الأمثال والحكم
الماوردي
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}
الأمْثَالُ وَالحِكَمُ
جَمِيع حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م دَار الوطن للنشر الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية هَاتف: 4792042 - فاكس: 4723941 - ص ب: 3310 - الرَّمْز البَريدي:11471 ° الْبَرِيد الإلكتروني: [email protected] ° موقعنا على الإنترنت: www.dar-alwatan.com ° التَّوْزِيع بجمهورية مصر الْعَرَبيَّة ت: 01001460861 مَحْمُول
تقديم الطبعة الثانية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تقديم الطبعة الثانية إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (¬1) {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (¬2). {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (¬3) (¬4). أما بعد، فقد ظهرت الطبعة الأولى من "الأمثال والحكم" للماوردي منذ قرابة ¬
خمس عشرة سنة، وتلقتها الأمة بالقبول بصفة عامة والأدباء بصفة خاصة. وقد ظهرت خلال هذه المدة من دواوين السنة الكثير، مما أعان المحقق على بذل مزيد من الجهد في عزو الأحاديث وبيان درجتها. واستفاد من نقد العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني (¬1) له، ورحم الله امرءًا أهدى إليَّ عيوبي. ¬
كما أنه بالمتابعة لمخطوطات الكتاب، وقف على مخطوطة موجزة له بعنوان: "كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال للماوردي"، وأخرى مبتورة الأول والجزء الآخر سميت "كتاب الآداب النبوية والحكم الرشدية والأشعار الحكمية" وقد وصفتها ولم يقدما جديدًا يذكر. وأسأل الله -عز وجل- أن يتقبل عملي، وينفع به بفضله وكرمه وإحسانه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. مكة المكرمة في 15 جمادى الآخرة 1419 هـ
تقديم الطبعة الأولى
تقديم الطبعة الأولى الحمد لله أحمده وأستعينه، وأؤمن به وأتوكل عليه، ونعوذ بالله من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، منْ يهد الله فلا مضل له، ومن يُضْلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدهُ ورسولُه، اصطفاه لوحْيه، واختاره لرسالته، بكتاب فصَّله وفضَّله، وأعزَّه وأكرمه، ضرب فيه الأمثال للعظة والاعتبار، وأدبه ربه فأحسن تأديبه، فكان خلقه القرآن، وأيده الله بالحكمة والبيان وجوامع الكلم، فنهل منها الصحابة والتابعون، فصلاة الله عليهم أجمعين، أما بعد: فإن من توفيق الله وكرمه أن يسر لي تحقيق ودراسة كتاب "الأمثال والحكم" للإمام أبي الحسن الماوردي بعد أن ظل محجوبًا قرابه عشرة قرون. ولم أضن على هذا الكتاب بالوقت الذي اختلسناه منذ عدة سنوات من أوقات راحتنا، وجعلناه متعتنا في ساعات ضيقنا، وهو جدير بذلك، لمسنا فيه عمارة القلوب، وجلاء الأبصار، وإحياء التفكير وإقامة التدبير بما تضمنه من آداب الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وأمثال الحكماء، وأقوال الشعراء، فالقلوب ترتاح إلى الفنون المختلفة، وتسأم من الفن الواحد. وقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فأهدوا إليها طرائف الحكمة. وقد بذلت جهدي وطاقتي في توثيق نصوصه، وتخريج أحاديثه، وشرح ما غمض من عبارته، وإن كانت بعض نصوصه عزيز المنال بعيد المرام ولكن ما لا يدرك كله، لا يترك كله، وحسبي أن أقول: لو كنت أنشد الكمال ما فرغت
مقدمة التحقيق
مقدمة التحقيق 1 - المؤلف: الماوردي * معالم حياته. * آثاره العلمية عامة والأدبية خاصة. * مكانته العلمية وثناء الأئمة عليه. 2 - الكتاب: الأمثال والحكم * المقصود بالأمثال والحكم وأهميتها. * الكتب المصنفة في الأمثال والحكم قبل الماوردي. * نسبة الكتاب إلى الماوردي. * مصادر الماوردي في كتابه الأمثال والحكم. 3 - نسخ الأمثال والحكم ومنهجنا في التوثيق: * مخطوطة جامعة ليدن (بهولندا) ووصفها. * مخطوطة الإسكندرية ووصفها. * مخطوطة مكتبة أحمد الثالث. * مخطوطة المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء. * منهج التوثيق وجهدنا في التحقيق. كلمة شكر وتقدير.
1 - المؤلف: الماوردي
[1] المؤلف: الماوردي (¬1) * معالم حياته: هو علي بن محمد بن حبيب الماوردي، وكنيته في أغلب المصادر: أبو الحسن وفي بعضها: أبو الحسين (¬2)، ويلقب بـ"الماوردي". ولد بالبصرة سنة 364 هـ من أسرة لم يثبت لدينا اشتغال أصولها بالعلم أو النبوغ فيه، وإنما اشتغلت بصناعة وبيع ماء الورد، واشتهرت به (¬3) وأثريت منه. ويبدو لي أن أسرة الماوردي كانت حريصة على تعليم أولادها، فقد تفقه الماوردي بالبصرة على يد عالمها أبي القاسم الصيمري (¬4) (المتوفى 386 هـ) ¬
ثم ارتحل بعد وفاته إلى بغداد -مركز العلم والمعرفة في عصره- ودرس على إمامها الكبير أبي حامد الأسفراييني (¬1) (المتوفى 406 هـ). وسمع الحديث من شيوخ عصره: الحسن بن علي بن محمد الجبلي، ومحمد بن عدي المنقري، ومحمد علي الأزدي، وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي المعروف بابن المرستاني. كما درس الماوردي اللغة والأدب على الإمام أبي محمد البافي (المتوفى 398 هـ)، وكان من أعلم أهل زمانه بالنحو والأدب، فصيح اللسان، بليغ الكلام، حسن المحاضرة، يقول الشعر الحسن من غير كلفة، ويكتب الرسائل المطولة بلا روية، وقد تأثر به الماوردي واستفاد منه كثيرًا، ويمكن لنا أن نقول: إنه بزه (فاقه)، وكان أثره وإثراؤه للأدب العربي واضحًا وكبيرًا بما تركه من كتب في الأخلاق والتربية والمواعظ، وصفته كأديب غير منكورة من أحد، بل من لم ينصفه في الفقه من أنصار المذهب يعلل شهرته بما كان يتمتع به من لسان (¬2). وكان الماوردي فقيهًا شافعيًّا مجتهدًا، ينهج نهجًا علميًا في أبحاثه إذ يعرض لوجهات النظر المتعارضة والمختلفة في المسألة الواحدة، ويرجح بينها، وينتهي لرأي يرى فيه وجه الحق والصواب، حتى انتهت إليه زعامة الشافعية في عصره. وانفرد في تفسيره للقرآن الكريم ببعض الاتجاهات التي تدل على أصالته وعمق تفكيره، خاصة في الآيات المتعلقة بمبادئ الحكم والسياسة. ¬
آثاره العلمية عامة والأدبية خاصة
وتتميز كتاباته بأسلوب واضح بليغ ينتقي ألفاظه ومعانيه، ويؤلف بينها كأنها شعر منثور. وكان أخلاقيًا في سيرته ومعاملاته بين الناس، وعمر طويلًا، فقد عاش ستًا وثمانين سنة، وتوفي سنة 450 هـ، ودفن ببغداد. * آثاره العلمية عامة والأدبية خاصة: أفردنا للماوردي كتابًا عرضنا فيه لترجمته، وأشرنا فيه إلى مؤلفاته بالتفصيل، وقدمنا نماذج منها فنحيل إليه لمن أراد التوسع، ونكتفي بالإشارة إليها: 1 - مختصر علوم القرأن: وثابت نسبة هذا الكتاب بما أورده الماوردي نفسه في مقدمته لكتاب أمثال القرآن، ولم يحظ هذا الكتاب بالإثبات في المصادر التاريخية التي بين أيدينا، ويبدو لنا أنه مفقود. 2 - أمثال القرآن: وقد أفرد هذا الكتاب لأمثال القرآن بالشرح والبيان والإيضاح والتبيين، وتوجد منه نسخة في تركيا (¬1) وذكره السيوطي واستفاد منه (¬2). 3 - النكت والعيون: وهو التفسير الكبير له، ضمنه أقوال الصحابة والتابعين والمفسرين من قبله، وعرض لما يرجحه منها وأدلى ببعض آرائه في بعض الأحيان، وهو مخطوط مبعثرة أجزاؤه بين مكتبات العالم، نشرته وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت (¬3). 4 - الحاوي: وهو الشرح الكبير لمختصر المزني، لم يطلع عليه أحد إلا ¬
شهد له بالتبحر في الفقه، لم ير النور منه إلا الجزء الخاص بأدب القاضي بتحقيق الفاضل: محيي هلال سرحان، في أربعة أجزاء، الثالث والرابع في "الشهادات"، وهناك عدة رسالات للماجستير والدكتوراه في جامعة الأزهر وغيرها في أجزاء منه، يحضرني منها: كتاب الزكاة، وكتاب البيوع، وكتاب الحدود. وطبع الحاوي كاملًا تحقيق وتعليق الدكتور محمود مطرجي، وساهم معه الدكتور ياسين الخطيب بكتاب الزكاة، والدكتور عبد الرحمن الأهدل بكتاب النكاح، والدكتور أحمد حاج ماحي بكتاب الفرائض والوصايا (¬1). 5 - الإقناع: موجز دقيق للفقه الشافعي في صفحات معدودة، أعجب به الخليفة القادر وأثنى عليه (¬2)، عثر على نسخة منه وحققه الأستاذ خضر محمد خضر المدرس بالكويت. 6 - الأحكام السلطانية: طبع أكثر من مرة ولم يحظ بتحقيق علمي جاد للآن، وقد وقع بين أيدينا بعض نسخ من مخطوطاته، فتبين لنا أن في الطبعات المتداولة نقصًا وقصورًا، وفي النية تحقيقه إن جعل الله لنا من العمر بقية. 7 - قوانين الوزارة: قمنا بتحقيقه بالاشتراك مع الدكتور محمد سليمان داود، وطبع أكثر من مرة. 8 - تسهيل النظر وتعجيل الظفر: في أخلاق الملك وسياسة المُلْك حققه ¬
الأخ محيي هلال السرحان، وقدم له وراجعه الدكتور حسن الساعاتي (¬1)؛ كما حققه الدكتور رضوان السيد (¬2). 9 - كتاب درر السلوك في سياسة الملوك: أهداه لبهاء الدولة، أبو نصر، أحمد بن عضد الدولة بن بويه، المتوفى 403 هـ، وهو كتاب وجيز ضمنه جمل من السياسة، وقد حققناه ودرسناه، ونشرته دار الوطن، في 1417 هـ. 10 - أدب الدنيا والدين: عرض فيه الماوردي للمبادئ الخلاقة في تكوين الفرد والجماعة، واستند فيه إلى الكتاب والسنة ومنثور الكلم ومنظومه، ومزج بين تراث العرب وتراث الأمم الأخرى، حسن الصياغة والسبك مفيد في التربية والأخلاق. 11 - الفضائل: مخطوط، يوجد منه نسخة في الأسكوريال (¬3)، ويبدو لي من عنوانه أنه جزء من كتاب أدب الدنيا والدين أو تسهيل النظر. 12 - العيون في اللغة: قال عنه ياقوت الحموي: "رأيته في حجم الإيضاح أو أكبر" (¬4) و"الإيضاح" كتاب في النحو لأبي علي الفارسي (المتوفي 337 هـ). وكتاب العيون مفقود. 13 - الأمثال والحكم: وهو محل التحقيق والدراسة. ¬
مكانة الماوردي العلمية وثناء الأئمة عليه
14 - أعلام النبوة: أثنى عليه طاش كبرى زاده، واعتبره أنفع الكتب في دلائل النبوة (¬1). وطبع عدة مرات دون تحقيق علمي. * مكانة الماوردي العلمية وثناء الأئمة عليه: اتصف الماوردي -كما يقول بحق الشيخ محمد أبو زهرة (-رحمه الله-) بصفات جعلته في الذروة بين رجال العلم عبر التاريخ الإسلامي هي: 1 - ذاكرة واعية، وبديهة حاضرة، وعقل مستقيم. 2 - اتزان في القول والعمل. 3 - الحلم وضبط النفس. 4 - التواضع وإبعاد النفس عن الغرور، وكان حييًا شديد الحياء، وفيه وقار وهيبة. 5 - الإخلاص (¬2). وكان الماوردي محل تقدير جل العلماء لهذه الصفات فيقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي: "كان -الماوردي- إمامًا في الفقه والأصول والتفسير بصيرًا بالعربية" (¬3). ويقول عنه الشيرازي: "له مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير وأصول الفقه والآداب، وكان حافظًا للمذهب" (¬4). ووصفه الخطيب البغدادي (تلميذه)، فقال: "كان ثقة من وجوه الفقهاء ¬
الشافعيين" (¬1). وقال السبكي عن الماوردي: "كان إمامًا جليلًا رفيع الشأن له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم" (¬2). وقال ابن الأثير: "كان الماوردي حليما وقورًا أديبًا" (¬3). وذكره تغري بردي فقال: "الإمام الفاضل .. صاحب التصانيف الحسان .. وكان محترمًا عند الخلفاء والملوك" (¬4). ومن الدراسات الحديثة عن الماوردي، قال الدكتور عمر فروخ فيه: "كان -الماوردي- مصنفًا قديرًا بارعًا تدل كتبه على مقدرة في التفكير وبراعة في التعبير" (¬5). وقال محمد كرد علي: "الماوردي من أعظم الكتاب، معتدل في تأليفه، هادئ في أفكاره، أوحد في فنه وفهمه، محمود الطريقة، مطمئن النفس، حريص على الاستفادة، بعيد عن الدعوى والهوى. . . ولم يقتصر الماوردي على الأخذ عن الشيوخ، وتصفح ما خلفه من تقدموه بل قرن إلى علمه تجارب تنبئ عن نفسها، ومعارف منوعة لقفها من الحياة وما عاناه من مشاكل العالم. . . ." (¬6). ¬
2 - الأمثال والحكم
[2] الأمثال والحكم * المقصود بالأمثال والحكم وأهميتها: يروى عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: "كفاك من علم الأدب أن تروي الشاهد والمثل" (¬1)؛ لأن الأمثال كما يقول بحق الماوردي: "لها من الكلام موقع الإسماع والتأثير في القلوب، فلا يكاد المرسل يبلغ مبلغها، ولا يؤثر تأثيرها، لأن المعاني بها لائحة، والشواهد بها واضحة، والنفوس بها وامقة، والقلوب بها واثقة، والعقول لها موافقة، فلذلك ضرب الله الأمثال في كتابه العزيز، وجعلها من دلائل رسله، وأوضح بها الحجة على خلقه؛ لأنها في العقول معقولة، وفي القلوب مقبولة" (¬2). وتبدو أهمية الأمثال والحكم أنها وسيلة تربوية لأن فيها التذكير والوعظ، والحث والزجر، وتصوير المعاني تصور الأشخاص والأعيان أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ولذا قيل: "المثل أعون شيء على ¬
البيان" (¬1). والمضمون الإنساني للأمثال والحكم يتصل بالطبائع البشرية، من الخير والشر، والسعادة والشقاء، والفضيلة والرذيلة، وهي أمور تعرفها شعوب الأرض جميعًا في كل وقت وقد حث علماء التربية طلبة العلم على حفظ الأمثال والحكم لأنها الأنغام اللغوية الصغيرة للشعوب ينعكس فيها "الشعور" و"التفكير" وعادات الأفراد وتقاليدهم على العموم (¬2). وقال أبو عبيد القاسم: "إن الأمثال هي حكمة العرب في الجاهلية والإسلام وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها في المنطق بكناية غير تصريح، فيجتمع لها بذلك ثلاث خلال: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبيه" (¬3). وقال السيوطي: "المثل: ما تراضاه العامة والخاصة في لفظه، حتى ابتذلوه فيما بينهم، وفاهوا به في السراء والضراء، واستدروا به الممتنع من الدر، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به عن الكرب والمكربة، وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو ¬
الكتب المصنفة في الأمثال والحكم قبل الماوردي
غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة" (¬1). وتبدو قيمة قول السيوطي في بيان مسألة ثبات الأمثال وتداولها (¬2). ويبدو لنا أن الحكمة هي التعبير عن خبرات الحياة أو بعضها على الأقل مباشرة في صيغة تجريدية، فالحكماء أضفوا على المثل معنى مجرد واستعملوا كلمات عامة، كما أن بعض الشعراء حولوا النثر إلى نظم ذي إيقاع وقافية، فعرفوا بأنهم شعراء الأمثال والحكم: كزهير وصالح عبد القدوس، وأبي العتاهية، والمتنبي وغيرهم. . . * الكتب المصنفة في الأمثال والحكم قبل الماوردي: لم يكن الماوردي في القرن الخامس الهجري أول من كتب في الأمثال والحكم؛ لأن العناية بالأمثال نشأت في عهد مبكر. ويحدثنا الرواة أن صحار بن العياش أو بن عياش أحد عبد القيس وكان في أيام معاوية، أول من وضع كتابًا في الأمثال (¬3). وجاء من بعده عبيد بن شربة الجرهمي (المتوفى 70 هـ)، ويقول ابن النديم عنه أنه أدرك النبي ولم يسمع منه، وأنه وفد على معاوية فسأله عن الأخبار المتقدمة وملوك العرب والعجم، وقد روى علاقه بن كرشم الكلابي كتاب أمثال "عبيد بن شربة"، وأضاف ابن النديم أنه في نحو خمسين ورقة (¬4)، ولم ¬
يصل إلينا كتاب "صحار" و"عبيد" فضلا عن كتاب أبي عمرو بن العلاء (المتوفى 154 هـ)، ولعل أول كتاب في أمثال العرب أفلت من عبث الزمن ووصل إلينا، هو كتاب المفضل الضبي (المتوفى 178 هـ) برواية ابن زوجته محمد بن زياد الأعرابي الكوفي (المتوفى 231 هـ)، ويقال: أن لابن الأعرابي هذا كتابًا آخر في الأمثال. ولمؤرج بن عمر السدوسي (المتوفى 193 هـ) كتابًا في الأمثال صغير الحجم حققه الدكتور رمضان عبد التواب، وهو متداول ومنتشر. كما كتب في الأمثال أيضًا: أبو عبيدة بن معمر المثنى (210 هـ)، والأصمعي عبد الملك بن قريب (213 هـ)، وأبو زيد الأنصاري (215 هـ). وأبو عبيد القاسم (224 هـ)، ويعد كتابه أقيم الكتب المصنفة في الأمثال لما بذله من جهد في تصنيفها موضوعيًا، فضلًا عن مقدار ما جمعه فيه (¬1)، وقد حظي كتابه بعدة شروح من أهمها "فصل المقال" لأبي عبيد البكري، كما أن لابن السكيت (244 هـ) وابن حبيب (248 هـ) والجاحظ (255 هـ) وابن قتيبة (276 هـ)، والمفضل ابن سلمة (291 هـ) كتبا في الأمثال، لم يصل إلينا منها سوى كتاب المفضل ابن سلمة وعنوانه "الفاخر". وفي القرن الرابع الهجري كان من أهم الكتب المصنفة كتاب "الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة" لحمزة بن الحسن ¬
نسبة كتاب الأمثال والحكم إلى الماوردي
الأصبهاني (351 هـ)، وقد استفاد الميداني (¬1) وغيره من هذا الكتاب كثيرًا، والكتاب محقق تحقيقًا علميًا ومتداول. وكتاب "جمهرة الأمثال" لأبي هلال العسكري (398 هـ). أما الحكمة فلم ترد كتبًا مستقلة فيها سوى كتاب "الفرائد والقلائد" لأبي الحسن الأهوازي (المتوفى على الراجح 331 هـ)، وطبع هذا الكتاب ونسب إلى الثعالبي، والثعالبي نفسه يشير إلى نسبة الكتاب إلى الأهوازي في كتابه "سحر البلاغة" و "خاص الخاص" (¬2). ومعظم ما ورد من فصول الحكمة ورد في كتب الأدب: كالبيان والتبيين للجاحظ، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والعقد الفريد لابن عبد ربه، وكتب عبد الله بن المقفع الذي نقل من خلالها حكم الفرس؛ لأنه كان من النقلة المشهورين عن الفارسية (¬3). * نسبة كتاب الأمثال والحكم إلى الماوردي: لم تشر معظم المصادر القديمة إلى هذا الكتاب ضمن مؤلفات الماوردى اكتفاء بالقول أنه كان كثير التصنيف، وإن كان الكتاب غير مشكوك في نسبته إلى الماوردي، فمعظم ما ورد فيه من أمثال وحكم استعملها الماوردي في ¬
مصادر الماوردي في كتابه الأمثال والحكم وتقويمه
كتبه الأخرى؛ كأدب الدنيا والدين، وقوانين الوزارة، وتسهيل النظر، ودرر السلوك في سياسة الملوك. ولم يشر إليه فيما نعتقد سوى تغوي بردي إذ قال: من مصنفاته: "الأمثال" (¬1)، وتعريفه الكتاب بالألف واللام يقصره على هذا الكتاب ويبعد أن يكون قصده "أمثال القرآن". اْما معظم الكتب الحديثة فتشير إلى الكتاب وأنه مازال مخطوطًا، فقد أشار إليه بروكلمان (¬2) وتابعه جورجي زيدان (¬3) فالزركلي (¬4) فعمر فروخ (¬5) ونسخ الكتاب التي بين يدينا تنسبه إلى الماوردي. وحري بالإشارة أن ردولف زلهايم أشار إلى كتاب الأمثال والحكم، وقال: "إنه يتضمن أحاديث وأشعار ووضع علامة يساوي كتاب أمثال القرآن الذي استند إليه حاجي خليفة (¬6)، وهذا القول يتضمن تلبيسًا؛ إذ للماوردي كتابان في الأمثال هما: أمثال القرآن، والأمثال والحكم، محل التحقيق والدراسة. * مصادر الماوردي في كتابه الأمثال والحكم وتقويمه: لم يشر الماوردي إلى المصادر التي استقى منها كتابه ولكن نستطيع من خلال تحقيقنا للكتاب أن نقول: إنه استفاد استفادة كبيرة من: جمهرة الأمثال ¬
لأبي هلال العسكري، وكتاب الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة للإمام حمزة ابن الحسن الأصبهاني (المتوفى 351 هـ) وكتاب الفرائد والقلائد لأبي الحسن الأهوازي (المتوفى على الراجح 331 هـ)، كما استفاد من دواوين الأدب واللغة التي تثقف عليها: كالبيان والتبيين للجاحظ، والكامل في الأدب واللغة للمبرد، وعيون الأخبار لابن قتيبة، وكتب أبي عمرو العلاء في اللغة والأدب، فقد استند إليه الماوردي في كتابه في أكثر من موضع، وكتاب الفاخر لأبي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم (291 هـ). ويبدو لنا أن كتاب الأمثال والحكم من أوائل ما كتب الماوردي؛ لأنه يعتمد على الجمع والاختيار لا على الخلق والابتكار، وعلى العموم اختيار المرء قطعة منه، وكان موفقًا في اختياره إذ ضمن كتابه آداب الدنيا والدين، وعوامل إصلاح الفرد والجماعة من خلال حثه على التحلي بالصفات والخلال الكريمة، وزجره ونهيه عن الصفات المذمومة بما أورده من أحاديث، وحكم للعرب والفرس والروم، وأشعار الحكم والأمثال، وقد تميز الماوردي في كتاباته بجودة التقسيمات وإحكامها. وقد أشار في مقدمة كتاب الأمثال والحكم أنه جعل كل فصل يتضمن ثلاثين حديثًا، وثلاثين فصلًا من الحكمة، وثلاثين بيتًا من الشعر، وقد تبين لنا أنه لم يلتزم ذلك في كل الفصول، فعدد الأحاديث في الفصل الثالث 29 حديثًا، بينما عدد الأحاديث في الفصل الرابع 31 حديثًا، وعدد أبيات الشعر في الفصل الثاني 29 بيتًا، بينما في الفصل الرابع 31 بيتًا، وفي السابع والعاشر 29 بيتًا لكل منهما. وقد تبين لنا أن الماوردي استند إلى بعض أحاديث ضعيفة جدًا، وفي نظر
3 - نسخ الأمثال والحكم ومنهجنا في التوثيق
بعض علماء الحديث أنها موضوعة، ولعل المبرر إلى استناده إلى الأحاديث الضعيفة، أنه كفقيه شافعي يأخذ بالحديث الضعيف، ويدخل فيه الحديث المرسل في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب، ومعظم ما ورد من الأمثال والحكم تدخل في إطارهما. وقد ركز الماوردي على بعض الأحاديث فذكرها أكثر من مرة مع اختلاف السند أو لفظه، كما هو الحال مثلًا في الحديث رقم 5 والحديث 173، كما أنه لم يذكر في بعض الأحاديث راويها من الصحابة أو التابعين، وجرى كما تجري عليه كتب الأدب من إسنادها إلى الرسول مباشرة، وقد استعصت بعض الأحاديث على التخريج على الرغم من الجهد المبذول. وتبين لنا أن بعض الأشعار هناك اختلاف في نسبتها ويعد نسبتها منه إلى شخص معين ترجيحًا واقتناعًا منه بصحة النسبة، وكنا نعجب كيف يتفق الشاعران؟ حتى جاءتنا الإجابة على لسان أبي عمرو بن العلاء -رحمه الله- فقال: عقول رجال توافت على ألسنتها (¬1)، وهو ما ينطبق أيضًا على بعض الحكم المنسوبة إلى أكثر من شخص. [3] نسخ الأمثال والحكم ومنهجنا في التوثيق * نسخ الكتاب: اعتمدنا في تحقيق الكتاب على نسختين سلمت إحداهما من عبث ¬
1 - مخطوطة جامعة ليدن ووصفها
الزمان، وامتدت يد التلف وبصمات الزمان على الثانية فأحدثت بها بعض الاضطراب والتلف. 1 - مخطوطة جامعة ليدن ووصفها: تحمل هذه النسخة بجامعة ليدن بهولندا رقم 382 وارنر في مجموع رقم 655 وتبدأ من الورقة 46، وهي نسخة الأساس، وتحمل عنوان "الأمثال والحكم"، وثابت عليها أن تأليفه لأقضى القضاة أبي الحسين علي بن محمد بن حبيب الماوردي -رحمه الله- وبجواره ختم جامعة ليدن، وتقع في 69 ورقة. وخط المخطوطة مشرقي جميل واضح، والهمزة في وسط الكلام محذوفة، وبعد الحرف الممدود، وشرطة الكاف غير موجودة في غير قليل من المواضع. وكتبت الفصول في منتصف السطر، وبخط كبير، وبحبر مغاير، ومتوسط عدد الأسطر في الصفحة الواحدة حوالي 15 سطرًا، يتضمن كل سطر حوالي عشر كلمات. وقد روعي فيها التشكيل الجزئي لبعض الأسماء وبعض الكلمات. وغير ثابت في المخطوطة اسم ناسخها، أو تاريخ النسخ ولكن طريقة الكتابة وسماتها تنتهي بنا إلى تحديدها بالقرن التاسع الهجري .. وقد رمزنا إلى هذه النسخة بالرمز (ل) نسبة إلى ليدن (انظر اللوحات 1، 2، 3). 2 - مخطوطة الإسكندرية ووصفها: هذه النسخة لجعفر والي (باشا)، وقد آلت إلى المكتبة العامة بجامعة الإسكندرية، وتحمل رقم 989 (¬1)، والمخطوطة بالية ومفككة وبحالة يرثى ¬
3 - مخطوطة مكتبة أحمد الثالث بتركيا
لها خاصة في الجزء الأخير منها. وثابت على الورقة الأولى عنوان الكتاب: الأمثال والحكم لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي قدس الله روحه (وكلام غير مقروء) ثم كلمة آمين، حسبنا الله ونعم الوكيل، وثابت على صفحة العنوان أنها من كتب أحمد الناسخ للصاغي، وفي الصفحة الأخيرة: كان الفراغ من نسخه في العاشر من ذي الحجة سنة 832 هـ. ورقم المخطوط ترقيمًا حديثًا على أساس أنه 56 ورقة، وتبين لنا أن هناك خطأ في الترقيم؛ فتكرر رقم 51، كما التصقت ورقتان والتحمتا وتعذر فصلهما فلم يرقما، وكتبت بخط -نسخ- مشرقي جميل مشكل، وعلامة الترقيم فيه التعقيب بالكلمة الأخيرة من الصفحة اليمنى وإلحاقها كلمة أولى بالصفحة اليسرى، ومتوسط الصفحة 15 سطرًا، ومتوسط الكلمات في السطر 10 كلمات. وتبين لنا أن هناك سقطًا في مقدمة الكتاب وجزء من الفصل الأول، واضطراب في بعض مواضع بالكتاب، فقومنا هذا الاضطراب بالنسخة الأولى، وتجلت قيمة هذه النسخة بوجود بعض تصحيحات ومراجعات عليها، وعاونت في تقويم النص وضبطه، كما وجدت بعض أبيات زائدة فيها على النسخة "ل". وقد رمزنا إلى نسخة الإسكندرية بالرمز (س). (انظر اللوحات 4، 5، 6). 3 - مخطوطة مكتبة أحمد الثالث (¬1) بتركيا: هذه المخطوطة ضمن المجموع رقم 2383 (مجاميع وفنون مختلفة)، ¬
4 - مخطوطة المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء
وهي الرسالة التاسعة، تبدأ من الورقة 219 إلى الورقة 233 يسار بعنوان: "كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال" للماوردي رحمه الله وعفا عنه. أوله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرء كثير بأخيه، ولا خير للمرء في صحبة من لا يرى له من الحق مثل ما يرى لنفسه"، وعنه "أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله في السراء والضراء". . . وينتهي: روي عن ابن عباس أنه دعا فقال: "اللهم إنا نحب طاعتك وإن قصرنا فيها، ونكره معصيتك وإن ركبناها، اللهم تفضل علينا بالجنة، وإن لم نكن أهلًا لها، وأعذنا من النار، وإن استوجبناها. اللهم إنا نخاف أن يضطرنا المعاش إلى ما تكره من الأعمال؛ فاكفنا تبعات الدنيا وفتنتها وعوارض بليتها". وروى سفيان الثوري قال: "رأيت جعفر بن محمد -رحمه الله- مستلقيًا على ظهره بعرفات لعله به، وهو يقول: "اللهم إني أطعتك بفضلك ولك المنة". والحمد لله رب العالمين، وولي المتقين، رحمان يوم الدين، والغافر للمذنبين، والراحم للموحدين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، ورضي الله عن أهل طاعته أجمعين، وآله وصحبه بمنه وكرمه. آمين. وقد رمزنا لها بالرمز (ت). (انظر اللوحتين رقم 7، 8). 4 - مخطوطة المكتبة الغربية بالجامع الكبير بصنعاء: هذه المخطوطة ضمن المجموع رقم 115، وهو الكتاب الثاني في هذا المجموع، ويسمى كتاب "الآداب النبوية والحكم الرشدية والأشعار الحكمية"، ويقع من الورقة 62 إلى 122 أي قرابة ستين ورقة، وغير ثابت اسم
منهج التوثيق وجهدنا في التحقيق
المؤلف (¬1). جاء في مقدمته قوله: "وقد ضمنت كتابي هذا من سنة رسول الله بأحاديث وجيزة الألفاظ واضحة المعاني، ومن أمثال الحكماء وأقوال الشعراء ما كان عذب البديهة سائر الذكر. وجعلت ما تضمنه من السنة ثلاثمائة حديث، ومن الحكمة ثلاثمائة فصل، ومن الشعر ثلاثمائة بيت، ثم قسمت ذلك على عشرة فصول، وأودعت كل فصل منها ثلاثين حديثًا، وثلاثين حكمة، وثلاثين بيتًا. . . وصل إلى الفصل العاشر، وكتب فيه أربع ورقات، وليس فيها ما يدل على انتهاء الكتاب أو تاريخ النسخ، وآخر الموجود من الفصل العاشر: أظلت علينا منك يوم سحائب ... فضاءت لنا برق وأبطأ رشاشها فلا غيمها يكشف فييأس طالب ... ولا غيثها يهمى فتروى عطاشها ولم نوفق في الحصول على نسخة من المخطوط .. * منهج التوثيق وجهدنا في التحقيق: اعتمدنا في توثيق كتاب الأمثال والحكم على كتب الماوردي الأخرى ذات الطابع الأدبي، وهي: أدب الدنيا والدين، وتسهيل النظر إلى الظفر، وقوانين الوزارة، ودرر السلوك في سياسة الملوك، فقد عول في هذه الكتب على إثبات كثير من الحكم والأمثال والأشعار التي تعينه على فكرته، وهي موجودة في كتابه الأمثال والحكم، وقد أعاننا ذلك على تصحيح النص، ¬
وتقويمه وتخليصه من شوائب التصحيف والتحريف. كما رجعنا إلى المظان التي يمكن للماوردي أن يكون قد استمد منها كتابه وقد سبق الإشارة إليها عند الحديث عن مصادر الكتاب. وتتحصل جهودنا فيما يلي: * رقمنا الأمثال والحكم ترقيمًا مسلسلًا عامًا وكليًا، ثم رقمنا رقمًا داخليًا للأحاديث، وللحكم وللأشعار. واعتمدنا على هذه الأرقام في الفهارس الفنية للكتاب. * خرجنا شواهد الحديث النبوي من مظانها الأصلية ما وسعنا الجهد، وأشرنا إلى درجة الحديث. * رجعنا إلى دواوين الشعراء التي وردت أبياتها إن كانت مطبوعة، ومظان كتب الأدب الأخرى للأشعار، وعرفنا بالشعراء تعريفًا موجزًا، مع إحالة إلى مصادر الترجمة. * بينا الاختلاف في بعض النصوص من الحديث أو الحكمة أو الشعر، ونسبنا ما استطعنا الوصول إليه إلى قائله في الحكمة والشعر. * كتبت الكلمات حسب قواعد الإملاء المعروفة والنطق السائد في اللغة المشتركة، وأعجمت ما أهله الناسخ، وضبطنا بعض المفردات اللغوية، وشرحنا بعض الأبيات الشعرية الغامضة. * أولينا فهارس الكتاب أهمية؛ لأنها تمثل مفتاح الكتاب المحقق، ففهرس للأحاديث النبوية مرتبة على حروف الهجاء بجواره رقم الحديث، وفهرس للحكم وآخر للحكماء مرتب على حرف الهجاء مع الإشارة إلى الرقم الداخلي للحكمة، وفهرس للشعراء مرتب على حروف
الهجاء وقوافيهم وبجوار كل منهم رقم الأبيات المسندة إليه، وفهرس للقوافي.
