الأحاديث القدسية الأربعينية ت الحويني

الملا على القاري

بسم الله الرحمن الرحيم حقوق الطبع محفوظة للناشر مكتبة الصحابة جدة - الشرفية فاكس: 6534489 هاتف: 6521060 مكتبة التابعين سليم الأول - الزيتون تليفون: 2427144

كتاب الأحاديث القدسية الأربعينية للشيخ العلاَّمة مُلاَّ عُلَى القارِي (ت - 1014) رحمه الله تعالى خرَّجَ أحاديثهُ أبو إسحاق الحويني الأَثَرِيُّ عفا الله عنه

[مقدمة الشيخ الحويني حفظه الله]

[مقدمة الشيخ الحويني حفظه الله] بسم الله الرحمن الرحيم إنَّ الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينُ به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل لَهُ، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهدُ أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك لَهُ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أمَّا بعد .. فإن أصدق الحديث كتابُ الله تعالى، وأحسن الهدي هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فقد صحبتُ كتاب "الأربعين" للشيخ مُلاَّ على القاري منذ أكثر من عشر سنوات، وكنت أرجو تحقيقه ونشره، فرغبتُ -في الحصول على بعض نسخه المخطوطة- إلى بعض إخواننا، وكنت على علمٍ أن إحدى نسخه موجودة في مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت بالمدينة المشرفة، وتقع ضمن مجموع رقم (85) وتتكون من خَمس ورقات، ولم تصلني هذه النسخة ولا غيرها، فشُغلت عن الكتاب، ولكن اختمرت عندي فكرة جمع صحيح الأحاديث القدسية، مع اختيار أوعب الروايات، فأثبتُها وأذكر الزيادات الأخرى في أثناء تخريجي. وظللت طوال هذه السنواتُ أجمع -على نوبات متفرقات- ما يقع تحت يدي من هذه الأحاديث حتى قاربت المائتين بدون تكرار، مع نقد الروايات وتوثيقها نقدًا علميًا دقيقًا، ولكن من شأني، إننى لا أطبع كتابًا لي قطُّ، حتى تمر عليه عدة شهور،

وأحيانًا سنوات أراجعه فيها، وأقدم وأُؤخر، وأبسط وأختصر، وألحق ما أجده من الزيادات التي استخرجها من مطالعتي الدائمة على مصنفات العلماء، حتى بلغني عن بعض الأحباب وقد قرأ اسم جزء لي في بعض الكتب، قال ما معناه: عهدنا من أبي إسحاق أنه ينشر عنوان الكتاب فقط، ويظل سنوات لا ينشره، مما يزهدنا في متابعة مشاريعه!. وضرب لذلك مثلاً بـ "بذل الإِحسان" وقال: نسمع عنه منذ عشر سنوات ولم نره حتى الآن! ولعله رأى الجزء الأول منه، والثاني في المرحلة الأخيرة من الطبع ويظهر قريبًا إن شاء الله. وأقول لهذا الحبيب: إن الفن الذي نشتغل به، من أدق فنون العلم، بل أدقها على الإطلاق لتشعُّب مادته جدّاً، وكثرة الكتب والأجزاء المسندة، وهذا العلم دين، وإذا كان من القبيح عند العلماء أن تنسب القول لغير قائله كأنْ تقول مثلاً: إنَّ ابن حزم ممن يحتجُّ بالقياس، لما عُلم عنه غير ذلك، فكيف إذا نسبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قولاً لم يقله، فلا شك أن صاحبه داخل في جملة الكاذبين عليه وإن لم يقصد ذلك، فلأن الدخول في هذا العلم بغير بصرٍ مرتع وخيمٌ، وجب على المرء الطالب السلامة لنفسه أن يبذل الوسع قبل أن يصدر الحكم، فهذا هو الدافعُ الذي يجعلني أؤخر بعض مصنفاتي التي أنهيتُها من قديم. وكان كتابي في "صحيح الأحاديث القدسية" من هذا القبيل. فلما هممت أن أنشره، جعلت أراجعه مرةً أخرى -بقدر المُكْنة- فتأخر أيضًا، فرأيتُ أكثر من كتاب طبع في "صحيح الأحاديث القدسية". وهي وإن كان يشوبها عيبٌ، إما من قلة

استيعابها، أو من ضعفٍ في مادتها، فرأيتُ أن إخراج كتابي على صورته التي صنفته عليه قد لا يفيد كثيرًا. وكانت لي رغبةٌ قديمة أن أشرح هذه الأحاديث، فرأيتُ أن أخرج الكتاب - مُخرَّجًا ومشروحًا فتكون الفائدة منه أعم، وسميته "الهدية بشرح صحيح الأحاديث القدسية" وقد نجز منه مجلدٌ إلا قليلاً، وأُقدِّرُ الشَّرْح بنحو خمسة مجلدات. والله الموفق. وكتاب: "الأربعون القدسية" لمُلاَّ في القارئ، والذي أقدمه اليوم إلى القراء الكرام، قصد به مؤلفه جمع أربعين حديثًا إلهيًا، سيرًا على سَنَن من تقدمه من العلماء المصنفين في هذا الباب، وهم كثيرون جدّاً، ومصنفاتهم متنوعة، ولكن ليس لمجرد الجمع على وفق هذا العدد منقبة خاصة، لاسيما إذا علمنا أن الحديث الوارد فيها ضعيفٌ، أو رواهٍ وهو "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها، بعثه الله فقيهًا، وكنت له يوم القيامة شافعًا وشهيدًا". وله ألفاظٌ متعددة .. وقد قال الإمام أحمد: "هذا متنٌ مشهورٌ بين الناس، وليس له إسناد صحيحٌ". وقال الدارقطنيُّ: "كل طرق هذا الحديث ضعاف، ولا يثبت منها شىء". وكذا قال ابن السكن، وابن الجوزيّ، والنووي، وابن حجر وغيرهُمُ. فالمستغربُ أن يحسنه المصنف -رحمه الله- في "مرقاة المفاتيح" (1/ 253)، وقد تبيّن لي من خلال عملي في هذا الكتاب أن المصنف

ليس له ذوق المحدثين، ولا نقد الحفاظ المبرزين، بل هو في هذا الباب ناقلٌ وجماعٌ. ونظرتُ إلى بعض تصانيفه الأخرى في هذا الباب مثل الموضوعات الكبرى والصغرى، فظهر لي ما قُلته جليًا. ومن العجيب أن الأحاديث القدسية الصحيحة مع كثرتها، فقد ذكر المصنف في كتابه هذا مع وجازته أحد عشر حديثًا ضعيفًا من مجموج أربعين، وهذا يدلُّك على درجة نقده، لاسيما وقد صحح أكثرها، مع وضوح عللها. كما أنك تراه في تخريجه يقول: "رواه أحمد بسندٍ صحيحٍ والحاكم"، فهذا يدُلُّك على أن الحكم بالصحة إنما هو للطريق الذي رواه أحمد دون الحاكم، وإلا فلو كان الطريق واحدًا لكان الأولى أن يقال: "رواه أحمد والحاكم بسندٍ صحيح"، وهذا واضحٌ. ورغم ذلك فإنك ترى أن الطريق واحدٍ، وقد صنع هذا في أحاديث شتى، فانظر منها (رقم 25، 26، 28، 29، 30، 32). وقد سبق أن نُشر هذا الكتاب باسطنبول، في مطبعة عارف أفندي سنة (1324 هـ) ثمَّ أعاد نشره الشيخ محمد راغب الطباخ في حلب سنة (1345 هـ). وقد ضبطت نصّهُ وخرجتُ أحاديثه تخريجًا وسطًا. والله أسأل أن يتجاوز لي عما طغى فيه القلم، وما جرى مني على الوهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وكتبه أبو إسحاق الحويني الأثري عفا الله عنه ربيع الأول/ 1412 هـ

ترجمة المصنف

ترجمة المصنف هو الشيخ، الإِمام، العلامة، أبو الحسن، نور الدين علي بن سلطان القاري الهروي، الحنفي، الشهير بـ "مُلاَّ علي القاري". وكلمة "مُلاَّ" كلمة فارسية -ويقال: هي عربية مأخوذةٌ من المولى- ومعناها العالم الكبير. و"القاري" إنما أطلقوه عليه لأنَّه كان يقرأ القرآن بمكة، ووصل إلي درجة عالية من الحفظ والاتقان، فاشتهر به لذلك. وقد ولد بهراة -ولم أقف على سنة مولده- وقد يكون في حدود سنة (930) أو بعدها بقليل، فبعد هذه السنة بنحو عشر سنوات هاجر بعض العلماء من هراة إلى مكة بعد ظهور مذهب الرافضة، وكان منهم أسرة مُلاَّ علي القاري. وتتلمذ القاري لشيوخ مكة المشهورين، ومنهم ابن ججر الهيتمي الفقيه (ت 973) ومكث في مكة مدة طويلة، وكان يكتب الخط الرائق البديع، وذكروا في ترجمته أنَّهُ كان يكتب في كل عام مصحفًا، وعليه نتفٌ من القراءات والتفسير فيبيعُهُ ويقتات بثمنه من العام إلى العام. وقيل: كان يكتب مصحفين. وكان مالكي المذهب، ثُمَّ حنفيًا، وقد عاب بعضهم عليه التعصب لاسيما ضد الشافعية، ولكني لم أر هذا واضحًا في مصنفات القاري التي اطلعت عليها فيحتمل أنه كان أحيانًا يصدر منه ذلك كرد

فعل لبعض متعصبي الشافعية، وبين الفريقين ما يطول به المقال إلى حدِّ الإِملال، والحمد لله. الذي عافانا. وكان القاري -رحمه الله- من المكثرين من التأليف، وتصانيفه تجاوزت المائة. قال أبو الحسنات اللكنوي: "وكلُّ مؤلفاته نفيسة في بابها، فريدة ومفيدة، بلَّغَتْهُ إلى مرتبة المجددية على رأس الألف من الهجرة". توفي رحمه الله في شوال سنة (1014 هـ) بمكة المشرفة، ودفن بمقبرة المعلاة وترجمته تحتمل البسط، وفيما ذكرتُه كفاية. والله الموفق.

[مقدمة المصنف]

[مقدمة المصنف] بسم الله الرحمن الرحيم ْالحَمْدُ لله العَلِيِّ العَظِيْم وَالبَرِّ الكَرِيْمِ وَالصَّلاَةُ والسَّلاَمُ الأتَمَّانِ الأكْمَلاَنِ عَلَى سَيِّد وَلَدِ عَدْنَانَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ حَمَلَةُ عُلُوْمِهِ وَآدَابِهِ وَعَلَى التَّابِعِيْنَ وَأتْبَاعِهِمْ إلىَ يَوْم الدِّيْنِ. أمَّا بَعْدُ فَقَدْ سَنَحَ فِي خَاطِرِ المُفْتَقِرِ إِلىَ رَحْمَةِ رَبِّهِ البَارِي عَليِّ بْنِ سُلْطَانٍ مُحَمَّدِ القَارِي أنْ أجْمَعَ مِنَ الأحَادِيْثِ القُدُسِيَّة وَالكَلِمَاتِ الأنسِيَّة أرْبَعِيْنَ حَدِيثا يَرْوِيْه صَدْرُ الرُّوَاة وَبَدْرُ الثِّقَاتِ عَلَيْهِ أفْضَلُ الصَّلواتُ وَأكْمَلُ التَّحِيَّاتُ عَنِ الله تَبَارَكَ وَتَعَالى تَارَةً بِوَاسِطَةِ جِبْرِيْلَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام وَتَارَةً بِالوَحْيِ وَالإِلْهَامَ وَالمَنَام مُفَوَّضًا إِلَيْهِ التَّعْبِيْرُ بِأيِّ عِبَارَة شَاْءَ مِنْ أنْوَاعِ الكَلاَم وَهِي تُغَايِرُ القُرْآنَ الحَمِيْدَ وَالفُرْقَانَ المَجِيْدَ بِأنَّ نُزُوْلَهُ لاَ يَكُوْنُ إِلَّا بِوَاسِطَةِ الرُّوْحِ الأمِيْنِ وَيَكُوْنُ مُقَيَّدًا بِاللَّفْظِ المُنَزَّلِ مِن اللَّوْحِ المَحْفُوْظِ عَلَى وَجْهِ التَعْيِيْنِ ثُمَّ يَكُوْنُ نَقْلُهُ مُتَوَاتِرًا قَطْعِيَّا فِي كُل طَبَقَةٍ وَعَصْرٍ وَحِيْنٍ وَيَتَفَرَّعُ عَلَيْهِ فُرُوْعٌ كَثِيْرَةٌ عِنْدَ العُلَمَاءِ بِهَا شَهِيْرَةٌ مِنْهَا عَدَمُ صِحَّةِ الصَّلاةِ بِقرَاءَةِ الأحَادِيْثِ القُدُسِيَّة وَمِنْهَا عَدَمُ حُرْمَةِ مَسِّهَا وَقِرَاءَتِهَا لِلجُنُبِ وَالحَائِضِ وَالنُفَسَاءِ وَمِنْهَا عَدَمُ كُفْرِ جَاحِدِهَا وَمِنْهَا عَدَمُ تَعَلُّقِ الإِعْجَازِ بِهَا رَجَاءَ أن أَكُوْنَ فِي الدُّنيَا دَاخِلاً تَحْتَ شَرْطِيَّةِ مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أربَعِيْنَ حَدِيثًا مِنَ السُّنَّةِ وَفِي الآخِرَةِ أسْلُكُ فِي جَزَاءِ كُنْتُ لَهُ شَهِيْدًا وَشَفِيْعًا يَوْمَ القِيَامَةِ (¬1). ¬

(¬1) كذا. وحديث "من حفظ على أمتي أربعين حديثاً" مع كثرة طرقه فهو ضعيفٌ عند النقاد، وقد ذكرتُ طرقه تفصيلاً في "النافلة" (230) ولعله ينشر قريبًا.

