الآداب النافعة بالألفاظ المختارة الجامعة

ابن شمس الخلافة

كتاب الآداب

كتاب الآداب لابن شمس الخلافة جعفر بن محمد بن مختار الأفضلي باب الحكمة من النثر قال الله تعالى: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً". وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: "نعم الهدية الكلمة من كلام الحكمة" وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: "الحكمة ضالة المؤمن, فاطلب ضالتك ولو في أهل الشرك". وقال عليه السلام: "من عرف بالحكمة لاحظته العيون بالوقار". وقال بعض الحكماء: تحتاج القلوب إلى أقواتها من الحكمة, كما تحتاج الأجسام إلى أقواتها من الطعام. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة جهد المقل, وأسوأ الناس حالا من لا يثق بأحد لسوء ظنه, ولا يثق به أحد لسوء فعله, وأصبر الناس من لا يفشي سره إلى صديق له مخافة التقلب يوما, وأعجز الناس المفرط في طلب الإخوان, وأعز الأشياء أخ يوثق بعقده ويسكن إلى غيبه". وقال عليه الصلاة والسلام: "انظروا إلى من هو دونكم, ولا تنظروا إلى من هو فوقكم, فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم". وقال عليه الصلاة والسلام: "لو أن الرجل كالقدح المقوم لقال الناس فيه لو ولولا". وقال صلى الله عليه وسلم: "أقيلوا ذوي المروآت عثراتهم, فما يعثر منهم عاثر إلا ويده بيد الله تعالى". وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من لم يتأمل الأمور بعين عقله, لم يقع سيف حيلته إلا على مقاتله. وقيل له ما الكرم؟ فقال الاحتيال للمعروف, وترك التقصي عن الملهوف. وقال علي السلام: "انتهزوا هذه الفرص فإنها تمر مر السحاب, ولا تطلبوا أثرا بعد عين". وقال: الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك, على الكذب حيث ينفعك. وقال: إذا أقبلت الدنيا على رجل, أعارته محاسن غيره, وإذا أدبرت عن رجل, سلبته محاسن نفسه. وكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى عكرمة بن أبي جهل - وهو عامله على عمان - إياك أن توعد على معصية بأكثر من عقوبتها, فإنك إن فعلت أثمت, وإن لم تفعل كذبت. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما عاقبت من عصى الله فيك, بمثل أن تطيع الله فيه. وقال: لا حرمة للنائحة, لأنها تأمر بالجزع, وقد نهى الله عنه؛ وتنهى عن الصبر وقد أمر الله به؛ وتبكي شجو غيرها وتأخذ الأجرة على دمعها؛ وتحزن الحي؛ وتؤذي الميت. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: من لم يستحي من العيب؛ ويرعوي عند الشيب؛ ويخشى الله بظهر الغيب, فلا خير فيه. وقال علي بن الحسن رضي الله عنهما: هلك من ليس له حكيم يرشده, وذل من ليس له سفيه يعضده. من المأثور عن الحكماء وقال أفلاطون الحكيم: الدليل على ضعف الإنسان أنه ربما أتاه الخير من حيث لا يحتسب, والشر من حيث لا يرتقب. وقال: لا تطلب سرعة العمل؛ واطلب تجويده؛ فإن الناس لا يسألون في كم فرغ؛ وإنما ينظرون إلى إتقانه وجود صنعته. وقال: إذا أعجبك ما يتواصفه الناس مما ظهر من محاسنك, فانظر فيما بطن من مساويك, ولتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من معرفة الناس بك. وقال: ينبغي للعاقل أن يكون رقيبا على نفسه, فيستعظم خطأه ويستصغر خطأه ويستصغره صوابه, لأن الصواب داخل في شرط إنسانيته, والخطأ مغير لما استقر في نفوس الناس منه. وقال: حبك للشيء ستر بينك وبين مساويه, وبغضك له ستر بينك وبين محاسنه. وقال: إذا أنجزت ما وعدت, فقد أحرزت فضيلتي الجود والصدق. وقال: مودة الرأي ما تموت ومودة الهوى ما تبقى. وقال: إذا أغضبك صديق لك فقد أجراك في مضمار يعرف منك فيه حسن العهد, وجميل الوفاء؛ فمهما أشرفت عليه من عيوبه وسقطاته فلا تطل لشيء من ذلك عليه. وقال: لا تستصغرن عدوك فيقتحم عليك المكروه من زيادة مقداره على تقديرك. وقال: من مدحك بما ليس فيك من الجميل وهو راض عنك, فقد ذمك بما ليس فيك من القبيح, وهو ساخط عليك. وقال: الأشرار يتبعون مساوي الناس ويتركون محاسنهم, كما يبتغي الذباب المواضع الفاسدة من الجسد ويترك الصحيحة. وقال: لاتعتب [أن] أذم فيه ما مدحته أو أمدح فيه ما ذممته, وذلك يوم ظفر الهوى فيه بالرأي والجهل بالعقل. وقال: لا تعادوا الدول المقبلة وتشربوا أنفسكم استثقالها فتدبر بإقبالها.

وقال أرسطو طاليس للطالب البالغ, لذة الإدراك, وللطالب المحروم, راحة اليأس.

وقال: العدل في الشيء صورة واحدة, والجور صور مختلفة, ولهذا سهل ارتكاب الجور وصعب تحري العدل, وهما يشبهان الإصابة والخطأ في الرماية؛ فإن الإصابة تحتاج إلى ارتياض وتعاهد, والخطأ لا يحتاج إلى شيء من ذلك. وقال: من جمع إلى شرف أصله شرف نفسه, فقد قضى الحق عليه واستدعى التفضيل بالحجة؛ ومن أغفل نفسه واعتمد على شرف آبائه, فقد عقهم واستحق بأن لا يقدم بهم على غيره. وقال: كما أن من كان له سلف في الشجاعة والسخاء, لا يستحق أن يكرم اتصافه إذا كان جبانا بخيلا؛ وكذلك سائر أنواع الشرف. إنما يستحق المنتسب إليها التقديم إذا حوى ما يذكر به أسلافه. وقال: السعيد من الملوك من تمت به رياسة آبائه؛ والشقي منهم من انقطعت عنده. وقال: إذا قامت حجتك على كريم في المناظرة أكرمك وعظمك, وإذا قامت على لئيم عاداك واصطنعها عليك. وقال: لا تدفعن عملا عن وقته, فإن للوقت الذي تدفعه إليه عملا آخر, ولست تطيق ازدحام الأعمال لأنها إذا ازدحمت دخلها الخلل. وقال: حيث يزيد القول ينقص العمل, وحيث تقوى التهمة يضعف الاسترسال. وقال: ليس ينبغي للمرء أن يعمل الفكرة فيما ذهب عنه, ولكن ليعملها في حفظ ما يبقى له. وقال: لا تأسفن على شيء اغتصبه في هذا العالم, فلو كان بالحقيقة لك لما وصل إلى غيرك. وقال: أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره, وأقواهم من قوي على غضبه, وأصبرهم من ستر فاقته, وأغناهم من قنع بما تيسر له. وقال: أصعب الأحوال حال, عجزت فيه عن التنقل إلى ما ترجو فيه راحة؛ وأضيق المذاهب طريق لم تجد فيه معينا لك ومشيرا عليك, وأكدى المطالب الرغبة إلى غير مناسب لك ولا متأمل فاقتك, وأخوف المسالك مسلك حسنت فيه مفارقة حريتك وجميل أوصافك, وتعبدت فيه لرذائلك؛ وأغلظ المواقف مقامك على متهم لك لا يقبل منك حجة ولا يسمع لك معذرة؛ وأسوأ المجاورة مجاورة لئيم يجري مجراك من سلطانك, فهو يحرف محاسنك ويحسد فضائلك ويبتغي غوائلك. وقال: إذا رفضت أحدا فلا تخرجه من أسر الطمع فيك؛ وإذا كافحته فلا توئسه من مراجعتك؛ فإنك ترسل عليه ليلا من المكيدة يسري فيه إليه, وهو نائم عنك, غير مبصر لك. وقال: الحر يشكر على حسب الإمكان من المنعم والموقع من الراغب. والنذل إنما يشكر على حسب الكثرة والزيادة فقط. وقال: الرغبة إلى الكريم تخلطك به وتقربك منه, وترفع سجوف الحشمة بينك وبينه, والرغبة إلى اللئيم تباعدك عنه وتصغرك في عينه. وقال: الحر من وفى بما يجب عليه وسمح بكثير مما يجب له, وصبر على عشيره على ما لا يصبر له على مثله. وكانت حرمة القصد عنده توازي حرمة النسب, وذمام المودة لديه يفوق ذمام الإفضال عليه. وقال: أمطل نفسك بما تؤثر أن تشتريه بالنسيئة, فإن صبرها عليك أولى من صبر غريمك. وقال: لا تبكتن أحدا في الظاهر بما يأتيه في الباطن. واستحي من نفسك فإنها تلحظ منك ما غاب عن غيرك. وقال: لا تترف نفسك وجسمك, فتفقدهما في الشدة إذا وردت عليك. وقال: إذا أردت أن تبين كيف شكر الرجل على المزيد, فانظر كيف صبره على النقص. وقيل له: بماذا ينتقم الرجل من عدوه؟ قال: بأن يزداد فضلا في نفسه. وقيل له: لم يخضب فلان بالسواد؟ قال: يخاف أن يؤخذ بحنكة المشايخ. وقيل له: ما الشيء الذي لا يحسن وإن كان حقا؟ قال: مدح الإنسان نفسه. وقال: لا تلاجج غضبان فإنك تقلقه باللجاج, ولا ترده إلى الصواب, ولا تفرح بسقط غيرك فإنك لا تدري تصرف الأيام بك. ولا تنفخ في وقت الظفر, فإن دائرة الأيام ليست لك. ولا تهزأ بخطأ غيرك فإنك لا تملك المنطق. وقال: إذا أنعم عليك بنعمة بها فضل عنك, فاعلم أن فيها نصيبا لغيرك. فبادر إلى إخراجه تأمن بغية الاستدراك. وقال: إذا بلغ المستور إلى كشف حاله لك, فاحذر رده فإنه قد أطلعك على سره مع بارئه. وقال أرسطو طاليس للطالب البالغ, لذة الإدراك, وللطالب المحروم, راحة اليأس. وقيل له: أي شيء ينبغي للإنسان أن يقتني؟ فقال: الشيء الذي إذا غرقت سفينته سبح معه. وقال سقراط: الدنيا كراكب البحر, إن سلم قيل مخاطر, وإن عطب قيل مغرر. وقال: إذا أردت أن تصادق إنساناً فانظر كيف ظنه بنفسه؛ فإن كان بها ضنينا فارجه؛ وإن كان بها سمحا فاحذره!

وقال بزرجمهر الشدائد قبل المواهب بمنزلة الجوع قبل الطعام, يحسن به موقعه ويلذ معه

وقال: طالب الدنيا لا يخلو من الحزن في حالين. حزن على ما فاته كيف لم ينله, وحزن على ما ناله يخاف أن يسلبه. وعيره رجل بجنسه. فقال له سقراط: إن كان جنسي عارا علي فإنك عار على جنسك. وقيل له: ذكرت لفلان فلم يعرفك. فقال: لا يجهلني إلا ساقط. وقيل له: إن الكلام الذي قلته لمدينة كذا لم يقبلوه. لا يلزمني أن يقبل وإنما يلزمني أن يكون صوابا. وقال بزرجمهر الشدائد قبل المواهب بمنزلة الجوع قبل الطعام, يحسن به موقعه ويلذ معه تناوله. وقال: أفره ما يكون من الدواب, لا غنى به عن السوط, وأعقل ما يكون من الرجال, لا غنى به عن المشاورة, وأعف ما يكون من النساء لا غنى بها عن الزوج. وقيل له: ما المروءة؟ قال: ترك ما لا يعني. قيل فما الحزم؟ قال: انتهاز الفرصة. قيل فما الحلم؟ قال: العفو عند المقدرة. قيل فما الشدة؟ قال: ملك الغضب. قيل: فما الخرف؟ قال: حب مفرط أو بغض مفرط. وقال نصر بن سيار كل شيء يبدو صغيرا ثم يكبر, إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر. وكل شيء إذا كثر رخص, إلا الأدب فإنه إذا كثر غلا. وقال الإسكندر: لا تستخفن بالرأي الجليل يأتيك به الرجل الحقير, فإن الدرة الرائعة لا تستهان لهوان غائصها. وقيل له _وهو عازم على حرب دارا الأكبر_: إن دارا في ثمانين ألفا. فقال: إن القصاب لا يهوله كثرة الغنم. ولاموه على مباشرة الحرب بنفسه. ليس من العدل أن يقاتل عني ولا أقاتل عن نفسي. وقيل له: ما بال تعظيمك لمؤدبك أكثر من تعظيمك لأبيك؟ فقال: إن أبي سبب الحياة الفانية, ومؤدبي سبب الحياة الباقية. وقال: اتقوا صولة الكريم إذا جاع, واللئيم إذا شبع. وقيل لبعضهم: أتحب أن تخبر بعيوبك. فقال: أما من ناصح فنعم. وأما من موبخ فلا. وقال خالد بن برمك التعزية بعد ثلاث تجديد للمصيبة, والتهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة. وقال يحيى بن خالد: إذا أحببت إنسانا بغير سبب, فارج خيره, وإذا أبغضت إنسانا بغير سبب فتوق شره. وقال: خير الناس حالا في النعمة من استدام نعيمها بالشكر, واسترجع نافرها بالصبر. وقال: رأيت السارق ينزع, وشارب الخمر يقلع. وصاحب الفواحش يرجع, ولم أر كاذبا قط صار صادقا. وقال له رجل: إن أمنت الدهر أن يرفعني إلى مرتبتك, فلا تأمنه أن يحطك إلى منزلتي؛ فارتاع يحيى من قوله وقضى حاجته. وقال جعفر لابنه: شر المال ما لزمك الإثم في كسبه, وحرمت الأجر في إنفاقه. وقال بعض ملوك الهند: المسيء لا يظن بالناس إلا سوءا, لأنه يراهم بعين طبعه. وقال: ينبغي للعاقل إذا أصبح, أن ينظر وجهه في المرآة, فإن رآه حسنا لم يشنه بقبيح. وإن رآه قبيحا, لم يجمع بين قبيحين. وقال آخر مثل الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به, كمثل أعمى بيده سراج يستضيء به غيره وهو لا يراه. وقيل لبعض الحكماء: ما الصدق؟ فقال: هو اسم على غير معنى, وحيوان غير موجود. وقال آخر: أطول الناس سفرا, من كان في طلب صديق يرضاه. وقال آخر لولا أن بين المحبوبات عوارض من المكاره, لما استعذب مذاقها ولا حسن موقعها. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: قال لي أبي يا بني: لا تردن على أحد خطأ؛ فإنه يستفيد منك علما ويتخذك عدوا. وقال آخر: مغضب القادر عليه كمجرب السم في نفسه, إن هلك فقتيل حق, وإن نجي فطليق حمق. وقال آخر: أعداء المرء في بعض الأوقات, ربما كانوا له أنفع من أصدقائه. لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها, ويخاف شماتتهم فيضبط نعمته. وقال آخر: خير من الحياة, ما لا تطيب الحياة إلا به, وشر من الموت ما يتمنى الموت من أجله. وكان الحسن البصري يقول: اللهم أنزلت بلاء, فأنزل صبراً. ووهبت عافية, فهب شكرا. وقال أعرابي لعبد الله بن جعفر: لا ابتلاك الله بمصيبة يعجز عنها صبرك, وأنعم عليك نعمة يعجز عنها شكرك. وقال بعض الحكماء إياك والعجلة, فإنه مكسبة للمذلة, مجلبة للندامة, منفرة لأهل الثقة, مانعة من سداد الروية. وقيل لبعضهم: لم لا يجتمع الحكمة والمال؟ قال: لعزة الكمال. وقال آخر: ليس من شأن الحكيم بذل الحكمة لكل أحد, لأنها بمنزلة ضوء الشمس الذي هو نافع للأبصار الصحيحة, مضر بالأبصار الرمدة.

وقال خالد بن صفوان لابنه يا بني! كن أحسن ما تكون في الظاهر حالا, أقل ما تكون في

وقال آخر: لا تدلن بحالة بلغتها بغير آلة, ولا تفخرن بمرتبة رقيتها بغير منقبة؛ فما بناه الإنفاق, هدمه الاستحقاق. وقال آخر: أستحي من ذم من لو كان حاضرا لبالغت في مدحه, ومدح من لو كان غائبا لسارعت إلى ذمه. وقال آخر: إذا نزل بك المهم, فانظر! فإن كان فيه حيلة فلا تعجز, وإن لم يكن فيه فلا تجزع. وقال آخر: تقدم بالحيلة قبل نزول الأمر, فإنه إذا نزل ضاقت الحيل وطاشت العقول. وقال خالد بن صفوان لابنه يا بني! كن أحسن ما تكون في الظاهر حالا, أقل ما تكون في الباطن مالا. وقال له رجل: كيف أسلم على الأخوان؟ فقال: لا تبلغ بهم النفاق, ولا تقصر بهم عن الاستحقاق. وقال آخر: لا تغترر بمن يميل إليك حتى تعرف علة ميله, فإن كانت لشيء من صفاتك الذاتية فارج ثباته, وإن كان لشيء من أحوالك العارضة فلا تحفل به, فإنه يقيم عليك بمقام ذلك الشيء, وينصرف عنك بانصرافه. وفي كتاب كليلة ودمنة إذا أحدث لك العدو صداقة لعلة ألجأته إليك, فمع ذهاب العلة رجوع العداوة. كالماء تسخنه, فإذا أمسكت عنه عاد إلى أصله باردا؛ والشجرة المرة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلا مرا. وقيل لبقراط: ما أعم الأشياء نفعا؟ فقال: فقد الأشرار. وقيل لبعضهم: ما بال السريع الغضب, سريع الرجعة, والبطيء الغضب, بطيء الرجعة؟ فقال: مثلهما مثل النار في الحطب, أسرعها وقودا أسرعها خمودا. وقال آخر: لتكن سيرتك وأنت خلو في منزلك, سيرة من هو في جماعة من الناس تستحي منهم. وقال آخر: غاية المروءة أن يستحي الإنسان من نفسه. وقال ابن المعتز الحوادث الممضة مكسبة لحظوظ جزيلة. منها ثواب مدخور, وتطهير من ذنب, وتنبيه من غفلة, وتعريف بقدر النعمة, ومرون على مقارعة الدهر. وقيل للمهلب بن أبي صفرة: بم نلت هذا الظفر؟ فقال: بطاعة الرأي وعصيان الهوى. وقال: أناة في عواقبها فوت, أحب إلي من عجلة في عواقبها ظفر. وقال لبنيه: أحسن ثيابكم ما كان على غيركم, وخير دوابكم ما كان تحت سواكم. وقال: لأن أرى لعقل الرجل فضلا على لسانه, أحب إلي من أن أرى للسانه فضلا على عقله. وقال بعضهم: لسان العاقل من وراء قلبه, ولسان الجاهل أمام قلبه: فإذا هم بالقول قال عليه أو له. وقال بعض الحكماء: رب جامع مال لزوج حليلته, ومقتر على نفسه, وهو توفير لعدوه. وقال آخر: لم أر أشقى بماله من البخيل, لأنه في الدنيا مهتم بجمعه, وفي الآخرة محاسب على منعه, غير آمن في الدنيا من همه, ولا ناج في الآخرة من إثمه؛ فعيشه في الدنيا عيش الفقراء, وحسابه في الآخرة حساب الأغنياء. وقال: مثل الأغنياء البخلاء مثل البغال والحمير, تحمل الذهب والفضة وتعتلف التبن والشعير. وقال آخر: إن لك في مالك شريكين, الحدثان والوراث. فلا تكن أبخس الشركاء حظا. وقال آخر: الدراهم مياسيم. تسم حمدا وذما, فمن أمسكها كان لها, ومن أنفقها كانت له. وقال بزرجمهر: إذا أقبلت عليك الدنيا فأنفق, فإنها لا تفنى. وإذا أدبرت عنك فأنفق, فإنها لا تبقى! وحذر بعض الحكماء صديقاله من رجل صحبه. فقال: احذر فلانا فإنه كثير البحث, لطيف الاستدراج, يقيس أول كلامك بآخره. ويعتبر ما قدمت بما أخرت. فلا تظهرن له المخافة فيرى أن قد تحرزت منه وتحفظت. واعلم أن من اليقظة إظهار الغفلة مع شدة الحذر. فباثه مباثة الآمن, وتحفظ منه تحفظ الخائف. فإن البحث يظهر الخفي الباطن ويبدي المستتر الكامن. وقال حسان بن تبع الحميري لا تثقن بالملك فإنه ملول, ولا بالمرأة فإنها حرون, ولا بالدابة فإنها شرود. وقال آخر: إذا رأيت رجلا يتناول أعراض الناس, فاجهد أن لا يعرفك. فإن أشقى الأعراض بع أعراض معارفه. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: لا خير فيمن لا يحب جمع المال لخلال, يصون به وجهه, ويقضي به دينه, ويصل به رحمه. وقال داود بن علي: لأن يجمع المرء مالا فيخلفه لأعدائه, خير له من الحاجة في حياته لأصدقائه. وكان عبد الرحمن بن عوف يقول: يا حبذا المال أصون به عرضي وأتقرب به إلى ربي. وقال آخر: ينبغي للعاقل أن يكسب ببعض ماله المحمدة, ويصون ببعضه وجهه عن المسألة.

وقال آخر النفس غير فارغة أبدا, فإن شغلتها بما يصلحها, وإلا شغلتك بما يفسدك.

وقال الحصين بن المنذر: وددت أن لي مثل أحد ذهبا, ولا أنتفع به بقيراط. قيل فما تصنع به؟ قال: لكثرة من يخدمني عليه. وقيل للأحنف بن قيس: ما أحلمك؟ قال: لست بحليم ولكني أتحالم, والله إني لأسمع الكلمة فأحم لها ثلاثا, ما يمنعني من الجواب عنها إلا خوفي من أن أسمع شرا منها. وقال: لأفعى تحكك في الجوانب بيتي, أحب إلي من أيم قد رددت عنها كفوا. وقال: أكرموا سفهاءكم؛ فإنهم يقونكم العار والنار. وقال: ما خان شريف, ولا احتجب كريم, ولا كذب عاقل, ولا اغتاب مؤمن. وسأله معاوية عن ابنه يزيد. فقال: أخافك إن صدقت, وأخاف الله إن كذبت. وقال آخر النفس غير فارغة أبدا, فإن شغلتها بما يصلحها, وإلا شغلتك بما يفسدك. وقال آخر: أحسن ما الأنفة, الترفع عن معايب الناس, وترك الخضوع لما زاد عن الكفاية. وقال محمد بن عبد الملك الزيات احذروا الصديق الجاهل, أكثر من حذركم العدو العاقل, فليس من أساء وهو يعلم أنه مسيء, كمن أساء وهو يظن أنه محسن. وقال آخر: ينبغي أن يكون حفظ الرجل للمرأة من حيث لا تعلم. فإن من شأن النفس التطلع إلى ما منعته. وقال النعمان بن المنذر من سأل فوق قدره استحق الحرمان, ومن ألحف في المسألة استحق الرد, والرفق يمن, والخرق شؤم, وخير الطاعة ما وافق الحاجة, وخير العفو ما كان مع القدرة. وقيل لأعرابي لم قطعت أخاك وهو من أبيك وأمك؟ فقال إني لأقطع العضو الفاسد وهو أقرب إلي منه, إذا رأيت في ذلك الصلاح. وقيل لأعرابي آخر: ما تقول في ابن العم؟ قال: عدوك وعدو عدوك. وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول: لا يوجد العجول محمودا, ولا الحسود مسرورا, ولا الملول ذا إخوان, ولا الحريص حرا, ولا الشره غنيا. وقال: سمعت أعرابيا يقول: أقبح أعمال المقتدرين الانتقام, وما استنبط الصواب بمثل المشاورة, ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر. وقال العتبي سمعت أعرابيا يقول لآخر إن فلانا وإن خف عليك, فإن عقاربه تسري إليك, فإن لم تجعله عدوا في علانيتك, فلا تجعله صديقا في سريرتك. وقيل لامرئ القيس: ما السرور؟ فقال: بيضاء رعبوبة, بالطيب مشبوبة, بالشحم مكروبة. وقيل للأعشى: ما السرور؟ فقال: صهباء صافية, تمزجها غانية, من صوب غادية. وقيل لطرفة: ما السرور؟ فقال: مطعم شهي, ومشرب روي, وملبس دفي, ومركب وطي. وقيل لبعض الأعراب: ما السرور؟ فقال: الكفاية في الأوطان, والجلوس مع الإخوان. وقال الحجاج لحزيم الناعم: ما السرور؟ فقال: الأمن, فإني رأيت الخائف لا عيش له؟ قال: الغنى, فإني رأيت الفقير لا عيش له. قال زدني: قال الصحة, فإني رأيت المريض لا عيش له. قال زدني. قال: لا أجد مزيدا. وقيل للحصين بن المنذر: ما السرور؟ قال اللواء المنشور: والجلوس على السرير, والسلام عليك أيها الأمير. وقيل للحسن بن سهل: ما السرور؟ فقال: توقيع جائز, وأمر نافذ. وقيل لعبد الله بن الأهتم: ما السرور؟ فقال: رفع الأولياء, ووضع الأعداء؛ وطول البقاء, مع الصحة والنماء. وقيل لآخر: ما السرور؟ فقال: إقبال الزمان, وعز السلطان, وكثرة الإخوان. وقيل لضرار بن عمرو: ما السرور؟ فقال: إقام الحجة واتضاح الشبهة. وقال إعرابي لآخر اسحب من يتناسى معروفه عندك, ويتذكر حقوقك عليه. وقال بعض الحكماء: لا يكون الرجل عاقلا, حتى يكون عنده تعنيف الناصح ألطف موقعا من ملق الكاشح. وقال آخر: اطلب في الدنيا العلم والمال, تحز الرياسة على الناس, لأنهم بين خاص وعام, فالخاصة تفضلك بما تعلم, والعامة تفضلك بما تملك. وقال هارون الرشيد لإسماعيل بن صبيح إياك والدالة فإنها تفسد الحرمة, وتنقص الذمة, ومنها أتى البرامكة. وقال: ما في الدنيا ابن يستوي عليه ثوب أبيه إلا تمنى موته. وقال المنتصر بالله: والله ما ذل ذو حق ولو اتفق العالم عليه؛ ولا عز ذو باطل ولو طلع القمر في جبينه. وقال آخر حركة الإقبال بطيئة وحركة الإدبار سريعة, لأن المقبل كالصاعد مرقاة, والمدبر كالمقذوف به من موضع عال. وقال آخر: أحق الأشياء بالصبر عليه ما ليس إلى دفعه سبيل, ولا على تغييره قدرة.

