الأربعون في شيوخ الصوفية للماليني

الماليني

ذكر معروف

§ذِكْرُ مَعْرُوفٍ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَوْحَدُ الْأَنَامِ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السَّلَفِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَهْرِ اللَّهِ الْأَصَمِّ رَجَبٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَكَرِيَّا الصُّوفِيُّ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَالِدِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الطُّرَيْثِيثِيُّ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَفْصِ بْنِ الْخَلِيلِ الْهَرَوِيُّ لَفْظًا قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ الْبَزَّازُ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ دُبَيْسٌ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِسَائِيُّ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ قَالَ عِنْدَ مَنَامِهِ: «§اللَّهُمَّ لَا تُؤْمِنَّا مَكْرَكَ، وَلَا تُنْسِنَا ذِكْرَكَ، وَلَا تَهْتِكْ عَنَّا سِتْرَكَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْغَافِلِينَ، اللَّهُمَّ ابْعَثْنَا فِي أَحَبِّ السَّاعَاتِ إِلَيْكَ حَتَّى نَذْكُرَكَ

فَتَذْكُرَنَا، وَنَسْأَلَكَ فَتُعْطِيَنَا، وَنَدْعُوَكَ فَتَسْتَجِيبَ لَنَا، وَنَسْتَغْفِرَكَ فَتَغْفِرَ لَنَا، إِلَّا بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فِي أَحَبِّ السَّاعَاتِ إِلَيْهِ فَيُوقِظُهُ، فَإِنْ قَامَ وَإِلَّا صَعِدَ الْمَلَكُ فَيَعْبُدُ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ مَلَكٌ آخَرُ فَيُوقِظُهُ، فَإِنْ قَامَ وَإِلَّا صَعِدَ الْمَلَكُ فَقَامَ مَعَ صَاحِبِهِ، وَيَعْرُجُ إِلَيْهِ مَلَكٌ آخَرُ فَيُوقِظُهُ، فَإِنْ قَامَ وَإِلَّا صَعِدَ الْمَلَكُ فَقَامَ مَعَ صَاحِبِهِ، فَإِنْ قَامَ بَعْدَ ذَلِكَ وَدَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ لَمْ يَقُمْ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أُولَئِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَامِلٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْآجُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ، يَقُولُ: §«كَلَامُ الرَّجُلِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ مَقْتٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِيرَوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْجُنَيْدِ، يَقُولُ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ مَعْرُوفٍ: «§اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنَا بِثَنَاءِ النَّاسِ مَفْتُونِينَ، وَلَا بِالسِّتْرِ مَغْرُورِينَ، اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُؤْمِنُ بِلِقَائِكَ، وَيَرْضَى بِقَضَائِكَ، وَيَقْنَعُ بِعَطَائِكَ، وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، قَالَ: -[81]- سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ، يَقُولُ: §«اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا صَالِحِينَ حَتَّى نَكُونَ صَالِحِينَ»

سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ الطُّوسِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ، يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: §«أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَمَلٍّ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ» سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْحَافِظَ يَقُولُ: «تُوُفِّيَ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ سَنَةَ مِائَتَيْنِ»

ذكر سري بن المغلس السقطي

§ذِكْرُ سَرِيِّ بْنِ الْمُغَلِّسِ السَّقَطِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَيَّانَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ الْمُغَلِّسِ السَّقَطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ السَّكْسَكِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئًا عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ قَدْ أَقْبَلَا، فَقَالَ: «§يَا أَبَا الْحَسَنِ، حِبَّهُمَا، فَبِحُبِّهِمَا تَدْخُلُ الْجَنَّةَ»

سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْفَيْضِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيَّ، يَقُولُ: جِئْتُ إِلَى سَرِيِّ بْنِ الْمُغَلِّسِ السَّقَطِيِّ لَأَقْرَأَ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَدَقَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ، فَسَمِعْتُهُ مِنْ دَاخِلٍ وَهُوَ يَقُولُ: " §اللَّهُمَّ مَنْ شَغَلَنِي عَنْكَ فَاشْغَلْهُ بِكَ، ثُمَّ فَتْحَ الْبَابَ، وَقَعَدَ، فَأَخَذْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ أَغْلَالٌ، إِنَّ هَذِهِ أَغْلَالٌ "

سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا -[86]- أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي: §«تُوُفِّيَ سَرِيُّ بْنُ الْمُغَلِّسِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ لِثَلَاثٍ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنٍ، بَعْدَ أَذَانِ الْفَجْرِ، وَدُفِنَ بَعْدَ الْعَصْرِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ، يَقُولُ: «§عَجِبْتُ لِمَنْ يَنْشُدُ ضَالَّتَهُ وَقَدْ أَضَلَّ نَفْسَهُ، وَعَجِبْتُ لِمَنْ سَافَرَ فِي طَلَبِ الْأَرْبَاحِ، وَلَنْ يَرْبَحَ تَاجِرٌ مِثْلَ نَفْسِهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْبَرْدَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُرْتَعِشَ، يَقُولُ: قَالَ لِيَ الْجُنَيْدُ: قَالَ لِي سَرِيُّ -[87]- السَّقَطِيُّ: «احْفَظْ عَنِّي يَا غُلَامُ،» §إِنَّ الْمَعْرِفَةَ تُرَفْرِفُ عَلَى الْقَلْبِ، فَإِنْ كَانَ فِيهِ الْحَيَاءُ وَإِلَّا ارْتَحَلَتْ "

سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنَ حَرْبَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ السَّقَطِيَّ، يَقُولُ: §«لَا يُقْوَى عَلَى تَرْكِ الشَّهَوَاتِ إِلَّا بِتَرْكِ الشُّبُهَاتِ»

ذكر الجنيد بن محمد

§ذِكْرُ الْجُنَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُقْبِلٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ -[91]- عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْكُوفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ، فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» ، ثُمَّ تَلَا {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75]

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى «سَرِيٍّ السَّقَطِيِّ» فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، حَتَّى مَتَى لَا تَطْوِي عَنْكَ فِرَاشَ الْمَرْضَى، وَحَتَّى مَتَى لَا تَسْتَرِيحُ مِنْ عِيَادَةِ الْهَلْكَى، وَحَتَّى مَتَى لَا تَنْفَعُ فِيكَ أَدْوِيَةُ الْأَطِبَّاءِ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، «§اجْعَلْ قَبْرَكَ خِزَانَتَكَ، وَقَدِّمْ إِلَيْهَا مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ، حَتَّى إِذَا دَخَلْتَ إِلَى الْخِزَانَةِ سَرَّكَ -[95]- مَا قَدَّمْتَ إِلَيْهَا»

سَمِعْتُ أَبَا الْوَزِيرِ عَلِيَّ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الصُّوفِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ الْمَنْصُورِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ الْجُنَيْدَ: مَتَى يَسْتَوْجِبُ الْعَبْدُ أَنْ يُقَالَ لَهُ عَاقِلٌ؟ قَالَ: سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: §«هُوَ أَنْ لَا يَظْهَرَ فِي جَوَارِحِهِ شَيْءٌ قَدْ ذَمَّهُ هَؤُلَاءِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يُوسُفَ بْنَ يَحْيَى يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَدْعُو: «§بِمَوْضِعِكَ فِي قُلُوبِ الْعَارِفِينَ دُلَّنِي عَلَى رِضَاكَ، وَأَخْرَجْ مِنْ قَلْبِي مَا لَا تَرْضَاهُ، وَأَسْكِنْ فِي قَلْبِي رِضَاكَ»

سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْعَلَوِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الشَّفَقَةِ، عَلَى الْخَلْقِ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: «§تُعْطِيهُمْ مِنْ نَفْسِكَ مَا لَا يَطْلُبُونَ، وَلَا تُحَمِّلُهُمْ مَا لَا يُطِيقُونَ، وَلَا تُخَاطِبُهُمْ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ»

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرٍ الْقَرَافِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ الْمُتَوَكِّلِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الزِّنْجِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْيَقِينِ، مَا هُوَ؟ فَقَالَ: §«تَرْكُ مَا تَرَى لِمَا لَا تَرَى»

سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنَ زِيزِيٍّ، يَقُولُ: قُلْتُ لِلْجُنَيْدِ: مَنْ أَصْحَبُ بَعْدَكَ؟ فَقَالَ: §«اصْحَبْ بَعْدِي مَنْ تَأْمَنُهُ سِرَّ اللَّهِ فِيكَ» سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ يَعْقُوبَ يَقُولُ: تُوُفِّيَ الْجُنَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ "

ذكر عمرو بن عثمان المكي

§ذِكْرُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْمَكِّيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ الصُّوفِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -[99]- أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَلَا أَدْرِي الشَّكَّ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " §الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَكُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ فَاتَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: كَذَا قُدِّرَ، كَذَا كَانَ، وَإِيَّاكَ وَلَوْ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ عَمِلِ الشَّيْطَانِ " -[100]- قَالَ عَمْرٌو: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى التَّوَكُّلِ بِالتَّكَسُّبِ، فَإِذَا فَاتَهُمُ الْأَمْرُ بَعْدَ الْكَسْبِ قَالُوا: كَذَا أَرَادَ اللَّهُ وَكَذَا قَدَّرَ اللَّهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ الْأَدَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْمَكِّيَّ، يَقُولُ: «§مَعَ التَّصَبُّرِ الْبَرْمُ، وَمَعَ الْمُحَاسَبَةِ الْأَلَمُ، وَمَعَ الْمَعْرِفَةِ السَّقَمُ، وَمَعَ الْوَرَعِ الشِّفَاءُ، وَمَعَ الْقَنَاعَةِ الْغِنَى، وَمَعَ الرِّضَا الْهَنَا» سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ سَلَامَةَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سُئِلَ عَمْرٌو عَنِ الْمُرُوءَةِ مَا هِيَ؟ فَقَالَ: «التَّغَافُلُ عَنْ زَلَلِ الْإِخْوَانِ»

