الأحاديث القدسية

جمال محمد علي الشقيري

1 - (ما جاء في فضل ذكر الله تعالى وكلمة التوحيد)

1 - (ما جاء في فضل ذكر الله تعالى وكلمة التوحيد) حديث فضل الذكر من صحيح البخاري من باب فضل الله تعالى ج - 8 ص 86 - 87 متن البخاري طبعة ميري. 1 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنَا جَريرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبي صَالِحٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم - «إنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً، يَطُوفُونَ في الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإذَا وَجَدُوا قَوْما يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوُا: هَلُمُّوا إلَى حَاجَتِكُمْ، قَالَ: فَيَحُفُّونَهُمْ بأَجْنِحَتِهِمْ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ:

فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ -: مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْني؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لاَ، وَاللَّهِ مَا رأَوْكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْني؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدا وَتَحْمِيدا، وَأَكْثَرَ تَسْبِيحا، قَالَ: فَيَقُولُ: فَمَا يَسْأَلُونَني؟ قَالَ: يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لا، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصا، وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبا، وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً، قَالَ: فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: مِنَ النَّارِ، قَالَ: يَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لاَ، وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا، قَالَ: يَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارا، وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً، قَالَ: فَيَقُول أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ: يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ: فِيهِمْ فُلاَنٌ، لَيْسَ مِنْهُم، إنَّمَا جَاءَ لِحَاجَة، قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ، لاَ يَشْقَى بهِمْ جَلِيسُهُمْ».

حديث فضل الذكر من صحيح مسلم من باب فضل مجالس الذكر - ج - 10 من هامش القسطلاني 2 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً، سَيَّارَةً فُضْلاً، يَبْتَغُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ، فَإذَا وَجَدُوا مَجْلِسا فِيهِ ذِكْرٌ، قَعَدُوا مَعَهُمْ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضا بِأَجْنِحَتِهِمْ، حَتَّى يَمْلأُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّماءِ الدُّنْيَا، فَإذَا انْصَرَفُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إلَى السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ -: مِنْ أَيْنِ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ في الأَرْضِ، يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ، وَيُهِلِّلُونَكَ وَيَحْمِدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ، قَالَ: وَمَا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا: لاَ، أَيْ رَبِّ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنتِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَجِيرُونَكَ، قَالَ: وَمِمَّ يَسْتَجِيرُوني؟ قَالُوا: مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ، قَالَ: وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: وَيَسْتَغْفِرُونَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، وَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا، قَالَ: يَقُولُونَ: رَبِّ فِيهِمْ فُلاَنٌ، عَبْدٌ خَطَّاءٌ، إنَّمَا مَرَّ فَجَلَس مَعَهُمْ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَلَهُ غَفَرْتُ، هُمُ الْقَوْمُ، لاَ يَشْقى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ».

حديث فضل الذكر من صحيح الترمذيباب ما جاءَ (إن لله ملائكة سياحين في الأرض) ج - 2 ص 280 3 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ لِلَّهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ في الأَرْضِ، فَضْلاً عَنْ كُتَّابِ النَّاسِ، فَإذَا وَجَدُوا أَقْوَاما يَذْكُرُونَ اللَّهَ، تَنَادَوْا: هَلُمُّوا إلَى بُغْيَتِكُمْ، فَيَجِيئُونَ فَيَحُفُّونَ بِهِمْ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ اللَّهُ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ تَرَكْتُمْ عِبَادِي يَصْنَعُونَ؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ يَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ وَيَذْكُرُونَكَ. قَالَ: فَيَقُولُ: فَهَلْ رَأَوْني؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، قَالَ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْني؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ لَكَانُوا أَشَدَّ لَكَ تَحْمِيدا، وَأَشَدَّ تَمْجِيدا، وَأَشَدَّ لَكَ ذِكْرا، قَالَ: فَيَقُولُ: وَأَيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُونَ؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: يَطْلُبُونَ الْجَنَّةَ. قَالَ: فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لاَ، قَالَ: فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ لَهَا طَلَبا، وَأَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصا، قَالَ: فَيَقُولُ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَعَوَّذُونَ؟ قَالُوا: يَتَعَوَّذُونَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَيَقُولُ: وَهَلْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيَقُولُ: فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا؟ فَيَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا هَرَبا، وأَشَدَّ مِنْهَا خَوْفا، وَأَشَدَّ مِنْهَا تَعَوُّذا، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَيَقُولُونَ: إنَّ فِيهِمْ فُلاَنا الْخَطَّاءَ لَمْ يُرِدْهُمْ، إنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، فَيَقُولُ: هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى لَهُمْ جَلِيسٌ». قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

حديث (إذا قال العبد: لا إله إلا الله يقول الله: صدق عبدي). أخرجه ابن ماجه في سننه - باب - (فضل لا إله إلا الله) ج - 2 ص 219. 4 - عَنِ أَبي إسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ أَبي مُسْلِمٍ، أَنَّهُ شَهِدَ عَلَى أَبي هُرَيْرَةَ وَأَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - قَالَ: «إذَا قَالَ الْعَبْدُ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا، وَأَنَا اللَّهُ أَكْبَرُ، وَإذَا قَالَ الْعَبْدُ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا وَحْدِي، وَإذَا قَالَ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا وَلاَ شَرِيكَ لِي، وَإذَا قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا، لِي الْمُلْكُ، وَلِيَ الْحَمْدُ، وَإذَا قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَّهِ، قَالَ: صَدَقَ عَبْدِي، لاَ إلهَ إلاَّ أَنَا، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بي». قَالَ أَبُو إسْحَاقَ: ثُمَّ قَالَ الأَغَرُّ شَيْئا لَمْ أَفْهَمْهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لأَبي جَعْفَر: مَا قَالَ؟ فقَالَ: (مَنْ رُزقَهُنَّ عِنْدَ مَوْتِهِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ). (حديث فضل الحامدين) أَخرجه النسائي في سننه، من باب - فضل الحامدين - ج - 2 ص 220. 5 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

حَدَّثَهُمْ «أَنَّ عَبْدا مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَالَ: يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ، كَمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِكَ وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، فَعَضَلَتْ بِالْمَلَكَيْن، فَلَمْ يَدْرِيَا كَيْفَ يَكْتُبَانِهَا، فَصَعِدَا إلَى السَّمَاءِ، وَقَالاَ: يَا رَبَّنَا، إنَّ عَبْدَكَ قَالَ مَقَالَةً، لاَ نَدْرِي كَيْفَ نَكْتُبُهَا؟ قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ عَبْدُهُ -: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ قَالاَ يَا رَبِّ، إنَّهُ قَالَ: يَا رَبِّ لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلال وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ، فَقَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ لَهُمَا: اكْتُبَاهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي، حَتَّى يَلْقَاني فَأَجْزِيَهُ بِهِ».

حديث كثرة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (سبحان الله وبحمده، أستغفر الله، وأتوب إليه) من صحيح مسلم - كتاب الصلاة - باب ما يقال في الركوع والسجود ج - 3 ص 128 هامش القسطلاني. 6 - حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، حَدَّثَني عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوق، عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ: «سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَاكَ تُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِه، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَأَتُوبُ إلَيْهِ، فَقَالَ: خَبَّرَني رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - أَنِّي سَأَرَى عَلاَمَةً في أُمَّتي، فَإذَا رَأَيْتُهَا أَكْثَرْتُ مِنْ قَوْلِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَأَتُوبُ إلَيْهِ، فقَدْ رَأَيْتُهَا، {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا}. وفي رواية لمسلم عنها زيادة: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ).

حديث (فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله) أخرجه الترمذي في جامعه - باب (فيمن يموت وهو يشهد أَن لا إله إلا الله). 7 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْن عمرِو بن الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُوُوسِ الْخَلاَئِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ لَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاًّ، كُلُّ سِجلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لاَ، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ: لاَ، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى، إنَّ لَكَ حَسَنَةً، فَإنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتُخْرَجُ بِطَاقَةٌ، فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟ فقَالَ: إنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ في كِفَّةٍ، وَالبِطَاقَةُ في كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، فَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ أَحَدٌ». (وقال أبو عيسى الترمذي: حديث حسن غريب). 8 - وأَخرج هذا الحديث ابن ماجه في سننه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أيضا - من باب (ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة). وألفاظه مثل ألفاظ الترمذي - إلا أنه زاد فيه: (أَلَكَ عَنْ ذَلِكَ حَسَنَةٌ؟ فَيَهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ: بَلَى، إنَّ لَكَ حَسَنَات، وَإنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ (الخ)).

حديث (أُشهدكم أَني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) أخرجه الإمام الترمذي في جامعه (من أبواب الجنائز) ج - 1 ص 183. قال بسنده: 9 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَا مِنْ حَافِظَيْنِ رَفَعَا إلَى اللَّهِ مَا حَفِظَا مِنْ لَيْل أَوْ نَهَار، فَيَجدُ اللَّهُ في أَوَّلِ الصَّحِيفَةِ، وَفِي آخِرِ الصَّحِيفَةِ خَيْرا، إلاَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي مَا بَيْنَ طَرَفي الصَّحِيفَةِ». (حديث في فضل ذكر الله، والخوف منه تعالى) أخرجه أبو عيسى الترمذي ج - 2 ص 98 10 - عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهْ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ: أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ ذَكَرَنِي يَوْما، أَوْ خَافَني في مَقَامٍ». قال أبو عيسى الترمذي: حديث حسن غريب. (حديث في تفرغ القلب لعبادة الله والتوكل عليه) أخرجه الترمذي في جامعه بسنده قال: 11 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيِّ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتي، أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإلاَّ تَفْعَلَ مَلأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ». قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله: حديث حسن غريب.

حديث قول الله تعالى: (انظروا إلى عبدي هذا/ يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني) أخرجه النسائي في سننه - باب (الأذان لمن يصلي وحده) ج - 2 ص 20 12 - عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ، في رَأْسِ شَظِيَّةِ الْجَبَلِ، يُوَذِّنُ بِالصَّلاَةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: انْظُروا إلَى عَبْدِي هَذَا، يُوَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ، يَخَافُ مِنِّي، قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ». حديث: (خلقت عبادي كلهم حنفاءَ) من صحيح الإمام مسلم (باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار) - ج - 10 ص 314 وما بعدها 13 - حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمَسْمَعِيُّ، وَابْنُ مُثَنًّى، قَالاَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَام، حَدَّثَنِي أَبي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّخِّيرِ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَمَّارٍ الْمُجَاشِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ في خُطْبَتِهِ: «أَلاَ إنَّ رَبِّي أَمَرَني أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَني يَوْمي هَذَا: كُلُّ مَال نَحَلْتُهُ عَبْدا حَلاَلٌ، وَإنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِين، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ،

وأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانا، وَإنَّ اللَّهَ نَظَرَ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ: عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَالَ: إنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَوُهُ نَائِما وَيَقْظَانَ، وَإنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَحْرِقَ قُرَيْشا، فَقُلْتُ: رَبِّ، إذا يَثْلُغُوا رَأْسِي، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً قَالَ: اسْتَخْرِجُهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقُ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ: ذُو سُلْطَان مُقْسِطٌ، مُتَصَدِّقٌ، مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيم، رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَال - قَالَ: وَأَهْلُ النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعَيفُ الَّذِي لاَ زَبْرَ لَهُ، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعا، لاَ يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلاَ مَالاً، والْخَائِنُ الَّذِي لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإنْ دَقَّ إلاَّ خَانَهُ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلا يُمْسِي، إلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، وَذَكَرَ الْبُخْلَ - أَو الْكَذِبَ، وَالشَّنْطِيرُ الْفَحَّاشُ». ولم يذكر أبو غسَّان في حديثه: (وَأَنْفِقْ فَسَيُنْفَقُ عَلَيْكَ). 14 - وَحَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّىً الْعَنَزِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي عَدِيٍّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا الإسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُر في حديثِهِ: (كُلُّ مَال نَحَلْتُهُ عَبْدا حَلاَلٌ). وأخرجه الإمام مسلم برواية أخرى قَالَ: حدثني عبد الرحمن، عن بشر العدوي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام صاحب الدستوائي،

حدثنا قتادة، عن مطرف، عن عياض بن خمار، أن رَسُولَ اللَّهِ خطب ذات يوم، - وساق الحديث. 15 - وَحَدَّثَنِي أَبُو عَمَّار حُسَيْنُ بْنُ حُرَيْث، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَن الْحُسَيْنِ، عَنْ مُطَرِّف. - حَدَّثَني قَتَادَةُ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشَّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ خَمَّار، أَخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم ذَاتَ يَوْمٍ خَطِيبا، فقَالَ: إنَّ رَبِّي أَمَرَنِي - وساق الحديث، بمثل حديث هشام عن قتادة، وزاد فيه:

«وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلاَ يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَد» - وقال في حديثه:

«وَهُمْ فِيكُمْ تَبَعا لاَ يَبْغُونَ أَهْلاً ولاَ مَالاً» - فقلت: فيكون ذلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَدْرَكْتُهُمْ في الْجَاهِلِيَّةِ، وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَرْعَى عَلَى الْحَيِّ، مَا بِهِ إلاَّ وَلِيدَتُهُمْ يَطَوُهَا».

2 - (ما جاء في تصحيح العقيدة) حديث: (يسب ابن آدم الدهر)

2 - (ما جاء في تصحيح العقيدة) حديث: (يسبّ ابن آدم الدهر) من البخاري في كتاب التفسير - (سورة الجاثية) ج - 6 ص 133. 16 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا الزُّهْريُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يُوْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ». وأخرجه البخاري أيضا، في باب (لا تسبوا الدهر) ج - 8 ص 41 من كتاب الأدب. 17 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} باللفظ المذكور هنا، منقولاً من كتاب التفسير. وأخرج هذا الحديث مسلم وأبو داود في الأدب. والنسائي في التفسير. وفي رواية لمسلم بلفظ:

18 - «يُوْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ». وبقية روايات مسلم كروايات البخاري هنا، فلا داعي لذكرها.

حديث (كذَّبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك) أخرجه البخاري في كتاب التفسير - من سورة الإخلاص ج - 6 ص 160. 19 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: كَذَّبَني ابْنُ آدمَ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ، فَقَوْلُهُ: لَنْ يُعِيدَني كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أَوَّلُ الْخَلْقِ بِأَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ إعَادَتِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ، فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدا وَأَنَا الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لي كُفُوا أَحَدٌ». 20 - وفي رواية عنه: «أَمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ، أَنْ يَقُولَ: إنِّي لَنْ أُعِيدَهُ كَمَا بَدَأْتُهُ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إيَّايَ، أَنْ يَقُولَ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدا، وأَنَا الصَّمَدُ، لَمْ أَلِدْ، وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لي كُفُوا أَحَدٌ». وأخرجه النسائي في سننه - باب أرواح المؤمنين - ج - 4 ص 112 فقال بعد السند. 21 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: كَذَّبَنِي ابْنُ آدَم، وَلَمْ

يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي، وشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَشْتُمَنِي، أَمَّا تَكْذِيبُهُ إيَّايَ فَقَوْلُهُ: إنِّي لا أُعِيدُهُ كَما بَدَأْتُهُ، وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ بِأَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَوَّلِهِ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إيَايَ فَقَوْلُهُ: اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدا، وَأَنَا اللَّهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ - لَمْ أَلِدْ وَلَمْ أُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لي كُفُوا أَحَدٌ».

حديث (أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر) أخرجه البخاري - من أبواب الاستسقاء - باب - قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}. 22 - حَدَّثَنَا إسمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَني مَالِكٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم صَلاَةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ، عَلَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ

النَّبيُّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ لَهُمْ: «هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَال: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُوْمِنٌ بي وَكَافِرٌ، فَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ، فَذَلِكَ مُوْمِنٌ بِي، كَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا، فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، مُوْمِنٌ بِالْكَوَاكِبِ». وأخرج البخاري - رحمه الله تعالى - هذا الحديث في كتاب التوحيد - باب {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} ج - 9 ص 145 (بسنده). 23 - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: مُطِرَ النَّبِيُّ فقَالَ: «قَالَ اللَّهُ: أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي كَافِرٌ بي، وَمُوْمِنٌ بي». 24 - وأخرجه الإمام مالك - رحمه الله تعالى - في الموطأ، عن زيد بن خالد الجهني أيضا بلفظ كلفظ البخاري المذكور هنا أولاً، من باب الاستسقاء. ج - 1 من الموطأ هامش المصابيح ص 91. وأخرجه النسائي في سننه - باب كراهية الاستمطار بالكواكب بروايتين: إحداهما عن أبي هريرة، والثانية عن زيد بن خالد الجهني، ورواية أبي هريرة مختصرة عن رواية زيد بن خالد وهي هذه:

25 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ، إلاَّ أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوْكَبُ، وَبِالْكَوْكَبِ». وأما رواية زيد بن خالد الجهني. فهي باللفظ الآتي: 26 - عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: مُطِرَ النَّبيُّ فقَالَ: «أَلَمْ تَسْمَعُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ، إلاَّ أَصْبَحَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بِهَا

كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا، وَكَذَا، فَأَمَّا مَنْ آمَنَ بِي، وَحَمِدَنِي عَلَى سُقْيَايَ، فَذَاكَ الَّذِي آمَنَ بِي، وَكَفَرَ بِالْكَوْكَبِ،

وَمَنْ قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا، وَكَذَا، فَذَاكَ الَّذِي كَفَرَ بِي، وَآمَنَ بِالْكَوْكَبِ». حديث (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد (باب) قول الله: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} ج - 9 ص 162 27 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اْلعَلاَءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْل، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبي زُرْعَةَ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «قال اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: وَمَنْ أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقوا حَبَّةً، أَوْ شَعِيرَةً».

وأخرجه البخاري أيضا في كتاب اللباس - باب - (نقْضِ الصور) فقَالَ: 28 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ دَارا بِالْمَدِينَةِ، فَرَأَى في أَعْلاَهَا مُصَوِّرا يُصَوِّرُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقولُ: (أي قال الله تعالى): «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً». ثُمَّ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إبِطَهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: «مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ». 29 - وأخرجه مسلم في صحيحه بلفظ: (دَخَلْتُ مَعَ أَبي هُرَيْرَةَ في دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَمَن أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقا كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً».

حديث: (إنَّ أُمتك لا يزالون يقولون: ما كذا، ما كذا؟ حتى يقولوا: هذا الله ... الخ). أخرجه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في كتاب الإيمان - بابُ (الوسوسة في الإيمان). 30 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرِ بْنِ زُرَارَةَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: إنَّ أُمَّتَكَ لاَ يَزَالُونَ يَقُولُونَ: مَا كَذَا؟ مَا كَذَا؟ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللَّهُ، خَلَقَ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟». 31 - وَحَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ (ح) وَحَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ بنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَليٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، كِلاَهُمَا عَنِ الْمُخْتَارِ، عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ بِهذَا الْحَدِيثِ. غير أن إسحاق لم يذكر قالَ: «قالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ: إنَّ أُمَّتَكَ». وكذلك أخرجه مسلم بروايات كثيرة، ليس في واحدة منها - (قال الله تعالى): فمنها ما رواه بسنده إلى أبي هريرة: 32 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ، حَتَّى يُقَالَ: هَذَا - خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ».

33 - ومنها: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، وَكَذَا، حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإذَا بَلَغَ ذَلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ». وكذا أخرجه مسلم بروايات عن أبي هريرة مثل الرواية الأُولى، وكلها ليس فيها: (قال الله ... الخ).

حديث: إن الله تعالى قال: من ذا الذي يتأَلى عليَّ، أَن لا أَغفر لفلان). أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، - باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى). 34 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ جُنْدُب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ

اللَّهِ حَدَّثَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: «وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَن، وَإنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لاَ أَغْفِرَ لِفُلاَن، فَإنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلاَنٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ، أَوْ كَمَا قَالَ» وأخرج نظير هذا الحديث أبو داود في سننه. (باب في النهي عن البغي) ج - 4 ص 215 بلفظ أطول، ومعه قصة، وهاهو ذا بسنده، قَالَ: 35 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ سُفْيَانَ، أَنْبَأَنَا عَليُّ بْنُ ثَابِت، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّار، قَالَ: حَدَّثَني ضَمْضَمُ بْنُ جَوْس، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «كَانَ رَجُلاَنِ في بَنِي إسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، والآخَرُ مُجْتَهِدٌ في الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لاَ يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ، فَيَقُولُ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّني وَرَبِّي،

أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبا؟ فقَالَ: وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لاَ يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُما، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ (أَي الله) لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ عَالِما بي؟ - أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا في يَدِي قَادِرا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتي، وَقَالَ للآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ». قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لَتَكَلَّمَ بكلمة أَوْبَقَتْ دنياه وآخرته.

3 - (ما جاء من كرم الله تعالى في مضاعفة جزاء الأعمال الصالحة) حديث (من هم بحسنة أو بسيئة)

3 - (ما جاء من كرم الله تعالى في مضاعفة جزاء الأعمال الصالحة) حديث (مَنْ هَمَّ بحسنة أو بسيئة) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق - ج - 8 ص 103. 36 - حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَر، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا جَعْدٌ أَبُو عُثْمانَ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ الْعَطَارِدِيُّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَن النَّبيِّ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: قَالَ: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإنْ هُوَ هَمَّ بها فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا الله لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. إلى سَبْعِمَائَةِ ضِعْف إلى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ. وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - من باب - {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} ج - 9 ص 144. 37 - فقال بسنده إلَى أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ: إذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإنْ عَمَلِهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا،

وَإنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، وَإذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إلَى سَبْعمائَةِ ضِعْفٍ» - وزاد في بعض الروايات: «إلى أَضْعاف كَثِيرة». وأخرج الحديث مسلم في صحيحه بسنده إلى أبي هريرة - من باب - (تجاوز الله تعالى عن حديث النفس والخواطر بالقلب ... وبيان حكم الهَمِّ بالحسنة والسيئة) ج - 8 هامش القسطلاني ص 486. 38 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ: إذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلاَ تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ، فَإنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَةً وَإذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلَهَا، فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً، فَإنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرا». وفي رواية ثانية لمسلم، قال بسنده إلى أبي هريرة: 39 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ ولَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبْتُهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإنْ عَمِلَهَا كَتَبْتُهَا لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، إلَى سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ، وَإذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ وَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ أَكْتُبْهَا عَلَيْهِ. فَإنْ عَملَهَا كَتَبْتُهَا سَيِّئَةً وَاحِدَةً».

وفي رواية لمسلم، قال بعد السَّنَدِ. 40 - حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَر أَحَادِيثَ، مِنْهَا؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً، فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ - حَسَنَةً، مَا لَمْ يَعْمَلْ، فَإذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَإذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً، فَأَنَا أَغْفِرُهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلْهَا، فَإذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبُهَا لَهُ بِمِثْلِهَا»، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ: رَبِّ، ذَاكَ عَبْدُكَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً - وَهُوَ أَبْصَرُ بِهِ - فقَالَ: ارْقُبُوهُ، فَإنْ عَمِلَهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، إنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ». 41 - وفي صحيح مسلم بسنده قَالَ: وقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إسْلاَمَهُ، فَكُلُّ حَسَنَة يَعْمَلُهَا، تُكْتَبُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إلَى سَبْعِمَائةِ ضِعْف، وَكُلُّ سَيِّئَة يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تَعَالَى». وفي رواية أُخرى، أخرجها مسلم بسنده إلى ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما. فقَالَ: 42 - عَنِ ابْنِ عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنة فَلَمْ يَعْمَلْهَا،

كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَات، إلَى سَبْعِمَائَةِ ضِعْف، إلَى أَضْعَاف كَثِيرة، وَإنْ هَمَّ بِسَيِّئَة فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا اللَّهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً». وزاد في رواية أُخرى: «أَو مَحَاهَا اللَّهُ، وَلاَ يَهْلِكُ عَلَى اللَّهِ إلاَّ هَالِكٌ». وأخرج هذا الحديث الترمذي في صحيحه - باب سورة الأنعام - ج - 2 ص 180. 43 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَقَوْلُهُ الْحَقُّ - إذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَة، فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، فَإنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِعَشْر أَمْثَالِهَا، وَإذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ، فَلاَ تَكْتُبُوهَا، فَإنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، فَإنْ تَرَكَهَا - وَرُبَّمَا قَالَ: لَمْ يَعْمَلْ بِهَا، فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً، ثُمَّ قَرَأَ: {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}». (قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح. وأخرج الحديث أيضا النسائي في القنوت، والرقائق كما في القسطلاني. وأخرجه أيضا ابن ماجه في سننه، عن أبي ذرّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. فقال: 44 - عَنْ أَبي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ

عَشْرُ أَمْثَالِهَا أَوْ أَزْيَدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٍ مِثْلُهَا، أَوْ أَغْفِرْ، وَمَنْ تقرَّبَ مِنِّي شِبْرا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعا. وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعا، وَمَنْ أَتَاني يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً، ثُمَّ لاَ يُشْرِكُ بي شَيْئا، لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً».

4 - (ما جاء في حسن الظن بالله تعالى)

4 - (ما جاء في حسن الظن بالله تعالى) من البخاري في كتاب التوحيد - باب - {وَيُحَذِّرْكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}. وقوله جل ذكره: (تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك) ج - 9 ص 120 - قسطلاني ج - 10 ص 381. 45 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ النَّبيُّ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالى: أَنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إذَا ذَكَرَني، فَإنْ ذَكَرَني في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإنْ ذَكَرَني في مَلإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بِشِبْرٍ، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعا، وَإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ بَاعا، وَإنْ أَتَاني يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». وذكره البخاري أيضا في كتاب التوحيد مختصرا. وأخرجه مسلم في صحيحه، بثلاث طرق عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه. 46 - الأُولى قريبة من اللفظ. مما ذكر البخاري هنا، ولم يختلف إلا في قوله: «وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُني، إنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإنْ ذَكَرَني في مَلإٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ». 47 - والرواية الثانية لم يذكر فيها: «وَإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعا».

والرواية الثالثة فيها: (هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رَسُولِ اللَّهِ فذكر أحاديث، منها: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ قَالَ: إذَا تَلَقَّاني عَبْدِي بِشِبْرٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِبَاعٍ، وَإذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ، جِئْتُهُ بِأَسْرَعَ مِنْهُ». صحيح مسلم من هامش القسطلاني - ج - 10 ص ... وما بعدها. وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى في جامعه - باب - حسن الظن بالله عز وجل ولفظه: 48 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ إذَا دَعَانِي». قال الترمذي: حديث حسن صحيح. 49 - وفي رواية للترمذي عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُني، فَإنْ ذَكَرَني في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإنْ ذَكَرَني في مَلإٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإنْ اقْتَرَبَ إلَيَّ شِبْرا، اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعا، وَإنْ اقْتَرَبَ إلَيَّ ذِرَاعا، اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ بَاعا، وَإنْ أَتَاني يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً». قال الترمذي رحمه الله: حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه في سننه - باب - (فضل الذكر) ج - 2 ص 218 فقَالَ: 50 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي إذَا هُوَ ذَكَرَني، وَتَحَرَّكَتْ بي شَفَتَاهُ». وأخرجه ابن ماجه أيضا في فضل العمل ج - 2 ص 223 فقَالَ: 51 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُني، فَإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإنْ ذَكَرَني في مَلإٍ، ذَكَرْتُهُ في مَلإٍ خَيْر مِنْهُ، وَإنِ اقْتَرَبَ إلَيَّ شِبْرا، اقْتَرَبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعا، وَإنْ أَتَاني يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً».

5 - (ما جاء فيما أعده الله لعباده الصالحين)

5 - (ما جاء فيما أعده الله لعباده الصالحين) حديث: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت .. الخ) من صحيح البخاري - باب - (صفة أهل الجنة) ج - 4 ص 118. 52 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، فَاقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التفسير ج - 6 ص 115. (من سورة تنزيل السجدة). 53 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَال: «قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}». وأخرجه البخاري أيضا في الباب نفسه - ج - 6 ص 116 بلفظ. 54 - حَدَّثَنِي إسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ

قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى - أَعْدَدْتُ لِعبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، ذُخْرا بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}». 55 - وفي رواية للبخاري: (مِنْ بَلُهِ مَا أَطْلَعْتُهُمْ عَلَيْهِ). وكذلك أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - ج - 9 ص 144 كالرواية الأولى هنا. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه - من (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها: - ج - 10 ص 282 هامش القسطلاني بروايات متعددة. 56 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، مِصْدَاقُ ذَلِكَ في كِتَابِ اللَّهِ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}». 57 - وزاد في رواية ثانية. بعد قوله: «ولا خطر على قلب بشر». (ذُخْرا، بَلْهَ مَا أَطْلَعْكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ). 58 - وفي رواية ثالثة: (ذُخْرا بَلْهَ مَا أَطْلَعْكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ) ثُمَّ قَرَأَ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.

59 - وفي رواية رابعة زيادة: (ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. وأخرجه الإمام الترمذي - باب - (سورة الواقعة) ج - 2 ص 225 بلفظ: 60 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَقُولُ اللَّهُ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، وَاقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} - وَفي الْجَنَّةِ شَجَرَةٌ يَسِيرُ الرَّاكِبُ في ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا، وَاقْرَأُوا إن شِئْتُم: {وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ} وَمَوْضِعُ سَوْطٍ في الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَاقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}». قال أبو عيسى الترمذي: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه في سننه - باب صفة الجنة ج - 2 ص 305. 61 - عَنْ أَبي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ علَى قَلْبِ

بَشَرٍ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «وَمِنْ بَلْهِ مَا أَطْلَعَكُمُ اللَّهُ عَلَيْهِ - اقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}».

6 - (ما جاء في نداء الله العباد أن يدعوه ويرجوه)

6 - (ما جاء في نداء الله العباد أن يدعوه ويرجوه) حديث: (يتنزل ربنا إلى سماء الدنيا) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات - باب - (الدعاءُ في نصف الليل) ج - 8 ص 71. 62 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبي عَبْدِ اللَّهِ الأَغَرِّ وَأَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَتَنَزَّلُ رَبُّنَا - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فيقولُ: مَنْ يَدْعُوني فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُني فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُني فأَغفِرَ لَه؟». وأخرجه البخاري في كتاب الصلاة في آخره، وأخرجه أيضا في كتاب التوحيد - باب - {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} ج - 9 ص 143 - بألفاظ قريبة مما ذكر هنا أو مثلها. وأخرجه الإمام مالك في الموطأ، بمثل لفظ البخاري. وأخرج الحديث مسلم في صحيحه، بروايات متعددة: الأُولى: 64 - مثل لفظ البخاري هنا، إلا أنه قال: (يَنْزِلُ رَبُّنَا) كما في نسخة من البخاري.

65 - والثانية - عن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «يَنْزِلُ اللَّهُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ». 66 - والرواية الثالثة: «إذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ». 67 - والرواية الرابعة: «يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى في السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ أَوْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدِيمٍ وَلاَ ظَلُومٍ؟». 68 - والرواية الخامسة زاد فيها: «ثُمَّ يَبْسُطُ يَدَيْهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضُ غَيْرَ عَدُومٍ وَلاَ ظَلُومٍ». 69 - والرواية السادسة: «إنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، نَزَلَ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ».

70 - وأخرجه أبو داود في باب (أَي الليل أَفضل) بلفظ مثل رواية البخاري ج - 1 ص 364. وأخرجه أيضا في باب الرؤية ج - 4 ص 183. وأخرجه الترمذي في باب (نزول الرب عز وجل إلى السماءِ كل ليلة) ج - 1 ص 90 ولفظه. 71 - «يَنْزِلُ اللَّهُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، فَيَقُولُ، أَنَا الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ وَمَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟ فَلاَ يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ». (قال أبو عيسى الترمذي: حديث حسن صحيح).

حديث (يا ابن آدم إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك) أخرجه أبو عيسى الترمذي - رحمه الله - في جامعه - باب (فضل التوبة والاستغفار). 72 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي، غَفَرْتُ لَكَ

وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئا -، لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً». (قال الترمذي رحمه الله تعالى: حديث حسن غريب). (ما جاءَ في ليلة النصف من شعبان) أَخرجه ابن ماجه في سننه - باب ما جاءَ في ليلة النصف من شعبان ج - 1 ص 217. 73 - عَنْ عَليِّ بْنِ أَبِي طَالِب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَقُومُوا لَيْلَهَا، وَصُومُوا نَهَارَهَا، فَإنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ، إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ، فَأَرْزِقَهُ؟ أَلاَ مُبْتَلى فَأُعَافِيهُ؟ أَلاَ كَذَا؟ أَلاَ كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ». قال في الزوائد: إسناده ضعيف، لضعف ابن أبي بسرة، واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد أبي بسرة. قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين: يضع الحديث. اه -.

7 - (محبة الله تعالى للعبد وأثرها في محبة الخلق)

7 - (محبة الله تعالى للعبد وأثرها في محبة الخلق) حديث: (إذا أَحب الله عبدا، نادى جبريل الخ). أَخرجه البخاري في كتاب بدءِ الخلق - باب ذكر الملائكة - ج - 4 ص 111. 74 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: وتابعه أَبُو عَاصِمٍ عنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ، نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ في أَهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقُبُولُ في الأَرْضِ». وقد رواه البخاري أيضا في كتاب الأدب - باب المقة من الله)، أي المحبة ج - 8 ص 14. 75 - بلفظ قريب من لفظه هنا - إلا أنه قال فيه: (ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في أَهْلِ الأَرْضِ). 76 - وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - باب: (كلام الرب مع جبريل، ونداءُ الملائكة) ج - 9 ص 142. بلفظ مثل ما هنا وقَالَ: (وَيُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في أَهْل الأَرْضِ).

وهذه رواية مسلم لحديث: (إذا أَحب الله عبدا). وأخرجه الإمام مسلم من كتاب البر والصلة ج - 10 ص 63 هامش القسطلاني. باب: (إذا أَحب الله عبدا حبَّبَه إلى عباده). 77 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلِ بْن أَبي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ إذَا أَحَبَّ عَبْدا دَعَا جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلاَم - فقَالَ: إنِّي أُحِبّ فلانا فأَحِبَّهُ، قَالَ: فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُم يُنادِي في السَّماءِ فَيَقُولُ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في الأَرْضِ، وَإذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدا، دَعَا جِبْرِيلَ، فَيَقُولُ: إنِّي أُبْغِضُ فُلاَنا فَأَبْغِضْهُ، فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ - ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنا، فَأَبْغِضُوهُ قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ في الأَرْضِ». وأخرجه الإمام مالك - رحمه الله - في الموطإ - ص 209 هامش الجزء الثاني مصابيح السنة - باب - (ما جاءَ في المتحابين في الله). 78 - عَنْ مَالِك، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ، قَالَ لِجِبْرِيلَ: قَدْ أَحْبَبْتُ فُلاَنا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلاَنا، فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ في الأَرْضِ، وَإذَا

أَبْغَضَ اللَّهُ الْعَبْدَ» - قَالَ مالكٌ - لاَ أَحْسِبُهُ إلاَّ أَنَّهُ قَالَ فِي الْبُغْضِ مِثْلَ ذَلِكَ». وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - باب سورة مريم - ج - 2 ص 198. 79 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدا، نَادَى جِبْرِيلَ: إنِّي قَدْ أَحْبَبْتُ فُلاَنا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُنَادِي في السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْمَحَبَّةُ في أَهْلِ الأَرْضِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} - وَإذَا أَبْغَضَ اللَّهُ عَبْدا نَادَى جِبْرِيلَ: إنِّي قَدْ أَبْغَضْتُ فُلاَنا، فَيُنَادَى في السَّمَاءِ ثُمَّ تَنْزِلُ لَهُ الْبَغْضَاءُ في الأَرْضِ». (قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله - حديث حسن صحيح).

8 - (جزاء معاداة أولياء الله تعالى وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى)

8 - (جزاء معاداة أولياء الله تعالى وأفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى) حديث (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب). أخرجه البخاري - ج - 8 ص 105 (باب التواضع). 81 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَرَامَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ، حَدَّثَني شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبي نَمِرٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا، فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بِهَا، وَإنْ سَأَلَني لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَني لأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ عَبْدِي الْمُوْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ، وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ».

9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسباب مغفرة الذنوب)

9 - (ما جاء في أن الخشية من الله تعالى والخوف منه من أسباب مغفرة الذنوب) (حديث الرجل الذي أمر أهله بإحراقه بعد موته أخرجه البخاري في صحيحه، من كتاب بدءِ الخلق - باب (ما ذكر عن بني إسرائيل) ج - 4 ص 169. 82 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ؟ قَالَ: إنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ، فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ، فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ في الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ، فَإنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ»، قَالَ حُذَيْفَةُ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ رَجُلاً كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: مَا أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيَا، وَأُجَازِيهِمْ فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ». قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ رَجُلاً حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَلَمَّا يَئِسَ مِنَ الْحَيَاةِ، أَوْصَى أَهْلَهُ إذَا أَنَا مُتُّ، فَاجْمَعُوا لي حَطَبا كَثِيرا، وَأَوْقِدُوا فِيهِ نَارا، حَتَّى إذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إلَى عَظْمِي، فَامْتُحِشَتْ، فَخُذُوهَا، فَاطْحَنُوهَا، ثُمَّ انْظُرُوا يَوْما رَاحا: فَاذْرُوهُ في الْيَمِّ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقَالَ لَهُ: لِمَ فَعَلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ:

مِنْ خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ» - قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرو، أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ ذَاكَ وَكَانَ نَبَّاشا.

