الإعلام بنقد كتاب الروض البسام

محمد صباح منصور

الإعلَامُ بنَقد كتاب الرَّوْض البسَّام بتخريج وَترتيب فَوائِد تمَّام للدّكتور جَاسِم الفهيد الدّوسَري تأليف محمَّد صَباح مَنصُور غراس للنشر والتوزيع والدعاية والإعلان

جميع حقوق الملكية الأدبية والفنية محفوظة لـ المؤلف ويحظر طبع أو تصوير أو ترجمة أو إعادة تنضيد الكتاب كاملاً أو مجزأ أو تسجيله على أشرطة كاسيت أو إدخاله على الكمبيوتر أو برمجته على إسطوانات ضوئية إلا بموافقة خطيّة من الناشر. الطبعة الأولى 1423 هـ - 2003 م الناشر مؤسسة غراس للنشر والتوزيع الكويت - شارع الصحافة - مقابل مطابع الرأي العام التجارية هاتف: 4819037 - فاكس: 4838495 - هاتف وفاكس: 4578868 الجهراء: ص. ب: 2888 - الرمز البريدي: 1030. Website: www.gheras.com E-Mail: [email protected]

مِن ضَنائِن العِلمِ الرُّجُوُعُ إلى الحَقِّ الحجَّة فِي بَيان المحَّجة (2/ 535) للإِمَام الأصبَهَاني رحمَهُ الله

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة بقلم الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه. أما بعد: فإنَّ العِلْمَ رَحمٌ بين أهله، وَصلةُ خيرٍ بين أصحابه وحَمَلَته. ومن أبواب العلمِ التي قَلَّ طارقوها، ونَدَر فاتِحوها: عِلْمُ الحديثِ النبويِّ الشريف، الذي هو مِن أجلِّ العلومِ قَدْرًا، وأرفعها مَكانةً وَوَزْنًا. ولقد قال الإمام الذهبي في بعض تصانيفه -لِمُناسبةٍ عَرَضَتْ- وهو من عُلماء القرن الثامن الهجريِّ: "فأين أهلُ الحديث؟! كِدْتُ أن لا أراهم إلا في كتاب. . . أو تحت تُراب. . ."! . . . فما حالُنا اليومَ - بعد قرونٍ، وقرون.؟!! ولكن؛ لما كانت الطائفة المنصورةُ الناجيةُ -وهي أهلُ الحديث- لا ينقطعُ وجودُها، ولا ينطفىءُ نورُها؛ وستبقى، و"لا تزال .. ظاهرة على الحَق لا يضرُّها مَن خالفَهَا، ولا مَن خَذَلها؛ إلى قيام الساعة": كانت هذه البشارةُ مفتاحَ سعادة، ولُبَابَ خير؛ يُفرحُ طلبةَ العلمِ، ويُنعش عقولَهم وقلوبَهم. ولقد أطْلَعَني أخي المحبُّ الودودُ الفَاضلُ طالبُ العلم النبويِّ -ولا أزكّيه على الله- (محمد صباح) -زاده اللهُ توفيقًا- على عَمَلهِ الحديثيِّ -هذا- الذيَ بين يديك أخي القارئ -؛ لأنظُرَ فيه، وأرى رَأيي. . . . ولقد طالَعْتُ مواضعَ متَفَرِّقةً من هذا الكتاب وتأمَّلْتُ مَنَاحِيَ عديدةً منه؛ فرأيتُهُ قريبًا جدًّا من الحقِّ والصَّوَاب؛ كاشفًا عن وجوهٍ متعدِّدةٍ منَ الخطأ والشكِّ

والارتياب. . . فجزاه اللهُ خيرًا على حسُن صنيعه وأكرمه -سبحانه- جرّاءَ جُهدِه المبذول، وعمله المَقْبول. . . ولقد اسْتَرْعى نَظَري وانتباهي -في عمل أخيَ المؤلِّف- حُسْنَ متابعته، ولُطفَ عبارته، وقُوَّةَ اعتراضاته. . . وهو عَمَلٌ = أرجو أن يكونَ مبرورًا، وجُهْدٌ أن يكون مشكورًا ... والنَّاظرُ في سَعَة دائرة مَراَجعه -في البَحْث- ومصادره في النقد: يعلمُ -حقيقةً- مقدار الجُهدَ الذي عاناه أخونا المذكور- جزاه اللهُ خيرًا. وإني أنصح نفسي وأخي محمدًا -وفقه المولى- بالمثابرة في التحصيل، والتقعيد والتأصيل، وأن نصبر على هذا العلم الجليل. وصلّى اللهُ وسلم وبارك على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين. وكتب علي بن حسن الحلبي الأثري دولة الكويت - الأندلس (¬1) 26/ محرّم / 1423 ¬

_ (¬1) وكان ذلك في منزل الأخ الفاضل أبي عبد الوهاب داود بن سلمان العيسى -حفظه الله تعالى-

المقدمة

المقدمة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فهذه تعقيبات مبتسرة، وتنبيهات مختصرة، على كتاب "الروض البسّام بترتيب وتخريج فوائد تمّام" تصنيف الأستاذ جاسم الفهيد الدّوسري -وفقه الله تعالى- والحقيقة أنّه وإن كانَ الأستاذ المشار إليه قد بَذَل في كتابه هذا جُهْدًا كبيرًا، إلا أنه قد وقع له كثير من الأوهامِ والهفواتِ، والأخطاءِ والزلات التي جاوزت المئات. ولم يكن يخطر لي يومًا من الأيامِ أن أقومَ بنقدِ هذا الكتاب وجمعه، وإنما كان التَّعليق والاستدراك في موضعه، بَيْدَ أنّ التصويب قد كثر على مُصَنَّفه، وزادَ التَّعليقُ على مُؤَلَّفه؛ فعندها جمعتُ ما كنتُ دوَّنته على كتابه، وراجعتُ كُلّ أبوابه، وكان ذلك بعد استشارتي لأهلِ العلمِ وطلاّبه. والقصد من تدوينِ هذه الملاحظات هو النُّصح لمؤلِّفه ومن يقرأ كتابه، ويثق بكاتبه واجتهاده. وقبل ذلك كلّه هو الذَّب عن سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والله أسأله السّداد وحسن الختام.

أما الأغلاطُ العلميةُ الموجودةُ في "الرَّوض البسّام" فهي تنقسم إلى أقسامٍ عدِّة، وأصناف متعدِّدة، فمنها: أولًا: ما يتعلق بالحكم على الأحاديث. ثانيًا: القصور في العزو. ثالثًا: القصور في التعليل وما يتبعه من مسائل الجرح والتعديل. رابعًا: التصحيف والتحريف. خامسًا: السقط وأغلاط الضبط. سادسًا: الكلام في الرواة تعديلًا وتجريحًا. سابعًا: الأخطاء اللغوية. ومسائل أخرى ومباحث شتى. . . . كما أنه بحمد الله قد تحصّل لدي من "فوائد تمام" نسختان خطيتان وأخرى مطبوعتان. * أما الخطيتان فهما: الأولى نسخة الظاهرية وهي من الجزء الأول إلى الجزء التاسع عشر ولكنها ناقصة، ولم أعثر على الأجزاء المتبقّية. الثانية: نسخة تشستربتي وهي كاملة. وقد حصلت على هاتين النسختين من مكتبة الخطوطات بجامعة الكويت جزى الله القائمين عليها خير الجزاء. * أما النسختان المطبوعتان فهما: الأولى: طُبعت بتحقيق الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي -حفظه الله- وهي تقع في مجلدين، والناشر مكتبة الرشد بالرياض.

الثانية: بتحقيق الأستاذ عبد الغني التميمي وهي رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى، وهي منضودة حروفها على الآلة الكاتبة. وتقع في مجلدين. وقد استفدت من هذه النسخ الأربع لتصحيح ما وقع في أسانيد ومتون "فوائد تمام" من السقط والتحريف والتصحيف في طبعة الأستاذ الدوسري. ويعلم الله أنني قد بذلت جهدًا في إنجاز هذا العمل الذي أسأل الله أن يتقبله مني، ومع ذلك فقد أقع في وهمٍ في التعليق، أو غلط في التوثيق، أو سهو عن تدقيق، فإن العلم كما قال الذهبي في "السير" (12/ 68): "بحرٌ لا ساحلَ له، وهو مُفَرَّق في الأمة، موجودٌ لمن التَمَسَه" أهـ. وختامًا، فإني أسأل الله العلي القدير أن يجعل كل أعمالي خالصة لوجهه الكريم، وأن يلهم الأخ الأستاذ الدوسري الحق والصواب كما أسأله أن يجزي الشيخ علي بن حسن الأثري خير الجزاء على إرشاداته القيمة. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. وكتب محمد صباح منصور 23 شعبان سنة 1423 هـ 28/ أكتوبر/ 2002 م الكويت - الجهراء

مدخل

"مدخل" إن مما يجدر الإشارة إليه، والتنبيه عليه في هذا المدخل المتقدم لصلب الكتاب هو تذكير الأستاذ الدّوسري بأول ما أساء به إلى نفسه، وحاد به عن سبيل أهل العلم، وذلك في قذفه لأحد عُلمائنا الكبار والغضّ من منْصبه، والحطّ من قدره غير مراع في ذلك حفظه للشريعة، ونصرته للسنة والعقيدة، وهو ممن حفظ الله به كيان هذا الدين حفظًا لا يقدَّر، ونفعًا لا يتهيأ لملء الأرض من أمثاله (¬1) الذي ما تعلّم إلا من كتبه، ولا استفاد إلا من تحقيقاته وهو الشيخ الإمام، شامة الشام، ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وهو من الأئمة الذين ما فقه الناس الدين إلا منهم، ولا تلقّوه إلا عنهم، ولا تعلّموه إلا من كتبهم، ولا اهتدوا إلا من طريقهم، وبواسطة خدمتهم، فلهم على كل من جاء بعدهم حق الأبوة في الدين، والمشيخة في العلم، والسبق إلى الإيمان، وقد أمرنا الله -تعالى- باحترامهم وشكرهم على النِّعم التي أسداها إلينا على أيديهم" (¬2). ويحمد الله "فإنَّ إجماع علماء أهل السنّة -المعاصرين- رحم الله ميتهم، وحفظ للأمة حيهم -ليكاد- ولله الحمد - ينعقدُ على إمامة وأستاذيَّة شيخنا الوالد العلامة المحدث أبي عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني تغمده الله برحمته وكلماتهم -في ذلك- كثيرة منثورة، ومشهورة مبرورة" (¬3). فقد أثنى عليه الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ وابن باز وابن عثيمين وعبد العزيز آل الشيخ ومحب الدين الخطيب وحماد الأنصاري وعبد المحسن العباد ¬

_ (¬1) "بيان تلبيس المفتري" للغماري (ص 44) بتصرف. (¬2) "المصدر السابق". (¬3) "الدرر المتلألئة" (ص 6).

وربيع المدخلي ومقبل الوادعي وغيرهم من علمائنا الكبار. ولكن الأستاذ الدّوسري -أصلحه الله- لم يرع شيئًا من ذلك، فأخذ يتكلم على الشيخ وينال منه -تصريحًا وتلميحًا- فمن ذلك: قوله في "الروض" (1/ 198): "إذا علمت هذا فالعجب من الألباني الذي تعجل فهاجم الحافظ ابن حجر حيث قال في "الإرواء". . . قلت -والكلام لا يزال للدوسري-: انظر كيف نسب إلى الحافظ مثل هذا التزوير وهو منه براء. . . فكان الأولى به -يعني الألباني- أن يقول: لعل الحافظ اطلع على نسخة. . . بدلًا من اتهامه الحافظ بهذه التهمة السمجة! " انتهى. فهل يليق أن يصف كلام الألباني بأنه "تهمة سمجة"؟! ثم اسمع ما هو أدهى وأمر. قال في "الروض" (2/ 83) -في الهامش-: "وهذا خير من توهيم الحافظ ابن رجب في العزو كما فعل الألباني في "صحيحه" (1/ 3/ 144) وانظر لزامًا "التعالم" للشيخ/ عبد الله بن بكر (كذا) أبو زيد (ص 53 - 56) ففيه تنبيه مفيد على مثل هذه "التوهميات" انتهى. قلت: لقد رجعت إلى كلام الشيخ بكر فإذا به يقول: "إن هؤلاء وأمثالهم كثير، ينطوون على طرق ومشارب يرفضها الإسلام، وإن في جوانبهم رماة، وهم يثقفون لهم الرماح، ونحن الهدف. فهل من متيقظ متجرد من حظوظ النفس، يزكي معاقل العلم منهم، قبل أن يدب فيها الداء" أهـ. فيا ترى هل الشيخ الألباني من هؤلاء المتعالمين ومن الذين يستحقون أمثال

هذا الكلام حينما ألزمتنا بعد ذكره بالرجوع إلى كتاب "التعالم"!! وهل من الأدب والخلق أن تصف إمام السنة وفخر الأئمة بأنه متعالم؟! وقل لي بربك إذا كان الألباني متعالمًا، فمن هو العالم؟ وحقيقة لا أريد الإطالة في هذا المجال فقد رأيت من نقض كلامه وردّ ما قاله، وهو الدّوسري نفسه حيث قال في كتابه "ملحق النهج السديد" (¬1) (334 - 335): "الشيخ ناصر الدين الألباني محدث جليل ولا أبالغ إن قلت أنني لا أعلم تحت أديم السماء -في هذ العصر- رجلًا أعلم منه بصحيح الحديث من سقيمه لكنه مع هذا كله كسائر البشر يخطئ ويصيب. . . أما الطاعنون في الشيخ والذين يسعون إلى تشويه صورته لدى عامة الناس فلا أقول لهم إلا: يا ناطح الجبل العالي ليكلمه ... أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يَضرْها وأوهى قرنه الوعل انتهى كلام الأخ الدوسري -وفقه الله- وهو ينقض كلامه المتقدم إذ كيف يكون الألباني أعلم من تحت أديم السماء وفي الوقت نفسه (متعالم)؟!! وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكر الدوسري بكلمة العلامة الإمام السلفي حمود التويجري -رحمه الله- حيث قال: "الألباني الآن علمٌ على السنّة والطعن فيه إعانة على الطعن في السنة". ¬

_ (¬1) وهو مطبوع سنة 1404 هـ.

وقد تعجبت كثيرًا، ودُهشت أكثر عندما علمت أن كلمة الشيخ التويجري هذه كان سببها جاسم الفهيد الدوسري؟! وذلك أن الأخ المذكور قد صنّف رسالة بعنوان "دفع الاعتساف عن محل الاعتكاف" يرد فيها على رأي الألباني -رحمه الله- أن الاعتكاف لا يكون إلا في المساجد الثلاثة، ولم يكتف بالرد النزيه القائم على الأصول العلمية، وإنما كتب مقدمة مقذعة نال فيها من الشيخ الألباني. وقد أرسلها في ذلك الوقت إلى الشيخ حمود التويجري ليحظى بتقديم لرسالته. وهو في ذلك قد استغلّ الخلاف الذي وقع بين التويجري والألباني -رحمهما الله تعالى- فإذا بالشيخ حمود يردّ رسالته ولم يقدم له وقال قولته الشهيرة "الألباني علم على السنّة. . ." إلخ. ثم طبعت رسالة الدوسري وقد حذف منها ما يتعلق بطعنه بالألباني، ولله في خلقه شؤون. وفق الله الجميع لمعرفة حق محسني الأمة، وخدّام الملة، وحفظة السنة، إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.

الأحاديث التي عزاها بعض أهل العلم إلى "فوائد تمام" وليست في "الروض البسام"

الأحاديث التي عزاها بعض أهل العلم إلى "فوائد تمّام" وليست في "الروض البسام" فهذه بعض الأحاديث التي عزاها بعض أهل العلم إلى "فوائد تمام" ولم أرها في "الروض البسام" ولا في تحقيق الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي -حفظه الله- "للفوائد" ولا في تحقيق عبد الغني التميمي -حفظه الله- وإليك بيانها. [1] قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين". قال السيوطي في "اللآلئ" (2/ 325): "قال تمام" في "فوائده": أنبأنا أبو زرعة محمد وأبو بكر أحمد أنبأنا عبد الله ابن أبي دجانة: حدثنا محمد بن أمية القرشي حدثنا محمد بن صفي: سمعت بقية بن الوليد يحدث عن الهقل بن زياد، عن عبيد بن زياد والأوزاعي، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت مرفوعًا [الحديث]. وعزاه لـ "فوائد تمام": العلامة الألباني في "الإرواء" (3/ 361) والغماري في "المداوي" (2/ 202) ولكنهما لم يذكرا رقم الجزء والصفحة وكأنهما أخذا ذلك من الحافظ السيوطي. ولعل هذا الحديث مما انفردت به بعض النسخ والله تعالى أعلم. ... [2] قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عدولُهُ، ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويل الجاهلين".

قال الإمام ابن قيم الجوزية في "مفتاح دار السعادة" (1/ 500 - ط علي الحلبي": "ومنها -أي من طرقه- ما رواه تمام في "فوائده" من حديث الليث، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة". قلت: لا وجود لمثل هذا الإسناد بتاتًا في "الروض البسام" ولكن الحديث موجود بإسناد آخر وهو في "الروض" (1/ رقم: 80) من طريق الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر مرفوعًا. ثم تبين لي وهم الإمام ابن القيم في عزوه وذلك أنني لما شرعتُ في تحقيق "جزء إسلام زيد بن حارثة وغيره من أحاديث الشيوخ" لتمام الرازي فإذا بي أقف على هذا الحديث بإسناده ومتنه غير أنه سقط من النسخة التي عثرت عليها "أبو القبيل" بين أبي الخير وعبد الله بن عمرو وأبي هريرة والحديث فيه برقم "5 - بتحقيقي". فلعلّ الإمام ابن القيم -رحمه الله- اشتبه عليه الأمر فعزاه إلى "الفوائد" والله أعلم. ... [3] قوله - صلى الله عليه وسلم -: (أُسّست السماوات السبع والأرضون السبع على "قل هو الله أحد") رواه تمام الرازي من طريق موسى بن محمد بن عطاء قال: حدثني شهاب بن خراش قال: حدثني قتادة قال: حدثني أنس بن مالك مرفوعًا "فذكره". وعزاه إلى "فوائد تمام":

1 - السيوطي في "الجامع الصغير" (843 - ضعيفة). 2 - المناوي في "فيض القدير" (1/ 507) 3 - الغماري في "المداوي" (1/ 550) 4 - الشيخ مشهور حسن سلمان في تحقيقه، "للمجالسة" (8/ 156). ولعل هذا الحديث مما انفردت به بعض النسخ.

الملاحظات على الجزء الأول

[1] قال الدوسري (1/ ص 9) في ترجمة الإمام تمام الرازي (وقد ذكر الأستاذ خير الدين الزركْلي في "أعلامه" أنه مغربي الأصل ولا أدري ما مستنده في ذلك!) أ. هـ. قلت: مستنده في ذلك قد ذكره في الهامش، وذلك بالإحالة إلى كتاب "كشف الظنون" (2/ 1296) قال حاجي خليفة في كتابه "كشف الظنون": "هو تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر البجلي محدّث دمشق المغربي المتوفى سنة 414 هـ" أ. هـ. ويبقى البحث في صحة دعوى حاجي خليفة! ولم أر ذلك لغيرهِ، والله أعلم. ... [2] قال الأخ الدوسري (1/ ص 12): "وأما مشايخه في الحديث فقد بلغوا مائة وستين شيخًا وجُلُّهم دماشقة أو ممّن وردوا على دمشق من غير أهلها، وهذا مسردُ أسمائهم مرتبينَ على حروف المعجم مع ذكر شيء من أحوالهم ومصادر تراجمهم إن وُجِدت". وهذه تراجم بعض الذين لم يجد مصدرًا ترجم لأي منهم، وسوف أذكرهم حسب ترقيم الأخ الدوسري. 4 - أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد الحلبي أبو جعفر القاضي. • له ترجمة في تاريخ دمشق كما في مختصره (3/ 24). لابن منظور 7 - أحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي أبو الحسن. • له ترجمة في تاريخ دمشق كما في مختصره (3/ 82).

9 - أحمد بن عبد الله بن أبي دُجانة عبد الله بن عمرو بن صفوان النَّصْري أبو بكر. • له ترجمة في تاريخ دمشق كما في مختصره (3/ 135). 11 - أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البَرَامي أبو بكر • له ترجمة في تاريخ دمشق كما في مختصره (3/ 138). 12 - أحمد بن عبد الوهاب بن محمد أبو بكر. • له ترجمة في تاريخ دمشق كما في مختصره (3/ 163). 27 - أحمد بن محمد بن أبي عثمان النيسابوري أبو سعيد. • له ترجمة في تاريخ دمشق (5/ 360 - ط العمروي). 61 - عبد الله بن جعفر بن محمد الفرغاني أبو محمد القائد. • له ترجمة في تاريخ بغداد (9/ 389) والسير (16/ 132 - 133). 63 - عبد الباري بن عبد الملك العبسي. • له ترجمة في تاريخ دمشق (34/ ص 11 - ط العمروي). ... [3] قال الدوسري (1/ ص 50): "5 - تصانيفه: ترك تمام بعض المؤلفات المفيدة، وهي: -فذكرها- ثم قال: 6 - كتاب من روى عن الشافعي: ذكره ابن حجر في "الإصابة" نقلًا عن تاريخ التراث لسزكين (1/ 468). قلت: هذا الكتاب ليس من مصنفات الحافظ تمام الرازي وإنما هو لأبيه، وقد اشتبه الأمر على سزكين فعدّه من مصنفات تمام. وانظر كتاب: "ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في

كتابه الإصابة (2/ 169) للدكتور شاكر محمود عبد المنعم - جزاه الله خيرًا.

كتاب الإيمان

[كتاب الإيمان] [4] أخرج الحافظ تمام الرازي (1/ رقم: 1/ ص 71) بإسناده إلى أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ ماتَ لا يُشركُ بالله شيئًا دخل الجنّة". قلتُ: يا رسول الله! وإنْ سرق؟ وإن زنى؟!. قال: "وإن سرق وإن زنى". أعادها مرتين أو ثلاثًا. قال: "وإن سرق وإن زنى، وإنْ رَغِمَ أنْفُ أبي الدرداء". قال الدوسري: (قلت: إسناده صحيح، ولم ينفرد به الحسن، فقد تابعه عيسى بن عبد الله ابن مالك عند النسائي (1125) والطبراني في الكبير والأوسط "مجمع البحرين: 1/ ق 4/ ب - نسخة أحمد الثالث)، لكنه مجهول كما قال ابن المديني) أ. هـ. قلت: وقولك عن "عيسى بن عبد الله" مجهول تقليدًا لابن المديني ليس بصواب، وذلك أن الإمام ابن المديني قال: مجهول لم يرو عنه غير محمد بن إسحاق" أ. هـ. وهذا مُتعقَّب بأنه روى عنه جماعة ذكرهم الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (22/ 623) وهم "الحسن بن الحر، وابن لهيعة، وعتبة بن أبي حكيم، وفليح بن سليمان، وأخوه محمد بن عبد الله بن مالك الدار". فلم يتفرد بالرواية عنه ابن إسحاق كما قال ابن المديني. ومع ذلك فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 231) وقال الذهبي في "الكاشف" (2/ 368): "وُثّق". فمثله حسن الحديث إن شاء الله.

[5] أخرج الحافظ تمام الرازي (1/ رقم 4/ ص 75) عن نصر بن الحجاج: نا الأوزاعي عن الزهري، نا أنس بن مالك الأنصاري قال: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هبطنا ثنية وراءَه (4)، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير وحده. . ." إلخ. قلت: وقع الأستاذ الدوسري في خطئين، أحدهما في ضبطه كلمة وردت في متن الحديث، والآخر في تخريجه للحديث. أما الأول فهو قوله في الهامش: [4] في الأصول: "وراء" ولعل ما أثبته هو الصواب أ. هـ. قلت: الصواب ما جاء في "تاريخ دمشق" (55/ ص 33) لابن عساكر وقد أخرجه من طريق الحافظ تمّام الرازي. "قال أنس: بينا نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هبطنا ثَنِيَّةً [وَرَأوا] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير وحده .. " إلخ. وأما الثاني وهو الخطأ في التخريج فهو قوله: "ولم ينفرد به نصر، فقد تابعه عند الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 6/ أ) عُقيل -بضم العين- بن خالد وهو ثقة ثبت، لكن الراوي عنه ابن أخيه سلامة بن روح وقد أنكروا سماعه منه، وضعفه أبو زرعة وابن قانع، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري، إلا عقيل، ولا عنه إلا سلامة، تفرد به أبو الطاهر، أ. هـ. كذا قال وفاته متابعة نصر" انتهى. وهذا وهم وذهول من الأخ الدوسري، فإنه -حفظه الله- يهم في الشيء ثم يوهّم من خالفه من الحفاظ!.

فإن عقيلًا لم يتابع نصرًا وإنما تابع شيخه وهو الأوزاعي. قال الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/ 269) حدثنا محمد بن رُزَيقْ عن أبي الطاهر عن سلامة عن عقيل عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك "الحديث". ورواية تمام الرازي وابن عساكر عن نصر عن الأوزاعي عن الزهري عن أنس. فليس هناك أي متابعة لنصر من عقيل بن خالد وإنما تابع شيخه الأوزاعي. فتعقب الأخ الدوسري للطبراني خطأ كما بينته. لكن يبقى هنالك ملاحظتان على كلام الطبراني. الأولى: قوله: "لم يروه عن الزهري إلا عقيل". وهذا متعقَّب بأن الأوزاعي أيضًا رواه عن الزهري كما هي رواية تمام. وكذلك رواه معمر عن الزهري كما أشار إليه الحافظ تمام الرازي أيضًا. الثانية: قوله: "تفرد به أبو الطاهر". قلت: بل تابعه محمد بن عزيز قال: ثنا سلامة بن روح بسنده سواء. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1161) قال: ثنا النعمان بن هارون قال: ثنا محمد بن عزيز به. ... [6] وقال الدوسري (1/ ص 79): "الثالثة: أخرجها البيهقي في "الشعب" (1/ 12) من طريق عبد الله بن محمد بن المسيب البيهقي، عن أبي الصلت ومحمد بن أسلم به. ومحمد هذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح" (7/ 201) ونقل توثيقه عن أبيه وأبي زرعة،

لكن البلاء من الراوي عنه، فإنني لم أر من ذكره" أ. هـ. قلت: في كلام الأخ الدوسري بعض الأخطاء: الأول: أنه نقل الإسناد محرَّفًا من "شعب الإيمان" للبيهقي، والصواب فيه كما في "الشعب" (1/ رقم: 17) من طريق عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب، عن أبي محمد الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي، عن أبي الصلت ومحمد بن أسلم به. فهو كما ترى الفضل بن محمد بن المسيب لا عبد الله كما تحرف عنده! الثانى: بنى على هذا التحريف أنه لم ير من ذكره! قلت: وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/ 69) والذهبي في "السير" (13/ 317) والميزان (3/ 358) وابن الجوزي في "المنتظم" (12/ 351) والسمعاني في "الأنساب" (7/ 343) وغيرهم. ... [7] قال الدوسري "1/ ص 82": "الحسن بن بشر بن القاسم لم أر من ترجمه". قلت: هو الحسن بن بشر بن القاسم أبو عليّ السُّلمي النيسابوري الفقيه قاضي نيسابور ومفتى أهل الرأي ببلده. روى عن ابن عيينة، ووكيع، وأبي معاوية وغيرهم. له ترجمة في "تهذيب التهذيب" (2/ 224). وترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (حوادث 241 - 250) (ص 221). ... [8] قال الدوسري: (1/ ص 99):

"وعبد الباري لم أقف على ترجمته". قلت: هو عبد الباري بن عبد الملك بن عبد العزيز أبو عبد العبسي الجِسْريني. ترجمه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 11) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [9] قال الدوسري (1/ ص 109): "قال أبو يحيى: سمعت من ابن بكار وأنا ابن أربع عشرة سنة، وبكار يومئذ من أبناء خمس وتسعين سنة" أ. هـ. قلت: الصواب في هذه العبارة كما في نسخة الظاهرية (ج 2/ ق 5/ ب) ونسخة تشستربتي (ق 10/ ب). "قال أبو يحيى: سمعت -وفي الظاهرية: [سمعته]- من بكّار .. " إلخ. وليس فيه "ابن بكار" ولا أدرى من أين جاء به؟! ... [10] قال تمام (1/ رقم: 58 - ص 116 - 117): "أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قال: نا جدي لأمي: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لهيعة: نا أبو عشانة. عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللَّهَ لَيعجبُ مِنَ الشابِّ الذي ليست له صَبْوة". قال الدوسري أخرجه أحمد (4/ 151) وابن أبي عاصم في "السنة" (571) وأبو يعلى في

"مسنده" (رقم: 1749) والطبراني في الكبير (7/ 309 - رقم 853) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص 600) من طرق عن ابن لهيعة، وإسناده ضعيف لاختلاط ابن لهيعة وضعف حفظه" انتهى. قلت: أما حديث عقبة بن عامر فهو صحيح لاشك في ذلك، وتضعيف الأخ الدوسري للحديث خطأ منه، وذلك أن الإمام عبد الله بن وهب رواه عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة مرفوعًا. أخرجه الروياني في "مسنده" (1/ 277). وإسناده صحيح، ورواية العبادلة عن ابن لهيعة قبل اختلاطه وهي مستقيمة. وقد أخرجه الروياني (1/ 222) عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن مشرح عن عقبة مرفوعًا. فجعل مشرح مكان أبي عشّانة. قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في "الصحيحة" (6/ 2843): "ثم إن كلًا من مشرح بن هاعان أو أبي عُشّانة -واسمه حيّ بن يومن- صالح الحديث، فلا يضره أنه مرة جاء عن هذا، ومرة عن هذا، لأنه انتقال من ثقة إلى ثقة، والثاني أوثق من الأول، ولعل كونه الثاني أرجح لرواية سعيد بن شرحبيل عن ابن لهيعة عنه، فإن ابن شرحبيل هذا صدوق من رجال البخاري. ويؤيده رواية قتيبة بن سعيد: ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة به. أخرجه أحمد (4/ 151) بلفظ: "إن الله ليعجب. . ." وكذلك رواه الطبراني في "الكبير" (17/ 309/ 853) من طريقين عن ابن لهيعة، أحدهما عن قتيبة، وكذلك رواه كامل: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا أبو

عشانة به. أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1749). وقال ابن أبي عاصم في "السنة" (1/ 250/ 571 - الظلال): ثنا هشام بن عمار قال: كتب إلينا ابن لهيعة به. وكذلك رواه رشدين بن سعد قال: حدثني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة به. أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (349). والحديث قال الهيثمي في "المجمع" (10/ 270): "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، وإسناده حسن". ولكلام الشيخ الألباني -رحمه الله- تتمة فمن أراد الاستزادة فليراجعه. وهذا الحديث من جملة الأحاديث التي ضعفها الشيخ الألباني (¬1) وبقي على تضعيفه برهة من الزمن وقلده كثير من المحققين "! " وها هو شيخنا قد تراجع فصحّحه فلعلّهم يتراجعون. ¬

_ (¬1) كما في "ظلال الجنة" (رقم: 571).

كتاب العلم

[كتاب العلم] [11] قال تمام (1/ رقم: 66/ ص 128): "حدثنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن أبي الخطاب الليثي: نا إسحاق بن إبراهيم -يعرف بـ "جيش الفرغاني"-: نا عبد الرحمن بن محمد بن سلام: نا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله أبو علي التيمي: نا فطر بن خليفة عن أبي الطفيل. عن علي قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - "ما انتعل أحد قط ولا تَخَفَّفَ، ولا لَبِسَ ثوبًا ليغدوَ في طلبِ علمٍ يتعلَّمُه إلا غفر اللهُ -عز وجل- له حيثُ يخطو عَتَبَة باب بيته". قال الدوسري: "رواه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 22/ ب) وابن عدي في "الكامل" (1/ 302) من طريق عبد الرحمن بن محمد به. وقال الطبراني: "لا يُروى عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل". وقال ابن عدي: "وهذا الحديث، وحديث: (من الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما من الذنوب) عن فطر بإسناديهما باطلان، ليس يرويهما عن فطر غير إسماعيل". قلت: إسماعيل متفق على تكذيبه، كذّبه الأزدي وأبو علي النيسابوري والدارقطني والحاكم، واتهمه بالوضع صالح جزرة وابن حبان. (اللسان: 1/ 442) فالحديث موضوع." انتهى قلت: لم يتفرد به إسماعيل كما نقله الدوسري عن الطبراني وابن عدي

ووافقهما! وإنما تابعه عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي قال: ثنا فطر بن خليفة به. أخرجه عفيف الدين في "فضل العلم" (122/ 2) -كما في "الضعيفة" (2676) للشيخ الألباني ولكن الشيخ -رحمه الله- لم يذكر إسناد عفيف الدين كاملًا إلى المحاربي، ولا أظنه يصح إليه، والله أعلم. ... [12] أخرج الرازي (1/ رقم: 72 - 73/ ص 132 - 133) بإسناده إلى أنس بن مالك مرفوعًا: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". قال الدوسري: "وأخرجه ابن شاهين في الأفراد وابن شمعون -كما في المقاصد (ص 275) - ومن طريقهما ابن الجوزي في الواهيات (63) من طريق موسى بن داود عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس. قال ابن الجوزي: "موسى بن داود مجهول". أما السخاوي فقال: "رجاله ثقات". أهـ. قلت: أما قول ابن الجوزي: "موسى بن داود مجهول" فهو زلة منه عفا الله عنه، وإنما هو ثقة من رجال مسلم. وقول السخاوي هو الصواب، وصنيع الأخ الدوسري يوحي بخلاف ذلك. لكن يبقى في الإسناد قتادة وهو وإن كان ثقة إلا أنه مدلس وقد عنعن ولم ينبّه على ذلك الأستاذ غفر الله له. ... [13] وقال الدوسري (1/ 134) في التعليق على الحديث السابق.

"وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/ 250) وابن الجوزي (60) من طريق حجاج بن نصير عن المثنى بن دينار الجهضمي عن أنس. والمثنى قال العقيلي: في حديثه نظر. أهـ قك: قصّر الأخ الدوسري في إعلاله الحديث فإن فيه أيضًا الحجاج بن نصير وهذا ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد والدارقطني والأزدي وابن قانع والذهبي وابن حجر وغيرهم وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو داود: تركوا حديثه. وكذا قال العجلي (ديوان الضعفاء 1/ 172 التهذيب 2/ 183). ... [14] قال الدوسري (1/ ص 134 - 135) في التعليق على الحديث السابق أيضًا: "وأخرجه ابن الجوزي (70) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود عن معان بن رفاعة عن عبد الوهاب بن بخت عن أنس. وأعله بمحمد ومعان، ومحمد قال أبو حاتم: منكر الحديث. لكن وثقه أبو عوانة وابن حبان ومسلمة،، وقال النسائي: لا بأس به. وفي التقريب: "صدوق". ومعان قال أحمد وأبو داود: لا بأس به. ووثقه ابن المديني ودحيم، وضعفه ابن معين وابن حبان والجوزجاني" أهـ. قلت: فبما أن مُحَمَّدًا ومعان بن رفاعة مُختلف فيهما بين موثّق ومجرحّ فينظر إلى العلة الحقيقية للحديث وهي: أحمد بن هارون البلدي فإنه أحد الكذايين.

قال ابن عدي في "الكامل" (1/ 205 - 206): "كان يقرئ في جامع حران، كان يخرج لنا نسخًا لشيوخ الجزيرة المتقدمين مثل عبد الكريم، وخصيف، وسالم الأفطس، وعبد الوهاب بن بُخت وغيرهم، له نسخ موضوعة مناكير ليس عند أحد منها شيء، كنا نتهمه بوضعها. وسمعت أبا عروية يقول: يُتَّهم هذا الرجل بوضع هذه النسخ، وكان يضعفه" اهـ. ... [15] قال الدوسري (1/ ص 135) في التعليق على الحديث السابق أيضًا. "وأخرجه البيهقي في الشعب (1/ ق 298/ أ) وابن الجوزي (71) من طريق أبي النضر عن مسلم بن سعيد الثقفي عن نافع عن أبي عمار عن أنس. وقال ابن الجوزي: أبو النضر مجهول. اهـ. قلت -والكلام لا يزال للدوسري-: بل هو هاشم بن القاسم كما صرحت بذلك رواية البيهقي وهو ثقة ثبت. ومسلم الثقفي لم أقف على ترجمته ووقع عند البيهقي: (المستلم). أهـ. قلت: وقع الأخ الدوسري في خطأ وذهول عجيب غريب، فإن في الإسناد "أبا عمار وهو زياد بن ميمون". قال يزيد بن هارون: كان كذابًا. وقال البخاري: "تركوه". وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وقد اعترف أبو عمار بكذبه ووضعه بعض الأحاديث فقال: "احسبوني كنت يهوديًا أو نصرانيًا قد رجعت عما كنت أحدث به عن أنس لم أسمع من أنس شيئًا".

ونقل الإمام أبو داود عنه أنه قال: أستغفر الله وضعت هذه الأحاديث وقال أبو داود: فبلغنا بعدُ أنه يروي، فأتيناه أنا وعبد الرحمن فقال: أتوب. ثم بلغنا أنه يحدّث وتركناه. (الميزان: 3/ 140 - 141) وذكر الذهبى فى "الميزان" (3/ 141) هذا الحديث من مناكيره. فهل يصح بعد هذا أن يقول الدوسري (1/ 133): "وللحديث عن أنس طرق كثيرة، أذكر منها ما يصلح للاستشهاد" ثم ذكره! فهل هذا الطريق يصلح للاستشهاد؟! ... [16] قال الدوسري (1/ ص 144). "وأما حديث أبي أمامة فقد أخرجه العقيلي (1/ 9) وابن عدي (1/ 153) من طريق محمد بن عبد العزيز الرملي عن بقية عن رزيق أبي عبد الله الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عنه. قلت: وهذا أيضًا من أخطاء الأخ الدوسري في جمعه بين الروايات على ما فيها من اختلاف من زيادة ونقص. وذلك أن العقيلي في "الضعفاء" (1/ 9) أخرجه من طريق محمد الرملي عن بقية عن رزيق عن القاسم به. وأما ابن عدي في "الكامل" (1/ 153) فأخرجه من طريق محمد الرملي عن رزيق عن القاسم به. ولم يذكر ابن عدي في إسناده بقية. وقد يقول قائل: بأن طبعة "الكامل" لابن عدي وقع فيها تحريف وسقط وهذا منه.

فالجواب: بأن الأمر ليس كذلك، ولم يسقط ذكره سهوًا من كتاب "الكامل"، فقد رتبه الحافظ محمد بن طاهر المقدسي في كتابه "ذخيرة الحفاظ المرتب على الحروف والألفاظ" وذكر الإسناد (5/ ص 2778) ولم يذكر بقية. فتبين أن عدم ذكر بقية في "الكامل": هو الصواب. وعليه فإن الجمع بين الروايتين خطأٌ ظاهرٌ وهو دليل على عدم الدقّة، والله الموفق. ... [17] قال الدوسري (1/ ص 144): "وأما حديث عبد الله بن مسعود فقد أخرجه الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (54) من طريق أحمد بن يحيى بن زكير عن محمد بن ميمون بن كامل الحمراوي عن أبي صالح عن الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عنه. أحمد بن يحيى قال الدارقطني: ليس بشيء في الحديث. (اللسان: 1/ 323) وشيخه لم أر من ترجمه. . .". انتهى. قلت: له ترجمة في "لسان الميزان" (6/ 473) ولكن وقع عنده: (محمد بن كامل بن ميمون) وهو الصواب، وما وقع في كتاب الخطيب فهو قلبٌ (¬1) وقد جاء على الصواب أيضًا في كتاب: "الذيل على الميزان" (ص 315) للحافظ العراقي. ومحمد بن كامل نقل الحافظ العراقي والحافظ ابن حجر تضعيف الدارقطني له، وذكر من الرواة عنه أحمد بن يحيى بن زكير. ¬

_ (¬1) وقد راجعت نسختين خطيتين لكتاب "شرف أصحاب الحديث" فوقع فيهما نفس الخطأ.

[18] قال الدوسري (1/ ص 151) "وأخرج الرامهرمزي (23) من طريق يحيى الحماني عن ابن الفسيل عن أبي خالد مولى ابن الصباح عن أبي سعيد. والحماني قال الحافظ في التقريب: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. وابن الفسيل وشيخه لم أرمن ذكرهما. اهـ. قلت: تحرّف الاسم عنده فهو ابن الغسيل -بالغين- وليس -بالفاء- وبنى على هذا التحريف أنه لم يجده! وابن الغسيل: هو أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة الغسيل الأنصاري، وجده هو حنظلة غسيل الملائكة. والجد يقال له والد فلهذا نُسب إلى جده. وهو صدوق فيه لين، ويروي عن أبي خالد مولى ابن الصباح كما ذكره أبو أحمد في "الأسامي والكنى" (4/ 286) وأما شيخه أبو خالد مولى ابن الصباح فقد ذكره ابن منده في "فتح الباب في الكنى والألقاب" (2454) وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (4/ 286) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [19] وأخرج الحافظ تمام (1/ رقم 101 ص 156) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري: نا: تفسير (1) بن الليث عن عمر بن شاكر. . . . إلخ قال الدوسري في الهامش: " (1) كذا بالأصول، وعند ابن عدي: "نصر" أهـ كلامه. قلت: كذا قال الأخ الدوسري وقد ترك القارئ في حيرة من معرفة الصواب

في الاسم هل هو "تفسير بن الليث" كما في الأصول أو "نصر بن الليث" كما عند ابن عدي؟ أقول: سواء كان هذا أو ذاك فإن الأخ الدوسري لم يترجم له ولعله لم يقف على ترجمته. والذي تبين لي أن الصواب هو "نصر بن الليث" كما عند ابن عدي وما وقع في "فوائد تمام" إنما هو تحريف. وذلك أن الحافظ المزي -رحمه الله- في التهذيب (21/ 385) ذكر في ترجمة عمر بن شاكر من جملة الرواة عنه: "نصر بن الليث البغدادي". وقد ذكره الإمام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل" (8/ 473) وبيض له. والله أعلم. ... [20] قال تمام (1/ رقم: 104/ ص 158 - 159): "أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم: نا أبو القاسم بركة بن نشيط (غثكل) الفرغاني: نا أبو بكر بن أبي شيية: نا عبد الله بن نُمير: نا محمد بن إسحاق عن عبد السلام -يعني: ابن أبي الجنوب- عن الزهري عن محمد بن جُبير بن مطعم. عن أبيه قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخيف من منى فقال: "نضر الله عبدًا سمع مقالتي فوعاها ثم بلّغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورُب حامل فقه لا فقه له. ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لأولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم".