وقيل لبعضهم ما الحزم؟ فقال سوء الظن بالناس. قيل فما الصواب؟ قال المشورة. قيل فما

وقيل لبعضهم ما الحزم؟ فقال سوء الظن بالناس. قيل فما الصواب؟ قال المشورة. قيل فما الاحتياط؟ قال الاقتصاد في الحب والبغض. قيل فما الذي يجمع القلوب على المودة؟ قال كف بذول, وبشر جميل. وقيل لآخر: متى يحمد الكذب؟ قال: إذا جمع به بين متقاطعين. قيل: فمتى يذم الصدق؟ قال: إذا كان غيبة. قيل: فمتى يكون الصمت خيرا من النطق؟ قال عند المراء. وسئل بعضهم: عن أعدل الناس, وأكيس الناس, وأحمق الناس, وأسعد الناس, وأشقى الناس. فقال: أعدل الناس من أنصف من نفسه, وأجور الناس من ظلم لغيره, وأكيس الناس من أخذ أهبة الأمر قبل نزوله, وأحمق الناس من باع آخرته بدنيا غيره, وأسعد الناس من ختم له في آخرته بخير, وأشقى الناس من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة. وعرض مروان الحمار جنده فكان سبعين ألف عربي على سبعين ألف عربي. فقال إذا انقضت المدة, فما تنفع العدة. وكتب إلى الخارجي: إني وإياك كالحجر والزجاجة, إن وقع عليها رضها, وإن وقعت عليه قضها. وفي كتاب الفرس: إذا أردت أن تسأل فاسأل من كان في غنى ثم افتقر؛ فإن عز الغنى يبقى في قلبه أربعين سنة, ولا تسأل من كان في فقر ثم استغنى؛ فإن ذل الفقر يبقى في قلبه أربعين سنة. وقال آخر: إياك مسألة من يسأل الناس, فإن الأمر الذي به يطلب ما في أيديهم, به يمنع ما في يديه منهم. وقال بعضهم لأبي العيناء - وراءه ضعيفا من الكبر - كيف أصبحت أبا العيناء؟ فقال أصبحت في الداء الذي يتمناه الناس. وقال آخر: الخوف شيء ليس لأحد من الخلق استقامة إلا به, إما ذو دين فيخاف العقاب, وإما ذو كرم فيخاف العار, وإما ذو عقل فيخاف التبعة. وقال عامر بن عبد القيس: إذا خرجت الكلمة من القلب دخلت في القلب, وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الآذان. وقال حكيم لآخر: يا أخي كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت وبنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثير ما نعصيه, فما ندري أيهما نشكر؛ جميل ما ينشر أو قبيح ما يستر. وقال آخر: لا يكون البكاء إلا مع فضل قوة, فإذا اشتد الحزن, ذهب البكاء. وقال آخر: كثرة ذنوب الصديق تمحق السرور به, وتسلط الهم عليه. وقال إسحاق بن إبراهيم المصعبي: كيمياء الملوك في الغارة ولا تحسن بهم التجارة. وقال قابوس بن وشمكير: لذة الملوك فيما لا يشاركهم فيه العامة من معالي الأمور. وقال أبو بكر الخوارزمي صغير البر ألطف وأطيب, كما أن قليل الماء أشهى وأعذب. وقال: من طلب المنية هربت منه كل الهرب, ومن هرب منها طلبته كل الطلب. وقال: الحدة والندامة فرسا رهان, والجود والشجاعة شريكا عنان, والتواني والخيبة رضيعا لبان. وقيل لشريك بن عبد الله إن معاوية كان حليما. فقال كلا, لو كان حليما ما سفه الحق ولا قاتل عليا. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: إياكم وملاحاة الشعراء, فإنهم يضنون بالمديح ويجودون بالهجاء. وقيل لبعضهم: بم أدركت هذا العلم؟ قال: بقلب ذكي وأب غني. وكان بعض الحكماء: يكثر الاستماع, ويقل الكلام. فسئل عن ذلك؟ فقال: إن الله تعالى خلق للإنسان أذنين ولسانا واحدا, ليكون الذي يسمعه أكثر من الذي يتكلم به. وقال آخر: لو دامت صحة الإنسان هلك بطرا, ولو دام صوابه هلك عجبا, ولو دام غناه هلك طغيانا. وقال آخر: لا ينبغي للفاضل من الرجال أن يخاطب ذوي النقص, كما لا ينبغي للصاحي أن يكلم السكارى. وقال آخر: ما سررت وأنا وال, ولا اغتممت وأنا معزول, لأني في العزل أرجو الولاية, وفي الولاية أتوقع العزل. وقال دارا الأكبر مثل العدو الضاحك إليك, مثل الحنظلة النضرة أوراقها القاتل مذاقها. وقال ابن المعتز: أهل الدنيا كصور في صحيفة إذا طوي بعضها نشر بعض. وقال: أهل الدنيا كراكب سفينة يسار بهم وهم نيام. وقال: ما أبين وجوه الخير والشر في مرآة العقل, إذا لم يصدها الهوى. وقال آخر دع الكذب حيث ترى أنه ينفعك, فإنه يضرك. واستعمل الصدق حيث ترى أنه يضرك , فإنه ينفعك. وقال آخر: عقوبة الغضب تبدأ بالغضبان, فيقبح وجهه, وينثلم دينه, ويعجل ندمه. وقال ابن المقفع إذا حاججت فلا تغضب, فإن الغضب يقطع عنك الحجة, ويظهر عليك الخصم.

فصل

ووجد على صنم مكتوب: حرام على النفس الخسيسة أن تخرج من هذه الدنيا حتى تسيء إلى من أحسن إليها. وقال المسيح عليه السلام: عالجت الأكمه والأبرص فأبرأتهما, وأعياني علاج الأحمق. وقال آخر: جزعك في مصيبة أخيك, أجمل من صبرك. وصبرك في مصيبتك, أجمل من جزعك. وقال آخر: موقع الشكر من النعم, موقع القرى من الضيف, إن وجده لم يرم, وإن فقده لم يقم. وقال آخر: الإنسان الخير خير من الحيوان, والإنسان الشرير شر من جميع الحيوان. وقال آخر: لسان العيان أنطق من لسان البيان, وشاهد الأحوال أعدل من شاهد الأقوال. قال آخر: إذا دهمنا أمر, تصورناه في أسوأ حالاته؛ فما نقص منها كان سرورا معجلا. وقال آخر: الولد ريحانتك سبعا, وخادمك سبعا, ثم هو شريكك أو عدوك. وكان يقال: لكل جديد لذة؛ فلذة الثوب يوم, ولذة المركب جمعة, ولذة المرأة شهر, ولذة الدار أبد الأبد, كلما دخلتها سررت بها. ودعت أعرابية لرجل فقالت: كبت الله على عدو لك إلا نفسك. وقال آخر: ما أعطى الإقبال أحدا شيئا إلا سلبه من حسن الاستعباد أكثر منه. وقال آخر: رب حياة سببها التعرض للوفاة, ووفاة سببها طلب الحياة. فصل في الملوك وذكر أحوالهم قال أفلاطون: الملك كالنهر الأعظم, تستمد منه الأنهار الصغار. فإن كان عذبا عذبت, وإن كان ملحا ملحت. وقال أبو حازم الأعرج: السلطان سوق فما نفق فيه جلب إليه. وقال أفلاطون: ينبغي للملك أن لا يطلب المحبة من أصحابه, إلا بعد تمكن هيبته من نفوسهم, فإنه يجدها بأيسر مؤونة, فأما إن طلبها قبل أن يستشعروا هيبته لم يجتمعوا عليه, ولم يضبطهم بها. وقال: إذا بغى الرئيس ضيع الفرصة, وترفع عن الحيلة, وأنف من التحرز, وظن أنه يكتفي بنفسه؛ فعند ذلك يصل إليه من سدد نحوه, فيجد عورته بارزة, ومقاتله بادية. وقال آخر: إذا رغبت الملوك عن العدل, رغبت الرعية عن الطاعة. وقال آخر: يضطغن على السلطان رجلان, رجل أحسن مع محسنين فأثيبوا وحرم, ورجل أساء مع مسيئين فعوقب وعفي عنهم. وقال بهرام جور لا شيء أضر بالملوك من استخبار من لا يصدق أن خبر, واستكفاء من لا ينصح إن دبر. وقال آخر: ينبغي للملك أن لا يضيع التثبت عندما يقول, وعندما يفعل؛ فإن الرجوع عن الصمت, أحسن من الرجوع عن الكلام, والعطية بعد المنع أجمل من المنع بعد العطية, والإقدام على العمل بعد التأني فيه, خير من الإمساك عنه بعد الإقدام عليه. وقال ابن المقفع ليس للملك أن يغضب, لأن القدرة من وراء حاجته؛ وليس له أن يكذب, لأن أحدا لا يقدر على إكراهه على غير ما يريد؛ وليس له أن يغل, لأنه أقل الناس عذرا في خفيفة الفقر؛ وليس له أن يكون حقودا, لأن خطره قد عظم عن المجازاة. وكان كسرى يقول عاملوا الأحرار بمحض المودة, وعاملوا العامة بالرغبة والرهبة, وعاملوا السفلة بالمخافة محضا. وقال: إذا كثر مال الملك مما يأخذ من رعيته, كان كمن يعمر سطح بيته مما يقلعه من أساس بنائه. وقال آخر: لا ينبغي للملك أن يكون كذابا, ولا بخيلا, ولا حسودا, ولا جبانا؛ فإنه إن كان كذابا ثم وعد خيرا لم يرج, أو أوعد شرا لم يخش. وإن كان بخيلا لم يناصحه أحد, ولا يصلح الملك إلا بالمناصحة. وإن كان حسودا لم يشرف أحدا, ولا يصلح الناس إلا بأشرافهم. وإن كان جبانا اجترأ عليه عدوه, وضاعت ثغوره. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يصلح لهذا الأمر إلا اللين في غير ضعف, القوي من غير عنف. وقال معاوية بن أبي سفيان: لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي, ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني, ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت أبدا. قيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت إذا جبذوها أرخيتها, وإذا أرخوها جبذتها. وقال عمرو ابن العاص: لا سلطان إلا برجال, ولا رجال إلا بمال, ولا مال إلا بعمار, ولا عمارة إلا بعدل. وقال بعض الحكماء: إذا ساوى الوزير الملك في زيه وماله وطاعة الناس له, فليصرعه, وإلا فليعلم أنه المصروع. وقال عبد الملك بن مروان لبنيه: كلكم ترشح نفسه لهذا الأمر, ولا يصلح له منكم, إلا من كان له سيف مسلول, ومال مبذول, وعدل تطمئن إليه القلوب.

فصل

وقال لابنه الوليد: يا بني: اعلم أنه ليس بين السلطان وبين أن يملك الرعية أو تملكه, إلا حزم أو توان. وقال آخر: فضل الملوك في الإعطاء, وشرفهم في العفو, وعزهم في العدل. وقيل لبعض الملوك _وقد بلغ في القدر والسلطان ما لم يبلغه أحد من ملوك زمانه_: ما الذي بلغ بك هذه المنزلة؟ قال: عفوي عند قدرتي, وليني بعد شدتي, وبذلي الإنصاف ولو من نفسي, واتقائي في الحب والبغض مكان الاستبداد. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عدل ساعة في حكومة, خير من عبادة ستين سنة". وقال بعض الحكماء: إمام عادل خير من مطر وابل, وإمام غشوم شر من فتنة تدوم. وقال آخر: من شارك السلطان في عز الدنيا, شاركه في ذل الآخرة. وقال آخر: إذا قال السلطان لغلمانه هاتوا, فقد قال لهم: خذوا. وقال آخر: مثل أصحاب السلطان, مثل قوم رقوا جبالا ثم هووا منه, فكان أقربهم من التلف أبعدهم في المرقى. وقال أبو مسلم الخراساني: خاطر من ركب البحر, وأشد منه مخاطرة من داخل الملوك. فصل فيما يجب على من يصحب السلطان قال الشعبي, قال لي عبد الله بن عباس, قال لي أبي: يا بني: إني أرى هذا الرجل _يعني عمر بن الخطاب_ يقدمك على الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإني أوصيك بخلال أربع: لا تفشين له سرا, ولا تجرين عليك كذبا, ولا تطوين عليه نصيحة, ولا تغتابن عنده أحدا. قال الشعبي: فقلت لابن عباس: كل واحدة خير من ألف. قال: أي والله, ومن عشرة آلاف. وقال بعض الحكماء: إذا زادك السلطان إكراما فزده إعظاما, وإذا جعلك ولدا فاجعله سيدا, وإذا جعلك أخا فاجعله والدا, وإذا جعلك والدا فاجعله ربا, ولا تدمن النظر إليه, ولا تكثر من الدعاء له, ولا تتغير له إذا سخط, ولا تغتر به إذا رضي, ولا تلحف في مسألته! وقال خالد بن صفوان: لا تكن صحبتك للملوك إلا بعد رياضة منك لنفسك؛ فإن كنت حافظا لما ولوك, أمينا إذا ائتمنوك, حذرا إذا قربوك, ذليلا إذا صرموك, راضيا إذا أسخطوك, تعلمهم وكأنك تتعلم منهم, وتؤدبهم وكأنك تتأدب بهم, وإلا فالبعد منهم كل البعد, والحذر منهم كل الحذر. وقال الفضل بن الربيع: من كلم الملوك في حاجة في غير وقتها, جهل مقامه وضاع كلامه, وما أشبه ذلك إلا بأوقات الصلاة التي لا تقبل إلا فيها. وقال خالد بن صفوان من صحب السلطان بالنصيحة والأمانة, كان أكثر عدوا ممن صحبه بالغش والخيانة, لأنه يجتمع على الناصح عدو السلطان وصديقه بالعداوة والحسد؛ فعدو السلطان يبغضه لنصيحته, وصديقه ينافسه مرتبته. وقال أفلاطون إذا خدمت ملكا فلا تطعه في معصية بارئك, فإن إحسانه إليك أفضل من إحسانه, وإيقاعه بك أغلظ من إيقاعه. وقال إذا خدمت حازما فأرضه بإسقاط حاشيته, وإذا خدمت عاجزا فأسخطه برضاء أتباعه. وقال إذا خدمت ملكا فأظهر له الاستهانة بما فضلت به عليه, وأكثر التعجب مما فضل به عليك. وقال عبد الله بن عمر: إذا كان الإمام عادلا, فله الأجر وعليك الشكر, وإذا كان جائرا, فعليه الوزر وعليك الصبر. وقال آخر: إن استطعت أن ترى من خدمته غناك عنه, ليس بأن توهمه كثرة الجدة, ولكن بأن تعلمه بأن قليلك يقيم بأحوالك, كما يقيم كثيره بأحواله, فافعل! وقال آخر: اصحب السلطان بثلاث؛ بأعمال الحذر, ورفض الدالة, وإحراز الحجة! وقال أفلاطون لا تشيرن على الملك في أحد بما تكره أن يعمله في أمرك إذا حللت محله. وقال آخر: أخدم الجاهل من الرؤساء, بإتباع رضاه, والعاقل بإحراز الحجة عليه أو له. فصل في ذم الحسد قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: لا راحة لحسود, ولا أخا للملك, ولا محب لسيء الخلق. وقال آخر: الحاسد يسعى على من أنعم عليه, ويبغي الغوائل لمن أحسن إليه. وقال آخر: الحسود عدو مهين, لا يدرك وطره إلا بالتمني. وقال بعضهم: الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء, وأول ذنب عصي به في الأرض, فأما في السماء فحسد إبليس لآدم, وأما في الأرض فحسد قابيل هابيل. وقال الحسن البصري: ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم, من حاسد. نفس دائم, وحزن لازم, وعبرة لا تنفد. وقال معاوية: كل الناس أقدر على رضاهم, إلا حاسد نعمة, فإنه لا يرضيه إلا زوالها.

وقال عمرو بن العاص ما بلغني عن أحد شنآن قط, إلا سللت سخيمة قلبه بجهدي, إلا حاسد

وقال عمرو بن العاص ما بلغني عن أحد شنآن قط, إلا سللت سخيمة قلبه بجهدي, إلا حاسد النعمة فإنه لا يرضى إلا بزوالها, فجدع الله أنفه! وقال آخر: الحاسد يظهر وده في اللقاء, وبغضه في المغيب, واسمه صديق, ومعناه عدو. ووجد في كتاب لجعفر بن يحيى - أربعة أسطر مكتوبة بالذهب - الرزق مقسوم, الحريص محروم, البخيل مذموم, الحسود مغموم. ولقي إبليس نوحا عليه السلام. فقال: اتق الحسد والشح, فإني حسدت آدم فأخرجت من الجنة, وشح على شجرة واحدة فخرج من الجنة. وقيل للحسن البصري أيحسد المؤمن أخاه؟ فقال: أنسيت إخوة يوسف؟ وقال آخر: يكفيك من الحاسد أنه يغم عند سرورك. فصل في ذم الغيبة قال الله تعالى: "ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه". وأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: من مات تائبا من الغيبة, فهو آخر من يدخل الجنة, ومن مات وهو مصر عليها فهو أول من يدخل النار. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما النار في اليبس بأسرع من الغيبة في حسنات العبد". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إياكم وذكر الناس, فإنه داء. وعليكم بذكر الله, فهو شفاء. وسمع علي بن الحسين رضي الله عنهما - رجلا يغتاب آخر - فقال: إياك والغيبة فإنها إدام كلاب الناس. وقال محمد بن السماك: تجنب غيبة أخيك لخصلتين: أما الواحدة, فلعلك أن تغتابه بشيء هو فيك؛ وأما الأخرى فاشكر الله إذ عافاك مما ابتلاه به. واغتاب بعضهم رجلا عند قتيبة بن مسلم. فقال له قتيبة: مهلا أيها الرجل: فلقد تلمظت بمضغة طالما عافها الكرام. وقال عمرو بن عتيبة بن أبي سفيان: كنت أساير أبي, فلمحني وقد أصغيت إلى رجل يغتاب رجلا. فقال لي: ويلك - وما خاطبني بها قبلها ولا بعدها - إياك واستماع الغيبة! نزه سمعك عن الخنا, كما تنزه لسانك عن البذاء؛ فإن السامع شريك القائل. ومر محمد بن سيرين بقوم, فقام إليه رجل منهم. فقال: يا أبا بكر: إنا قد نلنا منك فاجعلنا في حل. قال: إني لا أحل ما حرم الله تعالى. وقال رجل للحسن البصري بلغني أنك تغتابني. فقال لم يبلغ من مقامك عندي أن أحكمك في حسناتي. وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه: أذكر أخاك بما تحب أن يذكرك به, ودع منه ما تحب أن يدعه منك. وقيل لعمرو بن عبيدة: لقد اغتابك فلان حتى رحمناك. قال: إياه فارحموا. قال بعض الحكماء لابنه: يا بني: إياك وغيبة الناس, فإن مثل المغتاب لهم كمثل امرئ أوتر قوسه ليرمي جماعة كلهم يوتر قوسه, فإلى أن يصيب الرجل منهم بسهم قد أصابه أضعافه. وعن سعد القصر قال: نظر إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ورجل يشتم رجلا بين يدي. فقال لي: ويلك يا سعد: نزه سمعك عن استماع الخنا, كما تنزه لسانك عن النطق به, فإن السامع شريك القائل. وقال الحسن البصري: لا غيبة في ثلاثة: فاسق مجاهر, وإمام جائر, وصاحب بدعة. فصل في الإخوان والحض عليهم قال داود لابنه سليمان عليهما السلام: يا بني: لا تستقلن عدوا واحدا, ولا تستكثرن ألف صديق. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء كثير بأخيه". وقال بعضهم: أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان. وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم. وقال شبيب بن شيبة: خير ما اكتسب: إخوان الصدق, لأنهم زينة في الرخاء, وعدة في البلاء, ومعونة على الدهر, وشركاء في الخير والشر. وقال آخر: وطن نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك وإن ظهر لك منه ما تكره, فليس الصديق كالمرأة التي تطلقها متى شئت, ولكنه عرضك ومروءتك. وقال لقمان لابنه: يا بني! ليكن أول شيء تكسبه بعد الإسلام, خليلا صالحا؛ فإنما مثل الخليل الصالح كمثل النخلة إن قعدت في ظلها أظلك, وإن احتطبت من حطبها نفعك, وإن أكلت من ثمرها وجدته طيبا. وقال آخر: ينبغي لصاحبي الكريم أن يصبر عليه إذا جمعتهما قسوة الزمن, فليس ينتفع بالجوهرة النفيسة من لم ينتظر نفاقها. وقال الأحنف بن قيس: خير الإخوان من إذا استغنيت عنه لم يزدك في المودة, وإن احتجت إليه لم ينقصك منها, وإن ظلمت عضدك, وإن استعنت به رفدك. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصاحب رقعة في قميصك فانظر بمن ترقعه".

فصل في ذم الكبر

وقال ابن المعتز: كما أن جلاء السيف أسهل من طبعه, وكذلك استصلاح الصديق أسهل من اكتساب غيره. وقيل لبزرجمهر: أيما أحب إليك: أخوك أم صديقك؟ قال: إنما أحب أخي إذا كان صديقي. وقال أكثم بن صيفي: القرابة تحتاج إلى مودة, والمودة لا تحتاج إلى قرابة. وقال علي رضي الله عنه: لا تقطع أخاك على ارتياب, ولا تهجره دون استعتاب. وقال آخر: لا تقطع أخاك إلا بعد العجز عن إصلاحه. وقال الأحنف بن قيس: من حق الصديق أن يحتمل له ثلاث: ظلم الغضب, وظلم الوالد, وظلم الهفوة. وقيل لبعض الولاة: كم لك صديق؟ قال: لا أدري؟ ما دامت الدنيا مقبلة علي فالناس كلهم أصدقائي, وإنما أعرفهم إذا أدبرت عني. فصل في ذم الكبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى في بعض الكتب: العظمة إزاري, والكبرياء ردائي, فمن نازعني واحدا منهما قصمته وأهنته". وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل حظيرة الفردوس متكبر". وذكر الكبر عند المعتصم. فقال: حظ صاحبه من الله المقت, ومن الناس اللعن. وقال بعضهم: إذا نال الشريف رتبة تواضع فيها, وإذا نال الوضيع رتبة تكبر فيها. وقال يحيى بن خالد: من بلغ رتبة فتاه فيها, فقد أخبر أن محله دونها, ومن بلغ رتبة فتواضع فيها, فقد أخبر أن محله فوقها. وقال سعيد بن العاص لابنه عمرو: يا بني إياك والكبر! وليكن ما تستعين به على تركه, علمك بالذي كنت, والذي إليه تصير. وكيف الكبر مع النطفة التي منها خلقت, والرحم التي فيها قذفت, والغذاء الذي به غذيت؟ وقال آخر: كيف يتكبر من خلق من تراب. وجرى في مجرى البول, وغذي بدم الحيض, وطوي على العذرة. وقال آخر التواضع مع البخل والجهل, أحسن من التكبر مع البذل والعقل؛ فأعظم بحسنة غطت على سيئتين, وأقبح بسيئة غطت على حسنتين! وقال النظام: ما ترفع أحد في مجلس, إلا لضعة يجدها من نفسه. وقال آخر: لابنه يا بني! عليك بالبشر والتواضع, وإياك والتقطيب والكبر, فإن لقاء الأحرار بما يحبون مع الحرمان, أحب إليهم من لقائهم بما يكرهون مع العطاء؛ فانظر إلى خصلة غطت على مثل البخل فالتزمها؛ وانظر إلى خصلة عفت على مثل الجود فاجتنبها. وقال ابن الأعرابي: ما تكبر أحد علي قط أكثر من مرة واحدة. أي: لا أعاود لقاءه والسلام. وقال ابن أبي ليلى: ما رأيت متكبرا قط, إلا اعتراني داؤه. وقال ابن المعتز: التكبر على المتكبر تواضع. وقال العتبي: رأيت رجلا يطوف بين الصفا والمروة على بغلة؛ ثم رأيته بعد ذلك راجلا على جسر بغداد. فوقفت أتعجب منه. فقال: لا تعجب إني ركبت في موضع يمشي الناس فيه, فكان حقيقا على الله أن يرجلني في موضع يركب الناس فيه. فصل في مدح التواضع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تواضع لله رفعه". وقال عبد الله بن مسعود: رأس التواضع أن تبدأ بالسلام لمن لقيت, وترضى بالدون من المجلس. وقال مصعب بن الزبير: التواضع من مصائد الشرف. وقيل لبعضهم: ما التواضع؟ فقال: هو أن تخرج من بيتك؛ فإذا رأيت من هو أكبر منك, قلت: سبقني إلى الإسلام والعمل الصالح, فهو خير مني؛ وإذا رأيت من هو أصغر منك. قلت: سبقته إلى الذنوب والمعاصي فهو خير مني. وقيل: أصبح النجاشي يوما جالسا على الأرض وعلى رأسه التاج, فأعظم ذلك كبراء دولته. وسألوه عن السبب الموجب له؟ فقال: إني وجدت فيما أنزل الله تعالى على المسيح عليه السلام: إذا أنعمت على عبدي نعمة فتواضع فيها, أتممتها عليه؛ وإنه ولد لي في هذه الليلة ولد ذكر, فتواضعت شكرا لله تعالى. فصل في الحض على اكتساب الأدب قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: الأدب حلي في الغنى, كنز عند الحاجة, عون على المروءة, صاحب في المجلس, أنيس في الوحدة, تعمر به القلوب الواهية, وتحيى به الألباب الميتة, وتنفذ به الأبصار الكليلة, ويدرك به الطالبون ما حاولوا. وفال بزرجمهر: من كثر أدبه شرف, وإن كان وضيعا؛ وساد, وإن كان غريبا؛ وبعد صيته, وإن كان خاملا؛ وكثرت الحوائج إليه, وإن كان مقترا. وقال عبد الله بن المعتز: لن تعدم من الأديب كرما من طبعه, أو تكرما من أدبه.