الحديث الأول

الحديث الأول ْعَن أبِي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "قَالَ الله تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيني وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبدِي مَا سَأَلَ فإِذا قَالَ العَبْدُ الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ قَالَ الله حَمِدَنِي عَبْدِي فإِذا قَالَ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ قَالَ الله أثنَى عَليَّ عَبْدِي فإِذا قَالَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي فإِذا قَالَ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ قَالَ هَذا بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِيَ مَا سَأل فإِذا قَالَ اهْدِنَا الصِّرَاط المُسْتَقِيْمَ صِرَاطَ الَّذِيْنَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوْبِ عَلَيْهِمِ وَلاَ الضَّالِّيْنَ قَال هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِيَ مَا سَأل". [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأصْحَابُ السِّتِّ مَا عَدَا البُخَارِيّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ. أخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (132) مسلمٌ (1/ 296 - عبد الباقي)، وأبو عوانة (2/ 126)، وأبو داود (821)، والنسائيُّ (2/ 135 - 136)، وأحمد (2/ 460)، وعبد الرزاق في "المصنَّف" (2768)، وابن خزيمة (ج 1/رقم 502)، وابنُ حبان (3/ 205 - 206/ 1775) والطحاوي في "الشرح" (2158)، وفي "المشكل" (2/ 23)، والبيهقيُّ (2/ 39، 166 - 167) وفي "الشعب" (ج 5/ رقم 2146)، وابن الجوزيّ في "التحقيق" (رقم 493) وابن النحاس في "القطع والائتناف" (ص 101 - 102)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (3/ 47)، وفي "تفسيره" (1/ 43) والأصبهاني في "الترغيب" (800) جميعا من طريق مالكٍ، وهو في "موطئه" (1/ 84 - 85/ 39) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة، يقول: سمعتُ أبا هريرة =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = يقول: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأمِّ القرآن، فهي خداج، هي خداج. هي خداج -غير تمام-.". فقلت: يا أبا هريرة! إني أحيانًا أكونُ وراء الإمام، فغمز ذراعي، وقال: اقرأ بها يا فارسيُّ في نفسك! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يقولُ الله عزَّ وجلَّ: قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي .. الحديث". ْوتابع مالكًا عليه ابنُ جريج، أخبرني العلاءُ به. أخرجه البخاريُّ في "جزء القراءة" (75)، ومسلم (1/ 297)، وأبو عوانة (2/ 127)، وابنُ ماجة (838)، وأحمدُ (2/ 285) وابن خزيمة (ج 1/ رقم 489)، والحكيم الترمذي في "النوادر" (ج 3/ ق 201/ 2)، وعبد الرزاق (2767)، وابن أبي شيبة (1/ 360) وتابعه محمد بن إسحاق بن يسار، عن العلاء. أخرجه البخاريُّ في. "جزء القراءة" (73)، وابن جرير (1/ 86) والبيهقيُّ في "القراءة" (57) وكذلك تابعهم الوليد بن كثير. أخرجه ابن جرير (1/ 86)، والبيهقي (2/ 166 - 167)، وفي "جزء القراءة" (54) ولكن خالفهم جماعةٌ، منهم: "سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن محمد الوراورديّ، والعمري وإسماعيل بن جعفر، ومحمد بن يزيد البصريّ، وجهضم بن عبد الله، فرووه عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به. فصار شيخ العلاء هو "أباه" بدل "أبي السائب". أخرجه مسلم (395)، وأبو عوانة (2/ 127)، والترمذيُّ (2953)، وأحمد (1/ 242)، والحميديُّ (973، 974)، وابنُ أبي حاتم في "تفسيره" (23) مختصراً، وابنُ حبان (3/ 214)، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج 3/ ق 201/ 1 - 2)، والبيهقيُّ (2/ 38، 166 - =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = 167) من طرقٍ عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة. قَالَ الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ". وتابعهم ابنُ سمعان، فرواه عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره بمثل حديث مالكٍ، لكن قَالَ فيه: "قَالَ الله عزَّ وجلَّ: إني قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فنصفُها له، يقول عبدي: إذا افتتح الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فيذكرني عبدي، ثم يقول: الحمد لله رب العالمين، فأقولُ: حمدني عبدي .. الحديث". أخرجه الدارقطني (1/ 312) وقال: "روى هذا الحديث جماعةٌ من الثقات عن العلاء بن عبد الرحمن، منهم: مالك بن أنس، وابن جريج، وروح بن القاسم، وابنُ عيينة، وابن عجلان، والحسن بن الحر، وأبو أويس وغيرُهم على اختلافٍ منهم في الإسناد، واتفاقٍ منهم على المتن.، فلم يذكر أحدٌ منهم في حديثه: "بسم الله الرحمن الرحيم"، واتفاقهم على خلاف ما روى ابن سمعان أولى بالصواب .. وابن سمعان هو عبد الله بن زياد بن سمعان، متروكُ الحديث". اهـ. *قُلْتُ: واختلافُ مالك وابن عيينة في إسناده ليس بقادح بل هو اختلافُ تنوعٍ، وقد جمعهما إسماعيل بن أبي أُويس في نسقٍ واحدٍ لكنه اختصر الحديث. أخرجه مسلمٌ (1/ 297 - عبد الباقي)، وأبو عوانة (1/ 127)، والترمذىُّ (5/ 202 حلبي)، والبيهقيُّ (2/ 38، 375) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن أبيه، عن العلاء بن عبد الرحمن، قَالَ: حدثني أبي وأبو السائب مولى هشام بن زهرة، وكانا جليسين لأبي هريرة، عن أبي هريرة مرفوعاً: "من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام". وليس في حديث إسماعيل أكثر من هذا. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قَالَ الترمذيُّ: "سألتُ أبا زرعة عن هذا الحديث فقال: كلا الحديثين صحيحٌ، واحتج بحديث ابن أبي أويس، عن أبيه، عن العلاء." وكذا قَالَ أحمد - كما في "مسائل أبي داود" (ص 312). وقال الحكيم الترمذيّ في "نوادر الأصول" (ج 3/ ق 201/ 2): "فالحديث صحيحٌ من كلا الوجهين، كأن العلاء سمعه من أبيه عن أبي هريرة، وسمعه من أبي السائب وهو عبد الله بن السائب الجهني عن أبي هريرة. فمرة رواه عن أبيه ومرة رواه عن أبي السائب" اهـ. وفي الباب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:- أخرجه الطبريُّ في "تفسيره" (1/ 86) والَّفُظْ لَهُ، وابنُ أبي حاتم (رقم 19)، والإسماعيلي في "معجمه" (ج 2/ ق/80/ 1 - 2)، وعن السهميّ في "تاريخ جرجان" (ص 185) والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج 3/ ق 201/ 2 - 202/ 1) من طريق زيد بن الحباب، قَالَ: حدثنا عنبسة بن سعيد، عن مطرف بن طريف، عن سعد بن إسحاق بن عجرة، عن جابر بن عبد الله مرفوعاً: "قَالَ الله عزَّ وجلَّ: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، وله ما سأل." فإذا قَالَ العبد: الحمدُ لله رب العالمين، قَالَ الله: "حمدني عبدي". وإذا قَالَ: الرحمن الرحيم. قَالَ: "أثنى عليَّ عبدي". وإذا قَالَ: مالك يوم الدين. قَالَ: "مجدني عبدي". قَالَ: هذا لي، وله ما بقى". ووقع عند الإسماعيلي: "وإذا قَالَ: إياك نعبد وإياك نستعين. قَالَ: "مجدني عبدي، وله ما سأل وله ما بقى". وعزاه ابنُ كثير لأحمدٍ وقال (1/ 13). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = "غريبٌ من هذا الوجه". قَالَ الشيخ أبو الأشبال رحمه الله في تعليقه على "تفسير الطبري" (1/ 201): "هذا إسنادٌ جيدٌ صحيحٌ" ثم نقل قول ابن كثير وقال: "ولعله يريد أنه لم يروه أحدٌ من حديث جابر إلا بهذا الإسناد، وليس من ذلك بأسٌ، وقد ثبت معناه من حديث أبي هريرة، فهو شاهدٌ قويٌ لصحته." اهـ. وفي الباب عن ابن عباس، أخرجه البيهقي في "الشعب" (ج 5/ رقم 2147) بسندٍ ضعيفٍ جدّاً ذكرتُه في "النافلة" (210) والحمد لله.

الحديث الثاني

الحديث الثاني عَنْ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَال: قَال رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالى كَذَّبَني ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ وَشَتَمَنِي وَلَمْ يكُنْ لَهُ ذَلِكَ فَأمَّا تَكْذِيبُهُ إيَايَ فَقَوْلُهُ لَنْ يُعِيْدَنِي كَمَا بَدَأنِي وَلَيْسَ أَوَّلُ الخَلْقِ بِأهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إِعَادَتِهِ وَأمَّا شَتْمُهُ إيَايَ فَقَوْلُهُ اَّتخَذَ الله وَلَدًا وَأنَا الأحَدُ الصَّمَدُ لَمْ ألِدْ وَلَمْ أُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْوًا أحَدٌ". [رَوَاهُ البُخَارِيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثْ صَحِيْحٌ أخرجه البخاريُّ (8/ 739 - فتح)، والنسائي (4/ 112)، وأحمدُ (2/ 393 - 394)، وابن أبي عاصم في "السنة" (693)، من طرق عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعاً به. ورواه عن أبي الزناد: "سفيان، وابن عجلان، وشعيب بن أبي حمزة". وأخرجه البخاريُّ (8/ 739)، وأحمد (2/ 317) والأصبهاني في "الترغيب" (84) والبغوي في "شرح السنة" (1/ 81) من طريق عبد الرزاق وهو في "تفسيره" (ق 113/ 1)، عن معمر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة به. وأخرجه أحمد (2/ 350 - 351) من طريق ابن لهيعة، حدثنا أبو يونس، عن أبي هريرة به. وسنده حسنٌ في المتابعات. وله شاهدٌ من حديث ابن عباس بنحوه. أخرجه البخاريُّ (8/ 168)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 10/ رقم 10751) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عن ابن أبي حسين، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس.

الحديث الثالث

الحديثُ الثَّالِثُ عَنْ أبِي هُرَيرةَ رضي الله عَنْهُ قَال: قَال رَسُوْلُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى يُؤذِيْنِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأنَا الدَّهْرُ بِيَدي الأمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ". [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَرَوَاهُ البخَارِيُّ وَأحْمَدُ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ أخرجه البخاريُّ (8/ 574 و10/ 564 و13/ 464 فتح) وفي "الأدب" (769، 770)، ومسلم (2246/ 2) -، وأبو داود (5274)، وأحمد (2/ 238، 272، 275، 318)، والحميدي (1096) والطبريُّ في "تفسيره" (25/ 92)، وابنُ حبان (7/ 488)، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (598)، والخطابي في "الغريب" (1/ 490)، والحاكم (2/ 453) وابن عدي في "الكامل" (6/ 2077)، والبيهقي في "الكبرى" (3/ 365)، وفي "الأسماء" (321)، والبغويُّ في "شرح السنة" (12/ 359)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (921) من طرق عن أبي هريرة بألفاظٍ متنوعة، وقد فصلتُ أسانيده وبينت ألفاظه في "الهدية بشرح صحيح الأحاديث القدسية" يسر الله إتمامه بخير.

الحديث الرابع

الحدِيْثُ الرابِعُ عَن أبي هُرَيرةَ رَضِي الله عَنْهُ قَال: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ يَوْمَ القِيَامَةِ. يَا ابنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْني قَال يَارَبِّ! كيفَ أعُوْدُكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمِيْنَ. قَال أمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لَو عُدْتَهُ لَوَجَدتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي قَال يَارَبِّ! كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأنْتَ رَبُّ العَالَمِيْنَ؟ قَال أمَّا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أمَا عَلِمْت أَنَّكَ لَو أطعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَم تَسْقِني قَال يَارَب! كَيْفَ أسْقِيْكَ وَأنتَ رَبُّ العَالَمِيْن قَال اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَم تَسْقِهِ أمَا عَلِمْتَ أنَكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدتَ ذَلِكَ عِنْدَي". [رواه مسلمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثْ صحِيْحٌ أخرجه البخاري في "الأدب" (517) وفي "خلق الأفعال" (431) ومسلمٌ (2569/ 24) وابن حبان (ج 9/رقم 7322)، وأبو عوانه في "البر والصلة" من طريقِ حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وأخرجه أحمد (2/ 404) من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن الله عزَّ وجلَّ أنَّه قَالَ: مرضتُ فلم يعدني ابنُ آدم، وظمئتُ فلم يسقني ابنُ آدم. فقلتُ: أتمرض ياربِّ؟! قَالَ: يمرضُ العبد من عبادي ممن في الأرض، فلا يُعاد. فلو عاده كان ما يعوده لي، ويظمأ في الأرض، فلا يسقى، فلو سقى كان ما سقاه لي.

الحديث الخامس

الحديث الخامس عَنْ أنَسٍ رَضي الله عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يَقُوْلُ: "قَالَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّةَ يُرِيْدُ عَيْنَيْهِ". [رَوَاهُ أحْمَدٌ وَالبُخَارِيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه البخاريُّ (10/ 116 - فتح) وفي "الأدب المفرد" (534)، والترمذيُّ (2400)، وأحمد (43/ 144، 156، 283)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (1227، 1228)، وأبو يعلى (6/ 375) (7/ 215، 268)، والطبرانيُّ في "الأوسط" (252)، وفي "الصغير" (398)، وابنُ عديّ في "الكامل" (3/ 1238)، والبيهقيُّ (3/ 375)، والبغويُّ في "شرح السنة" (5/ 238) من طرق عن أنسٍ. وفي الباب عن جماعة من الصحابة، منهم: 1 - أبو هريرة رضي الله عنه. أخرجه النسائي في الأطراف" (911/ 372) الترمذي (2401) وصححه، والدراميُّ (2/ 231 - 232)، وأحمد (2/ 265)، والطبراني في "الأوسط" (179) وابن حبان (707)، وابن عدي في "الكامل" (2/ 711)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 281) وفي "الحلية" (6/ 103). 2 - العرباض بن سارية رضي الله عنه. أخرجه ابنُ حبان (رقم 706)، والبخاريُّ في "التاريخ الكبير" (4/ 2/412 - 413)، ويعقوب بن سفيان في "التاريخ" (2/ 348) =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = والبزار (771)، والطبراني في "مسند الشاميين" (ق 229، 251)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 103). 3 - أبو أمامة رضي الله عنه. أخرجه أحمد (5/ 258 - 259) والبخاريُّ في "الأدب المفرد" (535)، والطبرانيُّ في "الكبير" (8/ 123، 225، 226) وانظر "المجمع" (2/ 208). 4 - شداد بن أوس رضي الله عنه. أخرجه أحمد (4/ 23). 5 - ابن عباس رضي الله عنهما. أخرجه ابن حبان (4/ 257)، والطبراني في "الكبير" (12/ 54)، وأبو يعلى (4/ 252). 6 - جرير بن عبد الله رضي الله عنه. أخرجه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط" - كما في "المجمع" (2/ 309). 7 - زيد بن أرقم رضي الله عنه. أخرجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" (532) والبزار (770). وأخرجه أحمد (3/ 155 - 156 - 160 - 161) عن أنسٍ وفيه عيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد بن أرقم. 8 - بريدة بن الحصيب. رضي الله عنه. أخرجه البزار (769) بسندٍ واهٍ، فيه جابر الجعفيّ.

الحديث السادس

الحديث السادس عَنْ شَدَّادِ بْنِ أوْسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ سَمِعْتُ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُوْلُ: "إن الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُوْلُ إذَا ابتلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادي مُؤْمِنًا فَحَمِدَنِي وَصَبَرَ عَلَى مَا ابتلَيْتُهُ فَإِنَّهُ يَقُوْمُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أمُّهُ مِنَ الخَطَايَا وَيَقُوْلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلحَفَظَةِ إِنِّي قَدْ قيَّدتُ عَبْدِي هَذَا وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُوْنَ لَهُ وَهُوَ صَحِيْحٌ" [رَوَاهُ أحْمَدُ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه أحمد (4/ 123)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 7/رقم 7136)، وفي "مسند الشاميين" (ق 166)، وأبو نعيم في "الحلية" (9/ 309 - 310) من طرقٍ عن إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود الصنعاني، عن أبي الأشعث، أنَّه راح إلى مسجد دمشق، وهجَّر بالرواح، فلقى شداد بن أوس والصُنابحيُّ معه. قلت: أين تريدان ورحمكما الله؟ قالا: نريد ههنا إلى أخٍ لنا مريضٍ نعوده. فانطلقتُ معهما حتى دخلا عليه، فقالا له: كيف أصبحت؟ قَالَ: أصبحتُ بنعمة وفضلٍ، فقال له شداد: أبشر بكفارات السيئات وحط الخطايا، إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول .. فذكره. *قُلْت: وهذا سندٌ جيِّدٌ. وإسماعيل بن عياش إذا روى عن أهل الشام فصحيح كما قَالَ أحمد والبخاريُّ وغيرُهما، وهذا منها. وراشد بن داود لا بأس به وهو من صنعاء "دمشق" لا "اليمن"، وكأن الهيثميَّ رحمه الله لم يفطن إلى هذا فقال في "المجمع" (2/ 303 - 304): =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = "رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" كلهم من رواية إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين" اهـ. والحديث عزاه الزبيدي في "شرح الإحياء" للحاكم وأبي يعلى وللحديث شواهدُ ذكرتها في "الهدية".

الحديث السابع

الحديثُ السابع عَنْ أبِي هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُ قَال: إنَّ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَاْدَ مَرِيْضًا فَقَال: "أبْشِرْ فَإنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: هِي نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي المُؤمِنِ فِي الدُّنيا لِتَكُوْنَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ". [رَوَاهُ أحْمَدُ وَابْنُ مَاجَةَ وَالبَيْهَقِي فِي "شُعَبِ الإيْمَانِ"] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسنَادُهُ ضعِيْفٌ أخرجه الترمذيُّ (2088)، وابنُ ماجة (3470)، وأحمد (2/ 440) وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 229) وهناد في "الزهد" (391)، وابنُ أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ق 159/ 2)، والطبرانيُّ في "مسند الشاميين" (ق 78)، وابنُ السني في "اليوم والليلة" (546)، والأصبهاني في "الترغيب" (547)، والحاكم (1/ 345) والبيهقي في "الشعب" (9844)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 86) وابن بلبان في "المقاصد" (رقم 85)، من طرقٍ عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أبي صالحٍ الأشعريّ، عن أبي هريرة .. فذكره. قَالَ الحاكم: "هذا حديثٌ صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي. *قُلْتُ: كذا، وظاهر الإسناد الصحة، ولكنه مُعلٌ، ولم ينتبه شيخنا - أيده الله- لها، فصححه في "الصحيحة" (557). وهذه العلة تتلخص في أنَّ أبا أسامة إنما يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم وهو ضعيفٌ، فكان يخطئ فيقول: عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ولم يلقه كما نصوا على ذلك. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قَالَ موسى بن هارون: "روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وكان ذلك وهما منه، هو لم يلق ابن جابر، وإنما لقى ابن تميم فظنَّ أنه ابن جابر، وابنُ جابرٍ ثقةٌ، وابنُ تميم ضعيفٌ". وقال يعقوب بن سفيان: "قَالَ محمد بن عبد الله بن نمير: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ونرى أنه ليس بابن جابر المعروف، وذكر لي أنه رجل يُسمى باسمه". قَالَ يعقوب: "صدق، هو ابنُ تميم. قَالَ يعقوبُ: وكأني رأيتُ ابن نمير يتهم أبا أسامة أنه علم ذلك وتغافل". وقال ابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/ 2/300): "سألت محمد بن عبد الرحمن ابن أخي حسين الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد فقال: قدم الكوفة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر بعد ذلك بدهرٍ، فالذى يحدثُ عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر، هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم". وقال أبو داود: "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم متروكٌ، حدَّث عنه أبو أسامة، وغلط في أسمه، وكلما جاء: عن أبي أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد، فإنما هو ابنُ تميم". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وقال أبو بكر بن أبي داود: "سمعتُ أبا أسامة عن ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الدمشقي، عن مكحولٍ، فلما قدم ابن تميم الكوفة، قَالَ: أنا عبد الرحمن بن يزيد الدمشقي، وحدَّث عن مكحولٍ، فظنَّ أبو أسامة أنه ابنُ جابرٍ، وابنُ جابرٍ ثقةٌ مأمونٌ، وابن تميم ضعيفٌ". اهـ. *قُلْتُ: فظاهر من كلام هؤلاء النقاد أن الواقع في السند هو "عبد الرحمن بن يزيد بن تميم"، وإن وقع في السند "ابن جابر"، فلا يعتد بذلك لوهم أبي أسامة فيه. ومما يدلُّ على ذلك أنَّ أبا المغيرة رواه عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن إسماعيل بن عبيد، عن أبي صالح الأشعريّ، عن أبي هريرة به. أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (16/ 83 - 84)، وابنُ السُّني (547)، وابنُ عساكر وفي "تاريخه" (19/ 40/1) - كما في "الصحيحة". وأبو المغيرة هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني، وهو ثقةٌ مأمونٌ. وقد ساق ابنُ عساكر وفي ترجمة ابن تميم (10/ 242 - 245) نقولاً أخرى تدلُّ على وهم أبي أسامة فيه. ولذلك قَالَ الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (5/ 250): "غريبٌ". وقد اختُلف في إسناده ومتنه. فرواه محمد بن مطرف أبو غسان، عن أبي حصينٍ، عن أبي صالح الأشعريّ، عن أبي أمامة، مرفوعاً: "الحمى من كير جهنم، فما أصاب المؤمن منها كان حظهُ من النار". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجهُ أحمدُ (5/ 252، 264)، وابنُ أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (ق 162/ 2) والطبراني في "الكبير" (ج 8/رقم 7468)، والطحاويُّ في "المشكل" (3/ 68)، وأبو بكر الشافعيُّ في "الغيلانيات" (ق 112/ 2). قَالَ المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 300): "رواه أحمد بإسناد لا بأس به"! كذا! وفيه نظر، لأن أبا حصين هو الفلسطيني، قَالَ الحافظ ابن حجر: "مجهولٌ" وهو كذلك، فلم يرو عنه إلا أبو غسان كما صرَّح بذلك الذهبي في "الميزان"، والهيثميُّ في "المجمع" (2/ 305). وقال الحافظ العراقي -رحمه الله- في "تخريج الإحياء" (4/ 148): "أخرجهُ أحمد من رواية أبي صالح الأشعري عن أبي أمامة، وأبو صالحٍ لا يُعرف، ولا يعرف اسمه". اهـ. كذا! ويظهر أنه فرق بين أبي صالح الأشعري الشامي، وأبي صالح الأشعري ويقال الأنصاري، وهما واحد، وقد قَالَ فيه أبو حاتم الرازي: "لا بأس به" كما في "الجرح والتعديل" (4/ 2/392). ولكن الحديث أبي أمامة شواهد أخرى صحيحة، فالذي يصح هو نسبة الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأما لله عزَّ وجل ففيه نظَر. والله أعلمُ.