قال الدوسري: "وأخرجه الطبراني (2/ 131) والحاكم (1/ 87) من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن جبير به. وفيه تدليس ابن إسحاق، وعمرو ليس بالقوي". اهـ. قلت: وعلى كلام الأخ الدوسري مؤاخذتان: الأولى: أن الحاكم أخرجه في "المستدرك" (1/ 87) من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير به. وهكذا أخرجه: الإمام أحمد (4/ 82) وأبو سعد سعيد بن محمد الشعبي في "الجزء الثاني من الفوائد المخرّجة من أصول مسموعات أبي عثمان" (مخطوط/ ق 6 - ب). أما الطبراني فأخرجه من طريق ابن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن محمد بن جبير به. (ولم يذكر عبد الرحمن بن الحويرث). وهكذا أخرجه الإمام ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (ص 10). فأخطأ الأستاذ الدوسري حينما جمع بين رواية الطبراني ورواية الحاكم وجعلهما رواية واحدة. وعليه فإن رواية الطبراني وابن أبي حاتم أرجح من رواية الحاكم كما سيأتي بيانه. الثانية: قول الأستاذ الدوسري: "وفيه تدليس ابن إسحاق وعمرو ليس بالقوي" اهـ. أقول: أما محمد بن إسحاق فقد صرح بالتحديث من شيخه عمرو بن أبي عمرو في رواية الإمام أحمد (4/ 82) فزالت بذلك شبهة التدليس.

ومع ذلك فقد توبع، تابعه إسماعيل بن جعفر، فرواه عن عمرو بن أبي عمرو عن ابن الحويرث عن محمد بن جبير به. أخرجه الدارمي (231) وإسماعيل بن جعفر ثقة ثبت كما في التقريب (435). وقد نوّه الإمام العلائي بهذا الطريق في "بغية الملتمس" (ص 31). وقال: "هذا إسناد حسن جيد". قلت: وفاته أن عبد الرحمن بن معاوية بن الحويرث ضعفه بعض الأئمة كمالك وأبي حاتم وابن معين في إحدى الروايات عنه. وقال ابن عدي: "ليس له كثير حديث، ومالك أعلم به لأنه مدني". فقول العلائي: "هذا إسناد حسن" ليس بحسن. وأما قول الدوسري: "وعمرو ليس بالقوي" فليس بصواب أيضًا، وذلك أن الأخ الدوسري قد اضطرب رأيه في عمرو بن أبي عمرو، فمرة يعلُّ الحديث به كما في هذا الموضع، وفي موضع آخر يمشّيه كما في (3/ 215) وفي موضع ثالث (2/ ص 183) يقول: "وعمرو بن أبي عمرو صدوق تكلموا فيه من أجل حديث: "من أتى بهيمة. . . ."، وقد احتجّ به الستة، وقال الذهبي في "الميزان" (3/ 281 - 282): "صدوق، حديثه صالح حسنٌ، ينحطُّ عن الدرجة العليا (¬1) من الصحيح". اهـ. وقال الحافظ: ثقة ربّما وهم. فالإسناد جيد" انتهى كلام الأخ الدوسري وهو كلام جيد. ¬

_ (¬1) وقد تعقبه الحافظ ابن حجر في لفظه "العليا"، فقال في التهذيب (8/ 73): "كذا قال! وحق العبارة أن يحذف العليا". اهـ. ولم ينبه على ذلك الأخ الدوسري.

وعمرو بن أبي عمرو قد سمع من أنس بن مالك، وسعيد بن جبير وسعيد المقبري فسماعه من محمد بن جبير أولى، وهو لا يعرف بتدليس، فروايته هذه أرجح من روايته عن ابن الحويرث، والله أعلم. ... [21] قال الدوسري (1/ ص 159) في التعليق على الحديث السابق: "وأخرجه ابن عبد البر (1/ 42) من طريق عبد الله بن محمد القدامي [تحرف اسمه في الأصل] عن مالك. . . . ." إلخ. قلت: لم يتحرف اسمه، وإنما سقطت أداة التحديث بين محمد بن عبد الرحمن وبين القدامي -واسمه عبد الله بن محمد- فجاء في المطبوعة: ". . . . ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس القدامي. . . ." فليس في الراوي محمد بن عبد الرحمن أي تحريف وإنما سقطت أداة التحديث بينه وبين القدامي. وقد نبه على ذلك الأستاذ الزهيري في تحقيقه لكتاب ابن عبد البر "جامع بيان العلم وفضله" (1/ ص 187) فجزاه الله خيرًا. وكذلك نبّه عليه شيخنا العلامة الكبير عبد المحسن العباد في كتابه العظيم "دراسة حديث نضر الله امرءًا. ." (ص 117) حيث قال: "وفي المطبوعة تسمية القدامي في صدر الكلام عبد الله بن محمد بن ربيعة وفي أثناء الإسناد محمد بن عبد الرحمن بن يونس والتسمية في الإسناد خطأ اللهم إلا أن يكون قد أدمج اسم القدامي مع اسم الراوي عنه. والتصحيف والتحريف كثير في هذه الطبعة وخاصة في الأسانيد كما تقدم له أمثلة كثيرة. . . ." إلخ وهو كما قال الشيخ قد أدمج اسم القدامي مع اسم الراوي عنه، والله الموفق.

[22] أخرج تمام الرازي (1/ رقم: 106) بإسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر إخواني! تناصحوا في العلم، ولا يكتم بعضكم بعضا. . . ." إلخ. قلت: هناك ملاحظتان على تخريج الأخ الدوسري: الأولى: أن تخريجه الحديث مأخوذٌ ومستقى من كتاب "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2/ 783) للشيخ الإمام العلامة ناصر الدين الألباني -رحمه الله وغفر له- فكان ينبغي على الأستاذ الدوسري أن يشير إلى ذلك، وقد بوّب على الحديث السابق (باب التناصح في العلم والترهيب من كتمه) فمن التناصح في العلم عزو القول إلى قائله والعلم إلى عالمه، والتحقيق إلى صانعه والترهيب من كتم ذلك. والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: في المتشبِّع بما لم يعط: "كلابس ثوبي زور". الثانية: قوله: وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 20) من طريق الحسن بن زياد، عن يحيى بن سعيد الحمصي، عن إبراهيم بن محمد. . ." إلخ قلت: هكذا وقع في "الحلية" (إبراهيم بن محمد) بينما ساق الحافظ السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 208) إسناد أبي نعيم. ووقع عنده (إبراهيم بن المختار) وقال السيوطي: "إبراهيم روى له الترمذي وابن ماجه، وقال أبو حاتم: صالح الحديث وقال أبو داود: لا بأس به. وقال ابن معين: ليس بذاك". ثم وقفت على كتاب الحافظ الهيثمي الذي رتب فيه أحاديث "حلية الأولياء" وسماه "تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية" فجاء فيه -كما في

(1/ رقم: 212) - إبراهيم بن المختار. فتبين أن ما وقع في "الحلية" إنما هو تحريف. والله أعلم. ... [23] قال الدوسري (1/ ص 163): "وأبو إسماعيل لم أتبيّنه" قلت: هو عمر بن يحيى بن نافع الأبليُّ، وقد ذكره الإمام المزّي في "تهذيب الكمال" (28/ ص 200) من جملة من روى عن معاوية بن عبد الكريم. كما وقع في إسناد المصنف. ... [24] قال تمام (1/ رقم: 111/ ص 173): "أخبرني أبو يعقوب الأذرعي: نا يحيى بن أيوب: نا سعيد بن أبي مريم: أنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن أبي الزبير. عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا لتخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنارُ فالنارُ". قال الدوسري: "أخرجه ابن ماجة (254) وابن حبان (90) وابن عدي في الكامل (7/ 2672) والأجري في "أخلاق العلماء" (126) و. . . من طريق سعيد بن أبي مريم به. قال المنذري في الترغيب (1/ 116): "رواه ابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي كلهم من رواية يحيى بن أيوب الغافقي عن ابن جريج عن أبي

الزبير عنه، ويحيى هذا ثقة احتجّ به الشيخان وغيرهما، ولا يُلتفت إلى من شذَّ فيه". اهـ. ثم نقل الأخ الدوسري بعض أقوال أهل العلم في تصحيحه ثم قال متعقبًا لهم: "قلت: فيه تدليس ابن جريج وأبي الزبير" انتهى كلامه. قلت: وفات الأخ الدوسري أن الإمام عبد الله بن وهب قد خالف يحيى بن أيوب، فرواه عن ابن جريج معضلا. أخرجه الحاكم (1/ 86) وعنه البيهقي في "المدخل" (479). وعبد الله بن وهب ثقة ثبت إمام، أما يحيى بن أيوب فقد قال الإمام أحمد: سيئ الحفظ. وقال ابن سعيد: منكر الحديث. وقال ابن صالح: له أشياء يخالف فيها (التهذيب: 11/ 164) فرواية ابن وهب أرجح، والله أعلم. وأمّا ما ذكر عن بعض العلماء أنهم تكلموا في رواية ابن وهب عن ابن جريج، فقد أطال في نقض هذه المقالة والرد عليها الأستاذ الجليل والمحقق النبيل صالح بن حامد الرفاعي -حفظه الله- في كتابه النافع "الثِّقات الّذين ضُعِّفُوا في بعض شيُوخهم" (ص 117 - 120). فانظره فإنه مهم. ... [25] قال الدوسري (1/ ص 174): "حديث ابن عمر: أخرجه ابن ماجه (253) من طريق حماد بن عبد الرحمن عن أبي كرب الأزدي عن نافع عنه. قال البوصيري (1/ 37): "هذا إسناد ضعيف لضعف حماد بن عبد الرحمن

وأبي كرب" اهـ. قلت -والكلام لا يزال للدوسري-: الأولى أن يقال: (وجهالة أبي كرب) فقد جهّله أبو حاتم، ولم يضعفه أحد، اللهم إلا أن يقال: إن الجهالة من أسباب الضعف. اهـ. أقول: عفا الله عنك يا أخانا، فإن الجزم بأنه لم يضعفه أحد خطأ محض، ولا ينبغي أن يصدر إلا من أهل الاستقراء والتتبع. وعليه فإن أبا كرب الأزدي ضعيف، قال ابن حبان في كتابه "المجروحين" (3/ 150 - 151): "أبو كرب الأزدي يروي عن نافع ما ليس من حديثه، روى عنه حماد بن عبد الرحمن الأزدي، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد" اهـ وهذه الكلمة من الإمام ابن حبان تفيد تضعيف الأزدي لا أنه مجهول فحسب. ... [26] قال تمام (1/ رقم: 133/ ص 182): "أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ببغداد: نا عمرو بن خليفة: نا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قال عليَّ ما لم أقُلْ فليتبوأ مقعده من النار". قال الدوسري: "وأخرجه مسلم (1/ 10) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة" انتهى. قلت: وعلى كلام الدّوسري مؤاخذتان: الأولى: أن الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (110 - 6197) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة.

فالعزو إليهما أولى من العزو إلى أحدهما. الثانية: أن قوله: "أخرجه مسلم" هكذا على إطلاقه ليس بصواب، فإن الإمام مسلمًا أخرجه في "مقدمة صحيحه" وليس في "صحيحه" ومقدمة الصحيح ليست على شرطه ففيها الصحيح والضعيف والمقبول والمعلول والله تعالى أعلم. ... [27] قال الدوسري (1/ ص 184): "وعبيد الله هذا لم أقف على ترجمته". انتهى. قلت: قد وقفت على ترجمته وهو عبيد الله بن جرير بن جبلة. قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/ 325): "ثقة" وجاء في حاشية "المجمع" (¬1) ما نصّه: "فائدة: قلت: وعبيد الله ثقة" اهـ ... [28] قال تمام (1/ رقم: 130/ ص 186): أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي: نا إسحاق بن إبراهيم بن نُبيط بن شريط بالجيزة في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين -وذكر أن مولده سنة سبعين ومائة- قال: حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم ¬

_ (¬1) أفاده الشيخ علي حسن الحلبي -حفظه الله- في تحقيقه لكتاب "طرق حديث من كذب علي متعمدًا" (ص 164)، ولكنه لم يذكر توثيق الخطيب البغدادي.

عن أبيه نُبيط بن شريط قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". قال الدوسري: هكذا وقع في الإسناد (نا إسحاق بن إبراهيم بن نبيط) وقد أخطأ فيه شيخ تمام، والصواب (أحمد بن إسحاق) كما رواه الآخرون، ودليل خطأه قوله بعد ذلك (حدثني أبي إسحاق)، فعلم أن المحدّث أحمد بن إسحاق. اهـ قلت: نسبتك الخطأ إلى شيخ تمّام خطأ منك -حفظك الله- وذلك أن الإمام ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/ 386 - 387) أخرجه من طريق تمّام الرازي قال: أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم قال: حدثني أبي إسحاق به. فأنت ترى أنه قد ذكر في رواية تمام (أحمد بن إسحاق) فلعلّ ثمّة سقطًا وقع في "الفوائد" ودليل ذلك قوله بعد ذلك (حدثني أبي: إسحاق). والله تعالى أعلم. ... [29] قال تمام الرازي (1/ رقم 135 - ص 188) "أخبرنا أبو مضر يحيى بن أحمد بن بسطام العبسي قراءة عليه: نا عمر بن مضر: نا أبو صالح عبد الله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد قال: حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا ينزعُ العلمَ من الناس انتزاعًا بعد أن يؤتيَهم إيّاه، ولكنَّه يَذهبُ بالعلماء، كلما ذهب بالعالم ذهب بما معه من العلم، حتى يبقى من لا يعلم فيضلُّوا ويُضلوا". قال الدوسري:

"أخرجه البزار (كشف الأستار: 233) عن شيخه أحمد بن منصور عن عبد الله بن صالح به. وقال: تفرّد به يونس، ورواه معمر عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن عمرو. اهـ. قال الهيثمي (1/ 201): "وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، وهو ضعيف، ووثقه عبد الملك بن شعيب بن الليث. . .". اهـ. قال العلامة الزبيدي في شرح الإحياء (1/ 108) عن حديث قبض العلم: "وقد جمع في طرق هذا الحديث الحافظ أبو بكر الخطيب جزءًا حافلًا". اهـ. قلت: إعلال الحديث بعبد الله بن صالح خطأ، فقد أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (311) من طريق عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن عروة عن عائشة. وتابع ابن وهب عنبسة بن خالد عند الآجري في "أخلاق العلماء" (39) فإعلالك الحديث بعبد الله بن صالح ليس له وجه. وبخاصة بعد متابعة ابن وهب وعنبسة لشيخ عبد الله بن صالح وهو الليث بن سعد. لكن يونس بن يزيد الأيلي وهو وإن كان ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهمًا قليلًا كما في "التقريب". وقد خالفه معمر بن راشد -وهو ثقة ثبت- فرواه عن الزهري عن عروة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا. أخرجه عبد الرزاق (11/ 254) - ومن طريقه النسائي في الكبرى (3/ 456) والطحاوي (312). فعليه لا تُعَلُّ الرواية التي عندنا إلا بمخالفة يونس. وانظر: تعليق الشيخ بدر البدر على "ما انتقى ابن مردويه على الطبراني" (241 - 242 - 234) فقد أجاد وأفاد جزاه الله خيرًا.

كتاب الطهارة

[كتاب الطهارة] [30] قال تمام (1/ رقم:153/ ص 205) أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان قراعة وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الكندي ابن بنت عُدَبَّس وغيرهم قالوا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصُّوري: أنا محمد بن عُبيد الغسّاني: نا حمّاد بن سلمة عن ابن عون عن أبيه. عن أبي بكر الصدّيق - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السواك مَطْهرةٌ للفم، مرضاة للرب -عزّ وجل-". قال الدوسري: "هكذا في جميع النسخ (ابن عون عن أبيه) وهو خطأ، فقد رواه أحمد (1/ 3، 10) والمروزي في مسند أبي بكر (رقم: 108، 110) وأبو يعلي (109، 110) عن حماد بن سلمة عن ابن أبي عتيق عن أبيه عن أبي بكر الصديق. وابن أبي عتيق هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق، نسب إلى جده، وأبوه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وروايته عن الصديق منقطعة. وهذه الرواية معلولة كما نصّ عليها الحفاظ: ثم ذكر بعض أقوال أهل العلم، ثم قال: "وقد أخرجه على الصواب: الشافعي في مسنده (ترتيب السندي: 1/ 30) -ومن طريقه البيهقي (1/ 34) والبغوي في شرح السنة (1/ 394) - وأحمد

(6/ 47، 62، 238) وأبو نعيم في الحلية (7/ 159) من طريق ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة مرفوعًا. وسنده حسن، وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث في رواية أحمد" انتهى كلامه. قلت: وقع في تخريج الدوسري خلط عجيب. فإن الذين أخرجوه على الصواب كالشافعي والبيهقي والبغوي وغيرهم إنما رووه من طريق محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة مرفوعًا (وليس عن ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة) كما قال الدوسري. وتحكمه هذا مبني على ما قرره في بداية التخريج أن ابن أبي عتيق هو: عبد الرحمن بن عبد الله. . .إلخ -وهو كذلك في الرواية الأولى عن أبي بكر الصديق- فما علاقتها بالرواية الأخرى؟. وقد صرح بعض الذين أخرجوا الحديث باسم "عبد الله" كما عند الإمام أحمد (6/ 47 - 62 - 238) والبغوي (1/ 200) وابن المنذر في "الأوسط" (338) وأبي الشيخ في "ذكر الأقران ورواياتهم عن بعضهم بعضا" (298). نعم أخرجه الإمام أحمد (6/ 124) والنسائي في "المجتبى" (رقم: 5) والمروزي في "مسند أبي بكر" (109) وغيرهم من طريق يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن أبيه عن عائشة به. فيكون محمد بن إسحاق متابعًا لعبد الرحمن بن عبد الله لا أنه الراوي عنه كما توهّم الأستاذ الفاضل، والله الموفق.

[31] قال الدوسري (1/ ص 209): "أخرج البيهقي (1/ 28) من طريق فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن عائشة. . . .". أقول: عند البيهقي: "عن عروة بن رويم عن عمرة عن عائشة" فسقط ذكر عمرة من الإسناد عند الأخ الدوسري. ... [32] قال الدوسري (1/ 211) "قلت: أخرجه أحمد (4/ 116) وأبو داود (47) والترمذي (23) وقال: "حسن صحيح" من طريق. . . (كذا). قلت: لم يذكر الدوسري من أي طريق ولم يتم عبارته فأقول: أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن زيد بن خالد الجهني مرفوعًا: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة [زاد الترمذي: ولأخرت صلاة العشاء إلى ثلث الليل]. قال أبو سلمة: فكان زيد بن خالد يشهد الصلوات في المسجد وسواكه على أذنه موضع القلم من أذن الكاتب لا يقوم إلى الصلاة إلا استنّ ثم ردّه إلى موضعه. وإسناده صحيح كما قال الترمذي إلا أن فيه عنعنة ابن إسحاق فإنه مدلّس. ... [33] قال تمام (1/ رقم: 157/ ص 212): "حدثنا أبو القاسم علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل: نا عثمان ابن أبي شيبة: نا شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول

الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم من الليل فليَسْتَكْ". قال الدوسري: "شريك هو ابن عبد الله القاضي صدوق سيئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات" انتهى. قلت: لم ينفرد به شريك القاضي فقد تابعه عثمان بن سهل -ويقال اسمه: عيسى وهو الصواب كما في التهذيب- أخرجه أبو طاهر المخلص -كما في المداوي (1/ 234) -: حدثنا البغوي: حدثنا عثمان بن سهل، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر مرفوعًا. وعيسى بن سهل ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ عنه في التقريب "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فليّن الحديث كما نص عليه في المقدمة. وهنا قد توبع، تابعه شريك كما مرّ معك، والله الموفق. ... [34] قال تمام (1/ رقم: 161/ ص 215 - 216): "أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَلي: نا محمد بن أحمد بن رِزْقان المصّيصي بدمشق سنةَ تسْعٍ وستين ومائتين: نا حجّاج ابن محمد الأعور: ناَ حَرِيز بن عثمان الرَّحبي عن سلمان بن سُمير الأَلهاني عن ثوبان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنْ تستقيموا تُفلحوا، وخيرُ أعمالكم الصلاةُ، ولا يحافظ على الوُضوء إلا مؤمنٌ". قال الدوسري: محمد بن أحمد بن رزقان ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (4/ 184) وابن عساكر في التاريخ (14/ ق 342) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وسلمان بن

سُمير لم يوثقه غير ابن حبان، لكن قال أبو داود: شيوخ حريز بن عثمان كلهم ثقات. والحديث أخرجه الطيالسي (996) وأحمد (5/ 276 - 277، 282) وابن أبي شيبة (1/ 5 - 6) والدرامي (1/ 168) وابن ماجه (277) والطبراني في الصغير (1/ 11 , 2/ 88) والحاكم (1/ 130) -وصححه على شرطهما وأقره الذهبي- والبيهقي (1/ 82، 457) والخطيب في تاريخه (1/ 293) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 327) من طرق عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان. قال المنذري في الترغيب (1/ 162): "إسناده صحيح". أهـ. كذا قال، والصواب أنه منقطع. قال البوصيري في الزوائد (1/ 41) بعدما نقل قول الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة): "قلت علته أن سالم لم يسمع من ثوبان قاله أحمد وأبو حاتم والبخاري وغيرهم" وقال أيضًا: "هذا الحديث رجاله ثقات إلا أنه منقطع بين سالم وثَوبان فإنه لم يسمع منه بلا خلاف". وقال الذهبي في المهذب (1/ 100): "أخرجه ابن ماجه من حديث منصور عن سالم وهو لم يدرك ثوبان". أهـ. انتهى كلام الأستاذ الدوسري بطوله. قلت: تبيّن من التخريج السابق أن علة الحديث هي الانقطاع بين سالم بن أبي الجعد وثوبان لأنه لم يدركه. لكنني -بحمد الله- قد وقفت على الواسطة بين سالم وثوبان. أخرجه ابن سيد الناس في "الأجوبة" (10/ 2) (¬1) من طريق سالم بن أبي ¬

_ (¬1) انظر: "جمهرة الأجزاء الحديثة" (ص 79)

الجعد، عن ثوبان. ثم نقل عن الإمام أحمد أنه قال: "لم يسمع سالم من ثوبان بينهما معدان". قلت: ومعدان هذا هو ابن أبي طلحة ثقة كما في "التقريب". فصح بذلك الإسناد، وانتفى الانقطاع، والحمد لله على نعمه. ... [35] قال الدوسري (1/ رقم 176 - ص 225) في حديث أنس في تخليل اللحية: "وله طريق ثالثة أخرجها ابن سعد في طبقاته (1/ 386) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس، والرقاشي متروك" أهـ. قلت: لقد أبعدت النجعة يا أخانا، فالحديث أخرجه ابن ماجه في سننه (431) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس، فالعزو إليه أولى من العزو إلى "طبقات ابن سعد" كما هو معلوم. ... [36] قال الدوسري (1/ ص 225). "وقد وردت أحاديث عديدة في تخليل اللّحية لكنها كما قال الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي: لا يثبت منها شيء. ." إلخ. قلت: بل ثبت في تخليل اللحية عدة أحاديث، منها حديث عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وحديث عائشة - رضي الله عنها -، بالإضافة إلى حديث أنس بن مالك الذي خرّجه الأخ الدوسري برقم (176). وصححه. وإليك تخريج هذه الأحاديث. أولًا: حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه: أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1/ 125) ومن طريقه الترمذي (1/ 31)

وابن ماجه (1/ 430). وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 24) والدارمي (1/ 178 - 179) وابن الجارود (72) وابن خزيمة (1/ 151 - 152) وابن حبان (2/ 1078 - الإحسان) والدارقطني (1/ 86) والحا كم (1/ 148 - 149) - وعنه البيهقي (1/ 54) من طرق عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ فخلل لحيته". وبعضهم يرويه مطوّلًا في ذكر صفة الوضوء. وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وقال الحاكم: "هذا إسناد صحيح، وقد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق، ولا أعلم في عامر بن شقيق طعنًا بوجهٍ من الوجوه". وتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: ضعفه ابن معين". قلت: وتضعيف ابن معين نقله عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 322). وقال أبو حاتم عن عامر بن شقيق: "ليس بقوي، وليس من أبي وائل بسبيل". أما الإمام النسائي فقال فيه: "ليس به بأس" وذكره الإمام ابن حبان في "الثقات" (7/ 249) وصحح له الترمذي وابن خزيمة والحاكم، وقد روى عنه شعبة، وهو لا يروي إلا عن ثقة. وقال الذهبي: "صَدُوق ضعّف". وقال الترمذي في "العلل الكبير" (1/ 115): "قال محمد -يعني البخاري- أصحّ شيء عندي في التخليل حديث عثمان. قلت: إنهم يتكلمون في هذا الحديث فقال هو حسن".

وقال ابن الملقن في "البدر المنير" (3/ 394): "هذا الحديث حسن" وقال أيضًا: كيف لا يكون صحيحًا والأئمة قد صحّحوه: الترمذي في "جامعه" وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والدارقطني كما تقدم عنه، والحاكم أبو عبد الله في "مستدركه" والشيخ تقي الدين ابن الصلاح. وشهد له إمام هذا الفن أبو عبد الله البخاري بأنه حديث حسن وبأنه أصحّ حديث في الباب. . ." إلخ. ثانيًا: حديث عائشة - رضي الله عنها -: أخرجه أحمد (6/ 235) والحاكم (1/ 150) والخطيب (12/ 414) من طريق عمر بن أبي وهب، عن موسى بن ثروان، عن طلحة بن عبيد الله بن كُرَيز عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ خلل لحيته". وإسناده صحيح. عمر بن أبي وهب ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 1/ 140) وحكى عن أبيه أنه قال: لا بأس به. وعن ابن معين أنه قال: ثقة. وعن أحمد بن حنبل أنه قال: ما أعلم به بأسًا. أهـ. وموسى بن ثروان وطلحة بن عبيد الله. ثقتان كما في "التقريب" للحافظ ابن حجر. قال الحافظ الهيثمي في "المجمع" (1/ 235): "رواه أحمد ورجاله موثّقون". وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (1/ 86): "إسناده حسن".

[37] قال الدوسري (1/ رقم 179 ص 226 - 227) في التعليق على حديث "الأذنان من الرأس": "وللحديث عن أبي أمامة طرق أخرى: فقد أخرجه أحمد (5/ 285 - 286) وأبو داود (134). . . . . من طريق سنان بن ربيعة عن شهر بن حوشب عنه. أهـ قلت: وعزو الأخ الدوسري الحديث إلى "أبي داود" وأنه رواه مرفوعًا خطأ، وقد وقع بمثل ما وقع به الإمام عبد الحق الإشبيلي في كتابه "الأحكام الوسطى" (1/ 132) وردّ عليه الحافظ ابن القطّان في كتابه العظيم "بيان الوَهم وَالإيهام الوَاقعين في كتاب الأحكام". قال -رحمه الله- (2/ 280 - 281): "ومن المشكوك في رفعه ممّا أورده -يعني الإشبيلي- مرفوعًا، ما ذكر من طريق أبي داود، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح المأقَين". قال: "الأذنان من الرأس". لم يزد في الراده على هذا، ولا قال بإثره شيئًا، وكأنه عنده بين الضعف بشهر بن حوشب. والحديث عند أبي داود موقوف، أو مشكوك في رفعه. قال أبو داود: حدثنا سليمان بن حرب، ومسدد، وقتيبة، عن حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة -ذكر وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم -- قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح المأقين". وقال: "الأذنان من الرأس". فقوله: وقال: "الأذنان من الرأس" يحتمل أن يكون القائل له النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن يكون أبا أمامة، والأظهر لحكم ظاهر اللفظ أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فأورده أبو محمد على ذلك، وترك ما ذَكَر أبو داود بعده وذلك أنه قال: قال سليمان بن حرب: يقوله أبو أمامة. وقال قتيبة عن حماد: لا أدري أهو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من قول أبي أمامة. فهذا حماد -وهو الذي رواه عنه مسدد، وسليمان، وقتيبة- لا يدري من قول من هو؟ فقد تحقق الشك في رفعه. وقد جزم سليمان بن حرب بأنه من قول أبي أمامة. وقد بينه الدارقطني فقال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن خشيش، حدثنا يوسف القطان، حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن سنان بن ربيعة، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة أنه وصف وضوء رسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: "كان إذا توضأ مسح مأقيه بالماء". قال أبو أمامة: "الأذنان من الرأس". قال سليمان بن حرب: "الأذنان من الرأس" إنما هو من قول أبي أمامة، فمن قال غير هذا فقد بدّل -أو كملة قالها سليمان- أي خطأ. وقد رواه مرفوعًا عن حماد بن زيد في غير كتاب "أبي داود" جماعة منهم: "محمد بن زياد الزيادي، والهيثم بن جميل، ومعلى بن منصور، ومحمد بن أبي بكر". إنما قصدت بيانَ ما أورد من كتاب أبي داود" انتهى كلام ابن القطان رحمه الله وهو نفيسٌ جدًّا. ... [38] قال تمام الرازي (1/ رقم: 180/ ص 227): "أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن أيوب العَدْل قراءة عليه بالرملة: نا عبد الله

ابن وُهيب الغزّي: نا محمد بن أبي السَّرِيّ: نا عبد الرزاق عن سفيان عن عُبيد الله عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأذنان من الرأس". قال الدوسري: "أخرجه الدارقطني (1/ 97) بنفس الإسناد، وقال: "رفعه وهم" انتهى. قلت: أما قولك -حفظك الله-: "أخرجه الدارقطني بنفس الإسناد" فغير دقيق، بل غير صحيح. فقد أخرجه الدارقطني (1/ 97) قال: حدثنا محمد بن عمر بن أيوب، نا عبد الله بن محمد بن وهيب الغزي، نا محمد بن أبي السري، ثنا عبد الرزاق، عن عبيد الله، عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. وقال: كذا قال عبد الرزاق عن عبيد الله. فأنت ترى أن عبد الرزاق رواه مباشرة عن عبيد الله بن عمر بينما في رواية تمام الرازي: "عن عبد الرزاق عن سفيان -وهو الثوري-، عن عبيد الله بن عمر. . .". ثم ذكر الدارقطني -رحمه الله- الرواية التي ذُكِر فيها (سفيان) فقال: ورواه إسحاق بن إبراهيم، عن ابن أبي السري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبيد الله. . .". فهل يصح بعد ذلك أن يقول الأستاذ الفاضل: "أخرجه الدارقطني بنفس الإسناد"؟!

[39] وقال الدوسري (1/ ص 228) في التعليق على الحديث السابق: "وأخرجه أيضًا- يعني الدارقطني (1/ 97) من طريق القاسم بن يحيى، عن إسماعيل بن عياش، عن نافع عنه. قال الدارقطني: القاسم ضعيف. أهـ قلت: سقط من الإسناد عند الدوسري: يحيى بن سعيد. فعند الدارقطني هكذا ". . . عن إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن نافع عنه". ... [40] قال الدوسري (1/ ص 229) في حديث "الأذنان من الرأس". "وأجود طرق الحديث طريق ابن عباس التي أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/ 391) من طريق قارظ بن شيبة عن أبي غطفان عنه. وإسناده حسن، قارظ ليس به بأس كما قال النسائي. وكان أول من نبّه على هذه الطريق -فيما أعلم- محدث الشام ناصر الدين الألباني في كتابه "الأحاديث الصحيحة" (1/ 52) وقد استوعب الكلام على طرق هذا الحديث فأجاد في ذلك". أهـ قلت: أخطأ الأخ الدوسري في فتحسينه الحديث تَبَعًا للشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وهكذا حال أكثر المحقّقين يقلّدون الشيخ الألباني فإذا ما تراجع عنه الشيخ الألباني -رحمه الله- فُضِحَ من كان قَدْ قلّده بغير دليل ولا تتبّع ولا دراية. ولو لم يكن الشيخ الألباني -رحمه الله- أول من نبّه على هذه الرواية لما أحال عليه الأخ الدوسري -كما هي عادته-!!

وقد أفاض في تخريج هذه الرواية، فضيلة الشيخ المحقق مشهور حسن آل سلمان في تحقيقه لكتاب "الطهور" لأبي عبيد القاسم بن سلام، وتوصّل إلى شذوذ هذه الرواية. وذكر -حفظه الله- أنه عرض بحثه على الشيخ الألباني -فوافقه على ما توصّل إليه- كما سيأتي. قال الشيخ مشهورحسن في "الطهور" (ص 368 - 369 - 370 - 371): "وقد صححه شيخنا الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/ 52 - 53) بطريق له من حديث ابن عباس، قال عنها: "ومن الغرائب أن هذه الطريق مع صحتها أغفلها كل من خرّج الحديث من المتأخرين، كالزيلعي، وابن حجر، وغيرهما ممن ليس مختصًا في التخريج، بل أغفله أيضًا الحافظ الهيثمي، فلم يورده في "مجمع الزوائد" مع أنه على شرطه! وهذا كله مصداق قول القائل: "كم ترك الأول للآخر"، وهو دليل واضح على أهمية الرجوع إلى الأمهات عند إرادة التحقيق في حديث ما، فإنه سيجد فيها ما يجعل بحثه أقرب ما يكون نضجًا وصوابًا، والله تعالى هو الموفق" انتهى. قلت: وهذه الطريق؛ ما أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 391) رقم (1084) ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن قارظ بن شيبه عن أبي غطفان عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "استنشقوا مرتين، والأذنان من الرأس". قال شيخنا الألباني في "الصحيحة" (1/ 52): "وهذا سند صحيح، ورجاله كلهم ثقات ولا أعلم له علة". قلت نعم؛ إن كان محفوظًا آخره. وقد أغفله الهيثمي لأنه موجود هي "السنن" لأبي داود وابن ماجه.

وقد جاء من ثلاثة طرق عن وكيع من غير ذكر الأذنين، وكذا رواه عشرة عن ابن أبي ذئب، وهذا يؤكد أن هذه الزيادة ليست محفوظة في هذا الحديث، ولعلها خطأ من الناسخ، أو سبق قلم من الطبراني. وعلى أحسن الأحوال فهي من شذوذ من دون الطبراني، لأن أحمد أخرج الحديث من ثلاثة طرق عن- ابن أبي ذئب دونها. وسيأتي بيان ذلك، وإليك ما وقفت عليه من طرق: أخرج أبو داود في "السنن": (1/ 35) رقم (141) ثنا إبراهيم بن موسى ثنا وكيع وابن ماجة في "السنن": (1/ 143) رقم (408) ثنا علي بن محمد ثنا وكيع. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف": (1/ 40) ثنا وكيع وإسحاق الرازي. عن أبن أبي ذئب به، وبلفظ: "استنشقوا" وقال: "وقال وكيع: استنثروا". وهذا يؤكد لك خطأ رواية الطبراني، فإنها عن وكيع، وفيها "استنشقوا" مع أنه قال خلاف ذلك. كما عند أبي داود وابن ماجه أيضًا. ورواه بلفظ "استنثروا" عن ابن أبي ذئب غير وكيع، مثل: عبد الله بن المبارك، كما عند: النسائي في "الكبرى" رقم (97) أخبرنا سويد بن نصر قال أنا عبد الله به، وعبد الله هو ابن المبارك، كما في "تحفة الأشراف" (5/ 278) رقم (6567) و"النكت الظراف"، وفيهما: "وحديث النسائي في رواية ابن الأحمر ولم يذكره أبو القاسم". وأبو داود الطيالسي في "المسند" رقم (2725) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى": (1/ 49) قال ثنا ابن أبي ذئب به، بلفظ: "إذا مضمض أحدكم واستنثر فليفعل ذلك مرتين بالغتين أو ثلاثًا" قال الحافظ في "الفتح": (1/ 262): "إسناده حسن" وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط": (1/ 377) رقم

(359) ثنا علي بن الحسن ثنا إسحاق بن عيسى ابن بنت داود بن أبي هند ثنا ابن أبي ذئب به بلفظ: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استنثر مرة أو مرتين". وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/ 148) أخبرنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي ثنا عبد الصمد بن الفضل ثنا خالد بن مخلد ثنا ابن أبي ذئب به ولفظه: واستنثروا مرتين بالغتين أو ثلاثًا". وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" رقم (77) ثنا محمد بن يحيى ثنا أسد بن موسى ثنا ابن أبي ذئب به مثله. ورواه آدم قال: نا ابن أبي ذئب به، كما في "التاريخ الكبير": (4/ 1/ 201) وتصحفت فيه "استنثروا" إلى "أبشروا"!! فلتصحح. وأخرجه أحمد في المسند": (1/ 352) ثنا هاشم بن القاسم عن ابن أبي ذئب به نحوه فهؤلاء ثلاثة: إبراهيم بن موسى، وعلي بن محمد، وأبو بكر بن أبي شيبة رووه عن وكيع دون ذكر الأذنين. وتابع وكيعًا على الرواية دون هذا اللفظ أيضًا عشرة وهم: أولًا: إسحاق بن سليمان الرازي، وهو كوفي الأصل، ثقة، فاضل. ثانيًا: عبد الله بن المبارك، ثقة، ثبت، فقيه، عالم، جواد، مجاهد، جُمعت فيه خصال الخير. ثالثًا: أبو داود الطيالسي، سليمان بن داود. ثقة، حافظ. رابعًا: إسحاق بن عيسى، ابن بنت داود بن أبي هند، وهو صدوق يخطىء. خامسًا: خالد بن مخلد القَطَواني، أبو الهيثم البجَلّي، مولاهم، الكوفي، صدوق يتشيع. سادسًا: أسد بن موسى الأموت، المعروف بـ "أسد السنة"، صدوق يغرب.

سابعًا: آدم بن أبي إياس، ثقة، عابد. ثامنًا: يزيد. تاسعًا: يحيى بن سعيد القطان، ثقة، متقن، حافظ، إمام، قدوة. عاشرًا: هاشم بن القاسم الليثي البغدادي، أبو النضر، لقبه قيصر، ثقة، ثبت. فهذا يؤكد أن ذكر الأذنين ليس محفوظًا في هذا الحديث، وأن خطأ ما قد وقع على ما دون أحمد، فإن أحمد رواه في "المسند" من ثلاثة طرق -عن غير وكيع- من غير ذكر الأذنين. وقد أورد هذا الحديث هكذا دون الزيادة الأخيرة فيه: ابن عبد البر في "الاستذكار": (1/ 172) و"التمهيد": (4/ 33 - 34) وابن حجر في "التلخيص الحبير": (1/ 8 - 82) و"فتح الباري": (1/ 162). وهذا كله يؤكد ما ذهبنا إليه، والله أعلم. وقد أطلعت الشيخ الألباني -فسح الله مدته- على ما رقمت في سلخ شعبان سنة 1413 هـ، فذكر لي: أن لفظة "الأذنان من الرأس" في طريق الطبراني، التي كان قد قال عنها: "أغفلها كل من خرج الحديث من المتأخرين" شاذة غير صحيحة، وأنه -حفظه الله- دون ذلك على حواشي نسخته من "الصحيحة" لتأخذ مكانها في طبعة جديدة، أو في أول فرصة تسنح له بذلك، والله الموفق، وله الحمد على نعمه السابغة. انتهى كلامه بطوله جزاه الله خيرًا. ثم رأيت تراجع الشيخ رحمه الله في الطبعة الجديدة لـ "السلسلة الصحيحة" في الاستدراكات وهي آخر القسم الثاني (ص 903) لكنه يرى أن الحديث باجتماع طرقه يتقوى.

فرحمه الله وأسكنه فسيح جناته بمنه وكرمه، والله الموفق. ... [41] قال تمام (1/ رقم: 184/ ص 230 - 231): أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذْلم وأبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي العقب قالا: نا أبو علي الحسن بن جرير الصوري بدمشق قال: نا يعقوب بن حُميد بن كاسب قال: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يحدّث عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أسامة بن زيد. عن بلال وعبد الله بن رواحة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ في دار حمل فسمح على المُوقَين (¬1) والخِمار". قال الدوسري: "أخرجه الطبراني في "الكبير" (1/ 335) من طريق أبي مصعب، عن عبد الرحمن بن زيد به بنحوه. وعبد الرحمن بن زيد متروك" انتهى قلت: غفر الله لك يا فضيلة الأستاذ فإن حديث بلال، أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (275) وهو بلفظ: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسح على الخفين والخمار". ... [42] قال الدوسري (1/ ص 233) "وأبو سعد لم أر من ذكره" قلت: ذكره الإمام البخاري في "الكنى" (رقم 315) وقال: "أبو سعد الأعور مولى حذيفة". ¬

_ (¬1) قال الدوسري: "مثنى (موق) وهو ضرب من الخفاف" انتهى.

[43] قال الدوسري (1/ ص 253) "وقال ابن حبان عن بكّار -يعني ابن تميم-: لا يجوز الاحتجاج به، يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم. (كذا في تاريخ ابن عساكر: 3/ ق 256/ أ). أهـ كلامه. قلت: وقع في "تاريخ ابن عساكر" في بعض النسخ الخطية بعض التداخل، فتداخلت ترجمة بكار بن تميم في ترجمة بكار بن شعيب فصارت واحدة. فنقل الأستاذ الدوسري قول ابن حبان الذي كان في ترجمة بكار بن شعيب فجعله في ترجمة بكار بن تميم. وقول ابن حبان في بكار بن شعيب موجود في كتابه "المجروحين" (1/ 226 - ط حمدي) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (10/ 363) وقد نبه محقق "التاريخ" على وجود التداخل المذكور آنفًا. فيبقى بكار بن تميم قال فيه أبو حاتم الرازي: مجهول. وقد نقل قوله الأستاذ. والله الموفق. ... [44] قال تمام (1/ رقم: 214/ ص 257): "أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم القاضي: نا سعد بن محمد البيروتي: نا إبراهيم بن محمد الشافعي: نا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود. عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يتوضأ بعد الغُسْل.