فصل في الاستشارة

وقال الآخر: الأدب يبلغ بصاحبه الشرف, وإن كان دنيا؛ والعز, وإن كان قميا. والقرب, وإن كان قصيا؛ والمهابة, وإن كان رويا؛ والغنى وإن كان فقيرا, والنبل وإن كان حقيرا؛ والكرامة, وإن كان سفيها؛ والمحبة, وإن كان كريها. وقال آخر: لابنه يا بني: تعلم الأدب, فلأن يذم فيك الدهر, خير من أن يذم بك. وروي عن ابن شبرمة أنه قال: إذا سرك أن تعظم في عين من كنت عنده صغيرا, ويصغر في عينك من كان عندك عظيما؛ فتعلم العربية فإنها تجريك على المنطق, وتدنيك من السلطان. وقال بعض الملوك لوزيره: ما خير ما يرزقه العبد؟ فقال: عقل يعيش به. قال: فإن عدمه. قال: فأدب يتحلى به. قال: فإن عدمه. قال: فمال يستره. قال: فإن عدمه. قال: فصاعقة تحرقه وتريح البلاد والعباد منه. فصل في الاستشارة قال الله تعالى: "وشاورهم في الأمر". وقال نبيه صلى الله عليه وسلم: "ما ندم من استشار ولا خاب من استخار". وقال عبد الله بن المعتز: من شاور لم يعدم في الصواب مادحا, وفي الخطأ عاذرا. وقال بشار بن برد: المشاور بين إحدى حسنتين, صواب يفوز بثمرته, أو خطأ يشارك في مكروهه. وقال أعرابي: ما عنيت قط حتى يعني قومي. قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا أفعل شيئا حتى أشاورهم. وقال عقيل القمي: لا يدرك الصواب بالرأي الفرد, فليستعن مكدود بوادع, ومشغول بفارغ. وقال المأمون: ثلاث لا يعدم المرء الرشد فيهن: مشاورة ناصح, ومداراة حاسد, والتجنب للناس. وقال آخر: شاور من جرب الأمور, فإنه يعطيك من رأيه ما وقع عليه غاليا, وأنت تأخذه مجانا. فصل اثنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, ذات يوم لأصحابه: "ألا أخبركم بأشقى الأشقياء؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: ذاك من اجتمع عليه شيئان: فقر الدنيا, وعذاب الآخرة". وقال علي رضي الله عنه: لن يعدم من الأحمق خلتين, كثرة الالتفات وسرعة الجواب بغير عرفان. وقال الصادق رضي الله عنه لسفيان الثوري: يا سفيان: خصلتان من لزمهما دخل الجنة, قال: وما هما يا ابن رسول الله؟ قال: احتمال ما تكره إذا أحبه الله, وترك ما تحب إذا كرهه الله, فاعمل بهما وأنا شريكك. وقال آخر: السخاء سخاءان, سخاء بما يملك؛ وسخاء عما في أيدي الناس. والصبر صبران, صبر على ما يكره, وصبر عما يحب. والعجز عجزان, ترك الأمر إذا أمكن, وطلبه إذا فات. والحزم حزمان, حفظ ما وليت, وترك ما وفيت. وقال لقمان لابنه يا بني شيئان إذا أنت حفظتهما لا تبالي ما صنعت بعدهما؛ ذنبك لمعادك, ودرهمك لمعاشك. وقال عبد الملك بن مروان: خلتان لا تدعوهما إن قدرتم عليهما, تعلم العربية, ولباس الثياب الفاخرة, فإنها الزينة والمروءة الظاهرة. وكان يقال: من كمال إيمان المرء خصلتان, لا يدخله الرضا في باطل, ولا يخرجه الغضب عن حق. وقال آخر: دعوتان؛ أرجو إحداهما كما أخاف الأخرى: دعوة مظلوم أعنته, ودعوة ضعيف ظلمته. وقال آخر: شيئان يجب على العاقل أن يتحفظ منهما: حسد أصدقائه, ومكر أعدائه. وقال آخر: موطنان لا أعتذر من العي فيهما: إذا خاطبت جاهلا, أو سئلت حاجة. وقال آخر: شيئان قلما يجتمعان: الشعر الجيد, واللسان البليغ. وقال آخر: شيئان قد عزا وأعوزا: درهم حلال, وأخ في الله عز وجل. وقال آخر: اثنان معذبان: غني حصلت له الدنيا؛ فهو بها مشغول مهموم, وفقير زويت عنه, فنفسه تتقطع عليه حسرات. وقال آخر: طالب الدنيا بين خصلتين مذمومتين: إن نال منها ما أمله تركه لغيره, وإن لم ينله مات بغصته. فصل ثلاثة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاث: النائم حتى يستيقظ, والصغير حتى يبلغ, والمجنون حتى يفيق". وقال عليه الصلاة والسلام: "ثلاث مهلكات وثلاث منجيات؛ فأما المهلكات: فشح مطاع, وهوى متبع, وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات: فخشية الله بالسر والعلانية, والقصد في الغنى والفقر, والعدل في الرضى والغضب". وقال المدايني: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: حكيم من أحمق, ومؤمن من فاجر؛ وشريف من وضيع. وقال المأمون: الرجال ثلاثة: فرجل كالغذاء لا يستغنى عنه, ورجل كالدواء يحتاج إليه في الأوقات, ورجل كالداء لا يحتاج إليه أبدا. وقال: ثلاثة لا عار فيهم: الفقر, والمرض, والموت.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث تثبتن لك الود في صدر أخيك أن تبدأه بالسلام,

وقال آخر: يتم سرور الرجل بثلاث: أن يأكل من غرس يده, ويشتم ولد ولده, ويسمع شعره يغنى به. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثلاث تثبتن لك الود في صدر أخيك أن تبدأه بالسلام, وتوسع له في المجلس, وتدعوه بأحب الأسماء إليه. وقال الأحنف بن قيس: مهما كان عندي من أناة فلا أناة عندي في ثلاث: الصلاة إذا حضرت أن أؤديها في وقتها, والميت إذا مات أن أواريه, والمرأة إذا حضر كفؤها أن أزوجها. وقال: ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة: الإنصاف في المعاشرة. والمواساة في الشدة والرخاء, والانطواء على المودة. وقال: ثلاث لا أفعلهن إلا ليتأدب بهن غيري: لا أذكر أحدا في مغيبه بخلاف ما أذكره في حضوره, ولا أدخل نفسي في أمر لا أدخل فيه, ولا آتي السلطان حتى يدعوني. وقال: ما نازعني أحد قط إلا أخذت في أمري معه بإحدى ثلاث خصال: إن كان فوقي عرفت له حقه, وإن كان دوني أكببت نفسي عنه, وإن كان مثلي تفضلت عليه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا ولا صلاة, ولا ترفع لهم حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه, والمرأة الساخط عليها بعلها حتى يرضى عنها, والسكران حتى يصحو". ولما قتل أنو شروان, بزرجمهر وجد في منطقته كتابا فيه ثلاث كلمات. وهي إن كان القدر حقا فالحرص باطل, وإن كان الغدر في الناس طباعا فالثقة بكل أحد عجز, وإن كان الموت لكل حي بمرصد فالطمأنينة إلى الدنيا غرور. وقال آخر: الملوك تحتمل كل شيء ما خلا ثلاثة أشياء: إفشاء السر والتعرض للحرم, والقدح في الملك. وقال عبد الرحمن بن شبيب بن شيبة: المودة على ثلاثة أضرب: فمودة الله عز وجل لغير رغبة ولا رهبة, وهي التي لا يشوبها غدر ولا خيانة. ومودة مقة ومعاشرة, ومودة رغبة أو رهبة, وهي شر المودات وأسرعها انتقاضا. وقال آخر: محرم على السامع تكذيب القائل إلا في ثلاث: جاهل صبر على مضض المصيبة, وعاقل أبغض من أحسن إليه, وحماة أحبت كنة. وقال آخر: ينبغي للأصاغر أن يتقدموا الأكابر في ثلاث مواطن: إذا ساروا ليلا, أو خاضوا سبيلا, أو واجهوا خيلا. وقال أفلاطون: تجب الرحمة لأحد ثلاثة: عاقل يجري عليه حكم جاهل, وضعيف في أسر قوي, وكريم يرغب إلى لئيم. وقال المأمون: ثلاثة لا ينبغي للعاقل أن يقدم عليها: شرب السم للتجربة, وإفشاء السر إلى ذي القرابة الحاسد, وركوب البحر وإن ظن فيه الغنى. وقال آخر: أكمل الخصال ثلاث: وقار بلا مهابة, وحلم بلا ذل, وسماح بلا طلب مكافأة. وقال سليمان بن داود عليهما السلام أبغضت نفسي ثلاثة وغرت أن تطلع الشمس عليهن؛ شيخا جاهلا, وغنيا كذابا, وفقيرا مزهوا. ولقي بعض الملوك حكيما. فقال له: علمني من حكمتك أيها الحكيم. قال: نعم! احفظ عني ثلاث كلمات؟ قال: وما هن؟ قال: صقلك السيف ليس له جوهر من سبخه خطأ, وبذرك الحب في الأرض السبخة ترجو نباته جهل, وحملك المسن على الرياضة عناء. وقال العالم رضي الله عنه إن الله خبأ ثلاثا في ثلاث خبأ رضاه في يسير من طاعته, وخبأ سخطه قي يسير من معصيته, وخبأ وليه بين عباده. فلا تستصغرن شيئا من الطاعة, فربما وافق من الله تعالى رضاه وأنت لا تعلم, ولا تستقلن شيئا من المعصية, فربما وافق من الله سخطه وأنت لا تعلم, ولا تحقرن عبدا تراه, فربما كان من أولياء الله وأنت لا تعلم. وقال الحسن بن سهل: ثلاثة تذهب ضياعا: دين بلا عقل, وقدرة بلا فعل, ومال بلا بذل. وقال بزرجمهر: ثلاثة نواطق وإن كن خرسا: كسوف البال يدل على رقة الحال, وحسن البشر يدل على سلامة الصدر, والهمة الدنيئة تدل على الغريزة الرديئة. وقال لقمان: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: الشجاع عند الحرب, والحليم عند الغضب, وأخوك عند حاجتك إليه. وقال آخر: ثلاثة من عازهم عادت عزته ذلا: السلطان, والوالد, والغريم. وقال جعفر رضي الله عنه: من طلب ثلاثا بغير حق, حرم ثلاثا بحق: من طلب الدنيا بغير حق, حرم الآخرة بحق. ومن طلب الرياسة بغير حق حرم الطاعة بحق. ومن طلب المال بغير حق, حرم بقاءه بحق. وقال بعضهم: ثلاثة هن أضيع شيء في الدنيا: مصباح يوقد في شمس, ومطر جود في أرض سبخة, وامرأة حسناء تزف إلى عنين.

وفي كتاب كليلة ودمنة لينفق ذو المال ماله في ثلاثة مواضع في الصدقة إن أراد

وقال آخر: الأنس في ثلاثة: الصديق المصافي, والولد البار, والزوجة الصالحة. وقال آخر: ثلاثة ينبغي أن يكرموا: ذو الشيبة لشيبته, وذو العلم لعلمه, وذو السلطان لسلطانه. وقال آخر: في المال ثلاث عيوب, يكسب بالحظ, ويحفظ باللؤم, ويتلف بالجود. وفي كتاب كليلة ودمنة لينفق ذو المال ماله في ثلاثة مواضع في الصدقة إن أراد الآخرة, وفي مصانعة السلطان إن أراد الدنيا, وفي النساء إن أراد نعيم العيش. وقال آخر: ليس في ثلاثة حيلة: فقر يخالطه كسل, وعداوة يداخلها حسد, ومرض يمازجه هرم. وقال آخر: إذا حمد الرجل ثلاثة فلا نشك في حريته: جاره, ورفيقه, وقريبه. وقال آخر: ثلاثة أشياء قليلها كثير: المرض, والنار, والعداوة. وقال آخر: الغضب يحدث ثلاثة أشياء مذمومة: يفرق الفهم, ويغير المنطق, ويقطع مادة الحجة. وقال آخر: ثلاثة يضيع عندهم المعروف: اللئيم؛ فإنه بمنزلة الأرض السبخة, والشرير؛ فإنه يرى أن الذي أسديته إليه مخافة شره, والأحمق؛ فإنه لا يدري مقدار ما صنعته إليه. وكان يقال من ألهم ثلاثا لم يحرم من ألهم الدعاء؛ لم يحرم الإجابة, ومن ألهم الاستغفار, لم يحرم من المغفرة؛ ومن ألهم الشكر, لم يحرم المزيد. وقال آخر: ثلاثة تنبو الموعظة عن قلوبهم نبو الكرة عن الصفا: ملك فاجر, وشيخ مولع بشرب الخمر, وامرأة تبيت مغرمة برجل. وقال سهل بن هارون ثلاثة من المجانين وإن كانوا من العقلاء الغضبان, والسكران, والغيران. قيل له فما تقول في المنعظ؟ فضحك وأنشد وما شر البرية أم عمر و ... بصاحبك الذي لا تصحبينا وكان يقال: لولا ثلاثة ما وضع ابن آدم رأسه لشيء, وإنه معهن لوثاب: الموت, والمرض, والفقر. وقيل لأعرابي: ما نقمتم من أميركم؟ قال: ثلاث خصال: يقضي بالعشوة, ويطيل النشوة, ويأخذ الرشوة. وقال رجل لأرسطوطاليس: بلغني أنك اغتبتني. فقال: ما بلغ من قدرك عندي أن أدع لك خلة من ثلاث: علما أعمل فيه فكري, أو عملا صالحا لآخرتي, أو لذة في غير محرم أعلل بها نفسي. وروي أن بعض الأمراء, أراد أن يستصحب علي بن يزيد الكاتب. فقال له علي: أصحبك على ثلاث خصال لي عليك, وثلاث لك علي. فأما التي لي عليك: فلا تهتك لي سترا, ولا تشتم لي عرضا, ولا تقبل في قول قائل حتى تستبرئ. وأما التي لك علي, فلا أفشي لك سرا, ولا أطوي عنك نصحا, ولا أوثر عليك أحدا. فقال الأمير: نعم الصاحب أنت! فصل أربعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعة لا تكون إلا بأربعة: لا حسب إلا بتواضع, ولا كرم إلا بتقوى, ولا عمل إلا بنية ولا عبادة إلا بيقين". وقال صلى الله عليه وسلم: "أربع من كنوز الجنة: كتمان الحاجة, وكتمان الصدقة, وكتمان المصيبة, وكتمان الوجع". وكتب يوسف عليه السلام على باب السجن الذي كان فيه, أربع كلمات, وهي: هذه منازل أهل البلوى, وقبور الأحياء, وشماتة الأعداء, وتجربة الأصدقاء. وقال الأحنف بن قيس: لا تحمد العجلة إلا في أربعة مواضع: تزويج الأيم إذا وجد لها كفؤ, ودفن الميت, وركوب الأهوال, وصنع المعروف. وكان يقال: أربعة لا تعرف في أربعة: السخاء في الروم, والوفاء في الترك, والشجاعة في النبط, والغم في الزنج. وعن المدايني قال خرج الزهري يوما من عند هشام بن عبد الملك. فقال ما سمعت بمثل أربع كلمات تكلم بهن اليوم إنسان عند هشام. قيل له وما هن؟ قال دخل عليه رجل فقال له يا أمير المؤمنين, إحفظ عني أربع كلمات فيهن صلاح ملكك, واستقامة رعيتك. قال هاتهن. قال لا تعدن عدة لا تثق من نفسك بإنجازها, ولا يغرنك المرتقى وإن كان سهلا إذا كان المنحدر وعرا, واعلم أن الأعمال جزاء, فاتق العواقب, واعلم أن الأمور بغتات فكن على حذر. وقال محمد بن الربيع, لحاتم الأصم على ما بنيت أمرك؟ قال على أربع خصال علمت أن رزقي لا يأكله غيري, فاطمأنت بذلك نفسي, وعلمت أن عملي لا يعمل به غيري فأنا منه مشغول, وعلمت أن أجلي لا بد أن يأتيني فأنا أبادره, وعلمت أني لا أغيب عن عين الله فأنا منه مستحي. وكان يقال: أربعة ليس لأعمالهم ثمرة: مسارة الأصم, والمسرج في الشمس, والباذر في السباخ, وواضع المعروف في غير أهله.

وقال المأمون الناس بين أربع طبقات إمارة, وتجارة, وصناعة, وزارعة. فمن لم يكن من

واجتمع حكماء العرب والعجم على أربع كلمات, وهي: لا تحمل نفسك ما لا تطيق, ولا تعمل عملا لا ينفعك, ولا تغتر بامرأة وإن عفت, ولا تثق بمال وإن كثر. وأربع كلمات صدرت عن أربع ملوك كأنما رميت عن قوس واحدة: قال كسرى: لم أندم على ما لم أقل. وقد ندمت على ما قلت. وقال قيصر: أنا على رد ما لم أقل, أقدر مني على رد ما قلت. وقال ملك الصين: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني, وإذا لم أتكلم بها ملكتها. وقال ملك الهند: عجبت ممن يتكلم بالكلمة إن رفعت عنه ضرته, وإن تركت لم تنفعه. وقال بعضهم: أبذل أربعة لأربعة: لصديقك مالك, ولعدوك عدلك, ولمعرفتك رفدك, وللعامة بشرك. وقال آخر: أربعة أشياء تسرع إلى العقل بالفساد: الكفاية التامة, والتعظيم الدائم, وإهمال الفكر, والأنفة من التعلم. وقال آخر: إذا حسنت حال الرجل ابتلي بأربعة: مولاه القديم ينتفي منه, وامرأته يتسرى عليها, وداره يهدمها ويبني غيرها, ودابته يستبدل بها. وقال آخر: أربعة لا ينبغي لأحد أن يأنف منهن وإن كان شريفا: قيامه في مجلسه لأبيه, وخدمته لضيفه, وقيامه على فرسه, وإكرامه لأهل العلم. وقال بعض الحكماء: من استطاع أن يمنع نفسه من أربع فهو خليق أن لا ينزل به المكروه: العجلة, واللجاج, والتواني, والعجب. وقال آخر: أربعة تشتد معاشرتهم: الرجل المتواني, والغني العالم, والفرس المرح, والملك الشديد الملكة. وقال المأمون الناس بين أربع طبقات إمارة, وتجارة, وصناعة, وزارعة. فمن لم يكن من هؤلاء كان كلا علينا. وقال آخر: السعادة أربع: تأتي المطلوبات, وسلامة الخلقة, وجودة العقل, ومحبة الناس. وقال آخر: أربعة من علامات الكرم: بذل الندى, وكف الأذى, وتعجيل الثواب, وتأخير العقاب. وقال آخر: ينبغي أن تكون المرأة دون الرجل بأربعة أشياء: السن, والطول, والمال, والحسب. وقال آخر: أربعة أشياء تسرع انحلال النفس: تجرع المغايظ. وقصور الغادات, ورد النصائح, وتضاحك ذوي البخوت بذي العقول. فصل خمسة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خمس من كن فيه كن عليه. قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال: النكث, والمكر, والبغي, والخداع, والظلم. فأما النكث. فقال الله تعالى: " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه" وأما المكر. فقال الله تعالى: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله". وأما البغي. فقال الله تعالى: " يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم". وأما الخداع. فقال الله تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم". وأما الظلم فقال الله تعالى: "وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون". وقال عليه الصلاة والسلام: "خمسة من خمسة محال: الحرمة من الفاسق محال, والكبر من الفقير محال, والنصيحة من العدو محال, والمحبة من الحسود محال, والوفاء من النساء محال". وقال عليه الصلاة والسلام: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك". وقال علي كرم الله وجهه أوصيكم بخمس لو ضربتم إليها آباط الإبل لكان قليلا لا يرجون أحدكم إلا ربه, ولا يخافن إلا ذنبه, ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم, وإذا لم يعلم أن يتعلم. واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ فإذا قطع الرأس, ذهب الجسد. وقال آخر: من كرم المرء خمس خصال: ملكه للسانه؛ وإقباله على شأنه, وبكاؤه على ما مضى من زمانه؛ وحنينه إلى وطنه, وحفظه لقديم إخوانه. وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: إن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال: إذا أحسن استبشر, وإذا أساء استغفر, وإذا أعطي شكر, وإذا ابتلي صبر, وإذا ظلم غفر. وقال بعض الحكماء: خمسة أشياء تتولد من خمسة: حسن الصمت من العبادة, وحسن الجلسة من الرياسة, وحسن الاستماع من العلم, وحسن الخلق من الكرم, وحسن الجوار من الحلم. وقال آخر: لا يكون الإنسان عالما حتى تجتمع فيه خمسة أشياء: غريزة محتملة للتعلم, وعناية تامة, وكفاية معينة, واستنباط لطيف, ومعلم ناصح. وقال آخر؛ ينبغي للعاقل أن يكون من خمسة على حذر: الكريم إذا أهانه, واللئيم إذا أكرمه, والعاقل إذا أحرجه, والأحمق إذا مازحه, والفاجر إذا عاشره.

فصل ستة

وقال آخر: لا ينبغي للعاقل أن يسكن بلدا فيه خمسة أشياء: سلطان حازم, وقاض عادل, وطبيب عالم, ونهر جار, وسوق قائم. وقال آخر: من علامات العاقل خمس خصال: لا يتكلف ما لا يطيق, ولا يسعى لما لا يدرك, ولا ينظر فيما لا يعنيه, ولا ينفق إلا بقدر ما يكسب, ولا يطلب من الجزاء إلا بمقدار ما عنده من العناء. وقال الأحنف: جهد البلاء خمسة: خادم بطيء, وحطب رطب يوقد منه, وبيت يكف, وخوان ينتظر, وجلواز على الباب يدق. وقال آخر: لا يتم جمع المال إلا بخمس خصال: التعب في كسبه, والشغل عن الآخرة في إصلاحه؛ والخوف من سلبه؛ واحتمال اسم البخل دون مفارقته, ومقاطعة الإخوان بسببه. فصل ستة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: أصدقوا إذا حدثتم, وأوفوا إذا وعدتم, وأدوا إذا ائتمنتم, واحفظوا فروجكم, وغضوا أبصاركم, وكفوا أذاكم". وقال عليه الصلاة والسلام: "قلما يخلو الأحمق من ست خصال: الغضب من غير شيء, والثقة بكل أحد, والكلام في غير موضعه, والعطاء في غير حق, وقلة المعرفة بصديقه من عدوه, وإفشاء السر". وقال عليه الصلاة والسلام: "ستة لا تفارقهم الكآبة: الحقود, والحسود, وفقير قريب العهد بالغنى, وغني يخشى الفقر. وطالب رتبة يقصر عنها قدره, وجليس أهل الأدب وليس منهم". وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لا خير في صحبة من اجتمع فيه ست خصال إن حدثك كذبك, وإن حدثته كذبك, وإن ائتمنته خانك, وإن ائتمنك اتهمك, وإن أنعمت عليه كفرك, وإن أنعم عليك من بنعمته. وقال بعض الحكماء: ستة تقبح, وهي في ستة أقبح: البخل في الأغنياء, والفحش في النساء, والصبوة في الشيوخ, والزمانة في الأطباء, والغضب في العلماء, والكذب في القضاة. وفي كتاب كليلة ودمنة: ستة لا ثبات لها: ظل الغمام, وخلة الأشرار, والمال الحرام, وعشق النساء, والسلطان الجائر, والثناء الكاذب. وقال بعض الحكماء عمارة الدنيا منوطة بستة أشياء أولها: التوفر على المناكح وقوة الداعي إليها, التي لو انقطعت لانقطعت أسباب التناسل معها. وثانيها: الحنو على الأولاد, الذي لو زال من الحيوان, لزال سبب التربية, وكان في ذلك الهلاك. وثالثهما: انبساط الأمل الذي به يتعاظم الحرص على المعايش والمهن والعمارة والعمل. ورابعها: عدم العلم بمبلغ الأجل الذي يصح به انبساط الأمل. وخامسها: اختلاف أحوال البشر في الغنى والفقر, وحاجة بعضهم إلى بعض؛ فإنهم لو تساووا في حالة واحدة هلكوا في الجملة, وهذا من نظام الحكمة. وسادسها: وجود السلطان الذي لولا هيبته وكفه العتاة بسطوته, لأهلك الناس بعضهم بعضا. وقال آخر: لا خير في ستة إلا مع ستة: لا خير في القول إلا مع الفعل, ولا في المنظر إلا مع المخبر, ولا في المال إلا مع الإنفاق, ولا في الصدقة إلا مع النية, ولا في الصحبة إلا مع الإنصاف, ولا في الحياة إلا مع الصحة. وقال آخر: ينبغي للملك أن يكون له ستة أشياء: وزير يثق به ويفضي إليه بسره, وحصن يلجأ إليه إذا فزع, وسيف إذا نازل الأقران لم يخف نبوته, وذخيرة خفيفة الحمل إذا نابته نائبة حملها معه, وامرأة حسناء إذا دخل إليها أذهبت همه, وطباخ حاذق إذا لم يشته الطعام صنع له ما يشتهيه. وقال آخر: ست خصال لا يطيقها إلا من كانت نفسه شريفة: الثبات عند حدوث النعمة الجسيمة, والصبر عند نزول المصيبة العظيمة, وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة, وكتمان السر, والصبر على الجوع, واحتمال الجار. وقال آخر: ستة أشياء تنقص الحزن: استماع كلام الحكماء, ومحادثة الأصدقاء, والمشي في الخضرة, والجلوس على الماء الجاري, ومر الأيام, والتأسي بذوي المصائب. وقال آخر: السخي من كانت فيه ست خلال: وهو أن يكون مسرورا ببذل ماله, متبرعا بعطائه, لا يتبعه منا ولا أذى, ولا يطلب عليه عوضا من دنيا, يرى أنه بما يفعله مؤديا فرضا ويعتقد أن الذي يقبل عطاءه قاض له حقا. وقال آخر: أصعب ما على الإنسان ستة أشياء: أن يعرف نفسه, ويعرف عيبه, ويكتم سره, ويهجر هواه, ويخالف شهوته, ويمسك عن القول فيما لا يعنيه.

