأما المتحركة: فما قبلها ينقسم كانقسام ما قبل المتطرفة: فإن سكن ما قبلها، وكان حرفا صحيحا، أو واوا أو ياء أصليين حذفتها، وألقيت حركتها على الساكن فحركته بها نحو {خِطْئًا} [الإسراء: 31] ، و {الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: 9، والبلد: 19] ، و {تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] ، و {يَسْأَلونَ} [الأنبياء: 23] ، [والزخرف: 19] ، و {شَيْئًا} ، و {كَهَيْئَةِ} [آل عمران: 49] ، [والمائدة: 11] ، و {مَذْءُومًا} [الأعراف: 18] ، و {مَسْؤُولًا} ، و {سِيئَتْ} [الملك: 27] ، و {اسْتَيْأَسُوا} [يوسف: 80] ، و {مَوْئِلًا} [الكهف: 58] ، و {الْمَوْؤُودَة} [التكوير: 8] وشبهه. وهذا التخفيف القياسي موافق في هذا الفصل للخط، إلا {النَّشْأَةَ} ، و {مَوْئِلًا} فإنهما كتبتا بألف وياء بعد الساكنين، وسأورد ما ذكر القراء فيهما إن شاء الله تعالى.

_ 1 الإدغام في "رؤيا" وبابها قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع, إمام المدينة.

وإن كان الساكن زائدا أبدلت وأدغمت إذا كان ياء أو واوا، نحو قوله: {هَنِيئًا} ، و {مَرِيئًا} ، و {بَرِيئُونَ} [يونس: 41] ، و {خَطِيئَةً} [النساء: 112] ، و {خَطِيئَاتِكُمْ} [الأعراف: 116] ، وما كان على وزن "فعيل" حيث وقع, ولم تأت الواو في القرآن. وقال مكي وأبو عمرو: لا يجوز في الزائد إلا الإدغام. وقال الأهوازي: رأيت من يذكر التخفيف في ذلك مع ترك همزهن. وقد قدمت أن حكايته تحتمل بين بين، أو النقل والحذف، وكلاهما قد ذكره النحويون. وإن كان الساكن ألفا خففت الهمزة بين بين، كانت الألف منقلبة أو زائدة، نحو {دُعَاءَهُ} [الإسراء: 11] ، و {أَوْلِيَاءَهُ} [آل عمران: 175] ، و {وَرَاءَهُ} [البقرة: 91] وبابه و {تَرَاءَى} [الشعراء: 61] ، و {نِسَاؤُكُمْ} [البقرة: 223] ، و {أَبْنَاؤُكُمْ} [النساء: 11] ، و {مَاءً} ، و {غُثَاءً} ، و {سَوَاءٌ} ، و {آبَاؤُكُمْ} ، و {جَاءُوا} ، و {هَاؤُمُ} [الحاقة: 19] ، و {مِنْ آبَائِهِمْ} ، و {الْقَائِمِينَ} [الحج: 26] ، و {خَائِفِينَ} [البقرة: 114] ، و {مَلائِكَتِهِ} وشبهه. قال أبو عمرو: وإن شئت مكنت الألف اعتدادا بالهمزة171، وإن شئت قصرتها لعدمها مخففة. قال: والتمكين أقيس. وغير أبي عمرو لا يذكر في ذلك إلا التمكين فقط172. وإن تحرك ما قبلها انقسمت باعتقاب الحركات عليها, وعلى ما قبلها مع اتفاقها واختلافها تسعة أقسام: أن تكون مفتوحة قبلها فتحة نحو {سَأَلَ} [المعارج: 1] ، و {تَأَخَّرَ} [البقرة: 203] ، و {خَطَأً} [النساء: 92] ، و {مَلْجَأً} ، و {مُتَّكَأً} [يوسف: 31] .

_ 171 أي: مددت الألف على المتصل مقدارا. 172 قال محمد بن شريح في كتاب "الكافي": فقيل: يمد حرف المد واللين, وقيل: لا يمد إذا ذهب الموجب للمد, انظر "ص41" من "الكافي".

{رُؤُوسَكُمْ} [البقرة: 196، والفتح: 27] ، و {بِرُؤُوسِكُمْ} [المائدة: 6] . أو مكسورة قبلها كسرة نحو: {خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] , [والأعراف: 166] , و {مُتَّكِئِينَ} . أو مفتوحة قبلها ضمة، نحو {يُؤَيِّدُ} [آل عمران: 13] ، و {لُؤْلُؤًا} ، و {نُؤَخِّرُهُ} [هود: 104] ، و {يُؤَدِّهِ} [آل عمران: 75] ، و {يُؤَلِّفُ} [النور: 43] . أو مفتوحة قبلها كسرة نحو {سَيِّئَةً} ، و {وَنُنْشِئَكُمْ} [الواقعة: 61] ، و {إِنَّ شَانِئَكَ} [الكوثر: 3] ، و {مُلِئَتْ} [الجن: 8] ، و {الْخَاطِئَةِ} [الحاقة: 9] ، و {مِائَةَ} ، و {مِائَتَيْنِ} ، و {فِئَةٌ} ، و {فِئَتَيْنِ} . أو مضمومة قبلها فتحة نحو: {رَؤُوفٌ} ، و {فَادْرَأُوا} [آل عمران: 168] , و {يَؤُوسًا} [الإسراء: 83] ، و {وَلَا يَؤُودُهُ} [البقرة: 255] . أو مضمومة قبلها كسرة، نحو: {يَسْتَهْزِئُونَ} ، و {مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14] ، و {لِيُوَاطِئُوا} [التوبة: 37] ، و {أُنَبِّئُكُمْ} ، و {سَنُقْرِئُكَ} [الأعلى: 6] ، و {سَيِّئُهُ} [الإسراء: 38] . أو مكسورة قبلها ضمة، نحو {سُئِلُوا} [الأحزاب: 14] ، و {سُئِلَ} [البقرة: 108] . أو مكسورة قبلها فتحة, نحو: {يَئِسُوا} [العنكبوت: 23، والممتحنة: 13] ، و {يَئِسَ} [المائدة: 3] ، [والممتحنة: 13] ، و {يَوْمَئِذٍ} ، و {حِينَئِذٍ} [الواقعة: 84] وشبهه. فحكم هذه الأقسام التخفيف بين بين، إلا المفتوحة التي قبلها كسرة أو ضمة فإنها تبدل مع الكسرة ياء، ومع الضمة واوا؛ لأنه لا يستطاع فيها بين بين، لأنها لو قربت من الألف لم يمكن ذلك؛ لأن الألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، فكذلك فيما قرب منها لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، وقبلها في أحد النوعين كسر، وفي الآخر ضم؛ فلذلك لا يستطاع فيها بين بين، وجاز البدل في المضمومة المكسور ما قبلها إذا كانت صورتها في الخط ياء، فأبدلوها ياء مضمومة اتباعا للخط، نحو: {أُنَبِّئُكُمْ} ، و {سَنُقْرِئُكَ} ، و {كَانَ سَيِّئُهُ} . فقال لي أبي -رضي الله عنه: القياس أن تخفف بين الهمزة والواو على ما رآه سيبويه، ويوجه كتاب المصحف بالياء على ما يجب للهمزة المتطرفة من التخفيف في "سنقرئ، وسيء، وأنبئ" في الوقف، بإبدالها ياء، ثم يتصل الضمير بعد ذلك، وقد وجب كتابها في الانفراد ياء.

ذكر المبتدأة: المبتدأة المنزلة منزلة المتوسطة هي الهمزة التي هي فاء الفعل إن كانت الكلمة مما يوزن, نحو: "يؤمن، ويؤمنون، ويؤخر، ويؤيد"، و {تَؤُزُّهُمْ} [مريم: 83] ، و {وَلَا يَؤُودُهُ} ونحوه. أو في حكم ما هو فاء الفعل إن كانت الكلمة مما لا يوزن، ودخل عليها زائد من حروف المعاني أو غيرها من الكلم. وحروف المعاني هي الحروف التي في تقدير الانفراد، وليست من بناء الكلمة، سواء كانت متصلة في الخط، نحو لام الجر, وبائه، ولام التعريف، أو منفصلة فيه، نحو واو العطف، وألف الاستفهام، وحروف التشبيه. وفرق ما بينها وبين حروف الزيادة أن تلك بنيت الكلمة عليها بناء لا يتقدر فيه انفصال، فاعرف هذا فليس بمتقن في كتبهم، وإن كان المتقدمون من القراء إياه أرادوا. وهذه الهمزة أحكام تخفيفها كأحكام المتوسطة سواء، إلا أنه قد يوجد من المتوسطة ما لا نظير له فيها. فما كان متحركا فإن كان قبله ساكن غير الألف نقلت الحركة إليه نحو {قَدْ أَفْلَحَ} [المؤمنون: 1] ، و {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} [المائدة: 32] ونحو "الأرض، والآخرة" ولام التعريف كله. وقد كنت بينت أن لام التعريف حرف معنى كقد، لا حرف زيادة كميم اسم الفاعل. وإن كان الساكن ألفا جعلت بين بين، نحو: "هؤلاء، وها أنتم، ويا أيها"، و {يَا أُخْتَ} [مريم: 28] ، و"يا آدم، ويا أولي". وإن كان ما قبلها متحركا فعلى حكم ما تقدم173، إما بين بين، أو البدل،

_ 173 أي: حكمها حكم المتوسطة المتحركة بعد متحرك, وهي في هذا القسم ست صور؛ لأن الهمزة تحرك بضم أو بكسر أو بفتح، وما قبلها يكون مفتوحا أو مكسورا نحو "أوحى, لأخراهم, فإنه, بإيمان, كأنه, بأنه" ولم يأت ما قبل الهمز مضموما في هذا القسم.

نحو: {أَأَنْذَرْتَهُمْ} ، و {أَفَأَنْتَ} ، و {سَأَصْرِفُ} [الأعراف: 146] ، و {كَأَيِّنْ} ، و {كَأَنَّ} ، و {وَيْكَأَنَّ} [القصص: 82] ، و {فَلِأُمِّهِ} [النساء: 11] ، و {بِأَنَّهُمْ} ، و {بِأَيِّكُمُ} ، و {فَبِأَيِّ آلاءِ} ، و {فَأُعَذِّبُهُمْ} ، و {لِأُولَاهُمْ} [الأعراف: 38] ، و {لَإِحْدَى الْكُبَرِ} [المدثر: 35] . وإن كانت ساكنة, فالبدل نحو {لِقَاءَنَا ائْتِ} [يونس: 15] ، و {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} [الأنعام: 71] ، و {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] ، و {قَالُوا ائْتُوا} [الجاثية: 25] . فأكثر القراء يأخذون لحمزة بالتسهيل في هذا الباب؛ لأن الهمزة قد صارت متوسطة، ولا يوقف على حروف المعاني وغيرها دونها، وله أصل عن خلف؛ لأنه قال في كتاب الوقف: "أإن لنا، وأإنك" نقف عليهما بغير همز، إلا أن من أخذ بالتسهيل ربما خلط فأخذ في بعض ذلك بالتحقيق، وفي بعضه بالتسهيل، مثلما اختاروا في {الْأَرْضِ} وبابه التسهيل1، وفي {قَدْ أَفْلَحَ} وشبهه مما انفصل في الخط التحقيق. والأمر عندنا فيهما واحد، وهذا كذكرهم في المتوسطة حروفا من هذا الباب، وفي هذا الباب حروفا من المتوسطة؛ لأن نكتة الفرق بين البابين ذهبت عنهم، وهي تحصيل حرف الزيادة من حرف المعنى، وإنما نظروا إلى الخط. ومن الناس من يأخذ لحمزة في هذا الباب بالتحقيق لا غير؛ لكون الهمزات مبتدآت، وهو قياس ما روى أبو أيوب الضبي عن رجاء بن عيسى أن حمزة يقف على "الآخرة، والأولى" وبابهما بالهمز كالوصل, وكذلك روى أبو مزاحم الخاقاني عن أصحابه عن حمزة، وهو اختيار أبي سهل وأبي الطيب وابنه طاهر وغيرهم. وهو اختيار أبي -رضي الله عنه- قال: وهو الصواب الذي لا يصح غيره، والأول اختيار عثمان بن سعيد، وذكر أنه مذهب شيخه أبي الفتح والجمهور من أهل الأداء، وهو اختيار أبي الحسن بن شريح، وذكر لي أنه أقيس.

_ 1 أي: مطلق التخفيف.

باب: ما ذكر القراء مما جرى في التسهيل على غير قياس سيبويه, وإجراء مسائل على التخفيف القياسي وغيره اعلم أن كل ما ذكرت من التخفيف في هذه الأبواب لحمزة وغيره فهو على محض القياس إلا قليلا نبهت عليه. وأنا أذكر في هذا الباب حروفا جرت عادتهم بذكر وجوه شاذة فيها. وأصل بذلك مسائل أخذتها عن أبي الحسن بن شريح -أيده الله- فيها تدريب للطالب. وقد رأيت أن أقدم على ذلك عقد القياس في تخفيف الهمزة ليحفظ مجموعا، ثم أتبعه الوجوه الشاذة التي تجري عليها هذه الحروف، فتكون هذه المقدمة تفيد ملاك هذا الباب كله، مطرده وشاذه إن شاء الله -عز وجل. ذكر ذلك: اعلم أن الهمزة المبتدأة لا تخفف؛ لأنها تقرب بالتخفيف من الساكن، فلم يبتدئوا بمقرب من ساكن كما لم يبتدئوا بساكن، وإنما تخفف غير المبتدأة بين بين, أي: بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، وبالبدل وبالحذف. وأصلها في التخفيف بين بين؛ لأنه التخفيف الذي يدل على أصلها من الهمز، فكرهوا تخفيفها بالبدل لئلا تدخل في بنات الياء والواو، وإنما تخفف بالبدل إذا امتنع تخفيفها بين بين وساغ البدل؛ لأنها لا يوجد لها ما تقرب منه، كما لا تخفف بالحذف إلا إذا امتنع تخفيفها بين بين وبالبدل. فهذه طريقة تخفيفها على القياس، فإذا خففت بالبدل حيث يجوز بين بين، أو الحذف حيث يجوز البدل أو بين بين، فهو من التخفيف الشاذ الذي لا يقاس عليه.

فالهمزة لا تخلو من أن تكون متحركة قبلها متحرك، أو متحركة قبلها ساكن, أو ساكنة قبلها متحرك. فالمتحركة المتحرك ما قبلها: تخفف بين بين أبدا "كسأل، ولؤم، ويئس، {وإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ} "، إلا المفتوحة المضموم ما قبلها، أو المكسور ما قبلها "كجؤن، ومئر" فإنها تخفف بالبدل حرفا منه حركة ما قبلها "فتقول: جون ومير"، وإنما كان ذلك لأنها لو قربت من الألف لم يمكن ذلك؛ لأن الألف لا يكون قبلها ضمة ولا كسرة، فكذلك ما قرب منها. وإذا كانت ساكنة: خففت بالبدل، تبدل حرفا منه حركة ما قبلها، وإنما كان ذلك كذلك لأن بين بين تقريب المتحرك من الساكن الذي هو أخف منه، وليس بعد الساكن ما هو أخف منه، ولا يمكن ذلك، فرجعوا إلى البدل في الساكنة، كما رجعوا إليه في المتحركة المفتوحة التي قبلها ضمة أو كسرة. وإذا كانت متحركة قبلها ساكن, فلا يخلو الساكن أن يكون حرفا صحيحا أو حرف علة. فإن كان صحيحا خففت الهمزة بأن تحذف وتنقل حركتها إلى الساكن نحو: "الجزء، والخبء، والمرأة، والنشأة" تقول في التخفيف: الجز، والخب، والمرة، والنشة. وإنما كان كذلك لأن تخفيفها بين بين وبالبدل ممتنع؛ لأنه لا يجتمع ساكنان في الوصل، ولا ساكن ومقرب من ساكن، كما لم يجز أن يبتدأ بساكن ولا بمقرب منه؛ لأن ما بعد الساكن في حكم ما يبتدأ به، وقد مضى تمثيل هذا كله. وروى سيبويه أن منهم من يخفف الهمزة هنا بالبدل لسكون ما قبلها، فيجريها مجرى الساكنة فيقول: الكماة والمراة، ويمكن أن يكونوا كتبوا في المصحف "النشأة" بالألف مراعاة لحال تخفيفها في هذه اللغة، ويمكن أن يكون على مذهب أهل التحقيق1. وإذا كان الساكن حرف علة, فلا يخلو من أن يكون ألفا أو واوا أو ياء، فالألف

_ 1 وقيل: لتحتمل القراءتين.

تخفف معها الهمزة بين بين، كما تخفف مع المتحركة؛ لأن طول مدها ينوب مناب الحركة وأكثر، وتقول في "هباءَه، وعظاءَه": هباءه، وعظاءه، فتجعلها بين بين. وإن كان ياء أو واوا فلا يخلو أن يكونا زائدين للمد، أو أصلين، أو ملحقين بالأصل. فالزائدان تبدل معهما الهمزة ويدغمان، تقول في "قروء، بريء": قرو، وبري، ولا تخفف الهمزة معهما بين بين لقصر مدهما عن مد الألف، فكان انفراد الألف بتخفيف الهمزة بين بين معها بمنزلة انفرادها بالردف، واختصاصها بالتأسيس، وإن ساوتهما في غير هذا. وأما الأصليتان نحو {سَوْءَةَ} [المائدة: 31] ، و {كَهَيْئَةِ} [آل عمران: 49] ، [والمائدة: 110] والملحقتان نحو "حوأب، وجيئل" فتخفف الهمزة معهما بالحذف، ونقل حركتها إليهما، على قياس الساكن الصحيح، فتقول: سوة، وكهية، وحوب، وحيل. ولم يقع الملحق في القرآن على قراءة حمزة. فهذا حد الهمزة في التخفيف القياسي عند سيبويه، وخالفه أبو الحسن في موضعين: في المضمومة التي قبلها كسرة، وفي المتصل والمنفصل نحو {يَسْتَهْزِئُونَ} ، و"من عند أخته" فيبدلها في التخفيف ياء فيقول: "يستهزيون" و"من عند يخته" قال: لأنه ليس من كلام العرب واو ساكنة قبلها كسرة، وإذا كانت كذلك انقلبت ياء، نحو: "ميزان، وميعاد"، فكذلك يجب في الهمزة المقربة أيضا, وفي المكسورة التي قبلها ضمة في المتصل دون المنفصل، نحو {سُئِلَ} ، و"بأكمئك" لأن الياء الساكنة المضموم ما قبلها تبدل واوا في نحو "موقن، وموسر" فيجب في الهمزة المقربة من الواو والساكنة أن تبدل واوا مع الضمة. وسيبويه يقول: إنها تخفف بين بين؛ لأنه يستطاع التكلم بها، فبقيت على أصلها من التخفيف بين بين، وإنما احتيج إلى البدل في "جؤن، ومئر" لأن بين بين لا يستطاع التكلم به، وأصلهما من الهمزة يمنعهما من الحمل على الياء والواو في الاعتلال.

فإذا كانت الهمزة المكسورة منفصلة من الضمة نحو قولهم: عبد إخوانه، فقد ذكرنا أن أبا الحسن يوافق سيبويه على تخفيفها إلى الياء، إلا أن أبا الحسن يبدلها ياء، وسيبويه يجعلها بين الهمزة والياء، قال: لأن الضمة المنفصلة بعيدة من الهمزة في التقدير، فلم يكن لها تأثير. وأما ما ذكروه مما جرى على شذوذ, فإنه لا يخرج عن أحد ثلاثة أوجه: الأول: حذف الهمزة حذفا استثقالا لها، كما قالوا: ويلمه، ويابا المغيرة، وكما روي عن ابن كثير "لاحدى الكبر" [المدثر: 35] . الثاني: التحويل, وهو قلب الهمزة حرف علة، وتخفيفها بالبدل أبدا. الثالث: ما ذهب إليه الكوفيون من تخفيف المتحركة التي قبلها واو أو ياء للمد بين بين كالألف. فهذه الأصول من حفظها، ووقف عليها لم يخف عليه من أحكام الهمز شيء, إن شاء الله. إجراء المسائل على الأصول: من ذلك: {الْمَوْؤُودَةُ} [التكوير: 8] قال الشذائي: كان ابن مجاهد يذهب إلى الوقف عليه في قراءة حمزة "المَوْدَة" بوزن الموزة، وهو قول الفراء، وقال أبو طاهر بن أبي هاشم: كان حمزة إذا وقف لفظ بعد فتحة الميم بواو ساكنة، ثم أشار إلى الهمزة بصدره، ثم أتى بعدها بواو ساكنة، قال: وهذا ما لا يضبطه الكتاب. قال أبو جعفر: أما ما ذهب إليه ابن مجاهد فهو على حذف الهمزة اعتباطا، كما قالوا: ويلمه، ويابا المغيرة، وكما قرأ الزهري "فلا اثم عليه" فإذا حذفت التقى ساكنان فحذف الثاني فجاء "المودة".وذكر فيه أبو محمد مكي تعليلا آخر، وهو أنه خفف على القياس، فجاء "الموودة" ثم استثقل الضمة على الواو فأزالها، فالتقى ساكنان فحذف.

والتوجيه الأول هو الصواب المعول عليه، قاله لي أبي -رضي الله عنه. وعلى هذا ما ذكره الأهوازي أنه قرأ لحمزة "روسكم" بوزن "فعلكم"1 قال: وهو اختيار ابن مجاهد في قراءة حمزة؛ لأنك إذا طرحتها لم تغير معنى الجمع. وأما قول أبي طاهر فهو على ما يقوله الكوفيون من إجراء الواو والياء مجرى الألف في التخفيف بين بين، إلا أن فيه هنا بعدا؛ لأن الواو هنا لا تشبه الألف؛ لأن حركة ما قبلها ليست منها. وقد تقدم وجهان آخران في تخفيف {الْمَوْؤُودَةُ} وهما النقل والحذف، والإبدال والإدغام، فهذه أربعة أوجه فيها2. ومن ذلك "هزؤا"، و"كفؤا" قال الأهوازي في "الإيضاح": وقف حمزة على قوله تعالى: "هُزوًا"، و"كُفْوًا" بإسكان الزاي والفاء، وبواو بعدهما من غير همزة، يقول: "هزوا" و"كفوا". وقال خلاد عن سليم عنه بالإشارة إلى الهمزة فيهما بعد إسكان الفاء, والزاي في الوقف. ووقف حمزة أيضا عليهما برفع الزاي والفاء، وبواو بعدهما من غير همز، قال: ولم يعرف أبو إسحاق ذلك عنه، ووقف عليهما أيضا "كفا"، و"هزا" بفتح الفاء والزاي، وبألف بعدهما من غير همز3. قال أبو جعفر: أما الوجه الأول من حكايته فبه يأخذ معظم القراء، وإن كان خارجا عن القياس، لما فيه من موافقة الخط، وقد نص عليه خلف كذلك، ووجهه عندهم أنه سكن الزاي والفاء على وجه التخفيف من المثقل الذي هو "هُزُؤا"، و"كُفُؤا"، كقراءة سائر القراء، إلا أن يكون سكنهما من أول وهلة دون أن يقدر الضم، فإذا كان كذلك كان الساكن في تقدير الضم كما كان الساكن من: لقضو

_ 1 قال ابن الجزري: فيها التسهيل بين بين, وفيها الحذف على الرسم. 2 قال ابن الجزري: فيها النقل والإدغام, وغير ذلك شاذ. 3 قال ابن الجزري: فيهما النقل، وكذا الإبدال واوا على الرسم مع سكون ما قبل الواو.

الرجل في تقديره، ولذلك لم يردوا ياء "قضيت" التي أوجب انقلابها واوا الضمة قبلها. فإذا كان الساكن في نية الضم فحكم المفتوحة التي قبلها ضمة أن تبدل واوا نحو {يُؤَيِّدُ} [آل عمران: 13] . قال لي أبي -رضي الله عنه: لا يسوغ تشبيه الهمزة بالواو؛ لأن الواو حرف مد، وحرف المد أحكامه مطردة في القلب والتصحيح، والهمزة حرف صحيح، وإن كان قد يخرج في بعض المواضع إلى حرف العلة، فبابه أولى به، فحكمها مع السكون غير حكمها مع الحركة. وأما الحكاية عن خلاد, فالمراد بها جعل الهمزة بين بين، ولعله مذهب للكوفيين. وقد ذكرها في "مفردة حمزة" بأجلى من عبارته في "الإيضاح" فقال: وهذا نصه خلاد عن سليم عنه، يقف على قوله تعالى: "هزؤا" و"كفؤا" بإسكان الزاي والفاء، وبتليين الهمزة من غير أن يظهر الواو فيهما، وكذلك يقف على قوله تعالى: {جُزْءًا} حيث كان منصوبا. وأملى عليَّ أبي -رضي الله عنه- قال سيبويه: "إنما حذفت الهمزة هنا لأنك لم ترد أن تتم، وأردت إخفاء الصوت، فلم يكن ليلتقي ساكن وحرف هذه قصته، كما لم يكن ليلتقي ساكنان، ألا ترى أن الهمزة إذا كانت مبتدأة محققة في كل لغة فلا تبتدئ بحرف قد أوهنته؛ لأنه بمنزلة الساكن, كما لا يبتدأ بساكن". قال لي أبي -رضي الله عنه: فيمكن أن يكون سيبويه أشار إلى رد هذا القول المحكي عن خلاد، ولعلهم أيضا يجيزون الابتداء بهمزة مقربة من الساكن، كما أجازوا الإدغام في مثل "فَمَا اسْطَاعُوا" [الكهف: 97] 1 ولا شرط فيه من المد يسهل الإدغام. وأما الوجه الثالث الذي ذكر أن أبا إسحاق الطبري لم يعرفه, فقد نسبه في

_ 1 حيث قرأ حمزة بتشديد الطاء حيث يريد "استطاعوا" فأدغم التاء في الطاء وجمع بين ساكنين وصلا "السين والطاء؛ لأن المشدد بحرفين أولهما ساكن".

"المفردة" إلى خلف والضبي، وقال فيه مكي: إنه ليس بالمشهور، وقال أبو عمرو: العمل بخلافه، وحكى أن الضبي كان يأخذ به. وقال لي أبي -رضي الله عنه: هو أقرب وأشبه من الأول والثاني؛ لأن الأخذ به جمع بين وفاق الخط ولزوم القياس، ولم يبال بخلاف الرواية. وأما الوجه الرابع، وهو النقل والحذف، فهو وجه القياس، وبه يأخذ أبي -رضي الله عنه- ويوجه خط المصحف على أن الواو كتبت على قراءة من حرك لا على قراءة من سكن؛ لأن كتَّاب المصحف ينزهون عن كتابته على ما لا تقتضيه اللغة، وعلى هذا كثير من المحققين. وذكر الأهوازي في {جُزْءًا} [البقرة: 260] ، [والزخرف: 15] الوقف بإسكان الزاي وبواو بعدها من غير همز، كالوجه الأول في {هُزُوًا} ، و {كُفُوًا} وهذا في {جُزْءًا} غلط؛ لأنه خلاف الخط والقياس جميعا. ومن ذلك: {مَوْئِلًا} [الكهف: 58] ذكروا فيه خمسة أوجه: الأول: "مَوِلًا" بالنقل والحذف على موجب القياس. الثاني: "مَوِّلَا" بالإبدال والإدغام، وقد تقدم القول في مثله. الثالث: "مَوْلًا" بإبدال الهمزة ياء، وهذا قد قدمت أن سيبويه حكاه، ووجهه أنهم حذفوا الهمزة على تقدير أن حركة الهمزة حركة لما قبلها، وسكن ما قبلها سكون لها، فكأنه إذا قيل: "مَوْيِلًا" خفف من {مَوْئِلًا} كما قال: أحب المؤقدين إلي مؤسى فأبدل الواو المضموم ما قبلها همزة، كما يبدلها في "أجوه" و {أُقِّتَتْ} [المرسلات: 11] . ومثل {مَوْئِلًا} قوله: اللواتي لا تزير. ومن أخذ بهذا الوجه وقف على {النَّشْأَةَ} ، و {شَطْأَهُ} بألف ساكنة مثل "الكماة، والمراة" وإليه يميل القراء لموافقته الخط، وهو حسن. ومن آثر القياس نقل الحركة، وحذف الهمزة فقال: "النشه، وشطه" واعتل

لوقوعه في الخط بألف بأنه على لغة أهل التحقيق، أو على مراعاة قراءة من قرأ "النشاءَة، وشطَأه" ويمكن أن يكونوا كتبوا: {النَّشْأَةَ} ، و {شَطْأَهُ} بألف، و {مَوْئِلًا} بالياء رعاية لحال تخفيفها بالبدل، وبالوجهين يأخذ أبي -رضي الله عنه- في هذه الكلم الثلاث، أعني: وجه القياس والبدل1. والرابع: {مَوْئِلًا} بين بين، ذكره أبو عمرو عن أبي العباس بن واصل عن خلف، والقول فيه كالقول في {الْمَوْؤُودَةُ} فيمن أخذ فيه بهذا الوجه، وقد ذكرته. الخامس: ذكر الأهوازي أنه رأى من يجيز {مَوْيِلًا} بياء مكسورة من غير همز، وذكره أيضا مكي وأبو عمرو، ورجحه أبو عمرو على الوجه الذي قبله، قال: لأنه أوفق للرسم, وأوجه للشذوذ, ولم يبين واحد من الثلاثة وجهه. قال لي أبي -رضي الله عنه: الذي يتجه في "هُزُؤًا" و {مَوْئِلًا} وما كان مثله أن من العرب من يخفف الهمزة البدل أبدا، ولا يلتفت إلى غيره من بين بين, والحذف، فيقول في "قرأ": قرا, وفي "قرأت": قرات, وفي "يقرأ": يقرا, ولا يدخلها في باب المد واللين إلا في مقدار البدل دون سائر التصريف، فإذا التزم البدل فقياسه أن يطرده فيقول في "هزْوًا": هزْوًا وفي {مَوْئِلًا} : مويلا، ويكون قياس من قال: "الكماة، والمراة" عند هؤلاء أنه خفف بالبدل، وحرك لالتقاء الساكنين. ومن ذلك: {رَؤُوفٌ} أخبرني أبو محمد بن عتاب, عن أبي محمد مكي, عن أبي الطيب, عن أبي سهل أنه حكى في {رَؤُوفٌ} أن حمزة يقف عليه بسكون الواو. قال أبو محمد: "وتقدير سكون الواو في هذا أنه سهلها على البدل، فأبدل منها واوا مضمومة، ثم حذف الضمة استثقالا، فبقيت "رَوْف" مثل "طَوْف". قال أبو جعفر: ويكون هذا أيضا على حذف الهمزة2.

_ 1 قال ابن الجزري {مَوْئِلًا} أجمع المصاحف على تصوير الهمزة فيه ياء من أجل مناسبة رءوس الآي قبل وبعد ومحافظة على لفظها "النشر": باب الوقف على الهمز. 2 قوله: "على حذف الهمزة": تصبح الكلمة "رف" لأنه يقرأ بحذف الواو أصلا فحذف الهمزة، أو إبدالها واوا على الرسم لا يصح أي منهما, بل فيها التسهيل بين بين.

ومن ذلك: "تفتأ، ويعبأ، ويتفيأ، ويدرءوا، ويبدءوا، ويتبوأ، وينبأ" و {الْمَلَأُ} الأول من [المؤمنون: 24] ، والثلاثة المواضع من [النمل: 29، 32، 38] . وما أشبه ذلك، مما رسم بالواو من الهمز المتطرف. ذكر الأهوازي أنه قرأ ذلك على أبي إسحاق الطبري بإبدال الهمزة ألفا على القياس، وذكر في "مفردة حمزة" أنها رواية خلاد والدوري وابن سعدان عن سليم عن حمزة، قال عنهم: بألف ساكنة من غير همز, ولا إشارة إلى الإعراب. وهذا هو اختيار أبي -رضي الله عنه. وذكر أبو عمرو أنه اختيار طاهر بن غلبون، وذهب قوم إلى الأخذ في ذلك ببين بين مع الروم، فيوافق القياس والخط، وقد رددنا قولهم قبل، وبينا أن الإشارة لا تجوز. وذهب الأكثر من القراء إلى إبدال الهمزة واوا في ذلك اتباعا لخط المصحف. وذكر الأهوازي أنه به قرأ على شيوخه حاشا الطبري. وذكر أبو عمرو أنه اختيار شيخه أبي الفتح، قال: وهو اختياري؛ لأن ابن الجهم رواه عن خلف كذلك، وأيضا فإن أبا هشام وخلفا رويا عن سليم عن حمزة أنه كان يتبع في الوقف على الهمز خط المصحف. قال أبو جعفر: كتبهم1 في المصحف {الْمَلَأُ} ونحوه بالواو يحتمل أن يكون على رعاية حكم التخفيف في الوصل، ويحتمل أن يكون على ما حكى سيبويه أن من العرب من يبدل الهمزة واوا في الرفع؛ لأن ذلك أبين من الهمزة فيقول: هو الكلو، وياء في الجر، وألفا في النصب، فيقول: من الكلى ورعيت الكلا، قال: "وهذا وقف الذين يحققون الهمزة" وعلى هذه اللغة يتوجه الوقف عليه بالواو، وهو وإن كان على وفق الخط ففيه خلاف لعقد مذهب حمزة؛ لأنه يأخذ في الوقف بمذهب من يخفف في الوصل، ولعله أراد التصرف في وقفه بالجمع بين مذهب من حقق ومن خفف، وذكر الأهوازي أنه قرأ في الفصل كله بإبدال الهمزة واوا أبدا، وإن كانت صورتها في الخط ألفا، وهذا لا يؤخذ به.

_ 1 أي: كتابتهم.

ومن ذلك: {يَسْتَهْزِئُونَ} وبابه. قال الأهوازي: فإن كان بعد الهمزة واو قبلها ضمة، مثل قوله تعالى: {يَسْتَهْزِئُونَ} ، و"خاطئون"، و {فَمَالِئُونَ} ، و {يَتَّكِئُونَ} ، و {الْمُنْشِئُونَ} ، و {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ} ونحو ذلك كان له في الوقف عليها ثلاثة مذاهب: تليين الهمزة، وتكون بين الواو والهمزة بأدنى مد، وهو نص رواية خلف عن سليم عنه، والأكثر عليه عنه. ويقف أيضا عليها بترك الهمزة من غير عوض، ويرفع الحرف الذي قبلها فيقول: "خاطُون، وفمالُون، ويتكُون" ونحو ذلك، وهو نص رواية أبي هشام عن سليم عنه. حدثنا بذلك أبو أحمد قال: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا أبو هشام ذلك. ويقف عليها أيضا بترك الهمزة، وبإبدال ياء مضمومة منها، وهو نص رواية ابن أبي حماد عنه، وهو أضعفها. قال أبو جعفر: الأول مذهب سيبويه وهو القياس، والثاني مذهب الكسائي، والثالث مذهب أبي الحسن الأخفش. ومن ذلك: ما ذكر الأهوازي أنه قرأ به لحمزة على شيوخه إلا أبا إسحاق الطبري، ومن جعل المفتوحة المكسور ما قبلها بين بين، وهذا كما حكى عن أبي عمرو أنه يجعل المفتوحة المضموم ما قبلها بين بين، وقد تقدم ذلك. ومن ذلك: "مِن نَّبَأِ الْمُرْسَلِينَ" [الأنعام: 43] : ذكر أبو عمرو أن من أخذ له في {تَفْتَأُ} بالإبدال واوا أبدل في "نبأ" الألف ياء. قال أبو جعفر: الوجه الأخذ فيه بالبدل ألفا على موجب التخفيف، فأما وقوعه في المصحف بألف وياء فعلى أنه أثبت للهمزة صورتان، فالألف صورتها على التحقيق، والياء صورتها على التخفيف، ليستفاد بذلك معرفة جواز القراءة بهما. وهكذا القول في "يأتيكم، ويأتيك" وكذلك: {نَبَأُ الَّذِينَ} الألف صورة التحقيق، والواو صورة التخفيف. ومن ذلك: {يَؤُوسًا} [الإسراء: 83] ذكر أبو محمد مكي أن ابن مجاهد روى عن

محمد بن الجهم أن حمزة يقف بإسكان الواو، وهذا أيضا على حذف الهمزة، والحذف لالتقاء الساكنين، وعند أبي محمد على تقدير البدل، ثم حذف الواو الثانية لالتقاء الساكنين. وهذه مسائل ابن شريح: - قال لي أبو الحسن بن شريح: إن سأل سائل عن الواقف على قوله تعالى: {إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} [الأنعام: 71] ففيه جوابان على ما تقدم: أحدهما التحقيق؛ لأن الهمزة في تقدير الابتداء، والآخر: التسهيل بالبدل، لما ذكرناه من مضارعتها المتوسطة، فالألف الملفوظ بها بعد الدال هي المبدلة من الهمزة. وقوم يذهبون إلى أنها لام الفعل من {الْهُدَى} وتلزم على قولهم الإمالة على أصل حمزة في الألف المنقلبة عن الياء. وبالأول أقول، ولا أعول على سواه؛ لأن التي هي لام الفعل قد انحذفت مع الهمزة، وهذه الألف عوض منها. وأيضا فإنما تسهل الهمزة بعد ذهاب تلك الألف معها. قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {اطْمَأَنَّ} [الحج: 11] ففيه جوابان على ما تقدم: أحدهما, وهو الوجه القياسي: أن تجعل الهمزة بين الهمزة والألف، والآخر: البدل على ما ذكر أنه مروي ومسموع، فيمد للمشدد بعد، ومثله في الحكم {اشْمَأَزَّتْ} [الزمر: 45] . - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {رَأَى} . ففيه أيضا جوابان: بين بين، والبدل، ويلزم مع البدل الحذف لالتقاء الساكنين فيبقى: راى، وقد روى ذلك خلف عن حمزة في {رَأَى الْقَمَرَ} [الأنعام: 77] ونحوه، أنه كان يترك الهمز ولا يمد وهذا على الحذف، فإن قدرت أن الألف المحذوفة هي المبدلة من الهمزة؛ لأن أكثر الاعتلال في التقاء الساكنين للأول أملت

الألف التي هي لام الفعل وما قبلها، وإن قدرت أن المحذوفة التي هي لام الفعل، لئلا يجتمع اعتلالان على حرف، أملت أيضا؛ لأن الرواية أتت عن حمزة بإمالة الراء والهمزة، فالألف بدل من الهمزة الممالة الفتحة إلى الكسرة، فينبغي أن تكون الألف المعوضة منها ممالة إلى الياء، وأيضا فإنه لا بد أن يميل الألف للنحو بفتحة الراء نحو الكسرة، والألف غير الممالة لا يكون قبلها إلا فتحة خالصة. فإن قيل: فلم لم تذهب إمالة الراء والمبدل من الهمزة لذهاب موجب الإمالة، وهو الألف المنقلبة عن الياء؟ فالجواب أنه قد أبقى في الوصل إمالة الراء إذا سقطت الألف المنقلبة عن الياء لالتقاء الساكنين للدلالة على الأصل، ولأنه لم يعتد بالعارض، فها هي هنا أيضا قد سقطت لتسهيل عارض في وقف مثله، فإمالة الراء باقية كما كانت هناك، ولا بد من رجوع الألف على حكمها لما ذكرنا من العلة، كما أنك أيضا إذا قصدت إمالة الألف لم يكن بد من إمالة الفتحة. - قال: ومثل {رَأَى} في جميع الأحوال {نَأَى} [الإسراء: 83] ، [وفصلت: 51] على قراءة خلف، وأما على قراءة خلاد فهي مشغبة، إذا أخذت فهي بوجه البدل؛ لأنه يفتح النون، ويميل ما بعدها، فإن قدرت أن الأولى هي المحذوفة صرت في حرج من طريق الرواية، وذلك أنك إن وفيت الألف المنقلبة عن الياء ما روى فيها، وهي الإمالة، أملت معها النون مضطرا، والمروي فتحها، وإذا وفيت النون ما روى فيها من فتحها فتحت الألف مضطرا، والمروي إمالتها، وبين المذهبين من الفتح والإمالة مع مخالفتهما الرواية ترجيح أضربت عن ذكره، إذ الأخذ بين بين اختياري، وإن قدرت أن المنقلبة عن الياء هي المحذوفة لم تمل، فاعلمه. قال أبو جعفر: والأخذ ببين بين في هذا كله أولى، وكذلك الأحسن في {رَأَيْتَ} الأخذ ببين بين، وهو الوجه البين، فإن أخذت بالبدل لزمك الحذف على ما روي في {رَأَى الْقَمَرَ} فتقول: ريت، وهو نحو قراءة الكسائي في "أريتَكُمْ" [الأنعام: 40-47] يجوز عندي أن يكون محمولا على البدل والحذف، وقد قيل: إنه حذف الهمزة حذفا من غير تقدير بدل، كما كان في ذلك في: "ويلمه". الألف التي هي لام الفعل وما قبلها، وإن قدرت أن المحذوفة التي هي لام الفعل، لئلا يجتمع اعتلالان على حرف، أملت أيضا؛ لأن الرواية أتت عن حمزة بإمالة الراء والهمزة، فالألف بدل من الهمزة الممالة الفتحة إلى الكسرة، فينبغي أن تكون الألف المعوضة منها ممالة إلى الياء، وأيضا فإنه لا بد أن يميل الألف للنحو بفتحة الراء نحو الكسرة، والألف غير الممالة لا يكون قبلها إلا فتحة خالصة. فإن قيل: فلم لم تذهب إمالة الراء والمبدل من الهمزة لذهاب موجب الإمالة، وهو الألف المنقلبة عن الياء؟ فالجواب أنه قد أبقى في الوصل إمالة الراء إذا سقطت الألف المنقلبة عن الياء لالتقاء الساكنين للدلالة على الأصل، ولأنه لم يعتد بالعارض، فها هي هنا أيضا قد سقطت لتسهيل عارض في وقف مثله، فإمالة الراء باقية كما كانت هناك، ولا بد من رجوع الألف على حكمها لما ذكرنا من العلة، كما أنك أيضا إذا قصدت إمالة الألف لم يكن بد من إمالة الفتحة. - قال: ومثل {رَأَى} في جميع الأحوال {نَأَى} [الإسراء: 83] ، [وفصلت: 51] على قراءة خلف، وأما على قراءة خلاد فهي مشغبة، إذا أخذت فهي بوجه البدل؛ لأنه يفتح النون، ويميل ما بعدها، فإن قدرت أن الأولى هي المحذوفة صرت في حرج من طريق الرواية، وذلك أنك إن وفيت الألف المنقلبة عن الياء ما روى فيها، وهي الإمالة، أملت معها النون مضطرا، والمروي فتحها، وإذا وفيت النون ما روى فيها من فتحها فتحت الألف مضطرا، والمروي إمالتها، وبين المذهبين من الفتح والإمالة مع مخالفتهما الرواية ترجيح أضربت عن ذكره، إذ الأخذ بين بين اختياري، وإن قدرت أن المنقلبة عن الياء هي المحذوفة لم تمل، فاعلمه. قال أبو جعفر: والأخذ ببين بين في هذا كله أولى، وكذلك الأحسن في {رَأَيْتَ} الأخذ ببين بين، وهو الوجه البين، فإن أخذت بالبدل لزمك الحذف على ما روي في {رَأَى الْقَمَرَ} فتقول: ريت، وهو نحو قراءة الكسائي في "أريتَكُمْ" [الأنعام: 40-47] يجوز عندي أن يكون محمولا على البدل والحذف، وقد قيل: إنه حذف الهمزة حذفا من غير تقدير بدل، كما كان في ذلك في: "ويلمه".

ومن أجاز الجمع بين ساكنين الأول منهما حرف مد ولين، والثاني غير مشدد، وممن أجازه يونس والكوفيون، وذكر أنه مسموع قال مع البدل: أرايت فمد ولم يحذف، وقد قرئ "محيايْ" [الأنعام: 162] بسكون الياء و {أَأَنْذَرْتَهُمْ} [البقرة: 6] ، [ويس: 10] بالبدل، ووجه الحذف وإن ضعف أقيس. - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنّ} . ففيه ستة أجوبة على ما تقدم، أحسنها أن تجعل كل واحدة من الهمزتين بين بين, ثم يليه أن تحقق الأولى لأنها أول كلمة، وتجعل الثانية بين بين، هذان الوجهان جيدان, ويليهما أن تأخذ في الثانية بالبدل فتمد, والأولى بين بين. ووجه المخالفة بينهما الإشعار بجواز الوجهين، وخصصت الثانية بالبدل؛ لأنك لو أخذت في الأولى بالبدل للزمك الحذف، ثم أن تحقق الأولى وتبدل الثانية فتمد، فإن آثرت وجه البدل في الأولى، وهو ضعيف، لما يلزم من الحذف، ولأن البدل ليس بالقياس، وإن لم يلزم حذفت وسهلت الثانية بين بين، وهو وجه خامس. وقد ذكرت أن وجه المخالفة بينهما الإشعار بجواز الوجهين، فإن أخذت بالبدل فيهما حذفت الأولى، ومددت الثانية، وهو الوجه السادس. - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء: 61] . ففيه جواب واحد على ما تقدم، وهو أن تجعل الهمزة بين بين ممالة، ليوصل بإمالتها إلى إمالة الألف المنقلبة عن الياء بعدها، وإمالة الألف قبلها والراء إتباعا لما بعدها. - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ} [الأعلى: 6] ففيه ثلاثة أجوبة، وهي المتقدمة في {مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14] غير أن الموافق منها للخط في {مُسْتَهْزِئُونَ} مذهب سيبويه، وهو أن تجعل بين الهمزة والواو، وهو في {سَنُقْرِئُكَ} مخالف؛ لأنها كتبت بياء، واتباع الخط رواية عنه فيحسن ها هنا مذهب غيره، وقد ذكر في هذا ونحوه مما الهمزة فيه لام الفعل رفض الهمزة، وهو وجه رابع مسموع ليس بقياسي، يقول بعض العرب: قريت، واستقريت،

واستهزيت، فتقول على هذا "سنقريك" بياء ساكنة قبلها كسرة، كما تقول: سنعطيك، و"مستهزون" بواو ساكنة قبلها ضمة، كما تقول: مستعلون، وشبه ذلك مما لا أصل له في الهمزة، وهو موافق للخط، ويقول مقدر الهمز: قرات، واستهزات، ويأتي التسهيل على هذا في "سنقريك، ومستهزون" على الأوجه الثلاثة المتقدم ذكرها. - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {بُرَآءُ} [الممتحنة: 4] ففيه أربعة أجوبة، أحسنها أن تجعل الأولى بين الهمزة والألف، وأن تبدل الثانية ألفا مع إشباع المد، ويليه أن تجعل الأولى بين الهمزة والألف، والثانية بين الهمزة والواو مع الروم، ثم لك أن تبدل الأولى وتجعل الثانية بين بين مع الروم. ويلزم حذف إحدى الألفين إذا أخذت في الأولى بالبدل، المبدلة من الهمزة أو التي بعدها، وأيهما حذفت كنت مخيرا في تطويل المد وتركه كما تقدم في باب المد، وإن أخذت فيها بالبدل مع سكون المتطرفة، وهذا وجه ضعيف لما يلزم من الحذف، وذلك أنه تجتمع ثلاث ألفات، فلا تبقى منها إلا واحدة, قلت: "بُرَا" فإن قدرت أن الألف الثانية هي الهمزة الأخيرة لم تمد، إنما تأتي بلفظ الألف من غير تطويل، وإن قدرتها ألف الجمع مددت إن شئت على الاختلاف الذي قدمنا في باب المد، وكذلك إن قدرتها التي هي لام الفعل؛ لأنك تقدر سقوط ألف الجمع معها قبل سقوط المتطرفة. - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {رِئَاءَ} . ففيه جواب واحد، وهو أن تبدل الأولى ياء محضة مثل: ماية، وتبدل الثانية ألفا فتحذف كفعلك في "جاء" وقد تقدم القول في المد, فأغنى عن إعادته. - قال: فإن سأل سائل عن الوقف على قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ} فالثانية تجعل بين الهمزة والياء كفعلك في: قائم، وفي الأولى جوابان، التحقيق لأنها أول الكلمة، والتسهيل بين بين كفعلك في: {رَؤُوفٌ} . وقد بينت لك هذا الباب بما أمكنني، فتفهمه, وبالله التوفيق.

