الأمثال والحكم

الماوردي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}

الأمْثَالُ وَالحِكَمُ

جَمِيع حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م دَار الوطن للنشر الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية هَاتف: 4792042 - فاكس: 4723941 - ص ب: 3310 - الرَّمْز البَريدي:11471 ° الْبَرِيد الإلكتروني: [email protected] ° موقعنا على الإنترنت: www.dar-alwatan.com ° التَّوْزِيع بجمهورية مصر الْعَرَبيَّة ت: 01001460861 مَحْمُول

تقديم الطبعة الثانية

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تقديم الطبعة الثانية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1) {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3) (¬4). أما بعد، فقد ظهرت الطبعة الأولى من "الأمثال والحكم" للماوردي منذ قرابة ¬

_ (¬1) سورة آل عمران: من الآية 102. (¬2) سورة النساء: الآية الأولى. (¬3) سورة الأحزاب: الآيتان 70، 71. (¬4) هذه خطبة الحاجة، أخرجها أبو داود في سننه 2: 245 رقم 2118، كتاب النكاح، باب: في خطبة النكاح، والترمذي في الجامع الصحيح 3: 403 رقم 1105، كتاب النكاح، باب: ما جاء في خطبة الحاجة، والنسائي في سننه 6: 89 رقم 3277، كتاب النكاح، باب: ما يستحب من الكلام عند النكاح، وابن ماجه في سننه 1: 609 رقم 1892 كتاب النكاح، باب: في خطبة النكاح، من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.

خمس عشرة سنة، وتلقتها الأمة بالقبول بصفة عامة والأدباء بصفة خاصة. وقد ظهرت خلال هذه المدة من دواوين السنة الكثير، مما أعان المحقق على بذل مزيد من الجهد في عزو الأحاديث وبيان درجتها. واستفاد من نقد العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (¬1) له، ورحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي. ¬

_ (¬1) كنيته أبو عبد الرحمن، ويلقب بـ"الألباني" لمولده بأشقو عاصمة القطر الألباني، رحل به والده الشيخ نوح، وهو صغير إلى سورية على أثر الانقلاب العلماني على يد ملك ألبانية آنئذ -أحمد زوغو- وتأثره بكمال آتاتورك، وكانت نعمة على الشيخ إذ أتقن اللغة العربية، واشتغل بالمكتبة الظاهرية بدمشق، ووقف على نوادر مصادر الحديث النبوي الشريف، وكتب الجرح والتعديل، وله جهود كبيرة في خدمة الحديث وتحقيق بعض دواوين السنة، والتدريس الجامعي في علم الحديث ورجاله. وهو من كبار أنصار المدرسة السلفية الواعية في العصر الحديث. وله جهود واجتهادات مشكورة غير منكورة. وهو في نهاية العقد التاسع من عمره المبارك بإذن الله، ختم الله لنا وله بالحسنى وزيادة بفضله وكرمه ومنه. راجع في ترجمته: محمد المجذوب: علماء ومفكرون عرفتهم 287 - 325، ومحمد الشيباني: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وآثاره. وأثناء تصحيح تجارب الكتاب قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة هذا العام 1419 هـ/ 1999 م وموضوعها: (الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقًا وتخريجًا أو دراسة) لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، سوري الجنسية، تقديرًا لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجًا وتحقيقًا ودراسة، وذلك في كتبه التي تربو على المائة. ويعد الشيخ الألباني شخصية علمية رائدة، وصاحب مدرسة متميزة، وله عطاء حديثي أغنى الحقل العلمي، وأصبحت جهوده وأعماله مراجع لطلاب العلم، وعونًا لدارسي السنة النبوية. (راجع العالم الإسلامي تصدر عن إدارة الإعلام برابطة العالم الإسلامي العدد 1586، 22 - 24 رمضان 1419 هـ، 9 - 11 يناير 1999 م). الصفحة الأولى.

كما أنه بالمتابعة لمخطوطات الكتاب، وقف على مخطوطة موجزة له بعنوان: "كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال للماوردي"، وأخرى مبتورة الأول والجزء الآخر سميت "كتاب الآداب النبوية والحكم الرشدية والأشعار الحكمية" وقد وصفتها ولم يقدما جديدًا يذكر. وأسأل الله -عز وجل- أن يتقبل عملي، وينفع به بفضله وكرمه وإحسانه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. مكة المكرمة في 15 جمادى الآخرة 1419 هـ

تقديم الطبعة الأولى

تقديم الطبعة الأولى الحمد لله أحمده وأستعينه، وأؤمن به وأتوكل عليه، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، منْ يهد الله فلا مضل له، ومن يُضْلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدهُ ورسولُه، اصطفاه لوحْيه، واختاره لرسالته، بكتاب فصَّله وفضَّله، وأعزَّه وأكرمه، ضرب فيه الأمثال للعظة والاعتبار، وأدبه ربه فأحسن تأديبه، فكان خلقه القرآن، وأيده الله بالحكمة والبيان وجوامع الكلم، فنهل منها الصحابة والتابعون، فصلاة الله عليهم أجمعين، أما بعد: فإن من توفيق الله وكرمه أن يسر لي تحقيق ودراسة كتاب "الأمثال والحكم" للإمام أبي الحسن الماوردي بعد أن ظل محجوبًا قرابه عشرة قرون. ولم أضن على هذا الكتاب بالوقت الذي اختلسناه منذ عدة سنوات من أوقات راحتنا، وجعلناه متعتنا في ساعات ضيقنا، وهو جدير بذلك، لمسنا فيه عمارة القلوب، وجلاء الأبصار، وإحياء التفكير وإقامة التدبير بما تضمنه من آداب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وأمثال الحكماء، وأقوال الشعراء، فالقلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة، وتسأم من الفن الواحد. وقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فأهدوا إليها طرائف الحكمة. وقد بذلت جهدي وطاقتي في توثيق نصوصه، وتخريج أحاديثه، وشرح ما غمض من عبارته، وإن كانت بعض نصوصه عزيز المنال بعيد المرام ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله، وحسبي أن أقول: لو كنت أنشد الكمال ما فرغت

مقدمة التحقيق

مقدمة التحقيق 1 - المؤلف: الماوردي * معالم حياته. * آثاره العلمية عامة والأدبية خاصة. * مكانته العلمية وثناء الأئمة عليه. 2 - الكتاب: الأمثال والحكم * المقصود بالأمثال والحكم وأهميتها. * الكتب المصنفة في الأمثال والحكم قبل الماوردي. * نسبة الكتاب إلى الماوردي. * مصادر الماوردي في كتابه الأمثال والحكم. 3 - نسخ الأمثال والحكم ومنهجنا في التوثيق: * مخطوطة جامعة ليدن (بهولندا) ووصفها. * مخطوطة الإسكندرية ووصفها. * مخطوطة مكتبة أحمد الثالث. * مخطوطة المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء. * منهج التوثيق وجهدنا في التحقيق. كلمة شكر وتقدير.

1 - المؤلف: الماوردي

[1] المؤلف: الماوردي (¬1) * معالم حياته: هو علي بن محمد بن حبيب الماوردي، وكنيته في أغلب المصادر: أبو الحسن وفي بعضها: أبو الحسين (¬2)، ويلقب بـ"الماوردي". ولد بالبصرة سنة 364 هـ من أسرة لم يثبت لدينا اشتغال أصولها بالعلم أو النبوغ فيه، وإنما اشتغلت بصناعة وبيع ماء الورد، واشتهرت به (¬3) وأثريت منه. ويبدو لي أن أسرة الماوردي كانت حريصة على تعليم أولادها، فقد تفقه الماوردي بالبصرة على يد عالمها أبي القاسم الصيمري (¬4) (المتوفى 386 هـ) ¬

_ (¬1) مصادر ترجمته: طبقات الفقهاء للشيرازي 175، وطبقات الشافعية الكبرى 5: 268، وطبقات الشافعية للأسنوي 2: 387، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1: 240، وتاريخ بغداد 12: 102، والمنتظم لابن الجوزي 8: 199، ووفيات الأعيان 3: 282، ومعجم الأدباء 5: 408، والبداية والنهاية 12: 80، والنجوم الزاهرة 5: 64، ومرآة الجنان 3: 72، ومفتاح السعادة 2: 190، وهدية العارفين 5: 589، وطبقات الأصوليين 1: 240، ومقال: أبو الحسن الماوردي للشيخ محمد أبي زهرة. بمجلة العربي الكويتية 1965، كتابنا عن الماوردي. (¬2) تاريخ ابن الوردي: 549، كما أن مخطوطة ليدن للأمثال والحكم الكنية فيها: أبو الحسين. (¬3) الأنساب للسمعاني 5: 181، 182 (تقديم وتعليق عبد الله البارودي). (¬4) الصيمري (بصاد مهملة مفتوحة ثم ياء ساكنة بعدها ميم مفتوحة) نسبة إلى صيمر من أنهار البصرة، كما قال ابن الجوزي ورجحه النووي. تهذيب الأسماء واللغات الجزء الثاني من القسم الأول 265.

ثم ارتحل بعد وفاته إلى بغداد -مركز العلم والمعرفة في عصره- ودرس على إمامها الكبير أبي حامد الأسفراييني (¬1) (المتوفى 406 هـ). وسمع الحديث من شيوخ عصره: الحسن بن علي بن محمد الجبلي، ومحمد بن عدي المنقري، ومحمد علي الأزدي، وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي المعروف بابن المرستاني. كما درس الماوردي اللغة والأدب على الإمام أبي محمد البافي (المتوفى 398 هـ)، وكان من أعلم أهل زمانه بالنحو والأدب، فصيح اللسان، بليغ الكلام، حسن المحاضرة، يقول الشعر الحسن من غير كلفة، ويكتب الرسائل المطولة بلا روية، وقد تأثر به الماوردي واستفاد منه كثيرًا، ويمكن لنا أن نقول: إنه بزه (فاقه)، وكان أثره وإثراؤه للأدب العربي واضحًا وكبيرًا بما تركه من كتب في الأخلاق والتربية والمواعظ، وصفته كأديب غير منكورة من أحد، بل من لم ينصفه في الفقه من أنصار المذهب يعلل شهرته بما كان يتمتع به من لسان (¬2). وكان الماوردي فقيهًا شافعيًّا مجتهدًا، ينهج نهجًا علميًا في أبحاثه إذ يعرض لوجهات النظر المتعارضة والمختلفة في المسألة الواحدة، ويرجح بينها، وينتهي لرأي يرى فيه وجه الحق والصواب، حتى انتهت إليه زعامة الشافعية في عصره. وانفرد في تفسيره للقرآن الكريم ببعض الاتجاهات التي تدل على أصالته وعمق تفكيره، خاصة في الآيات المتعلقة بمبادئ الحكم والسياسة. ¬

_ (¬1) طبقات الشافعية الكبرى 4: 64. (¬2) أبو المعالي الجويني: غياث الأمم ص 116 يقول في الماوردي: "استجرأ على تأليف الكتب تعويلات على ذرابة (فصاحة) في عذبة لسانه واستمكانه من طرف من البسط في بيانه".

آثاره العلمية عامة والأدبية خاصة

وتتميز كتاباته بأسلوب واضح بليغ ينتقي ألفاظه ومعانيه، ويؤلف بينها كأنها شعر منثور. وكان أخلاقيًا في سيرته ومعاملاته بين الناس، وعمر طويلًا، فقد عاش ستًا وثمانين سنة، وتوفي سنة 450 هـ، ودفن ببغداد. * آثاره العلمية عامة والأدبية خاصة: أفردنا للماوردي كتابًا عرضنا فيه لترجمته، وأشرنا فيه إلى مؤلفاته بالتفصيل، وقدمنا نماذج منها فنحيل إليه لمن أراد التوسع، ونكتفي بالإشارة إليها: 1 - مختصر علوم القرأن: وثابت نسبة هذا الكتاب بما أورده الماوردي نفسه في مقدمته لكتاب أمثال القرآن، ولم يحظ هذا الكتاب بالإثبات في المصادر التاريخية التي بين أيدينا، ويبدو لنا أنه مفقود. 2 - أمثال القرآن: وقد أفرد هذا الكتاب لأمثال القرآن بالشرح والبيان والإيضاح والتبيين، وتوجد منه نسخة في تركيا (¬1) وذكره السيوطي واستفاد منه (¬2). 3 - النكت والعيون: وهو التفسير الكبير له، ضمنه أقوال الصحابة والتابعين والمفسرين من قبله، وعرض لما يرجحه منها وأدلى ببعض آرائه في بعض الأحيان، وهو مخطوط مبعثرة أجزاؤه بين مكتبات العالم، نشرته وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت (¬3). 4 - الحاوي: وهو الشرح الكبير لمختصر المزني، لم يطلع عليه أحد إلا ¬

_ (¬1) نوادر المخطوطات في مكتبات في تركيا 2: 40. (¬2) الإتقان في علوم القرآن 2: 131. (¬3) في أربعة مجلدات، تحقيق الشيخ خضر محمد خضر، الطبعة الأولى 1402 هـ.

شهد له بالتبحر في الفقه، لم ير النور منه إلا الجزء الخاص بأدب القاضي بتحقيق الفاضل: محيي هلال سرحان، في أربعة أجزاء، الثالث والرابع في "الشهادات"، وهناك عدة رسالات للماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر وغيرها في أجزاء منه، يحضرني منها: كتاب الزكاة، وكتاب البيوع، وكتاب الحدود. وطبع الحاوي كاملًا تحقيق وتعليق الدكتور محمود مطرجي، وساهم معه الدكتور ياسين الخطيب بكتاب الزكاة، والدكتور عبد الرحمن الأهدل بكتاب النكاح، والدكتور أحمد حاج ماحي بكتاب الفرائض والوصايا (¬1). 5 - الإقناع: موجز دقيق للفقه الشافعي في صفحات معدودة، أعجب به الخليفة القادر وأثنى عليه (¬2)، عثر على نسخة منه وحققه الأستاذ خضر محمد خضر المدرس بالكويت. 6 - الأحكام السلطانية: طبع أكثر من مرة ولم يحظ بتحقيق علمي جاد للآن، وقد وقع بين أيدينا بعض نسخ من مخطوطاته، فتبين لنا أن في الطبعات المتداولة نقصًا وقصورًا، وفي النية تحقيقه إن جعل الله لنا من العمر بقية. 7 - قوانين الوزارة: قمنا بتحقيقه بالاشتراك مع الدكتور محمد سليمان داود، وطبع أكثر من مرة. 8 - تسهيل النظر وتعجيل الظفر: في أخلاق الملك وسياسة المُلْك حققه ¬

_ (¬1) نشرته دار الفكر، بيروت 1414 هـ-1994 م، وهناك طبعة أخرى تحقيق الشيخ علي معوض، وعادل عبد الموجود، نشره دار الكتب العلمية، بيروت، 1414 هـ- 1994 م، وهي طبعة غير دقيقة. (¬2) وقال له: "حفظ الله عليك دينك كما حفظت علينا ديننا". معجم الأدباء (تحقيق أحمد رفاعي) 15: 55.

الأخ محيي هلال السرحان، وقدم له وراجعه الدكتور حسن الساعاتي (¬1)؛ كما حققه الدكتور رضوان السيد (¬2). 9 - كتاب درر السلوك في سياسة الملوك: أهداه لبهاء الدولة، أبو نصر، أحمد بن عضد الدولة بن بويه، المتوفى 403 هـ، وهو كتاب وجيز ضمنه جمل من السياسة، وقد حققناه ودرسناه، ونشرته دار الوطن، في 1417 هـ. 10 - أدب الدنيا والدين: عرض فيه الماوردي للمبادئ الخلاقة في تكوين الفرد والجماعة، واستند فيه إلى الكتاب والسنة ومنثور الكلم ومنظومه، ومزج بين تراث العرب وتراث الأمم الأخرى، حسن الصياغة والسبك مفيد في التربية والأخلاق. 11 - الفضائل: مخطوط، يوجد منه نسخة في الأسكوريال (¬3)، ويبدو لي من عنوانه أنه جزء من كتاب أدب الدنيا والدين أو تسهيل النظر. 12 - العيون في اللغة: قال عنه ياقوت الحموي: "رأيته في حجم الإيضاح أو أكبر" (¬4) و"الإيضاح" كتاب في النحو لأبي علي الفارسي (المتوفي 337 هـ). وكتاب العيون مفقود. 13 - الأمثال والحكم: وهو محل التحقيق والدراسة. ¬

_ (¬1) حقق الكتاب على نسختين، أحداهما مختصرة، ونضيف بوجود نسخة كاملة بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية التابعة لجامعة لندن برقم (3: 458). (¬2) مع دراسة قيمة، نشره المركز الإسلامي للبحوث، ودار العلوم العربية، الطبعة الأولى إبريل 1987 م. (¬3) بروكلمان 1: 336، والملحق 1: 663، وتاريخ آداب اللغة العربية لزيدان 2: 335، والزركلي 5: 147، وتاريخ الأدب العربي لفروخ 3: 141. (¬4) معجم الأدباء 5: 408.

مكانة الماوردي العلمية وثناء الأئمة عليه

14 - أعلام النبوة: أثنى عليه طاش كبرى زاده، واعتبره أنفع الكتب في دلائل النبوة (¬1). وطبع عدة مرات دون تحقيق علمي. * مكانة الماوردي العلمية وثناء الأئمة عليه: اتصف الماوردي -كما يقول بحق الشيخ محمد أبو زهرة (-رحمه الله-) بصفات جعلته في الذروة بين رجال العلم عبر التاريخ الإسلامي هي: 1 - ذاكرة واعية، وبديهة حاضرة، وعقل مستقيم. 2 - اتزان في القول والعمل. 3 - الحلم وضبط النفس. 4 - التواضع وإبعاد النفس عن الغرور، وكان حييًا شديد الحياء، وفيه وقار وهيبة. 5 - الإخلاص (¬2). وكان الماوردي محل تقدير جل العلماء لهذه الصفات فيقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي: "كان -الماوردي- إمامًا في الفقه والأصول والتفسير بصيرًا بالعربية" (¬3). ويقول عنه الشيرازي: "له مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والآداب، وكان حافظًا للمذهب" (¬4). ووصفه الخطيب البغدادي (تلميذه)، فقال: "كان ثقة من وجوه الفقهاء ¬

_ (¬1) مفتاح السعادة 1: 322. (¬2) أبو الحسن البصري الماوردي، مقال بمجلة العربي الكويتية، يوليو 1965 ص 52، 53. (¬3) العبر: 3: 223: (¬4) طبقات الفقهاء 110، وطبقات الشافعية للأسنوي 2: 388.

الشافعيين" (¬1). وقال السبكي عن الماوردي: "كان إمامًا جليلًا رفيع الشأن له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم" (¬2). وقال ابن الأثير: "كان الماوردي حليما وقورًا أديبًا" (¬3). وذكره تغري بردي فقال: "الإمام الفاضل .. صاحب التصانيف الحسان .. وكان محترمًا عند الخلفاء والملوك" (¬4). ومن الدراسات الحديثة عن الماوردي، قال الدكتور عمر فروخ فيه: "كان -الماوردي- مصنفًا قديرًا بارعًا تدل كتبه على مقدرة في التفكير وبراعة في التعبير" (¬5). وقال محمد كرد علي: "الماوردي من أعظم الكتاب، معتدل في تأليفه، هادئ في أفكاره، أوحد في فنه وفهمه، محمود الطريقة، مطمئن النفس، حريص على الاستفادة، بعيد عن الدعوى والهوى. . . ولم يقتصر الماوردي على الأخذ عن الشيوخ، وتصفح ما خلفه من تقدموه بل قرن إلى علمه تجارب تنبئ عن نفسها، ومعارف منوعة لقفها من الحياة وما عاناه من مشاكل العالم. . . ." (¬6). ¬

_ (¬1) تاريخ بغداد 12: 152. (¬2) طباقات الشافعية 5: 263، ومعجم الأدباء 5: 457 يقول ياقوت عنه: "كان عالمًا بارعًا متفننا". (¬3) البداية والنهاية 12: 80. (¬4) النجوم الزاهرة 5: 64، وفي نفس المعنى، شذرات الذهب 3: 236. (¬5) تاريخ الأدب العربي 3: 145. (¬6) كنوز الإجداد 241، 242.

2 - الأمثال والحكم

[2] الأمثال والحكم * المقصود بالأمثال والحكم وأهميتها: يروى عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: "كفاك من علم الأدب أن تروي الشاهد والمثل" (¬1)؛ لأن الأمثال كما يقول بحق الماوردي: "لها من الكلام موقع الإسماع والتأثير في القلوب، فلا يكاد المرسل يبلغ مبلغها، ولا يؤثر تأثيرها، لأن المعاني بها لائحة، والشواهد بها واضحة، والنفوس بها وامقة، والقلوب بها واثقة، والعقول لها موافقة، فلذلك ضرب الله الأمثال في كتابه العزيز، وجعلها من دلائل رسله، وأوضح بها الحجة على خلقه؛ لأنها في العقول معقولة، وفي القلوب مقبولة" (¬2). وتبدو أهمية الأمثال والحكم أنها وسيلة تربوية لأن فيها التذكير والوعظ، والحث والزجر، وتصوير المعاني تصور الأشخاص والأعيان أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ولذا قيل: "المثل أعون شيء على ¬

_ (¬1) العقد الفريد 2: 203. (¬2) أدب الدنيا والدين 275، 276. ويقول ابن عبد ربه: "الأمثال هي وشي الكلام، وجوهر اللفظ، وحلى المعاني، والتي تخيرتها العرب وقدمتها العجم ونطق بها في كل زمان، وعلى كل لسان، فهي أبقى من الشعر، وأشرف من الخطابة، ولم يسر شيء مسيرها، ولا عم عمومها حتى قيل: أسير من مثل، وقال الشاعر: ما أنت إلا مثل سائر ... يعرفه الجاهل والخابر" العقد الفريد 3: 63.

البيان" (¬1). والمضمون الإنساني للأمثال والحكم يتصل بالطبائع البشرية، من الخير والشر، والسعادة والشقاء، والفضيلة والرذيلة، وهي أمور تعرفها شعوب الأرض جميعًا في كل وقت وقد حث علماء التربية طلبة العلم على حفظ الأمثال والحكم لأنها الأنغام اللغوية الصغيرة للشعوب ينعكس فيها "الشعور" و"التفكير" وعادات الأفراد وتقاليدهم على العموم (¬2). وقال أبو عبيد القاسم: "إن الأمثال هي حكمة العرب في الجاهلية والإسلام وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق بكناية غير تصريح، فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه" (¬3). وقال السيوطي: "المثل: ما تراضاه العامة والخاصة في لفظه، حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء، واستدروا به الممتنع من الدر، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به عن الكرب والمكربة، وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو ¬

_ (¬1) البرهان في علوم القرآن 1: 486، 487، ومعترك الأقران للسيوطي 1: 468، وإتقان علوم القرآن 2: 131. (¬2) الأمثال العربية القديمة 13، 46. (¬3) الأمثال تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش 34، وأوضح الماوردي الشروط اللازمة الأمثال وحددها بأربعة. "أحدها: صحة التشبيه، والثاني: أن يكون العلم بها سابقًا، والكل عليها موافقًا، والثالث: أن يسرع وصولها للفهم، ويعجل تصورها لتكون في الوهم من غير ارتياء في استخراجها، وكدر في استنباطها. والرابع: أن تناسب حال السابع لتكون أبلغ أثرًا، وأحسن موقعًا، فإذا اجتمعت في الأمثال المضروبة هذه الشروط الأربعة، كانت زينة الكلام، وجلاء للمعاني، وتدبرًا للأفهام". أدب الدنيا والدين 276.

الكتب المصنفة في الأمثال والحكم قبل الماوردي

غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة" (¬1). وتبدو قيمة قول السيوطي في بيان مسألة ثبات الأمثال وتداولها (¬2). ويبدو لنا أن الحكمة هي التعبير عن خبرات الحياة أو بعضها على الأقل مباشرة في صيغة تجريدية، فالحكماء أضفوا على المثل معنى مجرد واستعملوا كلمات عامة، كما أن بعض الشعراء حولوا النثر إلى نظم ذي إيقاع وقافية، فعرفوا بأنهم شعراء الأمثال والحكم: كزهير وصالح عبد القدوس، وأبي العتاهية، والمتنبي وغيرهم. . . * الكتب المصنفة في الأمثال والحكم قبل الماوردي: لم يكن الماوردي في القرن الخامس الهجري أول من كتب في الأمثال والحكم؛ لأن العناية بالأمثال نشأت في عهد مبكر. ويحدثنا الرواة أن صحار بن العياش أو بن عياش أحد عبد القيس وكان في أيام معاوية، أول من وضع كتابًا في الأمثال (¬3). وجاء من بعده عبيد بن شربة الجرهمي (المتوفى 70 هـ)، ويقول ابن النديم عنه أنه أدرك النبي ولم يسمع منه، وأنه وفد على معاوية فسأله عن الأخبار المتقدمة وملوك العرب والعجم، وقد روى علاقه بن كرشم الكلابي كتاب أمثال "عبيد بن شربة"، وأضاف ابن النديم أنه في نحو خمسين ورقة (¬4)، ولم ¬

_ (¬1) المزهر 2: 486. (¬2) الأمثال العربية القديمة 25. (¬3) فهرست ابن نديم (ليبك) ص 90، ويصحح ابن عباس بما ذكرنا، وراجع البيان والتبيين للجاحظ 1: 96 (تحقيق هارون) ولفظ عياش متداول في أسماء عبد القيس، والأمثال في النثر العربي القديم للدكتور عبد المجيد عابدين 31. (¬4) فهرست ابن النديم (نشر فلوجل) 90.

يصل إلينا كتاب "صحار" و"عبيد" فضلا عن كتاب أبي عمرو بن العلاء (المتوفى 154 هـ)، ولعل أول كتاب في أمثال العرب أفلت من عبث الزمن ووصل إلينا، هو كتاب المفضل الضبي (المتوفى 178 هـ) برواية ابن زوجته محمد بن زياد الأعرابي الكوفي (المتوفى 231 هـ)، ويقال: أن لابن الأعرابي هذا كتابًا آخر في الأمثال. ولمؤرج بن عمر السدوسي (المتوفى 193 هـ) كتابًا في الأمثال صغير الحجم حققه الدكتور رمضان عبد التواب، وهو متداول ومنتشر. كما كتب في الأمثال أيضًا: أبو عبيدة بن معمر المثنى (210 هـ)، والأصمعي عبد الملك بن قريب (213 هـ)، وأبو زيد الأنصاري (215 هـ). وأبو عبيد القاسم (224 هـ)، ويعد كتابه أقيم الكتب المصنفة في الأمثال لما بذله من جهد في تصنيفها موضوعيًا، فضلًا عن مقدار ما جمعه فيه (¬1)، وقد حظي كتابه بعدة شروح من أهمها "فصل المقال" لأبي عبيد البكري، كما أن لابن السكيت (244 هـ) وابن حبيب (248 هـ) والجاحظ (255 هـ) وابن قتيبة (276 هـ)، والمفضل ابن سلمة (291 هـ) كتبا في الأمثال، لم يصل إلينا منها سوى كتاب المفضل ابن سلمة وعنوانه "الفاخر". وفي القرن الرابع الهجري كان من أهم الكتب المصنفة كتاب "الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة" لحمزة بن الحسن ¬

_ (¬1) اعتمد فيه على أربعة من كتب الأمثال الأصلية، وهي كتب الأصمعي، وأبي زيد، وأبي عبيدة والمفضل الضبي، فقد نقل جل ما فيها، ولم يكتف بذلك، بل استعان في تفسير الأمثال بأقوال المشاهير من علماء اللغة ممن ليست لهم كتب في الأمثال. . . كالكسائي وابن الكلبي. واستكثر في الاستشهاد على معان الأمثال بالحديث الشريف وآثار الصحابة والتابعين وأقوال الحكماء والعلماء مما جعل الكتاب أكثر فائدة وأعم نفعًا. مقدمة الأمثال لعبد المجيد قطامش 17، 18.

نسبة كتاب الأمثال والحكم إلى الماوردي

الأصبهاني (351 هـ)، وقد استفاد الميداني (¬1) وغيره من هذا الكتاب كثيرًا، والكتاب محقق تحقيقًا علميًا ومتداول. وكتاب "جمهرة الأمثال" لأبي هلال العسكري (398 هـ). أما الحكمة فلم ترد كتبًا مستقلة فيها سوى كتاب "الفرائد والقلائد" لأبي الحسن الأهوازي (المتوفى على الراجح 331 هـ)، وطبع هذا الكتاب ونسب إلى الثعالبي، والثعالبي نفسه يشير إلى نسبة الكتاب إلى الأهوازي في كتابه "سحر البلاغة" و "خاص الخاص" (¬2). ومعظم ما ورد من فصول الحكمة ورد في كتب الأدب: كالبيان والتبيين للجاحظ، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والعقد الفريد لابن عبد ربه، وكتب عبد الله بن المقفع الذي نقل من خلالها حكم الفرس؛ لأنه كان من النقلة المشهورين عن الفارسية (¬3). * نسبة كتاب الأمثال والحكم إلى الماوردي: لم تشر معظم المصادر القديمة إلى هذا الكتاب ضمن مؤلفات الماوردى اكتفاء بالقول أنه كان كثير التصنيف، وإن كان الكتاب غير مشكوك في نسبته إلى الماوردي، فمعظم ما ورد فيه من أمثال وحكم استعملها الماوردي في ¬

_ (¬1) مجمع الأمثال 4، وقال ". . . . لقد تصفحت أكثر من خمسين كتابا، ونخلت ما فيها فصلًا فصلًا، وبابًا بابًا .. ونقلت ما في كتاب حمزة بن الحسن إلى هذا الكتاب. .". (¬2) بروكلمان: تاريخ الأدب العربي 2: 118، ويقول: ونسب كتاب الأهوازي غلطًا إلى قابوس ابن وشمكير المتوفى 403 هـ. (¬3) ابن النديم: الفهرست (ط المكتبة التجارية) 178، ويقول أبو الحسن العامري: "إن كتاب الأدب الكبير لابن المقفع يحتوي على ترجمة ملخصة لكتاب الأوستا، وهو الكتاب الديني للزرادشتيه"، الإعلام بمناقب الإسلام تحقيق الدكتور أحمد عبد الحميد غراب 62، 160.

مصادر الماوردي في كتابه الأمثال والحكم وتقويمه

كتبه الأخرى؛ كأدب الدنيا والدين، وقوانين الوزارة، وتسهيل النظر، ودرر السلوك في سياسة الملوك. ولم يشر إليه فيما نعتقد سوى تغوي بردي إذ قال: من مصنفاته: "الأمثال" (¬1)، وتعريفه الكتاب بالألف واللام يقصره على هذا الكتاب ويبعد أن يكون قصده "أمثال القرآن". اْما معظم الكتب الحديثة فتشير إلى الكتاب وأنه مازال مخطوطًا، فقد أشار إليه بروكلمان (¬2) وتابعه جورجي زيدان (¬3) فالزركلي (¬4) فعمر فروخ (¬5) ونسخ الكتاب التي بين يدينا تنسبه إلى الماوردي. وحري بالإشارة أن ردولف زلهايم أشار إلى كتاب الأمثال والحكم، وقال: "إنه يتضمن أحاديث وأشعار ووضع علامة يساوي كتاب أمثال القرآن الذي استند إليه حاجي خليفة (¬6)، وهذا القول يتضمن تلبيسًا؛ إذ للماوردي كتابان في الأمثال هما: أمثال القرآن، والأمثال والحكم، محل التحقيق والدراسة. * مصادر الماوردي في كتابه الأمثال والحكم وتقويمه: لم يشر الماوردي إلى المصادر التي استقى منها كتابه ولكن نستطيع من خلال تحقيقنا للكتاب أن نقول: إنه استفاد استفادة كبيرة من: جمهرة الأمثال ¬

_ (¬1) النجوم الزاهرة 5: 64. (¬2) بروكلمان 1: 386 والملحق 2: 668. (¬3) تاريخ آداب اللغة العربية 2: 335. (¬4) الأعلام 5: 147. (¬5) تاريخ الأدب العربي 3: 141. (¬6) الأمثال العربية القديمة 37.

لأبي هلال العسكري، وكتاب الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة للإمام حمزة ابن الحسن الأصبهاني (المتوفى 351 هـ) وكتاب الفرائد والقلائد لأبي الحسن الأهوازي (المتوفى على الراجح 331 هـ)، كما استفاد من دواوين الأدب واللغة التي تثقف عليها: كالبيان والتبيين للجاحظ، والكامل في الأدب واللغة للمبرد، وعيون الأخبار لابن قتيبة، وكتب أبي عمرو العلاء في اللغة والأدب، فقد استند إليه الماوردي في كتابه في أكثر من موضع، وكتاب الفاخر لأبي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم (291 هـ). ويبدو لنا أن كتاب الأمثال والحكم من أوائل ما كتب الماوردي؛ لأنه يعتمد على الجمع والاختيار لا على الخلق والابتكار، وعلى العموم اختيار المرء قطعة منه، وكان موفقًا في اختياره إذ ضمن كتابه آداب الدنيا والدين، وعوامل إصلاح الفرد والجماعة من خلال حثه على التحلي بالصفات والخلال الكريمة، وزجره ونهيه عن الصفات المذمومة بما أورده من أحاديث، وحكم للعرب والفرس والروم، وأشعار الحكم والأمثال، وقد تميز الماوردي في كتاباته بجودة التقسيمات وإحكامها. وقد أشار في مقدمة كتاب الأمثال والحكم أنه جعل كل فصل يتضمن ثلاثين حديثًا، وثلاثين فصلًا من الحكمة، وثلاثين بيتًا من الشعر، وقد تبين لنا أنه لم يلتزم ذلك في كل الفصول، فعدد الأحاديث في الفصل الثالث 29 حديثًا، بينما عدد الأحاديث في الفصل الرابع 31 حديثًا، وعدد أبيات الشعر في الفصل الثاني 29 بيتًا، بينما في الفصل الرابع 31 بيتًا، وفي السابع والعاشر 29 بيتًا لكل منهما. وقد تبين لنا أن الماوردي استند إلى بعض أحاديث ضعيفة جدًا، وفي نظر

3 - نسخ الأمثال والحكم ومنهجنا في التوثيق

بعض علماء الحديث أنها موضوعة، ولعل المبرر إلى استناده إلى الأحاديث الضعيفة، أنه كفقيه شافعي يأخذ بالحديث الضعيف، ويدخل فيه الحديث المرسل في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب، ومعظم ما ورد من الأمثال والحكم تدخل في إطارهما. وقد ركز الماوردي على بعض الأحاديث فذكرها أكثر من مرة مع اختلاف السند أو لفظه، كما هو الحال مثلًا في الحديث رقم 5 والحديث 173، كما أنه لم يذكر في بعض الأحاديث راويها من الصحابة أو التابعين، وجرى كما تجري عليه كتب الأدب من إسنادها إلى الرسول مباشرة، وقد استعصت بعض الأحاديث على التخريج على الرغم من الجهد المبذول. وتبين لنا أن بعض الأشعار هناك اختلاف في نسبتها ويعد نسبتها منه إلى شخص معين ترجيحًا واقتناعًا منه بصحة النسبة، وكنا نعجب كيف يتفق الشاعران؟ حتى جاءتنا الإجابة على لسان أبي عمرو بن العلاء -رحمه الله- فقال: عقول رجال توافت على ألسنتها (¬1)، وهو ما ينطبق أيضًا على بعض الحكم المنسوبة إلى أكثر من شخص. [3] نسخ الأمثال والحكم ومنهجنا في التوثيق * نسخ الكتاب: اعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسختين سلمت إحداهما من عبث ¬

_ (¬1) محاضرات الإدباء 1: 39.

1 - مخطوطة جامعة ليدن ووصفها

الزمان، وامتدت يد التلف وبصمات الزمان على الثانية فأحدثت بها بعض الاضطراب والتلف. 1 - مخطوطة جامعة ليدن ووصفها: تحمل هذه النسخة بجامعة ليدن بهولندا رقم 382 وارنر في مجموع رقم 655 وتبدأ من الورقة 46، وهي نسخة الأساس، وتحمل عنوان "الأمثال والحكم"، وثابت عليها أن تأليفه لأقضى القضاة أبي الحسين علي بن محمد بن حبيب الماوردي -رحمه الله- وبجواره ختم جامعة ليدن، وتقع في 69 ورقة. وخط المخطوطة مشرقي جميل واضح، والهمزة في وسط الكلام محذوفة، وبعد الحرف الممدود، وشرطة الكاف غير موجودة في غير قليل من المواضع. وكتبت الفصول في منتصف السطر، وبخط كبير، وبحبر مغاير، ومتوسط عدد الأسطر في الصفحة الواحدة حوالي 15 سطرًا، يتضمن كل سطر حوالي عشر كلمات. وقد روعي فيها التشكيل الجزئي لبعض الأسماء وبعض الكلمات. وغير ثابت في المخطوطة اسم ناسخها، أو تاريخ النسخ ولكن طريقة الكتابة وسماتها تنتهي بنا إلى تحديدها بالقرن التاسع الهجري .. وقد رمزنا إلى هذه النسخة بالرمز (ل) نسبة إلى ليدن (انظر اللوحات 1، 2، 3). 2 - مخطوطة الإسكندرية ووصفها: هذه النسخة لجعفر والي (باشا)، وقد آلت إلى المكتبة العامة بجامعة الإسكندرية، وتحمل رقم 989 (¬1)، والمخطوطة بالية ومفككة وبحالة يرثى ¬

_ (¬1) في فهرس مخطوطات جامعة الإسكندرية، نشرة معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1994 =

3 - مخطوطة مكتبة أحمد الثالث بتركيا

لها خاصة في الجزء الأخير منها. وثابت على الورقة الأولى عنوان الكتاب: الأمثال والحكم لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي قدس الله روحه (وكلام غير مقروء) ثم كلمة آمين، حسبنا الله ونعم الوكيل، وثابت على صفحة العنوان أنها من كتب أحمد الناسخ للصاغي، وفي الصفحة الأخيرة: كان الفراغ من نسخه في العاشر من ذي الحجة سنة 832 هـ. ورقم المخطوط ترقيمًا حديثًا على أساس أنه 56 ورقة، وتبين لنا أن هناك خطأ في الترقيم؛ فتكرر رقم 51، كما التصقت ورقتان والتحمتا وتعذر فصلهما فلم يرقما، وكتبت بخط -نسخ- مشرقي جميل مشكل، وعلامة الترقيم فيه التعقيب بالكلمة الأخيرة من الصفحة اليمنى وإلحاقها كلمة أولى بالصفحة اليسرى، ومتوسط الصفحة 15 سطرًا، ومتوسط الكلمات في السطر 10 كلمات. وتبين لنا أن هناك سقطًا في مقدمة الكتاب وجزء من الفصل الأول، واضطراب في بعض مواضع بالكتاب، فقومنا هذا الاضطراب بالنسخة الأولى، وتجلت قيمة هذه النسخة بوجود بعض تصحيحات ومراجعات عليها، وعاونت في تقويم النص وضبطه، كما وجدت بعض أبيات زائدة فيها على النسخة "ل". وقد رمزنا إلى نسخة الإسكندرية بالرمز (س). (انظر اللوحات 4، 5، 6). 3 - مخطوطة مكتبة أحمد الثالث (¬1) بتركيا: هذه المخطوطة ضمن المجموع رقم 2383 (مجاميع وفنون مختلفة)، ¬

_ = رقم المخطوطة 615 جعفر والي. (جـ 1 ص 118). (¬1) منها مصورة برقم 70 مجاميع بمعهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى.

4 - مخطوطة المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء

وهي الرسالة التاسعة، تبدأ من الورقة 219 إلى الورقة 233 يسار بعنوان: "كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال" للماوردي رحمه الله وعفا عنه. أوله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرء كثير بأخيه، ولا خير للمرء في صحبة من لا يرى له من الحق مثل ما يرى لنفسه"، وعنه "أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله في السراء والضراء". . . وينتهي: روي عن ابن عباس أنه دعا فقال: "اللهم إنا نحب طاعتك وإن قصرنا فيها، ونكره معصيتك وإن ركبناها، اللهم تفضل علينا بالجنة، وإن لم نكن أهلًا لها، وأعذنا من النار، وإن استوجبناها. اللهم إنا نخاف أن يضطرنا المعاش إلى ما تكره من الأعمال؛ فاكفنا تبعات الدنيا وفتنتها وعوارض بليتها". وروى سفيان الثوري قال: "رأيت جعفر بن محمد -رحمه الله- مستلقيًا على ظهره بعرفات لعله به، وهو يقول: "اللهم إني أطعتك بفضلك ولك المنة". والحمد لله رب العالمين، وولي المتقين، رحمان يوم الدين، والغافر للمذنبين، والراحم للموحدين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، ورضي الله عن أهل طاعته أجمعين، وآله وصحبه بمنه وكرمه. آمين. وقد رمزنا لها بالرمز (ت). (انظر اللوحتين رقم 7، 8). 4 - مخطوطة المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء: هذه المخطوطة ضمن المجموع رقم 115، وهو الكتاب الثاني في هذا المجموع، ويسمى كتاب "الآداب النبوية والحكم الرشدية والأشعار الحكمية"، ويقع من الورقة 62 إلى 122 أي قرابة ستين ورقة، وغير ثابت اسم

منهج التوثيق وجهدنا في التحقيق

المؤلف (¬1). جاء في مقدمته قوله: "وقد ضمنت كتابي هذا من سنة رسول الله بأحاديث وجيزة الألفاظ واضحة المعاني، ومن أمثال الحكماء وأقوال الشعراء ما كان عذب البديهة سائر الذكر. وجعلت ما تضمنه من السنة ثلاثمائة حديث، ومن الحكمة ثلاثمائة فصل، ومن الشعر ثلاثمائة بيت، ثم قسمت ذلك على عشرة فصول، وأودعت كل فصل منها ثلاثين حديثًا، وثلاثين حكمة، وثلاثين بيتًا. . . وصل إلى الفصل العاشر، وكتب فيه أربع ورقات، وليس فيها ما يدل على انتهاء الكتاب أو تاريخ النسخ، وآخر الموجود من الفصل العاشر: أظلت علينا منك يوم سحائب ... فضاءت لنا برق وأبطأ رشاشها فلا غيمها يكشف فييأس طالب ... ولا غيثها يهمى فتروى عطاشها ولم نوفق في الحصول على نسخة من المخطوط .. * منهج التوثيق وجهدنا في التحقيق: اعتمدنا في توثيق كتاب الأمثال والحكم على كتب الماوردي الأخرى ذات الطابع الأدبي، وهي: أدب الدنيا والدين، وتسهيل النظر إلى الظفر، وقوانين الوزارة، ودرر السلوك في سياسة الملوك، فقد عول في هذه الكتب على إثبات كثير من الحكم والأمثال والأشعار التي تعينه على فكرته، وهي موجودة في كتابه الأمثال والحكم، وقد أعاننا ذلك على تصحيح النص، ¬

_ (¬1) فهرست مخطوطات المكتبة الغربية بالجامع الكبير، صنعاء، منشأة المعارف بالإسكندرية، ص 769 طبعة 1978 م.

وتقويمه وتخليصه من شوائب التصحيف والتحريف. كما رجعنا إلى المظان التي يمكن للماوردي أن يكون قد استمد منها كتابه وقد سبق الإشارة إليها عند الحديث عن مصادر الكتاب. وتتحصل جهودنا فيما يلي: * رقمنا الأمثال والحكم ترقيمًا مسلسلًا عامًا وكليًا، ثم رقمنا رقمًا داخليًا للأحاديث، وللحكم وللأشعار. واعتمدنا على هذه الأرقام في الفهارس الفنية للكتاب. * خرجنا شواهد الحديث النبوي من مظانها الأصلية ما وسعنا الجهد، وأشرنا إلى درجة الحديث. * رجعنا إلى دواوين الشعراء التي وردت أبياتها إن كانت مطبوعة، ومظان كتب الأدب الأخرى للأشعار، وعرفنا بالشعراء تعريفًا موجزًا، مع إحالة إلى مصادر الترجمة. * بينا الاختلاف في بعض النصوص من الحديث أو الحكمة أو الشعر، ونسبنا ما استطعنا الوصول إليه إلى قائله في الحكمة والشعر. * كتبت الكلمات حسب قواعد الإملاء المعروفة والنطق السائد في اللغة المشتركة، وأعجمت ما أهله الناسخ، وضبطنا بعض المفردات اللغوية، وشرحنا بعض الأبيات الشعرية الغامضة. * أولينا فهارس الكتاب أهمية؛ لأنها تمثل مفتاح الكتاب المحقق، ففهرس للأحاديث النبوية مرتبة على حروف الهجاء بجواره رقم الحديث، وفهرس للحكم وآخر للحكماء مرتب على حرف الهجاء مع الإشارة إلى الرقم الداخلي للحكمة، وفهرس للشعراء مرتب على حروف

الهجاء وقوافيهم وبجوار كل منهم رقم الأبيات المسندة إليه، وفهرس للقوافي.

كلمة شكر وتقدير

كلمة شكر وتقدير أحمد الله تبارك وتعالى أن يسر لي بفضله وكرمه تحقيق هذا الكتاب وإظهاره للناس، ونأمل أن يكون فيه عظة واعتبار وعلم نافع. ونقدم الشكر لكل من أسهم في سبيل ظهور هذا الكتاب، فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (أخرجه الترمذي عن أبي هريرة). وأخص بالذكر: الأستاذ الدكتور رودلف زلهايم (رئيس معهد اللغات الشرقية بجامعة فرانكفورت، وعضو مجمع اللغة العربية بمصر)، فقد كان لتوصيته أثر في الحصول على صورة مخطوطة، "الأمثال والحكم" من جامعة ليدن بهولندا. كما أشكر أخي الكبير الشيخ أحمد بن حجر القاضي الشرعي بالمحكمة الأولى بدولة قطر؛ إذ وضع مكتبته العامرة بذخائر التراث الإسلامي -وبصفة خاصة الحديث- بين يدي، ومكنني من الاطلاع على ما يسر لي تحقيق غير قليل من النصوص. كما أشكر أخي الكبير الشيخ محمد الصفطاوي على إسهامه في مساعدتي بتخريج بعض الأحاديث. وأشكر أخي الفاضل الدكتور عبد المجيد وافي (مشيخة الفن) (¬1) والخبير الفني السابق بمجلة منار الإسلام على ما أبداه من مشورة بشأن خطوط نسخ الكتاب .. وأشكر أخي الشاعر الفلسطينى أحمد ¬

_ (¬1) لقب أطلقه عليه الشيخ حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين عندما كان وافي طالبًا بالأزهر.

صديق على مراجعته بحور أبيات الشعر. . . . ولا أغفل شكري وتقديري للرؤساء والأمناء والمشرفين والعاملين بمكتبات المملكة العربية السعودية، ودار الكتب القطرية، ودار الكتب المصرية، ومكتبات جامعة قسطنطينة بالجزائر، والشؤون الدينية بوزارة التربية والتعليم بقطر .. كما أشكر دار الوطن على إسهامها في نشر التراث الإسلامي، ونشرها لهذا الكتاب، وإخراجه في هذا الثوب الجديد. ونسأل الله التوفيق، وسواء السبيل، وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. . . فؤاد عبد المنعم أحمد

لوحة رقم (1) عنوان المخطوطة (نسخة ليدن بهولندا)

لوحة رقم (2) الصفحة الأولى من مخطوطة ليدن

لوحة رقم (3) الصفحة الأخيرة من مخطوطة ليدن

لوحة رقم (4) عنوان المخطوطة (نسخة الإسكندرية)

لوحة رقم (5) الصفحة الأولى من مخطوطة الإسكندرية

لوحة رقم (6) الصفحة الأخيرة من مخطوطة الإسكندرية

لوحة رقم (7) الصفحة الأولى من كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال للماوردي ضمن مجموع بالوعظ بجامعة أم القرى

لوحة رقم (8) الصفحة الأخيرة من كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال للماوردي

الأمثال والحكم النص المحقق علي بن محمد بن حبيب الماوردي (المتوفى 450 هـ)

مقدمة المصنف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رب يَسِّر (¬1) (¬2) الحمد لله الذي فضل ذوي العُقُول، وميز العَالم من الجَهول، وقَدم الفاضل على المفضولِ، بما خصَّه من حكمة تَستَيقظ بها الألباب اللاهِيَةُ، وتستَقيم بها الأخلاق الجاسِيَة (¬3)، ليعم الصلاح والاستِصلاحُ، بما فطر عَليه من خلُق مطبوع ودعا إليه من تخلق مصنوع، فيتصاحب الناسُ مُؤتَلفين، وَيَتواصلوا متعاطفين، فَلهُ الحَمد على ما أنعمَ وأَلهم، وَصلَواتُه علَى هادي أُمتِهِ، وموضح شَريعته، محمد النبي وعلى آله وصَحابَتِهِ (¬4). أما بعد: فإن أولى ما تأدَب به المهمل الغافِل، واتعظ به الفَطن العاقلِ (¬5): كتابُ الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديهِ ولا من خَلفِه تنزيل من حكيم حميد، قد جَمع الله ¬

_ (¬1) س: وصلاته وسلامه على محمد وآله وصحبه. (¬2) س: قال الشيخ الإمام العالم العامل العلامة الفاضل الكامل القاضي: أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي -رحمه الله-. (¬3) الجاسية: الغليظة الصلبة. مادة جسي. (¬4) س: وأصحابه أجمعين. (¬5) س: ساقط "واتعظ. . . العاقل".

فيه بوالغ الحِكمة والأمثال، وجعله تبيانًا لكل شيءٍ، وهدى ورحمةً، وبُشرَى للمسلمين (¬1)، فحقُ عبادُ الله أن يكونوا (¬2) بكتابه مستمسكينَ، وبأَدبه آخذين وبحكمه وأمثاله معتبرين، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فضلُ القرآن على سائر الكلامِ؛ كفضلِ الله على خلقهِ" (¬3). وقال ابن مسعود (¬4): إن كل مُؤدب يجب أَن يؤخذ بأَدبه، وإن أَدب الله هو القرآن، ولولا ما جُبلت عليه النفوس من ارتياحها إلى أَنواع تختلفُ، واستروَاحها إلى فنون تستطرف لكان كتاب الله تعالى كافيًا، وذكر غيره مُستَهجنًا. حكى الأصمعي (¬5) أَن أَعرابِيًّا وصى ابنَه عند موته فقال. يا بني، وصيتي إِياك مع وصية الله منجية، وإن الرضا بها القناعة، وعود الخير أَحمَدُ، وإني ¬

_ (¬1) س: للمؤمنين. (¬2) س: قطع كبير، يبدأ من "بكتابه مستمسكين. . . ." إلى "من قلت تجربته خدع" عند الحكمة رقم 18 من الفصل الأول. (¬3) ضعيف، أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري، جزء من حديث، وقال: حسن غريب. رقم 2927 في ثواب القرآن، باب رقم 25، ورواه أيضًا الدارمي 2: 441، وابن عدي: الكامل 5: 48، وإسناده ضعيف، وراجع المناوي: فيض القدير 4: 434 رقم 3865. (¬4) هو عبد الله بن مسعود، وكنيته أبو عبد الرحمن الهذلي، من أكابر الصحابة علمًا وفضلًا، وهو أول من جهر بقراءة القرآن الكريم بمكة، وكان خادم الرسول وصاحب سيره، توفي سنة 32 هـ. من مصادر ترجمته: الاستيعاب 987 - 994، وحلية الأولياء 1: 124، والعبر 1: 33. (¬5) هو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع، وكنيته أبو سعيد الأصمعي، من كبار العلماء والأئمة في الشعر والأخبار والنوادر، ولد بالبصرة سنة اثنتين وعشرين ومائة، وتوفي بها سنة 213 هـ. من مصادر ترجمته: نزهة الألباء 100، وابن خلكان 3: 170 - 176، والمعارف 544، وشذرات الذهب 2: 36.

أسترعي لك بعد وفاتي الذي أَحسن إليك في حياتي: فأوَلى الأَمور بعد كتاب الله سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد قال -عليه السلام-: "أوتيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، واختصرتْ إليَّ الحكمة اختصارًا" (¬1)، ثم بعد السنة أمثال الحكماء، وأقوال الشعراء، فقد قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنَ الشِّعرِ لحكْمةً" (¬2) و"إن من البيان لسحرا" (¬3)، وقد ضمنت كتابي هذا: من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث وجيزة الألفاظ واضحة المعاني، ومن أمثال الحكماءِ، وأقوال الشعراءِ ما كان عذب البديهة سائر الذكر. وجعلت ما تضمنه من السُنة ثلاثمائة حديث، ومن الحكمة ثلاثمائة فصل، ومن الشعر ثلاثمائة بيت، وقسمت ذلك عشرة فصُول، أودعت كل فصل منها ثلاثين حديثًا، وثلاثين فصلًا، وثلاثين بيتًا، فيكون ما يتخلل الفصول من اختلاف أجناسها أبعث على درسها واقتباسها. ¬

_ (¬1) ضعيف، رواه أبو يعلى في مسنده عن ابن عمر. الجامع الصغير 42 وضعيفه للألباني برقم 1048، كما رواه أيضًا عن ابن عمر: البيهقي في شعب الإيمان 2: 160 رقم 1436، والدارقطني عن ابن عباس. فيض القدير للمناوي 1: 563 برقم 1166. (¬2) صحيح، أخرجه البخاري عن أبي بن كعب 8: 42، في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز، والترمذي رقم 2847، 2848 في الأدب، باب 69، والدارمي 2: 297، وأبو داود رقم 5010 كتاب الأدب، باب ما جاء في الشعر، والموطأ 2: 986، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 6 رقم 7. (¬3) صحيح، أخرجه البخاري عن ابن عمر 7: 179 في الطب، باب: إن من البيان لسحًرا، والموطأ 2: 986 في الكلام، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله، وأبو داود رقم 5007 في الأدب، باب ما جاء في المتشدق في الكلام، والترمذي رقم 2029 في البر، باب ما جاء في أن من البيان سحرًا، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 7 رقم 8.

الفصل الأول

الفصل الأول

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 1 - روى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما بُعِثتُ لأُتممَ مكارمَ الأَخلاقِ" (¬1). 2 - روى عُمَارة بن غزيَة عن عبد الله بن أبي جعفر عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أهدى المرءُ المسلمُ لأخيه المسلم هديةً، أفضلَ منْ حكمةٍ، يزيدُه بها هُدى، ويردُّه بِهَا عن رَدَّىً" (¬2). 3 - روى عطاءُ بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخيرُ كثيرٌ، وقليلٌ فاعِلهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) صحيح، قال ابن عبد البر: هو حديث مدني صحيح متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره، تجريد التمهيد ص 251 رقم 817. ورواه أحمد وقاسم بن أصبع والحاكم، والخرائطي في مكارم الأخلاق رقم 1، برجال الصحيح عن أبي هريرة، وكشف الخفاء 1: 244، وجامع الأصول رقم 1973، كما رواه مالك في الموطأ بلاغًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي إسناده انقطاع، الموطأ 2: 909 في حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق، والمسند 2: 318، والمستدرك 2: 613، والأدب المفرد برقم 273، والأحاديث الصحيحة 1: 75 رقم 45. (¬2) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 2: 280 رقم 1764، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 17 رقم 21، وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمرو. الجامع الصغير 280. وضعيفه للألباني رقم 5032، والمناوي: فيض القدير 5: 430 رقم 7847. (¬3) ضعيف، رواه الخطيب البغدادي في تاريخه عن ابن عمرو، كما أخرجه الطبراني في الأوسط، والعسكري في الأمثال عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بلفظ "الخير كثير، وفاعله قليل"، كشف الخفاء 1: 477، والألباني رقم 2952، وإن كان السيوطي رمز للحديث بأنه =

4 - روى الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس شيء خيرًا من ألف مثلِه إلا الإنسان" (¬1). 5 - روى مَيمُون بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرءُ كثيرٌ بأخيهِ، ولا خير للمرء في صحبة من لا يرى عليه من الحق مثل ما يرى له" (¬2). 6 - روى يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن غِرٌ كريم، والفاجرُ خَبٌّ لئيم" (¬3). ¬

_ = حسن. الجامع الصغير 151، والبزار عن عبد الله بن عمرو، كشف الأستار 1: 126 برقم 237، المناوي: فيض القدير 3: 511 رقم 4154 والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 46 رقم 1536. (¬1) حسن، أخرجه أبو الشيخ في الأمثال ص 83 رقم 137، الطبراني والضياء والعسكري عن سلمان مرفوعًا. كشف الخفاء 2: 239 صحيح الجامع للألباني رقم 5270. ويرى السيوطي أن الحديث صحيح، الجامع الصغير 273، المناوي: فيض القدير 5: 367 رقم 7604. (¬2) ضعيف، أخرجه الديلمي والقضاعي عن أنس بن مالك، وقد رفعه مباشرة إلى الرسول بلفظ "المرء كثير بأخيه"، كما أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأخوان". عن سهل بن سعد ص 71 رقم 24، والجامع الصغير 3187 والألباني رقم 5934، كما أخرجه العسكري أيضًا عن سهل وزاد فيه: (يكسوه ويحمله ويردفه)، وإسعاف الطلاب في ترتيب الشهاب (مخطوط) للمناوي ق 39، وذهب الصغاني وتابعه الطيبي إن الشق الأخير من الحديث "لا خير للمرء. . . ." موضوع، الدرر الملتقط في تبين الغلط 154، والخلاصة في أصول الحديث 83، المناوي: فيض القدير 6: 265 رقم 9189 والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 369 رقم 1895. (¬3) حسن، أخرجه أبو داود رقم 4790 في الأدب، باب حسن العشرة، والترمذي رقم 1965 في البر والصلة، باب ما جاء في البخيل، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 94 رقم 159، وابن عدي في الكامل 2: 12 والحاكم في مستدركه 1: 43، 44. قال الصغاني: =

7 - روى سهل بن سعد السَاعدي قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسُول الله أخبرني بعَمل يحببني الله عليه، ويحبني الناس؟ فقال: "ازهدْ في الدنيا يحبّك الله، وازهدْ فيما في أيدي النَاسِ يحبّك الناسُ" (¬1). 8 - روى سَعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أولُ من يُدعى إلى الجنَّةِ الذينَ يحمدون الله في السَّراء والضَّراء" (¬2). 9 - روى عطاءُ عن عمار بن ياسِر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يتقي عَبدٌ حتَّى يَخزُن مِنْ لِسَانِه" (¬3). 10 - روى عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِه الرُحَماءَ" (¬4). ¬

_ = الحديث موضوع، واعترض المناوي والعجلوني وقالا: إن إسناده جيد، كشف الخفاء 2: 405 والمناوي: فيض القدير 9: 254 رقم 9149، (والغر): الذي لم يجرب الأمور. (والخب): الخداع المكار الخبيث. (¬1) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن سهل 2: 1374، كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 6: 5972 عنه أيضًا، والجامع الصغير 35، والألباني 935 وابن عدي في الكامل 3: 31، والعقيلي في الضعفاء الكبير 2: 10، والترغيب والترهيب 4: 95، وكشف الخفاء 1: 128، وفيض القدير 1: 481 رقم 960. (¬2) ضعيف، أخرجه الطبراني. المعجم الصغير 1: 103، كما أخرجه الحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس. الألباني رقم 2146 والأحاديث الضعيفة 623، وإن كان السيوطي رمز إلى الحديث بأنه حسن. الجامع الصغير 101، المناوي: فيض القدير 3: 92 رقم 2835. (¬3) لم أقف عليه بلفظه، وقد أخرج الطبراني في الأوسط والصغير عن أنس مرفوعًا بلفظ "لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه" وهو ضعيف، والخرائطي: مكارم الأخلاق 1: 446 رقم 453. والألباني ضعيف الجامع 6: 87 برقم 6336، كما أخرجه القضاعي في الشهاب عن أنس أيضًا بلفظ متقارب، وضعفه المناوي: إسعاف الطلاب ق 140. (¬4) صحيح، رواه البخاري 2: 100 في الجنائز، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يعذب الميت ببعض =

11 - روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مع كل فرحة تَرْحَهُ" (¬1). 12 - روى سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما وقي به المرءُ عرضَه فهوَ صَدَقة" (¬2). 13 - روى عدي بن حاتم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقُوا النارَ ولو بِشقِّ تَمْرَةٍ" (¬3). 14 - روى قتادة عن عبد الله بن مسعود عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلت المعُونَة على قدر المؤونةِ" (¬4). ¬

_ = بكاء أهله"، وفي المرض، باب عيادة الصبيان، وفي القدر، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، وفي التوحيد، باب قول الله تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ}، وباب ما جاء في قوله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}. ومسلم رقم: 923 في الجنائز، باب البكاء على الميت، وأبو داود رقم 3125 في الجنائز باب البكاء على الميت، وابن ماجه في الجنائز حديث 1588 (1: 56)، والطبراني في الكبير 1: 284. (¬1) ضعيف، أخرجه الخطيب البغدادي عن ابن مسعود، الجامع الصغير 292، فيض القدير 5: 523 رقم 8184، والألباني الحديث 2568، وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 335 رقم 1885، وترحة: حزن. (¬2) حسن، أخرجه الدارقطني (جزء من حديث) عن جابر 3: 28، كما أخرجه الحاكم وصحح إسناده، وقال المنذري: للحديث شواهد كثيرة. كشف الخفاء 2: 273، وكنز العمال رقم 7175، وأخرجه القضاعي أيضًا عن جابر - اللباب في شرح الشهاب 17، وابن عدي في الكامل 7: 252. (¬3) صحيح، أخرجه الشيخان (البخاري ومسلم)، اللؤلؤ والمرجان رقم 596، والبخاري في الزكاة باب: اتقوا النار ولو بشق تمرة، وباب الصدقة قبل الرد، وعدة مواضع أخرى، ومسلم رقم 1016 في الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة. والنسائي 5: 74، 75 في الزكاة، باب القليل في الصدقة، وجامع الأصول رقم 4650 (6: 450). (¬4) صحيح، رواه البيهقي في الشعب (7: 171 رقم 9956)، والعسكري في الأمثال، والبزار =

15 - روى أبان عن أبي العالية عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح أكثر هَمِّهِ غير الله فليْس من الله" (¬1). 16 - روى عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كرِهَ اللهُ لقاءَهُ" (¬2). 17 - روى محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُداراةُ الناسِ صَدَقةُ" (¬3). 18 - روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه قال: "خيرُ الأصحاب عندَ اللهِ خيرُهم (¬4) لصاحِبهِ، وخيرُ الجِيرانِ عند اللهِ خيرُهُمْ لجارهِ" (¬5). ¬

_ = وابن شاهين عن أبي هريرة بلفظ "إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر المؤونة. . . ." والألباني: الجامع الصغير حديث 1948، وكشف الخفاء 1: 297، والمقاصد الحسنة الحديث 253 ص 128. (¬1) ضعيف، أخرجه الحاكم في مستدركه عن ابن مسعود (4: 320)، والألباني: ضعيف الجامع الصغير الحديث 5437، والأحاديث الضعيفة 310، 311، وقال الشوكاني: موضوع. الفوائد 60. (¬2) صحيح، أخرجه البخاري عن عبادة بن الصامت 8: 132 في الرقائق، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومسلم بشرح النووي في كتاب الذكر (17: 9)، والترمذي رقم 1066 في الجنائز، باب 67. (¬3) ضعيف، أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 80 رقم 130، وابن عدي في الكامل 1: 406، 2: 335 وفيض القدير 5: 519 رقم 8170 وابن حبان والطبراني والبيهقي والقضاعي وابن السني عن جابر. الجامع الصغير 291، واللباب 17، والألباني ضعيف الجامع رقم 5259، والعجلوني: كشف الخفاء 2: 580، والمداراة: الملاينة. (¬4) في الأصل: خير. (¬5) حسن غريب، أخرجه الترمذي عن ابن عمر رقم 1945، كتاب البر والصلة والفضل 28، كما أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم =

19 - روى أبو حَميد السَاعِدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجْمِلُوا في طَلَبِ الدُّنْيَا، فَإنَّ كُلا مُيَسَّرُ لِما كُتِبَ لهُ منها" (¬1). 20 - روى زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأمر إلى آخره، وملاكه خواتمه" (¬2). 21 - روى إسماعيل بن حمزَة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة: سُوء الجوَارِ، وقطيعة الأرحامِ" (¬3). 22 - روى عروة عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى يبغض الألدَّ الخَصِمَ" (¬4). ¬

_ = (1: 443، 2: 101)، وابن حنبل في مسنده (2: 168) وقال الألباني: إن الحديث صحيح، الأحاديث الصحيحة 103. (¬1) صحيح، أخرجه ابن ماجه والحاكم والطبراني والبيهقي عن أبي حميد الساعدي، سنن ابن ماجه رقم 2142، كتاب التجارات، وباب الاقتصاد في طلب المعيشة، والألباني: الأحاديث الصحيحة رقم 895، وصحيح الجامع الصغير رقم 155 (1: 106). (¬2) حسن، جزء من حديث، أخرجه البيهقي في دلائل النبوة، وابن عساكر، والديلمي والقضاعي عن عقبة بن عامر، البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث رقم 438، واللباب ص 8، له شواهده في الصحيحين. اللؤلؤ والمرجان رقم 718. (¬3) ضعيف، أخرجه البزار عن عبد الله بن عمر، وفيه عبد الرحمن بن مغراء، وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني، وبقية رجاله رجال الصحيح بلفظ "لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، وقطيعة الرحم، وسوء الجوار، ويخون الأمين. . . ." مجمع الزوائد 7: 326. (¬4) صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وابن حنبل والترمذي والنسائي عن عائشة -رضي الله عنها- بلفظ "أبغض الرجال إلى الله الألد الخضم" الألباني: صحيح الجامع الصغير (1: 67) الحديث 39، وصحيح البخاري 9: 91، كتاب الأحكام، باب الألد الخصم، والترمذي الحديث 1980، التفسير، الباب رقم 2 (8: 167 تحقيق الدعاس) والبيهقي: شعب الإيمان 6: 340 رقم 8429، والألد: شديد الاعوجاج والخصومة. الراغب الأصفهاني: مفردات غريب القرآن 449.