وقد خرّج الأستاذ الدوسري هذا الحديث من ثلاثة طرق. الأول: عن شريك القاضي -كما هي رواية تمام وغيره ممن ذكرهم- والثاني: عن زهير بن معاوية، والثالث: عن الحسن بن صالح، جميعهم عن أبي إسحاق. ثم قال: "وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي مدلس وقد عنعنه، وقد اختط بأخَرة" أهـ. قلت: أما إعلالك الحديث باختلاط أبي إسحاق السبيعي فهو لا وجه له. وذلك أن شريك بن عبد الله القاضي روى عنه قبل الاختلاط كما قال الإمام أحمد وابن معين "التهذيب" (4/ 294 - 295) لابن حجر. والحديث أخرجه بنحوه الطبراني في "مسند الشامين" (2787) من طريق سعيد بن بشير، عن منصور بن زاذان، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل ثم يخرج إلى الصلاة فيصلي ولا يتوضأ". وسعيد بن بشير ضعيف كما في "التقريب" ولكن يعتبر به. فالحديث باجتماع هذين الطريقن حسن إن شاء الله. وقد قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال ابن سيد الناس -كما في حاشية الشيخ أحمد شاكر على الترمذي-: "وأخرجه البيهقي بأسانيد جيدة". وصححه الحاكم والألباني في "تمام المنة" (ص 129). ... [45] قال تمام (1/ رقم: 225/ ص 262): - حدثنا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي القطّان: نا أبو علي

أحمد بن عبد الله بن زياد الإيادي بجَبلة: نا يزيد بن قُبيس: نا عبد الرحيم بن هارون عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا راح أحدُكم إلى الجمعة فليغتسل اغتساله من الجنابة". قلت: لم يخرجه الأخ الدوسري وإنما قال: "ويغني عنه ما أخرجه البخاري. . . ." إلخ. وحديث أبي هريرة هذا أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/ 92) من طريق عبد الله بن زياد بن سمعان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح عنه مرفوعًا بلفظ: "من حضر منكم الجمعة فليغتسل كغسله من الجنابة". وإسناده واه عبد الله بن زياد بن سمعان متروك اتهمه بالكذب أبو داود وغيره، كذا في "التقريب". وأخرجه أبو بكر العاقولي في "فوائده" -كما في "كنز العمال" (7/ 756) - من حديث عمر بن الخطاب. ... [46] وقال الدوسري (1/ ص 263): "وفي صحيح البخاري (3/ 56) عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صومِ ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وترٍ" أهـ قلت: وهذا الحديث أخرجه مسلم (721) من حديث أبي هريرة أيضًا، فالعزو إليهما أولى من الاقتصار على أحدهما، والله أعلم.

كتاب الصلاة

كتاب الصلاة [47] قال تمام (1/ رقم: 234/ ص 272): "أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البَرْقي: نا عمرو بن أبي سَلَمة: نا أبو مُعَيْد حفص بن غَيلان الرُّعَيني عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن أبي رُهْمٍ السَّمعي. عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: "إنّ كلَّ صلاة تحطُّ ما بين يديها من خَطية". هكذا في كتاب ابن فضالة: (أبو مُعيد عن ابن ثوبان)، والصواب: (عن أبي مُعيد عن مكحول)، والله أعلم. قلت: قول الحافظ تمام: "هكذا في كتاب ابن فضالة. . ." إلخ تعقبه الإمام ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ 434) فقال: "قول تمام هذا يشعر أن الوهم من ابن فضالة، وليس كذلك، فإن الوهم من عمرو. فقد رواه الحسن بن عبد العزيز الجروي، وأحمد بن عيسى الخشاب، وأحمد بن يوسف السلمي عن عمرو كذلك. . ." إلخ. ... [48] وقال الدوسري (1/ ص 278): "وعمرو لم أر من ذكره" قلت: ذكره الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- في "تبصير المنتبه بتحرير المشتبه" (2/ 658) وقال: "أبو الردّاد عمرو بن بشر القيسي، سمع

برد بن سنان" أهـ ... [49] أخرج الحافظ تمام الرازي (1/ رقم: 244 - 245/ ص 280) بإسناده إلى عمرو بن عبسة مرفوعًا: "أبردوا بصلاة الظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم". ويإسناده أيضًا إلى أبي موسى مرفوعًا: "أبردوا بالظهر فإن الذي تجدون من الحر من فيح جهنم". قلت: أما الإسناد الأول فأعلّه الأستاذ الدوسري بسليمان بن سلمة الخبائري وهو مجمع على ضعفه وكذبه ابن الجنيد. وأما الإسناد الثاني فأعلّه بثابت بن قيس ويزيد بن أوس ولم يوثقهما غير ابن حبان. ولكن الحديث صحيح يا أخانا الدوسري -عفا الله عنا وعنك- فقد أخرجه كلٌّ مِن: البخاري (535، 3258) ومسلم (616) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وأخرجه البخاري (533 - 536) ومسلم (615) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه البخاري (538، 3259) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وأخرجه البخاري (534) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. فكان ينبغي على الأخ الدوسري أن يشير إلى ذلك كما هي عادته! ... [50] قال تمام (1/ رقم: 264/ ص 293): "أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب: نا أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا

خالد بن عمرو: نا سفيان الثوري عن الجُريري عن عبد الله بن شَقيق العُقيلي. عن أبي برزة الأسلمي قال: "من السنّة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد. قال الدوسري: أخرجه البيهقي (1/ 425) من طريق خالد بن عمرو به، وقال: "هذا حديثٌ منكرٌ، لم يروه غير خالد بن عمرو، وهو ضعيف منكر الحديث". أهـ. قلت: كذّبه ابن معين، وقال أحمد: أحاديث موضوعة. واتهمه بالوضع صالح جزرة، وتركه الباقون. انتهى. قلت: وفاتك أيها الأستاذ الفاضل أن الإمام ابن أبي شيبة أخرجه في "المصنف" (1/ 224) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق قال: من السنة الأذان في المنارة والإقامة في المسجد وكان عبد الله يفعله" وإسناده صحيح. عبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى البصري ثقة وقد روى عن الجريري قبل اختلاطه بثمان سنين كما في "التهذيب". (4/ 7). وعبد الله بن شقيق تابعي، وقول التابعي: "من السنة كذا" له حكم الوقف وتتمة كلامه يدل على ذلك وهو قوله: ". . .وكان عبد الله -يعني ابن مسعود- يفعله" والله الموفق إلى الصواب. ... [51] قال الدوسري (1/ ص 296): تحت حديث أبي هريرة موفوعًا: "المؤذن مؤتمن والإمام ضامن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين". "أخرجه أحمد (5/ 260) والطبواني في الكبير (8/ 343) من طريق الحسين ابن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعًا دون قوله: "اللهم أرشد. ." إلخ.

وإسناده حسن، أبو غالب -واسمه على الصحيح: حَزَوّر- فيه كلام يسير. . ." إلخ. قلت: وتحسين الأخ الدوسري لمثل هذ الإسناد ليس بحسن. فإن الحسن بن واقد قد خولف فيه: خالفه الإمام الثقة الثبت حماد بن سلمة فرواه عن أبي غالب عن أبي أمامة موقوفًا. أخرجه البيهقي في "السنن" (1/ 432) من طريق علي بن المديني قال: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا حماد بن سلمة به. والحسين بن واقد "ثقة له أوهام" كما في التقريب. وهذا حماد بن سلمة يخالفه فيرويه موقوفًا، فالقول فيه قول حماد بلا ريب (¬1). ... [52] قال تمام (1/ رقم: 270/ ص 299): "أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن بُرَيْد الكوفي: نا أحمد بن حمّاد القاضي الكوفي: نا عبد الله بن معاوية الجُمَحي: نا صالح المُرّي عن جعفر ابن زيد وميمون بن سِياه وثابت. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ عُمَّارَ بيوتِ الله -عز وجل- هم أهلُ الله - عز وجل". قال الدوسري: ¬

_ (¬1) راجع تعليق الشيخ الفاضل بدر البدر -حفظه الله- على كتاب "ما انتقى ابن مردويه على الطبراني" (ص 123). ولكن سبق قلم الشيخ فكتب "وحماد يخالفه فيرويه مرسلًا". والصواب "فيرويه موقوفًا" والله أعلم.

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (رقم: 1289) من طريق صالح المري به. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 199) وأبو يعلي (المقصد العلي: 237) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 65/ ب) والبزار (كشف: 433) والبيهقي (3/ 66) من طريق صالح عن ثابت فقط. قال البزّار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا صالح. وكذا قال الطبراني. وقال البيهقي: صالح المُرّي غير قوي. وصالح المُرّي هو ابن بشير ضعيفٌ كما في التقريب، والحديث أشار المنذري في الترغيب (1/ 219) إلى ضعفه حيث صدره بقوله: (رُوي). وقال الهيثمي (2/ 23): "وفيه صالح المُرِّي وهو ضعيف". انتهى كلامه. قلت: ولكن لم يتفرد به المُري -يا أخانا الدّوسري- وإنما تابعه سليمان بن المغيرة -وهو ثقة ثقة كما في "التقريب"- فرواه عن ثابت، عن أنس، به. أخرجه أبو بكر بن مقسم في "جزئه" -كما في "المداوي" (2/ 480) - قال: حدثنا موسى بن إسماعيل الختلي: ثنا زكريا: ثنا الأصمعي: ثنا سليمان بن المغيرة به. وإسناده حسن. موسى الختلي ترجم له الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات 301 - 320) (ص 337) وقال: "ما به بأس". وزكريا هو ابن يحيى بن خلاد أبو يعلى المنقري وهو مكثر عن الأصمعي كما قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (حوادث 251 - 260 هـ. ص 143). قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/ 601، رقم 2717) عنه: "كان

ثقة يعرف الحديث والفقه. . .". وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 255). والأصمعي هو عبد الملك بن قريب. وثقه ابن معين وابن حبان، وأثنى عليه ابن المديني، وقال الإمام أبو داود عنه: صدوق. راجع ترجمته في "تهذيب الكمال" وفروعه. فالحديث ثابت والله تعالى أعلم. ... [53] وقال الدوسري (1/ ص 304): "الثالث: أبو الدرداء: أخرج حديثه ابن حبان (422) والطبراني -كما في المجمع (2/ 30) - ومن طريقه أبو نُعيم في الحلية (2/ 12) - والبيهقي في الشعب (1/ ق 470/ ب) وابن الجوزي (688). قال الهيثمي: "فيه جنادة بن أبي خالد ولم أجد من ترجمه، وبقية رجاله ثقات". أهـ. قلت: قال الذهبي في الميزان (1/ 424): "لا يُعرف"، وفيه عنعنة مكحول. انتهى. قلت: أما جنادة بن أبي خالد فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 234) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 515) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/ 287 - 290) والحافظ ابن حجر في "اللسان" (2/ 250 - ط المرعشلي) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. أما ابن حبان فإنه قال: شامي ثقة. كما في "الثقات" (6/ 150) له. ولا يخفى تساهل ابن حبان -رحمه الله-.

[54] وقال الدوسري (1/ ص 306). "وفيه قتادة بن الفضيل مقبول كما في "التقريب" أهـ. قلت: بل هو صدوق فقد روى عنه جمع، ووثقه ابن حبان وابن شاهين في "ثقاته" (1146). وقال أبو حاتم: شيخ. فمثله يحسن حديثه، والله أعلم ... [55] قال تمام (1/ رقم: 280/ ص 308): "أخبرنا أبو بكر محمد بن سهل بن أبي سعيد التنوخي القطان نا أبو علي أحمد بن عبد الله بن زياد بجَبَلة: نا عبد الوهاب بن نَجْدة: نا بقية بن الوليد: نا مجاشع بن عمرو قال: حدثني منصور بن أبي الأسود عن عُبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليصلي (1) الرجلُ في المسجِدِ الذي يليه ولا يَتَّبَّع المساجد". قال الدوسري -في الهامش-: " (1) كذا في الأصول، والصواب "ليُصلِّ" بحذف الياء انتهى. قلت: وقولك هذا غير صحيح، فقد جاء في نسخة الظاهرية (2/ 1416 - ط حمدي) ونسخه تشستربتي (ق 98/ أ) هكذا "ليصل" -بحذف الياء- على الصواب. فقولك: "كذا في الأصول" غير صحيح، والله الموفق.

[56] قال تمام (1/ رقم: 301/ ص 324) "حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحرّاني: أنا أبو عبد الرحمن القاسم بن يحيى بن نصر ابن أخي سعدان بن نصر: نا الربيع بن ثعلب: نا أبو إسماعيل المؤدب عن محمد بن ميسرة عن محمد بن زياد. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يُؤمنُ أحدكم أن يرفعَ رأسَه قبلَ الإمام أنْ يُحول الله رأسَه رأسَ كبشٍ". قال الدوسري: أخرجه ابن حبان (554) عن شيخه الهيثم بن خلف به، وعنده (كلب) بدل (كبش)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين: ق 69/ ب) عن الربيع به، وقال: تفرّد به الربيع. وإسناده حسن، أبو إسماعيل المؤدّب وثقه أبو داود والعجلي وابن حبان والدارقطني، واضطرب فيه ابن معين فوثّقه مرة وضعّفه أخرى، والصواب أنه حسن الحديث كما قال ابن عدي. وشيخه هو محمد بن أبي حفصة وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان. وقال ابن المديني: ليس به بأس وضعفه النسائي. والربيع ثقة مترجم في الجرح والتعديل (3/ 456). . . إلخ. قلت: بل الحديث ضعيف بهذا اللفظ. محمد بن ميسرة وهو محمد بن أبي حفصة وإن وثقه ابن معين وغيره كما نقل الدوسري فقد قال ابن حبان: "يخطىء" وقال ابن عدي "وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم". وقال الحافظ: "صدوق يخطئ" مع ما نقل الأخ الدوسري من تضعيف

النسائي له أيضًا. وقد خالفه جمع من الثقات الأثبات -كشعبة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم- فرووه بلفظ: ". . .أن يحوّل الله رأسه رأس حمار" أخرجه الشيخان وغيرهما. وهذا هو المحفوظ. وأما لفظ: "كبش" أو "كلب" فهو شاذ أو منكر، أخطأ فيه محمد بن ميسرة أو الراوي عنه. وقد توسّع في تخريج هذا الحديث علاّمة الزمان ناصر الدين الألباني في كتابه العظيم "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (11/ رقم 5049) فراجعه غير مأمور. ... [57] قال الدوسري (1/ ص 325): "وقال الهيثمي (2/ 78): "ورجال الأول ثقات خلا شيخ الطبراني العباس ابن الربيع بن تغلب فإني لم أجد من ترجمه". قلت: هو العباس بن الربيع بن ثعلب. ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/ 149 - 150) والذهبي في "تاريخ الإسلام" (حوادث 291 - 300 هـ) (ص 173) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [58] قال تمام (1/ رقم: 307/ ص 327): - أخبرنا الحسن بن حبيب: نا أبو علي أحمد بن محمد بن أبي الخناجر: نا خالد بن عمرو: نا شعبة عن السُّدِّي. عن أنس قال: أقامني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يمينه. يعني: في الصلاة.

قال الدوسري: خالد بن عمرو هو الأموي الكوفي متروك كذّبه ابن معين، واتهمه ابن حبان وصالح جزرة بالوضع. لكن أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 86) من طريق موسى بن أنس عن أنس، وسنده جيد. أهـ. قلت: فاتك أيها الأخ الفاضل أن الحديث في "صحيح مسلم" (660) من طريق موسى بن أنس، عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى به وبأمِّه أو خالته. قال: فأقامني عن يمينه وأقام المرأة خلفنا". ... [59] وقال الدوسري (1/ ص 330) "وإبراهيم بن ذي حماية ومحمد بن عبيدة لم أر من ذكرهما". قلت: أما إبراهيم بن ذي حماية فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 304 - 305) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 113). وقال: سألت أبا زرعة عنه، فقال: ما به بأس. وترجم له ابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 236) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ 17). وقال الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 8): "وكان من ثقات المسلمين". وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 13). وانظر: "تراجم رجال الدارقطني" (68) للعلامة مقبل بن هادي الوادعي -رحمه الله تعالى-.

[60] أخرج تمام الرازي (1/ رقم 315 - ص 332) بإسناده عن وابصة بن معبد الجُهني قال: سُئل والنبي - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يُصلِّي خلفَ الصفوفِ وحدَه. قال: "يعيد". قال الدوسري: لكن أخرجه الطيالسي (1201) وأحمد (4/ 228) وأبو داود (682) والترمذي (231) و. . . من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة. فزاد (عمرو بن راشد) وعمرو هذا، قال الحافظ: مقبول. أهـ. ووثقه ابن حبان، وقال البزار: -كما في نصب الراية (2/ 38) -: "عمرو بن راشد لا يُعلم حدث إلا بهذا الحديث، وليس معروفًا بالعدالة، فلا يحتج يحديثه" أهـ. لكن قال ابن حزم في "المحلى" (4/ 54): "عمرو بن راشد ثقة، وثقة أحمد بن حنبل وغيره" أهـ. فعلى هذا يكون السند صحيحًا أيضًا، والعهدة على ابن حزم، فإن المزي في التهذيب (2/ 1032) وابن حجر في تهذيبه (8/ 31) لم يذكرا توثيق أحمد له" انتهى. قلت: ولا أدري لم هذا التحفُّظ وإلقاء العهدة على ابن حزم في نقله توثيق الإمام أحمد لعمرو بن راشد؟ وما منشأ هذا التحفّظ؟ أقول: قد يكون منشأه قول الحافظ ابن حجر في عمرو: "مقبول" وقول البزار: "ليس معروفًا بالعدالة". وقولهم هذا منقوض مردود، فعمرو بن راشد قد وثقه أحمد بن حنبل وابن حزم، وابن حبان والذهبي في "الكاشف" (2/ 328). ولو لم يوثقه الإمام أحمد، لكان توثيق هؤلاء الأئمة كافيًا. وأما قول الأستاذ الدوسري بأن المزي في "التهذيب" وابن حجر في تهذيبه" لم يذكرا توثيق أحمد له، فهذا ليس بلازمٍ ولم يقل به أحدٌ، فما لم يذكره فلان

من الناس قد يذكره غيره. ومع ذلك فقد وقع في تراجم كثير من الرواة في "التهذيب" وغيره عوز وهذا معلوم لا يخفى إن شاء الله. ... [61] وقال الدوسري (1/ ص 333): ". . .فقال زياد: حدثثي هذا الشيخ: أن رجلًا صلى خلف الصف -والشيخ يسمع-. .". إلخ. قلت: وقع سقط عند الدوسري، ففي الروايات: ". . .أن رجلًا صلى خلف الصف [وحده]-والشيخ يسمع-". ... [62] قال تمام (1/ رقم: 316/ ص 335): - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن سهل بن حيّة بن يحيى بن صالح البزاز بعقبة الصوف: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن الوليد المري المقري: نا هشام بن عمّار: نا إسماعيل بن عيّاش: نا صالح بن كيسان عن الأعرج. عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه حَذوَ منكبيه حين يفتتح الصلاة، وحين يركع، وحين يسجد، وحين يقوم من السجدتين. قال الدوسري: "أخرجه أحمد (2/ 132) والبخاري في "جزء رفع اليدين" (رقم: 57) وابن ماجه (860) والدارقطني (1/ 295) والخطيب في التاريخ (7/ 394) من طريق إسماعيل به. قال البوصيري في الزوائد (1/ 107): "هذا إسناد ضعيف، فيه رواية إسماعيل بن عيّاش عن الحجازيين- وهي ضعيفة".

قلت: وقد اضطرب فيه، فرواه أيضًا عن صالح بن كيسان عن نافع عن ابن عمر، أخرجه أحمد (2/ 312) والدارقطني (1/ 295 - 296) ". انتهى قلت: حديث أبي هريرة صحيحٌ ثابتٌ لا شك في ذلك ولا ريب. فقد أخرجه أبو داود (738) وابن خزيمة (694 - 695) - ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "الأمالي" (ق 357 - أفاده شيخنا بديع الدين) من طريق ابن جريج، عن ابن شهاب الزهريّ عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة مرفوعًا بألفاظ متقاربة. وإسناده صحيح. ابن جريج مدلس، ولكنه صرح بالتحديثِ في بعض الروايات فأمن بذلك من تدليسه. وقال ابن القيم: هذا الحديث على شرط مسلم. وقال الحافظ ابن حجر في "الأمالي": "هذا حديث صحيح". وانظر كتاب شيخنا العلامة بديع الدين السندي -رحمه الله- "جلاء العينين بتخريج روايات البخاري في جزء رفع اليدين" (رقم: 110). ... [63]، قال تمام (1/ رقم: 326/ ص 340 - 341): - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن هاشم البغدادي: نا أبو أحمد إسماعيل بن موسى الحاسب ببغداد: نا جُبارة بن المُغلِّس: نا أبو إسحاق الخُميسي خازم بن حسين: حدثني مالك بن دينار. عن أنس بن مالك قال: صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر

وعثمان وعلي فكانوا يستفتحون القراءة بـ (الحمد لله رب العالمين)، ويقرأون: (مالك يوم الدين). قال الدوسري: "أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 943) من طريق جبارة به. وجُبارة وشيخه ضعيفان، وذكر عليّ- رضي الله عنه - غلط من جُبارة، فقد أخرجه البخاري في "جزء القراءة" (91) عن الحسن بن الربيع -وهو ثقة- عن خازم به، فلم يذكر عليًّا. انتهى قلت: ليس الغلط من جُبارة بن المغلس -حفظك الله- لأنّه قد توبع: تابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير -وهو ثقة- فرواه عن خازم بن حسين الخُميسي به. أخرجه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/ 549). وتابعه أيضًا عثمان بن زفر -وهو صدوق- فرواه عن الخميسي به بلفظ: "صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعثمان وعلي كلهم كان يقرأ "مالك يوم الدين" ولم يذكر استفتاحهم بالقراءة. أخرجه ابن أبي داود في "المصاحف" (1/ 276 - ط السبحان). فتبين من ذلك أن الغلط ليس من جُبارة كما قال الأستاذ الدوسري، وإنما هو من شيخه خازم بن حسين الخُميسي وهو ضعيف. وقد توسّعت في تخريج هذا الحديث بأكثر مما هنا في تحقيقي لرسالة "عروس الأجزاء" (رقم الحديث: 50) للإمام مسعود بن الحسن الثقفي الأصبهاني رحمه الله.

[64] قال تمام (1/ رقم: 330/ ص 344): "أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيّان: نا محمد بن الفضل بن عطية عن محمد بن سوقة عن شقيق بن سلمة. عن عبد الله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُدخل يديه بين فَخذيه في الصلاة. (¬1) وقال الدوسري: أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2173) من طريق محمد بن عيسى به. ومحمد بن الفضل تقدم أنه متروك متهم. انتهى قلت: وهذا غريب جدًا من الأستاذ الدوسري -عفا الله عنا وعنه- فإن التطبيق في الركوع ثابت من حديث عبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص. أما حديث ابن مسعود: فأخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (534) من طريق الأسود وعلقمة قالا: أتينا عبد الله بن مسعود في داره. فَقَالَ: أصَلَّى هؤُلاء خَلْفكُم؟ فَقُلنْاَ لا: قَالَ: فَقُوموا فَصَلُّوا. فلم يأمُرْنَا بأذَان ولَا إقَامَة. قَالَ وَذهبنا لَنقوم خَلفهُ. فَأخَذَ بأيْدينَا فَجَعَلَ أحدنا عَنْ يمينه والآخر عن شماله. قَالَ فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعنْاَ أيْديناَ عَلَى ركَبنا. قَالَ فَضَرَبَ أيْدينا وَطَبَّقَ بَيْنَ كَفَّيهَ. ثم أدَخَلَهُمَا بَيْن فَخِذيه. قَالَ فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: إنَّهُ سَتكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يؤخّرون الصَّلاةَ عَنْ ميقَاتهَا. وَيخَنقونَهَا إِلَى شَرَق الموتىَ. فَإذَا رَأيتموهم قد فعلوا ذلك، فصلوا الصَلاةَ لميقَاتهَا. وَاجْعَلُوا صَلاتَكُمْ مَعَهُمْ سُبْحَةً. وَإذا كُنْتُمْ ثَلاثَةً فَصلُّوا جَميعًا. وإذَا كُنْتَمْ أكْثَرَ منْ ذَلكَ، فَليَؤُمَّكُمْ أحدكم. وَإِذَا رَكَعَ أَحَدكُمْ فليفرشْ ذراعيه عَلَى فخذيه. وليجنأ. ¬

_ (¬1) وقد بوب الأخ الدوسري على هذا الحديث: (باب التطبيق في الركوع).

وليطبق بَيْنَ كَفَّيْه فَلكَأنِّي أنْظُر إلىَ اخْتلاف أصابِعِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراهم. وأخرجه كذلك مختصرًا. وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فأخرجه كذلك الإمام مسلم (535) من طريق مُصْعب بن سعد، قَالَ: رَكعْتُ بيدي هكَذَا (يَعْنِي طَبَّقَ بِهِمَا وَوَضَعَهُما بَيْنَ فَخذَيْه) فَقَالَ أبيِ: قَدْ كُنَّا نَفْعَل. ثُمَّ أُمِرْنَا بالركب. وفي حديث سعد هذا ما يدل. على نسخ التطبيق في الركوع، والله أعلم. ... [65] قال تمام (1/ رقم: 350/ ص 356): - أخبرنا أبو الميمون ابن راشد: نا أبو عمران موسى بن الحسن السقلي: نا عبد السلام بن مُطَهر بن الحُسام: نا شعبة عن عمرو بن مُرّة عن يحيى بن الجزّار. عن ابن عباس أن جديًا أرادَ أن يمرَّ بين يَدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُصلي فجعلَ يُباعده. قال الدوسري: "أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 283) وأحمد (1/ 291)، 341) وأبو داود (709) والبيهقي (2/ 283) من طريق شعبة به. ورجاله ثقات إلا أنه منقطع، فإن يحيى لم يسمعه من ابن عباس كما في التهذيب (11/ 192). انتهى قلت: وقع الأستاذ الدوسري في خطئين: الأول: قوله: وأخرجه البيهقي (2/ 268) من طريق شعبة به. وليس كما قال -عفا الله عنه- فإن البيهقي رواه من طريق شعبة، عن عمرو ابن مرة، عن يحيى بن الجزار، [عن صهيب]، عن ابن عباس.

فلم يذكر (صهيب) في رواية تمام الرازي ولا ابن أبي شيبة ولا من ذُكِر معهما. فجمعك بين الروايات على ما فيها من زيادة ونقص خطأ منك حفظك الله. وبناءً على ذلك الخطأ فقد نتج عنه الخطأ الآخر، وهو: الثانى: أنه بنى على ذلك انقطاع الحديث بين يحيى بن الجزار وابن عباس، وضعف الحديث (!) وقد أخرجه موصولًا البيهقي -كما سبق- (2/ 268) من طريق يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار، عن صهيب البصري، عن ابن عباس. وإسناده حسن. وانظر "علل الحديث" (1/ 90) لابن أبي حاتم. ... [66] قال تمام (1/ رقم: 359/ ص 361 - 362): - حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك: نا أحمد بن إبراهيم بن بُسر القرشي: نا هديّة بن عبد الوهاب: نا الفضل بن موسى: نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد الدِّئلي عن عكرمة. عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى يلتفتُ يمينًا وشمالًا، ولا يلوي عُنقه خلف ظهره. قال الدوسري: "أخرجه أحمد (1/ 275، 306) وأبو داود (رواية ابن الأشناني) -كما في تحفة الأشراف (5/ 118) - والترمذي (587). . .

لكنه أعل بما ليس بقادح: فقد أخرجه أبو داود -كما في التحفة- والترمذي (588) والدارقطني (2/ 83) من طريق وكيع بن الجرّاح عن عبد الله بن سعيد عن رجل من أصحاب عكرمة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه. وقال أبو داود: وهذا أصحُّ. انتهى قلت: وقع عند الأخ الدوسري بعض الخلط، فإن أبا داود أخرجه- كما في "التحفة" (5/ 118) من طريق هناد، عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد، عن رجل [عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -] وهو مرسل. وقال أبو داود: "وهذا أصح". أما الرواية التي ذكرها الدوسري فأخرجها الترمذي (88) من طريق وكيع عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن بعض أصحاب عكرمة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يلحظ يمينًا .. إلخ. فذكر نحوه ولم يقل فيه عن عكرمة فهو معضل كما العراقي في "أماليه" (ص 97). فقول أبي داود: "وهذا أصح" إنما هو في رواية عكرمة عن النبي عليه الصلاة والسلام وهي مرسلة، والرواية الأخرى إنما هي عن بعض أصحاب عكرمة عن النبي عليه الصلاة والسلام فهي معضلة كما سبق. ... [67] قال تمام الرازي (1/ رقم: 360 - ص 362): ". . .نا أبو عمرو ناشب بن عمرو الشيباني". قلت: كذا وقع (الشيباني) بالمعجمة، وهو تصحيف. وصوابه (السَّيباني)

بالسين المهملة. ثم تنبه لذلك الأستاذ الدوسري في موضع آخر فخطَّأ ما جاء في بعض الأصول، فانظر (2/ ص 286). ... [68] قال تمام (1/ رقم: 362/ ص 364): - أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله نجيح بن إبراهيم النخعي الكوفي: نا معمر بن بكار: حدثني عثمان بن عبد الرحمن عن عطاء بن أبي رباح". عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ من الجفاء أن يمسحَ الرجلُ جبينَه قبلَ أن يفرغَ من صلاته، وأنْ يصلِّيَ ولا يبالي من مرّ أمامَه، وأن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه ولا من أهل الكتاب في إناء واحد". قال الدوسري: "إسناده تالف، عثمان بن عبد الرحمن هو الوقّاصي متهم كما تقدّم. وأخرج الفصل الأول منه ابن ماجه (964) والبيهقي (2/ 286) من طريق هارون بن عبد الله عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا. قال البوصيري في زوائده (1/ 118): "هذا إسناد ضعيف، فيه هارون بن هارون (كذا في المطبوع!) وقد اتفقوا على تضعيفه". أهـ. قلت: هنالك ملاحظتان: الأولى: أن الأستاذ لم يخرج حديث ابن عباس وقد وقفت عليه: أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/ ص 54 - ط العمروي) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، عن عطاء به.

الثانية: استدراك الأستاذ الذي بين القوسين في كلام البوصيري خطأ. والصواب هو كما وقع في "الزوائد" للبوصيري فهو هارون بن هارون بن عبد الله بن الهُدَيْر التيمي. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (30/ 119) -وفروعه- ثم راجعت "سنن ابن ماجه" (964 - ط شيحا) و"السنن الكبرى" (2/ 286) للبيهقي فوقع عندهما: (هارون بن هارون بن عبد الله). نعم وقع في طبعة محمد فؤاد عبد الباقي لـ "سنن ابن ماجه" (هارون بن عبد الله) ولا إشكال حينئذٍ فمرة نُسِب إلى أبيه، ومرة نُسِب إلى جدّه، وهذا أمر معروف مشهور. ... [69] قال الدوسري (1/ ص 372) "وأخرجه ابن خزيمة والحاكم (1/ 323) من طريق أبي حاتم الرازي عن الأنصاري عن الأشعث عن ابن سيرين عن خالد الحذّاء عن أبي قلابة عن أبي المهلِّب عن عمران مرفوعًا "الحديث". وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين. وأقرّه الذهبي. أهـ. قلت: وليس كما قالا، فأشعث بن عبد الملك وإن كان ثقة فإن مسلمًا لم يخرج له شيئًا وعلق له البخاري. ولم يتنبه لذلك الأستاذ الدوسري وإلا فإنه يتعقبه كما هي عادته. ... [70] قال الدوسري (1/ ص 373): "وقال الحافظ في الفتح (3/ 98 - 99):. . . حديث عمران ليس فيه ذكر

التشهد كما أخرجه مسلم، فصارت زيادة أشعث، ولهذا قال ابن المنذر. ." إلخ. قلت: وقع سقط في الكلام، ففي "الفتح": ". . .فصارت زيادة أشعث شاذة. . ." إلخ. ... [71] وقال الدوسري (1/ ص 376): "وقال البيهقي: هذا غير قوي ومختلف في رفعه ووقفه) أهـ. قلت: عبارة البيهقي هكذا ". . .ومختلف في رفعه ومتنه" فتصرف فيها الأستاذ الدوسري. وللفائدة فإن قول البيهقي: [ومتنه] لا يتطرق إليه مظنة التحريف. فهو مماثلا لقول أبي داود: "واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه" أهـ. وقد نقله الأخ الدوسري أيضًا. ... [72] قال الدوسري (1/ ص 385): "قلت: وقد تبين لك أن فقرة "ليس فيهن تسليم "لا تثبت. . .". قلت: الصواب: "ليْسَ بَينهُنّ تَسِلْيم" كما هو نصّ الحديث فيجب التقّيّد بالألفاظ النّبوّية. ... [73] وقال الدوسري (1/ ص 389) في حديث ابن مسعود "أوتروا يا أهل القرآن" وأخرجه أبو نعيم (7/ 313) من طريق أبي وائل، عن ابن مسعود. وقال: "غريب من حديث أبي وائل عن ابن مسعود، تفرد به ابن أبي عمر" أهـ. يعني: العدني.

قلت: والعدني -وإن كان صدوقًا- فيه غفلة كما قال أبو حاتم. والراوي عنه: محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي أظنه (¬1) المذكور في "لسان الميزان" (5/ 39 - 40) ونقل تضعيفه عن الدارقطني. انتهى كلامه. قلت: ليس هو كما ظنه الأستاذ الدوسري -عفا الله عنه- فإن المترجم في "اللسان" هو محمد بن أحمد بن سعيد الرازي ذكر الحاكم أنه توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وهو ابن ثمان وتسعين سنة. يعني أنه مولود في سنة (246 هـ)، والعدني توفي سنة (243) أي قبل ولادته بثلاث سنين، فكيف يروي عنه؟! أما محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي فقد ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات 291 - 300 - ص 249) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (51/ ص 41) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ¬

_ (¬1) وجزم به الشيخ مشهور حسن سلمان في تحقيقه لجزء "إن لله تسعة وتسعين اسمًا" (105).

الملاحظات على الجزء الثاني

[74] قال الأستاذ الدوسري (2/ ص 5) "وحبيش ذكر ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكر عنه راويًا غير ابن ابنته إبراهيم بن عبد الرحمن فهو مجهول". قلت: وَهِمَ الأخ الدوسري في ذلك. فإنّ ابن ابنته هو يحيى بن عثمان بن صالح وليس إبراهيم بن عبد الرحمن وذلك أن إبراهيم بن عبد الرحمن هذا هو الراوي عن يحيى بن عثمان بن صالح عن حبيش كما في إسناد تمام الرازي. وانظر "تاريخ دمشق" (12/ ص 92). ... [75] وقال الدوسري (2/ ص 7): "ولم أقف على ما يشهد للحديث وإنْ كان قد ورد أصله من حديث الحسن ابن علي وجابر (1). . ." إلخ. وقال في الهامش: (1) انظر "اللآلىء" (2/ 30 - 31). انتهى. قلت: وقول الدوسري: "من حديث الحسن بن علي" هو خطأ مبنيٌ على ما وقع في "اللآلىء المصنوعة" من عزو الحديث إلى أبي نعيم بإسناده إلى الحسن بن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد وقع سقط وتحريف في "اللآلىء"! فإن الحديث موجود في "الحلية" (3/ 202) لأبي نعيم. عن علي بن أبي طالب يرويه عنه ابنه الحسن. ثم راجعت كتاب "تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية" للهيثمي، فذكره (3/ 3997) على الصواب من حديث علي.

[76] وقال الدوسري (2/ ص 10): "فالعجب -بعد ذلك- من قول بعضهم: "فالحديث ضعيف كما قال شيخنا -يعني الألباني- لا موضوع كما حكم عليه ابن الجوزي" أهـ. وكأنّ ابن الجوزي تفرد بذلك الحكم مع أن الحفّاظ الكبار متفقون على وضعه كما مرّ بك! " انتهى. قلت: أما الشيخ العلامة الألباني -رحمه الله- فقد قال في "الضعيفة" (10/ رقم: 4644) -عن هذا الحديث-: "موضوع" وفصّل القول في ذلك، فهو كما ترى متابع للحفاظ الكبار. وإن كان الشيخ قد ضعفه في "ضعيف الجامع" (5816) ولكن الاعتماد في حكم الشيخ على الحديث يؤخذ من الضعيفة فإنه طبع حديثًا، وأما "ضعيف الجامع" فإنه من الكتب القديمة للشيخ -رحمه الله- فأرجو أن يحذف الأخ الدوسري تعليقته هذه التي تدل على إيهام مخالفة الشيخ الألباني للحفاظ الكبار. ... [77] وقال الدوسري (2/ ص 14): "والأزديُّ وثقه العجلي وقال ابن عدي: لا بأس به. كما في التهذيب (7/ 358 - 359) وذكر ابن التركماني في "الجوهر" (حاشية البيهقي: 2/ 487) أن ابن عبد البر نقل عن ابن معين أنه يُضعِّف حديثه ولا يحتج به" أهـ. قلت: الذي نقله ابن عبد البر عن ابن معين هو قوله: "ومَن الأزدي حتى أقبل حديثه، وأدع يحيى بن سعيد الأنصاري" وهذا ليس بتضعيف له كما ترى، وإنما يقتضي نفي المرتبة العليا من الإتقان والتثبت ولا ينزل ذلك حديثه عن الحسن

ولهذا قال الإمام الذهبي في "الميزان" (3/ 142): "ما علمت لأحد في جرحة، وهو صدوق". ... [78] قال تمام الرازي (2/ رقم: 402 - ص 16): - حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان بن عبد الرحمن الحرّاني الحافظ: نا أحمد بن علي بن المُثّنى: نا الحارث بن سُريج: نا ابن عُيينة قال: قال هشام بن حسان عن أيوب عن ابن سيرين. عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قامَ أحدكم يُصلِّي من الليل فليستفتح القراءة بركعتين خفيفتين". قال الدوسري: "الحارث قال ابن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بثقةٍ. وقال ابن عدي: ضعيف يسرق الحديث. (اللسان: 2/ 149). وقد تفرّد بذكر أيّوب في الإسناد وهو غلط منه". انتهى. قلت: لم يتفرد الحارث بن سريج بذكر أيوب وليس هو غلطًا منه، فقد توبع: أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (481) قال حدثنا أبو موسى الهروي، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا (ولم يذكر هشام بن حسان). وأبو موسى هو إسحاق بن إبراهيم الهووي وثقة ابن معين وغيره، وأثنى عليه أحمد بن حنبل. وسفيان بن عيينة ثقة يدلس، ولكنه لا يدلس إلا عن ثقة كما هو معروف عنه، وقد دلس في الإسناد فأسقط (هشام بن حسان) وهو ثقة.

وقد تابع هشام بن حسان، معمر بن راشد فرواه عن أيوب به بمعناه وفيه زيادة. أخرجه أبو داود (1324). ... [79] قال تمام الرازي (2/ رقم: 413 - ص 29): "حدثنا أبي -رحمه الله- نا حمّي بن خلاد بن محمد الرازي، نا عبد الله بن الجراح القُوهُسْتاني: نا عبدالخالق بن إبراهيم بن طهمان عن أبيه عن أبي الزُّبُير المكِّي عن عكْرمة بن خالد. عن أمِّ هانئ بنت أبي طالب قالت: لما قَدِم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامَ الفتح -فتح مكة- صلّى ثماني ركعاتٍ. فقلتُ: يا رَسول الله! ما هذه الصلاة؟. قال: "صلاة الضُّحى". قال الدوسري: أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" -كما في الفتح (3/ 54) - من طريق عكرمة. عبد الخالق بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 37)، وأبو الزبير مدلس وقد عنعن. انتهى قلت: أما عبد الخالق بن إبراهيم فقد توبع: تابعه محمد بن سابق التميمي فرواه عن إبراهيم بن طهمان به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (8/ 135 - 136) قال: قرأت على سعيد بن نصر، أن قاسم بن أصبغ حدثهم، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر

قال: حدثنا محمد بن سابق به. فعلى ذلك لا تعلّ الرواية التي عندنا إلا بأبي الزبير لأنه مدلس وقد عنعن، والله أعلم. ... [80] قال تمام الرازي (2/ رقم: 424 - ص 36 - 37): "أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا السريُّ بن يحيى بالكوفة: نا قبيصة بن عقبة: نا سفيان عن ابن أبي ليلى عن حُميد عن أبي سَلَمة. عن أبي هريرة قال: سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بـ "إذا السماء انشقّت" عشرَ مَرّاتٍ. قال الدوسري: ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن صدوق سيء الحفظ جدًا كما في التقريب، وقد اضطرب فيه: فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (المطالب العالية: المسندة: ق 21/ أ) وعنه أبو يعلى (المقصد العلي: رقم 416) -وليس عنده "عشر مَرّات"- والبزار (الكشف: 752) عنه عن حُميد بن عبد الله عن أبي سلمة عن أبيه عبد الرحمن ابن عوف. قال الهيثمي في المجمع (2/ 286): "وفيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلامٌ، وأبو سلمة لم يسمع عن (كذا) أبيه". أهـ. ووهم البوصيري في إعلاله فقال في "مختصر الإتحاف" (1/ ق 109/ ب): "سنده ضعيف لجهالة بعض رواته". أ. هـ. قلت: هنا ملاحظتان على كلام الأخ الدوسري: الأولى: قوله: أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" وعنه أبو يعلى (المقصد

العلي: 416) -وليس عنده "عشر مرات"-. قلت: بل هي عنده في "مسنده" (2/ رقم: 854) وقد أخرجه من طريق ابن أبي شيبة. والأاخ الدوسري اعتمد على كتاب "المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي" للإمام الهيثمي، وكان الأولى به أن يراجع "مسند" أبي يعلى وهو مطبوع متداول في ذلك الوقت. الثانية: قوله -عفا الله عنه-: ووهم البوصيري في إعلاله فقال في "مختصر الإتحاف" (1/ ق 109/ ب) "سنده ضعيف لجهالة بعض رواته" أهـ. قلت: بل أنت الواهم، وكلام البوصيري حقٌّ لا غبار عليه، ففي الإسناد حميد بن عبد الله الشامي قال أحمد بن حنبل: لا أعرفه، وكذا قال ابن معين وقال الحافظ في "التقريب": "مجهول". وانظر: "تهذيب الكمال" (7/ 413 - 414) -وفروعه- ... [81] وقال الدوسري (2/ ص 47) في حديث أنس في "فضل يوم الجمعة": "وأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 150 - 151) وعبد الله بن أحمد في "السنة" و. . . . .من طريق عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أنس. وعثمان ضعيفٌ واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع كذا في "التقريب" أهـ. قلت: وفاتك أيضًا الانقطاع بين عثمان بن عمير وأنس بن مالك فإنه لم يسمع منه كما قال البخاري. انظر: "تهذيب التهذيب" (7/ 146).