باب: المد

باب المد: المد يختص بحروف المد واللين، وهي الألف، والياء المكسور ما قبلها، والواو المضموم ما قبلها. والمد فيهن على قسمين: متفق عليه، ومختلف فيه. شرح الأول: اتفقوا على تمكين المد في حروف المد واللين إذا أتى بعدها همزة في كلمة، بأي الحركات تحركت، وكانت الهمزة متطرفة أو متوسطة، أو ساكن في كلمة، مشددا أو غير مشدد، نحو: {جَاءَ} ، و {شَاءَ} ، و {الْمَلائِكَةُ} ، و {أُولَئِكَ} ، و {هَاؤُمُ} [الحاقة: 19] ، و {الضَّالِّينَ} ، و {الصَّاخَّةُ} [عبس: 33] ، و"خبير, ويعملون" في الوقف، وفواتح السور ما اعترض فيه منها التقاء ساكنين1، و {مَحْيَايَ} [الأنعام: 162] في الوقف والوصل في قراءة من سكن الياء فيه. لا خلاف في تمكين المد في حرف المد في هذين الضربين، زيادة على ما فيه من المد الذي لا يوصل إليه إلا به. وقد جاء عن حمزة أنه رتب المد عند الهمزة ثلاث مرتبات. حدثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم شيخنا -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا الحسن بن سعيد بجور بفارس، قال: حدثنا محمد بن مخلد الأنصاري عن خلف بن هشام قال: سمعت سليما يقول: قال حمزة: أطول المد عند الهمزة ما كان بالفتح مثل: {تِلْقَاءَ أَصْحَابِ} [الأعراف: 47] , و {جَاءَ أَحَدَهُمُ} [المؤمنون: 99] ونحوهما، ومثله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} بالفتح، وقال: هو في موضع ألفين. قال: والمد الذي دون ذلك {إِلَّا خَائِفِينَ} [البقرة: 114] ، و {الْمَلائِكَةِ} ،

_ 1 وهي حروف "ك, م, ع, س, ل, ن, ق, ص" مما كان على ثلاثة أحرف وسطهن حرف مد، وسيأتي بيان حكمها في باب المد.

و {إِسْرائيلَ} ونحو ذلك. وأقصر المد {أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ} لا يمد مثل "خائفين، والملائكة" ونحوه. قال أبو جعفر: وهذه الحكاية غير مفهومة، وقد أنكر أبو بكر الشذائي قوله: في موضع ألفين، وقال: لا معنى له. قال الخزاعي: وقال العبسي عنه: المد كله سواء، قال: وقال البزار عن خلاد عن سليم: كل المد عند حمزة سواء، يمد بين المد والقصر في كل القرآن، وهو اختيار ابن مجاهد، وبه قرأت من طريقه. قال أبو جعفر: وهو الذي قرأت أنا به، فإن كانت الهمزة طرفا نحو "السماء، وماء، والسراء، والضراء" ونحوه، ووقفت عليها فعندي أنه يكون المد أطول؛ لأنه قد اجتمع فيه ما افترق في {جَاءَ} ، و {الضَّالِّينَ} فإن خففت هذه الهمزة على مذهب حمزة وهشام احتُمل المد وتركه، وقد أحكمت ذلك قبل. وما مُد لساكن بعده أحق وأولى بتمكين المد مما مُد لهمزة بعده؛ لأن المد للهمزة إنما هو على التشبيه بما مُد للساكن، والمد لالتقاء الساكنين لا بد منه، ألا ترى أنه لا يجتمع في الوصل ساكنان في كلامهم، وأنه لا بد من تحريك أو حذف، وهذا المد في {الضَّالِّينَ} وبابه عوض من الحركة، فيصير الساكن لأجل المد بمنزلة ما كان الحرف الذي قبله متحركا، ألا تراهم في المنفصل فروا إلى الحذف نحو: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا} [النمل: 47] ، و {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} [المائدة: 54] و {وَأُولُو الْعِلْمِ} ، و {قَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ} [النمل: 15] ونحوه إلا "عنهو تلهى" [عبس: 15] للبزي، وقد ذكرناه.

شرح الثاني وهو المختلف فيه من المد: اختلفوا في المنفصل، وهو أن يكون حرف المد آخر كلمة، والهمزة أول كلمة أخرى، نحو قوله تعالى: {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [البقرة: 4] ، و {فِي أَنْفُسَكُمْ} ، و {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} ، و {هَؤُلاءِ} وشبهه. فكان ابن كثير وأبو عمرو وقالون يقصرون حرف المد فلا يزيدونه تمكينا على ما فيه من المد الذي لا يوصل إليه إلا به1. واختلف عن كل واحد منهم، فقال الأهوازي: المد مذهب ابن مجاهد وابن شنبوذ وابن المنادي، وقراءة البغداديين واختيارهم في قراءة أبي عمرو وغيره. والقصر مذهب ابن حرب المعدل ومردويه والحريري والمعدل والعطار، وقراءة البصريين واختيارهم في قراءة أبي عمرو وغيره. قال: وحدثنا أبو عبد الله -يعني اللالكائي- عن أحمد بن نصر، عن أبي بكر بن مجاهد قال: أخذت عمن أخذ عن أصحاب اليزيدي عن أبي عمرو مد حرف لحرف. قال: وقرأت على أبي عبد الله في ختمة الإدغام لأبي عمرو بمد حرف لحرف، نحو مد الكسائي. قال: وقرأت على ابن باذين، عن أبي عبد الله الحسين بن شيرك، عن أبي حمدون، عن اليزيدي, عن أبي عمرو بمد حرف لحرف. قال ابن باذين: قلت لابن شيرك: لِمَ لَمْ تقرأ على مردويه؟ فقال: كان لا يمد حرفا لحرف لأبي عمرو. وقال أبو جعفر: وذكر أبو الحسن السعيدي عن أبي بكر بن الإمام أنه كان لا يمد

_ 1 وهو القصر ومقداره المد حركتين، وقوله: "الذي لا يوصل إليه إلا به" هو المد الطبيعي.

لأبي عمرو مدا تاما. والذي قرأت به على أبي-رضي الله عنه- وسائر شيوخنا المد من طريق الدوري، والاعتبار من طريق أبي شعيب, إلا ابن شريح فإني قرأت عليه لهما بالمد. وذكر الأهوازي عن أبي الحسن الخاشع، عن جماعة من أصحاب قنبل، منهم ابن الصباح، وابن بقرة، وابن عبد الرزاق، عن قنبل، وعن ابن الحباب عن البزي مد حرف لحرف، قال: كمد الكسائي سواء. وبذلك قرأت على أبي القاسم -رحمه الله- من هذين الطريقين عن قنبل، وعن البزي. وذكر أبو الفضل الخزاعي عن أبي ربيعة عن قنبل مد {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} حيث وقع1، قال: ممدود مهموز، قال الخزاعي: وقياس روايته عن البزي يوجب المد، والله أعلم. قال أبو جعفر: والذي قرأت به لابن كثير على شيوخنا الاعتبار إلا ما ذكرت مما قرأت به على أبي القاسم، وأنا أستحسن حكاية الخزاعي في مد {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} وآخذ به للجميع ممن اعتبر. وأما قالون فذكر أبو محمد مكي لأبي نشيط المد، وذكر عثمان بن سعيد عنه الوجهين، وروى أبو أحمد الفرضي عن ابن بويان لأبي نشيط الاعتبار، وهو الذي ذكر الخزاعي والأهوازي لقالون من طرق أبي نشيط كلها، ومن جميع الطرق عنه إلا أبا سليمان وحده عن قالون. وقرأت على أبي القاسم لهشام باعتبار المد، وقرأت على أبي -رضي الله عنه- وعلى ابن شريح بالمد. وقد ذكر الأهوازي عن الحلواني والهاشمي عن القواس عن ابن كثير: البتر في جميع ما كان من كلمتين، قال: وهو حذف الألف والياء والواو من سائرهن، قال:

_ 1 نحو: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا} , {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ، {لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ} وهو المعروف بمد التعظيم، ومقداره التوسط، ويكون معه قصر المنفصل، بمعنى يقصر نحو: {فِي أَنْفُسِكُمْ} ، {بِمَا أُنْزِلَ} ، {قَالُوا آمَنَّا} مع التوسط في {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} ونحوه.

إلا أن الحلواني عن القواس أثبت الألف، ومدها مدا وسطا في ثلاث كلمات لا غير، قوله تعالى: {يَا آدَمُ} حيث وقع، و {يَا أُخْتَ هَارُونَ} [مريم: 28] ، و {يَا أَيُّهَا} حيث كان، وباقي الباب بالبتر. فحدثني أبو داود عن أبي عمرو قال: "هذا مكروه قبيح، لا يُعمل عليه ولا يُؤخذ به، إذ هو لحن لا يجوز بوجه، ولا تجوز القراءة به، ولعلهم أرادوا حذف الزيادة لحرف المد وإسقاطها، فعبروا عن ذلك بحذف حرف المد وإسقاطه مجازا". وقال لي أبي -رضي الله عنه: يعني بالبتر حذف المد الذي تجلبه الهمزة، وليس يعني المد الذي كان في الألف قبل مجيء الهمزة؛ لأن ذلك لا يبتر من قبل الهمزة إنما توجب الزيادة في المد، ولا تجلب نقضه ولا إزالته. وكنت حين قرأت بهذا الطريق على أبي القاسم -رحمه الله- مرة أبتر المد جدا على حسب الظاهر من الرواية، ومرة آتي بأقصر التمكين غير مبتور. ولا خلاف في تمكين حروف المد واللين وإن لم يلقهن شيء مما ذكرنا، تمكينا وسطا1 من غير إشباع ولا زيادة نحو "قال, وقولوا، وقيل، وتاب، ويتوب" وشبهه، وإن سمى هذا مقصورا فعلى معنى أنه قصر عن المد المشبع؛ لأنه لا مد فيه البتة، وأمكنهن في المد الألف ثم الياء ثم الواو. وكان أبو القاسم يحكي لنا عن أبي بكر الصقلي أنه كان يذهب إلى أن أمكنهن في المد الواو ثم الياء ثم الألف، وهكذا وضع هذا أبو بكر في كتابه المعروف بـ "الاقتداء". وقال ابن عبد الوهاب، فيما أخبرني عنه أبو الحسن بن كرز: أجمعوا على مد {يَا آدَمُ} ، و {يَا أُخْت} , وأشكاله، أجروها مجرى ما هو من كلمة للزومها ما بعدها. قال: ويلزم مثل ذلك في: {هَؤُلاءِ} ثم فرق بين "ما" و"يا" بتعليل ذكره.

_ 1 لا يقصد منه التوسط المعروف الآن, بل مرتبة بين حذف المد والمد بالتوسط, وقدرت هذه المرتبة بحركتين وأطلق على هذا النوع المد الطبيعي.

والذي عليه شيوخنا أنه لا فرق بين {يَا آدَمُ} وبين {بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} . وقرأ الباقون بزيادة المد من غير اختلاف عنهم في ذلك حيث وقع. والذين يقصرون المد في هذا المختلف فيه هم أقصر مدا في المتفق عليه، نص على ذلك الأهوازي وأبو عمرو، وهذا مما ذاكرت به أبا الحسن بن شفيع -رحمه الله- وسألته عنه, فأخبرني بمثل ما ذكرا. وإنما جرى القراء في المد على طريقة العرب في إدغام المتحرك، فالعرب اجتمعت على الإدغام فيما كان من كلمة نحو "قد، ومد، واحمر" ولم تجتمع في المنفصل نحو {جَعَلَ لَكَ} [الفرقان: 10] وإن كان الإدغام أحسن، قال سيبويه: "والبيان عربي جيد حجازي؛ لأن الحرف المنفصل لا يلزمه أن يكون بعده الذي هو مثله سواء". وتعليل القراء المد مع الهمزة من كلمة ومن كلمتين كتعليل سيبويه في الإدغام, فتأمله. وأطول القراء مدا في الضربين ورش وحمزة، ومدهما متقارب. وحدثني أبو القاسم عن أبي معشر قال: وحمزة أطولهما مدا، وقال الأهوازي: مد ورش أطول من مد حمزة، قال: وقال ابن شنبوذ عنه: مثل مد حمزة أو أطول. ويليهما عاصم؛ لأنه كان صاحب مد وقطع وقراءة شديدة، وبذلك وصفه شريك بن عبد الله القاضي، فيما حدثني علي بن أحمد بن كرز المقرئ، قراءة مني عليه، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثني الأهوازي شيخنا، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو بكر الولي، حدثنا أبو علي الصواف، حدثنا أبو حمدون عن شريك أنه قال ذلك. ويليه ابن عامر والكسائي، على أن الأهوازي قد أسند عن ابن ذكوان حكاية في التجويد استقرأ منها أن مده كمد عاصم، ثم حكى في كتاب "الإيضاح" عن أبي عبد الله اللالكائي بإسناده إلى الأخفش عن ابن ذكوان أن مد ابن عامر كمد عاصم، قال: وما سمعت هذا من غير هذا الطريق، ووجدت أهل الشام ما يعرفون ذلك. قال أبو جعفر: وعلى ما قرأت به للحلواني عن هشام من غير طريق ابن عبدان من ترك مد حرف لحرف يكون مد ابن عامر دون مد الكسائي.

ويليهما أبو عمرو من طريق ابن مجاهد والبغداديين عن أبي عمرو، وقالون من طريق أبي نشيط من غير رواية الفرضي. حدثنا أبو داود, حدثنا أبو عمرو قال: "وهذا كله على التقريب من غير إفراط، وإنما هو على مقدار مذاهبهم في التحقيق والحدر". وحدثني أبي -رضي الله عنه- عن أبي علي الحضرمي، عن ابن عبد الوهاب، عن الأهوازي قال: ويتفاضل ذلك على قدر اختلافهم في الحدر والتحقيق. وحدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا الخزاعي قال: وقال سليم: سمعت حمزة يقول: إنما أزيد على الغلام في المد ليأتي بالمعنى. وهذا مذهب لورش في المد انفرد به: روى المصريون عن ورش في المد أصلين تفرد بهما، ولم يتابعه أحد من القراء عليهما: أولهما: مد حرف المد واللين إذا تقدمته الهمزة في أول كلمة، أو وسطها، محققه كانت، أو ملقى حركتها على ساكن قبلها، أو مبدلة، في اسم كانت أو فعل أو حرف نحو "آمن، وآدم، ومن أوتي"، و {أُورِثُوا} [الشورى: 14] ، و {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ} [قريش: 1، 2] ، و {جَاءُوكُمْ} ، و {يَسْتَهْزِئُونَ} ، و {هَؤُلاءِ آلِهَةً} [الأنبياء: 99] ، و {إِي وَرَبِّي} [يونس: 53] وشبهه، فكانوا يأخذون له بزيادة المد في ذلك. هكذا نصوص المتقدمين منهم، وكذلك قال ابن شنبوذ وغيره من الأئمة عنهم، واستثنوا من ذلك إذا كان ما قبل الهمزة حرفا ساكنا صحيحا نحو "القرآن، والظمآن، ومسئولا، ومذءوما" وشبهه. فإن كان الساكن معتلا, فذكر عثمان بن سعيد أن أهل الأداء اختلفوا؛ فمنهم من مد، ومنهم من قصر، ونحو ذلك: "النبيئين، وسوآتهما، والموءودة" أعني واو مفعول1 ونحو ذلك.

_ 1 أي: الواو بعد الهمزة من "الموءودة" وسيأتي استثناء المد في الواو قبل الهمزة في: "سوآت, الموءودة" فيقصرها ولا يزيد على ما فيها من مد طبيعي.

قال: وكان شيخانا أبو القاسم وأبو الفتح لا يعيبان التمكين في ذلك إلا {إِسْرائيلَ} فلا خلاف أنه مقصور. وذكر الأهوازي عن ورش في {إِسْرائيلَ} المد، وهو مذهب أبي محمد مكي؛ لأنه لم يستثنه. ونص عليه النحاس {إِسْرائيلَ} بغير ياء، وبه كان يأخذ ابن أبي شنبوذ من طريقه، وليس يؤخذ بهذا، ولكن من أجله، والله أعلم، أخذ فيه من أخذ بترك الزيادة في المد. واستثنى بعضهم من ذلك أيضا ما الهمزة فيه مجتلبة للابتداء نحو {اؤْتُمِنَ} ، و {ائْتِ بِقُرْآنٍ} ، و {ائْذَنْ لِي} وشبهه، فلم يمد. وذكر أبو محمد مكي أن منهم من يمد ويعامل اللفظ، قال: وترك المد أقيس, ولم يذكر أبو عمرو سوى ترك المد. واستثنى جميعهم الألف المبدلة من التنوين، نحو "ماء، وغثاء"، و {جُفَاءً} [الرعد: 17] لأن الألف عارضة في الوقف، وقياس مد {اؤْتُمِنَ} في الابتداء أن يمد {جُفَاءً} في الوقف1. وأما {يُؤَاخِذُكُمْ} ، و {الْآنَ} في الموضعين [يونس: 51، 91] و {عَادًا الْأُولَى} في [النجم: 50] فقد ذكر القراء أنه خالف أصله فيهن فلم يمد2. قال مكي: وليس هو مخالفة للأصل؛ لأن ما منعته عن أن يجري على أصله فليس بمخالفة للأصل. وذكر في {يُؤَاخِذُكُمْ} أنه على قراءة من خفف الفاء من "واخذ" ولا يعرف أهل اللغة "واخذ". وأما قوله تعالى: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} [الشعراء: 61] ، و {رَأى الْقَمَرَ} [الأنعام: 77] ،

_ 1 على أن كلا منهما عارض، لكن من الطرق عن الأزرق من مد بعد همزة الوصل, انظر "النشر" ولم يختلف في ترك الزيادة في المبدلة من التنوين. 2 من الطرق عن الأزرق عدم استثناء مد {الْآنَ} , و {عَادًا الْأُولَى} .

و {تَبَوَّأُوا الدَّارَ} [الحشر: 9] وبابه فممدود في الوقف؛ لأن سقوط حرف المد في الوصل هو العارض. فجماع مذهبهم في هذا الأصل مختصرا أن نقول: كل همزة لازمة متقدمة على حرف المد، مبتدأة في حال تقدمها أو متوسطة، متحركا ما قبلها، لازما أو عارضا، أو ساكنا وهو غير معتل، فورش يمد الحروف الثلاثة إلا ما استثني. وقد تنازع القراء في هذا الأصل، فمنهم من أخذ فيه لورش بالمد الطويل المفرط، وعلى ذلك المغاربة، وقد قرأت على غير واحد منهم فرأيتهم يفضلونه في المد على ما تأخرت فيه الهمزة نحو {جَاءَ} ومنهم من زاد في التمكين على نحو ما يزيد مع تأخر الهمزة. ومنهم من ترك زيادة المد في ذلك البتة، إما منكرا لظاهر الرواية، أو متأولا لها، وإما مختارا لما الرواية عنده خلافه. فحكى أبو الحسين بن كرز، عن أبي القاسم بن عبد الوهاب، عن الأهوازي، عن أبي بكر الشذائي أنه يكره المد في "آمن، وآدم" ونحوه من المفتوح لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، ولا يكره ذلك في "إيمان، وأوتوا". وكان أبو الحسن الأنطاكي ينكر زيادة المد في الباب كله، وعلى ذلك كان شيخه إبراهيم بن عبد الرزاق وجماعة من نظرائه. وإلى إنكار ذلك ذهبت جماعة من المتأخرين، منهم طاهر بن غلبون، واعتمدوا في علة إنكار ذلك على التباس الخبر بالاستفهام. وقد وضع أبو محمد مكي كتابا يؤيد فيه قول المصريين، وكذلك أبو عبد الله بن سفيان وضع كتابا على الأنطاكي خاصة، إلا أنه تعدى فيه الرد عليه إلى التحامل والجفاء. وكان أبو عمرو عثمان بن سعيد يذهب إلى أن ما جاء عن أهل مصر ليس فيه دليل على زيادة المد في هذا الأصل، وتأول ما ورد عنهم على ما قد ذكروه في كتبهم.

والظاهر أن زيادة المد الثابت عن أهل مصر على خلاف ما سواهم عليه من ترك الزيادة. والذي أختاره الزيادة في مد ذلك وإشباعه من غير إفراط ولا خروج عن حد كلام العرب، فأتبع القوم على ما رووا عن صاحبهم، ويكون ذلك أعون على التمطيط والتجويد الذي نلتزمه، ولا أخرج مع ذلك عن الاستناد إلى علة مجوزة لذلك. وتلك العلة ما ذكره لي أبي -رضي الله عنه- وأملاه علي فقال: إنما أشبع ورش المد في حرف المد بعد الهمزة في "آمن، وأوتي، وإيمان" إتباعا لإشباع مد حرف المد إذا كانت بعده الهمزة في {جَاءَ} ، و {لِيَسُوءُوا} [الإسراء: 4] ، و {تَفِيءَ} [الحجرات: 9] وذلك لأن المد إنما يستعمل وصلة إلى اللفظ بالهمزة؛ لأن المد ينتهي به إلى مخرج الهمزة فيسهل النطق به، وإذا تقدمت الهمزة فقد حصل النطق بها، ولم يحتاجوا إلى مد يوصل، فكان ذلك المد لمجرد الإتباع لا لعلة موجبة، والاعتلال بالإتباع في كلامهم كثير. قال: وما خرج عن هذا فهو استثناء من هذا الأصل، ورجوع إلى لغة من لم يتبع "كالقرآن، والظمآن" ونحوه. الأصل الثاني: الياء والواو إذا انفتح ما قبلهما، وأتى بعدهما همزة في كلمة واحدة، ويسميها القراء حرفي اللين نحو "شيء، وشيئا، وكهيئة، واستيئسوا، وسوأة أخي، وسوآتكم، وسوآتهما" وشبهه. فكانوا يأخذون لورش بزيادة التمكين للمد في ذلك، فمنهم من يفرط، ومنهم من يتوسط، واستثنوا من ذلك {مَوْئِلًا} [الكهف: 58] ، و {الْمَوْؤُودَةُ} [التكوير: 8] فلم يزيدوا في تمكينه، زاد أبو محمد مكي وغيره "سوآتكم، وسوآتهما" قال: يمد ما بعد الهمزة ولا يمد ما قبلها. وكان أبو عدي, فيما حكى عنه أبو الفضل الخزاعي، يمد ما جاء من لفظ "شيء، وشيئا" فقط غير مفرط فيه1، ويقصر فيما سوى ذلك، وهي رواية

_ 1 أي: بالتوسط.

طاهر بن غلبون، وأظن أنها رواية ابن سيف عن أبي يعقوب، والأوليين رواية النحاس عنه، على أن الأهوازي ذكر عن الخرقي عن ابن سيف المد في الياء والواو كما بدأنا به. فأما الوقف على الممدود, فكل ما بقي في الوقف الموجب لمده مُد، وما زال فيه الموجب لمده لم يُمد. فواتح السور: المد في فواتح السور إنما هو لعلة التقاء الساكنين، فما كان فيه منها التقاء ساكنين مد، وما لم يكن فيه لم يمد. وقد قسمها مكي وأبو عمرو أربعة أقسام: قسم هجاؤه على حرفين نحو "ها، وحا، ويا، وطا" فهذا لا إشباع مد فيه، إنما هو التمكين الذي لا يخلو منه حرف المد فقط، إلا أن أبا عبد الله الطرفي حكى عن قوم أنهم أخذوا لورش خاصة فيه بالإشباع إتباعا لما التقى فيه ساكنان، ولم أر ذلك لغيره. وقسم هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها متحرك نحو "ألف" فهذا لا يعرض فيه مد؛ لأنه ليس فيه حرف مد. وقسم هجاؤه على ثلاثة أحرف, ثانيه حرف مد ولين نحو "كاف، وميم، وقاف، وسين" فهذا للجميع من القراء، مشبع المد، وما كان منه مدغما أطول مما لم يكن مدغما عند أكثر أهل الأداء، وبعضهم يسوي بين المدغم وغيره، والمخفى كالمظهر في الحكم. وقسم هجاؤه على ثلاثة أحرف، ثانيه ياء قبلها فتحة، وهو الذي أخبرتك أن القراء يسمونه حرف اللين، وذلك "عين" في {كهيعص} [مريم: 1] , و {عسق} [الشورى: 2] لا غير، فهذا فيه لهؤلاء المتأخرين قولان: منهم من يمده لورش وحده، ولا يمده لسائر القراء، وهو مذهب أبي عبد الله بن سفيان.

ومنهم من يمده للجماعة، فإذا قلنا: يمده للجماعة فيه, فمنهم من سوى بينه وبين حرف المد، وهو رأي ابن مجاهد، ومنهم من حطّه عنه، وهو مذهب ابن غلبون وأصحابه. ولا أعلم أحدا ترك مد "عين" لورش، وإنما ذلك لأنه يمد "شيئا" وبابه، ومده لشيء يوجب مده لعين. فأما سائر القراء فلا مد عنهم في "شيء" وبابه، فمن كان مذهبه من المتعقبين ترك المد في الوقف لما اجتمع فيه ساكنان لم يمد "عين" لأن حروف التهجي في حكم الموقوف عليها، ومن كان مذهبه المد في الوقف مد "عين" فاعلمه. فأما {الم، اللَّهُ} [آل عمران: 1، 2] في قراءة الجماعة و {الم، أَحَسِبَ النَّاسُ} [العنكبوت: 1، 2] في قراءة ورش فمن أهل الأداء من يراعي اللفظ, فلا يزيد في تمكين الياء من هجاء "ميم" فيهما لتحريك الميم، وعلى ذلك نص إسماعيل النحاس عن ورش. ومنهم من يسوي بينه وبين {الم، ذَلِك} [البقرة: 1، 2] وسائر ما لم تعرض فيه حركة، وهو القياس، وعليه أكثر الشيوخ للجميع من القراء. فأما ما عرض فيه التقاء ساكنين في الوقف نحو: "تكذبان، والرحمن، ويعلمون، وتبصرون، وخبير، وبصير" وكذلك "لا ريب، والموت، وصالحين" فلأهل الأداء فيه مذهبان: منهم من لا يمد شيئا من ذلك؛ لأن الوقف يحتمل اجتماع ساكنين، فحرف المد في هذا كغيره نحو "حفص وبكر"، وممن ذهب إلى هذا ابن سفيان. ومنهم من يمد ويقول: إذ قدرت على الفرار من التقاء الساكنين لم أجمع بينهما. وإلى هذا يميل أبي -رضي الله عنه- وهو اختيار أبي الحسن الأنطاكي، وكلا القولين صواب. وذكر سيبويه في "بكر وعمرو" أن من العرب من يكره فيه التقاء الساكنين، فينقل

حركة الحرف الموقوف عليه إلى ما قبله، فيقول: هذا البكر، ومن البكر، قال: "ولا يكون هذا في زيد وعون ونحوهما؛ لأنهما حرفا مد، فهما يحتملان ذلك كما احتملا أشياء في القوافي لم يحتملها غيرهما وكذلك الألف، ومع هذا كراهية الضم والكسر في الياء والواو، فإنك لو أردت ذلك في الألف قلبت الحرف". قال أبو جعفر: فكأن هؤلاء الذين ينقلون الحركة يلتزمون مد حرف المدة، والذين لا ينقلون وهم أكثر العرب، لا يلتزمون ذلك، والله أعلم. فأما تفضيل حرف المد واللين في هذا على حرف اللين, فعلى ما تقدم من اختلاف المتعقبين فيه، على أن أبا عمرو قد ذكر أن حذاق أهل الأداء على ترك المد في حرف اللين نحو {الْمَوْتْ} . وقد تقدم من نص سيبويه تسميته له حرف مد، وهو في حكم الوقف كحرف المد واللين، من مد أو تركه، على القولين، كما كانا في حكم الإدغام سواء، والله أعلم.

باب: سكت حمزة

باب: سكت حمزة كان حمزة يسكت على ما ينقل ورش فيه الحركة، وذلك كل ساكن بعده همزة من كلمة أخرى، وليس بحرف مد، سكتة خفيفة من غير قطع لنفسه، يريد بذلك التجويد والتحقيق وتبيين الهمزة لا الوقف نحو {قَدْ أَفْلَحَ} ، و {مَنْ آمَنَ} ، و {عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، و {عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ} ، و {جَدِيدٍ، أَفْتَرَى} ، و {خَلَوْا إِلَى} وشبهه. وكذلك لام التعريف نحو "الأرض، والآخرة" لأن ذلك في حكم ما كان من كلمتين. فإذا كان الساكن حرف مد لم يسكت, نحو: {قَالُوا آمَنَّا} ، و {فِي أَنْفُسِكُمْ} ، و {قُوا أَنْفُسَكُمْ} . وكذلك إن كان الساكن مع الهمزة في كلمة نحو {يَنْأَوْنَ} ، و {مِلءُ الْأَرْضِ} ، و {يَجْأَرُونَ} ، و {السَّوْءِ} إلا في أصل مطرد، وهو ما كان من لفظ "شيء، وشيئا" لا غير، وكذلك كلمة {يَسْأَمُونَ} في [فصلت: 38] وحدها.

هذه قراءتي على أبي القاسم -رحمه الله- وقرأت على أبي -رضي الله عنه- من طريق أبي عمرو بالسكت كذلك لخلف وحده إلا في كلمة {يَسْأَمُونَ} وبغير سكت لخلاد في شيء من ذلك. وقرأت من طريق ابن غلبون بالسكت في الروايتين على لام المعرفة، وعلى "شيء، وشيئا" حسب، وهذا يسمى السكت الصغير. وقال مكي عن أبي الطيب: السكت لخلف وحده على لام المعرفة، ولحمزة في روايتيه على "شيء، وشيئا". وقرأت على أبي القاسم من طريق الهاشمي عن الأشناني عن عبيد عن حفص بالسكت فيما نقل ورش إليه الحركة كحمزة. وقرأت من طريق أبي طاهر عن الأشناني عن عبيد بغير سكت. واختار عثمان بن سعيد السكت في رواية عبيد عن حفص؛ لأن أبا طاهر بن أبي هاشم رواه عن الأشناني تلاوة. وقد قرأت بالسكت عن الكسائي وأبي بكر وورش من طرق لم نذكرها هنا. الباقون بغير سكت.

باب: اختلاس الحركات وإسكانها

باب: اختلاس الحركات وإسكانها معنى الاختلاس: النطق بالحركة سريعة، وهو ضد الإشباع1. وقد جاء عنهم اختلاس الحركة وإسكانها في حروف نذكرها, إن شاء الله تعالى. من ذلك: {بَارِئِكُمْ} في الحرفين في [البقرة: 54] و {يَأْمُرُكُمْ} ، و {يَأْمُرُهُمْ} حيث وقعا، و {يَنْصُرْكُمُ} في [آل عمران: 160] ، [والملك: 20] ، و {مَا يُشْعِرُكُمْ} في [الأنعام: 109] . قرأ أبو عمرو باختلاس الحركة فيهن، هكذا أتى به أحمد بن جبير عن اليزيدي، وهي رواية أبي زيد عن أبي عمرو. وكذلك نص عليه سيبويه عن أبي عمرو فقال: "فأما الذين لا يشبعون فيختلسون

_ 1 قال صاحب "سراج القارئ" بأن كيفية الاختلاس: أن تأتي بثلثي الحركة. وتعريف صاحب "الإقناع" أسهل في النطق، وضد الاختلاس إتمام الحركة، وعبر عنه في "الإقناع" بالإشباع، أي: دون زيادة حتى لا يتولد منه حرف مد فيختل المعنى، وضدهما السكون.

اختلاسا، وذلك مثل: يضربها، ومن مأمنك، يسرعون اللفظ، ومن ثم قرأ أبو عمرو {إِلَى بَارِئِكُمْ} ، ويدلك على أنها متحركة قولهم: من مأمنك، يبينون النون، فلو كانت ساكنة لم تبين النون". قال أبو جعفر: واختار ابن مجاهد ما حكى سيبويه عن أبي عمرو وقال: هو أشبه بمذهبه، وهو كما قال، فقرأت من طريقه على أبي الزعراء عن الدوري بالاختلاس، وكذلك قرأت على أبي القاسم -رحمه الله- لأبي شعيب من طريق الأهوازي، وهو اختيار أبي -رضي الله عنه- الذي يأخذ به لأبي عمرو في رواية أبي عمر وأبي شعيب عن الشذائي، قال لي: وآخذ على المبتدئ لأبي شعيب بالإسكان. وبالإسكان لأبي شعيب قرأت على غير أبي القاسم، وبه جاءت النصوص عن اليزيدي، وهو عند سيبويه مما يختص به الشعر، قال سيبويه: "وقد يجوز أن يسكنوا المجرور والمرفوع في الشعر، شبهوا ذلك بكسرة: فَخِذ، حيث حذفوا فقالوا: فَخْذ، وبضمة: عَضُد، حيث حذفوا فقالوا: عَضْد؛ لأن الرفعة ضمة، والجرة كسرة". وقال لي أبي -رضي الله عنه: روايتهم عن اليزيدي الإسكان إنما هو تجوز في العبارة, أو تحصيل للفرق بين الاختلاس والإسكان، والوجه رد مذهب أبي عمرو إلى ما تقرر عنه في الكتاب. وقرأ الباقون بإشباع الحركة في هذه الكلم. من ذلك: {أَرِنَا} ، و {أَرِنِي} وجملتها خمسة مواضع: في البقرة: {وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا} [128] ، و {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [260] ، وفي [النساء: 153] : {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} ، وفي [الأعراف: 143] {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} ، وفي [فصلت: 29] : {أَرِنَا الَّذَيْنِ} . قرأ ابن كثير وأبو شعيب, إلا من طريق الأهوازي، بإسكان الراء فيهن، وهو على بعده وجه من الإسكان في {بَارِئِكُمْ} ونظائره؛ لأن الكسرة فيه بناء. تابعهما على الإسكان في {فُصِّلَتْ} ابن عامر وأبو بكر.

وقرأت في رواية أبي عمر عن اليزيدي باختلاس كسرتها فيهن، وكذلك قرأت من طريق الأهوازي لأبي شعيب، الباقون بإشباعها. وقال لي أبو الحسن بن شريح: من كسر واختلس رقق الراء، ومن أسكن فخمها. من ذلك: {فَنِعِمَّا} في [البقرة: 271] ، و {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ} في [النساء: 58] . قرأ ابن كثير وورش وحفص بكسر النون, وإشباع كسرة العين. وقرأ قالون وأبو عمرو وأبو بكر بكسر النون واختلاس حركة العين، وورد النص عنهم بالإسكان، وفيه الجمع بين ساكنين وهو غير جائز عند البصريين، ويجوز عند الكوفيين، وعليه شدد حمزة الطاء من {اسْطَاعُوا} [الكهف: 97] الباقون بفتح النون وكسر العين. من ذلك: {لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} في سورة [النساء: 154] . قرأه ورش بإشباع حركة العين، وتشديد الدال، وقرأ قالون باختلاس حركة العين وتشديد الدال، والنص عنه بالإسكان، وفيه الجمع بين ساكنين. الباقون بإسكان العين وتخفيف الدال. من ذلك: {يَهِدِّي} في [يونس: 35] . قرأه ابن كثير وورش وابن عامر "أَمَّنْ لا يَهَدِّي" بفتح الياء والهاء وتشديد الدال. وقرأ قالون وأبو عمرو كذلك إلا أنهما اختلسا حركة الهاء، والنص عن قالون بالإسكان. وقال اليزيدي عن أبي عمرو: كان يشم الهاء شيئا من الفتح. قال الأهوازي: وجدت الحذاق من أهل الأداء عن أبي عمرو يأخذون في {يَهِدِّي} بالإشارة إلى فتح الهاء. وقال الشذائي: قال ابن مجاهد: قل من رأيت يضبط هذا، يعني الاختلاس والإخفاء، قال: وسألت متقدما منهم مشهورا عن "يَهَدِّي" فلفظ لي به ثلاث

مرات، كل واحدة تخالف أختها. قال الشذائي: وكان أكثر ما يقرئ به ابن مجاهد الفتح، إلا من رآه موضعا لذلك. وقال ابن رومي عن العباس: إنه قرأه على أبي عمرو خمسين مرة, فيقول مرة: قاربت، ومرة: لم تصنع شيئا. وقرأ أبو بكر بكسر الياء والهاء. وقرأ حفص بكسر الهاء حسب1. وحمزة والكسائي بإسكان الهاء والتخفيف2. من ذلك {يَخِصِّمُونَ} في يس [49] . قرأ الحرميان وأبو عمرو وهشام بفتح الخاء وتشديد الصاد. واختلس فتحة الخاء قالون وأبو عمرو، والنص عن قالون بالإسكان، والنص عن أبي عمرو على ما ذكرنا في {يَهِدِّي} . وحمزة بإسكان الخاء وتخفيف الصاد. والباقون -وهم عاصم وابن ذكوان والكسائي- بكسر الخاء، وتشديد الصاد. وعبر كثير من أهل الأداء في "نعما، وتعدو، ويهدي، ويخصمون" بإخفاء الحركة في مذهب أبي عمرو وقالون، ومرادهم به الاختلاس. وذكر سيبويه أن الاختلاس لا يكون في الفتحة لخفتها، فقال لي أبي -رضي الله عنه: الذي ينبغي أن يوجه عليه الاختلاس والإخفاء في "يهدي، ويخصمون، وتعدو" أن يكون على اجتماع الساكنين في الوصل كاجتماعهما في الوقف في: زيد وعمرو, ثم يشير إلى الحركة في الوصل كما يشير إليها في الوقف بالروم، فالإخفاء والاختلاس في الوصل كالروم في الوقف، فأما من لم ير اجتماع ساكنين في الإدغام فإنه أتى بالحركة مطلقة معراة من الإشباع أو الاختلاس لخفتها، فكل

_ 1 أي: بفتح الياء. 2 أي: بتخفيف الدال.

بنى على منزلته، سواء كان القائل به بصريا أو كوفيا. من ذلك: {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} في [فاطر: 43] . قرأه حمزة بإسكان الهمزة في الوصل، وهذا على أنه استثقل حركة الإعراب فسكنها, كما تسكن حركة البناء في: إبل ونحوها، على ما قدمنا عن سيبويه. فإذا وقف حمزة فله وجهان: أحدهما: أن يبدل الهمزة ياء ساكنة ويثبتها1، فيقول: "السَّيِّيْ". والثاني: رواه أبو عمر الدوري عن سليم عنه أنه يقف على {السَّيِّئِ} بياء ساكنة مشددة، وهذا يستحسنه أبي -رضي الله عنه- ويأخذ به. الباقون بخفضها في الوصل وإسكانها في الوقف، ولك أن تروم الحركة. من ذلك: {وَتَعِيَهَا} في [الحاقة: 12] . روى الحلواني عن خلف، وخلاد عن سليم, وابن سعدان، وأبو الأقفال عبد الله بن يزيد عن سليم عن حمزة باختلاس كسرة العين فيها. وروى أبو ربيعة والخزاعي وابن الصباح عن قنبل "وتَعْيَها" ساكنة العين. الباقون بإشباع كسرة العين. وفي الياء من هذا الفعل خلاف, لم أذكره لخروجه عن الغرض هنا.

_ 1 أي: ينطق بياء مكسورة مشددة بعدها الياء الساكنة المبدلة من الهمزة "السيِّيْ".

باب: الهاءات

باب الهاءات: الهاءات ست: هاء أصلية، وهاء تأنيث، وهاء هي بدل، وهاء هي عوض، وهاء سكت، وهاء ضمير المذكر، هذه طريقة المتقدمين في قسمتها. الأول الهاء الأصلية: نحو "الله، وإله، وإلها، ونفقه، وفواكه، ووجوههم، وبرهان". لا خلاف بين القراء فيها أنها على ما هي به، من إعراب أو بناء، كما لا خلاف بينهم

فيها إذا كانت فاء أنها على ما هي به، من وجوه البناء نحو {هَدَاهُمُ اللَّهُ} [الزمر: 18] ، و {يَهْدِي اللَّهُ} [آل عمران: 86، والنور: 35] و {هَدَى اللَّهُ} ، و {تَهْجُرُونَ} أو عينا نحو {يَرْهَبُونِ} ، و {تُرْهِبُون} ، و {مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ} [الجمعة: 11] وشبهه، إلا ما كان من اختلافهم في الضمير، وذلك "هو، وهي" إذا كان قبلهما واو، أو فاء، أو لام، أو ثم، حيث وقع. فقرأ قالون والكسائي بإسكان الهاء في ذلك. تابعهما أبو عمرو إلا مع {ثُمَّ} وهو موضع واحد في [القصص: 61] {ثُمَّ هُوَ} . وقد روي عن أبي نشيط إسكانها في {أَنْ يُمِلَّ هُوَ} [البقرة: 282] . الباقون بتحريك الهاء في ذلك حيث وقع. الثاني هاء التأنيث: نحو "رحمة، ونعمة، وكلمت ربك، ولعنت الله، وسنت الأولين" وهي في الوصل تاء، وإنما تقلب في الوقف هاء لتغير الوقف، يدلك على أنها تاء لحاقها في الفعل نحو: ضربت، وهي فيه الوصل والوقف على حال واحد، وإنما قلبت في الوقف لأن الحروف الموقوف عليها تغير كثيرا، نحو إبدالهم الألف من التنوين في: رأيت زيدا. ومن العرب من يجعلها في الوقف تاء، حكاه سيبويه. وقد جاء في المصحف كَتْبُها في مواضع بالتاء على هذه اللغة. وبين القراء اختلاف في الوقف على هاء التأنيث، موضعه أبواب الوقف. الثالث الهاء التي هي بدل: وذلك الهاء في {هَذِهِ} هي بدل من الياء في "هذي" كما أبدلت من الهمزة في "هراق". وليست للتأنيث؛ لأن الهاء لم يؤنث بها شيء في موضع من كلام، والياء مما يؤنث به، وكذلك الكسرة في نحو: أنت تفعلين, وإنك فاعلة. ولا خلاف بينهم في قراءة {هَذِهِ} بهاء موصولة بياء حيث وقع، وهذه الياء زائدة كالزيادة التي تلحق هاء الضمير في "به"، فإذا وقفت سقطت وسكنت الهاء

وكذلك تسقط إن لقيت ساكنا نحو: {هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ، و {هَذِهِ الْأَنْعَامِ} . الرابع هاء العوض: وهي التي دخلت على "ما" الاستفهامية في مذهب البزي في الوقف نحو "لمه، وفلمه، وفيمه، وبمه، وممه، وعمه" وشبه ذلك، دخلت عوضا من المحذوف وهو الألف في "ما" في جميع ذلك وشبهه، والله أعلم. الخامس هاء السكت: وهي هاء ساكنة زِيدت في الوقف لبيان الحركة، وحقها أن تسقط في الإدراج. اختلفوا في إثباتها وحذفها في خمسة مواضع: في [البقرة: 259] {يَتَسَنَّهْ} ، وفي [الأنعام: 90] {اقْتَدِهْ} ، وفي الحاقة: {عَنِّي مَالِيَهْ} [28] {عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} [29] ، وفي [القارعة: 10] {مَا هِيَهْ} . فأسقطها حمزة فيهن في الوصل. تابعه الكسائي في {يَتَسَنَّهْ} ، و {اقْتَدِهْ} وأثبتها فيما عداهما. الباقون: ساكنة وصلا ووقفا فيهن, إلا ما جاء عن ابن عامر في {اقْتَدِهْ} فإن هشاما روى كسر الهاء فيه من غير صلة بياء في الوصل، ويقف بالإسكان. وكذلك قرأت لابن ذكوان من طريق الأهوازي عن أهل العراق، والمشهور عنه كسر الهاء فيه، وفصلها بياء في الوصل، ويقف بالإسكان. نص عليه الأخفش كذلك. قال أبو جعفر: وبه قرأت من طريق النقاش وغيره، وليست الهاء على هذا للسكت، ولكن ضمير المصدر، أي: اقتدِ الاقتداء، وكذلك {يَتَسَنَّهْ} في من أثبت في الوصل، الهاء لام الفعل أو بدل. السادس هاء الكناية عن المذكر: وهي تتصل بالأسماء والأفعال والحروف، وهي كثيرة الدور في القرآن جدا، وهي تنقسم قسمين: متفق عليه، ومختلف فيه.

شرح الأول, وهو المتفق عليه: وذلك أن يكون الحرف قبلها متحركا بإحدى الحركات الثلاث، الضمة نحو: "يعلمه، ويخلقه" والفتحة نحو "قدره، وأنشره" والكسرة نحو "أمه، وصاحبته". فالقراء متفقون على صلة الهاء بواو مع الضمة والفتحة، وبياء مع الكسرة. فإذا وقفوا سقطت الياء والواو، وسكنت الهاء. وكذلك إن التقى ساكنان سقط حرفا العلة، وبقيت حركة هاء الكناية على ما كانت عليه لو لم يسقطا نحو: {تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ} [البقرة: 248] , و {فَلْيُلْقِهِ الْيَمّ} [طه: 39] وشبهه. لا خلاف بينهم في ذلك, إلا ما قرأ به حمزة من ضم الهاء في قوله تعالى: {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} في [طه: 10] ، [والقصص: 29] على الأصل؛ لأن أصل هذه الهاء أن تكون مضمومة، وإنما تكسر إذا تقدمها ياء أو كسرة. وإلا ما روى أبو أحمد الفرضي عن ابن بويان لقالون {تُرْزَقَانِهِ} في [يوسف: 37] باختلاس الكسرة. الباقون: {لِأَهْلِهِ امْكُثُوا} بكسر الهاء، و {تُرْزَقَانِهِ} بصلتها بياء. شرح الثاني, وهو المختلف فيه: وذلك أن يكون ما قبل الهاء ساكنا موجودا في اللفظ. ولا يخلو الساكن من أن يكون حرف لين أو حرفا غيره. فما كان حرف لين فنحو: {اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ} [النحل: 121] ، و {فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ} [الشعراء: 45] ، و"عقلوه، وخذوه، وفعلوه"، و"فيه"، و {عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ} [النور: 54] .

وما كان غير حرف لين نحو: "منه، وعنه، ولدنه": فكان ابن كثير يصل الهاء بياء إذا كان قبلها ياء، وبواو فيما عدا ذلك، في الوصل حيث وقع. تابعه حفص على كلمة واحدة، قوله تعالى: "وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَانًا" في [الفرقان: 69] ، فإذا وقف أسقط الواو والياء. وكذلك إذا لقيها ساكن مدغم أو غيره نحو: {عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] ، و {مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 13] ، و {أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} [الحج: 15] . إلا ما كان من قول البزي في "عنهو تلهى" [عبس: 10] فإنه أثبت الواو مع تشديد التاء، على تشبيه المنفصل بالمتصل نحو "دواب، وصواف". الباقون باختلاس الكسرة والضمة في الحرفين1 من غير صلتها بياء ولا واو. وضم حفص مما قبله ياء، حرفين وهما: {أَنْسَانِيهُ إِلَّا} في [الكهف: 63] ، و {عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ} في [الفتح: 10] . ومذهب سيبويه أن حذف الياء والواو مع حرف اللين أجود، وإثباتها مع غيرها أجود. فأما إن كان الساكن قبلها محذوفا2، وذلك في ستة عشر فعلًا، فقد اختلفوا في الهاء المتصلة بها. منها اثنا عشر ما قبل الهاء فيها مكسور، وأربعة ما قبلها مفتوح وهي: في [آل عمران] {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ، و {لا يُؤَدِّهِ} [75] ، و {نُؤْتِهِ مِنْهَا} في موضعين [145] . وفي [النساء: 115] قوله تعالى: {نُوَلِّهِ} ، و {نُصْلِهِ} . وفي [الأعراف: 111، والشعراء: 36] {أَرْجِهْ} . وفي [طه: 75] {وَمَنْ يَأْتِهِ} ، وفي [النور: 52] {وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ} .

_ 1 أي: {فِيهِ مُهَانًا} , {عَنْهُ تَلَهَّى} . 2 أي: حذفت الياء أو الألف للجزم؛ لأن المرفوع من الأفعال التي ذكرها بعد كالآتي: يؤدي, نؤتي, نولي, نصلي, يرجى, يأتي, يتقي, يلقى, يرضى, يرى.

