الأربعون من عوالي المجيزين

المراغي، أبو بكر

الحديث الأول

الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ حَافِظُ الْوَقْتِ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ الزَّكِيِّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ الْمِزِّيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ الْحَدَّادِ، قَالَ لَهُ: أَنْبَأَكُمْ مَسْعُودُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الْجَمَّالُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

" تَمَتَّعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ رَجُلٌ: بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ «. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا

تَرْجَمَةُ الْحَافِظِ يُوسُفَ الْمِزِّيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ بِظَاهِرِ حَلَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَنَشَأَ بِالْمِزَّةِ، وَحَفَظَ الْقُرْآنَ وَتَفَقَّهَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى هَذَا الشَّأْنِ بِهِمَّةٍ عَظِيمَةٍ، فَسَمِعَ أَوَّلَ شَيْءٍ كِتَابَ» الْحِلْيَةِ «كُلَّهُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَدَّادِ بِإِجَازَتِهِ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ حَنْبَلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّصَافِيِّ، وَسَمِعَ» مُعْجَمَ الطَّبَرَانِيِّ الْكَبِيرَ " مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الدَّرْجِيِّ بِإِجَازَتِهِ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيِّ، وَدَاوُدَ بْنِ مَاشَاذَةَ، وَعَفِيفَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بِسَمَاعِ الثَّلَاثَةِ لِجَمِيعِهِ، وَالثَّانِي حَاضِرٌ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوْزَدَانِيَّةِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ رِيذَةَ عَنْهُ، وَسَمِعَ بَقِيَّةَ الْكُتُبِ الْكِبَارِ كَالسِّتَّةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَسَانِيدِ، وَجُمْلَةً مِنَ الْأَجْزَاءِ الطَّبَرِزْدِيَّةِ وَالْكِنْدِيَّةِ، وَسَمِعَ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنْهُمُ: الْعِزُّ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ أَقْدَمُ شُيُوخِهِ سَمَاعًا، وَنَسَخَ بِخَطِّهِ الْمَلِيحِ الْمُتْقَنِ كَثِيرًا لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ، وَنَظَرَ فِي اللُّغَةِ وَمَهَر فِيهَا، وَقَرَأَ الصَّرْفَ وَالْعَرَبِيَّةَ، فَقَلَّ أَنْ يُوجَدَ فِي خَطِّهِ لَحْنَةٌ أَوْ سَقْطَةٌ، وَأَمَّا مَعْرِفَةُ الرِّجَالِ فَهُوَ الْقَائِمُ بِأَعْبَائِهَا عَمِلَ كِتَابَ «تَهْذِيبِ الْكَمَالِ» فِي مِائَتَيْنِ وَخَمْسِينَ جُزْءًا، لَمْ يَسْبِقْ إِلَى تَهْذِيبِهِ وَتَرْتِيبِهِ وَرُمُوزِهِ «وَتُحْفَةِ الْأَشْرَافِ فِي مَعْرِفَةِ الْأَطْرَافِ» وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْمُحَدِّثِينَ مِنْ بَعْدِهِ عِيَالٌ عَلَى هَذَيْنِ الْكِتَابَيْنِ،

وَخَرَّجَ لِغَيْرِ وَاحِدٍ، وَوَلِيَ الْمَشْيَخَةَ بِأَمَاكِنَ مِنْهَا: دَارُ الْحَدِيثِ الْأَشْرَفِيَّةِ وَبِهَا مَاتَ، وَكَانَ ثِقَةً حُجَّةً، كَثِيرَ الْعِلْمِ، حَسَنَ الْأَخْلَاقِ، قَلِيلَ الْكَلَامِ، لَمْ تُعْرَفْ لَهُ صَبْوَةٌ، وَكَانَ حَلِيمًا صَبُورًا عَلَى الْأَذَى، ذَا مُرُوءَةٍ وَسَمَاحَةٍ وَقَنَاعَةٍ، بَاذِلًا لِكُتُبِهِ وَفَوَائِدِهِ، وَأَعْلَى مَا سَمِعَ مُطْلَقًا «الْغَيْلَانِيَّاتِ» ثُمَّ «الْقَطِيعِيَّاتِ» وَأَعْلَى مَا سَمِعَ بِإِجَازَةٍ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ كُلَيْبٍ، وَفَاتَهُ السَّمَاعُ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ مَعَ إِمْكَانِهِ، تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ثَانِي عَشَرِ صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَلَمْ يَخْلُفْ بَعْدَهُ فِي مَعْنَاهُ مِثْلَهُ

الحديث الثاني

الْحَدِيثُ الثَّانِي أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ الْمُجَوِّدُ الْمُتْقِنُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ الْحَافِظِ زَكِيُّ الدَّينِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْبِرْزَالِيُّ، فِي كِتَابِهِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الدَّرْجِيَّ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، وَعَفِيفَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الْفَارِفَانِيِّ، وَغَيْرِهِمَا إِجَازَةً، قَالُوا: أنا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوْزَدَانِيَّةُ، قَالَتْ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْمُسِلمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» هَذَا حَدِيثٌ حَسَنُ الْإِسْنَادِ، لَمْ يُخَرَّجْ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

تَرْجَمَةُ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبِرْزَالِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ بِدِمَشْقَ، وَاسْتَجَازُوا لَهُ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَالنَّجِيبِ، وَابْنِ عَلَّاقٍ، وَابْنِ عَزُّونَ، وَمَشَايِخِ الْعَصْرِ، وَسَمِعَ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ وَالِدُهُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ إِلَى سَمَاعِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ غُنَيْمَةَ الْإِرْبِلِيِّ، فَأَحَبَّ طَلَبَ الْحَدِيثِ، وَدَارَ عَلَى الشُّيُوخِ، وَنَسَخَ الْأَجْزَاءَ، وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنَ ابْنِ أَبِي الْخَيْرِ، وَالْجَمَّالِ عُمَرَ بْنِ عَلَّاقٍ، وَابْنِ الدَّرْجِيِّ، وَابْنِ شَيْبَانَ وَرَافَقَ الْمِزِّيَّ فِي أَكْثَرِ مَسْمُوعِهِ، وَسَمِعَ بِمِصْرَ مِنَ الْعِزِّ الْحَرَّانِيِّ وَالْمَوْجُودِينَ، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ الْمَلِيحِ الصَّحِيحِ كَثِيرًا، وَخَرَّجَ لِنَفْسِهِ وَلِمَنْ لَا يُحْصَى مِنَ الْمَشَايِخِ وَكَتَبَ ثَبْتَهُ لِنَفْسِهِ وَلِمَنْ سَمِعَ مِنْهُ، فَبَلَغَ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مُجَلَّدَةً، انْتَفَعَ النَّاسُ بِهِ كَثِيرًا فِي زَمَانِهِ وَمِنْ بَعْدِهِ وَإِلَى الْيَوْمِ، وَعَمِلَ تَارِيخًا بَدَأَ فِيهِ مِنْ عَامِ مَوْلِدِهِ وَهُوَ عَامُ وَفَاةِ أَبِي شَامَةَ، فَجَعَلَهُ صِلَةً لِتَارِيخِهِ وَهُوَ فِي خَمْسِ مُجَلَّدَاتٍ، وَلَهُ مَجَامِيعُ مُفِيدَةٌ، وَعَمَلٌ فِي فَنِّ الرِّوَايَةِ قَلَّ مَنْ وَصَلَ إِلَيْهِ، وَبَلَغَ مُعْجَمُهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَةِ فَوْقَ الثَّلَاثَةِ آلَافٍ، وَكَانَ صَادِقَ اللَّهْجَةِ، صَاحِبَ سُنَّةٍ وَأَتْبَاعٍ، فَصِيحَ الْقِرَاءَةِ سَرِيعَهَا، قَرَأَ مَا لَا يُوصَفُ، وَرَوَى مِنْ

ذَلِكَ جُمْلَةً وَافِرَةً، وَكَانَ كَثِيرَ التَّوَاضُعِ، مُتَوَدِّدًا، لَا يَتَكَثَّرُ بِفَضَائِلِهِ، وَلَهُ وُدٌّ فِي الْقُلُوبِ وَمَحَبَّةٌ فِي الصُّدُورِ، وَحَدَّثَ قَدِيمًا فِي حَيَاةِ شَيْخِهِ ابْنِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يَخْلُفْ فِي مَعْنَاهُ مِثْلَهُ، قَدْ تَفَقَّهَ مُدَّةً بِالشَّيْخِ تَاجِ الدِّينِ الْفَزَارِيِّ، وَصَحِبَهُ كَثِيرًا حَضْرًا وَسَفَرًا، تُوُفِّيَ مُحْرِمًا بِالْخُلَيْصِ فِي يَوْمِ الْأَحَدِ رَابِعِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ

الحديث الثالث

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ إِلَيْنَا الْمُحَدِّثُ الْفَاضِلُ الْبَارِعُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَنَايِمَ بْنِ الْمُهَنْدِسِ، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَيْبَانَ أَخْبَرَهُ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَطِيبُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يُوسُفَ الْمَوْصِلِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ بِمَا أَدْعُو؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ " أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ

كَهْمَسٍ وَالْجُرَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ. وَاسْمُ أَبِي هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ. تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَنَايِمَ بْنِ الْمُهَنْدِسِ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وسَتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَطَلَبَ الْحَدِيثَ وَاعْتَنَى بِهِ، وَكَتَبَ الْعَالِيَ وَالنَّازِلَ، وَسَمِعَ مِنَ الشَّيْخِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، الْفَخْرِ عَلِيٍّ، وَابْنِ شَيْبَانَ، وَطَبَقَتِهِمْ فَمَنْ بَعْدَهُمْ، أَثْنَى عَلَيْهِ الذَّهَبِيُّ فِي مُعْجَمِهِ، وَقَالَ: كَانَ صَحِيحَ النَّقْلِ، مَلِيحَ الْأُصُولِ، خَرَّجَ لِجَمَاعَةٍ فَأَجَادَ، وَنَسَخَ الْكُتُبَ الْكِبَارَ، وَتَمَيَّزَ فِي الشُّرُوطِ، وَفِيهِ خَيْرٌ وَتَوَاضُعٌ وَاحْتِمَالٌ مَاتَ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ

الحديث الرابع

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْمُحَدِّثُ الْفَاضِلُ الْبَارِعُ شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ نُبَاتَةَ الْفَارِقِيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ مُكَاتَبَةً، أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيَّ، وَمُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَرَحُّمٍ أَخْبَرَاهُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي الْكَرَمِ بْنِ الْبَنَّا، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَهْلٍ الْكَرُوجِيُّ. ح وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا، عَنْ هَذَا السِّيَاقِ بِدَرَجَةٍ: أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الْوَقْتِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ مَحْمُودٌ الْقَاسِمُ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرَّاحِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَوْرَةَ التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ، أَوْ زَادَ عَلَيْهِ " أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى

السِّجْزِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ بِإِسْنَادِهِ هَذَا، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ أَيْضًا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ بِسْطَامٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سُهَيْلٍ. فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا عَنْهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَدَدِ الرِّجَالِ فِي رِوَايَتِنَا الثَّانِيَةِ بِأَرْبَعِ دَرَجَاتٍ، وَكَأَنَّ أَبَا الْوَقْتِ سَمِعَهُ مِنْ صَاحِبِ النَّسَائِيِّ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ. تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ نُبَاتَةَ الْفَارِقِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ بِمِصْرَ فِي عَاشِرِ رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ بِهَا مِنَ الْعِزِّ الْحَرَّانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْمَاطِيِّ، وَغَازِيٍّ الْحَلَاوِيِّ، وَابْنِ خَطِيبِ الْمِزَّةِ، وَجَمْعٍ جَمٍّ، ثُمَّ رَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ، فَأَكْثَرَ الْمَسْمُوعَ وَنَسَخَ الْأَجْزَاءَ مَعَ السَّدَادِ وَالِاسْتِقَامَةِ وَالْإِفَادَةِ وَهُوَ وَالِدُ شَاعِرِ الْعَصْرِ الْعَلَّامَةِ جَمَالِ الدِّينِ بْنِ نُبَاتَةَ، وُوَلِيَ بِدِمَشْقَ مَشْيَخَةَ دَارِ الْحَدِيثِ النَّوَوِيَّةِ، وَمَاتَ بِهَا فِي ثَالِثِ صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الخامس

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ أَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ الرِّحْلَةَ نَادِرَةَ الْوُجُودِ، أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ أَبِي النِّعَمِ نِعْمَةَ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَيَانٍ الصَّالِحِيُّ الْحَجَّارُ بْنُ الشِّحْنَةَ، إِذْنًا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ الْمُبَارَكِ الْوَاعِظَ أَخْبَرَهُمْ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شُعَيْبٍ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَعْيَنَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِمَامُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ كَرَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ، وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ " هذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَالٍ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِزِيُّ فِي جَامِعَهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ بِإِسْنَادِهِ الَّذِي سُقْنَاهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً

عَالِيَةً لَهُ. تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْحَجَّارِ بْنِ الشِّحْنَةَ. شَيْخُنَا هَذَا سُئِلَ عَنْ مَوْلِدِهِ مَرَّةً، فَقَالَ: أَذْكُرُ مَوْتَ الْمُعَظَّمِ، وَكَانَ مَوْتُهُ فِي سَلْخِ ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسُئِلَ عَنْ حِصَارِ النَّاصِرِ دَاوُدَ لِدِمَشْقَ، فَقَالَ: كُنْتُ أَرُوحُ بَيْنَ إِخْوَتِي إِلَى الْكُتَّابِ، قُلْتُ: وَكَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَكَانَ فِي أَوَّلِ عُمْرِهِ خَيَّاطًا، ثُمَّ صَارَ مُقَدِّمَ الْحَجَّارِينَ بِقَلْعَةِ دِمَشْقَ، وَكَانَ قَوِيَّ النَّفْسِ عَالِيَ الْهِمَّةِ كَامِلَ الْبِنْيَةِ مَتَّعَهُ اللَّهُ بِحَوَاسِّهِ وَعَقْلِهِ، وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي الصَّبْرِ عَلَى الْإِسْمَاعِ وَعَدَمِ النُّعَاسِ خَفِيَ عَلَى الْمُحَدِّثِينَ أَمْرَهُ إِلَى سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَظَهَرَ اسْمُهُ فِي أَوْرَاقِ السَّامِعِينَ لِلصَّحِيحِ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْدِيِّ، وَفِي جُمْلَةِ أَجْزَاءٍ عَلَى ابْنِ اللَّتِّيِّ، وَلَمْ يَظْهَرْ لَهُ السَّمَاعُ مِنْ غَيْرِهِمَا وَقَصَدَ بِالسَّمَاعِ، فَحَدَّثَ بِالصَّحِيحِ أَكْثَرَ مِنْ سِتِّينَ مَرَّةٍ بِدِمَشْقَ وَحِمْصَ وَبَعْلَبَكَّ وَحَمَاةَ وَالْقَاهِرَةَ وَمِصْرَ وَغَيْرِهَا، وَحَدَّثَ بِجُمْلَةٍ مِنْ عَوَالِي الْأَجْزَاءِ انْفَرَدَ بِهَا عَنْ شُيُوخِهِ بِالْإِجَازَةِ وَهُمْ نَحْوَ الْمِائَةِ مِنْهُمْ: أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْقَطِيعِيُّ الْمُؤَرِّخُ، وَهُوَ أَحَدُ رُوَاةِ الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي الْوَقْتِ، وَلَهُ أَسَانِيدُ عَالِيَةٌ مِنْهَا: الثَّلَاثَةُ أَجْزَاءٍ الْأُوَلُ مِنْ أَوَّلِ حَدِيثِ الْمُخَلِّصِ، يَرْوِيهَا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الزَّاغُوَانِيِّ،

عَنِ ابْنِ الْبُسْرِيِّ عَنْهُ، وَمِنْهُمْ: أَنْجَبُ بْنُ أَبِي السَّعَادَاتِ أَحَدُ رُوَاةِ «سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ» عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَمِنْهُمْ: عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ الْقُبَّيْطِيِّ رَاوِي «سُنَنِ النَّسَائِيِّ» عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، وَمِنْهُمْ: أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْخَازِنِ رَاوِي «مُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ» عَنْ أَبِي زُرْعَةَ. وَأَجَازَ لَهُ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ صَاحِبُ السَّلَفِيِّ، وَرَاوِي أَكْثَرِ حَدِيثِهِ. وَمِنْ مَسْمُوعِهِ عَلَى ابْنِ اللَّتِّيِّ مُسْنَدُ الدَّرِامِيِّ، وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ، بِفَوْتٍ فِيهِمَا، وَجُزْءُ أَبِي الْجَهْمِ، وَجُزْءُ ابْنِ مَخْلَدٍ، وَأَرْبَعُو الْآجُرِّيِّ، وَأَوْرَاقٌ مِنْ أَوَّلِ حَدِيثِ الْهَاشِمِيِّ، وَغَيْرُ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ شَيْخُنَا فِي خَامِسِ عَشَرَ صَفَرٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَقَدْ قَارَبَ مِائَةً وَعِشْرِينَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث السادس