23 - روى عبد العزيز عن أبي داود عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من كنوز البر كتمان الأمراض والمصائب" (¬1). 24 - روى سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤمن أحد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (¬2). 25 - روى شعبة عن مجالد: أن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في ابن آدم مُضْغة إذا صلحتْ صلح، وإذا فسدَتْ فسدَ، ألا وهي القلبُ" (¬3). 26 - روت أم حبيبة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ كلام ابنِ آدم عليه، لا لَه، إلا أمرٌ بمعروف أو نهي عن منكر، أو ذكر الله -عز وجل-" (¬4). 27 - روى أبو عمير عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كفَّ غَضَبه كفَّ الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه سَتر الله عورته" (¬5). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 7: 214 رقم 10049، وأبو نعيم الأصبهاني في الحلية عن ابن عمر 7: 117، وكنز العمال 3: 301 رقم 6643، وقال الطيبي: إن الحديث موضوع. الخلاصة 83، وهو من أقوال الإمام علي، دستور معالم الحكم 23. (¬2) صحيح، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد -كلهم- عن أنس. اللؤلؤ والمرجان الحديث 28، والترمذي رقم 2517 في صفة القيامة، وسنن ابن ماجه الحديث 66، ورواه البزار 28، وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 1: 95. (¬3) صحيح، جزء من حديث "الحلال بين والحرام بين. . ."، متفق عليه بين أئمة الحديث -مع اختلاف طفيف في اللفظ- عن النعمان بن بشير. كنز العمال رقم 1229، والألباني: صحيح الجامع الصغير الحديث 3188، وسنن ابن ماجه 2: 1319، وكشف الخفاء 1: 438. (¬4) حسن، أخرجه الترمذي عن أم حبيبة، رقم 2414 في الزهد، باب رقم 63، كما رواه ابن ماجه. السنن 2: 1315، وابن أبي الدنيا. الترغيب والترهيب 4: 10، وجامع الأصول رقم 9413. (¬5) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، وأبو يعلى في مسنده، وابن شاهين =

28 - روى علي بن الحسين عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَضي بالقليل من الرِّزق، رضيَ الله منهُ بالقليل من العملِ، وانتظار الفرج عبادة" (¬1). 29 - روى أبو مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حَلاوة الدنيا مرارة الآخرة، ومَرارَة الدنيَا حلاوة الآخرة" (¬2). 30 - روى سعيد بن سعيد عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث منجياتُ، وثلاثُ مهلكات: فأما المنجيات: فخشية الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الغنى والفقر، والحكم بالعدل في الرضا والغضب. والمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرءُ بنفسِه" (¬3). ¬

_ = والخرائطي في مساوئ الأخلاق، وسعيد بن منصور -كلهم- عن أنس. كنز العمال 3: 405 رقم 7164، كما أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس بلفظ "من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته". الترغيب والترهيب 3: 279، ويقول الهيثمي: فيه عبد السلام بن هشام، وهو ضعيف. مجمع الزوائد 8: 68 و 10: 298. (¬1) ضعيف، رواه البيهقي في شعب الإيمان عن علي 4: 139 رقم 4585، والجامع الصغير 306 وضعيفه للألباني (5: 201) رقم 5612، وكشف الخفاء 2: 346، والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 398 رقم 1925. (¬2) صحيح، رواه الحاكم عن أبي مالك الأشعري وقال: صحيح الإسناد. المستدرك على الصحيحين 4: 310، كما أخرجه أحمد (المسند 5: 342) والطبراني. وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني ثقات. البيان والتعريف: الحديث رقم 958، فيض القدير 3: 396 رقم 3754. (¬3) ضعيف، أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ" والطبراني في "الأوسط" عن أنس. الألباني صحيح الجامع الصغير رقم 3035. ورواه البزار عن أنس جزء من حديث بلفظ "ثلاث كفارات، وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات. . ." كشف الأستار 1: 59 برقم 80 =

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (31 - 1) مَنْ فَعَلَ الخيرَ فبنفسه بَدَا، ومَنْ فَعل الشرَّ فعَلَى نَفسِهِ جنى (¬1). (32 - 2) مَنْ أبْصَرَ عَيبَهُ لم يَعِبْ أحَدًا، وَمَنْ عَمي عنهُ لم يَرْشُدْ أبَدًا (¬2). (33 - 3) مَنْ لَمْ يَكُنْ له مِنْ نفسِهِ زَاجرٌ، لم تَنْفَعْهُ الزَّوَاجر (¬3). (34 - 4) مَنْ ظَلَم يتيمًا ظَلَمَ أولادَهُ، وَمَنْ أفسَدَ أمرَهُ أفْسدَ مَعَادَهُ (¬4). (35 - 5) مَنْ أحبَّ نفسَهُ اجتنَبَ الآثامَ، ومن أحَبَّ ولدَهُ رَحِمَ الأيتامَ (¬5). (36 - 6) مَنْ بَخِلَ على نفسِهِ لَمْ يتَّصِلْ به تَأميلٌ، ومن أَسَاءَ إلى نفسِهِ لمْ يُتَوَقَّعْ منه جَميلٌ. (37 - 7) مَنْ زَرَعَ خَيرًا حَصَدَ أجْرًا، ومَنْ اصْطنع حُرًا استفادَ شُكْرًا (¬6). (38 - 8) مَنْ سالَمَ الناسَ رَبِحَ السَّلامَةَ، وَمَنْ تَعَدَّى عَلَيْهمْ كَسِبَ النَدامَةْ. (39 - 9) مَنْ مَكَّنَ مِنْ مَظْلومٍ زالَ إمْكانُهُ، ومَنْ أحْسَنَ إلى ظَلومٍ بَطَلَ إحسانهُ. ¬

_ = وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الأوسط ببعضه وقال: "إعجاب المرء بنفسه من الخيلاء"، وفيه: زائدة بن أبي الرقاد، وزياد النميري، وكلاهما مختلف في الاحتجاج به. ومجمع الزوائد 1: 91، وفيض القدير 3: 307، وذكر قول الحافظ العراقي: سنده ضعيف، والعقيلي في الضعفاء الكبير 3: 447. (¬1) قوانين الوزارة 74، والفرائد والقلائد 19، 60، ولباب الآداب 58، وتسهيل النظر 232. (¬2) الفرائد والقلائد 21. 22. (¬3) قوانين الوزارة 146، والمستطرف 1: 29، وتسهيل النظر 57 ". . . واعظ. . . المواعظ". (¬4) الفرائد والقلائد 61، ومفيد العلوم 393، ولباب الآداب 55، ومحاضرة الأبرار 2: 366. (¬5) الفرائد والقلائد 61، ولباب الآداب 58. (¬6) قوانين الوزارة 159، والفرائد والقلائد 57.

(40 - 10) مَن سَلَّ سَيْف البَغْي، أغمدَه في رأسِهِ، ومن أسَّس أساس السُوء أسّسهُ على نَفْسِهِ (¬1). (41 - 11) مَنْ استَصلَحَ عدوَّهُ زاد في عَدَدِهِ، ومن اسْتَفسَد صَديقَهُ نقص من عُدَدِه (¬2). (42 - 12) مَنْ لَمْ يَعْملْ لنفسِهِ عَمِلَ للنَّاس، ومَن لم يَصْبرْ على كدِهِ صَبَرَ على الإفْلاسِ (¬3). (43 - 13) مَنْ ضَيَّعَ أمرَهُ ضَيَّع كلَّ أمْرٍ، ومَنْ جَهِلَ قَدْرَهُ جَهِلَ كُلَّ قَدْرِ (¬4). (44 - 14) مَنْ اغتَرَّ بمطاوعَةِ القَدَرِ، امْتُحِنَ بمقَارعَةِ الغِيرَ (¬5). (45 - 15) مَنْ أُولِع بِقُبْح المعامَلَةِ، أُوْجِعَ بِقُبِح المقَابَلَةِ (¬6). (46 - 16) مَنْ جَاد بماله جَلْ، ومَنْ جاد بعرْضه ذَلَّ (¬7). (47 - 17) مَنْ اسْتَعان بالرأي مَلَكَ، ومَنْ كابَرَ الأمورَ هَلَكَ (¬8). (48 - 18) مَنْ قَلَّت تَجربتُه خُدِعَ، ومَنْ قَلَّتْ مُبالاتُهُ صُرِعَ (¬9). ¬

_ (¬1) تسهيل النظر 263، وأدب الدنيا والدين 330، وقوانين الوزارة 73، ومحاضرة الأبرار 2: 366. (¬2) أدب الدنيا والدين 182، والفرائد والقلائد 75، ولباب الآداب 60. (¬3) الفرائد والقلائد 74. (¬4) الفرائد والقلائد 74. (¬5) (الغير) غير الدهر: أحواله وأحداثه المتغيرة، المعجم الوسيط: 674، وفي لباب الآداب 60 "من اغتر بمسالمة الزمن، عثر بمصادمة المحن". (¬6) قوانين الوزارة 99، وأدب الدنيا والدين 326. (¬7) الفرائد والقلائد 53. (¬8) من أقوال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، جوامع الكلم 54، قوانين الوزارة 56، والفرائد والقلائد 72. (¬9) الفرائد والقلائد 73، وقوانين الوزارة 72، وينتهي الانقطاع في س عند "خدع".

(49 - 19) مَنْ ضَعُفَ رأيُه قَوِيَ ضِدُّه، ومَنْ ساءَ تدبيرُهُ هَلَكَ جُنْدُه (¬1). (50 - 20) مَنْ قَعَدَ عن حيلتهِ أقامَتْهُ الشَّدائدُ، ومَنْ نامَ عَنْ عَدوِّه أنْبَهَتْه المكائِدُ. (51 - 21) مَنْ قَوِيَ على نفسِهِ، تناهى في القوة، ومَنْ صَبَرَ عن شهْوتِهِ بالغ في المُرُوّة (¬2). (52 - 22) مَنْ لَمْ يَقْبَل التوبَةَ عَظُمَتْ خَطيئتُه، ومن لَمْ يُحْسِنْ إلى التائبِ قَبُحتْ إساءَتُه (¬3). (53 - 23) مَنْ كَثُرَ مِزاحُهُ زالت هَيْبَتُهُ، ومَنْ كثُرَ خِلافُه طابت غِيبَتُه (¬4). (54 - 24) (7/ أ) مَنْ استَغْنَى بِرَأيِه ذَلَّ، ومن اكتفى بعقلِهِ زَلَّ (¬5). (55 - 25) مَنْ آمن بالآخرَة، لَمْ يحْرِصْ على الدنيا (¬6). (56 - 26) مَنْ أيْقَنَ بالمجازاةِ، لَمْ يُؤثِرْ على الحُسْنى (¬7). (57 - 27) مَنْ صبرَ نال المُنَى، ومن شَكَرَ حَصَّنَ النُّعْمَى (¬8). (58 - 28) مَنْ حَاسَبَ نفسَهُ رَبِحَ، ومنْ غَفَلَ عَنهَا خَسِرَ (¬9). ¬

_ (¬1) لباب الآداب 68، والفرائد والقلائد 67، وفي ل: "صده" موضع "ضده". (¬2) أدب الدنيا والدين 230، والفرائد والقلائد 27، وتسهيل النظر 139. (¬3) أدب الدنيا والدين 329، والفرائد والقلائد 49، وتسهيل النظر 74. (¬4) الفرائد والقلائد 73، وأدب الدنيا والدين 298، وعين الأدب والسياسة 62. (¬5) أدب الدنيا والدين 292، والفرائد والقلائد 73، وفيهما "ضل" موضع "ذل"، وتسهيل النظر 104. (¬6) أدب الدنيا والدين 122. (¬7) أدب الدنيا والدين 279، والفرائد والقلائد 18. (¬8) أدب الدنيا والدين 122. (¬9) قول الإمام علي، شرح نهج البلاغة 4: 336 وأدب الدنيا والدين 122، وعين الأدب والسياسة 60، ولباب الآداب 19.

(59 - 29) مَنْ لم يتعِظْ بمَوتِ وَلد، لم يَتَّعظْ بقولِ أحد (¬1). (60 - 30) مَنْ أرضَى سُلطانًا جائِرًا، أسخَط رَبًا قادِرًا (¬2). ¬

_ (¬1) مفيد العلوم 393، والفرائد والقلائد 22، وأدب الدنيا والدين 130. (¬2) الفرائد والقلائد 22، ومفيد العلوم 393.

الشعر

الشعر (61 - 1) قال يَزيد (¬1) بن عمر النَّخَعِيُّ: الحِلْمُ عِنْدَ ذَوي الألبَابِ (¬2) موعِظَةٌ ... وبَعْضُهُ لِسفيهِ الرأي تَدْريبُ (62 - 2) وقال الحارِثُ بن حِلَّزَة (¬3): وفي الصَّبرِ عنْدَ الضِّيقِ للمرءِ مَخْرَجُ ... وفي طُول تَحْكيمِ الأُمورِ تَجاربُ (63 - 3) وقال رفاعةُ بن جَندَلة الحنفي: فقلتُ لها إنَّ المطالِبَ تُرْتَجى ... لِنُجْحٍ وكَمْ من مُنْجِح غيرُ طالبِ (64 - 4) وقال نَصيح الأُسدِي: ألَم تَرَ أَنَّ اليومَ أَسْرَعُ ذاهِبٍ ... وأَنَّ غدًا للناظِرين قَريبُ (¬4) (65 - 5) وقال النَّمِرُ بن تَوْلب (¬5): وإذا تُصبْكَ خَصَاصَةٌ فارْجُ الغِنَى ... وَإلى الذي يُعْطي الرَغائِبَ فارْغَب (¬6) ¬

_ (¬1) س: زيد. (¬2) ل: الأحلام. (¬3) هو شاعر جاهلي حكيم، من أصحاب المعلقات، توفي نحو سنة 580 ميلادية. مصادر ترجمته في: الشعر والشعراء 1: 150، 151، وطبقات فحول الشعراء 1: 150، والأغاني 11: 42. (¬4) روضة العقلاء 27، وأبيات الاستشهاد 155، وجمهرة الأمثال 2: 237، والشطر الأول من البيت فيه: فإن يكن صدر هذا اليوم ولى. . . (¬5) يكنى أبا قيس، شاعر مخضرم، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومات في أيام أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -. من مصادر ترجمته: كنى الشعراء 294، وطبقات فحول الشعراء 1: 161، والأغاني 22: 273 - 281، وخزانة الأدب 1: 156، وجمهرة أشعار العرب 541. (¬6) شعر النمر بن تولب ق 9، البيت الثاني ص 44، والتمثيل والمحاضرة 56. والخصاصة: =

(66 - 6) وقال نُصَيْب (¬1): أرَدْتُ عتابَكَمْ فَصَفَحْتُ أنِي ... رأيتُ الهَجْرَ يَبْدأهُ العِتابُ (67 - 7) وقال امرُؤُ القَيْس (¬2): أَرَانَا مَوْضِعَينِ لِحَتم غَيْبٍ ... ونُسْحَرُ بالطَعامِ وبالشَّرابِ (¬3) (68 - 8) وقال ضابئُ بن الحارث البَرجمي (¬4): وفي الشَّكّ تَفْريطٌ، وفي الحَزمِ قُوَّةٌ ... ويُخْطئُ في الحَدْس الفَتَى وَيُصيبُ (¬5) (69 - 9) وقال حَسَّان بن الصّرابَة (¬6): وَلَم أرَ للسِّيادةِ كالعَوالي ... ولا للثَّأر كالقَومِ الغضَابِ (¬7) ¬

_ = الفقر والحاجة واختلال الحال. والرغائب: جمع رغيبة، وهي العطية الواسعة. (¬1) هو نصيب بن رباح، ويكنى أبا المحجن، كان شاعرًا فحلًا، برز في شعر المدح والفخر، توفي سنة 108 هـ. مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 1: 410 - 413، والأغاني 1: 324، ومعجم الأدباء 7: 212. (¬2) هو شيخ شعراء الجاهلية، ابتدع كثيرًا من المعاني التي سطا عليها الشعراء من بعده، وهو من أصحاب المعلقات، وتوفي قبل الهجرة بحوالي 80 سنة. انظر ترجمته: الأغاني 9: 77 - 106، وطبقات فحول الشعراء 1: 51، وخزانة الأدب 1: 299. (¬3) ديوانه بشرح السندوبي 63. (¬4) هو شاعر جاهلي، أدرك الإسلام، ومات محبوسًا في عهد عثمان لقذفه امرأة مسلمة -أم بني جرول بن نهثل- في شعره. الشعر والشعراء 202 - 205، والإصابة 3: 276، وخزانة الأدب 4: 80، 81. (¬5) الأصمعيات ق 64 ب 6، الشعر والشعراء 304، اللسان 6: 348، العمدة في صناعة الشعر ونقده 192. أمالي المرتضي 2: 104. (¬6) ل: الطرامة. (¬7) س: كاليوم العصاب، ويلاحظ اضطراب في س؛ إذ البيت الذي يليه هو رقم 25، ثم الأبيات 11 - 24 في موضع آخر من س، في الفصل الثالث، والبيت استشهد به الماوردي في "تسهيل =

(70 - 10) وقال هُدبة بن خشرمَ العُذري (¬1): عَسَى الكَرْب الذي أمسيْتُ فيه ... يكون وراءَه فَرجٌ قريبُ (¬2) (71 - 11) وقال شريح بن عمران: رُبَّ مَهزولٍ سمِينٍ حَسَبُهْ ... وَسَمِينِ الجِسم مَهْزولُ الحَسَبْ (¬3) (72 - 12) وقال عروة (¬4) بن حزام (¬5): وقد عَلِمتْ نَفْسِي مَكان شِفائِها ... قريبًا، وَهَلْ ما لا يُنالُ قَريبُ (¬6)؟ (73 - 13) وقال النمرُ بن تولب: لا تَغْضَبَنَّ على امرِيء في مالهِ ... وعلى كرائِم صُلب مَالِكَ فَاغضَبِ (¬7) (74 - 14) وقال الكُمَيْت بن زيد (¬8): ¬

_ = النظر" 79 ولم ينسبه. (¬1) شاعر إسلامي فصيح، قتل شابًا في سنة سبع وخمسين من الهجرة. من مصادر ترجمته: أسماء المغتالين: 259، والشعر والشعراء 671، والأغاني 21: 254 - 274، ومقدمة يحيى الجبوري لشعره. (¬2) شعره 54، والعقد الفريد 5: 410، وسيبويه 1: 478، وأمالي القالي 1: 71، وخزانة الأدب 4: 82. (¬3) لباب الآداب، ونسبة ابن المنقد إلى الدارمي 26، والمستطرف 1: 31 دون نسبة. (¬4) ل: عمرو. (¬5) شاعر العشق وقتيله، وصاحبته عفراء بنت مالك العذرية. ترجمته وأخباره: الشعر والشعراء 2: 604 - 610، والأغاني 24: 145 - 166، وذيل الأمالي 157 - 162، والخزانة 1: 533 - 536. (¬6) الشعر والشعراء 605، والأغاني 24: 160. (¬7) شعره ق 9 ص 44، وأدب الدنيا والدين 320، والأغاني 22: 281، والتمثيل والمحاضرة 56، وطبقات فحول الشعراء 1: 160. (¬8) هو شاعر الشيعة في العصر الأموي، كان مبلغ شعره حين مات سنة 126 هـ -5298 بيتًا. =

هلْ بالحوادِثِ والأيام مِنْ عَجَبِ ... أم هل لِرَدٍّ لما قَد فَات من طَلَبِ (¬1) (75 - 15) وقال حثَامةُ بن قَيسٍ: وقَلَّ ما يَفجأُ المكروه صاحبَهُ ... إذَا رأى لوجوهِ الشَّر أسبَابَا (¬2) (76 - 16) وقال نابغةُ الجَعْدي (¬3): ولا خَير في عِرْضِ امرِيء لا يصونُه ... ولا خَير في حِلم امرِئ ذَلَّ جانِبُه (77 - 17) وقال الأعشى (¬4): ومَنْ يطع الواشين لا يَتركوا له ... صَديقًا وإن كانَ الحَبِيبَ المقرَّبَا (¬5) (78 - 18) وقال جَميل بن مُعَمَر (¬6): ¬

_ = ترجمته: الشعر والشعراء 562 - 566. الأغاني 17: 11 - 40. (¬1) المستطرف 1: 32. (¬2) تسهيل النظر 217، والعقد الفريد (طبعة العريان) 2: 188 وفيه: حتى يرى لوجوه الشر. . . . (¬3) هو حبان بن قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة، وكنيته أبو ليلى، صحابي من المعمرين، تو في سنة 50 هـ. ترجمته في: الشعر والشعراء 247 - 255، وطبقات فحول الشعراء 123 - 131، والأغاني 5: 1 - 32، والإصابة 3: 537، وفي ألقاب الشعراء: قيس بن عبد الله ص 312، ومقدمة شعر النابغة الجعدي، والبيت غير وارد به. (¬4) هو ميمون بن قيس بن جندل، وكنيته أبو بصير، ويعرف بأعشى قيس والأعشى الكبير، ولقب بذلك لضعف بصره، وأدرك الإسلام ولم يسلم، مات حوالي سنة 7 هـ. ترجمته وأخباره: الشعر والشعراء 1: 123، والأغاني 9: 108، وخزانة الأدب 1: 84 - 86، وشعراء النصرانية 1: 357، ومعجم الشعراء 325. (¬5) ديوانه 9. (¬6) هو جميل بن معمر الجحمي، كانت له صحبة، وكان خاصًا بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. الكامل في اللغة والأدب 2: 49، وجدير بالتنويه أنه غير "جميل ثينة"، وهو جميل بن عبد الله ابن معمر، الشاعر العاشق المتوفى سنة 82 هـ.

وزادكَ ما جرَّبتَ علمًا وإنما ... يزيد الفتى علمًا لما كان جرَّبا (79 - 19) وقال آخر: وَلَيس عِتَابُ المرءِ للمرءِ نافعًا ... إذَا لمْ يكُنْ لِلمرء لُبٌ يُعَاتِبُهْ (¬1) (80 - 20) وقال رَجُل من بني ضَبة: إذا المرءُ لم يُحبِبْك إلا تَكَرُّهًا (¬2) ... بَدا لك من أخْلاقِه ما يُغالِبُهُ (¬3) (81 - 21) وقال حسان بن ثابت (¬4): فإن لَمْ تكُن أنتَ المسيءُ بعَينهِ ... فإنَّك ندمَانُ المُسيءُ وصاحبُهْ (82 - 22) وقال آخر: ولا خير في قُربى لغيركَ نَفعُها ... ولا في صَديق لا تزالُ تُعاتبه (83 - 23) وقال آخر: يخُونُكَ ذو القُربَى مِرَارًا ورُبَّما ... وفى لك عند الجُهدِ من لا تُناسِبُهُ (¬5) (84 - 24) وقال الفرزدَق (¬6): ¬

_ (¬1) جمهرة الأمثال 1: 46، والتمثيل والمحاضرة 46، والممتع 419 ومحاضرة الأبرار 1: 99، وفصل المقال 273، 274، وقارن ديوان بشار بن برد 309. (¬2) في ل: مكرها. (¬3) البيت لأبي الأسود الدؤلي. ديوانه ص 101، والأغاني 12: 326، وعين الأدب والسياسة 58 دون نسبة. (¬4) هو شاعر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأحد المعمرين، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام تقريبًا، مات، سنة 54 هـ. ترجمته: الشعر والشعراء 264 - 267، وطبقات فحول الشعراء 247 - 250، والأغاني 4: 134، 135، ومقدمة ديوانه بشرح عبد الرحمن البرقوقي، والبيت غير وارد فيه. (¬5) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 166 دون نسبة، وفيه: "العهد" موضع "الجهد". (¬6) هو همام بن غالب بن صعصعة التيمي الدارمي، وكنيته أبو فراس، وشهرته "الفرزدق"، =

ما كُنتُ هَاجِي قَومٍ بَعدَ مَدْحِهِمُ ... ولا مُكدّرَ نُعْمَى بعدَ ما تَجبُ (¬1) (85 - 25) وقال آخر: إذا كُنتَ تبْغي شيمةً غيرَ شيمةٍ ... جُبِلْتَ عليها لم تُطِعكَ الضَّرائبُ (¬2) (86 - 26) وقال عاصم بن عمر بن الخطاب (¬3): كأنَكَ لم تَنْصَبْ ولم تَلْقَ شِدَّةً ... إذا أنت أدْركتَ الذي كُنت تَطْلُبُ (¬4) (87 - 27) وقال آخر: وكيف يُغِرُّ الدَّهرُ من كان بَيْنَهُ ... وبينَ اللَّيالي مُحْكماتُ التَّجارِبِ (88 - 28) وقال الربيع بن أبي الحقَيق اليهودي (¬5): إذا أنت لم تَبرَحْ تَظُنُّ وتَقتَضي ... على الظَّنِّ أرْدَتْكَ الظُّنونُ الكواذبُ (¬6) ¬

_ = يعد من شعراء الطبقة الأولى، وأثره كبير في اللغة، ولد سنة 38 هـ بالبصرة، وتوفي بها سنة 110 هـ. ترجمته في الشعر والشعراء 422، وطبقات فحول الشعراء 1: 298، ومعجم الأدباء 19: 27، وفيات الأعيان 6: 86 - 100، والخزانة 1: 105، وألقاب الشعراء 305، وجمهرة أشعار العرب 881. (¬1) طبقات فحول الشعراء 1: 493. (¬2) الضرائب: جمع ضريبة وهي الطبيعة والسجية. . . وينسب البيت لأبي الأسود الدؤلي، وقيل: إنه لرجل من عبد القيس، ديوان أبي الأسود الدؤلي 142. وعين الأدب والسياسة 56 دون نسبة. (¬3) هو جد الخليفة العادل: عمر بن عبد العزيز لأمه، ولد سنة 8 هـ، ومات سنة 70 هـ. ترجمته في: الاستيعاب 2: 782، وطبقات ابن سعد 5: 15، وأسد الغابة 3: 76، والعبر 1: 78، وتهذيب التهذيب 5: 52، وسير أعلام النبلاء 4: 97 وشذرات الذهب 1: 77. (¬4) قوانين الوزارة 99، ومعجم الشعراء 117. (¬5) شاعر يهودي من بني النضير، وكان أحد رؤسائهم يوم بعاث، وكان يوم بعاث آخر حرب بين الأوس والخزرج قبل الإسلام. راجع الأغاني 22: 128، وابن سلام في طبقاته 1: 281، 282. (¬6) قوانين الوزارة 148 دون نسبة.

(89 - 29) وقال آخر: وبالناس عاشَ النَّاسُ قِدْما ولم يزَلْ ... مِنَ الناسِ مَرْغوبٌ إليهِ ورَاغب (¬1) (90 - 30) وقال الحَرِث بن نمر التُنوخي: وقَد تَقْلِبُ الأيَامُ حَالات أهلِها ... وتَعْدو على أسْدِ الرِّجالِ الثعالبُ (¬2) ¬

_ (¬1) تسهيل النظر 3. والبيت لأبي نواس، ديوانه تحقيق أحمد الغزالي 616. (¬2) المستطرف 1: 33، تسهيل النظر 212، التذكرة السعيدية 375، رقم القطعة 159، من باب الأدب والحكم والأمثال، وفيها تخريج.

الفصل الثاني

الفصل الثاني

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (91 - 31) روى إبراهيم بن الفَضْل عن سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَلِمَةُ (¬1) الحِكْمَةِ ضَالَّةُ كُلِّ حَكيمٍ حَيْثُما وَجَدَها فَهُوَ أحُقُّ بها" (¬2). (92 - 32) روت عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُطْلُبوا المَعْرُوف مِنْ حِسَان الوجوه" (¬3). (93 - 33) روى عمير الليثي - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، أي ¬

_ (¬1) كلمة: ساقطة من س. (¬2) ضعيف، أخرجه الترمذي رقم 2688، كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، وابن ماجه الحديث 4169، كتاب الزهد، باب الحكمة، كما رواه القضاعي في الشهاب اللباب 10، كما رواه العسكري في الأمثال. كشف الخفاء 1: 435، ومشكاة المصابيح (1: 75) رقم 216. وجزم الألباني بأن الحديث ضعيف جدًا؛ بل متروك. ضعيف الجامع الصغير (4: 166) رقم 4307، ومن قبله ضعفه المناوي في إسعاف الطلاب اللباب ص 292. (¬3) ضعيف، أخرجه أبو نعيم في الحلية 3: 156، وأبو الشيخ في الأمثال ص 43 رقم 67، ومسند الشهاب 1: 384 رقم 431، واللباب 116، وأبو يعلى في مسنده عن عائشة. وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، مجمع الزوائد 8: 195، كما أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"، والطبراني في المعجم الكبير 11: 11110، وقال العجلوني: إن الحديث ضعيف. كشف الخفاء 1: 152، وفيض القدير 1: 540 رقم 1107، وقال ابن الجوزي: موضوع. الموضوعات 2: 161، وكذا في الخلاصة للطيبي 83 والدر الملتقط 154، والألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم 1003. وسلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 87 رقم 1585.

الصدقة أفضل؟ قال: "جُهْدُ المُقِلِّ" (¬1). (94 - 34) روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقومُ الساعةُ إلا على شِرار النَّاسِ" (¬2). (95 - 35) روى أبو الوقاص العامري عن أم سَلَمَة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا جَعَلَ له واعظًا من نَفْسِهِ" (¬3). (96 - 36) روى سَلمة بن كهيل عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جالِسِ الكُبرَاءَ، وسَائِلِ العُلَماءَ، وخالِطِ الحُكَمَاء" (¬4). (97 - 37) روى شهر بن حَوشب عن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنْ شرارِ النَّاسِ عند اللهِ عبدًا أذهبَ آخرتَهُ بِدُنيا ¬

_ (¬1) حسن، رواه أبو داود عن أبي هريرة رقم 1677 في الزكاة، باب في الرخصة، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط مسلم. المستدرك 1: 414، كما أخرجه ابن خزيمة، كشف الخفاء 1: 202. جهد المقل: الجهد، الوسع والطاقة، والمقل: الذي ماله قليل، فهو يعطي بمقدار ماله. (¬2) صحيح، أخرجه مسلم رقم 2949 في الفتن، باب قرب الساعة، ومختصره للمنذري رقم 2022. (¬3) حسن، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن أم مسلمة. وقال المناوي: إن الحافظ العراقي وغيره قرر أن إسناده جيد، وكذلك جزم به ابن قدامة في المغني. فيفر القدير 1: 256، وذهب العجلوني إلى تضعيفه. كشف الخفاء 1: 81، وكذا الألباني: ضعيف الجامع الصغير رقم 429. (¬4) ضعيف، رواه الطبراني في الكبير عن أبي جحيفة ج 22 رقم 324، 354، ومجمع الزوائد 1: 125، والديلمي في الفردوس 2: 107 رقم 2561، وكنز العمال 9: 177، وكشف الخفاء 1: 393، 394، والمناوي: كنوز الحقائق 1: 248 رقم 2143. وقال الألباني فيه: ضعيف جدًا. ضعيف الجامع الصغير رقم 2622.

غيرِهِ" (¬1). (98 - 38) روى أَبو صالح بن جَبلة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ؛ فإنه يُميتُ القلبَ" (¬2). (99 - 39) روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ حديثًا ثمَّ التَفَتَ فهيَ أمَانَةٌ" (¬3). (100 - 40) روى الحسن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوصاني ربي بسبع: بالإِخلاص في السِّرِّ وَالعلانِيَةِ، وأنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَني، وأُعطي مَنْ حَرَمَني، وَأَصِلَ مَنْ قَطَعَني، وَأَنْ يَكُونَ صَمْتي فِكْرًا، وَنَظري عِبرًا، وَنُطْقي ذِكرًا" (¬4). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه ابن ماجه عن أبي أمامة، سنن ابن ماجه 3966 بلفظ: "من شر الناس. . . ." كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، فيض القدير 2: 539 رقم 3492، والألباني: ضعيف الجامع الصغير رقم 2006 وقد استند الماوردي إلى هذا الحديث في كتابه "قوانين الوزارة" 98. (¬2) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة الحديث 4913 في الزهد، باب الحزن والبكاء ص 1403 بلفظ: "لا تكثروا الضحك. . . ." كما أخرجه الترمذي ضمن حديث طويل عن أبي هريرة يبدأ "من اتقى المحارم فهو أعبد الناس. . . . ولا تكثر الضحك" الحديث رقم 2305، في الزهد، باب من اتقى المحارم، ومشكاة المصابيح الحديث 4866، والترغيب والترهيب 3: 147، 148، وصحيح الجامع الصغير 6: 179 رقم 7312. (¬3) حسن، أخرجه الترمذي في البر، حديث 1960، باب المجالس أمانة، وقال: هذا حديث حسن، كما أخرجه أبو داود عن جابر في الأدب حديث 4868، باب: نقل الحديث، والخرائطي في مكارم الأخلاق 2: 700 رقم 749، وأبو يعلى في مسنده. المطالب العالية الحديث 2637، والسنن الكبرى للبيهقي 10: 247، والعقيلي في الضعفاء الكبير 1: 247، وصحيح الجامع الصغير رقم 500. (¬4) حديث مرسل، والمرسل هو: ما يرويه التابعي بسنده إلى الرسول مباشرة، والحسن: المقصود به الحسن البصري، وهو تابعي، والحديث المرسل ضعيف، وللحديث رواية عن =

• (101 - 41) روى محمد بن حميد عن إسماعيل الأنصاري عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أَوصني وأوجز. فقال: "عَلَيكَ باليأسِ مما في أيدي الناس فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر، وصل صلاتك وأنت مُوَدِّعُ، وإياكَ وما يعتذر منه" (¬1). (102 - 42) روى عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سَادَ القَبيلَ فاسِقُهُمْ، وكان زعيمَ القومِ أرذَلُهم، وأُكْرِمَ الرجل اتِّقاءَ شرِّه؛ فانتظروا البلاء" (¬2). (103 - 43) روى أبو كبير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكُمْ والظُّلم؛ فَإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيامَةِ، وإياكُمْ والفُحْشَ؛ فإن الله لا يُحبُّ الفُحْشَ. وإياكم والشُحَّ فإنه أهْلَكَ مَنْ كان قَبْلكُمُ، حَمَلَهم على أن يقطعوا أرحامَهم" (¬3). (104 - 44) روى أَبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = أبي هريرة بلفظ: "أمرني ربي بتسع: خشية الله. . . ." أخرجه رزين. جامع الأصول رقم 3917، ومشكاة المصابيح الحديث 5358. (¬1) ضعيف، أخرجه الحاكم عن سعد بن أبي وقاص. كما رواه العسكري في الأمثال. كنز العمال رقم 6123، والبيهقي في الزهد، تمييز الطيب من الخبيث 105، والبيان والتعريف رقم 1187، وضعيف الجامع الصغير الحديث 3742. (¬2) مرسل، ضعيف، أخرجه الطبراني في المعجم الصغير عن أنس، وفيه عبد الحميد بن إبراهيم، وثقه ابن حبان، وهو ضعيف. مجمع الزوائد 7: 323، 324. (¬3) صحيح، أخرجه أبو داود الحديث 1698، كتاب الزكاة، باب في الشح بلفظ: "إياكم والشح. . . ."، كما أخرجه الحاكم في مستدركه عن ابن عمر 1: 11، 12، والإمام أحمد في مسنده أرقام 6487، 6792، 6837، وصحيح الجامع الصغير رقم 2675، وكشف الخفاء 1: 319.

بيده على صدري وقال: "يا أبا ذر لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، ولا وَرَعَ كالكَفِّ، ولَا حَسَبَ كحُسْنِ الْخُلُقِ" (¬1). (105 - 45) روى حفص بن عمر بن سلام الخراساني عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ساءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمهُ سَقِمَ بَدَنُهُ، ومَنْ لاحَى الرِّجال ذهَبتْ كرامتُهُ وسَقَطتْ مُروءَتُهُ" (¬2). (106 - 46) روى ثابت البناني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعلَمُوا ما شئِتُمْ أن تعلَمُوا فلن تُؤْجروا حتى تَعْمَلُوا، إنَّ هِمَّةَ العُلَماءِ الرِّعايَةُ، وهِمِّةُ السُّفَهاءِ الرِّوَايَةُ" (¬3). (107 - 47) روى زائدة عن عاصم عن أبي صالِح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَنْظُروا إلى من فوْقَكُمْ، وَانْظُروا إلى مَنْ دُونَكُمْ فإنَّهُ أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَروا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه ابن ماجه عن أبي ذر رقم 4218 في الزهد، باب الورع والتقوى، وقال الهيثمي: في إسناده القاسم بن محمد المصري، وهو ضعيف، كما أخرجه ابن حبان. اللباب 323 والخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 60 رقم 43، وضعيف الجامع الصغير رقم 6316، وأخرجه القضاعي في المسند عن علي. اللباب 148، وكشف الخفاء 2: 358، والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 382 رقم 1910. (¬2) ضعيف، أخرجه الحارث وابن السني وأبو نعيم في "الطب" عن أبي هريرة. ضعيف الجامع الصغير رقم 5624. (¬3) ضعيف، أخرجه الخطيب في تاريخه (10: 94)، وابن عدي في الكامل عن معاذ، وابن عساكر عن أبي الدرداء، فيض القدير 3: 253 رقم 3323، ضعيف الجامع الصغير رقم 2452 بلفظ: "تعلموا. . . .". (¬4) صحيح، أخرجه ابن ماجه في الزهد، باب القناعة، الحديث 4142، وأحمد في مسنده تحقيق شاكر، الحديث 7442، والقضاعي في الشهاب ص 131، وكلهم عن أبي هريرة، وصحيح الجامع الصغير، الحديث 1519، وكشف الخفاء 1: 210 وتزدروا: تحتقروا.

(108 - 48) روى الحسن عن أَبِي بكرة - رضي الله عنه - أَن رجلًا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: "مَنْ طالَ عُمْرُهُ، وحَسُنَ عَمَلُهُ، قال: فأَيُّ الناس شَر؟ قال: "مَنْ طال عُمُرُهُ، وساء عَمَلُه" (¬1). (109 - 49) روى أبو الزبير عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ معادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ" (¬2). (110 - 50) روى زهير بن محمد بن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ كالإِبلِ لا تكادُ تَجِدُ فيها راحِلةً" (¬3). (111 - 51) روى عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدُّنيا كلها مَتَاعٌ، وخَيْرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصَّالِحَةُ" (¬4). ¬

_ (¬1) حسن، أخرجه الترمذي عن أبي بكرة في الزهد، الحديث 2331، وسنن الدارمي 2: 308، وكشف الخفاء 1: 462، وجامع الأصول الحديث 9339. (¬2) صحيح، أخرجه مسلم عن أبي هريرة. صحيح مسلم 8: 41، 42. والمختصر 2: 232، وأحمد في مسنده 2: 539، والقضاعي في المسند للشهاب -كلهم عن أبي هريرة 1: 145 رقم 132، واللباب 35، وابن طولون: الشذرة في الأحاديث المشتهرة 2: 216 رقم 1065، وكشف الخفاء 2: 432، وصحيح الجامع الصغير، الحديث 6673. (¬3) صحيح، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن ابن عمر. ولفظ البخاري ومسلم: "تجدون الناس. . . ." البخاري 11: 286 في الرقاق، باب رفع الأمانة، ومسلم الحديث 2547 في فضائل الصحابة، والترمذي رقم 2876 في الأمثال، باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وأمله، بلفظ: "إنما الناس. . . ."، والقضاعي في مسنده للشهاب عن ابن عمر أيضًا 1: 146 رقم 133، واللباب ص 35، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال 81 رقم 131 - 133. (¬4) صحيح، أخرجه مسلم. المختصر الحديث 797، والنسائي 6: 69، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال 140 رقم 227، وأحمد في مسنده 2: 68 رقم 6567، ومسند الشِّهاب 2: 236 رقم 785، والترغيب والترهيب: 3: 67، وصحيح الجامع الصغير رقم 3407.

(112 - 52) روى سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ست خصال من المعروف للمسلم على أَخيه المسلم: يُحَييّهِ إذا رآه، وَيُجِيبُهُ إذا دَعاهُ، وَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُ، وَيَعودُهُ إذا مَرضَ، وَيَشْهَدُ جَنَازَتَهُ إذا ماتَ، ويُحِبُ لَهُ ما يُحِبُ لِنَفْسِهِ" (¬1). (113 - 53) روى ابن أبي مليكة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله أمَرَني بِمُداراةِ النَّاسِ، كَما أَمَرَني بإقامةِ الفَرائِضِ" (¬2). (114 - 54) روى عمرو بن دينار عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رجُلٌ يا رسول الله، أيُّ العبادِ أحَبُّ إلى الله؟ قال: "أنْفَعُ النَّاسِ للناس". قال: فأَيَّ الأعْمالِ أحَب إلى الله؟ قال: "سُرورٌ تُدْخِلُهُ على مُسْلِمٍ، أو كُرْبَةٌ تَكْشِفُها عَنْه" (¬3). (115 - 55) روى مكحول عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأمْوَالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأعْمالِكُمْ" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه مسلم عن أبي هريرة بلفظ: "حق المسلم على المسلم ست. . . ." المختصر 3: 134، كما رواه أيضًا البخاري في الأدب المفرد ص 343، وصحيح الجامع الصغير الحديث 3146، فيض القدير 3: 390 رقم 3735. (¬2) ضعيف جدًا، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن عائشة. الألباني: الأحاديث الضعيفة رقم 812، وضعيف الجامع الصغير 1567، وفيض القدير 2: 315 رقم 1695، وكشف الخفاء 1: 258. (¬3) حسن، أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج"، والطبراني عن ابن عمر. الألباني: الأحاديث الصحيحة رقم 903، وصحيح الجامع الصغير، الحديث 174، وكشف الخفاء 1: 472. (¬4) صحيح، أخرجه مسلم عن أبي هريرة. المختصر 2: 233، كما أخرجه ابن ماجه عنه أيضًا الحديث 4143، كتاب الزهد، باب القناعة، ومشكاة المصابيح الحديث 5314، وكشف الخفاء 1: 82.

(116 - 56) روى محمد بن بشير عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ القَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ تُقَلِّبُها الرِّياحُ" (¬1). (117 - 57) روى يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَحلُّ لِمُسْلِم أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثلاثٍ، والسابِق أسْبَق إلى الجَنَّة" (¬2). (118 - 58) روى النُخعي عن الأسْود عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عَزَّى مُصابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ" (¬3). (119 - 59) روى عبد الملك بن سعيد عن أَبِي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرِّزْقُ يَطْلُبُ ابْنَ آدَمَ كما يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ، فَأَجْمِلُوا في الطَّلَب، وَما أَجْمَلَ مَنْ رَكبَ البَحْرَ؛ لأَنَّ رُكوبَهُ غَرَرٌ" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، رواه أحمد في مسنده عن أبي موسى الأشعري. المسند 4: 408 - 419، وأيضًا ابن ماجه الحديث 88، المقدمة، باب القدر، ومشكاة المصابيح الحديث 103، وصحيح الجامع الصغير الحديث 5709، والبيهقي وابن النجار عن أنس، كنز العمال الحديث 1229، وكشف الأستار 1: 32 برقم 44، ومجمع الزوائد 2: 293. (¬2) صحيح، سنن الترمذي الحديث 1932، في البر والصلة، باب: ما جاء في كراهية الهجر للمسلم، ورواه عن أبي أيوب الأنصاري، وقال الترمذي: وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، وأنس، وأبي هريرة، وهشام بن عامر، وأبي هند الداري. كما أخرجه أبو داود الحديث 4911 في الأدب، باب فيمن يهجر أخاه المسلم، والطبراني في المعجم الكبير عن أبي أيوب الأنصاري الأحاديث 3954 - 3960، وابن عدي في الكامل 7: 204، والمشكاة 5027. (¬3) ضعيف، الترمذي رقم 1073 في كتاب الجنائز، باب ما جاء في أجر من عزى مصابًا، وابن ماجه، الحديث 1602، كتاب الجنائز أيضًا، وكلاهما عن ابن مسعود، فيض القدير 6: 179 رقم 8851، وابن عدي في الكامل 5: 194، 6: 569، والعقيلي في الضعفاء الكبير 3: 247، وضعيف الجامع الصغير 5708. (¬4) حسن، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن أم الدرداء 1: 168 رقم 169، كما أخرجه =

(120 - 60) روى سعيد بن سنان عن أَنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَقَبلُوا إِليَّ بِسِتٍّ أَتَقَبَّلُ لَكُمْ بِالجنَّةِ" قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: "إذا حَدَّثَ أحَدُكُمْ فَلا يَكْذِبْ، وإذا وَعَدَ فلا يُخْلفْ، وإذا ائْتُمِنَ فَلا يَخُنْ، غُضُّوا أبْصَارَكُمْ، واحْفظُوا فروجَكُمْ، وَكُفُّوا أيْدِيَكُمْ" (¬1). ¬

_ = أبو نعيم في الحلية (6: 86) بلفظ: "إن الرزق. . . ." والطبراني وكلاهما عن أبي الدرداء، ومشكاة المصابيح الحديث 5312، وكنز العمال رقم 507، وصحيح الجامع الصغير الحديث 3545، وفيض القدير 4: 54 رقم 4524. (¬1) صحيح، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 188 رقم 170، والحاكم في مستدركه عن أنس. المستدرك 4: 359، كما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس أيضًا 4: 78 رقم 4355، وابن حبان في صحيحه 3: 101، والترغيب والترهيب 3: 64، والألباني: الأحاديث الصحيحة 1470، وصحيح الجامع الصغير 2975.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (121 - 31) الاجتهادُ في العمل، أصْوبُ من الاتكال على الأماني. (122 - 32) مَيْسورُ الرأي عندَ البديهة، أَحْسنُ مِنَ الإطناب بَعْدَ الفِكْر. (123 - 33) تَشَوُّرُ المُتَحَيِّرِ في طَلَبِ الصَّوابِ أَحْمَدُ مِنْ رَوْعاتِ النَّدَم. (124 - 34) كفى بالتجارب تأْديبًا، وَبِتَقَلُّبِ الأَيامِ عِظَةً (¬1). (125 - 35) إذا لَمْ يُساعدِ الجَدُّ فَالحَرَكةُ خذلانُ (¬2). (126 - 36) عَثْرَةُ القَدَمِ أسْلَمُ مِنْ عَثْرةِ اللِّسَانِ (¬3). (127 - 37) عِنْدَ التَّمامِ يَكونُ النُّقْصانُ، وَفي طَلَب المعالي يَكونُ التَّغْريرُ (¬4). (128 - 38) باعْتِزالِكَ للشَّرِّ يَعْتَزِلُكَ، وبالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الواصِلونَ (¬5). (129 - 39) بالصَّبْرِ على ما تكْرَهُ تنالُ ما تُحِبُّ، وبالصَّبرِ عمّا تحب تَنْجو مما تَكْرَهُ. (130 - 40) أَبْصَرُ النَّاسِ مَنْ أَحاط بِذُنوبِهُ، وَوَقَفَ عَلى عُيوبِهِ (¬6). ¬

_ (¬1) أدب الدنيا والدين 22، وعين الأدب والسياسة 208، والعقد الفريد 2: 441. (¬2) مفيد العلوم 393. (¬3) مجمع الأمثال للميداني 2: 33. (¬4) قوانين الوزارة 107. (¬5) من اْقوال عيسى بن مريم -عليه السلام-، قوانين الوزارة 100، والعقد الفريد للملك السعيد 26. (¬6) الفرائد والقلائد 24، وقوانين الوزارة 155.

(131 - 41) تَعَزَّ عَنِ الشيء إذا مُنِعْتَه، تقله ما يَصحبك (¬1) إذا أَعْطَيتَه (¬2). (132 - 42) لا يُغُرنِّكَ المُرْتَقَى السَّهْلُ إذا كان المُنْحَدَرُ وَعْرًا. (133 - 43) المالُ ربّما سَوَّدَ غيرَ السَّيِّدِ، وَقَوّى غَيْرَ الأَيَدِّ. (134 - 44) حُسْنُ التَّدْبيرِ مَعَ الكَفافِ خَيْرٌ مِنْ كَثيرِ المالِ مَعَ الإسْرافِ. (135 - 45) صُحْبَةُ بَليدٍ نَشَأَ مَعَ الحُكَمَاء خَيْرٌ مِنْ صُحْبَةِ أريبٍ نَشَأَ مع الجُهالِ. (136 - 46) الأرْضُ تأْكُلُ مَنْ كانَتْ تُطْعِمُهُ، وَتُهينُ مَنْ كَانَتْ تُكْرِمُهُ. (137 - 47) شَرُّ الأشْيَاءِ: الهَرَمُ مَعَ العَدَم، وَسُوءُ المَطْعَم. (138 - 48) التَّواضُعُ مَعَ الشَّرَفِ، أشْرَفُ مِنَ الشَّرَفِ (¬3). (139 - 49) أَفْضلُ العَملِ ما أَثَّلَ مَجْدًا، وَأَجْمَلُ الطَّلَبِ ما حَصَّلَ حَمْدًا (¬4). (140 - 50) شَرُّ العَمَلِ ما هَدَم فخْرًا، وَشَرُّ الطَّلَبِ ما قُبُحَ ذِكْرًا (¬5). (141 - 51) خَيْرُ الأدَبِ ما حَصُلَ لكَ ثَمَرُهُ، وَظَهَرَ عَلَيْكَ أَثَرُهُ (¬6). (142 - 52) لا يُفْسِدَنَّكَ الظَّنُّ على صَدِيقٍ قَدْ أَصْلَحَكَ اليَقِينُ لهُ (¬7). (143 - 53) أَهْوَنُ الأعْداءِ كَيْدًا أَظْهَرُهُمْ لِعَداوَتِهِ (¬8). ¬

_ (¬1) ما يصحبك: ساقطة من س. (¬2) أدب الدنيا والدين 121. (¬3) أدب الدنيا والدين 233، وقوانين الوزارة 147، وتسهيل النظر 50. (¬4) الفرائد والقلائد 55 وفيه "خير" موضع "أفضل". (¬5) الفرائد والقلائد 55. (¬6) الفرائد والقلائد 8. (¬7) أدب الدنيا والدين 175، 325، وعين الأدب والسياسة 34، وشرح نهج البلاغة 4: 572. (¬8) قوانين الوزارة 75 وفيه "أوهى" موضع "أهون"، وهو من أقوال المعتز، انظر تهذيب الرئاسة =

(144 - 54) غَضَبُ الجَاهِلِ في قَوْلِهِ، وغَضَبُ العَاقِلِ في فِعْلِهِ (¬1). (145 - 55) لا تَقْطَعْ أخاكَ إلا بَعْدَ عَجْزِ الحِيلَةِ عَن اسْتِصْلاحِهِ (¬2). (146 - 56) العاقِلُ لا يَسْتَقْبِلُ النِّعْمَةَ بِبَطَرٍ، ولا يُوَدِّعُهَا بِجَزَعٍ (¬3). (147 - 57) انْفَرِدْ بِسِرِّكَ، وَلا تُودِعْهُ حازِمًا فَيَزِلَّ، ولا جاهِلًا فَيَخون (¬4). (148 - 58) الخُلودُ في الدُّنْيا لا يُؤمَلُ، والخَطأُ لا يُؤْمَنُ. (149 - 59) كَثرةُ مَالِ الميّتِ يُعَزِّي وَرَثَتُهُ عَنْهُ (¬5). (150 - 60) مِنْ سَعَادَةِ الإنسانِ أن لا يَكونَ في اضْطرابِ الزَّمان مُؤَدِّبًا للزَّمانِ (¬6). ¬

_ = وترتيب السياسة للقلعي ق 63، وذكره الثعالبي في الإعجاز والإيجاز من قول قسطنطين الرومي 47، وشرح نهج البلاغة 4: 571. (¬1) أدب الدنيا والدين 248، وشرح نهج البلاغة 4، 544. (¬2) أدب الدنيا والدين 325، وشرح نهج البلاغة 4: 564. (¬3) قوانين الوزارة 148. (¬4) أدب الدنيا والدين 296، وقوانين الوزارة 152، ونهاية الأرب 6: 137، وشرح نهج البلاغة 4: 654. (¬5) مفيد العلوم 393، وأدب الدنيا والدين 221، وشرح نهج البلاغة 4: 563. (¬6) قوانين الوزارة 45، ومفيد العلوم 204 وفيه "مدبرًا" موضع "مؤدبًا".

الشعر

الشعر (151 - 31) قال هُدبَةُ بن خَشْرَمَ: وَلَسْتُ بِمِفْرَاحٍ إذا الدَهْرُ سَرّني ... وَلا جازِعٍ مِنْ صَرْفِهِ المُتَقَلِبِ (¬1) (152 - 32) وقال الكُميْتُ: وفي تجريبِ ما فَعَلَ ابنُ عَشْرٍ ... إلى الخَمسينَ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ (153 - 33) وقال ذُو الإصبَع (¬2): مَنْ يَحمِدِ النَّاسَ يَحْمَدوهُ ... وَالنَّاسُ مَنْ عَابَهُمْ مَعيبُ (¬3) (154 - 34) وقال آخرُ: تَقَلَّبْتُ لو كانَ التَّقَلُّبُ نافِعي ... وَبالجِدِّ يَسْعَى المرْءُ لا بالتَّقَلُّبِ (155 - 35) وقال هدبَة بن خشرمَ: ولَسْتُ بباغي الشَرِّ والشَّرُّ تَارِكي ... ولكِنْ مَتَى أَحْمَلْ على الشَّرِّ أَرْكَبِ (¬4) ¬

_ (¬1) شعره ص 69، والشعر والشعراء 675، والكامل للمبرد 4: 86، ومجاز القرآن 2: 111 والعقد الفريد 3: 108، والممتع 383، والجامع لأحكام القرآن 3: 313، ومعجم الشعراء 461، وينسبه ابن قتيبة إلى "البعيث". عيون الأخبار 3: 276. (¬2) هو حرثان بن عدوان بن عمرو بن قيس، شاعر جاهلي، لقب ذا الأصبع؛ لأن حية نهشت صبعه، عمر طويلًا، ومات نحو سنة عشرين قبل الهجرة. ترجمته في: الشعر والشعراء 688، والأغاني 3: 89، والمعمرون 90، والخزانة 2: 406 - 409، وفي ألقاب الشعراء ص 307، اسمه: حرثان بن محرث بن الحارث بن شان. (¬3) المستطرف 1: 32 وفيه: "يعذب" موضع "معيب"، وكالمتن، عين الأدب والسياسة 67. (¬4) شعره ص 69، والشعر والشعراء 675، والممتع 383، ومطلع البيت في هذه المصادر: ولا أتمنى الشر. وفي الكامل للمبرد 4: 86، والعقد الفريد 3: 108 لا أبتغي الشر". =

(156 - 36) وقال آخر: سأَجْعَلُ نَفْسِي مِنْكَ حَيْثُ جَعَلْتَني ... وَلِلدَّهْر أيامٌ لَهُنَّ عَواقِبُ (157 - 37) (158 - 38) وقال ضابِيُّ بن الحارث: وما عَاجِلَاتُ الطَّيْرِ تُدْني من الفتَى ... رَشادًا وَما عَنْ رَيْثهنَ يَخيبُ وَرُبَّ أُمورٍ لا تَضِيرُكَ ضَيْرَةً ... ولِلْقَلْبِ مِنْ مَخْشَاتِهنَّ وَجَيبُ (¬1) (159 - 39) وقال المخَبَّلُ السَّعْدِيُّ (¬2): وما المرءُ إلاَّ كالهلالِ وَضَوْئِهِ ... يُوافي تَمامَ الشَهْرِ (¬3) ثُمَّ يَغِيبُ (¬4) (160 - 40) (161 - 41) وقال يحيى بن زياد (¬5): وقَدْ يَكْشِفُ القوْلُ عي (¬6) الفتى ... فَيَبْدُو وَيَسْتُرُهُ ما سَكَت ¬

_ = والبيت منسوب لدى ابن قتيبة في عيون الأخبار 3: 276 إلى البعيث. (¬1) تسهيل النظر 132، والأصمعيات ص 189، وفي البيت الأول "لا" موضع "ما"، والشعر والشعراء 304، وجمهرة الأمثال 2: 50، وقد استند إليهما في شرح المثل القائل: "طير الله لا طيرك"، أي أن قدر الله أوفق من تقديرك لنفسك، وأمالي المرتضى 4: 104، وجيب القلب: خفقانه. (¬2) هو ربيع بن مالك بن ربيعة، ويكنى أبا زيد، ولقب "المخبل" بفتح الباء المشددة لضعف في مفاصله، شاعر مخضرم، عمر في الجاهلية والإسلام، ومات في آخر خلافة عمر، وهو شيخ كبير. مصادر ترجمته: الأغاني 13: 189، والشعر والشعراء 420، والإصابة 2: 218، 6: 16، وخزانة الأدب 2: 536. (¬3) ل: البدر. (¬4) المستطرف 1: 33. (¬5) هو يحيى بن زياد بن عبد الله الحارثي، وكنيته أبو الفضل، شاعر ماجن، يرمى بالزندقة، من أهل الكوفة، له في السفاح والمهدي العباسيين مدائح، وهو ابن خال السفاح، توفي أيام المهدي نحو سنة 160 هـ. في مصادر ترجمته: تاريخ بغداد 14: 106، وأمالي المرتضى تحقيق: أبو الفضل 1: 142 - 144، وشرح الحماسة للتبريزي 2: 170، 3: 75، والمرزباني 497، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري 1: 126، 318. (¬6) ل: عن.

فإنْ كُنْتَ تَبْغِي لِيانَ المَعَاشِ ... فلِن للأُمورِ إذا ما الْتَوَتْ (¬1) (162 - 42) وقال آخر: إذا لَمْ يَكُنْ ظِلٌّ ولا جَنىً (¬2) ... فَأبعَدَكُنَ اللهُ مِنْ شَجَراتِ (163 - 43) (164 - 44) وقال سُوَيْدُ بن أبي كاهلٍ (¬3): لا أَحسِبُ الشَرَّ جَارًا لا يُفارِقُنِي ... ولا أَحُزُّ على ما فاتني الوَدَجَا (¬4) ولا نَزَلْتُ مِنَ المكُرُوهِ مَنْزِلةً ... إلا وَثِقْتُ بأَنْ أَلْقَى لَها فَرَجًا (¬5) (165 - 45) وقال آخر: أخْلِقْ بذِي الصَّبْرِ أن يَحظَى بحاجَتِهِ ... ومُدْمِنِ القَرْعِ للأبوابِ أنْ يَلجَا (¬6) (166 - 46) وقال عروة بن الورد (¬7): ¬

_ (¬1) استشهد بهما الماوردي في كتابه "تسهيل النظر وتعجيل الظفر" ص 62 ولم ينسبهما، ونسب البحتري البيت الأول لعبد الله بن معاوية الجعفري بلفظ: "لقد يكشف القول عن الفتى. . . ." الحماسة 365. (¬2) والجني: ما يجنى من الشجر، وأجنت الشجرة إذا صار لها جنى يجنى فيؤكل. اللسان: 1: 519. (¬3) شاعر متقدم من مخضرمي الجاهلية والإسلام، عده ابن سلام في طبقة عنترة، وتوفي بعد سنة 60 هـ. مصادر ترجمته: طبقات فحول الشعراء 152، 153، والشعر والشعراء 384 - 386، والأغاني 13: 102، والإصابة 3: 172. (¬4) الودجان: عرقان يقطعهما الذابح. ويقال: ودجت الدابة، إذا أصبت ودجها. والبيتان منسوبان لأبي عبد الله الزبير الأسدي في شرح ديوان الحماسة 1170، والممتع 384، والعمدة 1: 38، والآداب لابن شمس الخلافة 85. (¬5) هو محمد بن بشير الرياشي، شاعر ظريف من المحدثين، كان في عصر أبي نواس، وعمر بعده حينًا، وقد يتمثل بكثير من شعره. مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 854، والأغاني 14: 17 - 50، وله أخبار وأشعار متناثرة في كتاب الحيوان. (¬6) أدب الدنيا والدين 279، والبيان والتبيين 2: 360، والشعر والشعراء 855، والأغاني 14: 42، والحماسة 139. (¬7) يلقب عروة الصعاليك، لجمعه إياهم، وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم، وهو من =

لِيَبْلُغَ عُذْرًا، أَوْ يُصِيبُ رَغيبَةً ... وَمُبْلغُ نَفْسٍ عُذْرَها مِثْلُ مُنْجِح (¬1) (167 - 47) وقال ابن هَرْمَة (¬2) كَتَارِكةٍ بَيْضها بِالعَراء ... وَمُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرى جَناحَا (¬3) (168 - 48) وقال طرفة بن العبد (¬4): كُلُّهُمْ أَرْوَغَ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارحَهْ (¬5) (69 - 49) (170 - 50) وقال آخر: ¬

_ = شعراء الجاهلية وفرسانها، توفي نحو سنة 30 قبل الهجرة. مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 657 - 660، والأغاني 3: 73 - 88، والخزانة 4: 194 - 196، وله ديوان مطبوع صنعه ابن السكيت وترجم له في أوله. (¬1) ديوانه 23، والحماسة 52، وثمار القلوب 103، والتمثيل والمحاضرة 57، والأغاني 3: 86، والممتع 195 وفيه "غنيمة" موضع "رغيبة" وينسبه النهشلي إلى خداش ولقبه "أبو العيال". (¬2) هو إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر الكناني، وهو آخر من يحتج بشعرهم، توفي سنة 176 هـ. مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 729 - 731، والأغاني 4: 367 - 398، وخزانة الأدب 1: 203، 204، ومقدمة شعر ابن هرمة 11 - 50. (¬3) شعره 87، وأدب الدنيا والدين 342، والشعر والشعراء 730، والأمثال لأبي عبيد القاسم 294 وشرحه: فصل المقال 416، والإعجاز والإيجاز 156، والأغاني 9: 44، والحماسة الشجرية 902، ومحاضرات الأدباء 1: 9، وجمهرة الأمثال 1: 264 وفيه: "ملحفة" موضع "ملبسة"، وهي كذلك في النسخة س. (¬4) هو عمرو بن عبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلب، وكنيته أبو إسحاق، ولقب "طرفه" لبيت قاله، وهو شاعر جاهلي فحل، قتله المكعبر بالبحرين بكتاب عمرو بن هند وله بضع وعشرون سنة. انظر في ترجمته: معجم الشعراء للمرزباني تحقيق: د. الكرنكوي 201، وطبقات فحول الشعراء 1: 136. (¬5) ديوانه 118، وهو ضمن أبيات لعمر بن هند يلوم أصحابه في خذلانهم إياه، وجمهرة الأمثال 1: 41، 2: 206، والمستقصي 1: 145، والإعجاز والإيجاز 141، والمضنون به على غير أهله 82.