وأخرجه البخاري في كتاب (بدء الخلق) أيضا بروايات متعددة، ج - 4 ص 176. 83 - حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْن عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - هُوَ الْخُدْرِيُّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ «أَنَّ رَجُلاً كَانَ قَبْلَكُمْ رَغَسَهُ اللَّهُ مَالاً، فَقَالَ لِبَنِيهِ لَما حُضِرَ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُ أَبٍ، قَالَ: فَإنِّي لَمْ أَعْمَلْ خَيْرا قَطُّ، فَإذَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّوني في يَوْمٍ عَاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمَعَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ بِرَحْمَتِهِ». ومن البخاري أيضا:. 84 - حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا: أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ - هُوَ ابْنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِي، لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّبيِّ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إنَّ رَجُلاً حَضَرَهُ الْمَوْتُ، لَمَّا أَيِسَ مِنَ الْحَيَاةِ أَوْصَى أَهْلَهُ، إذَا مِتُّ فَاجْمَعُوا لي حَطَبا كَثِيرا، ثُمَّ أَوْرُوا نَارا، حَتَّى إذَا أَكَلَتْ لَحْمِي، وَخَلَصَتْ إلَى عَظْمِي، فَخُذُوهَا فَاطْحَنُوهَا فَذَرُّونِي في الْيَمِّ في يَوْمٍ حَارٍّ - أَوْ رَاحٍ - فَجَمَعَهُ اللَّهُ، فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتِكَ، فَغَفَرَ لَهُ».

ومن البخاري أيضا:. 85 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «كَانَ رَجُلٌ يُسْرِفُ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اطْحَنُوني، ثُمَّ ذَرُّوني في الرِّيح، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابا مَا عَذَّبَهُ أَحَدا، فَلَمَّا مَاتَ فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى الأَرْضَ، فَقَالَ: اجْمَعِي مَا فِيكِ مِنْهُ فَفَعَلَتْ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، خَشْيَتُكَ حَمَلَتْني، فَغَفَرَ لَهُ». وقال غيره - أي غير أبي هريرة: (مَخَافَتُكَ يَا رَبِّ). ومن البخاري أيضا ج - 9 ص 145 - باب {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ}. 86 - حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنِ أَبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ رَجُلٌ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرا قَطُّ: إذَا مَاتَ فَحَرِّقُوهُ، واذْرُوا نِصْفَهُ في الْبَرِّ، وَنِصْفَهُ في الْبَحْرِ فَوَاللَّهِ، لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَيُعَذِّبَنَّهُ عَذَابا لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْبَحْرَ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، وَأَمَرَ الْبَرَّ فَجَمَعَ مَا فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: لِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: مِنْ خَشْيَتِكَ وَأَنْتَ أَعْلَمُ، فَغَفَرَ لَهُ».

وأخرجه البخاري أيضا من رواية أبي سعيد الخدري، فقال: 87 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبي سُلَيْمَانُ التيمي، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبي سَعيدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ ذَكَر رَجُلاً فِيمَنْ سَلَفَ - أَوْ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَالَ: كَلِمَة - يَعْنِي أَعْطَاهُ اللَّهُ مَالاً وَوَلَدا، «فَلَمَّا حَضَرَتِ الْوَفَاةُ، قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرُ أَبٍ، قَالَ: فَإنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ - أَوْ لَمْ يَبْتَئِزْ - عِنْدَ اللَّهِ خَيْرا، وَإنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عَلَيْهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا إذَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني، حَتَّى إذَا صِرْتُ فَحْما فَاسْحَقُوني، أَوْ قَالَ: فَاسْحَكُوني، فَإذَا كَانَ يَوْمَ رِيحٍ عَاصِفٍ، فَأَذْرُوني فِيهَا - فَقَالَ نَبيُّ اللَّهِ: فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي، فَفَعَلُوا ثُمَّ أَذْرَوْهُ في يَوْمٍ عَاصِف، فَقَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: كُنْ، فَإذَا هُوَ رَجُلٌ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ: أَيْ عَبْدِي، مَا حَمَلَكَ عَلى أَنْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، قَالَ: مَخَافَتُكَ، أَوْ فَرَقٌ مِنْكَ، قَالَ: فَمَا تَلاَفَاهُ أَنْ رَحِمَهُ عِنْدَهَا، وَقَالَ مَرَّةً: فَمَا تَلاَفَاهُ غَيْرَهَا». قال: أَي سليمان التيمي فحدثت به أَبا عثمان عبد الرحمن النهدي فقال: سمعتُ هذا من سلمان، غير أنه زاد فيه: (في البحر - أَو كما حدث). وحدثنا موسى، حدثنا معتمر، وقال: (لم يَبْتَئِرْ). وقال خليفة، حدثنا معتمر، وقال: (لم يَبْتَئِزْ) - فسره قتادة - لم يدّخر. اه -.

وأَخرج الحديث الإمام مسلم في صحيحه ج - 10 ص 184 هامش القسطلاني قال بسنده: 88 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إذَا مُتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُوني، ثُمَّ أَذْرُوني في الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابا، مَا عَذَّبَهُ أَحَدا، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِه، فَقَالَ لِلأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ، أَوْ مَخَافَتُكَ - فَغَفَرَ لَهُ بِذَلِكَ». وأخرجه النسائي في سننه بروايتين عن أبي هريرة، وعن حذيفة بن اليمان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - ج - 4 ص 112 - 113. فقال في رواية أبي هريرة: 89 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «أَسْرَفَ عَبْدٌ عَلَى نَفْسِهِ، حَتَّى حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ أَذْروني في الرِّيحِ في الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابا، لاَ يُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنْ خَلْقِهِ، قَالَ: فَفَعَلَ أَهْلُهُ ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِكُلِّ شَيْءٍ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئا: أَدِّ مَا أَخَذْتَ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ، قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ».

وأما رواية النسائي في سننه، عن حذيفة بن اليمان - فهي هذه. 90 - عَنْ حُذَيْفَةَ - أَي ابْنِ الْيَمَانِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ «كَانَ رَجُلٌ، مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لأَهْلِهِ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اطْحَنُوني، ثُمَّ أَذْرُوني في الْبَحْر، فَإنَّ اللَّهَ إنْ يَقْدِرْ عَلَيَّ لَمْ يَغْفِرْ لي، قَالَ: فَأَمَرَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الْمَلاَئِكَةَ فَتَلَقَّتْ رُوحَهُ، قَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، مَا فَعَلْتُ إلاَّ مِنْ مَخَافَتِكَ، فَغَفَرَ لَهُ». وأخرجه ابن ماجه في سننه، ج - 2 ص 292 - 293. 91 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «أَسْرَفَ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ أَوْصَى بَنِيهِ، فَقَالَ: إذَا أَنَا مِتُّ فَأَحْرِقُوني، ثُمَّ اسْحَقُوني، ثُمَّ ذَرُّوني في الرِّيحِ في الْبَحْرِ، فَوَاللَّهِ لَئِنْ قَدَرَ عَلَيَّ رَبِّي لَيْعَذِّبَنِّي عَذَابا، مَا عَذَّبَهُ أَحَدا، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلأَرْضِ: أَدِّي مَا أَخَذْتِ، فَإذَا هُوَ قَائِمٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ - أَوْ مَخَافَتُكَ - يَا رَبِّ، فَغَفَرَ لَهُ لِذَلِكَ».

10 - (ما جاء في خلق آدم عليه السلام)

10 - (ما جاء في خلق آدم عليه السلام) حديث خلق آدم عليه السلام - أَخرجه البخاري رحمه الله في كتاب (بدء الخلق) - باب - (خلق آدم) ج - 4 ص 131 92 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعا، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ، فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ، وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، - فَزَادُوهُ: (وَرَحْمَةُ اللَّهِ) فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الاستئذان - باب - (بدءِ الأذان) ج - 8 ص 50 ولفظه: 93 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ، جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ، وَرَحْمَةُ اللَّهُ فَزَادُوهُ: (وَرَحْمَةُ اللَّهِ) - فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقَ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ».

وأخرج هذا الحديث الإمام مسلم في صحيحه، في بيان صفة الجنة - ج - 10 ص 294 من هامش القسطلاني - فقال: 94 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ أَحاديث منها: وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ النَّفَرِ، وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ بِهِ، فَإنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: (وَرَحْمَةُ اللَّهِ) قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعا، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الآنَ».

أخرجه الترمذي في جامعه، في ثلاثة مواضع باب (سورة الأعراف) ج - 2 ص 180 95 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَة، هُو خَالِقُهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إنْسَان مِنْهُمْ وَمِيضا مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هؤلاءِ؟ قَالَ: هوُلاَءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَرَأَى رَجُلاً مِنْهُمْ فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الأُمَمِ. مِنْ ذُرِّيَّتِكَ، يُقالُ لَهُ دَاوُدَ، فَقَالَ: رَبِّ، كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَيْ رَبِّ، زِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَلَمَّا قُضِي عُمُرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ: أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً؟ قَالَ: أَوَلَمْ تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ؟ قَالَ: فَجَحَدَ آدَمُ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَخَطِىءَ آدَمُ، فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ». قال أبو عيسى الترمذي حديث حسن صحيح. 96 - وفي رواية أُخرى له: (ثُمَّ أَكْمَلَ اللَّهُ تَعَالَى لآدَمَ - أَلْفَ سَنة، وأَكْمَلَ لِدَاوُدَ مِائَة). انتهى من الإتحافات السنيّة، في الأحاديث القدسية. وأخرجه الترمذي أيضا، في الباب نفسه، ولفظه: 97 - عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَار الْجُهَنيِّ، أَنَّ عُمَر بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ

اللَّهُ عَنْهُ - سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُسْألُ عَنْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ بِيَمِينِهِ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَوُلاَءِ لِلْجَنَّةِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: هوُلاءِ خَلَقْتُ لِلنَّارِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيمَ الْعَمَلُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ إذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإذَا خَلَقَ الْعَبْدُ لِلنَّارِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ، فَيُدْخِلَهُ اللَّهُ النَّارَ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: هذا حديث حسن، - ومسلم بن يسار لم يسمع من عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - وقد ذكر بعضهم في هذا الإسناد بين مسلم بن يسار، وبين عمر رجلاً مجهولاً. اه - أقول: لعله يكون بذلك حسنا لغيره. والله أعلم.

وأخرجه الترمذي أيضا في آخر كتاب التفسير - باب - دون عنوان ج - 2 ص 241 - فقال بسنده: 98 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ، وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ، عَطِسَ، فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ بَإذْنِهِ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ، رَحِمَكَ اللَّهُ يَا آدَمُ، اذْهَبْ إلَى هؤلاءِ الْمَلاَئِكةِ إلَى مَلإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ، فَقُلْ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، قَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: إنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمُ، فَقَالَ اللَّهُ لَهُ - وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ -: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ؟ قَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي - وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ - ثُمَّ بَسَطَهَا فَإذَا فِيهَا آدَمُ - وَذُرِّيَّتُهُ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَا هؤلاءِ؟ فَقَالَ: هؤلاءِ ذُرِّيَّتُكَ، فَإذَا كُلُّ إنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمْرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْه فَإذَا فِيهِمْ رَجُلٌ أَضْوَءُهُمْ - أَوْ مِنْ أَضْوَئِهِمْ - قَالَ: يَا رَبِّ، مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ، قَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً، قَالَ: يَا رَبِّ، زِدْهُ في عُمْرِهِ قَالَ: ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَهُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، فَإنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً، قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ، ثُمَّ أَسْكَنَهُ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ قَالَ: فَأَتَاهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجَّلْتَ، قَدْ كُتِبَ لي أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لاِبْنِكَ دَاوُدَ سِتِّينَ سَنَةً، فَجَحَدَ، فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ، وَنَسِيَ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ، قَالَ: فَمِنْ يَوْمَئِذٍ أُمِرَ بِالْكِتَابِ والشُّهُودِ». قال الترمذي: حديث حسن غريب.

حديث خلق آدمَ عليه السلام من موطأ الإمام مالك - رحمه الله - في باب النهي عن القول بالقدر 99 - عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ سُئِلَ عُمَرُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُسْأَلُ عَنْهَا، فَقَال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ بِيَمِينِهِ، حَتَّى اسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هوَلاءِ لِلْجَنَّةِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً، فَقَالَ: خَلَقْتُ هَوُلاَءِ لِلنَّارِ، وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَفِيم الْعَمَلُ؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ إذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ، اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلٍ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيُدْخِلَهُ بِهِ النَّارَ».

11 - (ما جاء في خلق ابن آدم في بطن أمه)

11 - (ما جاء في خلق ابن آدم في بطن أمه) حديث (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أُمه) أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه: فأخرجه في بدء الخلق. باب - (ذكر الملائكة) ج - 4 ص 111 - وفي باب - (خلق آدم) ج - 4 ص 133 - وذكره في كتاب القدر - ج - 8 ص 122 - وذكره في كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ} ج - 9 ص 135 ونذكر رواية الحديث من كتاب التوحيد: 100 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ وَهْبٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: - «إنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْما، وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً - أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهِ الْمَلَكَ، فَيُوْذَنُ بِأَرْبَع كِلِمَاتٍ: فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، فَإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُ النَّارَ، وَإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ إلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا».

101 - وفي بعض الروايات زيادة: (فَوَاللَّهِ إنَّ أَحَدَكُمْ - أَو الرَّجُلُ) وفي بعضها: (غَيْرُ ذِرَاع أَو ذِرَاعَيْنِ) وفي بعضها: (إلا بَاعٌ) وفي بعضها تقديم الجنة. وأخرجه ابن ماجه في سننه، من باب في القدر - ج - 1 ص 20 - 21 فقال بسنده. 102 - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم - وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ - «أَنَّهُ يُجْمَعُ خَلْقُ أَحَدِكُمْ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْما، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إلَيْهِ الْمَلَكَ، فَيُوْمَرُ بِأَرْبَع كَلِمَاتٍ، فَيَقُولُ: اكْتُبْ عَمَلَهُ، وَأَجَلَهُ، وَرِزْقَهُ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بعمل أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا». وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه بروايات متعددة، عن ابن مسعود وغيره من الصحابة، سنذكرها لما فيها من الفوائد الكثيرة. قال: - باب - (كيفية خلق الآدميّ في بطن أُمه) ج - 10 ص 19 هامش القسطلاني. 103 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبي شَيْبَة، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ وَوَكِيعٌ (ح)

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نُمَيْر الْهَمَدَاني، واللفظ لَهُ، حَدَّثَنَا أَبي، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ، قَالُوا: حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْد اللَّهِ - (أَي ابن مسعود) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ «إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْما، ثُمَّ يَكُونُ في ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ في ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ تَعَالَى الْمَلَكَ، فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُوْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٍّ أَوْ سَعِيد، فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إلهَ غَيْرُهُ، إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، فَيَدْخُلُهَا وَإنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ، حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاَّ ذِرَاعٌ وَاحِدٌ، فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ، فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا». 104 - وفي حديث وكيع: (إنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) - وفي حديث جرير وعيسى: (أَرْبَعِينَ يَوْما). 105 - وكذا في حديث معاذ عن شعبة - بدل أربعين يوما، (أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).

106 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن نُمَيْر، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْب - واللفظ لابن نمير - قَالاَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينار عَنْ أبي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَبي أَسِيدٍ - أَي الغِفَارِيِّ - يَبْلُغُ بِهِ النبيَّ قَالَ: «يَدْخُلُ الْمَلَكُ عَلَى النُّطْفَةِ بَعْدَ مَا تَسْتَقِرُّ في الرَّحِمِ بِأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسَةَ وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَشَقِيٌّ أَو سَعِيدٌ، فَيُكْتَبَانِ، فَيَقُولُ: أَيِّ رَبِّ، أَذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ وَيُكْتَبُ عَمَلُهُ، وَأَثَرُهُ، وَأَجَلُهُ، وَرِزْقُهُ، ثُمَّ تُطْوَى الصُّحُفُ، فَلاَ يُزَادُ فِيهَا وَلاَ يُنْقَصُ». وفي صحيح مسلم أيضا - ج - 10 ص 74 من هامش القسطلاني. 107 - حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْح، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بنُ الْحَارِثِ، عَنْ أَبي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ في بَطْنِ أُمِّهِ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، فَأَتى (هو أَي عامر) رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ: حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الغِفَارِيُّ، فَحَدَّثَهُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: وَكَيْفَ يَشْقَى رَجُلٌ بِغَيْرِ عَمَلٍ؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَتَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ اثْنَتَانِ وِأَرْبَعُونَ لَيْلَةً، بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكا، فَصَوَّرَهَا، وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا، وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قَالَ:

يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ، وَيَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَجَلُهُ، فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ، ويَكْتُبُ الْمَلَكُ، ثُمَّ يَخْرُجُ الْمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ في يَدِهِ، فَلاَ يَزِيدُ عَلَى أَمْرٍ وَلاَ يَنْقُصُ». 108 - وأخرج مسلم في الباب قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن أَبِي خَلَفٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بنُ عَطَاءٍ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ حَدَّثَهُ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبي سَرِيحَةَ - حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَقُولُ: «إنَّ النُّطْفَةَ تَقَعُ في الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَتَصَوَّرُ عَلَيْهَا الْمَلَكُ» - قَالَ زهير: حَسِبْتُهُ قَالَ: «الَّذِي يُخَلِّقُهَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ ذَكَرا أَوْ أُنْثَى، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَسَويٌّ أَمْ غَيْرُ سَوِيٍّ؟ فَيَجْعَلُهُ اللَّهُ سَوِيًّا أَوْ غَيْرَ سَوِيٍّ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا رِزْقُهُ؟ مَا أَجَلُهُ؟ مَا خُلُقُهُ؟ ثُمَّ يَجْعَلُهُ اللَّهُ شَقِيًّا أَوْ سَعِيدا». 109 - وفي رواية عن حذيفة: «إنَّ مَلَكا مُوَكَّلاً بِالرَّحِم، إذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئا بِإذْنِ اللَّهِ لِبَضْع وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً» ثم ذكر نحو حديثهم. 110 - وفي رواية عن أَنَسِ بْن مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَرَفَعَ الْحَدِيثَ، أَنَّهُ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكا، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ،

نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ، عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ، مُضْغَةٌ، فَإذَا أَرَادَ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقا، قَالَ: قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ، ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَو سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ في بَطْنِ أُمِّهِ). سريحة: بفتح السين، وكسر الراءِ. وأَسيد: بفتح الهمزة وكسر السين. نووي.

12 - (ما جاء في خطاب رب العزة للرحم)

12 - (ما جاء في خطاب رب العزة للرحم) حديث خطاب الرحم أخرجه البخاري في كتاب التفسير من سورة القتال - باب - {وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ} ج - 6 ص 134. 111 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، حَدَّثَني مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبي مُزَرَّدٍ، عَنْ عَمِّهِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحِقْوِ الرَّحْمنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: أَلاَ تَرْضَينَ، أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: (فَذَاكِ لَكِ)» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ}. 112 - وفي رواية في هذا الباب للبخاري، بسنده إلى أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - (ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «اقْرَأُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ}». وأخرجه البخاري في كتاب التوحيد، وفي كتاب الأدب. وأخرجه مسلم في الأدب، والنسائي في التفسير. 113 - وأخرجه الترمذي عَن عَبْدِ الرحمنِ بْنِ عَوْف - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ

اللَّهُ: أَنَا اللَّهُ، وَأَنَا الرَّحْمنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ». قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح). 114 - وأخرجه أيضا أبو داود، عن عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ عَوْف - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمنُ، وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا اسْما مِنْ اسْمِي، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بِنْتُهُ». أخرجه في باب (في صلة الرحم) ج - 2 ص 77. [ ... ] عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «الرَّحمُ شُجنَةٌ مِنَ الرَّحمنِ. فقال الله تعالى: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته». رواه البخاري.

13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة)

13 - (ما جاء فيما يتعلق بالصلاة) (حديث فرض الصَّلوات - والإسراء) أخرجه البخاري - في باب - كيف فرضت الصلاة في الإسراءِ، ج - 1 ص 78 - 79. 115 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كانَ أَبُو ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتي، وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِىءٍ حِكْمَةً وَإيمانا، فَأَفْرَغَهُ في صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ،

ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَعَرَجَ بي إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَلَمَّا جِئْتُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ: افْتَحْ، قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ قَالَ: هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَعِي مُحَمَّدٌ فَقَالَ: أُرْسِلُ إلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ، عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ، وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ، إذَا نَظَرَ قِبَلِ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإذَا نَظَرَ قِبَلِ شِمالِهِ بَكَى، فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ، وَالإبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ لِجِبْرِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهَذِهِ الأَسْوِدَةُ الَّتي عَنْ يَمِينِه وَشِمَالِهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فَأَهْلُ الْيَمِينِ مِنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ، وَالأَسْوِدَةُ الَّتي عَنْ شِمَالِهِ أَهْلُ النَّارِ، فَإذَا نَظَرَ عَنْ يَمِينِهِ ضَحِكَ، وَإذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى،

حَتَّى عَرَجَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ لِخَازِنِهَا: افْتَحْ، فَقَالَ لَهُ خَازِنُهَا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُ، فَفَتَحَ»، قَالَ أَنَسٌ: فَذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ في السَّموَاتِ آدَمَ وَإدْرِيسَ، وَمُوسَى، وَعِيسَى، وَإبْرَاهِيمَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)، وَلَمْ يُثْبِتْ كَيْفَ مَنَازِلِهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ وَجَدَ آدَمَ في السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَإبْرَاهِيمَ في السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا مَرَّ جِبْرِيلُ بِالنَّبيِّ بِإدْرِيسَ، «قَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ، وَالأَخِ الصَّالِح، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالَ: هذَا إدْرِيسُ، ثُمَّ مَرَرْتُ بِمُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِح، وَالأَخِ الصَّالِح، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِالأَخِ الصَّالِحِ. وَالنَّبيِّ الصَّالحِ، قُلْتُ:

مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى، ثُمَّ مَرَرْتُ بِإبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِالنَّبيِّ الصَّالِحِ، والإبْنِ الصَّالِحِ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إبْرَاهِيمُ». قَالَ ابْنُ شِهَاب: فَأَخْبَرَني ابْنُ حَزْم أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا حَيَّةَ الأَنْصَارِيِّ كَانَا يَقُولاَنِ: قَالَ النَّبيُّ: «ثُمَّ عُرجَ بي حَتَّى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوًى أَسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأَقْلاَمِ»، قَالَ ابْنُ حَزْم، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَ النَّبيُّ: «فَفَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى مَرَرْتُ بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ: مَا فَرَضَ اللَّهُ لَكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ

إلَى مُوسَى، قُلْتُ: وَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ، فَرَاجَعْتُ، فَوَضَعَ شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَيْهِ، فَقَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُهُ، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجِعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ، قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي، ثُمَّ انْطَلَقَ بي، حَتَّى

انْتَهَى بي إلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ لاَ أَدْرِي مَا هِيَ؟ ثُمَّ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ، فَإذَا فِيهَا حَبَائِلُ اللُّوْلُوِ، وَإذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ».

حديث فرض الصلاة من صحيح مسلم في باب الإسراء برَسُول اللَّهِ وفرض الصلوات ج - 2 ص 53 هامش القسطلاني. 116 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابتٌ الْبُنَانيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتي يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرْجْتُ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اخْتَرْتُ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَبُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: لَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟

قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِابْنَيْ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، فَرَحَّبَا بي، وَدَعُوا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ فَفَتَحَ لَنَا فَإذَا أَنَا بِيُوسُفَ، إذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، قَالَ: فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لي بِخَيْرٍ،

ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} - ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قَالَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِهَارُونَ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ؛ وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِمُوسَى، فَرَحَّبَ بي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ، وَقَدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفَتَحَ لَنَا، فَإذَا أَنَا بِإبْرَاهِيمَ مُسْنِدا ظَهْرَهِ إلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْم، سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لاَ يَعُودُونَ إلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَإذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلاَلِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ، تَغَيَّرَتْ،

فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى إلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاَةً في كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: ارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ خَفِّفْ عَلَى أُمَّتي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسا، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسا، قَالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لاَ يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَبَيْنَ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - حَتَّى قَالَ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ، كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلٍ صَلاَةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلاَةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عشْرا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ شَيْئا، فَإن عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، قَالَ: فَنَزَلَتْ حَتَّى انْتَهَيْتُ إلَى مُوسَى - عَلَيْهِ

السَّلاَمُ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجعْ إلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم - فقلت: قَد رَجَعْتُ إلَى رَبِّي، حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ».

حديث فرض الصلوات من سنن النسائي - من كتاب الصلاة ج - 1 ص 217 ذَكَرَ اختلاف النَّاقلين في إسناد أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ثم قال: 117 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقَظَانِ، إذْ أَقْبَلَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مَلآن حِكْمَةً وَإيمَانا، فَشَقَّ مِنَ النَّحْرِ إلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، فَغَسَلَ الْقَلْبَ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِىءَ حِكْمَةً وَإيمَانا، ثُمَّ أُتِيتُ بدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إلَيْهِ؟ مَرْحَبا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ، فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنَ ابْنٍ وَنَبيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتَ عَلَى يَحْيَى وَعِيَسَى، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمَا، فَقَالاَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ، وَنَبيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ،

قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ، وَنَبِيٍّ ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إدْرِيسَ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ فَمِثْلُ ذَلِكَ فَأَتَيْتُ عَلَى هَارُونَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ، ومِنْ نَبيٍّ، ثُمَّ أَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّادِسَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبيٍّ، فَلَمَّا جَاوَزْتُهُ بَكَى، قِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، هَذَا الْغُلاَمُ الَّذِي بَعَثْتَهُ بَعْدِي يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِهِ الْجَنَّةَ أَكْثَرُ وَأَفْضَلُ مِنْ أُمَّتي، ثُمَّ أَتَيْتُ السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، فَمِثْلُ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ عَلَى إبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَرْحَبا بِكَ مِنَ أَبنٍ وَنَبِيٍّ، ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ فَإذَا خَرَجُوا مِنْهُ لَمْ يَعُودُوا آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ رُفِعَتْ لِيَ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإذَا نَبْقُهَا مِثْلُ قِلاَلِ هَجَرَ، وَإذَا وَرَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الْفِيَلَةَ وَإذَا في أْصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنهار: نَهْرَان بَاطِنَانِ، وَنَهْرَان ظَاهِرَانِ، أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ،

ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلاَةً، قَالَ: إنِّي أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، إنِّي عَالَجْتُ بَنِي إسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإنَّ أُمَّتكَ لَنْ يُطِيقُوا ذَلِكَ، فَارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، وَاسْأَلْهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكَ، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي فَسَأَلْتُهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنِّي، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إلَى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: جَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - فَجَعَلَهَا ثَلاَثِينَ، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ لي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَجَعَلَهَا عِشْرِينَ، ثُمَّ عَشَرَةً، ثُمَّ خَمْسَةً، فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ لِي مِثْلَ مَقَالَتِهِ الأُولَى: فَقُلْتُ: «إنَّي

أَسْتَحْيي مِنْ رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ أَرْجَعَ إلَيْهِ، فَنُودِيَ أَنْ قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزي بِالْحَسَنَةِ عَشْرَ أَمْثَالِهَا».

وأخرج النسائي أيضا حديث فرض الصلوات ج - 1 ص 221 118 - عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَابْنُ حَزْم - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى أُمَّتي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى أَمُرَّ بِمُوسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ لي مُوسَى: فَرَاجعْ رَبَّكَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: رَاجعْ رَبَّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: رَاجعْ رَبَّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ».

119 - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبي مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أُتِيتُ بِدَابَّةٍ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، خَطْوُهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهَا، فَرَكِبْتُ وَمَعِي جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - فَسِرْتُ، فَقَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِطَيْبَةَ، وَإلَيْهَا الْمُهَاجَرُ، ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ، فَصَلَّيْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِطُورِ سَيْنَاءَ، حَيْثُ كَلَّمَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ - ثُمَّ قَالَ: انْزِلْ فَصَلِّ فَنَزَلْتُ فَصَلَّيْتُ، فَقَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ صَلَّيْتَ؟ صَلَّيْتَ بِبَيْتِ لَحْم، حَيْثُ وُلِدَ عِيسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - ثُمَّ دَخَلْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَجُمِعَ لي الأَنْبِيَاءُ - عَلَيْهِمْ السَّلاَمُ - فَقَدَّمَنِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَمَمْتُهُمْ ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَإذَا فِيهَا آدَمُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَإذَا فِيهَا ابْنَا الْخَالَةِ: عِيسَى ويَحْيى - عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ - ثُمَّ صُعِدَ بي إلى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَإذَا فِيهَا يُوسُفُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ فَإذَا فِيهَا هَارُونَ

ثُمَّ صَعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَإذَا فِيهَا إدْريسُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - ثُمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّماءِ السَّادِسَةِ فَإذَا فِيهَا مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلامُ - ثمَّ صُعِدَ بي إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَإذَا فِيهَا إبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ - ثُمَّ صُعِدَ بي فَوْقَ سَبْع سَموَاتٍ فَأَتَيْنَا سِدْرَةَ الْمُنْتَهَى، فَغَشِيَتْني ضَبَابَةٌ، فَخَرَرْتُ سَاجِدا، فَقِيلَ لِي: إنِّي يَوْمَ خَلَقْتُ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، فَرَضْتُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلاَةً، فَقُمْ بِهَا أَنْتَ وَأُمَّتَكَ، فَرَجَعْتُ إلَى إبْرَاهِيمَ، فَلَمْ يَسْأَلْني عَنْ شَيْءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ: كَمْ فَرَضَ رَبُّكَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَإنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَقُومَ بِهَا أَنْتَ وَلاَ أُمَّتَكَ، فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَخَفَّفْ عَنِّي عَشْرا، ثُمَّ أَتَيْتُ مُوسَى، فَأَمَرَني بِالرُّجُوعِ، فَرَجَعْتُ فَخَفَّفَ عَنِّي عَشْرا، ثُمَّ رُدَّتْ إلَى خَمْسِ صَلَوَاتِ، ثُمَّ أَتَيْتُ مُوسَى، قَالَ: فَارْجَعْ إلَى رَبِّكَ، فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإنَّهُ فَرَضَ عَلَى بَني إسْرَائِيلَ صَلاَتَيْنِ، فَمَا قَامُوا بِهِمَا،

فَرَجَعْتُ إلَى رَبِّي، فَسَأَلْتُهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ: إنَّي يَوْمَ خَلَقْتُ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ فَرَضْتُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلاَةً، فَخَمْسٌ بِخَمْسِينَ، فَقُمْ بِهَا أَنْتَ وَأُمَّتُكَ، فَعَرَفْتُ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - صِرَّى، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلامُ - فَقَالَ: ارْجَعْ، فَعَرَفْتُ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ صِرَّى فَلَمْ أَرْجَعْ.

14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها)

14 - (ما جاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها) من سنن ابن ماجه ج - 1 ص 220 120 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاَةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى آتِيَ مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: مَاذَا افْتَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ، قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاَةً، قَالَ: فَارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجَعْ إلَى رَبِّكَ فَإنَّ أُمَّتَكَ لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ، وَهِيَ خَمْسُونَ، لاَ يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَقَالَ: ارْجِعْ إلَى رَبِّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي». 121 - وأَخرج ابن ماجه أيضا: عَنْ أَبي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - افْتَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَات، وَعهِدْتُ عَنِّي عَهْدا - أَنَّهُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ لِوَقْتِهِنَّ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظ عَلَيْهِنَّ، فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي». اه - من ج - 1 ص 221 من ابن ماجه.

ومن سنن أبي داود - باب - المحافظة على وقت الصلوات ج - 1، ص 123. 122 - عَنْ أَبي قَتَادَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «إنِّي فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَعَهِدْتُ عِنْدِي عَهْدا - أَنَّهُ مَنْ جَاءَ يُحَافِظُ عَلَيْهِنَّ، لِوَقْتِهِنَّ، أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلاَ عَهْدَ لَهُ عِنْدِي». حديث «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين». أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، - باب (وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة) ج - 3 ص 12 من هامش القسطلاني. 123 - حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، ثَلاَثا، غَيْرَ تَمَام، فَقِيلَ لأَبي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الإمَام، فَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ النَّبِيِّ

صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ: حَمِدَني عَبْدِي، وَإذَا قَالَ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإذَا قَالَ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ اللَّهُ: مَجَّدَني عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً: فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فَإذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ} قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

حديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين) من موطأ الإمام مالك - رحمه الله تعالى - باب - (القراءة خلف الإمام فيما لا يجهر فيه بالقراءة) ج - 1 ص 43 هامش مصابيح السنة. (124) حَدَّثَني يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْقُوبَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام، - قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَحْيَانا أَكُونُ وَرَاءَ الإِمَام، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، ثُمَّ قَالَ: اقْرَأْ بِهَا في نَفْسِكَ يَا فَارِسِيُّ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْني وَبَيْنَ عَبْدِي بِنِصْفَيْنِ، فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ»، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «اقْرَءُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: حَمِدَني عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنى عَلَيَّ عَبْدِي، وَيَقُولُ الْعَبْدُ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَني عَبْدِي، وَيَقُولُ

الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ} فَهَوُلاَءِ لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». حديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين). من صحيح الترمذي - باب (سورة الفاتحة) من أبواب تفسير القرآن ج - 2 ص 157. 125 - عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأَمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ، وَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام»، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَحْيَانا أَكُونُ وَرَاءَ الإمَامِ، قَالَ: يَا ابْنَ الْفَارِسِيِّ، اقْرَأْ بِهَا في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَال اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقْرأُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَيَقُولُ اللَّهُ: حَمِدَني عَبْدِي، فَيَقُولُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فَيَقُولُ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَنِي عَبْدِي. - وَهَذَا لِعَبْدِي، وَبَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَآخِرُ السُّورَةِ لِعَبْدِي مَا سَأَلَ،

يَقُولُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ}». (قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن). حديث (قسمت الصلاة) من سنن أبي داود - من باب (من ترك القراءة في الصلاة) ج - 1 ص 228. 126 - حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَام بْنِ زُهْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام»، قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَكُونُ أَحْيَانا وَرَاءَ الإمَام، قَالَ: فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ: اقْرَأُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - حَمِدَني عَبْدِي، يَقُولُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، - يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: مَجَّدَني عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يَقُولُ اللَّهُ: وَهَذِه بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ،

يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ} يَقُولُ اللَّهُ: فَهَوُلاَءِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». حديث (قسمت الصلاة) من سنن ابن ماجه - باب - (ثواب القرآن) ج - 2 ص 217. 127 - حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعُثْمَانِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبي حَازِم، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي شَطْرَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «اقْرَأُوا، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فَيَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: حَمِدَني عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَيَقُولُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فيَقُولُ أَثْنَى عَليَّ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فَيَقُولُ اللَّهُ: مَجَّدَني عَبْدِي، فَهَذَا لِي، - وَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} يَعْني - فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، وَآخِرُ السُّورَةِ لِعَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ} فَهَذَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

حديث (قسمت الصلاة) من سنن النسائي - من باب - من ترك قراءة «بسم الله الرحمن الرحيم» في فاتحة الكتاب ج - 2 ص 135 - 136. 128 - عَنِ السَّائِبِ مَوْلَى هِشَام بْنِ زُهْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، هِيَ خِدَاجٌ، غَيْرُ تَمَام»، فَقُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، إنِّي أَحْيَانا أَكُونُ وَرَاءَ الإِمَامِ، فَغَمَزَ ذِرَاعِي، وَقَالَ: اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ في نَفْسِكَ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ: فَنِصْفُهَا لِي، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: اقْرَأُوا: يَقُولُ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يَقُولُ الله - عَزَّ وَجَلَّ -: حَمِدَني عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} يَقُولُ اللَّهُ: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ} يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: مَجَّدَنِي عَبْدِي، يَقُولُ الْعَبْدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فَهَذِهِ الآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، - وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، يَقُولُ الْعَبْدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضَّآلِّينَ} - فَهَوُلاَءِ لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».

وفي النسائي أيضا - باب - تأويل قول الله عز وجل. (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) ج - 2 ص 139. 129 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - في التَّوْرَاةِ، وَلاَ في الإنْجِيلِ، مِثْلَ أُمِّ الْقُرْآنِ، وَهِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَهِيَ مَقْسُومَةٌ بَيْنِي وبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ». انتهت روايات حديث: (قسمت الصلاة) والله أعلم

حديث (الملائكة يتعاقبون فيكم) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة - باب (فضل صلاة العصر). وأخرجه في كتاب بدءِ الخلق - باب - (ذكر الملائكة) ج - 4 ص 113 - ولفظه: 130 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ النَّبيُّ: «الْمَلاَئِكَةُ يَتَعَاقَبُون: مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُول - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - ج - 10 ص 431. - باب - (كلام الرب مع جبريل، ونداءِ الملائكة) ولفظه: 131 - حَدَّثَنَا إسْمَاعِيل، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ،

وَيَجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الْعَصْرِ، وَصَلاَةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ، فَيَقُولُ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ قَالَ: يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ: ملاَئِكَةٌ بالليْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بالنَّهَارِ، فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ، وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ». وأخرجه النسائي - من باب (فضل صلاة الجماعة) ج - 1 ص 240. 132 - بلفظ مثل رواية البخاري الثانية - إلا أنه قال: (وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ) وَقَدَّمَ صَلاَةَ الْفَجْر علَى صَلاَةِ الْعَصْرِ. 133 - وكذا أخرجه الإمام مالك - رحمه الله تعالى - في الموطأ من (باب جامع الصلاة) بلفظ: (وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ) وقال: (يَجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الْعَصْرِ، وَصَلاَةِ الْمَغْرِبِ).

(فَضْلُ صَلاَةِ الضُّحَى) أخرجه الإمام الترمذي - باب - (صلاة الضحى) ج - 1 ص 95. 134 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَنِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: «ابْنَ آدَمَ، ارْكَعْ لي مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ - أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. أَكْفِكَ آخِرَهُ». قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح.

