الإتباع

أبو الطيب اللغوي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين وصلى الله على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين وذريته المنتجبين وعترته الهادين المهدين وسلم كثيراً. قال عبد الواحد عليّ: هذا كتاب الإتباع والتوكيد دعانا إلى تأليفه إغفال سلفنا إفراد كتاب فيهما شافٍ في استيعابهما وتقصيهما مع كثرة استعمال العرب لهما واستعانتهم في الكلام بهما حتى قال بعضهم وقد سئل عن كلمة في الإتباع ما معناها؟ فقال: شيء نَتِدُ به كلامنا ونقويه ونثبته يقال: وَتدتُ الوَتِد أتِدُه وتداً إذا أثبتُه في حائط أو أرض فأنا واتد وهو موتود والواتد أيضاً المنتصب الثابت قال أبو داود الإيادي يصف بقرة وحشية: وبدت لنا أذنٌ تو ... جس حُرَّةٌ وأحَمُّ واتد يعني قرنها؛ وإنما قرنا الإتباع بالتوكيد لأن أهل اللغة اختلفوا فبعض جعلوها واحداً وأكثرهم اختاروا الفرق بينهما فجعلوا الإتباع مالا تدخل عليه الواو نحو قولهم عطشان نطشان وشيطان

ليطان والتوكيد ما دخل عليه الواو نحو قولهم: هو في حلٍّ وبلٍّ وأخذ في كلِّ فن وفنن ونحن بحمد الله نذهب إلى أن الإتباع ما لم يختص به بمعنى يمكن إفراده به والتوكيد ما اختص بمعنى وجاز إفراده والدليل على صحة قولنا هذا أنَّهم يقولون: هذا جائع نائع فهو عندهم إتباع ثم يقولون في الدُّعاء على الإنسان: جُوعاً ونُوعاً فيدخلون الواو وهو مع ذلك إتباع: إذ كان محالاً أن تكون الكلمة مَرَّةً إتباعاً ومرة غير إتباع فقد وضح أنَّ الاعتبار ليس بالواو وثبت ما حددناه به ونحن نجمع في كتابنا هذا ما يحضرنا من الإتباع على ترتيب الحروف ونتبعه بالتوكيد حتى تأتي الحروف كلُّها إلا ما لم يجئ مبتدءاً به في شيء من ذلك الحروف؛ ونتوكَّلُ على الله عزَّ وجلَّ في النَّفع به والعون عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

باب الإتباع الذي أوله الألف

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أوَّلهُ الألِف قالَ أبو مالك: تقولُ العَربُ فِي صِفَةِ الشَّيءِ بالشِّدةِ: إِنَّهُ لَشَديدٌ أَدِيدٌ، وهُو منَ الأَدِّ، والأَدُّ القوَّةُ، إلاَّ أنَّ الأَدِيدَ لا يُفْرَد. قالَ الراجزُ: نَضَوْنَ منّي شِرَّةً وأَدَّا ... من بَعدِما كنتُ صُمُلاًّ نَهْدا

ويُقال: جِئْ بهِ من عِيصكَ وإِيصِكَ: أَيْ مِن حيثُ كانَ ولمْ يَكُنْ، فالعِيصُ: الأَصْلُ، والإِيصُ: إِتْباعٌ؛ وقالَ قُطْرُب: يُقالُ: بَسْلاً وأسْلاً: أَيْ حَرامٌ مُحرَّمٌ، والبَسْلُ ها هُنا الحرامُ، والاسْلُ إِتْباع، قالَ الشاعِرُ: أَيُثْبَتُ مَا قلْتُمْ وتُلْغَى زِيادَتي ... يَدي إِنْ أُسِيغَتْ هذهِ لَكمُ بَسْلُ أي بَيْعَتي التي أعطيتكم يَدي بِها حَرامٌ عليكمُ، ويُروى هذا

البيت (دَمي إِنْ أُحلَّت هذه لكمُ بَسْلُ): أَي بيعتي التي أعطيتكمُ يَدي بها حَرامٌ عليكم، ويروى هذا البيت: (دمي إِن أُحلت هذه لكم بسلُ) فمعناهُ على هذهِ الرِّواية: دَمي حَلالٌ، لأَنَ البَسلَ مِن الأَضدادِ، يكونُ بمعنى الحرامِ وبمعنى الحلالِ، وقالَ آخَرُ: حَنَّتْ إلى نَخْلَةَ القُصْوَى فقُلتُ لها: ... بَسلٌ عَليكِ أَلا تلكَ الدَّهاريسُ أي حرامٌ عليكِ.

ويُقالُ: شَحيحٌ أَنِيحُ، من قولِهم: أَنَحَ بحملِه ِيَأنِحُ أُنوحاً، إِذا تزَّحرَ بهِ من ثِقَلهِ، ولا يُفْرَدُ الأَنيحُ. ويُقالُ: إِنَّهُ لأََشِرٌ أَفِرٌ، وإِنَّهُ لأَشْرانُ أَفرانُ، فالأَشِرُ:

البَطِرُ، والأَفِرُ: الذي يَأفِرُ أفراً من النشاط: أَيْ يَقْفِزُ قَفزاً، ولا يُفْرَدُ في الكلامِ أفِرٌ ولا أفرانُ. ويُقالُ: هوَ الضّلالُ بنُ الألالِ لِمَن لا يُعْرَفُ أَصْلُهُ؛ ويُقالُ: لهُ الوَيلُ والأَليلُ، ولهُ الوَيلُ والأَويلُ، ولا يُفْرَدُ الأَليلُ ولا الأَويلُ في معنَى الوَيلِ. ويُقال: يومٌ عكيكٌ أكيكٌ، ويومٌ عَكٌّ أكٌّ: إِذا كانَ

شَديدَ الحَرِّ، والأَكيكُ بمعنَى العكيكِ، إلاَّ أَنَّهُ لا يُفْرَدُ، قالَ الرَّاجز: يَومٌ عَكيكٌ، يَعْصِرُ الجُلودَا ... يَتْرُكُ حُمْرانَ الرِّجالِ سُودا ولَيلةٌ غامِدة غُمودا ... سَوداءُ تُغْشِي النَّجْمَ والفُرْقودا

باب التوكيد الذي أوله ألف

ويُقالُ: لا دَريتَ ولا أَليَّتَ! مقصورٌ أَوَّلهُ، ولا يُقال: ولا ائْتَلَيْتَ والائْتِلاءُ: التَّقْصيرُ، كأنَّ المعنى: ولا قَصَّرتَ في التَّفَهُّمِ، إِلاَّ أَنَّهُ لا يُقالُ مُفْرَداً بمعنَى الدُّعاءِ على الإِنسان: بابُ التَّوكيدِ الَّذِي أَوَّلهُ أَلِفٌ يُقالُ: بَلَدٌ عَريضٌ أرِيضُ، فالعريضُ الواسِعُ، والأَريضُ:

الحسنُ مِنَ النّبَاتِ. قالَ الشاعر: هو امْرؤ القَيس: بِلادٌ عَريضَةٌ وأَرضٌ أَرِيضَةٌ ... مَدافِعُ غَيثٍ في فَضاءٍ عَريضُ وأمّا قولُ الآخرُ: عَرِيضٌ أَريضٌ باتَ يَيْعِرُ حَولَهُ ... وَباتَ يُعَشِّينا بُطونِ الثّعالِبِ فإِنَّ (العريضَ) ههُنا: الجَدْيُ، و (الأَريضَ) الذي قد تَقَمَّمَ مِنَ النَّبتِ؛ ويُقال: أَنتَ عِندنا كثيرٌ أَثيرٌ؛ ويُقالُ: عَبِدَ عليهِ وأَبِدَ، وهُما واحِدٌ: أيْ غَضِبَ عَليهِ؛

باب الإتباع الذي أوله الباء

بابُ الإِتباعِ الَّذي أَوَّلهُ الباءُ يُقالُ: إِنَّهُ لحَسَنٌ بَسَنٌ، وإِنَّهُ لَبَيِّنُ الحُسْنِ والبَسانَةِ،

وإِنَّهُ لَجَمِيلٌ بَكِيلٌ؛ وإِنَّهُ لَكَثِيرٌ بَثِيرٌ بَذِيرٌ بَجيرٌ: كُلُّهُ إتبَاعٌ، والبَثِيرُ من قَولِهم: ماءٌ بَثْرٌ: أيْ كثيرٌ؛ إِلاّ أَنَّهُ لا يُقالُ: شَيءٌ بَثِيْرٌ أَي كثيرٌ إِلا عَلى وَجهِ الإِتْباعِ. ويُقالُ: إِنَّهُ لَقَليلٌ بَليلٌ،

وإِنَّهُ لَضئِيلٌ بَئِيلٌ، وقَد ضَؤُلَ وبَؤُلَ، وهو يَضْؤُلُ ضَآلةً، ويَبْؤُلُ بَآلةً وبُؤولةً؛ ويُقالُ: لَحْمُهُ خَظَا بَظَا، إِذا كان كثيراً مُتراكِماً، قالَ الرَّاجِزُ: خَاظِي البَضيعِ لَحمُهُ خَظَا بَظَا. ويُقالُ: وقَعَ في حَيْصَ بَيْصَ وحِيصَ بِيصَ وحَيْصِ بَيْصِ: أَيْ في ضِيقٍ لا يَقدِرُ عَلى الخَلاصِ مِنْهُ؛ قالَ أَبو عَمرو سَمِعتُ أَعْرابياً يَقولُ لِآخَرَ: إِنَّكَ لَتَحْسِبُ الأَرْضَ عَليَّ حِيصاً بِيصاً، بِكَسرِ أَوَّلِهِ.