الْحَدِيثُ السَّادِسُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَلَاءِ أَيُّوبُ بْنُ نِعْمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ النَّابُلْسِيُّ الْمَقْدِسِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرْسِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الصَّاعِدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُوَارِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ الْعَلَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دُحَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ. ح وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ عَالِيًا، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ هُوَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: " أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرٌ فَأَخَذَ يُهْدِيهِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ تَمْرًا مُقْعِيًا مِنَ الْجُوعِ « السِّيَاقُ لِرِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِزِيُّ فِي الْجَامِعِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ، عَنْ أَبِي

نُعَيْمِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ أَيُّوبَ بْنِ نِعْمَةَ النَّابُلْسِيِّ الْمَقْدِسِيِّ ثُمَّ الدِّمَشْقِيِّ الْكَحَّالِ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعِرَاقِيِّ، وَعُثْمَانَ ابْنِ خَطِيبِ الْقَرَافَةِ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُرْسِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْخُشُوعِيِّ وَحَفِظَ مِنَ» التَّنْبِيهِ " قِطْعَةً، وَاشْتَغَلَ عَلَى طَاهِرِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْكَحَّالِ، مُدَّةً وَبَرَعَ فِي صِنَاعَتِهِ، وَتَكَسَّبَ بِهَا نَحْوًا مِنْ سَبْعِينَ سَنَةٍ، وَحَدَّثَ بِمِصْرَ وَدِمَشْقَ، وَرُتِّبَ مُسْمِعًا فِي دَارِ الْحَدِيثِ الْأَشْرَفِيَّةِ إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، عَنْ أَزْيَدَ مِنْ تِسْعِينَ سَنَةٍ. وَمِنْ مَسْمُوعِهِ عَلَى الْعِرَاقِيِّ، وَابْنِ الْخَطِيبِ نَحْوَ الثُّلُثَيْنِ مِنْ سُنَنِ النَّسَائِيِّ الصُّغْرَى، بِإِجَازَتِهِمَا مِنَ السِّلَفِيِّ، وَأَجَازَهُ الْعِرَاقِيُّ عَنْ جَمَاعَةٍ بِسَمَاعِهِمْ مِنَ الدُّونِيِّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْكَسَّارِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ السُّنِّيِّ عَنْهُ، وَمِنْ مَسْمُوعِهِ عَلَى الْمُرْسِيِّ كِتَابَ الْأَدَبِ، لِلْبَيْهَقِيِّ وَتَفَرَّدَ بِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

الحديث السابع

الْحَدِيثُ السَّابِعُ أَخْبَرَنَا الْعَلَّامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ مَكِيَّ بْنَ عَلَّانٍ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَلْدُونَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْمَوَازِينِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمَيَانَجِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ لِي أَسْمَاءً، أَنَا مُحَمَّدٌ، وَأَنَا أَحْمَدُ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يُمْحَى بِيَ الْكُفْرُ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ، وَأَنَا الْعَاقِبُ، قَالَ: وَالْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ " أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيِّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.

تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَحَضَرَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ الصُّورِيِّ: أَرْبَعِيَّ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، وَسَمِعَ مِنْ خَطِيبِ مَرْدَا: السِّيرَةَ تَهْذِيبَ ابْنِ هِشَامٍ، وَمُسْنَدَ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ، بِتَمَامِهِ، وَأَرْبَعِيَّ ابْنِ الْمُقْرِئِ، وَمِنْ مَكِيِّ بْنِ عِلَّانٍ: جُزْءَ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ، وَالْأَوَّلُ وَالثَّانِي مِنْ فَوَائِدِ سُخْتَامَ، وَمِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْيَلْدَانِيِّ: مَجَالِسَ أَبِي يَعْلَى الثَّلَاثَةَ، وَجُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ وَمِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ: مَسَاوِئَ الْأَخْلَاقِ لِلْخَرَائِطِيِّ، وَنُسْخَةَ أَبِي مُسْهِرٍ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: صَحِيفَةَ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رِوَايَةَ أَبِي نُعَيْمٍ، وَحَدَّثَ قَدِيمًا، وَكَانَ فَقِيهًا مُفْتِيًا، مَحْمُودَ السِّيرَةِ، مُتَوَاضِعًا، نَابَ فِي الْحُكْمِ مُدَّةً، وَلِيَ قَضَاءَ الْقُضَاةِ قَلِيلًا، مَاتَ فُجَاءَةً فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

الحديث الثامن

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفَرِّجُ التَّنُوخِيُّ، الْكَاتِبُ الْحَمَوِيُّ فِي كِتَابِهِ وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ رَوَيْتُهُ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ الْبَكْرِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ الْمُعَزِّمِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَيَّامُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمُؤَذِّنُ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ زِيَادٍ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدٍ بِلَالٌ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ الْحَكَمِ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، ارْحَمُوا مَنْ فِي

الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ مُسَدَّدٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ شَيْبَةَ، وَالتِّرْمِذِيُّ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، ثَلَاثتَهُمْ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ بِهِ مِنْ غَيْرِ تَسَلْسُلٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا لَهُمَا، وَرَوَاهُ عَنْ , سُفْيَانَ كَذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، مَحْمُودُ بْنُ آدَمَ وَالْحُمَيْدِيُّ وَغَيْرِهِمْ، وَخَالَفَهُمُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، فَزَادَ فِي إِسْنَادِهِ ابْنًا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَبُو قَابُوسَ مَجْهُولٌ لَكِنَّهُ لَمْ يُضَعَّفْ، وَقَدْ حَكَمَ الْحَافِظُ أَبُو عِيسَى بِصِحَّتِهِ، وَتَابَعَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بِمَعْنَاهُ، وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ كَثِيرَةٌ مِنْ حَدِيثِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ لَا يَتَّسِعُ هَذَا الْمَكَانُ لَهَا.

تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّنُوخِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَأَحْضَرَ عَلَى صَفِّيَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيَّةِ، وَتَفَرَّدَ بِالرِّوَايَةِ عَنْهَا، وَأَسْمَعَهُ أَبُوهُ مِنْ مَكِيِّ بْنِ عَلَّانٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي، وَأَبِي عَلِيٍّ الْبَكْرِيِّ، وَشَيْخِ الشُّيُوخِ الْحَمَوِيِّ، وَالشَّرَفِ الْإِرْبَلِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْيُونِينِيِّ، ثُمَّ طَلَبَ بِنَفْسِهِ وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ وَطَبَقَتِهِ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ رَوَاحَةَ أَحَدُ الْمُكْثِرِينَ، عَنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْخَيِّرِ، وَأَعَزُّ بْنُ الْعُليقِ، اللَّامُ بَيْنَ الْفَتْحَةِ وَالْكَسْرَةِ، وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْقُمَيْرَةَ، وَفَضْلُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْجِيلِيُّ فِي آخَرِينَ يَزِيدُونَ عَلَى الْمِائَتَيْنِ، وَحَدَّثَ قَدِيمًا فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَتَفَرَّدَ، تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ.

الحديث التاسع

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي التَّائِبِ بْنِ أَبِي الْعَيْشِ الْأَنْصَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ كِتَابَةً، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ خَلِيلٍ الْأَدَمِيَّ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَدْنَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُطَهِّرِ حُضُورًا، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُقَيْلٍ سَمَاعًا، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِيذَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادٍ الْحَذَّاءُ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ الْأَعْوَرُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السُّوَائِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا، فَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ فَهُوَ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ ذَنْبًا فِي الدُّنْيَا، فَسَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ وَعَفَا عَنْهُ، فَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَعُودَ فِي شَيْءٍ قَدْ عَفَا عَنْهُ وَسَتَرَهُ» قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: لَمْ يَرْوِهِ عَنْ يُونُسَ إِلَّا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ انْتَهَى. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، وَأَخْرَجَهُ