قد يجِدُّ الحَريصُ في طلب الرِّزْ ... قِ فَيَشْقَى وَيُرزَقُ المُسْتريحُ ويُعادُ العَلِيلُ حينًا مِنَ الدهـ ... ـرِ فَيَبْرأَ وَقَدْ يَموتُ الصَّحيحُ (171 - 51) (172 - 52) (173 - 53) وقال أَبو عمرو بن العلاء (¬1): ثلاثة أبيات قالها أصحابها ولم يعلموا (¬2) ما خرج من رءُوسهم. ومنها قول الفُقيمَيّ (¬3): ما كَلَّفَ الله نَفْسًا فوقَ طاقتِها ... وَلا تَجُودُ يَدٌ إلا بما تَجِدُ (¬4) وقول الفزاري (¬5): ومَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمِدَ النَّاسُ أمرَهُ ... وَمَنْ يَغْوِ لَا يَعْدَمْ على الْغَيِّ لائمًا (¬6) ¬

_ (¬1) في س: رحمه الله، وهو من أعلم الناس بالقرآن والعربية والشعر، ولد في سنة سبعين هجرية، وتوفي على الأغلب سنة 154 هـ. مصادر ترجمته: المعارف 531، 540، وأخبار النحويين البصريين 22، ومراتب النحويين 13، وفيات الأعيان 3: 466 - 470، ونزهة الألباء 15، وغاية النهاية 1: 288، وعبر الذهبي 1: 223، وبغية الوعاة 367، وطبقات الزبيدي 28، وشذرات الذهب 1: 237. (¬2) س: لم يدرون. (¬3) هو قاتل غالب أبي الفرزدق. البيان والتبيين 3: 214، 326. (¬4) أورده ابن عبد ربه في العقد الفريد 3: 106 دون نسبة، وتسهيل النظر 247، والتمثيل والمحاضرة 10. (¬5) هو قعنب بن ضمرة الفزاري، ويطلق عليه قعنب بن أم صاحب، وهو شاعر إسلامي كان في أيام الوليد بن عبد الملك. ديوان الحماسة بشرح التبريزي 2: 187. (¬6) أمالي المرتضى 1: 32 وينسبه إلى قعنب الفزاري، والبيت مشهور نسبته إلى المرقش الأصغر، وهو ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك بن صنيعة، وهو أشعر المرقشين وأطولهما عمرًا، وكان أحد عشاق العرب المشهورين (عشق فاطمة بنت المنذر)، وهو شاعر جاهلي من أهل نجد، وهو ابن أخي المرقش الأكبر، وعم طرفة بن العبد، وتوفي نحو سنة 50 قبل الهجرة. وفي اسمه خلاف: ربيعة أو حرملة أو عمرو، وانظر في ترجمته: الشعر والشعراء 166 - 169، والأغاني 6: 136 وفي نسبة البيت إليه في المفضليات 247، وجمهرة الأمثال =

وقول الآخر (¬1): أَنا عائِذُ باللهِ مِنْ عَدَمِ الغِنَى ... وَمِنْ رَغبةٍ يومًا إلى غَيْرِ مَرْغبِ (174 - 54) وقال طَرَفةُ بن العبد: سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جَاهِلًا ... ويأتِيكَ بالأخْبَارِ من لم تزودِ (¬2) (175 - 55) وقال عَدِيّ بن زَيْد (¬3): كَفَى زَاجِرًا للمَرْءِ أَيَامُ دَهْرِهِ ... تَرُوحُ لهُ بالواعِظَاتِ وتَغْتَدي (¬4) (176 - 56) وقال عبيدة بن حصن الأَودي: إذا ما أَتَيْتَ الأمْرَ مِنْ غَير بَابِهِ ... ضَلَلْتَ وإنْ تَقْصِدْ إلى الباب تَهْتَدِ (¬5) ¬

_ = 1: 197، ومجمع الأمثال 1: 148، والعقد الفريد 2: 186، والتمثيل والمحاضرة 55، ولباب الآداب 425. (¬1) س: قول آخر. (¬2) ديوانه 48، والأغاني 4: 261 دون نسبة، وزهر الآداب 1164، وخاص الخاص 76، ومجمع الأمثال 2: 427، ولباب الآداب 425، والمستقصي 2: 409، وجمهرة أشعار العرب 453، وأدب الدنيا والدين 323 والشعر والشعراء 6، والمستطرف 2: 1982، وأسرار البلاغة للعاملي 341. (¬3) عدي بن زيد بن حماد بن العبادي التميمي، شاعر جاهلي، كان يحسن العربية والفارسية، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، اتخذه في خاصته، وجعله ترجمانًا بينه وبين العرب، وقال ابن قتيبة: علماء العربية لا يرون شعره حجة، مات نحو سنة 35 قبل الهجرة. مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 176 - 185، وطبقات فحول الشعراء 140 - 142، والأغاني 2: 97 - 156، وأسماء المغتالين 140 وفيه اسمه: عدي بن زيد بن حمار. (¬4) ديوانه 10، وموسوعة الشعر الجاهلي 2: 444، والإيجاز والإعجاز 142، وجمهرة أشعار العرب 509، وأدب الدنيا والدين 313 ونسبه إلى عدي بن حاتم. (¬5) البيت لقيس بن الخطيم، وورد في ديوانه 130، وجمهرة الأمثال 1: 59، ومعجم الشعراء 322، والمستطرف 1: 30، والكامل لابن الأثير 1: 279، وأورده الماوردي في قوانين الوزارة 85 دون نسبة، وكذا تسهيل النظر 218، وقارن قول حسان بن ثابت - رضي الله عنه - =

(177 - 57) وقال معاوية بن مالك العامري (¬1): إنَّ المَسَرّةَ للمَساءَةِ مَوْعِدُ ... حَقًّا وَرَهْنٌ لِلْعَشِيَّةِ أَوْ غَدِ (178 - 58) وقال حسان بن ثابت: وَمَنْ يَأمَنِ الدَّهْرَ الفُتُونَ فَإِنَّني ... بِرَأي الذي لا يَأْمَنُ الدَّهْرَ مُقْتدِ (¬2) (179 - 59) وقال الأشهب بن رُمَيْلةَ (¬3): أَلا لا يَرُدُّ اللُّومُ شيئًا لأِهلِهِ ... وَلِلْخَيْرِ أَسْبابٌ ولِلشَّرِّ شَاهِدُ ¬

_ = في ديوانه بشرح البرقوقي 182: متى ما أتيت الأمر من غير بابه ... ضللت وإن تدخل من الباب تهتد (¬1) لقبه "معود الحكماء"، وهو عم لبيد بن ربيعة الشاعر. ترجمته في: معجم الشعراء 310، والأغاني 16: 21 - 32، وخزانة الأدب 4: 174. (¬2) لم أقف عليه في ديوانه، وأورده الماوردي في قوانين الوزارة 96. (¬3) رميلة: هي أمه، وكانت رقيقة، واسمه: الأشهب بن ثور بن أبي حارثة، شاعر مخضرم، عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام، ولم تعرف له صحبة. الإصابة 1: 464، ألقاب الشعراء 305، الأغاني 9: 269، خزانة الأدب 4: 510.

الفصل الثالث

الفصل الثالث

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (180 - 61) روى بلال بن أبي بُردة عن أَبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّكَ الشَّيءَ يُعْمي وَيُصِمُّ" (¬1). (181 - 62) روى عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأرْواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَّةٌ؛ ما تَعارَف منها ائْتَلَفَ، وَما تَنَاكَرَ منها اخْتَلَفَ" (¬2). (182 - 63) روى ابن جُرَيْج عن عطاءٍ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدَ حُبًّا" (¬3). ¬

_ (¬1) ضعيف، رواه أبو داود عن أبي الدرداء. السنن 5: 347، الحديث 5130، كما رواه عنه أيضًا القضاعي في مسند الشِّهاب 1: 157 رقم 151، واللباب 40، وأخرجه أحمد في مسنده 5: 194، 6: 450، والبخاري في التاريخ 3: 1/ 172، وأبو الشيخ في الأمثال ص 70 رقم 115 عن أبي الدرداء أيضًا، والخرائطي في "اعتلال القلوب" عن أبي بردة. ضعيف الجامع الصغير 3: 91 الحديث 2687. وقال الصغاني وتابعه الطيبي فقالا: إنه موضوع. الخلاصة 82، ولكن الحافظ ابن حجر قال متابعًا للعراقي: يكفينا سكوت أبي داود عليه، فليس بموضوع، ولا شديد الضعف. كشف الخفاء 1: 410، 411 وقارن الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 348 رقم 1868. (¬2) صحيح، أخرجه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- 4: 162، ومسلم الحديث 3638، ورواه أبو داود عن أبي هريرة 5: 169 الحديث 4834، وأبو الشيخ في الأمثال ص 62 رقم 100، وابن أبي الدنيا في الأخوان ص 129 رقم 78، وابن عدي في الكامل 6: 297، 7: 215، ومشكاة المصابيح الحديث 5003، وصحيح الجامع الصغير 2: 409 الحديث 2765. (¬3) ضعيف، أخرجه البزار في مسنده، والطبراني في معجمه الصغير، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 13 رقم 15، 16 وابن أبي الدنيا في الإخوان ص 156 رقم 104، والعقيلي في الضعفاء الكبير 2: 138، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة 6: 328 رقم 8371، كما أخرجه البزار والبيهقي أيضًا عن أبي ذر، والطبراني في الكبير والحاكم في =

(183 - 64) روى عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "شَرُّ ما في الرَّجُل شُحُّ هالعٌ وَجُبْنُ خِالعٌ" (¬1). (184 - 65) روى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ الذِّكْرِ الخَفيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ ما يَكْفِي" (¬2). (185 - 66) روى إسماعيل بن سليمان التميمي عن أَنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قَلَّ وكفَى خيرٌ مما كَثُرَ وَأَلْهى" (¬3). (186 - 67) روى عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = مستدركه عن حبيب بن مسلمة الفهري. صحيح الجامع الصغير 3: 192، الحديث 3562، ورواه أبو نعيم في الحلية 3: 322، والعسكري في الأمثال 1: 411، وكشف الخفاء 1: 528، 529، الحديث رقم 1412. وقال الصغاني في الدرر الملتقط 152، والطيبي في الخلاصة 83: إن الحديت موضوع، ولكن السخاوي قال: روي من عدة طرق بمجموعها يتقوى الحديث. المقاصد الحسنة الحديث 537، والبيان والتعريف الحديث 1061 (2: 355). (¬1) صحيح، رواه أبو داود عن أبي هريرة الحديث 2511 (3: 26) في الجهاد، باب في الجرأة والجبن، كما أخرجه ابن حبان في صحيحه. الترغيب والترهيب 3: 246، والبخاري في التاريخ. صحيح الجامع الصغير 3: 228، الحديث 3603، والقضاعي في مسند الشهاب عن أبي هريرة 2: 270 رقم 833، والحلية 9: 50، والشح: أشد البخل، والهلع: أشد الجزع، وجبن خالع: شدة الخوف وعدم الإقدام. (¬2) ضعيف، أخرجه أحمد في مسنده 1: 172، 180، 181، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي في شعب الإيمان 1: 406 رقم 552، 554، والقضاعي في مسند الشهاب عن سعد، اللباب 187، 275، وفيض القدير 3: 472 رقم 54009، وضعيف الجامع الصغير، الحديث 2886 (3: 133)، وكشف الخفاء 1: 471. (¬3) صحيح، أخرجه أبو يعلى في مسنده والضياء عن ابن مسعود. صحيح الجامع الصغير الحديث 5529 (5: 151) والأحاديث الصحيحة 945، وأخرجه القضاعي في المسند للشهاب عن ثوبان 2: 235 رقم 784، وابن عدي في الكامل 1: 278 رقم 6455.

: "خَيْرُكُمْ أسْمَحُكُمْ إذا اقْتَضَى، وَأَسْمَحُكُمْ إذا قَضَى، وأسْمَحُكُمْ إذا باعَ واشْتَرى" (¬1). (187 - 68) روى أَبو قابوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الراحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللهُ، ارْحَمُوا منْ في الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماء" (¬2). (188 - 69) روى سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأسُ العَقْلِ بعدَ الإيِمانِ التَودُّدُ إلى النَّاسِ" (¬3). (189 - 70) روى عن الحسن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّ الدُنْيا رَأسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه البخاري وابن ماجه عن جابر بلفظ: "رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى" البخاري 5: 210، 211 في البيوع، باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع، وسنن ابن ماجه 2: 742 الحديث 2203، كما أخرجه الترمذي عن أبي هريرة بلفظ: "إن الله يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء" الحديث 1319 (2: 609) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، وبلفظ: "خياركم أحسنكم قضاء" الحديث 1316 عن أبي هريرة، والحاكم في مستدركه 2: 56، وصحيح الجامع الصغير 3489. (¬2) صحيح، أخرجه الترمذي (4: 329) الحديث 1925، وأبو داود (5: 231) الحديث 4941، وجامع الأصول (4: 515) الحديث 2615، وأحمد والحاكم في مستدركه، وصحيح الجامع الصغير (3: 182) الحديث 3516. (¬3) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 6: 255 رقم 8061، والبزار في مسنده، والقضاعي في مسنده الشهاب عن أبي هريرة 147 رقم 135، والخرائطي في مكارم الأخلاق 2: 843 رقم 934، وأبو الشيخ في الأمثال 79 رقم 129، وابن أبي الدنيا في الإخوان ص 193 رقم 140، كما أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" عن المسيب مرسلًا. ضعيف الجامع الصغير (3: 175) الحديث 3071، وأيضًا الطبراني في الصغير عن علي الحديث 3070، والتودد: التحبب. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (3: 208) عن علي بن أبي طالب وقال: هذا حديث غريب من حديث جعفر. (¬4) ضعيف، فهو حديث مرسل عن الحسن البصري (تابعي)، وأخرجه البيهقي في شعب =

(190 - 71) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيْرُ الأُمُورِ عَواقِبُها، وَشَرُّ الأُمورِ مُحْدثاتُها" (¬1). (191 - 72) روى سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَرْشدوا العَاقِلَ تُرْشَدوا، ولا تَعْصُوا فَتَنْدَمُوا" (¬2). (192 - 73) روى عثمان بن أَبِي زرعة عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَبسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ في الدنيا، أَلْبَسَهُ الله ثَوبَ مَذَلَّةٍ في الآخِرَةِ" (¬3). ¬

_ = الإيمان عنه 7: 338 رقم 10501، وأثنى الحافظ ابن حجر على مراسيل الحسن، فتح القدير 3: 368 رقم 3662، وكشف الخفاء 1: 412، 413، وهو ضعيف لدى السيوطي وقد تابعه الألباني، ضعيف الجامع الصغير 3: 90 الحديث 268. وقد نسب الإمام أحمد ابن حنبل هذا القول في "الزهد" إلى عيسى -عليه السلام-. وقد أخرجه ابن رزين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، جامع الأصول (4: 506) الحديث 2602. (¬1) ضعيف، جزء من حديث طويل بلفظ: "أصدق الحديث كتاب الله. . . ." رواه ابن ماجه 46، ورواه ابن أبي عاصم في السنة 125، والقضاعي في مسند الشهاب 2: 263 رقم 825، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة، وابن عساكر، ورواه العسكري، والديلمي عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه -، وأخرجه ابن أبي شيبة، وأبو نعيم، والقضاعي عن ابن مسعود موقوفًا. البيان والتعريف (1: 372 - 375) الحديث 438. (¬2) ضعيف، أخرجه الحارث في مسنده عن أبي هريرة. المطالب العالية 3: 17 الحديث 2755، كما أخرجه الخطيب البغدادي في رواة مالك عن أبي هريرة. كنز العمال 3: 409 الحديث 7186، ويرى الألباني: أن الحديث موضوع. ضعيف الجامع الصغير (1: 265) الحديث 907، والأحاديث الضعيفة 414، راجع فيض القدير 1: 489 رقم 975. (¬3) حسن، أخرجه ابن ماجه (2: 1192) الحديث 3607، وأبو داود (4: 314) الحديث 4029 عن ابن عمر، كما أخرجه عنه أيضًا الإمام أحمد، مشكاة المصابيح الحديث 4346 =

(193 - 74) روى أبو عبيدة عن أَبيه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يغارُ للمُسْلِمِ فَلْيَغَرْ" (¬1). (194 - 75) روى عامر بن رفاعة عن عمرو بن الحَمقِ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمانُ قَيْدُ الفَتْكِ" (¬2). (195 - 76) روى وهب بن منبه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَفَى بِكَ إثْمًا: أَنْ لا تَزَالَ مُخَاصِمًا" (¬3). (196 - 77) روى حفص بن عمر بن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الاقْتِصَادُ في النفقة نِصْفُ المعيشة، والتَّوَدُّدُ إلى النّاسِ نِصْفُ العَقْلِ، وَحُسْنُ السُّؤالِ نِصْفُ العِلْم" (¬4). ¬

_ = وصحيح الجامع الصغير (5: 354) الحديث 6402، وكشف الخفاء 2: 380، وراجع فيض القدير 6: 218 رقم 9004. (¬1) ضعيف، أخرجه أبو يعلى في مسنده، والطبراني في الصغير، والدارقطني في السنن عن ابن مسعود، كما أورده القضاعي في مسند الشهاب عنه 2: 157 رقم 695، واللباب 196، 254. (¬2) صحيح، أخرجه أبو داود (3: 212) الحديث 2769، والطبراني في المعجم الكبير 19: 723، والحاكم في مستدركه 4: 352، والبخاري في التاريخ عن أبي هريرة، وأحمد في مسنده عن الزبير وعن معاوية. صحيح الجامع الصغير (2: 417) الحديث 2799، وكنز العمال الحديث 419، 696. والبيان والتعريف (2: 225) الحديث 881، وراجع فيض القدير 3: 186 رقم 3098. (¬3) ضعيف، أخرجه الترمذي (4: 385) الحديث 1994، وجامع الأصول 11: 734 كما أخرجه الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان 6: 340 رقم 8432 عن ابن عباس أيضًا. جمع الجوامع (1: 62). والدر المنثور 1: 239. (¬4) ضعيف، أخرجه البيهقي في الشعب 5: 254 رقم 6568، وأبو الشيخ، والعسكري في الأمثال، وابن السني والديلمي من طريقه عن ابن عمر. المقاصد الحسنة 70، وقال الزرقاني في مختصر المقاصد: حسن لغيره الحديث 126، وأخرجه الطبراني في "مكارم =

(197 - 78) روى برد بن مكحول عن واثلة بن الأسقَع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأخيك، فيُعافِيَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ" (¬1). (198 - 79) روى ابن أبي طلحة عن أبيه عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أبَطأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ به نَسبُهُ" (¬2). (199 - 80) روى ابن جُرَيْح عَن عطاءٍ عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ النّاسِ أنْفَعُهُمْ للنّاسِ" (¬3). (200 - 81) روى قتادة عن الحسن عن سَمُرَة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَسَبُ: المال، والكَرَمُ: التقوى" (¬4). ¬

_ = الأخلاق" عن ابن عمر. وحكم عليه الألباني بأنه موضوع. ضعيف الجامع 2: 279 برقم 2286، راجع فيض القدير 3: 181 رقم 3071. (¬1) ضعيف، أخرجه الترمذي 3: 318 الحديث 2508، كما أخرجه القضاعي في مسند الشهاب 2: 77 رقم 592 - كلاهما- عن ابن عمر. واللباب 159، 321، والمشكاة 3: 1363 الحديث 4856. وقال الألباني: ضعيف. انظر: ضعيف الجامع 6: 71 برقم 6258، وقال ابن الجوزي: موضوع. الموضوعات 3: 224، والشوكاني: الفوائد 265 الحديث 179، وابن طولون: الشذرة في الأحاديث المشتهرة 2: 247 رقم 116. (¬2) صحيح، أخرجه مسلم وأحمد عن أبي هريرة. مختصر مسلم 2: 258، والمسند (شاكر) 13: 161، والقضاعي في مسند الشهاب عن أبي هريرة أيضًا 1: 245 رقم 282، واللباب 75، 303، والمقاصد 393، والترمذي 3: 62 الحديث 2946، وابن ماجه 1: 82، وأبو داود 4: 59 الحديث رقم 3643. (¬3) حسن، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن جابر 2: 223 رقم 771، واللباب 189، 275، كما أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط رقم 5783، والدارقطني في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان 6: 117 رقم 7658، ومجمع الزوائد 8: 87، وكشف الخفاء 1: 472، وصحيح الجامع الصغير 3: 124 الحديث 3284، والأحاديث الصحيحة 426. (¬4) صحيح، أخرجه أحمد بن حنبل في المسند 5: 10، والترمذي الحديث رقم 3367 في التفسير، باب من سورة الحجرات، وابن ماجه 2: 1410 الحديث 4219، والحاكم في =

(201 - 82) روى عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث بن قيس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشْكرُ النَّاسِ للهِ أشْكَرُهُمْ للنَّاس" (¬1). (202 - 83) روى أبو صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكْمَلُ المؤمنينَ إيمانًا: أحْسَنُهُمْ خُلُقًا" (¬2). (203 - 84) روى عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رضا الله -عَزَّ وَجَلَّ- في رضا الوالدَيْنِ، وسَخَطُهُ في سَخَط الوالِدَين" (¬3). (204 - 85) روى وَرّاد عن المغيرة - رضي الله عنه - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ = مستدركه 4: 325 وكلهم عن سمرة، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن بريدة 1: 46 رقم 11، واللباب 5، 273، كما أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 7: 265، 266 عن سمرة، الحديث 6932، 6933، وصحيح الجامع الصغير 3: 98 الحديث 3713، وتيسير الوصول 4: 267. (¬1) صحيح، أخرجه أحمد في المسند 5: 213، والبيهقي عن الأشعث بن قيس. شعب الإيمان 6: 517 رقم 9120، وصحيح الجامع الصغير 1: 337 الحديث 1019، كما أخرجه الطبراني عن الأشعث أيضًا. المعجم الكبير 1: 135، كما أخرجه الطبراني عن أسامة بن زيد 1: 425، وابن عدي في الكامل عن ابن مسعود. الألباني: الأحاديث الصحيحة 1: 702 الحديث 416 وبه تخريج، وراجع فيض القدير 1: 526 رقم 1073. (¬2) صحيح، أخرجه الحاكم في مستدركه 1: 53، وأبو داود (5: 60) الحديث 4682، وأحمد ابن حنبل، المسند تحقيق: أحمد شاكر (13: 133) وكلهم عن أبي هريرة، والخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 30، والقضاعي في مسند الشهاب 3: 249 رقم 803، كما أخرجه أحمد عن عائشة 6: 47، وأبو يعلى عن أنس بن مالك ورواته ثقات، المطالب العالية 2: 388 الحديث 2541، والألباني: سلسلة الأحاديث الصحيحة 1: 511 رقم 284. (¬3) صحيح، أخرجه الترمذي 6: 158 (الدعاس) الحديث 1900، كما أخرجه الطبراني عن ابن عمرو. صحيح الجامع الصغير 3: 178 رقم 3501، والأحاديث الصحيحة، الجزء الثاني ص 29 الحديث 516.

عنْ وَأدِ البنَاتِ، وعَنْ عُقوقِ الأمهات، وعن مَنعْ وهات، وعَنْ قيلَ وقالَ، وعَنْ كَثْرَةِ السُّوالِ، وعن إضاعَةِ المال" (¬1). (205 - 86) روى علي بن الحسين عن أبيه عن جده، -رضي الله عنهم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدُنْيا دُوَلُ، فما كانَ لَكَ أتاك على ضَعْفِكَ، وما كانَ منها عَلَيْكَ فَلَنْ تَدْفَعَهُ بقُوَّةِ، وَمَن انْقَطَعَ رَجاؤُه مما فَاتَ اسْتَراحَ بَدَنُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بما رَزَقَهُ الله قَرَّتْ عينه" (¬2). (206 - 87) روى مكحول عن أَبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النَّاسُ كَشَجرَةٍ ذاتِ جَنىً، وَيُوشِكُ أنْ يَعودُوا كشجرة ذاتِ شَوْكٍ؛ إن ناقَدْتُهُم ناقدُوك، وَإنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طَلَبُوكَ، وإنْ هَرَبْتَ إلَيْهم لَمْ (¬3) يَتْرُكُوك" قيل: يا رسول الله، وكيف المخرج؟ قال: "أقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَاقَتِك" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه الشيخان عن المغيرة بلفظ: "إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات. . . ." اللؤلؤ والمرجان الحديث 1117، ومختصر صحيح مسلم 2: 228، وصحيح الجامع 1: 106 الحديث 1745. (¬2) لم أقف عليه كحديث، وأورده ابن المقفع في الأدب الصغير (ضمن رسائل البلغاء) غير منسوب ص 17، وقال أبو طالب المفضل بن سلمة: إنه من أقوال أكثم الصيفي. الفاخر 263. وقال ابن عبد البر: هو من قول أبي بكر أو علي. بهجة المجالس 2: 291، 292. وقد أخرجه الشريف الرضي موقوفًا على علي - رضي الله عنه - من كتاب إلى عبد الله بن عباس بلفظ: "أما بعد، فإنك لست بسابق أجلك ولا مرزوق ما ليس لك، واعلم بأن الدهر يومان: يومًا لك ويوم عليك، وأن الدنيا دار دول، فما كان لك أتاك على ضعفك، وما كان منها لم تدفعه بقوتك". شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 232. والماوردي أورده كحديث في أدب الدنيا والدين 225، وتسهيل النظر 230. (¬3) س: إليهم. (¬4) ضعيف، أخرجه أبو يعلى في مسنده عن أبي أمامة. المطالب العالية 3: 152 الحديث 3124، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 209 رقم 311، ومجمع الزوائد 7: 285، =

(207 - 88) روى أبو إدريس الخولاني عن أَبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَرُدَّكَ يا أبا ذَرٍّ عَنِ النّاسِ والقول فيهمْ ما تَعْرِفُهُ مِنْ نَفْسِكَ، لا تَجِدْ عَلَيْهِمْ فيما تَأتي به، فكفى بِالمرْء عَيْبًا أنْ يكونَ فيه ثلاثُ خِصالٍ: أنْ يَعْرِفَ مِنَ النّاسِ ما يَجْهَلُهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَيَجِدَ عَلَيْهِمْ فيما يأتي، وَيُؤْذي جَليسَهُ فيما لا يَعْنيِهِ" (¬1). (208 - 89) رُوِيَ أن رجُلًا قال: يا رسول الله، إن لي أقرباءَ، أصِل وَيَقْطَعُونَ، وَأُحْسِنُ وَيسيئُونَ، وَأَغْفِرُ وَيَظْلِمُونَ، أَفَأُكافئُ على ما يَصْنَعونَ؟ قال: "إذن يَرْفُضُهُمُ اللهُ جَميعًا، وَلَكِنْ إذا أسَاءُوا فأَحْسِنْ؛ فإنه لَنْ يَزال لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الله سُبْحَانهُ وتعالى ظَهيرُ" (¬2). ¬

_ = وفيها: "إن تركتهم لم يتركوك" موضع "إن هربت منهم لم يتركوك"، والديلمي في مسند الفردوس 4: 302 رقم 6887، والدولابي في الكنى 2: 44، وفي الإحياء عن أبي الرداء. كشف الخفاء 2: 452. (¬1) حسن، أخرجه عبيد بن حميد في تفسيره والطبراني في الكبير عن أبي ذر، وهو جزء من حديث بلفظ: ". . ليحجزك عن الناس ما تعرفه من نفسك. .". الجامع الصغير 99، وضعيف جدًا في نظر الألباني. الجامع 2: 233 الحديث 2121 ويبدأ بلفظ: "أوصيك بتقوى الله تعالى. . . .". ومسند الفردوس رقم 1740، وراجع فيض القدير للمناوي 3: 76 رقم 2793. (¬2) صحيح، أخرجه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ: "أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة، أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عهم، ويجهلون علي. قال: "لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولن يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت كذلك" تسفهم المل: أي كأنما تطعمهم الرماد الحار، الظهير: المعين والناصر. مختصر صحيح مسلم الحديث 1763، وجامع الأصول 6: 490 الحديث 4700.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (209 - 61) قِيْلَ لِبَعْضِ الحُكَمَاء: ما العَدْلُ؟. قال: اتباعُ الهُدَى، وتَرْكُ الهَوَى (¬1). (210 - 62) قيل: فما الحَزمُ؟. قال: الصَّبْرُ على العاجِلِ، والتَّأَني في الآجِلِ. (211 - 63) قيل: فما الكرم؟. قال: تأدَيةُ الحُقُوقِ، ورِعَايةُ الصديقِ. (212 - 64) قيل: فما اللُّؤْمُ؟. قال: طَلَبُ اليَسيرِ، ومَنْعُ الكثير. (213 - 64) قيل: فما العِزُّ؟. قال: كثرةُ المالِ، والاكْتِفَاءُ على كل حالٍ. (214 - 66) قيل: فما الذُلُّ؟. قال: شدة الإفلاسِ، والانكسارُ عِنْدَ النَّاسِ. (215 - 67) قيل: فما النُّبْلُ؟. قال: مؤاخاة الأكْفاءِ وَمُدَاهَنةُ الأعْداء (¬2). ¬

_ (¬1) قارن الماوردي في أدب الدنيا والدين ص 141 حيث يقول: "إن العدل ميزان الله الذي وضعه للخلق، ونصبه للحق، فلا تخالفه في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه"، وابن المنقذ في لباب الآداب 57: "العدل هو ميزان الباري جل وعز؛ ولذلك هو مبرأ من كل زيغ وميل". (¬2) قارن الكامل في اللغة والأدب 1: 65 (تحقيق الدكتور محمَّد الدالي) قيل لعبد الملك بن مروان: ما المروءة؟ قال: موالاة الأكفاء، ومدجاة الأعداء .. والمدجاة: المداراة أي: لا تظهر لهم ما عندك من =

(216 - 68) قيل: فما الدَّناءَة؟. قال: إحْرازُ المَرءِ نَفْسَهُ، وإسْلامُهُ عِرْسَهُ. (217 - 69) قيل: فما الحِلْمُ؟. قال: العَفْوُ بَعْدَ القُدْرَةِ، والرضا بَعْدَ السُّخْطِ (¬1). (218 - 70) قيل: فما العَقْلُ؟. قال: سُرعَةُ الفَهْمِ، وَقِلةُ الوَهْم (¬2). (219 - 71) قيل: فما الخَرْقُ؟. قال: سُرعةُ الوثبَةِ، والعَجَلَةُ قَبْلَ الفُرْصَةِ. (220 - 72) قيل: فما الجَهْلُ؟. قال: الطَّيْشُ عِندَ الغَضَبِ، والحِقْدُ عِنْدَ السُّخْطِ. (221 - 73) قيل: فما الشَّجاعة؟. قال: العَزْمُ على التقدمِ، والتَّثبتُ قَبْلَ التَّنَدُّمِ (¬3). (222 - 74) قيل: فما الجُبْنُ؟. قال: الضَّنُ بالحيَاةِ، والحِرْصُ على النَّجاةِ. (223 - 75) قيلَ: فما الرَّفْقُ؟. ¬

_ = العداوة. وفي 1: 39 عندما سئل عن النبل؟ قال: الحلم عند الغضب والعفو عند المقدرة، نسب ابن المبرد هذا القول إلى معاوية. انظر: ص 88 من الفاضل. (¬1) قارن قول قيس بن عاصم عندما سئل: ما الحلم؟ قال: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. العقد الفريد 2: 278. (¬2) قارن أدب الدنيا والدين 26، وفيه: "آية العقل سرعة الفهم، وغايته إصابة الوهم". (¬3) قارن قول عمرو بن العاص: من أشجع الناس؟ قال: من رد جهله بحلمه. لباب الآداب 348.

قال: دَرْكُ الكثير بالشيء اليَسِيرِ. (224 - 76) قيل: فما السُّؤدُدُ؟. قال: بَذْلُ النَّدى، وكَفُّ الأذى، ونَصرُ الموْلَى (¬1). (225 - 77) قيل: فما القناعة؟. قال: الصُّحْبَةُ بالعَفافِ، وَالرِّضا بالكَفَافِ. (226 - 78) قيل: فما العِيُّ؟. قال: قلةُ الصّواب، والإبْطاءُ عَنِ الجوابِ. (227 - 79) قيل: فما الدَّهاءُ؟. قال: النَّظرُ في العَواقِبِ، والتَّجَمُّلُ عندَ النَّوائِبِ. (228 - 80) قيل: فما الأدَبُ؟. قال: التجرُّعُ للْغُصَّةِ حتى تُنَال الفُرْصَةُ (¬2). (229 - 81) قيل لبعض الحكماء: من السَّعيدُ؟. قال: من اعتبرَ بأَمْسِهِ ونظر لنفسه (¬3). (230 - 82) قيل: من الشَّقي؟. قال: من جَمَعَ لغيره، وبَخِلَ على نفسه (¬4). (231 - 83) قيل: فمن الحازم؟. ¬

_ (¬1) الحكمة لقيس بن عاصم. العقد الفريد 2: 286. (¬2) قارن الفرائد والقلائد 67، 68 "الصبر على الغصة يؤدي إلى الفرصة" وفي لباب الآداب 63 "تجرع من عدوك الغصة إلى أن تجد الفرصة" والغصة: ما اعترض في الحلق من طعام أو شراب. (¬3) الفرائد والقلائد 19، وأدب الدنيا والدين 126، وفيهما "استظهر" موضع "نظر". (¬4) الفرائد والقلائد 19، وأدب الدنيا والدين 126.

قال: من حفظ ما في يده، ولم يؤخّر شغل يومه إلى غده (¬1). (232 - 84) قيل: فمن المُنْصِفُ؟. قال: من لم يكن إنصافه لضعف يده وَقُوةِ خصمه (¬2). (233 - 85) قيل: فمن الجواد؟. قال: من لم يكن جوده لدفع الأعداءِ، وطلب الجزاء (¬3). (234 - 86) قيل: فمن المُحِبُّ؟. قال: من لم تكن محبته لبذْل معونة أو حذف مَؤُونَةٍ (¬4). (235 - 87) قيل: فمن الحليم؟. قال: من لم يكن حِلْمُهُ لِفَقْدِ النُصْرةِ، وعَدَمِ القُدرة (¬5). (236 - 88) قيل: فمن الشجاع؟. قال: من لم تكن شجاعته لفوت الفِرار، وبُعد الأنصار. (327 - 89) قيل: فمتى يكون الأدب أضر؟. قال: إذا كان العقل أنقص (¬6). (238 - 90) قال عمرو بن العاص لابنه عبد الله: ما السؤدد؟. قال: اصطنَاعُ العشيرة، واحتمال الجريرة. ¬

_ (¬1) الفرائد والقلائد 55. (¬2) الفرائد والقلائد 55. (¬3) الفرائد والقلائد 55. (¬4) الفرائد والقلائد 55، وفيه "وجد" موضع "حذف". (¬5) الفرائد والقلائد 55، وفيه "لعدم النصرة، وفقد القدرة". (¬6) قارن البيان للجاحظ 1: 86 متى يكون الأدب شرًا من عدمه؟ قال: إذا كثر الأدب ونقصت القريحة.

قال: فما الشرف؟. قال: كف الأذى، وبذل الندى. قال: فما الثناءُ؟. قال: استعمالُ الأدَب، ورعَايةُ الحسب. قال: فما المجد؟. قال: حَمْلُ المغارم، وابتناءُ المكارم (¬1). قال: فما السماحة؟. قال: حب السائل وبذل النائل. قال: فما الرفق؟. قال: أن تكون ذا أَناةٍ، ولا تخاشِن الولاةَ. قال: فما الجود؟. قال: أن ترى نعماك زائدة، والعطية فائدة. قال: فما الغنى؟. قال: قلة تمنّيك، والرضا بما يكفيكَ. قال: فما الفقر؟. قال؛ شَرَةُ النفس، وشدَّةُ القُنوط. قال: فما الجبن؟. قال: طاعةُ الوَهَلِ، وشدةِ الوَجَلِ. قال: فما الجهل؟. قال: سرعةُ الوِثابِ، والعيُّ بالْجَوَابِ. ¬

_ (¬1) عين الأدب والسياسة 105.

الشعر

الشعر (239 - 60) قال الأَفْوَهُ الأودي (¬1): لا يصْلحُ الناسُ فَوْضَى لا سَرَاةَ لَهُمْ ... ولَا سَرَاةَ إذا جُهَّالُهُمْ سادوا (¬2) (240 - 61) وقال الأجرد الثقفي (¬3): مَنْ كانَ ذَا عَضُدٍ يُدْرِكْ ظُلامَتَهُ ... إنَّ الذَّليلَ الذي لَيْسَتْ لهُ عَضُدُ (¬4) (241 - 62) وقال صُوَيم (¬5) البَجِلي: وَقَدْ يَنْجو الجَبَان بغَيْرِ حَزْمٍ ... وَقَدْ يَسْتَدرِكُ التِّرَةَ الوَحيدُ (242 - 63) وقال حاتم الطائي (¬6): ¬

_ (¬1) هو صلاءة بن عمرو بن مالك بن عوف، ويكنى أبا ربيعة، ويلقب بالأفوه؛ لأنه غليظ الشفتين، شاعر يماني من كبار شعراء الجاهلية، وكان حليم قومه ورئيسهم في حروبهم، توفي سنة 50 قبل الهجرة. من مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 1: 223، 224، والأغاني 12: 169، وألقاب الشعراء 325، وسمط اللآلئ 365. (¬2) ديوانه (ضمن الطرائف الأدبية) للميمني ص 10، والبيان والتبيين 3: 325، والمعمرون والوصايا 131، والتمثيل والمحاضرة 51، والأحكام السلطانية 5، ولباب الآداب 40، 75، والمصباح المضيء 1: 72، وبدائع السلك 1: 107، وقيل: إن البيت لأبي الأسود الدؤلي. انظر ديوانه 144. (¬3) هو مسلم بن عبد الله بن سفيان، من شعراء العصر الأموي: أخباره في الشعر والشعراء 712، وألقاب الشعراء 311. (¬4) البيان والتبيين 1: 67، 3: 325، والشعر والشعراء 712، وعيون الأخبار 3: 2، وتسهيل النظر 107، والعقد الفريد 2: 440، وجمهرة الأمثال 2: 9، والمصون في الأدب 7. (¬5) س: صويمر. (¬6) هو حاتم بن عبد الله الطائي، شاعر جاهلي يضرب به المثل في الجود، توفي سنة 46 قبل =

كُلَوا اليَوْم منْ رِزق الإلهِ، وأَبْشروا ... فإِن على الرَّحْمنِ رِزْقَكُمُ غَدَا (¬1) (243 - 64) وقال أَوْسُ بن حَارِثة (¬2): سِرْنا إلَيْهِمْ وَفينا كَارِهُون لهم (¬3) ... وقد يصَادَف (¬4) في المكرُوهةِ الرَّشَدُ (244 - 65) وقال شُريح بن مرَّ الكِنديُّ: وما لامْريءٍ طولُ الخُلودِ وإنّما ... يُخَلِّدُهُ طولُ الثناءِ فَيَخْلُدُ (¬5) (245 - 66) وقال أَنسُ (¬6) بن مُدرِكِ الخَثْعَمِي: عَزَمْتُ على إقامَةِ ذي صباحٍ ... لشيءٍ ما يسوَّد (¬7) مَنْ يَسُودُ (¬8) (246 - 67) وقال فضالة بن شريك الهَمذاني (¬9): ¬

_ = الهجرة. أخباره وشعره: الشعر والشعراء 193 - 203، وخزانة الأدب للبغدادي 1: 494، 2: 164. (¬1) ديوانه تحقيق: فوزي عطوى 75، وفيه "أيسروا" موضع "أبشروا"، وأيضًا في ديوانه شرح الجزيني 41، والتمثيل والمحاضرة 10، والمستطرف 1: 32 وكلاهما دون نسبة، ونسبه الثعالبي في الإعجاز والإيجاز ص 155 لجميل بن معمر. (¬2) هو شاعر جاهلي، من الأزد، والأزد هو جد قبيلة الأوس، وكان أوس من المعمرين؛ فقد عاش مائتين وعشرين سنة، وهرم وذهب سمعه وبصره. ترجمته في المعمرين لأبي الحاتم السجستاني 45، والإصابة، تحقيق البجاوي 1: 259. (¬3) ل: لها. (¬4) س: يصادق. (¬5) المستطرف 1: 33 دون نسبة. (¬6) في ل، س: أوس. (¬7) في ل: ما يسوءك. (¬8) رسالة أعجاز أبيات تغني في التمثيل عن صدورها 165، ويتضمن تخريجًا. (¬9) هو فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد الأسدي، كان شاعرًا فتاكًا صعلوكا مخضرمًا، أدرك الجاهلية والإِسلام، وتوفي نحو سنة 64 هجرية. مصادر ترجمته: الأغاني 12: 71، =

لقد أَسْمَعْتَ لو نَاديتَ حَيا ... ولكن لا حياةَ لِمَنْ تُنادي (¬1) (247 - 68) وقال (¬2) مُضَرِّسُ بن رِبْعي (¬3): الخَيْرُ يَبْقَى وإن طالَ الزمانُ به ... والشَّرُّ أَخْبَتُ مَا أَوْعَيْت مِن زادِ (¬4) (248 - 69) وقال عَدِيُ بن زَيْد: وفي كَثرةِ الأيْدي عَنِ الظُّلْمِ زاجِرُ ... إذا حَضَرَتْ أَيْدىِ الرِّجَالُ بِمَشْهَدِ (¬5) ¬

_ = والإصابة 3: 214، والأعلام 5: 349. (¬1) أورده العاملي في أسرار البلاغة 335 ولم ينسبه. والبيت مختلف في نسبته؛ فقد أسند إلى عمرو بن معد يكرب، ومنسوب أيضًا إلى عبد الرحمن بن الحكم. وذكر ابن نباتة المصري في سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون أن البيت لعمرو بن معد يكرب، وذكر معه بيتًا آخر، ثم عاد فذكر أن البيت يروى لدريد بن الصمة. وذكره الصفدي في شرح لامية المعجم في البيت الأول، ونسبه إلى عبد الرحمن بن الحكم، وينسب البيت أيضًا إلى كثير عزة. قول على قول 1: 221، 222. (¬2) يبدأ اضطراب في النسخة س إذ يذكر الأبيات من 10 إلى 24 السابق عرضها في الفصل الأول من النسخة ل. (¬3) هو مضرس بن ربعي بن لقيط الأسدي، أورد له البغدادي أبياتا جيدة في وصف ليلة ويوم ومقطوعة فيها حكمة، وقال: هو شاعر جاهلي. واختار أبو تمام في الحماسة قطعتين من شعره. خزانة الأدب البغدادي 2: 292. وشرح ديوان الحماسة للتبريزي 3: 102، 4: 110. والأعلام 8: 152. (¬4) ورد البيت في ديوان عبيد بن الأبرص 15، ونسبه إليه أيضًا أبو الهلال العسكري في ديوان المعاني 1: 118، كما ورد في ديوان طرفة شرح الأعلم الشنتمري ص 148، وفي نزهة الأبصار 1: 678، واللسان 15: 397. وأورده الماوردي في قوانين الوزارة 107 وقال: إنه من الأمثال السائرة، والعقد الفريد 3: 104، ولم ينسبه، وذكره الميداني في مجمع الأمثال، وقال: إنهم زعموا أنه من أقوال الجن. جمهرة أشعار العرب 180. (¬5) ديوانه 108، وموسوعة الشعر الجاهلي 2: 447، كما ورد البيت في ديوان طرفة بن العبد 152.

(249 - 70) وقال قَيْسُ بن الخَطِيم (¬1): مَتى ما تَقُدْ بالباطلِ الحَق يَأبَه ... وإنْ قدُتَ بالحَق الرَواسِيَ تنقَدِ (¬2) (250 - 71) وقال آخر: سَتَلْقَى الذي قَدَّمْتَ للخَيرِ مُحْضَرًا ... وَأَنْتَ بما تأْتي مِنَ الخَيْرِ أَسْعَدُ (¬3) (251 - 72) وقال آخر (¬4): إذا أَنْتَ حَملْتَ الخَؤونَ أَمَانَةً ... فإِنَّكَ قَدْ أسنَدْتَها شَرَّ مُسند (¬5) (252 - 73) وقال المعْلُوطُ (¬6): وَلَيْسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ حِيلَةِ الفَتَى ... وَلَكِنْ أَحاظٍ قُسّمَتْ وجُدودُ (¬7) (253 - 74) (254 - 75) وقال حسان بن ثابت: وإِنَّ امرءًا نالَ الغِنى، ثُمَّ لمْ ينلْ ... قَريبًا, ولا ذا حَاجَةٍ لَزَهيدُ ¬

_ (¬1) هو شاعر من أهل يثرب، أدرك الإِسلام ولم يسلم، وسمي أبا الخطيم لضربة خطمت أنفه، وقتل قبل الهجرة بسنتين لكثرة ملاحاته الخزرج الذين قتلوا أباه وهو صغير. مصادر ترجمته: طبقات فحول الشعراء 227 - 231، والأغاني 3: 1 - 26، وأسماء المغتالين 274، ومعجم المرزباني 321، 322، والخزانة 3: 168، 169. (¬2) أورده الماوردي في تسهيل النظر 138 ولم ينسبه، وانظر ديوان قيس بن الخطيم، القصيدة السادسة، البيت 18 ص 130، ومجموعة المعاني 12. والتذكرة السعدية 1: 332. (¬3) أورده الماوردي في قوانين الوزارة 98 ولم ينسبه. (¬4) الشاعر: عبيد بن الأبرص، شاعر جاهلي حكيم، توفي نحو سنة 555 ميلادية. (¬5) أورده الماوردي في قوانين الوزارة 143 ولم ينسبه، وانظر ديوان عبيد بن الأبرص 67، وعين الأدب والسياسة 56 ولم ينسبه. (¬6) هو المعلوط بن بدل السعدي. الحماسة بشرح التبريزي 2: 147. (¬7) جمهرة الأمثال 2: 225 وينسبه إلى المعلوط، والحماسة 134 وينسبه إلى رجل من بني قريع، وعيون الأخبار 3: 189، وينسبه إلى المعلوط وفيه "حظوظ" موضع "أحاظ".

وإنَّ امرءًا عادَى الرِّجالَ على الغِنَى ... ولم يَسْأَل الله الغِنَى لحَسودُ (¬1) (255 - 76) (256 - 77) وقال قيس بن عاصم (¬2): إنَّ القِدَاحَ إذا اجْتَمَعْنَ فَرامَها ... بالْكَسْرِ ذو حَنَقٍ وبَطْشٍ أَيدِ عَزَّتْ فلَمْ تُكْسَرْ وإنْ هي بُددَت ... فَالكَسْرُ والتوْهين للْمُتَبدِّدِ (¬3) (257 - 78) وقال آخر: نرْجُو الوَليدَ وقد أَعْيَاكَ والدُهُ ... وما رَجاؤُكَ بَعْدَ الوالدِ الوَلَدَا (¬4) ¬

_ (¬1) أوردهما الماوردي في أدب الدنيا والدين 323، وفي البيت الأول "المنى" موضع "الغنى"، وانظر: ديوان حسان بن ثابت 78. . . . وقال الثعالبي: من أحسان حسان في جوامع كلمه قوله: وإن امرءًا يمسي ويصبح سالمًا ... من الناس إلا ما جنى لسعيد فأجازه ابنه سعيد بقوله: وإن امرءًا نال الغنى ثم لم ينل ... صديقا, ولا ذا حاجة لسعيد ثم أجازه ابنه عبد الرحمن بقوله: وإن امرءًا عادى أناسًا على الغنى ... ولم يسأل الله الغنى لحسود الإعجاز والإيجاز ص 145. (¬2) هو قيس بن عاصم بن سنان المنقري، شاعر فارس، عاش في الجاهلية وأدرك الإِسلام، فأسلم وحسن إسلامه، وأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه في حياته، وعمر بعده زمانا، وروى عنه عدة أحاديث، توفي نحو سنة 20 هـ. مصادر ترجمته: الإصابة ترجمته 7196، والأغاني 14: 69، ومعجم الشعراء 199، وخزانة البغدادي 3: 428. (¬3) أوردهما الماوردي بالنسبة ذاتها في أدب الدنيا والدين 149، وفي البيت الثاني "فالوهن والتكسير" موضع "فالكسر والتوهين"، وأيضًا في لباب الآداب 31، وفي جمهرة الأمثال 1: 48 وقال العسكري قصة المثل: "تخاذل القوم فيما بينهم من أمارات شؤمهم ودلائل شقائهم ولما حضرت الوفاة قيس بن عاصم أحضر بنيه فقال: ليأتيني كل واحد منكم بعود، فاجتمع عنده عيدان فجمعها وشدها وقال: اكسروها فلم يطيقوا ذلك ثم فرقها فكسروها، فقال: هذا مثلكم في اجتماعكم وتفرقكم وأنشدهم لنفسه الشعر الوارد. والقدح: جمع قدح بالكسر، وهو السهم قبل أن يراش ويركب نصله، والحنق: الغيظ، أيد: أي قوي. (¬4) الأمثال لأبي عبيد القاسم 127، وجمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 2: 133، والعقد =

(258 - 79) وقال المعلوط: إذا المَرءُ أَعْيَتْهُ المُرُوءَةُ نَاشِئًا ... فَمَطْلَبُها كَهلًا عَلَيْهِ شديدُ (¬1) (259 - 80) وقال آخر: إذا ما الشَّيخُ عُوتبَ زادَ شرًا ... ويُعتِبُ بَعْدَ صَبْوتهِ الوَليدُ (¬2) (260 - 81) وقال عمرو بن معدي كرب (¬3): أُريدُ حَبَاءَة ويُريدُ قَتْلي ... عَذِيرَكَ مِنْ خَليلكَ مِنْ مُرَادِ (¬4) (261 - 82) وقال آخر: وَإذَا الفَتى لَاقى الحِمَامَ رَأَيْتَهُ ... لَوْلا الثناءُ كَأَنَّهُ لَمْ يُولَدَ (¬5) (262 - 83) وقال ضابئُ بن الحارث: لِكُل جَدِيدٍ لَذَةٌ غَيرَ أَنَّني ... رَأَيتُ جَديدَ الموْتِ غَيرَ لَذِيذِ (¬6) ¬

_ = الفريد 2: 318 ثم 3: 98، والميداني 2: 225 ولم ينسب. (¬1) البيان والتبيين 1: 274 ولم ينسبه وفيه "السيادة" موضع "المروءة"، وجمهرة الأمثال 2: 255، والحماسة 134 ويسند البيت إلى رجل من بني قريع، وعين الأدب والسياسة 56، ولم ينسبه. (¬2) البيان والتبيين 2: 350 ولم يسنده. ويعتب: يرضى، وأعتبه: أرضاه، والصبوة: الميل إلى الجهل واللهو. (¬3) هو عمرو بن معدي كرب بن ربيعة بن عبد الله الزيدي، شاعر يمني من الفرسان، أسلم سنة 9 هـ، ومات في آخر خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. من مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 332 - 336، وطبقات ابن سعد 5: 383، والأغاني 15: 208 - 229. (¬4) الكامل للمبرد 3: 928، معجم الشعراء 16، والأغاني 10: 27 ثم 15: 227، والهفوات النادرة 9، وخاص الخاص 18، والمحاسن والمساوئ 2: 308، والمصون في الأدب 214، وقد تمثل علي ابن أبي طالب بهذا البيت حين ضربه ابن ملجم لعنه الله. مجمع الأمثال 1: 306. (¬5) الحماسة 223، وينسبه إلى يزيد الحارثي. (¬6) هذا البيت للحطيئة. انظر: ديوانه 120، والأغاني 2: 196. وجمهرة الأمثال 2: 51، =

(263 - 84) (¬1) وقال المتلمس (¬2): ومن حَذَرِ الأوْتَارِ ما حَزَّ أَنْفَهُ ... قصِيرٌ وخَاضَ الموْتَ بالسَّيفِ بَيْهَسُ (¬3) (264 - 85) وقال عبد الله بن هُمام السَّلولي (¬4): وساعٍ مَعَ السُّلْطانِ يسعى عليهمُ ... ومُحْتَرسٍ مِنْ مِثْلِهِ وَهوَ حارِسُ (¬5) (265 - 86) (266 - 87) وقال الزبير بن عبد المطلب (¬6): إذا كنتَ في حاجة مُرْسلًا ... فَأَرْسِلْ حَكيمًا وَلا تُوصِهِ وَإنْ بابُ أَمْرٍ عَلَيْكَ الْتَوَى ... فَشاوِرْ لبيبًا وَلا تَعْصِهِ (¬7) ¬

_ = والمحاسن والمساوئ 1: 434، وفصل المقال 324. (¬1) ينتهي الاضطراب في س. (¬2) هو جرير بن عبد المسيح بن عبد الله، شاعر جاهلي، ولقب بالمتلمس لقوله: فَهَذا أوانُ الْعَرْضُ حيِّ ذُبابُهُ ... زَنابيرُهُ وَالأَزْرَقُ الْمُتَلَمِّسُ والمتلمس هو خال طرفة بن العبد، وتوفي سنة 42 قبل الهجرة على الأرجح. مصادر ترجمته: طبقات فحول الشعراء 155، 156، والشعر والشعراء 131 - 136، وألقاب الشعراء 315، الأغاني 24، 260، 261، وموسوعة الشعر العربي (الجاهلي) 2: 141. (¬3) ديوانه ضمن موسوعة الشعر الجاهلي 2: 161، والحماسة 74 وفيهما "طلب" موضع "حذر"، والفاخر 64 وفيه "الأيام" موضع "الأوتار"، والوتر: الثأر، والقصير: هو قصير بن سعد، وبيهس الملقب بالنعامة هو بيهس بن خلف، وانظر قصته في الفاخر ص 62، 63. (¬4) هو شاعر إسلامي، من بني مرة بن صعصعة، أدرك معاوية، وبقي إلى أيام سليمان بن عبد الملك، وتوفي نحو سنة 105 هـ. الشعر والشعراء 633، وسمط اللآلئ 683، والخزانة 3: 638 - 639. (¬5) الشعر والشعراء 633، وفيه الشطر الأول من البيت: وساع مع السلطان ليس بناصح. . . . وفي عيون الأخبار 1: 57، 58. (¬6) هو أكبر أولاد عبد المطلب العشرة، وأكبر أعمام النبي - صلى الله عليه وسلم - , ومات قبل البعثة النبوية؛ ولذا فهو شاعر جاهلي. موسوعة الشعر الجاهلي 4: 434. (¬7) ديوانه ضمن الموسوعة 4: 434 والشطر الأول من البيت فيه: إذا أنت أرسلت في =

(267 - 88) وقال آخر: أبا مُنْذِرٍ! أَفنَيْتَ، فاستبقِ بَعْضنا ... حَنانَيْك، بَعْضُ الشرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ (¬1) (268 - 89) وقال أَبو ذُؤَيْبٍ (¬2): أجامِلُ أَقْوامًا زَمانا وَقَدْ أَرَى ... صُدُورَهُمُ تَغْلي عَلَيَّ مِرَاضُها (¬3) ¬

_ = حاجة. .، وقد ورد البيت الثاني في محاضرات الأدباء 1: 11، ونسبه الراغب الأصفهاني إلى عبد الله بن معاوية. (¬1) البيت لطرفة بن العبد، ديوانه 46، وجمهرة الأمثال للعسكري 1: 46 ثم 2: 35، وجمهرة أشعار العرب 19، والأشباه والنظائر للخالدين 1: 176. (¬2) أبو ذؤيب كنيته اشتهر بها، واسمه خويلد بن خالد بن محرث بن زبيد وينتهي نسبه إلى مضر بن نزار، وهو أحد المخضرمين ممن أدرك الجاهلية والإِسلام، وقد أسلم وحسن إسلامه، وقال البغدادي فيه: هو أشهر هذيل من غير مدافعة، ومات في افريقية نحو سنة 27 هـ. انظر: مصادر ترجمته: الأغاني 6: 264، والخزانة 1: 203 ثم 2: 320 و 3: 597، 647، وكنى الشعراء 282. (¬3) هذا البيت سقط من س.

الفصل الرابع

الفصل الرابع

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (269 - 90) رَوى محمَّد بن المنكدر عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُل مَعْروفٍ صَدَقَةٌ، وإن مِنَّ المعروف أنْ تَلْقى أخاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ" (¬1). (270 - 91) روى أبو التياح عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَسِّرُوا ولا تُعَسِّروا، وَسَكنوا ولا تُنَفِّروا" (¬2). (271 - 92) روى محمَّد بن المنكدر عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرِّفْقُ في المعيشَةِ خَيْرٌ مِنْ بَعْضِ التِّجارة" (¬3). (272 - 93) روى مُصْعَبُ بن مَنْظورٍ عن عُقبَة بن عامر - رضي الله عنه - قال: ¬

_ (¬1) حسن، أخرجه الترمذي والحاكم عن جابر. صحيح الجامع الصغير 4: 181 الحديث 4433، وسنن الترمذي 6: 196 الحديث 1971، والمستدرك على الصحيحين 2: 50، وابن عدي: الكامل 6: 454، ومشكاة المصابيح 1: 596 رقم 1910، وكشف الخفاء 2: 181، وراجع المناوي: فيض القدير 5: 32 رقم 6351. (¬2) صحيح، أخرجه الشيخان عن أنس، وبدل كلمة "سكنوا"ـ لفظة "بشروا". صحيح البخاري 1: 27، وهداية الباري 2: 253، كما أخرجه أحمد والنسائي عن جابر أيضًا. تيسير الوصول 1: 29، وصحيح الجامع الصغير 6: 341 الحديث 7942، وعن أنس بذات لفظ البخاري، ومسلم 5: 141، وأحمد 3: 141، والبزار: كشف الأستار 1: 57، وانظر الألباني: الأحاديث الصحيحة 3: 142 الحديث 1151. (¬3) ضعيف، أبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 55 رقم 88، وأخرجه الدارقطني في "الأفراد"، والإسماعيلي في "معجمه"، والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر 5: 252 رقم 656. ضعيف الجامع الصغير 3: 194، الحديث 3160، ومسند الشهاب 1: 169 رقم 170. وراجع: فيض القدير 4: 56 رقم 4530.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ العِلْمِ ما نَفَعَ، وخَيْرُ الهُدَى ما اتَّبعَ" (¬1). (273 - 94) روى حماد عن جناح عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تهادَوْا تذهَبْ سَخائِمُكُمْ" (¬2). (274 - 95) روى سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أرْبي الرِّبا استطالَةُ الرَّجُلِ في عِرْض أخيه" (¬3). (275 - 96) روى هُمام عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجَنَّة قَتّات" (¬4) يعني النمام. ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر جزء من حديث. إسعاف الطلاب، كما أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن زيد بن خالد الجهني 2: 222 رقم 770، وأبو نعيم في الحلية 1: 138، واللباب 189، 275، وفيه "العمل" موضع "العلم" وأبو الشيخ في الأمثال 160 رقم 252، كما أخرجه الطبراني عن زيد بن خالد مرفوعا. كشف الخفاء 1: 457، وراجع مجمع الزوائد 10: 235، وفيض القدير 2: 175 رقم 1069. (¬2) ضعيف، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن مكحول 1: 428 رقم 381، والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس 6: 479 رقم 8977، واللباب 115، 270، وإرواء الغليل 6: 44 الحديث 1601 وهو حسن بلفظ: "تهادوا تحابوا" ـ أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 308، وأبو يعلى في مسنده عن أبي هريرة. التمييز 60، وكشف الخفاء 1: 381، والسخيمة: الحقد والحسد. (¬3) صحيح، أخرجه أبو داود عن سعيد بن زيد بلفظ: "إن من أربى. . . ." السنن 5: 193 الحديث 4876، كما أخرجه البزار عن أبي هريرة -وهو حسن- الترغيب والترهيب 3: 296، والمسند (تحقيق شاكر) الحديث رقم 1119، وشعب الإيمان للبيهقي 5: 313 رقم 6769، ومشكاة المصابيح 3: 1402 الحديث 5045. (¬4) صحيح، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد عن حذيفة. اللؤلؤ والمرجان ص 20 برقم 67، وأبو داود (5: 190) الحديث 4871، والترمذي (6: 229) الحديث 2027، ومسند ابن حنبل 5: 382، 389، 392، 402، 404، ومسند الشهاب 2: 58 رقم 569، والأحاديث الصحيحة للألباني 3: 29 الحديث 1034.

