الأحاديث القدسية الأربعينية ت عبد العزيز مختار

الملا على القاري

الأَحَادِيثُ الْقُدُسِيَّةُ الأَرْبَعِينِيَّةُ لِلعَلاّمة أبي الحَسن مُلا عَليِّ بَنِ سُلْطَان القَارِي الهَرويِّ المُتَوفىَ سنة (1014) حَقَّقهُ وَضَبَطَ نُصُوصَهُ وَخرََّجَ أَحَادِيثَهُ أ. دُ. عَبدُ الْعَزِيزِ مُختَار إِبرَاهِيم الأَمِين أُسْتَاذُ الحَدِيثِ وعُلُومِهِ كُلِّيةُ التَّربيةِ والآدَابِ/قِسْمُ الدِّرَاسَاتِ الإسْلامِيةِ جَامِعةِ تَبُوك

الصفحة الأولى والثانية من المخطوط رقم (2130/ 2)

الصفحة الأخيرة من المخطوط رقم (2130/ 2)

الصفحة الأولى من المخطوط رقم (14232/ 2)

الصفحة الأخيرة من المخطوط رقم (14232/ 2)

الصفحة الأولى من المخطوط رقم (10071/ 2)

[مقدمة المحقق]

[مقدمة المحقق] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الحْمدُ لِلهِ نَحِمِدَهُ ونَستِعِنُهُ ونَعُوذُ بِهَ مِن شُرُورِ النَّفس، وَمُضِّلاةِ الفِتَن، ونَزَغاتِ الشْيَاطِينِ وَتَهْوِينِهِ، وَبَعْدُ. فَهذِهِ رِسالَةٌ نَافِعةٌ مُفِيدةٌ، في الأَرْبَعِينِ القُدُسِيَّةِ، والكَلِماتِ الأُنْسِيَّةِ، جَمعَها العَلاّمةٌ مُلا عَلِي بنِ سُلْطانِ القَاري المَكِّيِّ، المُتَوفَى بِمكَّةَ المُكرَّمَةِ، حَرَسَها اللهُ سنة (1014). فعَزمتُ على تَحقِيقَهَا وضَبِطِ نُصُوصِها قَدْرِ الطَاقةِ سائلاً اللهَ تَعالىَ التَّوْفِيقَ والسَّدادَ، وحُسْنَ المَقْصَدِ، واللهُ مِن وراءِ القْصْدِ. وتُوْجَدُ لَها خَمْسُ نُسْخٍ، بِمركَز المَلِكِ فَيْصَل بالرَّيَاض، وهي عَلى النَحو الآتِي: الأُولى: برقم (2130/ 2)، وهِي نُسْخَةٌ جَيِّدةٌ وكُتِبت بخطٍ جيِّدٍ، وتَقعُ في إحدى عشر لَوحَة، فِي الواحِدةِ منها (21) سطراً بِمِقاس (14×16) سم تَقرِيباً، وعدد كلِماتِها ما بين (8 - 10) كلِمة في السَّطر الواحد.

وِلِجودَتِها جَعْلتُها هي الأَصل، وبيّنتُ الفُرُوقَ بينَها وَبَين غَيرِها في الحَاشِية، وهِي فُرُوقٌ قلِيلَة، وأَكْثَرُها فِي المُقدِّمة. الثَّانِيةُ: بِرقم (14232/ 2)، وهي أَيضَاً نُسخَةٌ جَيَّدةٌ، وتَقعُ في ثَمانِ لوحَاتِ، فِي الواحِدةِ منها (25) سطراً، مقاس (20×13) سم تَقرِيباً، وعدد الكَلِمات فِيها ما بين (8 - 10)، وعلى الورقةِ الأُولى تعلِيقٌ فيه تَعرِيفٌ بالحديثِ القُدُسيِّ وَطُرُقِ رِوايَتِه، والفُرُوقِ بَينَهُ وَبَينَ القُرْآنِ الكَرِيمِ، وبَيْنَهُ وَبَيْنَ الحَدِيثِ النَّبَويِّ، ولَعلَ ذلِك مِن النَّاسِخ. الثَّالِثة: وهِي بِرقم (14155/ 4)، وهِي كذلِكَ نُسخَةٌ جَيِّدةٌ، وتَقعُ في عشر لَوحَاتٍ، فِي كُلِّ لَوحَةٍ فِيها (19) سطراً بِمِقاس (16×11) سم تَقرِيباً، وعدد كلِماتِها ما بين (8 - 10) كلِمة في السَّطر الواحد. الرَّابِعة: وهِي برقم (10071/ 1)، وهِي لا بَأَسَ بِها، وهِي مَقرُوءةٌ إلا فِي مَواضِعَ قَلِيلَةٍ وَيَسِيرِةٍ جِداً، وتَقعُ فِي سَبْع لَوحَاتٍ، فِي كُلِّ لَوَّحةٍ (21) سطراً بِمِقاس (21×15) سم تَقرِيباً، وعدد كلِماتِها ما بين (10 - 12) كلِمة في السطر الواحد.

عملي في هذا الكتاب

الخَامِسة: بِرقَم (6789/ب)، وهِي نُسْخَةٌ رَدِيئةٌ جِداً، فيها طمسٌ كَثِيرٌ، وتَقَعُ في سَبْعِ لَوَّحَاتٍ، وعدد أسْطُرِها (25) سطراً، وعدد كَلِماتِها (10 - 11)، كَلِمة في السَّطْرِ الواحِد. عَملي في هَذا الكِتابِ: أولاً: عرَّفتُ بالعلاّمة أَبِي الحَسن مُلا عليِّ بن سُلطان القَاريِّ الهَرويِّ، من حيثُ اسمه، ومَولده، ونشأته، وشُيوخه، ومكانته العِلمية، وثناء العُلماء عليه، وبعض مُؤلفاته، ووفاته. ثانياً: عرَّفَتُ وبإيجاز بالحَدِيث القُدسيِّ فِي الاصطلاح، وبيان الفُروقِ بين الحديث القُدسيِّ والقُرآن الكريم، وبينه وبين الحديثِ النَّبويِّ. ثالثاً: ضَبطتُ بالشَّكل جَميع الأحَادِيثِ والأعَلام قَدْر الإمكان. رابعاً: خرَّجتُ الأحَاديث الوَارِدة في الكتابِ، مِن مَصَادِرِها الأَصلِيَّةِ من كُتُب السُّنة، مِن الصِحاحٍ والمَسانيدِ، والمُصَنَّفاتِ والمَعاجِم، والأجزَاء الحَديثيَّة وغيرها. خامساً: حَكمتُ على كُلِّ حديثٍ "غير أحاديث الصحيحين أو مَا كان في أحدهما " بما يناسبُ حاله من صحة وضعف، مشيراً إلى عِلّة الضعف

باختصار، إن كان الحديث ضعيفاً، وأذكر كلام أهل العلم في ذلك بأوجز عبارة. سادساً: نَسختُ المخطُوط بالخطِّ العَربيِّ المُعْتاد. سابعاً: عرَّفتُ بالكتاب، وموضُوعِه، مع وصفٌ مُختصر للمخطُوطِ ونُسخِهِ. ثامناً: قدَّمتُ في التخريج طريق المصنِّف أولاً، ثم الصحيحين، ثم بقية الكُتُب السِّتة، ثم بقية المصادر الأخرى، دون التزام مُعين. تاسِعاً: وأخيراً ذيلتُ الكتاب بفهرس لأحاديث الكِتاب مُرتباً على حُروف الهِجاء، مع ذكر راوي الحديث من الصَّحابة، ومع بيان درجته. هذا وقد بذلتُ غاية جهدي في إخراج هذا الكتاب بما يناسب حاله، فإن أصبتُ فمن اللهَ وحدهُ، وله المنَّةُ والفضلُ، وإنْ كَانَ غير ذلك فمني ومن الشَّيطان واللهُ الهادي إلى سَواء السَّبيل.

التعريف بالمؤلف

التعريف بالمُؤلِّف (¬1) اسمه: هو العلاّمةٌ الحافظُ المُقرئ مُلا (¬2) علي بن سُلطان بن مُحَمَّد القَاري (¬3) ... الهَرويُّ (¬4)، ثُّم المكيُّ (¬5)، الحنفيّ (¬6) يُكنى بأبي الحَسن. مَولده ونشأته: وُلد العلاّمةُ عليِّ القاري بمدينة هَرَاة، وهي مدينة بخُراسان، بجُمهورية أفغانستان الإسلامية الآن. ¬

_ (¬1) انظر بعض مصادر ترجمته في سمط النجوم العوالي (4/ 394)، وخلاصة الأثر (3/ 185)، والبدر الطالع (1/ 445)، والتاج المكلل (398)، وهدية العارفين (1/ 753)، والفوائد البهية (8)، والأعلام للزركلي (5/ 12)، المُلا علي القاري، فهرس مُؤلفاته وما كُتب عنه، لمحمد عبد الرحمن الشماع (مجلة آفاق الثقافة والتراث العدد:1).للعام (1414).ومُلا علي القاري وآراؤه الاعتقادية في الإلهيات عرض ونقد، لمساعد المطرفي (رسالة ماجستير، جامعة أم القرى، كلية أصول الدين). (¬2) () " مُلا" وهي كلمة فارسية، ومعناها عندهم، العالم المُتبحِّر الكبير الشأن. (¬3) () نسبة إلى قراءة القُرآن، لأنه اشتغل بعلم القرآن الكريم. (¬4) () نسبة إلى " هَرَاة" التي انتقل منها. (¬5) () نسبة إلى " مكة المُكرمة" التي سكنها، وبها مات. (¬6) () نسبة إلى مذهبه الفقهي، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة، رحمه الله.

شيوخه

ولم يُعرف لدى مَنْ ترجم لهُ تحديداً لسنة ولادته. ثمَّ انتقل من هَراة إلى مَكة المُكرَّمة، حين تغلَّب على هَراة إسماعيل الصفويِّ الرَّافِضِيِّ، وحصل منه فتنةٌ عظيمةٌ، وحمل النَّاس على إلزامهم بشعائر دينهم المُخالفة للسُّنَّة، وقد ذكر هذا بنفسه، حيثُ قال:" الحمدُ لله على ما أعطاني من التَّوفيق والقُدرة على الهجرة من دار البدعة إلى خير دار السُّنَّة، التي هي مهبط الوحي، وظهور النُّبُوة، وأثبتني على الإقامة من غير حول مني ولا قوة" (¬1) شُيُوخُهُ: طلب العلم ببلدة هَراة، وحفظ القُرآن الكريم في صغره على الشَّيخ، معين الدِّين بن زين الدِّين الهرويِّ، ثم رحل إلى مكة المُكرَّمة، وتتلمذ على أشهر شيوخها، والواردين إليها، منهم الشيخ مُحمَّد بن عليِّ ابن أحمد الجُناحيِّ، وشهاب الدين أبو العبَّاس أحمد بن مُحمَّد بن عليِّ السَّعديِّ، المشهُور بابن حجر الهيَّتَّميِّ، صاحب كتاب الزواجر، ¬

_ (¬1) انظر: شم العواض (94).

مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

والعلامة المُحدِّث عليِّ بن حُسام الدين القاضي المُتَّقي الهنَّدي، صاحب كتاب" كنز العُمال في سنن الأقوال والأفعال". ومُفسر مكة المُكرمة الشَّيخ عطية بن عليِّ السُّلميِّ المكِّيِّ، أخذ عنه علم الحديث والتفسير. والشَّيخ المُحدِّث عبد الله بن سعد الدين العُمَريِّ السِّنديِّ، والشَّيخ شمس الدين مُحمَّد بن عليِّ الجُناحيِّ الأزهريِّ، وغيرهم. مكانته العلمية وثناء العُلماء عليه: العلاّمةُ مُلا علي القاري يُعد من كبار عُلماء عصره المُبرِّزين في عُلوم شتى كثيرة، وخاصة في عُلوم القُرآن والسُّنة. وكان عالماً زاهداً ورعاً مُتعففاً، يأكل من عمل يده، قالوا عنه: " كان يكتُبُ كل عام مُصحفاً، بخط جميل، وعليه طُرَرٌ من القرآءات والتفسير، فيبيعه فيكفيه قوته من العام" (¬1). قال عنه المحبيِّ:" أحد صدور العلم، في عصره، الباهر في التَّحقيق وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الإطراء بوصفه". ¬

_ (¬1) () انظر: الأعلام للزركلي (5/ 12).

وقال أيضاً:" واشتهر ذكرهُ وطار صِيتهُ، وألَّف التآليف الكثيرة اللَّطيفة التأدية المحتوية على الفوائد الجليلة" (¬1). ووصفه العصامي بقوله:" الجامع للعلوم العقلية والنقلية، والمتضلع من السُّنَّة النَّبوية، أحد جماهير الأعلام، ومشاهير أولي الحِفظ والأفهام ..... ". (¬2) وقال اللَّكنويُّ:"وقد طالعتُ تصانيفه ..... وكلّها مُفيدة، بلَّغته إلى مرتبة المُجدِّدية على رأس الألف". (¬3). وقال عنه سُليمان المقرئ:" هو: علامة زمانه وواحد عصره وأوانه، والمفرد الجامع لأنواع العلوم العقلية والنقلية، والمتضلع في علوم ¬

_ (¬1) () انظر: خلاصة الأثر (3/ 185). (¬2) () انظر: البدر الطالع (1/ 445)، وسمط النجوم (4/ 394)، وبقية كلامه:" لكنه امتحِن بالاعتراض على الأئمة، لا سيما الشافعي وأصحابه .... ولهذا تجد مُؤلفاته ليس عليها نُور العلم، ومن ثمَّ نهى عن مُطالعتها كثير من العُلماء والأولياء". قال العلامة الشوكاني مُعترضاً على ما قاله العصامي، فقال:" أقول هذا دليل على عُلُو منزلته، فإن المُجتهد شأنه أن يُبيِّن ما يخالف الأدلة الصحيحة ويعترضه، سواء كان قائله عظيماً أو حقيراً".انظر: البدر الطالع (1/ 446). (¬3) () انظر: الفوائد البهية (25).

مؤلفاته

القرآن والسُّنَّة، وعالم البلد الحرام، والمشاعر العظام، وأحد جماهير الأعلام، ومقدَّم مشاهير أولي التَّحقيق والأفهام، شُهرته كافية في إطراء وصفه، قرأ ببلده ثُمَّ رحل إلى مكة" (¬1). مُؤلفاته: للعلامة مُلا علي القاري مُؤلفات كثيرة، تزيد على المئتين، ما بين كبير في مجلدات، ومتوسط وصغير (¬2) فمن ذلك: (1) أربعون حديثاً قُدسياً. وهو موضُوع دراستنا. (2) أنوار القرآن وأسرار الفرقان. (في ثلاث مجلدات). (3) الأثمار الخبية في أسماء الحنفية. (4) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح. (5) شرح الأربعين النووية. (6) الرد على ابن عربي في كتابه الفُصُوص وعلى القائلين بالحُلُول والاتحاد. ¬

_ (¬1) () انظر: مجلة آفاق الثقافة (4). (¬2) () ذكر له الأستاذ مُحمَّد عبد الرحمن الشماع في فهرس مُؤلفاته (263) مُؤلفاً.