وفي [النمل: 28] {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} ، وفي [عسق: 20] {نُؤْتِهِ مِنْهَا} فهذه الاثنا عشر حرفا. والأربعة: {يَرْضَهُ لَكُمْ} في [الزمر: 7] ، و {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} في [البلد: 7] ، و {خَيْرًا يَرَهُ} و {شَرًّا يَرَهُ} في [إذا زلزلت: 7، 8] . فقرأ أبو بكر وأبو عمرو وحمزة "يؤدهْ" فيهما، و"نؤتهْ" فيهن، و"نولهْ"، و"نصلهْ" بإسكان الهاء في السبعة. وكذلك قال غير واحد عن الحلواني عن هشام. وقرأ قالون باختلاس كسرة الهاء فيهن. وكذلك قرأت للحلواني عن هشام من طريق العباس بن الفضل عن أبيه عنه. والباقون بإشباع الكسرة فيهن، وهي رواية أبي عبد الله الرازي، عن الفضل بن شاذان، عن الحلواني، عن هشام، وبذلك يأخذ له أصحاب ابن غلبون. والهاء في الوقف ساكنة لجميعهم. وقرأ ابن كثير وهشام "أرجئهو" بالهمز وضم الهاء ووصلها بواو، وأبو عمرو بالهمز والضم من غير صلة، وقد قيل عن هشام، وعن يحيى عن أبي بكر كذلك، وابن ذكوان بالهمز، ويكسر الهاء ولا يصلها بياء، وقد قيل عنه: إنه يصلها، وقالون بغير همز، ويختلس الكسرة، وورش والكسائي بغير همز، ويصلان الهاء بياء، وقد قيل عن ابن ذكوان كذلك، وعاصم وحمزة بغير همز، ويسكنان الهاء. والهاء في الوقف ساكنة إلا في مذهب من ضمها، وصل أو لم يصل، فإن الروم والإشمام جائزان فيها. وقرأت من طريق أبي أحمد الفرضي عن أبي نشيط عن قالون {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا} [طه: 75] باختلاس كسرة الهاء في الوصل, وهي رواية أبي سليمان وأبي مروان عن قالون، وروى أبو شعيب باختلاف عنه إسكانها فيه، وكذلك روى الحلواني عن

الدوري، الباقون بالإشباع. وقرأ أبو بكر, وأبو عمرو "ويتقِهْ" بإسكان الهاء. وكذلك ذكر عثمان بن سعيد أنه قرأ على أبي الفتح لخلاد. وذكر الأهوازي أنها رواية المزوِّق1 عن الحلواني عن خلاد، وقالون، إلا من طريق ابن شنبوذ، باختلاس كسرتها، الباقون بصلتها بياء. وكذلك قال ابن شنبوذ عن أبي نشيط عن قالون. وحفص {وَيَتَّقْهِ} بإسكان القاف واختلاس كسرة الهاء، والباقون بكسر القاف، والهاء في الوقف ساكنة بإجماع. وقرأ ابن كثير والكسائي وابن ذكوان {يَرْضَهُ لَكُمْ} بصلة الهاء بواو. واختلف عن أبي عمرو وهشام، فكان ابن مجاهد يأخذ للدوري بواو، وهي رواية أبي حمدون وغيره عن اليزيدي. وكان غيره يأخذ له بإسكانها، وذلك اشتهر في الرواية عن أبي عمر. وكذلك قال أبو شعيب ومحمد بن شجاع البلخي عن اليزيدي، على أنه قد قيل عن أبي شعيببالاختلاس. والذي آخذ له فيه بالإسكان، وأخير للدوري. فأما هشام فقال البلخي وغيره عنه بالإسكان. ورواية الحلواني عنه بالاختلاس كالباقين, والله أعلم. قرأ هشام فيما ذكر الشيخان أبو محمد وأبو عمرو2: {خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7] ، و {شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8] بإسكان الهاء فيهما في الوصل. قال أبو محمد مكي: وليس عن هشام إلا الإسكان فيما روينا عنه.

_ 1 هارون بن علي بن الحكم، روى عن الحلواني والدوري، توفي سنة "305"هـ "الذهبي: 139". 2 أبو محمد مكي، أبو عمرو الداني.

قال أبو جعفر: والذي يصح عندي عن الحلواني عن هشام وصلها بواو كالجماعة. فأما {أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ} في [البلد: 7] فروى غير الحلواني عن هشام إسكان الهاء منه في الوصل، وهي رواية الكسائي وأبي بكر عن حمزة. وروى غير واحد عن قالون اختلاسها فيهما. والذي آخذ به للجميع من الطرق المذكورة في هذا الكتاب صلتها بواو في الوصل. فأما الوقف لهم على الثلاثة فبالإسكان، ويجوز الروم والإشمام. باب الوقف: الحرف الذي يوقف عليه لا يكون إلا ساكنا؛ لأن الوقف أول السكوت الذي ينقطع فيه عمل اللسان ويسكن، كما كان الذي يُبتدأ به لا يكون إلا متحركا؛ لأن الابتداء أول الكلام الذي هو بحركة اللسان وتصرفه, فأجروا أول الطرفين مجرى سائرهما. وقد استعمل العرب في الوقف الروم، والإشمام، والتضعيف، والنقل. فالروم: هو أن تضعف الصوت لا تشبع ما ترومه, ويكون في المرفوع منونا أو غير منون، وفي المضموم، وفي المنصوب غير المنون، والمفتوح1، والمجرور بالكسرة أو الفتحة، والمكسور نحو "عدو، وبريء، ونستعين، ويعلم، ومن قبل، ومن بعد، وبي الأعداء، ويعلمون، وجعل، ومن عاصم، ومن الماء، وعلى إبراهيم وإسماعيل، وهؤلاء"، و {جِئْتَ} [مريم: 27] وشبهه حيث وقع. والإشمام: هو أن تضم شفتيك بعد الإسكان، وتهيئهما للفظ بالرفع أو الضم، وليس بصوت يسمع، وإنما يراه البصير دون الأعمى، ولا يكون في المجرور والمنصوب؛ لأن الفتحة من الحلق، والكسرة من وسط الفم، فلا يمكن الإشارة لموضعهما، فالإشمام في النصب والجر لا آلة له.

_ 1 وسيأتي منعه في المنصوب غير المنون، ولا يتأتى فيه إلا الإسكان.

وعمل الروم يمكن في الحركات كلها؛ لأنه عمل اللسان، فيلفظ بها لفظا خفيفا يسمع. والتضعيف: تشديد الحرف في الوقف، ولا يكون في الحرف الذي قبله ساكن نحو {الْعِجْلَ} لأنه لا يجتمع في كلامهم ثلاثة سواكن، ونقل الحركة يكون فيما سكن ما قبل آخره فتحرك لكراهيتهم التقاء الساكنين، فإذا كان ذلك مما يجوز في الوقف نحو "منه، وعنه، وبالصبر، وهذا بكر" ولا يكون في المنصوب. فأما المنصوب المنون فلا يكون فيه شيء من هذه الوجوه لتوسطه بإبدال التنوين ألفا. فهذا حكم الحرف الصحيح الموقوف عليه عند العرب. فأما ما عند القراء في ذلك, فذكر أبو الفضل الخزاعي وغيره أن الرواية وردت عن حمزة والكسائي بالروم والإشمام. وذكر عثمان بن سعيد أنها وردت بذلك عن الكوفيين, وأبي عمرو. أما حمزة, فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس، حدثنا خلف، حدثنا سليم عن حمزة أنه كان يعجبه إشمام الرفع إذا وقف على الحروف التي توصل بالرفع، مثل قول الله -عز وجل: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5] يشم الدال الرفع. قال: وكذلك {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، و {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 2] , و {خَتَمَ اللَّهُ} [البقرة: 7] ، و {يَخْتَصُّ} [البقرة: 105] ، [وآل عمران: 74] و {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ} [آل عمران: 144] بترك التنوين، ويشم الدال الرفع. وأما الكسائي فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس، حدثنا خلف قال: سمعت الكسائي يعجبه أن يُشم آخر الحرف الرفع والخفض في الوقف. قال خلف: وبعض القراء يسكت بغير إشمام ويقول: إنما الإعراب في الوصل، فإذا سكت لم أشم شيئا.

قال خلف: وقول حمزة والكسائي أعجب إلينا؛ لأن الذي يقرأ على من تعلم منه إذا قرأ عليه فأشم الحرف في الوقف علم معلمه كيف قراءته لو وصل، والمستمع أيضا غير المتعلم، يعلم كيف كان يصل الذي يقرأ. وأما عاصم فحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري قال: حدثنا أحمد بن سهل، وسألته عن ذلك عن أصحابه الذين قرأ عليهم علي بن محصن وغيره، عن عمرو بن الصباح، عن حفص عن عاصم, أنه كان يشير إلى إعراب الحروف عند الوقف. وأما أبو عمرو فورد عنه أداء لا نصا، إلا ما حكى محبوب بن الحسن عنه أنه قرأ {فَأَوْفِ} [يوسف: 88] بإشمام الجر. قال ابن مجاهد: هذا يدل على أن أبا عمرو إذا وقف على الحروف المرفوعة والمخفوضة في الوصل أشمها إعرابها. وحكى الخزاعي في "الإبانة" أن الوقف بالسكون قول أبي عمرو بخلاف عنه. قال الخزاعي: وقيل له: ألا ترى أن العرب إذا أرادت الوقف على حرف متحرك ألحقوا به هاء الوقف على الساكن؟ فقال: أنا أختار الوقف بالسكون. وحكى عثمان بن سعيد عن الزينبي، عن أبي ربيعة، عن قنبل وعن البزي، عن أصحابهما، أنهم كانوا يقفون بالإسكان. وحدثنا أبو القاسم -رحمه الله- حدثنا أبو معشر، حدثنا الجرجاني، حدثنا الخزاعي قال: ذكر الحلواني عن هشام إشمام الإعراب في مثل: {قَالَ اللَّهُ} ، و {مِنَ اللَّهِ} ، و {مَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ} [الإسراء: 20] ، و {لَهُوَ الْبَلاءُ} [الصافات: 106] ونحوه في كل القرآن. وكذلك حكى الأهوازي عن البلخي عن الأخفش عن ابن ذكوان. وحكى الخزاعي وغيره عن ابن شنبوذ عن أبي نشيط الإشارة في هاء الكناية إذا تحرك ما قبلها نحو {حَوْلَهُ} ، و {أَمَامَهُ} [القيامة: 5] ، و {عِظَامَهُ} [القيامة: 3] . وحكى هذا الأهوازي عن ابن شنبوذ عن أبي سليمان عن قالون.

قال أبو جعفر: والاختيار عند أهل الأداء قديما وحديثا الأخذ بالروم والإشمام لجميع القراء، ويعتلون لاختيار ذلك بما ذكر خلف، وهو اختيار ابن مجاهد، كما أخبرني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الجرجاني، عن الخزاعي. وأخبرني أبو الحسن بن كرز عن ابن عبد الوهاب قال: قال لي أبو علي الأهوازي: كان ابن مجاهد يختار الإشارة في حال الوقف في المرفوع والمجرور، وبه كان يأخذ للجماعة، وهو اصطلاح من علماء المقرئين. قال أبو جعفر: والقراء يُؤْثرون الروم على الإشمام لأنه أبين منه، وهم مجمعون على الأخذ في المنصوب غير المنون بالإسكان لا غير. وعلى ذلك جاءت حكاية خلف، وهو قول أبي حاتم فيما حكاه لنا أبي -رضي الله عنه- وحكاه أيضا عنه الخزاعي. وقرأت على أبي الحسن بن كرز عن ابن عبد الوهاب قال: حدثني أبو علي الأهوازي قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن أحمد، وأبو بكر محمد بن عمر المقرئان، عن أبي بكر أحمد بن نصر الشذائي، عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال: إذا أدغم أبو عمرو الحرف في مثله أو فيما قاربه أشار إلى إعراب المدغم في موضع الرفع والخفض، ولا يشير في موضع النصب لأنها غير جائزة. فسمعت أبي -رضي الله عنه- يقول: النحويون على خلاف ذلك؛ لأن الروم لا يرفع حكم السكون لما فيه من حذف بعض الحركة في الوقف، فلا يمتنع أن يكون الفتح كغيره، وإنما فرق سيبويه بين النصب والرفع والجر في الوصل، فذكر أنهم يشبعون الضمة والكسرة، ويمطِّطون فيقولون: يضربها، ومن مأمنك، قال: وعلامتها واو وياء، ويختلسها بعضهم اختلاسا فيقولون: يضربها، ومن مأمنك، يسرعون اللفظ. قال: ولا يكون هذا في النصب؛ لأن الفتحة أخف عليهم، يعني أن خفتها مشبعة تغني عن تخفيفها بالاختلاس، وروم حركة النصب ليس للتخفيف، إنما هو للدلالة على تحرك الحرف في الوصل. وحكى الأهوازي عن الشذائي، وحكاه الخزاعي عن بعض المتقدمين، ولم

يسمه، أنه إذا كان قبل الحرف الموقوف عليه ساكن من غير حروف المد فلا بد من الإشارة إليه وإن كان منصوبا، لئلا يجمع بين ساكنين نحو: "رعد وبرق"، و {الْوَتْرِ} [الفجر: 3] ، و"العجل، وابن، وعند، وبعد" ونحو ذلك. قال أبو جعفر: وقد بينت أن التقاء الساكنين في الوقف جائز. ومن حكي عنه هذا فهو يقف على "الموت، وبيت" وبابه بالمد. وحدثني ابن كرز قراءة مني عليه، عن أبي القاسم قال: حدثني شيخنا أبو علي الأهوازي قال: حدثني أبو الفرج الشنبوذي، وأبو الفرج الحلواني، وأبو الحسن الغضائري، وأبو القاسم إسماعيل بن سويد، عن أبي بكر بن الأنباري أنه قال: من العرب، في رواية بعض البصريين، من يشير إلى الفتح في الوقف، ولا يثبت ألفا. قال أبو بكر: وليس هذا قول من نرجع إليه، وإنما حكي عمن لا يوثق بعربيته. قال أبو جعفر: أنكر، فيما أظن، الوقف على المنصوب المنون بغير تنوين، وهي لغة حكاها أبو الحسن في "الأوسط"، هي أن من العرب من يقول: رأيت زيدْ، ولم يثبتها سيبويه لأن الألف لا تحذف، ولم نعلم أحدا من القراء أخذ بها في القرآن. وأما التضعيف فلم يأخذ به أحد من القراء إلا حرفا واحدا ذكره أئمتنا عن عصمة بن عروة، عن عاصم أنه كان يقف على قوله -عز وجل- في سورة [القمر: 53] {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} بتشديد الراء. قال الأهوازي: ما يذكر من جميع القرآن إلا هذا الحرف فقط، ويلزمه أن يقف على جميع ما أشبه ذلك إذا تحرك ما قبل آخر حرف من الكلمة، إلا أن القراءة سنة ليست بالقياس. وأما النقل: فما علمت أحدا أخذ به من القراء إلا شيئا ذكره خلف عن الكسائي. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمر، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن مجاهد قال: زعم خلف عن الكسائي أنه كان يستحبّ أن يقف على "منه وعنه" يشم النون الضمة. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا إدريس بن عبد الكريم، حدثنا خلف قال: سمعت الكسائي يقول: الوقف على {فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ} [هود: 17] {مِنْهُ} بالتخفيف وجزم النون في

الوقف كما تصل. قال: ويجوز "مِنُهْ" برفع النون في الوقف، وكذلك "عَنُهْ" برفع النون. قال خلف: والتخفيف فيهما أحب إلى الكسائي. باب الوقف على الخط: وردت الرواية عن القراء، حاشا ابن كثير، برعاية خط المصحف عند الوقف، ولم يرد في ذلك عن ابن كثير إلا ما يقتضي ترك التزام ذلك، وإنما أذكر عنهم ما روي إن شاء الله: نافع: حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن الأنباري، حدثنا الضبي، حدثنا محمد بن سعدان، حدثنا المسيبي عن نافع أنه كان يقف على الكتاب. أبو عمرو: حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا فارس بن أحمد، حدثنا جعفر بن محمد، حدثنا عمر بن يوسف، حدثنا الحسين بن شيرك، حدثنا أبو حمدون، عن اليزيدي، عن أبي عمرو أنه كان يسكت1 على الكتاب. ابن عامر: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو العباس العجلي، حدثنا أبو العباس الرازي، حدثنا الفضل بن شاذان، حدثنا الحلواني، عن هشام بن عمار أن ابن عامر كان يتبع رسم المصحف في الوقف. عاصم: حدثنا أبو علي الصدفي، حدثنا عبد الواحد بن محمد ببغداد، حدثنا ابن الحمامي، حدثنا أبو طاهر نفطويه، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر، عن عاصم أنه كان يقرأ {الصِّرَاطِ} بالصاد من أجل الكتاب. حمزة: حدثنا علي بن أحمد بن كرز المقرئ، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا

_ 1 أي: يقف.

الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أحمد بن عثمان الأدمي، عن إدريس بن عبد الكريم، عن خلف عن سليم أنه كان يتبع الكتاب في الوقف، ما عدا أحرفا نحو قوله تعالى: {الظُّنُونَا} ، و {الرَّسُولا} ، و {السَّبِيلا} ، و {قَوَارِيرَا} الأولى [الإنسان: 15] ، و {ثَمُودَا} في [هود: 68] ، [والفرقان: 38] ، [والنجم: 51] فإنهن في الكتاب بألف، وحمزة يقف عليهن بغير ألف. الكسائي: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو بكر المصحفي، حدثنا أبو الحسين التبريزي، حدثنا السوسنجردي، حدثنا أبو طاهر، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا خلف، عن الكسائي أنه كان يتبع القرآن في الوقف. وقال أحمد بن جبير: سمعت الكسائي يقول: السين في {الصِّرَاطَ} سين كلام العرب، ولكني أقرأ بالصاد اتباعا للكتاب. قال أبو جعفر: وأما ابن كثير فظاهر أمره أنه لا يلتزم من رعاية مرسوم الخط ما التزم سائر القراء، ألا ترى قراءته "الصراط، وصراط" بالسين، وإثباته الزوائد وصلا ووقفا، وزيادته هاء السكت في الوقف، وإثباته الياء في {يُنَادِي} في [ق: 41] في الوقف، ووقفه على {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ} في [سبحان: 11] ، و {وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ} في [عسق: 24] ، و {يَدْعُ الدَّاعِ} في [القمر: 6] ، و {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} في [العلق: 18] بالواو. وحدثني أبو الحسن بن كرز، عن ابن عبد الوهاب، عن الأهوازي قال: حدثني محمد بن أحمد الشطوي قال: حدثنا أبو بكر الزينبي عن أبي ربيعة، عن قنبل أنه كان يقف عليهن في قراءة ابن كثير بواو على التمام، وليس في خلاف الخط في هذا وأشباهه كثير، لكن الذي يستحسن له أهل الأداء اتباع الخط كسائر القراء ما لم يرد عنه فيه شيء، فأما ما أتت فيه عنه أو عنهم رواية التزم ولم يتعد. وقد جاء عنه وعن سائر القراء الذين حكينا عنهم رعاية الخط مخالفة في مواضع قد حصرتها إلى ستة أصول، وحروف منفردة، وأنا أبين ذلك إن شاء الله: الأصل الأول: تاء التأنيث المكتوبة في المصحف تاء، رعاية للأصل، أو حكم الوصل نحو "شجرت، ونعمت، ورحمت، ومعصيت، وامرأت، ومرضات،

وهيهات، وغيابت، وابنت" وشبهه. فروي عن أبي عمرو والكسائي وابن ذكوان الوقف على ذلك بالهاء، خلافا لرسمه. حدثنا أبو الحسن بن كرز، حدثنا أبو القاسم بن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسن الغضائري، حدثنا أبو جعفر أحمد بن فرح، حدثنا أبو عمر الدوري، عن أبي محمد اليزيدي، عن أبي عمرو أنه كان يقف على جميع ما في القرآن من قوله "رحمت، ونعمت، وشجرت" ونحوهن بالهاء من غير استثناء. قال أبو جعفر: وحكى مثله الخزاعي عن ابن اليزيدي عن أبيه. وحدثنا ابن كرز بقراءتي عليه، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسين أحمد بن عبد الله الجبني، حدثنا أبو بكر بن العلاف، حدثنا أبو عمر الدوري عن الكسائي أنه كان يقف على جميع ما في القرآن من "رحمت، ونعمت، ومعصيت، وشجرت" ونحوهن بالهاء. وحدثني ابن كرز عن ابن عبد الوهاب، عن الأهوازي، حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد الشطوي قال: حدثنا أبو مزاحم الخاقاني عن أحمد بن يوسف التغلبي، عن ابن ذكوان قال: كان ابن عامر يقف على جميع ما كُتب في المصحف بالهاء, والتاء بالهاء من غير استثناء. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قال: وذلك قياس مذهب ابن كثير؛ لأن محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: حدثنا الحسن بن الحباب عن البزي، عن أصحابه، عن ابن كثير أنه كان يقف على: {ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا} [فصلت: 47] بالهاء1، وهو في الرسم بالتاء. ومن هذا الأصل كلم جاء في بعضها خلاف عن غير من ذكرنا، وفي بعضها خلاف لما أصلنا، وهو {مَرْضَاتِ} حيث وقعت، و {يَا أَبَتِ} حيث وقعت، و {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} [المؤمنون: 36] ، و {ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل: 60] ، و {لاتَ حِينَ} [ص: 3] ، و {اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19] .

_ 1 قرأ بالجمع نافع وابن عامر وحفص، وقرأ الباقون بحذف الألف على الإفراد.

فأما {مَرْضَاتِ اللَّهِ} وجملتها أربعة مواضع، فورد النص عن الكسائي في الوقف عليها بالهاء. وكذلك يقتضي ما حكيناه عن أبي عمرو وابن ذكوان والبزي. واختُلف فيها عن حمزة، فحدثني أبو الوليد بن طريف، عن أبي القاسم بن عبد الوهاب قال: قال لي شيخنا الأهوازي في جامع دمشق: قال لي شيخنا أبو حفص الكتاني في جامع المنصور ببغداد: حمزة يقف عليها بالهاء. قال أبو جعفر: هي رواية الدوري عن سليم عن حمزة، وروى خلف عن سليم عنه الوقف بالتاء فيها، وكذلك نص عليه ابن مجاهد عنه، وكذلك قرأ الباقون. وأما {يَا أَبَتِ} فوقف عليه ابن كثير وابن عامر بالهاء، وابن كثير بكسر التاء في الوصل، وابن عامر بفتحها، وقياس قول أبي عمرو الوقف بالهاء، لكن النص جاء عنه في ذلك بالتاء. وأما الكسائي فله وللنحويين الكوفيين مذهب يقتضي الوقف بالتاء، وإن كان قد ذكر عنه الوقف بالهاء، وأنه أحب إليه، وبالتاء وقف الباقون. وأما {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} فوقف عليهما الكسائي والبزي بالهاء، وكذلك قال الزينبي عن قنبل وهو قياس قول أبي عمرو وابن ذكوان، إلا أن النص جاء عن اليزيدي عن أبي عمرو بالتاء فيهما. حدثنا ابن كرز، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الرحيم، حدثنا أبو القاسم الهيثم بن الحسن، عن السوسي، عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه يقف عليهما بالتاء, وكذلك قال أبو عمر عن اليزيدي. وخير فيهما الأخفش في كتابه الخاص فقال: إن وقفت على واحدة فقف كيف شئت، على تاء وهاء. وحكى عبد الباقي بن الحسن أنه وقف عليهما لابن عامر وعاصم بالهاء، وهذا منكر في قراءة عاصم. وقرأت للبزي من طريق أبي محمد مكي الوقف بالهاء على الثاني فقط. وحكى

لي ابن كرز عن ابن عبد الوهاب قال: قال لي شيخنا الأهوازي: المشهور عن أبي عمرو والكسائي أنهما يقفان على الأولى بالتاء وعلى الثانية بالهاء, ووقف الباقون عليهما بالتاء. وأما {وَلاتَ حِينَ} [ص: 3] ، و {اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [النجم: 19] ، و {ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل: 60] ، فوقف عليها الكسائي بالهاء، والباقون بالتاء كما رسمها. الأصل الثاني: هو ما جاء من المعتل اللام, مرسوما في الخط محذوف اللام، وهو ينقسم إلى قسمين: منون وغير منون. فالمنون: نحو "والٍ، وهادٍ، وواقٍ، وباقٍ، وقاضٍ، ومستخفٍ، ومهتدٍ، ومفترٍ"، و {جُرُفٍ هَارٍ} [التوبة: 109] فيمن جعله محذوفا لا مقلوبا، و"فانٍ، وراقٍ" وشبهه. فحدثني أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي حدثنا أبو الفضل الخزاعي، حدثني أبو عدي بمصر قال: حدثنا أبو بكر بن سيف قال: قال لي أبو يعقوب: قال لي عثمان ورش في قوله: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [طه: 72] أنت فيه متسع، إن شئت وقفت كما هو السواد، وإن شئت وقفت بالياء. قال أبو جعفر: وليس يعني ورش هذه الكلمة فقط، بل يعني الباب كله، بين ذلك إسماعيل النحاس عن أبي يعقوب قال: قال لي ورش: الوقف على هذا وشبهه من المنون بالياء، قال: وإن شئت وقفت بغير ياء على ما في السواد. وقرأت على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد، عن ابن كثير بإثبات الياء في الوقف في {هَادٍ} حيث وقعت، و {مِنْ وَالٍ} [الرعد: 11] ، و {وَاقٍ} [الرعد: 34] ، و {مَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96] هذه الأربعة لا غير. وقال أبو طاهر بن أبي هاشم عن ابن مجاهد: الوقف على جميع الباب لابن كثير بالياء، وهذا لا يعرفه المكيون، والله أعلم. الباقون بغير ياء في الوقف في الباب كله، وهو الأوجه عند أهل العربية؛ لأن

التنوين حُذف في هذا بحق الوقف كما حذف في الصحيح، وأُسكن المتحرك قبل التنوين كما أُسكن في الصحيح، فجاء: قاضٍ، ووالٍ. والثاني وهو غير المنون: نحو {وَادِ النَّمْلِ} [النمل: 18] ، و {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} [النازعات: 16] ، و {بِهَادِي الْعُمْيِ} [النمل: 81] ، و {لَهَادِ الَّذِينَ} [الحج: 54] ، و {صَالِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 163] . ومن الفعل نحو: {يَقُصُّ الْحَقّ} [الأنعام: 57] ، و {سَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ} [النساء: 146] ، و {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 103] ، و {يُنَادِ الْمُنَادِ} [ق: 41] ، و {يَدْعُ الدَّاعِ} [القمر: 6] وشبهه مما رُسم في المصحف بغير ياء ولا واو؛ لأنهما يسقطان في اللفظ لالتقاء الساكنين. فقد ذكرتُ عن ابن كثير الوقف على التمام في "يدع، وسندع، ويمح"، وقياس قوله فيهما وفي "هاد، ووال" يقتضي أن يقف على هذا الفصل كله بالياء. وأخذ له أهل الأداء بالحذف في ذلك كله, وفي هذه الأفعال الأربعة، ولم يلتفتوا لعلة حكاية الزينبي إيثارا لاتباع الخط. إلا أني قرأت من طريق ابن مجاهد عن قنبل، والنقاش عن أبي ربيعة عن اليزيدي بإثبات الياء في الوقف في قوله تعالى: {يُنَادِ} في [ق: 41] لا غير. ووقف الكسائي على {وَادِ النَّمْلِ} بالياء، واختُلف عنهم في الوقف على {بِهَادِي الْعُمْيِ} في [النمل: 81] , [والروم: 53] فرسم الذي في النمل بالياء، والذي في الروم بغير ياء، فقال خلف وغيره عن الكسائي: إنه كان يقف بالياء في الحرفين, وهو اختيار أبي الطيب له. وقال أبو عمر عنه: إنه وقف عليهما بغير ياء. وقال عنه قتيبة: ما كان بالياء وقفت بالياء، وما لم يكن فيه ياء ثابتة وقفت بغير ياء، وهو الذي يليق بمذهب الكسائي. قال أبو عمرو: وهو الصحيح عندي عنه. وكذلك قرأ الباقون إلا أن حمزة قرأ {بِهَادِي الْعُمْيِ} جعله فعلا مضارعا، ونصب {الْعُمْيِ} وأثبت الياء فيهما.

وذكر الخزاعي أن الكسائي -باختلاف عنه- أثبت الياء في الوقف، في قوله تعالى: {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ} وما أشبهه، إلا {وَادِ النَّمْلِ} خاصة، فإنه وقف عليه بالياء بلا خلاف. الباقون بالوقف على الفصل كله بغير ياء اتباعا للخط، ووقفوا على {بِهَادِي الْعُمْيِ} في النمل اتباعا للخط أيضا. الأصل الثالث: "ما" التي للاستفهام إذا دخل عليها حرف الجر فحذف ألفها نحو: {فَلِمَ تَقْتُلُونَ} [البقرة: 91] ، و {فِيمَ أَنْتَ} [النازعات: 43] ، و {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54] ، و {بِمَ يَرْجِعُ} [النمل: 39] ، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] وشبهه. وقف البزي من طريق ابن غلبون عليه بالهاء، فيقول في الوقف: "فلمه، وفيمه، وفبمه، وعمه" ووقف الباقون بغير هاء، ويسكنون الحرف الموقوف عليه. وما روي عن البزي أجود في العربية، وأكثر في كلام العرب، قال سيبويه: "وأما قولهم: "علامه، وفيمه، وبمه، ولمه، وحتامه"، فالهاء في هذه الحروف أجود إذا وقفت؛ لأنك حذفت الألف من "ما" فصار آخره كآخر: ارمه واغزه، وقد قال قوم: فيم، وعلام، ولم، كما قالوا: اخش، وليس هذه مثل "إن" لأنه لم يحذف منها شيء من آخرها". الأصل الرابع: ما جاء من كلمة "أيها" مرسوما في الخط بغير ألف، وذلك في ثلاثة مواضع: {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} في [النور: 31] ، و {يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ} في [الزخرف: 49] ، و {أَيُّهَ الثَّقَلانِ} في [الرحمن: 31] . فوقف أبو عمرو والكسائي عليهن بالألف. وكذلك قال الزينبي عن قنبل، وهو الذي يليق بمذهب ابن كثير. وقال ابن مجاهد عن قنبل: الوقف عليهن بغير ألف، وعليه العمل في مذهبه, وبغير ألف وقف الباقون. الأصل الخامس: ما جاء من كلمة {كَأَيِّنْ} حيث وقع: اختلف في الوقف عليه عن أبي عمرو والكسائي، فقال أبو عبد الرحمن عن أبيه

عنه: إنه يقف في جميع القرآن على الياء. وحكى الخزاعي بإسناده إلى أبي إسحاق إبراهيم بن أبي محمد اليزيدي، عن أبي محمد اليزيدي، عن أبي عمرو في كتاب نسبه إلى "الوقف والابتداء" من تأليف أبي عمرو أن الوقف على {كَأَيِّنْ} ، و {فَكَأَيِّنْ} بالنون. وقال سورة عن الكسائي: الوقف على الياء؛ لأن النون فيها نون إعراب، يعني أنها التنوين الداخل على الكلمة مع الحروف. وقال قتيبة والفراء وخلف عن الكسائي: إنه كان يقف على النون، وعلى النون وقف الباقون، وهي ثابتة في الخط، قال الخزاعي: لا خلاف أن المصاحف معجمة على كتبها بنون، قال: وزعم بعضهم أنها مكتوبة بالياء في كل القرآن إلا الذي في سورة [آل عمران: 146] فإنه مكتوب بالنون. قال: وهذا غلط منه، لم يعرف رسم السواد. الأصل السادس: ما جاء من "مال" مفصول حرف الجر من المجرور، وجملة ذلك أربعة مواضع: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ} [النساء: 78] ، و {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} [الكهف: 49] ، و {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} [الفرقان: 7] ، و {فَمَالِ الَّذِينَ} [المعارج: 36] . فقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو: إنه وقف على "ما" دون اللام فيهن. وروي عن الكسائي أنه وقف على "ما"، وروي عنه أيضا أنه وقف على اللام. ووقف حمزة والكسائي على قوله تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} [الإسراء: 110] على {أَيًّا} دون {مَا} إشعارا بأن {مَا} معها ليست مثلها مع حيث وإذ، وأن الوقف عليها دونها لا يخل بها في شيء لو لم تدخل عليها، ويبدلان من التنوين في "أي" ألفا، ووقف الباقون على {مَا} . ووقف الكسائي، من رواية أبي عمر وغيره عنه، على قوله {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ} [القصص: 82] ، و {وَيْكَأَنَّهُ} [القصص: 82] على الياء منفصلة، وروي عن أبي عمرو أنه وقف على الكاف. وما روي عن الكسائي كان أشبه بأبي عمرو؛ لأنها عند الخليل وسيبويه "وي" دخلت على "كأن" التي للتشبيه، فلعل الكسائي أخذ ذلك عن الخليل.

وما روي عن أبي عمرو كان أشبه بالكسائي؛ لأنها عند الفراء محذوفة من "ويلك". قال سيبويه: "وأما المفسرون فقالوا: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} "، ولعل أبا عمرو تلقى قول المفسرين على ما رواه في الوقف على الكاف، مع أنه لا يظهر من قول المفسرين أحد الوجهين، وإنما هو تفسير المعنى مجردا من أحكام اللفظ. باب ما لا تجوز فيه الإشارة: لا تجوز الإشارة في الحركة العارضة، وهي حركة التقاء الساكنين نحو: {عَصَوُا الرَّسُولَ} [النساء: 42] ، و {اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ} [البقرة: 16، 175] ، و {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ} [عبس: 24] ، [والطارق: 15] ، و {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [البينة: 1] ، وكذلك حركة الهمزة المنقولة إلى ساكن قبلها من كلمة أخرى على قراءة ورش نحو: {وَقَالَتْ أُولاهُمْ} [الأعراف: 39] ، و {قَالَتْ أُخْرَاهُمْ} [الأعراف: 38] ، و {وَانْحَرْ، إِنَّ} [الكوثر: 2، 3] ، و {فَلْيَكْفُرْ إِنَّا} [الكهف: 29] لأن أواخر هذه الكلم وأشباهها ساكنة، وإنما حُرِّكت لالتقاء الساكنين أو النقل، وكلاهما عارض في الوصل، زائل في الوقف، فلا تتقدر فيها إشارة. فأما إن كان نقل حركة الهمزة في كلمة نحو "دفء، وجزء، وملء" على قراءة حمزة وهشام فالإشارة جائزة في الحرف المنقول إليه حركتها؛ لأن السكون في فاء "دفء" وشبهه للوقف، فهو عارض على الحركة، وليس هذا مثل {وَانْحَرْ، إِنَّ} لأن الهمزة هنا لازمة لكونها في كلمة، فالحركة إذًا لازمة. فأما {يَوْمَئِذٍ} ، و {حِينَئِذٍ} حيث وقعا فذهب أبو محمد مكي إلى أن الإشارة ممتنعة, قال: لأن التنوين الذي من أجله تحركت الذال يسقط في الوقف، فترجع الذال إلى أصلها وهو السكون، فهذا بمنزلة {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} وشبهه. قال: وليس هذا مثل "غواشٍ، وجوارٍ" وإن كان التنوين في جميعه دخل عوضا من محذوف؛ لأن التنوين دخل في هذا على متحرك، فالحركة أصلية، والوقف

عليه بالروم حسن، والتنوين في "يومئذ، وحينئذ" دخل على ساكن فكُسر لالتقاء الساكنين، وصار التنوين في الوصل تابعا للكسرة فنقف على الأصل. وقال لي أبي -رضي الله عنه: لا يمتنع الروم في {يَوْمَئِذٍ} وبابه؛ لأن الحركة قد لزمته في الوصل في الاستعمال، فيكون الوقف عليها كالوقف على كل متحرك، وإن كان أصلها -إذا لم يدخلها التنوين عوضا- السكون، وكأنها مع التنوين في حكم ما بني على الكسر، وحركات البناء تشم وترام كحركات الإعراب. ولا تجوز الإشارة في الهاء المبدلة في الوقف من تاء التأنيث نحو: "نعمه، وجنه، ورحمه، وربوه" وشبهه؛ لأن هذه الهاء تبدل في الوقف دون غيره، والسكون لازم للوقف، فهي غير متحركة البتة. وكذلك ما أُبدل منه حرف ساكن كان الحرف الساكن مثلها في امتناع الإشارة، وذلك نحو الوقف على "البناء" [البقرة: 22، وغافر: 64] ، و {مِنْهُ الْمَاءُ} [البقرة: 74] في قراءة حمزة وهشام؛ لأن الوقف إنما أوجب تسكين الهمزة لا إبدالها ألفا، فلا تشم الألف ولا ترام، وكذلك حكم الواو والياء. فإن وقفت على التاء أو الهمزة جازت الإشارة. ولا تجوز الإشارة إلى ميم الجميع الموصولة بواو نحو: "أنعمت عليهمو" [الفاتحة: 7] ، و"عليهمو أأنذرتهم" [البقرة: 6] لأن الميم إنما تستعمل عند ذهاب الواو ساكنة. وقد أجاز أبو محمد مكي فيها الإشارة, وقال: إن الذي يمنعها خارج عن النص بغير رواية. قال: ويقوي جواز ذلك فيها نصهم على هاء الكناية في الروم والإشمام، فهي مثل الهاء؛ لأنها توصل بحرف بعد حركتها كما توصل الهاء، ويحذف ذلك الحرف في الوقف كما يحذف مع الهاء. قال: فأما من حركها لالتقاء الساكنين فالوقف له بالسكون لا غير. قال لي أبي -رضي الله عنه: بل من يجيز الروم والإشمام في ميم الجميع هو المفارق للنص؛ لأن سيبويه نص على أن ميم الجميع إذا حذفت بعدها الواو والياء

سكنت فقال: "وأسكنوا الميم لأنهم لما حذفوا الياء والواو كرهوا أن يدعوا بعدها شيئا منهما، إذ كانتا تحذفان استثقالا، فصارت الضمة بعدها نحو الواو، ولو فعلوا ذلك لاجتمع في كلامهم أربعة متحركات ليس معهن ساكن نحو "رُسُلُكُُمُو" وهم يكرهون هذا، ألا ترى أنه ليس في كلامهم اسم على أربعة أحرف متحرك كله؟ ". قال: "فأما الهاء فحُرِّكت في الباب الأول؛ لأنه لا يلتقي ساكنان". فجمع سيبويه بهذا الكلام حكم الميم وهاء الكناية، وانبنى على ذلك جواز الروم والإشمام في الهاء، وامتناعه في الميم، ألا ترى أنه من حذف الياء والواو في الوصل سكّن الميم أبدا؟ فإنما يكون الوقف لجميعهم على الحد الذي استعمله بعضهم في الوصل. وذكر أبو محمد مكي أن هاء الكناية إذا كانت مكسورة قبلها كسرة أو ياء ساكنة، أو كانت مضمومة قبلها ضمة أو واو ساكنة نحو "يعلمه، ويخلقه، وفعلوه، وعقلوه، وبه، وبمزحزحه، وفيه، وإليه" فالوقف عليها بالسكون لا غير عند القراء لخفائها. وذكر النحاس جواز الروم والإشمام في هذا, وليس هو مذهب القراء. وذكر أبو عمرو أن أهل الأداء مختلفون في ذلك، وأن منهم من يأخذ بالإشارة, قال: وهو أقيس، وهو كما قال. وإنما أنزل سيبويه الهاء منزلة الساكن في كونها وصلا للروي1 في قوله: عفت الديار محلها فمقامها لا في امتناع الروم والإشمام، فالواجب الأخذ فيها بالإشارة، وفي ميم الجميع بغير إشارة على ما ذكرنا من نص سيبويه. وأما ما ذكر أبو محمد أن من حركها لالتقاء الساكنين فالوقف بالسكون، فإن

_ 1 الروي: هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة، وبتكرار الأبيات، وربما نسبت القصيدة إليه فيقال مثلا: الشاطبية لامية، وعقيلة الشاطبي رائية، وهو في الشطر المذكور بعد الهاء. انظر كتب العروض.

الميم إذا احتِيج إلى تحريكها لالتقاء الساكنين عادت إليها حركة أصلها, فمن قال: "عليهُمُ الذلة" [البقرة: 61] ، [وآل عمران: 112] فعلى لغة من قال: "عليهمو" ومن قال: "عليهِمِ الذلة" فعلى لغة من قال: "عليهمي" وهذا المعنى هو المانع من نقل حركة الهمزة إليها, وقد تقدم ذكر ذلك. باب الإشمام المتحرك: اختلفوا في إشمام المتحرك في أصل مطرد، وهو ما جاء من الفعل المعتل العين المبني للمفعول، وذلك ستة أفعال وهي "قيل، وغيض، وحيل، وسيق، وجيء، وسيء، وسيئت" حيث وقعن. فقرأ الكسائي وهشام بإشمام الضم في أوائلها حيث وقعت. وقرأ ابن ذكوان بالإشمام في "حيل، وسيق، وسيء، وسيئت" فقط. وقرأ نافع بالإشمام في "سيء، وسيئت" فقط. الباقون بغير إشمام. وحقيقة الإشمام في هذه الأفعال أن ينتحى بكسر أوائلها انتحاء يسيرا نحو الضمة، دلالة على أن أصلها "فُعِل" كما ينتحى بألف "رمى" نحو الياء، دلالة على أنها منقلبة منها، فهو مسموع كالإمالة، بخلاف الإشمام في الحرف الموقوف عليه. وقد أجاز أبو محمد مكي أن يكون الإشمام في أوائل هذه الأفعال قبل اللفظ بالحرف، وحسن ذلك في المنفصل نحو "سيء، وسيئت" فإن كان متصلا نحو: "وقيل، وحيل" لم يكن هذا الوجه عنده كحسنه مع المنفصل، وذلك أن الإشمام قبل الحرف غير مسموع فلا يتأتى في الابتداء؛ لأنه يضم شفتيه ساكتا قبل أن يشرع في التكلم، فإذا شرع في التكلم كان الإشمام قبل الحرف رجوعا إلى بعض السكوت، فلم يتمكن تمكنه في الابتداء.

فأما {تَأْمَنَّا} في سورة [يوسف: 11] فأجمع القراء فيه على الإدغام والإشارة إلى حركة النون المدغمة، فمن أهل الأداء من يسمي هذا إدغاما محضا، ومنهم من يسميه إخفاء، وهو أشبه، والله أعلم.

باب: ياءات الإضافة

باب ياءات الإضافة: هذا باب ذكره غير واحد من الشيوخ هكذا، وهو كثير الفائدة؛ لما فيه من حصر اختلافهم في الياءات، فمن حفظه استغنى عن النظر في الفرش، ورجع إلى قياس يعمل عليه فيها. وأنا أسوقه على ما حدثني به أبو داود، وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن عن أبي عمرو عثمان بن سعيد، وأبو علي الصدفي عن أبي طاهر بن سوار عن أبي علي العطار، وأبو الحسن بن كرز عن أبي القاسم بن عبد الوهاب, إن شاء الله تعالى. قال أبو عمرو وأبو علي: جملة ما اختلفوا في فتحه وإسكانه مائتا ياء، وأربع عشرة ياء. وهي لا تخلو أن تلاقي همزة مفتوحة، أو مكسورة، أو مضمومة، أو تلاقي ألف اللام، أو ألف الوصل، أو سائر حروف المعجم. الأول: لقاؤها المفتوحة, نحو {إِنِّي أَعْلَمُ} ، {إِنِّي أَخَافُ} , {لِي أَنْ أَقُولَ} [المائدة: 116] . وجميع ما في القرآن منها تسع وتسعون ياء، كذا قال أبو عمرو، وقال أبو علي: مائة ياء، زاد {أَرِنِي أَنْظُرْ} في [الأعراف: 143] والاختيار ألا تعد.... في المختصر على إسكانها. وقال عبد الوهاب: مائة ياء وياء واحدة, ففتحها حيث وقعت الحرميان وأبو عمرو1. وتفرد نافع بفتح ياءين: {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو} في [يوسف: 108] ، و {لِيَبْلُوَنِي

_ 1 وأسكن الجميع: "وَلا تَفْتِنِّي أَلَا" [التوبة: 49] {وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ} [هود: 47] {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ} [مريم: 43] وسيذكر {أَرِنِي أَنْظُرْ} بالأعراف "143".

أَأَشْكُرُ} في [النمل: 40] . وروي ورش عنه: {أَوْزِعْنِي} فيهما [النمل: 19، الأحقاف: 15] بالفتح. واختُلف فيهما عن قالون، والأشهر عنه الإسكان. وتفرد ابن كثير بفتح ثلاث ياءات: في [البقرة: 152] {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، وفي [غافر] {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} [26] ، و {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [60] . ونقض أصله في روايتيه في عشرة مواضع، فسكن الياء فيها، في [آل عمران: 41] ، [ومريم: 10] {اجْعَلْ لِي آيَةً} ، وفي [هود: 78] {فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ} ، وفي [يوسف] {أَحَدُهُمَا إِنِّي} {وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي} [36] ، و {حَتَّى يَأْذَنَ لِي} [80] ، و {سَبِيلِي أَدْعُو} [108] ، وفي [الكهف: 102] {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} ، وفي [طه: 26] {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} ، وفي [النمل: 40] {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} . وزاد قنبل عنه سبعة مواضع، فسكن الياء فيها، في [هود: 29] ، [الأحقاف: 23] {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} ، وفيها [هود: 51، 84] {فَطَرَنِي أَفَلا} ، و {إِنِّي أَرَاكُمْ} ، وفي [النمل: 19] ، [والأحقاف: 15] {أَوْزِعْنِي أَنْ} ، وفي [الزخرف: 51] {مِنْ تَحْتِي أَفَلا} . روى أبو ربيعة عن قنبل وعن البزي في [القصص: 78] {عِنْدِي أَوَلَمْ} بالإسكان. وأسكن أبو عمرو اثنتي عشرة ياء، الياءات الثلاث التي تفرد ابن كثير بفتحها، وتسع ياءات سواها، في هود {فَطَرَنِي أَفَلَا} ، وفي [يوسف: 13] {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} ، و {سَبِيلِي أَدْعُو} ، وفي [طه: 125] {لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى} ، وفي النمل {أَوْزِعْنِي أَنْ} ، و {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} ، وفي [الزمر: 64] {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} ، وفي [الأحقاف: 15، 17] {أَوْزِعْنِي أَنْ} و {أَتَعِدَانِنِي أَنْ} . وفتح ابن عامر في روايتيه ثماني ياءات: {لَعَلِّي} حيث وقعت، و {مَعِيَ أَبَدًا} [التوبة: 83] ، و {مَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا} [الملك: 28] لا غير. وزاد عنه ابن ذكوان {أَرَهْطِي أَعَزُّ} [هود: 92] وزاد هشام {مَا لِي أَدْعُوكُمْ} [غافر: 41] . وفتح حفص ياءين في [التوبة: 83] ، [والملك: 28] {مَعِيَ} لا غير، وأسكنها الباقون.

الثاني: لقاؤها المكسورة, نحو {مِنِّي إِنَّكَ} ، و {أَنْصَارِي إِلَى} ، و {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا} وجميع ما في القرآن منها اثنتان وخمسون ياء. ففتحها حيث وقعت نافع وأبو عمرو, وأسكن أبو عمرو منها عشرا وهي: {أَنْصَارِي إِلَى} في الموضعين [آل عمران: 52] ، [الصف: 14] {وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنّ} [يوسف: 100] ، و {بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ} [الحجر: 71] ، و {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} في ثلاثة مواضع [الكهف: 69، والقصص: 27، والصافات: 102] ، و {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} [الشعراء: 52] ، و {لَعْنَتِي إِلَى} [ص: 78] ، و {رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ} [المجادلة: 21] . وأسكن قالون واحدة، وهي {وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ} . وفتح ابن كثير ياءين {آبَائي إِبْرَاهِيمَ} [يوسف: 38] ، و {دُعَائي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 6] ، وفتح ابن عامر خمس عشرة ياء {أَجْرِيَ إِلَّا} حيث وقعت1، و {أُمِّيَ إِلَهَيْنِ} [المائدة: 116] ، و {مَا تَوْفِيقِي إِلَّا} [هود: 88] ، و {حُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] ، و {آبَائي إِبْرَاهِيمَ} [يوسف: 38] ، و {رُسُلِي إِنَّ اللَّهَ} [المجادلة: 21] ، و {دُعَائي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 6] . وفتح حفص ياء {أَجْرِيَ إِلَّا} حيث وقعت، و {يَدِيَ إِلَيْكَ} ، و {أُمِّيَ إِلَهَيْنِ} في [المائدة: 28، 116] لا غير. وأسكن الباقون الياء في جميع القرآن2. الثالث: لقاؤها المضمومة, نحو {إِنِّي أُمِرْتُ} [الأنعام: 14] وجميع ما في القرآن منها عشر. فتحهن نافع وحده، وأسكنهن الباقون3.

_ 1 [يونس: 72] ، [هود: 29، 51] ، [الشعراء: 109، 127، 145، 164، 180] ، [سبأ: 47] . 2 وأسكن الجميع: {أَنْظِرْنِي إِلَى} بالأعراف "14"، و {فَأَنْظِرْنِي إِلَى} الحجر "36"، ص "79" {يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33] ، {يُصَدِّقُنِي إِنِّي} بالقصص "34"، {وَتَدْعُونَنِي إِلَى} {تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} في غافر "41، 43" {ذُرِّيَّتِي إِنِّي} في الأحقاف "15"، {أَخَّرْتَنِي إِلَى} بالمنافقين "10". 3 وأسكن الجميع: {بِعَهْدِي أُوفِ} بالبقرة، {آتُونِي أُفْرِغْ} بالكهف.

