الأفعال الناسخة

حمدي كوكب

مصطلح الأفعال الناسخة

مصطلح الأفعال الناسخة أولاً - معنى الفعل. ثانياً - النواسخ. ثالثاً - معنى الناقص.

أولا - معنى الفعل

الأفعال الناسخة ستقتصر دراستنا هنا حول الأفعال الناسخة فسيكون حديثنا بإذن الله - تعالى - عن الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر، أي الأفعال الناسخة، وهي: كان وأخواتها، أفعال المقاربة، وظن وأخواتها. وتسمى أفعال ناسخة ناقصة. ونتناول ذلك بمشيئة الله - عز وجل - في ثلاثة فصول (كما وضحنا): - الفصل الأول: كان وأخواتها. - الفصل الثاني: أفعال المقاربة. - الفصل الثالث: ظن وأخواتها. أولاً - معنى الفعل: نظراً لأن موضوعنا يتحدث عن (الأفعال الناسخة الناقصة) فأول ما نتحدث عنه هو تعريف لكل مصطلح مما سبق، فسنتحدث عن معنى (الفعل) ومعنى (الناسخ) ومعنى (الناقص) من الناحية النحوية، وليس من الناحية اللغوية البحتة. فالفعل: قد قُسم بأقسام الزمان الثلاثة: الماضي، الحاضر، والمستقبل. فإذا كانت اللفظة تدل على زمان فقط فهي: اسم. وإذا دلت على معنى وزمان محصل فهي: فعل. (وأعني بالمحصل: الماضي والحاضر والمستقبل). والفعل: ما كان خبراً، ولا يجوز أن يُخبر عنه. أي: هو ما يخبر به ولا يخبر عنه. (¬1) مثل: أخوك يقوم، وقام أخوك، فيكون حديثاً عن الأخ، ولا يجوز أن نقول: ذهب يقوم، أو: يقوم يجلس. والاسم: ما جاز أن يخبر عنه، وأيضاً يخبر به. مثل: عمرو منطلق، وقام بكر. أما الحرف: فهو ما لا يجوز أن يخبر عنه، ولا يجوز أن يكون خبراً. مثل: من، إلى. (¬2) ¬

(¬1) ص 297،شرح ابن عقيل ج 1 ص 298 (¬2) الأصول في النحو ... ج 1 ص 37

ثانيا - النواسخ

وسمي الفعل فعلاًَ؛ لأنه يدل على الفعل الحقيقي، فإذا قلنا: (ضرب) دل على نفس الضرب الذي هو الفعل في الحقيقة؛ فلما دل عليه سُمي به؛ لأنهم يسمون الشيء بالشيء إذا كان منه بسبب. (¬3) وكل الأفعال تتصرف إلا ستة أفعال، هي: نعم، بئس، عسى، ليس، فعل التعجب، وحبذا. وفيها كلها خلاف. (¬4) والفعل لا يدخل على الفعل. (¬5) ثانياً - النواسخ: الناسخ في اللغة: من النسخ، بمعنى الإزالة. يقال: نَسختْ الشمس الظل، إذا أزالته. وفي الاصطلاح: ما يرفع حكم المبتدأ والخبر. والنواسخ ثلاثة أنواع: أ - ما يرفع المبتدأ وينصب الخبر، وهو: كان وأخواتها. ويسمى المبتدأ: اسمًا أو فاعلاً (مجازاً)، ويسمى الخبر خبراً أو مفعولاً (مجازاً). ب - ما ينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وهو: إن وأخواتها. ويسمى المبتدأ اسمًا، والخبر خبراً. ج - ما ينصبهما معاً (ينصب المبتدأ وينصب الخبر)، وهو: ظن وأخواتها. ويسمى الأول مفعولاً أولاً، والثاني مفعولاً ثانياً. (¬6) ثالثاً - معنى الناقص: الفعل الناقص: هو الفعل الذي يحتاج إلى خبر لإتمام معناه. فبدون الخبر لا يتم المعنى؛ لذلك سُمي ناقصاً، وهناك خلاف في تسمية ما ينصب الخبر ناقصًا؛ لم سمي ناقصاً؟ فسمي ناقصا لكونه لم يكتف بالمرفوع، وعلى قول الأكثرين: لأنه سلب الدلالة على الحدث، وتجرد للدلالة على الزمان، والصحيح الأفضل هو القول الأول. (¬7) وبذلك فهي أفعال لا تتم الفائدة بها وبمرفوعها، كما تتم بغيرها ¬

(¬3) أسرار العربية ... ج 1 ص 35 (¬4) السابق ... ج1 ص 35 (¬5) السابق ... ج 1 ص 38 (¬6) شرح قطر الندى ... ج 1 ص 127 (¬7) السابق ... ج 1 ص 137

وبمرفوعه، بل تحتاج مع مرفوعها إلى منصوب، هذا نقصها عن الأفعال التامة التي تتم الفائدة بها وبمرفوعها، ونقصانها أيضاً من حيث: أن الأفعال التامة مثل: (ضرب، قتل) إذا وُجد مرفوع هذه الأفعال أصبحت كلاماً، أما الأفعال الناسخة ما لم يأخذن المنصوب مع المرفوع لم يكن كلامًا. (¬8) فهي أفعال لا تستغني عن الخبر. وسبب وجود اسمين بعد الأفعال الناقصة؛ لأنّها دخلت على المبتدأ والخبر، للدلالة على زمن الخبر. وسبب عملها فيهما؛ لأنَّها أفعال متصرِّفة مؤثرة في معنى الجملة فأشبهت (ظننت). وسبب رفعها للمبتدأ، ونصها للخبر؛ لأنَّها تفتقر إلى اسم تسند إليه كسائر الأفعال، فما تسند إليه مشبَّه بالفاعل الحقيقي. (¬9) ¬

(¬8) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 349 (¬9) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص166

الفصل الأول: كان وأخواتها

الفصل الأول: كان وأخواتها

محتويات الفصل الأول كان وأخواتها. أمثلة حول كان وأخواتها ودخولها على المبتدأ والخبر. موقف النحويين من كان وأخواتها (كان وأخواتها أفعال أم حروف). أولاً - كان وأخواتها أفعال. ثانياً - كان وأخواتها حروف. ثالثاً - كان وأخواتها أفعال غير حقيقية (أفعال العبارة). أقسام كان وأخواتها: أولاً - من حيث الأوجه التي تأتي عليها. الوجه الأول - أنها تكون ناقصة. الوجه الثاني - أنها تكون تامة. الوجه الثالث - أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث. الوجه الرابع - أن تكون زائدة غير عاملة. الوجه الخامس - أن تكون بمعنى صار. ثانياً - كان وأخواتها من حيث التصريف: أ - ما لا يَتَصَرَّفُ. ب - ما يتصرف تصرفاً ناقصاً. ج - ما يتصرف تصرفا تامَّا. ثالثاً - كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي رابعاً - كان وأخواتها من حيث شروط عملها: أ - أفعال تعمل عملاً مطلقاً: ب - أفعال الاستمرار. ج - أفعال يتقدمها (ما المصدرية الظرفية). خامساً - الظروف وكان وأخواتها. اسم كان وأخواتها الرفع باسم كان وأخواتها.

الأنواع التي يأتي عليه اسم كان وخبرها: أولاً - اسم كان من حيث علامات إعراب 1 - اسم يرفع بالضمة الظاهرة. أ - في الاسم المفرد. ب - في جمع المؤنث السالم. ج - في جمع التكسير. 2 - اسم يُرفع بضمة مقدرة. 3 - اسم يرفع بالألف في المثنى بنوعيه. 4 - اسم يرفع بالواو في جمع المذكر السالم. ثانياً - اسم كان من حيث موقعه بالنسبة للفعل 1 - اسم كان وأخواتها بعد الفعل مباشرة. 2 - اسم كان وأخواتها لا يأتي بعد الفعل. ثالثاً - اسم كان من حيث النكرة والمعرفة 1 - اسم (كان) معرفة والخبر نكرة. 2 - اسم (كان) معرفة والخبر معرفة. 3 - اسم (كان) نكرة والخبر نكرة. 4 - اسم (كان) نكرة والخبر معرفة. رابعاً - اسم كان من حيث التقدير والتأويل. 1 - اسم كان مقدراً. 2 - اسم كان وأخواتها من مصدر مؤول مكون من أن والفعل. 3 - اسم كان وأخواتها مسبوقاً بحرف جر زائد. 4 - اسم كان وأخواتها (فاعل) مجازاً.

خبر كان وأخواتها دور الخبر في هذه الأفعال. النصب بخبر كان وأخواتها. أحوال خبر كان. أولاً - خبر كان من حيث التقديم والتأخير عن الفعل. 1 - التأخيرعن الفعل واسمه، وهو الأصل. 2 - التوسط بين الفعل واسمه، (تقديم الخبر على الاسم). أ - يجوز توسيط الخبر إذا نفي الفعل ب - (ما) ب - أفعال يجوز معها توسيط الخبر. ج - أفعال لا يجوز معها توسيط الخبر. د - أما إذا كان هناك مانعاً من توسط الخبر فلا يتوسط الخبر في كان وأخواتها، بل يتأخر. 3 - التقدم على الفعل واسمه. أ - يجوز تقديم خبر كان وأخواتها في جميعها عدا الفعلين: دام، ليس. ب - أفعال لا يجوز فيها تقديم خبرها. ثانياً - خبر كان من حيث نوع الخبر. 1 - خبر كان خبر مفرد 2 - خبر جملة. أ - خبر جملة اسمية. ب - جبر جملة فعلية. 3 - خبر شبه جملة أ - خبر شبه جملة (من حرف الجر والمجرور). ب - خبر شبه جملة (من ظرف الزمان). ج - خبر شبه جملة (من ظرف المكان). ثالثاً - خبر كان من حيث علامات الإعراب. 1 - خبر كان ينصب بالفتحة الظاهرة. أ - في الاسم المفرد. ب - في جمع التكسير.

2 - خبر كان ينصب بالفتحة المقدرة. 3 - خبر كان ينصب بالياء. أ - في المثنى بنوعيه. ب - في جمع المذكر السالم. 4 - ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم. رابعاً - جوانب أخرى لخبر كان. أ - إتيان معمول خبر كان بعدها. ب - زيادة الواو في خبر كان. ج - تعلق حرف الجر بخبر كان. د - دخول الباء على خبر كان. هـ - دخول لام كي على خبر كان. و خبر كان بعد إلا. ز - خبر كان لا يقوم مقام الاسم. ط - خبر كان منصوب على الحال. ك - خبر كان منصوب على المفعول. الفعل: كان (كان) أمّ الأفعال الناسخة. الفصل بين (كان) وغيرها من العوامل. خبر (كان) ضمير. اسم كان وخبرها بين الفاعل، والمفعول، والحال. الأنواع التي تأتي عليها كان. أولاً - أنواع الفعل كان من حيث العمل. 1 - الفعل (كان) الناقص. 2 - الفعل (كان) التام. 3 - الفعل (كان) الزائد. جواز زيادة الفعل (كان). أ - أن تكون بلفظ الماضي. ب - أن تكون بين شيئين متلازمين، لَيْسَا جاراً ومجروراً.

ثانياً - أنواع الفعل كان من حيث المعنى الذي يأتي عليه. 1 - بمعنى جاء. 2 - بمعنى صار. 3 - بمعنى يكون. 4 - بمعنى وقع. 5 - بمعنى خلق. جواز حذف كان. شروط حذف (كان) وجوباً دون اسمها وخبرها. شروط حذف كان مع اسمها وإبقاء خبرها. 1 - أَن يتقدمها أنْ الشرطية. 2 - أن يتقدمها لو الشرطية. جواز حذف كان مع خبرها، مع بقاء اسمها. جواز حذف (نون) مضارع (كان) المجزوم. عدم حذف نون مضارع (كان). خبر كان بين الاتصال والانفصال. رفع الاسم والخبر بإهمال كان: تعدي كان إلى المفعول. النصب بإضمار كان. رفع الكلمة المهمة في الجملة. الفعل: أمسى. الفعل: أصبح. الفعل: أضحى. الفعل: ظَلَّ. الفعل: بات. الفعل: صار. الفعل: ليس. الفعل: بَرِحَ. الفعل: فَتئِ. الفعل: انْفَكَّ. الفعل: دام.

كان وأخواتها

كان وأخواتها يقول ابن مالك: (¬10) ترفع كان المبتدا اسما ً والخبر ... تنصبه ككان سيدا ً عمر ككان ظلّ بات أضحى أصبحا ... أمسى وصار ليس زال برجا فتئ وانفكّ وهذي الأربعة ... لشبه نفى أو لنفي متبعه ومثل كان دام مسبوقا ً بما ... كأعط ما دمت مصيبا ً درهما ً وغير ماض ٍ مثله قد عملا ... إن كان غير الماض منه استعملا وفي جميعها توسّط الخبر ... أجز وكلّ ّ سبقه دام حظر كذاك سبق خبر ٍ ما النافية ... فجيء بها متلوّة ً لا تالية ومنع سبق خبر ٍ ليس اصطفي ... وذو تمام ما برفع ٍ يكتفي وما سواه ناقص ّ والنقص في ... فتىء ليس زال دائما ً قفي ولا يلي العامل معمول الخبر ... إلا إذا ظرفا ً أتى أو حرف جرّ ومضمر الشان اسما ً ان وان وقع ... موهم ما استبان أنّه امتنع وقد تزداد كان في حشو كما ... كان أصحّ علم من تقدّما ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد إن ولو كثيرا ً ذا اشتهر وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب ... كمثل أمّا أنت برّا فاقترب ومن مضارع ٍ لكان منجزم ... تحذف نون ّ وهو حذف ّ ما التزم (كان وأخواتها) المقصود بأخواتها: أي نظائرها في العمل، (¬11) وجميعها أفعال ناسخة تدخل على المبتدأ والخبر؛ فتغير حال الخبر فتنصبه، ويبقى المبتدأ كما هو عليه من الناحية الإعرابية، ومن ناحية المسمى اللفظي تُغير اسم المبتدأ إلى اسمها، وتُبقي الخبر ¬

(¬10) ألفية ابن مالك (¬11) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك، محمد بن علي الصبان، ج1ص457

كما هو عليه من الناحية اللفظية؛ ولكنه يصير خبراً لها كما كان لخبر المبتدأ. وتدخل الأفعال الناقصة على الجملة الاسمية لتقيد إِسنادها بوقت مخصوص أو حالة مخصوصة، فهي وسط بين الأفعال التامة والأدوات (أحرف المعاني). وهي بذلك تغير في المبتدأ فيصبح اسماً لها، ولكن لا تغير في إعرابه. وتغير في الخبر فتنصبه، ولكن لا تغير في تسميته فهو خبر لها هي. وهذه الأفعال خلعت دلالتها على الحدث وبقيت دلالتها على الزمان. (¬12) وهي أفعال غير حقيقية؛ وإنما تدخل على المبتدأ والخبر، فالفاعل فيها غير فاعل في الحقيقة، والمفعول فيها غير مفعول على الصحة. (¬13) ولكنها لا تخرج عن كونها أفعال لكنها لا تدل على الحدث. (¬14) وكان وأخواتها عوامل لفظية تدخل على المبتدأ، (¬15) وتعمل فقط في الأسماء (¬16) ولا توصَفُ بِتَعَدٍّ ولا لُزُوم، (¬17) ف - (كان وأخواتها) لفظها لفظ الفعل، وتصاريفها تصاريف الفعل، فنقول: كان، يكون سيكون، كائن، ومثل: أصبح يصبح، وأضحى يضحى، ودام يدوم، وزال يزال؛ لذلك شبهوها بالفعل. ومثل: لستن كضربتن، وليسوا كضربوا. (¬18) ومثل: ليست أمة الله ذاهبة، كقولنا: ضربتْ أمة الله زيداً. وهي تختلف عن الفعل الحقيقي في أن: الفعل الحقيقي يدل على معنى وزمان، مثل قولنا: (ضرب) فهو فعل يدل على ما مضى من الزمان وعلى الضرب الواقع فيه، أما الفعل (كان) فهو فعل يدل على ما مضى من الزمان فقط، و (يكون) تدل على ما أنت فيه من الزمان وعلى ما يأتي فهي تدل على زمان فقط؛ لذلك أدخلوها على المبتدأ وخبره؛ فرفعوا بها المبتدأ تشبيهاً بالفاعل، ونصبوا بها الخبر تشبيهاً بالمفعول. فنقول: كان عبدُ اللهِ أخاك، كما نقول: ضرب عبد الله أخاك. فإذا قلنا (كان زيد قائماً) فإنما معناه: زيد قام فيما مضى من الزمان، فإذا قلنا: أصبح عبد الله منطلقاً، فإنما المعنى: أتى الصباح وعبد الله منطلق، فهذا تشبيه لفظي، وكثيراً ما يعملون الشيء عمل الشيء إذا أشبهه في اللفظ وإن لم يكن مثله في المعنى. ¬

(¬12) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 107 (¬13) الأصول في النحو ... ج 1 ص 81 (¬14) مسائل خلافية في النحو ... ج 1 ص 69 (¬15) أسرار العربية ... ج 1 ص 78 (¬16) الأصول في النحو ... ج 1 ص 58 (¬17) أوضح المسالك ... ج 2 ص 176 (¬18) الأصول في النحو ... ج1 ص 82

وبعض هذه الأفعال يمتنع من التصرف؛ وهي أفعال لا تبنى بناء الأفعال التي تحتوي على الياء في مقدمتها؛ لأننا إذا قلت (كان) دلت على ما مضى، وإذا قلنا (يكون) دلت على ما هو فيه وعلى ما لم يقع. وإذا قلت: ليس زيد قائماً الآن أو غداً، أدت ذلك المعنى الذي في يكون، فلما كانت تدل على ما يدل عليه المضارع استغني عن المضارع فيها، ولذلك لم تبن بناء الأفعال التي تحتوي على الياء في مقدمتها، مثل باع، وبات. (¬19) من هنا فإن كان وأخواتها أفعال تدل على الزمان فقط. (¬20) وهي ترفع المبتدأ وتنصب خبره ويسمى المرفوع بها اسماً لها، والمنصوب بها خبراًَ لها، (¬21) وألفاظها ثلاث عشرة لفظة: كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظل، بات، صار، ليس، زال، برح، فتئ، انفك، ودام. (¬22) ¬

(¬19) السابق ... ج 1 ص 83 (¬20) السابق ... ج 1 ص 82 (¬21) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 263 (¬22) شرح قطر الندى ... ج 1 ص 127

أمثلة حول كان وأخواتها ودخولها على المبتدأ والخبر

- أمثلة حول كان وأخواتها ودخولها على المبتدأ والخبر: كان زيدُ قائمًَا. أصبح الأميرُ مسروراَ. ً أمسى الحارس مستيقظاً. أضحت الممرضات نشيطات. ظل جعفرُ جالسًا. بات أخوك لاهيًا. صار محمدُ كاتبًَا. ليس الرجلُ حاضرا. ً ما دام سعيدُ كريمًَا. ما زال أبوك عاقلاًًَ. ما انفك قاسمُ مقيمًَا. ما فتئ عمرو جاهلاًَ. ما برح الكاتب قاعداً. - أمثلة لما تصرف من أخوات كان: يكون أخوك منطلقا. ليصبحن الحديث شائعا. (¬23) ¬

(¬23) بعض الأمثلة من كتاب: اللمع في العربية ... ج 1 ص 36

موقف النحويين من كان وأخواتها (كان وأخواتها أفعال أم حروف)

موقف النحويين من كان وأخواتها (كان وأخواتها أفعال أم حروف) اختلف النحويون فيما بينهم، فمنهم من قال: أن كان وأخواتها أفعال، ومنهم من قال: أنها حروف، وهناك فريق رأى: أنها أفعال غير حقيقية. وهذا على النحو التالي: أولاً - كان وأخواتها أفعال. ثانياً - كان وأخواتها حروف. ثالثاً - كان وأخواتها أفعال غير حقيقية (أفعال العبارة). أولاً - كان وأخواتها أفعال المعروف والصحيح أن كان وأخواتها أفعال، والدليل على ذلك من أوجه: الوجه الأول - أنها تلحقها تاء الضمير وألفه وواوه. مثل: كنت، كانا، كانوا. كما نقول في غير الأفعال الناسخة: قمت، قاما، قاموا. الوجه الثاني - تلحقها تاء التأنيث الساكنة، وهذه التاء تختص بالأفعال. مثل: كانت المرأة. كما نقول في غير الأفعال الناسخة: قامت المرأة. الوجه الثالث - أنها تتصرف. مثل: كان يكون، وصار يصير، وأصبح يصبح، وأمسى يمسي، وكذلك سائرها. ما عدا ليس (¬24). الوجه الرابع - دلالتها على معنى في نفسها، وهو الزمان. (¬25) ¬

(¬24) أسرار العربية ... ج 1 ص 130 (¬25) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص164

ثانيا - كان وأخواتها حروف

مثل: أمسى، فهي تدل على الفعل في وقت المساء. أصبح، فهي تدل على فعل في وقت المساء. أضحى، فهي تدل على فعل في وقت الضحى. ثانياً - كان وأخواتها حروف ذهب بعض النحويين إلى أنها حروف وليست أفعالاً؛ واستدلوا بقولهم: 1 - أنها لا تدل على المصدر ولو كانت أفعالاً لكان ينبغي أن تدل على المصدر؛ فلما لم تدل على المصدر دل على أنها ليست أفعالاً. (¬26) 2 - أنها تشبه الحروف في أنَّها لا تدلّ على الحدث، وإنَّما هي أفعال لفظيَّة. وقد قصدوا بالحروف: الطريقة؛ لأن لهذه الأفعال في النحو طريقة تخالف فيها بقيَّة الأفعال، ولهذه العلَّة خصّوها من بين الأفعال بالدخول على المبتدأ والخبر. (¬27) ثالثاً - كان وأخواتها أفعال غير حقيقية (أفعال العبارة) وهناك فريق يرى أن هذه الأفعال هي: أفعال؛ ولكنها أفعال غير حقيقة، لأنها ناقصة. وفي الرد على من قال بأن كان وأخواتها حروفاً، جاء هذا الرد الذي يقول: إن كان وأخواتها لا تدل على المصدر لأنها أفعال غير حقيقية، فالمصدر يكون في الأفعال الحقيقية، وهذه أفعال غير حقيقية. ولهذا المعنى تسمى " أفعال العبارة ". (¬28) ¬

(¬26) أسرار العربية ... ج 1 ص 130 (¬27) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 165 (¬28) أسرار العربية ... ج 1 ص 131

أقسام كان وأخواتها

أقسام كان وأخواتها لكان وأخواتها أقسام متعددة، كل قسم يحتوي على تصنيف يضم بجانبه إحدى أخوات كان، فلذلك يمكن تقسيمها إلى عدة أقسام: أولاً - من حيث الأوجه التي تأتي عليها. الوجه الأول - أنها تكون ناقصة. الوجه الثاني - أنها تكون تامة. الوجه الثالث - أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث. الوجه الرابع - أن تكون زائدة غير عاملة. الوجه الخامس - أن تكون بمعنى صار. ثانياً - كان وأخواتها من حيث التصريف: أ - مالا يَتَصَرَّفُ. ب - ما يتصرف تصرفاً ناقصاً. ج - ما يتصرف تصرفا تامَّا. ثالثاً - كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي رابعاً - كان وأخواتها من حيث شروط عملها: 1 - أفعال تعمل عملاً مطلقاً. 2 - أفعال الاستمرار. 3 - أفعال يتقدمها (ما المصدرية الظرفية). خامساً - الظروف وكان وأخواتها وهنا تعريف مبسط بكل قسم وما يحتوي عليه من أخوات كان.