ويُقالُ: إِنَّهُ لَزِمِّيتٌ بَلِّيتٌ، فالزِّمِّيتُ الحَليمُ، والبلّيتُ السَّاكِتُ من قَولِهم: بَلِتَ يَبلَتُ: إِذا سَكَتَ فَلَمْ يَنْطِقْ؛ ولا يُقالُ: رَجُلٌ بِلَّيتٌ بمعنَى السَّاكِتِ مُفرَداً، ولَكِنْ يُقالَ: رَجُلٌ بَلّيتٌ وبَلِيتٌ: أَيْ ذَكِيٌّ فَطِنٌ. قالَ الرَّاجِزُ: يُشاهِلُ العَمَيثَلَ البِليِّتَا الجَانِبَ المَعْمَعَةَ الخِرِّيتَا

وقالَ بَعضُهم: الزَّمِيتُ الفاضلُ، والزَّماتَةُ الفَضْلُ سَمَّيتُها إِذْ وُلِدَتْ تَموتُ والقَبْرُ صِهرٌ صَالِحٌ زِمِّيتُ يا ابنَةَ شَيْخٍ مَالَهُ سُبْروتُ ويُقالُ: ضَرَبَهُ فما قَالَ: حَسِّ ولا بَسِّ، ومَا قالَ حِسَّاً ولا بِسَّاً؛ ويُقال: رأيتُ القومَ أَجْمعينَ أَبْصَعِينَ، وطُفْتُ بالقصْرِ أَجْمَعَ أَبْصَعَ، وبالدارِ جَمْعَاءَ بَصْعاءَ، وَمَررتُ بِإمائِكَ جُمَعَ بُصَعَ؛

ويُقالُ للرجلِ إِذا بَهَظهُ الأَمرُ وكَظَّهُ: إِنَّهُ لَكَظيظٌ بَظيظٌ؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لشَحِيحٌ بَحِيحٌ، وهو مِنَ البُحَّةِ، ولكنْ لا يَجوزُ إِفرادُهُ؛ ويُقالُ: تَفَرَّقَ القَومُ شَغَرَ بَغَرَ، وشِغَرَ بِغَرَ، وشِذَرَ بِذَرَ، وشَذَرَ بَذَرَ بالكسرِ والفتحِ فيهُما جميعاً: إِذا تَفَرَّقوا في كُلِّ وَجهٍ.

ويُقالُ: خَصِيَ بَصِيَ، ويُدْعى عَلى الرَّجُلِ فَيُقالُ: مَلَهُ خَصاهُ اللهُ وبَصَاهُ! ويُقالُ: رَجُلٌ حُطائِطٌ بُطائِطٌ: إِذا كانَ قصيراً غَليظاً، ويُقالُ في غَيرِ الرَّجُلِ أيضاً، قَالتِ إمرأَةٌ مِنَ العَرَبِ: إِنَّ حِري حُطائِطٌ بُطائِطْ كَأَثَرِ الظَّبيِ بِجَنْبِ الحائِطْ

ويُقالُ: تَرَكْتُهُمْ حَيْثَ بَيْثَ، وحَوْثَ بَوْثَ، وحَوْثاً بَوثاً، وحَاثٍ بَاثٍ: إِذا وَطِئْتَهُمْ ودَوَّختَهمْ؛ ويُقالُ: جاءَ القومُ بِحَوْثٍ بَوْثٍ، وحَوْثاً بَوْثاً، وحَيْثَ بَيْثَ: أَيْ جاؤا بالكثرةِ؛ وحَكَى بعضُهم: حَظِيَت المرأةُ عِندَ زوجِها وبَظِيَتْ،

ويُقالُ: مَكانٌ عَميرٌ بَجيرٌ، فالعميرُ مِنَ العِمَارةِ فعيلٌ بمعنى مفعولٌ و (بَجيرٌ) إتْباع؛ وقالوا: رَجُلٌ حاذِقٌ باذِقٌ، وإِنَّهُ لعَجِلٌ بَجِلٌ، ويُقالُ للفاسِقِ المُتَلَطِّخِ بالقَبائِحِ: إِنَّهُ لوَتِغٌ بَدِغٌ، والبَدِغُ المُتَلَطِّخُ، يُقالُ: بَدِغَ بالطِّينِ ونَحوِهِ يَبدَغ بَدَغاً: إِذا تَلَطخَ بِهِ، إِلا أَنَّهُ لا يُقالُ مُفْرداً: رَجلٌ بَدِغٌ بِمعنى

باب التوكيد الذي أوله الباء

الفاسِقِ والمُتلَبِّسِ بالآثام قالَ الرَّاجزُ: لولا دَبوقاءُ استِهِ لَم يَبدَغِ بابُ التَّوكيدِ الّذي أَوَّلُهُ الباءُ يُقالُ: فَرَّ ولَهُ كَصِيصٌ وأَصِيصٌ وبَصِيصٌ من الفَزَعِ، وكُلُّهُ بمعنى الصَّوتِ الضَّعيفِ؛

ويُقالُ: إِنَّهُ لَغَضُّ بَضُّ، وغَاضٌّ باضٌّ، وهِيَ الغَضَاضَةُ والبَضاضَة، قالَ أَبو زَيدٍ: والبَضاضَةُ رِقَّةُ البَشَرةِ، وقالَ الأَصمعيّ: هِيَ رِقَّةُ البَشَرَةِ والبياضُ، وقالَ أبو زيدٍ: قَد يكون الاسمُ بَضَّا، ويُقالُ: إِنَّهُ لَسَرٌّ بَرٌّ، وسَارٌّ بارٌّ، وإِنَّهم لَسَارُّونَ بارُّونَ، وسَرُّوَنَ بَرُّونَ، قالَ الشّاعر: إِخوةٌ ما عَلِمْتُ سَرُّونَ بَرُّو ... نَ فإِنْ غِبْتُ فالذِّئابُ الجِياعُ

ويُقالُ: إِنَّهُ لحائِرٌ بائِرٌ، ومعناهُ هالِكٌ، وقد بارَ يَبُورُ إِذا هَلكَ، ويُقالُ رَجُلٌ بُورٌ وقومٌ بُورٌ أيضاً أَيْ هالِكونَ. قالَ الشّاعِر: يا رَسُولَ المَليكِ إِنَّ لِسَاني ... رَاتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ يريد: إِذ أنا كافِرٌ هالِكٌ، وقالوا: هُوَ في حِلٍّ وبِلٍّ، فالبِلُّ المُباحُ بلغةِ حِمْيَر، وفي الحديثِ (إِنِّي لا أُحِلها لِمُغتَسِلٍ، وهيَ لِشاربٍ حِلٌّ وبِلٌّ) يعني بِئرَ زَمزَمَ،

ويُدْعَى للرَّجُلِ فيقال: حَيَّاك اللهُ وبَيَّاكَ! قالَ الأصمعيُّ: (بَيَّاكَ) أَضْحَكَكَ، وقالَ أبو عُبيدة: بَيَّاكَ: مَلَّكَكَ، وقالَ أبو زَيد وابن الأَعرابيّ يُقال: اعْتمدَكَ بالتحيةِ، ومنهُ قولُ الرَّاجز: لمَّا تَبَيَّينا أَخا تميمِ أَعطى عَطاءَ اللّحِزِ اللئِيمِ أَي تعمَّدنا، وقالَ الآخرُ: باتَتْ تَبَيَّا حَوْضَها عُكُوفَا

مثلَ الصُّفُوفِ لاقتِ الصُّفوفا وأنتِ لا تُغنينَ عَنِّي فُوفَا وقالَ أبو مَالِكٍ: بَيَّاك: أَيْ قَرَّبَكَ، وقال الرَّاجز: بَيَّا لهمْ إِذ نزلوا الطَّعامَا الكَبدَ والمَلحاءَ والسَّنامَا وقالَ قَومٌ: بَيَّاكَ أَيْ عَرَّفَكَ، وقالَ الفَرَّاءُ مَعناهُ: بَوَّأكَ منزِلاً في الجنةِ، وهذا أضعفُ الأقوال. ويُقالُ: شَكَوتُ إِليهِ عُجَزي وبُجَرِي أَيْ هُمومي وأَحزاني،

ومِنهُ قولُ عَليٍّ عليهِ السلام أَشكو إِلى اللهَ عُجَري وبُجَري، يُريدُ: هُمومي وأَحزاني وما أَلقَى مِنَ الناسِ، وكُلُّ عُقدَةٍ في عظمٍ أَو خَشَبَةٍ فهي عُجرَةٌ، وكُلُّ عُقدةٍ في لحمٍ أَو جِلدٍ فهي بُجرَةٌ، والجميعُ العُجَرُ والبُجَرُ، ويُقالُ: عَصَى عَجراءُ: إِذا كانت ذاتُ عُجَرٍ، وقالوا: عَينٌ حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ: أَيْ عَظيمةٌ، والبَدرةُ الكاملةُ التامةُ، ومنهُ سُمِّي البدرُ لتمامِهِ، واالبَدرةُ لتمامِها وكَمالِها عَشرةَ آلاف ويُنشَدُ: وعَينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرةٌ ... شُقّتْ مَآقِيها من أُخُرْ

ويُقالُ: وَرَاهُ اللهُ وبرَاهُ، فمعنى بَراهُ أَيْ أَضْناهُ. قالَ امْرُؤُ القَيْس: فَقالتْ: بَراكَ اللهُ إِنَّكَ فاضِحي ... أَلستَ تَرَى السُّمَّار والناسَ أَحوالي ويُقالُ: ما ذقتُ عَلوساً ولا بَلوساً: أَيْ ما ذقتُ شيئاً