وفاته

(7) سلالة الرسالة في ذم الروافض من أهل الضلالة. (8) الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة. (9) منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر. (10) شرح الشاطبية. (11) أربعُون حديثاً في النكاح. وفاته: كانت وفاته - رحمه الله - بمكة المُكرَّمة في شهر شوال سنة أربع عشرة وألف (1014)، ودُفن بمقبرة المعلاة، رحمه الله رحمةً واسعةً، وجمعنا الله وإياه ووالدِينا والمُسلمين في دَار كَرامته وصَلىَ اللهُ على نَبيِّنا مُحَمَّدٍ وَعلَى آلِهِ وَصَحبه وسَلَّم.

تعريف الحديث القدسي لغة

تعريف الحديث القُدُسيِّ لُغةً: القُدُسيُّ نسبة إلى "القُدْسِ"وهو الطُّهر. قَالَ ابن مَنظُور: التَّقديسُ: تنزيهُ اللهِ، والتَّقديسُ التَطَّهيرُ والتبريكُ، وتقدَّسَ: تطَّهر. وفي التنزيل: "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ" (¬1). وقَالَ الزَّجاجُ: معنى نُقدِّسُ لَكَ، أي: نُطهِّرُ أنفُسنا لَكَ. ومن هذا قيل للسَّطل (¬2) "القدس" لأنه يتقدس منه. أي: يتطهر. ومنه بيت المقدس: أي البيت المُطَهّر، أي المكان الذي يُتَطّهر به من الذُنُوب. ومنه رُوحُ القُدُس: أي جبريل عليه السَّلام، وفي الحديث:"إنَّ رُوحَ القُدُسُ نَفَثَ في رُوعِي ... " (¬3) يعني جبريل؛ لأنه خُلِقَ من طهارة. ¬

_ (¬1) سورة البقرة، آية (30). (¬2) وهو: الطّسْتُ. كما في القاموس مادة (سطل) ص (1311). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 4)، وابن حبان (1084 موارد) من حديث جابر بن عبد الله. وأخرجه البغوي في شرح السنة (14/ 303)، والحاكم في المستدرك (2/ 4) وغيرهما من حديث عبد الله بن مَسْعُود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3085)، والأرناؤوط في جامع الأصول (10/ 117)، وفي شرح السنة للبغوي (14/ 305)، وقوله (في رُوعي) أي: في خَلدي ونفسي. ومعناه: أوحى إليَّ. انظر شرح السنة للبغوي (14/ 305).

وقَالَ اللهُ في صفة عيسى عليه وعلى نبيِّنا الصَّلاةُ والسَّلام: "وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ" (¬1)، وهو جبريل، ومعناه رُوح الطهارة. وفي الحديث "لا قُدِّ سَتْ أمّةٌ لا يُؤخذُ لضعيفها من قويها" (¬2)، أي: لا طُهِّرت (¬3). وقَالَ في القامُوس: القُدُسُ: الطُّهرُ اسم مصدر ... والبيت المُقدَّس، وجبريل، كرُوح القُدُس ... والقُدُّوسُ من أسماء الله تَعَالىَ ... والتَّقديس التَّطهير، ومنه الأرضُ المقدَّسة وبيت المقدس ... وتَقَدَّس: تَطهَّر (¬4). ¬

_ (¬1) سورة البقرة، آية (253). (¬2) أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله (2/ 138) رقم (4010)، وحسنه البوصيري في الزوائد (3/ 243)، وانظر صحيح الجامع (4597) و (4598). (¬3) انظر: لسان العرب لابن منظور (3/ 33) مادة (قدس)، ومختار الصحاح ص (524)، والصحاح في اللغة والعلوم (2/ 284) المادة نفسها. (¬4) انظر: القاموس المحيط ص (728)، والمعجم الوسيط (2/ 719) مادة (قدس).

تعريف الحديث القدسي اصطلاحا

تعريف الحديث القُدُسيِّ اصطلاحاً: وله عدة تسميات كلها لا تخرج عن مضمونها اللُّغوي، فيُسمى بالأحاديث (القُدُسية)، وبالأحاديث "الإلهية" نسبة إلى الذات الإلهية وهو الله. ويُسمى أيضاً بالأحاديث "الرَّبانية" نسبة إلى الرَّب عز وجل. (¬1). وقد عَرَّفه الحافظُ ابن حجر الهيثميِّ فقَالَ: "هو مَا نُقل إلينا آحاداً عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع إسناده عن رَّبه" (¬2). وقد عرَّفه بعضُهم بقوله:"هو الحديثُ الذي يسنده النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الله، فيرويه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أنه كلام الله تَعَالىَ". وقيل هو: "ما أُضِيفَ إلى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأسنده إلى ربه عز وجل" (¬3)، وهذه التعريفات كلها كما ترى مُتقاربة. والله أعلم. ¬

_ (¬1) انظر: فتح المبين لابن حجر الهيثمي ص (201)، والحديث والمحدِّثون لأبي زهو ص (16)، وعلوم الحديث ومصطلحه لصبحي الصالح ص (11)، ومنهج النقد للدكتور نور الدين عِتْر ص (323) وغيرها. (¬2) انظر: فتح المبين للهيثمي ص (200). (¬3) انظر: الحديث النبوي مصطلحه وبلاغته للصباغ ص (160)، ومنهج النقد ص (323).

الفروق بين القرآن الكريم وبين الحديث القدسي

الفُروق بين القُرآن الكريم وبين الحديث القُدُسيِّ: لقد ذكر العُلماء - رحمهم الله - فُرُوقاً كثيرة بين القُرآن الكريم والحديث القُدُسيِّ. ويتلخص كلام أهل العلم، في الفُرُوق بين القُرآن الكريم والحديث القُدُسيِّ في الآتي: (1) أن القُرآن الكريم لفظه ومعناه من عند الله تَعَالىَ، وليس للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منه إلا مجُرد التبليغ، وأما الحديث القُدُسيِّ فمعناه من عند الله تَعَالىَ، ولفظه من عند الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (2) القُرآن الكريم مُعجزةُ الله تَعَالىَ الباقية، على مرِّ الدُهور، محفوظٌ من التغيير والتبديل، تحدى اللهُ به العربَ جميعاً. أما الحديث القُدُسيِّ فهو بخلاف ذلك، فهو غير متحدٍ به، ولم يَسلم من الوضع فيه، من قِبل الوضّاعين والزنادقة، وأصحاب الأهواء المختلفة.

(3) القُرآن الكريم لا يجوز روايته بالمعنى؛ لأنه مُتعبد بلفظه ومعناه، في الوقت الذي يجوز رواية الحديث القُدُسيِّ -والنبويِّ أيضاً- بالمعنى (¬1) (4) يتعين قراءة القرآن الكريم في الصلوات كلها "سواء كانت الجهرية منها أو السرية، الواجبة منها أو السنة".إذ لا تصح الصلاة إلا بها، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فإنه لا تجوز أصلاً قراءته في الصلاة. (5) تسميته قُرآناً بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يُسمى قرآناً. (6) القُرآن الكريم نُقل إلينا بالتواتر، بخلاف الحديث القُدُسيِّ إذ فيه المتواتر والآحاد. (7) تسمية الجملة منه آية، ومقداراً من الآيات سُورة، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يُسمى آية، واللفظ منه لا يُسمى آية. ¬

_ (¬1) أجاز جمهور السَّلف من المحدِّثين والفُقهاء، والأصُوليين، رواية الحديث بالمعنى ووضعوا لذلك ضوابط وشُروطاً منها، أن يكونَ الراوي عالماً بما يُحيلُ المعنى، وخبيراً بالألفاظ ومقاصدها، ونحو ذلك. انظر: الكفاية للخطيب ص (198)، وفتح المغيث (3/ 49)، وتدريب الراوي (2/ 151)، والباعث الحثيث (2/ 399).

(8) حرمة مس القُرآن الكريم للمُحْدِث، وحرمة تلاوته للجُنب ونحوه، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يحرم مسه للمحدث ولا قراءته للجنُب وغيره. (9) التعبد بقراءة القُرآن، وأن بكل حرف منه عشر حسنات، بخلاف الحديث القُدُسيِّ فلا يُتعبد بقراءته، وليس فيه بكل حرف منه عشر حسنات. (10) القُرآن الكريم يحرم بيعه في رواية عند الإمام أحمد، ويكره عند الامام الشافعيِّ، بخلاف الحديث القُدُسيِّ، فلا يمنع بيعه. (11) القُرآن الكريم أُوحي إلى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوحي جَلّي بخلاف الحديث القُدُسيِّ فقد نُقل بالوحي الجلي والإلهامي، والرُؤية المنامية، وقد يكون باجتهاد منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُقر على الخطأ. (12) أن القُرآن الكريم لا يُنسب إلا إلى الله تَعَالىَ، أما الحديث القُدُسي فيُنسب إلى الله تَعَالىَ نسبة إنشاء، ويُروى مضافاً إلى الرسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نسبة إخبار، فيُقَالُ: قَالَ رسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما يرويه عن رَّبه.

الفروق بين الحديث النبوي والقدسي

الفُروق بين الحديث النَّبويِّ والقُدُسيِّ: بالتتبع والبحث تبين لي أن الفُروق بين الحديث النبويِّ، والقُدُسيِّ هي كالآتي: الأولى: أن الحديث يشمل أقوال الرسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأفعاله وتقريراته وصفاته الخَلقية والخُلُقية، بخلاف الحديث القُدُسيِّ فإنه خاص بأقواله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الثانية: الاختلاف في صيغة الرواية، فالحديث القُدُسيِّ: ما أضافه النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى ربه - عز وجل -، أو قيل فيه: قَالَ الله - عز وجل - فيما رَواهُ عنه الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الكِرمانيُّ: " الفرق - أي بين القُدُسيِّ والنبويِّ- بأن القُدُسيِّ مُضاف إلى الله، ومروي عنه بخلاف غيره ... " (¬1). الثالثة: هو ما ذكره القاسميُّ عن الشيخ عبد العزيز الدَّباغ قَالَ: " إذا تكلم النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان الكلامُ بغير اختياره فهو "القُرآن"وإن كان باختياره، فإن سطعت حينئذٍ أنوار عارضةٌ، فهو ¬

_ (¬1) انظر: الكواكب الدراري (9/ 75)، وفتح الباري (407).

الحديث القُدُسي، وإن كانت الأنوار الدائمة، فهو الحديث الذي ليس بقُدُسي، ولأجل أن كلامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابد أن تكون معه أنوارُ الحق سُبحانه ... " (¬1). ¬

_ (¬1) انظر: قواعد التحديث للقاسمي ص (68). قلت: وهذا الذي ذكره عن الدباغ ليس له أصلٌ ولا دليل يسنده من كتاب ولا سنة، والدباغ من الأشراف الحسينيين متوفى سنة "1132". ترجم له الزركلي في الأعلام (4/ 28) وقَالَ: "كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب، ولأتباعه مبالغةٌ في الثناء عليه، ونقل الخوارق عنه".

[مقدمة المصنف]

[مقدمة المصنف] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الأحَادِيثُ القُدُسيَّةِ الأَربَعِينِيَّةِ الحَمْدُ للهِ العَليِّ العَظيمِ، والبَّرُ الكَريمِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ الأتَمَّانِ الأَكمَلانِ عَلى سَيِّد وَلدِ عَدْنَانَ، وعَلى آلِه وأصْحَابِه حَملةِ عُلُومهِ وآدابِه، وعَلى التَّابِعِين وأتباعِهِم إلى يَومِ الدِّينِ وبَعْدُ. فَقَد نَسخ (¬1) في خاطِر المُفتقِر إلى رَحمة ربِّه المُقتدِرِ (¬2) عليِّ بن سُلْطان مُحَمَّدٍ القَارئ، عَلَيه رَحمةِ الباري أنَ يَجمعَ الأحَادِيث القُدُسِيَّةِ، والكَلمَاتِ الأُنسيَّة أرْبِعِينَ حَدِيثاً يَرويه، صَدرُ الرُوَّاةِ وبدرُ الثِّقاتِ عليه أفضل الصَّلَواتِ وأكملُ التَّحيات، عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وتَعالى، تَارةً بِواسطة جبريلَ عَليه الصَّلاةُ السَّلامُ، وتارةً بالوحيِّ والإلهامِ والمَنامِ، مُفَوِّضَاً إليه التَّعبير، بَأيِّ عِبارة شَاء من أنواع الكَلام، وهي تُغايرُ القُرآنَ الحَميد، والفُرقانِ ¬

_ (¬1) في نسخة (14332/ 2) سنح. (¬2) في نسخة (14332/ 2) الباري.

المَجيد، بأن نُزُوله لا يكُونُ إلاَّ بواسطة الرُوحِ الأمينِ، ويكُونُ مُقَيَّداً باللَّفظ المُنَزَّلِ من اللَّوح المَحفٌوظِ على وَجه التَّعيين. ثُمَّ يَكُونُ نَقْلُهُ مُتوَاتر (¬1) قطعِياً في كُلِّ طبقةٍ وعصرٍ وحينٍ، ويتفرع عليه فروعٌ كثيرةٌ عند العُلماء، بها شَهيرة منها. عدمُ صحةِ الصَّلاة بقراءة الأحَاديث القُدُسيَّة، ومنها عدمُ حُرمة لمسها وقراءتها للجُنُبِ، والحائضِ والنُفساء، ومنها عدمُ كُفْرِ جاحِدِها، ومنها عدمُ تعلُق الإعجاز بها. رجاءَ أن أكُونَ في الدُّنيا داخلاً تحتَ شَرطية:" مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِى أَرْبَعِينَ حَدِيثاً مِن السُّنَة ........ " (¬2) وفي الأُخرى أنسْلِكُ في جزاء كُنتُ له شهيداً وشفيعاً يومَ القِيامة. ¬

_ (¬1) في نسخة (14332/ 2) متواتراً. (وهو الصواب). (¬2) الحَدِيث رُوِي بألفاظ كثيرة، منها " مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِيْ أَرْبَعِيْنَ حَدِيْثًا يَنْتَفِعُوْنَ بِهَا بَعَثَهُ اللهُ يَوْم الْقِيَامَة فَقِيْهًا عَالِمًا"، وفِي لَفظٍ:"وَكُنْتُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ شَافِعَاً وَشَهِيدَاً "، وفِي أُخرى:"أَدْخَلْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي شَفَاعَتِي". وَهُو حديثٌ ضَعِيفٌ، بإتِفاق أهلِ المعرِفة، قال النَّوويُّ طُرقه كلِّها ضعيفةٌ وليس بثابتٍ"، وقال الحافظُ ابن حجر:" جمعتُ طُرُقهُ في جُزءٍ، ليس فيها طريقُ تَسلمُ من عِلَّةٍ قادحةٍ" = =انظر: العلل المتناهية (1/ 199)، وجامع بيان العلم وفضله (1/ 77)، وتلخيص الحبير (3/ 94)، والمقاصد الحسنة (1/ 216)، والدُّرر المُنتثرة (1/ 18)، وتذكرة الموضُوعات (1/ 27)، وأسنى المطالب (1/ 268)، واللالئ المنثُورة (1/ 193)، والفوائد المجموعة (1/ 133)، وكشف الخفاء (1/ 33)، والسلسلة الضعيفة (4589)، وضعيف الجامع (5560).