الحديث الثامن

الحديث الثامن ْعَنْ أنَسٍ رَضي الله عَنْهُ أنَّ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَال: "إنَّ الرَّبَّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَقُوْلُ وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لاَ أُخْرِجُ أحَدًا مِنَ الدُّنيا أُرِيْدُ أنْ أغفِرَ لَهُ حَتَّى أسْتَوْفِيَ كُلَّ خَطِيآتِهِ فِي عُنُقِهِ بِسُقْمٍ فِي بَدَنِهِ وإقْتَارٍ فِي رِزْقِهِ". [رواه رَزِيْنٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ قَالَ المنذريُّ في "الترغيب" (4/ 297): "ذكره رزينٌ، ولم أره". *قُلْتُ: ويغلبُ عليه عدمُ الصحة، ورزين هو ابنُ معاوية العبدري، جمع كتاباً سماه "تجريد الصحاح الستة" وهي الكتب الستة إلا ابن ماجة فإنه جعل بدلها "موطأ مالك". وقد زاد أحاديث كثيرة ليست في هذه الكتب لا تعرف. قَالَ الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 49) عند كلامه على حديث صلاة الرغائب: "ومما أوجب طول الكلام عليها وقوعها في كتاب رزين بن معاوية العبدري، ولقد أدخل في "كتابه" الذي جمع فيه بين دواوين الإسلام بلايا وموضوعات لا تعرف، ولا يُدرى من أين جاء بها، وذلك خيانة للمسلمين، وقد أخطأ ابنُ الأثير خطأ بيناً بذكر ما زاده رزين في "جامع الأصول" ولم ينبه على صحته في نفسه إلا نادراً، كقوله بعد ذكر هذه الصلاة ما لفظه: هذا الحديث مما وجدتُه في كتاب رزين، ولم أجده في واحدٍ من الكتب الستة. والحديث مطعون فيه." اهـ ولم يُحسن المصنِّف بوضعه هذا الحديث في كتابه.

الحديث التاسع

الحديثُ التاسع عَنْ وَاثِلَةَ رضي الله عَنْهُ أنْ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَال: "قَال الله تَعَالَى أنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بيِ فَلْيَظُنَّ بيِ مَا شَاْءَ". [رواه الطَّبَرَانيُّ وَالحَاكِمُ بِسَندٍ صَحِيْحٍٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ أخرجه الدارميُّ (2/ 214 - 215)، وأحمد (3/ 491، 4/ 106)، وابنُ المبارك في "الزهد" (909)، وابنُ حبان (717، 718، 2393، 2468)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 22/رقم 210)، وفي "مسند الشاميين" (ق 242 - 243)، والدولابي في "الكنى" (2/ 137 - 138)، والحاكم (4/ 240)، وابنُ أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (2)، وعنه البيهقيُّ في "الأربعون الصغرى" (124 - بتحقيقي) من طرقٍ عن هشام بن الغاز، ثنا حيان أبو النضر، قَالَ: قَالَ لي واثلة بنُ الأسقع: قلت إلى يزيد بن الأسود، فإنه قد بلغني أنَّ ألماً به. قَالَ فقُدْتُه، فدخل عليه وهو ثقيلٌ، قد وجه -يعني نحو القبلة- وقد ذهب عقلهُ. قَالَ: نادوه. فقلت: إنَّ هذا واثلة أخوك. قَالَ: فأبقى الله من عقله أنَّ واثلة قد جاء. قَالَ: فمدَّ يده فجعل يلتمسُ بها، فعرفتُ ما ريدُ، فأخذتُ كفَّ واثلة فجعلتها في كفِّه، وإنما أراد أنْ يضع يده في يد واثلة، وذلك لموضع يد واثلة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجعل يضعها مرةً على صدره، ومرةً على وجهه، ومرةً على فيه. فقال واثلةُ: ألا تخبرُني عن شىء أسألك عنه، كيف ظنُّك بالله؟ =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قَالَ أغرقتني ذنوب لي، أشفيتُ على هلكةٍ، ولكن أرجو رحمة الله فكبَّر واثلةُ، وكبَّر أهل البيت بتكبيره، وقال: الله كبرُ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ... فذكره. والسياق لابن أبي الدنيا، وهو عند بعضهم مختصرٌ. قَالَ الحاكمُ: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبيُّ، وزاد. "على شرط مسلمٍ"! كذا! وهو صحيحٌ فقط، كما قَالَ الحاكم. والله أعلمُ وحيان أبو النضر، وثقه ابن معين، وابنُ حبان (3/ 48) وقال ابن أبي حاتم في "الجرح" (1/ 2/245) عن أبيه: "صالحٌ". *ويرويه أيضاً يزيد بن عبيدة، عن حيان أبي النضر، قَالَ: خرجتُ عائدًا ليزيد بن الأسود، فلقيتُ واثلة بن الأسقع، وهو يريدُ عيادته، فدخلنا عليه، فلمَّا رأى واثلة بسط يده، وجعل يشير إليه، فأقبل واثلةُ حتى جلس، فأخذ يزيد بكفي واثلة، فجعلهما على وجهه. فقال له واثلةُ: كيف ظنُّك بالله؟ قَالَ: ظنى بالله -والله! - حسنٌ. قَالَ: فأبشر، فإن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قَالَ الله جلَّ وعلا: أنا عند ظنِّ عبدي بي، إن ظنَّ بي خيراً له، وإنْ ظنَّ شراً لَهُ". أخرجه ابنُ حبان (716) والَّلْفظُ لَهُ، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 22/ رقم 209)، وفي "مسند الشاميين" (ق 219) من طريق محمد بن المهاجر، وهذا سندٌ صحيحٌ، رجاله ثقات. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = *ويرويه أيضاً الوليد بنُ سليمانُ بن أبي السائب، سمعت حيان أبا النضر، عن واثلة .. فذكره بنحوه، بلفظ هشام بن الغاز. أخرجه أحمدُ (3/ 491)، والطبراني في "الكبير" (ج 22/رقم 211)، وفي "مسند الشاميين" (ق 189) من طريق الوليد بن مسلم حدثني الوليد بن سليمان يعني ابن أبي السائب، حدثني حيان أبو النضر، عن واثلة. والسياقُ لأحمد. وهذا سندٌ صحيحٌ أيضاً. *ويرويه أيضاً سعيد بن عبد العزيز وهشام بن الغاز أنهما سمعا أبا النضر حيان فذكره بنحوه عن واثلة. أخرجه أحمد (3/ 491) أيضاً. وسندُهُ صحيح. وقد توبع حيان أبو النضر، عليه. تابعه اثنان ممن وقفتُ عليهما: 1 - يونس بن ميسرة بن حلبس، قَالَ: دخلنا على يزيد بن الأسود، فدخل عليه واثلةُ، فلما نظر إليه مدَّ يدهُ، فأخذ بيده فمسح بها وجهه وصدره، لأنه بايع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: يا يزيدُ! كيف ظنُّك بربك؟ قَالَ: حسنٌ. قَالَ: أبشر، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ الله تعالى يقولُ: أنا عند ظنِّ عبدي بي، إنْ خيراً، فخيرٌ، وإنْ شراً، فشرٌ". أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (104 - مجمع البحرين)، وفي "الكبير" (ج 22/ رقم 215) وعنه أبو نعيم في "الحلية" (9/ 306) من طريق عمرو بن واقد، عن يونس به وهذا سندٌ ضعيفٌ جدّاً، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وعمرو بن واقد تالف، تركه جماعةٌ من النُّقَّاد. ولكن يشهد للفظ حديثه رواية يزيد بن عبيدة، عن أبي النضر، وقد مرت. 2 - معروف بن عبد الله الخياط، أبو الخطاب، قَالَ: عاد واثلةُ بن الأسقع يزيد بن الأسود الجرشيَّ في قريته، في مرضه الذي توفي فيه، فجلس عند رأسه، فقال له: كيف أصبحت يا يزيد؟! فقال له يزيد: في خوفٍ لا انقطاع له. ثُمَّ أغمي عليه مليًّا، ثمَّ فتح عينيه، وقال: ورجاؤه فوق ذلك. فقال واثلةُ: الله أكبرُ. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قَالَ الله تعالى: أنا عند ظنِّ عبدي بى، فليظن بي ما أحبَّ". أخرجه ابنُ عديّ في "الكامل" (6/ 2327) وقال: "ومعروف الخياط هذا، عامةُ ما يرويه وما ذكرته من أحاديث، لا يتابع عليها" ولينه أبو حاتم الرازي فقال: "ليس بالقويّ". ووثقه ابنُ حبان. وله شاهد من حديث معاوية بن حيدة مرفوعاً. "قَالَ الله تعالى: أنا عند ظنَّ عبدي بي." أخرجه الطبرانيُّ في "الكامل" (ج 19/رقم 1005) من طريق هشام بن عمار، ثنا مخيس بن تميم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جدِّه مرفوعاً به وهذا سندٌ ضعيفٌ. هشام بن عمار في حفظه مقالٌ، ومخيس بن تميم مجهولٌ كما قَالَ أبو حاتم الرازي. على ما في "الجرج والتعديل" (4/ 1/442) لولده. وله شاهدٌ من حديث أبي هريرة مرفوعاً: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني. فإن ذكرني في نفسه ذكرته

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = في نفسي وإنْ ذكرني في ملأٍ، ذكرتُه في ملأٍ خيرٍ منهم، وإن اقترب إليَّ شبراً، اقتربتُ إليه ذراعاً، وإن اقترب إليَّ ذراعاً، اقتربتُ إليه باعًا، وإنْ أتاني يمشي، أتيتُه هرولةً .. ". أخرجه البخاريُّ (13/ 384 - فتح) وفي "خلق الأفعال" (425)، ومسلمٌ (2675)، والترمذيُّ (3603)، وابنُ ماجة (3822)، وأحمدُ (2/ 251، 413)، وابنُ طهمان في "مشيخته" (174 - 176)، وابنُ أبي الدنيا في "حسن الظنّ بالله" (ص - 40) وابن حبان (ج 2/رقم 808) وابن منده في "التوحيد" (ق 78/ 1)، والسهميُّ في "تاريخ جرجان" (ص 505 - 506)، والبيهقيُّ في "الأسماء والصفات" (1/ 335 - 336) وفي "الأربعون الصغرى" (43 - بتحقيقي)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 117 - 118، 9/ 27)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (5/ 24) من طرقٍ عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة. قَالَ الترمذيُّ: هَذَا حَدِيْثٌ حسنٌ صحِيْحٌ وله طرقٌ أخرى عن أبي هريرة، وشواهد عن جماعةٍ من الصحابة ذكرته في "الهدية بشرح صحيح الأحاديث القدسية" يسر الله إتمامه بخيرٍ. والحمد لله.

الحديث العاشر

الحديث العاشر عَنْ أبِي هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُ أنَّ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَال: "قَال الله تَعَالَى: أعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِيْنَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأتْ ولاَ أذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ". [رَوَاهُ أحمَدُ وَالبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ والترْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذا حَدِيْثٌ صحيحٌ أخرجه البخاريُّ (8/ 515 - فتح)، ومسلم (2824)، والترمذيُّ (3197) وصحّحه والحميدى (1133)، وأبو يعلى (ج 11/رقم 7276) والبيهقي في "البعث" (163)، وابن حبان (ج 2/ 369) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (114)، عن طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة فذكره وفي آخره: "ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعينٍ جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة/17). وتابعه عبد الله بن الفضل، عن الأعرج به بدون ذكر الآية. أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (ق 19) من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عبد الله بن الفضل. وابنُ ثوبان صدوق، لكنه تغيَّر في آخر حياته. وللحديث طرقٌ أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه، منها: 1 - أبو صالحٍ، عنه. أخرجه البخاريُّ (8/ 515 - 516)، ومسلم (2824)، وابنُ ماجة (4328)، وهناد في "الزهد" (1)، وأحمد (2/ 466، 495) وابنه في =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = "زوائد الزهد" (ص 196)، وابن أبي شيبة (13/ 101، 109) والطبري (9/ 105)، والبزار في "مسنده" (ج 2/ق 216/ 1 - 2)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (111)، وفي "الحليه" (9/ 26)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 140) وفي "البعث" (164)، البغوي في "شرح السنة" (15/ 208) من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. 2 - همام بن منبه، عنه. أخرجه البخاري (13/ 465 - فتح)، وأحمد (2/ 313) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (112)، والبغوي (15/ 206) عن عبد الرزاق، وهذا في "مصنفه" (ج 11/رقم 20874)، عن معمر، عن همام. وتابعه ابن المبارك، أنا معمر به. أخرجه في "الزهد" (273 - زوائد نعيم). 3 - محمد بن سيرين، عنه. أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (ج 1/رقم 202)، وفي "الصغير" (1/ 26) وعنه أبو نعيم في "الصفة" (113) من طريق صدقة بن عبد الله، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن محمد بن سيرين به وقال: "لم يروه عن قتادة، إلا ابن أبي عروبة، تفرَّد به صدقة بن عبد الله". *قُلْتُ: هو السمين، ضعّفوهُ، وتركه الدارقطنيُّ وغيرُهُ. وخولف فيه سعيد وخالفه سلام بن أبي مطيع، فرواه عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به. أخرجه ابنُ عدي في "الكامل" (3/ 1154)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 262) وقال: "غريبٌ من حديث قتادة، لم يروه عنه الإسلام" وسلاّم وإن أثنى عليه بعض العلماء، لكن المناكير تكثر في حديثه عن قتادة خاصة كما صرّح بذلك ابنُ عديّ، وهذا منها. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ 4 - أبو سلمة بن عبد الرحمن، عنه. أخرجه الترمذي (3292) وصحَّحه وابن أبي شيبة (13/ 101) والدارميُّ (2/ 241)، وأحمد (2/ 438) وهناد في "الزهد" (2)، وأبو إسحاق الحربي في "الغريب" (2/ 845)، والطبريُّ في "تفسيره" (21/ 66) والبغوي (15/ 209) من طريق محمد بن عمرو، عنه. 5 - أبو رافع، عنه. أخرجه أحمد (2/ 369 - 370، 407، 416، 462) والسياق له، والمروزيُّ في "زوائد الزهد" (1456)، وأبو يعلى (ج 11/رقم 6428)، وعنه أبو نعيم في "صفة الجنة" (97، 117) من طريقٍ حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة مرفوعاً -وليس منسوباً إلى الله عز وجل-: (من يدخل الجنة ينعم ولا ييأس، لا تبلى ثيابهُ ولا يفنى شبابهُ. وفي الجنة ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر). وليست الزيادة الأخيرة عند أبي يعلى. وهذا سندٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ، وقد أخرجه (2836/ 21) من هذا الوجه بشطره الأول. ويشهد لمعنى الحديث عدةُ أحاديث عن بعض الصحابة، منها: 1 - حديث سهل بن سعد الساعدي، رضي الله عنه. أخرجه مسلم (2825/ 5)، وأحمد (5/ 334)، وابنُ أبي شيبة (13/ 101)، والحاكم (2/ 413)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 6/رقم 6002، 6003) من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد، قَالَ: شهدتُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلساً، وصف فيه الجنة، حتى انتهى، ثمَّ قَالَ في آخر حديثه: "فيها ما لا عين رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ" ثمَّ =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = اقرأ هذه الآية {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]. وعند الحاكم: "قَالَ أبو صخر -راويه عن أبي حازم- قلت للقرظي، فقال: إنهم أخفوا لله عملاً، وأخفى لهم ثواباً، فقدموا على الله فقرَّتْ تلك الأعينُ". قَالَ الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبيُّ. وهو كما قالا. 2 - حديث ابن عباس، رضي الله عنهما. أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" (ج 11/رقم 11439)، وفي "الأوسط" (ج 1/رقم 742) وأبو نعيم في "صفة الجنة" (16) من طريق هشام بن خالد الأزرق، ثنا بقيةُ، حدثني ابنُ جريج، عن عطاءٍ، عن ابن عباس مرفوعاً: "لما خلق الله جنة عدن، خلق فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشرٍ، ثمَّ قَالَ لها: تكلمي. فقالت: قد أفلح المؤمنون". قَالَ الهيثميُّ (10/ 397): "رواه الطبرانيُّ في "الأوسط"، و"الكبير"، وأحدُ إسنادي الطبراني في الأوسط جيدٌ" أهـ. وهذا الإسناد معلٌ بعنعنة بقية وابن جريج. 3 - أبو سعيد الخُدْريّ -رضي الله عنه-. أخرجه ابن جرير (21/ 67) من طريق معلي بن أسد، قَالَ: ثنا سلاَّم بن أبي مطيع، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري عن =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى. قَالَ: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأى، ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطر على قلب بشر". وفي رواية سلام عن قتادة نكارة كما سبق ذكره وأخرجه ابنُ عدي وأبو نعيم، "الحلية" وانظر. (ص 34).