أولا - كان وأخواتها من حيث الأوجه التي تأتي عليها

أولاً - كان وأخواتها من حيث الأوجه التي تأتي عليها تنقسم كان وأخواتها من حيث الأوجه التي تأتي عليها إلى خمسة أوجه: الوجه الأول - أنها تكون ناقصة. الوجه الثاني - أنها تكون تامة. الوجه الثالث - أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث. الوجه الرابع - أن تكون زائدة غير عاملة. الوجه الخامس - أن تكون بمعنى صار. الوجه الأول - أنها تكون ناقصة: فتدل على الزمان المجرد عن الحدث، ويلزمها الخبر. مثل: كان زيدٌ قائماً. فهي هنا كان الناقصة التي تحتاج إلى الخبر. الوجه الثاني - أنها تكون تامة: فتدل على الزمان والحدث معاًَ، كغيرها من الأفعال الحقيقية، ولا تحتاج إلى خبر، أي مستغنية بمرفوعها. (¬29) فهي تدل على وقوع الحدث. مثل: قوله تعالى {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. (¬30) أى: وإن حَصَلَ ذو عُسْرَة، أي: حدث ووقع. (¬31) ومثل: قال تعالى: (إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً). (¬32) وقال تعالى: (إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ). (¬33) وقال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً). (¬34) ¬

(¬29) أوضح المسالك ج 1 ص 253،أسرار العربية ج 1 ص131 (¬30) سورة البقرة، الآية 280 (¬31) أوضح المسالك ... ج 1 ص 254 (¬32) سورة البقرة، الآية 282 (¬33) سورة النساء، الآية 29 (¬34) سورة مريم، الآية 29

أي: وجد وحدث، وصبيًا منصوب على الحال، ولا يجوز أن تكون كان هنا الناقصة؛ لأنه لا اختصاص لسيدنا عيسى - عليه السلام - في ذلك، لأن كلامه قد كان في المهد صبيًا، ولا عجب في تكليم من كان فيما مضى في حال الصبي، وإنما العجب في تكليم من هو موجود في المهد في حال الصبي، فدل على أنها هنا بمعنى وجد وحدث. قال الشاعر: فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتي ... إذا كان يوم ذو كواكب أشهب (¬35) أي: حدث يوم. وقال آخر: إذا كان الشتاء فادفئوني ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء أي: حدث الشتاء. (¬36) وقال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (¬37) أى: حين تَدْخُلوُن في الَمسَاء وحين تَدْخُلُونَ في الصَّبَاح قال تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} (¬38) وقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (¬39) أي: ما بَقِيَتْ السموات والأرض. ومثل: وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ. (¬40) ومثل: بَاتَ بالْقَوْمِ. أي: نزل بهم. ومثل: ظَلَّ الْيَوْمُ. أى: دام ظِلُّهُ. ومثل: أَضْحَيْنَا. أي: دَخَلنْاَ في الضُّحَى. (¬41) ¬

(¬35) البيت الشعري من كتاب: أسرار العربية ج 1ص132 (¬36) السابق ... ج 1ص132 (¬37) سورة الروم، الآية 17 (¬38) سورة هود، الآية 107 (¬39) سورة هود، الآية 108 (¬40) أوضح المسالك ... ج 1 ص 254 (¬41) السابق ... ج 1 ص 255

الوجه الثالث - أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث

الوجه الثالث - أن يجعل فيها ضمير الشأن والحديث. وهو الوجه الذي يضمر فيها اسمها وهو ضمير الشأن والحديث، فتقع الجمل بعدها أخبارًا عنها، أي: تكون الجملة خبرها. مثل: كان زيد قائم. أي: كان الشأن والحديث زيد قائم. قال الشاعر: إذا مت كان الناس نصفان شامت ... وآخر مثن بالذي كنت أصنع أي: كان الشأن والحديث الناس نصفان. (¬42) الوجه الرابع - أن تكون زائدة غير عاملة. تأتي زائدة لا عمل لها، ولا تحتاج إلى الاسم ولا إلى الخبر. قال الشاعر: سراة بني أبي بكر تسامى ... على كان المسومة العراب (¬43) أي: على المسومة. وقال آخر: فكيف إذا مررت بدار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام (¬44) أي: جيران كرام. الوجه الخامس - أن تكون بمعنى صار. وفي هذا الوجه تأتي بمعنى صار. مثل: قال الله - تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. (¬45) أي: صار. وقوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ}. (¬46) أي: صار. ¬

(¬42) اللمع في العربية ج 1ص 38 (¬43) أسرار العربية ... ج 1 ص 133 (¬44) أسرار العربية ... ج 1 ص 133 (¬45) سورة البقرة، الآية 34 (¬46) سورة ص، الآية 74

ثانيا - كان وأخواتها من حيث التصريف

وعلى هذا حمل بعضهم قوله تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}. (¬47) بمعنى: صار. وقال الشاعر: بتيهاء قفر والمطي كأنها ... قطا الحزن قد كانت فراخًا بيوضها أي: صارت فراخا بيوضها. (¬48) ثانياً - كان وأخواتها من حيث التصريف تنقسم هذه الأفعال في التصَرُّف ثلاثة أقسامٍ: أ - مالا يَتَصَرَّفُ. ب - ما يتصرف تصرفاً ناقصاً. ج - ما يتصرف تصرفا تامَّا. أ - مالا يَتَصَرَّفُ. وهو: ليس (¬49)، ودام. (¬50) ب - ما يتصرف تصرفاً ناقصاً. وهو (زال) وأخواتُهَا، فإنها لا يستعمل منها أمر، ولا مصدر. أما (دام) (¬51) فأنهم أثبتوا لها مضارعاً. ولابن عقيل: أن ما لا يتصرف منها هو: دام، وليس، وما كان النفي أو شبهه شرطاً فيه، وهو: زال وأخواتها، ولا يستعمل منه أمر، ولا مصدر. (¬52) ج - ما يتصرف تصرفا تامَّا. وهو الباقي من هذه الأفعال. مثل: كان يكون، وصار يصير، وأصبح يصبح، وأمسى يمسي. ¬

(¬47) سورة مريم، الآية 29 (¬48) أسرار العربية ... ج1 ص 134 (¬49) باتفاق النحويين. (¬50) عند الفراء وكثيٍر من المتأخرين. (¬51) عند الأقْدَمِيَن. (¬52) شرح ابن عقيل ... ج 1ص 271

ثالثا - كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي

والأفعال المتصرفة من هذه الأفعال منها ما يأتي تصريفه للمضارع. ومنها ما يأتي للأمر، والمصدر، واسم الفاعل. فالمضارع: مثل قوله تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً}. (¬53) والأمر: مثل قوله تعالى: {قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً}. (¬54) والمصدر: مثل قول الشاعر: ببذل وحلم ساد في قومه الفتى ... وكونك إياه عليك يسير (¬55) واسم الفاعل: مثل: وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِى البْشَاشَةَ كَائِناً أَخَاكَ (¬56) ومثل: قول الشاعر قَضَى اللهُ يا أَسماءُ أَن لَسْتُ زائِلاً ... أُحِبُّكِ حتى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ (¬57) ثالثاً - كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي كل فعل تام (أي: غير ناقص، أي: ليس من الأفعال الناسخة كان وأخواتها أو كاد وأخواتها) له فاعل، فعندما نقول (جاء محمد) نجد أن الفاعل هنا هو (محمد)؛ لأنه هو الذي قام بالمجيء، وفي هذه الجملة نجد الفعل قد اكتفى بالفاعل، دون الحاجة إلى مفعول به أو أكثر، وفي هذه الحالة يسمى الفعل لازمًا، أي: لزم فاعله واكتفى به ولم يتعداه لنصب مفعول به أو أكثر، أما إذا لم يكتفِ بالفاعل وتعداه فنصب مفعولاًَ به أو أكثر سمي الفعل متعديا، وقد يتعدى الفعل إلى مفعول واحد أو اثنين أو ثلاثة مفاعيل. وبذلك فإن الأفعال الناقصة لا تنقسم إلى أفعال لازمة وأخرى متعدية. ¬

(¬53) سورة مريم، الآية 20 (¬54) سورة الإسراء، الآية 50 (¬55) البيت الشعري من كتاب: شرح ابن عقيل ج1ص270، وكتاب أوضح المسالك ج1ص239 وتفسير أبي السعود ج1 ص 42 (¬56) أوضح المسالك ج1 ص 239 (¬57) أوضح المسالك ... ج 1 ص 240،لسان العرب ج1 ص 199، تاج العروس ج1 ص4690

رابعا - كان وأخواتها من حيث شرو ط عملها

رابعاً - كان وأخواتها من حيث شرو ط عملها تعمل كان وأخواتها بشروط كي ترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها، ولذلك فتنقسم كان وأخواتها من حيث العمل إلى: 1 - أفعال تعمل عملاً مطلقاً. 2 - أفعال الاستمرار. 3 - أفعال يتقدمها (ما المصدرية الظرفية). 1 - أفعال تعمل عملاً مطلقاً: وهي الأفعال التي تعمل هذا العمل مطلقاً بدون شروط خاصة بها، وهي ثمانية أفعال: كان، أمسى، أصبح، أضحى، ظَلَّ، بات، صار، وليس. (¬58) مثال: قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً}. (¬59) 2 - أفعال الاستمرار. وهي أفعال يجب أن يسبقها: نفي، أو نهي، أو دعاء، أو أن يسبقها نفي لفظاً، أو تقديرًا، أو شبه نفي. ولا يحذف النافي معها إلا بعد القسم. (¬60) وهي أربعة أفعال: زال، بَرِحَ، فَتئِ، وانْفَكَّ. أ - مِثَال بعد دخول النفي على هذه الأفعال: قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}. (¬61) قال تعالى: {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (¬62) ومثل: لا تَزَلْ ذَاكِرَ اللهِ. لا بَرِحَ رَبْعُكَ مَأنُوساً. ¬

(¬58) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 263 (¬59) سورة الفرقان، الآية 54 (¬60) شرح ابن عقيل ... ج 1ص 263 (¬61) سورة هود، الآية 118 (¬62) سورة طه، الآية 91

3 - أفعال يتقدمها (ما المصدرية الظرفية)

لا زَالَ جَنَابُكَ مَحْروساً. (¬63) ب - مثال بعد دخول القسم: قال الشاعر: فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي (¬64) ج - مثال النفي لفظا: ما زال زيد قائماً د - مثال النفي تقديراً: مثل: قوله تعالى {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}. (¬65) أي: لا تفتؤ. ولا يحذف النافي معها إلا بعد القسم كالآية الكريمة السابقة. وقد شذ الحذف بدون القسم. مثل قول الشاعر: (¬66) وأبرح ما أدام الله قومي ... بحمد الله منتطقا مجيدا 3 - أفعال يتقدمها (ما المصدرية الظرفية): وهي أفعال تُقَدَّر بالَمصْدَر، وسميت ظرفية لنيابتها عن ظرف الزمان وهو المدة (¬67). وهو فعل واحد هو الفعل: دَامَ. والمصدر المقدر هو: الدوام. (¬68) مثال: قال تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً}. (¬69) أي: مُدَّةَ دَوَامِى حَيَّا. (¬70) مثلاً لو قلنا: (دَامَ زَيْدٌ صَحِيحاً) كان قولنا صحيحاً حالاً، لا خبراً. وكذلك: عجبت مِنْ مَا دَامَ زَيْدٌ صَحيحاً. لأن ما هذه مصدرية لا ظرفية، والمعني: عجبت من دوامه صحيحاً. (¬71) ¬

(¬63) شرح شذور الذهب ... ج 1 ص 240 (¬64) تفسير الطبري ج7 ص276، تفسير القرطبي ج9ص212،ج 12ص185، فتح القدير ج3ص70، الكشاف ج1ص 601. (¬65) سورة يوسف، الآية 85 (¬66) شرح ابن عقيل ج 1 ص 264، ص 263، أوضح المسالك ج 1ص232 (¬67) شرح شذور الذهب ج 1 ص 240 (¬68) أوضح المسالك ج 1 ص 238 (¬69) سورة مريم، الآية 31 (¬70) أوضح المسالك ج 1 ص 237 (¬71) شرح شذور الذهب ج 1 ص 241

خامسا - الظروف وكان وأخواتها

خامساً - الظروف وكان وأخواتها والظروف يجوز أن يفصل بها بين (كان) وما عملت فيه لاشتمالها على الأشياء فتقديمها وهي ملغاة بمنزلة تأخيرها، فجميع ما جاز في المبتدأ وخبره من التقديم والتأخير فهو جائز في (كان) إلا أن يفصل بينها وبين ما عملت فيه بما لم تعمل فيه فإن فصلت بظرف ملغى جاز. فأما ما يجوز فقولنا: كان منطلقاً عبد الله. كان منطلقاً اليوم عبد الله. كان أخاك صاحبنا. زيد كان قائماً غلامه. الزيدان كان قائماً غلامهما. أي: تريد كان غلامهما قائماً. وكذلك: أخوات (كان).

اسم كان وأخواتها

اسم كان وأخواتها عندما تدخل كان وأخواتها على الجملة ترفع المبتدأ تشبيهاً بالفاعل ويسمى اسَمَها. (¬72) الرفع باسم كان وأخواتها اسمُ كان وأَخواتها من المرفوعات، وَأخواتها هِيَ: أَمْسَى، أَصْبَحَ، أَضْحَى، ظَلَّ، بَاتَ، صَارَ، لَيْسَ، وَما تَلاه نفي أَوْ شِبْهِهِ: زَالَ، بَرِحَ، فَتيءَ، انْفَكَّ. وما كان صلة لمَا الْوَقْتِيَة: دَامَ. (¬73) فترفع كان وأخواتها المبتدأ عند دخولها عليه فيسمى اسمها. مثل: كان عبدُ الله شاخصاً. رُفعت عبد الله بكان، ونُصبت شاخصاً لأنه خبر كان. ولابد لكان من خبر. الأنواع التي يأتي عليه اسم كان وخبرها أولاً - اسم كان من حيث علامات الإعراب: 1 - اسم يرفع بالضمة الظاهرة. أ - في الاسم المفرد. ب - في جمع المؤنث السالم. ج - في جمع التكسير. 2 - اسم يُرفع بضمة مقدرة. 3 - اسم يرفع بالألف في المثنى بنوعيه. 4 - اسم يرفع بالواو في جمع المذكر السالم. ثانياً - اسم كان من حيث موقعه بالنسبة للفعل ¬

(¬72) أوضح المسالك ج 1 ص231 (¬73) شرح شذور الذهب ج 1 ص 239

أولا - اسم كان من حيث علامات الإعراب

1 - اسم كان وأخواتها بعد الفعل مباشرة. 2 - اسم كان وأخواتها لا يأتي بعد الفعل. ثالثاً - اسم كان من حيث النكرة والمعرفة 1 - اسم (كان) معرفة والخبر نكرة. 2 - اسم (كان) معرفة والخبر معرفة. 3 - اسم (كان) نكرة والخبر نكرة. 4 - اسم (كان) نكرة والخبر معرفة. رابعاً - اسم كان من حيث التقدير والتأويل 1 - اسم كان مقدراً 2 - اسم كان وأخواتها من مصدر مؤول مكون من أن والفعل 3 - اسم كان وأخواتها مسبوقاً بحرف جر زائد 4 - اسم كان وأخواتها (فاعل) مجازاً وبيان شرح هذه الأنواع كالآتي: أولاً - اسم كان من حيث علامات الإعراب

1 - اسم يرفع بالضمة الظاهرة

ينقسم اسم كان من حيث علامات إعرابه إلى أربعة أقسام هي:- 1 - اسم يرفع بالضمة الظاهرة. أ - في الاسم المفرد. ب - في جمع المؤنث السالم. ج - في جمع التكسير. 2 - اسم يُرفع بضمة مقدرة. 3 - اسم يرفع بالألف في المثنى بنوعيه. 4 - اسم يرفع بالواو في جمع المذكر السالم. وشرح هذه الأنواع كالآتي: 1 - اسم يرفع بالضمة الظاهرة أ - في الاسم المفرد مثال: قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (¬74) حيث جاءت كلمة (فريق) اسم كان، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ}. (¬75) حيث جاءت كلمة (عاقِبَةُ) اسم كان، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً ¬

(¬74) سورة البقرة، الآية 75 (¬75) سورة آل عمران، الآية 137

ب - في جمع المؤنث السالم

حَكِيماً) (¬76) حيث جاء اسم الجلالة (اللهُ) اسم كان، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً}. (¬77) حيث جاء اسم الجلالة (اللهُ) اسم كان، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً}. (¬78) حيث جاءت كلمة (الإنسان) اسم كان، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: {قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنسَانُ قَتُوراً}. (¬79) حيث جاءت كلمة (الإنسان) اسم كان، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (¬80) حيث جاءت كلمة (فُؤَادُ) اسم أَصْبَحَ، وهو اسم مفرد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ب - في جمع المؤنث السالم مثال: أمست الممرضاتُ ساهرات. حيث جاءت كلمة (الممرضاتُ) اسم أمست، وهي جمع مؤنث مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ¬

(¬76) سورة النساء، الآية 17 (¬77) سورة النساء، الآية 100 (¬78) سورة الإسراء، الآية 67 (¬79) سورة الإسراء، الآية 100 (¬80) سورة القصص، الآية 10

ج - في جمع التكسير

مثال: ظلت المعلمات مخلصات حيث جاءت كلمة (المعلمات) اسم ظل، وهي جمع مؤنث مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: كانت الفتيات مؤدبات حيث جاءت كلمة (الفتيات) اسم كان، وهي جمع مؤنث مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ج - في جمع التكسير مثال: قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ}. (¬81) حيث جاءت كلمة (آباء) جمع تكسير، وهي اسم كان، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مثال: قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ ... فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ). (¬82) حيث جاءت كلمة (النَّاس) جمع تكسير، وهي اسم كان، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. 2 - اسم يُرفع بضمة مقدرة أما الاسم الذي يرفع بالضمة المقدرة، فهو اسم مفرد هناك أسباب منعت من ظهور العلامة الظاهرة في اسم كان، هذه الأسباب هي: أ - حرف الجر الزائد: مثال: قال تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً}. (¬83) وحرف الجر الزائد هنا هو (على). ¬

(¬81) سورة البقرة، الآية 170 (¬82) سورة البقرة، جزء من الآية 213 (¬83) سورة الأحزاب، الآية 38

3 - اسم يرفع بالألف في المثنى بنوعيه

ب - الاسم المقصور. مثال: قال تعالى: (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي ... مَن يَشَاءُ). (¬84) حيث جاءت كلمة (هدى) اسم مقصور. 3 - اسم يرفع بالألف في المثنى بنوعيه أ - مثنى مذكر مثال: بات التلميذان ساهرين. حيث جاءت كلمة (التلميذان) اسم (بات) مرفوع بالألف لأنه مثنى مذكر. ب - مثنى مؤنث مثال: كانت الشجرتان مثمرتين. حيث رفعت كلمة (الشجرتان) اسم (كان) مرفوع بالألف لأنها مثنى مؤنث. مثال: أصبحت الوردتان ذابلتين. حيث رفعت كلمة (الوردتان) اسم (أصبح) مرفوع بالألف لأنها مثنى مؤنث. ¬

(¬84) سورة البقرة، جزء من الآية 272

4 - اسم يرفع بالواو في جمع المذكر السالم

4 - اسم يرفع بالواو في جمع المذكر السالم مثال: ظل المهندسون مجتهدين. حيث جاءت كلمة (المهندسون) اسم (ظل) مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. مثال: ليس المذيعون مخطئين. حيث جاءت كلمة (المذيعون) اسم (ليس) مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. مثال: أصبح الصحفيون نشيطين. حيث جاءت كلمة (الصحفيون) اسم (أصبح) مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. ثانياً - اسم كان من حيث موقعه بالنسبة للفعل يتخذ اسم كان موقعاً بالنسب لفعله، فتارة يأتي بعد الفعل، وتارة مؤخراً عن الفعل فيسبقه الخبر، ولا يأتي اسم كان قبل الفعل وقبل الخبر أي انه لا يسبق الفعل والخبر، كالآتي: 1 - اسم كان وأخواتها بعد الفعل مباشرة. 2 - اسم كان وأخواتها لا يأتي بعد الفعل مباشرة 1 - اسم كان وأخواتها بعد الفعل مباشرة وهو الأصل، حيث أن أصل اسم كان أن يأتي بعد الفعل مباشرة، أي بعدها، دون أن يفصله بينها أي فاصل. مثال قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا ... اخْتَلَفُواْ فِيهِ) (¬85) ¬

(¬85) سورة البقرة، جزء من الآية 213

2 - اسم كان وأخواتها لا يأتي بعد الفعل مباشرة

حيث جاءت كلمة (الناس) بعد الفعل مباشرة، وهي اسم (كان) مثال: قال تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. (¬86) حيث جاءت كلمة (فَرِيقٌ) بعد الفعل مباشرة، وهي اسم (كان) وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}. (¬87) حيث جاء اسم الجلالة (اللهُ) بعد الفعل مباشرة، وهي اسم (ليس) مثال: قال تعالى: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً). (¬88) حيث جاءت كلمة (الرَّسُول) بعد الفعل مباشرة، وهي اسم (كان) مثال: قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا ... كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}. (¬89) حيث جاءت كلمة (النَّصَارَى) بعد الفعل مباشرة، وهي اسم (ليس) وجاءت كلمة (الْيَهُودُ) بعد الفعل مباشرة، وهي اسم (ليس) 2 - اسم كان وأخواتها لا يأتي بعد الفعل مباشرة ويكون مؤخراً عن الفعل، بمعنى أنه يسبقه الخبر، فيتقدم الخبر عنه. مثال: قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬90) مثال: قال تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. (¬91) ¬

(¬86) سورة البقرة، الآية 75 (¬87) سورة الأنعام، الآية 53 (¬88) سورة البقرة، جزء من الآية 143 (¬89) سورة البقرة، الآية 113 (¬90) سورة البقرة، الآية 94 (¬91) سورة البقرة، الآية 150

ثالثا - اسم كان من حيث النكرة والمعرفة

مثال: قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً}. (¬92) مثال: قال تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. (¬93) مثال قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. (¬94) مثال: قال تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ}. (¬95) ثالثاً - اسم كان من حيث النكرة والمعرفة المعروف أن المعرفة اسمًا والنكرة خبراً، فإذا اجتمع في الكلام معرفة ونكرة جعلت اسم كان المعرفة وخبرها النكرة. (¬96) مثل: كان عمرو كريمًا. ولا يجوز أن نقول: كان كريم عمرًا؛ إلا في ضرورة الشعر. قال القطامي: قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا فجعل كلمة (موقف) وهي نكرة اسمها، وكلمة (الوداع) وهي معرفة خبرها. فإن كانا جميعاً معرفتين كنت فيها مخيرا، أيهما شئت جعلته اسم كان، وجعلت الآخر الخبر. مثل: كان زيد أخاك. ¬

(¬92) سورة النساء، الآية 165 (¬93) سورة الأنعام، الآية 51 (¬94) سورة الروم، الآية 47 (¬95) سورة النمل، الآية 48 (¬96) اللمع في العربية ج 1ص 36

1 - اسم كان معرفة والخبر نكرة

وإن شئنا قلنا: كان أخوك زيداً. (¬97) وجاءت كان بالأنواع السابقة جميعها، حيث يمكن أن يأتي اسم كان وأخواتها معرفة أو نكرة. وكذلك الخبر قد يكون معرفة وقد يكون نكرة، كالآتي: 1 - اسم (كان) معرفة والخبر نكرة. 2 - اسم (كان) معرفة والخبر معرفة. 3 - اسم (كان) نكرة والخبر نكرة. 4 - اسم (كان) نكرة والخبر معرفة. 1 - اسم كان معرفة والخبر نكرة اسم (كان) المعرفة، هو نفسه كما كان في الابتداء هو المبتدأ، لا فرق بينهما في ذلك. مثال: كان عمرو منطلقاً. كان بكر رجلاً عاقلاً. 2 - اسم (كان) معرفة والخبر معرفة. أيضاً نفسه كما في الابتداء. مثال:: كان عبد الله أخاك. مثال: كان أخوك عبد الله. فأيهما شئت جعلته اسم (كان) وجعلت الآخر خبراً لها. (¬98) ¬

(¬97) السابق ... ج 1 ص 37 (¬98) الأصول في النحو ج 1 ص 83

3 - اسم كان نكرة والخبر نكرة

3 - اسم كان نكرة والخبر نكرة يخبر عن النكرة بالنكرة؛ إذا كان فيه فائدة. وهو يقع في المنفي، ولا يقع في الإيجاب. مثال: ما كان أحد مثلك. مثال: ليس أحد خيراً منك. مثال: ما كان رجل قائماً مقامك. وصلح هذا هنا لأن قولنا: (رجل) في موضع الجماعة، إذا جعلوا رجلاً رجلاً، يوضح هذا قولنا: ما كان رجلان أفضل منهما، والمعول في هذا الباب وغيره على الفائدة كما كان في المبتدأ والخبر؛ فما كانت فيه فائدة فهو جائز. فإذا قلنا: ليس فيها أحد. فقد نفيت الواحد والإثنين وأكثر من ذلك. قال الراجز: وبلدة ليس بها ديار ومن هذه الأسماء: أ - ما يقع بعد (كل) لعمومها. نقول: يعلم هذا كل أحد (¬99) ب - ما يقع بعد (مثل وشبه) يكن نكرات وإن أَضفن إلى المعارف؛ لأنهن لا يخصصن شيئاً بعينه لأن الأشياء تتشابه من وجوه وتتنافى من وجوه. مثل: ما كان أحد مثلك. ومثل: ما كان مثلك أحد. ومثل: ما كان في الدار أحد مثل زيد. إذا جعلنا (في الدار) الخبر، وإن جعلنا (في الدار) لغواً نصبت ¬

(¬99) السابق ... ج 1 ص84

4 - اسم (كان) نكرة والخبر معرفة

المثل. (¬100) 4 - اسم (كان) نكرة والخبر معرفة. الشعراء قد يضطرون فيجعلون الاسم نكرة والخبر معرفة، لعلمهم أن المعنى يؤول إلى شيء واحد. فمن ذلك قول حسان: كأنَّ سلافةً منْ بيت رأسٍ ... يكون مزاجَها عسَل وماءُ وقال القطامي: قفي قبل التفرقِ يا ضباعا ... ولا يك موقف منكِ الوداعا (¬101) رابعاً - اسم كان من حيث التقدير والتأويل هنا نعرض لأنواع مختلفة لاسم كان، فهو قد يأتي مقدراً، وقد يؤول من أن والفعل، وقد تسبقه حروف الجر. 1 - اسم كان مقدراً. 2 - اسم كان وأخواتها من مصدر مؤول مكون من أن والفعل. 3 - اسم كان وأخواتها مسبوقاً بحرف جر زائد. 4 - اسم كان وأخواتها (فاعل) مجازاً. 1 - اسم كان قد يكون مقدراً مثال، قال تعالى: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. (¬102) مثال، قال تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ). (¬103) ¬

(¬100) السابق ... ج 1 ص 85 (¬101) السابق ... ج 1 ص 83 (¬102) سورة البقرة، الآية 184 (¬103) سورة البقرة، جزء من الآية196

2 - اسم كان وأخواتها قد يكون من مصدر مؤول مكون من أن والفعل

مثال، قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬104) مثال، قال تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬105) مثال، قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬106) مثال، قال تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (¬107) مثال، قال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬108) مثال، قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬109) مثال، قال تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ ... بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}. (¬110) 2 - اسم كان وأخواتها قد يكون من مصدر مؤول مكون من أن والفعل مثال، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. (¬111) مثال، قال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. (¬112) ¬

(¬104) سورة آل عمران، الآية 67 (¬105) سورة البقرة، الآية 135 (¬106) سورة آل عمران، الآية 67 (¬107) سورة آل عمران، الآية 95 (¬108) سورة الأنعام، الآية 161 (¬109) سورة النحل، الآية 123 (¬110) سورة الحج، الآية 10 (¬111) سورة البقرة، الآية 114 (¬112) سورة البقرة، الآية 177

3 - اسم كان وأخواتها قد يكون مسبوقا بحرف جر زائد

مثال، قال تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. (¬113) 3 - اسم كان وأخواتها قد يكون مسبوقاً بحرف جر زائد مثال، قال تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً}. (¬114) مثال، قال تعالى: {فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}. (¬115) 4 - اسم كان وأخواتها (فاعل) مجازاً تدخل كان وأخواتها على الجملة فيرفَعْنَ المبتدأَ ويسمى اسمهن حقيقة وفاعلهن مجازاً. (¬116) ¬

(¬113) سورة إبراهيم، الآية 11 (¬114) سورة الأحزاب، الآية 38 (¬115) سورة الحاقة، الآية 47 (¬116) شرح شذور الذهب ج 1ص 239

خبر كان وأخواتها

خبر كان وأخواتها عندما تدخل كان وأخواتها على الجملة تنصب الخبر تشبيهاً بالمفعول ويسمى خَبَرَهَا. (¬117) دور الخبر في هذه الأفعال: الواضح أن الخبر هو الذي عوض هذه الأفعال عن المصدر، فلزم الخبر هذه الأفعال عوضا عن المصدر فكان في حكم الموجود الثابت، وبذلك قد جبروا هذا الكسر الموجود في هذه الأفعال، وهو: خلوها من المصدر. فألزموها الخبر عوضاًَ عن دلالتها عليه. (¬118) النصب بخبر كان وأخواتها يكون النصب بخبر كان وأخواتها على أنها كان الظاهرة غير المضمرة، والمقصود كان الداخلة على المبتدأ والخبر. مثل قولنا: كان زيد قائمًا. هو نفسه الشبه الموجود في المفعول به الذي تقدم فاعله. مثل قولنا: ضرب عبد الله زيداً، فالنصب هنا بمنزلة المفعول به. (¬119) ¬

(¬117) أوضح المسالك ... ج 1 ص 231 (¬118) أسرار العربية ... ج 1ص 131 (¬119) الجمل في النحو ... ج 1 ص73

أحوال خبر كان

أحوال خبر كان لخبر كان أحوال متنوعة ومتعددة، فيمكن تقسيمه إلى عدة أقسام، أولاً - خبر كان من حيث التقديم والتأخير عن الفعل. ثانياً - خبر كان من حيث نوع الخبر. ثالثاً - خبر كان من حيث علامات الإعراب. رابعاً - جوانب أخرى لخبر كان: أ - إتيان معمول خبر كان بعدها. ب - خبر كان من حيث الإعراب والبناء ج - زيادة الواو في خبر كان. د - تعلق حرف الجر بخبر كان. هـ - دخول الباء على خبر كان ودخول لام كي على خبر كان. ز - اقتران خبر كان بأن المصدرية. ح - خبر كان بعد إلا. ط - خبر كان لا يقوم مقام الاسم ك - خبر كان منصوب على الحال.