الحديث الأول

الحَدِيْثُ الأَوَّلُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:"قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَاْلَ الْعَبْدُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، فَإِذَا قَاْلَ: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فَإَِذَا قَاْلَ: مَالِكِ يَوْمِِ الدِّينِ، قَاْلَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، فَإَِذَا قَاْلَ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، قَاْلَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَاْلَ: اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ". رَواهُ أحْمَد، وأصْحَابُ السِّتَّ، مَاعَدا البُخَارِيِّ.

صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد (2/ 241)، ومُسْلِم في الصَّلاة: بابُ قراءة الفاتحة في كُلِّ ركعة ... رقم: (395)، وأبُو دَاوُد في الصَّلاة: بابُ مَنْ تَرَكَ القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، رقم: (821)، والتِّرمذيُّ في التَّفَسِير: باب تَفَسِير سُورة الفاتحة، والنَّسائيُّ في الافتتاح: بابُ تَرك قرَاءةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم في فاتِحة الكتَاب، رقم: (910)، وابنُ مَاجه في الأدب: بَابُ ثَواب القُرآن، رقم (3784)، والبُخَارِيُّ في القراءة خلف الإمام (12، 43، 45، 47، 49، 52، 53)، وفي خَلْق أفعال العباد (1/ 48)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (1/ 316)، والنَّسائيُّ أيضاً في فضائل القُرآن (1/ 88)، والامامُ مالكٌ في مُوطئه (1/ 84)، والحُمَيدِيُّ (973)، وابنُ خُزَيَمةَ (502)، وابنُ حِبَّانَ (3/ 54) رقم: (776) وعبدالرَّزاق في المُصنَّف (2767)، وأبوعَوانة (2/ 126)، وابنُ أبِي شَيْبَة (1/ 360)، والبَيْهَقِيُّ في الكُبرى (2/ 39، 166، 167)، وفي الصُغرى (360)، وفي مَعرفة السُّنن والآثار (761)، وفي شُعَب الإيمان (2271)، وفي الأسماء والصِّفات (441)، وفي القراءة خلف

الحديث الثاني

الإمام (40، 43)، والدَّارَقُطنِيُّ (1/ 312)، وإسْحاقُ بن رَاهَويْه في مُسنده (323)، والقَاسمُ بن سلاّم في فضائل القُرآن (332)، والطَّبَرانِيُّ في مُسند الشَّاميين (161)، وابنُ حزم في المُحلَّى (11/ 248)، وابنُ بشْران في الأمَالي (917)، والبَغْوِيُّ في شَرح السُّنَة (578) وفي التَّفَسِير (1/ 57). ولهُ شَاهدٌ من حَديث جَابر بن عبد الله، أخرجهُ ابنُ أبي حَاتِم في تَفَسِيره (1/ 33)، وابنُ جَريرالطَّبَرِيُّ في التَفَسِير (1/ 201)، والإسْماعيلي في مُعجم شُيوخ أبي بكر (244)، والبَيْهَقِيُّ في القراءة خلف الإمام (78). ولهُ شاهدٌ آخر أيضاً من حديث ابن عبَّاس: أخرجهُ ابنُ خُزَيَمةَ (2720)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الإيمان (2272). الحَدِيْثُ الثَّانِي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ - قَاْلَ: قَاْلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:"كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللهُ

وَلَدًا، وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْأً أَحَدٌ". رَواهُ البُخَارِيُّ. صَحِيحٌ: أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَّفَسِير، بابُ تَفَسِير سُورة قُل هُو اللهُ أحد (6/ 95)، وفي بدء الخَلق، بابُ ما جاء في قول الله تَعالى:"وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ " (4/ 73)، والنَّسائيُّ في الجَنائز، بابُ أرواح المُؤمنين (4/ 112)، والإمامُ أحْمَد (2/ 317، 350، 393، 394)، وابنُ حبَّانَ (266)، وابنُ أبي عَاصِم في السُّنَة (693)، وابنُ منَّدة في الإيمان (1072)، وفي التَّوحيد (2)، والبيهقيُّ في الإعتقاد (193)، والبَغْوِيُّ في التَّفسير (6/ 375)، وفي شَرح السُّنَة (41). ولهُ شَاهدٌ من حديث ابن عبَّاس: أخرجهُ أيضاً البُخَارِيُّ في التَّفَسِير، بابُ"وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً" (5/ 149)، وابنُ منَّدة في التَّوحيد (145)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (10751)، وفي مُسند الشَّاميين (2938)، والبغويُّ في تفسيره (145).

الحديث الثالث

الحَدِيْثُ الثَّالِثُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ - قَاْلَ: قَاْلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَاْلَ اللهُ تَعَالىَ:" يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ (¬1) بِسبِّ الدَّهْرِ، وَأَنَا الدَّهْرُ (¬2) بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ".مُتَفَقٌ عَلْيهِ. صَحِيحٌ: أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَفَسِير، بابُ:"وما يُهلكنا إلاَّ الدَّهرُ" (6/ 41)، وفي الآداب، باب لا تَسبُوا الدَّهر (7/ 115)، وفي التَّوْحِيد، ¬

_ (¬1) قوله:" يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ" قال في تيسير العزيز:"قوله:" يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ بِسبِّ الدَّهْرِ":فيه أن سبَّ الدَّهر يُؤذي اللهَ تَبارك وتَعالى، قالَ الشَّافعيُّ: في تَأويله واللهُ أعلمُ" إنَّ العَربَ كانَ من شَأنها أن تَذمَّ الدَّهرَ وتُسبَّه عند المَصائب التي تنزل بهم من مَوت أو هَرَمٍ أو تَلفٍ أو غير ذلك، فيقُولونَ: إنَّما يُهلكنا الدَّهرُ، وهو اللَّيلُ والنَّهارُ، ويقُولُونَ: أصابتُهم قَوارعُ الدَّهر، وأبَادَهُم الدَّهرُ، فيجعلُون اللَّيل والنَّهار يفعلان الأشياء، فيذمُون الدَّهرَ بأنَّهُ الذي يفنيهم ويفعلُ بهم، فقال رسُولُ الله صَلى اللهُ عليه وسَلَّمَ:"لا تَسبُّوا الدَّهرَ" على أنه الذي يفنيكم، والذي يفعلُ بكم هذه الأشياء، فإنَّكُم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء، فإنما تسبُون الله تبَارك وتَعالى فإنَّه فاعلُ هذه الأشياء ". انظر: تَيسير العزيز شَرح كتاب التَّوْحِيد (1/ 544). (¬2) قوله:"وَأَنَا الدَّهْر"، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: مَعْنَاهُ أَنَا صَاحِب الدَّهْر وَمُدَبِّر الأُمُور الَّتِي يَنْسُبُونَهَا إِلَى الدَّهْر، فَمَنْ سَبَّ الدَّهْر مِنْ أَجْل أَنَّهُ فَاعِل هَذِهِ الأُمُور عَادَ سَبّه إِلَى رَبّه الَّذِي هُوَ فَاعِلهَا". انظر: فتح الباري (8/ 575)، وشرح النَّوويِّ (15/ 3).

الحديث الرابع

بابُ:"يُريدُونَ أن يُبدلُوا كلامَ الله" (8/ 197)، ومُسْلِمٌ في الألفاظ من الأدب، بابُ النَّهي عن سبِّ الدَّهر (2246)، وأبُو دَاوُد في الأدب، بابُ في الرَّجل يسبُّ الدَّهرَ (5274)، والبُخَارِيُّ في الأدب المُفرد (770)، والإمامُ أحْمَد (2/ 238، 272، 275، 318)، والحُمَيدِيُّ (1096)، وابنُ جَرير الطَّبريُّ في تفسيره (11/ 263)، والحَاكمُ (1/ 148)، (4/ 453)، وابنُ حِبَّانَ (5715)، والبَيْهَقِيُّ في الكُبرى (3/ 365)، وفي مَعرفة السُّنن والآثار (2123)، وفي الأسماء والصِّفات (696)، وابنُ أبي عاصم في السُّنَة (598)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (910)، والقضاعيُّ في مُسند الشِّهاب (855)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (13/ 397)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (12/ 359). الحَدِيْثُ الرَّابِعُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- قَاْلَ: قَاْلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:"يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَاْلَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟

قَاْلَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَاْلَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَاْلَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَاْلَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي". رَواهُ مُسْلِمٌ صَحِيحٌ: أخرجهُ مُسْلِم في البِّر والصِّلة والآداب، بابُ فضل عيادة المريض (2569)، والبُخاريُّ في الأدب المُفرد (517)، وإسْحاق بن رَاهويه في مُسنده (28)، وابنُ حَبَّان في صحيحه (7490)، والطَّبرانيُّ في مَكارم الأخلاق (170)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (8879)، وفي الأسماء والصِّفات (473).

الحديث الخامس

الحَدِيْثُ الخَامِسُ: عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- قَاْلَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: قَاْلَ اللَّهُ سُبْحانَهُ وَتَعالىَ:" إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ، ثًمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ، يُرِيدُ عَيْنَيْه ". رَواهُ أحْمَد، والبُخَارِيُّ صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد في المُسند (3/ 144، 156، 283)، والبُخَارِيُّ في المرضَى، بابُ فضل مَنْ ذهبَ بصرُه (5653)، وأبويعلى المَوصليِّ (3611)، والبيهقيُّ في السًّنن الكُبرى (6790)، وفي شُعب الإيمان (9601)، وفي الآداب (739)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (255)، والبغويُّ في شرح السُّنَّة (4/ 497). الحَدِيْثُ السَّادِسُ: عَنْ شَدَّادِ بْنَ أَوْسٍ (¬1) - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُوْلُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُوْلُ:"إِذَا ابْتَلَيْتُ ¬

_ (¬1) هُو: شَدَّادُ بْنَ أَوْس بنُ ثَابِت بنُ المُنَّذِر الأنْصَارِيِّ الجزْرَجِيِّ، ابنُ عَمِّ الشَّاعِر حسَّان بنُ ثَابِت. نَزل الشَّام، وبها تُوُفِي سنة (58).انظر: أُسْد الغابة (1/ 499)، والإستيعاب (1/ 209)، والسير (2/ 460)، والإصابة (2/ 7).

عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنْ الْخَطَايَا. وَيَقُوْلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَنَا قَدْ قَيَّدْتُ عَبْدِي وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ ". رَواهُ أحْمَدٌ. إسْنَادُهُ حَسَنٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد في المُسند (4/ 123)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (7/ 7136)، وفي مُسند الشَّاميين (1097)، وأبُونُعَيْم في الحُلية (9/ 309)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (22/ 437)، وإسنادُهُ حسنٌ. وأخرجهُ من حديث أبي أُمامة، الحاكمُ (3983)، والطَّبرانيُّ في الكبير (3600)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (9571)، وابنُ أبي الدُّنيا في المرض والكفَّارات (25)، والبغويُّ في شرح السًّنَّة (4/ 495). وأخرجهُ أيضاً من حديث أنس بن مَالِك، أَبُويَعْلَى (4235)، وإسنادُهُ حسنٌ أيضاً، ورمز لهُ السُّيوطيُّ بالحُسنِ، في الجامع الصغير

الحديث السابع

(6021)، وحسَّنه الألبانيُّ في صحيح الجامع (4300)، وصححهُ المُنذريُّ في التَّرغيب (5018). الحَدِيْثُ السَّابِعُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- قَاْلَ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ مَرِيضًا، فَقَالَ: أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعالىَ يَقُوْلُ:" هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ يَوْمَ القِيَامةِ ". رَواهُ أحْمَد وَابنُ مَاجه، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الإيمَانِ إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد في مُسنده (2/ 440)، وابنُ ماجه في الطِّب، بابُ الحُمَّى (3470)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الإيمان (9844)، والتِّرمذيُّ في الطِّبِّ، بابُ التَّداوي بالرَّماد (2088)، والحاكمُ في المُستدرك (1/ 345)، وابنُ أبِي شَيْبَة (2/ 329)، وابنُ جرير الطَّبريُّ في تفسيره (18/ 233)، وهنَّادُ بنُ السَّريِّ في الزُّهد (385)، وابنُ السُّنِّيِّ في عمل اليوم والَّليلة (540)، والبيَّهقيُّ في الكُبرى (6830)، وابنُ أبي

الحديث الثامن

الدُّنيا في المرض والكفَّارات (19)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (66/ 297)، وأبُونُعَيْم في الحُلية (6/ 86)، وصححهُ الحاكمُ، ووافقه الذّهبِيُّ. وليس كذلك، ففي إسناده عبد الرَّحمن بن يَزيد بن تميم السُّلميِّ، وهو ضعيفٌ متفقٌ على ضعفه، قال البُخَارِيُّ في التأريخ الكبير (5/ 365)،: "عنَّده مَناكير"، وضعَّفه الإمامُ أحْمَد، وأبُوحَاتِم، وأبوزُرعة، وجماعةٌ، ووقع في السَّند عبد الرَّحمن بن يَزيد بن جاَبر، وهوُ خطأ، وقد نبَّه على ذلك بعض الحُفاظ، ولم يتنبه لذلك العلامة ُالألبانيُّ، رحمه الله، فصححَ الحديث في السلسلة الصحيحة (557)، وكذا الأرناؤوط في جامع الأصول (9/ 583). الحَدِيْثُ الثَّامِنُ: عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ:" إنَّ الرَّبَّ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى، يَقُوْلُ: وَعِزَّتي وَجَلالِي، لا أخْرِِجُ

أحَداً مِن الدُّنيا أُرِيدُ أَنْ أغْفرَ لَهُ، حَتَّى اسْتَوْفِيَ كُلَّ خَطيئةٍ في عُنُّقِهِ، بِسُقْمٍ فِي بَدَنِهِ وَإِقْتَارٍ في رِزْقِه". رَواهُ ابنُ رُزِين (¬1). لا أَصْلَ لَهُ: أَخرجهُ رُزِين بنُ مُعاوية، كما في جامع الأُصُول (9/ 586)، والتَّرغيب للمُنَّذريِّ (5213)، ومِشكاة المصابيح (1/ 347)، وَهُو حديثٌ لا أَصلَ لهُ، فكُلُّ حديثٍ مَعزوٍ لهُ لا أصلَ لهُ، فقد جَمع في كتابه" تَجريد الصِحَاح" أحاديث الصحيحين، ومُوطأ الإمام مَالك، وسُنن أبي داوُد، والتِّرمذيِّ والنَّسائيِّ، وزاد أحاديثَ عليها، فهذه الزِّيادات التَّي لا تُوجد في هذه الأُصول لا أصل لها"وقد عاب عليه العُلماءُ إيراده لها، قال الحافظ شمسُ الدِّين الذَّهبيِّ:" أدخل كتابه زياداتٍ واهيةٍ لو تَنزه عنها لأجاَد". ¬

_ (¬1) هُو: أَبُو الحَسن رُزِين بنُ مُعَاوِية بنُ عَمَّار العَبْدرِيِّ السَّرَقُسْطِيِّ الأَندلِسيِّ. قال ابنُ بَشْكوان:" كانَ رَجُلاً صَالِحاً، عَالِماً فاضِلاً، عَالِماً بالحديثِ وغيرِه". جاورَبمكةَ، وبها تُوُفِي سنة (535). انظر: جامع الأصُول (1/ 48)، والسِّير (20/ 205)، وتذكرة الحُفاظ (4/ 1281)، والدِّيباج المُذهَّب (1/ 366)، والنُجوم الزَّاهرة (2/ 73)، ومرآة الجنان (2/ 19).