باب الإتباع الذي أوله التاء

وقالَ ابن الأعرابيّ يُقالُ: وَقَعَ القومُ في دَوْكَةٍ وبَوْكَةٍ: أَيْ في اختلاطٍ وشَرٍّ؛ ويُقالُ في الدُعاءِ على الإنسانِ جُوعاً لهُ وجُوساً وبُوساً! بابُ الإِتْباعِ الّذي أَوَّلهُ التّاءُ تَقولُ العَرَبُ: لا باركَ اللهُ فِيهِ ولا تَارَكَ! ولا يَقولونَهُ إِلا هكذا، فهو وإِنْ كانَ مأخوذاً مِنَ التَّركِ، فَلا مَعنىً لهُ في هذا الموضع إِلا الإِتْباعُ؛ ويُقالُ: مَا أَعطاهُ حَبَرْ بَراً ولا تَبَرْ بَراً، وما أعطاهُ

حَوَروراً ولا تَوَروراً: أَيْ ما أَعطاهُ شَيْئاً قالَ الشّاعر: أَمَانِيُّ لا تُجْدِي عَليكَ حَبَرْ بَرَا ويُقالُ لِلاحْمَقِ: إِنَهُ لَفَاكٌّ تَاكٌّ، وفائِكٌ تائِكٌ؛ ويُقالُ: هُوَ أَسوانُ أَتوانْ، فالأَسوانُ الحزِينُ والأَتوانُ إِتباعُ، حَكاها الأحمَرُ؛

ويُقالُ: هُوَ ضَالٌّ تَالٌّ، وقَدْ ضَلَلْتَ وتَلَلْتَ، وضَلِلْتَ وتَلِلْتَ، وذَهَبَ في الضَّلالِ والتّّلالِ، وفي الضَّلالِ ابنِ التَّلالِ، وهُوَ ضُلٌّ ابنُ تُلٍّ، والضّلالُ ابنُ التّلالِ: لِلذي لا يُعْرَفُ ما أَصْلُهُ؛ ويُقالُ في الدُّعاءِ على الإنسانِ: جُوساً لهُ وبُوساً وَتُوساً!؛ وفي بَعضِ الرِّواياتِ: إِنََّهُ لَثِقَةٌ تِقَةٌ؛ ويُقالُ: لا دَرَيتَ ولا تَليتَ! ولُغةٌ أُخرَى: ولا أَتْلَيتَ، أَيْ: ولا كانَ لكَ إِبِلٌ يَتلو بعضُها بَعضاً، فعلى هذهِ اللغَةِ

باب التوكيد الذي أوله التاء

الثانيةِ هُوَ مِنَ التّوكيدِ لا مِنَ الإِتْباعِ: لأَنَّهُ يُقالُ: أَتْلى الرَّجُلُ: إِذَا كانتْ لهُ إِبِلٌ يَتْلو بَعضَها بَعْضاً. بابُ التَوكيدِ الّذي أَوَّلهُ التّاءُ يُقالُ: إِنَّهُ لوَلِعٌ تَرِعٌ، والتَّرِعُ: السَّرِيعُ إِلى الشَّيءِ، وإِلى ما لا يَعنيهِ، وقالَ الشّاعِرُ:

كمُبْتَغي الحَربِ يَسعَى نَحوها تَرِعا ... حَتى إِذا ذاقَ مِنها جُرْعَة نَدِمَا ويُقال: أُفّاً لَهُ وتُفّاً، وأُفَّةً لهُ وتُفّةً: والأَفُّ وسخُ الأَذنِ، والتُفُّ وسَخُ الأَظْفارِ، ويُقالُ: بل هُوَ ما يخرجُ مِنَ الأَنفِ؛

باب الإتباع الذي أوله الثاء

وقالَ الفَرَّاءُ يُقالُ: رَجُلٌ صَيَّاحٌ تَيَّاحٌ، قالَ: والتَّيَّاحُ والصَّياحُ واحِدٌ. بابُ الإِتْباعِ الّذي أَوَّلُُهُ الثاءُ يُقالُ: إِنَّهُ لاسوانُ أَثوانُ في روايةِ بَعضِهم، وقد حكيناهُ بالتّاءِ بنقطتينِ آنِفاً، ولا أَعرفُ في هذا البابِ مِنَ الإِتْباعِ غير هذا، وهو مِنْ رواياتِ الكوفيّين.

باب التوكيد الذي أوله الثاء

بابُ التوكِيدِ الذي أَوَّلُهُ الثاءُ يُقالُ: هو في الضَّلالِ والثَّلالِ وهو الهَلاكُ، ويُقالُ: جاءَ بالضَّلالَةِ والثَّلالَةِ، وهو ضالٌّ ثالٌّ، وهو مِن قولِهم: ثلَّ عَرشُ القومِ: إِذا هَلكوا وزالتِ نِعمتهم، قالَ زُهير بن أَبي سُلمَى: تَدَاركتُما الأَحلافَ قد ثُلَّ عَرشُها ... وذُبيانُ قَد زَلَّتْ بأقدامِها النَّعْلُ وقالَ لَبيدُ بنُ ربيعَةَ: فَصَلَقْنَا في مُرادٍ صَلْقَةً ... وصُدَاءٍ أَلحَقْتُهمْ بالثَّلَلْ أَيْ بالهَلاكِ، والثَّلَلُ والثَّلالُ واحِدُ.

باب الإتباع الذي أوله الجيم

بابُ الإِتْباعِ الّذي أَوَّلُهُ الجِيمُ قالَ أبو مَالكٍ يُقالُ: حَارٌّ يَارٌّ جَارٌّ، ويُقالُ: رَجُلٌ حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ: إِذا أَصابتْهُ مَصيبَةٌ؛ ويُقالُ في الدُّعاءِ على الرَّجُلِ: جُوعاً وجُوداً وجُوساً، فالجودُ هُوَ الجوعُ بِعَيتهِ، وقولهم (جوساً) إِتباعٌ. هذا قَولٌ؛ وقد قيلَ: الجُوسُ الجوعُ أيضاً، فإن كانَ هذا ثَبْتاً فهوَ مِنَ التّوكِيدِ لا مِنَ الإِتْباعِ، وقالَ أَيضاً: بُوساً لَهُ وجُوساً، وفَسَّروا قولَ الهُذَليِّ:

باب التوكيد الذي أوله الجيم

تَكادُ يَداهُ تُسلِمانِ رِداَءهُ ... مِنَ الجودِ (لمّا استقبلتهُ الشَّمائِلُ) فقالوا معناهُ: مِنَ الجُوعِ الشَّديدِ؛ ويُقالُ: رَجُلٌ شَغِبٌ جَغِبٌ. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الجيمُ تَقولُ العَرَبُ في الدُّعاءِ على الرَّجُلِ: نَكْداً لَهُ وجَحْداً، ونَكَداً لهُ وجَحَداً، والجَحَدُ: قِلَّةُ الخَيرِ، ويُقالُ: إِنَّهُ لَنَكِدٌ

باب الإتباع الذي أوله الحاء

جحِدٌ، وأَعطاهُ النكَدَ والجَحَد. ويُقالُ: جُوعاً لهُ وجُوداً، والجُودُ هُوَ الجُوعُ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الحاءُ يُقالُ: هُوَ مَجنونٌ مَحنونٌ؛

باب التوكيد الذي أوله الحاء

ويُقالُ: مَالَهُ مَلجَأٌ ولا مَحجَأٌ: مَقْصُورانِ، مَهْموزانِ، مُجْرَيَانِ. بابُ التّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الحاءُ تَقولُ العَرَبُ غي الدُّعاءِ على الإِنسانِ، مَالَهُ جَرِبَ وحَرِبَ! مِنَ الحرَبِ؛

باب الإتباع الذي أوله الخاء

وقَالَ أبو زَيدٍ يُقالُ: إنَّهُ لَقَليلٌ حَقيرٌ، وقليلٌ حَقْرٌ، والحَقيرُ والحَقْرُ واحِدٌ، وهُوَ الصَّغيرُ الذَليلُ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَولُهُ الخاءُ حَكَى اللِّحْيانيُّ عن أَبي جعفَر الرٌّؤَاسِيّ أَنَّهُ يُقالُ للرَّجُلِ: إِنَّهُ لمَجنونٌ مَخنونٌ، وقَد أَجنَّهُ اللهَ وأَخنَّهُ على غَيرِ القِياسِ، والقياسُ جَنَّهُ اللهُ وخَنَّهُ، وقياسُ أَجَنَّ وأَخَنَّ، مُجَنٌّ ومُخَنٌّ، ولا يُتَكلَّم بِهِ، وقد حَكينا هذا الحَرفَ قبلَ هذا في بابهِِ.