الحديث الحادي عشر

الحديث الحادي عَشَرَ عَنْ أبيِ هِنْدِ الدَّارِيِّ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى مَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَائِي وَلَمْ يَصْبِر عَلَى بَلاَئِي فَلْيَلْتَمِسْ رَبًّا سِوَاي". [رَوَاهُ الطبَرَانُّي بِسَنَدٍ ضَعِيْفٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسنادُهُ ضعيفٌ جدًا .. أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" (ج 22/رقم 807)، وابنُ حبان في "المجروحين" (1/ 327) والخطيب في "التلخيص" (81/ 1) وأبو نعيم كما في "الإِصابة" (7/ 448)، من طريق سعيد بن زياد، حدثني أبي زياد بنُ فائد، عن أبيه فائد بن زياد، عن جدِّه زياد بن أبي هند، عن أبي هند الداري فذكره. وهذا سندٌ واهٍ ... وسعيد بن زياد تركه الأزديُّ. وقال ابن حبان: "لا، أدري البلية ممن هي؟ منه أو من أبيه أو جدِّه؟! ". وقال الحافظ في "الإِصابة" (7/ 448): "وزيَّاد بفتح الزاي المنقوطة وتشديد التحتانية وكذا جدُّه. وفائد بالفاء، هو وولده ضعيفان، وقد جاء عنهما عدَّةُ أحاديث مناكير" اهـ. وله شاهدٌ من حديث أنس رضي الله عنه. أخرجه البيهقيُّ في "الشعب" (ج 1 رقم 196)، وعنه السمعاني في "الأنساب" (2/ 113 - 114) من طريق علي بن يزداد الجرجاني، وكان قد أتى عليه مائة وخمسة وعشرون سنة، قَالَ: سمعت عصام بن الليث الليثي =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = السدوسي -من بني مرارة في البادية- يقول: سمعت أنس بن مالك ... فذكره. قَالَ السمعاني: "هذا إسناد مظلم لا أصل له". قَالَ السهميُّ في "تاريخ جرجان" (309 - 310): "علي بن يزداد ... روى عن قوم لا يعرفون، وعن قوم معروفين، ما لا يحتملون". وقال الذهبيُّ: "شيخٌ لابن عدي متهم، روى عن الثقات أوابد". وعصام بن الليث قَالَ الذهبيُّ: "لا يُعرف". فالسندُ ضعيفٌ جدًّا كما قَالَ شيخنا في "الضعيفة" (747).

الحديث الثاني عشر

الحديث الثاني عشر عَنْ أبي هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُْ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأنَا أجْزِي بِهِ". [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَديْثٌ صَحِيْحٌ. أخرجه البخاريُّ (4/ 103، 118 - 10/ 369، 10/ 464، 512)، وفي "خلق الأفعال" (427 - 430)، ومسلمٌ (1151)، والنسائي (4/ 162 - 164)، والترمذيّ (764)، ومالك (1/ 310/58)، وأحمد (2/ 393، 414، 465، 516)، والحميدي (1010)، وابن أبي شيبة (3/ 5)، والطيالسيُّ (2485)، وعبد الرزاق (ج 4/ رقم 7893)، وابن طهمان في "مشيخته" (116)، وابن خزيمة (ج 3/ رقم 1896، 1897)، وابن حبان (ج 5/ رقم 3413، 3414، 3415) والبزار (ج 1/ رقم 965)، والطحاوي في "المشكل" (4/ 115، 116)، والدولابي في "الكني" (1/ 192)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 273)، والأصبهاني في "الترغيب" (1742)، والبيهقيُّ في "الكبرى" (4/ 235، 273)، وفي "الشعب" (ج 7/ رقم 3305، 3306)، والبغوي في "شرح السنة" (6/ 223)، والشجري في "الأمالي" (1/ 275)، من طرقٍ عن أبي هريرة بألفاظٍ متنوعة، وقد فصلها في "بذل الإِحسان" و"الهدية". وأخرجه مسلم (1151) وعبد بن حميد (921)، وأحمد (3/ 5) عن أبي سعيد وأبي هريرة معًا. وفي الباب عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه-. أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج 9/ رقم 8385) بسندٍ ضعيفٍ. وفي الباب عن آخرين ذكرتهم في المصدر السابق.

الحديث الثالث عشر

الحديث الثالث عشر عن أِبي هُرَيرَةَ رضيَ الله عَنْهُ عن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى إِذَاَ همَّ عَبْدي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبتُهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِذا عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلى سَبْعَمِائةِ ضِعْفٍ. وَإِذَاَ همَّ بسَيِّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ أكتُبْهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا سَيِّئةً وَاحِدَةً". [البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيحٌ .. أخرجه البخاريُّ (13/ 465 - فتح)، ومسلم (128، 129)، وأبو عوانة (1/ 83، 84)، والترمذيُّ (3073)، وأحمد (2/ 234، 242، 315، 317، 411، 498)، وعبد الرزاق. (ج 11/ رقم 20557)، وابن طهمان في "مشيخته" (104)، وابن حبان (ج2/ رقم 379 - 384)، وأبو يعلى (ج 11/ رقم 6500، 6282)، والطحاوي في "المشكل" (2/ 253)، وابن مندة في "الإيمان" (375، 377، 378)، والطبراني في "مسند الشاميين" (ق 17 - 18، 21)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1974)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 111، 267)، والبيهقيُّ في "الأسماء والصفات" (71، 72)، والبغويُّ في "شرح السنة" (14/ 38) من طرق عن أبي هريرة. قَالَ الترمذيُّ: "حسنٌ صحيحٌ".

الحديث الرابع عشر

الحديث الرابع عشر عَنْ أبيِ هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "قَالَ الله تَعَالَى إذَا أحَبَّ عَبْدِي لَقِاَئِي أحْبَبْتُ لِقَائَهُ وإذَا كَرِهَ لِقَاَئِي كَرِهْتُ لِقَائَهُ". [رَوَاهُ مَالِكٌ وَالبُخَارِيُّ وَالنسَائِيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه مالكٌ (1/ 240/5)، والبخاريُّ (13/ 466 - فتح)، والنسائيُّ (4/ 10)، وأحمد (2/ 418)، وابنُ حبان (ج 1/رقم 364)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 91)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (5/ 262)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 356) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعًا به.

الحديث الخامس عشر

الحديث الخامس عشر عَنْ أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله تَعَالَى يَا عِبَادِي! إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ مُحَرَّمًا بَيْنَكُمْ فَلاَ تَظَالَمُوا. يَا عِبَادِي كُلكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُوْني أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَنْ أطعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُوْنِي أُطْعِمْكُمْ. يَا عِبَادِي كُلكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوْنِي أَكْسُكُمْ. يَا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُوْنَ بِالَّيلِ وَالنَّهَارِ وَأنَا أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعًا فَاسْتَغْفِرُوْنِي أغفِرْ لَكُمْ. يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّوْنِي وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِي فَتَنْفَعُوْنِي. يَا عِبَادِى لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُم وإِنْسَكُم وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أتْقَى قَلْب رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا. يَا عِبَادِى لَوْ أنَّ أوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَألوْنِى فَأعطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْئَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِما عِنْدِي إلَّا كَمَا يُنْقِصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ. يَا عِبَادِي إنَّمَا هِيَ أعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إيَّاهَا فَمَنْ عَمِلَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ الله وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلاَ يَلُوْمَنَّ إلَّا نَفْسَهُ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه مسلمٌ (2577/ 55)، والبخاريُّ في "الأدب المفرد" (490)، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وأحمدُ (5/ 160)، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/ 21، 22)، وابنُ حبان في "صحيحه" (ج 2/ رقم 619)، والطيالسيُّ (463) ثلاثتهم رووه مختصرًا، وأبو عوانة في "البر والصلة"، والطبراني في "مسند الشاميين" (ق 46)، والحاكم (4/ 241)، والبيهقيُّ في "السنن" (6/ 93)، وفي "شعب الإيمان" (ج 5/ رقم 7088)، وفي "الآداب" (1168)، وعبد الرزاق في "المصنَّف" (ج 11/ رقم 20272)، وأبو نعيم في "المستخرج" -كما في "النكت الظراف" (9/ 169) -، وفي "الحلية" (5/ 125 - 126)، والخرائطيُّ في "مساوئ الأخلاق" (637، 640)، والبغوي في "شرح السنة" (5/ 73 - 74)، وابنُ بلبان في "المقاصد السنية" (78 - 81)، والنووي في "الأذكار" (367)، من طرقٍ عن أبي ذر الغفاريّ مرفوعًا به. قَالَ سعيد بن عبد العزيز: "كان أبو إدريس الخولاني، إذا حدَّث بهذا الحديث جثا على ركبتيه". وقال الإمام أحمد: "هذا أشرفُ حديثٍ لأهل الشام". وقال الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين. *قُلْتُ: لا، وقد وهم مرتين: الأولى: لأنه ليس على شرط البخاري. الثانية: أنه استدركه على مسلم وقد أخرجه كما ترى. وقال أبو نعيم: "صحيحٌ ثابتٌ". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وقال ابنُ بلبان: "هذا حديث صحيحٌ عالٍ، وهو من أشرف الحديث، لاسيما أهل الشام، خصوصاً دمشق .. تفرَّد بإخراجه مسلم في "صحيحه" وأخرجه الترمذيُّ (2495)، وابنُ ماجه (4257)، وأحمد (5/ 154، 177) وابن أبي شيبة في "المصنَّف" (ج 10/رقم 9606)، وهناد في "الزهد" (905) وابنُ حاتم في "العلل" (ج 2/ 1896)، والبيهقي في "الشعب" (ج 5/رقم 7089)، وفي "الصفات" (ص 127، 227) من طريقين عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر مرفوعاً بنحوه. قَالَ الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ". *قُلْتُ: وقد استوفيت الكلام عليه مع تخريجه وذكر ألفاظه -بقدر المُكنة- في "الهدية بشرح صحيح الأحاديث القدسية" (رقم 1) يسرَّ الله إتمامه بخبر. وهو المستعان.

الحديث السادس عشر

الحديثُ السادس عَشَرَ ْعَنْ أبِي هُرَيرةَ رضي الله عَنْهُ قَال: قَال رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى أنَا أغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ. مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أشْرَكَ فِيْهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ". [رَوَاهُ مُسْلِمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه مسلمٌ (2965/ 46)، وابنُ ماجة (4202)، وأحمد (2/ 301، 435)، والطبرانيُّ في "الأوسط" (ج 1/ق 10/ 2 - ج 2/ق 106/ 2)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 155)، والبيهقيُّ في "الأربعون الصغرى" (38 - بتحقيقي) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً به. وأخرجه البغويُّ في "شرح السُّنة" (14/ 324 - 325) من طريق سعد بن المسيب، وأبي سعيد المقبريّ، كلاهما عن أبي هريرة به. وأخرجه أبو يعلى (ج 11/رقم 6552) من طريق عمرو، عن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة مرفوعاً به.

الحديث السابع عشر

الحديث السابع عشر عَنْ أبي هُرَيرةَ رضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ". [رَوَاهُ أحمَدُ وَالشًيْخَانِ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَديْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه البخاريُّ (9/ 497 - فتح) وعنه الأصبهاني في "الترغيب" (2049)، ومسلمٌ (993/ 36 - 37)، وأحمد (2/ 242، 314، 464)، والحميديُّ (1067)، وأبو يعلى (ج 11/ رقم 6260) عن طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به.

الحديث الثامن عشر

الحديثُ الثَّامِنَ عَشَرَ عَنْ أبي هُرَيرةَ رَضْيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: سَبَقَتْ رَحْمَتِي غضبِي". [رواه مسلمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صحِيْحٌ وله طرقٌ عن أبي هريرة 1 - الأعرج، عنه. أخرجه البخاريُّ (6/ 287 و13/ 404، 440 فتح) ومسلم (2751/ 14 - 15)، وأحمد (2/ 242، 258، 259 - 260، 358)، والحميديُّ (1126)، والآجري في "الشريعة" (290)، وابنُ أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (13)، والإِسماعيلي في "معجمه" (41 - بتحقيقي)، والبيهقيُّ في "الأسماء والصفات" (2/ 139) من طرقٍ عن أبي الزناد، عن الأعرج. 2 - أبو رافعٍ، عنه. أخرجه البخاريُّ (13/ 522 - فتح) وأحمد (2/ 381)، وابنُ حبان (ج 18 رقم 6111)، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (ج 1/ رقم 608) من طريق قتادة، عن أبي رافعٍ. 3 - عجلان المدني، عنه. وأخرجه الترمذيُّ (3543)، وابنُ ماجة (189، 4295)، وأحمد (2/ 433)، وابنُ خزيمة في "التوحيد" (1/ 134، 135)، وابنُ حبان (ج 8/ رقم 6112) من طريق محمد بن عجلان، عن أبيه. قَالَ الترمذي: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريب". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ 4 - عطاء بن ميناء، عنه. أخرجه مسلمٌ (2751/ 16)، والبيهقيُّ في "الأسماء" (2/ 8). 5 - همام بن منبه، عنه. أخرجه أحمد (2/ 313). 6 - عطاء بن يسار، عنه. أخرجه ابن أبي عاصم (609). 7 - أبو صالح، عنه. أخرجه البخاريُّ (13/ 284 - فتح)، وابنُ حبان (ج 8/رقم ْ6110)، وأحمدُ (2/ 397، 466) من طريق الأعمش، عنه.

الحديث التاسع عشر

الحديث التاسع عَشَرَ عَنْ أنَسٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: إذَا تَقَرَّبَ إلَيَّ العَبْدُ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذرَاعًا وإذَا تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ بَاعًا وَإذَا أتَاني مَشْيًا أتَيتُهُ هَرْوَلَةً". [رَوَاهُ البُخَارِيَّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صحِيْحٌ أخرجه البخاري في "الصحيح" (13/ 511 - 512 فتح)، وفي "خلق أفعال العباد" (ص 188)، وأحمد (3/ 122، 127، 130، 272، 283)، وعبد الرزاق (ج 11/ رقم 20575) والطيالسيُّ (2021) وعبد بن حميد (1168، 1169)، وأبو يعلى (ج 5/ رقم 3180، ج 6/ رقم 3269)، وابنُ مندة في "التوحيد" (ق 101/ 1) والبغوي في "شرح السُّنة" (5/ 23 - 24) من طرق عن قتادة، عن أنسٍ، بزيادةٍ عند بعضهم في أوله. قَالَ البغويُّ: "صحيحٌ". وله شاهدٌ عن أبي ذر رضي الله عنه. أخرجه مسلم (2687)، والبخاريُّ في "خلق الأفعال" (189)، وابنُ ماجة (3821)، وأحمد (5/ 147، 153، 155، 169، 180)، والطيالسيُّ (464)، والمروزيُّ في "زوائد الزهد" (1035)، والحاكم (4/ 241)، والطبرانيُّ في "الأوسط" (ج 2/ق 164/ 2 - ق 190/ 2)، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 56 - 7/ 168، 248)، والبيهقيُّ في "الشعب" (1012 - 4047) وفي "الصفات" (575)، والخطيبُّ في "تاريخه" (2/ 74)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (5/ 25 - 26) من طريق =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = المعرور بن سويد، عن أبي ذرٍ مرفوعاً: "قَالَ الله عزَّ وجلَّ: (من عمل حسنة فله عشر أمثالها أو أزيد، ومن عمل سيئةً، فجزاؤها مثلها أو أغفر، ومن عمل قراب الأرض خطيئة، ثم لقيني لا يشرك بي شيئاً، جعلت مثلها مغفرة، ومَن اقترب إليَّ شبرًا اقتربت إليه ذراعاً، ومن اقترب إلى ذراعًا اقتربت إليه إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيتُه هرولةً". قَالَ الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبيُّ. وقال أبو نعيم: "صحيح من عوالي حديث الأعمش، رواه الأئمة والناس عن الأعمش" وله طريق آخر عن أبي ذرٍ يأتي في الحديث رقم (31).