الحديث التاسع

وقال الشَّوكانيُّ:"ولقد أدخلَ في كتابه الذي جمع فيه بين دواوين الإسلام بلايا وموضوعاتٍ لا تُعرف، ولا يُدرى من أين جاء بها؟ وذلك خيانة للمُسلمين". انظر: السير (20/ 205)، والفوائد المجموعة. (1/ 25). الحَدِيْثُ التَّاسِعُ: عن وَاثِلةَ بن الأَسْقع (¬1) - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاْلَ: قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى " أنَا عِنْد ظَنِّ عَبْدِي بي، فَيظُّنَ بي مَا شاءَ". رَواهُ الطَّبَرانِيُّ والحَاكِمُ بسندٍ صَحيحٍ. إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ الحَاكِمُ في المُسْتدرك (4/ 240)، والامامُ أحْمَد (3/ 471)، والدَّارِمِيُّ (2/ 214)، وابنُ حِبَّانَ (2/ 401) رقم: (633، 634، 635)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (22/ 87) رقم: (209، 210، ¬

_ (¬1) هُو: وَاثِلةَ بن الأَسْقع بنُ كَعب بنُ عَامِر، أسلم والنَّبيُّ صَلَىَ اللهُ عَليه وَسلَّم يَتجهَّزُ لعزوة تَبُوك، وشهِدها معهُ، وكانَ من أهلِ الصُّفَّة، ونَزَلَ الشَّام، وبها تُوُفِيَ سنة (85).انظر: أُسْد الغابة (1/ 1099)، والإستيعاب (1/ 495)، والسير (3/ 383)، والإصابة (3/ 238).

211)، وفي الأوسط (7947)، وفي مُسند الشَّاميين (1203)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (1017)، وابنُ المُبارك في مُسنده (39)، وفي الزُّهد (909) والدَّارِمِيُّ (2/ 214)، وابنُ حِبَّانَ (716)، وتمَّام الرَّازيِّ في الفوائد (172)، والدَّولابيُّ في الكُنى (1435)، وأبونُعيم في الحُلية (9/ 309)، وفي مَعرفة الصَّحابة (5886)، وابنُ عديِّ في الكَامل (6/ 326)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (15/ 373)، وإسنادُهُ صحيحٌ، وصَححهُ الحَاكمُ ووافقه الذّهبِيُّ، وقال الهيثميُّ في المَجمع (2/ 318):"رَواهُ أحْمَد والطَّبَرانِيُّ في الأوسط، ورجالُ أحْمَد ثقات". وصححهُ الألبانيُّ في صحيح الجامع (4316). ولهُ شاهدٌ من حديث أبي هُرَيرة: أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابُ قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}، رقم: (7405)، ومُسْلِم في الذِّكر والدُّعاء، بابُ فضل الذِّكر والدُّعاء، والتَّقريب إلى الله، رقم: (2675: 20)، والتِّرمذيُّ في الدَّعوات، بابُ ما جاء في حُسن الظنِّ بالله، رقم: (3603)، وابنُ ماجه في الأدب، بابُ فضل العمل، رقم: (3822)، والبُخاريُّ في الأدب المُفرد (616)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (7730)، والامامُ أحْمَد في المُسند (2/ 251)، وابنُ

الحديث العاشر

حِبَّانَ (3/ 93) رقم: (811)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الايمان (1013)، في الأسماء والصِّفات (447)، وفي الدَّعوات الكبير (16)، والطَّبرانيُّ في الدُّعاء (1753)، والقضاعيُّ في مُسند الشِّهاب (1327)، وابنُ منَّدة في الرَّد على الجَهْميَّة (86)، وابنُ بطَّة في الإبانة (267)، وفي الرَّد على الجَهْميَّة (26)، وأبونُعيم في الحُلية (9/ 27)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (14/ 440)، والخطيبُ البغداديُّ في تاريخ بغداد (2/ 43)، والبَغْوِيُّ في تفسيره (1/ 167)، وفي شرح السُّنَة (5/ 24) رقم: (125). ولهُ شاهدٌ أيضاً من حديث أنس بن مالك: أخرجهُ الامامُ أحْمَد في المُسند (3/ 210)، وأبويَعلى المَوصليِّ (3146)، والحاكمُ في مُستدركه (1/ 497) وصححهُ ووافقه الذّهبِيُّ، وصححهُ الألبانيُّ في صحيح الجامع (4325). الحَدِيْثُ العَاشِرُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاْلَ: قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ

عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ."رَواهُ أحْمَد والبُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ، والتِّرمذيُّ، وابنُ مَاجه. صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد في مُسنده (2/ 438)، والبُخايُّ في بدء الخَلق، بابُ ما جاء في صفة الجنَّة وأنها مَخلُوقة (3244)، ومُسْلِم في الجنَّة وصفة نعيمها، باب صفة الجنَّة (2844)، والتِّرمذيُّ في التَفَسِير، بابُ تَفَسِير سُورة السَّجدة (3197)، وابنُ ماجه في الزُّهد، باب صفة الجنَّة، (4328)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (11085)، والإمامُ أحمد في كتاب الزُّهد (1100)، والحُمَيدِيُّ (1133)، وهنَّاد بن السُّريِّ في الزُّهد (1/ 2)، وابنُ المُبارك في مُسنده (123)، وفي الزُّهد (1885)، وابنُ جرير الطَّبريُّ في تفسيره (20/ 185)، وابنُ أبي شيبة (8/ 70)، وعبد الرَّزَّاق (20874)، وأَبُويَعْلَى (11/ 159) رقم: (6276)، والدَّارِمِيُّ (2/ 335)، وابنُ حِبَّانَ (2/ 91) رقم: (369)، وتمَّام الرَّازيِّ في الفوائد (648)، والبيَّهقيُّ في شُعب الإيمان (407)، وفي الأسماء والصِّفات (447)، وفي الإعتقاد (180)، وفي البَّعث والنُّشوُر (152)،

والطَّبرانيُّ في الكبير (19/ 39)، وفي الأوسط (206)، وفي الصَّغير (1/ 54)، وفي مُسند الشَّاميين (130)، وأبونُعيم في الحُلية (9/ 26)، وفي صفة الجنَّة (106)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (51/ 27)، والبَغْوِيُّ في تفسيره (2/ 146)، وفي شرح السُّنَة (11/ 320) رقم: (2881). ولهُ شاهدٌ من حديث أنس بن مالك، وأبي سعيد الخُدْريِّ. أمَّا حديثُ أنسٍ: فأخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الأوسط (2/ 378) رقم: (1659)، وإسنادُهُ ضعيفٌ، فيه مُحَمَّدُ بن مُصْعب القُرقُسانيِّ، وهوُ كثيرُ الغلط كما في التقريب (6302). قَالَ الهيثميُّ في مَجمع الزَّوائد (10/ 413): "رَواهُ الطَّبَرانِيُّ في الأوسط، وفيه مُحَمَّدُ بن مُصْعَب القُرْقُسانيُّ، وهو ضعيفٌ بغير كذبٍ". وأمَّا حديثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: فأخرجهُ ابنُ جَريرٍ الطَّبَرِيُّ في تَفَسِيره (21/ 67)، وأبُونُعَيْم في الحُلية (2/ 262)، وفي صفة الجنَّة (121)، والبَزَّارُ (3515)، وابنُ عَديِّ

الحديث الحادي عشر

في الكامل (3/ 1154)، وقَالَ أبُونُعَيْم: "غريبٌ من حديث قَتَادة، لم يَروه عنهُ إلا سَلاَّم". الحَدِيْثُ الحَادِي عَشَرَ: عَنْ أَبِي هِند الدَّارِيِّ (¬1) - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ: "مَنْ لَمْ يَرْضَ بقَضَائِي، ولَمْ يَصْبِر عَلىَ بَلائِي، فَليَلْتَمِسْ رَبّاً سِوايَ". رَواهُ الطَّبَرانِيُّ بسندٍ ضَعيفٍ. إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ: أخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الكبير (22/ 320) رقم: (807)، وابنُ حبَّان في المجرُوحين (1/ 323)، وأبونُعيم في مَعرفة الصَّحابة (6428)، ¬

_ (¬1) اختلف في اسمه كثيراُ، لكنه مشهور بكنيته، فقيل: مالك بنُ عَديِّ بنُ عمرو بن الحارِث، وقيل: غير ذلك. وهُو ابنُ عمِّ الصَّحابيِّ الجليل تميم الدَّاريِّ، وهو من المُقلِّين في الرِّواية عن الرسُول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يُعدُ من أهل الشَّام. انظر: أُسْد الغابة (1/ 1259)، والإستيعاب (1/ 571)، والإصابة (3/ 423).

وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (7/ 115)، وإسنادُهُ ضعيفٌ؛ فيه سَعيد بن زياد ابن هند، وهوُ مترُوكٌ، كما في المجرُوحين (1/ 323). قال الهيثميُّ في المَجمع (7/ 207): "وفيه سعيد بن زياد بن هند وهو مَترُوكٌ". فالحديثُ ضَعِيفٌ كما قال المُصنِّف، رحمه الله، وضعَّفه العراقيُّ في تخريج الاحياء (4/ 335)، والسُّيوطيُّ في الجامع الصغير (6009)، والشوكانيُّ في الفوائد المجموعة (252)، والألبانيُّ في السلسلة الضعيفة (505)، وفي ضعيف الجامع (4054). ولهُ شاهدٌ من حديث أنسٍ بن مَالك، وهو ضعيفٌ أيضاً: أخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الأوسط (8/ 135) رقم: (7269) (9/ 169) رقم: 8366)، وفي الصغير (1/ 49)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الايمان (200)، وأبُونُعَيْم في أخبار أصبهان (2/ 228)، والخطيبُ البغداديُّ في تأريخ بغداد (2/ 227)، وإسنادُهُ ضعيفٌ؛ فيه سَهيل بن أبي حزم، قال الحافظُ في التقريب (2672): ضعيفٌ.

الحديث الثاني عشر

وللمزيد، انظر: الاستيعاب (1/ 57)، وأُسْد الغابة (1/ 1259)، ومنهاج السُّنَّة النَّبوية (3/ 101)، والإصابة (3/ 424)، والميزان (2/ 138)، ولسانه (1/ 430)، والفوائد المجموعة (746)، والكشف الإلهي (1/ 625)، وتذكرة الموضُوعات (189)، وكشف الخفاء (2/ 102)، والسلسلة الضعيفة (506، 747). الحَدِيْثُ الثَّانِي عَشَرَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ". رَواهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ صَحِيحٌ: أخرجهُ البُخَارِيُّ في الصَّوم، بابٌ هل يقُولُ إني صائمٌ إذا شُتم؟ (2/ 228)، وفيه أيضاً، بابُ فضل الصَّوم (2/ 226)، وفي اللِّباس، بابُ ما يُذكر في المِسْكِ (7/ 61)، وفي التَّوْحِيد، بابُ قولِ الله تَعالى:"يُريدُون أن يُبدِّلُوا كلامَ الله" (8/ 197)، وفيه أيضاً، بابُ ذكر النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ

وَسَلَّمَ، وروايته عن ربه (8/ 212)، ومُسْلِم في الصِّيام، بابُ فضل الصِّيام (161)، والتِّرمذيُّ في الصَّوم، بابُ فضل الصَّوم (764)، والنَّسائيُّ في الصِّيام، بابُ ذكر الإختلاف على أبي صالح (4/ 162)، وابنُ ماجه في الصِّيام، بابٌ في فضل الصِّيام (1638)، والبُخاريُّ في خلق أفعال العباد (198)، والامامُ مَالكُ في مُوطئه (1/ 310)، والامامُ أحْمَد في مُسنده (2/ 393، 414، 465، 516)، والدَّارميُّ (1824)، والحُمَيدِيُّ في مُسنده (1010)، والطيالسيُّ أيضاً في مُسنده (2485)، وإسْحاق بن رَاويه في مُسنده (58)، وعبد الرَّزاق في المُصنَّف (7891)، وابنُ حِبَّان (3485)، وابنُ خُزيمة (1790)، وعبدُ بن حُميد (924)، والطَّحاويُّ في مُشكل الآثار (2506)، وابنُ أبي شيبة في المُصنَّف (8894)، وابنُ أبي الجعْد في مُسنده (1120)، والدَّولابيُّ في الكُنى (775)، وأبوعَوانة (2162)، وابنُ أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1464)، والطَّبرانيُّ في مُعجميه الكبير (1220)، وفي الأوسط (962)، وفي مُسند الشِّاميين (2430)، وتمَّام الرَّازيّ في الفوائد (794)، والبيهقيُّ في الكُبرى (4/ 235)، والصُغرى (1440)، وفي شُعب

الإيمان (3424)، وفي الأسماء والصِّفات (456)، وفي مَعرفة السُّنن والآثار (2684)، وفي فضائل الأوقات (58)، وأبونُعيم في الحُلية (6/ 273)، وفي طبقات المُحدِّثين بأصبهان (626)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (21/ 371). ولهُ شاهدٌ من حديث جماعة من الصَّحابة، منهُم ابن مسعُود، وعبد الله بن الحَارث بن نَوفل، وعليِّ بن أبي طالب، وأبي سعيد الخُدْريِّ، وأبي أُمَامة، وواثلة، وجابر بن عبد الله. حديث ابن مَسْعُود: أخرجهُ النَّسائيُّ في الصَّوم: بابُ فضل الصِّيام ... رقم: (2214)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (10/ 97) رقم: (10077، 10078، 10198)، والامامُ أحْمَد في المُسند (1/ 446)، والخطيب البغداديُّ في تاريخ بغداد (7/ 213). وأما حديث عبدالله بن الحارث بن نَوفل: فأخرجهُ ابنُ عساكر في تأريخ دمشق (27/ 314).

وأمَّا حديث عليِّ بن أبي طالب: أخرجهُ النَّسائيُّ في الصِّيام: بابُ فضل الصِّيام، رقم (2213)، والبزَّارُ (915)، وأبونُعيم في الحُلية (4/ 349). وأمَّا حديث أبي سعيد الخُدْرِيِّ: أخرجهُ الإمامُ أحمد (11669)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (2/ 90)، وعبدُ بن حُميد (921). وأمَّا حديث أبي أُمامة: فأخرجهُ الطَّبرانيُّ في الكبير (7488)، وفي مُسند الشَّاميين (3371). وأمَّا حديث واثلة: فرواهُ الطَّبرانيُّ في الكبير (17607)، وفي مُسند الشَّاميين (3320). وأمَّا حديث جَابر بن عبد الله: فأخرجهُ الإمامُ أحمد في المُسند (15046)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (3411). كمَا جاء الحديث من طريق جماعةٍ من الصَّحابة رضي اللهُ عنهُم، وأسانيدُها صحيحة، انظر: مَجمع الزَّوائد (3/ 179).

الحديث الثالث عشر

الحَدِيْثُ الثَالِثُ عَشَرَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا سَيِّئَةً وَاحِدَةً ". رَواهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ والتِّرمذيُّ. صَحِيحٌ: أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابُ قول الله تَعَالىَ: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ}، رقم: (7501)، ومُسْلِمٌ في الايمان، بابُ إذا همَّ العبدُ بحسنة كُتبت، وإذا همَّ بسيئة لم تُكتب، رقم: (128)، والتِّرمِذِيُّ في التَفَسِير، بابُ تَفَسِير سُورة الأنعام، رقم: (3073)، والامامُ أحْمَد (2/ 242)، وابنُ حِبَّانَ (381، 380)، وابنُ منَّدة في الإيمان (378).