(276 - 97) روى محمَّد بن سيرين عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَحْرُمُ على النَّارِ كلُّ سَهْلٍ هَينٍ لين قريب" (¬1). (277 - 98) روى أيُوبُ عن أبي قُلابَة عن أَبي الدرداء - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صُومُوا تَصِحُوا، واغْزُوا تغْنَموا، وَأفشوا السَّلامَ تحابوا" (¬2). (278 - 99) روى مبارك عن سعيد عن خُلَيد الفراء عن أبي المجر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيَّاكُمْ وَمُجالَسَة الموْتى". قيل: يا رسول الله، ومن الموتى؟ قال: "كُلُّ غَنِيٍّ أطْغاهُ غِناهُ". (279 - 100) روى الحسنُ عن جندب عن حُذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْس لِلْمَرءِ أنْ يُذلَّ نَفْسه" قالوا: يا رسول الله، وكيف يُذل نفسه؟ قال: "يَتَعَرضُ لِما لا يُطيقُ" (¬3). ¬

_ (¬1) حسن، رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة. الترغيب والترهيب 3: 18، كما رواه أبو يعلى في مسنده، والترمذي في جامعه عن ابن مسعود، وقال: حسن غريب (7: 184) الحديث 2490 بلفظ: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار. . ."، وشعب الإيمان 7: 535 رقم 11251، والمشكاة (3: 1409) الحديث 5084، وصحيح الجامع الصغير (2: 363) الحديث 2606. (¬2) ضعيف، رواه الطبراني في الأوسط, وأبو نعيم في الطب النبوي من حديث أبي هريرة بسند ضعيف. وقال المنذري في الترغيب (2: 211) برقم 1400، والهيثمي في مجمع الزوائد: رجال الطبراني ثقات، وكشف الخفاء 1: 539، وقال الألباني: لا ينفى أن يكون في السند مع ثقة رجاله علة تقضي ضعفه ثم حكم عليه بالوضع. الأحاديث الضعيفة الحديث 253. (¬3) ضعيف، أخرجه ابن ماجه عن حذيفة. السنن 2: 133 رقم 4016، وأخرجه الترمذي عن حذيفة أيضا وقال: حسن غريب. الجامع الصحيح 4: 523 الحديث 2254 (عطوة)، أبو الشيخ الأصبهاني: الأمثال 89 رقم 151، والديلمي: مسند الفردوس 3: 409 رقم 5250، والجامع الكبير 3: 802 يشير إلى أنه أخرجه الطبراني عن علي في المعجم الصغير =

(280 - 101) روى أبو عثمان عن سَلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله حَييٌّ كريمٌ، يَسْتَحِيْ أنْ يَمُدَّ العَبْدُ يَدَهُ إليه فَيَرُدَّها خائبة" (¬1). (281 - 102) روى يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خَفِيَتِ الخَطيئةُ لَمْ تَضُرَّ إلا صاحِبَها، وإذا ظَهَرَتْ فَلَمْ تُغَيَّرْ ضَرَّتْ العامَّة" (¬2). (282 - 103) روى عطاءُ الخراساني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يأتي زمانٌ يَذوبُ فيه قَلبُ المؤمنِ كما يذوب الملحُ في الماء" فقيل: لِمَ ذلك؟ قال: "مما يَرَى من المُنكرِ فلا يستطيع تغييره". (283 - 104) روى حمّادُ عن جناح عن واثلة بن الأسقعِ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيْرُ شبابِكُمْ مَنْ تَشبَّهَ بكُهولِكُمْ، وَشَرُّ كهولِكُمْ مَنْ تَشبَّه بِشَبابِكُمْ" (¬3). ¬

_ = الحديث 8808، واللباب 152. (¬1) صحيح، أخرجه الحاكم (المستدرك 1: 497) والترمذي (السنن الحديث 3551)، وابن ماجه (السنن 2: 1271) وأبو داود (4: 302 الحديث 4012)، وصحيح الجامع الصغير 2: 108، 109 الحديث 1753. وراجع فيض القدير 2: 238 رقم 1730. (¬2) موضوع، رواه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة. وقال السيوطي: إن الحديث حسن. الجامع الصغير 22، ولكن الهيثمي قال: في سلسلة الحديث مروان بن سالم الغفاري وهو متروك. مجمع الزوائد 7: 268. وحكم الألباني على الحديث فقال: موضوع. ضعيف الجامع (1: 176) الحديث 579، وراجع المناوي: فيض القدير 1: 339 رقم 581، الألباني: الضعيفة والموضوعة 4: 115 رقم 1612. (¬3) ضعيف، أخرجه أبو يعلى في مسنده والطبراني في الكبير عن واثلة، وفيه: الحسن بن أبي جعفر، وهو ضعيف، مجمع الزوائد 10: 271، والمطالب العالية 3: 3، والبيهقي في شعب الإيمان 6: 168 رقم 7805، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن أنس 2: 233 رقم 781، وقال المناوي في ترتيبه: أخرجه ابن عدي في الكامل عن ابن مسعود. اللباب =

(284 - 105) روى ممطور عن أَبي أُمامة أَن رجلًا قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: "إذا سَرَّتكَ حَسَنتك، وساءَتْكَ سَيئتك، فأَنْتَ مُؤْمنٌ" (¬1). (285 - 106) روى العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اقْشَعَرَّ جِلْدُ العَبْدِ مِنْ خَشْية اللهِ -عزَّ وجَلَّ- تحاتت ذنُوبُهُ كما يتحاتُّ عَنِ الشَّجَرَةِ اليابِسَةِ وَرَقُها" (¬2). (286 - 107) روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَعْرِفْ نِعْمَةَ اللهِ إلا في مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ فَقَدْ قصَّرَ في عَمَلِهِ وَدَنا عذابُهُ" (¬3). (287 - 108) روى محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحَبَّ الله عبدًا حمَاه الدُنيا كما يَحْمي أحَدُكُمْ مَريضَهُ. وَيُرْوَى: مَريضَهُ الماء" (¬4). ¬

_ = 191، 276، وضعيف الجامع الصغير 3: 138 برقم 2910. وراجع المناوي: فيض القدير 3: 487 رقم 4071. (¬1) صحيح، أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي أمامة 2: 13، كما أخرجه أحمد والطبراني والبيهقي وابن حبان والضياء عن أبي أمامة أيضًا. صحيح الجامع الصغير 1: 224 الحديث 614، والترغيب والترهيب 3: 17، وكنز العمال (1: 144) الحديث 699، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار عن عمر بن الخطاب بلفظ: "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن". البيان والتعريف 3: 217 الحديث 1545، راجع فيض القدير 1: 374 رقم 677. (¬2) ضعيف، أخرجه البيهقي في الشعب 1: 491 رقم 803، وأبو الشيخ في الثواب. الترغيب والترهيب 4: 1128، وفيض القدير 1: 292 رقم 468، الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: 4: 312 رقم 1829، وتاحت تساقطت. (¬3) ضعيف: أورده ابن حنبل في الزهد ص 134 ونسبه إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ونسبه البيهقي في شعب الإيمان إلى أبي الدرداء 4: 113 رقم 4667 بلفظ: "من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل علمه وحضر عذابه". (¬4) صحيح، أخرجه الترمذي عن قتادة بن النعمان. الجامع الصحيح 4: 381 برقم 2036، كما =

(288 - 109) روى إبراهيم بن ميسرة عن طاوس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الزُّهْدُ في الدنيا يُريحُ القَلْبَ والبَدَنَ، والرَّغْبةُ في الدنيا تُطيلُ الهَمَّ والحَزَنَ" (¬1). (289 - 110) روت أم سعد بنت زيد عن أبيها زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ، وطاعةُ المرأةِ ندامَةٌ، وحُسْنُ الملكَةِ نمَاءٌ، والصَّدَقَةُ تَمْنعُ ميتَةَ السُّوءِ" (¬2). (290 - 111) روى عاصم عن الشعبي، وخيثمة عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَرامُ بيَنٌ والحلالُ بيَنٌ، وبين ذلك شُبُهات، فمَنْ تَرَك الشُبهاتِ فهو للحرامِ أترَكُ، ومحارِمُ الله حِماه، فَمَنْ أرْتَعَ الحِمَى كانَ قَمينًا أنْ يَرْتَعَ فيه" (¬3). ¬

_ = أخرجه عنه الحاكم في مستدركه (4: 309) وقال صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في الشعب 7: 321 رقم 10449، وأبو يعلى في مسنده, وقال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد 10: 285، كما رواه البيهقي في شعب الإيمان. وقال الألباني: الحديث صحيح. صحيح الجامع 1: 138، الحديث 279، والمشكاة (3: 1445) الحديث 5250، راجع المناوي: فيض القدير 1: 246 رقم 355. (¬1) ضعيف، أخرجه أحمد في "الزهد" والبيهقي في "شعب الإيمان" عن طاوس مرسلًا 7: 347 رقم 10536. وضعيف الجامع، وقال الألباني: ضعيف جدًا. (3: 202) الحديث 3195، والقضاعي في مسند الشهاب عن أبي عمرو 1: 188 رقم 198، واللباب 51، 280، وراجع المناوي: فيض القدير 4: 73 رقم 4595. (¬2) ضعيف، أخرجه ابن منده عن الربيع الأنصاري. ضعيف الجامع الصغير (3: 223) الحديث 3288، والأحاديث الضعيفة (2: 208) الحديث 794، وابن عساكر عن جابر. كنز العمال (3: 6) الحديث 5144. وراجع فيض القدير 4: 113 رقم 4721. (¬3) صحيح، أخرجه البخاري (هداية الباري 1: 331) ومسلم (مختصر صحيح مسلم 2: 13)، والترمذي (الجامع الصحيح 3: 511) عن النعمان بن بشير، وابن ماجه عن ابن عباس =

(291 - 112) روى عبد الله بن الحسن عن أُم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ تكنْ فيهِ واحدةٌ منْ ثلاثٍ فلا يُحْتَسَبُ بشيءٍ مِنْ عَمَلِهِ: تَقْوَى تَحْجِزُهُ عن مَعاصي اللهِ -عَزَّ وجلَّ-، أو حِلْمٌ يكُفُّهُ عن السَّفَهِ، أو حِكْمَةٌ يعيشُ بها في النَّاسِ" (¬1). (292 - 113) روى أبو مالك الأسدي عن الزهري عن مجمع بن حارثة عن عمه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَياءُ شُعْبة مِنَ الإيمانِ، ولا إيمانَ لِمَنْ لا حَيَاءَ لَهُ" (¬2). (293 - 114) روى ابن أَبي مُليكة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أتاه اللهُ وَجْهًا حَسَنا، واسْمًا حسنًا، وَجَعَلَهُ في مَوْضِع غيرِ شائنٍ، فَهْوَ مِنْ صَفْوَةِ اللهِ في خَلْقِهِ" (¬3). (294 - 115) روى جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله ¬

_ = السنن 2: 1319. (¬1) ضعيف، البيهقي في شعب الإيمان 7: 339 رقم 8424، وأخرجه البزار عن أنس بلفظ: "ثلاث من كن فيه استوجب الثواب، واستكمل الإيمان. . . ." ضعيف الجامع الصغير 3: 56 رقم 2546، كما أخرجه الطبراني عن أم سلمة، والرافعي عن علي. كشف الخفاء 2: 383. (¬2) صحيح، متفق عليه عن ابن عمر بلفظ: "الحياء من الإيمان". البخاري 1: 11، مسلم 1: 46، والقضاعي في مسند الشهاب 1: 124 رقم 109، واللباب 29، والترمذي، الحديث 2618، كما أخرجه عن عبد الله بن مسعود. المسند: 252، والمقاصد الحسنة الحديث 423، وصحيح الجامع الصغير 3: 102 برقم 3192، والبيان والتعريف 2: 289 برقم 969. (¬3) موضوع، قال ابن الجوزي: من رواته ابن أبي مليكة، وهو سليم بن مسلم المكي ليس ثقة. الموضوعات 1: 160، والفوائد المجموعة 221، ورواه الطبراني في الصغير والأوسط وفي رجاله خلف بن خالد البصري، وهو ضعيف، مجمع الزوائد 8: 194.

عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أرادَ بِرَّ الوالِدَينِ فَلْيُعْطِ الشُّعَرَاءَ" (¬1). (295 - 116) روي أبو مالك الأسدي عن الزهري عن مجمع ابن جارية عن عمه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يُدْرِك الخيرَ كُلَّهُ بالعَقْلِ، ولا دينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ" (¬2). (296 - 117) روى أبو حازم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله خزائِنَ للْخَيْرِ والشَّرِ، مفاتِيحُها الرِّجالُ، فَطُوبىَ لِمَنْ جَعَلَهُ اللهُ مِفْتَاحًا للْخَيْرِ مِغْلاقًا لِلْشَّرِّ، ووَيْلُ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْشَّرِّ مِغْلاقًا لِلْخَيرِ" (¬3). (297 - 118) روى أَبو بلال العجلي عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال لقمانُ لابنه: إنَّ العاقِلَ يُبْصِرُ ما لا يَرى بعينهِ بقلبهِ، والشَّاهِدُ يَرى ما لا يرى الغائِبُ" (¬4). ¬

_ (¬1) موضوع، قال ابن حبان: هذا حديث باطل، وإسحاق بن إبراهيم أحد رواته، وهو من ولد حنظلة الغسيل، كان يقلب الأخبار، ويسرق الأحاديث. ابن الجوزي: الموضوعات 1: 261. (¬2) موضوع، أخرجه أبو الشيخ في "الثواب" وابن النجار عن جابر بلفظ: "دين المرء عقله، ومن لا عقل له لا دين له" وقال القاري نقلًا عن النسائي: إن هذا الحديث باطل منكر. كشف الخفاء 2: 505، والألباني: ضعيف الجامع 3: 156، برقم 1994، والمطالب العالية 3: 15، وراجع المناوي: فيض القدير 3: 535 رقم 4242. (¬3) ضعيف، أخرجه أبو يعلى في مسنده عن سهل بن سعد، رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وضعف البوصيري سنده لضعف عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم. المطالب العالية 3: 150 برقم 3119، والطبراني في المعجم الكبير 6: 5956. (¬4) صحيح، الشق الأخير من الحديث، أخرجه الإِمام أحمد عن علي والقضاعي في مسند الشهاب عن أنس 1: 85 رقم 59، واللباب 16، 282، وصحيح الجامع الصغير 3: 232 رقم 3622.

(298 - 119) روى حفص عن مَكْحُولٍ عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظَهَرَ فيكُمْ ما ظَهَرَ في بني إسرائيل قَبْلَكُمْ؟ قيل: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: الإدْهانُ في خياركم، والفاحِشَةُ في شِرارِكمْ، وتَحَوُّلُ المُلْكِ في صِغاركمْ، والفِقْهُ في أراذَلِكُمْ" (¬1). (299 - 120) رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من اشتَاقَ إلى الجنَة سارَعَ إلى الخَيْرَاتِ، وَمَنْ أشفَقَ مِنَ النَّارِ لَها عنِ الشَّهَواتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ المَوْتَ زهِدَ في اللذات" (¬2). اللهم اجعلني مِمَنْ دَعاكَ فَأَجَبْتَهُ، وسَألكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَرَغِبَ إلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَاسْتَهْداكَ فهدَيْتَهُ، واسْتنصَركَ فَنَصَرتَهُ. ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن أنس بن مالك بلفظ: "قيل: يا رسول الله، متى نترَك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم". قلنا: يا رسول الله، وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالتكم. . .". وقال الهيثمي في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. سنن ابن ماجه 2: 1331 برقم 4015. (¬2) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن علي 7: 370 رقم 10618، والجامع الصغير 299 وضعيفه للألباني 5: 165 برقم 5427. وراجع المناوي: فيض القدير 6: 63 رقم 8442، وقارن شرح نهج البلاغة لأبي حديد 4: 254، حيث يثبت قول الإِمام علي: "من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات. ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات".

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (300 - 91) الجُود حارِسُ الأعْراضِ (¬1). (301 - 92) الموَدةُ قَرَابَةٌ مُسْتفادة (¬2). (302 - 93) التَجَنِّي وَافِدُ القَطِيعَةِ (¬3). (303 - 94) الهَدِيةُ تُذْهِبُ السَّخيمة (¬4). (304 - 95) الأمَلُ آفَةُ التَّجرِبَةِ. (305 - 96) السَّنَةُ فَرْعُ المعْجِزةِ. (306 - 97) المزاحُ يُورِثُ الضَّغينةَ (¬5). (307 - 98) الساعَاتُ تَهْدِمُ الأعمار. (308 - 99) الحَسَدُ يُنْشئُ الكَمَدَ. (309 - 100) الاعتِرَافُ يَهْدِمُ الاقْتِرافَ (¬6). (310 - 101) اللؤمُ سوءُ التغافُلِ (¬7). (311 - 102) اللجاجُ تَعَوّدُ الْهَوَى. ¬

_ (¬1) أدب الدنيا والدين 185، وأساس البلاغة للعاملي 318، وشرح نهج البلاغة 4: 336. (¬2) التمثيل والمحاضرة 463، وشرح نهج البلاغة 4: 336، والقول لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (¬3) شرح نهج البلاغة 4: 552. (¬4) أورده ابن قتيبة كجزء من حديث، 3: 34 والسخيمة: الحقد. (¬5) البيان والتبيين 4: 93، أدب الدنيا والدين 298. (¬6) العقد الفريد 2: 141. (¬7) أدب الدنيا والدين 189، وينسبه الماوردي إلى أكثم بن صيفي.

(312 - 103) المخذُولُ مَنْ كانت له إلى الِلَّئَامِ حَاجَة (¬1). (313 - 104) العُسْرُ غُرْبَةُ الوَطَنِ. (314 - 105) الإكْبارُ وَطَنُ الغَريبِ. (315 - 106) الهَم قَيْدُ الحَواسِّ (¬2). (316 - 107) الهِّمةُ رائدُة الجِدِّ (¬3). (317 - 108) الحَظ يأتي مَنْ لا يَأتِيهِ (¬4). (318 - 109) المزاحُ يأكُلُ الهَيْبة (¬5). (319 - 110) بُعْدُ الهِمَم بَذْرُ النِّعَم (¬6). (320 - 111) الفَسَادُ يُبينُ الكثيرَ. (321 - 112) الاقتصادُ يثمرُ اليَسيرَ (¬7). (322 - 113) المعاوَنَةُ في الحَق دِيانَة (¬8). (323 - 114) المعاوَنَةُ في الباطلِ خِيَانَةٌ (¬9). ¬

_ (¬1) أدب الدنيا والدين 194 , ولباب الآداب 429. (¬2) أدب الدنيا والدين 258، وقوانين الوزارة 58، ومفيد العلوم ومبيد الهموم 205. (¬3) تسهيل النظر 194، وأدب الدنيا والدين 307 فقد أورده الماوردي بلفظ: "الهمة راية الجد". (¬4) من أقوال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. شرح نهج البلاغة 4: 374. (¬5) أدب الدنيا والدين 298. (¬6) أدب الدنيا والدين 307 بلفظ: "علو الهمم بذر النعم". (¬7) من أقوال علي بلفظ: "الاقتصاد يثمر القليل"، البيان والتبيين 4: 93، وكنز العمال 16: 181. (¬8) الفرائد والقلائد 23. (¬9) الفرائد والقلائد 24.

(324 - 115) نُصْرَةُ الحَقِّ شَرَفٌ (¬1). (325 - 116) نصْرَةُ الباطِلِ سَرَفٌ (¬2). (326 - 117) خَيْرُ الموَاهِبِ العَقْلُ (¬3). (327 - 118) شر المصائِب الجَهْلُ (¬4). (328 - 119) العَينانِ أَنَمُّ مِنَ اللِّسانِ (¬5). (329 - 120) من الدنيا على الدنيا دليل (¬6). ¬

_ (¬1) الفرائد والقلائد 24. (¬2) الفرائد والقلائد 24. (¬3) أدب الدنيا والدين 19، والفرائد والقلائد 13. (¬4) الفرائد والقلائد 13، وأدب الدنيا والدين 19. (¬5) أدب الدين والدنيا 256. (¬6) أدب الدين والدنيا 116، وتسهيل النظر 86.

الشعر

الشعر (330 - 90) قال زِيَادَةُ بن زيد العَذري (¬1): ويُخبرني عن غائِبِ المرءِ هَدْيُهُ ... كَفَى الهَدْيُ عما غَيبَ المرءُ مُخْبرًا (¬2) (331 - 91) وقال النَابِغَة الذُبياني (¬3): تُكلفُني أنْ يَغْفلَ الدَّهْرُ هَمَّها ... وَهَلْ وَجَدَتْ قَبْلي على الدَّهْرِ قادِرَا؟ (¬4) (332 - 92) وقال أَشجع السُلَمي (¬5): رَأْيُ سَرَى وَعُيُونُ الناسِ رَاقِدةٌ ... ما أَخَّرَ الحَزْمَ رَأْيٌ قَدَّمَ الحذرا (¬6) ¬

_ (¬1) في ل وس: زياد، وفي س: العدوى موضع العذرى .. وزيادة بن زيد هذا، ابن أخت هدبة الخشرم راوية الحطيئة كما في اللسان مادة (رتب). وفي الأغاني (21: 172) أنه كانت بينهما مناقضات ومهاداة بالأشعار انتهت بقتل هدبة لزيادة. (¬2) الأشباه والنظائر للخالدين 2: 250، والبيان والتبيين 3: 244، والخزانة 4: 470، وحماسة البحتري 308 (رقم 1110)، وأدب الدنيا والدين 82. (¬3) هو زياد بن معاوية بن ضباب الغطفاني، لقب النابغة لقوله: فقد نبغت لهم منا شؤون. . . وهو من الطبقة الأولى من المقدمين على سائر الشعراء، وتوفي نحو سنة 18 قبل الهجرة النبوية. وفي مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 108 - 125، والأغاني 11: 3 - 41، وخزانة الأدب 1: 287. (¬4) ديوانه ص 63، ومعنى البيت: تكلفني نفسي ألا يصيبها مكروه، وهذا مما لا يكون ولا أقدر عليه. (¬5) في ل، س: إسحاق السلمي وهو تصحيف، وأشجع السلمي هو أشجع بن عمرو بن سليم، وكنيته أبو الوليد، شاعر البرامكة، توفي نحو سنة 195 هـ .. انظر في مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 857، والأغاني 17: 30، وتهذيب ابن عساكر 3: 59، والأعلام 1: 322. (¬6) الكامل للمبرد 2: 8 ورسالته في أعجاز الأبيات 170، وعيون الأخبار 1: 31.

(333 - 93) وقال النَابِغَة الجَعدي: ألمْ تَعْلَما أنَّ الملامَة نَفْعُها ... قَليلٌ إذا ما الشْيءُ وَلَى فَأَدْبرا (¬1) (334 - 94) وقال ابن مُقْبِل (¬2): وإنَّي لأسْتَحي، وفي الخَيْرِ مُسْتَحيِّ ... إذا جَاءَ بَاغِي الخيرِ أنْ أَتَعذرا (¬3) (335 - 95) وَقَال كَعْبُ بن زُهَير (¬4): فَاصْبِري مثلَ مَا صَبَرْتُ فإنيَ ... لا إخالُ الكَريمَ إلا صَبُورَا (¬5) (336 - 96) وقال آخر: رُبَّ ساعٍ يَسْعى بَغَيْر ... لم (¬6) يقض من تأمْيله الوَطرَا (337 - 97) وقال سُوَيد بن عدي بن زيد: ¬

_ (¬1) شعر نابغة الجعدي، القصيدة الثالثة، البيت السابع ص 35، وقوانين الوزارة 146، وأدب الدنيا والدين 322، وجمهرة أشعار العرب 774. (¬2) هو تميم بن أبي مقبل بن عوف، شاعر مخضرم، عاش في الجاهلية دهرًا ثم أدرك الإِسلام فأسلم، وعاش طويلًا في الإِسلام، فقد كان من المعمرين بلغ مائة وعشرين سنة أو يزيد، وأدرك من معاوية. ترجمته: الشعر والشعراء 424 - 428، وطبقات الشعراء 119، 125، والإصابة 1: 195، 196، وخزانة الأدب 1: 113، ومقدمة ديوانه للدكتور عزة حسن 5 - 22. (¬3) ديوانه، القصيدة 17، البيت 25 ونصه: وإني لأستحي وفي الحق مستحي ... إذا جاء باغي العرف أن أتعذرا. وباغي العرف: طالب المعروف والخير، أتعذر: أي أعتذر. (¬4) كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني، من فحول الشعراء المخضرمين، كساه النبي - صلى الله عليه وسلم - برده، وتوفي سنة 26. ترجمته وبعض أشعاره: طبقات فحول الشعراء 1: 99 - 104، والأغاني 17: 82 - 91. (¬5) شرح ديوانه السكري 154، ومعنى البيت: اصبري على كبري كما صبرت على كبرك. (¬6) ل: ولم.

إن للدَّهْرِ صَوْلةً فَاحْذَرْنَها ... لا تَبيتَنَّ قَدْ أَمِنْت الدُّهورا (¬1) (338 - 98) وقال آخر: شَطَّ وَصْلُ الذي تُريدينَ مِني ... وَصَغيرُ الأُمُورِ يَجْني الكِبارا (¬2) (339 - 99) وقال يزيد (¬3) بن محمَّد الكندي: وَلقَدْ رَأَيْتُ مِنَ الحَوادِثِ عِبْرَةً ... وَالدَّهْرُ ذُو عَبَرٍ لِمَنْ يَتَدَبَرُ (340 - 100) وقال عبد المسيح بن بُقَيلة (¬4): والخَيْرُ والشرُ مَقرونانِ في قَرَنٍ ... والخَيْرُ مُتَّبَعٌ والشر مَحْذورُ (¬5) (341 - 101) وقال سابق البربري (¬6): وَنَستعدي الأميرَ إذا ظُلِمْنَا ... فَمَنْ يُعْدَى إذا ظَلَمَ الأمِيرُ (342 - 102) وقال آخر (¬7): ¬

_ (¬1) أورده الماوردي في قوانين الوزارة 91 ولم ينسبه، ونسبه البيهقي في المحاسن والمساوئ (2: 323) إلى عدي بن زيد، وكذا في شرح نهج البلاغة 4: 317. (¬2) أورده العسكري في جمهرة الأمثال (2: 17) ونسبه إلى عدي بن زيد وفيه "الكبيرا" موضع "الكبارا". (¬3) ل: زيد. (¬4) ل، س: نفيلة، وابن بقيلة، هو عبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حبان بن بقيلة، وبقيلة اسمه ثعلبة، وقيل: الحارث، وإنما سمي بقيلة لأنه خرج في بردين أخضرين على قومه، فقالوا له: ما أنت إلا بقيلة فسمي بذلك، وقيل: إنه عاش ثلاثمائة سنة وخمسين، وأدرك الإِسلام فلم يسلم، كان نصرانيًا. انظر في ترجمته وشعره: أمالي المرتضي 1: 260 - 263. (¬5) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 327، وفيه "مستتبع" موضع "متبع"، والنسبة فيه صحيحة دون تصحيف، وورد البيت كما في المتن في عين الأدب والسياسة 139. (¬6) هو سابق بن عبد الله البربري، وكنيته أبو سعيد، من موالي بني أمية، له أشعار حسنة في الزهد، سكن الرقة، وفد على عمر بن عبد العزيز، والبربري نسبة إلى بلاد في المغرب وقيل: إنما هو لقب له. خزانة الأدب 4: 164. (¬7) هو جرير بن عطية بن الخطفي، والبيت ضمن قصيدة في رثاء زوجته خالدة بنت سعيد، =

لا يَلْبَثُ القُرَنَاءُ أنْ يَتَفرَّقُوا ... لَيْلٌ يَكُرُّ عَلَيْهِمُ وَنَهَارُ (¬1) (343 - 103) وقال سَهلُ بن حُنطَب: وَحَذِرْتُ مِنْ أَمْرٍ فَمَرَّ بجانبِي ... لم يبكني وَلَقِيت ما لم أحْذَرِ (¬2) (344 - 104) وقال ضرارُ بن الخطاب الفهري (¬3): أَلم تَرَ أنَّ الدَهْرَ يَلْعَبُ بالفتى ... ولا يَمْلِكُ الإنسان دفعَ المقادِرِ (¬4) (345 - 105) وقال أَعشى قيس: فَقَال: عُذْرًا وثُكلًا أَنت بينهما ... فَاخْتَرْ وَمَا فيهما حَظٌ لمخْتَارِ (¬5) (346 - 106) وقالت الخنساءُ بنت عَمرو (¬6): وَلَن أُسالِمَ قَوْمًا أَنتَ خَيرُهُمْ ... حتى تَعُودَ بياضًا جؤنَةُ القار (¬7) ¬

_ = وتكنى أم حرزة. الممتع 178. (¬1) جمهرة الأمثال 2: 9، والمصون في الأدب 17، والممتع 178 ومنسوب فيها جميعًا إلى جرير. (¬2) أورده الماوردي في قوانين الوزارة 92، وتسهيل النظر 321، ولم ينسبه، كما ورد أيضًا في نهاية الإرب 6: 107 دون نسبة. (¬3) من أشجع فرسان قريش وأجودهم شعرًا، وقد قاتل المسلمين أشد القتال في أحد والخندق، وأسلم يوم الفتح، وقتل شهيدًا باليمامة سنة 13 هـ. انظر في مصادر ترجمته: الاستيعاب على هامش الإصابة 2: 201، 202، والإصابة 2: 201، 202، وأسد الغابة 3: 53، 54، وطبقات الشعراء لابن سلام 68، والمعارف تحقيق عكاشة 68. (¬4) أورده الماوردي في تسهيل النظر 107 ولم ينسبه. (¬5) ديوان الأعشى 69، وفيه الشطر الأول من البيت: فقال: ثكل وعذر أنت بينهما. . . . (¬6) الخنساء، لقب غلب عليها، واسمها تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد من أشهر الشاعرات في المراثي، توفيت سنة 24 هـ. مصادر ترجمتها: الشعر والشعراء 301 - 306، والأغاني 15: 76 - 110، وخزانة الأدب 1: 208. (¬7) ديوانها 59، والشطر الأول من البيت فيه: ولا أسالم قومًا كنت حربهم. . . .، وجؤنة القار: سواده.

(347 - 107) وقال أبو زوبيدٍ الطائي (¬1): الخَيرُ لا يَأَتيك مُجْتَمِعًا .... وَالشَّرُّ يَسْبِقُ سَيْلَهُ مطره (¬2) (348 - 108) وقال عُمرُ بنُ أَبي ربيعة (¬3): قدْ رَأَيْناكَ فما أَعْجَبْتَنا ... وخَبَرْناكَ فلمْ نَرْضَ الخَبَرْ (¬4) (349 - 109) وقال حميد بن ثور (¬5): ¬

_ (¬1) هو حرملة بن المنذر بن معد، وكنيته أبو زبيد الطائي، نسبة إلى طي قبيلة باليمن، وهو شاعر جاهلي قديم، استعمله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على جمع صدقات قومه على الرغم أنه لم يستعمل نصرانيًا غيره، وقيل: إن أبا زبيد عاش مائة وخمسين سنة ومات سنة 40 هـ تقريبًا. في مصادر ترجمته: كتاب المعمرين 108، والأغاني 11: 23، والإرشاد لياقوت 4: 107، وخزانة الأدب 2: 55، وكنى الشعراء 287، والمقدمة القيمة للدكتور نوري حمودة القيسي في جمعه وتحقيقه لشعر أبي زبيد الطائي 5 - 22. (¬2) في ل: مطر، والبيت أورده الماوردي في قوانين الوزارة 100، وتسهيل النظر 233 ولم ينسبه فيهما. وكذا ورد لدى العسكري في جمهرة الأمثال 2: 11، والمستطرف 1: 30، ولم يورده الدكتور نوري حمودة فيما جمعه من شعره، وفي الوحشيات لأبي تمام 137 لعبيد ابن الأبرص بلفظ: والخير لا يأتي على عجل ... والشر يبق سيله مطره (¬3) عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، ويكنى أبا الخطاب، من طبقة جرير والفرزدق، ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب فسمي باسمه، ونفاه عمر بن عبد العزيز؛ لأنه كان يتعرض لنساء الحاج ويشبب بهن، مات غريقًا نحو سنة 93 هـ. انظر في ترجمته وبعض شعره: وفيات الأعيان 3: 436 - 439، والشعر والشعراء 535 - 540، والأغاني 1: 61 - 247، وخزانة الأدب 1: 240، وسير أعلام النبلاء 4: 379. (¬4) أبيات الاستشهاد 141 ولم ينسبه، ومحاضرات الأدباء 1: 135، 2: 89، ولم أقف على البيت في ديوان شعره المطبوع، طبعة بيروت. (¬5) هو حميد بن ثور بن عبد الله بن عامر بن أبي ربيعة الهلالي، شاعر مخضرم، عاش في الجاهلية، وأدرك الإِسلام، وتوفي سنة 30 هـ. ترجمته وأخباره: الشعر والشعراء 349 - 355، وطبقات فحول الشعراء 583 - 585، والأغاني 4: 256.

قضَى اللهُ في بَعْضِ المكارِهِ للفتى ... بِرُشْدٍ وفي بَعْضِ الْهَوى ما يُحَاذِرُ (¬1) (350 - 110) وقال مُزَاحِم بن الحارث (¬2): وَلَيْسَ قَرْبَكُمُ شاةٌ ولا لَبَنُ ... أَيَرْحَلُ الضَّيْفُ عنْكُمْ غَيْرَ مَجْبورِ (351 - 111) وقال آخر (¬3): عوى الذِّئْبُ فاسْتَأْنَسْتُ بالذِّئْبِ إذْ عَوَى ... وَصَوَّتَ إنْسانٌ فكِدْتُ أَطِيرُ (¬4) (352 - 112) وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (¬5): ومَا عُسْرَةٌ -فَاصْبِرْ لَها إن لَقِيتَها- ... بباقِيةٍ إلا سَيَتْبَعُها يُسْرُ (¬6) (353 - 113) (354 - 114) وقال آخر (¬7): تَبَيَّن أَدْبارُ الأمورِ إذا مَضَتْ ... وَتُقْبلُ أَشْبَاها عَلَيْكَ صُدُورُها ¬

_ (¬1) ديوانه 87، والأشباه والنظائر للخالدين 1: 41، كما ينسب البيت أيضًا إلى عامر بن طفيل. انظر ديوانه 75، والحماسة 81. (¬2) مزاحم بن الحارث، هو من بني عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة، شاعر غزل بدوي، من الشجعان، وكان في زمن جرير والفرزدق، وتوفي نحو سنة 120 هـ. ترجمته في: خزانة الأدب 3: 43، 45، وطبقات فحول الشعراء 770 - 777. (¬3) هو الأحيمر السعدي، كان لصًا كثير الجنايات، فخلعه قومه وخاف السلطان فخرج في الفلوات وقفار الأرض. ترجمته في: الشعر والشعراء 762، والبيان والتبيين 3: 200 هامش (8). (¬4) الشعر والشعراء 762، والأشباه والنظائر 1: 108، والوحشيات 34، والبيان والتبيين 3: 200. (¬5) يلقب بذي النورين، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، واستشهد بعد اثنتي عشرة سنة من خلافته في سنة 35 هـ. انظر في مصادر ترجمته: مشاهير علماء الأمصار 5، 6، وتاريخ خليفة بن خياط 1: 16، وصفهَ الصفوة 1: 294 - 307. (¬6) معجم الشعراء 88، والعمدة في محاسن الشعر 1: 34، وفيهما "بكائنة" موضع "بباقية". (¬7) هو شبيب بن البرصاء، وهو من الشعراء الذين نسبوا إلى أمهاتهم، وأمه هي أمامة بنت الحارث بن عوف، وشبيب شاعر فصيح من شعراء الدولة الأموية. في ترجمته وأخباره: الأغاني 12: 274، 275، وألقاب الشعراء 308، وطبقات فحول الشعراء 709، 727 - 733.

وَلا خَيْرَ في العِيدانِ إلا صِلابُها ... ولا ناهِضَات الطيرِ إلا صُقُورُها (¬1) (355 - 115) وقال بَلْعاءُ بن قيس (¬2): وَأَنْفي صَواب الظنِّ أَعْلمُ أَنَّهُ ... إذا طاشَ ظنُّ المرْءِ طاشَتْ مقَادِرُهُ (¬3) (356 - 116) وقال آخر: بَني هِلالٍ ألا تنهَوْا سَفيهَكُمُ ... إِنَ السَّفِيهَ إذا لَمْ يُنْهَ مَأمورُ (¬4) (357 - 117) (358 - 118) وقال أبو ذؤَيب: تؤامِرُني نفْسي عَلى طَلَبِ الهَوى ... وقدْ جاءَ نَفْسي منْ هَواها نَذِيرُها وأَمرٌ تُرَجى النفسَ لَيْسَ بِنَافِع ... وآخرُ يُخْشَى ضَيْرُهُ لا يَضِيرُها (359 - 119) وقال حسان بن ثابت: وَأَمانَةُ المرِّيِّ حَيثُ وَجَدْتَها ... مثْلُ الزُجَاجَةِ صَدْعُها لا يُجْبَرُ (¬5) (360 - 120) وقال آخر: تُشَابِهُ أَعْناقُ الأُمُورِ بَوادِيًا ... وَتَظهرُ في أَعقابِها حينَ تُدبرُ ¬

_ (¬1) الحماسة لأبي تمام 131، والأغاني 12: 274، 275، والبيت الأول في محاضرات الأدباء 1: 11 دون نسبة. (¬2) بلعاء بن قيس، رأس بني كنانة في أكثر حروبهم ومغازيهم، وهو شاعر محسن، وقد قال في كل فن أشعارًا جيادًا، ومات قبل يوم الحريرة. ترجمته في المؤتلف 106، وشرح ديوان الحماسة 1: 13، والبيان والتبيين 2: 275. (¬3) فصل المقال في شرح كتاب الأمثال 144 وفيه: "أبغي" موضع "أنفى". (¬4) البيان والتبيين 1: 271 ولم ينسبه، والشطر الأول منه، بني عدي ألا انهوا سفيهكم .. وفي جمهرة الأمثال 1: 336 "بني تميم" موضع "بني هلال". (¬5) ديوانه 21 وفيه "لقيته" موضع "وجدتها" وأيضًا طبقات فحول الشعراء 1: 219. وذكر الشارح (محمود شاكر) نقلًا عن ابن عساكر: كان الحارث بن عوف المري قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلمًا، فأرسل معه رسول الله رجلًا من الأنصار إلى قومه يدعوهم إلى الإِسلام، فقتلوه ولم يستطع الحارث أن يدافع عنه فهجاه حسان، فجاء الحارث يعتذر إلى رسول الله وقال له: يا محمَّد، أجرني من شعر حسان، فوالله لو مزج به ماء البحر مزجه.

الفصل الخامس

الفصل الخامس

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (361 - 121) روى عمرو بن الحارث عن دُراج بن الهيثم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حَليمَ إلا ذُو عَثْرةٍ، ولا حكيمَ إلا ذُو تَجْرِبةٍ" (¬1). (362 - 122) روى أَيوب بن موسى عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما نَحَلَ والدٌ والدًا نُحْلًا أفضَلَ مِنْ أدَبٍ حَسَنٍ" (¬2). (363 - 123) روى أبو الأحْوصَ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أعْطاهُ اللهُ خيرًا، فَلْيُرَ عَلَيْهِ" (¬3). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه الترمذي (4: 379)، والحاكم (4: 293)، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال 27 رقم 41، والقضاعي في مسند الشهاب 2: 37 رقم 546، والحلية 8: 324 عن أبي سعيد الخدري، كما أخرجه ابن حبان في صحيحه, وأحمد في مسنده 3: 8، 69، وابن عدي في الكامل 1: 182، 3: 420، 4: 204، وأجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح برقم 1876، وجامع الأصول (11: 699) الحديث 9348، ويرى الألباني: أن الحديث ضعيف، ضعيف الجامع الصغير 6: 79 برقم 6297، وابن طولون: الشذرة 2: 250 رقم 1125. وراجع المناوي: فيض القدير 6: 424 رقم 9876. (¬2) ضعيف، أخرجه الترمذي الحديث 1953. وقال: هو عندي حديث مرسل؛ لأن أيوب بن موسى هو ابن عمرو بن سعيد بن العاصي، كما أخرجه الحاكم 4: 263، والقضاعي عنه أيضًا في مسند الشهاب 2: 251 رقم 807، ومشكاة المصابيح الحديث 4977، وابن عدي في الكامل 5: 86، وضعيف الجامع الصغير 5: 127 برقم 5231، وراجع المناوي: فيض القدير 5: 503 رقم 8118. (¬3) ضعيف، القضاعي في مسند الشهاب عن عبد الله بن مسعود 1: 235 رقم 267، بلفظ: "من آتاه الله. . . .".

(364 - 124) روى ابن جُريح عن علي بن زَيْد بن جدعان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يَرى أَثَرَ نِعْمَتِهِ على عبده في مأَكله وَمَشْرَبِهِ" (¬1). (365 - 125) روى سفيان عن ابن جريح - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يُحبُّ البيْتَ الخِصْبَ" (¬2). (366 - 126) روى سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تَثبَّتَّ أصَبتَ أو كِدْتَ تُصيبُ، وإذا اسْتَعْجَلْتَ أخْطَأت أو كِدْت تُخْطئُ" (¬3). (367 - 127) روى حَفصُ بن محمَّد عن أَبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للهِ عبادًا يفزَعُ الناسُ إليهم في حَوائجهم أولئكَ الآمِنونَ مِنْ عذَابِ الله" (¬4). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في "قرى الضيف" عن علي بن زيد بن جدعان، وقال السيوطي: حسن، الجامع الصغير 68، واستدرك عليه الألباني وحكم عليه بالضعف. ضعيف الجامع الصغير (1: 117) برقم 1715، وإن كان الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- يرى أن للحديث شواهد كثيرة؛ فهو حسن. انظر تعليقه في لباب الآداب 79. (¬2) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في "قري الضيف" عن ابن جريح معضلًا، سقط من الحديث راويين. الجامع الصغير 68، وضعيفه (2: 118) رقم 1720، وتعليق شاكر بلباب الآداب هامش 79. (¬3) ضعيف، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى عن ابن عباس بلفظ: "إذا تأنيت. . . ." 10: 104، وكشف الخفاء 1: 88، وضعيف الجامع (1: 161) برقم 521، وأورده الماوردي باللفظ الوارد في المتن في تسهيل النظر 124. (¬4) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في "اصطناع المعروف" عن ابن عمر، والقضاعي في مسند الشهاب 2: 117 رقم 652. والترغيب والترهيب 3: 250، كما أخرجه عنه الطبراني في المعجم الكبير، وضعفه السيوطي: الجامع الصغير 84، والهيثمي في مجمع الزوائد 8: =

(368 - 128) روى الحسن بن عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَةِ أن يَفيضَ المالُ، ويكْثُرَ الهَرْج، وَتَفْشُوَ التِّجارة، ويظهرَ الظُّلْمُ" (¬1). (369 - 129) روى حُميد الأسلمي عن سَهْل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُدْركُني زَمان ولا أدْرِكُهُ: لا يُتبعُ فيه العالم، ولا يُسْتَحْيى فيه من الحَليمِ، قُلُوبُهُمْ قلوبُ العجم، وألْسِنتَهُمْ ألسِنَةُ الْعَرَبِ" (¬2). (370 - 130) رَوى مُوسَى بن وَرْدان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرءُ على دينِ خَليلِهِ فَلْيَنْظُرْ أحَدُكم من يُخالِلُ" (¬3). (371 - 131) روى مَيْمُونُ بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، أَوْصِني! قال: "اتقِ الله حيثُما كُنْتَ، وأتبع السيئةَ ¬

_ = 192، وكشف الخفاء 1: 293، وضعيف الجامع الصغير 2: 181 برقم 1947، وراجع المناوي: فيض القدير 2: 477 رقم 2350. (¬1) ضعيف، أخرجه الحاكم في مستدركه (2: 7) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده على شرطهما صحيح إلا أن عمرو بن تغلب ليس له راو غير الحسن البصري، وهو تابعي وقد رفعه إلى الرسول مباشرة؛ فالحديث مرسل. (¬2) ضعيف، ابن حنبل أخرجه في مسنده (5: 340) ويقول المنذري: في إسناده ابن لهيعة. الترغيب والترهيب 1: 67، وقارن تعليق الشيخ أحمد شاكر على الحديث في لباب الآداب هامش 281. (¬3) حسن، أخرجه أبو داود 4: 259 برقم 4833، والترمذي (الجامع الصحيح 4: 589)، وأحمد (2: 303، 334) وكلهم عن طريق موسى بن وردان عن أبي هريرة، والحاكم في مستدركه 4: 171، وابن عدي في الكامل 3: 218، وقد توسع ابن الجوزي إذ عده من الموضوعات، وكشف الحافظ ابن حجر ذلك في أجوبته عن أحاديث المصابيح برقم 1786، والمقاصد الحسنة 378، وتذكرة الموضوعات 204.

الحسنةَ تمحُها، وخَالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ" (¬1). (372 - 132) روى مكحُولٌ عن أَبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقُوا فراسَةَ المؤمِنِ؛ فَإنهُ يَنْظُرُ بنورِ اللهِ" (¬2). (373 - 133) روى أبان بن يونس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أربعٌ لا وَعْدَ فيهِنَّ: تَنْظُرْ، وعَسَى، وَيَقْضي اللهُ، وما شاءَ اللهُ". (374 - 134) روى سَعِيدُ بن بشير عن قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحلم والتَّؤدةُ من النبوة، وَمنْ عَجَّلَ فقد أخطأَ" (¬3). (375 - 135) روى عبد الله بن مَسْعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمنُ ليسَ بالطَعَّانِ، ولا اللَّعَّانِ، ولا الفاحِشِ ولا البذيء" (¬4). ¬

_ (¬1) حسن، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن معاذ 6: 224 رقم 8025، وكشف الخفاء 1: 43، كما أخرجه الترمذي الحديث 1988، والطبراني في المعجم الكبير 20: 296، والدارمي في السنن 2: 323 عن أبي ذر، ومشكاة المصابيح (3: 1409) برقم 5083، والترغيب والترهيب 3: 259، وتيسير الوصول 4: 267. (¬2) ضعيف، أخرجه الطبراني في الكبير 8: 4797، وابن عدي في الكامل عن أبي أمامة 4: 207، والعقيلي في الضعفاء الكبير 4: 129، وضعيف الجامع الصغير (1: 87) برقم 127، كما أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عنه 1: 387 رقم 433، والبخاري في التاريخ عن أبي سعيد الخدري. اللباب 116، 240، والفراسة: النظر في تأمل وفحص، وعده ابن الجوزي في الموضوعات 3: 145، وتنزيه الشريعة 2: 305، والفوائد المجموعة 243، والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 299 رقم 1821، وعده الزرقاني حسنًا لغيره. مختصر المقاصد 46. (¬3) حسن، بلفظ: "القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة" أخرجه الإِمام مالك في الموطأ 2: 954 بتحقيق عبد الباقي، وجامع الأصول 11: 689، وقد أخرجه الخطيب البغدادي عن أنس بلفظ: "كاد الحليم أن يكون نبيًا". . وحكم الألباني بضعفه. الجامع الصغير 4: 133 برقم 4151، والتؤدة: التأني والتثبت. (¬4) صحيح، أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن ابن مسعود. الأدب المفرد 117، =

(376 - 136) روى مالك بن مغول عن الحسن - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَي الأصحاب خير؟ قال: "من إذا ذَكَرْتَ أعَانَكَ وَمَنْ إذا أُنسيتَ ذَكَّرَكَ" (¬1). (377 - 137) روى عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"منْ أخَذَهُ الله بمعصية في الدنيا فاللهُ أَكرمُ من أن يُعيدَها عليه في الآخرة، ومن عفا عنه في الدنيا، فالله أكرمُ من أن يَعْفوَ عن عَبْدِه في الدنيا ثم يُؤاخذُهُ في الآخرة" (¬2). (378 - 138) روى الحسنُ البصريُّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المتمسكُ بِسُنتَي عند فَساد أمتي، له أجر مائةِ شهيد" (¬3). ¬

_ = والترمذي: الجامع الصحيح 4: 350، كما رواه ابن حبان في صحيحه وأحمد (1: 405)، والبزار في مسنده (كشف الأستار 1: 69)، والحاكم في مستدركه (1: 12)، والجامع الصغير 272، وصحيحه للألباني 5: 89 برقم 5257، ومشكاة المصابيح 3: 1362 برقم 4847، والأحاديث الصحيحه رقم 320. (¬1) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأخوان عن الحسن مرسلًا. الجامع الصغير 147، وضعيفه للألباني 3: 132 برقم 2879، والمناوي: الفيض القدير 3: 469 رقم 3999. (¬2) حسن، أخرجه الدارقطني عن أبي جحيفة عن علي - رضي الله عنه - بلفظ: "من أذنب في هذه الدنيا ذنبًا فعوقب به، فالله أكرم من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب في هذه الدنيا فستره الله تعالى عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء عفا عنه" سنن الدارقطني 3: 21 الحديث 403 من كتاب الحدود، والحاكم في مستدركه 2: 445، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وقال: رواه إسحاق بن راهويه في تفسيره، ومسند الشهاب للقضاعي 1: 303 رقم 342. (¬3) ضعيف، أخرجه أبو نعيم في الحلية 8: 200 عن أبي هريرة. وقال المنذري 1: 41: إسناده لا بأس به، وتعقبه الألباني وأثبت أن فيه محمَّد بن صالح العدوي، وهو غير معروف مستندًا إلى الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 172. الأحاديث الضعيفة للجامع الصغير 6: 5 برقم 5925، وكنز العمال 1: 184، 214 الحديثان 936، 1071. وراجع المناوي: فيض =

(379 - 139) روى ابن جُريح عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُها الناسُ، إنَّ أحدكم لنْ يموتَ حتى يستكمل رِزقَه فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خُذُوا ما حلَّ، واتركوا ما حَرُمَ" (¬1). (380 - 140) روى خُلَيد بن عبد الله عن أبي الدرداءَ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ يَوم طَلَعَتْ فيه شَمْسُهُ إلا وَكَّلَ الله بجنبتيها ملكين يناديان يسمعهما خلق الله كلهم غير الثقلين: أيها الناسُ! هَلُمُّوا إلى ربكم، إنَّ ما قَلَّ وكَفَى خير مما كَثُرَ وألْهَى. ولا آبت شمسٌ إلا وَكَّلَ الله بجنبتيها مَلَكَيْنِ يُناديان يسمعهما خلق الله كلهم غير الثقلين: اللهم أعط منفقا خَلَفًا، وأعط مُمْسِكًا تلفًا" (¬2). (381 - 141) روى عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرهُ أن يَمُدَّ اللهُ في عمره، ويُوَسِّعَ في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء: فليتق الله، ولْيَصِلْ رحِمَهُ" (¬3). ¬

_ = القدير 6: 261 رقم 9171. (¬1) حسن، أخرجه الحاكم عن جابر. المستدرك 4: 325، ورواه ابن حبان في صحيحه, وابن ماجه في سننه 2: 725، والترغيب والترهيب 3: 4. (¬2) صحيح، أخرجه ابن حنبل عن أبي الدرداء 5: 197، كما أخرجه الحاكم في مستدركه، وابن حبان في صحيحه عن أبي الدرداء. الترغيب والترهيب 4: 81، ومشكاة المصابيح 3: 1439 برقم 2518، والأحاديث الصحيحة للألباني 1: 444. (¬3) صحيح، أخرجه البخاري (الأدب المفرد 12) وأبو داود 2: 321 برقم 1693 عن أنس، وهو متفق عليه بلفظ: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه" المشكاة 3: 1377 برقم 4918، وصحيح الجامع الصغير 5: 227 برقم 5832، وبذات اللفظ الوارد في المتن لدى الحاكم عن عاصم. المستدرك 1: 160.

(382 - 142) روى الزهري عن سالم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرّ بِرَجُلٍ يُعاتِبُ أَخَاه على الحياء، ويقول: إنك تَسْتَحِي حتى يَضُرَّ بك الحياءُ! فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْهُ فَإنَّ الحياءَ خيرٌ كُلُّهُ" (¬1). (383 - 143) روى ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحْسِنُوا جوارَ نِعَم الله، فقلَّما زالَتْ عن قومٍ فَعَادَتْ إليهمْ" (¬2). (384 - 144) روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للهِ عند أقوامٍ نعمًا يُقرُّها عندهم ما كانوا في حوائجِ الناسِ فَإذا مَلَّوها نقلها من عندهم إلى عند غيرهم" (¬3). (385 - 145) روى عبد الله بن مصعب عن أبيه عن عُقْبَةَ بن عامرٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوثق العُرَى كلمة التَّقْوى، وشر المعْذِرَةِ عند حضور الموت" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، متفق عليه عن عمران بن الحصين، وابن عمر. مشكاة المصابيح 3: 1407 برقم 5071، والمسند 6: 252، وعون المعبود 13: 151، وسنن النسائي 8: 121، وصحيح الجامع الصغير 3: 102 برقم 3191، ومسند الشهاب 1: 75 رقم 48، والموطأ 2: 905، وسنن ابن ماجه 1: 22 برقم 58. (¬2) ضعيف، أخرجه أبو يعلى في مسنده عن أنس رفعه. المطالب العالية 2: 419 برقم 2623. قال الهيثمي: فيه عثمان بن مطر وهو ضعيف. مجمع الزوائد 8: 195، كما أخرجه ابن عدي في الكامل عن أنس 5: 163، والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة. ضعيف الجامع 1: 104 برقم 204، وإرواء الغليل 202، وراجع المناوي: فيض القدير 1: 191 رقم 255. (¬3) حسن، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عمر. الترغيب والترهيب 3: 250، والجامع الصغير 84. (¬4) ضعيف، جزء من حديث طويل، أخرجه البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر ورواه العسكري والديلمي عن عقبة بن عامر الجهني. البيان والتعريف 1: 375 برقم 438.

(386 - 146) روى معْروف بن رافع بن خُديج عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التَمس الرَّفيقَ قبل الطريق، والجارَ قَبل الدارِ" (¬1). (387 - 147) روت عائشةُ -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من شَرِّ النَّاسِ منزلةً عند الله، من تركَهُ الناسُ اتَقاءَ فُحْشِه" (¬2). (388 - 148) روى حُصَيْنُ بن مذعور عن يونس عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا إيمان لمن لا أمَانَةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له. والذي نفس محمَّد بيده، لا يستقيمُ دينُ رَجُلٍ حتى يَسْتقيمَ قلبه، ولا يَسْتقِيمُ قلبهُ حتى يستقيم لسانه" (¬3). (389 - 149) روى معاويةُ بن قُرة عن مَعقِل بن يَسار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْس يومٌ إلا وهْوَ ينادي ابن آدم: أنا خلقٌ جديدٌ، وأنا فيما تَعملُ فيه عليكَ شهيدٌ، فأعمل في خيرًا أشَهدْ لك، فإني لو قد مضيت لم ترني". ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه الدارقطني من حديث رافع بن خديج مرفوعًا به، وفي مسنده أبان بن المحبر، وهو متروك، وشيخه سعيد بن معروف متروك أيضًا .. تمييز الطيب عن الخبيث، كما رواه الطبراني في الكبير 4: 319 رقم 4379، وأبو الشيخ في الأمثال 144 رقم 232. والجامع الصغير 56 وضعيفه للألباني (1: 349) برقم 1245، والمقاصد 83، وكشف الخفاء 1: 204، 205، وفيض القدير 2: 156 رقم 1565. (¬2) صحيح، أخرجه أئمة الحديث الستة إلا النسائي. تيسير الوصول 4: 287، وهداية الباري 1: 92، وعون المعبود 13: 148، والقضاعي: مسند الشهاب 2: 171 رقم 714. (¬3) صحيح، أخرجه أحمد في مسنده 3: 135، 154، 210، 251، والبيهقي في سننه الكبرى 6: 288، وابن حبان في صحيحه عن أنس. صحيح الجامع الصغير 3: 123 الحديث 7056، ومسند الشهاب 2: 43 رقم 552، وابن طولون: الشذرة في الأحاديث المشتهرة 2: 241 رقم 1108.

(390 - 150) روى اليماني عن حُذيفة عن علي بن أبي حفصة عن أبيه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشدُّ الخوفِ عَلَيكُم خصلتان: اتِّباعُ الهَوَى، وطُولُ الأمل. فأَما اتباع الهوى فإنه يعدلُ عن الحقِ، وأما طول الأمل فالحب للدنيا، ألا وأن للدين أبناءً، وللدنيا أبناءً، فكونوا من أبناءِ الدين، ولا تكونوا من أبناء الدنيا" (¬1). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه ابن النجار عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. كنز العمال 16: 22، 23 برقم 43763، 43766 (بألفاظ متقاربة)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" عن علي، ورواه أيضًا عن جابر بنحوه، وقال العراقي: "كلاهما" ضعيف. المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار، للعراقي، بهامش إحياء علوم الدين للغزالي 4: 453.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (391 - 121) مَنْ دام كسَلُهُ خاب أَملُه (¬1). (392 - 122) مَنْ ضعفت آراؤُه قويت أَعْداؤُهُ (¬2). (393 - 123) مَنْ فعل ما شاءَ لَقَي ما لمْ يَشأْ (¬3). (394 - 124) مَنْ كثر اعتباره قل عِثارُه (¬4). (395 - 125) مَنْ أَحْسَنَ إلى جَاره زاد في اسْتِظْهارِهِ. (396 - 126) مَنْ ساءَ اخْتِيَارُه قَبُحَتْ آثَارُهُ. (397 - 127) مَنْ جَار حُكمُه، أَهلَكَهُ ظُلْمُهُ (¬5). (398 - 128) مَنْ أشْفَقَ على سُلطانِهِ أَقْصَرَ مِنْ عُدْوانِهِ. (399 - 129) مَنْ استَصْلَحَ الأضْدَادَ بَلَغَ المرادَ (¬6). (400 - 130) مَنْ وغَرْتَ (¬7) صَدْرَهُ، اسْتَدْعَيْتَ شَرَّه (¬8). (401 - 131) مَنْ قصَّرَ في عملِهِ، قصَّر في أَمَلِهِ. ¬

_ (¬1) الفرائد والقلائد 67، وأدب الدنيا والدين 308. (¬2) الفرائد والقلائد 69. (¬3) مفيد العلوم 393، وأساس البلاغة 318، والفرائد والقلائد 69، وفيه: "من فعل ما شاء لقي ما ساء" ونقله عنه الثعالبي في خاص الخاص 12. (¬4) أدب الدنيا والدين 342، الفرائد والقلائد 70. (¬5) الفرائد والقلائد 60، 61، أدب الدنيا والدين 313. (¬6) قوانين الوزارة 79، والفرائد والقلائد 69، ونهاية الإرب 6: 103. (¬7) س: استوغرت. (¬8) الفرائد والقلائد ص 11 وينسبه إلى قيس بن عاصم، وعين الأدب والسياسة 62.

(402 - 132) مَنْ أَخْلَدَ إلى حُسْنِ حَالَتِهِ، قَعَدَ عَنْ حُسْنِ حيلَتِهِ. (403 - 133) مَنْ نامَ عن نُصْرَةِ وَليِّهِ انتبَه بوَطأةِ عَدُوِّهِ. (404 - 134) مَنْ تعدى على جَارِهِ دل على لُؤم نجاره (¬1). (405 - 135) منْ لَزِمَ الرقاد، عَدِمَ المُراد (¬2). (406 - 136) منْ أَطالَ الأمَلَ أسَاءَ العمل (¬3). (407 - 137) منْ ضَنَّ بِفِلْسِهِ جَادَ بنفسهِ (¬4). (408 - 138) منْ بذل فلْسه صانَ نَفْسَه (¬5). (409 - 139) منْ بَلَغَتْهُ أُمْنِيَتُهْ أدركته مَنِيَّتُهُ. (410 - 140) منْ زرعَ العدوانَ حصد الخُسرانَ (¬6). (411 - 141) منْ قنع بالرِّزْقِ استغْنى عنِ الخَلْقِ (¬7). (412 - 142) من رَضِيَ بالمقدُور قَنِع بالميْسورِ (¬8). (413 - 143) مَنْ كثرت عَوارفُه كثرت مَعَارفُه (¬9). (414 - 144) مَنْ اكتفى باليَسير استغنى عن الكثير (¬10). ¬

_ (¬1) الفرائد والقلائد 50، وأدب الدنيا والدين 323 نقيض المعنى: "من أحسن إلى جاره فقد دل على حسن نجاره". (¬2) أدب الدنيا والدين 342، والفرائد والقلائد 67. (¬3) القول لحسن البصري. أمالي المرتضي 1: 158، والزهد لابن حنبل 269. (¬4) الفرائد والقلائد 51. (¬5) الفرائد والقلائد 52. (¬6) مفيد العلوم 393. (¬7) الفرائد والقلائد 17. (¬8) أدب الدنيا والدين 224، والفرائد والقلائد 17. (¬9) الفرائد والقلائد 49. (¬10) الفرائد والقلائد 22.

(415 - 145) مَنْ حَسُنَ صَفَاؤُه وجب اصطفاؤُه (¬1). (416 - 146) مَنْ أَسْهَر عَينَ فِكْرَتهِ بَلَغَ كُنْهَ أُمْنيتِهِ. (417 - 147) منْ أخْلَدَ إلى التَّواني حصل على الأماني (¬2). (418 - 148) مَنْ نَصح أخَاه جنَّبه هَواهُ. (419 - 149) مَنْ غشَّ أخاه أَنهجهُ وأَغراهُ. (420 - 150) مَنْ اسْتكفى الكُفاة كُفِي العُداة (¬3). ¬

_ (¬1) تسهيل النظر 212, والفرائد القلائد 51. (¬2) الفرائد والقلائد 70, ولباب الآداب 60. (¬3) قوانين الوزارة 142, والفرائد والقلائد 72، وفيه "أمن" موضع "كفى".

الشعر

الشعر (421 - 121) قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلَي: والنَّفْسُ راغِبَةٌ إذَا رغَّبْتَهَا ... وَإذَا تُرَدُّ إلى قَلِيلٍ تَقنعُ (¬1) (422 - 122) وقال سَعْدُ بن أَبي وَقاصٍ - رضي الله عنه - (¬2): جَزَعْت وَمِمَّ اليومَ يا صاح تَجْزَعُ ... وما كل ما نهوى مِنَ العَيْشِ يَنْفَعُ (423 - 123) وقال زُرَارة بن ثروان العامري: قَبَّحَ الإلَهُ عَدَاوةً لا تُتَقَّى ... وَقَرابةً يُدْلَى بها لا تنفَعُ (424 - 124) وقال لَبيدُ بن ربيعة (¬3): ¬

_ (¬1) قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: إن هذا البيت أبرع بيت قالته العرب. والبيت وارد في المفضليات، القصيدة 126، البيت 13، ص 422، وفي أشعار الهذليين، القسم الأول، البيت 13 ص 3، والعقد الفريد 2: 15، والإعجاز والإيجاز 146، والاستيعاب 677، وديوان المعاني 1: 120، والشعر والشعراء 1: 65، وتسهيل النظر 35، لباب الآداب 425، وجمهرة أشعار العرب 685. (¬2) هو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف، ويكنى أبا إسحاق، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد السابقين الأولين، وأحد من شهد بدرًا والحديبية، وأحد الستة أهل الشورى، وآخر المهاجرين وفاة، مات سنة 55 هـ. انظر في مصادر ترجمته: طبقات ابن سعد 6: 6، والمعارف 241 - 244، ومشاهير علماء الأمصار ترجمة برقم 10، وحلية الأولياء 1: 92 - 95، وتاريخ بغداد 1: 144 - 146، والإصابة تحقيق البجاوي 3: 73 - 77، والرياض النضرة 2: 292 - 301، وسير أعلام النبلاء 1: 92 - 124. (¬3) كنيته أبو عقيل، كان فارسًا شاعرًا شجاعًا في الجاهلية، أدرك الإسلام، وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم، وترك الشعر، وعاش عمرًا طويلًا، وهو أحد أصحاب المعلقات، وتوفي سنة 41 هـ. ترجمته في: طبقات فحول الشعراء 1: 135، =

ومَا المال والأهْلُونَ إلا وَديعَةٌ ... ولابُدَّ يَوْمًا أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ (¬1) (425 - 125) وقال عامر بن الطُّفَيل (¬2): والنَّفسُ تطمعُ هَشّة أَنْ أُطْمِعَتْ ... وتَنال باليأْسِ السُلُوَّ فَتَقْنَعُ (426 - 126) وقال ابنُ الأسْلَتِ (¬3): أَسْعَى عَلَى حيِّ بني مالِكٍ ... كلُّ امْرئٍ في شأنِهِ سَاعٍ (¬4) (427 - 127) وقال عمرو بن مَعْدي كرب: السِّلْمُ نَأْخُذُ منها ما رضيتَ به ... والحربُ يَكفيك مِنْ أَنفاسِها جُرَعُ (428 - 128) (429 - 129) وقال أبو ذُؤَيْب: وإذا المَنِيَّةُ أَنْشبَتْ أَظْفارَها ... ألفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تنفَعُ وتجَلُّدي لِلشَّامِتينَ، أُرِيهِمُ ... أَنِّي لِرَيَب الدَّهرِ لا أَتضَعْضَعُ (¬5) ¬

_ = والأغاني 15: 361 - 380، والشعر والشعراء 231 - 243، والإصابة (تحقيق البجاوي) 5: 675، والأعلام 6: 104. (¬1) ديوانه 89، والأغاني 15: 373، والتمثيل والمحاضرة 61، ونهاية الإرب 3: 67، والأشباه والنظائر للخالدين 2: 285. (¬2) هو عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامري، شاعر جاهلي أدرك الإسلام، وأسلم، يكنى في الحرب بأبي عقيل، وفي السلم بأبي علي، توفي نحو سنة 11 هـ. مصادر ترجمته في: الشعر والشعراء 293 - 295، والبيان والتبيين 1: 342، ولباب الآداب 218 - 220، والإصابة الترجمة 6550، وخزانة الأدب 1: 473، 474. (¬3) هو عامر بن جشم بن وائل، ويكنى أبا قيس، من شعراء الجاهلية، كانت الأوس قد أسندت إليه حربها وجعلته رئيسًا عليها، فكفى وساد، واختلف في إسلامه؛ فقيل: أسلم، وقيل: وعد بالإسلام ثم سبقه الموت فلم يسلم. الأغاني 17: 116 - 131، وطبقات فحول الشعراء 1: 226 - 228. (¬4) المفضليات، القصيدة 75، البيت 5 ص 284، والأغاني 17: 116، وجمهرة أشعار العرب 234، والخزانة للبغدادي 2: 47، 48 وفيه "جلهم" بدلًا من "حي". (¬5) المفضليات، القصيدة 126، البيتان 9، 11 ص 422، وأشعار الهذليين، القصيدة الأولى، =

(430 - 130) (431 - 131) وقال المَسيَّبُ بن عَلَس (¬1): لا تَسْتَوي الكَفُّ الشريحَةُ لِلنَّدى ... عند الكرام وشَيمةُ المنَّاعِ وإذا صنعتَ إلى الكرامِ صَنِيعَةً ... أَلفيتَ (¬2) ذُخْرَكَ وهو غيرُ مُضَاعِ (432 - 132) (433 - 133) وقال الأضْبَط بن قُرَيْع (¬3): قَدْ يَجْمَعُ المالَ غَيْرُ آكله ... وَيَأكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ فاقْبَلْ مِنَ الدَّهْر ما أَتاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عَيْنًا بعَيشِهِ نَفَعَهْ (¬4) (434 - 134) وقال عبد العزيز بن زُرارة (¬5): لا يمْلأُ الأمرُ صَدْري قبلَ مَوْقِعهِ ... ولا يَضيقُ به ذرْعي إذا وَقَعَا (¬6) ¬

_ = البيت 10، 13 ص 8، 10، وجمهرة أشعار العرب 684، 685، والتمثيل والمحاضرة 64، والإعجاز والإيجاز 146، 147. والبيت الأول في ديوان المعاني 1: 131، والعقد الفريد 2: 15، والكامل للمبرد 2: 172، والأمالي 2: 255، والثاني في الشعر والشعراء 345، ونظام الغريب 222، والمستطرف 1: 33. (¬1) هو زهير بن علس بن مالك، والمسيب لقب به لبيت قاله، وهو خال أعشى قيس، وكان الأعشى راويته، يثني على شعره ويأخذ منه، وهو جاهلي لم يدرك الإسلام، وشعره قليل وجيد، والعلس: حب كالعدس. الشعر والشعراء 174، 175، وخزانة البغدادي 1: 545. (¬2) ل: ألقيت. (¬3) هو الأضبط بن قريع بن عوف السعدي التميمي، شاعر جاهلي معمر. والأضبط في اللغة: الذي يعمل بكلتا يديه. له ترجمة في الشعر والشعراء 342 - 344، والأغاني 18: 127 - 130، وسمط اللآلئ 326، وخزانة الأدب 4: 591، وموسوعة الشعر الجاهلي 4: 181. (¬4) الشعر والشعراء 344، والتمثيل والمحاضرة 60، والإعجاز والإيجاز 142، والمحاسن والمساوئ 1: 444، وفيه "ارض" موضع "فاقبل"، وموسوعة الشعر الجاهلي 4: 183. (¬5) هو عبد العزيز بن زرارة الكلابي، قائد من الشجعان المقدمين في زمن معاوية، وكان فيمن غزا القسطنطينية، وأبلى في قتال الروم بلاءً حسنًا، وقتل في إحدى الوقائع سنة 50 هـ. الكامل في التاريخ لابن الأثير، حوادث سنة 49، والأعلام 4: 141. (¬6) الكامل في التاريخ 3: 459.