وأخرجه أبو داود في سننه - من باب صلاة الضحى - ج - 1 ص 357 فقال: 135 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ نَعِيمِ بْنِ هَمَّازٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: يَا ابْنَ آدَمَ، لاَ تُعْجِزْني مِنْ أَرْبَع رَكَعَات في أَوَّلِ نَهَارِكَ، أَكْفِكَ آخِرَهُ».

حديث (إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة هو صلاته). أخرجه النسائي في سننه - (باب المحاسبة على الصلاة) ج - 1 ص 232 - فقال: 136 - عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَن الْحَسَنِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسا صَالِحا، فَجَلَسْتُ إلى أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: فَقُلْتُ: إنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُيَسِّرَ لي جَلِيسا صَالِحا، فَحَدِّثْني بِحَدِيثٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ به الْعَبْدُ بِصَلاَتِه، فَإنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، قَالَ هَمَّامٌ: لاَ أَدْرِي هَذَا مِنْ كَلاَمِ قَتَادَةَ، أَوْ مِنَ الرِّوَايَةِ؟ فَإنِ انْتَقَص مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَيُكَمِّلُ مَا نَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ». [ ... ] عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ أَولَّ ما يُحاسَبُ به العبدُ يَومَ القيامةِ من عمِلِه صَلاَتُه. فإن صلُحَت فقد أفْلَحَ وأنجَحَ. وإن فَسُدَت فقَد خابَ وخَسِر. فإن انتقَصَ من فريضتِه شيءٌ، قال الرب عز وجلَّ: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمِّل بها ما انتقص من الفريضة. ثم يكون سائر عمله على ذلك». رواه الترمذي. 137 - وأخرجه عن أبي هريرة أيضا، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ، فَإنْ وُجِدَتْ تَامَّةً، كُتِبَتْ تَامَّةً، وَإنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا

هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ؟ يُكَمِّلُ لَهُ مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ سَائِرُ الأَعْمَالِ تَجْرِي عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ». 138 - وأخرجه أيضا عَن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاَتُهُ فَإنْ كَانَ أَكْمَلَهَا، وَإلاَّ قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع، فَإنْ وُجِدَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَكْمِلُوا بِهِ الْفَرِيضَةَ». وأخرجه ابن ماجه في سننه، من باب (ما جاءَ في أول ما يحاسب به العبد الصلاة). 139 - عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلاَتُهُ، فَإنْ أَكْمَلَهَا كُتِبَتْ لَهُ نَافِلَة، فَإنْ لَمْ يَكُنْ أَكْمَلَهَا، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِمَلاَئِكَتِهِ: انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَأَكْمُلُوا بِهَا مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَتِهِ، ثُمَّ تُوْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ». وأخرجه أبو داود في سننه بروايتين: الأُولى عن أبي هريرة، والثانية: عن تميم الداري، كلتاهما من باب (كل صلاة لم يتمها صاحبها تتم من تطوعه).

أما رواية أبي هريرة فقال فيها: 140 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبيِّ - خَافَ مِنْ زِيَاد - أَو ابْنِ زِيَادٍ - فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَنَسَبَنِي، فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا فَتَى، أَلاَ أُحَدِّثُكَ حَدِيثا؟ قُلْتُ: بَلَى، رَحِمَكَ اللَّهُ، قَالَ يُونُسُ: أَحْسِبُهُ ذَكَرَهُ عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ الصَّلاَةُ، قَالَ: يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ - لِمَلاَئِكَتِهِ - وَهُوَ أَعْلَمُ -: انْظُرُوا في صَلاَةِ عَبْدِي: أَتَمَّها أَمْ نَقَصَهَا؟ فَإنْ كَانَتْ تَامَّةً، كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئا، قَالَ: انْظُرُوا، هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّع؟ فَإنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُوْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ». وقال في رواية تميم الداري. 141 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبي أَوْفَى، عَنْ تَمِيم الدَّارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ بِهَذَا الْمَعْنَى - وَزَادَ فِيهِ: «ثُمَّ الزَّكَاةَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ توْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ».

حديث (أتاني ربي في أحسن صورة) أخرجه الترمذي في جامعه - باب - (سورة ص) ج - 2 ص 214 - 215. 142 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَتَانِي رَبِّي في أَحْسَنِ صُورَةٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ - في الْمَنَام، قَالَ: كَذَا في الْحَدِيثِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قَالَ: قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، أوْ قَالَ: في نَحْرِي فَعَلِمْتُ مَا في السَّمَوَاتِ وَمَا في الأَرْضِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: في الْكَفَّارَاتِ، وَالْكَفَّارَاتُ: الْمُكْثُ في الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، والْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَماتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ، كَيْوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إذَا صَلَّيْتَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً، فَاقْبِضْني إلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ، قَالَ: وَلِلدَرَجَاتِ إفْشَاءُ السَّلاَم، وَإطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلاةُ باللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ».

قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: وقد ذكروا بين أبي قلابة، وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلاً. - وأبو قلابة من رجال السند، وهو الذي قبل ابن عباس رضي الله عنهما. 143 - وفي رواية أخرى - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَتَانِي رَبِّي في أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: رَبِّي لاَ أَدْرِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّي وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: في الدَّرَجَاتِ، وَالْكَفَّارَاتِ، وفي نَقْلِ الأَقْدَامِ إلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإسْبَاغِ الْوُضُوءِ في الْمَكْرُوهَاتِ، وَانْتِظَارِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِه كَيْوَمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله -: حديث حَسَنٌ غريب. (ملحوظة): حديث ابن عباس الثاني في سنده أبو قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس - رضي الله عنهما. وخالد بن اللجلاج هو الذي قال عنه الترمذي في الحديث الأول: إنه لم يذكر، فقد عرف بذلك.

وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - من رواية أخرى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. 144 - فَقَالَ: احْتَبَسَ عَنَّا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم ذَاتَ غَدَاةٍ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ، حَتَّى كِدْنَا نَتَرَايَا عَيْنَ الشَّمْسِ، فَخَرَجَ سَرِيعا، فَثَوَّبَ بِالصَّلاَةِ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَتَجَوَّزَ في صلاَتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ دَعَا بِصَوْتِهِ، قَالَ لَنَا: «عَلَى مَصَافِّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ»، ثُمَّ انْفَتَلَ إلَيْنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إنِّي سَأُحَدِّثُكُمْ مَا حَبَسَني عَنْكُمُ الْغَدَاةَ، إنِّي قُمْتُ مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأُتُ، وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لي، فَنَعَسْتُ في صَلاَتي حَتَّى اسْتَثْقَلْتُ، فَإذَا أَنَا بَرَبِّي - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - في أَحْسَنِ صُورَةٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: لاَ أَدْرِي، قَالَهَا ثَلاَثا، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وَجَدْت بَرْدَ أَنَامِلِهِ بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيْءٍ وَعَرَفْتُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: في الْكَفَّارَاتِ، قَالَ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: مَشْيُ الأَقْدَامِ إلَى الْحَسَنَاتِ، وَالْجُلُوسُ في الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَإسْبَاغُ الْوُضُوءِ حِينَ الْكَرِيهَاتِ، قَالَ: فِيمَ؟ قُلْتُ: إطْعَام الطَّعَام،

وَلِينِ الْكَلاَم، وَالصَّلاَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، قَالَ: سَلْ، قُلْتُ: اللَّهُمَّ، أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي، وَتَرْحَمْني، وَإذَا أَرَدْتَ فِتْنَةَ قَوْمٍ فَتَوَفَّني غَيْرَ مَفْتُون، أَسْأَلُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إلَى حُبِّكَ»، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّهَا حَقٌّ، فَادْرُسُوهَا، ثُمَّ تَعَلَّمُوهَا». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح.

حديث (قول الله تعالى: انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى). أخرجه ابن ماجة في سننه - باب (لزوم المساجد وانتظار الصلاة) ج - 1 ص 138. 145 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرو أَي ابن العاص - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ الْمَغْربَ، فَرَجَعَ مَنْ رَجَعَ، وَعَقَّبَ مَنْ عَقَّبَ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم مُسْرِعا، قَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، وَقَدْ حَسَرَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: «أَبْشِرُوا، هَذَا رَبُّكُمْ، قَدْ فَتَحَ بَابا مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ، يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إلَى عِبَادِي قَدْ قَضَوْا فَرِيضَةً، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ أُخْرَى».

15 - (ما جاء في الانفاق وفضله)

15 - (ما جاء في الانفاق وفضله) حديث: (أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ أُنْفِقْ عَلَيْكَ) أخرجه البخاري في كتاب النفقات، وفضل النفقة ج - 7 ص 72. 146 - حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ أبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَنْفِقْ يَا ابْنَ آدَمَ، أُنْفِقُ عَلَيْكَ». وأخرجه البخاري في كتاب التفسير، من سورة هود - باب - قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ} بلفظ أطول مما هنا - ج - 7 قسطلاني ص 169. 147 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ اللَّهِ مَلأَى، لاَ يُغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارَ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، فَإنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا في يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - باب - (وكان عرشه على الماءِ) إلا أنه لم يذكر فيه: (أَنفق أُنْفِق عليك) ج - 10 قسطلاني ص 372 ولفظه:

148 - حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلأَى، لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، أَرَأَيْتُم مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ، فَإنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا في يَمِينِهِ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيِدَهِ الأُخْرَى الْفَيْضُ، أَوِ الْقَبْضُ، يَرْفَعُ، وَيَخْفِضُ». ولا يُعَدُّ هذا الحديث بهذه الرواية حديثا قدسيا، وذكرته إتماما للفائدة وأخرج هذا الحديث الإمام مسلم في صحيحه - باب - (الحث على النفقة، وتبشير المنفق بالخلف) من كتاب الزكاة - ج - 4 ص 359 وما بعدها - هامش القسطلاني ولفظه بعد السند: 149 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى سَحَّاءُ، لاَ يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ».

وفي رواية أُخرى لمسلم، قال: 150 - حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَرَ أَحاديثَ، مِنْهَا: وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتعَالَى - قَالَ لي: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ»، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَمِينُ اللَّهِ مَلأَى، لاَ يَغِيضُهَا شَيْءٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ؟ فَإنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا في يَمِينِهِ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِض».

حديث (لَمَّا خَلَق اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلْتَ تَمِيدُ) أخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في أواخر جامعه - ج - 2 ص 241 - 242. 151 - فَقَالَ: عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الجِبَالَ، فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ، فَعَجِبَ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ شِدَّةِ الْجِبَالِ، قَالُوا: يَا رَبِّ، هَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْحَدِيدُ، قَالُوا: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: نَعَمْ، النَّارُ، فَقَالُوا: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الْمَاءُ، قَالُوا: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الرِّيحُ، قَالُوا: يَا رَبِّ، فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مَنَ الرِّيحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، ابْنُ آدَمَ، تَصَدَّقَ بِصَدَقَةِ يَمِينِهِ، يُخْفِيهَا مِنْ شِمَالِهِ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى - إسناد حسن غريب. حديث دار الهجرة أخرجه الترمذي - في باب فضل المدينة أواخر الكتاب ج - 2 ص 327. 152 - عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ: أَيَّ هَوُلاءِ - الثَّلاَثَةِ نَزَلْتَ،

فَهِيَ دَارُ هِجْرَتِكَ: الْمَدِينَةِ، أَوِ الْبَحْرَيْنِ، أَوْ قِنِّسْرِينَ». قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى. اه -. أي وهو أحد رجال السند. (حديث التغليظ في الحَيْف والرشوة) أخرجه ابن ماجه في سننه - ج - 2 ص 26 153 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَا مِنْ حَاكِمٍ يَحْكُمُ بَيْنَ النَّاسِ، إلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَلَكٌ آخِذٌ بِقَفَاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، إلَى السَّمَاءِ، فَإنْ قَالَ: أَلْقِهِ، أَلْقَاهُ في مَهْوَاةٍ أَرْبَعِينَ خَرِيفا». حديث النهي عن الإمساك والتبذير عند الموت أخرجه النسائي: 154 - عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: بَزَقَ النَّبيُّ في كَفِّهِ، ثُمَّ وَضَعَ أُصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ، وَقَالَ: ««يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: أَنَّى يُعْجِزُني ابْنُ آدَمَ، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، فَإذَا بَلَغَتْ نَفْسُكَ هَذِهِ، وَأَشَارَ إلَى حَلْقِهِ، قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ».

حديث الوصية بالثلث - أخرجه النسائي في باب الوصية 155 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَا ابْنَ آدَمَ، اثنَتَانِ لَمْ تَكُنْ لَكَ وَاحِدَةٌ مِنْهمَا: جَعَلْتُ لَكَ نَصِيبا مَنْ مَالِكَ، حِينَ أَخَذْتُ بِكَظَمِكَ لأُطَهِّرَكَ بِهِ وَأُزَكِّيَكَ، وَصَلاَةَ عِبَادِي عَلَيْكَ بَعْدَ انْقِضَاءِ أَجَلِكَ».

16 - (ما جاء في الصيام وفضله)

16 - (ما جاء في الصيام وفضله) حديث: (الصيام لي، وأنا أَجزي به) من صحيح البخاري - في كتاب الصوم ج - 3 ص 24 باب (فضل الصوم) 156 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ، وَإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ، أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ، إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِم، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا». وأخرجه البخاري في كتاب اللباس - باب ما يذكر في المسك - ج - 7 ص 164. 157 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِي، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّب، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إلاَّ الصَّوْمَ، فَإنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».

وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - ج - 9 ص 143. 158 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبي صَالِح، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». وأخرجه الإمام مالك - رحمه الله في الموطأ - باب جامع للصيام - ص 124. 159 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفَ فَمِ الصَّائِم أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». 160 - وفي رواية: «يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: إنَّمَا يَذَرُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي، فَالصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، كُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرٍ أَمْثَالِهَا، إلَى سَبْعِمَائَةِ ضِعْفٍ، إلاَّ الصَّوْمَ، فَهُوَ لي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». وأخرجه مسلم في صحيحه - من كتاب الصيام - (باب فضل الصيام) ج - 5 ص 132 وما بعدها هامش القسطلاني. 161 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: كُلُّ عَمَلِ

ابْنِ آدَمَ لَهُ، إلاَّ الصِّيَامَ، هُوَ لي، وَأَنَا أَجْزِي بهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَخُلْفَةُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». 162 - وفي رواية لمسلم أيضا: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: كُلُّ عمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إلاَّ الصِّيَامَ، فَإنَّهُ لي، وَأَنَا أَجْزِي بهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَسْخَبْ، فَإنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ». 163 - عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك». رواه مسلم. وأخرجه الترمذي - باب (فضل الصوم) ج - 1 ص 147. 164 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: كُلُّ حَسَنةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَالَّصْومُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ، وَلَخُلُوفِ فَمِ الصَّائِم أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ،

وَإنْ جَهِلَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَاهِلٌ وَهُوَ صَائِمٌ، فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ». قال الترمذي: حديث حسن غريب. 165 - وأخرج الترمذي أيضا عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ -: أَحَبُّ عِبَادِي إلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرا». (وقال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن غريب). وأخرجه ابن ماجة - (باب فضل الصيام) ج - 1 ص 258. 166 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ: الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، إلَى مَا شَاءَ اللَّهُ، يَقُولُ اللَّهُ: إلاَّ الصَّوْمَ، فَإنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ منْ رِيحِ الْمِسْكِ». 167 - ورواه ابن ماجة مختصرا، دون ذكر قوله: (يَدَعُ شهوته وطَعامَهُ الخ - باب فضل العمل ج - 2 ص 223).

وأخرجه النسائي بروايات متعددة - باب (فضل الصيام) ج - 4 ص 159 وما بعدها. الأُولى: 168 - عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: الصَّوْمُ لي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: حِينَ يُفْطِرُ، وَحِينَ يَلْقَى رَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». والثانية: 169 - عَنْ أَبي سعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ النَّبيُّ: «إنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - يَقُولُ: الصَّوْمُ لي، وَأَنَا أَجْزِي بِه، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَجَزَاهُ فَرِحَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِم، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». والثالثة: 170 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَال اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إلاَّ الصِّيَامَ، هُوَ لي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ،

فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ». وبقيت روايات للنسائي، قريبة جدا مما ذكرنا هنا، فلا حاجة لذكرها وليراجعها من أرادها.

_ (زيادة عن المطبوع) عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين والخميس. فقيل يا رسول الله! إنك تصوم يوم الاثنين والخميس. فقَالَ: «إن يوم الاثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا متهاجرين، يقول دعهما حتى يصطلحا». رواه أحمد وابن ماجه. عن أنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذا كان ليلة القدر نزل جبرئيل - عليه السلام - في كبكبةٍ من الملائكة، يصلون على كل عبدٍ قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل؛ فإذا كان يوم عيدهم - يعني يوم فطرهم - باهى بهم ملائكته، فقَالَ: يا ملائكتي! ما جزاء أجير وفَّى عمله؟ قالوا: ربنا جزاؤه أن يوفى أجره. قال: ملائكتي! عبيدي وإمائي قضوا فريضتي عليهم، ثم خرجوا يعجون إلى الدعاء، وعزتي وجلالي وكرمي وعلوي وارتفاع مكاني لأحيينهم. فيقول: ارجعوا فقد غفرت لكم، وبدلت سيئاتكم حسناتٍ. قال: فيرجعون مغفورا لهم». رواه البيهقي في «شعب الإيمان».

17 - (ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته يوم عرفة)

17 - (ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته يوم عرفة) وخطبة يوم النحر) حديث: (دعاء النبيّ لأُمته عشية عرفة بالمغفرة) أخرجه ابن ماجة - رحمه الله - باب (الدعاءُ بعرفة) ج - 2 ص 123. 171 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن كِنَانَةَ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ السَّلَمِيِّ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ، أَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم دَعَا لأُمَّتِهِ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، فَأُجيبَ: «إنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ مَا خَلاَ الظَّالِمَ، فَإنِّي آخُذُ لِلْمَظْلُومِ مِنْهُ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، إنْ شِئْتَ أَعْطَيْتَ الْمَظْلُومَ مِنَ الْجَنَّة، وَغَفَرْتَ للظَّالِمِ»، فَلَمْ يُجِبْ عَشيَّةً، فَلَمَّا أَصْبَحَ بالْمُزْدَلِفَةِ، أَعَادَ الدُّعَاءَ فَأُجِيبَ إلَى مَا سَأَلَ، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم أَوْ قَالَ: تَبَسَّمَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، إنَّ هَذِهِ لَسَاعَةٌ مَا كُنْتَ تَضْحَكُ فيهَا، فَمَا الَّذي أَضْحَكَكَ؟ - أَضْحَكَ اللَّهُ سنَّكَ - قَالَ: «إنَّ عَدُوَّ الله إبْلِيسَ لَمَّا عَلِمَ أَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قَد اسْتَجَابَ دُعَائي وَغَفَرَ لأُمَّتي، أَخَذَ التُّرَابَ، فَجَعَلَ يَحْثُوهُ عَلَى رَأسِه، وَيَدْعُو بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَأَضْحَكَني مَا رَأَيْتُ مِنْ جَزَعِهِ». 172 - وأخرج النسائِيُّ حديثا في يوم عرفة: عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمِ

أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهِ عَبْدا أَوْ أَمَةً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإنَّهُ لَيَدْنُو، يُبَاهِي بهِمْ الْمَلاَئِكَةَ، وَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هؤلاَءِ؟». عن جابر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذا كان يوم عرفة، إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غُبرا ضاجّين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول الملائكة: يا رب! فلان كان يرهَّق، وفلان، وفلانة، قَالَ: يقول الله عزَّ وجلَّ: قد غفرت لهم». قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «فما من يوم أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة». رواه في: «شرح السنة». حديث الخطبة يوم النحر، أخرجه أَيضا ابن ماجة (باب الخطبة يوم النحر) ج - 2 ص 129. 173 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْمُخَضْرَمَةِ بِعَرَفَات - فقَالَ: «أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ وَأَيُّ بَلَد هَذَا؟ قَالُوا هَذَا بَلَدٌ حَرَامٌ، وَشَهْرٌ حَرَامٌ، وَيَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: أَلاَ وَإنَّ أَمْوَالَكُمْ - وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، في بَلَدِكُمْ هَذَا، في يَوْمِكُمْ هَذَا، أَلاَ وَإنِّي فَرَطْكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَأَكَاثِرُ بِكُمْ الأُمَمَ، فَلاَ تُسَوِّدُوا وَجْهِي، أَلاَ وَإنِّي مُسْتَنْقِذٌ أُنَاسا، وَمُسْتَنْقِذٌ مِنَّي أُنَاسٌ، فَأَقولُ: يَا رَبِّي، أُصَيْحَابِي، فَيَقُولُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ».

18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه)

18 - (ما جاء في الجهاد في سبيل الله تعالى، وفضل الشهداء والإخلاص فيه) حديث فضل الجهاد في سبيل الله تعالى من صحيح البخاري أخرجه البخاري في: باب الجهاد من الإيمان ج - 1 ص 16. 174 - حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَن النَّبيِّ قَالَ: «انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِه، لاَ يُخْرِجُهُ إلاَّ إيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلي، أَنْ أَرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ، أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ في سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أَحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ». وأخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب الجهاد والسير. من باب (أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله تعالى». ج - 5 ص 35 - 36 شرح القسطلاني فقال: 175 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِي، قَالَ أَخبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَثَلُ الْمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ في سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ،

وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ في سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِما مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الجهاد والسِّيَر - من باب - قول النبي: (أُحلَّت لكم الغنائم) ج - 4 ص 85 - 86. 176 - حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ، حَدَّثَني مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِه، لاَ يُخْرِجُهُ إلاَّ الْجِهَادُ في سَبِيلِه، وَتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أٌّو يَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ أَجّرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ».

وأخرج النسائي حديث فضل الجهاد ج - 1 ص 16. 177 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «انْتَدَب اللَّهُ لِمَنْ يَخْرُج في سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إلاَّ الإيمَانُ بي، وَالْجِهَادُ في سَبِيلي، أَنَّهُ ضَامِنٌ حَتَّى أُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، بِأَيِّهِمَا كَانَ: إمَّا بِقَتْلٍ أَوْ وَفَاة، أَوْ أَرُدَّهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذي خَرَجَ مِنْهُ، نَالَ مَا نَالَ: مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة». 178 - وفي رواية عَنْهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «تَكَفَّلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إلاَّ الْجِهَادُ في سَبِيلهِ، وَتَصْدِيقُ كَلِمَتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرُدَّهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَة». (وفي رواية أُخرى له - في ثواب السَّرِيَّة التي تخفق). 179 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبيِّ فِيمَا يَحْكيهِ عَنْ رَبِّه: «ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أَرْجِعَهُ إنْ أَرْجَعْتُهُ، بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَإنْ قَبَضْتُهُ غَفَرْتُ لَهُ، وَرَحْمَتُهُ».

(فضل الجهاد في سبيل الله من صحيح الإمام مسلم) 180 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ في سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ مِنْ بَيْته إلاَّ جِهَادٌ في سَبيلهِ، وَتَصْدِيقٌ بِكَلِمَتِهِ، بِأَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ يَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ مَعَ مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمةَ». ومن صحيح مسلم أيضا: 181 - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إلاَّ جِهَادا في سَبِيلي، وَإيمانا بِي، وَتَصْدِيقا بِرُسُلي، فَهُوَ عَلَيَّ ضَامِنٌ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ أَرْجِعَهُ إلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ، نَائِلاً مَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، إلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْلاَ أَنْ يَشُقَّ عَلَى

الْمُسْلِمِينَ، مَا قَعَدْتُ خِلاَفَ سَرِيَّة تَغْزُو أَبَدا، وَلَكِنْ لاَ أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ وَلاَ يَجِدُونَ سَعَةً، فَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنْ أَغْزُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ، فَأُقْتَلَ ثُمَّ أَغْزُوَ فَأُقْتَلَ». (حديث قول النبي في أهل بدر): اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم أخرجه البخاري من - باب - (غزوة الفتح) ج - 5 ص 145. وهو من حديث غزوة الفتح، وما بعث به حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بغزو النبي لهم لفتح مكة. وفيه: 182 - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا»؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ، إنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقا، في قُرَيْش - يَقُولُ: كُنْتُ حَلِيفا، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا - وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ، مَنْ لَهُمْ قَرَابَاتٌ، يَحْمُونَ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ، فَأَحْبَبْتُ إذْ فَاتَني ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ، أَنْ أَتَّخِذَ عِنْدَهُمْ يَدا، يَحْمُونَ قَرَابَتي،

وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدادا عَنْ دِيني، وَلاَ رِضا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَمَا إنَّهُ قَدْ صَدَقَكُمْ»، فَقَالَ عُمَرُ: وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ علَى مَنْ شَهِدَ بَدْرا، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» إلى آخر الحديث.

(حديث تكليم الله عبد الله والدُ جابر بعد استشهاده). أخرجه الترمذي - باب - سورة آل عمران، قال بعد السند: 183 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: لَقِيَني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم فَقَالَ: يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرا؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبي، قُتِلَ يَوْمَ أُحُد، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنا، قَالَ: أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قُلْتُ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا كَلَّمَ اللهُ أَحدا قَطُّ، إلاَّ منْ وَرَاءِ حِجَاب، وَأَحْيا أَبَاكَ، فَكَلَّمَهُ كِفَاحا فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يا رَبِّ، تُحْيِيني، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيةً، قَالَ الرَّبُ - عَزَّ وَجَلَّ - إنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً} ... الآية. قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن غريب. وأخرجه ابن ماجة في سننه - من باب - فيما أنكرت الجهميّة بلفظ قريب من رواية الترمذي هذه، - وفيها: (لما قتل عبد الله بن عمرو بن حرام، يوم أُحد لقيني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم. الحديث.

وأخرجه ابن ماجة أيضا في سننه - باب - (فضل الشهادة في سبيل الله). 184 - ولفظه: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - يَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بن عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَا جَابِرُ، أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لأبيكَ؟» قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: «ما كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدا إلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: تُحْيِيني فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ: إنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إلَيْهَا لاَ يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - هَذِهِ الآيَةَ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ} الآية كلها».

(حديث قول الله تعالى للشهداء: هل تشتهون شيئا؟) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من فضل الجهاد والسير - باب - في بيان أن أرواح الشهداء في الجنة ... الخ - من ثلاث طرق: 185 - الأُولى: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مُرَّةً، عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا - أَوْ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ (أَي ابن مسعود) عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} - قَالَ: أَمَا إنَا قَدْ سَأَلَنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَرْوَاحُهُمْ في جَوْفِ طَيْرٍ خُضْر، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إلَيْهِمْ رَبُّهُمْ اطِّلاَعَةً فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئا؟ قالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا في أَجْسَادِنَا، حَتَّى نُقْتَلَ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ ترِكُوا». (وقد اقتصرت على هذه الرواية لأنها تكفي عن غيرها. والله أعلم). وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في صحيحه - باب - من سورة آل عمران. 186 - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ

رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} - فَقَالَ: أَمَا إنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَأُخْبِرْنَا أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ في طَيْرٍ خُضْرٍ، تَسْرَحُ في الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ وَتَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ، فَاطَّلَعَ إلَيْهِمْ رَبُّكَ اطِّلاَعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيْئا، فَأَزِيدَكُمْ؟ قَالُوا: رَبَّنَا، وَمَا نَسْتَزِيدُ وَنَحْنُ نَسْرَحُ في الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا؟ ثُمَّ اطَّلَعَ إلَيْهِمْ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ: هَلْ تَسْتَزِيدُونَ شَيئا فَأَزِيدَكُمْ؟ فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَمْ يُتْرَكُوا، قَالُوا: تَعيدُ أَرْوَاحَنَا، حَتَّى نَرْجِعَ إلَى الدُّنْيَا، فَنُقْتَلُ في سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى. (قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن صحيح). وأخرجه ابن ماجة في سننه عن ابن مسعود أيضا - في فضل الشهادة في سبيل الله تعالى - بألفاظ قريبة من ألفاظ الترمذي، إلا أنه قال فيه: 187 - (سَلُونِي مَا شِئْتُمْ) مَرَّةً وَاحِدَةً، وَقَالَ فيه: (وَمَاذَا نَسْأَلُكَ، وَنَحْنُ نَسْرَحُ في الْجَنَةِ، في أَيِّهَا شِئْنَا؟) وَزَادَ فِيهِ: (فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُمْ لَمْ يَسْأَلُوا إلاَّ ذَلِكَ تُرِكُوا).

وأخرجه النسائي - في باب (ما يتمنى أهل الجنة) فقال: 188 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يُوْتَى بِالرَّجُلِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: يا ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، خَيُرْ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ: سَلْ وَتَمنَّ، فَيَقُولُ: أُسَائِلُ أَنْ تَرُدَّني إلَى الدُّنْيا، فَأُقْتَلُ فِي سَبِيلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ».

حديث (يختصم الشهداء والمتوفَّوْن على فُرُشِهم) أخرجه النسائي في سننه - (باب مسألة الشهادة) ج - 1 ص 37. 189 - عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوفَّونَ عَلَى فُرُشِهِمْ إلَى رَبِّنا، في الَّذِينَ يُتَوفَّوْنَ مِنَ الطَّاعُونِ، فَيَقُولُ الشُّهُدَاءُ: إخْوَانُنَا قُتِلُوا كَمَا قُتِلْنَا، وَيَقُولُ الْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ: إخْوَانُنَا مَاتُوا كَمَا مِتْنَا، فَيَقُولُ رَبُّنَا: انْظُرُوا إلَى جِرَاحِهِمْ، فَإنْ أَشْبَهَ جِرَاحُهُمْ جِرَاحَ الْمَقْتُولِينَ، فَإنَّهُمْ مِنْهُمْ وَمَعَهُمْ، فَإذَا جِرَاحُهُمْ قَدْ أَشْبَهَتْ جِرَاحُهُمْ».

حديث (من خان غازيا في أهله) أخرجه النسائي في سننه - (من خان غازيا في أهله). 190 - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: «حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَإذَا خَلَفَهُ في أَهْلِهِ فَخَانَهُ، قِيلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: هَذَا خَانَكَ في أَهْلِكَ، فَخُذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟». حديث (يجيءُ الرجل آخذا بيد الرجل، فيقول: يا رب، هذا قتلني) أخرجه النسائي في سننه - باب (تعظيم الدم) 191 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، هَذَا قَتَلَني، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لَكَ، فَيَقُولُ: فَإنَّهَا لِي، وَيَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذا بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: إنَّ هَذَا قَتَلَني، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَيَقُولُ: لِتَكُونَ الْعِزَّةُ لِفُلاَنٍ، فَيَقُولُ: إنَّهَا لَيْسَت لِفُلاَنٍ، فَيَبُوءُ بِإثْمِهِ».

حديث (عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله) أخرجه أبو داود في سننه - باب (الرجل يشتري نفسه) ج - 2 ص 312. 192 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ رَجُلٍ غَزَا في سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ - فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلاَئِكَتِهِ: انْظُرُوا إلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ». حديث (عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل) أخرجه أبو داود في سننه - باب - (الأَسِيرُ يُوثَقُ) ج - 2 ص 349. 193 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «عَجِبَ رَبُّنَا - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إلَى الْجَنَّةِ في السَّلاَسِلِ».

19 - (تضعيف الأجر على الأعمال لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم)

19 - (تضعيف الأجر على الأعمال لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم) حديث (مثل اليهود والنصارى والمسلمين) أخرجه البخاري في كتاب الإجارة - باب - (الإجارة إلى صلاة العصر) ج - 3 ص 90. 194 - عن ابن عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - عن رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عُمالاً فقال: من يعمل لي نصف النهار على قيراطٍ قيراط، فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط، ثم قال: من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراط، فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراطٍ. ثم قال: من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين؟ ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس، ألا لكم الأجر مرتين، فغضبت اليهود والنصارى فقالوا: نحن أكثر عملاً، وأقلُّ عطاءً! قال الله تعالى: فهل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا. قال الله تعالى: فإنه فضلي، أعطيه من شئت». رواه البخاري. وأخرجه البخاري - باب الإجارة من العصر إلى الليل - ج - 3 ص 90 متن وشرح ج - 4 ص 133. 195 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْد، عَنْ أَبي بُرْدَةَ، عَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ

قَالَ: «مَثَلُ الْمُسْلِمِينَ، والْيَهُود، وَالنَّصَارَى. كَمَثِل رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْما يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلاً يَوْما إلَى اللَّيْلِ، عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا لَهُ إلَى نِصْفِ النَّهَارِ فَقَالُوا: لاَ حَاجَةَ لَنَا إلَى أَجْرِكَ الّذي شَرَطْتَ لَنَا، وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَفْعَلُوا أَكْمِلُوا بَقِيَّة عَمَلِكُمْ، وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلاً، فَأَبَوْا وَتَرَكُوا، وَاسْتَأْجَرَ آخَرِينَ بَعْدَهُمُ، فَقَالَ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَلَكُمُ شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ، فَعَمِلُوا حَتَّى إذَا كَانَ حِينَ الْعَصْرِ، قَالُوا: لَكَ مَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، وَلَكَ الأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُمْ: أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، فَإنَّ مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ، وَاسْتَأْجَرَ قَوْما أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ، فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الْفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النُّورِ».

20 - (صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في التوراة)

20 - (صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في التوراة) حديث صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، أخرجه البخاري - رحمه الله من سورة الفتح - باب - قول الله تعالى: {إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} ج - 6 ص 136. 196 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ هِلاَلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: إنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتي في القُرْآنِ: {يأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} - قَالَ في التَّوْرَاةِ: (يَأَيُّهَا النَّبيُّ إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدا وَمُبَشِّرا وَنَذِيرا، وَحِرْزا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظًّ وَلاَ غَلِيظٍ، وَلاَ سَخَّابٍ بَالأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ فَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنا عُمْيا، وَآذَانا صُمًّا، وَقُلُوبا غُلْفا). وأخرج هذا الحديث البخاري أيضا، في أول كتاب البيوع، وفيه: 197 - بسنده إلَى عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرِو بْنِ الَعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ في التَّوْرَاةِ، قَالَ: أَجَلْ، وَاللَّهِ، إنَّهُ لَمَوْصُوفٌ في التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ في الْقُرْآنِ: {يأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} إلى آخر الحديث.

21 - (جزاء الصبر على المصيبة)

عن كعب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يحكي عن التوراة قال: «نجد مكتوبا محمدٌ رسول الله عبدي المختار، لا فظ ولا غليظ، ولا سخّاب في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكة، وهجرته بطيبة، وملكه بالشام، وأمته الحمَّادون، يحمدون الله في السرَّاء والضرّاء، يحمدون الله في كل منزلةٍ، ويكبرونه على كل شرفٍ، رعاة للشمس، يصلون الصلاة إذا جاء وقتها، يتأزرون على أنصافهم، ويتوضأون على أطرافهم، مناديهم ينادي في جو السماء، صفهم في القتال وصفهم في الصلاة سواء، لهم بالليل دويٍّ كدويِّ النحل» هذا لفظ «المصابيح». ورواه الدارمي مع تغيير يسير. 21 - (جزاء الصبر على المصيبة) حديث (جزاءُ الصبر على فقد العينين) أخرجه البخاري في كتاب الطب - باب - (فضل من ذهب بصره) ج - 7 ص 116. 198 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَمْرو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُول: «إنَّ الله تَعالَى قَالَ: إذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ». يريد عينيه». وأخرجه الترمذي في صحيحه - باب (ما جاءَ في ذهاب البصر) ج - 2 ص 64 ولفظه: 199 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم -: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ: إذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي في الدُّنْيَا، لَمْ يَكُنْ لَهُ جَزَاءٌ عِنْدِي إلاَّ الْجَنَّةَ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى - حديث حسن غريب. والحديث الغريب: ما كان في بعض طبقات سنده راو واحد، ولو تعددت المواضع. والغرابة في سند الحديث لا تجعله ضعيفا، حيث تكون طبقة الانفراد من رجال الصحة أو الحسن.

وأخرجه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعا إلى النبي. 200 - قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: مَنْ أَذْهَبْتُ حَبِيبَتَيْهِ، وَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ، لَمْ أَرْضَ لَهُ ثَوَابا إلاَّ الْجَنَّةَ». قال الترمذي - رحمه الله: حديث حسن صحيح.

(حديث ثواب قبض الولد) أخرجه البخاري رحمه الله - من كتاب الرقاق - باب - (العمل يبتغي به وجه الله) ج - 8 ص 90. 201 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، عَنْ عَمْرٍو - (هو ابن أَبي عمرو مولى المطلب) عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُوْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ، إذَا قَبَضْتُ صَفِيةُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ، إلاَّ الْجَنَّةَ». قال القسطلاني - رحمه الله تعالى -: والحديث من أفراد البخاري - أي لم يخرجه مسلم في صحيحه. وأخرج النسائي في سننه - في باب (من يتوفى له ثلاثة أولاد). 202 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ بَيْنَهُمَا ثَلاَثَةُ أَوْلاَدٍ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إلاَّ أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ بِفَضْلِ رَحْمَتهِ إيَّاهُمُ الْجَنَّةَ، قَالَ: يُقَالُ لَهُمُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى يَدْخُلَ آبَاوُنَا، فَيَقُولُ: ادْخُلُوا أَنْتُمْ وَآبَاوُكُمْ».