أولا - خبر كان من حيث التقديم والتأخير عن الفعل

ل - خبر كان منصوب على المفعول. أولاً - خبر كان من حيث التقديم والتأخير عن الفعل خبر كان من حيث موضعه بعد الفعل، أي: موضع خبر كان بين الفعل والاسم، وهي في تقديم خبرها على ضربين: فالأفعال التي في أوائلها (ما) يتقدم خبرها على اسمها لا عليها، وما عداها يتقدم خبرها على اسمها وعليها. (¬120) فيجوز تقديم أخبار كان وأخواتها على أسمائها، وعليها أنفسها، نقول: كان قائماً زيد. ونقول: قائماً كان زيد. وكذلك: ليس قائماً زيد. وأيضاً: قائماً ليس زيد. (¬121) وللخبر من حيث التقديم والتأخير ثلاثة أحوال: 1 - التأخير عن الفعل واسمه، وهو الأصل 2 - التوسط بين الفعل واسمه، (تقديم الخبر على الاسم). 3 - التقدم على الفعل واسمه. وفيما يلي شرح مبسط لكل على حده. 1 - التأخير عن الفعل واسمه وهو الأصل، ويكون خبر كان وأخواتها بعد اسمها مباشرة. قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً}. (¬122) ومثل: كان أخى رفيقي. فلا يجوز تقديم رفيقي على أنه خبر؛ لأنه لا يعلم ذلك لعدم ظهور الإعراب. (¬123) مثال: قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا ... اخْتَلَفُواْ فِيهِ). (¬124) ¬

(¬120) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 355 (¬121) اللمع في العربية ... ج 1 ص 37 (¬122) سورة الفرقان، الآية 54 (¬123) شرح إبن عقيل ... ج 1 ص 273 (¬124) سورة البقرة، جزء من الآية 213

2 - التوسط بين الفعل واسمه

مثال قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬125) مثال قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬126) مثال قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬127) مثال قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬128) مثال قال تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬129) مثال قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ}. (¬130) مثال قال تعالى: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً}. (¬131) مثال قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}. (¬132) 2 - التوسط بين الفعل واسمه بمعنى تقديم الخبر على الاسم، أي أن خبر كان وأخواتها يكون وسط الجملة، فيجوز في هذا الباب أن يتوسط الخبر بين الاسم والفعل، كما يجوز في باب الفاعل أن يتقدم المفعول على الفاعل. (¬133) مثال: قال تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ} سورة يونس/2 مثال: قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. (¬134) ¬

(¬125) سورة الأنبياء، الآية 38 (¬126) سورة النمل، الآية 71 (¬127) سورة سبأ، الآية 29 (¬128) سورة يس، الآية 48 (¬129) سورة الملك، الآية 25 (¬130) سورة القصص، الآية 59 (¬131) سورة الإسراء، الآية 11 (¬132) سورة النساء، الآية 135 (¬133) شرح قطر الندى ج1 ص 130 (¬134) البقرة94

مثال: قال تعالى: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. (¬135) مثال: قال تعالى: {لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. (¬136) مثال: قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. (¬137) مثال: قال تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً}. (¬138) مثال: قال تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. (¬139) مثال: قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}. (¬140) توسيط الخبر بين الفعل والاسم ويأتي توسيط الخبر بين الفعل والاسم على النحو التالي: أ - يجوز توسيط الخبر إذا نفي الفعل ب - (ما). ¬

(¬135) البقرة150 (¬136) البقرة177 (¬137) البقرة189 (¬138) النساء165 (¬139) الأنعام51 (¬140) الأحزاب21

أ - يجوز توسيط الخبر إذا نفي الفعل ب - (ما)

ب - أفعال يجوز معها توسيط الخبر. ج - أفعال لا يجوز معها توسيط الخبر. د - أما إذا كان هناك مانعاً من توسط الخبر فلا يتوسط الخبر في كان وأخواتها، بل يتأخر. أ - يجوز توسيط الخبر إذا نفي الفعل ب - (ما) جاز تَوَسُّطُ الخبر بين النافي والمنفي مطلقاً. ويمتنع تقديمُ الخبر على (ما) عند البصريين مثال: قال تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}. (¬141) مثال: قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. (¬142) ب - أفعال يجوز معها توسيط الخبر. يجوز أن يتوسط الخبر في كان وأخواتها، إلا إذا كان هناك مانعاً. فيجوز أن يأتي الخبر بين كان وأخواتها أي بين الفعل والاسم. (¬143) مثال: قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}. (¬144) مثال: كان في الدار صاحبها. فلا يجوز هنا تقديم الاسم على الخبر، لئلا يعود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة. ¬

(¬141) إبراهيم11 (¬142) البقرة114 (¬143) أوضح المسالك ... ج 1 ص 242 (¬144) الروم47

ج - أفعال لا يجوز معها توسيط الخبر

ج - أفعال لا يجوز معها توسيط الخبر. الفعل (ليس) عند ابن دُرُسْتُوَيْهِ، والفعل (دام) عند ابن مُعْطٍ. لا يجوز أن يتوسط خبرهما. مثال لتوسيط الخبر في الفعل (ليس): قرأ حمزة وحفص: ({لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}. (¬145) بنصب البر. وقال الشاعر: سلي إن جهلت الناس عنا ... وعنهم فليس سواء عالم وجهول مثال لتوسيط الخبر في الفعل (دام): قال الشاعر: لاَ طِيبَ لِلعْيَشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً ... لَذَّاتُهُ باد كار الموت والهرم (¬146) د - أما إذا كان هناك مانعاً من توسط الخبر فلا يتوسط الخبر في كان وأخواتها، بل يتأخر. لا يتوسط الخبر إذا كان هناك مانعاً، بل يتأخر. (¬147) مثال: قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ}. (¬148) ¬

(¬145) البقرة177 (¬146) أوضح المسالك ج 1 ص 242 (¬147) السابق ... ج 1 ص 244 (¬148) الأنفال35

3 - التقدم على الفعل واسمه

3 - التقدم على الفعل واسمه جاز تقديم خبر كان على أسمائها لتصرُّفها. (¬149) وأيضاً يتقدم الخبر على الفعل واسمه، وفي ذلك تنقسم إلى: أ - يجوز تقديم خبر كان وأخواتها في جميعها عدا الفعلين: دام، ليس. ب - أفعال لا يجوز فيها تقديم خبرها. أ - يجوز تقديم خبر كان وأخواتها في جميعها عدا الفعلين: دام، ليس. مثال: قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ}. (¬150) (فإياكم) مفعول يعبدون وقد تقدم على كان وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل. (¬151) مثال: قال تعالى: {سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ ... كَانُواْ يَظْلِمُونَ}. (¬152) مثال: عالما كان زيد. مثال: قائماً كان زيد. (¬153) ب - أفعال لا يجوز فيها تقديم خبرها: هناك اتفاق على أن خبر الفعل (دام) لا يجوز تقديمه، وأما جمهور النحويين فإنهم يرون أيضاً أنه لا يجوز تقديم خبر الفعل ... (ليس). (¬154) - امتناع تقديم الخبر على الفعل (دام) امتنع تقديم الخبر على الفعل (دام)، لأنه إذا قلنا: لا أصحبك ما دام زيد صديقك. ثم قدمت الخبر على الفعل (ما دام) لزم من ذلك تقديم معمول الصلة على الموصول، لأن ما هذه موصول حرفي يقدر بالمصدر. كما قدمناه وإن قدمته على (دام) دون (ما) لزم الفصل بين الموصول الحرفي وصلته، وذلك لا يجوز. لا نقول: عجبت مما زيدا تصحب. ¬

(¬149) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 167 (¬150) سبأ40 (¬151) شرح قطر الندى ج 1 ص 133 (¬152) الأعراف177 (¬153) أوضح المسالك ج 1 ص 246 (¬154) السابق ... ج1 ص 245

وإنما يجوز ذلك في الموصول الاسمي غير الألف واللام. نقول: جاءني الذي زيدا ضرب. ولا يجوز في مثل: جاء الضارب زيدا، إن تقدم زيدا على ضارب. (¬155) - امتناع تقديم الخبر على الفعل (ليس) وأما امتناع ذلك في خبر ليس فهو اختيار الكوفيين والمبرد وابن السراج، وهو الصحيح؛ لأنه لم يسمع مثل: ذاهبا لست. ولأنها فعل جامد، فأشبهت (عسى) وخبرها لا يتقدم باتفاق النحويين، وذهب الفارسي وابن جني إلى جواز تقدم الخبر. مستدلين بقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. (¬156) وذلك لأن يوم متعلق بمصروفا، وقد تقدم على (ليس)، وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل، والجواب أنهم توسعوا في الظروف ما لم يتوسعوا في غيرها. ونقل عن سيبويه القول بالجواز والقول بالمنع. (¬157) وأجاز البصريون تقديم الخبر في الفعل (ليس) قَياساً على (عسى). مثل: قوله تعالى: (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهم ليَسْ مَصْروُفاً عَنْهُمْ). (¬158) حيث أن المعمول ظرفٌ فيَّتَسعُ فيه. (¬159) ¬

(¬155) شرح قطر الندى ... ج 1 - ص 133 (¬156) هود8 (¬157) قطر الندى ج 1 ص 133 (¬158) هود جزء من الآية 8 (¬159) أوضح المسالك ... ج 1 ص 244

ثانيا - خبر كان من حيث نوع الخبر

ثانياً - خبر كان من حيث نوع الخبر وأخبار كان وأخواتها كأخبار المبتدأ من حيث نوع الخبر فيأتي فيها الخبر: المفرد والجملة، وشبه الجملة. (¬160) 1 - خبر مفرد. 2 - خبر جملة. أ - خبر جملة اسمية ب - جبر جملة فعلية 3 - خبر شبه جملة أ - خبر شبه جملة (من حرف الجر والمجرور) ب - خبر شبه جملة (من ظرف الزمان) ج - خبر شبه جملة (من ظرف المكان) 1 - خبر مفرد وهو ما كان كلمة واحدة سواءً كانت هذه الكلمة مفردة أصلاً أو مثنى أو جمعاً. وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة. - في المفرد: مثال: كان زيد قائمًا. فكلمة (قائماً) خبر كان منصوب بالفتحة، ونوع الخبر مفرد. - في المثنى: ¬

(¬160) اللمع في العربية ج 1 ص 39

2 - خبر جملة

مثال: أمسى المهندسان نشيطين. فكلمة (نشيطين) خبر أمسى منصوب بالفتحة، ونوع الخبر مفرد، والكلمة نفسها مثنى. - في الجمع: جمع المذكر: مثال: بات المعلمون مجدين. جمع المؤنث: مثال: ظلت الطبيبات رحيمات. جمع الكثرة (التكسير): مثال: كان الجنود أسوداًَ. فالكلمات (رحيمات، مجدين، أسوداً) كل منها كلمة واحدة، وهي خبر مفرد بالنسبة للفعل الناسخ الناقص الموجود في جملتها. 2 - خبر جملة وهو قسمان: أ - خبر جملة اسمية ب - جبر جملة فعلية أ - خبر جملة اسمية مثال: كان زيد أبوه منطلق فزيد مبتدأ أول، وأبوه مبتدأ ثان، ومنطلق خبر عن المبتدأ الثاني، والمبتدأ الثاني وخبره خبر عن المبتدأ الأول. وهما جملة

ب - خبر جملة فعلية

اسمية. مثال: كان زيد وجهه حسن ولابد أن يكون في الجملة الاسمية المخبر عنها رابطاً يربط بالمبتدأ. وهذه الروابط كما هي الروابط في جملة المبتدأ والخبر. روابط الجملة الخبرية: لابد للجملة الخبرية من رابط يربطها بالمبتدأ، وهذا الرابط قد يكون: 1 - ضميراً بارزاً: مثل: الشجرةُ ثمارُها ناضجةٌ. 2 - ضميراً مستتراً: مثل: الفلاح يحرث الأرض. 3 - ضميراً أو مقدراً: مثل: القماشُ المترُ بخمسين ريالاً. (التقدير: القماشُ المترُ منه بخمسين ريالاً). 4 - اسم إشارة يشير إلى المبتدأ الأول: الصدقُ ذلك نجاة، العلمُ ذلك قوةٌ. (الصدق: مبتدأ أول، ذلك: مبتدأ ثانٍ، نجاة: خبر المبتدأ الثاني). 5 - إعادة المبتدأ بلفظه: قال تعالى: (الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ). (¬161)،قال تعالى: (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ). (¬162) ب - خبر جملة فعلية الخبر الجملة الفعلية هو الأكثر انتشاراً، وغالباً يكون فعلها مضارعا. مثال: كان خالدٌ يكرم أصحابه. وإذا جاء ماضيا سبقته (قد). مثال: أمسى سعدٌ قد اكتسب محبة الناس. مثال: قال تعالى: {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ ¬

(¬161) سورة القارعة، الآيتان 1، 2 (¬162) سورة الحاقة، الآيتان 1، 2

3 - خبر شبه جملة

وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}. (¬163) فجملة (يظلمون) من الفعل والفاعل في موضع نصب خبر لكان. مثال: قال تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ}. (¬164) مثال: قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}. (¬165) 3 - خبر شبه جملة وهو ثلاثة أقسام: أ - خبر شبه جملة (من حرف الجر والمجرور) ب - خبر شبه جملة (من ظرف الزمان) ج - خبر شبه جملة (من ظرف المكان) أ - خبر شبه جملة (من حرف الجر والمجرور) مثال: كان زيد في الدار (في الدار) شبه جملة من الجار والمجرور، في محل نصب خبر كان. مثال: قال تعالى: {وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬166) مثال: قال تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬167) ¬

(¬163) البقرة57 (¬164) البقرة134 (¬165) سبأ14 (¬166) البقرة135 (¬167) آل عمران67

ب - خبر شبه جملة (من ظرف المكان)

مثال: قال تعالى: {قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ... الْمُشْرِكِينَ}. (¬168) مثال: قال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬169) مثال: قال تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. (¬170) مثال: قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. (¬171) مثال: قال تعالى: {فَبَعَثَ اللهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}. (¬172) ب - خبر شبه جملة (من ظرف المكان) مثال: أمسى الكتاب فوق المنضدة. فكلمة (فوق) ظرف مكان، وشبه الجملة (فوق المنضدة) في محل نصب خبر أمسى. ج - خبر شبه جملة (من ظرف الزمان) مثال: كان اللقاء بعد الظهر. فكلمة (بعد) ظرف زمان، وشبه الجملة (بعد الظهر) في محل نصب خبر كان. ¬

(¬168) آل عمران95 (¬169) الأنعام161 (¬170) النحل123 (¬171) آل عمران103 (¬172) المائدة31

ثالثا - خبر كان من حيث علامات الإعراب

ثالثاً - خبر كان من حيث علامات الإعراب 1 - خبر كان ينصب بالفتحة الظاهرة: أ - في الاسم المفرد. ب - في جمع التكسير. 2 - خبر كان ينصب بالفتحة المقدرة. 3 - خبر كان ينصب بالياء: أ - في المثنى بنوعيه. ب - في جمع المذكر السالم. 4 - خبر كان ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم وشرح هذه الأنواع كالآتي: 1 - خبر كان ينصب بالفتحة الظاهرة وينصب بالفتحة في حالتين: أ - في الاسم المفرد. ب - في جمع التكسير. أ - في الاسم المفرد مثال: أضحت الشمس مشرقةً

ب - في جمع التكسير

كلمة (مشرقة) خبر أضحى منصوب بالفتحة الظاهرة. ب - في جمع التكسير مثال: ظل الجنود أقوياء كلمة (أقوياء) جمع تكسير، وهي خبر ظل منصوب بالفتحة الظاهرة. 2 - خبر كان ينصب بالفتحة المقدرة يأتي خبر كان منصوباً بالفتحة المقدرة لأسباب: منها: حرف الجر الزائد حيث أن الباء حرف جر زائد، لذلك يقال للخبر بأنه منصوب بفتحة مقدرة. مثال: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}. (¬173) وقال تعالى: {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (¬174) في الأمثلة السابقة تتحول العلامة الأصلية في الأعراب إلى علامة تقديرية [فتحة مقدرة] 3 - خبر كان ينصب بالياء ينصب خبر كان بالياء: أ - في المثنى ... ب - جمع المذكر السالم. أ - في المثنى بنوعيه مثال: أمسى اللاعبان نشيطين. كلمة (نشيطين) خبر أمسى منصوب بالياء لأنه مثنى. مثال: ظلت الفتاتان مجتهدتين. كلمة (مجتهدتين) خبر ظلت منصوب بالياء لأنه مثنى. ب - في جمع المذكر السالم مثال: كان المهندسون محترمين ¬

(¬173) الأنعام53 (¬174) الأنعام66

4 - ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم

كلمة (محترمين) خبر كان منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. 4 - ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم مثال: أصبحت الممرضاتُ نشيطاتِ كلمة (نشيطات) خبر أصبح منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنها جمع مؤنث سالم. رابعاً - جوانب أخرى لخبر كان أ - إتيان معمول خبر كان بعدها. ب - خبر كان من حيث الإعراب والبناء. ج - زيادة الواو في خبر كان. د - تعلق حرف الجر بخبر كان. هـ - دخول الباء على خبر كان ودخول لام كي على خبر كان. ز - اقتران خبر كان بأن المصدرية. ح - خبر كان بعد إلا. ط - خبر كان لا يقوم مقام الاسم. ك - خبر كان منصوب على الحال. ل - خبر كان منصوب على المفعول. أ - جواز إتيان معمول خبر كان وأخواتها بعدها مباشرة معمول خبر كان وأخواتها يقصد به: الظرف (ظرف المكان أو الزمان)، والجار والمجرور. وهو ما تم ذكره في الخبر شبه الجملة.

مثال: كان عندك. مثال: كان في المسجد زَيْدٌ مُعْتَكِفاً. وغير ذلك (أي غير الظرف والجار والمجرور) لا يجوز أن يأتي بعدها مباشرة، فجمهورُ البصريين يمنعون مطلقاً، والكوفيين يُجيزون. مثال: كَانَ طَعَامَك آكِلاً زَيْدٌ. (¬175) فلا يجوز أن يلي كان وأخواتها معمول خبرها الذي ليس بظرف ولا جار ومجرور وهذا يشمل حالين: الأول: أن يتقدم معمول الخبر وحده على الاسم ويكون الخبر مؤخرا عن الاسم. مثال: كان طعامك زيد آكلا. وهذه ممتنعة عند البصريين وأجازها الكوفيون. الثاني: أن يتقدم المعمول والخبر على الاسم ويتقدم المعمول على الخبر. مثال: كان طعامك آكلا زيد. وهي ممتنعة عند سيبويه، وأجازها بعض البصريين. فإذا تقدم الخبر والمعمول على الاسم وقدم الخبر على المعمول جاز ذلك، لأنه لم يل كان معمول خبرها. فنقول: كان آكلا طعامك زيد. ولا يمنعها البصريون. فإن كان المعمول ظرفاً أو جارًا ومجرورًا جاز إدخاله كان، عند البصريين والكوفيين. مثال: كان عندك زيد مقيمًا. مثال: كان فيك زيد راغباً. (¬176) ¬

(¬175) أوضح المسالك ج 1 ص 248 (¬176) شرح ابن عقيل ج 1 ص 280

ب - زيادة الواو في خبر كان

يعني أنه إذا ورد من لسان العرب ما ظاهره أنه ولي كان وأخواتها معمول خبرها فأوله على أن في كان ضميراً مستتراً هو ضمير الشأن. (¬177) وذلك مثل: كان طعامك زيد آكلا، حيث أن في كان ضميراًَ مستترًا هو ضمير الشأن، وهو اسم كان. (¬178) ومما ظاهره أنه مثل كان طعامك آكلا زيد. قول الشاعر: (¬179) فأصبحوا والنوى عالى معرسهم ... وليس كل النوى تلقي المساكين والتقدير ليس هو أي الشأن فضمير الشأن اسم ليس وكل النوى منصوب بتلقي وتلقي المساكين فعل وفاعل وجميعهم خبر ليس. (¬180) ب - زيادة الواو في خبر كان يجوز زيادة الواو في خبر كان نحو، مثال: كان ولا مال له. أي: كان لا مال له. ووجه جوازه أنه شبه خبر كان بالحال فجرى مجرى قولهم: جاءنى ولا ثوب عليه، أي جاءني عارياً. (¬181) وقد زيدت الواو في نحو قولهم كنت ولا مال لك، أي كنت لا مال لك، وكان زيد ولا أحد فوقه، وكأنهم إنما استجازوا زيادتها هنا لمشابهة خبر كان للحال. فقولنا: كان زيد قائماً، مشبه من طريق اللفظ بقولهم: جاء زيد راكباً، وكما جاز أن يشبه خبر كان بالمفعول فينصب فيجوز أيضاًَ أن يشبه بالحال. (¬182) ج - تعلق حرف الجر بخبر (كان وأخواتها) ¬

(¬177) السابق ... ج 1 ص 281 (¬178) شرح ابن عقيل ج 1 - ص 283 (¬179) السابق ... ج 1 ص 284 (¬180) السابق ... ج 1 ص 288 (¬181) الخصائص ج 2 ص462 (¬182) سر صناعة الإعراب ج 2ص650

هـ - يجوز دخول الباء على خبر هذه الأفعال

حرف الجرّ الداخل على الخبر، لا يعلَّق بهذه الأفعال؛ لأنَّه زائد، وإنمّا يتعلَّق الحرف بالفعل الذي يعدّيه. (¬183) هـ - يجوز دخول الباء على خبر هذه الأفعال (ما عدا مازال، ما برح، ما فتئ، ما دام). إذا كانت منفية. مثال: ما كنتُ بغاضبٍ منك (الباء حرف جر زائد، وغاضب خبر كان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد). مثال: لستُ بجاهلٍ. (ليس تفيد النفي بنفسها). ودخول لام كي على خبر كان لا تدخل (لام كي) على خبر كان؛ لأنَّها تدلُّ على المفعول له، والخبر لا يجوز حذفه، ولأنَّ خبر كان يعَّلل بغيره لا بنفسه. (¬184) مثال: قال تعالى: {مَّا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}. (¬185) فالخبر هنا محذوف تقديره (ما كان الله مريداً) ونحوه، وقال الكوفيّون: هو الخبر. ز - خبر كان وأخواتها بعد إلا مثال: قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ}. (¬186) مثال: قال تعالى: {وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ ¬

(¬183) اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 171 (¬184) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 171 (¬185) آل عمران179 (¬186) الأنفال35

ح - لا يقوم خبر كان مقام اسمها

كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}. (¬187) ح - لا يقوم خبر كان مقام اسمها لا يقوم خبر كان مقام اسمها، لوجهين: أحدُهما: أنَّه هو الاسم في المعنى. الثاني: أنَّ الخبر مسندٌ إلى غيره، فلا يسند إليه. (¬188) ط - خبر كان منصوب على الحال فاحتج الكوفيون بأن قالوا: الدليل على أن خبر كان نصب على الحال: أن كان فعل غير واقع أي غير متعد، والدليل على أنه غير واقع: أن فعل الاثنين إذا كان واقعاً فإنه يقع على الواحد والجمع، نحو: ضربا رجلا، وضربا رجالا، ولا يجوز ذلك في كان فإنه لا يجوز أن تقول كانا قائما، وكانا قياما. ويدل على ذلك أيضا أننا يجوز أن يكنى عن الفعل الواقع، نحو: ضربت زيدا، فنقول: فعلت بزيد، ولا نقول في: كنت أخاك، فعلت بأخيك. وإذا لم يكن متعدياً وجب أن يكون منصوباً نصب الحال لا نصب المفعول، فإنا ما وجدنا فعلا ينصب مفعولاً هو الفاعل في المعنى إلا الحال فكان حمله عليه أولى ولأنه يحسن أن يقال فيه كان زيد في حالة كذا. (¬189) ك - خبر كان وأخواتها منصوب على المفعول به (مجازاً) تدخل كان وأخواتها على الجملة فينصبن الخبر ويسمى خبرهن حقيقة ومفعولهن مجازاً. (¬190) وأمَّا الخبر فمنصوب ب - (كان) عند البصريَّين، وقال الكوفيُّون ينتصب على القطع يعنون الحال، والدليل على انتصابه ب - (كان) أنَّه ¬

(¬187) يونس19 (¬188) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 163 (¬189) الإنصاف في مسائل الخلاف ج 2 ص 821 (¬190) شرح شذور الذهب ج 1 ص 239