الرابع: لقاؤها ألف اللام, وجملة ما في القرآن منها مما اختلفوا فيه أربع عشرة، في البقرة: {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [124] ، و {رَبِّيَ الَّذِي} [258] ، وفي الأعراف: {رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} [33] ، و {عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ} [164] ، وفي [إبراهيم: 31] {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} ، وفي [مريم: 30] {آتَانِيَ الْكِتَابَ} ، وفي الأنبياء: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [83] ، و {عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [105] , وفي [العنكبوت: 56] {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا} وفي [سبأ: 13] {عِبَادِيَ الشَّكُورُ} ، وفي [ص: 41] {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ} ، وفي الزمر: {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ} [38] ، و {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [53] ، وفي [الملك: 28] {إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ} هكذا قال أبو علي. وعدها أبو عمرو ست عشرة، وزاد {فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ} في {الزمر: 17، 18] و {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ} في [النمل: 36] . فأسكنها كلها حمزة، تابعه الكسائي على الإسكان في ثلاثة مواضع؛ في [إبراهيم: 31] {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} ، وفي [العنكبوت: 56، والزمر: 53] {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ} . وتابعه أبو عمرو في الموضعين، في العنكبوت والزمر لا غير. وتابعه ابن عامر في موضعين أيضا، في الأعراف: {عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ} ، وفي إبراهيم {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} لا غير. وتابعه حفص على قوله في البقرة: {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} لا غير. وفتح الباقون الياء في ذلك حيث وقعت. وتفرد أبو شعيب بفتح الياء في الوصل, وإثباتها في الوقف ساكنة في الزمر, في قوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ} وحذفها الباقون في الحالين. وفتح {آتَانِيَ اللَّهُ} في الوصل نافع وأبو عمرو وحفص، وحذفها الباقون. واتفقوا على فتح الياء في {نِعْمَتِيَ الَّتِي} ، و {حَسْبِيَ اللَّهُ} ، و {شُرَكَائِيَ الَّذِينَ} حيث وقعن. وعلى {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} في [آل عمران: 40] ، و {فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ} [150] ,

و {وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [188] ، و {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} [196] في الأعراف، و {مَسَّنِيَ الْكِبَرُ} في [الحجر: 54] ، و {أَرُونِيَ الَّذِينَ} في [سبأ: 27] ، و {رَبِّيَ اللَّهُ} [28] ، و {جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ} [66] في غافر، و {نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} في [التحريم: 3] . الخامس: لقاؤها ألف الوصل مفردة: وجملة ما في القرآن منها سبع، في [الأعراف: 144] {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} ، وفي [طه: 30، 31، 41، 42، 43] {أَخِي، اشْدُدْ} ، و {لِنَفْسِي، اذْهَبْ} ، و {فِي ذِكْرِي، اذْهَبَا} ، وفي [الفرقان: 27، 30] {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} ، و {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} ، وفي [الصف: 6] {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} ، ففتح أبو عمرو الياء فيهن. ووافقه ابن كثير إلا في {لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} فقط, وروى عنه قنبل الإسكان أيضا في {إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا} . وأسكن نافع منهن ثلاثا {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} ، و {أَخِي، اشْدُدْ} ، و {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} وفتح الأربعة الباقية. وفتح أبو بكر {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ} فقط. وأسكن الباقون الياء في جميعهن. السادس: مجيئها عند باقي حروف المعجم: نحو "بيتي، ووجهي، ومماتي، ولي" وشبهه, وجملة ما في القرآن منها ثلاثون. وقال العطار وابن عبد الوهاب: اثنتان وثلاثون ياء، زادا: {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} في [السجدة: 17] ، و {وَأُمْلِي لَهُمْ} في [القتال: 25] , وليستا بياء إضافة, وهما لام الفعل. ففتح نافع منهن سبعا: {بَيْتِيَ} في [البقرة: 125] , [والحج: 26] ، و {وَجْهِيَ} ، في [آل عمران: 20] ، [والأنعام: 79] ، و {مَمَاتِي لِلَّهِ} فيها [الأنعام: 162] ، و {وَمَا لِيَ} في [يس: 22] ، و {وَلِيَ دِينِ} في [الكافرون: 6] . وزاد ورش عنه فتح أربع؛ في [البقرة: 186] {وَلْيُؤْمِنُوا بِي} ، وفي [طه: 18] {وَلِيَ فِيهَا} ، وفي [الشعراء: 118] {وَمَنْ مَعِيَ} ، وفي [الدخان: 21] {لِي فَاعْتَزِلُونِ} . وفتح ابن كثير خمسا {وَمَحْيَايَ} في [الأنعام: 162] ، و {مِنْ وَرَائي} في [مريم: 5] ، و {مَا لِيَ} في [النمل: 20، ويس: 22] ، و {أَيْنَ شُرَكَائِيَ} في [فصلت: 47] .

وزاد البزي بخلاف عنه {وَلِيَ دِينِ} . وفتح أبو عمرو ياءين، و {وَمَحْيَايَ} ، {وَمَا لِيَ} في يس لا غير. وفتح ابن عامر في روايتيه ستا، {وَجْهِيَ} في الموضعين، وفي [الأنعام، 153، 162] {صِرَاطِي} ، و {مَحْيَايَ} ، وفي [العنكبوت: 56] {إِنَّ أَرْضِي} ، و {وَمَا لِيَ} في يس. وزاد هشام {بَيْتِيَ} حيث وقع، و {مَا لِيَ} في [النمل: 20] ، و {وَلِيَ دِينِ} في [الكافرون: 6] . وفتح حفص ياء {بَيْتِيَ} ، و {وَجْهِيَ} ، و {مَعِيَ} حيث وقعن، و {مَحْيَايَ} في الأنعام، و {لِي} في [إبراهيم: 41] ، [وطه: 18] , [والنمل: 20] ، [ويس: 22] ، وفي مكانين في [ص: 23، 69] ، وفي [الكافرون: 6] في السبعة لا غير. وفتح أبو بكر والكسائي ثلاثا، و {مَحْيَايَ} ، و {لِيَ} في النمل ويس لا غير. وفتح حمزة {وَمَحْيَايَ} وحدها، ولم يفتح من جميع الياءات المختلف فيهن غيرها.

باب: الزوائد

باب: الزوائد مدخل ... باب الزوائد: جملة ما اختلفوا فيه من الياءات المحذوفات من الخط لكسر ما قبلهن إحدى وستون، منها اثنتان وثلاثون حشوا، وتسع وعشرون فواصل. في النصف الأول من القسمين ست وعشرون ياء، وفي النصف الثاني منها خمس وثلاثون ياء. فأثبت ورش منهن في الوصل سبعا وأربعين. وأثبت قالون منهن عشرين، منها ثماني عشرة من زوائد ورش، وأفرد نفسه باثنتين وهما: {إِنْ تَرَنِ أَنَا} [الكهف: 39] ، و {اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ} [غافر: 38] . واختلف عنه في أربع: اثنتان في النصف الأول وهما {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} في

[البقرة: 186] ، واثنتان في النصف الثاني وهما {التَّلاقِ} ، و {التَّنَادِ} في [غافر: 15، 32] والمشهور عنه حذفها. وأثبت ابن كثير في الوصل والوقف اثنتين وعشرين. واختلف قنبل والبزي عنه في خمس {وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} في [إبراهيم: 40] ، و {يَدْعُ الدَّاعِ} في [القمر: 6] ، و {أَكْرَمَنِ} ، و {أَهَانَنِ} في [الفجر: 15، 16] ، فأثبت البزي الأربع في الحالين، وحذفهن قنبل في الحالين. وقرأت من طريق أبي الطيب لقنبل {بِالْوَادِ} في [الفجر: 9] بإثبات الياء في الوصل فقط. والذي قرأت به على أبي القاسم من طريق ابن مجاهد وابن شنبوذ والزينبي وأبي ربيعة وأبي عون وجماعة وسواهم، كلهم عن قنبل بإثبات الياء في الحالين كالبزي. وقد قال أبو الطيب في "كتاب الياءات": أكثر أصحاب قنبل يثبتون الياء في الوصل والوقف 1، وهو المشهور عنه. قال: وذكر قنبل في كتابه بياء ثابتة، ولم يذكر وصلا ولا وقفا. وذكر ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل بياء في الوصل فقط، وذكر في "السبعة" كالبزي، وبإثباتها لقنبل في الوصل أخذ أبو الطيب، وبه أخذ مكي وأبو عمرو. وقال أبو عمرو: وهو الصحيح عن قنبل. قال أبو جعفر: وبالوجهين آخذ من طريق ابن مجاهد, ولا خلاف عن البزي أنه أثبت الياء فيه في الحالين. وبذلك آخذ لقنبل من طريق غير ابن مجاهد. وتفرد قنبل بإثبات الياء في {مَنْ يَتَّقِ} في [يوسف: 90] في الحالين. وقيل عنه كذلك في {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [يوسف: 12] . وأثبت منهن أبو عمرو في الوصل فقط أربعا وثلاثين، كلهن في حشو الكلمة لا رأس آية، إلا {وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} في [إبراهيم: 40] ، و {يَسْرِ} في [الفجر: 4] فهما رأسا آيتين.

_ 1 وذكر ابن الجزري إثباتها وصلا، والخلاف في الوقف. انظر "النشر" الجزء الثاني, ياءات الزوائد.

وخير في حكاية جماعة عن اليزيدي عنه في قوله تعالى: {أَكْرَمَنِ} ، و {أَهَانَنِ} . وأخذ له مكي وأبو عمرو بالحذف لأنهما رأسا آيتين, وغيرهما يأخذ بالإثبات فيهما في الوصل. وكذلك كان أبو حفص الكتاني يأخذ، والأول أقيس. وأثبت الكسائي منهن في الوصل ياءين {يَوْمَ يَأْتِ} في [هود: 105] ، و {مَا كُنَّا نَبْغِ} في [الكهف: 64] لا غير. وأثبت حمزة منهن في الوصل: {وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} في [إبراهيم: 40] وأثبت في الحالين: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} في [النمل: 36] لا غير. وحذفهن كلهن عاصم في الحالين، واختلف عنه في ياءين: إحداهما: في [النمل: 36] {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ} فتحها حفص في الوصل، وأثبتها ساكنة في الوقف. والثانية: في [الزخرف: 68] {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} فتحها أبو بكر في الوصل، وأثبتها ساكنة في الوقف، وحذفها حفص في الحالين. وأثبت ابن عامر من طريق الحلواني عن هشام عنه الياء في الحالين في قوله تعالى: {ثُمَّ كِيدُونِ} في [الأعراف: 195] لا غير.

الياءات الثابتة في السواد

الياءات الثابتة في السَّواد: في البقرة: {وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ} [150] ، و {يَأْتِي بِالشَّمْسِ} [258] . وفي [آل عمران: 31] {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} . وفي الأنعام: {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي} [77] ، و {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ} [158] ، و {هَدَانِي رَبِّي إِلَى} [161] . وفي الأعراف: {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} [53] ، و {فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ} [178] . وفي [هود: 55] {فَكِيدُونِي جَمِيعًا} . وفي يوسف: {مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا} [65] ، و {أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [108] .

وفي [إبراهيم: 36] {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} . وفي [الحجر: 87] {مِنَ الْمَثَانِي} . وفي [النحل: 111] {يَوْمَ تَأْتِي} . وفي [سبحان: 53] {قُلْ لِعِبَادِي} . وفي [الكهف: 70] {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ} . وفي [مريم: 43] {فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا} . وفي [طه: 90] {فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي} . وفي النور: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} [2] ، و {أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي} [55] . وفي [القصص: 22] {أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} . وفي [يس: 61] {وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا} . وفي [ص: 45] {أُولِي الْأَيْدِي} . وفي الزمر: {أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} [24] ، و {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي} [57] . وفي [الرحمن: 41] {فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي} . وفي الصف: {لِمَ تُؤْذُونَنِي} [5] ، و {بِرَسُولٍ يَأْتِي} [6] . وفي [المنافقون: 10] {لَوْلا أَخَّرْتَنِي} . اتفقوا على إثباتها كلها وصلا ووقفا لثبوتها في الخط، إلا ما روى التغلبي، وأحمد بن أنس، وإسحاق بن داود، ومضر بن محمد، عن ابن ذكوان، من حذفها في قوله: "فَلا تَسْأَلْنِ عَنْ شَيْءٍ" في الكهف، وهي رواية ابن شنبوذ والسلمي والمري وابن النجاد وابن عتاب عن الأخفش عنه. وكذلك ذكره الأخفش في كتابه العام، وذكر في كتابه المعلل بالياء وصلا ووقفا، وكذلك روى ابن الأخرم والنقاش عنه. وكذلك روى أبو إسماعيل الترمذي وابن موسى وجماعة عن ابن ذكوان.

باب: اختلاف مذاهبهم في كيفية التلاوة وتجويد الأداء

باب: اختلاف مذاهبهم في كيفية التلاوة, وتجويد الأداء اعلم أن القراء مجمعون على التزام التجويد، وهو إقامة مخارج الحروف وصفاتها، فأما أسلوب القراءة، من حدر وترتيل، بعد إحراز ما ذكرنا، فهم فيه متباينون غير مستوين. فحمزة، والمصريون عن ورش عن نافع، يُمططون اللفظ1، ويمكنون المد والتشديد، ويزيدون أدنى مد في حروف المد واللين، نحو قوله تعالى: {يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} ، و {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} ، و {الْمِيعَادَ} ، و {مِيرَاثُ} ، و {يَأْمُرُهُمْ} . ويشبعون الحركات حيث كانت، نحو قوله تعالى: {الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 3، 4، 5] ، و {الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: 3] ، و {الْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ} [المائدة: 3] وشبه ذلك، وهذا هو الإشباع الذي نص عليه سيبويه فقال: "هذا باب الإشباع في الجر والرفع، وغير الإشباع والحركة كما هي، فأما الذين يشبعون فيمططون، وعلامتها واو وياء، وهذا تحكمه لك الشفاهة، وذلك قولك: يضربها، ومن مأمنك". وأما قالون وابن كثير وأبو عمرو فقراءتهم على خلاف ذلك؛ لأنهم يذهبون إلى السهولة في التلاوة والحدر والتدوير، من غير إفراط في التشديد، ولا مبالغة في التحقيق. وكذلك قراءة الكسائي قراءة بين القراءتين إلى الحدر ما هي. وكذلك ابن عامر، وقد حكي عن ابن ذكوان عنه الأخذ بالتحقيق. وأما عاصم فكما وصفه شريك بن عبد الله, صاحب مد وهمز وقراءة شديدة، وهو في ذلك دون حمزة؛ ولهذا كله حدود تحكمها المشافهة، فلا يدفع أن يكون

_ 1 بحيث لا يختلّ المعنى, فلا يزيد في الحركة حتى لا يتولد منها حرف مد.

الأخذ لهم بالترتيل أكثر استيثاقا لمخارج الحروف وصفاتها من الأخذ بالحدر أو التوسط، والكل غير خارج عن حد التجويد إلى الإخلال بالحروف. ولذلك ما وجدنا أهل الأداء ربما أخذوا لمن مذهبه الترتيل بالحدر، ولمن مذهبه الحدر بالترتيل. هذا أبو عمرو1، على ما تقرر من أخذه بالإدراج وإيثاره التخفيف، قد أخذوا له بالتحقيق. حدثني أبو الحسن علي بن أحمد بن كرز قراءة مني عليه قال: حدثني أبو القاسم بن عبد الوهاب قال: سمعت أبا علي الأهوازي يقول: سمعت أبا الحسن العلاف البصري يقول: قرأت لأبي عمرو باشتقاق التحقيق بعد قراءتي لحمزة على أبي الطيب الإصطخري خمسا وثلاثين ختمة، وختمة إلى آخر رأس الجزء من "سبأ"، ومات الشيخ -رحمه الله- فتممتها على قبره. واشتقاق التحقيق مرتبة جعلها الأهوازي زائدة على مرتبة التحقيق في أقسام قسّم إليها وجوه القراءة، سنذكرها على ما حكي لنا عنه, إن شاء الله. وهذا حمزة، على ما ثبت من أخذه بالتحقيق والتصعيب على القارئ عليه حتى ناله في ذلك ما نال، قد أخذ له غير واحد من البغداديين بالحدر. وقد قرأنا له بالحدر، فلولا استواء الحدر مع الترتيل في حصول التجويد ما كان ذلك. فأما الأقسام التي ذكرها الأهوازي: فحدثني أبو الحسن بن كرز بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو القاسم بن عبد الوهاب، قال لي شيخنا الأهوازي: اعلم أن القرآن يُقرأ على عشرة أضرب: بالتحقيق، وباشتقاق التحقيق، وبالتجويد، وبالتمطيط، وبالحدر، وبالترعيد، وبالترقيص، وبالتطريب، وبالتلحين، وبالتحزين. قال الأهوازي: سمعت جماعة من شيوخي يقولون: لا يجوز للمقرئ أن يقرئ منها بخمسة أضرب: بالترعيد، والترقيص، والتطريب، والتلحين، والتحزين. وأجازوا الإقراء بالخمسة الباقية، إذ ليس للخمسة أثر، ولا فيه نقل عن أحد من

_ 1 ابن العلاء البصري.

السلف، بل ورد إلينا أن بعض السلف كان يكره القراءة بذلك. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا علي بن محمد النحوي بدمشق، حدثنا علي بن يعقوب، حدثنا أحمد بن نصر بن شاكر، حدثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي، حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، قال: القراءة لا تُطَرَّب, ولا تُرَجَّع. حدثنا أبو علي الصدفي قراءة عليه، حدثنا عبد الله بن طاهر البلخي ببغداد، حدثنا محمد بن عبد الله المقرئ وغيره، قالوا: حدثنا علي بن أحمد الخزاعي ببخارى، حدثنا الهيثم بن كليب، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا نوح بن قيس الحداني، عن حسام بن مصك، عن قتادة قال: ما بعث الله تعالى نبيا إلا حسن الوجه، حسن الصوت، وكان نبيكم -صلى الله عليه وسلم- حسن الوجه، حسن الصوت، وكان لا يرجّع. قال أبو جعفر: أما الترجيع, فقد جاء في الصحيح من رواية معاوية بن قرة عن عبد الله بن مغفل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد تُؤوِّل الحديث. ونرجع إلى الحكاية عن الأهوازي: حدثنا أبو الحسن، حدثنا أبو القاسم، حدثنا الأهوازي: أما الترعيد في القراءة: فهو أن يأتي بالصوت إذا قرأ مضطربا, كأنه يرتعد من برد أو ألم، وربما لحق ذلك من يطلب الألحان. وأما الترقيص: فهو أن يروم السكوت على السواكن، ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو وهرولة، وربما دخل ذلك على من يطلب التجويد والتحقيق، وهو أدق معرفة من الترعيد. وأما التطريب: فهو أن يتنغم بالقراءة ويترنم، ويزيد في المد في موضع المد وغيره، وربما أتوا في ذلك بما لا يجوز في العربية، وربما دخل ذلك على من يقرأ بالتمطيط.

وأما التلحين: فهو الأصوات المعروفة عند من يغني بالقصائد وإنشاد الشعر، وهي سبعة ألحان، وقد أتى القرآن بثامن ليس في أصواتهم، والذي يلحن إذا أتى باللحن لا يخرج منه إلى سواه. وقد اختلف السلف في جواز ذلك، فكرهه قوم وأجازه آخرون، فأما الإقراء به فلا يجوز، ولا بالتطريب، ولا بالترقيص، ولا بالتحزين، ولا بالترعيد، على ذلك وجدت علماء القراءة في سائر الأمصار. حدثنا أبو الحسن, حدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو علي قال: وسمعت أبا الفرج معافى بن زكرياء الحلواني يقول: حضرت يوما عند ابن مجاهد، وقرأ عليه قارئ فطرَّب، فقال له ابن مجاهد: ما أطيب هذا! أخبئه لبيتكم. حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قراءة مني عليه، حدثنا أبي، حدثنا أبو المطرف القنازعي، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو العلاء الوكيعي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش أن رجلا قرأ عند أنس فطرَّب، فكره ذلك أنس. وبه إلى أبي بكر قال: حدثنا عفان, قال: حدثنا حماد بن سلمة, قال: حدثنا عمران بن عبد الله بن طلحة أن رجلا قرأ في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان فطرب, فأنكر ذلك القاسم بن محمد وقال: يقول الله تعالى: {لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41، 42] . حدثنا أبو علي الغساني في جماعة قالوا: حدثنا أبو عمر النمري، قال: حدثنا خلف بن قاسم الحافظ، حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زيد، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن ثور بن عمرو، حدثنا أبي، حدثنا عقبة بن علقمة، حدثني مالك بن أنس عن أبان بن أبي عياش قال: سمع أنس بن مالك رجلا يقرأ بالألحان، فرفع حريزة كانت على حاجبه، وأرانا عقبة، فقال أنس: ما كنا نعرف هذا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

نرجع إلى كلام الأهوازي، حدثنا أبو الحسن، حدثنا أبو القاسم عنه قال: وأما التحزين: فإنه ترك القارئ طباعه وعادته في الدرس إذا تلا، فيلين الصوت، ويخفض النغمة كأنه ذو خشوع وخضوع، ويجري ذلك مجرى الرياء، لا يؤخذ به، ولا يقرأ على الشيوخ إلا بغيره. قال: وإنكار شيوخنا الأخذ بما ذكرت عنهم نقل نقلوه عن سلفهم؛ لأنهم متبعون غير مبتدعين. قال أبو جعفر: قال عبد الملك بن حبيب: ولا بأس أن يحزن القارئ قراءته من غير تطريب ولا ترجيع يشبه الغناء في مقاطعه ومكاسره، أو تحزينا فاحشا يشبه النوح، أو يميت به حروفه، فلا خير في ذلك. وأما ما سهُل منه فذلك مستحسن من ذوي الصوت الحسن. قاله مطرف وابن الماجشون عن مالك. نرجع إلى كلام الأهوازي، حدثنا أبو الحسن عن أبي القاسم عنه قال: وأما الحدر: فإنه القراءة السهلة السمحة الرتلة، العذبة الألفاظ، اللطيفة المعنى، التي لا تخرج القارئ فيها عن طباع العرب، وعما تكلمت به الفصحاء بعد أن تأتي بالرواية عن الإمام من أئمة القراء على ما نُقل عنه من المد والهمز، والقطع والوصل، والتشديد والتخفيف، والإمالة والتفخيم، والاختلاس والإشباع1، فإن خالف شيئا من ذلك كان مخطئا. والحدر عن نافع إلا ورشا، وابن كثير وأبي عمرو. وأما التجويد: فهو أن يضيف إلى ما ذكرت في الحدر مراعاة تجويد الإعراب، وإشباع الحركات، وتبيين السواكن، وإظهار بيان حركة المتحرك بغير تكلف ولا مبالغة، وهو على نحو قراءة ابن عامر والكسائي. وليس بين التجويد وتركه إلا رياضة من يُحسنه بفكِّه، والقراءة هي على طباع

_ 1 إتمام الحركة.

العرب، تحسن وتزين بألسنتهم، كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما جاء عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المتقدمين، رحمة الله عليهم أجمعين. وأما التمطيط: فهو أن يضيف إلى ما ذكرت زيادة المد في حروف المد واللين، مع جري النفس في المد، ولا تدرك حقيقة التمطيط إلا مشافهة، وهو على نحو ما قرأت به عن ورش عن نافع عن طريق المصريين عنه. ومن التمطيط أيضا أن يثبُت القارئ على الإعراب في موضع الرفع والنصب والجر، نحو قوله تعالى: {الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ} ، و {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ} ، و {مَا مَنَعَكَ أَنْ} [ص: 75] ونحو ذلك. وأما غير المصريين، من البغداديين والخراسانيين والأصبهانيين، فإنهم يأخذون عن ورش عن نافع بغير تمطيط. وأما اشتقاق التحقيق: فهو أن يزيد على ما ذكرت من التجويد روم السكوت على كل ساكن ولا يسكت، فيقع للمستمع أنه يقرأ بالتحقيق، وكذلك جميع ما نذكره من التحقيق فإنه يرومه. وهي تقرأ بعد القراءة بالتحقيق ليعلم أنه قد ضبط ذلك، وهي رياضة، وربما أُخذ بذلك لغير حمزة، وذكر هنا الحكاية المتقدمة عن أبي الحسن العلاف. وأما التحقيق: فهو حلية القراءة، وزينة التلاوة، ومحل البيان، ورائد الامتحان، وهو إعطاء الحروف حقوقها، وتنزيلها مراتبها، ورد الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، ولطف النطق به، ومتى ما غير ذلك زال الحرف عن مخرجه وحيزه. وأصل التحقيق المد والهمز والقطع والتمكين، وأن يكون ذلك وزنا وكيلا واحدا، لا يفضل شيء على شيء في المد والقطع، والسكت والتشديد والتخفيف، وأن يكون المد سالما من جري النفس معه، والقطع من تنفير الساكن بعده، والسكت من قطع النفس، والتشديد من أن يكون أثقل من إظهار حرفين، والتخفيف من الاعتماد عليه، وأن يكون المخفي عندما أُخفي عنده أقل من حرفين وأكثر من

حرف. ومعنى ذلك أن يكون المخفي بين المشدد والمخفف. ومشى الأهوازي على حروف المعجم فوصى فيها بالتزام حدود قد رسمها كل من ألف في التجويد. وليس كتابي هذا موضوعا لذلك، فلم أرد إطالة به، وإنما كان غرضي التعريف بحد كل إمام من أئمة السبعة في قراءته، وما يجوز من أساليب القراءة مما لا يجوز. وأنا أوصي الطالب بحفظ مخارج الحروف وصفاتها، وقد ذكرتها في باب الإدغام، وأعرفه أن صفات الحروف أغمض من مخارجها، وأدق لمن أراد تحصيلها.

باب: ما خالف به الرواة أئمتهم

باب: ما خالف به الرواة أئمتهم نافع: ورش عنه ... باب: ما خالف به الرواة أئمتهم نافع: روش عنه حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أحمد بن عمر القاضي, حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، حدثنا بكر بن سهل، حدثنا أبو الأزهر عن ورش عن نافع "محيايْ" [الأنعام: 162] واقفة الياء1. قال أبو الأزهر: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل {مَثْوَايَ} [يوسف: 23] وزعم أنه أقيس في النحو. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا خلف بن إبراهيم، حدثنا أحمد بن أسامة عن أبيه، عن يونس، عن ورش عن نافع "ومحيايْ" موقوفة الياء، و"مماتيَ" [الأنعام: 162] منتصبة الياء. قال يونس: قال لي عثمان: وأحب إلي أن تنصب {مَحْيَايَ} وتوقف {مَمَاتِي} . حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا أبي، حدثنا خلف بن يحيى، حدثنا محمد بن أحمد بن أحمد بن خالد، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن وضاح وإبراهيم بن باز قالا: حدثنا أبو الأزهر عن ورش عن نافع "ومحيايْ" واقفة الياء. قال عبد الصمد: أمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها كما ينصب حمزة، وزعم أنه

_ 1 أي: ساكنة الياء.

أحب إليه وأقيس في النحو. قال ابن وضاح: قال عبد الصمد: أنا أتبع نافعا على إسكان الياء في "محيايْ" وأدع ما اختاره ورش من فتحها. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا فارس، حدثنا عمر بن محمد، حدثنا أحمد بن محمد بن زكريا، حدثنا عبيد بن محمد, حدثنا داود عن ورش عن نافع "ومحيايْ" موقوفة الياء، قال داود: وأمرني عثمان بن سعيد أن أنصبها مثل {مَثْوَايَ} وزعم أنه أقيس في النحو. وقد قيل: إن نافعا كان يأخذ بالوجهين، وإن ورشا اختار مما قرأ به على نافع التحريك. وإلى هذا ذهب أبو محمد مكي، وذلك لخبر أخبرناه أبو علي الصدفي، حدثنا أحمد بن خيرون ببغداد، حدثنا الحسين بن الحسن الأنماطي، حدثنا أبو الحسين بن البواب، حدثنا ابن مجاهد قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الفضل بن يعقوب الحمراوي قال: قال لنا أبو الأزهر عن ورش: كان نافع يقرأ أولا "محيايْ" ساكنة الياء، ثم رجع إلى تحريكها بالنصب، وقد استبعد هذا الخبر أبو سهل، وصمم على رده أبو عمرو، وقال في "جامع البيان" وفي "الطبقات" وغيرهما: وهو غلط الحمراوي، والصحيح وقفه على ورش. وقد حكى داود بن أبي طيبة وأبو الأزهر عن ورش إسكان الياء في الباب كله نحو: "هُدَاي" حيث وقع1، و"مَثْوَاي" [يوسف: 23] ، و"بُشْرَاي" [يوسف: 19] وهي رواية ابن هلال عن النحاس عن أبي يعقوب فيما ذكر الأهوازي. وقال ابن أشتة: وروت الرواة عن ورش عن نافع "هُدَاي" حيث وقع بالإسكان، قال: والأخذ بالفتح مثل الكل. قال أبو جعفر: وقد قال أيضا داود وأبو الأزهر عن ورش بالفتح في ذلك: هو

_ 1 البقرة "38"، طه: "123".

المشهور عن أبي يعقوب، والمعمول به. والذي يؤخذ به من طريق المصريين جميعا الفتح في الباب إلا في {مَحْيَايَ} فالأخذ فيه بالإسكان والفتح موافقة للرواية عن نافع، ولاختيار ورش. على أن أهل مصر أكثر ما يأخذون لورش بالإسكان في {مَحْيَايَ} ولا يراعون اختياره. وقال النحاس عن الأزرق عنه: إنه روي عن نافع {لَوْ أَرَاكَهُمْ} في [الأنفال: 43] بالفتح، واختار من عند نفسه الترقيق. وقال عثمان بن سعيد: قال بعض شيوخنا: إن الزيادة في المد اختيار من ورش, خالف فيه نافعا وقالون عنه. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسن بن عبيد الله، حدثنا عبد الوهاب بن محمد، حدثنا الأهوازي قال: قال لي أبو الفرج الشطوي: قال لي أبو الحسن بن شنبوذ: روى أبو سليمان عن قالون عن نافع "قُلْ رَّبِّ" بالإدغام حيث كان. واختار أبو سليمان إظهارها، قال الأهوازي: وباختياره قرأتها عليه. قال أبو جعفر: وبإظهار اللام من {قُلْ} عند الراء قرأت على أبي القاسم لقالون من طريق الحلواني وأبي مروان عنه، ومن طريق ابن شنبوذ عن أبي نشيط عنه. قال أبو الحسن الدارقطني: هذا عندي وهم من الحلواني، والله أعلم. قال الأهوازي: اختار أبو عون الواسطي في قراءة نافع ضم الميم عند نفسها وعند الهمزة، وفي رءوس الآي.

ابن كثير

ابن كثير: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن موسى قال: حدثنا أحمد بن علي بن الخزاز قال: حدثنا محمد بن يحيى القطيعي عن عبيد الله بن عقيل الهلالي أنه كان يختار في قراءة ابن كثير ترك ضم الميم إذا كان في اسم الله تعالى، مثل قوله -تبارك اسمه: {رَبُّكُمْ} ، و {رَبِّهِم} ، وَ {إِلَهُكُمْ} ونحو ذلك، ويرفعها حيث كان في غير اسم الله تعالى، وروى القطيعي عن عبيد عن شبل عن ابن كثير إسكان ميم الجمع حيث وقعت.

أبو عمرو

أبو عمرو: حدثنا أبو داود وأبو الحسن قالا: حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا محمد بن قطن، حدثنا أبو خلاد. وحدثنا خلف بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن رشيق، حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي، حدثنا أبو شعيب قالا: خالف أبو محمد اليزيدي أبا عمرو في أحرف يسيرة. في البقرة {إِلَى بَارِئِكُمْ} ، و {يَأْمُرُكُمْ} ، و {يَنْصُرُكُمْ} فأشبع الحركة فيه. وفي قوله {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259] ، وفي [الأنعام: 90] {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} طرح الهاء منهما في الوصل، وأثبتها في الوقف، وفي قوله {تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة: 281] بضم التاء وفتح الجيم. وفي قوله في [آل عمران: 75] {يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ، وقوله {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} [النساء: 115] ، و {نُؤْتِهِ} [آل عمران: 45] ، [والشورى: 20] فجر الهاء1 في ذلك كله. وفي قوله في [الأعراف: 164] {قَالُوا مَعْذِرَةً} بالنصب. وفي قوله في [التوبة: 30] {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} نَوَّنه. وفي قوله في [طه: 102] {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} بالياء مضمومة. وفي قوله في [الواقعة: 3] {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} نصبهما جميعا. وفي [الحديد: 23] {بِمَا آتَاكُمْ} مَدَّه, فذلك عشرة أحرف. حدثنا أبو القاسم -رحمه الله- حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا أبو الفضل الخزاعي قال: وقرأت عن اختيار اليزيدي {كَاذِبَةٌ} وأختاها2 [الواقعة: 2] نصبا كذلك. قال الخزاعي: ونصب {كَاذِبَةٌ} لا يجوز. حدثا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسن الغضائري، حدثنا أبو عثمان المؤدب، حدثنا أبو

_ 1 أي: كسر الهاء. 2 {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} [الواقعة: 3] ، وفي الشواذ قرأ الحسن واليزيدي والثقفي وأبو حيوة بالنصب ا. هـ. ونصب الثلاثة "كاذبة, خافضة رافعة" على الحال فهي ثلاث أحوال {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} جملة و"كاذبةً, خافضةً" انظر "المحتسب: 2/ 307".

عمر الدوري قال: سمعت الكسائي يقول: لولا أن اليزيدي سبقني إليه لقرأت "خَافِضَةً رَافِعَةً". قال الأهوازي: وروى ابن فرح عن الدوري عن اليزيدي، وأبو حمدون عن اليزيدي أنه كان يختار في قراءة أبي عمرو حروفا يخالفه فيها، منها في سورة [البقرة: 54] {بَارِئِكُمْ} بإشباع الكسرة فيهما، وكذلك يشبع الرفع في قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ} , و {يَنْصُرُكُمْ} ، و {مَا يُشْعِرُكُمْ} حيث كان. زاد ابن فرح عن الدوري عنه {وَأَرِنَا} وبابه، و {الدُّنْيَا} وبابه، بالفتح حيث كان {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} [البقرة: 143] بالرفع {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لاعْنَتَكُمْ} [البقرة: 220] بفتح العين بغير ألف "لم يتسن وانظر" [البقرة: 259] بغير هاء في الوصل دون الوقف {أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} [البقرة: 41] بالإمالة {يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ} [البقرة: 281] برفع التاء, وفتح الجيم. وفي {يُؤَدِّهِ} ، و {لا يُؤَدِّهِ} ، و {نُؤْتِهِ} بالإشباع فيهن في الوصل دون الوقف. وفي [النساء: 115] {نُوَلِّهِ} و {وَنُصْلِهِ} بالإشباع أيضا فيهما. وفي [الأنعام: 90] {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا} بغير هاء في الوصل دون الوقف. وفي [الأعراف: 27، 40، 164] {هُوَ وَقَبِيلُهُ} بنصب اللام, {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ} بفتح التاءين وإسكان الفاء مخففة {أَبْوَابُ} بالنصب، و {قَالُوا مَعْذِرَةً} بالنصب. وفي [التوبة: 30، 40] {عُزَيْرٌ ابْنُ} بالتنوين، و {فِي الْغَارِ} بالفتح. وفي [يونس: 35] {يَهِدِّي} بفتح الياء والهاء. وفي النحل {بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [7] بفتح الشين, {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ} [124] بفتح الجيم والعين والتاء. وفي [طه: 102] {يَوْمَ يُنْفَخُ} برفع الياء. وفي النور {وَيَتَّقْهِ} [52] بإشباع الكسرة في الوصل دون الوقف، {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} [53] بالنصب فيهما. وفي [الفرقان: 67] {وَلَمْ يَقْتُرُوا} برفع الياء وفتح القاف وكسر التاء وتشديدها.

وفي [النمل: 28] {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} بإشباع الكسرة في الوصل دون الوقف. وفي سورة [يس: 5] {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ} بكسر اللام. وفي [المؤمن: 1] {حم} بفتح الحاء حيث كان. وفي [الزخرف: 68] {يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} بغير ياء في الحالين. وفي [الواقعة: 3] {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} بالنصب فيهما. وفي [الحديد: 23] {بِمَا آتَاكُمْ} بمد الهمزة. وفي [الفجر: 4] {إِذَا يَسْرِ} بغير ياء في الحالين. وكان يفتح رءوس الآي في الإحدى عشرة سورة. تابعه أبو حمدون من ذلك على أحد عشر حرفا: قوله تعالى: {يَأْمُرُكُمْ} ، و {أَرِنَا} ، و {بَارِئِكُمْ} وبابه، و {يُؤَدِّهِ} وبابها، و"لم يتسن"، و {اقْتَدِهْ} ، و {تُرْجَعُونَ فِيهِ} ، و {قَالُوا مَعْذِرَةً} ، و {عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ} ، و {يَوْمَ يُنْفَخُ} في طه، و {يَا عِبَادِ} في الزخرف، و"خافضةً رافعةً"، و {بِمَا آتَاكُمْ} في الحديد فقط، وباقي الحروف إلا ما رواه ابن فرح عن الدوري عنه حسب. وقال أبو الحسن بن المنادي: كان أبو أيوب يختار القراءة في سبعة أحرف يقرؤها لنفسه، تخالف قراءة أبي عمرو، وربما أخذها على الواحد بعد الواحد فيما بلغنا من غلمانه، أحدها {أَرِنِي} ، {وَأَرِنَا} بكسر الراء, والثاني {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} [النساء: 81] بفتح التاء، والثالث {لِأَهَبَ لَكِ} [مريم: 19] بالهمز، والرابع {إِنْ هَذَانِ} [طه: 63] بالألف، والخامس {عَادًا الْأُولَى} [النجم: 50] بالهمز وترك الإدغام، والسادس {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: 10] ، والسابع {أُقِّتَتْ} [المرسلات: 11] بالهمز. وقال أبو الفتح الحمصي: كان أبو عمران بن جرير يروي عن أبي شعيب كسر الراء1 من {نَرَى اللَّهَ} [البقرة: 55] وبابه في الوصل، واختار أبو عمران من عند نفسه الفتح.

_ 1 أي: بإمالة الراء.

حدثنا أبو القاسم شيخنا -رحمه الله- حدثنا أبو محمد المليحي بمصر، حدثنا أبو علي البغدادي، حدثنا أبو محمد بن الفحام قال: حدثنا بكار بن أحمد بن بكار، عن الصواف، عن ابن غالب، عن شجاع قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في النوم فقال لي: "اعرض عليَّ قراءتك" فعرضت عليه قراءة أبي عمرو، فما رد علي إلا حرفين قلت: "أو ننسأها" [البقرة: 106] فقال: "قل: {أَوْ نُنْسِهَا} " وقرأت "أرْنا" فقال: "قل: {أَرِنَا} " قال: فما خالف شجاع لأبي عمرو إلا في هذين الحرفين لأجل منامه.

ابن عامر: ابن ذكوان عنه

ابن عامر: ابن ذكوان عنه حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو بكر النقاش، حدثنا أحمد بن أنس. قال الأهوازي: وحدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن موسى بن فضالة، حدثنا أحمد بن أنس بن مالك عن عبد الله بن ذكوان. قال الأهوازي: وحدثنا أيضا أبو محمد قال: حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة الليثي قال: حدثنا أحمد بن المعلى الأسدي عن عبد الله بن ذكوان قال: قلت لأيوب بن تميم: وأنت تقرأ بقراءة يحيى بن الحارث الذماري؟ قال: نعم، أقرأ بحروفه كلها إلا حرفا واحدا، قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا} [يس: 62] فإن يحيى كان يقرأ هذا الحرف برفع الجيم "جُبُلا كثيرا" وأنا أقرؤه بكسر الجيم {جِبِلًّا كَثِيرًا} ، وباقي الحروف فعلى قراءة يحيى بن الحارث في القرآن كله. قال أحمد بن المعلى: واختار عبد الله بن ذكوان حرفين خالف فيهما قراءة ابن عامر، قوله تعالى: {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} في [الأنعام: 44] فخففها، و {هَيْتَ لَكَ} في [يوسف: 23] بفتح التاء والهاء فيهما. هشام عنه: حدثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن طريف قراءة مني عليه في منزله، حدثنا أبو

القاسم بن عبد الوهاب، حدثنا أبو علي البغدادي قال: قال لي أبو الحسن الحمامي المقرئ في جامع المنصور ببغداد، قال لي النقاش: قال الأخفش: سألت ابن ذكوان فقلت: سمعت هشام بن عمار يدغم لام "هل، وبل" عند معظم هذه الحروف، فقال لي: ما يعرف هذا أهل الشام، وإنما اختاره هشام لنفسه. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو العباس العجلي قال: حدثنا أبو بكر الداجوني قال: حدثنا محمد بن موسى1, قال: حدثنا عبد الله بن ذكوان قال: إن هذا الإدغام شيء يختاره هشام، لا إنه رواه عن رجاله عن ابن عامر. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد الشيباني، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان الربعي، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد الخريمي قال: حدثنا هشام بن عمار. قال الأهوازي: وحدثنا أبو محمد قال: حدثنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الفرائضي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المعافى قال: حدثنا هشام بن عمار أنه كان يختار في قراءة ابن عامر في [الرعد: 39] "ويُثبِت" بالتخفيف، وفي [إبراهيم: 30] فقط "ليَضلوا" بفتح الياء، وفي [النحل: 110] {مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا} برفع الفاء، وفي [القصص: 32] {مِنَ الرَّهْبِ} بفتح الراء والهاء, وفي [سبأ: 19] {رَبَّنَا بَاعِدْ} بألف، وفيها [120] {وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ} بتشديد الدال، وفي [الزمر: 38] {كَاشِفَاتُ} ، و {مُمْسِكَاتُ} بالتنوين فيهما , {ضُرِّهِ} ، و {رَحْمَتِهِ} بالنصب فيهما، وفي [الممتحنة: 3] {يَفْصِلُ} مخفف، وفي [المعارج: 1] {سَأَلَ} مهموز، وفي سورة [نوح: 23] قال الخريمي وحده عنه: "وُدًّا" برفع الواو، وفي [القمر: 26] {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} بالتاء، وفي [الزخرف: 11] {تُخْرَجُونَ} برفع التاء، قال الخريمي وحده: "لما" هنا2 بالتخفيف

_ 1 الصوري. 2 أي: في [الزخرف: 35] .

أحب إليه. وروى هشام من طريقين عنه في [حم السجدة: 29] {أَرِنَا} بإسكان الراء، وفي [الحديد: 10] {وَكُلًّا} بالرفع، وقال: هما خطآن، إنما هو {رَبَّنَا أَرِنَا} بكسر الراء، و {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ} بالنصب. وكذلك روى {تَشَاءُونَ} [الإنسان: 30] بالتاء. حدثنا حسين بن محمد الغساني الحافظ، حدثنا حكم بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، حدثنا أبو طاهر بن أبي هشام، حدثنا إسحاق بن أبي حسان قال: حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر " لَما" [الزخرف: 35] خفيف، قال هشام: {لَمَّا} مثقل أعجب إليَّ "لأنه بمعنى إلا". قال أبو جعفر: هذا خلاف رواية الخريمي. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا محمد بن محمد, حدثنا هشام بإسناده عن ابن عامر "لَما" خفيفة. قال أبو عمرو: وكذلك روى إبراهيم بن دحيم عن هشام، وكذلك قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام، وقال لي: التشديد اختيار من هشام. قال: وقرأت على طاهر في رواية الحلواني بالتشديد. حدثنا أبو علي الصدفي، حدثنا عبد الواحد بن فهد ببغداد، حدثنا أبو الحسن بن الحمامي، حدثنا أبو طاهر، حدثنا ابن أبي حسان، حدثنا هشام قال: هذا خطأ، ليس في القرآن "أرْنا" إنما هو {أَرِنَا} يعني: بكسر الراء. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن مجاهد قال: حدثني أحمد بن محمد بن بكر عن هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر "وما يَشاءون" [الدهر: 30] بالياء، قال هشام: هذا خطأ {تَشَاءُونَ} أصوب. حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا الفارسي، حدثنا أبو طاهر، حدثنا ابن أبي حسان بإسناده عن ابن عامر "وما يَشاءون" بالياء. قال هشام: تقرأ بالتاء

{تَشَاءُونَ} . وكذلك قال الحلواني: إن هشاما كان يختار التاء، وبذلك كان الداجوني يأخذ في رواية هشام. حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا الحسين، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا محمد بن عمر بن سليمان، حدثنا أبو بكر الشذائي قال: قراءة إبراهيم بالياء اختيار الأخفش في قراءة ابن عامر.

عاصم: حفص عنه

عاصم: حفص عنه حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا طاهر بن غلبون، حدثنا علي بن محمد الهاشمي، حدثنا أحمد بن سهل، حدثنا علي بن محصن، حدثنا عمرو بن الصباح عن حفص أنه لم يخالف عاصما في شيء من قراءته إلا حرفا في [الروم: 54] {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فإنه خالفه وقرأه بالرفع1، ولم يكن يقرأ في القرآن غيره. قال أبو جعفر: وذكر غير واحد عن عمرو عن حفص أنه إنما رفع الضاد في الحروف في الروم لما حدثه به فضيل بن مرزوق قال: أخبرني عطية العوفي أنه قرأ على عبد الله بن عمر {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} بالنصب، وردها علي "من ضُعف" بالرفع، وقال: إني قرأت على النبي -صلى الله عليه وسلم- كما قرأتها علي، فردها علي كما رددتها عليك. وهذا الحديث قد رواه جماعة عن الفضيل بن مرزوق. حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي قراءة مني عليه قال: حدثنا أبو المطهر سعيد بن عبد الله الأصبهاني ببغداد، حدثنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا قراد أبو نوح قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية قال: قرأت على ابن عمر {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قرأت علي فقال: "الله الذي خلقكم من ضُعف". قرئ على أبي علي الصدفي وأنا أسمع، عن عبد المحسن بن محمد قال: حدثنا

_ 1 أي: بضم الضاد.

أبو الفتح المحاملي، حدثنا الدارقطني، حدثنا الحسين بن أحمد بن الربيع الأنماطي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا المعدل بن غيلان قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ: "الذي خلقكم من ضُعف". حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام قراءة عليه، حدثنا حجاج بن قاسم بن محمد، حدثنا أبي، حدثنا عبد الوهاب بن منير، حدثنا أحمد بن محمد المصري، حدثنا إبراهيم بن راشد، حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر قال: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: "من ضُعْفٍ". قرأت على أبي الوليد أحمد بن عبد الله بن طريف عن حاتم بن محمد الطرابلسي قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم الدئيلي، حدثنا سعيد، هو ابن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان -يعني ابن عيينة- عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر قال: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} [الروم: 54] فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الله الذي خلقكم من صُعْفٍ ثم جعل من بعد ضُعْفٍ قوة ثم جعل من بعد قوة ضُعْفًا وشيبة" إن شاء الله. حدثنا أبو علي الصدفي قراءة عليه غير مرة، حدثنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبار ببغداد قالا: حدثنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد، حدثنا الحسين بن محمد بن شعبة، حدثنا أبو العباس بن محبوب، حدثنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا نعيم بن ميسرة النحوي، عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر: "أنه قرأ على النبي: {خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: "من ضُعْفٍ". قال أبو عيسى: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه. وقد رواه غير الفضيل بن مرزوق عن عطية عن ابن عمر نحوه.