وأخرج ابن ماجة في سننه حديثين - في باب (ما جاءَ في الصبر على المصيبة) أحدهما عام في كل مصيبة - والثاني: في ثواب المصيبة - بفقد السقط فيكون المصيبة بفقد الولد أَولى بذلك قال في ذلك ج - 1 ص 249: 203 - عَنْ أَبي أُمَامَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: ابْنَ آدَمَ، إنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى، لَمْ أَرْضَ لَكَ ثَوَابا إلاَّ الْجَنَّةَ». وفي الزوائد: إسناد حديث أبي أُمامة صحيح، ورجاله ثقات. وقال في - باب - (ما جاءَ فيمن أُصيب بسقط): 204 - عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ السِّقْطَ ليُرَاغِمُ (أَي يغاضب ويجادل) رَبَّهُ إذَا أَدْخَلَ أَبَوَيْهِ النَّارَ، فَيُقالُ: أَيُّها السِّقْطُ الْمُرَاغِمُ (أي المغاضب المجادل) رَبَّهُ، أَدْخِلْ أَبَوَيْك الجَنَّة، فيَجُرُّهُما بِسَرَرِهِ حَتَّى يُدْخِلَهُما الْجَنَّة». (قوله: بِسَرَرَه) هو بفتحتين، وتكسر السين: ما تقطعه القابلة، وهو السُّرّ بالضم أيضا، وأما السُّرَّةُ، فهي ما يبقى بعد القطع.

(حديث ثواب قبض الولد) (أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى - من أبواب الجنائز) ج - 1 ص 190. 205 - عَنْ أَبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللَّهُ لِمَلاَئِكَتِه: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُوَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ، وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتا في الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله -: حديث حسن غريب. والغريب: هو الحديث الذي يكون في بعض طبقات سنده راو واحد وذلك لا يضعف الحديث، حيث كان ذلك الواحد ثقة ضابطا، لذلك حكم له الترمذي بأنه حديث حسن. اه -.

حديث (في فضل المريض الذي يحمد ربَّه) أخرجه الإمام مالك في الموطأ - باب - (ما جاءَ في فضل المريض) ج - 2 ص 206. 206 - عَن عطاءِ بن يسار -. قَالَ: إذَا مَرضَ الْعَبْدُ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إلَيْهِ مَلَكَيْنِ، فَقَالَ: انْظُرَا مَاذَا يَقُولُ لعُوَّاده؟ فَإنْ هُوَ إذَا جَاءُوهُ حَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، رَفَعَا ذَلِكَ إلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَهُوَ أَعْلَمُ - فَيَقُولُ: لِعَبْدِي عَلَيَّ إنْ تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَإنْ أَنَا شَفَيْتُهُ، أَنْ أُبْدِلَ لَهُ لَحْما خَيْرا مِنْ لَحْمِهِ، وَدَما خَيْرا مِنْ دَمِهِ، وَأَنْ أُكَفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ.

حديث (الحُمَّى هي ناري أُسَلِّطها على عبدي المؤمن في الدنيا .. الخ) أخرجه ابن ماجة في سننه - (باب الحمَّى) ج - 2 ص 182. 207 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ عَادَ مَرِيضا، وَمَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، مِنْ وَعَكٍ كَانَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَبْشِرْ، فَإنَّ اللَّهَ يَقُولُ: هِيَ نَارِي، أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُوْمِنِ في الدُّنْيَا، لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنَ النَّارِ في الآخِرَةِ». حديث (اقْرَأْ وَاصْعَدْ) أخرجه ابن ماجة في سننه - باب (ثواب القرآن) ج - 2 ص 217. 208 - عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ، فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجةً، حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ». حديث (إنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ درَجَتُهُ في الْجَنَّةِ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِه) أخرجه ابن ماجة في سننه - باب - (بر الوالدين) ج - 2 ص 203. 209 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ - الْقِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ أُوقِيَّةٍ، كُلُّ أُوقِيَّةٍ خَيْرٌ مِمَّا بَيْنَ السَّموَاتِ وَالأَرْضِ، - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ في الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَنَّى هَذَا؟ فَيُقَالُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ».

22 - (الإنكار على الإسراف في القصاص، وإنما القصاص من الجاني)

22 - (الإنكار على الإسراف في القصاص، وإنما القصاص من الجاني) حديث النملة التي قرصت نبيا، من صحيح البخاري ج - 4 ص 62. 210 - حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبي سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَرَصَتْ نَمْلَةٌ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ، أَحْرَقْتَ أُمَّةً تُسَبِّحُ اللَّهَ؟».

وأخرج البخاري رحمه الله الحديث في باب (خمس من الدواب الفواسق يقتلن في الحرم) ج - 4 ص 129. فقال: 211 - حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَني مَالِكٌ، عَنْ أَبي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: فَهَلاَّ نَمْلَةً وَاحِدَةً». وأخرجه مسلم - باب (النهي عن قتل النمل) ج - 9 ص 89. 212 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِع، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّام بْنِ مُنَبِّه، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَذَكَر أَحَادِيثَ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِه فَأُخْرجَ مِنْ تَحْتِهَا، وَأَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ بِالنَّارِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ فَهَلاَّ نَمَلَةً وَاحِدَةً». وروى هذا الحديث مسلم بروايتين، كما ورد في روايتي البخاري إلا أنه قال في بعض الروايات: 213 - «أَفِي أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ وَاحِدَةٌ، أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ»؟. وأخرج الحديث النسائي في سننه - باب (قتل النمل) ج - 7 ص 210.

214 - قَالَ: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ «أَنَّ نَمْلَةً قَرَصَتْ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إلَيْهِ: (أَنْ قَرَصَتْكَ نَمْلَةٌ، أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ». وأخرجه أبو داود في سننه - باب (في قتل الذّرّ) ج - 4 ص 273 هامش الزرقاني على الموطأ فقال: 215 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نَزَلَ نَبيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجِهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: فَهَلاَّ نَمْلَةً وَاحِدَةً». ورواه أبو داود برواية أخرى، عن أبي هريرة كرواية النسائي، إلا أنه قال: 216 - في أَنْ قَرَصَتكَ نَمْلَةٌ، أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ؟. وهو على تقدير همزة الاستفهام، المصرح بها في رواية مسلم. وأخرجه ابن ماجة في سننه - من باب (ما ينهى عن قتله) ج - 2 ص 152. 217 - فقال: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَرَصَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِقَرْيَةِ النَّمْلِ فَأُحْرِقَتْ، فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ: في أَنْ قَرَصَتكَ نَمْلَةٌ، أَهْلَكْتَ أُمَّةً مِنَ الأُمَمِ تُسَبِّحُ؟».

23 - (شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته ودعاؤه لهم)

23 - (شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته ودعاؤه لهم) حديث دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأُمته وبكائه شفقة عليهم أخرجه مسلم في صحيحه - من كتاب الإيمان ج - 2 ص 179 هامش القسطلاني:. 218 - فقال: حَدَّثَني يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهَبٍ، قَالَ: أَخْبَرَني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ سَوَادَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ جُبَيْر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم تَلاَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى في إبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} الآية. وقَالَ عِيسَى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتي ... أُمَّتي، وَبَكَى، فَقَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلَى مُحَمَّدٍ - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ - فَسَلْهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَسَأَلَهُ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم بِمَا قَالَ - وَهُوَ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلَى مُحَمَّد، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ».

حديث (إنَّ الله زَوَى لِيَ الأَرض فرأيت مشارقها ومغاربها) (أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - في كتاب الفتن) ج - 10 ص 340 ما بعدها - من هامش القسطلاني. 219 - حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيع الْعَتَكِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ - كِلاَهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ - وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ - أَيُّوبَ، عَنْ أَبي قَلاَبَةَ، عَنْ أَبي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإنَّ أُمَّتي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ، وَالأَبْيَضَ، وَإنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُمَّتي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ، وَإنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إنِّي إذَا قَضَيْتُ قَضَاءً، فَإنَّهُ لاَ يُرَدُّ، وَإنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّة، وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اْجَتمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ: مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضا، وَيَسْبي بَعْضُهُمْ بَعْضا». 220 - وفي رواية ثانية لمسلم قَالَ: وَحَدَّثَني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ إسْحَاقُ: أَخْبَرَنا، وَقَالَ الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَام، حَدَّثَني أَبي، عَنْ

قَتَادَةَ: عَنْ أَبي قَلاَبَةَ، عَنْ أَبي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ: مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ، وَالأَبْيَضَ»، ثم ذكر نحو حديث أيوب عن أبي قَلابة. 221 - وفي رواية ثالثة لمسلم قال: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن نُمَيْرٍ - ح - (أي تحويل للسند). وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ - واللفظ له - حَدَّثَنَا أَبي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيم، أَخْبَرَني عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ، حَتَّى إذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ، دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلاً، ثُمَّ انْصَرَفَ إلَيْنَا، فَقَالَ: «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلاَثا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَني وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِالسَّنَةِ، فَأَعْطَانِيها، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُهْلِكَ أُمَّتي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِيهَا». وأخرج هذا الحديث ابن ماجة في سننه - باب - (ما يكون من الفتن) ج - 2 ص 242 وألفاظه مخالفة لألفاظ مسلم، ونصّه كالآتي: 222 - عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «زُوِيَتْ لِيَ الأَرْضُ، حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْن: الأَصْفَرَ - (أَوِ

الأَحْمَرَ)، والأَبْيَضَ (يعني الذهب والفضَّة) - وَقِيلَ لي: إنَّ مُلْكَكَ إلَى حَيْثُ زُوِيَ لَكَ، وَإنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ثَلاثا: أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتي جُوعا، فيُهْلِكَهُمْ بِهِ عَامَّةً، وَأَنْ لاَ يَلْبِسَهُمْ شِيَعا، وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْض، وأَنَّهُ قِيلَ لي: إذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ، وَإنِّي لَنْ أُسَلِّطَ عَلَى أُمَّتِكَ جُوعا، فَيُهْلِكَهُمْ فِيهِ، وَلَنْ أَجْمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا، حَتَّى يُفْنِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضا، وَيَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضا، فَإذَا وُضِعَ السَّيْفُ في أُمَّتي، فَلَنْ يُرْفَعَ عَنْهُمْ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإنَّ مِمَّا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتي أَئِمَّةً مُضِلِّينَ وَسَتَعْبُدُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتي الأَوْثَانَ، وَسَتَلْحَقُ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتي بِالْمُشْرِكِينَ، وَإنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ دَجَّالِينَ، كَذَّابِينَ، قَريبا مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَلَنْ تَزَالَ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ». وأخرج النسائي في سننه حديثا يقرب منه، ذكره في باب (إحياء الليل). فقال: 223 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، عَنْ خَبَّابٍ أبِيهِ - وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ رَاقَبَ رَسُولَ اللَّهِ اللَّيْلَةَ كُلَّهَا، حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم مِنْ صَلاَتِه، جاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلاَةً،

مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَها، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَجَلْ، إنَّهَا صَلاَةُ رَغَب وَرَهَبٍ، سَأَلْتُ رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - فِيهَا ثَلاَثَ خصَال: فأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ، وَمَنَعَني وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ لا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الأُمَمَ قَبْلَنا، فَأَعْطَانِيهَا وَسَأَلْتُ رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ لاَ يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا، فَأَعْطَانيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لاَ يَلْبِسَكُمْ شيعا، فَمَنَعَنِيهَا».

24 - (ما جاء في أن رحمة الله غلبت غضبه وقبول التوبة من المذنبين)

24 - (ما جاء في أن رحمة الله غلبت غضبه وقبول التوبة من المذنبين) حديث (إنَّ رحمتي تغلب غضبي) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - باب - (قول الله تعالى: ويحذركم الله نفسه) ج - 9 ص 150 ومن القسطلاني ج - 10 ص 381. 224 - حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، عَن أبي حَمْزَةَ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبي صَالح، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَن النَّبيِّ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كتابِه، هُوَ يَكْتُبُ عَلَى نَفْسِه وَهُوَ وَضِعٌ عَنْدَهُ عَلَى الْعَرْشِ، إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي». وأخرجه البخاري في موضع آخر من كتاب التوحيد، ولفظه: 225 - قَالَ: «لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب - بدءِ الخلق - أوله ج - 5 ص 251 قسطلاني: 226 - وهو عن أبي هريرة أيضا، وقال فيه: (إنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبي) وقال فيه أيضا: (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ).

وأخرجه مسلم في التوبة - باب - (سعة رحمة الله) وأخرجه النسائي في النعوت قال القسطلاني: وأخرجه الترمذي بلفظ: 227 - «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي» وقال الترمذي رحمه الله: حديث حسن صحيح غريب. 228 - وأخرجه ابن ماجة بلفظ: «كَتَبَ رَبُّكُمُ عَلَى نَفْسِهِ بَيِدِهِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ: رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبي».

حديث (إنَّ عَبْدا أصاب ذَنْبا، فقال: رب أَصبت ذنبا) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - ج - 9 ص 145 من باب {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} فقال: 229 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنِ أَبي عَمْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنَّ عَبْدا أَصَابَ ذَنْبا - وَرُبَّما قَالَ: أَذْنَبَ ذَنْبا - فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ ذَنْبا - وَرُبَّما قَالَ: أَصَبْتُ - فَاغْفِرْ لِي، فَقالَ رَبُّهُ: أَعْلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَصَاب ذَنْبا - أَوْ قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبا - فَقَالَ: رَبِّ، أَذْنَبْتُ - أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ

مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبا - وَرُبَّما قَالَ: أَصَاب ذَنْبا، فَقَالَ: رَبِّ، أَصَبْتُ أَوْ قَالَ: أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لي، فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِهِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ». وأخرج هذا الحديث مسلم في صحيحه - باب - (سعة رحمة الله، وأنها تغلب غضبه) ج - 10 ص 188 هامش القسطلاني. 230 - فقال بسنده إلى أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبيِّ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبا، فَقَالَ اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لي ذَنْبي، فَقَالَ: تَبَارَكَ وَتَعَالى - أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بهِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لِي ذنْبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى، عَبْدي أَذْنَب ذَنْبا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفرُ الذَّنْبَ، وَيأْخُذُ بهِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، اغْفِرْ لي ذَنْبي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدي ذَنْبا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعمَلْ مَا شئْتَ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ». قال عبد الأعلى أحد الرواة: لا أدري أقال في الثالثة، أو في الرابعة: (اعْمَلْ مَا شِئْتَ).

حديث (واللَّهِ، للَّهُ أَفرح بتوبة عبده .. الخ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من كتاب التوبة ج - 10 ص 171 هامش القسطلاني. 231 - حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَني زيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَن أبي صَالِح، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ: «قَالَ الله - عَزَّ وَجَلَّ -: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُني، - واللَّهِ، لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِه، مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاَةِ، ومَنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ شِبْرا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعا، تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ بَاعا، وَإذَا أَقْبَلَ إلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إلَيْهِ أُهَرْوِلُ» ...

حديث (إنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّن دَخَلَ النَّارَ اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا) أخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى - من صفات أهل النار - ج - 2 ص 99. 232 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ، اشْتَدَّ صِيَاحُهُمَا، فَقَالَ الرَّبُّ - عَزَّ وَجَلَّ - أَخْرِجُوهُمَا، فَلَمَّا أُخْرِجَا قَالَ لَهُمَا: لأَيِّ شَيْءٍ اشْتَدَّ صِيَاحُكُمَا؟ قَالاَ: فَعَلْنَا ذَلِكَ لِتَرْحَمَنَا، قَالَ: إنَّ رَحْمَتي لَكُمَا أَنْ تَنْطَلِقَا فَتُلْقيَا بِأَنْفُسِكُمَا حَيْثُ كُنْتُمَا مِنَ النَّارِ فَيَنْطَلِقَانِ، فَيُلْقَى أَحَدُهُما نَفْسَهُ، فَيَجْعَلُهَا عَلَيْهِ بَرْدا وَسَلاَما، وَيَقُومُ الآخَرُ فَلاَ يُلْقِي نَفْسَهُ، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ - عَزَّ وَجَلَّ -: مَا مَنَعَكَ أَنْ تُلْقِي

نَفْسَكَ كَمَا أَلْقَى صَاحِبُكَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، إنِّي لأَرْجُو أَنْ لاَ تُعِيدَني فِيهَا، بَعْدَما أَخْرجْتَني، فَيَقُولُ لَهُ الرَّبُّ: لَكَ رَجَاوُكَ، فَيَدْخُلاَنِ جَمِيعا الْجَنَّةَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى -: إسناد هذا الحديث ضعيف، لأنه عن رُشدين بن سعد ورُشدين بن سعد هو ضعيف عند أهل الحديث. ورشدين بن سعد أخذ عن ابن أَبي نُعْم الإفريقي، والإفريقي أيضا ضعيف عند أهل الحديث. اه - أي فيكون في سنده رجلان ضعيفان لأن رشدين بن سعد، وابن أبي نعم من رجال سند هذا الحديث.

25 - (ما جاء في استخراج النذر من البخيل، وأنه لا يرد قضاء الله تعالى)

25 - (ما جاء في استخراج النذر من البخيل، وأنه لا يرد قضاء الله تعالى) ولا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من فلان أخرج البخاري - رحمه الله - حديث النذر في كتاب القدر - من باب (إلقاءِ النذر العبد إلى القدر) ج - 8 ص 125. 233 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: نَهَى النَّبيُّ عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: «إنَّهُ لاَ يَرُدُّ شَيْئا، وَإنَّما يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ». وأخرج البخاري أيضا: 234 - وَحَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «لاَ يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ، لَمْ يَكُنْ قَدْ قَدَّرْتُهُ، وَلكِنْ يُلْقيه الْقَدَرُ، وَقَدْ قَدَّرْتُهُ لَهُ، أَسْتَخْرِجُ بِه، مِنَ الْبَخِيل».

وأخرجه ابن ماجة في سننه - بلفظ: 235 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ النَّذْرَ لاَ يَأْتِي ابْنَ آدَمَ بِشَيْءٍ إلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ، وَلَكِنْ يَغْلِبُهُ الْقَدَرُ مَا قُدِّرَ لَهُ، فَيَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ، فَيُيَسِّرُ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُيَسَّرُ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ: أَنْفِقْ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ».

حديث (لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن مَتَّى) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى من كتاب التوحيد - باب - (ذكر النبي، وروايته عن ربه) ج - 9 ص 157. 236 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ - (ح) أَي تحويل للسند - وقَالَ لي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، عَنْ سَعيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبيِّ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: «لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: إنَّهُ خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى» وَنَسَبَهُ إلَى أَبِيهِ. وأخرجه مسلم في صحيحه - في باب - (من فضائل موسى). 237 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، وَمَحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ عَنِ النَّبيِّ أَنَّهُ قَالَ: - (يعني الله تبارك وتعالى) «لاَ يَنْبَغي لِعَبْدٍ لي» - (وقال ابن مثنى: لعبد) أَنْ يَقُولَ: «أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى».

وقال ابن أبي شيبة: محمد بن جعفر، عن شعبة. (تحويل). 238 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنى، وَابْنُ بَشَّار - (واللفظ لابن مثنى) قالاَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَالِيَةَ يَقُولُ: حَدَّثَني ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكمْ (يعني ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما) عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى، ونسبه إلى أبيه».

26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة)

26 - (ما جاء في الحث على الفضيلة والنهي عن الرذيلة) حديث (فضل إنظار المعسر) أخرجه مسلم في صحيحه - في كتاب (المساقاة والمزارعة) ج - 6 ص 435 هامش القسطلاني. 239 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، أَنَّ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «تَلَقَّتِ الْمَلاَئكَةُ رُوحَ رَجُل مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، فَقالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئا؟ قَالَ: لاَ، قَالُوا: تَذَكَّرْ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتياني أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِر، قَالَ: قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: تَجَوَّزُوا عَنْهُ». 240 - وفي رواية ثانية لمسلم، بسنده إلى رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ، وَأَبُو مَسْعُودٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «رَجُلٌ لَقيَ رَبَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ؟ قَالَ: مَا عَمِلْتُ مِنَ الْخَيْرِ، إلاَّ أَنِّي كُنْتُ رَجُلاً ذَا مَال، فَكُنْتُ أُطَالِبُ به النَّاسَ، فَكُنْتُ أَقْبَلُ الْمَيْسُورَ،

وَأَتَجَاوَزُ عَن الْمَعْسُورِ، فَقَالَ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدي». قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ. 241 - وفي رواية ثالثة له، بسنده إلى ربعي بن حراش، عَن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «أَتَى اللَّهُ بِعَبْدٍ مِنْ عِبادِهِ، آتاهُ اللَّهُ مالاً، فَقالَ لَهُ: مَاذَا عَمِلْتَ في الدُّنيَا؟ قَالَ: {وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً} - قَالَ: يَا رَبِّ، آتَيْتَني مَالَكَ، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكانَ مِنْ خُلُقي الْجَوَازُ، فَكُنتُ أَتَيَسَّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرُ، فَقَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي». فَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرِ الْجُهَنيُّ، وَأَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ: هَكَذَا سَمِعْنَاهُ مِنْ - في - رَسُولِ اللَّهِ. 242 - وفي رواية رابعة له، بسنده إلى أبِي مَسْعودٍ الأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إلاَّ أَنَّهُ كانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرا، فَكانَ يَأْمُرُ غِلْمانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ». 243 - وأخرجه مسلم أيضا بسنده إلى أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «كانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ،

فَكانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إذَا أَتَيْتَ مُعْسِرا، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى، فَتَجاوَزَ عَنْهُ». وأخرج مسلم من طريق أُخرى إلى أبي هريرة أيضا، بمثل ذلك. وأخرج هذا الحديث النسائي في سننه - في باب - (حُسْن المعاملة والرفق في المطالبة). 244 - فقال بسنده إلى أبي هريرةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «إنَّ رَجُلاً لَمْ يَعْمَلْ خَيْرا قَطُّ، وَكانَ يُدَايِنُ النَّاسَ، فيَقُولُ لِرَسولِهِ: خُذْ مَا تيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتجَاوَزْ، لَعلَّ اللَّهَ تعَالَى أَنْ يَتجاوَزَ عَنَّا، فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: هَلْ عَمِلْتَ خَيْرا قَطُّ؟ قَالَ: لاَ، إلاَّ أَنَّهُ كانَ لِي غُلاَمٌ، وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ، فَإذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى، قُلْتُ لَهُ، خُذْ مَا تَيَسَّرَ، وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ، وَتَجَاوَزْ، لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، - قَالَ اللَّهُ تَعالَى: قدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ».

قلت: وأخرج مسلم في هذا الباب. (باب فضل إنظار المعسر، والتجاوز في الاقتضاءِ) أخرج حديثا سأذكره، وإن لم يظهر فيه ما يدل على أنه حديث قدسي، وهو قوله: 245 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ أَنَّ رَجُلاً مَاتَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْمَلُ؟ - فَقَالَ: إنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، فَكُنْتُ أُنْظِرُ الْمُعْسَرَ، وَأَتَجَوَّزُ في السِّكَّةِ - أَوْ في النَّقْد، فَغُفر لَهُ. (فقال أبو مسعود: وَأَنا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ). حديث (مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرا) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب البيوع - باب (من أنظر معسرا) ج - 4 ص 21، وليس فيه تصريح بأنه حديث قدسيّ ولكن فيه احتمال بأنه قدسيّ. قَالَ: 246 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ أَنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاش حَدَّثَهُ، أَنَّ حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حَدَّثَهُ قَالَ:

قَالَ النَّبيُّ: «تَلَقَّتِ الْمَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّن كانَ قَبْلَكُمْ قَالُوا - أَوْ فَقالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شَيئا؟ قَالَ: كُنْتُ آمُرُ فِتْياني أَنْ يُنْظِرُوا، ويَتَجاوَزُوا عَن الْمُوسِرِ، قَالَ: فَتَجَاوَزُوا عَنْهُ» - أي بأمر الله تعالى لهم بذلك. والله أعلم. 247 - وقال أبو مالك عن رِبْعِيٍّ: (كُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأَنْظُرِ الْمُعْسِرَ). وقال أبو عوانة، عن عبد الملك، عن رِبْعِيِّ: (أُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجَاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ). وقال نعيم بن أبي هند عن ربعي: (فَأَقْبَلُ مِنَ المُوسِرِ، وَأَتَجَاَوَزُ عَنِ المُعْسِرِ). ثم قال البخاري - رحمه الله تعالى - في باب (فضل من أنظر معسرا). 248 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّار، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزةَ، حَدَّثَنَا الزَّبِيدِيُّ عن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُحَدِّثُ عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «كانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإذَا رَأَى مُعْسِرا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ».

249 - وأخرجه البخاري في بني إسرائيل عن حذيفة قال: سمعته - أي رَسُول اللَّهِ يقولُ: «إنَّ رَجُلاً فِيمَنْ كانَ قَبْلَكُمْ، أَتَاهُ الْمَلَكُ لِيَقْبِضَ رُوحَهُ، فَقِيلَ لَهُ: هَلْ عَمِلْتَ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: ما أَعْلَمُ، قِيلَ لَهُ: انْظُرْ، قَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئا، غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ في الدُّنْيا، فَأُجَازِيهِمْ، فَأُنْظِرُ الْمُوسِرَ، وَأَتَجاوَزُ عَنِ الْمُعْسِرِ، فَأَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ».

حديث في النهي عن الفحشاءِ أخرجه مسلم - باب - (النهي عن الفحشاءِ) ج - 9 ص 458 هامش القسطلاني. 250 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِيمَا قُرِىءَ عَلَيْهِ، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيس، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئا، إلاَّ رَجُلاً كانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ، حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا». وأخرجه مُسْلِمٌ من طريق أُخرى، غير أنه قال فيه:. 251 - (إلاَّ الْمُتَهَاجِرَيْنِ) من رواية عبيدة. وقال قُتَيْبَةُ: (إلاَّ الْمُهْتَجِرَيْنِ). 252 - وفي رواية أخرى عن أبي هريرة - رَفَعَهُ - قَالَ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ في كُلِّ يَوْم خَمِيسٍ، أَوِ اثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - في ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِىءٍ، لاَ يُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، إلاَّ آمْرأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَينِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».

253 - وفي رواية أخرى عن أبي هريرة أيضا، عن رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «تُعْرَضُ أَعْمَالُ النَّاسِ، في كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّتَيْنِ: يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الْخَمِيسِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ، إلاَّ عَبْدا بَيْنَهُ وبَيْنَ أَخِيهِ شَحْناءُ فَيُقالُ: اتْرُكوا - أَوِ ارْكُوا هَذَيْنِ، حَتَّى يَفِيئَا». 254 - وأخرجه الإمام مالك - رحمه الله تعالى - في الموطأ عن أبي هريرة بروايتين: إحداهما مثل رواية مسلم الأخيرة، إلاأنه لم يشك بل قال: (فَيُقالُ: اتْرُكُوا هَذَيْنِ، حَتَّى يَفِيئَا). 255 - والرواية الثانية مثل رواية مسلم المذكورة هنا أولاً، غير أنه ليس فيها تكرير لقوله: (انْظُرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا) - بل ذكرها مرة واحدة فقط. وأخرج هذا الحديث أبو داود في سننه - في باب من يهجر أخاه المسلم ج - 4 ص 218. 256 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيسٍ، فيُغْفَرُ في ذَيْنِكَ الْيَوْمَيْنِ لِكُلِّ عَبْدٍ، لاَ يُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، إلاَّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ - (أَي من قِبَلِ الله تعالى): أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا».

قال أبو داود: إذا كانت الهجرة لله فليس من هذا. اه -. وأخرج البخاري أحاديث الهجرة - في باب ذم الهجرة من كتاب الأدب ج - 9 ص 52 قسطلاني. 257 - ومنها عن أبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لِرَجُلٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، وَيُعْرِضُ هَذَا، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلاَمِ». وأخرج بسنده إلى عوف بن مالك بن الطفيل (هو ابن الحارث) وهو ابن أخي عائشة زوج النبي لأُمها (أُم رومان بنت عامر الكنانية). 258 - أَنَّ عائِشةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حُدِّثَتْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ - قالَ في بَيْع - أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عائشَةُ: وَاللَّهِ لَتَنْتَهِيَنَّ أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقالَتْ: أَهُوَ قالَ هذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قالَتْ: هُوَ لله عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لاَ أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إلَيْهَا حينَ طَالَتْ الْهِجْرَةُ، فقَالَتْ: لاَ، واللَّهِ لاَ أُشَفِّعُ فيهِ أَبدا، وَلاَ أَتَحَنَّثُ إلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذلكَ عَلى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْد يَغْوثَ - وهما من بني زهرة - وَقالَ: أَنْشُدُكُمَا باللَّهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمانِي عَلَى عَائِشَةَ، فإنَّهَا لاَ يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطيعَتي، فَأَقْبَلَ بِه الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمنِ مُشْتَمِلَيْنِ بأَرْدِيَتِهِمَا حَتَّى

اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقالاَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَنَدْخُلُ قَالَتْ عائِشَةُ: ادْخُلُوا قالُوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، ادْخُلُوا كُلُّكمْ، وَلاَ تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُما ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا، دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، وَطَفِقَ يُناشِدُهَا ويَبْكِي، وطَفِقَ الْمِسْوَرُ وعَبْدُ الرَّحْمنِ يُناشِدَانِهَا إلاَّ ما كَلَّمَتْهُ وَقَبَلتْ مِنْه، وَيَقُولان: إنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَمَّا عَمِلْتِ، مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإنَّهُ لاَ يَحِلُّ لِمْسِلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثلاَث لَيالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عائشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجَ، طَفَقَتْ تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكي، وَتَقُولُ: إنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَديدٌ، فَلَمْ يَزَالا بِهَا، حَتَّى كَلَّمَتْ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ في نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً وكانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُها خِمَارَهَا.

(حديث المتحابين في الله تعالى) أخرجه مسلم في صحيحه من كتاب الفضائل - باب - (فضل الحب في الله تعالى) ج - 9 ص 460 من هامش القسطلاني. 259 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعيدٍ، عَن مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فيمَا قُرِىءَ عَلَيْه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحمنِ بْنِ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبي الْحُبَابِ، سَعِيدِ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلاَلي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلِّي». 260 - وأخرج الإمام مسلم أيضا - من باب فضل الحب في الله. قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَماد بنُ سَلَمَةَ، عَن ثَابِتٍ، عَنْ أَبي رَافِع، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ «أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخا لَهُ في قَرْيَة أُخْرَى، فأَرْصَد اللَّهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكا، قَالَ: أَيْنَ تُريدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخا لي في هذِهِ الْقَرْيَة، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّها؟ قَالَ: لاَ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ في اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ: فَإنِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم إلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ».

261 - وأخرج الإمام مالك في الموطأ حديث المتحابين في الله المذكور أولاً عن مسلم، غير أنه قال: (أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ لِجَلاَلِي)؟ وبقيته مثل لفظ مسلم. 262 - وأخرج حديثا آخر: عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وتَعَالَى -: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجالِسينَ فيَّ، وَالْمُتَزاوِرينَ فِيَّ، وَالْمُتَباذِلينَ فِيَّ». وللحديث قصة طريفة في متن الموطأ وهي ما يأتي: 263 - حَدَّثَني مَالِكٌ، عَنْ أَبي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبي إدْرِيسَ - الْخَوْلانِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجِد دِمَشْقَ، فَإذَا فَتىً شَابٌ بَرَّاقُ الثَّنَايَا، وَإذَا النَّاسُ مَعَهُ - (وفي رواية: ومَعَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ عِشْرُونَ - وفي روايَةٍ: ثَلاَثُونَ) إذَا اخْتَلَفُوا في شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إلَيْهِ، وَصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ: هذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ، فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَني بِالتَّهْجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، قَالَ: فانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ، مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَسَلَّمْتُ عَليْه، ثُمَّ قُلْتُ: وَاللَّهِ إنِّي لأُحِبُّك للَّهِ، فقالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آلله، فقالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ، فَقَالَ: آللَّهِ؟ فَقُلْتُ: آللَّهِ، فأَخَذَ بِحَبْوِ رِدائِي - (وفي رواية: بِحَبْوَتيْ رِدائِي) فَجَبَذَني إلَيْهِ، وَقَالَ: أَبْشِرْ، فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُول: قَالَ اللَّهُ

- تبَارَكَ وَتَعَالَى -: وَجَبَتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَحَابِّينَ فيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، والْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ. اه - من متن الموطأ. زاد الطبرانيُّ: (وَالْمُتَصَادِقِينَ فِيَّ). وفي الزرقاني: وهذا الحديث صحيح، قال الحاكم: على شرط الشيخين. وقال ابن عبد البر: هذا إسناد صحيح. ومعنى المتباذلين فيَّ: أنهم يبذلون أنفسهم وأموالهم لله تعالى. وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في باب - (الحب في الله). عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - ولفظه: 264 - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: الْمُتَحَابُّونَ في جَلاَلِي لَهُمْ مَنَابِرُ، مِنْ نُور، يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ والشُّهَدَاءُ». قال الترمذي: حديث حسن صحيح ج - 2 ص 63.

[ ... ] عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم:. «إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي! اليوم أظلهم في ظلّي يوم لا ظل إلا ظلّي». رواه البخاري. [ ... ] عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لو أن عبدين تحابا في الله عز وجل، واحدٌ في المشرق وآخر في المغرب، يجمع الله بينهما يوم القيامة. يقول: هذا الذي كنت تحبُّه فيَّ» رواه البيهقي. حديث قول الله تعالى: (مرضت فلم تعدني) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - باب - (فضل عيادة المريض) من كتاب البر والصلة والأدب ج - 9 ص 463 هامش القسطلاني. 265 - حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنُ مَيْمُون، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، عَنْ أَبي رَافِع، عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ يَوْمَ الْقيَامَة: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْني، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْت رَبُّ العَالَمِينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدي فُلانا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَني عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْني، قَالَ: يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبّ الْعَالَمينَ؟ قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدي فُلاَنٌ، فلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْت ذَلِكَ عِنْدي؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِني، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِه، أَمَا إنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدي».

حديث (يا عبادي إني حَرَّمْتُ الظلم على نفسي) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - باب - (تحريم الظلم) ج - 10 ص 8 وما بعدها هامش القسطلاني. 266 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ بَهْرَام الدَّارِمِيُ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ - يعني ابن محمد الدمشقي - حَدَّثَنَا سَعيدُ بْنُ عَبْد الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبي إدْرِيسَ الْخَوْلاَنِي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ فيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - أَنَّهُ قَالَ: «يَا عبَادي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّما، فَلاَ تَظَالَمُوا، يَا عبادي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبادي، كُلُّكُمْ جَائعٌ إلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ، إلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ - جَمِيعا، فَاسْتَغْفِرُوني أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إنَّكُمْ

لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّوني، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فتَنْفَعُوني، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا عَلَى أَتْقى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ في مُلْكِي شَيْئا، يَا عِبَادي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئا، يا عِبَادي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُوني، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي، إلاَّ كَمَا يَنْقُصُ الْمخْيَطُ، إذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي، إنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرا فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلاَ يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ». 267 - قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - «إنِّي حَرَّمْتُ عَلَى نَفْسِي الظُّلْمَ، وعَلَى عِبَادِي، فَلاَ تَظَالَمُوا ... » وساق الحديث بنحوه.

وحديث أبي إدريس الذي ذكررناه أتمُّ منه. اه -. وأخرجه أبو عيسى الترمذي في صحيحه، عن أبي ذر، بألفاظ مغايرة لما ذكره مسلم، وهي كالآتي: 268 - عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: «يَا عبَادي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ، إلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فسَلُونِي الْهُدَى أَهْدِكُمْ، وَكُلُّكُمْ فَقيرٌ، إلاَّ مَنْ أَغْنَيْتُهُ، فَسَلُوني أَرْزُقُكُمْ، وَكُلُّكُمْ مُذْنبٌ، إلاَّ مَنْ عَافَيْتُهُ، فَمَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ أَنِّي ذُو قُدْرَةٍ عَلى الْمَغْفِرَةِ، فَاسْتَغفرَني غَفَرْتُ لَهُ، وَلاَ أُبَالِي، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْ عِبَادي، مَا زَادَ ذلِكَ في مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطَبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا عَلَى أَشْقى قَلْبِ عَبْدٍ مِنْ عِبادِي، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَلَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ، وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ، وَيَابِسَكمْ، اجْتَمَعُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فسَأَلَ كُلُّ إنْسَان مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ - مِنْكُمْ مَا سَأَلَ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي، إلاَّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ، فَغَمَسَ فِيهِ، إبْرَةً، ثُمَّ رَفَعَهَا إلَيْهِ، ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ، أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ، عَطَائِي كَلاَمٌ، وَعَذَابي كَلاَمٌ، إنَّمَا أَمْرِي إذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن.

269 - وأخرجه ابن ماجة في سننه، عن أبي ذر أيضا، بألفاظ قريبة من ألفاظ الترمذي، وفيه تقديم وتأخير، ولم يذكر فيه قوله: وَلَوْ أَنَّ حَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ، وَرَطْبَكُمْ وَيَابِسَكُمْ، اجْتَمَعُوا عَلى أَتْقَى قَلْبٍ وَاحِدٍ) - ولم يذكر فيه أيضا قوله: (وَعَذَابِي كَلاَمٌ). وبقيته مثل لفظ الترمذي.

حديث (الكبرياءُ ردائي، والعظمة إزاري) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - باب - (تحريم الكبر) ج - 10 ص 53 هامش القسطلاني قال بسنده إلى أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما. 270 - قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «الْعِزَّةُ إزَارُهُ، والْكِبْرِيَاءُ رِدَاوُهُ، فَمَنْ يُنَازِعُني عَذَّبْتُهُ». وأخرجه أبو داود في سننه - باب - (ما جاءَ في الكبر) ج - 4 ص 50 قال: 271 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، والْعَظَمَةُ إزَارِي، فَمَنْ نَازعَني وَاحِدا مِنْهُمَا، قذَفْتُهُ في النَّارِ». وأخرجه ابن ماجة في سننه - في باب - (البراءَة من الكبر، والتواضع) ج - 2 ص 282 فقال بسنده:. 272 - عن أبي هريرة - وهو مثل أَلفاظ أَبي داود، إلا أنه قَالَ: «مَنْ نَازَعَني وَاحِدا مِنْهُمَا، أَلْقَيْتُهُ في جَهَنَّمَ».