ذكر محمد بن يعقوب بن الفرجي

§ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْفَرَجِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَبْرَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْفَرَجِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قَرِيبٍ الْأَصْمَعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: -[102]- §«السُّرْعَةُ فِي الْمَشْيِ تُذْهِبُ بَهَاءَ الْمُؤْمِنِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْعَسْقَلَانِيَّ يَقُولُ: قَالَ بُنَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَمَّالُ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ الْفَرَجِيِّ فَوَجَدْتُهُ قَاعِدًا فِي بَيْتِ عِلْمٍ، فَقُلْتُ: اخْتَصِرْ لِي مِنْ هَذَا الْعِلْمِ كُلِّهِ كَلِمَتَيْنِ أَعْمَلُ بِهِمَا؟ فَقَالَ لِي: «§يَكُونُ قَصْدُكَ رِضَاهُ، فَإِنْ سَقَطْتَ بَيْنَ هَذَيْنِ فَبِفَضْلِ اللَّهِ»

ذكر محمد بن محمد بن أبي الورد العابد

§ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ الْعَابِدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا -[104]- أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ بُرَيْهٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ الْعَابِدُ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: ثنا الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مُسْلِمِ الْمُلَائِيِّ، عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§كُلِ الثُّومَ، فَلَوْلَا أَنَّ الْمَلِكَ يَأْتِينِي لَأَكَلْتُهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي الْوَرْدِ، يَقُولُ: " §دُونَ الْفَهْمِ أَغْطِيَةٌ عَلَى الْقُلُوبِ، -[105]- قَدْ حَجَبَ الْفَهْمَ الذُّنُوبُ وَالتَّكَبُّرُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ} [الأعراف: 146] "

سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَمَّالَ الصُّوفِيَّ بِدِمَشْقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي الْوَرْدِ، يَقُولُ: " §هَلَاكُ النَّاسِ فِي حَرْفَيْنِ: اشْتِغَالٍ بِنَافِلَةٍ وَتَضْيِيعِ فَرِيضَةٍ، وَعَمِلِ الْجَوَارِحِ بِلَا مُوَاطَأَةِ الْقَلْبِ، وَإِنَّمَا مَنَعُوا الْوُصُولَ لِتَضْيِيعِ الْأُصُولِ "

ذكر محمد بن منصور الطوسي

§ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الطُّوسِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الْجَعْفَرِيُّ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُلْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّاسَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ، وَقَدْ سُئِلَ: لِمَ تَكَلَّمْتَ فِي بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ؟ فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي مَا أَرَدْتُ إِلَّا زَيْنَهُمَا، فَإِنْ كُنْتُ أَرَدْتُ زَيْنَهُمَا فَاغْفِرْ لِي، وَإِنْ كُنْتُ أَرَدْتُ شَيْنَهُمَا فَاسْتَوْهِبْنِي مِنْهُمَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ الْبَرْدَعِيُّ، -[108]- قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُصْمَانَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ الطُّوسِيَّ يَقُولُ: " §يَحْتَاجُ الْمُسَافِرُ فِي سَفَرِهِ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: عِلْمٍ يَسُوسُهُ، وَذِكْرٌ يُؤْنِسُهُ، وَوَرَعٍ يَحْجِزُهُ، وَيَقِينٍ يَحْمِلُهُ، فَإِنْ كَانَ هَكَذَا لَمْ يُبَالِ كَانَ مِنَ الْأَحْيَاءِ أَوْ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ "

ذكر أبي سعيد أحمد بن عيسى الخراز

§ذِكْرُ أَبِي سَعِيدٍ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْخَرَّازِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَرَّازُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ الْعَبَّاسِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«مَنِ اقْشَعَرَّ جِلْدُهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ تَحَاتَتْ عَنْهُ ذُنُوبُهُ كَمَا يَتَحَاتُّ عَنِ الشَّجَرَةِ وَرَقُهَا» -[111]- قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ: كَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ يُعْجَبُ بِهَذَا الْقَوْلِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ: «§مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ بِبَذْلِ الْمَجْهُودِ يَصِلُ فَمُتَعَنٍّ، وَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ بِغَيْرِ بَذْلِ الْمَجْهُودِ يَصِلُ فَمُتَمَنٍّ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَرْدَانَ النُّهَاوَنْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ، وَقَدْ سُئِلَ: مَا عَلَامَةُ الْفَانِي؟ فَقَالَ: §«عَلَامَةُ الْفَنَاءِ ذَهَابُ حَظِّهِ مِنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عُمَرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} ، فَقَالَ: «§خَزَائِنُهُ فِي السَّمَاءِ الْغُيُوبُ، وَفِي الْأَرْضِ الْقُلُوبُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقْرِئُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَرْدَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ: §«لَا يَكُونُ شَرِيفًا أَبَدًا مَنْ لَا تَسْكُنُ صِفَتُهُ إِلَّا بِالْغِذَاءِ، فَإِذَا صَارَتِ الْأَذْكَارُ هِيَ الْغِذَاءَ فَقَدْ وَقَعَ الشَّرَفُ الْأَعْلَى، وَامْتَحَى الْوَصْفُ الْأَدْنَى»

سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ حِبَّانَ الْمُرَادِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يَقُولُ: جَاءَ أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَقَالَ: «§جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَنَا أَعْرَفُ بِهِ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَشْهَدُ لِي بِذَلِكَ، فَلَا تَرُدَّنِي إِلَيْهِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَمْعُونَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخَرَّازَ، يَقُولُ: " §لَيْسَ فِي طَبْعِ الْمُؤْمِنِ قَوْلُ: لَا، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَى مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ أَحْكَامِ الْكَرَمِ اسْتَحْيَى أَنْ يَقُولَ لَا "

سَمِعْتُ أَبَا أُسَامَةَ الْحَارِثَ بْنَ عَدِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَرْدَانَ، يَقُولُ: أَوَّلُ مَا لَقِيتُ أَبَا سَعِيدٍ أَحْمَدَ بْنَ عِيسَى الْخَرَّازَ «§فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَصَحِبْتُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَمَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ»

ذكر الحسن بن علي المسوحي

§ذِكْرُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُسُوحِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُرَيْهٍ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُسُوحِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: ح وَحَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، أَخْبَرَنَا -[116]- نَصْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ وَفْدُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ أَوْ بَنِي الْمُنْتَفِقِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّبَعْتُهُمْ، فَقَالُوا لِي: يَا أَنَسُ، ارْجِعْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْصَرَفْنَا مِنْ عِنْدِكَ وَلَمْ نَسْأَلْكَ، إِنْ أَنْتَ هَلَكْتَ، إِلَى مَنْ نَدْفَعُ صَدَقَاتِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " §ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمْ: «ادْفَعُوهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ» ، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ بِذَلِكَ، فَقَالُوا لِي: ارْجِعْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْ لَهُ: فَإِنْ هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: " ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمُ: ادْفَعُوهَا إِلَى عُمَرَ "، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ، فَقُلْتُ لَهُمْ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ادْفَعُوهَا إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا لِي: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: فَإِنْ هَلَكَ عُمَرُ، قَالَ: " ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَقُلْ لَهُمُ: ادْفَعُوهَا إِلَى عُثْمَانَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَمَذَانِيُّ، بِبَغْدَادَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْجُنَيْدُ، قَالَ: كَلَّمْتُ يَوْمًا الْحَسَنَ الْمُسُوحِيَّ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأُنْسِ بِاللَّهِ، فَقَالَ لِي: §«وَيْحَكَ وَمَا الْأُنْسُ ‍‍ لَوْ مَاتَ مَنْ تَحْتَ السَّمَاءِ مَا اسْتَوْحَشْتُ»

ذكر أبي علي المشتولي الصوفي

§ذِكْرُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُشْتُولِيِّ الصُّوفِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْخَيَّاشُ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْمُشْتُولِيُّ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ -[119]- وَسَلَّمَ: §«الْغُسْلُ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَمَسَّ مِنَ الطِّيبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَوْ مِنْ طِيبِ أَهْلِهِ»

سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الصَّدَفِيَّ، يَقُولُ: §«تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الْمُشْتُولِيُّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ»

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سِدْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْمُشْتُولِيَّ، يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ أَبِي يَعْقُوبَ السُّوسِيِّ بِنَهَرَ جُورَ، فَرَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُ لِي: يَا أَبَا عَلِيٍّ ارْجِعْ إِلَى -[120]- مُشْتُولَ فَقَدْ أَقَمْنَاكَ وَكِيلًا لِلْفُقَرَاءِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِالْكِفَايَةِ، فَقَالَ: «بِالْكِفَايَةِ» ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ عَبَّرْتُ مَا رَأَيْتُ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي يَعْقُوبَ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا عَلِيٍّ قَدْ «§طُرِدْتَ مِنْ بَيْنِ الْفُقَرَاءِ. فَرَجَعَ إِلَى مُشْتُولَ، وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الدُّنْيَا، وَكَانَ وَكِيلًا لِلْفُقَرَاءِ لَا يَقْصِدُهُ أَحَدٌ فَيَمْنَعَهُ مِنْ شَيْءٍ يُرِيدُهُ»

ذكر سهل بن عبد الله التستري

§ذِكْرُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التُّسْتَرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ لُؤْلُؤٍ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ وَاصِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَّارٍ، أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ -[125]- بَرَاءَةَ بُعِثْتُ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْذِرِ الْهُجَيْمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §«مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ شَيْئًا أَفْضَلَ مِنْ عِلْمٍ يَسْتَزِيدُ بِهِ افْتِقَارًا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُرْهَانَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «§الْجَاهِلُ -[126]- مَيِّتٌ، وَالنَّاسِي نَائِمٌ، وَالْعَاصِي سَكْرَانُ، وَالْمُصِرُّ هَالِكٌ»