حدثنا أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام قراءة عليه، حدثنا حجاج بن قاسم المأمون، حدثنا أبي، حدثنا عبد الوهاب بن منير، حدثنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن راشد الأدمي، حدثنا حفص بن إسماعيل الأبلي، حدثنا مالك بن مغول وعبد العزيز بن أبي داود عن عطية العوفي قال: سمعت ابن عمر يقول: قرأت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} فقال: "من ضُعْف" يا بني" وقد رواه سلام بن سليمان المدائني، وهو متروك الحديث عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر. حدثنا أبو علي الصدفي، حدثنا أبو العباس الرازي، حدثنا محمد بن جعفر بن الفضل، حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني هارون الأخفش قال: حدثني أبو العباس سلام بن سليمان الضرير المدائني عن أبي عمرو بن العلاء عن نافع عن ابن عمر قال: قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سورة الروم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضُعْفًا وَشَيْبَةً} بضم الضاد في هذه الثلاث الكلمات. وباختيار حفص في هذه الكلم الثلاث قرأت على أبي القاسم من طريق عمرو وعبيد، إلا أني قرأت عليه من طريق الأهوازي عن علي بن محمد الهاشمي عن الأشناني بفتح الضاد فيهن كروايته عن عاصم. قرأت على أبي -رضي الله عنه- من طريق الهاشمي بالوجهين، عن قراءته كذلك على أصحاب أبي عمرو، وهو كان اختيار أبي عمرو ليتابع عاصما على قراءته، ويوافق حفصا على اختياره. أبو بكر عنه: حدثني أبو القاسم, عن أبي معشر، عن الحسين، عن الخزاعي عن قراءته على عبد الغفار بن عبيد الله، وعلى أبي عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي عن قراءتهما على أبي العباس بن يونس. وحدثنا أبي -رضي الله عنه- واللفظ له، حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا ابن عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو الحسين أحمد

ابن عبد الله بن الحسين المقرئ، حدثنا أبو العباس بن يونس، حدثنا أبو الحسن التميمي، حدثنا محمد بن غالب الصيرفي، حدثنا أبو يوسف الأعشى قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: وترك عاصم من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عشرة أحرف، ونحن نقرؤها على قراءة علي، ونخالف فيها عاصما. قرأ عليٌّ في [المائدة: 6] {وَأَرْجُلَكُمْ} نصبا، وقرأها عاصم خفضًا. وقرأ عليٌّ فيها {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقّ} [107] بفتح التاء والحاء، {عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} بألف بعد الياء على التثنية بالرفع، وقرأ عاصم1 "استُحِق" برفع التاء وكسر الحاء، "عليهم الأولِينَ" على الجمع بالياء، ويعد أبو بكر هذين حرفا واحدا لما كانا في موضع واحد. وقرأ عليٌّ في هذه السورة "هل تستطيع" [112] بالتاء في أول الحرف "رَبَّك" بالنصب، وقرأ عاصم {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالياء, {رَبُّكَ} بالرفع، ويعدهما حرفا واحدا لما كان أحدهما معقودا بالآخر، لا يجوز أن يقرأ إلا معه. وقرأ عليٌّ في الأنعام {فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ} [33] بإسكان الكاف وتخفيف الذال، وقرأ عاصم بفتح الكاف وتشديد الذال. وقرأ عليٌّ فيها "الذين فارقوا دينهم" [159] بألف قبل الراء، وقرأ في [الروم: 32] مثله، وقرأهما عاصم بترك الألف وتشديد الراء, ويعد الحرفين واحدا لما كانا لا فرق بينهما، وإنما هي كلمة أعيدت. وقرأ علي في سبحان "حَتَّى تُفَجِّرَ لَنَا" [90] بضم التاء وفتح الفاء وتشديد الجيم وكسرها, وقرأها عاصم بفتح التاء وإسكان الفاء وتخفيف الجيم وضمها. وقرأ علي في الأنبياء {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} [95] بألف، وقرأها عاصم "وحِرْمٌ" بكسر الحاء وترك الألف. وقرأ علي في الكهف {أَفَحَسْبُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [102] بإسكان السين وضم الباء، وقرأها عاصم بكسر السين وفتح الباء.

_ 1 من رواية أبي بكر, وكذا ما سيذكره.

وقرأ علي في [التحريم: 3] "عَرَفَ بَعْضَهُ" غير مشدد، وشددها عاصم. قال أبو العباس بن يونس: سمعت أبا الحسن التميمي يقول مرارا لا أحصي عددها كثرة: قراءتنا هذه قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لأن عاصما ترك من قراءة علي عشرة أحرف، هي التي ذكرناها، ونحن نقرؤها كما قرأها عليٌّ، لا كما قرأها عاصم. قال أبو العباس: قلت لأبي الحسن: {تَحْسَبَنَّ} بكسر السين ليس من قراءة عاصم على ما ذكر الصيرفي عن الأعشى عن أبي بكر، ولا هو مما ذكر أنه خالف فيها عليا، فقال: لست أقول: إن لغة علي تخالف لغة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن لغتهما لغة قريش. قال أبو العباس: وكان من هذا الطريق أيضا أبو بكر يخالف عاصما في قول الصيرفي عن الأعشى عنه في كسر السين من قوله تعالى: {تَحْسَبَنَّ} وبابه حيث كان. وحدثني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين، عن أبي الفضل الخزاعي عن قراءته على عبد الغفار بن عبد الله، وعلى أبي عبد الله الجعفي، عن قراءتهما على أبي العباس بن يونس الحروف، وزاد فيها {فَأْذَنُوا} [البقرة: 279] بالقصر وفتح الذال. قال الأهوازي: وقال لي أبو الفرج الشنبوذي، وأبو إسحاق الطبري، وجميع من قرأت عليه للشموني عن الأعشى: إن أبا بكر خالف عاصما في عشرة أحرف، وأدخلها في قراءته من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه. وقوله -عز وجل- في المائدة: {وَأَرْجُلَكُمْ} بنصب اللام. وفيها {اسْتَحَقَّ} بفتح التاء والحاء. {عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ} بألف على التثنية. وفيها أيضا {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالتاء, {رَبُّكَ} بالنصب. وفي سورة الأنعام: {لا يُكَذِّبُونَكَ} مخفف, ساكنة الكاف.

وفيها أيضا وحدها فقط "فارقوا دينهم" بألف دون الحرف الذي في الروم. وفي بني إسرائيل {لَقَدْ عَلِمْتَ} برفع التاء. وفي الكهف: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} بإسكان السين, ورفع الباء. وفي الأنبياء: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} بألف, وفتح الحاء. وفي التحريم: {عَرَّفَ بَعْضَهُ} بالتخفيف. وذكر الشموني كسر السين في {تَحْسَبَنَّ} وبابه، وجعله من قراءة عاصم لا من اختيار أبي بكر، هكذا ذكر الأهوازي. وحدثنا أبو داود عن أبي عمرو، عن فارس، وحدثنا أبو الحسين يحيى بن إبراهيم، عن عبد الجبار بن أحمد المقرئ، كلاهما عن عبد الله بن أحمد، عن النقار، عن القاسم، عن الشموني قال: قال لي أبو يوسف الأعشى: قال لي أبو بكر: أنا أدخلت هذه الحروف من قراءة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- يعني: في قراءة عاصم. وذكر الحروف وفيها {يَحْسَبُ} و {يَحْسَبُونَ} كل شيء في القرآن بكسر السين في الاستقبال، وذكر فيها {فَأْذَنُوا} مقصورا. وكذلك ذكره الخزاعي عن شيوخه عن ابن يونس. وحدثني أبو القاسم، عن أبي معشر، عن الحسين، عن الخزاعي عن شيوخه عن الشموني بهذه الحروف، وكذلك قرأت عليه -رحمه الله- من طريق الأعشى كما اختار أبو بكر، وبذلك أخذ من طريق الأعشى، ولم أذكره في هذا الكتاب، ولكن الباب اقتضى ذكر هذا عنه. وكذلك قال البرجمي عن أبي بكر: إنه خالف عاصما في عشرة أحرف. وسمى هذه الحروف، وزاد فيها {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: 280] بضم السين, وذكر {فَأْذَنُوا} ولم يذكر {عَرَّفَ} ولا {تَفْجُرَ} ولا "فارقوا" الثاني1, ولم يذكر {تَفْجُرَ} فيما أعلم إلا ابن يونس عن التيمي عن ابن غالب، انفرد به، ولم يأت عن يحيى بن آدم شيء من هذا فيما أعلم.

_ 1 أي: موضع الروم.

إن أبا القاسم شيخنا أخبرني عن أبي محمد المليحي عن أبي علي البغدادي قال: حدثني شيخنا أبو محمد بن الفحام، عن أبي الوليد الشيلماني قال: قرأت على خلف، يعني لأبي بكر "وإِنْ كلا" [هود:111] مخففة، فقال: هذا لحن، إن الخفيفة لا تنصب، اقرأ {وَإِنَّ كُلًّا} بالتشديد. قال أبو الوليد: فلا أدري اختاره لنفسه أو نقله نقلا. حمزة: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق الطبري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أبي طالب المقرئ، حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن برزة الأصبهاني، حدثنا جعفر بن محمد القرشي الوزان قال: "حدثني علي بن الحسين بن سلم النخعي، عن سليم بن عيسى عن حمزة -رحمة الله عليه- قال: قرأت على أبي عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم- القرآن بالمدينة، فقال جعفر: ما قرأ علي أحد أقرأ منك، ثم قال: لست أخالفك في شيء من حروفك إلا في عشرة أحرف، فإني لست أقرأ بها، وهي جائزة في العربية. قال حمزة: فقلت: جُعلتُ فداك، أخبرني بِمَ تخالفني؟ قال: أنا أقرأ في [النساء: 1] {وَالْأَرْحَامَ} نصبا، وأقرأ {يُبَشِّرُ} مشددا، و {حَتَّى تَفْجُرَ} مشددا، و {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ} بالألف، و {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} [الصافات: 130] مقطوعا1، و {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} [فاطر: 43] بالخفض، و {وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: 22] بفتح الياء، و {وَيَتَنَاجَوْنَ} [المجادلة: 40] بألف, وأُظهر اللام عند التاء والثاء والسين مثل: {بَلْ تَأْتِيهِمْ} [الأنبياء: 40] ، و {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا} [المائدة: 59] و {هَلْ ثُوِّبَ} [المطففين: 36] ، و {بَلْ سَوَّلَتْ} [يوسف: 18، 83] وأنا أفتح الواو من قوله {وَوَلَدًا} في كل القرآن، هكذا قرأ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه. قال حمزة: فهممت أن أرجع عنها وخيرت أصحابي.

_ 1 أي: "آل" بفتح الهمزة وكسر اللام وألف بينهما.

قال الوزان: أنا إذا قرأت لنفسي قرأت بهذه الحروف.

الكسائي

الكسائي: حدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو علي، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا الأهوازي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الرفاعي قال: حدثنا أبو الطيب عبد الغفار بن السري قال: إن أبا عمر الدوري روى عن الكسائي في "النصارى، وسكارى، وأسارى، واليتامى، وكسالى" بفتح التاء والصاد والسين والكاف, وأختار كسرهن1 في رواية الكسائي كرواية أبي عثمان المؤدب عنه.

_ 1 أي: إمالتهن اتباعا لإمالة التي بعد الراء والميم واللام.

فرش الحروف

فرش الحروف, سورة أم القرآن: [4]- {مَالِكِ} بألف: عاصم والكسائي. [6، 7]- {الصِّرَاطَ} ، و {صِرَاطَ} حيث وقعا، بالسين: قنبل. بإشمامه الزاي: خلف، وافقه خلاد في {الصِّرَاطَ} فقط. وكذلك قال الضبي عن أصحابه. [7]- {عَلَيْهِمْ} ، و {إِلَيْهِمْ} ، و {لَدَيْهِمْ} بضم الهاء: حمزة. وبضم ميم الجميع مع الهمزة وغيرها: ابن كثير وقالون بخلاف عن أبي نشيط. بضمها مع الهمزة فقط: ورش. الباقون بإسكانها. وإذا لقي الميم ساكن نحو {عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [البقرة: 61] ، و {بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166] كسر أبو عمرو الهاء والميم في الوصل, وضمهما فيه حمزة والكسائي. فإن وقفا كسرا الهاء، إلا أن تكون من إحدى الكلم الثلاث1، فحمزة يضم الهاء فيهن في الوقف أيضا، الباقون بضم الميم وحدها، والوقف للكل على الميم ساكنة من غير إشارة.

_ 1 "إليهم, عليهم, لديهم".

سورة البقرة

سورة البقرة: [91]- {يَخْدَعُونَ} بألف: الحرميان وأبو عمرو1. [10]- {يُكَذِّبُونَ} خفيف: الكوفيون2. [11، 13]- {قِيلَ} ، و {غِيضَ} [هود: 44] بالإشمام: الكسائي وهشام. [36]- {فَأَزَلَّهُمَا} بألف: حمزة. [37]- {فَتَلَقَّى آدَمُ} بالنصب {كَلِمَاتٍ} رفع: ابن كثير. [48]- {وَلا يُقْبَلُ} بالتاء: ابن كثير وأبو عمرو. [51]- {وَاعَدْنَا} ، {وَوَاعَدْنَاكُمْ} [طه: 80] بغير ألف حيث وقع: أبو عمرو. [54]- {بَارِئِكُمْ} قد ذُكر. [85]- {نَغْفِرْ لَكُمْ} بالياء مبنيا للمفعول: نافع. بالتاء مثله: ابن عامر. الباقون: بالنون مبنيا للفاعل. [67]- {هُزُوًا} خفيف مهموز: حمزة، وإذا وقف حذف ونقل، هذا هو المختار. بالضم وإبدال الهمزة واوا: حفص. الباقون بالضم والهمز3.

_ 1 لا خلاف في "يخادعون الله" أنه بضم الياء والألف وكسر الدال، إنما الخلاف في {وَمَا يَخْدَعُونَ} فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بضم الياء وفتح الخاء وألف بعدها مع كسر الدال, والباقون بفتح الدال والياء وسكون الخاء دون ألف. 2 والباقون بضم الياء وفتح الكاف وتشديد الذال. 3 حمزة: بسكون الزاي وفتح الهمزة وصلا.

[74]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بعده {أَفَتَطْمَعُونَ} بياء: ابن كثير. [85]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بعده {أُولَئِكَ} بياء: الحرميان وأبو بكر. الباقون بالتاء فيهما. [81]- {خَطِيئَتُهُ} بالجمع: نافع. [83]- {لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي. [83]- {حُسْنًا} بالفتح: حمزة والكسائي1. [85]- {تَظَاهَرُونَ} خفيف, {وَإِنْ تَظَاهَرَا} في [التحريم: 4] : الكوفيون. [85]- {أُسَارَى} بألف {تُفَادُوهُمْ} بلا ألف: ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. بغير ألف فيهما: حمزة. الباقون: بألف فيهما2. [87]- {الْقُدُسِ} بالتخفيف حيث وقع: ابن كثير. [90]- {يُنَزِّلَ} والمضارع كله، بالتخفيف: ابن كثير وأبو عمرو. واستثنى ابن كثير {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [82] {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} [93] في سبحان. واستثنى أبو عمرو {عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ} في [الأنعام: 37] . الباقون بالتشديد. واستثنى حمزة الكسائي {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} في [لقمان: 34] , وفي [الشورى: 28] . واتفق القراء على تشديد {وَمَا نُنَزِّلُهُ} في [الحجر: 21] . [97]- {لِجِبْرِيلَ} بوزن "فَعْلِيل": ابن كثير. مثل: سلسبيل: حمزة والكسائي، بوزن "فَعْللِل": أبو بكر وقد قيل عن خلاد,

_ 1 أي: بفتح الحاء والسين, والباقون بضم الحاء وسكون السين. 2 حمزة "أسرى, تفدوهم" وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر "أسارى تفدوهم" والباقون {أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} .

كذلك الباقون بوزن "فِعْلِيل" مثل بِرْطِيل1. [98]- {ميكال} بوزن "مِفْعَال": أبو عمرو وحفص. بهمزة من غير ياء: نافع. الباقون بهمزة وياء بعدها. [102]- {وَلَكِنَّ} خفيف, {الشَّيَاطِينَ} رفع: ابن عامر وحمزة والكسائي. ومثله {وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ} ، و {وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17] . زاد حمزة والكسائي {وَلَكِنَّ النَّاسَ} في [يونس: 44] . [106]- {مَا نَنْسَخْ} بضم النون: ابن عامر2. [106]- {أَوْ نُنْسِهَا} بالهمز وفتح النون والسين: ابن كثير وأبو عمرو3. [116]- {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} بغير واو: ابن عامر. [117]- {فَيَكُونُ} هنا، وفي آل عمران {فَيَكُونُ، وَيُعَلِّمُهُ} [47، 48] وفي [النحل: 40] ، [ومريم: 35] ، [ويس: 82] ، [وغافر: 68] بنصب النون في الستة: ابن عامر. وافقه الكسائي في النحل ويس. ولا خلاف في {فَيَكُونُ، الْحَقُّ} في [آل عمران: 59، 60] ، و {فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} في [الأنعام: 73] أنهما بالرفع. [119]- {وَلا تُسْأَلُ} نهى: نافع231. [125]- {وَاتَّخَذُوا} بالفتح: نافع وابن عامر. [126]- {فَأُمَتِّعُهُ} خفيف: ابن عامر.

_ 1 حمزة والكسائي "جبرئيل"، وأبو بكر "جبرئل"، وابن كثير "جبريل" بفتح الجيم دون همز، والباقون بكسر الجيم دون همز. 2 مع كسر السين, والباقون بفتح النون والسين. 3 مع تحقيق الهمز, والباقون بضم النون وكسر السين دون همز. 231م أي: بفتح التاء وسكون اللام, والباقون بضمها.

ذكر إبراهيم -عليه السلام: روى هشام "إِبْراهام" بالألف جميع ما في البقرة، وفي النساء ثلاثة أحرف، وهي الأخيرة: [125، 163] وفي الأنعام الحرف الأخير [161] وفي التوبة الحرفان الأخيران [114] وفي إبراهيم حرف [35] وفي النحل حرفان [120، 123] ، وفي مريم ثلاثة أحرف [41، 46، 58] وفي العنكبوت الحرف الأخير [31] وفي عسق حرف [13] وفي الذاريات حرف [24] وفي النجم حرف [37] وفي الحديد حرف [26] وفي الممتحنة الحرف الأول [4] فذلك ثلاثة وثلاثون حرفا. وروى الحسن بن حبيب عن ابن ذكوان بألف في البقرة فقط. وروى عنه الأخفش بالياء في جميعها كالباقين. وخير عنه ابن الأخرم من طريق ابن غلبون في البقرة. وقال البلخي عن الأخفش، وابن أشتة عن النقاش عن الأخفش، بالألف في جميعها كهشام، وهي رواية الصوري وغيره عن ابن ذكوان. وقال الأهوازي: قرأت على السلمي عن أبيه عن الأخفش عن ابن ذكوان "إبراهام" بألف موضعين لا غير، في [إبراهيم: 35، والأعلى: 19] فقط، وسائر القرآن بالياء. قال: وحدثني أبو بكر السلمي بدمشق قال: قال لي أبو الحسن بن الأخرم: كان الأخفش يقرأ مواضع "إبراهام" بألف، ومواضع بالياء، ثم ترك القراءة بالألف. قال: وقال لي السلمي: قال لي أبي: كان أهل الشام يقرءون: "إبراهام" بألف في مواضع دون مواضع، ثم تركوا القراءة بالألف، وقرءوا جميع ما في القرآن بالياء. وحكى أبو عمرو أن الحلواني قرأ في "مجرده" عن هشام في "النجم" {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [37] بالياء. وقال في "جامعه" عنه بألف. قال: وهو الصحيح. وجملة ما في القرآن من ذكره -عليه السلام- تسعة وستون موضعا، واختلف منها

في ثلاثة وثلاثين موضعا؛ وستة وثلاثون لا خلاف فيها إلا ما ذكر السلمي في [الأعلى: 19] . [132]- {وَوَصَّى} بالألف: نافع وابن عامر1. [140]- {أَمْ تَقُولُونَ} بالتاء: ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي. [143]- {لَرَؤُوفٌ} بالمد: الحرميان وابن عامر وحفص2. [144]- {عَمَّا يَعْمَلُونَ، وَلَئِنْ أَتَيْتَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة والكسائي. [148]- {مُوَلِّيهَا} بألف: ابن عامر3. [149]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ وَمِنْ حَيْثُ} بالياء: أبو عمرو. [158]- {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} بالياء والجزم فيهما [158، 184] : حمزة والكسائي. [164]- {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} هنا وفي [الكهف: 45] ، [والجاثية: 5] بالتوحيد: حمزة والكسائي. وفي [الأعراف: 57] ، [والنمل: 63] ، والثاني من [الروم: 48] ، [وفاطر: 9] بالتوحيد: ابن كثير وحمزة والكسائي. وفي [الحجر: 22] بالتوحيد: حمزة. وفي [الفرقان: 48] بالتوحيد: ابن كثير، الباقون بالجمع. في [إبراهيم 18] ، [والشورى: 33] بالجمع: نافع، الباقون بالتوحيد. [165]- {وَلَوْ يَرَى} بالتاء: نافع وابن عامر. [165]- {إذ يرون} بضم الياء: ابن عامر. [168]- {خُطُوَاتِ} بضم الطاء حيث وقع: قنبل وحفص وابن عامر والكسائي.

_ 1 أي: وأوصى بهمزة مفتوحة بين الواوين, وتخفيف الصاد. 2 بإثبات واو بعد الهمزة, وهو حيث وقع. 3 أي: "مولَّاها".

واختُلف عن أبي ربيعة عن البزي. [173]- {فَمَنِ اضْطُرَّ} 1، و {فَتِيلًا، انْظُرْ} [النساء: 49، 50] ، و {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} [الأنعام: 10] ، و {وَقَالَتِ اخْرُجْ} [يوسف: 31] ، و {قُلِ ادْعُوا} [الإسراء: 110] ، و {أَوِ انْقُصْ} [المزمل: 23] بكسر النون والتنوين والدال والتاء واللام والواو حيث وقع, يجمع ذلك هجاء "لو دنت": عاصم وحمزة. تابعهما أبو عمرو على كسر هجاء "دنت". تابع ابن ذكوان على التنوين حاشا حرفين {بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا} [الأعراف: 49] ، و {خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} [إبراهيم: 26] هذه رواية ابن الأخرم وابن شنبوذ وجماعة عن الأخفش. واستثنى آخرون عن الأخفش {خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} فقط. وقال النقاش وغيره عنه بالكسر من غير استثناء شيء. الباقون بالضم في الباب كله. [177]- {لَيْسَ الْبِرَّ} بالنصب: حمزة وحفص. والثاني2 مجمع على رفعه، والنصب فيه جائز على بعد. [177]- {وَلَكِنَّ} خفيف {الْبِرَّ} رفع في الموضعين: نافع وابن عامر. [182]- {مِنْ مُوصٍ} مشددا: أبو بكر وحمزة والكسائي. [184]- {فِدْيَةٌ طَعَامُ} مضاف {مِسْكِينٍ} جمع: نافع وابن ذكوان. وافقهما هشام في {مِسْكِينٍ} 3. [185]- {وَلِتُكْمِلُوا} مشددا: أبو بكر.

_ 1 حيث وقع. 2 {وَلَيْسَ الْبِرُّ} آية "189". 3 "فديةُ طعامِ مساكين": نافع وابن ذكوان، وهشام: "فدية طعام مساكين"، والباقون {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} .

[189]- {الْبُيُوتَ} حيث وقع، بضم الباء: ورش وحفص وأبو عمرو. [191]- {وَلا تُقَاتِلُوهُمْ} وأختاها [191] 1 بغير ألف: حمزة والكسائي. [197]- {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ} بالرفع والتنوين: ابن كثير وأبو عمرو. [208]- {فِي السِّلْمِ} بالفتح: الحرميان والكسائي. [210]- {تُرْجَعُ الْأُمُورُ} بفتح التاء وكسر الجيم: ابن عامر وحمزة والكسائي. [214]- {حَتَّى يَقُولَ} رفع: نافع. [219]- {إِثْمٌ كَبِيرٌ} بالثاء: حمزة والكسائي. [219]- {قُلِ الْعَفْوَ} رفع: أبو عمرو. [220]- {لَأَعْنَتَكُمْ} بتليين الهمزة بين بين: البزي، من رواية أبي ربيعة بخلاف عنه. [222]- {حَتَّى يَطْهُرْنَ} مشددا: أبو بكر وحمزة والكسائي2. [229]- {يَخَافَا} بضم الياء: حمزة. [233]- {لا تُضَارَّ} برفع الراء: ابن كثير وأبو عمرو. [233]- {مَا آتَيْتُمْ} بالقصر, وكذلك {مَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} في [الروم: 39] : ابن كثير. [236]- {تَمَسُّوهُنَّ} بضم التاء والألف فيهما [236, 237] ، وفي [الأحزاب: 49] : حمزة والكسائي. [236]- {قَدَرُهُ} بفتح الدالين3: ابن ذكوان وحفص وحمزة والكسائي.

_ 1 أي "حتى يقتلوكم, فإن قتلوكم" بغير ألف, فيقرأ "تقتلوهم, يقتلوكم, قتلوكم" والباقون " {تُقَاتِلُوهُمْ} , {يُقَاتِلُوكُمْ} , {قَاتَلُوكُمْ} . 2 أي: بتشديد وفتح الطاء والهاء. 3 أي: بفتح الدال في الموضعين.

[240]- {وَصِيَّةُ} بالرفع: الحرميان وأبو بكر والكسائي. [245]- {فَيُضَاعِفَهُ} في [الحديد: 11] نصب: عاصم وابن عامر، بغير ألف حيث وقع وتشديد العين: ابن كثير وابن عامر1. [245]- {وَيَبْسُطُ} ، و {بَسْطَةً} في [الأعراف: 69] بالسين: قنبل وحفص وهشام وأبو عمرو وحمزة. وعن كل واحد منهم الخلاف. والباقون فيهما بالصاد، وعنهم أيضا الخلاف إلا الكسائي والبزي فلا خلاف عنهما أنهما بالصاد. وقال النقاش عن الأخفش: هنا بالسين، وفي الأعراف بالصاد. بضده أبو ربيعة عن قنبل في رواية الأهوازي. [246]- {عَسَيْتُمْ} بالكسر فيهما2: نافع. [249]- {غُرْفَةً} بالفتح: الحرميان وأبو عمرو. [251]- {دَفْعُ اللَّهِ} بألف فيهما: نافع3. [254]- {لَا بَيْعٌ فِيهِ} وأختاها4، وفي [إبراهيم: 31] ، [والطور: 23] نصب بلا تنوين: ابن كثير وأبو عمرو. [258]- {أَنَا أُحْيِي} , {وَأَنَا أَوَّلُ} بإثبات الألف عند المضمومة والمفتوحة في الوصل: نافع. زاد أبو نشيط إثباتها عند المكسورة. [259]- {نُنْشِزُهَا} بالزاي: الكوفيون وابن عامر.

_ 1 نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالرفع والتخفيف، ويكون ابن كثير بالرفع والتشديد، وابن عامر بالنصب والتشديد، وعاصم بنصب وتخفيف. 2 هنا "246" والقتال: "22". 3 هنا "251" وفي الحج "40": "دفاع" بكسر الدال وفتح الفاء وألف بعدها. 4 "ولا خلة ولا شفاعة" هنا, وفي إبراهيم "لا بيع فيه ولا خلال" وفي الطور "لا لغو فيها ولا تأثيم" وقرأ الباقون بالرفع والتنوين.

[259]- {قَالَ أَعْلَمُ} على الأمر: حمزة والكسائي. [260]- {فَصُرْهُنَّ} بكسر الصاد: حمزة1. [265]- {جُزْءًا} ، و {جُزْءٌ} حيث وقع، بضم الزاي: أبو بكر2. [265]- {بِرَبْوَةٍ} ، و {إِلَى رَبْوَةٍ} [المؤمنون: 50] بفتح الراء: عاصم وابن عامر. [265]- {أُكُلَهَا} ، و {الْأُكُلِ} [الرعد: 4] وبابه، مخففا: الحرميان3. وافق أبو عمرو فيما أضيف إلى مؤنث، وزاد تخفيف "رسلهم، ورسلنا، وسبلنا" إذا كان بعد اللام حرفان. تاءات البزي: شدد البزي التاء التي في أوائل الأفعال المضارعة في الوصل في أحد وثلاثين موضعا: في [البقرة: 267] {وَلَا تَيَمَّمُوا} . وفي [آل عمران: 103] {وَلَا تَفَرَّقُوا} . وفي [النساء: 97] {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ} . وفي [المائدة: 2] {وَلا تَعَاوَنُوا} . وفي [الأنعام: 2] {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ} . وفي [الأعراف: 117] {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ} ، وكذلك في [طه: 69] ، [والشعراء: 45] . وفي الأنفال {وَلا تَوَلَّوْا} [20] ، و {وَلا تَنَازَعُوا} [46] . وفي [التوبة: 52] {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ} . وفي هود {وَإِنْ تَوَلَّوْا} [3] , {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [57] ، {لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ} [105] . وفي [الحجر: 8] {مَا نُنَزِّلُ} . وفي النور: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ} [15] ، و {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [54] .

_ 1 والباقون بضمها. 2 والباقون بالسكون. 3 أي: بسكون الكاف, والباقون بضمها.

وفي [الشعراء: 221، 222] {عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ، تَنَزَّلُ} . وفي الأحزاب: {وَلَا تَبَرَّجْنَ} [33] ، و {وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ} [52] . وفي [الصافات: 25] {لَا تَنَاصَرُونَ} . وفي الحجرات: {وَلا تَنَابَزُوا} [11] ، و {وَلَا تَجَسَّسُوا} [12] ، و {لِتَعَارَفُوا} [13] . وفي [الممتحنة: 9] {أَنْ تَوَلَّوْهُمْ} . وفي [الملك: 8] {تَكَادُ تَمَيَّزُ} . وفي [القلم: 1، 2] {لَمَا تَخَيَّرُونَ} . وفي [عبس: 10] {عَنْهُ تَلَهَّى} . وفي [الليل: 14] {نَارًا تَلَظَّى} ، وفي [القدر: 4] {مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ} . وقرأت على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب أبي عمرو، بتشديد تاءين ذكر أن أبا الفرج محمد بن عبد الله النجاد حدثه بهما عن قراءته على أحمد بن بُدُهْن، عن الهاشمي عن أبي ربيعة عن البزي، وهما {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ} في [آل عمران: 143] ، و {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} في [الواقعة: 65] . قال أبو عمرو: "وذلك قياس قول أبي ربيعة" لأنه جعل التشديد في الباب مطردا، ولم يحصره بعدد. فإن ابتُدئ بهذه التاءات فالتخفيف؛ لأنه لا تدخل ألف الوصل المضارع، نص على ذلك سيبويه. وإن كان قبلهن حرف مد طُوِّل لاجتماع الساكنين. الباقون بالتخفيف وحذف التاء الثانية في الباب كله1. وكذلك حكى لي أبو القاسم عن أبي معشر، وابن عبد الوهاب عن اليزيدي عن النقاش عن أبي ربيعة عن البزي. وكذلك قال أصحاب النقاش كلهم عنه، وبذلك كان يأخذ، وذكر أن أبا ربيعة كان يعد هذه التاءات على القارئ، ولا يأخذ بتشديدهن، ولعله ترك الأخذ بالتشديد لما يعرض في بعض هذه الكلم من اجتماع ساكنين على غير حده في كلام

_ 1 لأن من قرأ بالتشديد فهي عنده بتاءين أدغم الأولى في الثانية.

العرب، والله أعلم. [271]- {فَنِعِمَّا هِيَ} فيهما1، بفتح النون: ابن عامر وحمزة والكسائي. الباقون بكسرها. واختلس حركة العين قالون وأبو بكر وأبو عمرو. [271]- {وَيُكَفِّرُ} بالياء: ابن عامر وحفص. برفع الراء: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم2. [273]- {يَحْسَبُهُمُ} وبابه3، بالفتح: عاصم وابن عامر وحمزة. [279]- {فَأْذَنُوا} بالمد وكسر الذال: أبو بكر وحمزة4. [280]- {إِلَى مَيْسَرَةٍ} بضم السين: نافع. [280]- {تَصَدَّقُوا} خفيف: عاصم. [281]- {تُرْجَعُونَ} مبني للفاعل: أبو عمرو. [282]- {أَنْ تَضِلَّ} بكسر الألف {فَتُذَكِّرَ} رفع: حمزة. ساكنة الذال: ابن كثير وأبو عمرو. [282]- {تِجَارَةً حَاضِرَةً} نصب: عاصم. [283]- {فَرِهَانٌ} بضمتين: ابن كثير وأبو عمرو5. [284]- {فَيَغْفِرُ} ، و {وَيُعَذِّبُ} رفع: عاصم وابن عامر.

_ 1 هنا: "271"، وفي النساء: "58". 2 ابن عامر وحفص بالياء والرفع, وحمزة والكسائي ونافع بالنون والجزم, والباقون بالنون والرفع. 3 إذا كان فعلا مستقبلا نحو "يحسب, يحسبن, يحسبون" بالغيب أو الخطاب، أسند إلى ضمير أو لم يسند. 4 أي: بألف بعد الهمزة، ويلزم فتحها مع كسر الذال، والباقون بسكون الهمزة مع فتح الذال، وكل على أصله في الهمزة. 5 مع حذف الهمزة, والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها.

[285]- {وَكُتُبِهِ} موحد: حمزة والكسائي. ياءاتها ثمان 1: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَعْلَمُ} فيهما [30, 33] . ونافع وأبو عمرو {مِنِّي إِلَّا} [249] . ونافع وحفص وهشام {بَيْتِيَ} [125] ، وكذلك في [الحج: 26] . وابن كثير {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152] . وورش {بِي لَعَلَّهُمْ} [186] . سكن حمزة وحفص {عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [124] ، وحمزة {رَبِّيَ الَّذِي} [258] . المحذوفات ثلاثة: {الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [186] ، و {وَاتَّقُونِ} [197] . أثبتهن في الوصل أبو عمرو. وافق ورش إلا في {وَاتَّقُونِ} ، وابن بويان عن أبي نشيط كورش2.

_ 1 الخلاف فيها دائر بين الفتح والإسكان فمن ذكر له الفتح يكون الإسكان لمن لم يذكره, وأما من ذكر له الإسكان كان لمن لم يذكره الفتح. 2 لم يذكر مكي في تبصرته وصاحب "التيسير" إثباتا لقالون، وليعلم أن طريق قالون من الحلواني وإسماعيل وأبي الأشعث عن أبي نشيط.

سورة آل عمران

سورة آل عمران: [12]- {سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ} بالياء: حمزة والكسائي. [13]- {يَرَوْنَهُمْ} بالتاء: نافع. [15]- {وَرِضْوَانٌ} بضم الراء حيث وقع إلا في المائدة1: أبو بكر. وقيل عن الصريفيني عنه بضمه أيضا. [19]- {إِنَّ الدِّينَ} بفتح الهمزة: الكسائي. [21]- {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ} بألف: حمزة2.

_ 1 أي: {مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ} آية "16". 2 "ويقاتلون" بضم الياء وفتح القاف وألف بعدها وكسر التاء.

[27]- {الْمَيِّتِ} هنا، وفي [الأنعام: 95] ، [والأعراف: 57] ، [ويونس: 31] ، [والروم: 19] ، [وفاطر: 9] مشدد: نافع وحفص وحمزة والكسائي. زاد نافع {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا} في [الأنعام: 122] ، و {الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ} في [يس: 33] ، و {لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} في [الحجرات: 12] . [36]- {بِمَا وَضَعَتْ} بضم التاء: ابن عامر وأبو بكر. [37]- {وَكَفَّلَهَا} مشدد: الكوفيون. [37]- {زَكَرِيَّا} مقصور حيث وقع1: حفص وحمزة والكسائي. بنصب هذا: أبو بكر. بتحقيق الهمزتين إذا التقتا فيه: أبو بكر وابن عامر. وترك الإمالة إجماع. [39]- {فَنَادَتْهُ} بألف ممالة: حمزة والكسائي2. [39]- {أَنَّ اللَّهَ} بكسر الهمزة: ابن عامر وحمزة. [39]- {يُبَشِّرُكَ} حيث وقع، خفيف، إلا {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54] : حمزة. وافق الكسائي إلا في [التوبة: 21, وفي الحجر: 54، ومريم: 7] . [48]- {وَيُعَلِّمُهُ} بالياء: نافع وعاصم3. [49]- {أَنِّي أَخْلُقُ} بكسر الهمزة: نافع. [49]- {فَيَكُونُ طَيْرًا} بألف هنا, وفي [المائدة: 110] : نافع4. [57]- {فَيُوَفِّيهِمْ} بالياء: حفص. [66]- {هَا أَنْتُمْ} بالمد بلا همز: نافع وأبو عمرو5.

_ 1 أي: دون همز بعد الألف, والباقون بهمزة تضم في موضع الرفع وتفتح في موضع النصب مع مد الألف للمتصل. 2 أي: "فناداه". 3 والباقون بالنون. 4 أي: "طائرا". 5 مع تسهيل الهمزة مع المد والقصر، وقرأ قنبل بحذف الألف مع تحقيق الهمزة, والباقون مثله لكن مع إثبات الألف.

وبوزن "هَعَنْتُمْ": قنبل. الباقون بالمد والهمز. و"ها" في {هَا أَنْتُمْ} للتنبيه على كل قراءة، لا بدل من حرف الاستفهام. [73]- {أَنْ يُؤْتَى} بالاستفهام: ابن كثير. [79]- {تُعَلِّمُونَ} خفيف: الحرميان وأبو عمرو1. [80]- {وَلا يَأْمُرَكُمْ} نصب: عاصم وحمزة وابن عامر. [81]- {لَمَا} بكسر اللام: حمزة. [81]- {آتَيْتُكُمْ} جمع: نافع2. [83]- {يَبْغُونَ} ، و {يُرْجَعُونَ} بالياء: حفص. وافق أبو عمرو في {يَبْغُونَ} . [97]- {حِجُّ الْبَيْتِ} بكسر الحاء: حفص وحمزة والكسائي. [115]- {وَمَا يَفْعَلُوا} {فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} بالياء: حفص وحمزة والكسائي. [120]- {لا يَضُرُّكُمْ} مشددا والراء مضمومة: الكوفيون وابن عامر. [124]- {مُنْزَلِينَ} مشددا: ابن عامر. [125]- {مُسَوِّمِينَ} بالكسر: ابن كثير وعاصم وأبو عمرو. [133]- {وَسَارِعُوا} بلا واو: نافع وابن عامر. [140]- {قَرْحٌ} ، و {الْقَرْحُ} [172] ضم القاف فيهن: أبو بكر وحمزة والكسائي. [146]- {وَكَأَيِّنْ} بوزن "كاعن": ابن كثير3. [146]- {قَاتَلَ مَعَهُ} بألف: الكوفيون وابن عامر4.

_ 1 بفتح التاء وسكون العين وتخفيف وفتح العين. 2 أي: "آتيناكم". 3 أي: "كائن": بهمزة مكسورة قبلها ألف تمد للمتصل دون ياء، والباقون بياء مكسورة مشددة دون ألف. 4 بفتح القاف والتاء وألف بينهما, والباقون بضم القاف وكسر التاء دون ألف.

[151]- {الرُّعْبَ} حيث وقع، مثقل: ابن عامر والكسائي. [154]- {يَغْشَى} بالتاء: حمزة والكسائي. [154]- {كُلَّهُ لِلَّهِ} رفع: أبو عمرو. [156]- {تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي. [157]- {مُتُّمْ} وبابه، بكسر الميم: نافع وحمزة والكسائي. وافقهم إلا هنا حفص. [157]- {يَجْمَعُونَ} بالياء: حفص. [161]- {أَنْ يَغُلَّ} مبني للفاعل: ابن كثير وأبو عمرو وعاصم. [169]- {الَّذِينَ قُتِلُوا} ، وفي الحج: {ثُمَّ قُتِلُوا} [58] مشددا: ابن عامر. زاد هشام {مَا قُتِلُوا} [168] . [169]- {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: هشام1. [171]- {وَأَنَّ اللَّهَ} بكسر الهمزة: الكسائي. [176]- {وَلا يَحْزُنْكَ} وبابه، بضم الياء2، إلا {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ} [الأنبياء: 103] : نافع. [178]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، و {يَبْخَلُونَ} [180] بالتاء فيهما: حمزة. [179]- {حَتَّى يَمِيزَ} ، و {لِيَمِيزَ} [الأنفال: 37] مشددان: حمزة والكسائي. [180]- {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو. [181]- {سَنَكْتُبُ} بالياء مضمومة {وَنَقُولُ} بالياء {وَقَتْلَهُمُ} برفع: حمزة. [184]- {وَبِالزُّبُرِ} : ابن عامر، زاد هشام {وَبِالْكِتَابِ} [184] .

_ 1 وكل من القراء على أصله فتح أو كسر السين، وهذا في باب "يحسب" إذا كان مستقبلا. 2 مع كسر الزاي، والباقون بفتح الياء وضم الزاي.

[187]- {لَتُبَيِّنُنَّهُ} {وَلا تَكْتُمُونَهُ} بالياء فيهما: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر. [188]- {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ} بالتاء: الكوفيون. [188]- {فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ} بالياء وضم الباء: ابن كثير وأبو عمرو. [195]- {وَقُتِلُوا} ، وفي الأنعام: {الَّذِينَ قَتَلُوا} [140] مشددا: ابن كثير وابن عامر, "وقتلوا وقاتلوا": حمزة والكسائي1. ياءاتها ست: فتح نافع وابن عامر وحفص {وَجْهِيَ لِلَّهِ} [20] . ونافع وأبو عمرو {مِنِّي إِنَّكَ} [35] ، و {لِي آيَةً} [41] ، ونافع: {إِنِّي أُعِيذُهَا} [36] ، و {أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [52] . والحرميان وأبو عمرو {أَنِّي أَخْلُقُ} [49] . وفيها محذوفتان: {وَمَنِ اتَّبَعَنِ} [20] أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو. {وَخَافُونِ} [175] أثبتها في الوصل أبو عمرو.

_ 1 أي: ببناء الأول للمفعول والثاني للفاعل، والباقون عكسه.

سورة النساء

سورة النساء: [1]- {تَسَاءَلُونَ} خفيف: الكوفيون. [1]- {وَالْأَرْحَامَ} جر: حمزة. [5]- {قِيَامًا} بغير ألف: نافع وابن عامر. وفي [المائدة: 97] : ابن عامر. [10]- {وَسَيَصْلَوْنَ} بضم الياء: ابن عامر وأبو بكر. [11]- {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً} رفع: نافع.

[11]- {فَلِأُمِّهِ} بكسر الهمزة: حمزة والكسائي. [11، 12]- {يُوصِي} ، و {يُوصَى} مبنيان للمفعول1: ابن كثير وابن عامر وأبو بكر. وافق حفص في الثاني. [13، 14]- {يُدْخِلْهُ} ، و {يُعَذِّبْهُ} [الفتح: 17] بالنون فيهما2: نافع وابن عامر. [16]- {وَالَّذَانِ} ، و {هَذَانِ} فيهما [طه: 63] ، [والحج: 19] ، و {الَّذَيْنِ} [فصلت: 29] ، و {هَاتَيْنِ} [القصص: 27] ، و {فَذَانِكَ} [القصص: 32] بتشديد النون والمد: ابن كثير. وافقه أبو عمرو على {فَذَانِكَ} . [19]- {كَرْهًا} هنا, وفي [التوبة: 53] ضم: حمزة والكسائي. [19]- {مُبَيِّنَةٍ} بالكسر، و {مُبَيِّنَاتٍ} بالفتح: نافع وأبو عمرو "في جميع مواضعهما". وبفتحهما: ابن كثير وأبو بكر, وبكسرهما الباقون. [24]- {الْمُحْصَنَاتُ} بالكسر حيث وقع إلا الأول: الكسائي. [24]- {وَأُحِلَّ} مبني للمفعول: حفص وحمزة والكسائي. [25]- {أُحْصِنَّ} مبني للفاعل: أبو بكر وحمزة والكسائي. [29]- {تِجَارَةً} نصب: الكوفيون. [31]- {مُدْخَلًا} وفي [الحج: 59] بفتح الميم: نافع. [32]- "وَسَلْ" "فَسَلْ" من المواجهة بالأمر3: ابن كثير والكسائي.

_ 1 بفتح الصاد فيهما لمن ذكر، وافقهم حفص في الثاني، والباقون بكسر الصاد فيهما، وافقهم حفص في الأول. 2 وسيذكر مواضع الفتح والتغابن والطلاق في سورها. 3 نحو "واسالوا, فاسأل" ويكون قبل السين واو أو فاء بالنقل لابن كثير والكسائي.

[33]- {عَقَدَتْ} بغير ألف: الكوفيون. [37]- {بِالْبُخْلِ} هنا، وفي [الحديد: 24] بفتحتين: حمزة والكسائي. [40]- {حَسَنَةٌ} رفع: الحرميان. [42]- {تُسَوَّى} بضم التاء: ابن كثير وأبو عمرو وعاصم، بالتشديد: نافع وابن عامر. [43]- {لامَسْتُمُ} فيهما بغير ألف: حمزة والكسائي. [66]- {إِلَّا قَلِيلٌ} نصب، ويقف بالألف: ابن عامر. [73]- {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ} بالتاء: ابن كثير وحفص. [77]- {وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي. [81]- {بَيَّتَ طَائِفَةٌ} مدغم: أبو عمرو وحمزة. [87]- {وَمَنْ أَصْدَقُ} بإشمام الصاد الزاي إذا سكنت وبعدها دال: حمزة والكسائي. [94]- {فَتَبَيَّنُوا} ، وفي [الحجرات: 6] بالثاء والتاء: حمزة والكسائي1. [94]- {إِلَيْكُمُ السَّلامَ} بغير ألف: نافع وابن عامر وحمزة. [95]- {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي. [114]- {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} بالياء: أبو عمرو وحمزة. [124]- {يَدْخُلُونَ} هنا، وفي [مريم: 60] ، [وغافر: 40] مبني للمفعول: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر. [128]- {أَنْ يُصْلِحَا} خفيف: الكوفيون2. [135]- {وَإِنْ تَلْوُوا} بضم اللام: ابن عامر وحمزة3.

_ 1 أي: من الثبت, والباقون من البيان. 2 والباقون "يصَّالحا". 3 أي: "تلوا" بواو واحدة مع ضم اللام, والباقون بسكون اللام وواوين, الأولى مضمومة والثانية ساكنة.

[163]- {نَزَّلَ} ، و {أَنْزَلَ} مبنيان للفاعل: الكوفيون, ونافع. زاد عاصم {وَقَدْ نَزَّلَ} [140] . [145]- {الدَّرْكِ} ساكنة الراء: الكوفيون. [152]- {سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ} بالياء: حفص. [154]- {لَا تَعْدُوا} مشددا: نافع. واختلس قالون حركة العين. [162]- {سَنُؤْتِيهِمْ} بالياء: حمزة. [163]- {زَبُورًا} هنا، وفي [سبحان: 55] ، و {الزَّبُورِ} في [الأنبياء: 105] بضم الزاي: حمزة. ليس فيها ياء.

سورة المائدة

سورة المائدة: [2]- {شَنَآنُ} بسكون النون فيهما [2، 8] : أبو بكر وابن عامر. [2]- {أَنْ صَدُّوكُمْ} بكسر الألف: ابن كثير وأبو عمرو. [6]- {وَأَرْجُلَكُمْ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي وحفص. [13]- {قَاسِيَةً} مشدد: حمزة والكسائي1. [42]- {لِلسُّحْتِ} بضم الحاء: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي2. [45]- {وَالْعَيْنَ} وما بعده، رفع: الكسائي. ورفع ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {الْجُرُوحَ} فقط. [45]- {الْأُذُنَ} خفيف كيف جاء: نافع3.

_ 1 دون ألف. 2 والباقون بالسكون، وهو في جميع مواضعه. 3 أي: بسكون الذال, والباقون بضمها.

[47]- {وَلْيَحْكُمْ} بكسر اللام وفتح الميم: حمزة. [50]- {يَبْغُونَ} بالتاء: ابن عامر. [53]- {وَيَقُولُ} بالواو: الكوفيون. بنصب اللام: أبو عمرو. [54]- {يَرْتَدَّ} بدالين: نافع وابن عامر1. [57]- {الْكُفَّارَ} جر: أبو عمرو والكسائي. [60]- {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بضم الباء وجر التاء: حمزة. [67]- {رِسَالَتَهُ} جمع: نافع وابن عامر وأبو بكر. [71]- {أَلَّا تَكُونَ} رفع: أبو عمرو وحمزة والكسائي. [89]- {عَقَّدْتُمُ} خفيف: أبو بكر وحمزة والكسائي. بألف: ابن ذكوان. [95]- {فَجَزَاءٌ مِثْلُ} رفع منون: الكوفيون. [95]- {كَفَّارَةٌ طَعَامُ} مضاف: نافع وابن عامر. كلهم {مَسَاكِينَ} بالجمع. [107]- {اسْتَحَقَّ} مبني للفاعل، ويبتدئ بالكسر: حفص. [107]- {الْأَوْلَيَانِ} جمع: أبو بكر وحمزة2. [109]- {الْغُيُوبِ} حيث وقع، كسر: أبو بكر وحمزة. [110]- {سِحْرٌ} هنا، وفي [هود: 7] ، [والصف: 6] بألف: حمزة والكسائي. [112]- {هَلْ يَسْتَطِيعُ} بالتاء والإدغام, {رَبُّكَ} نصب: الكسائي. [115]- {مُنَزِّلُهَا} مشددا: نافع وابن عامر وعاصم. [119]- {هَذَا يَوْمُ} فتح: نافع.