كلمة شكر وتقدير
كلمة شكر وتقدير أحمد الله تبارك وتعالى أن يسر لي بفضله وكرمه تحقيق هذا الكتاب وإظهاره للناس، ونأمل أن يكون فيه عظة واعتبار وعلم نافع. ونقدم الشكر لكل من أسهم في سبيل ظهور هذا الكتاب، فقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (أخرجه الترمذي عن أبي هريرة). وأخص بالذكر: الأستاذ الدكتور رودلف زلهايم (رئيس معهد اللغات الشرقية بجامعة فرانكفورت، وعضو مجمع اللغة العربية بمصر)، فقد كان لتوصيته أثر في الحصول على صورة مخطوطة، "الأمثال والحكم" من جامعة ليدن بهولندا. كما أشكر أخي الكبير الشيخ أحمد بن حجر القاضي الشرعي بالمحكمة الأولى بدولة قطر؛ إذ وضع مكتبته العامرة بذخائر التراث الإسلامي -وبصفة خاصة الحديث- بين يدي، ومكنني من الاطلاع على ما يسر لي تحقيق غير قليل من النصوص. كما أشكر أخي الكبير الشيخ محمد الصفطاوي على إسهامه في مساعدتي بتخريج بعض الأحاديث. وأشكر أخي الفاضل الدكتور عبد المجيد وافي (مشيخة الفن) (¬1) والخبير الفني السابق بمجلة منار الإسلام على ما أبداه من مشورة بشأن خطوط نسخ الكتاب .. وأشكر أخي الشاعر الفلسطينى أحمد ¬
صديق على مراجعته بحور أبيات الشعر. . . . ولا أغفل شكري وتقديري للرؤساء والأمناء والمشرفين والعاملين بمكتبات المملكة العربية السعودية، ودار الكتب القطرية، ودار الكتب المصرية، ومكتبات جامعة قسطنطينة بالجزائر، والشؤون الدينية بوزارة التربية والتعليم بقطر .. كما أشكر دار الوطن على إسهامها في نشر التراث الإسلامي، ونشرها لهذا الكتاب، وإخراجه في هذا الثوب الجديد. ونسأل الله التوفيق، وسواء السبيل، وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. . . فؤاد عبد المنعم أحمد
لوحة رقم (1) عنوان المخطوطة (نسخة ليدن بهولندا)
لوحة رقم (2) الصفحة الأولى من مخطوطة ليدن
لوحة رقم (3) الصفحة الأخيرة من مخطوطة ليدن
لوحة رقم (4) عنوان المخطوطة (نسخة الإسكندرية)
لوحة رقم (5) الصفحة الأولى من مخطوطة الإسكندرية
لوحة رقم (6) الصفحة الأخيرة من مخطوطة الإسكندرية
لوحة رقم (7) الصفحة الأولى من كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال للماوردي ضمن مجموع بالوعظ بجامعة أم القرى
لوحة رقم (8) الصفحة الأخيرة من كتاب فيه شيء من الحكم والأمثال للماوردي
الأمثال والحكم النص المحقق علي بن محمد بن حبيب الماوردي (المتوفى 450 هـ)
مقدمة المصنف
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رب يَسِّر (¬1) (¬2) الحمد لله الذي فضل ذوي العُقُول، وميز العَالم من الجَهول، وقَدم الفاضل على المفضولِ، بما خصَّه من حكمة تَستَيقظ بها الألباب اللاهِيَةُ، وتستَقيم بها الأخلاق الجاسِيَة (¬3)، ليعم الصلاح والاستِصلاحُ، بما فطر عَليه من خلُق مطبوع ودعا إليه من تخلق مصنوع، فيتصاحب الناسُ مُؤتَلفين، وَيَتواصلوا متعاطفين، فَلهُ الحَمد على ما أنعمَ وأَلهم، وَصلَواتُه علَى هادي أُمتِهِ، وموضح شَريعته، محمد النبي وعلى آله وصَحابَتِهِ (¬4). أما بعد: فإن أولى ما تأدَب به المهمل الغافِل، واتعظ به الفَطن العاقلِ (¬5): كتابُ الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديهِ ولا من خَلفِه تنزيل من حكيم حميد، قد جَمع الله ¬
فيه بوالغ الحِكمة والأمثال، وجعله تبيانًا لكل شيءٍ، وهدى ورحمةً، وبُشرَى للمسلمين (¬1)، فحقُ عبادُ الله أن يكونوا (¬2) بكتابه مستمسكينَ، وبأَدبه آخذين وبحكمه وأمثاله معتبرين، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فضلُ القرآن على سائر الكلامِ؛ كفضلِ الله على خلقهِ" (¬3). وقال ابن مسعود (¬4): إن كل مُؤدب يجب أَن يؤخذ بأَدبه، وإن أَدب الله هو القرآن، ولولا ما جُبلت عليه النفوس من ارتياحها إلى أَنواع تختلفُ، واستروَاحها إلى فنون تستطرف لكان كتاب الله تعالى كافيًا، وذكر غيره مُستَهجنًا. حكى الأصمعي (¬5) أَن أَعرابِيًّا وصى ابنَه عند موته فقال. يا بني، وصيتي إِياك مع وصية الله منجية، وإن الرضا بها القناعة، وعود الخير أَحمَدُ، وإني ¬
أسترعي لك بعد وفاتي الذي أَحسن إليك في حياتي: فأوَلى الأَمور بعد كتاب الله سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد قال -عليه السلام-: "أوتيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ، واختصرتْ إليَّ الحكمة اختصارًا" (¬1)، ثم بعد السنة أمثال الحكماء، وأقوال الشعراء، فقد قالَ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنَ الشِّعرِ لحكْمةً" (¬2) و"إن من البيان لسحرا" (¬3)، وقد ضمنت كتابي هذا: من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحاديث وجيزة الألفاظ واضحة المعاني، ومن أمثال الحكماءِ، وأقوال الشعراءِ ما كان عذب البديهة سائر الذكر. وجعلت ما تضمنه من السُنة ثلاثمائة حديث، ومن الحكمة ثلاثمائة فصل، ومن الشعر ثلاثمائة بيت، وقسمت ذلك عشرة فصُول، أودعت كل فصل منها ثلاثين حديثًا، وثلاثين فصلًا، وثلاثين بيتًا، فيكون ما يتخلل الفصول من اختلاف أجناسها أبعث على درسها واقتباسها. ¬
الفصل الأول
الفصل الأول
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - 1 - روى أبو صالح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما بُعِثتُ لأُتممَ مكارمَ الأَخلاقِ" (¬1). 2 - روى عُمَارة بن غزيَة عن عبد الله بن أبي جعفر عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أهدى المرءُ المسلمُ لأخيه المسلم هديةً، أفضلَ منْ حكمةٍ، يزيدُه بها هُدى، ويردُّه بِهَا عن رَدَّىً" (¬2). 3 - روى عطاءُ بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الخيرُ كثيرٌ، وقليلٌ فاعِلهُ" (¬3). ¬
4 - روى الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس شيء خيرًا من ألف مثلِه إلا الإنسان" (¬1). 5 - روى مَيمُون بن عمرو عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرءُ كثيرٌ بأخيهِ، ولا خير للمرء في صحبة من لا يرى عليه من الحق مثل ما يرى له" (¬2). 6 - روى يحيى بن أبي كثير عن أبي سَلمة عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن غِرٌ كريم، والفاجرُ خَبٌّ لئيم" (¬3). ¬
7 - روى سهل بن سعد السَاعدي قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسُول الله أخبرني بعَمل يحببني الله عليه، ويحبني الناس؟ فقال: "ازهدْ في الدنيا يحبّك الله، وازهدْ فيما في أيدي النَاسِ يحبّك الناسُ" (¬1). 8 - روى سَعيد بن جُبير عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أولُ من يُدعى إلى الجنَّةِ الذينَ يحمدون الله في السَّراء والضَّراء" (¬2). 9 - روى عطاءُ عن عمار بن ياسِر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا يتقي عَبدٌ حتَّى يَخزُن مِنْ لِسَانِه" (¬3). 10 - روى عبد الرحمن بن عوف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِه الرُحَماءَ" (¬4). ¬
11 - روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "مع كل فرحة تَرْحَهُ" (¬1). 12 - روى سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما وقي به المرءُ عرضَه فهوَ صَدَقة" (¬2). 13 - روى عدي بن حاتم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقُوا النارَ ولو بِشقِّ تَمْرَةٍ" (¬3). 14 - روى قتادة عن عبد الله بن مسعود عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نزلت المعُونَة على قدر المؤونةِ" (¬4). ¬
15 - روى أبان عن أبي العالية عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أصبح أكثر هَمِّهِ غير الله فليْس من الله" (¬1). 16 - روى عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقَاء الله، كرِهَ اللهُ لقاءَهُ" (¬2). 17 - روى محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مُداراةُ الناسِ صَدَقةُ" (¬3). 18 - روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه قال: "خيرُ الأصحاب عندَ اللهِ خيرُهم (¬4) لصاحِبهِ، وخيرُ الجِيرانِ عند اللهِ خيرُهُمْ لجارهِ" (¬5). ¬
19 - روى أبو حَميد السَاعِدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أجْمِلُوا في طَلَبِ الدُّنْيَا، فَإنَّ كُلا مُيَسَّرُ لِما كُتِبَ لهُ منها" (¬1). 20 - روى زيد بن خالد الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأمر إلى آخره، وملاكه خواتمه" (¬2). 21 - روى إسماعيل بن حمزَة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أشراط الساعة: سُوء الجوَارِ، وقطيعة الأرحامِ" (¬3). 22 - روى عروة عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله تعالى يبغض الألدَّ الخَصِمَ" (¬4). ¬
23 - روى عبد العزيز عن أبي داود عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من كنوز البر كتمان الأمراض والمصائب" (¬1). 24 - روى سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يؤمن أحد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (¬2). 25 - روى شعبة عن مجالد: أن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "في ابن آدم مُضْغة إذا صلحتْ صلح، وإذا فسدَتْ فسدَ، ألا وهي القلبُ" (¬3). 26 - روت أم حبيبة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُّ كلام ابنِ آدم عليه، لا لَه، إلا أمرٌ بمعروف أو نهي عن منكر، أو ذكر الله -عز وجل-" (¬4). 27 - روى أبو عمير عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كفَّ غَضَبه كفَّ الله عنه عذابه، ومن خزن لسانه سَتر الله عورته" (¬5). ¬
28 - روى علي بن الحسين عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ رَضي بالقليل من الرِّزق، رضيَ الله منهُ بالقليل من العملِ، وانتظار الفرج عبادة" (¬1). 29 - روى أبو مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حَلاوة الدنيا مرارة الآخرة، ومَرارَة الدنيَا حلاوة الآخرة" (¬2). 30 - روى سعيد بن سعيد عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث منجياتُ، وثلاثُ مهلكات: فأما المنجيات: فخشية الله في السر والعلانية، والاقتصاد في الغنى والفقر، والحكم بالعدل في الرضا والغضب. والمهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرءُ بنفسِه" (¬3). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (31 - 1) مَنْ فَعَلَ الخيرَ فبنفسه بَدَا، ومَنْ فَعل الشرَّ فعَلَى نَفسِهِ جنى (¬1). (32 - 2) مَنْ أبْصَرَ عَيبَهُ لم يَعِبْ أحَدًا، وَمَنْ عَمي عنهُ لم يَرْشُدْ أبَدًا (¬2). (33 - 3) مَنْ لَمْ يَكُنْ له مِنْ نفسِهِ زَاجرٌ، لم تَنْفَعْهُ الزَّوَاجر (¬3). (34 - 4) مَنْ ظَلَم يتيمًا ظَلَمَ أولادَهُ، وَمَنْ أفسَدَ أمرَهُ أفْسدَ مَعَادَهُ (¬4). (35 - 5) مَنْ أحبَّ نفسَهُ اجتنَبَ الآثامَ، ومن أحَبَّ ولدَهُ رَحِمَ الأيتامَ (¬5). (36 - 6) مَنْ بَخِلَ على نفسِهِ لَمْ يتَّصِلْ به تَأميلٌ، ومن أَسَاءَ إلى نفسِهِ لمْ يُتَوَقَّعْ منه جَميلٌ. (37 - 7) مَنْ زَرَعَ خَيرًا حَصَدَ أجْرًا، ومَنْ اصْطنع حُرًا استفادَ شُكْرًا (¬6). (38 - 8) مَنْ سالَمَ الناسَ رَبِحَ السَّلامَةَ، وَمَنْ تَعَدَّى عَلَيْهمْ كَسِبَ النَدامَةْ. (39 - 9) مَنْ مَكَّنَ مِنْ مَظْلومٍ زالَ إمْكانُهُ، ومَنْ أحْسَنَ إلى ظَلومٍ بَطَلَ إحسانهُ. ¬
(40 - 10) مَن سَلَّ سَيْف البَغْي، أغمدَه في رأسِهِ، ومن أسَّس أساس السُوء أسّسهُ على نَفْسِهِ (¬1). (41 - 11) مَنْ استَصلَحَ عدوَّهُ زاد في عَدَدِهِ، ومن اسْتَفسَد صَديقَهُ نقص من عُدَدِه (¬2). (42 - 12) مَنْ لَمْ يَعْملْ لنفسِهِ عَمِلَ للنَّاس، ومَن لم يَصْبرْ على كدِهِ صَبَرَ على الإفْلاسِ (¬3). (43 - 13) مَنْ ضَيَّعَ أمرَهُ ضَيَّع كلَّ أمْرٍ، ومَنْ جَهِلَ قَدْرَهُ جَهِلَ كُلَّ قَدْرِ (¬4). (44 - 14) مَنْ اغتَرَّ بمطاوعَةِ القَدَرِ، امْتُحِنَ بمقَارعَةِ الغِيرَ (¬5). (45 - 15) مَنْ أُولِع بِقُبْح المعامَلَةِ، أُوْجِعَ بِقُبِح المقَابَلَةِ (¬6). (46 - 16) مَنْ جَاد بماله جَلْ، ومَنْ جاد بعرْضه ذَلَّ (¬7). (47 - 17) مَنْ اسْتَعان بالرأي مَلَكَ، ومَنْ كابَرَ الأمورَ هَلَكَ (¬8). (48 - 18) مَنْ قَلَّت تَجربتُه خُدِعَ، ومَنْ قَلَّتْ مُبالاتُهُ صُرِعَ (¬9). ¬
(49 - 19) مَنْ ضَعُفَ رأيُه قَوِيَ ضِدُّه، ومَنْ ساءَ تدبيرُهُ هَلَكَ جُنْدُه (¬1). (50 - 20) مَنْ قَعَدَ عن حيلتهِ أقامَتْهُ الشَّدائدُ، ومَنْ نامَ عَنْ عَدوِّه أنْبَهَتْه المكائِدُ. (51 - 21) مَنْ قَوِيَ على نفسِهِ، تناهى في القوة، ومَنْ صَبَرَ عن شهْوتِهِ بالغ في المُرُوّة (¬2). (52 - 22) مَنْ لَمْ يَقْبَل التوبَةَ عَظُمَتْ خَطيئتُه، ومن لَمْ يُحْسِنْ إلى التائبِ قَبُحتْ إساءَتُه (¬3). (53 - 23) مَنْ كَثُرَ مِزاحُهُ زالت هَيْبَتُهُ، ومَنْ كثُرَ خِلافُه طابت غِيبَتُه (¬4). (54 - 24) (7/ أ) مَنْ استَغْنَى بِرَأيِه ذَلَّ، ومن اكتفى بعقلِهِ زَلَّ (¬5). (55 - 25) مَنْ آمن بالآخرَة، لَمْ يحْرِصْ على الدنيا (¬6). (56 - 26) مَنْ أيْقَنَ بالمجازاةِ، لَمْ يُؤثِرْ على الحُسْنى (¬7). (57 - 27) مَنْ صبرَ نال المُنَى، ومن شَكَرَ حَصَّنَ النُّعْمَى (¬8). (58 - 28) مَنْ حَاسَبَ نفسَهُ رَبِحَ، ومنْ غَفَلَ عَنهَا خَسِرَ (¬9). ¬
(59 - 29) مَنْ لم يتعِظْ بمَوتِ وَلد، لم يَتَّعظْ بقولِ أحد (¬1). (60 - 30) مَنْ أرضَى سُلطانًا جائِرًا، أسخَط رَبًا قادِرًا (¬2). ¬
الشعر
الشعر (61 - 1) قال يَزيد (¬1) بن عمر النَّخَعِيُّ: الحِلْمُ عِنْدَ ذَوي الألبَابِ (¬2) موعِظَةٌ ... وبَعْضُهُ لِسفيهِ الرأي تَدْريبُ (62 - 2) وقال الحارِثُ بن حِلَّزَة (¬3): وفي الصَّبرِ عنْدَ الضِّيقِ للمرءِ مَخْرَجُ ... وفي طُول تَحْكيمِ الأُمورِ تَجاربُ (63 - 3) وقال رفاعةُ بن جَندَلة الحنفي: فقلتُ لها إنَّ المطالِبَ تُرْتَجى ... لِنُجْحٍ وكَمْ من مُنْجِح غيرُ طالبِ (64 - 4) وقال نَصيح الأُسدِي: ألَم تَرَ أَنَّ اليومَ أَسْرَعُ ذاهِبٍ ... وأَنَّ غدًا للناظِرين قَريبُ (¬4) (65 - 5) وقال النَّمِرُ بن تَوْلب (¬5): وإذا تُصبْكَ خَصَاصَةٌ فارْجُ الغِنَى ... وَإلى الذي يُعْطي الرَغائِبَ فارْغَب (¬6) ¬
(66 - 6) وقال نُصَيْب (¬1): أرَدْتُ عتابَكَمْ فَصَفَحْتُ أنِي ... رأيتُ الهَجْرَ يَبْدأهُ العِتابُ (67 - 7) وقال امرُؤُ القَيْس (¬2): أَرَانَا مَوْضِعَينِ لِحَتم غَيْبٍ ... ونُسْحَرُ بالطَعامِ وبالشَّرابِ (¬3) (68 - 8) وقال ضابئُ بن الحارث البَرجمي (¬4): وفي الشَّكّ تَفْريطٌ، وفي الحَزمِ قُوَّةٌ ... ويُخْطئُ في الحَدْس الفَتَى وَيُصيبُ (¬5) (69 - 9) وقال حَسَّان بن الصّرابَة (¬6): وَلَم أرَ للسِّيادةِ كالعَوالي ... ولا للثَّأر كالقَومِ الغضَابِ (¬7) ¬
(70 - 10) وقال هُدبة بن خشرمَ العُذري (¬1): عَسَى الكَرْب الذي أمسيْتُ فيه ... يكون وراءَه فَرجٌ قريبُ (¬2) (71 - 11) وقال شريح بن عمران: رُبَّ مَهزولٍ سمِينٍ حَسَبُهْ ... وَسَمِينِ الجِسم مَهْزولُ الحَسَبْ (¬3) (72 - 12) وقال عروة (¬4) بن حزام (¬5): وقد عَلِمتْ نَفْسِي مَكان شِفائِها ... قريبًا، وَهَلْ ما لا يُنالُ قَريبُ (¬6)؟ (73 - 13) وقال النمرُ بن تولب: لا تَغْضَبَنَّ على امرِيء في مالهِ ... وعلى كرائِم صُلب مَالِكَ فَاغضَبِ (¬7) (74 - 14) وقال الكُمَيْت بن زيد (¬8): ¬
هلْ بالحوادِثِ والأيام مِنْ عَجَبِ ... أم هل لِرَدٍّ لما قَد فَات من طَلَبِ (¬1) (75 - 15) وقال حثَامةُ بن قَيسٍ: وقَلَّ ما يَفجأُ المكروه صاحبَهُ ... إذَا رأى لوجوهِ الشَّر أسبَابَا (¬2) (76 - 16) وقال نابغةُ الجَعْدي (¬3): ولا خَير في عِرْضِ امرِيء لا يصونُه ... ولا خَير في حِلم امرِئ ذَلَّ جانِبُه (77 - 17) وقال الأعشى (¬4): ومَنْ يطع الواشين لا يَتركوا له ... صَديقًا وإن كانَ الحَبِيبَ المقرَّبَا (¬5) (78 - 18) وقال جَميل بن مُعَمَر (¬6): ¬
وزادكَ ما جرَّبتَ علمًا وإنما ... يزيد الفتى علمًا لما كان جرَّبا (79 - 19) وقال آخر: وَلَيس عِتَابُ المرءِ للمرءِ نافعًا ... إذَا لمْ يكُنْ لِلمرء لُبٌ يُعَاتِبُهْ (¬1) (80 - 20) وقال رَجُل من بني ضَبة: إذا المرءُ لم يُحبِبْك إلا تَكَرُّهًا (¬2) ... بَدا لك من أخْلاقِه ما يُغالِبُهُ (¬3) (81 - 21) وقال حسان بن ثابت (¬4): فإن لَمْ تكُن أنتَ المسيءُ بعَينهِ ... فإنَّك ندمَانُ المُسيءُ وصاحبُهْ (82 - 22) وقال آخر: ولا خير في قُربى لغيركَ نَفعُها ... ولا في صَديق لا تزالُ تُعاتبه (83 - 23) وقال آخر: يخُونُكَ ذو القُربَى مِرَارًا ورُبَّما ... وفى لك عند الجُهدِ من لا تُناسِبُهُ (¬5) (84 - 24) وقال الفرزدَق (¬6): ¬
ما كُنتُ هَاجِي قَومٍ بَعدَ مَدْحِهِمُ ... ولا مُكدّرَ نُعْمَى بعدَ ما تَجبُ (¬1) (85 - 25) وقال آخر: إذا كُنتَ تبْغي شيمةً غيرَ شيمةٍ ... جُبِلْتَ عليها لم تُطِعكَ الضَّرائبُ (¬2) (86 - 26) وقال عاصم بن عمر بن الخطاب (¬3): كأنَكَ لم تَنْصَبْ ولم تَلْقَ شِدَّةً ... إذا أنت أدْركتَ الذي كُنت تَطْلُبُ (¬4) (87 - 27) وقال آخر: وكيف يُغِرُّ الدَّهرُ من كان بَيْنَهُ ... وبينَ اللَّيالي مُحْكماتُ التَّجارِبِ (88 - 28) وقال الربيع بن أبي الحقَيق اليهودي (¬5): إذا أنت لم تَبرَحْ تَظُنُّ وتَقتَضي ... على الظَّنِّ أرْدَتْكَ الظُّنونُ الكواذبُ (¬6) ¬
(89 - 29) وقال آخر: وبالناس عاشَ النَّاسُ قِدْما ولم يزَلْ ... مِنَ الناسِ مَرْغوبٌ إليهِ ورَاغب (¬1) (90 - 30) وقال الحَرِث بن نمر التُنوخي: وقَد تَقْلِبُ الأيَامُ حَالات أهلِها ... وتَعْدو على أسْدِ الرِّجالِ الثعالبُ (¬2) ¬
الفصل الثاني
الفصل الثاني
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (91 - 31) روى إبراهيم بن الفَضْل عن سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَلِمَةُ (¬1) الحِكْمَةِ ضَالَّةُ كُلِّ حَكيمٍ حَيْثُما وَجَدَها فَهُوَ أحُقُّ بها" (¬2). (92 - 32) روت عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُطْلُبوا المَعْرُوف مِنْ حِسَان الوجوه" (¬3). (93 - 33) روى عمير الليثي - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، أي ¬
الصدقة أفضل؟ قال: "جُهْدُ المُقِلِّ" (¬1). (94 - 34) روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقومُ الساعةُ إلا على شِرار النَّاسِ" (¬2). (95 - 35) روى أبو الوقاص العامري عن أم سَلَمَة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا أرادَ اللهُ بعبدٍ خيرًا جَعَلَ له واعظًا من نَفْسِهِ" (¬3). (96 - 36) روى سَلمة بن كهيل عن أبي جحيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جالِسِ الكُبرَاءَ، وسَائِلِ العُلَماءَ، وخالِطِ الحُكَمَاء" (¬4). (97 - 37) روى شهر بن حَوشب عن أبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنْ شرارِ النَّاسِ عند اللهِ عبدًا أذهبَ آخرتَهُ بِدُنيا ¬
غيرِهِ" (¬1). (98 - 38) روى أَبو صالح بن جَبلة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكَ وكثرةَ الضَّحِكِ؛ فإنه يُميتُ القلبَ" (¬2). (99 - 39) روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حَدَّثَ الرَّجُلُ حديثًا ثمَّ التَفَتَ فهيَ أمَانَةٌ" (¬3). (100 - 40) روى الحسن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوصاني ربي بسبع: بالإِخلاص في السِّرِّ وَالعلانِيَةِ، وأنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَني، وأُعطي مَنْ حَرَمَني، وَأَصِلَ مَنْ قَطَعَني، وَأَنْ يَكُونَ صَمْتي فِكْرًا، وَنَظري عِبرًا، وَنُطْقي ذِكرًا" (¬4). ¬
• (101 - 41) روى محمد بن حميد عن إسماعيل الأنصاري عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، أَوصني وأوجز. فقال: "عَلَيكَ باليأسِ مما في أيدي الناس فإنه الغنى، وإياك والطمع فإنه الفقر، وصل صلاتك وأنت مُوَدِّعُ، وإياكَ وما يعتذر منه" (¬1). (102 - 42) روى عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سَادَ القَبيلَ فاسِقُهُمْ، وكان زعيمَ القومِ أرذَلُهم، وأُكْرِمَ الرجل اتِّقاءَ شرِّه؛ فانتظروا البلاء" (¬2). (103 - 43) روى أبو كبير الزبيدي عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكُمْ والظُّلم؛ فَإن الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيامَةِ، وإياكُمْ والفُحْشَ؛ فإن الله لا يُحبُّ الفُحْشَ. وإياكم والشُحَّ فإنه أهْلَكَ مَنْ كان قَبْلكُمُ، حَمَلَهم على أن يقطعوا أرحامَهم" (¬3). (104 - 44) روى أَبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
بيده على صدري وقال: "يا أبا ذر لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، ولا وَرَعَ كالكَفِّ، ولَا حَسَبَ كحُسْنِ الْخُلُقِ" (¬1). (105 - 45) روى حفص بن عمر بن سلام الخراساني عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ ساءَ خُلُقُهُ عَذَّبَ نَفْسَهُ، وَمَنْ كَثُرَ هَمهُ سَقِمَ بَدَنُهُ، ومَنْ لاحَى الرِّجال ذهَبتْ كرامتُهُ وسَقَطتْ مُروءَتُهُ" (¬2). (106 - 46) روى ثابت البناني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعلَمُوا ما شئِتُمْ أن تعلَمُوا فلن تُؤْجروا حتى تَعْمَلُوا، إنَّ هِمَّةَ العُلَماءِ الرِّعايَةُ، وهِمِّةُ السُّفَهاءِ الرِّوَايَةُ" (¬3). (107 - 47) روى زائدة عن عاصم عن أبي صالِح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَنْظُروا إلى من فوْقَكُمْ، وَانْظُروا إلى مَنْ دُونَكُمْ فإنَّهُ أجْدَرُ أنْ لا تَزْدَروا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ" (¬4). ¬
(108 - 48) روى الحسن عن أَبِي بكرة - رضي الله عنه - أَن رجلًا قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟ قال: "مَنْ طالَ عُمْرُهُ، وحَسُنَ عَمَلُهُ، قال: فأَيُّ الناس شَر؟ قال: "مَنْ طال عُمُرُهُ، وساء عَمَلُه" (¬1). (109 - 49) روى أبو الزبير عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ معادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ" (¬2). (110 - 50) روى زهير بن محمد بن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ كالإِبلِ لا تكادُ تَجِدُ فيها راحِلةً" (¬3). (111 - 51) روى عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "الدُّنيا كلها مَتَاعٌ، وخَيْرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصَّالِحَةُ" (¬4). ¬
(112 - 52) روى سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ست خصال من المعروف للمسلم على أَخيه المسلم: يُحَييّهِ إذا رآه، وَيُجِيبُهُ إذا دَعاهُ، وَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُ، وَيَعودُهُ إذا مَرضَ، وَيَشْهَدُ جَنَازَتَهُ إذا ماتَ، ويُحِبُ لَهُ ما يُحِبُ لِنَفْسِهِ" (¬1). (113 - 53) روى ابن أبي مليكة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله أمَرَني بِمُداراةِ النَّاسِ، كَما أَمَرَني بإقامةِ الفَرائِضِ" (¬2). (114 - 54) روى عمرو بن دينار عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رجُلٌ يا رسول الله، أيُّ العبادِ أحَبُّ إلى الله؟ قال: "أنْفَعُ النَّاسِ للناس". قال: فأَيَّ الأعْمالِ أحَب إلى الله؟ قال: "سُرورٌ تُدْخِلُهُ على مُسْلِمٍ، أو كُرْبَةٌ تَكْشِفُها عَنْه" (¬3). (115 - 55) روى مكحول عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأمْوَالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأعْمالِكُمْ" (¬4). ¬
(116 - 56) روى محمد بن بشير عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَثَلُ القَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ بِأَرْضِ فَلاةٍ تُقَلِّبُها الرِّياحُ" (¬1). (117 - 57) روى يحيى بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَحلُّ لِمُسْلِم أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثلاثٍ، والسابِق أسْبَق إلى الجَنَّة" (¬2). (118 - 58) روى النُخعي عن الأسْود عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من عَزَّى مُصابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ" (¬3). (119 - 59) روى عبد الملك بن سعيد عن أَبِي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الرِّزْقُ يَطْلُبُ ابْنَ آدَمَ كما يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ، فَأَجْمِلُوا في الطَّلَب، وَما أَجْمَلَ مَنْ رَكبَ البَحْرَ؛ لأَنَّ رُكوبَهُ غَرَرٌ" (¬4). ¬
(120 - 60) روى سعيد بن سنان عن أَنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَقَبلُوا إِليَّ بِسِتٍّ أَتَقَبَّلُ لَكُمْ بِالجنَّةِ" قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: "إذا حَدَّثَ أحَدُكُمْ فَلا يَكْذِبْ، وإذا وَعَدَ فلا يُخْلفْ، وإذا ائْتُمِنَ فَلا يَخُنْ، غُضُّوا أبْصَارَكُمْ، واحْفظُوا فروجَكُمْ، وَكُفُّوا أيْدِيَكُمْ" (¬1). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (121 - 31) الاجتهادُ في العمل، أصْوبُ من الاتكال على الأماني. (122 - 32) مَيْسورُ الرأي عندَ البديهة، أَحْسنُ مِنَ الإطناب بَعْدَ الفِكْر. (123 - 33) تَشَوُّرُ المُتَحَيِّرِ في طَلَبِ الصَّوابِ أَحْمَدُ مِنْ رَوْعاتِ النَّدَم. (124 - 34) كفى بالتجارب تأْديبًا، وَبِتَقَلُّبِ الأَيامِ عِظَةً (¬1). (125 - 35) إذا لَمْ يُساعدِ الجَدُّ فَالحَرَكةُ خذلانُ (¬2). (126 - 36) عَثْرَةُ القَدَمِ أسْلَمُ مِنْ عَثْرةِ اللِّسَانِ (¬3). (127 - 37) عِنْدَ التَّمامِ يَكونُ النُّقْصانُ، وَفي طَلَب المعالي يَكونُ التَّغْريرُ (¬4). (128 - 38) باعْتِزالِكَ للشَّرِّ يَعْتَزِلُكَ، وبالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الواصِلونَ (¬5). (129 - 39) بالصَّبْرِ على ما تكْرَهُ تنالُ ما تُحِبُّ، وبالصَّبرِ عمّا تحب تَنْجو مما تَكْرَهُ. (130 - 40) أَبْصَرُ النَّاسِ مَنْ أَحاط بِذُنوبِهُ، وَوَقَفَ عَلى عُيوبِهِ (¬6). ¬
(131 - 41) تَعَزَّ عَنِ الشيء إذا مُنِعْتَه، تقله ما يَصحبك (¬1) إذا أَعْطَيتَه (¬2). (132 - 42) لا يُغُرنِّكَ المُرْتَقَى السَّهْلُ إذا كان المُنْحَدَرُ وَعْرًا. (133 - 43) المالُ ربّما سَوَّدَ غيرَ السَّيِّدِ، وَقَوّى غَيْرَ الأَيَدِّ. (134 - 44) حُسْنُ التَّدْبيرِ مَعَ الكَفافِ خَيْرٌ مِنْ كَثيرِ المالِ مَعَ الإسْرافِ. (135 - 45) صُحْبَةُ بَليدٍ نَشَأَ مَعَ الحُكَمَاء خَيْرٌ مِنْ صُحْبَةِ أريبٍ نَشَأَ مع الجُهالِ. (136 - 46) الأرْضُ تأْكُلُ مَنْ كانَتْ تُطْعِمُهُ، وَتُهينُ مَنْ كَانَتْ تُكْرِمُهُ. (137 - 47) شَرُّ الأشْيَاءِ: الهَرَمُ مَعَ العَدَم، وَسُوءُ المَطْعَم. (138 - 48) التَّواضُعُ مَعَ الشَّرَفِ، أشْرَفُ مِنَ الشَّرَفِ (¬3). (139 - 49) أَفْضلُ العَملِ ما أَثَّلَ مَجْدًا، وَأَجْمَلُ الطَّلَبِ ما حَصَّلَ حَمْدًا (¬4). (140 - 50) شَرُّ العَمَلِ ما هَدَم فخْرًا، وَشَرُّ الطَّلَبِ ما قُبُحَ ذِكْرًا (¬5). (141 - 51) خَيْرُ الأدَبِ ما حَصُلَ لكَ ثَمَرُهُ، وَظَهَرَ عَلَيْكَ أَثَرُهُ (¬6). (142 - 52) لا يُفْسِدَنَّكَ الظَّنُّ على صَدِيقٍ قَدْ أَصْلَحَكَ اليَقِينُ لهُ (¬7). (143 - 53) أَهْوَنُ الأعْداءِ كَيْدًا أَظْهَرُهُمْ لِعَداوَتِهِ (¬8). ¬