الحديث العشرون

الحديثُ العِشْرُوْن عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم - قَال: "قَالَ اللهُ تَعَالَى: أنَا الرَّحْمَنُ أنَا خَلَقْتُْ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِن اسمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُه وَمَنْ قَطْعَهَا قَطَعْتُهُ". [رَوَاهُ أحْمَدُ وَالبُخَارِيُّ فِي "الأدَبِ" وَأبو دَاوُدَ وَالترْمِذِيُّ وَالحَاكِمُ]

_ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه أبو داود (1694)، والترمذيُّ (1907) وابن أبي شيبة (8/ 347 - 348) (¬1)، والبزار (ج /ق 111/ 1)، والحميديُّ (65)، والبرتي في "مسند عبد الرحمن بن عوف" (ق 179/ 2)، وأبو يعلى (ج 2/ رقم 840) والبغوي في "شرح السنة" (13/ 22)، والخرائطيُّ في "المساوئ" (265) من طريق سفيان (¬2) بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، قَالَ: اشتكى أبو الرداد فجاءه عبد الرحمن بن عوفٍ عائداً، فقال خيرهم وأوصلهم ما علمت أبا محمدٍ، فقال عبد الرحمن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول .. فذكره. وعند أغلب المخرجين: "ومن قطعها بتتُّهُ". وعند أبي يعلى:" ... قطعتُه أو بتتُّهُ". قَالَ الترمذي: "حديثُ سفيان عن الزهرى صحيحٌ" (¬3). ـــــــــــــــــــــــــــــ (¬1) سقط ذكر "الزهري" من الإسناد ووقع في المتن تصحيفات أخرى. (¬2) وتابعه سفيان بن حسين عن الزهري به وأخرجه الحاكم (1/ 158) وسفيان ضعيفٌ في الزهري خاصة. والله أعلم. (¬3) قَالَ شيخنا في "الصحيحة" (520): =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = فتعقبه المنذريُّ في "مختصر سنن أبي داود" (2/ 262) بقوله: ْ"في تصحيحه نظرٌ، فإن يحيى بن معين قَالَ: أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أبيه شيئاً، وذكر غيره أنَّ أبا سلمة وأخاه لهما سماعٌ من أبيهما." اهـ.

_ = "والذي يبدو لي أن الترمذي لا يعني الحديث صحيح بالنظر إلى نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنمَّا للزهريِّ فقط، يعنى أن ما نسبه سفيان إليه من الحديث بالسند المذكور صحيح النسبة إليه، بخلاف ما نسبه إليه معمر فهو خطأ. هذا الذي يتبادر إلى الذهن من النظر إلى جملة كلامه، وذلك لا يعطي أن الحديث عنده صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". *قلت: كذا قَالَ -أيده الله- والحملُ بعيدٌ لا يتبادر إلى الذهن، بل الذي يتبادر أنّ الترمذي صحح متن الحديث لمجيئه من وجوه أُخر عن الصحابة، وهذه طريقة مشتهرة عن الترمذيِّ، فالحملُ عليه أقربُ. والله أعلم. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = *قُلْتُ: جوَّدهُ معمر بن راشد -مخالفاً سفيان- فرواه عن الزهريّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي الرداد الليثيّ، عن عبد الرحمن بن عوف أخرجه أحمد (1/ 194)، والبيهقيُّ في "السنن" (7/ 26)، وفي "الصفات" (1/ 96 - 97) من طريق عبد الرزاق، أنا معمر به. ورواه عن عبد الرزاق هكذا: أحمد بن حنبل، وأحمد بن يوسف السلميُّ. وخالفهما إسحاقُ بْنُ إبراهيم الدبريُّ، ومحمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني، فروياه، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، أنَّ الردَّاد الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن عوف. فذكره. فصار شيخ أبي سلمة: "الرداد" لا "أبا الرداد". أخرجه أبو داود (1695)، وابنُ حبان في "الثقات" (4/ 241)، والحاكم (4/ 157)، والمزيُّ في "التهذيب" (9/ 174 - 175) عن عبد الرزاق، وهو في "المصنَّف" (ج 11/ رقم 20234). قَالَ الجيلاني في "فضل الله الصمد" (1/ 134): "هاهنا احتمالان: الأوَّلُ أن يكون معمرٌ قَالَ: "ردَّاد"، وأنَّ عبد الرزاق رواه كذلك، وما وقع في "المسند" عن عبد الرزاق "أن أبا الرداد" من تخليط القطيعي راوى المسند عن عبد الله ابن الإمام أحمد، أو من تخليط ابن المذهب روايه عن القطيعي - الثاني أن يكون معمرٌ قَالَ كما في "المسند" عن عبد الرزاق عنه، أن "أبا الرداد" لكن عبد الرزاق رواه بأخرةٍ حين سمع منه محمد بن المتوكل وغيره فقال: "أنَّ رداد" ووقع الترمذي وابن حبان من طريق المتأخرين، فظنا أنَّ الوهم من معمر. وعلى كل حالٍ، فالصواب "أبو الردَّاد" أهـ. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = *قُلْتُ: ليس في هذين الاحتمالين واحدٌ راجحٌ، لأنه لم يقع تخليطٌ من القطيعي ولا من ابن المذهب، بل الخطأ من معمر كما يأتي. وأما عبدُ الرَّزَّاق فليس الخطأ منه. فقد رواه ابنُ المبارك، عن معمر، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن ردَّاد الليثي، عن عبد الرحمن بن عوف به. أخرجه ابنُ حبان في "صحيحه" (2033)، والشجريُّ في "الأمالي" (2/ 130) من طريقين عن ابن المبارك. وابن المبارك ثقة ثبت حجةٌ. وهنا يدفع قول الشيخ أبي الأشبال رحمه الله في "تخريج المسند" (3/ 139): "فليس الخطأ من معمر، ولا من عبد الرزاق، فلعله ممن روى عن عبد الرزاق أو غير عبد الرزاق ممن روى عن معمر". اهـ كذا! والرواة عن عبد الرزاق أئمةٌ أثبات. لكننا نصوب الرواية الأولى التي فيها "أبو الردَّاد". فقد توبع معمر عليها. فقد رواه شعيب بن أبي حمزة، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي الرداد، أنه أخبره عن عبد الرحمن بن عوف به. أخرجهُ أحمد (1/ 194) قَالَ حدَّثنا بِشر بن شُعَيْبِ بْنِ أبي حمزة، حدثني أبي به. وأخرجه الحاكم (4/ 158) وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (7941) من طريق محمد بن خالد بن خليّ، ثنا بشر به، وتابعه أبو اليمان الحكم بن نافعٍ، ثنا شعيب بن أبي حمزة به. أخرجه الحاكم أيضاً قَالَ: أخبرني أبو سهل بن زياد النحوي ببغداد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا أبو اليمان. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وأخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (ق 32/ 2) قَالَ: حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، نا أبو اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهريّ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنَّ الليثيَّ أخبره عن عبد الرحمن بن عوف به. *قُلْتُ: واللَّيثيُّ هذا لعله أبا الردَّاد، ولكني وقفت في "علل الدارقطنيّ" (ج 1/ق 110/ 1) فرأيتُ الدارقطنيّ قَالَ: "وخالفه -يعني بشر بْنَ شعيب- أبو اليمان. رواه عن شعيب، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة، أن أبا مالكٍ الليثيَّ أخبره عن عبد الرَّحمن بن عوف". فلا أدري من أين وقع هذا الاختلاف على أبي اليمان فيه؟ أو لعل السقم من نسخة المستدرك المطبوعة، ففيها تصحيفات كثيرة. *قُلْتُ: وشعيب بن أبي حمزة ثقةٌ ثبتٌ، وهو من أصحاب الزهريّ المعدودين. وتابعه أيضاً محمد بن أبي عتيق، عن الزهري بسنده سواء. أخرجه البخاريُّ في "الأدب المفرد" (53)، والحاكم (4/ 158) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي -وهو عبد الحميد بن أبي أويس- عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق. وهذا سندٌ حسنٌ. وتابعهم أيضاً وهيبُ بنُ خالدٍ، عن معمر بسنده سواء. ْأخرجه البزار في "مسنده الكبير" (ج 1/ق 111/ 1)، والخرائطيُّ في "المساوئ" (264) من طريقين عنه. ويضاف إليهم خامس، وهو معاوية بن يحيى الصدفي، فقد رواه عن الزهري فقال: "أبو الرداد". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/ 2/521) ومعاوية ضعيفٌ فلا شك أن رواية هؤلاء راجحةٌ على رواية سفيان بن عيينة. وقد أشار البخاريُّ إلى ذلك. قَالَ الترمذيُّ: "وروى معمر عن الزهري هذا الحديث عن أبي سلمة، عن ردَّاد اللَّيْثي، عن عبد الرحمن بن عوف، ومعمر كذا يقولُ: "قَالَ محمدٌ -يعنى البخاريُّ- وحديثُ معمر خطأ". وكذا رجح ابنُ حبان، فقال في "الثقات" (4/ 241). "ردَّادُ الليثيُّ، إن حفظه معمرٌ". ثم قَالَ: ما أحسبُ معمراً حفظه، وكذا رجح الحافظ في "التهذيب". أمَّا قول الشيخ العلامة ذهبيّ العصر -المعلمي اليماني رحمه الله- في تعليقه على "الجرح والتعديل"، فقال: "فالظاهر أنَّ ما وقع في بعض الروايات عن معمر بلفظ "ردَّاد" وهمٌ ممن بعد معمر، فقول ابن حجر في "التهذيب": قول معمر "ردَّاد" خطأ. ليس بجيِّد." اهـ كذا! وقد ظهر من البحث بجلاءٍ أنَّ الوهم من معمر كما نصَّ البخاري وابن حجر، وورجحَّه ابنُ حبان. وأزيد عليهم موافقة الدارقطنيُّ. فقد قَالَ في "العلل" (ج 1/ق 1110/ 1) "والصواب حديث محمد بن أبي عتيق ومن تابعه" اهـ. يعني الذين قالوا: "أبو الردَّاد". قَالَ الشيخ أبو الأشبال بعد أن نقل قول البخاري وابن حبان وأبي حاتم: "وكلُّ هذا عندي خطأ، فإن رواية سفيان وإن حذف منها ذكر "أبو الردَّاد" في الإسناد، إلاَّ أنه مذكورٌ في القصة، ولا تضعَّفُ رواية معمر التي صرّح =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = فيها: عن أبي سلمة، "أن أبا الردَّاد أخبره"، ومعمر حافظٌ ثقةٌ .. ثُمَّ قَالَ: وأنا أظنُّ أنَّ حكم البخاريّ على معمر بالخطأ إنما هو فيما جاء في بعض الروايات عنه من ذكر "رداد" بدل "أبي الردَّاد"، لا من جهة زيادة أبي الردَّاد في الإسناد." اهـ *قُلْتُ: وهذا الظنُّ الأخيرُ من أبي الأشبال هو المتعيِّنُ، لما قدمناه وظاهر كلام ابن حبانُ أنه يعلُّ رواية معمر جميعها، سواءٌ عن: "ردَّاد" أو عن "أبي الردَّاد"، فقد قَالَ في "الثقات": "ما أحسبُ معمراً حفظه، روى أصحابُ الزهري هذا الخبر، عن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف". وكذا نقل في "التهذيب" عن أبي حاتم الرازي. وردَّ أبو الأشبال هذا الترجيح، وهو محقٌ في ذلك. وإذ قد رجحنا رواية معمر ورجحها أيضاً شيخنا في "الصحيحة" (520)، فإن أبا الردَّاد فيه جهالة، ولم يوثقه سوى ابن حبان على طريقته المعهودة. لكن للحديث شواهدٌ يتقوى بها كما يأتي. وخالف جميع من تقدَّم محمدُ بن أبي حفصة، فرواه عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباسٍ، عن عبد الرحمن بن عوف فذكره. أخرجه البزار (ج 1/ق 111/ 1) من طريق روح بن عبادة، نا محمد بن أبي حفصة. وتابعه بحر بن كنيز السقاء، عن الزهري به. ذكره الدارقطنيُّ في العلل (ج 1 ق 110/ 1) وبحر ضعيف وابن أبي حفصة قريبٌ من ذلك، ولا يقارنُ بأحدٍ من أصحاب الزهري المتقدمين. والله أعلم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وللحديث طريقٌ آخر عن عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه. أخرجه أحمد (1/ 191، 194)، وأبو يعلى (ج 2/رقم 841)، والحاكم (4/ 157) والخرائطي في "المساوئ" (263) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أنَّ أباه حدَّثه أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهُو مريضٌ، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحمٌ، إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: .... فذكره. قَالَ الحافظ في "التهذيب" (3/ 271): "رواه أبو يعلى بسندٍ صحيحٍ من طريق عبد الله بن قارظ، عن عبد الرحمن بن عوف". *قُلْتُ: ولا يُفهم من هذا أنَّ الحافظ يصححُ الإسناد كُلَّه، إنما يُصحِّحُهُ إلى عبد الله بن قارظ فقط، فإن هذا لا يُعرف. وقد خولف فيه هشام. خالفه شيبان بن عبد الرحمن، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن رجلاً أخره عن عبد الرحمن بن عوف فذكره أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/ 1/312). ويمكن الجمع بين الروايتين بأن الرجل هو والد إبراهيم. وخالفهما عكرمة بن عمار، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، قَالَ: نا أبو سلمة قَالَ: جاء نسيبٌ لعبد الرحمن بن عوف يعوده في مرضه، فقال له: أفلان؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وصلتك رحمٌ، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره. أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" (ق 33/ 1) من طريق النضر بن محمد الجرشي، نا عكرمة به. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وسنده ضعيفٌ. وعكرمة بن عمار في روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب كثير. وخالفه الأوزاعيُّ، فرواه عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: "قَالَ الله: أنا الرحمن ... ". أخرجه الخطيب في "التاريخ" (5/ 426 - 427) من طريق محمد بن عبد الله بن ميمون الإسكندراني، حدثنا الوليد، قَالَ: حدثنا الأوزاعيُّ، عن يحيى ابن أبي كثير. ورجاله ثقات، لكن الوليد بن مسلم عنعنهُ. ولكن يرويه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا به أخرجه أحمد (2/ 498) وأبو يعلى ج (10/رقم 5953) وهناد في "الزهد" (998)، والحاكم (4/ 157). وسندُهُ حسنٌ. وقد اختلف في سنده كما في "علل الدارقطني" (ج 3/ ق 117/ 2). وللحديث شواهدٌ عن أبي سعيد الخُدْري، وابن أبي أوفى، وعامر بن ربيعة، وجبير بن مطعم، رضي الله عنهم، خرّجتُ أحاديثهم في "السُّحبُ الهوامع بتخريج جميع الجوامع" للسيوطي، وقد نجز منه حتى كتابة هذه الأسطر نحو عشر مجلدات، ونسأل الله التمام" وحسن الختام.

الحديث الحادي والعشرون

الحديث الحادِي والعِشُروْنَ عَنْ أبِي هُرَيرَةَ رضي الله عَنْهُ عَنْ رسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله تَعَالَى الكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَالعَظَمَةُ إزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ". [رَوَاهُ أحمَدُ وَأبو داوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ أخرجه أحمد (2/ 248، 376، 427، 442)، وأبو داود (4090)، وابنُ ماجة (4174)، والحميدي (1149)، والطيالسيُّ (2387)، وابن أبي شيبة (9/ 89) وهناد في "الزهد" (825)، والدولابي في "الكنى" (2/ 113)، والقضاعيُّ في "مسند الشهاب" (1464، 1465)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (13/ 169) والضياء في "المختارة" (ج 61/ق 246/ 1) من طرق عن عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة مرفوعاً ... فذكره. وقد رواه عن عطاء بن السائب جماعة، منهم: "سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وإسماعيل بن عليه، وعمار بن محمد الثوري، وأبو عوانة وضاح، ومحمد بن فضيل، وسفيان الثوري كان ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط. فالسندُ قويٌ. وأخرج أحمد (2/ 414) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن عطاء بن السائب، عن الأغر، عن أبي هريرة به. وأحسب أن هذا الإسناد خطأ، صوابه: "حماد بن سلمة عن سهيل وعطاء" وقد اختلف على عطاء بن السائب في إسناده. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = فرواه من ذكرنا عنه هكذا. وخالفهم عبد الرحمن المحاربي ومحمد بن فضيل فروياه عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً به. أخرجه ابن ماجة (4175)، وابن حبان (49)، وابن عدي (5/ 2000) والواحدي في "تفسيره" (4/ 61/2) - كما في "الصحيحة" (541). وهذا من تخليط عطاء. ومحمد بن فضيل سمع منه في الاختلاط كما قَالَ أبو حاتم وغيرُهُ. وكذا عبد الرحمن المحاربي على ما يظهر من ترجمة عطاء. وخالفهم جرير بن عبد الحميد فرواه عن عطاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أخرجه القضاعي (1463). وخالفه أبو الأحوص فرواه عن عطاء، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن عمرو بن العاص (؟) مرفوعاً به. ولعل الصواب: عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً. أخرجه ابن عدي (5/ 2001) وقال: "هذه الرواية عن عطاء غير محفوظة، وإنما يرويه عطاء عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة.". وهذا التخليط عندي من عطاء بن السائب، لثقة من روى عنه الوجوه كُلَّها. وأخرجه الحاكم (1/ 61) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة مرفوعًا مختصرًا. وقال: "صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبيُّ. قَالَ شيخُنا في "الصحيحة": وهو كما قالا. *قُلْت: كذا! وفيه نظرٌ، لأن مسلماً لم يخرج هذه الترجمة في "صحيحه"، =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وقتادةُ مدلسٌ. ولذلك قَالَ إسماعيل القاضي في "أحكام القرآن": "سمعت علي بن المديني يضعف أحاديث قتادة عن سعيد بن المسيب تضعيفًا شديدًا ويقول: أحسب أكثرها بين قتادة وسعيد رجال." اهـ وأخرجه مسلمٌ (2620/ 136)، والبخاريُّ في "الأدب المفرد" (552) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (598) والبيهقي في "الشعب" (8157) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدريّ مرفوعًا عن الله عز وجلَّ: "العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن نازعني بشئٍ منهما عذبتُه" هذا لفظ البخاري. ولفظ مسلم مرفوعًا: "العز إزارهُ، والكبرياء رداءُه، فمن نازعني بشئٍ منهما عذبتُه." وفي الباب عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه مرفوعًا: فذكر حديثًا وفيه: "وثلاثة لا تسأل عنهم: رجلٌ نازع الله عز وجلَّ رداءه، فإنَّ رداءه الكرياء، وإزاره العزة، ... ". أخرجه البخاريُّ في "الأدب" (590)، وأحمد (6/ 19)، وابنُ حبان (50)، وابن عاصم في "السنة" (89)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (2334)، والطبراني في "الكبير" (18/ 307)، وابنُ عساكر في "مدح التواضع وذم الكبر" (5/ 88/1) -كما في "الصحيحة" (542) -، من طريق حيوة بن شريح، حدثني أبو هاني أن أبا عليّ عمرو بنُ مالك الجنبي، حدثه عن فضالة بن عبيد. وأخرج الحاكم (1/ 119) طرفًا من أوله بهذا الإسناد وقال: "صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بجميع رواته ولم يخرجاه، ولا أعرف له علة". ووافقه الذهبيُّ.