باب التوكيد الذي أوله الخاء

بابُ التوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الخاءُ يُقالُ: مَا عِندَهُ خَلٌّ ولا خَمرٌ: أَيْ مَا عِندهُ شَرٌّ ولا خَيْرٌ، ويُقالُ أَيضاً: ما هُوَ بَخَلٍّ ولا خَمْرٍ: إِذا كانَ لا يُرْجَى ولا يُخاف، والخلُّ الشََّّرُّ والخمرُ الخيرُ، قالَ الشاعِرُ. أَنشَدهُ الأَصمعيُّ: هَلاَّ سألتِ بِعادياَء وبَيتهِ ... والخَلِّ والخَمْرِ الَّذي لَمْ يُمنَعِ

باب الإتباع الذي أوله الدال

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الدَّالُ يُقالُ في الدُّعَاءِ عَلى الرَّجُلِ: لا باركَ اللهُ فيهِ ولا تَاركَ ولا دَارَكَ!. ودُعَاءٌ آخَرُ: أَرغَمَهُ اللهُ وأَدْغَمهُ! ولهُ مِنّي مَا يُرْغِمُهُ ويَدْغِمُهُ، ويَقولونَ: رَغْمَاً دَغْمَاً!؛ وفَعلتُ ذَاكَ عَلى رَغْمِهِ ودَغْمِهِ. ويُقالُ: قَضَى اللهُ لَكَ كُلَّ حَاجَةٍ ودَاجَةٍ بالتَخفيفِ،

وقد أَقبَلَ الحاجُّ والدَّاجُّ: مُشَدَّدٌ؛ وزعَموا أَنَّ الدَّاجَّ: الذِين يَدِجُّون خَلفَ الحاجِّ: أَيْ يَدِبُّونَ بالتَّجاراتِ وغَيرُها ولا يُفْرَدُ الدّاجُّ؛ ويُقالُ: جُوعاً دَيْقُوعاً! إِذا دُعِيَ عَلى الإِنسانِ؛ ويُقالُ: مَائِقٌ دَائِقٌ مِنْ قَولِهم: رَجُلٌ مُدَوَّقٌ: أَيْ مُحَمَّقٌ، والدُّوقُ الحُمْقُ، وكذلِكَ المُوقُ، يُقالُ: مَاقَ الرَّجُلُ يَمُوقُ

مُوقاً، قالَ الرَّاجِزُ: يا أَيُّها الشَّيخُ الكَثيرُ المُوقِ أُمَّ بِهنَّ وَضَحَ الطّرِيقِ ولا يُتَكَلَّمُ بالدَّائِقِ مُفْرَداً؛ ويُقالُ إِنَّهُ لَيَمُوقُ مَوَاقةَ ومُؤوقاً، ودَاقَ يَدُوقُ دَواقَةً ودُؤوقاً أَيضاً؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لخاسِرٌ دَابِرٌ، وخَسِرٌ دَبِرٌ، وَمَالَهُ خَسِرَ وَدَبِرَ!

باب التوكيد الذي أوله الدال

بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الدَّالُ يُقالُ: إِنَّهُ لَخَاسِرٌ دَامِرٌ، والدامرُ الهالِكُ، والدَّمَارُ الهَلاكُ، ويُقالُ: دُمِّرَ القَومُ: إِذا أُهلِكوا، وفي التنزيلِ: {أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}، وقالً الرَّاجزُ: أَمْسَوْا كَعَادِ إِرَمِ إِذْ دُمِّروا بِصَرصَرٍ عَاتِيَةٍ لا تُنكَرُ هَيهاتَ لا نَصْرَ لِمن لا يُنْصَرُ

باب الإتباع الذي أوله الذال

وإِنَّهُ لخَسِرٌ دَمِرٌ، ومَالَهُ خَسِرَ ودَمِرَ!، فإِذا قُلتَ: خَاسِرٌ دَابِرٌ بالباءِ، فَلا وَجْهَ لَهُ إِلاّ أَنْ يكُونَ إِتْباعاً، أَو تكونَ الباءُ مُبْدَلَةً مِنَ الميمِ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الذَّالُ وَلَمْ نَجِدْ مِنَ الإِتْباعِ حَرفاً أَوَّلُهُ الذَّالُ المُعْحَمَة فَنَذْكُرهُ. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أوَّلُهُ الذالُ يُقالُ: إِنَّهُ لَخَفيفٌ، والذَّفيفُ هُوَ السَّريعُ مِنْ قَولِهْم: ذفَّ عَلى الجَريحِ، وذَفَّفَ عَليهِ ذَفَّاً وتَذْفِيفاً: إِذا أَجهَزَ عَلَيهِ إَجهازاً سريعاً.

باب الإتباع الذي أوله الراء

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الرَّاءُ يُقالُ: أَعطيْتُهُ المالَ سَهْواً رَهْواً: عن اليزيديِّ؛ وَقالَ أبُو الجَرَّاحِ العُقَيْليُّ يُقالُ: سَدحَتْ المرأةُ عِندَ زَوجها ورَدَحَتْ سُدُوحاً ورُدُوحاً: أَيْ أَخصبَتْ؛ ويُقالُ: تَرَكْتُهُ سَادِحاً رادِحاً: صَرَعتَهُ. ويُقالُ: ما يَخفَى هذا على الهَيدانِ والرَّيدانِ، أَيْ ما يَخفى على المُقبِلِ والمُدبِرِ، ويُقالُ: جاءني مِنَ النَاسِ

الهيدانُ والرَّيدانُ، وَكَانَّ الهَيدانَ مِنْ قَولِهِم: هَادَ يَهودُ. فأبدلوا الواوَ ياءً كَما قالوا غَشْيَانُ وغَديانُ؛ ويُقالُ: أَصبحَ الرَّجُلُ شَوْباً رَوْباً: أَي خبيثَ النَّفْسِ.

باب التوكيد الذي أوله الراء

بابُ التوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الرّاءُ يُقالُ: هُوَ يَحُفنا ويَرُفُّنا: أَيْ يُعطينا ويَميرُنا، وفي الحديثَ: (مَنْ حَفَّنَا أَو رَفَّنا فَلْيَتّرِكْ)؛ ويُقالُ: مالهُ حَمٌّ ولا رَمٌّ، فالحَمُّ القَصْدُ والرَّمُّ الإِصلاحُ، والمعنى: مالهُ شَيءٌ يَتَوَجَّهُ لَهُ؛ وقالَ الرَّاجز أَنْشَدَهُ أَبو عَمرٍو الشَّيبانيُّ: إِنَّي لِمَنْ أَنكَرَ وَجهي حَمُّ أَكُلَّ أَعراضِكُمُ أَثُمُّ

ويُقال: سَقاهُ اللهُ ورَعاهُ، وسَقْياً لَهُ ورَعْياً! قالَ الشَّاعِر: سَقْياً ورَعياً وإِيماناً ومَغفِرةً ... لِلباكياتِ علينا يَومَ نَرْتَحِلُ ويُقالُ: ضَبٌّ سِبَحْلٌ رِبَحْلٌ، وكِلاهُما الطّويلُ الضَّخْمُ، وكذلكَ فَحْلٌ سِبَحْلٌ رِبَحلٌ قالَ الشَّاعِر: سِبَحْلٌ لَهُ نِزْكانِ كانا فَضيلةً ... على كُلِّ حَافٍ في الأَنامِ ونَاعِلِ

باب التوكيد الذي أوله الزاي

بابُ التوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الزَّايُ وليسَ في الإِتْباعِ كَلمةٌ أَولُها الزَّايُ، ولا في التوكيدِ إِلا قَولُهُم: رَجُلٌ أَحمقُ أَزْبَقُ، قالَ أبو زيدٍ: الأزبَق: الذي يَنتِفُ لِحْيَتَهُ مِنْ حُمقِهِ، وَهُوَ مِنْ قَولِهم: زَبَقَ الشَّعرَ يَزْبِقهُ زَبقاً: إِذا نتفَهُ.

باب الإتباع الذي أوله السين

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ السِّينُ يُقالُ: إِنَّهُ لَذُو جُودٍ وسُودٍ، فقالَ قَومٌ: هُوَ إِتْباعٌ، وقالَ آخرون: إِنَّما أَرادوا بِهِ: ذُو جُودٍ وسُودَدٍ، فأَسْقَطُوا إِحدَى الدَّالين لِيكونَ على وزنِ جود كما قالُوا: أَنا أَلقاهُ بالغَدايا والعَشايا، وليسَ جَمعُ غَداةٍ غدايَا، ولَكِنْ لَمَّا جَمعوا بينَها وبَينَ العَشَايا، أَخرَجُوها عَلى مِثالِها، وقد جَاءَ في الشِّعرِ السُّودِ بمعنى السُّودَد أَنشَدنا جَعفرُ بنُ مُحمَّدٍ:

باب التوكيد الذي أوله السين

وَهيَ تَبيتُ لا تَعَشَّى عودَا ذَاتَ إِباءٍ كَرَماً وسُودَا أَيْ وسُودَدا؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لَضائِعٌ سَائِعٌ، ورَجُلٌ مِضياعٌ مِسْياعٌ: إِذا كان كَثيرَ التََّضْييعِ لِما لِه؛ ويُقالٌ: هُوَ لكَ أَبَداً سَمَداً. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ السِّينُ يُقالُ: تَرَكْتُهُ خَزيَانَ سَوْءانَ، فَخَزْيانُ مِنَ الخزَايَةِ وهُوَ الاسْتِحياءُ، يُقالُ: خَزيَ يَخْزَى خَزَايَةً: إِذا استَحيَى، وسَوءانُ مِنَ القُبحِ وتَغَيُّر الوجهِ، يُقالُ: رَجُلٌ أَسْوَأُ،

وامْرَأةٌ سَوءاءُ، وهِيَ القَبيحَةُ المَنْظَرِ، وفي الحَديثِ: (سَوءاءُ وَلودٌ خَيرٌ مِنْ حَسناء عَقيمٍ)، ومِنهُ قولهم: هَذِهِ السَّوأَةُ السَّوْءاءُ، قالَ الشاعِر: والسَّوأَةُ السَّوءَاءُ في ذِكرِ القَمَرْ وَصَفَ جَاريَةً فِيها لُكْنَةٌ تجعلُ القافَ في كلامِها كافاً، فتقُولُ في القَمرِ الكَمَرِ، ويُقالُ: سَوَّأتُ عَليهِ مَا صَنَعَ: أَيْ قَبَّحتُهُ، وتَقولُ العرَبُ: إِن أَصبتُ فَصَوِّبني، وإِنْ أَخطأتُ فَخَطِّئنِي، وإِنْ أَسأتُ فَسَوَّئْ عَلَيَّ، أَيْ قُلْ لِي: مَا أَسوَأ مَا صَنَعْتَ!