(144 - 54) غَضَبُ الجَاهِلِ في قَوْلِهِ، وغَضَبُ العَاقِلِ في فِعْلِهِ (¬1). (145 - 55) لا تَقْطَعْ أخاكَ إلا بَعْدَ عَجْزِ الحِيلَةِ عَن اسْتِصْلاحِهِ (¬2). (146 - 56) العاقِلُ لا يَسْتَقْبِلُ النِّعْمَةَ بِبَطَرٍ، ولا يُوَدِّعُهَا بِجَزَعٍ (¬3). (147 - 57) انْفَرِدْ بِسِرِّكَ، وَلا تُودِعْهُ حازِمًا فَيَزِلَّ، ولا جاهِلًا فَيَخون (¬4). (148 - 58) الخُلودُ في الدُّنْيا لا يُؤمَلُ، والخَطأُ لا يُؤْمَنُ. (149 - 59) كَثرةُ مَالِ الميّتِ يُعَزِّي وَرَثَتُهُ عَنْهُ (¬5). (150 - 60) مِنْ سَعَادَةِ الإنسانِ أن لا يَكونَ في اضْطرابِ الزَّمان مُؤَدِّبًا للزَّمانِ (¬6). ¬
الشعر
الشعر (151 - 31) قال هُدبَةُ بن خَشْرَمَ: وَلَسْتُ بِمِفْرَاحٍ إذا الدَهْرُ سَرّني ... وَلا جازِعٍ مِنْ صَرْفِهِ المُتَقَلِبِ (¬1) (152 - 32) وقال الكُميْتُ: وفي تجريبِ ما فَعَلَ ابنُ عَشْرٍ ... إلى الخَمسينَ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ (153 - 33) وقال ذُو الإصبَع (¬2): مَنْ يَحمِدِ النَّاسَ يَحْمَدوهُ ... وَالنَّاسُ مَنْ عَابَهُمْ مَعيبُ (¬3) (154 - 34) وقال آخرُ: تَقَلَّبْتُ لو كانَ التَّقَلُّبُ نافِعي ... وَبالجِدِّ يَسْعَى المرْءُ لا بالتَّقَلُّبِ (155 - 35) وقال هدبَة بن خشرمَ: ولَسْتُ بباغي الشَرِّ والشَّرُّ تَارِكي ... ولكِنْ مَتَى أَحْمَلْ على الشَّرِّ أَرْكَبِ (¬4) ¬
(156 - 36) وقال آخر: سأَجْعَلُ نَفْسِي مِنْكَ حَيْثُ جَعَلْتَني ... وَلِلدَّهْر أيامٌ لَهُنَّ عَواقِبُ (157 - 37) (158 - 38) وقال ضابِيُّ بن الحارث: وما عَاجِلَاتُ الطَّيْرِ تُدْني من الفتَى ... رَشادًا وَما عَنْ رَيْثهنَ يَخيبُ وَرُبَّ أُمورٍ لا تَضِيرُكَ ضَيْرَةً ... ولِلْقَلْبِ مِنْ مَخْشَاتِهنَّ وَجَيبُ (¬1) (159 - 39) وقال المخَبَّلُ السَّعْدِيُّ (¬2): وما المرءُ إلاَّ كالهلالِ وَضَوْئِهِ ... يُوافي تَمامَ الشَهْرِ (¬3) ثُمَّ يَغِيبُ (¬4) (160 - 40) (161 - 41) وقال يحيى بن زياد (¬5): وقَدْ يَكْشِفُ القوْلُ عي (¬6) الفتى ... فَيَبْدُو وَيَسْتُرُهُ ما سَكَت ¬
فإنْ كُنْتَ تَبْغِي لِيانَ المَعَاشِ ... فلِن للأُمورِ إذا ما الْتَوَتْ (¬1) (162 - 42) وقال آخر: إذا لَمْ يَكُنْ ظِلٌّ ولا جَنىً (¬2) ... فَأبعَدَكُنَ اللهُ مِنْ شَجَراتِ (163 - 43) (164 - 44) وقال سُوَيْدُ بن أبي كاهلٍ (¬3): لا أَحسِبُ الشَرَّ جَارًا لا يُفارِقُنِي ... ولا أَحُزُّ على ما فاتني الوَدَجَا (¬4) ولا نَزَلْتُ مِنَ المكُرُوهِ مَنْزِلةً ... إلا وَثِقْتُ بأَنْ أَلْقَى لَها فَرَجًا (¬5) (165 - 45) وقال آخر: أخْلِقْ بذِي الصَّبْرِ أن يَحظَى بحاجَتِهِ ... ومُدْمِنِ القَرْعِ للأبوابِ أنْ يَلجَا (¬6) (166 - 46) وقال عروة بن الورد (¬7): ¬
لِيَبْلُغَ عُذْرًا، أَوْ يُصِيبُ رَغيبَةً ... وَمُبْلغُ نَفْسٍ عُذْرَها مِثْلُ مُنْجِح (¬1) (167 - 47) وقال ابن هَرْمَة (¬2) كَتَارِكةٍ بَيْضها بِالعَراء ... وَمُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرى جَناحَا (¬3) (168 - 48) وقال طرفة بن العبد (¬4): كُلُّهُمْ أَرْوَغَ مِنْ ثَعْلَبٍ ... ما أشْبَهَ اللَّيْلَةَ بالبارحَهْ (¬5) (69 - 49) (170 - 50) وقال آخر: ¬
قد يجِدُّ الحَريصُ في طلب الرِّزْ ... قِ فَيَشْقَى وَيُرزَقُ المُسْتريحُ ويُعادُ العَلِيلُ حينًا مِنَ الدهـ ... ـرِ فَيَبْرأَ وَقَدْ يَموتُ الصَّحيحُ (171 - 51) (172 - 52) (173 - 53) وقال أَبو عمرو بن العلاء (¬1): ثلاثة أبيات قالها أصحابها ولم يعلموا (¬2) ما خرج من رءُوسهم. ومنها قول الفُقيمَيّ (¬3): ما كَلَّفَ الله نَفْسًا فوقَ طاقتِها ... وَلا تَجُودُ يَدٌ إلا بما تَجِدُ (¬4) وقول الفزاري (¬5): ومَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمِدَ النَّاسُ أمرَهُ ... وَمَنْ يَغْوِ لَا يَعْدَمْ على الْغَيِّ لائمًا (¬6) ¬
وقول الآخر (¬1): أَنا عائِذُ باللهِ مِنْ عَدَمِ الغِنَى ... وَمِنْ رَغبةٍ يومًا إلى غَيْرِ مَرْغبِ (174 - 54) وقال طَرَفةُ بن العبد: سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ ما كُنْتَ جَاهِلًا ... ويأتِيكَ بالأخْبَارِ من لم تزودِ (¬2) (175 - 55) وقال عَدِيّ بن زَيْد (¬3): كَفَى زَاجِرًا للمَرْءِ أَيَامُ دَهْرِهِ ... تَرُوحُ لهُ بالواعِظَاتِ وتَغْتَدي (¬4) (176 - 56) وقال عبيدة بن حصن الأَودي: إذا ما أَتَيْتَ الأمْرَ مِنْ غَير بَابِهِ ... ضَلَلْتَ وإنْ تَقْصِدْ إلى الباب تَهْتَدِ (¬5) ¬
(177 - 57) وقال معاوية بن مالك العامري (¬1): إنَّ المَسَرّةَ للمَساءَةِ مَوْعِدُ ... حَقًّا وَرَهْنٌ لِلْعَشِيَّةِ أَوْ غَدِ (178 - 58) وقال حسان بن ثابت: وَمَنْ يَأمَنِ الدَّهْرَ الفُتُونَ فَإِنَّني ... بِرَأي الذي لا يَأْمَنُ الدَّهْرَ مُقْتدِ (¬2) (179 - 59) وقال الأشهب بن رُمَيْلةَ (¬3): أَلا لا يَرُدُّ اللُّومُ شيئًا لأِهلِهِ ... وَلِلْخَيْرِ أَسْبابٌ ولِلشَّرِّ شَاهِدُ ¬
الفصل الثالث
الفصل الثالث
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (180 - 61) روى بلال بن أبي بُردة عن أَبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّكَ الشَّيءَ يُعْمي وَيُصِمُّ" (¬1). (181 - 62) روى عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأرْواحُ جُنودٌ مُجَنَّدَّةٌ؛ ما تَعارَف منها ائْتَلَفَ، وَما تَنَاكَرَ منها اخْتَلَفَ" (¬2). (182 - 63) روى ابن جُرَيْج عن عطاءٍ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زُرْ غِبًّا تَزْدَدَ حُبًّا" (¬3). ¬
(183 - 64) روى عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "شَرُّ ما في الرَّجُل شُحُّ هالعٌ وَجُبْنُ خِالعٌ" (¬1). (184 - 65) روى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ الذِّكْرِ الخَفيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ ما يَكْفِي" (¬2). (185 - 66) روى إسماعيل بن سليمان التميمي عن أَنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قَلَّ وكفَى خيرٌ مما كَثُرَ وَأَلْهى" (¬3). (186 - 67) روى عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
: "خَيْرُكُمْ أسْمَحُكُمْ إذا اقْتَضَى، وَأَسْمَحُكُمْ إذا قَضَى، وأسْمَحُكُمْ إذا باعَ واشْتَرى" (¬1). (187 - 68) روى أَبو قابوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الراحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللهُ، ارْحَمُوا منْ في الأرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّماء" (¬2). (188 - 69) روى سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأسُ العَقْلِ بعدَ الإيِمانِ التَودُّدُ إلى النَّاسِ" (¬3). (189 - 70) روى عن الحسن - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّ الدُنْيا رَأسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ" (¬4). ¬
(190 - 71) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيْرُ الأُمُورِ عَواقِبُها، وَشَرُّ الأُمورِ مُحْدثاتُها" (¬1). (191 - 72) روى سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسْتَرْشدوا العَاقِلَ تُرْشَدوا، ولا تَعْصُوا فَتَنْدَمُوا" (¬2). (192 - 73) روى عثمان بن أَبِي زرعة عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَبسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ في الدنيا، أَلْبَسَهُ الله ثَوبَ مَذَلَّةٍ في الآخِرَةِ" (¬3). ¬
(193 - 74) روى أبو عبيدة عن أَبيه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يغارُ للمُسْلِمِ فَلْيَغَرْ" (¬1). (194 - 75) روى عامر بن رفاعة عن عمرو بن الحَمقِ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الإيمانُ قَيْدُ الفَتْكِ" (¬2). (195 - 76) روى وهب بن منبه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَفَى بِكَ إثْمًا: أَنْ لا تَزَالَ مُخَاصِمًا" (¬3). (196 - 77) روى حفص بن عمر بن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الاقْتِصَادُ في النفقة نِصْفُ المعيشة، والتَّوَدُّدُ إلى النّاسِ نِصْفُ العَقْلِ، وَحُسْنُ السُّؤالِ نِصْفُ العِلْم" (¬4). ¬
(197 - 78) روى برد بن مكحول عن واثلة بن الأسقَع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأخيك، فيُعافِيَهُ اللهُ وَيَبْتَلِيكَ" (¬1). (198 - 79) روى ابن أبي طلحة عن أبيه عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أبَطأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ به نَسبُهُ" (¬2). (199 - 80) روى ابن جُرَيْح عَن عطاءٍ عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ النّاسِ أنْفَعُهُمْ للنّاسِ" (¬3). (200 - 81) روى قتادة عن الحسن عن سَمُرَة بن جندب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَسَبُ: المال، والكَرَمُ: التقوى" (¬4). ¬
(201 - 82) روى عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث بن قيس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشْكرُ النَّاسِ للهِ أشْكَرُهُمْ للنَّاس" (¬1). (202 - 83) روى أبو صالح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أكْمَلُ المؤمنينَ إيمانًا: أحْسَنُهُمْ خُلُقًا" (¬2). (203 - 84) روى عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رضا الله -عَزَّ وَجَلَّ- في رضا الوالدَيْنِ، وسَخَطُهُ في سَخَط الوالِدَين" (¬3). (204 - 85) روى وَرّاد عن المغيرة - رضي الله عنه - قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬
عنْ وَأدِ البنَاتِ، وعَنْ عُقوقِ الأمهات، وعن مَنعْ وهات، وعَنْ قيلَ وقالَ، وعَنْ كَثْرَةِ السُّوالِ، وعن إضاعَةِ المال" (¬1). (205 - 86) روى علي بن الحسين عن أبيه عن جده، -رضي الله عنهم- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدُنْيا دُوَلُ، فما كانَ لَكَ أتاك على ضَعْفِكَ، وما كانَ منها عَلَيْكَ فَلَنْ تَدْفَعَهُ بقُوَّةِ، وَمَن انْقَطَعَ رَجاؤُه مما فَاتَ اسْتَراحَ بَدَنُهُ، وَمَنْ رَضِيَ بما رَزَقَهُ الله قَرَّتْ عينه" (¬2). (206 - 87) روى مكحول عن أَبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النَّاسُ كَشَجرَةٍ ذاتِ جَنىً، وَيُوشِكُ أنْ يَعودُوا كشجرة ذاتِ شَوْكٍ؛ إن ناقَدْتُهُم ناقدُوك، وَإنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طَلَبُوكَ، وإنْ هَرَبْتَ إلَيْهم لَمْ (¬3) يَتْرُكُوك" قيل: يا رسول الله، وكيف المخرج؟ قال: "أقْرِضْهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَاقَتِك" (¬4). ¬
(207 - 88) روى أبو إدريس الخولاني عن أَبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لِيَرُدَّكَ يا أبا ذَرٍّ عَنِ النّاسِ والقول فيهمْ ما تَعْرِفُهُ مِنْ نَفْسِكَ، لا تَجِدْ عَلَيْهِمْ فيما تَأتي به، فكفى بِالمرْء عَيْبًا أنْ يكونَ فيه ثلاثُ خِصالٍ: أنْ يَعْرِفَ مِنَ النّاسِ ما يَجْهَلُهُ عَنْ نَفْسِهِ، وَيَجِدَ عَلَيْهِمْ فيما يأتي، وَيُؤْذي جَليسَهُ فيما لا يَعْنيِهِ" (¬1). (208 - 89) رُوِيَ أن رجُلًا قال: يا رسول الله، إن لي أقرباءَ، أصِل وَيَقْطَعُونَ، وَأُحْسِنُ وَيسيئُونَ، وَأَغْفِرُ وَيَظْلِمُونَ، أَفَأُكافئُ على ما يَصْنَعونَ؟ قال: "إذن يَرْفُضُهُمُ اللهُ جَميعًا، وَلَكِنْ إذا أسَاءُوا فأَحْسِنْ؛ فإنه لَنْ يَزال لَكَ عَلَيْهِمْ مِنَ الله سُبْحَانهُ وتعالى ظَهيرُ" (¬2). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (209 - 61) قِيْلَ لِبَعْضِ الحُكَمَاء: ما العَدْلُ؟. قال: اتباعُ الهُدَى، وتَرْكُ الهَوَى (¬1). (210 - 62) قيل: فما الحَزمُ؟. قال: الصَّبْرُ على العاجِلِ، والتَّأَني في الآجِلِ. (211 - 63) قيل: فما الكرم؟. قال: تأدَيةُ الحُقُوقِ، ورِعَايةُ الصديقِ. (212 - 64) قيل: فما اللُّؤْمُ؟. قال: طَلَبُ اليَسيرِ، ومَنْعُ الكثير. (213 - 64) قيل: فما العِزُّ؟. قال: كثرةُ المالِ، والاكْتِفَاءُ على كل حالٍ. (214 - 66) قيل: فما الذُلُّ؟. قال: شدة الإفلاسِ، والانكسارُ عِنْدَ النَّاسِ. (215 - 67) قيل: فما النُّبْلُ؟. قال: مؤاخاة الأكْفاءِ وَمُدَاهَنةُ الأعْداء (¬2). ¬
(216 - 68) قيل: فما الدَّناءَة؟. قال: إحْرازُ المَرءِ نَفْسَهُ، وإسْلامُهُ عِرْسَهُ. (217 - 69) قيل: فما الحِلْمُ؟. قال: العَفْوُ بَعْدَ القُدْرَةِ، والرضا بَعْدَ السُّخْطِ (¬1). (218 - 70) قيل: فما العَقْلُ؟. قال: سُرعَةُ الفَهْمِ، وَقِلةُ الوَهْم (¬2). (219 - 71) قيل: فما الخَرْقُ؟. قال: سُرعةُ الوثبَةِ، والعَجَلَةُ قَبْلَ الفُرْصَةِ. (220 - 72) قيل: فما الجَهْلُ؟. قال: الطَّيْشُ عِندَ الغَضَبِ، والحِقْدُ عِنْدَ السُّخْطِ. (221 - 73) قيل: فما الشَّجاعة؟. قال: العَزْمُ على التقدمِ، والتَّثبتُ قَبْلَ التَّنَدُّمِ (¬3). (222 - 74) قيل: فما الجُبْنُ؟. قال: الضَّنُ بالحيَاةِ، والحِرْصُ على النَّجاةِ. (223 - 75) قيلَ: فما الرَّفْقُ؟. ¬
قال: دَرْكُ الكثير بالشيء اليَسِيرِ. (224 - 76) قيل: فما السُّؤدُدُ؟. قال: بَذْلُ النَّدى، وكَفُّ الأذى، ونَصرُ الموْلَى (¬1). (225 - 77) قيل: فما القناعة؟. قال: الصُّحْبَةُ بالعَفافِ، وَالرِّضا بالكَفَافِ. (226 - 78) قيل: فما العِيُّ؟. قال: قلةُ الصّواب، والإبْطاءُ عَنِ الجوابِ. (227 - 79) قيل: فما الدَّهاءُ؟. قال: النَّظرُ في العَواقِبِ، والتَّجَمُّلُ عندَ النَّوائِبِ. (228 - 80) قيل: فما الأدَبُ؟. قال: التجرُّعُ للْغُصَّةِ حتى تُنَال الفُرْصَةُ (¬2). (229 - 81) قيل لبعض الحكماء: من السَّعيدُ؟. قال: من اعتبرَ بأَمْسِهِ ونظر لنفسه (¬3). (230 - 82) قيل: من الشَّقي؟. قال: من جَمَعَ لغيره، وبَخِلَ على نفسه (¬4). (231 - 83) قيل: فمن الحازم؟. ¬
قال: من حفظ ما في يده، ولم يؤخّر شغل يومه إلى غده (¬1). (232 - 84) قيل: فمن المُنْصِفُ؟. قال: من لم يكن إنصافه لضعف يده وَقُوةِ خصمه (¬2). (233 - 85) قيل: فمن الجواد؟. قال: من لم يكن جوده لدفع الأعداءِ، وطلب الجزاء (¬3). (234 - 86) قيل: فمن المُحِبُّ؟. قال: من لم تكن محبته لبذْل معونة أو حذف مَؤُونَةٍ (¬4). (235 - 87) قيل: فمن الحليم؟. قال: من لم يكن حِلْمُهُ لِفَقْدِ النُصْرةِ، وعَدَمِ القُدرة (¬5). (236 - 88) قيل: فمن الشجاع؟. قال: من لم تكن شجاعته لفوت الفِرار، وبُعد الأنصار. (327 - 89) قيل: فمتى يكون الأدب أضر؟. قال: إذا كان العقل أنقص (¬6). (238 - 90) قال عمرو بن العاص لابنه عبد الله: ما السؤدد؟. قال: اصطنَاعُ العشيرة، واحتمال الجريرة. ¬
قال: فما الشرف؟. قال: كف الأذى، وبذل الندى. قال: فما الثناءُ؟. قال: استعمالُ الأدَب، ورعَايةُ الحسب. قال: فما المجد؟. قال: حَمْلُ المغارم، وابتناءُ المكارم (¬1). قال: فما السماحة؟. قال: حب السائل وبذل النائل. قال: فما الرفق؟. قال: أن تكون ذا أَناةٍ، ولا تخاشِن الولاةَ. قال: فما الجود؟. قال: أن ترى نعماك زائدة، والعطية فائدة. قال: فما الغنى؟. قال: قلة تمنّيك، والرضا بما يكفيكَ. قال: فما الفقر؟. قال؛ شَرَةُ النفس، وشدَّةُ القُنوط. قال: فما الجبن؟. قال: طاعةُ الوَهَلِ، وشدةِ الوَجَلِ. قال: فما الجهل؟. قال: سرعةُ الوِثابِ، والعيُّ بالْجَوَابِ. ¬
الشعر
الشعر (239 - 60) قال الأَفْوَهُ الأودي (¬1): لا يصْلحُ الناسُ فَوْضَى لا سَرَاةَ لَهُمْ ... ولَا سَرَاةَ إذا جُهَّالُهُمْ سادوا (¬2) (240 - 61) وقال الأجرد الثقفي (¬3): مَنْ كانَ ذَا عَضُدٍ يُدْرِكْ ظُلامَتَهُ ... إنَّ الذَّليلَ الذي لَيْسَتْ لهُ عَضُدُ (¬4) (241 - 62) وقال صُوَيم (¬5) البَجِلي: وَقَدْ يَنْجو الجَبَان بغَيْرِ حَزْمٍ ... وَقَدْ يَسْتَدرِكُ التِّرَةَ الوَحيدُ (242 - 63) وقال حاتم الطائي (¬6): ¬
كُلَوا اليَوْم منْ رِزق الإلهِ، وأَبْشروا ... فإِن على الرَّحْمنِ رِزْقَكُمُ غَدَا (¬1) (243 - 64) وقال أَوْسُ بن حَارِثة (¬2): سِرْنا إلَيْهِمْ وَفينا كَارِهُون لهم (¬3) ... وقد يصَادَف (¬4) في المكرُوهةِ الرَّشَدُ (244 - 65) وقال شُريح بن مرَّ الكِنديُّ: وما لامْريءٍ طولُ الخُلودِ وإنّما ... يُخَلِّدُهُ طولُ الثناءِ فَيَخْلُدُ (¬5) (245 - 66) وقال أَنسُ (¬6) بن مُدرِكِ الخَثْعَمِي: عَزَمْتُ على إقامَةِ ذي صباحٍ ... لشيءٍ ما يسوَّد (¬7) مَنْ يَسُودُ (¬8) (246 - 67) وقال فضالة بن شريك الهَمذاني (¬9): ¬
لقد أَسْمَعْتَ لو نَاديتَ حَيا ... ولكن لا حياةَ لِمَنْ تُنادي (¬1) (247 - 68) وقال (¬2) مُضَرِّسُ بن رِبْعي (¬3): الخَيْرُ يَبْقَى وإن طالَ الزمانُ به ... والشَّرُّ أَخْبَتُ مَا أَوْعَيْت مِن زادِ (¬4) (248 - 69) وقال عَدِيُ بن زَيْد: وفي كَثرةِ الأيْدي عَنِ الظُّلْمِ زاجِرُ ... إذا حَضَرَتْ أَيْدىِ الرِّجَالُ بِمَشْهَدِ (¬5) ¬
(249 - 70) وقال قَيْسُ بن الخَطِيم (¬1): مَتى ما تَقُدْ بالباطلِ الحَق يَأبَه ... وإنْ قدُتَ بالحَق الرَواسِيَ تنقَدِ (¬2) (250 - 71) وقال آخر: سَتَلْقَى الذي قَدَّمْتَ للخَيرِ مُحْضَرًا ... وَأَنْتَ بما تأْتي مِنَ الخَيْرِ أَسْعَدُ (¬3) (251 - 72) وقال آخر (¬4): إذا أَنْتَ حَملْتَ الخَؤونَ أَمَانَةً ... فإِنَّكَ قَدْ أسنَدْتَها شَرَّ مُسند (¬5) (252 - 73) وقال المعْلُوطُ (¬6): وَلَيْسَ الغِنَى والفَقْرُ مِنْ حِيلَةِ الفَتَى ... وَلَكِنْ أَحاظٍ قُسّمَتْ وجُدودُ (¬7) (253 - 74) (254 - 75) وقال حسان بن ثابت: وإِنَّ امرءًا نالَ الغِنى، ثُمَّ لمْ ينلْ ... قَريبًا, ولا ذا حَاجَةٍ لَزَهيدُ ¬
وإنَّ امرءًا عادَى الرِّجالَ على الغِنَى ... ولم يَسْأَل الله الغِنَى لحَسودُ (¬1) (255 - 76) (256 - 77) وقال قيس بن عاصم (¬2): إنَّ القِدَاحَ إذا اجْتَمَعْنَ فَرامَها ... بالْكَسْرِ ذو حَنَقٍ وبَطْشٍ أَيدِ عَزَّتْ فلَمْ تُكْسَرْ وإنْ هي بُددَت ... فَالكَسْرُ والتوْهين للْمُتَبدِّدِ (¬3) (257 - 78) وقال آخر: نرْجُو الوَليدَ وقد أَعْيَاكَ والدُهُ ... وما رَجاؤُكَ بَعْدَ الوالدِ الوَلَدَا (¬4) ¬
(258 - 79) وقال المعلوط: إذا المَرءُ أَعْيَتْهُ المُرُوءَةُ نَاشِئًا ... فَمَطْلَبُها كَهلًا عَلَيْهِ شديدُ (¬1) (259 - 80) وقال آخر: إذا ما الشَّيخُ عُوتبَ زادَ شرًا ... ويُعتِبُ بَعْدَ صَبْوتهِ الوَليدُ (¬2) (260 - 81) وقال عمرو بن معدي كرب (¬3): أُريدُ حَبَاءَة ويُريدُ قَتْلي ... عَذِيرَكَ مِنْ خَليلكَ مِنْ مُرَادِ (¬4) (261 - 82) وقال آخر: وَإذَا الفَتى لَاقى الحِمَامَ رَأَيْتَهُ ... لَوْلا الثناءُ كَأَنَّهُ لَمْ يُولَدَ (¬5) (262 - 83) وقال ضابئُ بن الحارث: لِكُل جَدِيدٍ لَذَةٌ غَيرَ أَنَّني ... رَأَيتُ جَديدَ الموْتِ غَيرَ لَذِيذِ (¬6) ¬
(263 - 84) (¬1) وقال المتلمس (¬2): ومن حَذَرِ الأوْتَارِ ما حَزَّ أَنْفَهُ ... قصِيرٌ وخَاضَ الموْتَ بالسَّيفِ بَيْهَسُ (¬3) (264 - 85) وقال عبد الله بن هُمام السَّلولي (¬4): وساعٍ مَعَ السُّلْطانِ يسعى عليهمُ ... ومُحْتَرسٍ مِنْ مِثْلِهِ وَهوَ حارِسُ (¬5) (265 - 86) (266 - 87) وقال الزبير بن عبد المطلب (¬6): إذا كنتَ في حاجة مُرْسلًا ... فَأَرْسِلْ حَكيمًا وَلا تُوصِهِ وَإنْ بابُ أَمْرٍ عَلَيْكَ الْتَوَى ... فَشاوِرْ لبيبًا وَلا تَعْصِهِ (¬7) ¬
(267 - 88) وقال آخر: أبا مُنْذِرٍ! أَفنَيْتَ، فاستبقِ بَعْضنا ... حَنانَيْك، بَعْضُ الشرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ (¬1) (268 - 89) وقال أَبو ذُؤَيْبٍ (¬2): أجامِلُ أَقْوامًا زَمانا وَقَدْ أَرَى ... صُدُورَهُمُ تَغْلي عَلَيَّ مِرَاضُها (¬3) ¬
الفصل الرابع
الفصل الرابع
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (269 - 90) رَوى محمَّد بن المنكدر عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُل مَعْروفٍ صَدَقَةٌ، وإن مِنَّ المعروف أنْ تَلْقى أخاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ" (¬1). (270 - 91) روى أبو التياح عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَسِّرُوا ولا تُعَسِّروا، وَسَكنوا ولا تُنَفِّروا" (¬2). (271 - 92) روى محمَّد بن المنكدر عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرِّفْقُ في المعيشَةِ خَيْرٌ مِنْ بَعْضِ التِّجارة" (¬3). (272 - 93) روى مُصْعَبُ بن مَنْظورٍ عن عُقبَة بن عامر - رضي الله عنه - قال: ¬
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ العِلْمِ ما نَفَعَ، وخَيْرُ الهُدَى ما اتَّبعَ" (¬1). (273 - 94) روى حماد عن جناح عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تهادَوْا تذهَبْ سَخائِمُكُمْ" (¬2). (274 - 95) روى سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أرْبي الرِّبا استطالَةُ الرَّجُلِ في عِرْض أخيه" (¬3). (275 - 96) روى هُمام عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخل الجَنَّة قَتّات" (¬4) يعني النمام. ¬
(276 - 97) روى محمَّد بن سيرين عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَحْرُمُ على النَّارِ كلُّ سَهْلٍ هَينٍ لين قريب" (¬1). (277 - 98) روى أيُوبُ عن أبي قُلابَة عن أَبي الدرداء - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صُومُوا تَصِحُوا، واغْزُوا تغْنَموا، وَأفشوا السَّلامَ تحابوا" (¬2). (278 - 99) روى مبارك عن سعيد عن خُلَيد الفراء عن أبي المجر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إيَّاكُمْ وَمُجالَسَة الموْتى". قيل: يا رسول الله، ومن الموتى؟ قال: "كُلُّ غَنِيٍّ أطْغاهُ غِناهُ". (279 - 100) روى الحسنُ عن جندب عن حُذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْس لِلْمَرءِ أنْ يُذلَّ نَفْسه" قالوا: يا رسول الله، وكيف يُذل نفسه؟ قال: "يَتَعَرضُ لِما لا يُطيقُ" (¬3). ¬
(280 - 101) روى أبو عثمان عن سَلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله حَييٌّ كريمٌ، يَسْتَحِيْ أنْ يَمُدَّ العَبْدُ يَدَهُ إليه فَيَرُدَّها خائبة" (¬1). (281 - 102) روى يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا خَفِيَتِ الخَطيئةُ لَمْ تَضُرَّ إلا صاحِبَها، وإذا ظَهَرَتْ فَلَمْ تُغَيَّرْ ضَرَّتْ العامَّة" (¬2). (282 - 103) روى عطاءُ الخراساني عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "يأتي زمانٌ يَذوبُ فيه قَلبُ المؤمنِ كما يذوب الملحُ في الماء" فقيل: لِمَ ذلك؟ قال: "مما يَرَى من المُنكرِ فلا يستطيع تغييره". (283 - 104) روى حمّادُ عن جناح عن واثلة بن الأسقعِ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خيْرُ شبابِكُمْ مَنْ تَشبَّهَ بكُهولِكُمْ، وَشَرُّ كهولِكُمْ مَنْ تَشبَّه بِشَبابِكُمْ" (¬3). ¬
(284 - 105) روى ممطور عن أَبي أُمامة أَن رجلًا قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: "إذا سَرَّتكَ حَسَنتك، وساءَتْكَ سَيئتك، فأَنْتَ مُؤْمنٌ" (¬1). (285 - 106) روى العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا اقْشَعَرَّ جِلْدُ العَبْدِ مِنْ خَشْية اللهِ -عزَّ وجَلَّ- تحاتت ذنُوبُهُ كما يتحاتُّ عَنِ الشَّجَرَةِ اليابِسَةِ وَرَقُها" (¬2). (286 - 107) روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ يَعْرِفْ نِعْمَةَ اللهِ إلا في مَطْعَمِهِ وَمَشْرَبِهِ فَقَدْ قصَّرَ في عَمَلِهِ وَدَنا عذابُهُ" (¬3). (287 - 108) روى محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أحَبَّ الله عبدًا حمَاه الدُنيا كما يَحْمي أحَدُكُمْ مَريضَهُ. وَيُرْوَى: مَريضَهُ الماء" (¬4). ¬
(288 - 109) روى إبراهيم بن ميسرة عن طاوس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الزُّهْدُ في الدنيا يُريحُ القَلْبَ والبَدَنَ، والرَّغْبةُ في الدنيا تُطيلُ الهَمَّ والحَزَنَ" (¬1). (289 - 110) روت أم سعد بنت زيد عن أبيها زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سُوءُ الخُلُقِ شُؤْمٌ، وطاعةُ المرأةِ ندامَةٌ، وحُسْنُ الملكَةِ نمَاءٌ، والصَّدَقَةُ تَمْنعُ ميتَةَ السُّوءِ" (¬2). (290 - 111) روى عاصم عن الشعبي، وخيثمة عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَرامُ بيَنٌ والحلالُ بيَنٌ، وبين ذلك شُبُهات، فمَنْ تَرَك الشُبهاتِ فهو للحرامِ أترَكُ، ومحارِمُ الله حِماه، فَمَنْ أرْتَعَ الحِمَى كانَ قَمينًا أنْ يَرْتَعَ فيه" (¬3). ¬
(291 - 112) روى عبد الله بن الحسن عن أُم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ لَمْ تكنْ فيهِ واحدةٌ منْ ثلاثٍ فلا يُحْتَسَبُ بشيءٍ مِنْ عَمَلِهِ: تَقْوَى تَحْجِزُهُ عن مَعاصي اللهِ -عَزَّ وجلَّ-، أو حِلْمٌ يكُفُّهُ عن السَّفَهِ، أو حِكْمَةٌ يعيشُ بها في النَّاسِ" (¬1). (292 - 113) روى أبو مالك الأسدي عن الزهري عن مجمع بن حارثة عن عمه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحَياءُ شُعْبة مِنَ الإيمانِ، ولا إيمانَ لِمَنْ لا حَيَاءَ لَهُ" (¬2). (293 - 114) روى ابن أَبي مُليكة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أتاه اللهُ وَجْهًا حَسَنا، واسْمًا حسنًا، وَجَعَلَهُ في مَوْضِع غيرِ شائنٍ، فَهْوَ مِنْ صَفْوَةِ اللهِ في خَلْقِهِ" (¬3). (294 - 115) روى جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله ¬
عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أرادَ بِرَّ الوالِدَينِ فَلْيُعْطِ الشُّعَرَاءَ" (¬1). (295 - 116) روي أبو مالك الأسدي عن الزهري عن مجمع ابن جارية عن عمه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما يُدْرِك الخيرَ كُلَّهُ بالعَقْلِ، ولا دينَ لِمَنْ لا عَقْلَ لَهُ" (¬2). (296 - 117) روى أبو حازم عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله خزائِنَ للْخَيْرِ والشَّرِ، مفاتِيحُها الرِّجالُ، فَطُوبىَ لِمَنْ جَعَلَهُ اللهُ مِفْتَاحًا للْخَيْرِ مِغْلاقًا لِلْشَّرِّ، ووَيْلُ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْشَّرِّ مِغْلاقًا لِلْخَيرِ" (¬3). (297 - 118) روى أَبو بلال العجلي عن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قال لقمانُ لابنه: إنَّ العاقِلَ يُبْصِرُ ما لا يَرى بعينهِ بقلبهِ، والشَّاهِدُ يَرى ما لا يرى الغائِبُ" (¬4). ¬