الحديث الرابع عشر

الحَدِيْثُ الرَّابِعُ عَشَرَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ ".رَواهُ مَالِكٌ والبُخَارِيُّ والنَّسائيُّ. صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ مالكٌ في مُوطئه (2/ 240)، والبُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابُ قول الله تَعالى:"يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ"، (7504)، والنَّسائيُّ في الصُغرى في الجنائز، بابُ فيمن أحب لقاء الله، رقم: (1836)، وفي الكُبرى (1961)، والامامُ أحْمَد في المُسند (2/ 418)، وابنُ حِبَّانَ (364)، وأبويَعلى (6339)، والطًّبرانيُّ في مُسند الشَّاميين (3189)، وأبونُعيم في أخبار أصبهان (40395)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (1448). الحَدِيْثُ الخَامِسُ عَشَرَ: عَنْ أَبِي ذَرٍّ، - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهِ تَعَالَى:" يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ

مُحَرَّمًا بَيْنَكُمْ فَلا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ، وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْر، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ ". رَواهُ مُسْلِمٌ.

صَحِيحٌ: أخرجهُ مُسْلِم في البِّر والصِّلة، بابُ تحريم الظُلم، رقم: (2577)، والتِّرمذيُّ في صفة القيامة، بابُ رقم: (113)، وابنُ ماجه في الزُّهد، بابُ ذكر التَّوبة، رقم: (4257)، والامامُ أحْمَد (5/ 154)، وابنُ حِبَّانَ (2/ 385) رقم: (619)، والحاكمُ (4/ 241)، والبَيْهَقِيُّ في الكُبرى (6/ 93)، وفي شُعب الإيمان (6823)، وفي الأسماء والصِّفات (627)، وفي الآداب (847)، وأبُو دَاوُد الطيالسيِّ (463)، والدَّارِمِيُّ (2/ 322)، والبُخَارِيُّ في الأدب المُفرد (490)، وعبد الرَّزاق في الُمصنَّف (20272)، وابنُ خُزيمة في التَّوحيد (9)، والطَّبرانيُّ في مُسند الشَّاميين (327)، والبَّزَّارُ في مُسنده (4053)، وابنُ الأعرابيِّ في مُعجمه (1190)، والخرائطيُّ في مساوئ الأخلاق (604)، وأبونُعيم في الحُلية (5/ 125)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (26/ 138)، وابنُ الأثير في أُسْد الغابة (1/ 190)، والبغويُّ في شرح السُّنَّة (4/ 318).

الحديث السادس عشر

الحَدِيْثُ السَّادِسُ عَشَرَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْك، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ " رَواهُ مُسْلِمٌ. صَحِيحٌ: أخرجهُ مُسْلِم في الزُّهد والرِّقاق، بابُ من أشرك في عمله غير الله، رقم: (2985)، وابنُ ماجه بنحوه في الزُّهد، بابُ الرِّياء والسُّمعة، رقم: (4202)، وأَبُويَعْلَى المَوصلي (11/ 430) قم: (6552)، وابن حِبَّانَ (2/ 120) رقم: (395)، وأبُو دَاوُد الطيالسيِّ، رقم: (2559)، وابنُ خُزيمة (938)، وابنُ جرير الطًّبريِّ في تهذيب الآثار (892)، والطًّبرانيُّ في الكبير (1119)، وفي الأوسط (6717)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (6547)، وفي الآداب (821)، وفي الأسماء والصِّفات (445)، وابنُ حزم في المُحلَّى (9/ 184)، وأبونُعيم في طبقات المُحدِّثين بأصبهان (1349)، وفي أخبار أصبهان (40668)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (14/ 324) رقم: (4316)، وفي التَّفسير (1/ 212).

الحديث السابع عشر

ولهُ شاهدٌ من حديث أَبِى سَعْدِ بْنِ أَبِى فَضَالَةَ الأَنْصَارِىِّ. أخرجهُ التٍّرمذيُّ (448)، وابنُ ماجه (4343)، والإمامُ أحمد في المُسند (1625)، وابنُ حِبَّان (404)، والبُخاريُّ في التاريخ الكبير (9/ 36)، والطَّبرانيُّ في الكبير (778)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (6817)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (66/ 262)، والدًّولابيُّ في الكُنى (185)، وابنُ الأثير في أُسْد الغابة (1/ 1185). الحَدِيْثُ السَّابِعُ عَشَرَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:" أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ "رَواهُ أحْمَدٌ وَالشَّيخَانِ. صَحِيحٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (2/ 464)، والبُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابُ قَولَ الله تَعَالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} رقم: (7495)، ومُسْلِمٌ في الزَّكاة، بابُ الحثِّ على النَّفقة وتبشير المُنفق بالخَلَف، رقم: (993)، وابنُ ماجه (2204)، والحُمَيدِيُّ رقم: (1067)، وأَبُويَعْلَى (11/ 134) رقم:

الحديث الثامن عشر

(6260)، والبيهقيُّ في الكُبرى (8067)، وفي شُعب الإيمان (3257)، وفي معرفة السُنن والآثار (1559)، والأسماء والصِّفات (720)، والطَّبرانيُّ في الكبير (997)، وفي مُسند الشَّاميين (3205)، وهنَّادُ بن السُّريِّ في الزُّهد (622)، والخرائطيُّ في مَكارم الأخلاق (545)، وأبونُعيم في طبقات المُحدِّثين بأصبهان (2/ 393)، والخطيبُ البغداديُّ في تاريخ بغداد (7/ 391)، والبَغْوِيُّ في شَرح السُّنَة، (1656)، وفي التَّفسير (1333). الحَدِيْثُ الثَّامِنُ عَشَرَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" سَبَقَتْ رَحْمَتِي عَلَى غَضَبِي (¬1). ". رَواهُ مُسْلِمٌ. ¬

_ (¬1) قَالَ الطِّيبِيُّ:" فِي سَبْق الرَّحْمَة إِشَارَة إِلَى أَنَّ قِسْط الْخَلْق مِنْهَا أَكْثَر مِنْ قِسْطهمْ مِنْ الْغَضَب، وَأَنَّهَا تَنَالهُمْ مِنْ غَيْر اِسْتِحْقَاق، وَأَنَّ الْغَضَب لاَ يَنَالهُمْ إِلاَّ بِاسْتِحْقَاقٍ، فَالرَّحْمَة تَشْمَل الشَّخْص جَنِينًا وَرَضِيعًا وَفَطِيمًا وَنَاشِئًا قَبْل أَنْ يَصْدُر مِنْهُ شَيْء مِنْ الطَّاعَة، وَلاَ يَلْحَقهُ الْغَضَب إِلاَّ بَعْد أَنْ يَصْدُر عَنْهُ مِنْ الذُّنُوب مَا يَسْتَحِقّ مَعَهُ ذَلِكَ ".انظر: فتح الباري (6/ 292).

صَحِيحٌ: أخرجهُ مُسْلِم في التَّوبة، بابٌ في سعة رحمة الله تَعالى، وأنَّها سبقت غضبه (7070)، وأخرجهُ أيضاً البُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابُ قول الله تَعالى:"وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ"، (7404)، وفيه أيضاً، بابٌ وكان عرشُهُ على الماء (8/ 176)، وفيه أيضاً، بابُ:"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المُرسلين" (8/ 188)، وفي مواضعَ أخر من كتاب التَّوْحِيد وغيره. وأخرجهُ مُسْلِم بنحوه في التَّوبة، بابُ سعة رحمة الله تعالى (2751)، والتِّرمذيُّ في الدَّعوات، بابُ خَلقَ اللهُ مائة رحمة (3543)، وابن ُماجه في الزُّهد، بابُ ما يُرجىَ من رحمة الله يومَ القيامَة (4295)، والإمام أحْمَد في المُسند (2/ 242)، والحُمَيدِيُّ (1126)، وابنُ حِبَّانَ (14/ 12) رقم: (6143)، وابنُ أبي عاصم في السُّنَّة (493)، والخَلال أيضاً في السُّنَّة (336)، وابنُ خُزيمة (134)، وأبويَعلى المَوْصليِّ (6151)، والطَّبرانيُّ في الكبير (235)، وفي الأوسط (114)، وفي الصَّغير (43)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (1050).

الحديث التاسع عشر

ولهُ شاهدٌ من حديث حديث عبدالرَّحمن بن عَوف: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (1/ 194)، والبُخَارِيُّ في الأدب المُفرد رقم: (53)، وأبودواد في الزَّكاة، بابُ صلة الرَّحم، رقم: (1694)، والتِّرمذيُّ في البِّر والصِّلة، بابُ ما جاء في قطيعة الرَّحم، (1907)، وابنُ حِبَّانَ في صحيحه، رقم: (2035)، والحاكمُ في المُستدرك (4/ 157)، والبَيْهَقِيُّ في الكُبرى (7/ 26)، والحُمَيدِيُّ في مُسنده رقم: (65)، وعبدالرَّزَّاق في المُصنَّف، رقم: (30234)، وابنُ أبِي شَيْبَة أيضاً في مُصنَّفه (8/ 347)، وأَبُويَعْلَى المَوصَلي في مُسنده رقم: (840)، والبَغْوِيُّ في شَرح السُّنَة (13/ 22)، وقال التِّرمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وصححهُ الحاكمُ ووافقهُ الذّهبِيُّ، وهو كذلك، وانظر السلسلة الصحيحة (520). الحَدِيْثُ التَّاسِعُ عَشَرَ: عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ (¬1) - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، ¬

_ (¬1) () في نُسخة (14332) جعلهُ من حديث عبد الرَّحمن بن عوف، رضي اللهُ عنهُ، ولعله خطأ من الناسخ.

وَإِذَا تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ". رَواهُ البُخَارِيُّ. صَحِيحٌ: أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابُ ذكر النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وروايته عن ربه، رقم: (7536)، والبُخاريُّ أيضاً في كتاب خَلق أفعال العباد (197)، والامامُ أحْمَد في المُسند (3/ 122)، وعبدالرَّزَّاق في المُصنَّف (11/ 292) رقم: (20575)، وأبُو دَاوُد الطيالسيّ في مُسنده (2021)، والتِّرمذيُّ في الدُّعاء، باب حُسن الظَّن بالله عز وجل (3603)، وابنُ ماجه في الأدَب، بابُ فضل العمل (3822)، وعبدُ بن حُميد في المُنتخب (1168)، وأبو يَعلىَ المَوصَلي (5/ 457) رقم: (3180)، والبيهقيُّ في الأسَماء والصِّفات (690)، والرُّويانيُّ في مُسنده (1332)، والدَّولابيُّ في الكُنى (420)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (5/ 23). ولهُ شاهدٌ من حديث أبي هُريرة، وأبي ذَّر الغِفاريِّ، وسَلمان الفَارسيٍّ:

حديثُ أبي هُريرة: أخرجهُ أيضاً البُخَارِيُّ في التَّوْحِيد بابُ ذكر النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن ربه، رقم (7537)، ومُسْلِم في الذِّكر والدُّعاء، بابُ الحث على ذكر الله تَعَالىَ، رقم: (2675)، والامامُ أحْمَد في مُسنده (2/ 509)، والتِّرمذيُّ (3952)، وابنُ ماجه (3953)، وابنُ حِبَّان (812)، والبزَّارُ (3999)، وابن منَّدة في الرَّد على الجَهْمية (36)، وابنُ بطَّة في الإبانة (3/ 336)، والبيهقيُّ في الأسماء والصِّفات (625)، وأبونُعيم في الحُلية (8/ 117)، والبغويُّ في شرح السُّنَّة (4/ 268)، وفي التَّفسير (1/ 167)، وأمَّا حديث أبي ذَّر: أخرجهُ مُسْلِم في الذِّكر والدُّعاء، بابُ فضل الذِّكر والدُّعاء (2687)، وابنُ ماجه في الأدب، بابُ فضل العمل (3821)، والإمامُ أحمد في المُسند (21969)، وابنُ المُبارك في الزُّهد (1025)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (1057)، وفي الأسماء والصِّفات (959)، وابنُ منَّدة في الإيمان (79)، والطَّبرانيُّ في الدُّعاء (1758)، وإبراهيمُ الحربيِّ في غريب

الحديث العشرون

الحديث (765)، واللالكائيُّ في شرح إعتقاد أهل السُّنَّة (1602)، وأبونُعيم في الحُلية (7/ 268)، وأمَّا حَديثُ سَلمْان: فأخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الكبير (6/ 254) رقم: (6141)، وفي الأوسط (1781). الحَدِيْثُ الْعِشْرُوْنَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" أَنَا الرَّحْمَنُ أَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمَاً مِنْ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ ". رَواهُ أحْمَدٌ والبُخَارِيُّ في الأدَبِ، وأبُو دَاوُدَ وَالتِّرمذيُّ وَالحَاكمُ. إِسنادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (1/ 194)، والبُخَارِيُّ في الأدب المُفرد رقم: (53)، وأبودواد في الزَّكاة، بابُ صلة الرَّحم رقم: (1694)، والتَّرمذيُّ في البِّر والصِّلة، بابُ ما جاء في قطيعة الرَّحم، (1907)، وابنُ حِبَّانَ في صحيحه، رقم: (2035)، والحاكمُ في المُستدرك (4/ 157)، والبَيْهَقِيُّ

في الكُبرى (7/ 26)، وفي الأسماء والصِّفات (7707)، وفي الآداب (11)، والطَّبرانيُّ في مُسند الشَّاميين (2984)، والحُمَيدِيُّ في مُسنده رقم: (65)، وعبدالرَّزَّاق في المُصنَّف، رقم: (30234)، وابنُ أبِي شَيْبَة أيضاً في مُصنَّفه (8/ 347)، وأَبُويَعْلَى المَوصَلي في مُسنده رقم: (840)، والخرائطيُّ في مَساوئ الأخلاق (253)، وفي مَكارم الأخلاق (267)، وابنُ الأثير في أُسْد الغابة (1/ 1173)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (13/ 22)، وقال التِّرمذيُّ: حديث ٌحسنٌ صحيحٌ، وصححهُ الحاكمُ ووافقهُ الذّهبِيُّ، وهُو كذلك، وصححهُ الحافظُ ابن حجر في التهذيب (3/ 271)، وانظر السلسلة الصحيحة (520). ولهُ شاهدٌ من حديث أبي هُريرةَ، وعائشةَ: فحديثُ أبي هُريرة: أخرجهُ الحاكمُ في مُستدركه (4/ 157)، والامامُ أحْمَد في المُسند (2/ 498)، والخطيبُ البغداديُّ في تأريخه (5/ 426)، والخرائطيُّ في مَساوئ الأخَلاق، رقم: (265) وهُو حديثٌ صحيحٌ أيضاً، انظر: تهذيب التهذيب (3/ 271)، وصحيح الجامع (4314).