ويُقالُ إِنَّهُ لنادِمٌ سَادِمٌ، والسَّادِمُ المَهمومُ، وإِنَّهُ لنَدمَانُ سَدمَانُ، وامرأةٌ نَدمى سَدمى، وقَومٌ نَدامى سَدَامى؛ ويُقالُ: مالَهُ عِبرَ وسَهِرَ! يُدْعَى بِهِ عَلى الإنسانِ؛ ويُقالُ: لبَّيْكَ وسَعدَيْكَ! فقولَهم: لبَّيكَ معناهُ: إِلباباً بِكَ أَيْ إِقامَةً عِندَ طاعَتِكَ، والإِلبابُ: المقامُ، يُقالُ: أَلَبَّ بالمكانِ يُلِبُّ إِلباباً: إِذا أقامَ بِهِ، وقولُهُم: سَعْدَيْكَ يُرِيدونَ إِسعاداً لَكَ؛

باب الإتباع الذي أوله الشين

ويُقالُ: أَخَذْتُهُ عَفْواً سَهْواً؛ ويُقالُ: هُوَ لِكَ أَبداً سرمداً، والسَّرمَدُ الدَّائِمُ. بابُ الإِتْباعِ الذي أَوَّلُهُ الشِّينُ يُقالُ: هُوَ قَبيحٌ شَقيحٌ بَيِّنُ القَباحةِ والشَّقاحَةِ، وقد قَبُحَ وشَقُحَ، وهُوَ مِنْ قَولِهم: شَقْحَ البُسْرُ يُشَقِّحُ تَشْقيحاً، إِذا تَغيَّرت خُضْرَتُهُ لِيَحْمَرَّ أو لِيَصفَرَّ، وهو أَقْبَحُ

ما يكون حينَئِذٍ، ولا يُستَعملُ شَقِيحٌ إِلا في هذا الموضِعِ، فلِهَذا ذكرناهُ في الإِتْباعِ، ويُمكنُ أَنْ يكونَ مَأَخوذاً مِنْ أشقاحِ الكِلابِ، وهِي أَدبارُها. وبَعضَهُم يَقولُ: أشقاحُها أَفواهُها ويُنشِدُ: وَطَعْنٍ مِثلِ أشقَاحِ الكِلابِ ويَقولونَ: قُبْحاً لَهُ وشُقْحاً، وقَبحاً لَهُ وشَقْحاً، بالفَتحِ والضَّمِّ فيهما جَميعاً، وما أَقبَحَهُ وأَشقَحَهُ! وجَاءَ بِالقَباحَةِ والشَّقاحَةِ، وأَمَّا قَولُهُمْ: اذهبْ مَقبوحاً مَشقُوحاً، فمعناهُ:

مَكْسوراً، يُقالُ: قَبِحْتُهُ أَقبَحُهُ قَبْحاً أَيْ: كَسَرْتُهُ، وكذَلِكَ: شَقَحْتُهُ أَشقَحُهُ شَقْحاً، وهَذا مِنَ التوكِيدِ لا مِنَ الإِتْباعِ، ويُقالُ: لأَشْقَحَنَّكَ شَقْحَ الجَوزَةِ بالجَندَلِ، أَيْ: لأَكْسِرَنَّكَ؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لَعَيٌّ شَويٌّ وعَيِيٌّ شَيِيٌّ، وقَد عَجِبتُ مِمَّا بِهِ مِنَ العِيِّ والشِّيِّ، وزعَموا أَنَّهُ مِنْ قَولِهم: أَشْوى المالُ: إِذا رَدُؤَ، والشَّوَى رَدِيءُ المالِ، قالَ الشاعِر: أَكلنا الشَّوى حتَّى إِذا لم نَجِدْ شَوىً ... أَشَرْنا إِلى خَيراتِها بِالأصَابِعِ

ويُقالُ: ما أَعياهُ وأَشياهُ، وما أَعياهُ وأَشواهُ!؛ وقد جاءَ عَوِيٌّ شَوِيٌّ؛ ويُقالُ: أَعطاهُ عَطاءً وَتِحاً شَقِناً، وَوَتيحاً شَقيناً، كُلُّ ذَلِكَ يُومَأُ بِهِ إِلى القِلّةِ؛ ويُسَبُّ الرَّجُلُ فَيُقالُ: رَغْماً دَغْماً شِنّغْماً! وفَعَلْتُ ذَالَ عَلى رَغْمِهِ ودَغْمِهِ وشَنَّغْمِهِ؛ ويُقالُ: لَكَ مِنِّي ما عَظاكَ وشَراكَ، فَقَوْلُهُم: عَظاكَ

أَي آلَمكَ وساءَكَ، وشَرَاكَ: إِتباعٌ، قالَ الرَّاجِزُ: تَلْقَينَ مِنهُ كُلَّ مَا يَعْظيكِ حَتَّى تَنِقَّي كنَقيقِ الدَّيكِ وقالَ الآخر: عَظَيْتِ يا ابنةَ الشُّيَيْخِ الأَصلَخِ ما آنَ أَنْ تَنْزَجِرِي أَو تَنْمَخِي

باب التوكيد الذي أوله الشين

بابُ التَّوكِيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الشِّينُ يُقالُ إِنَّهُ لَمُضيعٌ مُشِيعٌ: إِذا كانَ يُضِيعُ مالَهُ ويُشِيعُهُ في النّاسِ. باب ُالإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الصَّادُ قَالَ أَبو عَمرو الشَّيبانيَّ يُقالُ: تَرَكْنَا الدِّيارَ بَلاقِعَ صَلاقِعَ: أَيْ خَالِيَةً مِنْ أَهلِها؛

باب التوكيد الذي أوله الصاد

وقالَ الفَرَّاءُ يُقالُ: أَكَلَ طَعاماً قَفاراً صَفَاراً أَيْ: لا أُدْمَ مَعَهُ. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الصَّادُ يُقالُ: أَخَذْتُ الشَّيءَ عَفواً صَفْواً، وإِنَّهُ لَعَافٍ صَافٍ أبوابُ الضَّادِ والطَّاءِ والظَّاءِ وَلَمْ نَجِدْ في الإِتْباعِ ولا في التَّوكيدِ حَرفاً أَوَّلُهُ ضَادٌ ولا طَاءٌ ولا ظَاءٌ.

باب الإتباع الذي أوله العين

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ العَيْنُ يُقالُ في الكَثرَةِ: إِنَّهُ لَكَثِيرٌ نَثِيرٌ بَثِيرٌ بَذِيرٌ عَفِيرٌ، وَعَمِيرٌ أَيضاً: يُوصَفُ بِها كلَّها الكَثرَةُ؛

وقاَل أَبو زَيْدٍ: سَمِعتُ بَني أَسَدٍ يَقولونَ: ما يَلِيقُ بِكَ الخَيرُ وما يَعِيقُ؛ ويُقالُ: مالَهُ مَالٌ ولا عَالٌ. ويُقالُ: دونَ ذَلِكَ الأَمرِ مِكاسٌ وعِكاسٌ. ولقيني فُلانٌ بِشَرٍّ وَعَرٍّ، وهُوَ الشَّرُ والعَرُّ، وَبَعضُهم

باب التوكيد الذي أوله العين

يَقولُ العَرُّ ليسِ بإِتْباعٍ، وإِنَّما هُوَ ما يَعُرُّ الإِنسانَ ويُفْسِدُهُ؛ ويُقالُ: افعلْ ذلكَ أَولَ صَوكٍ وعَوكٍ أَيْ: أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ. بابُ التَّوكِيدِ الَّذي أَوَّلُهُ العَينُ يُقالُ: مَالَهُ دَارٌ ولا عقارٌ، فالَ الأَصمَعِيُّ: العَقَارُ النَّخْلُ خاصَّةً، وقالَ غَيرُهُ: العَقَارُ أَصلُ المَالِ مِنْ كُلِّ شَيءٍ. ويَقولونَ: رَجُلٌ أَيمانُ عَيمانُ، والأَيمانُ: الذي ماتتِ امرَأتَهُ والعَيمانُ: الذي هَلَكَت إِبلُهُ فَهُو يَعَامُ إِلى اللَّبَنِ أَيْ:

يَشتَهيهِ، وامرأَة عَيْمى أَيْمَى؛ ويُدْعَى عَلى الرَّجُلِ فَيُقالُ: مالَهُ آمَ وعَامَ! ويُقالُ: مَالَهُ مَالَ وعَالَ! فَقَولُهُم مَالَ أَيْ: عَدَلَ عَنِ الرُّشدِ، وعالَ أَيْ افتَقَرَ، والعَيلَةُ أَيْ الفُقْرُ، قالَ أٌحيحَةُ بنُ الجُلاحُ:

فَمَا يَدرِي الفَقِيرُ مَتَى غِنَاهُ ... وَمَا يَدرِي الغَنِيُّ مَتى يَعِيلُ أَيْ: مَتى يَفتَقِرُ. ويُقالٌ: جِئْ بِهِ مِنْ حَسِّكَ وبَسِّكَ وعَسِّكَ: أَيْ مِنْ حَيثُ تَحِسُّ بِهِ ومِنْ حَيثُ تَبُسُّ: أَيْ تَسيرُ إِليهِ، والبَسُّ السَّريعُ مِنَ السَّيرِ، وعَلى هذا فَسَّرَ بَعضُهم

قولُ الرَّاجِزِ: لا تَخْبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا ولا تُطيلا بِمُناخٍ حَبْسَا وقَولُهُمْ: مِنْ عَسِّكَ: أَيْ مِنْ حَيثُ تَعُسُّ، والعَسُّ الطَّلَبُ باللَّيلِ، ومِنهُ قَولُهُمْ: كَلبٌ اعتَسَّ خَيرٌ مِنْ كَلبِ رَبَضَ؛

باب الإتباع الذي أوله الغين

ويُقالُ: لَهُ الوَيلُ والعَوْلُ!؛ وأَخَذتُ الشَّيءَ عَفواً صَفواً، وصَافياً عَافياًَ، وإِنَّهُ لَصافٍ عَافٍ، وخُذْ ما صَفَا وعَفَا. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الغَيْنُ وَلَمْ نَجِد في الإِتْباعِ حَرفاً أّوَّلُهُ الغَينُ.