(435 - 135) وقال آخر: مُنِعْتُ شيئًا فأكثرتُ الوُلُوع به ... وَحَبُّ (¬1) شيءٍ إلى الإنسان ما مُنِعَا (¬2) (436 - 136) وقال آخر: وَإنك إنْ أَعطيتَ بَطْنَكَ هَمَّهُ ... وَفَرْجك، نالا منتهى الذَّمِّ أجمعا (¬3) (437 - 137) وقال عمرو بن معدي كرب: إذا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْرًا فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْهُ إلى مَا تَسْتَطِيعُ (¬4) (438 - 138) وقال آخر: أَليْسَ طِلابُ ما قَدْ فَاتَ جَهْلًا ... وذكرُ المرءِ ما لا يستطيعُ (¬5) (439 - 139) وقال النابغةُ الذُبياني: فَإِنَّكَ كاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكي ... وَإنْ خِلُتُ أن المنْتَأَى عَنْكَ واسِع (¬6) ¬

_ (¬1) أصله: أحب شيء وهو أفعل تفضيل، حذفت همزته لكثرة الاستعمال. (¬2) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 61 ولم ينسبه. (¬3) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 217 وفي تسهيل النظر 115 ولم ينسبه، والبيت وارد في ديوان حاتم الطائي (تحقيق العطوى) 99، وديوانه بشرح الجزيني وقد ورد فيهما الشطر الأول من البيت بلفظ: وإنك مهما تعط بطنك سؤاله. . . وبذات اللفظ في البيان والتبيين 3: 308، والتمثيل والمحاضرة 55. (¬4) الأغاني 15: 207، 225، 232، والتمثيل والمحاضرة 65، والإعجاز والإيجاز 147 ومعجم الشعراء 16، ولباب الآداب 181، 423، ومحاضرات الأدباء 1: 2، والممتع 260، وعين الأدب والسياسة، ولم ينسبه ص 55، وينسب البيت أيضًا لابن هرمة عندما مدح رجلًا من قريش فلم يعطه شيئًا فقال به يهجوه. شعر ابن هرمة، القصيدة 67، البيت 3 ص 169، ووفيات الأعيان 2: 247. (¬5) أدب الدنيا والدين 38، وجمهرة الأمثال 1: 278، ولم ينسب فيهما. (¬6) ديوانه 81، وطبقات فحول الشعراء 1: 87، والأغاني 11: 5، الممتع 42، والشعر والشعراء 171، والإعجاز والإيجاز 138، وخاص الخاص 76، والمصون في الأدب 76، وشرح =

(440 - 140) وقال حسان بن ثابت: فَدَعْ أَمْرًا إذَا لمْ تَسْتَطِعْهُ ... لآخر من أُمُورك يُستطاعُ (441 - 141) وقال معْنُ بن أَوسٍ (¬1): أَرى كُلَّ ريحٍ سَوْفَ تسْكُنُ مَرَّةً ... وكل سماءٍ عن قليلٍ تَقَشَّعُ (¬2) (442 - 142) وقال النابِغَة الذُّبياني: وكَلَّفْتَنِي ذَنْبَ امرئٍ وتركْتَه ... كذا العُرُّ يُكْوَى غيره وهو رَاتعُ (¬3) (443 - 143) وقال آخر: إن الجديدَ إذا ما زيدَ في خلَقٍ ... تبيَّنَ النَّاسُ أن الثوبَ مَرقُوعُ (¬4) (444 - 144) وقال بشرُ بن أَبي حازِم (¬5): ألا إن خَيْرَ المالِ ما كَفَّ أَهْلَهُ ... عن الذم يَومًا أو وقى سوء مَطمعٍ (445 - 145) وقال كثيرُ عَزة (¬6): ¬

_ = المضنون به على غير أهله ص 169، ونهاية الإرب 3: 1872. والمنتأى: الموضع البعيد. (¬1) معن بن أوس المزني، شاعر مجيد فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، عمر فأدرك زمان ابن الزبير، وكف بصره في أواخر عمره، توفي سنة 64 هـ. مصادر ترجمته: الأغاني 12: 54، ونكت الهميان 294، ومعجم الشعراء 322، وخزانة البغدادي 3: 258. (¬2) أورده الماوردي في تسهيل النظر 84 ولم ينسبه، وقد ورد البيت في البيان والتبيين (2: 358) غير منسوب، وهو فيه بلفظ: ". . . . وكل سماء ذات در ستقلع". (¬3) ديوانه 81، وفيه "لكلفتني" موضع "وكلفتني" وفي الشعر والشعراء 22، والمحاسن والمساوئ 2: 287 فيه "فحملتني" موضع "وكلفتني". (¬4) الرسالة العذراء 240 غير منسوب (وهي ضمن رسائل البلغاء). (¬5) بشر بن أبي حازم الأسدي، شاعر من فحول الجاهلية، قتل في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية. الشعر والشعراء 327 - 229، وخزانة الأدب 2: 262، وأمالي المرتضي 1: 463، والأعلام 2: 27. (¬6) هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، وكنيته أبو صخر، وهو من فحول =

وقد قَرَعَ الوَاشون فيها لَكَ العصا ... وإنَّ العَصَا كانت لذي الحِلْم تَقْرَع (446 - 146) وقال عبد الله بن أُبَي بن سَلُول (¬1): متى مَا يكُنْ مولاك خَصْمكَ جَاهدًا ... تَذِلُّ ويَصرَعْكَ الذينَ تصَارعُ (¬2) (447 - 147) وقال أَبُو الفَيْض بن أُميه: إن أَخا الهَيْجَاءُ من يَسْعَى مَعَكْ ... وَمَنْ يَضرُّ نَفْسَهُ لينفَعَكْ (¬3) ¬

_ = شعراء الإسلام، عده ابن سلام في الطبقة الأولى منهم، وتوفي كثير سنة 105 هـ. ترجمته: طبقات فحول الشعراء 540 - 548، والشعر والشعراء 480 - 499، والأغاني 9: 3 - 38. (¬1) هو عبد الله بن أبي سلول، وسلُول اسم أمه، وكان من زعماء اليهود في المدينة، ودخل الإسلام يظهر الصلح والاتفاق ويضمر الخلاف والمعاندة، فكان من المنافقين، وتولى كبر إفك أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، ونزلت فيه سورة المنافقين، ومات في ذي القعدة سنة 8 هـ، وصلى عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ونهاه الله تبارك وتعالى بعد ذلك من الصلاة على المنافقين. تحفة الأبيه فيمن نسب إلى غير أبيه للفيروزآبادي 107. وإمتاع الأسماع 99، 210, 495, 497. (¬2) أورده ابن قتيبة باللفظ الآتي: متى ما يكُنْ مَوْلاك خَصمَكَ لا تَزل ... تَذِلُ ويَعلُوكَ الذين لا تُصارعُ الشعر والشعراء 1: 86 (تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر). (¬3) أورده أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال 1: 38، ونسبه إلى قول الراجز، والشطر الأول فيه: إن أخا الصدق الذي يسعى معك. . . . وفي عين الأدب والسياسة 19، أورده ابن هذيل -ولم ينسبه- على النحو التالي: إن أخا الصدق من لم يخدعك ... وإن رآك طالبًا سعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ... ومن إذريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه ليجمعك

الفصل السادس

الفصل السادس

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (448 - 151) روى سعيد بن خالد الجُهَني عن معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والتَّمادُحَ؛ فإنهُ الذبح" (¬1). (449 - 152) روى أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما خيرُ ما أُعطي الناسُ؟ قال: "خُلُق حسن" (¬2). (450 - 153) روى عامر بن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أحب عِبادِ الله إلى الله الغَنيُّ الخفيُّ التقيُّ" (¬3). (451 - 154) روى عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس منَّا من لم يرحم صغيرَنا، ويُوقِّر كبيرنا" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن معاوية، السنن 2: 1232 برقم 3743، وأحمد عن معاوية أيضًا في حديث طويل، المسند 4: 92، 93، 99، والطبراني في المعجم الكبير 19 رقم 85، وصحيح الجامع الصغير 2: 383 برقم 2671، والأحاديث الصحيحة 3: 278 برقم 1284، وراجع المناوي: فيض القدير 3: 129 رقم 2920. (¬2) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن أسامة بن شريك في الطب، باب: ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء 2: 1137 برقم 3436، وقال الهيثمي: إسناده صحيح ورجاله ثقات، والحاكم 4: 199، وأحمد والنسائي عن أسامة بن شريك، الترغيب والترهيب 3: 256، وكشف الخفاء 1: 261، وصحيح الجامع الصغير 3: 131 برقم 3316، وفيض القدير 3: 489 رقم 4078. (¬3) صحيح، أخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص، المختصر للمنذري 2: 315 برقم 2088، كما رواه أحمد في مسنده والعسكري في الأمثال. جمع الجوامع للسيوطي 1: 1685 مسند سعد بن أبي وقاص. (¬4) صحيح، أخرجه الترمذي عن ابن عباس، الجامع الصحيح 4: 322 برقم 1921 (تحقيق عبد الباقي). كما أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن ابن عباس أيضًا 2: 209 رقم =

(452 - 155) روى العلاءُ عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كرمُ الرَّجُلِ دينهُ، ومروءَتهُ عقلُه، وحَسَبُه خُلُقه" (¬1). (453 - 156) روى محمد بن كعب عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّهُ أن يكون أقوى الناسِ؛ فليتوكَّل على الله تعالى" (¬2). (454 - 157) روى ابن جُريح عن عطاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عَظُمَتْ نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤُنة الناس عليه، فمن لم يَحتمِلْ مؤنُة الناس عرَّض تلك النعمة للزَّوال" (¬3). (455 - 158) روى عبدُ المطلب بن حَنْطبِ عن أبي موسى الأشعري ¬

_ = 756، وكشف الخفاء 2: 244، وصحيح الجامع الصغير 3: 103 برقم 5321. (¬1) ضعيف، أخرجه أحمد في المسند 2: 365، والخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 19 رقم 9، والحاكم في المستدرك 1: 123، والبيهقي في السنن 10: 195، والقضاعي عن أبي هريرة في مسند الشهاب 1: 143 رقم 129، وابن عدي في الكامل 6: 311، والترغيب والترهيب 3: 257، وكشف الخفاء 2: 161، وضعيف الجامع الصغير 3: 138 برقم 4173. (¬2) ضعيف، رواه ابن أبي الدنيا في "التوكل" عن ابن عباس ورمز له السيوطي، حسن، وعقب الألباني فقال: إنه ضعيف جدًا. ضعيف الجامع 5: 206 برقم 5639، وأخرجه الحاكم والقضاعي والبيهقي عن ابن عباس أيضًا، اللباب: 70، 303، وراجع المناوي: فيض القدير 6: 149 رقم 8742. (¬3) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" عن عائشة، والبيهقي عن معاذ. ضعيف الجامع 5: 102 برقم 5110، والقضاعي في مسند الشهاب عن معاذ أيضًا. اللباب 143، 298، وابن عدي في الكامل 6: 174 رقم 6443، ويعده ابن الجوزي: موضوعًا، وإن كان السخاوي يرى أنه روي بعدة روايات بعضها يؤكد بعض، المقاصد 368، كما رواه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر، كشف الخفاء 2: 248، وراجع المناوي: فيض القدير 5: 456 رقم 7942.

- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ دُنياه أضرَّ بآخرتهِ، ومن أحبَّ آخرتَهُ أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى" (¬1). (456 - 159) روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقوا دعوة المظلوم؛ فإنه يسأل حقه، وإن الله لا يمنع ذا حق حقَّهُ" (¬2). (457 - 160) روى عمرو بن مُرة عن أبي جعفر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عجبًا كلَّ العَجَبِ للمُصدِّق بدار الخُلودِ، وهو يسعى لدار الغُرور" (¬3). (458 - 161) روى علي بن الحسين عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استنزلوا الرزقَ بالصَّدقة، أبى الله تعالى أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسِبونَ" (¬4). ¬

_ (¬1) حسن، أخرجه أحمد 4: 412، والقضاعي عن أبي موسى الأشعري في مسند الشهاب 1: 258 رقم 292، والحاكم في المستدرك 4: 308، وقال المنذري في الترغيب والترهيب: رواة أحمد ثقات. كشف الخفاء 2: 207، وضعيف الجامع 5: 149 برقم 5346. ويرى الألباني أنه ضعيف. والمشكاة 3: 1431 برقم 5179، وقارن فيض القدير 6: 31 رقم 8313. (¬2) ضعيف، أخرجه الخطيب عن علي. تاريخ بغداد 9: 302، ومفتاح الترتيب 4، والجامع الصغير 8، وضعيفه للألباني 1: 82 برقم 110، وراجع المناوي: فيض القدير 1: 125 رقم 119. (¬3) موضوع، أخرجه القضاعي عن عبد الله بن مسور الهاشمي، مسند الشهاب 1: 347 رقم 386، وأورده الماوردي كحديث في قوانين الوزارة 107، وقارن شرح نهج البلاغة 4: 307، وتخريج العراقي لأحاديث الإحياء 3: 202. (¬4) ضعيف، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" عن علي 2: 74 رقم 1197، وعدي في "الكامل" عن جبير بن مطعم، وأخرجه ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة. الجامع الصغير =

(459 - 162) روى قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت الدُنيا هَمَّهُ وسَدَمَهُ جعل الله الفقر بين عينيه، ولم يأته منها إلا ما كتبَ له، ومن كانت الآخرة همَّه وسَدَمَهُ أتته الدنيا وهي راغمةٌ" (¬1). (460 - 163) روى أبو مرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما ذئبان ضاريان جائعان في غنمٍ تفرقت، أحَدُهما في أولها والآخَرُ في آخرها، بأسرعَ فسادًا من امرئ في دينه يبتغي شرف الدنيا ومالها" (¬2). (461 - 164) روى ابن جُريح عن عطاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا على نجاح الحوائج بكتمانها؛ فإن كلَّ ذي نعمة محسود" (¬3). ¬

_ = 37، وضعيفه للألباني 1: 271 برقم 931، وراجع: فيض القدير 1: 501 رقم 1005. (¬1) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن عثمان بن عفان. قال الهيثمي: إسناده صحيح، رجاله ثقات. سنن ابن ماجه 2: 1375 برقم 1504، وابن حبان في صحيحه عن زيد بن ثابت. الترغيب والترهيب 3: 89، 4: 84، والبيهقي في شعب الإيمان عن زيد بن ثابت 7: 288 رقم 10338، وابن عدي في الكامل 3: 100، والبيان والتعريف (بلفظ متقارب) 3: 234 يقول: أخرجه الطبراني في الكبير وأبو بكر الخفاف في معجمه، وابن النجار في التاريخ عن ابن عباس، وسدمه: بفتح السين والدال المهملتين: أي همه وما يحرص عليه ويلهج به. (¬2) حسن، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن أبي هريرة 2: 25 رقم 536، وأخرجه أحمد 3: 456، 460، والترمذي 2482 عن كعب بن مالك. اللباب 1455، وسنن الترمذي 7: 109 برقم 2367، والمسند 3: 456، 460، والجامع الصغير 282، وصحيحه للألباني 5: 143 برقم 5496، وسنن الدارمي 2: 304، وفيض القدير 5: 445 رقم 7908. (¬3) صحيح، أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب" عن عمر، وعدي في "الكامل" والطبراني في الكبير: 20: 183، وأبو نعيم في الحلية (5: 215)، والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ 5: 277 رقم 6655، وصحيح الجامع الصغير 1: 320 برقم 956، والأحاديث =

(462 - 165) روى عطاءُ بن فروخ (¬1) عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أدخَلَ اللهُ الجنَّةَ رَجُلًا سمْحًا: بائعًا، ومشتريًا، وقاضيًا، ومقتضيًا" (¬2). (463 - 166) روى عوف عن الحسن - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حُبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئة، وإنما مثل الدنيا كالماشي على الماء، هل يستطيع ألا يبتل قدماه! " (¬3). (464 - 167) روى عبد الله بن يامين (¬4) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الدين: "خُذ حَقَّك في عَفاف، واف أو غير واف" (¬5). ¬

_ = الصحيحة للألباني 3: 436 برقم 1453، وأيضًا أخرجه القضاعي عن معاذ في مسند الشهاب 1: 412 رقم 462، وأورد الماوردي الحديث في كتابه تسهيل النظر 89. (¬1) في س: فروج. (¬2) ضعيف، أخرجه ابن ماجه عن عثمان بن عفان، قال الهيثمي: رجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع؛ لأن عطاء بن فروخ لم يلق عثمان بن عفان. قاله علي بن المديني في العلل. سنن ابن ماجه 2: 742 برقم 2202، وسنن النسائي 7: 319، ومسند الشهاب 2: 252 رقم 809، والترغيب والترهيب 3: 18. (¬3) ضعيف، رواه البيهقي في شعب الإيمان عن الحسن مرسلًا 7: 338 رقم 10501. وضعيف الجامع 3: 90 برقم 2681، ورواه أبو نعيم في الحلية 6: 288 عن عيسى -عليه السلام-، ويقول ابن المدائني: مرسلات الحسن إذا رواها عنه ثقات: صحاح، وقال الدارقطني في مراسيله: إن الحديث ضعيف. كشف الخفاء 1: 412، 413، وتمييز الطيب 65، والزرقاني يقول: إنه حسن. مختصر المقاصد 96. (¬4) س: ياسين. (¬5) حسن، أخرجه ابن ماجه 2: 980 برقم 2422 عن أبي هريرة، وأيضًا أخرجه الحاكم عن أبي هريرة وقال: صحيح على شرط مسلم. المستدرك 2: 33، وابن حبان في صحيحه، والمقاصد الحسنة 319، وضعيف الجامع الصغير 3: 118 برقم 2816، والمناوي: فيض =

(465 - 168) روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن سيِّدًا بنى دارًا فاتَّخذ مأدبةً، وبعث رسولًا، فمن أجاب دخل الدار، وأكل من المأدبة، ورضي عنه السيدُ، ألا وإن الله تعالى هو السيد، والدارُ الإسلام، والمأدبة الجنة، والداعي محمد - صلى الله عليه وسلم -" (¬1). (466 - 169) روى مُصعبُ بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعظم الخطايا اللسانُ الكذوبُ" (¬2). (467 - 170) روى عبد الرحمن بن عَوسجَة عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زَيِّنوا القُرآن بأصواتِكُم" (¬3). (468 - 171) روى أبو الهيثم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ" (¬4). ¬

_ = القدير 3: 433 رقم 3888. قال الحافظ الزين العراقي: إسناده حسن عند ابن ماجه والحاكم. (¬1) حسن، أخرجه الترمذي عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وقال: مرسل، ولكنه روي من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصح من هذا. صحيح الجامع الصغير 5: 145 برقم 2860. (¬2) ضعيف، أخرجه ابن عدي في "الكامل" عن ابن عباس، وابن لال في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود، الجامع الصغير 42، وضعيفه للألباني 1: 303 برقم 1054، وأخرجه البيهقي والقضاعي عن عقبة. اللباب 246، وأخرجه جزء من حديث طويل لابن أبي عمرو وابن منيع بسند ضعيف بلفظ يبدأ: "إن أصدق الحديث كلام الله. . . ." المطالب العالية 3: 144 برقم 3015. (¬3) صحيح، أخرجه ابن ماجه، والنسائي، وأبو داود، وابن حبان، والحاكم، وابن حنبل عن البراء، صحيح الجامع الصغير 3: 194 برقم 3574، وابن ماجه 1: 426 برقم 1342، وأبو داود: عون المعبود 4: 341، وسنن النسائي 2: 134، والمقاصد الحسنة 235 وكشف الخفاء 1: 536، وفيض القدير 4: 68 رقم 4577. (¬4) صحيح، أخرجه الحاكم (4: 198)، والترمذي بشرح ابن العربي (9: 242)، وأبو داود =

(469 - 172) روى حصين بن مذعور عن يونس عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة من خاف جَارُه بوائِقَه" قيل: يا رسول الله، وما بوائقه؟ قال: "ظلمه وغشمه" (¬1). (470 - 173) روى ميمون بن عمر عن أبي الزبير عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرءُ كثيرٌ بأخيه، ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل الذي ترى له" (¬2). (471 - 174) روى زيد بن يزيد (¬3) عن أبي حُميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبْدِ (¬4) المودةَ لمن وادَّكَ، تكُنْ أثْبَتُ" (¬5). (472 - 175) روى سعيد بن أسدٍ عن ضمرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = (4: 259) وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري. صحيح الجامع 6: 158 برقم 7218، والمشكاة 3: 1397 برقم 5018، وكنز العمال 9: 31 برقم 24785، وفيض القدير 6: 404 رقم 9808. (¬1) صحيح، أخرجه مسلم عن أبي هريرة، المختصر للمنذري 1: 16، والحاكم عن أنس. المستدرك 1: 10، 11، وابن حبان في صحيحه عن أنس أيضًا، صحيح الجامع 6: 228 برقم 7552، واللباب 154، 324 يتضمن أن القضاعي أخرجه في مسند الشهاب عن أبي هريرة 2: 56 رقم 568، وفيض القدير 6: 448 رقم 9964. (¬2) ضعيف، أخرجه العسكري عن سهل بن سعد، كشف الخفاء 2: 281، 282، وابن أبي الدنيا في "الأخوان" وضعيف الجامع الصغير 6: 6 برقم 5934، والمقاصد 378، وراجع المناوي: فيض القدير 6: 265 رقم 9189. (¬3) ل: يزيد بن زيد. (¬4) س، ت: ابداء. (¬5) ضعيف، أخرجه الحارث والطبراني عن أبي حميد الساعدي في الإخوان ص 117 رقم 66، ومجمع الزوائد 10: 282، والمطالب 3: 8، وضعيف الجامع الصغير 1: 64 برقم 34، وكنز العمال 9: 34 برقم 24797، وفيض القدير 1: 74 رقم 45.

وعظ رجلًا فقال: "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غَدُهُ شَرَّ يوْميه فهو ملعونٌ، ومن لم يتفقد الزيادة من نفسه فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالموتُ خيرٌ له" (¬1). (473 - 176) روى عمرو (¬2) بن عبد الله عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدُلُكَ على صدقةٍ يُرضي الله موضعها؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "تسعى في صلح بين اثنين إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا" (¬3). (474 - 177) روى قتادة عن عبد ربه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم ومحَقِّراتِ الذُّنُوب؛ فإنهن يجتمعنَ على الرجل حتى يُهلكنه" (¬4). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه الديلمي من حديث محمد بن سوقة عن الحارث عن علي مرفوعًا 3: 611 رقم 5910، والمقاصد الحسنة 402، وتمييز الطيب من الخبيث 157، وكشف الخفاء 2: 323، ويرى القاري أن الحديث موضوع. الموضوعات الصغرى 174، 175، وذكر ابن المنقذ عن أبي موسى العطار قال: حدثه رجل أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم وأوصاه بالحديث سالف الذكر بالمتن. لباب الآداب 11. (¬2) ل: عمر بن عبد الله. (¬3) حسن، أخرجه أبو داود عن أبي أيوب الأنصاري بلفظ: "يا أبا أيوب. . . ."، والديلمي في مسند الفردوس 1: 136 رقم 479، والمطالب العالية 2: 415، كما رواه الطبراني وعبد حميد والأصبهاني عنه أيضًا. كنز العمال 3: 61 برقم 5488، والترغيب والترهيب 3: 292، 293. (¬4) حسن، أخرجه الطبراني عن ابن مسعود 6: 204 رقم 5872. المعجم الكبير 10: 261 رقم 10500، والصغير 2: 49، وأبو الشيخ في الأمثال ص 21 رقم 319، كما أخرجه عن سهل بن سعد الإمام أحمد في مسنده (5: 133)، والترغيب والترهيب 3: 211، وصحيح الجامع 2: 387 برقم 2684، والروض النضير 351 وبه تخريج، والقضاعي في مسند الشهاب عن عائشة 2: 95 رقم 620، وأمثال الرامهرمزي ص 108، واللباب 166، 266، =

(475 - 178) روى الحسنُ عن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليكن بلاغُكم من الدُنيا كزاد المسافر" (¬1). (476 - 179) روى عبد الرحمن بن يزيد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا تنسوا العَظِيمَتَيْنِ" قلنا: وما العظيمتان؟ قال: "الجنة والنار" (¬2). (477 - 180) روى زبيد عن مرة عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: كانت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن الدُنيا عَرَضٌ حاضرٌ، يأكل منها البر والفاجر، ألا وإن الآخرة أجلٌ صادقٌ، يقضي فيها ملكٌ قادر، ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة، ألا وإن الشر كله بحذافيره في النار، ألا فاعلموا وأنتم من أمر الله على ثقة، واعلموا أنكم معرضُون على أعمالكم (¬3)، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬4) ". ¬

_ = والمحقرات: الصغائر. (¬1) حسن، أخرجه ابن ماجه وابن حبان والقضاعي عن سلمان الفارسي. اللباب 129، 297، ومسند الشهاب 1: 424 رقم 480، وابن ماجه 2: 1378 برقم 4114 "إنما يكفي أحدكم في الدنيا. ."، والحاكم 4: 317 من طريق آخر وصححه ووافقه الذهبي، وكنز العمال 3: 225 برقم 6260، والبيان والتعريف 3: 149 برقم 1429. (¬2) حسن، أخرجه أبو يعلى في مسنده عن ابن عمر. الترغيب والترهيب 4: 2250. (¬3) ضعيف، رواه الديلمي في مسند الفردوس عن شداد بن أوس 2: 232 رقم 3117، وتفسير القرطبي 5: 339، ورواه الشافعي عن عمرو - رضي الله عنه -. مشكاة المصابيح 3: 1438 الحديث 5216، وذكره ابن عبد ربه من خطب وأقوال شداد بن أوس. انظر: العقد الفريد 4: 135 وتابعه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1: 709. (¬4) سورة الزلزلة: الآيتان 7، 8.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (478 - 151) وُجدَ في عضُد الإسكندر صحيفةٌ فيها مكتوب: قلَّةُ الاسترسالَ إلى الدنيا أسلَمُ، والاتكالُ على القدرِ أرْوَحُ، وعند حُسنِ الظنِّ تَقَرُّ العَين (¬1). (479 - 152) وسُئل أنوشروان: متى يكون عَيشُ الدنيا ألذ؟ قال: إذا كان الذي ينبغي أن يعمله في حياته معمولًا (¬2). (480 - 153) وسأل الإسكندر (¬3) رجلان من وزرائه أن يقضي بينهما؟ فقال الإسكندر (¬4): إن الحَكَم يُرضي أحدكما ويُسخط الآخر، فاستعملا الحق يُرضيكما معًا (¬5). (481 - 154) ولِيمَ بعض الأكَاسِرة على مباشرة الحرب بنفسه! فقال: ليس من الإنصاف (¬6) أن يقاتل أصحابي عني ولا أقاتل عن نفسي. (482 - 155) وقيل لأنوشروان: هل من أحد لا عيب فيه؟ قال: لا؛ لأنه لو كان من لا عيب فيه، لكان من لا موت له (¬7). (483 - 156) وسأل رجُلٌ الحكيم اليوناني، فقال: علمني ما يقربني من الله ¬

_ (¬1) تسهيل النظر 215. (¬2) س: الذي يسعى بعمله في حياته مقبولًا، والنص وارد في أدب الدنيا والدين 125 كما في ل. (¬3) ل: سقط من "رجلان من. . . ." إلى "الإسكندر". (¬4) ل: سقط من "رجلان من. . . ." إلى "الإسكندر". (¬5) الفرائد والقلائد 5. (¬6) ل: الأصناف. (¬7) أدب الدنيا والدين 324، وعين الأدب والسياسة 138.

ومن الناس؟ فقال: أما ما يُقرِّبُك من الله فمسألته، وأما ما يُقرِّبُك من الناس فترك مسألتهم. (484 - 157) وقال بُزْرُجُمِهْرُ (¬1): يجبُ للعاقل أن (¬2) لا يجزع من جفاء الولاة وتقديمهم الجاهل عليه، إذا كانت الأقسامُ لم توضع على قدر الأخطار؛ فإن حَكمَ الدنيا لا يُعطي أحدًا ما يستحقه، لكن يزيده أو ينقصه (¬3). (485 - 158) وقيل لأنوشروان: لم معادَاة الصديق أهون من مصادقة العدو؟ قال: لأن كسر الإناء أهون من صنعته (¬4)، وتخريق الثوب أهون من نساجته. (486 - 159) وقيل له: لِمَ الأكول يشبع من الطعام، والحريص لا يشبع من المال؟ قال: لأن الطعام يحصل في البطن، والمال يحصل في الخزائن، والبطن لا يستطاع أن يزاد فيها، والخزائن يُستطاع أن يزاد فيها. (487 - 160) وقال صاحب كليلة: طالب الدنيا كشارب ماء البحر الذي كلما ازداد شُربًا ازداد عطشًا (¬5). (488 - 161) ووجد على حجر بالهند مكتوب: من اعتبر بغيره لم تُصبه مِحنة (¬6). (489 - 162) وقيل لأنوشروان: من أجدر الناس أن يُحذر؟ قال: العدو ¬

_ (¬1) هو بزرجمهر بن البخلتان، عميد أطباء فارس في عصره، وكان وزيرًا مقدمًا لديهم، وهو الذي تولى انتساخ كتاب كليلة ودمنة، وبعض أقواله في التمثيل والمحاضرة 142، 160، 402، والبيان والتبيين 1: 7، 221، 4: 63، والعقد الفريد 1: 256. (¬2) أن: ساقطة من ل. (¬3) قوانين الوزارة 138، وتسهيل النظر 138، والحكمة الخالدة لمسكويه 270، وينسب الحكمة إلى الروم. (¬4) ل: صيغته. (¬5) أدب الدنيا والدين 119، مضاهاة أمثال كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب 10. (¬6) تسهيل النظر 126.

القاهر، والصديق الغادر، والسلطان الجائر. (490 - 163) وقيل له: أي شيء (¬1) ليس فيه خير؟ قال: كل شيء ضرني ولم ينفع غيري، أو ضر غيري ولم ينفعني، لا أعلم فيه خيرًا (¬2). (491 - 164) وقال الحكيم اليوناني: انتفعتُ بأعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي؛ لأن أعدائي كانوا يعيرونني بالخطأ وينبهونني عليه، وأصدقائي كانوا يزينون لي الخطأ ويُشجعوني عليه. (492 - 165) وقيل له: من أضيقُ الناس طريقًا وأقلهم صديقًا؟ قال: من عاشر الناس بِعَبُوسٍ من وجههِ، واستطال عليهم بنفسه (¬3). (493 - 166) وقيل لبعض الحكماء: من شر الناس؟ قال: من لا يبالي أن يراه الناسُ مسيئًا (¬4). (494 - 167) وقيل في منثور الحكم: أيْدي العقول تَمْسِكُ أعنَّةَ الأنفس (¬5). (495 - 168) وقيل: مكتوب في حكم آل داود: من علامة العاقل أن للسانه فضلًا عن بنانه. ¬

_ (¬1) ل: هل من. (¬2) أدب الدنيا والدين 258. (¬3) أدب الدنيا والدين 322، وينسبه إلى الحكيم اليوناني أي أرسطو. (¬4) أدب الدنيا والدين 311، ويقول الماوردي فيه: إنها آخر ما نزل من الإنجيل، قوانين الوزارة 88، وقد أوردها ابن حنبل في الزهد ص 50 ونسبها إلى لقمان، وورد نص النص في البيان والتبيين 3: 165، وعيون الأخبار 2: 272، ومجمع الأمثال 1: 358، ومفيد العلوم 391. (¬5) قوانين الوزارة 92، وتسهيل النظر 140، ويشير صاحب كتاب المنهج المسلوك في سياسة الملوك تحقيق علي عبد الله الموسى ص 258: إن هذه الحكمة من أقوال المعتز.

(496 - 169) وقيل لبعض الهنود: من أسوأ الناس حالًا؟ قال: رجُلٌ سُلِب عز الغِنَى، ولم يُمرَّن على ذل الفقر. (497 - 170) من طَاوَعَ طرفَه اسْتَدْعى حتفَه (¬1). (498 - 171) وأكثر رجل من طلب العلم فلم يزدد به إلا بَلَهًا وحيرة، فشكا ذلك إلى بعض الحكماء فقال له: ما كل وارد يعرفُ الصدر، ولا كلَّ جنانٍ يُبصرُ الثمر. (499 - 172) وقال بزرجمهر: من أخذ من العلوم نُتفها، ومن الحِكَمِ طُرفها، فقد أحرز عيونها، وادخر مكنونها. (500 - 173) وقال بعض الحكماء: الحوائجُ تُطْلَبُ بالعناء، وتدرك بالقضاء (¬2). (501 - 174) وقال الحكيم اليوناني: الصمتُ منام، والكلام يقظة (¬3). (502 - 175) وقال العربي: أعْيى العِيِّ بلاغةٌ بعي، وأقبَحُ اللَّحنِ لحنٌ بإعرابٍ (¬4). (503 - 176) وقال الحكيم اليوناني: ليس طلبي للعلم طمعًا في بلوغ غاياته وإدراك نهاياته، ولكن التماس ما لا يسع جهله، ولا يحسن بالعاقل خلافه. ¬

_ (¬1) الفرائد والقلائد 95، وفيه "اجتلب" موضع "استدعى"، وأدب الدنيا والدين 310، وفيه "أرسل" موضع "استدعى"، وعين الأدب والسياسة ص 65، وفيه "تابع" موضع "استدعى". (¬2) قوانين الوزارة 78، وتسهيل النظر 106، وعيون الأخبار 3: 122، والتمثيل والمحاضرة 467، والعقد الفريد 1: 241، وينسبه إلى خالد بن صفوان. (¬3) تسهيل النظر 61، وعيون الأخبار 5: 17 دون نسبة. (¬4) عيون الأخبار 5: 174.

(504 - 177) وقال بزرجمهر: إن يكن الشغل مجهدة؛ فإن الفراغ مفسدة (¬1). (505 - 178) وقال بعض الحكماء: لا تجزع لفراق الوطن مع لقاء الرغبة، فإنك إذا أعْسَرْت أنكرك عارفُوك، وإذا أيسرتَ عرفَك منكروك. (506 - 179) ورأى بعض الحكماء رجلًا (¬2) ذا نسب شريف وفعل دنيء، فقال: ما أحوج شرفك إلى من يصونه، فتكون (¬3) فوق ما أنت دونه. (507 - 180) وقيل لبزرجمهر: ما أعجب الأشياء؟ قال: نجْحُ الجاهِلِ، وإكداءُ العاقِلِ (¬4). ¬

_ (¬1) أدب الدنيا والدين 58، وقوانين الوزارة 145، والتمثيل والمحاضرة 398، وعين الأدب والسياسة 26. (¬2) رجلًا: سقط من س. (¬3) ل: فيكون. (¬4) أدب الدنيا والدين 52، وقوانين الوزارة 86، ومفيد العلوم 391، إكداؤه: خيبته وفقره.

الشعر

الشعر (508 - 148) قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: احفظ لسانكَ أن تقول فَتُبتَلى ... إن الْبلاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ (¬1) (509 - 149) وقال عمرو بن الأهتم (¬2): لَعَمري وما ضاقَتْ بلادٌ بأهلها ... ولكنَّ أخلاق الرِّجالِ تَضِيقُ (¬3) (510 - 150) وقال القُطَامي: وإذا أصَابك والحَوَادِثُ جَمةٌ ... حَدَثٌ، حَداكِ إلى أخيكَ الأوثَقِ (¬4) (511 - 151) وقال كعب بن زُهير: قد يُعْوزُ الحازِمُ المحمودُ نِيَّتُهُ ... بَعدَ الثَّراءِ ويُثري العاجِزُ الحَمِقُ (¬5) (512 - 152) وقال عمرو بن الأهتم: ¬

_ (¬1) جمهرة الأمثال 1: 146، والمحاسن والمساوئ 2: 95 والمحاسن والأضداد للجاحظ 17، وفيه "لا" موضع "إن" ولباب الآداب 275، والشطر الأول: واحذر لسانك لا تقول فتبتلى. . .، ولم ينسب البيت فيها جميعًا. (¬2) هو عمرو بن سنان، وهو الأهتم، فالأهتم لقب أبيه، ولقب به لأن ثنيته هتمت يوم الكلاب، وكان عمرو سيدًا من سادات قومه، خطيبًا بليغًا شاعرًا، ولقبه "المكحل" كما في الشعر والشعراء 614، وانظر في نسبه: معجم الشعراء 21. (¬3) الحماسة 2: 264، والمفضليات، القصيدة 23، البيت 21 ص 127 وفيه: لعمرك ما ضاقت. . . وورد البيت في الشعر والشعراء 616، ومعجم الشعراء 21، والهفوات النادرة 312، والمستطرف 1: 32. (¬4) ديوانه 36، وجمهرة الأمثال 1: 46، ومجمع الأمثال 1: 22، ونزهة الأبصار 1: 242، والأغاني 21: 50، وفيه: "وإذا يصيبك. . . .". (¬5) ديوانه بشرح السكري 228.

فقُلتُ لَهُ: أهلًا وَسهلًا ومرحبًا ... فهذا مَبيتٌ صَالحٌ وصَديقُ (¬1) (513 - 153) وقال آخر: قد ينفع المرءَ أحيانًا تَثبُّتُه ... وربما خُيِّبَ المُسْتَعْجِلُ القَلِقُ (514 - 154) وقال الأحوصُ (¬2): فأصْبَحْت كالمُهريق فَضْل سقائهِ ... لجاري سَرَابٍ بالفَلا يَتَرَقْرَقُ (¬3) (515 - 155) (516 - 156) (517 - 157) وقال كعب بن زُهير: والمرْءُ ذو المالِ يُنْمي ثم يُذْهِبُهُ ... مَرُّ الدُّهُورِ ويُفْنِيه فَيَنْسَحِقُ كالغُصنِ بَيْنَا تَرَاهُ نَاعمًا هَدِبًا (¬4) ... إذ هاجَ وانْحَتَّ عن (¬5) أفنانِهِ الوَرَقُ كذلك المرءُ إن يُنسَأْ له أَجَلٌ ... يُرْكَبْ بِهِ طَبَقٌ مِنْ بَعْدِهِ طَبَقُ (¬6) (518 - 158) وقال مسكين الدارمي (¬7): ¬

_ (¬1) البيان والتبيين 1: 11، والمفضليات القصيدة 23، البيت 11 ص 126، والشطر الثاني:. . . فهذا صبوح راهن وصديق. . . وأيضًا معجم الشعراء 21. (¬2) هو عبد الله محمد بن عبد الله بن عاصم، ولقب بالأحوص لضيق في عينيه، وعده ابن سلام من الطبقة السادسة من شعراء الإسلام، وتوفي الأحوص سنة 105 هـ، انظر في مصادر ترجمته: طبقات فحول الشعراء 648 - 655، والشعر والشعراء 499 - 503، والأغاني 4: 224، والخزانة 1: 232، وسير أعلام النبلاء 4: 593. (¬3) شعر الأحوص الأنصاري، القصيدة 109، البيت 8 ص 161، وفيه كالتالي: فأصبحت كالمهريق فضلة مائه ... لبادي سراب بالملا يترقرق والمهريق: من قولهم، هراقت السماء ماءها أي أراقت، فالهاء ليست أصلية. (¬4) في ل، س: هدلا. (¬5) في ل، س: من. (¬6) ديوانه بشرح السكري 228، وهدب الأشجار: أغصانها. (¬7) هو ربيعة بن عامر بن أليف، ومسكين لقبه سمي به لقوله: وسميت مسكينًا وكانت لجاجة ... وإني لمسكين إلى الله راغب توفي سنة 89 هـ. الشعر والشعراء 530، وخزانة الأدب 1: 467.

وإذا الفاحش لاقى فاحشًا ... فَهُناكُمْ وافَقَ الشَّنُّ الطَبَقَ (¬1) (519 - 159) وقال أنس بن قبيصة: سليمٌ في سلامته بَريءُ ... ومِسْقَامٌ إذا سَقِمَ الصّدِيقُ (520 - 160) (521 - 161) وقال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: وإنما الشعْرُ لُبُّ المرءِ يَعْرِضُهُ ... على المجالسِ إنْ كيسًا وإن حُمْقا وإنَّ أشعَرَ بيتٍ أنتَ قائله ... بيتٌ يُقالُ -إذا أنْشَدْتَهُ- صَدَقًا (¬2) (522 - 162) وقال حسان أيضًا: يصيبُ وَمَا يَدْرِي ويُخطي وما دَرى ... وكيفَ يكونُ النُّوكُ إلا كذلِكا (¬3) (523 - 163) (524 - 164) وقال أبو الأسود الدُؤلي (¬4): لا ترسِلَنَّ مقالة مشهُورة ... لا تستطيعُ -إذا مَضَتْ- إدْراكَها لا تُبْدَيَنَّ نَميمَةً أُنْبِئْتَها ... وتَحرَّزَنَّ مِنَ الذي أنباكها (¬5) (525 - 165) (526 - 166) (527 - 167) وقال عبد الله بن معاوية الجعفري (¬6): ¬

_ (¬1) الشعر والشعراء 530، وهذا البيت سقط من س. (¬2) ديوانه، طبعة بيروت 169، ويقال إن البيت الثاني لطرفة بن عبد. انظر: ديوان طرفة 180. (¬3) البيت لأبي الأسود الدؤلي، ديوانه، القصيدة 34، البيت الأول ص 80، والأغاني 12: 307، 324، النوك: الحمق. (¬4) هو ظالم بن عمرو، على الأشهر، ولد في أيام النبوة، وكان معدودًا في النحاة والفقهاء والشعراء والمحدثين والأشراف والفرسان والدهاة، مات في طاعون سنة تسع وستين هجرية. مصادر ترجمته: الشعر والشعراء 707 - 709، والأغاني 12: 297 - 334، ومعجم الشعراء 67، ووفيات الأعيان 1: 24، وسير أعلام النبلاء 4: 81 - 86. (¬5) ديوانه بشرح السكري القصيدة 81، البيتان 7، 4 ص 137، وفيه: "ولا تلقين" موضع "لا ترسلن"، والأغاني 12: 332، والبيت الأول فيه: "رسالة" موضع "مقالة" والبيت الثاني "حديثها" موضع "أنبئتها". (¬6) الجعفري نسبة إلى جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف، وعبد الله =

ولا يُعْجِبَنَّكَ قولُ امرئٍ ... يخالِفُ ما قال في فِعْلهِ ولا تُتبِع الطَّرْفَ ما لا ... تنَالُ ولكن سَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ (¬1) وذو عجَلٍ جَرَّ رَيْثًا له ... ومُدْرِك نُجْحٍ عَلَى رِسْلِهِ (528 - 168) (529 - 169) وقال لبيد بن ربيعة: فإنْ أنتَ لمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ فانْتَسِبْ ... لَعلَّك تَهْدِيكَ القُرونُ الأوائِلُ فإنْ لم تجدْ مِنْ دونِ عدنان والدًا ... ودُون مَعَدٍّ فَلْتَرُعْكَ العواذلُ (¬2) (من 530 - 170 إلى 536 - 176) وقال أبو الشعر موسى بن سحيم (¬3): بينما الظل الظَليلُ مُونقٌ ... طلعتْ شمسٌ عليه فاضْمَحَل وذهاب المال كالظل انطوى ... بعد ما قد كان فيه مُستظِلْ بينما الجد سعيدٌ مقبلُ ... إذ تمادى في عِثارٍ وزَلَلْ حُرمَ الخيرَ إذا ما رامه ... فإذا ما حاذَر الشر نَزَلْ وإذا المولى تولَّى جَدَهُ ... ذاقَ ذُل العَيشِ ذو الجدِ المذل إنَّما مَوْلاكَ مَنْ تَرْمِي بِهِ ... مَنْ تُرَامِي حِينَ يَشتَدُّ الوَهَل (¬4) ¬

_ = من فتيان بني هاشم وأجوادهم وشعرائهم، ولم يكن محمود المذهب في دينه، وكان يرمى بالزندقة، وخرج بالكوفة في آخر أيام مروان بن محمد إلى خراسان فاقتله أبو مسلم سنة 129 هـ. الأغاني 13: 215، 225، أسماء المغتالين 189، تاريخ الطبري 5: 599، والحماسة شرح التبريزي 2: 40. (¬1) الأغاني 12: 232. (¬2) ديوانه القصيدة 44، البيتان 6، 7 ص 131، والممتع 374، 375، وفيه الشطر الأول من البيت: فإن لم تصدقك نفسك فانتسب. (¬3) في ل: أبو السعر، وموسى كنيته أبو الشعر الضبي. انظر في ترجمته: معجم الشعراء تحقيق د. الكرنكوي ص 377، وديوان المعاني 2: 201. (¬4) أورده ابن المنقد في لباب الآداب 383 ونسبه إلى أبو الشعر الضبي.

لن ينال العذْرُ قومًا أجرَموا ... ثم قالوا: سَبَقَ السَّيفُ العُذَلْ (537 - 177) وقال آخر (¬1): فلا تحكُمَا حُكْم الصَّبيِّ فإنَّهُ ... كثيرُ على ظَهْرِ الطَّريقِ مَجَاهِلُه (¬2) ¬

_ (¬1) هو الأعرج المعي عدي بن عمر بن سويد، شاعر جاهلي، أدرك الإسلام وأسلم. انظر: معجم الشعراء للمرزباني 251. (¬2) الكامل في اللغة والأدب 1: 47، والبيان والتبيين 1: 247، والممتع 1: 51.

الفصل السابع

الفصل السابع

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (538 - 181) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر (¬1) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النساءُ (¬2) حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون" (¬3). (539 - 182) روى معمر عن عثمان الجَزَري عن مقَسم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكُل عابدٍ شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة: فإما إلى سُنَّةٍ وإما إلى بِدْعة" (¬4). (540 - 183) روى مجالد عن الشعبي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِياكُمْ والمشارَّة؛ فإنها تدفِنُ الغُرَّةَ، وتُظهِرُ العُرّة" (¬5). ¬

_ (¬1) ابن عامر: سقط من س. (¬2) ل: "الدنيا" موضع "النساء". (¬3) ضعيف، أخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب" عن زيد بن خالد الجهني. ضعيف الجامع الصغير 3: 255 برقم 2427، كما أخرجه القضاعي عن زيد بن خالد أيضًا. مسند الشهاب 1: 67 رقم 37، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن عقبة بن عامر وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود 1: 138، 139، وكشف الخفاء 2: 5، والمقاصد الحسنة: 249 برقم 586، والبيان والتعريف 1: 374 جزء من حديث طويل عن عقبة بن عامر وابن مسعود يبدأ بلفظ "أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله. . . ."، والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة 5: 483 رقم 2464. (¬4) صحيح، أخرجه الترمذي عن أبي هريرة بلفظ "إن لكل شيء شرة" سنن الترمذي 7: 162 برقم 2455، كما أخرجه البيهقي عن ابن عمر، وابن حبان وأحمد عن ابن أبي عاصم، صحيح الجامع الصغير 2: 228 برقم 2148، والقضاعي عن ابن عباس، مسند الشهاب 2: 126 رقم 664، واللباب 176، 260، والشرة: المبالغة في النشاط والرغبة. المعجم الوسيط 1: 483. (¬5) ضعيف، أخرجه أحمد عن ابن عباس. المسند تحقيق شاكر برقم 6958، والقضاعي عن =

(541 - 184) روى الزهري عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "يا عائشة، أحْسني جَوارَ نِعم الله، فإنه قلّ ما نفرت عن قومٍ فعادَتْ (¬1) إليهم" (¬2). (542 - 185) روى عطاءُ عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صَدَقَة إلا عن ظَهر غنى، واليدُ العُليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" (¬3). (543 - 186) روى أَبو قبيل عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ولم يعرف لعالمنا حقه (¬4) فليس منا" (¬5). ¬

_ = أبي هريرة 2: 95 رقم 621، واللباب 166، 265، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة أيضًا 6: 343 رقم 8444، وضعيف الجامع الصغير 2: 260 برقم 2213، وسلسلة الأحاديث الضعيفة 5: 498 رقم 2477، والشارة: العداوة، والغرة: الحسن والعمل الصالح. والعرة: القذر، واستعير للعيب والدنس. (¬1) ل: كادت. (¬2) ضعيف، أخرجه أبو يعلى في مسنده، والعدي في "الكامل" عن أنس، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن عائشة 4: 132 رقم 4557، 4558 وضعيف الجامع الصغير 1: 104 برقم 204 بلفظ: أحسنوا جوار نعم الله. . . ."، وفيض القدير 1: 191 رقم 255، والبيان والتعريف 1: 94 برقم 66. (¬3) صحيح، أخرجه النسائي عن أبي هريرة، السنن 5: 62، وأيضًا أحمد بن حنبل المسند تحقيق شاكر 12: 138، 14: 162، 252، كما أخرجه أحمد والبخاري عن حكيم بن حزام. صحيح الجامع الصغير 6: 368 برقم 8052، والقضاعي والطبراني عن ابن عمر مسند الشهاب 2: 221 رقم 769، واللباب 191، 328. (¬4) حقه: سقط من ل, س. (¬5) حسن، أخرجه أحمد عن عبادة بن الصامت. المسند تحقيق أحمد شاكر 11: 160, 161، ومجمع الزوائد 1: 127 كما أخرجه الحاكم عن أبي هريرة. المستدرك 4: 178، =

(544 - 187) روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "باكروا الرزق والحوائج؛ فإن الغُدُوَّ بركة ونجاح" (¬1). (545 - 188) روى موسى بن عقبة عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت صحته أكثر من سقمه فلا يتعالجن" (¬2). (546 - 189) روى عمر بن سلمة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله تعالى، [فإذا قال أحدهما لصاحبه كلمة هجر هتك ستر الله -عز وجل-] " (¬3). (547 - 190) روى الزُبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن البلاد بلادُ اللهِ، فحيث وجدتَ خيرًا فَاحمد الله تعالى (¬4) وأقم" (¬5). (548 - 191) روى ليث بن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأَلكم باللهِ فأَعطوهُ، ومن استعاذكم بالله فأَعيذوهُ، ¬

_ = والبخاري في الأدب المفرد 179، وكشف الخفاء 2: 243، 244. (¬1) ضعيف، أخرجه الطبراني في المعجم الصغير، وابن عدي في الكامل عن عائشة -رضي الله عنها-. ضعيف الجامع 3: 4 برقم 2317، وكشف الخفاء 1: 330، والترغيب والترهيب 3: 5، وراجع المناوي: فيض القدير 3: 195 رقم 3123، والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والمتروكة 4: 164 رقم 1668. (¬2) لم أقف عليه بلفظه، وقد أخرج الطبراني عن الأعمش حديثًا بلفظ: "دع الدواء ما احتمل جسدك الداء"، ويقول الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد 5: 86. (¬3) ما بين المعقوفتين سقط من س: "فإذا قال. . . ." إلى "عز وجل". (¬4) تعالى: ساقطة من ل. (¬5) ضعيف، أخرجه أحمد عن الزبير. المسند (تحقيق أحمد شاكر) 3: 15، وضعيف الجامع الصغير 3: 2380 "البلاد. . . .". وراجع المناوي: فيض القدير 3: 223 رقم 3221.

ومن أهدى إِليكم ذراعًا فاقبلوه" (¬1). (549 - 192) روى أَبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ دَخَلَ على دعوة بغير إذن دخل مُغيِرًا، وخرج سَارقًا" (¬2). (550 - 193) روى راشد عن سعد عن أَبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقِيلُوا ذَوِي الهيْئاتِ عَثَراتِهِم" (¬3). (551 - 194) روى هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التَمِسوا الرزق في خبايا الأرضِ" (¬4) يعني الزرع. ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه الحاكم، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، وابن حبان عن ابن عمر. المستدرك 1: 421، وعون المعبود 5: 89، وسنن النسائي 5: 82، وصحيح الجامع الصغير 5: 240 و 241 برقم 5897 بلفظ: "من استعاذكم. . . ."، ومسند الشهاب 1: 260 رقم 295، وفيض القدير 6: 55 رقم 8411. (¬2) ضعيف، أخرجه أبو داود عن ابن عمر. السنن (تحقيق الدعاس) 4: 125 برقم 3741، وضعيف الجامع الصغير 5: 196 برقم 5589، كما أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عمر أيضًا 3: 47 رقم 5707، واللباب 308. ويبدأ الحديث بلفظ: "من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله. . . ." مسند الشهاب 1: 314 رقم 353، والبيهقي السنن الكبرى 7: 265 من طريق درست بن زياد عن أبان بن طارق. . . . وقال أبو داود: "أبان بن طارق مجهول". وقال ابن عدي: هذا حديث منكر لا يعرف إلا به. . . وإرواء الغليل 7: 15 برقم 1954. (¬3) صحيح، أخرجه أبن حبان، في صحيحه عن أبي أمامة. كشف الخفاء 1: 183، وأخرجه أحمد وأبو داود عن عائشة. المسند 6: 181، وسنن أبي داود (تحقيق الدعاس) 4: 540 برقم 4375، والبخاري في الأدب المفرد: 165 رقم 465، والخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 388 رقم 386، واللباب 249، وصحيح الجامع الصغير 1: 382 برقم 1196 وفيه مع استثناء "إلا الحدود"، وفيض القدير 2: 74 رقم 1363 ويرى الزرقاني أنه ضعيف. مختصر المقاصد الحسنة 60، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 2: 234 رقم 638. (¬4) ضعيف، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن عائشة 1: 404 رقم 452، كما أخرجه =

(552 - 195) روى أَبو حكيم عن أَبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احذروا الدُنيا؛ فإنها أَسحرُ من هاروت وماروتَ" (¬1). (553 - 196) روى قيس بن أَبي حازم قال: سمعت أَبا بكر الصديق - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انظروا دُور من تسكنون (¬2)، وأرض من أنتم (¬3) تعمرون، وفي طرق من تمشون" (¬4). (554 - 197) روى عبد الله بن أَبي أَحمد عن أَبي المليح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعتموا تزدادوا حلمًا" (¬5). (555 - 198) روى محمد بن يحيى عن أَبي ذر - رضي الله عنه - قال: سمعت ¬

_ = عنها أيضًا البيهقي في شعب الإيمان 2: 87 رقم 1233، 1234 والطبراني في المعجم الكبير. اللباب 121، 251، والدارقطني في "الأفراد" عنها أيضًا وابن عساكر عن ربيعة بن عامر. ضعيف الجامع 1: 349 برقم 1248، وانظر كشف الخفاء 1: 58، ومجمع الزوائد 4: 63، والمطالب العالية 1: 384 برقم 1290، وفيض القدير 1: 541 رقم 1109. (¬1) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي الدرداء الرهاوي 7: 339 رقم 10504، والجامع الصغير وضعيفه للألباني 1: 102، وقال: موضوع، وراجع فيض القدير 1: 187 رقم 245. (¬2) ل: لتسكنون. (¬3) أنتم: ساقطة من ل. (¬4) ضعيف، كنز العمال 9: 42 رقم 24843 لأبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وأورده الماوردي في قوانين الوزارة ص 104. (¬5) ضعيف جدًا، أخرجه الحاكم (4: 194)، وأبو الشيخ في الأمثال 157 رقم 248، والبيهقي في شعب الإيمان 2: 177 رقم 6260، وابن عدي عن ابن عباس في الكامل 6: 61, والطبراني عن أسامة بن عمير 1: 162 رقم 517، والقضاعي في مسند الشهاب 1: 393 رقم 440، وأحد رواته متروك. مجمع الزوائد 5: 119، وضعيف الجامع الصغير 1: 296 برقم 1030، ويرى الصاغاني في الدرر الملتقط 152، والطيبي في الخلاصة 83 أنه موضوع، وراجع المناوي: فيض القدير 1: 555 رقم 1142.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ تعَلَّمَ علمًا من علم الآخرة أن يُصيبَ به عرضًا من أعراض الدنيا لم يجدْ عَرفَ ريح الجنة" (¬1). (556 - 199) روى الزهري عن أَبي سلمة عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المعدة حَوضُ البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم" (¬2). (557 - 200) روى أَبو نضرة عن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال: "الغضب جَمْرَة توقد في جوف ابن آدم، ألم تروا إلى حَمرة وجنتيه، وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئًا فالأرض الأرض" (¬3). (558 - 201) روى المبارك بن فضالة عن الحسن عن أَبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَمسَحْ يَدَكَ بثوبِ من لم تكسُهُ" (¬4). ¬

_ (¬1) حسن، رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة. المشكاة 1: 77، 78 الحديث 227، والحاكم عن أبي هريرة أيضًا. صحيح الجامع الصغير 5: 272 برقم 2520. (¬2) ضعيف، أخرجه الطبراني عن أبي هريرة، فيه يحيى بن عبد الله البابلي، وهو ضعيف. مجمع الزوائد 6: 85، والديلمي في مسند الفردوس 4: 231 رقم 6691، وشعب الإيمان 5: 66 رقم 5796، والألباني في: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 187 برقم 1692، وقال: منكر. (¬3) حسن، أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري (6: 351) برقم 2192 في حديث طويل. والترغيب والترهيب 3: 278، وتيسير الوصول 4: 280، والبيهقي: شعب الإيمان 6: 310 رقم 8290، 7: 38 رقم 8289، والديلمي في مسند الفردوس 3: 113 رقم 4313. (¬4) ضعيف، أخرجه القضاعي وابن حبان والطبراني عن أبي بكرة. اللباب 160، 322 وأورده أبو داود بلفظ "نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمسح الرجل بثوب من لم يكسه" السنن (تحقيق الدعاس) 5: 165 رقم 4827، وضعيف الجامع 6: 78 برقم 6289، وراجع المناوي: فيض القدير 6: 422 رقم 9868.

(559 - 202) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الغنى غنى النفس" (¬1). (560 - 203) روى سعيد بن المسيب عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من آدمي إلا وفي رأسه حِكْمَةٌ، والحكمة في يد المَلَك؛ فإنْ تواضع قيل للمَلَكِ: ارفع حِكمتهُ، وإن ارتفع قيل للمَلَكِ: ضَعْ حِكْمَتَهُ" (¬2). (561 - 204) روى معمر عن خلاد بن عبد الرحمن عن أَبيه - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزوة تبوك فقال: "ألا أخبركم بأَحبكم الى الله؟ " فظننا أَنه يسمي رجلًا فقال: "أحبكم الى الله أحبكم إِلى الناس"، "ألا أُخبركم بأبغضكم إلى الله؟ " فظننا أنه يُسمي رجلًا فقال: "أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس" (¬3). (562 - 205) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه عن أبي هريرة. البخاري 11: 231، 232، وصحيح مسلم 1: 286، والمسند 13: 4، وسنن ابن ماجه 2: 1386 برقم 4137، واللباب 186، 296. (¬2) حسن، أخرجه البزار عن أبي هريرة والطبراني عن ابن عباس، الجامع الصغير 284 وصحيحه للألباني 5: 156 برقم 5551، وراجع المناوي: فيض القدير 5: 466 رقم 7984، والديلمي في مسند الفردوس عن أنس 4: 38 رقم 6120. (¬3) ضعيف، الديلمي في مسند الفردوس عن أنس 1: 130 رقم 455، الطبراني في الأوسط رقم 6016، ومجمع الزوائد 10: 272، وقد ورد في كتب الأدب أحاديث في ذات المعنى مثل "أحب الناس إلى الله أكثرهم تحببًا إلى الناس"، "إذا أحب الله عبدًا حببه إلى الناس"، وقد كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص: "إن الله إذا أحب عبدًا حببه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله بمنزلتك من الناس، واعلم أن ما لك عند الله مثل ما للناس عندك". العقد الفريد 2: 315، 316.

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السعيدُ من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه" (¬1). (563 - 206) روى الحسين بن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَ اللهَ يُحبُّ معاليَ الأمور وأشرافَها، ويكرهُ سَفْسافَها" (¬2). (564 - 207) روى عمارة بن عروة عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَ اللهَ يُحبُّ أن يُؤخذ برخصه، كما يحب أَن يؤخذ بفرائضه" (¬3). (565 - 208) روى أَبو نَضْرَة عن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في بعض خطبِهِ: "ألا إن الدُنيا حُلوةٌ خَضِرة، وإنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفكُمْ فيها، فَناظِرٌ كيْفَ تَعْمَلُونَ؟ ألا فَاتَّقُوا الدُّنيا، واتَّقُوا النساءَ" (¬4). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن ابن مسعود 1: 79 رقم 52، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عنه، كما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر. اللباب 15، 281، كما أخرجه البيهقي في المدخل، والبزار في مسنده عن أبي هريرة، وقال الحافظ ابن حجر: صحيح. كشف الخفاء 1: 548، والمقاصد 240، وصحيح مسلم 8: 45، وصحيح الجامع الصغير 3: 222 برقم 3579 بلفظ: "السعيد من سعد في بطن أمه. . . ."، وقارن الدرر الملتقط للصاغاني 152، والطيبي في الخلاصة 82، والشوكاني في الفوائد 256 يرون: إن الحديث موضوع. (¬2) صحيح، أخرجه الطبراني عن الحسين بن علي في المعجم الكبير، 3: 2894، وصحيح الجامع الصغير 2: 146 برقم 1882، وفيض القدير 2: 295 رقم 1889، والسفساف: الأمر الحقير. (¬3) صحيح، أخرجه البزار (كشف الأستار 1: 469 برقم 988)، والقضاعي وأحمد والبيهقي عن ابن عمر. اللباب 194، 254، والطبراني في الكبير (عن ابن عباس وابن مسعود) 8: 7661، وصحيح الجامع الصغير 2: 146 برقم 1881، وفيض القدير 2: 292 رقم 1879. (¬4) صحيح، رواه مسلم برقم 2742 في الذكر، باب أكثر أهل الجنة فقراء، وعند الترمذي 6: 351 برقم 2192 (تحقيق الدعاس)، وابن ماجه 2: 1325 برقم 4000 عن أبي سعيد =

(566 - 209) روى الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت جدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول: "يا مسلم، اضمن لي ثلاثًا أضمن لك الجنة: إن عملت بما فرض الله عليك في القرآن، فأَنت أعبدُ الناس، وإن اتقيت ما حرم الله عليك في القرآن، فأَنت أورع الناس، وإن قنعت بما رزقك الله فأَنت أغنى الناس" (¬1). (567 - 210) روى منصور عن إِبراهيم عن جابر - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس، جالسوا الناس على قدر دياناتهم وأَنزلوهم على قدر مروءَاتهم، وداروا الناس يغفر لكم. أيها الناس، إنه من أظهر كسوتُه ظهر غناه، ومن طابَ ريحه عرفنا نعيمه، ومن أتى شعثًا غبرًا أنزلنا به الفاقة، ومن أتى رث الثياب عرفنا فقرهُ، وأنزلنا به البؤس، ولو كانت له القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، خلا هذين الرجلين عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-". ¬

_ = الخدري والبيهقي في شعب الإيمان 7: 310 رقم 8289، وأحمد بن حنبل عن مصعب بن سعد والقضاعي في مسند الشهاب 2: 181 رقم 723، وصحيح الجامع 1: 114 برقم 190، وفيض القدير 3: 544 رقم 4270. (¬1) موضوع، رواه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (24/ 1 - 2) من طريق سعد الإسكاف عن الأصبع بن نباتة عن الحسن بن علي مرفوعًا، نقلًا عن الألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة، المجلد الخامس ص 97 رقم 2079.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (568 - 181) قال لقمان (¬1) لابنه: يا بني! اعتزل الشر يعتزلك؛ فإن الشر للشر خلق (¬2) وقال لابنه: عصفور في قِدْرِكَ خيرُ مِنْ ثورٍ في قِدْرِ غيرك. (569 - 182) ونزل المسيح -عليه السلام- بمدينة فآذاه أَهْلُها فدعا عليهم، فقال: اللهم اجعلهم كلَّهم رؤساء. (570 - 183) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: لَيْسَ حسن الجوار الكف عن الأذى، ولكنه الصَّبْرُ على الأذى (¬3). (571 - 184) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: مَنْ خاف اللهَ أَخاف الله منه كلَّ شيء، ومن خاف الناسَ أَخافَهُ مِنْ كُلِّ شيءٍ (¬4). (572 - 185) وقال وهبُ بن مُنبّه (¬5): إِن أَحسنَ الناس عيشًا من حَسُنَ ¬

_ (¬1) كان لقمان حكيمًا، وقال الله فيه: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12]، وكان قاضيًا على بني إسرائيل. الزهد لابن حنبل 48، 49. (¬2) قوانين الوزارة 76، وتسهيل النظر 232، وجمهرة الأمثال 1: 43. (¬3) شرح نهج البلاغة 4: 549، ولباب الآداب 262، وينسبه إلى الحسن البصري، والواقع أن حكم الحسن البصري مستقاة من حكم الإمام علي بن أبي طالب. (¬4) العقد الفريد 3: 147. (¬5) هو أبو عبد الله وهب بن منبه الأنباري الصنعاني، صاحب الأخبار والقصص، من خيار التابعين، كثير النقل من الكتب القديمة، مات وهو على القضاء 110 هـ. وقيل سنة: 114. ترجمته في: المعارف 202، وفيات الأعيان 6: 35، 36، ومعجم الأدباء 19: 259، وحلية الأولياء 4: 352، وشذرات الذهب 1: 150، وأقواله منثورة في كتب التفسير ككتاب الطبري وكتب الأدب كعيون الأخبار.