الحديث الحادي والعشرون

وأمَّا حديثُ عائشةَ: فأخرجهُ البُخَارِيُّ في الأدب، بابُ مَنْ وصلَ وصلهُ الله (7/ 73). الحَدِيْثُ الحَادِي وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تَعالىَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ ". رَواهُ أحْمَدٌ وأبُو دَاوُدَ وابن مَاجَهْ. إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (2/ 248)، وأبُو دَاوُد في اللِّباس بابُ ما جاء في الكِبْر، رقم: (4090)، وابنُ ماجَة في الزَّكاة، بابُ البراءةُ من الكِبْر والتَّواضع رقم: (4174)، والحُمَيدِيُّ في مُسنده، رقم: (1149)، واسْحاق بن رَاهويه في مُسنده (185)، وأبُو دَاوُد الطيالسيِّ، رقم: (2387)، وابنُ أبِي شَيْبَة (9/ 89)، والحاكمُ (1/ 61)، وابن حِبَّان (5763)، وابنُ بطَّة في الإبانة (266)، وهنَّادُ بنُ السَّريِّ في الزُّهد (817)، وعبد الله الإمام أحمد في السُّنَّة (1047)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (7934)، وفي الأسماء

والصَّفات (279)، وفي معرفة السُّنن والآثار (6363)، والقضاعيُّ في مُسند الشَّهاب (1339)، والدَّولابيُّ في الكُنى (1317)، والخرائطيُّ في مَساوئ الأخْلاق (550)، والطَّبرانيُّ في مُسند الشِّهاب (1463)، والبَغْوِيُّ في شَرح السُّنَة (13/ 169)، وفي التَّفسير (1/ 248)، وصححهُ الحاكمُ ووافقه الذّهبِيُّ، وهو كذلك، وانظر السلسلة الصحيحة (541). ومن حديثِ أبي سَعيد الخُدْريِّ وأبي هُرَيرةَ مَعاً، أخرجهُ مُسْلِم في البِّر والصِّلة، بابُ تحريم الكِبْر، رقم: (2620)، والبُخَارِيُّ في الأدب المُفرد، رقم: (552)، وأخرجه مُطولاً أبوداود في اللِّباس، بابُ ما جاء في الكبر (4090)، وابنُ ماجه في الزُّهد، بابُ البراءة من الكبر والتَّواضع (4174)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (11309)، وابنُ بطَّة في الإبانة (266)، وابنُ عديِّ في الكامل (5/ 364)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الايمان، رقم: (8157) وسمويه كما في صحيح الجامع (2/ 795). ولهُ شاهدٌ من حديث عليِّ بن أبي طالب: أخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الأوسط (4/ 224) رقم: (3404) وفي الصغير (1/ 119)، وقال:"لا يُروي عَنْ عليِّ إلا بهذا الاسناد، ولا يُعلم حبيب حدَّث عَنْ زَاذان غير هذَا الحديثِ".

الحديث الثاني والعشرون

وقال الهيثميُّ في مجَمع الزَّوائد (1/ 99):" رَواهُ الطَّبَرانِيُّ في الأوسط والصغير، وفيه عبد الله بن الزُّبير، والد أبي أحمد، ضعَّفه أبوزُرعة وغيرُهُ". الحَدِيْثُ الثَّانِي وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ تعالى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا ". رَواهُ أحْمَدٌ والتِّرمذيُّ وابنُ مَاجَهْ. إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد (2/ 237)، والتِّرمذيُّ في الصِّيام، بابُ تَعجيل الإفطار (700)، وابنُ خُزَيَمة (2062)، وابنُ حِبَّانَ (3507)، والبَيْهَقِيُّ في الكُبرى (4/ 237)، وأبويعلى المَوْصلي (5839)، والعُقيليُّ في الضُّعفاء الكبير (3/ 486)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (6/ 256).وفي إسنادِهِ قُرَّة بنُ عبد الرَّحمن، قال عنهُ الإمامُ أحْمَد:"مُنكرٌ الحديثٍ"، وضعَّفه يحيى بنُ مَعين، وقال أبُوحَاتِم والنَّسائيُّ:" ليس بالقويِّ"، وقال أبوزُرعة:" الأحاديثَ التي يرويها مَناكيرٌ ".

الحديث الثالث والعشرون

وتَابعه مسْلمة الخُشني، كما عند الطَّبَرانِيُّ في الكبير (239)، وفي الأوسط (149)، وتَمَّام الرَّازيّ في الفَوائد (1023)، وابنُ عَديِّ في الكامل (6/ 314)، ولكنَّه هو الآخر مَتروكٌ، كما في التقريب (6662). (¬1) الحَدِيْثُ الثَّالِثُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ مُعَاذٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ، وَالشُّهَدَاءُ". (¬2) رَواهُ التِّرمِذيُّ. ¬

_ (¬1) لكن وردت نُصُوصٌ صَريحةٌ في تَعجيل الفَطُور، وتأخير السَحُور، منها حديثُ سَهل بن سَعد السَّاعديِّ مرفُوعاً: "لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ". أخرجَهُ البُخَارِيُّ (4/ 173)، ومُسْلِم (1098). وحديث أبي هُريرةَ مَرفُوعاً: "لاَ يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الْفِطْرَ، لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ".رَواهُ أوداود (2353)، والامامُ أحْمَد (2/ 450)، وابنُ ماجه (1698)، بسند صحيح. (¬2) قوله:" يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ، وَالشُّهَدَاءُ" الغِبطة: تمني نعمة تَكُونُ على الغير، بشرط ألا تتحوَّلَ عَنْهُ، عكس الحَسد فإنَّه تمني نعمةً تكونُ على الغير مع تمني زوالها عنه، قال ابن الأثير:"الغَبْط: حَسَدٌ خاصٌ. يُقالُ: غَبَطْتُ الرجُل أَغْبِطُه غَبْطاً إذا اشْتَهَيَتْ أن يكُونَ لك مِثْلُ مالَه وأن يَدُومَ عليه ما هُو فيه. وحَسَدْتُه أحْسُدُه حَسَداً إذا اشْتَهَيْتَ أن يكونَ لك مالَه وأنْ يَزُول عنهُ ما هُو فيه". وقال في القامُوس:"حُسْنُ الحالِ والمَسَرَّةُ، وقد اغْتَبَطَ والحَسَدُ كالغَبْطِ وقد غَبِطَهُ كضَرَبه وسمِعَه وتَمَنَّى نِعْمَةً على أن لا تَتَحَوَّلَ عن صاحِبِها". انظر: النهاية في غريب الحديث (3/ 339)، والقامُوس المُحيط (877)، مادة (غبط).

إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ التِّرمذيُّ في الزُّهد، باب ما جاء في الحُبِّ في الله (2390)، والإمامُ مَالكٌ في المُوطأ (2/ 954) والإمامُ أحْمَد في مُسنده (5/ 236)، وابنُ حِبَّانَ (577)، والحاكمُ (4/ 169)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (20/ 87) رقم: (167، 168)، وابنُ أبِي شَيْبَة (13/ 145)، وأبُونُعَيْم في الحُلية (5/ 121)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (3463)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (58/ 425).وقال التِّرمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صَحيحٌ، ورمز له السُّيوطيُّ بالصحة في الجامع الصغير (6037) وصححه الألبانيُّ في صحيح الجامع (4312). وله شَاهدٌ من حَديث العِرباض بنُ سَارية: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (4/ 128)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير كما في مَجمع الزَّوائد (10/ 279) وإسنادُهُ حسنٌ، وجوَّد إسنادَهَ المُنذريُّ في التَّرغيب (4/ 37)، والهيثميُّ في مَجمع الزوائد (10/ 279).

الحديث الرابع والعشرون

الحَدِيْثُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ (¬1) - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: "أَحَبُّ مَا تَعَبَّدَنِي عَبْدِي إليَّ النُّصْحُ لِي". رَواهُ أحْمَدٌ بسندٍ حَسنٍ. إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (5/ 245)، وأبُونُعَيْم في الحُلية (8/ 175)، والبَغْوِيُّ في شَرح السُّنَة (13/ 96) حديث رقم: (3515)، وابنُ المُبارك في الزُّهد (204)، والبيهقيُّ في الزُّهد الكبير (710)، والطَّبرانيُّ في الكبير (7739)، والرُّويانيُّ في مُسنده (1175)، وأبوالشَّيخ الأصبهانيِّ في التَّوبيخ (13)، والحكيمُ التِّرمِذِيّ في نوادره (1/ 294)، وإسنادُهُ ضعيفٌ، فيه عُبيدالله بن زَحْر، وهو صَدُوقٌ يُخطئ كما في التقريب ¬

_ (¬1) هُو: صُديِّ بنُ عَجْلان بنُ وَهْب، ويُقالُ: ابنُ أَبِي عَمرو، صَحِبَ النَّبِيَّ علَيهِ الصَّلاةُ والسَّلام زَمناً، وأخذ عنهُ علماً كثيراً، وبايع بيعة الرِّضوان. وحَّدث عن عُمر بنُ الخطَّاب، ومُعاذ بنُ جبل، وعُبادة بنُ الصًّامت، وغيرهِم. سكن الشَّام، وبها مات سنة (81). انظر: السير (3/ 359)، والبداية والنهاية (9/ 78)، والإصابة (3/ 240)، والتهذيب (4/ 420).

الحديث الخامس والعشرون

(4290) وفيه أيضاً عليُّ بنُ زيد بنُ جُدْعان البصريِّ، وهو ضعيفٌ كما في التقريب (4734). قَالَ الهيثميُّ في مَجمع الزَّوائد (1/ 87): "رَواهُ أحْمَد وفيه عُبيدالله ابن زحْر، عن عليِّ بنُ زَيد وكلاهما ضعيفٌ". قَالَ ابن حِبَّانَ في المجرُوحين (2/ 63):" إذا اجتمع في إسناد خَبرٍ عُبيدالله بن زَحْر وعليُّ بن زيد، والقَّاسِم أبوعبدالرَّحمن، لا يكونُ متنُ ذلك الخَبر إلا مما عملت أيديهم، فلا يَحلُّ الاحتجاجُ بهذه الصَّحيفة ... ". والحديث ضعفه أيضاً المُنَّذريُّ في التَّرغيب (2641)، والألبانيُّ في ضعيف الجامع (404). الحَدِيْثُ الخَامِسُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ مُعَاذٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى: "وَجَبتْ مَحَبَّتي لِلمُتَحَابِّينَ فيَّ، وَالمُتَجَالِسينَ فيَّ، والمُتَبَاذِلينَ فيَّ، وَالمُتَزَاوِرينَ فِيَّ." رَواهُ أحْمَدٌ بسندٍ صَحيحٍ، والطَّبَرانِيُّ والحَاكمُ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الإيمان.

إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (5/ 233)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (20/ 80) رقم: (150)، والحاكمُ في المُستدرك (4/ 168)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الايمان (8992، 8993، 8994)، والامامُ مالكٌ في المُوطأ (2/ 953)، وابنُ حِبَّانَ (2/ 335) رقم: (575)، والطَّحاويُّ في مُشكل الآثار (3273)، والقضاعيُّ في مُسند الشِّهاب (1449)، والبَغْوِيُّ في شرح السُّنَة (13/ 49) رقم: (3463)، وعبدُ بن حُميد في المُنتخب رقم (125)، وأبونُعيم في حُلية الأولياء (5/ 128)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (26/ 158)، وإسنادُهُ صَححٌ، وصححهُ المُنذريُّ في التَّرغيب (4437)، والألبانيُّ في صحيح الجامع (4331). ولهُ شاهدٌ من حَديث عُبادة بنُ الصَّامت: أخرجهُ بنحوه الامامُ أحْمَد في مُسنده (5/ 239)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (20/ 81) رقم: (154)، وصححه المُنذريُّ في التَّرغيب (4440)، والسُّيوطيُّ في الجامع الصغير (6058)، والألبانيُّ في صحيح الجامع (4321).

الحديث السادس والعشرون

الحَدِيْثُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ ابْنِ عُمَرَ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَىَ:" أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي يَخَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِي، ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي، ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أُرْجِعَهُ، إنْ رَجَّعَتُهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ أَوَغَنِيمَةٍ، وَإِنْ قَبَضْتُهُ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ وَأَرْحَمَهُ وَأُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ". رَواهُ أحْمَدٌ بسندٍ صَحيحٍ، والنَّسائيُّ. إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد (2/ 117)، والنَّسائيُّ في الجهاد، بابُ ثواب السَّرية التي تخفق (3128)، وفي السُنن الكُبرى (3/ 13). وإسنادُهُ صَحيحٌ، كما قال المُصنِّف، رحمهُ اللهُ، ورمز لهُ السُّيُوطيُّ بالصحة في الجامع الصغير (6040)، وصححه العلامة أحْمَد شاكر في تعليقه على مُسند الإمام أحمد (5977)، والألبانيُّ في صحيح الجامع (8135). ولهُ شاهدٌ من حديث أنس بن مالك، أخرجه التِّرمذيُّ (1620)، وقال:" حديثٌ غريبٌ صحيحٌ ".

الحديث السابع والعشرون

الحَدِيْثُ السَّابِعُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ أَبِي قَتَادة (¬1) - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَىَ:" افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا، أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ، أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي ". رَواهُ ابن ُماجَهْ بسندٍ حَسنٍ. إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ أبُو دَاوُد في الصَّلاة، بابُ ما جاء في فرض الصَّلوات الخَمس، والمُحافظة عليها (1403)، وابنُ ماجه في إقامة الصَّلاة والسُّنَة فيها، بابُ ما جاء في فَرض الصَّلوات الخمس (1403)، والطَّبَرانِيُّ في الأوسط (6803)، وأبونُعيم في أخبار أصبهان (1024)، وابنُ عساكر في ¬

_ (¬1) هو: أَبُو قَتادة، الحَارِث بنُ رِبْعِيِّ بنُ بُلْدُمة بنُ سِنان الأسلميِّ المدنِيِّ. روى عن النَّبيِّ صَلَّىَ اللهُ عَليه وسَلَّمَ، وعن عُمر بنُ الخطَّاب، ومُعاذ بنُ جبل، وجماعةٍ من الصَّحابة، رَضِي اللهُ عنهُم. شَهِد بدراً، وأُحُد، وتُوُفِيَّ بالكُوفة، سنة (54). انظر: طبقات ابنُ سعد (6/ 15)، والسير (2/ 449)، والإصابة (7/ 155)، والتهذيب (12/ 204).

تاريخ دمشق (17/ 312)، وفي إسنادِه ضُبارة بن عبد الله الحَضرميِّ، قال الجُوزجانيُّ: روى حديثاً مُعْضِلاً. وذكرهُ ابن حِبَّانَ في الثقات وقال: يُعتبر حديثُهُ من رواية الثِّقات عنهُ. وقال الحافظُ في التقريب: مجهولٌ. (¬1). وفيه أيضاً دُريد بنُ نافع الأمويِّ، قال فيه الحافظُ في التقريب (1832)، " مَجهولٌ، وكان ُيرسلُ ". وفيه أيضاً بَقية بن الوليد، فهو صدوقٌ كثير التَّدليس، لكن هنا صرَّح بالسِّماع. قال البُوصيريُّ في الزَّوائد (1/ 452):" وهذا إسنادٌ فيه نظرٌ، من أجل ضُبارة ودُريد ... وله شاهدٌ من حديث عُبادة بن الصِّامت، رَواهُ النَّسائيُّ في الصُغرى". قلتُ: وحديثُ عُبادة هذا أخرجَهُ أبُو دَاوُد (1420)، والنَّسائيُّ (461)، والامامُ مَالكٌ (400)، وأحْمَد في مُسنده (22693)، ولفظه:"خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ ¬

_ (¬1) انظر: أحوال الرِّجال للجُوزجانيِّ (175)، والثِّقات لابن حِبَّانَ (8/ 325)، والتَّهذيب (4/ 442).