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرٍ الْقَرَافِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حَيَّانَ أَبَا الْحَسَنِ الدَّيْنَوَرِيَّ، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَهْلٍ وَأَنَا حَاضِرٌ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، انْظُرْ إِيشْ عُمِلَ بِكَ وَإِيشْ رُفِعَ لَكَ، قَالَ: فَلَمْ يُؤَثِّرْ ذَلِكَ عَلَى سَهْلٍ، وَقَالَ: §«هُوَ الْمَقْصُودُ هُوَ الْمَقْصُودُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «§مَا مِنْ سَاعَةٍ إِلَّا وَاللَّهُ تَعَالَى يَطَّلِعُ فِي الْقُلُوبِ، فَأَيُّ قَلْبٍ رَأَى فِيهِ غَيْرَهُ سَلَّطَ عَلَيْهِ الْعَدُوَّ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيُّ، ثنا أَبُو بِشْرٍ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: قَالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: «§اطْلُبُوا مِنَ السِّرِّ النِّيَّةَ بِالْإِخْلَاصِ، وَمِنَ الْعَلَانِيَةِ الْفِعْلَ بِالِاقْتِدَاءِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مَغَالِيطُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ -[127]- شِيرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §«التَّائِبُ هُوَ الَّذِي يَتُوبُ عَنْ غَفْلَتِهِ فِي كُلِّ لَمْحَةٍ وَلَفْظَةٍ»

سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عِمْرَانَ الْإِسْبِيجَابِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ غَالِبٍ التُّسْتَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: «§الْجُوعُ سِرُّ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، لَا يُودِعُهُ عِنْدَ مَنْ يُذِيعُهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ وَقَدْ سُئِلَ عَنْ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا} [الإسراء: 80] قَالَ: §«لِسَانًا يَنْطِقُ عَنْكَ وَلَا يَنْطِقُ عَنْ غَيْرِكَ»

ذكر فضيل بن عياض

§ذِكْرُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ النَّيْسَابُورِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ §«دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي زَكَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْوَرْدِ الْحَدِيثِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُبَارَكِ الْبَلْخِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، قَالَ: مَكَثْتُ فِي جَامِعِ الْكُوفَةِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا وَلَمْ أَشْرَبْ شَرَابًا، فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ هَزَّنِي الْجُوعُ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ عَلَيَّ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مَجْنُونٌ وَبِيَدِهِ حَجَرٌ كَبِيرٌ، وَفِي عُنُقِهِ غُلٌّ ثَقِيلٌ، وَالصِّبْيَانُ مِنْ وَرَائِهِ، فَجَعَلَ يَجُولُ فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى إِذَا حَاذَانِي جَعَلَ يَتَفَرَّسُ فِيَّ فَجَزِعْتُ عَلَى نَفْسِي مِنْهُ، فَقُلْتُ: إِلَهِي وَسَيِّدِي أَجَعْتَنِي وَسَلَّطْتَ عَلَيَّ مَنْ يَقْتُلُنِي، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: [البحر الطويل] مَحَلُّ بَيَاتِ الصَّبْرِ فِيكَ عَزِيزَةٌ ... فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ لِصَبْرِكَ آخِرُ قَالَ فُضَيْلٌ: فَزَالَ عَنِّي جَزَعِي، وَطَارَ عَنِّي هَلَعِي، وَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، لَوْلَا الرَّجَا لَمْ أَصْبِرْ، قَالَ: وَأَيْنَ مُسْتَقَرُّ الرَّجَا مِنْكَ؟ قُلْتُ: بِحَيْثُ مُسْتَقَرُّ هِمَمِ الْعَارِفِينَ، قَالَ: أَحْسَنْتَ وَاللَّهِ يَا فُضَيْلُ، إِنَّهَا لِقُلُوبٌ الْهُمُومُ عُمْرَانُهَا وَالْأَحْزَانُ أَوْطَانُهَا، عَرَفَتْهُ فَاسْتَأْنَسَتْ بِهِ وَارْتَحَلَتْ إِلَيْهِ، فَعُقُولُهُمْ صَحِيحَةٌ وَقُلُوبُهُمْ ثَابِتَةٌ وَأَرْوَاحُهُمْ بِالْمَلَكُوتِ الْأَعْلَى مُعَلَّقَةٌ، ثُمَّ وَلَّى وَأَنْشَأَ يَقُولُ: فَهَامَ وَلِيُّ اللَّهِ فِي الْفَقْرِ سَابِحًا ... وَحُطَّتْ عَلَى سَيْرِ الْقُدُومِ رَوَاحِلُهُ فَعَادَ لَخَيْرٍ قَدْ جَرَى فِي ضَمِيرِهِ ... تَذُوبُ بِهِ أَعْضَاؤُهُ وَمَفَاصِلُهُ قَالَ الْفُضَيْلُ: «§وَاللَّهِ، لَقَدْ بَقِيتُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ لَمْ أَطْعَمْ طَعَامًا وَلَمْ أَشْرَبْ شَرَابًا وَجْدًا لِكَلَامِهِ»

ذكر علي بن الفضيل بن عياض

§ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زُهَيْرٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَطَّابِ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا -[134]- عَلِيُّ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيَكْرَهُ سِفْسَافَهَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، يَقُولُ: قَالَ ابْنُ -[135]- الْمُبَارَكُ: «§اسْتَعِدَّ لِلْمَوْتِ وَلِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، فَشَهِقَ عَلِيٌّ شَهْقَةً، فَلَمْ يَزَلْ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ عَامَّةَ اللَّيْلِ»

ذكر أبي العباس بن مسروق

§ذِكْرُ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ مَسْرُوقٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ -[140]- مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُوَرِّقِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، أَكْثَرُنَا يَوْمَئِذٍ ظِلًّا الَّذِي يَسْتَظِلُّ بِكِسَاءٍ، فَأَمَّا الَّذِينَ أَفْطَرُوا فَسَقَوُا الرِّكَابَ وَأَمْهَنُوا وَعَالَجُوا، وَأَمَّا الَّذِينَ صَامُوا فَلَمْ يُعَالِجُوا شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالْأَجْرِ»

سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الصُّوفِيَّ، بِمِصْرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الرُّوذْبَارِيَّ يَقُولُ: كَانَ بَيْنَ بَعْضِ الْفُقَرَاءِ -[141]- وَبَيْنَ بَعْضِ الشِّيُوخِ وَقْعَةٌ، فَدَعَا الشَّيْخُ جَمَاعَةَ الْفُقَرَاءِ، فَقَالُوا لِذَاكَ الْفَقِيرِ: سَاعِدْنَا، فَقَالَ: عَلَى شَرْطِ أَنْ تَسْتَأْذِنُوا الشَّيْخَ حَتَّى لَا يَتَأَذَّى قَلْبُهُ بِحُضُورِي مَعَكُمْ، فَتَقَدَّمَ وَاحِدٌ وَاسْتَأْذَنَهُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: §«لَا آذَنُ لَهُ إِلَّا بِشَرْطِ أَنْ لَا يَضَعَ أَوَّلَ قَدَمٍ فِي دَارِي إِلَّا عَلَى خَدِّي شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى مَجِيئِهِ إِلَى مَنْزِلِي، ثُمَّ وَضَعَ الشَّيْخُ خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى وَضَعَ ذَاكَ الْفَقِيرُ قَدَمَهُ عَلَى خَدِّهِ، حَتَّى دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ» قَالَ: وَالشَّيْخُ كَانَ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ مَسْرُوقٍ

ذكر حارث المحاسبي

§ذِكْرُ حَارِثٍ الْمُحَاسِبِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الشَّمْشَاطِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ، أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيُّ الْعَنَزِيُّ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، عَنْ عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ أَوِ الْخُرَاسَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«أَثْقَلُ مَا يُوضَعُ فِي مِيزَانِ الْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بِنْتِ أَبِي حَفْصٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَلْطِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شَيْخٍ،: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيُّ: سَأَلْتُ الْحَارِثَ الْمُحَاسِبِيَّ عَنِ الْعَقْلِ، فَقَالَ: «§هُوَ نُورُ الْغَرِيزَةِ مَعَ التَّجَارِبِ، يَزِيدُ وَيَقْوَى بِالْعِلْمِ وَالْحِلْمِ»

ذكر خزرج بن علي البغدادي

§ذِكْرُ خَزْرَجِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ خَزْرَجُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ

أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ خَفِيفٍ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ خَزْرَجُ بْنُ عَلِيٍّ شِيرَازَ، فَاعْتَلَّ عِلَّةَ الذَّرَبِ، فَكُنْتُ أَخْدُمُهُ وَأُقَدِّمُ إِلَيْهِ الطَّسْتَ فِي اللَّيْلِ مِرَارًا، وَكُنْتُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي حَالِ الرِّيَاضَةِ، وَكُنْتُ لَا أُفْطِرُ إِلَّا عَلَى الْبَاقِلَّاءِ الْيَابِسِ، فَسَمِعَ أَبُوَ طَالِبٍ لَيْلَةً كَسْرِيَ الْبَاقِلَّاءَ بِأَسْنَانِي، فَقَالَ لِي: مَا هَذَا؟ فَعَرَّفْتُهُ حَالِي وَأَنِّي لَا آكُلُ غَيْرَ ذَلِكَ، فَبَكَى وَقَالَ: الْزَمْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَإِنِّي كُنْتُ كَذَلِكَ حَتَّى حَضَرْتُ لَيْلَةً مَعَ أَصْحَابِنَا فِي دَعْوَةٍ بِبَغْدَادَ، فَقُدِّمَ إِلَيْنَا حَمَلٌ مَشْوِيُّ، فَأَمْسَكْتُ يَدِي، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا: كُلْ بِلَا أَنْتَ، " §فَأَكَلْتُ لُقْمَةً، فَأَنَا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَى خَلْفٍ، ثُمَّ تَمَاثَلَ -[149]- وَخَرَجَ إِلَى بَعْضِ النَّوَاحِي، وَجَلَسَ فِي رِبَاطٍ وَسَوَّدَ دَاخِلَ الرِّبَاطِ وَخَارِجَهُ، وَقَالَ: هَكَذَا جُلُوسُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ "

ذكر علي بن الموفق

§ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ الْمُوَفَّقِ

أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُجَاشِعٍ الْخُتَّلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ الْعَابِدُ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا -[151]- بَشِيرُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الدُّرَيْكِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " §إِذَا جَازَ الْمُؤْمِنُ عَلَى جَهَنَّمَ، تَقُولُ لَهُ: جُزْنِي يَا مُؤْمِنُ فَقَدْ أَطْفَأَ نُورُكَ لَهَبِي "

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقِيقِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَهْدِيِّ، قَالَ: -[152]- سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمُوَفَّقِ، مَا لَا أُحْصِيهُ، وَهُوَ يَقُولُ: «§اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَعْبُدُكَ خَوْفًا مِنْ نَارِكَ، فَعَذِّبْنِي بِهَا، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَعْبُدُكَ حُبًّا مِنِّي لِجَنَّتِكَ وَشَوْقًا إِلَيْهَا فَاحْرِمْنِيهَا، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنَّمَا أَعْبُدُكَ حُبًّا مِنِّي لَكَ وَشَوْقًا إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ فَأَبِحْنِيهُ مَرَّةً وَاصْنَعْ بِي مَا شِئْتَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ نَصْرٍ الْبَغْدَادِيَّ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُوَفَّقِ، قَالَ: قَالَ ذُو النُّونِ: §«إِذَا نَفَدَ حُكْمُكَ فِي نَفْسِكَ تَدَاعَتْ أَنْفَسُ الْعَامَّةِ إِلَى عَدْلِكَ»

ذكر بشر بن الحارث

§ذِكْرُ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مَخْلَدُ بْنِ جَعْفَرٍ الدَّقَّاقُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَزْوَانَ الْبَرَاثِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ الْهَيْصَمِ، أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيِّ، عَنْ سُوَيْدٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: إِنَّ §«أَفْضَلَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنِي أَبُو مُقَاتِلٍ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمًا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، ثُمَّ قَالَ: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، §إِنَّ عُلُوَّ الْإِسْنَادِ مِنْ زِينَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»

أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوسَى -[157]- الْأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ،: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: §«عُقُوبَةُ الْعَالِمِ فِي الدُّنْيَا أَنْ يُعْمَى بَصُرُ قَلْبِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جُمَيْعٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: §«مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا فَلْيَتَهَيَّأْ لِلذُّلِّ»

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الطَّابِثِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السِّمْطِ الْجَرْجَرَايُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدًا الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: §أَدُّوا زَكَاةَ هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالُوا: -[158]- وَمَا زَكَاتُهُ؟ قَالَ: اعْمَلُوا مِنْ كُلِّ مِائَتَيْ حَدِيثٍ بِخَمْسَةِ أَحَادِيثَ "

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَسْرُورٍ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْحُسَيْنِ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يوسُفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ يَوْمَ مَاتَتْ أُخْتُهُ: «إِنَّ» §الْعَبْدَ إِذَا قَصَّرَ -[159]- عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، سَلَبَهُ اللَّهُ مَنْ يُؤْنِسُهُ "

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْجَوْهَرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: §«اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ -[160]- شَهَرْتَنِي فِي الدُّنْيَا لِتَفْضَحَنِي فِي الْآخِرَةِ فَاسْلُبْهُ عَنِّي»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرٍ الزَّبِيبِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ الْمُخَرِّمِيُّ، أَخْبَرَنَا سَرِيٌّ السَّقَطِيُّ، سَمِعْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: لَقِيَ حَكِيمٌ حَكِيمًا فَقَالَ: «§لَا يَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَا نَهَاكَ عَنْهُ، وَلَا يَفْقِدُكَ عِنْدَ مَا أَمَرَكَ بِهِ»

ذكر ذي النون المصري

§ذِكْرُ ذِي النُّونِ الْمِصْرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ غَانِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " سَمِعْتُ جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، " §مَنْ قَالَ مِنْ أُمَّتِكَ كُلُّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، كَانَ لَهُ أَمَانٌ مِنَ الْفَقْرِ وَأُنْسٌ مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ، وَاسْتَجْلَبَ بِهِ الْغِنَى، وَاسْتَقْرَعَ بِهِ بَابَ الْجَنَّةِ "

سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ بَقَا بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَتِيقٍ الْإِخْمِيمِيَّ بِهَا، قَالَ: ذَكَرَ الْمُهَاجِرُ بْنُ مُوسَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْإِخْمِيمِيُّ قَالَ: قَالَ ذُو النُّونِ: " §ثَلَاثُ خِصَالٍ مِنَ الْكَرْمِ: حُسْنُ الْمَحْضَرِ، وَاحْتِمَالُ الزَّلَّةِ، وَقِلَّةُ الْمَلَامَةِ "

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ السَّرَخْسِيَّ، بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ، وَفِي يَدِهِ الْغُلُّ، وَفِي رِجْلَيْهِ الْقَيْدُ، وَهُوَ يُسَاقُ إِلَى الْمَطْبَقِ، وَالنَّاسُ يَبْكُونَ حَوْلَهُ، وَهُوَ -[165]- يَقُولُ: " §هَذَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ لَكَ وَمِنْ عَطَايَاهُ، وَكُلُّ فِعَالِهِ عَذْبٌ حَسَنٌ طَيِّبٌ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ: [البحر الخفيف] لَكَ مِنْ قَلْبِي الْمَكَانُ الْمَصُونُ ... كُلُّ لَوْمٍ عَلِيَّ فِيكَ يَهُونُ لَكَ عَزْمٌ بِأَنْ أَكُونَ قَتِيلًا فِيكَ ... فَالصَّبْرُ عَنْكَ مَا لَا يَكُونُ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، حَدَّثَنِي أَبُو دُجَانَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: أَمَا إِنَّهُ «§مِنَ الْحُمْقِ الْتِمَاسُ الْإِخْوَانَ بِغَيْرِ الْوَفَاءِ، وَطَلَبُ الْآخِرَةِ بِالرِّيَاءِ، وَمَوَدَّةُ النِّسَاءِ بِالْغِلْظَةِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُخَرِّمِيُّ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، وَهُوَ -[166]- دَاخِلٌ إِلَى الْحَبْسِ يَقُولُ: §«الْحَسَدُ دَاءٌ لَا يَبْرَأُ، وَحَسْبُ الْحَسُودِ مِنَ الشَّرِّ مَا يَلْقَى، وَدَخَلَ الْحَبْسَ»

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: سُئِلَ ذُو النُّونِ عَنِ الْمَحَبَّةِ، فَقَالَ: §«قُرْبُ الْقَلْبِ مِنَ الْمَحْبُوبِ عَلَى الطُّمَأْنِينَةِ وَالسُّكُونِ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ جَمِيلٍ أَبَا عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحَسَنِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: §«مَنْ رَاقَبَ الْعَوَاقِبَ سَلِمَ»

ذكر أبي بكر محمد بن سيد حمدويه

§ذِكْرُ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُوجَيْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيهِ حَاجَةٌ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ كَلَامًا مِمَّا أَحْدَثَ النَّاسُ، وَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ، لَمْ يَكُنْ سَمِعَهُ مِنْهُ فِيمَا مَضَى، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، فَرَغْتَ مِنْ كَلَامِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ، وَلَا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مُنْذُ -[168]- سَمِعْتُ كَلَامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: §«سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ مِنَ الْأَرْضِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُفَسِّرَ، يَقُولُ: §«أَقَامَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ خَمْسِينَ سَنَةً مَا اسْتَنَدَ، وَلَا مَدَّ رِجْلَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هَيْبَةً لَهُ»

سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ الْأَنْدَلُسِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُوَحِّدُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبَرِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو صَالِحٍ مُفْلِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَقَمْتُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مَا شَرِبْتُ مَاءً، فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُونَ يَوْمًا أَخَذَ بِيَدِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ، وَحَمَلَنِي إِلَى بَيْتِهِ، فَأَخْرَجَ لِي مَاءً، وَقَالَ: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فَحَكَتْ لِي امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: «§اشْرَبِي فَضْلَةَ رَجُلٍ لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا مَا شَرِبَ» ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: وَمَا اطَّلَعَ عَلَى تَرْكِي لِشُرْبِ الْمَاءِ أَحَدٌ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى

ذكر أبي عبيد البسري

§ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدٍ الْبُسْرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ الْكِلَابِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْبُسْرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْجَمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، -[170]- عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا بَأْسَ بِقَضَاءِ شَهْرِ رَمَضَانَ مُتَفَرِّقًا»

سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ عَبْدَ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ الطَّبَرَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ الْأَذْرَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ يَحْيَى الْجَلَّاءَ يَقُولُ: -[171]- قَدِمْتُ عَلَى أَبِي عُبَيْدٍ الْبُسْرِيِّ فَأَخْلَى لِي بَيْتًا، فَكَانَ يَأْتِينِي بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، فَيَقِفُ عَلَى الْبَابِ فَيَقُولُ: " §مَا أَظُنُّ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَعْدِلُ بِالْوَحْدَةِ شَيْئًا، فَأَقُولُ: إِلَّا مِنْكَ، فَيَقُولُ: إِلَّا مِنِّي؟، فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَدْخُلُ فَيُذَاكِرُنِي إِلَى أَنْ يُؤَذَّنَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ، فَيَخْرُجُ وَيُصَلِّي "