الفعل: كان

اسم بعد الفعل والفاعل، وليس بتابع له فأشبه المفعول به، ولا يصحّ جعله حالاً لأنَّ الحال لا يكون معرفة، ولا مضمراً، وليصحُّ حذفه، وليس كذلك خبر كان لأنَّه مقصود الجملة، فمثلاً لو قلنا: كان زيٌد قائماً، فقال قائل: لا. كان النفي عائداً إلى القيام لا إلى كان. وإنَّما لم يكن منصوبها مفعولاً به على التحقيق، لأنَّ المفعول به يسوغ حذفه ولا يلزم أن تكون عدَّته على عدَّة الفاعل، ولا أن يكون المفعول به هو الفاعل وخبر كان يلزم فيه ذلك. (¬191) الفعل: كان كان هي أمُّ الباب، فأصبحت عنوانه، فما جرى على كان صار إلى إخوتها في نفس الباب، وقد سبق الحديث آنفاً عن هذا الفعل بصحبة إخوته. وتسميتها كان وأخواتها: من التسمية بأم الباب، وكثير ما يسمي النحويين الأدوات العاملة المشتركة في عمل واحد يسمون إحداها أماً للباب؛ لأنها إما هي الأكثر استعمالاً، أو أنها هي التي لا يشترط لها شروط لتعمل العمل، لذلك سموا الأفعال الناسخة ب - كان وأخواتها، وسموا الحروف الناسخة ب - أن وأخواتها، وسموا الأفعال الناسخة التي تنصب مفعولين ب - ظن وأخواتها. أخواتها وكلمة أخواتها: أي نظائرها في العمل ففيه استعارة مصرحة أصلية، وأفرد كان بالذكر إشارة إلى أنها أم الباب، ولذا اختصت بزيادة أحكام. وإنما كانت أم الباب لأن الكون يعم جميع مدلولات أخواتها. ووزنها (فعل) بفتح العين لا بضمها لمجيء الوصف على فاعل لا فعيل، ولا بكسرها لمجيء المضارع على يفعل بالضم لا الفتح. ¬

(¬191) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 167

(كان) أم الأفعال الناسخة

و (ترفع كان المبتدأ) أي تجدد له رفعاً غير الأول الذي عامله معنوي وهو الابتداء. وتسميته مبتدأ باعتبار حاله قبل دخول الناسخ. فإن منه ما لا تدخل عليه كلازم التصدير إلا ضمير الشأن، ولازم الحذف كالمخبر عنه بنعت مقطوع، وما لا يتصرف بأن يلزم الابتداء. (ويسمى المبتدأ اسماً لها) تسمية المرفوع اسمها والمنصوب خبرها تسمية اصطلاحية خالية عن المناسبة؛ لأن زيداً في كان زيد قائماً، اسم للذات لا لكان والأفعال لا يخبر عنها إلا أن يقال الإضافة لأدنى ملابسة، والمعنى اسم مدلول مدخولها وخبرها أي الخبر عنه وقد يسمى المرفوع فاعلاً والمنصوب مفعولاً مجازاً. (¬192) وتدلّ كان على الاستمرار والثبوت، نحو: إنّ الله كان عليكم رقيباً. (كان) أمّ الأفعال الناسخة وسبب اختيار كان لأن تكون أماً للأفعال الناسخة، خمسة أوجه (¬193) أ - سعة أقسامها. ب - أنَّ (كان) التامَّة دالة على الكون، وكلُّ شيء داخل تحت الكون. ج - أنَّ (كان) دالَّة على مطلق الزمان الماضي، و (يكون) دالَّة على مطلق الزمان المستقبل. بخلاف غيرها، فإنَّها تدل على زمان مخصوص: كالصباح والمساء. د - أنَّها أكثر في الكلام، ولهذا حذفوا منها النون إذا كانت ناقصة. هـ - أنَّ بقيَّة أخواتها تصلح أن تقع أخباراً لها. مثال: كان زيد أصبح منطلقاً، ولا يحسنُ: أصبح زيدً كان منطلقاً. (¬194) ¬

(¬192) حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك محمد بن علي الصبان، ج1 ص 457 (¬193) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 165 (¬194) السابق ... ج 1 ص166

الفصل بين (كان) وغيرها من العوامل

الفصل بين (كان) وغيرها من العوامل لا يجوز الفصلُ بين (كان) وغيرها من العوامل بما لم تعمل فيه؛ لأنَّه أجنبيّ غير مسند للكلام والعامل يطلب معموله فالفصل بينهما يقطعه عنه فإن جعلت في (كان) ضمير الشأن جاز تقديم معمول الخبر لاتّصال (كان) بأحد معموليها وكون الفاصل كالجزء من جنسهما. (¬195) خبر (كان) ضمير الأحسن في خبر (كان) إذا وقع ضميراً أن يكون منفصلاً؛ لأنّه في الأصل خبر المبتدأ والخبر لا يكون متّصّلاً وإنّما ساغ في (كان) أنْ يكون متّصّلاً لأنّه مشبّه بالمفعول فعلى هذا (كنت إيّاه) أَحْسَنُ من (كنته). (¬196) اسم كان وخبرها بين: الفاعل، والمفعول، والحال تدخل على المبتدأ والخبر فيصير المبتدأ بمنزلة الفاعل والخبر بمنزلة المفعول وكما يجب أن يكون الخبر هو المبتدأ في المعنى نحو: زيد قائم، فكذلك يجب أن يكون المفعول في معنى الفاعل، فلهذا امتنع في كان ما جاز في ضرب، فإن ضرب فعل حقيقي يدل على حدث وزمان، والمرفوع به فاعل حقيقي، والمنصوب به مفعول حقيقي، وأما كان فليس فعلاًً حقيقاًَ بل يدل على الزمان المجرد عن الحدث، ولهذا يسمى فعل العبارة، فالمرفوع به مشبه بالفاعل والمنصوب به مشبه بالمفعول، فلهذا سمى المرفوع اسماً والمنصوب خبرًا، ولهذا المعنى من الفرق لما كان ضرب فعلا حقيقا جاز إذا كنى عنه، نحو: ¬

(¬195) السابق ... ج 1 ص 169 (¬196) السابق ... ج 1 ص 170

الأنواع التي تأتي عليها كان

ضربت زيداً، أن يقال: فعلت بزيد. ولما كانت كان فعلاً غير حقيقي بل في فعليتها خلاف؛ لم يجز إذا كنى عنها، نحو: كنت أخاك. أن يقال: فعلت بأخيك. ويحسن أن يقال: كان زيد في حالة كذا، وكذلك يحسن أيضا في: ظننت زيداً قائمًا. ظننت زيدا في حالة كذا، فدل على أن نصبهما نصب الحال. وهذا إنما يدل على الحال مع وجود شروط الحال بأسرها، ولم يوجد ذلك لأنه من شروط الحال أن تأتي بعد تمام الكلام ولم يوجد ذلك في كان الناقصة التي وقع فيها الخلاف دون التامة التي بمعنى وقع، ولم يوجد أيضا في المفعول الثاني لظننت التي بمعنى الظن أو العلم التي وقع فيها الخلاف لا التي بمعنى التهمة، وكذلك من شروطها ألا تكون إلا نكرة وكثيرا ما يقع خبر كان والمفعول الثاني لظننت معرفة ولو كانا حالاً لما جاز أن يقعا إلا نكرة، فلما جاز أن يقعا معرفة دل على أنهما ليسا بحال. (¬197) الأنواع التي تأتي عليها كان هناك أنواع متعددة للفعل (كان) 1 - من حيث العمل. 2 - من حيث المعنى. أولاً - أنواع الفعل كان من حيث العمل الفعل كان من حيث العمل أنواعأً متعددة، فهو ينقسم إلى: تام، ناقص، زائد، فهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. وقد يأتي زائداً. 1 - الفعل (كان) الناقص. 2 - الفعل (كان) التام. ¬

(¬197) الإنصاف في مسائل الخلاف ج 2 ص 826

1 - الفعل (كان) الناقص

3 - الفعل (كان) الزائد. 1 - الفعل (كان) الناقص وهو الفعل الذي يحتاج إلى مرفوع ومنصوب. مثال: قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً}. (¬198) و (كان) الناقصة أصلها التمام. مثال: قد كان الأمر، أي حدث، ولكنهم جعلوا دلالتها على الحدث وبقيت دلالتها على الزمان، وهذا أمر عارض لا تنقض به الحدود العامة. (¬199) وكان الناقصة لها مصدراً مثال (¬200) ببذل وحلم ساد في قومه الفتى ... وكونك إياه عليك يسير 2 - الفعل (كان) التام وهو فعل يحتاج إلى مرفوع دون منصوب. مثال: قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ ... تَعْلَمُونَ}. (¬201) وعندما تأتي كان وأخواتها تامة وليست ناقصة يلغى عملها مثل: مثال: قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ}. (¬202) مثال: قال تعالى {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}. (¬203) ¬

(¬198) الفرقان54 (¬199) مسائل خلافية في النحو ج 1 ص 70 (¬200) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 270 (¬201) البقرة280 (¬202) البقرة193 (¬203) الأنفال39

3 - الفعل (كان) الزائد

في المثالين السابقين تعرب (ففتنة) فاعلاً. مثال: قال تعالى {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}. (¬204) 3 - الفعل (كان) الزائد وهو فعل لا يحتاج إلى مرفوع ولا إلى منصوب. وإنَّما ساغ أن تزاد (كان) لأنَّها أشبهت الحروف في أنَّ معناها في غيرها. ول - (كان) الزائدة فاعل مُضَمرٌ فيها تقديره كان الكون، على قول أبي سعيد السيرافي، ولا فاعل لها عند أبي عليّ. ومعنى زيادتها عند السيرافي في إلغاء عملها، لا لأنَّها تخلو من فاعل، وإنَّما لم يظهر ضمير فاعلها، لأن الضمير يرجع إلى مذكور فيلزم أن يكون لها اسم وإذا كان لها اسم كان لها خبر. (¬205) ولا تقع الزائدة في أوَّل الكلام، لأنَّ الزائدة فرع ومؤكّد، وتقدَّمه يخلٌّ بهذا المعنى. (¬206) وتكون توكيداً زائدة. مثل قولنا: زيد كان منطلق، إنما معناه: زيد منطلق. وجاز إلغاؤها لإعتراضها بين المبتدأ والخبر. (¬207) جواز زيادة الفعل (كان) يجوز أن تأتي كن زائدة بشرطين: أ - أن تكون بلفظ الماضي. مثال: جاء الذي كان أكرمته. ب - أن تكون بين شيئين متلازمين، لَيْسَا جاراً ومجروراً. ¬

(¬204) الروم17 (¬205) اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 172 (¬206) السابق ج 1ص17 المفصل في صنعة الإعراب ج 1ص 351 (¬207) الأصول في النحو ج 1ص 92

ذكر ابن عصفور أنها تزاد بين الشيئين المتلازمين: 1 - بين المبتدأ وخبره، مثل: زيد كان قائم. 2 - بين الفعل ومرفوعه، مثل: لم يوجد كان مثلك. لَمْ يُوجَدْ كَانَ مِثْلُهُمْ 3 - بين الصلة والموصول، مثل: جاء الذي كان أكرمته. 4 - بين الصفة والموصوف، مثل: مررت برجل كان قائم. (¬208) 5 - بين ما وفعل التعجب. مثال: ما كان أحْسَنَ زيداً. أصله: ما أحسن زيداً، فزيدت كان بين ما وفعل التعجب، ولا نعني بزيادتها أنها لم تدل على معنى ألبتة بل أنها لم يؤت بها للإسناد. (¬209) فتزاد (كان) في التعجُّب، ولا فاعل لها عند أبي عليّ وإنَّما دخلت تدلُّ على المضيّ، وقال السيرافي: فاعلها مصدرها. وقال الزجَّاجي: فاعلها ضمير (ما). وهذا ضعيف لوجهين: أحدهما: أنها لو كانت كذلك لكانت هي خبر (ما) لا يكون هنا إلاَّ (أفعل). الثاني: أنَّها كانت التامَّة لم تستقم لفساد المعنى، وإنْ كانت الناقصة لم تستقم أيضا لأنَّ خبرها إذا كان فعلاًً ماضياً قُدِّرتْ معه (قَدْ) وتقدير (قَدْ) هنا فاسد، لأنَّه يصير محض خبر. (¬210) ¬

(¬208) شرح ابن عقيل ج 1 ص 288 (¬209) شرح قطر الندى ج 1 ص 138 (¬210) اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 204، شرح ابن عقيل ج 1 ص 289

ثانيا - أنواع الفعل كان من حيث المعنى الذي يأتي عليه

ثانياً - أنواع الفعل كان من حيث المعنى الذي يأتي عليه تأتي كان من حيث المعنى: 1 - بمعنى جاء. 2 - بمعنى صار. 3 - بمعنى يكون. 4 - بمعنى وقع. 5 - بمعنى خلق. 1 - بمعنى جاء: مثال: قال تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. (¬211) أي: وإن جاء ذو عسرة. قال الشاعر: (¬212) إذا كان الشتاء فأدفئوني ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء أي: إذا جاء الشتاء. قال الشاعر: فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي ... إذا كان يوم ذو كواكب أشهب أي: إذا وقع. يقول عنترة: بني أسد هل تعلمون بلاءنا ... إذا كان يوما ذا كوكب أشنعا ¬

(¬211) البقرة280 (¬212) الجمل في النحو ج 1 ص 148

فإنه أراد: إذا كان اليوم يوما ذا كواكب. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ ... بِكُمْ رَحِيماً}. (¬213) والمعنى: إلا أن تقع تجارة ومن قرأ (تجارة) فالمعنى: إلا أن تكون التجارة تجارة. وقال لبيد بن ربيعة (¬214) فمضى وقدمها وكانت عادة ... منه إذا هي عردت أقدامها معناه: العادة عادة وإن كان إقدامها عادة فقدم وأخر. وتقول: كيف تكلم من كان غائب، أي من هو غائب. قال تعالى {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً}. (¬215) ... أي: من هو في المهد، ونصب صبيًا على الحال. وتقول: مررت بقوم كانوا كرام. ألغيت (كان) وأردت (مررت بقوم كرام). قال الفرزدق: فكيف إذا أتيت ديار قوم ... وجيران لنا كانوا كرام قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ}. (¬216) فالمعنى: أنتم خير أمة، وقال بعضهم: معناه كونوا خير أمة. (¬217) وأما قولهم: الحرب أول ما تكون فتية، أي الحرب أول أحوالها إذا كانت فتية. قال الشاعر: ¬

(¬213) النساء29 (¬214) الجمل في النحو ج 1 ص 149 (¬215) سورة مريم، الآية 29 (¬216) آل عمران110 (¬217) الجمل في النحو ج 1ص 150

2 - بمعنى صار

الحرب أول ما تكون فتية ... تسعى بزينتها لكل جهول وقالوا: ليس القوم ذاهبين ولا مقيما أبوهم، نصب مقيمًا على البدل. قال الشاعر: مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة ... ولا ناعبا إلا ببين غرابها نصب ناعبًا على البدل من خبر ليس. فإن قلت: كان عبد الله أبوه قائمًا، رفعت عبد الله بكان، ورفعت أباه على البدل من اسم كان. قال الشاعر: (¬218) فما كان قيس هلكه هلك واحد ... ولكنه بنيان قوم تهدما رفع هلك الثاني على البدل وإن نصب على الخبر جاز. 2 - بمعنى صار. مثال: قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. (¬219) مثال: قال تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ}. (¬220) مثال: قال تعالى: {بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ}. (¬221) مثال: قال تعالى: {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}. (¬222) أي: صار. وقال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً} (¬223) أي: صار. وقال الشاعر: بتيهاء قفر والمطي كأنها ... قطا الحزن قد كانت فراخًا بيوضها ¬

(¬218) الجمل في النحو ... ج 1 ص 151 (¬219) البقرة34 (¬220) ص74 (¬221) الزمر59 (¬222) هود43 (¬223) سورة مريم، الآية 29

3 - بمعنى يكون

أي: صارت فراخا بيوضها. 3 - بمعنى يكون وقد تأتي كان في معنى يكون. قال تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ}. (¬224) قال تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}. (¬225) والمعنى: يكون. قال الشاعر: (¬226) فإني لآتيكم بشكري ما مضى ... من العرف واستيجاب ما كان في غد بمعنى: يكون في غد. 4 - بمعنى وقع كان الأمر. أي: وقع 5 - بمعنى خلق أنا أعرفه مذ كان زيد. أي: مذ خلق جواز حذف كان ومن خصائص كان جواز حذفها. ولها في ذلك حالتان: أ - تحذف وحدها ويبقى الاسم والخبر ويعوض عنها ب - (ما). ب - تحذف مع اسمها ويبقى الخبر ولا يعوض عنها شيء. (¬227) ¬

(¬224) السجدة5 (¬225) المعارج4 (¬226) الجمل في النحو ج 1 ص 144 (¬227) شرح قطر الندى ... ج 1ص 139

شروط حذف (كان) وجوبا دون اسمها وخبرها

شروط حذف (كان) وجوباً دون اسمها وخبرها. ويسمى وجوب حذف (كان) بعد (أما) فيَجِبُ حَذْفُ كانَ وَحْدَهَا بَعْدَ أمَّا. يشترط لحذف (كان) وجوباً خمسة أَمور: أ - أن تقع صلةً لأَنْ. أي: بعد أن المصدرية في كل موضع أريد في تعليل فعل بفعل ب - أن يدخل على أنْ حرفُ التعليلِ. ج - أن تتقدم العلة على المعلول. د - أن يُحذف الجار. هـ - أن يؤتى بما. مثال: أمَّا أنْتَ ذَا نَفَرٍ. ولم يسمع من لسان العرب حذف كان وتعويض (ما) عنها وإبقاء اسمها وخبرها إلا إذا كان اسمها ضمير مخاطب، ولم يسمع مع ضمير المتكلم، نحو: أما أنا منطلقا انطلقت. والأصل: أن كنت منطلقا، ولا مع الظاهر، نحو: أما زيد ذاهبا انطلقت. والقياس جوازهما كما جاز مع المخاطب، والأصل: أن كان زيد ذاهبا انطلقت، وقد مثل سيبويه في كتابه ب -: أما زيد ذاهبا. (¬228) شرح المثال: أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ. (¬229) انْطْلَقْتُ لأن كنتُ منطلقاً، أَي: انطلقت لأجل انطلاقك، أصله انطلقت لأن كنت منطلقا فقدمت اللام وما بعدها على الفعل للاهتمام به أو لقصد الاختصاص فصار لأن كنت منطلقا انطلقت ثم حذف الجار اختصارا، ثم دَخَلَ هذَا الكلام تغييرٌ من وُجُوهٍ: ¬

(¬228) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 298 (¬229) شرح شذور الذهب ج1ص 241

أَحدها - تقديمُ العلة (وهي: لأَن كنت منطلقاً) على المعلول ( وهي: انطلقت) وفائدة ذلك: الدلالةُ على الاختصاص. الثاني - حذفُ لام العلة، وفائدة ذلك الاختصار. الثالث - حذفُ كان، وفائدته أَيضاً الاختصار. الرابع - انفصال الضمير، وذلك لازمٌ عن حذف كان. الخامس - وجوبُ زيادة ما، وذلك لإِرادة التعويض. السادس - إِدغام النون في الميم، وذلك لتقارب الحرفين مع سكون الأول، وكونهما في كلمتين. ثم حذفت كان اختصارا أيضا فانفصل الضمير، فصار: أن أنت ثم زيد ما عوضا، فصارت: أن ما أنت، ثم أدغمت النون في الميم فصار: أما أنت. (¬230) يقول ابن مالك: وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب ... كمثل أما أنت برا فاقترب ذكر ابن مالك في هذا البيت أن: كان تحذف بعد أن المصدرية ويعوض عنها ما ويبقى اسمها وخبرها نحو أما أنت برا فاقترب والأصل أن كنت برا فاقترب فحذفت كان فانفصل الضمير المتصل بها وهو التاء فصار أن أنت برا ثم أتى بما عوضا عن كان فصار: أن ما أنت برا، ثم أدغمت النون في الميم فصار: أما أنت برا. (¬231) ومن شواهد هذه المسألة قولُ العباس بن مرداس: أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فَإِنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأكُلُهُمُ الضَّبُعُ ف - (أن) مصدرية وما زائدة عوضا عن كان وأنت اسم كان المحذوفة وذا نفر خبرها ولا يجوز الجمع بين ... العوض والمعوض. (¬232) ¬

(¬230) شرح قطر الندى ... ج 1ص 139 (¬231) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 296 (¬232) شرح شذور الذهب ج 1 ص 242، شرح ابن عقيل ج

شروط حذف كان مع اسمها وإبقاء خبرها

أَبا: منادى بتقدير يا أَبا، وخُرَاشَةَ: بضم الخاء المعجمة، وأَما أَنت ذا نفر: أَصله لأَن كنت ذا نفر، فعمل فيه ما ذكرناه والذي يتعلق به اللام محذوف، أَي: لأن كنت ذا نفر افْتَخَرْتَ عَلَيَّ والمراد بالضَّبُع السَّنَةُ المُجْدِبة. شروط حذف كان مع اسمها وإبقاء خبرها. ويسمى جواز حذف (كان) و (اسمها) بعد (إن) و (لو) الشرطيتين: يَجُوزُ حَذْفُ (كان) مَعَ (اسْمِهَا) بَعْدَ (أنْ، َلَو) الشَّرْطِيَّتَيْنِ. يجوز حذف كان مع اسمها مع إبقاء خبرها، وهذا جائز فقط ولكنه ليس بواجب، وشَرْوطُهُ: 1 - أَن يتقدمها أنْ الشرطية. 2 - أن يتقدمها لو الشرطية. 3 - قد شذ حذفها بعد لدن. 1 - أَن يتقدمها أنْ الشرطية. وهو من أنواع جواز حذف كان مع معموليها أن تُحْذَفَ مع مَعْمُولَيْهَا وذلك بعد (انْ) في قولهم (افْعَلْ هذَا إمَّا لاَ) أي: إن كنت لا تفعل غيره فما عِوَضٌ ولا النافيةٌ للخبرِ مثل: النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وَإِنّ شَرّاً فَشَرٌّ. تقديره: إن كان عملُهم خيراً فجزاؤهم خير وان كان عملُهم شراً فجزاؤهم شر، وهذا أَرجح الأوجه في مثل هذا التركيب وفيه وُجُوهٌ أُخر. (¬233) منها: إن كان عملُهم خيراً فجزاؤهم خيٌر ويجوز إنْ خَيْرٌ فَخَيْراً بتقدير إنْ كان في عملهم خير فَيُجْزَوْنَ خيراً ويجوز نصبهما ورفعهما ¬

(¬233) شرح شذور الذهب ... ج 1 ص 243

2 - أن يتقدمها (لو) الشرطية

(والأول أرْجَحها والثاني اضعفها والأخيران مُتَوَسطِّانِ). (¬234) مثال: سِرْ مُسْرِعاً إن رَاكبِاً وَإنْ مَاشِياً مثال: إنْ ظَالِماً أَبَداً وَإنْ مَظْلُومَا يقول ابن مالك: (¬235) ويحذفونها ويبقون الخبر ... وبعد إن ولو كثيرا ذا اشتهر مثال: قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا التقدير: إن كان المقول صدقا وإن كان المقول كذبا. 2 - أن يتقدمها (لو) الشرطية. مثل: الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَماً مِنْ حَدِيدٍ. أَي: ولو كان الذي تلتمسه خاتماً من حديد. (¬236) مثال: ألاَ طَعَامَ وَلَوْ تَمْراً. وَجَوَّزَ سيبويه الرفعَ بتقدير: ولو يكون عندنا تَمْرٌ. (¬237) مثال: ائتني بدابة ولو حماراً. أي: ولو كان المأتي به حماراً. (¬238) 3 - وقد شذ حذفها بعد لدن مثال: من لد شولا فإلى إتلائها التقدير: من لد أن كانت شولا. ¬

(¬234) أوضح المسالك ... ج 1 ص 262 (¬235) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 293،294 (¬236) شرح شذور الذهب ... ج 1 ص244 (¬237) أوضح المسالك ج 1 ص 263 (¬238) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 295

جواز حذف كان مع خبرها، مع بقاء اسمها

جواز حذف كان مع خبرها، مع بقاء اسمها تُحْذَفَ مع خبرها ويبقى الاسم وهو ضعيف. مثال: ولهذا ضَعُفَ المثال التالي: (وَلَوْ تَمْرٌ وَإنْ خَيْرٌ) في الوجهين. (¬239) جواز حذف (نون) مضارع (كان) المجزوم يجوز حذف نون مضارع كان (لام مضارعها وزناً) بشروط هي: أ - أَن تكون بلفظ المضارع. ب - أَن يكون المضارع مجزوماً. ج - أَن لا يقع بعد النون ساكن. د - أَن لا يقع بعده ضمير متصل. (لا تكون متصلة بضمير نصب) هـ - أن لا تكون موقوفا عليها مثال: قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ ... الْمُشْرِكِينَ}. (¬240) مثال: قال تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً}. (¬241) أصله: أكون فحذفت الضمة للجازم والواو للساكنين والنون للتخفيف وهذا الحذف جائز والحذفان الأولان واجبان. (¬242) إذن يجوز حَذْفُ نُونِ مُضَارِعِ كان الْمَجْزُومِ بشروط هي: ألا يكون قَبْلَ سَاكِنٍ أوْ مُضْمَرٍ مُتَّصِل. (¬243) فإذا جزم الفعل المضارع من (كان) قيل: لم يكن. والأصل ... (يكون) فحذف الجازم الضمة التي على النون، فالتقى ساكنان: الواو والنون؛ فحذف الواو لالتقاء الساكنين؛ فصار اللفظ لم يكن. والقياس يقتضي أن لا يحذف منه بعد ذلك شيء آخر لكنهم حذفوا النون بعد ذلك؛ تخفيفا لكثرة الاستعمال، فقالوا: لم يك، وهو حذف جائز لا لازم. ومذهب سيبويه ومن تابعه أن هذه النون لا تحذف عنه ¬

(¬239) أوضح المسالك ... ج 1 ص 264 (¬240) النحل120 (¬241) مريم20 (¬242) شرح قطر الندى ج 1 ص 139 (¬243) شرح شذور الذهب ج 1 ص 241، شرح قطر الندى ج 1 ص 138

عدم حذف نون مضارع (كان)