_ 1 "يرتدِدْ". 2 أي: "الأولين".

ياءاتها ست: فتح نافع وأبو عمرو وحفص {يَدِيَ إِلَيْكَ} [28] . الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [28] ، و {لِي أَنْ أَقُولَ} [116] . نافع {إِنِّي أُرِيدُ} [29] ، و {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ} [115] . نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص {وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ} [166] . وفيها محذوفة: {وَاخْشَوْنِ وَلا} [44] أثبتها في الوصل أبو عمرو.

سورة الأنعام

سورة الأنعام: [16]- {يُصْرَفْ} بفتح الياء1: أبو بكر وحمزة والكسائي. [23]- {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ} بالياء: حمزة والكسائي. [23]- {فِتْنَتُهُمْ} رفع: ابن كثير وابن عامر وحفص. [23]- {رَبِّنَا} نصب: حمزة والكسائي. [27]- {وَلا نُكَذِّبَ} رفع، و {نَكُونَ} نصب: ابن عامر. وبفتحهما: حمزة وحفص. [32]- {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} مضاف: ابن عامر2. [32]- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} هنا، وفي [الأعراف: 169] بالتاء: نافع وابن عامر وحفص. [33]- {لَا يُكَذِّبُونَكَ} خفيف: نافع والكسائي. [40]- {أَرَأَيْتَ} ونحوه، مليّنة الهمزة: نافع. وافقه في الوقف حمزة. بحذفها: الكسائي.

_ 1 مع كسر الراء. 2 أي: "ولدار الآخرة"، والباقون: {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} .

[44]- {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ} هنا، وفي [الأعراف: 96] ، [والقمر: 11] ، و {فُتِحَتْ} في [الأنبياء: 96] بالتشديد: ابن عامر. [52]- {بِالْغَدَاةِ} هنا، وفي [الكهف: 28] بواو وضم الغين: ابن عامر. [54]- {أَنَّهُ} فتح {فَأَنَّهُ} كسر: نافع. بفتحهما: عاصم وابن عامر. بكسرهما: الباقون. [55]- {وَلِتَسْتَبِينَ} بالياء: أبو بكر وحمزة والكسائي. [55]- {سَبِيلُ} نصب: نافع. [57]- {يَقُصُّ} بالصاد: الحرميان وعاصم1. [61]- {تَوَفَّتْهُ} ، و {اسْتَهْوَتْهُ} [71] بألف ممالة: حمزة2. [63]- {وَخُفْيَةً} بكسر الخاء فيهما [هنا: 63] ، [والأعراف: 55] : أبو بكر. [63]- {لَئِنْ أَنْجَانَا} بألف: الكوفيون3. [64]- {قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ} مشددا: الكوفيون وهشام. [68]- {يُنْسِيَنَّكَ} مشددا: ابن عامر. [80]- {أَتُحَاجُّونِّي} خفيفة النون: نافع وابن عامر، إلا الحلواني عن هشام من طريق الأهوازي. [83]- {دَرَجَاتٍ} فيهما، منون: الكوفيون، "أي: هنا وفي يوسف". [86]- {وَالْيَسَعَ} هنا، وفي [ص: 48] بلامين4: حمزة والكسائي.

_ 1 من القص, والباقون بسكون القاف وضاد معجمة مخففة مكسورة من القضاء. 2 أي: "توفاه, استهواه". 3 الباقون: "أنجيتنا". 4 أي: و"الليْسَع" الأولى ساكنة والثانية مفتوحة وسكون الياء.

[91]- {تَجْعَلُونَهُ} وأختاها1، بالياء: ابن كثير وأبو عمرو. [92]- {وَلِتُنْذِرَ} بالياء: أبو بكر. [94]- {بَيْنَكُمْ} نصب: نافع وحفص والكسائي. [96]- {وَجَعَلَ} بوزن "فَعَلَ" {اللَّيْلَ} نصب: الكوفيون2. [98]- {فَمُسْتَقَرٌّ} بكسر القاف: ابن كثير وأبو عمرو. [99]- {إِلَى ثَمَرِهِ} فيهما [99, 141] ، وفي [يس: 35] بضمتين: حمزة والكسائي. [100]- {وَخَرَقُوا} مشددا: نافع. [105]- {دَرَسْتَ} بألف بعد الدال: ابن كثير وأبو عمرو، والباقون بحذفها. بفتح السين: ابن عامر. [109]- {أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ} بكسر الألف: ابن كثير وأبو عمرو وأبو بكر بخلاف عنه. وقال يحيى عن أبي بكر: إنه لم يحفظها عن عاصم، شك أبو بكر. [109]- {لا يُؤْمِنُونَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة. [111]- {قُبُلًا} بكسر القاف وفتح الباء: نافع وابن عامر. [114]- {مُنَزَّلٌ} مشددا: ابن عامر وحفص. [115]- {كَلِمَتُ رَبِّكَ} بالتوحيد: الكوفيون. [199]- {لَيُضِلُّونَ} هنا، وفي يونس {لِيُضِلُّوا} [88] بالضم: الكوفيون. بالفتح في [إبراهيم: 30] ، [والحج: 9] ، [ولقمان: 6] ، [والزمر: 8] : ابن كثير وأبو عمرو3.

_ 1 أي: "تبدونها وتخفون". 2 والباقون "وجاعل الليل". 3 فقرأ الكوفيون بضم الياء في الجميع, وابن كثير وأبو عمرو بفتح الجميع, والباقون بفتح موضع الأنعام وموضع يونس وضم باقي المواضع.

[119]- {فَصَّلَ} بالفتح {مَا حَرَّمَ} بالضم: أبو بكر وحمزة والكسائي. غير مسمى الفاعل فيهما: ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر. الباقون بفتحهما. [124]- {رِسَالَتَهُ} موحد: ابن كثير وحفص. [125]- {ضَيِّقًا} هنا، وفي [الفرقان: 13] خفيف: ابن كثير1. [125]- {حَرَجًا} بكسر الراء: نافع وأبو بكر. [125]- {يَصَّعَّدُ} خفيف: ابن كثير. بألف: أبو بكر. [128]- {يَحْشُرُهُمْ} هنا، وهو الثاني، والثاني من [يونس: 45] أيضا، {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ} في [سبأ: 40] بالياء في الأربعة: حفص. [132]- {عَمَّا يَعْمَلُونَ} بالتاء: ابن عامر. [135]- {مَكَانَتِكُمْ} حيث وقع, بألف: أبو بكر. [135]- {مَنْ تَكُونُ لَهُ} هنا، وفي [القصص: 37] بالياء: حمزة والكسائي. [136]- {بِزَعْمِهِمْ} فيهما، بضم الزاي: الكسائي. [137]- {زَيَّنَ} مبني للمفعول، {قَتْلَ} رفع، {أَوْلادِهِمْ} نصب، {شُرَكَاؤُهُمْ} جر: ابن عامر. [139]- {وَإِنْ يَكُنْ} بالتاء: ابن عامر وأبو بكر. [139]- {مَيْتَةً} رفع: ابن كثير وابن عامر. [141]- {حَصَادِهِ} بفتح الحاء: ابن عامر وعاصم وأبو عمرو. [143]- {الْمَعْزِ} ساكنة العين: الكوفيون ونافع. [145]- {إِلَّا أَنْ يَكُونَ} بالتاء: ابن كثير وابن عامر وحمزة.

_ 1 أي: بسكون الياء, والباقون بفتحها مشددة.

[145]- {مَيْتَةً} بالرفع: ابن عامر. [152]- {تَذَكَّرُونَ} خفيف حيث وقع مع التاء: حفص وحمزة والكسائي. [153]- {وَأَنَّ هَذَا} بكسر الألف: حمزة والكسائي. مخففة النون: ابن عامر. [158]- {تَأْتِيَهُمُ} هنا، وفي [النحل: 33] بالياء: حمزة والكسائي. [159]- {فَرَّقُوا} هنا، وفي [الروم: 32] بألف: حمزة والكسائي1. [161]- {قِيَمًا} بكسر القاف, وفتح الياء مخففة: الكوفيون وابن عامر. ياءاتها ثمان: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [15] ، و {إِنِّي أَرَاكَ} [74] . ونافع: {إِنِّي أُمِرْتُ} [14] ، و {مَمَاتِي لِلَّهِ} [162] . ونافع وابن عامر وحفص {وَجْهِيَ لِلَّذِي} [79] , وابن عامر {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [153] . ونافع وأبو عمرو {رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ} [161] . وسكن نافع {مَحْيَايَ} [162] واختُلف عن ورش، وبالوجهين يأخذ المصريون له، والأشهر عندهم الإسكان فيه. وفيها محذوفة: {وَقَدْ هَدَانِ وَلَا} [80] أثبتها في الوصل أبو عمرو.

_ 1 أي: "فارقوا" مع تخفيف الراء.

سورة الأعراف

سورة الأعراف: [3]- {مَا تَذَكَّرُونَ} بزيادة ياء: ابن عامر1. [25]- {وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ} هنا، وفي [الروم: 19] ، [والزخرف: 11] ، [والجاثية: 35] بفتح التاء والياء2: حمزة والكسائي.

_ 1 مع تخفيف الذال والباقون دون ياء, وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي. 2 مع ضم الراء, والباقون بضم حرف المضارعة وفتح الراء.

وافق ابن ذكوان هنا وفي الزخرف. زاد النقاش عن الأخفش في الروم. وكذلك قال الأهوازي عن ابن الأخرم عنه. [26]- {وَلِبَاسُ} نصب: نافع وابن عامر والكسائي. [32]- {خَالِصَةً} رفع: نافع. [38]- {لَا تَعْلَمُونَ} بالياء: أبو بكر. [40]- {لا تُفَتَّحُ} بالتاء خفيف: أبو عمرو، بالياء خفيف: حمزة والكسائي. [43]- {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ} بغير واو، وفي قصة صالح {قَالَ الْمَلَأُ} [75] بواو: ابن عامر. بضده: الباقون. [44]- {نَعَمْ} بكسر العين حيث وقع: الكسائي. [44]- {أَنْ} مشددة، {لَعْنَةُ اللَّهِ} نصب: البزي وابن عامر وحمزة والكسائي. [54]- {يُغْشِي} هنا، وفي [الرعد: 3] مثقل: أبو بكر وحمزة والكسائي. [54]- {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} رفع: ابن عامر. [57]- {بُشْرًا} بفتح النون1: حمزة والكسائي. بالباء وضمها: عاصم. بالنون مضمومة والإسكان: ابن عامر. الباقون بضم النون والشين. [59]- {مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} حيث وقع، جر: الكسائي. [62]- {أُبَلِّغُكُمْ} فيهما هنا [62, 68] ، وفي [الأحقاف: 23] خفيف: أبو عمرو.

_ 1 مع سكون الشين, وعاصم بباء موحدة مع سكون الشين.

[98]- {أَوَأَمِنَ} بإسكان الواو: الحرميان وابن عامر، ونقل ورش الحركة. [105]- {عَلَى أَنْ لَا} مضاف: نافع1. [112]- {سَاحِرٌ} بوزن "فَعَّال" هنا، وفي [يونس: 79] : حمزة والكسائي. [117]- {تَلْقَفُ} هنا، وفي [طه: 69] وفي [الشعراء: 45] خفيف: حفص. [127]- {سَنُقَتِّلُ} خفيف: الحرميان2. [137]- {يَعْرِشُونَ} بضم الراء هنا، وفي [النحل: 68] : أبو بكر وابن عامر. [138]- {يَعْكُفُونَ} بكسر الكاف: حمزة والكسائي. [141]- {أَنْجَيْنَاكُمْ} بألف3: ابن عامر. [141]- {يُقَتِّلُونَ} خفيف: نافع. [143]- {دَكًّا} بالمد, و {الرُّشْدِ} [146] بفتحتين, و {حُلِيِّهِمْ} [148] بكسر الحاء. و {يَرْحَمْنَا} بالتاء {رَبُّنَا} [149] نصب: حمزة والكسائي. [144]- {بِرِسَالاتِي} موحد: الحرميان. [150]- {ابْنَ أُمَّ} هنا، وفي [طه: 94] بكسر الميم: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي. [157]- {إِصْرَهُمْ} جمع4: ابن عامر. [161]- {نَغْفِرْ لَكُمْ} ، و {خَطِيئَاتِكُمْ} بضم التاءين5: نافع وابن عامر. بالتوحيد: ابن عامر. مثل "قضايا": أبو عمرو.

_ 1 أي: "عليَّ". 2 أي: "سنقْتُل" بفتح النون وسكون القاف وضم التاء مخففة. 3 أي: "أنجاكم". 4 أي: "آصارهم". 5 "تغفر" بتاء مضمومة "خطيئاتكم" مرفوع لمن ذكر.

[164]- {مَعْذِرَةً} نصب: حفص. [165]- {بَئِيسٍ} بكسر الباء من غير همز: نافع. مثله مهموزا: ابن عامر. مثل "قَيْقَب": أبو بكر بخلاف عنه. الباقون: {بَئِيسٍ} مثل: رئيس. وقد روي كذلك عن أبي بكر، وروي عنه أيضا {بِئْسَ} ، ونحو {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} . وقال يحيى بن آدم: شك أبو بكر كيف قرأه على عاصم. [170]- {يُمَسِّكُونَ} خفيف: أبو بكر. [172]- {ذُرِّيَّتَهُمْ} موحد: الكوفيون وابن كثير. [172]- {أَنْ تَقُولُوا} {أَوْ تَقُولُوا} [173] بالياء: أبو عمرو. [180]- {يُلْحِدُونَ} حيث وقع، بفتح الياء والحاء: حمزة. وافق في [النحل: 103] الكسائي. [186]- {وَيَذَرُهُمْ} بالياء رفع: عاصم وأبو عمرو. وبالياء جزم: حمزة والكسائي. الباقون بالنون والرفع. [190]- {شُرَكَاءَ} بالكسر والتنوين1: نافع وأبو بكر. [193]- {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} هنا، و {يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224] خفيف2: نافع. [201]- {طَائِفٌ} بلا ألف3: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي.

_ 1 أي: "شركا" دون همز. 2 بسكون التاء, وفتح الموحدة. 3 "طيف".

[202]- {يَمُدُّونَهُمْ} بضم الياء1: نافع. ياءاتها سبع: فتح {إِنِّي أَخَافُ} [59] {بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ} [150] : الحرميان وأبو عمرو. و {عَذَابِي أُصِيبُ} [156] : نافع. و {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ} [144] : ابن كثير وأبو عمرو. و {مَعِيَ بَنِي إِسْرائيلَ} [105] : حفص. وسكن {رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ} [33] حمزة. و {آيَاتِيَ الَّذِينَ} [146] : ابن عامر وحمزة. وفيها محذوفة: {ثُمَّ كِيدُونِ} [195] أثبتها في الوصل أبو عمرو. وفي الحالين هشام، كذا روى الحلواني عنه. وقال عنه غيره كأبي عمرو. وقيل عنه بالحذف، وصلا ووقفا كالباقين، وذكر أبو عمرو أنه قرأ كذلك من طريق عبد الباقي عن الحلواني عن هشام. والصحيح عن الحلواني عنه إثباتها في الحالين.

_ 1 مع كسر الميم.

سورة الأنفال

سورة الأنفال: [9]- {مُرْدِفِينَ} بفتح الدال: نافع. وكذلك قال غير واحد عن قنبل. [11]- {يُغَشِّيكُمُ} خفيف. {النُّعَاسَ} نصب: نافع. بألف وفتح الياء والشين "النُّعَاسُ" رفع: ابن كثير وأبو عمرو. [18]- {مُوهِنُ} مشددا: الحرميان وأبو عمرو. مضاف: حفص. [19]- {وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ} بفتح الهمزة: نافع وابن عامر وحفص.

[42]- {بِالْعُدْوَةِ} بكسر العين فيهما: ابن كثير وأبو عمرو. [42]- {حَيَّ} بياءين: نافع والبزي وأبو بكر. [50]- {إِذْ يَتَوَفَّى} بالتاء: ابن عامر. [59]- {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: حفص وابن عامر وحمزة. [59]- {إِنَّهُمْ} بفتح الهمزة: ابن عامر. [61]- {لِلسَّلْمِ} كسر: أبو بكر. [65]- {وَإِنْ يَكُنْ} ، و {فَإِنْ يَكُنْ} [66] بالياء فيهما: الكوفيون، وافق في الأول أبو عمرو. [66]- {ضَعْفًا} بفتح الضاد: عاصم وحمزة. [67]- {أَنْ يَكُونَ لَهُ} بالتاء: أبو عمرو. [70]- {مِنَ الْأَسْرَى} بوزن فُعَالَى: أبو عمرو. [72]- {وَلَايَتِهِمْ} بكسر الواو: حمزة. فيها ياءان: {إِنِّي أَرَى} [48] ، و {إِنِّي أَخَافُ} [48] فتحهما الحرميان وأبو عمرو.

سورة التوبة

سورة التوبة: [12]- {لَا أَيْمَانَ لَهُمْ} بكسر الألف: ابن عامر. [17]- {مَسَاجِدَ اللَّهِ} الأول، موحَّد: ابن كثير وأبو عمرو. [24]- {وَعَشِيرَتُكُمْ} جمع: أبو بكر. [30]- {عُزَيْرٌ} بالتنوين, وكسره: عاصم والكسائي. [37]- {يُضَلُّ بِهِ} بضم الياء وفتح الضاد: حفص وحمزة والكسائي. [54]- {أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ} بالياء: حمزة والكسائي.

[61]- {وَرَحْمَةٌ} جر: حمزة. [66]- {إِنْ نَعْفُ} ، و {نُعَذِّبْ} بالنون {طَائِفَةً} نصب: عاصم1. [98]- {دَائِرَةُ السَّوْءِ} هنا وفي الفتح [6] بضم السين: ابن كثير وأبو عمرو. [99]- {قُرْبَةٌ لَهُمْ} بضم الراء: ورش. [100]- {مِنْ تَحْتِهَا} بعد المائة: ابن كثير2. [103]- {إِنَّ صَلاتَكَ} هنا، وفي هود {أَصَلاتُكَ} [87] موحد: حفص وحمزة والكسائي. [107]- {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا} بلا واو: نافع وابن عامر. [109]- {أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} فيهما، مبني للمفعول3: نافع وابن عامر. [109]- {جُرُفٍ} مسكَّن: ابن عامر وأبو بكر وحمزة. [110]- {تَقَطَّعَ} بفتح التاء: ابن عامر وحفص وحمزة4. [111]- {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} المفعول قبل الفاعل: حمزة والكسائي. [117]- {كَادَ يَزِيغُ} بالياء: حمزة وحفص. [126]- {أَوَلَا يَرَوْنَ} بالتاء: حمزة. فيها ياءان: سكن أبو بكر وحمزة والكسائي {مَعِيَ أَبَدًا} [83] . وفتح حفص {مَعِيَ عَدُوًّا} [83] .

_ 1 والباقون "يعف" بياء مضمومة وفتح الفاء، "تعذب" بتاء تأنيث وفتح الذال، "طائفة" بالرفع. 2 بزيادة حرف الجر {مِنْ} وخفض {تَحْتِهَا} ، والباقون بحذف حرف الجر ونصب {تَحْتِهَا} . 3 بضم الهمزة وكسر السين الأولى ورفع "بنيانُهُ". 4 والباقون بضمها.

سورة يونس

سورة يونس: [2]- {لَسَاحِرٌ} بألف: الكوفيون وابن كثير. [5]- {يُفَصِّلُ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو وحفص. [11]- {لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} بنصبهما1: ابن عامر. [16]- {وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ} بحذف الألف: قنبل. والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي. [18]- {عَمَّا يُشْرِكُونَ} هنا، وفي الموضعين أول [النحل: 1، 3] وفي [الروم: 40] بالتاء: حمزة والكسائي. [22]- {يُسَيِّرُكُمْ} بالنون2: ابن عامر. [23]- {مَتَاعَ} نصب: حفص. [27]- {قِطَعًا} ساكنة الطاء: ابن كثير والكسائي. [30]- {تَبْلُو} بالتاء3: حمزة والكسائي. [33]- {كَلِمَتُ} فيهما هنا، وفي [غافر: 6] جمع: نافع, وابن عامر. [58]- {يَجْمَعُونَ} بالتاء: ابن عامر. [61]- {يَعْزُبُ} هنا، وفي [سبأ: 3] بكسر الزاي: الكسائي. [61]- {أَصْغَرَ} ، و {أَكْبَرَ} رفع: حمزة. [81]- {بِهِ السِّحْرُ} بالاستفهام: أبو عمرو. [89]- {وَلَا تَتَّبِعَانِّ} خفيف النون: ابن ذكوان.

_ 1 بفتح القاف والضاد وألف بعدها مع نصب {أَجَلُهُمْ} . 2 "ينشركم" بالنون ساكنة بعد الياء المفتوحة وشين مخففة مضمومة من النشر, والباقون من التسيير. 3 "تتلو"، والباقون بباء موحدة من البلاء.

وقال الأهوازي: قال النقاش: أشك كيف قرأته على الأخفش. وذكر أبو أحمد عن سلامة بن هارون عن الأخفش "تَتْبعان" مخفف التاء، مشدد النون، ولم يلتفت إلى ذلك الخزاعي. وقال أبو عمرو: هو غلط من سلامة، ونص عليه الأخفش بتخفيف النون وتشديد التاء. [90]- {أَنَّهُ} بالكسر: حمزة والكسائي. [100]- {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ} بالنون: أبو بكر. [103]- {نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} مخفف: حفص والكسائي. ياءاتها خمس: فتح الحرميان وأبو عمرو {لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ} [15] ، و {إِنِّي أَخَافُ} [15] . وفتح نافع وأبو عمرو {نَفْسِي إِنَّ} [15] ، و {رَبِّي إِنَّهُ} [53] . ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص {أَجْرِيَ إِلَّا} [72] حيث وقع.

سورة هود

سورة هود: [25]- {إِنِّي لَكُمْ} بفتح الهمزة: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. [27]- {بَادِيَ الرَّأْيِ} بالهمزة1: أبو عمرو. [28]- {فَعُمِّيَتْ} مشدد2: حفص وحمزة والكسائي. [40]- {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} هنا، وفي {قَدْ أَفْلَحَ} [27] منون: حفص. [41]- {مَجْرَاهَا} بفتح الميم: حفص وحمزة والكسائي3. [42]- {يَا بُنَيَّ ارْكَبْ} بفتح الياء4: عاصم.

_ 1 بهمز "بادئ". 2 بضم العين وتشديد الميم، والباقون بفتح العين وتخفيف الميم. 3 والباقون بضمها. 4 والباقون بكسرها.

[46]- {عَمَلٌ غَيْرُ} نصب1: الكسائي. [46]- {فَلا تَسْأَلْنِ} بتشديد النون مكسورة: نافع وابن عامر، بتشديدها مفتوحة: ابن كثير. [66]- {خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} ، و {عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} في [المعارج: 11] بفتح الميم: نافع والكسائي. [68]- {أَلا إِنَّ ثَمُودَ} هنا، وفي [الفرقان: 38، والعنكبوت: 38، والنجم: 51] غير مصروف: حفص وحمزة. وافق أبو بكر في النجم. [68]- {لِثَمُودَ} منون: الكسائي2. [69]- {قَالَ سَلامٌ} فيهما هنا والذاريات52 بكسر السين بلا ألف: حمزة والكسائي. [71]- {يَعْقُوبَ} نصب: ابن عامر وحمزة وحفص. [81]- {فَأَسْرِ} ، و {أَنْ أَسْرِ} حيث وقع, وصل: الحرميان. [81]- {إِلَّا امْرَأَتَكَ} رفع: ابن كثير وأبو عمرو. [108]- {سُعِدُوا} بضم السين: حفص وحمزة والكسائي. [111]- {وَإِنَّ كُلًّا} خفيف: الحرميان وأبو بكر. [111]- {لَمَّا} هنا، وفي [يس: 32، وفي الطارق: 4] مشدد: عاصم وابن عامر وحمزة. [123]- {يُرْجَعُ} بضم الياء: نافع وحفص. [123]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} هنا، وفي آخر [النمل: 93] بالتاء: نافع وابن عامر وحفص.

_ 1 بكسر الميم وفتح اللام فعل ماضٍ ونصب {غَيْرُ} . 2 مع كسر الدال.

ياءاتها عشر: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} ثلاثتهن [3، 26، 84] ، و {إِنِّي أَعِظُكَ} [46] ، و {إِنِّي أَعُوذُ بِكَ} [47] ، و {شِقَاقِي أَنْ} [89] . ونافع وأبو عمرو {عَنِّي إِنَّهُ} [10] ، و {نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ} [34] ، و {إِنِّي إِذًا} [31] ، و {فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ} [78] . وقيل عن البزي بفتح {ضَيْفِي} . ونافع والبزي وأبو عمرو {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} [29] ، و {إِنِّي أَرَاكُمْ} [84] . واختَلف قول ابن مجاهد عن قنبل في {إِنِّي} والأخذ له بالإسكان. ونافع وابن عامر وأبو عمرو وحفص {أَجْرِيَ} فيهما [29, 51] . ونافع {إِنِّي أُشْهِدُ} [54] . ونافع والبزي {فَطَرَنِي أَفَلا} [51] . ونافع وأبو عمرو وابن عامر {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا} [88] . والحرميان وأبو عمرو وابن ذكوان {أَرَهْطِي} [92] . محذوفاتها ثلاث: أثبت ورش وأبو عمرو {فَلا تَسْأَلْنِ} [46] في الوصل، وكذلك روى ابن شنبوذ عن أبي نشيط. وهي رواية أبي مروان عن قالون. حدثنا أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الحسين، حدثنا الخزاعي، وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو قالا، واللفظ للخزاعي: قال أبو مروان عن قالون: كل ياء ساكنة ليست في القرآن مكتوبة في السواد فإنه يصل بالياء, ويسكت1 بغير ياء. ووقع للأهوازي في ذلك غلط؛ لأنه ذكر أن ابن شنبوذ عن أبي نشيط، وأبا مروان عن قالون يثبتانها في الوقف دون الوصل، ضد ما حكيناه.

_ 1 أي: يقف.

وأثبت {وَلا تُخْزُونِ} [78] في الوصل أبو عمرو، و {يَوْمَ يَأْتِ} [105] في الحالين ابن كثير. وفي الوصل نافع وأبو عمرو والكسائي.

سورة يوسف

سورة يوسف: [4]- {يَا أَبَتِ} بفتح التاء حيث وقع: ابن عامر. بهاء في الوقف: ابن كثير وابن عامر. [5]- {يَا بُنَيَّ} بفتح الياء هنا، وفي [الصافات: 102] : حفص1. [7]- {آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ} موحد: ابن كثير. [10]- {غَيَابَتِ} فيهما [10، 15] جمع: نافع. [12]- {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} بالنون فيهما: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو. بكسر العين: الحرميان. [13، 14، 17]- {الذِّئْبُ} مخفف2: ورش والكسائي، وأبو عمرو إذا أدرج، وحمزة إذا وقف. [19]- {يَا بُشْرَى} غير مضاف: الكوفيون، وأمال حمزة والكسائي, وبين بين: ورش. وقد مضى مذهب أبي عمرو فيه، والكلام في إسكان الياء. [23]- {هَيْتَ لَكَ} بكسر الهاء: نافع وابن عامر. بالهمزة: هشام. بضم التاء: ابن كثير. وهي رواية الفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام فيما قرأت به من طريق الأهوازي.

_ 1 والباقون بكسرها. 2 أي: بإبدال الهمزة ياء.

[24]- {الْمُخْلَصِينَ} بفتح اللام حيث وقع: الكوفيون ونافع. [31]- {حَاشَ} فيهما [31, 51] وبألف في الوصل: أبو عمرو. والوقف له بلا ألف اتباعا للخط، نص عليه كذلك أبو عبد الرحمن وأبو حمدون وأبو العباس بن واصل عن اليزيدي، وأبو العباس محمود بن محمد الأديب عن أبي شعيب عن اليزيدي. وحكى أبو الفضل الخزاعي عن عباس عن أبي عمرو إثباتها في الوصل والوقف. [47]- {دَأَبًا} بفتح الهمزة: حفص. [49]- {يَعْصِرُونَ} بالتاء، و {نَكْتَلْ} [63] بالياء: حمزة والكسائي. [56]- {حَيْثُ يَشَاءُ} بالنون: ابن كثير. [62]- {لِفِتْيَانِهِ} ، و {حَافِظًا} [64] بألف فيهما: حفص وحمزة والكسائي1. [90]- {أَإِنَّكَ} خبر: ابن كثير. [109]- {نُوحِي} هنا، وفي [النحل: 43] ، وحرفي [الأنبياء: 7، 25] مبني للفاعل في الأربعة: حفص. وافق حمزة والكسائي في الثاني من الأنبياء. [109]- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} بالتاء: نافع وعاصم وابن عامر. [110]- {كُذِبُوا} خفيف: الكوفيون. [110]- {فَنُجِّيَ} مبني للمفعول: عاصم وابن عامر2. ياءاتها اثنتان وعشرون: فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَحْسَنَ} [23] ، {أَرَانِي أَعْصِرُ} [36] ، {أَرَانِي

_ 1 الباقون: "لفتيته, حفظا". 2 الباقون: "فنجي".

أَحْمِلُ} [36] ، {إِنِّي أَرَى سَبْعَ} [43] ، {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} [96] ، {أَبِي أَوْ} [80] ، {إِنِّي أَعْلَمُ} [96] ، والحرميان {لَيَحْزُنُنِي أَنْ} [13] . ونافع وأبو عمرو {أَحَدُهُمَا إِنِّي} [36] ، {الْآخَرُ إِنِّي} [36] ، {رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ} [37] ، {نَفْسِي إِن} [53] ، {رَحِمَ رَبِّي إِنَّ} [53] , {يَأْذَنَ لِي} [80] ، و {رَبِّي إِنَّهُ} [98] ، {أَحْسَنَ بِي إِذْ} [100] ، {وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [86] . وافق ابن عامر في {وَحُزْنِي} [86] ، ونافع {أَنِّي أُوفِي} [59] ، و {سَبِيلِي أَدْعُو} [108] . وورش {وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ} [100] . وسكن الكوفيون {آبَائي إِبْرَاهِيمَ} [38] ، و {لَعَلِّي أَرْجِعُ} [46] . محذوفاتها ثلاث: أثبت {حَتَّى تُؤْتُونِ} [66] في الحالين ابن كثير، وفي الوصل أبو عمرو. و {مَنْ يَتَّقِ} [90] في الحالين قنبل. وقال ابن الصباح وابن بقرة عن قنبل {يَرْتَعْ} [12] بياء في الحالين، وفي رواية أبي ربيعة وابن شنبوذ والزينبي عنه, وبه قرأت من طرقهم. وقال ابن مجاهد وغيره عنه بحذفها في الحالين كالباقين.

سورة الرعد

سورة الرعد: [4]- {وَزَرْعٌ} وما بعده1، رفع: ابن كثير وأبو عمرو وحفص. [4]- {يُسْقَى} بالياء: عاصم وابن عامر. [4]- {وَنُفَصِّلُ} بالياء: حمزة والكسائي. [7] , [33]- {هَادٍ} ، و {وَالٍ} [11] ، و {وَاقٍ} [34] حيث وقعن، {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 69] منون في الوصل، وبياء في الوقف: ابن كثير، وقد ذكر.

_ 1 {وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ} والباقون بخفضها.

[16]- {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي} بالياء: أبو بكر وحمزة والكسائي. [17]- {يُوقِدُونَ} بالياء: حفص وحمزة والكسائي. [33]- {وَصُدُّوا} هنا، و {وَصُدَّ} في [المؤمن: 37] بضمهما: الكوفيون. [39]- {وَيُثْبِتُ} خفيف: ابن كثير وعاصم وأبو عمرو. [42]- {الْكُفَّارَ} جمع: الكوفيون وابن عامر1. فيها محذوفة: {الْمُتَعَالِ} [9] أثبتها في الحالين ابن كثير.

_ 1 والباقون: "الكافر".

سورة إبراهيم

سورة إبراهيم: [2]- {اللَّهِ} رفع: نافع وابن عامر. [19]- {خَلَقَ} هنا، وفي [النور: 54] مضاف1: حمزة والكسائي. [22]- {بِمُصْرِخِيَّ} بكسر الياء: حمزة. [37]- {أَفْئِدَةً} بياء بعد الهمزة: هشام. نص عليه الحلواني عنه، وبه عنه قرأت على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد، من طريق عبد الباقي بن الحسن. وقرأت به على أبي القاسم، من طريق الأزرق الجمال عن الحلواني عنه. [46]- {لِتَزُولَ} بفتح أوله وضم آخره: الكسائي. ياءاتها ثلاث: فتح {إِنِّي أَسْكَنْتُ} [37] الحرميان وأبو عمرو. وحفص {لِيَ عَلَيْكُمْ} [22] . وأسكن ابن عامر وحمزة والكسائي {لِعِبَادِيَ الَّذِينَ} [31] .

_ 1 أي: "خالق" اسم فاعل مع خفض ما بعده على الإضافة.

المحذوفات ثلاث: أثبت {وَعِيدِ} [14] في الوصل ورش. و {أَشْرَكْتُمُونِ} [22] في الوصل أبو عمرو. {وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [40] في الحالين البزي، وفي الوصل ورش وأبو عمرو وحمزة.

سورة الحجر

سورة الحجر: [2]- {رُبَمَا} خفيفة الباء: نافع وعاصم. [8]- {مَا نُنَزِّلُ} بنونين {الْمَلائِكَةَ} نصب: حفص وحمزة والكسائي. بضم التاءين1: أبو بكر. [15]- {سُكِّرَتْ} خفيف: ابن كثير. [45]- {وَعُيُونٍ} حيث وقع، بضم العين: نافع وأبو عمرو وحفص وهشام. [54]- {تُبَشِّرُونَ} بكسر النون: الحرميان، وشدد ابن كثير. [56]- {يَقْنَطُ} ، و {يَقْنَطُونَ} [الروم: 36] ، و {لَا تَقْنَطُوا} [الزمر: 53] بكسر النون: أبو عمرو والكسائي. [59]- {لَمُنَجُّوهُمْ} خفيف: حمزة والكسائي. [60]- {قَدَّرْنَا} هنا، وفي [النمل: 57] خفيف: أبو بكر. ياءاتها أربع: فتح {عِبَادِي أَنِّي أَنَا} [49] ، و {إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ} [89] الحرميان وأبو عمرو. ونافع {بَنَاتِي إِنْ} [71] .

_ 1 أي: تاء "تنزل" وتاء {الْمَلائِكَةَ} .

سورة النحل

سورة النحل: [11]- {يُنْبِتُ} بالنون: أبو بكر. [12]- {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ} رفع: ابن عامر. وافق حفص في {وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ} . [20]- {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ} بالياء: عاصم. [27]- {شُرَكَائِيَ} بحذف الهمزة: البزي. فيما قرأت به على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد من طريق ابن غلبون. وبه قرأت على أبي القاسم من طريق ابن فرح عن البزي، وهي رواية مضر بن محمد عن البزي. وقال لنا أبو علي الصدفي، عن أبي طاهر بن سوار، عن أبي علي العطار، عن أبي الفرج النهرواني، عن زيد بن أبي بلال، عن ابن فرح، عن البزي بحذف الهمزة من قوله: {آبَائِي} في [يوسف: 38] ، و {شُرَكَائِيَ} في النحل، و [الكهف: 52, والقصص: 62، وحم السجدة: 47] ، و {وَرَائِي وَكَانَتِ} [مريم: 5] ، و {دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 6] . [27]- {تُشَاقُّونَ} بكسر النون: نافع. [28]- {تَتَوَفَّاهُمُ} بالياء فيهما [28, 32] : حمزة. [37]- {لا يَهْدِي} بفتح الياء: الكوفيون. [48]- {أَوَلَمْ يَرَوْا} بالتاء هنا، وفي [العنكبوت: 19] : حمزة والكسائي. وافق أبو بكر هناك. [48]- {يَتَفَيَّأُ} بالتاء: أبو عمرو. [62]- {مُفْرَطُونَ} بكسر الراء: نافع.

[66]- {نُسْقِيكُمْ} هنا، وفي [قد أفلح: 21] بفتح النون1: نافع وابن عامر وأبو بكر. [71]- {يَجْحَدُونَ} بالتاء: أبو بكر. [78]- {أُمَّهَاتِكُمْ} بفتح الميم وكسر الألف: الكسائي. بكسرهما: حمزة، وهذا إذا كان قبل الألف كسرة. والابتداء للجميع بضم الهمزة وفتح الميم. [79]- {أَلَمْ يَرَوْا} بالتاء: ابن عامر وحمزة. [80]- {ظَعْنِكُمْ} مسكن العين: الكوفيون وابن عامر. [96]- {وَلَنَجْزِيَنَّ} بالنون: ابن كثير وعاصم، والنقاش عن الأخفش. وذكر ابن أشتة أنه قرأه على النقاش بالياء. وقال الأهوازي: قال النقاش: أشك كيف قرأته على الأخفش، قال: وبالنون قرأته أنا عنه فعنه، وتابع النقاش على روايته عن الأخفش بالنون عبد الله بن أحمد البلخي، وعبد الله بن جعفر، ولم يشكا، وهي رواية الصوري عن ابن ذكوان، وهي رواية الحسن بن العباس الجمال والحسين بن علي الجمال عن الحلواني عن هشام، وهي رواية عبد الرزاق بن الحسن عن أيوب بن تميم. حكى ذلك الأهوازي. وخطأ أبو عمرو قول من قال عن الأخفش بالنون، قال: لأن الأخفش قد ذكر ذلك عنه في كتابيه بالياء. وذكر لأبي ولأبي القاسم -رضي الله عنهما- إنكار أبي عمرو لرواية من روى بالنون عن الأخفش عن ابن ذكوان، فلم يرضياه، والله أعلم. [110]- {فُتِنُوا} بفتحتين: ابن عامر2. [127]- {فِي ضَيْقٍ} هنا، وفي [النمل: 70] مكسور3: ابن كثير.

_ 1 والباقون بضمها. 2 والباقون بضم الفاء وكسر التاء. 3 بكسر الضاد.

سورة الإسراء

سورة الإسراء: [2]- {أَلَّا تَتَّخِذُوا} بالياء: أبو عمرو. [7]- {لِيَسُوءُوا} بالياء ونصب الهمزة: أبو بكر وابن عامر وحمزة. بالنون ونصب الهمزة: الكسائي. بالياء وضم الهمزة: الباقون. [13]- {يَلْقَاهُ} بالتشديد وضم الياء: ابن عامر. [23]- {يَبْلُغَنَّ} مثنى: حمزة والكسائي. وتشديد النون إجماع. [23]- {أُفٍّ} هنا، وفي [الأنبياء: 67] ، [والأحقاف: 17] منون: نافع وحفص. بفتحهن1: ابن كثير وابن عامر. الباقون بالكسر بلا تنوين. [31]- {خِطْئًا} بالمد وكسر الخاء: ابن كثير. بفتحهما مقصور: ابن ذكوان. [33]- {فَلا يُسْرِفْ} بالتاء: حمزة والكسائي. [35]- {بِالْقِسْطَاسِ} هنا، وفي [الشعراء: 182] بكسر القاف: حفص وحمزة والكسائي2. [38]- {كَانَ سَيِّئُهُ} بضم الهمزة والهاء مذكر: الكوفيون. [42]- {كَمَا يَقُولُونَ} بالياء: ابن كثير وحفص. [43]- {عَمَّا يَقُولُونَ} بالتاء: حمزة والكسائي.

_ 1 دون تنوين. 2 الباقون بضمها.

[44]- {تُسَبِّحُ} بالياء: الحرميان وابن عامر وأبو بكر. [64]- {وَرَجِلِكَ} بكسر الجيم: حفص1. [68]- {أَنْ يَخْسِفَ} {أَوْ يُرْسِلَ} [68] ، {أَنْ يُعِيدَكُمْ} [69] ، {فَيُرْسِلَ} [69] ، {فَيُغْرِقَكُمْ} [69] بالنون: ابن كثير وأبو عمرو. [76]- {خِلافَكَ} بالألف: ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي2. [90]- {حَتَّى تَفْجُرَ} خفيف: الكوفيون. [92]- {كِسَفًا} بفتح السين: نافع وعاصم وابن عامر. [93]- {قُلْ} خبر3: ابن كثير وابن عامر. [102]- {عَلِمْتَ} رفع: الكسائي. فيها ياء، ومحذوفتان: فتح {رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا} [100] نافع وأبو عمرو. وأثبت {لَئِنْ أَخَّرْتَنِ} [62] في الحالين ابن كثير، وفي الوصل نافع وأبو عمرو. و {فَهُوَ الْمُهْتَدِ} [97] في الوصل نافع وأبو عمرو.

_ 1 والباقون بسكونها. 2 الباقون "خلفك". 3 أي: "قال" ماضٍ.

سورة الكهف

سورة الكهف: [1]- {عِوَجَا} بوقفة لطيفة من غير قطع ولا تنوين: حفص. [2]- {مِنْ لَدُنْهُ} بكسر النون والهاء واختلاس ضمة الدال: أبو بكر. [16]- {مِرْفَقًا} بفتح الميم وكسر الفاء: نافع وابن عامر. [17]- {تَزَاوَرُ} خفيفة الزاي: الكوفيون. مثل "تحمَرّ": ابن عامر.

[18]- {وَلَمُلِئْتَ} مشددة: الحرميان. [19]- {بِوَرِقِكُمْ} ساكنة الراء: أبو عمرو وأبو بكر وحمزة. [25]- {ثَلاثَ مِائَةٍ} بلا تنوين: حمزة والكسائي. [26]- {وَلا يُشْرِكُ} بالتاء، جزم: ابن عامر. [34]- {ثَمَرٌ} ، و {بِثَمَرِهِ} [42] بفتحتين: عاصم. ساكنة الميمين والثاء مضمومة: أبو عمرو. الباقون بضمتين. [36]- {خَيْرًا مِنْهَا} مثنى: الحرميان وابن عامر. [38]- {لَكُنَّا} بألف في الوصل: ابن عامر. وإثباتها في الوقف إجماع. [43]- {وَلَمْ تَكُنْ لَهُ} بالياء، و {الْوَلايَةُ} [44] بكسر الواو: حمزة والكسائي. [44]- {الْحَقِّ} رفع: أبو عمرو والكسائي1. [44]- {عُقْبًا} خفيف: عاصم وحمزة2. [47]- {نُسَيِّرُ} مبني للفاعل, {الْجِبَالَ} : الكوفيون ونافع3. [52]- {وَيَوْمَ يَقُولُ} بالنون: حمزة. [55]- {قُبُلًا} بضمتين: الكوفيون4. [59]- {لِمَهْلِكِهِمْ} هنا، و {مَهْلِكَ} في [النمل: 49] بفتح الميم وكسر اللام: حفص. بفتحهما: أبو بكر5.

_ 1 والباقون بالخفض. 2 بإسكان القاف, والباقون بضمها. 3 والباقون بتاء تأنيث مضمومة مع فتح الياء ورفع {الْجِبَالَ} . 4 والباقون بكسر القاف وفتح الباء. 5 والباقون بضم الميم وفتح اللام.

[63]- {أَنْسَانِيهُ} ، و {عَلَيْهُ اللَّهَ} [الفتح: 10] بضم الهاء: حفص. [66]- {رُشْدًا} بفتحتين: أبو عمرو. [70]- {فَلا تَسْأَلْنِي} بفتح اللام وتشديد النون: نافع وابن عامر. [71]- {لِتُغْرِقَ} بالياء {أَهْلَهَا} رفع: حمزة والكسائي1. [74]- {زَكِيَّةً} مشددا: الكوفيون وابن عامر. [74]- {نُكْرًا} هنا فيهما [74، 87] وفي [الطلاق: 8] مثقل: نافع وأبو بكر وابن ذكوان. [76]- {لَدُنِّي} خفيف: نافع وأبو بكر. واختلس أبو بكر الحركة. [77]- {لَتَّخَذْتَ} مثل "لطعمت": ابن كثير وأبو عمرو. [81]- {يُبْدِلَهُمَا} هنا، و {يُبْدِلَهُ} في [التحريم: 5] ، و {يُبْدِلَنَا} في [القلم: 32] مشدد: نافع وأبو عمرو. [81]- {رُحْمًا} مثقل: ابن عامر. [85]- {فَأَتْبَعَ} ، و {ثُمَّ أَتْبَعَ} [89] ، و {ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن، قطع: الكوفيون وابن عامر. [86]- {حَمِئَةٍ} بالألف من غير همز: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي. [88]- {فَلَهُ جَزَاءً} نصب منون: حفص وحمزة والكسائي. [93]- {بَيْنَ السَّدَّيْنِ} بفتح السين: ابن كثير وأبو عمرو وحفص. [93]- {يَفْقَهُونَ} بضم الياء: حمزة والكسائي. [94]- {خَرْجًا} هنا، وفي {قَدْ أَفْلَحَ} ، و {خَرْجًا فَخَرَاجُ} [72] بغير ألفين

_ 1 أي: بياء مفتوحة وفتح الراء مع ضم لام {أَهْلَهَا} والباقون بتاء خطاب مضمومة وكسر الراء ونصب {أَهْلَهَا} .

فيهن: ابن عامر. بضده: حمزة والكسائي. الباقون {فَخَرَاجُ} بألف فقط. [94]- {وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} بضم السين: نافع وابن عامر وأبو بكر. [95]- {مَكَّنِّي} بنونين: ابن كثير. [95، 96]- {رَدْمًا، آتُونِي} وصل من باب المجيء1: أبو بكر، ويبتدئ بتخفيف الثانية وبالكسر. [96]- {قَالَ آتُونِي} وصل: حمزة وأبو بكر في رواية شعيب، والخلاف فيه عن أبي بكر كثير. [96]- {الصَّدَفَيْنِ} بضمتين: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو. بضم الصاد وإسكان الدال: أبو بكر. [97]- {فَمَا اسْطَاعُوا} بتشديد الطاء: حمزة. [98]- {دَكَّاءَ} بالمد: الكوفيون. [109]- {أَنْ تَنْفَدَ} بالياء: حمزة والكسائي. ياءاتها تسع: فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَعْلَمُ} [22] ، و {بِرَبِّي أَحَدًا} [38] ، و {رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ} [40] ، و {بِرَبِّي أَحَدًا} [42] . ونافع وأبو عمرو {مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ} [102] . ونافع {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [69] . وحفص {مَعِيَ} في الثلاثة [67، 72، 75] .

_ 1 بسكون الهمزة ويكسر التنوين قبله للساكنين, ويبتدئ بهمزة وصل مكسورة وإبدال الساكنة ياء، وضم التاء عارض للإسناد.

محذوفاتها سبع: أثبت نافع وأبو عمرو {الْمُهْتَدِ} [17] في الوصل. وابن كثير {أَنْ يَهْدِيَنِ} [24] ، و {أَنْ يُؤْتِيَنِ} [40] ، {عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ} [66] ، و {إِنْ تَرَنِ} [39] ، {مَا كُنَّا نَبْغِ} [64] في الحالين، وفي الوصل نافع وأبو عمرو، تابعهما الكسائي في {نَبْغِ} . ولم يثبت ورش {إِنْ تَرَنِ} في رواية المصريين عنه. وقال جماعة عن ابن ذكوان, وعن الأخفش عنه {فَلا تَسْأَلْنِي} [70] بحذف الياء في الحالين. وقال آخرون عنه، وعن الأخفش عنه، بحذفها فيهما كالباقين، وكما ثبت في السواد، والله أعلم.

سورة مريم

سورة مريم: [1]- {كهيعص} بإمالة الهاء وفتح الياء: أبو عمرو. بضده: ابن عامر وحمزة. بإمالتهما: أبو بكر والكسائي، والسوسي من غير طريق ابن جرير والنقاش. بين بين: نافع. بفتحهما: ابن كثير وحفص. بإظهار الدال1: الحرميان وعاصم. [6]- {يَرِثُنِي وَيَرِثُ} جزم: أبو عمرو والكسائي. [8]- {عِتِيًّا} [8] ، و {صِلِيًّا} [70] ، و {جِثِيًّا} [72] ، و {بُكِيًّا} [58] بكسر أولهن2: حمزة والكسائي.

