افتراءات إنجيل متى

بهاء النحال

مقدمة

مقدمة لاجدال أن وفاة الملك هيرودس أنتيباتر قبل ميلاد السيد المسيح بعام أو عامين يفقد إنجيل متى مصداقيته , كما يؤكد شكوك علماء الأناجيل فى حقيقة حدوث روايات الميلاد التى إنفرد بها هذا الإنجيل كظهور نجم الميلاد وزيارة المجوس ومذبحة أطفال بيت لحم وذهاب العائلة المقدسة إلى مصر. هكذاوضع علماء التاريخ رجال الدين المسيحى فى مأزق لا يحسدون عليه فحتى أواخر القرن الخامس الميلادى كان هناك شبه إجماع بين أباء الكنيسة على أن عام ميلاد السيد المسيح هو العام الثانى قبل الميلاد (2 ق. م) والأقلية حددت 3 ق. م ولكن إعتماداً على ما جاء بإنجيل متى والتسليم بمصداقيته تم تحديد هذا التاريخ بالعام الخامس قبل الميلاد (5 ق. م). فى أواخر القرن العشرين وبإعادة الحسابات والمعطيات التاريخية أكد علماء التاريخ أن العام الثانى قبل الميلاد هو الأصوب ويجب الرجوع إليه. وعلى الجانب الآخر أكدت إكتشافات (أركيولوجية) تاريخ وفاة الملك هيرودس أنتيباتر المعتمد من قبل وهو العام الرابع قبل الميلاد (4 ق. م). وفاة الملك هيرودس قبل ميلاد السيد المسيح يسقط كل ما بناه خيال كاتب إنجيل متى الخصب من أحداث إنفرد بها ليس فقط عن باقى كتاب الأناجيل بل أيضاً عن المؤرخين التاريخيين الذى عج بهم عصر الميلاد. وبغض النظر عن الأدلة التاريخية أليس من المنطق النظر بعين الشك والإرتياب فى الأحداث أحادية الشاهد وفردية الراصد؟ من الواضح الجلى أن ولع وإهتمام إنجيل متى بنصوص أنبياء العهد القديم هو الذى أوحى إليه بأحداث الميلاد , فكوكب النبى (بلعام) ومذبحة أطفال العبرانيين التى قام بها (ملك مصر) ومجئ بنى إسرائيل إلى مصر وخروجهم منها , إمتزجت مع القصص الأسطورية التى تروى عن ميلاد الزعماء والعظماء , وصنع منها الإنجيل تلك الروايات الخرافية التى طالما رفضها علماء الأناجيل فى الجامعات الأوروبية

والأمريكية ومنهم على سبيل المثال لا الحصر (ريموند براون) Raymond E Brown يحمل 24 دكتوراه فخرية وجاندر وجيزا ووليم باركلى ور. ت. فرانس. التحليل النصي لإنجيل متى يظهر أنه أقتبس 90% من محتوى إنجيل مرقس و128 عبارة من نصوص العهد القديم ولكنه لم يتحل بالأمانة العلمية فى الحالتين حيث لجأ إلى الحذف والأقتطاع تارة والإضافة والتحريف تارة أخرى لتحقيق هدفه من كتابة إنجيله ألا وهو إثبات أن يسوع الناصرى (عيسى عليه السلام) هو المسيح المنتظر. إن قيام كاتب إنجيل متى بإقتباس هذا الكم الكبيرمن إنجيل مرقس يدل علي أنه ليس لديه مايكتبه , وإقدامه على التعديل في النصوص التى إقتبسها دلالة على عدم إيمانه بمصداقيتها وواقعيتها. اخيرا يحسب لكاتب إنجيل متى انه لم يدَع على الاطلاق وجود وحى أملاه ماكتبه أونزول الروح القدس لإرشاده , وكانت هذه الفضيلة الوحيدة لكاتب هذا الإنجيل. د. بهاء النحال 2011

إنجيل متى

إنجيل متى من يطالع إنجيل متى يدرك للوهلة الأولى أنه إنفرد بذكر مجموعة من الروايات والأحداث لم يشر إليها باقى الأناجيل. وجود هذه الإنفرادات لهذا الإنجيل هل وراءها مجهود فائق لتجميع مادة تاريخية وتراثية أم خيال خصب وقدرة على التلفيق ولى الحقائق وتزييف التاريخ؟ إنجيل متى يحتوى على 1070 عبارة: 606 عبارة مستعارة من إنجيل مرقس 128 عبارة من نصوص التوراة وأنبياء بنى إسرائيل (العهد القديم) من الواضح أن كاتب إنجيل متى إعتمد على النقل من إنجيل مرقس والإقتباس من نصوص العهد القديم ولم يكلف نفسه عناء التقصى عن الحقائق التاريخية وزيارة المدن التى جرت فيها الأحداث وأجرى السيد المسيح معجزاته وألقى فيها عظاته. ما أنتجه خيال كاتب إنجيل متى: كاتب هذا الإنجيل عند تحريره للإنجيل وضع نصب عينيه هدفاً هو تطويع وتشكيل حياة يسوع الناصرى لتطابق صورة المسيح كما رسمتها نصوص أنبياء العهد القديم. ومن الناحية الأخرى قام بتحريف وتشويه نصوص العهد القديم وإقحامها فى أحداث لا تمت لها بصلة , لإثبات أن ما يحدث ليسوع الناصرى قد تنبأ به أنبياء بنى إسرائيل من قبله بمئات السنين.

1) مذبحة أطفال بيت لحم. 2) نجم بيت لحم يسير بسرعة الحمار. 3) الذهاب والعودة من مصر. 4) هل يسوع من نسل داود الملك. 5) إنجيل متى وعذراء النبى إشعياء. 6) يسوع فى القبر ويونان النبى. 7) الثالوث المقدس ... من أضافه للإنجيل. 8) بعث القديسين ودخولهم مدينة أورشليم. 9) بطرس والكنيسة والصخرة.

مذبحة أطفال بيت لحم

مذبحة أطفال بيت لحم تروى التوراة قصة تربص فرعون ملك مصر بالنبى موسى عند مولده, فأمر بقتل الاطفال الرضع للعبرانيين. هذه القصة ألهمت خيال كاتب إنجيل متى فنسج على منوالها قصة ترقب هيرودس ملك فلسطين ولادة يسوع فى (بيت لحم) وقيامه بذبح الأطفال من عمر سنتين فما دون كذلك ورد فى الفلكلور اليهودى (ألأجادة) أن الملك نيمرود قد حذره الفلكيين من طفل سيولد يهدد ملكه فقام بمذبحة ضد الأطفال وتم إخفاء النبى إبراهيم فى كهف لمدة 3سنوات. هذه المذبحة أكذوبة كبرى للأسباب التالية: 1. المؤرخون الذين أحصوا آثام الملك هيرودس من قتله لثلاثة من أولاده (ارستوبولس وإسكندر وأنتيباتر) وزوجته مريمنة المكابية وأمها إسكندرة إلى صهره كوستبار, لم يشر أحدهم إلى إرتكابه مذبحة ضد اطفال بيت لحم. 2. الأناجيل الأخرى لوقا ومرقص ويوحنا خلت تماما من ذكرأية أخطار أو تهديد لحياة يسوع فى طفولته او حدوث مذبحة اطفال بيت لحم. 3. الدليل التاريخى: موت الملك هيرودس قبل ميلاد السيد المسيح. تاريخ ميلاد السيد المسيح شهادة أباء الكنيسة الأوائل: الأب ترتليان: Tertullian 160 م: 220م فى كتابه أجوبة لليهود Answer To Jews ذكر أن الميلاد تم فى السنة الواحدة والاربعين (41) من حكم اغسطس قيصر الذى بدأ فى 19 أغسطس عام 43ق. م. وعلى ذلك يكون ميلاد المسيح تم فى عام 2 ق. م.