ذكر أبي الحسن بن شعرة

§ذِكْرُ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ شَعْرَةَ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّارُ بِمِصْرَ، أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرَ بْنِ سَعَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ شَعْرَةَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَنَّادٍ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْأَزْوَرُ بْنُ غَالِبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَنَسُ،» §أَسْبِغِ الْوُضُوءَ يُزَدْ فِي عُمُرِكَ، وَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِكَ يَكْثُرْ خَيْرُ بَيْتِكَ، وَسَلِّمْ عَلَى مَنْ لَقِيتَ مِنْ أُمَّتِي تَكْثُرْ حَسَنَاتُكَ، وَصَلِّ صَلَاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ قَبْلَكَ، وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَحْفَظْكَ الْحَفَظَةُ، وَلَا تَنَمْ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ شَهِيدًا، وَاحْفَظِ الْكَبِيرَ وَارْحَمِ الصَّغِيرَ تَلْقَنِي غَدًا «-[173]-» تُوُفِّيَ ابْنُ شَعْرَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِمِائَةٍ "

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَفْقَمِ الْعَطَّارَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ شَعْرَةَ: §«إِلَهِي لَوْلَا الْوَاجِبُ مِنْ قَبُولِ أَمْرِكَ لَنَزَّهْتُكَ مِنْ ذِكْرِي لِذِكْرِكَ» قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَسَنَحَ لِي أَنْ قُلْتُ فِي هَذَا الْمَعْنَى: [البحر البسيط] لَوْلَا وجُوبُ قَبُولِ الْأَمْرِ مِنْهُ ... لَمَا أَبْدَيْتُ مِنْ ذِكْرِهِ ذِكْرًا لِتَنْزِيهِ إِنِّي وَكَيْفَ وَفِي تَنْزِيهِهِ ... شُغُلٌ عَنْ كُلِّ ذِكْرٍ لِمَا يُخْفِيهِ مُبْدِيهِ

ذكر بنان الحمال

§ذِكْرُ بُنَانَ الْحَمَّالِ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، بِمِصْرَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بُنَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْجَنَدِيِّ، عَنْ أَبَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَالدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا، وَالنَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا مَهْدِيَّ إِلَّا عِيسَى، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَفْقَمِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصَّيْدَلَانِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بُنَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ، بَيْنَ جُدَّةَ وَمَكَّةَ، فَإِذَا شَخَصٌ قَدْ تَرَاءَى لِي، فَأَمَّمْتُ نَحْوَهُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنْهُ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: يَا بُنَانُ، §«إِنْ كَانَ اللَّهُ أَعْطَاكَ مِنْ سِرِّ سِرِّهِ سِرًّا فَكُنْ مَعَ مَا أَعْطَاكَ، وَإِنْ كَانَ اللَّهُ لَمْ يُعْطِكَ مِنْ سِرِّ سِرِّهِ سِرًّا فَكُنْ مَعَ النَّاسِ عَلَى مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الظَّاهِرِ، وَعَلَيْكَ بِكَتَبَةِ الْحَدِيثِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ بُنَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَمَّالَ، يَقُولُ: §" مَنْ كَانَ يَسُرُّهُ مَا يَضُرُّهُ مَتَى يُفْلِحُ؟

ذكر محمد بن عياش

§ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَاجِبُ، بِالْمَوْصِلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا أَبِي أَبُو حَفْصٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَيَّاشٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ " {§وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38] قَالَ: بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ " قَالَ لِيَ الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ: «كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَيَّاشٍ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ الصُّوفِيَّةِ»

سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ جَعْفَرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ، يَقُولُ: " §كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَيَّاشٍ يُنَازِلُ الْجُوعَ فَجَاءَهُ بَعْضُ الْفُقَرَاءِ، فَقَالَ: أَنَا أَصْبَرُ مِنْكَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، فَتَعَالَ حَتَّى أَجْلِسَ مَعَكَ شَهْرًا لَا نَأْكُلُ، -[178]- فَجَلَسَا فِي بَيْتٍ لَا يَسْتَتِرُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَنِ الْآخَرِ، فَلَمَّا مَضَى سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا، خَرَجَ الْفَقِيرُ مِنَ الْبَيْتِ لِحَاجَتِهِ، فَشَمَّ رَائِحَةَ الْخُبْزِ مِنْ دَارٍ كَانَ يُخْبَزُ فِيهَا فِي الْجِيرَانِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ وَوَقَعَ، فَلَمَّا أَفَاقَ جَاءُوا لَهُ بِالْخَبْزِ فَأَكَلَ، وَأَقَامَ مُحَمَّدُ بْنُ عَيَّاشٍ تَمَامَ الشَّهْرِ، ثُمَّ أَكَلَ، أَوْ كَمَا قَالَ "

ذكر موسى بن محمد الحديثي الصوفي

§ذِكْرُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَدِيثِيِّ الصُّوفِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ السَّيِّدِ بْنِ سَهْلٍ السِّنِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْجَنَدِيِّ السِّنِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَدِيثِيُّ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْغَنَوِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَلَا -[180]- أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ؟ هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْقُهُونَ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا»

سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ هَارُونَ بْنَ حَيُّونَ يَقُولُ: اجْتَمَعَ الْغُزَاةُ بِالْحَدِيثَةِ عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى طَرَسُوسَ، فَقَالُوا لِأَبِي عِمْرَانَ الْحَدِيثِيِّ الصُّوفِيِّ: اخْرُجْ مَعَنَا، فَقَالَ: كَيْفَ أَخْرُجُ مَعَكُمْ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ ارْكَبُهُ؟ فَأَخَذُوا لَهُ مِنْ نُصَيْرٍ غُلَامِ يَعِيشَ - وَكَانَ أَمِيرَ الْحَدِيثَةِ - دَابَّةً تَسْوَى أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ،

فَأَخَذَ الدَّابَّةَ وَرَكِبَهَا، وَخَرَجَ مَعَ الْغُزَاةِ حَتَّى بَلَغَ نَصِيبِينَ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الْفُقَرَاءُ، وَقَالُوا: يَا أَبَا عِمْرَانَ، أَيْشِ هَذَا أَنْتَ رَاكِبٌ وَنَحْنُ مُشَاةٌ، فَقَالَ: دُونَكُمْ وَالدَّابَّةَ، فَأَخَذُوا الدَّابَّةَ وَبَاعُوهَا، وَقَعَدَ أَبُو عِمْرَانَ مَعَ الْفُقَرَاءِ بِنَصِيبِينَ، وَكَتَبَ إِلَى الْأَمِيرِ: أَعْلِمِ الْأَمِيرَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ، §" أَنِّي دَخَلْتُ إِلَى نَصِيبِينَ وَأَسْوَاقُهَا ضَيِّقَةٌ فَقَطَّرَ بِي الْفَرَسُ فِي قِدْرِ هَرَّاسٍ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَغَاثَنِي بِالزِّقَاقِ لَغَرِقْتُ مَعَ الْفَرَسِ فِي قِدْرِ الْهَرَّاسِ وَالسَّلَامُ. قَالَ: فَضَحِكَ مِنْهُ الْأَمِيرُ، وَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى سَلَامَتِهِ "

ذكر علي بن محمد السيرواني الكبير

§ذِكْرُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيِّ الْكَبِيرِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيُّ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُطِيعٍ مَكْحُولُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ؛ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ»

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: §«كُلُّ مَنْ لَمْ يَكُنْ لِحَرَكَتِهِ وَسُكُونِهِ إِمَامٌ يَقْتَدِي بِهِ فِي ظَاهِرِهِ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَاطِنِهِ قُطِعَ بِهِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ قُرْقُرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السِّيرَوَانِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ عُلْوَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: حَضَرْتُ إِمْلَاكَ بَعْضِ الْأَبْدَالِ -[184]- مِنَ النِّسَاءِ بِبَعْضِ الْأَبْدَالِ مِنَ الرِّجَالِ، فَمَا كَانَ فِي جَمَاعَةِ مَنْ حَضَرَ إِلَّا مَنْ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الْهَوَاءِ، فَأَخَذَ شَيْئًا وَطَرَحَهُ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ وَمَا أَشْبَهَهُ، قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ: " §فَضَرَبْتُ بِيَدِي فَأَخَذْتُ زَعْفَرَانًا فَطَرَحْتُهُ، فَقَالَ لِيَ الْحُضُرُ: مَا كَانَ فِي الْجَمَاعَةِ مَنْ أَهْدَى مَا يَصْلُحُ لِلْعُرْسِ غَيْرَكَ "