[82] وقال الدوسري (2/ ص 48): "وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (رقم: 144) والحسن بن سفيان في "مسنده" -كما في "زاد المعاد" (1/ 369) - من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة عن أنس. وعمر ضعيف كما في التقريب. أهـ. قلت: وفاتك أيها الأخ الفاضل أيضًا الانقطاع بين عمر بن عبد الله وأنس بن مالك فإنه لم يلقه كما نص على ذلك الإمام أبو حاتم الرازي في "المراسيل" (496). ... [83] قال تمام الرازي (2/ رقم: 448 - ص 58 - 59): "أخبرنا أبو يعقوب: نا عبد الله بن جعفر: نا عفّان: نا عبد الرحمن بن إبراهيم: نا العلاء عن أبيه. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تطلعُ الشمسُ ولا تغربُ على يومِ أفضلَ من يوم الجمعة، على كلّ باب من أبواب المسجد ملكان يكتُبان الأوّلَ فالأوّل، فكرجل قدَّمَ بَدَنَةً، وكرجل قدَّمَ بَقَرة وكرجل قدَّمَ شاةً، وكرجل قدَّم طائرًا، وكرجلٍ قدّم بَيْضةً، فإذا قعدَ الإمامُ طُويت الصُّحُفُ". قال الدوسري: "وأخرجه أحمد (2/ 272) من طريق ابن جريج، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة، وسنده صحيح. أهـ. قلت: ولكن هذه الرواية معلولة:

وقد أخرج الحديث ابن شاذان في "جزء ابن جريج" (56) قال: حدثنا محمد -يعني ابن إسماعيل الصائغ-، نا روح , نا ابن جريج، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله إسحاق، عن أبي هريرة. ثم نقل عن شيخه الصائغ قوله: "الناس كلهم يقولون: عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال ابن جريج: عن العلاء، عن أبي عبد الله إسحاق، عن أبي هريرة. خالف الناس أجمعين" انتهى. قلت: خالفه شعبة بن الحجاج عند أحمد (2/ 457)، وابن خزيمة (1770) وإسماعيل بن جعفر عند ابن خزيمة (1770) والبغوي في "شرح السنة" (1062)، وروح القاسم عند ابن خزيمة (1770) وابن حبان (2763 - الإحسان)، وعبد العزيز بن محمد عند ابن حبان (2759 - الإحسان) ويحيى ابن محمد بن قيس عند أبي يعلي (6468) وعبد الرحمن بن إبراهيم عند تمام فرووه كلهم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهذا هو المحفوظ. وأما رواية ابن جريج فهي شاذة، والله أعلم. ... [84] قال الدوسري (2/ رقم: 463 - ص 71): باب الخطبة في العيد قبل الصلاة قال تمام: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صالح الأسيدي قراءةً عليه: نا أبو جعفر محمد بن سليمان بن هشام ابن بنت مَطَر الورّاق -أيام ابن طولون-: نا وكيع عن سفيان عن ابن جُريج عن الحسن بن مسلم عن طَاوُسٍ.

عن ابن عباس قال: شهدتُ العيدَ مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعُمر فبدؤا بالخُطْبةِ قبلَ الصلاةِ. أخرجه البخاري (2/ 453) ومسلم (2/ 602) عن ابن جريج به، وزاد: (وعثمان) بعد (عمر). وأخرجه البخاري (2/ 453) ومسلم (2/ 605) من حديث ابن عمر. انتهى قلت: وهذا -والله- عجيب وغريب من الأخ الدوسري وما كان لمثله أن يقع في مثل ذلك. فأولًا: تبويبه على الحديث (باب الخطبة في العيد قبل الصلاة) هو تبويبٌ مغلوطٌ يتماشى مع حديث الباب المقلوب المغلوط. ومن قال بتقديم الخطبة على الصلاة في العيد من أهل العلم؟! ثانيًا: أن في الإسناد محمد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطر الوراق وهو ضعيف ويسرق الحديث. انظر: الكامل (6/ 275) والتهذيب (9/ 201 - 202). ثالثًا: عزوه الحديث إلى البخاري ومسلم بذكر تقديم الخطبة على الصلاة خطأ فادح، وإنما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس وابن عمر بتقديم الصلاة على الخطبة. والله المستعان. ... [85] قال تمام (2/ رقم: 466/ ص 73): أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا زكريا بن يحيى السِّجْزي قال: حدثني أحمد بن السَّكن الأبلي المُكْتِب: نا يعقوب بن محمد: نا محمد بن

فُليح عن عبد الله بن حسين بن عطاء بن يسار عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمر. عن أنس بن مالك أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كبّر في الاستسقاءِ واحدة. قلت: هذا الحديث لم يخرجه الأخ الدوسري، وقد وقفت عليه عند غيره: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (10/ 9104 - ط المعارف) من طريق شريك ابن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أن رسول - صلى الله عليه وسلم - استسقى. . . "الحديث" وفيه: "وصلى ركعتين لم يكبر فيهما إلا تكبيرة".

كتاب الجنائز

[كتاب الجنائز] [86] وقال الدوسري (2/ ص 82): "وأخرج الروياني في "مسنده" (ق 243/ أ-ب) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1088) وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 197) والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 298) والبيهقي في "الشعب" من طريق زافر ابن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "من كنوز البر: كتمان المصائب والأمراض والصدقة". قال أبو نعيم: "غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفردّ به عنه زافر". قلت: زافر وإن كان صدوقًا فإنه كثير الغلط والوهم إلخ. قلث: لم يتفرد به زافر بن سليمان وإنما تابعه. 1 - عبد الوهاب الخفاف وروايته عند أبي نعيم الأصبهاني في "الأربعين" (رقم: 49) وابن عدي في "الكامل" (3/ 1088) وعنه البيهقي في "الشعب" (7/ 215). 2 - بقية بن الوليد وروايته عند أبي زكريا البخاري في "فوائده" -كما في "اللآلىء المصنوعة" (2/ 396) -. 3 - عبد الله بن عبد العزيز وروايته عند البيهقي في "الشعب" (7/ 214) والبوشنجي في "المنظوم والمنثور" (6) وغيرهما. وهذه المتابعات لا تصح أيضًا، وقد تكلمت عليها في "المنظوم والمنثور" (6) للبوشنجي. والله الموفق.

[87] وقال الدوسري (2/ ص 87): "أحمد بن علي بن سهل المروزي مجهول. قاله ابن حزم -كما في "اللسان" (1/ 222) -". قلت: أحمد بن علي المروزي ليس بمجهول كما قال ابن حزم -رحمه الله-. فقد روى عنه عبد الله بن جعفر المصري، وأحمد بن إبراهيم الحداد، ومحمد ابن إسماعيل الطائي، وإسحاق بن إبراهيم الأذرعي، وأحمد بن إسحاق بن محمد قاضي حلب. وقال الخطيب في "تاريخه" (4/ ص 303 - 304): "روى أحاديث مستقيمة". ... [88] قال تمام (2/ رقم: 484 - ص 91): "حدثني أبو الحسن علي بن الحسن الحراني قال: نا الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن عبد الجبار الموصلي: نا جدي: عبدالغفار بن جابر (1). . ." إلخ. قال الدوسري في الهامش: " (1) كذا بالأصول" أهـ. قلت: يريد الأخ الدوسري أن في أول السند ذكر (عبد الغفار بن عبد الجبار) ثم بعده أعيد الاسم وذكر (عبد الغفار بن جابر). ولكن الدوسري أخطأ في ذلك، فإن نسخة الظاهرية (2/ 1520 - ط حمدي) ونسخة تشستربتي (ق 105/ ب) وقع فيهما: "الحسن بن أحمد بن [عبد الغفار بن جابر الموصلي، ثنا جدي عبد الغفار بن جابر] " وعند ذلك فلا

إشكال في الاسم، فقول الدوسري بعد ذلك "كذا بالأصول" غير مقبول. ... [89] وقال الدوسري (2/ ص 152): "وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 58) من طريق ابن مهدي، عن هشام، عن حاتم، عن عبادة بن نسي مرسلًا". قال في الهامش: إن لم يكن في السند سقط. أهـ. قلت: ليس في الإسناد سقط، وذلك أن الإمام الهيثمي قد رتب أحاديث "حلية الأولياء" في كتابه الذي أسمّاه "تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية" فقد ذكره (2/ رقم: 1782) عن عبادة بن نسي مرسلا. وهذا يدل على عدم وجود سقط في الإسناد، والله الموفق للرشاد. ... [90] قال تمام (2/ رقم: 497/ ص 103). "أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق الحلبي، نا أبو خولة ميمون بن مسلم البَهْراني، وأبو عثمان سعيد بن عثمان الوراق، قالا: نا أبو محمد عبد الرحمن أخو الإمام الحلبي. . ." إلخ. قلت: كذا وقع في إسناد تمام (أبو محمد عبد الرحمن أخو الإمام الحلبي) وهو خطأ. والصواب أنه ابن أخي الإمام الحلبي كما في "تهذيب الكمال" (17/ 265) للإمام المزي، و"سير أعلام النبلاء" (11/ 522) للذهبي. ... [91] قال تمام الرازي (2/ رقم: 498 - ص 107):

"أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر: نا أبو عبد الله محمد بن أحمد الواسطي بمكة: نا عبد الرحمن بن عُبيد الله الحلبي: نا إبراهيم ابن سعد عن ابن أخي الزهري عن عمَّه الزُّهري. عن أنس قال: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - يمشون أمامَ الجنازةِ. قال الدوسري: "أخرجه الترمذي (1010) وابن ماجه (1483) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 482) من طريق محمد بن بكر البُرْساني عن يونس بن يزيد عن الزهري به. قال الترمذي: "حديث أنس غير محفوظ"، ثم قال: سألتُ محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا حديث خطأٌ، أخطأ فيه محمد بن بكر، وإنما يُروى هذا الحديث عن يونس عن الزهري مرسلًا". أهـ. ولم ينفردْ البُرساني بذلك بل تابعه ابن أخي الزهري، وتابعه أيضًا أبو زرعة الرازي عند الطحاوي (1/ 481) لكنّه زاد، "وخلفها". أهـ. قلت: هذا الحديث قد خبط فيه الأستاذ الدوسري خبط عشواء. وملاحظاتي عليه تتلخص في الأمور التالية: أولًا: أن ابن أخي الزهري لم يتابع البُرساني وإنما تابع شيخه وهو يونس بن يزيد. ثانيًا: أن الإسناد إلى ابن أخي الزهري لا يصح، وذلك أن فيه (محمد بن أحمد الواسطي) وقد ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (51/ ص 41) والذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات: 291 - 300) (ص 249) ولم يذكرا فيه

جرحًا ولا تعديلًا. ثالثًا: أن محمد بن أحمد الواسطي قد خولف: خالفه ميمون البهراني وسعيد بن عثمان الوراق فروياه عن عبد الرحمن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري عن سالم بن عبد الله، عن أبيه (الحديث) أخرجه تمام الرازي (497). وتابع عبد الرحمن بن عبيد الله، سليمان بن داود الهاشمي -وهو ثقة- عند أحمد (2/ 122). رابعًا: قول الدوسري: "وتابعه أيضًا أبو زرعة الرازي عند الطحاوي (1/ 481). .". قلت: من أين لك يا أخانا أن أبا زرعة هذا هو (الرازي)؟!! فإن رواية الإمام الطحاوي ليس فيها ذكر (الرازي) وإنما هي زيادة من عندك -عفا الله عنا وعنك-، وبالتالي فإن أبا زرعة هذا ليس هو الإمام المشهور بالرازي المتكلم في العلل والجرح والتعديل، وإنما هو وهب الله بن راشد، وقد ذكر الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 92) عنه أنه روى حديثًا أخطأ في إسناده ومتنه. ثم ساق هذا الحديث بإسناده إلى أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن يونس ابن يزيد به. قلت: وهب الله بن راشد غمزه سعيد بن أبي مريم، وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق. انظر (الجرح 9/ 27، والميزان (7/ 351). خامسًا: قول الدوسري: "وتابعه أبو زرعة الرازي عند الطحاوي (1/ 481) لكنه زاد، "وخلفها" أهـ.

قلت: وبناءً على وهم الأخ الدوسري السابق من أن أبا زرعة هذا هو الرازي فقد أورد هذه الزيادة على أنها زيادة ثقة. ولكن هذه الزيادة لا تصح. قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" (12/ 93): "وأما قوله: وخلفها، فلا يصح في هذا الحديث وهي لفظة منكرة فيه، لا يقولها أحد من رواته" انتهى كلامه. سادسًا: قول الترمذي: "حديث أنس غير محفوظ" ونقله عن الإمام البخاري أنه قال: "هذا حديث خطأ، أخطأ فيه محمد بن بكر -يعني البُرساني-، وإنما يُروى هذا الحديث عن يونس عن الزهري مرسلًا" أهـ. وكذلك قول ابن عبد البر: "رواه محمد بن بكر البرساني، عن يونس، عن الزهري، عن أنس وهذا خطأ لا شك فيه، لا أدري ممن جاء؟ وإنما رواية يونس لهذا الحديث عن الزهري عن سالم مرسلًا وبعضهم يرويه عنه، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه مسندًا والذين يروونه عنه مرسلًا أكثر وأحفظ" أهـ. فقول هؤلاء الأئمة هو الصواب من أن حديث أنس بن مالك غير محفوظ، بخلاف ما رآه الأخ الدوسري والله الموفق للصواب. ... [92] قال تمام (2/ رقم: 501/ ص 108): "حدثني أبي -رحمه الله-: نا أبو العباس الحسن بن سفيان النَّسوي [بَنَسَا]: نا جُبارة بن المُغلِّس: نا المُعلّى بن هلال: نا عبيد الله بن عمر عن نافع. عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتمُ القتيلَ أو المصلوب فصلُّوا عليه".

قلت: لم يقف الأخ الدوسري على من خرج الحديث، وقد وقفت عليه. أخرجه الديلمي في "الفردوس" (1/ 1081) من حديث ابن عمر بلفظ: "إذا رأيت أخاك مصلوبًا أو مقتولًا فصلِّ عليه". ونسخة "الفردوس" محذوفة الأسانيد. وقد عزاه للديلمي المتقي الهندي، في "كنز العمال" (15/ 584) والاقتصار في العزو إليه مُوْذِنٌ بالضعف. ... [93] وقال الدوسري (2/ ص 122 - 123): "رواية هشام بن سعد، أخرجها ابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" -كما في "الروح" لابن القيم ص 5 و"الأهوال" ص 83 - عن شيخه محمد بن قدامة الجوهري عن معن بن عيسى القزاز عن هشام عن زيد بن أسلم عن أبي هريرة موقوفًا. وهشام ضعفه أحمد وابن معين والنسائي، وقال العجلي: حسن الحديث. وقال أبو زرعة والساجي: صدوق. وشيخ ابن أبي الدنيا: قال ابن معين: ليس بشيء وضعفه أبو داود. انتهى قلت: وهو منقطع كذلك، فإن زيد بن إسلم لم يسمع من أبي هريرة كما قال ابن معين. وانظر: "تهذيب الكمال" (10/ 15).

كتاب الزكاة

[كتاب الزكاة] [94] قال تمام (2/ رقم: 520/ ص 130): "أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث الرَّملي: نا عبد الله بن محمد بن نصر الرَّملي الحافظ: نا مُغيرة بن مُغيرة الرَّبعيُّ قال: سمعت أبي: مغيرة يُحدِّث عن الأوزاعي عن محمد بن شهاب الزُّهري عن سعيد بن المسيّب. عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا فشا في هذه الأمة خمسٌ حَلَّ بها خمسٌ: إذا أكَلت الرِّبا كان الزلزلةُ والخسفُ، وإذا جارَ السلطانُ قحط المطرُ، وإذا تُعدِّي على أهل الذمِّة كانت الدولةُ، وإذا مُنِعت الزكاةُ ماتت البهائمُ، وإذا كَثُرَ الزِّنا كان الموت". قلت: لم يخرج هذا الحديث الأخ الدوسري وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 45) من طريق إسحاق بن عبد الله بن كيسان حدثني أبي عن الضحاك بن مزاحم عن مجاهد وطاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خمس بخمس" قالوا يا رسول الله وما خمس بخمس؟ قال: "ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر". قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 65). فيه إسحاق بن عبد الله المروزي لينه الحاكم، وبقية رجاله موثقون وفيهم كلام" أهـ.

وقال البخاري في إسحاق: "منكر الحديث" وقال ابن حبان في ترجمة أبيه عبد الله: "يتقى حديثه من رواية ابنه عنه". وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/ 305) عن يحيى بن سعيد أنه بلغه عن عباس موقوفًا عليه بنحوه وإسناده ضعيف، لجهالة من بلّغ يحيى بن سعيد. ... [95] وقال الدوسري (2/ ص 131): "وحاتم لم يوثقه غير ابن حبان". قلت: يشير الأستاذ الدوسري إلى جهالته وهذا خطأ منه. فقد قال الإمام أبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" (3/ 260 - 261): "نظرت في حديثه فلم أرَ في حديثه ما ينكر" أهـ. ثم وقفت على توثيق له آخر غير توثيق ابن حبان. قال الإمام أبو الشيخ بن حيان في "طبقات الأصبهانيين" (2/ 181): "كان من الثقات". ... [96] قال تمام الرازي (2/ رقم: 527 - ص 137): "أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن حَسْنون: نا محمد بن حامد بن السَّري: نا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم الواقديُّ: نا سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحِيُّ: نا عُبيد الله بن عمر عن نافع. عَن ابن عمر أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَرضَ زكاة الفطْر من شهر رمضانَ صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على كلّ حُر أو عبد، ذكر أو أنثى من المسلمين.

قال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: ولم نسمعه عن أحد عن عُبيد الله يقول: "من المسلمين" غيرَ سعيد بن عبد الرحمن. قيل لأبي عبد الله -رحمه الله-: من الجُمَحيُّ؟. قال: الهاشميُّ (2). قال الدوسري في الهامش: (2) كذا بالأصول وهو مُشكل، فـ (جُمح) بطن مستقل من قريش وليسوا من بني هاشم، ولعل الصواب: (من [عن] الجمحي؟) أي من رواه عن الجمحي؟. وقد رواه عنه سليمان بن داود الهاشمي، والله أعلم. قلت: هذا الإشكال من الأخ الدوسري مبني على تسرعّ وعجلة، ولو نظر في بعض الأصول الخطوطة من "الفوائد" لما وقع له مثل هذا (!) فقد جاء في "مخطوطه الظاهرية" والتي يرمز لها الأخ الدوسري بـ (ظ): (ق 122/ أ): "قيل لأبي عبد الله: [من عن الجمحي]؟ قال: الهاشمي" أهـ. فزال بذلك الإشكال. والله الموفق. ... [97] وقال الدوسري (2/ ص 139): "زَين له ذكرٌ في "الإكمال" لابن ماكولا (4/ 21) و"الأنساب" للسمعاني (5/ 26) و"المشتبه" للذهبي (1/ 307) و "التبصير" للحافظ (2/ 590) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا" أهـ. قلت: أما زين بن شعيب فقد روى عنه جمع من الثقات كابن وهب وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 257).

وقال الحارث بن مسكين: كان من علْيَة أصحاب مالك. وقال يحيى بن بكير: حدثنا زين بن شعيب وكان والله زينًا. انظر "توضيح المشتبه" (3/ 31) و"تاريخ الإسلام" (وفيات: 181 - 190) (ص 165). فهو صدوق حسن الحديث إن شاء الله. ... [98] وقال الدوسوي (2/ ص 139): "وعبد الأعلى بن عبد الواحد وعبد اللطيف بن نباتة لم أعثر على ترجمة لهما". قلت: أما عبد الأعلى بن عبد الواحد فقد ترجم له الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات: 221 - 230 هـ) (ص 249) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا وذكر أنه يروي عن همام، وزين بن شعيب. توفي سنة ثلاثين ومائتين. ... [99] قال تمام الرازي (2/ رقم: 538 - ص 151): "أخبرنا أبو الحسن محمد بن هميان البغدادي: نا أبو علي الحسن بن عَرَفة العبدي: نا شجاع بن الوليد: نا زائدة بن قدامة قال: سمعت منصور يُحدِّث عن طلحة بن مُصرِّف عن عبد الرحمن بن عَوسجة. عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ مَنحَ منيحةَ لَبَنٍ أو منيحةَ وَرق، أو هدّا (1) زُقاقًا. قال الدوسري في الهامش:

" (1) كذا في الأصول، وبهامش الأصل: (كذا في أصل تمام الرازيّ بخطه)، والمعروف عند مخرجي الحديث: (هدّى، أهدى)." انتهى قلت: هنا ملاحظتان: الأولى: ما جاء في الإسناد وهو قوله: "سمعت منصور يحدّث" والصواب: "سمعت منصورًا يحدث" لأنه مفعول به منصوب، وقد جاء على الصواب في نسخة "الظاهرية". الثانية: وهي قوله في الهامش: كذا في الأصول. . ." إلخ وهذا غير صحيح. فإن في مخطوطة تشستربتي (ق 58/ أ): (هدّى) كما عند مخرجي الحديث. والله أعلم.

كتاب الصوم

[كتاب الصوم] [100] وقال الدوسري (2/ ص 165): "شيخ تمام وشيخه لم أر من ذكرهما". قلت: أما شيخ تمام وهو عبد الرحمن بن جيش الفرغاني فقد ترجمه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/ 262 - 263 - 264) وقال: "روى عنه تمام بن محمد وأثنى عليه خيرًا". وترجم له أيضًا ابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 355). ... [101] أخرج تمام (2/ رقم: 565/ ص 175) بإسناده إلى الأوزاعي أن يعيش بن الوليد بن هشام حدّثه عن أبيه أنّه حدّثه قال: حدثني معدان أنّ أبا الدرداء حدّثه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. فلَقِيتُ ثوبانَ مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجد دمشق، فقلتُ له: إنّ أبا الدرداء حدّثني أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاء فأفطر. فقال: صَدَقَ، أنا صببتُ له وَضوءه. قال الدوسري: "ورواه أبو داود (2381) عن أبي معمر لكن بدون زيادة (عن أبيه)، كذا في المطبوع من "السنن"، وفي "تحفة الأشراف" (8/ 233 - 234) إثباتُها، والله أعلم بالصواب." أهـ قلت: الصواب هو إثبات هذه الزيادة (عن أبيه) وهي موجودة في "سنن أبي داود" (2381) ط الدعاس) و (2381 - ط محيي الدين) و (3/ 2373 - ط

محمد عوامه) وعون المعبود (7/ 8). ولا أظن أن الأخ الدوسري قد اعتمد على طبعة "للسنن" غير ما ذكرت -عدا طبعة محمد عوامة- فلعله لم يتنبه إلى الإسناد جيدًا. والله أعلم. ... [102] قال تمام (2/ رقم: 576 - ص 185). "حدثنا خيثمة: نا محمد بن مسلمة، نا موسى الطويل. حدثني مولاي أنس ابن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أفطر على تمر زيدَ في صلاته أربعمائة صلاة". لم يُذكر (1) في الأصل: (أربعمائة صلاة). قال الدوسري في الهامش: " (1) في (ظ): (يكن)." أهـ. قلت: وقع في الظاهرية (ق 156/ ب): (يذكر) كما في الأصول الأخرى، وليس (يكن) كما تحرف على الأخ الدوسري. فَلتُشطبْ هذه التعليقة. ... [103] قال تمام (2/ رقم: 577 - ص 186): أخبرنا أحمد بن محمد بن فضالة: نا بكّار بن قتيبة نا مُؤمَّل بن إسماعيل: نا سفيان: نا سلمة بن قَزْعة. عن أبي سعيد الخدري قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوِصال. قال سفيان: يعني به: الوِصالَ في الصيام. قال الدوسري:

"مؤمّل سيئ الحفظ، وسلمة بن قزعة لم أر من ترجمه" أهـ. قلت: أما مؤمل بن إسماعيل فقد توبع: تابعه عبد الله بن الوليد -وهو صدوق- فرواه عن سفيان به. أخرجه أحمد (3/ 62) وابن حبان (3578 - الإحسان). وأما قول الدوسري: "وسلمة بن قزعة لم أر من ترجمه" فهو بناء على ما تحرف عنده. فإن الإسناد هكذا: "سلمة عن قزعة" كما في "الفوائد" (2/ 1486 - ط حمدي) ونسخة تشستربتي (ق 103/ ب) ومسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان. فسلمه هذا هو ابن كهيل الحضرمي ثقة كما في "التقريب". وقزعة هو ابن يحيى البصري ثقة كما في "التقريب". ... [104] قال تمام (2/ رقم: 580/ ص 187): "حدثني أبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي: نا أبو بكر القاسم بن عيسى القصار. . ." إلخ. قلت: هكذا جعله الأخ الدوسري (القصار) وهو تحريف، وإنما هو (العصار) -بالعين المهملة-. انظر: "الأسامي والكنى" (2/ 225) للحاكم، و"الأنساب" (8/ 461)، و"الإكمال" (6/ 388) لابن ماكولا، و"تهذيب الكمال" (23/ 405) و"تاريخ دمشق" (49/ 128)، و"توضيح المشتبه" (6/ 282)، و"تبصير المنتبه" (3/ 1010).

كتاب الحج

[كتاب الحج] [105] وقال الدوسري (2/ ص 208 - 209): "لكن للشطر الأول من الحديث شاهدٌ يتقوى به: أخرجه ابن ماجه (2893) وابن حبان (964) والطبراني في "الكبير" (13/ 422) من طريق عمران بن عينية عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا: "الغازي في لسبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". قال البوصيوي في "الزوائد" (2/ 127): "هذا إسناد حسن، عمران مختلف فيه". قلت: عمران -أخو سفيان بن عينية- صالح الحديث كما قال ابن معين وأبو داود وغيرهما، لكن شيخه عطاء مختلط" انتهى كلام الدوسري. قلت: وفاتك أيها الفاضل أيضًا أن عطاء بن السائب -مع اختلاطه- قد خولف: خالفه منصور بق المعتمر -وهو ثقة ثبت- فرواه عن مجاهد، عن عبد الله ابن ضمرة، عن كعب موقوفًا. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 191) قال: حدثنا غندر، عن شعبة، عن منصور به. وإسناده جيد. فتبين من ذلك أن رواية عطاء بن السائب منكرة. ولا تصلح أن تكون شاهدًا يتقوى به الحديث كما قال الدوسري!

[106] وقال الدوسري (2/ ص 210): "ابن ثوبان -عبد الرحمن بن ثابت- ليِّن، والراوي عنه لم أقف على ترجمته". قلت: هو سليم بن صالح، وقد وقفت على ترجمته. قال الذهبي في "الميزان" (2/ 232): "سَليم بن صالح، عن ابن ثوبان. لا يعرف" أهـ. وترجم له ابن ماكولا في "الإكمال" (4/ 330) وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (5/ 154) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. [تنبيه] ضبط ابن ماكولا والذهبي وابن ناصر الدِّين الدمشقي (سَليم) بفتح السين، أما الأخ الدوسري فإنه ضبطه بضم السين (سُليم) فأخطأ. ولا أدري لم هذا التصرف وهو لم يقف على ترجمته! ... [107] وقال الدوسري (2/ ص 215): "وأخرجه أحمد (2/ 182) من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده بلفظ: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم مسيرة ثلاث". قال الهيثمي (3/ 213 - 214): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: فيه عنعنة ابن جريج وهو مدلس. انتهى كلامه. قلت: فاتك أيها الأخ الفاضل، أن ابن جريج صرح بالتحديث عند عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه" (6/ رقم: 10750)، فانتفى بذلك شبهة التدليس، والله الموفق للصواب.

[108] وقال الدوسري (2/ ص 223): "عيسى بن سليمان الحجازي لم أقف على ترجمته". قلت: قد وقفت على ترجمته. وهو عيسى بن سليمان الحجازي الشيرازي الحمصي أبو موسى. قال أبو حاتم الرازي في "الجرح والتعديل" (6/ 278): "شيخ حمصي يدل حديثه على الصدق". وقال الطبراني في "المعجم الصغير" (رقم: 212): "ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 494). ... [109] وقال تمّام (2/ رقم: 615/ ص 223 - 224): "حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن الدمشقي: نا أبو حصين محمد بن إسماعيل بن محمد التميمي: نا أبي: نا هُشيم، قال: حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، وعبد العزيز بن صهيب، وحُميد الطويل كلّهم يذكره. عن أنس بن مالك أنهم سمعوه يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُلَبِّي بهما جميعًا: "لبيك عمرةً وحجًا، لبيك عمرةً وحجًا". قال الدوسري: أخرجه مسلم (2/ 915) من طريق هشيم به، لكن عنده (يحيى بن أبي إسحاق) بدل (يحى بن سعيد الأنصاري). انتهى. قلت: ما هكذا يكون التحقيق عفا الله عنك!

فإن في إسناد تمام الرازي: محمد بن إسماعيل التميمي ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/ 105) وابن ماكولا في "الإكمال" (2/ 480 - 481) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ومع ذلك فقد خولف أبوه: خالفه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (رقم: 335). والإمام أحمد في "مسنده" (4/ 199) - وعنه أبو داود (1795). ويحيى بن يحيى عند مسلم (2/ 910). وعلي بن حجر عند ابن خزيمة (2619). ومجاهد بن موسى ويعقوب بن إبراهيم عند النسائي (5/ 150). فرووه ستتهم (أبو عبيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن يحيى، وعلي بن حجر، ومجاهد بن موسى، ويعقوب بن إبراهيم) عن هشيم به. وعندهم جميعًا (يحيى بن أبي إسحاق). وهذا هو المحفوظ عن هشيم، وأما ذكر (يحيى بن سعيد الأنصاري) فهو ليس بمحفوظ على أن الإسناد لا يصح إليه كما سبق. ثم وقفت -بحمد الله- على ما يؤيد ما ذكرت. فقد أخرج الحديث الإمام ابن عساكر في "تاريخه" (52/ 106) عن الخطيب البغدادي بإسناده إلى أبي الحصين محمد بن إسماعيل بن محمد به برواية تمام الرازي نفسها. ثم نقل عن الخطيب البغدادي قوله: وليس يثبت عن هشيم عن يحيى بن سعيد، والمحفوظ الصحيح عن هشيم عن يحيى بن أبي إسحاق عن أنس" أهـ. والله تعالى أعلم.

[111] وقال الدوسري (2/ ص 249): "لكن أخرجه مسلم (2/ 903، 904) من طرقٍ عن نافع عن ابن عمر أنه طاف بالبيتِ وبالصفا والمروة ولم يزد على ذلك، ولم ينحرْ ولم يحلق ولم يقصّر ولم يحلل من شيء حَرُمَ منه حتى كان يوم النّحر فنحر وحلَق، ورأى أنّه قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول. وقال ابن عمر: كذلك فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -." انتهى. قلت: وقد أخرجه أيضًا من طريق نافع البخاري في "صحيحه" (1640 - 1708) فالعزو لكليهما أولى من العزو لأحدهما. ... [112] وقال الدوسري (2/ ص 251): "3 - وحديث أنس: أخرجه ابن منيع -كما في "المطالب العالية" (ق 43/ ب) - وأبو يعلى (المقصد العلي: 546) من طريق صالح المرّي عن يزيد الرقاشي عنه، وصالح ضعيف، وشيخه متروك، وبالأوّل أعلّ الهيثمي (2/ 257) الحديث، وبالثاني أعله البوصيري في "مختصر الإتحاف" (1/ ق 165/ أ). وأعلّه بهما جميعًا الحافظ في "قوة الحجاج" (ص 18). انتهى. قلت: وفاتك أيها الأخ الفاضل أن حديث أنس بن مالك في عموم المغفرة للحاج قد جاء بإسناد صحيح. فقد رواه ابن المبارك عن سفيان الثوري عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك. هكذا ساق إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" (2/ 128).

وقد أورده العلامة الألباني -رحمه الله- في كتابه "صحيح الترغيب والترهيب" (2/ 33) وقال: "إنما أوردته هنا لجزم المؤلف رحمه الله بنسبته إلى ابن المبارك، وهو إمام من أئمة الحديث, ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "فإن ثبت سنده إلى ابن المبارك فهو على شرط الصحيح"، نقله السيوطي في "اللآلىء" (2/ 69). قلت -القائل هو الشيخ الألباني-: وظني أنه لو لم يثبت سنده إلى ابن المبارك، ما جزم المؤلف بنسبته إليه كما هو ظاهر. ومع ذلك فله شواهد خرجتها في "الصحيحة" (1624) والله تعالى أعلم". ... [113] قال الدوسري (2/ ص 253): "أما الشطر الثاني: "إن الله باهى. . . الحديث". فقد روي من حديث ابن عبّاس، وعقبة بن عامر، وأبي سعيد وأبي هريرة. 1 - أما حديث ابن عبّاس: فأخرجه السهمي في "تاريخ جُرجان" (ص 171) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (307) من طريق بكر بن سهل الدمياطي: نا عبد الغني بن سعيد: نا موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عنه. قال ابن الجوزي: لا يصحُّ، قال ابن حبّان: موسى بن عبد الرحمن دجّال يضع الحديث". أهـ. قلت: وبكر ضعّفه النسائي -كما في "اللسان" (2/ 51) -، وعبد الغني ضغفه ابن يونس كما في "اللسان" (4/ 45). وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 182) من طريق رِشْدين بن سعد عن

أبي حفص المكي عن ابن جريج عن عطاء عنه. رِشْدين ضعيف مع صلاحه، وأبو حفص المكي أظنه عمر بن قيس المعروف بـ (سندل) وهو متروك الحديث. وأعلّه الهيثمي (9/ 70) برِشْدين. انتهى. قلت: وفاتك أيها الأخ أن له طريقًا صحيحًا عن ابن عباس ولكنه موقوف عليه وليس بمرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه مسدد في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" (7/ 26 - ط العاصمة) - قال حدثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عياش الكلبي، عن عبد الله ابن باباه، قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: "إن الله عز وجل يباهي بأهل عرفة الملائكة". وإسناده صحيح (¬1). وهذا هو الثابت عن ابن عباس، وأما الرفع فإنه لا يثبت، والله الموفق. ... [114] وقال الدوسري (2/ ص 254): "4 - وأما حديث أبي هريرة: فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 164/ ب- نسخة الحرم) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه، قال الهثيمي (9/ 70): "وفيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، وثّقه أحمد وضعّفه الجمهور" أهـ. قلت: حديث أبي هريرة ثابت بلفظ: "إن الله ليباهي الملائكة بأهل عرفات ¬

_ (¬1) أما محقق "المطالب العالية" فإنه قال: "عياش الكلبي لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل" (!) قلت: هو عياش بن عمرو العمري التميمي الكوفي ثقة. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (22/ 560).

يقول: انظروا إلى عبادي شعثًا غُبرًا". وأما الزيادة التي في رواية الطبراني: (ويباهي بعمر بن الخطاب خاصة) فهي منكرة. وكان ينبغي على الأخ الدوسري أن يشير إلى ثبوت صدر الحديث وهو مباهاة الله ملائكته بأهل عرفة من حديث أبي هريرة. وقد سقت لفظه آنفًا، وقد أخرجه الإمام أحمد (2/ 305) وابن خزيمة (2839) وابن حبان (8047) والحاكم (1/ 465) والبيهقي (5/ 58). وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 306) وفي "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن الفضل بن دكين" (رقم: 23) وأبو القاسم الحرفي في "فوائده" وابن سيد الناس في "عواليه" -كما في "المداوي" (2/ 344 - 345) - والباغندي في "ستة مجالس" (43) من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة مرفوعًا. وإسناده جيد. ... [115] وقال الدوسري (2/ ص 262): "أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: 1/ ق 159/ أ) من طريق عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر (في الأصل: محمد. وهو تحريف) الوابصي الرقي عن أبيه عبد الرحمن بن صخر عن جعفر بن برقان عن سيار مولى وابصة عن وابصة. وعبد الرحمن مجهول كما في "التقريب"، وسيار لم أعثر على ترجمته" انتهى. قلت: وقع في إحدى نسخ "مجمع البحرين" (3/ 258 - 259 - ط

الرشد): (سيار مولى عياض) بدل (مولى وابصة) وقد تصحف إلى (سيار) وإنما هو (شداد مولى عياض) فقد ذكروا في ترجمة وابصة بن معبد أنه روى عنه شداد مولى عياض. ويزيد الأمر وضوحًا وبيانًا: أن الحديث أخرجه أبو يعلى (1586 - 1587) وتمّام الرازي (656) والبزار (1/ 145 - كشف) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 1052 - 1053) والقشيري في "تاريخ الرقة" (39 - 40) من طريق جعفر بن برقان، عن شداد مولى عياض به. وأما ما وقع في بعض نسخ "المجمع": (سيار مولى وابصة) فهو محرف، ولم يتنبّه لذلك الأخ الدوسري فجعل هذه الرواية المحرفة طريقًا رابعًا للحديث، وأما قوله: "سيار لم أعثر على ترجمته" فهو مبني على ما سبق بيانه من التحريف الواقع في الإسناد والله أعلم. ... [116] وقال الدوسري (2/ ص 265 - 266): "وأخرجه الخطيب (11/ 228) من حديث جابر، وفيه عمر بن إبراهيم بن القاسم ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن حفص بن عمر لم أقف على ترجمته" انتهى. قلت: وفاتك -حفظك الله- أن للحديث طريقًا آخر. أخرجه الإمام أحمد (3/ 389) وأبو يعلى (1784) والبزار (1196 - كشف) والخطيب في "التاريخ" (3/ 360) من طريق هشيم بن بشير، أخبرنا علي بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله "الحديث".

وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف كما "التقريب" وقد توبع: تابعه يونس بن عبيد- وهو ثقة فرواه عن محمد بن المنكدر به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/ 26). والبيهقي في "الشعب" (4163) والخطيب (11/ 390) ولكن في الإسناد محمد بن يونس الكديمي وهو متهم. فإذا ضُمّ الطريق الذي ذكره الأخ الدوسري مع الطريق الآخر صار الحديث حسنًا لغيره إن شاء الله تعالى. وللحديث شواهد كثيرة في "الصحيحين" وغيرهما. ... [117] وقال الدوسري (2/ ص 266): "وأخرجه البزّار (كشف-1195) والطبراني في "الكبير" (1/ 110) والخطيب (11/ 290) من طريق إسحاق بن محمد الفروي عن عبيدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا: "ما بين قبري ومنبري. . ." لفظ الخطيب، ولفظ البزّار على الشك: "ما بين بيتي ومنبري -أو: قبري ومنبري". ."، ولفظ الطبراني "ما بين بيتي ومصلاي. . .". قال الهيثمي (4/ 9) والحافظ في "الفتح" (4/ 100): "رجاله ثقات". أهـ. قلت: الفروي تركه النسائي، وضعّفه الدارقطني والساجي، ووهّاه أبو داود جدًّا، وقال أبو حاتم: صدوق لكن ذهب بصره فربّما لُقن. وعابوا على البخاري إخراج حديثه. (التهذيب: 1/ 148). وعبيدة بنت نابل لم يوثقها غير ابن حبّان." انتهى. قلت: وقد وجدت له طريقًا أصح من هذا. فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 245 - 277) والدارقطني في "الأفراد" (57/ 2 - أطرافه) (1) من

طريق جناح مولى ليلى، عن عائشة بنت سعد عن سعد بن أبي وقاص مرفوعًا. وجناح مولى ليلى روى عنه جمع وذكره ابن حبان في "الثقات". فإذا ضُمّ هذا الطريق إلى الطريق السابق صار حسنًا لغيره. والحديث له شواهد في الصحيحين وغيرهما. (¬1) ¬

_ (¬1) أفاده الشيخ محفوظ الرحمن -رحمه الله- في تحقيقه "للبحر الزخار" (4/ 44).

كتاب البيوع

[كتاب البيوع] [118] وقال الدوسري (2/ ص 282) في حديث: "اللهم بارك لأمتي في بكورها". "وأخرجه الدارقطني -ومن طريقه ابن الجوزي (522) - من طريق أسيد بن زيد الجمال، عن الفضل، عن حميد، عن أنس. قال ابن الجوزي: "تفرد به أسيد بن زيد، قال يحيى: هو كذاب" انتهى. قلت: وهذه هوَّة من الأخ الدوسري. فلم يتفرد به أسيد بن زيد -الكذاب- كما قال ابن الجوزي، بل تابعه الحسن ابن علي بن عفان العامري -وهو صدوق- فرواه عن الفضل بن الربيع به. أخرجه تمّام الرازي في "مسند المقلين من الأمراء والسلاطين" (رقم: 17). والفضل بن الربيع ترجم له الذهبي في "السير" (10/ 109) والخطيب (12/ 343) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. ... [119] وقال تمام (2/ رقم: 694/ ص 306): "أخبرنا أبو الحسن إبراهيم بن أحمد. . .". قلت: كذا وقع (أبو الحسن) وهو تحريف، صوابه (أبو الحسن) كما في ترجمته في أول الكتاب عند ذكر شيوخ الحافظ تمام الرازي. ... [120] وقال الدوسري (2/ ص 309): "أخرجه ابن حبان (1123) عن آدم بن موسى عن الحسين بن عيسى

البسطامي عنه. لكن شيخ ابن حبان لم أقف على ترجمته" أهـ. قلت: وقفت على ترجمته، وهو آدم بن موسى الخُواريّ ترجم له الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (حوادث ووفيات: 301 - 320) هـ) (ص 156) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [121] أخرج تمام (2/ رقم 711 - ص 329) بإسناده إلى ابن شهاب الزُّهري عن عُروة بن الزُّبير. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العجماءُ جُرْحُها جُبَار، والمعدنُ جُبَار، والبئرُ جُبار، وفي الرّكاز الخُمُسُ". وإنّ ناقةً لآل البَرَاء بن عازِب أفسدت على قومٍ في حوائطهم فتقاضوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على أهل الحوائطِ حفظُ حوائطهم بالنَّهار، وعلى أهلِ المواشي حفظُ مواشيهم بالليلِ. . . وذكر حديثًا فيه طُول. قال الدوسري: "أما الشطر الثاني: "وإن ناقة لآل البراء. . .": فأخرجه مالك (2/ 747 - 748) عن الزهري، عن حرام بن سعد بن مُحَيِّصة مرسلا. ثم ذكر الأستاذ الدوسري بعض المتابعات ثم قال: "ومدار الحديث على حرام بن سعد بن محيصة ولم يوثقه غير ابن سعد وابن حبان ولا يخفى تساهلهما". انتهى. قلت: بل وثقه كذلك ابن خلفون كما في "الإكمال" (4/ 21) لمغلطاي. ووثقه أيضًا الذهبي في "الكاشف" (1/ 211).