273 - وأخرجه ابن ماجة أيضا عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - مثل ذلك، إلا أنه قال: «فَمَنْ نَازَعَني وَاحِدا مِنْهُما أَلْقَيْتُهُ في النَّارِ».

27 - (ما جاء في طلب موسى الاجتماع بالخضر - عليهما السلام)

27 - (ما جاء في طلب موسى الاجتماع بالخضر - عليهما السلام) أخرج البخاري حديث موسى مع الخضر عليهما السلام ج - 4 ص 154 فقال: 274 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، قَالَ: أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إنَّ نَوْفا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخِضرِ لَيْسَ هُوَ صَاحِبَ بَني إسْرَائِيلَ إنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ، فَقَالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ - حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، عَنِ النَّبيِّ أَنَّ مُوسَى قَامَ خَطِيبا في بَني إسْرَائِيلَ، فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ إذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: بَلَى، لي عَبْدٌ بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، وَمَنْ لي بِهِ؟ - وَرُبّما قَالَ سُفْيَانُ: أَيْ رَبِّ، وَكَيْفَ لِي بِهِ؟ قَالَ: تَأْخُذُ حُوتا فَتَجْعَلُهُ في مِكْتَلٍ، حَيْثُما فَقَدْت الْحُوتَ، فَهُوَ ثَمَّ - ورُبَّما قَالَ: فَهُوَ ثَمَّة - وَأَخَذَ حُوتا في مِكْتَلٍ، ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ، يُوشَعُ بْنُ نُونٍ - حَتَّى إذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ، وَضَعَا رُؤوسَهُما ... » الحديث بطوله. وأخرجه البخاري في سورة الكهف - من قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} الآية ج - 6 ص 88.

275 - وفيه: «فَأَوْحَى اللَّهُ إليْهِ: إنَّ لي عَبْدا بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، أوْ عِنْدَ مَجْمَع الْبَحْرَيْنِ - هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ، فَكَيْفَ لي بهِ؟ قَالَ: تأْخُذُ مَعَكَ حُوتا، فتَجْعَلُهُ في مِكْتَلٍ، فَحَيْثُما فقدْتَ الْحُوتَ فَهُوَ ثَمَّ ... » إلى آخر الحديث. وأخرجه البخاري أيضا في الباب نفسه، برواية أخرى، وفيها: 276 - فَعَتَبَ - (أي الله) عَلَيْهِ، إذْ لَمْ يَرُدُّ الْعِلْمَ إلَى اللَّهِ، قِيلَ: بَلَى، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَيْنَ؟ قَالَ: بِمَجْمع الْبَحْرَيْنِ قَالَ: أَيْ رَبِّ، اجْعَلْ لي عَلَما، أَعْلَمُ ذَلِكَ بِهِ» - فَقالَ لي عَمْرٌو: حَيْثُ يُفَارِقُكَ الْحُوتُ - وقَالَ لي يَعْلَى: قَالَ: «خُذْ حُوتا مَيِّتا، حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فأَخَذَ حُوتا ... » إلى آخر الحديث. وقد أخرجه البخاري في هذا الباب، بألفاظ قريبة مما ذكرناه هنا. والله أعلم. وقال القسطلاني - رحمه الله تعالى - في سورة الكهف من ج - 7 ص 221: قَالَ: وهذا الحديث سبق في كتاب العلم، وأخرجه المؤلف - رحمه الله تعالى - في أكثر من عشرة مواضع من كتابه الجامع. اه -.

28 - (جزاء الانتحار النار)

28 - (جزاء الانتحار النار) حديث الرجل الذي حزَّ يده بسكين فمات - في البخاري أخرجه من باب الحديث عن بني إسرائيل ج - 4 ص 170. 277 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ في هَذَا الْمَسْجِدِ، وَمَا نَسَيْنَا مُنْذُ حَدَّثَنَا، وَمَا نَخْشَى أَنْ يَكُونَ جُنْدُبٌ كَذَبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ، بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينا، فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ، حَتَّى ماتَ، قالَ اللَّهُ تَعالَى: بادَرَني عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

29 - (لا غنى لأحد عن فضل الله تعالى)

29 - (لا غنى لأحد عن فضل الله تعالى) حديث (اغتسال أيّوب - عليه السلام -، ونزول جراد من ذهب عليه) أخرجه البخاري في كتاب الغسل (باب من اغتسل عريانا) ج - 1 ص 64. 278 - حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّام بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانا، فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبَ يَحْتَثِي في ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى، وَعِزَّتِكَ، وَلكِنْ لاَ غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب - بدءِ الخلق - باب - قول الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} ج - 4 ص 151. وأخرجه أيضا في كتاب التوحيد - باب - قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} ج - 9 ص 143. 279 - وزاد في هاتين الروايتين: (خَرَّ عَلَيْهِ رِجْلُ جَرَدٍ مِنْ ذَهَبٍ). ورِجل جراد - بكسر الراءِ: أي جماعة جراد. 280 - وأخرجه النسائي في سننه (باب الاستتار عند الاغتسال) ج - 1 ص 201 ولفظه مثل رواية البخاري في كتاب الغسل، المذكورة هنا وقال فيها: (ولكِنْ لاَ غِنَى لي عَنْ بَرَكَاتِكَ) بجمع بركات.

30 - (أسلم سالمها الله تعالى)

30 - (أسلم سالمها الله تعالى) أخرج الحديث مسلم في كتاب الفضائل - باب من فضائل غفار وأسلم ... الخ) ج - 9 ص 407 من هامش القسطلاني على البخاري. 281 - وَحَدَّثَني حُسَيْنُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ خَيْثَم بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «أَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، أَمَا إنِّي لَمْ أَقُلْهَا، وَلكِنْ قَالَهَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ». وأخرج مسلم - رحمه الله تعالى - هذا الحديث في صحيحه بروايات كثيرة: منها عن أبي هريرة ومنها عن أبي ذر، ومنها عن جابر بن عبد الله، ومنها عن عبد الله بن عمر، ومنها عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنهم أجمعين.

وقد أخرج مسلم حديث (أسلم سالمها الله) بسنده إلى أبي بكرة رضي الله عنه - بلفظ أطول مما سبق، فقال فيه بعد السند إلى محمد بن يعقوب: 282 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمنِ بْنِ أَبي بَكْرَة يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسَ جَاءَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: إنَّمَا بَايَعَكَ سُرَّاقُ الْحَجِيج، مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَرَأَيْتَ أْنْ كان أَسْلمُ وَغِفارُ، وَمُزيْنةُ خيْرا، مِنْ بَني تمِيم، وبَنِي عَامِر،

وَأَسَد وغطفَانَ أَخَابُوا وَخَسِرُوا؟ فقالَ: نَعَمْ، قَالَ: فوَالَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّهُمْ لأَخْيَرُ مِنْهُمْ». أَخيرُ: لغة قليلة الاستعمال، والكثير: خير منهم. اه -. نووي.

31 - (ما جاء في تيسير قراءة القرآن)

31 - (ما جاء في تيسير قراءة القرآن) (وفي تلاوته بالليل، ونزول سورة الكوثر، وفضل الصلاة على النبي، وفضل خديجة رضي الله عنها، وبشارتها ببيت في الجنة). أولاً - حديث (إن الله عز وجل يأمرك ان تقرىءَ القرآن على سبعة أحرف) أخرجه النسائي في سننه - باب جامع - (ما جاءَ في القرآن). 283 - عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارَ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِىءَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، قَالَ: «اسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإنَّ أُمتي لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانيةَ، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِىءَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، قَالَ: «اسْأَلُ اللَّهَ مُعافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإنَّ أُمَّتي لاَ تُطِيقُ ذَلِكَ»، ثمَّ جَاءَهُ الثَّالثَةَ، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِىءَ أُمَّتَكَ القُرْآنَ عَلَى ثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ، فَقالَ: «أَسْأَلُ اللَّهُ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَإنَّ أُمَّتِي لاَ تُطِيقُ ذَلكَ»، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةُ، فقَالَ: إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَأْمُرُكَ أَنْ تُقرِىءَ أُمَّتَكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُف، فَأَيُّمَا حَرْف قَرَأُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا».

حديث (ثلاثة يحبهم الله عز وجل) أخرجه النسائي في سننه - باب - (فضل صلاة الليل في السفر) ج - 3 ص 207. 284 - عَنْ أَبي ذَرٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «ثَلاَثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - رَجُلٌ أَتَى قَوْما، فسَأَلَهُمْ بِاللَّهِ، ولَمْ يَسْأَلْهُمْ بِقَرَابَةٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ، فَمَنَعُوهُ، فتَخَلَّفَ رَجُلٌ بِأَعْقَابِهِمْ، فَأَعْطَاهُ سِرًّا، لاَ يَعْلَمُ بِعَطِيَّتِهِ إلاَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَالَّذِي أَعْطاهُ، - وقَوْمٌ سَارُوا ليْلَتهُمْ، حَتَّى إذا كَانَ النَّوْمُ أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِمَّا يُعْدَلُ بِهِ، نَزَلُوا فَوَضَعُوا رُوُوسَهُمْ، فَقَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ يَتَمَلَّقُني وَيَتْلُو آيَاتِي، - ورَجُلٌ كانَ في سَرِيَّةٍ، فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَانْهَزَمُوا، فَأَقْبَلَ بَصَدْرِهِ حَتَّى يُقْتَلَ، أَوْ يُفْتَحَ لَهُ».

(حديث نزول سورة الكوثر) أخرجه النسائي في سننه - باب (قراءَة بسم الله الرحمن الرحيم) ج - 2 ص 133. 285 - عَنْ أَنَس بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: بَيْنَمَا ذاتَ يَوْم بَيْنَ أَظْهُرِنَا - (يريد النبي) إذْ أَغْفَى إغْفَاءَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّما، فقُلْنا لَهُ: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «نَزَلَتْ عَلَيَّ آنفا سُورَةٌ: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ}» ثُمَّ قَالَ: «هلْ تدْرُونَ مَا الْكَوثرُ»؟ قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولَهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فإنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنيه رَبِّي في الْجَنَّةِ، آنيَتُهُ أَكْثَرُ منْ عَدَد الْكَوَاكبِ، تَرِدُهُ عَلَيَّ أُمَّتي، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، إنَّهُ مِنْ أُمَّتي، فيَقُولُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ».

(حديث فضل الصلاة والتسليم على النبيّ) أخرجه النسائي - رحمه الله - في سننه - باب - (فضل التسليم على النبي) ج - 3 ص 44. 286 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي طَلْحَةَ، عَنْ أَبيه - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ جَاءَ ذات يَوْمٍ، والْبُشْرَى في وَجْهِه، فقُلْنا: إنَّا لنرَى الْبُشْرَى في وَجْهِكَ، فقَالَ: «إنَّهُ أَتاني الْمَلكُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَمَا يُرْضيك أَنَّهُ لاَ يُصَلِّي عَلَيْك أَحَدٌ، إلاَّ صَلَّيْتُ عَلَيْه عَشْرا، وَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيكَ أَحَدٌ، إلاَّ سَلَّمْتُ عَلَيْه عَشْرا»؟

حديث بشارة أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها ببَيْتٍ في الجنَّة أخرجه البخاري رحمه الله - في كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ} ج - 9 ص 144. 287 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ عَنْ أَبي زُرْعَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَقَالَ: هَذه خَديجَةُ، تَأْتيكَ بإناءٍ، فيه طَعامٌ - أَوْ إنَاءٌ فيه شَرابٌ، فَأَقْرِئْها منْ رَبِّهَا السَّلاَم، وبَشِّرْها بِبَيْتٍ مِنْ قَصَب، لاَ صَخَبَ فيه وَلاَ نَصَبَ. وأخرجه البخاري في كتاب المناقب - باب - (تزويج النبيّ خديجة، وفضلها - رضي الله عنها: فقال: 288 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: أَتَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، هذه خديجَةُ قَدْ أَتَتْ، مَعها إنَاءٌ، فيه إدَامٌ - أَوْ طَعَامٌ - أَوْ شَرَابٌ، فَإذَا هِيَ أَتَتكَ، فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمُ مِنْ رَبِّهَا وَمنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ في الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ.

وأخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في هذا الباب - باب مناقب خديجة رضي الله عنها وبشارتها ببيت في الجنة، من روايتين لعائشة - رضي الله عنها -. ومن رواية لعبد الله بن أبي أَوفى - رضي الله عنه، مقتصرا على البشارة ببيت في الجنة، دون ذكر السلام.

32 - (ما جاء في الإخلاص في العمل وذم الرياء، وترك النهي عن المنكر)

32 - (ما جاء في الإخلاص في العمل وذم الرياء، وترك النهي عن المنكر) حديث (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ). أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - (باب تحريم الرياء) ج - 10 ص 443 هامش القسطلاني. 289 - حَدَّثَني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا رُوحُ بْنُ الْقَاسم، عَنْ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَن أَبِيه، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عملَ عَمَلاً أَشْرَكَ فيه غَيْري، تَرَكْتُهُ وَشرْكَهُ». وأخرجه ابن ماجة في سننه - ج - 2 ص 285 - (من باب الرياءِ والسمعة) بروايتين: 290 - إحداهما: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: أَنَا أَغْنَى الشُّركَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، فمَنْ عَمَلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فيه غَيْري، فأَنَا منْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ للَّذي أَشْرَكَ».

291 - والرواية الثانية: عَنْ أَبي سَعْد بْنِ أَبي فَضَالَةَ (وكان من الصحابة) رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذَا جَمَعَ اللَّهُ الأَوَّلِينَ والآخَرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ نَادَى مُنَادٍ: مَنْ كانَ أَشْرَكَ في عَمَلٍ عَمِلَهُ للَّهِ، فَلْيَطْلُبْ ثَوَابَهُ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ، فَإنَّ اللَّهَ أَغْنى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ».

حديث قول الله تعالى: (أَبي يَغْتَرُّونَ؟ أَم عليّ يَجْتَرِئون؟) (أخرجه الإمام الترمذي؛ رحمه الله تعالى - في الفتن، دون عنوان) ج - 3 ص 65. 292 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَخْرُجُ في آخرِ الزَّمانِ رِجالٌ، يَخْتَلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ، يَلْبَسُونَ للنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنَ اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى من السُّكَّرِ، وقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئابِ، يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَبي يَغْترُّون؟ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ؟ فَبي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلَى أُولئِكَ منْهُمُ فِتْنَةً، تدَع الْحَلِيمَ منْهُمْ حَيْرَانَ». (لم يذكر الترمذي - رحمه الله - في وصفه شيئا). وأخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - برواية أخرى، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - فقال: 293 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - عن النَّبيِّ قَالَ: «إنَّ اللَّهَ قَالَ: لَقَدْ خَلَقْتُ خَلْقا، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ، فَبِي حَلَفْتُ لأُتيحَنَّهُمْ فتْنَةً، تَدَعُ الْحَلِيمَ منْهُمْ حَيْرَانَ، فَبي يَغْتَرُّونَ؟ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ»؟. (قال الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن غريب).

حديث قول الله تعالى: (أنا أهلٌ أَنْ أُتَّقَى) أخرجه ابن ماجه في سننه - باب: (ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة). 294 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَرَأَ هَذه الآيَةَ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} فقالَ: قالَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى، فَلاَ يُجْعَلُ مَعي إلهٌ آخَرَ، فَمَنِ اتَّقَى أَنْ يَجْعَلَ مَعي إلها آخَرَ، فَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ». اهـ -.

المدخل إلى الجزء الثاني

حديث (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... الخ) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في الجهاد، من باب (من قاتل للرياءِ والسمعة استحق النار). 295 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيب الْحَارِثي، حَدَّثَنَا خَالدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا ابْن جُرَيْج، حَدَّثَني يُونُس بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَار، قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ فَقالَ لَهُ ناتِلُ أَهْل الشَّام: أَيُّهَا الشَّيْخُ، حَدِّثْني حَدِيثا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إنَّ أَوَّلَ النَّاس يُقْضَى يَوْمَ الْقِيامةِ عَلَيْه رَجلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نعَمَهُ فَعَرَفَها، قَالَ: فَمَا عَملْتَ فيهَا؟ قَالَ: قَاتَلْتُ فيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْت، قَالَ: كَذَبْت، وَلكِنَّك قَاتَلْتَ لأَن يُقال: جَريءٌ فَقَدْ قيلَ؛ ثُم أُمِرَ بِه فَسُحِبَ عَلى وَجْهِهِ، حَتَّى أُلْقِيَ في النارِ. وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتيَ بهِ فَعَرَّفَهُ نعمه فَعَرَفَها، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وعَلَّمْتهُ، وَقَرَأْت فِيك الْقُرْآن. قَالَ: كَذَبْت، وَلكِنَّك تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ الْقُرآنَ، ليُقالَ: هُوَ قارىءٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثمَّ أُمِرَ بهِ، فسُحِبَ علَى وَجْهِهِ،

حَتَّى أُلْقِيَ في النَّار. وَرَجُل وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَال كُلِّهِ، فَأُتِيَ بهِ، فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هُوَ جَوادٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بهِ، فَسُحِبَ علَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّار». وأخرجه مسلم برواية أخرى عن سليمان بن يسار، بمثل الرواية السابقة، إلا أنه قال فيها: (تفرج الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتل الشام ... إلى آخر الحديث). 296 - وأخرجه النسائي في سننه - باب من قاتل ليقال: فلان جريء - يسنده إلى سليمان بن يسار، إلى أَبي هريرة بألفاظ قريبة من ألفاظ مسلم، إلا أنه قال: (تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، فقالَ لَهُ قَائِلٌ مِنْ أَهْل الشَّام» بَدَلَ قَوْل مُسْلِم: (نَاتِلُ أَهْل الشَّام) وَقَالَ: (أَوَّلُ النَّاس يقْضَى لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاَثَة: رَجُلٌ اسُتْشِهدَ ... إلى آخر الحديث). وقال الإمام النووي - رحمه الله تعالى: قوله: (ناتل أهل الشام) هو ناتل بن قيس الحزامي الشامي، من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه. اه -. نووي. وأخرجه الترمذي في صحيحه - (باب الرياء والسمعة). 297 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَن النَّبيِّ

قَالَ: «إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَنْزِلُ إلى الْعِبَاد، لِيَقْضِيَ بَيْنَهُمْ، وَكُلُّ أُمَّة جَاثِيَةٌ. فَأَوَّلُ مَنْ يَدْعُونَهُ رَجُلٌ جَمَعَ الْقُرْآنَ، ورَجُلٌ يُقْتَلُ في سَبيلِ الله. ورَجُلٌ كَثِيرُ الْمالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْقِارِىءِ: أَلَمْ أُعَلِّمْكَ مَا أَنْزَلْتُ عَلى رَسُولي؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَاذَا عَملْتَ فيمَا عَلمْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَقُومُ بهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: إنَّ فُلانا قَارِىءٌ، فقَدْ قِيلَ ذَاكَ، وَيوْتَى بِصَاحِبِ الْمَالِ فَيَقُولُ اللَّهُ له: أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ، حَتَّى لَمْ أَدَعْكَ تَحْتَاجُ إلَى أَحَدٍ؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَبِّ، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيمَا آتَيْتُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَصِلُ الرَّحِمَ، وَأَتَصَدَّقُ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ، وَيُؤتَى بِالَّذي قُتِلَ في سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: فِيمَاذَا قُتِلْتَ؟ فَيَقُولُ: أُمِرْتُ بِالْجِهَادِ في سَبِيلكَ، فقَاتَلْتُ حَتَّى قتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالَى لَهُ: كَذَبْتَ، وَتقُولُ لَهُ الْملاَئِكَةُ: كَذبْت، ويَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْت أَنْ يُقالَ: فلاَنٌ جَرِيءٌ، فقَدْ قِيلَ ذَاكَ، ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم عَلَى رُكْبَتيَّ، فَقَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ، تَسَعَّرُ بِهِمُ النارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». قال الترمذي: حديث حسن غريب.

حديث إن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول: (ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره)؟ 298 - أخرجه ابن ماجه - باب قول الله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} فقَالَ: عَنْ أَبي سَعِيد الخدريّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقولُ: «إن الله لَيَسألُ الْعَبْدَ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يَقولَ: مَا مَنَعَكَ إذَا رَأَيْتَ المُنْكَرَ أَنْ تُنْكِرَهُ؟ فَإذَا لَقَّنَ اللَّهُ عَبدا حُجَّتَهُ، قَالَ: يَا رَبِّ، رَجَوْتُكَ وَفَرَقْت النَّاسَ». أي خفت الناس. 299 - وعَنْ أَبي سَعيدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لاَ يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفسَهُ». قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنا نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَرَى أَمْرَ اللَّهِ عَلَيْهِ فيهِ مَقالٌ، ثمَّ لا يَقولُ فيهِ، فَيَقولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَن تَقولَ في كَذا، وكَذا؟ فَيَقولُ: خَشْيَةَ النَّاس، فَيَقُولُ: فَإيَّايَ كُنت أَحَق أَنْ تَخْشَى» - أَخرجه ابن ماجة. حديث: (إذا جمع الله الخلائق يوم القيامة أذن لأُمَّة محمد في السجود). 300 - عَن أَبي بُرْدَة، عَن أَبيهِ، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذا جَمَعَ اللَّهُ الخَلاَئِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَذِنَ لأُمَّةِ مُحَمَّد في السُّجودِ، فيَسْجُدونَ لَه طَويلاً، ثمَّ يُقالُ: ارْفَعوا رُوُوسَكُم، قَدْ جَعَلْنا لَكُم عِدَّتَكُم فِدَاءَكُم مِنَ النَّار. اه -. أخرجه ابن ماجة.

33 - من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وإرسال ملك الموت إلى موسى عليهما السلام

33 - من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وإرسال ملك الموت إلى موسى عليهما السلام 301 - (حديث من أحب لقاءَ الله أَحب الله لقاءَه). أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، عن أبي هريرة بلفظ صريح في نسبته إلى الله تعالى، فيكون نصًّا على أنه حديث قدسي، ففيه بعد السند: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإذَا كَرِهَ لِقَائي كَرهْتُ لِقَاءَهُ». وأخرجه البخاري في كتاب الرقاق ج - 9 قسطلاني ص 295 من باب: (من أحب لقاءَ الله أحب الله لقاءَه) فقَالَ: 302 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَن أَنَس، عَن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «منْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهِ اللَّهُ لِقاءَهُ» - قَالَتْ عائِشَةُ: - أَوْ بَعْضُ أَزْواجِهِ -: إنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: «لَيْسَ ذَاكِ، وَلَكِنَّ المؤمِنَ إذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ، بُشِّرَ بِرِضْوانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيءٌ أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا أَمامَهُ، فَأَحَبَّ لقاءَ اللَّهِ، وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَإنَّ الْكافِرَ إذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعذَابِ اللَّهِ

وعُقُوبَتِهِ، فلَيْسَ شيءٌ أَكْرَهَ إلَيْهِ مِمَّا أمامَهُ، كَرهَ لِقَاءَ اللَّهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ». ثم قال البخاري - رحمه الله - اختصره أبو داود، وعمرو - أي ابن مرزوق - عن شعبة - وقال سعيد: عن قتادة، عن سعد، عن عائشة، عن النبي. ثم أخرجه البخاري بعد ذلك بسنده عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه. 303 - (عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم) قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ». وليس في هاتين الروايتين تصريح بنسبة الحديث إلى الله تعالى، وظاهر ذلك أنه ليس حديثا قدسيًّا. وأخرج مسلم هذا الحديث في صحيحه في الدعوات. - باب - (من أحب لقاءَ الله، أحب الله لقاءَه) بروايات عدة: فأخرجه بسنده إلى أبي موسى الأشعري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - مختصرا، كما ذكره البخاري هنا عنه، - وأخرجه كذلك عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - مقتصرا على هذا اللفظ وأخرجه عن عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْها - بثلاث روايات: (أَوسطها). 304 - عَنْ شُرَيْح بْنِ هَانىء، عَن عائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْها - قالَتْ

قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «من أَحَبَّ لِقاءَ الله أَحبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهَ لِقاءَهُ، والْمَوْتُ قَبلَ لِقَاءِ اللَّهِ». والرواية الأولى لمسلم قال فيها بسنده: عن سعد بن هشام. 305 - عَنْ عَائشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قالَتْ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ أَحَبَّ لقاءَ الله، أَحَبَّ اللَّهُ لقاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ الله، كَرِهَ اللَّهُ لقاءَهُ»، فقلُتُ: يا نبيَّ اللَّهِ، أَكَراهِيَةَ الْمَوْتِ؟ فَكُلُّنا نَكْرَهُ الْمَوْتَ، قَالَ: «لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّ المُؤمِنَ إذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَرِضْوانِهِ وَجِنَّتِهِ، أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ، فَأَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وَإنَّ الكَافِرَ إذَا بُشِّرَ بِعذَابِ اللَّهِ وسَخطِهِ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ، وَكَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ». والرواية الثالثة. قال فيها بسنده. 306 - عن شريح، عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ أَحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ». قالَ - أَي شريح -: فأَتَيْتُ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها - فَقُلْتُ: يَا أُمَّ المُؤمِنين، سَمِعْتُ أَبا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَن رَسُولِ اللَّهِ حَدِيثا، إن كان كذلِك فقدْ هلكْنا فقالَتْ: إنْ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ. وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَنْ أَحَبَّ لقَاءَ الله، أَحَبَّ

اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَنْ كَرهَ لِقاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ،» - ولَيْسَ مِنَّا أَحدٌ إلاَّ وَهُوَ يَكْرَهُ المَوْتَ، فقالَتْ: قَدْ قالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَلَيْسَ بالَّذِي تَذْهَبُ إلَيْهِ، ولكِنْ إذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَاقْشَعَرَّ الجِلْدُ، وتَشنَّجَتِ الأصَابِعُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ: مَنْ أَحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ، ومَنْ كَرهَ لِقاءَ اللَّهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ». قال القسطلاني - رحمه الله تعالى -: وحديث الباب أخرجه مسلم في الدعوات، والترمذي في الزهد والجنائز، والنسائي فيها. اه -. 307 - وأخرجه مالك في الموطأ بلفظ: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: إذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإنْ كَرِهَ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ». من كتاب الجنائز.

(حديث إرسال ملك الموت إلى موسى عليهما السلام) أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق - باب وفاة موسى عليه السلام ج - 5 قسطلاني ص 387 فقال: 308 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُس، عَنْ أَبيه، عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: أُرْسلَ مَلكُ الْمَوْتِ إلَى مُوسَى علَيْهِما السَّلاَمُ فلمَّا جاءَهُ صَكَّهُ، فرَجَع إلى رَبِّه، فقَالَ: أَرْسَلْتني إلَى عَبْد لا يُريدُ الْمَوْت، قَالَ: ارْجَعْ إلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ يَضَعْ يَدَهُ عَلى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِما غَطَّتْ يَدُهُ، بِكُلِّ شَعْرَةِ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ ماذا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ: فَالآنَ، قَالَ: فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَر، قالَ أَبُو هرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لَوْ كُنْتُ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إلى جَانِبِ الطَّرِيقِ تَحتَ الْكَثِيبِ الأحْمَرِ». قال عبد الرزاق: وأخبرنا معمر، عن همَّام، قَالَ: حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي نحوه. فصرح في هذه الرواية بنسبته إلى النبي، ورفعه إليه، كما ذكر في كل الروايات: (قال أبو هريرة - رضي الله عنه - فقال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «لو كنت ثَمَّ لأَريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر».

وأخرجه البخاري أيضا في كتاب الجنائز. (باب من أحب أن يدفن في الأرض المقدسة) ج - 2 ص 435 قسطلاني حدثنا محمود، حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس - عبد الله - عن أبيه، عن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: أُرْسِلَ مَلكُ الْمَوْتِ إلَى مُوسَى عليهما السلام فلمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ، فرجَعَ إلى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَني إلى عَبْد لاَ يُرِيدُ الْمَوْتَ، فَرَدَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجع وقُلْ له: يضع يده على متن ثور فَلَه بكل ما غَطت يده، بكلِّ شعرة سنة، قَالَ: أَيْ ربِّ، ثم ماذا؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فالآن، فَسَأَل الله أنْ يُدْنيَهُ مِنَ الأَرض المقدسة رَميةً بحجرٍ، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «فلو كنت ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبَرْهُ إلى جانِبِ الطَّرِيقِ عِندَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ». وأخرجه مسلم في باب: (من فضائل موسى) ج - 9 ص 224 هامش القسطلاني فقال: 309 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِع - وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْد: (قال عبْدٌ): أخبرنا وقال ابن رافع: حدثنا عبدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبيهِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إلَى مُوسَى علَيْهِ السَّلامُ، فَلَمَّا جاءَهُ صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ فَرَجَعَ إلى رَبِّه، فقَالَ: أَرْسَلْتَني إلى عَبْد لاَ يُريدُ المَوْتَ قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إلَيه عَيْنَهُ، وقَالَ: ارْجَعْ إلَيه، وقُلْ لَهُ: يَضَعْ يَدَهُ عَلى مَتْنِ ثَورٍ، فلَهُ بمَا غَطَّتْ يَدُهُ، بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةً قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ:

ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالآنَ، فسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدنيَهُ منَ الأَرْضِ المُقَدَّسَة رَمْيَةً بِحَجَرٍ فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «فَلَوْ كُنْتَ ثَمَّ لأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إلى جانبِ الطَّرِيقِ تَحْتَ الكَثِيبِ الأحمَرِ» اه -. وأخرجه مسلم برواية أخرى فقال: 310 - حدثنا محمد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن همام بْن مُنَبِّه، قَالَ: هذا ما حَدَّثَنَا أَبو هُرَيْرَةَ عَن رَسُولِ اللَّهِ فَذَكَر أَحادِيثَ، مِنْها: وَقَالَ: «جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إلَى مُوسَى - علَيْهِ السَّلاَمُ - فقالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ، قَالَ: فَلَطَمَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَها، قَالَ: فَرَجَعَ الْمَلَكُ إلى الله تَعالى، فقَالَ: إنَّكَ أَرْسَلْتَني إلى عَبْد لاَ يُريدُ المَوْت، وَقَدْ فَقَأَ عَيْني، قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إلَيْهِ عَيْنَهُ، وَقَالَ: ارْجِعْ إلى عَبْدي، فقُلِ: الْحَيْاةَ تُرِيدُ؟ فَإنْ كُنتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَما تَوَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرَة، فإنَّكَ تَعِيشُ بِها سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَموتُ، قَالَ: فالآنَ مِنْ قَريبٍ، رَبِّ أَمِتْني مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةَ رَميَةَ بِحَجَر قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: واللَّهِ لَو أَنِّي عِنْدَه لأَرَيْتُكمُ قَبْرَهِ إلى جانبِ الطَّرِيقِ عِندَ الكَثِيبِ الأحْمَرِ». ثم قال مسلم: حدثنا أبو إسحاق، حدثنا محمد بن يحيى،

حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر بمثل هذا الحديث. وأخرجه النسائي في باب التعزية ج - 4 ص 118 بلفظ قريب من رواية مسلم الثانية.

34 - ما جاء في الحشر وأهواله، وحديث: (يقبض الله الأرض)

24 - ما جاء في الحشر وأهواله، وحديث: (يقبض الله الأرض) حديث: (إنَّكُمْ تُحْشَرُونَ جُفَاة عُرَاة غرْلاً). أخرجه البخاري من كتاب بدء الخلق - باب - قول الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} والقسطلاني ج - 5 ص 342. 311 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير، أَخْبَرَنا سُفْيان، حَدَّثَنَا المُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمان، قَالَ: حَدَّثنِي سَعيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنْ ابْن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إنَّكُمْ تُحْشَرُونَ حُفَاة عُراة غُرْلاً، ثُمَّ قَرأَ {كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَومَ القِيامَة إبْراهيمُ - عَلَيْهِ السَّلامُ - وَإنَّ أُنَاسا منْ أَصْحابِي يُؤخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَال، فأقُولُ: أصْحابِي أَصْحَابي، فيُقالُ: إنَّهُمْ لَمْ يَزالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقابِهِم مُنذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقولُ كَما قالَ العَبْدُ الصَّالِحُ: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ} ... إلى قوله: {العَزِيزُ الحَكِيمُ}». وأخرجه البخاري في الرّقاق - باب - (كيف الحشر؟) بلفظ: 312 - عن ابن عَبَّاس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - قَالَ: قامَ فِينا النَّبيُّ يَخطُبُ فقالَ: «إنَّكُم مَحْشُورونَ حُفاةً عُراة غرلاً» ... الحديث.

وأخرجه في التفسير، وفي أحاديث الأنبياء. وأخرجه مسلم في صفة القيامة ج - 1 ص 311 هامش القسطلاني فقال بعد السند: 313 - عن ابن عباس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم خَطِيبا بِمَوْعِظَةٍ، فَقَالَ: «يَأَيُّها النَّاسُ، إنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إلى اللَّهِ حُفاةً عُراةً غُرْلاً ... » الحديث. 314 - وأخرجه الترمذي بلفظ قريب من رواية مسلم ج - 2 ص 100 وقال عنه: حديث حسن صحيح.

حديث (يحشر العباد فيناديهم ربهم: أنا الملك) أخرجه البخاري في كتاب التوحيد - والقسطلاني ج - 10 ص 429. قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله تعالى - في باب قول الله تعالى: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أَذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العليّ الكبير). 315 - وَيَذْكُرُ عَن جابِرٍ - أي ابن عبد الله الأنصاري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - عَن ابنِ أُنَيْس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَحْشُرُ اللَّهُ العِبادَ، فَيُنادِيهِمْ بِصَوْت يَسْمَعُهُ مَن بَعُدَ، كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّان».

حديث يقال يوم القيامة لآدم عليه السلام: (اخرج بعث النار من ذريتك). أخرجه البخاري من سورة الحج - باب - (وترى الناس سكارى) ج - 7 ص 97. 316 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أبُو صَالِح، عن أبي سعيدِ الخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ النَّبيُّ: «يَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَوْمَ القِيامَةِ: يَا آدَمُ، يَقولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنا وسَعْدَيكَ فَيُنادي بِصَوْت: إنَّ اللَّهَ يَأمُرُك أنْ تُخْرِجَ مِن ذُرِّيَّتِكَ بَعْثا إلى النَّار، قَالَ: يَا رَبِّ، وَما بَعْثُ النَّارِ؟ قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلف - أُراهُ قَالَ: تِسْعَمَائَةٍ وَتِسْعَةً وتِسْعِينَ، فحينئِذ تَضَعُ الحامِلُ حَمْلَهَا، ويَشِيبُ الَوِليدُ، وتَرَى الناسَ سُكَارَى ومَا هُمْ بِسُكَارَى ولكِنَّ عذابَ اللَّهِ شَديدٌ»، فَشَقَّ ذَلِكَ على النَّاسِ، حَتَّى تَغَيَّرَتْ وُجوهُهُم، فقالَ النَّبيُّ: «مِن يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ تِسْعمائَةِ وتِسعَةً وتِسْعينَ، ومِنكُم واحِدٌ، ثُمَّ أنْتُم في النَّاسِ كالشَّعَرَةِ السَّوداءِ في جَنْب الثَّورِ الأبْيَض، أو كالشَّعْرَةِ البَيْضاءِ في جَنْبِ الثَّور الأسْوَدِ، وإنِّي لأَرْجو أن تكُونُوا رُبُعَ أَهْل الجَنَّةِ»، فَكَبَّرنا، «ثمَّ ثُلُثَ أَهلِ الجَنَّةِ»، فكَبَّرنا، «ثُمَّ شَطْرَ أَهلَ الجَنَّةِ»، فَكَبَّرْنا.