(298 - 119) روى حفص عن مَكْحُولٍ عن أَنَسٍ - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظَهَرَ فيكُمْ ما ظَهَرَ في بني إسرائيل قَبْلَكُمْ؟ قيل: ما ذاك يا رسول الله؟ قال: الإدْهانُ في خياركم، والفاحِشَةُ في شِرارِكمْ، وتَحَوُّلُ المُلْكِ في صِغاركمْ، والفِقْهُ في أراذَلِكُمْ" (¬1). (299 - 120) رُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من اشتَاقَ إلى الجنَة سارَعَ إلى الخَيْرَاتِ، وَمَنْ أشفَقَ مِنَ النَّارِ لَها عنِ الشَّهَواتِ، وَمَنْ تَرَقَّبَ المَوْتَ زهِدَ في اللذات" (¬2). اللهم اجعلني مِمَنْ دَعاكَ فَأَجَبْتَهُ، وسَألكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَرَغِبَ إلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَاسْتَهْداكَ فهدَيْتَهُ، واسْتنصَركَ فَنَصَرتَهُ. ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (300 - 91) الجُود حارِسُ الأعْراضِ (¬1). (301 - 92) الموَدةُ قَرَابَةٌ مُسْتفادة (¬2). (302 - 93) التَجَنِّي وَافِدُ القَطِيعَةِ (¬3). (303 - 94) الهَدِيةُ تُذْهِبُ السَّخيمة (¬4). (304 - 95) الأمَلُ آفَةُ التَّجرِبَةِ. (305 - 96) السَّنَةُ فَرْعُ المعْجِزةِ. (306 - 97) المزاحُ يُورِثُ الضَّغينةَ (¬5). (307 - 98) الساعَاتُ تَهْدِمُ الأعمار. (308 - 99) الحَسَدُ يُنْشئُ الكَمَدَ. (309 - 100) الاعتِرَافُ يَهْدِمُ الاقْتِرافَ (¬6). (310 - 101) اللؤمُ سوءُ التغافُلِ (¬7). (311 - 102) اللجاجُ تَعَوّدُ الْهَوَى. ¬
(312 - 103) المخذُولُ مَنْ كانت له إلى الِلَّئَامِ حَاجَة (¬1). (313 - 104) العُسْرُ غُرْبَةُ الوَطَنِ. (314 - 105) الإكْبارُ وَطَنُ الغَريبِ. (315 - 106) الهَم قَيْدُ الحَواسِّ (¬2). (316 - 107) الهِّمةُ رائدُة الجِدِّ (¬3). (317 - 108) الحَظ يأتي مَنْ لا يَأتِيهِ (¬4). (318 - 109) المزاحُ يأكُلُ الهَيْبة (¬5). (319 - 110) بُعْدُ الهِمَم بَذْرُ النِّعَم (¬6). (320 - 111) الفَسَادُ يُبينُ الكثيرَ. (321 - 112) الاقتصادُ يثمرُ اليَسيرَ (¬7). (322 - 113) المعاوَنَةُ في الحَق دِيانَة (¬8). (323 - 114) المعاوَنَةُ في الباطلِ خِيَانَةٌ (¬9). ¬
(324 - 115) نُصْرَةُ الحَقِّ شَرَفٌ (¬1). (325 - 116) نصْرَةُ الباطِلِ سَرَفٌ (¬2). (326 - 117) خَيْرُ الموَاهِبِ العَقْلُ (¬3). (327 - 118) شر المصائِب الجَهْلُ (¬4). (328 - 119) العَينانِ أَنَمُّ مِنَ اللِّسانِ (¬5). (329 - 120) من الدنيا على الدنيا دليل (¬6). ¬
الشعر
الشعر (330 - 90) قال زِيَادَةُ بن زيد العَذري (¬1): ويُخبرني عن غائِبِ المرءِ هَدْيُهُ ... كَفَى الهَدْيُ عما غَيبَ المرءُ مُخْبرًا (¬2) (331 - 91) وقال النَابِغَة الذُبياني (¬3): تُكلفُني أنْ يَغْفلَ الدَّهْرُ هَمَّها ... وَهَلْ وَجَدَتْ قَبْلي على الدَّهْرِ قادِرَا؟ (¬4) (332 - 92) وقال أَشجع السُلَمي (¬5): رَأْيُ سَرَى وَعُيُونُ الناسِ رَاقِدةٌ ... ما أَخَّرَ الحَزْمَ رَأْيٌ قَدَّمَ الحذرا (¬6) ¬
(333 - 93) وقال النَابِغَة الجَعدي: ألمْ تَعْلَما أنَّ الملامَة نَفْعُها ... قَليلٌ إذا ما الشْيءُ وَلَى فَأَدْبرا (¬1) (334 - 94) وقال ابن مُقْبِل (¬2): وإنَّي لأسْتَحي، وفي الخَيْرِ مُسْتَحيِّ ... إذا جَاءَ بَاغِي الخيرِ أنْ أَتَعذرا (¬3) (335 - 95) وَقَال كَعْبُ بن زُهَير (¬4): فَاصْبِري مثلَ مَا صَبَرْتُ فإنيَ ... لا إخالُ الكَريمَ إلا صَبُورَا (¬5) (336 - 96) وقال آخر: رُبَّ ساعٍ يَسْعى بَغَيْر ... لم (¬6) يقض من تأمْيله الوَطرَا (337 - 97) وقال سُوَيد بن عدي بن زيد: ¬
إن للدَّهْرِ صَوْلةً فَاحْذَرْنَها ... لا تَبيتَنَّ قَدْ أَمِنْت الدُّهورا (¬1) (338 - 98) وقال آخر: شَطَّ وَصْلُ الذي تُريدينَ مِني ... وَصَغيرُ الأُمُورِ يَجْني الكِبارا (¬2) (339 - 99) وقال يزيد (¬3) بن محمَّد الكندي: وَلقَدْ رَأَيْتُ مِنَ الحَوادِثِ عِبْرَةً ... وَالدَّهْرُ ذُو عَبَرٍ لِمَنْ يَتَدَبَرُ (340 - 100) وقال عبد المسيح بن بُقَيلة (¬4): والخَيْرُ والشرُ مَقرونانِ في قَرَنٍ ... والخَيْرُ مُتَّبَعٌ والشر مَحْذورُ (¬5) (341 - 101) وقال سابق البربري (¬6): وَنَستعدي الأميرَ إذا ظُلِمْنَا ... فَمَنْ يُعْدَى إذا ظَلَمَ الأمِيرُ (342 - 102) وقال آخر (¬7): ¬
لا يَلْبَثُ القُرَنَاءُ أنْ يَتَفرَّقُوا ... لَيْلٌ يَكُرُّ عَلَيْهِمُ وَنَهَارُ (¬1) (343 - 103) وقال سَهلُ بن حُنطَب: وَحَذِرْتُ مِنْ أَمْرٍ فَمَرَّ بجانبِي ... لم يبكني وَلَقِيت ما لم أحْذَرِ (¬2) (344 - 104) وقال ضرارُ بن الخطاب الفهري (¬3): أَلم تَرَ أنَّ الدَهْرَ يَلْعَبُ بالفتى ... ولا يَمْلِكُ الإنسان دفعَ المقادِرِ (¬4) (345 - 105) وقال أَعشى قيس: فَقَال: عُذْرًا وثُكلًا أَنت بينهما ... فَاخْتَرْ وَمَا فيهما حَظٌ لمخْتَارِ (¬5) (346 - 106) وقالت الخنساءُ بنت عَمرو (¬6): وَلَن أُسالِمَ قَوْمًا أَنتَ خَيرُهُمْ ... حتى تَعُودَ بياضًا جؤنَةُ القار (¬7) ¬
(347 - 107) وقال أبو زوبيدٍ الطائي (¬1): الخَيرُ لا يَأَتيك مُجْتَمِعًا .... وَالشَّرُّ يَسْبِقُ سَيْلَهُ مطره (¬2) (348 - 108) وقال عُمرُ بنُ أَبي ربيعة (¬3): قدْ رَأَيْناكَ فما أَعْجَبْتَنا ... وخَبَرْناكَ فلمْ نَرْضَ الخَبَرْ (¬4) (349 - 109) وقال حميد بن ثور (¬5): ¬
قضَى اللهُ في بَعْضِ المكارِهِ للفتى ... بِرُشْدٍ وفي بَعْضِ الْهَوى ما يُحَاذِرُ (¬1) (350 - 110) وقال مُزَاحِم بن الحارث (¬2): وَلَيْسَ قَرْبَكُمُ شاةٌ ولا لَبَنُ ... أَيَرْحَلُ الضَّيْفُ عنْكُمْ غَيْرَ مَجْبورِ (351 - 111) وقال آخر (¬3): عوى الذِّئْبُ فاسْتَأْنَسْتُ بالذِّئْبِ إذْ عَوَى ... وَصَوَّتَ إنْسانٌ فكِدْتُ أَطِيرُ (¬4) (352 - 112) وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه - (¬5): ومَا عُسْرَةٌ -فَاصْبِرْ لَها إن لَقِيتَها- ... بباقِيةٍ إلا سَيَتْبَعُها يُسْرُ (¬6) (353 - 113) (354 - 114) وقال آخر (¬7): تَبَيَّن أَدْبارُ الأمورِ إذا مَضَتْ ... وَتُقْبلُ أَشْبَاها عَلَيْكَ صُدُورُها ¬
وَلا خَيْرَ في العِيدانِ إلا صِلابُها ... ولا ناهِضَات الطيرِ إلا صُقُورُها (¬1) (355 - 115) وقال بَلْعاءُ بن قيس (¬2): وَأَنْفي صَواب الظنِّ أَعْلمُ أَنَّهُ ... إذا طاشَ ظنُّ المرْءِ طاشَتْ مقَادِرُهُ (¬3) (356 - 116) وقال آخر: بَني هِلالٍ ألا تنهَوْا سَفيهَكُمُ ... إِنَ السَّفِيهَ إذا لَمْ يُنْهَ مَأمورُ (¬4) (357 - 117) (358 - 118) وقال أبو ذؤَيب: تؤامِرُني نفْسي عَلى طَلَبِ الهَوى ... وقدْ جاءَ نَفْسي منْ هَواها نَذِيرُها وأَمرٌ تُرَجى النفسَ لَيْسَ بِنَافِع ... وآخرُ يُخْشَى ضَيْرُهُ لا يَضِيرُها (359 - 119) وقال حسان بن ثابت: وَأَمانَةُ المرِّيِّ حَيثُ وَجَدْتَها ... مثْلُ الزُجَاجَةِ صَدْعُها لا يُجْبَرُ (¬5) (360 - 120) وقال آخر: تُشَابِهُ أَعْناقُ الأُمُورِ بَوادِيًا ... وَتَظهرُ في أَعقابِها حينَ تُدبرُ ¬
الفصل الخامس
الفصل الخامس
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (361 - 121) روى عمرو بن الحارث عن دُراج بن الهيثم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حَليمَ إلا ذُو عَثْرةٍ، ولا حكيمَ إلا ذُو تَجْرِبةٍ" (¬1). (362 - 122) روى أَيوب بن موسى عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما نَحَلَ والدٌ والدًا نُحْلًا أفضَلَ مِنْ أدَبٍ حَسَنٍ" (¬2). (363 - 123) روى أبو الأحْوصَ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أعْطاهُ اللهُ خيرًا، فَلْيُرَ عَلَيْهِ" (¬3). ¬
(364 - 124) روى ابن جُريح عن علي بن زَيْد بن جدعان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يَرى أَثَرَ نِعْمَتِهِ على عبده في مأَكله وَمَشْرَبِهِ" (¬1). (365 - 125) روى سفيان عن ابن جريح - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله يُحبُّ البيْتَ الخِصْبَ" (¬2). (366 - 126) روى سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تَثبَّتَّ أصَبتَ أو كِدْتَ تُصيبُ، وإذا اسْتَعْجَلْتَ أخْطَأت أو كِدْت تُخْطئُ" (¬3). (367 - 127) روى حَفصُ بن محمَّد عن أَبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للهِ عبادًا يفزَعُ الناسُ إليهم في حَوائجهم أولئكَ الآمِنونَ مِنْ عذَابِ الله" (¬4). ¬
(368 - 128) روى الحسن بن عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ مِنْ أشْرَاطِ السَّاعَةِ أن يَفيضَ المالُ، ويكْثُرَ الهَرْج، وَتَفْشُوَ التِّجارة، ويظهرَ الظُّلْمُ" (¬1). (369 - 129) روى حُميد الأسلمي عن سَهْل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُدْركُني زَمان ولا أدْرِكُهُ: لا يُتبعُ فيه العالم، ولا يُسْتَحْيى فيه من الحَليمِ، قُلُوبُهُمْ قلوبُ العجم، وألْسِنتَهُمْ ألسِنَةُ الْعَرَبِ" (¬2). (370 - 130) رَوى مُوسَى بن وَرْدان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرءُ على دينِ خَليلِهِ فَلْيَنْظُرْ أحَدُكم من يُخالِلُ" (¬3). (371 - 131) روى مَيْمُونُ بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، أَوْصِني! قال: "اتقِ الله حيثُما كُنْتَ، وأتبع السيئةَ ¬
الحسنةَ تمحُها، وخَالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ" (¬1). (372 - 132) روى مكحُولٌ عن أَبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتقُوا فراسَةَ المؤمِنِ؛ فَإنهُ يَنْظُرُ بنورِ اللهِ" (¬2). (373 - 133) روى أبان بن يونس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أربعٌ لا وَعْدَ فيهِنَّ: تَنْظُرْ، وعَسَى، وَيَقْضي اللهُ، وما شاءَ اللهُ". (374 - 134) روى سَعِيدُ بن بشير عن قتادة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحلم والتَّؤدةُ من النبوة، وَمنْ عَجَّلَ فقد أخطأَ" (¬3). (375 - 135) روى عبد الله بن مَسْعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمنُ ليسَ بالطَعَّانِ، ولا اللَّعَّانِ، ولا الفاحِشِ ولا البذيء" (¬4). ¬
(376 - 136) روى مالك بن مغول عن الحسن - رضي الله عنه - قال: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَي الأصحاب خير؟ قال: "من إذا ذَكَرْتَ أعَانَكَ وَمَنْ إذا أُنسيتَ ذَكَّرَكَ" (¬1). (377 - 137) روى عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"منْ أخَذَهُ الله بمعصية في الدنيا فاللهُ أَكرمُ من أن يُعيدَها عليه في الآخرة، ومن عفا عنه في الدنيا، فالله أكرمُ من أن يَعْفوَ عن عَبْدِه في الدنيا ثم يُؤاخذُهُ في الآخرة" (¬2). (378 - 138) روى الحسنُ البصريُّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المتمسكُ بِسُنتَي عند فَساد أمتي، له أجر مائةِ شهيد" (¬3). ¬
(379 - 139) روى ابن جُريح عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيُها الناسُ، إنَّ أحدكم لنْ يموتَ حتى يستكمل رِزقَه فلا تستبطئوا الرزق، واتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خُذُوا ما حلَّ، واتركوا ما حَرُمَ" (¬1). (380 - 140) روى خُلَيد بن عبد الله عن أبي الدرداءَ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا مِنْ يَوم طَلَعَتْ فيه شَمْسُهُ إلا وَكَّلَ الله بجنبتيها ملكين يناديان يسمعهما خلق الله كلهم غير الثقلين: أيها الناسُ! هَلُمُّوا إلى ربكم، إنَّ ما قَلَّ وكَفَى خير مما كَثُرَ وألْهَى. ولا آبت شمسٌ إلا وَكَّلَ الله بجنبتيها مَلَكَيْنِ يُناديان يسمعهما خلق الله كلهم غير الثقلين: اللهم أعط منفقا خَلَفًا، وأعط مُمْسِكًا تلفًا" (¬2). (381 - 141) روى عاصم بن ضمرة عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرهُ أن يَمُدَّ اللهُ في عمره، ويُوَسِّعَ في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء: فليتق الله، ولْيَصِلْ رحِمَهُ" (¬3). ¬
(382 - 142) روى الزهري عن سالم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مَرّ بِرَجُلٍ يُعاتِبُ أَخَاه على الحياء، ويقول: إنك تَسْتَحِي حتى يَضُرَّ بك الحياءُ! فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "دَعْهُ فَإنَّ الحياءَ خيرٌ كُلُّهُ" (¬1). (383 - 143) روى ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحْسِنُوا جوارَ نِعَم الله، فقلَّما زالَتْ عن قومٍ فَعَادَتْ إليهمْ" (¬2). (384 - 144) روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن للهِ عند أقوامٍ نعمًا يُقرُّها عندهم ما كانوا في حوائجِ الناسِ فَإذا مَلَّوها نقلها من عندهم إلى عند غيرهم" (¬3). (385 - 145) روى عبد الله بن مصعب عن أبيه عن عُقْبَةَ بن عامرٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أوثق العُرَى كلمة التَّقْوى، وشر المعْذِرَةِ عند حضور الموت" (¬4). ¬
(386 - 146) روى معْروف بن رافع بن خُديج عن أبيه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التَمس الرَّفيقَ قبل الطريق، والجارَ قَبل الدارِ" (¬1). (387 - 147) روت عائشةُ -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من شَرِّ النَّاسِ منزلةً عند الله، من تركَهُ الناسُ اتَقاءَ فُحْشِه" (¬2). (388 - 148) روى حُصَيْنُ بن مذعور عن يونس عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا إيمان لمن لا أمَانَةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له. والذي نفس محمَّد بيده، لا يستقيمُ دينُ رَجُلٍ حتى يَسْتقيمَ قلبه، ولا يَسْتقِيمُ قلبهُ حتى يستقيم لسانه" (¬3). (389 - 149) روى معاويةُ بن قُرة عن مَعقِل بن يَسار - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْس يومٌ إلا وهْوَ ينادي ابن آدم: أنا خلقٌ جديدٌ، وأنا فيما تَعملُ فيه عليكَ شهيدٌ، فأعمل في خيرًا أشَهدْ لك، فإني لو قد مضيت لم ترني". ¬
(390 - 150) روى اليماني عن حُذيفة عن علي بن أبي حفصة عن أبيه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أشدُّ الخوفِ عَلَيكُم خصلتان: اتِّباعُ الهَوَى، وطُولُ الأمل. فأَما اتباع الهوى فإنه يعدلُ عن الحقِ، وأما طول الأمل فالحب للدنيا، ألا وأن للدين أبناءً، وللدنيا أبناءً، فكونوا من أبناءِ الدين، ولا تكونوا من أبناء الدنيا" (¬1). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (391 - 121) مَنْ دام كسَلُهُ خاب أَملُه (¬1). (392 - 122) مَنْ ضعفت آراؤُه قويت أَعْداؤُهُ (¬2). (393 - 123) مَنْ فعل ما شاءَ لَقَي ما لمْ يَشأْ (¬3). (394 - 124) مَنْ كثر اعتباره قل عِثارُه (¬4). (395 - 125) مَنْ أَحْسَنَ إلى جَاره زاد في اسْتِظْهارِهِ. (396 - 126) مَنْ ساءَ اخْتِيَارُه قَبُحَتْ آثَارُهُ. (397 - 127) مَنْ جَار حُكمُه، أَهلَكَهُ ظُلْمُهُ (¬5). (398 - 128) مَنْ أشْفَقَ على سُلطانِهِ أَقْصَرَ مِنْ عُدْوانِهِ. (399 - 129) مَنْ استَصْلَحَ الأضْدَادَ بَلَغَ المرادَ (¬6). (400 - 130) مَنْ وغَرْتَ (¬7) صَدْرَهُ، اسْتَدْعَيْتَ شَرَّه (¬8). (401 - 131) مَنْ قصَّرَ في عملِهِ، قصَّر في أَمَلِهِ. ¬
(402 - 132) مَنْ أَخْلَدَ إلى حُسْنِ حَالَتِهِ، قَعَدَ عَنْ حُسْنِ حيلَتِهِ. (403 - 133) مَنْ نامَ عن نُصْرَةِ وَليِّهِ انتبَه بوَطأةِ عَدُوِّهِ. (404 - 134) مَنْ تعدى على جَارِهِ دل على لُؤم نجاره (¬1). (405 - 135) منْ لَزِمَ الرقاد، عَدِمَ المُراد (¬2). (406 - 136) منْ أَطالَ الأمَلَ أسَاءَ العمل (¬3). (407 - 137) منْ ضَنَّ بِفِلْسِهِ جَادَ بنفسهِ (¬4). (408 - 138) منْ بذل فلْسه صانَ نَفْسَه (¬5). (409 - 139) منْ بَلَغَتْهُ أُمْنِيَتُهْ أدركته مَنِيَّتُهُ. (410 - 140) منْ زرعَ العدوانَ حصد الخُسرانَ (¬6). (411 - 141) منْ قنع بالرِّزْقِ استغْنى عنِ الخَلْقِ (¬7). (412 - 142) من رَضِيَ بالمقدُور قَنِع بالميْسورِ (¬8). (413 - 143) مَنْ كثرت عَوارفُه كثرت مَعَارفُه (¬9). (414 - 144) مَنْ اكتفى باليَسير استغنى عن الكثير (¬10). ¬
(415 - 145) مَنْ حَسُنَ صَفَاؤُه وجب اصطفاؤُه (¬1). (416 - 146) مَنْ أَسْهَر عَينَ فِكْرَتهِ بَلَغَ كُنْهَ أُمْنيتِهِ. (417 - 147) منْ أخْلَدَ إلى التَّواني حصل على الأماني (¬2). (418 - 148) مَنْ نَصح أخَاه جنَّبه هَواهُ. (419 - 149) مَنْ غشَّ أخاه أَنهجهُ وأَغراهُ. (420 - 150) مَنْ اسْتكفى الكُفاة كُفِي العُداة (¬3). ¬
الشعر
الشعر (421 - 121) قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلَي: والنَّفْسُ راغِبَةٌ إذَا رغَّبْتَهَا ... وَإذَا تُرَدُّ إلى قَلِيلٍ تَقنعُ (¬1) (422 - 122) وقال سَعْدُ بن أَبي وَقاصٍ - رضي الله عنه - (¬2): جَزَعْت وَمِمَّ اليومَ يا صاح تَجْزَعُ ... وما كل ما نهوى مِنَ العَيْشِ يَنْفَعُ (423 - 123) وقال زُرَارة بن ثروان العامري: قَبَّحَ الإلَهُ عَدَاوةً لا تُتَقَّى ... وَقَرابةً يُدْلَى بها لا تنفَعُ (424 - 124) وقال لَبيدُ بن ربيعة (¬3): ¬
ومَا المال والأهْلُونَ إلا وَديعَةٌ ... ولابُدَّ يَوْمًا أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ (¬1) (425 - 125) وقال عامر بن الطُّفَيل (¬2): والنَّفسُ تطمعُ هَشّة أَنْ أُطْمِعَتْ ... وتَنال باليأْسِ السُلُوَّ فَتَقْنَعُ (426 - 126) وقال ابنُ الأسْلَتِ (¬3): أَسْعَى عَلَى حيِّ بني مالِكٍ ... كلُّ امْرئٍ في شأنِهِ سَاعٍ (¬4) (427 - 127) وقال عمرو بن مَعْدي كرب: السِّلْمُ نَأْخُذُ منها ما رضيتَ به ... والحربُ يَكفيك مِنْ أَنفاسِها جُرَعُ (428 - 128) (429 - 129) وقال أبو ذُؤَيْب: وإذا المَنِيَّةُ أَنْشبَتْ أَظْفارَها ... ألفَيْتَ كُلَّ تَمِيمَةٍ لا تنفَعُ وتجَلُّدي لِلشَّامِتينَ، أُرِيهِمُ ... أَنِّي لِرَيَب الدَّهرِ لا أَتضَعْضَعُ (¬5) ¬
(430 - 130) (431 - 131) وقال المَسيَّبُ بن عَلَس (¬1): لا تَسْتَوي الكَفُّ الشريحَةُ لِلنَّدى ... عند الكرام وشَيمةُ المنَّاعِ وإذا صنعتَ إلى الكرامِ صَنِيعَةً ... أَلفيتَ (¬2) ذُخْرَكَ وهو غيرُ مُضَاعِ (432 - 132) (433 - 133) وقال الأضْبَط بن قُرَيْع (¬3): قَدْ يَجْمَعُ المالَ غَيْرُ آكله ... وَيَأكلُ المالَ غَيْرُ مَنْ جَمَعَهْ فاقْبَلْ مِنَ الدَّهْر ما أَتاكَ بِهِ ... مَنْ قَرَّ عَيْنًا بعَيشِهِ نَفَعَهْ (¬4) (434 - 134) وقال عبد العزيز بن زُرارة (¬5): لا يمْلأُ الأمرُ صَدْري قبلَ مَوْقِعهِ ... ولا يَضيقُ به ذرْعي إذا وَقَعَا (¬6) ¬
(435 - 135) وقال آخر: مُنِعْتُ شيئًا فأكثرتُ الوُلُوع به ... وَحَبُّ (¬1) شيءٍ إلى الإنسان ما مُنِعَا (¬2) (436 - 136) وقال آخر: وَإنك إنْ أَعطيتَ بَطْنَكَ هَمَّهُ ... وَفَرْجك، نالا منتهى الذَّمِّ أجمعا (¬3) (437 - 137) وقال عمرو بن معدي كرب: إذا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْرًا فَدَعْهُ ... وَجَاوِزْهُ إلى مَا تَسْتَطِيعُ (¬4) (438 - 138) وقال آخر: أَليْسَ طِلابُ ما قَدْ فَاتَ جَهْلًا ... وذكرُ المرءِ ما لا يستطيعُ (¬5) (439 - 139) وقال النابغةُ الذُبياني: فَإِنَّكَ كاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكي ... وَإنْ خِلُتُ أن المنْتَأَى عَنْكَ واسِع (¬6) ¬
(440 - 140) وقال حسان بن ثابت: فَدَعْ أَمْرًا إذَا لمْ تَسْتَطِعْهُ ... لآخر من أُمُورك يُستطاعُ (441 - 141) وقال معْنُ بن أَوسٍ (¬1): أَرى كُلَّ ريحٍ سَوْفَ تسْكُنُ مَرَّةً ... وكل سماءٍ عن قليلٍ تَقَشَّعُ (¬2) (442 - 142) وقال النابِغَة الذُّبياني: وكَلَّفْتَنِي ذَنْبَ امرئٍ وتركْتَه ... كذا العُرُّ يُكْوَى غيره وهو رَاتعُ (¬3) (443 - 143) وقال آخر: إن الجديدَ إذا ما زيدَ في خلَقٍ ... تبيَّنَ النَّاسُ أن الثوبَ مَرقُوعُ (¬4) (444 - 144) وقال بشرُ بن أَبي حازِم (¬5): ألا إن خَيْرَ المالِ ما كَفَّ أَهْلَهُ ... عن الذم يَومًا أو وقى سوء مَطمعٍ (445 - 145) وقال كثيرُ عَزة (¬6): ¬
وقد قَرَعَ الوَاشون فيها لَكَ العصا ... وإنَّ العَصَا كانت لذي الحِلْم تَقْرَع (446 - 146) وقال عبد الله بن أُبَي بن سَلُول (¬1): متى مَا يكُنْ مولاك خَصْمكَ جَاهدًا ... تَذِلُّ ويَصرَعْكَ الذينَ تصَارعُ (¬2) (447 - 147) وقال أَبُو الفَيْض بن أُميه: إن أَخا الهَيْجَاءُ من يَسْعَى مَعَكْ ... وَمَنْ يَضرُّ نَفْسَهُ لينفَعَكْ (¬3) ¬
الفصل السادس
الفصل السادس
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (448 - 151) روى سعيد بن خالد الجُهَني عن معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والتَّمادُحَ؛ فإنهُ الذبح" (¬1). (449 - 152) روى أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما خيرُ ما أُعطي الناسُ؟ قال: "خُلُق حسن" (¬2). (450 - 153) روى عامر بن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أحب عِبادِ الله إلى الله الغَنيُّ الخفيُّ التقيُّ" (¬3). (451 - 154) روى عكرمة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس منَّا من لم يرحم صغيرَنا، ويُوقِّر كبيرنا" (¬4). ¬
(452 - 155) روى العلاءُ عن أبيه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كرمُ الرَّجُلِ دينهُ، ومروءَتهُ عقلُه، وحَسَبُه خُلُقه" (¬1). (453 - 156) روى محمد بن كعب عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّهُ أن يكون أقوى الناسِ؛ فليتوكَّل على الله تعالى" (¬2). (454 - 157) روى ابن جُريح عن عطاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عَظُمَتْ نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤُنة الناس عليه، فمن لم يَحتمِلْ مؤنُة الناس عرَّض تلك النعمة للزَّوال" (¬3). (455 - 158) روى عبدُ المطلب بن حَنْطبِ عن أبي موسى الأشعري ¬
- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحبَّ دُنياه أضرَّ بآخرتهِ، ومن أحبَّ آخرتَهُ أضرَّ بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى" (¬1). (456 - 159) روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اتَّقوا دعوة المظلوم؛ فإنه يسأل حقه، وإن الله لا يمنع ذا حق حقَّهُ" (¬2). (457 - 160) روى عمرو بن مُرة عن أبي جعفر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عجبًا كلَّ العَجَبِ للمُصدِّق بدار الخُلودِ، وهو يسعى لدار الغُرور" (¬3). (458 - 161) روى علي بن الحسين عن أبيه عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استنزلوا الرزقَ بالصَّدقة، أبى الله تعالى أن يجعل أرزاق عباده المؤمنين من حيث يحتسِبونَ" (¬4). ¬
(459 - 162) روى قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت الدُنيا هَمَّهُ وسَدَمَهُ جعل الله الفقر بين عينيه، ولم يأته منها إلا ما كتبَ له، ومن كانت الآخرة همَّه وسَدَمَهُ أتته الدنيا وهي راغمةٌ" (¬1). (460 - 163) روى أبو مرة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما ذئبان ضاريان جائعان في غنمٍ تفرقت، أحَدُهما في أولها والآخَرُ في آخرها، بأسرعَ فسادًا من امرئ في دينه يبتغي شرف الدنيا ومالها" (¬2). (461 - 164) روى ابن جُريح عن عطاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا على نجاح الحوائج بكتمانها؛ فإن كلَّ ذي نعمة محسود" (¬3). ¬
(462 - 165) روى عطاءُ بن فروخ (¬1) عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أدخَلَ اللهُ الجنَّةَ رَجُلًا سمْحًا: بائعًا، ومشتريًا، وقاضيًا، ومقتضيًا" (¬2). (463 - 166) روى عوف عن الحسن - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "حُبُّ الدنيا رأسُ كل خطيئة، وإنما مثل الدنيا كالماشي على الماء، هل يستطيع ألا يبتل قدماه! " (¬3). (464 - 167) روى عبد الله بن يامين (¬4) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصاحب الدين: "خُذ حَقَّك في عَفاف، واف أو غير واف" (¬5). ¬
(465 - 168) روى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن سيِّدًا بنى دارًا فاتَّخذ مأدبةً، وبعث رسولًا، فمن أجاب دخل الدار، وأكل من المأدبة، ورضي عنه السيدُ، ألا وإن الله تعالى هو السيد، والدارُ الإسلام، والمأدبة الجنة، والداعي محمد - صلى الله عليه وسلم -" (¬1). (466 - 169) روى مُصعبُ بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعظم الخطايا اللسانُ الكذوبُ" (¬2). (467 - 170) روى عبد الرحمن بن عَوسجَة عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "زَيِّنوا القُرآن بأصواتِكُم" (¬3). (468 - 171) روى أبو الهيثم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تصحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ" (¬4). ¬
(469 - 172) روى حصين بن مذعور عن يونس عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة من خاف جَارُه بوائِقَه" قيل: يا رسول الله، وما بوائقه؟ قال: "ظلمه وغشمه" (¬1). (470 - 173) روى ميمون بن عمر عن أبي الزبير عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المرءُ كثيرٌ بأخيه، ولا خير في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل الذي ترى له" (¬2). (471 - 174) روى زيد بن يزيد (¬3) عن أبي حُميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبْدِ (¬4) المودةَ لمن وادَّكَ، تكُنْ أثْبَتُ" (¬5). (472 - 175) روى سعيد بن أسدٍ عن ضمرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬
وعظ رجلًا فقال: "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غَدُهُ شَرَّ يوْميه فهو ملعونٌ، ومن لم يتفقد الزيادة من نفسه فهو في نقصان، ومن كان في نقصان فالموتُ خيرٌ له" (¬1). (473 - 176) روى عمرو (¬2) بن عبد الله عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أدُلُكَ على صدقةٍ يُرضي الله موضعها؟ " قلت: بلى يا رسول الله، قال: "تسعى في صلح بين اثنين إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا" (¬3). (474 - 177) روى قتادة عن عبد ربه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم ومحَقِّراتِ الذُّنُوب؛ فإنهن يجتمعنَ على الرجل حتى يُهلكنه" (¬4). ¬