والحافظ ابن حجر العسقلاني في "التقريب". ثم قال الأخ الدوسري: "وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 96/ أ) من طريق زمعة بن صالح عن الزهري عن ابن المسيب وحرام مرسلًا، وزمعة ضعيف" انتهى. قلت: لم يتفرد به زمعة هذا الضعيف فقد تابعه الإمام الثقة الثبت سفيان بن عينية فرواه عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وحرام مرسلا. أخرجه أحمد (5/ 436) والبيهقي (8/ 342). ... [122] وقال الدوسري (2/ ص 336): "بدر بن الهيثم الهاشمي لم أقف على ترجمته". قلت: قد وقفت عليهما. ترجم له الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (حوادث ووفيات 261 - 280 هـ) (ص 311) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.

كتاب العتق

[كتاب العتق] [123] وقال الدوسري (2/ ص 357): "وعيسى بن غيلان وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما". قلت: أما شيخه وهو حاضر بن مطهر فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 219). وقال: يروي عنه عيسى بن غيلان البغدادي.

كتاب النكاح

[كتاب النّكاح] [124] قال تمام الرازي (2/ رقم: 736/ ص 369): "حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حَذلم: نا بكّار بن قتيبة: نا عبد الله بن حُمْران الحرّاني: أنا أشعث عن الحسن عن سعد بن هشام. عن عائشة - رضي الله عنها - عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنّه نهى عن التَّبتُّلِ. قال الدوسري: "إسناده ضعيف: أشعث هو ابن سوّار ضعيف كما في "التقريب"، والحسن مدلّس ولم يُصرّح بالسماع. ويغني عنه حديث سعد. انتهى. قلت: حديث عائشة هذا لم يذكر الأخ الدوسري من أخرجه، وكأنه لم يجده، وقد وجدته عند غير تمام: أخرجه إسحاق بن راهويه (1311) والدارمي (2/ 133) وأحمد (6/ 125، 157) والنسائي (6/ 58 - 59) من طريق الحسن البصري به. فلو بحث في هذه المصادر لوجده جيدًا، والله الموفق. ... [125] وقال (2/ رقم: 740/ ص 372): "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما خلق الله -عز وجل- من الإنسان فرجه، ثم قال: هذه أمانة استودعتكها -أو قال: خبأتها - عنك. . ." إلخ. قلت: كذا وقع عند الأستاذ الدوسري (عنك) وهو تحريف. والصواب: ". . .أستودعتكها أو قال خبأتها عندك" وليس (عنك). انظر مخطوطة الظاهرية (ق 144/ أ) و (1/ 190 - ط حمدي) و (1/ 190 - ط التميمي).

[126] قال تمام (2/ رقم: 741/ ص 373): "حدثنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد السَّكْسكي ببيت لَهْيا: نا أبو هاشم وَريزة بن محمد الغسّالي، قال: حدثني عبدالعظيم بن إبراهيم: نا محمد بن عبدالملك: نا سفيان بن عُيينة عن زياد بن سعد عن الزُّهري. عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَخيَّروا لنُطَفِكم" (1). قال الدوسري في الحاشية: (1) نقل الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2/ 160) هذا الحديث من "الفوائد"، لكن الإسناد عنده (حدثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن يزيد السكسكي بـ (بيت لَهْيا): ثنا محمد بن عبد الملك) فأسقط منه وريزة وعبد العظيم. انتهى. قلت: وهذا تدليس قبيح من الأستاذ الدوسري الذي همّه تخطئة الشيخ الألباني لأي فرصة سنحت له وإن كان بالتضليل والتدليس! وعليه فإن العلامة الألباني -رحمه الله- لم ينقل هذا الحديث من "فوائد تمام" أبدًا وإنما عزاه للضياء المقدسي. قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (2/ 160): "رواه الضياء في "المختارة" (223/ 2) من طريق تمام الرازي: ثنا أبو عبد الرحمن ضحاك بن زيد السكسكي بـ (بيت لهيا) ثنا محمد بن عبد الملك، ثنا سفيان بن عينية به. . ." إلخ. فأنت ترى أن الشيخ لم ينقله من الفوائد وإنما عزاه للضياء المقدسي وهو أخرجه من طريق تمام. فالعهدة على الضياء أو على نسخة المختارة لا على الألباني. وقول الدوسري: "فأسقط منه -يعني الألباني- وريزة وعبد العظيم" فيه

إشارة إلى ادعاء تعمّد الشيخ الألباني في إسقاطهما وهذا ليس من الأدب والله المستعان. ... [127] وقال الدوسري (2/ ص 416): "عمرو بن ثور لم أقف على ترجمته". قلت: وقفت على ترجمته. ذكره ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (2/ 255) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [128] وقال الدوسري (2/ ص 430): "وذكر الحافظ في "الفتح" (9/ 593) أنَّ سماع علي بن المديني وأقرانه من قريش كان قبل اختلاطه. وابن معين من أقران ابن المديني، لكن لم يذكر الحافظ مستنده في ذلك" انتهى. قلت: مستنده في ذلك قد بيَّنه العلامة الإمام شيخ الإسلام ناصر الدين الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (4/ 1845) حيث قال: "وقريش بن أنس احتج به الشيخان مع أنه كان اختلط، وذكر البخاري نفسه عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أنه اختلط ست سنين في البيت، ومع ذلك فقد أخرج له في "الصحيح" حديث سمرة في العقيقة من رواية عبد الله بن أبي الأسود عنه، وهو عبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود بن أبي الأسود، ثقة حافظ مات سنة (223)، فكأنه عند البخاري إنما سمعه منه قبل اختلاطه، وهو الذي جزم به الحافظ في شرحه "الفتح" (9/ 487)، وذكر أن الترمذي

أخرجه من طريق علي بن المديني عن ابن أبي الأسود وقال: "فسماع علي بن المديني وأقرانه من قريش كان قبل اختلاطه". قلت: وعلي بن المديني مات سنة (234)، ومن الرواة الحديث الترجمة عن قريش بن أنس يحيى بن معين عند أبي نعيم، وقد مات سنة (233)، فهو إذن قد سمع منه قبل الاختلاط أيضًا، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمة قريش بن أنس من "التهذيب". والله أعلم." انتهى كلامه رحمه الله. ... [129] وقال الدوسري (2/ ص 432): 3 - عبد الله بن عمرو: أخرج حديثه ابن ماجه (1978) من طريق أبي خالد الأحمر عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عنه بلفظ: "خياركم خياركم لنسائهم". قال البوصيري (1/ 345): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". أهـ. وهو كما قال." انتهى. قلت: ولكنه معلول. قال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (1/ 577) -متعقبًا قول البوصيري- ما نصه: "وهو عندي معلول بالمخالفة والوهم من قبل أبي خالد، واسمه سليمان بن حيان الأحمر، وهو وإن كان ثقة محتجًّا به في "الصحيحين"، فإن في حفظه ضعفًا، كما يتبيَّن لمن راجع أقوال الأئمة فيه من "التهذيب"، وقد لخَّصها الحافظ -كعادته- في كتابه "التقريب"، فقال: "صدوق يخطىء".

وخالفه جماعة من الثقات، فرووه عن الأعمش بلفظ: "خياركم أحاسنكم أخلاقًا". ووافقهم عليه أبو خالد نفسه في رواية عنه كما يأتي. فالظاهر أنه كان يضطرب فيه، فتارة يرويه بهذا اللفظ، وتارة على الصواب، فإليك بيان الطرق التي أشرنا إليها باللفظ الصحيح، وهو: "خياركم أحاسنكم أخلاقًا". أخرجه البخاري (4/ 121) عن حفص بن غياث، وفي "الأدب المفرد" (271) عن سفيان، ومسلم (7/ 78) عن أبي معاوية ووكيع وابن نمير وأبي خالد الأحمر، والطيالسي (2246) عن شعبة، ومن طريقة الترمذي (1/ 357)، وأحمد (2/ 161) عن أبي معاوية أيضًا كلهم عن الأعمش قال: سمعت أبا وائل يحدث عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فذكره)، وزاد: "ولم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا". وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح". انتهى. ... [130] قال تمام (2/ رقم: 796/ ص 441 - 442): "أخبرنا إبراهيم بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: نا أبو طالب بن سوادة، قال: حدثني محمد بن عثمان بن كرامة: نا عُبيد الله بن موسى: أنا عنبسة بن سعيد عن حمّاد مولى بني أميّة عن جناح مولى الوليد. عن واثلة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس للمرأةِ أن تنتهك شيئًا من

مالها إلاّ بإذن زوجها". قال الدوسري: "أخرجه ابن عساكر في "التاريخ" (4/ ق13/ب) من طريق تمام. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/ 83) من طريق محمد بن عثمان به. وإسناده واه: عنبسة ضعيف كما في "التقريب"، وحماد قال الأزدي: متروك. (اللسان: 2/ 355)، وجناح ضعّفه الأزدي، ووثّقه ابن حبّان (اللسان: 2/ 138 - 139). وبهذا يُعلم ما في قول الهيثمي (4/ 315): "وفيه جماعةٌ لم أعرفهم". من القُصور!. انتهى قلت: وفاتك أيها الأستاذ الفاضل أن للحديث شواهد صحيحة. فقد أخرجه أبو داود (3547) والنسائي (2539) من طريق عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده بلفظ: "لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها". وأخرجه ابن ماجه (2388) من هذا الوجه، ولكن بلفظ: "لا يجوز لامرأة فى مالها، إلا بإذن زوجها، إذا هو ملك عصمتها". وإسناده حسن للخلاف المشهور في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وأخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه" (9/ 125) عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يجوز لامرأة شيء في مالها إلا بإذن زوجها إذا هو ملك عصمتها". وإسناده جيد، إلا أنه مرسل. وللحديث شواهد أخرى خرجها العلامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (2/ رقم: 775 و 825) فالحديث ثابت لا شك في ذلك. والله الموفق.

[131] قال تمام (2/ ص 445): حدثنا أبو زُرعة وأبو بكر محمد وأحمد ابنا عبد الله بن عمرو النَّصْري في آخرين، قالوا: نا عبد العريز بن المهرجان النَّيسْابوري: نا محمد بن يزيد السّلمي: نا علي بن يونس البَلْخي الزاهد: نا هشام بن الغاز عن نافع. عن ابن عمر عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تُشدُّ المطيُّ إلَا إلى ثلاثةِ مساجد: مسجدِ الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". قال الدوسري: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 256) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين) من طريقين عن علي بن يونس به. وتحرّف لفظ الحديث في مطبوعة "الضعفاء" إلى: "لا يشدُّ المصلّى"! قال العقيلي: "علي بن يونس لا يُتابع على حديثه، والمتنُ معروفٌ بغير هذا الإسناد". وله طريق آخر: أخرجه الطبراني في "الكبير". . .وإسناده واه. . .إلخ. قلت: وفاتك أيها الأخ الحبيب أن هذا الحديث ثابت عن ابن عمر موقوفًا. أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف" (5/ 135) وابن أبي شيبة (2/ 374 - 375) (¬1). والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/ 204) من طريق علي بن المديني، وعمر ابن شبة في "أخبار المدينة" -كما في "الصارم المنكي" (ص 342) - من طريق إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، والفاكهي في "أخبار مكة" (2/ 94) من طريق ¬

_ (¬1) وقد وقع عند الصنعاني وابن أبي شيبة بعض التحريف والسقط ونبّه عليه الشيخ صالح الرفاعي في "الأحاديث الواردة في المدينة" (449).

محمد بن أبي عمر العدني. خمستهم - عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وابن المديني، وابن أبي الوزير، والعدني - عن سفيان بن عينية، عن عمرو بن دينار، عن طلق بن حبيب، عن قزعة قال: قلت لابن عمر: إني أريد أن آتي الطور؟ قال: "إنما تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد. . .". وهذا وإن كان موقوفًا على ابن عمر إلا أن له حكم الرفع لأنه لا يقال من قبل الرأي. وانظر كتاب "الأحاديث الواردة في فضائل المدينة" (ص 449 - 450) للشيخ الفاضل صالح الرفاعي حفظه الله.

الملاحظات على الجزء الثالث

كتاب الطلاق

[كتاب الطلاق] [132] وقع عند تمام (3/ رقم: 800/ ص 10): ". .نا أبو عمرو ناشب بن عمرو الشيباني". قلت: كذا وقع (الشيباني) بالشين المعجمة، والصواب أنه (السيباني) بالسين المهملة. وقد وقع الأخ الدوسري في نفس الخطأ في الجزء الأول من "الروض" (رقم: 360) ثم تنبه في الجزء الثاني (رقم: 675) فذكره على الصواب وتكلم في الهامش على بعض النسخ التي وقع فيها هذا الخطأ. ثم في الجزء الثالث وهو في هذا الموضع وقع له نفس الخطأ، والله المستعان. ... [133] أخرج تمام الرازي (3/ رقم: 806/ ص 13 - 14) بإسناده إلى عائشة - رضي الله عنها - قالت: آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحرَّج (¬1). . ." إلخ. قلت: وقعت زيادة في الحديث، وذلك في نسخة الظاهرية (2/ 1652 - ط حمدي) و (2/ 1647) - تحقيق عبد الغني التميمي) قالت عائشة: آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[من نسائه] وحرم. . ." إلخ. فقولها: "من نسائه" لم يذكره الأخ الدوسري. ¬

_ (¬1) وفي نسخة الظاهرية (وحرم) كما سيأتي، وقد أشار إلى ذلك الأستاذ الدوسري.

كتاب القصاص والحدود

[كتاب القصاص والحدود] [134] وقال الدوسري (3/ ص 26): "وأخرجه البيهقي في "السنن" (8/ 22) من طريق يزيد بن زياد -أو: ابن أبي زياد- الشامي، عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا" أهـ. قلت: وفاتك أن ابن ماجه أخرجه في "السنن" (2620) من طريق يزيد بن زياد أيضًا. والعزو إليه أولى من العزو للبيهقي كما هو معلوم. ... [135] قال تمام الرازي (3/ رقم: 815/ ص 26 - 27): "أخبرنا أبو القاسم علي بن الحُسين بن محمد بن السّفر البزّاز، وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البَجَليُّ، قالا: نا بكّار بن قُتيبة: نا صفوان بن عيسى: نا ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس قال: سمعت معاوية- وكان قليل الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كلُّ ذنب عسى اللهُ أن يغفرَه إلا رجل يموتُ كافرًا، أو الرجلُ يقتل مؤمنًا متعمّدًا". قال الدوسري: "أخرجه أحمد (4/ 99) والنسائي (3984) وابن أبي عاصم في "الديّات" (ص 28) والطبراني في "الكبير" (19/ 364) والحاكم (4/ 351) -وصحّحه وسكت عليه الذهبي- والمزّي في "تهذيب الكمال" (3/ 1634) من طريق صفوان بن عيسى به. وأبو عون لم يُوثّقه غير ابن حبان، وبقيّة رجاله ثقات.

وقد تابعه راشد بن سعد -وهو ثقة- عند أبي، نعيم في "الحلية" (6/ 99)، لكنّ في السند إليه: متروكًا وضعيفًا ومجهولًا! " انتهى. قلت: قد وجدت متابعة قوية لأبي عون فقد أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2/ 994) من طريق ثور بن يريد، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي إدريس به. وأبو عبد الرحمن هذا هو القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة وقد ذكروه في شيوخ ثور بن يزيد وهو حسن الحديث. ... [136] وقال الدوسري (3/ ص 35): "قلت: بقية قد صرّح بالتحديث عند الطبراني، وقد تابعه عمّار بن نصر المروزي -عند ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"- وهو صدوق، وقد أدخل بين عنبسة ومكحول: أبا العلاء، وعُلمَ من هذا أن بقية قد سوّى الإسناد، فما نفعنا تصريحه بالتحديث! وأبو العلاء هذه نكرة غير معروف، فهذه علة والعلّة الأخرى هي الانقطاع بين مكحول وواثلة، فإنه لم يسمع منه كما قال البخاري وأبو حاتم." انتهى. قلت: وعلى كلامه ملاحظات. الأولى: قوله: "وقد أدخل بين عنبسة ومكحول: أبا العلاء" ولا أدري من أين جاء الأخ الدوسري بأبي العلاء هذا فإن المذكور في إسناد ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي" (ق 149/ ب) (¬1) هو العلاء وليس أبو العلاء. ويؤيد ذلك أيضًا. أن الآجري أخرجه في "تحريم اللواط" (232) والبيهقي ¬

_ (¬1) أفاده محقق "المطالب العالية" (9/ 66 - ط العاصمة).

في "الشعب" (4/ 376) وابن الجوزي في "ذم الهوى" (رقم: 580) من طريق عمار بن نصر، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن العلاء، عن مكحول به. فتبين من ذلك أن الصواب هو (العلاء). الثانية: قوله: "وأبو العلاء هذه (كذا) نكره غير معروف". قلت: وقوله هذا بناء على ما تحرف عنده، والعلاء معروف ولكن بالضعف فقد رماه ابن حبان بالوضع كذا في "التقريب". وقال أبو زرعة: "يحدث عن مكحول عن واثلة بمناكير" (التهذيب 8/ 191). وقال الحافظ في "التقريب": "متروك". ... [137] قال تمام (3/ رقم: 838/ ص 40): "حدّثني أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحافظ: أنا المُفضل بن محمد الجندي: نا علي بن زياد اللّحْجي: نا أبو قُرة عن ابن جُريج، قال: أخبرني إسماعيل -يعني: ابن عُليّة- عن معمر عن أيّوب عن عكرمة مولى ابن عبّاس. عن ابن عباس أنّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ بدَّل دينَه أو رجَعَ عن دينه فاقتلوه ولا تُعذّبوا بعذاب الله أحدًا". يعني: النارَ. قال: ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المثلة. قال الدوسري: "وأما الشطر الثاني: (نهى عن المثلة) فلم أر من خرجه عن ابن عباس غير تمام وإسناده جيد" انتهى.

قلت: بل أخرجه الإمام أحمد (1/ 300). وأبو يعلى (4/ 2549) والبزار (1677 - كشف) والطبراني في "الكبير" (11/ 11562) والبيهقي (9/ 90) من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه قال: ". . .الحديث" وفيه: "ولا تمثلوا". وإسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وداود بن الحصين ثقة في غير عكرمة.

كتاب الجهاد

[كتاب الجهاد] [138] قال تمام (3/ رقم: 843/ ص 46): "أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الوليد المرّي المقرئ: نا أبو القاسم أخطل بن الحكم بن جابر القرشي: نا الفريابي: نا ابن ثوبان عن حسّان ابن عطيّة عن أبي مُنيب الجُرَشيّ. عن عبد الله بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "بُعثتُ بين يَدي الساعة بالسيف حتى يُعبدَ اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وجُعل رزقي تحتَ ظلّ رُمحي، وجُعل الذلُّ على من خالفَ أمري، ومن تشبّه بقومٍ فهو منهم". قال الدوسري (3/ ص 47): "وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (1/ 88) من طريق الوليد بن مسلم قال: ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية به. وهذا إسنادٌ جيّد إن سلم من تسوية الوليد، فإنه -كما هو مذكور في ترجمته من "التهذيب" (11/ 154) - كان يحذف شيوخ الأوزاعي الضعفاء من الإسناد، إجلالًا منه للأوزاعي عن الرواية عنهم! لكن يوهّن هذا الاحتمال أن الأوزاعي معروف بكثرة الرواية عن حسّان، كما أنهما من بلد واحد (الشام)، ولا حاجة بالتالي إلى واسطة بينهما." انتهى. قلت: وقول الدوسري: "هذا إسناد جيد" ليس بجيد، فإنه معلول بعلل قادحة. أولًا: أن الوليد بن مسلم وهو وإن كان ثقة إلا أنه يدلس ويسوي، لاسيما في حديثه عن الأوزاعي، فهو يدلس عن شيوخه وشيوخ شيوخه كما قال الحافظ ابن

حجر في كتابه "النكت" (1/ 293) - فلا يؤمن تدليسه إذا لم يصرح بالتحديث في كل طبقات السند. ثانيًا: أن في الإسناد أبا أميه شيخ الطحاوي واسمه: محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي وهو صدوق كثير الوهم كما قال الحاكم. ثالثًا: أن الوليد بن مسلم خالفه ثلاثة من الثقات وهم: 1 - عبد الله بن المبارك عند القضاعي (390) مقتصرًا على الفقرة الأخيرة من الحديث. 2 - سفيان الثوري عند ابن أبي شيبة (12/ 350). 3 - عيسى بن يونس عند ابن أبي شيبة (5/ 322) و (12/ 349). فرووه ثلاثتهم (ابن المبارك وسفيان وعيسى) عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلًا. وهذا أشبه. وقد حسن هذا الطريق الحافظ في "الفتح" (6/ 116) وفي "تغليق التعليق" (3/ 446) وليس كما قال رحمه الله، لأن في الإسناد سعيد بن جبلة وقد قال عنه محمد بن خفيف الشيرازي: "ليس هو عندهم بذاك" (اللسان: 3/ 30). أما الحديث فله طرق وشواهد يحسن بها، والله أعلم. ... [139] قال تمام (3/ رقم: 856/ ص 58): "أخبرنا أبو بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث: نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي: نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، نا مالك بن أنس عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه. عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "السفر قطعة من العذاب: يمنع

أحدكم نومه وطعامه وشرابه. فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليُعجِّل إلى أهله". قلت: خرّج هذا الحديث الأستاذ الدوسري وذكر أن الصواب إنما هو رواية مالك كما في "الموطأ" (2/ 980) عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة. وأخرجه البخاري (3/ 622 و 6/ 139 و 9/ 555) عن القعنبي وعبد الله بن يوسف التنيسي وأبو نعيم (1)، وأخرجه مسلم (3/ 1526) عن القعنبي -أيضًا- وإسماعيل بن أبي أويس وأبو (¬1) مصعب ومنصور بن أبي مزاحم وقتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى ثمانيتهم عن مالك عن سمي به. ثم قال الدوسري: "ورواه إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي عن أبي مصعب عن مالك عن سُهيل، أخرجه ابن عساكر (41/ ق 378/ ب). وقد وهم فيه الهاشمي، وقد تكلم في صحة سماعه للموطأ من أبي مصعب، وقال الذهبي: لا بأس به إن شاء الله. (الميزان: 1/ 46) ولم أرَ من وثّقه من المتقدمين". انتهى كلامه. قلت: ونسبتك الوهم في الإسناد إلى الهاشمي فيها نظر. فإن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قد روى هذا الحديث في "الجزء الأول من أماليه". (رقم: 11 - تحقيق القشقري) -على الصواب- من طريق أبي مصعب، عن مالك بن أنس، عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا. ¬

_ (¬1) كذا في "الروض"!

فقد يكون الوهم منه ثم رواه على الصواب ووافق الجماعة أو يكون ممن دونه وهذا وارد. وأما قول الدوسري: "وقد تكلم في صحة سماعه للموطأ من أبي مصعب"، فهذا مما لايلتفت إليه، وقد رده القاضي محمد بن علي الهاشمي فقال: رأيت على كتاب الموطأ المسموع من أبي مصعب الزهري عن مالك رأيت السماع على ظهره سماعًا قديمًا صحيحًا، سمع الأمير عبد الصمد بن موسى الهاشمي وابنه إبراهيم. انظر "سؤالات السهمي للدارقطني" (رقم: 182). وقال الذهبي في "العبر" (2/ 25). وهو آخر من روى الموطأ عن أبي مصعب". ... [140] وقال الدوسري (3/ ص 71): "وأما رواية عثمان بن عمر -وهو ثقة- التي ذكرها البيهقي فإني لم أقف على إسنادها كاملًا فأحكم عليه" انتهى. قلت: قد وقفت على هذه الرواية. أخرجها أبو داود في "المراسيل" (314). قال حدثنا مخلد بن خالد، حدثنا عثمان -يعني ابن عمر- أخبرنا يونس، عن عقيل، عن الزهري مرسلًا. ورجاله ثقات.

كتاب الإمارة والقضاء

[كتاب الإمارة والقضاء] [141] وقال الدوسري (3/ ص 101): "أخرجه أبو نعيم في "أحاديث العادلين" (ق) ومن طريقه الديلمي (زهر الفردوس-2/ 220) - من طريق عمرو بن عبد الغفار عن محمد بن عمرو عن سعد بن سعيد الأنصاري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعًا دون قوله: "فإذا جارت. . ." الخ. قلت: وقع في الإسناد سقط وتحريف. فقد أخرجه أبو نعيم في "العادلين" (رقم: 40) (¬1) من طريق عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن عمرو، عن سعيد بن معبد الأنصاري وعبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة، عن سالم بن عبد الله بن عمر. . ." إلخ. فتحرف عند الأستاذ الدوسري الحسن بن عمرو إلى محمد بن عمرو. وتحرف عنده أيضًا سعيد بن معبد إلى سعد بن سعيد. وسقط عنده من الإسناد: عبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة. ... [142] وقال الدوسري (3/ ص 106): "عبد الخالق بن أبي حازم لم أقف على ترجمته". قلت: وقفت على ترجمته. فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/ 139) وهو معروف بتساهله. ¬

_ (¬1) بتحقيق الشيخ مشهور حسن سلمان -حفظه الله- وقد طبع كذلك بتحقيق الشيخ عواد الخلف -حفظه الله- وهو فيه برقم (38).

[143] أخرج تمام (3/ رقم: 910 - 911/ ص 108 - 109) من طريقين عن محمد بن ذكوان مولى المهالبة، قال: حدثني مُجالد بن سعيد عن عامر الشَّعْبي، قال: سمعت الحسنَ بن أبي الحسن يُحدِّث -ونحن عند ابن هُبيرة-: نا عبد الرحمن بن سَمُرة صاحبُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من استُرعىَ رعية فلم يَحُطها بالنصيحة حرّم اللهُ عليه الجنّةَ". قال الدوسري: "أخرجه ابن عدي (6/ 2207) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 144) والقضاعي في "مسند الشهاب" (804) والبيهقي في "الشعب" (6/ 14) من طريق محمد بن ذكوان به، وقال ابن عدي: "وهذا الحديث لا يرويه غير محمد ابن ذكوان، ويُستغرب من رواية الشعبي عن الحسن". أهـ. قلت: بل يرويه غير محمد بن ذكوان. فقد أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (10/ 127) من طريق عبد الله ابن محمد بن يعقوب البخاري، حدثنا خالد بن تمام الأسدي حدثنا سليمان الشاذكوني حدثنا الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان، عن الحسن، عبد الرحمن بن سمرة مرفوعًا بلفظ: "أيما راع استرعى رعية فلم يحفظها بالأمانة والنصيحة، ضاقت عليه رحمة الله التي وسعت كل شيء". وإسناده واهٍ. سليمان بن داود الشاذكوني متروك كما في "التقريب" وعبد الله بن محمد ابن يعقوب ترجم له الخطيب (10/ 126) وقال: "صاحب عجائب ومناكير وغرائب".

[144]، قال تمام (3/ رقم: 915/ ص 112 - 113): "أخبرنا أبو بكر محمد بن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزُّوبَيدي الحمصي ابن زِبْرِيق بدمشق، قال: أخبرني أبي: نا مسلم بن عبد الملك الحضرمي: نا يحيى بن سعيد: نا محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن أبي عَبْلة، قال: بعثني عبد الملك بن مروان إلى الحَجَّاج وهو محاصِرٌ ابنَ الزُّبَير، فرأيتُ ابن عمر إذا قامت الصلاةُ وهو في عسكر الحجّاج صلّى معه، وإذا حضر البيتَ صلّى مع ابن الزُّبير، فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن! تُصلّي مع هؤلاء؟!. فقال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صلُّوا معهم ما صلُّوا، ولا تُطيعوهم في معصية الخالق". فقلت: ما تقولُ في أهل الشام؟. قال: ما أنا لهم بحامد. قلت: فأهلُ مكة؟. قال: ما أنا لهم بعاذر. يقتتلون، يتهافتون في النّار تهافتَ الذُّباب في المَرَقِ. قلت: رحمك اللهُ! بعثني عبد الملك وأنا مُكْرَه؟. قال: إنّا كنّا نبايعُ على السمَعِ والطاعة، وكان يُلقِّنُنا: (فيما استطعتم)، وكان يقول: "لا تُطيعوا المخلوق في معصية الخالق". قلت: لم يقف الأخ الدوسري على هذا الحديث وقد وقفت عليه. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 121 - 122) من طريق محمد بن مصفى، ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز، عن عمير بن هانئ قال بعثني عبدالملك بن مروان به بنحوه. وابن مصفى والوليد بن مسلم يدلسان تدليس التسويه، وشرط قبول رواية مدلس تدليس التسويه أن يصرح بالسماع أو التحديث في جميع طبقات السند وليس هذا متوفر في هذا الإسناد والله أعلم.

[145] قال تمام (3/ رقم: 931/ ص 22 - 123): "أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا جعفر بن محمد القلانسي: نا العلاءُ بن عمرو الحنفي: نا يحيى بن بُرَيد الأشعري عن ابن جُريج عن عطاء. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جلسَ القاضي في مكانه هَبَطَ عليه مَلكَان يُرشدانه ويُوفِّقانه ويُسددانه ما لم يَجُرْ، فإذا جار عَرَجَا وتركاه". قال الدوسري -بعد تخريجه-: "وحكم الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (1/ 170 - رقم: 554) على الحديث بالوضع، ولم يظهر لي وجه الحكم بذلك، فإن أحدًا من رواته لم يتهم بالكذب" أهـ. قلت: كذا قال الأخ الدوسري الذي همّه تخطئة الشيخ لأي فرصة سنحت له. ويشاء الله العلي القدير أن يقع الدوسري بمثل ما استنكره على الشيخ الألباني. فقد روى تمام (4/ رقم: 1546) من طريق العلاء بن عمرو الحنفي بنفس الإسناد إلى ابن عباس مرفوعًا: "أحبوا العرب لثلاث. . .". وإذا بالأخ الدوسري ينقل عن أبي حاتم الرازي وابن الجوزي والذهبي قولهم بأن الحديث مكذوب موضوع. وقد أورد هذه الأقوال مقرًا لها. فهل يقال فيك أيها الأخ الفاضل -بعد ذلك- كما قلت في الشيخ الألباني؟!

كتاب الأيمان والنذر

[كتاب الأَيمان والنُّذُر] [146] قال تمام (3/ رقم: 940/ ص 133 - 135): "أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي قراءةً عليه: نا بكر بن سهل الدمياطي: نا عمرو بن هاشم، قال: سمعت الأوزاعي يُحدِّث عن حسّان بن عطيّة عن نافع. عن ابن عمر، قال: قال رسول الله -: "من حَلَف على يمينٍ فاستثنى ثمّ أتى ما حَلَفَ فلا كفّارة عليه". قال الدوسري: "ورواه جماعة من أكابر أصحاب نافع عنه عن ابن عمر موقوفًا، وهم:. . . . ثم قال: "3 - موسى بن عقبة: عند البيهقي (10/ 47). وأخرجه ابن عدي (3/ 954) والبيهقي (10/ 47) من طريق داود بن عطاء -وهو ضعيف كما في "التقريب"- عنه: موقوفًا عند الأول، ومرفوعًا عند الثاني" انتهى. قلت: كذا قال الأستاذ الفاضل، وقد فاته إسناد حسن إلى موسى بن عقبة. أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (5/ 181).

كتاب الصيد والذبائح

[كتاب الصَّيد والذَّبَائحِ] [147] وقال الدوسري (3/ ص 152): "نُمَير قال الأزدي: ليس بشيء. . . وأبوه لم أقف على ترجمته". قلت: وقفت على ترجمته وهو يزيد القيني، ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 367) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 536) على عادته!

كتاب الأطعمة

[كتاب الأَطْعمَة] [148] قال الدوسري (3/ ص 168): "2 - وأما حديث ابن عمرو: فأخرجه الطبراني، وقال الهيثمي (5/ 31): "رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن محمد، وهو ضعيفٌ". أهـ. قلت: وهم الهيثمي في شيخ الطبراني فظنّه مسعود بن محمد أبو سعيد الجُرْجَاني المعتزلي المذكور في "الميزان" (4/ 100) و"اللسان" (6/ 27)، وليس كما ظنّ فهذا متأخرٌ توفي سنة (416)، يروي عنه الخطيبُ. وإنما هو في الحقيقة -كما سمّاه الطبراني في "معجمه الصغير" (2/ 115) -: مسعود بن محمد الرّملي أبو الجارود، ولم أقف على ترجمته، ولم أقف على سند الحديث فمسند عبد الله بن عمرو من "المعجم الكبير" في حكم المفقود." انتهى. قلت: قد طبع مسند عبد الله بن عمرو من "المعجم الكبير" مؤخرًا، وهو قطعة من الجزء (13) بتحقيق الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي -حفظه الله- وإليك إسناده. قال الطبراني: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، قال: ثنا نعيم بن حماد، قال: حدثني ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن محمد بن محمد، عن عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، عن أبي عبد الرحمن الحلبي، عن عبد الله بن عمرو (الحديث). فتبين من ذلك وهم الهيثمي في قوله "رواه الطبراني عن شيخه مسعود بن

محمد وهو ضعيف". وكذلك وهم الأخ الدوسري في تصحيحه للاسم! فليس في الإسناد مسعود بن محمد بتاتًا، والله تعالى أعلم. ... [149] روى تمام الرازي (3/ رقم: 965/ ص 175) عن أبي هريرة مرفوعًا: "من بات في يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه". قال الدوسري: "وورد الحديث من رواية ابن عباس وأبي سعيد. . .إلخ. قال: "وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم: 502) من طريق الزبير بن بكار عن ابن عيينة عن الزهريّ عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس. قال المنذري في "الترغيب" (3/ 154) -وتبعه الهيثمي (5/ 30) -: "رجاله رجال الصحيح إلا الزُّبير بن بكّار، وقد تفرّد به كما قال الطبراني، ولا يضرُّ تفردّه، فإنّه ثقةٌ إمامٌ". أهـ. قلت: وقد خُولِف فيه: فرواه معمرُ عند عبد الرزاق في "المصنف (11/ 437)، وسعدانُ -وهو ابن نصر، قال أبو حاتم: صدوق. كما في "الجرح والتعديل" (4/ 291) ووثّقه الدارقطني كما في "تاريخ بغداد" (9/ 205) - عند الذهبي في معجمه اللطيف (بتحقيقي- رقم: 16)، وعلي بن حرب -وهو ثقة من رجال "التهذيب" (7/ 294) - عند الذهبي أيضًا في "سير النبلاء" (4/ 478)، الأول عن الزهري، والآخران عن ابن عيينة عن الزهري، عن عبيد الله مرسلًا. قال الذهبي في "المعجم": مرسل نظيف الإسناد". وقال في "السِّير": "مرسلٌ قويُّ الإسناد". أهـ.

فرواية هؤلاء الثقات الثلاثة أرجح من رواية الزُّبير، فالصحيح أنَّه مرسل" انتهى كلامه. قلت: عفا الله عنك. فإن الزبير بن بكار لم يتفرد به، فقد تابعه اثنان وهما: عبد الوهاب بن فليح المقري -وهو ثقة- ومحمد بن ميمون الخياط -وهو صدوق- فروياه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس مرفوعًا. أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 348). وبهذا تعلم خطأ الطبراني -ومن تابعه كالمنذري والهيثمي- حينما قال: "لم يروه عن سفيان عن الزهري عن عبيد الله، إلا الزبير بن بكار" وتعلم أيضًا خطأ الأخ الدوسري حينما قال: "فرواية هؤلاء الثقات الثلاثة أرجح من رواية الزبير فالصحيح أنه مرسل"!! والصواب أن الحديث صحيح مسندًا ومرسلًا والله تعالى أعلم. ... [150] وقال الدوسري (3/ ص 187): "محمد بن إسحاق وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما". قلت: أما محمد بن إسحاق وهو ابن الحريص (¬1) فقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/ 26) والذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات 281 - 290) (ص 253 - 254) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. ¬

_ (¬1) وقع في "تاريخ الإسلام": (الحرير).

[151] قال تمام (3/ رقم: 974/ ص 189): "أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعيُّ في آخرين، قالوا: نا أبو زُرعة عبد الرحمن بن عمرو: نا أحمد بن يونس: نا طلحة بن زيد: نا إبراهيم بن أبي عَبْلة عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أكرِموا الخُبزَ، فإنَّ الله -عزّ وجلّ- أنزل له بركات السماء، وأخرجَ له بركات الأرضِ". قلت: لم يخرجه الأخ الدوسري، وقد وقفت عليه: أخرجه أبو الحسن الحمامي في "جزء الاعتكاف" (99/ 2) -كما في "الضعيفة" (6/ 419) - من طريق طلحة بن زيد به. وقال "غريب من حديث طلحة بن زيد" أهـ. وطلحة متروك كما في "التقريب". ... [152] قال الدوسري (3/ ص 190): "والآفة نُمير بن الوليد فهو مجهول، وقد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره الحافظ في "اللسان" (6/ 171) فقال: "أخرج له أبو سعد الماليني حديثن من رواية علي بن عبد الله بن طول الحرّاني عن أحمد بن الهيثم بن محمد القاضي عن أبيه [الضمير يعود على نمير] عن أبيه عن جدّه عن أبي موسى مرفوعًا: "اللهم أمتعنا بالإسلام والخبز. . [وذكر باقي الحديث] وبه: "أكرموا الخبز. . [وذكر لفظ الحديث الآتي] قال أبو سعد: يُقال: إن نُميرًا تفرّد بهذين الحديثين. قلت [القائل الحافظ]: وهما

موضوعان، ونُمير ما عرفتُه ولا مَنْ دونَه. وأمّا أبوه وجدّه فمعروفان". قلت: وقع في "اللسان" سقط، مما أدى بالأخ الدوسري إلى الزيادة، والإشكال على القارئ. فقد جاء -على الصواب- في "اللسان" (7/ 218 - المرعشلي) ". . .عن أحمد بن الهيثم بن محمد القاضي [عنه]-يعني عن نمير- عن أبيه، عن جده، عن أبي موسى مرفوعًا. . ." إلخ. فسقطت كلمة [عنه] التي تحل الإشكال، بينما زاد الأخ الدوسري [عن أبيه] مرتين وهذا خطأ. والله الموفق. ... [153] قال الدوسري (3/ ص 193): "5 - وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "اللآلىء" (2/ 214) - قال: حدثنا الجارود: حدثنا عبد الحميد بن أبي داود: حدثنا مروان ابن إسماعيل عن سالم عن إسماعيل بن فلان عن الحجاج بن علاط السُّلَمي مرفوعًا: "أكرموا الخبز، فإن الله تعالى أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض". قك: كذا وقع الإسناد في "اللآلىء المصنوعة" وهي طبعة رديئة سقيمة، ولا أدري أهكذا جاء الإسناد عند الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" أم أنه وقع فيه القلب والسقط والتحريف؟! والذي يظهر لي هو الاحتمال الثاني، ودليل ذلك أن الرافقي أخرجه في "جزئه" (31/ 1) -كما في "الضعيفة" (6/ 418) - من طريق مروان بن سالم، عن إسماعيل بن أميه، عن بعض ولد الحجاج بن علاط، عن الحجاج بن علاط

السلمي (الحديث). ومروان بن سالم -وليس ابن إسماعيل كما في "اللآلىء"- هو الغفاري الجزري متروك، ورماه الساجي وغيره بالوضع كما في "التقريب". وبالمقارنة بين الإسنادين يتضح ما ذكرته والله الموفق إلى الصواب. ... [154] وقال الدوسري (3/ ص 194): "بشر لم أقف على ترجمته". قلت: وقفت على ترجمته، فقد ذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 143) وهو معروف بتساهله. ... [155] وقال الدوسري (3/ ص 201): "محمد بن أبي سليمان لم أتبينه". قلت: ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 99) وابن حاتم في "الجرح والتعديل" (7/ 269) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 377)! ... [156] قال تمام (3/ رقم: 986/ ص 201 - 202): "أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا عبد العزيز ابن سعيد الهاشمي: نا محمد بن أبي السَّريِّ: نا الوليد بن مسلم: نا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سَلام عن أبيه عن جدّه. عن عبد الله بن سَلام، قال: قَدِمَت عيرٌ من طعامٍ، فيها جَمَلٌ لعثمان بن

عفان - رضي الله عنه -، عليه دقيقٌ حُوَّارَى وسمن وعسل. فأتاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فدعا فيها بالبركة، ثمّ دعا ببُرْمَة فنُصبَتْ على النّار، وجعل فيها من العسل والدقيق والسّمْن، ثمّ عُصِدَ حتى نَضجَ أو كاد ينضَجُ، ثم أُنِزلَ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كُلُوا، هذا شيء تُسمِّيه فارسٌ: الخبيصَ". فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكلنا. قال الدوسري: "أخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 24) و"الأوسط" (مجمع البحرين) ق 210/أ) و"الكبير" (كما في "المجمع") من طريق محمد بن أبي السَّريِّ به. والسند عندهم: (عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جدّه). وقال الطبراني: لا يُروى عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد، تفرّد به الوليد بن مسلم. وإسناده ضعيف: ابن أبي السَّري وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليّن الحديث. وقال ابن عدي: كثير الغلط. وقال مسلمة بن قاسم: كان كثير الوهم، وكان لا بأس به. وقال ابن وضّاح: كان كثير الحفظ، وكثير الغلط. وحمزة بن يوسف لم يوثّقه غير ابن حبان، ولم يذكروا عنه روايًا غير ابنه محمد ففيه جهالةٌ." انتهى. قلت: وقع الأستاذ الفاضل في بعض الأخطاء: الأول: أنه عزا الحديث إلى الإمام الطبراني في "الكبير"، وذكر أنه أخرجه من طريق ابن أبي السري به. وهذا خطأ. وتحكّم غير مقبول فليس في "المجمع" ذكر لإسناد الطبراني فمن أين له بهذا؟!

وأظن أن الذي دفعه إلى هذا الأمر قول الطبراني "لا يروى عن عبد الله بن سلام إلا بهذا الإسناد تفرد به الوليد بن مسلم". وكذلك رأى الحديث في "الأوسط" و"الصغير" من طريق ابن أبي السري فظنه كذلك في "الكبير" وهو ليس كما ظنه. فقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (قطعة من الجزء 13) (ص 150) قال: حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم به. فمحمد بن عبدالعزيز الرملي هو متابع لابن أبي السري. الثاني: إعلاله الحديث بابن أبي السري غير مقبول فإنه قد توبع -كما سبق- من محمد بن عبد العزيز الرملي -وهو صدوق- فانحصرت علة الإسناد في حمزة بن يوسف ولم يوثقه غير ابن حبان! والحديث قد خرجته في "جزء إسلام زيد بن حارثة وغيره من أحاديث الشيوخ" (رقم: 3) لتمام الرازي، فراجعه إن شئت. ... [157] وقال (3/ ص 203): "الهيثم بيض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (9/ 82 - 83) وجده لم أعثر على ترجمته" أهـ. قلت: جده هو عبد الله بن أبي عبد الله وقد وقفت على ترجمته في "التاريخ الكبير" (5/ 129) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا. وذكره ابن حبان في "الثقات" (5/ 63) على عادته!