وقال أبو أُسامة، عن الأعمش: (تَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى) وقَالَ: (مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمائَة وَتِسْعَةً وَتسْعينَ). وأخرجه البخاري أيضا في ذكر الأنبياءِ بعد قصة يأجوج ومأجوج، وذكره في آخر كتاب الرقاق وأخرجه مسلم في باب (بيان كون هذه الأمة نصف أهل الجنة) بلفظ قريب من لفظ البخاري. وأخرجه الإمام الترمذي بروايتين في باب (سورة الحج) ج - 2 ص 199 - 200 فقال: 317 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا نَزَلَتْ: {يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} ... إلى قوله: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} - قَالَ: أُنْزِلتْ عَليْهِ هذِهِ وَهُوَ في سَفرٍ، فقالَ: «أَتدْرُون أَيُّ يَوْم ذلك»؟ فقالوا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذَلِكَ يَوْمُ يَقُولُ اللَّهِ لآدَمَ: ابْعَثْ بَعْثَ النَّار، فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَمَا بَعْثُ النَّار؟ قَالَ: تِسْعُمائَةِ وتِسْعَةٌ وتِسْعُونَ إلَى النَّارِ، وَوَاحِدٌ إلَى الْجَنَّةِ»، فَأَنْشَأَ المُسْلِمُونَ يَبْكُونَ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «قَارِبُوا وسَدِّدُوا، فَإنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ

قَطُّ، إلاَّ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهَا جَاهِلِيَّةً، قَالَ: فَيُؤخَذُ الْعَدَدُ مِنَ الجاهِلِيَّةِ، فَإنْ تَمَّتْ وَإلاَّ كَمُلَتْ مِنَ الْمُنافِقِينَ، وَما مَثَلُكُمْ وَالأُمَم إلاَّ كَمَثَلِ الرَّقَمَةِ في ذِرَاع الدَّابَّةِ، أَوْ كالشَّامَةِ في جَنْبِ الْبَعِيرِ، ثُمَّ قَالَ: إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَكَبَّرُوا، ثُمَّ قالَ: «إنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَكَبَّرُوا، قَالَ: لاَ أَدْرِي قَالَ: الثُّلُثَيْنِ أَمْ لاَ. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. والرواية الثانية للترمذي، قال أيضا: 318 - عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْن - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ في سَفَرٍ، فَتَفَاوَتَ بَعْضُ أَصْحابِهِ في السَّيْرِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم صَوْتَهُ بِهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: {يأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} ... إلَى قَوْلِهِ: {وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ حَثُّوا الْمَطيَّ، وعَرَفُوا أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلِ يَقُولُه، قَالَ: «ذَلِكَ يَوْمٌ يُنادِي اللَّهُ فيهِ آدَمَ، فَيُنادِيِ رَبُّهُ، فَيَقُولُ: يَا آدَمُ، ابْعَثْ بَعْثَ النَّار، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟ فَيَقُولُ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمائَةٍ وتِسْعَةٌ وتِسعُونَ في النَّارِ،

وَوَاحِدٌ في الْجَنَّةِ» فَبِئْسَ القَوْمُ حَتَّى مَا أَبْدُوا بِضاحِكَة، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم الَّذي بِأصْحابِهِ، قَالَ: «اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّد بِيَدِهِ، إنَّكُم لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ، ما كَانَتا مَعَ شَيْءٍ إلاَّ كَثَّرتَاهُ: يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَمَنْ مَاتَ مِنْ بَني آدَمَ وَبَنِي إبْلِيسَ»، قَالَ: فَسُرِّيَ عَن الْقَوْم بَعْضُ الَّذي يَجِدُونَ فَقَالَ: «اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا، فَوَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّد بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ في النَّاسِ إلاَّ كَالشَّامَةِ في جَنْبِ الْبَعِير، أَوْ كالرَّقَمَةِ في ذِرَاعِ الدَّابَّةِ». قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

35 - حديث (يقبض الله الأرض .. ثم يقول: أنا الملك)

34 - حديث (يقبض الله الأرض .. ثم يقول: أنا الملك) أخرجه البخاري من كتاب التفسير - سورة الزمر - {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} ج - 6 ص 126. 319 - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّموَاتِ بِيَمِينِه، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ»؟. أخرجه البخاري بهذا اللفظ عن أبي هريرة - رضي الله عنه في كتاب التفسير - سورة الزمر - قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وفي كتاب الرقاق كذلك عنه. وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد عن عَبْدِ اللَّهِ بن عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما - بلفظ:. 320 - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - «إنَّ اللَّهَ يَقْبِضُ الأَرْضَ - أَو الأَرَضِينَ - وَتَكُونُ السَّموَاتُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد بروايتين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وفي رواية منهما: «ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا المَلِكُ».

وفي رواية له من كتاب التفسير - سورة الزمر - بأطول من ذلك كله، قَالَ: 321 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ إبْرَاهِيمَ، عَنْ عبيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الأَحْبَار إلى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إنَّا نَجِدُ أَنَّ اللَّهَ يَجْعَلُ السَّموَاتِ عَلَى إصْبَع، والأَرْضِينَ عَلَى إصْبَع، والشَّجَرَ عَلَى إصْبَع، وَالْمَاءَ والثَّرَى عَلَى إصْبَع، وَسَائِرَ الْخَلاَئِقِ عَلَى إصْبَعٍ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، فَضَحِكَ النَّبيُّ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، تَصْدِيقا لِقَوْل الْحَبْر، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: {وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. 322 - وأخرج مسلم حديث الحبر، في باب (صفة القيامة والجنة والنار) بلفظ: (فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ - أَوْ يا أَبَا الْقَاسِمِ، إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّموَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى إصْبَع ... إلى أن قال: ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ، وَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الْمَلِكُ).

ثم أخرجه مسلم برواية أخرى، ولم يذكر فيها: (ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ)، ثم أعاده بروايات قريبة من ذلك. 323 - وزاد في بعض الروايات بعد قوله: (فَرَأَيْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ نَواجِذُهُ) - قَالَ: (تَصْدِيقا لَهُ، تَعَجُّبا لِما قَالَ) - ثم أخرج مسلم حديث أبي هريرة مثل لفظ البخاري المذكور هنا. ثم أخرجه مسلم بروايات أخرى بزيادات، وهي عن عبد الله بن مسعود. فقال: 324 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَني عَبْدُ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَطْوِي اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - السَّموَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوِي الأَرْضَ بِشِمَالِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ»؟.

325 - وقال مسلم أيضا: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ - يعني ابن عبد الرحمن - حَدَّثَنَا أَبُو حَازِم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُقَسِّم، أَنَّهُ نَظَرَ إلى عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - كَيْفَ يَحْكي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم قَالَ: «يَأْخُذُ اللَّهُ سَموَاتِهِ وَأَرَاضِيهِ بِيَدَيْهِ، وَيَقُولُ أَنَا اللَّهُ، ويقبض أصابعه ويبسطها - أَنا الْمَلِكُ، حَتَّى نَظَرْتُ إلى الْمِنْبَر يَتحَرَّك مِنْ أَسْفل شيءٍ مِنْهُ، حَتَّى إنِّي لأَقُولُ: أَسَاقِطٌ هو بِرَسُولِ اللَّهِ»؟. وأخرج ابن ماجة حديث ابن عمر الثاني المرويِّ في مسلم، بلفظ: 326 - عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «يَأْخُذُ الْجَبَّارُ سَمَّواتِهِ وَأَرْضِيهِ بِيَدِهِ - وَقَبَضَ بِيَدِهِ، فَجَعَلَ يَقْبِضُها وَيَبْسُطُهَا ثُمَّ يَقُولُ: «أَنا الْجَبَّارُ، أَيْنَ الْجَبَّارُون؟ أَيْن الْمُتكبِّرُون»؟ وَيَتمثَّلُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ، حَتَّى نظرتُ الْمِنْبَرَ يَتحرَّكُ مِنْ أَسْفل شَيءٍ مِنْهُ، حَتَّى إنِّي أَقُولُ: أَسَاقِطٌ هُوَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ ج - 1 من سنن ابن ماجة ص 45 باب (فيما أنكرت الجهمية).

وأخرجه أبو داود في سننه - (من باب الرؤية) ج - 4 ص 183 فقال: 327 - عَنِ ابْن عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَطْوِي اللَّهُ السَّموَاتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ بِيَدِهِ الْيُمْنى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟ ثُمَّ يَطْوي الأَرْضِينَ، ثُمَّ يَأْخُذُهُنَّ - قال ابن العلاءِ - بِيَدِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ؟ أَيْنَ الْمُتَكَبِّرُونَ؟».

35 - (ما جاء من أحاديث الشفاعة) أولاً: روايات البخاري أخرجه البخاري من كتاب بدءِ الخلق ج - 4 ص 134 - من باب - قول الله تعالى: {إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. 328 - حَدَّثَنَا إسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْد، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ في دَعْوَةٍ، فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّراعُ، - وكَانَتْ تَعّجِبُهُ - فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً، وقَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ بِمَ؟» -: يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ في صَعِيد وَاحِدٍ، فيُبْصِرُهُمُ النَّاظِرُ، وَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَقُولُ بَعضُ النَّاسِ: أَلاَ تَرَوْنَ إلَى مَا أَنتُمْ فِيهِ؟ إلَى مَا بَلَغَكُمْ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ إلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، أَلاَ تشْفَعُ لَنَا إلَى رَبِّكَ؟ أَلاَ تَرَى ما نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ غَضَبا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلاَ يَغْضَبْ بَعْدَهُ مِثْلَهُ،

وَنَهَاني عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهَبُوا إلَى غَيْري، اذْهبُوا إلى نْوح، فَيأْتُون نُوحا، فَيَقولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْت أَوَّلُ الرُّسُلِ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وسَمَّاك اللَّهُ عَبْدا شَكُورا، أَمَا تَرَى إلى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى إلى ما بَلَغَنا؟ أَلا تشْفعُ لنا إلَى رَبِّك؟ فَيَقُولُ: رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسي، نَفْسي، ائْتُوا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فيَأْتُوني، فَأَسْجُدُ تَحْتَ العَرْش، فيُقالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَك، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ». قال محمد بن عُبَيْدٍ: لا أَحْفَظُ سائِرَهُ.

وأخرجه البخاري من كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَآءَ كُلَّهَا} ج - 6 ص 17 - 18. 329 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهيمَ، حَدَّثَنَا هشامٌ، حَدَّثَنَا قَتادَةُ، عَن أَنسٍ - هو ابن مالك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عن النَّبيِّ قال أبو عبد الله أي البخاري وقال لي خليفة: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، حَدَّثَنَا سعيدٌ، عَن قَتادَةَ، عَن أَنس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَجْتَمِعُ المُؤمِنونَ يَومَ القِيامَةِ فَيَقولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنا إلَى رَبِّنا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أَنتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِه، وَأَسْجَدَ لَكَ ملائِكَتَهُ، وعَلَّمَكَ أَسْماءَ كُلّ شَيءٍ، فَاشْفَعْ لَنا عِندَ رَبِّكَ، حَتَّى يُرِيحَنا مِن مَكانِنا هُنا، فَيقُولُ: لَستُ هُناكُم، ويَذْكُرُ ذَنبَهُ، فَيَسْتَحْيِي، ائتوا نوحا، فإنَّه أَوَّلُ رسولٍ بعثَهُ اللَّهُ إلى أهْلِ الأَرْضِ، فَيَأتونَه، فَيقولُ: لَستُ هُناكُمْ. ويَذْكُرُ سُؤالَهُ رَبَّهُ ما لَيْس لَهُ بِه عِلْمٌ. فَيَسْتَحْيِي، فَيَقولُ: ائْتُوا خَلِيلَ الرَّحمنِ، فَيأتُونَهُ، فَيقُولُ: لَستُ هُناكُم، ائُتُوا مُوسَى، عَبْدا كَلَّمَهُ اللَّهُ، وأعطاهُ التَّوراةَ، فَيَأتونَهُ، فيَقولُ: لَستُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ قَتلَ النَّفسِ بِغيرِ نَفْسٍ، فيَسْتَحْيِي مِن ربِّهِ، فيقول: ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ ورَسُولهُ، وكلِمَة اللَّهِ ورُوحَهُ، فيَأتونهُ، فيَقولُ: لسْتُ هُناكُمْ، ائْتُوا مُحَمَّدا عَبْدا غَفَرَ اللهُ لَهُ ما تقَدَّمَ

مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، فيَأْتُونَني، فأنْطَلِقُ حَتَّى أَسْتأذِنَ عَلَى رَبِّي فَيُؤذَنُ، فَإذَا رَأيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدا، فَيَدَعُني مَا شَاءَ الله، ثُمَّ يُقالُ: ارْفَعْ رَأسَكَ، وسَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يُسْمَعْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْميدٍ يُعَلِّمُنيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدَّ لي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمْ الجَنَّةَ، ثمَّ أَعُودَ إلَيهِ، فَإذَا رَأيْتُ رَبي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فأقُولُ: مَا بَقِيَ في النَّارِ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ القُرآنُ، وَوَجَبَ علَيْهِ الْخُلُودُ». قال أبو عبد الله - أَي البخاري: (إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ) يعني قول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا}.

وأخرج البخاري الحديث في كتاب الرقاق - باب - صفة الجنة والنار ج - 8 ص 116 قال أبو عبد الله البخاري: 330 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس - هو ابن مالك - رضي الله عنه قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُونَ: لَو اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبَّنا، حَتَّى يُرِيحَنا مِنْ مَكانِنا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، ونَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِه، وأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنا عِنْدَ رَبِّنا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطيئَتَهُ، ويَقولُ: ائْتُوا نُوحا، أَوَّلَ رَسُول بَعَثَهُ اللَّهُ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ائْتُوا إبْراهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلاً، فَيَأْتُونَهُ، فيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ائْتُوا مُوسَى، الَّذي كَلَّمَهُ اللَّهُ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَستُ هُناكُمْ، فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، ائْتُوا عِيسَى فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ ائْتُوا مُحَمَّدا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ ما تقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، فَيَأْتُوني، فَأَسْتَأْذِنُ عَلى رَبِّي، فإذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدا، فَيَدَعُني ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقالُ: ارْفَعْ رَأسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأسِي، فأحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيد يُعَلِّمُني، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا، ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ، وَأُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَقَعُ

سَاجِدا مِثْلَهُ، في الثَّالِثَةِ، أَوْ الرَّابِعَةِ، حَتَّى ما بَقِيَ في النَّارِ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ». قال أبو عبد الله البخاري - رحمه الله -: وكان قتادة يقول عند هذا: أَي وجب عليه الخلود. اه -.

وأخرج البخاري من كتاب الرقاق - باب: (الصراط جسر جهنم) ج - 8 ص 117 وَما بعدها. 331 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان، أَخْبَرَنا شُعَيْبٌ، عَن الزُّهْرِي، أَخْبَرَني سَعِيد وعَطَاءُ بْنُ يَزيدَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَخْبَرَهُما، عَن النَّبيِّ وقال البخاري - رحمه الله: وَحَدَّثَني مَحْمودُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثي، عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ أُناسٌ: يا رَسُولَ اللهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيامَة؟ فَقَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ في الشَّمْسِ، لَيْسَ دُونَها سَحابٌ»؟ قالُوا: لا، يا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُونَ في الْقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ»؟ قَالُوا: لاَ، يا رَسُولَ الله، قال: «فَإنَّكمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ، فَيَقُولُ: مَنْ كانَ يَعْبُدُ شَيْئا فَلْيَتَّبِعْهُ فيَتَّبعُ مَنْ كانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ (أَي الشمس) ويَتَّبِعُ مَنْ كانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ (أَي القمر) ويَتَّبِعُ مَن كانَ يَعْبُدُ الطَّواغيت (أي الطواغيت)، وتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ، فِيها مُنافِقُوها، فَيأْتِيهِمُ اللَّهُ في غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، هَذَا مَكانُنا حَتَّى يَأتِينَا رَبَّنَا، فَإذَا أَتَانا رَبُّنَا عَرَفْناهُ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ في الصُّورَةِ الَّتي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنا، فَيَتَّبِعُونَهُ، وَيُضْرَبُ

جِسْرُ جَهَنَّمَ»، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «فأَكُونُ أوَّلَ مَنْ يُجِيزُ، ودُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلمْ، سَلِّمْ، وَبِهِ كلاَلِيبُ مِثْلُ شوْكِ السَّعْدانِ أَمَا رَأَيْتُمْ شوْك السَّعْدانِ؟» قالُوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فإنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدانِ، غَيْرَ أَنَّها لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِها إلاَّ اللَّهُ، فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمالِهِمْ: فَمِنْهُمْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ، ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ، وَأرَادَ أَنْ يُخْرِجَ مِنَ النَّارِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخْرِجَ: مِمَّنْ كانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، أَمَرَ المَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ، فيَعْرِفُونَهُمْ بِعَلاَمَةِ آثارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنَ ابْنِ آدَمَ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيُخْرِجُوَهُمْ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ - يُقالُ لَهُ: مَاءُ الْحَياةِ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّة في حَمِيلِ السَّيْلِ، ويَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلى النارِ، فَيقُولُ: يا رَبِّ، قَدْ قَشَبَني رِيحُها، وأحْرَقَني ذَكَاؤهَا، فَاصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو الله، فَيَقولُ: لَعَلَّكَ إنْ أعْطَيْتُكَ أنْ تَسْالَني غَيْرَهُ، فَيَقُولُ: لاَ، وَعِزَّتُكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيَصْرِفُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ، قَرِّبْني إلَى بابِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَلَسْتَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسألَني غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ ابْنَ آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ، فَلاَ يَزالُ يَدْعُو، فَيَقُولُ: لَعَلَّي إنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ تَسْأَلُني غَيْرَهُ، فَيَقولُ: لاَ، وَعِزَّتِكَ، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَيُعطِي اللَّهَ مِنْ عَهُودٍ وَمَوَاثِيقَ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهُ، فَيُقَرِّبُهُ إلَى بابِ الْجَنَّةِ، فَإذَا رَأَى ما فِيهَا سَكَتَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ

يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقولُ: رَبِّ، أَدْخِلْني الْجَنَّةَ، ثُمَّ يَقُولُ: - أَي اللَّهُ -: أوَ لَيْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنْ لاَ تَسْأَلَني غَيْرَهُ؟ وَيْلَكَ يا ابْنَ آدَمَ، ما أَغْدَرَكَ، فَيقُولُ: يَا رَبِّ، لاَ تَجْعَلني أَشْقَى خَلْقِكَ، فَلاَ يَزَالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ، أَي الله تعالى، فَإذَا ضَحِكَ مِنْهُ أَذنَ لَهُ بِالدُّخول فيهَا، فَإذَا دَخَلَ فيهَا قيلَ لَهُ: تَمَنَّ مِن كَذا، فَيَتَمَنَّى، ثمَّ يُقالُ لهُ: تَمَنَّ مِن كذَا. فيَتَمَنَّى حَتَّى تَنْقَطِعَ بِه الأَمانيَّ، فَيَقُولُ لَهُ: هَذَا لَكَ ومثْلُهُ مَعَهُ. قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -: وَذَلكَ الرَّجُلُ آخرُ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً. قَالَ: وأبُو سَعيد الخُدْرِيُّ جالسٌ مَعَ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - لا يُغَيِّرُ عَلَيْهِ شَيئا مِنْ حَديثِهِ، حَتَّى انْتَهَى إلى قَوْلِهِ: (هَذَا لَكَ وَمِثْلِهُ مَعَهُ) - قالَ أبُو سَعِيد: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: هَذَا لَكَ وعَشَرَةُ أمْثالِهِ قالَ أبُو هُرَيْرَةَ: حَفِظْتُ: (مِثْلُهُ مَعَهُ).

وأخرجه أبو عبد الله البخاري في كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: (لما خلقت بيدي) ج - 9 ص 121 وما بعدها:. 332 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فُضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَن قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس - هو ابن مالك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَجْمَعُ اللَّهُ المُؤمِنِينَ يَوْمَ القِيَامَةِ كَذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَوْ اسْتَشْفَعْنا إلَى رَبِّنا، حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُون؛ يَا آدَمُ، أَمَا ترَى النَّاسَ؟ خلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، اشْفَعْ لَنَا إلى رَبِّنَا، حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكَ، ويَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَابَ، وَلكن ائْتُوا نُوحا، فإنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إلى أهْل الأَرْض، فَيَأْتُونَ نُوحا، فَيَقولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَابَ، وَلكِن ائْتُوا إبْراهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمن. فَيَأْتُونَ إبْراهِيمَ، فيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطايَاهُ الَّتي أصابَها، ولكِنْ ائْتُوا مُوسَى، عَبْدا آتاهُ اللَّهُ التَّوْراةَ، وكَلَّمَهُ تَكْلِيما، فَيَأتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتي أَصَابَ، ولكِنْ ائْتُوا عِيسَى عَبْدَ اللَّهِ، وَرَسُولَهُ، وكَلِمَتَهُ ورُوحَهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ولكِنْ ائْتُوا مُحَمَّدا: عَبْدا غُفِرَ لَهُ ما تقَدَّمَ مِنْ ذنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، فيَأْتُونني فأَنْطَلِقُ، فأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي، فيُؤذنُ لي علَيْهِ، فإذا رَأَيْتُ رَبِّي وقَعْتُ سَاجدا، فيَدَعُني ما شاءَ اللَّهُ

أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يُقالُ لي: ارْفَعْ مُحَمَّدا، وَقُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشفَّعْ، فأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ علَّمَنِيها، ثُمَّ أَشْفعُ فيَحُدُّ لي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمْ الجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجِعْ فإذَا رَأَيْتُ رَبِّي، وَقَعْتُ ساجِدا، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مَحُمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا رَبِّي، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لي حَدًّا، فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجَعُ، فَإذَا رَأَيْتُ رَبِّي وقَعت سَاجِدا، فَيَدَعُني ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُ رَبِّي بِمَحَامِدَ عَلَّمَنِيهَا رَبي، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لي حَدًّا. فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَرْجَعُ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، ما بَقِيَ في النَّارِ إلاَّ مَن حَبَسَهُ القُرآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ». قَالَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَكانَ في قَلْبِهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَكانَ في قَلْبِهِ مِنَ الخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَن قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، وَكانَ في قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنَ الْخَيْرِ ذَرَّةً».

من روايات حديث الشفاعة من البخاري وقال أبو عبد الله البخاري - رحمه الله - في كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ج - 9 ص 127 وما بعدها: 333 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ قَيْس بن أبي حَازِم، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ - هو البجلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم لَيْلَةَ الْبَدْر، فَقَالَ: «إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لاَ تُضَامُّونَ في رُؤيَتِهِ». 334 - وقال البخاريُّ - رحمه الله تعالى -: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْد، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثيِّ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «هَلْ تُضَارُّونَ في القَمَر لَيْلَةَ الْبَدْر؟ قَالُوا: لا، يا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَهَلْ تُضَارُّونَ في الشَّمْس لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ قالُوا: لاَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فإنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ. يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامةِ، فَيَقُولُ: مَنْ كانَ يَعْبُدُ شَيْئا فَلْيَتْبَعْهُ: فَيَتْبَعُ مَنْ كانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ - الشَّمْسَ، ويَتْبَعُ مَنْ كانَ يَعْبد الْقَمَرَ - الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كانَ يَعْبُدُ الطَّواغِيتَ - الطَّوَاغِيتَ، وتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا شَافِعُوها -

أَوْ مُنافِقُوها - شَكَّ إبْراهِيمُ - أَي ابْنُ سَعْد - فَيَأْتِيهُمُ اللَّهُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: هَذا مَكانُنَا، حَتَّى يَأْتِينَا رَبُّنا، فإذَا جاءَ رَبُّنَا عَرَفْناهُ، فَيَأْتِيهُمُ اللَّهُ في صُورَتِهِ الَّتي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنا، فَيَتَّبِعُونَهُ - ويُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فأَكُونَ أَنا وَأُمَّتي أوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ إلاَّ الرُّسُلُ، وَدَعْوَى الرُّسُل يَوْمَئِذٍ: اللَّهمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ، وَفي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَان غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ مَا قَدْرُ عظَمهَا إلاَّ اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمالِهِمْ: فَمِنْهُمْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ - أَوْ الْمُوثَقُ بِعَمَلِهِ - (أَوْ فَمِنْهُمُ المُؤمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ - أوْ الْمُوبَقُ بِعَمَلِهِ) وَمِنْهُمُ الْمُخَرْدَلُ، أَو الْمُجَازَى أوْ نَحْوُهُ، ثُمَّ يَتَجَلَّى، حَتَّى إذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنَ الْقَضاءِ بَيْنَ الْعِبادِ، وأرَادَ أنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَنْ أرَادَ مِنْ أهْلِ النَّارِ، أمَرَ المَلاَئِكَةَ أنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَن كانَ لاَ يُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، مِمَّنْ أرادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُ، مِمَّنْ يَشْهَدُ لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، فَيَعْرِفُونَهُمْ في النَّارِ بِأَثَرِ السُّجُودِ، تَأْكُلُ النَّارُ ابنَ آدَمَ، إلاَّ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ ماءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ تَحْتَهُ، كَما تَنْبُتُ الحَبَّةُ في حَمِيل السَّيْل، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَينَ العِبادِ، ويَبْقَى رَجُلٌ مِنْهُمْ مُقْبِلٌ بَوَجْهِهِ علَى النَّار، هُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولاً الجَنَّةَ، فَيَقُولُ: أيْ رَبِّ، اصْرفْ وَجْهي عَنِ النَّارِ، فإنَّهُ قَدْ قَشَبَني رِيحُها، وأَحْرَقَني

ذَكاؤهَا، فَيَدْعُو اللَّهَ، بِما شاءَ أَنْ يَدْعُوهُ، ثمَّ يَقولُ اللَّهُ: هَلْ عَسَيْتَ إنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ تَسألَني غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ: لاَ، وعِزَّتُكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي رَبَّهُ مِن عُهُود ومَواثِيقَ ما شَاءَ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَن النَّار، فإذَا أَقْبلَ عَلى الجَنَّةِ وَرآها، سَكَتَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، قَدِّمْني إلى بَابِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ ألَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لاَ تَسْأَلني غَيْرَ الَّذي أُعْطِيتَ أَبَدا؟ وَيْلَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، ما أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، ويَدْعُو اللَّهَ، حَتَّى يَقُولَ: هَلْ عَسَيْتَ - إنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَهُ؟ فَيَقُولُ لا وَعِزتِكَ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، وَيُعْطِي ما شَاءَ مِنْ عُهُودٍ وَمَوَاثِيقَ، فَيُقَدِّمِهُ إلى بَابِ الجَنَّةِ، فإذا قامَ إلَى بَابِ الجَنَّةِ انْفقهتْ لهُ الجَنَّةُ، فرَأَى ما فِيها مِن الْحَبْرَةِ والسُّرُور، فيَسْكُتُ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُت، ثُمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْني الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللَّهُ: أَلَسْتَ قَدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَمَوَاثِيقَكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ مَا أُعْطِيتَ، وَيْلَكَ يا ابْن آدَمَ، مَا أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ لاَ أَكُونَنَّ أَشْقَى خَلْقِك، فَلاَ يَزالُ يَدْعُو حَتَّى يَضْحَكَ اللَّهُ مِنهُ، فإذا ضَحِكَ مِنْهُ قالَ لَهُ: ادْخل الجَنَّةَ، فإذَا دَخَلَهَا قالَ اللَّهُ: تَمَنَّهْ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى، حَتَّى إنَّ الله لَيُذَكِّرُهُ، وَيَقُولُ لَهُ، تَمَنَّ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى انْقَطَعَتْ بِهِ الأمَانيُّ، قالَ اللَّهُ:

ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ». قالَ عَطاءُ بْنُ يَزِيدَ: وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ مَعَ أَبي هُرَيْرَةَ، لاَ يَرُدُّ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِه شَيْئا، حَتَّى إذَا حَدَّثَ أبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى قَالَ: ذَلِكَ لَكَ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ - قالَ أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: وَعَشْرَةُ أمْثَالِهِ مَعَهُ، يَا أَبا هُرَيْرَةَ، قالَ أبُو هُرَيْرَةَ ما حَفِظْت إلاَّ قَوْلَهُ: ذَلِكَ لكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ، قالَ أبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: أَشْهَد أَنِّي حَفِظْتُ مِن رَسُولِ اللَّهِ: ذَلِكَ لَكَ، وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ، قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ.

حديث الشفاعة من البخاري وأخرجه البخاري في كتاب التوحيد، من باب قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ج - 9 ص 129 وما بعدها: 335 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْد، عَنْ خَالِد بْن يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْن أبي هِلاَل، عَنْ زَيْد - هو ابن أسلم - عَن عَطاءِ بْن يَسَار عَن أبي سَعِيد الخُدْريِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيامَةِ؟ قَالَ: «هَلْ تُصَارُّونَ فِي رُوْيَةِ الشَّمْسِ وَالقَمَر، إذَا كَانَتْ صَحْوا»، قُلْنَا: لاَ، قالَ: «فإنَّكُمْ لاَ تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ رَبِّكُمْ يَومَئذٍ، إلاَّ كما تُضارُّونَ في رُؤيَتِهِما»، ثُمَّ قَالَ: «يُنَادي مُناد: ليَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إلَى ما كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أصْحَابُ الصَّليبِ مَعَ صَلِيبهِمْ، وأصْحابُ الأوْثانِ مَعَ أوْثانِهِمْ، وأصحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَع آلِهَتِهِمْ، حَتَّى يَبْقَى مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ برٍّ أوْ فاجِرٍ، وَغُبَّرَاتٍ مِن أهْلِ الكِتابِ، ثُمَّ يُؤتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كأنَّهَا سَرَابٌ، فَيُقالُ للْيَهُودِ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرا ابْنَ اللَّهِ، فيُقالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُن للَّهِ صاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ قالُوا: نُرِيدُ أنْ تَسْقِينا، فيُقالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ للنَّصَارَى: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فيُقالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ للَّهِ صاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ،

فَما تُريدُونَ؟ فيَقُولُونَ: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فَيُقالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُونَ في جَهَنَّمَ، حَتَّى يَبْقَى مَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِن بِرٍّ أوْ فَاجِرٍ، فَيُقالُ لَهُمْ: مَا يَحْسِبُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فَيَقُولُونَ: فَارَقْناهُمْ وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إلَيْهِ الْيَوْمَ، وإنَّا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْم بِما كَانُوا يَعْبُدُونَ، وإنَّما نَنْتَظِرُ رَبَّنا، قَالَ: فَيَأتِيهِمُ الجَبَّارُ في صُورَةٍ غَيْرَ صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فيها، أوَّلَ مرَّة، فيَقُولُ: أنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أنْتَ رَبُّنا، فَلاَ يُكَلِّمُهُ إلاَّ الأَنْبِياءُ، فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فَيَقُولُونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلَّ مُؤمِنٍ، وَيَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ للَّهِ رِيَاءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَب كَيْمَا يَسْجُدُ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقا وَاحِدا، ثُمَّ يُؤتَى بِالْجِسْرِ، فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ»، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: «مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ، وكَلاَلِيبُ وحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ، لَها شَوْكَةٌ عُقَيْقَاءُ، تَكُونُ بِنَجْدٍ، يُقالُ لَهُ السَّعْدَانُ، المُؤمِنُ عَلْيهَا كَالطَّرْفِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ والرِّكَابِ: فَنَاج مُسَلَّمٌ، وَنَاج مَخْدُوشٌ ومَكْدُوسٌ في نارِ جَهَنَّم، حَتَّى يَمُرُّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبا، فمَا أَنْتُمْ بِأشَدَّ لي مُناشدَةً في الحَقِّ قدْ تبيَّنَ لَكُمْ مِن المُؤمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، إذا رَأَوْا أَنَّهُمْ قدْ نجَوْا في إخْوانِهِمْ، يَقُولُون: رَبَّنا إخْوَانُنا، كانُوا يُصَلُّونَ مَعَنا، ويَصُومُون مَعَنا، ويَعْمَلُون مَعَنا، فيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينارٍ مِنْ إيمان فَأَخْرَجُوهُ، وَيُحَرِّمُ

اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّار، فَيَأْتُونَهُمْ وبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ في النَّارِ إلَى قَدَمِه، وإلَى أَنْصَافِ سَاقَيْه، فيَخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودونَ فَيَقُولُ: اذْهَبوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ في قَلْبِه مثْقالَ نصْف دينارٍ فأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فمَنْ وَجَدْتُمْ في قلْبه مِثقالَ ذرَّةٍ مِنْ إيمانٍ، فأَخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُون مَنْ عَرَفُوا». قالَ أبُو سَعيد: فإنْ لمْ تُصَدِّقُوا فاقْرَءُوا: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} فيَشْفعُ النَّبِيُّونَ والمَلاَئكَةُ والمُؤمِنُونَ، فيَقُولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتي، فيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ أَقْواما قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ في نَهرٍ بِأَفْواهِ الجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ في حَافَتَيْهِ، كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ في حَمِيل السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إلَى جَانِب الصَّخْرَةِ: إلى جَانِب الشَّجَرَةِ، فَمَا كانَ إلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كانَ أَخْضَرَ، وَما كانَ مِنْها إلى الظِّلِّ كانَ أبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كأَنَّهُمْ اللُّؤلُوُ، فيُجْعَلُ في رِقابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: هَؤلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمنِ، أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فَيُقالُ لَهُم: لَكُمْ ما رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَهُ.

حديث الشفاعة من البخاري أخرجه البخاري من كتاب التوحيد - باب - قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ج - 9 ص 131 وما بعدها. وقال أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى:. 336 - وقال حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَال، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَن أنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُحْبَسُ الْمُؤمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُهِمُّوا بِذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: لَو اسْتَشْفَعْنا إلَى رَبِّنا فَيُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنا، فَيَأتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أنتَ آدَمُ، أبُو النَّاس، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِه، وَأْسْكَنَك جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَعَلَّمَكَ أسماءَ كُلَّ شَيْءٍ، لِتَشْفَعْ لَنا عِنْدَ رَبِّكَ حتَّى يُرِيحَنا مِنْ مَكَانِنا هَذَا، قَالَ: فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، قالَ وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتي أصَابَ: أَكْلَهُ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْها، وَلكن ائْتُوا نُوحا، أَوَّلَ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ إلى أَهْلِ الأَرْضِ، فَيَأْتُونَ نُوحا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ التي أصابَ: سُؤالَهُ رَبَّهُ بِغَيْرِ عِلْم، وَلكن ائْتُوا إبرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمنِ، قَالَ: فَيَأْتُونَ إبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُ: إنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ ثَلاَثَ كَلِمَات كَذَبَهُنَّ، وَلكن ائْتُوا مُوسَى عَبْدا آتاهُ اللَّهُ التَّوْراةَ، وكَلَّمَهُ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا، قَالَ: فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: إنِّي لَسْتُ هُناكُمْ، ويَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ، الَّتي أصَابَ: قَتْلَهُ النَّفْسَ؛ ولَكن ائُتُوا عِيسَى، عَبْدَ الله ورَسُولَهُ، ورُوحَ

الله وكَلِمَتَهُ، قَالَ: فَيَأْتُونَ عِيسَى، فيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ولَكن ائْتُوا مُحَمَّدا عَبْدا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَيَأْتُونِي، فَأْسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِهِ، فَيُوْذَنُ لي عَلَيْهِ، فَإذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدا، فَيَدَعُني ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، فَيَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لي حَدًّا، فَأَخْرُجُ، فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ»، قالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ أيضا يَقُولُ: «فَأَخْرُجُ فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِهِ، فَيُوْذَنُ لي عَلَيْهِ، فَإذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدا، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأسِي، فأُثْنِي عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيدٍ، يُعَلِّمُنِيهِ، قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا، فَأَخْرُجُ، فأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، قَالَ قَتَادَةُ: وَسَمِعْتُهُ أيْضا يَقُولُ: فَأَخْرُجُ، فَأُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ، وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، ثمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ، فأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِهِ، فَيُوْذَنُ لي عَلَيْهِ، فإذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ ساجِدا، فَيَدَعُني ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يَقُولُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ قَالَ: فَأرْفَعُ رَأسي، فَأُثْني عَلَى رَبِّي بِثَنَاءٍ وَتَحْمِيد يُعَلِّمُنِيهِ،

قَالَ: ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيُحَد لي حَدًّا، فَأَخْرُجُ فَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ»، قَالَ قَتَادَةُ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «فَأَخْرُجُ فَأُخرِجُهُمْ مِنَ النَّار وَأُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ، حَتَّى ما يَبْقَى في النَّارِ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ. أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ - قَالَ: ثم تَلاَ هَذِه الآيَةَ: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}» قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ.

وأخرجه البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد - باب (كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء) ج - 9 ص 146 وما بعدها: 337 - حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش، عَنْ حُمَيْدِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسا - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ، شُفِّعْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِه خَرْدَلَةٌ، فَيَدْخُلُونَ، ثمَّ أَقُولُ: أَدْخِل الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ» فقالَ أنَسٌ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - كأنِّي أَنظُرُ إلى أصَابِع رَسُولِ اللَّهِ.

حديث الشفاعة من البخاري أخرجه أبو عبد الله البخاري - رحمه الله في كتاب التوحيد - باب (كلام الرب - عز وجل يوم القيامة مع الأنبياءِ وغيرهم) ج - 9 ص 146 وما بعدها: 338 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْد، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلاَل الْعَنَزِيُّ، قَالَ: اجْتَمَعْنا نَاسٌ مِنْ أَهْلِ البَصْرَةِ، فَذَهَبْنا إلَى أَنَسِ بْنِ مالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وذَهَبْنا مَعَنَا بِثابت الْبُنانيِّ إلَيْهِ، يَسْأَلُهُ لَنَا عَنْ حَدِيثِ الشَّفاعَةِ، فَإذَا هُوَ في قَصْرِهِ، فَوَافَقْناهُ يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأذَنَّا، فأَذِنَ لَنا وَهُوَ عَلى فِراشِهِ. فقُلْنا لِثابِتٍ لاَ تَسأَله عن شيْءٍ أوَّلَ مِن حَديثِ الشَّفاعَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ، هَؤلاَءِ إخْوانُكَ مِن أهْل البَصْرَةِ جَاءُوكَ، يَسْأَلُونَكَ عَن حَدِيثِ الشَّفاعَةِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: «إذَا كانَ يَوْمُ القِيامَةِ مَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ في بَعْض، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: اشْفَعْ لَنا إلَى رَبِّكَ، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَها ولَكنْ عَلَيْكُمْ بإبْراهِيمَ، فإنَّهُ خَلِيلُ الرَّحْمنِ، فَيَأْتُونَ إبراهيمَ، فيَقُولُ: لَستُ لَها، ولَكِنْ عَلَيْكُمْ بِموسَى، فإنَّهُ كَلِيمُ الله، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُ: لَسْتُ لَها، ولَكِنْ عَلَيْكُمْ بعِيسَى؛ فإنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فيَقُولُ: لَسْتَ لَها، ولكن عَلَيْكُم بِمُحَمَّد، فَيَأْتُونَني،

فأَقُولُ: أنَا لَها، فأَسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فَيُؤذَنُ لي، وَيُلْهِمُني مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِها، لاَ تَحْضُرُني الآنَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ المَحَامِدِ، وأَخِرُّ لَهُ ساجِدا، فيُقالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعُ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتي أُمَّتي، فَيَقولُ: يا مُحَمَّدُ، انْطَلِقْ، فأَخْرِجْ مِنهَا مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ شَعِيرَة مِنْ إيمَان، فأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلْ، ثُمَّ أَعُودُ، فأَحْمَدْهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدا، فَيُقَالُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فأقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتي، أُمَّتي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مِنْها مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مِثقالُ ذَرَّة - أَوْ خَرْدَلَة مِن إيمَان، فَأَنْطَلِقُ، فَأَفْعَلُ، ثُمَّ أَعُودُ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ سَاجِدا، فَيَقُولُ: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتي، أُمَّتي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ مَن كانَ في قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى مِثْقالَ حَبَّةِ خَرْدَل مِن إيمان»، فأخْرِجْهُ مِنَ النَّار، فأنْطَلِقُ فأَفْعَلُ»، - فلَمَّا خَرَجْنا مِنْ عِنْدِ أنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قُلتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِنا: لَوْ مَرَرْنا بِالْحَسَنِ، وَهُوَ مُتَوَارٍ في مَنْزِلِ أبي خَلِيفَةَ، فَحَدَّثْناهُ بِمَا حَدَّثَنا أَنَسُ بْنُ مَالِك. فَأَتَيْنَاهُ، فَسلَّمْنا عَلَيْهِ، فَأَذِنَ لَنا، فَقُلْنا لَهُ: يَا أَبَا سَعِيد، جِئْناكَ مِنْ عِنْدَ أخِيك أنَسِ بْن مالِك، فلَمْ نَرَ مِثْلَ ما حَدَّثَنَا في الشَّفاعَة، فَقَالَ: هِيهِ، فَحَدَّثْناهُ بِالحَدِيثِ، فَانْتَهَى إلى هَذَا الْمَوْضِع،

فَقَالَ: هيه، فَقُلْنا لَهُ: لَمْ يَزِدْ عَلى هَذا، فَقَالَ: لَقَدْ حَدَّثَني - وهُوَ جَمِيعٌ - مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً، فلاَ أَدْرِي: أَنِسِيَ، أَمْ كَرهَ أَن تَتَّكِلُوا، فَقُلْنا: يا أَبَا سَعِيد، فَحَدِّثْنا، فَضَحِكَ، وَقَالَ: خُلِقَ الإنْسَانُ عَجُولاً، ما ذَكَرْتُهُ إلاَّ وَأَنا أُرِيدُ أَنْ أُحَدِّثَكُمْ، حَدَّثَني كَما حَدَّثَكُمْ بِهِ، قَالَ: «ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدا، فَيُقالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وسَلْ تعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأقُولُ: يَا رَبِّ، ائْذَنْ لي فِيمَنْ قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، فَيقُولُ: وَعِزَّتي وَجَلاَلي، وكِبْرِيائي وعَظَمَتي: لأُخْرِجَنَّ مِنْها مَن قالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ».