فصل سبعة

وقال آخر لابنه: يا بني: إياك والعجلة, فإن العرب كانت تكنها "أم الندامة" لأن فيها عيوبا ستة: يقول صاحبها قبل أن يعلم, ويجيب قبل أن يفهم, ويعزم قبل أن يفكر, ويقطع قبل أن يقدر, ويحمد قبل أن يجرب, ويذم قبل أن يختبر. فصل سبعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة أشياء يكتب للعبد ثوابها بعد وفاته: رجل غرس نخلاً, أو حفر بئراً, أو أجرى نهراً, أو بنى مسجداً, أو كتب مصحفاً, أو ورث علماً, أو خلف ولداً صالحاً يستغفر له". وقال عليه الصلاة والسلام: "سبعة أشياء تدل على عقول أصحابها: المال يكشف عن مقدار عقل صاحبه, والحاجة تكشف عن مقدار عقل صاحبها, والمصيبة تدل على مقدار عقل من نزلت به, والغضب يدل على مقدار عقل الغضبان, والكتاب يدل على مقدار عقل كاتبه, والرسول يدل على مقدار عقل مرسله, والهدية تدل على مقدار عقل مهديها. وقال بعض الحكماء: اجتنب سبع خصال يسترح جسمك وقلبك, ويسلم دينك وعرضك: لا تحزن على ما فاتك, ولا تحمل على قلبك هم ما لم ينزل بك, ولا تلم الناس على ما فيك مثله, ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل, ولا تنظر بالشهوة إلى ما لا تملك, ولا تغضب على من لا يضره غضبك, ولا تمدح من يعلم من نفسه خلاف ذلك! وقال آخر: من كانت فيه سبع خصال لم يعدم سبعا: من كان جوادا لم يعدم الشرف, ومن كان ذا وفاء لم يعدم المقة, ومن كان منصفا لم يعدم العافية, ومن كان ذا رعاية للحقوق لم يعدم السؤدد, ومن كان متواضعا لم يعدم الكرامة. وقال شريك بن عبد الله: سبع من عجائب الدنيا: عمياء متنقبة, وسوداء متخضبة, وخصي له امرأة, ومخنث يؤم قوما, وأشعري شيعي, وحنفي مرجئ, وعربي أشقر. فصل ثمانية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "ألا أخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أشبهكم بي من اجتمعت فيه ثماني خلال: من كان أحسنكم خلقا, وأعظمكم حلما, وأبركم بقرابته, وأشدكم حبا لإخوانكم في دينه, وأصبركم على الحق, وأكظمكم للغيظ, وأكرمكم عفوا, وأكثركم من نفسه إنصافا". وقال الصادق رضي الله عنه: ينبغي أن يكون في المؤمن ثماني خصال: وقار عند الهزاهز, وصبر عند البلاء, وشكر عند الرخاء, وقنوع بما رزقه الله عز وجل, ولا يظلم الأعداء, ولا يتحامل الأصدقاء, وأن يكن بدنه معه في تعب, والناس معه في راحة. وقال بعض الحكماء: ينبغي أن يجتمع في قائد الجيش ثماني خصال: وثبة الأسد, واستلاب الحدأة, وختل الذئب, وروغان الثعلب, وصبر الجمل, وحملة الخنزير, وبكور الغراب, وحراسة الكركي. وقال آخر: ثمانية إذا أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الآتي مائدة لم يدع إليها, والمتآمر على صاحب البيت في بيته, والداخل بين اثنين في حديث لم يدخلاه فيه, والمستخف بالسلطان, والجالس في مجلس ليس له بأهل, والمقبل بحديثه على من لا يسمعه منه, وطالب الخير من أعدائه, وراجي الفضل من عند اللئام. وقال لؤي بن غالب لامرأته: أي بنيك أحب إليك؟ فقالت: الذي اجتمعت فيه ثماني خلال. لا يخامر عقله جهل, ولا يخالط حلمه سفه, ولا يلوي لسانه عي, ولا يفسد يقينه ظن, ولا يغير بره عقوق, ولا يقبض يده بخل, ولا يكدر صنعه من, ولا يرد إقدامه جبن. قال: ومن هو؟ قالت: ولدك كعب. وقال آخر: ثمانية لا تمل: خبز البر, ولحم الضأن, والماء البارد, والثوب اللين؛ والفراش الوطيء, والرائحة الطيبة, والنظر إلى كل حسن, ومحادثة الإخوان. فصل تسعة قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: ارتجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه تسع كلمات, قطعت الأطماع عن اللحاق بواحدة منهن. ثلاث في المناجاة, وثلاث في العلم, وثلاث في الأدب. فأما التي في المناجاة فقوله: كفاني عزا أن تكون لي ربا, وكفاني فخرا أن أكون لك عبدا, وأنت لي كما أحب فوفقني لما تحب. وأما التي في العلم فقوله: المرء مخبوء تحت لسانه, تكلموا تعرفوا, ما ضاع امرؤ عرف قدره. وأما التي في الأدب, فقوله: أنعم على من شئت تكن أميره, واستغن عمن شئت تكن نظيره, واحتج إلى من شئت تكن أسيره. وقيل لحكيم. ما النعمة؟ قال هي في تسعة أشياء

فصل عشرة

في الغنى. فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش؛ وحسن الخلق, فإني رأيت الضجور لا ينتفع بعيش؛ والشباب, فإني رأيت الهرم لا ينتفع بعيش, والعز. فإني رأيت الذليل لا ينتفع بعيش؛ والوطن, فإني رأيت الغريب لا ينتفع بعيش, والإخوان, فإني رأيت الوحيد لا ينتفع بعيش, والزوجة الصالحة؛ فإني رأيت الأعزب لا ينتفع بعيش. وقال آخر: تسعة خصال تضر وتعر وليس لأحد فيها عذر: الحقد, والحسد, والبخل, والجبن, والغيبة, والنميمة, والخيانة, والكذب, والغدر. فصل عشرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإيمان في عشرة أشياء: المعرفة, والطاعة, والعلم, والعمل, والورع, والاجتهاد, والصبر, واليقين, والرضا, والتسليم, فأيها فقده صاحبه بطل نظامه". وقال بعضهم: إحفظ عشرا من عشر: أناتك من التواني, وإسراعك من العجلة, وسخاءك من التبذير, واقتصادك من التقتير, وإقدامك من الهوج, وتحرزك من الجبن, ونزاهتك من الكبر, وتواضعك من الدناءة, وأنسك من الاغترار, وكتمانك من النسيان. وقال آخر: في السفر عشر خصال مذمومة: مفارقة الإنسان من يألفه, ومصاحبة من لا يشاكله, والمخاطرة بما يملكه, ومخالفة العادة في أكله ونومه, ومباشرة الحر والبرد بجسمه, ومجاهدة البول في إمساكه, ومقاساة سوء عشرة المكارين, وملاقاة الهوان من العشارين, والدهشة التي تناله عند دخول البلد, والذل الذي يلحقه عند ارتياد المنزل. وقال الحسن بن سهل, الآداب عشرة, فثلاثة منها شهرجانية وثلاثة أنوشروانية. واللعب بالشطرنج, واللعب بالصوالج. وأما الأنوشروانية: فالطب, والهندسة, والفروسية. وأما العربية: فالشعر, والنسب, وأيام العرب. وأما الواحدة التي أبرت عليهن؛ فمقطعات الحديث والسير وما يتذاكره الناس بينهم في المجالس. باب الفصول القصار من البلاغة والحكمة فصل في ألفاظ يتمثل بها من القرآن الكريم

فصل في أمثال العرب

"ليس لها من دون الله كاشفة". "ولا يجليها لوقتها إلا هو". "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون". "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه". "ذلك بما قدمت يداك". "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان". "أليس الصبح بقريب". "ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة". "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" "لكل نبإ مستقر". "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله". "قل كل يعمل على شاكلته". "فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا". "وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها". "كل نفس بما كسبت رهينة". "على قدر يا موسى". "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة". "وما على الرسول إلا البلاغ". "الآن وقد عصيت قبل". "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة". "ما على المحسنين من سبيل". "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى". "هل جزاء الإحسان إلا الإحسان". "ولا ينبئك مثل خبير". "ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم". "كل حزب بما لديهم فرحون". "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها". "قل لا يستوي الخبيث والطيب". "فقررت منكم لما خفتكم". "وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض". "وقليل من عبادي الشكور". "يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون". "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". "ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء". "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم". "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم". "وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين". "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون". "اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم". "ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون". "فذكر إنما أنت مذكر" "لست عليهم بمصيطر". "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدرون". "يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين". "فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين". "وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين". "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى". "كل يوم هو في شأن". "فبأي حديث بعده يؤمنون". "تلك إذا قسمة ضيزى". "وما ربك بغافل عما يعملون". "واهجرهم هجرا جميلا". "وأعطى قليلا وأكدى". "من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها". "إن هي إلا فتنتك". "وقليل ما هم". "فاعتبروا يا أولي الأبصار". "وإنه لقسم لو تعلمون عظيم". "ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت". "ولتعلمن نبأه بعد حين". "وكان بين ذلك قواما". "وإذا الوحوش حشرت". "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم". "وكأن لم يغنوا فيها". "لمثل هذا فليعمل العاملون". "ولا تنس نصيبك من الدنيا". "وأحسن كما أحسن الله إليك". "كل من عليها فان". "كل نفس ذائقة الموت". "أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون". فصل في أمثال العرب مرعى ولا كالسعدان, ماء ولا كصداء, فتى ولا كمالك؛ شب عمرو عن الطوق؛ أتتك بحائن رجلاه؛ في بيته يؤتى الحكم؛ مع الخواطئ سهم صائب؛ أهون هالك عجوز في سنة؛ سكت ألفا ونطق خلفا؛ في الصيف ضيعت اللبن؛ أنجز حر ما وعد؛ أريها السها وتريني القمر؛ ليس هذا عشك فادرجي؛ استنت الفصال حتى القرعى؛ يحمل شن ويفدى لكيز؛ نعم كلب من بؤس أهله؛ يداك أوكتا؛ وفوك نفخ؛ إن ذهب عير فعير في الرباط؛ رمتني بدائها وانسلت؛ لا تعدم الحسناء ذاما؛ رجلا مستعير أسرع من رجلي مؤد؛ إذا عز أخوك فهن؛ تسمع المعيدي خير من أن تراه؛ يا عاقد اذكر حلا؛ يركب الصعب من لا ذلول له؛ غثك خير لك من سمين غيرك؛ مكره أخوك لا بطل؛ من يأت الحكم وحده تفلح حجته؛ يا لها سعة لو أن معها دعة. حال الجريض دون القريض؛ المنية ولا الدنية؛ ترك الخداع من كشف القناع؛ بكل واد بنو سعد؛ من استرعى الذئب ظلم؛ من أكثر أهجر؛ كمعلمة أمها البضاع؛ تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها؛ أنيسا آكل لحمي آكل لحمي ولا أدعه لآكل؛ لا عطر بعد عروس؛ بلغ السيل الزبى؛ سبق السيف العذل؛ أطري فإنك ناعلة؛ أحشفا وسوء كيلة؛ أنجد من رأى حضنا؛ خير إناءيك تكفئين؛ لا رأي لكذوب؛ شغلت شعابي جداوي؛ التصريح مما يريح؛ طال الأمد على لبد؛ إذا جاء الحين غطى على العين؛ الحر حر وإن مسه الضر؛ العبد عبد وإن كان في رغد, لا تهرف بما لا تعرف؛ عاد عيث على ما أفسد؛ من ير يوما ير به؛ من يسمع يخل؛ المرء يعجز لا محالة. فصل الأخبار بما أوله ألف

السعيد من وعظ بغيره. الأعمال بخواتيمها. الناس كإبل ماية لا تكاد تجد فيها راحلة. التوبة تهدم الحوبة. التحدث بالنعم شكر. الدال على الخير كفاعله. الصبر عند الصدمة الأولى. آفة العلم النسيان. الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. الحلم سجية فاضلة. الصاحب مناسب. الإنصاف راحة. العجلة زلل. التواني إضاعة. الصدود آية المقت. الفكرة مرآة صافية. المودة قرابة مستفادة. أخلق بمن غدر ألا يوفى له. الهيبة مقرونة بالخيبة. الحياء مقرون بالحرمان. المؤمن لا يحيف على من يبغض. الفقر يخرس الفطن عن حجته. الناس أعداء ما جهلوا. أفضل المعروف نصرة الملهوف. التواني عن العناية بالخير شر كبير. الجود حارس العرض من الذم. الكامل من عدت هفواته. الجود بذل الموجود. الحق ما أقصى عنك ما تكره, وجلب إليك ما تحب. المرض حبس البدن, والهم حبس الروح. الأطراف منازل الأشراف. إعلان الشماتة كيد العدو العاجز. العيون طلايع القلوب. العشق داء لا يعرض إلا للقلوب الفارغة. أوجع الضرب ما لا يمكن معه البكى. العبد من لا عبد له. الناس على دين الملك. المفروح به هو المحزون عليه. الأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة. الإرجاف زند الفتنة. الولاية وكل مدح, والعزل وكل ذم. السلاح ثم الكفاح. المساورة قبل المشاورة. التوقيف قبل التعنيف. الفرار في وقته ظفر. المذاكرة صيقل العقل. أقصر لما أنصر. الدهر أفصح المؤدبين. أجلست عبدي فاتكأ. أعطي العبد كراعا فطلب ذراعا. النساء يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام. النسيئة نسيان والتقاضي هذيان. اصطلح الخصمان وأبى القاضي. البطنة تذهب الفطنة. العاقل يترك ما يحب خوفا من العلاج بما يكره. الشر يأتي من لا يأتيه. اللئام أصبر أجسادا؛ والكرام أصبر أنفسا. الجهل موت الأحياء. المستشير على طرف النجاح. الأحمق في شبابه خرف. الزلل مع العجل. أشد الجهاد مجاهدة الغيظ. الرأي نائم والهوى يقظان. الشكر أفضل من النعم لأنه يبقى وتلك تفنى. النظر إلى أحمق سخنة عين. المحبوب مسبوب. أقرب رأييك إلى الصواب أبعدهما من هواك. الحذق لا يزيد في الرزق. الطمع خمر بغير مزاج. الأماني أحلام المستيقظ. أعرف الناس بالعوار المعور. اليأس حر والأمل عبد. أسرع الناس إلى الفتنة أقلهم حياء من الفرار. الأماني تعمي عيون البصائر. الأماني تخدعك, وعند الحقائق تدعك. العفو عن المقر لا عن المصر. أزهد الناس في عالم أهله. النصح بين الملإ تقريع. الطبيعة مصارفة فإذا زادت في العقل نقصت من الرزق. الأمل رفيق مؤنس إن لم ينفعك ألهاك. أنت أخو العزة ما التحفت بالقناعة. المنية تضحك من الأمنية. السلم سلم السلامة. الرشا رشا الحاجة. البخل سوس السياسة. البشر عنوان الكرم. البشر نور الإنجاب. عطاء الشعراء من فروض الأمراء. إعطاء الشاعر ضرب من بر الوالدين. أفضل المدح ما كان على ألسنة الأحرار. الليل يكفيك الجبان ويصف الشجاع. الليل أخفى للويل. الشباب باكورة الحياة. أكل القليل مما يضر, خير من أكل الكثير مما ينفع. إغباب الزيارة أمان من الملالة. الغالب بالشر مغلوب. أشر الرجل في النعمة على قدر استكانته في المحبة. أصح الثناء ما اعترف به الأعداء. الهدية ترد بلاء الدنيا؛ والصدقة ترد بلاء الآخرة. استقبال الموت خير من استدباره. الفار طريدة من طرائد الموت. البرايا أهداف البلايا. الدهر دول والأيام عقب. الزمان ذو ألوان. الجبان معين على نفسه. استعطاف المتجني مؤونة على الإنصاف. أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه. أصاب متأن أو كاد, وأخطأ مستعجل أو كاد. التثبت من الله, والعجلة من الشيطان. الحر عبد إذا طمع؛ والعبد حر إذا قنع. المرء كثير بأخيه. الإنسان بالإخوان كالسلطان بالأعوان. العري الفادح, خير من الزي الفاضح. أحسن ما يكون الحسن بجنب القبيح. العلم يمنع أهله أن يمنعوه أهله. البخل بالعلم على غير أهله, قضاء لحقه ومعرفة لفضله. العلم أكثر من ا، يحاط به فخذوا من كل شيء أحسنه. العلماء غرباء لكثرة الجهال. الملوك حكام على الناس؛ والعلماء حكام على الملوك. الخط الحسن يزيد الحق وضوحا. الخط صور ضئيلة لها معان جليلة. الخط يخاطب العيون بسرائر القلوب. القلم أصم يسمع النجوى؛ وأخرس يفصح بالدعوى. القلم شجرة ثمرها المعاني, والفكرة بحر لؤلؤه الحكمة.

فصل الأخبار بسائر الحروف

الصمت منام والكلام يقظة. العجب آفة اللب. المروءة ترك اللذة, واللذة ترك المروءة. الرفق والدوام وعلى الله التمام. الجاهل عدو لنفسه فكيف يكون صديقالغيره؟ الدنيا لا تعطي أحدا ما يستحقه: إما أن تزيده وإما أن تنقصه. إخوان السوء كثيرة. النار تحرق بعضها بعضا. الكريم إذا أساء فعن خطيئة, وإذا أحسن فعن نية. الأعمال المفروضة تذكر العبد بربه. الغيرة مفتاح الطلاق. الفهم شعاع العقل. الحدة سورة الجهل. الفتنة ينبوع الأحزان. أمن الزمان زمانة العقل. النعم أطواق إذا شكرت؛ وأغلال إذا كفرت. الشكر على النعم السالفة, تقتضي النعم المستأنفة. الظفر شافع المذنبين إلى الكرماء. أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة. الاعتراف يهدم الاقتراف. أخطر شيء بالإنسان غلطه فيمن يثق به. أول الغضب جنون وأخره ندم. المزاح سباب الحمقى. الدين وقر طالما أثقل الكرام. المصيبة بالصبر أعظم المصيبتين. الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها. أحق ما صبر عليه ما لا بد منه. أحق ما رد ما خالف شهادة العقل. الدنيا والآخرة ضرتان؛ إن أرضيت إحداهما أسخطت الأخرى. الدنيا والآخرة ككفتي الميزان؛ إن رجحت إحداهما خفت الأخرى. الناس في الدنيا بالأحوال, وفي الآخرة بالأعمال. الأمور بعواقبها؛ والأعمال بخواتمها. الحر إذا جرح آسى؛ وإذا خرق رفا؛ وإذا أضر من جانب نفع من جانب. إفراط التغافل تسافل. إفراط الدماثة غثاثة. الحق حق وإن جهله الورى؛ والنهار نهار وإن لم يره الأعمى. النفس مائلة إلى شكلها؛ والطير واقعة على مثلها. الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود. الله يمهل ولا يهمل. إنما يعجل من يخاف الفوت. الأدب بين أهله نسب. الأدب من الأب والصلاح من الله. السماع إدام المدام. الدنيا معشوقة وريقها الراح. الشرب على غير الدسم سم؛ وعلى غير النغم غم. الساجور خير من الكلب. الكريم يظلم من فوقه واللئيم يظلم من تحته. الحاسد يرى زوال النعمة نعمة عليه. الغربة كربة والنقلة مثلة, أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب. النحو في الكلام كالملح في الطعام. اللحن في المنطق كالجدري في الوجه. الشجاع موقى والجبان ملقى. الأنام فرائس الأيام. البحر لا يخاض والليث لا يراض. الوسن يرى الحلم الحسن. أمور تمور وأحوال تحول. السنون تغير السنن. اللسان صغير الجرم؛ عظيم الجرم. استراح اللاغب وزهد الراغب. المقادير تجري بخلاف التقدير. أثقل من غريم على عديم. السفر يسفر عن أخلاق الرجال. التخفيف في العبادة خير عادة. اللهب لا ينقص من الذهب. القلم أحد اللسانين. العم أحد الوالدين. العجيزة أحد الوجهين. رأس المال أحد الربحين. الخضاب أحد الشبابين. سامع الغيبة أحد المغتابين. بذل الجاه أحد الرفدين. فصل الأخبار بسائر الحروف كل الصيد في جوف الفرا. علم لا ينفع ككنز لا ينتفع به. نعم الختن القبر. جدع الحلال أنف الغيرة. حبك للشيء يعمي ويصم. شر الناس من اتقاه الناس لشره. جبلت القلوب على حب من أحسن إليها, وبغض من أساء إليها. خير شبابكم من تشبه بالشيوخ, وشر شيوخكم من تشبه بالشباب. من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. سيد القوم خادمهم. شر العمى عمى القلب. مطل الغني ظلم. خير الأمور أوساطها. خير ما جربت ما وعظك. خير المقال ما صدقه الفعال. لكل مقبل إدبار. لكل أمر عاقبة. ظلم الضعيف أفحش ظلم. رأي الشيخ خير من مشهد الغلام. لقاء أهل الخير عمارة القلوب الواهية. من التوفيق الوقوف عند الحيرة. رضي بالذل من كشف ضره. خاطر بنفسه من استبد برأيه. رسولك ترجمان عقلك. قيمة كل امرئ ما يحسن. قطيعة الجهل تعدل صلة العاقل. صاحب المعروف لا يقع وإن وقع يجد متكأ. خير من الخير مسديه, وشر من الشر من يأتيه. حسن الأخلاق أنفس الأعلاق. من تمام الصدق الأخبار بما تحتمله العقول. من مأمنه يؤتى الحذر. من صلاح نفسك معرفتك بفسادها. من أشرف الكرم غفلتك عما تعلم.