الحديث الثاني والعشرون

الحديث الثاني والعشرون عَنْ أبِي هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى أَحَبُّ عِبَادِي إليَّ أعْجَلُهُمْ فِطْرًا". [رَوَاهُ أحمَدُ وَالتِّرْمِذيُّ وَابْنُ مَاجَة] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ: أخرجه الترمذي (700/ 701)، وأحمد (2/ 237 - 238 - 329) وابن خزيمة (ج 3/رقم 2062)، وابنُ حبان (8868)، وشرح السُّنة (6/ 256)، والشجري في "الأماني" (1/ 189 - 190) من طرق عن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهريّ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا به. قَالَ الترمذيُّ: "حسنٌ غريبٌ". قُلْتُ: وسندُهُ ضعيفٌ، وقرة بن عبد الرحمن في حديثه نكارة عن الزهريّ، ولكنه توبع. تابعه محمد بن الوليد الزبيدي، عن الزهريّ بسنده سواء أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (ج 1/رقم 149) من طريق مسلمة بن علي، عن محمد بن الوليد. وقال: "لم يرو هذا الحديث عن الزبيدي إلا مسلمة بن عليّ". قُلْتُ: وهو الخشني ضعيف الحديث جدًّا. تركه غير واحدٍ منهم النسائي والدارقطنيُّ والبرقاني والأزديّ. وقال الحاكمُ: "روى عن الأوزاعي والزبيدي المناكير والموضوعات". (تنبيه) لم أجد هذا الحديث في "سنن ابن ماجة"، فلعله وهمٌ منه، والله أعلمُ.

الحديث الثالث والعشرون

الحديثُ الثالِثُ والعِشرُوْنَ عَنْ مُعَاذٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: المُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِن نُوْرٍ يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ". [رَوَاهُ الترمِذِيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه الترمذيُّ (2390) من طريق حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني، حدثني معاذ بن جبل مرفوعًا به. وقال: "هذا حديثٌ حسنٌ صحيح. وأبو مسلم الخولاني اسمه عبد الله بن ثوب". ومن هذا الوجه: أخرجهُ أحمد (5/ 236 - 237 - 239)، واللَّفْظُ لَهُ، وابنهُ في "زوائد المسند" (5/ 328)، وابنُ أبي شيبة (13/ 145)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 20/ رقم 167، 168) عن أبي مسلم الخولاني قَالَ: أتيتُ مسجد أهل دمشق، فإذا حلقةٌ فيها كهولٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإذا شابٌ فيهم أكحلُ العينين، براقُ الثنايا، كلما اختلفوا في شئٍ ردوه إلى الفتى -فتىً شاب-. قَالَ: قلتُ لجليس لي: من هذا؟ قَالَ: هذا معاذُ بْنُ جبلٍ. قَالَ: فجئت من العشى، فلم يحضروا. قَالَ: فغدوت من الغد. قَالَ: فلم يجيئوا. فرُحْتُ، فإذا أنا بالشاب يصلي إلى ساريةٍ، فركعتُ، ثُمَّ تحولتُ إليه. قَالَ: فسلم، فدنوتُ منه فقلتُ: إني لأحبك في الله. قَالَ: فمدني إليه قَالَ: كيف قلت؟ قلت: إني لأحبك في الله. قَالَ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن ربه يقول: "المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظلُّه". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قَالَ: فخرجتُ حتى لقيتُ عبادة بن الصامت، فذكرتُ له حديث معاذ بن جبلٍ، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن ربه عز وجلّ: "حقت محبتي للمتحابين فيَّ. وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ، والمتحابون في الله على منابر من نورٍ في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظلهُ". وليس في رواية الطبرانيُّ ذكرٌ لعبادة بن الصامت. وقد خولف بن أبي رباح في إسناده. خالفه عطاء الخراساني -وهو ضعيفٌ-، فرواه عن أبي إدريس الخولاني، عن معاذ به. أخرجه الطبرانيُّ في "مسند الشاميين" (ق 109) من طريق عتبة بن أبي حكيم حدثني عطاء الخرساني. وعتبة ضعيف لاسيما في رواية بقية عنه، وهذا منها فلعله اشتبه على عطاء الخراساني أو على عتبة، لاسيما وهذا الحديث يرويه أبو إدريس الخولاني وأبو مسلم الخولاني. والله أعلمُ.

الحديث الرابع والعشرون

الحديث الرابع والعشرون عَنْ أبيِ أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُْ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: قَال الله تَعَالَى: أحَبُّ مَا تَعَبَّدَنِي بِهِ عَبْدِي إليَّ النُّصْحُ لِي". [رَوَاهُ أحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ .. أخرجه أحمد (2/ 254)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 175)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (13/ 96) عن ابن المبارك، وهو في "الزهد" (204) من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة مرفوعًا فذكره. قَالَ ابن معين: "عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم عن أبي أمامة ضعافٌ كُلُّها". قَالَ ابن حبان في "المجروحين" (2/ 62 - 63): "إذا اجتمع في إسناد خبرٍ: عبيدُ الله بنُ زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون متنُ ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم، فلا يحلُّ الاحتجاج بهذه الصحيفة" اهـ. قُلْتُ: عبيد الله بن زحر والقاسم لم يتهمهما أحدٌ بكذب، وهما في الأصل صدوقان، لكن في حفظهما ضعف، والعلة من علي بن يزيد الألهاني لأمرين: الأول: أنه الأضعف، فتعصيب الجناية برقبته أولى. الثاني: أن عبيد الله بن زحر توبع. فتابعه عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد به. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في"الترغيب" (2423) من طريق الوليد بن مسلم، ثنا عثمان به. قُلْتُ: وعثمان ضعيفٌ، ومشاه بعضُهم، فيبقى الإسنادُ ضعيفًا، والله أعلم. وضعفه الهيثميُّ (1/ 87) وسبقه شيخُه العراقي.

الحديث الخامس والعشرون

الحديث الخامس والعشرون عَنْ مُعَاذٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّيْنَ فِيَّ وَالْمُتجَالِسِيْنَ فِيَّ وَالمُتَبَاذِلِيْنَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِيْنَ فيَّ". [رَوَاهُ أحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ وَالطَّبرَانيُّ وَالحَاكِم وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه مالك (2/ 953 - 954/ 16)، وأحمدُ (5/ 229، 247)، وابن المبارك في "الزهد" (715)، وابنُ سعد في "الطبقات" (3/ 586 - 587)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (125)، وابنُ حبان (2510)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 20/ رقم 144، 145، 146، 147، 148، 149، 150، 151، 153،152)، وفي "مسند الشاميين"، (ق 90، 109) والحاكم (4/ 168 - 169)، والبيهقيُّ في "الشعب" (ج 6/ رقم 8992، 8993، 8994)، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 206)، والخطيبُ في "الموضح" (2/ 303 - 304)، والقاضي عبد الجبار في "تاريخ داريا" (ق 7/ 1)، والأصبهاني في "الترغيب" (1062)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (13/ 49 - 50)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1449 - 1450) من طرقٍ عن أبي إدريس الخولاني، قَالَ: دخلتُ مسجد دمشق، فإذا فتىً شابٌ برَّاقُ الثنايا، وإذا الناسُ معه، إذا اختلفوا في شيءٍ أسندوه إليه، وصدروا عن قوله، فسألتُ عنه، فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلمَّا كان الغدُ، هجَّرْتُ، فوجدتُه قد سبقني بالتهجير ووجدته يُصلي. قَالَ: فانتظرتُه حتى قضى صلاته، ثُمَّ جئتهُ من قبل وجهه، فسلمتُ عليه، ثمَّ قلت: والله =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = إني لأحبك في الله. فقال: آلله؟ فقلت: آلله. فقال: آلله؟ فقلت: آلله. فقال: آلله؟ فقلتُ: آلله. قَالَ: فأخذ بحبوة ردائي، فجبذني إليه وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ... فذكره. قَالَ الحاكم: "صحيحٌ على شرط الشيخين، ووافقه الذهبيُّ! وقال ابن عبد البر: "إسنادُهُ صحيحٌ". وهو كما قَالَ.

الحديث السادس والعشرون

الحديث السادس والعشرون عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم - "قَال الله تَعَالَى: أيُّمَا عَبدٍ منْ عِبَادي يَخْرُجُ مُجَاهدًا في سَبيْلي ابْتغَاءَ مرضَاتِي ضَمِنْتُ لَهُ أن أُرْجِعَهُ إِن أرْجَعْتُهُ بِمَا أصَابَ مِنْ أجْرٍ أوْ غَنِيْمَةٍ وإنْ قَبَضْتُهُ أنْ أغْفِرَ لَهُ وَأرحَمَهُ وَأُدْخِلَهُ الجَنَّةَ". [رَوَاهُ أحمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيْح وَالنَّسَائُيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ .. أخرجه النسائيُّ (6/ 18)، وأحمد (2/ 117) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن البصريّ، عن ابن عمر به. وهذا سندٌ رجاله ثقات، ولكن الحسن مدلسٌ وقد عنعنهُ. ولمعناه شاهدٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "تكفل الله عز وجلَّ لمن جاهد في سبيله -لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته-، بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجرٍ أو غنيمة". أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وقد خرَّجتُه في "السحب الهوامع".

الحديث السابع والعشرون

الحديث السابع والعشرون عَنْ أبيِ قَتَادَةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدًا أنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يُحَافِِظْ عَلَيْهِنَّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي". [رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ .. أخرجه أبو داود -في رواية ابن الأعرابي كما في "أطراف المزيّ" (9/ 243) -، وابنُ ماجة (1403)، والطبرانيُّ في الأوسط" (ج 2/ ق 126/ 2) من طريق بقية بن الوليد، عن ضبارة بن عبد الله بن أبي السليك الألهاني، عن دويد بن نافع، عن الزهريّ، قَالَ: قَالَ سعيد بن المسيب، أنَّ أبا قتادة بن ربعي أخبرهُ .. فذكره. قَالَ الطبرانيُّ: "لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا دويد بن نافع، ولا عن دويد إلا ضبارة، تفرَّد به بقية". قَالَ البوصيريّ في "الزوائد" (452/ 1): "هذا إسنادٌ فيه نظرٌ، من أجل ضبارة ودويد". قُلْتُ: وبقية يدلس التسوية، وقد عنعنه.

الحديث الثامن والعشرون

الحديث الثامن والعِشْرُوْنَ عَنْ أبِي الدَّرْدَاء رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله تَعَالَى لِعِيْسَى: يَا عِيْسَى إنِّي بَاعِثٌ مِنْ بَعْدِكَ أمَّةً إِنْ أصَابَهَمْ مَا يُحِبُّوْنَ حَمِدُوا وَشَكَرُوا وَإنْ أصَابَهُمْ مَا يَكْرَهُوْنَ صَبَرُوا وَاحْتَسَبُوا وَلاَ حِلْمَ وَلاَ عِلْمَ قَال يَارَبِّ كَيْفَ لَهُمْ وَلاَ حِلْمَ وَلاَ عِلْمَ قَال أُعْطِيْهِمْ مِنْ حِلْمِي وَعِلْمِي". [رَوَاهُ أحمَدُ وَالطبرَانيُّ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ وَالبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإيْمَانِ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ .. أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (4/ 2/355 - 356)، والحاكم (1/ 348)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 227 - 5/ 243)، والبيهقيُّ في "الأربعون الصغرى" (رقم 47)، وفي "شعب الايمان" (ج 8/ رقم 4165) من طريق عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي حلبسٍ يزيد بن ميسرة، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء مرفوعًا به. قَالَ الحاكمُ: "صحيحٌ على شرط البُخَاريِّ" ووافقه الذهبيُّ! قُلْتُ: كذا! وعبد الله بنُ صالح -كاتبُ الليث- ليس من شرط البخاريّ في "الصحيح" كما قَالَ الحافظ في "مقدمة الفتح" (413) ثمَّ هو متكلَّمٌ فيه. ولكنه توبع. تابعه الليث بن سعد، حدثني معاويةُ بنُ صالحٍ به. أخرجهُ أحمد (6/ 450)، والدولابي في "الكنى" (2/ 156)، ويزيد بن ميسرة ترجمهُ البخاريُّ في "الكبير" وابنُ أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/ 2/288) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ووثقه ابن حبان (7/ 627)، وتوثيقُه لينٌ، فهو علةُ هذا الإسناد. والله أعلمُ.

الحديث التاسع والعشرون

الحديث التاسع والعشرون عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: مَنْ عَلِمَ أنِّي ذُوْ قُدْرَةٍ عَلَى مَغْفِرَةِ الذُّنُوْبِ غَفَرْتُ لَهُ وَلاَ أبَالِي مَا لَمْ يُشْرِكْ بيِ شَيْئًا". [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ وَالحَاكِمُ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إِسْنَادُهُ وَاهٍ .. أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (602)، والطبرانيُّ في "الكبير" (ج 11/ رقم 11615)، والبيهقي في "الصفات" (1/ 211 - 212) من طريق إبراهيم بن الحكم بن إبان، حدثني أبي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ مرفوعًا فذكره. قُلْتُ: وهذا سندٌ ضعيفٌ جدًّا، فالعجبُ من المصنِّف -رحمه الله- كيف صحَّحه؟! وإبراهيم بن الحكم، تركوه، وقلَّ من مشاهُ كما يقول الذهبيُّ وقد تركه النسائيُّ في آخرين. وقال البخاريّ: "سكتوا عنه". وهو جرحٌ شديدٌ عنده. وقال أحمدُ: "في سبيل الله دراهم انفقناها إلى عدن، إلى إبراهيم بن الحكم". وقال ابنُ عدي: "بلاؤه مما ذكروه أنه كان يوصل المراسيل عن أبيه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه". لكنه لم يتفرَّد به. فتابعه حفص بن عمر العدني، ثنا الحكم ابن إبان به.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجه الحاكم (4/ 262)، واللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1990). قَالَ الحاكمُ: "هذا حديثٌ صحيح الإسناد"! فردَّه الذهبيُّ بقوله: "العدنيُّ واهٍ". وحفصٍ هذا لينه أبو حاتم. وقال النسائيُّ: "ليس بثقةٍ". وتركه الدارقطنيّ كما في "العلل" (1/ 245). وقال العقيليُّ: "يحدث بالأباطيل". فالحديثُ ضعيفٌ جدًّا. بهذا السَّند. وحسنه شيخنا في "صحيح الجامع"! وفيه نظرٌ.

الحديث الثلاثون

الحدِيْثُ الثَّلاثوْنَ عَنْ أبِي هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: إذَا ابتلَيْتُ عَبْدِي المُؤمِنَ فَلَمْ يَشكِنِي إلَى عُوَّادِهِ أطْلَقْتُهُ مِنْ أسَارِي ثُمَّ أبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ ثمَّ يَسْتَأنِفُ العَمَلَ". [رَوَاهُ الحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ وَالبَيْهَقِيُّ فِي "شُعَبِ الإيمَانِ"] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه الحاكم (1/ 349) والبيهقيُّ في "السنن" (3/ 375) وفي "الشعب" (9239) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا عاصم بن محمد بن زيد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا ... فذكره. قَالَ الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" ووافق الذهبيُّ. لكنه -أعني الذهبيَّ- أعله في "مهذب سنن البيهقي" إلى علَّةٍ فيه، فقال: "لم يخرجه الستة، لعلته". وكأنه يريد به الوقف، فقد أخرجه البيهقيُّ موقوفًا أيضًا. والراجحُ أنه مرفوع، وقد أجاب عن ذلك شيخنا الألباني في "الصحيحة" (272) بما يشفي الغليل. جزاه الله عنا خيرًا.