كتاب الأشربة

[كتاب الأشربة] [158] وقال الدوسري (3/ ص 219): "وأخرجه ابن عدي (6/ 2254) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن مطيع الأنصاري، عن زيد بن أسلم، عن نافع، عن أبي الزناد، عن ابن عمر. والأسدي كذبوه كما في "التقريب". انتهى قلت: كذا وقع الإسناد: ". . .عن زيد بن أسلم، عن نافع، عن أبي الزناد، عن ابن عمر". وفيه سقط، ومطبوعة "الكامل" سقيمة رديئة. والصواب كما في "ذخيرة الحفاظ" (4/ 2058) -وهي ترتيب لأحاديث الكامل-: ". . .عن زيد بن أسلم عن نافع، وعن أبي الزناد، عن ابن عمر". فالراوي عن أبي الزناد هنا هو زيد بن أسلم وليس نافع كما وقع في طبعة "الكامل"!! ثم وقفت على الحديث عند ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (رقم: 18) من طريق محمد بن القاسم الأسدي أيضًا، عن مطيع، ولكن وقع عنده: "عن أبي الزناد، وعن زيد بن أسلم، وعن نافع، عن ابن عمر". ولعل هذا الاختلاف من أكاذيب الأسدي والله أعلم. ... [159] قال تمام (3/ رقم: / 1004 ص 221): "أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا عبد الله بن أحمد الدَّوْرَقيُّ بسر من رأى: نا أبو مَعْمر: نا عبد الوارث: نا أبو عمرو بن العلاء، قال: حدّثني أبو الزُّبَير.

عن جابر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُنبَذُ له في تَوْر من حجارة، فيشربه اليومَ وليلتَه. شكَّ أبو عمرو في اليوم الثالث، قال: "وأظنُّه كما قال ابن عبّاس". قال الدوسري: "أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -" (ص 209) -ومن طريقه البغوي في "شرح السنّة" (11/ 363) - من طريق عُبيَد بن عَقيل عن أبي عمرو ابن العلاء به، ولفظه: ". . .، فيشربه من يومه، ومن الغد، وبعدَ الغد إلى نصف النهار، ثم يأمر أن يهراق، وإمّا أن يشربَه بعده الخدم". وأخرجه أيضًا (ص 210) من طريق آخر عن الربيع بن صبيح -وهو صدوق سيّئ الحفظ - عن أبي الزُّبير. ورجال تمام وإسناد أبي الشيخ الأول ثقات إلا أنّ أبا الزبير مُدلِّس ولم يصرّح بالتحديث." انتهى قك: بل صرح بالسماع عند أحمد فأمنّا بذلك تدليسه. قال الإمام أحمد (3/ 307): ثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير، سمعه من جابر (الحديث). وإسناده صحيح، وهذا من ثلاثيات المسند. ... [160] قال تمام (3/ رقم: 1011/ ص 228 - 229): "أخبرنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العَقَب، قال: نا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم: نا سليمان بن عبد الرحمن: نا ابن وَهْب عن قُرَّةَ بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة. عن أبي سعيد الخُدْري، قال: نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشُّربِ من ثُلْمَةِ

القَدَحِ، وأن يُنْفَخَ في الشراب". قلت: خرج الأستاذ الدوسري هذا الحديث ثم ذكر أن النهي عن النفخ في الشراب ثابت، ثم قال: "وأما النهي عن الشراب من ثلمة القدح فلم أر له شاهدًا مرفوعًا". قلت: وجدت له شاهدًا مرفوعًا. أخرجه الطبراني في "الأوسط" -كما في "مجمع البحرين (7/ 108) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال: "نُهيَ أن يُشرب من كسرِ القدحِ". وتابعه عبد الرحمن بن مهدي فرواه عن ابن المبارك به. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 38). وهو حديث صحيح. وانظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6/ 2689).

كتاب الطب

[كتاب الطِّبِّ] [161] قال تمام (3/ رقم: 1022/ ص 243): - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حَذلم: نا عبد الله بن الحسين المصّيصيّ: نا زكريّا بن يحيى الواسطي: نا بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، قال: أخبرني عبد العزيز بن عمر عن نافع. عن ابن عمر، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتجمُ هذا الحَجْمَ في مُقدَّمِ رأسه، ويُسمّيه: "أمَّ مُغيث". قال الدوسري: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 214/ أ). والخطيب في "التاريخ" (13/ 95) من طريق زكريا الواسطي -ولقبه: (رَحْمُويه) - به. قال الطبراني: لم يروه عن نافع إلا عبد العزيز، ولا عنه إلا بشر، تفرّد به رَحْمُويه. وإسناده ضعيف: بشر ذكره ابن حبّان في "الثقات" (8/ 138). وبيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (2/ 361) ففيه جهالةٌ." انتهى. قلت: وعلى كلام الأستاذ ملاحظتان: الأولى: قوله: ". . .زكريا الواسطي ولقبه: (رَحْمُويه). . .". كذا وقع عنده (رحمويه) بالراء، وتكرر عنده مرتين. والصواب أنه (زحمويه) بالزاي، كما في "الثقات" (8/ 253) والجرح والتعديل (3/ 601) و"الإكمال" (4/ 179) لابن ماكولا، و"توضيح المشتبه" (4/ 152) و"تبصير المنتبه" (2/ 595). الثانية: تضعيفه الإسناد ببشر بن عبد الله.

وبشر هذا روى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات" فمثله يحسن حديثه. والأخ الدوسري نفسه قال في "نقد القطعة المنشورة من كتاب تهذيب الآثار للطبري" المطبوع ضمن مجلة "المشكاة" (م 2، ج 1، ص 232) -في أثناء رده على الأستاذ علي رضا-: "وإنما حسنت إسناد أثر ابن مسعود لأن سليمًا هذا تابعي. . .وقد روى عنه جماعة وذكره ابن حبان في "ثقاته" فمثله يحسن حديثه". أهـ. فيقال في بشر ما يقال في سليم، والحديث حسنه العلامة الألباني -رحمه الله- في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2/ 381). ... [162] وقال الدوسري (3/ ص 245): "سعيد بن أبي سعيد مولى المهري لم أقف على ترجمته". قلت: ترجم له كل من: الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" (3/ 474) والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/ 1246) وابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (5/ 369) وابن حجر العسقلاني في "تبصير المنتبه" (2/ 791) ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [163] قال تمام (3/ رقم: 1031/ ص 252): "أخبرنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن يحى الدَّيْنَوَري، ومحمد بن هارون ابن شعيب، قالا: نا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي: نا يحيى

ابن داود: نا إبراهيم بن يزيد: نا رَقَبةُ بن مَصْقَلة عن رجاء بن حَيْوةَ عن أمِّ الدرداء. عن أبي الدرداء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "لنْ يَلِجَ الدَّرجات العُلى منْ تَكَهَّنَ أو تُكُهنَّ له، أو رجعَ من سَفَرٍ تَطَيُّرًا". قال الدوسري: "أخرجه الطبراني في "الكبير" عن محمد بن عبد الله الحضرمي به إلا أنه قال: (عن رقبة عن عبد الله بن عمير عن رجاء بن حيوة). كذا في هامش (ظ). انتهى. قلت: كذا نقله الأخ الدوسري من هامش (الظاهرية) بينما نقله الشيخ الألباني في "الصحيحة" (5/ 193) فقال: "وكتب ابن المحب على هامش "الفوائد" ما نصه: رواه الطبراني. . . وفيه: (عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة). فوجه الاختلاف بين ما نقله الإمام الألباني، وبين ما نقله الأخ الدوسري، أن الأخير جعله (عن عبد الله بن عمير عن رجاء) أما الشيخ الألباني فجعله (عن عبد الملك بن عمير عن رجاء). والذي يظهر لي صحة ما نقله الشيخ الألباني رحمه الله فإن الحديث أخرجه البيهقي في "الشعب" (2/ 64) وفيه (عن عبد الملك بن عمير عن رجاء).

كتاب اللباس والزينة

[كتاب الِّلبَاسِ والزِّينة] [164] وقال (3/ ص 259) -في الهامش-: "وقع عند ابن الدنيا في "الشكر" (عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن هاشم عن قتادة) فسمّى الراوي عن قتادة هاشمًا، والظاهر أنه تحريف. . ." إلخ. قلت: بل هو جزمًا تحريف. فقد عزاه الشيخ أحمد الغماري في "المداوي" (5/ 89 - 90) إلى ابن أبي الدنيا في "الشكر" وعنده: "عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن همام به". وهذا هو الصحيح، والذي جاء في مطبوعة "الشكر" إنما هو من تحريفات الطابع. وهو مذكور في فهرسة "الشكر" على الصواب وذلك في الإحالة إليه. وقول الدوسري: "فلم يذكر المزي في "التهذيب" (2/ 1121) في الرواة عن قتادة، ولا في مشايخ أبي سعيد (2/ 798) من اسمه هاشم" أهـ. فهذا الكلام لا داعي له بعدما تبين الصوات والإمام المزي لم يحصر جميع شيوخ الراوي وتلاميذه فتنبّه! ... [165] قال تمام الرازي (3/ رقم: 1052/ ص 276 - 277): "أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ابن حنبل، قال: حدثني أبي: نا حماد بن خالد الخياط: نا مالك بن أنس، نا زياد بن سعد عن الزهري. عن أنس قال: سدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناصيته ما شاء الله أن يسدل ثم فرق

بعد". قال الدوسري -في الحاشية-: "أخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 321) من طريق أحمد لكن السند عنده هكذا: (عن مالك بن أنس عن الزهري) ولم يذكر زيادًا ولا أنسًا! وأظن ذلك من تحريفات الطابع" انتهى قلت: ليس الأمر كما ظنّه الأستاذ الدوسري وسقوط زياد بن سعد إنما هو من قِبَل الرواة وليس من الطابع. فقد قال الإمام إبن عبد البر في "التمهيد" (6/ 70): "ورواه إسحاق بن داود (وهي رواية الطحاوي) عن أحمد بن حنبل، عن حماد بن خالد، عن مالك عن الزهري، عن أنس - لم يذكر زياد بن سعد فأخطا فيه أيضًا" انتهى كلامه. وقد طبع كتاب "مشكل الآثار" بتحقيق الشيخ شعيب الأرنؤوط، وليس فيه (8/ 434) ذكر لزياد بن سعد. وقد بينت ذلك في تحقيقي لـ"العشرة من مرويات صالح ابن الإمام أحمد" (رقم: 1) للإمام يوسف بن عبد الهادي.

كتاب الأدب

[كتاب الأدب] [166] وقال الدوسري (3/ ص 295): "وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 141/ أ) والحاكم (1/ 60) من طريق إبراهيم بن المستمر العُروقي عن حَبّان بن هلال عن حماد بن سلمة عن بُديل عن عطاء عن أبي هريرة، ولفظه: "إنّ الله ليبلّغ العبدَ بحُسْن خلقه درجةَ الصوم والصلاة". قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وسكت عليه الذهبي. وإسناده حسن. أهـ. قلت: ليس الحديث على شرط مسلم كما قال الحاكم، فإن إبراهيم بن المستمر العروقي لم يخرج له الإمام مسلم شيئًا. وقد انسحب هذا الخطأ على الأخ الدوسري ولذلك لم ينبّه عليه. ... [167] وقال الدوسري (3/ ص 300): "وأمّا حديث أنس: فأخرجه ابن النجّار في "تاريخه" -كما في "اللآلىء" (1/ 119) - من طريق عامر بن محمد بن المعتمر الجُشَمي عن محمد بن بشر بن المزلق عن أبيه عن جدّه عن ثابت البناني عنه مرفوعًا: "من حسّن الله خَلْقه، وحسّن خُلُقَه، ورزقه الإسلام أدخله الجنة". ومَن دونَ ثابت لا يُعرفون." انتهى قلتا: أما أبو بشر فهو بكر بن الحكم المزلق التميمي اليربوعي. له ترجمة في "تاريخ البخاري" (2/ 1/ 88) و"الجرح والتعديل"

(1/ 1/ 383) و"تهذيب الكمال" (4/ 204) و"تهذيبه" (1/ 480). وأما ابنه وهو بشر بن بكر فله ترجمة في "ميزان الإعتدال" (1/ 314). ... [168] وقال الدوسري (3/ ص 301): "وأمّا حديث الحسن: فأخرجه الخطيب في "التاريخ" (12/ 287 - 288) من طريق أحمد بن الحصين قال: حدثنا رجل من أهل خُراسان عن محمد بن عبد الله العَقيلي عنه مرفوعًا: "ما حسّن الله خَلقَ أحد ولا خُلُقَه إلا استحيا أن تطعم النارُ لحمَه". انتهى. قلت: لقد تصرف الأخ الفاضل في لفظ الحديث فرواية الخطيب هكذا: "ما حسن الله خَلقَ عبد وخُلُقه. ." وليس (خَلقَ أحد ولا خلقه) كما قال الدوسري! وقد أشار السيوطي إلى رواية الخطيب هذه في "اللآلىء" (1/ 110) كما هي في "التاريخ" (12/ 287 - 288). فتصرفك في لفظ الحديث لا ينبغي أبدًا. والله المستعان. ... [169] وقال الدوسري (3/ ص 307): "وأمّا حديث ابن عمر: فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب من المسند" (رقم: 799) والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" -كما في "المطالب العالية" (ق 87/ أ) كلاهما عن داود ابن المُحبَّر عن سُكين بن أبي سراج عن عبد الله بن دينار عنه مرفوعًا: "سوء الخلق. . . إلخ".

وإسناده تالف: داود بن المُحبَّر صاحب كتاب "العقل" الذي أودع فيه من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الكثير. وقد كذّبه أحمد وصالح جزرة، واتّهمه بالوضع ابن حبّان والحاكم. وشيخه سُكين قال ابن حبّان: يروي الموضوعات. وقال ابن عدي: ليس بالمعروف. (اللسان: 3/ 56). وأعله البوصيري في "مختصر الإتحاف" (2/ ق 145) بضعف داود.". انتهى. قلت: أما داود بن المحبّر فقد توبع: تابعه محمد بن عرعرة بن البرند -وهو ثقة كما في "التقريب"- فرواه عن سكين بن أبي سراج به. أخرجه الدامغاني في "الأحاديث والحكايات" (1/ 110/ 1) كما في "الضعيفة" (8/ 3709) فلا تعلّ الرواية إلا بسكين بن أبي سراج، والله أعلم. ... [170] قال تمام (3/ رقم: 1081/ ص 312 - 313): - أخبرنا عبد الجبار بن عبد الصمد بن إسماعيل بن علي: نا أحمد بن أبي عبد الملك محمد بن عبد الواحد الحمصي: نا أيّوب بن محمد الوزاّن: نا الوليد ابن الوليد، قال: حدّثني ثابت بن يزيد عن الأوزاعي عن الزُّهريّ عن عروة، قال: سمعت عائشة تقول: كان نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مكارمُ الأخلاق عَشَرةٌ، تكونُ في الرجل ولا وتكونُ في ابنه، وتكونُ في الابن ولا تكون في أبيه، وتكون في العبد ولا تكون في سيّده، يقسمها اللهُ -عز وجلّ- لمن أراد به السعادةَ:

صدقُ الحديث، وصدقُ البأس، وحفظُ اللسان، وإعطاءُ السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداَءُ الأمانة، وصلةُ الَرَّحم، والتذمُّمُ للجِار، والتذمُّمُ للصاحبِ، وإقراءُ الضيف، ورأسهنّ: الحَياءُ". قال الدوسري: وقال البيهقي: "قد رُوي ذلك بإسناد آخرَ ضعيف موقوفًا على عائشة". ثم ساق سنده إلى إسماعيل بن عيّاش عن يزيد بن أبي منصور عن عائشة فذكره موقوفًا. وإسماعيل ضعيف في روايته عن الحجازين والعراقين، وشيخه بصري. وتابعه عند الخرائطي في "المكارم" (ص 41، 45، 53) عبد الرحمن بن زياد ابن أنْعُم، وهو ضعيف في حفظه كما في "التقريب". انتهى. قلت: وقع عند الأخ الدوسري سقط، مما أدى به إلى الخلط في الروايات. فقوله: "ثم ساق سنده إلى إسماعيل بن عياش عن يزيد بن أبي منصور". والصواب الذي جاء في "الشعب" (6/ 138 - ط العلمية) - "عن إسماعيل ابن عياش، عن الإفريقي، عن يزيد بن أبي منصور". فسقط عنده الإفريقي -وهو: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم- فقول الدوسري: "وتابعه عند الخرائطي: عبد الرحمن بن زياد بن أنعم" هو خطأ آخر، فإن إسماعيل بن عياش يرويه عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وليس هو متابعًا له. كما قال الأستاذ، والله الموفق. ... [171] وقال الدوسري (3/ ص 318): "4 - وأما حديث عبادة:

فأخرجه أحمد وابنه عبد الله (5/ 323) والطحاوي في "المشكل" (2/ 133) والحاكم (1/ 122) من طريق ابن وهب عن مالك بن الخير الزّيادي عن أبي قَبيل المَعافِريّ -وهو حُيي بن هانئ- عنه مرفوعًا. وعزاه الهيثمي (8/ 14) إلى الطبراني، وقال: "إسناده حسن". أهـ. مالك لم يوثقه غير ابن حبّان -كما في "التعجيل" (ص 385) -والحاكم- بعد روايته للحديث-. وقال ابن القطّان: لم تثبت عدالته. قال الذهبي في "الميزان" (3/ 426): "يريد أنّه ما نصّ أحدٌ على أنّه ثقةٌ. وفي رواة الصحيحين عددٌ كثير ما علمنا أنّ أحدًا نصّ على توثيقهم. والجمهور على: أنّ من كان من المشايخ، قد روى عنه جماعة، ولم يأت بما يُنكر عليه أن حديثه صحيح. . . إلخ. قلت: لم يتفرد به مالك بن الخير الزيادي، فقد تابعه عبد الله بن لهيعة فرواه عن أبي قبيل به. أخرجه الطبراني في "مكارم الأخلاق" -كما في "المداوي" (5/ 387) - قال: حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا ابن لهيعة به. وعبد الله بن صالح وابن لهيعة لا بأس بهما في المتابعات، لأن ضعفهما من جهة الحفظ. فإذا ضُمَّ هذا الطريق إلى الطريق السابق صار الحديث حسنًا لغيره إن شاء الله. فقول الأستاذ الدوسري في نهاية التخريج: "ويظهر مما تقدم أن الحديث ثابت من رواية ابن عمرو، وأبي هريرة، وأبي أمامة فقط" أهـ غير صواب.

فحديث عبادة بن الصامت لا شك أنه ثابت فليستدرك به على الأستاذ الفاضل والله تعالى أعلم. ... [172] قال الدوسري (3/ ص 329): "قلت: أما البخاري فقد قال في "تاريخه" (4/ 220): "لا يصح عن علي ابن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أقول: عبارة البخاري في التاريخ هكذا: "لا يصح إلا عن علي ابن الحسين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فسقط عند الدوسري (إلا) فتغير المعنى. ... [173] وقال الدوسري (3/ ص 350): "وله طريق آخر: أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 171) من طريق سليمان بن عمر بن سيّار الرّقيّ عن أبيه عن ابن أخي الزهري عن الزهري عن أنس مرفوعًا: "من سرّة أن ينجو. . .". قال العقيلي: وهذا الحديث إنّما يعرف بالوقاصي، ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، وقد حدّث عمر بن سيّار هذا عن ابن أخي الزهوي بما لا يُعرف عنه ولا يُتابعُ عليه". أهـ. وابنه سليمان لم أقف على ترجمة له" انتهى. قلت: أما ابنه سليمان بن عمر بن سيار فإنه مجهول كما يفهم من كلام الإمام البيهقي، وإليك البيان. فقد روى الدارقطني في "سننه" (1/ 135) حديثًا غير هذا ولكنه من طريق

سليمان بن عمر بن سيار، عن أبيه عن ابن أخي الزهري. . .إلخ. فقال البيهقي في "الخلافيات" (2/ 178) -وقد أخرجه من طريق الدارقطني-: "رواة هذا الحديث مجهولون" انتهى. وقد تعقّب البيهقي بأنهم معروفون سوى سليمان بن عمر بن سيار فهو مجهول. انظر التعليق على "الخلافيات" (2/ 178 - 179) والتعليق على "مختصره" (1/ 253). ... [174] وقال الدوسري (3/ ص 353) في حديث أبي هريرة مرفوعًا: من وقاه الله -عز وجل- شر ما بين لحييه وما بين رجليه وجبت له الجنة". "أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (688) والحاكم (4/ 357) - وصححه وسكت عليه الذهبي - من طريق أبي واقد صالح بن محمد الليثي عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان به" انتهى. قلت: وقع في الإسناد سقط. فعند الحاكم وابن أبي الدنيا: "من طريق أبي واقد صالح بن محمد عن إسحاق مولى زائدة عن محمد بن عبد الرحمن. . ." إلخ. ... [175] أخرج تمام (3/ رقم 1124 - ص 361) من طريق سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه عن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ويلٌ للذي يُحدّثُ فيكذبُ ليُضحكَ به القومَ، ويلٌ له، ويلٌ له". قال الدوسري:

"وأخرجه الخرائطي في "المساوئ (128) والطبراني (19/ 403) والبيهقي (10/ 196) من طريق محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري به. ووقع عند الخرائطي: (الفراء: ثنا الثوري) وأظنه تحريفًا." أهـ. قلت: بل هو جزمًا تحريف. فقد طبع كتاب "المساوئ" بتحقيق الشلبي وذكر الحديث برقم (129) وفيه: (الفريابي) على الصواب، وكما هو في المصادر الأخرى. والله الموفق. ... [176] وقال الدوسري (3/ ص 362) في شيخ تمام الرازي، أحمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي: "لم أعثر على ترجمة له". قلت: له ترجمة في "تاريخ دمشق"- كما في مختصره (3/ 24). وقد سبقت الإشارة إلى ترجمته في المقدمة عند الكلام على شيوخ الحافظ تمام الرازي. ... [177] وقال الدوسري (3/ ص 372): "وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (615) عن شيخه حمدون بن سعيد عن النضر بن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عيسى عن أبيه أبي ليلى مرسلًا". قلت: كذا وقع عند الأخ الدوسري (عن ابن أبي ليلى عن أخيه عن عيسى). والصواب: عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى. انظر كتاب "الصمت" (615) بتحقيق الحويني.

[178] وقال الدوسري (3/ ص 375): "أخرج الطبراني في "الصغير" (2/ 103) عن شيخه محمد بن الحسن بن هُدَيم الكوفي. ." إلخ. قلت: كذا وقع عند الأخ الدوسري (ابن هُدَيم) وتكرر عنده وهو تحريف. والصواب: هو (ابن هُرَيم) بالراء، كما في "المعجم الصغير" و"مجمع البحرين" (5/ 318 - ط الرشد). والله الموفق. ... [179] وقال الدوسري (3/ ص 383): "عيسى بن سليمان لم أعثر على ترجمته". قلت: وقفت على ترجمته. قال أبو حاتم الرازي -كما في الجرح والتعديل (6/ 278) -: "شيخ حمصي يدل حديثه على الصدق". وقال الطبراني في "المعجم الصغير" (رقم: 212) "ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 494). ... [180] وقال الدوسري (3/ ص 384): "عثمان بن اليمان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "ربما أخطأ" انتهى. قلت: أما عثمان بن اليمان فقد قال عنه الإمام أبو زرعة الرازي: "شيخ في حديثه مناكير". انظر: "أسئلة البرذعي لأبي زرعة" (2/ 527) وكلام أبي زرعة هذا مما فات

الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (7/ 160) فلم يذكر فيه إلا قول ابن حبان -الذي نقله الأخ الدوسري -، وقد قال في "التقريب" "مقبول"! والصحيح ما قاله أبو زرعة، والله الموفق. ... [181] قال الدوسري (3/ ص 384): "أخرج البزار (كشف 2102) من طريق أبي عاصم (في الأصل: عامر. تحريف) عن زمعة عن الزهري عن عروة به (¬1). . .". قلت: الصواب هو ما في الأصل، وتصويب الدوسري خطأ. وهو أبو عامر واسمه عبد الملك بن عمرو العقدي، وقد ذكر الإمام المزّي في "تهذيب الكمال" (18/ 364 - 365) في ترجمته من جملة شيوخه: زمعة بن صالح. ويؤيد ما ذكرته أن الحديث أخرجه أبو سعد محمد بن أحمد بن زيد في "جزء من مسموعاته" كما. في "التدوين" (2/ 356) من طريق أبي عامر العقدي (¬2): ثنا زمعة بن صالح (¬3) عن الزهري عن عروة به. ... [182] قال تمام (3/ رقم: 1155/ ص 384): - أخبرنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد: نا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن بُهْلول الحلبي: نا أبي: محمد بن أبي أسامة: نا أبو سعد عمر بن حفص الأنصاري عن سعد بن عمارة البَجَلي عن هشام بن عروة عن ¬

_ (¬1) وتبعه على هذا الوهم الثميخ الفَاضل مَشْهُور حَسَن سَلْمان في تحقيقه لكتاب "المُجالسة" (8/ 148). (¬2) وقع في التدوين "الفقدي" وهو تحريف. (¬3) وقع في التدوين "ربيعة بن صالح" وهو أيضًا تحريف.

أبيه. عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " [إنّ] من الشعر حكمةً، وإنّ من البيان سحرًا". قال الدوسري: "ومن دُونَ هشام غير شيخ تمام لم أعثر على تراجمهم" انتهى. قلت: قد عثرت على ترجمة أحدهم وهو عبد الله بن محمد بن بهلول الحلبي فقد ترجم له الإمام ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/ 168) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ... [183] وقال الدوسري (3/ ص 390): "والآخر: أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 99) من طريق بقية بن الوليد قال: حدثني ثور بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عنه [يعني: ابن عمر] وإسناده قوي" انتهى. قلت: وقع في الإسناد تحريف. فليس هو عن ثور بن عبد الرحمن بن جبير، وإنما هو عن ثور (عن) عبد الرحمن بن جبير. وثور هذا هو ابن يزيد الحمصي ثقة ثبت كما في "التقريب". ... [184] وقال الدوسري (3/ ص 395) عن خالد بن وضّاح: "لم أعثر على ترجمة له".

قلت: هو واهٍ كما قال الإمام الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" (748). ... [185] قال تمام (3/ رقم: 1173/ ص 398): "أخبرنا أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النَّصيبي -قراءةً عليه-: نا محمد بن خالد الراسبيّ بالبصرة: نا محمد بن فراس -يعني: الصيرفي-: نا ابن أبي الوزير: نا موسى بن عبد الملك بن عُمير عن أبيه عن شيبة الحجبي. عن عمّه، قال: "ثلاثٌ يُصفِين لك وُد أخيك: تُسلِّم عليه إذا لَقِيته، وتُوسِّعُ له في المجلس، وتدعوه بأحبِّ الأسماء". قلت: كذا وقع في الرواية عند الأخ الدوسري (عن شيبة الحجبي عن عمه -يعني عثمان بن طلحة الحجبي- موقوفًا عليه). وقد وقع في الإسناد سقط والصواب هو قول الحجبي (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -). فالحديث مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لا موقوف على عثمان الحجبي. وانظر "مخطوطة الظاهرية" (ج 7/ ق 2/ ب) و (1/ رقم: 375 - ط حمدي) و (1/ 375 - ط عبد الغني التميمي) و"مخطوطة تشسشربتي" (ق 28/ ب). وقد وقع الأخ الدوسري في خطأ ثان وهو قوله في نهاية التخريج: "ورُوي موقوفًا عن عمر - رضي الله عنه -: أخرجه البيهقي في "الشعب" (6/ 431) من طريق جعفر بن عون عن موسى عن يعقوب بن زيد عنه. وإسناده ضعيف منقطع: موسى هو ابن عبيدة ضعيف كما في "التقريب" ويعقوب بن زيد من صغار التابعين لم يدرك عمر" انتهى. قلت: قد وقفت على ثلاثة طرق -غير الطريق الذي ذكره الأخ الدوسري-

عن عمر بن الخطاب موقوفًا عليه أيضًا. الأول: من طريق إسماعيل بن عمرو، عن شريك، عن المُحَجَّل البكري، عن الحسن عن عمر بن الخطاب. أخرجه أبو الشيخ في "الفوائد" (رقم: 13 - ط الحلبي). والحسن هو البصري ثقة إلا أنه مدلس ولم يدرك عمر بن الخطاب. وإسماعيل وشريك، ضعيفان. الثاني: من طريق ليث، عن مجاهد قال: قال عمر، فذكره. أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة" (17) -كما في "الضعيفة" (7/ 448) -. والليث، هو ابن أبي سليم ضعيف مختلط، ومجاهد لم يدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. الثالث: من طريق هشام بن عمار، نا شهاب بن خراش، عن عمه وغيره عن عمر. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/ 69/ 2) -كما في الضعيفة" (7/ 448) - وهشام بن عمار صدوق كبر فصار يتلقن، وعم شهاب هو العوام أبن حوشب ثقة لكنه لم يدرك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. فباجتماع هذه الطرق الأربعة يصير هذا الأثر حسنًا لغيره إن شاء الله تعالى. والله الموفق. ... [186] قال تمام (3/ رقم: 1195/ ص 418): - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلان الحرّاني، قال: نا الحسن بن

محمد بن أبي مَعْشَر: نا محمد بن العلاء: نا سُوَيْد بن عَمرو الكلبي: نا حمّاد ابن سلمة عن أيّوب عن محمد بن سيرين. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأبغضْ بغيضك هونًا ما عسَى أن يكون حبيبَك يومًا ما". ورواه الأعرج عن أبي هريرة. قال الأخ الدوسري -في نهاية التخريج-: "ورواية الأعرج عن أبي هريرة التي ذكرها تمّام لم أقف عليها، ولم يذكرها الدارقطني -على استقصائه- في "علله" (4/ 33/ 34). أهـ. قلت: قد وقفت على هذه الرواية -بحمد الله- فقد أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4/ 3419 - ط المعارف) من طريق عباد بن كثير، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به. وعباد بن كثير هو الثقفي البصري متروك قال أحمد: روى أحاديث كذب. كذا في "التقريب". ... [187] وقال الدوسري (3/ ص 431) في حديث حبيب بن مسلمة مرفوعًا: "زر غبّا تزدد حُبّا". قال: وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/ 25 - 26) و"الأوسط" (مجمع البحرين) و"الصغير" (1/ 107) و. . .من طريق أزهر به. قال الطبراني: لا يروى عن حبيب إلا بهذا الإسناد، تفرد به مسلمة. انتهى. قلت: أخطأ الأستاذ الدوسري في نقل كلام الطبراني، فإن الطبراني قال:

في "الأوسط": ". . .تفرد به أزهر" وليس مسلمة كما قال الدوسري غفر الله له ولا أدري من جاء به؟!. ... [188] قال الدوسري (3/ 436): "في التعليق على الحديث السابق". "وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 341) من رواية بقيّة عن عبد الله بن سالم عن ابن جريج به، ونقل عن أبيه أنه قال: "هذا حديث منكر، إنما يرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" أهـ. أقول: وقع في كتاب "العلل" سقط، وقد انطَلَى هذا السقط على الأخ جاسم الدّوسري. فالصواب قوله: "هذا حديث منكر، إنما يرويه طلحة بن عمرو عن عطاء عن [أبي هريرة] عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" (1) أهـ. وهو بإثبات أبي هريرة في الإسناد. ... [189] أخرج تمام (3/ رقم: 1108/ ص 345) من طريق داود بن أبي هند عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا: إن كان مظلومًا فخذ له بحقه، وإن كان ظالمًا فأحذه (¬1) عن الظلم، فإن ذلك له نصرة". قال الأخ الدوسري -في الهامش-: " (1) كذا بالأصول بالحاء المهملة" انتهى. ¬

_ (¬1) وراجع تحقيق عبد الله بن يوسف الجُديع لكتاب "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عاليًا" (ص 30) للأصبهاني.

قلت: كذا وقع عند الأخ الدوسري (فأحذه) بالذال المعجمة وهو خطأ. والصواب (فَأحدْه) بالدال المهملة، كما جاء في "الفوائد" (2/ 1179 - بتحقيق حمدي) ومخطوطة تشسشربتي (ق 82/ ب). وبالتالي فلا إشكال في معنى الحديث، والله الموفق. ... [190] قال تمام (3/ رقم: 1210/ ص 441): - أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عَلان الحرّاني: نا أحمد بن علي بن المُثنَى: نا جُبَارة بن المُغَلس: نا حمّاد بن زيد: نا إسحاق بن سُويد العَدَوي عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عمر. عن عُمر أن رجلًا نادى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ثلاثًا، كلُّ ذلك يردُّ عليه: "لبّيكَ! لبّيكَ! ". قال الدوسري: "إسناده ضعيف من أجل جبارة، فإنه ضعيف كما في "التقريب" أهـ. قلت: لم يخرج الأخ الدوسري هذا الحديث لأنه لم يقف عليه، وقد وجدته: أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (رقم: 191 - ط بشير محمد) عن أبي يعلى عن جبارة بن المغلّس به. ... [191] قال تمام (3/ رقم: 1221/ ص 452): "أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا محمد بن يونس بن موسى القرشي البغدادي: نا حُميد بن أبي زياد الصائغ: نا شعبة عن عُمارة بن أبي حفصة عن

عِكرمة. عن أبي هريرة، قال: كان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا عطسَ غطى وجهَه بثوِبه، ووَضَع كَفَّيه على حاجبيه. قال الدوسري: "وأخرج أحمد (2/ 439) وأبو داود (5029) والترمذي (2745) -وقال: حسن صحيح- وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (265) والحاكم (4/ 293) - وصحّحه وسكت عليه الذهبي - والبيهقي في "الآداب" (350) و"الشعب" (7/ 31 - 32) والبغوي في "شرح السنّة" (12/ 314) من طريق محمد بن عجلان عن سُمَيّ عن أبي صالح عن أبي هريرة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس غطّى وجهَه بيده أو بثوبه، وغضَّ بها صوتَه. وإسناده حسن من أجل ابن عجلان. قلت: ولكن هذه الرواية معلولة. وقد أعلّها الإمام البخاري في "الكنى" (رقم: 51) حيث قال: "قال ابن المبارك عن سفيان عن سمي عن أبي بكر بن عبد الرحمن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس خمر وجهه. وقال يحيى القطان والليث عن ابن عجلان عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والأول أشبه" أهـ. قلت: محمد بن عجلان فيه كلام من جهة حفظه، وقد خالفه الإمام الثقة الثبت سفيان الثوري -كما قال البخاري- فروايته لا شك أنها أرجح من رواية ابن عجلان. ومع ذلك فهي مرسلة لأن أبا بكر بن عبد الرحمن من التابعين، والله الموفق.

[192] قال تمام (3/ رقم: 1222/ ص 453): "أخبرنا أبو الحسين إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن علي بن حَسنون: نا أبو المنذر محمد بن سفيان بن المنذر بالرّملة: نا إبراهيم بن خلف: نا عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن محمد عن حُميد. عن أنس أنّ رجلًا كَتَبَ بين يَدَيْ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسولُ الله: "ضَعِ القلمَ على أُذُنِك يكونُ أذكر لك". قال الدوسري: "وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 337) من طريق إبراهيم بن زكريّا: ثنى عثمان بن عمرو بن عثمان البصري عن أنس مرفوعًا. وإبراهيم بن زكريّا اثنان في طبقة واحدة، أحدهما عجْليٌّ، والآخر: واسطيٌّ. أما العجلي فقال أبو حاتم: حديثه منكر. وقال ابن عدي: حدّث بالبواطيل، وأما الواسطي فقال ابن حبان: يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة، وضعفه غيره. (اللسان: 1/ 58 - 61) والتابعي لم أعثر على ترجمة له" انتهى. قلت: أما إبراهيم بن زكريا فهو الواسطي وليس العجلي، والأستاذ الدوسري لم يميز من هو المَعْنيّ في الإسناد. والدليل على أنه الواسطي، أن الحديث أخرجه الديلمي -كما في اللآلئ (1/ 216) - من طريق إبراهيم بن محمد القرشي، عن إبراهيم بن زكريا الواسطي به. فذكره نسبته في الإسناد. وإبراهيم بن زكريا متروك منكر الحديث يدلس عن الكذابين إن لم يكن هو المتعمد كما قال ابن حبان، ويدل لذلك أنه رواه مرة أخرى فقال: عن عمرو

ابن الأزهر عن حميد عن أنس. كذلك أخرجه الديلمي (1/ 341، رقم 1087) فكأنه لما علم أن عمرو بن الأزهر متهم بالكذب دلسه فجعله عن عثمان بن عمرو ابن عثمان، واختلقه من عنده، فرجع الحديث إلى عمرو الوضاع (¬1). فقول الأستاذ الدوسري: "والتابعي لم أعثر على ترجمة له". قلت: ولن تعثر عليه، لأنه من اختلاقات إبراهيم بن زكريا الكذاب. ... [193] قال تمام (3/ رقم: 1223/ ص 454): "أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن هشام الكِنْدي ابن بنت عَدَبَّس: نا أبو زيد الحَوْطي: نا محمد بن مصعب: نا الأوزاعيُّ عنَ الزُّهريِّ عن أبي سلمة. عن عائشة أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اهتمَّ قَبَضَ على لحيتِه. قال الدوسري: في أثناء التخريج: "وإذا ما ضُمَّ إلى هذا الطريق طريق تمام والطريق الآتي عن أبي هريرة صار تصحيح الحديث مقبولًا، ولذا ينبغي أن يحوّل من "ضعيفة" الألباني إلى "صحيحته" انتهى. قلت: وهذا الحديث قد تراجع عنه الشيخ الألباني رحمه الله فذهب إلى تصحيحه، قال الشيخ الألباني في تعليقاتٍ له على "السلسلة الضعيفة" (¬2) ما نصه: "ثم وقفنا على طريق أخرى عن عائشة انظر "صحيح ابن حبان (6405 - ¬

_ (¬1) انظر "المداوي" (1/ 458). (¬2) وهذه التعليقات لم تطبع بعد-، وقد استنسخها أحد الإخوة من أحفاد الشيخ الألباني رحمه الله، وهي تعليقات يسيرة على "الصحيحة" و"الضعيفة".

الإحسان) (14/ 350 - تحقيق شعيب) فقد انتقدني ويبدو أنه محق" انتهى. ... [194] قال تمام (3/ رقم: 1231) / ص 460): "أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرعيُّ: نا محمد بن الخضر بن علي بن جعفر البزّاز بالرقَّة: نا إسماعيل بن عبد الله بن زُرَارة: نا حمّاد أبو بشر العَبْدي والأشعث بن سعيد عن عمرو بن دينار عن عروة بن الزبير. عن عائشة أنَّ رسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قَطْعِ السّدرِ، وقال: "مَنْ قطعَ سدرة صبّ اللهُ عليه العذاب صبًّا". قال الدوسري: "محمد بن الخضر لم أعثر على ترجمته" وقال أيضًا: وأخرجه الطحاوي في "المشكل" (4/ 117) والطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 149/ ب) والخطيب في "المُوضح" (1/ 38 - 39) من طريق مَليح بن وكيع بن الجرّاح عن أبيه عن محمد بن شَريك عن عمرو بن دينار عن عروة عن عائشة مرفوعًا: "إنّ الذين يقطعون السّدر يُصبُّون في النَّار على رؤوسهم صبًّا". ومَليح بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح" (8/ 367)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته" (9/ 195) وقال: مستقيم الحديث. أهـ فهو مستور الحال. فجزم الشيخ الألباني في "الصحيحة" (2/ 174 - 175) بأنه ثقة فيه تسامح لا يخفى" انتهى كلام الدوسري: قلت: وعلى كلام الأخ السابق بعض الملاحظات: الأولى: قوله عن محمد بن خضر لم أعثر على ترجمته.

قلت قد ترجم له الإمام القشيري في "تاريخ الرَّقَّة" (ص 183 - ط البشائر) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. الثانية: أنه وقع في الإسناد (عن محمد بن شريك عن عمرو بن دينار عن عروة) وقد وقع سقط في الإسناد، وإنما هو (عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عروة) فسقط ذكر عمرو بن أوس عند الأخ الدوسري. الثالثة: قوله عن مليح بأنه مستور الحال، وتخطئته للشيخ الألباني رحمه الله. والمخطىء حقيقة هو الأخ الدوسري وليس الشيخ الألباني. فقد ترجم لمليح بن وكيع الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات: 221 - 230 هـ) (ص 412) ونقل عن أبي حاتم الرازي قوله فيه: "صدوق". فهل يصح أن يقال فيمن هذه حاله "مستور الحال"؟! وهل الشيخ الألباني متسامح في توثيقه؟ ومن قوله الأقرب إلى الصواب في هذا الرجل؟ الجواب أدعه للقراء فلا أطيل.

الملاحظات على الجزء الرابع

كتاب البر والصلة

[كتاب البرِّ والصلة] [195] قال تمام (4/ رقم: 1254/ ص 23): - أخبرني أبو الحسن علي بن أبي طالب بن صبيح قراءة عليه: أنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي بمصر: نا سُوَيْد بن سعيد، قال: نا المُفضّل ابن عبد الله عن جابر بن يزيد عن عبد الرحمن بن الحارث المُرادي. عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:. . . فذكر حديثَ الغارِ بطوله. [قال أبو القاسم تمّام:] وقال غيره: (المُفضَّل بن صالح)، وهو: أبو جَميلة الأسدي، والله أعلم." انتهى. قلت: وقع سقط في كلام الحافظ تمام الرازي عند الأخ الدوسري، والصحيح في العبارة هو: قال أبو القاسم تمام: وقال غيره: "المفضل بن صالح"، وهو أبو جميلة الأسدي، وهو الصواب. والله أعلم. أهـ. فسقط من الكلام قوله: (وهو الصواب). انظر: مخطوطة الظاهرية (ج 7/ ق 70/ أ) و (1/ 397 - تحقيق حمدي) و (1/ 397 - تحقيق التميمي) و"تاريخ ابن عساكر" (43/ 3). فقول الأخ الدوسري: "وسويد ضعيف، وقد أخطأ في تسمية والد (المفضل) فسمّاه صالحًا، والصواب: عبد الله" أهـ خطأ منه وهو مخالف لقول الحافظ تمام وغيره. والصواب أن والد المفضل هو صالح وليس عبد الله، والذي يتبين لي أن كلام

الأخ الدوسري سبق قلم منه وذلك أنه أورد كلام ابن عدي في أن المفضل هو ابن صالح وأخطأ البعض عندما قال هو ابن عبد الله. ثم إن تخطئة الأستاذ الدوسري لسويد بن سعيد يدل على أن ما وقع له إنما هو سبق قلم. والله الموفق. ... [196] قال الدوسري (4/ ص 24) في التعليق على حديث الغار: "وأخرجه الطبراني من طريق جندان بن والق عن عمرو بن شمر عن جابر به. وابن شمر متروك رافضي. . .والراوي عنه لم أقف على ترجمته. وأخشى أن يكون اسمه مصحَّفًا" انتهى. قلت: نعم هو قد تصحف إلى (جندان) وصوابه: (جندل بن والق) وقد وقفت على ترجمته. ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 535) ونقل عن أبيه أنه قال فيه: "صدوق". وذكره ابن حبان في "الثقات" (8/ 167). وهو مترجم في: "تهذيب الكمال" (5/ 150) -وفروعه-. ... [197] قال تمام الرازي (4/ رقم: 1255/ ص 24 - 25): - أخبرنا أحمد بن سليمان بن حَذْلم قراءةً عليه: نا عبد الله بن الحسن المصِّيصيُّ: نا ابن أبي مريم: أنا ابن لَهِيعةَ عن يزيد بن عَمرو المَعَافري عن أبي مسلم القتْباني.