(475 - 178) روى الحسنُ عن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليكن بلاغُكم من الدُنيا كزاد المسافر" (¬1). (476 - 179) روى عبد الرحمن بن يزيد عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لا تنسوا العَظِيمَتَيْنِ" قلنا: وما العظيمتان؟ قال: "الجنة والنار" (¬2). (477 - 180) روى زبيد عن مرة عن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: كانت خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن الدُنيا عَرَضٌ حاضرٌ، يأكل منها البر والفاجر، ألا وإن الآخرة أجلٌ صادقٌ، يقضي فيها ملكٌ قادر، ألا وإن الخير كله بحذافيره في الجنة، ألا وإن الشر كله بحذافيره في النار، ألا فاعلموا وأنتم من أمر الله على ثقة، واعلموا أنكم معرضُون على أعمالكم (¬3)، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬4) ". ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (478 - 151) وُجدَ في عضُد الإسكندر صحيفةٌ فيها مكتوب: قلَّةُ الاسترسالَ إلى الدنيا أسلَمُ، والاتكالُ على القدرِ أرْوَحُ، وعند حُسنِ الظنِّ تَقَرُّ العَين (¬1). (479 - 152) وسُئل أنوشروان: متى يكون عَيشُ الدنيا ألذ؟ قال: إذا كان الذي ينبغي أن يعمله في حياته معمولًا (¬2). (480 - 153) وسأل الإسكندر (¬3) رجلان من وزرائه أن يقضي بينهما؟ فقال الإسكندر (¬4): إن الحَكَم يُرضي أحدكما ويُسخط الآخر، فاستعملا الحق يُرضيكما معًا (¬5). (481 - 154) ولِيمَ بعض الأكَاسِرة على مباشرة الحرب بنفسه! فقال: ليس من الإنصاف (¬6) أن يقاتل أصحابي عني ولا أقاتل عن نفسي. (482 - 155) وقيل لأنوشروان: هل من أحد لا عيب فيه؟ قال: لا؛ لأنه لو كان من لا عيب فيه، لكان من لا موت له (¬7). (483 - 156) وسأل رجُلٌ الحكيم اليوناني، فقال: علمني ما يقربني من الله ¬
ومن الناس؟ فقال: أما ما يُقرِّبُك من الله فمسألته، وأما ما يُقرِّبُك من الناس فترك مسألتهم. (484 - 157) وقال بُزْرُجُمِهْرُ (¬1): يجبُ للعاقل أن (¬2) لا يجزع من جفاء الولاة وتقديمهم الجاهل عليه، إذا كانت الأقسامُ لم توضع على قدر الأخطار؛ فإن حَكمَ الدنيا لا يُعطي أحدًا ما يستحقه، لكن يزيده أو ينقصه (¬3). (485 - 158) وقيل لأنوشروان: لم معادَاة الصديق أهون من مصادقة العدو؟ قال: لأن كسر الإناء أهون من صنعته (¬4)، وتخريق الثوب أهون من نساجته. (486 - 159) وقيل له: لِمَ الأكول يشبع من الطعام، والحريص لا يشبع من المال؟ قال: لأن الطعام يحصل في البطن، والمال يحصل في الخزائن، والبطن لا يستطاع أن يزاد فيها، والخزائن يُستطاع أن يزاد فيها. (487 - 160) وقال صاحب كليلة: طالب الدنيا كشارب ماء البحر الذي كلما ازداد شُربًا ازداد عطشًا (¬5). (488 - 161) ووجد على حجر بالهند مكتوب: من اعتبر بغيره لم تُصبه مِحنة (¬6). (489 - 162) وقيل لأنوشروان: من أجدر الناس أن يُحذر؟ قال: العدو ¬
القاهر، والصديق الغادر، والسلطان الجائر. (490 - 163) وقيل له: أي شيء (¬1) ليس فيه خير؟ قال: كل شيء ضرني ولم ينفع غيري، أو ضر غيري ولم ينفعني، لا أعلم فيه خيرًا (¬2). (491 - 164) وقال الحكيم اليوناني: انتفعتُ بأعدائي أكثر مما انتفعت بأصدقائي؛ لأن أعدائي كانوا يعيرونني بالخطأ وينبهونني عليه، وأصدقائي كانوا يزينون لي الخطأ ويُشجعوني عليه. (492 - 165) وقيل له: من أضيقُ الناس طريقًا وأقلهم صديقًا؟ قال: من عاشر الناس بِعَبُوسٍ من وجههِ، واستطال عليهم بنفسه (¬3). (493 - 166) وقيل لبعض الحكماء: من شر الناس؟ قال: من لا يبالي أن يراه الناسُ مسيئًا (¬4). (494 - 167) وقيل في منثور الحكم: أيْدي العقول تَمْسِكُ أعنَّةَ الأنفس (¬5). (495 - 168) وقيل: مكتوب في حكم آل داود: من علامة العاقل أن للسانه فضلًا عن بنانه. ¬
(496 - 169) وقيل لبعض الهنود: من أسوأ الناس حالًا؟ قال: رجُلٌ سُلِب عز الغِنَى، ولم يُمرَّن على ذل الفقر. (497 - 170) من طَاوَعَ طرفَه اسْتَدْعى حتفَه (¬1). (498 - 171) وأكثر رجل من طلب العلم فلم يزدد به إلا بَلَهًا وحيرة، فشكا ذلك إلى بعض الحكماء فقال له: ما كل وارد يعرفُ الصدر، ولا كلَّ جنانٍ يُبصرُ الثمر. (499 - 172) وقال بزرجمهر: من أخذ من العلوم نُتفها، ومن الحِكَمِ طُرفها، فقد أحرز عيونها، وادخر مكنونها. (500 - 173) وقال بعض الحكماء: الحوائجُ تُطْلَبُ بالعناء، وتدرك بالقضاء (¬2). (501 - 174) وقال الحكيم اليوناني: الصمتُ منام، والكلام يقظة (¬3). (502 - 175) وقال العربي: أعْيى العِيِّ بلاغةٌ بعي، وأقبَحُ اللَّحنِ لحنٌ بإعرابٍ (¬4). (503 - 176) وقال الحكيم اليوناني: ليس طلبي للعلم طمعًا في بلوغ غاياته وإدراك نهاياته، ولكن التماس ما لا يسع جهله، ولا يحسن بالعاقل خلافه. ¬
(504 - 177) وقال بزرجمهر: إن يكن الشغل مجهدة؛ فإن الفراغ مفسدة (¬1). (505 - 178) وقال بعض الحكماء: لا تجزع لفراق الوطن مع لقاء الرغبة، فإنك إذا أعْسَرْت أنكرك عارفُوك، وإذا أيسرتَ عرفَك منكروك. (506 - 179) ورأى بعض الحكماء رجلًا (¬2) ذا نسب شريف وفعل دنيء، فقال: ما أحوج شرفك إلى من يصونه، فتكون (¬3) فوق ما أنت دونه. (507 - 180) وقيل لبزرجمهر: ما أعجب الأشياء؟ قال: نجْحُ الجاهِلِ، وإكداءُ العاقِلِ (¬4). ¬
الشعر
الشعر (508 - 148) قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -: احفظ لسانكَ أن تقول فَتُبتَلى ... إن الْبلاءَ مُوَكَّلٌ بِالمَنْطِقِ (¬1) (509 - 149) وقال عمرو بن الأهتم (¬2): لَعَمري وما ضاقَتْ بلادٌ بأهلها ... ولكنَّ أخلاق الرِّجالِ تَضِيقُ (¬3) (510 - 150) وقال القُطَامي: وإذا أصَابك والحَوَادِثُ جَمةٌ ... حَدَثٌ، حَداكِ إلى أخيكَ الأوثَقِ (¬4) (511 - 151) وقال كعب بن زُهير: قد يُعْوزُ الحازِمُ المحمودُ نِيَّتُهُ ... بَعدَ الثَّراءِ ويُثري العاجِزُ الحَمِقُ (¬5) (512 - 152) وقال عمرو بن الأهتم: ¬
فقُلتُ لَهُ: أهلًا وَسهلًا ومرحبًا ... فهذا مَبيتٌ صَالحٌ وصَديقُ (¬1) (513 - 153) وقال آخر: قد ينفع المرءَ أحيانًا تَثبُّتُه ... وربما خُيِّبَ المُسْتَعْجِلُ القَلِقُ (514 - 154) وقال الأحوصُ (¬2): فأصْبَحْت كالمُهريق فَضْل سقائهِ ... لجاري سَرَابٍ بالفَلا يَتَرَقْرَقُ (¬3) (515 - 155) (516 - 156) (517 - 157) وقال كعب بن زُهير: والمرْءُ ذو المالِ يُنْمي ثم يُذْهِبُهُ ... مَرُّ الدُّهُورِ ويُفْنِيه فَيَنْسَحِقُ كالغُصنِ بَيْنَا تَرَاهُ نَاعمًا هَدِبًا (¬4) ... إذ هاجَ وانْحَتَّ عن (¬5) أفنانِهِ الوَرَقُ كذلك المرءُ إن يُنسَأْ له أَجَلٌ ... يُرْكَبْ بِهِ طَبَقٌ مِنْ بَعْدِهِ طَبَقُ (¬6) (518 - 158) وقال مسكين الدارمي (¬7): ¬
وإذا الفاحش لاقى فاحشًا ... فَهُناكُمْ وافَقَ الشَّنُّ الطَبَقَ (¬1) (519 - 159) وقال أنس بن قبيصة: سليمٌ في سلامته بَريءُ ... ومِسْقَامٌ إذا سَقِمَ الصّدِيقُ (520 - 160) (521 - 161) وقال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: وإنما الشعْرُ لُبُّ المرءِ يَعْرِضُهُ ... على المجالسِ إنْ كيسًا وإن حُمْقا وإنَّ أشعَرَ بيتٍ أنتَ قائله ... بيتٌ يُقالُ -إذا أنْشَدْتَهُ- صَدَقًا (¬2) (522 - 162) وقال حسان أيضًا: يصيبُ وَمَا يَدْرِي ويُخطي وما دَرى ... وكيفَ يكونُ النُّوكُ إلا كذلِكا (¬3) (523 - 163) (524 - 164) وقال أبو الأسود الدُؤلي (¬4): لا ترسِلَنَّ مقالة مشهُورة ... لا تستطيعُ -إذا مَضَتْ- إدْراكَها لا تُبْدَيَنَّ نَميمَةً أُنْبِئْتَها ... وتَحرَّزَنَّ مِنَ الذي أنباكها (¬5) (525 - 165) (526 - 166) (527 - 167) وقال عبد الله بن معاوية الجعفري (¬6): ¬
ولا يُعْجِبَنَّكَ قولُ امرئٍ ... يخالِفُ ما قال في فِعْلهِ ولا تُتبِع الطَّرْفَ ما لا ... تنَالُ ولكن سَلِ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ (¬1) وذو عجَلٍ جَرَّ رَيْثًا له ... ومُدْرِك نُجْحٍ عَلَى رِسْلِهِ (528 - 168) (529 - 169) وقال لبيد بن ربيعة: فإنْ أنتَ لمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ فانْتَسِبْ ... لَعلَّك تَهْدِيكَ القُرونُ الأوائِلُ فإنْ لم تجدْ مِنْ دونِ عدنان والدًا ... ودُون مَعَدٍّ فَلْتَرُعْكَ العواذلُ (¬2) (من 530 - 170 إلى 536 - 176) وقال أبو الشعر موسى بن سحيم (¬3): بينما الظل الظَليلُ مُونقٌ ... طلعتْ شمسٌ عليه فاضْمَحَل وذهاب المال كالظل انطوى ... بعد ما قد كان فيه مُستظِلْ بينما الجد سعيدٌ مقبلُ ... إذ تمادى في عِثارٍ وزَلَلْ حُرمَ الخيرَ إذا ما رامه ... فإذا ما حاذَر الشر نَزَلْ وإذا المولى تولَّى جَدَهُ ... ذاقَ ذُل العَيشِ ذو الجدِ المذل إنَّما مَوْلاكَ مَنْ تَرْمِي بِهِ ... مَنْ تُرَامِي حِينَ يَشتَدُّ الوَهَل (¬4) ¬
لن ينال العذْرُ قومًا أجرَموا ... ثم قالوا: سَبَقَ السَّيفُ العُذَلْ (537 - 177) وقال آخر (¬1): فلا تحكُمَا حُكْم الصَّبيِّ فإنَّهُ ... كثيرُ على ظَهْرِ الطَّريقِ مَجَاهِلُه (¬2) ¬
الفصل السابع
الفصل السابع
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (538 - 181) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر (¬1) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "النساءُ (¬2) حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون" (¬3). (539 - 182) روى معمر عن عثمان الجَزَري عن مقَسم - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكُل عابدٍ شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة: فإما إلى سُنَّةٍ وإما إلى بِدْعة" (¬4). (540 - 183) روى مجالد عن الشعبي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِياكُمْ والمشارَّة؛ فإنها تدفِنُ الغُرَّةَ، وتُظهِرُ العُرّة" (¬5). ¬
(541 - 184) روى الزهري عن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "يا عائشة، أحْسني جَوارَ نِعم الله، فإنه قلّ ما نفرت عن قومٍ فعادَتْ (¬1) إليهم" (¬2). (542 - 185) روى عطاءُ عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا صَدَقَة إلا عن ظَهر غنى، واليدُ العُليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول" (¬3). (543 - 186) روى أَبو قبيل عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ولم يعرف لعالمنا حقه (¬4) فليس منا" (¬5). ¬
(544 - 187) روى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "باكروا الرزق والحوائج؛ فإن الغُدُوَّ بركة ونجاح" (¬1). (545 - 188) روى موسى بن عقبة عن محمد بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كانت صحته أكثر من سقمه فلا يتعالجن" (¬2). (546 - 189) روى عمر بن سلمة عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله تعالى، [فإذا قال أحدهما لصاحبه كلمة هجر هتك ستر الله -عز وجل-] " (¬3). (547 - 190) روى الزُبير بن العوام - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن البلاد بلادُ اللهِ، فحيث وجدتَ خيرًا فَاحمد الله تعالى (¬4) وأقم" (¬5). (548 - 191) روى ليث بن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سأَلكم باللهِ فأَعطوهُ، ومن استعاذكم بالله فأَعيذوهُ، ¬
ومن أهدى إِليكم ذراعًا فاقبلوه" (¬1). (549 - 192) روى أَبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ دَخَلَ على دعوة بغير إذن دخل مُغيِرًا، وخرج سَارقًا" (¬2). (550 - 193) روى راشد عن سعد عن أَبي أُمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أقِيلُوا ذَوِي الهيْئاتِ عَثَراتِهِم" (¬3). (551 - 194) روى هشام بن عروة عن أَبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التَمِسوا الرزق في خبايا الأرضِ" (¬4) يعني الزرع. ¬
(552 - 195) روى أَبو حكيم عن أَبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احذروا الدُنيا؛ فإنها أَسحرُ من هاروت وماروتَ" (¬1). (553 - 196) روى قيس بن أَبي حازم قال: سمعت أَبا بكر الصديق - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "انظروا دُور من تسكنون (¬2)، وأرض من أنتم (¬3) تعمرون، وفي طرق من تمشون" (¬4). (554 - 197) روى عبد الله بن أَبي أَحمد عن أَبي المليح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اعتموا تزدادوا حلمًا" (¬5). (555 - 198) روى محمد بن يحيى عن أَبي ذر - رضي الله عنه - قال: سمعت ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ تعَلَّمَ علمًا من علم الآخرة أن يُصيبَ به عرضًا من أعراض الدنيا لم يجدْ عَرفَ ريح الجنة" (¬1). (556 - 199) روى الزهري عن أَبي سلمة عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المعدة حَوضُ البدن، والعروق إليها واردة، فإذا صحت المعدة صدرت العروق بالصحة، وإذا سقمت المعدة صدرت العروق بالسقم" (¬2). (557 - 200) روى أَبو نضرة عن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال: "الغضب جَمْرَة توقد في جوف ابن آدم، ألم تروا إلى حَمرة وجنتيه، وانتفاخ أوداجه، فمن وجد من ذلك شيئًا فالأرض الأرض" (¬3). (558 - 201) روى المبارك بن فضالة عن الحسن عن أَبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَمسَحْ يَدَكَ بثوبِ من لم تكسُهُ" (¬4). ¬
(559 - 202) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الغنى غنى النفس" (¬1). (560 - 203) روى سعيد بن المسيب عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من آدمي إلا وفي رأسه حِكْمَةٌ، والحكمة في يد المَلَك؛ فإنْ تواضع قيل للمَلَكِ: ارفع حِكمتهُ، وإن ارتفع قيل للمَلَكِ: ضَعْ حِكْمَتَهُ" (¬2). (561 - 204) روى معمر عن خلاد بن عبد الرحمن عن أَبيه - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غَزوة تبوك فقال: "ألا أخبركم بأَحبكم الى الله؟ " فظننا أَنه يسمي رجلًا فقال: "أحبكم الى الله أحبكم إِلى الناس"، "ألا أُخبركم بأبغضكم إلى الله؟ " فظننا أنه يُسمي رجلًا فقال: "أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس" (¬3). (562 - 205) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - ¬
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السعيدُ من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه" (¬1). (563 - 206) روى الحسين بن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَ اللهَ يُحبُّ معاليَ الأمور وأشرافَها، ويكرهُ سَفْسافَها" (¬2). (564 - 207) روى عمارة بن عروة عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَ اللهَ يُحبُّ أن يُؤخذ برخصه، كما يحب أَن يؤخذ بفرائضه" (¬3). (565 - 208) روى أَبو نَضْرَة عن أَبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في بعض خطبِهِ: "ألا إن الدُنيا حُلوةٌ خَضِرة، وإنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفكُمْ فيها، فَناظِرٌ كيْفَ تَعْمَلُونَ؟ ألا فَاتَّقُوا الدُّنيا، واتَّقُوا النساءَ" (¬4). ¬
(566 - 209) روى الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال: سمعت جدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول: "يا مسلم، اضمن لي ثلاثًا أضمن لك الجنة: إن عملت بما فرض الله عليك في القرآن، فأَنت أعبدُ الناس، وإن اتقيت ما حرم الله عليك في القرآن، فأَنت أورع الناس، وإن قنعت بما رزقك الله فأَنت أغنى الناس" (¬1). (567 - 210) روى منصور عن إِبراهيم عن جابر - رضي الله عنه - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس، جالسوا الناس على قدر دياناتهم وأَنزلوهم على قدر مروءَاتهم، وداروا الناس يغفر لكم. أيها الناس، إنه من أظهر كسوتُه ظهر غناه، ومن طابَ ريحه عرفنا نعيمه، ومن أتى شعثًا غبرًا أنزلنا به الفاقة، ومن أتى رث الثياب عرفنا فقرهُ، وأنزلنا به البؤس، ولو كانت له القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، خلا هذين الرجلين عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان -رضي الله عنهما-". ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (568 - 181) قال لقمان (¬1) لابنه: يا بني! اعتزل الشر يعتزلك؛ فإن الشر للشر خلق (¬2) وقال لابنه: عصفور في قِدْرِكَ خيرُ مِنْ ثورٍ في قِدْرِ غيرك. (569 - 182) ونزل المسيح -عليه السلام- بمدينة فآذاه أَهْلُها فدعا عليهم، فقال: اللهم اجعلهم كلَّهم رؤساء. (570 - 183) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: لَيْسَ حسن الجوار الكف عن الأذى، ولكنه الصَّبْرُ على الأذى (¬3). (571 - 184) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: مَنْ خاف اللهَ أَخاف الله منه كلَّ شيء، ومن خاف الناسَ أَخافَهُ مِنْ كُلِّ شيءٍ (¬4). (572 - 185) وقال وهبُ بن مُنبّه (¬5): إِن أَحسنَ الناس عيشًا من حَسُنَ ¬
عيشُ الناسِ في عَيْشِهِ (¬1). (573 - 186) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لا تحقِرنَّ شيئًا من الخير وإِن كان صغيرًا؛ فإِنك إِذا رأَيته سرّك مكَانُهُ، ولا تحقِرنَّ شيئًا من الشر وإِن كان صغيرًا؛ فإنَّك إِذا رأَيته ساءك مكانُهُ (¬2). (574 - 187) وقال مالك بن دينار (¬3): قلت للحسن: ما عقوبة العالم؟ قال: موت القلب. قلت: وما موت القلب؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة (¬4). (575 - 188) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: إرحم من البلاء أَخاك، وأحمد الذي عفاك (¬5). (576 - 189) وقال الحسن البصري: المؤمن لا يحيف على من يُبْغِضُ، ولا يأثم فيمن يحب. (577 - 190) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: إنَّ الطمَعَ فقر، وِإنَّ اليأسَ غنى، وإِنَّ المرءَ إِذا يئسَ من شيء استغنى عنه (¬6). ¬
(578 - 191) وقال عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: لا أُمازحُ صديقي فأُغضِبهُ، ولا أُماريه فأُكذبه (¬1). (579 - 192) وقال سعيدُ بن العاص - رضي الله عنه -: مَوْطِنان لا أَستَحِي من العِيِّ فيهما: إِذا أَنا خاطبْتُ جاهلًا، وإِذا سألَتُ حاجةً لنفسي (¬2). (580 - 193) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: الصقُوا بذوي العِبَرَ تتسع قلوبكم (¬3). (581 - 194) وقال مَيْمُونُ بن مِهران (¬4) -رحمه الله-: لا تَطْلُبَنَّ إِلى بخيل حاجة، فإِذا طلبت فأَجِّله حتى يَروّضَ نفسه (¬5). (582 - 195) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: لما حضرت قيسَ بن عاصم الوفَاةُ دعا ببنيه فقال: يا بنيّ احفظوا عني، فلا أَحَدَ أَفصحُ لكم مني إِذا مت، فسَوِّدوا كباركم، ولا تسوِّدوا صِغاركم فيسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم، وعليكم باستصلاح المال؛ فإِنه مَنبهةُ الكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإِياكم ومسأَلة الناس (¬6). (583 - 196) قال إِياس بن معاوية (¬7): إفراط الحِرص من قلة اليقين. ¬
(584 - 197) وسُئل الزُهري عن الزهد؟ فقال: طلِّق النفس عن محظور الشهوات (¬1). (585 - 198) وقال سليمان بن موسى: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حكيم من أَحمق، وبَرٌّ من فاجر، وشريف من دَنِيء (¬2). (586 - 199) وأُنكِرَ على الحسن البصري -رحمه الله- الإِفراط في تخويف الناس، فقال: إِنَّ مَنْ خوَّفك حتى تبلغ الأمن خير ممن أَمنك حتى تبلغ الخوف (¬3). (587 - 200) وقال عبد الله بن الحسن لابنه: إِيَّاك وعداوة الرجال؛ فإِنها لن تعدمك (¬4) مكر حَليم أَو مفاجأةَ لئيم (¬5). (588 - 201) وقال خالد بن عبد الله القسري (¬6) لابنه: أي بني، كُن أَحسنَ ما تكون في الظاهر حالًا، أَقل ما تكون في الباطن مآلًا؛ فإِن الكريم من كرمت عند الحاجة شيمتُه، وإِن اللئيم من لانت عند الحاجة طبيعته. ¬
(589 - 202) ولما رأَى إِياس بن قتادَة شيبة في لحيته قال: أَرى الموت يطلبني، وأَراني لا أَفوته. أَعوذ بالله من فجاءات الأُمور. يا بني سعد: وقد وهبتُ لكم شبابي فهبوا إِلي شيبتي، ولزم بيته. فقال أَهله: تموت هُزالًا؟ قال: أَموت مؤمنًا مهزولًا أَحبُّ إِليَّ من أَن أموت منافقًا سمينًا (¬1). (590 - 203) وقال علي بن أبي طالب لولده الحسن -رضي الله عنهما-: أَي بني، خف الله خوفًا ترى أنك لو أَتيته بحسنات أَهل الأرض لم يقبلها منك، وارجُهُ رجاءَ من ترى أَنك لو أَتيته بسيئات أَهل الأرض لغفرها لك، وإِذا هممت بخير فبادر به، وإِذا هممت بشرٍ فتأَنَّ عنه. (591 - 204) وقال هَرمُ بن حيان (¬2): ما عصى اللهَ تعالى كريمٌ، ولا آثر الدنيا على الآخرة حكيم (¬3). (592 - 205) وقال أَبو عمرو بن العلاء -رحمه الله-: من عرف فضلَ من فوقَهُ، عرف فضله من دُونه؛ فإِن جَحد جُحد (¬4). (593 - 206) وذكر قوم إِبليس فلعنوه وتغيظوا منه، فقال أَبو حازم الأعرج (¬5): وما إِبليس؟ لقد عَصى فما ضَرّ، وأُطيع فما نفع (¬6). ¬
(594 - 207) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: مَنْ لم يكن كلامُهُ حِكَمًا فهو لغوٌ، ومن لم يكن سُكوتُهُ تَفكُّرًا فهو سهوُ، ومن لم يكن فكره اعتبارًا فهو لهو (¬1). (595 - 208) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: اعتبروا عزم الرجل بحميته، وحزمه بمتاع بيته. (596 - 209) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: من حاول أَمرًا بمعصية الله -عز وجل-، كان أَبعدَ لما رَجَا، وأَقربَ لمجيء ما اتقى (¬2). (597 - 210) وقال محمد بن سَلَّام (¬3): أَربعُ قواصِمُ للظهر: سلطان تطيعه ويُضلك، وزوجة تأَمنها وتخونك، وجار إِن علم خيرًا ستره، وإِن علم شرًا أَظهره، وفقر حاضر لا يجد صاحبه متلدَّدًا. ¬
الشعر
الشعر (598 - 178) قال زهيرُ بن أَبي سُلْمَى: إِذا أَنتَ لم تُعرِض عن الجهل والخَنَا ... أَصَبْتَ حليمًا أَو أَصابَكَ جاهلُ (¬1) (599 - 179) وقال القُطَامِيّ: ورُبَّما فات قومًا جُلُّ أَمرهم ... من التأَنِّي وكان الحَزْمُ لو عَجلُوا (¬2) (600 - 180) وقال القُطَامِيّ: قَدْ يُدْرِكُ المُتَأَنِّي بعْضَ حَاجتِهِ ... وَقَدْ يكُونُ مع المستَعْجِلِ الزَلَلُ (¬3) (601 - 181) وقال الحارِث بن عُبَاد (¬4) (وهو شيباني): ¬
لم أَكُنْ من جُنَاتها عَلِم اللهُ ... وإِني بحرَّها اليومُ صالِ (¬1) (602 - 182) وقال زيد الخيل (¬2): يُبْكى عَلَيْنَا ولا نبكي على أَحدٍ ... لَنَحْنُ أَغْلَظُ أَكبادًا مِن الإبِلِ (¬3) (603 - 183) وقال آخر: يَوَدُّ (¬4) الفَتَى طولَ السَّلامَةِ والبَقَا ... فَكَيْفَ تَرى طُولَ السَّلامَةِ تَفْعَلُ (¬5) (¬6) (604 - 184) وقال لبيد: بَلْ كُل سَعْيِكَ باطلٌ إِلا التُّقَى ... وإِذا انْقَضَى شيءُ كأن لَمْ يُفْعَلِ (¬7) (605 - 185) وقال طرفة بن العبد: وأَعَلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بالظَّنِ إِنَهُ ... إِذا ذَلَّ مَوْلى المرءِ فَهوَ ذَليلُ (¬8) ¬
(606 - 186) وقال عبيد الله (¬1) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود (¬2): إِذا شِئتَ أَنْ تَلْقَى خَليلًا مُصافيًا ... تَعِبْتَ وَإِخوانُ الصَّفاءِ قَليلُ (607 - 187) وقال عَبْدُ قَيْسٍ بن خُفَافٍ البُرْجُمِيُّ: وَاترك مَحَل السُّوءِ لا تَحلُلْ بهِ ... وإِذا نَبا بِكَ مَنْزِلٌ فَتَحَوَّلِ (¬3) (608 - 188) وقال الأغلبُ العجلي (¬4): والمرءُ تَوّاقٌ إِلى ما لمْ يَنَل ... والموْتُ يَتْلُوهُ ويُلْهِيهِ والأَمَلْ (¬5) (609 - 189) وقال القُطَامِيّ: والناسُ مَنْ يَلقَ خَيْرًا قائلون له ... ما يَشْتَهِي، ولأُمِّ المخْطِئ الهَبَلُ (¬6) (610 - 190) وقال آخر: ¬
ومَا المرْءُ إِلا حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ ... فَفِي صَالح الأعْمالِ نَفْسَكَ فاجْعَلِ (¬1) (611 - 191) وقال آخر: إِذا ما قلَّ مالك كنت فَرْدًا ... وأَيُّ الناسِ زُوّارُ المُقِلِ؟ (¬2) (612 - 192) وقال آخر: وَمَن دَعَا الناسَ إِلى ذَمِّهِ ... ذَمُّوه بالحقِّ وبالباطِلِ (¬3) (613 - 193) وقال محمد بن أَبان اللاحقي (¬4): تَلومُ على القَطيعةِ مَنْ أَتَاهَا ... وَأَنْتَ سنَنْتَها للنَّاس قَبْلي (¬5) (614 - 194) وكان يتمثل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: وَبالغُ أَمْرٍ كان يأمَلُ دونَهُ ... ومُخْتَلجٌ من دون ما كانَ يأْملُ (615 - 195) وكان يتمثل مروان: ما للرِّجالِ معَ القضا مُحَالَة (¬6) ... ذَهَب القَضاءُ بحيلةِ المحْتالِ (¬7) (616 - 196) وقال آخر: وَذَمُ الناسِ مَجْلوبٌ رَخيصٌ ... لأيْسرِ عِلَّةٍ والحَمْدُ غال ¬
(617 - 197) وقال الكُميت: والشيْبُ فيهِ لأهْلِ الرأَي مَوْعِظَةٌ ... وَمِنْ عيُوب الرَّجالِ الشيب والغَزَلُ (¬1) (618 - 198) وقال معن بن أَوس (¬2): إِذا أَنْتَ لم تُنصِف أَخَاكَ وَجَدتَهُ ... عَلى طرَفِ الهُجرانِ إِن كان يَعْقِلُ (¬3) (619 - 199) وقال زهير بن أَبي سُلمى: تَرَاهُ إِذا ما جِئْتَهُ متَهَلِّلًا ... كَأَنَّك تُعْطيهِ الذي أَنتَ سائِلُهْ (¬4) (620 - 200) وقال طرفة بن العبد: فَيَا لَكَ (¬5) مِنُ ذي حاجةٍ حالَ دُونَها ... وَمَا كُلُّ ما يَهوَى الفَتى هُوَ نائِلُهْ (¬6) (621 - 201) وقال عمرو بن الأهتم: إِذا ما قَتَلْتَ الشَّيءَ عِلْمًا فَقُلْ به ... وَإِياكَ والأمرَ الذي أَنتَ جاهِلُه (622 - 202) وقال ابن مُقْبل: فَأَخلِفْ وأَتلِف إِنِّما المَالُ عَارَةٌ ... وَكُلْهُ مَعَ الدَّهرِ الذِي هو آكِلُهْ (¬7) ¬
(623 - 203) وقال الحُطَيْئَة (¬1): تحنَّنْ عَلَيَّ هَداك (¬2) المَليكُ ... فإِنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مقالًا (¬3) (624 - 204) وقال النعمان بن المنذر (¬4): قد قيل ذلك إِنْ حقًّا وإنْ كَذِبًا ... فما اعتذارُك من قولٍ إِذا قيلا (625 - 205) وقال حسان بن ثابت في عبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- (¬5): كَفَى وَشَفَى ما في النُّفُوسِ فَلَمْ يَدَعْ ... لِذِي إِرْبَةٍ في القَوْلِ جدًّا ولا هَزْلًا (¬6) (626 - 206) وقال آخر: أَتَرجُو أَن تَسودَ ولم تُعَنَّ ... وكيفَ يسودُ ذُو الدَّعَةِ البخيلُ (¬7)؟ ¬
(627 - 207) وقال أَعشى بن قيس: عَوَّدْتَ كِنْدَةَ عَادَةً فاصبر لها ... اغفِرْ لجَاهِلِهَا، وَرَوِّ سِجَالَهَا (¬1) (628 - 208) (629 - 209) وقال العُرْزلي (¬2): وليس اعتذاري من قبيح بنافعٍ ... إِذا قيل لي يومًا وصدّق قائلُهُ فإِنك تلقى فاعل الشر نادِمًا ... عليه ولم يندم على الخير فاعله (¬3) ¬
الفصل الثامن
الفصل الثامن
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (630 - 211) روى جميع بن يَعقوب الأنصاري عن أبيه - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما يَعرِف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل " (¬1). (631 - 212) روى أيوب بن سلمة بن مخلد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته" (¬2). (632 - 213) روى أَبَانُ بن أبي عياش عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أحدٍ أحسن الخلافة إلا أحسنَ اللهُ الخلافةَ من بعده على ولده" (¬3). (633 - 214) روى الشعبي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال ¬
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تزوَّج ذات جمال ومالٍ، فقد أصاب سدادًا من عوز" (¬1). (634 - 215) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنعم الله على عبدٍ نعمةً أحب أن يرى أثر نعمته" (¬2). (635 - 216) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إياكم والمعاذِرَ؛ فإن أكثرها مَفاجِر" (¬3). (636 - 217) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر" (¬4). (637 - 218) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما انتُقِصَت جارحةٌ من إنسان، إلا كانت زيادة في عقله" (¬5). ¬