من وهن الأمر إعلانه قبل إحكامه. من سعادة جدك وقوفك عند حدك. من التعذيب تهذيب الذيب. من باطل جمعه ومن حق منعه. قابل المدح كمادح نفسه. حصنك من الباغي حسن المكاشرة. لسان الجاهل مالك له, ولسان العاقل مملوك معه. لسان المرء أمكن مقاتله. موت الخير راحة لنفسه؛ وموت الشرير راحة للناس. خير مالك ما وقاك؛ وشر مالك ما وقيته. خير مفاتيح الأمور الصدق, وخير خواتيمها الوفاء. خير العطاء ما وافق الحاجة. خير الأوطان أعونها على الزمان. خير المعروف ما لم يكن مكافأة على ماض ولا رجاء لباق. خير المعروف ما لم يتقدمه مطل, ولم يتبعه من. خير الكلام ما أسفر عن الحاجة. كل كبير عدو للطبيعة. كل مستعجل ملوم وإن نجح. كلما كثر خزان الأسرار ازدادت ضياعا. كلما حسنت نعمة جاهل ازداد فيها قبحا. كل شيء شيء ومصادقة الكذاب لا شيء. منع الجميع أرضى للجميع. صبرك على الاكتساب خير من حاجتك إلى الأصحاب. حصر الكريم إذا سأل؛ وحصر اللئيم إذا سئل. سرور النفس بالأمل؛ أشد من سرورها بالجدة. مصرع الجاهل بين (ليت) و (لو) . قل طمع لم يرد إلى طبع. حسن الصورة أول السعادة. رداءة الخط زمانة الأدب. بالوعد يستريح اللئيم ويتعب الكريم. بالإيثار يستوجب اسم الجود. بحسن التأني تسهل المطالب. نار الحلفا سريعة الانطفا. بعض الصدق قبيح. زمام العمل بيد الأمل. لكل غلو سلو. لكل قوم يوم. لكل حادث حديث. صام حولا وشرب بولا. حلمك عن السفيه يكثر أنصارك عليه. شر الناس من لا يبالي أن تراه مسيئا. عجب المرء بنفس أحد حساد عقله. كل شيء يحتاج إلى العقل؛ والعقل يحتاج إلى التجارب. فوت الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها. لكل شيء مقدار, من يجاوزه أفرط؛ ومن قصر عنه فرط. ثوب الرجل لسان نعمة الله عليه. مجالسة الثقيل حمى الروح. كأنما خلق الحاسد ليغتاظ. يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم. زكاة الرأي نصيحة المستشير. جهد البلاء الإقلال والعيال. قصص الأولين مواعظ الآخرين. جزاء من يكذب أن لا يصدق. كاد المريب أن يقول: خذوني. يوم العاجز غد. ظاهر العتاب خير من باطن الحقد. كم شاهد لا ينطق. لسان التقصير قصير. بعد الكدر صفو, وبعد المطر صحو. ذو السرعة لا يعدم الصرعة. شرط المعاشرة ترك المكاشرة. صديق الوالد عم الولد. عند الامتحان يكرم الرجل أو يهان. صواب الجاهل كخطأ العاقل. محرض خير من ألف مقاتل. بالأقلام تساس الأقاليم. مشى بقدمه إلى دمه. صفاقة الوجه رزق حاضر. قتل أرضا عالمها؛ وقتلت أرض جاهلها. علم لا يعبر معك الوادي, لا يعمر بك النادي. صدور الأحرار قبور الأسرار. علامة الكذاب جوده باليميني لغير مستحلف. حسب الكاذب بفعله شتما، وقلبه خصما. نصح الصديق تأديب, ونصح العدو تأنيب. بعض الحلم مذلة؛ وبعض الاستقامة مراءاة. قرية غنيمة، والظفر به هزيمة. مرآة العواقب في يد التجارب. ظن العاقل خير من يقين الجاهل. ذللت طالبا فذللت مطلوبا. فر: أخزاه الله، خير من: قتل رحمه الله. نجى المخفون. نائم مقر بذنبه، خير من مصل مدل على ربه. كلب جوال خير من أسد رابض. خلف الوعد خلق الوغد. علي أن أقول وما علي القبول. نور الحقيقة، أحسن من نور الحديقة. عسى تحظى في غدك برغدك. كفى بالنهى ناهيا، وبالهدى هاديا. نعم العدة طول المدة. سم المبرسم في الشهد؛ والشمس تقبح في الأعين الرمد. شر القول الكذب، وشر الفعل البخل. خطأ الجود أفضل من صواب المنع. قبر العاق خير منه. ترك المراء من المروءة. قول كالعسل وفعل كالأسل. وقع حيث لم يتوقع. وجب الرحيل عن الربع المحيل. لأن تبتلى بمجنون كامل، خير لك من نصف مجنون. صديق الجاهل مغرور. تقويمك للجاهل سبب لعداوته. للعادة على كل شيء سلطان. عشرة الصغار صغار. نعم الرفيق التوفيق. عنا طويل وغنا قليل. للقلوب انقلالب، وللأسباب انقضاب. كم بين الدر والحصى.

فصل الأمر

قد رخص ما غلا، وسفل ما علا. هو عيبة العيوب، وذنوب الذنوب. حتى يدك تضرك. وحتى عينك تكذبك. حتى المحاجة إليها حاجة. حتى المعنى يتكنى. حتى القدم لها خدم. كلام فايق، في خط رايق. قد تكسد اليواقيت في بعض المواقيت. عرض التقي نقي؛ وعرف الذكي ذكي. عادات السادات؛ سادات العادات. جسد كله حسد. غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله. صحبة الأشرار، تورث سوء الظن بالأخيار. عصفور في الكف ولا كركي في الجو. فصل الأمر اشتدي أزمة تنفرجي. إعقلها وتوكل. تاجروا الله بالصدقة تربحوا. إتقوا فراسة المؤمن ينظر بنور الله. تخيروا لنطفكم. إبدأ بمن تعول. انصر أخاك ظالما أو مظلوما. وجهوا آمالكم إلى محبة قلوبكم. إعص هواك وطع من شئت. عجلوا المعروف قبل سوء الظن ولحاق السيئة. أترك الشر ما تركك. داو المودة بكثرة التعاهد. تعز عن الدنيا تعز. إرع حق من عظمك لغير حاجة إليك. عود نفسك الصبر على قرين السوء فإنه لا يكاد يخطيك. أعط من دونك ما تحب أن يعطيك من فوقك. بشر مال البخيل بحادث أو وارث. أنصف مظلومك قبل أن ينصفه الدهر منك. استغن عن الناس يحتاجوا إليك. خفف طعامك تأمن أسقامك. كل قليلا تعش كثيرا. أشفق على ولدك من إشفاقك عليه. أحيوا الحياء بمجاورة من يستحيي منه. إرض من أخيك إذا ولي ولاية بعشر وده قبلها. إنصح ولا تفصح. إستتر من الشامتين بحسن العزاء. أذكر غائبا تره. كذب أسوأ الظنون بأحسنها. كن ذنبا في الخير، ولا تكن وأسأ في الشر. إتبع ولا تبتدع. أغد عالما أو متعلما ولا تكن الثالث فتهلك. قارب الناس في عقولهم تسلم من غوائلهم. اتئد تصب أو تكد. إعرف أخاك بأخيه قبلك. بع الحيوان أحسن ما يكون في عينك. تعام عن ما تسوؤك رؤيته، وتصام عما يؤذيك سماعه. إحذر صديقك فإنك من عدوك على حذر. أشكر لمن أنعم عليك، وأنعم على من شكرك. خذه بالموت حتى يرضى بالحمى. تنح عن طريق القافية. صانع الطبيب قبل أن تمرض. نق نعليك وابذل قدميك. إلبس من الثياب مالا تحتقر فيه ولا تشتهر به. إنس رفدك ولا تنس وعدك. إتق قرناء السوء فإنك متهم بأعمالهم. زاحم بعود أودع. أدن من الخوف تأمن. إعرف الحق لمن عرفه لك. دع ما شاء القلب لما شاء الرب. دع ماراب، وكل ما طاب. دع ما جمح واركب ما سمح. سامح الجامح بكل؛ ولابن المحارن بذل. قدم خيرك ثم [ذكرك] . فصل النهي لا تظهر الشماتة بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك. لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك تلفا. لا تشرب السم اتكالا على ما عندك من الترياق. لا تتهاون بالأمر الصغير إذا كان يقبل النمو. لا تغترر في صحة مزاجك في الهوى الوبيء. لا تستعن في حاجتك إلا بمن يجب أن تظفر بها. لا تكره سخط من يرضيه الباطل. لا تودع سرك جاهلا فيخون، ولا عاقلا فيزل. لا تقل ما لا تعلم فتتهم فيماتعلم. لا تسأل البخيل، فإنه إن منعك أبغضته، وإن أعطاك أبغضك. لا تكونن لمالك عبدا، وقد جعلك الله له ربا. لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم. لا تصحب الشرير فإن طبعك يسردق من طبعه وأنت لا تدري. لا تفتح بابا يعييك سده، ولا ترسل سهما يعجزك رده. لا تفعل ما يصير حجة عليك، وعلة في الإساءة إليك. لا تستحي من إعطاء القليل فإن المنع أقل منه. لا يفسدنك الظن على صديق أصلحك اليقين له. لا تطمع في كل ما تسمع. لا تغترر بالأمير، إذا غشك الوزير. لا تنكح خاطب سرك. لا تطلب الغنيمة حتى تحرز السلامة. لا تكن ممن يلعن إبليس في العلانية ويواليه في السر. لا تحمدن أمة يوم شرائها، ولا عروسا ليلة إهدائها. لا تكن كالجراد يأكل ما وجده ويأكله ما وجده. لا تسىء لا تخف. لا تذكر الميت بسوء فتكون الأرض أكتم عليه منك. لا تكن رطبا فتعصر ولا يابسا فتكسر. لا تجالس بسفهك الحكماء؛ ولا بحلمك السفهاء. لا يزيدنك لطف الحسود إلا وحشة منه. لا تفسد تأكد إحسانك بطارق امتنانك. لا تقبلن في الاستخدام إلا شفاعة الكفاية والأمانة. فصل إذا

فصل من

إذا اشتبه عليك أمران فاجتنب أقربهما من هواك. إذا ضاقت حالك فاحذر مشورة الإفلاس فإنه لا يشير بخير. إذا اتسعت القدرة نقصت الشهوة. إذا أردت أن تفتضح فأمر من لا يطيعك. إذا أدبر الأمر كان العطب في الحيلة. إذا جاء النص بطل القياس. إذا تم العقل نقص الكلام. إذا قبح السؤال حسن المنع. إذا قدم الإخاء سمج الثناء. إذا كنت أبطأهم خيرا، فلا تكن أسرعهم جوابا. إذا أردت أن تطاع فاسأل ما يستطاع. إذا كلف المولى عبده فوق طاقته، فقد أقام عذره في مخالفته. إذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون. إذا بقي ماقاتك، فلا تأس على ما فاتك. إذا عاديت من يملكك، فلا تلمه إن أهلكك. إذا نزلت بك النعمة فاجعل قراها الشكر. إذا قدمت المصيبة سمجت التعزية. إذا لم تستح فاصنع ما شئت. إذا قصرت يدك عن المكآفات فليطل لسانك بالشكر. إذا كثر الإحسان سقط الاستحسان. إذا زل العالم زل بزلته عالم. إذا كنت في إدبار والموت في إقبال فما أسرع الملتقى. إذا طالت اللحية تكوسج العقل. إذا حاق القضاء، ضاق الفضاء. إذا تكرر الكلام على السمع تقرر في القلب. إذا ازدحمت الظنون على سر، هتكته. إذا دنا انثنى، وإذا غاب عاب. إذا قطعت فقدر ما استطعت. إذا جحد الإحسان وجب الامتنان. إذا وجدت حاجتك في السوق فلا تطلبها من أخيك. فصل من من تأنى أصاب أو كاد؛ ومن عجل أخطأ أو كاد. من مشى مع ظالم فقد أجرم. من بلغ السبعين اشتكئ من غير عفة. من سلك مسالك السوء اتهم. من أيقن بالخلف جاد بالعطية، من ضيعه الأقرب؛ أتيح له الأبعد. من حمل ما لا يطيق عجز. من علم من أخيه مروءة جميلة؛ فلا يسمعن فيه الأقاويل. من فكر في العواقب لم يتشجع. من كثر رضاه عن نفسه كثر الساخطون عليه. من شتم الملوك مات قبل موته. من عرف بالصدق جاز كذبه؛ ومن عرف بالكذب لم يجز صدقه. من كثر ملقه لم يعرف بشره. من اعتذر من غير ذنب أوجب الذنب على نفسه. من مدح رجلا بما ليس فيه، فقد بالغ قي ذمه. من ظن بك قبيحا فكن جديرا بتكذيب ظنه. من تمنى طول العمر فليوطن نفسه على المصائب. من طلب لسره موضعا فقد أفشاه. من أطاع غضبه أضاع أدبه. من عظمت همته طالت حسرته. من أصلح فاسده أرغم حاسده. من قاس الأمور فهم المستور. من عز بز. من نال استطال. من أنزل نفسه منزلة العاقل؛ أنزله الناس منزلة الجاهل. من كتم سره كان الخيار في يده؛ ومن أفشاه كثر المتآمرون عليه. من لم يعرف الشر كان أجدر أن يقع فيه. من بلغ غاية ما يحب فليتوقع غاية ما يكره. من كتم علما فكأنه جاهله. من أقعدته نكاية الأيام؛ أقامته إغاثة الكرام. من لم تخنه نساؤه تكلم بملء فيه. من نال الدنيا مات وجدا بها؛ ومن لم ينلها مات حسرة عليها. من قل صدقه قل صديقه. من قدم هديته نال أمنيته. من سأل فوق حاجته استحق الحرمان. من لم يصبر على كلمة سمع كلمات. من عاب نفسه فقد زكاها. من لم ينه أخاه فقد أغراه؛ ومن لم يداو عليله فقد أدواه. من ركب ظهر البغي نزل به دار الندامة. من جهل شيئا عاداه. من فعل ما شاء لقي ما ساء. من اصطنع قوما احتاج إليهم يوما. من ودك لأمر أبغضك عند انقضائه. من قتل في الحرب مدبراً أكثر ممن قتل مقبلاً. من قعد به حسبه نهض به أدبه. من عرف قدره لم يهلك. من ترفع بعلمه وضعه الله بعمله. من عرف نفسه لم يضره ما قال الناس فيه. من عظمت نعمة الله عليه، كثرت حوائج الناس إليه. من أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل. من لم يرب معروفا فكأن لم يصنعه. من خوفك حتى تلقى الأمن؛ خير لك ممن أمنك حتى تلقى الخوف. من استغنى بالله افتقر إليه الناس. من كان الإكرام داءه كان الهوان دواءه.

فصل لا

من لم يعدل، عدل الله فيه؛ ومن حكم لنفسه حكم الله عليه. من لانت كلمته وجبت محبته. من ضاق خلقه مله أهله. من ترك العقوبة فقد أغرى بالذنب. من خضع لك بالعذر فتفضل عليه بالعتبى. من ضيع أمن الزمان فقد ضيع ثغرا مخوفا. من عرض نفسه للنهم فلا يلومن من أساء به الظن. من عتب على الدهر طال عتبه. من خاف من فوقه خافه من دونه. من سلك الحذار أمن العثار. من كثر مزحه لم يسلم من استخفاف به أو حقد عليه. من سكت فسلم كان كمن نطق فغنم. من أماله الباطل قومه الحق. من لم يجد الحميم رعى الهشيم. من لم يحسن صهيلا نهق. من كان عبدا للحق فهو حر. من عبر غير. من طمع الكل فاته الكل. من غاب خاب؛ وأكل نصيبه الأصحاب. من لم يحترف لم يعتلف. من اشترى مالا يحتاج إليه, باع ما يحتاج إليه. من سره بنوه ساءته نفسه. من سل سيف البغي, قتل به. من أخافه الكلام, أجاره الصمت. من كنت طليق بره فكن أسير شكره. من أطاع هواه أعطا عدوه مناه. من خان حان. من لم يجد بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا مفتوحا. من زرع الإحن حصد المحن. من طلب عزا بباطل أورثه الله ذلا بحق. من كثر هجره وجب هجره. من لم يتعظ اتعظ به. من كانت حياتك به فمت دونه. من طلب دينا قديما أصاب شرا جديدا. فصل لا لا يقوم عن الغضب بذل الاعتذار. لا يزال الأحمق يدور حتى يواجه بما يسوءه. لا ترى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا. لا أشجع من بريء؛ ولا أجبن من مريب. لا خير في لزوم مواطن الآباء إذا نبت بالأبناء. لا خير في المعروف إذا أحصي. لا ضمان على الزمان. لا ينسب إلى الحلم إلا من قدر على السطوة. لا بد للمصدور من أن ينفث. لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى. لا يكون العمران حيث يجور السلطان. لا خلاق لسيء الأخلاق. لا خير في لذة تعقب ندما. لا أصل ثابت ولا فرع نابت. لا عاش بخير من لا يرى بقلبه ما لم ير بعينه. فصل ما ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن. ما خير، خير لا ينال إلا بشر. ما كل مفتون يعاتب. ما هلك امرؤ عرف قدره. ما مات من أحيا علما. ما صين العلم بمثل بذله لأهله. ما استرق الكرام مالك أنض من الدين. ما أنصفك من منعك ماله وكلفك إجلاله. ما عفي عن الذنب من قرع به. ما رأيت تبذيرا إلا وإلى جانبه حق مضيع. ما غضبي على من أملك وما غضبي على من لا أملك. ما أحد رأى في ولده ما يحب، إلا رأى في نفسه ما يكره. ما السيف الصارم في يدي الشجاع بأنجد له من الصدق. ما كتمته عدوك فلا تخبر به صديقك. ما تساب اثنان إلا غلب ألأمهما. ما شاهد على غائب بأدل من طرف على قلب. ما جمع مال بتقتير إلا أنفق في تبذير. ما أعطي أحد نصفا فأباه، إلا قبل شرا منه. ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. ما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن. فصل رب رب عجلة تهب ريثا. رب ساع في ما يضره. ربما أخطأ البصير قصده؛ وأصاب الأعمى رشده. ربما كان الدواء داء. ربما شرق شارب الماء قبل ريه. رب طامع ملك؛ وطالب أدرك. رب طرف أفصح من لسان. رب مغبوط معبوط. ربما تكون المنية هنية. رب مقال لا تقال عثرته. رب مملوك لا يستطاع فراقه. رب مغتاب غيره بما هو فيه. ربما كانت العطية خطية؛ وربما كانت العناية جناية. رب حرف أدنى إلى حتف. ورب كلمة سلبت نعمة. رب منع أحلا من العطاء. رب أكلة تمنع أكلات. رب صديق يؤتى في جهله لا من بيته. رب كلمة تقول لقائلها: دعني. رب عقل أسير لهوى أمير. رب صبابة غرستها لفظة. فصل لو ولولا لو سكت من لا يعلم سقط الخلاف. لو عقل أهل الدنيا كلهم، خربت. لو جاز لوم الأحمق على أن يعقل، جاز لوم الأعمى على أن يبصر. لو كان المزاح فحلا لم ينتج إلا شرا. لو صور الصدق لكان أسدا، ولو صور الكذب لكان ثعلبا. لو كانت الدنيا لقمة في يد الكريم لوضعها في فم ضيفه. لو عيرت حبلى لخفت أن أحبل. لو عيرت كلبا لخفت أن أجوز في سلاحه. لو بلغ الزق فاه لولاه قفاه. لو مر بوادي الأراك ما انصرف منه بسواك. لولا الحياء هلك الأحياء. لولا السيف كثر الحيف. لولا التقاضي قل التراضي. لولا ظلمة الخطأ ما أشرق نور الصواب. لولا الشعير ما نهقت الحمير. فصل ليس

باب الحكمة من الشعر

ليس الخبر كالمعاينة. ليس جزاء من سرك أن تسوءه. ليس يجب المدح والذم إلا لمعتمد الجميل والقبيح. ليس شيء أحق بطول سجن من لسان. ليست العزة في حسن البزة. ليس حسن الجوار الكف عن الأذى ولكنه الصبر على الأذى. لست بخب والخب لا يخدعني. ليس سبيل من البر إلا ودونه عقبة من الصبر. ليس في البرق اللامع مستمع لخائض الظلمة. ليس شيء أحب إلي من الضيف لأن رزقه على الله ومحمدته لي. ليس بمغرور من وثق بالله. باب الحكمة من الشعر فصل انتظار الفرج من أهل الشدة والحرج قال صاحب الكتاب [المؤلف] : هي شدة يأتي الرخاء عقيبها ... وأسى يبشر بالسرور العاجل وإذا نظرت فإن بؤسا زائلا ... للمرء خير من نعيم زائل وقال أيضاً: سأصبر حتى يأتي الله بالذي ... يشاء وحتى يعجب الدهر من صبري فكم فاقة بات الغنى من خلالها ... يلوح، وكم عسر تكشف عن يسر وقال آخر: هي الأيام والغير=وأمر الله منتظر أتيأس أن ترى فرجا=فأين الله والقدر إبراهيم بن العباس الصولي: ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ... فرجت وكان يظنها لا تفرج وقال آخر: لا تكره المكروه عند نزوله ... إن العواقب لم تزل متباينه كم نعمة لا تستقل بشكرها ... لله في ظل المكاره كامنه وقال عبد الله بن الزبير الأسدي: لا أحسب الشر جارا لا يفارقني ... ولا أحز علي ما فاشني الودجا وما نزلت من المكروه منزلة ... إلا وثقت بأن ألقى لها فرجا وقال آخر: كم فرحة طوية ... لك بين أثناء النوائب ومسرة قد أقبلت ... من حيث تنتظر المصائب وقال آخر: خف إذا أصبحت ترجو ... وارج إن أصبحت خائف رب مكروه مخوف ... فيه لله لطائف أبو الحسن بن فارس: وقالوا كيف حالك قلت خير ... تقضى حاجة ويفوت حاج إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا ... عسى يوما يكون لها انفراج منصور الفقيه: يا من يخاف أن يكو ... ن ما يخاف سرمدا أما سمعت قولهم ... إن مع اليوم غدا بعض الأعراب: وإني لأغضي مقلتي على القذى ... وألبس ثوب الصبر أبيض أبلجا وإني لأدعو الله والأمر ضيق ... علي ما ينفعك أن يتفرجا وكم من فتى ضاقت عليه وجوهه ... أصاب لها في دعوة الله مخرجا فصل في الحض على اكتساب الإخوان ومدارتهم والصفح عن زلاتهم وهوافتهم قال عبد الملك بن مروان يوما لأهل بيته وجلسائه: لينشد كل منكم أحسن شعر سمعه. فانشدوا لامرئ القيس، وزهير، والنابغة، والأعشى، فأكثروا حتى أتوا على محاسن ما يحفظون. فقال عبد الملك: أشعرهم والله الذي يقول: وذي رحم قلمت أظفار ضغنه ... بحلمي عنه وهو ليس له حلم إذا سمته وصل القرابة سامني ... قطيعتها تلك السفاهة والظلم ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي ... وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم يحاول رغمي لا يحاول غيره ... وكالموت عندي أن يحل به الرغم فما زلت في لين له وتعطف ... عليه كما تحنو على الولد الأم لأستللن الضغن حتى سللته ... وإن كان ذا ضغن يضيق به الحلم وأطفأت نار الحرب بيني وبينه ... فأصبح بعد الحرب وهولنا سلم وقال بشار بن برد: إذا كنت في كل الأمور معاتبا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه فعش واحدا أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه وقال كثير عزة: ومن لم يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب ومن يتتبع جاهدا كل عثرة ... يجدها، ولا يسلم له الدهر، صاحب وقال آخر: إقبل أخاك ببعضه ... قد يقبل المعروف نزرا واصبر عليه فإنه ... إن ساء عصرا سر عصرا وقال آخر: واصل أخاك وإن أتاك بمنكر ... فخلوص شيء قلما يتمكن ولكل شيء آفة موجودة ... إن السراج على سناه يدخن ابن الحداد المغولي: أشدد يديك على أخيك تكن به ... في كل أمر تبتغيه قديرا

فصل كيف يجب أن يكون الإخوان

لو لم يكن بأخ أخ متأيدا ... لم يتخذ موسى أخاه وزيرا وقال آخر: تكثر من الإخوان ما اسطعت إنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور وليس كثيرا ألف خل وصاحب ... وإن عدوا واحدا لكثير أبو الفتح البستي: تحمل أخاك على ما به ... فما في استقامته مطمع وإني له خلق واحد ... وفيه طبائعه الأربع وقال آخر: من لم يكن ذا خليل ... يفشي إليه بسره ويستريح إليه ... في خير أمر وشره فليس يعرف طعما ... لحلو عيش ومره ابن المعتز: الله حسبي وبه توفيقي ... ما أسمج الدنيا بلا صديق وأضعف المال عن الحقوق ... وأميل الدهر إلى العقوق وقال آخر: إذا ما صديقي رابني سوء فعله ... ولم يك عما ساءني بمفيق صبرت على أشياء منه تريبني ... مخافة أن أبقى بغير صديق وقال آخر: إذا أنت لم تستقبل الأخ لم تجد ... لكفيك في إدباره متعلقا إذا أنت لم تترك أخاك وزلة ... إذا زلها، أوشكتما أن تفرقا فصل كيف يجب أن يكون الإخوان قال بعضهم: أخوك الذي لو جئت بالسيف مصلتا ... إليه به، لم يستغشك في الود ولو جئت تدعوه إلى الموت لم يكن ... يردك إشفاقا عليك من الرد يرى أنه في الود وان مقصر ... وإن زاد فيه بالوفاء على الجهد وقال آخر: أخوك الذي لا ينقض النأي عهده ... ولا عند صرف الدهر يزور جانبه وليس الذي يلقاك بالبشر والرضا ... وإن غبت عنه لسعتك عقاربة وقال آخر: وليس أخوك الدائم العهد بالذي ... يسوءك إن ولى ويرضيك مقبلا ولكنه النائي إذا كنت مقبلا ... وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا وقال آخر: أخوك الذي إن سرك الأمر سره ... وإن ساء أمر ظل وهو حزين يقرب من قربت من ذي مودة ... ويقصي الذي أقصيته ويهين بشار بن برد: خير إخوانك المشارك في الم ... ر وأين الشريك في المر أينا الذي إن شهدت زانك في النا ... س وإن غبت كان أذنا وعينا أبو العتاهية: عذيري من الإنسان لا إن جفوته ... صفا لي ولا إن صرت طوع يديه وإني لمشتاق إلى ظل صاحب ... يرق ويصفو إن كدرت عليه العباس بن جرير إن الصديق هو الذي ... يراك حين تغيب عنه وإذا كشفت إخاءه ... أحمدت ما كشفت منه مثل الحسام إذا انتضا ... هـ ذو الحفيظة لم يخنه يسعى لما يسعى له ... كرما وإن لم يستعنه وقال آخر: وإذا صاحبت فاصحب ماجدا ... ذا حياء وعفاف وكرم قوله للشيء لا إن قلت لا ... وإذا قلت نعم قال نعم فصل في ذم خوان الإخوان القاضي بن معروف: إحذر عدوك مرة ... واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصدي ... ق فكان أخبر بالمضره وقال آخر: إسمع مقالة ناصح ... جمع النصيحة والمقه إياك واحذر أن تكو ... ن من الثقات على ثقة وقال آخر: إحذر صديقك إنه ... يخفي عليك ولا يبين إن العدو مبارز ... لك والصديق هو الكمين أبو الحسن علي بن عبد الغني القيرواني: كم من أخ قد كان عندي شهدة ... حتى بلوت المر من أخلاقه كالملح يحسب سكرا في لونه ... ومجسه، ويحول عند مذاقه ابن عمار: وزهدني في الناس معرفتي بهم ... وطول اختباري صاحبا بعد صاحب فلم ترني الأيام خلاً يسرني ... بواديه إلا ساءني في العواقب ولا صرت أرجوه لدفع ملمة ... من الدهر إلا كان إحدى النوائب ابن الرومي: عدوك من صديقك مستفاد ... فلا تستكثرن من الصحاب فإن الداء، أكثر ما تراه ... يحول من الطعام أو الشراب ابن المعتز: بلوت أخلاء هذا الزمان ... فأقللت بالهجر منهم نصيبي وكلهم إن تصفحتهم ... صديق العيان عدو المغيب وقال صاحب الكتاب: وأخ وفاي وقبح سيرته ... في الغدر ما لهما معا أمد ما زلت أكرمه ويحسدني ... حتى انتهى الإكرام والحسد وقال آخر: متى تحسب صديقك لا يقلوا ... وإن تخبر يقلوا في الحساب