الأب إرينيوس: Irenaeus 180 م يتفق مع الأب ترتليان فى ان الميلاد حدث فى السنة (41) من حكم اغسطس قيصر وأن الميلاد تم فى 2 ق. م. الأب اوريجين: Origen 245 م أشار إلى أن حكم أغسطس قيصر إمتد إلى 56 عاما منهم 15 عاما بعد ميلاد المسيح وحيث أن أغسطس قيصر توفى عام 14م فإن الميلاد يكون فى 2 ق. م. الأب كليمنت السكندرى: 150م: 215م ذكر فى كتابه Stromata ( المجلد الأول ص 21) أن بين ميلاد المسيح وموت الإمبراطور كومودوس commodus 194 عاما وشهر و13 يوم, وقد قتل هذا الإمبراطور فى 31 ديسمبر عام 192م ويكون الميلاد فى 18 نوفمبر 3ق. م وهو يقابل 6 يناير 2ق. م فى التقويم المصرى طبقا للحسابات التى أجراها كونرادين فرارى دى. أوكسيبو. كذلك أشار إلى ان الميلاد تم فى السنة الثامنة والعشرين من حكم أغسطس قيصر لمصر أى بعد إنتحار كليوباترا فى شهر أغسطس عام 30ق. م وبذلك يكون الميلاد فى 2ق. م. الأب يوليوس أفريكانوس: Julius Africanus فى كتابه Chronographies ذكر أن الميلاد حدث بعد 5500 عام من خلق آدم, وعام الميلاد هذا وافق العام الثانى بعد (194) اوليمبياد أى 2ق. م. الأب يوسابيوس: Eusepius أول من وضع الميلاد فى السنة الثانية والأربعين (42) من حكم أغسطس قيصر ولكنه ذكر ان حكم أغسطس قيصر إمتد 57 عاما. ويحدد للميلاد 2ق. م.

شهادة إنجيل لوقا

الأب أبولليناروس: Apollinarius ذكر أن بين ميلاد المسيح إلى السنة الثامنة من حكم كلوديوس قيصر Cloudius 49 عاما وهذا الإمبراطور بدأ الحكم فى 25 يناير عام 41م أى أن العام الثامن بدأ فى يناير 48 وعلى ذلك يكون الميلاد 2ق. م. الأب أوروسيوس: Orosius إختار التقويم الرومانى حيث إعتبر الميلاد تم فى عام 752 من تأسيس مدينة روما وهذا يقابل عام2ق. م ... كذلك الأب جيروم والأب جون كريزوستوم والأب ابيفانيوس والأب فوتيوس بطريرك القسطانطينية والاباء السريان فى مؤلفهم ( the chronicon cyrianicum والمؤرخ اليونانى زوناراس. شهادة إنجيل لوقا: يقول إنجيل لوقا فى الإصحاح الثالث (وفى السنة الخامسة عشر من سلطنة طيباريوس قيصر ..... إبتدأ يسوع كان له نحو 30 سنة) أى أن يسوع بلغ 30 عاما فى السنة الخامسة عشر من حكم طيباريوس الذى بدأ حكمه فى 14م طبقاللمؤرخين (:تاسيتوس, سوتونيوس, بلينى الكبير, ديون كاسيوس, فيلو, يوسيفوس.) بعد وفاة زوج أمه أغسطس قيصر أى فى 29م ويكون الميلاد فى عام 2ق. م. شهادة علماء الأناجيل فى القرن العشرين: 1 - جاك فاينجان: Finegan فى كتابه 1998 Hand book of Billical chronology حدد الميلاد فى15يناير العام 2ق. م والوفاة 33م وبداية الرسالة29م وميلاد يوحنا 3ق. م

2 - فيلمر: W.E.Filmer فى مقاله (( The year of Christ Birth corrected الذى نشرته مجلة ... The national message magazine إعتمد 2ق. م تاريخا للميلاد. 3 - سوزان كارول: Suzan S Carrol أشارت إلى ان 2ق. م هو عام الميلاد. ... 4كنيسة Marnatha أصدرت بحثا تحت عنوان (اعادة تحديد ميلاد المسيح) 1998 حددت فيه 3ق. م عاما للميلاد ... 5دكتور: إرنست ل. مارتين فى كتابه (نجم بيت لحم) ذكر ان 3ق. م عام الميلاد تاريخ وفاة الملك هيرودس الكبير: يقدم المؤرخ يوسيفوس معطيات لتحديد عام وفاة الملك هيرودس فيشير إلى أن الملك هيرودس تم تنصيبه ملكا فى روما عام 40 ق. م وأنه تولى الحكم فعلا بعد قتل أنتيجون والإستيلاء على أورشليم عام 37 ق. م وأنه توفى بعد تنصيبه ملكا بسبعة وثلاثون عاما (37 عاما) وبعد إستيلائه على أورشليم بأربعة وثلاثون عاما (34 عام) ماسبق يعطى 4ق. م تاريخا للوفاة. ويشير يوسيفوس إلى حدوث خسوف للقمر قبل الوفاة وعيد للفصح بعد الوفاة, بالرجوع إلى سجلات خسوف القمر لوكالة ناسا للفضاء وجد أن هناك خسوفين فى عام 4ق. م وحدثا فى 13 مارس و5 سبتمبر. وكان عيد الفصح فى ذلك العام قد وافق 11 إبريل. وبذلك يكون الخسوف الذى حدث فى 13 مارس هو المتفق مع ما ذكره يوسيفوس. تم تحديد عام وفاة الملك هيرودس أيضا بإستعمال تاريخ إنتهاء ولاية خلفائه فى الحكم (ثلاثه من أولاده) وفترات بقائهم فى الحكم.

دليل إنجيل متى على حدوث المذبحة

- هيرودس أرخيلاوس: تم عزله عام 6م بعد حكم دام 10 سنوات ويكون بداية حكمه 4ق. م. - هيرودس أنتيباس: حكم الجليل 43 عاما وتم عزله فى صيف 39م أى أنه بدأ عام 4ق. م. - هيرودس فيلبس: مات فى 19 اغسطس عام 33م بعد حكم دام 37 عاما أى أن بداية حكمه 4ق. م. محاولات إقتراح تاريخا مختلفا عن 4ق. م لوفاة الملك هيرودس سيحدث مشاكل لا حل لها مع الثابت من تواريخ حكم أولاده الذين خلفوه T.D.Barnes1968. ... العثور على عملات معدنية صكها أولاده اثناء حكمهم تثبت أن بداية ولايتهم كانت في 4ق. م. دليل إنجيل متى على حدوث المذبحة: يدلل إنجيل متى على وقوع مذبحة أطفال بيت لحم بإقتطاع عبارتين من سفر إرميا النبى بإعتبارهما نبؤة من إرميا على تلك الأحداث وتوقعها قبل ما يقرب من ستمائة عام. سفر إرميا (15:31 - 17) صوت سمع فى الرامة نوح بكاء مر, راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين, إمنعى صوتك عن البكاء وعينيك عن الدموع ... فيرجعون من أرض العدو ... فيرجع الأبناء إلى تخمهم. يقول متى: حينئذ تم ما قيل بارميا النبى القائل ,صوت سمع فى الرامةنوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكى على اولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين. شرح المفردات: الرامة: مدينة فى إقليم اليهودية من المدن التى سكنها بنو بنيامين (احفاد راحيل) راحيل: زوجة النبى يعقوب وأم يوسف وبنيامين. الخلفية التاريخية للنبى إرميا وسفره (كتابه) المستشهد به:

آراء علماء الأناجيل فى القرن العشرين

النبى إرميا بن حلقيا أحد أنبياء بنى إسرائيل من عناثوث فى أرض بنيامين وقد عاش فى القرنين السابع والسادس قبل الميلاد. النبى إرميا عاصر الملك يوشيا بن أمون ملك يهوذا وإبنه الملك يهوياقيم ثم الملك صدقيا. شهد النبى إرميا الغزو البابلى وسقوط أورشليم وأسر ملكها وألاف من الجنود إلى بابل (السبى البابلى الأول) وفى عام 586 ق. م بعد تمرد الملك صدقيا قام البابليون بحملة ثانية دمروا فيها هيكل سليمان وأحرقوا أورشليم وأسروا الألاف من الرجال والشباب. النبى إرميا هنا يصف مشهد البكاء والصراخ والعويل على الآباء والأزواج والأبناء المأسورين ولكنه يبشرهم بالعودة إلى أرض الوطن والتحرر من الأسر والسخرة فى أرض العدو. إنجيل متى إعتبر الصراخ والعويل على الأسرى قبل ميلاد المسيح بستمائة عام, إنما هو حزناً على القتلى من أطفال بيت لحم!! هل كل بكاء وعويل فى نصوص أنبياء بنى إسرائيل تنبؤ بالمذبحة المزعومة؟! إن إختلاق (متى) لمذبحة بيت لحم تشكك فى مصداقيته وإستشهاده بنص لا علاقة له بالأحداث والزج به بعد بتره يفقده المصداقية تماماً. آراء علماء الأناجيل فى القرن العشرين: بول ميير: Pauel Maier أستاذ التاريخ القديم بجامعة ميتشجان: معظم المؤرخين المعاصرين يتفقون على أنه لا دليل على حدوث تلك المذبحة ويضيف أن كل المتخصصين فى تاريخ الملك هيرودس ينفون نافياً تاماً قيامه بتلك الجريمة. ( Herod and the infants of Bethlehem) in chronos, kaisos, christos11, Mercer University Press1998.P.170 ساندرز: E.P.Sanders أستاذ العهد الجديد بجامعة دوق بكارولينا الشمالية: يعتبر هذه القصة من القصص الدينى الخيالى الذى لا يمت للتاريخ بصلة ( Historical Figure of Jesus) Penguin, 1993, P85

نجم بيت لحم

جيزا فيرمز: Geza Vermes أستاذ بريطانى متخصص فى التاريخ الدينى اليهودى والمسيحى: يقرر أن مذبحة أطفال بيت لحم من خيال إنجيل متى The Nativity: History and Legend) London, Penguin, 2006. p22.) نجم بيت لحم يخبرنا إنجيل متى فى الإصحاح الثانى أن ميلاد المسيح كان مصحوباً بظهور نجماً فى المشرق رصده (مجوس) أى فلكيين من الفرس. إنجيل متى يصف تحركات النجم بطريقة ساذجة أثارت إنتقادات وعلماء الأناجيل. الأب الدكتور: رايموند براون Raymond E Brown فى كتابه The Birth of Messiah يقول: يوجد العديد من الظواهر الفلكية ولكن لا أحد منها يتوافق مع ما ذكره إنجيل متى عن نجم بزغ فى المشرق ثم شوهد فوق أورشليم ثم تحرك جنوباً إلى بيت لحم وأخيرا وقف فوق منزل حيث يرقد طفل رضيع, يمثل ظاهرة لم تحدث فى تاريخ الفلك لذلك لا يمثل أهمية فى التأريخ لمولد يسوع. جوزيف والسن Joseph J.Walsn فى كتابه Were they wise men or kings الكثير من الباحثين يعتبرون نجم بيت لحم من إبتداع خيال إنجيل متى لتنطبق نبؤة بلعام على ميلاد يسوع (سفر عدد 17:24) إنجيل متى يخبرنا أن النجم كان يتقدم المجوس من أورشليم إلى بيت لحم أى أن هذا النجم يسير بسرعة (الحمير) التى كانوا يركبونها.

علمياً 1) النجوم ليس لها مساقط هندسية على سطح الأرض ومن الخرافة القول أنها تشير إلى موقع بعينه. 2) الإنسان على سطح الأرض لا يستطيع إدراك حركة النجوم بالعين المجردة. 3) فشلت محاولات الفلكيين فى الربط بين الظواهر الفلكية وميلاد المسيح. توجد ظواهر إعتقد البشر منذ القدم بتأثيرهاعلى الإنسان سلباً وإيجاباً. أولاً: قران الكواكب: يقصد به وجود كوكبين على خط مستقيم ولكن كل منهما يبقى فى مداره. عندما يحدث قران بين كوكبين فإن الرائى بالعين المجردة يعتقد أنهما كوكب واحد ولكنه عندئذ يكون شديد اللمعان وملفتا للنظر وجاذبا للانتباه. ثانياً: خسوف القمر وكسوف الشمس ثالثاً: المذنبات: أشهرالمذنبات علميا هوهالى الذى يزور الأرض كل 76 عاماً ويعتبر من المذنبات قصيرة المدار أما طويلة المدار فإن دورتها تتراوح من 200 عام إلى عدة آلاف. وأشهر مذنب فى التاريخ هو مذنب القيصر وقد ظهر عام 44ق. م بعد مقتل القيصر بأربعة شهور واعتبر الرومان ان روح القيصر حلت بهذا المذنب. أمثلة على محاولات الفلكيين تحديد عام الميلاد: ــ عالم الرياضيات والفلك الألمانى جوهانس كابلر (1630:1571) ذكر أن هناك القران الأعظم بين (جوبيتر) و (ساتيرن) قد حدث عام 7 ق. م وأعتبره البعض أنه نجم بيت لحم. ــ طبقاً للسجلات الفلكية الصينية ظهر مذنب فى 25 مارس عام 5 ق. م واستمر ظهوره 70 يوماً. وأعتقد البعض أنه نجم الميلاد كما ذكر Colin J.humphreys. ــ حدوث قران بين (مارس) و (جوبيتر) و (ساتيرن) فى برج الحوت عام 4 ق. م وأشار البعض أنه نجم بيت لحم. ــ الفلكى مولنار Michael Molnar

الذهاب إلى مصر والخروج منها

حدد 17 أبريل عام 6 ق. م لميلاد السيد المسيح مستنداً لحدوث شروق إهليجى لكوكب جوبيتر عندما كان فى برج الحمل وكان مصحوباً بخسوف قمرى واعتبر هذا هو نجم الميلاد. جون موسلى بمرصد جريفيز Mosley أشار إلى حدوث قران بين (فينوس) و (جوبيتر) فى برج الأسد فى 17 يونيو 2 ق. م واعتبر هذا هو نجم بيت لحم. ملحوظة: كل من الكواكب والنجوم والأقمار والمذنبات تجرى فى مدارات ثابتة منذ خلق الكون لذلك فإن قران الكواكب يتكرر دورياً ومن الممكن تحديد ما حدث منه فى الأزمان الماضية ورصد تاريخ حدوثه مستقبلياً. - القران العظيم يحدث بين جوبيتر وساتيرن كل 18: 20 عام حيث يتم جوبيتر دورته كل 12 عام وساتيرن كل 30 عام. لذلك كان آخر قران تم فى 31 مايو 2000 والقادم سيحدث بمشيئة الله فى ديسمبر 2020. - القران بين فينوس وجوبيتر الذى حدث 2 ق. م تكرر عام 1859 وسيحدث بمشيئة الله 2065 م. الذهاب إلى مصر والخروج منها من قصص التوراة إبراهيم عليه السلام ذهب إلى مصر ثم خرج منها. بنو إسرائيل جاءوا إلى مصر مع يعقوب (إسرائيل) ثم خرجوا منها مع النبى موسى. إنجيل متى وضع نصب عينيه أن يسوع يجب أن يسير على درب أجداده , فانفرد بقصة مجئ يسوع إلى مصر ثم الخروج منها بعد موت الملك هيرودس. كعادته يسوق إنجيل متى دليلاً من نصوص أنبياء بنى إسرائيل على صدق ما يختلقه من أحداث.