ابْنُ مَاجَهْ عَنْ هَارُونَ الْحَمَّالِ، كِلَاهُمَا عَنْ حَجَّاجٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا، وَسَمِعَ مَعَ أَخِيهِ الْكَثِيرَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْعِرَاقِيِّ، وَمَكِّيِّ بْنِ عَلَّانٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْبَلْخِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخُشُوعِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ وَطَبَقَتِهِمْ، فَمِمَّا سَمِعَ عَلَى ابْنِ الْعِرَاقِيِّ: جُزْءَ حَنْبَلٍ رِوَايَةَ ابْنِ السَّمَّاكِ، وَحَدِيثَ عَمْرِو بْنِ الْبَخْتَرِيِّ، وَالْأَوَّلَ وَالثَّانِيَ مِنْ حَدِيثِ الْعَيْسَوِيِّ، وَمَشْيَخَةَ ابْنِ شَاذَانَ الصُّغْرَى، وَعَلَى مَكِّيِّ بْنِ عَلَّانٍ: الْأَوَّلَ مِنْ بُغْيَةِ الْمُسْتَفِيدِ لِابْنِ عَسَاكِرَ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ، وَجُزْءَ ابْنِ مَلَّاسٍ، وَنُسْخَةَ أَبِي مُسْهِرٍ، وَعَلَى الْبَلْخِيِّ: مَشْيَخَةَ أُبَيٍّ النَّرْسِيِّ، وَالثَّانِيَ مِنْ حَدِيثِ الْفَاكِهِيِّ، وَجُزْءَ الْحَوْزِيِّ، وَعَلَى ابْنِ الْخُشُوعِيِّ: نُسْخَةَ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، وَعَلَى ابْنِ خَطِيبِ الْقَرَافَةِ: جُزْءَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَجُزْءَ الذُّهْلِيِّ، وَعَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ: نُسْخَةَ أَبِي مُسْهِرٍ، وَمُعْجَمَ الطَّبَرَانِيِّ الصَّغِيرَ، بِتَمَامِهِ. وَتَفَرَّدَ بِكَثِيرٍ مِنْ مَسْمُوعَاتِهِ، فَحَمَلَهُ الشُّدْهُ عَلَى أَنْ أَلْحَقَ اسْمَهُ فِي إِثْبَاتٍ لِأَخِيهِ بِخَطٍّ وَحِشٍ فَضُعِّفَ بِسَبَبِ ذَلِكَ، لَكِنَّ مَسْمُوعَاتَهُ صَحِيحَةٌ، وَلَمْ يُحَدِّثْ مِنْ تِلْكَ الْإِلْحَاقَاتِ بِحَرْفٍ. تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث العاشر

الْحَدِيثُ الْعَاشِرُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَجَمِيُّ، إِجَازَةً أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوِسِيُّ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا مِنَ الْمَوْصِلِ، وَتَفَرَّدَتْ عَنْهُ. ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِجَازَةً، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ، أَنَّ أَبَا طَاهِرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظَ أَخْبَرَهُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ الْقَارِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَيِّعِ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَحَامِلِيُّ إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ غُنْدَرٌ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رَبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنَّ رَجُلًا مَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ؟ فَإِمَّا ذَكَرَ، وَإِمَّا ذُكِّرَ، فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسِ، وَكُنْتُ أُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، وَأَتَجَوَّزُ فِي السِّكَّةِ، أَوْ فِي النَّقْدِ، فَغُفِرَ لَهُ "، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوِّ دَرَجَتَيْنِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ. تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَجَمِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ مَشْيَخَتِهِ تَخْرِيجَ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الطَّاهِرِيِّ، وَحَدَّثَ بِهَا بِدِمَشْقَ، وَالْقَاهِرَةِ، تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الحادي عشر

الْحَدِيثُ الْحَادِيَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْجَزَرِيُّ الْعَابِدُ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ الْخَطِيبَ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَهُوَ حَاضِرٌ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِمَّنْ حَضَرَ عِنْدَهُ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الْخَيْرِ، أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَزْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُخَلَّدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا، وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً عَالِيَةً.

تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ دَاوُدَ الْجَزْرِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتَّةِ مِائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا بِيَسِيرٍ، وَأَحْضَرَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ، وَمُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ ابْنَيْ عَبْدِ الْهَادِي، وَيُوسُفَ سِبْطِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ خَطِيبِ مَرْدَا، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْفَهْمِ الْيَلْدَانِيِّ وَجَمَاعَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَالْمُظَفَّرِ بْنِ الشِّيرَجِيِّ، وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ النَّاصِحِ، وَأَبِي الْفَتْحِ بْنِ الشُّقَيْشِقَةِ وَغَيْرِهِمْ، وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ يُوسُفُ بْنُ الْجَوْزِيِّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْأَخْضَرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الزِّعْبِيِّ، وَفَضْلُ اللَّهِ بْنُ الْجِيلِيِّ، وَالْمُبَارِكُ الْخَوَّاصُ، وَيَحْيَى الصَّرْصَرِيُّ الشَّاعِرُ، وَغَيْرُهُمْ، وَلَهُ أَيْضًا إِجَازَةٌ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْيُونِينِيِّ، وَالْمَجْدِ بْنِ تَيْمِيَّةَ صَاحِبِ الْأَحْكَامِ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُرْسِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَكْرِيِّ، وَتَفَرَّدَ عَنْ شُيُوخِهِ سَمَاعًا وَإِجَازَةً، وَحَدَّثَ بِالْكَثِيرِ، وَتَزَاحَمَ عَلَيْهِ الطَّلَبَةُ وَكَانَ زَاهِدًا عَابِدًا، قَالَ الْعَلَّامَةُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْحَسَنِ السُّبْكِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَجْلَدَ عَلَى الْعِبَادَةِ مِنْهُ، تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي خَامِسِ شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الثاني عشر

الْحَدِيثُ الثَّانِيَ عَشَرَ أَخْبَرَتْنَا الشَّيْخَةُ الْمُسْنِدَةُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيَّةُ، أُخْتُ مَحَاسِنَ، إِجَازَةً، أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الْهَادِي أَخْبَرَهَا، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَنْزَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْمُهَنْدِسُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ عُمَرَ الْحَنْبَلِيُّ حُضُورًا، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ مُحْرِمٌ ". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ الْأَنْصَارِيِّ، بِهِ فَوَقَعَ لَنَا بَدلًا لَهُمَا عَالِيًا تَرْجَمَةُ الشَّيْخَةِ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيَّةِ. وُلِدَتْ هَذِهِ الشَّيْخَةُ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ، وَسَمِعَتْ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ

الْعِرَاقِيِّ السَّادِسَ مِنْ أَمَالِي ابْنِ الْبَخْتَرِيِّ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي الْيَقِينَ، لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا بِإِجَازَتِهِ مِنْ شُهْدَةَ، وَمِنَ الْيَلَدَانِيِّ كِتَابَ الذِّكْرِ، لِجَعْفَرٍ الْفِرْيَابِيِّ، وَمَجْلِسَ التَّوَاضُعِ، لِلْجَوْهَرِيِّ، وَمِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ فَضَائِلَ الْأَوْقَاتِ وَمِنْ جَمَاعَةٍ، وَرَوَتِ الْكَثِيرَ، وَتَفَرَّدَتْ مَاتَتْ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهَا اللَّهُ تَعَالَى.

الحديث الثالث عشر

الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ آقِشُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشِّبْلِيُّ، إِذْنًا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُ. ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ الْحَافِظِ مُكَاتَبَةً، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي الْفَهْمِ الْيَلَذَانِيَّ أَخْبَرَهُ. ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَمَوِيُّ كِتَابَةً، أَنَّ شَيْخَ الشُّيُوخِ بِحَمَاةَ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَهُ. ح وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَزَرِيُّ، أَنَّ يُوسُفَ بْنَ قُزَغْلِيِّ السِّبْطَ أَخْبَرَهُ حُضُورًا، قَالَ الْخَمْسَةُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ صَدَقَةَ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ بَيَانٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ دَاوُدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى وَصِيَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي عَلَيْهَا خَاتَمَهُ، فَلْيَقْرَأْ {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} [الأنعام: 151] إِلَى قَوْلِهِ {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151] " سورة الأنعام آية 151.

أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ آقِشِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشِّبْلِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَالسِّتِمِائَةِ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ وَجَمَاعَةٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَكَانَ دَيِّنًا خَيِّرًا، وَمِنْ مَسْمُوعِهِ عَلَى الْمُسَلِّمِ بْنِ عَلَّانٍ سُنَنُ أَبِي دَاوُدَ، بِسَمَاعِهِ مِنَ ابْنِ طَبَرْزَدَ. تُوُفِّيَ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ. رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الرابع عشر

الْحَدِيثُ الرَّابِعَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ سَالِمِ بْنِ خَلَفٍ الصَّالِحِيُّ الْبَذِّيُّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةً، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الدَّائِمِ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ حُضُورًا، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ هُوَ الْفِرْيَابِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ هُوَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يَرْفَعُهُ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنَزِّلَ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا.