عن عُقْبة بن عامر الجُهَني عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وذَكَرَ حديثَ الغارِ إلَّا أَنَّه قال الثالثةَ: "قال: كنتُ في غنمٍ لي فحضرت الصلاةُ، فقمتُ أصلِّي، فجَاء الذئبُ فدخَلَ الغَنَم، فكرهتُ أن أقطعَ صلاتي، فَصبرتُ حتى فرغتُ منها. اللهمَّ إنْ كنت تعلمُ أنَّي فعلتُ ذلك ابتغاءَ رضاك فافْرجْ لنا". قال: فسمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يحكيها: "فقالت الصخرة: طاق! فخرجوا". قال الدوسري: "أخرجه الطبراني في "الدعاء" (195) من طريق سعيد بن أبي مريم به، ووقع عنده: (أبو سلمى القِتْباني). وأخرجه الروياني في "مسنده" (ق 59/ ب- 60/ب) , وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 174) من طريق ابن وهب عن ابن لَهيعة به، ووقع عند الروياني: (أبو أسلم القتْباني) وعند ابن أبي حاتم (ابن سلمان)! والقِتْباني هذا لم أقف على ترجمته، وقد اضطرب الرواة في تسميته. إلخ. قلت: كذا قال الأستاذ عفا الله عنا وعنه! والصواب هو: (أبو سلمى القتباني) كما عند الطبراني. وأما ما جاء عند الروياني: (أبو أسلم القتباني) فهو سبق قلم وهو مخالف لما في صدر الترجمة ففيها (أبو سلمى) انظر: "مسند الروياني" (1/ 196 - 197 - تحقيق أيمن). وأما ما جاء في "العلل" و"فوائد تمام" فهو خطأ بلا شك. وقول الدوسري: "والقتباني لم أقف على ترجمته" أهـ. قلت: قد وقفت عليها بفضل الله، فقد ترجم له ابن ماكولا في "الإكمال" (4/ 326) وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (5/ 143) ولم يذكرا فيه

جرحًا ولا تعديلًا. وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/ 504) من جملة ثقات التابعين من المصريين. والله الموفق. ... [198] قال الدوسري (4/ ص 28) في التعليق على الحديث السابق: "5 - عائشة: أخرج حديثها: العقيلي في "الضعفاء" (3/ 196 - 197) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 540 - 541) من طريق عمرو بن واقد عن عمر بن يزيد النصري عن الزهري عنها مرفوعًا". قلت: وقع سقط عن الأخ الدوسري. والصواب في الإسناد هكذا: ". . .عن الزهري عن عروة عنها -يعني عن عائشة- مرفوعًا". كما في المصدرين الذكورين. ... [199] قال تمام (4/ رقم: 1262/ ص 32 - 33): "أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد: نا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لهيعَة: نا أبو عُشَّانَة. عن عُقبة بن عامر أَنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَكْرهوا البناتِ، فإنّهنَّ المُؤنسَاتُ الغالياتُ". قال الدوسري: "أخرجه أحمد (4/ 151) والروياني (ق 54/ أ) والطبراني في "الكبير" (17/ 310) من طريق ابن لَهيعة به.

وإسناده ضعيف: ابن لَهيعة اختلط بعد احتراق كتبه. انتهى. قلت: إعلالك الحديث بابن لهيعة لا يسلّم لك به، فإن الراوي عنه في المصادر التي ذُكرت هو: قتيبة بن سعيد وحديثه عن ابن لهيعة صحيح. قال الذهبي في "السير" (8/ 17): "قال قتيبة: قال في أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح، فقلت: لأنّا كنا نكتب من كتاب ابن وهب، ثم نسمعه من ابن لهيعة" انتهى. فتبين من ذلك أن رواية قتيبة عن ابن لهيعة صحيحة مثل رواية العبادلة. وقد نبه على ذلك الشيخ الإمام شامة الشام ناصر الدين الألباني في "الصحيحة" (7/ 3206) وصحح هذا الحديث، والله أعلم. ... [200] قال تمام (4/ رقم 1264/ ص 34 - 35): - أخبرنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم القاضي قراءةً عليه: نا أبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد: نا آدم بن أبي إياس: نا وَرْقاء عن جابر عن الشَّعبيِّ، ووَرْقاء عن المغيرة عن الشَّعبيّ وورقاء عن حصين عن الشعبي، وشعبة عن مجالد عن الشعبي. عن النعمان بن بشير أنّه كان يقول: أراد أبي أن يَنْحَلَني شيئًا ويُشهدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنّي لا أشهدُ عليه إذا". ثمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعدلوا بين أولادكم في النُّحْلِ كما تحبّون أن يساووا بينكم في البرِّ". قال الدوسري -في نهاية تخريجه-: "أما رواية جابر -وهو ابن يزيد الجعفي المتروك المتهم- فلم أقف عليها عند غير تمام" انتهى. قلت: وقفت عليها بحمد الله تعالى.

فقد أخرجها الإمام الدارقطني في "سننه" (3/ 42). والحمد لله على توفيقه. ... [201] قال الدوسري (4/ ص 49): "وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 67/ ب) والخطيب (ص 37) من طريق الورّاق عن يحيى بن سعيد لكن قال: عن محمد بن إبراهيم عن عائشة مرفوعًا" انتهى. قلت: وقع سقط في الإسناد عند الأستاذ الدوسري. فعند الطبراني والخطيب: ". . .عن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن عائشة مرفوعًا". والله الموفق. ... [202] قال الدوسري (4/ ص 62) في حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من ستر أخاه المسلم. . ." الحديث. وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 18) وعنه البيهقي في "السنن" (6/ 27) من طريق معمر عن محمد بن واسع عن أبي صالح به. قال الحاكم: "لم يسمعه معمر من محمّد، ولا محمد من أبي صالح". أهـ. وفي رواية ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (26) لهذا الحديث: "عن محمد بن واسع: ذكر رجلٌ عن أبي صالح". انتهى. قلت: وفاتك أيها الأخ أن محمد بن واسع قد صرح باسم الرجل الذي أبهمه وهو: الأعمش. في رواية أخرى لهذا الحديث.

عند ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" أيضًا برقم (114). والله الموفق. ... [203] قال الدوسري (4/ ص 69): "ومن حديث معاذ: أخرجه ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 142 - 143) وابن عدي في "الكامل" (1/ 178) وأبو يعلى والعسكري وأبو سعد السمّان في "مشيخته" وأبو إسحاق المستملي في "معجمه" وابن النجّار -كما في "شرح الإحياء" (8/ 176) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (798، 799) والخطيب في "التاريخ" (5/ 181 - 182) - ومن طريقه وطريق ابن عدي: ابن الجوزي في "العلل" (856) - من طريق أحمد بن معدان عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عنه مرفوعًا بمثل حديث عائشة". قلت: أعل الأستاذ الدوسري هذا الإسناد بأحمد بن معدان فحسب. وفاته الانقطاع بين خالد بن معدان ومعاذ بن جبل. قال أبو حاتم- كما في "المراسيل" (ص 52) لابنه: "خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرسل لم يسمع منه وربما كان بينهما اثنان". ... [204] قال الدوسري (4/ ص 71) في حديث: "التمسوا الخير عند حسان الوجوه". "وأخرجه الخطيب (7/ 11) - ومن طريقه ابن الجوزي (2/ 159 - 160) - من طريق يحيى بن يزيد أبي زكريا الخوّاص عن مصعب بن سلام عن عبّاد

القرشي عن عمرو بن دينار عنه مرفوعًا. ومصعب قال ابن الجوزي: "ضعّفه ابن المديني ويحيى وأبو داود". أهـ. وقال العلامة المعلّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص 67): "وشيخه والراوي عنه لم أعرفهما". انتهى. قلت: هنا ملاحظتان: الأولى: أن الإمام الذهبي قال في يحيى بن يزيد: لا يعرف. فنقله عن المعلمي أنه قال: لم أعرفه. فيه قصور، فإن العزو للسابق أفضل من العزو للاحق خاصة وأن عبارة الذهبي قد تكون فيها إشارة إلى تجهيل يحيى ابن يزيد. والإمام المعلمي -رحمه الله- وإن كان ذهبي عصرنا فهو ليس كذهبي عصره. الثانية: أنه وقع في الإسناد: (عباد القرشي) وهو محرف، صوابه (عباس) وهو ابن عبد الله القرشي. فقد أخرج الحديث أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 214) من طريق مصعب بن سلام، عن العباس بن عبد الله القرشي، عن عمرو بن دينار ولكنه جعله من حديث جابر بن عبد الله. ... [205] قال تمام (4/ رقم: 1290/ ص 79 - 80): "أخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن فضالة: نا الربيع بن سليمان المرادي: نا أبو خازم عبد الغفار بن الحسن بن دينار، قال: أخبرني داود بن أبي هند عن أبي نَضْرة.

عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اطلبوا الفضلَ عند الرُّحماء تعيشوا في أكنافهم فإنّ فيهم رحمتي، ولاتطلبُوها من القاسيةِ قلوبُهم فإنّ فيهم سَخَطي". قال الدوسري -في نهاية تخريج حديث أبي سعيد-: "وذكر السيوطي في "اللآلىء" (2/ 77) أن عباد بن العوام -وهو ثقة- رواه عن داود كما في "تاريخ الحاكم"، لكنه لم يذكر سند الحاكم ليُحكم عليه" انتهى. قلت: وقفت على إسناد حديث عباد. أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" - كما في "الضعيفة" (4/ 85) - من طريق خلف بن يحيى، نا عباد بن العوام، عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة، عن أبي سعيد مرفوعًا. وخلف بن يحيى كذبه أبو حاتم.

كتاب التفسير

[كتاب التفسير] [206] قال تمام (4/ رقم: 1297/ ص 95): "أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حَيْش بن شيخ الفرغاني. . ." إلخ. قلت: كذا وقع عند الدوسري (حيش) بالمهملة وهو تصحيف، صوابه (جيش) بالمعجمة كما في (1/ 62 - ط حمدي) و (1/ 62 - تحقيق التميمي) وكما في ترجمته في "تاريخ دمشق" (34/ 262). ... [207] قال تمام (4/ رقم: 1309/ ص 104): "أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي: نا محمد بن الخَضر البزاز بالرّقَّة: نا إسحاق بن عبد الله البُوقي: نا شَريك عن عاصم بن بَهْدَلة عن أبي عبد الرحمَن السُّلَمي. عن عثمان بن عفّان - رضى الله عنه-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضلُكم من قَرأ القرآن وأقرأه". قال الدوسري: "إسحاق البوقي ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (1/ 484) وابن الأثير في "اللباب" (1/ 510) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا. وفي "معجم البلدان" لياقوت (1/ 510): "روى عنه هلال بن العلاء الرَّقي ومحمد بن الخَضِر مناكير. قاله أبو عبد الله بن مندة" أهـ. وهذه من فوائد "المعجم" النّفسية. والراوي عنه لم أعثر على ترجمة له. . ." إلخ.

قلت: وهنا ملاحظتان: الأولى: إعلاله الحديث بإسحاق البوقي ليس بصواب فإنه قد توبع: تابعه معاوية بن حفص الشعبي -وهو صدوق- فرواه عن شريك القاضي به. أخرجه أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن وتلاوته" (رقم: 88). ولكن في الإسناد محمد بن مصفي وهو يدلس تدليس التسوية ولم يصرح بالتحديث في جميع طبقات السند. الثانية: قوله في محمد بن الخضر الرقي: "لم أعثر على ترجمة له". قلت: وقفت على ترجمته في "تاريخ الرقة" (ص 183). للقشيري، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا". ... [208] قال تمام (4/ رقم: 1316/ ص 110): "حدثنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيّوب بن حذلم: نا أبو القاسم بَركَة ابن نَشيط (غثكل) الفرغاني: نا عثمان -وهو ابن أبي شيبة-: نا أبو خالد -يعني: الأحمر- عن الحسن بن عُبيد الله عن طلحة بن مُصرف عن عبد الرحمن ابن عَوْسَجة. عن البَرَاء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زيّنوا القرآنَ بأصواتكم". قال الدوسري -في أثناء تخريجه-: "كما توبع ابن عوسجه: تابعه. . . وعبد الرحمن بن أبي ليلى عند ابن الأعرابي في "معجمه" (ق 95/ أ) لكن في السند إليه: عبيد بن إسحاق العطار ضعفه ابن معين

والدارقطني، وقال البخاري: منكر الحديث وتركه النسائي والأزدي. (اللسان: 4/ 117) انتهى. قك: قصّر الأخ الدوسري في تعليله، فإن عبيد بن إسحاق مع ضعفه- قد خولف: خالفه جندل بن والق عند الحاكم (1/ 572) ومحمد بن بكار عند البغوي في "مسند ابن الجعد" (2168) والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/ 261) فروياه عن قيس بن الربيع، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء مرفوعًا. وجندل بن والق صدوق كما قال أبو حاتم الرازي (الجرح والتعديل: 2/ 535). ومحمد بن بكار هو الهاشمي ثقه كما في "التقريب". فتبين من ذلك أن رواية عبد الرحمن بن عوسجة هي الصواب. ... [209] قال تمام (4/ رقم: 1321/ ص 120 - 121): - أخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب [بن سليمان] بن محمد بن عبد الله بن حذلم الأسدي القاضي: نا أبو القاسم يزيد بن داود بن عبد الصمد: نا آدم بن أبي إياس: نا شَيْبان عن منصور عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة. عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جدالٌ في القرآن كفرٌ". قال الدوسري: "أخرجه أحمد (2/ 494) من طريق شَيْبان به، لكن قال: عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة. وأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 529) - ومن طريقة الآجري في "الشريعة"

(ص 67) والخطيب في "التاريخ" (4/ 81) - عن يحيى بن يعلى التيمي عن منصور به كرواية تمَّام. وأخرجه أحمد (2/ 258) من طريق آخر عن سعد عن سلمة به. وإسناده صحيح. وذكْرُ عمر بن أبي سلمة فيه من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، وقد أخرجه أحمد (2/ 478) والحاكم (2/ 223) والبيهقي في "الشعب" (2/ 416) من طريقين آخرين عن سعد بن إبراهيم عن عمر بن أبي سلمة به. وعمر ليس بالقوي." انتهى. قلت: وقع سقط في إسناد تمام الرازي، مما جعل الأخ الدوسري يبني على ذلك نتائج خاطئة. فعند تمام: ". . .نا آدم بن أبي إياس: نا شيبان، عن منصور، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة. . ." -وسقط منه ذكر عمر بن أبي سلمة بين سعد بن إبراهيم وأبي سلمة-. قال الشيخ مشهور حسن سلمان في تعليقه على كتاب "الإعتصام" (2/ 443 - 444). أخرجه الدارقطني في "العلل" (9/ 317) وأبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام وأهله" (2/ 4/ رقم 160 - تحقيق عبد الرحمن الشّبل) عن طاهر بن خالد، والهروي (2/ 5) عن موسى بن سهل الرملي، وابن عدي في "الكامل" (5/ 1699) عن ابن أبي قرصافة، والدينوري في "المجالسة" (8/ 3497) عن ابن دازيل أربعتهم قالوا: حدثنا آدم بن أبي إياس، به. وتابع آدم على ذكر عمر بن أبي سلمة عن أبيه فيه: حجاج، وعنه أحمد في "المسند" (2/ 494).

وهكذا رواه عن منصور: عمر بن أبي قيس، أخرجه من طريقه أبو إسماعيل الهروي في "ذم الكلام وأهله" (2/ 5)، وأفاده الدارقطني في العلل" (9/ 316). وخالف شيبان وابن أبي قيس: أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى؛ فرواه عن منصور عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأسقط (عمر بن أبي سلمة). أخرجه هكذا ابن أبي شيبة في "المصنف" (10/ 529) ومن طريقه الآجري في "الشريعة" (1/ 203) - وأبو يعلى في "المسند" (10/ 303) والخطيب في "تاريخه" (4/ 81). وأخطأ أبو المحياة في هذا الإسقاط. وتوبع منصور على ذكر عمر فيه، تابعه. * سفيان الثوري. أخرجه أحمد في "المسند" (2/ 478) - ومن طريقه الخلال في "السنة" (5/ 78/ رقم 663) - عن وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (2/ 7/ رقم 162) عن عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "الشعب" (2/ 416/ رقم 2256 - ط دار الكتب العلمية) عن محمد بن يوسف وأبي أحمد الزّبيري؛ جميعهم عنه، به. * ليث بن أبي سليم. واختلف عليه فيه؛ فرواه أبو كدينة يحيى بن المهلب عنه، وجوَّده. وأرسله معتمر والطفاوي (محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر) عن ليث؛ فقالا: عنه عن سعد عن عمر بن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال زهير وزائدة وجرير: عن ليث عن سعد عن أبي سلمة عن أبي هريرة، أفاده الدارقطني في "العلل"

(9/ 316 - 317). وقد صحح الدارقطني طريق عمر بن أبي سلمة دون سائر الطرق فقال: "والصحيح قول الثوري ومن تابعه" أهـ. وبالتالي، فليست رواية سفيان ومن تابعه من قبيل المزيد في متصل الأسانيد كما قال الدوسري!! ... [210] قال الدوسري (4/ ص 122) في التعليق على الحديث السابق: "ورُوي من حديث ابن عمرو، وأبيه، وأبي جُهيم، وزيد بن ثابت: فقد أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 528) ومن طريقه الآجري (ص 68) وابن بطَّة (793) من طريق موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن يزيد عن عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. وهذا إسنادٌ ضعيف: موسى ضعيف كما في "التقريب"، وعبد الرحمن بن ثوبان لم أعثر على ترجمته، وليس هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، فذاك متأخِّرٌ. وعزاه الهيثمي (1/ 157) للطبراني، وقال: "وفيه موسى بن عُبيدة، وهو ضعيف جدًّا". انتهى. قلت: نعم هو ليس بعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، وإن كان قد نص عليه عند الهروي في "ذم الكلام" (2/ 85 - 86)، بأنه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ولكن ذلك وهم من موسى بن عبيدة وهو ضعيف. والصواب أنه عبد الرحمن بن ثابت مولى عمرو بن العاص وكنيته أبو قيس وهو ثقة، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبيه عمرو بن العاص، فظنه موسى بن عبيدة بما أن اسمه عبد الرحمن بن ثابت هو ذاك الذي ينسب إلى جده

ابن ثوبان. والأمر خلاف ذلك، ولعل ثمة شيئًا يؤيد هذا الكلام وهو أن الإمام أحمد رحمه الله أخرج هذا الحديث في "مسنده" عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثابت، عن مولاه عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وذلك من طريقين: الأول: من طريق أبي سعيد مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، بنحوه (4/ 204). والثاني: من طريق أبي سلمة الخزاعي. كلاهما عن عبد الله بن جعفر -وهو المخزومي-، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثابت، بنحوه. وهذه الطريق الثانية في "مسنده" (4/ 205) من مسند عمرو بن العاص. وعبد الله بن جعفر المخزومي ليس به بأس كما في "التقريب" وباقي رجاله ثقات. فقول الأستاذ الدوسري: "وعبد الرحمن بن ثوبان لم أعثر على ترجمته" مبني على ما وقع في الإسناد من الوهم. وانظر كلام الأخ عبد الله بن محمد الأنصاري في تحقيقه لكتاب "ذم الكلام" (2/ 86) فقد استفدت هذا منه جزاه الله خيرًا. ... [211] قال تمام (4/ رقم: 1324) ص 124 - 125): "أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله جَبَلة المُضَريّ: نا صالح بن محمد الرَّازي ببغداد -يُعرف بـ"جَزَرَة [الحافظ]-: نا عفَّان بن مسلم: نا حمَّاد بن سلمة عن

قتادة عن الحسن. عن سَمُرة أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ القرآن أنزِل على ثلاثة أحرفٍ". قال الدوسري: "أخرجه أحمد (5/ 22) والبزَّار (كشف-2314) والطبراني في "الكبير" (7/ 249) من طريق عفَّان به. وقال البزَّار: "لا نعلم يروى هذا اللفظ إلَّا عن سَمُرة، ولا رواه عن قتادة إلَّا حمَّاد". قال الهثيمي (7/ 152): رجاله رجال الصحيح". أهـ. والحسن لم يسمع من سمرة سوى حديث العقيقة، فهو منقطع إذًا" انتهى. قلت: قصر الأخ الدوسري في تعليل هذا الحديث، فإن فيه علتين أيضًا: الأولى: عنعنة قتادة فإنه مدلس. الثانية: الاختلاف في لفظه على حماد بن سلمة، فقد رواه عنه عفان هكذا. وخالفه بهز بن أسد -وهو ثقة ثبت- فرواه عن حماد بن سلمة به، ولفظه: "نزل القرآن على سبعة أحرف". أخرجه الإمام أحمد (5/ 16). وهذا هو الصواب لموافقته لسائر أحاديث الباب كما قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في "الضعيفة" (6/ 533) فراجعه فإنه مهم. ... [212] قال تمام (4/ رقم: 1337/ ص 139 - 140): حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجَعْد الوشاء ببغداد: نا أبو مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم القَطِيعي: نا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري.

عن أبي موسى الأشعري، قال: قرأتُ عندَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54]، قال: "هم قومُك أهلُ اليمن" قال الدوسري: -في نهاية التخريج-: "وورد عن ابن عباس موقوفًا: أخرجه ابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" (2/ 70) - من طريق عبد الله بن الأجلح، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عنه قال: ناس من أهل اليمن، ثم من كندة من السكون. وإسناده حسن" انتهى. قلت: وقع الأستاذ في خطئين: الأول: أنه عيّن محمد بن عمرو بأنه ابن علقمة وليس كذلك، وقد تصرف في سياق إسناد ابن كثير فزاد فيه (ابن علقمة) وهذا ينافي الأمانة العلمية. واعلم أن محمد بن عمرو إنما هو الأسدي وليس ابن علقمة. ويدل على ذلك أمران. أحدهما: أن الأسدي قد ذكر في الرواة عن سالم، وفي شيوخ عبد الله بن الأجلح، بينما محمد بن عمرو بن علقمة لم يذكر إلا في شيوخ ابن الأجلح فقط. الآخر: قال البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 194): "محمد بن عمرو -أراه- الأسدي، عن سالم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ} قال: من اليمن. قاله الأشج، قال: حدثنا عبد الله بن الأجلح (¬1). قال أبو عبد الله -وهو ¬

_ (¬1) انظر: "جزء فيه من حديث الأشج" (رقم: 162) والتعليق عليه فقد استفدت هذا منه -جزاه الله خيرًا-.

البخاري- كان في كتابي الأسدي فلم يقله" انتهى. وقال أبو حاتم الرازي- كما في "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 33): "محمد ابن عمرو الأسدي عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير. . .فذكره. روى عنه عبد الله بن الأجلح" انتهى. وانظر أيضًا: "الثقات" لابن حبان (9/ 36). فتبين من ذلك أن محمد بن عمرو هو الأسدي بخلاف ما قاله الدوسري. الثاني: قول الدوسري: "وإسناده حسن" خطأ أيضًا وهو مبني على ما توهمه من أن محمد بن عمرو هو ابن علقمة الصدوق! وحيث تبين لك الصواب، فإن الأسدي ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكرا من الرواة عنه غير عبد الله بن الأجلح فهو مجهول. وتوثيق ابن حبان له لا شيء. فالإسناد ضعيف. والله الموفق. ... [213] وقال الدوسري (4/ ص 143): "وحاضر والراوي عنه لم أعثر على ترجمة لهما" أهـ. قك: أما حاضر بن المطهر فقد ترجم له ابن حبان في "ثقاته" (8/ 219) وقال: "يروي عن مجاعة بن الزبير العتكي روى عنه يحيى بن غيلان البغدادي". ... [214] قال تمام (4/ رقم: / 1461 ص 168): "أخبرنا أبو الحسين محمد بن همْيان: نا الحسن بن عَرَفَة: نا يحيى بن

عبد الملك بن أبي غَنيَّة عن أبيه. عن الحكم في قوله -عزّ وجلّ-: {لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ} [ق 32]، قال: هو الذّاكرُ ذنبَه في الخلاء. قال الدوسري: "شيخ تمام قال الكتاني: تكلموا فيه. (اللسان 5/ 416) انتهى. قلت: هنا ملاحظتان على الأستاذ. الأولى أنه لم يخرج هذا الأثر، وقد أخرجه الإمام ابن جرير في "تفسيره" (11/ 428 - ط العلمية) عن الحسن بن عرفة به ولفظه: "هو الذاكر الله في الخلاء". الثانية: قوله: "شيخ تمام تكلموا فيه". قلت: وهذا لا يضر إن شاء الله فإنه قد توبع من الإمام الثقة الثبت ابن جرير الطبري، والله الموفق. ... [215] قال تمام (4/ رقم: 1363/ ص 169): "أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد: نا القاسم بن زكريّا المُطرِّز، قال: حدّثني محمد بن حُميد: نا علي بن مجاهد وحكّام وهارون عن عَنْبَسة عن أبي هاشم الواسطي عن ميمون بن سياه. عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14] قال: "شجرةُ نَبِق". قلت: لم يخرج الأخ الدوسري هذا الحديث وقد وقفت عليه. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/ 415) من طريق محمد بن حميد به (¬1)، وتحرف المتن عنده فقال: "سدرة المنتهى" سدّة بنتي"!! ¬

_ (¬1) وقرن مع علي بن مجاهد وهارون وحكام: سلمة.

بينما جاء على الصواب في "ذخيرة الحفاظ" (3/ 1469) -وقد رتب أحاديث الكامل على الحروف والألفاظ- ولفظه: "سدرة المنتهى، سدرة نبق". والله الموفق للصواب. ... [216] قال تمام (4/ رقم: 1372/ ص 179): "حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان من لفظه إملاءً: نا أبو يحيى عبد الله بن أبي مَسَرَّة بمكّةَ: نا خلاد بن يحيى: أنا محمد بن زياد: نا ميمون بن مِهْران عن ابن عبّاس. أنّ عائشة - رضي الله عنها - أتتها امرأةٌ مشتملةٌ على يمينها قد شلَّت، لا يُتنفَعُ بها. فقالت لها عائشة: مالك؟! قالت: أُخبرك بالعَجَب! كان أبي معطاءً كثيرَ المعروف، وكانت أمي مُمسكةً لَا يكاد يخرج من يدها خيرٌ، فمات أبي قبلها بزمان، ثمّ ماتت هي بعدُ. فأعرج بروحي فخرجت، فإذا أنا بأبي قائم على حوض، يسقي من أقبل وأدبر. فقلت: يا أبَهْ! هل جاءتكم أمّي؟ قال: وقد قُبضت؟! قلت: نعم. قال: ما جاءتنا، ولكن التمسيها في ذات الشمال. قاَلت: فخرجتُ فإذا أنا بها قائمة عُريانةً ليس عليها إلَّا خُريقةٌ وارت بها عورتَها، في يديها شُحَيمةٌ تدلك بها راحتَها، كلّما نَديِتْ لحستها، وبين يديها نهرٌ يجري وهي تُنادي: وَاعطَشَاه! وَاعَطَشاه!. . .إلخ. قلت: لم يخرجه الأستاذ الدوسري، وقد وقفت عليه. أخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/ 472) من طريق معمر قال: حدثني شيخ لنا أن امرأة جاءت إلى بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت لها: ادعي الله أن يطلق

لي يدي. . . فذكره بنحو رواية تمام غير أن الشطر المرفوع في رواية تمام غير موجود عند الحاكم. قال الإمام الذهبي في "تلخيصه": "سنده واه". ... [217] وقال الدوسري (4/ ص 181): "عمر بن حفص السدوسي لم أعثر على ترجمته". قلت: ترجم له الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/ 216) وقال: "كان ثقة". ... [218] قال تمام (4/ رقم: 1378/ ص 185): "حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن هاشم البغدادي الورّاق: نا أحمد بن الحسن بن علي [بن الحسين] الكسائي: نا محمد بن يحيى الكسائي: نا الليث بن خالد: نا يحيى بن المبارك اليزيدي أبو محمد عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أمّه. عن أمِّ سلمة أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. قال الدوسري: "أم الحسن اسمها خَيْرَة، قال الحافظ: مقبولة". ثم قال: "وله طريق آخر: أخرجه أبو داود (4001) وابنه في "المصاحف" (ص 94) والترمذي

(2927) -واستغربه- من طريق ابن جُريج عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة. وابن جريج مدلّس، ولم يصرّح بالتحديث. وأعلّه الترمذي فقال: ليس إسناده بمتصل، لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث، عن ابن أبي مُلّيكة عن يعى بن مَمْلَك عن أم سلمة. وحديث الليث أصحّ، وليس فيه: وكان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ". أهـ. ورواية الليث هذه عند أبي داود (1466) والترمذي (2923) -وقال: حسن صحيح- والنسائي (1022) والطبراني في "الكبير" (23/ 292) والطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 201). ويعلى لم يوثقه غير ابن حبّان، وأشار الذهبي في "الميزان" (4/ 258) إلى تجهيله فقال: "ما حدّث عنه سوى ابن أبي مُلَيكة! ". وليس فيها -كما قال الترمذي-: وكان يقرأ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. انتهى. قك: هنا ملاحظتان على الأخ عفا الله عنه: الأولى: قوله عن أم الحسن البصري مقبولة تبعًا للحافظ غير صواب. فقد قال الإمام ابن حزم في "المحلى" (3/ 127). "ثقة مشهورة". وقال أيضًا (4/ 220): "ثقة الثقات" ووثقها ابن حبان (اللسان 7/ 525). الثانية: نقل الأخ الدوسري تعليل الترمذي لرواية ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمه، وترجيحه لرواية الليث الذي أدخل بين ابن أبى مليكة وأم سلمة يعلى ابن مَمْلك وهو مجهول. وهذا التعليل غير مقبول وهو غير قادح إن شاء الله. قال العلامة المباركفوري فى "تحفة الأحوذي" (8/ 247 - 248):

"صرح الحافظ في "تهذيب التهذيب" أن ابن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي البخاري قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة. فيجوز أن ابن أبي مليكة كان يروي الحديث أولًا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة" انتهى. قلت: وهذا كلام جيِّد حسن. ولكن في الإسناد ابن جريج وهو مدلس. وباجتماع هذا الطريق مع الطريق الآخر وهي رواية تمام الرازي يصير الحديث بهما حسنًا لغيره إن شاء الله تعالى. ... [219] وقال الدوسري (4/ ص 186) في التعليق على الحديث السابق: "ورُوي من حديث أبي هريرة: أخرجه ابن جُمَيع الصيداوي في "معجمه (ص 175) " -ومن طريقه: الخطيب في "التاريخ" (5/ 139) - عن أحمد بن محمد الواسطي عن محمد بن الجهم السمّري عن بشر بن محمد السكّري عن هارون الأعور عن الأعمش عن أبي صالح عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. وإسناده ضعيف، شيخ ابن جميع ذكر الخطيب الحديث في ترجمته ولم يحك فيه شيئًا، وبشر قال الأزدي: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: شيخ. ووثّقه ابن حبان، وقال ابن عدي: لا بأس به. (اللسان: 2/ 32). انتهى. قلت: وفاتك -حفظك الله- أن ثلاثة من الرواة وهم: حماد بن أسامة وخلاد بن يحيى والفضل بن دكين قد رووه عن سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة موقوفًا عليه بقراءة (مالك). أخرج رواياتهم ابن أبي داود في "المصاحف" (278 - 279 - 280).

كتاب المغازي

[كتاب المَغَازِي] [220] قال تمام (4/ رقم: 1393/ ص 199]: حدّثنا علي بن يعقوب: نا عبد الله بن أحمد بن حنبل. نا أبي: نا أميّة بن خالد عن أبي إسحاق عن أبي عُبيدة. عن عبد الله، قال: قلت: يا رسول الله! قد قُتل أبو جهل! قال: "الحمدُ لله الذي صَدَقَ وعدَه وأعزّ دينَه". وقال مرّةً: "الحمد لله الذي أعزّ دينَه، وصَدَقَ وعدَه". قلت: سقط ذكر شعبة بن الحجاج من سند تمام عند الدوسري. فقد جاء في "الفوائد" (708 - ط حمدي) و (707 - ط التميمي): ". . .أميه بن خالد، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق. ." إلخ. وكذلك جاء ذكره في المصادر التي عزا إليها الأستاذ.

كتاب علامات النبوة

[كتاب علامات النُّبوَّة] [221] وقال الدوسري (4/ ص 211): "وقد وسم الألباني في "تخريج السنة" (1/ 179) سعيد بن سويد بالتدليس، ولم يذكر مستنده في ذلك، فإن عدّ إسقاط (عبد الأعلى) من السند تدليسًا من سعيد فهذا لا يُسلَّم له، لأنّ الراوي عنه ضعيف الحفظ فربما أسقطه غلطًا منه، ورواية معاوية بن صالح -وهو لا بأس به- تؤيد هذا الاحتمال." انتهى. قلت: لا داعي لمثل هذا الكلام -حفظك الله-، فإن الشيخ الألباني -رحمه الله- اختلط عليه سعيد بن سويد هذا بسويد بن سعيد المدلس. وقد خرَّج هذا الحديث في "الضعيفة" (5/ 2085) فقال: "وسعيد بن سويد، قال ابن أبي حاتم عن أبيه (2/ 1/ 245): "صدوق، وكان يدلس، يكثر ذلك. يعني التدليس". قلت: وكلام أبي حاتم الرازي هذا إنما هو في سويد بن سعيد كما في ترجمته بخلاف ما نقله الشيخ عليه رحمة الله ورضوانه. ... [222] وقال الدوسري (4/ ص 218): "محمد بن الأشعث -عمّ أبي بكر بن أبي داود- لم أقف على ترجمة له". قلت: ترجم له ابن حبان في "الثقات" (9/ 149) ولم يذكر عنه روايا غير ابن أخيه ابن أبي داود السجستاني. ففيه جهالة إذًا.

كتاب الأنبياء - عليهم السلام -

[كتاب الأنبياء - عليهم السلام -] [223] قال تمام (4/ رقم: 1431/ ص 243): "أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان بالمدائن: نا محمد بن الفضل بن عطية عن زيد العمي عن معاوية بن قرة. عن أنس بن مالك، قال سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: كمِ المرسلون؟ قال: "ثلاثمائةٍ وستةَ عشَر، عدة أصحاب بدر". قلت: قد خرج الأستاذ الدوسري هذا الحديث وقد وقع في بعض الروايات: "ثلاثمائة وثلاثة عشر" وفي بعضها: "ثلاثمائة وخمسة عشر" ثم قال الأخ في نهاية التخريج: "وتحرير المقال في هذا الحديث أنه ضعيف وإن تعددت طرقه، لأن أكثرها شديد الضعف فلا تنجبر والله أعلم" أ. هـ. قالت: وقفت على طريق صحيحة لهذا الحديث. أخرجها أبو جعفر الرزاز في "مجلس من الأمالي" (ق 178/ 1) - كما في "الصحيحة" (6/ 2668) -: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي: ثنا أبو توبة- يعني الربيع بن نافع: ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول: حدثني أبو أمامة: أن رجلًا قال: يا رسول الله! أنبيًا كان آدم؟ قال: نعم، مكلم. قال: كم كان

بينه وبين نوح؟ قال: عشرة قرون. قال: يا رسول الله! كم كانت الرسل؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر". قال الشيخ الألباني في "الصحيحة" (6/ 2668): "وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، غير الدير عاقولي، وهو ثقة ثبت كما قال الخطيب في "تاريخه" (11/ 78) وكذلك قال ابن حبان في "الثقات" (8/ 423) واعتمده السمعاني في "الأنساب" والذهبي في "السير" (13/ 335 - 336). . .إلخ. فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.

كتاب المناقب

[كتاب المناقب] [224] قال تمام (4/ رقم: 1461/ ص 272): "أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سنان، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، قالا: نا زكريا بن يحيى، قال: حدّثني إبراهيم بن إسحاق ابن أبي الجحيم: نا علي بن قتيبة الخراساني: نا مالك عن الجَهْم ابن أبي الجَهْم. عن أبي هريرة أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنّ الله -عزّ وجلّ- ضَرَبَ الحقَّ -أو قال: جَعَلَ. أبو عبد الرحمن شكّ فيه- على لسان عمرَ وقلِبه". قال الدوسري: أخرجه ابن عساكر (13/ ق 7/ ب) من طريق تمّام. وعلي بن قتيبة قال ابن عدي: له أحاديث باطلة عن مالك. وقال العقيلي: يحدّث عن الثقات بالبواطل وبما لا أصل له. (اللسان: 4/ 250). . . . ثم قال: "والصواب في هذا: أن الجهم يرويه عن المِسْوَر بن مَخْرَمة عن أبي هريرة مرفوعًا، هكذا أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 25) - ومن طريقه: ابن أبي عاصم في "السنّة" (1250) - وأحمد (2/ 401) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 228/ أ) والطبراني في "الأوسط" (ق 176/ ب) - ومن طريقه: أبو نُعيم في "الحلية" (1/ 42) و"الإمامة" (رقم: 100) - وابن عساكر (13/ ق 7/ ب- 8/ أ) من طريق عبد الله بن عمر العمري، وأخرجه البزّار (كشف- 2501) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي، قالا: عن الجهم به. انتهى. قلت: أما البزار فإنه أخرجه في "مسنده" (6/ ق 32/ أ- مخطوط) من طريق

أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن عبد الله بن عمر العمري عن الجهم به. وقد سقط من "كشف الأستار" التي عزا إليها الأخ الدوسري: (عبد الله بن عمر العمري) بين العقدي والجهم. وقد غرّ الأستاذ الدوسري هذا السقط فجعل العقدي متابعًا لعبد الله العمري وهذا خطأ. وانظر: التعليق على "المجالسة" (2/ 57) للدينوري. ... [225] وقال الدوسري (4/ ص 273): "طاهر والحجاج لم أعثر على ترجمة لهما". قلت: أما طاهر بن علي أبو الطيب الطبراني فقد ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/ 253). ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. ... [226] وقال الدوسري (4/ ص 274) -في التعليق على الحديث السابق-: "وأمّا حديث أبي ذر: فأخرجه ابن سعد (2/ 335) وأحمد في "المسند" (5/ 165، 177) و"الفضائل" (316) - والقطيعي في "زوائد الفضائل" (521) - ويعقوب بن سفيان (1/ 461) وابن أبي عاصم (1249) وابن ماجه (108) والطبراني في "مسند الشاميين" (1543) والحاكم (3/ 86 - 87) وصحّحه على شرطهما- وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 161) والبغوي في "شرح السنة" (14/ 85) وابن عساكر (13/ ق 7/ أ، ب) من طريق محمد بن إسحاق عن مكحول عن غُضَيف

ابن الحارث عنه مرفوعًا: "إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به". وابن إسحاق قد صرّح بالتحديث عند يعقوب فأُمن تدليسه، وقد تابعه: محمد بن عجلان وهشام بن الغاز عند الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر. لكن مكحولًا لم يصرح بالتحديث، وقد وصمه بالتدليس ابن حبّان والذهبي." انتهى. قلت: هنا ملاحظتان: الأولى: أن حديث أبي ذر هذا أخرجه أبو داود في "سننه" (2962) من طريق محمد بن إسحاق به. فلم يعزه إليه الأخ الدوسري وعزاه لمن دونه. الثانية: قوله أن محمد بن عجلان وهشام بن الغاز قد تابعا ابن إسحاق عند الطبراني والحاكم وأبي نعيم وابن عساكر. قلت: أخرجه المذكورون من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، عن ابن عجلان وهشام بن الغاز ومحمد بن إسحاق، عن مكحول، عن غضيف، عن أبي ذر مرفوعًا. لكن، قال الدارقطني في "العلل" (6/ 259): "أحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز وابن عجلان على حديث ابن إسحاق، فجوّد إسناده لأن غيره يرويه عن هشام بن الغاز وعن محمد بن عجلان عن مكحول مرسلًا عن أبي ذر". وقال في "الأفراد" (2/ 269 - مع "الأطراف"): تفرد به أبو خالد الأحمر عن هشام بن الغاز عن مكحول". قلت: أبو خالد الأحمر اتفق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظًا كما قال

البزار، وقال ابن عدي: "أتي من سوء حفظه، فيغلط ويخطىء، وهو في الأصل كما قال ابن معين: "صدوق وليس بحجة". وكلام الدارقطني السابق صحيح، إذ رواه هشام وابن عجلان عن مكحول عن أبي ذر مرسلًا دون ذكر غضيف. أخرجه الروياني في "مسنده" (3/ 317 - 318/ رقم 268 - "المستدرك")، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ص 86 - 87 - ترجمة عمر)؛ عن يحيى القطان، عن ابن عجلان، عن مكحول، عن أبي ذر. ورواه كذلك عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النَّوفلي وعبد الله بن علي عن مكحول عن أبي ذر مرسلًا. أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (رقم 504 - "منتقى السلفي"، و 2/ 862/ رقم 962 - تحقيق سعاد)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (ص 87 - ترجمة عمر). وكذلك رواه عن مكحول عقيل بن خالد، أفاده الدارقطني في "العلل" (رقم 1116). يتبيّن لنا مما مضى أن ابن الغاز وابن عجلان لم يتابعا محمد بن إسحاق؛ فإنهما أرسلاه ووصله هو، خلافًا لما ذكره الأخ الدوسري- عفا الله عنا وعنه. استفدت هذا من تعليق الشيخ مشهور حسن حفظه الله على "المجالسة" (2/ 64 - 65) ونلقته منه مع تصرف يسير. ... [227) وقال الدوسري (4/ ص 281) في حديث: "اقتدوا باللّذيَن من بعدي. . ." إلخ.