_ 1 عند ذال {ذِكْرُ} وصلا وأدغم الباقون. 2 والباقون بالضم.

وافق حفص إلا في {بُكِيًّا} . [9]- {وَقَدْ خَلَقْتُكَ} بالنون والألف: حمزة والكسائي. [19]- {لِأَهَبَ} بالياء: ورش وأبو عمرو. [23]- {نَسْيًا} بفتح النون: حمزة وحفص. [24]- {مِنْ تَحْتِهَا} بفتح الميم والتاء: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر. [25]- {تُسَاقِطْ} مثل "تُفَاعِلْ": حفص. خفيفة السين: حمزة1. [34] {قَوْلَ الْحَقِّ} نصب: عاصم وابن عامر. [36]- {وَإِنَّ اللَّهَ} بكسر الألف2: الكوفيون وابن عامر. [51]- {مُخْلَصًا} بالفتح: الكوفيون. [67]- {أَوَلا يَذْكُرُ} خفيف3: نافع وعاصم وابن عامر. [72]- {ثُمَّ نُنَجِّي} خفيف: الكسائي. [73]- {مَقَامًا} بضم الميم: ابن كثير. [77]- {وَلَدًا} في أربعتهن هنا [77، 88، 91، 92] ، وفي الزخرف {لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [81] بضم الواو وسكون اللام: حمزة والكسائي. [90]- {تَكَادُ} هنا، وفي [الشورى: 5] بالياء: نافع والكسائي. [90]- {يَتَفَطَّرْنَ} بالنون فيهما [هنا: 90، الشورى: 5] : أبو عمرو وأبو بكر4. وافق هنا ابن عامر وحمزة.

_ 1 بفتح التاء والقاف وتخفيف السين حمزة والباقون مثله, ولكن مع تشديد السين, وذكر حفص مع التخفيف وكسر القاف. 2 أي: الهمزة. 3 بتخفيف الذال ساكنة وضم الكاف خفيفة لمن ذكر، وبفتحهما وتشديدهما الباقون. 4 بالنون ساكنة وكسر الطاء مخففة, وقرأ الباقون بتاء مفتوحة وفتح وتشديد الطاء.

ياءاتها ست: فتح ابن كثير {مِنْ وَرَاءِ} [5] . ونافع وأبو عمرو {اجْعَلْ لِي آيَةً} [10] ، و {رَبِّي إِنَّهُ} [47] . والحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَعُوذُ} [18] , {إِنِّي أَخَافُ} [45] . وأسكن حمزة {آتَانِيَ الْكِتَابَ} [30] .

سورة طه

سورة طه: [11، 12]- {يَا مُوسَى إِنِّي} بفتح الهمزة: ابن كثير وأبو عمرو. [12]- {طُوًى} هنا، وفي [النازعات: 16] منون: الكوفيون وابن عامر. [13]- {وَأَنَا} مشدد، {اخْتَرْتُكَ} بنون وألف: حمزة. [31]- {اشْدُدْ} بفتح الألف وقطعه {وَأَشْرِكْهُ} [32] بضم الألف: ابن عامر. [53]- {مَهْدًا} هنا، وفي [الزخرف: 10] على "فَعْل": الكوفيون1. والذي في [النبأ: 6] مجمع عليه. [58]- {سُوًى} بضم السين: ابن عامر وعاصم وحمزة. ووقف بالإمالة عليه، وعلى {سُدًى} [القيامة: 36] أبو بكر وحمزة والكسائي. [61]- {فَيُسْحِتَكُمْ} بضم الياء وكسر الحاء: حفص وحمزة والكسائي. [63]- {قَالُوا إِنْ} بإسكان النون: ابن كثير وحفص. [63]- {هَذَانِ} بالياء: أبو عمرو. وشدد ابن كثير النون. [64]- {فَأَجْمِعُوا} وصل: أبو عمرو. [66]- {يُخَيَّلُ} بالتاء: ابن ذكوان.

_ 1 والباقون: "مهادا" بكسر الميم وفتح الهاء وألف بعدها.

[69]- {تَلْقَفْ} برفع الفاء: ابن ذكوان. ساكنة اللام: حفص. [69]- {كَيْدُ سَاحِرٍ} ، و {أَنْجَيْنَاكُمْ} [80] وأختاها1، بغير ألف: حمزة والكسائي. [71]- {أَأَمِنْتُمْ} خبر: قنبل وحفص. [77]- {لَا تَخَافُ} جزم: حمزة. [81]- {فَيَحِلَّ} بضم الحاء، و {يَحْلِلْ} [81] بضم اللام: الكسائي. [87]- {بِمَلْكِنَا} بفتح الميم: نافع وعاصم. بضمها: حمزة والكسائي. الباقون بكسرها. [87]- {حُمِّلْنَا} خفيف: حمزة والكسائي وأبو عمرو وأبو بكر. [96]- {يَبْصُرُوا} بالتاء: حمزة والكسائي. [97]- {تُخْلَفَهُ} بكسر اللام: ابن كثير وأبو عمرو. [102]- {يُنْفَخُ} بالنون: أبو عمرو. [112]- {فَلَا يَخَافُ} جزم: ابن كثير. [119]- {وَأَنَّكَ لَا} بكسر الهمزة: نافع وأبو بكر. [130]- {تَرْضَى} بضم التاء: أبو بكر والكسائي. [133]- {تَأْتِهِمْ} بالتاء: نافع وأبو عمرو وحفص. ياءاتها ثلاث عشرة: {لَعَلِّي آتِيكُمْ} [10] ، و {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} [12] ، {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ} [14] ، {لِنَفْسِي,

_ 1 {أَنْجَيْنَاكُمْ} , {وَوَاعَدْنَاكُم} , {مَا رَزَقْنَاكُمْ} : بتاء مضمومة في الثلاثة للمفرد لمن ذكر، والباقون بنون وألف على الجمع للتعظيم.

اذْهَبْ} [41، 42] ، و {فِي ذِكْرِي, اذْهَبَا} [42, 43] فتحهن الحرميان وأبو عمرو. ووافق ابن عامر في {لَعَلِّي} . زاد ابن كثير وأبو عمرو {أَخِي، اشْدُدْ} [30، 31] . وفتح نافع وأبو عمرو {لِذِكْرِي، إِنَّ} [14، 15] , و {يَسِّرْ لِي أَمْرِي} [26] ، و {عَلَى عَيْنِي، إِذْْ} [39، 40] ، و {بِرَأْسِي إِنِّي} [94] . وفتح الحرميان {حَشَرْتَنِي أَعْمَى} [125] . وورش وحفص {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ} [18] . وفيها محذوفة: أثبت ابن كثير {أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ} [93] ساكنة في الحالين. ونافع وأبو عمرو ساكنة في الوصل.

سورة الأنبياء

سورة الأنبياء: [4]- {قَالَ رَبِّي} خبر1: حفص وحمزة والكسائي. [30]- {أَوَلَمْ يَرَ} بغير واو: ابن كثير. [45]- {وَلَا يَسْمَعُ} بضم التاء وكسر الميم, {الصُّمُّ} نصب: ابن عامر. [47]- {مِثْقَالَ} رفع هنا، وفي [لقمان: 16] : نافع. [58]- {جُذَاذًا} بكسر الجيم: الكسائي2. [80]- {لِتُحْصِنَكُمْ} بالتاء: ابن عامر وحفص. بالنون: أبو بكر. "والباقون بالياء"3. [88]- {نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} بنون واحدة مشددا: ابن عامر وأبو بكر.

_ 1 بفتح القاف واللام وألف بينهما، والباقون على الأمر بضم القاف وسكون اللام دون ألف. 2 والباقون بالضم. 3 ما بين القوسين زيادة للتوضيح.

[95]- {وَحَرَامٌ} بكسر الحاء1: أبو بكر وحمزة والكسائي. [104]- {لِلْكُتُبِ} جمع2: حفص وحمزة والكسائي. [112]- {قَالَ رَبِّ احْكُمْ} خبر: حفص. ياءاتها أربع: فتح حفص {مَعِيَ} [24] . ونافع وأبو عمرو {إِنِّي إِلَهٌ} [29] . وأسكن حمزة {مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [83] ، و {عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [105] .

_ 1 مع سكون الراء دون ألف. 2 بضم الكاف والتاء دون ألف، والباقون "للكتاب" بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها.

سورة الحج

سورة الحج: [2]- {سُكَارَى} فيهما بغير ألف*1: حمزة والكسائي. [15]- {ثُمَّ لْيَقْطَعْ} ، و {ثُمَّ لْيَقْضُوا} [29] بالكسر: ورش وأبو عمرو وابن عامر. وافق قنبل في {لْيَقْضُوا} . زاد ابن ذكوان {وَلْيُوفُوا} [29] ، و {وَلْيَطَّوَّفُوا} [29] . وكذلك قال الخزاعي عن أبي أحمد، عن ابن عبدان، عن الحلواني، عن هشام، ولم يتابع عليه. [23]- {وَلُؤْلُؤًا} هنا، وفي [فاطر: 23] نصب: نافع وعاصم. وترك الهمزة الساكنة أبو بكر وأبو عمرو إذا خفف، وسهل الهمزتين في الوقف حمزة، وهشام الثانية فيه. [25]- {سَوَاءٌ} نصب: حفص2.

_ 1 مع فتح السين وسكون الكاف. 2 وبالرفع الباقون.

[29]- {وَلْيُوفُوا} شديدا: أبو بكر. [31]- {فَتَخْطَفُهُ} مشددا: نافع. [34]- {مَنْسَكًا} فيهما [34، 67] بكسر السين: حمزة والكسائي. [38]- {يُدَافِعُ} بلا ألف1: ابن كثير وأبو عمرو. [39]- {أُذِنَ} مبني للمفعول: نافع وعاصم وأبو عمرو. [39]- {يُقَاتَلُونَ} مبني للمفعول: نافع وابن عامر وحفص. [40]- {لَهُدِّمَتْ} خفيف: الحرميان. بالإدغام فيه:2 حمزة والكسائي وأبو عمرو وابن ذكوان. [45]- {أَهْلَكْنَاهَا} بالتاء: أبو عمرو. [47]- {مِمَّا تَعُدُّونَ} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي. [51]- {مُعَاجِزِينَ} هنا، وفي [سبأ: 5، 38] مشدد: ابن كثير وأبو عمرو. [62] : {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ} هنا، وفي [لقمان: 30] بالتاء: الحرميان وابن عامر وأبو بكر. فيها ياء: فتح نافع وحفص وهشام. {بَيْتِيَ} [26] كالتي في [البقرة: 125] . وفيها محذوفتان: أثبت {وَالْبَادِ} [25] في الوصل ورش وأبو عمرو, وفي الحالين ابن كثير. و {نَكِيرِ} [44] حيث وقع في الوصل ورش.

_ 1 مع فتح الياء وسكون الدال، والباقون بضم الياء وفتح الدال وألف بعدها. 2 أي: التاء في صاد {صَوَامِعُ} .

سورة المؤمنون

سورة المؤمنون: [8]- {لِأَمَانَاتِهِمْ} هنا، وفي [المعارج: 32] موحد: ابن كثير. [9]- {صَلَوَاتِهِمْ} موحد: حمزة والكسائي. [14]- {عِظَامًا} و {الْعِظَامَ} موحدان: أبو بكر وابن عامر.

[20]- {سَيْنَاءَ} بفتح السين: الكوفيون وابن عامر. [20]- {تَنْبُتُ} بضم التاء وكسر الباء: ابن كثير وأبو عمرو. [29]- {مُنْزَلًا} بفتح الميم: أبو بكر. [44]- {تَتْرَا} منون: ابن كثير وأبو عمرو. [52]- {وَإِنَّ هَذِهِ} بكسر الألف: الكوفيون. ساكنة النون: ابن عامر. [67]- {تَهْجُرُونَ} بضم التاء وكسر الجيم: نافع. [87]- {لِلَّهِ} {لِلَّهِ} بألف1 في الثاني [87] ، والثالث [89] : أبو عمرو. ولا خلاف في الحرف الأول [85] . [92]- {عَالِمِ} بخفض الميم: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وحفص2. [106]- {شِقْوَتُنَا} بألف: حمزة والكسائي3. [110]- {سِخْرِيًّا} هنا، وفي [ص: 63] بضم السين: نافع وحمزة والكسائي. [111]- {أَنَّهُمْ هُمُ} بكسر الهمزة: حمزة والكسائي. [112]- {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ} {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ} [114] على الأمر: حمزة والكسائي. وافق ابن كثير في الأول. [115]- {لا تُرْجَعُونَ} مبني للفاعل: حمزة والكسائي. فيها ياء: {لَعَلِّي أَعْمَلُ} [100] سكنها الكوفيون.

_ 1 مع ضم الهاء "الله". 2 والباقون بالرفع. 3 مع فتح الشين والقاف, والباقون بكسر الشين وسكون القاف دون ألف.

سورة النور

سورة النور: [1]- {وَفَرَضْنَاهَا} مشدد: ابن كثير وأبو عمرو. [2]- {رَأْفَةٌ} بفتح الهمزة: ابن كثير. [6]- {أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ} برفع العين: حفص وحمزة والكسائي, والثاني مجمع على نصبه. [9]- {وَالْخَامِسَةُ} الثانية، نصب: حفص. [7، 9]- {أَنَّ} ، و {أَنَّ} مخففتان {لَعْنَتَ} ورفع, {غَضَبَ اللَّهِ} مثل: {سَمِعَ اللَّهُ} [آل عمران: 1] ، [والمجادلة: 1] : نافع. [24]- {تَشْهَدْ} بالياء: حمزة والكسائي. [31]- {جُيُوبِهِنَّ} بضم الجيم: نافع وعاصم وأبو عمرو وهشام2. [31]- {غَيْرِ أُولِي} نصب: أبو بكر وابن عامر360. [31]- {أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} هنا، وفي الزخرف {يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ} [49] وفي الرحمن {أَيُّهَا الثَّقَلانِ} [31] بضم الهاء: ابن عامر. وقف بألف أبو عمرو والكسائي. [35]- {دُرِّيٌّ} بكسر الدال: أبو عمرو والكسائي. الباقون بضمها. ممدودة مهموزة: أبو عمرو وأبو بكر وحمزة والكسائي. وخفف حمزة في الوقف. [35]- {يُوقَدُ} بضم التاء والدال وسكون الواو: أبو بكر وحمزة والكسائي.

_ 1 والباقون بالكسر. 2 والباقون بالجر.

بالياء: نافع وابن عامر وحفص. بوزن "تفعَّل": ابن كثير وأبو عمرو1. [36]- {يُسَبِّحُ} مبني للمفعول2: ابن عامر وأبو بكر. [40]- {سَحَابٌ} بغير تنوين: البزي. [40]- {ظُلُمَاتٌ} جر: ابن كثير3. ويضيفه البزي. [55]- {كَمَا اسْتَخْلَفَ} مبني للمفعول: أبو بكر. [55]- {وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ} خفيف: ابن كثير وأبو بكر. [57]- {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ} بالياء: ابن عامر وحمزة. [58]- {ثَلاثُ عَوْرَاتٍ} نصب: أبو بكر وحمزة والكسائي. سورة الفرقان: [8]- {يَأْكُلُ مِنْهَا} بالنون: حمزة والكسائي. [10]- {وَيَجْعَلْ لَكَ} رفع: ابن كثير وابن عامر وأبو بكر. [17]- {يَحْشُرُهُمْ} بالياء: ابن كثير وحفص. [17]- {فَيَقُولُ} بالنون: ابن عامر. [19]- {تَسْتَطِيعُونَ} بالتاء: حفص. [25]- {تَشَقَّقُ} هنا، وفي [ق: 44] خفيف: الكوفيون وأبو عمرو. [25]- {وَنُزِّلَ} رفع خفيف4, {الْمَلائِكَةُ} نصب: ابن كثير.

_ 1 أي "تَوقَّد" بفتح حروفها مع تشديد القاف. 2 بفتح الموحدة. 3 والباقون بالرفع. 4 بنونين، الأولى مضمومة والثانية ساكنة، وتخفيف الزاي، وضم اللام لابن كثير وبنون مضمومة واحدة وتشديد الزاي مع فتح اللام الباقون.

[60]- {لِمَا تَأْمُرُنَا} بالياء، و {سِرَاجًا} [61] بضمتين1: حمزة والكسائي. [62]- {أَنْ يَذَّكَّرَ} خفيف: حمزة2. [67]- {يَقْتُرُوا} بضم الياء: نافع وابن عامر. بضم التاء: الكوفيون3. [69]- {يُضَاعَفْ} {وَيَخْلُدْ} [69] مرفوعان: ابن عامر وأبو بكر. وابن كثير وابن عامر على أصلهما4. [74]- {وَذُرِّيَّاتِنَا} جمع: الحرميان وابن عامر وحفص. [75]- {وَيُلَقَّوْنَ} بفتح الياء: أبو بكر وحمزة والكسائي5. فيها ياءان: فتح أبو عمرو {يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ} [27] . ونافع وأبو عمرو والبزي {إِنَّ قَوْمِي} [30] .

_ 1 السين والراء دون ألف. 2 بسكون الذال وضم الكاف مخففة حمزة, وبفتحهما وتشديدهما الباقون. 3 بضم الياء وكسر التاء نافع وابن عامر, وبفتح الياء وضم التاء الكوفيون, وبفتح الياء وكسر التاء ابن كثير وأبو عمرو. 4 أي: في تشديد العين مع حذف الألف. 5 بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف, وقرأ الباقون بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف.

سورة الفرقان

سورة الفرقان ... سورة الشعراء: [1]- {طسم} هنا، وفي [القصص: 1] بإظهار النون: حمزة. وأمال فيهما وفي {طس} [النمل: 1] أبو بكر وحمزة والكسائي، وقد تقدم. [56]- {حَاذِرُونَ} بألف: الكوفيون وابن ذكوان. [137]- {إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} بفتح الخاء وإسكان اللام: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. [149]- {فَارِهِينَ} بألف: الكوفيون وابن عامر.

[176]- {الْأَيْكَةِ} هنا، وفي [ص: 13] نصب بلا همز: الحرميان وابن عامر. [187]- {كِسَفًا} هنا، وفي [سبأ: 9] بفتح السين: حفص1. [193]- {نْزَلَ} مشدد {الرُّوحُ الْأَمِينُ} نصب: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي. [197]- {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ} بالتاء {آيَةً} بالرفع: ابن عامر. [217]- {وَتَوَكَّلْ} بالفاء: نافع وابن عامر. [224]- {يَتَّبِعُهُمُ} خفيف: نافع. ياءاتها ثلاث عشرة: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [12] ، {إِنِّي أَخَافُ} [135] ، {رَبِّي أَعْلَمُ} [188] . ونافع {بِعِبَادِي إِنَّكُمْ} [52] . وحفص {مَعِيَ رَبِّي} [62] . ونافع وأبو عمرو {لِي إِلَّا} [77] , {لِأَبِي إِنَّهُ} [86] . وورش وحفص {وَمَنْ مَعِيَ} [118] . ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص {أَجْرِيَ إِلَّا} في خمستهن [109، 127، 145، 164، 180] .

_ 1 والباقون بإسكانها.

سورة النمل

سورة النمل: [7]- {بِشِهَابٍ} منون: الكوفيون. [21]- {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي} بنونين: ابن كثير. [22]- {فَمَكَثَ} بفتح الكاف: عاصم1. [22]- {مِنْ سَبَأٍ} ، و {لِسَبَأٍ} [سبأ: 15] بفتح الهمزة: البزي وأبو عمرو.

_ 1 والباقون بضمها.

بإسكانها: قنبل، وقيل عنه بتخفيفها. [25]- {أَلَّا يَسْجُدُوا} خفيف: الكسائي. ويقف "ألا يا" ويبتدئ "اسجدوا" على الأمر، و"ألَا" تنبيه المأمور، هذا قول سيبويه. [25]- {مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} بالتاء: الكسائي وحفص. [49]- {لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَه ثُمَّ لَنَقُولَنَّ} بالتاء وضم ما قبل النون: حمزة والكسائي. [51]- {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ} بفتح الهمزة: الكوفيون. [59]- {أَمَّا يُشْرِكُونَ} بالياء: عاصم وأبو عمرو. [62]- {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} بالياء: أبو عمرو وهشام1. [66]- {بَلِ ادَّارَكَ} مقطوع: ابن كثير وأبو عمرو2. [67]- {أَإِذَا} خبر: نافع. [67]- {أَإِنَّا} بنونين: ابن عامر والكسائي3. [80]- {وَلَا تُسْمِعُ} هنا، وفي [الروم: 52] بالياء, {الصُّمَّ} رفع: ابن كثير. [81]- {بِهَادِي} هنا، وفي [الروم: 53] بالتاء, ونصب {الْعُمْيِ} : حمزة. [82]- {أَنَّ النَّاسَ} بفتح الهمزة: الكوفيون. [87]- {أَتَوْهُ} قصر: حفص وحمزة. [88]- {بِمَا تَفْعَلُونَ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو وهشام. [89]- {مِنْ فَزَعٍ} منون: الكوفيون. [89]- {يَوْمَئِذٍ} بالفتح: الكوفيون ونافع.

_ 1 وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي. 2 "أدرك" بهمزة قطع مفتوحة, وسكون الدال دون ألف. 3 أي: "إننا" وقرأ الباقون {أَإِنَّا} وكل على أصولهم.

ياءاتها خمس: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي آنَسْتُ} [7] . ونافع {إِنِّي أُلْقِيَ} [29] ، و {لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ} [40] . وورش والبزي {أَوْزِعْنِي أَنْ} [19] . وذكر الخزاعي عن أبي نشيط كذلك. وابن كثير وعاصم والكسائي وهشام {مَا لِيَ لا أَرَى} [20] . محذوفتان: {أَتُمِدُّونَنِ} [36] أدغم حمزة، وأظهر الباقون. بياء في الحالين: ابن كثير وحمزة. في الوصل: نافع وأبو عمرو. {آتَانِيَ اللَّهُ} [36] أثبتها مفتوحة في الوصل نافع وأبو عمرو وحفص. وحدثني أبو القاسم، حدثنا أبو معشر، حدثنا الرفاعي، حدثنا أبو الفضل الخزاعي، قال: سمعت طلحة بن محمد ببغداد يقول: سمعت ابن مجاهد يقول: الوقف في هذه القراءة بالياء؛ لأنها مفتوحة. قال الخزاعي: وروى أبو عبد الرحمن وابن سعدان عن اليزيدي بغير ياء في الوقف. قال أبو جعفر: وكذلك الرواية عن ورش. الباقون بحذفها في الحالين.

سورة القصص

سورة القصص: [6]- {وَنُرِيَ} بالياء، ورفع الأسماء، و {حَزَنًا} [8] بضم الحاء: حمزة والكسائي1. [23]- {يُصْدِرَ} بفتح الياء وضم الدال: ابن عامر وأبو عمرو. [29]- {جَذْوَةٍ} بفتح الجيم: عاصم.

_ 1 "ويرى" بياء مفتوحة وفتح الراء وألف ممالة مع رفع {فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا} حمزة، و {وَنُرِيَ} بنون مضمومة وكسر الراء وياء مفتوحة ونصب الأسماء الثلاثة للباقين.

بضمها: حمزة. [32]- {مِنَ الرَّهْبِ} بضم الراء وسكون الهاء: ابن عامر والكوفيون، غير أن حفصا فتح راءه. [34]- {يُصَدِّقُنِي} برفع القاف: عاصم وحمزة1. [37]- {وَقَالَ مُوسَى} بغير واو: ابن كثير. [39]- {لا يُرْجَعُونَ} بفتح الياء2: نافع وحمزة والكسائي. [48]- {سِحْرَانِ} بغير ألف: الكوفيون3. [57]- {يُجْبَى} بالتاء: نافع. [59]- {فِي أُمِّهَا} هنا، وفي الزخرف {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [4] بكسر الهمزة: حمزة والكسائي. [60]- {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} بالياء: أبو عمرو. [82]- {لَخَسَفَ} مبني للفاعل: حفص. ياءاتها اثنتا عشرة: فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَنْ} [22] ، {إِنِّي آنَسْتُ} [29] ، {إِنِّي أَنَا اللَّهُ} [30] ، {إِنِّي أَخَافُ} [34] ، {رَبِّي أَعْلَمُ} [37، 85] فيهما, {عِنْدِي أَوَلَمْ} [78] . وقال أبو ربيعة عن البزي وقنبل بالإسكان في {عِنْدِي} . وفتح نافع {إِنِّي أُرِيدُ} [27] ، و {سَتَجِدُنِي} [27] . وحفص {مَعِيَ} [34] . وأسكن الكوفيون {لَعَلِّي آتِيكُمْ} [29] ، و {لَعَلِّي أَطَّلِعُ} [38] .

_ 1 والباقون بالجزم. 2 مع كسر الجيم. 3 والباقون: "ساحران".

وفيها محذوفة: {أَنْ يُكَذِّبُونِ، قَالَ} [34، 35] أثبتها في الأصل ورش.

سورة العنكبوت

سورة العنكبوت: [20]- {النَّشْأَةَ} هنا، وفي [النجم: 47، والواقعة: 62] بالمد: ابن كثير وأبو عمرو. وقد ذكر وقف حمزة عليه. [25]- {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} بالنصب والإضافة: حفص وحمزة. بالرفع والإضافة: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي. الباقون بالنصب والتنوين. [28]- {إِنَّكُمْ} الأول خبر: الحرميان وابن عامر وحفص. والاستفهام في الثاني [29] إجماع. ومذهبهم في المد والقصر مذكور في بابه1. [32]- {لَنُنَجِّيَنَّهُ} ، و {مُنَجُّوكَ} [33] خفيفتان: حمزة والكسائي. وافق في {مُنَجُّوكَ} ابن كثير وأبو بكر. [42]- {مَا يَدْعُونَ} بالياء: عاصم وأبو عمرو. [50]- {آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} واحدة: ابن كثير وأبو بكر وحمزة والكسائي. [55]- {وَيَقُولُ ذُوقُوا} بالياء: الكوفيون ونافع. [57]- {تُرْجَعُونَ} بالياء: أبو بكر. [58]- {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} بالثاء: حمزة والكسائي2.

_ 1 وكل على مذهبه في الهمزتين من كلمة من تسهيل وتحقيق, وإدخال وعدمه. 2 أي: "لنُثْوينهم" بثاء ساكنة وتخفيف الواو وياء مكان الهمزة, وقرأ الباقون بموحدة مفتوحة وتشديد الواو مع الهمزة.

[66]- {وَلِيَتَمَتَّعُوا} ساكن اللام: ابن كثير وقالون وحمزة والكسائي1. ياءاتها ثلاث: فتح نافع وأبو عمرو {رَبِّي إِنَّهُ} [26] . وابن عامر {أَرْضِي وَاسِعَةٌ} [56] . وأسكن أبو عمرو وحمزة والكسائي {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ} [56] وياؤها ثابتة في السواد، فهي ثابتة لهم في الوقف.

_ 1 والباقون بكسرها.

سورة الروم

سورة الروم: [10]- {عَاقِبَةَ الَّذِينَ} نصب: الكوفيون وابن عامر. [10]- {السُّوأَى} ممال: حمزة والكسائي. بين بين: أبو عمرو, وورش. [11] : {تُرْجَعُونَ} بالياء: أبو بكر وأبو عمرو. [22]- {لِلْعَالَمِينَ} بكسر اللام: حفص. [39]- {لِيَرْبُوَ} بضم التاء: نافع. [41]- {لِيُذِيقَهُمْ} بالنون: قنبل. [48]- {كِسَفًا} مسكن: ابن ذكوان. وكذلك ذكره أبو محمد مكي عن هشام. وهي رواية أحمد بن أنس عنه، ومحمد بن هشام عن أبيه. ورواية الحلواني وغيره عنه بالفتح كالباقين. [50]- {آثَارِ} جمع: ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي. [54]- {ضَعْفٍ} في الثلاثة، بفتح الضاد: عاصم وحمزة. واختار حفص فيهن الضم. [57]- {لا يَنْفَعُ} بالياء هنا: الكوفيون.

سورة لقمان

سورة لقمان: [3]- {هُدًى وَرَحْمَةً} رفع: حمزة. [6]- {وَيَتَّخِذَهَا} نصب: حفص وحمزة والكسائي. [13]- {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ} وهو الأول, ساكنة الياء: ابن كثير1. [17]- {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ} وهو الأخير، بسكونها: قنبل. بفتحها: البزي. بفتحها مع فتح {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا} [16] : حفص. [18]- {تُصَعِّرْ} بالتشديد: ابن كثير وعاصم وابن عامر2. [20]- {نِعَمَهُ} جمع: نافع وأبو عمرو وحفص3. [27]- {وَالْبَحْرُ} نصب: أبو عمرو. [34]- {وَيُنَزِّلُ} هنا، وفي [الشورى: 28] مشدد: نافع وعاصم وابن عامر.

_ 1 وبفتحها حفص, وكسرها الباقون. 2 والباقون "تصاعر" بألف وتخفيف العين. 3 والباقون "نعمة" بسكون العين وتاء تأنيث منصوبة منونة.

سورة السجدة

سورة السجدة: [7]- {خَلَقَهُ} بإسكان اللام: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو. [17]- {مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} ساكنة الياء: حمزة. [24]- {لَمَّا صَبَرُوا} بالكسر: حمزة والكسائي.

سورة الأحزاب

سورة الأحزاب: [2]- {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} ، و {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [9] بالياء: أبو عمرو. [4]- {اللَّائِي} فيهن، بياء بعد الهمزة: الكوفيون وابن عامر. مهموز بلا ياء: قالون وقنبل.

الباقون، وهم ورش وأبو عمرو والبزي، بكسرة خفيفة من غير همز ولا ياء بعدها. وقرأت من طريق مكي وعثمان بن سعيد للبزي وأبي عمرو بياء ساكنة، وكذلك ذكره عن أبي عمرو وأبي طاهر بن أبي هاشم والشذائي وغيرهما. وقال ابن مجاهد عن ابن اليزيدي عن أبيه، وأحمد بن يعقوب التائب عن الخشاب عن أبي شعيب عن اليزيدي، وأبو ربيعة وغير واحد عن البزي: إن الهمزة ملينة بين بين كورش، لا مبدلة ياء ساكنة. وعلى هذا اعتمد حفاظ المتأخرين من البغداديين وغيرهم؛ منهم أبو الفضل الخزاعي، وأبو علي الأهوازي, وأبو علي البغدادي, وهو الوجه؛ لأن المتقدمين ليس في عبارتهم ما يوجب البدل. قال عثمان بن سعيد: قال أصحاب اليزيدي كلهم عنه عن أبي عمرو: {اللَّائِي} لا يمد ولا يهمز. قال: ليس في قولهم هذا بيان لكيفية تسهيل الهمزة. وقال عثمان بن سعيد وأبو الفضل الخزاعي: قال ابن سعدان عن اليزيدي بالياء وترك الهمزة. قال عثمان: ولا في قول ابن سعدان ما يبين حكم الياء، أمختلسة الكسرة هي أم ساكنة. وقال أحمد بن الصقر المنبجي: عبرت عن قراءة أبي عمرو ومن وافقه بياء ساكنة اتباعا لعبارتهم، وقد جاء في بعضها ما يدل على تليين الهمزة، وهو الوجه. وكثيرا ما يعبرون عن تليين الهمزة المكسورة بياء ساكنة. قال أبو جعفر: وبين بين آخذ لهما كورش، وهو اختيار أبي -رضي الله عنه. [4]- {تُظَاهِرُونَ} بضم التاء وألف وكسر الهاء: عاصم. بفتح التاء، وألف مشدد الظاء: ابن عامر. كذلك والظاء مخففة: حمزة والكسائي. الباقون "تظَّهَّرون" مشدد بلا ألف. [10]- {الظُّنُونَا} ، و {الرَّسُولا} [66] ، و {السَّبِيلا} [67] بغير ألف في الحالين:

حمزة وأبو عمرو، بألف في الوقف: ابن كثير وحفص والكسائي. الباقون بإثباتها في الحالين. [13]- {لَا مُقَامَ} بضم الميم: حفص. [14]- {لَآتَوْهَا} بالقصر: الحرميان. [21]- {أُسْوَةٌ} هنا، وفي الحرفين في [الممتحنة: 4، 6] بضم الهمزة: عاصم1. [30]- {يُضَاعَفْ} بنون وكسر العين شديدا {الْعَذَابُ} نصب: ابن كثير وابن عامر. الباقون بالياء والرفع. بتشديد العين: أبو عمرو. [31]- {وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا} بالياء: حمزة والكسائي. [33]- {وَقَرْنَ} بفتح القاف: نافع وعاصم. [36]- {أَنْ يَكُونَ} بالياء: الكوفيون وهشام. [40]- {وَخَاتَمَ} بفتح التاء: عاصم. [52]- {لَا يَحِلُّ} بالتاء: أبو عمرو. [53]- {إِنَاهُ} ممال: حمزة والكسائي وهشام. [67]- {سَادَتَنَا} بالجمع وكسر التاء: ابن عامر. [68]- {لَعْنًا كَبِيرًا} بالباء: عاصم2.

_ 1 والباقون بكسرها. 2 والباقون بالثاء المثلثة من الكثرة.

سورة سبأ

سورة سبأ: [3]- {عَالِمِ الْغَيْبِ} رفع: نافع وابن عامر. {عَلَّامُ} بألف بعد اللام، جر: حمزة والكسائي. [5]- {أَلِيمٌ} هنا، وفي [الجاثية: 11] رفع: ابن كثير وحفص.

[9]- {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ..... أَوْ نُسْقِطْ} بالياء: حمزة والكسائي. [9]- {كِسَفًا} مثقل: حفص1. [12]- {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ} رفع: أبو بكر. [14]- {مِنْسَأَتَهُ} بالألف ساكنة بدلا من الهمزة: نافع وأبو عمرو. ابن ذكوان بهمزة ساكنة، والباقون بهمزة مفتوحة. وحمزة إذا وقف جعلها بين بين على أصله. [15]- {مَسْكَنِهِمْ} موحد: حفص وحمزة والكسائي, وكسر الكاف الكسائي2. [16]- {أُكُلٍ خَمْطٍ} مضاف: أبو عمرو. [17]- {وَهَلْ نُجَازِي} بالنون {إِلَّا الْكَفُورَ} نصب: حفص وحمزة والكسائي3. [19]- {بَاعِدْ} مشدد: ابن كثير وأبو عمرو وهشام. [20]- {صَدَّقَ} مشدد: الكوفيون. [23]- {أَذِنَ لَهُ} بضم الهمزة: أبو عمرو وحمزة والكسائي. [23]- {فُزِّعَ} مبني للفاعل: ابن عامر. [37]- {فِي الْغُرُفَاتِ} موحد: حمزة. ياءاتها ثلاث: فتح نافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص {أَجْرِيَ إِلَّا} [47] . ونافع وأبو عمرو {وَرَبِّي إِنَّهُ} [50] .

_ 1 بسكون السين والباقون بفتحها. 2 والباقون بالجمع بكسر الكاف, وألف قبلها. 3 والباقون بالياء مع فتح الزاي, ورفع {الْكَفُورَ} .

وسكّن حمزة {عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13] . وفيها محذوفتان: أثبت {كَالْجَوَابِ} [13] في الحالين ابن كثير، وفي الوصل ورش وأبو عمرو، و {نَكِيرَ} [45] في الوصل ورش.

سورة فاطر

سورة فاطر: [3]- {غَيْرُ اللَّهِ} جر: حمزة والكسائي. [33]- {يَدْخُلُونَهَا} و {نَجْزِي كُلَّ} [36] مبنيان للمفعول: أبو عمرو. [40]- {عَلَى بَيِّنَتٍ} جمع: نافع وابن عامر وأبو بكر والكسائي. [43]- {وَمَكْرَ السَّيِّئِ} مسكن: حمزة. فيها محذوفة: {نَكِيرٍ} [26] أثبتها في الوصل ورش.

سورة يس

سورة يس: [5]- {تَنْزِيلَ} نصب: حفص وابن عامر وحمزة والكسائي. [9]- {سَدًّا} بفتح السين فيهما: حفص وحمزة والكسائي. [14]- {فَعَزَّزْنَا} خفيف: أبو بكر. [35]- {وَمَا عَمِلَتْهُ} بلا هاء: أبو بكر وحمزة والكسائي. [39]- {وَالْقَمَرَ} نصب: الكوفيون وابن عامر. [41]- {ذُرِّيَّتَهُمْ} جمع: نافع وابن عامر. [55]- {فِي شُغُلٍ} خفيف: الحرميان وأبو عمرو. [56]- {فِي ظِلالٍ} جمع "ظُلَّة": حمزة والكسائي. [62]- {جِبِلًّا} بكسرتين وتشديد اللام: نافع وعاصم. ساكنة الباء مضمومة الجيم: أبو عمرو وابن عامر.

الباقون بضمتين. [68]- {نُنَكِّسْهُ} مشدد: عاصم وحمزة. [68]- {أَفَلا يَعْقِلُونَ} هنا بالتاء: نافع وابن ذكوان. [70]- {لِيُنْذِرَ} بالتاء: نافع وابن عامر. ياءاتها ثلاث: أسكن حمزة {وَمَا لِيَ لَا} [22] . وفتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي آمَنْتُ} [25] . ونافع وأبو عمرو {إِنِّي إِذًا} [24] . وفيها محذوفة: {وَلَا يُنْقِذُونِ} [23] أثبتها في الوصل ورش.

سورة الصافات

سورة الصافات: [6]- {بِزِينَةٍ} منون: عاصم وحمزة. [6]- {الْكَوَاكِبُ} نصب: أبو بكر. [8]- {لَا يَسَّمَّعُونَ} مشدد: حفص وحمزة والكسائي. [12]- {بَلْ عَجِبْتَ} بضم التاء: حمزة والكسائي. [17]- {أَوَآبَاؤُنَا} هنا، وفي [الواقعة: 48] ساكنة الواو: نافع وابن عامر. ونقل ورش الحركة. [47]- {يُنْزَفُونَ} هنا بكسر الزاي: حمزة والكسائي. [94]- {يَزِفُّونَ} بضم الياء: حمزة. [102]- {مَاذَا تَرَى} بضم التاء وكسر الراء، رباعي: حمزة والكسائي. ولم يبق ممن يميل غير أبي عمرو. وببين وبين: ورش.

[123]- {وَإِنَّ إِلْيَاسَ} موصول: ابن ذكوان عن طريق النقاش والسلمي. والابتداء بفتح الهمزة. وقال جعفر بن أبي داود، وسائر الشاميين، وابن شنبوذ معهم، بقطع الهمزة وكسرها في الحالين كالباقين. قال أبو عمرو: "وقال ابن ذكوان في كتابه بغير همزة، والله أعلم بما أراد". [126]- {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ} نصب: حفص وحمزة والكسائي. [130]- {إِلْ يَاسِينَ} ، بالمد: نافع وابن عامر1. فيها ثلاث ياءات, ومحذوفة: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [102] . ونافع {سَتَجِدُنِي} [102] . وأثبت ورش {لَتُرْدِينِ} [56] في الوصل.

_ 1 بفتح الهمزة وألف بعدها.

سورة ص

سورة ص: [15]- {مِنْ فَوَاقٍ} بضم الفاء: حمزة والكسائي. [45]- {عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ} موحد: ابن كثير. [46]- {بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى} مضاف: نافع وهشام. [53]- {مَا تُوعَدُونَ} هنا، وفي [ق: 32] بياء: ابن كثير. وافقه أبو عمرو هنا. [57]- {وَغَسَّاقٌ} هنا، وفي النبأ {وَغَسَّاقًا} [25] مشدد: حفص وحمزة والكسائي.

[58]- {وَآخَرُ} جمع: أبو عمرو1. [62، 63]- {الْأَشْرَارِ، أَتَّخَذْنَاهُمْ} وصل: أبو عمرو وحمزة والكسائي. [84]- {فَالْحَقُّ} رفع: عاصم وحمزة. ياءاتها ست: فتح حفص {وَلِيَ نَعْجَةٌ} [23] ، و {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ} [69] . وافقه هشام على فتح {وَلِيَ نَعْجَةٌ} في حكاية الخزاعي والأهوازي عن الحلواني من جميع طرقهما عنه عن هشام. وقرأت من طريق ابن غلبون، ومن طريق أبي عمرو، عن فارس، عن أبي أحمد، عن ابن عبدان، عن الحلواني بالإسكان. وفتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَحْبَبْتُ} [32] . ونافع وأبو عمرو {بَعْدِي إِنَّكَ} [35] . ونافع {لَعْنَتِي إِلَى} [78] . وسكن حمزة {مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ} [41] .

_ 1 بضم الهمزة, والباقون بفتحها وألف بعدها. 2 "سالما" على وزن "فاعلا".

سورة الزمر

سورة الزمر: [9]- {أَمَّنْ} خفيف: الحرميان وحمزة. [29]- {سَلَمًا} بألف: ابن كثير وأبو عمرو1. [36]- {عَبْدَهُ} بألف: حمزة والكسائي2. [38]- {كَاشِفَاتُ} ، و {مُمْسِكَاتُ} منون، وما بعدهما نصب4: أبو عمرو.

_ 1 مع كسر العين وفتح الباء. 2 أي: {ضُرِّهِ} , {رَحْمَتِهِ} .

[42]- {قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} مبني للمفعول: حمزة والكسائي. [61]- {بِمَفَازَتِهِمْ} جمع: أبو بكر وحمزة والكسائي. [64]- {تَأْمُرُونِّي} بنونين: ابن عامر. بنون مخففة: نافع. الباقون بنون مشددة. وفتح الياء الحرميان. [71، 73]- {فُتِحَتْ} فيهما هنا، وفي [النبأ: 19] مخفف: الكوفيون. ياءاتها ست: فتح نافع {إِنِّي أُمِرْتُ} [11] . وأبو شعيب {فَبَشِّرْ عِبَادِ} [17] بياء مفتوحة في الوصل، ساكنة في الوقف. قال الخزاعي والأهوازي: قال ابن مجاهد: من فتح وقف بالياء. وقال أبو حمدون وأبو عبد الرحمن عن اليزيدي قال: وكان يحذفها في الوقف؛ لأنها مكتوبة بغير ياء. قال عثمان بن سعيد: "وهو عندي قياس قول أبي عمرو في اتباع المرسوم عند الوقف". وفتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [13] . وسكن حمزة {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ} [38] . وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [53] .

سورة المؤمن

سورة المؤمن: [20]- {يَدْعُونَ} بالتاء: نافع وهشام. [21]- {أَشَدَّ مِنْهُمْ} بالكاف: ابن عامر. [26]- {أَوْ أَنْ} بألف: الكوفيون1. [26]- {يُظْهِرَ} بضم الياء وكسر الهاء، {الْفَسَادَ} نصب: نافع وأبو عمرو وحفص. [35]- {قَلْبِ} منون: أبو عمرو وابن ذكوان. وقد اختُلف عن الأخفش، فقال جماعة عنه: منون، وكذلك نص عليه في كتابه، وقال آخرون عنه بالإضافة. واختُلف أيضا عن ابن الأخرم عن الأخفش، فقال أهل الشام عنه: منون. وقال أهل العراق, وأبو بكر الشذائي, وأبو الفرج الشنبوذي، وأبو الحسن الثغري عنه: مضاف. والتنوين أصح, وبه قرأت من طريق النقاش وابن شنبوذ. [37]- {فَأَطَّلِعَ} نصب: حفص. [46]- {السَّاعَةُ أَدْخِلُوا} وصل: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر. [52]- {يَوْمَ لا يَنْفَعُ} بالياء: الكوفيون ونافع. [58]- {تَتَذَكَّرُونَ} بتاءين: الكوفيون2. [60]- {سَيَدْخُلُونَ} بضم الياء: ابن كثير وأبو بكر3.

_ 1 مع سكون الواو, والباقون بفتح الواو دون همز قبلها. 2 والباقون بياء وتاء. 3 مع فتح الخاء, والباقون بفتح الياء وضم الخاء.

[67]- {شُيُوخًا} بضم الشين: نافع وأبو عمرو وحفص وهشام. ياءاتها ثمانٍ: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [26، 30، 32] في الثلاثة. ونافع وأبو عمرو {أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [44] . وابن كثير {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى} [26] ، و {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ} [60] . وسكن الكوفيون {لَعَلِّي أَبْلُغُ} [36] ، و {مَا لِي أَدْعُوكُمْ} [41] . وافق ابن ذكوان في {مَا لِي} . محذوفاتها ثلاث: أثبت ابن كثير في الحالين {التَّلاقِ} [15] ، و {التَّنَادِ} [32] وفي الوصل ورش وحده. وقرأت من طريق عثمان بن سعيد، عن فارس، عن عبد الباقي، لأبي نشيط عن قالون بالوجهين، الإثبات في الوصل، والحذف في الحالين. وقرأت من سائر طرق أبي نشيط بالحذف فيهما. وأثبت ابن كثير {اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ} [38] في الحالين. وفي الوصل قالون وأبو عمرو.

سورة فصلت

سورة فصلت: [16]- {نَحِسَاتٍ} بكسر الحاء: الكوفيون وابن عامر1. وقال ابن شنبوذ عن أبي عثمان، وأبو طاهر عن عياش الجوهري، وأبو الفضل الحمامي، ثلاثتهم عن أبي عمرو الدوري، عن الكسائي بإمالة السين. وكذلك حكى أبو طاهر عن أصحابه، عن أبي الحارث، عن الكسائي. وقال عثمان بن سعيد: "أحسبه وهمًا" وقال لي أبي -رضي الله عنه: ليس

_ 1 والباقون بسكونها.

عندي وهمًا. وبه قرأت أنا من طريق ابن شنبوذ عن أبي عثمان على شيخنا أبي القاسم -رحمه الله- وبهذا آخذ من هذه الطريق. [19]- {يُحْشَرُ} بالنون {أَعْ دَاءُ اللَّهِ} نصب: نافع. [29]- {أَرِنَا} مسكن: ابن كثير وابن عامر وأبو بكر وأبو شعيب. بالاختلاس: أبو عمر عن اليزيدي. [47]- {ثَمَرَاتٍ} جمع: نافع وابن عامر وحفص. وفيها ياءان: فتح ابن كثير {شُرَكَائِيَ} [47] . ونافع وأبو عمرو {إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي} [50] . وقال عثمان بن سعيد: قرأتها على أبي الفتح من طريق أبي نشيط بالوجهين.

سورة الشورى

سورة الشورى: [3]- {يُوحِي} بفتح الحاء: ابن كثير. [23]- {يُبَشِّرُ} مشدد: نافع وعاصم وابن عامر. الباقون بفتح الياء, مخفف. [25]- {وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} بالتاء: حفص وحمزة والكسائي. [30]- {فَبِمَا كَسَبَتْ} بغير فاء، و {يَعْلَمَ} [35] رفع: نافع وابن عامر. [37]- {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} فيهما [37] ، والنجم [32] موحد: حمزة والكسائي1. [51]- {أَوْ يُرْسِلَ} بضم اللام {فَيُوحِيَ} ساكنة الياء: نافع. وقد قرأت كذلك للأخفش عن ابن ذكوان.

_ 1 "كبير" حمزة والكسائي.

فيها محذوفة: أثبت ابن كثير ياء {الْجَوَارِ} [32] في الحالين. ونافع وأبو عمرو في الوصل.

سورة الزخرف

سورة الزخرف: [5]- {أَنْ كُنْتُمْ} بكسر الهمزة: نافع وحمزة والكسائي. [18]- {يُنَشَّأُ} بضم الياء وتشديد الشين: حفص وحمزة والكسائي. [19]- {عِبَادُ الرَّحْمَنِ} ظرف: الحرميان وابن عامر1. [24]- {قَالَ أَوَلَوْ} خبر: ابن عامر وحفص. [33]- {سُقُفًا} موحد: ابن كثير وأبو عمرو2. [35]- {لَمَّا مَتَاعُ} مشدد هنا: عاصم وحمزة وهشام. وقيل: إن التشديد اختيار هشام, والتخفيف روايته. وقيل: ضد ذلك، وقد ذكرته في موضعه. [38]- {جَاءَنَا} تثنية: الحرميان وابن عامر وأبو بكر3. [53]- {أَسْوِرَةٌ} بغير ألف: حفص. [56]- {سَلَفًا} بضمتين: حمزة والكسائي. [57]- {يَصُدُّونَ} بضم الصاد: نافع وابن عامر والكسائي. [71]- {تَشْتَهِيهِ} بهاءين: نافع وابن عامر وحفص. [85]- {تُرْجَعُونَ} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي.

_ 1 أي "عند" بسكون النون وفتح الدال دون ألف, والباقون {عِبَادُ} جمع: عبد, بفتح الباء وألف بعدها وضم الدال. 2 بفتح السين وسكون القاف والباقون بضمهما. 3 بألف بعد الهمز والباقون بحذفها.