بسْم الله الرَّحمن الرَّحيم (ثانيا) وهذه روايات حديث الشفاعة من صحيح الإمام مسلم باب (إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة لربهم سبحانه وتعالى) الباب ص 105، الحديث ص 207 ج - 2 هامش القسطلاني. 339 - حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبي، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن عَطاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثي، أَنَّ أبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَخْبَرَهُ أنَّ ناسا قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «هَلْ تُضَارُّونَ - (أَوْ هَلْ تُضَامُّونَ) في القَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ؟» قالُوا: لا، يا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «هَلْ تُضَارُّونَ في الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟» قَالُوا: لاَ، قَالَ: «فَإنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ القِيامَةِ، فَيَقُولُ: مَن كانَ يَعْبُدُ شَيئا فَلْيَتَّبِعْهُ، فَيَتَّبِعُ مَن كانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ - الشَّمْسَ، ويَتَّبعُ مَن كانَ يَعْبُدُ القَمَرَ - الْقَمَرَ، وَيَتَّبعُ مَن كانَ يَعْبُدُ الطَّواغِيتَ - الطَّوَاغِيتَ، وتَبْقَى هَذِه الأُمَّةُ، فِيها مُنافِقُوها، فَيأْتِيهِمُ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى، في صُورة غَيْر صُورَتِهِ التي يَعْرِفُونَ، فَيَقُولُ: أَنا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، هَذا مَكانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنا رَبُّنا، فَإذَا جَاءَ رَبُّنا عَرَفْناهُ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ في صُورتِهِ الَّتي

يَعرْفُونَ، فَيقُولُ: أنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أنْتَ رَبُّنا، فيَتَّبِعُونَهُ - ويُضْرَبُ الصِّراطُ بَينَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، فأكُونَ أنَا وأُمَّتي أَوَّلَ مَنْ نُجِيزُ، وَلا يَتَكَلَّمُ يَومَئذٍ إلاَّ الرُّسُلُ، ودَعْوَى الرُّسُلِ يَوْمَئِذ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، وفي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ، مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدان، هَلْ رأيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدانِ؟ قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فإنَّها مِثْلُ شوْكِ السَّعْدان، غيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ ما قَدْرُ عِظْمِها إلاَّ اللَّهُ، تخْطفُ النَّاسَ بأعْمالِهِمْ، فمِنْهُمْ المُؤمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ المُجَازَى حَتَّى يَنْجَى، - حَتَّى إذَا فَرَغ اللَّهُ مِنَ القَضَاءِ بَيْنَ العِبادِ، وأرَاد أنْ يُخْرِجَ بِرَحْمَتِهِ مَن أرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ المَلاَئِكةَ أنْ يُخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ كانَ لاَ يُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، مِمَّن أرادَ أَنْ يَرْحَمَهُ، ممَّنْ يقولُ: لاَ إلهَ إلاَّ اللَّهُ، فَيَعْرِفونَهُمْ في النَّارِ، ويَعْرِفُونَهُمْ بِأَثَرِ السُّجُود، تَأْكُلُ النَّارُ منَ ابن آدَمَ، إلاَّ أَثَرَ السُّجُود، حَرَّم اللَّهُ عَلى النَّار أَنْ تَأْكُلَ أثَر السُّجُود، فَيُخْرَجُونَ مِنَ النَّار، قَد امْتَحِشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ ماءُ الحَياةِ، فَيَنْبُتُونَ منهُ، كمَا تَنْبُتُ الحبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْل، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقضاءِ بَيْنَ العِبَادِ، ويَبْقَى رَجُلٌ مُقْبِلُ بوَجْهِهِ عَلى النَّارِ، وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولاً الجَنَّةَ، فيَقُولُ: أيْ رَبِّ، اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، فإنَّهُ قَدْ قَشَبَني رِيحُها وأحْرَقَني ذَكاؤهَا، فَيَدْعُو اللَّهَ ما شاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوهُ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ - تَبارَكَ وتَعَالى: هَلْ عَسَيْتُ إنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَني

غَيْرُهُ؟ فَيَقُولُ: لا أَسْأَلُكَ غَيْرَه، ويُعْطِي رَبَّهُ من عُهُودٍ ومَوَاثِيقَ ما شَاءَ اللَّهُ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّار، فَإذَا أَقْبَلَ عَلى الجَنَّةِ وَرَآها، سَكَتَ ما شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتُ ثُمَّ يَقُولُ: أيْ رَبِّ، قَدِّمْني إلى بَابِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَيْسَ قدْ أَعْطَيْتَ عُهُودَكَ وَموَاثِيقَكَ، لاَ تَسْأَلني غَيْرَ الَّذي أَعْطَيْتُكَ؟ وَيْلَكَ يا ابْن آدَمَ، ما أَغْدَرَكَ، فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ، ويَدْعُو الله، حَتَّى يَقولَ لَهُ: فَهَلْ عَسَيْتَ إنْ أَعْطَيْتُكَ ذَلِكَ أَنْ تسألَ غيرَهُ؟ فيَقُولَ: لاَ، وعِزَّتِك، فيُعْطِي رَبَّهُ ما شاءَ مِن عُهُود ومَوَاثيقَ، فيُقدِّمُهُ إلى بابِ الجَنَّةِ، فإذا قامَ عَلَى بابِ الجَنَّةِ، انْفقهتْ لهُ الجنَّةُ، فرَأى ما فِيها مِن الحُيْرِ والسُّرُور، فيَسْكُتُ ما شَاءَ اللَّهُ، أَنْ يَسْكُت، ثمَّ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْني الجَنَّة، فيَقُولُ اللَّهُ - تبارَكَ وتَعَالَى لَهُ: أَلَيْسَ قدْ أَعْطيْت عُهُودَك ومَوَاثِيقك أنْ لاَ تَسألَ غيرَ ما أَعْطيْت؟ ويْلَك يا ابْن آدَمَ، مَا أَغْدَرَك، فيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، لاَ أَكُونُ أَشْقى خَلْقِك، فَلا يَزالُ يَدْعُو اللَّهَ، حَتَّى يَضْحَك اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُ، فإذا ضحِك اللَّهُ مِنْهُ، قَالَ: ادْخُل الجَنَّة، فإذَا دَخَلَهَا قالَ اللَّهُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَيَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَتَمَنَّى، حَتَّى إنَّ اللَّهَ لَيُذَكِّرُهُ مِن كَذَا وَكَذا، حَتَّى إذَا انْقَطَعَتْ بِهِ الأَمانيُّ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى: ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ».

قَال عَطاءُ بْنُ يزِيد: وأبُو سعِيد مع أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - لاَ يُردُّ علَيْهِ مِنْ حَدِيثِه شَيْئا، حَتَّى إذَا حَدَّثَ أبُو هُرَيْرَةَ أنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - قالَ لِذَلِكَ الرَّجُل: وَمِثْلُهُ مَعَهُ، قالَ أبُو سَعِيد: (وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ، يا أَبَا هُرَيْرَةَ) قالَ أبو هُرَيْرَةَ: مَا حَفِظْتُ إلاَّ قَوْلَهُ: (ذَلِكَ لَكَ وَمِثْلُهُ مَعهُ) قالَ أبُو سَعِيد: أَشْهَدُ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلَهُ: (ذَلِكَ لَكَ، وعَشَرَةُ أمْثالِهِ) - قالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: وَذَلِكَ الرَّجُلُ آخِرُ أَهْلِ الْجَنَّةِ دُخُولاً الْجَنَّةَ.

بقية روايات مسلم في حديث الشفاعة 340 - قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِع، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاق، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَن هَمَّام بْن مُنَبِّه، قَالَ: هَذا مَا حَدَّثَنَا أَبو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وذكر أحاديث، منها: وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى، وَيَتَمَنى، فَيَقُولَ لَهُ: هَلْ تَمَنَّيْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ لَهُ: فَإنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ». 341 - حَدَّثَني سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَني حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَن زَيْد بْن أَسْلَمَ، عَن عَطاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ ناسا في زَمَن رَسُولِ اللَّهِ - قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «نَعَمْ، قَالَ: هَلْ تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ الشَّمْسِ بالظَّهِيرَة صَحْوا لَيْسَ مَعَها سَحَابٌ؟ وَهَلْ تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ صَحْوا، لَيسَ فِيها سَحَابٌ؟» قالُوا: لاَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «مَا تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ اللَّهِ - تَبَارَكَ وتَعَالَى - إلاَّ كَما تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ أحَدِهِما، إذَا كانَ يَوْمُ القِيَامَةِ أَذَّنَ مُوذِّنٌ: لِيتْبَعْ كُلَّ أُمَّة ما كانَتْ تَعْبُدُ، فَلاَ

يَبْقَى أَحَدٌ كانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللَّهِ: مِنَ الأَصْنامِ والأَنْصَابِ إلاَّ يَتَسَاقَطُونَ في النَّارِ، حَتَّى إذَا لَمْ يَبْقَ إلاَّ مَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ: مِنْ بَرٍّ وفَاجِرٍ، وَغُبَّرِ أهلِ الكِتابِ، فَتُدْعَى الْيَهُودُ، فيُقالُ لَهُمْ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدونَ؟ قالُوا: نَعْبُدُ عُزَيْرا ابْنَ الله، فيُقالُ: كَذَبْتُمْ، ما اتَّخَذَ اللَّهُ من صاحبة ولاَ وَلَد، فَماذَا تبْغُونَ؟ قالُوا: عَطشْنا يا رَبَّنا فَاسْقنا، فَيُشَارُ إلَيْهِمْ: أَلاَ تَردُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إلَى النَّار، كأنَّها سَرَابٌ، يَحْطِمُ بَعْضَهَا بَعْضا، فَيَتَسَاقَطُونَ في النَّار، ثُمَّ تُدْعَى النصَارَى، فيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالُوا: كُنا نَعْبُدُ المَسيحَ ابْنَ الله، فيُقالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، ما اتَّخَذَ اللَّهُ منْ صاحِبَةٍ وَلاَ وَلَد، فيُقالُ لَهُمْ: مَاذَا تَبْغُونَ؟ فَيَقُولُونَ: عَطِشْنا يا رَبَّنا، فَاسْقِنا، قَالَ: فَيُشارُ إلَيْهِمْ: أَلاَ تَردُونَ؟ فَيُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ، كأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضا، فَيَتَسَاقَطُونَ في النَّار، حَتَّى إذَا لَم يَبْقَ إلاَّ مَنْ كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بِرٍّ وَفاجِرٍ، أَتاهُمُ رَبُّ العَالَمِينَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في أَدْنَى صُورَة مِنَ الَّتي رَأَوْهُ فِيها، قَالَ: فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ تَتْبَعُ كُلُّ أمَّة ما كانَتْ تَعْبُدُ، قَالُوا: يا رَبَّنَا، فَارَقْنا النَّاسَ في الدُّنْيَا أَفْقَرَ ما كُنَّا إلَيْهِمْ، وَلَمْ نُصاحِبْهُمْ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبَّكُمْ، فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، لاَ نُشْرِكُ باللَّهِ شَيْئا، مَرَّتَيْن أَوْ ثَلاَثا - حَتَّى إنَّ بَعْضَهُمْ لَيَكادُ أَنْ يَنقَلِبَ، فَيَقُولُ: هَل بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ، فَتَعْرِفُونَه بِها؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقٍ، فَلاَ يَبْقَى مَنْ كانَ يَسْجُدُ للَّهِ مِنْ تِلْقَاء نَفْسِهِ، إلاَّ أَذِنَ اللَّهُ لَهُ بِالسُّجُودِ،

وَلاَ يَبْقَى مَنْ كانَ يَسْجُدُ اتِّقاءً وَرِيَاءً، إلاَّ جَعَلَ اللَّهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ، ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُوُوسَهُمْ، وقَدْ تَحَوَّلَ في صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فِيها أَوَّلَ مرَّةٍ، فَقَالَ: أَنَا رَبُّكُمْ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنا، ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: دَحْضٌ مَزَلَّةٌ، فيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ، وحَسَكَةٌ تَكُونُ بِنَجْد، فِيها شُوَيْكَةٌ، يُقالُ لَهَا السَّعْدَانُ، فَيَمُرَّ المُؤمِنُونَ: كَطَرْفِ الْعَيْن، وكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وكأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ والرِّكابِ: فَنَاج مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَل، وَمَكْدُوشٌ في نار جَهَنَّمَ، حَتَّى إذَا خَلَصَ الْمُؤمِنُونَ مِنَ النَّارِ - فَوالَّذي نَفْسي بِيَده مَا مِنْ أَحَد منْكُمْ بِأَشَدَّ مُناشَدَةً للَّهِ في اسْتِقْصاءِ الْحَقِّ مِنَ الْمُؤمِنِينَ للَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لإخْوانِهِمْ الَّذِينَ في النَّارِ، يَقُولُونَ: رَبَّنا، كانُوا يَصُومونَ مَعَنا، ويَصُلُّونَ ويَحُجُّونَ، فيُقالُ لهُمْ: أَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ، فتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّار، فيُخْرِجُونَ خَلْقا كَثيرا، قدْ أخذتِ النَّارُ إلى نصْف سَاقيْهِ، وإلَى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا، ما بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ، فيَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ، فأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقا كَثِيرا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدا مِمَّنْ أَمَرْتَنا، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَار مِنْ خَيْر، فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرجُونَ خلْقا كثِيرا، ثُمَّ

يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرا»، وكانَ أَبُو سَعِيد الْخُدْريُّ يَقُولُ: إنْ لَمْ تُصَدِّقُوني بِهَذَا الحَدِيثِ، فَاقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} - «فيقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - شَفَعَتِ المَلاَئِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤمِنُونَ، وَلَمْ يَبْقَ إلاَّ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّار فَيخْرجُ مِنْهَا قَوْما لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرا قَطُّ، قَدْ عَادُوا حُمَما فَيُلْقِيهِمْ في نَهَر في أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ، يُقَالُ لَهُ: نهَرُ الْحَياةِ، فَيَخْرُجُونَ، كَما تَخرُجُ الحِبَّةُ في حَمِيل السَّيْل، أَلاَّ تَرَوْنَهَا تَكُونُ إلَى الْحَجَر - أو الشَّجَر، ما يَكُونُ إلَى الشَّمْس أُصَيْفِرُ وَأُخَيْضِرُ، وَمَا يَكُونُ إلَى الظِّلِّ يَكونُ أبْيَضَ»، فقالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، كأنَّكَ كُنْتَ تَرْعَى بالبَادِيَةِ، قَالَ: «فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤلؤ، في رِقابهمُ الْخَوَاتِمُ، يعْرِفُهُمْ أهْلُ الْجَنَّةِ، هَؤلاَءِ عُتَقَاءُ اللَّهِ، الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنا، أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحدا مِنَ الْعَالَمِينَ، فَيُقَالُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِن هَذا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنا، أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ: رِضايَ، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدا». وزاد في رواية: (بِغَيْرِ عَمَل عَمِلُوهُ، ولاَ قَدَم قَدَّمُوهُ، فَيُقالُ لَهُم: لَكُمْ ما رَأَيْتُمْ، وَمِثْلُهُ مَعَهُ) اه -.

وقال الإمام مسلم في باب إثبات الشفاعة، وإخراج الموحّدين من النار ج - 2 ص 128 هامش القسطلاني. 342 - حَدَّثَني هَارُونُ بنُ سَعِيد الأَيْلي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ أَخْبَرَني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ عَمْرو بْن يَحْيَى بْنِ عِمَارَةَ، قالَ أَخْبَرَني أبي، عَنْ أبي سعِيد الْخُدريِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يُدْخِلُ اللَّهُ أَهْلَ الجَنَّةِ - الْجَنَّةَ، يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ برَحْمَتِهِ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّار - النَّارَ - ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّة مِنْ خَرْدَل مِنْ إيمَان، فَأَخْرجُوهُ، فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا حُمَما، قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ في نَهْرِ الْحَيَاةِ - أَو الْحَيَا، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ، كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ إلى جَانِب السَّيْل، أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً».

أخرجه مسلم في الباب نفسه ص 131 من هامش القسطلاني ج - 2. 343 - قال الإمام مسلم - رحمه الله تعالى: وَحَدَّثَني نَصْرُ بنُ عَليٍّ الجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا بشْرٌ - يَعني ابن مُفَضَّل - عَن أبي مَسْلَمَةَ، عَنْ أبي نَضْلَةَ، عَنْ أبي سَعِيد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُها، فإنَّهُمْ لاَ يَمُوتُونَ فيهَا وَلاَ يَحْيَوْنَ، ولكِن نَاسٌ أَصابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ - أوْ قَالَ: بِخَطَايَاهُمْ - فَأَمَاتَهُمْ إمَاتَةً، حَتَّى إذَا كَانُوا فَحْما، أُذِن بالشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ، ضَبَائِرَ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قِيلَ: يا أَهْلَ الْجَنَّةِ، أَفِيضُوا عَلَيْهِمْ فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الْحِبَّةِ، تَكُونُ في حَمِيل السَّيْل»، فقالَ رَجُلٌ: كَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كانَ بالبَادِيَةِ.

344 - وقال الإمام مسلم - رحمه الله تعالى في الباب نفسه ص 133 هامش القسطلاني. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ وإسْحَاقُ بْنُ إبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ كِلاَهُمَا عَنْ جَريرٍ: قالَ عُثْمانُ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصورٍ، عَن إبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْل النَّارِ خُرُوجا مِنْهَا، وآخِرَ أَهْل الجَنَةِ دُخُولاً الجَنَّةَ: رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ حَبوا، فَيَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لَهُ: اذْهَبْ، فَادْخُل الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّها مَلأَى، فَيَرْجعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: اذْهَب، فَادْخُل الْجَنَّةَ، قَالَ: فَيَأْتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إلَيْهِ أَنَّهَا مَلأَى، فَيَرْجعُ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، وَجَدْتُهَا مَلأَى، فَيَقُولُ اللَّهُ لهُ: اذْهَبْ، فَادْخُلْ الْجَنَّةَ، فَإنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا، - أَوْ إنَّ لَكَ عَشَرَةَ أَمْثال الدُّنْيا، قَالَ: فَيَقُولُ: أَتَسْخَرُ بي - أَوْ أَتَضْحَكُ بي، وَأَنْتَ الْمَلِكُ» قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: فَكانَ يُقالُ: «ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزَلَةً». 345 - وفي رواية أُخرى عن ابن مسعود مثل ذلك، إلا أنه قال: «رَجُلٌ يَخْرُجُ منها زَحْفا، فيُقَالُ لَهُ: انْطَلِقْ، فَادْخُلْ الجَنَّةَ، فَيَذْهَبُ

فَيَدْخُلُ الجَنَّةَ، فَيَجِدُ النَّاسَ قَدْ أَخَذوا المَنازِلَ، فيُقَالُ لَهُ: أَتَذْكُرُ الزَّمانَ الَّذي كُنْتُ فِيهِ؟ فَيَقولُ: نَعَمْ، فَيُقالُ لَهُ: تَمَنَّ، فَيَتَمَنَّى، فَيُقالُ لَهُ: لك الَّذي تَمَنَّيْتَ، وعَشَرَةُ أَضعافِ الدُّنْيا، قَالَ: فيقُولُ: تَسْخَرُ بي، وأنْتَ المَلِكُ؟» قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوُلُ اللَّهِ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.

تابع حديث الشفاعة وآخر من يدخل الجنة من صحيح مسلم قال الإمام مسلم - رحمه الله تعالى: 346 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ ابْن مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً، وَيَكْبُو مَرَّةً، وتَسْفَعُهُ النَّارُ مرَّةً، فإذَا ما جَاوَزَها الْتَفَتَ إلَيْها، فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذي نَجَّاني مِنْكِ، لَقَدْ أَعْطاني اللَّهُ شَيْئا ما أَعْطاهُ أَحَدا مِنَ الأَوَّلينَ والآخَرِينَ، فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِني مِن هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فلأَسْتَظلَّ بِظِلِّها، وَأَشْرَبَ مِنْ مائهَا، فَيَقولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -: يَا ابْنَ آدَمَ، لَعَلِّي إنْ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَني غَيْرَها، فيَقُولُ: لاَ، يَا رَبِّ، ويُعَاهدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَها، وَرَبُّهُ تَعَالَى يَعْذُرُهُ، لأَنَّهُ يَرَى ما لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنيه منها فَيَسْتَظِلُّ بِظِّلهَا، ويَشْرَبُ مِن مائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَى، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِني مِن هَذِهِ الشَّجَرَةِ، لأَشْرَبَ مِنْ مائِهَا، وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَها، فَيَقُولُ: يا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْني أَنْ لاَ تَسْأَلَني غَيْرَها؟ فَيَقُولُ لعَلِّي إن أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا، تَسْأَلُني غَيْرَها. ورَبُّهُ تَعَالَى يَعْذُرُهُ، لأنَّهُ يَرَى ما لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِن مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ، هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الأَوَلَييْن، فيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِني مِن الشَّجَرَةِ، لأَسْتَظِلِّ بِظِلِّهَا،

وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْني أَنْ لاَ تَسْأَلَني غَيْرَهَا؟ قَالَ: بَلَى، يَا رَبِّ، هَذِهِ لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ تَعَالَى يَعْذُرُهُ، لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ منْهَا، فَإذَا أَدْنَاهُ منْها فَيَسْمَعُ أصْواتُ أهْل الجَنَّة، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخلْنيها، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا يَصْرِيني منكَ؟ أَيُرْضيكَ أَنْ أُعْطيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلهَا مَعَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَتَسْتَهْزِىءُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبّ العَالَمِينَ»؟ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه -. فَقَالَ: أَلاَ تَسْأَلُوني ممَّ أَضْحَكُ؟ قالُوا: ممَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: هَكَذَا ضَحكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم، فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مِنْ ضَحِكَ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِىءُ مِنِّي، وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ»؟. فَيَقُولُ: «إنِّي لاَ أَسْتَهْزِىءُ مِنْكَ، وَلكنِّي عَلى ما أَشَاءُ قَادرٌ». أقول: إلى هنا - قد نقلت معظم الروايات التي ذكرها الإمام مسلم، في صحيحه، وبقي فيه روايات كثيرة، غالبها ليس فيه كبير تغيير عما نقلته هنا، فلذلك اكتفيت بهذا القدر. مع العلم بأن في غالب ما ذكرته من الروايات زيادات، أو مخالفة في الأسلوب لا يغني عنه غيره - وهذا هو السبب في تكثير هذه الروايات هنا.

إلا أن في بعض الروايات التي لم أذكرها زيادة، يجب ذكرها، وهي: قال: «ثُمَّ يَدْخُلُ بَيْتَهُ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُور الْعِين، فَتَقُولاَن لَهُ: الْحَمْدُ للَّهِ الَّذي أَحْيَاك لَنَا، وَأَحْيَانَا لَكَ، قَالَ: فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ» اه -.

ثالثا - حديث الشفاعة من سنن النسائي باب زيادة الإيمان - ج - 8 ص 112 - 113. 347 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ في الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ في الدُّنْيَا، بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنَ الْمؤمِنِينَ لِرَبِّهِمْ في إخْوَانِهِمُ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ، قَالَ: يَقُولُونَ: رَبَّنَا، إخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا، فأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ، قَالَ: فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فَأَخْرجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ، قَالَ: فَيَأْتُونَهُمْ، فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إلَى كَعْبَيْهِ، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنا قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ أَمَرْتَنا، قَالَ: وَيَقُولُ: أَخْرِجُوا مَنْ كانَ في قَلْبِهِ وَزْنُ دِينَارٍ مِنَ الإيمَانِ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ كانَ في قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينَارٍ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ كانَ في قَلْبِهِ وَزْنُ ذَرةٍ». قالَ أَبُو سَعِيد: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّق فَلْيَقْرَأْ هَذِهِ الآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} اه -.

رابعا: حديث الشفاعة من صحيح الترمذي (باب ما جاءَ في الشفاعة) ج - 2 ص 70 وما بعدها: 348 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم بِلَحْم، فَرُفع إليه الذّراع، فَأَكَلَهُ - وكَانَتْ تُعْجبُهُ - فَنَهَسَ مِنْهَا نَهْسَةً، ثمَّ قَالَ: «أَنَا سَيِّدُ النَّاس يَوْم القِيامَةِ، هَلْ تَدْرُونَ لِمَ ذَاكَ؟ يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ: الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ في صَعِيد وَاحِد، فَيُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ مِنْهُمْ، فَبلَغَ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ والْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ، وَلاَ يَحْتَمِلُون، فيقُولُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: عَلَيْكُمُ بِآدَمَ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِن رُوحِهِ، وَأَمَرَ المَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى ما قَدْ بَلَغَنا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ آدَمُ إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ، نَفْسي، نَفْسي، نَفْسِي، اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلَى نُوح، فَيَأْتُونَ نُوحا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَقَدْ سَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدا شَكُورا، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إلَى ما نَحْنُ فِيهِ؟ أَلاَ تَرَى

إلَى مَا قَدْ بَلَغَنا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ نُوحٌ: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنَّهُ قَدْ كانَتْ لي دَعْوَةٌ دَعَوْتُها عَلَى قَوْمي، نَفْسِي، نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهَبوا إلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلَى إبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إبْرَاهِيمَ، فَيَقُولُونَ: يَا إبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى إلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإنِّي قَدْ كَذَبْتُ ثَلاَثَ كَذَباتٍ - فَذَكَرَهُنَّ أَبُو حَيَّانَ في الحَدِيث - نَفْسي، نَفْسي، نَفْسي، اذْهبُوا إلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى، فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ الله، فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِه وَبِكَلاَمِهِ عَلَى الْبَشَرِ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى ما نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وإنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسا، لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِها، نَفْسي، نَفْسي، نَفْسي، اذْهَبُوا إلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إلَى عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ في الْمهْدِ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبا، لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ دَنْبا نَفْسي، نَفْسي، نَفْسي، اذْهبُوا إلَى غَيْري، اذْهَبوا إلَى مُحَمَّدٍ قَالَ: فَيَأْتونَ

مُحَمَّدا، فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إلَى رَبِّكَ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَخِرُّ سَاجِدا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ مَحَامِدِهِ، وَحُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْهِ شَيْئا، لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَد قَبْلي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتي، يَا رَبِّ، أُمَّتي، يَا رَبِّ، أُمَّتي، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِ، مِنَ الْبابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاس فِيمَا سوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذي نَفْسي بِيَدِهِ، مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّةِ، كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَحِمْيَرَ، وَكَما بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى». قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

خامسا: حديث الشفاعة من سنن الإمام ابن ماجة من الجزء الأول - باب في الإيمان ص 16: 349 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إذا خَلَّصَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ، وَأَمِنُوا - فَمَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصاحِبهِ في الحَقِّ يَكونُ لَهُ في الدُّنْيا - أَشدَّ مُجادَلَةً، مِنَ المُؤمِنِينَ لِرَبِّهِمْ في إخْوانِهِمُ، الَّذينَ أُدْخِلُوا النارَ، قَالَ: يَقُولونَ: رَبَّنا، إخْوَانُنا، كانُوا يُصَلُّون مَعَنا، وَيَصُومُونَ مَعَنا، ويَحُجُّونَ مَعَنا، فَأَدْخَلْتَهُمُ النَّارَ، فَيَقُولُ: اذْهَبُوا، فأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفتُمْ منْهُمْ، فَيَأْتُونَهُمْ فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرهمْ، لاَ تَأْكُلُ النَّارَ صُوَرَهُمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إلى أَنْصَافِ سَاقَيْه، ومِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إلَى كَعْبَيْه، فَيُخْرِجُونَهُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنا، قَدْ أَخْرَجْنَا مَنْ قَدْ أَمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: أَخْرِجُوا مَن كان في قَلْبِهِ وَزْنُ دِينارٍ مِنَ الإيمان، ثُمَّ مَنْ كانَ في قَلْبِهِ وَزْنُ نِصْفِ دِينارٍ، ثُمَّ مَن كان في قَلْبِهِ مِثقالُ حَبَّة مِن خَرْدَل». قالَ أَبو سَعِيدٍ: فَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ هَذا، فَلْيَقْرَأْ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً}.

تابع حديث ابن ماجه في الشفاعة أخرجه ابن ماجه ج - 2 ص 302 - ص 303: 350 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَن رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُلْهَمُونَ - أوْ يَهُمُّونَ - شَكَّ سَعِيدٌ - يَقُولُونَ: لَوْ تَشَفَّعَنَا إلى رَبِّنَا، فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكاننَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ آدَمُ، أَبُو النَّاس خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ، يُرِحْنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ وَيَشْكُو إلَيْهِمْ ذَنْبَهُ، الَّذِي أَصَابَ، فَيَسْتَحْيي من ذَلِكَ، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحا، فإنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ سُوَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَيَسْتَحْيي مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنِ ائْتُوا خَليلَ الرَّحْمنِ: إبْرَاهيمَ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلكنِ ائْتُوا مُوسَى: عَبْدا: كَلَّمهُ اللَّهُ، وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ، فَيَأْتُونَهُ، فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ النَّفْسَ بِغَيْرِ النَّفْس، وَلكِن ائْتُوا عِيسَى: عَبْدَ اللَّهِ وَرَسُولَهُ، وَكَلِمَةَ اللَّهِ وَرُوحُهُ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدا عَبْدا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: فَيَأْتُوني، فَأَنْطَلِقُ، فَأَمْشِي بَيْنَ السِّماطَيْنِ مِنَ الْمُؤمِنِينَ (السِّماط بكسر السين: الصف من الناس) فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي، فَيُوْذَنُ لي، فَإذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجدا، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ يَا مُحَمَّدُ، وَقُلْ تُسْمَعُ، وَسَلْ

تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِية، فإذا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدا فيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يُقالُ لي: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهُ، وَاشْفَعْ تُشْفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدهُ بِتَحْمِيد يُعَلِّمُنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا، فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ، فَإذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ سَاجِدا، فَيَدَعُني مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَني، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ مُحَمَّدُ، قُلْ تُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي، فَأَحْمَدُهُ بتَحْمِيد يُعَلِّمنِيهِ، ثُمَّ أَشْفَعُ، فَيَحُدُّ لي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ إلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ».

36 - (ما جاء في وقوف العبد بين يدي ربه يوم القيامة) (وسؤال الأنبياء عن التبليغ)

36 - (ما جاء في وقوف العبد بين يدي ربه يوم القيامة) (وسؤال الأنبياءِ عن التبليغ) (حديث وقوف العبد بين يدي ربه يوم القيامة). من صحيح البخاري - كتاب الزكاة - باب الصدقة قبل الردّ ج - 2 ص 109 351 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مُحَمَّد، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، أَخْبَرَنا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِد، حَدَّثَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَديَّ بْنَ حَاتم، - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: كُنْتُ عندَ رَسُولِ اللَّهِ فَجاءَهُ رَجُلاَن: أَحَدُهُما يَشْكُو الْعَيْلَةَ، والآخَرُ يَشْكُو قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «أَمَّا قَطْعُ السَّبِيلِ فَإنَّهُ لاَ يَأْتي علَيْكَ إلاَّ قَلِيلٌ، حَتَّى تَخْرُجَ الْعِيرُ إلَى مَكَّةَ بِغَيْرِ خَفِيرٍ، وَأَمَّا الْعَيْلَةُ فَإنَّ السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى يَطُوفَ أَحَدُكُمْ بِصَدَقَتِهِ، لاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ، ثُمَّ لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تُرْجُمَانٌ يُتَرْجَمُ لهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَم أُوتِكَ مالاً؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أُرْسِلْ إلَيْكَ رَسُولاً؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلاَ يَرَى إلاَّ النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شمَالِهِ، فَلاَ يَرَى إلاَّ النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طِيِّبَةٍ».

(وأخرجه البخاري في كتاب بدءِ الخلق - باب علامات النبوة في الإسلام). 352 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَم، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا إسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنَا سَعْدٌ الطَّائِيُّ، أَخْبَرَنَا مُحِلُّ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِم - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبيِّ إذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، فَشَكَا إلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ، فَشَكَا إلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ، هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ؟» قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْها، قَالَ: «فَإنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لاَ تَخَافُ أحَدا، إلاَّ اللَّهَ، قُلْتُ فِيمَا بَيْني وبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ طَيِّيء الَّذِينَ سَعَّرُوا الْبِلاَدَ؟ - وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَفْتَتِحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى»، قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: «كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَياةٌ، لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ، يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ: منْ ذَهَبٍ أوْ فِضَّةٍ، يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ، فَلاَ يَجِدُ أَحَدا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَلَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أَبْعَثْ إلَيْكَ رَسُولاً، فَيُبَلِّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُعْطِكَ مَالاً وَوَلَدا، وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إلاَّ جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ، فَلاَ يَرَى إلاَّ جَهَنَّمَ» - قالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صلى الله

عليه وسلم يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة»، فَإنْ لَمْ تَجِدْ شِقَّ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمةٍ طَيِّبَةٍ». قالَ عَدِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَة، حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ، لاَ تَخَافُ إلاَّ الله، وكُنْتُ فِيمَنِ افْتَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكُمْ حَيَاةٌ، لَتَرَوُنَّ مَا قَالَ النَّبيُّ - أبُو القَاسِم: يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ.

حديث (يدنو المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه) أخرجه البخاري في كتاب التفسير - من سورة هود - عليه السلام ج - 6 ص 74. 353 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ وَهِشَامٌ، قَالاَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ، قَالَ: بَيْنَا ابْنُ عُمَرَ يَطُوفُ، إذْ عَرَضَ لَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ، أوْ قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمعْتُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُدْنَى المُؤمنُ منْ رَبِّه» - وَقَالَ هشامٌ: «يَدْنُو الْمؤمِنُ (أي من ربه) حَتَّى يَضَعَ عَلَيْه كَنَفَهُ، فَيُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِه، تَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ يَقُولُ: أَعْرِفُ، يَقُولُ: رَبِّ، أَعْرِفُ مَرَّتَيْنِ فَيَقُولُ: سَتَرْتُهَا في الدُّنْيَا، وَأَغْفِرُها لَكَ الْيَوْمَ، ثُمَّ تُطْوَى صَحِيفَةُ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الآخَرُونَ - أَوِ الْكُفَّارِ - فَيُنَادَى عَلَى رَوُوسِ الأَشْهَادِ: {هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}». قال القسطلاني - رحمه الله تعالى: وأخرجه البخاري أيضا في المظالم والأدب والتوحيد - وأخرجه مسلم في التوبة - وأخرجه النسائي في التفسير والرقائق - وأخرجه ابن ماجه في السنة. اه - قسطلاني ج - 1 ص 258.