يقول هوشع صح 11: 1

يقول إنجيل متى صح 2: 14 - 15 (فقام وأخذ الصبى وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس. لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل من مصر دعوت إبنى) إنجيل متى هنا يستشهد بسفر النبى هوشع وهو واحد من أنبياء بنى إسرائيل الإثنى عشر (الصغار). النبى هوشع عاش فى القرن الثامن قبل الميلاد وعاصر غزو الأشوريين لمملكة إسرائيل وسقوط عاصمتها سماريا (732: 734ق. م) يقول هوشع صح 11: 1: لما كان إسرائيل غلاماً أحببته ومن مصر دعوت إبنى هنا هوشع يذكرنا بما جاء فى سفر الخروج 4: 22: هكذا يقول الرب: إسرائيل إبنى البكر, اطلق إبنى ليعبدنى من الواضح أن سفر هوشع يتحدث عن إخراج الله لبنى إسرائيل من مصر وتخليصهم من ذل وعبودية فرعون لهم وتسخيرهم فى أعمال البناء وتعبيد الطرق والزراعة. والنبى موسى يخاطب فرعون ويعلن له أن شعب إسرائيل هو إبن الله أى تحت رعايته وحمايته وبركاته وهو المختار لديه لذلك وجب عليه السماح له بالخروج من مصر ليتجنب غضب الرب وأنتقامه. إنجيل متى حذف العبارة الأولى التى تتضمن (إسرائيل) وإكتفى بالعبارة الثانية لكى يفهم أن يسوع هو المقصود بلقب إبن الله. كذلك أخطأ إنجيل متى عند إستخدام العبارة (ومن مصر دعوت إبنى) للتعبير عن الدخول إلى مصر. نص هوشع يعبر عن الخروج من مصر وهو أكثر وضوحاً فى النص الإنجليزى: I called my son out of Egypt سهو إنجيل متى: يقول إنجيل متى (لما سمع أن أرخيلاوس يملك على اليهودية عوضاً عن هيرودس أبيه خاف أن يذهب إلى هناك. وإذ أوحى إليه فى حلم إنصرف إلى نواحى الجليل.)

هل يسوع من نسل الملك داود؟

يخبرنا إنجيل متى هنا أن العائلة المقدسة خرجت من مصر وعادت إلى فلسطين بعد موت الملك هيرودس ولكنها خشيت الإقامة فى (إقليم اليهودية) لأنها علمت أن هيرودس أرخيلاوس إبن الملك هيرودس هو الذى تولى حكم هذا الإقليم بعد وفاة أبيه. والوحى أشار عليهم بالإقامة فى إقليم الجليل. ألم يعلم إنجيل متى أن إقليم الجليل كان تحت حكم إبن الملك هيرودس أيضاً وهو هيرودس أنتيباس قاتل يوحنا المعمدان (يحيى بن ذكريا)؟! هل هذا سهو من إنجيل متى أم من الوحى؟ هل يسوع من نسل الملك داود؟ كاتب إنجيل متى وضع نصب عينيه عند تحرير إنجيله هدفاً, ألا وهو إثبات أن يسوع الناصرى هو المسيح المنتظر وملك اليهود المرتقب. كونه يهودياً فإن كاتب إنجيل متى يعلم بالشروط الواجب توفرها فى المسيح المنتظر فى المعتقد والمنظور اليهودى, وأولها أن يكون من نسل الملك داود. لكى يثبت إنجيل متى أن يسوع الناصرى من نسل داود فإنه يقدم سلسلة من النسب تبدأ بالنبى إبراهيم مروراً بالملك داود وإبنه سليمان والملك يكونيا وتنتهى بيوسف النجار زوج السيدة (مريم) أم يسوع!! إن سلسه النسب المذكورة إذا كانت تثبت نسب يوسف النجار (زوج أم يسوع) لداود فلا جدوى منها ولا صلة لها بنسب يسوع طالما يوسف النجار لا دخل له بإنجاب يسوع وأن الحمل تم من الروح القدس (متى 1: 21). نسب يسوع الناصرى الذى ليس له أب (بيولوجى) يجب أان يكون منطقياً من خلال أمه مريم. إنجيل لوقا يخبرنا أن السيدة مريم (نسيبة) اليصابات زوجة زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان وأن اليصابات من بنات هارون بذلك تكون السيدة مريم من نسل هارون أى من سبط لاوى إبن يعقوب وليس من سبط يهوذا وبالتالى لا تنتمى للملك داود.

إنجيل متى ... وعذراء النبى إشعياء

إذا أفترضنا أن مريم من نسل الملك داود فإن إبنها يسوع لا يرث ملك إسرائيل لأن الوعد الإلهى لداود (أنى أقيم بعدك نسلك الذى يكون من بنيك وأثبت مملكته) سفر أخبار الأيام الأول 17: 11 male descendent. أى من خلال التسلسل الذكرى يورث الحكم فى إسرائيل. تقرر دائرة المعارف اليهودية Encyclopedia Judaica أن سلسة النسب الذى قدمها إنجيل متى مصطنعة وفاقدة المصداقية وتعلل ذلك بأن اليهود لم يحتفظوا بسجلات لنسل الملك داود فى الفترة ما بين القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثانى بعد الميلاد. فمن أين جاء إنجيل متى بهذه الأسماء؟ جانب التوفيق إنجيل متى عند إصطناع سلسة النسب لأنها إشتملت على إسم الملك (يكونيا) الذى لعنه الله كما جاء فى إرميا صح 22: 30 (هكذا قال الرب أكتبوا هذا الرجل عقيماً رجلاً لا ينجح فى إيامه لأنه لا ينجح من نسله احد جالساً على كرسى داود وحاكما بعد فى يهوذا) كما جاء فى إرميا أيضاً عن أبيه يهوياقيم (لا يكون له جالس على كرسى داود) صح 36: 30 إنجيل متى ... وعذراء النبى إشعياء يقول النبى أشعياء فى نص يرجع تاريخه إلى عام 735 ق. م: (ها العذراء تحبل وتلد إبنا تدعو إسمه عمانوئيل ... لأنه قبل أن يعرف الصبى أن يرفض الشر ويختار الخير تخلى الأرض التى أنت خاش من ملكيها) صح 7: 14 - 16 New English Bible: A young woman is with child, and she will bear a son and will call him Immanuel..... ... Bible in Basic English: A young woman is now with child,and she will give birth to a son and she will give him the name Immanuel كما نرى فقد تداركت الترجمات الحديثة للكتاب المقدس خطأ الترجمة السبعينية.

خلفية تاريخية: عام 735 ق. م.