(638 - 219) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جارت الولاةُ قحطت السماء" (¬1). (639 - 220) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جعل الله في الصديق البار عوضًا عن الرَّحم المذمومة". (640 - 221) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أملق (¬2) تاجر صدوق" (¬3). (641 - 222) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة سيئ الملكَةِ" (¬4). (642 - 223) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تكاشَفْتُمْ (¬5) ما تدافَنْتم". ¬
(643 - 224) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اجعل رزق آل محمد كفافًا، فإن خير الرزق الكفاف" (¬1). (644 - 225) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أشدُّ الناس عذابًا يومَ القيامة أشدهم عذابًا للناس" (¬2). (645 - 226) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما المُبْتَلى وإن اشتدَّ بلاؤُهُ بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمَنُ البلاء" (¬3). (646 - 227) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأحمق (¬4) أبغض خلق الله إليه؛ إذ حرمه أعز الأشياء عليه" (¬5). (647 - 228) قوله - صلى الله عليه وسلم - لكعب: "يا كعب، الناس غاديان، فغاد نفسه فمُعتقُها، وموثقٌ نفسه فموبقها" (¬6). ¬
(648 - 229) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزول (¬1) قدما ابن آدم حتى يُسأَل عن ثلاث: شبابه فيم أبلاه؟ وعمره (¬2) فيما أفناهُ؟ وماله من أين (¬3) كسبه، وفيم أنفقه؟ " (¬4). (649 - 230) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول ابن آدم: مالي، مالي! مالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت" (¬5). (650 - 231) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "تجافَوا عن عقوبةِ ذوي المروءةِ ما لم تبلغ حدًا، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" (¬6). (651 - 232) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلة الرحم مَنماةٌ (¬7) للعدد، مثراة ¬
للمال، محبةٌ في الأهل (¬1)، منسأة في الأجل" (¬2). (652 - 233) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "طعام الجواد دواءُ، وطعام البخيل داء" (¬3). (653 - 234) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ادَّهنوا يذهب البؤس عنكم، والبسوا تظهر نعمة الله عليكم، وأحسنوا إلى مماليككم؛ فإنه أكبت لعدوكم" (¬4). (654 - 235) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أحببتم الله ورسوله: فاصدقوا إذا حدثتم، وأدوا الأمانة إذا اؤتُمنتم، وأحسنوا جوار نِعم الله من جاوَركم" (¬5). (655 - 236) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث من كن فيه أدخله الله في محبته ونشر عليه رحمته: من آوى اليتيم، ورحمَ الضعيف، ورفق بمملوكه" (¬6). (656 - 237) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يمنعنَّ أحدكم رهبةُ السلطان أن يقول الحق ¬
إذ رآه؛ فإنه لا يقرِّبُ من أجل، ولا يُباعدُ من رزق" (¬1). (657 - 238) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصدقة صدقة اللسان". قالوا: يا رسول الله، وما صدقة اللسان؟ قال: "الشفاعة تَفُك بها الأسير، وتحقن بها الدم" (¬2). (658 - 239) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: أنشدك الله فينا، إنكَ إذا استقمت استقمنا، وإذا اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا" (¬3). (659 - 240) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن من أمِنهُ الناسُ على أنفُسهم وأموالهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب، والمجاهد من جاهد نفسه في (¬4) طاعة الله تعالى" (¬5). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (660 - 211) البِرُّ لا يبلى، والذنب لا يُنسَى (¬1). (و) الأمن أمهد وطأً، والعافية (¬2) أسبغ غِطاء. (و) الحزْم سوءُ الظن، والتلطف في الحيلة أجدى من الوسيلة، وكما تدين تُدان. (661 - 212) غافِصِ الفرصَ عند إمكانها، وكِل الأُمور إلى ديانها (¬3)، ولا تُحَمِّل نفسَك همَّ ما لَم يأتِكَ، ولا تَحزنن (¬4) على ما فاتك، ولا تَعِدنَّ وعدًا ليس في يدك وَفاؤهُ، ولا تجدّ (¬5) في الحرص تعشْ ذا سرور (¬6). (662 - 213) اصنع الخير عند إمكانه يبقَ لك حمدُه عند زوال أيامهِ، وأحسِن والدولة لك، يُحسن (¬7) إليك والدولة عليك، واجعل زمان رخائك عدة لزمان بلائك (¬8). ¬
(663 - 214) لا تجهدنَّ فيما لا دَرْك فيه تربح التعبَ، وادحض البخل، وإلا كنت خازن غيرِكَ، ولا تدخرنَّ المالَ لبعل عرسِك، ولا تُظهرنَّ إنكار ما لا عدة معك لدفعه، ولا تلهينك قدرة عن كيد وحيلة (¬1). (664 - 215) الدنيا مُرْتَجَعَة الهِبة، والدهر حسود: لا يأتي على شيء إلا غيَّره، ولمن عاش حاجة لا تنقضي، والله يخلف ما أتلف الناسُ، والدهر يتلف ما جمعوا، وكم من ميتة علتها طلب الحياة، ومن حياة سببها التعرض للموت (¬2). (665 - 216) اصبر على عظيمات النوائب لتوقع جسيمات الرغائب، وعلى مداراة العاجل تنل حلاوة الآجل، وإذا انصرف رجاؤُكَ عن صديقك، فألَحقه بأعدائك. (666 - 217) توقَّ كل التوقي ولا حارس من الأجل، وتوكل كل التوكل ولا عذر في التغرير، واطلب كل الطلب، ولا تسخط لما يجلب القدر (¬3). (667 - 218) لا تستكفينَّ مخدوعًا عن عقله، والمخدوع من بُلِغَ به قدرًا لا يستحقه، أو أثيبَ ثوابًا لا يستوجبه (¬4). (668 - 219) ينبغي للعاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه، وألا يُرى إلا في ثلاث: تَزَوُّدٍ لمعادٍ، أو قربة، أو لذَّة في غير مُحرَّمٍ (¬5). ¬
ومن غير هذا الجنس (669 - 220) ثلاثة القليل منها كثير: النار، والعداوة، والمرض (¬1). (670 - 221) أربعة لا يركبها إلا أهوج، ولا يسلم منها إلا القليل: مناجزة العدو، وركوب البحر، وشرب السم للتجربة، وائتمان النساء (¬2). (671 - 222) أربعة ليست لأعمالهم ثمرة: مُسَارُّ الأصمَّ، والباذِرُ في السَّبخَة، والمُسْرِجُ في الشمس، والمُهدي إلى من لا يشكر (¬3). (672 - 223) خمسة أنفس المال أحبُّ إليهم من أنفسهم: المُقاتِلُ بالأجر، وراكب البحر للتجارة، وحفار القَنى والأسراب، والمدل بالسباحة، والمخاطِرُ على السم (¬4). (673 - 224) ستة أشياء لا ثبات لها: ظِلُّ الغمام، وخُلَّةُ الأشرار، وعِشقُ النساء، والثناءُ الكاذب، والسلطان الجائرُ، والمال الكثير (¬5). ¬
ومن غير هذا النوع (674 - 225) إن الوعظ الذي لا يمجه سمع، ولا يعدله نفع، ما يصمت عنه لسان القول وينطق به لسان الفعل، فعظِ المسيء بحسن أفعالك، ودُلَّ على الجميل بحميد خلالك. (675 - 226) إذا أحسنت القول فأحسن الفعل؛ لتجمع (¬1) معك مزية اللسان وثمرة الإحسان، ولا تقل ما لا تفعل؛ فإنك لا تخلو في ذلك من ذنب تكسبه أو عجز تلتزمُه (¬2). (676 - 227) لا تصْطَنِعْ مَنْ خانَهُ الأصلُ، ولا تستصحب من فاتهُ العقل؛ لأن من لا أصلَ لهُ يَغُشُّ مِنْ حيثُ يَنصَحُ، ومن لا عقلَ لهُ يُفسدُ من حيث يُصْلح، وذلك مما يَعْسرُ تَوقيه، ويَفوتُ تداركه وتلافيه (¬3). (677 - 228) أحسن رعاية الحرماتِ، واقبل على أهل المروءات؛ فإن رعاية الحرمة تدُل على كرم الشيمة، والإقبال على ذي المروءة يُعربُ عن شرف الهمة (¬4). (678 - 229) كل امرئ يجري من عمره إلى غاية ينتهي إليها مدة أجله، وتنطوي عليها صحيفة عمله، فخذ من نفسك لنفسك، وقس يومك بأمسك (¬5). ¬
(679 - 230) لا تَبِتْ على غير وصيَّة، وإن كنت من جسمك في صحة، ومن عُمرِك (¬1) في فسحة، فإن الدهر خائن، وكل ما هو كائن كائن. (680 - 231) لا تَغُرَّنَك صِحَّةُ جِسْمكْ، وسلامةُ نفسك، فمدة العمر قليلة، وصحة الجسم مُستحيلة (¬2). (681 - 232) من أعود ما يتكلم به العاقل ألاّ (¬3) يتكلم إلا بحاجته أو حُجته، ولا يتفكر إلا في عاقبته أو آخرته (¬4). (682 - 233) شرُّ الأقوال ما أوجب الملام، وشرُّ الأفعال ما جلب المذام، وشرُّ الفتوى ما حفَل الحرام، وشرُّ الآراء ما خالف الإسلام. (683 - 234) كل يوم يسوق إلى غده، وكل امرئ مأخوذ بجناية لسانه ويده (¬5). (684 - 235) اغتنم غفوة الزمان، وانتهز فرصة الإمكان، وخذ من نفسك لنفسك، وتزود من يومك لغدك (¬6). (685 - 236) خيرُ الأعمال ما استصْلَحْتَ به يومك، وشره ما استفسدت به قومك، وخير الأموال ما أخذته من حلال وصرفته في النَّوال، وشر الأموال، ما أخذته من الحرام وصرفته في الآثام (¬7). ¬
(686 - 237) ليكُن فعلك أكثر من قولك، فإن زيادة القول على الفعل دناءة وشين، وزيادة الفعل على القول مكرمة وزَين (¬1). (687 - 238) ارتَهِن من تحِبُّ بالفاقة إليك؛ فإن إغناءَك إياهُ داعيةٌ إلى عُقُوقِك، وإضاعَة حُقُوقِك. (688 - 239) صَاحبُ الدنيا إذا سَخَتْ نفسُه بها كان أفضل ممن سخت نفسه عنها؛ لأن ذلك (¬2) تركها زُهدًا (¬3)، وهذا تركها جُودًا. (689 - 240) من أعرضَ عن الحَذَر والاحتراس، وبنى (¬4) أمره على غير أساس، زال عنه العزُّ، واستولى عليه العجزُ، فصار من يومه في نحس، ومن غَدِهِ في لبْس (¬5). ¬
الشعر
الشعر (690 - 210) قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: رُبَّ حِلْمٍ أضاعَهُ عدم الما ... ل وجهل غطّى عليه النَعيمُ (¬1) (691 - 211) وقال المتوكل الليثي (¬2): لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتأتيَ مِثْلَهُ ... عارٌ علَيْكَ إذا فَعَلْتَ عظيمُ (¬3) (692 - 212) وقال يزيد بن الحكم الثقفي (¬4): والبَغْيُ يَصْرعُ أَهْلَهُ ... والظُّلْمُ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ (¬5) (693 - 213) وقال عَلْقَمَةُ بن عَبَدَة (¬6): ¬
والحَمْدُ لا يُشْتَرَى إلا لهُ ثَمَنٌ ... مما يَضِنُّ به الأقوامُ مَعلُومُ (¬1) (694 - 214) وقال عمرو بن براقة الهمداني (¬2): فلا تأمَنَن الدَّهْرَ حُرًّا ظلمتَهُ ... فما ليلُ مظلومٍ كريمٍ بنائمِ (¬3) (695 - 215) وقال الزَبْرقان بن بدر (¬4): تَعْدُو الذِّئاب على مَنْ لا كِلابَ له ... وتَتقِّي مَربِضَ المستَثْفِرِ الحامِي (¬5) (696 - 216) وقال عنترة (¬6): نُبئْتُ عَمْرًا غَيرَ شاكِرِ نِعْمَتِي ... والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المنْعِمِ (¬7) (697 - 217) وقال زهير (¬8): ¬
ومَنْ يَجْعَلِ المعروفَ مِنْ دُونِ عِرْضه ... يَفِرْهُ ومَن لا يَتقي الشَّتمَ يُشْتمِ (¬1) (698 - 218) وقال أوس بن حجر (¬2): وَعِنْدي قُروضُ الخيرِ والشَّرِّ كلُّها ... فبؤسي لذي بُؤسى ونَعْمى بأنْعُمٍ (¬3) (699 - 219) وقال كعب بن زهير: أقولُ شَبِيهاتٍ بما قال عالمًا ... بهن ومنْ يُشْبِهْ أباهُ فما ظَلَمْ (¬4) (700 - 220) وقال علقمة بن عبدة: وَمَنْ تَعَرّضَ لِلغِرْبانِ يَزْجُرُها ... على سلامَتِهِ لابُدَّ مشؤومُ (¬5) (701 - 221) وقال شريح بن بخبر الذبياني: شَهِدْنا وجَرَّبْنا أُمورًا كثيرةً ... فلا تحْقِروا فعلَ امْرئٍ هو أقدَمُ (702 - 222) وقال النمر بن تولب: أليس جَهْلًا بذي شيب تُذَكِّرُهُ ... مَلْهى ليالٍ مَضَتْ منهُ وأيامِ (¬6) (703 - 223) وقال علقمة بن عبدة: ¬
نَزَغُ الجاهلَ في مَجْلِسِنا ... فترى المَجْلِسَ فينا كالحرَمْ (¬1) (704 - 224) وقال آخر: تَأنَّ ولا تَعْجَلْ بِلومِكَ صاحبًا ... لَعلَّ لَهُ عُذْرًا وأنْت تلومُ (¬2) (705 - 225) وقال الفرزدق: قَوَارِصُ تَأتِيني، وتَحتَقِرونَها ... وقَدْ يَمْلأُ القَطْرُ الإناءَ فَيُفْعَمُ (¬3) (706 - 226) وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يتمثل: وَكُلُّ حِصْنٍ وإن طالتْ سلامتُهُ ... وإن تأثَّلَ فيه العِزُّ مَهْدُومُ (¬4) (707 - 227) وقال زهير: هُوَ الجَوَادُ الذي يُعطيكَ نائِلَهُ ... عَفْوًا وَيُظْلَمُ أحيانًا فَيَظلِمُ (¬5) (708 - 228) وقال الفرزدق: ولَسْتَ بمَأخوذ بشيء تَقُولُهُ ... إذا لم تُعَمِّدْ عَاقِدَاتِ العَزَائِمِ (¬6) (709 - 229) وقال عنترة: ¬
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعةَ أنَّني ... أغْشى الوَغى وأعِفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ (¬1) (710 - 230) وقال زهير: ومنْ لا يُصانِعْ في أُمورٍ كثيرة ... يُضَرَّسْ بأنيَابٍ ويُوطَأْ بِمَنْسِمِ (¬2) (711 - 231) وقال الفرزدق: وما أحدٌ كانَ المنايا وَراءهُ ... وإن عاشَ أيامًا طِوالًا بسَالِمِ (¬3) (712 - 232) وقال المتلمس: لِذِي الحِلْمِ قَبْلَ اليومِ ما تُقْرَعُ العصا ... وَمَا عُلِّمَ الإنسانُ إلا لِيَعْلَمَا (¬4) (713 - 233) وقال حميد بن ثور: أرَى بَصَرِي قد رَابَني (¬5) بعدَ صِحَّةٍ ... وحَسْبُكَ داءً أن تصِحَّ وتسْلَما (¬6) (714 - 234) وقال حاتم الطائي: فنفسك أَكرمْها (¬7) فإنَّك إن تهُن ... عَلَيْك فلن تَلْقَى لها الدهرَ مُكْرِما (¬8) ¬
(715 - 235) وقال المتلمس: تَجَاوَزْ عَن الأدنينَ واسْتبقِ وُدَّهُمْ ... فَلَنْ تَسْتَطيعَ الحِلْمَ حتى تَحلَّما (¬1) (716 - 236) وقال كثير: ومَن يَبْتَدِع ما لَيسَ مِنْ خيم نَفْسِهِ ... يَدَعْه ويَغْلِبْهُ على النفسِ خِيمُها (¬2) (717 - 237) (718 - 238) (719 - 239) وقال العَزْرَمِيُّ (¬3): تَلْقَى اللَّبيبَ مُحَسَّدًا لم يَجْتَرمْ ... عِرْضَ الرِّجال وَعِرْضُهُ مَشْتومُ حَسَدُوا الفتى إذ لم يَنالوا سَعْيَهُ ... فالناسُ أعداءٌ لهُ وخُصومُ كضرائر الحسناء قلْنَ لِوَجْهها ... حَسَدًا وبغيًا: إنه لذميمُ (¬4) ¬
الفصل التاسع
الفصل التاسع
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (720 - 241) روى سعيد عن قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه" (¬1). (721 - 242) روى مصعب بن منظور على عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اليدُ العليا خيرُ من اليدِ السُفلى" (¬2). (722 - 243) روى سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ: "استَشِر، فإن المستشيرَ مُعانٌ، والمستشار مؤتمن، واحذر الهوى؛ فإنه قائد الأشقياء" (¬3). (723 - 244) روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ¬
"من غشنا فليس منا، المكر والخديعة في النار" (¬1). (724 - 245) روى أبو سلمة عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خياركم خياركم للنساء" (¬2). (725 - 246) روى محمد بن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُقبل الدعاء (¬3) من قلب لاهٍ ولا غافل (¬4) " (¬5). (726 - 247) روى محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يدخلُ الجنة قاطعٌ" (¬6). (727 - 248) روى عطاءُ عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذكروا محاسنَ موتاكم، وكفّوا عن مساويهم" (¬7). ¬
(728 - 249) روى الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُلسَعُ المؤمنُ من جُحرٍ مرتين" (¬1). (729 - 250) روى سفيان -رحمه الله- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي ذر - رضي الله عنه -: "ألا أدلك على أحب أمريك إلى الله -عز وجل-، وأهون على البدن؟ " قلت: بلى، قال: "عليك بالصمت وحسن الخُلُقِ؛ فإنك لن تلقى الله بمثلهما" (¬2). (730 - 251) روى أبو الرجال عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أكرم شاب شيخًا لكبر سنه إلا قيض الله له من يكرمه لكرامته" (¬3). ¬
(731 - 252) روى مصعب بن منظور عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شر العمى عمى القلب، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله -عز وجل-" (¬1). (732 - 253) روى جابر عن سمرة عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا خطيبًا فقال: "من أحب أن ينال بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلُوَنَّ رجل بامرأة؛ فإن ثالثهما الشيطان" (¬2). (733 - 254) روى أبو صالح عن جبلة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كن ورعًا تكُن أعبدَ الناس، وارضَ بقسم الله تكن أرضى الناس، وأحسن جوار من جاورك تكن مؤمنًا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا" (¬3). (734 - 255) روى أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع ¬
الرضا (¬1)؛ فمن كان سريع الغضب سريع الرضا فإنها بها، ألا إن شر التجار من كان سيئ الطلب سيئ القضاء، وإن خير التجار من كان حسن الطلب حسن القضاء؛ فإن كان حسن الطلب سيئ القضاء فإنها بها، ألا أن لكل غادر لواءً يُعرف به" (¬2). (735 - 256) روى معاوية بن سُويد عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، وتشميت العاطس، ونصر المظلوم، وإبرار القسم. ونهانا عن الشرب في الفضة، وعن التختم بالذهب، وعن ركوب المياثير، ولباس الحرير والقسي والديباج والإستبرق" (¬3). (736 - 257) روى سعيد بن المسيب عن صهيب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما آمن بالقرآن من استحل محارمه" (¬4). ¬
(737 - 258) روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنما يدخُل الجنة من يرجوها، وإنما يُجنب النار من يخشاها، وإنما يُرحم من يَرحَم، ولا يرحم الله من لا يرحم الناسَ" (¬1). (738 - 259) روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الأخلاق بيد الله تعالى، فمن شاء أن يمنحه منها خلقًا صالحًا فعل" (¬2). (739 - 260) روى محمد بن عبد العزيز عن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ذنبان لا يغفران، ويعجل لصاحبهما العقوبة: البغي وقطيعة الرحم" (¬3). (740 - 261) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لا توسع المجالس إلا لثلاثة: لذي علم لعلمه، وذي سلطان لسلطانه، وذي سن لسنه" (¬4). ¬
(741 - 262) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما بلغكم عني من حديث فظنوا به الذي هو أهدى وأهيأ (¬1) وأتقى، ولا أقول إلا ما يعرف ولا ينكر" (¬2). (742 - 263) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أخوف ما أخاف على أمتي: زلات العلماء، وميل الحكماء، وسوء التأويل" (¬3). (743 - 264) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يأتي على الناس زمان يظرف فيه الفاجر، ويقرب فيه الماجن، ويعجز فيه المنصف، وتكون الأمانة مغنمًا، والصدقة مغرمًا، والأمارة استطالة على الناس" (¬4). (744 - 265) روى أبو سلمة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اكلفُوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يَملُّ حتى ¬
تملُّوا، وإن أفضل العمل أدومُهُ وإن قل" (¬1). (574 - 266) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أعوذ بالله من جار عينه تراني، وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة سترها، وإن رأى سيئة أظهرها" (¬2). (746 - 267) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "مَنْ عامَلَ الناسَ فلم يظلمهُم، وحدَّثَهُم فلم يكذبهُمْ، ووَعَدَهُم فلم يُخْلِفَهُم، فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته" (¬3). (747 - 268) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من أُعطيَ فشكر، ومُنع فصبر، وظُلم فغفر، وظَلَمَ فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (¬4). (748 - 269) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "طُوبى لِمَن أنفقَ الفضلَ من مالِهِ، وأمسكَ الفضلَ من قولهِ، ووَسِعَتْهُ السُّنَّةُ ولم يَعْدُها إلى بِدْعةٍ، طُوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس" (¬5). ¬
(749 - 270) روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ليس الواصل من وصل من وصله، وإنما الواصل من وصل من قطعه، وأعطى من حرمه، وعفا عمن ظلمه" (¬1). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (750 - 241) رُبَّ لازمٍ لعَرْصَته (¬1) قد فاز ببغيته. (751 - 242) رُبَّ عاجل لَذة، قد أعقبت طول حَسْرة (¬2). (752 - 243) رُبَّ مغْبُوطٍ بمسّرة وهي داؤُهُ، ومَرْحومٍ من سقمٍ هو شفاؤُهُ (¬3). (753 - 244) رُبَّ صديق أودُّ من شقيق (¬4). (754 - 245) رُبَّ حظٍ أدركهُ غير جَالبه، ودَرٍّ (¬5) أحرزهُ غير حَالِبه (¬6). (755 - 246) رُبَّ مُسْتَسْلمٍ سَلِمَ، ومُتَحرِّز نَدِمَ (¬7). (756 - 247) رُبَّ عناءٍ خير من دَعة، وضيقٍ أفضلُ من سعة (¬8). (757 - 248) رُبَّ صديق يُؤتَى من جَهلِهِ لا من نِيَّتِهِ (¬9). ¬
(758 - 249) رُبَّ مَلومٍ ولا ذنب له، ورب لائم ملوم (¬1). ومن غير هذا النوع (759 - 250) من المحَال مجادلة ذوي المِحال (¬2)، ومِنَ الجهل صحبة ذوي الجهل (¬3). (760 - 251) من الشريعة إجلال أهل الشريعة (¬4). (761 - 252) من أوكد الأسباب رَحْمَة الجهال. (762 - 253) من وهن الأمر إعلانُه قبل إحكامه (¬5). (763 - 254) من تركيب الإنسان السَّلوة (¬6) عن المصائب. (764 - 255) من علامة الإقبال اصطناع الرجال (¬7). (765 - 256) من أعجب العجب إدراك العاجز. (766 - 257) من فوطات العجز ترك الأفضل وهو مباح (¬8). ¬
ومن غير هذا الجنس (767 - 258) القلم أحد اللِّسانيْن (¬1). (768 - 259) الدار أحد النَّسيبَيْن (¬2). (769 - 260) قلة العيال أحدُ اليسارَين (¬3). (770 - 261) الحِمْية إحدى العِلَّتَيْن (¬4). (771 - 262) مستمع الغيبة أحد المغتابِيْن (¬5). (772 - 263) بَذلُ الجاه أحد الحِباءَيْن (¬6). (و) حُسن المنع أحد البذلين (¬7). (773 - 264) السؤال عن الصديق أحد اللِّقاءَيْن (¬8). (774 - 265) العُسر أحد الغربتين (¬9). (و) اليسار أحد الوطنين (¬10). ¬
(775 - 266) العدة أحد العطاءَيْن (¬1). (و) المطل أحد المنعين (¬2). (776 - 267) السلامة إحدى الغنيمتين (¬3). (777 - 268) القرض إحدى الهبتَيْن (¬4). (و) الدعاء إحدى الصدقتين. (778 - 269) العزل أحد الطلاقين (¬5). (779 - 270) روى ابن عائشة (¬6) أن علي بن أبي طالب قال لابنه الحسن -رضي الله عنهما-: يا بني، ما السداد؟ قال: دفع المنكر بالمعروف. قال: فما السؤدد؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال. ¬
قال: فما المجد؟ قال: تعطي في الغْرم، وتعفو عن الجرم. قال: فما اللوم؟ قال: قلة الندى والنطق بالخنا. قال: فما الشحُّ؟ قال؛ أن ترى قليل ما ينفق سرفًا، وما وصلت به تلفًا. قال: فما الجُبْن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال: فما الزهد؟ قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا. قال: فما القناعة؟ قال: الرضى باليسير والتجزي بالحقير. قال: فما الغفلة؟ قال: ترك المرشد وطاعة المُفسد. قال: فما السَّفَهُ؟ قال: اتباع الدُّناةِ ومُصاحبة الغواة (¬1). (780 - 271) وقال (¬2) علي - رضي الله عنه -: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا مال أعْودُ من العَقْلِ، ولا وحدةَ أوحشُ من العُجْبِ، ¬
ولا عَقْلَ كالتدبير، ولا كَرَمَ كالتَّقوى، ولا قرينَ كحُسنِ الخُلُقِ، ولا ميراثَ كالأدبِ، ولا شرفَ كالعِلْمِ، ولا قائد كالتوفيق، ولا تِجارةَ كالعملِ الصالح، ولا ربح كثواب الله تعالى، ولا وَرعَ كالوقوفِ عند الشُّبْهَةِ، ولا زُهْدَ كالزُّهدِ في الحرامِ، ولا عِبادة كأداء الفرائض، ولا عِلمَ كالتَّفكُّرِ، ولا إيمانَ كالحياء، ولا حَسَبَ كالتَّواضُعِ، ولا مُظَاهَرةَ أوثَق مِنَ المُشاوَرةِ (¬1)، احفظ الرأس وما حوى، واحفظ البطن وما وعى، واذكر الموت وطول البلى. ¬
الشعر
الشعر (781 - 240) (782 - 241) قال أبو قلابة (¬1) (وهو أقدم من قال الشعر من هذيل): إنَّ الرشادَ وإن الغَي في قَرَنِ ... بكُلِّ ذلك يأتيكَ الجَديدانِ لا تأمَنَنَّ وإن أصبحتَ في حَرَمٍ ... أنَّ المنايَا بجَنْبَتي كُلِّ إنسانِ (¬2) (783 - 242) وقال آخر (¬3): من يَفعلِ الحسنات اللهُ يشكُرُها ... والشَّرُّ بالشَّرِّ عند اللهِ مثلانِ (784 - 243) وقال صخر بن عمرو (¬4): أهُم بأمرِ الحزمِ لو أستطيعُه ... وقد حِيلَ بين العَيْرِ والنَزَوانِ (¬5) ¬
(785 - 244) وقال آخر: لَعَمْرِي لقد أنبَهْتُ مَنْ كان نائمًا ... وأسمعتُ مَنْ كانتْ له أُذُنَانِ (¬1) (786 - 245) وقال الفرزدق: لا تأمَنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعارَهَا ... كَضَبةَ إذْ قالَ: الحديثُ شُجُونُ (¬2) (787 - 246) وقالت فاطمة الخَثْعَمية (¬3): وما كل ما يحوي الفتى من تلادة ... لحزْم ولا ما فاته لتوَانِ (¬4) (788 - 247) وقال ابن مقبل: سَأتْرُك لِلظنِّ ما بَعْدَهُ ... ومَنْ يَكُ ذا إرْبَةٍ يَسْتَبينْ (¬5) ¬
(789 - 248) وقال آخر: إن من جرَّب الأُمورَ فلن ... يُلدغَ من جُحْرِ حَيًّةٍ مَرَّتَين (790 - 249) وقال آخر: لَن يَرْجع الشيخ في شَبِيبتِهِ ... أو يُنتج الضَّبُّ في الفلا نونا (¬1) (791 - 250) وقال آخر: وكنتُ إذا لم ألقَ شيئًا أُحِبُّهُ ... غَضِبتُ (¬2) فقال الدَّهر سَوفَ تلينُ (792 - 251) وقال آخر: ما أقتلَ الحرصَ في الدنيا لطَالِبِه ... واسمَجَ الكِبرَ من صُنْع ومن شين (¬3) (793 - 252) وقال آخر: لا أركبُ الأمر تُردِيني عواقبُهُ ... ولا يُعاب به عِرضي ولا ديني (¬4) (794 - 253) (795 - 254) وقال آخر: شيئان يَعجَزُ ذو الرِّياسة (¬5) عنهُما ... رأي النساءِ وإمرةُ الصِّبيان أما النِّساءُ فَميْلُهُنَّ إلى الهوى ... وأخُو الصبا يجري بكل عِنَان (¬6) (796 - 255) وقال أبو الطَّمَحان (¬7): ¬
إذا كان في صدر ابنِ عَمِّكَ إحْنَة ... فلا تَسْتَثرْها سوفَ يبدو كمينُها (¬1) (797 - 256) وقال أسَدُ بن ناعِصَةَ التنوخي: فَلَمْ أرَ كالأيامِ للمرء واعظًا ... ولا كَصُروف الدهر للمرء هاديًا (798 - 257) وقال أفنونُ التغلبي (¬2): لَعُمْرُك ما يدري الفتى كيف يتَّقي ... إذا هُوَ لم يجعلْ له اللهُ واقيًا (¬3) (799 - 258) وقال طرفةُ بن العبدِ: وأحسِنْ فإن المرءَ لابُدَّ مَيِّتٌ ... وإنك مجزيُّ بما كنت ساعيا (800 - 259) (¬4) وقال النابغةُ الجعديُّ: فتىً تمَّ فيه ما يسُرُّ صديقَهُ ... على أنَّ فيه ما يسُوءُ الأعاديا (¬5) (801 - 260) وقال طرفة بن العبد: ¬
ولا تُرين الناس إلا تجمُّلًا ... وإن كنت صِفْرَ الكفِّ طاويًا (802 - 261) وقال أيضًا (¬1): ولِلجار حقٌ فاحترس من أذاته ... وما خيرُ جارٍ لا يزال مؤاذيًا (¬2) (803 - 262) وقال أيضًا (¬3): وعِرضُكَ صُنْهُ لا تُعرِّض لفاحِشٍ ... فإن لقولِ الفُحشِ والسوء (¬4) واعيًا (804 - 263) (805 - 264) وأنشدَ ابن دُرَيد عن الرَّقاشِي (¬5): لَيس الكريمُ بمن يُدَنسُ عرضَه ... ويَرى مروءته تكرُّم من مضى حتى يَشيدَ بناءَهُم ببنائه ... ويُزينَ صالح ما أتَوه بما أتى (806 - 265) وقال أبو عَرُوبة (¬6): إنَي وإن كان ابن عميَ واغِرًا (¬7) ... لَمُزَاحِمٌ من خَلْفِهِ وورائهِ (807 - 266) وقال سُحَيْمُ بن الأعرفِ (¬8): ¬
وما جِئْناكَ مِنْ عَدَمٍ ولكنْ ... يَهَشُّ إلى الإمارة من رَجَاها (¬1) (808 - 267) وقال عبد الله بن معاوية الجعفري (¬2): قدْ يُرزقُ المرءُ لا مِنْ حُسْنِ حيلته ... ويُصرفُ الرزقُ عن ذي الحيلة الدّاهي (809 - 268) (810 - 269) وقال الأفوه الأُودي: أضحتْ قرينَةُ قد تغيَر بشْرُها ... وتجهَّمتْ بتحيةِ القَوْمِ العُدى ألوَتْ بأصْبُعِها وقالت إنما ... يكفيك مما لا ترى مَا قد ترى (¬3) ¬