لملاقاة ساكن، فلا تقول: لم يك الرجل قائماً. (¬244) عدم حذف نون مضارع (كان). لا تحذف نون مضارع كان بشرط، هو: 1 - إذا اتصلت كان بضميرًا متصل متحرك لا تحذف النون اتفاقا. كقول (إن يكنه فلن تسلط عليه وإلا يكنه فلا خير لك في قتله) فلا يجوز حذف النون فلا تقول إن يكه والإيكه. 2 - إن كان غير ضمير متصل جاز الحذف والإثبات. مثل: لم يكن زيد قائما. ومثل: لم يك زيد قائما فإنه لا فرق في ذلك بين كان الناقصة والتامة. وقد قرىء: {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} (¬245) برفع حسنة وحذف النون وهذه هي التامة. (¬246) ولا يجوز في قولنا: كَانَ وكُنْ، لانتفاء المضارع، ولا في نحو: هُوَ يَكُونَ، ولن يكون، لانتفاء الجزم، ولا في نحو: (لَمْ يَكُنِ الّذِينَ كَفَرُوا) لوجود الساكن واتصاله بها، فهي مكسورة لأجله فهي متعاصية على الحذف لقوتها بالحركة. (¬247) وأيضاً لا تحذف في (مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقَبِةُ الدَّارِ). (¬248) (وَتَكُونَ لَكُماً الْكِبْرِيَاء). (¬249) لانتفاء الجزم (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِيَن). (¬250) لأن جَزْمه بِحَذْفِ النون ونحو (إنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّط عَلَيْهِ) لاتصاله بالضمير والضمائر ترد الأشياء إلى أصولها. ونحو (لمَْ يَكُنِ اللهُ لِيغْفِرَ لَهُمْ). (¬251) لاتصاله بالساكن. (¬252) ¬

(¬244) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 299 (¬245) النساء40 (¬246) شرح ابن عقيل ... ج 1ص 300 (¬247) شرح قطر الندى ج 1 ص 139، شرح شذور الذهب ج 1 ص 244 (¬248) الأنعام135، القصص37 (¬249) يونس78 (¬250) يوسف9 (¬251) النساء137، النساء 168 (¬252) أوضح المسالك ج 1ص 269

خبر كان بين الاتصال والانفصال

خبر كان بين الاتصال والانفصال خبر (كان) إذا كنيت عنه جاز أن يكون منفصلاً ومتصلاً والأصل أن يكون منفصلاً إذ كان أصله أنه خبر مبتدأ نقول: كنت إياه وكان إياي هذا الوجه لأن خبرها خبر ابتداء وحقه الانفصال، ويجوز كأنني وكنته كقولك: (ضربني وضربته) لأنها متصرفة تصرف الفعل فالأول استحسن للمعنى والثاني لتقديم اللفظ. قال أبو الأسود: (¬253) فإنْ لا يَكُنْهَا أَوْ تَكُنْهُ فإنَّهُ ... أَخُوها غَذَتهُ أُمهُ بِلِبَانِهَا رفع الاسم والخبر بإهمال كان: وهو إهمال ما تفعله كان في الجملة وهذا شاذ ولا يأتي كثيراً إلا في بعض أقوال الشعراء. على سبيل المثال قولنا: كان زيد قائم. بدون نصب كلمة (قائم). وقال الشاعر: إذا ما المرء كان أبوه عبس ... فحسبك ما تريد من الكلام رفع الأب على الابتداء وعبس خبره ولم يعبأ بما تحدثه كان في الجملة. يقول آخر: إذا مت كان الناس صنفان شامت ... وآخر مثن بالذي كنت أصنع حيث رفع كلمة صنفان بالألف لأنها مثنى وأهمل عمل كان في الجملة. وقال آخر: (¬254) ¬

(¬253) الأصول في النحو ج 1 ص 91 (¬254) الجمل في النحو ... ج 1 ص 145

تعدي كان إلى المفعول

وهي الشفاء لدائي لو ظفرت بها ... وليس منها شفاء الداء مبذول تعدي كان إلى المفعول ومن الشواذ أيضاً وهو قليل، تعدي كان إلى المفعول، مثل: كنت زيدًا، ومثل: كأنني زيد، وهذا مثل: ضربت زيداً، وضربني زيد، ومن ذلك قولهم: إذا لم تكنهم فمن ذا يكونهم. قال الشاعر: فإن لم يكنها أوتكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها وربما جعلوا النكرة اسمًًا والمعرفة خبرًا، فيقولون: كان رجل عمرًا، إلا أن النكرة أشد تمكناً من المعرفة، لأن أصل الأشياء نكرة، ويدخل عليها التعريف، والوجه أن تجعل المعرفة اسماً والنكرة خبراً. قال القطامي: قفي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا وقال آخر: (¬255) فإنك لا تبالي بعد حول ... أظبي كان أمك أم حمار وقال آخر: ألا من مبلغ حسان عني ... أطب كان ذلك أم جنون وقال آخر: كأن سلافة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء وقال الفرزدق: ¬

(¬255) السابق ... ج 1 ص 146

النصب بإضمار كان

أسكران كان ابن المزاغة إذ هجا ... تميماً بجوف الشام أم متساكر جعل المعرفة خبراً والنكرة اسماً. (¬256) ويقال: كان القوم صحيح أبوهم، وأصبح القوم صحيح ومريض. والوجه: صحيحًا ومريضًا، بالنصب على خبر كان، والرفع على معنى: منهم صحيح ومنهم مريض. قال الشاعر: فأصبح في حيث التقينا شريدهم ... قتيل ومكتوف اليدين ومزعف والمعنى: فأصبح شريدهم في حيث التقينا منهم قتيل ومنهم مكتوف اليدين ومنهم مزعف. ومثله: فلا تجعلي ضيفي ضيف مقرب ... وأخر معزول عن البيت جانب كأنه قال: لا تجعلي ضيفي أحدهما ضيف مقرب وآخر معزول. النصب بإضمار كان وهو النصب بتقدير كان في مضمون الجملة مع عدم ظهورها في أصل الجملة كتابة أو نطقاً. نحو: فعلت ذاك إن خيراً وإن شرًا. بمعنى: إن يكن فعلي خيرًا وإن يكن شرًا. ¬

(¬256) السابق ... ج 1ص 147

قال الشاعر: لا تقربن الدهر آل مطرف ... إن ظالما في الناس أو مظلوما أي: إن كان الرجل في الناس ظالمًا أو مظلومًا. وقال آخر: (¬257) فأحضرت عذري عليه الأمير ... إن عاذرا لي أو تاركا بمعنى: إن يكن الأمير لي عاذرًا أو تاركاً. وقد يجوز الرفع على إن يكن في فعلي خير أو شر. قال الشاعر: فإن يك في أموالنا لا نضق به ... ذراعًا وإن صبرًا فنصبر للدهر بمعنى: وإن يكن فيه الصبر صبرنا أو وقع صبر. وقال آخر: فتى في سبيل الله اصفر وجهه ... ووجهك مما في القوارير اصفرا بمعنى: كان اصفرا. (¬258) ونحو: هذا تمرا أطيب منه بسرا. أي: إذا كان تمرًا أطيب منه إذا كان بسرًا. فإذا خالفت الكلام قلت هذا تمر أطيب منه العسل، وتقول: محمد فقيهًا أبصر منه شاعرًا، أي: إذا كان فقيهًا وشاعرًا. (¬259) فإن أضمرت في (كان) الأمر أو الحديث أو القصة وما أشبه ذلك وهو الذي يقال له المجهول وكان ذلك المضمر اسم (كان) وكانت هذه الجملة خبرها، وعلى ذلك يجوز: كان زيداً الحمى تأخذ. وعلى هذا أنشدوا: فَأَصْبَحُوا والنَّوى عَالي مُعَرّسِهم ... وَلَيَس كُلَّ الّنوى يَلقَى المَسَاكِين كأنه قال: وليس الخبر يلقى المساكين كل النوى ولكن هذا ¬

(¬257) السابق ... ج 1ص 137 (¬258) السابق ... ج 1ص 138 (¬259) السابق ... ج 1 ص 139

رفع الكلمة المهمة في الجملة

المضمر. (¬260) ويضمر العامل في خبر كان، في مثل قولهم: الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر، والمرء مقتول بما قتل به إن خنجرا فخنجر وإن سيفا فسيف أي: إن كان عمله خيرا فجزاؤه خير وإن كان شرا فجزاؤه شر، والرفع أحسن في الآخر، ومنهم من يرفعهما ويضمر الرافع، أي: أن كان معه خنجر فالذي يقتل به خنجر. قال النعمان بن المنذر: (¬261) قد قيل ذلك ان حقا وان كذبا. ومنه: إلا طعام ولو تمرا، وائتني بدابة ولو حمارا، وإن شئت رفعت بمعنى: ولو يكون تمر وحمار، وادفع الشر، ولو إصبعا. ومنه: أما أنت منطلقا انطلقت، والمعنى لأن كنت منطلقا، وما مزيدة معوضة من الفعل المضمر. ومنه قول الهذلي: (¬262) أبا خراشة أما أنت ذا نفر رفع الكلمة المهمة في الجملة ويرفعون ما كان أهم إليهم لا يبالون اسماً كان أم خبراً إذا جعلوه اسماً. قال الشاعر: وكنا الأيمنين إذا التقينا ... وكان الأيسرين بند أبينا ¬

(¬260) السابق ... ج 1ص 86 (¬261) المفصل في صنعة الإعراب ج 1ص 103 (¬262) السابق ... ج1 ص 102

تأكيد كان بالمصدر

وقال آخر: لقد علم الأقوام ما كان داءها ... بثهلان إلا الخزي ممن يقودها جعل الخزي اسماً وداءها خبراً. قال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}. (¬263) وجواب ينصب ويرفع. وقال عز وجل: {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء ... الظَّالِمِينَ}. (¬264) ترفع عاقبتهما وتنصب. (¬265) تأكيد كان بالمصدر لا تؤكّد (كان) بالمصدر لأنَّ المصدر دالٌّ على الحدث والناقصة لا تدلُّ عليه وأجازه قوم على أن يكون المصدر لفظيّاً كالفعل المؤكّد وقولهم يعجبني كونُ زيد قائماً فهو مصدر التامَّة و (قائماً) منصوب على الحال. (¬266) ولا يجوز أن تبنى (كان) لما لم يُسمَّ فاعله. (¬267) الفعل: أمسى الفعل أمسى يصف المخبر عنه في المساء. (¬268) الأوجه التي يأتي عليها الفعل أمسى أمسى لها أوجه منها: ¬

(¬263) الأعراف82 (¬264) الحشر17 (¬265) الجمل في النحو ج 1 ص 152 (¬266) اللباب علل البناء والإعراب ج1 ص 171 (¬267) السابق ... ج 1 ص 171 (¬268) شرح ابن عقيل ج 1 ص 268

1 - بمعنى استيقظ ونام في الاكتفاء باسم واحد. فتكون أفعالاً تامة تدل على معان وأزمنة. فنقول: أمسى زيد، أي صار في وقت المساء. 2 - تكون بمنزلة (كان) التي لها خبر وتحتاج إليه. مثال: أمسى زيد عالمَا، أي: أتى عليه المساء وهو عالم. (¬269) 3 - أن يقرن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة ب - (المساء) على طريقة كان. 4 - أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وهي في هذا الوجه تامة يسكت على مرفوعها. فيجوز أن يأتي هذا الفعل تاماً، أي يستغني عن الخبر. وقال تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} (¬270) 5 - أن تكون بمعنى صار. مثل: أصبح زيد غنياً، وأمسى أميرًا. (¬271) وهذا الفعل مبني للتعدية على وزن (أفعل) للدلالة على الدخول في زمان معين هو المساء. (¬272) قال الشاعر: أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا ... أخنى عليها الذي أخنى على لبد وأمسى ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك، ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل، وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. ¬

(¬269) حروف المعاني ج 1ص 7، الأصول في النحو ... ج 1 ص 92 (¬270) سورة الروم، الآية 17 (¬271) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 353، شرح قطر الندى ج 1 ص 134 (¬272) شرح ابن عقيل ... ج 4 ص263

الفعل: أصبح

الفعل: أصبح ومعنى أصبح: اتصاف المخبر عنه بالخبر في الصباح. (¬273) أصبح ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك، ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. قال الشاعر: (¬274) وَأَصْبَحَ عنّي بالغُمَيْصَاءِ جَالِساً ... فريقانِ: مَسْؤُولٌ وآخَرُ يَسأَلُ (أَصْبَحَ) هي الناقصةُ واسمُها (فريقان) و (جالسِاً) خبَرُها مقدَّماً على اسْمِهَا المعاني التي يأتي عليها الفعل أصبح وتأتي أصبح على ثلاثة معان: 1 - بمنزلة (كان)، وفيها يقرن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة ب - (الصباح) على طريقة كان. أي تكون بمنزلة (كان) التي لها خبر وتحتاج إليه. 2 - تدل على معان وأزمنة: وهو أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وهي في هذا الوجه تامة يسكت على مرفوعها. بمعنى استيقظ ونام في الاكتفاء باسم واحد. فتكون أفعالاً تامة تدل على معان وأزمنة 3 - بمعنى صار. ... مثل: أصبح زيد غنياً، وأمسى أميرًا. (¬275) خصائص الفعل أصبح: 1 - مبني للتعدية هذا الفعل مبني للتعدية على وزن (أفعل) للدلالة على الدخول في زمان معين هو الصباح. (¬276) قال تعالى: (فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) (جزء من الآية 103 من ¬

(¬273) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬274) إعراب لامية الشنفرى ... ج 1 ص 129 (¬275) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 353 الأصول في النحو ج 1 ص 92 (¬276) شرح ابن عقيل ... ج4 ص 263

الفعل: أضحى

سورة آل عمران) 2 - يجوز أن يأتي هذا الفعل تاماً، أي يستغني عن الخبر، ومعنى التمام أن يستغنى بالمرفوع عن المنصوب. (¬277) وعن أكثر البصريين أن معنى تمامها دلالتها على الحدث والزمان (¬278) قال تعال: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}. (¬279) الفعل: أضحى (ضحا) و (ضَحِى) ضَحْوا وضَحْيا وضُحِيّا برز للشمس والطريق ضُحوُّا ظهر و (أضحَى) يَفعل كذا فعَله صَليناها في ذلك الوقت و (ضَحِى) ضَحاءٌ أصابه حرُّ الشمس. (¬280) ومعنى الفعل هنا: اتصاف المخبر عنه بالخبر في وقت الضحى. (¬281) وأضحى ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك، ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. المعاني التي يأتي عليها الفعل أضحى تأتي أضحى على ثلاثة معان: 1 - أن يقرن مضمون الجملة بالأوقات الخاصة ب - (الضحى) على طريقة كان. 2 - أن تفيد معنى الدخول في هذه الأوقات، وهي في هذا الوجه تامة ¬

(¬277) شرح قطر الندى ج 1 ص 136 (¬278) السابق ... ج 1 ص 137 (¬279) سورة الروم، الآية 17 (¬280) كتاب الأفعال ج 2 ص 285 (¬281) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268

الفعل: ظل

يسكت على مرفوعها. قال عبد الواسع بن أسامة: ومن فعلاتي أنني حسن القري ... إذا الليلة الشهباء أضحى جليدها 3 - أن تكون بمعنى صار. مثل: أصبح زيد غنياً، وأمسى أميرًا. وقال عدي بن زيد: (¬282) ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فألوت به الصبا والدبور وهذا الفعل مبني للتعدية على وزن (أفعل) للدلالة على الدخول في زمان معين هو الضحى. (¬283) قال الشاعر: أضحى يمزق أثوابي ويضربني ... أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا الفعل: ظَلَّ معنى ظل: اتصاف المخبر عنه بالخبر نهارا. (¬284) أي فعل الفاعل نهاراً. (¬285) ظل ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك، ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً، ومعنى التمام أن يستغنى بالمرفوع عن المنصوب. (¬286) استعمال (ظل) على ثلاثة أوجه: (¬287) ¬

(¬282) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 353 (¬283) شرح ابن عقيل ... ج 4 ص 263 (¬284) السابق ... ج 1 ص 268 (¬285) حروف المعاني ... ج 1 ص 7 (¬286) شرح قطر الندى ... ج 1ص136 (¬287) أوضح المسالك ... ج 4 ص 408

الفعل: بات

إذا كان الفعل ثلاثياً مكسور العين وعينه ولامه من جنس واحد فإنه يستعمل في حالة إسناده إلى الضمير المتحرك على ثلاثة أوجه: تاماً ومحذوف العين بعد نقل حركتها ومع ترك النقل وذلك نحو ظَلَّ تقول: " ظَلِلْتُ وظِلْتُ وظَلْتُ " وكذلك في ظللن قال الله سبحانه وتعالى: {لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}. (¬288) وإن كان الفعل مضارعاً أو أمراً واتصل بنون نسوة جاز الوجهان الأولان نحو يَقْرِرْن وَيَقَرْنَ وَاقْرِوْنَ وَقِرْنَ. ولا يجوز في نحو (قُلْ إنْ ضَلَلْتُ) (¬289) ولا في نحو {إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}. (¬290) إلا الإتمام لأن العين مفتوحة. معنى (ظل): تاتي ظل على معنيين: (¬291) أحدهما: اقتران مضمون الجملة بالوقت الخاص على طريقة كان. والثاني: كينونتها بمعنى صار ومنه قوله تعالى {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ}. (¬292) الفعل: بات معنى: بات اتصاف المخبر عنه بالخبر هـ - ليلاً. (¬293) أي: فعله ليلاً. (¬294) ¬

(¬288) الواقعة65 (¬289) سبأ50 (¬290) الشورى33 (¬291) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 353 (¬292) النحل58 (¬293) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬294) حروف المعاني ... ج 1 ص 7

الفعل: صار

بات ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك، ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً، ومعنى التمام أن يستغنى بالمرفوع عن المنصوب (¬295) معنى (بات) تأتي بات على معنيين: أحدهما: اقتران مضمون الجملة بالوقت الخاص على طريقة كان. والثاني: كينونتها بمعنى صار. (¬296) الفعل: صار صار ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك، ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. معنى صار: الانتقال. تأتي صار على استعمالين: ¬

(¬295) شرح قطر الندى ... ج 1 ص 136 (¬296) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 353

الفعل: ليس

أحدهما - التحول من صفة إلى صفة أخرى. (¬297) مثل: صار الفقير غنيًا. صارالطين خزفًا. الثاني - الانتقال: صار زيد إلى عمرو. كل حي صائر إلى الزوال. (¬298) صار تستعمل ناقصة وتامة. أ - الناقصة تدل على الزمان المجرد عن الحدث وتفتقر إلى الخبر. مثل كان إذا كانت ناقصة. (¬299) نحو: صار زيد عالمًا. ب - التامة: تدل على الزمان والحدث، ولا تفتقر إلى خبر. مثل كان إذا كانت تامة. نحو: صار زيد إلى عمرو. الفعل: ليس ليس معناه نفي مضمون الجملة في الحال. نقول: ليس زيد قائما ¬

(¬297) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬298) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 352 (¬299) أسرار العربية ... ج 1 ص 134

الآن، ولا نقول: ليس زيد قائما غدا، والذي يصدق أنه فعل لحوق الضمائر به، وتاء التأنيث ساكنة به. (¬300) الأنواع التي يأتي عليها الفعل ليس الفعل ليس: على أنواع: (¬301) 1 - من حيث الإطلاق والتقييد 2 - من حيث أنها فعل أو حرف وبيان ذلك كالآتي: 1 - من حيث الإطلاق والتقييد: أ - عند الإطلاق: لنفي الحال، نحو: ليس زيد قائما، أي: الآن. ب - عند التقييد بزمن: على حسبه. نحو: ليس زيد. 2 - من حيث أنها فعل أو حرف: أ - فعل ناقص (¬302) فالدليل على أنها فعل: - التصريف - وإن كانت لا تتصرف تصرف الفعل - قولنا: لست. مثل قولنا: ضربت. ولستما كضربتما، ولسنا كضربنا، ولسن كضربن. ب - فعل لفظ بدليل اتصال علامات الأفعال بها: - تاء التأنيث: مثل - ليست. ¬

(¬300) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 355 (¬301) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬302) الأصول في النحو ج 1 ص 82

- ضمائر المرفوع: مثل - ليسا وليسوا ولسن ولستَ ولستِ. وإنما اقتصر بها على بناء واحد لأنها تنفي ما في الحال لا غير، فهي كفعل التعجب وحبذا. (¬303) ج - حرف وليست فعلاً ذهب قوم إلى أنها حرف، وذلك ظاهر فيها؛ لأنها تنفي ما في الحال. مثل ما النافية، ولا تدل على حدث، ولا زمان ولا تدخل عليها (قد)، ولا يكون منها مستقبل. (¬304) فمن البصريَّين من قال هي حرف وإنَّ الضمير اتَّصل بها لشبهها بالأفعال كما اتَّصل الضمير ب (ها) على لغة من قال في التثنية ... (هاءا) وفي الجمع (هاؤوا). (¬305) ويقوِّي ذلك أنَّها لا تدلُّ على زمان وأنَّها تنفي كما تنفي (ما) وأنَّهم شبَّهوها ب (ما) في إبطال عملها بدخول (إلاَّ) على الخبر في قولهم ليس إلاَّ الطيب المسك بالرفع فيهما. خبر الفعل ليس ليس ترفع المبتدأ والخبر بدون شروط، وبدون أن يتقدمها نفي أو نهي أو دعاء مثل غيرها من أخوات كان التي تحتاج إلى ذلك. ويقول ابن دُرُسْتُوَيْهِ أن الخبر في (ليسَ) لا يأتي متوسطاً، أي لا يأتي الخبر بين الفعل والاسم في (ليس)، مع أنه يجوز أن يأتي في بقية أخوات كان. تصرف الفعل ليس ¬

(¬303) مسائل خلافية في النحو ج 1 ص 70 (¬304) السابق ... ج 1 ص 69 ... ، 70 (¬305) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 165

الفعل ليس لا يَتَصَرَّفُ (باتفاق)، وجمهور النحويين. تقديم الخبر في الفعل ليس لا يجوز تقديم خبر الفعل (ليس) وأما امتناع ذلك في خبر ليس فهو اختيار الكوفيين والمبرد وابن السراج وهو الصحيح؛ لأنه لم يسمع مثل: ذاهبا لست. ولأنها فعل جامد، فأشبهت عسى. وخبرها لا يتقدم باتفاق وذهب الفارسي وابن جني إلى الجواز مستدلين بقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. (¬306) وذلك لأن يوم متعلق بمصروفا وقد تقدم على ليس وتقدم المعمول يؤذن بجواز تقدم العامل والجواب أنهم توسعوا في الظروف ما لم يتوسعوا في غيرها ونقل عن سيبويه القول بالجواز والقول بالمنع. (¬307) تقديم الخبر على الاسم في الفعل (ليس) يجوز تقديم خبر ليس على اسمها. (¬308) جاز تقديم خبرها على اسمها لأنها أضعف من كان لأنها تتصرف ويجوز تقديم خبرها عليها وأقوى من ما لأنها حرف ولا يجوز تقديم خبرها على اسمها فجعل لها منزلة بين منزلتين فلم يجز تقديم خبرها عليها نفسها لتنحط عن درجة كان ويجوز تقديم خبرها على اسمها لترتفع عن درجة ما. (¬309) وجاز تقديم الخبر فيه على الاسم إذ كان فعلاً في الجملة فحاله متوسَّطة بين (كان) وبين (ما) وأجاز البصريون تقديم الخبر في الفعل (ليس) قَياساً على (عسى). مثل: قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ ¬

(¬306) هود8 (¬307) شرح قطر الندى ج 1 ص 133 (¬308) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 356 (¬309) أسرار العربية ... ج 1 ص 137

بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} (¬310). حيث أن المعمول ظرفٌ فيَّتَسعُ فيه. (¬311) واحتجَّ من أجاز تقديم خبر (ليس) بالآية السابقة، فنصب (يوم) بالخبر ولا يقع المعمول إلاَّ حيث يقع العامل ولأنَّ (ليس) فعلٌ يتقدَّم خبره على اسمه فكذلك يتقدَّم عليه ك - (كان) وقد أجيب عن الآية من وجهين أحدُهما أنّه منصوب بفعل آخر يفسّره الخبر. والثاني أنّ الظروف تعمل فيها روائح الفعل. (¬312) عدم تقديم الخبر على الاسم في الفعل (ليس) هناك من يقول بامتناع تقديم الخبر على الاسم في الفعل ليس وحجَّتهم في هذا المنع أنَّ (ليس) فعل لفظي جامدٌ قويٌّ الشبه بالحرف فلم يقْوَ قوَّة أخواته. (¬313) جواز تقديم خبر ليس عليها وهناك من قال أنه كما جاز تقديم خبرها على اسمها جاز تقديم خبرها عليها، وهذا خطأ لأن تقديم خبرها على اسمها لا يخرجه على كونه متأخرا عنها وتقديم خبرها عليها يوجب كونه متقدما عليها وليس من الضرورة أن يعمل الفعل فيما يعده ويجب أن يعمل فيما قبله. وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا الدليل على جواز تقديم خبرها عليها قوله تعالى {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. (¬314). وجه الدليل من هذه الآية أنه قدم معمول خبر ليس على ليس فإن قوله يوم يأتيهم يتعلق بمصروف وقد قدمه على ليس ولو لم يجز تقديم خبر ليس على ليس وإلا لما جاز تقديم معمول خبرها عليها لأن المعمول لا يقع إلا حيث يقع العامل. ¬

(¬310) هود8 (¬311) أوضح المسالك ج 1 ص 244 (¬312) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 169 (¬313) السابق ... ج 1 ص 169 أسرار العربية ج 1 ص 137 (¬314) هود8