فصل

وترك مطالب الحاجات عز ... ومطلبها يذل قوى الرقاب وقرب الدار في الإقتار خير ... من العيش الموسع في اغتراب أبو العتاهية: أنت ما استغنيت عن صا ... حبك الدهر، أخوه فإذا احتجت إليه ... مرة مجك فوه وقال آخر: تطلبت أخاً محضاً ... ومن لي بأخ محض تعالى الله ما أقر ... ب بعض الناس من بعض وقال آخر: متى تصيب الصاحب المهذبا ... هيهات ما أعسر هذا مطلبا وشر ما طالبته ما استصعبا فصل في مدح القناعة وذم الضراعة قال محمد بن بشير: لأن أرجي عند العري بالخلق ... وأكتفي من كثير الزاد بالعلق خير وأكرم لي من أن أرى مننا ... معقودة للئام الناس في عنقي محمود الوراق: من كان ذا مال كثير ولم ... يقنع فذاك الموسر المعسر وكل من كان قنوعا وإن ... كان مقلا فهو المكثر الفقر في النفس وفيها الغنى ... وفي غنى النفس، الغنى الأكبر أبو فراس: غنى النفس لمن يعقل (م) خير من غنى المال وفضل الناس في الأنفس (م) ليس الفضل في المال وقال أيضا: ما كل ما فوق البسيطة كافيا ... إذا قنعت فكل شيء كاف إن الغني هو الغني بنفسه ... ولو أنه عاري المناكب حافي أبو العير: لا أقول الله يظلمني ... كيف أشكو غير متهم وإذا ما الدهر ضعضعني ... لم يجدني كافر النعم قنعت نفسي بما رزقت ... وتمطت في العلى هممي ولبست الصبر سابغة ... فهو من قرني إلى قدمي لي ليس مال سوى كرمي ... وبه أمني من العدم صاحب الكتاب: وإني وإن كنت العديم من الثرى ... لآتي أمورا يستريب لها المثري بخلت بحر الوجه أن أفعل التي ... يهون بها والحر يبحل بالحر وصنت محلي عن خضوع يشينه ... وليس لمثلي في الضراعة من عذر وما ذاك مني عن غنى غير ... أنني بنيت كما يبني الكرام على الصبر وقال آخر: يا أسير الطمع الرا ... سف في قيد الهوان إن ذل اليأس خير ... لك من ذل الأماني منصور الفقيه: إذا القوت تأتى لك (م) والصحة والأمن وأصبحت أخا حزن=فلا فارقك الحزن فصل في الأمر بالصبر على نوائب الدهر قال محمد بشير: ماذا تكلفك الروحات والدلجا ... البر طورا وطورا تركب اللججا كم من فتى قصرت في الرزق خطوته ... ألفيته بسهام الرزق قد فلجا إن الأمور إذا أنسدت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبة ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما: وإذا بليت بعسرة فالبس لها ... صبر الكريم فإن ذلك أحزم لا تشكون إلى العباد فإنما ... تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم أبو عفان: لا تضرعن إلى أخيك (م) وإن كثرت فيستقلك واصبر على مضض الخطو ... ب فإن فعلت فما أجلك وقال آخر: لا تعلمن مؤالفا ومخالفا ... حاليك في السراء والضراء فلرحمة المتوجعين مضاضة ... في القلب، مثل شماتة الأعداء مضرس بن ربعي: ولا تيأسن من صالح أن تناله ... وإن كان شيئا بين أيد تبادره وما عز فاتركه إذا عز واصطبر ... على الدهر إن دارت عليك دوائره أبو العتاهية: ليس لما ليست له حيلة ... موجودة، خير من الصبر فاخط مع الدهر إذا ما خطا ... واجر مع الدهر إذا يجري من سابق الدهر كبا كبوة ... لم يستقلها آخر الدهر يروى لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه: صن النفس واحملها على ما يزينها ... تعش سالماً والقول فيك جميل ولا ترين الناس إلا تجملا ... نأى بك دهر أو جفاك خليل وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ... عسى نكبات الدهر عنك تزول يعز الغني النفس إن قل ماله ... ويغنى الفقير النفس وهو ذليل وما أكثر الإخوان حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل

فصل في مدح الجود وكثير فضله، وذم البخل ولؤم أهله

فصل في مدح الجود وكثير فضله، وذم البخل ولؤم أهله قال محمد بن أبي شحاذ الضبي: إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد ... بفضل الغنى، ألفيت ما لك حامد إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... يريب من الأدنى، رماك الأباعد إذا الحلم لم يغلب لك الجهل لم تزل ... عليك بروق جمة ورواعد إذا العزم لم يفرج لك الشك لم تزل ... جنيبا كما استتلى الجنيبة قائد وقل غناء عنك مال جمعته ... إذا صار ميراثا وواراك لاحد وقال آخر: إذا تحليت في الدنيا بلا كرم ... فإن أحسن من ذي الحلية العطل ليس الشجاع على قتل العدى بطل ... بل الشجاع على أمواله البطل وقال آخر مثله: لا تنظرن إلى امرئ في ماله ... وانظر إلى أفعاله ثم احكم لا تسألن به التصبر في الوغى ... واسأل أيصبر تحت ثقل المغرم ابن أحمر: إن الفتى يفقر بعد الغنى ... ويغتني من بعد ما يفتقر هل يهلكني بسط ما في يدي ... أو يخلدني منع ما أدخر؟ وقال آخر: يفنى الحريص بجمع المال مدته ... وللحوادث ما يبقي وما يدع كدودة القز ما تحويه يهلكها ... وغيرها بالذي تحويه ينتفع وقال آخر: إن كنت دهرك كله ... تحوي إليك وتجمع فمتى، بما جمعته ... وحويته، تتمتع؟ وقال آخر: أحسن وأنت معان ... يا أيها الإنسان إن الأيادي فروض=متى تدين تدان أبو علي البصير: لا أجعل المال لي ربا يصرفني ... لا بل أكون له ربا أصرفه مالي من المال إلا ما تقدمني ... فذاك لي، ولغيري ما أخلفه وقال أيضاً: إفعل الخير ما استطعت وإن كا ... ن قليلا، فلن تحيط بكله ومتى تفعل الكثير من الخي ... ر إذا كنت تاركا لأقله؟ ولصاحب الكتاب: أعط وإن فاتك الثراء ودع ... سبيل من ضن وهو يعتذر فكم غني للناس عنه غنى ... وكم فقير إليه يفتقر وقال أيضا: أصغ إلى قولي فلي بسطة ... في القول يستعلي بها القائل إن الفتى أدواؤه جمة ... والشح منها داؤه القاتل وقال آخر: وقد يأمل المرء طول البقا ... ويبني البناء ولا يسكنه ورب شحيح على ماله ... لأعدى عدو له يخزنه وقال آخر: فأنفق إذا أيسرت غير مقتر ... وأنفق على ما خلت حين تعسر فلا الجود يفني المال والجد مقبل ... ولا البخل يبقي المال والجد مدبر تميم بن مقبل: فأتلف وأخلف إنما المال عارة ... وكله مع الدهر الذي هو آكله فأيسر مفقود وأهون هالك ... على الحي من لا يبلغ الحي نائله وقال آخر: ليس في كل ساعة وأوان ... تتهيا صنائع الإحسان فإذا أمكنت فبادر إليها ... حذرا من تعذر الإمكان فصل في الحض على الانتقال، رجاء بلوغ الآمال قال أبو عطاء السندي: إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه ... شكى الفقر أو لام الصديق فأكثرا فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا ولا ترض من عيش بدون ولا تنم ... وكيف ينام الليل من كان معسرا كعب بن سعد الغنوي، ويروى ليزيد بن معاوية: إعص العواذل وارم الليل عن عرض ... بذي سبيب يقاسي ليله خببا حتى تصادف مالا أو يقال فتى ... لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا عروة بن الورد: دعيني أطوف في البلاد لعلني ... أفيد غنى فيه لذي الحق محمل أليس عظيم أن تلم ملمة ... وليس علينا في الحقوق معول أبو محمد بن المنجم: إذا لم تنل همم الأكرمين ... بسعيهم وادعا فاغترب فكم دعة أتعبت أهلها ... وكم راحة نتجت من تعب علي بن الجهم: لا يمنعنك خفض العيش تطلبه ... نزوع نفس إلى أهل وأوطان تلقئ بكل بلاد إن حللت بها ... أهلا بأهل وجيرانا بجيران وقال آخر: سأعمل نص العيس حتى يكفني ... غنى المال يوما أو غنى الحدثان فللموت خير من حياة يرى لها ... على المرء بالإقلال، وسم هوان عروة بن الورد: ذريني للغنى أسعى فإني ... رأيت الناس شرهم الفقير

فصل

وأدناهم وأهونهم عليهم ... وإن أمسى له كرم وخير يباعده القريب وتزدريه ... حليلته وينهره الصغير ويلفي ذا الغنى وله جلال ... يكاد فؤاد صاحبه يطير قليل ذنبه والذنب جم ... ولكن الغنى رب غفور وقال أبو تمام: وطول مقام المرء في الحي مخلق ... لديباجتيه فاغترب تتجدد فإني رأيت الشمس زيدت محبة ... إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد وقال أبو الفتح البستي: لقد هنت من طول المقام ومن يقم ... طويلا يهن من بعدما كان مكرما وطول مقام الماء في مستقره ... يغيره لونا وريحا ومطعما أبو بكر الخالدي: إن خانك الدهر فكن عائدا ... بالبيض والظلماء والعيس ولا تكن رب المنى فالمنى ... رؤوس أموال المفاليس ولصاحب الكتاب: إذا لم يكن في مصر غير خصاصة ... لنا وهوان، فالسلام على مصر وماذا عسى الأوطان تنفع أهلها ... إذا عجزوا فيها عن النفع والضر؟ فصل في ذم الزمان وأهله قال أبو الحسن بن لنكك: نحن والله في زمان غشوم ... لو رأيناه في المنام فزعنا أصبح الناس منه في سوء حال ... حق من مات منهم أن يهنا وقال أيضا: يا زمانا ألبس الأ ... حرار ذلا ومهانه لست عندي بزمان ... إنما أنت زمانه ابن نباتة السعدي: برمت من الحياة وأي عيش ... يكون لمن مطالبه الخيال ولو أني أعد ذنوب دهري ... لضاع القطر فيها والرمال أبو الفتح البستي: معنى الزمان على الحقيقة كاسمه=فعلى م ترجو أنه لا يزمن ليس الأمان من الزمان بممكن ... ومن المحال وجود ما لا يمكن وقال أيضا: إذا أحسنت من طبعي فتورا ... ولفظي والبراعة والبيان فلا ترتب بنفسي إن رقصي ... على مقدار إيقاع الزمان وقال آخر: هذا الزمان الذي كنا نحذره ... فيما يحدث كعب وابن مسعود إن دام ذا الدهر لم يحزن على أحد ... يموت منا ولم يفرح لمولود وقال آخر: هذا زمان أعضلت خطوبه ... فصارفيه جاهلا أديبه وعد فيه مخطئا مصيبه ... وذو اليسار لا ترى عيوبه مستقبح عندهم تكذيبه ... إن الفقير جمة ذنوبه أبو بكر الخوارزمي: ما أصعب الدهر على من ركبه ... حدثني عنه لسان التجربه لا تشكر الدهر لخير سببه ... فإنه لم يتعمد للهبه وإنما أخطأ فيك مذهبه ... فالسيل إذ يسقي مكانا خربه والسم يستشفى به من شربه وقال آخر يعتذر للزمان ويذم أهله: أرى حللا تصان على أناس ... وأعراضا تهان ولا تصان يقولون الزمان به فساد ... وهم فسدوا وما فسد الزمان ابن حماد في المعنى: لا أشتكي زمني هذا فأظلمه ... وإنما أشتكي من أهل ذا الزمن هم الذئاب التي تحت الثياب فلا ... تكن إلى أحد منهم بمؤتمن قد كان لي كنز صبر فافتقرت إلى ... إنفاقه في مداراتي لهم ففني جحظة البرمكي: ضاقت علي وجوه الرأي في نفر ... يلقون بالجحد والكفران إحساني أقلب الطرف تصعيدا ومنحدرا ... فما أقابل إنسانا بإنساني إبراهيم بن العباس الصولي: قلت لها حين أكثرت علي ... ويحك أزرت بنا المروآت قالت فأين الكرام، قلت لها ... لا تسألي عنهم فقد ماتوا ابن لنكك: لا تخدعنك اللحى ولا الصور ... تسعة أعشار من ترى بقر تراهم كالسحاب منتشرا ... وليس فيه لسائم مطر في شجر السرو منهم مثل ... له رواء وما له ثمر وقال آخر: ويعجبني الفتى وأظن خيرا ... فأكشف منه عن خب لئيم يقبل بعضهم بعضا فأضحوا ... بنو أبوين قدا من أديم دعبل الخزاعي: ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم ... الله يعلم أني لم أقل فندا إني لأفتح عيني حين أفتحها ... على كثير ولكن لا أرى أحدا أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي البستي: شر السباع العوادي دونه وزر ... والناس شرهم ما دونه وزر كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع ... وما رؤي بشر لم يؤذه بشر ابن شرف:

فصل

يقولون ساد الأرذلون بعصرنا ... وصار لهم مال وخيل سوابق فقلت لهم: شاخ الزمان ولم تزل ... تفززن في أخرى الدسوت البيادق فصل في الوعظيات قال إبراهيم بن هرمة: من لم يمت غبطة يمت هرما ... الموت كأس والمرء ذائقها يوشك من فر من منيته ... في بعض غراته يوافقها ابن شرف: دعيني وإن كدرت من عيشتي ... وأنت صافي العيش مسعوده يذهب من عمري مذمومه ... عني ومن عمرك محموده محمد بن وهيب: نراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب يقين كأن الشك أغلب أمره ... عليه وعرفان إلى الجهل ينسب وقد ذمت الدنيا إلينا نعيمها ... وخاطبنا إعجامها وهو معرب ولكننا منها خلقنا لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء محبب وقال آخر: كل حال وراءها لبني الدن ... يا من الخير أو من الشر حال والردى منهل الورى فبطاء ... منهم عن وروده وعجال الصلتان العبدي: أشاب الصغير وأفنى الكبير (م) كر الغداة ومر العشي إذا ليلة هرمت يومها ... أتى بعد ذلك يوم فتي نروح ونغدو لحاجاتنا ... وحاجة من عاش لا تنقضي تموت مع المرء حاجاته ... وتبقى له حاجة ما بقي إذا قلت يوما لمن قد ترى ... أروني السري، أروك الغني ألم تر لقمان أوصى ابنه ... وأوصيت عمروا فنعم الوصي بني إذا خب نجوى الرجا ... ل فكن عند سرك خب النجي وسرك ما كان عند امرئ ... وسر الثلاثة غير الخفي تمثل الوزير المهلبي عند موته: قضيت نحبي فسر قوم ... حمقى بهم غفلة ونوم كأن يومي علي حتم ... وليس للشامتين يوم مثله للفرزدق: إذا ما الدهر جر على أناس ... كلالته أناخ بآخرينا فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا وقال أبو فراس: ما للعبيد من الذي ... يقضي به الله امتناع ذدت الأسود عن الفرائ ... س ثم تفرسني الضباع وقال أيضا: المرء نصب مصائب ما تنقضي ... حتى يوارى جسمه في رمسه فمؤجل يلقى الردى في أهله ... ومعجل يلقى الردى في نفسه وقال أيضا: وما الناس إلا هالك وابن هالك ... وذو نسب في الهالكين غريق إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت=له عن عدو في ثياب صديق المتنبي: نحن بنو الموتى فما بالنا ... نعاف ما لا بد من شربه تبخل أيدينا بأرواحنا ... على زمان هي من كسبه فهذه الأرواح من جوه ... وهذه الأجساد من تربه لو فكر العاشق في منتهى ... حسن الذي يسبيه لم يسبه لم ير قرن الشمس في شرقه ... فشكت الأنفس في غربه يموت راعي الضأن في جهله ... ميتة جالينوس في طبه وربما زاد على غيره ... وزاد في الأمن على سربه وغاية المفرط في سلمه ... كغاية المفرط في حربه فلا قضى حاجته طالب ... فؤاده يخفق من رعبه محمود الوراق: بقيت مالك ميراثا لوارثه ... فليت شعري ما بقى لك المال؟ القوم بعدك في حال يسوءهم ... فكيف بعدك دارت بعدهم حال؟ ملوا البكاء فما يبكيك من أحد ... واستحكم القيل في الميراث والقال مالت بهم عنك دنيا أقبلت لهم ... وأدبرت عنك، والأيام أحوال ابن بطال الأندلسي: جمعت مالا ففكر هل جمعت له ... يا جامع المال أياما تفرقه المال عندك مخزون لوارثه ... ما المال مالك إلا حين تنفقه إن القناعة، من يحلل بساحتها ... لا يلق في ظلها هما يؤرقه منصور الفقيه: قد قلت إذ مدحوا الحياة فأسرفوا: ... في الموت ألف فضيلة لا تعرف منها أمان لقائه بلقائه ... وفراق كل معاشر لا ينصف مثله لأبي أحمد بن أبي بكر الكاتب قاله وقتل نفسه: من كان يرجو أن يعيش فإنني ... أصبحت أرجو أن أموت فأعتقا في الموت ألف فضيلة لو أنها ... عرفت لكان سبيله أن يعشقا وقال آخر: جزى الله عنا الموت خيرا فإنه ... أبر بنا من كل بر وأرأف

فصل

يعجل تخليص النفوس من الأذى ... ويدني من الدار التي هي أشرف ابن عبد ربه: يا غافلا ما يرى إلا محاسنه ... ولو درى ما رأى إلا مساويه أنظر إلى باطن الدنيا فظاهرها ... كل البهائم يجري طرفها فيه فصل كراهية الغلو في المزاح، لذوي الألباب الصحاح قال ابن وكيع التنيسي: لا تمزحن فإن مزحت فلا تكن ... مزحا تضاف به إلى سوء الأدب واحذر ممازحة تقود عداوة ... إن المزاح على مقدمة العطب أبو الفتح البستي: أفد طبعك المكدود بالهم راحة ... براح وعلله بشيء من المزح ولكن إذا أعطيته المزح فليكن ... بمقدار ما تعطي الطعام من الملح وقال آخر: لا توردن على الصديق ... من الدعابة ما يغمه واحذر بوادر طيشه ... يوما إذا ما غاب حلمه فالعجل تنطحه، على ... إدمان مص الضرع، أمه وقال أبو نواس: خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام ربما استفتحت بالمز ... ح مغاليق الحمام رب مزح ساق آجا ... ل قيام ونيام إنما السالم من أل ... جم فاه بلجام فالبس الناس على الصح (م) ة منهم والسقام وعليك القصد إن (م) القصد أبقى للجمام فصل في حكم متباينة المقاصد جمة الفوائد قال زهير بن أبي سلمى: ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره، ومن لا يتق الشتم يشتم ومن يغترب يحسب عدوا صديقه ... ومن لا يكرم نفسه لا يكرم ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه ... يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومن يك ذا مال فيبخل بماله ... على قومه، يستغن عنه ويذمم ومن لم يصانع في أمور كثيرة ... يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم وقال آخر ويروى لعلي كرم الله وجهه: يمثل ذو اللب في نفسه ... مصائبه قبل أن تنزلا فإن نزلت بغتة لم ترعه ... لما كان في نفسه مثلا وذو الجهل يأمن أيامه ... وينسى مصارع من قد خلا فإن دهمته صروف الزمان ... ببعض نوائبها أعولا وقال المعلوط السعدي: متى ما يرى الناس الغني، وجاره ... فقير يقولوا: عاجز وجليد وليس الغنى والفقر من حيل الفتى ... ولكن أحاظ قسمت وجدود إذا المرء أعيته السيادة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد وكائن رأينا من غني مذمم ... وصعلوك قوم مات وهو حميد بشار بن برد: إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... برأي نصيح أو فصاحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادم وما خير كف أمسك الغل أختها ... وما خير سيف لم يؤيد بقائم وخل الهوينا للضعيف ولا تكن ... نؤوما فإن الحزم ليس بنائم وحارب إذا لم تعط إلا ظلامة ... شبا الحرب خير من قبول المظالم وأدن على القربى المقرب نفسه ... ولا تشهد الشورى امرءا غير كاتم فإنك لا تستطرد الهم بالمنى ... ولا تبلغ العليا بغير المكارم وما قارع الأقوام مثل مشيع ... أريب، ولا جلى العمى مثل عالم وقال أيضا: حذف المنى عنه المشمر في الهدى ... وأرى مناك طويلة الأذيال حيل ابن آدم في الحياة كثيرة ... والموت يقطع حيلة المحتال قست السؤال فكان أعظم قيمة ... من كل عارفة جرت بسؤال فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا ... فابذله للمتكرم المفضال وإذا خشيت تعذرا في بلدة ... فاشدد يديك بعاجل الترحال واصبر على غير الزمان فإنما ... فرج الشدائد مثل حل عقال وقال الآخر: تحظى النفوس مع العيان ... وقد يصيب مع المظنه كم من مضيق في الفضا ... ء ومخرج بين الأسنه وقال آخر: إذا المرء أولاك الهوان فأوله ... هوانا وإن كانت قريبا أواصره وإن أنت لم تقدر على أن تهينه ... فدعه إلى اليوم الذي أنت قادره وقارب إذا لم تكن لك قدرة ... وصمم إذا أيقنت أنك عاقره ابن نباتة السعدي: أسر إليك مقال النصيح ... ولست إلى النصح بالمفتقر