تَرْجَمَةُ عُثْمَانَ بْنِ سَالِمٍ الْمَقْدِسِيِّ الصَّالِحِيِّ شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي حُدُودِ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ صَحِيحَ مُسْلِمٍ، وَجُزْءَ ابْنِ الْفُرَاتِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ فِي سَادِسَ عَشَرَ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الخامس عشر

الْحَدِيثُ الْخَامِسَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي الْعِزِّ بْنِ عَزِيزَةَ الْحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الْحَلَبِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ عَبْدَ اللَّطِيفِ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْحَرَّانِيُّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمُلَحِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ قُوَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ خَلِيلِيَ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا تَنْطَحَ ذَاتُ قَرْنٍ جَمَّاءَ» . هَذَا حَدِيثٌ عَالٍ، وَإِسْنَادُهُ لَا بَأْسَ بِهِ، وَهُوَ أَعْلَى مَا يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ. تَرْجَمَةُ شَمْسِ الدِّينِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَبِي الْعِزِّ الْحَرَّانِيُّ، ثُمَّ الْحَلَبِيُّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، سَمِعَ بِالْقَاهِرَةِ مِنَ النَّجِيبِ عَبْدِ اللَّطِيفِ الْحَرَّانِيِّ جُزْءَ ابْنِ عَرَفَةَ، وَالْمُسَلْسَلَ بِالْأَوَّلِيَّةِ،

وَمِنْ أَخِيهِ الْعِزِّ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَشْيَخَةِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَمِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَامَةَ الْقَلَعِيِّ، فَضَائِلَ الصَّحَابَةِ لِخَيْثَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيِّ، وَحَدَّثَ بِمِصْرَ وَدِمَشْقَ وَحَلَبَ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ

الحديث السادس عشر

الْحَدِيثُ السَّادِسَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ قَاضِي الْقُضَاةِ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْمُسَلَّمِ الْجُهَنِيُّ الْبَارِزِيُّ الْحَمَوِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ جَدَّهُ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُظَفَّرٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَحْمَدَ الْخَشَّابُ النَّحْويُّ، وَيُوسُفُ بْنُ مُقَلِّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ الْأَوَّلُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْنَائِيُّ، وَالثَّانِي أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّنُوخِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرِ بْنُ مَحْمَشٍ الزِّيَادِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدُ أَبَاذِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْعُمْرَتَانِ تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ.

تَرْجَمَةُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْبَارِزِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا هُوَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَارِزِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ جَدِّهِ وَأَبِيهِ، وَابْنِ هَامِلٍ وَغَيْرِهِمْ، وَتَلَا بِالسَّبْعِ عَلَى التَّادِفِيِّ، وَلَهُ إِجَازَةٌ مِنَ الْعِزِّ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، وَالْكَمَالِ الضَّرِيرِ، وَالنَّجْمِ الْبَادِرَائِيِّ، وَالْكَمَالِ بْنِ الْعَدِيمِ، وَغَيْرِهِمْ، وَاشْتَغَلَ بِالْفِقْهِ وَفُنُونِ الْعِلْمِ، وَبَرَعَ فِي الْمَذْهَبِ، وَبَاشَرَ الْقَضَاءَ بِلَا مَعْلُومٍ، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ بِبَلَدِهِ، وَكَانَ قَوِيَّ الذَّكَاءِ مُكِبًّا عَلَى الطَّلَبِ لَا يَمَلُّ، كَثِيرَ التَّوَاضُعِ وَالْإِحْسَانِ، حَسَنَ الْمُعْتَقَدِ، وَكَانَ يَرَى الْكَفَّ عَنِ الْخَوْضِ فِي ذَلِكَ، وَصَنَّفَ تَصَانِيفَ مُفِيدَةً فِي الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالْقِرَاءَاتِ، وَعُيِّنَ مَرَّةً لِقَضَاءِ مِصْرَ فَامْتَنَعَ، تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ بِحَمَاةَ رَحِمَهُ اللَّهُ

الحديث السابع عشر

الْحَدِيثُ السَّابِعَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ الْأَصِيلُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاضِي شَمْسِ الدِّينِ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مَمِيلٍ الشِّيرَازِيُّ الشَّافِعِيُّ مُكَاتَبَةً، أَنَّ جَدَّهُ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْيَمَنِ بْنُ الْحَسَنِ اللُّغَوِيُّ، وَأَبُو حَفْصِ بْنُ مَعْمَرٍ الدَّارَقَزِّيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا حَاضِرٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنَ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى» . أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ جَمِيعًا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُصَفَّى، فَوَافَقْنَاهُمَا بِعُلُوٍّ. تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا مِنْ بَيْتِ الْأَصَالَةِ، سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ وَغَيْرِهِ، وَمَاتَ قَبْلَ الْأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الثامن عشر

الْحَدِيثُ الثَّامِنَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ الْمُكْثِرُ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ التَّنُوخِيُّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، أَنَّ جَدَّهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُشُوعِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ حَمْزَةَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحِنَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ جَوْصَا، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " أَسْرَفَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى إِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الرِّيحِ فِي الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدِرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا لَا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ، فَفَعَلَ أَهْلُهُ ذَلِكَ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا: أَدِّ مَا أَخَذْتَ مِنْهُ، فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ". أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ بِإِسْنَادِهِ، فَوَافَقْنَاهُ فِي

شَيْخِهِ بِعَيْنِهِ. تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّنُوخِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي ثَانِي عَشَرَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ وَسَمِعَ الْكَثِيرَ مِنْ جَدِّهِ: كَجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ، وَسُنَنِ النَّسَائِيِّ، وَجُزْءِ الْأَنْصَارِيِّ، وَجُزْءِ ابْنِ جَوْصَا، وَمَغَازِي ابْنِ عُقْبَةَ، وَفَضِيلَةِ الشُّكْرِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَعُمِّرَ وَتَفَرَّدَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ فِي رَبِيعِ الْآخَرِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث التاسع عشر

الْحَدِيثُ التَّاسِعَ عَشَرَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَالِبِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ مَاهَانَ الْمُقْرِئُ الْمَاكِسِينِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ، أَخْبَرَنَا بَرَكَاتُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخُشُوعِيُّ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْأَكْفَانِيُّ، أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيُّ. ح وَبِهِ إِلَى الْخَطِيبِ، قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الطَّلْحِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً» . قَالَ الْخَطِيبُ: أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، وَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ شَرِيفَةٌ يَخْتَصُّ بِهَا رُوَاةُ الْآثَارِ وَنَقَلَتُهَا، لِأَنَّهُ لَا يُعْرَفُ لِعِصَابَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِمَّا يُعْرَفُ لِهَذِهِ الْعِصَابَةِ نَسْخًا وَذِكْرًا.

انْتَهَى. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَسَّنَهُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْغَالِبِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَاكِسِينِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ بِمَاكِسِينَ مِنْ بِلَادِ الْخَابُورِ، وَسَمِعَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ التَّنُوخِيِّ، وَالْفَخْرِ عَلِيِّ بْنِ الْبُخَارِيِّ وَطَبَقَتِهِمَا، وَخَرَّجَ لَهُ الْحَافِظُ عَلَمُ الدِّينِ الْبِرْزَالِيُّ مَشْيَخَةً، وَحَدَّثَ بِهَا، وَكَانَ يُقْرِئُ الْقِرَاءَاتِ بِمَقْصُورَةِ الْحَنَفِيَّةِ بِجَامِعِ دِمَشْقَ، تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ 16 رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ

الحديث العشرون

الْحَدِيثُ الْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الْعَلَّامَة شَمْسُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّاقَزِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبِ بْنُ الْبَنَّا، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حِمْدَانَ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى. ح وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِمَامُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَائِمًا وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ النِّدَاءِ وَلَمْ يَدَعْهُمَا» . لَفْظُ بِشْرِ بْنِ مُوسَى، أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُسَافِرٍ كِلَاهُمَا، عَنِ الْمُقْرِئِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا.

تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ فِي الْفِقْهِ وَفُنُونِ الْعِلْمِ، وَأَخَذَ عَنِ النَّوَوِيِّ وَلَازَمَهُ، حَكَى عَنْهُ قَاضِي الْقُضَاةِ أَبُو نَصْرِ بْنُ السُّبْكِيِّ أَنَّهُ سَمِعَهُ، يَقُولُ: قَالَ لِيَ النَّوَوِيُّ: يَا قَاضِي شَمْسُ الدِّينِ لَابُدَّ أَنْ تَلِيَ الشَّامِيَّةَ الْجُوَّانِيَّةَ، فَكَانَ كَذَلِكَ، وَلِيَ الْمَدْرَسَةَ وَنَابَ فِي الْقَضَاءِ، وَكَانَ إِمَامًا فَاضِلًا عَالِمًا بَارِعًا، سَمِعَ مِنَ الْفَخْرِ عَلِيِّ بْنِ الْبُخَارِيِّ مَشْيَخَتَهُ، وَسَمِعَ مِنَ النَّوَوِيِّ وَحَدَّثَ. وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الحادي والعشرون

الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الْعَلَّامَةُ الْفَاضِلُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ رَاشِدِ بْنِ مَعِينِ بْنِ عَبْدِ الْعَالِي الْقُدْسِيُّ الشَّافِعِيُّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ السَّعْدِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ اللُّغَوِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَرْخِيِّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ أَبُو الْفَضْلِ الْخُوَارِزْمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصِ الْآبَارُ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصْبِحُ وَهُوَ جُنُبٌ فَيُتِمُّ صَوْمَهُ» . أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي الْكَرَمِ عَلِيٍّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ رَشِيدٍ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ أَيُّوبَ الْقُدْسِيِّ شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ مِائَةٍ تَقْرِيبًا، وَتَفَقَّهَ بِالشَّيْخِ تَاجِ الدِّينِ الْفِرْكَاحِ وَبَرَعَ فِي الْفَضَائِلِ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنَ الْفَخْرِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ، فَأَكْثَرَ عَنْهُ، وَمِنْ مَسْمُوعِهِ عَلَيْهِ: السُّنَنُ الْكُبْرَى لِلْبَيْهَقِيِّ، وَسُنَنُ

أَبِي دَاوُدَ، وَجُزْءُ الْأَنْصَارِيِّ، وَجُزْءُ الْغِطْرِيفِ، وَمَشْيَخَتِهِ، تَخْرِيجُ ابْنِ الظَّاهِرِيِّ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الزَّيْنِ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ مَكِّيٍّ، وَبِالْقُدْسِ مِنَ الْخَطِيبِ الْقُطْبِ، وَأَفْتَى وَأَفَادَ، وَدَرَسَ بِالْمَدْرَسَةِ الصَّلَاحِيَّةِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَفَسَدَ دِمَاغُهُ فِي الْآخِرِ، وَلَمْ يَخْتَلِطْ وَكَانَ يَكْتُبُ فِي الْإِجَازَةِ: أَجَازَهُمُ الْمَسْئُولُ مِنْهُ بِشَرْطِهِ ... عَلِيُّ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ مَنِصُورٍ الْقُدْسِي وَمَوْلِدُهُ مَا بَيْنَ سِتِّينَ حِجَّةٍ وَسَبْعِينَ بَعْدَ السِّتِمِائَةِ بِالْحَدْسِ تُوُفِّيَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الثاني والعشرون

الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الْفَقِيهُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْهَادِي بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ قُدَامَةَ الْمَقْدِسِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ بْنُ أَبِي سَهْلٍ. ح وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الْوَقْتِ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ أَبُو الْفَتْحِ وَأَخْبَرَنَا أَيْضًا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْغُورَجِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَاسِينَ الدَّهَّانُ. ح وَأَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ، عَنْ أَبِي الْمُنَجِّي بْنِ اللَّتِّيِّ، أَنَّ عَبْدَ الْأَوَّلِ بْنَ عِيسَى أَخْبَرَهُ سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْجَنْزَرُودِيُّ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتُمُ الْيَوْمَ فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ، وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ» .

ح وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا، عَنِ الرِّوَايَةِ الْأُولَى بِدَرَجَتَيْنِ، وَعَنِ الثَّانِيَةِ بِدَرَجَةٍ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ خَلِيلٍ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَحْمُودٍ، أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الثَّانِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحِ بْنِ صَفْوَانَ السَّهْمِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، مِثْلَهُ سَوَاءٌ. تَرْجَمَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْمَقْدِسِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا يُلَقَّبُ عِمَادَ الدِّينِ هُوَ وَأَبُوهُ وَجَدُّهُ، وَهُوَ وَالِدُ الْحَافِظِ شَمْسِ الدِّينِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي وُلِدَ سَنَة671، وَسَمِعَ مِنْ أَبِي عُمَرَ، وَالْفَخْرِ عَلِيٍّ، وَابْنِ شَيْبَانَ، وَغَيْرِهِمْ، وَحَدَّثَ، وَكَانَ مُقْرِئًا زَاهِدًا عَاقِلًا، مَاتَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الثالث والعشرون

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الْمُسْنِدُ الْأَصِيلُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنِ الشَّيْخِ تَقِيِّ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْيَسَرِ التَّنُوخِيُّ الْمَعَرِّيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ فِي كِتَابِهِ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْمَقْدِسِيَّ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ مَكِّيٍّ أَخْبَرَاهُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ النَّحْوِيُّ، قَالَ عَلِيٌّ: وَأَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ طَرْخَانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كُلُّ مِصْرٍ مَصَّرَهُ الْمُسْلِمُونَ لَا يُبْنَى فِيهِ كَنِيسَةٌ وَلَا بَيْعَةٌ، وَلَا يُضْرَبُ فِيهِ بِنَاقُوسٍ، وَلَا يُبَاعُ فِيهِ لَحْمُ الْخِنْزِيرِ» عَالِيًا مِنْ حَدِيثِ سِلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ التَّابِعِيِّ الْجَلِيلِ رَحِمَهُ اللَّهُ.

الحديث الرابع والعشرون

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عِيسَى بْنُ تُرْكِيِّ بْنِ فَاضِلٍ الْأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ كِتَابَةً، أَنَّ عُمَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَصْرُونَ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ. ح وَأَنْبَأَنَا عِيسَى، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ الْقَيْسِيَّ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْأَخْضَرِ الدِّمَشْقِيُّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْحَاسِبُ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْحَنْبَلِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَاسِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْمَسَاكِينُ، وَقُمْتُ عَلَى النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ يَدْخُلُهَا النِّسَاءُ» . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَغَيْرِهِ، كِلَاهُمَا عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ.

تَرْجَمَةُ عِيسَى بْنِ تُرْكِيٍّ الْأُمَوِيِّ الدِّمَشْقِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسِتِّ مِائَةِ بِأُمٍ مِنْ قُرَى سَرُوجٍ سَمِعَ بِدِمَشْقَ مِنَ الْمِقْدَادِ الْقَيْسِيِّ، وَالْقَاسِمِ بْنِ غُنَيْمَةَ الْإِرْبِلِيِّ، وَالرَّشِيدِ الْعَامِرِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَابْنِ أَبِي عَصْرُونَ وَغَيْرِهِمْ، وَمِنْ مَرْوِيَّاتِهِ جَامِعُ التِّرْمِزِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَصْرُونَ بِسَمَاعِهِ مِنَ ابْنِ طَبَرْزَدَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ. تُوُفِّيَ فِي حَادِي عِشْرِينَ رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، وَلَوْ كَانَ سَمَاعُهُ عَلَى قَدْرِ سِنِّهِ لَأَدْرَكَ عُلُوَّ الْإِسْنَادِ

الحديث الخامس والعشرون

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الْإِمَامُ كَمَالُ الدِّينِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَرِيفٍ الْعَرَّمَانِيُّ الْأَنْصَارِيُّ الشَّافِعِيُّ، إِجَازَةً أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْحَنْبَلِيَّ أَخْبَرَهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْيَمَنِ بْنُ الْحَسَنِ النَّحْوِيُّ، وَأَبُو حَفْصِ بْنُ مَعْمَرٍ الْمُؤَدِّبُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَاسِيِّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، وَخَرَجَ بِالْعَبَّاسِ مَعَهُ يَسْتَسْقِي بِهِ، وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا إِذَا قُحِطْنَا عَلَى عَهْدِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَسَّلْنَا إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ، عَنِ

الْأَنْصَارِيِّ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ عُمَرَ بْنِ زَيْدِ بْنِ طَرِيفٍ الْعَرَّمَانِيِّ الْأَنْصَارِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا اسْمُ جَدِّ أَبِيهِ بَدْرَانُ، وَكَانَ يُنْسَبُ إِلَى الْأَنْصَارِ، وَيَجْلِسُ مَعَ الشُّهُودِ وَحَدَّثَ، وَمَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ

الحديث السادس والعشرون

الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ الْفَاضِلُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الرَّقِّيُّ، إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ سَمَاعًا، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُكَبِّرُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَاعِظُ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَالِكِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، أَخْبَرَنِي عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَقَعَتْ رَمْيَتُكَ فِي الْمَاءِ فَغَرِقَ فَلَا تَأْكُلْ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الرَّقِّيِّ الْمُقْرِئِ الْحَنَفِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي حُدُودِ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَتَلَا بِالسَّبْعِ عَلَى الْفَاضِلِيِّ وَالْفَارُوثِيِّ، وَمَهَرَ فِي الْقِرَاءَاتِ، وَسَمِعَ مِنَ الْفَخْرِ بْنِ الْبُخَارِيِّ:

جَامِعَ التِّرْمِذِيِّ، وَالْمَشْيَخَةَ، تَخْرِيجُ ابْنِ الظَّاهِرِيِّ، وَسُنَنَ أَبِي دَاوُدَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الْأَوَّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث السابع والعشرون

الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَدُودِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضَائِلِ بْنِ أَبِي جَرَادَةَ الْعُقَيْلِيُّ الْحَمَوِيُّ إِذْنًا، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْحَنْبَلِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا التَّاجُ الْكِنْدِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَغْدَادِيَّانَ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَاكُ بْنُ مُخَلِّدٍ، عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لَا شَكَّ، فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الصَّائِمِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ". أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ ابْنِ بَشَّارٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا، وَلَمْ يُسَمِّ التِّرْمِذِيُّ فِي رِوَايَتِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، بَلْ قَالَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَالَ بَعْدَ الْحَدِيثِ: أَبُو جَعْفَرٍ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ، انْتَهَى، وَكَذَلِكَ قَالَ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ الدَّارِمِيُّ: إِنَّهُ أَنْصَارِيٌّ مُؤَذِّنٌ

مَدَنِيٌّ يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ، قُلْتُ: وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ، فَجَمَعَ بَيْنَ الِاسْمِ وَالْكُنْيَةِ، قَالَ: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ كَمَا قَالَ الدَّارِمِيُّ، وَمَنْ سَمَّاهُ ظَنَّ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَهُوَ لَمْ يَلْحَقْ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلَا سَمِعَ مِنْهُ، وَهَذَا قَدْ صَرَّحَ بِسَمَاعِهِ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ وَاللَّيْلَةِ فِي. . . . مِنْ طَرِيقِهِ، وَأَخْرَجَ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ حَدِيثًا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْهُ، النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ غَيْرُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. عَبْدُ الْوَدُودِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعُقَيْلِيُّ

الحديث الثامن والعشرون

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي الْحُسَيْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْفَقِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ الْيُونِينِيُّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْبُخَارِيِّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ، أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بْنُ سَهْلٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِلَابِيُّ مِنْ لَفْظِهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمِ بْنِ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ» . أخرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ مَالِكٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا لَهُ. تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيُونِينِيِّ الْبَعْلَبَكِّيِّ الْحَنْبَلِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَسِتِّ مِائَةٍ وَسَمِعَ مِنَ

الْمُسْلِمِ بْنِ عَلَّانٍ، وَالْفَخْرِ عَلِيٍّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، وَابْنِ أَبِي عُمَرَ، وَحَفِظَ كُتُبًا، وَكَانَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ، وَكَانَتْ لَهُ إِجَازَةٌ مِنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَحَدَّثَ، مَاتَ بِدِمَشْقَ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث التاسع والعشرون

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُونَ أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ بَدْرُ الدِّينِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَكِيِّ بْنِ أَبِي الْغَنَايِمِ بْنِ مَكِّيٍّ الْمَعَرِّيُّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، أَنَّ الْفَخْرَ بْنَ الْبُخَارِيِّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَبَرْزَدَ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّيْبَانِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَازُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُّمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ، إِلَّا حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ ". ح وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِذْنًا، أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُظَفَّرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَعْيَنَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْإِمَامُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ بِهِ. أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَالتِّرْمِذِيُّ، عَنْ

إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، وَالنَّسَائِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، وَابْنُ مَاجَهْ عَنِ الذُّهْلِيِّ وَشَيْخَيْنِ مَعَهُ سَبْعَتُهُمْ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ بِهِ فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ مَكِّيٍّ التَّنُوخِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ أَهْلِ بَلَدِهِ، وَمَاتَ سَنَةَ بِضْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ وَوَهِمَ مَنْ أَرَّخَ وَفَاتَهُ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَإِنَّ ذَاكَ آخِرُ سَنَةَ وَفَاتِهِ عَلَى تَارِيخِ الِاسْتِدْعَاءِ وَهُوَ مِصْرِيٌّ قَدِيمٌ

الحديث الثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ طَارِقِ بْنِ مِسْمَارِ بْنِ الصَّيْرَفِيِّ إِجَازَةَ مُكَاتَبَةٍ، أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ الْكِنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِسْطَامِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ الدِّهْقَانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ بِبُخَارَى، أَخْبَرَنَا الْأَدِيبُ أَبُو سَعِيدٍ الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدُرْتُ مِنْ خَلْفِهِ فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهُ خِيلَانٌ كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ، فَرَجَعْتُ حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ، فَقُلْتُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: وَلَكَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: اسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَلَكُمْ، ثُمَّ تَلَا {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] ".

أَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِجَازَةً، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ نِعْمَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي الْفَضْلِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ، أَنَّ طَرَّادَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّيْنَبِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَفَّارُ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، فَذَكَرَهُ. تَرْجَمَةُ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الصَّيْرَفِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا سَمِعَ مِنَ ابْنِ الْبُخَارِيِّ، وَابْنِ شَيْبَانَ، وَابْنِ الزَّيْنِ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ مَكِّيٍّ، وَشَامِيَّةَ بِنْتِ الْبَكْرِيِّ وَغَيْرِهِمْ، وَمَاتَ فِي حُدُودِ الْأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ

الحديث الحادي والثلاثون

الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بِشَارَةَ الْحَنَفِيُّ إِذْنًا، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْقَوَّاسَ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْحَسَنِ اللُّغَوِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ مَاسِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا الْأَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، " أَنَّ رَجُلًا فَقَدَ نَاقَةً لَهُ، فَادَّعَى بِهَا عَلَى رَجُلٍ، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا أَخَذَ نَاقَتِي، فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَخَذْتُهَا، قَالَ: قَدْ أَخَذْتَهَا، رُدَّهَا عَلَيَّ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَدْ غَفَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ بِإِخْلَاصِكَ ". هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ، مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ، وَقَدْ قَالَ الْقَطَّانُ: مَا قَالَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا وَجَدْنَا لَهُ أَصْلًا إِلَّا حَدِيثًا أَوْ حَدِيثَيْنِ. أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ الْقَطَّانِ أَحْمَدَ بْنِ نِعْمَةَ إِذْنًا، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ أَبَا الْوَقْتِ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، سَمِعْتُ الْقَطَّانَ يَعْنِي يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْحَافِظَ يَقُولُ ذَلِكَ. انْتَهَى، وَلَعَلَّ الْقَطَّانَ أَرَادَ مَا جَزَمَ بِهِ الْحَسَنُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

قُلْتُ: وَالْحَدِيثُ قَدْ رُوِيَ مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَوْصُولًا، سَاقَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ بُدَيْلٍ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، فَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى هُوَ الْمَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ أَبِي خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ نَاقَتِي، وَسَاقَ مَعْنَاهُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. تَرْجَمَةُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي رَابِعَ عَشَرَ ذِي الْقِعْدَةِ مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ الْقَوَّاسِ جُزْءَ الْأَنْصَارِيِّ، وَحَدَّثَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الثاني والثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بْنِ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّمَشْقِيُّ، ثُمَّ الْحَلَبِيُّ إِذْنًا، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ مَكِّيٍّ أَخْبَرَتْهُ، أَخْبَرَنَا حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ حَمِيدٍ الطَّوِيلِ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «رَأَيْتُ خَاتَمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِضَّةٍ» . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ خَلِيٍّ الْحِمْصِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ حُمَيْدٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا، فَكَأَنَّ حَنْبَلًا سَمِعَهُ مِنَ النَّسَائِيِّ، وَبَيْنَ وَفَاتَيْهِمَا ثَلاثُ مِائَةٍ وَبِضْعُ عَشَرَ سَنَةٍ.

تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيِّ شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ وَسَمِعَ عَلَى ابْنِ السُّكَّرِيِّ مَشْيَخَةَ ابْنِ الجُمَّيْزِيِّ، وَسَمِعَ عَلَى زَيْنَبَ بِنْتِ مَكِّيٍّ قِطْعَةً كَبِيرَةً مِنْ، مُسْنَدِ أَحْمَدَ، وَسَكَنَ حَلَبَ، وَحَدَّثَ بِهَا وَمَاتَ فِي الطَّاعُونِ الْعَامَ سَنَةَ749

الحديث الثالث والثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّالِثُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا الْمُقْرِئُ الصَّالِحُ أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ الْمُطَّوِّعِ الْحَنْبَلِيُّ الصَّالِحِيُّ الْقَطَّانُ إِذْنًا، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ شَيْبَانَ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْحُصَيْنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ غَيْلَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: " كُنَّا نَتَخَوَّفُ أَنْ تَحِيضَ صَفِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَحَابِسَتُنَا صَفِيَّةُ؟ قُلْنَا: قَدْ أَفَاضَتْ، قَالَ: فَلَا إِذًا ". أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، فَوَافَقْنَاهُ بُعُلُوٍّ.

تَرْجَمَةُ سُلَيْمَانَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّالِحِيِّ الْقَطَّانِ شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنَ الْفَخْرِ بْنِ الْبُخَارِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ شَيْبَانَ، وَزَيْنَبَ ابْنَةِ مَكِّيٍّ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ كَامِلٍ وَغَيْرِهِمْ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ، أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا

الحديث الرابع والثلاثون

الْحَدِيثُ الرَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا الْأَصِيلُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيُونِينِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ الْمُجَاوِرِ الشَّيْبَانِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَنِ النَّحْوِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْحَافِظُ الْخَطِيبُ. ح وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ بَيَانٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْخَطِيبِ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَ إِلَى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلَاهَا، وَخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِهَا» . وَأَنْبَأَنَا بِهِ عَالِيًا أَيْضًا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِي الْمُنَجَّى بْنِ اللَّتِّيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْبَنَّا، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْحَسَنِ. ح وَعَنْ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ النَّحَّاسِ، عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ الْبُسْرِيِّ، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا الْمَحَامِلِيُّ مِثْلَهُ سَوَاءٌ. أَخْرَجَهُ الْأَئِمَّةُ الْخَمْسَةُ: الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ،

وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، فَوَافَقْنَاهُمْ بِعُلُوٍّ وَلَيْسَ لِأَبِي مُوسَى، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الْكُتُبِ سِوَاهُ. تَرْجَمَةُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ عَلِيٍّ الْيُونِينِيِّ شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ فِي حُدُودِ الثَّمَانِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ الْمُجَاوِرِ «الْمُسْتَجَادَ مِنْ تَارِيخِ بَغْدَادَ» وَمِنَ الْفَخْرِ بْنِ الْبُخَارِيِّ «جُزْءَ الْغِطْرِيفِ» وَسَمِعَ مِنَ ابْنِ الزَّيْنِ، وَابْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الصُّورِيِّ. . . . جماعة، وَانْتَهَتْ إِلَيْهِ رِئَاسَةُ بَلَدِهِ وَحَدَّثَ، وَخَرَّجَ لَهُ الذَّهَبِيُّ جُزْءًا، وَقَالَ فِي الْمُعْجَمِ: ثِقَةٌ عَالِمٌ. . . . كَرِيمُ النَّفْسِ، وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَهْرِ رَبِيعِ الْآخِرِ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الخامس والثلاثون

الْحَدِيثُ الْخَامِسُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا الرَّئِيسُ الْأَصِيلُ الْفَاضِلُ جَمَالُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَائِيِّ أَبِي الثَّنَاءِ مَحْمُودِ بْنِ سَلْمَانَ بْنِ فَهْدٍ الْحَلَبِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ الْمُؤَيَّدِ الْأَبَرْقُوهِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّرَائِفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الدَّايَةِ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُسْلِمَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ،

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، عَنْ قُتَيْبَةَ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً لَهُمَا

الحديث السادس والثلاثون

الْحَدِيثُ السَّادِسُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا الْأَصِيلُ شَرَفُ الدِّينِ أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَجَمِيِّ الْحَلَبِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا وَغَيْرِهِ، عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِسْطَامِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ الشَّاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا غُلَامٌ صَغِيرٌ» . هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَإِنْ صَحَّ هَذَا، فَخَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ آخِرُ التَّابِعِينَ مُطْلَقًا فِي الصَّادِقِينَ وَقَدْ تَكَلَّمَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِي خَلَفٍ بِسَبَبِ هَذَا، وَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا شُعْبَةُ لَمْ يَرَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ كَأَنَّهُ شُبِّهَ عَلَيْهِ، وَقَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ سَعْدٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَاخْتَلَطَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

تَرْجَمَةُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الْعَجَمِيِّ الْحَلَبِيِّ. شَيْخُنَا هَذَا وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ وَسِتِّ مِائَةٍ، وَسَمِعَ الشَّمَائِلَ، مِنْ أَبِيهِ، وَحَدَّثَ، وَكَانَ شَيْخًا صَالِحًا جَلِيلًا وَبَيْتُهُ مَشْهُورٌ بِالْفَضْلِ وَالرِّوَايَةِ، تُوُفِّيَ فِي مُسْتَهَلِّ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ بِحَلَبَ. رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث السابع والثلاثون

الْحَدِيثُ السَّابِعُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ فَضَائِلَ، وَعَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مَعَالِي الْحِمْصِيَّانِ وَغَيْرُهُمَا إِجَازَةً، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ عَمَّارٍ أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الدَّاهِرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ. ح وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَنْجَبَ بْنِ أَبِي السَّعَادَاتِ الْحَمَّامِيِّ، وَعَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُبَّيْطِيِّ وَآخَرِينَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَانِيَاسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُصْعَبٍ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، وَأَبُو دَاوُدَ، عَنِ الْقَعْنَبِيِّ كِلَاهُمَا، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا

الحديث الثامن والثلاثون

الْحَدِيثُ الثَّامِنُ وَالثَّلَاثُونَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي سَالِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي سَالِمِ بْنِ عَفَافٍ السَّعْدِيُّ الْمِصْرِيُّ إِجَازَةً، وَمُحَّمَدُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي حَامِدِ بْنِ أَبِي الْمَكَارِمِ بْنِ عَشَايِرَ الْحَلَبِيُّ إِذْنًا، أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ النَّصِيبِيَّ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ، أَخْبَرَنَا وَغَيْرُهُ، عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبِسْطَامِيُّ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخُزَاعِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْبَدٍ الْأَدِيبُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولٌ سَطْرٌ، وَاللَّهُ سَطْرٌ» .

وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِدَرَجَتَيْنِ عِيسَى بْنُ تُرْكِيٍّ إِجَازَةً، أَنَّ الْمِقْدَادَ بْنَ هِبَةِ اللَّهِ الْقَيْسِيَّ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ فَذَكَرَهُ

الحديث التاسع والثلاثون

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ وَالثَّلَاثِونَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَاعِدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَالِدِيُّ الرَّقِّيُّ إِجَازَةً، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ هَامِلٍ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَكْرَانَ الْخَفَّافُ. ح وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ نِعْمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كُبَّةَ، وَثَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ وَآخَرِينَ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْبَطِّيِّ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُجَبِّرُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ الذَّهَبُ، مَجْرَاهُ عَلَى الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، تُرْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ، عَنْ أَبِي الْأَشَجِّ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.

تَرْجَمَةُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَالِدِيِّ الرَّقِّيِّ. شَيْخُنَا هَذَا كَانَ فَاضِلًا مَاتَ فِي الطَّاعُونِ الْعَامَ بِحَلَبَ

الحديث الأربعون

الْحَدِيثُ الْأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلِيلٍ الْأَعْزَازِيُّ الْأَصْلِ الطَّرَابُلْسِيُّ إِجَازَةً، أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَهُ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَكِيلُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْقَاضِي، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ. ح وَأَنْبَأَنَا عَالِيًا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ النَّقُّورِ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُصَافِحُ امْرَأَةً» . أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلًا عَالِيًا. تَرْجَمَةُ يُوسُفَ بْنِ عُثْمَانَ الْأَعْزَازِيِّ شَيْخُنَا هَذَا سَمِعَ مِنَ الْفَخْرِ عَلِيٍّ وَطَائِفَةٍ. تُوُفِّيَ بِتَازَانَ وَهِيَ مِنْ قُرَى طَرَابُلْسَ سَنَةَ سِتِّينَ وَسَبْعِ مِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى

الحديث الحادي والأربعون

الْحَدِيثُ الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَيَانٍ إِذْنًا، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الْأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَعْيَنَ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُزَيْمٍ الشَّاشِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ، قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "

§1/1