[88]- {وَقِيلِهِ} جر: عاصم وحمزة. [89]- {يَعْلَمُونَ} بالتاء: نافع وابن عامر. فيها ياءان: {تَحْتِي أَفَلا} [51] فتحها نافع والبزي وأبو عمرو. {يَا عِبَادِ} [68] بإثبات الياء في الحالين: نافع، وأبو عمرو، وابن عامر. بفتحها في الوصل: أبو بكر. وهي ثابتة في مصاحف أهل المدينة والشام. وفيها محذوفة: {وَاتَّبِعُونِ هَذَا} [61] أثبتها في الوصل أبو عمرو.

سورة الدخان

سورة الدخان: [7]- {رَبِّ السَّمَاوَاتِ} جر: الكوفيون. [45]- {يَغْلِي} بياء: ابن كثير وحفص. [47]- {فَاعْتِلُوهُ} بضم التاء: الحرميان وابن عامر1. [49]- {ذُقْ إِنَّكَ} بفتح الهمزة: الكسائي. [51]- {فِي مَقَامٍ} بضم الميم: نافع وابن عامر. فيها ياءان: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي آتِيكُمْ} [19] . وورش {لِي فَاعْتَزِلُونِ} [21] . وفيها محذوفتان: {أَنْ تَرْجُمُونِ} [20] ، و {فَاعْتَزِلُونِ} أثبتهما في الوصل ورش.

_ 1 والباقون بكسرها.

سورة الجاثية

سورة الجاثية: [4]- {آيَاتٌ} ، و {آيَاتٌ} [5] بكسر التاءين: حمزة والكسائي. [6]- {يُؤْمِنُونَ} بالتاء: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي. [14]- {لِيَجْزِيَ} بالنون: ابن عامر وحمزة والكسائي. [21]- {سَوَاءً} نصب: حفص وحمزة والكسائي1. [23]- {غِشَاوَةً} بلا ألف: حمزة والكسائي2. [32]- {وَالسَّاعَةُ} نصب: حمزة3.

_ 1 والباقون بالرفع. 2 أي: بفتح الغين وسكون الشين دون ألف. 3 والباقون بالرفع.

سورة الأحقاف

سورة الأحقاف: [12]- {لِيُنْذِرَ} بالتاء: نافع وابن عامر. والبزي إلا من طريق النقاش عن أبي ربيعة عنه. [15]- {إِحْسَانًا} بألف: الكوفيون1. [15]- {كُرْهًا} بضم الكافين2: الكوفيون وابن ذكوان. [16]- {نَتَقَبَّلُ ... وَنَتَجَاوَزُ} بالنون, {أَحْسَنَ} نصب: حفص وحمزة والكسائي. [17]- {أَتَعِدَانِنِي} مدغم: هشام. [19]- {وَلِيُوَفِّيَهُمْ} بالياء: ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وهشام.

_ 1 والباقون بضم الحاء وسكون السين من غير همز, ولا ألف. 2 أي: الكاف في الموضعين, والباقون بالفتح.

[25]- {لا يُرَى} بالياء مضمومة {إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ} رفع: عاصم وحمزة. ياءاتها أربع: فتح الحرميان وأبو عمرو {إِنِّي أَخَافُ} [21] . والحرميان {أَتَعِدَانِنِي أَنْ} [17] . وورش والبزي {أَوْزِعْنِي أَنْ} [15] وكذلك ذكره الخزاعي لأبي نشيط. ونافع والبزي وأبو عمرو {وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ} [23] .

سورة محمد صلى الله عليه وسلم

سورة محمد صلى الله عليه وسلم ... سورة محمد -عليه الصلاة والسلام: [4]- {قُتِلُوا} بضم القاف وكسر التاء: حفص وأبو عمرو1. [15]- {آسِنٍ} بالقصر: ابن كثير. وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا أبو مسلم، حدثنا ابن مجاهد، حدثنا مضر بن محمد عن البزي عن ابن كثير: {قَالَ آنِفًا} [16] بالقصر. قال أبو عمرو: وبذلك قرأت على فارس في رواية أبي ربيعة. قال أبو جعفر: وكذلك قرأت على أبي القاسم من طريق ابن الحباب وابن فرح عن البزي. وقرأت عليه وعلى سائر شيوخي من طريق أبي ربيعة بالمد. وقرأت على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب أبي عمرو بالوجهين. [25]- {وَأَمْلَى لَهُمْ} مبني للمفعول: أبو عمرو. [26]- {إِسْرَارَهُمْ} بكسر الهمزة: حفص وحمزة والكسائي. [31]- {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ} , {وَنَبْلُوَ} بالياء: أبو بكر. [35]- {إِلَى السَّلْمِ} بكسر السين: أبو بكر وحمزة.

_ 1 والباقون بفتح القاف والتاء وألف بينهما.

سورة الفتح

سورة الفتح: [9]- {لِتُؤْمِنُوا} وما بعده1، بالياء: ابن كثير وأبو عمرو. [10] {فَسَيُؤْتِيهِ} بالنون: الحرميان وابن عامر. [11]- {ضَرًّا} بضم الضاد، و {كَلامَ اللَّهِ} [15] بكسر اللام: حمزة والكسائي. [17]- {يُدْخِلْهُ} ، و {يُعَذِّبْهُ} بالنون: نافع وابن عامر. [24]- {بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} بالياء: أبو عمرو. [29]- {شَطْأَهُ} بتحريك الطاء: ابن كثير وابن ذكوان. [29]- {فَآزَرَهُ} بالقصر: ابن ذكوان.

_ 1 {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} .

سورة الحجرات

سورة الحجرات: [14]- {يَلِتْكُمْ} بهمزة ساكنة: أبو عمرو1. وإذا خفف أبدلها ألفا. [18] {بِمَا تَعْمَلُونَ} بالياء: ابن كثير.

_ 1 "يألتكم" وله تحقيق وإبدال الهمزة تبعًا لمذهبه.

سورة ق

سورة ق: [3]- {أَإِذَا مِتْنَا} على الخبر: هشام. من طريق الفضل، فيما ذكره الخزاعي، وقد مر. [30]- {يَوْمَ نَقُولُ} بالياء: نافع وأبو بكر. [40]- {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} بكسر الهمزة: الحرميان وحمزة.

محذوفاتها أربع: أثبت ورش في الوصل {وَعِيدِ، أَفَعَيِينَا} [14، 15] ، و {مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [45] . وأثبت ابن كثير {الْمُنَادِ} [41] في الحالين. ونافع وأبو عمرو في الوصل. وأثبت ابن كثير {يَوْمَ يُنَادِ} [41] في الوقف، وهو في الخط بغير ياء رعاية لحكم الوصل.

سورة الذاريات

سورة الذاريات: [23]- {مِثْلَ} رفع: أبو بكر وحمزة والكسائي. [44]- {الصَّاعِقَةُ} بغير ألف1: الكسائي. [46]- {وَقَوْمَ نُوحٍ} جر: أبو عمرو وحمزة والكسائي.

_ 1 مع سكون العين للكسائي, وبكسر العين وألف قبلها الباقون.

سورة الطور

سورة الطور: [21]- {وَاتَّبَعَتْهُمْ} بنون وألف {ذُرِّيَّتُهُمْ} جمع فيهما وكسر التاءين: أبو عمرو1. الأول بغير ألف وضم التاء، والثاني بألف وكسر التاء: نافع. بألف فيهما وكسر التاء الثانية: ابن عامر. الباقون بغير ألف فيهما وفتح الثانية. [21]- {أَلَتْنَاهُمْ} بكسر اللام: ابن كثير. [28]- {نَدْعُوهُ إِنَّهُ} بفتح الهمزة: نافع والكسائي. [37]- {الْمُصَيْطِرُونَ} بالسين: قنبل وهشام وحفص، إلا الهاشمي. بين الصاد والزاي: حمزة بخلاف عن خلاد. [45]- {يُصْعَقُونَ} بضم الياء: عاصم وابن عامر.

_ 1 أي: "وأتبعناهم ذرياتهم, ألحقنا بهم ذرياتهم".

سورة النجم

سورة النجم: [11]- {مَا كَذَبَ} مشدد: هشام. [12]- {أَفَتُمَارُونَهُ} بفتح التاء بغير ألف1: حمزة والكسائي. [20]- {مَنَاةَ} بالمد والهمز {ضِيزَى} [22] بالهمز: ابن كثير. [50]- {عَادًا الْأُولَى} مدغم: نافع وأبو عمرو. بهمز عين الفعل2 من طريق مكي وأبي عمرو: قالون. وذكر الأهوازي والخزاعي عن أبي نشيط من جميع طرقه التسهيل كورش وأبي عمرو. الباقون بالهمز وكسر التنوين.

_ 1 مع سكون الميم, والباقون بضم التاء وفتح الميم وألف بعدها. 2 أي: همز الواو.

سورة القمر

سورة القمر: [6]- {نُكُرٍ} خفيف: ابن كثير1. [7]- {خُشَّعًا} بألف: أبو عمرو وحمزة والكسائي2. [26]- {سَيَعْلَمُونَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة. محذوفاتها ثمانٍ: أثبت ياء {يَدْعُ الدَّاعِ} [6] في الحالين البزي، وفي الوصل ورش وأبو عمرو. وياء {إِلَى الدَّاعِ} [8] في الحالين: ابن كثير، وفي الوصل نافع وأبو عمرو. و {نُذُرِ} [16، 18، 21، 30، 37، 39] في الستة في الوصل ورش. وتقدم الوقف على {يَدْعُ} .

_ 1 بسكون الكاف, والباقون بضمها. 2 على وزن "فاعلا".

سورة الرحمن سبحانه وتعالى

سورة الرحمن -سبحانه وتعالى: [12]- {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} نصب: ابن عامر1. و {الرَّيْحَانُ} جر: حمزة والكسائي. [22]- {يَخْرُجُ} مبني للمفعول: نافع وأبو عمرو. [24]- {الْمُنْشَآتُ} بكسر الشين: حمزة وأبو بكر. وشك فيه يحيى بن آدم، وقال غيره عن أبي بكر: كان عاصم يقرؤها على الوجهين. [31]- {سَنَفْرُغُ} بالياء: حمزة والكسائي. [35]- {شُوَاظٌ} بكسر الشين: ابن كثير. [35]- {وَنُحَاسٌ} جر: ابن كثير وأبو عمرو. [56]- {يَطْمِثْهُنَّ} الأول، بضم الميم: أبو عمر. والثاني [74] بضم الميم: أبو الحارث. هكذا ذكر مكي وأبو عمرو. وقال أبو عمرو: "الذي نص عليه أبو الحارث كرواية الدوري". وذكر الخزاعي عن أبي عمر التخيير، وعن أبي الحارث ضم الثاني. وذكر الأهوازي عن أبي الحارث التخيير، وعن أبي عمر ضم الأول. وذكر غير ذلك، ويقال: إن الكسائي خَيَّر فيهما بعد ألا يجمع بينهما. [78]- {ذِي الْجَلالِ} في آخرها، بواو: ابن عامر.

_ 1 ويقرأ "ذا" بفتح الذال وألف بعدها, والباقون بضم الذال وواو بعدها.

سورة الواقعة

سورة الواقعة: [19]- {يُنْزِفُونَ} بكسر الزاي: الكوفيون. [22]- {وَحُورٌ عِينٌ} جر: حمزة والكسائي1. [37]- {عُرُبًا} بإسكان الراء: أبو بكر وحمزة. [47]- {أَإِذَا} استفهام {أَإِنَّا} [47] خبر: نافع والكسائي. الباقون فيهما بالاستفهام، وقد ذكر. [55]- {شُرْبَ} بضم الشين: نافع وعاصم وحمزة. [60]- {قَدَّرْنَا} خفيف: ابن كثير. [75]- {بِمَوَاقِعِ} بلا ألف2: حمزة والكسائي.

_ 1 والباقون بالرفع. 2 مع سكون الواو.

سورة الحديد

سورة الحديد: [8]- {أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ} مبني للمفعول: أبو عمرو. [13]- {انْظُرُونَا} بقطع الهمزة وفتحها في الحالين وكسر الظاء: حمزة. [15]- {لا يُؤْخَذُ} بالتاء: ابن عامر. [16]- {وَمَا نَزَلَ} خفيف: نافع وحفص. [18]- {الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} خفيفة الصاد: ابن كثير وأبو بكر. [23]- {بِمَا آتَاكُمْ} قصر: أبو عمرو. [24]- {فَإِنَّ اللَّهَ} بغير {هُوَ} : نافع وابن عامر.

سورة المجادلة

سورة المجادلة: [2، 3]- {يُظَاهِرُونَ} بضم الياء وتخفيف الظاء: عاصم. الباقون بفتحها وتشديد الظاء. وبحذف الألف: الحرميان وأبو عمرو. [8]- {وَيَتَنَاجَوْنَ} بغير ألف: حمزة1. [11]- {فِي الْمَجَالِسِ} جمع: عاصم. [11]- {انْشُزُوا فَانْشُزُوا} بضم الشين: نافع وابن عامر وعاصم. وقال يحيى: لم يحفظه أبو بكر عن عاصم. وبالوجهين قرأته لأبي بكر، والشيوخ يأخذون من طريق شعيب بالكسر، ومن طريق الوكيعي بالضم. فيها ياء واحدة: {وَرُسُلِي إِنَّ} [21] فتحها نافع وابن عامر.

_ 1 "وينتجون" بنون ساكنة قبل التاء وضم الجيم.

سورة الحشر

سورة الحشر: [2]- {يُخْرِبُونَ} مشدد: أبو عمرو. [7]- {كَيْ لا يَكُونَ} بالتاء: الحلواني من طريق ابن عبدان وابن غلبون. وقرأت من طريق الفضل بالياء كالجماعة، وذكر الأهوازي التاء رواية الأخفش عن هشام، وذكر أبو الطيب أنه قرأ بالوجهين لهشام. [7]- {دُولَةً} بالضم: هشام. [14]- {جُدُرٍ} بألف: ابن كثير وأبو عمرو، وأمال أبو عمرو. وفيها ياء واحدة: فتحها الحرميان وأبو عمرو، وهي {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ} [16] .

سورة الممتحنة

سورة الممتحنة: [3] {يَفْصِلُ} مبني للفاعل: الكوفيون. وخفف عاصم1. الباقون على بنائه للمفعول، وشدد ابن عامر. [10]- {وَلا تُمْسِكُوا} مشدد: أبو عمرو.

_ 1 وفتح الياء عاصم, وضمها الباقون.

سورة الصف

سورة الصف: [8]- {مُتِمُّ نُورِهِ} مضاف: ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي. [10]- {تُنْجِيكُمْ} مشدد: ابن عامر. [14]- {أَنْصَارَ اللَّهِ} مضاف: الكوفيون وابن عامر1. فيها ياءان: {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ} [6] سكنها ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي. {أَنْصَارِي إِلَى} [14] فتحها نافع.

_ 1 والباقون بتنوين "أنصارا" وخفض لفظ الجلالة باللام.

سورة الجمعة

سورة الجمعة: ولا خلاف في الجمعة.

سورة المنافقين

سورة المنافقين ... سورة المنافقون: [4]- {خُشُبٌ} خفيف1: قنبل وأبو عمرو والكسائي. [5]- {لَوَّوْا} خفيف: نافع.

_ 1 أي: بسكون الشين.

[10]- {وَأَكُنْ} بالواو والنصب: أبو عمرو. [11]- {تَعْمَلُونَ} بالياء: أبو بكر.

سورة التغابن

سورة التغابن: [9]- {يُكَفِّرْ عَنْهُ ... وَيُدْخِلْهُ} بالنون: نافع وابن عامر.

سورة الطلاق

سورة الطلاق: [3]- {بَالِغُ أَمْرِهِ} مضاف: حفص1. [11]- {يُدْخِلْهُ} بالنون: نافع وابن عامر.

_ 1 والباقون بالتنوين "بالغٌ" ونصب "أمرَهُ".

سورة التحريم

سورة التحريم: [3]- {عَرَّفَ} خفيف: الكسائي. [8]- {نَصُوحًا} بضم النون: أبو بكر. [12]- {وَكُتُبِهِ} جمع: أبو عمرو وحفص.

سورة الملك

سورة الملك: [3]- {تَفَاوُتٍ} مشدد1: حمزة والكسائي. [11]- {فَسُحْقًا} مثقل: الكسائي. وقد ذكر {النُّشُورُ، أَأَمِنْتُمْ} [15، 16] . [29] {فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ} بالياء: الكسائي. فيها ياءان: سكن حمزة {إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ} [28] .

_ 1 بتشديد الواو مع حذف الألف.

وأبو بكر وحمزة والكسائي {مَعِيَ أَوْ} [28] . وفيها محذوفتان: {نَذِيرٌ} [17] ، و {نَكِيرِ} [18] أثبتهما في الوصل ورش.

سورة ن والقلم

سورة ن والقلم ... سورة القلم: [51]- {لَيُزْلِقُونَكَ} بفتح الياء: نافع. وذكر إدغام {ن} [1] , و {أَنْ كَانَ} [14] ، و {يُبْدِلَنَا} [32] .

سورة الحاقة

سورة الحاقة: [9]- {قَبْلَهُ} بكسر القاف وفتح الباء: أبو عمرو والكسائي1. [18]- {لَا تَخْفَى} بالياء: حمزة والكسائي. [41]- {تُؤْمِنُونَ} ، و {تَذَكَّرُونَ} [42] بالياء: ابن كثير وابن عامر2. وقرأت من طريق النقاش فيهما بالتاء, وكذلك روى ابن شنبوذ, ونص عليهما الأخفش بالياء.

_ 1 والباقون بفتح القاف, وسكون الموحدة. 2 وخفف الذال حفص وحمزة والكسائي.

سورة المعارج

سورة المعارج: [4]- {تَعْرُجُ} بالياء: الكسائي. وقرأت على أبي القاسم -رحمه الله- من طريق ابن الحباب وابن فرح، والخزاعي عن البزي، والنقاش عن أبي ربيعة عنه: {وَلا يَسْأَلُ} [10] بضم الياء. وهي رواية مضر بن محمد وجماعة عنه. قال الأهوازي: قال النقاش في كتابه "الجامع للقراءات": إنه قرأه على أبي ربيعة بفتح الياء.

قال أبو جعفر: وقال الزينبي عن أبي ربيعة بضم الياء. [11]- {يَوْمِئِذٍ} بفتح الميم: نافع والكسائي. [16]- {نَزَّاعَةً} نصب, و {بِشَهَادَاتِهِمْ} [33] جمع: حفص. [43]- {نُصُبٍ} بضمتين: ابن عامر وحفص. الباقون بالفتح والسكون.

سورة نوح

سورة نوح: [21]- {وَوَلَدُهُ} بفتح الواو واللام: نافع وعاصم وابن عامر1. [23]- {وَدًّا} بضم الواو: نافع. [25]- {خَطِيئَاتِهِمْ} مكسرا: أبو عمرو2. ياءاتها ثلاث: سكن الكوفيون {دُعَائِي إِلَّا} [6] . والكوفيون وابن عامر {إِنِّي أَعْلَنْتُ} [9] . وفتح حفص وهشام {بَيْتِيَ} [28] .

_ 1 والباقون بضم الواو, وسكون اللام. 2 أي: "خطاياهم" جمع تكسير على وزن قضاياهم.

سورة الجن

سورة الجن: [3]- {وَأَنَّهُ تَعَالَى} إلى قوله: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ} [14] بالفتح، وهي اثنا عشر: ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي. [17]- {يَسْلُكْهُ} بالياء: الكوفيون. [19]- {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ} بالكسر: نافع وأبو بكر.

[19]- {لِبَدًا} بضم اللام: هشام. وقال الفضل عن الحلواني عنه بكسرها كالباقين, وكذلك نص عليه الحلواني. ونص عليه هشام بالضم, وبالوجهين آخذ له. [20]- {قُلْ إِنَّمَا} أمر: عاصم وحمزة. فيها ياء: فتحها الحرميان وأبو عمرو وهي {رَبِّي أَمَدًا} [25] .

سورة المزمل

سورة المزمل: [6]- {وَطْئًا} بكسر الواو والمد: ابن عامر وأبو عمرو. [9]- {رَبُّ الْمَشْرِقِ} برفع الباء: الحرميان وأبو عمرو وحفص1. [20]- {مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} ساكنة اللام: هشام. [20]- {وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} نصب: ابن كثير والكوفيون.

_ 1 والباقون بالخفض.

سورة المدثر

سورة المدثر: [5]- {وَالرُّجْزَ} بضم الراء: حفص1. [33]- {إِذْ} ساكن, {أَدْبَرَ} بوزن "أَفْعَلَ": نافع وحفص وحمزة2. [50]- {مُسْتَنْفِرَةٌ} بفتح الفاء: نافع وابن عامر. [56]- {وَمَا يَذْكُرُونَ} بالتاء: نافع.

_ 1 والباقون بكسرها. 2 والباقون "إذا" بفتح الذال وألف بعدها، "دَبَر" فَعَلَ.

سورة القيامة

سورة القيامة: [1]- {لَا أُقْسِمُ} بحذف الألف: قنبل، والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي. ولا خلاف في الثاني [2] ، وفي الذي في البلد [1] . [7]- {بَرِقَ} بفتح الراء: نافع. [20]- {تُحِبُّونَ} ، و {تَذَرُونَ} [21] بالتاء: الكوفيون ونافع. وكذلك قال ابن شنبوذ وأبو الفضل جعفر بن أبي داود عن الأخفش، ونص عليه الأخفش بالياء كالباقين. [27]- {مَنْ رَاقٍ} بالسكت على {مَنْ} ، و {يُمْنَى} [37] بالياء: حفص.

سورة الإنسان

سورة الإنسان: [4]- {سَلاسِلا} بالتنوين وألف في الوقف: نافع والكسائي وأبو بكر وهشام. بالضد: حمزة وقنبل وحفص، إلا من طريق أبي الطيب وابنه، والنقاش عن الأخفش، عن ابن ذكوان، وعن أبي ربيعة عن البزي، وكذلك ذكره الأهوازي عن جميع رواة أبي ربيعة، وكذلك قال عن أبي بكر السلمي، عن جماعة من الشاميين عن الأخفش. الباقون بغير تنوين، وبألف في الوقف. وكذلك قالت جماعة أخرى من الشاميين عن الأخفش، وبه قرأت من طريق ابن الأخرم وابن شنبوذ. [15، 16]- {قَوَارِيرَا، قَوَارِيرَ} بالتنوين فيهما، وبألف في الوقف: نافع والكسائي وأبو بكر. وافق ابن كثير في الأول. الباقون بغير تنوين فيهما، ويقفون على الأول بألف إلا حمزة، وعلى الثاني بغير ألف إلا هشاما، من طريق ابن عبدان وابن غلبون.

[21]- {عَالِيَهُمْ} ساكنة الياء، والهاء مكسورة: نافع وحمزة1. [21]- {خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} برفعهما: نافع وحفص. بجرهما: حمزة والكسائي. بجر الأول ورفع الثاني: ابن كثير وأبو بكر. بضدهما: ابن عامر وأبو عمرو. [30]- {وَمَا تَشَاءُونَ} بالتاء: الكوفيون ونافع. وكذلك قال ابن شنبوذ عن الأخفش, ولم أقرأ له إلا بالياء كالباقين.

_ 1 وبفتح الياء وضم الهاء الباقون.

سورة النبأ

سورة النبأ: [23]- {لَابِثِينَ} بغير ألف: حمزة. [35]- {وَلَا كِذَّابًا} خفيف: الكسائي. [37]- {رَبِّ} جر: الكوفيون وابن عامر1. [37]- {الرَّحْمَنِ} جر: عاصم وابن عامر.

_ 1 وقراءة الضد بالرفع, وكذا في "الرحمن".

سورة النازعات

سورة النازعات: [10]- {أَإِنَّا} استفهام, {أَإِذَا} [11] خبر: نافع وابن عامر والكسائي. الباقون بالاستفهام فيهما. [11]- {نَخِرَةً} بألف: أبو بكر وحمزة والكسائي. وخير عنه الدوري. [18]- {تَزَكَّى} مشدد: الحرميان. سورة عبس: [4]- {فَتَنْفَعَهُ} بنصب العين: عاصم1. [6]- {تَصَدَّى} مشدد: الحرميان. [25]- {أَنَّا صَبَبْنَا} بفتح الهمزة: الكوفيون.

_ 1 والباقون بالرفع.

سورة التكوير

سورة التكوير: [6]- {سُجِّرَتْ} خفيف: ابن كثير وأبو عمرو. [10]- {نُشِرَتْ} خفيف: نافع وعاصم وابن عامر، إلا الفضل بن شاذان عن الحلواني عن هشام. [12]- {سُعِّرَتْ} مشدد: نافع وحفص وابن ذكوان. [24]- {بِضَنِينٍ} بالظاء: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي.

سورة الانفطار

سورة الانفطار: [7]- {فَعَدَلَكَ} خفيف: الكوفيون. [19]- {يَوْمَ} رفع: ابن كثير وأبو عمرو.

سورة التطفيف

سورة التطفيف: [14]- {بَلْ} بالسكت على اللام، ثم يبتدئ {رَانَ} : حفص. [26]- {خِتَامُهُ} الألف قبل التاء: الكسائي. [31]- {فَكِهِينَ} هنا بغير ألف: حفص.

سورة الانشقاق

سورة الانشقاق: [12]- {وَيَصْلَى} بفتح الياء والتخفيف: عاصم وأبو عمرو وحمزة1. [19]- {لَتَرْكَبُنَّ} بفتح الباء: ابن كثير وحمزة والكسائي2.

_ 1 والباقون بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام. 2 والباقون بالضم.

سورة البروج

سورة البروج: [15]- {الْمَجِيدُ} جر: حمزة والكسائي1. [22]- {مَحْفُوظٍ} رفع: نافع2.

_ 1 والباقون بالرفع. 2 والباقون بالجر.

سورة الطارق

سورة الطارق: [4]- {لَمَّا} مشدد: عاصم وحمزة وابن عامر.

سورة الأعلى عز وجل

سورة الأعلى -عز وجل: [3]- {قَدَّرَ} خفيف: الكسائي. [16]- {بَلْ تُؤْثِرُونَ} بالياء: أبو عمرو.

سورة الغاشية

سورة الغاشية: [4]- {تَصْلَى} بضم التاء: أبو بكر وأبو عمرو. [11]- {لَا تَسْمَعُ} بياء مضمومة {لاغِيَةً} رفع: ابن كثير وأبو عمرو. وبضم التاءين: نافع. الباقون بفتحهما. [22]- {بِمُصَيْطِرٍ} بالسين: هشام. بين الصاد والزاي: حمزة، بخلاف عن خلاد.

سورة الفجر

سورة الفجر: [3]- {وَالْوَتْرِ} بكسر الواو: حمزة والكسائي. [16]- {فَقَدَرَ} مشدد: ابن عامر. [17]- {لَا تُكْرِمُونَ} {تَحَاضُّونَ} [18] {وَتَأْكُلُونَ} [19] {وَتُحِبُّونَ} [20] بالياء: أبو عمرو. [18]- {تَحَاضُّونَ} بألف: الكوفيون1.

_ 1 والباقون "تحضون" بضم الحاء دون ألف.

[25]- {لَا يُعَذِّبُ} {وَلَا يُوثِقُ} [26] مبنيان للمفعول: الكسائي. فيها ياءان: فتح الحرميان وأبو عمرو {رَبِّي أَكْرَمَنِ} [15] ، و {رَبِّي أَهَانَنِ} [16] . وفيها أربع محذوفات: أثبت ابن كثير {يَسْرِ} [4] في الحالين, وفي الوصل نافع وأبو عمرو. وأثبت ابن كثير في الحالين {بِالْوَادِ} [9] وفي الوصل ورش، وكذلك قنبل من طريق ابن غلبون. وأثبت {أَكْرَمَنِ ... أَهَانَنِ} في الحالين البزي, وفي الوصل نافع. وقال أبو عبد الرحمن، وأبو حمدون، وأبو شعيب، وأبو خلاد، وأوقية، والدوري، ومحمد بن شجاع البلخي، وعبد الله بن يزيد, قالوا: قال اليزيدي: وكان أبو عمرو يقول: كيف شئت في الوصل، فأما الوقف فعلى الكتاب، وأخذ له مكي وأبو عمرو بالحذف في الحالين كالباقين.

سورة البلد

سورة البلد: [13]- {فَكُّ رَقَبَةٍ} {أَوْ إِطْعَامٌ} [14] نصب: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي1. [20]- {مُؤْصَدَةٌ} فيهما هنا [20] والهمزة [8] بالهمز: حفص وأبو عمرو وحمزة.

_ 1 "فكَّ" بفتح الكاف "رقبةً" بالنصب "أطعم" فعل ماضٍ أفعل, وقرأ الباقون بضم الكاف وجر {رَقَبَةٍ} وضم الميم منونة وقبلها ألف مع كسر الهمزة {إِطْعَامٌ} إفعال.

سورة الشمس إلى آخر القرآن

سورة الشمس إلى آخر القرآن: - {وَلَا يَخَافُ} [الشمس: 15] بالفاء: نافع وابن عامر. - {أَنْ رَآهُ} [العلق: 7] بحذف الألف: قنبل.

وأخذ أبو الطيب له بالوجهين, والمد رواية الزينبي وأبي ربيعة عنه. - {مَطْلَعِ} [القدر: 5] بكسر اللام: الكسائي. - {لَتَرَوُنَّ} [التكاثر: 6] بضم التاء: ابن عامر والكسائي. - {جَمَعَ} [الهمزة: 2] مشدد: ابن عامر وحمزة والكسائي. - {عَمَدٍ} [الهمزة: 9] بضمتين: أبو بكر وحمزة والكسائي. - {لِإِيلافِ} [قريش: 1] بغير ياء بعد الهمزة: ابن عامر. ولا خلاف عمن ذكر في هذا المختصر في {إِيلافِهِمْ} [قريش: 2] أنه بياء. - {عَابِدٌ} [الكافرون: 3] و {عَابِدُونَ} [الكافرون: 4] ممال: هشام. واختلف عن الفضل, وبالإمالة آخذ له. - {وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6] بالفتح: نافع وحفص وهشام, وابن الصباح عن أبي ربيعة عن البزي. وقال النقاش عنه بالإسكان كالباقين. - {يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ساكنة الهاء: ابن كثير. - {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4] نصب: عاصم1. - {كُفُوًا} [الإخلاص: 4] ساكنة الفاء: حمزة. بلا همز: حفص.

_ 1 والباقون بالرفع.

باب: التكبير

باب: التكبير كان ابن كثير يكبر من خاتمة {وَالضُّحَى} إلى آخر القرآن. وصورة استعماله قد اختَلف أهل الأداء فيها، فمنهم من جعله موصولا بآخر السورة، ومنهم من جعله موصولا بأولها. فعلى المذهب الأول تصله بآخر السورة، ثم تسكت1، وتبدأ بالتسمية، ولك

_ 1 أي: مع تنفس, وهو المعروف بالوقف.

أن تصله بآخر السورة، ثم تصل به التسمية، وتصلها بأول السورة الأخرى. ولا يجوز القطع على التسمية إذا وصلت بالتكبير، ولك أن تسكت عند الفراغ من السورة سكتا منقطعا أو غير منقطع، ثم تكبر. وعلى المذهب الثاني لا بد أن تقطع على آخر السورة، ثم تبدأ بالتكبير موصولا بالتسمية. وعلى هذا أكثر الناس، وهي رواية النقاش عن أبي ربيعة عن البزي, وبه يأخذ أهل بغداد اليوم. وبالأول يأخذ أهل الأندلس، واستحبه أبو عمرو ورجحه. قال: لأن في الأحاديث الواردة عن المكيين "مع" وهي تدل على الصحبة والاجتماع, فإذا صرت إلى "الناس" فعلى رواية النقاش تجعل التكبير في أولها, وعلى المذهب الأول تصل التكبير بآخرها. نص عليه بكار عن ابن مجاهد. وقال لي أبو القاسم شيخنا: لم يأت به عن ابن مجاهد غيره. وقال لي أبي -رضي الله عنه: يجب أن ترجع إلى ما روى بكار. وقال لي أبو الحسن بن شريح: لا يكبر عند انقضاء "الناس" البتة، وما رواه بكار شيء انفرد به. والذي رآه أبي -رضي الله عنه- هو الصواب إن شاء الله، وبه أخذ عثمان بن سعيد. فإذا انقضت سورة "الناس" قرأت فاتحة الكتاب وخمسا من أول البقرة على عدد الكوفيين إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [5] ثم دعوت بدعاء الختمة، وهذا يسمى: "الحال المرتحل". وقد جاءت فيه أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن السلف. وبوصل فاتحة الكتاب والخمس الآيات من البقرة كان يأخذ أبو إسحاق الطبري لجميع القراء استحسانا منه. وذكر الأهوازي أن النقاش كان يأخذ بالتكبير من أول "الضحى". وقال أبو الفضل الزاعي: قرأت من طريق اللهبي وأبي ربيعة من طريق الرزاز بالتكبير من خاتمة {وَاللَّيْلِ} قال أبو جعفر: ولا يؤخذ بهذا.

فأما لفظ التكبير, فقد اختلفوا فيه: فذكر الأهوازي عن أحمد بن فرح عن البزي أن لفظه: "لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد". وقال أبو الفضل الخزاعي: قرأت من طريق ابن الصباح عن أبي ربيعة وقنبل: "لا إله إلا الله، والله أكبر، ولله الحمد". وقال الحسن بن الحباب: سألت البزي عن التكبير: كيف هو؟ فقال لي: "لا إله إلا الله، والله أكبر". وكذلك روى أبو خبيب العباس بن أحمد البرتي أن البزي لفظ له بالتكبير فقال: "لا إله إلا الله، والله أكبر". وكذلك روى ابن فرح من غير طريق الأهوازي، وقال الجماء الغفير عن قنبل وعن البزي: إن لفظ التكبير: "الله أكبر" حسب. والوجوه كلها سائغ استعمالها, وأخذ علينا أبي -رضي الله عنه- لقنبل بالتكبير، وللبزي بالتهليل والتكبير. وقرأت من طريق أبي محمد مكي -رحمه الله- بغير تكبير لقنبل، وبالتكبير للبزي، ولفظه: "الله أكبر". ومن أخذ فيه بهذا اللفظ، ووصله بآخر السورة، فإن كان آخرها ساكنا كسره للساكنين نحو "فحدث الله أكبر" و"فارغب الله أكبر" وكذلك إن كان منونا؛ لأن التنوين نون ساكنة نحو "توابا الله أكبر" و"لخبير الله أكبر" و"من مسد الله أكبر". وإن كان آخر السورة مفتوحا فتحه، أو مكسورا كسره، أو مضموما ضمه، نحو "حسد الله أكبر" و"الناس الله أكبر" و"الأبتر الله أكبر". وإن كان آخر السورة هاء كناية موصولة بواو, فالوجه حذف الواو لالتقاء

الساكنين، وهما موضعان: "ربه الله أكبر" و"شرا يره الله أكبر". وقد كنت وضعت في حياة أبي القاسم شيخنا -رحمه الله- كتابا مفردا للتكبير يعرف منه إن شاء الله -عز وجل. حدثنا أبو القاسم خلف بن إبراهيم المقرئ شيخنا -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا أبو معشر الطبري، حدثنا الحسين بن علي، حدثنا محمد بن جعفر الخزاعي، حدثنا أبو علي الحسين بن محمد بن حبش، حدثنا محمد بن عمران بن خزيمة، ومحمد بن صالح الكيليني "ح". وحدثنا أبي -رضي الله عنه- حدثنا أبو داود وعلي بن عبد الرحمن، وحدثاني هما إجازة قالا: حدثنا أبو عمرو، حدثنا فارس بن أحمد، حدثنا عبد الباقي بن الحسن، حدثنا أحمد بن سلم، حدثنا الحسن بن مخلد "ح". وحدثنا عبد الله بن علي بن عبد الملك، حدثنا مروان بن عبد الملك، حدثنا محمد بن إبراهيم المقرئ، حدثنا أبو الحسن بن الحمامي، حدثنا أبو طاهر، حدثنا الحسن بن مخلد "ح". وحدثنا عبد القادر بن الصدفي، حدثنا أبو العباس بن نفيس، حدثنا أبو أحمد السامري، أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز، حدثنا موسى بن هارون "ح". وحدثنا عبد الله بن علي، حدثنا مروان، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا ابن الحمامي، حدثنا أبو بكر النقاش, حدثنا أبو ربيعة "ح". وحدثنا الحسين بن محمد الغساني الحافظ، حدثنا أبو عمر بن عبد البر، حدثنا أبو الوليد بن الفرضي، حدثنا يحيى بن مالك بن عائذ، حدثنا علي بن أبي غسان الدقاق، حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، والعباس بن أحمد أبو الخبيب البرتي "ح". وحدثنا أبو القاسم المقرئ، ولفظ الحديث على روايته، حدثنا أبو معشر، حدثنا

الحسين بن علي، حدثنا محمد بن جعفر الخزاعي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد المزني بواسط، حدثنا الوليد بن بيان، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن أحمد الشطوي، قالوا كلهم جميعا: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي بزة قال: حدثنا عكرمة بن سليمان بن كثير قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله، فلما بلغت "الضحى" قال: كَبِّر حتى تختم مع خاتمة كل سورة، فإني قرأت على شبل بن عباد، وعلى عبد الله بن كثير فأمراني بذلك. قال: وأخبرني عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك, وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أنه قرأ على النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمره بذلك. قال أبو جعفر: والتكبير موقوف على ابن عباس، ولم يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- غير البزي. وقُرئ على أبي علي الحسين بن محمد الصدفي شيخنا -رحمه الله- وأنا أسمع، عن أبي بكر محمد بن أحمد الدقاق, حدثنا أبو بكر الخطيب، حدثنا عمر بن أحمد العبدري، حدثنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثنا عبد الله بن محمد بن ياسين، حدثنا حمدون بن أبي عباد، حدثنا يحيى بن هاشم، عن مسعر عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مع كل ختمة دعوة مستجابة". وكتب بآخر الأصل ما نصه: "فرغ من زبره ضحوة نهار الأربعاء السابع والعشرين من شهر شوال أحد شهور سنة 632 هجرية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، يصعد أولا ... ". انتهى كتاب "الإقناع" للإمام الحافظ أبي جعفر بن الباذش والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه

25 السوسي. 25 إسناد رواية الدوري. 26 إسناد رواية أبي شعيب. 28 اتصال قراءة أبي عمرو. 28 4- ابن عامر. 29 ابن ذكوان. 29 هشام. 30 إسناد رواية ابن ذكوان. 31 إسناد رواية هشام. 33 اتصال قراءة ابن عامر. 33 5- عاصم. 34 أبو بكر. 34 حفص. 35 إسناد رواية أبي بكر. 36 إسناد رواية حفص. 38 اتصال قراءة عاصم. 38 6- حمزة. 39 خلف. 39 خلاد. 40 إسناد رواية خلف. 41 إسناد رواية خلاد. 42 اتصال قراءة حمزة. 43 7- الكسائي.

44 الدوري. 44 أبو الحارث. 45 إسناد رواية الدوري. 46 إسناد رواية أبي الحارث. 47 اتصال قراءة الكسائي. 49 باب الاستعاذة. 52 باب التسمية. 57 باب الإدغام. 57 القسم الذي لا يجوز فيه إلا الإدغام. 60 القسم الذي لا يجوز فيه الإدغام. 60 مخارج الحروف وصفاتها. 60 مخارج الحروف. 60 صفات الحروف. 63 حروف يخاف على القارئ اللحن فيها بالإدغام. 71 القسم الثالث الذي يجوز فيه الإظهار والإدغام. 72 ذكر الإدغام الكبير. 73 باب الهمزة. 74 باب الباء. 75 باب التاء. 78 باب الثاء. 79 باب الجيم. 79 باب الحاء. 80 باب الخاء.

80 باب الدال. 82 باب الذال. 82 باب الراء. 83 باب الزاي. 83 باب السين. 84 باب الشين. 84 باب الصاد. 84 باب الضاد. 85 باب الطاء. 86 باب الظاء. 86 باب العين. 86 باب الغين. 87 باب الفاء. 87 باب القاف. 88 باب الكاف. 89 باب اللام. 92 باب الميم. 92 باب النون. 94 باب الواو. 95 باب الهاء. 96 باب الياء. 97 باب الإدغام الصغير. 98 باب دال "قد".

99 باب ذال "إذ". 99 باب تاء التأنيث. 100 باب لام "هل، وبل". 101 باب حروف الهجاء. 102 باب النون الساكنة والتنوين. 102 ذكر الإدغام. 106 ذكر الإظهار. 108 ذكر الإبدال. 109 ذكر الإخفاء. 111 القسم الثاني من الإدغام الصغير. 111 باب الباء عند الفاء. 112 باب الباء عند الميم. 112 باب الثاء عند التاء. 113 باب الثاء عند الذال. 113 باب الدال عند الثاء. 113 باب الذال عند التاء. 114 باب اللام عند الذال. 114 باب الراء عند اللام, والفاء عند الباء. 115 باب الإمالة: 115 تعريفها وأسبابها. 116 السبب الأول: إمالة الألف للكسرة. 118 شرح ما كسرة الراء فيه بناء. 120 شرح ما لا راء فيه مما أميلت ألفه للكسرة بعده.

120 شرح ما أميل للكسرة قبله. 122 السبب الثاني: إمالة الألف المنقلبة. 125 شرح ما أُميل من الألف المنقلبة في الأفعال. 128 ذكر الأفعال المضارعة. 130 السبب الثالث: إمالة الألف المشبهة بالمنقلبة. 134 السبب الرابع: الإمالة لكسرة تكون في بعض الأحوال. 137 السبب الخامس: الإمالة للإمالة. 141 السبب السادس: إمالة الألف للياء. 141 الأسباب الشاذة: 141 إمالة ما شُبِّه بالألف المنقلبة. 145 الإمالة للفرق بين الاسم والحرف. 147 الإمالة لكثرة الاستعمال. 147 باب الراءات: 147 شرح المتفق عليه. 150 شرح المختلف فيه. 154 الوقف على الراءات. 155 باب اللامات: 159 باب الوقف على الممال: 159 شرح القسم الأول: الممال في الوصل لسبب يُعدم في الوقف. 160 شرح القسم الثاني: الممال في الوقف دون الوصل. 165 باب الهمزة: 166 الهمزتان الملتقيتان في كلمة. 166 الهمزة الداخلة على ألف اللام.

167 ذكر المفتوحتين. 173 ذكر الهمزتين المفتوحة والمكسورة. 176 الاستفهامان. 177 ذكر الهمزتين المفتوحة والمضمومة. 178 الهمزتان المتحركتان في كلمتين. 178 ذكر المكسورتين. 179 ذكر المفتوحتين. 181 ذكر المضمومتين. 181 الهمزتان المختلفتا الحركة. 183 الهمزة المفردة المتحركة. 185 باب نقل الحركة. 190 ذكر الهمزة المتحركة التي هي عين. 192 ذكر الهمزة المتحركة التي هي لام الفعل. 194 الهمزة الساكنة. 195 مذهب أبي عمرو في ذلك. 197 مذهب ورش في ذلك. 198 باب مذهب حمزة وهشام في الوقف على الهمز. 199 ذكر المتطرفة. 205 ذكر المتوسطة. 209 ذكر المبتدأة. 211 باب ما ذكر القراء مما جرى في التسهيل على غير قياس سيبويه, وإجراء مسائل على التخفيف القياسي وغيره. 214 إجراء المسائل على الأصول.

221 مسائل ابن شريح. 225 باب المد: 225 المد المتفق عليه. 227 المد المختلف فيه. 231 مذهب لورش في المد انفرد به. 235 المد في فواتح السور. 237 باب سكت حمزة: 238 باب اختلاس الحركات وإسكانها. 242 باب الهاءات. 242 الهاء الأصلية. 243 هاء التأنيث. 243 الهاء التي هي بدل. 244 هاء العوض. 244 هاء السكت. 244 هاء الكناية عن الذَّكَر. 245 القسم الأول: المتفق عليه. 245 القسم الثاني: المختلف فيه. 249 باب الوقف. 254 باب الوقف على الخط. 262 باب ما لا تجوز فيه الإشارة. 265 باب إشمام المتحرك. 266 باب ياءات الإضافة: 266 لقاؤها الهمزة المفتوحة.

268 لقاؤها الهمزة المكسورة. 268 لقاؤها الهمزة المضمومة. 269 لقاؤها ألف اللام. 270 لقاؤها ألف الوصل المفردة. 270 مجيئها عند باقي حروف المعجم. 271 باب الزوائد: 273 الياءات الثابتة في السواد. 275 باب اختلاف مذاهبهم في كيفية التلاوة وتجويد الأداء. 281 باب ما خالف به الرواة أئمتهم. 281 نافع: ورش عنه. 283 ابن كثير. 284 أبو عمرو. 287 ابن عامر: ابن ذكوان عنه. 287 هشام عنه. 290 عاصم: حفص عنه. 292 أبو بكر عنه. 296 حمزة. 297 الكسائي. 297 فرش الحروف. 297 سورة أم القرآن. 298 سورة البقرة. 301 ذكر إبراهيم -عليه السلام. 309 سورة آل عمران.

313 سورة النساء. 316 سورة المائدة. 318 سورة الأنعام. 322 سورة الأعراف. 326 سورة الأنفال. 327 سورة التوبة. 329 سورة يونس -عليه السلام. 330 سورة هود -عليه السلام. 333 سورة يوسف -عليه السلام. 335 سورة الرعد. 336 سورة إبراهيم -عليه السلام. 337 سورة الحجر. 338 سورة النحل. 340 سورة الإسراء. 341 سورة الكهف. 345 سورة مريم -عليها السلام. 347 سورة طه. 349 سورة الأنبياء -عليهم السلام. 350 سورة الحج. 351 سورة المؤمنون. 353 سورة النور. 354 سورة الفرقان. 355 سورة الشعراء.

356 سورة النمل. 358 سورة القصص. 360 سورة العنكبوت. 361 سورة الروم. 362 سورة لقمان. 362 سورة السجدة. 362 سورة الأحزاب. 364 سورة سبأ. 366 سورة فاطر. 366 سورة يس. 367 سورة الصافات. 368 سورة ص. 369 سورة الزمر. 371 سورة المؤمن. 372 سورة فصلت. 373 سورة الشورى. 374 سورة الزخرف. 375 سورة الدخان. 376 سورة الجاثية. 376 سورة الأحقاف. 377 سورة محمد -صلى الله عليه وسلم. 378 سورة الفتح. 378 سورة الحجرات.

378 سورة ق. 379 سورة الذاريات. 379 سورة الطور. 380 سورة النجم. 380 سورة اقتربت. 381 سورة الرحمن -سبحانه وتعالى. 382 سورة الواقعة. 382 سورة الحديد. 383 سورة المجادلة. 383 سورة الحشر. 384 سورة الممتحنة. 384 سورة الصف. 384 سورة الجمعة. 384 سورة المنافقون. 385 سورة التغابن. 385 سورة الطلاق. 385 سورة التحريم. 385 سورة الملك. 386 سورة القلم. 386 سورة الحاقة. 386 سورة المعارج. 387 سورة نوح -عليه السلام. 387 سورة الجن.

388 سورة المزمل. 388 سورة المدثر. 389 سورة القيامة. 389 سورة الإنسان. 390 سورة المرسلات. 390 سورة النبأ. 391 سورة النازعات. 391 سورة عبس. 391 سورة التكوير. 392 سورة الانفطار. 392 سورة التطفيف. 392 سورة الانشقاق. 392 سورة البروج. 393 سورة الطارق. 393 سورة الأعلى -عز وجل. 393 سورة الغاشية. 393 سورة الفجر. 394 سورة البلد. 394 سورة الشمس إلى آخر القرآن. 395 باب التكبير. 401 الفهرست.

فهرست الموضوعات

فهرست الموضوعات: الصفحة الموضوع 3 المقدمة. 4 ترجمة المؤلف. 5 مصطلح الكتاب. 7 مقدمة المؤلف. 11 باب أسماء القراء ورواتهم وأسانيدهم وإسنادنا إليهم. 11 1- نافع. 11 ورش. 12 قالون. 12 إسناد رواية ورش. 15 إسناد رواية قالون. 17 اتصال قراءة نافع. 18 2- ابن كثير. 19 قنبل. 19 البزي. 19 إسناد رواية قنبل. 21 إسناد رواة البزي. 23 اتصال قراءة ابن كثير. 23 3- أبو عمرو بن العلاء. 24 الدوري.

§1/1