عليك إذا ضاغنتك الرجال ... بضرب الرؤوس وطعن الثغر ولا تحقرن عدوا رماك ... وإن كان في ساعديه قصر فإن الحسام يجز الرقاب ... ويعجز عما تنال الإبر مثله للبستي: لا يستخفن الفتى بعدوه ... أبدا وإن كان العدو ضئيلا إن القذى يؤذي العيون قليله ... ولربما جرح البعوض الفيلا صالح بن عبد القدوس: إذا وترت امرءاً فاحذر عداوته ... من يزرع الشوك لم يحصد به عنبا إن العدو وإن أبدى مسالمة ... إذا رأى منك يوما فرصة وثبا مثله لبعضهم: لا تأمنن امرءاً أسكنت مهجته ... غيظا، وإن قلت إن الجرح يندمل قد يظهر المرء تجميلا لواتره ... وفي حشاه عليه النار تأتكل ابن الرومي: ليس عندي البشر للقا ... طب من فرط احتياله بل ألاقيه عبوسا ... باسراً في مثل حاله أنا كالمرآة ألقى ... كل وجه بمثاله وقال آخر: العيب في الخامل المغمور، مغمور ... وعيب ذي الشرف المذكور، مذكور كفوقة الظفر تخفي من حقارتها ... ومثلها في سواد العين مشهور وقال آخر: ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح ولسان وبيان ... وغدو ورواح والبة بن الحباب: إن كان يجزى بالخير فاعله ... شرا ويجزى المسيء بالحسن فويل تالي القرآن في غسق ا (م) لليل وطوبى لعابد الوثن المتوكل الليثي: وكم من لئيم ود أني شتمته ... وإن كان شتمي، فيه صاب وعلقم وللكف عن شتم اللئيم تكرما ... أضر له من شتمه حين يشتم ابن شرف: وذي حسد مستعمل حالة الرضى ... معي وأبت نيرانه وسمومها مددت له ستر التغافل بيننا ... وأعرضت عن أشياء عندي علومها إبراهيم بن العباس الصولي: خل النفاق لأهله ... وعليك فالتمس الطريقا وارغب بنفسك أن ترى ... إلا عدوا أو صديقا الحكم بن قنبر: إن كنت لا ترهب ذمي لما ... تعرف من صفحي عن الجاهل فاخش سكوتي فطنا منصتا ... فيك لتحسين خنا القائل مقالة السوء إلى أهلها ... أسرع من منحدر سائل ومن دعا الناس إلى ذمه ... ذموه بالحق وبالباطل وقال أيضا: لا تؤيسنك من عثمان حدته ... وإن تطاير من أثوابه الشرر فإن حدته والله يكلؤه ... كالرعد والبرق يأتي بعده المطر وقال آخر: أبا حسن ما أقبح الجهل بالفتى ... وللحلم أحيانا من الجهل أقبح إذا كان حلم المرء عون عدوه ... عليه فإن الجهل أبقى وأروح ابن وكيع: مال يخلفه الفتى ... للشامتين من العدى خيرله من قصده ... إخوانه مسترفدا أبو الطيب، مثله: فلا ينحلل في المجد مالك كله ... فينحل مجد كان بالمال عقده ودبره تدبير الذي المجد كفه ... إذا حارب الأعداء والمال زنده فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجده وأصل ذلك قول المتلمس الضبعي: قليل المال تصلحه فيبقى ... ولا يبقى الكثير مع الفساد وحفظ المال خير من بغاه ... وضرب في البلاد بغير زاد ومنه قول ابن المعتز: يا رب جود جر فقر امرئ ... فقام للناس مقام الذليل فاشدد عرى مالك واستبقه=فالبخل خير من سؤال البخيل منصور الفقيه: إذا تخلفت عن صديق ... ولم يعاتبك في التخلف فلا تعد بعدها إليه ... فإنما وده تكلف وقال أيضا: لو كنت منتفعا بعلم ... ك مع مواصلة الكبائر ما ضر شرب السم ذا ... علم بأن السم ضائر وقال أيضا: يا من تولى فأبدى ... لنا الجفا وتبدل أليس منك سمعنا ... من لم يمت فسيعزل وقال أيضا: من قال "لا" في حاجة ... مطلوبة فما ظلم وإنما الظالم من ... يقول "لا" بعد "نعم " ابن المعتز: إذا كنت ذا ثروة من غنى ... فأنت المسود في العالم وحسبك من نسب صورة ... تخبر أنك من آدم وقال آخر: إذا ما كثرت على صاحب ... وإن كان يدنيك من نفسه فلا بد من ملل واقع ... يغير ما كان من أنسه

محمود الوراق: التيه مفسدة للدين منقصة ... للعقل مجلبة للذم والسخط منع العطاء وبسط الوجه أجمل من ... بذل العطاء بوجه غير منبسط ولصاحب الكتاب في المعنى: دع الكبر واجنح للتواضع تشتمل ... وداد مبيع الود صعب مرامه وداو بلين ما جرحت بغلظة ... فطيب كلام المرء طب كلامه وقال آخر في المعنى: وقد أحيي عدوي حين أبصره ... لأدفع الشر عني بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنه قد ملا قلبي محبات ابن الرومي: إذا مطلت امرءاً بحاجته ... فامض على منعه ولا تجد فلست تلقاه شاكرا ليد ... قد كدها المطل آخر الأبد وقال آخر: لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة ... وأصبحت ذا يسر وقد كنت ذا عسر لقد كشف الإثراء منك مساويا ... من اللؤم كانت تحت ذيل من الفقر المتوكل الليثي: الشعر لب المرء يعرضه ... والقول مثل مواقع النبل منها المقصر عن رميته ... ونوافذ يذهبن بالخصل الحسين بن رجاء: قد يصبر الحر على السيف ... ويأنف الصبر على الحيف ويؤثر الموت على حالة ... يعجز فيها عن قرى الضيف الأقيشر الأسدي: إن كنت تبغي العلم أو أهله ... أو شاهدا يخبر عن غائب فاعتبر الأرض بأسمائها ... واعتبر الصاحب بالصاحب أبو الأسود الدؤلي يخاطب زوجته: خذي العفو مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب فإني رأيت الحب في الصدر والأذى ... إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب وقال آخر: أصبحت الدنيا لنا عبرة ... والحمد لله على ذالكا قد أجمع الناس على ذمه ... وما نرى منهم لها تاركا وقال آخر: ورب قبيحة ما حال بيني ... وبين ركوبها إلا الحياء إذا رزق الفتى وجها وقحا ... تقلب في الأمور كما يشاء أبو الفرج بن هندو: لا يؤيسنك من مجد تباعده ... فإن للمجد تدريجا وترتيبا إن القناة التي شاهدت رفعتها ... تنمى وتنبت أنبوبا فأنبوبا عوف بن ورقاء: إن الليالي للأنام مناهل ... تطوى وتنشر بينها الأعمار وقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهن مع السرور قصار النجاشي: إني امرؤ قل ما أثني على رجل ... حتى أرى بعض ما يأتي وما يذر لا تحمدن امرءاً حتى تجربه ... ولا تلومن من لم يبله الخبر الأمير أبو الفضل الميكالي: كم والد يحرم أولاده ... وخيره يحظى به الأبعد كالعين لا تبصر ما حولها ... ولحظها يذرك ما يبعد مثله لبعضهم: من الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه فإن كان خيرا فالبعيد يناله ... وإن كان شرا فابن عمك صاحبه أبو فراس: إذا كان نفعي لا أسوغ نفعه ... فأفضل منه أن أرى غير فاضل ومن أضيع الأشياء مهجة عاقل ... يجوز على جريانها حكم جاهل وقال أيضا: طوارق خطب ما تغب وفودها ... وأحداث أيام تفذ وتتئم فما عرفتني غير ما أنا عارف ... ولا علمتني غير ما كنت أعلم إذا لم يكن ينجي الفرار من الردى ... على حالة فالصبر أرجى وأحزم وقال أيضا: عرفت الشر لا لل (م) شر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر ... من الناس يقع فيه وقال الشافعي رضي الله عنه: علي ثياب لو يقاس جميعها ... بفلس لكان الفلس منهن أكثرا وفيهن نفس لو يقاس ببعضها ... نفوس الورى كانت أجل وأكبرا وما ضر نصل السيف إخلاق جفنه ... إذا كان عضبا حيث وجهته برى أبو طاهر الخيزراني مثله: علي ثياب فوق قيمتها الفلس ... وفيهن نفس دون قيمتها الإنس فثوبك مثل الشمس من دونها الدجى ... وثوبي مثل الغيم من تحته الشمس أبو عثمان الخالدي في المعنى: صدت مجانبة نوار ... ونأى بجانبها ازورار ورأت ثيابي قد غدت ... وكأنها زمن قفار يا هذه إن رحت في ... خلق فما في ذاك عار هذي المدام هي الحيا ... ة قميصها خزف وقار إبراهيم بن العباس الصولي:

إن امرءاً ضن بمعروفه ... عني لمبذول له عذري ما أنا بالراغب في عزفه ... إن كان لا يرغب في شكري أبو الفتح البستي: لئن صدع الدهر المشتت شملنا ... وللدهر حكم للجميع صدوع فللنجم من بعد الهبوط استقامة ... وللشمس من بعد الغروب طلوع وقال أيضا: لئن تنقلت من دار إلى دار ... وصرت بعد ثواء رهن أسفار فالحر حر عزيز النفس حيث غدا ... والشمس في كل برج ذات أنوار وقال أيضا: لا يغرنك أنني لين المس (م) فعزمي، إذا انتضيت، حسام أنا كالورد فيه راحة قوم ... ثم فيه لآخرين زكام وقال أيضا: من شاء عيشا رخيا يستفيد به ... في دينه ثم في دنياه إقبالا فلينظرن إلى ما فوقه أدبا ... ولينظرن إلى من دونه مالا وقال أيضا: إذاخذل المرء من نفسه ... فليس له من سواه نصير وشر لسان يحامى به ... لسان طويل وباع قصير أبو سليمان أحمد بن محمد الخطابي البستي: تسامح ولا تستوف حقك كله=وأبق! فلم يستقص قط كريم ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد ... كلا طرفي قصد الأمور سليم وقال أيضا: وإني لأعرف كيف الحقوق ... وكيف يبر الصديق الصديق ورحب فؤاد الفتى محنة ... عليه إذا كان في الحال ضيق وقال أيضا: وما غربة الإنسان في غربة النوى ... ولكنها والله في عدم الشكل وإني غريب بين بست وأهلها ... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي مثله لأبي عمرو السجزي: وليس اغترابي في سجستان أنني ... عدمت بها الإخوان والعيش والأهلا ولكنه مالي بها من مشاكل ... وإن الغريب الفرد من عدم الشكلا أبو نصر سهل بن المرزبان: تجاوزك الحد في الاعتدا ... ل مما يقود المنايا سريعة فلا تقطعن في جميع الأمور ... فكل كثير عدو الطبيعة أبو النصر محمد بن عبد الجبار: إذا رمت من سيد حاجة ... فراع لديه الرضى والغضب فإن التهجم ليل المنى ... وإن الطلاقة صبح الأرب عبد الله بن محمد بن أبي عيينة: من آنسته البلاد لم يرم ... منها ومن أوحشته لم يقم ومن يبت والهموم قادحة ... في صدره بالزناد لم ينم أحمد بن يوسف: وعامل بالفجور يأمر بالب ... ر كهاد يخوض في الظلم أو كطبيب قد مسه سقم ... وهو يداوي من ذلك السقم يا واعظ الناس غير متعظ ... نفسك أو لا فلا تلم ابن لنكك: إذا أخو الحسن أضحى فعله سمجا ... رأيت صورته من أقبح الصور وهبه كالشمس في حسن أما ترنا ... نفر منها إذا مالت إلى الضرر ابن نباتة السعدي: ما بال طعم العيش عند معاشر ... حلو، وعند معاشر كالعلقم من لي بعيش الأغبياء فإنه ... لا عيش إلا عيش من لم يعلم فإنه أبو تمام: وإن أولى البرايا أن تواسيه ... عند السرور الذي واساك في الحزن إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن وقال أيضا: وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت، أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود الصابي: إذا لم يكن بد من الموت للفتى ... فأروحه الأوحى الذي هو أسرع وما طال عمر قط إلا تطاولت ... بصاحبه روعات ما يتوقع وقال أيضا: إذا جمعت بين امرأين صناعةٌ ... فأحببت أن تدري الذي هو أحذق فلا تتفقد منهما غير ما جرت ... به لهما الأرزاق حين تفرق فحيث يكون النقص فالرزق واسع ... وحيث يكون الفضل فالرزق ضيق وقال من قصيدة: تلوح نواجذي والكاس شربي ... وأشربها كأني مستطيب وفوق السرلي جهر ضحوك ... وتحت الجهر لي سر كئيب سأثبت أو يصادمني زماني ... بركنيه كما ثبت النجيب وأرقب ما تجيء به الليالي ... ففي أثنائها الفرج القريب أبو الحسين الناشي: إذا أنا عاتبت الملوك فإنما ... أخط بأقلامي على الماء أحرفا وهبه ارعوى بعد العتاب ألم تكن ... مودته طبعا فصارت تكلفا الشريف الرضي:

باب

إشتر العز بما بي ... ع فما العز بغالي بالقصار الصفر إن شئ ... ت أو السمر العوالي ليس بالمغبون عقلا ... مشتر عزا بمال إنما يدخر الما ... ل لحاجات الرجال أبو العلاء الأسدي: ورب كريم تعتريه كزازة ... كما قد رأيت الشوك في أكرم الشجر ورب جواد يمسك الله جوده ... كما يمسك الله السحاب عن المطر أبو بشر النحوي: وإني لأكره من شيمتي ... زيارة حي بلا منفعه ولا أحمد القول من قائل ... إذا لم يكن منه فعل معه ومن ضاق صدرا بإكرامنا ... فلسنا نضيق بأن نقطعه الصاحب بن عباد: إذا أدناك سلطان فزده ... من التعظيم وانصحه وراقب فما السلطان إلا البحر عظما ... وقرب البحر محذور العواقب وقال آخر: إذا ما العصا كانت على كل حالة ... تزيد اعوجاجا ما لها من يقيمها ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه ... يدعه ويغلبه على النفس خيمها أحمد بن بندار: وقالوا يعود الماء في النهر بعدما ... عفت منه آثار وخفت مشارعه فقلت إلى أن يرجع الماء عائدا ... ويعشب شطاه، تموت ضفادعه تاج الدولة بن عضد الدولة: هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه ... وأعقب بالحسنى من الحبس والأسر فمن لي بأيام الهموم التي مضت ... ومن لي بما أنفقت بالحبس من عمري وقال آخر: إن من السؤال والاعتذار ... خطة صعبة على الأحرار ليس جهلا بها تجشمها ال ... حر ولكن سوابق الأقدار أرض للسائل الخضوع ولل ... مقارف ذنبا غضاضة الاعتذار وقال آخر: إذا رأيت أخا في حال عسرته ... مواصلا لك، ما في وده خلل فلا تمن له أن يستفيد غنى ... فإنه بانتقال الحال يتتقل أبو الطيب: أرى كلبا يبغي الحياة لنفسه ... حريصا عليها مستهاما بها صبا فحب الجبان النفس أورثه البقا ... وحب الشجاع النفس أورثه الحربا ويختلف الرزقان والفعل واحد ... إلى أن ترى إحسان هذا لذا ذنبا وقال أيضا: إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم وعادى محبيه بقول عداته ... فأصبح في شيء من الشك مظلم وما كل هاو للجميل بفاعل ... ولا كل فعال له بمتيم وأحسن وجه في الورى وجه محسن ... وأيمن كف فيهم كف منعم لمن يطلب الدنيا إذا لم يرد بها ... سرور محب أو إساءة مجرم وقال أيضا: وشبه الشيء منجذب إليه ... وأشبهنا بدنيانا الطغام ولو لم يعل إلا ذو محل ... تعالى الجيش وانحط القتام ولو حيز الحفاظ بغيرعقل ... تجنب عنق صيقله الحسام وقال أيضا: ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم والظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن جهله وخطاب من لا يفهم ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويألم أبو العتاهية: ألم تعلمي أن الغنى يجعل الفتى ... سنيا وأن الفقر بالمرء قد يزري فما رفع النفس الوضيعة كالغنى ... ولا وضع النفس الرفيعة كالفقر صاحب الكتاب في المعنى: لله در المال كم من خامل ... أضحى به علما من الأعلام يكسو الدني من الرجال مهابة ... ويزبن لفظ الألكن التمتام وفخار ذي الإقتار زور والعلى ... بسوى الغنى عقد بغير نظام وقال غيره في المعنى: لا بد للعاقل من زلة ... تحط عند الناس من قدره واحدة تربي على كل ما ... يزله الجاهل في عمره وقال أيضا: ذهب الأولى كنا بهم ... نعصي الخطوب ولا نطيع وإذا الأصول وهت فلا ... تعجب إذا وهت الفروع وقال أيضا: دع الناس أو سسهم ببرك والجفا ... إذا أنت ام تفعل وعرفك النكر فليس كمال المرء بالخير وحده ... إذا لم يكن في المرء سيء من الشر باب أبيات الأمثال المفردة الله أنجح ما طلبت به ... والبر خير حقيبة الرجل

خفض الجأش واصبرن رويدا ... فالرزايا إذا توالت تولت ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت ولو لم تضق لما انفرجت ... والعسر مفتاح كل ميسور هل الدهر إلا غمرة وانجلاؤها ... سريعا وإلا ضيقة وانفراجها إن ربا كفاك بالأمس ما كا ... ن سيكفيك في غد ما يكون ولم أر كالمعروف، أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ... ذخرا يكون كصالح الأعمال من يصنع الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا ... أصبت حليما أو أصابك جاهل وحذرت من أمر فمر بجانبي ... لم يبكني، ولقيت ما لم أحذر وإذا حذرت من الأمور مقدرا ... وهربت منه، فنحوه تتوجه والرزق يخطي باب عاقل قومه ... ويبيت بوابا لباب الأحمق كالصيد يحرمه الرامي المجيد وقد ... يرمى فيحرزه من ليس بالرامي لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حز من المكان العالي لا تنظرن إلى الجهالة والحجا ... وانظر إلى الإقبال والإدبار رب علم أضاعه عدم الما ... ل وجهل غطى عليه النعيم من راقب الناس مات غما ... وفاز باللذة الجسور إذا لم تستطع أمرا فدعه ... وجاوزه إلى ما تستطيع ولا تكثرن في إثر شيء ندامة ... إذا نزعته من يديك النوازع تمتع من شميم عرار نجد ... فما بعد العشية من عرار فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر كمرضعة أولاد أخرى وضيعت ... بنيها فلم ترفع بذلك مرفعا كتاركة بيضها في العراء ... وملبسة بيض أخرى جناحا وحملتني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوى غيره وهو راتع لم أكن من جناتها علم الل ... هـ وإني بحرها اليوم صال وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جانيه العذاب وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم ... فهل أنا في ذا يال همدان ظالم وإذا تكون كريهة أدعى لها ... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب ليت الغمام الذي رعدت صواعقه ... يسوقهن إلى من عنده الديم متى أحوجت ذا كرم تخطى ... إليك ببعض أخلاق اللئيم ولا يغررك طول الحلم مني ... فما أبدا تصادفني حليما وإذا الذئاب استنعجت لك مرة ... فحذار منها أن تعود ذئابا تأني على وعد الكرام فربما ... حملت من الإلحاح سمحاعلى البخل وقد طوفت في الآفاق حتى ... رضيت من الغنيمة بالإياب وكان رجائي أن أعود مملكا ... فصار رجائي أن أعود مسلما لا تسأل المرء عن خلائقه ... في وجهه شاهد من الخبر ومهما تكن عند امرئ من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم فإنكم وما تخفون منه ... كذات الشيب ليس لها خمار ما كان في المخدع في أمركم ... فإنه في المسجد الجامع وتجلدي للشامتين أريهم ... أني لريب الدهر لا أتضعضع ولا خير فيمن لا يوطن نفسه ... على نائبات الدهر حين تنوب ضاق معروف واضع ال ... عرف في غير أهله نفسك لم يا ملقيا بذره ... بين سباخ إن حصدت العنا أسد علي وفي الحروب نعامة ... ربداء تنفر من صفير الصافر إذا صوت العصفور طار فؤاده ... وليث حديد الناب عند الثرائد وإذا خمصتم قلتم يا عمنا ... وإذا بطنتم قلتم ابن الأزور كالكلب إن جاع لم يعدمك بصبصة ... وإن ينل شبعا ينبح من الأشر قضى الله في بعض المكاره للفتى ... برشد وفي بعض النوى ما يحاذر ربما خير الفتى ... وهو للخير كاره وقد يحزن المرء من فوت ما ... تكون السلامة في فوته من أمارات مفلس أن تراه ... موجفا في اقتضاء دين قديم إذا ضيعت أول كل أمر ... أبت أعجازه إلا التواء كم فرصة تركت فصارت غصة ... تشجي بطول تلهف وتندم تعدو الذئاب على من لا كلاب له ... ويتقى مريض المستنفرالحامي تراهم يغمرون من استركوا ... ويجتنبون من صدق المصاعا

متى تجمع القلب الذكي وصارما ... وأنفا حميا، تجتنبك المظالم تفرقت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدى المساويا والمرء يعمى عن من يحب فإن ... أقصر عن بعض ما به أبصر ما قام عمرو في الولا ... ية قائما حتى قعد كم تائه بولاية ... وبعزله يعدو البريد أكرم تميما بالهوان فإنهم ... إن أكرموا فسدوا من الإكرام أهن عامرا تكرم عليها فإنما ... أخو عامر من مسها بهوان في الناس إن فتشتهم ... من لا يعزك أو تذله وفي الشر نجاة حي ... ن لا ينجيك إحسان يحمحم للشعير إذا رآه ... ويعبس إن رأى وجه اللجام يواسي الغراب الذئب في أكل صيده ... وما صادت الغربان في سعف النخل وطنت نفسي عن خليلي أنني ... متى شئت لاقيت امرءاً مات صاحبه ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي أرى خلل الرماد وميض جمر ... ويوشك أن يكون له ضرام أرى جذعا إن يثن لم يقو رائض ... عليه، فبادر قبل أن ينثني الجذع وإني إذا أدعوك عند ملمة ... كداعية بين القبور نصيره وإني وإعدادي لدهري محمدا ... كملتمس إطفاء نار بنافخ والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار طلبت بك التكثير فازددت قلة ... وقد يخسر الإنسان في طلب الربح ليس العطاء من الكثير سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل إنما تعرف المواساة في الشد (م) ة لا حين ترخص الأسعار ما عابني إلا اللئا ... م وتلك من إحدى المناقب وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل تزوج يرجو أن تحط ذنوبه ... فعاد وقد زيدت عليه ذنوب وخرجت أبغي الأجر محتسبا ... فرجعت موفورا من الوزر إذا محاسني اللاتي أتيت بها ... عدت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر وكم من موقف حسن أحيلت ... محاسنه فعاد من الذنوب أعادي على ما يوجب الحب للفتى ... وأهدأ والأفكار في تجول من لم يعدنا إذا مرضنا ... إن مات لم نشهد الجنازة وكم قائل لو كان حبك صادقا ... لبغداد لم ترحل، فكان جوابيا يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ... ويرمي النوى بالمقترين المراميا ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا ... من الزاد يطرح نفسه كل مطرح أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب وكل باز يمسه هرم ... تخرى على رأسه العصافير لا يؤيسنك من كريم نبوة ... ينبو الفتى وهو الجواد الخضرم ولربما منع الكريم وما به ... بخل ولكن سوء حظ الطالب أقلب طرفي لا أرى غير صاحب ... يميل مع النعماء حيث تميل إخوان صدق ما رأوك بغبطة ... وإذا افتقرت هوى بودك من هوى يريد أن يخطر ما لم يرني ... فإذا أسمعته صوتي انقمع يريك البشاشة عند اللقاء ... ويبريك في الغيب بري القلم أبناء نصير إن غبت قد أكلوا ... لحمي، وإما حضرت ودوني إن الذين ترونهم إخوانكم ... يشفي غليل قلوبهم أن تصرعوا ذلها أظهر التودد منها ... وبها منكم كحز المواسي والذل يظهر في الذليل مودة ... وأود منه لمن يود، الأرقم إذا ما قضيت الدين بالدين لم يكن ... قضاء ولكن ذاك غرم على غرم لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري كنت من كربتي أفر إليهم ... فهم كربتي، فأين الفرار كل هنيئا فالكلب يزدرد ال ... عظم ولكن تدمى استه حين يخرا ولا تحسد الكلب أكل العظام ... ففي وقت إخراجها ترحمه إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما تمر به الوحول ومن ذا الذي ترضي سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه من عاش أخلقت الأيام جدته ... وخانه بفناه السمع والبصر ولا تبقي صروف الده ... ر إنسانا على حال لقد أفلح من عاش ... ثمانين وما أفلح

وما للمرء خير في حياة ... إذا ما عد من يسقط المتاع وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين ألا ربما ضاق الفضاء بأهله ... وأمكن من بين الأسنة مخرج قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلق, وجيب قميصه مرقوع لا تهن رب طمر ... فالدار بالسكان سبكناه ونحسبه لجينا ... فأبدى الكير عن خبث الحديد لا تحسبن دارهما جمعتها ... تمحو مخازيك التي بعمان لأشكرك معروفا هممت به ... إن اهتمامك بالمعروف معروف ما كان أحوج ذا الكمال إلى ... عيب يوقيه من العين أولى الأمور بضيعة وفساد ... أمر يدبره أبو عباد وأمر يدبره صالح ... فأخلق بسرعة إدباره فإلا تكن أنت المسيء بعينه ... فإنك ندمان المسيء وصاحبه كأنك لم تسبق من الدهر ليلة ... إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب إذا ما نبت بي أرض قوم تركتها ... وسرت ولي منها ومن أهلها بد ولا أقيم بأرض لا أشد بها ... سوطي إذا ما اعترتني سورة الغضب في سعة الخافقين مضطرب ... وفي بلاد من أختها بدل شر البلاد مكان لا صديق به ... وشر ما يكسب الإنسان ما يصم من حلقت لحية جار له ... فليسكب الماء على لحيته لا يدبر البقال إلا ... لصالح السنور والفاره ما أثبت الناس في أرزاقهم ... ذاك عطشان وهذا قد غرق لشتان ما بيني وبين ابن خالد ... أمية في الرزق الذي الله يقسم إن من الحلم ذلا أنت عارفه ... والحلم عن قدرة فضل من الكرم وعففت عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقصر بزني أثوابي كفى حزنا أن الجواد مقتر ... عليه ولا معروف عند بخيل إذا كان من يعطي فقيرا، وذو الغنى ... بخيلا، فمن ذا يستعان على الدهر؟ وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي والطبيب مريض وصف المكارم وهو فيها زاهد ... وأرى الجميل وفيه غير تعاص؟ وقد تدرك الحادثات الجبا ... ن ويسلم منها الشجاع البطل ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يتبرم ولربما ترك الزيارة مشفق ... وغدا على عل الضمير الزائر إن التباعد لا يض ... ر إذا تقاربت القلوب وإن يقهروني حين غابت عشيرتي ... فمن عجب الأيام أن يقهروا مثلي لو أن في قلبي كقدر قلامة ... شوقا, لزرتك أو أتتك رسائلي تحمق مع الحمقى إما لقيتهم ... وكن عاقلا إما لقيت أخا عقل إن جئت أرضا أهلها كلهم ... عور، فغمض عينك الواحد لتقرعن على السن من ندم ... إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا ... ألا تفارقهم فالراحلون هم وفي الناس إن رثت حبالك واصل ... وفي الأرض عن دار القلى متحول لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي ترك الزيارة وهي ممكنة ... وأتاك من مصر على جمل فما بقيا علي تركتماني ... ولكن خفتما صر النبال اليوم حاجتنا إليك وإنما ... يدعى الطبيب لساعة الأوصاب إذا لم يزل حبل القرينين يلتوي ... فلا بد يوما من قوى أن يجذما واحتمال الأذى ورؤية جاني ... هـ غذاء تضوى به الأجسام وشفاء ما لا تشتهي ... هـ النفس تعجيل الفراق ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميت الأحياء في الموت من ألم المذلة راحة ... إن الشقي حياته تعذيب لا أعد الإقتار عدما ولكن ... فقد من قد رزئته الإعدام قد يخطئ المغتر غرته ... ويزل بالمتثبت النعل ربما سرك البعيد، وأولاك ال ... قريب النسيب شيئا وعارا رب غريب ناصح الجيب ... وابن أب متهم الغيب نصحنا فلم نفلح وغشوا فأفلحوا ... وأنزلني نصحي بدار هوان ألا رب نصح يغلق الباب دونه ... وغش إلى جنب السرير يقرب لا يغرنك عيش ساكن ... قد توافى بالمنيات السحر قد ينام الفتى صحيحا فيردى ... ولقد بات آمنا مسرورا