الترجمة السبعينية للعهد القديم التى إعتمدت عليها النسخة العربية للكتاب المقدس وإقتبس منها إنجيل متى أيضاً تذكر لنا لفظ (عذراء). إنجيل متى صح 1: 23 (هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعون إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا) إنجيل متى يعتبر هذا النص نبؤة من أشعياء عن ميلاد يسوع من العذراء مريم. النص العبرى: ( ha almah hara) الكلمة العبرية (علما) من الخطأ ترجمتها إلى عذراء كما حدث مع الترجمة السبعينية. والصواب هو (المرأة الشابة) young woman كما ظهر فى الترجمات الحديثة للعهد القديم. ( ha) هى أداة التعريف فى العبرية وتقابل (أل) او ( the) وأداة التعريف هنا تدل على أن المرأة الشابة المقصود بهذا النص كانت متواجدة وحاضرة لهذه المحادثة: ويقول المفسرون أنها (النبية) زوجة النبى إشعياء وكانت تدعى (راشيل) الصفة ( hara) فى العبرية تدل على حامل فى الماضى أو الحاضر أو مستقبل قريب لذلك يمكن ترجمتها إلى حامل بالفعل أو على وشك الحمل. ... يقول Oxford dictionary of the Christian Church استعمال كلمة بارثنوث اليونانية كترجمة للكلمة العبرية (علما) أعتبر ترجمة غير دقيقة. خلفية تاريخية: عام 735 ق. م. كل من (رصين) ملك سوريا و (فقح) ملك إسرائيل تحالفا لغزو أورشليم عاصمة مملكة (اليهودية) لإسقاط الملك أحاز واختيار ملك آخر لها. الملك أحاز ورجال بلاطه وشعبه أرتعدوا خوفاً ورعباً. فقال الرب لإشعياء: أخرج لملاقاة أحاز أنت وإبنك وقل له إهدأ ولا تخف ولا يضعف قلبك. كما بشر النبى إشعياء الملك أحاز بأن الملكين الذين يهددانه ستخرب وستدمر ممكلتهما. وأعطى فترة زمنية لحدوث ذلك وهى فترة الحمل بالطفل (9 أشهر) وبنموه بحيث لا يصل إلى عمر الإدراك والتمييز. هذه النبوءة قد تحققت عام 732 ق. م حيث غزا الملك الأشورى (تيجلات بلاسّر) كلاً من دمشق عاصمة سوريا وكانت تسمى (آرام) و (سماريا) عاصمة إسرائيل ودمرهما.

إنجيل متى والثالوث المقدس

يتضح أن نص إشعياء أشار إلى حمل زوجته هو وولادة إبن له وكان مازال رضيعاً أثناء الغزو الأشورى. وقد خاطبه الرب فى الإصحاح الثامن: لإشعياء بإسم (عمانوئيل). لماذا إقتبس إنجيل متى من النص اليونانى (الترجمة السبعينية) رغم أنه يهودياً ويجيد قراءة النسخة العبرية للعهد القديم؟ هل وجد فيه ضالته إنجيل متى والثالوث المقدس ينفرد إنجيل متى بذكر صيغة الثالوث المقدس فى آخر إصحاحاته (28: 19): (وأما الأحد عشر تلميذا فأنطلقوا إلى الجليل ... فتقدم يسوع وكلمهم قائلاً .. فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس) وجود هذه العبارة فى هذا الإنجيل تفقده المصداقية وتطرح العديد من الأسئلة حول من أضاف هذه العبارة إلى الأنجيل الأصلى الذى كتب عام 85.م؟ وما الذى أضيف وما الذى حذف؟ الأدلة التى تثبت زيف خاتمة إنجيل متى: أولاً: دليل سفر أعمل الرسل: يقول إنجيل متى أن الأحد عشر تلميذا كانوا فى وداع معلمهم (يسوع) وأوصاهم بالتعميد بإسم الآب والابن والروح القدس. لكننا نجد هؤلاء التلاميذ كما يذكر (سفر) أعمال الرسل يعمدون بإسم الرب (يسوع) فقط. التلميذ بطرس فى صح 2: 38 يعمد بإسم يسوع المسيح يوحنا وبطرس يتعمدا بإسم الرب يسوع صح 8: 16 التلميذ فيلبس يعمد بإسم يسوع المسيح صح 8: 12 كذلك 8: 38 بولس الرسول تعمد بإسم الرب يسوع صح 22: 16

ثانيا: دليل كتابات أباء الكنيسة الأوائل

هكذا التلاميذ كانوا يعمدون ويتعمدون بإسم الرب (يسوع) ولا توجد أية إشارة إلى (الثالوث) المقدس. وهذا دليل واضح أن تلك الوصية لم تقال وأن هذه العباره قد ألحقت بالإنجيل فيما بعد. ثانياً: دليل كتابات أباء الكنيسة الأوائل: الأب يوسابيوس فى كتابه إستشهد بخاتمة إنجيل متى 28: 19 فى (18 موضع) كما يلى: تلمذوا جميع الأمم بإسمى. ( make disciples of all the nation in my name) الأب جاستين مارتير: فى كتابه بين 130 إلى 140 م إستشهد بإنجيل متى (28: 19) فى الصورة المختصرة الخالية من الثالوث. كتاب De Relaptismate: يعود للقرن الثالث الميلادى جاء فيه: أن قوة إسم يسوع تحل فى الإنسان بالتعميد Sonith's Dictionary of the Bible, vol. 1,P.352 ثالثاً: دليل تاريخى: من المتفق عليه أنه عند كتابة الأناجيل فى القرن الأول الميلادى لم يكن الثالوث المقدس بمحتواه الأقنومى قد تبلور بعد ولم يرد فى كلمات السيد المسيح أية إشارة إليه. كذلك خلت كتابات الرسل ورسائلهم من هذا الثالوث. لقد عقد آباء الكنيسة أكثر من خمسين مجمعاً (مؤتمراً) خلال مائة عام للوصول إلى صيغة ملائمة للعقيدة المسيحية وقرار نهائى عن طبيعة السيد المسيح. وتخبطت قرارات المجامع بين الهوموسية (التساوى فى الجوهر بين الأب والإبن) والهومويوسية (التشابة فى الجوهر بين الأب والإبن) والهوموية (التشابة بين الأب والإبن دون تحديد هوية) والأنوموية (عدم التشابة بين الأب والإبن) ... دائرة المعارف الكاثوليكية تقربإن كلمة (ثالوث) اول ظهور لها فى الكتابات الكنسية فى عام180م عند الاب ثيوفيلس راعى كنيسة أنطاكية حيث تحدث عن ثالوث يتكون من (الأب والكلمة والحكمة) ثم ظهرت تلك الكلمة عند ترتليان عام200م ولكن الثالوث بصيغته الحالية (الأب والأبن والروح) وضعها الأب جريجورى ثوما تورجوس270م

بعث القديسين ودخولهم مدينة أورشليم

وقد تم تأليه المسيح فى مجمع نيقية عام 325 م بعد جدال بين القديس أسناسيوس والقديس آريوس. أى أن المسيحيين عبدوا إلهاً مكون من الأب والإبن فقط. وفى مجمع القسطنطينية (381 م) تم تأليه الروح القدس ليكتمل الثالوث المسيحى ويصبح قانونا رسميا للايمان. ونص على أن الروح القدس تنبثق من الأب فقط. إكتشف المسيحيون أن هناك خطأ فى تكوين الثالوث. فكيف تنبثق الروح القدس من الأب فقط والأب هذا فى إتحاد وإمتزاج مع الإبن؟. فى مجمع توليدو (589 م) حدث تعديل نص على أن الروح القدس منبثقة من الأب والإبن معاً. يعلق على ذلك الفيلسوف الفرنسى فولتير قائلاً: إن لدى مائتين مجلد فى اللاهوت المسيحى والأدهى من ذلك أنى قرأتها كلها , فكنت كأنما أقوم بجولة فى مستشفى للأمراض العقلية. من الواضح أن الثالوث المقدس تكون علي مراحل لأنه نتاج خيال وتصورات اباء الكنيسة فلو كان موجوداً منذ كتابةالإنجيل ما كان هناك داعى لعقد المجامع وخوض المناظرات إن وجود الثالوث فى إنجيل كتب 85م لهو غش واضح وإحتيال فاضح. بعث القديسين ودخولهم مدينة أورشليم يقول متى (والأرض تزلزلت والصخور تشققت والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين) 27: 53 إنفراد إنجيل متى بذكر هذا الحادث الجلل يثير الشك فى حدوثه بالفعل. إن كان قديسي اليهود (مثل آدم وإبراهيم وإشعياء الخ) قد بعثوا من الموت ورآهم سكان أورشليم لكان دليلاً قوياً على قدسية (يسوع) وكانت الأناجيل الأخرى ذكرته. وجود القديسين أحياء فى أورشليم بين العامة كان سيحدث إنفعالاً وإثارة عنيفة تتناقلها الأجيال ويسجلها المؤرخون وهو ما لم يحدث فالمؤرخ يوسيفوس فلافيوس المعاصرلتلك الاحداث (37م:105م) كتب بالتفصيل (تاريخ اليهود) و (حروب اليهود) لم يشر إلى ذلك الحدث وكذلك المؤرخ جستس الطبرى.