"أما حديث حذيفة: فقد أخرجه الحميدي (رقم: 450) وابن سعد في "الطبقات" (2/ 334) وأحمد (5/ 382) وابنه عبد الله في "السنَّة" (1366) والترمذي (3662) -وحسَّنه- وابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 379) وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 109) - ومن طريقه: الذهبي في "النبلاء" (10/ 88) - والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/ 177) والبغوي في "شرح السنَّة" (14/ 101) وابن عساكر في "التاريخ" (13/ ق 38/ أ) كلهم من طريق زائدة بن قدامة، وأخرجه الحاكم (3/ 75) وابن عساكر (جزء ابن مسعود ص 63، 64 و 9/ 323/ ب) وابن بَلبان في "تحفة الصديق" (ص 64) والذهبي (1/ 481) من طريق الثوري ومسعر (عند الذهبي: الثوري فقط)، كلهم عن عبد الملك بن عمير عن رِبْعي بن حراش عنه مرفوعًا. واقتصر بعضهم على الفصل الأول منه." انتهى. قلت: خلط الأستاذ الدوسري بين من روى الحديث عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة، وبين من رواه عن عبد الملك بن عمير عن مولى ربعي عن حذيفة! فجعل كل المصادر متفقة على رواية الحديث عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة وهذا غلط. فإن أبا نعيم في "حليته" (9/ 109) - ومن طريقه الذهبي في "النبلاء" (10/ 88) - إنما رواه من طريق عبد الملك بن عمير عن مولى ربعي عن حذيفة. والله الموفق للصواب. ... [228] قال الدوسري (4/ 282) في التعليق على الحديث السابق: "وقال ابن عبد البر عن الحديث: "مختلفٌ في إسناده، ومتكلمٌ فيه من أجل

مولى رِبْعي وهو مجهول عندهم". أهـ. قلت: ليس هذا كلام ابن عبد البر، وإنما هو من كلام البزّار نقله عنه ابن عبد البر كما في "الجامع" (2/ 1165) فإنه لما ساقه قال عقبه: "هو كما قال البزار" والله الموفق. ... [229] وقال الدوسري (4/ ص 283 - 284): "وأما حديث أبي الدرداء: فأخرجه الطبراني في "الكبير" و"مسند الشاميين" (913) - ومن طريقه ابن عساكر (9/ ق 324/ أ) - عن شيخه عبد الرحمن بن معاوية العتبي عن محمد بن نصر الفارسي عن الحكم بن نافع عن إسماعيل بن عيّاش عن المطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن عبد الله الكلاعي عن أبي إدريس الخولاني عنه مرفوعًا: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، فإنَّهما حبل الله الممدود، فمن تمسَّك بهما فقد تمسك بعروة الله الوثقى التي لا انفصام لها". وشيخ الطبراني وشيخه وعنبسة لم أعثر على تراجمهم، وقال الهيثمي (9/ 53): "وفيه من لم أعرفهم". انتهى. قلت: أما شيخ الطبراني وهو عبد الرحمن بن معاوية العتبي فقد ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (وفيات 291 - 300) (ص 195) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وانظر "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني" (ص 205) للعلامة حماد الأنصاري رحمه الله. وأما عنبسة فهو ابن سعيد الكلاعي، وقد نسب في إسنادي الطبراني وابن

عساكر إلى عبد الله ولعله أحد أجداده. وعنبسة هذا قال أبو حاتم: "ليس بالقوي وقال أبو زرعة: "أحاديثه منكرة" وذكره ابن حبان في "الثقات". انظر: "الجرح والتعديل" (6/ 400) و"الثقات" (7/ 289) و"اللسان" (5/ 343 - ط المرعشلي). ... [230] وقال الدوسري (4/ ص 284): "وأما حديث ابن عمر: فأخرجه العقيلي (4/ 94 - 95) والدارقطني في "غرائب مالك" -كما في "اللسان" (5/ 237) - وابن عساكر (9/ ق 324/ أ) من طريق محمد بن عبد الله ابن عمر العمري عن نافع عنه. . . إلخ. قلت: وقع سقط في الإسناد. وصوابه: "عن محمد بن عبد الله العمري، عن مالك، عن نافع. . .". فسقط ذكر مالك. وهو في المصادر المذكورة. ... [231] قال تمام (4/ رقم: 1469/ ص 286): "أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا الفضل بن يوسف القصباني بالكوفة: نا الفَيض ابن الفضل البَجَلي: نا مسْعَر عن عطيَّة العَوْفي. عن أبي سعيد الخُدْري، [قَال:] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. "إنَّ أهل الدَّرجات العُلَى لَيرون من هو أسفل منهم كما ترون الكوكبَ الأحمرَ في أفق السماء، وإن أبا بكر منهم وأنْعَما".

قال الدوسري في نهاية التخريج: "ثم وقفت له على إسناد جيِّد: فقد أخرجه ابن الأعرابي في "المعجم" (ق 98/ ب) عن شيخه إبراهيم بن عبد الله العبسي عن وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد موفوعًا. وإبراهيم قال الذهبي في "النبلاء" (13/ 43): "صدوق، جائز الحديث". انتهى. قلت: ولكن إبراهيم بن عبد الله قد خولف: خالفه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وعلي بن محمد وعمرو بن عبد الله فرووه عن وكيع، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد. وهذا هو المحفوظ. أما رواية ابن ابن أبي شيبه فهي في "مصنفه" (12/ 6) ورواية أحمد في "مسنده" (3/ 98). ورواية علي وعمرو في "سنن ابن ماجه" (96). وقد تابع وكيعًا على هذه الرواية المحفوظة جمع من الرواة وهم: • ابن نمير عند أحمد في "المسند" (3/ 27). • وسفيان بن عيينة عنده كذلك (3/ 72). • محمد بن فضيل عند الترمذي (3658). • أبو معاوية عند ابن أبي عاصم (1416). • جرير بن عبد الحميد عند أبي يعلى (1178). وانظر: التعليق على "ما انتقى ابن مردوديه" (179) للشيخ بدر بن عبد الله البدر- حفظه الله.

[232] وقال الدوسري (4/ ص 289) -في التعليق على الحديث السابق-: "وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: ق 175/ أ) من طريق محمد بن خالد بن خداش عن سَلْم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الشَّعْبي عن أبي هريرة مرفوعًا، وابن خداش أورده ابن حّبان في "الثقات"، وقال: " يُغرب". وقال الهيثمي (9/ 54): "ورجاله رجال الصحيح غير سَلْم بن قتيبة وهو ثقة". أهـ. وليس كما قال فابن خِداش لم يرو له من الستة غير ابن ماجه." انتهى. قلت: وفاتك أيها الأخ، أن سلم بن قتيبة قال فيه أبو حاتم الرازي: "كثير الوهم" كما في "الجرح والتعديل" (4/ 266). ... [233] وقال الدوسري (4/ ص 306): "وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/ 36) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (2/ 34) - عن شيخه جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي. . . وشيخ الطبراني لم أعثر على ترجمته." انتهى. قلت: له ترجمة في "تاريخ الإسلام" (وفيات: 281 - 290 هـ) (ص 140) و"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" (1/ 406). وانظر: "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني" (ص 116) للعلامة المحدث حماد الأنصاري -رحمه الله-

[234] وقال الدوسري (4/ ص 314): "وأخرجه الأزدي في "الضعفاء" -كما في "اللآلىء" (1/ 404) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (426) من طريق عمير بن عمران عن حفص بن غياث عن محمد بن عبيد الله العزرمي عن عطاء عنه. [يعني عن أبي هريرة]. قال السيوطي: "العزرمي وعمير متروكان". انتهى. قلت: كذا وقع في "العلل": "العزرمي" وفي "اللآلىء": "الغرزمي" وكلاهما خطأ. والصواب: "العرزمي" بمهملتين ثم زاي معجمة، انظر: "الأنساب" (9/ 271) للسمعاني. والله الموفق. ... [235] قال الدوسري (4/ ص 318) في حديث: "إن فاطمة أحصنت فرجها. . ." الحديث. قال: "وأخرجه ابن شاهين (رقم: 11) وأبو القاسم المهرواني -كما في "اللآلىء" (1/ 401) - من طريق حفص بن عمرو الأيلي عن عبد الملك بن الوليد بن معدان وسلام بن سليمان القارئ عن عاصم عن زر عن حذيفة مرفوعًا. وقال الخطيب في "المهروانيات" -كما في "اللآلىء"-: كذا رُوي هذا الحديث عن عاصم عن زر عن حذيفة، وخالفهما عمر بن غياث فرواه عن عاصم عن زر عن ابن مسعود، وقوله أشبه بالصواب".

قلت: عبارة الخطيب في "المهروانيات" تختلف اختلافًا كبيرًا عما جاء في "اللآلىء" ومن المعلوم أن طبعة "اللآلىء" فيها سقط كثير وتصحيفات وتحريفات. وإليك الصواب في عبارته: قال الخطيب في "المهروانيات" (137): "كذا روي هذا الحديث عن عاصم عن زر عن حذيفة. وخالفهما عمرو بن غياث فرواه عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا. وخالفهم أبو نعيم بن دكين فرواه عن عمرو بن غياث عن عاصم عن زر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسليمًا- "مرسلًا". وقول أبي نعيم أشبه بالصواب، والله أعلم" انتهى كلامه رحمه الله. ... [236] قال تمام (4/ رقم: 1497/ ص 319): "أخبرنا أبو الحسين محمد بن يحيى. . .إلخ، وفيه: ". . .امرئ القيس بن عامر بن يعمر بن رفيدة. . .". قلت: كذا وقع في الإسناد: (يعمر) وهو تحريف وصوابه (النعمان) كما في "الظاهرية" (2/ 1200 ط حمدي) وتاريخ دمشق (19/ 342) - و"أسد الغابة" (2/ 350) و"الإصابة" (1/ 705 - العلمية) وغيرها من مصادر التراجم. وكذلك وقع في الحديث الذي ذُكر إسناده عند ذكر أشعار حارثه في ابنه ومنهما: بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحي يرجىّ أم أتى دونه الأجل

وفيه تذكر فيه الشمسُ عندَ طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا عَسْعس الطَّفلَ قلت: كذا جاء عند الأخ الدوسري (تذكر فيه) والذي في "الفوائد" (2/ 1200 - ط حمدي) و (2/ 1193 - تحقيق التميمي) و"جزء إسلام زيد بن حارثة" لتمام الرازي (رقم: 1 - بتحقيقي) و"الأنساب" (2/ 610) للبلاذري. وقع عندهم: (تذكرنيه) -بالنون- خلافًا لما تحرف عند الأخ الدوسري. ثم رأيت في "فهارس الروض البسام" (5/ ص 394): (تذكرنيه) على الصواب. والله الموفق. ... [237] قال تمام (4/ رقم: 1512/ ص 333 - 334): - أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا الحسن بن مُكْرِم: نا داود بن المُحبَّر: نا أبو الأشهب عن الحسن. عن قيس بن عاصم المنقري أنّه قَدم على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلمّا رآه قال: "هذا سيد ذي وبر". قلت: أعل الأخ الدوسري هذا الإسناد بابن المحبر وقد كذبه أحمد وغيره. ثم ذكر طريقًا آخر عند أبي يعلى وغيره من طريق زياد بن أبي زياد الجصاص عن الحسن به، وقال: "إسناده ضعيف لأجل زياد". ثم قال: "وأخرجه البخاري في "الأدب" (رقم: 953) والبزار (كشف-2744) من طريق القاسم بن مطيب [زاد البزار: عن يونس بن عبيد] عن الحسن به.

وابن مُطَيَّب لم أرَ فيه إلَّا قول ابن حبّان في "المجروحين" (2/ 213): "يخطئ عمّن يروي على قلّة روايته فاستحقّ الترك كما كَثُر ذلك منه". أهـ. وابن حبّان غير خاف تعنته في الجرح، ولذا قال الحافظ في "التقريب": "فيه لينٌ". . . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/ 36) من طريق الثوري، قال: أعلم عن رجل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لقيس بن عاصم:. . .الحديث. وهذا ظاهره الإرسال مع ما فيه من الإبهام لروايه. والراجح -والله أعلم- أن الحديث ضعيف، وأنّ تعددَ طرقه لا يكفي لتحسينه لوهن أكثرها الشديد." انتهى. قلت: كذا قال الأستاذ غفر الله له. وقد فاته أن ابن عبد البر في "التمهيد" (4/ 213) أخرجه من طريق عبد الملك ابن قريب الأصمعي قال: حدثنا المبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن يحدث عن قيس بن عاصم. . .الحديث. ثم إن هذه الطريق مع الطرق التي ساقها الأخ الدوسري عدا الواهي منها يجعل للحديث أصلًا. ولذلك حسن الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/ 483) سنده للحسن البصري وعزاه لابن سعد ولعل ذلك بمجموع الطرق. وقد صرّح الحسن بسماعه من قيس بن عاصم عند الحاكم والطبراني. كما أن الشيخ الألباني- رحمه الله في "صحيح الأدب المفرد" (رقم: 730) قد حسنه لغيره وهو كما قال. والله الموفق.

[238] قال تمام (4/ رقم: 1537/ ص 365): "أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي: نا أبو مسلمة إسحاق بن سعيد القرشي: نا خُلَيد بن دَعْلج. (ح) وحدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي من لفظه: نا الحسن بن علي ابن خلف الصيدلاني: نا إسحاق بن سعيد الأَرْكون: نا خُليد بن دَعْلَج عن عطاء ابن أبي رباح. عن ابن عبّاس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمانُ الأرض من الغرق: القوسُ، وأمانُ: الموالاةُ لقريش. قريش أهلُ الله، قريش أهلُ الله، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزبَ إبليس". قلت: خرج الأستاذ الدوسري هذا الحديث وضعفه. وفات الأستاذ أن ينبه على أنه ثبت عن ابن عباس موقوفًا. أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (768) بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: القوس أمان لأهل الأرض من الغرق، والمجرة باب السماء الذي تنشق منه". ... [239] قال تمام (4/ رقم: 1544/ ص 370 - 371): "أخبرنا أبو عبد الرحمن ضحّاك بن يزيد السَّكْسكي ببيت لَهْيا -من ولد يزيد ابن أبي كبشة-: نا أبو هاشم وُرَيْزة بن محمد الغسّاني: نا عبد الله بن سليمان العبدي: نا محمد بن طحلاء، قال: حدّثني عبد الرحمن بن سالم بن عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: حدثني أبي عن أبيه.

عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُضَر صخرة الله التي لا تُقَلُّ". قلت: هكذا جاءت لفظة الحديث عند الأخ الدوسري (تفل) بالفاء. والصواب: (تقل) بالقاف كما في مخطوطة الظاهرية (ج 11/ ق 114/ ب) و (1/ 697 - ط حمدي). وقد عزاه الحافظ العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (ص 419) إلى "فوائد تمام" وذكره على الصواب. ثم إن الحديث الذي عزاه الدوسري إلى "أمثال الحديث" بلفظ: "إن تميمًا صخرة صمّاء لا تفل". قلت: في "أمثال الحديث": (تغل) بالغين وليس بالفاء أيضًا. ... [240] قال تمام (4/ رقم: 1554/ ص 387): - حدّثنا أبي -رحمه الله-: نا أبو عبد الله محمد بن أيّوب الرّازي: نا أبو عون محمد بن عون الزِّيادي: نا حمّاد بن يزيد المِنْقريّ: نا مَخْلَد بن عُقبة بن شُرَحْبيل الجُعْفي. عن جدِّه: شُرَحْبيل -وقد لقيَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تعذرت عليه التجارةُ فعليه بعُمان". قال الدوسري -بعد تخريجه-: "أبو عون وشيخه لم أعثر على ترجمة لهما" أهـ. قلت: أما أبو عون فقد تابعه عمار بن هارون عند ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/ 330).

وأما الراوي عنه وهو حماد بن يزيد فقد ترجم له البخاري في "تاريخه" (3/ 21) وابن أبي حاتم (3/ 151) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 219). ولا يخفى تساهله.

كتاب الدعوات

[كتاب الدعوات] [241] قال الدوسري (4/ ص 405]: "وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1/ 425 - 426) من طريق مهران بن هارون الرازي عن سفيان بن عقبة عن حمزة الزيات والثوري عن زبيد به مرفوعًا" انتهى. قلت: وقع في "الشعب" سقط، وذلك أن البيهقي أخرجه من طريق الحاكم، وبالرجوع إلى "المستدرك" تبين أنه سقط من إسناد البيهقي روايان بين مهران الرازي وسفيان بن عقبة وهما: فضلك الرازي وإبراهيم بن محمد الرازي. انظر: "المستدرك" (1/ 34). ... [242] أخرج تمام (4/ رقم 1567/ ص 406 - 407) بإسناده إلى أبي هريرة مرفوعًا: "لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحد. . .". ثم ذُكرت الأسماء. . .وفيها: ". . .وفي (الطور) اسم (يا بار). . ." إلخ. قلت: كذا وقع عند الأخ الدوسري (يا بار) وهو خطأ، صوابه: (يا بُّر) ففي سورة الطور {إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [آية: 28]. وانظر أيضًا: "الفوائد" (1/ 609 - تحقيق حمدي) و"فتح الباري" (11/ 217). ... [243] قال تمام (4/ رقم: 1578/ ص 422):

أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأَذْرَعي: نا أبو ذر هارون بن سليمان ابن سهيل المصري -لفظًا من حفظه-: نا يوسف بن عدي: نا عَثّام بن علي العامري عن هشام بن عروة عن أبيه. عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا تضوّر من الليل قال: "لا إله إلَّا الله الواحدُ القهّار، ربُّ السماوات والأرض وما بينهما العزيزُ الغفار". قال الدوسري: "أخرجه ابن نصر. . . .والحاكم (1/ 540) وصححه على شرطهما، وسكت عليه الذهبي. . . .من طريق يوسف به" انتهى. قلت: ليس الحديث على شرط الشيخين، وإنما هو على شرط البخاري وحده فإن يوسف بن عدي وعثّام بن علي لم يخرج لهما مسلم شيئًا. وكان ينبغي على الأخ الدوسري أن ينبه على ذلك. والله الموفق. ... [244] قال تمام (4/ رقم: 1606/ ص 469): "أخبرنا أبو القاسم خالد بن محمد بن خالد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي قراءة عليه ببيت لهيَا في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، قال: نا جدّي لأمي: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة: نا عمرو بن هاشم: نا ابن لَهيعة عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص أن خلاد بن السائب حدّثه. عن أبيه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دعا جَعَلَ راحتَيْه إلى وجهه. قلت: خرج الأستاذ الدوسري هذا الحديث وأعله باضطراب ابن لهيعة في إسناده ومتنه.

ثم قال: ورُوي من حديث ابن عبّاس: أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/ 435) من طريق محمد بن إسحاق عن خُصيف عن سعيد بن جبير عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا جعل باطن كفَّه إلى وجهه. قال الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 305): "سنده ضعيف". أهـ قلت: لعنعنة ابن إسحاق فهو مدلس وشيخه صدوق سيء الحفظ، خلط بأخَرة. كذا في "التقريب". انتهى. قلت: ولكن له شاهد جيد من قوله - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه أبو داود (1486) وغيره من حديث مالك بن يسار السكوني مرفوعًا: "إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها". وقد خرّج هذا الحديث الشيخ الألباني رحمه الله في "الصحيحه" (2/ رقم: 595) فراجعه. ... [245] قال الدوسري (4/ ص 482) عن عيسى بن سليمان الشيرازي: "لم أعثر على ترجمة [له] ". قلت: تقدمت ترجمته، وذكرت قول أبي حاتم "يدل حديثه على الصدق" وكذلك توثيق ابن حبان والطبراني له. انطر: "الجرح" (6/ 278) و"الثقات" (8/ 494) و"المعجم الصغير" (1/ 212).

الملاحظات على الجزء الخامس

كتاب الزهد والرقائق

[كتاب الزُّهد والرقائق] [246] أخرج تمام (5/ رقم: 1681/ ص 73) بإسناده إلى زر بن حُبَيش -وكان أعرابيًّا-، قال: قلت لصفوان بن عسّال: هل سمعتَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يذكرُ الأهواءَ؟. قال: نعم، بينا نحن في المسجد ذاتَ يومِ أتاه رجلٌ فنادى من آخر القوم: يا محّمدُ! يا محّمدُ!. فقيل له: أخفض الصوتَ، فإنك قد أمرتَ بذلك. قال: لا والله! حتى أسْمعَه. ثم قال: يا محمدُ! يا محمد! ما تقول في رجل يحبُّ قومًا لم يراهم (1)؟. قال: "الرَّجل مع من أحبَّ". قال الدوسري -في الهامش-: " (1) كذا في الأصول" انتهى. قلت: يشير الأستاذ الدوسري إلى الخطأ الذي وقع في الأصول الخطية وهو قوله: (لم يراهم) والصواب: (لم يرهم). ونسبة الأخ هذا الخطأ إلى الأصول غير صحيح، فقد جاء في مخطوطة تشستربتي (ق 95/ أ): (لم يرهم) على الصواب: فلو قال الأستاذ: "كذا وقع في بعض الأصول" لكان مقبولًا. والله الموفق. ... [247] قال تمام (5/ رقم: 1631/ ص 21): أخبرنا علي بن يعقوب: نا الحسن بن جرير: نا محمد بن معاوية النيسابوري: نا سلام بن أبي سلام بن أبي مُطيع عن قتادة عن الحسن. عن سَمُرةَ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكَرمُ: التقوى، والحَسَبُ:

"المَالُ". قال الدوسري -بعد تخريجه من الصادر-: "وإسناده ضعيف: الحسن مدّلس ولم يصرح بالسماع، وسلاّم صدوق لكن قال ابن عدي: ليس بمستقيم الحديث عن قتادة خاصة" انتهى. قلت: فات الأستاذ -وفقه الله- أن الثابت عن الحسن البصري هو إرسال هذا الحديث. فقد أخرجه ابن المرزبان في "المروءة" (رقم: 93) قال حدثنا أحمد بن منصور قال: حدثني زيد بن الحباب، قال: أخبرنا مبارك بن فضالة قال: سمعت الحسن فذكره مرسلًا. وزيد بن الحباب صدوق كما في "التقريب" ويأتي رجاله ثقات. فتبين من ذلك أن الراجح في رواية الحسن أنها مرسلة. ... [248] قال الدوسري (5/ ص 22) -في التعليق على الحديث السابق-: "أخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب اليقين" (22) من طريق إسماعيل بن عياش عن أبي سيّار المكّي عنه. وفيه -علاوة على إرساله- رواية ابن عياش عن الحجازيين، وهي ضعيفة، وشيخه لم أرَ من ذكره." انتهى. قلت: وقع في مطبوعة كتاب "اليقين" (22) (أبي سيار المكي) بينما عزاه الغماري في "المداوي" (5/ 110) إلى ابن أبي الدنيا وعنده: (أبو سنان المكي). ثم إن الشيخ الألباني في "الضعيفة" (9/ 179 - 180) عزاه إلى مخطوطة "اليقين" ووقع عنده: (أبو يسار المكي) وذكر الشيخ رحمه الله أن إبراهيم الكوراني في "ذيل ثبته" (13/ 1) أخرجه من طريق ابن أبي الدنيا ووقع عنده:

(أبو سنان المكي). والذي يظهر أن الصواب هو (أبو سنان المكي كما نقله الغماري، ثم إن الكوراني قد أخرجه من طريق ابن أبي الدنيا وذكره على الصواب والله الموفق. ... [249] قال الدوسري (5/ ص 56) في حديث: "لو أن رجلًا خرّ على وجهه. . ." الحديث. "وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2/ 353) - ومن طريقه: ابن الأثير في "أسد الغابة" (4/ 333) - والطبراني في "الكبير" (19/ 249) والبغوي وابن مندة -كما في "الإصابة"- وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ 99 - 100) من طريق الوليد بن مسلم، والبخاري في "التاريخ" (1/ 15) عن عيسى بن يونس، كلاهما عن ثور به. وهو موقوف، لكن قال ابن أبي عاصم بعده: ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" انتهى. قلت: الحديث أورده الحافظ في "الإصابة" وعزاه لجمع منهم ابن أبي عاصم هذا وفي روايته: "أراه ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد رواه في "الآحاد والمثاني" (2/ 353) ولم يقع فيه (أراه) وليس ذلك في روايته، وإنما هو من قول ابن أبي عاصم معقبًا على الحديث -كما نقله الدوسري-[قال ابن أبي عاصم: ذكره عن النبي - صلى الله عليه وسلم -]. والظاهر أنه سقط من الناسخ أو الطابع قوله (أراه) والله أعلم. وقد استفدت هذا من الشيخ الإمام ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في، تعليقاته على "الصحيحة والضعيفة" وهي لم تطبع بعد وقد استنسخها بعض

الأخوة من أحفاد الشيخ. ثم وقفت على "المعرفة" لأبي نعيم فذكر (2/ 100) أن ابن أبي عاصم قال: أحسبه ذكره عن - صلى الله عليه وسلم -. ويضاف إليه ما سبق نقله عن ابن حجر، فعندها يترجح ما استظهره الشيخ الألباني. والله أعلم. ... [250] قال الدوسري (5/ ص 66): وأخرجه ابن ماجه (3989) والمزّي في "التهذيب" (2/ 1081) من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة عن عيسى بن عبد الرحمن به. وسنده واهٍ: عيسى بن عبد الرحمن الزُّرَقيُّ متروك كما في "التقريب". وقد تعقّب العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 277) الحاكم فقال عقب قول الحاكم: صحيح الإسناد: "قلت: بل ضعيفه! فيه عيسى بن عبد الرحمن وهو الزُّرَقي، متروك". وقصّر البوصيري في "زوائد ابن ماجه" (2/ 295) في إعلاله، فقال: "هذا إسنادٌ فيه. عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف".! قلت: فات البوصيري ومن ثَم الأخ الدوسري أن الراوي عن ابن لهيعة هو عبد الله بن وهب ورواية العبادلة عن ابن لهيعة مستقيمة عند أهل الفن. فقول الدوسري: "وقصر البوصيري. ." فيه قصور، بل الأولى أن يقول: "وأخطأ البوصيري. . ." إلخ. ... [251] قال الدوسري (5/ ص 86 - 87):

"أما حديث أنس. . . . وأخرجه البزّار (كشف-3225) وابن عدي (7/ 81 - 82) وابن حبّان في "المجروحين" (3/ 50) من طريق الوليد بن المُهلّب عن النَّضْر بن مُحرز عن محمد ابن المنكدر عنه مرفوعًا. والنضر قال ابن حبّان: منكر الحديث جدًا، لا يجوز الاحتجاج به. وقال أبو حاتم: مجهول. (اللسان: 6/ 64). والوليد قال ابن عدي: أحاديثه فيها بعض النكْرة. وقال الذّهبي: لا يُعرف. (اللسان: 6/ 227). وأمّا حديث جابر: فأخرجه الأزدي -ومن طريقه: ابن الجوزي (3/ 178 - 179) - من طريق الوليد بن المهلب عن النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عنه مرفوعًا. وقال ابن الجوزي: "لا يصح، فإن في إسناده مجاهيل وضعفاء). أهـ. وتقدم بيان ذلك آنفًا." انتهى قلت: من تأمل هذين الحديثن حديث أنس وحديث جابر وجدهما من طريق واحد. والصحيح أن الحديث عن أنس وليس عن جابر، وأما ما جاء في "الموضوعات" من ذكر (جابر) بدلًا من (أنس) فهو خطأ. فقول الدوسري في بداية الكلام: "وقد روي من حديث أنس، وجابر. . ." مبني على ما تحرف، والله الموفق. ... [252] قال الدوسري (5/ ص 106): "وأمّا حديث ابن عبّاس:

فأخرجه أحمد (1/ 289) والطبراني في "الكبير" (12/ 172 - 173) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 250/ أ) والبيهقي في "الشعب" (5/ 387 - 388) من طريق يحيى بن عمرو بن مالك النُّكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عنه مرفوعًا: "كفّارة الذنب الندامة". وإسناده واه: يحيى قال في "التقريب": "ضعيف، ويقال: إن حماد بن زيد كذّبه" انتهى. قلت: وفاتك -حفظك الله- أن حماد بن زيد -الذي كذب يحيى- قد خالفه أيضًا فرواه هو عن عمرو بن مالك النكري عن أبي الجوزاء عن ابن عباس موقوفًا عليه. أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7039) وإسناده صحيح. ... [253] قال تمام (5/ رقم: 1698/ ص 106 - 107): "أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيّ: نا أبو عمرو أحمد بن الغَمر بن أبي حمّاد الحمصي بحمص: نا سعيد بن نُصير، قال: سمعت سيّار بن حاتم، يقول: سمعت جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، يقول: سمعت محمد بن المنكدر، يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مرّ رجلٌ ممّن كان قبلكم بجُمجمة، فوقف عليها وجعل يفكّر، فقال: يا ربّ! أنت أنت، وأنا أنا! أنت العوّادُ بالمغفرة، وأنا العوّاد بالذّنوب. فقيل: ارفع رأسك! فأنت العواد بالذنوب، وأنا العوّاد بالمغفرة" قال: "فَغُفِر له". قال الدوسري: أخرجه أبو القاسم الحِنّائي في "فوائده" (ج رقم 21) عن تمّام، وقال: "هذا

حديث حسنٌ ما نعرفه مرفوعًا إلا من حديث سيّار بن حاتم العتري عنه جعفر بن سليمان، وقد رواه العبّاس بن الوليد النرسي وغيره عن جعفر بن سليمان موقوفًا من قول جابر، وهو أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى". انتهى. قلت: هنالك ملاحظتان في نقل الأستاذ الدوسري لكلام الحنائي. الأولى: في "الفوائد": "سيار بن حاتم العنزي" وليس العتري كما نقل الأستاذ! الثانية. قوله: "سيار بن حاتم العتري عنه جعفر بن سليمان. . ." إلخ. قلت: ليس في هذا الموضع ذكر لجعفر بن سليمان في "فوائد الحنائي. فهذه الزيادة من الأستاذ الفاضل! ثم إن سيار بن حاتم هو الراوي عن جعفر بن سليمان وليس العكس، والله الموفق.

كتاب الفتن

[كتاب الفِتَن] [254] قال الدوسري (5/ ص 123) في حديث: "تكون لأصحابي من بعدي زلة. . ." إلخ. ورُوي عن ابن لهيعة على وجه آخر: أخرجه الطبراني في "الأوسط" (مجمع البحرين: (ق 222/ أ) وابن عدي (6/ 469) من طريق إبراهيم بن أبي الفيّاض الرقّي عن أشهب بن عبد العزيز عن ابن لهيعة عن مشْرَح بن هاعان عن عقبة بن عامر عن حذيفة مرفوعًا. قال الطبراني: "لم يروه عن مِشْرَح إلا ابن لهيعة، ولا عنه إلا أشهب، تفرّد به إبراهيم". وقال الهيثمي (7/ 234): "وفيه إبراهيم بن أبي الفيّاض، قال ابن يونس: يروي عن أشهب مناكير. قلت: وهذا ممّا رواه عن أشهب". قلت: لم يتفرد به إبراهيم -كما قال الطبراني-، بل تابعه أحمد بن عبد الرحمن الوهبي فرواه عن أشهب بن عبد العزيز به. أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/ 125). ... [255] وقال الدوسري (5/ ص 141): "وأخرجه الهروي (ق 13/ ب) من طريق محمد بن منصور: ثنا محمد بن معاذ: ثنا علي بن خشرم: ثنا عيسى بن يونس عن الحجّاج بن أبي زياد عن أبي الصدّيق -أو: عن أبي نضرة. شكّ الحجّاج- عن أبي ذر مرفوعًا. وإسناده ضعيف: محمد بن معاذ هو الماليني كما هو مذكور في "التهذيب" (7/ 316)، وقد ذكره ابن ماكولا في "الإكمال" (7/ 112) والذهبي في

"النبلاء" (14/ 484) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلا، ففيه جهالة، والراوي عنه لم أظفر بترجمة له-، والمحفوظ رواية المؤمل" انتهى. قلت: أما محمد بن معاذ والراوي عنه فقد توبعا. أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/ 374) عن إبراهيم بن موسى عن عيسى بن يونس، عن الحجاج، عن أبي الصديق أو عن أبي نضرة -شك الحجاج- عن أبي ذر مرفوعًا. وإبراهيم بن موسى هو الفراء ثقة كما في "التقريب". وللحديث علة بينها محقق كتاب "ذم الكلام" (1/ 402) فأغنى عن الإعادة، والله الموفق. ... [256] قال الدوسري (5/ ص 162): "أما حديث أبي هريرة: فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 41 - 42) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 72/ أ) عن شخيه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأزرق الأنطاكي عن أبيه عن مبشِّر بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه مرفوعًا، وزاد: ". .وأن يُرى الهلالُ لليلةٍ فيُقال: لليلتين". وقال: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مُبشِّر. وشيخ الطبراني وأبوه لم أظفر بترجمة لهما، وقال الهيثمي (3/ 146): "وفيه عبد الرحمن [كذا] بن الأزرق الأنطاكي. ولم أجد من ترجمه". انتهى. قلت: هنا بعض الملاحظات. الأولى: عزوه هذا الحديث بهذا الإسناد إلى "الأوسط" للطبراني خطأ. والذي جاء في "مجمع البحرين" (3/ 1495) عزوه إلى "الصغير" وليس

"الأوسط" فقد كتب قبل الحديث (ص) إشارة إلى أنه انفرد به "المعجم الصغير" كما بيّن ذلك في المقدمة. الثانية: أن الطبراني أخرجه في "الأوسط" (6860) و"مسند الشاميين" (3356). عن محمد بن عبد الله الأزرق، حدثنا أبي، حدثت مبشر بن إسماعيل عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا. وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا شعيب، تفرد به مبشر بن إسماعيل". فجعله هنا (عن أبي الزناد، عن الأعرج). بينما رواه الطبراني في "الصغير" كما سبق بنفس الإسناد إلا أنه وقع عنده: (عن العلاء عن أبيه)! وقال كذلك: "لم يروه عن العلاء إلا شعيب تفرد به مبشر"!! والله أعلم. ... [257] قال الدوسري (5/ ص 162): وأمّا حديث أنس: فأخرجه الطبراني في "الصغير" (2/ 129) و"الأوسط" (مجمع البحرين: ق 231/ ب) عن الهيثم بن خالد المصيصي عن عبد الكبير بن المعافي بن عمران عن شريك عنه العباس بن ذَريح عن الشعبيّ عنه مرفوعًا: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلًا فيقال: لليلتين". وشيخ الطبراني ضعيف كما في "التقريب" وأعله الهيثمي (7/ 325) به، وقد وهم فيه فوصله".

قلت: عفا الله عنا وعنك أيها الأستاذ فإن شيخ الطبراني لم يتفرد به حتى تعلّ الحديث به وتنسب له الوهم في وصل الحديث فقد تابعه يوسف بن سعيد بن مسلم فرواه عن الكبير بن المعافى به. أخرجه الضياء في "المختارة" (2325) فينتفي حينئذ الإعلال بشيخ الطبراني والله الموفق. ... [258] قال الدوسري (5/ ص 163): "أما مرسل الحسن: فأخرجه الداني في "الفتن" (ق 53/ أ- ب) من طريق [أبي] داود عن عمارة ابن مهران عنه مرسلًا: "إن من أشراط الساعة أن يُرى الهلال لليلة فيقال: هو لليلتين. وإسناده جيّدٌ." انتهى. قلت: أما الدّاني فقد أخرجه في "الفتن" (رقم: 398) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ، عن داود عن عمارة بن مهران عن الحسن مرسلًا. فقد جاء في الإسناد (داود) وليس (أبو داود) كما زاد الدوسري في الإسناد عفا الله عنه. والذي يراه الأستاذ أن أبا داود هو الطيالسي ولذلك جوّد إسناده!! والصواب هو (داود) وهو ابن المحبّر البصري المتروك كما في "التقريب". وقد ذكر المزي في "التهذيب" (24/ 475) داود بن المحبر من جملة شيوخ محمد بن إسماعيل الصائغ.

كتاب البعث وصفة النار والجنة

[كتاب البعث وصفة النار والجنّة] [259] قال الدوسري (5/ ص 174 - 175): "وحديث عبد الرحمن بن زيد الذي أشار إليه ابن حبّان: أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (ق 96/ أ) وأبو يعلى في "مسنده الكبير" (المطالب: 3/ 245) - وعنه: ابن حبّان في "المجروحين" (1/ 202) - و. . . من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمّاني عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعًا: "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في القبور ولا في النشور، وكأنّي بهم وهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، ويقولون: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] ". والحمّاني قال الحافظ في "التقريب": "حافظٌ إلا أنّهم اتهموه بسرقة الحديث". أهـ. وقد تابعه: عبد الرحمن بن واقد عند الخطيب (10/ 265)، وابن واقد اتهمه ابن عدي وشيخه عبدان الأهوازي بسرقة الحديث. وعبد الرحمن ضعيف كما في "التقريب"، وقد تفرّد به كما قال البيهقي" انتهى. قلت: لم يتفرد به عبد الرحمن بن زيد كما قال البيهقي! بل تابعه عليه أخوه عبد الله بن زيد فرواه عن أبيه به. أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2510) وأبو عمرو بن منده في "فوائده"- كما في "المداوي" (5/ 347).

[260] قال الدوسري (5/ ص 175): "وله عن ابن عمر ثلاثة طرق أخرى: الأول: أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 202) و. . .من طريق بهلول بن عبيد عن سلمة بن كهيل، عن ابن عمر مرفوعًا" أهـ. قلت: وقع سقط في الإسناد عند الأخ الدوسري. ففي المصادر: "عن سلمة بن كهيل عن نافع عن ابن عمر". ... [261] قال الدوسري (5/ ص 186): "وقال ابن الجوزي في "العلل" بعدما حكى كلام الخطيب: "وزعم الخطيب أن رجال إسناده ثقات. . . وقد دُسّ متنه [كذا، ولعله: متن] إسناد الحديث الذي بعده. . ." إلخ. قلت: لم يحسن الأستاذ الدوسري تصحيح العبارة، وذلك أنها بعد تصحيحه تكون هكذا: "وقد دُسّ متن إسناد الحديث الذي بعده" وهو كلام ركيك. والصواب: "وقد دُسّ متنه بإسناد الحديث الذي بعده" والله أعلم. ... [262] قال الدوسري (5/ ص 197) في حديث ثوبان مرفوعًا: "حوضي من عدن إلى عمّان البلقاء. . ." الحديث. "ورواه سليمان بن يسار عن ثوبان:

أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/ 98) من طريق الزهري عنه، لكن أخرجه ابن أبي عاصم (710) عن الزهري عن سليمان عن بعض من حدّثه عن ثوبان مرفوعًا. ففيه جهالة إذًا" انتهى. قلت: الرجل المبهم في هذا الإسناد هو: (أبو سلام) واسمه: ممطور وهو ثقة. ففي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 224) عندما ذكر الحديث قال لأبيه: "من هذا الرجل؟ من حدثه؟ هل تدري من هو؟ قال أبي: أظن أنه أبو سلام الحبيشي لأن هذا الحديث لم يروه عن ثوبان إلا أبو سلام على هذا اللفظ فأظن أنه هو" أهـ. ... [263] قال الدوسري (5/ ص 233): ". . .حديث عبد الله بن أبي أوفى: "أخرجه أبو نعيم (216) والبيهقي (444) من طريق سعيد بن زَرْبي، عن نفيع بن الحارث عنه مرفوعًا. . ." إلخ. قلت: سقط من الإسناد عند الأخ الدوسري ذكر ثابت البناني بين سعيد ونفيع، وهو في المصدرين المذكورين. والله الموفق. ... [264] قال الدوسري (5/ ص 236) في عمارة بن وثيمة: "لم أظفر بترجمة له". قلت: له ترجمة في "بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني" (ص 232) للعلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى.

[265] أخرج تمام (5/ رقم: 1796/ ص 246) بإسناده إلى عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اللهمّ بِّردْ قلبي بالثلج والبَرَد والماء البارد، اللهمّ نقِّ قلبي من الخطايا كما نقيتَ الأبيضَ (1) من الدِّنَسِ". قال الدوسري في الهامش: " (1) كذا، والمحفوظ: "الثوب الأبيض" انتهى. قلت: في مخطوطة الظاهرية (ج 8/ ق 83/ أ): (الثوب الأبيض) كما هو محفوظ، وقد كتب: "الثوب" فوق كلمة "نقيت" بخط صغير متشابك. وانظر كذلك طبعة حمدي "للفوائد" (1/ 472) و (1/ 471 - تحقيق التميمي).

الأخطاء اللغوية

الأخطاء اللغوية

[1] قال الدوسري (1/ ص 271): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "الصلوات الخمس و. . .ما لم تُصَبْ الكبائر. * الصواب: "ما لم تُصبِ الكبائر" بكسر الباء، لالتقاء الساكنين. [2] وقال (1/ ص 303): قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بَشِّرْ المشائين في الظُلَم. . ." إلخ. * الصواب: "بشرِ المشائين". بكسر الراء، لالتقاء الساكنين. [3] وقال (1/ ص 322): قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما يخشى الذي يرفعُ رأسُه قبلَ الإمام. . ." إلخ. * الصواب: "يرفع رأسهَ" -بفتح السين- مفعول به منصوب. [4] وقال (2/ ص 26): "وقد تبين من هذا أن نعيم إنما سمعه بواسطه. . ." * الصواب: "أن نعيمًا. ." اسم إن منصوب. [5] وقال (2/ ص 306): "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما ينبغي لرجل أن يأتي أخاه فيسألُه قرضًا وهو يجد فيمنعه". * الصواب: "فيسألَه" -بفتح اللام- منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية. [6] وقال (2/ ص 430): ورُوي الحديث بلفظ "خياركم خياركم لنسائهم" جماعة من الثقات. . . إلخ. * الصواب: "ورَوَى. . ." للمبنى المعلوم لوجود فاعله (جماعة)

[7] وقال (3/ ص 59): "وأخرجه البخاري عن القعنبي وعبد الله بن يوسف وأبو نعيم. . .". * الصواب: "وأبي نعيم" اسم مجرور. [8] وقال (3/ ص 59): "وأخرجه مسلم عن القعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وأبو مصعب. . ." * الصواب: "وأبي مصعب" اسم مجرور. [9] وقال (3/ ص 374): قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ". . .واتقوا الشح، فإن الشحُّ أهلك من كان قبلكم" * الصواب: "فإن الشحَّ. . ." مفعول به منصوب.

§1/1