وما يوجع الحرمان من كف حازم ... كما يوجع الحرمان من كف رازق إنا لفي زمن ترك القبيح به ... من أكثر الناس إحسان وإجمال قل من خيركم نصيبي ولكن ... أنا من شركم كثير النصيب وضعيفة فإذا أصابت فرصة ... قتلت، كذلك قدرة الضعفاء فإنك لم يفجر عليك كفاجر ... ضعيف، ولم يغلبك مثل مغلب تغطي بجلباب لها حر وجهها ... وتبدي أستها؛ هذا الحياء المخالف مستحيل المعنى يصلي إلى الح ... ش ويخرا في جانب المحراب والمرء ما شغلته فرصة لذة ... ناسي العواقب آمن الحدثان ولرب لذة ساعة ... قد أورثت حزنا طويلا كل شيء إذا تناهى تواهى ... وانتقاص البدور عند التمام أبلغ ما يطلب النجاح به ال ... طبع وعند التعمق الزلل أيذهب يوم واحد، إن أسأته، ... بصالح أيامي، وحسن بلائي؟ فإن يكن الفعل الذي ساء واحدا ... فأفعاله اللاتي سررن، ألوف لا تكسح الشول بأغيارها ... إنك لا تدري من الناتج ليس من لم تكن له ... نخلة يحرم الرطب وما نفع من قد مات بالأمس صاديا ... إذا ما سماء اليوم طال انهمارها رأيت النفس تكره ما لديها ... وتطلب كل ممتنع عليها لولا طراد الصيد لم تك لذة ... فتطاردي لي بالوصال قليلا جرى طلقا حتى إذا قيل: سابق ... تداركه عرق اللئام فلبدا وأدركنه خالاته فخذلنه ... ألا إن عرق السوء لا بد مدرك إذا رام التخلق جاذبته ... خلائقه إلى الطبع اللئيم وأسرع مفعول فعلت تغيرا ... تكلف شيء، في طباعك ضده ومما يقتل الشعراء غما ... عداوة من يقل عن الهجاء إذا أتت الإساءة من وضيع ... ولم ألم المسيء فمن ألوم؟ رب يوم بكيت منه، فلما ... صرت في غيره، بكيت عليه وما مر يوم أرتجي فيه راحة ... فأخبره أن لا بكيت على أمس أتى الزمان بنوه في شبيبته ... فسرهم وأتيناه على الهرم فإن يك عتاب مضى لسيبله ... فما مات من أبقى له مثل خالد قد كنت من حقي على ثقة ... حتى رأيتك دونهم خصمي والمرء لا يرتجى النجاح له ... يوما إذا كان خصمه القاضي يحلب غيري وأكون الذي ... يرضى من العنز بقرنين ولست كمن يرضى بما غيره الرضى ... ويمسح رأس الذئب والذئب آكله إذا المال لم ينفعك إلا بخزنه ... فبر بلاد الله مالك والبحر أنت للمال إذا أمسكته ... فإذا أنفقته فالمال لك ومن ينفق الساعات في جمع ماله ... مخافة فقر، فالذي فعل: الفقر وألتذ ما أهواه والموت دونه ... كشارب سم في إناء مفضض فلا شغل عنا باعتذار فإنما ... تناط بك الآمال ما اتصل الشغل وأنت كمثل الجوز يمنع خبره ... صحيحا ويعطي خيره حين يكسر قل للذي يحفر بئر الردى ... هيىء لرجليك مراقيها ومن يحتفر في الشر بئرا لغيره ... يبت هو فيها، لا محالة واقع ولما لم ننل منهم سرورا ... رأينا فيهم كل السرور وأفضل من نيل الوزارة للفتى ... حياة تريه مصرع الوزراء وتفرقوا فرقا فكل قبيلة ... فيها أمير المؤمنين ومنبر لا يحمل المنبر ردفا ولا ... يصلح ملك بين إثنين عصيت عواذلي وشفيث نفسي ... وقد يعصي للذته الأريب واستبدت مرة واحدة ... إنما العاجز من لا يستبد أريد رجوعا نحوكم فيصدني ... إذا رمته، دين علي ثقيل وأوبة مشتاق بغير دراهم ... إلى أهله من أعظم الحدثان ما آب من آب لم يظفر بحاجته ... ولم يغب طالب للنجح لم يجب قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل أردت ضراري فاعتمدت مسرتي ... وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري رب أمر أتاك لا يحمد الفعا ... ل فيه وتحمد الأفعال ومطروفة عيناه عن عيب نفسه ... فإن بان عيب من أخيه تبصرا ما بال عينك لا ترى أقذاءها ... وترى الخفي من القذى بجفوني ومن جهلت نفسه قدره ... يرى غيره منه ما لا يرى

فلا يبعد الله الشباب وقولنا ... إذا ما صبونا صبوة، سنتوب إذا ما أهان امرؤ نفسه ... فلا أكرم الله من يكرمه ما كنت إلا كلحم ميت ... دعا إلى أكله اضطرار ألا قاتل الله الضرورة إنها ... تكلف أغلا الخلق أدنى الخلائق غير اختيار، قبلت برك بي ... والجوع يرضي الأسود بالجيف كمجهود تحامى أكل ميت ... فلما اضطر عاد إليه شدا فعدنا لم نصد شيئا ... وما كان لنا أفلت إذا كنت في أرض وحاولت تركها ... فدعها، ومنها إن رجعت معاد وإن جل ما خولتني يداك ... فإن الكرامة عندي أجل وما منزل اللذات عندي بمنزل ... إذا لم أبجل عنده وأكرم إذا صح منك الود فالمال هين ... وكل الذي فوق التراب تراب جزاك الآله عن النصح خيرا ... ولكن جاء في الزمن الأخير إساءة دهر ذكرت حسن فعله ... إلي، ولولا الشرى لم يعرف الشهد والحادثات وإن أصابك بؤسها ... فهو الذي أنباك كيف نعيمها وليست فرحة الأوبات إلا ... لموقوف على ترح الوداع إن آثارنا تدل علينا ... فانظروا بعدنا إلى الآثار أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا وإني لأدري أن في الصبر راحة ... ولكن إنفاقي على الصبر من عمري إذا الشافع استقصى لك الجهد كله ... وإن لم ينل نجحا، فقد وجب الشكر وعلي أن أسعى ولي ... س علي إدراك النجاح إذا برم المولى بخدمة عبده ... تجلى له ذنبا وإن لم يكن ذنب وقال السهى للشمس أنت خفية ... وقال الدجى للصبح لونك حائل حسن الرجال بحسناهم وفخرهم ... بطولهم في المعالي لا بطولهم وما الحسن في وجه الفتى شرفا له ... إذا لم يكن في فعله والخلائق وجعلت حبك شافعي ... فأتيت من قبل الشفيع والعاقل النحرير محتاج إلى ... أن يستعين بجاهل معتوه أتت البشارة والنعي معا ... يا قرب مأتمنا من العرس وأتانا النعي منك مع البش ... ر ى فيا قرب أوبة من ذهاب! قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت ... ويبتلي الله بعض القوم بالنعم عن المرء لا تسال وسل عن قرينه ... فإن القرين بالمقارن مقتد من ذا الذي يخفى علي ... ك إذا نظرت إلى قرينه؟ ولا تعذراني في الإساءة إنه ... لئيم الرجال، من يسيء فيعذر؟ أي عذر لعاقل؟ إنما يعذ ... ر فيما يكون منه الجهول؟ ترجو الوليد وقد أعياك والده ... وما رجاؤك بعد الوالد الولد؟ إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأكثر ما يجني عليه اجتهاده وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ... على الحر من وقع الحسام المهند ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة ... بين الرجال، ولو كانوا ذوي رحم لا أبالي أبث بالحزن بين ... أم لحاني بظهر غيب لئيم ترجو غدا وغد كحاملة ... في الحي لا يدرون ما تلد تريدين أن أرضى وأنت بخيلة ... ومن ذا الذي يرضي الأخلاء بالبخل ولست بنظار إلى جانب الغنى ... إذا كانت العلياء في جانب الفقر وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيع لا تهني بعد إكرامك لي ... فشديد عادة منتزعه فمن لي بالعين التي كنت مرة ... إلي بها في سالف الدهر تنظر؟ رأيت حياة المرء ترخص قدره ... فإن مات أعلته المنايا الطوائح وحلاوة الدنيا لجاهلها ... ومرارة الدنيا لمن عقلا وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا ... حياتك لا ترجى وموتك فاجع وأقسم لو رؤيت سيفك من دمي ... لأورق بالود الصريح وأثمرا سعيد الدار خير من أبيه ... وكلب الدار خير من سعيد وعنان خير منهم ... والكلب خير من عنان وما شيء بأثقل وهو خف ... على الأعناق من منن الرجال من ظلمه جار على نفسه ... كيف أرجي حسن إنصافه؟ تقول سليمى: لو أقمت بأرضنا ... ولم تدر أني للمقام أطوف فإذا الزمان كساك حلة معدم ... فالبس لها حلل النوى وتغرب

باب أعجاز الأبيات

فهمك فيها جسام الأمور ... وهم لداتك أن يلعبوا الحر حر وإن تعدت ... عليه يوما يد الزمان وطالما أصلي الياقوت جمر غضا ... ثم انطفا الجمر والياقوت ياقوت قد ظلمناك بحسن ال ... ظن يا أبغض الأنام أسأت إذ أحسنت ظني بكم ... والحزم سوء الظن بالناس ما نبالي إذا بقيت سليما ... من تولت به صروف الليالي وأنت شريك الذئب في أكل شاته ... وإن وثب الراعي وثبت مع الراعي شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض العين عند امتلائها وإذا بدا سر اللبيب فإنه ... لم يبد إلا والفتى مغلوب والعمر مثل الكأس ير ... سب في أواخره القذى ولا يموت شجاع موت عافية ... في الحرب تذهب نفس الفارس البطل ومن الحزامة لو تكون حزامة ... ألا يؤخر من به يتقدم وفي الصمت سترللعيي وإنما ... صفيحة لب المرء أن يتكلما إن من ناك من قيام فلا تن ... كر يوماً صلاته من قعود جربت في نفسك سما فما ... أحمدت تجريبك للسم قل من ينقاد للح (م) ق ومن يصغي إليه يأبى الغنى إلا إتباع الهوى ... ومنهج الحق له واضح ومتى أدعها لكأس من الم ... اء أتتني بصحفة من زبيب وإذا الكريم تقطعت أسبابه ... لم يعتلق إلا بحبل كريم وما الناس إلا الرق، منه مصاحف ... ومنه بأعناق القيان طبول مثل خلعت على الزمان رداءه ... عوز الدراهم آفة الأجواد وكل أذى فمصبور عليه ... وليس على قرين السوء صبر ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد كتب القتل والقتال علينا ... وعلى الغانيات جر الذيول لم يخلق الله مسجونا نسائله: ... ما بال سجنك إلا قال: مظلوم رأوه فازدروه وهو خرق ... وينفع أهله الرجل الذميم لا تحقرن شبيبا ... كم ساق خيرا شبيب ما استقامت قناة رأيي إلا ... بعد ما عوج الزمان قناتي فيا موقدا نارا لغيرك ضوءها ... ويا حاطبا في حبل غيرك تحطب وما ينفع المرموس عمران قبره ... إذا كان فيه جسمه يتهدم؟ يذمون دنيا لا يغبون درها ... ولم أر كالدنيا تذم وتحلب لست بالناسك المشمر ثوبيه ... ولا الماجن الخليع الوقاحا ولله مني جانب لا أضيعه ... وللهو مني والبطالة، جانب إنما يدخر الما ... ل لحاجات الرجال إنما تدخر الدمو ... ع لوقت الشدائد إن من جرب الأمور فلن يل ... دغ من جحر حية مرتين لو كما تنقص تزدا ... د إذا نلت السماء لو كما تجهل تدري ... كنت لله نبيا ومن ذا الذي في غاية ليس نفسه ... إلى غاية أخرى سواها، تطلع إن سرا يصان عند زياد ... لمضاع كالماء في الغربال باب أعجاز الأبيات إذا الله سنى حل عقد تيسرا من أحسن الظن بالرحمن لم يخب وأضيق الأمر أدناه إلى الفرج فبينما العسر إذ دارت مياسير يد تشج وأخرى منه تأسوني ما أشبه الليلة بالبارحة وكل إناء بالذي فيه ينضح وينطق بالعوراء من كان معورا وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل كدابغة وقد حلم الأديم عند الشدائد تذهب الأحقاد قد أنصف القارة من راماها لم يلق جعد مثلها منذ احتلم وما كل عام روضة وغدير متى يلتقي الميت والغاسل عند الخنازير تنفق العذرة هدايا مقل إلى مكثر وللمساكين أيضا بالندى ولع والنمل تعذر في القدر الذي حملا إن ترد الماء بماء أكيس سحابة صيف عن قليل تقشع وصرت بغاثا بعد ما كنت بازيا الصدق ينبي عنك لا الوعيد أوسعتهم سبا وراحوا بالإبل أشد عيوب المرء جهل عيوبه ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل؟ إن الورى أعداء من فضل الورى أرملني قبل ليلة العرس لمثلها كنت أحسيك الحسا على أعرافها تجري الجياد يكفيك ما بلغك المحلا وحسبك من غنى شبع وري كل الحذاء يحتذي الحافي الوقع

طوال الدهر عشت بغير ليلى خير قليل وفضحت نفسي والمرء يشرق بالزلال البارد من لك يوما بأخيك كله متى تصيب الصاحب المهذبا؟ شديد على الإنسان ما لم يعود ثم اعترفت بها فصارت هدبا تحسبها حمقاء وهي باخس يريك خرقا وهو الحاذق إذا لم تجد ذنبا علينا تجنت شنشنة أعرفها من أخزم وتأبى الطباع على الناقل تمنع لعلك أن تنفقا متى يأتي غياثك من تغيث؟ ومنفعة الغوث قبل العطب قبل الرماة تملأ الكنائن سقط العشاء به على سرحان إذا قطعنا علما بدا علم إذا غاب منها كوكب لاح كوكب يكفيك مما لا ترى ما قد ترى في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل مواعيد عرقوب أخاه بيثرب أنا الغني وأموالي المفاليس توكل بالأدنى وإن جل ما يمضي ليس عليك نسجه فاسحب وجر من يزرع الشوك لا يحصد به العنبا ليس يخفى إلا الذي لا يكون والمندل الرطب في أوطانه حطب علقت معالقها وصر الجندب رضى المتجني غاية ليس تدرك لا ناقة لي في هذا ولا جمل ويبقى الود ما بقي العتاب وتركي للعتاب من العتاب إن تسلم الجلة فالسخل هدر بجبهة العير تفدي حافر الفرس إذا شئت أن تزداد حبا فزر غبا ولو لم تغب شمس النهار لملت رب ثاو يمل منه الثواء وثقلت حتى آن لي أن أخففا وفي طول المعاشرة التقالي إياك أعني فاسمعي يا جاره إن الذباب على الماذي وقاع والمشرب العذب كثير الزحام شغل الحلي أهله أن يعارا لعل له عذرا وأنت تلوم إن المسبب للجاني هو الجاني أشد الشدائد ما يضحك ومن فرح النفس ما يقتل أخنى عليها الذي أخنى على لبد كمبتغي الصيد في عرينة الأسد ورب مستحسن ما ليس بالحسن ورب امرئ يزري على خلق محض وآفة التبر ضعف منتقده ويقبح ضوء الشمس في الأعين الرمد والدر يقطعه جفاء الحالب والدرهم الزيف لا يضيع وأيدي الندى في الصالحين فروض إن المعارف في أهل النهى ذمم وشر الزاد ما عاب الخميص ويشرب ماء وهو غير زلال طبيب يداوي والطبيب مريض ومن العجائب أعمش كحال ليت التشكي كان بالعواد ذكرتني الطعن وكنت ناسيا وحسبك داء أن تصح وتسلما أسرع في نقص امرئ تمامه وعند التناهي يقصر المتطاول وقد يضحك الموتور وهو حزين وقد تجمد العينان والقلب موجع خلف لعمري من يزيد أعور فلا للثمار ولا للحطب إن البغاث بأرضنا يستنسر والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا يضحك في غير أوان الضحك والضحك في غير حينه سفه ولكنه ضحك كالبكا فما الكرخ الدنيا ولا الناس قاسم وفي عنق الخائن الجلجل ورب جواب في السكوت بليغ لا تغز إلا بغلام قد غزا إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا رب أخ لي لم تلده أمي ألفى أباه بذاك الكسب يكتسب لا تعدون من كلب سوء جروا هل تلد الذئبة إلا ذئبا؟ والناس يغنون أحيانا عن الناس ويكتسي العود بعد اليبس بالورق من عز بز ومن لم يمتمع يرد من لم يكن ذئبا أكل إن قعد الرزق فقم إليه وكيف يرحل من ليست له إبل وهل ينهض البازي بغير جناح؟ وتقرب الأحلام غير قريب تذكر الناس وأنت ناسي لكل حليم موطن هو جاهله وللجهل من قلب الحكيم نصيب وما على محمل عتب جسم البغال وأحلام العصافير وعلى الكريم لضيفه الجهد هان على الأملس ما لاقى الدبر من نام لم يشعر بمن قد سهرا بكل حبل يخنق الشقي إن الشقاء على الأشقين مصبوب ويرجى شفاء السم والسم قاتل وربما صحت الأجسام بالعلل ما كنت أول موثوق به خانا أسأت بنا عودا وأحسنت باديا ما فاز بالراحة إلا من رضي لهم وصال الغواني والصبابة لي

خود تزف إلى خصي مقعد تفور من نصف حوضه قدري يرجو الغنى من إناء قط ما رشحا لا تفعل الخير ولا تنويه جدع بر على المدالى القرح ما كل ماشية بالرحل شملال أتوب وتبدو فرصة فأعود وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ أعمى يدلس نفسه في العور إن الجواد يرى فى ماله سبلا أنظر إلى وجهك ثم اعشق أصاب الذي سماك أم جميل جهد البلاء تباغض وتداني ويستصحب الإنسان من لا يلائمه لمحبوبها يمشي ومكروهها يعدو ولا يحسن الكلب إلا هريرا أذل الحرص أعناق الرجال وفي الطمع المذلة للرقاب ما طاب عذب شابه أجاج قد كنت أحسب أني قد ملأت يدي لأمر ما يسود من يسود لا تأخذوا منا ولا تعطونا كم زاد في ذنب جهول عذره وكيف يعيب العور من هو أعور؟ ولن يرجع الموتى حنين المآتم ومن يخزن الأموال ينفق من العرض وشر من البخل المواعيد والمطل واليأس أروح من عذاب الكاذب وتحت الرغوة اللبن الصريح لا يعجز القوم إذا تعاونوا قد رجع الحق إلى نصابه وبيت الغنى يهدى له ويزار ويأتيك بالأخبار من لم تزود وعند الضرورة آتي الكنيفا كم من نقي الثوب ذي عرض دنس ورب ذي أدب تلقاه في سمل وأين الثريا من يد المتناول؟ والنجم لا يجفل إن كلب عوى هون عليك ولا تولع بإشفاق من هون الصعب عليه هانا محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا إن الجواد عينه فواره وما زالت الأشراف تهجى وتمدح وعيب من أحببت مستور عسى بعد بين أن يكون تلاقي ولعل ما نرجو يكون قريبا لا يفل الحديد غير الحديد ولكن صد الشر بالشر أحزم والشمس تكبر عن حلي وعن حلل هيهات تضرب في حديد بارد وكل خير عندنا من عنده وأعرضت عنه وهو باد مقاتله ويقول، إلا أنه لا يفعل وبعض القول يذهب في الرياح إذا ساءني واد تبدلت واديا وإذا نأى بك منزل فتحول على قدر جرم الفيل تبنى قوائمه من أمن الدهر أتى من مأمنه ولا يأمن الأيام إلا مظلل والدهر ليس بمعتب من يجزع والدهر يبلي جدة الجديد وكل جديد بالجديدين يخلق والدهر يعقب صالحا بفساد وعند صفو الليالي يحدث الكدر وذو العلم مأخوذ بما جر جاهله كالثور يضرب لما عافت البقر وقد يسود غير السيد المال ولم أر مثل المال أرفع للنذل وكل غني في العيون جليل وما المروءة إلا كثرة المال ومن ذا الذي يعطى الكمال فيكمل؟ مثل النعامة لا طير ولا جمل وعن أي نفس بعد نفسي أقاتل؟ كل امرئ في شأنه ساع وكل امرئ يجزى بما كان ساعيا عش عمر نوح واليا فستعزل ألا كل ما قرت به العين صالح وأحسن شيء ما به العين قرت القول يتفذ ما لا تنفذ الإبر وجرح اللسان كجرح اليد ألا رب إحسان عليك ثقيل رب عيش أخف منه الحمام؟ وأوفاك ما زودت من ذم وشكر ولكن ما وراءك يا عصام؟ ليس المجرب مثل من لم يعلم وما جاهل شيئاً كمن هو عالم قد يصبح الموت أمام الساري وكيف توقي ظهر ما أنت راكبه؟ وليس لرحل حطه الله حامل حنانيك بعض الشر أهون من بعض ليس في منع غير ذي الحق بخل ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا لعل غدا يبدي لمنتظر أمرا وإن غدا لناظره قريب والكفر مخبثة لنفس المنعم وما كل من أوليته نعمة شكر لكل زمان دولة ورجال هذا بذاك ولا عتب على الزمن قست القلوب ورقت الألفاظ قلوب الأعادي في جسوم الأصادق وهل جزع مجدي علي فأجزعا ولا يرد عليك الفائت الحزن متلف مال ومفيد مال والمرء ما عاش مفيد متلف ينالون من عرضي ولولاك ما نالوا وما لجرح إذا أرضاكم ألم

فصل

وما لا تراه العين لا يوجع القلبا وفي دنوك أخشى العار والنارا فالأرض من تربة والناس من رجل ما غبن المغبون مثل عقله لا علم لي أن بعضي بعض أعدائي والزرع ما تحصد لا ما تزرع وليس لعظم هاضه الله جابر ويعرف فضل الشمس عند مغيبها والحر يصبر خوف العار للنار دية الذنب عندنا الاعتذار والحر يعذر من بالحق يعتذر والشيء بعد عزه يهون وكل مصعدة يوما ستنحدر كل امرئ محتطب في حبله وكل جان يده إلى فمه وكل عزيز في السؤال ذليل وإذا القريب جفاك فهو بعيد فصل المزدوج لله أسرار من التدبير ... يحار فيها بصر البصير يا رب من أسخطنا بجهده ... قد سرنا الله بغير حمده الحر يلحى والعصا للعبد ... وليس للملحف غير الرد والكلب قد يحتمل الملامة ... ما دام من ضربك في سلامة يا قارع الباب على عبد الصمد ... لا تقرع الباب فما ثم أحد عند الصباح يحمد القوم السرى ... وتنجلي عنهم غيابات الكرى أين مفر المرء من أمر قدر ... هيهات لا ينفعه طول الحذر حتى متى يلعب ليت شعري ... سال بك السيل ولست تدري قد صدق القائل إن المبتلى ... لا يعدم الدهر الطويل الأجلا لا تدع الفرصة في يوم لغد ... في كل يوم عارض من النكد هي المقادير فلب أو فذر ... إن كنت أخطأت فما أخطا القدر إليك إن حملتني ما لم أطق ... ساءك ما سرك مني من خلق إذا تمنى أحمق أمنيه ... يحسبها كائنة مقضيه من لك بالمحض وليس محض ... يخبث بعض ويطيب بعض إن الشباب والفراغ والجده ... مفسدة للدين أي مفسده ما تطلع الشمس ولا تغيب ... إلا لأمر شأنه عجيب العذر ذل في الوفاء عز ... والصدق في بعض الأمور حرز خل من قل خيره ... لك في الناس غيره كم نعيم نعمته ... غير أني عدمته

§1/1