بطرس والكنيسة والصخرة

تلاميذ السيد المسيح لم يذكروا هذا الحدث سواء فى سفر (أعمال الرسل) أو فى رسائلهم إلى الأقطار المختلفة. ألم يكن تلاميذ السيد المسيح أولى الناس لإستقبال وإستضافة هؤلاء القديسين؟ هل حدث عظيم مثل هذا لا يتحدث عنه سوى كاتب انجيل متى؟ إنجيل متى لم يذكر مصير هؤلاء القديسين ماذا فعلوا بعد ظهورهم فى شوارع أورشليم. هل عادوا إلى القبور ثانية؟ أم صعدوا إلى السماء؟ هل مازالوا أحياء إلى الآن؟ بطرس والكنيسة والصخرة يقول متى: وأنا أقول لك أيضاً أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها) 16: 18 إنفرد متى هنا بهذا الشرف الذى أولاه السيد المسيح للتلميذ بطرس بتأسيس (كنيسة المسيح) أى جماعة أو زمرة أتباع يسوع الناصرى. إنجيل متى هو الأنجيل الوحيد الذى وردت فيه كلمة الكنيسة على لسان السيد المسيح. (16 , 18) - (18 , 17). يرى الكثير من علماء الأناجيل أن هذه العبارة زجت فى الإنجيل بعد كتابته لأن كلمة (الكنيسة) لم تستعمل فى حياة (يسوع الناصرى) وابتداء إستخدامها كان بعد وفاة يسوع كما يتضح من سفر أعمال الرسل حيث ذكرت (28) مرة وفى رسائل بولس (58) مرة. الكلمة اليونانية إكليزيا ( Ekklesia) التى إستخدمها إنجيل متى وردت فى العهد القديم وكانت تترجم إلى محفل أو زمرة أو جماعة ( assemply) أو ( synagoge) ولكن تلاميذ (يسوع) بعد وفاته إبتدأوا إستعمال ( church) لوصف جماعاتهم داخل وخارج فلسطين بدلاً من (مجمع) المستعملة لليهود وكانت كنيسة أورشليم هى أولى الكنائس فى تاريخ المسيحية وكانت تتكون من (120) فردا منهم التلاميذ الأثنى عشروالمؤمنين به وتلاميذ يوحنا المعمدان وأمه مريم واخوته. إنفراد متى بالإشارة إلى (كنيسة بطرس) مثيرة للشك. كاتب إنجيل مرقس كان يعمل مترجماً للتلميذ بطرس ورفيقه فى رحلته التبشيريه إلى روما كما يقول يوسابيوس نقلاً عن الأب (بابياس). فكيف يخلو

الاقتباس من إنجيل مرقس

إنجيل مرقس من هذه البشارة التى تمجد التلميذ بطرس وهو يعتبر صاحب هذا الإنجيل. وكان يتزعم هذه الكنيسة (جيمس) الأخ الأكبر ليسوع حتى مقتله فى 62 م (بالعربية يعقوب). بولس كان يسميه (اخو المعلم) وأشار إليه متى (13: 55) ومرقس (6: 3). الاقتباس من إنجيل مرقس يشتمل إنجيل مرقس على 660 عبارة نجد منها 606 عبارة فى إنجيل متى , العبارات التى تجاهلها إنجيل متى يبدو أنه وجد فيها ما يقلل من شأن السيد المسيح أو تظهر بشريته وضعفه ومحدودية قدراته وهو ما يتناقض مع الهدف الذى وضعه. ما أهمله إنجيل متى من إنجيل مرقس: 1. مرقس: ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا أنه مختل) 3: 21 2. مرقس: لأنهم قالوا إن معه روحاً نجساً) 3: 30 3. مرقس: أليس هذا هو النجار إبن مريم) 6: 3 إنجيل مرقس إنفرد بالإشارة إلى مهنة (يسوع) وهى العمل بالنجارة مع زوج أمه (يوسف). قد يجد إنجيل متى أن هذه المهنة تتنافى مع كونه المسيح المنتظر.

عبارات تعكس الانفعالات البشرية

4. مرقس: وتبعه شاب لابساً إزاراً على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عرياناً) 14: 51 - 52 الأناجيل أشارت إلى هروب تلاميذ السيد المسيح وتخليهم عنه عند قدوم اليهود والجنود الرومان للقبض عليه , وهذا يعكس ضعف إيمانهم به وعدم إقتناعه برسالته , مرقس هنا ينفرد بذكر هذا الشاب الذى فضل أن يهرب عريانا على الدفاع ومناصرة معلمه (يسوع) عبارات تعكس الانفعالات البشرية: 5. مرقس: فنظر حوله إليهم بغضب حزيناً) 3: 5 6. مرقس: فلما رأى يسوع ذلك إغتاظ) 10: 14 7. مرقس: وتعجب من عدم إيمانهم) 6: 5 8. مرقس: فتنهد بروحه) 8: 9. مرقس: فقدموا إليه أعمى ... وضع يديه عليه وسأله هل أبصر شيئاً فتطلع وقال أبصر الناس كأشجار يمشون ثم وضع يديه أيضاً ... فعاد صحيحاً وأبصر كل إنسان جلياً) 8: 22 - 25 إنفرد مرقس بذكر تلك القصة وهى شفاء أعمى على يد يسوع لكن على مرحلتين وقد يعتبرها كاتب إنجيل متى تدل على محدودية قدرة يسوع وإمكانياته. ما اقتبسه إنجيل متى وقام بتعديله: 1. يقول مرقس: من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة) 9: 1 يقول متى: من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا إبن الإنسان آتياً فى ملكوته) 16: 28 هنا إنجيل متى يحذف (ملكوت الله) من نص مرقس والتى تشير إلى إنتشار الديانة المسيحية فى القرن الأول الميلادى ويضيف (إبن الإنسان) وهو لقب كان يطلقه على نفسه (يسوع).

هكذا يعلن إنجيل متى أن المجئ الثانى للسيد المسيح وعودته إلى الأرض سيحدث أثناء حياة بعض مستمعيه. ويحدد الهدف من عودته (يجازى كل واحد حسب عمله) متى 16: 27 مضى ما يقرب من 2000 عام على ذلك الوعد ولم يف السيد المسيح لمستمعيه به. هذا التعديل الذى أحدثه متى يفقده المصداقية وكان سبباً فى إلحاد الكثيرين كما يقول برتراند راسل Bertrend Russell ( فيلسوف بريطانى وعالم رياضيات) فى كتابه (لماذا أنا لست مسيحياً) ( why I am not Christian) . ويعلق على ذلك فولتير (فيلسوف فرنسى): لماذا لم يف يسوع بوعده؟ وما الذى أخره؟. 2. يقول مرقس: فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكى يجربوه فتنهد بروحه وقال لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية) مرقس 8: 11 يقول متى: ... نريد أن نرى منك أية فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبى , لأنه كما كان يونان النبى فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالى هكذا يكون إبن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال) 12: 38 - 40 هل ما أضافه إنجيل متى إلى نص إنجيل مرقس قاله يسوع فعلاً؟ ولماذا لم يسجله مرقس؟ أم هو من إفتراءات متى؟ إن ما أضافه متى يخلق مشكلة لأنه لا توجد مشابهة بين ما حدث للنبى يونان (يونس) فى بطن الحوت وما حدث ليسوع فى القبر. النبى يونان لم يمت فى بطن الحوت بل ظل حياً يصلى , ولكن الأناجيل تخبرنا أن يسوع مات على الصليب ونقل ميتاً إلى القبر. مكث يونان النبى فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالى , لكن (يسوع) رقد فى القبر يوماً كاملاً وهو السبت وليلتين فقط حيث دفن الجمعة ليلاً ويقال أنه قام من الموت فجر الأحد.