ذكر يوسف بن الحسين الرازي

§ذِكْرُ يُوسُفَ بْنِ الْحُسَيْنِ الرَّازِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ حَمْزَةَ الصُّوفِيُّ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّازِيُّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: حَدِّثْنِي؟ فَقَالَ،: مَا تَصْنَعُ بِالْحَدِيثِ يَا صُوفِيُّ؟ فَقُلْتُ: لَا بُدَّ حَدِّثْنِي، فَقَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ، عَنْ هِلَالٍ أَبِي الْعَلَاءِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَيْرَانِ، فَقُدِّمَ إِلَيْهِ أَحَدُهُمَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «عِنْدَكُمْ مِنْ غَدَاءٍ؟» فَقُدِّمَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: «مِنْ أَيْنَ ذَا؟» فَقَالَ بِلَالٌ: خَبَّأْتُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «يَا بِلَالُ،» §لَا تَخَفْ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا، إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِرِزْقِ كُلِّ غَدٍ " -[187]- وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَكِّيُّ بِآمُلَ، قَالَ: سَمِعْتُ يُوسُفَ بْنَ الْحُسَيْنِ، يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29] ، فَقَالَ: «§التَّسْوِيَةُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ، مِنْهَا تَسْوِيَةُ اللِّسَانِ لِلذِّكْرِ، وَتَسْوِيَةُ الْجَوَارِحِ لِلْخِدْمَةِ، وَتَسْوِيَةُ الْقَلْبِ لِلْمَعْرِفَةِ، وَتَسْوِيَةُ الْخُلُقِ لِلْكَرَمِ، فَلَمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْهُ وَزَيَّنَهُ بِزِينَةِ الْإِخْلَاصِ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ بِالسُّجُودِ لِخِدْمَتِهِ، وَكَانَ السُّجُودُ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَتَحِيَّةُ الْمَلَائِكَةِ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الزِّنْبَارِ، يَقُولُ: كَانَ آخِرُ كَلَامِ يُوسُفَ بْنِ الْحُسَيْنِ: " §إِلَهِي دَعَوْتُ الْخَلْقَ إِلَيْكَ بِجَهْدِي، وَقَصَّرَتْ نَفْسِي بِالْوَاجِبِ لَكَ، مَعَ مَعْرِفَتِي بِكَ وَعِلْمِي فِيكَ، فَهَبْنِي لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، قَالَ: فَمَاتَ، فَرُئِيَ فِي الْمَنَامِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: وَقَفَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ لِي: يَا عَبْدَ السُّوءِ، فَعَلْتَ وَصَنَعْتَ، فَقُلْتُ: سَيِّدِي لَمْ أُبَلِّغْ عَنْكَ هَذَا، بَلَّغْتُ أَنَّكَ كَرِيمٌ وَالْكَرِيمُ إِذَا قَدَرَ عَفَا، فَقَالَ: يَعْنِي تَمَلَّقْتَ لِي بِقَوْلِكَ: هَبْنِي لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، اذْهَبْ فَقَدْ وَهَبْتُكَ لَكَ "

ذكر أبي الحسن الدينوري

§ذِكْرُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْنَوَرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حِبَّانَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْمُرَادِيُّ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الدَّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ حُمَيْدٍ، - وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الدَّيْنَوَرِ - حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ -[189]- النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: §«انْتِظَارُ الْفَرَجِ بِالصَّبِرِ عِبَادَةٌ»

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرٍ الْقَرَافِيَّ يَقُولُ: §«لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ عَلَى النَّاسِ إِلَّا مَنْ يَكُونُ حَالُهُ مِثْلَ حَالِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْنَوَرِيِّ، فَإِنَّ الْخَلْقَ كَانُوا مُكَشَّفِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ» قَالَ عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ: وَوَقَفْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا مِنَ الْأَيَّامِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «حَرَامٌ عَلَى كُلِّ قَلْبٍ مَأْسُورٍ بِسَبَبٍ مِنْ أَسْبَابِ الدُّنْيَا أَنْ يَسْرَحَ فِي الْغُيُوبِ»

سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ الْمُهَلَّبِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الدَّيْنَوَرِيَّ، يَقُولُ: §«مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ لِغَيْرِهِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِنَفْسِهِ»

سَمِعْتُ قَاسِمَ بْنَ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيَّ، يَقُولُ: كُنْتُ أَلْزَمُ مَجْلِسَ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْنَوَرِيِّ، فَخَرَجْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرُوحُ إِلَى الْجَامِعِ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَتَزَاحَمُونَ عَلَى الْخَبَّازِينَ، وَكُنْتُ صَائِمًا، فَقَالَتْ لِي نَفْسِي: حَصِّلْ إِفْطَارَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فَإِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ لَمْ تَجِدْ شَيْئًا تَشْتَرِيهِ، فَأَخَذْتُ إِفْطَارِي وَخَبَّأْتُهُ فِي مَوْضِعٍ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْجُمُعَةَ قَعَدْتُ فِي مَجْلِسِ الشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْنَوَرِيِّ، فَسَأَلْتُهُ مَسْأَلَةً فَالْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ: يَابَايْ، §«لَيْسَ هَذَا مَسْأَلَةَ مَنْ يَهْتَمُّ لِإِفْطَارِهِ قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ» سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ عِرَاكٍ يَقُولُ: «تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الصَّائِغُ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ، النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ»

ذكر أبي سهل بن يونس

§ذِكْرُ أَبِي سَهْلِ بْنِ يُونُسَ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّارُ الْمِصْرِيُّ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، حَدَّثَنِي أَخِي أَبُو سَهْلٍ يُونُسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدُ الْمَلِكِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُوسَى، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيًّا قَالَ: إِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ، وَالثَّانِي عُمَرُ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَ الثَّالِثَ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِحَدِيثٍ حَدَّثَنِيهِ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَلِيٍّ: «§أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَ فَخِذِي ضَرْبَةً أَوْجَعَهَا، وَقَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ "

سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ حِبَّانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا سَهْلِ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنِّي فِي مُصَلَّى الْجَنَائِزِ الَّذِي بِخَوْلَانَ، وَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرْكَبٍ، وَالْمَرْكَبُ يَجْرِي عَلَى يَبِسِ الْأَرْضِ كَجَرْيِهِ فِي الْمَاءِ، فَتَعَلَّقْتُ بِمِقْذَافٍ مِنْ مَقَاذِيفِ الْمَرْكَبِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي، فَقَالَ لِي: «§رَأْسٌ حُلِقَ بِمِنًى لَا تَمَسُّهُ النَّارُ، حِلَّ عَنِ الْمِقْذَافِ» سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ يَقُولُ: تُوُفِّيَ عَمِّي أَبُو سَهْلٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ مُعْتَقِدًا أَنْ لَا يُبَيِّتَ شَيْئًا لِغَدٍ "

ذكر إبراهيم بن المولد

§ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُوَلَّدِ

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّرَّابُ، بِمِصْرَ، -[194]- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَلَّدِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَوَّاسُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْأَصْبُعِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدونَ السَّرَّاجُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: «§أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ»

سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ عُمَرَ بْنَ عِرَاكٍ يَقُولُ: «§مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ كَلَامًا مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُوَلَّدِ، وَلَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ صَمْتًا مِنْ أَخِيهِ أَبِي الْحَسَنِ» سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ الْقَاسِمِ بْنِ الْيَسَعِ يَقُولُ: تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُوَلَّدِ -[195]- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ "

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ السُّرُوجِيُّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَلَّدِ يَقُولُ: رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَخِي أَبَا إِسْحَاقَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَوْصِنِي؟ فَقَالَ: §«عَلَيْكَ بِالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ إِلَى أَنْ تَلْقَى رَبَّكَ»

أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ غَالِبٍ الزُّهْرِيُّ بِمِصْرَ، أَنْشَدَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُوَلَّدِ: [البحر الخفيف] §لَكَ مِنِّي عَلَى الْبِعَادِ نَصِيبُ ... لَمْ يَنَلْهُ عَلَى الدُّنُوِّ حَبِيبُ وَعَلَى الطَّرْفِ مِنْ سِوَاكَ حِجَابٌ ... وَعَلَى الْقَلْبِ مِنْ هَوَاكَ رَقِيبٌ رَقَّ فِي نَاظِرِي هَوَاكَ وَقَلْبِي ... وَالْهَوَى فِيهِ زَائِغٌ وَمَشُوبُ كَيْفَ يُغْنِي قُرْبُ الطَّبِيبِ عَلِيلًا ... أَنْتَ أَسْقَمْتَهُ وَأَنْتَ الطَّبِيبُ"

ذكر أبي بكر المصري

§ذِكْرُ أَبِي بَكْرٍ الْمِصْرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حِبَّانَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الْمِصْرِيِّ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ، بِسَوَادِ الْعِرَاقِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ» -[197]- مَا رَوَاهُ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرٍ الْقَرَافِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: «§الْأَوْلِيَاءُ كُلُّ مَنْ هُوَ أَرْفَعُ حَالًا مِنْ صَاحِبِهِ، فَإِنَّ صَاحِبَهُ الَّذِي هُوَ أَدْنَى مِنْهُ فِي الْحَالِ مُنْكِرٌ لِحَالِهِ» فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرَافِيِّ: أَلَيْسَ هُمْ مُتَسَاوُونَ فِي الْحَالِ، فَقَالَ: لَا، هُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي الْأَحْوَالِ "

سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ

مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَجِئْتُ إِلَى عِنْدَ الْفُقَرَاءِ، فَإِذَا رَجُلٌ أَعْجَمِيُّ، كَبِيرُ الْهَامَةِ، يُوَدِّعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَدَّعَهُ، وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ إِلَى مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، فَصَلَّى وَلَبَّى، فَصَلَّيْتُ وَلَبَّيْتُ، وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: " §أُرِيدُ أَنْ أَتَّبِعُكَ، فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَلْحَحْتُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فَانْظُرْ أَنْ لَا تَضَعَ قَدَمَكَ إِلَّا عَلَى أَثَرِ قَدَمِي، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَمَشَى وَأَخَذَ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا مَرَّ هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا بِضَوْءِ سِرَاجٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: هَذَا مَسْجِدُ عَائِشَةَ، تَتَقَدَّمُ أَنْتَ أَوْ أَتَقَدَّمُ أَنَا؟، فَقُلْتُ: مَا تَخْتَارُ، فَتَقَدَّمَ، وَنِمْتُ أَنَا حَتَّى كَانَ وَقْتُ السَّحَرِ دَخَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، وَطُفْتُ وَسَعَيْتُ وَجِئْتُ إِلَى عِنْدِ أَبِي بَكْرٍ الْكَتَّانِيِّ، وَجَمَاعَةُ الشِّيُوخِ قُعُودٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْكَتَّانِيُّ: مَتَى قَدِمْتَ؟ قُلْتُ: السَّاعَةَ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: قُلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: كَمْ عَهْدُكَ مِنْهَا؟ فَقُلْتُ: الْبَارِحَةَ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضِ، فَقَالَ لِيَ الْكَتَّانِيُّ: مَعَ مَنْ جِئْتَ؟ فَقُلْتُ: مَعَ رَجُلٍ مِنْ حَالِهِ وَقِصَّتِهِ، فَقَالَ: ذَاكَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّامَغَانِيُّ، وَهَذَا فِي حَالِهِ قَلِيلٌ، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا اطْلُبُوهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ حَالَكَ "