حديث: (يلقى العبد ربه، فيقول: أي فُلْ، أَلم أَكرمك الخ). أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - من كتاب الزهد ج - 10 ص 342 هامش القسطلاني. 354 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أبي صالِح، عَن أبِيهِ، عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هلْ نرَى رَبَّنا - يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «هلْ تُضارُّون في رُؤيَةِ الشَّمْسِ في الظَّهِيرَةِ، ليْسَتْ في سَحَابَةٍ؟» قالُوا: لا، قالَ: «فهلْ تُضارُّون في رُؤيَةِ القَمَرِ ليلة الْبَدْرِ ليْسَ في سَحَابَة؟» قالوا: لا، قَالَ: «والَّذي نفْسِي بِيَدِهِ، لا تُضارُّونَ في رؤيَةِ رَبِّكُمْ، إلاَّ كمَا تُضارُّون في رؤيَةِ أحَدِهِما، قَالَ: فيَلْقى العَبْدَ، فيَقُولُ: أَيْ فُل، أَلمْ أُكْرِمْك؟ وَأُسَوِّدْك، وَأُزوِّجْك، وَأُسَخِّرْ لَكَ الخيلَ والإبِلَ وَأَذْرَك ترْأَسُ، وتَرْبَعُ، فيَقولُ: بَلَى، قَالَ: فيقول: أَفَظَنَنْتَ أنَّك مُلاقيَّ؟ فيَقُولُ: لاَ، فيقُولُ: فإنِّي أَنسَاك كمَا نسِيتني، ثُمَّ يَلْقى الثَّاني، فيَقُولُ: أَيْ فُل، أَلَمْ أُكْرِمْك، وَأُسَوِّدْك، وَأُزوِّجْكَ وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالإبِلَ؟ وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ، وتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلاَقِيَّ؟ فيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ: فَإنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَني، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ، فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، آمَنْتُ بِكَ وبِكتابِكَ، وبِرُسُلِكَ، وَصَلَّيْتُ وَصُمْت وَتَصَدَّقْتُ،

ويُثْني بِخَيْرٍ ما اسْتَطاعَ، فَيَقُولُ: ههُنا إذا، قَالَ: ثُمَّ يُقالُ لَهُ: الآنَ نَبْعَثُ شاهِدَنا - عَلَيْكَ، ويَتَفَكَّرُ في نَفْسِهِ: مَنْ ذَا الَّذي يَشْهَدُ عَلَيَّ؟ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، ويُقالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وعِظَامِهِ: انْطِقِي، فَتَنْطِقُ فَخذُهُ، وَلَحْمُهُ، وعِظَامِهُ بِعَمَلِهِ، وَذِلَكَ لِيَعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ المُنافقُ، وذَلكَ الَّذي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيه». وأخرجه مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه فقال: 355 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْنِ النَّضْر بْن أبي النَّضْر، حَدَّثَنَا أبُو النَّضْر هاشمُ بْنُ أَبي القَاسم، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، عَن سُفْيانَ الثَّوْريِّ، عَنْ عبيد الْمَكْتَبِ، عَنْ فُضَيْلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَنَس بْن مَالكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَضَحِكَ، فَقَالَ: «هَلْ تُدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟» قُلنا: اللَّهُ ورَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَمْ تُجِزْني مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: «يَقُولُ: بَلَى، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإنِّي لاَ أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إلاَّ شاهِدا مِني، قَالَ: فَيَقُولُ: كَفَى بَنَفْسِكَ اليَوْمَ شَهِيدا، وَبِالْكِرَام الكَاتِبِينَ شُهُودا، قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطقي، قَالَ: فَتَنْطِقُ بِأَعْمالِهِ، قَالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَم، قَالَ: فَيَقُولُ: بُعْدا لَكُنَّ وَسُحْقا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُناضِلُ».

وأخرجه الترمذي في جامعه عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما - وهو مختصر عن روايتي مسلم المذكورتين هنا، فقال: 356 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، وأبي سَعِيد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: قالاَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يُوْتَى بِالْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعا وَبَصَرا، وَمَالاً وَوَلَدا، وسَخَّرْتُ لَكَ الأَنْعَامَ والْحَرْثَ، وَتَرَكْتُكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فَكُنْتُ تَظُنُّ أَنَّكَ مُلاَقيَّ يَوْمَكَ هَذَا؟ قَالَ: فَيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ لَهُ: الْيَوْمَ أَنْسَاك كَمَا نَسِيتَني». قال أبو عيسى الترمذي: حديث صحيح غريب.

حديث: (يجاءُ بابن آدم يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله). أخرجه الترمذي في جامعه - باب - (ما جاءَ في شأْن الحشر) ج - 2 ص 69 فقال: 357 - عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يُجَاءُ بابْن آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُ بَذَج، فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَي اللَّهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ: أَعْطَيْتُكَ وَخَوَّلْتُكَ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْكَ، فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، جَمَعْتُهُ وَثَمَّرْتُهُ، فَتَرَكْتُهُ أَكْثَرَ مَا كانَ، فَارْجِعْني آتِكَ بِهِ، فَإذَا عَبْدٌ لَمْ يُقَدِّمْ خَيْرا، - فَيُمْضَى بِهِ إلى النَّارِ». قال الترمذي - رحمه الله تعالى - في وصف هذا الحديث: (وقد روى هذا الحديث غير واحد عن الحسن - أحد رجال السند قوله: (ولم يسندوه - وإسماعيل بن مسلم أحد رجال السند، وهو الذي روى عن الحسن - يضعف هذا الحديث من قبل حفظه. اه -).

حديث: (من شغله القرآن وذكري عن مسألتي) أخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى في جامعه قبل أبواب تفسير القرآن. ج - 2 ص 152: 358 - عَنْ أَبي سَعِيد الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَقُولُ الرَّبُّ - عَزَّ وَجَلَّ - مَنْ شَغَلَهُ القُرْآنُ، وَذِكْرِي عَنْ مَسْأَلَتي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ما أُعْطي السَّائِلِينَ، وفَضْلُ كَلاَم اللَّهِ عَلَى سائِرِ الكَلاَم كَفَضْل اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ. (قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث حسن غريب). (حديث سؤال نوح عليه السلام) هل بلغت؟) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - من كتاب الأنبياء - عليهم السلام - باب {إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ} الآية ج - 4 ص 134 والقسطلاني ج - 5 ص 338: 359 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبي صَالِح، عَنْ أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوح: مَنْ يَشْهَدُ

لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ - فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلَهُ جَلَّ ذِكْرهُ: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ} - والوسط: (العدل). وأخرجه البخاري - رحمه الله تعالى أيضا في كتاب التفسير من تفسير سورة البقرة ج - 6 ص 31 بلفظ قريب مما هنا. 360 - وأخرجه الترمذي بلفظ قريب أيضا عن أبي سعيد الخدري وقال فيه: «فَيَقُولُون: ما أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، وَمَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ، فَيُقَالُ: مَنْ شُهُودُكَ»؟ .. إلى آخره). ثم قال: حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجة في باب صفة أُمة محمد ج - 2 ص 297 فقال: 361 - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يَجِيءُ النَّبيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلاَنِ، وَيَجِيءُ النَّبيُّ وَمَعَهُ الثَّلاثَةُ، وأكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ وَأَقَلُّ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيُقَالُ: مَنْ شَهِدَ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُدْعَى أُمَّةُ

مُحَمَّد، فَيُقَالُ: هَلْ بَلَّغ هَذا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: وَمَا عِلْمُكُمْ بِذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: أَخْبَرَنَا نَبِيُّنا بِذَلِكَ، أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَذَلِكُمْ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}.

37 - (الجنة محرمة على الكافرين ولا تنفعهم قرابة)

37 - (الجنة محرمة على الكافرين ولا تنفعهم قرابة) حديث: (يلقى إبْرَاهِيمُ عليه السلام آزَرَ يوم القيامة) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب (بدءِ الخلق). باب قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} ج - 4 ص 139: 362 - حَدَّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أخْبَرَني أَخي عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنِ ابْن أَبي ذِئْبٍ، عَن سَعِيد الْمَقْبُرِي، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَلْقَى إبْرَاهِيمُ أَبَاهُ آزَرَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَعَلَى وَجْه آزَرَ قَتَرَةٌ وَغَبَرَةٌ فَيَقُولُ لَهُ إبْرَاهِيمُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لاَ تَعْصِيني، فَيَقُولُ أَبُوهُ: فَالْيَوْمَ لا أَعْصِيكَ، فَيَقُولُ إبْراهيمُ: يَا رَبِّ، إنَّكَ وَعَدْتَني أنْ لاَ تُخْزِيَني يَوْمَ يُبْعَثُونَ، وَأَيُّ خُزْي أَخْزَى مِنْ أبِي الأَبْعَدِ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: إنِّي حَرَّمْتُ الْجَنَّةَ عَلَى الْكَافرِينَ، ثمَّ يُقالُ يَا إبْرَاهيمُ، ما تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فإذَا هُوَ بَذِبخ مُلْتَطخ فَيُؤخَذُ بِقَوَائِمِهِ، فَيُلْقَى في النَّارِ». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التفسير - من سورة الشعراء ج - 6 ص 111 بلفظ مختصر - وفي القسطلاني ج - 7 ص 378.

حديث: (يقال لأَهون أَهل النار عذابا) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - من كتاب (بدء الخلق). باب (خلق آدم) ج - 4 ص 134 شرح القسطلاني ج - 5 ص 324 وما بعدها: 363 - حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْص، حَدَّثَنَا خالدُ بْنُ الْحَارِث، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَس يَرْفَعُهُ: «إنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ لأَهْوَنَ أَهْلُ النَّارِ عَذَابا: لَوْ أَنَّ لَكَ ما في الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ، كُنْتُ تَفْتَدِي بهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَقَدْ سَأَلْتُكَ ما هوَ أَهْوَنُ مِنْ ذَلِكَ وَأَنْتَ في صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي، فَأَبَيْتَ». وأخرجه البخاري في باب - (صفة الجنة والنار) كتاب الرقاق قسطلاني ج - 9 ص 321 بلفظ: 364 - حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ - أَي الجَوْنيّ - قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لأَهْوَن أَهْل النَّارِ عَذَابا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: لَو أَنَّ لَكَ ما في الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ أَكُنْتَ

تَفْتَدِي بهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ في صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لاَ تُشْرِكَ بي شَيْئا، فَأَبَيْتَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي». وأخرجه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - من باب الكفارات ج - 10 ص 264 هامش القسطلاني. 365 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَان الْجَوْنِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «يَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - لأَهْوَن أَهْلِ النَّارِ عَذَابا، لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، أَكُنْتَ مُفْتَدِيا بِهَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ مَا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ في صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لاَ تُشْرِكَ - أَحْسِبُهُ قَالَ: وَلاَ أُدْخِلُكَ النَّارَ، فَأَبَيْتَ إلاَّ الشِّرْكَ». 366 - وأخرجه مسلم بسند آخر، عَن أنَس بْنِ مَالِكِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ النَّبيِّ قَالَ: «يُقَالُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْض ذَهَبا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ». 367 - وفي رواية أخرى له: «فَيُقَالُ لَهُ: كَذَبْتَ، قَدْ سُئِلْتَ مَا هُوَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ» اه -.

38 - (احتجاج الجنة والنار وشكوى النار)

38 - (احتجاج الجنة والنار وشكوى النار) حديث: (تحاجَّت الجنَّة والنَّار) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب التفسير - من سورة (ق) ج - 6 ص 138 فقال: 368 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحمَّد، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّام، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ النَّبيُّ: «تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ، والْمَتَجَبِّرِينَ، وقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لي لاَ يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وسَقَطُهُمْ؟ قالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وتَعَالَى - لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبادي، وقالَ لِلنَّارِ: إنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُما مِلْوُهَا، فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِىءُ، حَتَّى يَضَعَ رجْلَهُ، فَنَقُولُ: قَطٍ، قَطٍ، قَطٍ، فَهُناكَ تَمْتَلِىءُ، وَيُزْوَى بَعْضُها إلى بَعْضٍ، وَلاَ يَظْلِمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِن خَلْقِهِ أَحَدا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ينْشِىءُ اللَّهُ لَهَا خَلْقا». وأخرجه البخاري في كتاب التوحيد - باب ما جاءَ في قول الله تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) ج - 9 ص 134 قال بسنده إلى أبي هريرة.

369 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «اخْتَصَمَتِ الْجَنَّةُ والنَّارُ إلَى رَبِّهِما، فَقالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لَهَا، لاَ يَدْخُلُها إلاَّ ضُعَفاءُ النَّاسِ وسَقَطُهُمْ؟ وقَالَتِ النَّارُ: - يعني - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ، فقالَ اللَّهُ - تَعَالَى - لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتي، وقالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذابي، أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْوُهَا، قَالَ: فَأَمَّا الجَنَّةُ فَإنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدا، وَأَنَّهُ يُنْشِىءُ للنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فيهَا فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيد؟ - ثلاثا - حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ، فَتَمْتَلِىءُ، وَيُرَدُّ بَعْضُها إلى بَعْض، وَتَقُولُ: قَطٍ، قَطٍ، قَطٍ». وأخرج الحديث مسلم في صحيحه في باب جهنم - أَعاذنا الله تعالى منها - وقد أخرجه الإمام مسلم بروايات متعددة عن أبي هريرة - رضي الله عنه. 370 - أَولاها: مثل رواية البخاري الأُولى، المذكورة في سورة (ق). وزاد فيها: (وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لي لاَ يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ) وقال فيها: (وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْوُهَا). 371 - الرواية الثانية مثل الرواية الأولى، إلا أنه قال: «احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ».

372 - والرواية الثالثة: عن أبي هريرة من جملة أحاديث، وقال فيها: «وقَالَتِ الْجَنَّةُ»: فَمَا لِي، لاَ يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ، وَسَقَطُهُمْ وَغَرَثُهُمْ» وهي مثل غيرها من الروايتين. 373 - وأخرجه مسلم في الرواية الرابعة عن أبي سعيد الخدري - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - مثل حديث أبي هريرة - وقال: (وَلِكِلَيْكُمَا مِلْوُهَا) ولم يذكر ما بعده من الزيادة. ثم أخرجه مسلم - رحمه الله تعالى - بسنده إلى أَنس بن مالك - رضي الله عنه - فقال: 374 - عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ: «لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - قَدَمَهُ، فَنَقُولُ: قَطْ، قَطْ، وَعِزَّتِكَ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ». وأخرجه أيضا عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - فقال: 375 - عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ أَنَّه قالَ: «لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ يُلْقَى فِيهَا، وتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ رَبُّ العَزَّةِ فيهَا قَدَمَهُ، فَيَنْزَوِيَ بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ،

وَتَقُولُ: قَطٍ، قَطٍ، بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ، وَلاَ يَزَالُ في الْجَنَّةِ فَضْلٌ، حَتَّى يُنْشِىءَ اللَّهُ لَهَا خَلْقا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الْجَنَّةِ». 376 - وقال مسلم في رواية أيضا:. (عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ يَقُولُ: «يَبْقَى مَنَ الْجَنَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقَى، حَتَّى يُنْشِىءَ اللَّهُ لَهَا خَلْقا مِمَّا يَشَاءُ». وأخرج الترمذي - رحمه الله تعالى - حجاج الجنة والنار، فقال بسنده:. 377 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَدْخُلُني الضُّعَفَاءُ والْمَسَاكِينُ، وقَالَتِ النَّارُ: يَدْخُلُني الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ، فَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابي، أَنْتَقِمُ بِكِ مِمَّنْ شِئْتُ، وقالَ للْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتي، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ شِئْتُ».

حديث: (اشتكت النار إلى ربها) أخرجه البخاري - رحمه الله في كتاب (بدءِ الخلق - باب صفة النار): ج - 4 ص 140. 378 - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِي، قَالَ: حَدَّثَني أَبُو سَلَمَة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَقُولُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّها، فَقَالَتْ: رَبِّ، أَكَلَ بَعْضي بَعْضا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفْسَيْن: نَفَسٍ في الشِّتاءِ، ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فَأَشَدَّ ما تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ، وَأَشَدَّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ.

39 - (ما جاء في حوض النبي - صلى الله عليه وسلم)

39 - (ما جاء في حوض النبي - صلى الله عليه وسلم) حديث الحوض أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في باب الحوض - ج - 8 ص 119. 379 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَر، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا وائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَنَا فَرَطْكُمْ عَلَى الْحَوْض، وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجالٌ مِنْكُم، ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُوني، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحابِي، فَيُقَالُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ». وأخرجه البخاري بسند آخر، عن حذيفة - رضي الله عنه عن النبي، وأخرجه مسلم من طريق حصين عن أبي وائل، عن حذيفة - رضي الله عنه - عن النبي. وأخرجه البخاري أيضا بسنده إلى أنس بن مالك - رضي الله عنه عن النبي فقال: 380 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَنَس - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «لَيَرُدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أصْحَابِي الْحَوْضَ حَتَّى إذَا عَرَفْتُهُمْ،

اخْتُلِجُوا دُوني، فأقُولُ: أَصْحَابِي، فَيَقُولُ: لاَ تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ». وأخرج مسلم الحديث في المناقب. اه -. قسطلاني. وأخرجه البخاري أيضا بسنده إلى سهل بن سعد - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - عن النبي فقال: 381 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّف، حَدَّثَني أَبُو حَازِم، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْد، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ النَّبيُّ: «إنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمأْ أَبَدا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوامٌ، أَعْرِفُهُمْ ويَعْرِفُونَني، ثُمَّ يُحَالُ بَيني وبَيْنَهُمْ». قالَ أَبُو حَازِم: فَسَمِعَني النُّعْمَانُ بْنُ أَبي عِيَاشِ، فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ مِنْ سَهْلٍ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَسَمِعْتُهُ، وَهُوَ يَزِيدُ فِيهَا: (فَأَقُولُ: إنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقالُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقا، سُحْقا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي). وأخرجه البخاري أيضا بسنده إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي فقال: 382 - وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيد الْحَبَطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَن سَعِيدِ بْن الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ

- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «يَردُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي، فَيُجْلَوْنَ عَنِ الْحَوْضِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحابي، فَيَقُولُ: إنَّكَ لاَ عِلْمَ لَكَ بِما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهُمْ القَهْقَرَى». وقالَ شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِي: كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يُحَدِّثُ عَنِ النَّبيِّ: (فَيُجْلَوْنَ) - وَقَالَ عُقَيْلٌ - أَي عن الزهري: (فَيُحَلَّثُونَ). وأخرجه البخاري أيضا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - بلفظ أطول مما سبق فقال: 383 - حَدَّثَني إبْرَاهِيمُ بن المنْذِرِ الحزاميُّ، حَدَّثَني محمد بن فُلَيْح حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هِلاَلٌ، عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَن أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ، فَإذَا زُمْرَةٌ، حَتَّى إذَا عَرَفْتُهُمْ، خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْني وبَيْنَهُمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، فَقُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إلَى النَّارِ وَاللَّهِ، قُلْتُ: وَمَا شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمْ الْقَهْقَرَى، ثُمَّ إذَا زُمْرَةٌ، حَتَّى إذَا عَرَفْتُهُمْ، خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْني وبَيْنِهِمْ، فَقَالَ: هَلُمَّ، قُلْتُ: أَيْنَ؟ قَالَ: إلَى النَّارِ وَاللَّهِ، قُلْتُ: ما شَأْنُهُمْ؟ قَالَ: إنَّهُمْ ارْتَدُّوا بَعْدَكَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى فَلاَ أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إلاَّ مِثْلُ هَمَل النَّعَم».

وأخرجه البخاري أيضا بسنده عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في الباب نفسه ج - 9 ص 343 قسطلاني، فقال: 384 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ نَافِع بْنِ عُمَرَ - أَي ابن عبد الله الجمحي - قَالَ: حَدَّثني ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهمَا - قَالَتْ: قالَ النَّبيُّ: «إنِّي عَلَى الْحَوْضِ، حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، وَسَيُوْخَذُ نَاسٌ مِنْ دُوني، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي، وَمِنْ أُمَّتي، فَيُقَالُ: هَلْ شَعُرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللَّهِ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ»، فكانَ ابْنُ أبي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا، أَوْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا. (أَعقابكم تَنْكِصُونَ: تَرْجِعُونَ إلى الْعَقَبِ).

40 - (ما جاء في ذبح الموت يوم القيامة)

40 - (ما جاء في ذبح الموت يوم القيامة) حديث يذكر فيه ذبح الموت على الصراط. أخرجه ابن ماجه في سننه - باب (صفة النار) ج - 2 ص 305 فقال: 385 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يُوْتَى بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُوقَفُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَيُقَالُ: يا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ، وَجِلينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ، ثُم يُقالُ: يا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ، فَرِحينَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذي هُمْ فِيهِ، فَيُقَالُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ، قَالَ: فَيُوْمَرُ بِهِ، فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَينِ كِلاهُما: خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ، لاَ مَوْتَ فِيْهَا أَبَدا». وقد جاءَ ذبح الموت في حديث الترمذي - باب - (ما جاءَ في خُلُودِ أَهل الجنة وأَهل النار) - قال في آخر الحديث: 386 - «فَإذَا أَدْخَلَ اللَّهُ أَهْلَ الجَنَّةِ الَجَنَّةَ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، قَالَ: أُتِي بِالْمَوْتِ، فَيُوقَفُ عَلَى السُّور الَّذي بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَهْل النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِين، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ، يَرْجُونَ الشَّفَاعَةَ، فَيُقَالُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ،

وَأَهْلِ النَّارِ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: هَؤلاَءِ، وَهَؤلاَءِ، قَدْ عَرَفْنَاهُ - هُوَ الْمَوْتُ الَّذي وُكِّلَ بِنَا، فَيُضْجَعُ، فَيُذْبَحُ ذَبْحا عَلَى السُّورِ الَّذي بَيْنَ الْجَنَّةِ والنَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، خُلُودٌ، لاَ مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ». قال الترمذي - رحمه الله - حديث حسن صحيح.

حديث: (يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبّة من خردل، من إيمان فأخرجوه). أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - من كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار - ج - 8 ص 115 فقال: 387 - حَدَّثَنَا مُوسَى - هو ابن إسماعيل - حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِيه، عن أبي سعيد الْخُدْرِيِّ، - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إذْ دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ - النَّارَ، يَقُولُ اللهُ: مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ فَأَخْرجُوهُ، فَيُخْرَجُونَ قَدِ امْتُحِشُوا، وَعَادُوا حُمَما، فَيُلْقَوْنَ في نَهَر الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ - أوْ قَالَ: حَمِيةِ - وقَالَ النَّبيُّ: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّهَا تَنْبُت صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً». وأخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب الإيمان - من باب تفاضل أهل الإيمان في الأعمال - فقال: 388 - حَدَّثَنَا إسماعيلُ - (هو ابن أبي أُوَيْس بن عبد الله - الأصبحي، المدني، ابن أخت الإمام مالك، إمام دار الهجرة) قال: حَدَّثَني مَالِكٌ، عَن عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمازِنيِّ، عَنْ أبِيه، عَنْ أَبي سَعيد الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -

قَالَ: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّة - الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ - النَّارَ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَخْرِجُوا مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثقالُ حَبَّة منْ خَرْدَلٍ منْ إيمَان، فَيَخْرُجُونَ منْهَا قَد اسْوَدُّوا، فَيُلْقَوْنَ في نَهَرِ الْحَيَا - أَوِ الْحَيَاةِ - شَكَّ مَالكٌ، فَيَنْبُتُون كما تنْبُتُ الْحَبَّةُ في جَانِبِ السَّيْلِ، أَلمْ ترَوْا أَنَّها تخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً». قال وهيب: حدثنا عمرو: (الحياة) وقال: (خرْدَل مِنْ إيمَان).

41 - (ما جاء في ذكر ما حفت به الجنة والنار)

41 - (ما جاء في ذكر ما حفت به الجنة والنار) وطعام أهل النار حديث (حُفَّتِ الْجَنَّةُ بالمكاره، وحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ). أخرجه الإمام الترمذي في جامعه - (باب حفت الجنة بالمكاره) ج - 2 ص 92. 389 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «لمَّا خلقَ اللَّهُ الجَنَّةَ والنَّارَ، أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إلَى الجَنَّةِ، فَقَالَ: انْظُرْ إلَيْها، وإلى مَا أَعْدَدْتُ إلَى أَهْلِها فِيها، قَالَ: فجاءَها ونَظَرَ إلَيْها وإلَى ما أَعَدَّ اللَّهُ لأَهْلها فيها، قَالَ: فَرَجَعَ إلَيهِ، قَالَ: فَوَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِها أحَدٌ إلاَّ دَخَلَها، فَأَمَرَ بِها فَحُفَّتْ بِالْمَكارِهِ فَقَالَ: ارْجَعْ إلَيْها، فَانْظُر إلى ما أَعْدَدْتُ لأَهْلِها فِيها، قَالَ: فَرَجَعَ إليْها، فَإذا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ، فَرَجَع إلَيْهِ، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْت أَنْ لاَ يَدْخُلَها أَحَدٌ - قَالَ: اذْهَبْ إلَى النَّارِ فَانْظُرْ إلَيْهَا، وَإلَى ما أَعْدَدْتُ لأَهْلِهَا فيها، فإذا هي يَرْكَبُ بَعْضُها بَعْضا، فرَجَع إليْهِ، فقالَ: وَعِزَّتُكَ لا يَسْمَعُ بِها أَحَدٌ فَيَدْخُلها، فأَمَرَ بِها فَحُفَّتْ بالشَّهَوَاتِ، فَقَالَ: ارْجَعْ إلَيْهَا، فَرَجَعَ إلَيْهَا، فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إلاَّ دَخَلَهَا». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: (حديث حسن صحيح).

أخرجه أبو داود في سننه - باب خلق الجنة والنار - ج - 4 ص 185 فقال بسنده إلى أبي هريرة. 300 - عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ قالَ لِجِبْرِيلَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إلَيْهَا، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِها أحَدٌ إلاَّ دَخَلَها، ثُمَّ حَفَّها بِالْمَكارِهِ، ثُمَّ قالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إلَيْهَا، ثُمَّ جاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبَّ، وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَدْخُلُهَا أَحَدٌ، قَالَ: فَلَمَّا خَلَقَ اللَّهُ النَّارَ، قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فَذَهَبَ فَنَظَرَ إلَيْهَا، ثُمَّ جاءَ فَقَالَ: وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا فَيَدْخُلَهَا، فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فذَهَبَ فَنَظَرَ إلَيْهَا، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، وَعِزَّتِكَ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ إلاَّ دَخَلَهَا ... وأخرج هذا الحديث النسائي في سننه عن أبي هريرة أيضا، بألفاظ قريبةً مما ذكره الترمذي وأبو داود، في باب (الحلف بعزة الله تعالى).

حديث: (يلقى على أهل النار الجوع) أخرجه الترمذي - رحمه الله تعالى - في باب صفة طعام أهل النار. ج - 2 ص 96 - 97. 391 - عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الجُوعُ، - فَيَعْدِلُ ما هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ فَيُغَاثُونَ بِطَعامٍ مِنْ ضَرِيع، لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوع، فَيَسْتَغَيثُونَ بِالطَّعَامِ، فَيُغَاثُونَ بِطَعَام ذِي غُصَّة، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الْغُصَصَ في الدُّنْيَا بالشَّرَابِ. فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ فَيُرْفَعُ إلَيْهِمْ الْحَمِيمُ بِكَلاَلِيب الْحَديدِ، فَإذَا دَنَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوَتَ وُجُوهَهُمْ، فَإذَا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَّعَتْ مَا في بُطُونِهِمْ، فَيَقُولُونَ: ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّمَ، فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَات؟ قالُوا: بَلَى، قالُوا: فادْعُوا، وَمَا دَعَاءُ الْكافرِينَ إلاَّ في ضَلاَل، قَالَ: فَيَقُولُونَ: ادْعُوا مَالكا، فَيَقُولُونَ: يَا مَالِكُ، لِيَقْضِ علَيْنَا رَبُّكَ، قَالَ: فَيُجِيبُهُمْ: إنَّكُمْ مَاكِثُونَ». قالَ الأَعْمَشُ: نُبِّئْتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ، وَبَيْنَ إجَابَةِ مَالِكٍ أَلْفَ عَام قالَ «فَيَقُولُونَ: ادْعُوا رَبَّكُمْ، فَلاَ أَحَدَ خَيْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ، فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْما ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإنْ عُدْنَا فَإنَّا ظَالِمُونَ، قَالَ: فَيُجِيبُهُمْ: اخْسَئُوا فِيهَا

وَلاَ تُكَلَّمُونَ - فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ في الزَّفِيرِ وَالْحَسْرَةِ وَالْوَيْلِ». قال عبد الله بن عبد الرحمن: (والناس لا يرفعون هذا الحديث) وقال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى -: إنما نعرف هذا الحديث عن الأعمش، عن شمَّرَ بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن أُم الدرداءِ عن أبي الدرداءِ. وعبد الله بن عبد الرحمن: هو أول رجال السند، - أي الذي روى عنه الترمذي اه -.

42 - (ما جاء في رؤية المؤمنين ربهم وخطاب الله لأهل الجنة)

42 - (ما جاء في رؤية المؤمنين ربهم وخطاب الله لأهل الجنة) (حديث إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة لربهم - سبحانه وتعالى). أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى ج - 2 ص 107 هامش القسطلاني. 392 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمن بْنُ مَهْدِي، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِت البُنَاني، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيلى، عَنْ شُهَيْبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «إذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، فَمَا أَعْطُوا شَيْئا أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إلى رَبِّهِمْ. 393 - وأخرجه مسلم برواية أُخرى بهذا الإسناد، وزاد فيها. ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}. وأخرج ابن ماجة في سننه حديث رؤية المؤمنين لربهم بلفظ آخر، فقال:. 394 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ في نَعِيمِهِمْ إذْ سَطَعَ

لَهُمْ نُورٌ؛ فَرَفَعُوا رُوُوسَهُمْ، فَإذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، قَالَ: وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: {سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} قَالَ: فَيَنْظُرُ إلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَلاَ يَلْتَفِتُونَ إلَى شَيْءٍ مِنَ النَّعِيم، مَا دَامُوا يَنْظُرُونَ إلَيْه، حَتَّى يُحْجَبَ عَنْهُمْ، وَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ في دِيَارِهِمْ». وأخرجه ابن ماجه أيضا عن صهيب - رضي الله عنه - قَالَ: 395 - تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم هَذِهِ الآيَةِ: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} - وَقَالَ: إذَا دَخَلَ أَهُلْ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ، نَادَى مُنَاد: يا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِدا، يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فَيَقُولُونَ: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ يُثَقِّلْ اللَّهُ مَوَازِينَنَا، وَيُبَيِّضْ وُجُوهَنَا وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَيُنْجِنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ: فَيَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُم اللَّهُ شَيْئا أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ - يعني إلَيْهِ - وَلاَ أَقَرَّ لأَعْيُنِهِمْ. قال المحشي على سنن ابن ماجة: (وفيه أَن الله تعالى يزيل عن قلوبهم الحرص، ويعطيهم ما لا يطمعون المزيد عليه، ويرضيهم بفضله). ثم قال: أي المحشي المذكور: (وفي بعض النسخ: «ينجينا» بإثبات الياءِ، كما في الترمذي، مع أنه معطوف على المجزوم: إما للإشباع، أو للتنزيل منزلة الصحيح اه -).

وأخرجه الترمذي والنسائي وغيرهم - من رواية حماد بن سلمة، عن ثابت، عن ابن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي. اه - نووي.

(حديث خطاب الله تعالى لأهل الجنة) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار ج - 8 ص 114 ومن القسطلاني ج - 9 ص 319. 396 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنةِ، يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا، وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا، لا نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدا مِنْ خَلْقِكَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبدا». وأخرجه البخاري أيضا في كتاب التوحيد - باب (كلام الرب مع أهل الجنة). 397 - بسنده إلى أبي سعيد الخدري أيضا ج - 9 ص 151 قسطلاني ج - 10 ص 251 بألفاظ قريبة مما ذكر هنا - إلا أنه قال: (أَلا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ)؟.

وأخرج هذا الحديث مسلم في صحيحه - في باب (كتاب الجنة ونعيمها وأهلها) كما أخرجه أيضا الترمذي ج - 2 ص 91، وقال: حديث حسن صحيح، وألفاظهما مثل ألفاظ البخاري - رحمه الله - في كتاب الرقاق، وقال: (أَلا أَعطيكم)؟

(حديث استئذان بعض أهل الجنة ربه أن يزرع) أخرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في كتاب التوحيد - من باب - (كلام الرب مع أهل الجنة) ج - 9 ص 151. 398 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَان، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، حَدَّثَنَا هِلاَلٌ عَنْ عَطَاءِ بْن يَسَار، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْما يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَة - «أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ في الزَّرْع، فَقَالَ: أَوَلَسْتَ فيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ - فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ، فَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاوُهُ، وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَإنَّهُ لاَ يُشْبِعُكَ شَيْءٌ». فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ تَجِدُ هَذَا إلاَّ قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْع، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا أَصْحَاب زَرْعٍ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم. وأخرج البخاري - رحمه الله تعالى - هذا الحديث في كتاب المزارعة في باب مجرد، عقب كراءِ الأرض بالذهب.

حديث سوق الْجَنَّة أخرجه الإمام الترمذي - رحمه الله تعالى في جامعه - في باب - (ما جاءَ في سوق الجنة) ج - 2 ص 89 - 90. 399 - عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَسْأَلُ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ في سُوق الْجَنَّةِ، فَقَالَ سَعِيدٌ: أَفِيهَا سُوقٌ؟ قَالَ: نعَمْ، أَخْبَرَني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم «أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ إذا دَخَلُوهَا نَزَلُوا فِيهَا بِفَضْلِ أَعْمَالِهِمْ، ثُمَّ يُوْذَنُ لَهُمْ في مِقْدَارِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا، فَيَزُورُونَ رَبَّهُمْ، وَيَبْرُزُ لَهُمْ عَرْشُهُ، وَيَتَبَدَّى لَهُمْ في رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، فَتُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ، وَيَجْلِسُ أَدْنَاهُمْ - وَمَا فِيهِمْ مِنْ دَنيٍّ - عَلَى كُثْبَان الْمِسْكِ وَالْكَافُورِ، وَمَا يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَرَاسِي أَفْضَلُ مِنْهُمْ مَجْلِسا»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ نَرَى رَبَّنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، قَالَ: هَلْ تَتَمَارَوْنَ في رُوْيَةِ الشَّمْسِ، وَالْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْر؟» قُلْنَا: لا، قَالَ: «كَذَلكَ لا تَمَارَوْنَ في رُوْيَة رَبِّكُمْ، وَلاَ يَبْقَى في ذَلِكَ الْمَجْلِسِ رَجُلٌ إلاَّ حَاضَرَهُ اللَّهُ مُحَاضَرَةً، حَتَّى يَقُولَ لِلرَّجُلِ مِنْهُمْ: يَا فُلاَنُ بْنَ فُلان، أَتَذْكُرُ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُذكَّرُ بِبَعْضِ غَدَارَتِهِ في الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ،

أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَسَعَةُ مَغْفِرَتي بَلغتْ بِكَ مِنْزِلَتكَ هَذه، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ غَشِيَتْهُمْ سَحَابَةٌ مِنْ فَوْقِهِمْ، فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِمْ طِيبا لَمْ يَجِدُوا مِثْلَ رِيحِهِ شَيْئا قَطُّ، وَيَقُولُ رَبُّنَا - تَبَارَكَ وَتَعَالَى: قُومُوا إلَى مَا أَعْدَدْتُ لَكُمْ مِنَ الْكَرَامَةِ، فَخُذُوا مَا اشْتَهَيْتُمْ، فَنَأْتِي سُوقا قَدْ حَفَّتْ بِهِ الْمَلاَئِكَةُ مَا لَمْ تَنْظُرِ الْعُيُونُ إلَى مِثْلِهِ، وَلَمْ تَسْمَع الآذَانُ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى الْقُلُوبِ، فَيُحْمَلُ لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا، لَيْسَ يُبَاعُ فِيهَا وَلاَ يُشْتَرَى. وفي ذَلِكَ السُّوقِ يَلْقَى أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْضُهُمْ بَعْضا، قَالَ: فَيُقْبَلُ الرَّجُلُ ذُو الْمَنْزِلَة المرْتَفِعَةِ فَيَلْقَى مَنْ هُوَ دُونَهُ - وَمَا فِيهِم دَنيٌّ - فَيَرُوعُهُ مَا يَرَى عَلَيْهِ مِنَ اللِّبَاسِ، فَمَا يَنْقَضِي آخِرُ حَدِيثِهِ حَتَّى يَتَخَيَّلَ إلَيْهِ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَحْزَنَ فِيهَا، ثُمَّ نَنْصَرِفُ إلَى مَنَازِلِنَا، فَيَتَلَقَّانَا أَزْوَاجُنَا، فَيَقُلْنَ: مَرْحَبا وَأَهْلاً، لَقَدْ جِئْتَ وَإنَّ بِكَ مِنَ الْجَمَالِ أَفْضَلَ مَا فَارَقْتَنَا عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: إنَّا جَالَسْنَا الْيَوْمَ رَبَّنَا الْجَبَّارَ، وَيَحُقُّنَا أَنْ يَنْقَلِبَ بِمِثْلِ مَا انْقَلَبْنَا». قال أبو عيسى الترمذي - رحمه الله تعالى: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، - وقد روى سويد بن عمرو، عن الأوزاعي شيئا من هذا الحديث (ملحوظة): (سويد بن عمرو ليس من رجال السند، وأما الأوزاعي فإنه من رجاله). وأخرجه ابن ماجه في سننه ج - 2 ص 307 عن أبي هريرة، وزاد فيه:

400 - فَتُوضَعُ لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ لُؤلُؤٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ يَاقُوتٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ زَبَرْجَدٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَنَابِرُ مِنْ فِضَّةٍ .. وقال فيه: «وَلاَ يَبْقَى في ذَلِكَ الْمَجْلِسِ أَحَدٌ، إلاَّ حَاضَرَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مُحَاضَرَةً، حَتَّى إنَّهُ لَيَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْكُمْ: أَلاَ تَذْكُرُ يَا فُلاَنُ يَوْمَ عَمِلْتَ كَذَا وَكَذَا، يُذَكِّرُهُ بَعْضَ غَدَرَاتِهِ في الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَفَلَمْ تَغْفِرْ لِي؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَبِسَعَةِ مَغْفِرَتي بَلَغَتْ مَنْزِلَتَكَ هَذِهِ» ... الخ. وقال فيه: (فَنَحْمِل لَنَا مَا اشْتَهَيْنَا) وقال: (وَمَا فِيهِمْ دَنيءٌ).

§1/1