الفصل العاشر
الفصل العاشر
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آداب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (811 - 272) روى سعيد بن جُبَيْر عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَيْس الخبر كالمعاينة" (¬1). (812 - 273) روى أبو الأحمس عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ثلاثة يَشنُؤهم الله تعالى: الفقيرُ المختالُ، والبخيلُ المنانُ، والبَيِّعُ الحلافُ" (¬2). (813 - 274) روى أبو جعفر (¬3) عن سعيد بن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن لهذا القرآن شِرَّةً (¬4)، ثم للناس عنه فترةٌ، فمن كانت فترتُهُ إلى القصد فنعمّا هي، ومن كانت فترته إلى الإعراض فأولئك بُورٌ" (¬5). ¬
(814 - 275) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الناسُ بزمانهم أَشبهُ منهم بآبائهم" (¬1). (815 - 276) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما عال مُقْتصِدٌ" (¬2). (816 - 277) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صنائع المعروف تقي مصَارع السوءِ" (¬3). (817 - 278) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الشَّدِيدُ مَنْ مَلَكَ نَفْسَهُ" (¬4). (818 - 279) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ينبغي لذي الوَجْهَيْن أَن يكون عند الله وجيهًا" (¬5). ¬
(819 - 280) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هلَكَ امرؤٌ عَرَفَ قدره" (¬1). (820 - 281) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يَعْنيه" (¬2). (821 - 282) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عِدَةُ المؤمن كأَخذٍ بيد" (¬3). (822 - 283) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العِدَةُ عطيَّهٌّ" (¬4). (823 - 284) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يُلْسَع المؤمن من جحر مرتين" (¬5). (824 - 285) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَؤوي الضَّالَّةَ إلا ضالُّ" (¬6). ¬
(825 - 286) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره" (¬1). (826 - 287) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من كف غضبه وقاه الله عذابه" (¬2). (827 - 288) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من تشبَّه بقوم فهو منهم" (¬3). (828 - 289) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "شرُّ المعذرة عند حضور الموت" (¬4). (829 - 290) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخلقُ كلُّهُمُ عيالُ الله، وأَحبُّ خلق الله إِليْه أَحسَنُهم صنيعًا إِلى عياله" (¬5). ¬
(830 - 291) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اجْتَهِدوا في العمل، فإن قَصّرْتُمْ فكفوا عن المعاصي" (¬1). (831 - 292) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا أَدلُّكُم على شيءٍ يحبه الله ورسوله؟ " قالوا: بلى، قال: "التغابن للضعيفَة" (¬2). (832 - 293) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تضايقت المجالس فبين كل كريمَتين مجلسُ" (¬3). (833 - 294) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الدال على الخير كفاعله" (¬4)، رواه الأَعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري. (834 - 295) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجعلوا ظهور دوابكم مجالس" (¬5). (835 - 296) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخير بالسيف، والخير في السيف (¬6)، والخير ¬
مع السيف (¬1) ". (836 - 297) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "احذرْ ممنْ تثقُ به كأَنك تحذرُ ممن لا تثقُ به" (¬2). (837 - 298) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خصلتان ليس فوقهما من الخير شيء: الإيمان بالله، والنفع لعباد الله" (¬3). (838 - 299) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُعْجِزُوا بالدعاء" أي لا تجعلوه غُرمًا في المسألة (¬4). (839 - 300) قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أَسرعُ الدُّعاء إِجابةً، دعوة غائبٍ لغائب" (¬5). ¬
أمثال الحكماء
أمثال الحكماء (840 - 271) قال أَكثم بن صَيفي: الكرمُ حُسْنُ العَطِيَّة، واللُّؤم سوء التغافل (¬1). (841 - 272) وحكى الأصمعي عن بعض حكماء العرب أَنَّه قال لبنيه (¬2): يا بني: أَظهروا النسك؛ فإِن رأَى الناس أَحدكم بخيلًا قالوا مقتصد لا يحب السَّرف، وإن رأَوه عَيِيًّا، قالوا: كره أَن يتكلم بما لا يعنيه، وإِن رأوه جبانًا قالوا: لا يَقدمُ على الشُّبهة. (842 - 273) وقال أَبو العَيْنَاء (¬3): كان يقال: من ثقُلَ على صديقه خَفَّ على عدوه، ومن أَسرع إِلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون (¬4). (843 - 274) وقال بعض حكماء العرب: لا تيأَسَنَّ من الزمان وإن مَطَلَ آمَالكَ؛ فإِن جميع من يُعطيه، يعطيه (¬5) ما أَولي فبعد تعذر آتاه. (844 - 275) وقال آخر: من لم يرض بالقضاء فليس لحمقه دَوَاء. ¬
(845 - 276) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: مَنْ بالَغَ في الخصومة ظلم، ومن قصَّرَ فيها، ظُلِمَ، ولا يستطيع أَنْ يَتَّقِي الله من خاصم (¬1). (846 - 277) وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: لا يكون الرجلُ عالمًا حتى لا يَحْسد مَن فوقه، ولا يَحْقِر مَن دونه، ولا يأْخذ على عمله أَجرًا (¬2). (847 - 278) وقال علي بن أَبي طالب - رضي الله عنه -: كَدَرُ الجماعةِ خير من صفو الفرقة (¬3). (848 - 279) وقال الحسن - رضي الله عنه -: إِن من علامة المؤمن قوةٌ في دين، وحَزمًا في لين، وإِيمانًا في يقين، وحكمًا في علم، وكسْبًا في رفق، وإِعطاء في حق، وقصدًا في غنى، وغنى في فاقةٍ، وإحسانًا في قدرة، وطاعة في نصيحة، وتورعًا في رغبة، وتعففًا في جَهْد، وصبرًا في شدة، ويكون في المكاره صبورًا، وفي الرخاء شكورًا. (849 - 280) وقال هشام بن عبد الملك: إِنا لا نعطي تبذيرًا، ولا نمنعُ تقتيرًا، وإِنَّما نحنُ خزَّانُ اللهِ، فإِذا أَحبَّ أَعطينا، وإِذا كره أَبَيْنا، ولو كان كل قائل يصدق، وكل سائل يستحق، ما جَبَهْنا قائلًا، ولا رَدَدْنا سائلًا. (850 - 281) وقال سفيان الثَّوري (¬4) -رحمه الله-: المؤمن إِذا وعظ لم ¬
يعنف، وإِذا وُعِظَ لم يأَنف. (851 - 282) وقال جعفر بن محمد (¬1): كفاك من الله نصرًا أَن ترى عدوك يعصي الله فيك (¬2). (852 - 283) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: إن المؤمن أَخذ من الله تعالى أَدبًا حسنًا، إذ أوسع عليه وَسعَ، وإذا أَمسك عليه أَمسك (¬3). (853 - 284) سمع الحسن رجُلًا يقول: الشحيح أَعذر من الظالم. فقال: ثكلتك أُمك وهل الشحيح إِلا ظالم (¬4). (854 - 285) وسمع مجاشع الربعي رجلًا يقول: الشحيح أَعذر من الظالم، فقال: إن شيئين خيرهما الشح، لناهيك بهما شرًا (¬5). (855 - 286) وقال عبد الله بن المبارك (¬6) -رحمه الله-: إِن لم تصلح على ¬
تقدير الله -عز وجل-، لم تصلح على تقديرك لنفسك. (856 - 287) وقال الحسن البصري -رحمه الله-: إذا أردتم أن تعلموا من أين أصاب الرجل المال؛ فانظروا فيما ينفقه؛ فإن الخبيث ينفق في السرف. (857 - 288) وقال مِسْعَر (¬1) -رحمه الله-: ما نصحت أَحدًا قط إِلا وجدته يفتش عن عيوبي (¬2). (858 - 289) وقال مطرف (¬3) -رحمه الله-: عقول الناس على قدر زمانهم (¬4). (859 - 290) وقال: لولا أَن الله -عز وجل- طأْطأَ ابن آدم بثلاث، ما أَطاقه شيء: المرض، والموت، والفقر، وإِنهن فيه وإنه لَوثّاب (¬5). ومن غير هذا النوع (860 - 291) مَنْ سَره بنوه، ساءته نفسه (¬6). ¬
(861 - 292) مَنْ أَخْطَأَهُ سَهْمُ المَنِية قَيَّدهُ الهَرَمُ (¬1). (862 - 293) مَنْ كثر صوابه لم يُطرح لقليل الخطأَ (¬2). (863 - 294) مَنْ ترك المعالي لم ينلْ جسيمًا (¬3). (864 - 295) من أَبطرته النعمة وقرهُ زوالها (¬4). (865 - 296) مَنْ قل سروره ففي الموت راحته. (866 - 297) من لم يظن (¬5) بالمودة كثر غفرانه للذنوب. (867 - 298) من طمع أَن يذهب عن الناس عيبُه فقد جهل (¬6). (868 - 299) مَنْ لم يعرف الموارد كان بالمصادر أَجهل (¬7). (869 - 300) مَنْ شارك السلطان في عز الدنيا، شاركه في ذل الآخرة (¬8). ¬
الشعر
الشعر (870 - 270) (871 - 271) قال عَدِيٌّ بن زيد (¬1): القَوْمُ أَشْبَاهٌ وبينَ حُلومِهِمْ ... بَوْنٌ كذاك تفاوُتُ (¬2) الأَشْيَاءِ كالبرْقِ منه وابِلٌ مُتبَلِّغ ... جَوْدٌ، وآخَرُ ما يجودُ بماءِ (¬3) (872 - 272) (873 - 273) وقال الرَّبِيعُ بن أَبي (¬4): وَكُلُّ شَدِيدةٍ نَزَلَتْ بِقَوْمٍ ... سَيَأَتي بَعْدَ شِدَّتها رَخَاءُ يُريدُ الْمرْءُ أَن يُعطى مُناهُ ... وَيَأْبى اللهُ إِلا ما يَشَاءُ (¬5) (874 - 274) وقال الفرزدق: ¬
وَإني لأخشى إِنْ خَطَبْتَ إِلَيْهمُ ... عَلَيكَ الذي لاقى يَسارُ الكوَاعِبِ (¬1) (875 - 275) وقال حميد بن ثور: فَلا (¬2) يُبْعِدِ اللهُ الشَبَابَ وَقَوْلَنَا ... إِذَا مَا هفونا هَفْوَة سَنَتُوبُ (¬3) (876 - 276) وقال كثير: لكالمُرتجي ظلَّ الغمامةِ كلَّما ... تَبَوَّأَ منها للمقيلِ اضمَحَلَّتِ (¬4) (877 - 277) وقال ذو الرمة (¬5): وإِن تجمع الأيَامُ ما في بينَنَا ... فلَا ناشِر سواء ولا مُتعَبُ (878 - 278) وقال عبد بني الحَسْحَاس (¬6): أَشَوْقًا ولَمَّا تَمْض لي (¬7) غيرُ ليلَةٍ ... فكيف إِذا سارا المطيُّ بنا شَهْرا (¬8) ¬
(879 - 279) (880 - 280) وقال آخر: ومَن يُبق مالًا عُدَّة وضَنَانَةً ... فلا الشُّحُّ مُبْقيهِ ولا الدَّهْرُ وافرُهُ ومَن يكُ ذا عُوْد صَليبٍ يُعِدُّهُ ... لِيكْسِرَ عُود الدهْرِ فالدَّهرُ كاسِرُهُ (¬1) (881 - 281) وقال أَبو الخزاعي: لسَانُكَ لي حُلْوٌ ونَفْسُكَ مُرَّةٌ ... وخَيْرُك كالمراعاةِ في الجَبَل الوعْرِ (¬2) (882 - 282) وقال معقر بن حمار (¬3): فأَلقَتْ عَصاها واستقرَّتْ بها النَّوى ... كما قَرَّ عينا بالإِيابِ المسافرُ (¬4) (883 - 283) وقال أَيضًا: إِذا كان الأميرُ خَصيمَ قومٍ ... فلم (¬5) يَعْدلْ فقد فَلجَ الأَميرُ (884 - 284) (885 - 285) وقال الخليل (¬6): اعمل بقولي وإِن قَصَّرْتُ في عَمَلي ... ينفَعكَ قَولي ولا يَضْرُرْك تَقْصيري (¬7) انظر (¬8) لنفسك فيما أَنْتَ فَاعِلُهُ ... مِنَ الأمورِ وشَمرْ فوقَ تشميري ¬
(886 - 286) وقال آخر: أَلَم تَر أَنَّ سَيْرَ الخيْر رَيْثُ ... وأَن الشَّرَّ راكبهُ يطيرُ (¬1) (887 - 287) وقال آخر: متى تفكر في الزمان وصرفه (¬2) ... تقل: لَعِبٌ هذا ولَيْسَ بلاعِبِ (888 - 288) وقال عُبَيْدُ بن أَيوب (¬3): ألَمْ تَرَ أَنَّ الأرْضَ وهي عَرِيضَةٌ ... على الخائِفِ المطلوبِ أَضْيَقُ مِن القبر (889 - 289) وقال الفرزدق: يفرُّ من المنيّةِ كلُّ حَيٍّ ... ولا يُنْجي من القَدَرِ الحَذارُ (890 - 290) وقال زُفَر بن الحارث الكِلابيّ (¬4): وقد يَنْبُتُ المَرْعَى على دِمَنِ الثَرى ... وتبقى حَزازَاتُ النُفوس كما هِيَا (¬5) ¬
(891 - 291) وقال عمرو بن برَّاقة الهَمْدَاني: مَتى تَجْمعِ القلبَ الذكيَّ وصارمًا ... وأَنْفًا حَمِيًّا تَجْتَنِبْكَ المظالِمُ (¬1) (892 - 292) وقال قيس بن الخطيم: ومن عادة الأيام أنّ خطوبها ... إذا سُرَّ منها جانب ساء جانب (¬2) (893 - 293) وقال الزبرقان بن بدر: هَلْ في بِلادِك ذاكَ مِنْ عِظَةٍ ... إِنْ كانَ سَمْعُكَ غَير ذي وَقْرِ (¬3) (894 - 294) (895 - 295) وقال ضابئ بن الحارث: ورُبَّ أَمور لا تُضِيرُكَ ضَيْرَةً ... وللقلبِ من مَخشَاتِهِنَّ وَجيبُ (¬4) ولا خَيْرَ فيمنْ يُوَطِّنُ نفْسَهُ ... على نائِبَاتِ الدّهْرِ حين تنوبُ (¬5) (896 - 296) وقال نهشل بن حَرِّيّ (¬6): ¬
فصبر جميل إِنَّ في اليأس راحةً ... إِذا الغيثُ لَمْ يُمْطِرْ بلادَكَ ماطِرُهُ (897 - 297) وقال كثير عزة: إِذا قلَّ مالي زادَ عِرْضي كرامة ... علي وَلَمْ أَتْبَعْ دَقائق المطاعِمِ (¬1) (898 - 298) وقال آخر: مِنَ النَّاس مَنْ يغشى الأَباعِدَ نَفْعُهُ ... وَيَشْقَى به حتى المَمَاتِ أَقارِبُهُ (¬2) ¬
خاتمة
فصل (¬1) (899 - 299) خبر يجمع أَمثالًا: دخل عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - على عائشة -رضي الله عنها-، وعندها مروان بن الحكم (¬2) فتحدثت به، وقالت: لقد أَجاد لبيد حيث يقول: وما المرْء إِلا كالشِّهاب وَضَوْئهِ ... يحولُ رَمادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ (¬3) فقال ابن الزبير: لو شئتُ لقلتُ ما هو خير منه، فقال: وَفَوِّضْ إِلى الله الأُمور إِذا اعْتَرَتْ ... وباللهِ لا بالأَقْرَبينَ فَدافِعِ فقال مروان: أَفلا تقول: وفوض إِلى الرحمن أَمْرَكَ إِنَّهُ ... سَيَكفيكَ، لا يَسْبَع برأَيك سَابِعُ فقال ابن الزبير: أَفلا تقول: وللخَيْرِ أَهلٌ يُعْرَفونَ بِهَدْيِهِمْ ... إِذا اجْتَمَعَتْ عند الخطوب المجامِعُ فقال مَروان: أَفلا تقول: وللخَير أَهل يعرفون بِهَدْيِهمْ ... إِذا جَمعتْهُم في الحقوقِ المجامِعُ فقال ابن الزبير: أَفلا تقول: وللشَّرِّ أَهل مُلْبسونَ ثيابَه ... عليهم سرابيل له وبَراقِعُ فقال مروان: أَفلا تقول: وللشَّرِّ أَهلٌ تُشيرُ إِليْهِمُ ... على كل حالٍ بالأَكُفِّ الأَصابعُ ¬
فقال ابن الزبير: أَفلا تقول: وَفينا أَناسٌ .. وارتج عليه، فقال مروان: أَفلا أَجيزه عليك؟ فقال: هات، وما أَراك تفعله، فقال مروَان: وَفينا أُناسٌ لا تُرَ عليهم إِذا ... استدعوا أخرى الليالي الوَدائع وإِن شئت قلت: وَفينا أُناسٌ يَطْلُبونَ تقرُّبًا ... بديِنهِم الدُّنْيا، وتِلْكَ فجائِعُ (¬1) وإِن شئت قلت: وَمَنْ يَشأ الرَّحْمنُ يَخْفِضْ بِقَدْرِهِ ... وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَرْفَعِ اللهُ رافعُ أفوض الدفاع (¬2) إِلى الله وَحْدَه ... وَلَيْسَ لما لا يَدْفَعُ اللهُ دافِعُ ولا يستوي عبدان مُكَلَّم (¬3) ... معتلُّ (¬4) لأَرحام الأَقارب قاطع إِذا المرءُ جافى جَنْبَهُ عَنْ فراشِهِ ... يَبيتُ يُناجي رَبَّهُ وَهْوَ راكعُ فداوِ ضميرَ القَلْبِ بالبِرِّ والتُّقى ... فما يستوي قلبان: قاسٍ وخاشِعُ (900 - خاتمة) في أَدْعِيَةٍ بليغةٍ ومعانٍ بَديعةٍ: الدعاء: تفويض الأَمر إِلى الله تعالى في كشف الشدائد، ونيل الرغائب (¬5)، يصدر عن قُوة دين، وَحُسن يقينٍ، يُفضيان إِلى طاعة الراجي وخضوع اللاجئ، وحصن المناجي، فتؤكد الوسيلة أَسبابها، وتفتح الإِجابة أَبوابها. ¬
(¬1) وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال: "مَنْ لَزِمَ الدعاءَ جعل الله لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه من حَيْثُ لا يَحْتسِبُ" (¬2). وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أَنه قال: "إِذا فَتَحَ الله على عبده الدعاءَ، فليدعُهُ بهِ يستجيب له" (¬3). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "دَاوُوا مَرضاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وحَصنوا أَموالكم بالزكاة، واستقبلوا البلاءَ بالدعاءِ" (¬4). وقيل: الدعاء معتبَرٌ بصحَّةِ القَصْدِ، وإجابته مرجوة بالإِخلاص. ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم -: ما روته أُم سَلَمةَ قالت: كان رسول - صلى الله عليه وسلم - يقول إِذا أَصبح: "اللهُمَّ إني أَسأَلُكَ عِلْمًا نافِعًا، ورِزْقًا طيبًا، وعملًا متقبلًا" (¬5). ومن المروي عنه - صلى الله عليه وسلم - ما رواه شداد بن أَوس قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذا كنز الناس الذهب والفضة، فأَكثروا من هؤلاء الكلمات: اللَّهم إِني ¬
أَسأَلك الثبَاتَ في الأَمر، والعزيمةَ في الرُّشْدِ، وأسأَلُكَ حسن عبادتِك، وأَسألُكَ قَلبًا سليمًا، ولسانًا صَدوُقًا، وأَسأَلُكَ من خَير ما تعلمُ، وأَعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلمُ، إنك أَنتَ علام الغيوب" (¬1). وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أَعوذُ بكَ منْ حلول نقمتك، وزَوال نعمتك، وتحويل عافيتك" (¬2). ورُوي عن ابن عباس - رضي الله عنه - أَنه دعا، فقال: "اللَّهم إنا نحب طاعتك، وإِن قصرنا فيها، ونكره معصيتك وإِن ركبناها، اللَّهم تفضل علينا بالجنة وإِن لم نكن لها أَهلًا، وأَعذنَا من النار وإِن استوجبناها، اللهم إِنا نخافُ أَن يضطرنا المَعاش إِلى ما تكره من الأعمال، فاكفنا تبعات الدنيا وفتنتَها وعوارِضَ بَليَّتِها". وروى سفيان الثوري قال: رأَيت جعفر بن محمد -عليهما السلام- مستلقيًا على ظهره بعرفات لعلة به وهو يقول: "اللَّهم إِني أَطعتك بفضلك فلك المنَّة". آخر الكتاب والحمد لله على نعمه حمدًا يرضاه ويوجب الزلفى إليه، وصلواته على خِيرَتهِ من خلقِهِ محمد وآله وصحبه حسبنا الله ونعم الوكيل ¬
فهرس مصادر التحقيق والدراسة
فهرس مصادر التحقيق والدراسة (أ) * أبيات الاستشهاد: لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الرازي، المتوفى 395 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، سلسلة نوادر المخطوطات، المجموعة الثانية، 1371 هـ- 1951 م. * الإتقان في علوم القرآن: لجلال الدين السيوطي، المتوفى 911 هـ، المكتبة الثقافية، بيروت، لبنان، دون تاريخ. * أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، عن أحاديث المصابيح، ملحق بالجزء الثالث من مشكاة المصابيح: للخطيب التبريزي بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ- 1979 م. * الأحكام السلطانية والولايات الدينية: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، مطبعة الحلبي، القاهرة، الطبعة الثانية، 1386 هـ- 1966 م. * اختيار من كتاب الممتع في علم الشعر وعمله: لعبد الكريم النهشلي القيرواني، المتوفى 403 هـ، تقديم وتحقيق الدكتور منجي الكعبي، الدار العربية للكتاب، ليبيا - تونس، 1977 م. * الإخوان: لأبي عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي المتوفى 281 هـ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1409 هـ- 1988 م. * أدب الدنيا والدين: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، تحقيق مصطفى السقا، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الرابعة، 1398 هـ- 1978 م. * الأدب الصغير: لعبد الله بن المقفع، المتوفى 142 هـ، منشور ضمن رسائل البلغاء، لمحمد كرد علي، لجنة الترجمة والتأليف والنشر، القاهرة، 1954 م. * الأدب المفرد: لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى 256 هـ، تحقيق محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية، القاهرة، 1379 هـ - 1959 م. * إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل: لمحمد ناصر الدين الألباني بإشراف
محمد زهير الشاويش، 8 أجزاء، المكتب الإسلامي، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لأبي عمر بن يوسف بن عبد الله، المعروف بابن عبد البر، المتوفى 463 هـ، تحقيق علي محمد البجاوي، 4 أجزاء، مطبعة نهضة مصر، دون تاريخ. * أسد الغابة في معرفة الصحابة: لعز الدين علي بن محمد بن عبد الكريم، المعروف بابن الأثير، المتوفى 630 هـ، طبعة دار الشعب، القاهرة. * أسرار البلاغة: للعاملي (محمد بن حسين بن عبد الصمد)، المتوفى 1031 هـ، على هامش كتاب المخلاة له أيضًا، دار المعرفة، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام: لأبي جعفر محمد بن حبيب البغدادي، المتوفى 245 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، نوادر المخطوطات، المجموعة السادسة، الخانجي بمصر والمثنى ببغداد، 1374 هـ - 1954 م. * الأشباه والنظائر: للخالدين (أبي بكر محمد المتوفى 380 هـ، وأبي عثمان سعيد المتوفى 391 هـ، بني هاشم)، تحقيق الدكتور السيد محمد يوسف، مطبعة لجنة التأليف، مصر، 1965 م. * الاشتقاق: لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، المتوفى 321 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مؤسسة الخانجي، مصر، 1378 هـ - 1958 م. * الإصابة في تمييز الصحابة: لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، مكتبة المثنى بغداد، مصورة عن الطبعة المصرية الصادرة سنة 1328 هـ، ونسخة أخرى محققة بمعرفة علي محمد البجاوي، دار النهضة، مصر. * الأصمعيات: لأبي سعيد عبد الملك بن قريب، المتوفى 216 هـ، تحقيق أحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، 1967 م. * الإعجاز والإيجاز: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، مكتبة البيان بغداد، وصعب ببيروت، دون تاريخ. * الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين، والمستشرقين) لخير الدين الزركلي، المتوفى 1397 هـ، الطبعة الثالثة، بيروت، 1969 م.
* الإعلام بمناقب الإسلام: لأبي الحسن بن محمد بن يوسف العامري، تحقيق الدكتور أحمد عبد الحميد غراب، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1387 هـ - 1967 م. * الأغاني: لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسين، المتوفى 356 هـ، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية 1963 م، وأخرى طبعة التقدم سنة 1323 هـ. * ألقاب الشعراء ومن يعرف منهم بأمه: لأبي جعفر محمد بن حبيب، المتوفى 245 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، سلسلة نوادر المخطوطات رقم (7)، الخانجي بمصر والمثنى ببغداد، 1374 هـ - 1954 م. * أمالي القالي (الأمالي في لغة العرب): لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي، المتوفى 356 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، 1398 هـ - 1978 م. * أمالي المرتضى (غرر الفوائد ودرر القلائد): للشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي العلوي، المتوفى 436 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل، دار الكتاب العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1387 هـ - 1967 م. * الأمثال: لأبي عبيد القاسم بن سلام، المتوفى 224 هـ، تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش، من مطبوعات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بمكة المكرمة، دار المأمون للتراث، دمشق، 1400 هـ - 1980 م. * الأمثال العربية القديمة: لرودلف زلهايم، ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب، مؤسسة الرسالة، بيروت. * الأمثال في النثر العربي القديم: رسالة دكتوراه؛ لعبد المجيد عابدين، مكتبة مصر، 1956 م. * إنباه الرواة على أنباه النحاة: لعلي بن يوسف القفطي، المتوفى 646 هـ، طبع دار الكتب المصرية، 1369 - 1374 هـ. * الأنساب: للسمعاني، أبو سعيد بن عبد الكريم بن محمد، المتوفى 562 هـ، تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي، دار الجنان، بيروت، 1408 هـ - 1988 م.
(ب)
(ب) * بدائع السلك في طبائع الملك: لأبي عبد الله بن الأرزق، المتوفى 896 هـ، تحقيق الدكتور علي سامي النشار، من مطبوعات وزارة الإعلام العراقية، 1977 م. * البداية والنهاية: لابن كثير، المتوفى 774 هـ، مكتبة المعارف، بيروت، الطبعة الثانية، 1977 م. * البرهان في علوم القرآن: للإمام بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي، المتوفى 794 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة، بيروت، 1391 هـ - 1971 م. * البغية في ترتيب أحاديث الحلية: للسيد عبد العزيز بن محمد الصديق، دار القرآن الكريم، دون تاريخ. * بهجة المجالس وأنس المجالس وشحذ الذاهن والهاجس: لابن عبد البر، المتوفى 463 هـ، تحقيق الدكتور محمد مرسي الخولي ومراجعة الدكتور عبد القادر القط، جزءان، دارالكتاب العربي، مصر، 1967 - 1969 م. * البيان والتبيين: للجاحظ (أبي عثمان عمرو بن بحر) المتوفى 255 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي بمصر، والمثنى ببغداد، 1380 هـ - 1960 م. * البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف: لإبراهيم بن محمد بن كمال الدين الشهير بابن حمزة الحسيني الدمشقي، المتوفى 1120 هـ، المكتبة العلمية بيروت، 1400 هـ - 1980 م. (ت) * تاريخ الأدب العربي: للدكتور عمر فروخ، 3 مجلدات، دار العلم للملايين، بيروت، 1979 م. * تاريخ الأدب العربي: لكارل بروكلمان، تعريب الدكتور السيد يعقوب وآخرين، 6 أجزاء، دار المعارف، بمصر. * تاريخ آداب اللغة العربية: لجورجي زيدان، تعليق الدكتور شوقي ضيف، دار الهلال، القاهرة، دون تاريخ. * تاريخ بغداد أو مدينة السلام: لأبي بكر علي بن ثابت المشهور بالخطيب البغدادي،
المتوفى 463 هـ، مطبعة السعادة، القاهرة، 1349 هـ - 1931 م. * تاريخ خليفة بن خياط العصفري، المتوفى 240 هـ: رواية بقي بن مخلد، تحقيق سهيل زكار، وزارة الثقافة، دمشق، 1968 م. * تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك): لأبي جعفر بن محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة 310 هـ، تحقيق محمد أبي الفضل، الطبعة الرابعة، دار المعارف، بمصر. * تجريد التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: لابن عبد البر، أبو عمر يوسف، المتوفى 463 هـ، مكتبة المقدسي، سنة 1350 هـ. * تذكرة ابن حمدون في السياسة والآداب الملكية: لأبي المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون، المتوفى 562 هـ، الخانجي في سلسلة الرسائل النادرة، سنة 1925 م. * تذكرة الموضوعات: لمحمد طاهر بن علي الهندي، المتوفى 986 هـ، دار إحياء التراث الإسلامي، بيروت، 1399 هـ. * الترغيب والترهيب: لزكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، المتوفى 656 هـ، تحقيق محمد منير الدمشقي، الطبعة المنيرية، دون تاريخ. * تسهيل النظر وتعجيل الظفر (في أخلاق الملك وسياسة الملك): لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، تحقيق محيي هلال السرحان، وقدم له وراجعه الدكتور حسن الساعاتي، دار النهضة العربية، بيروت، 1981 م. * التمثيل والمحاضرة: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو، دار إحياء الكتب العربية، مصر، 1381 هـ - 1961 م. * تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث: لعبد الرحمن بن علي بن الدبيع الشيباني، المتوفى 994 هـ، مطبعة صبيح، مصر، 1382 هـ - 1962 م. * تهذيب الأسماء واللغات: للنووي، أبي زكريا محيي الدين بن شرف النووي، المتوفى 676 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، مصورة عن الطبعة المنيرية بمصر. * تهذيب تاريخ ابن عساكر: لعبد القادر بن بدران، المتوفى 1143 هـ، 7 أجزاء، طبع في دمشق 1329 هـ - 1351 هـ.