الحديث الحادي والثلاثون

الحديث الحادي والثلاثون عَنْ أنَسٍ رضي الله عَنْهُ عَن رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ الله تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلاَْ أُبَالي. يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوْبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي. يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ أنَّكَ أتيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيْتَنِى لاَ تُشْرِكُ شَيْئًا بيِ لَأتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً". [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه الترمذيُّ (3540)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 231) من طريق كثير بن فائد، حدثنا سعيد بن عبيد، سمعت بكر بن عبد الله المزني، عن أنسٍ مرفوعًا .. فذكره. قَالَ الترمذيُّ: "هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه". وقال أبو نعيم: "هذا حديثٌ غريبٌ، تفرَّد به سعيد بن عبيد". قلْتُ: سعيد بن عبيد هو الهنائي صدوقٌ. وكثير بن فائد لم يوثقه إلاَّ ابنُ حبان ممن وقفتُ على كلامهم وله شاهد من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مرفوعًا: "قَالَ الله تعالى: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك. ابن آدم! إن تلقني بقراب الأرض خطايا، لقيتُك بقرابها مغفرة، بعد أن لا تشرك بي شيئًا. ابن آدم! إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبُك عنان السماء، ثُمَّ تستغفرني أغفرُ لك ولا أبالي". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجهُ أحمد (5/ 167، 172) واللَّفْظُ لَهُ، وابن طهمان في "مشيخته" (102)، والدارميُّ (2/ 230/2791)، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (32)، والبيهقي في "الشعب" (1011) من طريق شهر بن حوشب، عن معد يكرب، عن أبي ذر. ووقع عند الدارميّ: "عمرو بن معد يكرب" وأظنُّه خطأ، وقد أشار المحقق إلى ذلك لكنه رجح ترجيحًا يستحق النظر. وقد اختلف على شهر في إسناده. فرواه عبد الحميد بن بهرام، عنه، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر. أخرجه أحمد (5/ 154)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات". (3548)، والبيهقيُّ في "الشعب" (1010)، ولعل هذا من شهر، فقد كان خفيف الضبط. ويأتي لون آخر من الاختلاف عليه فيه. ولكن مرّ له سندٌ صحيحٌ عن أبي ذر في الحديث رقم (19) فراجعه. وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعًا بمثله. أخرجه الطبرانيُّ في "الكبير" (ج 12/رقم 12346)، وفي "الأوسط" (462 - مجمع البحرين)، وفي "الصغير" (رقم 822)، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 301) من طريق إبراهيم بن إسحاق الضبي، قَالَ: ثنا قيس بن الربيع، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. قَالَ أبو نعيم: "غريبٌ من حديث حبيب، عن سعيد. لم نكتبه إلا من حديث قيس عنه". قَالَ الهيثميّ في "المجمع" (10/ 216): "فيه إبراهيم بن إسحاق الضبي، وقيسُ بن الربيع، وكلاهما مختلفٌ فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح" اهـ. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وله شاهدٌ عن أبي الدرداء رضي الله عنه. أخرجه الطبراني -كما في "المجمع" (10/ 216)، والبيهقيُّ في "الشعب" (1009)، والقشيري في "الرسالة" (1/ 355) من طريق العلاء بن زيدل قَالَ: دخلتُ على مالك بن دينار في مرضه، فرأيتُ عنده شهر بن حوشب، فلما خرجنا من عنده قلت لشهرٍ: يرحمك الله زودني زوَّدك الله. فقال: نعم. حدثتني أم الدرداء، عن أبي الدرداء عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل عليه السلام عن ربه تبارك وتعالى قَالَ: "قَالَ ربكم عبدي! ما عبدتني ورجوتني ولم تشرك بي شيئًا غفرت لك على ما كان منك ولو استقبلتني بملء الأرض خطايا وذنوبًا استقبلتُك بملئها مغفرة لك ولا أبالي" وسندُهُ ضعيفٌ جدًّا. والعلاء بن زيدل متروك، ورُمي بالكذب.

الحديث الثاني والثلاثون

الحديث الثاني والثلاثون عَنْ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: قَالَ رَبُّكُمْ لَوْ أنَّ عِبَادِي أطاعُوْني لَأَسْقَيْتُهُمُ المَطَرَ بِاللَّيْلِ وَلَأطْلَعْتُ عَلَيهِمُ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ وَلَمَا أسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ". [رَوَاهُ أحمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ وَالحَاكِمُ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إِسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ .. أخرجه أحمد (2/ 359)، والطيالسيُّ (2586)، والحاكم (4/ 256)، والبزار (ج 1/ رقم 664)، والبيهقيُّ في "الزهد" (713) من طريق صدقة بن موسى الدقيقي، عن محمد بن واسع، عن شُتير -ويقال: سمير- ابن نهار، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وفي آخره: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جددوا إيمانكم". قالوا: يا رسول الله! وكيف نجدد إيماننا؟ قَالَ: "جددوا إيمانكم بقول لا إله إلا الله". وأخرجه ابن عدي (4/ 1394)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 357) من هذا الوجه بآخره فقط. قَالَ البزار: "لا نعلمه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ بهذا الإسناد". وقال أبو نعيم: "غريب من حديث محمد بن واسع تفرد به عنه صدقة بن موسى ويعرف بالدقيقي، بصريُّ مشهورٌ". قُلْتُ: وسندُهُ ضعيف. وصدقة صاحب الدقيق ضعفه ابن معين والنسائيُّ وغيرهما. وشتير بن نهار -ويقال: سمير-: قَالَ الذهبيُّ: "نكرة". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = وساق له في "الميزان" هذا الحديث من مناكيره. فما أبعد قول الحاكم "صحيح الإسناد". وقد تعقبه الذهبيُّ بقوله. قُلْتُ: صدقة ضعفوه أهـ. وقريب من قول الحاكم قول المنذري في "الترغيب" (2/ 415). "رواه أحمد والطبراني وإسنادُهُ حسنٌ"! وضعفه الهيثميُّ في "المجمع" (2/ 211) فقال: قُلْتُ: مدارُهُ على صدقة بن موسى الدقيقي ضعفه ابن معين وغيرُهُ. وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا صدقة الدقيقي وكان صدوقًا أهـ. لكنه سها، فقال في (10/ 82): "رجاله ثقات"!! بل قَالَ في (1/ 52): "رواه أحمد وإسناده جيد، وفيه سمير بن نهار وثقه ابن حبان"!!

الحديث الثالث والثلاثون

الحديثُ الثالث والثلاثون عَنْ أنَسٍ رَضيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: قَالَ رَبُّكُمْ: أنا أَهْلٌ أنْ أُتَّقَى فَلاَ يُجْعَلْ مَعِي إِلهٌ فَمَنِ اتَّقَى أنْ يَجْعَلَ مَعِي إِلَهاً فَأنَا أهْلٌ أنْ أغْفِرَ لَهُ". [رَوَاهُ أحْمَدُ وَالترْمِذِيُّ وَالنَّسَائيُّ وَابْنُ مَاجَةَ وَالحَاكِمُ] ـــــــــــــــــــــــــــــ إسْنَادُهُ ضَعِيْفٌ .. أخرجه النسائيُّ في "التفسير" -كما في "أطراف المزي" (1/ 139) -، والترمذيُّ (3328)، وابن ماجه (4299)، والدارميُّ (2/ 302 - 303)، وأحمد (3/ 142، 243) وأبو يعلى (ج 6/ رقم 3317) وابن أبي حاتم في "تفسيره" -كما في "ابن كثير" (8/ 299)، والحاكم (2/ 508)، والخطيب (5/ 52، 53)، والبغويُّ في "تفسيره" (4/ 420) والأصبهاني في "الترغيب" (405) والبيهقي في "الزهد" (956) من طريق سهيل بن أبي حزم، عن ثابت البناني عن أنسٍ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ في هذه الآية: {هُوَ أهْلُ التَّقْوَى وَأهْلُ المَغْفِرَةِ} [المدثر: 56]، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَالَ ربكم ... الحديث". قَالَ الترمذىُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ غريب وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرَّد سهيل بهذا الحديث عن ثابت" اهـ. وقال البيهقيُّ: "تفرَّد به سهيل بن أبي حزم القطعي" وهو يشير بذلك إلى ضعفه أمَّا الحاكم فقال: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبيُّ!!

الحديث الرابع والثلاثون

الحديث الرابع والثلاثون عَنْ أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عَنْهُْ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "قَال الله تَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ صَلِّ لِي أرْبَعَ رَكْعَاتٍ مِنْ أوَّلِ النَّهَارِ أكفِكَ آخِرهُ". [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه الترمذيُّ (475)، وأبو نعيم في "الحلية" (5/ 137) من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير (¬1) بن سعد، عن خالد بن معدان، عن أبي الدرداء وأبي ذر معًا، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به. وأخرجه الدارميُّ (¬2) - كما في "النكت الظراف" (8/ 219) - والطبرانيُّ في "مسند الشاميين" (ق 174) عن إسماعيل بن عياش به لكن عن أبي الدرداء وحده. وهذا سندٌ جيِّدٌ. ورواية إسماعيل عن الشاميين قويةٌ. وله طريق آخر عن أبي الدرداء. أخرجه أحمد (6/ 440، 451)، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 330)، والطبرانيُّ في "مسند الشاميين" (ق 145) من طريق صفوان بن صالح، عن شريح ابن عبيد [عند أحمد في الرواية الأولى: وغيُرهُ]، عن أبي الدرداء به. وسندُهُ صحيحٌ .. وله شاهدٌ عن نعيم بن همار رضي الله عنه. ¬

(¬1) في "الحلية": "يحيى" وهو تصحيفٌ. (¬2) أجده فيه. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجه أحمد (5/ 286، 287)، وأبو داود (1289)، والنسائيُّ في "الكبرى" -كما في "أطراف المزي" (9/ 35) -، والدارميُّ (1/ 278)، وابن الأعرابي في "معجمه" (ج ا/ق 2/ 7)، والطبرانيّ في "مسند الشاميين" (ق 40، 54، 177، 181) من طرق فيها اختلاف كثير عن نعيم. وصحح إسناده النووي في "المجموع" (4/ 39). وأخرجه أحمد (4/ 253، 201) من حديث نعيم بن همار، عن عقبة بن عامر مرفوعًا. وهذا أحد وجوه الاختلاف في إسناده. وله شاهدٌ من حديث أبي أمامة رضي الله عنه. أخرجه الطبرانيُّ في الكبير (ج 8/ رقم 7746)، وفي "مسند الشاميين" (ق 131) من طريق سليمان بن سلمة الخبائري، ثنا محمد بن شعيب، ثنا يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة به. قَالَ الهيثميُّ (2/ 236): "وسليمان بن سلمة متروك".

الحديث الخامس والثلاثون

الحديثُ الخامِسُ والثَّلاثونَ عَنْ أبي هُرَيرةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أملأُ صَدْرَكَ غِنًى وَأسُدُّ فَقْرَكَ وإنْ لَمْ تَفْعَلْ مَلأتُ يَدَيْكَ شُغْلاً وَلَمْ أسُدَّ فَقْرَكَ". [رَوَاهُ أحمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ وَالحَاكِمُ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ .. أخرجه الترمذيُّ (2466)، وابنُ ماجة (4107)، وأحمد في "المسند" (2/ 358)، وفي "الزهد" (ص-36)، وابنُ حبان (2477)، والحاكم (2/ 443)، والشجري في "الأمالي" (2/ 207) من طرق عن عمران بن زائدة ابن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة به. وعزاه المنذري في "الترغيب" (4/ 118) للبيهقيّ في "الزهد". قَالَ الترمذيُّ: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وأبو خالد الوالبي اسمه هرمز" وقال الحاكم: "صحيحُ الإسناد" ووافقه الذهبيُّ!! قُلْتُ: لا، وزائدة بن نشيط لم يوثقه إلاَّ ابنُ حبان. وقد اختُلف في سنده وفي حرف من المتن كما ذكره الدارقظني في "العلل" (ج 3/ ق 64/ 1) ولكن له شاهد عن معقل بن يسار رضي الله عنه. أخرجه الحاكم (4/ 326) حفص بن عمر الحوضي، ثنا سلاّم بن أبي مطيع، ثنا معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار مرفوعًا: "يقول ربكم تبارك وتعالى: "يا ابن آدم! تفرَّغ لعبادتي أملأ قلبك غنىً، وأملأ يديك رزقًا، ابن آدم! لا تباعد مني فأملأ قلبك فقرًا وأملأ يديك شغلاً". قَالَ الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد" ولم يخرجاه ووافقه الذهبيُّ. وسندُهُ حسنٌ. والله أعلمُ.

الحديث السادس والثلاثون

الحديث السادس والثلاثون عَنْ أبي سَعِيدٍ رَضْيَ الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: إِنَّ عَبْدًا أصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ في مَعِيْشَتِهِ تَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أعْوَامٍ لاَ يَفِدُ إليَّ لَمَحْرُوْمٌ". [رَوَاهُ أبو يَعْلِي فِي مُسْنَدِهِ وَابْنُ حِبَّانِ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ حَسَنٌ -إنْ شَاء الله- ... أخرجه أبو يعلي (ج 2/رقم 1031)، وابنُ حبان (960)، وابنُ عديّ في "الكامل" (3/ 933)، والبيهقيُّ في "السنن" (5/ 262)، وفي "الشعب" (ج 8/رقم 3838)، والخطيبُ في "تاريخه" (8/ 318)، وابنُ الجوزيّ في "الواهيات" (2/ 74) من طريق خلف بن خليفة، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري به. قَالَ ابنُ الجوزيّ: "خلف بن خليفة، والعلاء بن المسيب كثير الغلط. قَالَ الدارقطنيُّ: وقد رواه عبد الرزاق عن الثوري عن العلاء عن أبيه، ورواه ابن فضيل عن العلاء عن يونس بن خباب، عن أبي سعيد ولا يصحُّ منها شيءٌ" أهـ. قُلْتُ: يبدو لي أن سقطًا وقع في كلام ابن الجوزي يتعلق بالحُكم على خلف بن خليفة، وهو مع صدقه إلاَّ أنه كان اختلط لكنه توبع كما جاء في كلام الدارقطنيّ والخطيب. فأخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (ج 1/رقم 490) من طريق محمد بن أبي عمر العدني، قَالَ: حدثنا عبد الرزاق، عن الثوريّ، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخُدْري .. فذكره، وقال: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = "لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلاَّ عبدُ الرَّزَّاق". ورواه إسحاق بن إبراهيم الدَّبريُّ، عَن عبد الرزاق في "مصنفه" (ج 5/ رقم 8826) بسنده سواء لكنه قَالَ فيه: "عن العلاء عن أبيه -أو عن رجلٍ- عن أبي سعيد". هكذا بالشكِّ. وعبد الرزاق ثقةٌ حافظ، لكنه تغير في آخر عمره -رحمه الله- فلعل هذا الشك منه. والله أعلم. وعلى كل حالٍ فالسند منقطع بين المسيب بن رافع وأبي سعيد. قَالَ ابن معين: "لم يسمع المسيب من أحدٍ من الصحابة إلا البراء بن عازب وعامر بن عبدة". وقال ابن عديّ في "الكامل" (3/ 933): "وقد روى عن الثوري، عن العلاء. وهو غريبٌ". وقد اختُلف في إسناده. فرواه محمد بن فضيل، فرواه عن العلاء بن المسيب، عن يونس بن خباب، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا به. أخرجه البيهقيُّ في "الشعب" (ج 8/رقم 3837)، والخطيب (8/ 318 - 319)، وابن فضيل ثقة، ولكن يونس بن خباب في حفظه ضعف وفي روايته اضطراب، وتركه بعض النقاد كيحيى القطان وابن مهدي، وفوق ذلك فإنه لم يسمع من أحدٍ من الصحابة. ففي السند ضعف وانقطاع. ولكن له شواهد عن بعض الصحابة، منهم: =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ 1 - أبو هريرة، رضي الله عنه. مرفوعًا: "قَالَ الله عز وجلَّ ": إنَّ عبدًا صَحَّحْتُهُ، ووسعت عليه، لم يزرني في كل خمسة أعوام لمحرومٌ". أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (2/ 2/295) معلقًا إشارةً، والعقيليُّ في "الضعفاء" (2/ 206 - 207)، وابنُ عديّ (4/ 1396)، والبيهقيُّ (5/ 262)، وابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (ج 8/ل 283) من هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا صدقة بن يزيد الخراساني، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به. قَالَ البخاريُّ: "منكرٌ". وقال العقيليُّ: "وفيه روايةٌ عن أبي سعيد الخُدْري فيها لينٌ أيضًا". وقال البيهقيُّ: "إسنادُهُ ضعيفٌ". وقال ابنُ عديّ: "وهذا عن العلاء منكرٌ كما قاله البخاريُّ، ولا أعلمُ يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنما يروي هذا خلف بن خليفة، وهو مشهور به وروى عن الثوري أيضًا، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلعلَّ صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظنَّ أنه العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وكأن هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هو العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن أبي سعيد". ولكن له طريق آخر عن أبي هريرة. أخرجه الخطيبُ في "الموضح" (1/ 266 - 267) من طريق عون بن سلام، حدثنا قيس بن الربيع، عن عباد بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا بمثله. قلْتُ: وهذا سندٌ صالحٌ في المتابعات. وقيس فيه مقالٌ من قبل حفظه، وكذا عباد. وقد حكم أبو حاتم على الحديث بالاضطراب كما في "العلل" =

. . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = (ج 2/رقم 869) لولده، بينما رجح أبو زرعة حديث العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد. 2 - حديث خباب بن الأرت، رضي الله عنه. أخرجه أبو يعلي (¬1) -كما في "المطالب العالية" (ق 40/ 2) - قَالَ: حدثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، ثنا أبو سعيد، ثنا المسعوديّ، عن ( ....... ) (¬2) بن خباب، عن رجلٍ، عن خباب بن الأرت مرفوعًا: "إنَّ الله عز وجل يقول: "إن عبدًا أصححتُ له جسمه، وأوسعتُ عليه في الرزق يأتي عليه خمسٌ. لم يأت إليَّ فيهنَّ، لمحرومٌ". وهذا سندٌ ضعيفٌ، لاختلاط المسعودي ولجهالة الراوي عن خباب لكن لعلَّ الحديث بمجموع هذه الطرق يصلحُ لقيام الحجة به. والله أعلمُ. ¬

(¬1) ليس في "المسند" المطبوع. (¬2) طمس بالمخطوطة، ولم يظهر إلا "خباب" أو "حيان" ولم أستطع تعيينه. وأستبعد أن يكون يونس بن خباب، لأنهم لم يذكروه من شيوخ المسعودي، ولم يذكروا للمسعودي رواية عنه، إلا لو كانت الرواية شاذة خارجة عن الجادة، فلو صحّ ذلك لكان اختلافًا على يونس فيه وقد مرَّ والله أعلمُ.