باب التوكيد الذي أوله الغين

بابُ التَّوكِيدِ الّذي أَوَّلُهُ الغَينُ يُقالُ: مالَهُ ثُلَّ وَغُلَّ! إِذا دُعِيَ عَلَيهِ بالهَلاكِ، فَقَولُهُمْ: ثُلَّ مِنَ الثَلَلِ وهُوَ الهَلاكُ، وَغُلَّ مِنَ الغُلْةِ، وهُوَ العَطَشُ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الفاءُ يُقالُ: جَاءَنا واحِداً فاحِداً.

باب التوكيد الذي أوله الفاء

ويُقالُ: شَكوْتُ إِلَيهِ شُقُوري وفُقُوري أَيْ دِخْلَةَ أَمرِي. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أّوَّلُهُ الفَاءُ يُقالُ: جَاءَنا وَاحِداً فارِداً، وهُما واحِدٌ؛ ويُقالُ: مالَهُ مَحِيصٌ ولا مَفِيصٌ، وهُما أَيضاً واحدٌ؛

باب الإتباع الذي أوله القاف

ومَا عِنْدَهُ قَرضٌ ولا فَرْضٌ، وما عِندَهُ استِقراضٌ ولا استِفراضٌ، فالقَرْضُ ما يُعْطاهُ الرَّجُلُ لِيُرْتَجَعَ مِنه، وليسَ بِواجِبٍ على المُعطي، والفَرْضُ ما يُعطاهُ ولا يُرْتَجَعُ مِنهُ، وهُوَ واجِبٌ عَلى المُعطِي. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ القَافُ يُقالُ: إِنَّهُ لحَسَنٌ بَسَنٌ قَسَنٌ، وإِنَّهُ لبيّنُ الحُسنِ والبَسَانةِ والقَسانةِ؛ وإِنَّهُ لَمَليحٌ قَزِيحٌ، والقَزِيحُ مأخوذٌ مِنَ القِزْحِ، وهُوَ

باب التوكيد الذي أوله القاف

أَبْزارُ القَدَرِ، ولا يُتكَلم بقَزيحٍ مفرداً في صِفَة، وكَان يونُسَ بنُ حَبيبٍ يَقولُ: القَزْح الجَمَالُ. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ القَافُ يُقالُ: إِنَّهُ لَجَدِيدٌ قَشيبٌ، والقَشيبُ هُوَ الجَديدُ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الكافُ يُقالٌ: لَحْمُهُ خَظا بَظا كَظا: إِذا كانَ مُتَراكِباً غَليظاً.

ويُقالُ: رَجُلٌ عَابِسٌ كَابِسٌ؛ وَمَررتُ بِهِم أَجمَعينَ أَكتَعينَ؛ وأَخذه لِغَنْظِهِ كَنظِهِ، وقَد غَنَظَني وكَنَظَني، وأَصلُ الغَنْظِ الخَنْقُ، والكَنْظُ إِتْباع؛ ويُقالُ: هو في غَنْظِهِ وكَنْظِهِ،

باب التوكيد الذي أوله الكاف

أِيْ: هو في الموتِ، وقالَ الشّاعِر: وَلَقد رَأَيتُ فَوارِساً مِنْ قَومِنا ... غَنَطْوكَ غَنطَ جَرادَةِ العَيَّارِ بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الكَافُ يُقالُ: بِفيهِ التُّرابُ والكُبابُ، والكُباب ُهو التُّراب بِعَينِهِ.

باب الإتباع الذي أوله اللام

ويُقالُ: فَعلتُ ذاكَ عَلى رَغْمِهِ وكَشْمِهِ، والكَشْمُ مَصدرُ كشَمَ أَنفَهُ يَكْشِمُهُ كَشْماً: إِذا جَدَعَهُ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ اللاَّمُ يُقالُ: هُوَ شَيطانٌ لَيْطانٌ، وهُوَ الَّذي يَلْزَقُ بالشَّرِّ مِنْ قولِكَ: مَا يَلِيطُ بي هذا: أَيْ مَا يَلزَقُ؛

ويُقالُ: هذا طعامٌ سَيِّغٌ لَيِّغٌ، وسائِغٌ لائِغٌ؛ وهُوَ في كِزٍّ ولِزٍّ. وإِنَّهُ لَسَمِجٌ لَمِجٌ، وسَمْجٌ لَمْجٌ، وسَمِيجٌ لَمِيجٌ، ويُقالٌ: إِنَّهُ لَقَبيحٌ شَقيحٌ لَقيحٌ. وإِنَّهُ لَشَديدٌ أَديدٌ لَديدٌ، مِنْ قَولِهم: رَجُلٌ أَلَدُّ إِذا كان شَديدَ الخُصومةِ؛ وفي التَّنزيلِ: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}، وفي الحَديثِ: (إِنَّ قَريشاً قَومٌ لُدٌّ)؛

وقالوا: خَصِيٌّ بَصِيٌّ لَصِيٌّ، وخَصاهُ اللهُ وبَصاهُ ولصَاهُ؛ ويُقالُ للرَّجُلِ اللَّئِيمِ، إِنَّهُ لوَكِيعٌ لَكِيعٌ؛ وقالَ أَبو عمرو يُقالُ: رَجُلٌ طَبٌّ لَبٌّ، وهو العَالِمُ، واللَّبُّ مِنْ قولِكَ: رَجُلٌ لَبيبٌ، واللّبيبُ العاقِلُ، إِلا أَنَّهُ لا يُقالُ: رَجُلٌ لَبٌّ مُفرداً، فلذلكَ جعلناهُ مِنَ الإِتْباعِ؛

ويُقالُ: إِنَّهُ لَشَكِسٌ لَكِسٌ: إِذا كانَ ضَيِّقَ الخُلُقِ؛ وإِنَّهُ لَشَّقِيٌّ لَقِيٌّ؛ وإِنَّهُ لَعَزيزٌ لَزِيزٌ؛ وإِنَّهُ لَعَوِزٌ لَوِزٌ: للَّذِي لا شَيءَ لَهُ، وشَيءَ عَوِزٌ لَوِزٌ أَيضاً: أَيْ قليل؛

باب التوكيد الذي فيه اللام

وإِنَّهُ لَثَقِفٌ لَقِفٌ، وثَقْفٌ لَقْفٌ، وثَقِيفٌ لَقِيْفٌ، وإِنَّهُ لَبَيِّنُ الثَّقَافَةِ واللَّقافَةِ؛ وقد ثَقِفَ ذَاكَ ولَقِفَهُ والتَقَفَهُ؛ ويُقالُ: مَالي فيهِ حَوجَاءُ ولا لَوجَاءُ أَيْ: مَالي فيهِ حَاجَةٌ. بابُ التَّوكيدِ الَّذي فيهِ اللاَّمُ يُقالُ: إِنَّهُ لَسَاغِبٌ لاغِبٌ، والسَّاغِبُ الجائِعُ، والَّلاغِبُ

المُعْيي مِنْ قَولِكَ: لَغَبَ الرَّجُلُ يَلغَبُ لُغُوباً مِثلُ دَخَلَ يَدخُلُ دُخولاً، وفي التَنزيلِ: {وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}. ويُقالُ: ما ذَقْتُ عِندهُم شَمَاجاً ولا لماجاً، وهُما واحِدٌ، وهو ما يُقَدَّمُ للضِّيفِ لِيَتَعَلَّلَ بِهِ قَبْلَ الطعامِ؛ وما ذُقتُ عِندَهُ عَبَكَةً ولا لبكَةً أَيْ: ما ذقْتُ عِندَهُ شيْئاً؛ وكذلكَ: مَا ذُقتُ ذَواقاً ولا لماقَا، واللَّماقُ: الشَّيءُ

اليَسيرُ مِنَ الطَّعَامِ أَو الشَّرَابِ، قالَ الشَّاعِرُ: كَبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ ... ولا يَشْفِي الحْوَائِمَ مِنْ لَماقِ ومِثلُهُ قَولُهُم: ما ذُقتُ عَلوساً ولا لَوُوساً: أَيْ ما ذُقْتُ شَيئاً؛ وقالَ أبو زَيدٍ يُقالُ: إِنَّ فُلاناً لَلَحِزٌ لَصِبٌ، وَهُوَ الَّذي لا يَكادُ يُعطِي شَيئاً، فإِنْ أَعْطى أَعْطَى قَليلاً، وقد لَحِزَ يَلْحَزُ لَحَزاً، ولَصِبَ يَلْصُبُ لَصَباً، وهو مِنَ لَصَبِ الجِلدِ بِاللَّحمِ حِينَ يَلْزَقُ بِهِ مِنْ هُزَالِ الدَّابَّةِ؛

ويُقالُ إِنَّهُ لَطَبِيبٌ لَبيبٌ، واللَّبيبُ العَاقِلُ؛ ويُقالُ: رَجُلٌ هَاعٌ لاعٌ، وامرأةٌ هَاعَةٌ لاعَةٌ: إِذا كانَ جَباناً قليلَ الصَّبْرِ، قالَ الأَعْشَى: مُلْمِعٌ لاعَةُ الفُؤادِ إِلى جَح ... شٍ فَلاهُ عَنها فَبِئسَ الفالي

وإِنَّهُ لشَكِسٌ لَقِسٌ، واللَّقِسُ: الخَبيثُ النَّفسِ؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لَمِعْفَتٌ مِلْفَتٌ، وهُوَ الَّذي يَعْفتُ كُلَّ شَيءٍ ويَلْفِتهُ: أَيْ يَدُقُّهُ وَيَكْسِرُهُ.