ألا ترى أنه لم يجز أن تقول زيدا أكرمت إلا بعد أن جاز أكرمت زيدا فلو لم يجز تقديم مصروف الذي هو خبر ليس على ليس وإلا لما جاز تقديم معموله عليها. والذي يدل على ذلك أن الأصل في العمل للأفعال وهي فعل بدليل إلحاق الضمائر وتاء التأنيث الساكنة بها وهي تعمل في الأسماء المعرفة والنكرة والظاهرة والمضمرة كالأفعال المتصرفة فوجب أن يجوز تقديم معمولها عليها. وعلى هذا تخرج نعم وبئس وفعل التعجب وعسى حيث لا يجوز تقديم معمولها عليها أما نعم وبئس فإنهما لا يعملان في المعارف الأعلام بخلاف ليس فنقصتا عن رتبتها. وأما فعل التعجب فأجروه مجرى الأسماء لجواز تصغيره فبعد عن الأفعال ومع هذا فلا يتصل به ضمير الفاعل وإنما يضمر فيه ولا تلحقه أيضا تاء التأنيث بخلاف ليس فنقص عن رتبتها. وأما عسى وإن كانت تلحقها الضمائر وتاء التأنيث كليس إلا أنها لا تعمل في جميع الأسماء. ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون معمولها إلا أن مع الفعل نحو عسى زيد أن يقوم ولو قلت عسى زيد القيام لم يجز فأما قولهم في المثل عسى الغوير أبؤسا فهو من الشاذ الذي لا يقاس عليه فلما كان مفعولا مختصا بخلاف ليس نقصت عن رتبة ليس فجاز أن يمنع من تقديم معمولها عليها. ولا يجوز أن تقاس ليس على (ما) في امتناع تقديم خبرها عليها لأن ليس تخالف ما بدليل أنه يجوز تقديم خبر ليس على اسمها نحو ليس قائما زيد ولا يجوز تقديم خبر ما على اسمها فلا يقال ما قائما زيد وإذا جاز أن تخالف ليس ما في جواز تقديم خبرها على اسمها جاز أن تخالفه في جواز تقديم خبرها عليها وتلحق بأخواتها. (¬315) ¬

(¬315) الإنصاف في مسائل الخلاف ... ج 1 ص 163

الرد على قول البصريين وأما الجواب عن كلمات البصريين أما قوله تعالى (أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ)، (جزء من الآية 8 من سورة هود). فلا حجة لهم فيه لأنا لا نسلم أن يوم متعلق بمصروف ولا أنه منصوب وإنما هو مرفوع بالابتداء وإنما بنى على الفتح لإضافته إلى الفعل كما قرأ نافع والأعرج قوله تعالى (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)، (جزء من الآية 119 من سورة المائدة)، فإن يوم في موضع رفع وبنى على الفتح لإضافته إلى الفعل فكذلك هاهنا وإن سلمنا أنه منصوب إلا أنه منصوب بفعل مقدر دل عليه قوله تعالى {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. (¬316) وتقديره يلازمهم يوم يأتيهم العذاب لقوله تعالى (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه). وأما قولهم إن الأصل في العمل للأفعال وهي فعل يعمل في الأسماء المعرفة والنكرة والمظهرة والمضمرة قلنا هذا يدل على جواز إعمالها لأنها فعل والأصل في الأفعال أن تعمل ولا يدل على جواز تقديم معمولها لأن تقديم المعمول على الفعل يقتضي تصرف الفعل في نفسه وليس فعل غير متصرف فلا يجوز تقديم معموله عليه فنحن عملنا بمقتضى الدليلين فأثبتنا لها أصل العمل لوجود أصل الفعلية وسلبناها وصف العمل لعدم وصف الفعلية وهو التصرف فاعتبرنا الأصل بالأصل والوصف بالوصف. والذي يشهد لصحة ذلك الأفعال المتصرفة نحو ضرب وقتل وشتم فإنها لما كانت أفعالا متصرفة أثبت لها أصل العمل ووصفه فجاز إعمالها وجاز تقديم معمولها عليها نحو عمرا ضرب زيد وكذلك سائرها والأفعال غير المتصرفة نحو عسى ونعم وبئس وفعل التعجب خصوصا على مذهب البصريين فإنها لما كانت أفعالا غير متصرفة أثبت لها أصل العمل فجاز إعمالها وسلبت وصف العمل فلم يجز تقديم معمولها عليها فكذلك هنا. ¬

(¬316) هود8

وأما قولهم إنه لا يجوز أن تقاس ليس على ما قلنا قد بينا وجه المناسبة بينهما واتفاقهما في المعنى لأن كل واحد منهما لنفى الحال كالآخر. وقولهم إن ليس تخالف ما لأنه يجوز تقديم خبر ليس على اسمها بخلاف ما قلنا ليس من شرط القياس أن يكون المقيس مساويا للمقيس عليه في جميع أحكامه بل لا بد أن يكون بينهما مغايرة في بعض أحكامه. قولهم فإذا جاز أن تخالفها في تقديم خبرها على اسمها جاز أن تخالفها في تقديم خبرها عليها قلنا هذا لا يلزم لأن ليس أخذت شبها من كان لأنها فعل كما أنها فعل وشبها من ما لأنها تنفي الحال كما أنها تنفي الحال وكان يجوز تقديم خبرها عليها وما لا يجوز تقديم خبرها على اسمها فلما أخذت شبها من كان وشبها من ما صار لها منزلة بين المنزلتين فجاز تقديم خبرها على اسمها لأنها أقوى من ما لأنها فعل وما حرف والفعل أقوى من الحرف ولم يجز تقديم خبرها عليها لأنها أضعف من كان لأنها لا تتصرف وكان تتصرف. (¬317) عدم جواز تقديم خبر ليس عليها ذهب الكوفيون إلى أنه لا يجوز تقديم خبرها عليها. (¬318) لأن ليس فعل لا يتصرف والفعل إنما يتصرف عمله إذا كان متصرفا في نفسه وإذا لم يكن متصرفا في نفسه لم يتصرف عمله. واحتجوا بأن قالوا إنما قلنا إنه لا يجوز تقديم خبر ليس عليها وذلك لأن ليس فعل غير متصرف فلا يجرى مجرى الفعل المتصرف كما أجريت كان مجراه لأنها متصرفة. ألا ترى أنك تقول كان يكون فهو كائن وكن كما تقول ضرب يضرب فهو ضارب ومضروب واضرب ولا يكون ذلك في ليس وإذا كان كذلك فوجب أن لا يجرى مجرى ما كان فعلا متصرفا فوجب أن لا يجوز تقديم خبره عليه كما كان ذلك في الفعل المتصرف لأن الفعل إنما يتصرف عمله إذا كان متصرفا في نفسه. ¬

(¬317) الإنصاف في مسائل الخلاف ... ج 1 ص 164 (¬318) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 168 أسرار العربية ج 1 ص 137

فأما إذا كان غير متصرف في نفسه فينبغي أن لا يتصرف عمله فلهذا قلنا لا يجوز تقديم خبره عليه. والذي يدل على هذا أن ليس في معنى ما لأن ليس تنفى الحال كما أن ما تنفى الحال وكما أن ما لا تتصرف ولا يتقدم معمولها عليها فكذلك ليس. على أن من النحويين من يغلب عليها الحرفية ويحتج بما حكى عن بعض العرب أنه قال ليس الطيب إلا المسك فرفع الطيب والمسك جميعا وبما حكى أن بعض العرب قيل له فلان يتهددك فقال عليه رجلا ليسى فأتى بالياء وحدها من غير نون الوقاية ولو كان فعلا لوجب أن يأتى بها كسائر الأفعال. ولأنها لو كانت فعلا لكان ينبغي أن يرد إلى الأصل إذا اتصلت بالتاء فيقال في لست ليست ألا ترى أنك تقول في صيد البعير صيد البعير فلو أدخلت عليه التاء لقلت صيدت فرددته إلى الأصل وهو الكسر فلما لم يرد هاهنا إلى الأصل وهو الكسر دل على أن المغلب عليه الحرفية لا الفعلية. وقد حكى سيبويه في كتابه أن بعضهم يجعل ليس بمنزلة ما في اللغة التي لا يعملون فيها ما فلا يعملون ليس في شيء وتكون كحرف من حروف النفى فيقولون ليس زيد منطلق وعلى كل حال فهذه الأشياء وإن لم تكن كافية في الدلالة على أنها حرف فهي كافية في الدلالة على إيغالها في شبه الحرف وهذا ما لا إشكال فيه وإذا ثبت أنها لا تتصرف وأنها موغلة في شبه الحرف فينبغي أن لا يجوز تقديم خبرها عليها ولأن الخبر مجحود فلا يتقدم على الفعل الذي جحده. (¬319) ¬

(¬319) الإنصاف في مسائل الخلاف ج 1 ص 162

تأكّد خبر (ليس) بالباء (¬320) تُزَاد الباء بكثرةٍ في خبر (ليس) مثل: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}. (¬321) قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. (¬322) أكّد خبر (ليس) بالباء لثلاثة أوجه: أحدها - أنَّ الكلام إذا زيد فيه قوي ولهذا زيدت (من) في قولك ما جاءني من أحد. الثاني - أنَّها بإزاء (اللام) في خبر (إنّ). الثالث - أنَّ دخول حرف الجّر يؤذن بتعُّلُّق الكلمة بما قبلها من فعل أو ما قام مقامه ولو حذفه لكان مرفوعاً أو منصوباً وكلاهما قد يحذف عامله ويبقى هو بخلاف حرف الجرّ. (¬323) قال تعالى: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ... انتِقَامٍ}. (¬324) قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}. (¬325) في الأمثلة السابقة تتحول العلامة الأصلية في الأعراب إلى علامة تقديرية [فتحة مقدرة] بسبب حرف الجر الزائد. اختيار (الباء) دون غيرها لتأكّد خبر (ليس) وإنَّما اختيرت (الباء) دون غيرها لثلاثة أوجه: أحدُها - أنَّ أصلها الإلصاق والإلصاق يوجب شدَّة اتصال أحد الشيئين بالآخر. ¬

(¬320) أوضح المسالك ... ج 1 ص 292 (¬321) الأنعام53 (¬322) الزمر36 (¬323) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 173 (¬324) الزمر37 (¬325) التين8

الفعل: برح

الثاني - أنَّها من حروف الشفتين فهي أقوى من اللام وغيرها من حروف الجرّ. الثالث - أنَّ حروف الجرّ كلَّها توجب مع تعديتها الفعل معنى كالتبعيض والملك والتشبيه وغير ذلك والباء لا توجب أكثر من تعدية الفعل ولذلك استعملت في القَسَم وهو باب التوكيد. (¬326) وهذا الفعل لا يأتي إلا ناقصاً ولا يأتي تاماً، وبذلك فهي لا تستغن عن الخبر أبداً. (¬327) الفعل: بَرِحَ معناه (ما برح) أي: ترك وانفصل من الشيء (¬328) أي: ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه. (¬329) حكم الفعل بَرِحَ المسبوق بالنفي الفعل بَرِحَ المسبوق بالنفي والذي في أوائله حرف (ما) في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ولدخول فيها النفي على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب. (¬330) يجب أن يتقدم هذا الفعل: نفي أو نهي أو دعاء. لكي يرفع المبتدأ وينصب الخبر. مِثَال: قال تعالى {قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}. (¬331) ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. ¬

(¬326) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 174 (¬327) شرح قطر الندى ج1 ص 136 (¬328) حروف المعاني ... ج 1 ص 7 (¬329) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص268 (¬330) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1ص 353 (¬331) طه91

الفعل: فتئ

تقديم خبر (ما برح وأخواتها) عليها منع البصريُّون والفرَّاء تقديم خبر (ما برح وأخواتها) عليها لأن (ما) أًُمّ حروف النفي، وما في صلة النفي لا يتقدَّم عليه، لأنَّ النفي له صدر الكلام إذ كان يحدث فيما بعده معنى لا يفهم بالتقديم، فيشبه حروف الجزاء والاستفهام والنداء. (¬332) ولا يجوز دخول (إلاّ) في خبر (ما برح) لأن معناها الإثبات. (¬333) وقد يجيء الفعل بَرِحَ محذوفا منه حرف النفي. (¬334) قال امرؤ القيس: فقلت لها والله أبرح قاعدا الفعل: فَتئِ ما فتئ معناه ملازمة الشيء. (¬335) أي: ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه. (¬336) حكم الفعل فتيء المسبوق بالنفي الفعل فتيء الذي في أوائله حرف (ما) في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ولدخول فيها النفي على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب. (¬337) يجب أن يتقدم هذا الفعل: نفي أو نهي أو دعاء. لكي يرفع المبتدأ وينصب الخبر. ¬

(¬332) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 167 (¬333) السابق ... ج 1 ص 170 (¬334) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 354 (¬335) حروف المعاني ... ج 1 ص 7 (¬336) شرح بن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬337) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 353

الفعل: انفك

مِثَال: قال تعالى {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}. (¬338) ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهذا الفعل لا يأتي إلا ناقصاً ولا يأتي تاماً، وبذلك فهي لا تستغن عن الخبر أبداً. (¬339) تقديم خبر (ما فتئ وأخواتها) عليها منع البصريُّون والفرَّاء تقديم خبر (ما فتئ وأخواتها) عليها لأن (ما) أًُمّ حروف النفي، وما في صلة النفي لا يتقدَّم عليه، لأنَّ النفي له صدر الكلام إذ كان يحدث فيما بعده معنى لا يفهم بالتقديم، فيشبه حروف الجزاء والاستفهام والنداء. (¬340) ولا يجوز دخول (إلاّ) في خبر (ما فتئ) لأن معناها الإثبات. (¬341) يجيء الفعل فتيء محذوفا منه حرف النفي محذوفا. (¬342) في التنزيل {قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}. (¬343) الفعل: انْفَكَّ انفك، أي: ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه. (¬344) وهي بمعنى: الإقبال على الشيء. (¬345) حكم الفعل انفك المسبوق بالنفي الفعل انفك الذي في أوائله حرف (ما) وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ولدخول فيها النفي على النفي جرت مجرى كان في كونها ¬

(¬338) يوسف85 (¬339) شرح قطر الندى ... ج 1 ص 136 (¬340) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 167 (¬341) السابق ... ج 1 - ص 170 (¬342) المفصل في صنعة الإعراب ... ج1 ص 355 (¬343) يوسف85 (¬344) شرح بن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬345) حروف المعاني ... ج1 ص 7

الفعل: دام

للإيجاب. (¬346) يجب أن يتقدم هذا الفعل: نفي أو نهي أو دعاء. لكي يرفع المبتدأ وينصب الخبر. ويمكن لهذا الفعل أن يأتي خبره وسط الجملة، أي: بين الفعل نفسه وبين اسمه. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهو قد يأتي تاماً وقد يأتي ناقصاً. تقديم خبر (ما انفك وأخواتها) عليها منع البصريُّون والفرَّاء تقديم خبر (ما انفك وأخواتها) عليها لأن (ما) أًُمّ حروف النفي، وما في صلة النفي لا يتقدَّم عليه، لأنَّ النفي له صدر الكلام إذ كان يحدث فيما بعده معنى لا يفهم بالتقديم، فيشبه حروف الجزاء والاستفهام والنداء. (¬347) ولا يجوز دخول (إلاّ) في خبر (ما انفك) لأن معناها الإثبات. (¬348) وقد يجيء الفعل انفك محذوفا منه حرف النفي. (¬349) مثال: تنفك تسمع ما حييت بهالك حتى ... الفعل: دام ما دام توقيت للفعل في قولك أجلس ما دمت جالسا كأنك قلت اجلس دوام جلوسك نحو قولهم آتيك خفوق النجم ومقدم الحاج ولذلك كان مفتقرا إلى أن يشفع بكلام لأنه ظرف لا بد له مما يقع فيه. (¬350) ومعناه ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه. (¬351) عمل الفعل دام يعمل بشرط تقدم (ما المصدرية الظرفية) لأن ما المصدرية ¬

(¬346) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 353 (¬347) اللباب علل البناء والإعراب ج1 ص 167 (¬348) السابق ... ج 1 - ص 170 (¬349) المفصل في صنعة الإعراب ... ج 1 ص 355 (¬350) السابق ... ج 1 ص 355 (¬351) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268

الظرفية مع الفعل تُقَدَّر بالَمصْدَر، فالمصدر هنا هو (الدوام)، وسميت ما ظرفية لنيابتها عن الظرف وهو المدة. (¬352) مثال - قال تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً}. (¬353) أي: مُدَّةَ دَوَامِى حَيَّا. فلو قلت: دَامَ زَيْدٌ صَحِيحاً. كان قولك صحيحاً حالاً، لا خبراً. وكذلك: عجبت مِنْ مَا دَامَ زَيْدٌ صَحيحاً. لأن ما هذه مصدرية لا ظرفية، والمعني عجبت من دوامه صحيحاً. (¬354) تصرف الفعل دام الفعل (دام) (عند الأقْدَمِيَن) أثبتوا أن له مضارعاً. وبذلك فهو يتصرف تصرفاً ناقصاً. أما الفراء وكثيٍر من المتأخرين فقد قالوا بعدم تصرفه. ويقول ابن مُعْطٍ أن الفعل (دام) لا يجوز أن يأتي خبره متوسطاً بين الفعل وبين الاسم، فلا يأتي خبر (دام) متوسطاً. لا يجوز تقديم خبر الفعل دام هناك اتفاق على أن خبر الفعل (دام) لا يجوز تقديمه لأننا إذا قلنا: لا أصحبك ما دام زيد صديقك ثم قدمت الخبر على ما دام لزم من ذلك تقديم معمول الصلة على الموصول لأن ما هذه موصول حر في يقدر بالمصدر. كما قدمناه وإن قدمته على دام دون ما لزم الفصل بين الموصول الحرفي وصلته. وذلك لا يجوز. حيث انك (لا تقول عجبت مما زيدا تصحب) وإنما يجوز ذلك في الموصول الاسمي غير الألف واللام تقول جاءني الذي زيدا ضرب ولا يجوز في نحو جاء الضارب زيدا أن تقدم زيدا على ضارب. (¬355) ¬

(¬352) أوضح المسالك ... ج 1 ص 238 (¬353) مريم31 (¬354) شرح شذور الذهب ... ج 1 ص 241 (¬355) شرح قطر الندى ... ج 1 ص 133

الفعل دام ناقص وتام قد يأتي الفعل دام تاماً وقد يأتي ناقصاً. قال تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ}. (¬356) قال تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ}. (¬357) وهو هنا فعلاً تاماً. ومعنى التمام أن يستغنى بالمرفوع عن المنصوب. (¬358) تقديم خبر (ما دام) عليها أمَّا خبر (ما دام) فلا يتقدَّم عليها عند الجميع لأنّها مصدريَّة ومعمول المصدر لا يتقدَّم عليه وكذلك (ما كان) لأنَّ الكلام نفيٌ لفظاً ومعنى. (¬359) وذكر ابن معط أن خبر دام لا يتقدم على اسمها فلا تقول لا أصاحبك ما دام قائما زيد والصواب جوازه قال الشاعر: (¬360) لا طيب للعيش ما دامت منغصة ... لذاته بادكار الموت والهرم وكل العرب أو كل النحاة منعوا سبق خبر دام عليها وحدها وبعضهم منعوا تقديم خبر دام على ما المتصلة بها فقط يعني أنه لا يجوز أن يتقدم الخبر على ما النافية. نحو: لا أصحبك قائما ما دام زيد. ¬

(¬356) هود107 (¬357) هود108 (¬358) شرح قطر الندى ج 1 ص136 (¬359) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 168 (¬360) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 274

الفعل: زال

ويظهر أنه لا يمتنع تقديم خبر دام على دام وحدها. فتقول: لا أصحبك ما قائما دام زيد. كما تقول: لا أصحبك ما زيدا كلمت. (¬361) ولا يجوز دخول (إلاّ) في خبر (ما دام) لأن معناها الإثبات. (¬362) حكم الفعل دام المسبوق بالنفي الفعل دام الذي في أوائله حرف (ما) في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ولدخول فيها النفي على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب. (¬363) الفعل: زال معناه ملازمة الخبر المخبر عنه على حسب ما يقتضيه (¬364) وعندما نذكر الفعل (زال) يجب أن نقيده بالفعل المضارع (يََزَالُ)، فنقول: (زال ماضي يَزَالُ) وذلك للتفرقة بين هذا الفعل وبين (زال) والتي مضارعها (يَزِيلُ) حيث أن الأخير فعل تام متعد إلى مفعول، ومعناه (مَازَ) نقول: (زِلْ ضَأْنَكَ عَنْ مَعْزِكَ) ومَصْدَره الزَّيْلُ، وكذلك للتفرقة بينه وبين الفعل (زال) والذي مضارعه (يَزُولُ) حيث أن الأخير فعل تام قاصر، ومعناه: الانتقال، ومثاله قال الله تعالى: (إنَّ اللَه يُمْسِكُ السَّمَواتِ وَالأرْضَ أن تَزُولاَ وَلَئِنْ زَالَتَا) ومصدر هذا الفعل الأخير: (الزَّوَالُ). (¬365) تصرف الفعل زال الفعل (زال) يتصرف تصرفاً ناقصاً. حيث أنه لا يستعمل منها الأمر، ولا المصدر. ولكن يمكن تصريفه إلى بقية التصريفات. كما يجوز تقديم الخبر في هذا الفعل وهذا الفعل لا يأتي إلا ناقصاً ولا يأتي تاماً، وبذلك فهي لا تستغن عن الخبر أبداً. (¬366) ¬

(¬361) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 276 (¬362) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 170 (¬363) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 353 (¬364) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 268 (¬365) أوضح المسالك ... ج 1 ص 237 (¬366) شرح قطر الندى ... ج 1 ص 136

شروط عمل الفعل (زال) 1 - يشترط أَن يتقدم عليه نَفْيٌ أَو شبهه. 2 - أن يكون ماضي يزَالُ. فإِن ماضي يَزُول فعل تامٌّ قاصِر بمعنى الذهاب والانتقال نحو {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً} فاطر/41 وان الأُولى في الآية شرطية والثانية نافية وماضي يَزِيلُ فعلٌ تام مُتَعَدٍّ بمعنى مَازَ يَمِيزُ يقال زَالَ زَيُدٌ ضَأْنَهُ من مَعْزِ فلان اي مَيَّزَه منه. (¬367) تقديم خبر (ما زال وأخواتها) عليها منعه البصريُّون والفرَّاء لأن (ما) أًُمّ حروف النفي، وما في صلة النفي لا يتقدَّم عليه، لأنَّ النفي له صدر الكلام إذ كان يحدث فيما بعده معنى لا يفهم بالتقديم، فيشبه حروف الجزاء والاستفهام والنداء. (¬368) تقديم خبر (لا يزال) عليها فأمَّا (لا يزال) و (لن يزال) و (لم يزل) فيجوز تقديم الخبر عليها لأنهَّا فروع على (ما) إذ كانت تردّ إليها وتستعمل في مواضع لا يصحّ فيها (ما) ولهذا عملت في الأفعال للزومها إياها فمفعول فعلها يتقدَّم عليها كما يتقدَّم على نفس الفعل العرّي عن حرف النفي بخلاف (ما). وقال ابن كيسان وبقيَّة الكوفيَّين يجوز تقديم الخبر عليها لأنَّ (ما والفعل) صارا في معنى الإثبات وهذا ضعيف لأنَّ لفظ النفي باق والاعتبار به لا بالمعنى ألا ترى أنَّ قولك (لا تفعل) يسمَّى (نهياً) ولو جعلت مكانه (اترك الفعل) كان المعنى واحداً ويسمى الثاني (أمراً). (¬369) دخول (إلاّ) في خبر (ما زال) ¬

(¬367) شرح شذور الذهب ... ج 1 ص 240 (¬368) اللباب علل البناء والإعراب ... ج 1 ص 167 (¬369) السابق ... ج 1 ص 168

لا يجوز دخول (إلاّ) في خبر (ما زال) لأن معناها الإثبات. (¬370) وإنَّما لم يجز دخول (إلاّ) في خبر (ما زال) وأخواتها لأن معناها الإثبات فيصير ك - (كان) فأمَّا قول ذي الرّمة: حراجيجُ ما تنفكُّ إلاّ مُناخةً ... على الْخَسْفِ أو نرمي بها بلداً قَفْرا فيروى بالرفع على أنّه خبر مبتدأ محذوف وموضع الجملة حال وبالنصب على الحال وتكون (تنفكُّ) تامَّة و (على الخسف) حال أخرى ويجوز أن تكون الناقصة وتكون (على الخسف) الخبر أي ما تنفكُّ على الخسف إلاَّ إذا أنيخت وعليه المعنى. (¬371) حكم الفعل زال المسبوق بالنفي الفعل زال الذي في أوائله حرف (ما) في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ولدخول فيها النفي على النفي جرت مجرى كان في كونها للإيجاب. (¬372) وقد يجيء الفعل زال محذوفا منه حرف النفي. (¬373) مثال: تزال حبال مبرمات أعدها ¬

(¬370) السابق ... ج 1 ص 170 (¬371) السابق ... ج 1 ص 170 (¬372) المفصل في صنعة الإعراب ج 1 ص 353 (¬373) السابق ... ج 1 ص 354

بعض الأسئلة

بعض الأسئلة لم عملت هذه الأفعال في المبتدأ والخبر؟ لأنها هذه الأشياء عبارة عن جمل وليست مفردات، فلما اقتضت شيئين وجب أن تعمل فيهما. لم رفعت الاسم ونصبت الخبر؟ تشبيها بالأفعال الحقيقية: فرفعت الاسم تشبيهًا بالفاعل، ونصبت الخبر تشبيها بالمفعول به. هل يجوز تقديم خبر كان وأخواتها على أسمها؟ نعم يجوز تقديم أخبارها على أسمائها، وإنما جاز ذلك لأنها لما كانت أخبارها مشبهة بالمفعول، وأسماؤها مشبهة بالفاعل، والمفعول يجوز تقديمه على الفاعل، فكذلك ما كان مشبها به. هل يجوز تقديم خبر كان وأخواتها عليها أنفسها؟ أي هل يجوز تقديم خبر كان وأخواتها على كان نفسها وأخواتها؟ نعم يجوز ذلك فيما لم يكن في أوله ما.