عيشُ الناسِ في عَيْشِهِ (¬1). (573 - 186) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لا تحقِرنَّ شيئًا من الخير وإِن كان صغيرًا؛ فإِنك إِذا رأَيته سرّك مكَانُهُ، ولا تحقِرنَّ شيئًا من الشر وإِن كان صغيرًا؛ فإنَّك إِذا رأَيته ساءك مكانُهُ (¬2). (574 - 187) وقال مالك بن دينار (¬3): قلت للحسن: ما عقوبة العالم؟ قال: موت القلب. قلت: وما موت القلب؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة (¬4). (575 - 188) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: إرحم من البلاء أَخاك، وأحمد الذي عفاك (¬5). (576 - 189) وقال الحسن البصري: المؤمن لا يحيف على من يُبْغِضُ، ولا يأثم فيمن يحب. (577 - 190) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: إنَّ الطمَعَ فقر، وِإنَّ اليأسَ غنى، وإِنَّ المرءَ إِذا يئسَ من شيء استغنى عنه (¬6). ¬

_ (¬1) قوانين الوزارة 82، وتسهيل النظر 258، وعيون الأخبار 3: 179، والكامل لابن المبرد 1: 112. (¬2) البيان والتبيين 3: 135. (¬3) هو مالك بن دينار، ويكنى أبا يحيى، كان من كبار الزهاد والوعاظ، وكان يكتب المصاحف، وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائة هجرية، صفة الصفوة 3: 273 - 288، وقد روى ابن الجوزي كثيرًا من أقواله. (¬4) الزهد لابن حنبل 265. (¬5) مفيد العلوم 380. (¬6) تسهيل النظر 220، وعيون الأخبار 3: 139، ومناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي 126، وأخرجه ابن رزين من حديث عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب قال يومًا في خطبته: "تعلموا أيها الناس، إن الطمع. . . ." جامع الأصول 11: 357 برقم 8450.

(578 - 191) وقال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: لا أُمازحُ صديقي فأُغضِبهُ، ولا أُماريه فأُكذبه (¬1). (579 - 192) وقال سعيدُ بن العاص - رضي الله عنه -: مَوْطِنان لا أَستَحِي من العِيِّ فيهما: إِذا أَنا خاطبْتُ جاهلًا، وإِذا سألَتُ حاجةً لنفسي (¬2). (580 - 193) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: الصقُوا بذوي العِبَرَ تتسع قلوبكم (¬3). (581 - 194) وقال مَيْمُونُ بن مِهران (¬4) -رحمه الله-: لا تَطْلُبَنَّ إِلى بخيل حاجة، فإِذا طلبت فأَجِّله حتى يَروّضَ نفسه (¬5). (582 - 195) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: لما حضرت قيسَ بن عاصم الوفَاةُ دعا ببنيه فقال: يا بنيّ احفظوا عني، فلا أَحَدَ أَفصحُ لكم مني إِذا مت، فسَوِّدوا كباركم، ولا تسوِّدوا صِغاركم فيسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم، وعليكم باستصلاح المال؛ فإِنه مَنبهةُ الكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإِياكم ومسأَلة الناس (¬6). (583 - 196) قال إِياس بن معاوية (¬7): إفراط الحِرص من قلة اليقين. ¬

_ (¬1) العقد الفريد 3: 5 وينسبه إلى عبد الرحمن بن ليلى بلفظ: "لا تمار أخاك فإما أن تغضبه، وإما أن تكذبه" والجاحظ: البيان والتبيين 2: 94. (¬2) عيون الأخبار 2: 175، 3: 190. (¬3) أدب الدنيا والدين 384، وفيه "الغير" موضع "العبر". (¬4) هو ميمون بن مهران، ويكنى أبا أيوب، نشأ بالكوفة ثم نزل الرقة، وكان على خراج الجزيرة وقضائها لعمر بن عبد العزيز، وتوفي سنة 117 هـ. صفة الصفوة 4: 193، والعبر للذهبي 1: 147. (¬5) عيون الأخبار 3: 134. (¬6) البيان والتبيين 2: 79، 80، والعقد الفريد 3: 204. (¬7) هو إياس بن معاوية، ويكنى أبا واثلة، من أشهر القضاة في الإسلام، ويضرب به المثل في =

(584 - 197) وسُئل الزُهري عن الزهد؟ فقال: طلِّق النفس عن محظور الشهوات (¬1). (585 - 198) وقال سليمان بن موسى: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حكيم من أَحمق، وبَرٌّ من فاجر، وشريف من دَنِيء (¬2). (586 - 199) وأُنكِرَ على الحسن البصري -رحمه الله- الإِفراط في تخويف الناس، فقال: إِنَّ مَنْ خوَّفك حتى تبلغ الأمن خير ممن أَمنك حتى تبلغ الخوف (¬3). (587 - 200) وقال عبد الله بن الحسن لابنه: إِيَّاك وعداوة الرجال؛ فإِنها لن تعدمك (¬4) مكر حَليم أَو مفاجأةَ لئيم (¬5). (588 - 201) وقال خالد بن عبد الله القسري (¬6) لابنه: أي بني، كُن أَحسنَ ما تكون في الظاهر حالًا، أَقل ما تكون في الباطن مآلًا؛ فإِن الكريم من كرمت عند الحاجة شيمتُه، وإِن اللئيم من لانت عند الحاجة طبيعته. ¬

_ = الذكاء والفراسة، توفي سنة 110 هـ. . أخبار القضاة لوكيع، الجزء الأول، والبيان والتبيين 1: 98 - 101، 2: 195، 315، 4: 79، 91، وصفة الصفوة 3: 263 - 264، ومقالنا بمجلة الأزهر عنه، ربيع الأول 1402 هـ ص 434 - 443. (¬1) البيان والتبيين 2: 177، والعقد الفريد 3: 171، ومفيد العلوم 382. (¬2) مفيد العلوم 382. (¬3) العقد الفريد 3: 178، والزهد لابن حنبل 259. (¬4) س: تعديك. (¬5) العقد الفريد 2: 252، ومفيد العلوم 382. (¬6) هو خالد بن عبد الله القسري، كان جوادًا خطيبًا مفوها، وهو أمير العراقيين من قبل هشام بن عبد الملك الأموي، قتل في أيام الوليد بن يزيد. تاريخ الطبري 9: 17، والعبر للذهبي 1: 162.

(589 - 202) ولما رأَى إِياس بن قتادَة شيبة في لحيته قال: أَرى الموت يطلبني، وأَراني لا أَفوته. أَعوذ بالله من فجاءات الأُمور. يا بني سعد: وقد وهبتُ لكم شبابي فهبوا إِلي شيبتي، ولزم بيته. فقال أَهله: تموت هُزالًا؟ قال: أَموت مؤمنًا مهزولًا أَحبُّ إِليَّ من أَن أموت منافقًا سمينًا (¬1). (590 - 203) وقال علي بن أبي طالب لولده الحسن -رضي الله عنهما-: أَي بني، خف الله خوفًا ترى أنك لو أَتيته بحسنات أَهل الأرض لم يقبلها منك، وارجُهُ رجاءَ من ترى أَنك لو أَتيته بسيئات أَهل الأرض لغفرها لك، وإِذا هممت بخير فبادر به، وإِذا هممت بشرٍ فتأَنَّ عنه. (591 - 204) وقال هَرمُ بن حيان (¬2): ما عصى اللهَ تعالى كريمٌ، ولا آثر الدنيا على الآخرة حكيم (¬3). (592 - 205) وقال أَبو عمرو بن العلاء -رحمه الله-: من عرف فضلَ من فوقَهُ، عرف فضله من دُونه؛ فإِن جَحد جُحد (¬4). (593 - 206) وذكر قوم إِبليس فلعنوه وتغيظوا منه، فقال أَبو حازم الأعرج (¬5): وما إِبليس؟ لقد عَصى فما ضَرّ، وأُطيع فما نفع (¬6). ¬

_ (¬1) عين الأدب والسياسة 217. (¬2) هرم بن حبان العبدي، أحد عمال عمر، بعثه عثمان بن أبي العاص إلى قلعة بحرة فافتتحها عنوة سنة 26 هـ. صفة الصفوة 3: 213. (¬3) صفة الصفوة 3: 214. (¬4) تسهيل النظر 260. (¬5) هو سلمة بن دينار، ويكنى أبا حزم الأعرج، مولى الأسود بن سفيان المخزومي، كان ثقة كثير الحديث، توفي بعد سنة 140 هـ. صفة الصفوة 2: 167، وطبقات ابن خياط 264، وفيه توفي 135 هـ. (¬6) النص في البيان والتبيين 3: 152.

(594 - 207) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: مَنْ لم يكن كلامُهُ حِكَمًا فهو لغوٌ، ومن لم يكن سُكوتُهُ تَفكُّرًا فهو سهوُ، ومن لم يكن فكره اعتبارًا فهو لهو (¬1). (595 - 208) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: اعتبروا عزم الرجل بحميته، وحزمه بمتاع بيته. (596 - 209) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: من حاول أَمرًا بمعصية الله -عز وجل-، كان أَبعدَ لما رَجَا، وأَقربَ لمجيء ما اتقى (¬2). (597 - 210) وقال محمد بن سَلَّام (¬3): أَربعُ قواصِمُ للظهر: سلطان تطيعه ويُضلك، وزوجة تأَمنها وتخونك، وجار إِن علم خيرًا ستره، وإِن علم شرًا أَظهره، وفقر حاضر لا يجد صاحبه متلدَّدًا. ¬

_ (¬1) تسهيل النظر 63، ومفيد العلوم 383. (¬2) تسهيل النظر 215، ونهاية الإرب 6: 107. (¬3) هو محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم الجمحي البصري، ويكنى أبا عبد الله، قال صاحب طبقات فحول الشعراء: مولده بالبصرة في سنة 139، ووفاته في سنة 231 هـ أو سنة 232 هـ، وعمر نحوًا من ثلاث وتسعين سنة. مصادر ترجمته: تاريخ بعداد 5: 327، ونزهة الألباء 216، ومعجم الأدباء 7: 13، والعبر للذهبي 1: 409، وميزان الاعتدال 1: 66، والنجوم الزاهرة 2: 260، وسير أعلام النبلاء 10: 651، 652.

الشعر

الشعر (598 - 178) قال زهيرُ بن أَبي سُلْمَى: إِذا أَنتَ لم تُعرِض عن الجهل والخَنَا ... أَصَبْتَ حليمًا أَو أَصابَكَ جاهلُ (¬1) (599 - 179) وقال القُطَامِيّ: ورُبَّما فات قومًا جُلُّ أَمرهم ... من التأَنِّي وكان الحَزْمُ لو عَجلُوا (¬2) (600 - 180) وقال القُطَامِيّ: قَدْ يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بعْضَ حَاجتِهِ ... وَقَدْ يكُونُ مع المستَعْجِلِ الزَلَلُ (¬3) (601 - 181) وقال الحارِث بن عُبَاد (¬4) (وهو شيباني): ¬

_ (¬1) ديوانه بشرح ثعلب 300، وفيه "تقصر" موضع "تعرض" وقيل: إنه لكعب بن زهير. انظر شرح ديوانه 257، وقيل لأوس بن حجر، انظر ديوانه القصيدة 38، البيت السادس ص 99، وقد أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 326، ونسبه إلى أوس بن حجر، والأغاني 11: 70، والتمثيل المحاضرة 49، وخزانة الأدب 2: 235، وفي المستطرف 1: 30، وعين الأدب والسياسة 55، ولم ينسب فيهما. (¬2) هذا البيت سقط من النسخة ل. (¬3) ديوانه 25، والشعر والشعراء 704، والأغاني 11: 23، ج 24: 21، والعقد الفريد 2: 360، 3: 114، وديوان المعاني 1: 124، والإعجاز والإيجاز 151، ولباب الآداب 426، وشرح المضنون به على غير أهله 61، ونزهة الأبصار 1: 35 والمستطرف 1: 32، والبيت في النسخة س منسوب للأعشى. (¬4) هو الحارث بن عباد بن قيس بن ثعلبة، وكنيته أبو منذر، حكيم جاهلي، كان شجاعًا من السادات، شاعرًا، انتهت إليه إمرة بني ضبيعة وهو شاب، وتوفي حوالي سنة 50 قبل الهجرة. مصادر ترجمته: الأغاني 4: 139 - 151، والخزانة 1: 225 - 226، والأعلام 2: 157, 158.

لم أَكُنْ من جُنَاتها عَلِم اللهُ ... وإِني بحرَّها اليومُ صالِ (¬1) (602 - 182) وقال زيد الخيل (¬2): يُبْكى عَلَيْنَا ولا نبكي على أَحدٍ ... لَنَحْنُ أَغْلَظُ أَكبادًا مِن الإبِلِ (¬3) (603 - 183) وقال آخر: يَوَدُّ (¬4) الفَتَى طولَ السَّلامَةِ والبَقَا ... فَكَيْفَ تَرى طُولَ السَّلامَةِ تَفْعَلُ (¬5) (¬6) (604 - 184) وقال لبيد: بَلْ كُل سَعْيِكَ باطلٌ إِلا التُّقَى ... وإِذا انْقَضَى شيءُ كأن لَمْ يُفْعَلِ (¬7) (605 - 185) وقال طرفة بن العبد: وأَعَلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بالظَّنِ إِنَهُ ... إِذا ذَلَّ مَوْلى المرءِ فَهوَ ذَليلُ (¬8) ¬

_ (¬1) العقد الفريد 5: 221، وفيه "صالي" موضع "صال"، وجمهرة الأمثال 1: 90، 124، والأصمعيات القصيدة 17، البيت الثاني، والأغاني 4: 149، وينسبه الثعالبي في الإعجاز والإيجاز للمهلهل 140. (¬2) ويكنى "أبا مكنف" شاعر جاهلي من طيئ، أدرك الإسلام ووفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماه "زيد الخير" وتوفي سنة 9 هـ. الشعر والشعراء 244 - 246، الإصابة (تحقيق البجاوي) 2: 622 - 624، وخزانة الأدب 2: 448. (¬3) ورد في الممتع 283 دون نسبة، وينسبه الثعالبي إلى بلعاء بن قيس الكناني. ثمار القلوب 348. (¬4) ل: بود. (¬5) ل: يفعل. (¬6) البيت لنمر بن تولب: شعره القصيدة 31، البيت 22، ص 87، والإعجاز والإيجاز 145، والممتع 176، والوحشيات "الحماسة الصغرى" 288، والأغاني 2: 277، وفيه "الغنى" موضع "البقا"، وجمهرة أشعار العرب 552، والتمثيل والمحاضرة 56 وفيه "جاهدًا" موضع "البقا". (¬7) ديوانه 126 وفيه "فإذا" موضع "إذا". (¬8) ديوانه 84، والإعجاز والإيجاز 141.

(606 - 186) وقال عبيد الله (¬1) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (¬2): إِذا شِئتَ أَنْ تَلْقَى خَليلًا مُصافيًا ... تَعِبْتَ وَإِخوانُ الصَّفاءِ قَليلُ (607 - 187) وقال عَبْدُ قَيْسٍ بن خُفَافٍ البُرْجُمِيُّ: وَاترك مَحَل السُّوءِ لا تَحلُلْ بهِ ... وإِذا نَبا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ (¬3) (608 - 188) وقال الأغلبُ العجلي (¬4): والمرءُ تَوّاقٌ إِلى ما لمْ يَنَل ... والموْتُ يَتْلُوهُ ويُلْهِيهِ والأَمَلْ (¬5) (609 - 189) وقال القُطَامِيّ: والناسُ مَنْ يَلقَ خَيْرًا قائلون له ... ما يَشْتَهِي، ولأُمِّ المخْطِئ الهَبَلُ (¬6) (610 - 190) وقال آخر: ¬

_ (¬1) ل: عبد الله. (¬2) ويكنى أبا عبد الله الهذلي المدني، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وهو معلم عمر بن عبد العزيز، وكان عالمًا زاهدًا، وأضر -رحمه الله- بآخره، توفى بالمدينة سنة ثمان وتسعين. صفة الصفوة 2: 102، 103، ونكت الهميان 197 - 198 وبعض أشعاره في الأغاني 9: 139 - 152، والبيت فيه ص 146 "الثقات" موضع "الصفاء". (¬3) المُفضليات، القصيدة 116، البيت الثامن ص 385، والأغاني 7: 140 ونبا به منزله: لم يوافقه، وموسوعة الشعر العربي 4: 125، البيت الثامن. (¬4) هو الأغلب بن جشم بن سعد، وينتهي نسبه إلى قبيلة وائل، ويكنى أبا النجم، وهو أحد المعمرين، عمر في الجاهلية، وأدرك الإسلام، فهاجر وأسلم وحسن إسلامه، واستشهد في واقعة نهاوند. الشعر والشعراء 595، والإصابة (تحقيق البجاوي) 1: 98، والأغاني 18: 164. (¬5) البيان والتبيين 3: 194، والإصابة 1: 99. (¬6) الشعر والشعراء 704، والعقد الفريد 2: 186، والأغاني 11: 23، و 21: 48، والإعجاز والإيجاز 151، وشرح نهج البلاغة 4: 501، ونزهة الأبصار 1: 235، وجمهرة أشعار العرب 185.

ومَا المرْءُ إِلا حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ ... فَفِي صَالح الأعْمالِ نَفْسَكَ فاجْعَلِ (¬1) (611 - 191) وقال آخر: إِذا ما قلَّ مالك كنت فَرْدًا ... وأَيُّ الناسِ زُوّارُ المُقِلِ؟ (¬2) (612 - 192) وقال آخر: وَمَن دَعَا الناسَ إِلى ذَمِّهِ ... ذَمُّوه بالحقِّ وبالباطِلِ (¬3) (613 - 193) وقال محمد بن أَبان اللاحقي (¬4): تَلومُ على القَطيعةِ مَنْ أَتَاهَا ... وَأَنْتَ سنَنْتَها للنَّاس قَبْلي (¬5) (614 - 194) وكان يتمثل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وَبالغُ أَمْرٍ كان يأمَلُ دونَهُ ... ومُخْتَلجٌ من دون ما كانَ يأْملُ (615 - 195) وكان يتمثل مروان: ما للرِّجالِ معَ القضا مُحَالَة (¬6) ... ذَهَب القَضاءُ بحيلةِ المحْتالِ (¬7) (616 - 196) وقال آخر: وَذَمُ الناسِ مَجْلوبٌ رَخيصٌ ... لأيْسرِ عِلَّةٍ والحَمْدُ غال ¬

_ (¬1) البيت لمنقر بن فروة المنقري. البيان والتبيين 2: 103، 3: 228. (¬2) هذا البيت سقط من ل، وأورده ابن قتيبة في عيون الأخبار 1: 242. (¬3) للحكيم بن قنبر. الإعجاز والإيجاز 173، وعيون الأخبار 2: 26 دون نسبة. (¬4) يبدو لنا أنه ولد: أبان عبد الحميد اللاحقي، شاعر من أهل البصرة، اتصل بالبرامكة فأكثر من مدحهم وخص بالفضل ابن يحيى، ونظم له "كليلة ودمنة" شعرًا، وتوفي سنة 200 هـ. خزانة الأدب 3: 458، والنجوم الزاهرة 2: 167. (¬5) المستطرف 1: 31 دون نسبة. (¬6) في متن س: من حيلة، تصحيح على الحاشية بذات القلم "محالة". (¬7) أورده الماوردي في تسهيل النظر 131، والمحالة: الحيلة، ويعد الشطر الأول من أمثال العرب، وقد أورده الميداني. مجمع الأمثال 2: 289 برقم 3938.

(617 - 197) وقال الكُميت: والشيْبُ فيهِ لأهْلِ الرأَي مَوْعِظَةٌ ... وَمِنْ عيُوب الرَّجالِ الشيب والغَزَلُ (¬1) (618 - 198) وقال معن بن أَوس (¬2): إِذا أَنْتَ لم تُنصِف أَخَاكَ وَجَدتَهُ ... عَلى طرَفِ الهُجرانِ إِن كان يَعْقِلُ (¬3) (619 - 199) وقال زهير بن أَبي سُلمى: تَرَاهُ إِذا ما جِئْتَهُ متَهَلِّلًا ... كَأَنَّك تُعْطيهِ الذي أَنتَ سائِلُهْ (¬4) (620 - 200) وقال طرفة بن العبد: فَيَا لَكَ (¬5) مِنُ ذي حاجةٍ حالَ دُونَها ... وَمَا كُلُّ ما يَهوَى الفَتى هُوَ نائِلُهْ (¬6) (621 - 201) وقال عمرو بن الأهتم: إِذا ما قَتَلْتَ الشَّيءَ عِلْمًا فَقُلْ به ... وَإِياكَ والأمرَ الذي أَنتَ جاهِلُه (622 - 202) وقال ابن مُقْبل: فَأَخلِفْ وأَتلِف إِنِّما المَالُ عَارَةٌ ... وَكُلْهُ مَعَ الدَّهرِ الذِي هو آكِلُهْ (¬7) ¬

_ (¬1) لم أقف عليه في شعره الذي جمعه الدكتور داود سلوم، قافية اللام، والبيت في س: متأخر. (¬2) هو معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني، شاعر فحل، من مخضرمي الجاهلية والإسلام، له مدائح في جماعة من الصحابة، ورحل إلى الشام والبصرة، وكف بصره في أواخر أيامه، وتوفي سنة 64 هـ. خزانة البغدادي 3: 258، والأعلام 8: 192. (¬3) ديوان المعاني 1: 113 لعبد الله بن الزبير، ولمعن في الحماسة 2: 90، والممتع 396، وشرح المضنون به 51، وفيه "شرف" موضع "طرف"، والمستطرف 1: 30، ولم ينسبه، وعيون الأخبار 7: 18 ينسبه إلى جرير. (¬4) ديوانه بشرح أبي العباس أحمد ثعلب 142، وديوانه بشرح الأعلم الشنتمري 31، وقال البيت في مدح حصن بن حذيفة بن بدر، خاص الخاص 75، وجمهرة الأمثال 1: 67، وفي الأغاني 14: 224 ورد على لسان عبد الله بن الزبير الأسدي. (¬5) س: فبالك. (¬6) ديوانه بشرح الأعلم الشنتمري 123، وفيه "خيل" موضع "حال" و"امرؤ" موضع "فتى". (¬7) ديوانه، القصيدة 32، البيت 24 ص 243، وينسبه المبرد في الكامل (2: 137) إلى عبد الله =

(623 - 203) وقال الحُطَيْئَة (¬1): تحنَّنْ عَلَيَّ هَداك (¬2) المَليكُ ... فإِنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مقالًا (¬3) (624 - 204) وقال النعمان بن المنذر (¬4): قد قيل ذلك إِنْ حقًّا وإنْ كَذِبًا ... فما اعتذارُك من قولٍ إِذا قيلا (625 - 205) وقال حسان بن ثابت في عبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- (¬5): كَفَى وَشَفَى ما في النُّفُوسِ فَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي إِرْبَةٍ في القَوْلِ جدًّا ولا هَزْلًا (¬6) (626 - 206) وقال آخر: أَتَرجُو أَن تَسودَ ولم تُعَنَّ ... وكيفَ يسودُ ذُو الدَّعَةِ البخيلُ (¬7)؟ ¬

_ = ابن همام السلولي. (¬1) الحطيئة، لقب لقب به لقربه من الأرض. واسمه جرول بن أوس بن مالك، وكنيته أبو مليكة، وهو من فحول الشعراء، متصرف في جميع فنون الشعر، مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، أسلم ثم ارتد توفي نحو سنة 45 هـ. انظر في مصادر ترجمته: الأغاني 1: 157، والشعر والشعراء 280 - 288، وكنى الشعراء 288، وطبقات فحول الشعراء 110 - 121، وخزانة البغدادي 1: 409. (¬2) س: ذاك. (¬3) ديوانه 72، وهو ضمن أبيات يستعطف بها عمرو بن هند، والأغاني 2: 187، وصلة ديوان طرفة 189، والفاخر 314. (¬4) هو النعمان بن عمرو بن المنذر الغساني، من ملوك آل غسان في الجاهلية، وكانت له عدة قصور بناها: قصر السويداء بحوران، وقصر حارب، وتوفي نحو سنة 323 قبل الهجرة. تاريخ سنى ملوك الأرض لحمزة 79، والأعلام 9: 7. (¬5) في س: ورد هذا البيت بعد بيت الحطيئة مباشرة. (¬6) ديوانه بشرح البرقوقي 359، والإصابة 1: 142، والإربة: الحاجة. (¬7) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 190، ولم ينسبه، وفيه "بلا عناء" موضع "لم تعن". وهو في البيان والتبيين 2: 352 "ولن تعنى".

(627 - 207) وقال أَعشى بن قيس: عَوَّدْتَ كِنْدَةَ عَادَةً فاصبر لها ... اغفِرْ لجَاهِلِهَا، وَرَوِّ سِجَالَهَا (¬1) (628 - 208) (629 - 209) وقال العُرْزلي (¬2): وليس اعتذاري من قبيح بنافعٍ ... إِذا قيل لي يومًا وصدّق قائلُهُ فإِنك تلقى فاعل الشر نادِمًا ... عليه ولم يندم على الخير فاعله (¬3) ¬

_ (¬1) ديوانه 152. (¬2) يبدو لي أن الاسم به تصحيف: وأنه العرزمي، وهو محمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي الفزاري، وهو شاعر حضرمي، له اشتغال بالحديث، انتقل من حضرموت إلى الكوفة، وأدرك أول الدولة العباسية، أكثر شعره آداب وأمثال، وتوفي سنة 155 هـ. تهذيب التهذيب 9: 322، والأعلام 7: 139. (¬3) أوردهما الماوردي في قوانين الوزارة 75 ولم ينسبها، والبيت الثاني لدى النويري في نهاية الإرب 6: 102.

الفصل الثامن

الفصل الثامن

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (630 - 211) روى جميع بن يَعقوب الأنصاري عن أبيه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما يَعرِف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل " (¬1). (631 - 212) روى أيوب بن سلمة بن مخلد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته" (¬2). (632 - 213) روى أَبَانُ بن أبي عياش عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أحدٍ أحسن الخلافة إلا أحسنَ اللهُ الخلافةَ من بعده على ولده" (¬3). (633 - 214) روى الشعبي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه القضاعي والخطيب البغدادي عن أنس، الشهاب 2: 191 رقم 735، واللباب 182، 263، وتاريخ بغداد 3: 105، 7: 223، ومفتاح الترتيب 22، والديلمي في مسند الفردوس 1: 359 رقم 1372، وابن عساكر عن عائشة، وقال الطيبي في الخلاصة 84، والصاغاني في الدرر 52، والألباني في ضعيف الجامع الصغير 2: 214 برقم 2067: موضوع. وقال ابن الدبيع: الحديث ضعيف ومعناه صحيح. تمييز الطيب من الخبيث 36، وكشف الخفاء 1: 250، وراجع فيض القدير 3: 9 رقم 2613. (¬2) صحيح، أخرجه البخاري ومسلم وابن حنبل عن ابن عمر (المسند 2: 407)، جزء من حديث يبدأ بلفظ: "المسلم أخو المسلم. . . ومن كان في حاجة أخيه. . . ." هداية الباري 2: 241، ومختصر صحيح مسلم 2: 243، وصحيح الجامع الصغير 6: 17 برقم 6583، والقضاعي في مسند الشهاب عن أبي هريرة 1: 2590 رقم 329، واللباب 87 يبدأ بلفظ: "من فرَّج عن أخيه كربة. . . .". (¬3) ضعيف، القضاعي في مسند الشهاب 2: 14 رقم 521 بلفظ: "ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة عن تركته"، ورواه ابن المبارك في الزهد 646، وسنده صحيح إلا أنه مرسل، وابن عدي في الكامل 6: 289 رقم 6331، وفيض القدير 5: 413 رقم 7793.

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تزوَّج ذات جمال ومالٍ، فقد أصاب سدادًا من عوز" (¬1). (634 - 215) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنعم الله على عبدٍ نعمةً أحب أن يرى أثر نعمته" (¬2). (635 - 216) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والمعاذِرَ؛ فإن أكثرها مَفاجِر" (¬3). (636 - 217) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر" (¬4). (637 - 218) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما انتُقِصَت جارحةٌ من إنسان، إلا كانت زيادة في عقله" (¬5). ¬

_ (¬1) ضعيف، أخرجه ابن النجار عن ابن عباس بلفظ: "من تزوج امرأة لدينها وجمالها كان له في ذلك سداد من عوز" كنز العمال 16: 301 برقم 44588، وأخرجه الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس، وعن علي بلفظ: "إذا تزوج الرجل المرأة لدينها. . . ." كنز العمال 16: 289 برقم 44520، وضعيف الجامع الصغير 1: 163 برقم 527، والعسكري في جمهرة الأمثال 1: 338، ويقول: "سدادًا من عوز" أي تزوجها الرجل ليستعف بها أعانه الله، وكان فيها سداد من عوز المال والنكاح، فيض القدير 1: 316 رقم 522. (¬2) ضعيف، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن الأحوص وعمران بن حصين 2: 161 رقم 701، وابن أبي الدنيا عن علي بن يزيد بن جدعان. اللباب 197، 251، وضعيف الجامع الصغير 2: 117 برقم 1715، وفيض القدير 2: 202 رقم 1668. (¬3) حسن؛ بلفظ: "إياك وكل أمر يعتذر منه"، أخرجه الضياء عن أنس. صحيح الجامع الصغير 2: 383 برقم 2668، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن ابن عمر 2: 93 رقم 618، واللباب 166، والمقاصد الحسنة 137، وكشف الخفاء 1: 325، وتمييز الطيب 49، والأحاديث الصحيحة للألباني برقم 354. (¬4) حسن، أخرجه أحمد (المسند تحقيق شاكر 14: 215)، والترمذي (الجامع الصحيح 4: 653 برقم 2486)، وابن ماجه (السنن 1: 561 برقم 1765)، والحاكم (المستدرك 1: 422) عن أبي هريرة، وصحيح الجامع الصغير 3: 17 برقم 3837، والمعجم الكبير للطبراني برقم 6492، وانظر: كشف الخفاء 2: 51، والقضاعي في مسند الشهاب عن سِنان بن سَنه الأسلمي صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - 1: 180 رقم 186، وفيض القدير 4: 286 رقم 5327. (¬5) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 284، وفيه "ذكاء" موضع "زيادة".

(638 - 219) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جارت الولاةُ قحطت السماء" (¬1). (639 - 220) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جعل الله في الصديق البار عوضًا عن الرَّحم المذمومة". (640 - 221) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أملق (¬2) تاجر صدوق" (¬3). (641 - 222) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة سيئ الملكَةِ" (¬4). (642 - 223) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تكاشَفْتُمْ (¬5) ما تدافَنْتم". ¬

_ (¬1) موضوع، أخرجه الحكيم والبزار والبيهقي عن ابن عمر، شعب الإيمان 6: 15 رقم 7369، جزء من القول: "السلطان ظل الله في الأرض. . . ." ضعيف الجامع الصغير 3: 239 برقم 3352، وكشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي 2: 233، وقال الهيثمي: رواه البزار، فيه سعيد بن سنان أبو مهدي وهو متروك. مجمع الزوائد 5: 196، وفيض القدير 4: 142 رقم 4816. (¬2) ل: ما أبلق. (¬3) حسن، ورد هذا القول في كثير من كتب الأدب منسوبًا إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - دون بيان السند، كالبيان والتبيين 2: 20، والتمثيل والمحاضرة 27، والعقد الفريد لابن عبد ربه 2: 49، وأورده بلفظ:"ما أملق تاجر صدوق، وما أفقر بيت فيه خل" والشق الأخير من الأحاديث الحسنة، أخرجه الطبراني وأبو نعيم عن أم هانئ، والحكيم وابن ماجه عن عائشة، وأحمد ابن حنبل عن جابر، المسند 3: 353، صحيح الجامع الصغير 5: 125 برقم 5420، وفيض القدير 4: 424 رقم 7829. (¬4) ضعيف، أخرجه الترمذي وابن ماجه عن أبي بكر. الجامع الصحيح 4: 344، وسنن ابن ماجه 2: 1217 برقم 3691، وضعيف الجامع الصغير 6: 90 برقم 6255؛ وفيض القدير 6: 449 رقم 9966. (¬5) ل: كاشفتم. وتكاشفتم: أي تكشف عيب بعضكم لبعض. وقال ابن الأثير: أي لو علم بعضكم سريرة بعض لاستثقل تشييع جنازته ودفنه. ويذكر هذا المثل في كثير من المصادر الأدبية، ويُنسب إلى أكثم بن صيفي وبزرجمهر الفارسي. انظر: العقد الفريد 3: 76، وفي مصادر أخرى ينسب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - دون بيان إسناده. البيان والتبيين 1: 23، والكامل للمبرد 1: 393 تحقيق الدكتور محمد أحمد الدالي.

(643 - 224) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافًا، فإن خير الرزق الكفاف" (¬1). (644 - 225) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أشدُّ الناس عذابًا يومَ القيامة أشدهم عذابًا للناس" (¬2). (645 - 226) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما المُبْتَلى وإن اشتدَّ بلاؤُهُ بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمَنُ البلاء" (¬3). (646 - 227) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأحمق (¬4) أبغض خلق الله إليه؛ إذ حرمه أعز الأشياء عليه" (¬5). (647 - 228) قوله - صلى الله عليه وسلم - لكعب: "يا كعب، الناس غاديان، فغاد نفسه فمُعتقُها، وموثقٌ نفسه فموبقها" (¬6). ¬

_ (¬1) صحيح، متفق عليه عن أبي هريرة. البخاري 11: 251، ومختصر مسلم 2: 311، والترمذي 4: 580، والمسند 12 برقم 1963 (تحقيق أحمد شاكر). (¬2) صحيح، أخرجه عبد الله الحميدي في مسنده 15: 225 - 256 برقم 562 عن خالد بن الوليد، وأيضًا في مسند أحمد 4: 90 (تحقيق أحمد شاكر)، والطبراني في الكبير 4: 3824، وصحيح الجامع الصغير 1: 335 برقم 9، والبيهقي في شعب الإيمان 6: 50 رقم 7469، والمناوي في فيض القدير 1: 516 رقم 1049. (¬3) لم أقف عليه كحديث، ويبدو أنه من أقوال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. شرح نهج البلاغة 4: 386 بلفظ: "وما المبتلى الذي قد اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن من البلاء". (¬4) س: للأحمق. (¬5) وأورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 30، وتسهيل النظر 14 كحديث دون إسناد. (¬6) صحيح، أخرجه أحمد والبزار عن كعب بن عجرة، ورجالهما رجال الصحيح. مجمع الزوائد 5: 247، والترغيب والترهيب 3: 150، والمسند (تحقيق شاكر) برقم 15347، والبيهقي: شعب الإيمان 5: 57 رقم 5761.

(648 - 229) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزول (¬1) قدما ابن آدم حتى يُسأَل عن ثلاث: شبابه فيم أبلاه؟ وعمره (¬2) فيما أفناهُ؟ وماله من أين (¬3) كسبه، وفيم أنفقه؟ " (¬4). (649 - 230) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول ابن آدم: مالي، مالي! مالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت" (¬5). (650 - 231) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تجافَوا عن عقوبةِ ذوي المروءةِ ما لم تبلغ حدًا، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" (¬6). (651 - 232) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلة الرحم مَنماةٌ (¬7) للعدد، مثراة ¬

_ (¬1) س: لا يزول. (¬2) ل: عمراه. (¬3) ل: إن. (¬4) حسن صحيح، أخرجه الترمذي عن ابن مسعود بلفظ: "لا تزول قدما ابن آدم حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه. . . ." الجامع الصحيح 4: 612، والبيهقي في شعب الإيمان 2: 286 رقم 1784، ومشكاة المصابيح 3: 1435 برقم 5197، والترغيب والترهيب 1: 76، وصحيح الجامع الصغير 6: 148 برقم 7176. (¬5) صحيح، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي 4: 61، وابن حنبل عن عبد الله بن الشخير، المسند 4: 24، 26، وصحيح الجامع الصغير 6: 352 برقم 7988، ومشكاة المصابيح 3: 1435 برقم 5169. (¬6) ضعيف، أخرجه الطبراني في الأوسط عن زيد بن ثابت، والقضاعي في مسند الشهاب عن أبي بكر 1: 422 رقم 477، واللباب 128، 269، وضعيف الجامع الصغير 3: 22 برقم 2388، دون الشق الأخير من الحديث، وهذا الشق أخرجه ابن ماجه والقضاعي عن ابن عمر، مسند الشهاب 1: 443 رقم 504، واللباب 137، 342، وسنن ابن ماجه 2: 1223، وفي إسناده سعيد بن مسلمة وهو ضعيف، وصحيح الجامع الصغير 1: 134 برقم 266، وقال: إنه حسن، ورواه البزار عن أبي هريرة وقال الهيثمي: في رجاله من لم أعرفهم. كشف الأستار 2: 402 برقم 1959، ومجمع الزوائد 8: 15، وراجع المناوي: فيض القدير 1: 241 رقم 345. (¬7) س: مثمرة.

للمال، محبةٌ في الأهل (¬1)، منسأة في الأجل" (¬2). (652 - 233) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "طعام الجواد دواءُ، وطعام البخيل داء" (¬3). (653 - 234) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ادَّهنوا يذهب البؤس عنكم، والبسوا تظهر نعمة الله عليكم، وأحسنوا إلى مماليككم؛ فإنه أكبت لعدوكم" (¬4). (654 - 235) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحببتم الله ورسوله: فاصدقوا إذا حدثتم، وأدوا الأمانة إذا اؤتُمنتم، وأحسنوا جوار نِعم الله من جاوَركم" (¬5). (655 - 236) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كن فيه أدخله الله في محبته ونشر عليه رحمته: من آوى اليتيم، ورحمَ الضعيف، ورفق بمملوكه" (¬6). (656 - 237) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعنَّ أحدكم رهبةُ السلطان أن يقول الحق ¬

_ (¬1) س: الأمل. (¬2) ضعيف، أخرجه الطبراني في الأوسط، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. مجمع الزوائد 8: 152، وفي معناه حديث متفق عليه عن أنس "من أحب أن يُبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه" مشكاة المصابيح 8: 1377 برقم 4918. (¬3) ضعيف جدًا، وقيل: موضوع. أخرجه الخطيب البغدادي في كتاب "البخلاء"، وأبو القاسم الخرقي في "فوائده" عن ابن عمر، الديلمي في مسند الفردوس 2: 455 رقم 3954، ورمز له السيوطي: بأنه حسن. الجامع الصغير 194، وقال الألباني في ضعيفه: موضوع. ضعيف الجامع 4: 10 برقم 3616، وتذكرة الموضوعات 64، والفوائد للشوكاني 81. (¬4) ضعيف، أخرجه الطبراني في الأوسط عن عائشة بلفظ: "اللباس يظهر الغني، والدهن يذهب البؤس، والإحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو" جمع الفوائد 1: 530 برقم 5784، وقد استند الماوردي إلى الحديث الوارد في المتن في أدب الدنيا والدين 341. (¬5) ضعيف، البيهقي عن الزهري بلفظ: "من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث، وليؤد الأمانة، ولا يؤذ جاره" شعب الإيمان 7: 81 رقم 9551. (¬6) لم أقف عليه بلفظه، وقد أخرج الترمذي عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من كن فيه يسر الله حتفه وأدخله جنته: رفق بالضعيف، وشفقة على الوالدين، وإحسان إلى المملوك"، وقال الترمذي: غريب. مشكاة المصابيح 2: 1004، والترغيب والترهيب 3: 262.

إذ رآه؛ فإنه لا يقرِّبُ من أجل، ولا يُباعدُ من رزق" (¬1). (657 - 238) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصدقة صدقة اللسان". قالوا: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: "الشفاعة تَفُك بها الأسير، وتحقن بها الدم" (¬2). (658 - 239) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: أنشدك الله فينا، إنكَ إذا استقمت استقمنا، وإذا اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا" (¬3). (659 - 240) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن من أمِنهُ الناسُ على أنفُسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في (¬4) طاعة الله تعالى" (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح، رواه أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري. المسند 3: 50، 87، كما رواه عنه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح. وقال الهيثمي: روى الترمذي وابن ماجه طرفا منه. مجمع الزوائد 7: 265، ومسند الفردوس 5: 122 رقم 7684، وأورد الماوردي الحديث في تسهيل النظر 55. (¬2) ضعيف، رواه الطبراني في الكبير عن سمرة بن جندب، المعجم الكبير برقم 6962، والبيهقي في شعب الإيمان 6: 124 رقم 7682، ويقول الهيثمي: فيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف. مجمع الزوائد 8: 194، وضعيف الجامع الصغير 1: 316، 317 برقم 1111، وفيض القدير 2: 39 رقم 1266. (¬3) ضعيف، أخرجه الترمذي عن أبي سعيد الخدري. الجامع الصحيح (وهو سنن الترمذي) 4: 605، 606، وأحمد في مسنده 3: 96. ومعنى: "كفرت اللسان": ذلت وخضعت لأمره، والتكفير هو أن ينحني الرجل ويطأطئ رأسه قريبًا من الركوع. (¬4) في طاعة الله تعالى: سقط من س. (¬5) حسن، أخرجه الحاكم عن فضالة بن عبيد، والمستدرك 1: 11، كما رواه عنه البيهقي في شعب الإيمان 7: 499 رقم 11123، كما أخرج الشق الأول منه الترمذي والنسائي عن أبي هريرة. مشكاة المصابيح 1: 17 برقمي 33، 34، وجامع الأصول 1: 240، 241 برقمي 26، 27، رواه البزار عن أنس، كشف الأستار 1: 19 برقم 21، ورجاله رجال الصحيح إلا علي ابن زيد، مجمع الزوائد 1: 54.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (660 - 211) البِرُّ لا يبلى، والذنب لا يُنسَى (¬1). (و) الأمن أمهد وطأً، والعافية (¬2) أسبغ غِطاء. (و) الحزْم سوءُ الظن، والتلطف في الحيلة أجدى من الوسيلة، وكما تدين تُدان. (661 - 212) غافِصِ الفرصَ عند إمكانها، وكِل الأُمور إلى ديانها (¬3)، ولا تُحَمِّل نفسَك همَّ ما لَم يأتِكَ، ولا تَحزنن (¬4) على ما فاتك، ولا تَعِدنَّ وعدًا ليس في يدك وَفاؤهُ، ولا تجدّ (¬5) في الحرص تعشْ ذا سرور (¬6). (662 - 213) اصنع الخير عند إمكانه يبقَ لك حمدُه عند زوال أيامهِ، وأحسِن والدولة لك، يُحسن (¬7) إليك والدولة عليك، واجعل زمان رخائك عدة لزمان بلائك (¬8). ¬

_ (¬1) من أقوال أبي الدرداء. الزهد لابن حنبل 142، وقد أورد الماوردي النص في أدب الدنيا والدين 103 كجزء من حديث. (¬2) س: العاقبة. (¬3) ل، ت: أوليائها. (¬4) س: تحزن. (¬5) س: ولا تجدن. (¬6) غافص: تعني المفاجأة والأخذ على غرة، والنص لدى الماوردي في تسهيل النظر 261، والعقد الفريد 3: 211. (¬7) في س: انقطاع يبدأ من "إليك. . . إلى لتجمع" عند الحكمة رقم 226. (¬8) قوانين الوزارة 78، وأدب الدنيا والدين 151، ومفيد العلوم 392.

(663 - 214) لا تجهدنَّ فيما لا دَرْك فيه تربح التعبَ، وادحض البخل، وإلا كنت خازن غيرِكَ، ولا تدخرنَّ المالَ لبعل عرسِك، ولا تُظهرنَّ إنكار ما لا عدة معك لدفعه، ولا تلهينك قدرة عن كيد وحيلة (¬1). (664 - 215) الدنيا مُرْتَجَعَة الهِبة، والدهر حسود: لا يأتي على شيء إلا غيَّره، ولمن عاش حاجة لا تنقضي، والله يخلف ما أتلف الناسُ، والدهر يتلف ما جمعوا، وكم من ميتة علتها طلب الحياة، ومن حياة سببها التعرض للموت (¬2). (665 - 216) اصبر على عظيمات النوائب لتوقع جسيمات الرغائب، وعلى مداراة العاجل تنل حلاوة الآجل، وإذا انصرف رجاؤُكَ عن صديقك، فألَحقه بأعدائك. (666 - 217) توقَّ كل التوقي ولا حارس من الأجل، وتوكل كل التوكل ولا عذر في التغرير، واطلب كل الطلب، ولا تسخط لما يجلب القدر (¬3). (667 - 218) لا تستكفينَّ مخدوعًا عن عقله، والمخدوع من بُلِغَ به قدرًا لا يستحقه، أو أثيبَ ثوابًا لا يستوجبه (¬4). (668 - 219) ينبغي للعاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه، وألا يُرى إلا في ثلاث: تَزَوُّدٍ لمعادٍ، أو قربة، أو لذَّة في غير مُحرَّمٍ (¬5). ¬

_ (¬1) تسهيل النظر 216. (¬2) أدب الدنيا والدين 117، وقوانين الوزارة 90. (¬3) قوانين الوزارة 45. (¬4) قوانين الوزارة 114، وتسهيل النظر 198، ونهاية الأرب 6: 115، ولباب الآداب 39. (¬5) الأدب الصغير (ضمن رسائل البلغاء) 13، وفيه "أو مرمة لمعاش" أي ما يكفي المعاش، وعين الأدب والسياسة 91، يضيف عليها: "فكر يقف به على ما يصلحه مما يفسده".

ومن غير هذا الجنس (669 - 220) ثلاثة القليل منها كثير: النار، والعداوة، والمرض (¬1). (670 - 221) أربعة لا يركبها إلا أهوج، ولا يسلم منها إلا القليل: مناجزة العدو، وركوب البحر، وشرب السم للتجربة، وائتمان النساء (¬2). (671 - 222) أربعة ليست لأعمالهم ثمرة: مُسَارُّ الأصمَّ، والباذِرُ في السَّبخَة، والمُسْرِجُ في الشمس، والمُهدي إلى من لا يشكر (¬3). (672 - 223) خمسة أنفس المال أحبُّ إليهم من أنفسهم: المُقاتِلُ بالأجر، وراكب البحر للتجارة، وحفار القَنى والأسراب، والمدل بالسباحة، والمخاطِرُ على السم (¬4). (673 - 224) ستة أشياء لا ثبات لها: ظِلُّ الغمام، وخُلَّةُ الأشرار، وعِشقُ النساء، والثناءُ الكاذب، والسلطان الجائرُ، والمال الكثير (¬5). ¬

_ (¬1) قوانين الوزارة 77، والأدب الصغير (ضمن رسائل البلغاء) 33، والتمثيل والمحاضرة 472 ويضيف إليها: الدين. (¬2) قوانين الوزارة 87، وقارن التمثيل والمحاضرة 471 بلفظ: "ثلاثة الإقدام عليها غرر: شرب السم للتجربة، وركوب البحر للغني، وإفشاء السر إلى النساء"، وكليلة ودمنة 29. (¬3) عيون الأخبار 3: 161، وقارن في 3: 169، يقال: خمسة أشياء ضائعة: سراج يوقد في شمس، ومطر جود في سبخة، وحسناء تزف إلى عنين، وطعام استجيد وقدم إلى سكران، ومعروف صنع إلى من لا شكر له. (¬4) عيون الأخبار 2: 192، وفيه: "الحاوي يلسع يده الحية" موضع "والمدل بالسباحة". والقنى: جمع قناة، وهي الآبار التي تحفر في الأرض. (¬5) عيون الأخبار 3: 169، والأدب الصغير (ضمن رسائل البلغاء) 37، وتسهيل الحظر 185، وفيه "عشرة" موضع "عشق".

ومن غير هذا النوع (674 - 225) إن الوعظ الذي لا يمجه سمع، ولا يعدله نفع، ما يصمت عنه لسان القول وينطق به لسان الفعل، فعظِ المسيء بحسن أفعالك، ودُلَّ على الجميل بحميد خلالك. (675 - 226) إذا أحسنت القول فأحسن الفعل؛ لتجمع (¬1) معك مزية اللسان وثمرة الإحسان، ولا تقل ما لا تفعل؛ فإنك لا تخلو في ذلك من ذنب تكسبه أو عجز تلتزمُه (¬2). (676 - 227) لا تصْطَنِعْ مَنْ خانَهُ الأصلُ، ولا تستصحب من فاتهُ العقل؛ لأن من لا أصلَ لهُ يَغُشُّ مِنْ حيثُ يَنصَحُ، ومن لا عقلَ لهُ يُفسدُ من حيث يُصْلح، وذلك مما يَعْسرُ تَوقيه، ويَفوتُ تداركه وتلافيه (¬3). (677 - 228) أحسن رعاية الحرماتِ، واقبل على أهل المروءات؛ فإن رعاية الحرمة تدُل على كرم الشيمة، والإقبال على ذي المروءة يُعربُ عن شرف الهمة (¬4). (678 - 229) كل امرئ يجري من عمره إلى غاية ينتهي إليها مدة أجله، وتنطوي عليها صحيفة عمله، فخذ من نفسك لنفسك، وقس يومك بأمسك (¬5). ¬

_ (¬1) لتجمع: ينتهي السقط في س. (¬2) أدب الدنيا والدين 196، وقوانين الوزارة 54، وعيون الأخبار 2: 170. (¬3) قوانين الوزارة 52، ولباب الآداب 62. (¬4) قوانين الوزارة 142، والفرائد والقلائد 57. (¬5) أدب الدنيا والدين 123، وقوانين الوزارة 141، والفرائد والقلائد 20.

(679 - 230) لا تَبِتْ على غير وصيَّة، وإن كنت من جسمك في صحة، ومن عُمرِك (¬1) في فسحة، فإن الدهر خائن، وكل ما هو كائن كائن. (680 - 231) لا تَغُرَّنَك صِحَّةُ جِسْمكْ، وسلامةُ نفسك، فمدة العمر قليلة، وصحة الجسم مُستحيلة (¬2). (681 - 232) من أعود ما يتكلم به العاقل ألاّ (¬3) يتكلم إلا بحاجته أو حُجته، ولا يتفكر إلا في عاقبته أو آخرته (¬4). (682 - 233) شرُّ الأقوال ما أوجب الملام، وشرُّ الأفعال ما جلب المذام، وشرُّ الفتوى ما حفَل الحرام، وشرُّ الآراء ما خالف الإسلام. (683 - 234) كل يوم يسوق إلى غده، وكل امرئ مأخوذ بجناية لسانه ويده (¬5). (684 - 235) اغتنم غفوة الزمان، وانتهز فرصة الإمكان، وخذ من نفسك لنفسك، وتزود من يومك لغدك (¬6). (685 - 236) خيرُ الأعمال ما استصْلَحْتَ به يومك، وشره ما استفسدت به قومك، وخير الأموال ما أخذته من حلال وصرفته في النَّوال، وشر الأموال، ما أخذته من الحرام وصرفته في الآثام (¬7). ¬

_ (¬1) س: عزك. (¬2) الفرائد والقلائد 20، وأدب الدنيا والدين 120، و 126، وفيه: "لا تغرنك صحة نفسك وسلامة أمسك، فمدة العمر قليلة، وصحة النفس مستحيلة". (¬3) س: أن لا. (¬4) أدب الدنيا والدين 265. (¬5) قوانين الوزارة 83، والفرائد والقلائد 27، ومختارات من جوامع الكلم 52. (¬6) الفرائد والقلائد 28، 29. (¬7) الفرائد والقلائد 27، 54، وأدب الدنيا والدين 214.

(686 - 237) ليكُن فعلك أكثر من قولك، فإن زيادة القول على الفعل دناءة وشين، وزيادة الفعل على القول مكرمة وزَين (¬1). (687 - 238) ارتَهِن من تحِبُّ بالفاقة إليك؛ فإن إغناءَك إياهُ داعيةٌ إلى عُقُوقِك، وإضاعَة حُقُوقِك. (688 - 239) صَاحبُ الدنيا إذا سَخَتْ نفسُه بها كان أفضل ممن سخت نفسه عنها؛ لأن ذلك (¬2) تركها زُهدًا (¬3)، وهذا تركها جُودًا. (689 - 240) من أعرضَ عن الحَذَر والاحتراس، وبنى (¬4) أمره على غير أساس، زال عنه العزُّ، واستولى عليه العجزُ، فصار من يومه في نحس، ومن غَدِهِ في لبْس (¬5). ¬

_ (¬1) الفرائد والقلائد 54، وأدب الدنيا والدين 214. (¬2) ل: ذاك. (¬3) ل، ت: زاهدًا. (¬4) ل: نهى. (¬5) قوانين الوزارة 91، وتسهيل النظر 182، ولباب الآداب 61.

الشعر

الشعر (690 - 210) قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: رُبَّ حِلْمٍ أضاعَهُ عدم الما ... ل وجهل غطّى عليه النَعيمُ (¬1) (691 - 211) وقال المتوكل الليثي (¬2): لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتيَ مِثْلَهُ ... عارٌ علَيْكَ إذا فَعَلْتَ عظيمُ (¬3) (692 - 212) وقال يزيد بن الحكم الثقفي (¬4): والبَغْيُ يَصْرعُ أَهْلَهُ ... والظُّلْمُ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ (¬5) (693 - 213) وقال عَلْقَمَةُ بن عَبَدَة (¬6): ¬

_ (¬1) ديوانه 225. (¬2) هو المتوكل بن عبد الله بن نهشل بن وهب، ويكنى أبا جهمة، شاعر إسلامي، كوفي، كان في عصر معاوية، مات حوالي سنة 85 هـ. انظر في مصادر ترجمته: طبقات فحول الشعراء 681، ومعجم الشعراء للمرزباني 330، والأغاني 12: 159، ومقدمة شعر المتوكل الليثي 9 - 52. (¬3) شعره 81، 284، كما ورد في ديوان أبي الأسود الدؤلي 165، ونسبه للعرزمي. ابن عبد البر: جامع بيان العلم 1: 195، ونسب إلى سابق البربري، فصل المقال 85، وأورده الماوردي في تسهيل النظر 137 بدون نسبة، وأيضًا في عيون الأخبار 4: 19، وجمهرة الأمثال 1: 190، 2: 61. (¬4) هو يزيد بن الحكم بن أبي العاص، شاعر إسلامي، توفي نحو سنة 105 هـ. الأغاني 16: 286، والخزانة 1: 54، والأعلام 9: 232. (¬5) جمهرة الأمثال 2: 55، ومعاني العسكري 2: 249، والحماسة 143، والأمثال لأبي عبيد القاسم 259. (¬6) هو علقمة الفحل، شاعر جاهلي مجيد. ترجمته: طبقات فحول الشعراء 1: 139، =

والحَمْدُ لا يُشْتَرَى إلا لهُ ثَمَنٌ ... مما يَضِنُّ به الأقوامُ مَعلُومُ (¬1) (694 - 214) وقال عمرو بن براقة الهمداني (¬2): فلا تأمَنَن الدَّهْرَ حُرًّا ظلمتَهُ ... فما ليلُ مظلومٍ كريمٍ بنائمِ (¬3) (695 - 215) وقال الزَبْرقان بن بدر (¬4): تَعْدُو الذِّئاب على مَنْ لا كِلابَ له ... وتَتقِّي مَربِضَ المستَثْفِرِ الحامِي (¬5) (696 - 216) وقال عنترة (¬6): نُبئْتُ عَمْرًا غَيرَ شاكِرِ نِعْمَتِي ... والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المنْعِمِ (¬7) (697 - 217) وقال زهير (¬8): ¬

_ = والأغاني 21: 200 - 208، والشعر والشعراء 218. (¬1) المفضليات ص 401، البيت 32 من القصيدة 120. (¬2) هو شاعر همدان قبل الإسلام، ومنسوب إلى أمه براقة، وعاش إلى خلافة عمر بن الخطاب، مات بعد سنة 11 هـ، أخباره وشعره في الأغاني 21: 113، والبيان والتبيين 2: 138. (¬3) أورده الماوردي في قوانين الوزارة 77، وتسهيل النظر 91 ولم ينسبه. (¬4) الزبرقان هو حصن بن بدر بن امرئ القيس بن خلف، وكان جميلًا، والزبرقان: القمر، وكان يدعى قمر أهل نجد، وتوفي نحو سنة 45 هـ. ألقاب الشعراء 304، والإصابة 1: 543، وخزانة الأدب 1: 531، والأعلام 3: 72. (¬5) جمهرة الأمثال 2: 9، وطبقات فحول الشعراء للجمحي 57، والأغاني 1: 79، 148، ويروى البيت أيضًا للنابغة، انظر ديوانه 222، ومربض الأسد: غيله حيث يربض، والمستثفر: من قولهم: استثفر الكلب، إذا أدخل ذنبه بين رجليه حتى يلصقه ببطنه، وهي صفة للكلب الحامي. (¬6) هو عنترة بن شداد العبسي، ويلقب عنترة الفلحاء لتشقق شفتيه، توفي نحو سنة 22 قبل الهجرة. الأغاني 8: 237، وطبقات فحول الشعراء 152، والشعر والشعراء 204 - 209، وخزانة البغدادي 1: 62، والأعلام 5: 269. (¬7) ديوانه: المعلقة، ص 38، والإعجاز والايجاز 141، وجمهرة أشعار العرب 499. (¬8) هو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء، توفي نحو سنة 13 قبل الهجرة. طبقات فحول =

ومَنْ يَجْعَلِ المعروفَ مِنْ دُونِ عِرْضه ... يَفِرْهُ ومَن لا يَتقي الشَّتمَ يُشْتمِ (¬1) (698 - 218) وقال أوس بن حجر (¬2): وَعِنْدي قُروضُ الخيرِ والشَّرِّ كلُّها ... فبؤسي لذي بُؤسى ونَعْمى بأنْعُمٍ (¬3) (699 - 219) وقال كعب بن زهير: أقولُ شَبِيهاتٍ بما قال عالمًا ... بهن ومنْ يُشْبِهْ أباهُ فما ظَلَمْ (¬4) (700 - 220) وقال علقمة بن عبدة: وَمَنْ تَعَرّضَ لِلغِرْبانِ يَزْجُرُها ... على سلامَتِهِ لابُدَّ مشؤومُ (¬5) (701 - 221) وقال شريح بن بخبر الذبياني: شَهِدْنا وجَرَّبْنا أُمورًا كثيرةً ... فلا تحْقِروا فعلَ امْرئٍ هو أقدَمُ (702 - 222) وقال النمر بن تولب: أليس جَهْلًا بذي شيب تُذَكِّرُهُ ... مَلْهى ليالٍ مَضَتْ منهُ وأيامِ (¬6) (703 - 223) وقال علقمة بن عبدة: ¬

_ = الشعراء 1: 63 - 67، الأغاني 10: 288، وخزانة الأدب 1: 375. (¬1) ديوانه بشرح الأعلم الشنتمري 13، وديوانه صنع ثعلب 30، والأغاني 17: 228، وجمهرة أشعار العرب 298، والتمثيل والمحاضرة 47، والمضنون به 35، يفره: يجعله وافرًا. (¬2) هو أوس بن حجر بن مالك التميمي، ويكنى أبا شريح، وهو زوج أم زهير بن أبي سلمى، شاعر تميم في الجاهلية، عمر طويلًا، ولم يدرك الإسلام، وتوفى نحو سنة 2 قبل الهجرة. الأغاني 11: 70، وطبقات فحول الشعراء 1: 41، والشعر والشعراء 154 - 161. (¬3) ديوانه 121، وأورده الماوردي في تسهيل النظر 117 ولم ينسبه. (¬4) ديوانه بشرح ثعلب 65، وجمهرة الأمثال 2: 203. (¬5) ديوانه 67، المفضليات ص 401، البيت 37، التمثيل والمحاضرة 34، موسوعة الشعر الجاهلي 2: 21 أ، نهاية الأرب 3: 64. (¬6) شعره ص 112، الببت 11.

نَزَغُ الجاهلَ في مَجْلِسِنا ... فترى المَجْلِسَ فينا كالحرَمْ (¬1) (704 - 224) وقال آخر: تَأنَّ ولا تَعْجَلْ بِلومِكَ صاحبًا ... لَعلَّ لَهُ عُذْرًا وأنْت تلومُ (¬2) (705 - 225) وقال الفرزدق: قَوَارِصُ تَأتِيني، وتَحتَقِرونَها ... وقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإناءَ فَيُفْعَمُ (¬3) (706 - 226) وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يتمثل: وَكُلُّ حِصْنٍ وإن طالتْ سلامتُهُ ... وإن تأثَّلَ فيه العِزُّ مَهْدُومُ (¬4) (707 - 227) وقال زهير: هُوَ الجَوَادُ الذي يُعطيكَ نائِلَهُ ... عَفْوًا وَيُظْلَمُ أحيانًا فَيَظلِمُ (¬5) (708 - 228) وقال الفرزدق: ولَسْتَ بمَأخوذ بشيء تَقُولُهُ ... إذا لم تُعَمِّدْ عَاقِدَاتِ العَزَائِمِ (¬6) (709 - 229) وقال عنترة: ¬

_ (¬1) ينسبه المرزباني في الموشح ص 17 إلى طرفة. (¬2) أورده الماوردي في تسهيل النظر 251 ولم ينسبه، والشطر الثاني من البيت في جمهرة الأمثال 1: 308، 2: 136، ومجمع الأمثال 2: 192 برقم 3335. (¬3) ديوانه: 2: 195، وجمهرة الأمثال 1: 303، ومعجم الشعراء 467، والتمثيل والمحاضرة 69، والإعجاز والإيجاز 148. (¬4) قارن علقمة بن عبدة، ديوانه 67، والمفضليات 401، البيت 38، ونهاية الأرب 3: 64، وموسوعة الشعر العربي 2: 121، بلفظ: وكل حصن وإن طالت إقامته ... على دعائمه لابد مهدوم (¬5) ديوانه بشرح الشنتمري 54، وبشرح ثعلب 152، ويقول: ويظلم أحيانًا: أي يطلب إليه في غير موضع الطلب فيحمل ذلك لهم. وأصل الظلم كله: وضع الشيء في غير موضعه، وجمهرة الأمثال 1: 225. (¬6) ديوانه 2: 307، وفيه: "بلغو" موضع "بشيء".

يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعةَ أنَّني ... أغْشى الوَغى وأعِفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ (¬1) (710 - 230) وقال زهير: ومنْ لا يُصانِعْ في أُمورٍ كثيرة ... يُضَرَّسْ بأنيَابٍ ويُوطَأْ بِمَنْسِمِ (¬2) (711 - 231) وقال الفرزدق: وما أحدٌ كانَ المنايا وَراءهُ ... وإن عاشَ أيامًا طِوالًا بسَالِمِ (¬3) (712 - 232) وقال المتلمس: لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليومِ ما تُقْرَعُ العصا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إلا لِيَعْلَمَا (¬4) (713 - 233) وقال حميد بن ثور: أرَى بَصَرِي قد رَابَني (¬5) بعدَ صِحَّةٍ ... وحَسْبُكَ داءً أن تصِحَّ وتسْلَما (¬6) (714 - 234) وقال حاتم الطائي: فنفسك أَكرمْها (¬7) فإنَّك إن تهُن ... عَلَيْك فلن تَلْقَى لها الدهرَ مُكْرِما (¬8) ¬

_ (¬1) ديوانه، المعلقة 25، وجمهرة أشعار العرب 495. (¬2) ديوانه بشرح الشنتمري 13، وصنعة ثعلب 39، يضرس: يمضغ، والمنسم للبعير مثل الظفر للإنسان، جمهرة أشعار العرب 297. (¬3) ديوانه: 2: 206، وفيه: "ولو" موضع "إن"، و"سالم" موضع "بسالم". (¬4) ديوانه 26، وديوان المعاني للعسكري 1: 135، وجمهرة الأمثال 1: 271، والبيان والتبيين 3: 388، والأمثال لأبي عبيد القاسم 103، وشرحه فصل المقال 148، والتمثيل والمحاضرة 50، والمستقصى 2: 280، والأغاني 5: 3، وموسوعة الشعر الجاهلي 2: 149. (¬5) في س، ت: خانني. (¬6) ديوانه 7، وفيه: "حدة" موضع "صحة"، وعيون الأخبار 5: 191، والعقد الفريد 3: 57، والشعر والشعراء 1: 66، وطبقات فحول الشعراء 677، والأشباه والنظائر للخالدين 37، والممتع 177، والتمثيل والمحاضرة 52، والإيجاز والإعجاز 145، ونسبه أبو حديد إلى عبدة الطبيب. شرح نهج البلاغة 4: 291. (¬7) ل، س: فأكرمها، والتصويب من الديوان. (¬8) ديوانه بشرح الجزيني 81، وديوانه تحقيق الدكتور فوزي العطوي 110.

(715 - 235) وقال المتلمس: تَجَاوَزْ عَن الأدنينَ واسْتبقِ وُدَّهُمْ ... فَلَنْ تَسْتَطيعَ الحِلْمَ حتى تَحلَّما (¬1) (716 - 236) وقال كثير: ومَن يَبْتَدِع ما لَيسَ مِنْ خيم نَفْسِهِ ... يَدَعْه ويَغْلِبْهُ على النفسِ خِيمُها (¬2) (717 - 237) (718 - 238) (719 - 239) وقال العَزْرَمِيُّ (¬3): تَلْقَى اللَّبيبَ مُحَسَّدًا لم يَجْتَرمْ ... عِرْضَ الرِّجال وَعِرْضُهُ مَشْتومُ حَسَدُوا الفتى إذ لم يَنالوا سَعْيَهُ ... فالناسُ أعداءٌ لهُ وخُصومُ كضرائر الحسناء قلْنَ لِوَجْهها ... حَسَدًا وبغيًا: إنه لذميمُ (¬4) ¬

_ (¬1) في ل: تحكما، والبيت ورد في ديوان حاتم الطائي 111، والبيان والتبيين 2: 46. (¬2) عيون الأخبار 2: 5 والعقد الفريد 3: 3، وأورده الماوردي في تسهيل النظر 272 ولم ينسبه. (¬3) سبق ترجمته في الشاهد رقم 208 من الشعر. (¬4) أورد الأبيات محمد حسن آل ياسين في مستدركه لتحقيق ديوان أبي الأسود الدؤلي صنعة أبي الحسن السكري القصيدة 32، الأبيات 1، 2، 4 ص 165، والبيت الأول يقع في القصيدة البيت الرابع، وهو كالتالي: وترى اللبيب محمدًا لم يجترم ... شتم الرجال وعرضه مشتوم والبيت الثاني والثالث أوردهما الجاحظ في البيان والتبيين 4: 63 ولم ينسبهما، وأيضًا في جمهرة الأمثال 1: 156، والثالث وحده 2: 273، وورد البيت الأول في عيون الأخبار 2: 9، كما في مستدرك ديوان أبي الأسود الدؤلي.

الفصل التاسع

الفصل التاسع

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (720 - 241) روى سعيد عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه" (¬1). (721 - 242) روى مصعب بن منظور على عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اليدُ العليا خيرُ من اليدِ السُفلى" (¬2). (722 - 243) روى سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ: "استَشِر، فإن المستشيرَ مُعانٌ، والمستشار مؤتمن، واحذر الهوى؛ فإنه قائد الأشقياء" (¬3). (723 - 244) روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) صحيح، متفق عليه عن أنس. البخاري 1: 11، ومسلم 1: 49، وأبو عوانة 1: 33، والنسائي 2: 271، 274، والدارمي 2: 307، وأحمد 3: 177، 207، 275، 238، وصحيح الجامع الصغير 6: 208 برقم 7459، والأحاديث الصحيحة 1: 113 برقم 73. (¬2) صحيح، متفق عليه بين الشيخين عن أبي هريرة، اللؤلؤ والمرجان 217 برقم 621، 613، كما أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن ابن عمر 2: 221 رقم 769، والطبراني، وأحمد 3: 402، 434، واللباب 191، 328، وصحيح الجامع الصغير 6: 368 برقم 8051، ومشكاة المصابيح 1: 577 برقم 1843. (¬3) حسن، رواه أبو داود عن أبي هريرة. السنن 5: 345، والدارمي عن أبي مسعود الأنصاري. سنن الدارمي 2: 9، والترمذي عن أم سلمة وابن مسعود وأبي هريرة وابن عمر، في الأدب، باب المستشار مؤتمن برقم 2823، ومسند ابن حنبل 5: 274، وصحيح الجامع الصغير 6: 16 برقم 6576.

"من غشنا فليس منا، المكر والخديعة في النار" (¬1). (724 - 245) روى أبو سلمة عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خياركم خياركم للنساء" (¬2). (725 - 246) روى محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُقبل الدعاء (¬3) من قلب لاهٍ ولا غافل (¬4) " (¬5). (726 - 247) روى محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخلُ الجنة قاطعٌ" (¬6). (727 - 248) روى عطاءُ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذكروا محاسنَ موتاكم، وكفّوا عن مساويهم" (¬7). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود. الحلية 4: 189، والبغية 64، وصحيح الجامع 5: 326 برقم 6284. (¬2) صحيح، أخرجه ابن ماجه عن ابن عمر. سنن ابن ماجه 1: 463، 464 برقم 1978، وقال البوصيري في "الزوائد": إسناده على شرط الشيخين، كما أخرجه الحاكم عن ابن عباس، وقال: صحيح الإسناد. المستدرك 4: 1973، وابن حبان 1312، والدارمي 2: 159، والترمذي (تحقيق الدعاس) برقم 3892 عن أبي هريرة، وصحيح الجامع الصغير 3: 119 برقم 3260، والأحاديث الصحيحة، الجزء الأول برقم 280. (¬3) في ل: دعاء. (¬4) ل: أو غافل. (¬5) حسن، أخرجه الترمذي عن أبي هريرة. الجامع الصحيح 5: 517، وابن عبد البر. التمهيد 10: 298، والحاكم في مستدركه، وقال: مستقيم الإسناد، المستدرك 1: 493، وابن الجوزي في العلل المتناهية 2: 338 طبعة الهند، وزاد المسير 1: 190، ومشكاة المصابيح 2: 694 برقم 2241. (¬6) صحيح، متفق عليه عن جبير بن مطعم. البخاري ومسلم. اللؤلؤ والمرجان برقم 1656، وسنن الترمذي برقم 1974، ومسند ابن حنبل (تحقيق أحمد شاكر) برقم 1686، وسنن أبي داود برقم 1696، وصحيح الجامع الصغير 6: 227 برقم 7548. (¬7) ضعيف، أخرجه الترمذي عن ابن عمر برقم 1019، وقال: غريب، وأبو داود والحاكم =

(728 - 249) روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُلسَعُ المؤمنُ من جُحرٍ مرتين" (¬1). (729 - 250) روى سفيان -رحمه الله- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي ذر - رضي الله عنه -: "ألا أدلك على أحب أمريك إلى الله -عز وجل-، وأهون على البدن؟ " قلت: بلى، قال: "عليك بالصمت وحسن الخُلُقِ؛ فإنك لن تلقى الله بمثلهما" (¬2). (730 - 251) روى أبو الرجال عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أكرم شاب شيخًا لكبر سنه إلا قيض الله له من يكرمه لكرامته" (¬3). ¬

_ = والبيهقي عن ابن عمر. ضعيف الجامع الصغير 1: 246 برقم 839، والمشكاة 1: 528 برقم 1678، وفيض القدير 1: 457 رقم 905. (¬1) صحيح، متفق على صحته عن أبي هريرة بلفظ: "لا يُلدغ. . . .". البخاري ومسلم، اللؤلؤ والمرجان برقم 1887، وأبو داود برقم 4862، وابن ماجه برقم 3983، 3983، والقضاعي: مسند الشهاب 2: 34 رقم 543، والمعجم الكبير للطبراني 12: 287 رقم 13138، وشعب الإيمان 7: 450 رقم 10954، وجامع الأصول برقم 9354، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال ص 9 رقم 9، والخرائطي: مكارم الأخلاق 2: 609 رقم 650، والعسكري في الأمثال، وابن عساكر عن أبي هريرة بلفظ: "لا يُلسع. . . ." كنز العمال 1: 166 برقم 831. (¬2) حسن، أخرجه أبو يعلى وابن أبي الدنيا والطبراني والبزار عن أنس، ورواة البزار ثقات. المطالب العالية 2: 388 برقم 2540، وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى ثقات. مجمع الزوائد 8: 22، والترغيب والترهيب 4: 7. (¬3) ضعيف، أخرجه الترمذي 4: 372، والقضاعي في مسند الشهاب عن أنس 2: 19 رقم 529، واللباب 143، 299، وفي سندهما ضعيفان، فالحديث ضعيف، وإن قال السيوطي ورمز له: أنه حسن. الجامع الصغير 280 وضعيفه للألباني 3: 84 برقم 5014، وذهب في الأحاديث الضعيفة إلى أنه حديث منكر برقم 304.

(731 - 252) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شر العمى عمى القلب، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله -عز وجل-" (¬1). (732 - 253) روى جابر عن سمرة عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا خطيبًا فقال: "من أحب أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلُوَنَّ رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما الشيطان" (¬2). (733 - 254) روى أبو صالح عن جبلة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كن ورعًا تكُن أعبدَ الناس، وارضَ بقسم الله تكن أرضى الناس، وأحسن جوار من جاورك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا" (¬3). (734 - 255) روى أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع ¬

_ (¬1) ضعيف، وهو جزء من حديث، أخرجه ابن أبي عمر، وابن منيع عن عبد الله بن مسعود، وقال البوصيري: إن رواتهما بسند ضعيف. المطالب العالية 3: 142 برقم 3105، والبيان والتعريف برقم 438، وراجع: مجمع الزوائد 10: 235، وفيض القدير 2: 175 - 179. (¬2) ضعيف جدًا، أخرجه الطبراني في الأوسط -جزء من حديث- عن عمر بن الخطاب، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم المصيصي، وهو متروك. مجمع الزوائد 5: 225. (¬3) حسن، رواه ابن ماجه (2: 1410 برقم 4217) عن أبي هريرة. كما أخرجه البيهقي في الزهد الكبير عنه، والخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 232 رقم 219، والقضاعي في مسند الشهاب 1: 371 رقم 412، والترمذي (تحقيق الدعاس) برقم 2306 بلفظ: "اتق المحارم تكن أعبد الناس. . . ."، وصحيح الجامع الصغير 1: 87 برقم 99، وفيض القدير 1: 124 رقم 118.

الرضا (¬1)؛ فمن كان سريع الغضب سريع الرضا فإنها بها، ألا إن شر التجار من كان سيئ الطلب سيئ القضاء، وإن خير التجار من كان حسن الطلب حسن القضاء؛ فإن كان حسن الطلب سيئ القضاء فإنها بها، ألا أن لكل غادر لواءً يُعرف به" (¬2). (735 - 256) روى معاوية بن سُويد عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، وتشميت العاطس، ونصر المظلوم، وإبرار القسم. ونهانا عن الشرب في الفضة، وعن التختم بالذهب، وعن ركوب المياثير، ولباس الحرير والقسي والديباج والإستبرق" (¬3). (736 - 257) روى سعيد بن المسيب عن صهيب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما آمن بالقرآن من استحل محارمه" (¬4). ¬

_ (¬1) ل: سقط منه: "فمن كان سريع الغضب سريع الرضا". والجزء الأخير من الحديث: "لكل غادر لواء يُعرف به يوم القيامة" صحيح متفق عليه عن أنس. البخاري ومسلم، اللؤلؤ والمرجان 437 برقم 1132، 1133، كما رواه مسلم عن ابن مسعود وابن عمر. صحيح الجامع الصغير 5: 37 برقم 5044. (¬2) صحيح، البيهقي في شعب الإيمان عن أبي سعيد الخدري -جزء من حديث- 6: 310 رقم 8289. (¬3) صحيح، البيهقي: شعب الإيمان 7: 426 رقم 8755، 8756. تشميت العاطس: بالشين والسين، والشين المعجمة أكثر وأفصح، وذلك إذا دعوت له، وهو في السُّنة أن تقول له: "يرحمك الله"، والمياثير: شيء كانت تجعله النساء لبعولتهن على الرمل كالقطائف الأرجوان. والقسي: ثياب مضلعة كان يؤتى بها من مصر والشام، وهي من الكتان مخططة بإبريسم، والإستبرق: ما غلظ من الديباج. (¬4) ضعيف، أخرجه الترمذي عن صهيب، وقال: هذا حديث ليس إسناده بالقوي. السنن =

(737 - 258) روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما يدخُل الجنة من يرجوها، وإنما يُجنب النار من يخشاها، وإنما يُرحم من يَرحَم، ولا يرحم الله من لا يرحم الناسَ" (¬1). (738 - 259) روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الأخلاق بيد الله تعالى، فمن شاء أن يمنحه منها خلقًا صالحًا فعل" (¬2). (739 - 260) روى محمد بن عبد العزيز عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذنبان لا يغفران، ويعجل لصاحبهما العقوبة: البغي وقطيعة الرحم" (¬3). (740 - 261) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا توسع المجالس إلا لثلاثة: لذي علم لعلمه، وذي سلطان لسلطانه، وذي سن لسنه" (¬4). ¬

_ = (تحقيق الدعاس) برقم 2919، ومشكاة المصابيح برقم 2203، وضعيف الجامع الصغير 5: 77 برقم 4977، كما أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن صهيب أيضًا 2: 7 رقم 515، واللباب 140، 299، ورواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان ضعفه أبو داود وغيره. مجمع الزوائد 1: 177، والمطالب العالية 3: 73 برقم 2918. (¬1) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر 1: 483 رقم 778، 779، ورمز له السيوطي: حسن. الجامع الصغير 93، وضعفه الألباني. ضعيف الجامع 2: 214 برقم 2065. (¬2) ضعيف، أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة. قال الهيثمي: فيه سلمة بن علي، وهو ضعيف، مجمع الزوائد 8: 20. (¬3) صحيح، البيهقي: شعب الإيمان 6: 223 رقم 7962، ومتفق عليه بين الترمذي وابن ماجه عن أبي بكرة بلفظ: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة. . . ." الجامع الصحيح 4: 665 برقم 2511، وسنن ابن ماجه 2: 1408 برقم 4211، والأدب المفرد للبخاري 37، وعون المعبود 13: 244. (¬4) ضعيف، البيهقي في شعب الإيمان 7: 460 رقم 10990 عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه =

(741 - 262) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بلغكم عني من حديث فظنوا به الذي هو أهدى وأهيأ (¬1) وأتقى، ولا أقول إلا ما يعرف ولا ينكر" (¬2). (742 - 263) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أخوف ما أخاف على أمتي: زلات العلماء، وميل الحكماء، وسوء التأويل" (¬3). (743 - 264) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يأتي على الناس زمان يظرف فيه الفاجر، ويقرب فيه الماجن، ويعجز فيه المنصف، وتكون الأمانة مغنمًا، والصدقة مغرمًا، والأمارة استطالة على الناس" (¬4). (744 - 265) روى أبو سلمة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكلفُوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يَملُّ حتى ¬

_ = قال: "لا يوسع المجلس إلا لثلاثة: لذي سن لسنه، ولذي علم لعلمه، وذي سلطان لسلطانه"، والخرائطي في مكارم الأخلاق 2: 704 رقم 754. (¬1) ل: واهبًا. (¬2) لم أقف عليه بلفظه، وأخرج الخطيب البغدادي عن أبي حميد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم فأنا أبعدكم عنه"، كما أخرج عن محمد بن جبير عن أبيه: "ما حدثتم عني مما تعرفونه فخذوه، وما حدثتم عني مما تنكرونه فلا تأخذوا به. قال: فإني لا أقول المنكر ولست من أهله". الكفاية في علم الرواية 430، ولم تسكن نفس الشوكاني إلى الحديثين على الرغم من عدم وجود وضاع فيهما. الفوائد المجموعة 281. (¬3) ضعيف، أخرجه البزار عن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني أخاف على أمتي من ثلاث: من زلة عالم، ومن هوى متبع، ومن حكم جائر"، كشف الأستار 1: 103 برقم 182، وقال الهيثمي: فيه كثير بن عبد الله بن عوف، وهو متروك، وقد حسن له الترمذي. مجمع الزوائد 1: 187. (¬4) من حكم الإمام علي بن أبي طالب. شرح نهج البلاغة 4: 285.

تملُّوا، وإن أفضل العمل أدومُهُ وإن قل" (¬1). (574 - 266) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أعوذ بالله من جار عينه تراني، وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة سترها، وإن رأى سيئة أظهرها" (¬2). (746 - 267) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَنْ عامَلَ الناسَ فلم يظلمهُم، وحدَّثَهُم فلم يكذبهُمْ، ووَعَدَهُم فلم يُخْلِفَهُم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته" (¬3). (747 - 268) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من أُعطيَ فشكر، ومُنع فصبر، وظُلم فغفر، وظَلَمَ فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (¬4). (748 - 269) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "طُوبى لِمَن أنفقَ الفضلَ من مالِهِ، وأمسكَ الفضلَ من قولهِ، ووَسِعَتْهُ السُّنَّةُ ولم يَعْدُها إلى بِدْعةٍ، طُوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس" (¬5). ¬

(¬1) صحيح، أخرجه ابن حنبل عن عائشة -رضي الله عنها-، المسند 6: 40، وابن ماجه عن أبي هريرة، سنن ابن ماجه 2: 1417 برقم 4241، وصحيح الجامع الصغير 1: 391 برقم 1239، وراجع: فيض القدير 2: 97 رقم 1439. (¬2) حسن، أخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد، ونقله المنذري وقال: "إسناده لا بأس به"، والبيهقي: شعب الإيمان 7: 82 رقم 9554، الترغيب والترهيب 3: 236، وتعليق الشيخ أحمد شاكر على الحديث في لباب الآداب 263، وقارن الألباني ضعيف الجامع الصغير 3: 35 برقم 1458. (¬3) موضوع، رواه الخطيب البغدادي عن الحسين بن علي، الكفاية 78، والقضاعي: مسند الشهاب 1: 322 رقم 363، ومسند الفردوس 4: 499 رقم 5546. (¬4) ضعيف، البيهقي: شعب الإيمان 7: 355 رقم 10563، عن أنس، جزء من حديث، وأورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 278 ولم يذكر راويه. (¬5) ضعيف جدًا، رواه الديلمي في مسند الفردوس رقم 3929، والعسكري في الأمثال عن أنس - رضي الله عنه - بلفظ: "طُوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق الفضل. . . ." ضعيف =

(749 - 270) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ليس الواصل من وصل من وصله، وإنما الواصل من وصل من قطعه، وأعطى من حرمه، وعفا عمن ظلمه" (¬1). ¬

_ = الجامع الصغير 4: 16 برقم 3646، والبيان والتعريف 2: 415 برقم 1162، وقارن شرح نهج البلاغة 4: 301، ويقول الشريف الرضي: ومن الناس من ينسب هذا الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله. (¬1) حسن، أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عمر، السنن (تحقيق الدعاس) 6: 165 برقم 1909، وأخرجه أبو داود عن الحسن بلفظ: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الذي إذا قطعت رحمه وصلها" سنن أبي داود (تحقيق الدعاس) 2: 323 برقم 1697، وفي نفس المعنى، البيهقي شعب الإيمان 6: 222 رقم 7959 عن عقبة بن عامر.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (750 - 241) رُبَّ لازمٍ لعَرْصَته (¬1) قد فاز ببغيته. (751 - 242) رُبَّ عاجل لَذة، قد أعقبت طول حَسْرة (¬2). (752 - 243) رُبَّ مغْبُوطٍ بمسّرة وهي داؤُهُ، ومَرْحومٍ من سقمٍ هو شفاؤُهُ (¬3). (753 - 244) رُبَّ صديق أودُّ من شقيق (¬4). (754 - 245) رُبَّ حظٍ أدركهُ غير جَالبه، ودَرٍّ (¬5) أحرزهُ غير حَالِبه (¬6). (755 - 246) رُبَّ مُسْتَسْلمٍ سَلِمَ، ومُتَحرِّز نَدِمَ (¬7). (756 - 247) رُبَّ عناءٍ خير من دَعة، وضيقٍ أفضلُ من سعة (¬8). (757 - 248) رُبَّ صديق يُؤتَى من جَهلِهِ لا من نِيَّتِهِ (¬9). ¬

_ (¬1) عرصة الدار: وسطها، وقيل: هو ما لا بناء فيه. اللسان 2: 735. (¬2) عين الأدب والسياسة 73. (¬3) أدب الدنيا والدين 120، 220، ولباب الآداب 463، وعين الأدب والسياسة 72، وقارن شرح نهج البلاغة 4: 551، قول الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: رب محسود على رخاء هو شقاؤه، ومرحوم من سقم هو شفاؤه، ومغبوط بنعمة هي بلاؤه. (¬4) عين الأدب والسياسة 73، وأدب الدنيا والدين 166، ويعادل هذا القول المثل المشهور: رب أخ لك لم تلده أمك. جمهرة الأمثال 1: 312، والعقد الفريد 2: 314، ومجمع الأمثال للميداني 1: 291 برقم 1546. (¬5) در الناقة: إذا حلبت فأقبل منها على الحالب شيء كثير. اللسان 1: 966. (¬6) أدب الدنيا والدين 222. (¬7) تسهيل النظر 231، وعين الأدب والسياسة 73. (¬8) أدب الدنيا والدين 224. (¬9) التمثيل والمحاضرة 439، وأمثال الميداني 1: 318.

(758 - 249) رُبَّ مَلومٍ ولا ذنب له، ورب لائم ملوم (¬1). ومن غير هذا النوع (759 - 250) من المحَال مجادلة ذوي المِحال (¬2)، ومِنَ الجهل صحبة ذوي الجهل (¬3). (760 - 251) من الشريعة إجلال أهل الشريعة (¬4). (761 - 252) من أوكد الأسباب رَحْمَة الجهال. (762 - 253) من وهن الأمر إعلانُه قبل إحكامه (¬5). (763 - 254) من تركيب الإنسان السَّلوة (¬6) عن المصائب. (764 - 255) من علامة الإقبال اصطناع الرجال (¬7). (765 - 256) من أعجب العجب إدراك العاجز. (766 - 257) من فوطات العجز ترك الأفضل وهو مباح (¬8). ¬

_ (¬1) قاله الأحنف بن قيس. البيان والتبيين 2: 344، 364، والعقد الفريد 2: 142، وأمثال الميداني 1: 305 برقم 1628، وينسبه إلى أكثم بن صيفي. (¬2) المحال: أصحاب الجدل والمكر. (¬3) قوانين الوزارة 141، وأدب الدنيا والدين 168. (¬4) أدب الدنيا والدين 47، والقلائد والفرائد 56 "أن من الشريعة. . . ."، وفي تسهيل النظر 279 "إن من إجلال الشريعة. . . .". (¬5) قوانين الوزارة 128. (¬6) السلوة: نسي ذكر الأمر وذهل عنه. اللسان 2: 196. (¬7) أدب الدنيا والدين 182، 322، وقوانين الوزارة 78، وتسهيل النظر 201، والفرائد والقلائد 68. (¬8) تسهيل النظر 254.

ومن غير هذا الجنس (767 - 258) القلم أحد اللِّسانيْن (¬1). (768 - 259) الدار أحد النَّسيبَيْن (¬2). (769 - 260) قلة العيال أحدُ اليسارَين (¬3). (770 - 261) الحِمْية إحدى العِلَّتَيْن (¬4). (771 - 262) مستمع الغيبة أحد المغتابِيْن (¬5). (772 - 263) بَذلُ الجاه أحد الحِباءَيْن (¬6). (و) حُسن المنع أحد البذلين (¬7). (773 - 264) السؤال عن الصديق أحد اللِّقاءَيْن (¬8). (774 - 265) العُسر أحد الغربتين (¬9). (و) اليسار أحد الوطنين (¬10). ¬

_ (¬1) الدرة الفاخرة 512، وعين الأدب والسياسة 77، والعقد الفريد 3: 77، وينسبه الثعالبي إلى أكثم بن صيفي في التمثيل والمحاضرة 155. (¬2) عين الأدب والسياسة 78، وفيه "النسبتين" موضع "النسيبين". (¬3) الدرة الفاخرة 513، وعين الأدب والسياسة 77، والعقد الفريد 3: 77، وينسبه إلى أكثم بن صيفي، وشرح نهج البلاغة 4: 309، يعتبره من حكم الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (¬4) الدرة الفاخرة 513. (¬5) عين الأدب والسياسة 77، وفيه: "سامع الغيبة". (¬6) أدب الدنيا والدين 322، والدرة الفاخرة 512. (¬7) الدرة الفاخرة 512. (¬8) الدرة الفاخرة 512. (¬9) الدرة الفاخرة 513، وعين الأدب والسياسة 78، وفي س: "اليسرين" موضع "الغربتين". (¬10) عين الأدب والسياسة 78، والدرة الفاخرة 513.

(775 - 266) العدة أحد العطاءَيْن (¬1). (و) المطل أحد المنعين (¬2). (776 - 267) السلامة إحدى الغنيمتين (¬3). (777 - 268) القرض إحدى الهبتَيْن (¬4). (و) الدعاء إحدى الصدقتين. (778 - 269) العزل أحد الطلاقين (¬5). (779 - 270) روى ابن عائشة (¬6) أن علي بن أبي طالب قال لابنه الحسن -رضي الله عنهما-: يا بني، ما السداد؟ قال: دفع المنكر بالمعروف. قال: فما السؤدد؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال. ¬

_ (¬1) عين الأدب والسياسة 78. (¬2) الفرائد والقلائد 50، وفيه: "المطل شر المنعين"، وورد كالمتن في عين الأدب والسياسة 77. (¬3) عين الأدب والسياسة 78، وفيه: "أحد" موضع "إحدى". (¬4) الدرة الفاخرة 512. (¬5) قوانين الوزارة 119، والدرة الفاخرة 513، ومجمع الأمثال 5502، والتمثيل والمحاضرة 149 بلفظ: "العزل طلاق الرجال". (¬6) هو عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التميمي، يقال له: ابن عائشة والعائشي، والعيشي، نسبة إلى عائشة بنت طلحة؛ لأنه من ذريتها، توفي بالبصرة سنة 288 هـ، انظر: المعارف (تحقيق عكاشة) 523، وتهذيب التهذيب 7: 45، 46، والأنساب 4: 269 (تقديم وتعليق) عبد الله البارودي.

قال: فما المجد؟ قال: تعطي في الغْرم، وتعفو عن الجرم. قال: فما اللوم؟ قال: قلة الندى والنطق بالخنا. قال: فما الشحُّ؟ قال؛ أن ترى قليل ما ينفق سرفًا، وما وصلت به تلفًا. قال: فما الجُبْن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال: فما الزهد؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا. قال: فما القناعة؟ قال: الرضى باليسير والتجزي بالحقير. قال: فما الغفلة؟ قال: ترك المرشد وطاعة المُفسد. قال: فما السَّفَهُ؟ قال: اتباع الدُّناةِ ومُصاحبة الغواة (¬1). (780 - 271) وقال (¬2) علي - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا مال أعْودُ من العَقْلِ، ولا وحدةَ أوحشُ من العُجْبِ، ¬

_ (¬1) مجمع الزوائد 10: 282 باب ما جاء في الحكمة والمروءة، عن الحارث أن عليًا سأل الحسن، مع تقديم وتأخير في الأسئلة والأجوبة، ودستور معالم الحكم 98. (¬2) ل: فقال.

ولا عَقْلَ كالتدبير، ولا كَرَمَ كالتَّقوى، ولا قرينَ كحُسنِ الخُلُقِ، ولا ميراثَ كالأدبِ، ولا شرفَ كالعِلْمِ، ولا قائد كالتوفيق، ولا تِجارةَ كالعملِ الصالح، ولا ربح كثواب الله تعالى، ولا وَرعَ كالوقوفِ عند الشُّبْهَةِ، ولا زُهْدَ كالزُّهدِ في الحرامِ، ولا عِبادة كأداء الفرائض، ولا عِلمَ كالتَّفكُّرِ، ولا إيمانَ كالحياء، ولا حَسَبَ كالتَّواضُعِ، ولا مُظَاهَرةَ أوثَق مِنَ المُشاوَرةِ (¬1)، احفظ الرأس وما حوى، واحفظ البطن وما وعى، واذكر الموت وطول البلى. ¬

_ (¬1) من أقوال الإمام علي. راجع شرح نهج البلاغة 4: 289، 290، وأورد الميداني بعضه في مجمع الأمثال 2: 455 منسوبًا إلى الإمام علي. وقد بيَّن الهيثمي أن في رواة القول السابق عن حارث، وذكر بعض قول علي على أنه حديث، أن فيه من هو متروك. مجمع الزوائد 10: 283.

الشعر

الشعر (781 - 240) (782 - 241) قال أبو قلابة (¬1) (وهو أقدم من قال الشعر من هذيل): إنَّ الرشادَ وإن الغَي في قَرَنِ ... بكُلِّ ذلك يأتيكَ الجَديدانِ لا تأمَنَنَّ وإن أصبحتَ في حَرَمٍ ... أنَّ المنايَا بجَنْبَتي كُلِّ إنسانِ (¬2) (783 - 242) وقال آخر (¬3): من يَفعلِ الحسنات اللهُ يشكُرُها ... والشَّرُّ بالشَّرِّ عند اللهِ مثلانِ (784 - 243) وقال صخر بن عمرو (¬4): أهُم بأمرِ الحزمِ لو أستطيعُه ... وقد حِيلَ بين العَيْرِ والنَزَوانِ (¬5) ¬

_ (¬1) هو سويد بن عامر المصطلق. العقد الفريد 5: 274، والخزانة 4: 537. (¬2) ورد البيتان في أشعار الهذليين 2: 713، والعقد الفريد 5: 274 مع تقديم وتأخير، والبيت الأول في جمهرة الأمثال 2: 11، وأمالي المرتضى 1: 368. والقرن: الحبل يقرن به ما بين الصعب والجمل الذلول حتى يذل. والجديدان: الليل والنهار، ويعني بهما يبينان لك الخير والشر. وحرم: منعة أي لو كنت في حرم. (¬3) هو كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري، المتوفى 50 هـ، والبيت في شعره جمع وتحقيق سامي مكي العاني ص 288، البيت الأول وفيه: "سيان" موضع "مثلان"، وقد ذكر المحقق مصادر تخريجه، ويذكر أنه لدى سيبويه وسر الصناعة وشواهد التوضيح، وشرح شواهد المعني "مثلان" كالمتن. (¬4) ل، س: عمرو بن صخر، والتصحيح من هامش ل، وهو صخر بن عمرو بن الحارث الشريد، الرياحي السلمي، وهو أخو الخنساء، شاعر جاهلي توفي نحو سنة 10 قبل الهجرة. ترجمته: الشعر والشعراء 303 - 306، وجمهرة الأنساب 249، والكامل للمبرد 4: 60، والأعلام 3: 288. (¬5) الشعر والشعراء 302، والكامل للمبرد 4: 60، وعيون الأخبار 4: 119، وجمهرة الأمثال =

(785 - 244) وقال آخر: لَعَمْرِي لقد أنبَهْتُ مَنْ كان نائمًا ... وأسمعتُ مَنْ كانتْ له أُذُنَانِ (¬1) (786 - 245) وقال الفرزدق: لا تأمَنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعارَهَا ... كَضَبةَ إذْ قالَ: الحديثُ شُجُونُ (¬2) (787 - 246) وقالت فاطمة الخَثْعَمية (¬3): وما كل ما يحوي الفتى من تلادة ... لحزْم ولا ما فاته لتوَانِ (¬4) (788 - 247) وقال ابن مقبل: سَأتْرُك لِلظنِّ ما بَعْدَهُ ... ومَنْ يَكُ ذا إرْبَةٍ يَسْتَبينْ (¬5) ¬

_ = 1: 250، ومحاضرات الأدباء 1: 9، والمصون في الأدب 178. (¬1) البيت أيضًا لصخر بن عمرو. الكامل 4: 60، والشعر والشعراء 302، وعيون الأخبار 4: 119. (¬2) ديوانه 2: 333، وفيه: "ولا" موضع "لا"، و"اشتغارها" موضع "استعارها"، وأيضًا في جمهرة الأمثال 1: 254، وفي الممتع 120 "اقتحامها" موضع "استعارها"، وكالمتن: الأمثال لأبي عبيد 62 وشرحه للبكري 67، وفيه: "فلا" موضع "لا"، وكذا اللسان 2: 274. واستعارها: هيجها وانتشارها. ويقول: تفاجئك الحرب كما فجأ ضبة الحارث. (¬3) هي فاطمة بنت مر الخثعمية، كاهنة بمكة كانت تجيد الشعر، وقرأت الكتب ودرست علائم النبي المبشر، فلما رأت وجه عبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت له: يا فتى، هل لك أن تقع عليّ الآن، وأعطيك مائة من الإبل! فقال: أما الحرام فالممات دونه ... والحل لا حل فاستبينه فكيف بالأمر الذي تبغينه انظر: تاريخ الطبري 2: 244، والفاضل 761، وأعلام النساء 4: 143، 144. (¬4) تاريخ الطبري 2: 245، وأعلام النساء 4: 143، والفاضل 167، وفيه: "نصيبه" موضع "تلاوة". التالد: هو المال القديم الأصلي الذي ولد عندك أو نتج. اللسان 1: 325، والتوان: التراخي والتقصير، والفترة في الأعمال والأمور. اللسان 3: 990. (¬5) ديوانه، القصيدة 38، البيت 36، ص 298، والإربة: العقل، والمعنى: ظني صواب، فأنا =

(789 - 248) وقال آخر: إن من جرَّب الأُمورَ فلن ... يُلدغَ من جُحْرِ حَيًّةٍ مَرَّتَين (790 - 249) وقال آخر: لَن يَرْجع الشيخ في شَبِيبتِهِ ... أو يُنتج الضَّبُّ في الفلا نونا (¬1) (791 - 250) وقال آخر: وكنتُ إذا لم ألقَ شيئًا أُحِبُّهُ ... غَضِبتُ (¬2) فقال الدَّهر سَوفَ تلينُ (792 - 251) وقال آخر: ما أقتلَ الحرصَ في الدنيا لطَالِبِه ... واسمَجَ الكِبرَ من صُنْع ومن شين (¬3) (793 - 252) وقال آخر: لا أركبُ الأمر تُردِيني عواقبُهُ ... ولا يُعاب به عِرضي ولا ديني (¬4) (794 - 253) (795 - 254) وقال آخر: شيئان يَعجَزُ ذو الرِّياسة (¬5) عنهُما ... رأي النساءِ وإمرةُ الصِّبيان أما النِّساءُ فَميْلُهُنَّ إلى الهوى ... وأخُو الصبا يجري بكل عِنَان (¬6) (796 - 255) وقال أبو الطَّمَحان (¬7): ¬

_ = أمضي له، ولا أشك وأترك ما بعده. (¬1) الفلاة: القفر من الأرض؛ لأنها فليت عن كل خير أي فطمت وعزلت. وقيل: هي الصحراء الواسعة، وجمع الفلاة: فلا. اللسان 2: 1133 .. والنون: الحوت. اللسان 3: 749. (¬2) س: عسيت. (¬3) ل: واسمح الكبر ممن ضيع في طين. (¬4) عين الأدب والسياسة 41. (¬5) ل: الرياضة. (¬6) التمثيل والمحاضرة 469 دون نسبة، وفي البيت الثاني "بغير" موضع "بكل". (¬7) أبو الطمحان -بفتح الطاء والميم-: هو حنظلة بن الشرقي، شاعر من المخضرمين أدرك =

إذا كان في صدر ابنِ عَمِّكَ إحْنَة ... فلا تَسْتَثرْها سوفَ يبدو كمينُها (¬1) (797 - 256) وقال أسَدُ بن ناعِصَةَ التنوخي: فَلَمْ أرَ كالأيامِ للمرء واعظًا ... ولا كَصُروف الدهر للمرء هاديًا (798 - 257) وقال أفنونُ التغلبي (¬2): لَعُمْرُك ما يدري الفتى كيف يتَّقي ... إذا هُوَ لم يجعلْ له اللهُ واقيًا (¬3) (799 - 258) وقال طرفةُ بن العبدِ: وأحسِنْ فإن المرءَ لابُدَّ مَيِّتٌ ... وإنك مجزيُّ بما كنت ساعيا (800 - 259) (¬4) وقال النابغةُ الجعديُّ: فتىً تمَّ فيه ما يسُرُّ صديقَهُ ... على أنَّ فيه ما يسُوءُ الأعاديا (¬5) (801 - 260) وقال طرفة بن العبد: ¬

_ = الجاهلية والإسلام، توفي نحو سنة 30 هـ. انظر في ترجمته وشعره: الأغاني 13: 3 - 13، والشعر والشعراء 348 - 349، والمعمرين 57، وخزانة البغدادي 3: 426. (¬1) الأغاني 13: 13. (¬2) هو صويم بن معشر بن ذهل، من بني تغلب، شاعر جاهلي مشهور، مات في بادية الشام حوالي سنة 55 قبل الهجرة. انظر في ترجمته: ألقاب الشعراء 317، والشعر والشعراء 248، والعقد الفريد 3: 247، ولطائف المعارف 26، وسمط اللآليء 684، والخزانة 4: 460. (¬3) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 308، وفيه: "امرؤ" موضع "فتى"، والعقد الفريد 3: 248، والمفضليات ص 261، البيت الرابع، والتمثيل والمحاضرة 60، وفيه: "الفتى" كالمتن، ومن الغريب منه أن ينسبه في خاص الخاص إلى حسان بن ثابت 81. (¬4) في هذا الموضع من النسخة س اضطراب؛ إذ ورد فيها الأبيات من 69 إلى 89، ثم ترد الأبيات المتفقة مع النسخة: ل. (¬5) شعره ص 147، البيت 25، والحماسة بشرح التبريزي 1: 439، والشعر والشعراء 1: 293، والمصون في الأدب 24، والخزانة 2: 12، 13.

ولا تُرين الناس إلا تجمُّلًا ... وإن كنت صِفْرَ الكفِّ طاويًا (802 - 261) وقال أيضًا (¬1): ولِلجار حقٌ فاحترس من أذاته ... وما خيرُ جارٍ لا يزال مؤاذيًا (¬2) (803 - 262) وقال أيضًا (¬3): وعِرضُكَ صُنْهُ لا تُعرِّض لفاحِشٍ ... فإن لقولِ الفُحشِ والسوء (¬4) واعيًا (804 - 263) (805 - 264) وأنشدَ ابن دُرَيد عن الرَّقاشِي (¬5): لَيس الكريمُ بمن يُدَنسُ عرضَه ... ويَرى مروءته تكرُّم من مضى حتى يَشيدَ بناءَهُم ببنائه ... ويُزينَ صالح ما أتَوه بما أتى (806 - 265) وقال أبو عَرُوبة (¬6): إنَي وإن كان ابن عميَ واغِرًا (¬7) ... لَمُزَاحِمٌ من خَلْفِهِ وورائهِ (807 - 266) وقال سُحَيْمُ بن الأعرفِ (¬8): ¬

_ (¬1) ل: وله. (¬2) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 323 كالتالي: وللجار حق فاحترز من أذاته ... وما خير جار لم يزل لك مؤذيًا وفي: منهاج اليقين 541 البيت كالمتن، عدا "فاحترز" موضع "فاحترس". (¬3) ل: وله. (¬4) ل: السوء والفحش. (¬5) هو الفضل بن عيسى بن أبان الرقاشي، الواعظ البصري، أحد القدرية المعتزلة. تهذيب التهذيب 8: 283، 284. (¬6) هو الحسين بن محمد (بن أبي معشر) مورود السلمي، الحراني، وكنيته أبو عروبة، وهو محدث، حافظ مؤرخ، ولد سنة 220 هـ، وتوفي سنة 318 هـ، ومن تصانيفه: أمثال الحديث. ترجمته في سير أعلام النبلاء 9: 272، 273، وتذكرة الحفاظ 2: 304، 305، وكشف الظنون 163، 280، ومعجم المؤلفين 4: 60. (¬7) واغرًا: ممتلأ غيظًا وحقدًا. اللسان 3: 955. (¬8) هو سحيم بن الأعرف، ويكنى أبا سدْرَة، شاعر نجدي أعرابي، كان معاصرًا للفرزدق =

وما جِئْناكَ مِنْ عَدَمٍ ولكنْ ... يَهَشُّ إلى الإمارة من رَجَاها (¬1) (808 - 267) وقال عبد الله بن معاوية الجعفري (¬2): قدْ يُرزقُ المرءُ لا مِنْ حُسْنِ حيلته ... ويُصرفُ الرزقُ عن ذي الحيلة الدّاهي (809 - 268) (810 - 269) وقال الأفوه الأُودي: أضحتْ قرينَةُ قد تغيَر بشْرُها ... وتجهَّمتْ بتحيةِ القَوْمِ العُدى ألوَتْ بأصْبُعِها وقالت إنما ... يكفيك مما لا ترى مَا قد ترى (¬3) ¬

_ = وجرير، وتوفي نحو سنة 100 هـ. خزانة البغدادي 1: 480، والشعر والشعراء 625. (¬1) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 319، كما أورده ابن قتيبة 625، وفيهما: "وما زرناك" موضع "وما جئناك". (¬2) سبق التعريف به في الشاهد الشعري رقم 65. (¬3) ديوانه (ضمن الطرائف الأدبية للميمي) ص 6.

الفصل العاشر

الفصل العاشر

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (811 - 272) روى سعيد بن جُبَيْر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْس الخبر كالمعاينة" (¬1). (812 - 273) روى أبو الأحمس عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ثلاثة يَشنُؤهم الله تعالى: الفقيرُ المختالُ، والبخيلُ المنانُ، والبَيِّعُ الحلافُ" (¬2). (813 - 274) روى أبو جعفر (¬3) عن سعيد بن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن لهذا القرآن شِرَّةً (¬4)، ثم للناس عنه فترةٌ، فمن كانت فترتُهُ إلى القصد فنعمّا هي، ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئك بُورٌ" (¬5). ¬

_ (¬1) صحيح، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن ابن عباس 2: 201 رقم 747، وأبو الشيخ الأصبهاني في الأمثال: 5 رقم 5، واللباب 184 أ، والخطيب البغدادي عن أبي هريرة، تاريخ بغداد 6: 56، 8: 12، 28، ومفتاح الترتيب 47، وابن حنبل عن ابن عباس. المسند تحقيق شاكر برقم 1842، والطبراني في المعجم الصغير عن ابن عباس وعن أنس، صحيح الجامع الصغير 5: 87 رقمي 5249، 5250، والمشكاة 3: 1599 رقم 5738، وكشف الخفاء 2: 236 - 238، والمقاصد الحسنة 351، وفيض القدير 5: 357 رقم 7574. (¬2) صحيح، أخرجه ابن حنبل عن أبي ذر، جزء من حديث يبدأ: "ثلاثة يحبهم الله، وثلاثة يشنؤهم. ." صحيح الجامع 3: 74، 75 برقم 3069، وجمع الجوامع للسيوطي المجلد الثاني 3: 1683، وفيض القدير 3: 335 رقم 3551، وقارن إرواء الغليل 3: 417 برقم 900 بلفظ: "ثلاثة لا يكلمهم الله. ."، ويشنؤهم: يبغضهم ويكرههم. (¬3) ل: أبو معشر. (¬4) الشرة: الحرص والنشاط. (¬5) حسن، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة 2: 534 رقم 2632، وكنز العمال 3: =

(814 - 275) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ بزمانهم أَشبهُ منهم بآبائهم" (¬1). (815 - 276) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عال مُقْتصِدٌ" (¬2). (816 - 277) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صنائع المعروف تقي مصَارع السوءِ" (¬3). (817 - 278) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الشَّدِيدُ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ" (¬4). (818 - 279) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لذي الوَجْهَيْن أَن يكون عند الله وجيهًا" (¬5). ¬

_ = 43 برقم 5382، ومعنى الحديث: الناس في إقبالهم على القرآن بين نشاط وفتور. (¬1) موضوع، الموضوعات الصغرى للقاري 198، وذكره الجاحظ مع أحاديث أخرى وقال: رويت لأقوام شتى، وقد يجوز أن يكون حكوها ولم يسندوها. البيان والتبيين 2: 23، وهو من قول عمر بن الخطاب، كما أثبت ذلك ابن قتيبة. عيون الأخبار 2: 1 والشذرة لابن طولون 2: 295 رقم 1062 ومختصر المقاصد للزرقاني 205، واستند الماوردي إليه كحديث في تسهيل النظر 201. (¬2) حسن، أخرجه القضاعي عن عبد الله بن مسعود في مسند الشهاب 2: 5 رقم 510، كما أخرجه أحمد عنه أيضًا برقم 4269 واللباب 138، 298، والبيهقي: شعب الإيمان 5: 255 رقم 6571 بلفظ: "ما عال من اقتصد"، ورمز له السيوطي بالحسن. الجامع الصغير 283. وباللفظ الوارد بالمتن، أخرجه الدارقطني والطبراني عن أنس، وقد ضعفه الألباني، ضعيف الجامع 5: 101 برقم 5102، وابن عدي في الكامل 3: 463. (¬3) صحيح، أخرجه الحاكم عن أنس، والطبراني في المعجم الصغير عن أم سلمة، وفي المعجم الكبير عن أبي أمامة، الجامع الصغير 186، وصحيحه للألباني 3: 248 بأرقام 3689، 3690، 3691، وفيض القدير 4: 206 رقم 5041. (¬4) صحيح، متفق عليه عن أبي هريرة بلفظ: "ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، البخاري ومسلم، اللؤلؤ والمرجان 707، وعون المعبود 13: 137، ومسند أحمد (تحقيق شاكر) 14: 59، وموطأ مالك 2: 906، والبيهقي في الزهد 81، 82 والقضاعي في مسند الشهاب 2: 213 رقم 759، والخطيب البغدادي، اللباب 186، 295. (¬5) حسن، أخرجه القضاعي في مسند الشهاب عن أبي هريرة، 2: 53 رقم 564، وابن عدي في الكامل 5: 326، ورواه الشريف الرضي في المجازات النبوية. اللباب 153 وأخرجه =

(819 - 280) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هلَكَ امرؤٌ عَرَفَ قدره" (¬1). (820 - 281) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يَعْنيه" (¬2). (821 - 282) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عِدَةُ المؤمن كأَخذٍ بيد" (¬3). (822 - 283) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العِدَةُ عطيَّهٌّ" (¬4). (823 - 284) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُلْسَع المؤمن من جحر مرتين" (¬5). (824 - 285) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَؤوي الضَّالَّةَ إلا ضالُّ" (¬6). ¬

_ = الترمذي وقال: حسن صحيح بلفظ: "إن من شر الناس عند الله يوم القيامة ذا الوجهين" الجامع الصحيح 4: 374، وذو الوجهين: المنافق الذي يخالف ظاهره باطنه، وحاضره غائبه، ويحسن القول في مشهد الرجل ويسيئه في غيبته. (¬1) لم أقف عليه كحديث، وذكره الجاحظ مع حديثين آخرين وقال: رويت مرسله. . . . حكوها ولم يسندوها. البيان والتبيين 2: 23، وقارن قول الإمام علي كرم الله وجهه: هلك امرؤ لم يعرف قدره. نهج البلاغة 2: 228. (¬2) صحيح، أخرجه أحمد والطبراني عن الحسين عن علي بن أبي طالب، مسند أحمد بن حنبل (تحقيق شاكر) برقم 1737، والمعجم الكبير للطبراني برقم 2886، وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني في الكبير: ثقات. مجمع الزوائد 8: 18. (¬3) ضعيف، أخرجه الديلمي في مسند الفردوس عن علي بن أبي طالب، ضعيف الجامع الصغير 3: 27 برقم 3691، والمقاصد الحسنة 382، وكشف الخفاء 2: 74، وتمييز الطيب من الخبيث 102، وفيض القدير 4: 308 رقم 5404. (¬4) ضعيف، أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 205 رقم 190، والقضاعي في مسند الشهاب 39 رقم 4، وأبو نعيم في الحلية 8: 259، وأبو الشيخ في الأمثال 158 رقم 249 عن ابن مسعود. اللباب 3: 287، والسخاوي في المقاصد 283، وضعيف الجامع 4: 65 برقم 3859، والألباني: سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 4: 60 رقم 1554، وراجع المناوي: فيض القدير 4: 378 رقم 5684. (¬5) سبق تخريجه انظر الحديث 249، وقد أخرجه العسكري في الأمثال، وابن عساكر في التاريخ، وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة. كنز العمال 1: 166 برقم 831. (¬6) ضعيف، أخرجه ابن ماجه عن جرير، سنن ابن ماجه: 2503، وأحمد وأبو داود، =

(825 - 286) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره" (¬1). (826 - 287) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من كف غضبه وقاه الله عذابه" (¬2). (827 - 288) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من تشبَّه بقوم فهو منهم" (¬3). (828 - 289) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "شرُّ المعذرة عند حضور الموت" (¬4). (829 - 290) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخلقُ كلُّهُمُ عيالُ الله، وأَحبُّ خلق الله إِليْه أَحسَنُهم صنيعًا إِلى عياله" (¬5). ¬

_ = والنسائي. ضعيف الجامع الصغير 6: 85 برقم 6333، وإرواء الغليل 6: 18 برقم 1563. (¬1) صحيح، أخرجه البخاري في الأدب المفرد 338، وأحمد 2: 158، وأبو داود برقم 4791 عن عائشة بلفظ: "يا عائشة، إن شرار الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم". صحيح الجامع 6: 291 برقم 7800، والأحاديث الصحيحة للألباني 3: 40 برقم 1049، والديلمي: مسند الفردوس 2: 370 رقم 3653. (¬2) ضعيف، أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، وأبو يعلى في مسنده، وابن شاهين، والخرائطي في مساوئ الأخلاق، وسعيد بن منصور عن أنس. كنز العمال 3: 406 برقم 7164، وانظر الحديث رقم 27 من هذا الكتاب. (¬3) حسن، أخرجه أبو داود عن ابن عمر. السنن 4: 65 برقم 4031، كما أخرجه البزار عن حذيفة، والقضاعي في مسند الشهاب عن طاوس 1: 244 رقم 279، واللباب 73، 307، وصحيح الجامع الصغير 5: 270 برقم 6025، وفيض القدير 4: 104 رقم 8593، ومختصر المقاصد للزرقاني 191، وكشف الأستار 1: 86 برقم 144، وإرواء الغليل 5: 109 برقم 1269. (¬4) ضعيف، أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، والقضاعي في مسند الشهاب 2: 269 رقم 832، والديلمي في مسند الفردوس 2: 371 رقم 3659، والعقيلي في الضعفاء عن عقبة بن عامر. اللباب 212، 2810. (¬5) ضعيف، أخرجه أبو يعلى والقضاعي، مسند الشهاب 2: 255 رقم 813، والبزار عن أنس. اللباب 208، 277 والطبراني في معجمه الكبير عن ابن مسعود. ضعيف الجامع 3: 145 برقم 2945، والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس -في معناه- مشكاة المصابيح 3: 1392 برقم 4998، والألباني: الضعيفة والموضوعة 4: 372 رقم 1900.

(830 - 291) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اجْتَهِدوا في العمل، فإن قَصّرْتُمْ فكفوا عن المعاصي" (¬1). (831 - 292) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أَدلُّكُم على شيءٍ يحبه الله ورسوله؟ " قالوا: بلى، قال: "التغابن للضعيفَة" (¬2). (832 - 293) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تضايقت المجالس فبين كل كريمَتين مجلسُ" (¬3). (833 - 294) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدال على الخير كفاعله" (¬4)، رواه الأَعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري. (834 - 295) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجعلوا ظهور دوابكم مجالس" (¬5). (835 - 296) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخير بالسيف، والخير في السيف (¬6)، والخير ¬

_ (¬1) لم أقف عليه، وأورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 141 بلفظ: "اجتهدوا في العمل، فإن قصر بكم ضعف، فكفوا عن المعاصي" ونسبه الجاحظ في البيان 3: 161 إلى بكر بن عبد الله المزني. (¬2) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 331 ولم يسنده، وفيه "الضعيف" موضع "الضعيفة". (¬3) موضوع، الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (الموضوعات الكبرى) 412. (¬4) صحيح، أخرجه مسلم 6: 41، والبخاري في الأدب المفرد 38، والبزار عن ابن مسعود، كشف الأستار 1: 90، والخرائطي في مكارم الأخلاق 1: 121 رقم 94، والقضاعي في مسند الشهاب 1: 85 رقم 60، والطبراني في معجمه الكبير عن سهل بن سعد 6: 230 رقم 5945، والعقيلي في الضعفاء الكبير 3: 306، واللباب 16، 17 كما أخرجه الترمذي الجامع الصحيح 5: 41، وانظر صحيح الجامع الصغير 3: 149 برقم 3393. (¬5) حسن، أخرجه البيهقي في السنن الكبرى عن أبي هريرة 5: 255، كما أخرجه أبو داود عنه بلفظ: "إياكم أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر". سننه برقم 2567 في الجهاد، وجامع الأصول لابن الأثير برقم 2632، والأحاديث الصحيحة للألباني، المجلد الأول ص 30 برقم 22. (¬6) ل: بالسيف.

مع السيف (¬1) ". (836 - 297) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "احذرْ ممنْ تثقُ به كأَنك تحذرُ ممن لا تثقُ به" (¬2). (837 - 298) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خصلتان ليس فوقهما من الخير شيء: الإيمان بالله، والنفع لعباد الله" (¬3). (838 - 299) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُعْجِزُوا بالدعاء" أي لا تجعلوه غُرمًا في المسألة (¬4). (839 - 300) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَسرعُ الدُّعاء إِجابةً، دعوة غائبٍ لغائب" (¬5). ¬

_ (¬1) من حكم الإمام علي بن أبي طالب، شرح نهج البلاغة 4: 554، وإن أورده الجاحظ عن علي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -. البيان والتبيين 2: 20. (¬2) أورده الماوردي في تسهيل النظر ص 99 ولم يبين سنده، وأورده البيهقي في شعب الإيمان 5: 429 قول لابن السماك "لا تخف ممن تحذر ولكن احذر ممن تأمن". (¬3) ضعيف، العراقي في المغني عن حمل الأسفار رقم 1992، والمرتضى الزبيدي، إتحاف السادة 6: 293. (¬4) صحيح، أخرجه الحاكم في مستدركه عن علي، وقال: صحيح الإسناد بلفظ: "لا تعجزوا عن الدعاء فإن الله أنزل علي {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، فقال رجل: يا رسول الله، ربنا يسمع الدعاء، أم كيف ذلك، فأنزل الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ} ". كنز العمال 1: 612 برقم 4883، ومسند الفردوس 5: 28 رقم 7353، وابن عدي في الكامل 5: 13. (¬5) ضعيف، القضاعي في مسند الشهاب 3: 265 رقم 828، وأخرجه أبو داود رقم 1521، والترمذي رقم 2046 عن عبد الله بن عمر بلفظ: "إن أسرع. . ." المشكاة برقم 4227.

أمثال الحكماء

أمثال الحكماء (840 - 271) قال أَكثم بن صَيفي: الكرمُ حُسْنُ العَطِيَّة، واللُّؤم سوء التغافل (¬1). (841 - 272) وحكى الأصمعي عن بعض حكماء العرب أَنَّه قال لبنيه (¬2): يا بني: أَظهروا النسك؛ فإِن رأَى الناس أَحدكم بخيلًا قالوا مقتصد لا يحب السَّرف، وإن رأَوه عَيِيًّا، قالوا: كره أَن يتكلم بما لا يعنيه، وإِن رأوه جبانًا قالوا: لا يَقدمُ على الشُّبهة. (842 - 273) وقال أَبو العَيْنَاء (¬3): كان يقال: من ثقُلَ على صديقه خَفَّ على عدوه، ومن أَسرع إِلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون (¬4). (843 - 274) وقال بعض حكماء العرب: لا تيأَسَنَّ من الزمان وإن مَطَلَ آمَالكَ؛ فإِن جميع من يُعطيه، يعطيه (¬5) ما أَولي فبعد تعذر آتاه. (844 - 275) وقال آخر: من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دَوَاء. ¬

_ (¬1) أورده الجاحظ في البيان والتبيين 2: 70 بلفظ: "الكرم حسن الفطنة وحسن التغافل، واللؤم سوء الفطنة وسوء التغافل" ونسبه إلى أكثم بن صيفي، وشرح نهج البلاغة 4: 545، فيه "الفطنة" موضع "العطية" ثم يتفق مع ما ورد في المتن. (¬2) لبنيه: ساقطة من س. (¬3) هو محمد بن القاسم بن خلاد، وكنيته أبو العيناء، أديب ظريف، سريع الجواب، حسن الشعر، كف بصره بعد الأربعين، توفي سنة 282 هـ. تاريخ بغداد 3: 170، ونكت الهميان 265، وزهر الآداب 278. (¬4) الشق الأخير "من أسرع. ." من حكم الإمام علي بن أبي طالب. شرح نهج البلاغة 4: 257. (¬5) يعطيه: ساقطة من س، ت.

(845 - 276) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: مَنْ بالَغَ في الخصومة ظلم، ومن قصَّرَ فيها، ظُلِمَ، ولا يستطيع أَنْ يَتَّقِي الله من خاصم (¬1). (846 - 277) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لا يكون الرجلُ عالمًا حتى لا يَحْسد مَن فوقه، ولا يَحْقِر مَن دونه، ولا يأْخذ على عمله أَجرًا (¬2). (847 - 278) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: كَدَرُ الجماعةِ خير من صفو الفرقة (¬3). (848 - 279) وقال الحسن - رضي الله عنه -: إِن من علامة المؤمن قوةٌ في دين، وحَزمًا في لين، وإِيمانًا في يقين، وحكمًا في علم، وكسْبًا في رفق، وإِعطاء في حق، وقصدًا في غنى، وغنى في فاقةٍ، وإحسانًا في قدرة، وطاعة في نصيحة، وتورعًا في رغبة، وتعففًا في جَهْد، وصبرًا في شدة، ويكون في المكاره صبورًا، وفي الرخاء شكورًا. (849 - 280) وقال هشام بن عبد الملك: إِنا لا نعطي تبذيرًا، ولا نمنعُ تقتيرًا، وإِنَّما نحنُ خزَّانُ اللهِ، فإِذا أَحبَّ أَعطينا، وإِذا كره أَبَيْنا، ولو كان كل قائل يصدق، وكل سائل يستحق، ما جَبَهْنا قائلًا، ولا رَدَدْنا سائلًا. (850 - 281) وقال سفيان الثَّوري (¬4) -رحمه الله-: المؤمن إِذا وعظ لم ¬

_ (¬1) شرح نهج البلاغة 4: 385، وفيه "إثم" موضع "ظلم" -الأولى-. (¬2) العقد الفريد 2: 220 ولم ينسبه، وفيه "العلم" موضع "العمل"، وهو الأصوب. (¬3) البيان والتبيين 1: 260. (¬4) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، وكان يسمى "أمير المؤمنين في الحديث"، وقالوا: كتب عنه ألف ومائة شيخ، وكان حافظًا فقيهًا محدثًا زاهدًا، ولد سنة 98، ومات سنة 161 هـ. صفة الصفوة 3: 147 - 152، وتاريخ بغداد 9: 151 - 471، وتهذيب الأسماء =

يعنف، وإِذا وُعِظَ لم يأَنف. (851 - 282) وقال جعفر بن محمد (¬1): كفاك من الله نصرًا أَن ترى عدوك يعصي الله فيك (¬2). (852 - 283) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: إن المؤمن أَخذ من الله تعالى أَدبًا حسنًا، إذ أوسع عليه وَسعَ، وإذا أَمسك عليه أَمسك (¬3). (853 - 284) سمع الحسن رجُلًا يقول: الشحيح أَعذر من الظالم. فقال: ثكلتك أُمك وهل الشحيح إِلا ظالم (¬4). (854 - 285) وسمع مجاشع الربعي رجلًا يقول: الشحيح أَعذر من الظالم، فقال: إن شيئين خيرهما الشح، لناهيك بهما شرًا (¬5). (855 - 286) وقال عبد الله بن المبارك (¬6) -رحمه الله-: إِن لم تصلح على ¬

_ = 1: 222، وسير أعلام النبلاء 7: 229 - 280. (¬1) هو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين -عليهم السلام-، ويكنى أبا عبد الله، وأمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، كان مشغولًا بالعبادة عن حب الرياسة، وله كلام في الكيمياء، وتلميذه جابر بن حيان، ألف كتابًا يشتمل على ألف ورقة ضمنه رسائل جعفر، وهي خمسمائة رسالة، وقد ولد جعفر في سنة 80 هـ، وتوفي سنة 148 هـ، انظر في ترجمته طبقات ابن سعد 5: 139، وصفة الصفوة 2: 168 - 174، ووفيات الأعيان 1: 327 - 328، وسير أعلام النبلاء 6: 255 - 270. (¬2) عين الأدب والسياسة 139. (¬3) الزهد للإمام أحمد بن حنبل 268. (¬4) أورد الماوردي في أدب الدنيا 185 ما نصه: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال: "لعن الله الشحيح ولعن الظالم". (¬5) البيان والتبيين 3: 278. (¬6) هو عبد الله بن المبارك بن واضح، ويكنى أبا عبد الرحمن، من كبار المحدثين والزهاد، ولد سنة 118 هـ. وتوفي بهيت (ناحية في العراق) سنة 181 هـ. انظر في ترجمته وأخباره: صفة =

تقدير الله -عز وجل-، لم تصلح على تقديرك لنفسك. (856 - 287) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: إذا أردتم أن تعلموا من أين أصاب الرجل المال؛ فانظروا فيما ينفقه؛ فإن الخبيث ينفق في السرف. (857 - 288) وقال مِسْعَر (¬1) -رحمه الله-: ما نصحت أَحدًا قط إِلا وجدته يفتش عن عيوبي (¬2). (858 - 289) وقال مطرف (¬3) -رحمه الله-: عقول الناس على قدر زمانهم (¬4). (859 - 290) وقال: لولا أَن الله -عز وجل- طأْطأَ ابن آدم بثلاث، ما أَطاقه شيء: المرض، والموت، والفقر، وإِنهن فيه وإنه لَوثّاب (¬5). ومن غير هذا النوع (860 - 291) مَنْ سَره بنوه، ساءته نفسه (¬6). ¬

_ = الصفوة 4: 134 - 137، وسير أعلام النبلاء 8: 336 - 372. (¬1) هو مسعر بن كدام بن ظهير، ويكنى أبا سلمة، من زهاد البصرة، وأسند عن أعلام التابعين، ومات بالكوفة سنة 152، وقيل 155 هـ. صفة الصفوة 3: 130، وسير أعلام النبلاء 7: 163 - 174. (¬2) مفيد العلوم 383. (¬3) مطرف بن عبد الله الشخير، ويكنى أبا عبد الله، وهو أحد التابعين، من عباد البصرة وزهادهم، توفي سنة 95 هـ. الإصابة برقم 8318، والمعارف 193، وصفة الصفوة 3: 144، وسير أعلام النبلاء 4: 187 - 195. (¬4) مفيد العلوم 382، وسير أعلام النبلاء 4: 189، وطبقات ابن سعد 7: 143. (¬5) قارن قول أبا ذر. تلدون للموت، وتعمرون للخراب، وتحرصون على ما يفنى وتذرون ما يبقى، ألا حبذا المكروهات الثلاث: المرض والموت والفقر. المطالب العالية 3: 141 برقم 3103. (¬6) قاله ضرار بن عمر. البيان والتبيين 1: 193، والعقد الفريد 7803، والحيوان 6: 506، =

(861 - 292) مَنْ أَخْطَأَهُ سَهْمُ المَنِية قَيَّدهُ الهَرَمُ (¬1). (862 - 293) مَنْ كثر صوابه لم يُطرح لقليل الخطأَ (¬2). (863 - 294) مَنْ ترك المعالي لم ينلْ جسيمًا (¬3). (864 - 295) من أَبطرته النعمة وقرهُ زوالها (¬4). (865 - 296) مَنْ قل سروره ففي الموت راحته. (866 - 297) من لم يظن (¬5) بالمودة كثر غفرانه للذنوب. (867 - 298) من طمع أَن يذهب عن الناس عيبُه فقد جهل (¬6). (868 - 299) مَنْ لم يعرف الموارد كان بالمصادر أَجهل (¬7). (869 - 300) مَنْ شارك السلطان في عز الدنيا، شاركه في ذل الآخرة (¬8). ¬

_ = وعيون الأخبار 2: 320، وأدب الدنيا والدين 131، وعين الأدب والسياسة 61. (¬1) قاله الإمام علي بن أبي طالب. شرح نهج البلاغة 4: 539، وعين الأدب والسياسة 61 ولم ينسبه. (¬2) قوانين الوزارة 151، وتسهيل النظر 246، ونهاية الإرب 6: 127. (¬3) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 307 بلفظ "من ترك التماس المعالي بسوء الرجاء لم ينل جسيما". (¬4) قوانين الوزارة 58، وتسهيل النظر 269، وتذكرة ابن حمدون "السياسة والآداب الملكية" 27، ويسند القول إلى موسى بن جعفر. (¬5) ل: يضن. (¬6) تسهيل النظر 271. (¬7) عين الأدب والسياسة 65. (¬8) من كلام ابن المعتز. التمثيل والمحاضرة 132، والمحاسن والمساوئ 2: 117.