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ الْمِصْرِيِّ: كَيْفَ كُنْتَ تَحِسُّ بِالْأَرْضِ تَحْتَ قَدَمِكَ قَالَ: §«كُنْتُ أُحِسُّ بِهَا مِثْلَ الْمَوْجِ إِذَا دَخَلَ تَحْتَ السَّفِينَةِ»

ذكر فتح الموصلي

§ذِكْرُ فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ مُحَمَّدُ بْنُ بُرَيْهٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مَنْصُورِ ابْنِ أُخْتِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ خَالِي بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ فِي مَنْزِلِهِ جَالِسًا، فَدَقَّ الْبَابُ، فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ فَخَرَجْتُ فَإِذَا شَيْخٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ وَعَلَى رَأْسِهِ مِئْزَرُ صُوفٍ، وَبِيَدِهِ رَكْوَةٌ، فَقَالَ: تَقُولُ لِأَبِي نَصْرٍ أَخُوكَ أَبُو نَصْرٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَأَعْلَمْتُهُ، فَخَرَجَ خَالِي مُسْرِعًا، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ، فَأَدْخَلَهُ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ أَنَا وَأَنْتُ مِنْ -[200]- عِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الْغُسْلِ قَدْ شَكَكْتُ فِيهِ، فَقَامَ خَالِي فَأَخْرَجَ قِمَطْرًا فَفَتَّشَهَا، ثُمَّ أَخْرَجَ دِفْتَرًا مِنْ قَرَاطِيسَ فَقَرَأَ مِنْهُ، فَقَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ» فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: اسْمَعْهُ مِنِّي لَا أَكُونُ أَغْلَطُ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ خَالِي: هَاتِهِ وَجَعَلَ خَالِي يَنْظُرُ فِي الدِّفْتَرِ، فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ» فَقَالِ الرَّجُلُ: قَدْ حَفِظْتُهُ، ثُمَّ أَخْرَجَ خَالِي مِنْ كُمِّهِ قِطْعَةً، فَقَالَ لِي: هَذِهِ نِصْفُ دِرْهَمٍ اشْتَرِ بِدَانِقَيْنِ خُبْزًا وَبِدَانِقٍ تَمْرًا، فَمَضَيْتُ وَاشْتَرَيْتُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَيْهِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الشَّيْخِ، فَأَكَلَ الشَّيْخُ وَخَالِي وَأَكَلْتُ مَعَهُمَا، ثُمَّ قَالَ الشَّيْخُ لِخَالِي: تَأْمُرُ بِشَيْءٍ، فَسَلَّمَ خَالِي عَلَيْهِ وَخَرَجَ مَعَهُ إِلَى بَابِ الدَّارِ، فَلَمَّا -[201]- مَضَى الشَّيْخُ قُلْتُ لِخَالِي: مَنْ هَذَا الشَّيْخُ؟ فَقَالَ: أَوَلَا تَعْرِفُهُ؟ هَذَا فَتْحٌ الْمَوْصِلِيُّ، الْحَقْهُ فَاسْأَلْهُ أَنْ يَدْعُوَ لَكَ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَشِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ثَابِتٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُوسَى، يَقُولُ: رَأَيْتُ فَتْحًا الْمَوْصِلِيَّ فِي يَوْمِ عِيدِ الْأَضْحَى وَقَدْ شَمَّ رِيحَ الْقُتَارِ، فَدَخَلَ إِلَى زُقَاقٍ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " §قَرَّبَ الْمُتَقَرِّبُونَ إِلَيْكَ بِقُرْبَانِهِمْ، وَأَنَا أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِطُولِ حُزْنِي، يَا مَحْبُوبُ كَمْ تَتْرُكُنِي أَتَرَدَّدُ فِي أَزِقَّةِ الدُّنْيَا مَحْزُونًا ‍ قَالَ: ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَحُمِلَ فَدَفَنَّاهُ بَعْدَ ثَلَاثٍ "

ذكر محمد بن يوسف البنا

§ذِكْرُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَنَّا

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فُورَكٍ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْبَنَّا الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ، حَدَّثَنَا مُوسَى الْأَسْوَارِيُّ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ طَيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: §«إِنَّ -[203]- الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ لَيَتَزَوَّجُ خَمْسَمِائَةِ حَوْرَاءَ أَوْ أَرْبَعَةَ آلَافِ ثَيِّبٍ وَثَمَانِيَةَ آلَافِ بِكْرٍ، يُعَانِقُ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ مِقْدَارَ عُمْرِهِ فِي الدُّنْيَا»

ذكر أحمد بن جعفر بن هاني القطان

§ذِكْرُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ هَانِي الْقَطَّانِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطَّانُ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ مِنْ، رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا نَفَعَنِي اللَّهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِيَ مِنْهُ، وَإِذَا حَدَّثَنِي عَنْهُ غَيْرُهُ اسْتَحْلَفْتُهُ، فَإِذَا حَلَفَ لِي -[205]- صَدَّقْتُهُ، وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ: «§مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيَقُومُ فَيَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ لَهُ»

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ مَنْصُورٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا حَفْصٍ مُحَمَّدَ بْنَ فَاذَّةَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْبَنَّا -[206]- فَقَالَ: " §إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثُ الْمَوْتِ، فَاصْحَبُوا أَبَا جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ هَانِي، وَكَانَ فِي جُمْلَةِ أَصْحَابِهِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ بِعُلُومِ الظَّاهِرِ، فَتَعَجَّبُوا مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، فَتَفَرَّسَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ذَلِكَ فِينَا، فَصَبَرَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيُّ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَعْظَمُ عِنْدَكُمْ؟ فَتَكَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا عِنْدَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَىَّ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ فَقَالَ: وَأَيُّ نِعْمَةٍ مِنْ نِعَمِهِ صَغِيرَةٌ حَتَّى تَسْأَلَنَا عَنْ أَعْظَمِهَا، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفُ: عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لَيْسَ فِيكُمْ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْهُ "

ذكر أبي الطيب الهاشمي

§ذِكْرُ أَبِي الطَّيِّبِ الْهَاشِمِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيُّ الصُّوفِيُّ، صَاحِبُ الزِّقَّاقِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْقَزْوِينِيُّ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أُورَمهٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ -[208]- شُعَيْبِ بْنِ الْعَلَاءِ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ،: أَنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَعْتَقَتْ غُلَامًا، فَمَاتَ فَتَرَكَ مَالًا، §«فَقَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَلَاءِ لِعَلِيٍّ وَبِالْمِيرَاثِ لِلزُّبَيْرِ»

سَمِعْتُ أَبَا الطِّيبِ الْعَبَّاسَ بْنَ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الزِّقَّاقَ يَقُولُ: §«لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَعْطَانَا هَذِهِ النُّفُوسَ لِنَحْفَظَهَا لَهُ لَكَانَ الْوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَجْعَلَ عَلَى رَأْسِ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهَا قِطْعَةً»

سَمِعْتُ أَبَا الطِّيبِ، يَقُولُ: قَالَ لَنَا أَبُو بَكْرٍ الزِّقَّاقُ: " §بَيْنَمَا كُنْتُ أَسِيرُ فِي بَعْضِ الْبَوَادِي، وَكُنْتُ مَحْمُومًا، فَأَخَذَنِي الْمَطَرُ وَجَنَّنِي اللَّيْلُ، فَتَرَاءَى لِي سَوَادٌ فَأَمَّمْتُ نَحْوَهُ، فَإِذَا أَنَا بِقُبَّةٍ فَدَخَلْتُهَا وَطَرَحْتُ نَفْسِي، فَأَخَذَتْ تَئِنُّ، فَرَجَعْتُ عَلَيْهَا بِالَّلوْمِ، وَقُلْتُ: يَا نَفْسُ، تَئِنِّينَ؟ ‍ فَإِذَا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِي مِنْ بَعْضِ زَوَايَا الْقُبَّةِ: إِنَّ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ أَنِينَ الْمَحَبَّةِ شَوْقٌ كُلُّهُ، قَالَ: فَذَهَبَ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُهُ " وَزَادَنِي أَبُو السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الطِّيبِ، عَنِ الزِّقَّاقِ، وَقَالَ لِي: احْتَسَبْ بِإِحْدَى عَيْنَيْكَ، فَأَصْبَحْتُ وَقَدْ ذَهَبَ فَرُدَّ عَيْنِي

ذكر عباس بن الشاعر

§ذِكْرُ عَبَّاسِ بْنِ الشَّاعِرِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الشَّاعِرُ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ الْبَزَّارُ، حَدَّثَنَا زُرَيْقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ، أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَعْلَاهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ»

سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الشَّاعِرِ، يَقُولُ: «كَانَ §أُسْتَاذِي مُظَفَّرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقِرْمَاسِيُّ يُجَزِّئُ لَيْلَهُ يَقْرَأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ أَوَّلِهِ، -[211]- وَيُصَلِّي وَسَطَهُ، وَيُغَنِّي آخِرَ اللَّيْلِ، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُغَنِّي بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ -[213]- [البحر المنسرح] قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي ... فَلَا طَبِيبَ لَهَا وَلَا رَاقِي إِلَّا الْحَبِيبُ الَّذِي شَغِفْتُ بِهِ ... فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي» دَخَلْتُ عَلَى عَبَّاسِ بْنِ الشَّاعِرِ قَبْلَ مَوْتِهِ بِقَلِيلٍ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ فَقَالَ: أَجِدُنِي لِمَا قَدْ نَزَلَ بِي بَيْنَ حَالَتَيْنِ لَا أَقْدِرُ أَنْ أَنْفَكَّ عَنْهُمَا: أَحَدُهُمَا، إِنْ تَجَلَّدْتُ لِتَحَمُّلِ مَا قَدْ نَزَلَ بِي، تَقَعْ مِنِّي مُزَاحَمَةٌ فِي الْمَوْضِعِ، فَإِنْ سَأَلْتُهُ كَشْفَ مَا بِي، تَقَعْ مِنِّي الْمُعَارَضَةُ لِمُرَادِهِ فِيَّ، فَقَدْ دَهِشْتُ بَيْنَ الْحَالَتَيْنِ، فَقُمْنَا وَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ، وَتُوُفِّيَ فِي لَيْلَتِهِ، وَذَلِكَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ"

ذكر أبي الحسن القرافي

§ذِكْرُ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرَافِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ عُمَرَ الْقَرَافِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْوَشَّاءُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرَةَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ §» لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ "

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرٍ يَقُولُ: §«كُلُّ مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً ثُمَّ أَبَقِيَ فِي الدَّارِ فَإِنَّمَا أَبْقَاهُ لِإِتْمَامِ بَلَائِهِ، وَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ حَالًا لَا تَغْرُبُ عَنِ الشَّرِيعَةِ، فَحَرَامٌ عَلَيْهِ أَنْ يُبْدِيَهُ لِلْغَيْرِ» أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْقَرَافِيُّ لِنَفْسِهِ: [البحر الخفيف] لَمَّ بِالْقَوْمِ طَيْفٌ أَنِسِ الْمُنَاجَاةِ ... فَوَرَّثَهُمْ دَقِيقَ الْكَلَامِ فَصَفَتْ مِنْهُمُ السَّرَائِرُ حَتَّى ... لَاحَ مِنْهَا شَوَاهِدُ الْإِفْهَامِ فَهُمُ الْغَائِصُونَ فِي الْعِلْمِ بِالْفِكْرِ ... يَتِيهُونَ فِي مَدَى الِاكْتِنَامِ

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ الْقَرَافِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ الدَّيْنَوَرِيِّ فِي مَرْكَبٍ فَوَجَدَ الْبَرْدَ فَغَطَّاهُ إِنْسَانٌ جُنْدِيٌّ كَانَ مَعَنَا فِي الْمَرْكَبِ بِكِسَاءٍ لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي تَتَغَطَّى بِكِسَاءِ جُنْدِيٍّ؟ فَقَالَ: §«أَتُرَانِي أَبْخَلُ عَلَيْهِ بِأَنْ يَغْفِرَ لَهُ اللَّهُ بِي»

ذكر أبي القاسم النصراباذي

§ذِكْرُ أَبِي الْقَاسِمِ النَّصْرَابَاذِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّصْرَابَاذِيُّ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُودٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّيْدَلَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وَرَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ -[218]- هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: §«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ النَّصْرَابَاذِيَّ، يَقُولُ: «§إِذَا أَعْطَاكُمْ حَبَاكُمْ، وَإِذَا لَمْ يُعْطِكُمْ حَمَاكُمْ، فَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْحَبَا وَالْحَمَا، فَإِذَا حَبَاكَ شَغَلَكَ، وَإِذَا حَمَاكَ حَمَلَكَ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ، يَقُولُ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} [التوبة: 111] قَالَ: «§بِعِلْمِي اشْتَرَيْتُهُمْ وَبِحُكْمِي بِعْتُهُمْ، فَلَا يَنْقُضُ عِلْمِي حُكْمِي، وَلَا يَنْقُضُ حُكْمِي عِلْمِي»

ذكر أبي العباس البردعي

§ذِكْرُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْبَرْدَعِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ الْبَرْدَعِيُّ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا طَاهِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، بِبَرْدَعَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَطَوَانِيُّ، حَدَّثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ §يَقُومُ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ» ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُرْتَعِشَ، يَقُولُ: §«مَنْ لَا تَنْفَعْكَ رُؤْيَتُهُ لَا يَنْفَعْكَ عِلْمُهُ»

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ طَاهِرٍ الْأَبْهَرِيَّ، يَقُولُ: §«لَا يَصْلُحُ الْكَلَامُ إِلَّا لِرَجُلٍ إِذَا سَكَتَ خَافَ الْعُقُوبَةَ بِسِكُوتِهِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ دَاوُدَ -[221]- الْبَرْدَعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ، يَقُولُ: «§نِهَايَةُ الصَّابِرِ فِي حَالِ الصَّبْرِ حَمْلُ الْمُؤَنِ لِلَّهِ، حَتَّى تَنْقَضِيَ أَوْقَاتُ الْمَكْرُوهِ»

أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْبَرْدَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: §«الْأُنْسُ بِالْمَوَاعِيدِ وَالتَّعْوِيلُ عَلَيْهَا خَلَلٌ فِي الشَّجَاعَةِ»

حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْدَعِيُّ، حَدَّثَنِي طَاهِرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، -[222]- يَقُولُ: «§مَنْ فَرَّ إِلَى اللَّهِ بِدِينِهِ وَهُوَ يَتَّهِمُهُ فِي رِزْقِهِ، فَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ»

ذكر أبي علي بن حمزة الجعفري

§ذِكْرُ أَبِي عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْجَعْفَرِيِّ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَمْزَةَ الصُّوفِيُّ الرَّازِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ بِبَلْخٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ الزَّاهِدُ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «§أَوَّلُ مَنْ يُدْعَى إِلَى اللَّهِ الْحَمَّادُونَ،» الَّذِينَ يَحْمَدُونَ اللَّهَ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ "

سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكِيمِ يَقُولُ: «§اتَّسَعَ حَالُ مَنْ يُدَارِي، وَضَاقَ حَالُ مَنْ يُمَارِي»

وهذه حكايات كانت في آخر الكتاب

§وَهَذِهِ حِكَايَاتٌ كَانَتْ فِي آخِرِ الْكِتَابِ

سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحُصَرِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: «يَا بُنَيَّ، §مَا فِي الْوَقْتِ مُزْحَةٌ، الْوَقْتُ جَدٌّ كُلُّهُ»

سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ بَنَانٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ: قَالَ الْجُنَيْدُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، §«لَا تَتَعَنَّ فَإِنَّ الْحَقَّ لَا يُعْطِي نَفْسَهُ لِأَحَدٍ»

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيَّ، بِالرَّمْلَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ، يَقُولُ وَقَدْ سُئِلَ عَنِ التَّوَكُّلِ فَقَالَ: §«التَّوَكُّلُ فِي حَوَاسِّكَ وَمَجِارِي الْأَحْكَامِ عَلَيْكَ»

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو الْبِيْكَنْدِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئَ، يَقُولَ: «§مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا فَلَا يَنْصَحْكَ، وَمَنْ أَحَبَّ الْآخِرَةَ فَلَا يَصْحَبْكَ، لَا تَرْجُ نُصْحَ مَنْ قَدْ خَانَ نَفْسَهُ»

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَوَّاصُ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: §«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي ابْتَدَعْتَ -[227]- بِهِ عَجَائِبَ الْخَلْقِ فِي غَوَامِضَ الْعِلْمِ، يَجُودُ جَلَالُ جَمَالُ وَجْهِكَ فِي عَظِيمِ عَجِيبِ تَرْكِيبِ أَصْنَافِ جَوَاهِرِ لُغَاتِهَا، فَخَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ سُجَّدًا لِهَيْبَتِهِ مِنْ مَخَافَتِكِ، أَنْ تَجْعَلَنَا مِنَ الَّذِينَ سَرَحَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي الْعُلَى، وَحَطَّتْ هِمَمُ قُلُوبِهِمْ فِي مُعْلِيَاتِ الْهَوَى حَتَّى أَنَاخُوا فِي رِيَاضِ النَّعِيمِ وَشَرِبُوا بِكَأْسِ الْعَيْشِ وَخَاضُوا لُجَجَ السُّرُورِ وَاسْتَظَلُّوا تَحْتَ فِنَاءِ الْكَرَامَةِ»

سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يُوسُفَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتَ الْجُنَيْدَ يَدْعُو إِذَا سَأَلَهُ إِنْسَانٌ أَنْ يَدْعُو لَهُ: «§جَمَعَ اللَّهُ هَمَّكَ، وَلَا شَتَّتَ سِرَّكَ، وَقَطَعَكَ عَنْ كُلِّ قَاطِعٍ يَقْطَعُكَ عَنْهُ، وَوَصَلَكَ إِلَى كُلِّ وَاصِلٍ يُوصِلُكَ إِلَيْهِ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِكِ، وَشَغَلَكَ بِهِ عَمَّنْ سِوَاهُ، وَرَزَقَكَ أَدَبًا يَصْلُحُ لِمُجَالَسَتِهِ، وَأَخْرَجَ مِنْ قَلْبِكَ مَا لَا يَرْضَى، وَأَسْكَنَ فِي قَلْبِكَ رِضَاهُ، وَدَلَّكَ عَلَيْهِ مِنْ أَقْرَبِ الطُّرُقِ» . كَانَ مِنْ دُعَاءِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: اللَّهُمَّ اسْتُرْ وَاجْعَلْ تَحْتَ السَّتْرِ مَا تُحِبُّ، فَرُبَّمَا سَتَرْتَ عَلَى مَا تَكْرَهُ

§1/1