نحو: قائما كان زيد. وإنما جاز ذلك؛ لأنه لما كان مشبهاً بالمفعول والعامل فيه متصرف جاز تقديمه عليه كالمفعول. نحو: عمراً ضرب زيد. لم لم يجز تقديم أسمائها عليها أنفسها كما يجوز تقديم أخبارها عليها؟ لم يجز تقديم أسمائها عليها لأن أسماءها مشبهة بالفاعل؛ والفاعل لا يجوز تقديمه على الفعل، فكذلك ما كان مشبهاً به، وجاز تقديم أخبارها عليها لأنها مشبهة بالمفعول، والمفعول يجوز تقديمه على الفعل. لم لم يجز تقديم خبر ما في الذي أوله ما عليه؟ لأن ما في أوله ما (عدا ما دام) هو للنفي. والنفي له صدر الكلام كالاستفهام، فكما أن الاستفهام لا يعمل ما بعده فيما قبله، نحو: عمراً اضرب زيد. فكذلك النفي لا يعمل ما بعده فيما قبله، نحو: قائمًا ما زال زيد. وقد ذهب بعض النحويين إلى أنه يجوز تقديم خبر ما زال عليها وذلك لأن ما للنفي وزال فيها معنى النفي، والنفي إذا دخل على النفي صار إيجابًا، فإذا صار إيجابًا صار قولك: ما زال زيد قائمًا بمنزلة كان زيد قائمًا، وكما يجوز أن تقول قائمًا كان زيد، فكذلك يجوز أن تقول: قائمًا ما زال زيد. هل يجوز تقديم خبر ما دام عليها؟ أجمعوا على أنه لا يجوز تقديم خبر ما دام عليها، وذلك لأن ما فيها مع الفعل بمنزلة المصدر ومعمول المصدر لا يتقدم عليه. هل يجوز تقديم خبر ليس عليها؟ اختلف النحويون في ذلك، فذهب الكوفيون إلى: أنه لا يجوز تقديم خبرها عليها. وذهب أكثر البصريين إلى: جوازه؛ لأنه كما جاز تقديم

خبرها على اسمها جاز تقديم خبرها عليها نفسها. والاختيار هو ما ذهب إليه الكوفيون؛ لأن ليس فعل لا يتصرف، والفعل إنما يتصرف عمله إذا كان متصرفا في نفسه، وإذا لم يكن متصرفا في نفسه لم يتصرف عمله، وأما قولهم أنه كما جاز تقديم خبرها على اسمها جاز تقديم خبرها عليها ففاسد لأن تقديم خبرها على اسمها لا يخرجه على كونه متأخرا عنها وتقديم خبرها عليها يوجب كونه متقدما عليها. وليس من الضرورة أن يعمل الفعل فيما يعده ويجب أن يعمل فيما قبله، ثم نقول إنما جاز تقديم خبرها على اسمها لأنها أضعف من (كان) لأنها تتصرف ويجوز تقديم خبرها عليها وأقوى من (ما) لأنها حرف ولا يجوز تقديم خبرها على اسمها فجعل لها منزلة بين منزلتين فلم يجز تقديم خبرها عليها نفسها لتنحط عن درجة (كان) ويجوز تقديم خبرها على اسمها لترتفع عن درجة (ما). لم جاز قولنا (ما كان زيد إلا قائمًا)، ولم يجز قولنا (ما زال زيد إلا قائمًا)؟ لأن (إلا) إذا دخلت في الكلام أبطلت معنى النفي، فإذا قلت: ما كان زيد إلا قائمًا، كان التقدير فيه: كان زيد قائمًا. وإذا قلت: ما زال زيد إلا قائماً، صار التقدير: زال زيد قائمًا، وزال لا تستعمل إلا بحرف النفي؛ فلما كان إدخال حرف الاستثناء يوجب إبطال معنى النفي وكان يجوز استعمالها من غير حرف النفي وزال لا يجوز استعمالها إلا بحرف النفي جاز قولنا: (ما كان زيد إلا قائمًا)، ولم يجز قولنا: (ما زال زيد إلا قائمًا). يقول الشاعر: حراجيج ما تنفك إلا مناخة = على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا فالخبر: قوله على الخسف، وتقديره: ما تنفك على الخسف إلا أن تناخ أو نرمي بها بلداً قفراً. وقد روى: مناخة بالرفع، ولا مزية في هذه الرواية. لماذا لم تدلّ على حدث ولا أكّدت بالمصدر؟

وإنَّما لم تدلّ على حدث ولا أكّدت بالمصدر لأنَّهم اشتقوها من المصادر ثّم خلعوا عنها دلالتها على الحدث لتدلَّ على زمن خبر المبتدأ حتَّى صارت مع الخبر بمنزلة الفعل الدالّ على الحدث والزمان (كان) هل هي زائدة أم ناقصة في بيت الفرزدق التالي: ( ... وجيرانٍ لنا كانوا كرامِ) إنَّ (كان) ناقصة وخبرها (لنا) و (كرام) صفة لجيران. ولا تقع الزائدة في أوَّل الكلام لأنَّ الزائدة فرع ومؤكّد وتقدَّمه يخلٌّ بهذا المعنى لم جاز ما كان زيد إلا قائما ولم يجز ما زال زيد إلا قائما؟ قيل لأن إلا إذا دخلت في الكلام أبطلت معنى النفي فإذا قلت ما كان زيد إلا قائما كان التقدير فيه كان زيد قائماا وإذا قلت ما زال زيد إلا قائما صار التقدير زال زيد قائما وزال لا تستعمل إلا بحرف النفي فلما كان إدخال حرف الاستثناء يوجب إبطال معنى النفي وكان يجوز استعمالها من غير حرف النفي وزال لا يجوز استعمالها إلا بحرف النفي جاز ما كان زيد إلا قائما ولم يجز ما زال زيد إلا قائما فأما قول الشاعر - من الطويل - حراجيج ما تنفك إلا مناخة ... على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا فالخبر قوله على الخسف وتقديره ما تنفك على الخسف إلا أن تناخ أو نرمي بها بلدا قفرا لماذا تسمون هذه الأفعال أفعال ناقصة؟ الفعل الناقص هو: ضد الفعل التام والفعل التام هو ما جاء على أصله والتمام بالنسبة للأفعال هو الاكتفاء بفاعله فكل فعل له فاعل يسمى فعلا تاما يقوم به المعنى ... ولكن إذا جاء ما بعده غير متمما للمعنى فيكون هذا فعل ناقص .. لم يتم معناه لمجرد ذكر مرفوع بعده .. لذلك كانت هذه الأفعال أفعال ناقصة لا تكتفي باسمها المرفوع واحتاج إلى منصوب .. وهو خبرها

الفصل الثاني أفعال المقاربة

الفصل الثاني أفعال المقاربة

المحتويات أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) التعريف أفعال المقاربة عمل أفعال المقاربة أنواع أفعال المقاربة:

1 - من حيث ما تدل عليه 2 - من حيث الاستعمال (تامة، ناقصة) 3 - من حيث تصريف أفعال المقاربة 4 - من حيث الإضمار في أفعال المقاربة أ - وجوب الاضمار ب - جواز الإضمار. ج - عدم الإضمار. 5 - من حيث الإسناد إلى (أن يفعل) اسم أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) تقديم الاسم على الفعل اسم أفعال المقاربة من حيث الإعراب: 1 - اسم يرفع بالضمة 2 - اسم يرفع بالألف 3 - اسم يرفع بالواو خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) نصب خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) الفرق بين خبر كان وأخواتها وبين خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) أحوال خبر أفعال المقاربة: 1 - من حيث نوع الخبر أ - خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) جملة فعلية شرطُ الفعلِ الواقع خبراً لأفعال المقاربة

ب - خبر أفعال المقاربة جملة اسمية ج - خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) اسم مفرد 2 - من حيث اقتران خبر أفعال المقاربة بأن أ - ما يجب اقترانُهُ بها ب - ما يغلب اقترانه بأن ج - ما يترجح تجرُّدُ خبره من أنْ. د - ما يمتنع اقترانُ خبره بأن. حذف خبر أفعال المقاربة الفعل كاد خبر الفعل كاد 1 - قد يأتي الخبر بعد كاد اسماً 2 - اقتران خبر كاد بأن 3 - تجرد اقتران خبر كاد بأن 4 - تقدَّم الفعل (الخبر) على الاسم تصريف كاد الإثبات والنفي كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات كاد نفيها نفي وإثباتها إثبات تشبيه كاد ب - (عسى) الفعل عسى (عسى) بين الحرفية والفعلية

أ - عسى حرف ب - عسى فعل خبر الفعل عسى اقتران خبر عسى بأن التجرد من اقتران خبر عسى بأن تصريف الفعل عسى جمود (عدم تصريف) الفعل عسى

التعريف

الأفعال الناسخة أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) في هذا الجزء من الأفعال الناسخة نتناول أفعال المقاربة. التعريف أفعال المقاربة هي أفعال تدل على دنو قرب وقوع الخبر رجاءً أو

أفعال المقاربة

حصولاً أو أخذاً. (¬1) يقول ابن مالك: ككان كاد وعسى لكن ندر ... غير مضارع لهذين خبر وسميت ب - (أفعال المقاربة) أو (كاد وأخواتها) من باب تسمية الكل باسم الجزء؛ كتسميتهم الكَلاَم كلمةّ. وليست كلها للمقاربة. (¬2) أفعال المقاربة أفعال المقاربة أو كاد وأخواتها أحد عشر فعلاًً، ولا خلاف في أنها أفعال إلا عسى. (¬3) عمل أفعال المقاربة: أفعال المقاربة تعمل عمل (كان) أي تدخل على المبتدأ والخبر فيغيرن فيه. (¬4) فترفع المبتدأ اسماً لها، ويكون خبره خبراً لها في موضع نصب. (¬5) أنواع أفعال المقاربة 1 - من حيث ما تدل عليه. 2 - من حيث الاستعمال (تامة، ناقصة). 3 - من حيث تصريف أفعال المقاربة. 4 - من حيث الإضمار في أفعال المقاربة. ¬

(¬1) التعريفات ج 1 ص 49، التعاريف ... ج 1 ص 80 (¬2) أوضح المسالك ج 1 ص 301، شرح إبن عقيل ج 1ص 323 (¬3) شرح إبن عقيل ... ج 1ص 323 (¬4) أوضح المسالك ... ج 1 ص 302 (¬5) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 323

1 - من حيث ما تدل عليه

أ - وجوب الإضمار. ب - جواز الإضمار. ج - عدم الإضمار. 5 - من حيث الإسناد إلى (أن يفعل). 1 - من حيث ما تدل عليه أفعال المقاربة من حيث ما تدل عليه ثلاثة أقسام: أ - ما دل على المقاربة: مُقَارَبة المُسَمَّى باسمها للخبر، وهي: كاد، كرب، وأوشك. ب - ما دل على الرجاء: تَرَجِّي المتكلم للخبر، وهي: عسى، حرى، اخلولق. ج - ما دل على الإنشاء والشروع: شُرُوع المَسَمَّى باسمها، وهي: جعل، طفق، أخذ، علق، أنشأ، هَبَّ، هَلْهَلَ. (¬6) 2 - من حيث الاستعمال (تامة، ناقصة) اختصت عسى واخلولق وأوشك بأنها تستعمل ناقصة وتامة. (¬7) ¬

(¬6) أوضح المسالك ... ج 1 ص 301،شرح شذور الذهب ج 1ص245 (¬7) شرح إبن عقيل ج 1 ص 341

3 - من حيث تصريف أفعال المقاربة

3 - من حيث تصريف أفعال المقاربة هذه الأفعال من حيث التصريف: منها ما يأتي منه المضارع، ومنها ما يأتي منه اسم الفاعل. أ - الماضي: أفعال المقاربة أفعال ملازمة لصيغة الماضي. ب - المضارع: هناك أربعةً أفعال اسْتُعمل لها مضارع وهي: كاد، أوشك، طَفِقَ، جَعَلَ. (¬8) كاد - مثال: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ) أوشك - مثال: يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِه وفي الفعل أوشك، المضارع هو أكثرُ استعمالا من ماضيها. طَفِقَ - مثال: حكى الأخفش: طَفَقَ يَطْفِقُ، كضرب يضرب، وطَفِقَ يَطْفَقُ، كعلم يعلم. جَعَلَ - مثال: حكى الكسائي: إنَّ الْبَعِيرَ لَيَهْرمُ حتى يجَعْلُ إذَا شَرِبَ المَاء مَجَّهُ. (¬9) ج - اسم الفاعل واستعمل اسمُ فاعل لثلاثة أفعال وهى: كاد، كَرَبَ، أَوْشَكَ. كاد - مثال: وَإنَّنىِ يَقِيناً لَرَهْنٌ بِالّذِى أَنَا كَائِدُ كَرَبَ - مثال: أَبُنَىَّ إنَّ أَبَاكَ كَارِبُ يَوْمِهِ وهناك من يرى أن كاربا اسمُ فاعل كَرَبَ التامة في نحو (كَرَبَ الشتاء) إذا قَرُبُ. أَوْشَكَ - مثال: فَإنّكَ مُوشِكٌ أَنْ لاَ تَرَاهَا (¬10) ¬

(¬8) أوضح المسالك ... ج 1 ص 318 (¬9) السابق ج 1 ص 318 (¬10) السابق ج 1 ص ص 318، 321

4 - من حيث الإضمار في أفعال المقاربة

د - المصدر: واسْتُعمل المَصْدَرٌ لاثنين وهما: طفق، وكاد. طفق - مثال: حكى الأخفش طُفُوقاً قال طَفَقَ بالفتح وطَفَقاً عمن قال طفق بالكسر. كاد - مثال: كَادَ كَودْاً ومِكَاداً وَمَكَادَةً (¬11) 4 - من حيث الإضمار في أفعال المقاربة: أ - وجوب الاضمار يجب الإضمار في جميع أفعال المقاربة. إذا تقدم عليها اسم، فيضمر فيها ضمير يعود على الاسم السابق. - مثال: الزيدان جعلا ينظمان. ولا يجوز ترك الإضمار - مثال: فلا يجوز: الزيدان جعل ينظمان. (¬12) ب - جواز الإضمار. يجوز الإضمار في الفعل (عسى)، لأن هذا الفعل ليس واجب الإضمار، حيث يجوز فيه الإضمار، ويجوز عدمه. - مثال: الزيدان عسى أن يقوما. ج - عدم الإضمار. وذلك في الفعل (عسى) فقط. فإنه يمكن عدم إضماره. ¬

(¬11) السابق ج1 صص 320، 323 (¬12) شرح ابن عقيل ج 1 ص 343

5 - من حيث الإسناد إلى (أن يفعل)

5 - من حيث الإسناد إلى (أن يفعل) وهو ما يسمى باقتران أفعال المقاربة بأن والفعل، وتختصُّ (عسى، اخلولق، أوشك) بجواز إسنادِهِنَّ إلى (أَنْ يَفْعَلَ)، وفي هذه الحالة تستغنى عن الخبر. - مثال: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيئاً). اسم أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) - تقديم الاسم على الفعل يتقدم على أفعال المقاربة الاسم، وفي هذه الحالة يجب الإضمار في جميع أفعال المقاربة.، فيضمر فيها ضمير يعود على الاسم السابق. - مثال: الزيدان جعلا ينظمان. ولا يجوز ترك الإضمار - مثال: فلا يجوز: الزيدان جعل ينظمان. - مثال: الزيدان عسى أن يقوما. (¬13) ¬

(¬13) السابق ج 1ص 343

اسم أفعال المقاربة من حيث الإعراب

اسم أفعال المقاربة من حيث الإعراب 1 - اسم يرفع بالضمة. 2 - اسم يرفع بالألف. 3 - اسم يرفع بالواو. 1 - اسم يرفع بالضمة يرفع اسم أفعال المقاربة بالضمة وذلك في: أ - الاسم مفرد - مثال: هِنْدٌ عَسَتْ أنْ تُفْلِحَ. ب - جمع المؤنث السالم - مثال: الِهْندَاتُ عَسَيْنَ أنْ يَقُمْنَ. ج - جمع التكسير الأذكياء عسى أن يقوموا. 2 - اسم يرفع بالألف وذلك في المثنى بنوعيه: - مثال: الزَّيْدَانِ عَسَياَ أن يَقُومَا. 3 - اسم يرفع بالواو وذلك في جمع المذكر السالم. - مثال: الزَّيْدُونَ عَسَوْا أنْ يَقُومُوا.

خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها)

خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) خبر أفعال المقاربة يجب أن يكون جملة فعلية، وقد شذ مجيئه مفرداً بعد (كاد وعسى)، وشذ مجيئه جملة اسمية بعد الفعل (جَعَلَ). (¬14) نصب خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) خبر كاد وأخواتها منصوب دائماً. - مثال: (وما كادوا يفعلون) فجملة يفعلون في موضع نصب خبر لكاد. وجملة خبر كاد لا تكون إلا فعلية فعلها مضارع. (¬15) الفرق بين خبر كان وأخواتها وبين خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) 1 - جملة خبر كان تكون جملة اسمية أو فعلية وجملة خبر كاد لا تكون إلا فعلية فعلها مضارع. 2 - خبر كان لا يجوز اقترانه بأن المصدرية، ويجوز في خبر كاد. 3 - خبر كان مختلف في نصبه على ثلاثة أقوال: أ - أنه خبر مشبه بالمفعول عند البصريين. ب - أنه مشبه بالحال عند الفراء. ج - أنه حال عند بقية الكوفيين. بخلاف خبر كاد فإنه منصوب بها بلا خلاف. (¬16) ¬

(¬14) أوضح المسالك ... ج 1ص 302 (¬15) موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب ج 1 ص 38 (¬16) السابق ج 1 ص 38، ص 39

أحوال خبر أفعال المقاربة

أحوال خبر أفعال المقاربة 1 - من حيث نوع الخبر: أ - خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) جملة فعلية. شرطُ الفعلِ الواقع خبراً لأفعال المقاربة. ب - خبر أفعال المقاربة جملة اسمية. ج - خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) اسم مفرد. 2 - من حيث اقتران خبر أفعال المقاربة بأن: أ - ما يجب اقترانُهُ بها. ب - ما يغلب اقترانه بأن. ج - ما يترجح تجرُّدُ خبره من أنْ. د - ما يمتنع اقترانُ خبره بأن. 1 - من حيث نوع الخبر أ - خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) جملة فعلية خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) لا يكون إلا فعلاً مضارعا. - مثال: كاد زيد يقوم - مثال: عسى زيد أن يقوم. (¬17) ¬

(¬17) شرح ابن عقيل ج 1 ص 324

ب - خبر أفعال المقاربة جملة اسمية

شرطُ الفعلِ الواقع خبراً لأفعال المقاربة: وشرطُ الفعلِ الواقع خبراً لأفعال المقتربة ثلاثَةُ أَمُورٍ: أ - أن يكون رافعاً لضمير الأسم. ب - أن يكون مضارعاً. ج - أن يكون مقروناً بأَنْ إن كان الفعل حَرَى أو اخْلَوْلَقَ. - مثال: حَرَى زَيْدٌ أَنْ يَأْتِيَ - مثال: اخْلَوْلَقَتِ السَّمَاءُ أَنْ تُمْطِرَ د - أن يكون مجرداً من أَنْ إن كان الفعل دَالاّ على الشروع - مثال: وَطَفِقَا يِخْصِفَانِ. (¬18) ب - خبر أفعال المقاربة جملة اسمية وذلك فقط في الفعل (جَعَلَ) فإنه يجوز أن يأتي خبره جملة اسمية. - مثال: وَقَدْ جَعَلَتْ قَلُوصُ بَنِي سُهَيْلٍ ... مِنَ الأكْوَارِ مَرْتَعُهَا قَريِبُ ج - خبر أفعال المقاربة (كاد وأخواتها) اسم مفرد أي مفرداً وليس جملة. وقد ندر مجيئه اسماً بعد الفعل (عسى وكاد) - مثال: أكثرت في العذل ملحا دائما =لاتكثرن إني عسيت صائما - مثال: ¬

(¬18) أوضح المسالك ... ج 1 ص ص 310،320

2 - من حيث اقتران خبر أفعال المقاربة بأن

فأبت إلى فهم وما كدت آئبا ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر. (¬19) 2 - من حيث اقتران خبر أفعال المقاربة بأن ينقسم باعتبار اقترانه بأن وتجرده منها أَربعة أَقسام: أ - ما يجب اقترانُهُ بها ب - ما يغلب اقترانه بأن ج - ما يترجح تجرُّدُ خبره من أنْ. د - ما يمتنع اقترانُ خبره بأن. أ - ما يجب اقترانُهُ بها وهو الفعل (حَرَى واخلوق) ب - ما يغلب اقترانه بأن وهو الفعل (عَسَى، وأوْشَكَ) - مثال: قولُ الله تعالى (عَسَى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ) - مثال: قولُ الشاعر: وَلَوْ سُئِلَ النَّاسُ التُّرَابَ لأوَشَكُوا ... اذَا قِيلَ هَاتُوا أنْ يَملُّوا فَيَمْنَعُوا ج - ما يترجح تجرُّدُ خبره من أنْ. وهو فِعْلانِ (كاد وكرَبَ) - مثال التجرد من أن: ¬

(¬19) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص324، 325

د - ما يمتنع اقتران خبره بأن

قولُه تعالى (وَمَا كادُوا يَفْعَلُونَ) وقولُ الشاعر - مثال: كَرَبَ القَلْبُ مِنْ جَوَاهُ يَذُوبُ ... حِينَ قَالَ الوْشَاةُ هِنْدٌ غَضُوبُ - مثال عدم التجرد من أن: سَقَاهَا ذَوُو الأحْلاَمِ سَجْلاً عَلَى الظَّمَا ... وَقَدْ كَرَبتْ أَعْنَاقُهَا أنْ تَقَطَّعَا تَقَطَّعَ فعل مضارع وأصله تتقطع فحذف احدى التاءين ولم يذكر سيبويه في خبر كَرَبَ الا التجرد. د - ما يمتنع اقترانُ خبره بأن. وهو أفعالُ الشُّرُوعِ: طَفِقَ وجَعَلَ وأخَذَ وعَلِقَ وأنشأ وَهَبَّ وَهَلْهَلَ. - مثال: قال الله تعالى (وطَفِقَا يَخْصِفَانِ) - مثال: وقال الشاعر وَقَدْ جَعَلْتُ إِذا مَا قُمْتُ يُثْقِلُني ... ثَوْبي فأَنْهَضُ نَهْضَ الشَّارِبِ السَّكِر وقال الشاعر: فأَخَذْتُ أَسْأَلُ وَالرُّسُومُ تُجِيبُني ... وَفي الاعْتِبَارِ إِجَابَةٌ وَسُؤَالُ - مثال: أَرَاكَ عَلِقْتَ تَظْلِمُ مَنْ أجَرْنَا. (¬20) ما دل على الشروع في الفعل لا يجوز اقتران خبره بأن لما بينه وبين أن من المنافاة لأن المقصود به الحال وأن للاستقبال. - مثال: أنشأ السائق يحدو. - مثال: طفق زيد يدعو. - مثال: جعل يتكلم. - مثال: أخذ ينظم. ¬

(¬20) شرح شذور الذهب ج 1 ص ص 348، 357

حذف خبر أفعال المقاربة

- مثال: علق يفعل كذا. (¬21) حذف خبر أفعال المقاربة - مثال: فَطَفِقَ مَسْحاً، فالخبُر محذوفٌ أى: يمَسْحُ مَسْحاً. الفعل كاد كاد بمعنى هم ولم يفعل، ويقال: كاد يفعل، ولا يقال: كاد أن يفعل. - مثال: قال الله عز وجل: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (¬22) وقد جاء في الشعر ب - (أن). - مثال: قد كاد من طول البلى أن يمصحا (¬23) وكاد لمقاربة الشيء على سبيل الوجود والحصول. - مثال: كادت الشمس تغرب، أي أن قربها من الغروب قد حصل. - مثال: قوله عز وجل: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (¬24) أي: على نفي مقاربة الرؤية، وهو أبلغ من نفي نفس الرؤية. (¬25) خبر الفعل كاد 1 - قد يأتي الخبر بعد كاد اسماً ¬

(¬21) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 337 (¬22) سورة البقرة، الآية 71 (¬23) حروف المعاني ج 1 ص 67 (¬24) سورة النور، الآية 40 (¬25) المفصل في صنعة الإعراب ج 1ص 359

2 - اقتران خبر كاد بأن

أي أن يأتي الخبر مفرداً وليس جملة. - مثال: فأبت إلى فهم وما كدت آئبا ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر (¬26) 2 - اقتران خبر كاد بأن لا يقترن خبر الفعل (كاد) بأن، فإنْ جاءت فيه (أن) فهو شاذّ محمول على (عسى) كما حملت عسى على (كاد). (¬27) ويرى الأندلسيون أن الفعل (كاد) يقترن خبره بأن وذلك في الشعر. - مثال: لا يقال: كاد أن يفعل. ومن اقترانه بأن: - مثال: ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب. - مثال: كادت النفس أن تفيض عليه ... إذ غدا حشو ريطة وبرود (¬28) 3 - تجرد اقتران خبر كاد بأن لا يقترن خبر الفعل (كاد) بأن، ولم يدخل خَبَرها (أن) ليكون لفظه كلفظ فعل الحال. (¬29) فالفعل (كاد) عكس الفعل (عسى) فيكون الكثير في خبرها أن يتجرد من أن، ويقل اقترانه بها. - مثال: فمن تجريده من أن قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (¬30) - مثال: قوله تعالى {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ ¬

(¬26) شرح ابن عقيل ج 1ص 325، أوضح المسالك ج 1 ص 302 (¬27) اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 194 (¬28) شرح ابن عقيل ج 1ص 329، 330. أوضح المسالك ج 1 ص 315 (¬29) اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 194 (¬30) سورة البقرة، الآية 71

4 - تقدم الفعل (الخبر) على الاسم

الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (¬31) فلا يذكرونَ فيها (أَنْ) (¬32) 4 - تقدَّم الفعل (الخبر) على الاسم يمكن أن يتقدم الفعل (الخبر) على الاسم. فإنْ تقدَّم الفعل كان فيها أربعة أوجه: أ - أن يكون فيها ضمير الشأن والجملة بعدها مفسّرة. ب - أن يكون (الفعل) حالاً مغنية عن الخبر. ج - أن يكون (الفعل) فى نيَّة التأخير. د - أن يكون فاعل (كاد) ضميراً القبيل، أي: كاد القبيل، وأضمر ليقوم ما يدلّ عليه. - مثال: قوله تعالى {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (¬33) والأربعة أوجه هي: (¬34) أ - ضمير الشأن والجملة بعدها مفسّرة ب - (تزيغ) حالاً مغنية عن الخبر ج - (تزيغ) فى نيَّة التأخير ¬

(¬31) سورة التوبة، الآية 117 (¬32) شرح إبن عقيل ج 1ص329، 330،الأصول في النحو ج 2ص 207 (¬33) سورة التوبة، الآية 117 (¬34) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 195