ويُقالُ: أَرسَلَ إِليهِ بالهِواءِ واللِّواءِ فَلَمْ يَأتِهِ، والهِواءُ واللَّواءُ: أَنْ يُقْبِلَ بِهِ ويُدْبِرَ، مَعناهُ: في اللِّينِ والشِّدَّةِ.

باب الإتباع الذي أوله الميم

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الميمُ يُقالُ: خُذْهُ لَكَ خِضْراً مِضْراً، وخَضِراً مَضِراً؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لسَهْدٌ مَهْدٌ أَيْ حَسَنٌ؛ ورُطبٌ سَقِرٌ مَقِرٌ، وصَقِرٌ مَقِرٌ أَيْ لَهُ صَقْرٌ، والسَّقْرُ والصَّقرُ: عَسَلُ الرُّطَبِ، ومَقِرٌ إِتْباعٌ؛

ويُقالُ: إِنَّهُ لهَذِرٌ مَذِرٌ، والهَذِرُ: الكثيرُ الكلامِ؛ ويُقالُ: وَقَعوا في هِياطٍ ومِياطٍ، ودونَ ذلكَ الأَمْرِ الهِياطُ والمِياطُ، ودُونَهُ هِياطٌ ومِياطٌ، وهو الاختِلاطُ

والجَلَبَةُ والشَّرُ، وقَالَ الهُذَليُّ: كَأَنَّ وَعَا الخَمُوشِ بِجانِبَيهِ ... وَعَا رَكبٍ أُمَيْمَ ذَوِي هِياطِ أَيْ ذَوي جَلَبَةٍ وصِيَاحٍ؛ ويُقالُ: ذَهبَ مَالُهُ شِذَرَ مِذَرَ: أَيْ تَفَرَّقَ في كُلِّ

وَجْهٍ؛ وشَذَرَ مَذَرَ بالفتحِ أيضاً. وكذلكَ تَفَرَّقَ القومُ شِذَرَ مِذَرَ، وشَذَرَ مَذَرَ أيضاً عَنِ الفَرَّاءِ؛ ويُقالُ: لَحمٌ سَلِيخٌ مَسيخٌ لِلذي لا طَعْمَ لَهُ؛ ورُطَبٌ ثَعدٌ مَعدٌ: إِذا كانَ شَديدَ الرُّطوبةِ والغَضَاضَةِ؛ وكذلكَ: بَقْلٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ؛ وقالَ الفَرَّاءُ يُقالُ: ما أَشَرَّهُ وأَمَرَّهُ، قالَ: وهُوَ إِتْباعٌ،

باب التوكيد الذي أوله الميم

قالَ ويُقالُ: جَاءنا بِالكلامِ سَهْواً مَهْواً: أَيْ سَهْلاً. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الميمُ قالُوا هُوَ غَنِيٌّ مَلِيٌّ؛ ويُقالُ: لَحْمٌ سَلِيخٌ مَلِيخٌ أَيْ: لاطَعمَ لَهُ.

قالَ الشَّاعِرُ: سَلِيخٌ مَلِيخٌ كَلَحْمِ الحُوَارِ ... فَلا أَنتَ حُلوٌ ولا أَنتَ مُرْ ويُروى؛ (وأنتَ سَليخٌ كَلحمِ الحُوارِ) ويُروى (وأنتَ مَلِيخٌ)، ومَعنى السَّليخِ والمَليخِ واحِدٌ، ويُقالُ: فِيهِ سَلاخَةٌ ومَلاخَةٌ؛

ويُقالُ: ما عِندهُ خَيْرٌ ولا مَيْرٌ، والمَيْرُ مَصدرُ قَولِهِمْ: مَارَ أَهْلَهُ يَميرُهُم مَيْراً: إِذا حَمَلَ إِليهم الميرَةَ، وفي التَّنزيلِ: {وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا}. ويُقالُ: إِنَّهُ لأَحْمَقٌ بِلغٌ مِلغٌ، قالوا: والمِلْغُ مِنَ الرِّجالِ النَّذْلُ، والبِلغُ الَّذي يَبلَغُ ما يُريدُ بَحُمقِهِ، وقالَ أبو عُبيدةُ: البِلغُ: الَّذي قد بَلغَ الغَايَةَ في الحُمقِ.

باب الإتباع الذي أوله النون

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ النُّونُ يُقالُ: رَجُلٌ جَائِعٌ نَائِعٌ، والنَّائعُ زَعَمُوا: المُتمايلَ مِنْ ضَعفِ الجُوعِ، مِنْ قَولِكَ: نَاعَ الغُصْنُ، إِذا مالَ، قالَ الرَّاجِزُ: مَيَّالةٌ مِثلُ القَضيبِ النائِعِ

وبعضُهُم يَقولُ: النَّائعُ العَطْشانُ ولا نَعْلَمُهُمْ يَقولونَ: رَجُلٌ نَائِعٌ مَفرداً، ويُقالُ في الدُّعاءِ على الرَّجُلِ: جُوعاً لَهُ ونُوعاً! ويُقالُ: إِنَّهُ لَتَافِهٌ نافِهٌ، للشِّيءِ إِذا كانَ قليلاً حقيراً؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لَسَهْدٌ مَهْدٌ نَهْدٌ: أَي حَسَنٌ؛

ويُقالُ: إِنّهُ لَعَطْشانُ نَطْشَانُ، مِنْ قَولِهم: ما بِهِ نَطِيشٌ أَيْ حَركةٌ، ولا يُفردُ نَطشانُ. ويُقالُ: رَجُلٌ شَحيحٌ نَحيحٌ، مِنْ قَولهم: نَحَّ بالحِمْلِ وأَنحَّ: إِذا ضَعُفَ مِن حِملهِ، فكأَنَّ مَعنى النَّحيحِ الَّذي يَضْعُفُ قَلبهُ عن إِخراجِ شَيءٍ، إِلا أَنَّهُ لا يُقالُ: رَجُلٌ نَحيحٌ إِذا كانَ كذلكَ مُفرداً، إِنما يُسْتَعملُ مَعَ الشَّحيحِ؛

ويُقالُ إِنَّهُ لضعيفَ نَعيفٌ؛ وإِنَّهُ لخَبيثٌ نَبيثٌ، كأنَّهُ يَنبِثُ الشَّرَّ، والنَبْثُ: النَّبْشُ والاستخراجُ؛

ويُقالُ: إِنَّهُ لَكثيرٌ بَثيرٌ نَثيرٌ، كأَنَّهُ مَنثُورٌ مِنْ كَثرتِهِ؛ ويُقالُ: ما فيهِ شَقَذٌ ولا نَقَذٌ: أَي ما فيهِ عيبٌ؛ ويُقالُ: أَعطاني حَقِيراً نَقِيراً، وحَقْراً نَقْراً؛ وزعَمُوا

أنَّ الوَبْرَةَ والأَرْنَبَ اسْتَبَّتا، فقالتِ الوَبْرَةُ لِلأرنبِ: - أُذُنانِ وَصَدرٌ، وسَائِرُكَ حَقْرٌ نَقْرٌ، فقالتِ الأرنَبُ لِلوبرةِ: - عَجُزٌ وأُذُنانِ، وسائِرُكِ أًصلتانِ، أي مُنْجَرِدٌ مِنَ اللَّحمِ والشَّعَرِ، وهذا مِنْ أكاذيبِ العَرَبِ؛

ويُقالُ: عِفْريتٌ نِفْريتٌ، وعِفْريةٌ نِفريةٌ؛ وإِنَّهُ لَثِقَةٌ نِقَةٌ؛ ويُقالُ: لهُ مالٌ لا يُسْهى ولا يُنْهى: أيْ لا يُحصى ولا يُعْلَمُ مِقدارُهُ كَثرةً، ويُقالُ: ذَهبَتْ تَميمٌ فَلا تُسهى

باب التوكيد الذي أوله النون

ولا تُنهى، وبَعضُهُم يَقولُ: لا تُسهى ولا تُنعَى أَيضاً: أيْ لا تُذكَرُ، والمُرادُ بِذلكَ كَثرَتُهُم وانتِشارُهُم. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ النُونُ يُقالُ: إِنَّهُ لَقَليلٌ نَزيرٌ، ونِزْرٌ ونَزْرٌ، وهو بمعنى القَليلُ، وقَد نَزُرَ يَنْزُرُ نَزَارةً؛ وإِنَّهُ لرَجِسٌ نَجِسٌ، ورِجسٌ نِجسٌ، ولا يَكادُ يُستعملُ نِجسٌ بِكسْرِ النُّونِ إِلا مَعَ رِجْسٍ؛