عملات برونزية وسهو متى

يقول ر. ت. فرانس أن العبارة رقم (40) التى أضافها متى يجب حذفها لأنها لا تتوافق مع الواقع. عملات برونزية وسهو متى: 3. يقول مرقس: ثم أن يهوذا الأسخريوطى واحد من الإثنى عشر مضى إلى رؤساء الكهنة ليسلمه إليهم , ولما سمعوا فرحوا ووعدوه أن يعطوه فضة) 14: 10 يقول متى: حينئذ ذهب واحد من الإثنى عشر الذى يدعى يهوذا الأسخريوطى إلى روساء الكهنة وقال ماذا تريدون أن تعطونى وأنا أسلمه إليكم فجعلوا له ثلاثين من الفضة) 26: 14 هنا إنجيل متى يضيف (ثلاثين) إلى نص مرقس ويتضح هدفه من الإضافة فى عبارته التالية (حينئذ تم ما قيل بإرميا النبى القائل وأخذوا الثلاثين من الفضة الثمن المثمن الذى ثمنوه من بنى إسرائيل) 27: 9 هكذا أضاف إنجيل متى كلمة (ثلاثين) إلى عبارة مرقس حتى تتطابق مع عبارة من (العهد القديم) ويصنع منها نبوءة من أنبياء بنى إسرائيل عن خيانة يهوذا. أولاً: العبارة التى يظن إنجيل متى أنها من سفر إرميا , تقع فى سفر زكريا صح 11: 12. ثانيا: خيانة يهوذا حدثت فى نهاية حياة يسوع أى بين 30 إلى 33 م ومن المعروف أن فى عهد الملك هيرودس ومن بعده أولاده لم يتداول اليهود عملات فضية وكانت العملات البرونزية هى المستعملة حتى ثورة اليهود 65 م حيث تم إستخدام فضة الهيكل لصك النقود. الجحش والأتان وإضافة متى 4. يقول مرقس: أرسل إثنين من تلاميذه وقال لهما إذهبا إلى القرية التى أمامكما فللوقت وأنتما داخلان إليها تجدان جحشاً مربوطاً لم يجلس عليه أحد فحلاه وأتيا به) 11: 2 يقول متى: أرسل يسوع تلميذين قائلاً لهما إذهبا إلى القرية التى أمامكما فالوقت تجدان أتانا مربوطة وجحشاً معها فحلاهما وأتيانى بهما) 21: 2

اقتباس الخطأ

الأتان: أنثى الحمار هنا إنجيل متى يضيف (الأتان) إلى رواية مرقس ونتساءل لماذا؟ لقد وجد كاتب إنجيل متى عبارة فى سفر زكريا تقول (إبتهجى جداً يا إبنة صهيون , إهتفى يا بنت أورشليم. هو ذا ملكك يأتى إليك وهوعادل ومنصور وديع وراكب على حمار وجحش إبن أتان) زكريا 9: 9 فإضافة (الأتان) ليحدث تطابق بين نص مرقس ونص زكريا ويصنع نبوءة من النبى زكريا عن دخول المسيح إلى أورشليم. اقتباس الخطأ يقول مرقس: فدخلت للوقت بسرعة إلى الملك وطلبت قائلة أريد أن تعطينى حالاً رأس يوحنا المعمدان على طبق , فحزن الملك جداً.) 6: 25 , 26 يقول متى: إذ كانت قد تلقنت من أمها قالت أعطنى ههنا على طبق رأس يوحنا المعمدان فاغتم الملك) 14: 9 هنا يخطأ مرقس بدعوة هيرودس أنتيباس (ملكاً) لأنه لم يكن إلا أمير فقط , حيث إنقسمت مملكة هيرودس الكبير بعد موته إلى أربعة إمارات وحمل كل حاكم لقب (أمير ربع). إنجيل متى إقتبس النص بخطئه ولم ينتبه إليه. ومن الغريب أن إنجيل متى فى نفس الإصحاح يتحدث عن هيرودس أنتيباس ويدعوه بلقبه الصحيح (فى ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع) صح 14: 1 الاقتباس مع تجنب الخطأ: مرقس يقول: فقال لهم أما قرأتم قط ما فعله داود حين إحتاج وجاع هو والذين معه. كيف دخل بيت الله فى أيام أبياثار رئيس الكهنة وأكل خبز التقدمة. يقول متى: فقال لهم أما قرأتم ما فعله داود حين جاع هو والذين معه كيف دخل بيت الله وأكل خبز التقدمة الذى لم يحل أكله له ولا الذين معه.) 12: 2 وبالرجوع إلى (صموئيل الأول) نجد أن إنجيل مرقس أخطأ فى إسم رئيس الكهنة الذى حدثت فى عهده تلك الواقعة والصواب (أخيمالك) وقد تجنب إنجيل متى هذا الخطأ عند إقتباسه هذا النص بعدم ذكره إسم رئيس الكهنة.

يقول مرقس: وجاءوا إلى عبر البحر إلى كورة الجدريين ولما خرج من السفينة للوقت إستقبله من القبور إنسان به روح نجس ... وكان هناك عند الجبال قطيع كبير من الخنازير يرعى. فطلب إليه كل الشياطين قائلين أرسلنا إلى الخنازير ... فخرجت الأرواح النجسة ودخلت الخنازير , فاندفع القطيع من على الجرف إلى البحر.) 5: 1 - 13 إقتبس إنجيل متى هذه القصة (8: 28) ولكن وجد أن مدينة (جدرا) لا تصلح لحدوث تلك المعجزة لأنها تبعد 6 (ستة) أميال عن بحر الجليل (بحيرة طبرية) فذكر مدينة (جرجسا) التى كانت تقع على الشاطئ مباشرة فقال: ولما جاء إلى العبر إلى كورة (الجرجسيين) يقول مرقس: فأيقظوه وقالوا له يا معلم أما يهمك أننا نهلك) 4: 38 متى: وأيقظوه قائلين يا سيد نجنا فإننا نهلك) 8: 25 إنجيل متى حذف (أما يهمك) من نص مرقس ربما وجد فيها تأنيب ليسوع من تلاميذه. يقول مرقس: فتحنن يسوع ومد يده ولمسه) 1: 41 متى: فمد يسوع يده ولمسه) 8: 3 يقول مرقس: أعطوهم أنتم ليأكلوا , فقالوا له أنمضى ونبتاع خبزاً بمئتى دينار ونعطيهم ليأكلوا) 6: 37 متى: أعطوهم أنتم ليأكلوا , فقالوا له ليس عندنا ههنا إلا خمسة أرغفة) 14: 16 , 17 إنجيل متى حذف وأهمل العبارة التى تحمل سخرية وتهكم التلاميذ على ما طلبه يسوع منهم. يقول مرقس: وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين فى السماء ولا الإبن إلا الأب) 13: 32 متى: وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبى وحده) 24: 36 قام كاتب إنجيل متى بحذف (ولا الإبن) لينفى جهله بيوم البعث.