الحديث الثامن والعشرون

شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ، كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ، إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ". فَهُو يُصلحٌ شَاهداً قوياً لحديث أبي قَتَادة, وصححهُ السُّيوطيُّ في الجامع الصغير (6041)، والألبانيُّ في صحيح الجَامع (3243). الحَدِيْثُ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ أبٍي الدَّرْدَاءَ (¬1) - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى لعيسى:"يَا عِيسَى إِنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةً، إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا وَشَكَرُوا، وَإِنْ أَصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُونَ صَبَرُوا وَاحْتَسَبُوا، وَلاَ حِلْمَ وَلاَ عِلْمَ. قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ يَكُونُ لَهُمْ وَلا حِلْمَ وَلا ¬

_ (¬1) اسمه: عُويمِر بنُ زَيد بنُ قيس، ويُقالُ: ابنُ عامِر، وقِيل: ثَعلبةُ بن عبد الله الأنْصَاريِّ الخزْرَجِيِّ، جمعَ القُرآنَ الكريم في حياةِ النَّبِيِّ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلام، وكانَ سيِّد القُراء بدمشق، تأخر إسلامُهُ، شهدَ أُحُد، وأبلى فيه بلاءً حَسناً، ماتَ في خلافة عُثمان بنُ عفَّان، رَضِيَ اللهُ عنهُ. انظر: تذكرة الحُفَّاظ (1/ 24)، والسِّير (2/ 335)، والإصابة (5/ 46)، والتَّهذيب (8/ 175).

عِلْمَ.؟ قَالَ: أُعْطِيهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي" ... رَواهُ أحْمَدٌ والطَّبَرانِيُّ بسندٍ صَحيحٍ، والحاكمُ والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الإيمان. إسْنَادُهُ حَسْنٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد في المُسند (6/ 450)، والحَاكمُ في المُستدرك (1/ 348)، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الايمان (4165)، وفي الأسَماء والصِّفات (230)، أبو نُعيم في الحُلية (1/ 227)، والبزَّارُ (2845)، والبُخَارِيُّ في التأريخ الكبير (8/ 3315)،)، الطَّبرانيُّ في الأوسط (3380)، وفي مُسند الشَّاميين (2019)، وقال الحاكمُ: صحيحٌ على شرط البُخَارِيِّ، ووافقه الذّهبِيُّ. وإسنادُهُ حَسنٌ، وفيه عبد الله بن صَالح، كاتب اللَّيث بن سعد، مُتكلَّم فيه، قال الحافظُ في التقريب (3388): "صَدُوقٌ كثير الغَلظ، ثبتٌ في كتابِه، وكانت فيه غفلةٌ". قلتُ: فالحديثُ حسنٌ إن شَاء اللهُ، وقال الهيثميُّ في المَجمع (10/ 67):"رَواهُ أحْمَد والبزَّارُ والطَّبَرانِيُّ في الكبير والأوسط ورجالُ أحْمَد رجالُ الصَحيح غير الحسن بن سوَّار وأبي حليس وهما ثقتان".

الحديث التاسع والعشرون

ورمز له السُّيوطيُّ بالصحة في الجامع الصغير (6052). وأبعد العلامة الألبانيُّ، رحمه الله فحكم بوضعه في ضعيف الجامع (4052) فلا يظهر لي وجه ذلك والله أعلم. الحَدِيْثُ التَّاسِعُ وَالْعِشْرُوْنَ: عَنْ ابنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَىَ:"مَنْ عَلِمَ أنِّي ذُو قُدْرةِ عَلىَ مَغْفِرةِ الذُنوبِ غَفَرْتُ لَهُ، وَلاَ أُبَالي مَا لَمْ يُشْرِكْ بي شَيْئاً". رَواهُ الطَّبَرانِيُّ بسندٍ صَحيحٍ والحَاكمُ. إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ: أخرجهُ الحَاكمُ (4/ 262) وصححهُ، وتعقَّبهُ الذّهبِيُّ بقوله:"حفصُ بن عُمر العدنيِّ واهٍ". وأخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الكبير (11/ 241) رقم: (11615)، وفي كتاب الدُّعاء (11450)، وعبدُ بن حُميد في المُنَّتخب رقم (602)، والبغويُّ في شرح السُّنة (12/ 222)، وفي التَّفسير (2/ 109)، وفي

الحديث الثلاثون

إسناده إبراهيم بن الحَكم بن أبَان، قال الذَّهبِيُّ في الميزان (1/ 27): "تركُوهُ وقلّ مَنْ مَشَّاهُ، رَوى عن أبيه مُرِسلاتِ فَوَصْلَها". وضعَّفهُ النَّسائيُّ، والبُخَارِيُّ، وابنُ مَعين وجماعة، كما في الضُّعفاء لابن حِبَّانَ (1/ 114). وقال الحافظُ في التقريب (166): "ضعيفٌ وَصَل مَراسيل".وحفص بن عُمر العدنيِّ، قال الحافظُ في التقريب (1420): ضعيفٌ. فالحديثُ ضعيفٌ لما سبق، ورمز لهُ السُّيوطيُّ بالضعف في الجامع الصغير (6054) وحسنُّه العلامة الألبانيُّ في صحيح الجامع (4330) ولا وجه عندي لتحسينه، والله أعلم. الحَدِيْثُ الثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:"إذَا ابتَليتُ عَبِديَ المُؤمِنَ، فَلَمْ يَشكِني إلى عُوَّادهِ، أطْلَقتُهُ مِنْ أَسَارِي، ثُم أَبْدَلتُهُ لَحْمَاً خَيراً مِنْ لَحْمِهِ، وَدَمَاً خَيراً مِنْ دَمِهِ، ثُّم يَستَأنِفُ العَمَلَ" رَواهُ الحَاكمُ بسندٍ صحيحٍ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَب الإيمان.

الحديث الحادي والثلاثون

إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجَهُ الحاكمُ في مُستدركه (1/ 349)، والبَيْهَقِيُّ شُعَب الإيمان (9239) وفي الكُبرى (3/ 375)، وابنُ أبي الدُّنيا في المَرض والكفَّارات (77)، وقَالَ الحاكمُ: صحيحٌ على شرط الشَّيْخَينِ ولم يُخرِّجاهُ، ووافقهُ الذّهبِيُّ. وهُو كَذلك إسنادُهُ صَحيحٌ، وصححهُ الألبانيُّ في الصحيحة (272) وفي صحيح الجامع (431). الحَدِيْثُ الحَادِي وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَنَسٍ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ" (¬1) ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ أَنَّكَ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ ¬

_ (¬1) عَنَانَ السَّماء: قال ابنُ الأثير: العَنانُ السَّحابُ، والواحدة عنانة. انظر: النَّهاية في غريب الحديث (3/ 313).

الأَرْضِ خَطَايَا " (¬1) ثُمَّ أَتَيْتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً " رَواهُ التِّرمذيُّ بسندٍ صَحيحٍ. صَحِيحٌ بِطُرُقِهِ: أخرجه التِّرمذيُّ في الدَّعوات، بابُ فضل التَّوبة والإستغفار وما ذُكر من رحمة الله لعباده (3540)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (4456)، وأبونُعيم في الحُلية (2/ 231)، وقال التِّرمِذيُّ:" هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ". قلتُ: وإسنادُهُ حسنٌ، كما قال التِّرمِذيُّ، وحسَّنه الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة (127). وله شاهدٌ من حديث ابن عبَّاس، وأبي ذَّر الغفاريِّ. فحَديثُ ابن عبَّاس: أخرجهُ الطَّبَرانِيُّ في الكبير (1346)، وفي الأوسط (5479)، وفي الصغير (2/ 20)، وإسنادُهُ حسنٌ أيضاً. ¬

_ (¬1) أي: ما يُقارب مِلأها من الذُّنُوب والخَطايا.

الحديث الثاني والثلاثون

وأما حديث أبي ذَّرالغِفاريِّ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (5/ 172)، والدَّارِمِيُّ (2/ 322)، والحَاكمُ (4/ 241)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (7586)، وفي الدُّعاء (10)، وابنُ منَّدة في الإيمان (78)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (1056)، وابنُ جرير الطَّبريِّ في تَهذيب الآثار (1940)، وابنُ بَشْران في أمَاليه (575)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (12/ 318)، وأبونُعيم في حُلية الأولياء (7/ 248)، والبغويُّ في شَرح السُّنَّة (4/ 319)، وفي التَّفسير (2/ 108)، وصححهُ الحَاكِمُ ووافقه الذّهبِيُّ، لكن فيه عاصم بن بَهْدلة ابن أبي النُّجُود، وهو صدُوقٌ لهُ أوْهَامٌ، كما في التقريب (127). فالحَديثُ صَحيحٌ بهذا الشَّاهد، واللهُ أعلم، وانظر: السلسلة الصحيح (127)، وحاشية جامع الأصول (5877). الحَدِيْثُ الثَّانِي وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَبُّكُمْ:" لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لأَسْقَيْتُهُمْ الْمَطَرَ

بِاللَّيْلِ، وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمْ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ، وَلمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ ". رَواهُ أحْمَدٌ بسندٍ صَحيحٍ، والحَاكِمُ. إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد (2/ 359)، والحاكمُ (4/ 256)، والطَّيالسيُّ (2587)، وعبدُ بنُ حُميد (1424)، والبَّزارُ (664)، والبَيْهَقِيُّ في الزُّهد الكبير (719)، وابنُ الأعرابيِّ في مُعجمه (1106)، وصححهُ الحاكمُ، وتعقَّبه الذّهبِيُّ، وقال:" صَدَقةُ ضعَّفُوهُ ". قلتُ: وإسنادُهُ ضعيفٌ، كما قال الذّهبِيُّ، فيه صدقة بن مُوسى السُّلمي؛ ضعَّفه يحيى بن مَعين، والنَّسائيُّ، وقال أبُوحَاتِم: "لينٌ الحديثِ، يُكتبُ حديثُهُ ولا يُحتجُّ به، لَيسَ بقويٍ" (¬1). والحديثُ ضعَّفه الذّهبِيُّ، والهيثميُّ، والألبانِيُّ. (¬2). ¬

_ (¬1) () انظر: الجرح والتعديل (4/ 432)، والميزان (2/ 312). (¬2) () انظر: الميزان (2/ 312)، ومَجمع الزَّوائد (2/ 211)، والسلسلة الضعيفة (883)، وضعيف الجامع (4062).

الحديث الثالث والثلاثون

الحَدِيْثُ الثَّالِثُ وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ رَبُّكُمْ َ:" أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلاَ يُجْعَلْ مَعِيَ إلَهُ، فَمَنْ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا فَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ ". رَواهُ أحْمَدٌ والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ وابنُ مَاجَهْ والحَاكمُ. إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (3/ 142)، والتَّرمذيُّ في التَّفَسِير، بابُ تَفَسِير سُورة الُمدَّثر، رقم: (3328)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (11630)، وفي تَفَسِيره (2/ 475) رقم: (650)، وابنُ ماجه في الزُّهد، بابُ ما يُرجى من رحمة الله يومَ القيامة، رقم: (4299)، والبزَّارُ كما في الدُّر المَنثُور (6/ 287) وأَبُويَعْلَى في مُسنده (6/ 66) رقم: (3317)، والحاكمُ في مُستدركه (2/ 508) والدَّارِمِيُّ في سُننه (2/ 302)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (8752)، والعُقيليُّ في الضُّعفاء الكبير (2/ 154)، وابن بشْران في أماليه (394)، وابنُ أبي عاصِم في السُّنَّة (805)، وابنُ عديِّ في الكامل (3/ 450)، والخطيبُ البغداديُّ في تاريخ

الحديث الرابع والثلاثون

بغداد (5/ 52)، والبغويُّ في التَّفسير (1/ 275)، وقال التِّرمذيُّ: "حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وسُهيل لَيسَ بالقويِّ في الحدِيثِ، وقَدْ تفرَّد سُهيل بهذا الحديثِ عن ثَابتٍ". وصححهُ الحاكم ُووافقه الذّهبِيُّ. قلتُ: وإسنادُهُ ضعيفٌ، سُهيل بن أبي حزم قال عنه الامامُ أحْمَد: " رَوى أحاديثَ مُنكرةً"، وقال البُخَارِيُّ: "لا يُتَابع في حديثه، يتكلَّمُون فيه"، وضعَّفه ابن مَعين، وجماعةٌ، وذكر له الذّهبِيُّ هذا الحديث وقال: " لم يُتابع عليه"، وقال الحافظُ في التقريب: ضعيفٌ (¬1) .. الحَدِيْثُ الرَّابِعُ وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ- رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَاْلَ اللَّهُ تَعَالَى:" يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ ". رَواهُ التِرمِذيُّ بسندٍ صَحيحٍ. ¬

_ (¬1) () انظر: الضُعفاء الصغير للبُخاريِّ (58)، والجرح والتَّعديل (4/ 247) والمَجرُوحين (2/ 353) والميزان (2/ 244)، والتهذيب (4/ 261) والتَّقريب (2672).

صَحِيحٌ بِطُرُقِهِ: أخرجهُ التِّرمذيُّ، في الصَّلاة، باب في صَلاة الضُّحى (475)، والإمامُ أحْمَد (6/ 451)، والطبرانيُّ في مُسند الشَّاميين (938)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (7/ 77)، وأبونُعيم في الحُلية (5/ 137)، والبغويُّ في تفسيره (1/ 414)، وفي شرح السُّنَّة (3/ 424)، وقَالَ التِّرمِذيُّ:"حسنٌ غريبٌ"، وهو كذلك، فيه إسماعيل بن عيَّاش، وهُو صَدُوقٌ في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. قَالَ الذّهبِيُّ في السير (8/ 323):" هذا حديثٌ حسنٌ متصل الإسناد وشاميٌ". وانظر: مَجمع الزَّوائد (2/ 235)، والتَّرغيب والتَّرعيب للمنذريِّ (1/ 608). ولهُ شَاهدٌ من حديث نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ أخرجه أبُو دَاوُد في الصَّلاة، باب صَلاة الضُّحى (1289)، والامامُ أحْمَد في المُسند (2/ 287)، وفي كتاب الزُّهد (20)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (1/ 157)، وابنُ حِبَّانَ (634)، والدَّارميُّ (1503)، وابنُ أبي شَيبة في مُسنده (555)،

الحديث الخامس والثلاثون

والطَّبرانيُّ في مُسند الشَّاميين (284)، والحَارث بن أبي أُسامة، كما في البُغية (221)، والبيهقيُّ في الكُبرى (5098)، وتَمَّام الرَّازيِّ في الفوائد (672)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (45/ 444)، وابنُ عديِّ في الكامل (6/ 202)، وابنُ الأعرابيِّ في مُعجمه (1293)، وابنُ قَانِع في مُعجم الصَّحابة (1787)، وابنُ الأثير في أُسْد الغابة (1/ 1074). ولهُ أيضاً شاهدٌ آخر من حديث عُقبة بن عَامر الجُهنيِّ، أخرجهُ الامامُ أحْمَد (4/ 153)، وأبويَعلى (1757)، إسنادُهُ صحيحٌ، فالحديثُ صحيحٌ به. انظر: مَجمع الزَّوائد (2/ 235)، والجَامع الصغير (6007)، وصحيح الجامع (1913)، (4342)، والإرواء (2/ 465)، حاشية جامع الأُصُول (9/ 7118). الحَدِيْثُ الخَامِسُ وَالثَلاَثُوْنَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ:" يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأُ

صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَك، وَإِن لم َ تَفْعَلْ مَلأتُ يَدَيْكَ شُغْلاً، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ ". رَواهُ أحْمَدٌ، والتِّرمذيُّ، وابنُ مَاجَهْ، والحَاكمُ. صَحِيحٌ بِطُرُقِهِ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد في المُسند (2/ 358)، وفي كتاب الزُّهد (46) والتِّرمِذيٌّ في صفة القيامة، بابُ ما جاء في صفة أواني الحَوض (2466)، وابنُ ماجه في الزُّهد، بابُ الهمُّ بالدُّنيا (4107)، والحَاكمُ في المُستدرك (2/ 443)، وابنُ حِبَّانَ (2477)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (9959)، وفي الآداب (803)، وقال التِّرمذيُّ:" هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ"."، وصححهُ الحاكمُ ووافقهُ الذّهبِيُّ وهو كذلك، وحسنَّه السُّيوطيُّ في الجامع الصغير (1925)، وانظر: جامع الأصول (11/ 11)، والسلسلة الصحيحة (1359). وله شَاهدٌ من حديث مَعقِل بن يَسار أخرجهُ الحاكمُ في المُستدرك (4/ 326)، وابنُ حِبَّانَ (393)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير (20/ 216 رقم: 500) من طريق سَلاَّم بن أبي مُطيع، وصححهُ الحاكم، ووافقه الذّهبِيُّ، وهو كذلك.