ويُقالُ: مَا بِهِ نطِيشٌ ولا نَويصٌ: أي ما بِهِ قوةٌ، والنَّطيشُ والنَّويصُ واحِدٌ، قالَ الشّاعِرُ: فَغَادرهُ وليسَ بِهِ نَويصُ وما بِهِ حَبَضٌ ولا نَبَصٌ، وما بِهِ حَبْضٌ ولا نَبْضٌ: أَيْ ما بِهِ حَرَاكٌ، وهُوَ مِنْ نَبْضِ العِرقِ، ويُقالُ: أَحبَضْتُ الوَتَرَ وأَنبَضْتَهُ، وحَبَضَ وهُوَ ونَبَضَ: إِذا صَوَّتَ؛

وَحَكى بَعضُ الكوفيِّينَ في قَولِهم: مَالهُ عَافِطةٌ ولا نَافِطَةٌ، أنَّ العافِطةَ هِيَ العَنْزُ تَعفِطُ أَيْ تَضرِطُ، والنَّافِطةُ إِتْباعٌ، وليسَ كذلِكَ، إِنما العَافِطةُ مِنَ العَنْزِ التي تَعفِطُ، والعَفطُ مِنها كالعُطاسِ مِنَ الناسِ، هكذا قالَ أبو زَيْدٍ، قالَ: وَمِنهُ المَثَلُ: أَهونُ عَلَيَّ مِنْ عَفْطَةِ عَتودٍ بالحَرَّةِ، والنَّافِطةُ مِثلُ ذلكَ مِنَ الضّأنِ، فَهذا تَوكيدٌ وليسَ إِتْباعٌ؛ ويُقالُ: اِفعَلْ بِهِ مَا يَسُوءُهُ ويَنُوءُهُ، ولَهُ عَلَيَّ مَا ساءَهُ

باب الإتباع الذي أوله الواو

ونَاءَهُ: أَيْ أَثقَلَهُ مِنْ قَولِكَ: نُؤْتُ بالحِملِ، ونَاءَ بي الحِمْلُ: إِذا أَثقلَكَ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الوَاوُ قالَ أبو زَيْدٍ يُقالُ: إِنَّهُ لَحَقيرٌ وَحِيرٌ؛

وإِنَّهُ لَتَاعِسٌ وَاعِسٌ، وقَد تَعَسَ وَوَعَسَ، وتَعْساً لَهُ وَوَعْساً، والوَاعِسُ: الدَّائِبُ العَامِلُ؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لَسَغِلٌ وَغِلٌ، وسَغْلٌ وَغْلٌ: إِذا كانِ سَيِّءَ الغِذاءِ، والسَّغَالةُ والوَغَالَةُ: اختِلافُ الأعضَاءِ واضطرَابُها وَقِلةُ لَحْمِها؛ وقالَ أبو زَيْدٍ يُقالُ: إِنَّهُ لَرَفيقٌ وَفِيقٌ، وكأَنَّ الوَفيقَ مِنَ المُوافَقَةِ، ولا يُسْتَعمَلُ مُنْفَرِداً.

باب التوكيد الذي أوله الواو

بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الوَاوُ يُقالُ: قَليلٌ وَتِيحٌ ووَتِحٌ ووَتْحٌ، وهُوَ الخَسيسُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ، والوَتَاحَةُ القِلَّةُ والخِسَّةُ، ويُقالُ: قليلٌ وَعِرٌ أَيضاً عَنْ أَبي زَيْدٍ، ويُقالُ: مَا أَقَلَّهُ وأَوتَحَهُ! وقد وَتِحَ وتَاحَةً ووُتُوحاً ووَتْحاً؛ ويُقالُ: إِنَّهُ لَفَقيرٌ وَقِيرٌ، والوَقِيرُ: الَّذي بِهِ وَقْرَةٌ، والوَقْرَةُ: الهَزْمَةُ في العَظْمِ قالَ الشَّاعِرُ: رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فَبَادَرُوا ... إِلى وَعْيِها لَمَّا رَأونِي أَخِيمُها أَيْ أُبقي عَلَيها؛

ويُقالُ: رَجُلٌ مَلِيٌّ وَفِيٌّ؛ وعَاشِقٌ وامِقٌ، والوَامِقُ المَحِبُّ، والمِقَةُ المَحَبَّةُ؛

وقالوا: لَحَاهُ اللهُ ووَرَاهُ، فَمعنى لَحَاهُ أَيْ قَشَرَهُ، ومَعنى وَرَاهُ مِنَ الوَرْيِ، وهُوَ دَاءٌ يُفْسِدُ الجَوْفَ، ويَحْدُثُ عَنهُ سُعالٌ شَديدٌ يَقيءُ الرَّجُلُ مِنهُ الدَّمَ والقَيحَ، ومِنهُ قَولهُم إِذا دَعَوْا عَلى السَّاعِلِ: وَرْياً وقُحاباً، والقُحابُ: سُعالُ الغَنَمِ؛ ويُقالُ: وَرِيَ الرَّجُلُ فَهُوَ مَورِيٌّ، إِذا أَصَابَهُ الوَرْيُ قالَ الشَّاعِرُ: وَرَاهُنَّ رَبِّي مِثلَ ما قَدْ ورَيْنَني ... وأَحْمى عَلى أكبادِهِنَّ المَكَاوِيا!

وقالَ الرَّاجِزُ: قالتْ لَهُ: وَرْياً، إِذا تَنَحْنَحْ يَا ليْتَهُ يُسْقَى على الذَّرَحْرَحْ! ويُقالُ: رَجُلٌ قَسِيمٌ وَسِيمٌ بيِّنَ القَسَامَةِ والوَسَامَةِ، وهُما الحُسنُ والجَمالُ.

باب الإتباع الذي أوله الهاء

بابُ الإِتْباعِ الَّذي أَوَّلُهُ الهاءُ يُقالُ: لا قَيَّ عَلَيكَ ولا هَيَّ! أَيْ لا بَأسَ عَلَيكَ؛ ويُقالُ: إنَّهُ لخُفافٌ هُفافٌ: إِذا كَانَ خَفِيفاً رَشِيقاً فِيما أخذَ فِيهِ مِنْ عَمَلٍ؛ قالَ الفَرَّاءُ: ويُقالُ: أَتيتُهُ فمَنّانِي وهَنَّانِي غَيرَ مَهمُوزٍ، وهُوَ إِتْباعٌ. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الهاءُ يُقالُ: رَددْنَاه خَائِباً هَائِباً، والهَائِبُ الخَائِفُ.

ويُقالُ: إِنَّهُ لسَمَلعٌ هَمَلّعٌ: أَيْ خَبيثُ، والسَّمَلعُ والهَمَلّعُ: اِسمانِ مِنْ أسماءِ الذِّئبِ قالَ الرَّاجِزُ: مِثليَ لا يُحسِنُ قَولاً فَعْفَعْ والشَّاةُ لا تَمشِي مَعَ الهَمَلَّعْ أَيْ: لا تَنمِي ولا تَزيدُ مَعَ الذِّئبِ، يُقالُ: مَشَتِ الماشِيَةُ وأَمْشَتْ: إِذا كَثُرتْ، ومَشَى القَومُ وأَمشَوا: إِذا كَثُرتْ

باب الإتباع الذي أوله الياء

مَوَاشِيهِم، قَالَ الشَّاعِرُ: وقالَ مَاشِيهِمِ: سِيَّانَ سيْرُكُمُ ... وأنْ تُقِيمُوا بِهِ واغْبَرَّتِ السُّوحُ وقالَ قَومٌ في قَولِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} قالوا دَعا لَهُم بِكثرَةِ المَواشي والصَّبرِ على آلِهَتِهِمْ ودِينِهِمْ. بابُ الإِتْباعِ الَّذي أّوَّلُهُ الياءُ يُقالُ في الدُّعاءِ على الإِنسَانِ: جَوعاً يَرْقُوعاً، وجُوعاً دَيْقوهاً! قالَ الشَّاعِرُ، هُوَ بَعضُ الأَعرابِ:

باب التوكيد الذي أوله الياء

أَقُولُ بِالمِصْرِ لَمَّا سَاَءني شِبَعِي ... أَلا سَبيلَ إِلى أَرضٍ بِها الجُوعُ ألا سَبيلَ إِلى أَرضٍ بِها غَرثٌ ... يَبري اللَّّحاَء عَنِ الأنْقاءِ يَرقُوعُ ويُقالُ: هذا حَارٌّ يَارٌّ، وجاءَ في الحَديثِ: إِنَّهُ حَارٌّ يَارٌّ، ورَجُلٌ حَرَّانُ يَرَّانُ، وامرَأةٌ حَرَّى يَرَّى. بابُ التَّوكيدِ الَّذي أَوَّلُهُ الياءُ يُقالُ: أَرضٌ خَرابٌ يَبَابٌ، وبَلَدٌ خَرابٌ يَبَابٌ،

والخَرابُ واليبابُ واحِدٌ قالَ الشَّاعِرُ: فَرَمَاهُ الزَّمانُ مِنهُ بِصَرْفٍ ... غَادَرَ المرْتَعَ الخصِيبَ يَبَابا بلغ عرضاً بأًصله ولله الحمد. آخِرُهُ، والحَمدُ للهِ حَقَّ حَمْدِه وصَلَواتُهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلهِ صَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسلِيماً كَثيراً حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ.

§1/1