(ث)
* تهذيب الرياسة وترتيب السياسة: لمحمد بن علي بن حسن القلعي، المتوفى 630 هـ، تحقيق إبراهيم يوسف عجو، مكتبة المنار، الأردن، 1405 هـ - 1985 م. * تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، 12 جزء، مطبعة دائرة المعارف النظامية، حيدرآباد، الهند، 1327 هـ. (ث) * ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، تحقيق محمد أبي الفضل، دار نهضة مصر، 1384 هـ - 1965 م. (ج) * جامع الأصول في أحاديث الرسول: لأبي السعادات المبارك بن محمد المشهور بابن الأثير، المتوفى 606 هـ، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط، مكتبات الحلواني والملاح والبيان بدمشق، 11 جزء، 1389 هـ - 1969 م. * الجامع الصحيح (وهو سنن الترمذي): لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة، المتوفى 279 هـ، تحقيق الشيخ أحمد شاكر وآخرين، طبعة دار التراث العربي، بيروت، دون تاريخ، مصورة عن طبعة دار إحياء الكتب العربية للحلبي، القاهرة. * الجامع الصغير: لجلال الدين السيوطي، المتوفى 911 هـ، طبعة دار القلم، مصر، 1966 م. * الجامع لأحكام القرآن (المعروف بتفسير القرطبي): لمحمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، المتوفى 671 هـ، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1387 هـ - 1967 م. * جمع الجوامع (ويعرف أيضًا بالجامع الكبير): لجلال الدين السيوطي، المتوفى 911 هـ، نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية برقم 95 حديث قوله، جزءان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1978 م، وأجزاء محققة منه عن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. * جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد: لمحمد الفاسي المغربي، المتوفى 1094 هـ، المكتبة الإسلامية بباكستان، 1398 هـ - 1978 م. * جمهرة أشعار العرب: لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي، (توفي أوائل
(ح)
القرن الرابع)، تحقيق الدكتور محمد علي الهاشمي، 3 أجزاء، مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1041 هـ - 1981 م. * جمهرة الأمثال: لأبي هلال العسكري، المتوفى 395 هـ، على هامش مجمع الأمثال للميداني، المطبعة الخيرية، مصر، 1310 هـ. (ح) * أبو الحسن البصري الماوردي: للشيخ محمد أبي زهرة، مقال بمجلة العربي الكويتية، 1965 م. * أبو الحسن الماوردي (من أعلام الإسلام): للدكتور محمد سليمان داود، والدكتور فؤاد عبد المنعم، مؤسسة شباب الجامعة، 1398 هـ - 1978 م. * الحكمة الخالدة: لأبي علي أحمد بن يعقوب بن مسكويه، المتوفى 421 هـ، تحقيق الدكتور عبد الرحمن بدوي، النهضة المصرية، 1952 م. * حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم الأصبهاني (أحمد بن عبد الله بن أحمد) المتوفى 430 هـ، 10 مجلدات، دار الكتاب العربي، بيروت، 1387 هـ - 1967 م. * الحماسة: وهو ما اختاره أبو تمام حبيب بن أوس من أشعار العرب، مطابع قوزما، بيروت ودمشق، دون تاريخ. * الحيوان: لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، المتوفى 255 هـ، تحقيق وشرح عبد السلام هارون، مصر، 1945 م. (خ) * خاص الخاص: لأبي منصور الثعالبي، المتوفى 429 هـ، قدم له حسن الأمين، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، 1966 م. * خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: لعبد القادر بن عمر البغدادي، المتوفى 1093، أربع مجلدات، طبع بمصر، 1299 م. * الخلاصة في أصول الحديث: للحسين بن عبد الله الطيبي، المتوفى 743 هـ، تحقيق صبحي السامرائي، إحياء التراث الإسلامي، بغداد، 1391 هـ - 1971 م.
(د)
(د) * درر السلوك في سياسة الملوك: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، دار الوطن، الرياض، 1417 هـ. * الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة: للإمام حمزة الأصبهاني، المتوفى 351 هـ، تحقيق الدكتور عبد المجيد قطامش، جزءان، دار المعارف، مصر، 1972 م. * دستور معالم الحكم: لأبي عبد الله محمد القضاعي، المتوفى 454 هـ، طبع في القاهرة، وصور في بيروت حديثًا. * ديوان الأعشى، دار صادر، بيروت، دون تاريخ. * ديوان أوس بن حجر، تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم، دار صادر، بيروت، لبنان، 1380 هـ - 1960 م. * ديوان أبي الأسود الدؤلي: (لظالم بن عمرو بن سفيان)، المتوفى 69 هـ، صنعة أبي سعيد الحسن السكري، تحقيق محمد حسن آل ياسين، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1974 م. * ديوان بشار بن برد شرح محمد الطاهر بن عاشور، تعليق محمد رفعت فتح الله ومحمد شوقي أمين، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، 3 أجزاء، 1369 - 1376 هـ، 1950 - 1957 م. * ديوان حاتم الطائي المتوفى 578 م (مع دراسة أدبية عن الجود والأجواد) للدكتور فوزي العطوي، الشركة اللبنانية للكتاب، بيروت، 1969 م. * ديوان حسان بن ثابت الأنصاري: شرح عبد الرحمن البرقوقي، دار الأندلس بيروت، 1978 م. * ديوان حميد بن ثور الهلالي: تحقيق عبد العزيز الميمني، دار الكتب المصرية، 1371 هـ - 1951 م. * ديوان ذي الرمة: (غيلان بن عقبة العدوي)، المتوفى 117 هـ، شرح أبي نصر أحمد ابن حاتم الباهلي (صاحب الأصمعي) رواية أبي العباس ثعلب، رسالة دكتوراه عبد القدوس أبو صالح، 3 أجزاء، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1392 هـ - 1972 م.
(ر)
* ديوان ذي الأصبع العدواني: (حرثان بن محرث)، المتوفى سنة 22 هـ، جمعه وحققه عبد الوهاب محمد علي العدواني، ومحمد نائف، مطبعة الجمهور، الموصل، 1393 هـ - 1973 م. * ديوان زهير بن أبي سلمى: شرح أبي الحجاج يوسف بن سلمان بن عيسى، المعروف بالأعلم الشنتمري، تصحيح بدر الدين النعساني، المكتبة التجارية بمصر، عرفة بدمشق، دون تاريخ. * ديوان طرفة بن العبد: شرح الأعلم الشنتمري، المتوفى 476 هـ، وتليه طائفة من الشعر المنسوب إلى طرفة، تحقيق درية الخطيب وآخر، من مطبوعبات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1395 هـ - 1975 م. * ديوان عامر بن الطفيل: طبعة دار صادر، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * ديوان عبيد بن الأبرص، طبعة دار صادر، بيروت، 1384 هـ - 1964 م. * ديوان الفرزدق: جزءان، طبعة دار صادر، بيروت، دون تاريخ. * ديوان ابن مقبل: تحقيق الدكتورة عزة حسن، من مطبوعات إحياء التراث القديم، دمشق، 1381 هـ - 1962 م. * ديوان القطامي: طبعة ليدن، 1902 م. * ديوان كعب بن مالك الأنصاري: دراسة وتحقيق سامي مكي العاني، مكتبة النهضة، بغداد، 1386 هـ - 1966 م. * ديوان لبيد: لبيد بن ربيعة العامري، المتوفى 40 هـ، طبعة دار صادر، بيروت. * ديوان المعاني: لأبي هلال العسكري، المتوفى 395 هـ، مكتبة المقدسي، القاهرة، 1352 هـ. * ديوان النابغة الذبياني: تحقيق وشرح كرم البستاني، دار صادر بيروت، دون تاريخ. (ر) * روضة العقلاء ونزهة الفضلاء: لأبي حاتم محمد بن حبان البستي، المتوفى 354 هـ، تحقيق وشرح محمد محيي الدين عبد الحميد وآخرين، دار الكتب العلمية،
(ز)
بيروت، 1397 هـ - 1977 م. * الرياض النضرة في مناقب العشرة: للمحب الطبري، المتوفى 694 هـ، جزءان، طبع في مصر، 1327 هـ. (ز) * الزهد: للإمام أحمد بن حنبل، المتوفى 240 هـ، مطبعة أم القرى، مصر، دون تاريخ. * زهر الآداب وثمر الألباب: لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الحصري، القيرواني المتوفى 453 هـ، تحقيق الدكتور زكي مبارك، طبعة بيروت. (س) * سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون: لجمال الدين بن نباته المصري، المتوفى 768 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل، دار الفكر العربي، 1383 هـ - 1964 م. * سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها: لمحمد ناصر الدين الألباني، الجزء الأول والثاني، المكتب الإسلامي بيروت، والجزء الثالث، الدار السلفية، الكويت. * سلسلة الأحاديث الضعيفة وأثرها السيئ في الأمة: محمد ناصر الألباني، المجلد الأول والثالث، المكتب الإسلامي، بيروت، الرابع والخامس، مكتبة المعارف، الرياض. * سمط اللآلئ للبكري، أبو عبيد عبد الله عبد العزيز، المتوفى 487 هـ، تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي، لجنة التأليف، القاهرة، 1354 هـ - 1936 م. * سنن أبي داود: للحافظ سليمان بن الأشعث السجستاني، المتوفى 275 هـ، تحقيق عزت الدعاس، دار الحديث، حمص، سوريا، 1388 هـ - 1969 م. * سنن الترمذي: لأبي عيسى بن محمد بن عيسى، المتوفى 279 هـ، تحقيق عزت الدعاس، 10 أجزاء، مطابع الفجر الحديثة، حمص، 1387 هـ. * سنن الدارقطني: للإمام علي بن عمر الدارقطني، المتوفى 385 هـ، تحقيق السيد عبد الله هشام يماني، مجلدان، دار المحاسن، القاهرة، 1386 هـ.
(ش)
* سنن الدارمي لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي، المتوفى 255 هـ، تحقيق محمد أحمد دهمان، دار الكتب العلمية، بيروت. * سنن ابن ماجه: لأبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، المتوفى 275 هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث الإسلامي، بيروت 1395 هـ - 1975 م مصورة عن الطبعة المصرية. * السنن الكبرى: للبيهقي (لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي)، المتوفى 458 هـ، دار المعرفة بيروت، مصورة عن طبعة دائرة المعارف النظامية، بحيدر آباد، الهند 1344 هـ. * سنن النسائي: لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب، المتوفى 303 هـ، بشرح جلال الدين السيوطي، وحاشية السندي، المطبعة العصرية الأزهرية، 1348 هـ - 1930 م. * سير أعلام النبلاء: لمؤرخ الإسلام الذهبي، المتوفى 748 هـ، تحقيق شعيب الأرناؤوط وحسين الأسد، مؤسسة الرسالة، 1401 هـ. (ش) * شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لأبي الفلاح عبد الحي بن العماد الحنبلي، المتوفى 1089 هـ، طبعة القاهرة، 1350 هـ. * الشذرة في الأحاديث المشتهرة: لمحمد بن طولون الصالحي، المتوفى 953 هـ. تحقيق كمال زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1413 هـ - 1993 م. * شرح أشعار الهذليين: صنعه أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، مراجعة محمود محمد شاكر، 3 أجزاء، مكتبة دار العروبة، القاهرة. * شرح ديوان حاتم الطائي: لإبراهيم الجزيني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1968 م. * شرح المضنون به على غير أهله: الأصل: الأبيات التي انتخبها عز الدين عبد الوهاب ابن إبراهيم الخزرجي، والشرح لعبيد الله بن الكافي، مكتبة دار البيان بغداد، ودار صعب ببيروت. * شرح نهج البلاغة: لابن أبي حديد، المتوفى 656 هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
(ص)
* شعب الإيمان: للبيهقي، أبو بكر أحمد الحسين، المتوفى 458 هـ، تحقيق محمد زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1410 هـ - 1990 م. * شعر إبراهيم بن هرمة القرشي: المتوفى 176 هـ، تحقيق محمد نفاع وحسين عطون، من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق. * شعر الأحوص الأنصاري: جمعه وحققه عادل سليمان جمال، قدم له الدكتور شوقي ضيف، الهيئة المصرية العامة للتأليف، 1390 هـ - 1970 م. * شعر أبي زبيد الطائي: جمعه وحققه الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة المعارف، بغداد، 1967 م. * شعر النابغة الجعدي: طبع على نفقة الشيخ علي بن عبد الله بن آل ثاني، منشورات المكتب الإسلامي، دمشق، 1384 هـ - 1964 م. * شعر النمر بن تولب: صنعه الدكتور نوري حمودي القيسي، مطبعة المعارف، بغداد، 1969 م. * شعراء النصرانية: للويس شيخو، طبع في بيروت، 1926 م. * شعر هدبة بن الخشرم العذري: جمعه وحققه الدكتور يحيى الجبوري، منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1976 م. * الشعر والشعراء: لابن قتيبة، أبو محمد عبد الله بن مسلم، المتوفى 276 هـ، تحقيق وشرح أحمد شاكر، الجزء الأول، دار المعارف 1966 م، والثاني الحلبي، مصر، 1366 هـ. (ص) * صحيح البخاري: للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المتوفى 256 هـ، طبعة دار الشعب مصر، دون تاريخ، مصورة عن طبعة 1315 هـ - 1897 م. * صحيح الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير)؛: لمحمد ناصر الدين الألباني، 6 أجزاء، المكتب الإسلامي، بيروت، 1388 هـ - 1969 م. * صحيح مسلم: لمسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، المتوفى 261 هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، دار الفكر، بيروت، 1398 هـ - 1978 م. * صحيح مسلم بشرح النووي، المتوفى 676 هـ، تحقيق أبو زينة، القاهرة، 1390 هـ.
(ض)
* صفة الصفوة، لابن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق محمود فاخوري، وخرج أحاديثه الدكتور محمد رواس قلعه جي، دار المعرفة، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. (ض) * ضعيف الجامع الصغير وزيادته (الفتح الكبير): لمحمد ناصر الدين الألباني، 6 أجزاء المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ - 1979 م. (ط) * طبقات الشافعية: لجمال الدين عبد الرحيم الأسنوي، المتوفى 771 هـ، تحقيق عبد الله الجبوري، إحياء التراث الإسلامي، بغداد، 1391 هـ. * طبقات الشافعية الكبرى: لتاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي السبكي، المتوفى 771 هـ، تحقيق عبد الفتاح الحلو ومحمود الطناحي، الحلبي، القاهرة. * طبقات الشافعية: لأبي بكر بن أحمد بن محمد بن عمر، ابن قاضي شهبة الدمشقي، المتوفى 851 هـ، تحقيق الدكتور الحافظ عبد العليم خان، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الهند، 1398 هـ - 1978 م. * طبقات الشافعية: لأبي بكر بن هداية الحسيني، المتوفى 1014 هـ، تحقيق عادل نويهض، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1971 م. * طبقات الفقهاء: لأبي إسحاق الشيرازي، المتوفى 476 هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار الرائد العربي، بيروت، 1970 م. * طبقات فحول الشعراء: لمحمد بن سلام الجمحي، تحقيق محمود شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، 1974 م. * الطبقات الكبرى: لمحمد بن سعد بن منيع المعروف بابن سعد، المتوفى 230 هـ، دار الطباعة والنشر، بيروت 1380 هـ - 1960 م. * طبقات النحويين واللغويين: للزبيدي، المتوفى 1205 هـ، طبع في مصر، 1373 هـ - 1954 م. * الطرائف الأدبية (وهو مجموعة من الشعر تتألف من قسمين: الأول: ديوان الأفوه الأودي، وديوان الشنفري، وتسع قصائد نادرة.
(ع)
والقسم الثاني: ديوان إبراهيم الصولي، والمختار من شعر المتنبي والبحتري وأبي تمام) للإمام عبد القادر الجرجاني، تحقيق عبد العزيز الميمني، دار الكتب العلمية، بيروت. (ع) * العبر في خبر من غبر: للإمام الذهبي، المتوفى 748 هـ، 5 أجزاء، الجزء الأول والرابع والخامس تحقيق صلاح الدين المنجد، والثاني والثالث تحقيق فؤاد السيد، مطبوعات التراث العربي، الكويت، 1960 إلى 1966 م. * العقد الفريد: لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي، المتوفى 328 هـ، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري، الطبعة الثالثة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1384 هـ - 1965 م، وأخرى تحقيق محمد سعيد العريان (7 أجزاء)، المكتبة التجارية، القاهرة، 1372 هـ - 1953 م. * العقد الفريد للملك السعيد: لأبي سالم محمد بن طلحة (الوزير)، المتوفى 652 هـ، مطبعة الوطن، القاهرة، 1318 هـ. * علماء ومفكرون عرفتهم: الشيخ محمد المجذوب، المملكة العربية السعودية. * العمدة في صناعة الشعر ونقده: لابن رشيق القيرواني، المتوفى 363 هـ، القاهرة، 1325 هـ - 1907 م. * عيون الأخبار: لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، المتوفى 276 هـ، مجلدان، الهيئة العامة للكتاب القاهرة وبيروت، مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية، 1343 هـ - 1925 م. * عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة: لأبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن هذيل (من أعيان القرن الثامن الهجري)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1401 هـ - 1981 م. * عيون الأنباء في طبقات الأطباء: لابن أبي أصيبعة، المتوفى 668 هـ، 3 أجزاء، دار الثقافة، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ - 1979 م. (غ) غياث الأمم في التياث الظلم: لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، المتوفى
(ف)
478 هـ، تحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم والدكتور مصطفى حلمي، دار الدعوة، الإسكندرية، الطبعة الثانية، 1402 هـ. (ف) * الفاخر: لأبي طالب المفضل بن سلمة بن عاصم، المتوفى 291 هـ، تحقيق عبد العليم الطحاوي ومراجعة محمد علي النجار، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1380 هـ. * الفاضل في اللغة والأدب: لأبي العباس محمد بن زيد المبرد، المتوفى 285 هـ، تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي، القاهرة، 1955 م. * الفتح المبين في طبقات الأصوليين: لعبد الله مصطفى المراغي، 3 أجزاء، طبع بالقاهرة، 1365 هـ - 1937 م. * الفرائد والقلائد: المنسوب للثعالبي على هامش نثر النظم وحل العقد، ضمن رسائل الثعالبي، قدم له علي الخاقاني، دار البيان ببغداد، ودار صعب ببيروت، 1972 م. * الفردوس بمأثور الخطاب: الديلمي، أبو شجاع شيرويه بن شهردار، المتوفى 509 هـ، تحقيق: السعيد بسيوني، دار الكتب العلمية، بيروت، 1406 هـ - 1986 م. * فصل المقال شرح كتاب الأمثال (أمثال أبي عبيد القاسم): لأبي عبيد البكري، المتوفى 487 هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، والدكتور عبد المجيد عابدين، دار الأمانة ومؤسسة الرسالة، بيروت، 1391 هـ - 1971 م. * الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة: لمحمد بن علي الشوكاني، المتوفى 1250 هـ، تحقيق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني، وأشرف على تصحيحه عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية، بيروت دون تاريخ، مصورة عن الطبعة المصرية 1380 هـ - 1960 م. * فهرست الأشبيلي (ما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعرفة): لأبي بكر محمد بن خير بن عمر بن خليفة الأشبيلي، المتوفى 575 هـ،
(ق)
منشورات دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * الفهرست: لمحمد بن إسحاق بن النديم، المتوفى 385 هـ، تحقيق فوجل، مكتبة خياط، بيروت، دون تاريخ. * فهرس مخطوطات جامعة الإسكندرية، معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1994 م. * فيض القدير شرح الجامع الصغير، لمحمد بن عبد الرؤوف المناوي، المتوفى 1031 هـ. 6 أجزاء، المكتبة التجارية، مصر 1356 هـ - 1938 م. (ق) * قوانين الوزارة: لأبي الحسن الماوردي، المتوفى 450 هـ، تحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم، والدكتور محمد سليمان داود، الطبعة الثانية، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1398 هـ - 1978 م. (ك) * الكامل في التاريخ: لابن الأثير، المتوفى 630 هـ، دار صادر وبيروت، لبنان 1385 هـ - 1965 م. * الكامل في الضعفاء: لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، المتوفى 365 هـ، دار الفكر، بيروت، 1409 هـ - 1988 م. * الكامل في اللغة والآداب: لابن المبرد، المتوفى 285 هـ، تحقيق محمد أبو الفضل والسيد شحاته، 4 أجزاء، مكتبة نهضة مصر، وأخرى تحقيق الدكتور محمد أحمد الدالي، مؤسسة الرسالة، طبعة 1413 هـ - 1993 م. * كتاب أمثال الحديث: لأبي محمد الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي، المتوفى 360 هـ، تحقيق أمة الكريم القرشية، المطبع الحيدري، حيدرآباد، باكستان، 1388 هـ - 1968 م. * كتاب الأمثال في الحديث النبوي، لأبي الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني، المتوفى 369 هـ، حققه وصححه الدكتور عبد العلي عبد الحميد، الدار السلفية، الهند، 1402 هـ. * كتاب الضعفاء الكبير: لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي، المتوفى 322 هـ.
(ل)
تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1418 هـ - 1998 م. * كشف الأستار عن زوائد البزار على الكتب الستة: لنور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفى 807 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، 1399 هـ - 1979 م. * كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: لإسماعيل بن محمد العجلوني، المتوفى 1162 هـ، تحقيق أحمد القلاش، مكتبة التراث الإسلامي، دمشق. * الكفاية في علم الرواية: لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت، المعروف بالخطيب البغدادي، المتوفى 463 هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، دون تاريخ. * كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: للعلامة علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي، المتوفى 975 هـ، ضبطه وفسر غريبه الشيخ بكري حياتي، ووضع فهارسه ومفتاحه الشيخ صفوت السقا، مؤسسة الرسالة، 1399 هـ - 1979 م. * كنوز الأجداد: لمحمد كرد علي، مطبوعات المجمع العلمي بدمشق، 1370 هـ - 1950 م. * كنى الشعراء، ومن غلبت كنيته على اسمه: لمحمد بن حبيب البغدادي، المتوفى 245 هـ، تحقيق عبد السلام هارون، سلسلة الرسائل النادرة، المجموعة السادسة، مكتبة الخانجي، القاهرة. (ل) * لباب الآداب: لأسامة بن المنقذ، المتوفى 584 هـ، تحقيق أحمد محمد شاكر، المطبعة الرحمانية، القاهرة، 1354 هـ - 1935 م. * اللباب في شرح الشهاب: لأبي الوفا مصطفى المراغي، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، 1390 هـ - 1970 م. * لسان العرب: لجمال الدين أبو الفضل محمد بن مكرم بن منظور، المتوفى 711 هـ، إعداد وتصنيف يوسف الخياط، دار لسان العرب، (3 أجزاء) بيروت، دون تاريخ، وأخرى في 20 جزء، المطبعة الأميرية، مصر، 1300 هـ.
(م)
* اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: لمحمد فؤاد عبد الباقي، مراجعة الدكتور عبد الستار أبو غدة، إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوفاف الكويتية، 1397 هـ - 1977 م. (م) * المؤتلف والمختلف: الآمدي (أبو القاسم الحسن بن بشر)، المتوفى 370 هـ، تحقيق عبد الستار فراج، طبعة الحلبي، 1381 هـ - 1961 م. * مجاز القرآن: أبو عبيدة (معمر بن المثنى)، المتوفى 210 هـ، تحقيق محمد فؤاد سزكين، طبعة الخانجي، مصر، 1374 هـ - 1954 م. * مجمع الأمثال: الميداني (أبو الفضل أحمد بن أحمد بن محمد النيسابوري)، المتوفى 518 هـ، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، بيروت، 1393 هـ - 1972 م. * مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: لنور الدين الهيثمي، المتوفى 807 هـ، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967 م. * مجموعة المعاني: مجهول المؤلف، مطبعة الجوائب، القسطضطينية، 1301 هـ. * المحاسن والأضداد: للجاحظ، المتوفى 255 هـ، تحقيق فوزي العطوي، بيروت، 1969 م. * محاضرات الأدباء: الأصفهاني (أبو القاسم حسين بن محمد الراغب)، المتوفى 502 هـ، طبعة بيروت، 1961 م. * محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار: لأبي بكر محمد ابن علي المعروف بمحيي الدين بن عربي، المتوفى 638 هـ، جزءان، دار اليقظة للتأليف، 1388 هـ - 1968 م. * مختارات من جوامع الكلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب: لعبد الواحد بن محمد (الشيعي) راجعها أحمد لطفي السيد، مصر، 1378 هـ - 1958 م. * مختصر صحيح مسلم: لزكي الدين عبد العظيم المنذري، المتوفى 656 هـ، تحقيق ناصر الدين الألباني، الكويت، 1388 هـ - 1969 م.
* مختصر المقاصد الحسنة: لمحمد الزرقاني، المتوفى 1122 هـ، تحقيق الدكتور محمد لطفي الصباغ، منشورات مكتبة التربية العربي لدول الخليج، السعودية، 1401 هـ - 1981 م. * مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان: لأبي محمد عبد الله ابن أسعد اليافعي، المتوفى 768 هـ، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1970 م. * المستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري، المتوفى 405 هـ، مطبعة النصر، الرياض، دون تاريخ. * المستطرف في كل فن مستظرف: لشهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهي، المتوفى 850 هـ، دار الأمم، بيروت، دون تاريخ، مصورة عن الطبعة المصرية لسنة 1371 هـ - 1952 م. * المستقصى في أمثال العرب، للزمخشري (أبو القاسم جار الله محمود بن عمر)، المتوفى 400 هـ، طبعة حيدرآباد، الهند، 1381 هـ - 1962 م. * مسند الشهاب: للقضاعي، محمد بن سلامة، المتوفى 454 هـ، تحقيق حمدي السلفي، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405 هـ - 1985 م. * المسند: للإمام أحمد بن حنبل، المتوفى 240 هـ، المكتب الإسلامي، بيروت، والأجزاء المحققة بمعرفة الشيخ أحمد شاكر، دار المعارف، مصر، 1954 م - 1956 م. * مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان البستي، المتوفى 354 هـ، تحقيق م. فلا يشمر، لجنة التأليف والنشر، القاهرة، 1379 هـ - 1959 م. * مشكاة المصابيح: لمحمد بن عبد الله الخطيب التبريزي، المتوفى بعد سنة 737 هـ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1399 هـ - 1979 م. * المصباح المضيء في خلافة المستضيء: لعبد الرحمن بن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق ناجية عبد الله إبراهيم، إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوقاف العراقية، 1397 هـ - 1977 م. * المصون في الأدب: لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري، المتوفى 382 هـ،
تحقيق عبد السلام هارون. سلسلة التراث العربي، الكويت، 1960 م. * مضاهاة أمثال كتاب كليلة ودمنة بما أشبهها من أشعار العرب: لأبي عبد الله محمد ابن حسين بن عمر اليمني، المتوفى سنة 400 هـ، تحقيق الدكتور محمد يوسف نجم، دار الثقافة، بيروت، 1961 م. * المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: لابن حجر العسقلاني، المتوفى 852 هـ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي، وزارة الأوقاف، الكويت 1391 هـ. * معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب): لياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله الرومي، المتوفى 626 هـ، تحقيق مارجليوث، الطبعة الثانية، المطبعة الهندية، القاهرة، 1923 م. * المعارف: لابن قتيبة، المتوفى 276 هـ، تحقيق الدكتور ثروت عكاشة، الطبعة الثانية، دار المعارف، مصر. * معجم الشعراء: للمرزباني (أبو عبيد الله محمد بن عمران)، المتوفى 384 هـ، تحقيق عبد الستار فراج، القاهرة، 1379 هـ - 1960 م. * المعجم الصغير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، المتوفى 360 هـ، تصحيح عبد الرحمن محمد عثمان، جزءان في مجلد، المكتبة السلفية بالمدينة المنورة، ودار النصر للطباعة، القاهرة، 1388 هـ - 1968 م. * المعجم الكبير: للطبراني، المتوفى 360 هـ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، 8 أجزاء، إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوقاف العراقية، بغداد، من 1397 هـ إلى 1401 هـ. * المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بمصر (قام بإخراجه إبراهيم مصطفى، أحمد حسن الزيات، حامد عبد القادر، محمد علي النجار) أشرف على طبعه عبد السلام هارون، مطبعة مصر، 1380 هـ - 1960 م. * معجم المؤلفين: عمر كحالة، 15 جزء، مكتبة المثنى وإحياء التراث العربي، بيروت، 1957 م. * المعمرون: لسهل بن محمد السجستاني، المتوفى 255 هـ، طبع بمصر، 1323 هـ.
* مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب: للسيد الغماري، دار القرآن الكريم، بيروت، دون تاريخ. * مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم: طاش كبرى زادة، المتوفى 968 هـ، تحقيق كامل بكري عبد الوهاب، وأبو النور، دار الكتب الحديثة، القاهرة، 1968 م. * المفضليات: للمفضل بن محمد بن يعلى الضبي، المتوفى 176 هـ، تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون، دار المعارف، مصر، 1979 م. * مفيد العلوم ومبيد الهموم: لأبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي، المتوفى 383 هـ، تحقيق الشيخ عبد الله الأنضاري، إدارة الشئون الدينية، قطر، 1400 هـ - 1980 م. * المقاصد الحسنة: لأبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، المتوفى 902 هـ، تحقيق عبد الله محمد الصديق، وقد ترجم له عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الكتب العلمية بيروت، 1399 هـ - 1979 م. * مكارم الأخلاق ومعاليها: للخرائطي، أبو بكر محمد بن جعفر، المتوفى 327 هـ، تحقيق دكتورة سعاد سليمان الخندقاوي، مطبعة المدني، مصر، 1411 هـ - 1991 م. * مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: لابن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق الدكتورة زينب إبراهيم القاروط، دار الكتب العلمية، بيروت 1400 هـ - 1980 م. * المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لابن الجوزي، الأجزاء من 5 إلى 10، طبع بدائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد، الهند، 1357 - 1359 هـ. * منهاج اليقين شرح أدب الدنيا والدين: الشرح لأويس وفا بن محمد الأزرنجاني، الشهير بخان زاده، دار الكتب العلمية، بيروت 1400 هـ - 1980 م. * موسوعة الشعر العربي: العصر الجاهلي، 4 مجلدات، بإشراف الدكتور خليل حاوي، شركة خياط للكتب والنشر، بيروت، 1974 م. * الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء: لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، المتوفى 384 هـ، المطبعة السلفية، القاهرة 1343 هـ.
(ن)
* الموضوعات: لابن الجوزي، المتوفى 597 هـ، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة المنورة، 1386 هـ - 1966 م. * الموضوعات الكبرى: لنور الدين علي بن محمد القاري، المتوفى 1014 هـ، حققه وعلق عليه، محمدالصباغ، دار الأمانة ومؤسسة الرسالة، 1971 م. * الموضوعات الصغرى: لملا علي القاري، طبع، بيروت 1389 هـ. * الموطأ: للإمام مالك بن أنس، المتوفى 179 هـ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، جزءان، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1370 هـ - 1951 م. * المنهج المسلوك في سياسة الملوك: للشيرازي (جمال الدين عبد الرحمن بن نصر)، المتوفى 589 هـ، تحقيق علي عبد الله الموسى، مكتبة المنار، الأردن، 1407 هـ - 1978 م. (ن) * النجوم الزاهرة في أخبار مصر والقاهرة: لابن تغري بردي (جمال الدين أبو المحاسن يوسف الأتاكي)، المتوفى 874 هـ، المؤسسة المصرية للطباعة والنشر. * نزهة الألباء: للأنباري (أبو البركات عبد الرحمن بن محمد)، المتوفى 577 هـ، طبع في مصر، 1294 هـ. * نكت الهميان في نكت العميان: لصلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، المتوفى 764 هـ، طبع في مصر، 1329 هـ - 1911 م. * نوادر المخطوطات في مكتبات تركيا: جمعها الدكتور رمضان رمضان ششن، 3 مجلدات، دار الكتاب الجديد، لبنان، 1975 - 1982 م. * نهاية الأرب في فنون الأدب: لشهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، المتوفى 733 هـ، طبعة دار الكتب المصرية، 1963 م. (و) * الوحشيات: لأبي تمام (حبيب بن أوس الطائي)، المتوفى 231 هـ، تحقيق الميمني ومحمود شاكر، طبعة دار المعارف، مصر، 1963 م. * وفيات الأعيان: لابن خلكان (أبو العباس أحمد بن إبراهيم)، المتوفى 681 هـ، تحقيق الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1969 م.
(هـ)
(هـ) * هدية الباري إلى ترتيب أحاديث البخاري: للسيد عبد الرحيم الطهطاوي، المكتبة التجارية، الطبعة الثانية، 1353 هـ. * هدية العارفين: لإسماعيل (باشا) البغدادي، وملحق بذيل كشف الظنون لحاجي خليفة، طبعة المثنى ببغداد، مصورة عن طبعة إستانبول، 1951 م.