الشعر

الشعر (870 - 270) (871 - 271) قال عَدِيٌّ بن زيد (¬1): القَوْمُ أَشْبَاهٌ وبينَ حُلومِهِمْ ... بَوْنٌ كذاك تفاوُتُ (¬2) الأَشْيَاءِ كالبرْقِ منه وابِلٌ مُتبَلِّغ ... جَوْدٌ، وآخَرُ ما يجودُ بماءِ (¬3) (872 - 272) (873 - 273) وقال الرَّبِيعُ بن أَبي (¬4): وَكُلُّ شَدِيدةٍ نَزَلَتْ بِقَوْمٍ ... سَيَأَتي بَعْدَ شِدَّتها رَخَاءُ يُريدُ الْمرْءُ أَن يُعطى مُناهُ ... وَيَأْبى اللهُ إِلا ما يَشَاءُ (¬5) (874 - 274) وقال الفرزدق: ¬

_ (¬1) هو عدي بن زيد بن الرقاع، المشهور "ابن الرقاع"، وهو غير الشاعر الجاهلي. وكان ابن الرقاع مقدمًا عند بني أمية مداحًا لهم وبصفة خاصة الوليد بن عبد الملك، ولقبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، مات بدمشق نحو 95 هـ. ترجمته وأخباره: الأغاني 8: 182 - 187، والمرزباني 253، والشعر والشعراء: 600 - 604، وطبقات فحول الشعراء 699 - 708، والأعلام 5: 10. (¬2) ل: تقارب. (¬3) البيان والتبيين 2: 265، وفيه "التفاضل" موضع "التفاوت"، وكذا في الشعر والشعراء 603، وفيه البيت الثاني كالتالي: والبرق منه وابل متتابع جود، وآخر ما يبض بماء. وأيضًا طبقات فحول الشعراء 707. (¬4) هو الربيع بن أبي الحقيق، شاعر يهودي، من بني النضير، وكان أحد الرؤساء في يوم بعاث (يمثل آخر حرب بين الأوس والخزرج بالمدينة قبل الإسلام). ترجمته: طبقات فحول الشعراء 281، والأغاني 22: 128. (¬5) أوردهما الخالدين في الأشباه والنظائر 1: 72، البيتان 3، 6، كما أورد الجاحظ في البيان والتبيين البيت الأول 3: 186 والنسبة فيهما للربيع.

وَإني لأخشى إِنْ خَطَبْتَ إِلَيْهمُ ... عَلَيكَ الذي لاقى يَسارُ الكوَاعِبِ (¬1) (875 - 275) وقال حميد بن ثور: فَلا (¬2) يُبْعِدِ اللهُ الشَبَابَ وَقَوْلَنَا ... إِذَا مَا هفونا هَفْوَة سَنَتُوبُ (¬3) (876 - 276) وقال كثير: لكالمُرتجي ظلَّ الغمامةِ كلَّما ... تَبَوَّأَ منها للمقيلِ اضمَحَلَّتِ (¬4) (877 - 277) وقال ذو الرمة (¬5): وإِن تجمع الأيَامُ ما في بينَنَا ... فلَا ناشِر سواء ولا مُتعَبُ (878 - 278) وقال عبد بني الحَسْحَاس (¬6): أَشَوْقًا ولَمَّا تَمْض لي (¬7) غيرُ ليلَةٍ ... فكيف إِذا سارا المطيُّ بنا شَهْرا (¬8) ¬

_ (¬1) ديوانه 1: 97. (¬2) س: لا. (¬3) ديوانه 52 وفيه "ما صبونا صبوة" موضع "ما هفونا هفوة" وأيضًا في الأشباه والنظائر للخالدين 1: 39، والصبوة: جهل الفتوة واللهو من الغزل. (¬4) ديوانه 1: 41، ونهاية الإرب 3: 74، والتمثيل والمحاضرة 72. (¬5) في س: عبد بني الحساس. وتصويب بالهامش بذي الرمة، وهو غيلان بن عقبة، وكنيته أبو الحارث، وذو الرمة لقب لُقِّب به لبيت قاله، وهو قوله في صفة الوتد، أشعث باقي رمة التقليد، والرمة: القطعة البالية من الحبل، وقيل: إنه إنما لقب بذي الرمة لأنه كان -وهو غلام- يتفزع، فجاءته أمة بمن كتب له كتابًا وعلقته عليه برمة من حبل، فسمي ذا الرمة، وهو شاعر أموي مجيد، توفي سنة 117 هـ. ترجمته وأخباره: الأغاني 18: 1 - 52، وألقاب الشعراء 301، وأمالي المرتضى 1: 19، ومقدمة رسالة عبد القدوس أبو صالح في ديوان ذي الرمة 15 - 38. (¬6) اسمه سحيم، وكان عبدًا أسود نوبيًا أعجميًا مطبوعًا في الشعر، فاشتراه بنو الحساس، وقد قتله مواليه في خلافة عثمان لتعرضه لنسائهم. طبقات فحول الشعراء 92، 172، والشعر والشعراء 369 - 370، والأغاني 22: 303. (¬7) ل: بي. (¬8) الأغاني 22: 306.

(879 - 279) (880 - 280) وقال آخر: ومَن يُبق مالًا عُدَّة وضَنَانَةً ... فلا الشُّحُّ مُبْقيهِ ولا الدَّهْرُ وافرُهُ ومَن يكُ ذا عُوْد صَليبٍ يُعِدُّهُ ... لِيكْسِرَ عُود الدهْرِ فالدَّهرُ كاسِرُهُ (¬1) (881 - 281) وقال أَبو الخزاعي: لسَانُكَ لي حُلْوٌ ونَفْسُكَ مُرَّةٌ ... وخَيْرُك كالمراعاةِ في الجَبَل الوعْرِ (¬2) (882 - 282) وقال معقر بن حمار (¬3): فأَلقَتْ عَصاها واستقرَّتْ بها النَّوى ... كما قَرَّ عينا بالإِيابِ المسافرُ (¬4) (883 - 283) وقال أَيضًا: إِذا كان الأميرُ خَصيمَ قومٍ ... فلم (¬5) يَعْدلْ فقد فَلجَ الأَميرُ (884 - 284) (885 - 285) وقال الخليل (¬6): اعمل بقولي وإِن قَصَّرْتُ في عَمَلي ... ينفَعكَ قَولي ولا يَضْرُرْك تَقْصيري (¬7) انظر (¬8) لنفسك فيما أَنْتَ فَاعِلُهُ ... مِنَ الأمورِ وشَمرْ فوقَ تشميري ¬

_ (¬1) البيان والتبيين 4: 91، وفي البيت الأول "صيانة" موضع "ضنانة" ولم ينسبهما. (¬2) أورده الماوردي في قوانين الوزارة 149 ونسبه إلى عمرو بن الأهتم. (¬3) ل: معقر بن عبد الرحمن (البارقي)، معقر بن أوس بن حمار البارقي، شاعر يماني جاهلي، توفي سنة 45 قبل الهجرة. خزانة البغدادي 2: 2901 - 291، والأعلام 8: 187. (¬4) ورد البيت في العقد الفريد 3: 64، 65 طبعة بولاق، والاشتقاق لابن دريد تحقيق عبد السلام هارون 481. (¬5) س، ت: ولم. (¬6) الخليل بن أحمد بن عمرو، وكنيته أبو عبد الرحمن، كان إمامًا في علم النحو، واستنبط علم العروض، وكان رجلًا صالحًا عاقلًا حليمًا، توفي على الراجح سنة 170 هـ. انظر ترجمته: وفيات الأعيان 2: 244 - 248، وأنباء الرواة 1: 341، والبيان والتبيين 1: 139. (¬7) أورده الماوردي في أدب الدنيا والدين 86 ولم ينسبه، والعقد الفريد 4: 113. (¬8) س: فانظر.

(886 - 286) وقال آخر: أَلَم تَر أَنَّ سَيْرَ الخيْر رَيْثُ ... وأَن الشَّرَّ راكبهُ يطيرُ (¬1) (887 - 287) وقال آخر: متى تفكر في الزمان وصرفه (¬2) ... تقل: لَعِبٌ هذا ولَيْسَ بلاعِبِ (888 - 288) وقال عُبَيْدُ بن أَيوب (¬3): ألَمْ تَرَ أَنَّ الأرْضَ وهي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المطلوبِ أَضْيَقُ مِن القبر (889 - 289) وقال الفرزدق: يفرُّ من المنيّةِ كلُّ حَيٍّ ... ولا يُنْجي من القَدَرِ الحَذارُ (890 - 290) وقال زُفَر بن الحارث الكِلابيّ (¬4): وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَرى ... وتبقى حَزازَاتُ النُفوس كما هِيَا (¬5) ¬

_ (¬1) أورده الجاحظ في البيان والتبيين 3: 208 ولم ينسبه، والريث: البطء. يطير: يسرع. (¬2) س، ت: وأهله. (¬3) هو من بني العنبر، وكان جني جناية، فطلبه السلطان (الحجاج) وأباح دمه، فهرب في مجاهل الأرض، وأبعد لشدة الخوف، وكان يخبر في شعره أنه يرافق الغول ويبايت الذئاب والأفاعي. ترجمته: الشعر والشعراء 758 - 761، وذكره أبو عبيد البكري في اللآلئ 383، 384، وذكر أن القالي كناه "أبا المطراد" وقال: "والمحفوظ في كنيته أبو المطراب" بالباء. (¬4) هو أبو الهذيل زفر بن الحارث الكلابي، كان كبير قيس في زمانه، وفي الطبقة الأولى من التابعين من أهل الجزيرة، وكان من الأمراء، وشهد وقعة صفين مع معاوية أميرًا على أهل قنسرين، وشهد وقعة مرج راهط (موضع بالشام)، كانت به وقعة مشهورة في كتب التاريخ. حماسة البحتري بشرح التبريزي 1: 41. (¬5) ورد في الأغاني 19: 197، وجمهرة الأمثال 1: 8، والعقد الفريد 5: 499، والأشباه والنظائر للخالدين 2: 303، وفي اللسان مادة "دمن". والدمنة: هو الموضع الذي تترك فيه الإبل، فتبول وتبعر فلا تنبت شيئًا، فإذا أصابته السماء وسفته الرياح نبت، فتقول: إن ذلك =

(891 - 291) وقال عمرو بن برَّاقة الهَمْدَاني: مَتى تَجْمعِ القلبَ الذكيَّ وصارمًا ... وأَنْفًا حَمِيًّا تَجْتَنِبْكَ المظالِمُ (¬1) (892 - 292) وقال قيس بن الخطيم: ومن عادة الأيام أنّ خطوبها ... إذا سُرَّ منها جانب ساء جانب (¬2) (893 - 293) وقال الزبرقان بن بدر: هَلْ في بِلادِك ذاكَ مِنْ عِظَةٍ ... إِنْ كانَ سَمْعُكَ غَير ذي وَقْرِ (¬3) (894 - 294) (895 - 295) وقال ضابئ بن الحارث: ورُبَّ أَمور لا تُضِيرُكَ ضَيْرَةً ... وللقلبِ من مَخشَاتِهِنَّ وَجيبُ (¬4) ولا خَيْرَ فيمنْ يُوَطِّنُ نفْسَهُ ... على نائِبَاتِ الدّهْرِ حين تنوبُ (¬5) (896 - 296) وقال نهشل بن حَرِّيّ (¬6): ¬

_ = قد ينبت بعد أن لم يكن ينبت، فيتغير بالنبات، وتبقى حزازات القلوب فلا تتغير. (¬1) أورده ابن عبد ربه، العقد الفريد 3: 119، والأشباه والنظائر للخالدين 1: 8، ونهاية الإرب 2: 124 منسوبًا إليه ابن براقة، وفي الحيوان 1: 237 منسوب لمالك بن حريم. (¬2) ديوانه، الزيادات، الشعر المنسوب لقيس ص 226 البيت الأول، وقوانين الوزارة 105، وأدب الدنيا والدين 147، وفي ديوان المعاني 2: 202 ورد منسوبًا مع بيت آخر إلى أبي تمام، وفيه "أن صروفها" موضع "خطوبها". (¬3) بلادك من البلادة: ضد النفاذ والذكاء والمضاء في الأمور، ورجل بليد إذا لم يكن ذكيًا، الوقر: ثقل الأذن، وقيل: هو أن يذهب السمع كله. (¬4) تكرر هذا البيت، انظر البيت 38. (¬5) الأصمعيات، القصيدة 64، البيتان الرابع والخامس 184، وتسهيل النظر 132، وجمهرة الأمثال 2: 50، والشعر والشعراء 310، والكامل في اللغة 1: 320. (¬6) نهشل بن حري بن ضمرة، شاعر مخضرم حسن الشعر، أدرك الإسلام، وبقي إلى أيام معاوية، وكان مع علي في حروبه، وقتل أخوه مالك بصفين، وهو يومئذ رئيس بني حنظلة، وكانت رايتهم معهم، وهو منسوب إلى الحرة: وهي أرض تركبها حجارة سود. الشعر =

فصبر جميل إِنَّ في اليأس راحةً ... إِذا الغيثُ لَمْ يُمْطِرْ بلادَكَ ماطِرُهُ (897 - 297) وقال كثير عزة: إِذا قلَّ مالي زادَ عِرْضي كرامة ... علي وَلَمْ أَتْبَعْ دَقائق المطاعِمِ (¬1) (898 - 298) وقال آخر: مِنَ النَّاس مَنْ يغشى الأَباعِدَ نَفْعُهُ ... وَيَشْقَى به حتى المَمَاتِ أَقارِبُهُ (¬2) ¬

_ = والشعراء 619 - 621، وطبقات فحول الشعراء 583، 584، والأغاني 8: 153، 154، 11: 134، والخزانة 1: 147 - 152، وزهرة الآداب 1159. (¬1) أورده لمرزباني 243، وفيه "دقيق المطامع" موضع "دقاق المطاعم". (¬2) البيت للحارث بن كلدة الثقفي. انظر الوحشيات لأبي تمام ص 120، وفيه "وفي" موضع "من"، كما ورد في جمهرة الأمثال 1: 281، وذيل الأمالي 3: 246. والحارث بن كلدة الثقفي، هو طبيب العرب في عصره، وأحد الحكماء المشهورين، من أهل الطائف، ورحل إلى بلاد فارس رحلتين، فأخذ العلم عن أهلها، وله كتاب بعنوان: "محاورة في الطب" بينه وبين كسرى أنو شروان، وتوفي نحو سنة 50 هـ، وانظر ترجمته: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبة 2: 13 - 19، والمؤتلف والمختلف 172، وفيه شعر له.

خاتمة

فصل (¬1) (899 - 299) خبر يجمع أَمثالًا: دخل عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - على عائشة -رضي الله عنها-، وعندها مروان بن الحكم (¬2) فتحدثت به، وقالت: لقد أَجاد لبيد حيث يقول: وما المرْء إِلا كالشِّهاب وَضَوْئهِ ... يحولُ رَمادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ (¬3) فقال ابن الزبير: لو شئتُ لقلتُ ما هو خير منه، فقال: وَفَوِّضْ إِلى الله الأُمور إِذا اعْتَرَتْ ... وباللهِ لا بالأَقْرَبينَ فَدافِعِ فقال مروان: أَفلا تقول: وفوض إِلى الرحمن أَمْرَكَ إِنَّهُ ... سَيَكفيكَ، لا يَسْبَع برأَيك سَابِعُ فقال ابن الزبير: أَفلا تقول: وللخَيْرِ أَهلٌ يُعْرَفونَ بِهَدْيِهِمْ ... إِذا اجْتَمَعَتْ عند الخطوب المجامِعُ فقال مَروان: أَفلا تقول: وللخَير أَهل يعرفون بِهَدْيِهمْ ... إِذا جَمعتْهُم في الحقوقِ المجامِعُ فقال ابن الزبير: أَفلا تقول: وللشَّرِّ أَهل مُلْبسونَ ثيابَه ... عليهم سرابيل له وبَراقِعُ فقال مروان: أَفلا تقول: وللشَّرِّ أَهلٌ تُشيرُ إِليْهِمُ ... على كل حالٍ بالأَكُفِّ الأَصابعُ ¬

_ (¬1) س: فصل فيه. (¬2) ل: دخل عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم على عائشة -رضي الله عنها-. (¬3) ديوانه 168، والأغاني 15: 373. 17: 63، والتمثيل والمحاضرة 61.

فقال ابن الزبير: أَفلا تقول: وَفينا أَناسٌ .. وارتج عليه، فقال مروان: أَفلا أَجيزه عليك؟ فقال: هات، وما أَراك تفعله، فقال مروَان: وَفينا أُناسٌ لا تُرَ عليهم إِذا ... استدعوا أخرى الليالي الوَدائع وإِن شئت قلت: وَفينا أُناسٌ يَطْلُبونَ تقرُّبًا ... بديِنهِم الدُّنْيا، وتِلْكَ فجائِعُ (¬1) وإِن شئت قلت: وَمَنْ يَشأ الرَّحْمنُ يَخْفِضْ بِقَدْرِهِ ... وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَرْفَعِ اللهُ رافعُ أفوض الدفاع (¬2) إِلى الله وَحْدَه ... وَلَيْسَ لما لا يَدْفَعُ اللهُ دافِعُ ولا يستوي عبدان مُكَلَّم (¬3) ... معتلُّ (¬4) لأَرحام الأَقارب قاطع إِذا المرءُ جافى جَنْبَهُ عَنْ فراشِهِ ... يَبيتُ يُناجي رَبَّهُ وَهْوَ راكعُ فداوِ ضميرَ القَلْبِ بالبِرِّ والتُّقى ... فما يستوي قلبان: قاسٍ وخاشِعُ (900 - خاتمة) في أَدْعِيَةٍ بليغةٍ ومعانٍ بَديعةٍ: الدعاء: تفويض الأَمر إِلى الله تعالى في كشف الشدائد، ونيل الرغائب (¬5)، يصدر عن قُوة دين، وَحُسن يقينٍ، يُفضيان إِلى طاعة الراجي وخضوع اللاجئ، وحصن المناجي، فتؤكد الوسيلة أَسبابها، وتفتح الإِجابة أَبوابها. ¬

_ (¬1) ساقط من ل: وإن شئت. . . . إلى وخاشع. (¬2) الدفاع: غير واضحة في س، وفي ت: أسبابي. (¬3) مكلم أي مجروح. اللسان 3: 291 (الخياط). (¬4) معتل: غير واضحة في س، وفي ت: عُتلُّ. (¬5) س: للرغائب.

(¬1) وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال: "مَنْ لَزِمَ الدعاءَ جعل الله لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه من حَيْثُ لا يَحْتسِبُ" (¬2). وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال: "إِذا فَتَحَ الله على عبده الدعاءَ، فليدعُهُ بهِ يستجيب له" (¬3). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "دَاوُوا مَرضاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وحَصنوا أَموالكم بالزكاة، واستقبلوا البلاءَ بالدعاءِ" (¬4). وقيل: الدعاء معتبَرٌ بصحَّةِ القَصْدِ، وإجابته مرجوة بالإِخلاص. ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم -: ما روته أُم سَلَمةَ قالت: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول إِذا أَصبح: "اللهُمَّ إني أَسأَلُكَ عِلْمًا نافِعًا، ورِزْقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا" (¬5). ومن المروي عنه - صلى الله عليه وسلم - ما رواه شداد بن أَوس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا كنز الناس الذهب والفضة، فأَكثروا من هؤلاء الكلمات: اللَّهم إِني ¬

_ (¬1) س: خرم وتلف حتى نهاية الكتاب. (¬2) صحيح، أخرجه أحمد وابن ماجه وأبو داود عن عبد الله بن عباس. المسند (تحقيق شاكر) رقم 2234. وسنن ابن ماجه 2: 1254 برقم 3819، وسنن أبي داود (تحقيق الدعاس وآخر) 2: 178 برقم 1518، ومشكاة المصابيح برقم 2339، وجامع الأصول 4: 389 برقم 2446. (¬3) حسن، أخرجه الحكيم عن أنس، مسند الفردوس 1: 336 برقم 1340، وكنز العمال 1: 64 برقم 3131. (¬4) ضعيف جدًا، أخرجه الطبراني والقضاعي وأبو نعيم والخطيب البغدادي عن ابن مسعود، وفي سنده موسى بن عمير الكوفي، وهو متروك ذاهب الحديث. ضعيف الجامع الصغير 3: 99 برقم 2723. (¬5) حسن، أخرجه ابن حنبل عن أم سلمة. المسند 6: 294، وابن ماجه عنها أيضا السنن 1: 298 برقم 925، كما أخرجه ابن رزين. جامع الأصول 4: 230، 231 برقم 2209.

أَسأَلك الثبَاتَ في الأَمر، والعزيمةَ في الرُّشْدِ، وأسأَلُكَ حسن عبادتِك، وأَسألُكَ قَلبًا سليمًا، ولسانًا صَدوُقًا، وأَسأَلُكَ من خَير ما تعلمُ، وأَعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلمُ، إنك أَنتَ علام الغيوب" (¬1). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَعوذُ بكَ منْ حلول نقمتك، وزَوال نعمتك، وتحويل عافيتك" (¬2). ورُوي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أَنه دعا، فقال: "اللَّهم إنا نحب طاعتك، وإِن قصرنا فيها، ونكره معصيتك وإِن ركبناها، اللَّهم تفضل علينا بالجنة وإِن لم نكن لها أَهلًا، وأَعذنَا من النار وإِن استوجبناها، اللهم إِنا نخافُ أَن يضطرنا المَعاش إِلى ما تكره من الأعمال، فاكفنا تبعات الدنيا وفتنتَها وعوارِضَ بَليَّتِها". وروى سفيان الثوري قال: رأَيت جعفر بن محمد -عليهما السلام- مستلقيًا على ظهره بعرفات لعلة به وهو يقول: "اللَّهم إِني أَطعتك بفضلك فلك المنَّة". آخر الكتاب والحمد لله على نعمه حمدًا يرضاه ويوجب الزلفى إليه، وصلواته على خِيرَتهِ من خلقِهِ محمد وآله وصحبه حسبنا الله ونعم الوكيل ¬

_ (¬1) حسن، أخرجه النسائي وأحمد والترمذي عن شداد بن أوس. سنن النسائي 3: 54، ومسند ابن حنبل 4: 125، والجامع الصحيح (وهو سنن الترمذي) 5: 476، وابن حبان في صحيحه. موارد الظمآن برقم 2461. (¬2) صحيح، أخرجه مسلم والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص بلفظ: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك". جامع الأصول 4: 356 برقم 2386.

فهرس مصادر التحقيق والدراسة

فهرس مصادر التحقيق والدراسة (أ) * أبيات الاستشهاد: لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي، المتوفى 395 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، سلسلة نوادر المخطوطات، المجموعة الثانية، 1371 هـ- 1951 م. * الإتقان في علوم القرآن: لجلال الدين السيوطي، المتوفى 911 هـ، المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان، دون تاريخ. * أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، عن أحاديث المصابيح، ملحق بالجزء الثالث من مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ- 1979 م. * الأحكام السلطانية والولايات الدينية: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، مطبعة الحلبي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1386 هـ- 1966 م. * اختيار من كتاب الممتع في علم الشعر وعمله: لعبد الكريم النهشلي القيرواني، المتوفى 403 هـ، تقديم وتحقيق الدكتور منجي الكعبي، الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس، 1977 م. * الإخوان: لأبي عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي المتوفى 281 هـ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1409 هـ- 1988 م. * أدب الدنيا والدين: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، تحقيق مصطفى السقا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الرابعة، 1398 هـ- 1978 م. * الأدب الصغير: لعبد الله بن المقفع، المتوفى 142 هـ، منشور ضمن رسائل البلغاء، لمحمد كرد علي، لجنة الترجمة والتأليف والنشر، القاهرة، 1954 م. * الأدب المفرد: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى 256 هـ، تحقيق محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، القاهرة، 1379 هـ - 1959 م. * إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: لمحمد ناصر الدين الألباني بإشراف

محمد زهير الشاويش، 8 أجزاء، المكتب الإسلامي، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر بن يوسف بن عبد الله، المعروف بابن عبد البر، المتوفى 463 هـ، تحقيق علي محمد البجاوي، 4 أجزاء، مطبعة نهضة مصر، دون تاريخ. * أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين علي بن محمد بن عبد الكريم، المعروف بابن الأثير، المتوفى 630 هـ، طبعة دار الشعب، القاهرة. * أسرار البلاغة: للعاملي (محمد بن حسين بن عبد الصمد)، المتوفى 1031 هـ، على هامش كتاب المخلاة له أيضًا، دار المعرفة، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام: لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي، المتوفى 245 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، نوادر المخطوطات، المجموعة السادسة، الخانجي بمصر والمثنى ببغداد، 1374 هـ - 1954 م. * الأشباه والنظائر: للخالدين (أبي بكر محمد المتوفى 380 هـ، وأبي عثمان سعيد المتوفى 391 هـ، بني هاشم)، تحقيق الدكتور السيد محمد يوسف، مطبعة لجنة التأليف، مصر، 1965 م. * الاشتقاق: لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، المتوفى 321 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مؤسسة الخانجي، مصر، 1378 هـ - 1958 م. * الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، مكتبة المثنى بغداد، مصورة عن الطبعة المصرية الصادرة سنة 1328 هـ، ونسخة أخرى محققة بمعرفة علي محمد البجاوي، دار النهضة، مصر. * الأصمعيات: لأبي سعيد عبد الملك بن قريب، المتوفى 216 هـ، تحقيق أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، 1967 م. * الإعجاز والإيجاز: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، مكتبة البيان بغداد، وصعب ببيروت، دون تاريخ. * الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين، والمستشرقين) لخير الدين الزركلي، المتوفى 1397 هـ، الطبعة الثالثة، بيروت، 1969 م.

* الإعلام بمناقب الإسلام: لأبي الحسن بن محمد بن يوسف العامري، تحقيق الدكتور أحمد عبد الحميد غراب، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1387 هـ - 1967 م. * الأغاني: لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسين، المتوفى 356 هـ، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية 1963 م، وأخرى طبعة التقدم سنة 1323 هـ. * ألقاب الشعراء ومن يعرف منهم بأمه: لأبي جعفر محمد بن حبيب، المتوفى 245 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، سلسلة نوادر المخطوطات رقم (7)، الخانجي بمصر والمثنى ببغداد، 1374 هـ - 1954 م. * أمالي القالي (الأمالي في لغة العرب): لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي، المتوفى 356 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398 هـ - 1978 م. * أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد): للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي، المتوفى 436 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1387 هـ - 1967 م. * الأمثال: لأبي عبيد القاسم بن سلام، المتوفى 224 هـ، تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش، من مطبوعات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بمكة المكرمة، دار المأمون للتراث، دمشق، 1400 هـ - 1980 م. * الأمثال العربية القديمة: لرودلف زلهايم، ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب، مؤسسة الرسالة، بيروت. * الأمثال في النثر العربي القديم: رسالة دكتوراه؛ لعبد المجيد عابدين، مكتبة مصر، 1956 م. * إنباه الرواة على أنباه النحاة: لعلي بن يوسف القفطي، المتوفى 646 هـ، طبع دار الكتب المصرية، 1369 - 1374 هـ. * الأنساب: للسمعاني، أبو سعيد بن عبد الكريم بن محمد، المتوفى 562 هـ، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي، دار الجنان، بيروت، 1408 هـ - 1988 م.

(ب)

(ب) * بدائع السلك في طبائع الملك: لأبي عبد الله بن الأرزق، المتوفى 896 هـ، تحقيق الدكتور علي سامي النشار، من مطبوعات وزارة الإعلام العراقية، 1977 م. * البداية والنهاية: لابن كثير، المتوفى 774 هـ، مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الثانية، 1977 م. * البرهان في علوم القرآن: للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، المتوفى 794 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة، بيروت، 1391 هـ - 1971 م. * البغية في ترتيب أحاديث الحلية: للسيد عبد العزيز بن محمد الصديق، دار القرآن الكريم، دون تاريخ. * بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس: لابن عبد البر، المتوفى 463 هـ، تحقيق الدكتور محمد مرسي الخولي ومراجعة الدكتور عبد القادر القط، جزءان، دارالكتاب العربي، مصر، 1967 - 1969 م. * البيان والتبيين: للجاحظ (أبي عثمان عمرو بن بحر) المتوفى 255 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بمصر، والمثنى ببغداد، 1380 هـ - 1960 م. * البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف: لإبراهيم بن محمد بن كمال الدين الشهير بابن حمزة الحسيني الدمشقي، المتوفى 1120 هـ، المكتبة العلمية بيروت، 1400 هـ - 1980 م. (ت) * تاريخ الأدب العربي: للدكتور عمر فروخ، 3 مجلدات، دار العلم للملايين، بيروت، 1979 م. * تاريخ الأدب العربي: لكارل بروكلمان، تعريب الدكتور السيد يعقوب وآخرين، 6 أجزاء، دار المعارف، بمصر. * تاريخ آداب اللغة العربية: لجورجي زيدان، تعليق الدكتور شوقي ضيف، دار الهلال، القاهرة، دون تاريخ. * تاريخ بغداد أو مدينة السلام: لأبي بكر علي بن ثابت المشهور بالخطيب البغدادي،

المتوفى 463 هـ، مطبعة السعادة، القاهرة، 1349 هـ - 1931 م. * تاريخ خليفة بن خياط العصفري، المتوفى 240 هـ: رواية بقي بن مخلد، تحقيق سهيل زكار، وزارة الثقافة، دمشق، 1968 م. * تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك): لأبي جعفر بن محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة 310 هـ، تحقيق محمد أبي الفضل، الطبعة الرابعة، دار المعارف، بمصر. * تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: لابن عبد البر، أبو عمر يوسف، المتوفى 463 هـ، مكتبة المقدسي، سنة 1350 هـ. * تذكرة ابن حمدون في السياسة والآداب الملكية: لأبي المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون، المتوفى 562 هـ، الخانجي في سلسلة الرسائل النادرة، سنة 1925 م. * تذكرة الموضوعات: لمحمد طاهر بن علي الهندي، المتوفى 986 هـ، دار إحياء التراث الإسلامي، بيروت، 1399 هـ. * الترغيب والترهيب: لزكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، المتوفى 656 هـ، تحقيق محمد منير الدمشقي، الطبعة المنيرية، دون تاريخ. * تسهيل النظر وتعجيل الظفر (في أخلاق الملك وسياسة الملك): لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، تحقيق محيي هلال السرحان، وقدم له وراجعه الدكتور حسن الساعاتي، دار النهضة العربية، بيروت، 1981 م. * التمثيل والمحاضرة: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، دار إحياء الكتب العربية، مصر، 1381 هـ - 1961 م. * تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث: لعبد الرحمن بن علي بن الدبيع الشيباني، المتوفى 994 هـ، مطبعة صبيح، مصر، 1382 هـ - 1962 م. * تهذيب الأسماء واللغات: للنووي، أبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي، المتوفى 676 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، مصورة عن الطبعة المنيرية بمصر. * تهذيب تاريخ ابن عساكر: لعبد القادر بن بدران، المتوفى 1143 هـ، 7 أجزاء، طبع في دمشق 1329 هـ - 1351 هـ.

(ث)

* تهذيب الرياسة وترتيب السياسة: لمحمد بن علي بن حسن القلعي، المتوفى 630 هـ، تحقيق إبراهيم يوسف عجو، مكتبة المنار، الأردن، 1405 هـ - 1985 م. * تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، 12 جزء، مطبعة دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد، الهند، 1327 هـ. (ث) * ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، تحقيق محمد أبي الفضل، دار نهضة مصر، 1384 هـ - 1965 م. (ج) * جامع الأصول في أحاديث الرسول: لأبي السعادات المبارك بن محمد المشهور بابن الأثير، المتوفى 606 هـ، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، مكتبات الحلواني والملاح والبيان بدمشق، 11 جزء، 1389 هـ - 1969 م. * الجامع الصحيح (وهو سنن الترمذي): لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة، المتوفى 279 هـ، تحقيق الشيخ أحمد شاكر وآخرين، طبعة دار التراث العربي، بيروت، دون تاريخ، مصورة عن طبعة دار إحياء الكتب العربية للحلبي، القاهرة. * الجامع الصغير: لجلال الدين السيوطي، المتوفى 911 هـ، طبعة دار القلم، مصر، 1966 م. * الجامع لأحكام القرآن (المعروف بتفسير القرطبي): لمحمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، المتوفى 671 هـ، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1387 هـ - 1967 م. * جمع الجوامع (ويعرف أيضًا بالجامع الكبير): لجلال الدين السيوطي، المتوفى 911 هـ، نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية برقم 95 حديث قوله، جزءان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1978 م، وأجزاء محققة منه عن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. * جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد: لمحمد الفاسي المغربي، المتوفى 1094 هـ، المكتبة الإسلامية بباكستان، 1398 هـ - 1978 م. * جمهرة أشعار العرب: لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، (توفي أوائل

(ح)

القرن الرابع)، تحقيق الدكتور محمد علي الهاشمي، 3 أجزاء، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1041 هـ - 1981 م. * جمهرة الأمثال: لأبي هلال العسكري، المتوفى 395 هـ، على هامش مجمع الأمثال للميداني، المطبعة الخيرية، مصر، 1310 هـ. (ح) * أبو الحسن البصري الماوردي: للشيخ محمد أبي زهرة، مقال بمجلة العربي الكويتية، 1965 م. * أبو الحسن الماوردي (من أعلام الإسلام): للدكتور محمد سليمان داود، والدكتور فؤاد عبد المنعم، مؤسسة شباب الجامعة، 1398 هـ - 1978 م. * الحكمة الخالدة: لأبي علي أحمد بن يعقوب بن مسكويه، المتوفى 421 هـ، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، النهضة المصرية، 1952 م. * حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني (أحمد بن عبد الله بن أحمد) المتوفى 430 هـ، 10 مجلدات، دار الكتاب العربي، بيروت، 1387 هـ - 1967 م. * الحماسة: وهو ما اختاره أبو تمام حبيب بن أوس من أشعار العرب، مطابع قوزما، بيروت ودمشق، دون تاريخ. * الحيوان: لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، المتوفى 255 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، مصر، 1945 م. (خ) * خاص الخاص: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، قدم له حسن الأمين، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، 1966 م. * خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: لعبد القادر بن عمر البغدادي، المتوفى 1093، أربع مجلدات، طبع بمصر، 1299 م. * الخلاصة في أصول الحديث: للحسين بن عبد الله الطيبي، المتوفى 743 هـ، تحقيق صبحي السامرائي، إحياء التراث الإسلامي، بغداد، 1391 هـ - 1971 م.

(د)

(د) * درر السلوك في سياسة الملوك: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، دار الوطن، الرياض، 1417 هـ. * الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة: للإمام حمزة الأصبهاني، المتوفى 351 هـ، تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش، جزءان، دار المعارف، مصر، 1972 م. * دستور معالم الحكم: لأبي عبد الله محمد القضاعي، المتوفى 454 هـ، طبع في القاهرة، وصور في بيروت حديثًا. * ديوان الأعشى، دار صادر، بيروت، دون تاريخ. * ديوان أوس بن حجر، تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، لبنان، 1380 هـ - 1960 م. * ديوان أبي الأسود الدؤلي: (لظالم بن عمرو بن سفيان)، المتوفى 69 هـ، صنعة أبي سعيد الحسن السكري، تحقيق محمد حسن آل ياسين، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1974 م. * ديوان بشار بن برد شرح محمد الطاهر بن عاشور، تعليق محمد رفعت فتح الله ومحمد شوقي أمين، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 3 أجزاء، 1369 - 1376 هـ، 1950 - 1957 م. * ديوان حاتم الطائي المتوفى 578 م (مع دراسة أدبية عن الجود والأجواد) للدكتور فوزي العطوي، الشركة اللبنانية للكتاب، بيروت، 1969 م. * ديوان حسان بن ثابت الأنصاري: شرح عبد الرحمن البرقوقي، دار الأندلس بيروت، 1978 م. * ديوان حميد بن ثور الهلالي: تحقيق عبد العزيز الميمني، دار الكتب المصرية، 1371 هـ - 1951 م. * ديوان ذي الرمة: (غيلان بن عقبة العدوي)، المتوفى 117 هـ، شرح أبي نصر أحمد ابن حاتم الباهلي (صاحب الأصمعي) رواية أبي العباس ثعلب، رسالة دكتوراه عبد القدوس أبو صالح، 3 أجزاء، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1392 هـ - 1972 م.

(ر)

* ديوان ذي الأصبع العدواني: (حرثان بن محرث)، المتوفى سنة 22 هـ، جمعه وحققه عبد الوهاب محمد علي العدواني، ومحمد نائف، مطبعة الجمهور، الموصل، 1393 هـ - 1973 م. * ديوان زهير بن أبي سلمى: شرح أبي الحجاج يوسف بن سلمان بن عيسى، المعروف بالأعلم الشنتمري، تصحيح بدر الدين النعساني، المكتبة التجارية بمصر، عرفة بدمشق، دون تاريخ. * ديوان طرفة بن العبد: شرح الأعلم الشنتمري، المتوفى 476 هـ، وتليه طائفة من الشعر المنسوب إلى طرفة، تحقيق درية الخطيب وآخر، من مطبوعبات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1395 هـ - 1975 م. * ديوان عامر بن الطفيل: طبعة دار صادر، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * ديوان عبيد بن الأبرص، طبعة دار صادر، بيروت، 1384 هـ - 1964 م. * ديوان الفرزدق: جزءان، طبعة دار صادر، بيروت، دون تاريخ. * ديوان ابن مقبل: تحقيق الدكتورة عزة حسن، من مطبوعات إحياء التراث القديم، دمشق، 1381 هـ - 1962 م. * ديوان القطامي: طبعة ليدن، 1902 م. * ديوان كعب بن مالك الأنصاري: دراسة وتحقيق سامي مكي العاني، مكتبة النهضة، بغداد، 1386 هـ - 1966 م. * ديوان لبيد: لبيد بن ربيعة العامري، المتوفى 40 هـ، طبعة دار صادر، بيروت. * ديوان المعاني: لأبي هلال العسكري، المتوفى 395 هـ، مكتبة المقدسي، القاهرة، 1352 هـ. * ديوان النابغة الذبياني: تحقيق وشرح كرم البستاني، دار صادر بيروت، دون تاريخ. (ر) * روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، المتوفى 354 هـ، تحقيق وشرح محمد محيي الدين عبد الحميد وآخرين، دار الكتب العلمية،

(ز)

بيروت، 1397 هـ - 1977 م. * الرياض النضرة في مناقب العشرة: للمحب الطبري، المتوفى 694 هـ، جزءان، طبع في مصر، 1327 هـ. (ز) * الزهد: للإمام أحمد بن حنبل، المتوفى 240 هـ، مطبعة أم القرى، مصر، دون تاريخ. * زهر الآداب وثمر الألباب: لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، القيرواني المتوفى 453 هـ، تحقيق الدكتور زكي مبارك، طبعة بيروت. (س) * سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون: لجمال الدين بن نباته المصري، المتوفى 768 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل، دار الفكر العربي، 1383 هـ - 1964 م. * سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها: لمحمد ناصر الدين الألباني، الجزء الأول والثاني، المكتب الإسلامي بيروت، والجزء الثالث، الدار السلفية، الكويت. * سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيئ في الأمة: محمد ناصر الألباني، المجلد الأول والثالث، المكتب الإسلامي، بيروت، الرابع والخامس، مكتبة المعارف، الرياض. * سمط اللآلئ للبكري، أبو عبيد عبد الله عبد العزيز، المتوفى 487 هـ، تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي، لجنة التأليف، القاهرة، 1354 هـ - 1936 م. * سنن أبي داود: للحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني، المتوفى 275 هـ، تحقيق عزت الدعاس، دار الحديث، حمص، سوريا، 1388 هـ - 1969 م. * سنن الترمذي: لأبي عيسى بن محمد بن عيسى، المتوفى 279 هـ، تحقيق عزت الدعاس، 10 أجزاء، مطابع الفجر الحديثة، حمص، 1387 هـ. * سنن الدارقطني: للإمام علي بن عمر الدارقطني، المتوفى 385 هـ، تحقيق السيد عبد الله هشام يماني، مجلدان، دار المحاسن، القاهرة، 1386 هـ.

(ش)

* سنن الدارمي لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي، المتوفى 255 هـ، تحقيق محمد أحمد دهمان، دار الكتب العلمية، بيروت. * سنن ابن ماجه: لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، المتوفى 275 هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث الإسلامي، بيروت 1395 هـ - 1975 م مصورة عن الطبعة المصرية. * السنن الكبرى: للبيهقي (لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي)، المتوفى 458 هـ، دار المعرفة بيروت، مصورة عن طبعة دائرة المعارف النظامية، بحيدر آباد، الهند 1344 هـ. * سنن النسائي: لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب، المتوفى 303 هـ، بشرح جلال الدين السيوطي، وحاشية السندي، المطبعة العصرية الأزهرية، 1348 هـ - 1930 م. * سير أعلام النبلاء: لمؤرخ الإسلام الذهبي، المتوفى 748 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط وحسين الأسد، مؤسسة الرسالة، 1401 هـ. (ش) * شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، المتوفى 1089 هـ، طبعة القاهرة، 1350 هـ. * الشذرة في الأحاديث المشتهرة: لمحمد بن طولون الصالحي، المتوفى 953 هـ. تحقيق كمال زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413 هـ - 1993 م. * شرح أشعار الهذليين: صنعه أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، مراجعة محمود محمد شاكر، 3 أجزاء، مكتبة دار العروبة، القاهرة. * شرح ديوان حاتم الطائي: لإبراهيم الجزيني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1968 م. * شرح المضنون به على غير أهله: الأصل: الأبيات التي انتخبها عز الدين عبد الوهاب ابن إبراهيم الخزرجي، والشرح لعبيد الله بن الكافي، مكتبة دار البيان بغداد، ودار صعب ببيروت. * شرح نهج البلاغة: لابن أبي حديد، المتوفى 656 هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

(ص)

* شعب الإيمان: للبيهقي، أبو بكر أحمد الحسين، المتوفى 458 هـ، تحقيق محمد زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410 هـ - 1990 م. * شعر إبراهيم بن هرمة القرشي: المتوفى 176 هـ، تحقيق محمد نفاع وحسين عطون، من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق. * شعر الأحوص الأنصاري: جمعه وحققه عادل سليمان جمال، قدم له الدكتور شوقي ضيف، الهيئة المصرية العامة للتأليف، 1390 هـ - 1970 م. * شعر أبي زبيد الطائي: جمعه وحققه الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة المعارف، بغداد، 1967 م. * شعر النابغة الجعدي: طبع على نفقة الشيخ علي بن عبد الله بن آل ثاني، منشورات المكتب الإسلامي، دمشق، 1384 هـ - 1964 م. * شعر النمر بن تولب: صنعه الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة المعارف، بغداد، 1969 م. * شعراء النصرانية: للويس شيخو، طبع في بيروت، 1926 م. * شعر هدبة بن الخشرم العذري: جمعه وحققه الدكتور يحيى الجبوري، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1976 م. * الشعر والشعراء: لابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم، المتوفى 276 هـ، تحقيق وشرح أحمد شاكر، الجزء الأول، دار المعارف 1966 م، والثاني الحلبي، مصر، 1366 هـ. (ص) * صحيح البخاري: للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى 256 هـ، طبعة دار الشعب مصر، دون تاريخ، مصورة عن طبعة 1315 هـ - 1897 م. * صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)؛: لمحمد ناصر الدين الألباني، 6 أجزاء، المكتب الإسلامي، بيروت، 1388 هـ - 1969 م. * صحيح مسلم: لمسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، المتوفى 261 هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، دار الفكر، بيروت، 1398 هـ - 1978 م. * صحيح مسلم بشرح النووي، المتوفى 676 هـ، تحقيق أبو زينة، القاهرة، 1390 هـ.

(ض)

* صفة الصفوة، لابن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق محمود فاخوري، وخرج أحاديثه الدكتور محمد رواس قلعه جي، دار المعرفة، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. (ض) * ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير): لمحمد ناصر الدين الألباني، 6 أجزاء المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ - 1979 م. (ط) * طبقات الشافعية: لجمال الدين عبد الرحيم الأسنوي، المتوفى 771 هـ، تحقيق عبد الله الجبوري، إحياء التراث الإسلامي، بغداد، 1391 هـ. * طبقات الشافعية الكبرى: لتاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي السبكي، المتوفى 771 هـ، تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي، الحلبي، القاهرة. * طبقات الشافعية: لأبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر، ابن قاضي شهبة الدمشقي، المتوفى 851 هـ، تحقيق الدكتور الحافظ عبد العليم خان، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الهند، 1398 هـ - 1978 م. * طبقات الشافعية: لأبي بكر بن هداية الحسيني، المتوفى 1014 هـ، تحقيق عادل نويهض، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1971 م. * طبقات الفقهاء: لأبي إسحاق الشيرازي، المتوفى 476 هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت، 1970 م. * طبقات فحول الشعراء: لمحمد بن سلام الجمحي، تحقيق محمود شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، 1974 م. * الطبقات الكبرى: لمحمد بن سعد بن منيع المعروف بابن سعد، المتوفى 230 هـ، دار الطباعة والنشر، بيروت 1380 هـ - 1960 م. * طبقات النحويين واللغويين: للزبيدي، المتوفى 1205 هـ، طبع في مصر، 1373 هـ - 1954 م. * الطرائف الأدبية (وهو مجموعة من الشعر تتألف من قسمين: الأول: ديوان الأفوه الأودي، وديوان الشنفري، وتسع قصائد نادرة.

(ع)

والقسم الثاني: ديوان إبراهيم الصولي، والمختار من شعر المتنبي والبحتري وأبي تمام) للإمام عبد القادر الجرجاني، تحقيق عبد العزيز الميمني، دار الكتب العلمية، بيروت. (ع) * العبر في خبر من غبر: للإمام الذهبي، المتوفى 748 هـ، 5 أجزاء، الجزء الأول والرابع والخامس تحقيق صلاح الدين المنجد، والثاني والثالث تحقيق فؤاد السيد، مطبوعات التراث العربي، الكويت، 1960 إلى 1966 م. * العقد الفريد: لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي، المتوفى 328 هـ، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري، الطبعة الثالثة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1384 هـ - 1965 م، وأخرى تحقيق محمد سعيد العريان (7 أجزاء)، المكتبة التجارية، القاهرة، 1372 هـ - 1953 م. * العقد الفريد للملك السعيد: لأبي سالم محمد بن طلحة (الوزير)، المتوفى 652 هـ، مطبعة الوطن، القاهرة، 1318 هـ. * علماء ومفكرون عرفتهم: الشيخ محمد المجذوب، المملكة العربية السعودية. * العمدة في صناعة الشعر ونقده: لابن رشيق القيرواني، المتوفى 363 هـ، القاهرة، 1325 هـ - 1907 م. * عيون الأخبار: لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، المتوفى 276 هـ، مجلدان، الهيئة العامة للكتاب القاهرة وبيروت، مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية، 1343 هـ - 1925 م. * عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة: لأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل (من أعيان القرن الثامن الهجري)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1401 هـ - 1981 م. * عيون الأنباء في طبقات الأطباء: لابن أبي أصيبعة، المتوفى 668 هـ، 3 أجزاء، دار الثقافة، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ - 1979 م. (غ) غياث الأمم في التياث الظلم: لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، المتوفى

(ف)

478 هـ، تحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم والدكتور مصطفى حلمي، دار الدعوة، الإسكندرية، الطبعة الثانية، 1402 هـ. (ف) * الفاخر: لأبي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم، المتوفى 291 هـ، تحقيق عبد العليم الطحاوي ومراجعة محمد علي النجار، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1380 هـ. * الفاضل في اللغة والأدب: لأبي العباس محمد بن زيد المبرد، المتوفى 285 هـ، تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي، القاهرة، 1955 م. * الفتح المبين في طبقات الأصوليين: لعبد الله مصطفى المراغي، 3 أجزاء، طبع بالقاهرة، 1365 هـ - 1937 م. * الفرائد والقلائد: المنسوب للثعالبي على هامش نثر النظم وحل العقد، ضمن رسائل الثعالبي، قدم له علي الخاقاني، دار البيان ببغداد، ودار صعب ببيروت، 1972 م. * الفردوس بمأثور الخطاب: الديلمي، أبو شجاع شيرويه بن شهردار، المتوفى 509 هـ، تحقيق: السعيد بسيوني، دار الكتب العلمية، بيروت، 1406 هـ - 1986 م. * فصل المقال شرح كتاب الأمثال (أمثال أبي عبيد القاسم): لأبي عبيد البكري، المتوفى 487 هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، والدكتور عبد المجيد عابدين، دار الأمانة ومؤسسة الرسالة، بيروت، 1391 هـ - 1971 م. * الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: لمحمد بن علي الشوكاني، المتوفى 1250 هـ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، وأشرف على تصحيحه عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت دون تاريخ، مصورة عن الطبعة المصرية 1380 هـ - 1960 م. * فهرست الأشبيلي (ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعرفة): لأبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأشبيلي، المتوفى 575 هـ،

(ق)

منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * الفهرست: لمحمد بن إسحاق بن النديم، المتوفى 385 هـ، تحقيق فوجل، مكتبة خياط، بيروت، دون تاريخ. * فهرس مخطوطات جامعة الإسكندرية، معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1994 م. * فيض القدير شرح الجامع الصغير، لمحمد بن عبد الرؤوف المناوي، المتوفى 1031 هـ. 6 أجزاء، المكتبة التجارية، مصر 1356 هـ - 1938 م. (ق) * قوانين الوزارة: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، تحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم، والدكتور محمد سليمان داود، الطبعة الثانية، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1398 هـ - 1978 م. (ك) * الكامل في التاريخ: لابن الأثير، المتوفى 630 هـ، دار صادر وبيروت، لبنان 1385 هـ - 1965 م. * الكامل في الضعفاء: لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، المتوفى 365 هـ، دار الفكر، بيروت، 1409 هـ - 1988 م. * الكامل في اللغة والآداب: لابن المبرد، المتوفى 285 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل والسيد شحاته، 4 أجزاء، مكتبة نهضة مصر، وأخرى تحقيق الدكتور محمد أحمد الدالي، مؤسسة الرسالة، طبعة 1413 هـ - 1993 م. * كتاب أمثال الحديث: لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، المتوفى 360 هـ، تحقيق أمة الكريم القرشية، المطبع الحيدري، حيدرآباد، باكستان، 1388 هـ - 1968 م. * كتاب الأمثال في الحديث النبوي، لأبي الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني، المتوفى 369 هـ، حققه وصححه الدكتور عبد العلي عبد الحميد، الدار السلفية، الهند، 1402 هـ. * كتاب الضعفاء الكبير: لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي، المتوفى 322 هـ.

(ل)

تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418 هـ - 1998 م. * كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة: لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفى 807 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، 1399 هـ - 1979 م. * كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: لإسماعيل بن محمد العجلوني، المتوفى 1162 هـ، تحقيق أحمد القلاش، مكتبة التراث الإسلامي، دمشق. * الكفاية في علم الرواية: لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، المعروف بالخطيب البغدادي، المتوفى 463 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، دون تاريخ. * كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي، المتوفى 975 هـ، ضبطه وفسر غريبه الشيخ بكري حياتي، ووضع فهارسه ومفتاحه الشيخ صفوت السقا، مؤسسة الرسالة، 1399 هـ - 1979 م. * كنوز الأجداد: لمحمد كرد علي، مطبوعات المجمع العلمي بدمشق، 1370 هـ - 1950 م. * كنى الشعراء، ومن غلبت كنيته على اسمه: لمحمد بن حبيب البغدادي، المتوفى 245 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، سلسلة الرسائل النادرة، المجموعة السادسة، مكتبة الخانجي، القاهرة. (ل) * لباب الآداب: لأسامة بن المنقذ، المتوفى 584 هـ، تحقيق أحمد محمد شاكر، المطبعة الرحمانية، القاهرة، 1354 هـ - 1935 م. * اللباب في شرح الشهاب: لأبي الوفا مصطفى المراغي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1390 هـ - 1970 م. * لسان العرب: لجمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور، المتوفى 711 هـ، إعداد وتصنيف يوسف الخياط، دار لسان العرب، (3 أجزاء) بيروت، دون تاريخ، وأخرى في 20 جزء، المطبعة الأميرية، مصر، 1300 هـ.

(م)

* اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: لمحمد فؤاد عبد الباقي، مراجعة الدكتور عبد الستار أبو غدة، إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوفاف الكويتية، 1397 هـ - 1977 م. (م) * المؤتلف والمختلف: الآمدي (أبو القاسم الحسن بن بشر)، المتوفى 370 هـ، تحقيق عبد الستار فراج، طبعة الحلبي، 1381 هـ - 1961 م. * مجاز القرآن: أبو عبيدة (معمر بن المثنى)، المتوفى 210 هـ، تحقيق محمد فؤاد سزكين، طبعة الخانجي، مصر، 1374 هـ - 1954 م. * مجمع الأمثال: الميداني (أبو الفضل أحمد بن أحمد بن محمد النيسابوري)، المتوفى 518 هـ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت، 1393 هـ - 1972 م. * مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: لنور الدين الهيثمي، المتوفى 807 هـ، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967 م. * مجموعة المعاني: مجهول المؤلف، مطبعة الجوائب، القسطضطينية، 1301 هـ. * المحاسن والأضداد: للجاحظ، المتوفى 255 هـ، تحقيق فوزي العطوي، بيروت، 1969 م. * محاضرات الأدباء: الأصفهاني (أبو القاسم حسين بن محمد الراغب)، المتوفى 502 هـ، طبعة بيروت، 1961 م. * محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار: لأبي بكر محمد ابن علي المعروف بمحيي الدين بن عربي، المتوفى 638 هـ، جزءان، دار اليقظة للتأليف، 1388 هـ - 1968 م. * مختارات من جوامع الكلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب: لعبد الواحد بن محمد (الشيعي) راجعها أحمد لطفي السيد، مصر، 1378 هـ - 1958 م. * مختصر صحيح مسلم: لزكي الدين عبد العظيم المنذري، المتوفى 656 هـ، تحقيق ناصر الدين الألباني، الكويت، 1388 هـ - 1969 م.

* مختصر المقاصد الحسنة: لمحمد الزرقاني، المتوفى 1122 هـ، تحقيق الدكتور محمد لطفي الصباغ، منشورات مكتبة التربية العربي لدول الخليج، السعودية، 1401 هـ - 1981 م. * مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان: لأبي محمد عبد الله ابن أسعد اليافعي، المتوفى 768 هـ، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1970 م. * المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري، المتوفى 405 هـ، مطبعة النصر، الرياض، دون تاريخ. * المستطرف في كل فن مستظرف: لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي، المتوفى 850 هـ، دار الأمم، بيروت، دون تاريخ، مصورة عن الطبعة المصرية لسنة 1371 هـ - 1952 م. * المستقصى في أمثال العرب، للزمخشري (أبو القاسم جار الله محمود بن عمر)، المتوفى 400 هـ، طبعة حيدرآباد، الهند، 1381 هـ - 1962 م. * مسند الشهاب: للقضاعي، محمد بن سلامة، المتوفى 454 هـ، تحقيق حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405 هـ - 1985 م. * المسند: للإمام أحمد بن حنبل، المتوفى 240 هـ، المكتب الإسلامي، بيروت، والأجزاء المحققة بمعرفة الشيخ أحمد شاكر، دار المعارف، مصر، 1954 م - 1956 م. * مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان البستي، المتوفى 354 هـ، تحقيق م. فلا يشمر، لجنة التأليف والنشر، القاهرة، 1379 هـ - 1959 م. * مشكاة المصابيح: لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي، المتوفى بعد سنة 737 هـ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ - 1979 م. * المصباح المضيء في خلافة المستضيء: لعبد الرحمن بن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق ناجية عبد الله إبراهيم، إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوقاف العراقية، 1397 هـ - 1977 م. * المصون في الأدب: لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري، المتوفى 382 هـ،

تحقيق عبد السلام هارون. سلسلة التراث العربي، الكويت، 1960 م. * مضاهاة أمثال كتاب كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب: لأبي عبد الله محمد ابن حسين بن عمر اليمني، المتوفى سنة 400 هـ، تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم، دار الثقافة، بيروت، 1961 م. * المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، وزارة الأوقاف، الكويت 1391 هـ. * معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب): لياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله الرومي، المتوفى 626 هـ، تحقيق مارجليوث، الطبعة الثانية، المطبعة الهندية، القاهرة، 1923 م. * المعارف: لابن قتيبة، المتوفى 276 هـ، تحقيق الدكتور ثروت عكاشة، الطبعة الثانية، دار المعارف، مصر. * معجم الشعراء: للمرزباني (أبو عبيد الله محمد بن عمران)، المتوفى 384 هـ، تحقيق عبد الستار فراج، القاهرة، 1379 هـ - 1960 م. * المعجم الصغير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفى 360 هـ، تصحيح عبد الرحمن محمد عثمان، جزءان في مجلد، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ودار النصر للطباعة، القاهرة، 1388 هـ - 1968 م. * المعجم الكبير: للطبراني، المتوفى 360 هـ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، 8 أجزاء، إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوقاف العراقية، بغداد، من 1397 هـ إلى 1401 هـ. * المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بمصر (قام بإخراجه إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر، محمد علي النجار) أشرف على طبعه عبد السلام هارون، مطبعة مصر، 1380 هـ - 1960 م. * معجم المؤلفين: عمر كحالة، 15 جزء، مكتبة المثنى وإحياء التراث العربي، بيروت، 1957 م. * المعمرون: لسهل بن محمد السجستاني، المتوفى 255 هـ، طبع بمصر، 1323 هـ.

* مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب: للسيد الغماري، دار القرآن الكريم، بيروت، دون تاريخ. * مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم: طاش كبرى زادة، المتوفى 968 هـ، تحقيق كامل بكري عبد الوهاب، وأبو النور، دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1968 م. * المفضليات: للمفضل بن محمد بن يعلى الضبي، المتوفى 176 هـ، تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، 1979 م. * مفيد العلوم ومبيد الهموم: لأبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي، المتوفى 383 هـ، تحقيق الشيخ عبد الله الأنضاري، إدارة الشئون الدينية، قطر، 1400 هـ - 1980 م. * المقاصد الحسنة: لأبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، المتوفى 902 هـ، تحقيق عبد الله محمد الصديق، وقد ترجم له عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * مكارم الأخلاق ومعاليها: للخرائطي، أبو بكر محمد بن جعفر، المتوفى 327 هـ، تحقيق دكتورة سعاد سليمان الخندقاوي، مطبعة المدني، مصر، 1411 هـ - 1991 م. * مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: لابن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق الدكتورة زينب إبراهيم القاروط، دار الكتب العلمية، بيروت 1400 هـ - 1980 م. * المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لابن الجوزي، الأجزاء من 5 إلى 10، طبع بدائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الهند، 1357 - 1359 هـ. * منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين: الشرح لأويس وفا بن محمد الأزرنجاني، الشهير بخان زاده، دار الكتب العلمية، بيروت 1400 هـ - 1980 م. * موسوعة الشعر العربي: العصر الجاهلي، 4 مجلدات، بإشراف الدكتور خليل حاوي، شركة خياط للكتب والنشر، بيروت، 1974 م. * الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء: لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، المتوفى 384 هـ، المطبعة السلفية، القاهرة 1343 هـ.

(ن)

* الموضوعات: لابن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، 1386 هـ - 1966 م. * الموضوعات الكبرى: لنور الدين علي بن محمد القاري، المتوفى 1014 هـ، حققه وعلق عليه، محمدالصباغ، دار الأمانة ومؤسسة الرسالة، 1971 م. * الموضوعات الصغرى: لملا علي القاري، طبع، بيروت 1389 هـ. * الموطأ: للإمام مالك بن أنس، المتوفى 179 هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، جزءان، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1370 هـ - 1951 م. * المنهج المسلوك في سياسة الملوك: للشيرازي (جمال الدين عبد الرحمن بن نصر)، المتوفى 589 هـ، تحقيق علي عبد الله الموسى، مكتبة المنار، الأردن، 1407 هـ - 1978 م. (ن) * النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة: لابن تغري بردي (جمال الدين أبو المحاسن يوسف الأتاكي)، المتوفى 874 هـ، المؤسسة المصرية للطباعة والنشر. * نزهة الألباء: للأنباري (أبو البركات عبد الرحمن بن محمد)، المتوفى 577 هـ، طبع في مصر، 1294 هـ. * نكت الهميان في نكت العميان: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، المتوفى 764 هـ، طبع في مصر، 1329 هـ - 1911 م. * نوادر المخطوطات في مكتبات تركيا: جمعها الدكتور رمضان رمضان ششن، 3 مجلدات، دار الكتاب الجديد، لبنان، 1975 - 1982 م. * نهاية الأرب في فنون الأدب: لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، المتوفى 733 هـ، طبعة دار الكتب المصرية، 1963 م. (و) * الوحشيات: لأبي تمام (حبيب بن أوس الطائي)، المتوفى 231 هـ، تحقيق الميمني ومحمود شاكر، طبعة دار المعارف، مصر، 1963 م. * وفيات الأعيان: لابن خلكان (أبو العباس أحمد بن إبراهيم)، المتوفى 681 هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1969 م.

(هـ)

(هـ) * هدية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري: للسيد عبد الرحيم الطهطاوي، المكتبة التجارية، الطبعة الثانية، 1353 هـ. * هدية العارفين: لإسماعيل (باشا) البغدادي، وملحق بذيل كشف الظنون لحاجي خليفة، طبعة المثنى ببغداد، مصورة عن طبعة إستانبول، 1951 م.

§1/1