الحديث السابع والثلاثون

الحدِيْثُ السَّابع والثلاثون عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: أنَا مَعَ عَبْدِي مَا ذَكَرَني وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ". [رَوَاهُ أحْمَدُ وَابْنُ مَاجَةَ وَالحَاكِمُ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (3/ 499 - فتح) معلقًا ووصله في "خلق الأفعال" (ص-57)، وابنُ حبان (2316) من طريقين عن الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، عن كريمة بنت الحسحاس، عن أبي هريرة مرفوعًا به. وهذا سندٌ صحيحٌ .. ورواه عن الأوزاعيّ هكذا: "الوليد بن مسلم، وأيوب بن سويد". وقد خولفا في إسناده. خالفهما محمد بن مصعب القرقساني، ويحيى بن عبد الله، فروياه عن الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة به. أخرجه ابنُ ماجة (3792)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (5/ 13) والقُرقساني ضعيفٌ، ويحيى بن عبد الله هو البابلُتِّي ابن امرأة الأوزاعي، تكلم ابنُ معين وغيرُهُ في حماعه من الأوزاعيّ وضعفه آخرون ولكن هذا الوجه صحيحٌ أيضاً لما يأتي. قَالَ البوصيري في "الزوائد" (188/ 3). "هذا إسنادٌ حسنٌ. محمد بن مصعب القرقساني قَالَ فيه صالح بن محمد، ضعيفٌ في الأوزاعيّ، روى عن الأوزاعيّ غير حديثٍ كلها مناكير، وليس لها أصولٌ. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قُلْتُ: لم يتفرد به محمد بن مصعب. فقد رواه ابنُ حبان في "صحيحه" من طريق أيوب بن سويد عن الأزواعيّ به. وأيوب بن سويد ضعيفٌ أيضًا" أهـ. قُلْتُ: وفي نقد البوصيري مؤاخذتان: *الأولى: قوله: "هذا إسنادٌ حسنٌ" فإن هذا الحكم لا يستقيمُ مع بقية كلامه وظني أنه تحريفٌ من الناسخ أو الطابع. فقد نقل السندي عنه في "حاشيته" على ابن ماجه (2/ 418) أنه قَالَ: "في إسناده محمد بن مصعب ... الخ". *الثانية: قوله: "لم يتفرد به .. فقد رواه ابن حبان من طريق أيوب بن سويد عن الأوزاعيّ به" فهذا يدلُّ على أن أيوب بن سويد رواه مثل القرقساني عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي هريرة، وليس كذلك. وإنما يرويه أيوب بن سويد عن الأوزاعي عن إسماعيل عن كريمة عن أبي هريرة. فقد ظهر من هذا أنه خالفه ولم يتابعه. والله الموفق. وقد خولف القُرْقُسَاني والبابْلُتِّي في إسناده. خالفهما بشر بن بكر، فرواه عن الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء .. فذكره. فصار الحديث من "مسند أبي الدرداء". أخرجه الحاكم (1/ 496) وقال: "صحيح الإسناد". ووافق الذهبيُّ. قُلْتُ: وهو كذلك، لولا أن بشر بن بكر له عن الأوزاعي افرادات، وقد تابعه عبد الحميد بن أبي العشرين، وفي حفظه مقال، فرواه مثل رواية بشر. ذكره المزي في "الأطراف" (11/ 109) وقال: "وليس بمحفوظ". ووجه آخر من الاختلاف على الأوزاعيّ. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قَالَ الدارقطنيُّ في "العلل" (ج 3/ق 74/ 2). "رواه الأوزاعيُّ عن يحيى بن إسماعيل عن عبيد الله، قَالَ: حدثتني أم الدرداء عن أبي هريرة. قاله أبو المغيرة عنه، ووهم فيه" أهـ. قُلْتُ: يحيى بن إسماعيل هو ابنُ عبيد الله. قَالَ أبو حاتم -كما في "الجرج والتعديل" (4/ 2/126) -: "لا بأس به". لكن قوله: "عن عبيد الله" أظنُّ فيه سقطًا صوابه: "إسماعيل بن عبيد الله" يعني أن يحيى يرويه عن أبيه، فإنه هو الذي يرويه عن أم الدرداء. والله أعلمُ. واعلم أنَّ أقوى هذه الوجوه، الوجه الأول الذي رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن كريمة بنت الحسحاس، عن أبي هريرة، ذلك أنَّ الأوزاعيّ توبع عليه. فتابعه: 1 - عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل به. أخرجه أحمد (2/ 540) والمزيّ في "تهذيب الكمال" (ج 3/ل 1696) عن ابن المبارك، وهو في "الزهد" (956)، والطبراني في "مسند الشاميين" (ق 78)، والبيهقيُّ في "الشعب" (ج 2/رقم 507) من طريق ابن المبارك، والوليد بن مسلم، والوليد بن مزيد ثلاثتهم عنه. 2 - محمد بن المهاجر، ثنا إسماعيل به. أخرجه الطبرانيُّ في "الأوسط" (ج 2/ق 174/ 1) وفي "مسند الشاميين" (ق 219 - 220) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، ثنا محمد بن المهاجر به وقال: "لم يرو هذا الحديت عن محمد بن المهاجر إلا أبو توبة". قُلْتُ: وهو ثقة حجةٌ، لكنه لم يتفرّد به كما قَالَ الطبراني، بل تابعه عبد الأعلى بن مسهر، ثنا محمد بن مهاجر به. =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجه المزي في "التهذيب" (ج 3/ل 1696). 3 - ربيعة بن يزيد، عن إسماعيل به. أخرجه البيهقيُّ في "شعب الإيمان" (¬1) (ج 2/ رقم 506) عنه، عن إسماعيل قَالَ: دخلتُ عل أم الدرداء، فلمَّا سلَّمْتُ جلستُ، سمعت كريمة بنت الحسحاس المزينة -قَالَ: وكانت من صواحب أم الدرداء- تقول: سمعتُ أبا هريرة في بيت هذه تشير إلى أم الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه". قُلْتُ: وأما رواية إسماعيل عن أم الدرداء فصحيحةٌ أيضًا بدلالة رواية البيهقيّ السابقة. وقد أخرجهُ أحمد (2/ 540) من طريق ابن المبارك، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله بمثل رواية ربيعة بن يزيد، وفيه أن أبا هريرة حدَّث بهذا الحديث في بيت أم الدرداء وهي حاضرة تسمع على ظاهر الرواية. ولذلك قَالَ المزي في "التهذيب" (ج 3/ل 1696): "كلاهما صحيحٌ". وقال الحافظ في "الفتح" (3/ 500): "ورجح الحفاظ طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وربيعة بن يزيد. ويحتمل أن يكون عند إسماعيل عن كريمة وعن أم الدرداء معًا" أهـ. ¬

(¬1) قَالَ الحافظ في "الفتح" (13/ 500): "وأخرجه البيهقيُّ في الدلائل" كذا وأحسبه خطأ، فلم يروه البيهقيُّ في الدلائل، ولكن في "شعب الايمان" كما ذكرت. والله أعلم.

الحديث الثامن والثلاثون

الحديثُ الثامن والثلاثون عَنْ أبي سَعِيْدٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ لأهلِ الجَنَّةِ: يَا أهلَ الجَنَّةِ. فَيَقُوْلُوْنَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ. فَيَقُوْلُ: هَلْ رَضِيتمْ؟ فَيَقُوْلُوْنَ وَمَا لَنَا لاَ نَرْضىَ وَقَدْ أعطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أحدًا مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُوْل: ألا أُعْطِيكمْ أفضَلَ مِنْ ذَلِكَ. فَيَقُوْلُوْنَ يَارَبِّ وَأيُّ شَىءٍ أفضَلُ مِنْ ذَلِكَ. فَيَقُوْل: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَاني فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أبدًا". [رَوَاهُ أحْمَدُ وَالشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيُّ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ .. أخرجه البخاريُّ (11/ 415 - 13/ 487 فتح)، ومسلمٌ (2829/ 9) والنسائي -كما في "أطراف المزي" (3/ 405) -، والترمذيُّ (2555)، وأحمد (3/ 88)، وأبو عوانة (1/ 181 - 183) مطوّلاً، وابن المبارك في "الزهد" (430 - زوائد نعيم)، والبيهقيُّ في "الصفات" (221، 502)، وفي البعث (445)، وابن جرير (10/ 126)، وأبو نعيم في "الحلية" (6/ 342)، والأصبهاني في "الترغيب" (975)، والبغويُّ في "شرح السُّنة" (15/ 231 - 232) وابن بلبان في "المقاصد" (19) من طريق مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ به. قَالَ الترمذىُّ: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ .. ". وله شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله مرفوعًا: "إذا دخل أهلُ الجنة الجنة، قَالَ الله تعالى: هل تشتهون شيئًا فأزيدكم؟ قالوا: يارَبنَّا! وهل بقى شيءٌ إلاَّ وقد نلناه؟ فيقول: نعم رضائي، فلا أسخط عليكم أبدًا". =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (ج 1/ق 141/ 1) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، ثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ مرفوعًا به. ومن هذا الوجه: أخرجه ابنُ حبان (2647)، والطبريّ (ج 14/ رقم 16959)، والبزار -كما في "تفسير ابن كثير" (4/ 118) -، والحاكم (1/ 82)، والسهميُّ في "تاريخ جرجان" (¬1) (ص-115)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 282) وفيه: "فيقولون: ربنا! وما فوق ما أعطيتنا؟ قَالَ: فيقولُ: رضواني أكبر". قَالَ الحاكم: "صحيحٌ على شرط الشيخين" ووافقه الذهبيُّ. والصواب أنه على شرط مسلم، فإن الراوي عن الفريابي عند الحاكم هو سلمة بن شبيب النيسابوري روى عنه الجماعة إلاَّ البخاريَّ. ونقل ابن كثير في "تفسيره" (4/ 118) عن الضياء المقدسيِّ أنه قَالَ: في "صفة الجنة": "هذا عندي على شرط الصحيح". وقد توبع الفريابي على رفعه. تابعه عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، عن الثوري به. أخرجه الحاكم (1/ 82 - 83). وخالفهما أبو أحمد الزبيريُّ، فرواه عن سفيان بسنده موقوفًا. أخرجه ابن جرير (ج 6/رقم 6751، وج 14/رقم 16567). وتابعه أيضًا وكيع به موقوفًا. ذكره أبو نعيم في "صفة الجنة" عقب الحديث. ¬

(¬1) وفي العبارة تخليط، يفهم منه أنه موقوفٌ، ولكن الرفع صريح في سياقه، فلعله أراد. "وقد روي مرة موقوف". والله أعلم. =

........................... ـــــــــــــــــــــــــــــ = ورأيتُه موقوفًا رواه مسدد في "مسنده" كما في المطالب العالية (4/ 404) لكن سندُهُ محذوفٌ. ولا خلاف بينهما، لأن مثل هذا لا يقال بالرأي المجرد، إذ هو غيبٌ، فيُحمل على أن جابرًا -أو من دونه- كان يوقفه مرة ويرفعه أخرى. والله أعلمُ.

الحديث التاسع والثلاثون

الحدِيْثُ التاسعُ والثلاثون عَنْ أنَسٍ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ: لِأهْوَنِ أهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ أنَّ لَكَ مَا فِى الأرْضِ مِنْ شَيءٍ كُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ. قَال نَعَمْ. قَال فَقَدْ سَئَلْتُكَ مَا هُوَ أهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأنْتَ فِى صُلْبِ آدَمَ أنْ لاَ تُشْرِكَ بِي فَأبَيْتَ إِلَّا الشّرْكَ". [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيثٌ صحِيْحٌ .. أخرجه البخاريُّ (11/ 416 - فتح)، ومسلمٌ (2805/ 51)، وأحمد (3/ 127، 129)، وأبو يعلى (ج 7/ رقم 4186)، وابنُ أبي عاصم في "السنة" (99)، وأبو نعيم في "الحلية" (2/ 315) من طريق شعبة، عن أي عمران الجوني، عن أنسٍ به. وأخرجه البخاريُّ (11/ 400 - فتح)، ومسلمٌ (2805/ 52 - 54) وأحمد (3/ 291)، وأبو يعلي (ج 5/ 2926، 2976، 3021)، وابن جرير في "تفسيره" (3/ 346) من طريق قتادة، عن أنسٍ بنحوه. وأخرجه ابنُ عديّ (3/ 2393)، وأبو نعيم في "الحلية" (3/ 77) من طريق علي بن الحسين بن واقد، قَالَ: ثنا أبي، قَالَ: ثنا مطر الوراق، عن أنسٍ به. قَالَ أبو نعيم: "هذا حديث من حديث قتادة وأبي عمران عن أنس. غريبٌ من حديث مطر، تفرَّد به علي بن الحسين، عن أبيه، عنه". قُلْتُ: ومطر الوراق وسطٌ. وقال أبو زرعة -كما في "المراسيل" (ص 214): "لم يسمع من أنسٍ شيئًا، وهو مرسلٌ".

الحديث الأربعون

الحديثُ الأربعون عَنْ أبي هُرَيرَةَ رَضي الله عَنْهُ عَنْ رَسُوْلِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّ الله تَعَالَى يَقُوْلُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أيْنَ المُتَحَابُّوْنَ لِجَلاَلِي اليَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلْيِّ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلْيِّ". [رَوَاهُ أحْمَدُ وَمُسْلِمٌ] ـــــــــــــــــــــــــــــ هَذَا حَدِيْثٌ صَحِيحٌ .. أخرجه مالكٌ في "موطئه" (2/ 952/13)، ومسلمٌ (2566/ 37)، وابن المبارك في "الزهد" (711)، والدارميُّ (2/ 221)، وأحمد (2/ 237، 338، 370، 523، 535)، والطيالسيُّ (2335)، والبيهقيُّ في "الأربعون" (101) والأصبهاني في "الترغيب" (1058) من طريق عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة. وقد خالف إبراهيمُ بنُ طهمان أصحاب مالك فيه، فرواه عن مالكٍ، عن سعيد بن أبي سعيد المقريّ، عن أبي هريرة به. أخرجه في "مشيخته" (1/ 1/137 - 138)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 344)، والخطيبُ في "تاريخه" (5/ 71). =

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . ـــــــــــــــــــــــــــــ = قَالَ أبو نعيم: "تفرَّد به إبراهيم عن مالك، عن سعيد. وعامة أصحابه على ما في "الموطأ": مالك، عن أبي طوالة، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هريرة" أهـ. قُلْتُ: ورواية الجماعة عن مالكٍ أصحُّ. والله أعلمُ. ثمَّ رأيتُ الدارقطنيُّ قَالَ في "العلل" (ج 3/ ق 37/ 1): "لم يتابع إبراهيمُ عليه". ثم قَالَ الدارقطنيُّ: "وذكره إبراهيمُ الحربيُّ في "كتاب الأدب" عن مصعب الزبيريّ، عن مالكٍ عن عبد الله بن عبد الله، عن معمر، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي قبله أصوبُ" أهـ. وهو يشير بقوله: "الذي قبله" إلى رواية مالكٍ التي أخرجها في "الموطأ" وذكرناها قبلُ. والحمد لله على التوفيق.

وَنَسْئَلُ الله رِضْوَانَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ وَنَحْمَدُهُ وَنَشْكُرُهُ عَلَى النَّعْمَاءِ وَالبَلْوَى وَنُصَلِّي وَنُسَلِّمُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ المُصْطَفَى وَرَسُوْلِهِ المُجْتَبَى وَعَلَى سَائِرِ جَمِيْعِ الأنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِيْنَ وَعَلَى آلِ كُلِّ وَأتْبَاعِهِمْ أجْمَعِيْنَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيْنَ. تَمَّ بِعَوْنِ الله المُعِيْنِ ...

§1/1