تصريف كاد

د - فاعل (كاد) ضميراً القبيل أي كاد القبيل وأضمر ليقوم ما يدلّ عليه (¬35) تصريف كاد وأمَّا (كاد) ففعل متصرّف يدلُّ على شدَّة مقاربة الفعل، فيأتي منه المضارع، واسم الفاعل. (¬36) المضارع: تتصرف كاد فيأتي منها المضارع. (¬37) - مثال: قوله تعالى {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (¬38) اسم الفاعل: - مثال: أموت أسى يوم الرجام وإنني ... يقينا لرهن بالذي أنا كائد (¬39) الإثبات والنفي إذا كانت (كاد) مثبتة فى اللفظ فالفعل غير واقع فى الحقيقة - مثال: كاد زيدٌ يقوم. أي قارب ذاك ولم يقْم. وإن كانت منفية فهو واقع فى الحقيقة. - مثال: لم يكد يقوم، لأنَّ المعنى قارب ترك القيام. - مثال: فأمَّا قوله تعالى {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن ¬

(¬35) هذا قول أبى الحسن. (¬36) اللباب علل البناء والإعراب ج 1 ص 194 (¬37) شرح ابن عقيل ... ج 1ص 338 (¬38) سورة الحج، الآية 72 (¬39) شرح ابن عقيل ج 1 ص 339

كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات

فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (¬40). فقد تعددت فيه الأقوال فقال بعضهم التقدير لم يرها ولم يكد. نفى الرؤية ثمَّ أثبتها وإن لم تكن على بابها فلا حاجة إلى تقدير الفعل الأوَّل. وقال الآخرون إنَّه رآها بعد اليأس من ذلك وهذا أشبه بالمعنى واللفظ. (¬41) كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات كاد إثباتها نفي ونفيها إثبات فإذا قيل كاد يفعل فمعناه أنه لم يفعل وإذا قيل لم يكد يفعل فمعناه أنه فعله دليل الأول، قوله تعالى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً}. (¬42) - مثال: - كادت النفس أن تفيض عليه ودليل الثاني قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (¬43) وقد اشتهر ذلك حتى جعله المعري لغزاً، فقال: (¬44) أنحوي هذا العصر ما هي لفظة ... جرت في لساني جرهم وثمود إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت ... وإن أثبتت قامت مقام جحود كاد نفيها نفي وإثباتها إثبات الصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي وإثباتها إثبات. ¬

(¬40) سورة النور، الآية 40 (¬41) اللباب علل البناء والإعراب ج 2ص24، 25 (¬42) سورة الإسراء، الآية 73 (¬43) سورة البقرة، الآية 71 (¬44) مغني اللبيب ... ج 1 ص 868

تشبيه كاد بـ (عسى)

تشبيه كاد بـ (عسى) يشبه الفعل (عسى) بالفعل (كاد). (¬45)، وكذلك الفعل (كاد) يشبه بالفعل (عسى). - مثال: قال الشاعر قد كاد من طول البلى أن يمصحا. فأثبت (أن) مع كاد وإن كان الاختيار حذفها حملا على عسى فدل على وجود المشابهة بينهما. الفعل عسى الفعل (عسى) يرفع الاسم وينصب الخبر، مثل الفعل (كان) إلا أن خبرها لا يكون إلا مع الفعل المستقبل. (¬46) - مثال: عسى زيد أن يقوم. (عسى) بين الحرفية والفعلية اختلف النحويون فيما بينهم حول (عسى) فمنهم من قال أنها حرف، ومنهم من قال هي فعل. أ - عسى حرف فمن النحويين الذين قالوا أنها حرف: الزاهد عن ثعلب قال: أنها حرف، وكذلك قال ابن السراج. (¬47) ب - عسى فعل والصحيح أنها فعل بدليل اتصال تاء الفاعل وأخواتها بها. ¬

(¬45) المفصل في صنعة الإعراب ج 1ص 358 (¬46) أسرار العربية ج 1ص 126 (¬47) السابق ج 1 ص 125

خبر الفعل عسى

- مثال: عسيت، عسيت، عسيتما، عسيتم، عسيتن. (¬48) هناك من قال أنها: فعل ماض من أفعال المقاربة لا يتصرف. (¬49) والدليل على ذلك أنه يتصل به تاء الضمير وألفه وواوه. - مثال: عسيت، عسيا، عسوا. - مثال: قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}. (¬50) فلما دخلت عليه هذه الضمائر كما تدخل على الفعل نحو قمت ... وقاما وقاموا وقمتم دل على أنه فعل. وكذلك أيضا تلحقه تاء التأنيث الساكنة التي تختص بالفعل. - مثال: تقول عست المرأة كما تقول قامت وقعدت. فدل على أنه فعل. (¬51) خبر الفعل عسى من المعروف أن خبر أفعال المقاربة لا يكون إلا جملة فعلية فعلها مضارع، ولكن قد يأتي الخبر بعد عسى اسماً أي مفرداً وليس جملة. - مثال: أكثرت في العذل ملحا دائما ... لاتكثرن إني عسيت صائما (¬52) - مثال: عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُساً. (¬53) اقتران خبر عسى بأن اقتران خبر عسى بأن كثير وتجريده من أن قليل وهذا مذهب سيبويه ومذهب جمهور البصريين أنه لا يتجرد خبرها من أن إلا في ¬

(¬48) شرح ابن عقيل ... ج 1 ص 323 (¬49) أسرار العربية ج 1 ص 125 (¬50) سورة محمد، الآية 22 (¬51) أسرار العربية ج 1 ص 125 (¬52) شرح ابن عقيل ج 1 ص 324 (¬53) أوضح المسالك ج 1 ص 303

التجرد من اقتران خبر عسى بأن

الشعر ولم يرد في القرآن إلا مقترنا بأن - مثال: قال الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}. (¬54) - مثال: قال عز وجل: {عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}. (¬55) التجرد من اقتران خبر عسى بأن تجرد خبر الفعل (عسى) من (أن) قليل. - مثال: عَسَى الْكَرْبُ الّذِي أَمْسَيٍتُ فِيهِ ... يَكُونُ وَرَاءُه فَرْجٌ قَرِيبُ (¬56) - مثال: عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر (¬57) تصريف الفعل عسى تصرف الفعل عسى فاستعمل منه المضارع واسم الفاعل من عسى - مثال: عسى يعسي فهو عاس. ¬

(¬54) سورة المائدة، الآية 52 (¬55) سورة الإسراء، الآية 8 (¬56) أوضح المسالك ج 1ص 312 (¬57) شرح ابن عقيل ج 1 ص329

جمود (عدم تصريف) الفعل عسى

جمود (عدم تصريف) الفعل عسى هناك من قال أن الفعل (عسى) لا يتصرف، لأنه أشبه الحرف. (¬58) ¬

(¬58) أسرار العربية ... ج 1ص 125

الفصل الثالث ظن وأخواتها

الفصل الثالث ظن وأخواتها

المحتويات ظن وأخواتها من الأمثلة لهذه الأفعال أقسام ظن وأخواتها: أولاً - من حيث النوع أ - أفعال القلوب. 1 - ما يدل على اليقين 2 - ما يدل على الرجحان

ب - أفعال التحويل - أمثلة لأفعال القلوب - أمثلة لأفعال التحويل ثانياً - من حيث تقديم وتأخير ظن وأخواتها: أ - توسط ظن وأخواتها بين المفعولين ب - تقديم المفعولين على (ظن وأخواتها) ثالثاً - من حيث التصرف أ - المتصرفة. ب - الجامدة (غير المتصرفة) رابعاً - من حيث إعمال ظن وإلغاؤها أ - الأعمال ب - التعليق والإلغاء - التخيير بين الإعمال وعدم الإعمال نصب اسم وخبر ظن وأخواتها سبب دخول ظن وأخواتها على المبتدأ والخبر ظن وأخواتها مع فاعلها ظن وأخواتها مع المفعولين حكم المفعول الثاني في ظن وأخواتها خصائص ظن وأخواتها خبر ظن وأخواتها أحوال خبر ظن وأخواتها 1 - من حيث نوع الخبر

ظن وأخواتها (أفعال الشك واليقين)

أ - خبر مفرد ب - خبر خبر جملة ج - خبر شبه جملة 2 - من حيث النصب بالتقدير واللفظ أ - نصب المفعولين لفظاً ب - نصب المفعولين تقديراً ظن وأخواتها (أفعال الشك واليقين) ظن وأخواتها، تسمى أفعال الشك واليقين، وهذه الأفعال من عوامل المبتدأ والخبر ولذلك احتاجت إلى مفعولين فالأوَّل ما كان مبتدأ، والثاني ما صلح أن يكون خبراً. (¬1) يقول ابن مالك: انصب بفعل القلب جزءي ابتدا ... أعني رأى خال علمت وجدا ظن حسبت وزعمت مع عد ... حجا درى وجعل اللذ كاعتقد وهب تعلم والتي كصيرا ... أيضا بها انصب مبتدا وخبرا ¬

(¬1) اللمع في العربية ج 1ص 52

من الأمثلة لهذه الأفعال

وخص بالتعليق والإلغاء ما ... من قبل هب والأمر هب قد ألزما كذا تعلم ولغير الماض من ... سواهما اجعل كل ماله زكن من الأمثلة لهذه الأفعال: (¬2) ظن، حسب، خلى، زعم، وجد (بمعنى علم)، رأى (بمعنى علم). - نقول: ظننت زيدا قائما. - حسبت محمدا جالسا. - خلت أباك كريما. - زعمت أخاك عاقلا. - وجدت الله غالبا. - علمت أبا الحسن عفيفا. - رأيت محمدا ذا مال. وكذلك ما تصرف من هذه الأفعال، نحو: أظن، يحسب، تخال، يعلم. أقسام ظن وأخواتها أولاً - من حيث النوع أ - أفعال القلوب. 1 - ما يدل على اليقين. 2 - ما يدل على الرجحان. ب - أفعال التحويل: - أمثلة لأفعال القلوب. ¬

(¬2) اللمع في العربية ... ج 1 ص 52

أولا - من حيث النوع

- أمثلة لأفعال التحويل. ثانياً - من حيث تقديم وتأخير ظن وأخواتها: أ - توسط ظن وأخواتها بين المفعولين. ب - تقديم المفعولين على (ظن وأخواتها). ثالثاً - من حيث التصرف: أ - المتصرفة. ب - الجامدة (غير المتصرفة). رابعاً - من حيث إعمال ظن وإلغاؤها: أ - الأعمال. ب - التعليق والإلغاء. - التخيير بين الإعمال وعدم الإعمال. أولاً - من حيث النوع تنقسم ظن وأخواتها من حيث النوع (¬3) إلى قسمين، هما: - أفعال القلوب. - أفعال التحويل. أ - أفعال القلوب. وتنقسم أفعال القلوب إلى قسمين: 1 - من حيث الدلالة. ¬

(¬3) شرح ابن عقيل ج 2ص 40

1 - من حيث الدلالة

2 - أفعال القلوب من حيث نصب المفعول. وبيان ذلك كالآتي: 1 - من حيث الدلالة: أ - ما يدل على اليقين، ومنها خمسة: رأى، علم، وجد، درى، تعلم. ب - ما يدل على الرجحان، ومنها ثمانية: خال، ظن، حسب، زعم، عد، حجا، جعل، هب. 2 - أفعال القلوب من حيث نصب المفعول: 1 - منها ما ينصب مفعولين، وهو رأى وما بعده. 2 - منها ما ليس كذلك وهو قسمان: - لازم: مثل - جبن زيد. - متعد إلى واحد: مثل - كرهت زيدا. ب - أفعال التحويل أفعال التحويل (¬4) تتعدى أيضا إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وعدها بعضهم سبعة هي: صير، جعل، هب، تخذ، ترك، رد، اتخذ. 1 - أمثلة لأفعال القلوب: (¬5) - مثال الفعل (رأى): رأيت الله أكبر كل شيء ... محاولة وأكثرهم جنودا ¬

(¬4) الأصول في النحو ج 2ص 288 (¬5) شرح ابن عقيل ج 2ص 29: ص 43

- مثال الفعل (علم): علمت زيدا أخاك. وقول الشاعر: علمتك الباذل المعروف فانبعثت ... إليك بي واجفات الشوق والأمل - مثال الفعل (وجد): قوله تعالى: {وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}. (¬6) - مثال الفعل (درى): دريت الوفي العهد يا عرو فاغتبط ... فإن اغتباطا بالوفاء حميد - مثال الفعل (علم):وهي التي بمعنى اعلم. تعلم شفاء النفس قهر عدوها ... فبالغ بلطف في التحيل والمكر - مثال الفعل (خلت): خلت زيدا أخاك. - مثال الفعل (ظن): ظننت زيدا صاحبك. - مثال الفعل (حسب): حسبت زيدا صاحبك. - مثال الفعل (زعم): فإن تزعميني كنت أجهل فيكم ... فإني شريت الحلم بعدك بالجهل - مثال الفعل (عد): ¬

(¬6) الأعراف102

2 - أمثلة لأفعال التحويل

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى ... ولكنما المولى شريكك فى العدم - مثال الفعل (حجا): قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة ... حتى ألمت بنا يوما ملمات - مثال الفعل (جعل): قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} (¬7) - مثال الفعل (هب): فقلت أجرنى أبا مالك ... وإلا فهبني امرأ هالكا 2 - أمثلة لأفعال التحويل - مثال الفعل (صير): نحو صيرت الطين خزفا. - مثال الفعل (وجعل): قوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً}. (¬8) - مثال الفعل (هب): وهبني الله. - مثال الفعل (وتخذ): قوله تعالى: {فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً}. (¬9) ¬

(¬7) الزخرف19 (¬8) الفرقان23 (¬9) الكهف77

ثانيا - من حيث تقديم وتأخير ظن وأخواتها

- مثال الفعل (اتخذ): قوله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً}. (¬10) - مثال الفعل (ترك): قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً} (¬11) وقول الشاعر: وربيته حتى إذا ما تركته ... أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه - مثال الفعل (ورد): رمى الحدثان نسوة آل حرب ... بمقدار سمدن له سمودا فرد شعورهن السود بيضا ... ورد وجوههن البيض سودا ثانياً - من حيث تقديم وتأخير ظن وأخواتها أ - توسط ظن وأخواتها بين المفعولين ب - تقديم المفعولين على (ظن وأخواتها) أ - توسط ظن وأخواتها بين المفعولين يمكن أن تتوسط ظن وأخواتها بين المفعولين. (¬12) ¬

(¬10) النساء125 (¬11) الكهف99 (¬12) فصل اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص248 ص 249

ب - تقديم المفعولين على (ظن وأخواتها)

- نقول في الإعمال: زيدا أظن قائما. - وفي الإلغاء: زيد أظن قائم. قال الشاعر: (¬13) أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور ب - تقديم المفعولين على (ظن وأخواتها) وأمَّا إذا تأخرَّت ظن وأخواتها عن المفعولين فالإلغاءُ أقوى عند الجميع لأنَّ المبتدأ قد وليه الخبر وازداد الفعل ضعفاً بالتأخير بخلاف ما إذا توسَّط. فإن تأخرت اختير إلغاؤها وجاز إعمالها. مثال - زيد قائم ظننت. ولو قلت زيدا قائما ظننت. جاز ثالثاً - من حيث التصرف أفعال القلوب تنقسم إلى (¬14) متصرفة وغير متصرفة. أ - المتصرفة هي كل أفعال القلوب التالية: (خال، ظن، حسب، زعم، عد، حجا، جعل، هب، رأى، وجد، درى). ما عدا الفعلين (هب وتعلم). فيستعمل منها الماضي المضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول والمصدر ¬

(¬13) اللمع في العربية ... ج 1ص 53 (¬14) شرح ابن عقيل ... ج 2 ص 44

ب - الجامدة (غير المتصرفة)

- الماضي: ظننت زيدا قائما - المضارع: أظن زيدا قائما - الأمر: ظن زيدا قائما - اسم الفاعل: أنا ظان زيدا قائما - اسم المفعول: زيد مظنون أبوه قائما. فأبوه هو المفعول الأول وارتفع لقيامه مقام الفاعل وقائما المفعول الثاني. - المصدر: عجبت من ظنك زيدا قائما ويثبت لها كلها من العمل وغيره ما ثبت للماضى. ب - الجامدة (غير المتصرفة) فعلان اثنان فقط غير متصرفين وهما (هب، تعلم بمعنى اعلم) فلا يستعمل منهما إلا صيغة الأمر: مثال: تعلم شفاء النفس قهر عدوها ... فبالغ بلطف في التحيل والمكر مثال: فقلت أجرني أبا مالك ... وإلا فهبني امرأ هالكا رابعاً - من حيث إعمال ظن وإلغاؤها أ - الإعمال. ب - التعليق والإلغاء. ج - التخيير بين الإعمال وعدم الإعمال.

أ - الأعمال

أ - الأعمال: إذا تقدمت أفعال ظن وأخواتها يجب إعمالها. مثال: ظننت زيدا كريما. ب - التعليق والإلغاء اختصت القلبية وهي كل أفعال القلوب المتصرفة التالية (خال، ظن، حسب، ... زعم، عد، حجا، جعل، هب، رأى، وجد، درى). بالتعليق والإلغاء. - التعليق: هو ترك العمل لفظا دون معنى لمانع. مثال: ظننت لزيد قائم. فقولك لزيد قائم لم تعمل فيه ظننت لفظا لأجل المانع لها من ذلك وهو اللام، ولكنه في موضع نصب، بدليل أنك لو عطفت عليه لنصبت. مثال: ظننت لزيد قائم وعمرا منطلقا. فهي عاملة في لزيد قائم في المعنى دون اللفظ. - الإلغاء: هو ترك العمل لفظا ومعنى لا لمانع. نحو زيد ظننت قائم، فليس لظننت عمل في زيد قائم لا في المعنى ولا في اللفظ. ويثبت للمضارع وما بعده من التعليق وغيره ما ثبت للماضي. مثال: أظن لزيد قائم. ... مثال: زيد أظن قائم - وغير المتصرفة لا يكون فيها تعليق ولا إلغاء وكذلك أفعال التحويل.

ج - التخيير بين الإعمال وعدم الإعمال

يقول ابن مالك: وجوز الإلغاء لا في الابتدا ... وانو ضمير الشأن أو لام ابتدا في موهم إلغاء ما تقدما ... والتزم التعليق قبل نفي ما وإن ولا لام ابتداء أو قسم ... كذا والاستفهام ذا له انحتم ج - التخيير بين الإعمال وعدم الإعمال. وإن توسطت بين المبتدأ وخبره كنت في إعمالها وإلغائها مخيرا. أي أنه: إذا توسطت (ظن وأخواتها) بين المفعولين فإنه يجوز أن تعمل (أي أن تنصب المبتدأ والخبر) ويجوز ألا تعمل (أي لا تنصبهما) وقال البعض أن الإعمال أرجح لأنَّ الفعل أقوى من الابتداء. تقول في الإعمال: زيدا أظن قائما. وفي الإلغاء: زيد أظن قائم. قال الشاعر (¬15): أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخور فإن تأخرت اختير إلغاؤها وجاز إعمالها. تقول زيد قائم ظننت. ... ولو قلت زيدا قائما ظننت. جاز نصب اسم وخبر ظن وأخواتها نصبت ظن وأخواتها الاسم والخبر لأنَّهما جاءا بعد الفعل والفاعل والذي تعلَّق به الظن منهما هو المفعول الثاني وذكر المفعول الأوَّل لأنَّه محلُّ الشيء المظنون لأ لأنَّه مظنون. (¬16) - مثال: ظننت زيداً منطلقاً. ¬

(¬15) اللمع في العربية ج 1 ص 53 (¬16) اللباب علل البناء والإعراب ج1 ص 247

سبب دخول ظن وأخواتها على المبتدأ والخبر

(زيدٌ) فيه غير مظنون وإنَّما المظنون انطلاقه. - مثال: لو قلت: ظننت منطلقاً. لم يعلم الانطلاق لمن كان كما لو ذكرت الخبر من غير مبتدأ. سبب دخول ظن وأخواتها على المبتدأ والخبر السبب الذي جعل ظن وأخواتها تدخل على المبتدأ والخبر هو: لكي تحدث في الجملة معنى الظنّ والعلم اللذين لم يتحقق معناهما في المبتدأ والخبر. - مثال: زيد منطلقٌ. يجوز أن تكون قلت ذلك عن ظن وأن تكون قلته عن علم فإذا قلت ظننت أو علمت صَّرحت بالحقيقة وزال الاحتمال. ظن وأخواتها مع فاعلها إذا ذكرت هذه الأفعال مع فاعلها لم يلزم ذكر المفعولين لأنّ الجملةَ قد تَّمت ولكن تكون الفائدة قاصرة لأنَّ الغرض من ذكر الظن المظنون. ظن وأخواتها مع المفعولين إذا أردت تمام الفائدة ذكرت المفعولين لتبيِّن الشيء المظنون والذي أسند إليه المظنون ولا يجوز الاقتصارُ على أحدهما لأن المفعول الأول إن اقتصرت عليه لم يعرف المقصود بهذه الأفعال وإن اقتصرت على

حكم المفعول الثاني في ظن وأخواتها

الثاني لم يعلم إلى من أسند. (¬17) حكم المفعول الثاني في ظن وأخواتها حكم المفعول الثاني حكم الخبر في كونه مفرداً وجملة وظرفا وفي لزوم العائد على المفعول الأوَّل من المفعول الثاني على حسب ذلك في الخبر لأنَّه خبر في الأصل خصائص ظن وأخواتها أ - إضمار الشِأن فيها كما أضمر في (كان). ب - تعليقُها عن العمل ج - جواز إلغائها إذا توسطت أو تأخرت وليس كذلك (أعطيت) وبابه. ... فإنّك لو قلت زيدٌ أعطيت درهم لم يجز. د - أنَّه لا يجوز الاقتصار على أحد مفعوليها. هـ - جواز اتِّصال ضمير الفاعل والمفعول بها وهما لشيءٍ واحد. مثل: ظننتني قائماً. خبر ظن وأخواتها حكم المفعول الثاني حكم الخبر في كونه مفرداً وجملة وظرفا وفي لزوم العائد على المفعول الأوَّل من المفعول الثاني على حسب ذلك في ¬

(¬17) اللباب علل البناء والإعراب ج 1ص 248

أحوال خبر ظن وأخواتها

الخبر لأنَّه خبر في الأصل. والمفعول الثاني من ظننت وأخواتها كأخبار المبتدأ من المفرد والجملة والظرف تقول في المفرد وفي الجملة وفي الظرف أحوال خبر ظن وأخواتها 1 - من حيث نوع الخبر: أ - خبر مفرد. ب - خبر خبر جملة. ج - خبر شبه جملة. 2 - من حيث النصب بالتقدير واللفظ: أ - نصب المفعولين لفظاً. ب - نصب المفعولين تقديراً. 1 - من حيث نوع الخبر أ - خبر مفرد

ب - خبر خبر جملة

ظننت زيدا قائما. ب - خبر خبر جملة - جملة فعلية: ظننت زيدا يقوم أخوه. - جملة اسمية: ظننت زيداً قومه كثيرون. ج - خبر شبه جملة - من جار ومجرور ظننت زيدا في الدار. - من ظرف ظننت زيداً فوق الجبل. 2 - من حيث النصب بالتقدير واللفظ إذا تقدَّمت هذه الأفعال نصبت المفعولين لفظا أو تقديراً. أ - نصب المفعولين لفظاً - مثال: ظننت زيدا قائما.

ب - نصب المفعولين تقديرا

ب - نصب المفعولين تقديراً يأتي نصب المفعولين تقديراً في ثلاثة مواضع: أحدُها - أن يكون المبتدأ والخبر مفسّراً لضمير الشأن. - مثال: ظننته زيد منطلق. ظننت أي الشأن والأمر، فالجملة بعده في موضع نصب لوقوعها موقع المفعول الثاني كما كان ذلك خبر في خبر (كان). الثاني - أن يكون المفعول الأوَّل استفهاماً. - مثال: قوله تعالى {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً}. (¬18) فالجملة في موضع نصب ولم يعمل الظن في لفظ الاستقهام لأنَّ الاستفهام له صدر الكلام. الثالث - أن تدخل لام الابتداء على المفعول الأوَّل. - مثال: علمت لزيد منطلق. ولا يجوز هنا غير الرفع لأن الفعل وإن كان مقدَّماً عاملاً لكنه ضعيف إذ كان من أفعال القلب، والغرض منه ثبوت الشك أو العلم في الخبر، ومن هنا أشبهت هذه الأفعال الحروف لأنَّها أفادت معنى في غيرها واللامُ وإنْ لم تكن عاملة ولكنها قويت بشيئين: أحدهما - لزوم تصدرها كما لزم تصدُّر الاستفهام والنفي. الثاني - أنَّها مختصّة بالمبتدأ ومحقِّقة له. وإذا كانت اللام أقوى من هذا الفعل في باب الابتداء وكانت الجملة التي دخلت عليها هذه الأفعال مبتدأ وخبرا في الأصل لزم أن يمنع من عمل ما قبلها فيما بعدها لفظا ولهذا كسرت (إنّ) لوقوع اللام في الخبر وهذا مع أنَّها لم تتصدَّر. ¬

(¬18) الكهف12

تعريف بالمؤلف

تعريف بالمؤلف - حمدي فراج محمد فراج - الشهرة: حمدي كوكب - مواليد شطورة - سوهاج، مصر. - يعمل مدرساً للغة العربية بمجمع مدراس شطورة. - عمل مدرساً للغة العربية في مدارس: شجر الدر، مدرسة النصر، زرابي برخيل، علي فرج. - يكتب في مجلة: العربي الكويتية، المجلة العربية بالمملكة العربية السعودية، مجلة منار الإسلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، مجلة منبر الإسلام بجمهورية مصر العربية، مجلة الوعي الإسلامي بدولة الكويت. - أذاعت له إذاعة البرنامج الثقافي بعض القصائد. من مقالاته التي لاقت شهرة: - البيت اليتيم بين فزارة وهمدان. - رأي حول أعمال الشاعر الجواهري. - رأي حول شاعرية ابن الفارض. المؤلفات: - الأفعال الناسخة (كتاب في النحو العربي) - أعمال الشياطين (مجموعة قصصية) - له كتاب: فساد عقائد القاديانية (الأحمدية) دراسة تحليلية. المشاريع مشروع (الآية الكبرى) المشروع الرقمي لكلمات القرآن الكريم، والذي تقدم به لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

_ البريد الإلكتروني: [email protected]

§1/1