الاقتباس مع المبالغة

يقول الأب (أوريجين) Origen فى كتابه Commentary on Mathew عند قراءة مخطوطات الأناجيل فضلت مدينة (جرجسا) على (جدرا) مكاناً لمعجزة إخراج الأرواح (الشياطين) وإحلالها فى الخنازير إنجيل متى (8: 28). بهذا لا نعرف التصحيح هل قام به كاتب إنجيل متى (عام 85 م) أم الأب (أوريجين) 185: 254 م. يقول (كونيبير) أستاذ الأديان بأوكسوفورد فى كتابه (تاريخ نقد العهد الجديد) لاحظ أن الأب أوريجين أعطى لنفسه سلطة الإضافة والحذف فى مخطوطات الأناجيل. حيث يقول وجدت فى إنجيل متى (27: 17) مجرم يدعى (يسوع باراباس) فضل اليهود إطلاق سراحه وأصروا على صلب (يسوع الناصرى). فقررت حذف يسوع ليصبح باراباس فقط لأنه لايصلح أن يكون مجرماً يحمل إسم السيد المسيح نفسه. لكن النسخة الأنجليزية المنقحة للكتاب المقدس أعادت النص إلى أصله: ( There was then in Custody man of some notoriety, called Jesus Barappas ... pilate said to them, which would you like me to release to you _ Jesus Barappas or Jesus called Messiah? الاقتباس مع المبالغة: يقول مرقس: فشفى كثيرين كانوا مرضى) 1: 34 متى: فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم) 8: 16 يقول مرقس: لأنه كان قد شفى كثيرين) 3: 18 متى: وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً) 12: 15 يقول مرقس: ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة) 6: 5 قوة تعنى معجزة متى: ولم يصنع هناك قوات كثيرة) 13: 58 إنجيل متى يستبدل (كثيرين) (بجميع) لإظهار قدرة يسوع المطلقة واللامحدودة فكلمة كثيرين تعنى أن هناك من تم شفاؤه ولكن يوجد من إستعصى مرضه على يسوع ولم يتم شفاؤه وإن كانوا قلة.

الاقتباس من نصوص العهد القديم

الاقتباس من نصوص العهد القديم عدم الأمانة العلمية عند النقل والاقتباس: كاتب إنجيل متى كان مغرماً بالبحث والتنقيب فى نصوص العهد القديم (التوراة والأنبياء) واضعاً نصب عينيه هدفاً مسبقاً ألا وهو إثبات أن يسوع الناصرى هو المسيح المنتظر وأن أنبياء بنى إسرائيل تنبأوا بمجيئه منذ مئات السنين. وجود هدف مسبق عند البحث أو كتابة الإنجيل دفع القديس متى إلى الحذف والبتر فى النصوص التى إقتبسها حتى تلائم الأحداث التى زج فيها تلك العبارات على سبيل المثال: 1) فى سفر النبى هوشع (1: 11): من الوضح أن هوشع يشير إلى خروج بنى إسرائيل من مصر , لكن إنجيل متى بعد الإقتطاع من النص يدعى أن المقصود هو خروج يسوع من مصر!! 2) سفر النبى إرميا (31: 15) النبى إرميا يصف الصراخ والبكاء والعويل على الأسرى من اليهود عام 587 ق. م فى بابل (العراقية) وكاتب إنجيل متى يحذف ويبتر النص ويدعى أن هذا الصراخ والبكاء على أطفال قرية بيت لحم الذين قتلوا على يد الملك هيرودس كما يزعم فى عام الميلاد. 3) سفر إشعياء (7: 14) ( A) رغم أن كاتب إنجيل متى (يهودى) ولا شك أنه إطلع على النص العبرى لسفر إشعياء والعبارة (7: 14) التى تحتوى على كلمة: ( Ha Almah) وترجمتها young woman أى المرأة الشابة أو اليافعة وهى مذكر Elem أى الرجل البالغ: لذلك فهذه الكلمة تدل على العمر ولا تشير إلى العذرية أو الطهارة من الجنس. إنجيل متى فضل النص اليونانى الذى يحتوى على كلمة ( parthenos) وترجمتها Virgin أى عذراء رغم معرفته أن هذه الكلمة اليونانية ليست المقابلة للكلمة العبرية ( Almah) وأن ذلك خطأ فى الترجمة السبعينية.

( B) نبوءة أشعياء هنا فى (7: 14) قد تحققت فعلاً بعد 3 سنوات والملكين (رصين) و (فقح) الذين أشار إليهما فى العبارة (16) قد دمرت بلديهما على يد الأشوريين كما تنبأ أشعياء طبقاً للجدول الزمنى الذى أشار إليه. ( C) يقول إنجيل متى (1: 21) أن ملاك الرب أمر يوسف النجار أن يسمى الوليد (بيسوع) وليس (عمانويل) ولم يحدث طوال حياة يسوع أن دعاه أحد بإسم عمانويل. 4) يقول النبى ميخا (5: 2): طبقاً للترجمة السبعينية اليونانية: أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكونى بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطاً على إسرائيل). ميخا طبقاً للنص العبرى: أما أنت يا إفراته بيت لحم , وأنت صغيرة أن تكونى بين عشائر يهوذا فمنك يخرج حاكما لإسرائيل. يقول متى: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعب إسرائيل. إفراتة: إسم عشيرة الملك داود وكانت تقيم فى بيت لحم. يقول ميخا رغم أن عشيرة إفراتة صغيرة بين عشائر يهوذا سيخرج منها حاكما لإسرائيل أى أنه يجب أن يكون من نسل داود. إنجيل متى فشل فى إثبات أن يسوع من نسل داود حيث أنه 1) ذكر سلسة نسب تخص زوج أمه (يوسف النجار) الذى ليس له دخل فى إنجابه. 2) يسوع الناصرى ليس له أب بيولوجى ووارث كرسى الملك داود يجب أن يكون طبقاً للتسلسل الذكرى وليس الأنثوى 3) سلسة النسب الخاصة بيوسف النجار تشتمل على الملك يكنيا (الملعون) والمحروم هو ونسله من وراثة عرش داود طبقاً لإرميا. إنجيل متى حذف (إفراتة) وعشائر يهوذا الموجودة فى كل من النسخة العبرية واليونانية

لماذا حذف متى (إسم عشيرة الملك داود) إفراتة؟ إنجيل متى بحذفه (إفراتة) من نص النبى ميخا أصبحت النبوءة تشير إلى أن مجرد الميلاد فى بيت لحم سيجعل من يسوع وارثا لعرش داود بغض النظر عن كونه من نسل داود أم لا. تاريخ النصوص المقتبسة: إقتبس إنجيل متى عبارات من سفر النبى إشعياء الذى يعود تاريخ تحريره إلى عام 635 ق. م ومن مزامير النبى (داود): 1040 إلى 970 ق. م ومن توراة (موسى) (سفر التكوين - الخروج - اللاويين - عدد - التثنية) 1391 إلى 1271 ق. م. ومن سفر (هوشع) القرن الثامن قبل الميلاد. ومن سفر (ملاخى) 420 ق. م. ومن سفر النبى (ذكريا) بدأ نبوته 520 ق. م. ومن سفر النبى (ميخا) 735 إلى 710 ق. م. ومن سفر النبى (إرميا) 626 إلى 587 ق. م. ومن سفر (صموئيل) 2007 ق. م آخر القضاة وأول الأنبياء. ومن سفر النبى (أيوب) 1400 ق. م. ومن سفر (دانيال) أسر فى بابل 587 ق. م. ... هكذا قام انجيل متى بإقتباس نصوص أنبياء بنى إسرائيل ليصنع منها نبؤات تنطبق علي يسوع الناصرى سنفترض جدلا ان كل النبؤات الواردة فى العهد القديم تخص شخص يسوع. فهل أصبح يسوع ملكا لليهود وجلس على عرش جده داود ولو ساعة واحدة؟ هل حرر أبناء شعبه اليهود من ألإستعمار الرومانى؟ ماذا كانت محصلة رسالة يسوع التى إستغرقت 3سنوات وعدة أشهر؟ والجواب هو 120مؤمنا به فقط كما يذكر سفر أعمال الرسل. هل نجح فى مهمته؟ سلام عليه يوم مولده ويوم موته ويوم يبعث حيا

§1/1