الحديث السادس والثلاثون

الحَدِيْثُ السَّادِسُ وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُوْلُ: "إنَّ عَبْداً أصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيهِ في مَعيشَتِهِ تَمضَىَ عَلَيْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍٍ لاَ يَفِدُ إليَّ لَمحْرُوْمٌ ". رَواهُ أَبُويَعْلَى في مُسْنَدِهِ، وابْنُ حِبَّانَ بسندٍ صَحيحٍ. إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ أَبُويَعْلَى المَوْصليِّ (2/ 304) رقم: (1031)، وابن حِبَّانَ، رقم: (3703)، والطَّبَرانِيُّ في الأوسط (1/ 300) رقم: (490)، وعبدالرَّزاق في مُصنَّفه، رقم: (8826)، والبَيْهَقِيُّ في السُّنن الكُبرى (5/ 262)، وفي شُعَب الإيمان، رقم: (4132، 4133)، وابنُ عديِّ في الكامل (3/ 63)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (24/ 38)، والخطيبُ البغداديُّ في تاريخ بغداد (8/ 318). وإسنادُهُ صَحيحٌ، كما قال المُصنِّف، رحمهُ اللهُ، قَالَ الهيثميُّ في مَجمع الزَّوائد (3/ 206): "رَواهُ أَبُويَعْلَى والطَّبَرانِيُّ في الأوسط، ورجالُ الجميع رجال الصحيح".

الحديث السابع والثلاثون

وصححه الألبانيُّ في السلسلة الصحيحة (1662)، وفي صحيح الجامع (1909). وانظر: التَّرغيب للمنذريِّ (2/ 169). ولهُ شاهدٌ من حديث أبي هُريرة، أخرجهُ البُخَارِيُّ في التَّأريخ الكبير (2/ 295)، والعُقيليُّ في الضُّعفاء (2/ 206)، وابنُ عديِّ في الكامل (4/ 1396)، والبَيْهَقِيُّ في الكُبرى (5/ 262)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (8/ 283) وإسنادُهُ ضعيفٌ؛ فيه صَدقة بن يزيد الخُرسانيِّ، قَالَ البُخَارِيُّ:"مُنكرُ الحَديثِ".وقَالَ ابن حِبَّانَ:"لا يَجُوزُ الاشتغال بحديثه، ولا الاحتجاج به". وذكر الذّهبِيُّ في الميزان (2/ 313) هذا الحديثَ من مُنكراته. الحَدِيْثُ السَّابِعُ وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ:"أَنَا مَعَ عَبْدِي، مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ". رَواهُ أحْمَدٌ وابنُ ماجَهْ والحَاكمُ بسندٍ صَحيحٍ.

إسْنَادُهُ صَحِيحٌ: أخرجهُ الامامُ أحْمَد (2/ 540)، وابنُ ماجَه في الأدب، باب فضل الذِّكر، رقم: (3792)، والحَاكم ُ (1/ 496)، وأخرجه البُخَارِيُّ تَعليقاً في التَّوْحِيد، بابُ قول الله تَعالى: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} وَوَصَلَهُ في خَلق أفعال العباد (ص57)، وابنُ المُبارك في الزُّهد (944)، وابنُ الأعرابيِّ في مُعجمه (1046)، وابن حِبَّانَ رقم: (2316)، والطَّبرانيُّ في الأوسط (6810)، وفي مُسند الشَّاميين (546)، والبيهقيُّ في شُعب الإيمان (538)، وفي الدَّعوات الكبير (1/ 15)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (25/ 212)، والبَغْوِيُّ في شَرح السُّنَة (5/ 13) رقم: (1242)، وفي التَّفسير (1/ 167)، وصححه الحَاكمُ، وحسنَّه البُوصيريُّ في الزَّوائد (188) وصححهُ الألبانيُّ في صحيح الجَامع (1906). ولَهُ شاهدٌ من حديث أبي الدَّرْداء وأنس بن مَالك: حَديثُ أبي الدَّرداء: أخرجه الحاكمُ في المُستدرك (1/ 496) وصححهُ ووافقه الذّهبِيُّ، وهو كما قالا.

الحديث الثامن والثلاثون

وأمَّا حَديثُ أنس: أخرجهُ الحاكمُ أيضاً (1/ 497) وصححهُ ووافقهُ الذّهبِيُّ، وهو كذلك، وانظر: السلسلة الصحيحة (2012). الحَدِيْثُ الثَّامِنُ وَالثَّلاثُوْنَ: عن أَبِي سَعِيدٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ:"يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ.؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ.؟، فَيَقُولُ: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ.؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبِّ وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ.؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا". رَواهُ أحْمَدٌ والشَّيْخَانِ وَالتِّرمِذيُّ. صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد (3/ 88)، والبُخَارِيُّ في التَّوْحِيد، بابٌ، كلام الرَّب مع أهل الجنَّة (8/ 205)، وفي الرِّقاق، بابُ صفة الجنَّة والنَّار (7/ 200)، ومُسْلِم في الجنَّة وصفة نعيمها، بابٌ احلال الرِّضوان

الحديث التاسع والثلاثون

على أهل الجنَّة (2829)، والتِّرمذيُّ في صفة الجنَّة، بابُ ما جاء في رُؤية الرَّب تبارك وتَعالى (2555)، والنَّسائيُّ في الكُبرى (7749)، وابنُ المُبارك في مُسنده (114)، وفي الزُّهد (2045)، وابنُ أبي حَاتِم في تفسيره (2/ 442)، وابنُ جرير الطَّبريِّ في التَّفسير أيضاً (6/ 262)، وعبدُ الرَّزَّاق في المُصنَّف (20857)، وابنُ منَّدة في الإيمان (819) والطيالسيُّ (2179)، وأبوعَوانة (1/ 81)، والبيهقيُّ في الأسماء والصِّفات (1054)، وفي البَعث والنُّشُور (1/ 458)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (41/ 34)، وأبونُعيم في الحُلية (6/ 342)، وفي صفة الجنَّة (1/ 363)، والبَغْوِيُّ في التَّفسير (2/ 16)، وفي شَرح السُّنَة (15/ 231). الحَدِيْثُ التَّاسِعُ وَالثَّلاثُوْنَ: عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا:" لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ.؟ قَاْلَ: نَعَمْ، قَاْلَ: "فَقَدْ سَأَلْتُكَ مَا هُوَ

الحديث الأربعون

أَهْوَنُ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ، أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ". رَواهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ. صَحِيحٌ: أخرجهُ البُخَارِيُّ في بدء الخلق، بابُ قول الله تعالى:" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً " (4/ 104)، وفي الرِّقاق، بابُ صفة الجنَّة والنَّار (7/ 201)، ومُسْلِم في صفات المُنافقين وأحكامِهم، بابُ طلب الكافر الفداء بملئ الأرض ذهباً (3805)، والإمامُ أحْمَد (3/ 129)، وابنُ أبي عاصم في السُّنَة (99)، وأبويَعلي المَوْصِليِّ (2976). الحَدِيْثُ الأَرْبَعُوْنَ: عَنْ أَبِي أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ تَعَالىَ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُوْلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ:"أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ لِجَلاَلِى.؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِى ظِلِّى يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّى ". رَواهُ أحْمَدٌ ومُسْلِمٌ.

ونَسْألُ اللهَ تَعَالىَ رِضْوانَهُ فِي الدُّنَيا وَالأُخرَى، وَنَحْمَدُهُ وَنَشْكُرَهُ عَلَى النَّعْمَاءِ وَالبَلوَى، ونُصْلِّي وَنُسلِّمُ عَلىَ مُحَمَّدٍ نَبِيَهُ المُصْطَفَى، وَرَسُولَهُ المُجتَبى، وَعَلى سَائِرِ جَمِيعِ الأَنبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، وَعَلى آلِ كُلٍّ وَأِصْحَابِهِمْ وَأَتَباعِهِمْ أَجمَعِينَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، تَمَّتْ بِعْونِ اللهِ المَلِكِ المُعِينِ. صَحِيحٌ: أخرجهُ الإمامُ أحْمَد (2/ 237)، ومُسْلِم في البِّر والصِّلة والآداب، بابٌ في فضل الحُّب في الله (2566)، ومالكٌ في المُوطأ (2/ 952)، وابنُ المُبارك في مُسنده (5)، وفي الزُّهد (698)، والدَّارِمِيُّ (2/ 221)، والطيالسيُّ (2335)، وابنُ خُزيمةَ (575)، وابنُ حِبَّان (574)، والبيهقيًّ في الكُبرى (20856)، وفي شُعب الإيمان (8705)، وفي الأسماء والصِّفات (273)، وفي الآداب (173)، وابنُ عساكر في تاريخ دمشق (23/ 111)، والخطيبُ البغداديُّ في تاريخ بغداد (5/ 71)، والبغويًّ في شرح السًّنة (10/ 282)، وأبونُعيم في الحُلية (6/ 344). ولهُ شاهدٌ من حديث العِرباض بن سَارية، أخرجهُ الامامُ أحْمَد (4/ 128)، والطَّبَرانِيُّ في الكبير كما في مَجمع الزوائد (10/ 279) وإسنادُهُ

حسنٌ، وجوَّد إسنادَهُ المُنذريُّ في التَّرغيب (4/ 37)، والهيثميُّ في مَجمع الزَّوائد (10/ 279).

فهرس الأحاديث القُدُسية طرف الحديث ... رقمه ... راويه ... درجته أَحَبُّ عِبَادِي " إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا ... 22 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... ضَعِيفٌ أَحَبُّ مَا تَعَبَّدَنِي عَبْدِي إليَّ النُّصْحُ لِي ... 24 ... أَبِي أُمَامَةَ ... ضعيفٌ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ ... 6 ... شَدَّاد ... حَسنٌ إذَا ابتَليتُ عَبِديَ المُؤمِنَ، فَلَمْ يَشكِني إلى عُوَّادهِ أطْلَقتُهُ مِنْ أَسَارِي ... 30 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ، ثًمَّ صَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ ... 5 ... أًنَس ... صَحِيحٌ إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي كَرِهْتُ لِقَاءَهُ ... 14 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ... 19 ... أَنس ... صَحِيحٌ إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً ... 13 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ ... 10 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا ... 27 ... أَبِي قَتَادة ... صَحِيحٌ أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْك، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي ... 16 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ أَنَا الرَّحْمَنُ أَنَا خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمَاً مِنْ اسْمِي ... 20 ... ابْنِ عَوْف ... صَحِيحٌ أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلاَ يُجْعَلْ مَعِيَ إلَهُ، فَمَنْ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا ... 33 ... أَنس ... ضَعِيفٌ أنَا عِنْد ظَنِّ عَبْدِي بي، فيظن بي ما شاء ... 9 ... وَاثِلةَ ... صَحِيحٌ

أَنَا مَعَ عَبْدِي، مَا ذَكَرَنِي، وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ ... 37 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ... 17 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ إنَّ عَبْداً أصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيهِ في مَعيشَتِهِ تَمضَىَ عَلَيْهِ ... 36 ... أَبِي سَعِيدٍ ... صَحِيحٌ أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ لِجَلاَلِى.؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِى ظِلِّى يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلِّى ... 40 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي يَخَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِي، ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ... 26 ... ابْنِ عُمَرَ ... صَحِيحٌ سَبَقَتْ رَحْمَتِي عَلَى غَضَبِي ... 18 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ ... 1 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ ... 21 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ ... 2 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ... 12 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لأَسْقَيْتُهُمْ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمْ الشَّمْسَ ... 32 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... ضَعِيفٌ لَوْ أَنَّ لَكَ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ.؟ قَاْلَ: نَعَمْ ... 39 ... أَنس ... صَحِيحٌ الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ ... 23 ... مُعَاذ ... صَحِيحٌ مَنْ عَلِمَ أنِّي ذُو قُدْرةِ عَلىَ مَغْفِرةِ الذُنوبِ غَفَرْتُ لَهُ ... 29 ... ابن عَبَّاس ... ضَعِيفٌ مَنْ لَمْ يَرْضَ بقَضَائِي، ولَمْ يَصْبِر عَلىَ بَلائِي، فَليَلْتَمِسْ رَبّاً سِوايَ ... 11 ... أَبِي هِند ... ضَعِيفٌ هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ ... 7 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... ضَعِيفٌ

وَجَبتْ مَحَبَّتي لِلمُتَحَابِّينَ فيَّ، وَالمُتَجَالِسينَ فيَّ ... 25 ... مُعَاذ ... صَحِيحٌ وَعِزَّتي وَجَلالي، لا أخرِج أحَدا مِن الدُّنيا أريدُ أَنْ أغفرَ لَهُ، حَتَّى أسْتَوْفِيَ ... 8 ... أًنَس ... لا أصلَ لهُ يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ بِسبِّ الدَّهْرِ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ... 3 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ ... 31 ... أَنس ... صَحِيحٌ يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلأُ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَك ... 35 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ ... 34 ... أَبِي الدَّرْدَاءِ ... صَحِيحٌ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَاْلَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ ... 4 ... أَبُو هُرَيْرَةَ ... صَحِيحٌ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ.؟ ... 38 ... أَبِي سَعِيدٍ ... صَحِيحٌ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ مُحَرَّمًا بَيْنَكُمْ فَلا تَظَالَمُوا ... 15 ... أَبِي ذَرٍّ ... صَحِيحٌ يَا عِيسَى إِنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةً إِنْ أَصَابَهُمْ مَا يُحِبُّونَ حَمِدُوا ... 28 ... أبٍي الدَّرْدَاءَ ... حَسنٌ

§1/1